ومعانيه واضحة سهلة، بعيدة عن العمق والتكلف خالية من الصور الفلسفية، ولكن الروح الدينية، تعمُّ معاني الخطبة، فنلحظ تأثر طارق بأفكار القرآن الكريم والحديث الشريف، ولاسيما حين يتحدث عن الأثر النفسي للتقاعس واحتمال تجرؤ العدو عليهم بعد جبنه أمامهم، ثم حين يغريهم بالألذ والأرفه بعد الأشق القليل، وكأنَّه يقيس تلك المكافأة الدنيوية على العمل الطيب بمكافأة الآخرة على الدنيا (40).
8 ـ خلاصة:
في ختام حديثنا عن تحليل الخطبة، يجدر بنا أنْ نسجل الملاحظات الآتية:
أ ـ إنَّ مجمل الروايات العربية والإسلامية، قد أشادت بهذه الخطبة، ونوَّهت بما كان لها من أثر في إذكاء شجاعة الجند، وتَمتين الثقة في نفوسهم لتحقيق الانتصار والظفر بِهذه الجزيرة (41).
ب ـ تفكير طارق من خلال هذه الخطبة تفكير سليم، فهو يجيد التعليل والتدليل، ويحسن تقديم الحجج والبراهين.
ج ـ له ذكاء متوقدٌ، يسبرُ أغوار النفس البشرية، ويعرفُ ما يدور في أذهان المستمعين، فيخاطبهم حسب عقولهم.
د ـ له مخيلةٌ نشيطةٌ، وإحساسٌ مرهفٌ، فمخيلته تُجسّمُ الأفكار، وتصنع الخطط، وتصوّر المواقف، وإحساسُه يتلقى التأثيرات ويعكسُها لجنُودهِ، وما فعله مع جنوده حين جعل نفسه مثالاً حياً يتقدم صفوف المجاهدين يذكرنا بالقول المأثور: "إذا أردت أن تبكيني فابدأ أنت بالبكاء".
هـ ـ وكانت ثقتهُ في نفسه وفي جيشه كبيرةً، وكان جريئاً في آرائه، رابط الجأش في موقفه.
و ـ كما كان صادقاً مع جنوده لا يراوغ ولا يخاذل.
ز ـ وتعدّ هذه الخطبة، أوّل ريح معطرة بالبلاغة تَهبُّ على أرض الأندلس (42).
ح ـ وقد التزم فيها بلازمة الخطبة (أيها الناس)، كما التزم بالإيجاز، إذ لا إطناب، لأنَّ الظرف غير مناسب لذلك والإيجاز يطلب في ثلاث حالات (الحروب، والتهنئة، والتوصية).
ط ـ وجملة القول: إنَّ خطبة طارق بن زياد، في مجملها جيدة من حيث قيمتها الفنية، وهي تدل على رسوخ ملكة البيان في القواد وخبرتِهم بالقيادة ونفوس الجند (43).
ثالثاً: خطبة طارق بين الشك واليقين
تمهيد:
لقد اختلف الدارسون بشأن هذه الخطبة وبشأن الأبيات التي قالها طارق بن زياد في الفتح، وأوردها المقري في النفح نقلاً عن الحجاري في "المسهب" وابن اليسع في "المغرب" (44)، فاختلفوا في نسبة هذين النصين إليه، فوقف بعض الباحثين وقفة شك في نسبة الشعر والخطبة إليه وأثبتهما له باحثون آخرون، وسنتناول آراء هؤلاء وهؤلاء في هذه الخطبة ونسبتها إلى طارق، ثم نبين بطلان هذا الشك.
1 ـ الشاكون في الخطبة:
لقد شك بعض المؤرخين في صحة هذه الخطبة ونسبتها إلى طارق، ويبدو أنَّ هذا الشك جاء أولاً من بعض المستشرقين الذين يشك في نياتِهم (45) (لأن "الاستشراق" و"الاستعمار" و"التبشير" ثلاثة أسماء لشيء واحد)، ثم حذا حذوهم بعض مؤرخي العرب، فشكوا هم بدورهم في نسبة الخطبة، ومن هؤلاء الدارسين الشاكين: الدكتور أحمد هيكل (46) والدكتور عمر الدقاق (47)، والأستاذ محمد بن تاويت والدكتور محمد الصادق العفيفي (48) والأستاذ محمد عبد الله عنان (49)، والأستاذ محمد حسن كجة (50)، والدكتور عمر فروخ (51)، والدكتور أحمد بسام الساعي (52) والدكتور سوادي عبد محمد (53)، والدكتور عبد الرحمن الحجي (54)، وغيرهم. غير أنه يكاد يكون الدكتور أحمد هيكل في كتابه (الأدب الأندلسي من الفتح إلى سقوط الخلافة) هو الأصل لمعظم الدراسات التي ظهرت بعده في هذا الموضوع، وعليه اعتمد الدارسون الآخرون حيث نقلوا كلامه بتصرف، ولهذا سنورد رأيه دون الالتفات إلى آراء الآخرين.
2 ـ أسباب الشك.
يرتاب الدكتور أحمد هيكل ومن حذا حذوه في نسبة الخطبة إلى فاتح الأندلس، ويرون أن نسبتها إليه يحف بها كثير من الشك، وذلك لعدة أسباب منها:
أ ـ أن طارق بن زياد كان بربرياً مولى لموسى بن نصير، وكان أول عهده بالإسلام والعربية عام تسعة وثمانين للهجرة (89هـ/ 707م)، وهو العام الذي استولى فيه موسى بن نصير على بلاد المغرب، فلا يعقل أن يكون طارق قد اكتسب في هذه السنوات الثلاث اللسان العربي الفصيح والملكة البلاغية الرفيعة التي تؤهله لإلقاء مثل هذه الخطبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/73)
ب ـ ومن أسباب هذا الشك أنَّ المصادر الأولى التي سجلت حوادث الفتح، قد خلت تَماماً من أيّ حديث عن هذه الخطبة، ولم يرد ذكرها إلاّ في بعض المصادر المتأخرة كثيراً عن فترة الفتح، كنفح الطيب للمقري.
ج ـ ومن أسباب الشك أيضاً أسلوب الخطبة الذي لم يكن معروفاً في تلك الفترة، فالسجع والمحسنات البديعية، قد عاشت في عصر متأخر كثيراً عن أواخر القرن الأول الهجري ..
د ـ أمّا "العربان" الذين ذكرهم طارق في خطبته "وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك من الأبطال عرباناً"، فلم يكونوا في حقيقة الأمر، وحسب المصادر التاريخية الموثوقة "عُرباناً"، بل كان معظم أفراد جيش طارق من برابرة المغرب (55).
3 ـ بُطلان هذه الأسباب بالدليل العقلي:
يبدو في كلام الدكتور أحمد هيكل ومن سار في فلكه مبالغة واضحة، ونحن نختلف معهم فيما ذهبوا إليه، ونرد عليهم بالحجة فيما يأتي:
أ ـ بالنسبة إلى السبب الأول، المتعلق بكون طارق بن زياد حديث عهد بالإسلام والعربية، وأنَّه لا يستطيع الخطابة بلغة هو حديث عهد بِها.
يبدو أنَّ الذين رأوا هذا الرأي لم يدققوا النظر في حياة الرجل الذي كان على صلة بالعروبة والإسلام منذ حداثته، فقد ذكر لهُ ابن عذاري أبوين في الإسلام (طارق بن زياد بن عبد الله) (56)، وأغلب الظن أنَّه ليس هو الذي أسلم أوّلاً، بل والده وجدُّه الذي يكون قد سُبيَ في إحدى حملات الفتح الأولى وأخذ إلى (مصر) أو (الشام)، وهناك في ديار الإسلام نشأ طارقُ مسلماً، فأحسن العربية مع الاحتفاظ بلهجة أجداده البربرية، ثم جُنِّد بعد ذلك في إحدى حملات موسى بن نصير، وجاء مَعَهُ إلى المغرب (57).
ولهذا يكون طارق قد أجاد العربية في المشرق، وبلغ من الفصاحة والبلاغة درجة عالية جعلته ينظم الشعر ويلقي الخطب. وإذن فطارق ليس حديث عهد بالإسلام والعربية، ولابد أنَّ نعيد النظر في هذه المسألة.
ب ـ وأمّا بالنسبة إلى إهمال المصادر القديمة لهذه الخطبة، وظهورها في كُتُبِ المؤرخين والأدباء المتأخرين، على حدّ زعمهم، فهذا الأمر لا ينهض دليلاً على رفضها، لاسيما ونحن نعرف أنَّ ما وصلنا مِنْ هذه المصادر قليل جدّاً، وأنَّ ما وصلنا فيها من أخبار ونصوص ليس غير جزء ضئيل مما كنّا ننتظر، وما زلنا ننتظر أنْ يصلنا يوم يُكشَفُ النّقابُ فيه عن تراثنا الدفين ثم إنَّ القول بإهمال المصادر القديمة لهذه الخطبة قولٌ مبالغ فيه، فقد فات الدكتور أحمد هيكل والأستاذ عبد الله عنان ومن حذا حذوهما أن يطلعوا على كتُب كثيرة ألفتْ قبل "نفح الطيب" ورَدَتْ فيها هذه الخطبة بنصوص متشابهة حيناً، ومختلفة حيناً آخر (58)، وهي:
1 ـ تاريخ عبد الملك بن حبيب (59) المتوفى سنة 238هـ.
2 ـ الإمامة والسياسة المنسوب لابن قتيبة (60)، المتوفى سنة 276 هـ.
3 ـ سراج الملوك للطرطوشي (61)، المتوفى سنة 520هـ.
4 ـ ريحان الألباب وريعان الشباب في مراتب الآداب لأبي محمد عبد الله المواعيني الإشبيلي (62)، عاش في عصر الموحدين.
5 ـ وفيات الأعيان لابن خلكان (63)، المتوفى سنة 681هـ.
6 ـ تحفة الأنفْس وشعار أهل الأندلس لعلي بن عبد الرحمن بن هذيل (64)، عاش في القرن الثامن الهجري.
7 ـ أمّا صاحب نفح الطيب (65)، فقد توفي سنة 1041 هـ.
وإذن، فقد وردت هذه الخطبة المنسوبة إلى طارق في مصادر قديمة، مشرقية ومغربية، دون أن يتفطَّن إليها هؤلاء الشاكون، ولم يكن صاحب نفح الطيب أوّل من أوردها، على حدّ زعمهم. ونعتقد أنَّ هذا الوهم ناتج عن عدم التمحيص والتدقيق أثناء الدراسة، والاكتفاء بنقل الأحكام الجاهزة دون التأكد من صحتها أو خطئها، ودون إجهاد النفس بالعودة إلى المصادر القديمة للتوثق من صحة تلك الأحكام.
ج ـ أمّا بالنسبة لأسلوب الخطبة الذي لم يكن معروفاً في تلك الفترة، فالسجع والمحسنات البديعية، قد عاشت في عصر متأخر عن أواخر القرن الأول الهجري على حدّ رأيهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/74)
لقد أشرنا إلى هذه المسألة عند حديثنا عن الأسلوب، وبيّنا بطلان هذا الزعم، فأسلوب الخطبة هو أسلوب الخطابة في ذلك العصر، بشكل عام، يمتاز بالقوة والجزالة، وهو فوق ذلك بعيد عن المحسنات البديعية الممقوتة، ما عدا الفقرة الشاذة التي يغري فيها طارق جنوده بفتيات الأندلس. فهي ليست من إنشاء طارق، وإنما أضافها بعض المستشرقين الحاقدين على الإسلام والمسلمين لتشويه التاريخ الإسلامي المجيد بجوانبه المتعددة، فالجيوش الإسلامية لم تكن تغزو من أجل الغنائم وإنما كانت تغزو في سبيل فكرة وعقيدة وقد سبقت الإشارة إلى ذلك.
ولذا، فلا يمكن أنْ نظنَّ ـ كما ظنَّ هؤلاء الشاكون ـ لأنَّ هذه الفقرة وسائر فقرات الخطبة أجزاء من عمل أدبي واحد، فالفارق واضح في الأسلوب، وفي المعاني، وفي مخالفتها لحقائق تاريخية أحياناً، كإقحام كلمة "اليونان" في الفقرة المضافة ...
د ـ أمَّا الرد الرابع، فيتعلّقُ بكلمة (عربان)، فقد وردت في بعض النسخ بالزاي المعجمة (عزبان: جمع عزب)، وعلى هذا الوجه ينتفي الشك الذي استندوا إليه، لأنَّ معظم أفراد جَيْشيه الذي جهّز به حملته كان من برابرة المغرب (66).
4 ـ المثبتون للخطبة:
وإذا كان بعضُ الدّارسين قد شكّوا في صحة هذه الخطبة ونسبتها إلى طارق ـ كما رأينا ـ انطلاقاً من حجج نراها واهية، وفندناها، فإنَّ هناك باحثين آخرين رَدوا على من شك في صحتها، وتصدُّوا لإثبات صحتها ونسبتها، ومن هؤلاء الدارسين أستاذنا الدكتور عبد السلام الهراس الذي "أورد نصوص خطبة طارق من المصادر المختلفة التي أحصاها، وهي: نص ابن خلكان ـ نص الإمامة والسياسة ـ نص تحفة الأنفس لابن هذيل ـ نص ريحانة الألباب للمواعيني ـ نص عبد الملك بن حبيب ـ نص الطرطوشي ـ نص نفح الطيب وهو المعروف المتداول، وقارن بينها، واستخلص منها ثلاث صور للنص مختلفة بعض الاختلاف ولا سيما في الصياغة هي:
أ ـ نص الإمامة والسياسة.
ب ـ نص ابن خلكان ونفح الطيب.
ج ـ نص ابن هذيل، وهو يجمع بين النصين السابقين.
وتوصل من خلال دراسته لهذه النصوص إلى إثبات صحتها" (67). كما أثبتها الأستاذ عبد الله كنون (68)، والعلامة شكيب أرسلان (69)، والأستاذان: محمد الطيب وإبراهيم يوسف (70)، والدكتور علي لغزيوي (71) والدكتور عباس الجراري الذي تناول نص الخطبة على أساس أنَها من الأدب المغربي "وأورد نصوصها من المصادر السابقة، وانتهى إلى إثباتِها مع الإشارة إلى بعض الشك حولها بسبب اختلاف النصوص، ولكنّه يرجّح أنَّها ليست من إنشاء طارق، وإنما كتبت له ليلقيها في الجيش" (72) وقد تناول السمات الفنية للخطابة في هذا العصر، فوازن بين خطب الأمويين بالمشرق وخطبة طارق من الناحية الفنية، وتوصل إلى النتائج نفسها المشار إليها آنفاً (73).
5 ـ فذلكة:
وعلى الرغم من إشادة بعض الروايات العربية الإسلامية بهذه الخطبة، وتنويهها بما كان لها من أثر في إذكاء شجاعة الجند، وتَمتين الثقة بأنفسهم لِتحقيق الانتصار والظفر بفتح هذه البلاد ونشر الإسلام في ربوعها، فإنّ بعض الدارسين ارتابوا في نسبتها إلى فاتح الأندلس، وقدّموا حججاً واهية. وقد تبين من خلال هذا العرض بطلان تلك الحجج والآراء التي تشكك في صحة هذه الخطبة ونسبتها إلى طارق، وتبين أيضاً أنّ هذا الشك جاء أوّلاً من بعض المستشرقين الذين يشك في نياتِهم، وقد كشفتُ عن بعض ما يرمي إليه الشك، والهدف الذي يسعى إليه "الاستشراق" و"التبشير" و"الاستعمار" من بث مثل هذه الأفكار السامة. وأخوَفُ ما يُخَافُ أن يأتي يومٌ يشك فيه في الفتح، وفي الوجود العربي الإسلامي الذي دام ثمانية قرون بالأندلس، وأنْ تُصبحَ شخصيةُ طارق أسطورة، وعبورُهُ العظيم للبحر، وانتصاره على ملوك الأندلس وفتحه الطريق للمسلمين نحو قلب أوربة أسطورة ... لهذا كله، نحن لا نشكُّ في صحة الخطبة ونسبتها إلى طارق، ولا في حادثة إحراق السفن، وإن شك فيهما كثير من الناس، ونرى أنَّ نسبة الخطبة إليه ثابتة، وإن كان اختلاف النصوص في المصادر القديمة يدعو إلى الاعتقاد بأنَّ الخطبة قد أدخلت عليها تعديلات وإضافات من قبل الأجيال اللاحقة حتى انتهت إلى الشكل الذي هي عليه الآن، بل الراجح أنَّ طارقاً لابد أنْ يكون قد خطب في جنوده خطبة أثارت حماسهم، هي من أروع ما سجّله الرواة، خطبة تنبع من قلب قائد عظيم يقاتل في سبيل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/75)
الله.
ولكننا نظنّ أنّه ألقاها بأسلوب مبسط، مع ترجمة إلى اللهجة القبائلية (كما يفعل بعض الخطباء اليوم)، لأنّها وجهت إلى جنود معظمهم من البربر، لم تكن لغتهم العربية قد وصلت إلى مستوى عال مما عليه الخطبة فهم حديثو العهد بالإسلام والعربية، ولاسيما أنَّ العربية هي أبطأ في الانتشار من الإسلام (74).
المصادر والمراجع
ـ الأدب العربي وتاريخه: د. محمد محمد خليفة وزكي سويلم ـ القاهرة 1987م.
ـ تاريخ افتتاح الأندلس: ابن القوطيه.
ـ أبناء العرب في الأندلس وعصر الانبعاث: بطرس البستاني. بيروت، دار مارون عبود.
ـ البيان المغربي: في أخبار الأندلس والمغرب. ابن عذارى المردكش ـ ليدن 1948م.
ـ نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب: حمد بن محمد المقري التلمساني: تحقيق: إحسان عباس ـ بيروت ـ دار صادر 1988. ونسخه المطبعة الأزهرية ـ القاهرة 1302هـ.
ـ طارق بن زياد: د. سوادي عبد محمد ـ بغداد 1988م.
ـ الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه: د. عباس الجراري ـ الرباط 1979م ـ مكتبة المعارف.
ـ أدب السياسة والحرب في الأندلس: علي الغزيوي ـ الرباط ـ مكتبة المعارف 1987م.
ـ تاريخ الأدب والنصوص: محمد الطيب عبد النافع وإبراهيم يوسف.
ـ ملامح الشعر الأندلسي: محمد الطيب عبد النافع وإبراهيم يوسف.
ـ الأدب الأندلسي من الفتح إلى سقوط الأندلس: محمد الطيب عبد الناظم.
ـ الموجز في الأدب العربي وتاريخه: وضع لجنة من الأساتذة في الأقطار العربية. دار المعارف ـ القاهرة.
ـ تاريخ المسلمين: د. عبد العزيز سالم.
ـ خطبة طارق بن زياد وهل قالها حقاً: مجلة العربي (عدد إبريل رقم 293 ـ عام 1983م.
ـ مائة من أوائل تراثنا: د. سهيل زكار.
ـ وفيات الأعيان ـ ابن خلكان ـ دار الثقافة ـ بيروت.
* كلية الآداب، جامعة عنابة (الجزائر).
(1) د. محمد خليفة وزكي سويلم: الأدب العربي وتاريخه، ص: 107.
(2) ابن القوطية: تاريخ افتتاح الأندلس، ص: 19 وما بعدها.
(3) وقعت معركة بلاط الشهداء في سهول بواتيه وعلى بعد نحو 250 كيلو متراً من باريس جنوباً.
(4) انظر: بطرس البستاني: أدباء العرب في الأندلس و عصر الانبعاث، ص: 16.
(5) انظر: أخبار مجموعة، ص: 19 وما بعدها. وابن القوطية تاريخ افتتاح الأندلس، ص: 19. وما بعدها. وابن عذاري: البيان المغربي، ج2، ص: 4 وما بعدها.
(6) هؤلاء الأدباء هم: أبو الخطار حسام بن ضرار الكلبي، وجعونة بن الصمة الكلابي، وطارق بن زياد وغيرهم.
(7) انظر المقري: نَفح الطيب، مج1، ص: 265.
(8) ابن عذاري: المصدر السابق، ج2، ص: 4 وما بعدها. وابن القوطية: المصدر السابق، ص: 28 وما بعدها.
(9) انظر المقري: المرجع السابق، مج1، ص: 240.
(10) انظر تحفة الأنفس وشعار أهل الأندلس (النسخة المخطوطة التي نشرها مصورة لويس مرسييه في باريس، سنة 1932، ص: 70 ـ 71، نقلاً عن د. سوادي عبد محمد: طارق بن زياد، ص: 84، بغداد 1988).
(11) نشر جزءاً من الكتاب الدكتور محمود مكي في صحيفة معهد الدراسات الإسلامية بمدريد، العدد 5، ص: 222 نقلاً عن الدكتور عبد الرحمن علي الحجي في كتابه: التاريخ الأندلسي، ص: 59.
(12) انظر: ج2، ص: 106 ـ 107، طبعه موفم للنشر، الجزائر، 1989.
(13) انظر: ص: 154، نقلاً عن الدكتور عباس الجراري في كتابه: الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه، ص: 66 ـ 67.
(14) مخطوط بالخزانة الحسنية بالرباط رقم 2647. نقلاً عن د. عباس الجراري: المرجع السابق، ص: 61.
(15) انظر: مج5، ص: 321 ـ 332، ط. دار الثقافة، بيروت.
(16) انظر: ابن هذيل، المرجع السابق، ص: 70 ـ 71.
(17) المقري: نفح الطيب، مج1، ص: 240 ـ 241.
(18) د. سوادي عبد محمد: المرجع السابق، ص: 85 ـ 86.
(19) انظر المقري: نفح الطيب (تحقيق إحسان عباس)، مج1، ص: 240 ـ 241.
(20) الوزر: الملجأ والمعتصم والمراد به هنا السلاح.
(21) ذهبت ريحكم: ذهبت قوتكم من قوله تعالى: (وَلاَتَنَازَعُوا فتفشَلُوا وتَذهَبَ ريحُكُم واصبُروا (سورة الأنفال، الآية: 46.
(22) المناجزة: المقاتلة والقضاء على الخصم.
(23) بنجوة: بمنجاة، بخلاص والأصل في النَّجوة: المكان المرتفع.
(24) زيادة من ابن خلكان.
(25) العقيان: الذهب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/76)
(26) عُرباناً: وردت في بعض النّسخ بالزاي المعجمة (عزبان: جمع أعزب كأعمى وعميان، أو جمع عازب: كصاحب وصحبان، أو جمع عَزِيب: كشجيع وشجعان: وهو الذي لم يتزوج، ويبدو أنَّ هذه الرواية هي الصحيحة بدليل قوله بعد ذلك "ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهارا وأختانا".
(27) أختانا: جمع مفرده ختن بالتحريك: وهي الصهر وكل مّنْ كان مِنْ قِبَل المرأة كالأب والأخ والعم وكزوج البنت أو زوج الأخت ومن كان من قبل المرأة جميعهم أختان، ومن قبل الزوج أحماء.
(28) ارتياحكم للطعان: رضاكم بالقتال، ارتاح إلى الشيء: رضى به وقبله.
(29) انظر الدكتور محمد خليفة وزكي سويلم: الأدب العربي وتاريخه، ص: 104.
(30) انظر: المقري: المرجع السابق، مج1، ص: 265، ذكر أنَّ الأبيات الثلاثة من قصيدة، وهذا يعني أن أصلها أطول من ذلك.
(31) علي لغزيوي: أدب السياسة والحرب في الأندلس، ص: 412.
(32) الموجز في الأدب العربي وتاريخه، وضع لجنة من الأساتذة بالأقطار العربية، ص: 157.
(33) واقعة إحراق السفن المنسوبة إلى طارق بن زياد لم تحظ بالتحقيق والعناية، وقد اختلف المؤرخون حولها بين الظن واليقين، وأوّل من ذكر هذه القصة هو أبو عبد الله محمد الإدريسي (560هـ) صاحب كتاب "نزهة المشتاق"، إذ يقول: "لمّا جاز طارق بِمن معه من البرابر، وتحصنوا بِهذا الجبل أحسَّ في نفسه أنَّ العرب لا تثق به فأراد أن يزيح ذلك عنه، فأمر بإحراق المراكب التي جاز عليها ... " (انظر: نزهة المشتاق، ص: 178). ولئن شكَّ بعض المؤرخين في الحادثة، فإنَّ هذا الشك جاء أولاً من بعض المستشرقين الذين يشك في نواياهم، ونحن لا نشك في الحادثة، وإن شك فيها بعض الناس، لأنّ حرق السفن عمل جيد من الناحية الاستراتيجية، فهو بهذا العمل يكون قد قطع على الجيش كلّ أمل في العودة إلى المغرب، وليدفع جنوده إلى الاستبسال في القتال والاستماتة في الاندفاع، إلى الأمام. كما أنَّ الخطبة تؤيد صحة هذه الواقعة فهو يستهلها بقوله: "أيّها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر ... " والدليل على صحة الرواية أنَّ مثل هذه الواقعة كانت شائعة ليس فقط في التاريخ العربي الإسلامي، وإنّما في التاريخ الإنساني عموماً، ومنذ أقدم العصور فقد ذكر جرجي زيدان أنَّ الأحباش عندما غزوا اليمن وبعد عبورهم البحر تصدّت لهم جيوش الدولة الحميرية الكثيفة، فخطب أرباط قائد الجيش الحبشي في جنده قائلاً: "يا معشر الحبشة قد علمتم أنّكم لن ترجعوا إلى بلادكم أبداً، هذا البحر بين أيديكم إن دخلتموه غرقتم وإن سلكتم البر هلكتم واتخذتكم العرب عبيداً وليس لكم إلا الصبر حتى تموتوا أو تقتلوا عدوكم" (انظر: العرب قبل الإسلام، ص: 148). وكذلك أورد الطبري أنَّ سيف بن ذي يزن خطب في عسكره الذي ذهب لتحرير اليمن من الأحباش بعد أن أحرق سفنه قائلاً: "ليس أمامكم إلا إحدى" اثنتين إمّا القتال بشجاعة حتى الظفر وإما الاستكانة والتخاذل، وحينذاك يلحقكم العار والخزي العظيم" (تاريخ الطبري، ج2، ص 119). وقد أثرت قصة إحراق طارق بن زياد للسفن في المكتشف الإسباني "هرنا ندوكورتيث" الذي فتح المكسيك سنة 926 هـ/ 1519م فقد فعل فِعْلَ طارق عندما أحرق سفنه الذي قدم عليها جيشه من إسبانية حالما اشرف على شواطئ المكسيك لكي يقطع على جنده كل تفكير في الرجعة والارتداد (محمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في الأندلس، ص: 49 هامش رقم 1، نقلاً عن د. سوادي عبد محمد: طارق بن زياد، ص: 95). وانظر عن الحادثة مجلة الفيصل، السنة 24، العدد 279، رمضان 1420هـ.
(34) الدكتور أحمد بسام الساعي: خطبة طارق بن زياد هل قالها حقاً؟ مجلة العربي، العدد 293، أفريل 1983.
(35) د. سوادي عبد محمد: المرجع السابق، ص: 86.
(36) د. أحمد بسام الساعي: المرجع السابق.
(37) سورة الصف، الآية: 8 (يريدون ليطفئوا نورَ الله بأفواهِهم والله متمُّ نوره ولو كره الكافرون (.
(38) علي لغزيوي: المرجع السابق، ص: 413.
(39) علي لغزيوي: المرجع السابق، ص: 414.
(40) د. أحمد بسام الساعي: المرجع السابق.
(41) د. سوادي: المرجع السابق، ص: 88.
(42) د. محمد خليفة وزكي سويلم: المرجع السابق، ص: 109.
(43) د. محمد خليفة وزكي سويلم: المرجع السابق، ص: 106.
(44) انظر: المقري: نفح الطيب، مج1، ص: 265.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/77)
(45) محمد الطيب عبد النافع وإبراهيم يوسف: تاريخ الأدب والنصوص. ص: 172.
(46) انظر كتابه: الأدب الأندلسي من الفتح إلى سقوط الخلافة، ص: 67 وما بعدها.
(47) انظر كتابه: ملامح الشعر الأندلسي، ص: 48 ـ 59.
(48) انظر كتابهما: الأدب المغربي، ص: 103 ـ 104.
(49) انظر كتابه: دولة الإسلام في الأندلس، العصر الأول، القسم الأول، ص: 47.
(50) انظر كتابه: محطات أندلسية، ص: 32.
(51) انظر كتابه: تاريخ الأدب العربي، ج4، ص: 40 (هامش 1).
(52) د. أحمد بسام الساعي: المرجع السابق.
(53) انظر: سوادي عبد محمد: المرجع السابق، ص: 83 وما بعدها.
(54) انظر كتابه: التاريخ الأندلسي، ص: 59 وما بعدها.
(55) انظر: أحمد هيكل: المرجع السابق، ص: 69 وما بعدها.
(56) ابن عذاري: البيان المغربي، ج2، ص: 5.
(57) الدكتور سهيل زكار: مائة أوائل من تراثنا، ص: 170. وانظر كتابه: تاريخ العرب والإسلام، ص: 423.
(58) الدكتور عباس ا لجراري: الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه، ص: 58 ـ 59.
(59) نشر قسماً من الكتاب الدكتور محمود مكي في صحيفة معهد الدراسات الإسلامية بمدريد تحت عنوان: مصر وأصول كتابة التاريخ العربي الإسباني، سنة 1957، العدد: 5، ص: 221 وما بعدها. وانظر الدكتور عبد الرحمن علي الحجي: التاريخ الأندلسي، ص: 95.
(60) انظر: الإمامة والسياسة، ج2، ص: 106 ـ 107، طبعة موفم للنشر، الجزائر، 1998.
(61) انظر: سراج الملوك، ص: 154، نقلاً عن الدكتور عباس الجراري: المرجع السابق، ص: 61.
(62) مخطوط بالخزانة الحسنية بالرباط، رقم: 2647 نقلاً عن الدكتور عباس الجراري: المرجع السابق، ص: 61.
(63) انظر: وفيات الأعيان، مج5، ص: 321 ـ 322، دار الثقافة، بيروت.
(64) انظر: تحفة الأنفس (لوحة 48 مخطوط رقم 1652 الأسكوريال) اقتبسه محمد عبد الله عنان في كتابه دولة الإسلام في الأندلس، ج1، ص: 46 ـ 47.
(65) انظر: نفح الطيب، مج1، ص: 240 ـ 241.
(66) د. أحمد بسام الساعي: المرجع السابق.
(67) د. أحمد بسام الساعي: المرجع السابق.
(68) د. علي لغزيوي: المرجع السابق، ص: 414 ـ 415.
(69) انظر النبوغ المغربي، ج1، ص: 29، وانظر مقالته: حول خطبة طارق في مجلة دعوة الحق، العدد: 6 ـ 7 السنة 11.
(70) انظر كتابهما: تاريخ الأدب والنصوص الأدبية ص: 172.
(71) انظر كتابه: أدب السياسة والحرب، ص: 414.
(72) انظر بحث الدكتور عباس الجراري عن: نشأة الأدب العربي في المغرب، ظروفها ومظاهرها، مجلة المناهل المغربية، العدد: 2، ص: 111 ـ 119، اقتبسه الدكتور علي لغزيوي في كتابه: أدب السياسة والحرب، ص: 415.
(73) انظر كتابه: الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه، ص: 53 وما بعدها.
(74) انظر الدكتور السيد عبد العزيز سالم: تاريخ المسلمين، ص: 78. ود. سوادي عبد محمد: المرجع السابق، ص: 86.
http://www.awu-dam.org/trath/91/turath91-012.htm(139/78)
خطبة طارق بن زياد بين الشك و اليقين ـــ د. سعد بو فلاقة*
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[11 - 09 - 04, 01:57 ص]ـ
خطبة طارق بن زياد بين الشك و اليقين ـــ د. سعد بو فلاقة*
ملخص
يتناول موضوع هذا البحث آراء الدارسين في "خطبة طارق بن زياد" فقد اختلفوا في نسبة الخطبة إليه، فوقف بعض الباحثين وقفة شك في نسبتها إليه، وأثبتها له باحثون آخرون، وسنتناول آراء هؤلاء وهؤلاء في هذه الخطبة ونسبتها إلى طارق، ثم نبيّن بطلان هذا الشك.
توطئة:
منذ وطئت أقدامُ المسلمين أرض الأندلس، وهم يعيشون في نزاع دائم مع سكان البلاد الأصليين، وقد ظلت السيوفُ مشرعة بين الفريقين طوال مدة حكم الولاة (1)، ويطلق اسم عصر الولاة على الفترة التي أعقبت الفتح الإسلامي للأندلس ودامت ستة وأربعين عاماً (92 ـ 138 هـ). وتبدأ هذه الفترة بطارق بن زياد، ثم بموسى بن نصير، ثم بابنه عبد العزيز، وتنتهي بيوسف الفهري سنة 138 هـ. وقد ولي الأندلس في هذه الفترة اثنان وعشرون والياً (2)، فمنهم من كان يُعيّنهم خلفاء بني أمية في دمشق، ومنهم من كان يعيّنهم والي إفريقية في القيروان، وكانوا يختلفون قوةً وضعفاً، واستقامة وانحرافاً. وفي هذه الفترة توغل المسلمون الفاتحون في بلاد إسبانية وفتحوا بلاداً جديدة كبرشلونة ( BERCELONE)، وقشتالة ( GASTILLE)، ثم فتحوا جزءاً من فرنسة بقيادة عبد الرحمن الغافقي، فوصلوا إلى مدينة ليون ( LYON) وما زالوا يتقدمون في قلب فرنسة حتى بلغوا تور ( TOURS) ولكن شارل مارتل اعترضهم بجموع الفرنجة في سهول بواتيه (3)، وقتل في تلك المعركة، التي يسميها العرب بَلاط الشهداء قائدهم عبد الرحمن الغافقي، وكثيرون معه، وكان في ذلك سنة 144 هـ (732م). ولم يقتصر عصر الولاة على الحروب بين المسلمين والنصارى في أوربة بل حدث شقاق عظيمٌ في المسلمين أنفسهم (4)، فقد كانت هناك نزاعات وحروب داخلية على أشدها بين العرب والبربر تارة، وبين العرب أنفسهم تارة أخرى، ولاسيما بين القيسية واليمانية، ثم بين مؤيدي الأمويين والعباسيين. لهذا كله كان عصرُ الولاة عصراً مضطرباً، وكانت السمات السياسية فيه، هي: الحروب والصراع، وعدم الاستقرار، مما جعل القلق يدبُّ في أوصال المجتمع، ويفكّك قوّته ويصدّع تَماسكه (5).
وفي هذا العصر بدأت الخيوطُ الأولى لفجر الأدب الأندلسي، فقد عرف عصر الولاة شذرات من الشعر والنثر قالها أدباء من الطارئين على الأندلس (6)، كانت بمثابة خيوط الفجر الأولى التي تؤذن بصبح مشرق. ويبدو أنَّ أوَّل نص أدبيّ عربيّ تردد في الأندلس هو هذه الخطبة وأبيات شعرية أخرى قالها طارق بن زياد في الفتح، وقد أوردها المقري في النفح (7).
أولاً: معطيات:
1 ـ الشخصية:
هو طارق بن زياد وُلد سنة 50 هـ/640م، وتولّى طنجة سنة 89هـ/707م، ثم فتح الأندلس سنة 92 هـ/710م. أما وفاته فكانت على الأرجح سنة 102 هـ. وقد اختلف في نسبه، ولكن أرجح الأقوال أنَّه بربريُّ قُحٌّ، ولكنه كان على صلةٍ بالعروبة والإسلام منذ زمن ليس بالقصير، فقد ذكر له ابن عذاري أبوين في الإسلام، فاسمه الكامل: طارق بن زياد بن عبد الله، ويبدو أنّه ليس هو الذي أسلم أولاً بل والدُه وجدُّه الذي يكون قد انتقل إلى المشرق، وهناك نشأ طارق في بيئة عربية إسلامية، مع احتفاظه بلهجة أجداده البربرية، ثمَّ جُنّد بعد ذلك في جيش موسى بن نصير، وجاء معه إلى المغرب، وكان من أشد رجاله (8).
2 ـ الظرف:
أمّا الظرف الذي قيلت فيه الخطبة فهو كما ذكر ابن خلكان والمقري، أنَّ طارق بن زياد لمّا استقر بأرض الأندلس، وبلغ دنوّ لذريق منه قام في أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم حثَّ المسلمين على الجهاد ورغّبهم في الشهادة، ثم قال: "أيها الناس، أين المفر ... " (9). أمّا ابن هذيل الأندلسي، وهو من أهل القرن الثامن الهجري، الثالث عشر الميلادي، فأورد لنا رأياً آخر عن الظرف الذي قيلت فيه الخطبة، خالف فيه ابن خلكان والمقري، وغيرهما من المؤرخين، فقال: " ... فاقتتلوا ثلاثة أيَّام أشد قتال، فرأى طارق ما الناس فيه من الشدة، فقام يعظهم ويحضهم على الصبر ويرغبهم في الشهادة ثم قال: أين المفر؟ البحر من ورائكم والعدو أمامكم ... " (10).
ومهما يكن من أمر فإنَّ الظرف الذي قيلت فيه الخطبة هو فتح الأندلس، ولا يهم أكان ذلك قبل بدء المعركة الفاصلة أم أثناءها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/79)
3 ـ حياة الخطبة:
لقد عاشت الخطبة في المصادر المغربية والمشرقية التاريخية والأدبية، كتاريخ عبد الملك بن حبيب (11)، المتوفى سنة 238 هـ/ 852م والإمامة والسياسة المنسوب لابن قتيبة (12)، المتوفى سنة 276هـ/ 889م، وسراج الملوك للطرطوشي (13)، المتوفى سنة 520هـ/ 1126م، وريحان الألباب وريعان الشباب في مراتب الآداب لأبي محمد عبد الله المواعيني الإشبيلي (14)، عاش في عصر الموحدين، ووفيات الأعيان لابن خلكان (15)، المتوفى سنة 681هـ/1282م، وتحفة الأنفس وشعار أهل الأندلس لعلي بن عبد الرحمن بن هذيل (16)، وهو من أهل القرن الثامن الهجري، ونفح الطيب للمقري (17)، المتوفى سنة 1041هـ/1631م.
وقد وردت الخطبة في هذه المصادر بنصوص متشابهة حيناً ومختلفة حيناً آخر، ولكنّها نالت شهرتِها بفضل ابن خلكان الذي نقل حرفيات الخطبة عن مصدر لم يذكره، ثمَّ أخذها عنه المقري، فأورد لنا نصّاً "منقحاً ومشذباً" عما كان يتناقله المؤرخون والكُتّاب في تآليفهم ومصَنّفاتِهم خلال عَصرهِ من أخبار تتعلق بالإطار البنائي والأدبي للخطبة دون مناقشتها وتحليلها (18).
وقد اتخذنا نص "نفح الطيب" أساساً للدراسة باعتباره من أكمل النصوص التي وصلت إلينا، وإنْ كان اختلافُ النصوص في المصادر القديمة يدعو إلى الاعتقاد بأنَّ الخطبة قد أدخلت عليها تعديلات وإضافات من قبل الأجيال اللاحقة حتى انتهت إلى الشكل الذي هي عليه الآن.
4 ـ نص الخطبة (19):
قال: "أيّها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدوُّ أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدقُ والصبر، واعلموا أنّكم في هذه الجزيرة أضيَعُ من الأيتام، في مأدُبَة اللئام، وقد استقبلكم عدوّكم بجيشه وأسلحته، وأقواتُهُ موفورة، وأنتم لا وَزَرَ (20) لكم إلا سيوفكم، ولا أقوات إلاَّ ما تستخلصونه من أيدي عدوّكم، وإن امتَدّت بكم الأيام على افتقاركم ولم تنجزوا لكم أمراً ذهبت ريحكم (21)، وتعوّضت القلوب من رُعبها منكم الجراءة عليكم، فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بِمُناجزة (22) هذا الطاغية، فقد ألقت به إليكم مدينَتُه الحصينة، وإنّ انتهاز الفُرْصَة فيه لممكن إن سمحتم لأنفسكم بالموت، وإنّي لم أحذِّركم أمراً أنا عنه بنَجْوة (23)، ولا حملتكم على خُطة أرخصُ متاع فيها النفوسُ (إلاَّ وأنا) (24) أبدأ بنفسي، واعلموا أنّكم إن صَبرتم على الأشق قليلاً، استمعتم بالأرْفَه الألذِّ طويلاً، فلا ترغبوا بأنفسكم عن نفسي، فما حَظّكم فيه بأوفى من حظّي، [وقد بلغكم ما أنشأتْ هذه الجزيرةُ من الحور الحسان، من بنات اليونان، الرافلات في الدر والمَرْجان، والحُلَل المنسوجة بالعِقْيان (25)، ا لمقصورات في قصور الملوك ذوي التيجان]، وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك أميرُ المؤمنين من الأبطال عُرْبانا (26)، ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهاراً وأختانا (27)، ثقةً منه بارتياحكم للطّعان (28)، واستماحكم بمُجالدة الأبطال والفُرسان، ليكون حظه منكم ثواب الله على إعلاء كلمته، وإظهار دينه بهذه الجزيرة، وليكون مَغْنَمُها خالصة لكم من دونه ومن دون المؤمنين سواكم، والله تعالى وليُّ إنجادكم على ما يكون لكم ذكراً في الدارين، واعلموا أني أوّل مجيبٍ إلى ما دعوتكم إليه، وأنّي عند مُلْتَقى الجمعين حاملٌ بنفسي على طاغية القوم لذريق فقاتِلهُ إن شاء الله تعالى، فاحملوا معي، فإن هلكت بعده فقد كفيتكم أمره، ولم يُعْوزكم بطلٌ عاقل تسندون أموركم إليه وإن هلكتُ قبل وصولي إليه فاخلفوني في عزيمتي هذه، واحملوا بأنفسكم عليه، واكتفوا الهمَّ من فتح هذه الجزيرة بقتله، فإنِهم بعده يُخْذَلون".
ثانياً: تحليل الخطبة:
1 ـ عنوان الخطبة:
تُعرفُ هذه الخطبة في الكتب المدرسية باسم "خطبة طارق بن زياد" أو "خطبة طارق في الترغيب في القتال" (29)، وليس هذا العنوان جُزْءاً أصيلاً في الخطبة، وإنَّما هو عنوان وضعه لها، اجتهاداً، بعض المنتقين للتمييز بينها وبين خطب الآخرين، وهذا يعني أنَّ هؤلاء المنتقين قد أقرّوا أنَّ لطارق خطبة واحدة، ونحن لا نشاطرهم الرأي في ذلك، لأنّنا نعرف أنَّ ما وصلنا من مصادر قديمة قليل جداً، وأنَّ ما وصلنا فيها من أخبار ونصوص ليس غير جزء ضئيل مِمَّا كنا ننتظر وما زلنا ننتظر أن يأتينا يومٌ يُكشفُ فيه النقابُ عن تراثنا الدَّفين، ولعلّنا نكتشفُ عندئذٍ أنَّ لطارق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/80)
خُطباً أخرى وأشعاراً أخرى، كما ذكرت بعض المصادر (30).
ومن هنا جاءت بادرتُنا، في التفكير في وضع عنوان لخطبة طارق، هذه، حتى نُميزها من غيرها من الخطب المنتظرة من ناحية، وحتى نبيّن بأنَّ العنوان هو ذاكرة النص ورأسه المفكر من ناحية ثانية، ونرى بأنَّ العنوان المناسب لخطبة طارق، هو: "خطبة الفتح" على غرار "خطبة الوداع" للرسول الأعظم محمد (().
2 ـ نوع الخطبة:
تعدُّ خطبة طارق بن زياد هذه من عيون الأدب العربي، وهي من أروع الخطب الحربية التي عرفها التاريخ، وهي من النوع الحماسي والحض على الجهاد.
3 ـ هدف الخطبة:
هدف الخطبة الأساسي هو تحريض الجُنْد على القتال وبعث الحماس في نفوسهم، وحثهم على الصمود والثبات لمواجهة العدو والانتصار عليه.
4 ـ أقسام الخطبة ومضمونِها:
تخلو هذه الخطبة من أيّ شكل من أشكال المقدمات، إذ يتناول طارق الموضوع مباشرة، ويشتمل على ثلاثة مقاطع متتالية تكوّن فيما بينها وحدة في الموضوع (الحث والتحريض على الجهاد).
المقطع الأول: الترهيب: ويبدأ بـ (أيها الناس، أين المفر؟ .. ) وينتهي بـ (إلاَّ وأنا أبدأ بنفسي).
وقد وجّه فيه طارق الخطاب إلى أصحابه، ورسم لهم صورة عامة للظروف التي هم فيها، مما يفرض عليهم الصمود والثبات لمجابَهة العدو، وقد اعتمد في ذلك على المقابلة بين وضعيتهم ووضعية أعدائهم، فالمسلمون محاطون بالبحر الذي خلفوه وراءهم، وبالعدو الذي يزحف نحوهم، وقد شبّههم في وضعهم هذا بالأيتام الضائعين في مأدبَة اللئام، لا سند لهم ولا معين إلا سيوفهم، ولا قوت إلاَّ ما يستخلصونه بأنفسهم من أعدائهم الذين يتوافرون على جيشٍ جرّارٍ، وأسلحةٍ كثيرةٍ، وأقواتٍ موفورةٍ، ثم حذّرهم من خطورة النتائج، إنْ طالت بهم الأيام وهم على هذا الوضع، ولم ينفّذوا ماهم بصدده من القضاء على عدوهم، الذي يمكن أن ينقلب خوفُه منهم جرأة عليهم (31)، أي: أنَّه جعل جنوده في موقفٍ حرج لا مجال فيه إلاّ للموت أو الاستماتة في القتال، وجعل نفسه مثالاً حيّاً يتقدم صفوف المجاهدين (32).
ولقد لجأ في خطبته إلى العقل أوّلاً دون العاطفة عندما وضع جنوده في الإطار الحقيقي بعد إحراق سفنه (33)، وحين يسيطر العقل على العاطفة في الخطبة تغيبُ الصور عن الساحة، ويتوقف الخيال عن التّدخل ... فحديث العقل هامسٌ هادئ، أمَّا حديث العاطفة فحديث قارعٌ ضاجٌّ يستثيرُ النّوازع البدائية في النفوس كما تستثيرها الطبول بأصواتِها القوية المدوية (34).
المقطع الثاني: التّرغيب: ويبدأ بـ (واعلموا أنّكم إن صبرتم على الأشق قليلاً)، وينتهي بـ (والله تعالى ولي إنْجادكم على ما يكون لكم ذكراً في الدارين).
وبعد أنْ فصّل في جانب الترهيب، عمد إلى الترغيب، ليبث في نفوس جنُودِه مزيداً من الحماس، فحثهم على الصمود والجهاد، وأوصاهم بالصبر على مشاق الحرب مدة قصيرة ليستمتعوا بثمار النصر زمناً طويلاً، ولينالوا رضى الخليفة (الوليد بن عبد الملك) الذي اختارهم من أبطال العرب والمسلمين لفتح تلك الجزيرة، رغبة منه في أنْ يكون حظه منهم ثواب الله عزّ وجلّ على إعلاء كلمته وإظهار دينه في هذه الأرض، وهو يعدهم بأنَّ ما يُحْرِزُونَهُ من غنائم في الحرب حق خالص لهم لا يشاركهم فيه أحدٌ، لا الخليفة، ولا غيرُه ممّن لم يحارب معهم، ثم ذكرّهم بأنّ الله سبحانه وتعالى سيكون في عونِهم على هذا العمل الصالح الذي سيكسبهم ذكراً حسناً في الدارين.
أمّا الفقرة التي وضعناها بين حاضنتين (في نص الخطبة)، فإنَّنا نرتاب في نسبتها إلى طارق، ونعتقد أنّها من وضع بعض المستعربين (المستشرقين) الحاقدين على الإسلام والمسلمين وتدبيجهم، لأن ما ورد فيها لا يتلاءم والروح الإسلامية العالية التي يتميز بها الفاتحون الأوائل من أمثال طارق بن زياد، فالفارق واضح بين لغة الخطبة كلها، ولغة هذه الفقرة التي يُغري طارق فيها جنوده بفتيات الأندلس وبالحور من بنات اليونان (ولسنا ندري لماذا اليونان؟) اللائي يرْفلن باللآلئ والمرجان، وهن بنات الملوك والأمراء (كما زعموا). فهي فقرة شاذة طغى عليها السجع طغياناً لم نَجِدْه في سائر الخطبة من ناحية وانحَطّت لُغتُها في الوقت نفسه إلى دركٍ لا يمكن أنْ نظنَّ معه أبداً أنّها وبقية أجزاء الخطبة من عمل واحدٍ. إلى جانب ما جاء فيها من التناقض في المعاني، وفي الأسلوب، ومن مخالفتها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/81)
لحقائق تاريخية، كإقحام كلمة "اليونان" في الفقرة، في حين أنَّ المؤرخين الأندلسيين قد اعتادوا على استعمال كلمة "الروم" أو "القوط" وكذلك اصطلاح "العلوج والعجم أو المشركين والكفار" (35).
وفضلاً عن ذلك فإنَّ المؤرخين العرب القدماء الذي ينتمون إلى أزمنة مختلفة، وأمكنة متباعدة تجاهلوها، وكأنَّها شيء لا أصل له في الخطبة، فلم يثبتها أحد من المؤرخين الأوائل، أمثال: عبد الملك بن حبيب (ت 238هـ/852م). صاحب كتاب "مبدأ خلق الدنيا"، المعروف بتاريخ ابن حبيب، وابن قتيبة (ت 276 هـ/889م) صاحب كتاب "الإمامة والسياسة"، والطرطوشي (ت 520 هـ/ 1126م) صاحب كتاب "سراج الملوك"، وغيرهم. وأوّل من أورد هذه الفقرة في الخطبة هو ابن خلكان (ت 681هـ/ 1282م). صاحب كتاب "وفيات الأعيان". ويبدو أنَّ الفقرة قد أضيفت إلى الخطبة بعد عصر ابن خلكان عندما استولى الصليبيون على بلاد المسلمين وعبثوا بتراثهم ...
وإذن، فلابد من الوقوف وقفة شكّ كبير أمام هذه الفقرة "ومما يزيد هذا الشك رسوخاً تلك الحقيقة التاريخية التي عُرفت عن الجيوش الإسلامية عامة ـ ولاسيما في تلك القرون الأولى من حملات الإسلام ـ وهي أنَّ هذه الجيوش لم تكن تغزو للغزو وللغنائم التي ينالها الغزاة عادة، بل كانت تغزو في سبيل فكرة وعقيدة" (36).
وهذه الحقائق التّاريخية، لا تُعجبُ الصليبيين الحاقدين على الإسلام والمسلمين، فعملوا ما في وسعهم على تشويه التاريخ الإسلامي المجيد بجوانبه المتعددة، تارة بالزيادة، وطوراً بالحذف، ولكن (يُريدُونَ ليُطفِئوا نُورَ الله بأفواهِهم والله مُتِمُّ نُورِهِ ولو كَرِهَ الكَافِرُونَ ((37).
المقطع الثالث: إبراز خطته الحربية في المعركة، ويبتدئ بـ (واعلموا أني أوّلُ مجيب إلى ما دعوتكم إليه)، وينتهي بـ (فإنّهم بعده يخذلون).
وبعد أنْ تناول جانب الترغيب مركزاً على الجانبين المادي والمعنوي معاً، انتقل إلى إبراز خُطَّته الحربية في المعركة التي يقبل عليها، واضعاً كل الاحتمالات الممكنة أمام أعينهم تجنّباً للاضطراب أو تصدّع الصفوف في حالة استشهاد القائد، وقد أعلن عن خطته في اللحظات الحاسمة قبل نشوب المعركة، مما يدلُّ على حنكته وبعد نظره (38)، ثم أخبرهم بأنّ قتل لذريق ملك الأعداء سيسهل مهمة فتح الأندلس، لأن قومه سيخذلون بعد قتله، وقد اتخذ نفسه قدوة لجنده عندما تكفل هو بنفسه بقتل لذريق، وقال لهم: فإنْ متُّ بعد قتل الطاغية فقد كفيتكم شره، عندئذٍ تستطيعون إسناد أموركم إلى بطل عاقل يخلفني في قيادتكم.
5 ـ الأسلوب:
الأسلوب في هذه الخطبة، هو أسلوب الخطابة بشكل عام، يمتاز بالقوة والجزالة، وبالإيجاز والفصاحة، وبتماسك الجمل، والبعد عن الحشو والمبالغة وتكلف ما لا طائل تحته، وهو أسلوبٌ عربيّ النّسج، خالٍ من أية عجمة تشينه، أو غرابة وتعقيد يزريان به، ويحطان من قدره، وهو فوق هذا بعيد عن المحسنات البديعية المتكلفة الممقوتة (باستثناء الفقرة الشاذة المضافة المشار إليها سلفاً)، والسجع الموجود في الخطبة من السجع القصير الفقرات الذي لا ينبو عنه الذوق، ولا تَمجُّه الأسماع، لأنَّه خال من كلّ مظاهر الصنعة والتكلف والخطبة في الجملة، تجري على طبيعتها، وعلى هدى معانيها فجملها قصيرة وقوية، متينة السبك، جميلة الصياغة، فلا نجد لفظة مقحمة في غير مكانِها.
6 ـ العاطفة:
تزخر الخطبة بالعواطف الدينية الصادقة، وتظهر عاطفته الدينية واضحة في هذه الخطبة وتتجلى في اهتمامه بالجانبين الروحي والمادي معاً، وفي سعيه إلى الاستشهاد بإيمان كبير وروح عالية، وحث قومه على الجهاد، كما تتجلى العاطفة الطينية في الجمل الدعائية التي تتخلل الخطبة، وفي بعض المعاني التي يستمدها من القرآن الكريم (39).
وعاطفة طارق تتدفق بحب الجهاد والتوق إلى النصر، ولا ريب أنّها عاطفة صادقة قوية، ولولا ذلك ما أحدثت انفعالاً وأثراً قويين في نفوس الجند.
7 ـ المعاني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/82)
ومعانيه واضحة سهلة، بعيدة عن العمق والتكلف خالية من الصور الفلسفية، ولكن الروح الدينية، تعمُّ معاني الخطبة، فنلحظ تأثر طارق بأفكار القرآن الكريم والحديث الشريف، ولاسيما حين يتحدث عن الأثر النفسي للتقاعس واحتمال تجرؤ العدو عليهم بعد جبنه أمامهم، ثم حين يغريهم بالألذ والأرفه بعد الأشق القليل، وكأنَّه يقيس تلك المكافأة الدنيوية على العمل الطيب بمكافأة الآخرة على الدنيا (40).
8 ـ خلاصة:
في ختام حديثنا عن تحليل الخطبة، يجدر بنا أنْ نسجل الملاحظات الآتية:
أ ـ إنَّ مجمل الروايات العربية والإسلامية، قد أشادت بهذه الخطبة، ونوَّهت بما كان لها من أثر في إذكاء شجاعة الجند، وتَمتين الثقة في نفوسهم لتحقيق الانتصار والظفر بِهذه الجزيرة (41).
ب ـ تفكير طارق من خلال هذه الخطبة تفكير سليم، فهو يجيد التعليل والتدليل، ويحسن تقديم الحجج والبراهين.
ج ـ له ذكاء متوقدٌ، يسبرُ أغوار النفس البشرية، ويعرفُ ما يدور في أذهان المستمعين، فيخاطبهم حسب عقولهم.
د ـ له مخيلةٌ نشيطةٌ، وإحساسٌ مرهفٌ، فمخيلته تُجسّمُ الأفكار، وتصنع الخطط، وتصوّر المواقف، وإحساسُه يتلقى التأثيرات ويعكسُها لجنُودهِ، وما فعله مع جنوده حين جعل نفسه مثالاً حياً يتقدم صفوف المجاهدين يذكرنا بالقول المأثور: "إذا أردت أن تبكيني فابدأ أنت بالبكاء".
هـ ـ وكانت ثقتهُ في نفسه وفي جيشه كبيرةً، وكان جريئاً في آرائه، رابط الجأش في موقفه.
و ـ كما كان صادقاً مع جنوده لا يراوغ ولا يخاذل.
ز ـ وتعدّ هذه الخطبة، أوّل ريح معطرة بالبلاغة تَهبُّ على أرض الأندلس (42).
ح ـ وقد التزم فيها بلازمة الخطبة (أيها الناس)، كما التزم بالإيجاز، إذ لا إطناب، لأنَّ الظرف غير مناسب لذلك والإيجاز يطلب في ثلاث حالات (الحروب، والتهنئة، والتوصية).
ط ـ وجملة القول: إنَّ خطبة طارق بن زياد، في مجملها جيدة من حيث قيمتها الفنية، وهي تدل على رسوخ ملكة البيان في القواد وخبرتِهم بالقيادة ونفوس الجند (43).
ثالثاً: خطبة طارق بين الشك واليقين
تمهيد:
لقد اختلف الدارسون بشأن هذه الخطبة وبشأن الأبيات التي قالها طارق بن زياد في الفتح، وأوردها المقري في النفح نقلاً عن الحجاري في "المسهب" وابن اليسع في "المغرب" (44)، فاختلفوا في نسبة هذين النصين إليه، فوقف بعض الباحثين وقفة شك في نسبة الشعر والخطبة إليه وأثبتهما له باحثون آخرون، وسنتناول آراء هؤلاء وهؤلاء في هذه الخطبة ونسبتها إلى طارق، ثم نبين بطلان هذا الشك.
1 ـ الشاكون في الخطبة:
لقد شك بعض المؤرخين في صحة هذه الخطبة ونسبتها إلى طارق، ويبدو أنَّ هذا الشك جاء أولاً من بعض المستشرقين الذين يشك في نياتِهم (45) (لأن "الاستشراق" و"الاستعمار" و"التبشير" ثلاثة أسماء لشيء واحد)، ثم حذا حذوهم بعض مؤرخي العرب، فشكوا هم بدورهم في نسبة الخطبة، ومن هؤلاء الدارسين الشاكين: الدكتور أحمد هيكل (46) والدكتور عمر الدقاق (47)، والأستاذ محمد بن تاويت والدكتور محمد الصادق العفيفي (48) والأستاذ محمد عبد الله عنان (49)، والأستاذ محمد حسن كجة (50)، والدكتور عمر فروخ (51)، والدكتور أحمد بسام الساعي (52) والدكتور سوادي عبد محمد (53)، والدكتور عبد الرحمن الحجي (54)، وغيرهم. غير أنه يكاد يكون الدكتور أحمد هيكل في كتابه (الأدب الأندلسي من الفتح إلى سقوط الخلافة) هو الأصل لمعظم الدراسات التي ظهرت بعده في هذا الموضوع، وعليه اعتمد الدارسون الآخرون حيث نقلوا كلامه بتصرف، ولهذا سنورد رأيه دون الالتفات إلى آراء الآخرين.
2 ـ أسباب الشك.
يرتاب الدكتور أحمد هيكل ومن حذا حذوه في نسبة الخطبة إلى فاتح الأندلس، ويرون أن نسبتها إليه يحف بها كثير من الشك، وذلك لعدة أسباب منها:
أ ـ أن طارق بن زياد كان بربرياً مولى لموسى بن نصير، وكان أول عهده بالإسلام والعربية عام تسعة وثمانين للهجرة (89هـ/ 707م)، وهو العام الذي استولى فيه موسى بن نصير على بلاد المغرب، فلا يعقل أن يكون طارق قد اكتسب في هذه السنوات الثلاث اللسان العربي الفصيح والملكة البلاغية الرفيعة التي تؤهله لإلقاء مثل هذه الخطبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/83)
ب ـ ومن أسباب هذا الشك أنَّ المصادر الأولى التي سجلت حوادث الفتح، قد خلت تَماماً من أيّ حديث عن هذه الخطبة، ولم يرد ذكرها إلاّ في بعض المصادر المتأخرة كثيراً عن فترة الفتح، كنفح الطيب للمقري.
ج ـ ومن أسباب الشك أيضاً أسلوب الخطبة الذي لم يكن معروفاً في تلك الفترة، فالسجع والمحسنات البديعية، قد عاشت في عصر متأخر كثيراً عن أواخر القرن الأول الهجري ..
د ـ أمّا "العربان" الذين ذكرهم طارق في خطبته "وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك من الأبطال عرباناً"، فلم يكونوا في حقيقة الأمر، وحسب المصادر التاريخية الموثوقة "عُرباناً"، بل كان معظم أفراد جيش طارق من برابرة المغرب (55).
3 ـ بُطلان هذه الأسباب بالدليل العقلي:
يبدو في كلام الدكتور أحمد هيكل ومن سار في فلكه مبالغة واضحة، ونحن نختلف معهم فيما ذهبوا إليه، ونرد عليهم بالحجة فيما يأتي:
أ ـ بالنسبة إلى السبب الأول، المتعلق بكون طارق بن زياد حديث عهد بالإسلام والعربية، وأنَّه لا يستطيع الخطابة بلغة هو حديث عهد بِها.
يبدو أنَّ الذين رأوا هذا الرأي لم يدققوا النظر في حياة الرجل الذي كان على صلة بالعروبة والإسلام منذ حداثته، فقد ذكر لهُ ابن عذاري أبوين في الإسلام (طارق بن زياد بن عبد الله) (56)، وأغلب الظن أنَّه ليس هو الذي أسلم أوّلاً، بل والده وجدُّه الذي يكون قد سُبيَ في إحدى حملات الفتح الأولى وأخذ إلى (مصر) أو (الشام)، وهناك في ديار الإسلام نشأ طارقُ مسلماً، فأحسن العربية مع الاحتفاظ بلهجة أجداده البربرية، ثم جُنِّد بعد ذلك في إحدى حملات موسى بن نصير، وجاء مَعَهُ إلى المغرب (57).
ولهذا يكون طارق قد أجاد العربية في المشرق، وبلغ من الفصاحة والبلاغة درجة عالية جعلته ينظم الشعر ويلقي الخطب. وإذن فطارق ليس حديث عهد بالإسلام والعربية، ولابد أنَّ نعيد النظر في هذه المسألة.
ب ـ وأمّا بالنسبة إلى إهمال المصادر القديمة لهذه الخطبة، وظهورها في كُتُبِ المؤرخين والأدباء المتأخرين، على حدّ زعمهم، فهذا الأمر لا ينهض دليلاً على رفضها، لاسيما ونحن نعرف أنَّ ما وصلنا مِنْ هذه المصادر قليل جدّاً، وأنَّ ما وصلنا فيها من أخبار ونصوص ليس غير جزء ضئيل مما كنّا ننتظر، وما زلنا ننتظر أنْ يصلنا يوم يُكشَفُ النّقابُ فيه عن تراثنا الدفين ثم إنَّ القول بإهمال المصادر القديمة لهذه الخطبة قولٌ مبالغ فيه، فقد فات الدكتور أحمد هيكل والأستاذ عبد الله عنان ومن حذا حذوهما أن يطلعوا على كتُب كثيرة ألفتْ قبل "نفح الطيب" ورَدَتْ فيها هذه الخطبة بنصوص متشابهة حيناً، ومختلفة حيناً آخر (58)، وهي:
1 ـ تاريخ عبد الملك بن حبيب (59) المتوفى سنة 238هـ.
2 ـ الإمامة والسياسة المنسوب لابن قتيبة (60)، المتوفى سنة 276 هـ.
3 ـ سراج الملوك للطرطوشي (61)، المتوفى سنة 520هـ.
4 ـ ريحان الألباب وريعان الشباب في مراتب الآداب لأبي محمد عبد الله المواعيني الإشبيلي (62)، عاش في عصر الموحدين.
5 ـ وفيات الأعيان لابن خلكان (63)، المتوفى سنة 681هـ.
6 ـ تحفة الأنفْس وشعار أهل الأندلس لعلي بن عبد الرحمن بن هذيل (64)، عاش في القرن الثامن الهجري.
7 ـ أمّا صاحب نفح الطيب (65)، فقد توفي سنة 1041 هـ.
وإذن، فقد وردت هذه الخطبة المنسوبة إلى طارق في مصادر قديمة، مشرقية ومغربية، دون أن يتفطَّن إليها هؤلاء الشاكون، ولم يكن صاحب نفح الطيب أوّل من أوردها، على حدّ زعمهم. ونعتقد أنَّ هذا الوهم ناتج عن عدم التمحيص والتدقيق أثناء الدراسة، والاكتفاء بنقل الأحكام الجاهزة دون التأكد من صحتها أو خطئها، ودون إجهاد النفس بالعودة إلى المصادر القديمة للتوثق من صحة تلك الأحكام.
ج ـ أمّا بالنسبة لأسلوب الخطبة الذي لم يكن معروفاً في تلك الفترة، فالسجع والمحسنات البديعية، قد عاشت في عصر متأخر عن أواخر القرن الأول الهجري على حدّ رأيهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/84)
لقد أشرنا إلى هذه المسألة عند حديثنا عن الأسلوب، وبيّنا بطلان هذا الزعم، فأسلوب الخطبة هو أسلوب الخطابة في ذلك العصر، بشكل عام، يمتاز بالقوة والجزالة، وهو فوق ذلك بعيد عن المحسنات البديعية الممقوتة، ما عدا الفقرة الشاذة التي يغري فيها طارق جنوده بفتيات الأندلس. فهي ليست من إنشاء طارق، وإنما أضافها بعض المستشرقين الحاقدين على الإسلام والمسلمين لتشويه التاريخ الإسلامي المجيد بجوانبه المتعددة، فالجيوش الإسلامية لم تكن تغزو من أجل الغنائم وإنما كانت تغزو في سبيل فكرة وعقيدة وقد سبقت الإشارة إلى ذلك.
ولذا، فلا يمكن أنْ نظنَّ ـ كما ظنَّ هؤلاء الشاكون ـ لأنَّ هذه الفقرة وسائر فقرات الخطبة أجزاء من عمل أدبي واحد، فالفارق واضح في الأسلوب، وفي المعاني، وفي مخالفتها لحقائق تاريخية أحياناً، كإقحام كلمة "اليونان" في الفقرة المضافة ...
د ـ أمَّا الرد الرابع، فيتعلّقُ بكلمة (عربان)، فقد وردت في بعض النسخ بالزاي المعجمة (عزبان: جمع عزب)، وعلى هذا الوجه ينتفي الشك الذي استندوا إليه، لأنَّ معظم أفراد جَيْشيه الذي جهّز به حملته كان من برابرة المغرب (66).
4 ـ المثبتون للخطبة:
وإذا كان بعضُ الدّارسين قد شكّوا في صحة هذه الخطبة ونسبتها إلى طارق ـ كما رأينا ـ انطلاقاً من حجج نراها واهية، وفندناها، فإنَّ هناك باحثين آخرين رَدوا على من شك في صحتها، وتصدُّوا لإثبات صحتها ونسبتها، ومن هؤلاء الدارسين أستاذنا الدكتور عبد السلام الهراس الذي "أورد نصوص خطبة طارق من المصادر المختلفة التي أحصاها، وهي: نص ابن خلكان ـ نص الإمامة والسياسة ـ نص تحفة الأنفس لابن هذيل ـ نص ريحانة الألباب للمواعيني ـ نص عبد الملك بن حبيب ـ نص الطرطوشي ـ نص نفح الطيب وهو المعروف المتداول، وقارن بينها، واستخلص منها ثلاث صور للنص مختلفة بعض الاختلاف ولا سيما في الصياغة هي:
أ ـ نص الإمامة والسياسة.
ب ـ نص ابن خلكان ونفح الطيب.
ج ـ نص ابن هذيل، وهو يجمع بين النصين السابقين.
وتوصل من خلال دراسته لهذه النصوص إلى إثبات صحتها" (67). كما أثبتها الأستاذ عبد الله كنون (68)، والعلامة شكيب أرسلان (69)، والأستاذان: محمد الطيب وإبراهيم يوسف (70)، والدكتور علي لغزيوي (71) والدكتور عباس الجراري الذي تناول نص الخطبة على أساس أنَها من الأدب المغربي "وأورد نصوصها من المصادر السابقة، وانتهى إلى إثباتِها مع الإشارة إلى بعض الشك حولها بسبب اختلاف النصوص، ولكنّه يرجّح أنَّها ليست من إنشاء طارق، وإنما كتبت له ليلقيها في الجيش" (72) وقد تناول السمات الفنية للخطابة في هذا العصر، فوازن بين خطب الأمويين بالمشرق وخطبة طارق من الناحية الفنية، وتوصل إلى النتائج نفسها المشار إليها آنفاً (73).
5 ـ فذلكة:
وعلى الرغم من إشادة بعض الروايات العربية الإسلامية بهذه الخطبة، وتنويهها بما كان لها من أثر في إذكاء شجاعة الجند، وتَمتين الثقة بأنفسهم لِتحقيق الانتصار والظفر بفتح هذه البلاد ونشر الإسلام في ربوعها، فإنّ بعض الدارسين ارتابوا في نسبتها إلى فاتح الأندلس، وقدّموا حججاً واهية. وقد تبين من خلال هذا العرض بطلان تلك الحجج والآراء التي تشكك في صحة هذه الخطبة ونسبتها إلى طارق، وتبين أيضاً أنّ هذا الشك جاء أوّلاً من بعض المستشرقين الذين يشك في نياتِهم، وقد كشفتُ عن بعض ما يرمي إليه الشك، والهدف الذي يسعى إليه "الاستشراق" و"التبشير" و"الاستعمار" من بث مثل هذه الأفكار السامة. وأخوَفُ ما يُخَافُ أن يأتي يومٌ يشك فيه في الفتح، وفي الوجود العربي الإسلامي الذي دام ثمانية قرون بالأندلس، وأنْ تُصبحَ شخصيةُ طارق أسطورة، وعبورُهُ العظيم للبحر، وانتصاره على ملوك الأندلس وفتحه الطريق للمسلمين نحو قلب أوربة أسطورة ... لهذا كله، نحن لا نشكُّ في صحة الخطبة ونسبتها إلى طارق، ولا في حادثة إحراق السفن، وإن شك فيهما كثير من الناس، ونرى أنَّ نسبة الخطبة إليه ثابتة، وإن كان اختلاف النصوص في المصادر القديمة يدعو إلى الاعتقاد بأنَّ الخطبة قد أدخلت عليها تعديلات وإضافات من قبل الأجيال اللاحقة حتى انتهت إلى الشكل الذي هي عليه الآن، بل الراجح أنَّ طارقاً لابد أنْ يكون قد خطب في جنوده خطبة أثارت حماسهم، هي من أروع ما سجّله الرواة، خطبة تنبع من قلب قائد عظيم يقاتل في سبيل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/85)
الله.
ولكننا نظنّ أنّه ألقاها بأسلوب مبسط، مع ترجمة إلى اللهجة القبائلية (كما يفعل بعض الخطباء اليوم)، لأنّها وجهت إلى جنود معظمهم من البربر، لم تكن لغتهم العربية قد وصلت إلى مستوى عال مما عليه الخطبة فهم حديثو العهد بالإسلام والعربية، ولاسيما أنَّ العربية هي أبطأ في الانتشار من الإسلام (74).
المصادر والمراجع
ـ الأدب العربي وتاريخه: د. محمد محمد خليفة وزكي سويلم ـ القاهرة 1987م.
ـ تاريخ افتتاح الأندلس: ابن القوطيه.
ـ أبناء العرب في الأندلس وعصر الانبعاث: بطرس البستاني. بيروت، دار مارون عبود.
ـ البيان المغربي: في أخبار الأندلس والمغرب. ابن عذارى المردكش ـ ليدن 1948م.
ـ نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب: حمد بن محمد المقري التلمساني: تحقيق: إحسان عباس ـ بيروت ـ دار صادر 1988. ونسخه المطبعة الأزهرية ـ القاهرة 1302هـ.
ـ طارق بن زياد: د. سوادي عبد محمد ـ بغداد 1988م.
ـ الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه: د. عباس الجراري ـ الرباط 1979م ـ مكتبة المعارف.
ـ أدب السياسة والحرب في الأندلس: علي الغزيوي ـ الرباط ـ مكتبة المعارف 1987م.
ـ تاريخ الأدب والنصوص: محمد الطيب عبد النافع وإبراهيم يوسف.
ـ ملامح الشعر الأندلسي: محمد الطيب عبد النافع وإبراهيم يوسف.
ـ الأدب الأندلسي من الفتح إلى سقوط الأندلس: محمد الطيب عبد الناظم.
ـ الموجز في الأدب العربي وتاريخه: وضع لجنة من الأساتذة في الأقطار العربية. دار المعارف ـ القاهرة.
ـ تاريخ المسلمين: د. عبد العزيز سالم.
ـ خطبة طارق بن زياد وهل قالها حقاً: مجلة العربي (عدد إبريل رقم 293 ـ عام 1983م.
ـ مائة من أوائل تراثنا: د. سهيل زكار.
ـ وفيات الأعيان ـ ابن خلكان ـ دار الثقافة ـ بيروت.
* كلية الآداب، جامعة عنابة (الجزائر).
(1) د. محمد خليفة وزكي سويلم: الأدب العربي وتاريخه، ص: 107.
(2) ابن القوطية: تاريخ افتتاح الأندلس، ص: 19 وما بعدها.
(3) وقعت معركة بلاط الشهداء في سهول بواتيه وعلى بعد نحو 250 كيلو متراً من باريس جنوباً.
(4) انظر: بطرس البستاني: أدباء العرب في الأندلس و عصر الانبعاث، ص: 16.
(5) انظر: أخبار مجموعة، ص: 19 وما بعدها. وابن القوطية تاريخ افتتاح الأندلس، ص: 19. وما بعدها. وابن عذاري: البيان المغربي، ج2، ص: 4 وما بعدها.
(6) هؤلاء الأدباء هم: أبو الخطار حسام بن ضرار الكلبي، وجعونة بن الصمة الكلابي، وطارق بن زياد وغيرهم.
(7) انظر المقري: نَفح الطيب، مج1، ص: 265.
(8) ابن عذاري: المصدر السابق، ج2، ص: 4 وما بعدها. وابن القوطية: المصدر السابق، ص: 28 وما بعدها.
(9) انظر المقري: المرجع السابق، مج1، ص: 240.
(10) انظر تحفة الأنفس وشعار أهل الأندلس (النسخة المخطوطة التي نشرها مصورة لويس مرسييه في باريس، سنة 1932، ص: 70 ـ 71، نقلاً عن د. سوادي عبد محمد: طارق بن زياد، ص: 84، بغداد 1988).
(11) نشر جزءاً من الكتاب الدكتور محمود مكي في صحيفة معهد الدراسات الإسلامية بمدريد، العدد 5، ص: 222 نقلاً عن الدكتور عبد الرحمن علي الحجي في كتابه: التاريخ الأندلسي، ص: 59.
(12) انظر: ج2، ص: 106 ـ 107، طبعه موفم للنشر، الجزائر، 1989.
(13) انظر: ص: 154، نقلاً عن الدكتور عباس الجراري في كتابه: الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه، ص: 66 ـ 67.
(14) مخطوط بالخزانة الحسنية بالرباط رقم 2647. نقلاً عن د. عباس الجراري: المرجع السابق، ص: 61.
(15) انظر: مج5، ص: 321 ـ 332، ط. دار الثقافة، بيروت.
(16) انظر: ابن هذيل، المرجع السابق، ص: 70 ـ 71.
(17) المقري: نفح الطيب، مج1، ص: 240 ـ 241.
(18) د. سوادي عبد محمد: المرجع السابق، ص: 85 ـ 86.
(19) انظر المقري: نفح الطيب (تحقيق إحسان عباس)، مج1، ص: 240 ـ 241.
(20) الوزر: الملجأ والمعتصم والمراد به هنا السلاح.
(21) ذهبت ريحكم: ذهبت قوتكم من قوله تعالى: (وَلاَتَنَازَعُوا فتفشَلُوا وتَذهَبَ ريحُكُم واصبُروا (سورة الأنفال، الآية: 46.
(22) المناجزة: المقاتلة والقضاء على الخصم.
(23) بنجوة: بمنجاة، بخلاص والأصل في النَّجوة: المكان المرتفع.
(24) زيادة من ابن خلكان.
(25) العقيان: الذهب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/86)
(26) عُرباناً: وردت في بعض النّسخ بالزاي المعجمة (عزبان: جمع أعزب كأعمى وعميان، أو جمع عازب: كصاحب وصحبان، أو جمع عَزِيب: كشجيع وشجعان: وهو الذي لم يتزوج، ويبدو أنَّ هذه الرواية هي الصحيحة بدليل قوله بعد ذلك "ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهارا وأختانا".
(27) أختانا: جمع مفرده ختن بالتحريك: وهي الصهر وكل مّنْ كان مِنْ قِبَل المرأة كالأب والأخ والعم وكزوج البنت أو زوج الأخت ومن كان من قبل المرأة جميعهم أختان، ومن قبل الزوج أحماء.
(28) ارتياحكم للطعان: رضاكم بالقتال، ارتاح إلى الشيء: رضى به وقبله.
(29) انظر الدكتور محمد خليفة وزكي سويلم: الأدب العربي وتاريخه، ص: 104.
(30) انظر: المقري: المرجع السابق، مج1، ص: 265، ذكر أنَّ الأبيات الثلاثة من قصيدة، وهذا يعني أن أصلها أطول من ذلك.
(31) علي لغزيوي: أدب السياسة والحرب في الأندلس، ص: 412.
(32) الموجز في الأدب العربي وتاريخه، وضع لجنة من الأساتذة بالأقطار العربية، ص: 157.
(33) واقعة إحراق السفن المنسوبة إلى طارق بن زياد لم تحظ بالتحقيق والعناية، وقد اختلف المؤرخون حولها بين الظن واليقين، وأوّل من ذكر هذه القصة هو أبو عبد الله محمد الإدريسي (560هـ) صاحب كتاب "نزهة المشتاق"، إذ يقول: "لمّا جاز طارق بِمن معه من البرابر، وتحصنوا بِهذا الجبل أحسَّ في نفسه أنَّ العرب لا تثق به فأراد أن يزيح ذلك عنه، فأمر بإحراق المراكب التي جاز عليها ... " (انظر: نزهة المشتاق، ص: 178). ولئن شكَّ بعض المؤرخين في الحادثة، فإنَّ هذا الشك جاء أولاً من بعض المستشرقين الذين يشك في نواياهم، ونحن لا نشك في الحادثة، وإن شك فيها بعض الناس، لأنّ حرق السفن عمل جيد من الناحية الاستراتيجية، فهو بهذا العمل يكون قد قطع على الجيش كلّ أمل في العودة إلى المغرب، وليدفع جنوده إلى الاستبسال في القتال والاستماتة في الاندفاع، إلى الأمام. كما أنَّ الخطبة تؤيد صحة هذه الواقعة فهو يستهلها بقوله: "أيّها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر ... " والدليل على صحة الرواية أنَّ مثل هذه الواقعة كانت شائعة ليس فقط في التاريخ العربي الإسلامي، وإنّما في التاريخ الإنساني عموماً، ومنذ أقدم العصور فقد ذكر جرجي زيدان أنَّ الأحباش عندما غزوا اليمن وبعد عبورهم البحر تصدّت لهم جيوش الدولة الحميرية الكثيفة، فخطب أرباط قائد الجيش الحبشي في جنده قائلاً: "يا معشر الحبشة قد علمتم أنّكم لن ترجعوا إلى بلادكم أبداً، هذا البحر بين أيديكم إن دخلتموه غرقتم وإن سلكتم البر هلكتم واتخذتكم العرب عبيداً وليس لكم إلا الصبر حتى تموتوا أو تقتلوا عدوكم" (انظر: العرب قبل الإسلام، ص: 148). وكذلك أورد الطبري أنَّ سيف بن ذي يزن خطب في عسكره الذي ذهب لتحرير اليمن من الأحباش بعد أن أحرق سفنه قائلاً: "ليس أمامكم إلا إحدى" اثنتين إمّا القتال بشجاعة حتى الظفر وإما الاستكانة والتخاذل، وحينذاك يلحقكم العار والخزي العظيم" (تاريخ الطبري، ج2، ص 119). وقد أثرت قصة إحراق طارق بن زياد للسفن في المكتشف الإسباني "هرنا ندوكورتيث" الذي فتح المكسيك سنة 926 هـ/ 1519م فقد فعل فِعْلَ طارق عندما أحرق سفنه الذي قدم عليها جيشه من إسبانية حالما اشرف على شواطئ المكسيك لكي يقطع على جنده كل تفكير في الرجعة والارتداد (محمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في الأندلس، ص: 49 هامش رقم 1، نقلاً عن د. سوادي عبد محمد: طارق بن زياد، ص: 95). وانظر عن الحادثة مجلة الفيصل، السنة 24، العدد 279، رمضان 1420هـ.
(34) الدكتور أحمد بسام الساعي: خطبة طارق بن زياد هل قالها حقاً؟ مجلة العربي، العدد 293، أفريل 1983.
(35) د. سوادي عبد محمد: المرجع السابق، ص: 86.
(36) د. أحمد بسام الساعي: المرجع السابق.
(37) سورة الصف، الآية: 8 (يريدون ليطفئوا نورَ الله بأفواهِهم والله متمُّ نوره ولو كره الكافرون (.
(38) علي لغزيوي: المرجع السابق، ص: 413.
(39) علي لغزيوي: المرجع السابق، ص: 414.
(40) د. أحمد بسام الساعي: المرجع السابق.
(41) د. سوادي: المرجع السابق، ص: 88.
(42) د. محمد خليفة وزكي سويلم: المرجع السابق، ص: 109.
(43) د. محمد خليفة وزكي سويلم: المرجع السابق، ص: 106.
(44) انظر: المقري: نفح الطيب، مج1، ص: 265.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/87)
(45) محمد الطيب عبد النافع وإبراهيم يوسف: تاريخ الأدب والنصوص. ص: 172.
(46) انظر كتابه: الأدب الأندلسي من الفتح إلى سقوط الخلافة، ص: 67 وما بعدها.
(47) انظر كتابه: ملامح الشعر الأندلسي، ص: 48 ـ 59.
(48) انظر كتابهما: الأدب المغربي، ص: 103 ـ 104.
(49) انظر كتابه: دولة الإسلام في الأندلس، العصر الأول، القسم الأول، ص: 47.
(50) انظر كتابه: محطات أندلسية، ص: 32.
(51) انظر كتابه: تاريخ الأدب العربي، ج4، ص: 40 (هامش 1).
(52) د. أحمد بسام الساعي: المرجع السابق.
(53) انظر: سوادي عبد محمد: المرجع السابق، ص: 83 وما بعدها.
(54) انظر كتابه: التاريخ الأندلسي، ص: 59 وما بعدها.
(55) انظر: أحمد هيكل: المرجع السابق، ص: 69 وما بعدها.
(56) ابن عذاري: البيان المغربي، ج2، ص: 5.
(57) الدكتور سهيل زكار: مائة أوائل من تراثنا، ص: 170. وانظر كتابه: تاريخ العرب والإسلام، ص: 423.
(58) الدكتور عباس ا لجراري: الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه، ص: 58 ـ 59.
(59) نشر قسماً من الكتاب الدكتور محمود مكي في صحيفة معهد الدراسات الإسلامية بمدريد تحت عنوان: مصر وأصول كتابة التاريخ العربي الإسباني، سنة 1957، العدد: 5، ص: 221 وما بعدها. وانظر الدكتور عبد الرحمن علي الحجي: التاريخ الأندلسي، ص: 95.
(60) انظر: الإمامة والسياسة، ج2، ص: 106 ـ 107، طبعة موفم للنشر، الجزائر، 1998.
(61) انظر: سراج الملوك، ص: 154، نقلاً عن الدكتور عباس الجراري: المرجع السابق، ص: 61.
(62) مخطوط بالخزانة الحسنية بالرباط، رقم: 2647 نقلاً عن الدكتور عباس الجراري: المرجع السابق، ص: 61.
(63) انظر: وفيات الأعيان، مج5، ص: 321 ـ 322، دار الثقافة، بيروت.
(64) انظر: تحفة الأنفس (لوحة 48 مخطوط رقم 1652 الأسكوريال) اقتبسه محمد عبد الله عنان في كتابه دولة الإسلام في الأندلس، ج1، ص: 46 ـ 47.
(65) انظر: نفح الطيب، مج1، ص: 240 ـ 241.
(66) د. أحمد بسام الساعي: المرجع السابق.
(67) د. أحمد بسام الساعي: المرجع السابق.
(68) د. علي لغزيوي: المرجع السابق، ص: 414 ـ 415.
(69) انظر النبوغ المغربي، ج1، ص: 29، وانظر مقالته: حول خطبة طارق في مجلة دعوة الحق، العدد: 6 ـ 7 السنة 11.
(70) انظر كتابهما: تاريخ الأدب والنصوص الأدبية ص: 172.
(71) انظر كتابه: أدب السياسة والحرب، ص: 414.
(72) انظر بحث الدكتور عباس الجراري عن: نشأة الأدب العربي في المغرب، ظروفها ومظاهرها، مجلة المناهل المغربية، العدد: 2، ص: 111 ـ 119، اقتبسه الدكتور علي لغزيوي في كتابه: أدب السياسة والحرب، ص: 415.
(73) انظر كتابه: الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه، ص: 53 وما بعدها.
(74) انظر الدكتور السيد عبد العزيز سالم: تاريخ المسلمين، ص: 78. ود. سوادي عبد محمد: المرجع السابق، ص: 86.
http://www.awu-dam.org/trath/91/turath91-012.htm
ـ[الغدير]ــــــــ[12 - 05 - 05, 05:03 ص]ـ
بارك الله فيك
بحث ممتع(139/88)
التحذير من كذبة المؤرِّخين
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[09 - 10 - 04, 03:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(1): المسعودي (صاحب مروج الذهب وغيرها من الكتب):
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المنهاج (4/ 84): (( ... وفي تاريخ المسعودي من الأكاذيب ما لا يحصيه إلاَّ الله تعالى، فكيف يوثقُ بحكايةٍ منقطعةِ الإسناد، في كتابٍ قد عرِفَ بكثرة الكذِب ... )).
_______________________________________
(2): يوسف بن قز أوغلي، سبط ابن الجوزي، (صاحب مرآة الزمان وغيرها من الكتب):
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المنهاج (4/ 97 - 98): (( ... فهذا الرجل يذكر في مصنَّفاته أنواعاً من الغثِّ والسمين، ويحتجُّ في أغراضه بأحاديث كثيرةٍ ضعيفةٍ وموضوعة.
وكان يصنِّفُ بحسبِ مقاصد الناس، يصنِّف للشيعة ما يناسبهم، ليعوِّضوه بذلك.
ويصنِّف على مذهب أبي حنيفة لبعض الملوك، لينال بذلك أغراضه.
فكانت طريقته طريقة الواعظ الذي قيل له: ما مذهبك؟
قال: في أي مدينةٍ؟
ولهذا يوجدُ في كتبه ثلبُ الخلفاء الراشدين وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم؛ لأجل مداهنة من قصد بذلك من الشيعة.
ويوجد في بعضها تعظيم الخلفاء الراشدين وغيرهم)).
________________________________________
- وبالله تعالى التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
@ يتبع إن شاء الله تعالى الكلام على الرحَّالة ابن بطوطة ...
ـ[حارث همام]ــــــــ[09 - 10 - 04, 07:33 م]ـ
جزاكم الله خيراً، وأذكر كذلك كلاماً لشيخ الإسلام في أبي الفرج الأصبهاني الأموي الشيعي!! صاحب الأغاني ذكره إن لم تخني الذاكرة الذهبي في التاريخ وعلق عليه فهلا بسطموه أحسن الله إليكم.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[09 - 10 - 04, 07:49 م]ـ
- الأخ الكريم حارث همام .. وفقه الله
قد تقدم نقاش محموم حول ذي النقطة:
في موضوع: توضيح مختصر حول كتاب ((الأغاني)) .. اضغط هنا. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11412&highlight=%C7%E1%C3%DB%C7%E4%ED)
- وذلك بعد أن أغلق أصل الموضوع، وهو:
احذر كتاب"الأغاني"ومؤلفه الأصبهاني! (للشيخ خالد الردادي). اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11308&highlight=%C7%E1%C3%DB%C7%E4%ED)
ـ[حارث همام]ــــــــ[10 - 10 - 04, 06:34 م]ـ
جزاكم الله خيراً قرأت المقالتين والنفس قد مالت نحو ما ذهب إليه الأخ عبدالعزيز السني وخاصة عند التعويل على الأخبار من أجل الحكم الشرعي على الرجال أو غيرهم، أما القيمة الأدبية للكتاب فكما ذكرتم وذكر آل ظافر حفظكم الله، والله أعلم.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[10 - 10 - 04, 06:49 م]ـ
- فاحذر روايات الأصبهاني إذن.
وعليك بكتاب الأغاني.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[11 - 10 - 04, 03:02 م]ـ
ثالثاً: كتاب الامامة والسياسة لا تصح نسبته إلى ابن قتيبة.
ويجزم المحققون بأن الكتاب باطل ومنسوب لابن قتيبة وذلك للأسباب التالية:
1ـ أن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكر واحد منهم أنه ألّف كتاباً في التاريخ يُدعى الإمامة والسياسة، ولا نعرف من مؤلفاته التاريخية إلا كتاب المعارف، والكتاب الذي ذكره صاحب كشف الظنون باسم (تاريخ ابن قتيبة) والذي توجد نسخة منه بالخزانة الظاهرية بدمشق رقم (80) تاريخ.
2ـ أن المتصفح للكتاب يشعر أن ابن قتيبة أقام في دمشق والمغرب في حين أنه لم يخرج من بغداد إلا إلى دينور.
3ـ يخالف أموراً متفقاً عليها وكمثال على ذلك ما ذكره تحت عنوان (إباية على كرم الله وجهه بيعة أبي بكر رضي الله عنه) يقول: (ثم إن علياً كرم الله وحهه أُتي به إلى أبي بكر وهو يقول أنا عبد الله وأخو رسوله فقيل له بايع أبا بكر فقال أنا أحق بهذا الأمر منكم لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/89)
بينما الثابت في كتاب ابن قتيبة المتفق على نسبته إليه وهو كتاب (الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة) على أنه يرمي الرافضة بالكفر وذلك لطعنهم بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول ((… وقد رأيت هؤلاء أيضاً حين رأوا غلو الرافضة في حب عليّ وتقديمه على من قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته عليه وادعاءهم له شركة النبي صلى الله عليه وسلم في نبوّته وعلم الغيب للأئمة من ولده وتلك الأقاويل والأمور السرية التي جمعت إلى الكذب والكفر إفراط الجهل والغباوة ورأوا شتمهم خيار السلف وبغضهم وتبرّؤهم منهم)) فكيف ينسب إليه بعد ذلك كتاب مشحونٌ بالطعن في الصحابة الكرام؟!!!!
4ـ أن المنهج والأسلوب الذي سار عليه مؤلف الإمامة والسياسة يختلف تماماً عن منهج وأسلوب ابن قتيبة في كتبه التي بين أيدينا، ومن الخصائص البارزة في منهج ابن قتيبة أنه يقدم لمؤلفاته بمقدمات طويلة يبين فيها منهجه والغرض من مؤلفه، وعلى خلاف ذلك يسير صاحب الإمامة والسياسة، فمقدمته قصيرة جداً لا تزيد على ثلاثة أسطر هذا إلى جانب الاختلاف في الأسلوب، ومثل هذا النهج لم نعهده في مؤلفات ابن قتيبة.
5ـ يروي مؤلف الكتاب عن ابن أبي ليلى بشكل يشعر بالتلقي عنه، وابن أبي ليلى هذا هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه قاضي الكوفة توفى سنة 148، والمعروف أن ابن قتيبة لم يولد إلا سنة 213 أي بعد وفاة ابن أبي ليلى بخمسة وستين عاماً!!!
6ـ حتى أن المستشرقين اهتموا بالتحقيق في نسبة الكتاب وأول من اهتم بذلك المستشرق (دي جاينجوس) في كتابه (تاريخ الحكم الإسلامي في أسبانيا) ومن ثم أيده الدكتور (ر. دوزي) في كتابه (التاريخ السياسي والأدبي لأسبانيا)، وذكر الكتاب كل من بروكلمان في تاريخ الأدب العربي، والبارون دي سلان في فهرست المخطوطات العربية بمكتبة باريس باسم أحاديث الإمامة والسياسة، ومارغوليوس في كتابه دراسات عن المؤرخين العرب، وقرروا جميعاً أن الكتاب منسوب إلى ابن قتيبة ولا يمكن أن يكون له.
7ـ أن الرواة والشيوخ الذين يروي عنهم ابن قتيبة عادة في كتبه لم يرد لهم ذكر في أي موضع من مواضع الكتاب.
8ـ يبدو من الكتاب أن المؤلف يروي أخبار فتح الأندلس مشافهة من أناس عاصروا حركة الفتح من مثل (حدثتني مولاة لعبد الله بن موسى حاصر حصنها التي كانت من أهله) والمعروف أن فتح الأندلس كان سنة 92 أي قبل مولد ابن قتيبة بنحو مائة وواحد وعشرين عاماً!!!!!
9ـ أن كتاب الإمامة والسياسة يشتمل على أخطاء تاريخية واضحة، مثل جعله أبا العباس والسفاح شخصيتين مختلفتين!!! وجعل هارون الرشيد الخلف المباشر للمهدي!!! واعتباره أن هارون الرشيد أسند ولاية العهد لابنه المأمون ومن ثم لابنه الأمين!!! وإذا رجعنا إلى كتاب المعارف لابن قتيبة نجده يمدنا بمعلومات صحيحة عن السفاح والرشيد تخالف ما ذكره صاحب الإمامة والسياسة.
10ـ أن في الكتاب رواة لم يرو عنهم ابن قتيبة في كتاب من كتبه من مثل (أبي مريم وابن عفير).
11ـ ترد في الكتاب عبارات ليست في مؤلفات ابن قتيبة نحو (وذكروا عن بعض المشيخة) (حدثنا بعض المشيخة) ومثل هذه التراكيب بعيدة كل البعد عن أسلوب وعبارات ابن قتيبة ولم ترد في كتاب من كتبه.
12ـ من الملاحظ أن مؤلف الإمامة والسياسة لا يهتم بالتنسيق والتنظيم فهو يورد الخبر ثم ينتقل منه إلى غيره ثم يعود ليتم الخبر الأول، وهذه الفوضى لا تتفق مع نهج ابن قتيبة الذي يستهدف التنسيق والتنظيم.
13ـ أن مؤلف الإمامة والسياسة يروي عن اثنين من كبار علماء مصر وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا أخذ عن هذين العالمين.
14ـ أن ابن قتيبة يحتل منزلة عالية لدى العلماء فهو عندهم من أهل السنة وثقة في علمه ودينه، يقول السلفي (كان ابن قتيبة من الثقات وأهل السنة) ويقول ابن حزم (كان ثقة في دينه وعلمه) وتبعه في ذلك الخطيب البغدادي ويقول عنه ابن تيمية (وإن ابن قتيبة من المنتسبين إلى أحمد وإسحاق والمنتصرين لمذاهب السنة المشهورة) وهو خطيب السنة كما أن الجاحظ خطيب المعتزلة. ورجل هذه منزلته لدى رجال العلم المحققين هل من المعقول أن يكون مؤلف كتاب الإمامة والسياسة الذي شوّه التاريخ وألصق بالصحابة الكرام ما ليس فيهم؟؟!!
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[22 - 10 - 04, 02:59 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/90)
بسم الله الرحمن الرحيم
(3): ابن بطُّوطة (الرَّحَّالة المشهور):
- قال العلاَّمة ابن خلدون رحمه الله في مقدِّمة تأريخه ديوان المبتدأ والخبر (ص/227): ((ورد بالمغرب لعهد السلطان أبي عنان من ملوك بني مرين رجل من مشيخة طنجة يعرف بابن بطوطة كان رحل منذ عشرين سنة قبلهما إلى المشرق، وتقلَّب في بلاد العراق واليمن والهند، ودخل مدينة دهلي حاضرة ملك الهند وهو السلطان محمد شاه، واتصل بملكها لذلك العهد وهو فيروزجوه، وكان له منه مكان، واستعمله في خطه القضاء بمذهب المالكية في عمله، ثم انقلب إلى المغرب، واتصل السلطان أبي عنان.
وكان يحدِّث عن شأن رحلته وما رأى من العجائب بممالك الأرض.
وأكثر ما كان يحدث عن دولة صاحب الهند، ويأتي من أحواله بما يستغربه السامعون!
مثل أن ملك الهند إذا خرج إلى السفر أحصى أهل مدينته من الرجال والنساء والولدان وفرض لهم رزق ستة أشهر، تدفع لهم من عطائه.
وأنه عند رجوعه من سفره يدخل في يوم مشهود يبرز فيه الناس كافة إلى صحراء البلد ويطوفون به وينصب أمامه في ذلك الحقل منجنيقات على الظهر ترى بها شكائر الدراهم والدنانير على الناس إلى أن يدخل إيوانه، وأمثال هذه الحكايات.
فتناحى الناس بتكذيبه.
ولقيت أيامئذ وزير السلطان فارس بن وردار البعيد الصيت ففاوضته في هذا الشأن، وأريته إنكار أخبار ذلك الرجل، لما استفاض في الناس من تكذيبه، ... الخ)).
- وقال الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى في شرحه لنونية ابن القيم (1/ 497 - 498): ((وكذلك شيخ الاسلام ابن تيمية، فلا يخفى ما افتروه عليه ورموه به من الإفك، وجعلوه يقول بالتجسيم، وحاشاه.
وذكر ابن بطوطة في رحلته المشهورة قال: (وكان دخولي لبعلبك عشية النهار وخرجت منها بالغدو لفرط اشتياقي إلى دمشق، وصلت يوم الخميس (التاسع) من شهر رمضان المعظم، عام (ست وعشرين وسبعمائة) إلى مدينة دمشق الشام، فنزلت فيها بمدرسة المالكية المعروفة بالشرابيشية).
- إلى أن قال [يعني: ابن بطوطة]: - (وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقي الدين ابن تيمية كبير الشام يتكلم في الفنون).
- إلى أن قال [يعني: ابن بطوطة]: - فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم، فكان من جملة كلامه [يعني ابن تيمية] أن قال: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا، ونزل درجة من المنبر، فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء ... - إلى آخر ما هذى به ابن بطوطة.
أقول [يعني: الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى]: واغوثاه بالله من هذا الكذب، الذي لم يخف الله كاذبه، ولم يستحي مفتريه، وفي الحديث: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت).
ووضوح هذا الكذب أظهر من أن يحتاج الى الإطناب، والله حسيب هذا المفتري الكذاب، فإنه ذكر أنه دخل دمشق في 9 رمضان سنة 726!
وشيخ الاسلام ابن تيمية إذ ذاك قد حبس في القلعة، كما ذكر ذلك العلماء الثقات، كتلميذه الحافظ محمد بن أحمد بن عبد الهادي، والحافظ ابي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب في طبقات الحنابلة.
قال فى ترجمة الشيخ من طبقاته المذكورة: مكث الشيخ في القلعة من شعبان سنة ست وعشرين إلى ذي القعدة سنة ثمان وعشرين.
وزاد ابن عبد الهادي: أنه دخلها في سادس شعبان.
فانظر إلى هذا المفتري، يذكر أنه حضره وهو يعظ الناس على منبر الجامع!
فياليت شعري! هل انتقل منبر الجامع إلى داخل قلعة دمشق؟!
فانظر كلام تلامذته، وغيرهم من العارفين بحاله - أهل الورع والامانة والديانة - يتَّضح لك كذب هذا المغربي، عامله الله بما يستحق.
والله أعلم.
وكم كذبوا عليه وبهتوه، وقوَّلوه أشياء هو بريء منها)).
- انتهى المقصود منهما ...
وبالله تعالى التوفيق
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[22 - 10 - 04, 05:05 م]ـ
واصل وصلك الله بكل ما تحب، أجدت فأفدت.
في انتظار لاحق أمرك وباقي دررك.
ـ[عبيدالله]ــــــــ[23 - 10 - 04, 05:45 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[24 - 10 - 04, 06:41 م]ـ
- الأخ الكريم ابن دحيَّان ..
جزاك الله خيراً على دعواتك الطيبة ..
الأخ عبيدالله .. وفيك بارك وبك أنعم
في انتظار لاحق أمرك.
أتنتظر وفاتي؟
(: ابتسامة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/91)
ـ[حارث همام]ــــــــ[24 - 10 - 04, 11:53 م]ـ
شكر الله لكم وبمناسبة الموضوع الأخير أرجو مراجعة الرابط التالي فهو مفيد:
http://saaid.net/Minute/31.htm
وهنا تنبيهات على ما علقه الشيخ أبوعمر وعلى ما كتبه صاحب المقال المحال عليه:
أما كلام ابن خلدون فيجادل البعض ويقولون هو غير ظاهر في تأكيد رميه لمحمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم أبو عبد الله اللواتي الطنجي، المعروف بابن بطوطة الجغرافي الرحالة بالكذب فإنه ساقه ليبين أن الصواب عدم إنكار الإنسان لما ليس في معهوده، فقد قال: "ولا تنكرن ما ليس بمعهود عندك ولا في عصرك شيء من أمثاله فتضيق حوصلتك عند ملتقط الممكنات. فكثير من الخواص إذا سمعوا أمثال هذه الأخبار عن الدول السالفة بادر باب بالإنكار وليس ذلك من الصواب فإن أحوال الوجود والعمران متفاوتة" ثم ذكر الكلام الذي أشار إليه الشيخ أبو عمر.
وتمامه بعدها: "وأريته [يعني وزير فارس] إنكار أخبار ذلك الرجل لما استفاض في الناس من تكذيبه. فقال لي الوزير فارس: إياك أن تستنكر مثل هذا من أحوال الدول بما أنك لم تره فتكون كابن الوزير الناشىء في السجن. وذلك أن وزيراً اعتقله سلطانه ومكث في السجن سنين ربي فيها ابنه في ذلك المحبس فلما أدرك وعقل سأل عن اللحم الذي كان يتغذى به فقال أبوه هذا لحم الغنم فقال وما الغنم فيصفها له أبوه بشياتها ونعوتها فيقول يا أبت تراها مثل الفأر فينكر عليه ويقول أين الغنم من الفأر وكذا في لحم الإبل والبقرة إذ لم يعاين في محبسه من الحيوانات إلا الفأر فيحسبها كلها أبناء جنس الفأر. وهذا كثيراً ما يعتري الناس في الأخبار كما يعتريهم الوسواس في الزيادة عن قصد الإغراب كما قدمناه أول الكتاب. فليرجع الإنسان إلى أصوله وليكن مهيمناً على نفسه ومميزاً بين طبيعة الممكن والممتنع بصريح عقله ومستقيم فطرته. فما دخل في نطاق الإمكان قبله وما خرج عنه رفضه. وليس مرادنا الإمكان العقلي المطلق فإن نطاقه أوسع شيء فلا يفرض حداً بين الواقعات وإنما مرادنا الإمكان بحسب المادة التي للشيء. فإنا إذا نظرنا أصل الشيء وجنسه وصنفه ومقدار عظمه وقوته أجرينا الحكم من نسبة ذلك على أحواله وحكمنا بالامتناع على ما خرج من نطاقه (وقل رب زدني علماً وأنت أرحم الراحمين). والله سبحانه وتعالى أعلم ".
غير أن كلام ابن خلدون ينبغي التنبه فيه إلى أمرين:
الأول: أنه ليس فيه تزكية لابن بطوطة كما يزعم البعض وإنما تعرض عجائبه على العقل وليكف عن إنكار ما حكم العقل بإمكانه قبل ومن ذلك أنه رأى امرأة وقد ذهب أحد ثدييها وكذلك بنتها فهذه وإن كانت عجيبة لكنها قد تكون، وقد ذهب صاحب المقال المحال عليه إلى التدليل بها على كذبه وهذا غير مسلم به (ولايجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا)، وأما ما حكم العقل بعدم إمكانه واستحالته فيخطأ فيه أو يكذب، ومن ذلك إخباره بما رآه عن شيخ الإسلام ابن تيمية في وقت اتفق المأرخون فيه أنه كان في السجن حينها، فهذا لايعدو كونه كذباً، ومنها ما ذكره حول الكعبة وأن الطير لا يعلوها وهذا خلاف لما نشهده فهو كذب أو خطأ، ومن جملة أخطائه ما ذكره في وصف الكعبة والميزاب ومازعمه من قبور حولها.
وبهذا فإن كلام ابن خلدون صحيح سليم بشرط أن لايفهم منه مخالفته لشيخه البلفيقي في علمه بما ذاع واشتهر من كذب ابن بطوطة [وقد كان ابن خلدون مجلاً معظماً له [قال في ابن حجر في الدرر: كان ابن خلدون عظيم الإجلال له لايقدم عليه أحداً] وليس ذلك سبب للحكم ببطلان كل أخباره. أما عند الأحكام الشرعية فلا يلتفت إلى نقله لكونه كما صرح ابن خلدون متهم بالكذب عند الناس والمتهم بالكذب لايعتد بخبره في ميزان أهل الحديث.
الثاني: ذكر صاحب المقال المحال عليه أن البلفيقي اتهم ابن جزي وهو الذي صاغ رحلة ابن بطوطة ونمقها بالكذب ولي مع هذا وقفات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/92)
1 - أخذ صاحب المقال قوله هذا كماهو ظاهر إحالته عن الدرر الكامنة لابن حجر. مع أنه في رحلة ابن بطوطة غنية لو تأملها! فقد صرح بذلك ابن جزي فيها إذ قال: "ونفذت الإشارة الكريمة بأن يملي ما شاهده في رحلته من الأمصار، وما علق بحفظه من نوادر الأخبار، ويذكر من لقيه من ملوك الأقطار، وعلمائها الأخيار، وأوليائها الأبرار، فأملى من ذلك ما فيه نزهة الخواطر، وبهجة المسامع والنواظر، من كل غريبة أفاد باجتلائها، وعجيبة أطرف بانتحائها. وصدر الأمر العالي لعبد مقامهم الكريم، المنقطع إلى بابهم المتشرف بخدمة جنابهم. محمد ابن محمد بن جزي الكلبي، أعانه الله على خدمتهم".
وهو ظاهر لمن تأمل صياغة الرحلة في غير موطن يستطرد فيه الأديب ابن جزي بسياق الأشعار والأخبار ثم يعيد الكلام لابن بطوطة. وابن جزي أديب ليس له من علم الشريعة مايؤهله للخوض في الرجال، بل له أشعار نسأل الله أن يتجاوز عن زلله فيها فإن فيها من شرك الألفاظ على أقل تقدير ومخالفات الشريعة ما فيها.
2 - لم يكذب البلفيقي وهو العلامة المحدث أبو البركات محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن خلف بن محمد بن سليمان بن سوار بن أحمد بن حرز الله بن عامر بن سعد الخير ابن أبي عتيق بن عباس بن محمد بن عنبسة بن حارثة بن عباس بن مرداس السلمي (664 - 774) لم يكذب ابن جزي [أبو عبدالله وهو محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن ابن يوسف بن جزي بن سعيد بن جزي الكلبي]، بل كذب ابن بطوطة نفسه، وأما من عارضه فهو ابن مرزوق وهو ممن أخذوا عن أبي البركات واسمه محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق العجيسي من أهل تلمسان، يكنى أبا عبد الله، ويلقب من الألقاب المشرقية بشمس الدين. كان بالأندلس ثم رحل إلى المغرب وجرت له محن مشهورة قتل في آخرها.
والشاهد أن البلفيقي إنما كذب ابن بطوطة ولم يكذب ابن جزي، وقد أخذ بعض دعاة التحقيق! [أعني به محقق دفع شبه من شبه وتمرد] من معارضة ابن مرزوق للبلفيقي أن ابن بطوطة صدوق! وهذا باطل فابن مرزوق لايقارن في الرجال بلبلفيقي، كما أن لابن مرزوق تصوف حكوا عنه فيه أقاصيص ليست بأعجب من بعض أقاصيص ابن خلدون من عينة التطير في الهواء والحط في الأرض. كما أنه كان شديد التعصب لأصحابه وإخوانه [ذكره ابن حجر في الدرر] وابن بطوطة من جملة أصحابه عند السلطان أبي عنان. كما أن ابن خلدون وصفه في غير موضع [أعني ابن مرزوق] باتباع هواه. وقد أرسل له لسان الدين ابن الخطيب نصيحة في تجنب الأمراء يرى فيه إنكاره مسائل على صاحبنا هذا [ذكرها في الإحاطة في أخبار رناطة]، وفوق ذلك كله لم يصرح ابن مرزوق بأن ابن بطوطة صدوق بل غاية مافي النقل نفي اتهامه بتعمد الكذب وأنه فاضل جواد.
وأخيراً ما دام الكلام عن ابن بطوطة فمن الأولى والأحرى نقل ما ذكره لسان الدين ابن الخطيب في الإحاطة في أخبار غرناطة عن شيخه أبي البركات وهو البلفيقي حيث قال: "حاله من خط شيخنا أبي البركات، قال، هذا رجل لديه مشاركة يسيرة في الطلب، رحل من بلاده إلى بلاد المشرق يوم الخميس الثاني من رجب عام خمسة وعشرين وسبعماية، فدخل بلاد مصر والشام والعراق، وعراق العدم، وبلاد الهند والسند، والصين، وصين الصين، وبلاد اليمن. وحج عام ستة وعشرين وسبعماية. ولقي من الملوك والمشايخ عالماً، وجاور بمكة. واستقر عند ملك الهند، فحظي لديه، وولاه القاضاء، وأفاده مالاً جسيماً. وكانت رحلته على رسم الصوفية زيا وسجية، ثم قفل إلى بلاد المغرب، ودخل جزيرة الأندلس، فحكمى بها أحوال المشرق، وما استفاد من أهله، فكذب، وقال، لقيته بغرناطة، وبتنا معه ببستان أبي القاسم ابن عاصم بقرية نبلة، وحدثنا في تلك الليلة، وفي اليوم قبلها عن البلاد المشرقية وغيرها، فأخبر أنه دخل الكنيسة العظمى بالقسطنطنية العظمى، وهي على قدر مدينة مسقفة كلها، وفيها اثني عشر ألف أسقف. قلت، وأحاديثه في الغرابة أبعد من هذا. وانتقل إلى العدوة، فدخل بلاد السودان، ثم تعرف أن ملك المغرب استدعاه، فلحق ببابه. وأمر بتدوين رحلته".
وقد كان تدوينه لرحلته هذه بعد سبع وعشرين سنة منها على ما أفاده الزركلي في الأعلام، وبضع وعشرين سنة على ما أفاده ابن خلدون في مقدمته.
هذه حال ابن بطوطة رحمه الله بشيء من التفصيل رقمتها على عجالة بغرض إثراء الموضوع ولعل لبسط الكلام في الرد على من اعتضد بخبره عن شيخ الإسلام مع غيره من الواهيات مجال آخر أسأل الله أن ييسر وقتاً لبيانه. والله المستعان.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[25 - 10 - 04, 12:29 ص]ـ
• الأخ الكريم المفضال .. حارث همام .. وفقه الله
جزاكم الله خيراً على إثرائكم الموضوع بالتعقيبات النافعة، ولعلَّكم تواصلون إفاداتكم المباركة. .
- تنبيه - • ليس المقصود من ذكر كذَبة المؤرِّخين أنَّ كلَّ أو أكثر ما أرَّخوه كذبٌ.
• بل المراد الحذر من نقولهم المنكرة وما يتفرَّدون به من الغرائب، ومنها: ما أشار إليه العلاَّمة ابن خلدون رحمه الله.
• وإلاَّ فهذا الواقدي وما يُروى من جهته، وحاله حاله !
• أما أنهم كذَبة لأجل أنه ثبت كذبهم مستفيضاً من وجوهٍ متعددة وفي أخبار متغايرة أولم يثبت ذلك =فليس ذلك طلبنا.
• إنما من ثبت كذبه مرَّةً فقد أبان لنا عورته فوجب الحذرُ منه (كما قيل عن المدلِّس).
ثم لا يعنينا كثيراً كونه كذب في كلِّ خبره صريحاً أو (بالمبالغات والتهويلات)، أو كان يكذب الشيء بعد الشيء.
- وبالله تعالى التوفيق ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/93)
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[27 - 10 - 04, 09:08 م]ـ
اضحك الله سنك
نحن ندعوا لك بطول العمر في طاعة الله ونفع الناس فأنت عزيز في ذا الزمان.
شيخنا الحبيب
ما تنمقه وتجمعه هنا فيه خير عظيم، خاصة أن الغالب في كتب المبتدعة اصحاب الأهواء المعوجة يتركزون على هذه الكتب وهي عندهم اصل اصيل في تمرير كذبهم وعقائده وما الرافضة والأحباش عنا ببعيد.
ـ[حارث همام]ــــــــ[28 - 10 - 04, 12:56 م]ـ
الشيخ الفاضل أبو عمر ..
لعل باقي الكلام وهو المتعلق بالقصة المرقعة على شيخ الإسلام، يسحبنا للحديث عن خبر قريب منه رواه التقي الحصني -عفا الله عنه- في دفع شبه من شبه عن مجهولين، وقد عزمت على الوقوف مع الكتاب ومؤلفه منذ زمن ولكن الصوراف تشغل، وأرجو أن يتيسر لي بعد رمضان تعليق موضوع مستقل في حلقات على السعة عن الشيخ الإمام وبعض مخالفيه من الشيوخ والأقزام وأعني بهؤلاء الأقزام بعض أقزام العلم من المعاصرين الذين عدو قدرهم وفوقوا سهامهم ثالبين، فمنهم من خبى ذكره ودرس رسمه، ومنهم من مضى وألسنة الأجيال تلعنه، ومنهم من ينتظر حلول المثلات. نسأل الله لنا ولهم الهداية والرشاد.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[12 - 06 - 05, 04:05 م]ـ
نأمل من شيخنا الكريم والكريم حقا وصدقا أن يكمل سبكه هذا
وهناك كتب مهمة ارى من الأهمية التطرق لها مثل كتاب العقد الفريد والمستطرف و تاريخ اليعقوبي وغيرها
وارى حقيقة اعدم الاكتفاء بكلام العلماء كشيخ الإسلام رحمه الله وإن كان مهما، بل لابد من عضد الكلام بنماذج واضحة تصيب الهدف من النقد، كذكر الأمثلة أو عقيدة المؤلف أو نسبة الكتاب إلى غيرها من الركائز المهمة في النقد.
مع تمنياتي لك بالتوفيق شيخي الغالي
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[26 - 07 - 05, 06:03 م]ـ
- الأخ الكريم الفاضل ... ابن دحيان ... باركه الرحمن
ما دللت عليه صواب، ولكن يعوزه وقتٌ، قد يملكه بعض الأخوة الأفاضل.
وجزاك الله خيراً على اهتمامك
- مما له صلة بالموضوع (وإن لم يكن مثله تماماً):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17483&highlight=%C7%E1%DD%C7%DF%E5%ED
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 11 - 06, 09:18 م]ـ
لسبب ما لا يفتح الرابط الأخير معي.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:38 ص]ـ
و لا معي يبدو ان الرابط لموضوع ضاع أو حذف
موضوع رائع و نتسائل عن البقية هل سيكمل الشيخ أبو عمر بحثه أم توقف هنا؟
و الله أعلم بالحال و المآل(139/94)
حقيقة دعوة ابن تومرت د. حمد بن صالح السحيباني
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[09 - 11 - 04, 03:12 ص]ـ
حقيقة دعوة ابن تومرت
د. حمد بن صالح السحيباني
تمهيد:
مني العالم الإسلامي منذ عصر صدر الإسلام حتى عصرنا الحاضر بظهور
العديد من الدعوات والدول التي لبست ثوب الإسلام، واتخذته شعاراً ظاهراً لتحقيق
مطامح ومطامع خفية تهدف إلى النيل من الإسلام وحرب المسلمين بشعار الاسلام
واسمه، وما دعوات الرافضة، والقرامطة، والعبيديين، والموحدين إلا ضرباً لتلك
الدعوات والدول على مدار التاريخ الإسلامي.
وإذا كانت الدعوات والدول الثلاث الأولى قد كتب عنها كثير من المؤرخين
والكتاب المحدثين، فأبانوا حقائقها، وكشفوا للناس زيفها وبطلانها؛ فإن دعوة
الموحدين -التي أسسها ابن تومرت- كان نصيبها من الدراسات قليل [1]، ولهذا
خفي على كثير من المسلمين حقيقتها، لاسيما وقد سماها مؤسسها بدعوة الموحدين،
فظنوا بها خيراً، ونسبوها إلى الصلاح والاستقامة [2]، علماً بأنها كانت خلاف
ذلك كما يوحي بهذا تراثها الفكري وتاريخ مؤسسها وداعيها الأول محمد بن تومرت
، وهذا ما دفعني إلى دراسة هذه الدعوة والتعرف على أسسها العقدية لبيان حقيقتها
وكشف زيفها، معتمداً في ذلك بعد الله -سبحانه وتعالى- على أقوال ابن تومرت
وأفعاله، وما دونه لنا المؤرخون المعاصرون لتلك الدعوة، حيث إن مؤلفات ابن
تومرت وتلاميذه من أمثال البيدق، وابن القطان، وابن صاحب الصلاة موجودة
بين أيدينا، إضافة إلى أن الفترة التي ظهرت فيها دعوة الموحدين حظيت بوجود
العديد من المؤرخين الذين عاصروا تلك الدعوة أو عاشوا قريباً منها، فكتبوا عنها،
وهم شهود عيان لما كتبوا من أمثال المراكشي وابن خلدون، وابن أبي زرع،
وغيرهم.
وسأنهج في دراستي لدعوة الموحدين أن أقوم أولاً بتتبع نشأة تلك الدعوة
وبيان المراحل والأطوار التي مرت بها، وموقف الناس منها، ثم أخلص بعد ذلك
إلى بيان أهم الأسس العقدية التي قامت عليها، ومدى قربها أو بعدها من الأسس
الإسلامية الصحيحة.
الاتجاه الفكري للدول الإسلامية التي قامت في شمال بلاد المغرب:
لعل من المناسب بادئ ذي بدء أن نبين الاتجاه الفكري للدول الإسلامية التي
ظهرت في بلاد المغرب الإسلامي -الشمال الأفريقي- منذ القرن الثاني وحتى القرن
الخامس لنعرف مكان دولة الموحدين بينها، والأرضية التي ظهرت فيها تلك الدعوة
وأصبح لها كيان سياسي يحميها، ذلك أنه بعد أن ضعفت قبضة الخلافة الإسلامية
بالمشرق على الشمال الأفريقي ظهر هناك العديد من الدول الإسلامية التي أعلن
بعضها استقلالها عنها، بينما بقي البعض منها موالياً لها ولاًء صورياً، وقد تباينت
اتجاهات ومشارب تلك الدول حيث انقسمت إلى أربعة اتجاهات رئيسة هي:
1 - الاتجاه السني ويمثله دولتا الأغالبة والمرابطين، والدولة الزيرية
الصنهاجية في آخر عمرها.
2 - الاتجاه الخارجي ويمثله دولتا الرستميين والمدراريين [3].
3 - الاتجاه الرافضي، ويمثله دولة العبيديين.
4 - الاتجاه الاعتزالي ويمثله دولة الأدارسة بالمغرب الأقصى.
وبالإضافة إلى هذه الاتجاهات الرئيسة فقد كان هناك اتجاه خامس هو اتجاه
دولة الموحدين والذي كان يجمع بين هذه الاتجاهات وغيرها من الاتجاهات الفكرية
الأخرى، إذ أن محمد بن تومرت مؤسس هذه الدولة استقى من جميع هذه المشارب
بل زاد عليها ما يرى أنه يخدم ميوله وأهدافه، ولهذا جاءت الأسس الفكرية لهذه
الدولة خليطاً مضطرباً كما سنرى.
الأسس الفكرية لدعوة ابن تومرت:
لما كانت الأسس الفكرية -العقدية- لكل دولة أو جماعة أو فرد هي الموجه
الحقيقي لحركاتها وسكناتها فإن دراسة تلك الأسس مطلب ملح قبل دراسة تاريخ
الدولة أو الجماعة أو الأفراد.
ودولة الموحدين أول من وضع أسسها الفكرية هو محمد بن عبد الله ابن
تومرت الصنهاجي، ولد في الثلث الأخير من القرن الخامس الهجري ببلاد المغرب
الأقصى، وقد اختلف المؤرخون في تحديد سنة مولده [4].
ادعى ابن تومرت النسب القرشي، وأنه من سلالة الرسول -صلى الله عليه
وسلم- وقد أقر بعض المؤرخين هذا الادعاء [5]، لكن طائفة أخرى من المؤرخين
أنكرت هذا الادعاء وقالت إن ابن تومرت دعيّ فيه فهو من هرغة إحدى قبائل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/95)
المصامدة البربرية حيث عرف بمحمد بن تومرت الهرغي [6] كما قال بهذا الرأي
من الكتاب المحدثين محمد عبد الله عنان -رحمه الله-، إذ يرى أن هذا الادعاء ما
هو إلا نحلة باطلة وثوب مستعار قصد من ورائها ابن تومرت أن يدعم بها صفة
المهدي التي انتحلها أيضاً شعاراً لإمامته ورياسته [7].
ولا يشك المتتبع لتاريخ ابن تومرت في كذبه بهذا الادعاء وأنه إنما قال به
ليتخذه جسراً يصل عن طريقه لأغراضه وطموحاته، ويتأكد هذا إذا علمنا أن معظم
المؤرخين الذين أثبتوا له هذا النسب إنما هم من تلاميذه، أو من مؤرخي الدولة
الموحدية الذين سجلوا تاريخها بوحي من سلاطينها وأمرائها، وبتأثير من نزعتهم
العقدية الباطلة.
حفظ ابن تومرت القرآن الكريم ودرس بعض العلوم الإسلامية في بلاد
المغرب في صباه، ثم ارتحل سنة 501 هـ إلى الأندلس، ثم إلى بلاد المشرق
حيث تنقل بين عواصمه الثلاث (بغداد) و (مكة) و (القاهرة) [8]، وقد أفاد من هذه
الرحلة علماً غزيراً لاسيما في العلوم العقلية واللسانية [9]، حيث أعانه على ذلك
ذكاؤه المفرط ومثابرته وهمته العالية [10].
بداية ظهور ابن تومرت:
كان وضع معظم بلدان العالم الإسلامي في مطلع القرن السادس الهجرى
مضطرباً فالخلافة العباسية بالمشرق قد دب فيها الضعف، كما أن دولة العبيديين
بمصر قد كرهها الناس بسبب غلو حكامها وأعمالهم العدائية ضد الإسلام والمسلمين
، أما بلاد المغرب والأندلس فتخضع لحكم دولة المرابطين، وكانت قبضتها قوية
واتجاهها اتجاه سني حيث كان يتولى أمرها آنذاك السلطان علي بن يوسف بن
تاشفين (500 - 537 ه) وكان سلفياً ورعاً مجاهداً وهذا ما جعل الطريق صعباً أمام
ابن تومرت الذي بدأ ظهوره في بلاد المرابطين، ولهذا جاءت سهامه مسلطة ضد
هذه الدولة وسلطانها، فبعد أن وصل إلى المغرب سنة 505هـ بدأ يدعو الناس
إليه [11]، ولما كانت دعوته تقوم على أسس عقدية يشوبها كثير من الغبش
والانحراف فإنه لم يجرؤ في بادئ الأمر على إظهارها للناس صراحة، ولهذا انتحل
صفه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث يذكر البيذق [12]-أحد تلاميذ ابن
تومرت- أنه نهج هذا الأسلوب في بادئ الأمر، وأنه كان إذا خشي بطشاً خلط في
كلامه حتى ينسب إلى الجنون [13]، وهذا منهج كثير من الفرق الباطنية حيث
يلجأون إلى العبارات الموهية حتى لا تنكشف عقائدهم.
ظل ابن تومرت مدة عشر سنوات (505 - 515 ه) ينتقل بين أقاليم ومدن
المغرب الأقصى لعرض دعوته على الناس ونشر أفكاره بينهم فكثر أنصاره
ومؤيدوه وذاع صيته بينهم وتعارف الناس به [14]، فأضحى خطره يهدد كيان
دولة المرابطين، حينئذ استدعاه السلطان علي بن يوسف وسأله: ما هذا الذي بلغنا
عنك؟ فأجابه ابن تومرت في قوة بأنه يطلب الآخرة ويأمر بالمعروف وينهى عن
المنكر، وأن هذه مسؤولية الحاكم قبل غيره، ويذكر بعض المؤرخين أن السلطان
علي بن يوسف حين سمع ذلك أطرق برأسه إلى الأرض ملياً ثم أمر الفقهاء
بمناظرته واختباره [15]، فلما ناظروه تبين لهم حقيقة ما يحمله ابن تومرت من
آراء ومعتقدات تخالف طريقة أهل السنة والجماعة، فأوصوا السلطان بسجنه سداً
للذريعة ودرءاً للفتنة، لكن أحد المرابطين شفع فيه فأمر السلطان بإخراجه من
مراكش ولم يسجنه [16].
أدرك ابن تومرت بعد ذلك المخاطر التي تهدده من قبل المرابطين، لاسيما أن
دعوته قد وصلت إلى مرحلة الظهور والجهر بالأهداف، فقرر الانتقال الى بلاد
السوس مسقط رأسه حيث نزل على قومه وقبيلته مصمودة سنة515 هـ وذلك
لضمان الحماية اللازمة لدعوته [17].
وفي بلاد السوس أسس ابن تومرت مسجداً يجتمع به مع تلاميذه وزعماء
قبيلته حيث التف حوله الكثير من المؤيدين والأنصار فاختار منهم نخبة لتكون قاعدة
لدعوته حيث شرع بتدريسهم على شكل حلقات ودروس منظمة ومن خلال تلك
الدروس بث أفكاره بين تلاميذه، وأخذ يعدهم إعداداً خاصاً، فألف لهم كتاباً سماه
كتاب التوحيد بلسانهم البربري قسمه إلى سبعة أحزاب عدد أيام الأسبوع، وأمرهم
بقراءة حزب واحد منه في كل يوم بعد صلاة الصبح [18]، ويحتوي هذا الكتاب
على معظم أفكار ابن تومرت والأسس العقدية لدعوته، ولهذا يذكر ابن أبي زرع أن
ابن تومرت قال لتلاميذه: من لا يحفظ هذا (التوحيد) فليس بمؤمن وإنما هو كافر لا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/96)
تجوز إمامته ولا تؤكل ذبيحته فصار هذا التوحيد عند المصامدة كالقرآن العزيز "
[19].
وهكذا كفّر ابن تومرت من لا يتعلم مبادئ دعوته ويعمل بها ولاشك أن هذا
الشطط والمغالاة جعلت الكثير من اتباعه ينصرفون عن الأسس الإسلامية الصحيحة
إلى ما يقول به ويدعو إليه فغالوا في تعظيمه لدرجة العبودية -والعياذ بالله-.
لما شعر ابن تومرت بقبول دعوته في أوساط الهرغيين رأي توسيع إطارها
المكاني فاختار جماعة من أصحابه أرسلهم إلى القبائل القريبة من بلاد السوس
لاستمالة تلك القبائل للدعوة الموحدية [20]، وبعد أن اطمأن إلى قوة دعوته وإلى
تمكنه من قلوب أصحابه أخذ يشوقهم إلى (المهدي المنتظر) " ... فلما قرر في
نفوسهم فضيلة المهدي ونسبه ونعته، ادعى ذلك لنفسه وقال أنا محمد بن عبد الله
... ورفع نسبه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وصرح بدعوى العصمة لنفسه
وأنه المهدي وبسط يده فبايعوه .. ثم صنف لهم تصانيف في العلم منها كتاب سماه
(أعز ما يطلب) .. " [21].
كانت هذه هي خطوات ابن تومرت في تمهيد الطريق وجهوده في تأسيس
قواعد البناء قبل أن يدعو إلى مبايعته بالإمامة ويعلن قيام الدولة الموحدية، وقد
أعان ابن تومرت على اجتذاب المؤيدين في بلاد السوس ما كان يتمتع به أهلها من
سذاجة وجهالة وادعاءه النسب القرشي فضلاً عما يتمتع به ابن تومرت من ذكاء
وعلم وقدرة على التأثير والتنظيم [22].
مبايعة ابن تومرت بالإمامة:
لما اطمئن ابن تومرت إلى قاعدته وحسن ولائهم له دعا الناس إلى مبايعته
حيث يذكر ابن القطان أنه قام خطيباً فيهم ومما جاء في خطبته:
" ... الحمد لله الفعال لما يريد، القاضي بما يشاء، لا مرد لأمره ولا معقب
لحكمه، وصلى الله على سيدنا محمد المبشر بالمهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً
كما ملئت جوراً، يبعثه الله إذا نسخ الحق بالباطل، وأزيل العدل بالجور، مكانه
بالمغرب الأقصى واسمه اسم النبي، ونسبه نسب النبي .. " [23].
وبعد هذه الخطبة قام الناس فبايعوه بالإمامة وكان ذلك في الخامس عشر من
شهر رمضان سنة 515ه [24].
وهكذا نرى كيف أن ابن تومرت لم يجرؤ على إعلان ذلك الشطط في دعوته
إلا بعد أن وثق من ولاء عامة الناس له، وفي هذا يقول ابن خلدون:» ولما كملت
بيعته لقبوه بالمهدي وكان لقبه قبلها الإمام «[25].
وقد جاءت مبايعة ابن تومرت إماماً للموحدين قرب مراكش دون تصد
ومقاومة من قبل المرابطين أصحاب السلطة الشرعية هناك، بل ودون إحساسهم
بالخطر الداهم قرب عاصمتهم شاهداً على ضعف دولة المرابطين وقتذاك، وعلى
النجاح الكبير الذي حققه ابن تومرت لدعوته الناشئة.
أمضى ابن تومرت السنوات الثلاث التالية لسنة مبايعته في جهد متواصل
وعمل دؤوب لدعوته حيث خاطب القبائل القريبة منه يدعوهم إلى الدخول في
طاعته، ونبذ طاعة المرابطين، فاستجاب له بعض القبائل [26]، ولكي يوفر
مزيداً من الأمن لدولته ودعوته غادر جبل ايجليز في بلاد السوس سنة 518 هـ
إلى قرية تينملل ببلاد هرغة [27]، وقد جاء اختياره لها بسبب حصانتها لوقوعها
على ربوة عالية في سفح جبل درن، ولا يمكن الوصول إليها الا من طريق واحد
لا يتسع لغير فارس واحد، ويصف ابن القطان منعة تينملل بقوله: " يسد خللها أقل
عصبة من الناس " [28].
ويبدو أيضاً أن ابن تومرت أراد من ذهابه إلى تينملل الابتعاد عن زعماء
قبيلته ليتوقى مغبة تدخلهم في شئون دولته الناشئة لا سيما وهو في مرحلة وضع
الأسس الأولى لها.
أصبحت تينملل عاصمة لدولة الموحدين الناشئة حيث قسّم ابن تومرت
أراضيها وديارها على أصحابه الموحدين ليسكنوا فيها، كما بنى مسجداً وداراً له
بينهم [29]، وفي تينملل وضعت أسس دولة الموحدين ومنها انطلقت جيوشهم،
كما وزع ابن تومرت مسئوليات الدولة ووظائفها على أصحابه الموحدين حسب
ولائهم لطاعته [30]، ويذكر المراكشي أن ابن تومرت بعد أن كثر لديه المؤيدون
والأنصار سماهم بالمؤمنين وقال لهم: " ما على وجه الأرض من يؤمن إيمانكم،
وأنتم العصابة المعنيون بقوله -عليه الصلاة والسلام-: " لا تزال طائفة
بالمغرب ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله " وأنتم الذين
يفتح الله بكم فارس والروم، ويقتل الدجال، ومنكم الأمير الذي يصلي بعيسى بن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/97)
مريم، ولا يزال الأمر فيكم إلى قيامة الساعة ... فزادت فتنة القوم به وأظهروا له
شدة الطاعة " [31]!!.
هكذا تجرأ ابن تومرت على الله ورسوله فحرف الأحاديث الصحيحة وأقحم
دلالتها ليضل الناس فيلتفوا حوله، وقد خفيت هذه الأباطيل على قومه في بادئ
الأمر فأقبلوا على دعوته وتفانوا في خدمتها لاعتقادهم بأنه هو المهدي، حتى قال
قائلهم حينا وقف على قبر ابن تومرت بعد مماته:
سلام على قبر الإمام المجدد ومحيي علوم الدين بعد مماتها
أتتنا به البشرى بأن يملأ الدنا سلالة خير العالمين محمد
ومظهر أسرار الكتاب المسدد بقسط وعدل في الأنام مخلد [32]
هكذا أصبحت بلاد السوس بالمغرب الأقصى تغلي حماساً وولاءً لدعوة ابن
تومرت لكنه توفي قبل أن يُحكم البناء ويُوسع إطار دعوته، فقد وافاه الأجل في
شهر رمضان 524 هـ وكانت مدة حكمه حوالي تسع سنوات [33]، وقد ترك
حرباً مشتعلة بين أتباعه والمرابطين وكل من خالف دعوة الموحدين في أرض
المغرب الأقصى، كما خلف أتباعاً مؤمنين بدعوته محاربين لأجلها.
________________________
(1) لعل من أهم الكتب التي عنيت برصد حركة الرافضة والباطنية والعبيديين وغيرها كتاب وجاء دور
المجوس لمؤلفة عبد الله محمد الغريب، إلا أن هذا الكتاب على الرغم من ذكره لكثير من الدعوات
الضالة فقد أغفل الموحدين.
(2) على الرغم من الهفوات الواضحة التي وقع فيها محمد بن تومرت مؤسس دعوة الموحدين فإن
كثيراً من الكتاب القدامى والمحدثين قد انطلت عليهم حقيقة دعوة الموحدين فظنوا بها خيراً، فمن
المؤرخين القدامى ابن خلدون، حيث حصر هفوات ابن تومرت بزلة واحدة هي موافقته للرافضة في
القول بعصمة الإمام حيث قال: " ولم يحفظ عنه فلتة في البدعة إلا ما كان من وفاقه الإمامية من
الشيعة في القول بالإمام المعصوم " (ابن خلدون: العبر 11/ 471 - 472) أما من الكتاب المحدثين
فمحمد سعيد العريان، ومحمد العربي العلمي محققا كتاب المعجب للمراكشي حيث ذكرا أن كثيراً من
المؤرخين المشارقة قد أنكروا ما جاء به ابن تومرت ونسبوه إلى الدجل والشعوذة، كما تعقبوا دعاويه
بالتفنيد والإبطال وقد عزا الكاتبان هذا الموقف من قبل هؤلاء المؤرخين المشارقة إلى سبب رئيسي
هو " لأن المغرب الإسلامي لم يكن يعترف بشيء من الولاء للخليفة العباسي في بغداد، ولم يدع له
يوماً على منبر من منابر المغرب لا في الأندلس ولا في الشاطئ الأفريقي فما ملك يخلعون في سبيله
طاعة الخليفة ويخرجون عن الولاء له؛ ومن ثم كان رأي مؤرخيهم في شيخ الموحدين على أن الرأي
مهما يختلف في شأن محمد بن تومرت فمما لاشك فيه أنه رجل من أهل الإيمان والفطنة، كان له رأي
في سياسة الدولة الإسلامية يستند إلى أساس من الدين " (المراكشي: المعجب ص 276، حاشية رقم
2) هكذا كانت نظرة هذين الكاتبين لدعوة ابن تومرت وهي بلا شك نظرة سطحية حيث فسراها تفسيراً
سياسياً مع أنها كانت تستند إلى أسس عقدية بحتة.
(3) لما تولي في دولة بني مدرار محمد بن الفتح بن مدرار أعلن في سنة 342 هـ اعتناقه للمذهب
المالكي وقد انتهت هذه الدولة في عهده سنة 349 هـ حينما قضى عليها العبيديون.
(4) انظر في تفصيلات هذا الخلاف كلاً من: المراكشي: المعجب / 245، ابن الأثير: الكامل 10 /
578، ابن خلكان: وفيات الأعيان 5/ 53، ابن السراج: الحلل السندسية 1/ 985.
(5) من هؤلاء المؤرخين أبو بكر الصنهاجي المعروف بالبيذق في كتابة المقتبس من كتاب الأنساب،
ص 12، ابن القطان: نظم الجمال، ص 34، الزركشي: تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية،
ص 12، ابن خلدون: العبر 6/ 226.
(6) ممن قال بهذا الرأي ابن أبي زرع الفاسي في كتابه الأنيس المطرب، ص 172، ابن عذارى:
البيان المغرب 4/ 68، ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب 4/ 70.
(7) عصر المرابطين والموحدين / 160.
(8) المراكشي: المعجب / 179، الزركشي: تاريخ الدولتين / 4.
(9) ابن خلكان: وفيات الأعيان 5/ 46، ابن الأثير: الكامل 10/ 570.
(10) عبد الله علام: الدولة الموحدية في عهد عبد المؤمن / 51، سعد زغلول عبد الحميد: محمد
ابن تومرت / 13.
(11) الزركشي: تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية / 4.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/98)
(12) البيذق: هو أبو بكر بن علي الصنهاجي الشهير بالبيذق (ت ق 6) أحد تلاميذ ابن تومرت
وأنصار دعوته، ألف كتاب (أخبار المهدي بن تومرت وبداية دولة الموحدين) وهذا الكتاب مهم في
تاريخ الدولة الموحدية لأن مؤلفه شاهد عيان لكل ما كتب كما أن مؤلفه كشف جوانب غامضة في
شخصية ابن تومرت ودعوته.
(13) أخبار المهدي بن تومرت / 22.
(14) ابن أبي زرع: الأنيس المطرب / 174.
(15) الزركشي: تاريخ الدولتين / 5، ابن خلدون: العبر 6/ 228، ابن قنفذ: الذهبي: العبر 4 /
59.
(16) المراكشي: العجب / 187، محمد السلماني: اللسان المعرب / 183 (مخطوط).
(17) ابن خلدون: العبر 6/ 228، ابن قنفذ: مبادئ الدولة الحفصية / 100، سعد زغلول عبد
الحميد: محمد بن تومرت / 21.
(18) ابن القطان: نظم الجمان / 46.
(19) الأنيس المطرب / 177.
(20) ابن أبي زرع: الأنيس المطرب / 176، المراكشي: المعجب / 254.
(21) المراكشي: المعجب / 254.
(22) ابن خلدون: العبر 6/ 228، سعد زغلول عبد الحميد: محمد بن تومرت / 27.
(23) نظم الجمان / 75.
(24) ابن أبي زرع: الأنيس المطرب / 176، ابن قنفذ: الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية /100
. (25) العبر 6/ 228.
(26) المراكشي: المعجب / 254، ابن أبي زرع: الأنيس المطرب / 176.
(27) ابن خلدون: العبر 6/ 228، الزركشي: تاريخ الدولتين / 6.
(28) نظم الجمان / 75.
(29) ابن القطان: نظم الجمان / 75، ابن خلدون: العبر 6/ 228.
(30) المصدرين السابقين.
(*) يلاحظ هنا أن ابن تومرت قد حرف الأحاديث الواردة في الغربة فأضاف إلى نصوصها ما يرى أنه
يخدم فكرته وسنعالج هذا الخطأ في آخر هذا البحث إن شاء الله.
(31) المعجب / 276 - 277.
(32) المصدر السابق / 277 - 278.
(33) البيذق: أخبار المهدي ابن تومرت / 41، ابن قنفذ: الوافي بالوفيات / 273.
((مجلة البيان ـ العدد [17] صـ 78 شعبان 1409 ـ مارس 1989))
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[09 - 11 - 04, 03:13 ص]ـ
حقيقة دعوة ابن تومرت
-2 -
د. حمد بن صالح السحيباني
(تحدث الكاتب في المقال السابق عن الأسس العقدية لدعوة ابن
تومرت، وكيف قامت دولة الموحدين، ويتابع في الجزء الثاني من هذا
المقال: كيف تطورت الدعوة والدولة، والمزالق التي وقعت فيها).
- التحرير -
خلف ابن تومرت تلميذه عبد المؤمن بن علي. الكومي [1] (524 - 558 هـ)
ويعتبر عبد المؤمن المؤسس الفعلي لدولة الموحدين الكبرى - بالمغرب
والأندلس - (؟ ?) وقد حاول عبد \المؤمن العمل على نشر الدعوة الموحدية لكن
انشغاله بالأمور السياسية والعسكرية جعل حماسه للدعوة الموحدية أقل
من سلفه.
ومع مضي الزمن أخذ حماس زعماء دولة الموحدين يقل إزاء الدعوة، بل إن
بعض زعماء الموحدين تجرءوا فأعلنوا براءتهم مما تحمله من غلو وانحراف حيث
يذكر المراكشي أن أبا يوسف يعقوب المنصور (580 - -595هـ) ثالث أمراء
الموحدين بعد ابن تومرت قال لأبي العباس أحمد بن إبراهيم بن مطرف المري -
أحد المقربين إليه - يا أبا العباس اشهد لي بين يدي الله عز وجل أني لا أقول
بالعصمة-يعني عصمة ابن تومرت -كما يذكر أبو العباس أيضاً أنه قال له يوماً وقد
استأذنه في فعل شيء يفتقر إلى وجود الإمام: يا أبا العباس أين الإمام؟ أين
الإمام؟ [3].
ولم يكتف المنصور بهذا، بل إنه حاول إرجاع الناس إلى الكتاب والسنة ونبذ
تعاليم ابن تومرت التي توغلت في قلوب بعض الناس بالمغرب والأندلس - آنذاك
- حيث يذكر المراكشي أن السلطان يعقوب المنصور بعد انتصاره في معركة
الأراك [4] سنة 591هـ ذهب لمدينة جيان الأندلسية فخرج أهلها لتلقيه وتهنئته
بالنصر، فلما اقتربوا منه قدموا أحدهم ويدعى أبا بكر بن هانئ لتكليمه، يقول أبو
بكر: ( ... فسألني عن أحوال البلد وأحوال قضاته وولاته وعماله على ما
جرت عادته - فلما فرغت من جوابه سألني كيف حالي في نفسي فشكرت له
ودعوت بطول بقائه ثم قال لي: ما قرأت من العلم؛ قلت: قرأت تواليف الإمام -
أعني ابن تومرت - فنظر إلي نظ'رة المُغضَب، وقال: ما هكذا يقول الطالب إنما
حكمك أن تقول: قرأت كتاب الله، وقرأت شيئاً من السنة، ثم بعد هذا قل ما
شئت …) [5].
ويضيف المراكشي أيضاً حين حديثه عن عقيدة العامة في ابن تومرت أن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/99)
يعقوب المنصور استخف بعقول من بالغوا في تعظيم ابن تومرت وتقديسه والعمل
بما قال به أو دعا إليه. (لأنه لا يرى شيئاً من هذا كله، وكان لا يرى رأيهم في
ابن تومرت ... ) [6].
وهكذا نرى أن دعوة ابن تومرت، وإن كانت قد تغلغلت في قلوب العامة
والسذج من الناس، في بعض بلاد المغرب الأقصى والأندلس، فإن ما تحمله من
باطل وزيف قد بدا لمن كان عنده شيء من العلم، مما دفع العقلاء من الموحدين
وهم حماتها إلى العمل على إزالتها، والسعى لبيان وجه الخطأ فيها، فالمنصور
ثالث أمراء الموحدين بعد ابن تومرت عمل على بيان باطلها وسعى لتقويضها ولم
يمضِ على انتشارها بين الناس سوى نصف قرن، وهي مدة قصيرة في عمر
الدعوات، لكن ما تحمله هذه الدعوة من غلو وشطط جعلت أقرب الناس منها
يسعون لتقويضها - كما بينا في السطور السابقة -.
وهنا قد يرد تساؤل وهو: لماذا لم يعلن المنصور الموحدي للناس صراحة
بطلان ما دعا إليه ابن تومرت ويعمل جاداً للقضاء على دعوته؟.
وللإجابة على هذا التساؤل يقال: إن الكثير من الناس ببلاد المغرب الأقصى
لاسيما العامة وشيوخ الموحدين وزعماء القبائل قد تعلقوا بدعوة ابن تومرت واقتنعوا
بصحة ما قال به ودعا إليه، فلو واجههم المنصور بالنقد الصريح أو العمل الجاد
للقضاء على دعوة ابن تومرت لنشأ عن ذلك رد فعل خطير من قبل أولئك القوم،
وهذا بلا شك جعله يكتفي ببيان موقفه منها دون اتخاذ أي خطوات عملية ضدها.
وبالرغم من قلة ما قام به المنصور من عمل ضد دعوة ابن تومرت، إلا أن
عمله هذا كانت له نتائج طيبة حيث إنه بهذا العمل كسر ذلك السياج الذي أحيطت
به دعوة ابن تومرت مما دعا كثيرًا من الموحدين لا سيما المنصفين منهم إلى التمعن
في حقيقة دعوة ابن تومرت ودراستها بموضوعية وإنصاف، فبانت لهم حقيقتها وما
تحمله من زيف وباطل، فأخذوا يتحللون منها شيئاً فشيئاً حتى إذا تولى أبو العلاء
إدريس الملقب بالمأمون [7] (624 - 629 ه) أعلن صراحة خروجه على تعاليم ابن
تومرت، وبين ما تحمله دعوته من زيف وضلال، وقال وهو على المنبر في
مدينة مراكش يخطب الناس: (… أيها الناس لا تدعوه بالمهدي المعصوم -يعني
ابن تومرت - وادعوه بالغوي المذموم فإنه لا معصوم إلا الأنبياء ولا مهدي إلا
عيسى [8]، وأنا قد نبذنا أمره النحيس ... ) [9]، كما يذكر ابن أبي زرع أنه بعد
أن نزل من على المنبر (كتب إلى جميع بلاده بتغيير سير المهدي وما كان ابتدعه
للموحدين وجرى عليه عملهم وسير ملوكهم، وأمر بإسقاط المهدي من الخطبة
وإزالته من الدنانير والدراهم ... وقال: كل ما فعله المهدي وتابعه عليه أسلافنا فهو
بدعة ولا سبيل لإبقاء البدع ... ) [10]، كما أرسل المأمون كتاباً إلى
المدن المغربية والأندلسية بين لهم فيه الخطوات التي اتخذها ضد دعوة ابن تومرت،
وقد جاء في ذلك: ( ... ولتعلموا أنا نبذنا الباطل وأظهرنا الحق، وأن لا
مهدي إلا عيسى ابن مريم ... وقد أزلنا لفظ العصمة عمن لا تثبت له
عصمة ... ) [11].
هكذا تجرأ المأمون تاسع أمراء الموحدين فبين للناس صراحة بطلان ما دعا
إليه ابن تومرت، وأمرهم بنبذه والعودة إلى المنهج الإسلامي الأصيل، ولم يذكر
المؤرخون أن هذا العمل لقي أي معارضة من الموحدين مما يدلنا على أنهم كانوا في
ذلك الوقت قد بدءوا يتحللون منها لما بدا لهم بطلانها.
بعض المزالق التي وقعت بها دعوة ابن تومرت:
كان هذا عرضاً تاريخياً لدعوة ابن تومرت منذ أن كانت فكرة وحتى ظهرت
إلى حيز الوجود، وأصبح لها كيان سياسي يحميها، ويدعو الناس إليها، وقد بدا لنا
من خلال هذا العرض أن دعوة ابن تومرت بالرغم من انتشارها في بادئ الأمر،
وتمكن أصحابها من القضاء على خصومهم المرابطين، فإن أسسها العقدية التي
قامت عليها لم تكن أسساً سليمة؛ بل كانت منحرفة عن الأسس الإسلامية الصحيحة،
وباستقراء تاريخ هذه الدعوة وما خلفه لنا ابن تومرت من تراث فكري ندرك
المزالق التي وقع فيها الموحدون، ومن أهمها:
1 - ادعى محمد بن تومرت داعية الموحدين الأول العصمة لنفسه إذ قال عن
نفسه بأنه هو المهدي المعصوم [12]، كما سماه تلاميذه بهذا الاسم فأطلقوا عليه
لقب المعصوم حتى أصبح هذا اللقب من أشهر ألقاب ابن تومرت لدرجة أنهم كانوا
يطلقونه عليه دون ذكر لاسمه بسبب اشتهاره به!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/100)
والعصمة عند أهل السنة والجماعة لم تثبت إلا للأنبياء والرسل عليهم الصلاة
والسلام فيما يبلغون عن الله ولم يقولوا بها لسواهم حتى لكبار الصحابة الذين خصهم
الله بالفضل: أبي بكر وعمر وغير هما [13].
هكذا غالى ابن تومرت في القول بالعصمة لنفسه فنهج بذلك نهج الرافضة
الاثنى عشرية [14] الذين قالوا بالعصمة لأئمتهم، مما أوقعهم في انحراف عقدي
خطير لأن: ( ... من جعل بعد الرسول معصوماً يجب الإيمان بكل ما يقوله
فقد أعطاه معنى النبوة وإن لم يعطه لفظها ... ) [15] ولم يكتف ابن تومرت
بهذا الادعاء بل إنه كان يأمر بقتل كل من يشك [16] في عصمته [17]، ولكي
يؤصل هذا الادعاء في نفوس أتباعه ألف لهم كتابه أعز ما يطلب [18].
2 - ادعى ابن تومرت أنه هو المهدي الذي وعد الرسول -صلى الله عليه
وسلم- بخروجه في آخر الزمان حيث قال في خطبته حيث مبايعته إماماً للموحدين
سنة515هـ: (الحمد لله الفعال لما يريد، القاضي بما يشاء، لا راد لأمره،
ولا معقب لحكمه، وصلى الله على سيدنا محمد المبشر بالهدى الذي يملأ الأرض
قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً، يبعثه الله إذا نسخ الحق بالباطل، وأزيل العدل
بالجور، مكانه بالمغرب الأقصى، واسمه اسم النبي، ونسبه نسب النبي .. ) [19].
ويلاحظ هنا كيف تجرأ ابن تومرت فكذب على الله ورسوله حيث عين مكان ظهور
المهدي بالمغرب الأقصى، مع أن الأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي لم تشر
إلى ذلك، وقد تلقى الموحدون هذ الادعاء بالقبول حيث يذكر ابن خلدون [20] أنه
بعد هذه البيعة أصبحوا يلقبونه بالمهدي، وكان لقبه قبلها الإمام!!.
وهكذا يبدو لنا أن الكذب على الله ورسوله، ووضع الأحاديث ونسبتها إلى
الرسول من الأسس العقدية التي قامت عليها دعوة ابن تومرت، وهم بهذا يحذون
حذو الرافضة الذين ملئوا كتبهم بالأحاديث والأخبار المكذوبة على الرسول -صلى
الله عليه وسلم -.
3 - أنه ألف لتلاميذه كتاباً سماه كتاب التوحيد بلسانهم البربري قسمه إلى سبعة
أحزاب عدد أيام الأسبوع، وأمرهم بقراءة حزب واحد في كل يوم بعد صلاة
الصبح [21]، وقد حوى هذا الكتاب الكثير من الأغاليط والشطحات في الأمور
العقدية، وحتى يضمن تأصيل ما في هذا الكتاب في نفوس أتباعه فإنه ألزمهم
بحفظه حيث يذكر ابن أبي زرع الفاسي أن ابن تومرت قال لأصحابه الموحدين:
( ... من لا يحفظ هذا التوحيد فليس بمؤمن وإنما هو كافر لا تجوز إمامته ولا
تؤكل ذبيحته فصار هذا التوحيد عند المصامدة كالقرآن العزيز ... ) [22].
بهذا جعل ابن تومرت نفسه شرعًا لأتباعه حيث ألزمهم بحفظ ما جاء به
وضمنه كتبه، وإذا كان الإسلام لم يلزم المسلم أن يحفظ من القرآن الكريم وهو
المنزل من عند الله سبحانه إلا قدر ما يقرأه في صلاته فإن ابن تومرت داعية
الموحدين الأول قد جعل مؤلفه أهم من القرآن حينما طالب الموحدين بحفظه!!.
4 - إن ابن تومرت أخذ من كل مذهب وفرقة إسلامية ما يلائم اتجاهاته ويخدم
أهدافه، ولهذا جاء تراث الموحدين الفكري خليطاً مضطرباً متأثراً بكثير من
النزعات الفكرية الضالة، فهو في مسألة الإمامة يقول برأي الرافضة حيث ضمن
كتابه (أعز ما يطلب) هذا الرأي، فقال حين حديثه عنها: (لا يصح قيام الحق في
الدنيا إلا بوجوب الإمامة في كل زمان إلى أن تقوم الساعة، ما من زمان إلا وفيه
إمام لله قائم بالحق ... ) [23]، كما وافق الرافضة في القول بعصمة الإمام - كما
أسلفنا-.
كذلك تأثر ابن تومرت بمذهب المعتزلة [24] في نفي الصفات عن الله تعالى،
ولهذا سمى أصحابه بالموحدين، لأنهم في رأيه هم الذين يوحدون [25] الله حقًّا
لنفيهم الصفات عن الله سبحانه وتعالى [26].
كما نهج ابن تومرت نهج الأشاعرة [27] في تأويل بعض صفات الله سبحانه
وتعالى [28].
5 - كفر ابن تومرت من لم يؤمن بما يقول ويعتنق ما يدعو إليه، واستباح دمه
حتى ولو كان من أتباعه [29]، كما قال بكفر دولة المرابطين ووجوب جهادها،
ولتأصيل هذا المبدأ في نفوس أصحابه فقد صرح في كل مناسبة، كما ضمنه كتبه
التي ألفها لهم ورسائله التي كان يبعثها إلى الموحدين حيثما كانوا.
ومما جاء في إحدى رسائله إلى أصحابه. (واعلموا وفقكم الله أن جهادكم -
يعني المرابطين - فرض على الأعيان على كل من فيه طاقة للقتال، واجتهدوا في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/101)
جهاد الكفرة الملثمين ... ) [30].
كان هذا هو رأي ابن تومرت في دولة المرابطين، تلك الدولة السنية التي
أقامت كيانها على مذهب أهل السنة والجماعة والدعوة إلى الله على هدى من سنة
الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقد طعن في عقيدتهم، ووصفهم بأنهم مجسمون
وكفار، لا تجوز طاعتهم، ولا الولاء لهم، بل يجب جهادهم، ولهذا قاتل
الموحدون المرابطين قتال المسلمين للكفار حسب اعتقادهم، وما ذلك إلا بسبب غلو
ابن تومرت وتجرئه على الطعن في أعدائه دون ورع أو تقوى!!.
وبعد هذا العرض السريع لنشأة دعوة ابن تومرت، والتعرف على بعض
الأسس العقدية التي قامت عليها- ندرك بجلاء مدى ما فيها من غلو وشطط، وما
شابها من ضلال وانحراف، وأنها كانت بعيدة كل البعد عن المنهج الإسلامي
الصحيح، ولا شك أن هذا الغلو والانحراف الواضح فيها هو الذي جعل أتباع ابن
تومرت غير متحمسين لها بعد موته، بل بعضهم حاربها وتبرأ منها - كما رأينا -
فكان هذا الموقف سبباً لأن تدفن معظم أفكار وأقوال ابن تومرت معه، ولا يقدر لها
الذيوع والانتشار كغيرها من الدعوات الضالة التي ظهرت بالعالم الإسلامي على مر
العصور.
________________________
(1) حاول عبد المؤمن أن يحذو حذو سلفه ابن تومرت في ادعاء النسب العربي فأشاع ذلك بين
الناس، وقد قال بهذا بعض المؤرخين كالبيذق في كتابه المقتبس ص 17 وابن أبي زرع في الأنيس
ص 183وابن الخطيب في رقم الحلل ص 58، لكن طائفة أخرى من المؤرخين أنكرت هذا الادعاء
وبينت بطلانه وبينوا أنه بربري الأصل ينسب إلى قببلة كومية ومن هؤلاء ابن عذاري البيان المغرب 3
/ 56، ابن خلدون: العبر 6/ 126، 127 ويرى ليفي بروفينسال: (أن سلسلة الأنساب الشريفة
التي وضعت لعبد المؤمن لم تكن إلا موضوعة اقتضتها حاجة الدعوة) انظر كتاب الإسلام في المغرب
والأندلس: ترجمة عبد العزيز سالم وزملائه، ص 275.
(2) ابن خلدون: العبر 6/ 235.
(3) المعجب 369.
(4) الأرك: من المعارك الأندلسية الحاسمة التي وقعت بين الموحدين بقيادة يعقوب المنصور وبين
النصارى بقيادة (ألفونسو الثامن) ملك قشتالة وذلك في شهر شعبان سنة 591هـ، وقد تمكن
الموحدون من إحراز نصر كبير على أعدائهم النصارى فقتلوا منهم ما يربو على ثلاثين ألفاً، كما
أسروا وغنموا الكثير، وقد وقعت تلك المعركة قرب حصن الأرك غرب قلعة رباح فنسبت إليه (راجع
في تفصيلات هذه المعركة كلاً من: المراكشي: المعجب، ص 382، ابن عذاري: البيان المغرب 3
/ 191 - 195، ابن أبي زرع: الأنيس المطرب، ص 222 - 223، يوسف أشباخ تاريخ الأندلس،
ص 87).
(5) المعجب /417.
(6) المصدر السابق / 417 - 418.
(7) هو أبو العلاء إدريس بن يعقوب المنصور تاسع أمراء الموحدين، استغل الوضع المضطرب في
الدولة الموحدية في آخر عمرها فنبذ طاعة أخيه العادل (621 - 624 ه) ودعا لنفسه فبويع في
أشبيلية ثم أجابه أكثر ولاة الأندلس في آخر عام 624 هـ، فكتب إلى الموحدين الذين ببلاد المغرب
فبعثوا للمأمون ببيعتهم لكنهم لم يلبثوا سوى مدة قصيرة حتى نكث شيوخ الموحدين البيعة وبايعوا
يحيى بن محمد الناصر الذي تلقب بالمنتصر، فغضب المأمون على شيوخ الموحدين الذين أصبح
ولاؤهم حسب مصالحهم، وليس للمصلحة العامة وهذا مما ساعد على أن يتخذ عدة إجراءات ضد
دعوة ابن تومرت (انظر تفصيلاً ذلك كلاً من ابن عذاري: البيان المغرب 3/ 253، ابن أبي زرع:
الأنيس المطرب، ص250 - 251.
(8) يقول أهل السنة والجماعة بنزول عيسى في آخر الزمان كما تواترت بذلك الأحاديث.
(9) ابن أبي زرع: الأنيس المطرب / 251.
(10) المصدر السابق / 251.
(11) المصدر السابق / 252.
(12) انظر في تفصيلات ذلك: البيذق: أخبار المهدي ابن تومرت، ابن القطان، نظم الجمان حيث
وردت كلمة المعصوم في هذين الكتابين عشرات المرات.
(13) محمد علي الصابوني: النبوة والأنبياء / 55 - 56.
(14) عصمة الأئمة من اعتقادات الرافضة الأساسية فهم يقولون بوجوب عصمتهم من الكبائر
والصغائر والخطأ والنسيان (الشهرستاني: الملل والنحل 1/ 195، ابن تيمية: منهاج السنة 3 /
174 - 175).
(15) ابن تيمية: منهاج السنة 3/ 174 - 175.
(16) أباح ابن تومرت دم كل من يشك في عصمته أو يخالفه فيما يدعو إليه، ولهذا كان يقوم بما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/102)
سماه بعملية التمييز لأصحابه وهي التعرف على ولاء أصحابه وإيمانهم بما قال به، فمن شك في
ولائه أو أظهر له شيئاً من المخالفة له أمر بقتله (انظر البيذق: أخبار المهدي ابن تومرت، ص 39)
.
(17) البيذق أخبار المهدي ابن تومرت، ص39، ابن تيمية: منهاج السنة 3/ 175.
(18) سمي هذا الكتاب بأعز ما يطلب لأنه بدأه بقوله أعز ما يطلب وأسنى ما يبتغى، وقد ضمنه أهم
آرائه في القول بالعصمة وغيرها، ويعتبر هذا الكتاب من الكتب العقدية الهامة عند الموحدين، وقد
نشر بالجزائر سنة 1903.
(19) ابن القطان: نظم الجمان، ص 75.
(20) العبر: ط بيروت 11/ 470.
(21) ابن أبي زرع: الأنيس المطرب 177.
(22) المصدر السابق 177.
(23) ابن تومرت: أعز ما يطلب / 245.
(24) المعتزلة: فرقة ظهرت في القرن الأول الهجري وسميت بهذا الاسم لاعتزال إمامها واصل بن
عطاء مجلس الحسن البصري، ويرى أصحاب الاعتزال إثبات الأسماء وتأويل الصفات خشية التشبيه،
وأشهر ما عند المعتزلة أصولهم الخمسة العدل، والتوحيد، والمنزلة بين المنزلتين، والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنفاذ الوعيد (انظر الأشعري: مقالات الإسلاميين (1/ 216 - 219).
(25) يرى الدكتور حسين مؤنس أن قول ابن تومرت بالتوحيد وتسمية أصحابه بهذا الاسم إنما كان له
أكثر من مغزى سياسي بينها بقوله: (إن قوله بالتوحيد - يعني ابن تومرت - على النحو الذي بينه
إنما كان سياسة ماهرة ضد المرابطين، فقد رماهم بالتجسيم والكفر واعتبر نفسه وأصحابه أنصار
التوحيد، وقد جاوزت هذه الدعاوى على معظم أهل المغرب في زمانه فانضموا إليه والمهم عندنا أن
ابن تومرت استطاع بدعوى التوحيد التي ابتدعها أن يجمع الناس حوله ?) حسين مؤنس عقد بيعة
بولاية العهد: مقال منشور في مجلة كلية الآداب بجامعة القاهرة، مجلد 12 سنة 1950 م، ص
149).
(26) ابن خلدون: العبر 6/ 249.
(27) الأشاعرة هم إحدى الفرق الإسلامية الكلامية، تنسب إلى مؤسسها أبي الحسن الأشعري،
ويقولون بتاويل جميع الصفات ما عدا سبعاً منها (انظر محمد أبو زهرة الفرق الإسلامية، ص 274 -
276) ويرى الطاهر الطرابلسي أن ابن تومرت كان إماماً في طريقة الأشعرية وأنه هو الذي أدخلها
إلى المغرب (انظر الطاهر أحمد الطرابلسي: تاريخ الفتح العربي، ص 209).
(28) الطاهر الطرابلسي: تاريخ الفتح العربي، ص 209.
(29) البيذق أخبار المهدي ابن تومرت، ص 39.
(30) الوثائق المغربية، العدد 1 سنة 1396 هـ، ص 241.
((مجلة البيان ـ العدد [18] صـ 62 شوال 1409 ـ مايو 1989))
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[16 - 11 - 04, 01:25 ص]ـ
السلام عليكم
جوزيتم خيراً
ـ[أبو عيسى الإلغي]ــــــــ[12 - 11 - 06, 04:28 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
جزى الله الأخ الكريم على هذه الدراسة الممتعة وقد عن لي أن اذكر بعض التعليقات البسيطة، وهي:
- أن دولة المرابطين لم تكن ضعيفة عند ظهور ابن تومرت ودعوته في عهد الأمير علي بن يوسف بن تاشفين، وغنما كانت قوية، وسبب عدم وأدها دعوة ابن تومرت في بدايتها أنه أعلنها في قلب جبال جزولة الوعرة وهي منطقة إيجيليز بقبيلة هرغة ومازالت المنطقة إلى يومنا هذا وعرة المسالك.
- سبب انتقال ابن تومرت إلى تينمل من هرغة هو الاستعانة بالعصبية القبلية المصمودية ضدا على المرابطين اللمتونيين الصحراويين، وتعد هذه من اكبر أسس دعوته، فالعصبية القبلية هي التي وحّدت القبائل تحت لواء دعوته أكثر من عقيدته وفكره، وتبنمل قريبة من مراكش ولكنها ليست سهلة المنال لذلك اختارها ابن تومرت
- من أبشع ما ارتكب ابن تومرت مسألة التمييز، وذلك أنه لما صفا له أمر القبائل أمر باستعراضها وقد جمع فرسانه وأعوانه، وكلما مرت قبيلة او بطن أو جماعة يعرف منها الميل عنه أو التذبذب في اتباعه أمر بهم فقتلوا جميعا أمامه، وقد هلك في هذه المدبحة الجماعية خلق كثير كما ذكر المؤرخون.
- بالرغم من البداية المعوجة للدولة الموحدية على العقيدة المنحرفة والفكر المائل عن السنة، فإن الدولة الموحدية كانت لها إسهامات متميزة في الحضارة اللإسلامية خاصة في عهد يعقوب المنصور الموحدي في مجال العلوم والعمارة والفتوحات والحفاظ على الإسلام في الأندلس.
وأخيرا فإن هناك كثيرا من الناس لازالوا متعصبين للموحدين ومبادئهم فمنهم من يفعل لأن ابن تومرت مغربي أو سوسي ومنهم من يواليه لأنه ألف بالأمازيغية ... ولكل وجهة هو موليها ...
وعلى المحبة
والسلام
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 11 - 06, 09:23 م]ـ
هل ثبت أن الدولة الإدريسية ذات توجهات معتزلية كما يذكر الكاتب؟ أظن هذا مسألة خلاف والله أعلم.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[12 - 11 - 06, 10:13 م]ـ
جزيت خيرا على هذا النقل الطيب وأتمنى لو قرأ طلبة العلم هذا التاريخ قراءة المتأمل المعتبر حتى لا نقع في مثل ما وقعوا والله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/103)
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[13 - 11 - 06, 05:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وللشيخ محمد ين إسماعيل المقدم - حفظه الله - محاضرة قيمة عن هذا الموضوع ...
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=24734
ـ[أبو العباس السوسي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 12:19 ص]ـ
ينظر الرابط فلعل فيه ما يفيد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85407
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[14 - 11 - 06, 01:43 ص]ـ
القول بأن دولة الأدارسة كانت تمثل الخط المعتزلي هو خطأ فاحش، كأن صاحب المقال تأثر فيه برافضة العصر الذين يحاولون الدخول للمغرب عن طريق تلك الدعوى، وهي دعوى مخالفة للواقع تماما ولا نعرف بين مؤرخي المغرب من قال بها، بل قالوا بأن المعتزلة والخوارج اهتدوا على يديه - رضي الله عنه - وأنه لم يقبل في البلاد إلا الإسلام ومذهب أهل السنة والجماعة ....
وخلط صاحب المقال عقائد الموحدين بمذهب القرامطة والعبيديين فيه ما فيه من الغلو ومخالفة الواقع، والحق أنهم كانوا أشاعرة متكلمين في الأصول، ظاهرية متطرفين في الفروع ...
ـ[الدكتور محمد بن عبدالله العزام]ــــــــ[14 - 11 - 06, 12:46 م]ـ
يزعم الأستاذ محمد عمارة في كتاب هو عندي وليس أمامي الآن: أن الثورات العلوية على الدولة الأموية والعباسية هي ثورات معتزلية، وعمود الكتاب على هذه النظرية.
ومعلوم أن الدولة الإدريسية في المغرب هي امتداد لثورة النفس الزكية في الحجاز
ـ[القباني]ــــــــ[08 - 05 - 07, 10:34 م]ـ
للرفع(139/104)
كاتب إسلامي خالد محمد خالد!
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[09 - 11 - 04, 03:16 ص]ـ
الصفحة الأخيرة
كاتب إسلامي!
عبد القادر حامد
كل من يجعل من الإسلام موضوع كتابته تصفه صحافة العرب اليوم بأنه
(كاتب إسلامي!) سواء تكلم عن الإسلام مدحاً أو قدحاً، أو جاءت كتابته حقاً أو
باطلاً وسواء أنارت كتابته العقول؛ أو أوقعتها في دياجير البلبلة والضلال.
ومن هؤلاء الموصوفين بهذه الصفة الفضفاضة خالد محمد خالد! وممن
يصفه بذلك صنف طيب من الناس يغتر بكثرة الإنتاج، وكثرة المؤلفات، وطول
المقالات، ويخلبه عجيج الإدعاء، وكثرة تكرار الأسماء.
وخالد محمد خالد بدأت شهرته عن طريق (خالف تعرف!) عندما كتب كتابه
(من هنا نبدأ) فكان تكراراً لأفكار علي عبد الرازق في (الإسلام وأصول الحكم)
لكن مع وقاحة ونزق خلا منها كتاب عبد الرازق ولعلها كانت تناسب ارهاصات
الناصرية وثورة 1952.
ثم تطامن صوته إثر صدور كتابه ذاك ورد أهل العلم عليه وتفنيده، ليظهر
مرة أخرى في فترة الليل الناصري الطويل، وينفرد ككاتب إسلامي لا يزاحمه أحد،
(مطوّب) لحساب تلك الفترة العقيم. وبعد زوال تلك الفترة؛ وارتفاع الحظر عن
العقول نسبياً بدأت التساؤلات حول أحقية هذا الرجل بالكتابة الإسلامية بعد أن سبق
ورمى الإسلام بكل نقيصه في كتابه الأول.
فطرحت وراجت فكرة رجوعه عن أفكاره التي بدأ بها شهرته، (هذا يحصل
كثيراً في مصر!) ولا زال يحتل مكانه بين من تدخرهم الصحافة المصرية
للملمات؛ كموسى صبري، وأنيس منصور، وعبد العظيم رمضان، وإبراهيم نافع
وغيرهم ...
إن كتابات خالد محمد خالد إذا جردتها من التلاعب بالألفاظ والهذر الإنشائي
المغلف بعواطف بهلوانية باردة؛ لا قيمة لها من الناحية العلمية، ولا تعلم الشباب
المتعطش للمعرفة غير الندب والصراخ! وهذه هي ميزته الأساسية، فهو مقروء
في الشارع، بعيد كل البعد عن الدوائر العلمية، لا يعرفها ولا تعرفه وهو ككثير
من الكتاب السطحيين يلتقط كلماته وحججه من كتب الأدب والقصص ومن كتب
المواعظ البعيدة عن التحقيق والضبط، ومن المأثور الشعبي المتهافت. أما العلم
الصحيح فبينه وبينه بعد المشرقين.
________________________
((مجلة البيان ـ العدد [33] صـ 80 ربيع الآخر 1411 ـ نوفمبر 1990))
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[10 - 11 - 04, 09:59 م]ـ
قال مشهور حسن في " كتب حذر منها العلماء" تقديم بكرأبو زيد:" كتاب عن حياة الصحابة رضوان الله عليهم، واسلوبه شيق، وله انتشار واسع، وكان له اثر طيب على المثقفين العصريين، ولكن لي عليه ملاحظة مهمة، ومن اجلها اوردت هذا الكتاب هنا، وهي ان مؤلفه كتبه بأسلوب القصة ... إلى أن قال (مشهور) فضلا عن ان منهج المؤلف فيه الجمع والتقميش، وليس البحث والتفتيش، ولذا وقع فيه اخبار غير صحيحة".
ثم قال:" هذه كلمة سريعة عن هذا الكتاب ولي رسالة مفردة في بعض ما في هذا الكتاب من العيوب والآفات، يسر الله نشرهما .. "
كتب حذر منها العلماء -- الطبعة الاولى ص368
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[19 - 05 - 05, 04:32 م]ـ
يا إخواني انتبهوا الله يحفظكم من كتابه رجال حول الرسول ولا يغركم انه مشهور بين الناس
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[12 - 06 - 05, 08:00 م]ـ
هذا المرء يساري ويكره الصحابة رضوان الله عليهم
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[26 - 03 - 07, 08:51 م]ـ
للرفع والتذكير:
فلا يزال البعض مغرم بكتاباته، ونقلتُ هذا أيضًا للفائدة
"كتاب تدفق السيول لدك ضلالات خالد محمد خالد في كتابه (رجال حول الرسول)
تأليف إحسان بن عبدالله اللحجي.
نشر دار الآثار، صنعاء، الطبعة الأولى عام 1425هـ
غلاف، عدد صفحاته (142) صفحة.
التعريف بـ: خالد محمد خالد، هو كاتب مصري معاصر تخرج من كلية الشريعة بالأزهر، وعمل مدرساً، ثم عمل بوزارة الثقافة، وهو عضو بالمجلس الأعلى للآداب والفنون، وقد هلك قبل سنوات
من مؤلفاته:
1 - رجال حول الرسول.
2 - خلفاء الرسول.
3 - الديمقراطية أبداً.
4 - محمد المسيح.
5 - من هنا نبدأ.
ويشتمل الكتاب على أمور منها:
- طعنه (أي خالد محمد خالد) في أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
- طعنه في عثمان -رضي الله عنه-.
- طعنه في عبدالرحمن بن عوف -رضي الله عنهم-.
- طعنه في أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص.
- طعنه في معاوية -رضي الله عنهم-.
- خالد يصف سعد بن أبي وقاص بالتطرف؟!
- خالد يتهم الصحابة رضي الله عنهم أن عندهم هوى؟
- الخوض فيما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم؟
- خالد يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم يرى حرية الاعتقاد.
- خالد يقرر الاشتراكية في تقاسم الأرزاق.
- خالد يدعو إلى الثورات والمظاهرات والخروج علىحكام المسلمين.
- خالد يتهم أهل الشام من الصحابة بالانحراف عن الدين والزيغ عن القرآن؟
- خالد يتهم الصحابة بالرهبانية مقتدياً بالنصارى؟
- خالد يتهم أبا الدرداء بالتصوف وأنه تلميذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا الكتاب جدير بالاطلاع والقراءة؛ وخاصة للباحثين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/105)
ـ[خميس بن محمود الأندلسي]ــــــــ[27 - 03 - 07, 07:51 ص]ـ
وقع فى يدى كتاب له بإسم "أبناء الرسول فى كريلاء"
ملىء بالطعن فى الصحابة رضى الله عنهم
ـ[نورالدين محمود على]ــــــــ[27 - 03 - 07, 09:37 ص]ـ
إخوانى ... أحسن الله إليكم ... سمعت أنه تاب عن جل كتاباته الأولى وغير أفكاره.
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[27 - 03 - 07, 09:42 ص]ـ
لكن كتبه ما زالت بين أيدي الناس وفيها من البلايا ما فيها.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[27 - 03 - 07, 02:50 م]ـ
من محمد بن إبراهيم إلى حضرة المكرم رئيس الديوان العالي – الموقر. وفقه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فبالإشارة إلى خطابكم المرفق رقم 12 4/ 1606 في 9/ 7/73هـ بشأن ما رفع رئيس هيئة الوعظ والإرشاد في عسير لمقام جلالة الملك عن وجود بعض الكتب الإلحادية التي هدفها ترويج المبادئ الهدامة مثل كتاب "من هنا نبدأ".
ونفيدكم أن هذه الكتب الضارة على العقيدة والدين، والواجب التنبيه على الجمارك ومفتشي المطبوعات بان تصادر أمثال هذه الكتب، ولا يسمح بإدخالها إلى المملكة.
وكذلك الكتاب الجديد لخالد محمد خالد (هذا أو الطوفان) ينبغي منعه، والتنبيه بعدم إدخاله، فإن هذه الكتب نفعها مفقود، وضرره موجود، والغرض منها الدعوة إلى الزندقة والإلحاد والانحلال، نعوذ بالله من مضلات الفتن. والسلام 11/ 7/73.
الفتاوى ((13:معارف متنوعة))
ـ[نورالدين محمود على]ــــــــ[27 - 03 - 07, 05:37 م]ـ
صحيح ياأخى فهذه هى الكتب التى كتبها فى أول حياته وندم على كتابتها ... واتجه اتجاها إسلاميا ... وإن كان ثمة ملاحظات عديدة على كتاباته.
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[28 - 03 - 07, 12:49 ص]ـ
أين البينة على رجوعه عما كتب؟ من كتاباته، وصريح كلامه .... وما أردتُ برفع هذا الموضوع الخوص في مناقشة حول الحكم على ذات الرجل، بل لمجرد التنبيه على أخطاء في كتبه، لأن الموضوع له سنوات كتب .... فالرجل أفضى إلى ما قدم
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[28 - 03 - 07, 04:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قد أعلن "خالد محمد" خالد التوبة من كتابه " من هنا نبدأ " صراحة عدة مرات , و قال انه قد كتبه و هو في حالة جهل شديد بالاسلام و تعاليمه و تاريخه. و قد نشر هذا التراجع الصريح و اعلان التوبة في مقالاته التي كان يكتبها في جريدة الاهرام. كما قال صراحة أنه نادم على هذه الكتب و الأقوال في عدة حوارات تلفزيونية و اذاعية.
و يذكر قراء جريدة الأهرام المصرية سلسلة المقالات التي كتبها "خالد" في تفنيد آرائه القديمة , و التي نشرت في الثمانينيات من القرن الميلادي المنصرم. كما يذكرون أيضا ما دار بينه و بين الروائي الهالك "يوسف ادريس" - عليه من الله ما يستحقه -. عندما كتب "ادريس" عدة مقالات ينادي فيها بوجوب فصل الدين عن الدولة , و يدعي - صراحة - أن الحكم الاسلامي لا يصلح للتطبيق في العصر الحديث!! فرد عليه "خالد" بسلسلة مقالات يفند فيها أكاذيبه و ترهاته , و ينادي بكون الشريعة الاسلامية صالحة للتطبيق في كل زمان و مكان. و دارت بينهما مناظرة شهيرة يذكرها - أيضا - قراء جريدة الأهرام في الثمانينيات.
و لا يعني هذا أن خالدا من أهل العلم , أو أن كتبه عن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - و الصحابة مما ينصح بقراءته. بل هو كما أسلف الاخوة حاطب ليل , لا يدري صحيح الأخبار من سقيمها. بل يبحث عن الأسلوب الأدبي المشوق مهما كان بعيدا عن الحقيقة العلمية!!!
و يبدو لمن يتابع ما كتبه "خالد" و ما كتب عنه , أنه قد أتي من جهله بعلم الروايات , و تأثره بأساليب الصحافيين. و أنه لم يتعمد الكذب على الصحابة و لا الطعن فيهم بل أنه - لجهله - يورد عبارات مذمومة على سبيل المدح!! كقوله: " اشتراكي " و " صوفي "!!!
و نحن - أهل السنة - نعلم أن النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد. و أنه لا ينبغي للصحافيين و أنصاف المتعلمين التصدر لكتابة تاريخ الأمة. و لكن ينبغي لمن أراد الحكم على شخص حكما كليا أن يكون ملما بمجموع كتاباته و توجهاته , حتى يصيب الانصاف و يبتعد عن الجور.
أسأل الله أن يغفر لخالد جهله و تخبيطاته , و أن يرزقنا جميعا العلم النافع و العمل به.
ـ[نورالدين محمود على]ــــــــ[29 - 03 - 07, 06:33 ص]ـ
بارك الله فيكم إخوانى
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[29 - 03 - 07, 10:47 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[31 - 03 - 07, 01:18 م]ـ
خالد محمد خالد .. على ما وقع فيه من أخطاء كما أشرتم، إلا أن له فضل عظيم على الصحوة الإسلامية في مصر لا سيما بعد توبته وتوجهه الإسلامي الأخير.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[30 - 04 - 08, 07:36 م]ـ
شكرا لكم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 07 - 08, 09:26 م]ـ
الأخ خميس جزاك الله خيرا
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[04 - 12 - 09, 12:45 ص]ـ
ابن عبدالكريم، كلامك جيّد وفيه إنصاف كبير، -وفقك الله وجزاك خيرا-(139/106)
نظرة في كتاب (الكامل) لابن الأثير د. سليمان الدخيل
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[10 - 11 - 04, 09:24 م]ـ
نظرة في كتاب (الكامل) لابن الأثير د. سليمان الدخيل
هناك فرق بين أن ننسب ابن الأثير - عليه رحمة الله - إلى التشيع وحاشاه
عن ذلك ونحن لا نملك عليه دليلاً، بل نجد في ترجمته ثناء العلماء والحفاظ من
مشاهير أهل السنة [1]؛ وبين أن نقف عند نزعة التشيع في كتابه (الكامل في
التاريخ) وقفة لا تقلل من قدر الكتاب وقيمته بقدر ما تلفت النظر إلى ملاحظة يحسن
التنبه لها.
وقد اطلعت على ما كتبه الأخ الكريم (محمد العبدة) عن (ابن الأثير وموقفه
من الدولة العبيدية وبعض الدول المعاصرة لها) في العدد التاسع من هذه المجلة
الغراء (البيان) وقد لفت نظري ما أشار إليه صاحب المقال مما يدل على نزعة
تشيع عند ابن الأثير في هذا السفر العظيم، وقد تساءلت بيني وبين نفسي: من أين
لابن الأثير هذه النزعة في الكامل؟
أترى هو الجهل بعقائد الشيعة الأمر الذي قال معه ابن الأثير - حين حديثه
عن دعوة العبيديين (الفاطميين) ولم يخرج فيه -يعني المعز- إلى حد يذم
به!! [2].
قال في موضع آخر-وهو يتحدث عن واحدة من عقائد الشيعة (الرجعة) - ما
نصه: (قال عمرو ابن الأصم: قلت للحسن بن علي: إن هذه الشيعة تزعم أن
علياً مبعوث قبل يوم القيامة، فقال: كذب والله هؤلاء الشيعة، لو علمنا أنه مبعوث
قبل يوم القيامة ما زوجنا نساءه ولا قسمنا ماله). ثم يعلق ابن الأثير بعد ذلك قائلاً:
(أما قوله هذه الشيعة فلا شك أنه يعنى طائفة منها فإن كل شيعة علي لا تقول هذا،
إنما تقوله طائفة يسيرة منهم، ومن مشهوري هذه الطائفة جابر بن يزيد الجعفي
الكوفي، وقد انقرض القائلون بهذه المقالة فيما نعلمه) [3].
وعلى كل حال فالقول بانقراض (الإمامية) وهم القائلون (بالرجعة والوصية)
غير مقبول من ابن الأثير، لاسيما وقد عاش في عصر تكاثر فيه الشيعة وأصبح
لهم وجود ظاهر إلى حد قال معه أحد الشيعة: (ولولا مجيء المغول لرفرف لواء
التشيع على الشرق الإسلامي) [4].
وهو العصر الذي ألفت عنه كتب خاصة بأعيان الشيعة، وفيهم الإمامية ومن
أبرزها (الأنوار الساطعة في المائة السابعة) للشيخ أغا بزرك الطهراني، وقد
أحصى فيه مؤلفه قرابة ثلاثمائة رجل من أعيان الشيعة ومع ذلك قال محققه أنه
لا يمثل بشيء تاريخ الشيعة في ذلك القرن الذي تغلغلوا فيه في بيوت
الأمراء، ودخلوا بلاط الخلفاء، وكان منهم الوزراء والعلماء [5].
وكان من هؤلاء من كان في الموصل أمثال (محمد بن أبي الفوارس الحلي) [6].
وفي عقيدة الرجعة - بالذات - والتي نفى ابن الأثير وجودها في عصره
تطالعنا مصنفات الشيعة بالأعداد الكبيرة المؤلفة فيها على امتداد القرون، وفيها ما
هو في القرن السابع - وقد عايشه ابن الأثير - من أمثال: كتاب (الغيبة للحجة وما
جاء فيها عن النبي والأئمة ووجوب الإيمان بها) للأشرف بن الأغر المعروف بتاج
العلا العلوي الحسيني المتوفي سنة 610 هـ، فهل كانت هذه الكتب سرية حتى لم
يطلع عليها أمثال ابن الأثير؟ أم أنها ألفت في عصور متأخرة ونسبت للأوائل؟!
ووفق ذلك كله فالسمعاني (ت 562) يشهد بوجود أصحاب هذه العقيدة في
عصره [7].
أم هي لظروف العصر وملابسات البيئة التي عاش فيها ابن الأثير؟ وهي
بيئة كان للشيعة فيها وجود ليس على مستوى الأفراد فحسب وإنما على مستوى
الولاة والحكام. ومن أمثلة ذلك: الملك الرحيم (ت 657) الذي ملك (الموصل)
نحواً من خمسين سنة [8] وهو الذي أزال الدولة الأتابكية (وهم أسياده قبل)، وكان
يبعث في كل سنة إلى مشهد علي قنديلاً ذهبياً زنته ألف دينار، وهذا-كما قال
الحافظ ابن كثير-دليل على تشيعه، بل على قلة عقله [9].
وكان في الأصل أرمنياً، حتى نقل (الذهبي) عنه أنه كان يحتفل لعيد
(الشعانين) لبقايا فيه من شعار أهله، فيمد سماطاً عظيماً إلى الغاية، ويحضر
المغاني، وفي غضون ذلك أواني الخمور فيفرح وينثر الذهب من القلعة ويتخاطفه
الرجال؟ فمقت لإحياء شعار النصارى، وقيل فيه:
يعظم أعياد النصارى محبة ويزعم أن الله عيسى بن مريم
إذا نبهته نخوة أريحية إلى المجد قالت أرمنيته: نعم [10]
وإذا كان الأمر كذلك فيه، فلا غرابة أن يسير إلى (هولاكو) التتري - بعد أن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/107)
أوقع ببغداد ما أوقع، ثم انفصل عنها- على هيئة الخادم المتلطف له، ومعه الهدايا
والتحف!! حتى رجع إلى بلاده متولياً من قبله [11].
هذا الملك أثنى عليه ابن الأثير في مقدمة كتابه، فقال: ( ... مولانا مالك
الملك (!!) الرحيم، العالم المؤيد، المنصور المظفر بدر الدين، ركن الإسلام
والمسلمين، محي العدل في العالمين، خلد الله دولته)!! [12]. بل الأمر أعجب
من ذلك، فابن الأثير إنما انساق في إتمام تأليف كتابه (الكامل) عن أمر الملك
الرحيم هذا، وهذا ما حكاه ابن الأثير نفسه في مقدمة كتابه حين قال: (فلما جمعت
أكثره أعرضت عنه مدة طويلة لحوادث تجددت وقواطع توالت وتعددت، لأن
معرفتي بهذا النوع كملت وتمت، ثم إن نفراً من إخواني وذوي المعارف والفضائل
من خلاني .. رغبوا إلي في أن يسمعوه مني، ليرووه عني، فاعتذرت بالأعراض
عنه وعدم الفراغ منه، فإنني لم أعاود مطالعة مسودته ولم أصلح ما أصلح فيه من
غلط وسهو .. إلى أن قال: فبينما الأمر كذلك إذ برز من طاعته فرض واجب
واتباع أمره حكم لازب، من أعلاق الفضل بإقباله عليها نافعة .. مولانا مالك الملك
الرحيم .. فحينئذ ألقيت عني جلباب المهل، وأبطلت رداء الكسل، وألفت الدواة
وأصلحت القلم وقلت: هذا أوان الشد فاشتدي زيم، وجعلت الفراغ أهم مطلب،
وإذا أراد الله أمراً هيأ له السبب وشرعت في إتمامه مسابقاً، ومن العجب أن
السكيت يروم أن يجيء سابقاً، ونصبت نفسي غرضاً للسهام، وجعلتها مظنة
لأقوال اللوام ... ) [13].
وقال ابن كثير-في ترجمته للملك الرحيم -: وقد جمع له الشيخ عز الدين
كتابه المسمى بالكامل في التاريخ فأجازه عليه وأحسن إليه [14].
وإذا كان الأمر كذلك فهل بإمكاننا أن نفسر نزعة التشيع في (الكامل) بهذا
الأمر وهي نزعة لا يمكن تجاهلها ولا قبولها - مهما كانت أسبابها - فبالإضافة إلى
الأمثلة التي ساقها الأستاذ محمد العبدة في مقاله الآنف الذكر أسوق الأمثلة التالية:
1 - في أحداث الفتنة الواقعة بين الصحابة يلحظ القارئ (للكامل) تغليب
الروايات التي تصف خصوم (علي) -رضي الله عنه- بصفات يبعد قبولها، بل
يبعد أن يقول بها علي نفسه، ومنها أن علياً يصف معاوية ويقول: ( ... وخلاف
معاوية الذي لم يجعل له سابقة في الدين ولا سلف صدق في الإسلام، طليق بن
طليق، حزب من الأحزاب، لم يزل حرباً لله ورسوله هو وأبوه حتى دخلا في
الإسلام كارهين ... ) [15].
وحين رفعت المصاحف (للتحكيم) في (صفين) من قبل أهل الشام، قال
أصحاب علي:
نجيب إلى كتاب الله، فقال لهم علي: (عباد الله امضوا على حقكم وصدقكم
وقتال عدوكم، فإن معاوية وعمراً، وابن أبي معيط، وحبيباً، وابن أبي سرح،
والضحاك ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، أنا أعرف بهم منكم، فقد صحبتهم أطفالاً
ثم رجالاً فكانوا شر أطفال وشر رجال ... ) [16].
إذا كانت هذه الرواية - وأمثالها كثير- لا تليق بمقام الصحابة فلا أدري لماذا
يكثر من ذكرها (ابن الأثير)؟ دون أن يعلق على كثير منها.
فإن قيل: إن مجمل الروايات التي ساقها إنما سبقه بذكرها الإمام الطبري في
(تاريخه) وابن الأثير في (مقدمته) أبان أنه اعتمد فيما شجر بين الصحابة على
الطبري، فلا لوم عليه في ذلك؛ أجيب بأن هناك فارقاً في المنهج بينهما، فالطبري
وإن لم يعلق على هذه الروايات المنكرة فقد صرح في مقدمته أن في تاريخه ما
يستشنع وإن ذلك كان من قبل الرواة، ورأى الطبري أن إسناده كل رواية إلى
رواتها يعفيه من التبعة، ويجعل الحكم للقارئ يحكم معرفته بالرواة، والأمر يختلف
عند ابن الأثير الذي جعل من منهجه -أحياناً - الحكم على الروايات، والتعليق
على بعض الروايات، وكان جديراً به أن يعلق على هذه المرويات المنكرة، كما
صنع الحافظ (ابن كثير) الذي قال -في معرض حديثه عن هذه الروايات -: «ثم
ذكر أهل السير كلاماً طويلاً جرى بينهم -يعني معاوية وأصحابه - وبين علي،
وفي صحة ذلك عنهم وعنه نظر، فإن في مطاوي ذلك الكلام من علي ما ينتقص
فيه معاوية وأباه، وأنهم إنما دخلوا في الإسلام ولم يزالا في تردد فيه وغير ذلك [17].
وحين تعرض لرواية أبي مخنف في لعن علي معاوية ومن معه، ثم لعن
معاوية علياً ومن معه، قال:
«ولا يصح هذا والله أعلم» [18].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/108)
2 - وفي الدولة العباسية، وحين حديثه عن الخليفة (المتوكل) قال:
وفي سنة 236 هـ أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي عليه السلام،
وهدم ما حوله من المنازل والدور، وأن يبذر ويسقى موضع قبره، وأن يمنع
الناس من إتيانه .. وكان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي طالب عليه السلام
ولأهل بيته، وكان يقصد من يبلغه عنه أن يتولى علياً وأهله بأخذ المال والدم وكان
من ندمائه من يسخر من علي -رضي الله عنه- وقيل أن المتوكل كان يبغض من
تقدمه من الخلفاء: المأمون، والمعتصم، والواثق في محبة علي وأهل بيته، وإنما
كان ينادمه ويجالسه جماعة قد اشتهروا بالنصب والبغض لعلي، منهم علي بن
الجهم الشاعر الشامي من بني شامة ابن لؤي، وعمر بن فرح الرخجي، وأبو
السمط من ولد مروان بن أبي حفصة من موالى بني أمية، وعبد الله ابن محمد بن
داود الهاشمي المعروف بابن أترجه، وكانوا يخوفونه من العلويين، ويشيرون عليه
بإبعادهم والإعراض عنهم والإساءة إليهم، ثم حسنوا له الوقيعة في أسلافهم الذين
يعتقد الناس علو منزلتهم في الدين، ولم يبرحوا به حتى ظهر فيه ما كان، فغطت
هذه السيئة جميع حسناته، وكان من أحسن الناس سيرة، ومنع الناس من القول
بخلق القرآن إلى غير ذلك من المحاسن) [19].
وهذه الرواية حين نرجع إلى الطبري لا نجدها بهذا السياق، بل نجد الطبري
يكتفي بسياق الحادثة (هدم قبر الحسن وما حوله، وحرث وإسقاء فوضع القبر) [20].
فلماذا أطال ابن الأثير في ذكرها مؤكداً على بغض المتوكل لعلي وأهل بيته،
بل كان يبغض من كان محباً لعلي من الخلفاء قبله؟ وهل صحيح أن «ندماء
المتوكل كانوا مشهورين بالبغض لعلي؟ وإذا كان الإمام أحمد من مستشاري
المتوكل [21] فهل لهذا اكتفى بالإشارة إلى وفاته مجرد إشارة؟! [22].
وعلى فرض تسليمنا بكون المتوكل فيه (نصب) [23] فهل يستحق من ابن
الأثير أن يقول عنه: «إن هذا من الأسباب التي استحل بها المنتصر قتله! ويقول:
إن هذه السيئة غطت جميع حسناته؟! وهو الخليفة الذي أثنى عليه طائفة من
العلماء فقال: خليفة بن خياط (ت 240 تقريبًا):
استخلف المتوكل فأظهر السنة - وتكلم بها في مجلسه، وكتب إلى الآفاق
برفع المحنة وبسط السنة ونصر أهلها [24]. وقال ابن خلكان: رفع المحنة في
الدين وأخرج أحمد بن حنبل من الحبس وخلع عليه [25]. وقال ابن تيمية:
«وفي أيام المتوكل عز الإسلام حتى ألزم أهل الذمة بالشروط العمرية، وألزموا
الصغار، فعزت السنة والجماعة، وقمعت الجهمية والرافضة ونحوهم» [26].
ويقول ابن كثير: «إن السنة قد ارتفعت جداً في أيامه [27]. وقد استبشر الناس
بولايته فإنه كان محباً للسنة وأهلها ورفع المحنة عن الناس، وكتب إلى الآفاق لا
يتكلم أحد في القول بخلق القرآن [28].
وكان محبباً إلى رعيته قائماً في نصرة أهل السنة، وقد شبهه بعضهم
بالصديق في قتله أهل الردة لأنه نصر الحق ورد عليهم حتى رجعوا إلى الدين،
وبعمر بن عبد العزيز حين رد مظالم بنى أمية، وقد أظهر السنة بعد البدعة،
وأخمد أهل البدع وبدعتهم بعد انتشارها واشتهارها فرحمه الله.
هذه بعض أقوال العلماء في المتوكل، وإذا كان يظهر منها تتبعه لأهل البدع
وقمعهم فإن قمعه لبدعة (التشيع) ظاهرة، فقد كان يتبع أخبارهم ويطارد مشايخهم
في أقطار الخلافة، وتتبعه للشيخ (بشر الجعاب) الذي كان يظهر التشيع (بالدينور)
وله أصحاب يجتمعون إليه ويأخذون عنه، كما ذكر قصته مطولة ابن خلكان [29]
نموذج لهذا التتبع، ولعل هدمه لقبر الحسين من هذا الباب، والسؤال المطروح
لماذا تستثير مثل هذه الأعمال ابن الأثير إلى حد يقول معه إنها غطت جميع
حسناته؟!
وفي معرض حديثه عن (المعتضد) ذكر أنه عزم في سنة 286هـ على لعن
معاوية بن أبي سفيان على المنابر، وأمر بإنشاء كتاب يقرأ على الناس. قال ابن
الأثير: (وهو كتاب طويل قد أحسن كتابته، إلا أنه استدل فيه بأحاديث كثيرة
على وجوب لعنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا تصح ... ) [30] وهذا
الكتاب ساقه (الطبري) بطوله في أحداث سنة 284هـ[31] وفيه من الغرائب
والأحاديث المنكرة ما لا يتصور، وفوق ما فيه من أحاديث منكرة فهو صريح في
لعن أبي سفيان وابنه معاوية، ويزيد، ومروان بن الحكم بن الحكم وولده وهم -كما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/109)
في الكتاب - أئمة الكفر، وقادة ضلالة وأعداء الدين، ومجاهدي الرسول،
ومغيري الأحكام، ومبدلي الكتاب، وسفاكي الدم الحرام؟!! [32] إلى غير ذلك
من شناعات يحار القلم في تدوينها، ويعجز اللسان عن النطق بها والعجب أن يقول
(ابن الأثير) أن الكتاب قد أحسن كتابته!! وكان ينتظر منه أن يقول كما قال ابن
كثير: إن هذا من هفوات المعتضد [33].
ثالثاً: تعاطفه مع الشيعة:
يظهر للمتأمل في (كامل ابن الأثير) تعاطفه مع الشيعة، أو من لهم ميول
(علوية) على الأقل، فتراه كثيراً يترجم للشيعة وخاصة (الإمامية) وربما ذكر بعض
معتقداتهم ولم يعلق عليها، ففي أحداث سنة 305هـ قال: وفيها توفي أبو جعفر
بن محمد بن عثمان العسكري رئيس الإمامية، وكان يدعي أنه الباب إلى الإمام
المنتظر ... [34]، وكما صنع مع (ورام بن أبي فراس) [35] الذي توفي سنة
605 هـ وقال عنه ابن الأثير: وكان صالحاً [36] ويطيل في تراجمهم كما فعل
مع الملك الصالح أبو الغارات طلائع بن زريك الأرمني وزير العاضد العبيدي،
والمتوفي سنة 556 هـ، والذي نص ابن الأثير على إمامته، وقال عنه: وكان
الصالح كريماً فيه أدب، وله شعر جيد، وكان لأهل العلم عنده إنفاق، ويرسل
إليهم العطاء الكثير، فذكر نماذج لها، ونماذج من شعره أيضاً [37]، وفي ترجمته
للملك الأفضل (علي بن صلاح الدين) [38] أطال في ترجمته كذلك وامتدحه بأشياء
لم يسبغها على أبيه (صلاح الدين) [39] وهو أفضل منه ومما قاله في الأفضل: «
وكان رحمه الله من محاسن الزمان، لم يكن في الملوك مثله، كان خيراً، عادلاً،
فاضلاً، حليماً، كريماً، قل أن عاقب على ذنب، ولم يمنع طالباً .. إلى أن قال:
وبالجملة فاجتمع فيه من الفضائل والمناقب ما تفرق في كثير من الملوك، لا جرم
حرم الملك والدنيا، وعاداه الدهر، ومات بموته كل فعل جليل، فرحمه الله ورضي
عنه» [40].
وتعاطف (المنتصر) العباسي مع العلويين [41] جعلت (ابن الأثير) يقول في
وصفه: كان المنتصر عظيم الحلم، وراجح العقل، غزير المعروف، راغباً في
الخير جواداً كثير الإنصاف، حسن العشرة، وأمر الناس بزيارة قبر علي والحسين
- عليهما السلام - فأمن العلويين وكانوا خائفين أيام أبيه وأطلق وقوفهم وأمر برد
فدك إلى ولد الحسين والحسن ابني علي بن أبي طالب عليه السلام [42] بل نقل
عن بعضهم: إن المنتصر كان شاور في قتل أبيه (المتوكل) جماعة من الفقهاء
وأعلمهم بمذاهبه، وحكى عنه أموراً قبيحة كرهت ذكرها، فأشاروا عليه بقتله فكان
كما ذكرنا بعضه [43].
وفي مقابل هذا التعاطف كان ابن الأثير يعرض ببعض أهل السنة الذين يرى
منهم انحراف عن علي -رضي الله عنه-، كما ذكر في ترجمته لمصعب ابن عبد
الله بن ثابت بن عبد الله بن الزبير [44] وفي حديثه عن الحسن ابن زيد بن الحسن
ابن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ذكره فيمن توفي سنة168 هـ ثم قال عنه:
«وكان قتد استعمله المنصور على المدينة خمس سنين ثم عزله وحبسه ببغداد،
وأخذ ماله فلما ولي المهدي أخرجه ورد عليه ماله، وكان جواداً إلا أنه كان منحرفاً
عن أهل بيته مائلاً إلى المنصور» [45].
وأخيراً فهذا ما تيسر الوقوف عليه في (الكامل لابن الأثير) ويبقى بعد ذلك
كلمة أراها مهمة في نهاية هذه الدراسة، وهي أن هناك صنفين من القراء قد لا
يستفيدون من هذه الدراسة الفائدة المرجوة:
الصنف الأول: يفهم هذه الدراسة فهماً قاصراً ينتقض هذا السفر العظيم
(الكامل)، بل ربما وصل به الأمر إلى انتقاص (ابن الأثير) نفسه، نظراً لوجود
هذه الملاحظات عليه فلا يرى حاجة إلى الاستفادة منه، وإذا ذكر عنده اشمأزت
نفسه، وتمنى لو غيره ذكر!!
والصنف الثاني: على النقيض وهؤلاء بلغت بهم الثقة، ووصل بهم
الإعجاب مبلغاً لا يمكن أن يقبلوا معه نقداً صحيحاً -لا يقلل من قدر الكتاب، ولا
ينقص من قدر مؤلفه - بل يعتبرون هذا النوع من الدراسة هدماً لكتب التراث
وتجنياً على جهود الأسلاف ... إلى غير ذلك من التهم الباطلة.
والحق أن كلا الأمرين قصور في الفهم لا تهدف إليه هذه الدراسة التي أريد
منها مزيد الثقة بهذه النفائس من كتب التراث بعد إيضاح ما فيها من هنات لا يكاد
ينجو منها عمل البشر. والله المستعان.
________________________
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/110)
(1) انظر ترجمته في البداية والنهاية 13/ 133 وسير أعلام النبلاء 22/ 353.
(2) الكامل في التاريخ 8/ 664.
(3) الكامل 3/ 392، 393.
(4) أغا بزرك الطهراني: الأنوار الساطعة في المائة السابعة، ص 88.
(5) المرجع السابق، ص هـ، و.
(6) انظر الأنوار الساطعة/166.
(7) الأنساب 1/ 344، اللباب 1/ 84.
(8) ابن كثر: البداية والنهاية 13/ 203.
(9) المصدر السابق 13/ 203.
(10) سير أعلام النبلاء 23/ 357.
(11) المصدر السابق 23/ 357.
(12) الكامل 1/ 5.
(13) الكامل في التاريخ 1/ 4 - 6.
(14) البداية والنهاية 13/ 203.
(15) الكامل في التاريخ 3/ 291.
(16) الكامل في التاريخ 3/ 316.
(17) البداية والنهاية 7/ 282.
(18) المصدر السابق 7/ 310.
(19) الكامل 7/ 55، 56.
(20) الأمم والملوك 9/ 185.
(21) انظر البداية والنهاية 10/ 358.
(22) الكامل 7/ 80.
(23) ذكره الذهبي: سير أعلم النبلاء 12/ 35.
(24) انظر سير أعلام النبلاء 12/ 31.
(25) وفيات الأعيان 1/ 351.
(26) الفتاوى 4/ 21، 22.
(27) البداية والنهاية 10/ 358.
(28) المصدر السابق 10/ 382.
(29) وفيات الأعيان 1/ 351.
(30) الكامل 7/ 485.
(31) تاريخ الطبري 10/ 55 - 65.
(32) الطبري 10/ 62.
(33) البداية والنهاية 11/ 86.
(34) الكامل 8/ 109.
(35) ورام هذا ذكره صاحب طبقات أعلام الشيعة (الأنوار الساطعة في المائة السابعة، ص 197)،
وانظر: لسان الميزان 6/ 218.
(36) الكامل 12/ 282.
(37) الكامل 11/ 274، 275.
(38) ذكر الذهبي تشيعه، فقال: وفيه تشيع بلا رفض سير أعلام النبلاء 21/ 295، كما ذكر تشيعه
، ابن كثير في البداية والنهاية 13/ 104، والصفدي في: الوافي بالوفيات 12/ 234 واغا بزرك
الطهراني في (طبقات أعلام الشيعة) (الأنوار الساطعة في المائة السابعة) ص 121.
(39) انظر ترجمته لصلاح الدين في الكامل 12/ 95، وما بعدها.
(40) الكامل 12/ 428، 429.
(41) انظر: سير أعلام النبلاء 12/ 42.
(42) الكامل 7/ 116، ويلاحظ أن ابن الأثير كلما جاء على ذكر علي أو أبنائه قال: عليه السلام،
كما يلاحظ هنا تقديمه الحسين على الحسن؟!.
(43) الكامل 7/ 115.
(44) الكامل 7/ 57 ومصعب هذا أثنى عليه طائفة من العلماء ووثقوه، ولم يذكروا هذا الانحراف فيه
، بل ذكروا توقفه في القرآن انظر: تاريخ بغداد 13/ 113، 114 سير أعلام النبلاء 11/ 30، ميزان
الاعتدال 4/ 120، تهذيب التهذيب 10/ 163.
(45) الكامل 6/ 80.
((مجلة البيان ـ العدد [12] صـ 73 شوال 1408 ـ يونيو 1988))
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[16 - 11 - 04, 01:22 ص]ـ
السلام عليكم
جوزيتم خيراً
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 11 - 04, 02:44 م]ـ
أدب وتاريخ
ابن الأثير وموقفه من الدولة العبيدية
وبعض الدول المعاصرة لها
محمد العبدة
كنت أعلم أن للمؤرخ ابن الأثير موقفاً من الدولة العبيدية - التي تسمى
بالفاطمية- يتعلق بتصحيح نسبهم إلى علي -رضي الله عنه-، وهي القضية التي
أثير حولها جدل كبير بين القدماء والمعاصرين، وكنت أظن أن الأمر يتعلق
بموضوع النسب فقط، وهو شبيه بموقف ابن خلدون أيضاً، وإن كانا قد خالفا في
هذه المسالة أكثر علماء الأمة ومؤرخيها. ولكن من خلال قراءتي لأحداث القرنين
الرابع والخامس في (الكامل) تبين لي أن ابن الأثير لا يصحح النسب فقط، بل هو
متعاطف مع هذه الدولة بشكل عام، فهو يمدح ملوكهم ويبرز محاسنهم ولا يذكر
عيوبهم، ويؤكد في كل مرة يترجم لأحدهم بقوله: (الخليفة العلوي)، كأنه يريد أن
يرسخ هذا في ذهن القارئ، ثم تبين لي أنه يغرق في مدح بعض ملوك الدولة
البويهية وأمراء الدولة الأسدية والحمدانية، وهذه الدول والإمارات كلها غير
سنية.
ثم رجعتُ إلى حوادث المائة الأولى من الهجرة، لأرى كيف عرض
لموضوع الدولة الأموية والأحداث التي عاصرتها، فتأكد لي هذا الاتجاه عنده.
ونحن لا نريد مناقشة ابن الأثير حول نسب العبيديين، فقد كتب الكثير حول
هذا الموضوع، وآراء العلماء والمؤرخين الذين دحضوا نسبهم وكذبوهم فيه
موجودة معروفة لمن أرادها، ولكن سنكتفي بذكر أعمالهم القبيحة التي لم يشر إليها
هذا المؤرخ ولم يعلق عليها أو ينتقدها، مع أنه نقد أعمال غيرهم من الملوك الذين
هم أفضل منهم بكثير، بل لا يقارنون بهم، ومع أن ابن الأثير من أسرة علمية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/111)
مشهورة، فهو صاحب (أسد الغابة في معرفة الصحابة)، وأخوه مجد الدين أبو
السعادات صاحب (جامع الأصول)، ووالده من كبار موظفي الدولة الزنكية، وهي
دولة سنية، وعاش في مدينة سنية وهي الموصل، وقد تتبعت من كتب عنه أو
ترجم له أو لمن أخذ عنهم من العلماء؛ فلم أجد جواباً شافياً عن السؤال المتبادر: ما
هو سبب هذا الاتجاه عند ابن الأثير؟؛ وقد انتقدوه لتحامله أحياناً على صلاح
الدين الأيوبي، وعللوا ذلك بتعصبه للأسرة الزنكية والأخلاق، ولكن لم يشيروا إلى
مدحه لملوك الدولة العبيدية وغيرهم مما سنوضحه في هذا المقال، ولعل الله ييسر
لنا الاطلاع على مصادر أخرى، لنحاول كشف أسباب هذا الميل عند مؤرخنا
الكبير.
الدولة العبيدية:
نشأت هذه الدولة في المغرب بين قبائل تجهل الإسلام؛ فانخدعوا بدعوة أبي
عبد الله الشيعي، وناصروه حتى استقر له الأمر، واطمئن فكتب إلى رئيسه
الباطني في مدينة (سلمية) في بلاد الشام أن يقدم إليه، فلما دخل المغرب تسمَّى
بعبيد الله، ولقَّب نفسه بالمهدي، والعلماء يقولون: إن اسمه سعيد، وهو من ولد
ميمون القداح الملحد المجوسي. وعندما تمكن عبيد الله بطش بأقرب الناس إليه
والذي أسس له الملك، داعيته أبي عبد الله الشيعي، وبطش بالمخالفين من قبيلة
(كتامة)، ولم يعلق ابن الأثير على ظلمه هذا، بينما نجده ينتقد ما فعله عبد الملك
بن مروان بعمرو بن سعيد الأشدق حين غدر به وقتله، فقال:» وكان عبد الملك
أول من غدر في الإسلام «[1]، وعندما ذكر كلام عبد الملك في مرضه الأخير
وهو يذم الدنيا ويحذر من الآخرة قال:» ويحق لعبد الملك أن يحذر هذا ويخاف،
فإن من يكون الحجاج بعض سيئاته، علم أيَّ شيء يقدم عليه «[2]، أما ما فعله
عبيد الله بالعلماء العاملين الذين كرهوا دولته وعقيدته الفاسدة كالإمام أبى جعفر
محمد بن خيرون المعافري، حين قتل تحت أرجل زبانية عبيد الله [3]، فهذا لا
يذكره ابن الأثير، وجرائم عبيد الله وذريته بعلماء أهل السنة كثيرة كابن البردون
الإمام الشهيد، الذي قتله داعية عبيد الله صلباً [4]، والإمام الشهيد قاضي مدينة
برقة محمد بن الحبلي الذي قتله إسماعيل الملقب بالمنصور، وهو حفيد عبيدالله.
يقول الذهبي: علق في الشمس إلى أن مات، وكان يستغيث من العطش فلم يسق،
ثم صلبوه، فلعنة الله على الظالمين [5].
يقول المؤرخ عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي الملقب بأبي شامة عن عبيد
الله:» وكان زنديقاً خبيثاً عدواً للإسلام، متظاهراً بالتشيع، قتل من الفقهاء
والمحدثين جماعة كثيرة، ونشأت ذريته على ذلك، وكان يرسل إلى الفقهاء
والعلماء فيذبحون في فرشهم، وأرسل إلى الروم وسلطهم على المسلمين «[6].
ويقول عن أولاده:» ولما هلك قام ابنه المسمى بالقائم، وزاد شره على شر
أبيه أضعافاً، وجاهر بشتم الأنبياء «[7].
هذا رأي كثير من علماء المسلمين والمؤرخين في ذرية عبيد الله، ولكن ابن
الأثير في ترجمته لملوك هذه الدولة لا يكتفي بالسكوت عن مساوئهم، بل يمدحهم
ويطريهم، ويحاول التهوين من شأن عقائدهم المخالفة لعقائد أهل السنة. قال في
ترجمة معد بن إسماعيل الملقب بالمعز، وهو رابع ملوكهم:» وكان فاضلاً جواداً،
شجاعاً، جارياً على منهاج أبيه من حسن السيرة وإنصاف الرعية، وستر ما
يدعون إليه إلا عن الخاصة، ثم أظهر، وأمر الدعاة بإظهاره، إلا أنه لم يخرج فيه
إلى حد يذم به «[8].
وإذا كان سب الصحابة وإكراه الناس على عقائدهم الفاسدة شيء لا يذم، فمتى
إذن يذمون؟!.
وحاول مرة أخرى الاعتذار عن شاعر (المعز) محمد بن هانئ الذي قتل في
برقة وهو مرافق لسيده في انتقاله إلى مصر، قال:» وكان من الشعراء المجيدين
إلا أنه غالى في مدح المعز، حتى كفَّره العلماء لقوله:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار
وبعد أن سرد له أشعاراً أخرى توجب الكفر قال:» وبالجملة فقد جاوز حد
المديح «، هكذا مجاوزة فقط، وليس كفراً صريحاً.
وبعد أن استقر المقام للمعز في مصر أرسل أحد قواده لأخذ بلاد الشام،
واستطاع هذا القائد احتلال دمشق، إلا أن الشريف أبا القاسم الهاشمي جمع الناس
للمقاومة، فقال ابن الأثير:» فجمع أحداثها، ومن يريد الفتنة، فثار بهم في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/112)
الجمعة الثانية، وأبطل الخطبة للمعز «[9].
والمعز هذا الذي يقول عنه ابن الأثير:» وكان فاضلاً «كان مغرمَّاً بالنجوم
ويعمل بأقوال المنجمين، وقد أشار عليه أحدهم أن يختفي سنة كذا لأنها شؤم عليه،
فعمل سرداباً واختفى فيه، فكان أحد جنوده إذا رأى سحاباً سلم عليه ظناً منه أن
المعز فيه [10]، وهذا يدل على تشجيعه للغلو فيه.
وجاء بعد المعز ابنه نزار الملقب بـ (العزيز) الذي استوزر يعقوب بن
يوسف ابن كلس، وهو يهودي الأصل، ثم عيسى بن نسطورس النصراني الذي
استناب على الشام يهودياً يعرف بـ (منشا)، فارتفعت كلمة النصارى واليهود في
عهد هذا الوزير، وكان وزير المنصور الملقب ب: (الحاكم) وزيراً نصرانياً اسمه
فهد بن إبراهيم. كما أن وزير الحافظ كان بهرام الأرمني الذي استقطب حوله أبناء
جنسه وأساء السيرة، حتى اضطر للهرب إلى بلاد الشام [11].
وأما أفعال (الحاكم) القبيحة، ومحاولة ادعائه الربوبية، وتصرفاته الغريبة
المتناقضة فهي مشهورة معلومة، وفي أواخر عهد العبيديين: استعانوا بالروم خوفاً
من توسع دولة نور الدين زنكي، مما اضطره لإرسال صلاح الدين الأيوبي لإنقاذ
مصر من الخطر المحدق بها.
والخلاصة أنها دولة باطنية إسماعيلية ابتلي بها المسلمون أكثر من قرنين.
مع البويهيين:
ليس من العسير لمن يقرأ ما كتبه ابن الأثير في (الكامل) أن يحس بتعاطفه
مع الدولة البويهية، فهو لا يذكرهم إلا مادحاً معظماً الأوائل منهم، بل يغالي في
المديح أحياناً عندما يعتبر وفاة ركن الدولة الحسن بن بويه مصيبة للدين والدنيا معاً،
ثم يقول في نهاية ترجمته: (رضي الله عنه وأرضاه).
وفي ترجمته لمعز الدولة البويهي -وهو ثالث الإخوة الذين حكموا العراق
وبلاد فارس-، يقول ابن الأثير:» وكان حليماً كريماً عاقلاً «. أما ابن كثير
فيقول عنه:» بنى داراً ببغداد، فخرب معالم بغداد بسببها، وكان رافضياً خبيثاً،
وفي عهده كتبت العامة من الروافض على أبواب المساجد بلعن كبار الصحابة من
الخلفاء الراشدين ولم ينكر عليهم معز الدولة، ولم يغيِّره، قبَّحه الله وقبح شيعته من
الروافض «[12].
ويقول ابن الأثير عن عضد الدولة بن ركن الدولة الحسن بن بويه:» وكان
عاقلاً فاضلاً، حسن السياسة، كثير الإصابة، محباً للفضائل وأهلها «[13].
والحقيقة: أن عضد الدولة لا يختلف كثيراً عن (معز الدولة)، وكان وزيره
نصر بن هارون نصرانياً، وهو الذي أنفق سنة كاملة لعمارة المشهد العلوي [14].
والدولة البويهية كانت من الأسباب القوية لإضعاف الخلافة العباسية، بل فكَّر
ملوكها بإزالة الخلافة عن بني العباس ونقلها إلى الطالبيين، لولا النصيحة التي
جاءت بأن وجود خليفة عباسي ضعيف خير من وجود خليفة طالبي تزول بوجوده
شرعية البويهيين أمام أتباعهم الشيعة، ومع ذلك فقد كانوا مستهترين بالخلافة، فقد
نهب بهاء الدولة قصر الخليفة الطائع وقبض عليه وخلعه من الخلافة، وكانت
للدولة البويهية صلات جيدة مع القرامطة الباطنيين [15].
ولم يقدموا أي مساعدة للمسلمين الذين قدموا بغداد سنة 361 هـ مستغيثين
من الروم، وكان السلطان البويهي في رحلة صيد في الكوفة فخرج أهل بغداد
منكرين عليه ذلك، فوعدهم بالمساعدة، ثم إن " بختيار " طلب من الخليفة مالاً
لتجهيز الناس، وأجبره على دفع المال، ثم صرفه في مصالحه الخاصة وبطل
حديث الغزاة [16].
الإمارة الأسدية:
عندما ضعفت الخلافة العباسية طمع كل صاحب قوة في اقتسامها، وأخذ
جزءاً منها ليعلن فيه مملكته ولو كانت هذه المملكة مدينة صغيرة، وفي هذا الجو
من التمزق والأنانية وجدت الإمارة الأسدية، نسبة إلى بني أسد بن خزيمة، وأول
أمرائهم المشهورين: علي بن مزيد، ثم ابنه المنصور، وبرزت في عهد صدقة بن
منصور الذي أنشأ مدينة الحلة [17] واتخذها عاصمة قبيلته وإمارته، كما اتخذوا
التشيع عقيدة لهم.
هذه الإمارة مثل بقية الدول الصغيرة التي عاشت في هذا العصر، تعيش على
التناقضات والتحالفات مع السلاطين الأقوياء ولا تهتم بمصلحة عامة، فهي لا تقيم
ديناً ولا دنيا، وإن كان أمراؤها الأوائل من أصحاب الشجاعة والكرم.
وابن الأثير يمدح هؤلاء الأمراء ولا يذكر مساوئهم، وأهمها: الخروج على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/113)
الخليفة وعلى السلطان السلجوقي، وإفناء الناس بحروب تخدم مصلحتهم، فقد قتل
صدقة بن دبيس في قتاله مع السلطان محمد بن ملكشاه وهو عند مؤرخنا (من
محاسن الدنيا). أما ابنه دبيس بن صدقة فقد عاث في الأرض فساداً، فاضطر
الخليفة لقتاله، ودارت الدائرة على دبيس فانهزم وفر إلى شمالي الجزيرة، والتحق
بالفرنج وحضر معهم حصار حلب وحسن لهم أخذها، ثم فارقهم والتحق بالملوك
السلاجقة، ثم قتله السلطان مسعود بن محمد، يقول الذهبي:» وأراح الله الأمة
منه، فقد نهب وأرجف وفعل العظائم «[18].
استمرت هذه الإمارة بعد دبيس ضعيفة ممزقة قائمة على النهب والسلب
والإفساد، مما اضطر الخليفة أن يأمر بإجلاء بني أسد عن الحلة، وذلك عام
558 هـ.
الصليحيون:
كما يمدح ابن الأثير علي بن محمد الصليحي الذي ملك اليمن كلها عام
455 هـ، وكان داعية للدولة العبيدية في مصر، فيقول عنه:» ودخل مكة مالكاً
لها، وظهرت منه أفعال جميلة «[19]، ولا يذكر أنه على مذهب العبيديين.
وقد يقال: إن ابن الأثير مؤرخ حيادي، يذكر ما سمعه، وما نقله، ولا
يتدخل في النصوص، وإنما يعرضها كما وجدها، ويترك مهمة البحث والنقد لغيره.
ولكننا نراه في مواضع أخرى ينتقد أو لا يذكر محاسن بعض الملوك، ويمدح في
حين يمدح غيرهم كما مدح ملوك البويهيين والعبيديين.
فعندما ترجم للخليفة عبد الرحمن الناصر الأموي صاحب الأندلس لم يزد على
أن ذكر أوصافه الجسمية، وكم بقى في الحكم، ولم يذكر شيئاً من حسناته وفتوحاته
وجهاده مع الفرنجة، واكتفى بالقول في نهاية الترجمة:» وكان ناسكاً «[20].
هذه أمثلة من مزالق خفية، أردت التنبيه عليها، والقصد هو تنقيح تاريخنا
وتصحيحه، ولم أرد من ورائها تنقص ابن الأثير، ولا التهوين والإقلال من قيمة
كتابه (الكامل)، فهو مجهود عظيم يستحق التقدير.
________________________
(1) الكامل 4/ 522.
(2) المصدر السابق 4/ 521.
(3) سير أعلام النبلاء 14/ 217.
(4) المصدر السابق 14/ 216.
(5) المصدر السابق 15/ 374.
(6) الروضتين في أخبار الدولتين 1/ 201.
(7) المصدر السابق 1/ 202.
(8) الكامل 8/ 665.
(9) المصدر السابق 8/ 591.
(10) المصدر السابق 8/ 664.
(11) د محمد ماهر حمادة: الوثائق السياسية 4/ 44.
(12) البداية والنهاية 11/ 256.
(13) الكامل 9، / 19.
(14) المظفري: تاريخ الشيعة /212.
(15) الكامل 8/ 615.
(16) المصدر السابق 8/ 618.
(17) قال في الروض المعطار في خبر الأقطار: وهي مدينة كبيرة منفية على شط الفرات بناها سيف
الدولة زعيم بني مزيد حوالي 495 هـ انظر الروض / 197 بتحقيق إحسان عباس.
(18) سير أعلام 19/ 613.
(19) الكامل 10/ 30.
(20) الكامل 8/ 535.
((مجلة البيان ـ العدد [9] صـ 54 ربيع الآخر 1408 ـ ديسمبر 1987))
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:52 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم(139/114)
منهج الطبري في تاريخه / د. محمد آمحزون
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 11 - 04, 02:37 م]ـ
منهج الطبري في تاريخه
د. محمد آمحزون
بدأ الإمام الطبري حياته العلمية بدراسة الحديث، فكان حرياً أن يتأثر بمنهج
المحدثين في جمع الرواية التاريخية والاهتمام بسندها، فكان يجمع مأثور الروايات
ويدونها مع إسنادها إلى مصدرها مثل: شيخ تتلمذ عليه، أو عدل شارك في
الحادثة أو كان له علم بها، أو كتاب تدارسه بالسند المتصل قراءة وسماعاً وإجازة.
فكان في الغالب يلتزم وجهة المحدثين في الاهتمام الذي ينصب على الإسناد حيث
يثبته في معظم الأحيان في الروايات.
يقول في هذا الشأن في مقدمة تاريخه: (وليعلم الناظر في كتابنا هذا أن
اعتمادي في كل ما أحضرت ذكره فيه، إنما هو على ما رويت من الأخبار التي أنا
ذاكرها فيه والآثار التي أنا مسندها إلى رواتها فيه دون ما أدرك بحجج العقول
واستنبط بفكر النفوس .. إلا القليل اليسير منه) [1].
وهكذا أكد الإمام الطبري حرصه على إسناد كل خبر إلى قائله وأنه سوف لن
يسمح لحجج العقول وفكر النفوس أن تتدخل في التفسير والاستنباط، في الكتابة
والتدوين أثناء جمع المادة، وما ذاك إلا حرصاً منه على جمع ما قيل كله أو جله
من وجهات نظر متعددة إن كانت، وبعد ذلك محصل الموازنة والمقارنة،
والاستنباط والقبول والرد لمن يريد.
ولما كان تاريخ صدر الإسلام - خصوصاً فترة الفتنة - أكثر حساسية من
غيره، إذ فيه روايات أملتها عاطفة الرواة أو الاتجاهات السياسية أو اختلاف
وجهات النظر والفهم، ونظراً لأن الروايات تتأثر بعوامل مختلفة كالنسيان والميول
والنزعات فيصعب الجزم بدقتها وسلامتها، فإن هذا مما يجعل إبداء الرأي فيها أو
إصدار حكم بشأنها يبدو معقداً للغاية.
ولهذا قام الإمام الطبري -رحمه الله - وهو يعرض وجهات النظر المختلفة
لرواته ومصادره باتباع طريقة جمع الأصول وتدوينها على صورة روايات،
المسؤول عنها رجال السند أي الرواة الإخباريون. وقد برهن على ذلك في قوله:
(فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما ينكره قارئه
أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة ولا معنى في
الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا،
وأنا إنما أدينا ذلك عن نحو ما أدي إلينا) (1/ 8).
ومن منهجه أيضاً الحياد، فهو يعرض مختلف وجهات النظر دون تحزب أو
تعصب، وإن كان له رأي خاص فيظهر أحياناً في اختياره للروايات وإيراد بعضها
وترك البعض الآخر، متجنباً إعطاء حكم قاطع في القضايا التي يتعرض لها، حتى
أنه لا يفضل رواية على أخرى إلا نادراً.
وقد أدى به التزام هذا المنهج إلى الحرص على إيراد الروايات المختلفة
للحادث أو الخبر الواحد، وعند المقابلة بين الروايات يستعمل تعبير: (واختلف
في كذا) ثم يعقبه باستعراض الروايات المختلفة لرواته كقوله: فقال
بعضهم .. وقال بعضهم .. وقال هشام بن الكلبي .. ، وكقوله: وذكر عن فلان أنه
قال .. وحدثنا فلان .. وقال آخرون .. وقال بعضهم .. (4/ 174)
إلا أن النقد والمقابلة يظهر جلياً في عدد من الأخبار التي ترد في نهاية
الحوليات كالوفيات والصوائف وتعيين ولاة الأقاليم وأمراء الحج، ومثال ذلك في
قوله: (وفي سنة كذا توفي أبو العباس يوم .. بالجدري. وقال هشام بن
محمد الكلبي - توفي يوم .. واختلف في مبلغ سنه يوم وفاته. قال بعضهم ..
وقال بعضهم .. وقال الواقدي .. (4/ 470)، وقوله:) وغزا الصائفة في سنة
كذا فلان، وقال الواقدي أن الذي غزا الصائفة في هذه السنة فلان (8/ 241).
وهكذا إذا كان للحادث روايات مختلفة اعتقد الإمام الطبري بوجوب ذكرها
لتكتمل الرؤية عنه. لكن مع اجتهاده في تدوين كل ما يمكن تدوينه من الروايات
والأقوال من الخبر الواحد، فإذا وصل إلى موضوع مطول مختلف فيه قطعه ليذكر
مواضع الاختلاف مشيراً إليها (4/ 466، 468، 469). فإذا ما انتهى منها عاد
إلى المتن - أي إلى الموضع الذي وقف عنه - فيمهد للكلام بإشارة تدل على
استئنافه كأن يقول: (رجع الحديث إلى حديث فلان .. ) (4/ 470).
وما يلاحظ أن هذه الطريقة تربك القارئ، فتنسيه الحادث الأصلي، إذ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/115)
تشكل عقبة أمامية أمام الوحدة الموضوعية للحادثة التاريخية، وربما كان الأفضل
عرض كل رواية عرضاً متكاملاً من أولها إلى آخرها، الواحدة تلو الأخرى،
وبهذا العرض الكامل تتكون لدى القارئ فكرة واضحة عن الموضوع وعن
الأوجه المختلفة فيه، فيستطيع أن يوازن بين جميع الآراء، ويرجع بعضها على
بعض، فتتكون بذلك لديه نظرة إيجابية عن الموضوع.
وقد راعى الإمام الطبري في ترتيب تاريخه تسلسل الحوادث، فرتبها على
حسب وقوعها عاماً بعد عام منذ الهجرة إلى نهاية عام 202 هـ (914 م). فذكر
في كل سنة ما وقع فيها من الأحداث التي رأى أنها تستحق الذكر.
ويختلف حجم الحوليات لديه حسب كثرة وقوع الحوادث فيها أو قلتها وأهميتها
وبلوغ أخبارها إليه، فيطيل ويقصر وفق ذلك، فبعض الحوليات لا تعدو أسطراً
(سنة25)، وبعضها صفحة أو صفحتان (سنة 29، 48، 0 7)، والبعض الآخر
يزيد طوله على مائة صفحة (سنة35، 36)، وإذا كانت - الحادثة طويلة فيجزئها
حسب السنين التي تستغرقها.
أما طريقته في سرد أحداث كل حولية فليست على نسق واحد، فتارة يذكر
الحادث التاريخي ثم يبدأ في ذكر تفصيله والروايات فيه (4/ 442)، وتارة يذكر
جملة الأحداث التي كانت هذه الحولية ثم يعود إلى تفصيل بعضها (4/ 317)،
وتارة ثالثة تقتصر الحولية على جملة من الأحداث في بضعة أسطر (4/ 250)،
وفي ختام الحولية يذكر بعض من توفي في تلك السنة من المشهورين، لكن هذا
ليس مضطرداً، أما الذي لا يكاد يتركه غالباً في ختام كل حولية فذكر أسماء عمال
الأقاليم أو أمراء الحج أو هما معاً في تلك السنة، وفي الحوليات التي أعقبت حركة
الفتوح يحرص على ذكر أخبار المرابطين على الثغور للجهاد، كما يسمي
الصوائف والشواتي، والحصون والمدن التي استولى عليها المسلمون.
وبالنسبة للأخبار التي لا ترتبط بزمن معين كالسير مثلاً، فقد كان يختم بها
الحديث عن كل خليفة عند وفاته، فبعد أن يذكر الأحداث في عهده مرتبة على
السنين يختمها باستعراض سيرته دون التقيد بعامل الزمن.
وما يذكر أن الإمام الطبري لم يتقيد بطريقة الحوليات في كل كتابه، وإنما
اتبعها في الحوادث الخاصة بتاريخ الإسلام.
أما في القسم الرابع - أي منذ الخليقة إلى الهجرة - فقد اتبع منهجاً آخراً في
عرض الحوادث فلم يرتبها على حسب وقوعها عاماً بعد عام، إذ كان ذلك متعذراً،
ولكن سار على النهج الذي سلكه أكثر المؤرخين القدماء بالبدء بالخليقة ثم بالأنبياء
ثم التعرض للحوادث التي وقعت في أيامهم، وذكر الملوك الذين كانوا يعاصرونهم
وأخبارهم، وكذلك الأمم المعاصرة لهم والتي جاءت بعدهم إلى ظهور الإسلام وبعثه
المصطفى - صلى الله عليه وسلم -.
ويكثر الإمام الطبري في تاريخه من تسجيل النصوص التاريخية من رسائل
وخطب ومحاورات ولا سيما الشعر رغبة في توثيق الحوادث أو التشويق إليها.
كما أنه حاول ضبط النصوص التي يرويها دون تبديل أو تغيير إلى درجة أنه كثيراً
ما تبقى الكلمات والألفاظ غير العربية كما هي (2/ 51، 54، 62).
أما منهجه في إثبات المصادر، فإنه إذا ما نقل من كتاب ما فإنه قلما يذكر
عنوانيهن، وإنما يذكر اسم مؤلفه كقوله مثلاً: (قال الواقدي) أو (قال أبو مخنف ..
(وإذا سمع من أحد مشافهة قال: (حدثني فلان .. ) فإذا اشترك مع راوي محدثه
في السماع آخر أو آخرون قال: (حدثني فلان قال .. حدثنا فلان وفلان .. ثم
سلسل السند إلى مصدره الأصلي).
وكان يعتمد أحياناً على المراسلات فيقول: كتب إلى السري عن شعيب عن
سيف (4/ 262) وقد حرص في الغالب على السند المتصل إلا في بعض المواقع
كقوله: (وقد قيل) أو (ذكر عن فلان) (5/ 172).
وكان يضع العناوين لأحداثه وخاصة المهمة منها في بداية كلامه عن بدء كل
سنة تحت عنوان عام مثل قوله: (ثم دخلت خمس وثلاثين، ذكر الخبر عما كان
فيها من الأحداث المشهورة) أو (ذكر الأحداث المشهورة التي كانت فيها) أما
الأحداث الصغيرة التي لا تتجاوز بضعة أسطر، فإنه يذكرها متعاقبة تحت عنوان:
ثم دخلت سنة كذا، وذكر الأحداث التي كانت فيها.
أما فيما يتعلق بعدالة الرواة، فإذا كان الإمام الطبري لا يتقد بالقيود التي
تمسك بها أهل الحديث بالنسبة إلى الرواة الضعفاء، فأدخل في تاريخه أقوال الكلبي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/116)
وابنه هشام والواقدي وسيف بن عمر وأبي مخنف وغيرهم من الضعفاء المتهمين
بالكذب والوضع في الحديث، فإن ذلك يرجع إلى اتباعه منهجاً معلوماً عند علماء
الحديث وغيرهم حيث يذكرون ما يبلغهم ويسوقون سنده، فالصحيح يؤخذ وغير
الصحيح يعرف ويرد وفق ضوابط الشرع وقواعد الرواية ..
وهكذا لم يكن الإمام الطبري بذلك العمل مغفلاً أو جاهلاً عندما يورد مئات
الروايات عن الضعفاء والمتروكين، لكنه يتبع منهجاً مرسوماً عند علماء الجرح
والتعديل لا يلزم من إيراد أخبار المتروكين والضعفاء وتدوينها في كتاب من الكتب
للاحتجاج بها كقولهم: (يروي حديثه ولا يحتج به) و (يذكر حديثه للاعتبار)،
(يكتب حديثه للمعرفة)، (ولا يجوز الرواية عنه إلا للخواص عند الاعتبار) [2].
وفي هذا الصدد قال الحافظ ابن حجر في ترجمة الطبراني بأن الحفاظ
الأقدمين يعتمدون في روايتهم الأحاديث الموضوعة مع سكوتهم عنها على ذكرهم
الأسانيد، لاعتقادهم أنهم متى أوردوا الحديث بإسناده فقد برئوا من عهدته، وأسندوا
أمره إلى النظر في إسناده. [3]
ولكون الإمام الطبري من علماء الحديث فقد سار على هذا النهج في تاريخه،
فهو ليس صاحب الأخبار التي يوردها بل لها أصحاب آخرون أبرأ هو ذمته
بتسميتهم، وهؤلاء متفاوتون في الأقدار، وأخبارهم ليست سواء في قيمتها العلمية،
ففيها الصحيح والضعيف الموضوع، تبعاً لصدق الرواة أو كذبهم ومنزلتهم من
الأمانة والعدالة والتثيبت، ولذلك ينبغي دراسة أسانيد ومتون الروايات وفق
المقاييس المعتبرة عند العلماء للوقوف على مدى صحتها من عدمه.
وبناء على ذلك لا يكفي في المنهج العلمي السليم الإحالة على تاريخ الإمام
الطبري أو غيره من الكتب المسندة دون دراسة سند الرواية ومتنها، لأن من أسند
فقد برىء من العهدة.
ومما يلاحظ أيضاً أن الطبري لم يرد الاقتصار على المصادر الموثوقة، بل
أراد أن يطلع قارئه على مختلف وجهات النظر، فأخذ من مصادر أخرى قد لا يثق
هو بأكثرها إلا أنها تفيد عند معارضتها بالأخبار القوية؛ فقد تكمل بعض ما فيها من
نقص، أو تقوى الخبر باشتراكها مع المصادر الصحيحة في أصل الحادثة.
إن مثل الإمام الطبري ومن على شاكلته من العلماء الثقات الأثبات في إيرادهم
الأخبار الضعيفة كمثل رجال القضاء إذا أرادوا أن يبحثوا في قضية، فإنهم يجمعون
كل ما تصل إليه أيديهم من الأدلة والشواهد المتصلة بها مع علمهم بتفاهة بعضها أو
ضعفه اعتماداً منهم على أن كل شيء سيقدر بقدره.
ولهذا فقد كان لا يفرط في خبر مهما علم من ضعف ناقله خشية أن يفوته
بإهماله شيء من العلم أو الفائدة ولو من بعض النواحي، إلا أنه يسند كل خبر إلى
رواية ليقف القارئ على قوة الخبر أو ضعفه من كون رواته ثقاة أو مجروحين،
وبذلك يرى أنه أدى ما عليه، خصوصاً وقد وضع بين أيدي القارئ كل ما وصل
إلى يده من نصوص وطرق مختلفة للخبر. ومن فوائد إيراد الخبر الواحد من طرق
شتى وإن كانت ضعيفة ما قاله ابن تيمية:
(إن تعدد الطرق مع عدم الاتفاق في العادة يوجب العلم بمضمون المنقول -
أي بالقدر المشترك في أصل الخبر - لكن هذا لا ينتفع به كثيراً في علم
أحوال الناقلين - أي نزعاتهم والجهة التي يحتمل أن يتعصب لها بعضهم - وفي
مثل هذا ينتفع برواية المجهول والسيء الحفظ .. ونحو ذلك ولهذا كان أهل العلم
يكتبون مثل هذا ويقولون أنه يصلح للشواهد والاعتبار، وما لا يصلح لغيره،
وقال أحمد: قد أكتب حديث الرجل لأعتبره) [4].
وتحسن الإشارة إلى أن اتساع صدور أئمة السنة من أمثال الإمام الطبري
لإيراد أخبار المخالفين من الشيعة وغيرهم دليل على فهمهم وأمانتهم ورغبتهم في
تمكين قرائهم من أن يطلعوا على كل ما في الأمر، واثقين من أن القارئ اللبيب
المطلع لا يفوته بأن العلم مثل أبي مخنف وابن الكلبي وغيرهم هم موضع تهمة فيما
يتصل بالقضايا التي يتعصبون لها، مما ينبغي معه التحري والتثبت لاستخلاص
الحقائق المختلطة بالإشاعات والمفتريات.
أما الذين يحتطبون الأخبار بأهوائهم أو لجهلهم بمنهج الإمام الطبري ولا
يتعرفون إلى رواتها ويكتفون بالإشارة في الحاشية إلى أن الطبري روى في صفحة
كذا من جزء كذا .. ويظنون أن مهمتهم انتهت بذلك، فهؤلاء قد يظلمون الإمام
الطبري بذلك ويسيؤون إليه، وهو لا ذنب له بعد أن بين لقرائه مصادره، وعليهم
معرفة نزعات وأحوال أصحاب هذه المصادر ليعرفوا للأخبار أقدارها بوقوفهم على
أقدار أصحابها.
وهذا المنهج لا يمكن استعماله إلا عن طريق الإلمام بعلم الجرح والتعديل الذي
يهتم بفحص أحوال الرواة ويبين شروط الانتفاع بأخبارهم، كما ينبغي أيضاً مراعاة
المقاييس التي وضعها العلماء في نقد متون الأخبار، وخصوصاً وضع الملامح
العامة للمجتمع الإسلامي وطبيعته في الحسبان، ويعتبر ذلك كله من لوازم الاشتغال
بالتاريخ الإسلامي [5].
________________________
(1) تاريخ الطبري 1/ 7 - 8.
(2) الذهبي في الميزان 3/ 173.
(3) لسان الميزان 3/ 75.
(4) الفتاوى 13/ 253.
(5) ولهذا فإن تدريس مصطلح الحديث كمادة أساسية في أقسام التاريخ في جامعاتنا يعتبر أمراً ملحاً.
((مجلة البيان ـ العدد [54] صـ 66 صفر 1413 ـ أغسطس 1992))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/117)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 11:11 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 12 - 04, 07:39 ص]ـ
ولا ننسى كتاب (تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة من روايات الإمام الطبري والمحدثين) وهي للدكتور صاحب المقالة - رسالة دكتوراة
وكما يقال (الكتاب يعرف من عنوانه)
وبارك الله فكي على هذه المقالة
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[24 - 12 - 04, 04:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[30 - 04 - 08, 07:37 م]ـ
شكرا لكم(139/118)
عبد الله بن سبأ في ميزان البحث العلمي (1 - 2)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 11 - 04, 02:39 م]ـ
دراسات تاريخية
عبد الله بن سبأ
في ميزان البحث العلمي
-1 -
د. محمد أمحزون
تمهيد:
موضوع «عبد الله بن سبأ والسبئية» أحد الأبحاث التي تطرق إليها
بالدراسة الكثير من الباحثين من المسلمين والمستشرقين، ومن أهم الدراسات في
هذا الباب بحث الدكتور سليمان بن حمد العودة بعنوان «عبد الله بن سبأ وأثره في
إحداث الفتنة في صدر الإسلام» وبحث «عبد الله بن سبأ بين الحقيقة والخيال»
د. سعدي الهاشمي، وبحث الأستاذ أحمد عرفات القاضي بعنوان «إنكار ابن سبأ
نقش على الماء» [1].
وهذه الدراسة للدكتور (محمد أمحزون) مناقشة بحث جديد حول الموضوع
نفسه لباحث لم يأت بجديد وإنما هو نقل عن الباحثين حول تلك الشخصية، والناقد
(الكاتب) أحد المتخصصين في دراسة التاريخ، وعضو هيئة التدريس في جامعة
«مكناس» بالمغرب (قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية.
- البيان -
هذه الدراسة نقد للبحث الذي نشره د. عبد العزيز الهلابي أستاذ التاريخ
الإسلامي في جامعة الملك سعود، في حوليات كلية الآداب الكويتية عن عبد الله بن
سبأ، تدخل في مجال اهتمامات التاريخ الإسلامي، وقد قام فيه المؤلف بتحليل
روايات الإخباري سيف بن عمر التميمي عن دور عبد الله بن سبأ في أحداث الفتنة
الواقعة في خلافة عثمان وعلي رضي الله عنهما حيث انتهى بحثه إلى أن تلك
الروايات مختلقة ولا أساس لها من الصحة!! ثم أورد النصوص عن «السبئية»
في بعض المصادر المتقدمة فأوضح أنه من خلال استخدامها في تلك المصادر لا
تعني جماعة لها عقيدة دينية أو مذهب سياسي محدد، وأنها أطلقت على أناس
مختلفين، وكان يقصد بها في كل الأحوال الذم والتعيير، وبعد أن ناقش أقوال
الباحثين المعاصرين وآراءهم من عرب ومستشرقين خلص في بحثه إلى أن ابن
سبأ شخصية وهمية، وأن الدور المنسوب إليه في إثارة الأحداث وتسييرها دور
مزعوم.
إن هذا البحث الذي كتبه د. الهلابي يعتبر أحدث دراسة مستقلة أفردت عن
عبد الله بن سبأ ولذلك أحببت إبداء بعض الملحوظات حول الآراء التي تبناها حيث
نفى في بحثه وجود تلك الشخصية، وأن ابن سبأ في رأيه لا يعدو أن يكون مجرد
خرافة سطرتها كتب التاريخ والفرق!!
ومن الملحوظات على هذه الدراسة ما يلي:
أولاً سيف بن عمر لم ينفرد بالرواية:
يقول د. الهلابي في ص (13) من بحثه: «ينفرد الإخباري سيف بن عمر
التميمي من بين قدامى الإخباريين والمؤرخين بذكر تلك الشخصية في رواياته،
ويجعل له دوراً رئيساً في التحريض على الفتنة، وقتل الخليفة عثمان وإنشاب
القتال في معركة الجمل في البصرة» [2].
في الواقع أن سيف بن عمر لم يكن المصدر الوحيد الذي استأثر بأخبار عبد
الله بن سبأ، بل ورد ذكر أخبار ابن سبأ وطائفته منقولة عن علماء متقدمين ورواة
غير سيف بن عمر مثل:
* سويد بن غفلة أبو أمينة الجعفي الكوفي المتوفى عام (80 ه/ 699م)،
مخضرم ثقة، من أصحاب علي رضي الله عنه [3] جاء في «طوق الحمامة»
لحيي بن حمزة الزيدي وفي «اللفظ» للبرقاني أنه دخل على علي في إمارته فقال
: «إني مررت بنفر يذكرون أبا بكر وعمر، يرون أنك تضمر لهما مثل ذلك،
منهم عبد الله بن سبأ، فقال علي: مالي ولهذا الخبيث الأسود، ثم قال: معاذ الله
أن أضمر لهما إلا الحسن الجميل، ثم أرسل إلى ابن سبأ فسيّره إلى المدائن،
ونهض إلى المنبر حتى إذا اجتمع الناس أثنى عليهما خيراً، ثم قال: أو لا يبلغني
عن أحد يفضلني عليهما إلا جلدته حد المفتري [4].
* زيد بن وهب الجهني أبو سليمان الكوفي المتوفى قبل عام (90ه/709م)،
روى عن علي بن أبي طالب، وهو من جلة التابعين، متفق على الاحتجاج به،
أخرج ابن عساكر في «تاريخ دمشق» عنه قال: «قال علي بن أبي طالب:
مالي ولهذا الخبيث الأسود، يعني عبد الله بن سبأ، وكان يقع في أبي بكر
وعمر» [5].
* إبراهيم بن يزيد النخعي أبو عمران الكوفي الفقيه الثقة المتوفى عام (96
هـ / 714 م) [6]. روى ابن سعد في «طبقاته» أن رجلاً كان يأتيه فيتعلم منه،
فيسمع قوماً يذكرون أمر علي وعثمان، فقال: أنا أتعلم من هذا الرجل وأرى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/119)
الناس مختلفين في أمر علي وعثمان، فسأل إبراهيم النخعي عن ذلك فقال: «ما
أنا بسبأي ولا مرجئ» [7].
* الشعبي عمر بن شراحيل الحميري اليمني المتوفى عام (103ه/721م)،
من رواة الأنساب والأخبار الثقات [8]. أخرج عنه ابن عساكر في «تاريخ دمشق»
قال: «أول من كذب عبد الله بن سبأ» [9].
*سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني المتوفى عام
(106ه/721م)، كان أحد فقهاء التابعين، ثبتاً فاضلاً [10]، روى يعقوب بن
سفيان الفسوي في كتابه «المعرفة والتاريخ» قال: «قال أبو الوليد: سألني سالم
بن عبد الله بن عمر: ممن أنت؟ فقلت: من أهل الكوفة، فقال: بئس القوم بين
سبأي وحروري» [11].
* أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي الصحابي المعمر المتوفى عام
(110ه/ 728م)، روى عن علي بن أبي طالب، قال فيه الحافظ الذهبي:
وبه ختم الصحابة في الدنيا [12]. أخرج ابن عساكر عنه قال: «رأيت المسيب
ابن نجبة أتى به ملببه، يعني ابن السوداء، وعلي على المنبر، فقال علي: ما
شأنه؟ فقال: يكذب على الله ورسوله [13].
* حُجيّة بن عدي الكندي أبو الزعراء الكوفي، روى عن علي وجابر وهو
من الطبقة الثالثة [14]. ذكر ابن عساكر عنه أنه رأى علياً على المنبر، وهو
يقول: من يعذرني من هذا الحميت الأسود الذي يكذب على الله ورسوله يعني ابن
السوداء [15].
* أبو الجلاس الكوفي، روى عن علي بن أبي طالب، من الطبقة
الثالثة [16]. نقل ابن عساكر عنه قال: «سمعت علياً يقول لعبد الله بن سبأ:
ويلك! والله ما أفضي إليّ بشيء كتمته أحداً من الناس، ولقد سمعته يقول: إن
بين يدي الساعة ثلاثين كذاباً وإنك لأحدهم [17].
* قتادة بن دعامة السدوسي المتوفى عام (117ه/735م)، من ثقات التابعين
وحفاظهم، روى عن أبي الطفيل وأنس بن مالك، كان آية في الحفظ
والرواية [18]. نقل الإمام الطبري في تفسير قوله: «وكان قتادة إذا قرأ هذه الآية
] فأما الذين في قلوبهم زيغ ... [قال: إن لم يكونوا الحرورية والسبئية
فلا أدري» [19].
* أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي المتوفى عام (157ه/773م) [20]. نقل
الإمام الطبري عنه في «تاريخه» رواية يصف فيها أشراف أهل الكوفة لخصومهم
من أصحاب المختار بالسبئية [21].
ثانياً الموهوم لا يدفع المعلوم:
يقول المؤلف: «لا أعلم فيما اطلعت عليه من المصادر المتقدمة أي ذكر لعبد
الله بن سبأ عند غير سيف بن عمر سوى رواية عند البلاذري» [22].
إن المصادر المتقدمة التي اطلع عليها د. الهلابي إذا كانت أغفلت موضوع
ابن سبأ والسبئية، فلا يعني ذلك بالضرورة أنه شخصية خرافية، إذ إن عدم ذكرها
له لا يقوم دليلاً على الإنكار أو التشكيك، فهل استوعَبَت تلك المصادر كل أحداث
التاريخ الإسلامي حتى نقف وقفة المنكر أو المتشكك إذا لم تذكر شيئاً عن ابن سبأ؟!
وهل من شروط صحة الرواية التاريخية تضافر كل كتب التاريخ على ذكرها؟!
ثم هل نسي د. الهلابي أن المصادر القديمة ضاع كثير منها فأصبحت مفقودة أو في
حكم المفقود، حيث ضاع كثير من مؤلفات الزهري وابن إسحاق والواقدي
والمدائني وابن شبّه والأصمعي والهيثم بن عدي وعروة بن الزبير وغيرهم، إلا ما
استوعبته بعض المصنفات الموسوعية كتاريخ الطبري مثلاً؟
ومن هنا ينبغي الرجوع إلى الأمر المعلوم المحقق للخروج من الشبهات
والتوهمات، إذ إن الموهوم لا يدفع المعلوم، و المجهول لا يعارض المحقق
فشخصية ابن سبأ وجماعته حقيقة تاريخية يتفق عليها كثير من المصادر المتقدمة
غير البلاذري.
جاء ذكر السبئية على لسان أعشى همذان المتوفى عام (83ه/702م) وقد
هجى المختار وأنصاره من أهل الكوفة بقوله:
شهدت عليكم أنكم سبئية وأني بكم يا شرطة الكفر عارف [23]
وجاء ذكر السبئية في كتاب «الإرجاء» للحسن بن محمد بن الحنفية المتوفى
عام (95ه/713م)، الذي أمر بقراءته على الناس وفيه: « ... ومن خصومة هذه
السبئية التي أدركنا، إذ يقولون هدينا لوحي ضل عنه الناس» [24].
وفي الطبقات لابن سعد المتوفى عام (230ه/844م) ورد ذكر معتقدات
السبئية وأفكار زعيمها، فعن عمرو بن الأصم قال: قيل للحسن بن علي: إن أناساً
من شيعة أبي الحسن علي عليه السلام يزعمون أنه دابة الأرض، وأنه سيبعث قبل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/120)
يوم القيامة، فقال كذبوا، ليس أولئك شيعته أولئك أعداؤه، لو علمنا ذلك ما قسمنا
ميراثه ولا أنكحنا نساءه ... » [25]. علماً بأن ما ذكر في هذا النص لا يخرج
عما جاء به ابن سبأ من آراء، وأكده علماء الفرق والنحل والمؤرخون في
كتبهم [26].
وتحدث ابن حبيب المتوفى عام (245ه/860م) عن ابن سبأ حينما اعتبره أحد
أبناء الحبشيات [27]، كما روى أبو عاصم خُشيش بن أصرم المتوفى عام
(253ه/ 859م) خبر إحراق علي رضي الله عنه لجماعة من أصحاب ابن سبأ في
كتابه «الاستقامة» [28].
وفي «البيان والتبيين» للجاحظ المتوفى عام (255ه/868م) رواية تشير
إلى عبد الله بن سبأ [29]، كما ذكر الجوزجاني المتوفى عام (259ه/873م) وهو
من علماء الجرح والتعديل، أن من مزاعم عبد الله ادعاءه أن القرآن جزء من تسعة
أجزاء، وعلمه عند علي، وأن علياً نفاه بعد ما كان هم به» [30].
ويقول ابن قتيبة المتوفى عام (276ه/889م) في «المعارف»: «السبئية
من الرافضة ينسبون إلى عبد الله بن سبأ» [31].
ويذكر البلاذري المتوفى عام (279ه/892م) ابن سبأ في جملة من أتوا إلى
علي رضي الله عنه يسألونه عن رأيه في أبي بكر وعمر، فقال لهم: أوتفرغتم لهذا؟
وحينما كتب علي الكتاب الذي أمر بقراءته على أنصاره كان منه عند عبد الله ابن
سبأ نسخة عنه فحّرفها» [32].
وأورد الناشيء الأكبر المتوفى عام (293ه/905م) عن ابن سبأ وطائفته ما
يلي: «وفرقة زعموا أن علياً عليه السلام حي لم يمت، وأنه لا يموت حتى يسوق
العرب بعصاه، وهؤلاء هم السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان عبد الله بن سبأ
رجلاً من أهل صنعاء، يهودياً ... وسكن المدائن» [33].
ثالثاً السبئية في المصادر وليست للذم والتعيير فقط:
بعد أن ذكر المؤلف نصوصاً نثرية وشعرية ورد فيها ذكر السبئية، قال:
«وبناءً على هذا فلا يمكن الاستنتاج من النصوص السابقة أن السبئية تعني فئة
لها هوية سياسية معينة، أو مذهب عقائدي محدد، ولكن المؤكد أنها عندما تطلق
على قوم يقصد بها الذم والتعيير» [34].
إن هذا الاستنتاج للباحث لا يخلو من المغالطة والتمويه، فهو يحاول جاهداً
التشكيك في السبئية إلى حد جعله يتأولها مجرد كلمة تستعمل للسب والذم!!
إني لأكاد أدهش حين يقول ذلك، وهو نفسه يذكر نصاً شعرياً للفرزدق [35]
فيه إشارة واضحة إلى ابن سبأ اليهودي الأصل، الهمداني اليمني المنشأة.
تعرف همدانية سبئية وتكره عينيها على ما تنكرا
ولو أنهم إذا نافقوا كان منهم يهوديهم كانوا بذلك أعذرا
على أن وجود عبد الله بن سبأ وارتباط السبئية به مما أطبقت عليه المصادر،
فذكرته كتب التاريخ والحديث والطبقات والرجال والأنساب والأدب واللغة، وجزم
بذلك علماء الفرق والمقالات.
فقد نقل القمي المتوفى عام (301ه/913م) أن عبد الله بن سبأ أول من أظهر
الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة، وتبرأ منهم وادعى أن علياً أمره
بذلك [36].
وأما الإمام الطبري المتوفى عام (310ه/922م) فقد أفاض في تاريخه في ذكر
أخبار ابن سبأ ومكائده معتمداً على روايات الإخباري سيف بن عمر التميمي عن
شيوخه [37].
ويتحدث النوبختي المتوفى عام (310ه/922م) عن أخبار ابن سبأ فيذكر أنه
لما بلغ نعي علي بالمدائن قال للذي فعله: كذبت لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة،
وأقمت على قتله سبعين عدلاً لعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل، ولا يموت حتى يملك
الأرض [38].
ويقول أبو حاتم الرازي المتوفى عام (322ه/933م) أن عبد الله بن سبأ ومن
قال بقوله من السبئية كانوا يزعمون أن علياً هو الإله، وأنه يحيى الموتى وادعوا
غيبته بعد موته [39].
وأكد ابن عبد ربه المتوفى عام (328ه/939م) أن ابن سبأ وطائفته السبئية قد
سلكوا مسلك الغلو في علي حينما قالوا هو الله خالقنا، كما غلت النصارى في
المسيح بن مريم [40].
ويذكر أبو الحسن الأشعري المتوفى عام (330ه/941م) عبد الله بن سبأ
وطائفته من ضمن أصناف الغلاة، إذ يزعمون أن علياً لم يمت، وأنه سيرجع إلى
الدنيا فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً [41].
وروى الكشي المتوفى عام 340ه/951م) بسنده إلى أبي جعفر محمد الباقر
قوله: إن عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة، ويزعم أن أمير المؤمنين عليه السلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/121)
هو الله تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، كما روى بسنده إلى علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب: «لعن الله من كذب عليناً، إني ذكرت عبد الله بن سبأ فقامت
كل شعرة في جسدي، لقد ادعى أمراً عظيماً، ماله لعنه الله» [42].
ويقول ابن حبان المتوفى عام (354ه/965م): «وكان الكلبي محمد ابن
السائب الإخباري سبئياً من أصحاب عبد الله بن سبأ، من أولئك الذين يقولون: إن
علياً لم يمت، وإنه راجع إلى الدنيا قبل قيام الساعة، وإن رأوا سحابة قالوا: أمير
المؤمنين فيها» [43].
ويقول المقدسي المتوفى عام (355ه/965م) في كتابه «البدء والتاريخ»:
إن عبد الله بن سبأ قال عندما بلغه موت علي بن أبي طالب: لا يموت حتى يسوق
العرب بعصاه [44].
ويكشف الملطي المتوفى عام (377ه/989م) عن عقيدة السبئية فيقول:
«ففي عهد علي رضي الله عنه جاءت السبئية إليه وقالوا: أنت أنت! قال: من
أنا؟ قالوا: الخالق الباريء، فاستتابهم فلم يرجعوا فأوقد لهم ناراً عظيمة
فأحرقهم [45].
ويذكر كبير محدثي الشيعة ابن بابويه القمي المتوفى عام (381ه/991م)
موقف ابن سبأ وهو يعترض على علي رضي الله عنه في رفع اليدين إلى السماء
أثناء الدعاء [46].
وفي «مفتاح العلوم» للخوارزمي المتوفى عام (387ه/997م): «السبئية
أصحاب عبد الله بن سبأ» [47].
وذكر البغدادي المتوفى عام (499ه/1037م) أن فرقة السبئية أظهروا دعوتهم
في زمان علي رضي الله عنه فأحرق قوماً منهم، ونفى ابن سبأ إلى سباط المدائن،
إذ نهاه ابن عباس رضي الله عنهما عن قتله حينما بلغه غلوه فيه، وأشار عليه بنفيه
إلى المدائن حتى لا يختلف عليه أصحابه، لاسيما وهو عازم على العود إلى قتال
أهل الشام [48].
وقال أبو جعفر الطوسي المتوفى عام (460ه/1067م) إن ابن سبأ رجع إلى
الكفر وأظهر الغلو [49].
ويقول الاسفراييني المتوفى عام (471ه/1078م) إن ابن سبأ قال بنبوة علي
في أول أمره، ثم دعا إلى ألوهيته، ودعا الخلق إلى ذلك، فأجابته جماعة إلى ذلك
في وقت علي [50].
ويتحدث الشهرستاني المتوفى عام (548ه/1153م) عن ابن سبأ فيقول:
«ومنه انشعبت أصناف الغلاة» [51]. ويقول أيضاً: إن ابن سبأ أول من
أظهر القول بالنص بإمامة علي» [52].
كما أن كتب الأنساب هي الأخرى تؤكد نسبة السبئية إلى عبد الله بن سبأ،
ومنها كتاب الأنساب للسمعاني المتوفى عام (562ه/1167م) [53].
وعرّف ابن عساكر المتوفى عام (571ه/1176م) ابن سبأ بقوله: «عبد الله
ابن سبأ الذي تنسب إليه السبئية، وهم الغلاة من الرافضة، أصله من اليمن، كان
يهودياً وأظهر الإسلام» [54].
وفي اللباب في تهذيب الأنساب «يذكر ابن الأثير المتوفى عام
(630ه/ 1232م) ارتباط السبئية من حيث النسبة بعبد الله بن سبأ» [55].
وذكر ابن أبي الحديد المتوفى عام (655ه/1257م) في «شرح نهج البلاغة
ما نصه: «فلما قتل أمير المؤمنين عليه السلام أظهر ابن سبأ مقالته وصارت له
طائفة وفرقة يصدقونه ويتبعونه» [56].
وذكر السكسكي المتوفى عام (683ه/1284م) أن ابن سبأ وجماعته أول من
قالوا بالرجعة إلى الدنيا بعد الموت [57].
ويذكر شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى عام (728ه/1327م) أن أصل الرفض
من المنافقين الزنادقة، فإنه ابتدعه ابن سبأ الزنديق، وأظهر الغلو في علي بدعوى
الإمامة والنص عليه، وادعى العصمة له» [58].
وأشار الحسن الحلبي المتوفى عام (740ه/1339م) إلى أن ابن سبأ ضمن
أصناف الضعفاء [59].
وعند الحافظ الذهبي المتوفى عام (748ه/1347م): «عبد الله بن سبأ من
غلاة الشيعة، ضال مضل» [60].
أما الصفدي المتوفى عام (764ه/1363م) فقد قال في ترجمته: «عبد الله
ابن سبأ رأس الطائفة السبئية ... فلما قتل علي زعم ابن سبأ أنه لم يمت لأن فيه
جزءاً إلهياً، وابن ملجم إنما قتل شيطاناً تصور بصورة علي، وأن علياً في
السحاب، والرعد صوته، والبرق صوته، وأنه سينزل إلى الأرض» [61].
ويشير الشاطبي المتوفى عام (790ه/1388م) إلى أن بدعة السبئية من البدع
الاعتقادية المتعلقة بوجود إله مع الله تعالى الله وهي بدعة تختلف عن غيرها من
المقالات [62].
ويعرف الجرجاني المتوفى عام (816ه/1413م) عبد الله بن سبأ بأنه رأس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/122)
الطائفة السبئية ... وأن أصحابه عندما يستمعون الرعد يقولون: عليك السلام يا
أمير المؤمنين» [63].
وفي خطط المقريزي المتوفى عام (845ه/1441م) أن عبد الله بن سبأ قام في
زمن علي رضي الله عنه مُحدثاً القول بالوصية والرجعة والتناسخ [64].
وسرد الحافظ ابن حجر المتوفى عام (852ه/1448م) في كتابه: «لسان
الميزان» عن ابن سبأ أخباراً غير روايات سيف بن عمر، ثم قال في النهاية:
«وأخبار عبد الله بن سبأ شهيرة في التواريخ، وليس له رواية والحمد لله» [65].
وفي عقد الجمان للعيني المتوفى عام (855ه/1451م) أن ابن سبأ دخل مصر
وطاف في كورها، وأظهر الأمر بالمعروف، وتكلم في الرجعة، وقررها في قلوب
المصريين [66].
وأكد السيوطي المتوفى عام (911ه/1505م) في كتاب «لب الألباب في
تحرير الأنساب» نسبة السبئية إلى عبد الله بن سبأ [67].
وتحسن الإشارة إلى أنه لا ينبغي الغض من قيمة المصادر المتأخرة التي
ذكرت السبئية، ذلك أن أصحابها كابن كثير والذهبي وابن حجر والسيوطي
وغيرهم من الأئمة الحفاظ، كانوا يستقون معلوماتهم من مصادر قديمة وقيمة بعضها
الآن في عداد المفقود، كما عرفوا بسعة اطلاعهم، وغزارة معارفهم وتقصيهم
الدقيق للأخبار، حتى إن الباحث يندهش مثلاً عندما يطلع على كثرة الطرق
وتنوعها في رواية ابن حجر لأحداث تاريخية، ومن مصادر متقدمة كأخبار البصرة
لابن شبه، وكتاب صفين لحيي بن سليمان الجعفي، والمعرفة والتاريخ للفسوي،
وتاريخ أبي زُرعة الدمشقي، وغيرها من كتب التاريخ.
وللحوار بقية. في العدد القادم بإذن الله.
________________________
(*) دورية علمية تصدر عن جامعة الكويت.
(1) المنشور في مجلة الأزهر بدءاً من العدد (5 السنة 63) الصادر في جمادى الأولى عام 1411 هـ
.
(2) الهلابي: عبد الله بن سبأ: دراسة للروايات التاريخية عن دوره في الفتنة، ص 13.
(3) انظر: العجلي: الثقات، ص 212، وابن حجر: تقريب التهذيب، ج1، ص341.
(4) يحيى بن حمزة الزيدي: طوق الحمامة (نقلاً عن إحسان إلهي ظهير: السنة والشيعة، ص 8)،
وابن حجر: لسان الميزان، ج3، ص 280، وتهذيب التهذيب، ج2، ص 214، قال: (رواه
البرقاني في اللفظ).
(5) ابن عساكر: تاريخ دمشق (المخطوط) ج9، ص 331.
(6) الذهبي: الكاشف، ج1، ص51، وابن حجر: التهذيب، ج1، ص 177.
(7) ابن سعد: الطبقات، ج6، ص 192.
(8) انظر: الفسوي: المعرفة والتاريخ، ج2 ص 592، والخطيب: تاريخ بغداد ج12، ص 227
.
(9) ابن عساكر: المصدر السابق (المخطوط)، ج9 ص 331.
(10) انظر: ابن سعد: المصدر السابق، ج5 ص195، وخليفة: الطبقات، ص 246.
(11) الفسوي: المصدر السابق، ج2 ص7658.
(12) انظر: الذهبي: الكاشف، ج2، ص52 وابن حجر: التقريب، ج 1، ص389.
(13) ابن عساكر: المصدر السابق (المخطوط) ج9، ص331.
(14) انظر: العجلي: المصدر السابق ص110 وابن حبان: الثقات، ج4 ص92.
(15) ابن عساكر: المصدر السابق (المخطوط) ج9، ص 331.
(16) انظر: ابن حجر: لسان الميزان، ج3 ص289.
(17) ابن عساكر: المصدر السابق (المخطوط) ج9، ص331.
(18) انظر: العجلي: المصدر السابق ص389، وابن معين: التاريخ، ج 2.
(19) الطبري: جامع البيان عن تأويل آي القرآن 3/ 3/119.
(20) انظر: ابن قيتبة: المعارف، ص234 وابن النديم: الفهرست، ص 105.
(21) الطبري: تاريخ الرسل، ج6، ص 25.
(22) الهلابي: المرجع السابق، ص16.
(23) أعشى همدان: ديوان، ص148.
(24) أبو عمر العدني: كتاب الإيمان، ص249.
(25) ابن سعد: المصدر السابق، ج4، ص39.
(26) انظر: الأشعري: مقالات الإسلاميين ج1، ص86، والقمي: المقالات والفرق ص119،
وابن حبان: المجروحين، ج4 ص253، والمقدسي: البدء والتاريخ ج3، ص129.
(27) ابن حبيب: المحبر، ص308.
(28) ابن تيمية: منهاج السنة، ج1، ص7.
(29) الجاحظ: البيان والتبيين، ج3، ص81.
(30) الجوزجاني: أحوال الرجال، ص38.
(31) ابن قتيبة: المعارف، ص267.
(32) البلاذري: أنساب الأشراف، ج3 ص382.
(33) الناشيء الأكبر: مسائل الإمامة، ص22.
(34) الهلابي: المرجع السابق، ص48.
(35) المرجع نفسه، ص 47.
(36) الفرزدق، ديوان، ص242.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/123)
(37) القمي: المصدر السابق، ص20.
(38) الطبري: تاريخ الرسل، ج4، ص283، 326، 331، 340.
(39) التوبختي: فرق الشيعة، ص 23.
(40) أبو حاتم الرازي (أحمد بن حمدان): الزينة في الكلمات الإسلامية، ص 305.
(41) ابن عبد ربه: العقد الفريد، ج2 ص405.
(42) أبو الحسن الأشعري: المصدر السابق ج1، ص85.
(43) أبو عمر الكشي: الرجال، ص98.
(44) المصدر نفسه، ص 100.
(45) ابن حبان: المجروحين، ج2، ص253.
(46) المقعسي: المصدر السابق، ج5، ص129.
(47) الملطي: التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع، ص18.
(48) ابن بابويه القمي: من لا يحضره الفقيه ج1، ص213.
(49) الخوارزمي: مفاتيح العلوم، ص22.
(50) البغدادي: الفرق بين الفرق ص15، 225.
(51) أبو جعفر الطوسي: تهذيب الأحكام ج2، ص322.
(52) الاسفراييني: التبصير في الدين، ص108.
(53) الشهرستاني: الملل والنحل، ج2 ص116.
(54) المصدر نفسه، ج1، ص 155.
(55) السمعاني: الأنساب، ج7، ص24.
(56) ابن عساكر: المصدر السابق، ج9 ص328.
(57) ابن الأثير: اللباب في تهذيب الأنساب ج2، ص98.
(58) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة، ج2 ص99.
(59) السكسكي: البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان، ص50.
(60) ابن تيمية: مجموع الفتاوى، ج4 ص435.
(61) المجلسي: الرجال، ج2، ص71.
(62) الذهبي: المغني في الضعفاء، ج1 ص339.
(63) الصفدي: الوافي بالوفيات، ج17 ص20.
(64) الشاطبي: الاعتصام، ج2، ص197.
(65) الجرجاني: التعريفات، ص79.
(66) المقريزي: المواعظ والاعتبار، ج 2ص356.
(67) ابن حجر: لسان الميزان، ج3، ص290.
(68) العيني: عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان، 9/ 1/168.
(69) السيوطي: لب الألباب في تحرير الأنساب ج1، ص132.
ملحوظة: الهامش (68) و (69) غير مشار إليهما في المقال. (ماس)
((مجلة البيان ـ العدد [80] صـ 32 ربيع الآخر 1415 ـ سبتمبر 1994))
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 11 - 04, 02:40 م]ـ
دراسات تاريخية
عبد الله بن سبأ
في ميزان البحث العلمي
- 2 -
د. محمد آمحزون
تمهيد:
سبق الحديث عن اصل هذه الدراسة وبيان خطأ بعض المنطلقات التي بنى
عليها د/عبدالعزيز الهلابي دراسته تلك، وهي أن (سيف بن عمر لم ينفرد
بالروايات الواردة في ابن سبأ، إنما سبقه الكثير من المؤرخين والعلماء في مصادر
معروفة وأن السبئية ليست للذم والتعيير فقط) ويواصل الأخ الكاتب المزيد من
الكشف عن تهافت تلك الدراسة.
- البيان -
للسبئية منطلقات خطيرة:
أما قول الأستاذ الهلابي: إن السبئية لا تعني جماعة معينة لها عقيدة محددة،
بل هي مجرد كلمة تعني الذم والتعيير، فهذا ينافي الواقع التاريخي لهذه الطائفة
التي تزعم أنها هديت لوحي ضل عنه الناس [1]، ويزعم رئيسها أن القرآن جزء
من تسعة أجزاء وعلمه عند علي [2]، كما أن السبئية يقولون برجعة الإمام وأن
الأموات يرجعون إلى الدنيا [3]، ويقولون بالوصية [4]، ويسبون الصحابة [5]،
ويزعمون أن علياً دابة الأرض [6]، وأنه شريك النبي في النبوة بل منهم من يقول
بأن محمد -صلى الله عليه وسلم-رسول علي، يقول ابن حزم عنهم: وهذه الفرقة
السبئية باقية إلى اليوم فاشية عظيمة العدد، منهم كان إسحاق بن محمد النخعي
الأحمر الكوفي، ويقولون: إن محمد -صلى الله عليه وسلم-رسول علي [8].
وتقول السبئية كذلك بالحلول والتناسخ [9]، ويعللون اختفاء علي بالغيبة [10].
ويجزم قتادة بن دعامة السدوسي بأن السبئية كغيرها من الفرق الضالة مثل
النصرانية واليهودية، لها أفكارها ومعتقداتها الخاصة بها، التي تعد بدعة تتناقض
مع جوهر الدين المنزل من عند الله، يقول: والله إن اليهودية لبدعة وإن
النصرانية لبدعة، وإن الحرورية لبدعة، وإن السبئية لبدعة مانزل بهن كتاب ولا
سنهن نبي [11].
ومن السبئية المغيرة بن سعيد البجلي الذي قال عنه ابن قتيبة: وأما المغيرة
فكان مولى لبجيلة وكان سبئياً [12].
وقال فيه ابن عدي: لم يكن بالكوفة ألعن من المغيرة بن سعد فيما يروى عنه
من الزور عن علي، هو دائم الكذب على أهل البيت، ولا أعرف له حديثاً
مسنداً [13].
وجابر بن يزيد الجعفي الذي ذكره ابن حبان في عداد السبئية حيث قال: كان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/124)
جابر سبئياً من أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان يقول: إن علياً يرجع إلى
الدنيا [14]، وروي عن سفيان بن عيينة أنه يعني جابر كان يقول: علي دابة
الأرض [15].
ومنهم أبو النصر محمد بن السائب الكلبي الكوفي الذي قال فيه ابن حبان:
وكان الكلبي سبئياً من أصحاب عبد الله بن سبأ [16]. ويقول عنه الحافظ ابن
زريع البصري: رأيت الكلبي يضرب صدره ويقول: أنا سبئي، أنا سبئي [17].
وأبعد في الخطأ من الزعم السابق بأن السبئية ليست طائفة لها عقيدة محددة
قول الدكتور الهلابي بأن السبئية مجرد كلمة تطلق للتعيير والذم [18].
وإذا كانت كذلك، فلابد أن يكون لها أصل في اللغة، وعند الرجوع إلى
معاجم اللغة وجدنا أن سبأ تعني: من حلف على يمين كاذبة غير مكترث بها
والخمر اشتراها ليشربها، والجلد سبأه أي أحرقه [19].
ولم يقل أحد من علماء اللغة أن السبئية تعني الذم والتعيير، بل قال صاحب
لسان العرب: وسبأ اسم رجل يجمع عامة قبائل اليمن، وهو اسم مدينة بلقيس
باليمن، والسبأية أو السبئية من الغلاة، وينسبون إلى عبد الله بن سبأ [20].
وقال الزبيدي: وسبأ والد عبد الله المنسوبة إليه الطائفة السبئية بالمد كذا في
نسختنا، وصحح شيخنا السبئية بالقصر كالعربية وكلاهما صحيح، من الغلاة،
جمع غال وهو المتعصب الخارج عن الحد في الغلو من المبتدعة، وهذه الطائفة
من غلاة الشيعة [21].
رابعاً - موقف الإمام علي من السبئية:
يقول الدكتور الهلابي: وهذه الروايات التي تروي بأن السبئية قالت لعلي:
أنت خالقنا ورازقنا لا يمكن أن يقبلها المنطق السليم، إذ لا نعرف أحداً من العرب
عبد إنساناً واعتقد أنه هو الخالق الرزاق، لا في الجاهلية ولا في الإسلام، بل لا
نعرف أن أحداً من المسلمين ارتد عن دين الله ارتداداً صريحاً بعد الردة التي حدثت
بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم-مباشرة ... لماذا يعاقبهم علي بالإحراق في
النار وهي عقوبة غير مألوفة لا في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم-ولا في
عهد الخلفاء الراشدين قبله؟ ألا يمكن أن يضربهم بالسياط ليستتيبهم فإن لم يتوبوا
قتلهم بالسيف؟ [22].
إن خبر إحراق علي رضي الله عنه لطائفة من الزنادقة المرتدين تكشف عنه
الروايات الصحيحة في كتب الصحاح والسنن والمعاجم، فقد ذكر الإمام البخاري
في كتاب استتابة المرتدين في صحيحه عن عكرمة قال: أتي علي رضي الله عنه
بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي النبي -
صلى الله عليه وسلم-: (لا تعذبوا بعذاب الله، ولقتلتهم لقول الرسول -صلى الله
عليه وسلم-: (من بدل دينه فاقتلوه) [23].
ولفظ الزندقة ليس غريباً عن عبد الله بن سبأ وطائفته، يقول ابن تيمية: إن
مبدأ الرفض إنما كان من الزنديق عبد الله بن سبأ [24]. ويقول الذهبي: عبد الله
ابن سبأ من غلاة الزنادقة، ضال مضل [25]، ويقول ابن حجر: عبد الله بن سبأ
من غلاة الزنادقة ... وله أتباع يقال لهم السبئية معتقدون الإلهية في علي بن أبي
طالب، وقد أحرقهم علي بالنار في خلافته [26]، ويقول في موطن آخر بأن أحد
معاني الزندقة الادعاء بأن مع الله إلهاً آخر [27]، وهذا المعنى قال به ابن سبأ
وأتباعه، وجزم بذلك أصحاب المقالات والفرق والمحدثون والمؤرخون.
وروى خبر الإحراق أيضاً أبو داود في سننه: في كتاب الحدود باب الحكم
فيمن ارتد [28]، والنسائي في سننه: في كتاب الحدود [29]، والحاكم في
المستدرك، في كتاب معرفة الصحابة [30]، والطبراني في المعجم الأوسط من
طريق سويد بن عقلة أن علياً بلغه أن قوماً ارتدوا عن الإسلام، فبعث إليهم
فأطمعهم، ثم دعاهم إلى الإسلام فأبوا، فحفر حفيرة ثم أتى بهم فضرب أعناقهم
ورماهم فيها، ثم ألقى عليهم الحطب فأحرقهم ثم قال: صدق الله ورسوله [31].
وروي من طريق عبد الله بن ثريد العامري عن أبيه قال: قيل لعلي إن هنا
قوماً على باب المسجد يدعون أنك ربهم، فدعاهم فقال لهم: ويلكم ما تقولون؟
قالوا: أنت ربنا وخالقنا ورازقنا، فقال: ويلكم إنما أنا عبد مثلكم، آكل الطعام كما
تأكلون، وأشرب كما تشربون، إن أطعت الله أثابني إن شاء وإن عصيته خشيت
أن يعذبني، فاتقوا الله وارجعوا، فأبوا: فلما كان الغد غدوا عليه فجاء قنبر فقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/125)
قد والله رجعوا يقولون ذلك الكلام، فقال أدخلهم، فقالوا كذلك فلما كان اليوم الثالث
قال: لئن قلتم ذلك لأقتلنكم بأخبث قتلة، فأبوا إلا ذلك فخد لهم أخدوداً بين باب
المسجد والقصر وقال: احفروا فأبعدوا في الأرض وجاء بالحطب فطرحه بالنار في
الأخدود وقال: إني طارحكم فيها أو ترجعوا فأبوا أن يرجعوا فقذفهم فيها حتى إذا
احترقوا قال:
إني إذا رأيت الأمر منكرا أوقدت ناري ودعوت قنبرا
قال الحافظ ابن حجر: وهذا سند حسن [32].
خامساً - سيف بن عمر في الميزان:
يتحامل الدكتور الهلابي على الإخباري سيف بن عمر التميمي تحاملاً شديداً،
ويقول بأن سمعته باعتباره محدثاً سيئة للغاية، فقد حكم أصحاب الجرح والتعديل
عليه بالضعف واتهموه بوضع الأحاديث على الثقات وبالزندقة، كما يتهمه بالتحيز
والتعصب، وأنه عبث بروايات التاريخ الإسلامي، خصوصا ما له صلة بالفتنة
وما تلاها [33].
والحقيقة أن هذا الكلام مبالغ فيه، إذ يجب أن نفرق بين سيف بن عمر
باعتباره محدثاً من جهة وباعتباره إخبارياً من جهة أخرى، فالطعن فيه من جهة
الحديث وهو أمر صحيح لا ينسحب بالضرورة على الأخبار التي يرويها.
أثنى الحفاظ على سيف بالخبرة والمعرفة في التاريخ، فقال الحافظ الذهبي:
كان إخبارياً عارفاً [34]، وقال الحافظ ابن حجر: ضعيف في الحديث عمدة في
التاريخ [35].
على أن الحافظ ابن حجر لم يرض باتهامه بالزندقة وقال: أفحش ابن حبان
القول فيه [36].
ولسنا ندري كيف يصح اتهامه بذلك وروايته في الفتنة وحديثه جرى بين
الصحابة رضوان الله عليهم أبعد ما يكون عن أسلوب الزنادقة، وكيف يستقيم
اتهامه بالزندقة وهو الذي فضح وهتك سر الزنادقة!
ويمكن القول: إن رواية سيف بعيدة كل البعد أن تضعه موضع هذه التهمة،
بل هي تستبعد ذلك، إذ إن موقفه فيها هو موقف رجال السلف في احترامه
للصحابة وتنزيهه لهم عن فعل القبيح، فقد انتحى جانباً عن أبي مخنف والواقدي
فعرض تسلسلاً تاريخياً ليس فيه تهمة للصحابة، بل يُظْهِر منه حرصهم على
الإصلاح وجمع الكلمة، وهو الحق الذي تطمئن إليه النفوس، إذ يسير في اتجاه
الروايات الصحيحة عند المحدثين.
وإذا كان المحدثون يتساهلون في الرواية عن الضعفاء إن كانت روايتهم تؤيد
أحاديث صحيحة موثقة، فلا بأس إذن من الأخذ بهذا الجانب في التاريخ وجعله
معياراً ومقياساً إلى تحري الحقائق التاريخية ومعرفتها، ومن هذا المنطلق تتخذ
الأخبار الصحيحة قاعدة يقاس عليها ما ورد عند الإخباريين مثل سيف والواقدي
وأبي مخنف، فما اتفق معها مما أورده هؤلاء تلقيناه بالقبول، وما خالفها تركناه
ونبذناه.
ومما لا شك فيه أن روايات سيف في أغلبها مرشحة لهذه المعاني، إذ تتفق
وتنسجم مع الروايات الصحيحة المروية عن الثقات فيما يتعلق بوجود ابن سبأ
علاوة على أنها صادرة ومأخوذة عمن شاهد تلك الحوادث أو كان قريباً منها.
أما وصف سيف بالتحيز فأمر غير صحيح، إذ أن تعصب سيف المزعوم
ترده أحوال قبيلته بني تميم وموقفها من الفتنة، فمن المعروف أنهم ممن اعتزل
الفتنة مع سيدهم الأحنف بن قيس يوم الجمل [37]، وبالتالي فإن روايته للفتنة
تشكل من خلال مضمونها على العموم مصدراً حيادياً ومطلعاً في آن واحد.
سادساً - تحميل روايات سيف ما لا تحتمل:
يقول الدكتور الهلابي: وما يهمنا هنا هو الرواية الأولى، إذ أن سيفاً أراد أن
يقول بطريق غير مباشر: إن الخليفة علياً لم ينضم إليه أحد من المهاجرين
والأنصار، وإنما فقط سبعمائة من الكوفيين والبصريين، ومن يكونون هؤلاء
الكوفيين والبصريين في المدينة؟ لابد أنه يريد أن يقول بطريق غير مباشر أيضاً:
إن أنصار الخليفة علي هم قتلة عثمان، مع العلم أنه ذكر في مكان آخر أن قتلة
عثمان من أهل البصرة قتلوا مع حكيم بن جبلة العبدي قبل أن يقدم علي وجيشه
البصرة، فسيف يهدف ضمنياً إلى النيل من الخليفة علي، وفي الوقت نفسه يريد
أن يعارض تلك الروايات التي تبالغ في عدد المشاركين في جيش علي من أهل بدر
خاصة والصحابة من المهاجرين والأنصار عامة [38].
من الملحوظ هنا أن الدكتور الهلابي يحاول جاهداً أن يحمل روايات سيف ما
لا تحتمل من المعاني، ويتجاهل روايات أخرى لا تتفق مع خطه الذي رسمه مسبقاً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/126)
تجاه سيف، فيَحْكُم بلا دليل ظاهر على أجزاء من رواياته ويسكت عمداً عن ذكر
أجزاء أخرى لأنها تؤدي الغرض من فهم الروايات بالشكل المطلوب، وهو مع هذا
يستعمل عبارات غير علمية وغير دقيقة مثل: أراد أن يقول بطريق غير مباشر،
يهدف ضمنياً.
فمن المآخذ على الدكتور الهلابي أنه نسب إلى سيف ما لم يرو بقوله: ... إن
الخليفة علياً لم ينضم إليه أحد من المهاجرين.
فالشطر الأخير من هذه العبارة مأخوذ من رواية سيف: وخرج معه أي مع
علي من نشط من الكوفيين والبصريين متخففين في سبعمائة رجل [39]، أما
الشطر الأول من العبارة: إن الخليفة علياً لم ينضم إليه أحد من المهاجرين
والأنصار فهو من استنتاج الدكتور الهلابي.
وهذا الاستنتاج ليس في محله، إذ يتناقض مع ما رواه سيف حول هذا
الموضوع، فقد ذكر أسماء الصحابة من المهاجرين والأنصار الذين انضموا إلى
علي، ومن ذلك قوله فأجابه رجلان من أعلام الأنصار: أبو الهيثم بن التيهان وهو
بدري وخزيمة بن ثابت [40]، وقوله: وأرسل علي الحسن وعماراً بعد ابن
عباس ... [41]، فلما نزلوا ذي قار دعا علي القعقاع بن عمرو فأرسله إلى
البصرة [42].
وهؤلاء من المهاجرين، وقوله: قال الشعبي: بالله الذي لا إله إلا هو، ما
نهض في تلك الفتنة إلا ستة بدريين ما لهم سابع أو سبعة ما لهم ثامن [43].
والحق أن الصحابة الذين انضموا إلى علي رضي الله عنه أو إلى مخالفيه
(طلحة والزبير وعائشة ومعاوية رضي الله عنهم) لم يكونوا كثرة كما توحي بذلك
بعض الروايات التي تبالغ في عدد المشاركين من الصحابة في الفتنة، وإنما كانوا
قلة كما جاءت بذلك الأخبار الصحيحة في كتب الحديث.
روى عبدالرزاق في المصنف والإمام أحمد في المسند بسند صحيح عن محمد
بن سيرين قال: هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-عشرات
الألوف، فلم يحضرها منهم مائة، بل لم يبلغوا ثلاثين [44].
وروى ابن بطة بإسناده إلى بكير بن الأشج أنه قال: أما إن رجالاً من أهل
بدر لزموا بيوتهم بعد قتل عثمان، فلم يخرجوا إلا إلى قبورهم [45].
وروى الحافظ ابن عساكر بسنده إلى الحسن البصري أن رجلاً قال لسعد بن
أبي وقاص: هذا علي يدعو الناس، وهذا معاوية يدعو الناس، وقد جلس عنهم
عامة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال سعد: أما وإني لا أحدثك
ما سمعت من وراء وراء، ما أحدثك إلا ما سمعته أذناي ووعاه قلبي، سمعت
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يقول: إن استطعت أن تكون عبد الله المقتول ولا
تقتل أحداً من أهل القبلة فافعل [46].
هذا وإن رواية سيف عن الصحابة الذين شاركوا في الفتنة تسير في هذا
الاتجاه ولا تحيد عنه.
أما قول الدكتور الهلابي في تساؤلاته: ومن يكونون هؤلاء الكوفيين
والبصريين في المدينة؟ لابد أنه يريد أن يقول سيف بطريق غير مباشر أيضاً إن
أنصار الخليفة علي هم قتلة عثمان، مع العلم أنه ذكر في مكان آخر أن قتلة عثمان
من أهل البصرة قتلوا مع حكيم بن جبلة قبل أن يقدم علي وجيشه البصرة [47].
فصحيحة نسبة القول الأخيرإلى سيف [48]، لكن العبارة الأولى التي فيها
أنه اتهم علياً بأن أنصاره هم قتلة عثمان، فلم يقل بها سيف إطلاقاً، ولا ذكرها
الإمام الطبري في تاريخه، وإنما هي من استنتاج الدكتور الهلابي الذي يتقن علم ما
وراء السطور! ولهذا نقول للأستاذ الهلابي: متى كان المنهج العلمي ضرباً من
ضروب الاستنتاج العقلي المحض في غياب النصوص والروايات؟!
وللإشارة، فإن أسلوب سيف في روايته لأحداث الفتنة ليس فيه أي نيل أو
تجريح لعلي رضي الله عنه بل أثنى عليه بما هو أهله، إذ نقل عن سعيد بن زيد
أنه قال: ما اجتمع أربعة من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-ففازوا على
الناس بخير يحوزونه إلا وعلي بن أبي طالب أحدهم [49].
وذكر أن علياً حين انطلق إلى البصرة في إثر طلحة والزبير وعائشة كان
ينوي الإصلاح وجمع الكلمة [50]، كما أثنى على دور القعقاع بن عمرو رسول
علي في تثبيطه أهل الكوفة عن الاشتراك في الفتنة أولاً [51]، ثم في مساعيه
الإصلاحية بين علي ومخالفيه في البصرة ثانياً [52].
سابعاً - منهج عجيب إزاء الأحاديث النبوية:
يقول المؤلف: ومع أني أرجح أن (حديث الحوأب حديث موضوع ... [53].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/127)
فمن الملاحظ هنا أن الدكتور الهلابي يتعامل مع الأحاديث النبوية كما يتعامل
مع الروايات التاريخية، فيقبل ويرفض، ويعلل ويجرح حسب اجتهاده الشخصي،
مع العلم أن مصطلح الحديث فن جليل وخطير بلغ من الدقة والإحكام أرقى ما يمكن
أن تصل إليه الطاقة البشرية، فأحكامه ومصطلحاته ذات دلالة واضحة ومحددة لا
تقبل التلاعب فيها، ولذلك يكون الحديث إما صحيحاً وإما ضعيفاً وإما موضوعاً،
وفق الموازين النقدية للرواية.
وبما أن الأحاديث هي غير الروايات التاريخية، فينبغي للتثبت من صحتها
أن يتم الرجوع إلى العلماء المختصين في علم الحديث النبوي.
وحديث الحوأب حديث صحيح قال عنه الحافظ ابن كثير: إسناده على شرط
الصحيحين [54]، وقال الحافظ الذهبي: هذا حديث صحيح الإسناد [55] وقال
الحافظ بن حجر في الفتح: أخرجه أحمد وأبو يعلى والبزار وصححه ابن حبان
والحاكم، وسنده على شرط الصحيح [56].
ورواية الحديث كما نقلها الإمام أحمد: (حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا
يحيى عن إسماعيل، حدثنا قيس قال: لما أقبلت عائشة بلغت مياه بني عامر ليلاً،
نبحت الكلاب، قالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب، قالت: ما أظنني إلا
راجعة، فقال بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله عز
وجل ذات بينهم، قالت: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال لها ذات يوم:
كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب! [57].
ثامناً - الطبري سمى السبئية:
يقول الدكتور الهلابي: إن الإمام الطبري لم يسم طائفة عبد الله بن سبأ سبئية،
وإنما وضع هذه التسمية سيف بن عمر لتنسجم مع رواياته حول ابن سبأ ودوره
في الفتنة [58].
لقد فات المؤلف بأن الإمام الطبري ذكر السبئية في تفسيره جامع البيان عند
شرحه لقوله تعالى:] فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة
وابتغاء تأويله [[ال عمران: 7]، يقول: وهذه الآية وإن كانت نزلت فيمن ذكرنا
أنها نزلت فيه من أهل الشرك، فإنه معني بها كل مبتدع في دين الله ... كان من
أهل النصرانية أو اليهودية أو المجوسية، أو كان سبئياً أو حروريا أو قدرياً أو
جهمياً، كالذي قال ص: فإذا رأيتم الذين يجادلون فهم الذين عنى الله
فاحذروهم [59].
تاسعاً - منهج المستشرقين غير مسلم له على الإطلاق:
يبدو جلياً أن الدكتور الهلابي تأثر بأفكار بعض المستشرقين الذين لا يقرون
بوجود ابن سبأ، إذ نحا منحاهم في إثارة الشكوك حول شخصيته ويقول: بأن
هؤلاء نالوا قصب السبق في إثارة قضية عبد الله بن سبأ [60].
لكن يا ترى إذا كان المستشرقون قد سبقوا الباحثين العرب إلى دراسة
شخصية ابن سبأ، فهل نحن ملزمون بالتسليم بكل ما كتبوه في هذا الصدد؟
إن المستشرقين كغيرهم من البشر معرضون لعوامل السهو والخطأ، ومنهم
من يشتط في نظرته، ويحمل في نفسه من الأهواء والرغبات ما يجعله يفرض
آراءه المسبقة على النصوص، ويتعسف في تأويلها نظراً للعداء التاريخي في نفسه
للإسلام والمسلمين.
ثم لا يخفى أن المستشرقين الذين أنكروا وجود السبئية كان هدفهم من ذلك
التشكيك والإنكار هو إدعاء أن الفتن إنما هي من عمل الصحابة والمسلمين أنفسهم،
وأن نسبتها إلى اليهود أو الزنادقة هو نوع من الدفاع لجأ إليه الإخباريون والرواة
المسلمون ليعلقوا أخطاء هؤلاء الصحابة على عناصر أخرى، فيقول أحد هؤلاء
المستشرقين: بأن ابن سبأ ليس إلا شيئاً في نفس سيف أراد أن يبعد به شبح الفتنة
عن الصحابة وإنها إنما أتت من يهودي تستر بالإسلام [61].
عاشراً - ثبوت أخبار ابن سبأ:
إذا افترضنا جدلاً أن الروايات والأخبار المتعلقة بابن سبأ غير صحيحة ومن
نسج الخيال، فكيف يعقل أن يسكت عنها العلماء الأقدمون ولا ينتقدوها، وهم الذين
أصّلوا منهجاً علمياً دقيقاً في نقد الرجال وتتبع أحوالهم!
هذا وقد أثبت كثير من العلماء والرواة في كتبهم خبر ابن سبأ، ولم يُستدرك
عليهم في هذا الشأن إلا ما كان من بعض الباحثين المعاصرين الذين أطلقوا لأنفسهم
العنان للخوض في هذا الموضوع بغير سند أو أثرة من علم فأساؤوا بذلك إلى أسس
البحث العلمي التي يدعون أنهم أهلها بغير دليل.
حادي عشر - رأي بلا مصدر أو دليل:
الغريب في الأمر أن الدكتور الهلابي رغم تأكيده على أن شخصية ابن سبأ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/128)
شخصية وهمية، فإنه لم يدعم رأيه ولو بمصدر واحد متقدم ينفي وجود عبد الله بن
سبأ، فكيف يكون إذاً صاحب منهج علمي ودراسته قائمة على الآراء والفرضيات،
بينما هي تفتقر أساساً إلى الأدلة العلمية ودعم من المصادر المتقدمة القريبة من هذه
الأحداث؟!
وفي الختام نقول: إن تشكيك بعض الباحثين المعاصرين في عبد الله بن سبأ،
وأنه شخصية وهمية، وإنكارهم وجوده، لا يستند إلى الدليل العلمي ولا يعتمد
على المصادر المتقدمة، بل هو مجرد استنتاج يقوم على فرضيات وتخمينات
شخصية تختلف بواعثها حسب ميول مُتبنيها واتجاهاتهم.
________________________
(1) أبو عمر المقدسي: كتاب الإيمان، ص 249.
(2) الجوزجاني: المصدر نفسه، ص 38.
(3) أبو الحسن الأشعري: المصدر نفسه، ج1 ص 86.
(4) القمي: المصدر السابق، ص 20.
(5) النونحتى: المصدر السابق، ص 44.
(6) الذهبي: ميزان الاعتدال، ج1، ص 384.
(7) الملطي: المصدر السابق، ص 15. (هامش 7 غير مشار إليه في النص - ماس-)
(8) ابن حزم: الفصل في الملل والنحل، ج4 ص 186.
(9) البغدادي: المصدر السابق، ص 241.
(10) الكرماني: الفرق الإسلامية، ص 34.
(11) الطبري: جامع البيان، ج6، ص 189.
(12) ابن قتيبة: عيون الأخبار، ج2، ص 149.
(13) الذهبي: الميزان، ج4، ص 162.
(14) ابن حبان: المجروحين، ج1، ص 208.
(15) الذهبي: الميزان، ج1، ص 384.
(16) ابن حبان: المجروحين، ج2، ص 253.
(17) ابن حجر: التهذيب، ج9، ص 179.
(18) الهلابي: المرجع السابق، ص 46.
(19) العكبري: المشوف المعلم؛ وابن منظور: لسان العرب، ج2، ص 77؛ والزبيدي: تاج
العروس، ج1، ص 75.
(20) ابن منظور: المصدر السابق، ج2، ص 77.
(21) الزبيدي: المصدر السابق، ج1، ص 75.
(22) الهلابي: المرجع السابق، ص 52.
(23) أخرجه البخاري في الجامع الصحيح، كتاب استتابة المرتدين، ج8، ص 50.
(24) ابن تيمية: مجموع الفتاوى، ج28، ص 483.
(25) الذهبي: الميزان، ج2، ص 426.
(26) ابن حجر: لسان الميزان، ج3، ص ص 290، 289.
(27) ابن حجر: الفتح، ج12، ص 270.
(28) أبو داود: السنن، كتاب الحدود، ج4، ص 126.
(29) النسائي: السنن، كتاب الحدود، ج7، ص 104.
(30) الحاكم: المستدرك، كتاب معرفة الصحابة، ج3، ص 538.
(31) ابن حجر: الفتح، ج12، ص 170.
(32) ابن حجر: الفتح، ج12، ص 270.
(33) الهلابي: المرجع السابق، ص ص 39، 40، 67.
(34) الذهبي: الميزان، ج2، ص 255.
(35) ابن حجر: التقريب، ج1، ص 344.
(36) المصدر نفسه، ج1، ص 344.
(37) الطبري: تاريخ الرسل، ج4، ص 498، 500، 501.
(38) الهلابي: المرجع السابق، ص 43.
(39) الطبري: تاريخ الرسل، ج4، ص 455.
(40) المصدر نفسه، ج4، ص 447.
(41) المصدر نفسه، ج4، ص 487.
(42) المصدر نفسه: ج4، ص 488.
(43) المصدر نفسه، ج4، ص 447.
(44) رواه عبدالرزاق في المصنف، ج11 ص357؛ وابن كثير عن أحمد في البداية والنهاية، ج
7، ص 253.
(45) ابن شبة: تاريخ المدينة، ج4، ص 1242.
(46) ابن عساكر: المصدر السابق (المطبوع)، ص 485، 486.
(47) الهلابي: المرجع السابق، ص 43.
(48) الطبري: تاريخ الرسل، ج4، ص ص 470، 472.
(49) المصدر نفسه، ج4، ص ص 447، 448.
(50) المصدر نفسه، ج4، ص 471.
(51) المصدر نفسه، ج4، ص 484.
(52) المصدر نفسه، ج4، ص ص 487، 489.
(53) الهلابي: المرجع السابق، ص 43.
(54) ابن كثير: المصدر السابق، ج6، ص 241 (56) الذهبي: سير أعلام النبلاء، ج2، ص
125.
(57) ابن حجر: الفتح، ج13، ص 55.
(58) أحمد: المسند، ج23، ص 137.
(59) الهلابي: المرجع السابق، ص 61.
(60) الطبري: جامع البيان، 3/ 3/121.
(61) الهلابي: المرجع السابق، ص 58.
(62) عبدالرحمن بدوي: مذاهب الإسلاميين ج2، ص 22.
((مجلة البيان ـ العدد [81] صـ 43 جمادى الأولى 1415 ـ أكتوبر 1994))
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 11:08 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[12 - 11 - 06, 05:10 م]ـ
(في
سابعاً - منهج عجيب إزاء الأحاديث النبوية:
يقول المؤلف: ومع أني أرجح أن (حديث الحوأب حديث موضوع ... [53].
فمن الملاحظ هنا أن الدكتور الهلابي يتعامل مع الأحاديث النبوية كما يتعامل
مع الروايات التاريخية، فيقبل ويرفض، ويعلل ويجرح حسب اجتهاده الشخصي،
مع العلم أن مصطلح الحديث فن جليل وخطير بلغ من الدقة والإحكام أرقى ما يمكن
أن تصل إليه الطاقة البشرية، فأحكامه ومصطلحاته ذات دلالة واضحة ومحددة لا
تقبل التلاعب فيها، ولذلك يكون الحديث إما صحيحاً وإما ضعيفاً وإما موضوعاً،
وفق الموازين النقدية للرواية.
وبما أن الأحاديث هي غير الروايات التاريخية، فينبغي للتثبت من صحتها
أن يتم الرجوع إلى العلماء المختصين في علم الحديث النبوي.
وحديث الحوأب حديث صحيح قال عنه الحافظ ابن كثير: إسناده على شرط
الصحيحين [54]، وقال الحافظ الذهبي: هذا حديث صحيح الإسناد [55] وقال
الحافظ بن حجر في الفتح: أخرجه أحمد وأبو يعلى والبزار وصححه ابن حبان
والحاكم، وسنده على شرط الصحيح [56].
ورواية الحديث كما نقلها الإمام أحمد: (حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثنا
يحيى عن إسماعيل، حدثنا قيس قال: لما أقبلت عائشة بلغت مياه بني عامر ليلاً،
نبحت الكلاب، قالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب، قالت: ما أظنني إلا
راجعة، فقال بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله عز
وجل ذات بينهم، قالت: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال لها ذات يوم:
كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب! [57].
في الحقيقة أصاب الدكتور فيما قاله عن رواية كلاب الحوأب
و موضوع ابن سبأ موضوع مهم للغاية ولي وقفات مع هذا البحث وكنتُ قد عملت دراسة مختصرة عن ابن سبأ لكني فقدتها من جهازي وإذا وجدتها فسوف أنشرها هنا كما عهدني الإخوة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/129)
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[14 - 11 - 06, 08:22 م]ـ
هذا بحث الدكتور: سعدي الهاشمي
((ابن سبأ حقيقة لاخيال))
علما انه قد نشر في هذا الملتقى من قبل.
ابن سبأ حقيقة لا خيال
للدكتور سعدي الهاشمي
أستاذ مساعد بكلية الحديث الشريف
إن الحمد لله نحمده ونستيعنه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:
فلقد اتفق المحدثون وأهل الجرح والتعديل والمؤرخون وأصحاب كتب الفرق، والملل والنحل والطبقات والأدب، والكتب الخاصة في بعض فنون العلم على وجود شخصية خبيثة يهودية، تلك هي شخصية عبد الله بن سبأ الملقب بابن السوداء الذي قام بدور خطير، وبذر الشر المستطير بين المنافقين والشعوبيين ومن في نفسه أهواء وأغراض، أظهر الإسلام في عهد عثمان رضي الله عنه، وأظهر الصلاح والتقرب من علي رضي الله عنه ومحبته، وطاف بلاد المسلمين ليلفتهم عن طاعة الأئمة فبدأ بالحجاز ثم بالبصرة ثم بالكوفة، ثم دخل دمشق فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام، فأخرجوه فذهب إلى مصر واستقر بها، وأخذ يراسل ويكاتب بعض المنافقين والحاقدين الناقمين على خليفة المسلمين، وجمع حوله الأعوان، ونظمهم وأخذ يبث بينهم معتقده الخبيث، ودربهم على روح التمرد والإنكار حتى تجرؤوا على قتل ثالث الخلفاء وصهر المصطفى صلى الله عليه وسلم جامع القرآن عثمان بن عفان شهيد الدار رضي الله عنه وأرضاه .. ولم يرعوا حرمة حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبالوا بتلاوته للقرآن ولا الشهر الحرام.
ولم ينكر هذا من له حظ من علم، ومسكة من عقل إلى في العصر الحاضر من هذا القرن، وهم نفر قليل ما بين مستشرق حاقد ومتابع لهم ومتقرب الزلفى لمدارسهم وفكرهم من أبناء جلدتنا الذين يتكلمون بألسنتنا، ومسلم جاهل أو منكر مكابر من بعض شيعة اليوم، وهؤلاء جميعا جانبوا الحق الصريح وتمسكوا بأقوال متنافضة هي أوهى من بيت العنكبوت.
موقف المستشرقين
أما المستشرقون فأنكروه وقالوا إنه شخصية وهمية تخيلها محدثوا القرن الثاني ومن هؤلاء المستشرقين الذين أنكروه اليهودي الإنكليزي الدكتور برنارد لويس Lewis,b. ، ويوليوس فلهوزن Wellhausen,j اليهودي الألماني الذي بدأ دراسته باللاهوت، وفرييد لاندر Feriedlaender الأمريكي، والأمير كايتاني Caetani Leone الإيطالي.
ومن المعلوم عند العقلاء المنصفين أن ديننا وعقيدتنا وتاريخنا وما يتعلق بتراثنا لا يمكن أن نعتمد فيه على تقولات ودراسات هؤلاء الحاقدين الذين ينضوون تحت راية الحروب الصليبية بمنهج وأسلوب فكري، لا أسلوب السيف والبارود ولو كانوا أصحاب نوايا صادقة لشرح الله صدورهم بالإيمان لما أطلعوا على صفاء الإسلام ونقاء ثوبه، ولكنهم كرسوا جهودهم وأفنوا حياتهم في إلقاء الشبهات والشكوك والضلال والريب بكل ما يتعلق بالقرآن والسنة والعقائد والنظم الإسلامية والتاريخ الإسلامي، ومعظم هؤلاء المستشرقين من القسس واليهود، وأعمالهم ومناهجهم تنظم ما بين الكنيسة ودوائر المخابرات ووزارات الخارجية إلا أفرادا هوايتهم العلم والبحث وهم قلة قليلة.
أتباع المستشرقين
أما أتباع المستشرقين الذين خدعوا بهم وغرهم منهجهم العلمي المزعوم فيرددون ما يطرحون من أفكار ودراسات ويدندنون حول معتقداتهم لينالوا الزلفى منهم وعلى رأسهم الدكتور طه حسين، الذي غذى حجيرات مخه بفكر المستشرقين حتى كان يقول: "إنني أفكر بالفرنسية وأكتب بالعربية".
ويكفيه خزيا أنه كان مطية لليهود، فدعاة الشيوعية في مصر في مطلع هذا العصر كانوا يهودا وهم "هنري كوريل، وراؤول كوريل، وريمون أجيون" وكانوا هؤلاء وغيرهم يمولون الحركات الشيوعية بالمال وقيل بالجنس أيضا، وقد تعاقدوا مع الدكتور طه حسين على إصدار مجلة الكاتب المصري، وكان الدكتور طه حسين قد أعلن تأييده لمفهوم اليهودية التلمودية باكرا حين أنكر وجود إبراهيم وإسماعيل وكذب القرآن والتوراة ولم يكن يُعرف في هذا الوقت الباكر أن ذلك تمهيد لتحقيق أهداف الصهيونية وغير ذلك من الأفكار والضلالات التي لم يجرؤ حتى المستشرقون بالإفصاح والإعلان عنها.
- أضواء على طه حسين -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/130)
ومن المعلوم عن طه حسين أن أباه جاء إلى صعيد مصر - مدير المنيا - من بلد غير معلوم من المغرب وكان يعمل وزّانا في شركة يهودية للسكر، وطه حسين هو الذي تبنى إصدار قرار بتعيين الحاخام اليهودي (حاييم ناحوم أفندي) حينذاك عضوا في مجمع اللغة العربية في القاهرة ليكون عينا على المفكرين ورجال اللغة، كما أنه عين عددا من الأساتذة الأجانب في كلية الآداب استوردهم وبعضهم يهود وكلهم كانوا يحاربون الإسلام أو يشككون فيه، وأول دكتوراه منحتها (كلية الآداب) في جامعة القاهرة تحت إشراف الدكتور طه حسين كانت بعنوان (القبائل اليهودية في البلاد العربية) تقدم بها (إسرائيل ولفنسون) عميد جامعة هاداسا في تل أبيب الآن.
بعد هذه الأضواء التي تظهر لنا بوضوح ولاء الدكتور طه حسين لليهود لا نستغرب من إفكاره لابن سبأ، يقول طه حسين: إن أمر السبإية وصاحبهم ابن السوداء إنما كان متكلفا منحولا قد اختُرع بأضَرَة فحين كان الجدال بين الشيعة وغيرهم من الفرق الإسلامية، أراد خصوم الشيعة أن يدخلوا في أصول هذا المذهب عنصرا يهوديا إمعانا في الكيد لهم والنيل منهم… الخ كلامه.
ـ أدلة الدكتور طه حسين ـ
ويستدل على ما ذهب إليه أن البلاذري لم يذكر شيئا عن ابن السوداء ولا أصحابه في أمر عثمان.
ثم يستغرب الدكتور طه حسين كيف أن حادثة تحريق عليّ للذين ألهوه والتي ذكرها الطبري كيف لم يذكرها بعض المؤرخين ولم يؤقتها، وإنما أهملوها إهمالا تاما.
- الرد عليه -
أما عدم ذكر البلاذري لابن سبأ فلا يعني أسطورة وجوده، لأنه قد يذكر بعض المؤرخين ما لا يذكره البعض الآخر منهم، ثم هل التزم البلاذري بذكر كل الوقائع والأحداث؟ وربما لو ذكر البلاذري أخبار ابن سبأ وأصحابه لقال البلاذري لا يعتمد على أخباره لأنه غير متفق على توثيقه.
أما حادثة تحريق علي رضي الله عنه للذي ألهوه فسنذكرها في موقف الإمام علي من عبد الله بن سبأ وأصحابه، حيث ذُكرت في أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل وهذه الروايات تغني عن الروايات التاريخية، إضافة إلى ذلك فقد ذكرت في الكتب الموثقة عند الشيعة.
- الدكتور محمد كامل حسين -
واعتبر الدكتور محمد كامل حسين قصة ابن سبأ أقرب إلى الخرافات منها إلى أي شيء آخر، متابعا في ذلك الدكتور طه حسين، ولم يذكر أي دليل لما يراه.
- الدكتور حامد حفني داود -
وكذلك يرى الدكتور حامد حفني داود رئيس قسم اللغة العربية بجامعة عين شمس أن ابن سبأ من أعظم الأخطاء التاريخية التي أفلتت من زمام الباحثين وغمّ عليهم أمرها فلم يفقهوها ويفطنوا إليها، هذه المفرتيات التي افتروها على الشيعة حتى لفقوا عليهم قصة عبد الله بن سبأ فيما لفقوه واعتبروها مغمزا يغمزون به عليهم.
- الرد عليهم -
والدكتور حامد هذا أحد المخدوعين بفكرة التقريب، بل أحد الدعاة إليها، فلا يستغرب منه هذا الكلام ما دام يتقرب من المشككين بكتاب الله والطاعنين في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين ينالون من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أمثال مرتضى العسكري صاحب كتاب (خمسون ومائة صحابي مختلق) وكتاب (أحاديث أم المؤمنين عائشة).
- الشيعة الذين ينكرون ابن سبأ -
أما الشيعة في العصر الحاضر فينكرون وجود ابن سبأ، والسبب الحقيقي لإنكارهم إياه عقيدته، التي بثها وتسربت إلى فرق الشيعة حتى المتأخرة منها، وسنذكر أقوال وآراء المنكرين ثم نثبت وجوده وعقيدته من المصادر المعتمدة عند الشيعة.
- محمد جواد مغنيةوابن سبأ -
عبد الله بن سبأ في نظر الشيخ محمد جواد مغنية هو البطل الأسطوري الذي اعتمد عليه كل من نسب إلى الشيعة ما ليس له به علم وتكلم عنهم جهلا وخطأ أو نفاقا وافتراء.
- مرتضى العسكري وابن سبأ -
وزعم مرتضى العسكري أنه ناقش جميع من ذهبوا إلى وجود عبد الله بن سبأ وخرج بنتيجة هي أن ابن سبأ (شخصية وهمية خرافية ابتدعها واختلقها سيف بن عمر) وصنف كتابا خاصا بابن سبأ بعنوان (عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى).
- الدكتور علي الوردي وابن سبأ -
وأما الدكتور علي الوردي صاحب (وعاظ السلاطين) فيرى أن ابن سبأ هو نفسه عمار بن ياسر ويستدل على ذلك بما يلي:
1 - أن ابن سبأ كان يكنى بابن السوداء ومثله في ذلك عمار بن ياسر.
2 - كان عمار من أب يماني، ومعنى هذا أنه كان من أبناء سبأ فكل يماني يصح أن يقال عنه أنه ابن سبأ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/131)
3 - وعمار فوق ذلك كان شديد الحب لعلي بن أبي طالب يدعو له ويحرض الناس على بيعته في كل سبيل.
4 - وقد ذهب عمار في أيام عثمان إلى مصر وأخذ يحرِّض الناس هناك على عثمان فضج الوالي منه وهم بالبطش به.
5 - وينسب إلى ابن سبأ قوله: إن عثمان أخذ الخلافة بغير حق وإن صاحبها الشرعي هو علي بن أبي طالب.
6، 7 - قضايا تتعلق بدور عمار في حرب الجمل، وفي علاقته مع أبي ذر الغفاري، ويستخلص الوردي أن ابن سبأ لم يكن سوى عمار بن ياسر، فقد كانت قريش تعتبر عمارا رأس الثورة على عثمان، ولكنها لم تشأ في أول الأمر أن تصرح باسمه، فرمزت عنه بابن سبأ أو ابن السوداء، وتناقل الرواة هذا الرمز غافلين وهم لا يعرفون ماذا كان يجري وراء الستار.
ويقول الدكتور: ويبدو أن هذه الشخصية العجيبة اختُرعت اختراعا وقد اخترعها أولئك الأغنياء الذين كانت الثورة موجهة ضدهم.
- الدكتور كامل الشيبي وابن سبأ -
ثم يأتي بعد الوردي كاتب آخر هو الدكتور كامل مصطفى الشيبي الذي تابع الوردي في أوهامه وخبطه العشوائي وحاول أن يعزّز ما ذهب إليه بإيراد نصوص تثبت القضايا التي وردت في محتوياته، وتابع كذلك الدكتور طه حسين في حرق الإمام علي رضي الله عنه للسبئية فيقول: أما قضية إحراق علي المزعوم للسبئية فإنه خبر مختلق من أساسه ولم يرد على صورة فيها ثقة في كتاب معتبر من كتب التاريخ.
ولعل أصل هذا الحادث يتصل بإحراق خالد بن عبد الله القسري بيانا وخمسة عشر من أتباعه الغلاة، ثم لما تقدم بها الزمن زحزحت الحادثة إلى الأمام قليلا حتى اتصلت بعلي.
- الرد على الوردي والشيبي -
أما ما ذهب إليه الوردي وتابعه الشيبي وغيره بأن عبد الله بن سبأ هو نفسه عمار بن ياسر فكُتُب الجرح والتعديل والرجال الموثقة عند الشيعة ترد على هذا القول وذلك أن كتبهم ذكرت ترجمة عمار بن ياسر في أصحاب الإمام علي رضي الله عنه والرواة عنه، وتعده من الأركان الأربعة، وذكرت ترجمة عبد الله بن سبأ وتذكر اللعنة عليه، وتمدح عمارا فكيف نجمع بين هاتين الترجمتين.
وأما تحريق السبئية فسوف نذكر الأدلة الصحيحة في موقف الإمام منهم.
- الدكتور عبد الله فياض وابن سبأ -
وكذلك أنكره الدكتور عبد الله فياض في كتابه تاريخ الإمامية وأسلافهم من الشيعة، وهو كتاب مطعم بآراء المستشرقين، وكان المشرف عليه الدكتور قسطنطين زريق أحد أساتذة دائرة التاريخ بالجامعة الإمريكية ببيروت.
يقول الدكتور فياض: يبدو أن ابن سبأ كان شخصية إلى الخيال أقرب منها إلى الحقيقة، وأن دوره - إن كان له دور - قد بولغ فيه إلى درجة كبيرة لأسباب دينية وسياسية، والأدلة على ضعف قصة ابن السوداء كثيرة. ويستدل بما ذهب إليه مرتضى العسكري من اتهام سيف بن عمر البرجمي (ت170هـ) باختلاق هذه الشخصية، ويزعم التناقض والمبالغة في الروايات، ويعزز موقفع برأي الوردي، ومتابعة الشيبي.
- طالب الرفاعي وابن سبأ -
ويظهر بعد هؤلاء المدعو طالب الحسيني الرفاعي فيقول في حاشيته على مقدمة محمد باقر لكتاب تاريخ الإمامية والتي طبعها تاجر الكتب الخانجي بالقاهرة سنة 1397هـ/1977م باسم (التشيع ظاهرة طبيعية في إطار الدعوة الإسلامية) على أنه لو كان ابن سبأ هذا حقيقة تاريخية ثابتة فعلا، فإنه - كما سنذكره مفصلا في مبحث خاص به - لا صلة إطلاقا بين أفكاره وبين ما اشتملت عليه عقيدة الشيعة من الوصية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لأنها قائمة على روايات في صحاح الفريقين من السنة والشيعة، كما هي موجودة أيضا في كتب الفريقين في التفسير والتاريخ وأصول الاعتقاد. ومن ثم فالقول بأن التشيع نتيجة من نتائج الفكرة السبئية - كما يدعى - رأي باطل".
ولا يستغرب هذا الكلام من هذا الرجل الذي زعم أن أول من قال بالرجعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأنه قال:"إن الرسول صلى الله عليه وسلم: لم يمت ولن يموت"، إضافة إلى افتراءاته وضلالاته وتزييفه للحقائق الثابتة الصحيحة.
الرد على الأقوال وعرض لمصادر ترجمة ابن سبأ
هذه أقوال بعض شيعة العصر الحاضر، وكأنهم لم ينظروا في كتب عقائدهم وفرقهم، ومروياتهم ورجالهم وكتب الجرح والتعديل عندهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/132)
وهذه طائفة من الكتب الموثقة عند الشيعة التي ذكرت عبد الله بن سبأ ومزاعمه وعقيدته والتي حملت الإمام عليا رضي الله عنه وأهل بيته الطاهرين على تكذيب ابن سبأ والتبرؤ منه ومن أصحابه السبئية وما نسبه إلى أهل البيت.
أول هذه المصادر المهمة النادرة التي ذكر فيها ابن سبأ (رسالة الإرجاء) للحسن بن محمد بن الحنفية الفقيه الموثق الذي كان يقول: "من خلع أبا بكر وعمر فقد خلع السنة"، المتوفى سنة خمس وتسعين للهجرة والتي رواها عنه الثقات من الرجال عند الشيعة.
ثانيا: كتاب المقالات والفرق لسعد بن عبد الله الأشعري القمي المتوفى سنة 301 هـ وهو مطبوع في طهران سنة 1963م.
ثالثا: فرق الشيعة لأبي محمد الحسن بن موسى النوبختي من أعلام القرن الثالث الهجري طبعة كاظم الكتبي في النجف عدة طبعات وكذا طبعة المستشرق ريتر في استانبول /1931م.
رابعا: رجال الكشي لأبي عمرو محمد بن عبد العزيز الكشي وهو معاصر لابن قولويه المتوفى سنة 369هـ ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات كربلاء.
خامسا: رجال الطوسي لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة 460هـ ط الأولى النجف 1381هـ/1967م نشر محمد كاظم الكتبي.
سادسا: شرح ابن أبي الحديد لنهج البلاغة لعز الدين أبي حامد عبد الحميد بن هبة الله المدائني الشهير بابن أبي الحديد المعتزلي الشيعي المتوفى سنة 656هـ ط الأولى الميمنية 1326هـ وغيرها.
سابعا: الرجال للحسن بن يوسف الحلي المتوفى سنة 726هـ طبعة طهران 1311هـ/ وطبعة النجف 1961م.
ثامنا: روضات الجنات لمحمد باقر الخوانساري المتوفى سنة 1315هـ طبعة إيران 1307هـ.
تاسعا: تنقيح المقال في أحوال الرجال للشيخ عبد الله المامقاني المتوفى سنة 1350هـ، طبعة النجف 1350هـ في المطبعة المرتضوية.
عاشرا: قاموس الرجال لمحمد تقي التستري منشورات مركز نشر الكتاب طهران 1382هـ.
حادي عشر: روضة الصفا تاريخ عند الشيعة معتمد بالفارسية ج2/ص292 طبعة إيران.
ثاني عشر: دائرة المعارف المسماة بمقتبس الأثر ومجدد ما دثر لمحمد حسين الأعلمي الحائري ط 1388هـ/1868م في المطبعة العلمية بقم.
هذا ما تيسر لنا من كتب القوم التي اطلعنا عليها وهناك عدد كبير من كتبهم المخطوطة والمطبوعة فيها ذكر ابن سبأ والسبئية منها: (حل المشكل) لأحمد بن طاووس المتوفى سنة 673هـ، و (الرجال) لابن داود المؤلف سنة 707هـ، و (التحرير الطاووسي) للحسن بن زيد الدين العاملي المتوفى سنة 1011هـ، و (مجمع الرجال) للقهبائي المؤلف سنة 1016هـ، و (نقد الرجال) للتفرشي الذي ألفه سنة 1015هـ، و (جامع الرواة) للأردبيلي المؤلف سنة 1100هـ، و (موسوعة البحار) للمجلسي المتوفى سنة 1110هـ، وابن شهر آشوب المتوفى سنة 588هـ.
- عقيدة ابن سبأ وضلالاته -
بعد أن ذكرنا طائفة من كتب الشيعة الموثقة والمعتمدة عندهم نذكر أهم الأمور التي اعتقدها ابن سبأ وحمل أتباعه على الاعتقاد بها والدعوة إليها، وهكذا تسربت هذه الأفكار الضالة إلى فرق الشيعة، والسبب في استدلالنا في بيان معتقد هذا اليهودي من كتبهم ومن رواياتهم عن المعصومين عندهم.
لأنهم يقولون: "إن الاعتقاد بعصمة الأئمة جعل الأحاديث التي تصدر عنهم صحيحة دون أن يشترطوا إيصال سندها إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما هو الحال عند أهل السنة".
ويقولون أيضا: "ولما كان الإمام معصوما عند الإمامية فلا مجال للشك فيما يقول"، ويقول المامقاني: "إن أحاديثنا كلها قطعية الصدور عن المعصوم".
وكتاب المامقاني من أهم كتب الجرح والتعديل عندهم.
بعد هذه الأقوال التي تُلزم القوم في قبول الأخبار المروية في مصنفاتهم نذكر أهم الضلالات التي نادى بها ابن سبأ وهي:
1 - القول بالوصية: وهو أول من قال بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي، وأنه خليفته على أمته من بعده بالنص.
2 - أول من أظهر البراءة من أعداء علي رضي الله عنه - بزعمه - وكاشف مخالفيه وحكم بكفرهم.
والدليل على مقالته هذه ليس من تاريخ الطبري، ولا من طريق سيف بن عمر بل ما رواه النوبختي والكشي والمامقاني والتستري وغيرهم من مؤرخي الشيعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/133)
يقول النوبختي: "وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي عليه السلام أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ووالى عليا عليه السلام وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصيّ بعد موسى على نبينا وآله وعليهما السلام بالغلو، فقال في إسلامه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في علي عليه السلام بمثل ذلك وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام وأظهر البراءة من أعدائه، وكاشف مخالفيه - يقول النوبختي - فمن هنا قال من خالف الشيعة إن أصل الرفض مأخوذ من اليهود"، وفي هذا المقام نشير إلى أن فكرة الوصية التي اعتمد عليها ابن سبأ ذكرت في التوراة في إصحاح (18) من سفر (تثنية الاشتراع) وفيه أنه لم يخلُ الزمان أبدا من نبي يخلف موسى ومن نوعه ولكل نبي خليفته إلى جانبه يعيش أثناء حياته.
ويقول النوبختي عند ذكره السبئية: أصحاب عبد الله بن سبأ وكان ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم، وقال: إن عليا عليه السلام أمره بذلك.
3 - كان أول من قال بألوهية وربوبية علي رضي الله عنه.
4 - كان أول من ادعى النبوة من فرق الشيعة الغلاة.
والدليل على ذلك ما رواه الكشي بسنده عن محمد بن قولويه القمي قال حدثني سعد بن عبد الله ابن أبي خلف القسي قال حدثني محمد بن عثمان العبدي عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان قال حدثني أبي عن أبي جعفر (ع) أن عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة وزعم أن أمير المؤمنين (ع) هو الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فبلغ ذلك أمير المؤمنين (ع) فدعاه وسأله فأقر بذلك وقال نعم أنت هو، وقد كان ألقي في روعي أنك أنت الله وأني نبي فقال له أمير المؤمنين (ع) ويلك قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك أمك وتب فأبى فحبسه واستتابه ثلاثة أيام فلم يتب فأحرقه بالنار - والصواب أنه نفاه إلى المدائن بعد أن شُفع له على ما سنبينه في موقف الإمام منه - وقال - أي الإمام - إن الشيطان استهواه فكان يأتيه ويلقي في روعه ذلك.
وروى الكشي بسنده أيضا عن محمد بن قولويه قال حدثني سعد بن عبد الله قال حدثني يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول وهو يحدث أصحابه بحديث عبد الله بن سبأ وما ادعى من الربوبية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فقال: "إنه لما ادعى ذلك استتابه أمير المؤمنين (ع) فأبى أن يتوب وأحرقه بالنار".
5 - كان ابن سبأ أول من أحدث القول برجعة علي رضي الله عنه إلى الدنيا بعد موته وبرجعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول مكان أظهر فيه ابن سبأ مقالته هذه في مصر فكان يقول: العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع ويكذب برجوع محمد وقال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} فمحمد أحق بالرجوع من عيسى فقبل ذلك منه ووضع لهم الرجعة فتكلموا فيها.
فإن لم يرض القوم برواية ابن عساكر الثقة التي رواها في تاريخه وكذا غيره فاسمع إلى ما قالته السبئية لمن أخبرهم بمقتل سيدنا علي رضي الله عنه ونعاه، قالوا: "كذبت يا عدو الله لو جئتنا - والله - بدماغه ضربةً فأقمت على قتله سبعين عدلا ما صدقناك ولعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل وأنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه ويملك الأرض…الخ"، وهذا الخبر ذكره سعد بن عبد الله الأشعري القمي صاحب كتاب المقالات والفرق الذي هو موضع ثقة عند الشيعة، ونقل النوبختي في فرق الشيعة مقالة السبئية وهي: "أن عليا لم يقتل ولم يمت ولا يقتل ولا يموت حتى يسوق العرب بعصاه ويملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلماوجورا".
بقي علينا في هذا المقام أن نعرف مفهوم عقيدة الرجعة عند الشيعة يقول محمد رضا المظفر: "إن الذي تذهب إليه الإمامية أخذا بما جاء عن آل البيت عليهم السلام أن الله تعالى يعيد قوما من الأموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها فيعز فريقا ويذل فريقا آخر، ويديل المحقين من المبطلين والمظلومين منهم من الظالمين، وذلك عند قيام مهدي آل محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام، ولا يرجع إلا من علت درجته في الإيمان أو من بلغ الغاية من الفساد ثم يصيّرون بعد ذلك إلى الموت، ومن بعده إلى النشور وما يسنحقونه من الثواب أو العقاب كما حكى الله تعالى في قرآنه الكريم تمني هؤلاء المرتجعين الذين لم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/134)
يصلَحوا بالارتجاع فنالوا مقت الله أن يخرجوا ثالثا لعلهم يصلحون: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ}.
والتفسير الصحيح لهذه الآية ما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه قوله: "هي مثل التي في البقرة: {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} كانوا أمواتا في أصلاب آبائهم ثم أخرجهم فأحياهم ثم يميتهم ثم يحييهم بعد الموت"، أخرجه الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه.
وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: "كنتم أمواتا قبل أن يخلقكم فهذه ميتة ثم أحياكم فهذه حياة ثم يميتكم فترجعون إلى القبور فهذه ميتة أخرى ثم يبعثكم يوم القيامة فهذه حياة فهما ميتتان وحياتان فهو كقوله: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} ".
6 - ادعى ابن سبأ اليهودي أن عليا رضي الله عنه هو دابة الأرض وأنه هو الذي خلق الخلق وبسط الرزق.
قال ابن عساكر: روى الصادق عن آبائه الطاهرين عن جابر قال: "لما بويع علي رضي الله عنه خطب الناس فقام إليه عبد الله بن سبأ فقال له: "أنت دابة الأرض"، فقال له: "اتق الله"، فقال له: "أنت الملك"، فقال له: "اتق الله"، فقال له: "أنت خلقت الخلق وبسطت الرزق" فأمر بقتله فاجتمعت الرافضة فقالت: "دعه وانفه إلى ساباط المدائن .. ".
وروى الكليني في أصول الكافي بسنده إلى علي رضي الله عنه أنه قال: "ولقد أعطيت الست علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب، وإني لصاحب الكّرات - أي الرجعات إلى الدنيا - ودولة الدول، وإني لصاحب العصا والميسم، والدابة التي تكلم الناس".
وروى عن إبراهيم بن هاشم في تفسيره عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رجل لعمار بن ياسر: يا أبا اليقظان آية في كتاب الله أفسدت قلبي، قال عمار: وأية آية هي؟، فقال: هذه الآية - أي {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يُوقِنُونَ} (81) من سورة النمل - فأية دابة الأرض هذه"؟ قال عمار: "والله ما أجلس ولا آكل ولا أشرب حتى أريكها" فجاء عمار مع الرجل إلى أمير المؤمنين (ع) وهو يأكل تمرا وزبدا فقال: "يا أبا اليقظان هلم"، فجلس عمار يأكل معه فتعجب الرجل منه فلما قام عمار قال الرجل: "سبحان الله حلفت أنك لا تأكل ولا تشرب حتى ترينيها" قال عمار: "أريتكها إن كنت تعقل".
7 - وقالت السبئية: إنهم لا يموتون وإنما يطيرون بعد مماتهم وسموا بـ (الطيارة) يقول طاهر المقدسي: "وأما السبئية فإنهم يقال لهم الطيارة يزعمون أنهم لا يموتون وإنما موتهم طيران نفوسهم في الغلس".
ولقد استخدم أئمة الجرح والتعديل من الشيعة هذه التسمية وهي من ألفاظهم في تجريح الرواة.
يقول الطوسي: وهو أحد الأئمة الأثبات عند الشيعة في ترجمة نصر بن صباح يكنى أبا القاسم من أهل بلخ - وبلخ في أفغانستان - لقي جلة من كان في عصره من المشايخ والعلماء، وروى عنهم إلا أنه قيل كان من (الطيارة) غالٍ.
8 - وقال قوم من السبئية بانتقال روح القدس في الأئمة وقالوا (بتناسخ الأرواح)، يقول ابن طاهر المقدسي: "ومن الطيارة (أي السبئية) قوم يزعمون أن روح القدس كانت في النبي كما كانت في عيسى ثم انتقلت إلى عليّ ثم إلى الحسن ثم إلى الحسين ثم كذلك في الأئمة، وعامة هؤلاء يقولون بالتناسخ والرجعة"، ولعل كتاب الحسن بن موسى النبوختي المسمى بـ (الرد على أصحاب التناسخ) صنفه النوبختي في الرد عليهم.
9 - وقالت السبئية: "هدينا لوحي ضل عنه الناس وعلم خفي عنهم".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/135)
10 - وقالوا: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم تسعة أعشار الوحي"، ولقد رد على مقالتهم هذه أحد أئمة أهل البيت وهو الحسن بن محمد بن الحنفية في رسالته التي سماها بـ (الإرجاء) والتي رواها عنه الرجال الثقات عند الشيعة فيقول: و"من قول هذه السبئية: "هُدينا لوحي ضل عنه الناس، وعلم خفي عنهم"، وزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله كتم تسعة أعشار الوحي، ولو كتم صلى الله عليه وسلم وآله شيئا مما أنزل الله عليه لكتم شأن امرأة زيد، وقوله تعالى: {تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِك…} "، وقال الحافظ الجوزجاني (ت259هـ) عن ابن سبأ: "زعم أن القرآن جزء من تسعة أجزاء وعلمه عند علي فنهاه عليّ بعدما همّ به".
11 - وقالوا: إن عليا في السحاب، وأن الرعد صوته، والبرق سوطه، ومن سمع من هؤلاء صوت الرعد قال: عليك السلام يا أمير المؤمنين، ولقد أشار إلى معتقدهم هذا اسحاق بن سويد العدوي في قصيدة له برئ فيها من الخوارج والروافض والقدرية، منها:
برئت من الخوارج لست منهم
من الغَزَّالِ منهم وابن باب
ومن قوم إذا ذكروا عليا
يردُّون السلام على السَّحاب
وعقب الشيخ محي الدين عبد الحميد - رحمه الله - على هذا المعتقد بقوله: "ولا زلت أرى أطفال القاهرة يجرون وقت هطول الأمطار، ويصيحون في جريهم (يا بركة عليّ زود) ".
موقف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأهل بيته
من ابن سبأ وأتباعه
قال علي رضي الله عنه: "سيهلك فيّ صنفان محب مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق، و خير الناس فيّ حالا النمط الأوسط فالزموه والزموا السواد الأعظم فإن يد الله على الجماعة".
وهكذا شاء الله أن ينقسم الناس في علي رضي الله عنه إلى ثلاثة أقسام القسم الأول مبغض مفرط وهؤلاء الذين تكلموا فيه بل غالى بعضهم فقالوا بكفره كالخوارج.
والقسم الثاني أفرط في حبه وذهب به الإفراط إلى الغلو حتى جعلوه بمنزلة النبي بل ازدادوا في غيهم فقالوا بألوهيته.
وأما السواد الأعظم فهم أهل السنة والجماعة من السلف الصالح حتى الوقت الحاضر فهم الذين أحبوا عليا وآل بيته المحبة الشرعية، أحبوهم لمكانتهم من النبي صلى الله عليه وسلم.
ولقد جابه علي رضي الله عنه القسم الأول فقاتلهم بعد أن ناظرهم وأخباره معهم معروفة مسرودة في كتب التاريخ، ونريد أن نرى موقفه هو وأهل بيته من ابن سبأ وأتباعه.
لما أعلن ابن سبأ إسلامه وأخذ يظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويكسب قلوب فريق من الناس إليه أخذ يتقرب من علي بن أبي طالب ويظهر محبته له فلما اطمأن لذلك أخذ يكذب ويفتري على علي بن أبي طالب نفسه الكذب، قال عامر الشعبي - وهو أحد كبار التابعين توفي 103هـ -:"أول من كذب عبد الله بن سبأ وكان ابن السوداء يكذب على الله ورسوله وكان علي يقول: ما لي ولهذا الحميت الأسود" (والحميت هو المتين من كل شيء)، يعني ابن سبأ وكان يقع في أبي بكر وعمر
وروى ابن عساكر أيضا أنه لما بلغ علي بن أبي طالب أن ابن السوداء ينتقض أبا بكر وعمر دعا به، ودعا بالسيف وهمّ بقتله، فشفع فيه أناس فقال: "والله لا يساكنني في بلد أنا فيه"، فسيره إلى المدائن.
وقال ابن عساكر أيضا: روى الصادق - وهو أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق ولد سنة 83هـ، في المدينة المنورة وتوفي فيها سنة 148هـ، وهو الإمام السادس المعصوم عند الشيعة - روى عن آبائه الطاهرين عن جابر قال: لما بويع علي رضي الله عنه خطب الناس فقام إليه عبد الله بن سبأ فقال له: "أنت دابة الأرض" فقال له: "اتق الله"، فقال له: "أنت الملك"، فقال: "اتق الله"، فقال له: "أنت خلقت الخلق وبسطت الرزق" فأمر بقتله فاجتمعت الرافضة فقالت: "دعه وانفه إلى ساباط المدائن فإنك إن قتلته بالمدينة - يعني الكوفة - خرج أصحابه علينا وشيعته" فنفاه إلى ساباط المدائن فثمّ القرامطة والرافضة - أي كانت بعد ذلك وبجهود ابن سبأ مركزا يجتمعون فيه قال - أي جابر - ثم قامت إليه طائفة وهم السبئية وكانوا أحد عشر رجلا فقال: "ارجعوا فإني علي بن أبي طالب مشهور وأمي مشهورة وأنا ابن عم محمد صلى الله عليه وسلم"، فقالوا: "لا نرجع دع داعيك"، فأحرقهم في النار وقبورهم في صحراء أحد عشر مشهورة، فقال: "من بقي ممن لم يكشف رأسه منهم علينا أنه إله"، واحتجوا بقول ابن عباس لا يعذب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/136)
بالنار إلا خالقها.
هذا موقف الإمام علي رضي الله عنه في ابن سبأ وأتباعه، نفاه إلى المدائن وأحرق طائفة من أتباعه، ومن لم يقتنع بهذه الروايات والتي بعضها رواها أحد المعصومين عند القوم وأبى إلا المكابرة والعناد، نذكر له ما ورد في حرق هؤلاء في الروايات الصحيحة عند أهل السنة والجماعة وبعدها روايات القوم.
روى البخاري في صحيحه في كتاب الجهاد/باب لا يعذب بعذاب الله بسنده إلى عكرمة أن عليا رضي الله عنه حرق قوما فبلغ ابن عباس فقال: "لو كنت أنا لم أحرقهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تعذبوا بعذاب الله" ولقتلتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه".
وروى البخاري في صحيحه في كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم بسنده إلى عكرمة نحوه وفيه قال: "أُتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم".
ورواه كذلك أبو داود في سننه في كتاب الحدود / باب الحكم فيمن ارتد الحديث الأول بسنده إلى عكرمة بفلظ آخر وفي آخره فبلغ ذلك عليا فقال: "ويح ابن عباس" ورواه كذلك النسائي في سننه نحوه، ورواه الترمذي في الجامع في كتاب الله الحدود / باب ما جاء في المرتد وفي آخره، فبلغ ذلك عليا فقال: "صدق ابن عباس"، قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح حسن، والعمل على هذا عند أهل العلم في المرتد.
وروى البخاري أيضا في صحيحه في كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم بسنده إلى عكرمة نحوه، وفيه قال: "أُتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم".
وروى الطبراني في المعجم الأوسط من طريق سويد بن غفلة "أن عليا بلغه أن قوما ارتدوا عن الإسلام فبعث إليهم فأطعمهم ثم دعاهم إلى الإسلام فأبوا، فحفر حفيرة ثم أتى بهم فضرب أعناقهم ورماهم فيها ثم ألقى عليهم الحطب فأحرقهم ثم قال: "صدق الله ورسوله .. ".
وفي الجزء الثالث من حديث أبي طاهر المخلص من طريق عبد الله بن شريك العامري عن أبيه قال: قيل لعلي: "إن هنا قوما على باب المسجد يدعون أنك ربهم" فدعاهم فقال لهم: "ويلكم ما تقولون؟ " قالوا: "أنت ربنا وخالقنا ورازقنا"، فقال: "ويلكم إنما أنا عبد مثلكم آكل الطعام كما تأكلون وأشرب كما تشربون، إن أطعت الله أثابني إن شاء وإن عصيته خشيت أن يعذبني فاتقوا الله وارجعوا" فأبوا، فلما كان الغد غدوا عليه فجاء قنبر فقال: "قد والله رجعوا يقولون ذلك الكلام"، فقال: "أدخلهم" فقالوا كذلك فلما كان الثالث قال: "لئن قلتم ذلك لأقتلنكم بأخبث قتلة" فأبوا إلا ذلك، فقال: "يا قنبر ائتني بفعلة معهم مرورهم فخدّ لهم أخدودا بين باب المسجد والقصر"، وقال: احفروا فأبعدوا في الأرض" وجاء بالحطب فطرحه بالنار في الأخدود وقال: "إني طارحكم فيها أو ترجعوا"، فأبوا أن يرجعوا فقذف بهم حتى إذا احترقوا قال:
إني إذا رأيت أمرا منكرا
أوقدت ناري ودعوت قنبرا
وقال ابن حجر: هذا سند حسن.
إضافة إلى هذه الروايات، فقد روى الكليني في كتابه الكافي - الذي هو بمنزلة صحيح البخاري عند القوم - روى في كتاب الحدود في باب المرتد بسنده من طريقين عن أبي عبد الله أنه قال: أتى قوم أمير المؤمنين عليه السلام فقالوا: "السلام عليك يا ربنا" فاستتابهم فلم يتوبوا فحفر لهم حفيرة وأوقد فيها نارا وحفر حفيرة أخرى إلى جانبها وأفضى ما بينهما فلما لم يتوبوا ألقاهم في الحفيرة وأوقد في الحفيرة الأخرى نارا حتى ماتوا".ويبدو أن عليا رضي الله عنه قد كرر عقابه لغير هؤلاء أيضا وهم الزط، فقد روى النسائي في سننه (المجتبى) عن أنس أن عليا أتي بناس من الزط يعبدون وثنا فأحرقهم، قال ابن عباس: "إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه".
وأخرج ابن أبي شيبة من طريق قتادة (أن عليا أتي بناس من الزط يعبدون وثنا فأحرقهم) وحكم ابن حجر على هذا الحديث بالانقطاع ثم قال: فإن ثبت حمل على قصة أخرى فقد أخرج ابن أبي شيبة أيضا من طريق أيوب بن النعمان أنه قال: "شهدت عليا في الرحبة فجاءه رجل فقال: "إن هنا أهل بيت لهم وثن في دار يعبدونه" فقام يمشي إلى الدار فأخرجوا بمثال رجل قال فألهب عليهم الدار".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/137)
وروى الكشي في كتابه معرفة أخبار الرجال بعد ترجمة عبد الله بن سبأ تحت عنوان (في سبعين رجلا من الزط الذين ادعوا الربوبية في أمير المؤمنين عليه السلام)، بسنده إلى أبي جعفر أنه قال: "إن عليا عليه السلام لما فرغ من قتال أهل البصرة أتاه سبعون رجلا من الزط فسلموا عليه وكلموه بلسانهم فرد عليهم بلسانهم، وقال لهم: "إني لست كما قلتم أنا عبد الله مخلوق"، قال: فأبوا عليه وقالوا له: "أنت أنت هو"، فقال لهم: "لئن لم ترجعوا عما قلتم في وتتوبوا إلى الله تعالى لأقتلنكم"، قال: فأبوا أن يرجعوا أو يتوبوا، فأمر أن يحفر لهم آبار فحفرت ثم خرق بعضها إلى بعض ثم قذفهم فيها ثم طم رؤوسها ثم ألهب النار في بئر منها ليس فيها أحد فدخل الدخان عليهم فماتوا.
ومن المناسب ما دمنا نتكلم عن تحريق علي بن أبي طالب لأصحاب ابن سبأ والزنادقة أن نذكر حادثة أخرى ذكرها ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، يقول ابن أبي الحديد: "وروى أبو العباس أحمد بن عبيد بن عمار الثقفي عن محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي المعروف بنوين، وروى أيضا عن علي بن محمد النوفلي عن مشيخته (أن عليا عليه السلام مر بقوم وهم يأكلون في شهر رمضان نهارا فقال: "أسفر أم مرضى"، قالوا: "لا ولا واحدة منها"، قال: "فمن أهل الكتاب أنتم فتعصمكم الذمة والجزية"، قالوا: "لا"، قال: فما بال الأكل في نهار رمضان، فقاموا إليه فقالوا: "أنت أنت" يومئون إلى ربوبيته، فنزل عليه السلام عن فرسه فألصق خده بالأرض، وقال: "ويلكم إنما أنا عبد من عبيد الله فاتقوا الله وارجعوا إلى الإسلام" فأبوا فدعاهم مرارا فأقاموا على كفرهم، فنهض إليهم وقال: "شدوهم وثاقا وعلي بالفعلة والنار والحطب" ثم أمر بحفر بئرين فحفرتا فجعل إحداهما سربا والأخرى مكشوفة وألقى الحطب في المكشوفة وفتح بينهما فتحا وألقى النار في الحطب فدخن عليهم وجعل يهتف بهم ويناشدهم ليرجعوا إلى الإسلام، فأبوا، فأمر بالحطب والنار فألقي عليهم فأحرقوا فقال الشاعر:
لترم بي المنية حيث شاءت
إذا لم ترمني في الحفرتين
إذا ما حشنا حطبا بنار ...
فذاك الموت نقدا غير دين
فلم يبرح عليه السلام حتى صاروا حمما.
هذه الروايات التي وقفنا عليها في الأحاديث الصحيحة والحسنة والروايات التاريخية وكذلك من كتب القوم المتعلقة بالأصول والفقه والرجال والتاريخ التي تدل بكل وضوح على أن عليا رضي الله عنه قد حرق الزنادقة ومن اعتقد فيه الربوبية ومنهم أصحاب ابن سبأ الملعون، أما هو فكما تذكر الروايات - سواء روايات أهل السنة والجماعة وروايات الشيعة - أن عليا رضي الله عنه اكتفى بنفيه إلى المدائن بعد أن شفع له الرافضة.
قال النوبختي في كتابه الشيعة في ترجمة ابن سبأ: "وكان ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم، وقال إن عليا عليه السلام أمره بذلك، فأخذه علي فسأله عن قوله هذا فأقر به، فأمر بقتله، فصاح الناس عليه "يا أمير المؤمنين أتقتل رجلا يدعو إلى حبكم أهل البيت وإلى ولايتك، والبراءة من أعدائك" فصيره إلى المدائن".
ابن سبأ يدعو الناس في المدائن لدعوته
إن عبد الله بن سبأ وجد بعد نفيه مكانا مناسبا لبث أفكاره وضلالاته بعد أن ابتعد من سيف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فأخذ ينظم أتباعه وينشر أفكاره بين جيش الإمام المرابط في المدائن، ولما جاءهم خبر استشهاد علي رضي الله عنه كذبه هو وأصحابه، ولنستمع للخبر كما يرويه الخطيب البغدادي بسنده إلى زحر بن قيس الجعفي الذي قال عنه علي رضي الله عنه: "من سره أن ينظر إلى الشهيد الحي فلينظر إلى هذا" - يقول زحر: "بعثني علي على أربعمائة من أهل العراق وأمرنا أن ننزل المدائن رابطة، قال: "فوالله إنا لجلوس عند غروب الشمس على الطريق إذا جاءنا رجل قد أعرق دابته قال فقلنا: "من أين أقبلت؟ " قال: "من الكوفة"، فقلنا: "متى خرجت؟ " قال: "اليوم"، قلنا: "فما الخبر؟ "، قال: "خرج أمير المؤمنين إلى الصلاة صلاة الفجر فابتدره ابن بجرة وابن ملجم فضربه أحدهما ضربة إن الرجل ليعيش مما هو أشد منها، ويموت مما هو أهون منها"، قال: "ثم ذهب" فقال عبد الله بن وهب السبائي ـ ورفع يده إلى السماء ـ: "الله أكبر، الله أكبر" قال: قلت له: "ما شأنك؟ " قال: "لو أخبرنا هذا أنه نظر إلى دماغه قد خرج عرفت أن أمير المؤمنين لا يموت حتى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/138)
يسوق العرب بعصاه" ـ وفي رواية الجاحظ في البيان والتبيين: "لو جئتمونا بدماغه في مائة صرة لعلمنا أنه لا يموت حتى يذودكم بعصاه" ـ نعود لرواية الخطيب قال ـ أي زحر ـ: "فوالله ما مكثنا إلا تلك اليلة حتى جاءنا كتاب الحسن بن علي: من عبد الله حسن أمير المؤمنين إلى زحر بن قيس أما بعد: فخذ البيعة على من قبلك"، قال: فقلنا: "أين ما قلت؟ " قال: "ما كنت أراه يموت".
وقال الحسن بن موسى النوبختي: "ولما بلغ عبد الله بن سبأ نعي علي بالمدائن قال للذي نعاه: كذبت لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة وأقمت على قتله سبعين عدلا لعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل ولا يموت حتى يملك الأرض".
رواية عبد الجبار الهمداني في موقف ابن سبأ
قال عبد الجبار الهمداني المعتزلي المتوفى سنة 415هـ عند كلامه عن موقف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه من ابن سبأ والسبئية: "واستتابهم أمير المؤمنين فما تابوا فأحرقهم، وكانوا نفرا يسيرا، ونفى عبد الله بن سبأ عن الكوفة إلى المدائن، فلما قتل أمير المؤمنين عليه السلام قيل لابن سبأ: "قد قتل ومات ودفن، فأين ما كنت تقول من مصيره إلى الشام؟ " فقال: "سمعته يقول: لا أموت حتى أركل برجلي من رحاب الكوفة فأستخرج منها السلاح وأصير إلى دمشق فأهدم مسجدها حجرا حجرا، وأفعل وأفعل فلو جئتمونا بدماغه مسرودا لما صدقنا أنه قد مات"، ولما افتضح بهت، وادعى على أمير المؤمنين ما لم يقله، والشيعة الذين يقولون بقوله الآن بالكوفة كثير، وفي سوادها والعراق كله يقولون: "أمير المؤمنين كان راضيا بقوله وبقول الذين حرقهم، وإنما أحرقهم لأنهم أظهروا السر، ثم أحياهم بعد ذلك"، قالوا: "وإلا فقولوا لنا لِمَ لَمْ يحرق عبد الله بن سبأ؟ " قلنا: عبد الله ما أقر عنده بما أقر أولئك، وإنما اتهمه فنفاه، ولو حرقه لما نفع ذلك معكم شيئا، ولقلتم إنما حرقه لأنه أظهر السر".
موقف أتباع عبد الله بن سبأ لما سمعوا بمقتل
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
أما أتباع ابن سبأ فلم يكتفوا بالتكذيب بل ذهبوا إلى الكوفة معلنين ضلالات معلمهم وقائدهم ابن سبأ.
فقد روى سعد بن عبد الله القمي صاحب المقالات والفرق وهو ثقة عند القوم: "أن السبئية قالوا للذي نعاه: "كذبت يا عدو الله لو جئتنا - والله - بدماغه ضربة فأقمت على قتله سبعين عدلا ما صدقناك ولعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل وإنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه ويملك الأرض". ثم مضوا من يومهم حتى أناخوا بباب علي فاستأذنوا عليه استئذان الواثق بحايته الطامع في الوصول إليه، فقال لهم من حضره من أهله وأصحابه وولده: "سبحان الله، ما علمتم أن أمير المؤمنين قد استشهد؟ " قالوا: "إنا لنعلم أنه لم يقتل ولا يموت حتى يسوق العرب بسيفه كما قادهم بحجته وبرهانه وإنه ليسمع النجوى ويعرف تحت الدثار القيل ويلمع في الظلام كما يلمع السيف الصقيل الحسام".
وكان من هؤلاء رجل يقال له رشيد الهجري الذي صرح بمعتقده أمام عامر الشعبي قال الشعبي: "دخلت عليه يوما فقال: خرجت حاجا فقلت: لأعهدن بأمير المؤمنين عهدا فأتيت بيت علي عليه السلام فقلت لإنسان: "استأذن لي على أمير المؤمنين" قال: "أوليس قد مات؟ " قلت: "قد مات فيكم والله إنه ليتنفس الآن تنفس الحي"، فقال: "أما إذ عرفت سر آل محمد فادخل" قال: "فدخلت على أمير المؤمنين وأنبأني بأشياء تكون" فقال له الشعبي: "إن كنت كاذبا فلعنك الله"، وبلغ الخبر زيادا ـ فبعث إلى رشيد الهجري فقطع لسانه وصلبه على باب دار عمرو بن حريث".
وذكر الحافظ الذهبي هذا الخبر في تذكرة الحفاظ وفيه: "فقلت لإنسان: "استأذن لي على سيد المرسلين"، فقال: "هو نائم وهو يظن أني أعني الحسن"، فقلت: "لست أعني الحسن إنما أعني أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين"، قال: "أوليس قد مات؟ " فقلت: "أما والله إنه ليتنفس الآن بنفس حي ويعرف من الدثار الثقيل". ولذلك كان عامر الشعبي يقول: "ما كذب على أحد في هذه الأمة ما كذب على علي"، ورشيد هذا قال عنه ابن حبان: كان يؤمن بالرجعة.
وذكره الطوسي في ضمن أصحاب علي رضي الله عنه وسماه رشيد الهجري الرياش بن عدي الطائي، ويعتبر رشيد من أبواب الأئمة، كان بابا للحسين بن علي رضي الله عنهما.
موقف أهل بيت النبي الكريم من ابن سبأ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/139)
وتصدى أهل بيت النبي الكريم لعبد الله بن سبأ كما تصدى له أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فكذبوه وتبرؤوا من مقالاته وضلاله.
فقد روى الكشي بسنده عن محمد بن قولويه قال حدثني سعد بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى عن علي بن مهزيار عن فضالة بن أيوب الأزدي عن أبان بن عثمان قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: "لعن الله عبد الله بن سبأ إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين وكان والله أمير المؤمنين عبد الله طائعا، الويل لمن كذب علينا وإن قوما يقولون فينا ما لا نقول في أنفسنا نبرأ إلى الله منهم".
وروى الكشي بسنده أيضا عن محمد بن قولويه قال حدثني سعد بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير وأحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه والحسين بن سعد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي حمزة الثمالي قال قال علي بن الحسين (ع): "لعن الله من كذب علينا إني ذكرت عبد الله بن سبأ فقامت كل شعرة في جسدي لقد ادعى أمرا عظيما ماله لعنه الله كان علي عبدا لله صالحا، أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما نال الكرامة من الله إلا بطاعته لله ولرسوله، وما نال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرامة إلا بطاعة الله".
وروى أيضا الكشي بسنده عن محمد بن خالد الطيالسي عن ابن أبي نجران عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله (ع): "إنا أهل بيت صديقون لا نخلوا من كذاب يكذب علينا ويسقط صدقنا بذكبه علينا عند الناس، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق الناس لهجة وأصدق البرية كلها، وكان مسيلمة يكذب عليه وكان أمير المؤمنين أصدق من برأ الله بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه ويفتري على الله الكذب عبد الله بن سبأ لعنه الله".
هذه روايات الكشي عن أئمة أهل البيت، ومن المعلوم أن كتاب الكشي المسمى بـ (معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين) عمد إليه إمام الشيعة الثقة الثبت عدهم (الطوسي) الذي يلقبونه بشيخ الطائفة المتوفى سنة 460هـ عمد إلى كتاب الكشي فهذبه وجرده من الزيادات والأغلاط وسماه بـ (اختيار الرجال) وأملاه على تلاميذه في المشهد الغروي، وكان بدء إملائه يوم الثلاثاء 26 صفر سنة 456هـ، نص على ذلك السيد رضي الدين علي بن طاووس في (فرج المهموم) نقلا عن نسخة بخط الشيخ الطوسي المصرح فيها بأنها اختصار رجال كتاب الرجال لأبي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي واختياره، فالموجود في هذه الأزمنة من المخطوط منه والمطبوع سنة 1317هـ في بمبئ بل وفي زمان العلامة الحلي إنما هو اختيار الشيخ الطوسي لا رجال الكشي الأصل فإنه لم يوجد له أي أثر حتى اليوم.
وبهذه النقول والنصوص الواضحة المنقولة من كتب القوم تتضح لنا حقيقة شخصية ابن سبأ اليهودي ومن طعن من الشيعة في ذلك فقد طعن في كتبهم التي نقلت لعنات الأئمة المعصومين عندهم في هذا اليهودي (ابن سبأ) ولا يجوز ولا يتصور أن تخرج اللعنات من المعصوم على مجهول، وكذلك لا يجوز في معتقد القوم تكذيب المعصوم.
هذا ما تيسر لنا في إثبات هذه الشخصية، أما الكلام عن دوره في مقتل عثمان رضي الله عنه، ودوره في عهد علي رضي الله عنه، وأثره في فرق الشيعة، ورواة الأخبار فيحتاج إلى كتابة أخرى.
{رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}
{رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[30 - 04 - 08, 07:35 م]ـ
شكرا لكم(139/140)
لماذا عزل عمر خالداً رضي الله عنهما/إبراهيم بن محمد الحقيل
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 11 - 04, 02:42 م]ـ
دراسات في السيرة والتاريخ
لماذا عزل عمر خالداً
رضي الله عنهما
إبراهيم بن محمد الحقيل
مقام الصحابة - رضي الله عنهم - مقام جليل عند الله تعالى؛ فقد اختارهم
من بين العالمين لصحبة أفضل المرسلين، وخاتم النبيين عليه الصلاة والسلام،
وأقام الله تعالى على أيديهم الدين الحنيف في ربوع الأرض؛ فلهم من المنزلة عند
الله تعالى ما ليس لغيرهم - خلا النبيين والمرسلين عليهم السلام -، فرضي الله
عنهم ورضوا عنه؛ كما قال الله سبحانه:] وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ
وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ [(التوبة: 100).
ولهم من المنزلة عند الموحدين من المسلمين ما ليس لغيرهم؛ فهم يعرفون لهم
فضلهم ومكانتهم التي بوَّأهم الله تعالى إياها، فيحبونهم ويوالونهم، ويبغضون من
أبغضهم، ويعادون من عاداهم.
ومحبة المؤمنين للصحابة - رضي الله عنهم - هي جزء من محبتهم للرسول
صلى الله عليه وسلم، كما أن بغض أهل الضلال من الكفار والمنافقين والمبتدعة
للصحابة - رضي الله عنهم - هو جزء من بغضهم للنبي صلى الله عليه وسلم
قصدوا ذلك أم لم يقصدوه، علموه أم جهلوه. قال ابن مسعود - رضي الله عنه -:
«اعتبروا الناس بأخدانهم» [1]، وقال الإمام مالك - رحمه الله تعالى -: «إنما
هؤلاء قوم أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك؛ فقدحوا في
أصحابه حتى يقال: رجل سوء؛ ولو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين»
[2].
وبغض الصحابة - رضي الله عنهم - وانتقاصهم هو في واقع الأمر بغض
للدين وانتقاص له من وجهين:
الوجه الأول: أنهم على دين النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهم أصحابه
وأخلاؤه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «المرء على دين خليله فلينظر
أحدكم من يخالل» [3]؛ فدينهم هو دين النبي صلى الله عليه وسلم، وانتقاصهم هو
انتقاص لدينهم.
الوجه الثاني: أنهم حَمَلَةُ الدين وناقلوه إلينا. قال أبو زرعة الرازي - رحمه
الله تعالى -: «إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق،
والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح أوْلى بهم
وهم زنادقة» [4].
ومن أعظم ما يزهِّد الناس في شريعة الله تعالى القدح في نَقَلَتها، وقد رأينا
كيف أن أعداء الإسلام من مستشرقين حاقدين، ومنافقين مندسين لا يجترئون على
القدح المباشر في الشريعة؛ لئلا يثيروا الناس، ولكيلا ينفِّروا من أقوالهم
وطروحاتهم المتزندقة، يعمدون إلى غمز الصحابة - رضي الله عنهم - ولمزهم،
وإبراز الروايات المنكرة والموضوعة، واختزال التاريخ الإسلامي كله فيها، ومن
ثم تقديمها للناس على أنها خلاصة تاريخ المسلمين، وواقع السابقين من الصحابة
والتابعين، والأئمة المهديين، والقادة المجاهدين، على شكل قصص أو روايات،
أو دراسات تاريخية، أو ما أشبه ذلك. وكثيراً ما تُقَدَّم هذه الكتابات الطاعنة في
الصحابة - رضي الله عنهم - في قالب يزعم أصحابه الحيادية والموضوعية
التاريخية، ويدَّعون أنهم ينطلقون في كتاباتهم عن الصحابة - رضي الله عنهم -
من فراغ عن أي خلفيات فكرية مترسبة قد تؤثر بالحكم سلباً أو إيجاباً على
الروايات المنقولة عنهم. والمقصود من هذه المقدمات التي يقدمونها في كتاباتهم
الطاعنة في خير البشر بعد النبيين إكساب القارئ الطمأنينة فيما يكتبون، وجعل
أنفسهم محل ثقته وقبوله.
ولا خير فيمن يكتب عن رجالات الأمة الفضلاء وهو يعلن عدم انحيازه لهذه
الأمة؛ بل اتخذ بديلاً عنهم أعداء الإسلام من المستشرقين والمبتدعة، فانحاز إليهم
بفكره وقلمه، ثم إذا هو يزعم الموضوعية والحياد فيما يكتب، وكاد المريب أن
يقول: خذوني!!
وخلال سنوات مضت وقفت على كتابات عدة من مقالات ودراسات وقصص
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/141)
تبرز مسألة عزل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لخالد بن الوليد - رضي الله
عنهما - عن قيادة الجيوش، وتُسلِّط الأضواء على روايات ونقول لا تليق بمقام
الصحابة الجليل، وتتغافل عن المتواتر من المنقول الذي يُظهر حقيقة ما كانوا عليه
من الإيمان والتقوى والورع والتجرد في أقوالهم وأفعالهم؛ رضي الله عنهم
وأرضاهم.
وراح كثير منهم ينسج جملة من الأوهام والترهات المستندة إلى روايات منكرة
باطلة، ويزيدون عليها ألف كذبة من ترهات عقولهم المريضة، وأحقادهم الدفينة،
شأنهم شأن الكهان، ثم سمعت عمن يتناقل شيئاً من ذلك عبر الفضائيات في
حوارات وندوات.
وليس الأمر كما ذكر المفتونون في دينهم، المخذولون بالقَدْح في الصحابة
- رضي الله عنهم -؛ إذ إن الأمر لا يعدو أن يكون اجتهاداً رأى فيه الفاروق مصلحة
المسلمين، وكان هذا الاجتهاد من عمر - رضي الله عنه - نتيجة لأعمال عملها
خالد - رضي الله عنه - كان مجتهداً فيها أيضاً، أصاب في بعضها وأخطأ في
بعضها، وكلاهما - رضي الله عنهما - بين أجر وأجرين.
* أسباب عزل عمر لخالد - رضي الله عنهما -:
اختلف أهل السير والمغازي في السبب الذي جعل عمر يعزل خالداً عن قيادة
الجيوش، وحاصل ما ذكروا أسباب ثلاثة:
السبب الأول: أن عزله كان بسبب شدته، وكان عمر - رضي الله عنه -
شديداً؛ فما أراد أن يكون الخليفة شديداً وقائد الجيوش كذلك. وكان أبو بكر
- رضي الله عنه - ليناً فناسب أن يكون قائد جنده شديداً، فلما ولي عمر عزل
خالداً وولَّى أبا عبيدة، وكان أبو عبيدة ليناً، فناسب مع أبي بكر ولينه خالد وشدته،
وناسب مع عمر وشدته أبو عبيدة ولينه، رضي الله عنهم.
قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -: «فلما انتهت الخلافة إلى عمر عزل
خالداً وولَّى أبا عبيدة بن الجراح، وأمره أن يستشير خالداً؛ فجمع للأمة بين أمانة
أبي عبيدة وشجاعة خالد» [5].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: «وهكذا أبو بكر خليفة
رسول الله صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنه - ما زال يستعمل خالداً في حرب
أهل الردة، وفي فتوح العراق و الشام، وبدت منه هفوات كان له فيها تأويل، وقد
ذكر له عنه أنه كان له فيها هوى، فلم يعزله من أجلها بل عاتبه عليها؛ لرجحان
المصلحة على المفسدة في بقائه، وأن غيره لم يكن يقوم مقامه؛ لأن المتولي الكبير
- أي الخليفة - إذا كان خُلُقه يميل إلى اللين فينبغي أن يكون خُلُق نائبه يميل إلى
الشدة، وإذا كان خلقه يميل إلى الشدة فينبغي أن يكون خلق نائبه يميل إلى اللين؛
ليعتدل الأمر؛ ولهذا كان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يُؤثر استنابة خالد،
وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يؤثر عزل خالد واستنابة أبي عبيدة بن
الجراح - رضي الله عنه -؛ لأن خالداً كان شديداً كعمر بن الخطاب، وأبا عبيدة
كان ليناً كأبي بكر، وكان الأصلح لكل منهما أن يتولى من ولاه ليكون أمره معتدلاً»
[6].
ويؤيد ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية أن عمر - رضي الله عنه - لما كان
يسعى إلى عزل خالد أيام أبي بكر - رضي الله عنه - كان يقول: «اعزله؛ فإن
في سيفه رهقاً، فقال أبو بكر: لا أشيم - أي لا أغمد - سيفاً سلَّه الله على الكفار»
[7].
قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -: «والمقصود أنه لم يزل عمر بن
الخطاب - رضي الله عنه - يحرِّض الصديق ويذمِّره [**] على عزل خالد عن
الإمرة، ويقول: إن في سيفه لرهقاً؛ حتى بعث الصديق إلى خالد بن الوليد فقدم
عليه المدينة، وقد لبس درعه التي من حديد، وقد صدئ من كثرة الدماء .... »
إلخ [8].
ويشهد لشدة خالد أيضاً قتله للأسرى لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى
بني جذيمة؛ فقتل الأسرى الذين قالوا: صبأنا صبأنا، ولم يحسنوا أن يقولوا:
أسلمنا. فَوَدَاهم النبي صلى الله عليه وسلم حتى رد إليهم ميلغة الكلب [9]، ورفع
يديه، وقال: «اللهم! إني أبرأ إليك مما صنع خالد» [10].
قال الخطابي - رحمه الله تعالى -: «الحكمة في تبرُّئه صلى الله عليه وسلم
من فعل خالد مع كونه لم يعاقبه على ذلك لكونه مجتهداً أن يعرف أنه لم يأذن له في
ذلك، خشية أن يعتقد أحد أنه كان بإذنه، ولينزجر غير خالد بعد ذلك عن مثل فعله»
ا هـ. ملخصاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/142)
وقال ابن بطال - رحمه الله تعالى -: «الإثم وإن كان ساقطاً عن المجتهد
في الحكم إذا تبين أنه بخلاف جماعة أهل العلم، لكن الضمان لازم للمخطئ عند
الأكثر؛ مع الاختلاف: هل يلزم ذلك عاقلة الحاكم أم بيت المال؟»، قال الحافظ
ابن حجر متعقباً قول ابن بطال - رحمهما الله تعالى -: «والذي يظهر أن التبرؤ
من الفعل لا يستلزم إثم فاعله ولا إلزامه الغرامة؛ فإن إثم المخطئ مرفوع وإن كان
فعله ليس بمحمود» [11].
وكذلك قتله - رضي الله عنه - لمالك بن نويرة اليربوعي، وملخص خبره:
أن مالكاً صانع سَجَاحاً التميمية التي ادعت النبوة، ثم ندم مالك على ما كان منه،
وقصد خالد البطاح وعليها مالك، فبث خالد السرايا في البطاح يدعون الناس،
فاستقبله أمراء بني تميم بالسمع والطاعة، وبذلوا الزكوات، إلا ما كان من مالك بن
نويرة فإنه متحير في أمره، متنحٍّ عن الناس، فجاءته السرايا فأسروه وأسروا معه
أصحابه، واختلفت فيهم السرية؛ فشهد أبو قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري أنهم
أقاموا الصلاة، وقال آخرون: إنهم لم يؤذِّنوا ولا صلوا، فيقال: إن الأسارى باتوا
في كبولهم في ليلة باردة شديدة البرد، فنادى منادي خالد أن دفئوا أسراكم، فظن
القوم أنه أراد القتل فقتلوهم ... فلما بلغ ذلك خالداً قال: إذا أراد الله أمراً أصابه.
وقيل: إن خالداً استدعى مالك بن نويرة فأنبه على ما صدر منه من متابعة سجاح،
وعلى منعه الزكاة، وقال: ألم تعلم أنها قرينة الصلاة؟ فقال مالك: إن صاحبكم
كان يزعم ذلك. فقال: أهو صاحبنا وليس بصاحبك؟! يا ضرار! اضرب عنقه،
فضُربت عنقه، وأمر برأسه فجعل مع حجرين وطبخ على الثلاثة قدراً، فأكل خالد
من القدر تلك الليلة؛ ليرهب بذلك الأعراب من المرتدة وغيرهم. واعتذر خالد من
فعلته تلك بمالك لأبي بكر لما استدعاه، فعذره أبو بكر، وتجاوز عنه ما كان منه
في ذلك، وودى مالك بن نويرة [12].
السبب الثاني: أن عمر - رضي الله عنه - عزل خالداً - رضي الله عنه -
لما كان ينفق من أموال الغنائم دون الرجوع إلى الخليفة، كما روى الزبير بن بكار
- رحمه الله تعالى - قال: «كان خالد إذا صار إليه المال قسمه في أهل الغنائم،
ولم يرفع إلى أبي بكر حساباً، وكان فيه تَقَدُّمٌ على أبي بكر، يفعل أشياء لا يراها
أبو بكر».
ونقل الزبير بن بكار عن مالك بن أنس قوله: «قال عمر لأبي بكر: اكتب
إلى خالد لا يعطي شيئاً إلا بأمرك. فكتب إليه بذلك، فأجابه خالد: إما أن تدعني
وعملي، وإلا فشأنك بعملك. فأشار عليه عمر بعزله، فقال أبو بكر: فمن يجزئ
عني جزاء خالد؟ قال عمر: أنا. قال: فأنت. فتجهز عمر حتى أنيخ الظهر في
الدار، فمشى أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أبي بكر فقالوا: ما شأن
عمر يخرج وأنت محتاج إليه؟ وما بالك عزلت خالداً وقد كفاك؟ قال: فما أصنع؟
قالوا: تعزم على عمر فيقيم، وتكتب إلى خالد فيقيم على عمله. ففعل، فلما
تولّى عمر كتب إلى خالد أن لا تعطِ شاة ولا بعيراً إلا بأمري، فكتب إليه خالد بمثل
ما كتب إلى أبي بكر. فقال عمر: ما صدقتُ اللهَ إن كنت أشرت على أبي بكر
بأمر فلم أنفذه. فعزله، ثم كان يدعوه إلى أن يعمل فيأبى إلا أن يخليه يفعل ما يشاء،
فيأبى عمر» [13].
ويؤيد ذلك ما نُقل عن عمر من قوله: «إني ما عتبت على خالد إلا في تقدمه،
وما كان يصنع في المال» [14].
وذكر الحافظ ابن كثير ذلك فقال: «وقيل: عزله؛ لأنه أجاز الأشعث بن
قيس بعشرة آلاف، حتى إن خالداً لما عُزل ودخل على عمر سأله: من أين لك هذا
اليسار الذي تجيز منه بعشرة آلاف؟ فقال: من الأنفال والسهمان» [15].
ويؤيده ما رواه الإمام أحمد بسند جيد، أن عمر - رضي الله عنه - اعتذر
من الناس في الجابية فقال: «وإني أعتذر إليكم من خالد بن الوليد: إني أمرته أن
يحبس هذا المال على ضَعَفَة المهاجرين فأعطاه ذا البأس وذا الشرف وذا اللَّسَانة،
فنزعته وأمَّرت أبا عبيدة» [16].
السبب الثالث: أن عمر عزل خالداً - رضي الله عنهما - خشية افتتان الناس
به؛ فإن خالداً - رضي الله عنه - ما هُزم له جيش لا في الجاهلية ولا في الإسلام،
وقد جمع الله تعالى له بين الشجاعة والقوة والرأي والمكيدة في الحرب، وحسن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/143)
التخطيط والتدبير والعمل فيها، وقلَّ أن تجتمع هذه الصفات في شخص واحد.
ويدل على ذلك ما يلي:
1 - أن عمر - رضي الله عنه - كتب إلى الأمصار: «إني لم أعزل خالداً
عن سخطة ولا خيانة، ولكن الناس فُتنوا به فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع»
[17].
2 - ما رواه سيف بن عمر أن عمر - رضي الله عنه - قال حين عزل
خالداً عن الشام، و المثنى بن الحارثة عن العراق: «إنما عزلتهما ليعلم الناس أن
الله تعالى نصر الدين لا بنصرهما، وأن القوة لله جميعاً» [18].
3 - قول ابن عون: «ولي عمر فقال: لأنزعنَّ خالداً حتى يُعلم أن الله
تعالى إنما ينصر دينه. يعني بغير خالد» [19].
فقد يكون عزله لسبب من هذه الأسباب، أو لها مجتمعة، ورأى عمر
- رضي الله عنه - المصلحة في عزله.
وأما تَقَدُّمُ خالدٍ على الخليفة، ودفعه للأموال دون مراجعته فقد كان اجتهاداً منه
- رضي الله عنه -، ولعله رأى تأليف قلوب من يعطيهم، ولا سيما أنه كان
- رضي الله عنه - خبيراً بالحرب، عارفاً بمكايد عدوه، فلا يُظن به إلا أن يعطي
من ينتفع الإسلام بإعطائه، أو يكفي الإسلام شره. وكذلك شدته كانت للإسلام
ونصرته، أراد أن يُرهب أعداء الله تعالى من المشركين والمرتدين، وقد أخطأ في
بعض اجتهاداته؛ فهو معذور مأجور، لا يُقر على خطئه، ولا يؤثّم في اجتهاده؛
وهذا عين ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لم يقره على فعله ببني جذيمة،
ولم يؤثمه أو يعاقبه، وكذلك فعل الصديق - رضي الله عنه -؛ فإنه عاتبه على
اجتهاداته الخاطئة لكنه لم يعزله أو يؤثمه؛ بخلاف عمر - رضي الله عنه - الذي
أداه اجتهاده في خالد إلى عزله وتولية أبي عبيدة، رضي الله عنهم أجمعين.
شبهٌ والرد عليها:
وقد نقل بعض المؤرخين بعض الروايات التي يُشم منها رائحة اتهام الصحابة
- رضي الله عنهم - بالهوى، وأن عزل عمر لخالد - رضي الله عنهما - كان
لهوى في نفسه، وكراهية لخالد، ويذكرون قصة مصارعة قديمة بين خالد وعمر
- رضي الله عنهما - وفيها: أن خالداً صرع عمر وكسر رجله، فحملها عمر في
نفسه، فلما تولى الخلافة عزله ... إلخ.
وهذه النقول وما أشبهها باطلة من وجوه عدة، منها:
أولاً: أن الأصل في الصحابة - رضي الله عنهم - سلامة صدور بعضهم
على بعض؛ كما وصفهم الله تعالى بذلك في قوله سبحانه في وصف أهل الحديبية:
] أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ [(الفتح: 29)، وعمر - رضي الله عنه -
من أهل الحديبية؛ فكيف يكون في صدره شيء على مؤمن مجاهد كخالد - رضي
الله عنه -؟
وقال سبحانه في وصف التابعين للصحابة بإحسان:] وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ
بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ
لِّلَّذِينَ آمَنُوا [(الحشر: 10)، فإذا كان هذا الوصف في التابعين فالصحابة أوْلى
به، ولا سيما مَنْ كان من المهاجرين السابقين كعمر بن الخطاب - رضي الله
عنه -، والقادة المجاهدين كخالد بن الوليد - رضي الله عنه -.
فلا يُترك هذا الأصل المتين لمجرد روايات تاريخية يتناقلها القصاص
والإخباريون ليس لها خطام ولا زمام.
قال ابن حزم - رحمه الله تعالى -: «فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما
في قلوبهم، ورضي الله عنهم، وأنزل السكينة عليهم؛ فلا يحل لأحد التوقف في
أمرهم أو الشك فيهم البتة» [20].
ثانياً: أن من المستفيض المتواتر أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
من أنصح الناس للأمة، وزهده وعدله وسيرته تنضح بالأمثلة والشواهد الكثيرة
على ذلك، وليس هذا مقام عرضها وسردها، فلا يُظن به وهو الناصح الأمين الذي
كان يتفقد أحوال الرعية أن يغش الأمة، ويعزل قائداً هي محتاجة إليه لولا أنه رأى
المصلحة تقتضي ذلك، وليس لنفسه أي حظ من ذلك.
ثالثاً: أن عمر - رضي الله عنه - من كبار الصحابة، ومن الخلفاء
الراشدين المهديين الذين أُمرت الأمّة كلها على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم
باتباع سُنَّتهم، واقتفاء سيرتهم؛ وذلك في قوله عليه الصلاة والسَّلام: «فعليكم
بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ» [21].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/144)
فلو كان عمر - رضي الله عنه - صاحب هوى، يقدّم هواه على مصلحة
الأمة؛ فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يزكيه، ويأمر الأمة باتباع سنته؟!
وهل يقره الله تعالى على هذه التزكية؟! فهذا مما يدل على بطلان هذه الروايات
التاريخية التي فيها نيل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وينبغي لكل مسلم قرأ قصة، أو اطلع على خبر لا يليق بالصحابة - رضي
الله عنهم - أن لا يقبله ويسلِّم به ابتداءً؛ بل يرجع إلى النصوص الثابتة في الكتاب
والسنة ويقضي بها على هذه الروايات التي غالباً ما تكون منقولة عن أهل البدع
والضلالات، أو في أسانيدها مجاهيل لا يُعرفون، أو مناكير لا يُقبَلون، أو كانت
بلا أسانيد. فمن سار على هذه الطريقة كان منهجه صواباً؛ لأنه قدَّم الثابت من
المنقول على غير الثابت.
ولا يلزم من هذا التأصيل الحكم بعصمة الصحابة - رضي الله عنهم -؛ بل
هم بشر يجتهدون فيصيبون ويخطئون، وهم أقرب إلى الصواب من غيرهم، ولا
سيما مَنْ كان من السابقين منهم إلى الإسلام. بيدَ أن تلك التهمة التي اتهم بها عمر
- رضي الله عنه - يلزم منها خيانة الأمة، وتقديم هوى النفس على المصلحة
العامة، وحرمان المسلمين من قائد ما نُكِّست له راية!! وهذا الاتهام غير مقبول في
الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
رابعاً: أن الروايات التاريخية المستفيضة تدل على أن خالداً - رضي الله
عنه - كان مجتهداً في أفعاله التي لم يرضها الصديق ولا الفاروق - رضي الله
عنهما -، كما تدل على اجتهاد عمر في عزله لتحقيق مصلحة أكبر من مصلحة
بقائه قائداً. وتدل أيضاً على دوام المحبة بينهما حتى بعد العزل، وهذه الروايات
تدحض كل ما ينقل مما فيه اتهام لعمر - رضي الله عنه - بالهوى.
ومن تلكم الروايات سوى ما ذكرته سابقاً ما يلي:
1 - أن عمر - رضي الله عنه - كان عازماً على تولية خالد - رضي الله
عنه - الخلافة من بعده، ومعلوم أن منصب الخلافة أعظم من مجرد قيادة الجيوش
في الشام؛ ولكن خالداً - رضي الله عنه - توفي قبل وفاة عمر - رضي الله عنه -؛
ودليل ذلك ما رواه الشاسي في مسنده عن أبي العجفاء السلمي قال: (قيل لعمر:
لو عهدتَ يا أمير المؤمنين! قال: لو أدركت أبا عبيدة ثم وليته ثم قدمت على ربي
فقال لي: لِمَ استخلفته؟ لقلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: «لكل أمة أمين،
وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة» ولو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته، فقدمت على
ربي لقلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: «خالد سيف من سيوف الله سلَّه الله على
المشركين») [22].
2 - ما ذكره سيف بن عمر من أن عمر - رضي الله عنه - لما رأى زوال
ما كان يخشاه من افتتان الناس بخالد - رضي الله عنه -؛ عزم على أن يوليه بعد
أن يرجع من الحج، ولكن القدر سبق إلى خالد - رضي الله عنه - فتوفي قبل ذلك
[23].
3 - أن عمر أمر أبا عبيدة أن يستشير خالداً - رضي الله عنهم أجمعين -
في أمور الحرب حتى بعد عزله [24]؛ فلو كان في نفس عمر شيء على خالد -
رضي الله عنهما - لما جعله مستشاراً لأبي عبيدة - رضي الله عنه -.
4 - أن خالداً لما حضرته الوفاة أوصى لعمر - رضي الله عنهما -، وتولى
عمر وصيته [25]، وهذا يدل على المحبة بينهما؛ لأن الشخص لا يوصي إلا لمن
يحب ويثق في أمانته وحزمه وورعه، والوصي لا يقبل تولي وصية إلا من يحب؛
لأن في تنفيذها جهداً ومشقة.
5 - تزكية خالد لعمر عند أبي الدرداء - رضي الله عنهم - وإخباره بأن
عمر باب مغلق دون الفتن والمنكرات؛ فقد قال خالد لأبي الدرداء - رضي الله
عنهما -: «والله يا أبا الدرداء! لئن مات عمر لترين أموراً تنكرها» [26].
وفي المسند أن رجلاً قال لخالد - رضي الله عنه -: «يا أبا سليمان! اتق
الله؛ فإن الفتن قد ظهرت. فقال: وابن الخطاب حي؟ إنما تكون بعده» [27].
فلو كان خالد يعلم أن عمر إنما عزله لهوى في نفسه وليس لمصلحة رآها؛ فهل
كان سيزكيه هذه التزكية العظيمة؟!
6 - تأثر عمر بموت خالد - رضي الله عنهما - ورثاؤه له، ومدحه بما
يستحقه، ومن كان في نفسه شيء لا يفعل ذلك. روى ثعلبة بن أبي مالك: أن
خالداً لما مات، استرجع عمر مراراً ونكس، وأكثر الترحم عليه، وقال: «كان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/145)
والله سدَّاداً لنحر العدو، ميمون النقيبة، فقال علي: لِمَ عزلته؟ قال: عزلته لبذله
المال لأهل الشرف وذوي اللسان. قال: فكنت عزلته عن المال، وتتركه على
الجند! قال: لم يكن ليرضى! قال: فهلاَّ بلوته!» [28].
ونقل الحافظ عن محمد بن إسحاق قال: «لما مات خالد بن الوليد خرج عمر
في جنازته فإذا أمه تندبه وتقول:
أنت خير من ألف ألف من القوم إذا ما كنتَ في وجوه الرجال
قال: فقال عمر: صدقتِ والله، إن كان كذلك!» [29].
وروى إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه موسى قال: «خرجت مع أبي
طلحة إلى مكة مع عمر، فبينا نحن نحط رواحلنا إذ أتى الخبر بوفاة خالد، فصاح
عمر: يا أبا محمد! يا طلحة! هلك أبو سليمان، هلك خالد بن الوليد ... » [30].
ونقل الحافظ أن خالداً - رضي الله عنه - لما جُهِّزَ بكته البواكي، فقيل لعمر:
«ألا تنهاهن؟ فقال: وما على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان ما لم يكن نقعاً
ولا لقلقة» [31].
فهذه الروايات الكثيرة تثبت مدى محبة الصحابة بعضهم لبعض - رضي الله
عنهم -، كما تثبت أن عزل عمر لخالد - رضي الله عنهما - كان اجتهاداً رأى فيه
عمر مصلحة الأمة، ولم يكن لهذا العزل تأثير على بقاء المحبة والألفة بينهما إلى
أن مات خالد فتولى عمر وصيته، والله أعلم.
________________________
(*) رئيس تحرير مجلة الجندي المسلم.
(1) الصارم المسلول (3/ 1087 - 1088).
(2) المصدر السابق.
(3) رواه أبو داود، رقم (4833)، والترمذي، رقم (2379)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(4) الكفاية للخطيب (49)، وتهذيب الكمال (19/ 96).
(5) البداية والنهاية (7/ 76).
(6) السياسة الشرعية (1/ 18)، وانظر: مجموع الفتاوى (28/ 258).
(7) انظر: البداية والنهاية (6/ 241).
(**) ذمَّره: حضه وشجعه.
(8) البداية والنهاية: (6/ 242).
(9) قال ابن قتيبة: (ميلغة الكلب: الظرف الذي يلغ فيه الكلب إذا شرب، وأراد: أنه أعطاهم قيمة
كل ما ذهب لهم حتى ميلغة الكلب التي لا قدر لها ولا ثمن؛ لأن الكلب إنما يولغ في قطعة من صحفة
أو جفنة قد انكسرت) اهـ، غريب الحديث، لابن قتيبة (2/ 142)، وانظر: النهاية، لابن الأثير (5/
225).
(10) انظر: سيرة ابن هشام (5/ 95 - 96)، والاستيعاب (2/ 428)، وطبقات ابن سعد (2/ 148)،
والحديث أخرجه البخاري، رقم (7189) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
(11) فتح الباري (13/ 193 - 194).
(12) انظر: البداية والنهاية (6/ 241 - 242).
(13) الإصابة (3/ 73).
(14) الإصابة (3/ 74).
(15) البداية والنهاية (7/ 80).
(16) المسند (375/ 3)، ورواه النسائي في السنن الكبرى، رقم (8283)، و البيهقي (3/ 475)،
و الطبراني في الكبير (22/ 298 - 299) برقم: (760 - 761)، قال الهيثمي في الزوائد (9/ 349):
(رواه أحمد والطبراني بنحوه، ورجالهما ثقات).
(17) البداية والنهاية (7/ 81).
(18) البداية والنهاية (7/ 93).
(19) سير أعلام النبلاء (1/ 378).
(20) الفصل في الملل والنحل (4/ 148).
(21) رواه أحمد (4/ 126 - 127)، و أبو داود، رقم (4607)، و الترمذي وقال: حسن صحيح،
رقم (2676)، و ابن ماجه، رقم (44)، وصححه ابن حبان، رقم 5، و الحاكم ووافقه الذهبي (1/
95).
(22) سير أعلام النبلاء (1/ 373).
(23) انظر: الإصابة (8/ 98).
(24) انظر: البداية والنهاية (7/ 67).
(25) انظر: السير (1/ 382)، والإصابة (3/ 74).
(26) السير (1/ 382).
(27) رواه أحمد (90/ 4)، والطبراني في الكبير (3841)، والأوسط (8474).
(28) السير (1/ 383)، والبداية والنهاية (7/ 117).
(29) الإصابة (13/ 112).
(30) السير (1/ 382)، والإصابة بنحوه (3/ 47).
(31) الإصابة (13/ 112) النقع: وضع التراب على الرؤوس، واللقلقة: رفع الصوت بالبكاء،
وورد بنحوه عن أبي وائل عند الحاكم (3/ 297)، و ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 169)، وعلقه
البخاري في صحيحه، وقال الحافظ في الفتح (1/ 161): (وصله المصنف في التاريخ الأوسط)،
وانظر: التاريخ الأوسط (33)، والتاريخ الصغير (1/ 46).
((مجلة البيان ـ العدد [198] صـ 102 صفر 1425 ـ أبريل 2004))
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:53 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم(139/146)
لماذا عزل عمر خالداً رضي الله عنهما/إبراهيم بن محمد الحقيل
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 11 - 04, 02:42 م]ـ
دراسات في السيرة والتاريخ
لماذا عزل عمر خالداً
رضي الله عنهما
إبراهيم بن محمد الحقيل
مقام الصحابة - رضي الله عنهم - مقام جليل عند الله تعالى؛ فقد اختارهم
من بين العالمين لصحبة أفضل المرسلين، وخاتم النبيين عليه الصلاة والسلام،
وأقام الله تعالى على أيديهم الدين الحنيف في ربوع الأرض؛ فلهم من المنزلة عند
الله تعالى ما ليس لغيرهم - خلا النبيين والمرسلين عليهم السلام -، فرضي الله
عنهم ورضوا عنه؛ كما قال الله سبحانه:] وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ
وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ [(التوبة: 100).
ولهم من المنزلة عند الموحدين من المسلمين ما ليس لغيرهم؛ فهم يعرفون لهم
فضلهم ومكانتهم التي بوَّأهم الله تعالى إياها، فيحبونهم ويوالونهم، ويبغضون من
أبغضهم، ويعادون من عاداهم.
ومحبة المؤمنين للصحابة - رضي الله عنهم - هي جزء من محبتهم للرسول
صلى الله عليه وسلم، كما أن بغض أهل الضلال من الكفار والمنافقين والمبتدعة
للصحابة - رضي الله عنهم - هو جزء من بغضهم للنبي صلى الله عليه وسلم
قصدوا ذلك أم لم يقصدوه، علموه أم جهلوه. قال ابن مسعود - رضي الله عنه -:
«اعتبروا الناس بأخدانهم» [1]، وقال الإمام مالك - رحمه الله تعالى -: «إنما
هؤلاء قوم أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك؛ فقدحوا في
أصحابه حتى يقال: رجل سوء؛ ولو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين»
[2].
وبغض الصحابة - رضي الله عنهم - وانتقاصهم هو في واقع الأمر بغض
للدين وانتقاص له من وجهين:
الوجه الأول: أنهم على دين النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهم أصحابه
وأخلاؤه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «المرء على دين خليله فلينظر
أحدكم من يخالل» [3]؛ فدينهم هو دين النبي صلى الله عليه وسلم، وانتقاصهم هو
انتقاص لدينهم.
الوجه الثاني: أنهم حَمَلَةُ الدين وناقلوه إلينا. قال أبو زرعة الرازي - رحمه
الله تعالى -: «إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق،
والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح أوْلى بهم
وهم زنادقة» [4].
ومن أعظم ما يزهِّد الناس في شريعة الله تعالى القدح في نَقَلَتها، وقد رأينا
كيف أن أعداء الإسلام من مستشرقين حاقدين، ومنافقين مندسين لا يجترئون على
القدح المباشر في الشريعة؛ لئلا يثيروا الناس، ولكيلا ينفِّروا من أقوالهم
وطروحاتهم المتزندقة، يعمدون إلى غمز الصحابة - رضي الله عنهم - ولمزهم،
وإبراز الروايات المنكرة والموضوعة، واختزال التاريخ الإسلامي كله فيها، ومن
ثم تقديمها للناس على أنها خلاصة تاريخ المسلمين، وواقع السابقين من الصحابة
والتابعين، والأئمة المهديين، والقادة المجاهدين، على شكل قصص أو روايات،
أو دراسات تاريخية، أو ما أشبه ذلك. وكثيراً ما تُقَدَّم هذه الكتابات الطاعنة في
الصحابة - رضي الله عنهم - في قالب يزعم أصحابه الحيادية والموضوعية
التاريخية، ويدَّعون أنهم ينطلقون في كتاباتهم عن الصحابة - رضي الله عنهم -
من فراغ عن أي خلفيات فكرية مترسبة قد تؤثر بالحكم سلباً أو إيجاباً على
الروايات المنقولة عنهم. والمقصود من هذه المقدمات التي يقدمونها في كتاباتهم
الطاعنة في خير البشر بعد النبيين إكساب القارئ الطمأنينة فيما يكتبون، وجعل
أنفسهم محل ثقته وقبوله.
ولا خير فيمن يكتب عن رجالات الأمة الفضلاء وهو يعلن عدم انحيازه لهذه
الأمة؛ بل اتخذ بديلاً عنهم أعداء الإسلام من المستشرقين والمبتدعة، فانحاز إليهم
بفكره وقلمه، ثم إذا هو يزعم الموضوعية والحياد فيما يكتب، وكاد المريب أن
يقول: خذوني!!
وخلال سنوات مضت وقفت على كتابات عدة من مقالات ودراسات وقصص
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/147)
تبرز مسألة عزل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لخالد بن الوليد - رضي الله
عنهما - عن قيادة الجيوش، وتُسلِّط الأضواء على روايات ونقول لا تليق بمقام
الصحابة الجليل، وتتغافل عن المتواتر من المنقول الذي يُظهر حقيقة ما كانوا عليه
من الإيمان والتقوى والورع والتجرد في أقوالهم وأفعالهم؛ رضي الله عنهم
وأرضاهم.
وراح كثير منهم ينسج جملة من الأوهام والترهات المستندة إلى روايات منكرة
باطلة، ويزيدون عليها ألف كذبة من ترهات عقولهم المريضة، وأحقادهم الدفينة،
شأنهم شأن الكهان، ثم سمعت عمن يتناقل شيئاً من ذلك عبر الفضائيات في
حوارات وندوات.
وليس الأمر كما ذكر المفتونون في دينهم، المخذولون بالقَدْح في الصحابة
- رضي الله عنهم -؛ إذ إن الأمر لا يعدو أن يكون اجتهاداً رأى فيه الفاروق مصلحة
المسلمين، وكان هذا الاجتهاد من عمر - رضي الله عنه - نتيجة لأعمال عملها
خالد - رضي الله عنه - كان مجتهداً فيها أيضاً، أصاب في بعضها وأخطأ في
بعضها، وكلاهما - رضي الله عنهما - بين أجر وأجرين.
* أسباب عزل عمر لخالد - رضي الله عنهما -:
اختلف أهل السير والمغازي في السبب الذي جعل عمر يعزل خالداً عن قيادة
الجيوش، وحاصل ما ذكروا أسباب ثلاثة:
السبب الأول: أن عزله كان بسبب شدته، وكان عمر - رضي الله عنه -
شديداً؛ فما أراد أن يكون الخليفة شديداً وقائد الجيوش كذلك. وكان أبو بكر
- رضي الله عنه - ليناً فناسب أن يكون قائد جنده شديداً، فلما ولي عمر عزل
خالداً وولَّى أبا عبيدة، وكان أبو عبيدة ليناً، فناسب مع أبي بكر ولينه خالد وشدته،
وناسب مع عمر وشدته أبو عبيدة ولينه، رضي الله عنهم.
قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -: «فلما انتهت الخلافة إلى عمر عزل
خالداً وولَّى أبا عبيدة بن الجراح، وأمره أن يستشير خالداً؛ فجمع للأمة بين أمانة
أبي عبيدة وشجاعة خالد» [5].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: «وهكذا أبو بكر خليفة
رسول الله صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنه - ما زال يستعمل خالداً في حرب
أهل الردة، وفي فتوح العراق و الشام، وبدت منه هفوات كان له فيها تأويل، وقد
ذكر له عنه أنه كان له فيها هوى، فلم يعزله من أجلها بل عاتبه عليها؛ لرجحان
المصلحة على المفسدة في بقائه، وأن غيره لم يكن يقوم مقامه؛ لأن المتولي الكبير
- أي الخليفة - إذا كان خُلُقه يميل إلى اللين فينبغي أن يكون خُلُق نائبه يميل إلى
الشدة، وإذا كان خلقه يميل إلى الشدة فينبغي أن يكون خلق نائبه يميل إلى اللين؛
ليعتدل الأمر؛ ولهذا كان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يُؤثر استنابة خالد،
وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يؤثر عزل خالد واستنابة أبي عبيدة بن
الجراح - رضي الله عنه -؛ لأن خالداً كان شديداً كعمر بن الخطاب، وأبا عبيدة
كان ليناً كأبي بكر، وكان الأصلح لكل منهما أن يتولى من ولاه ليكون أمره معتدلاً»
[6].
ويؤيد ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية أن عمر - رضي الله عنه - لما كان
يسعى إلى عزل خالد أيام أبي بكر - رضي الله عنه - كان يقول: «اعزله؛ فإن
في سيفه رهقاً، فقال أبو بكر: لا أشيم - أي لا أغمد - سيفاً سلَّه الله على الكفار»
[7].
قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -: «والمقصود أنه لم يزل عمر بن
الخطاب - رضي الله عنه - يحرِّض الصديق ويذمِّره [**] على عزل خالد عن
الإمرة، ويقول: إن في سيفه لرهقاً؛ حتى بعث الصديق إلى خالد بن الوليد فقدم
عليه المدينة، وقد لبس درعه التي من حديد، وقد صدئ من كثرة الدماء .... »
إلخ [8].
ويشهد لشدة خالد أيضاً قتله للأسرى لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى
بني جذيمة؛ فقتل الأسرى الذين قالوا: صبأنا صبأنا، ولم يحسنوا أن يقولوا:
أسلمنا. فَوَدَاهم النبي صلى الله عليه وسلم حتى رد إليهم ميلغة الكلب [9]، ورفع
يديه، وقال: «اللهم! إني أبرأ إليك مما صنع خالد» [10].
قال الخطابي - رحمه الله تعالى -: «الحكمة في تبرُّئه صلى الله عليه وسلم
من فعل خالد مع كونه لم يعاقبه على ذلك لكونه مجتهداً أن يعرف أنه لم يأذن له في
ذلك، خشية أن يعتقد أحد أنه كان بإذنه، ولينزجر غير خالد بعد ذلك عن مثل فعله»
ا هـ. ملخصاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/148)
وقال ابن بطال - رحمه الله تعالى -: «الإثم وإن كان ساقطاً عن المجتهد
في الحكم إذا تبين أنه بخلاف جماعة أهل العلم، لكن الضمان لازم للمخطئ عند
الأكثر؛ مع الاختلاف: هل يلزم ذلك عاقلة الحاكم أم بيت المال؟»، قال الحافظ
ابن حجر متعقباً قول ابن بطال - رحمهما الله تعالى -: «والذي يظهر أن التبرؤ
من الفعل لا يستلزم إثم فاعله ولا إلزامه الغرامة؛ فإن إثم المخطئ مرفوع وإن كان
فعله ليس بمحمود» [11].
وكذلك قتله - رضي الله عنه - لمالك بن نويرة اليربوعي، وملخص خبره:
أن مالكاً صانع سَجَاحاً التميمية التي ادعت النبوة، ثم ندم مالك على ما كان منه،
وقصد خالد البطاح وعليها مالك، فبث خالد السرايا في البطاح يدعون الناس،
فاستقبله أمراء بني تميم بالسمع والطاعة، وبذلوا الزكوات، إلا ما كان من مالك بن
نويرة فإنه متحير في أمره، متنحٍّ عن الناس، فجاءته السرايا فأسروه وأسروا معه
أصحابه، واختلفت فيهم السرية؛ فشهد أبو قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري أنهم
أقاموا الصلاة، وقال آخرون: إنهم لم يؤذِّنوا ولا صلوا، فيقال: إن الأسارى باتوا
في كبولهم في ليلة باردة شديدة البرد، فنادى منادي خالد أن دفئوا أسراكم، فظن
القوم أنه أراد القتل فقتلوهم ... فلما بلغ ذلك خالداً قال: إذا أراد الله أمراً أصابه.
وقيل: إن خالداً استدعى مالك بن نويرة فأنبه على ما صدر منه من متابعة سجاح،
وعلى منعه الزكاة، وقال: ألم تعلم أنها قرينة الصلاة؟ فقال مالك: إن صاحبكم
كان يزعم ذلك. فقال: أهو صاحبنا وليس بصاحبك؟! يا ضرار! اضرب عنقه،
فضُربت عنقه، وأمر برأسه فجعل مع حجرين وطبخ على الثلاثة قدراً، فأكل خالد
من القدر تلك الليلة؛ ليرهب بذلك الأعراب من المرتدة وغيرهم. واعتذر خالد من
فعلته تلك بمالك لأبي بكر لما استدعاه، فعذره أبو بكر، وتجاوز عنه ما كان منه
في ذلك، وودى مالك بن نويرة [12].
السبب الثاني: أن عمر - رضي الله عنه - عزل خالداً - رضي الله عنه -
لما كان ينفق من أموال الغنائم دون الرجوع إلى الخليفة، كما روى الزبير بن بكار
- رحمه الله تعالى - قال: «كان خالد إذا صار إليه المال قسمه في أهل الغنائم،
ولم يرفع إلى أبي بكر حساباً، وكان فيه تَقَدُّمٌ على أبي بكر، يفعل أشياء لا يراها
أبو بكر».
ونقل الزبير بن بكار عن مالك بن أنس قوله: «قال عمر لأبي بكر: اكتب
إلى خالد لا يعطي شيئاً إلا بأمرك. فكتب إليه بذلك، فأجابه خالد: إما أن تدعني
وعملي، وإلا فشأنك بعملك. فأشار عليه عمر بعزله، فقال أبو بكر: فمن يجزئ
عني جزاء خالد؟ قال عمر: أنا. قال: فأنت. فتجهز عمر حتى أنيخ الظهر في
الدار، فمشى أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أبي بكر فقالوا: ما شأن
عمر يخرج وأنت محتاج إليه؟ وما بالك عزلت خالداً وقد كفاك؟ قال: فما أصنع؟
قالوا: تعزم على عمر فيقيم، وتكتب إلى خالد فيقيم على عمله. ففعل، فلما
تولّى عمر كتب إلى خالد أن لا تعطِ شاة ولا بعيراً إلا بأمري، فكتب إليه خالد بمثل
ما كتب إلى أبي بكر. فقال عمر: ما صدقتُ اللهَ إن كنت أشرت على أبي بكر
بأمر فلم أنفذه. فعزله، ثم كان يدعوه إلى أن يعمل فيأبى إلا أن يخليه يفعل ما يشاء،
فيأبى عمر» [13].
ويؤيد ذلك ما نُقل عن عمر من قوله: «إني ما عتبت على خالد إلا في تقدمه،
وما كان يصنع في المال» [14].
وذكر الحافظ ابن كثير ذلك فقال: «وقيل: عزله؛ لأنه أجاز الأشعث بن
قيس بعشرة آلاف، حتى إن خالداً لما عُزل ودخل على عمر سأله: من أين لك هذا
اليسار الذي تجيز منه بعشرة آلاف؟ فقال: من الأنفال والسهمان» [15].
ويؤيده ما رواه الإمام أحمد بسند جيد، أن عمر - رضي الله عنه - اعتذر
من الناس في الجابية فقال: «وإني أعتذر إليكم من خالد بن الوليد: إني أمرته أن
يحبس هذا المال على ضَعَفَة المهاجرين فأعطاه ذا البأس وذا الشرف وذا اللَّسَانة،
فنزعته وأمَّرت أبا عبيدة» [16].
السبب الثالث: أن عمر عزل خالداً - رضي الله عنهما - خشية افتتان الناس
به؛ فإن خالداً - رضي الله عنه - ما هُزم له جيش لا في الجاهلية ولا في الإسلام،
وقد جمع الله تعالى له بين الشجاعة والقوة والرأي والمكيدة في الحرب، وحسن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/149)
التخطيط والتدبير والعمل فيها، وقلَّ أن تجتمع هذه الصفات في شخص واحد.
ويدل على ذلك ما يلي:
1 - أن عمر - رضي الله عنه - كتب إلى الأمصار: «إني لم أعزل خالداً
عن سخطة ولا خيانة، ولكن الناس فُتنوا به فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع»
[17].
2 - ما رواه سيف بن عمر أن عمر - رضي الله عنه - قال حين عزل
خالداً عن الشام، و المثنى بن الحارثة عن العراق: «إنما عزلتهما ليعلم الناس أن
الله تعالى نصر الدين لا بنصرهما، وأن القوة لله جميعاً» [18].
3 - قول ابن عون: «ولي عمر فقال: لأنزعنَّ خالداً حتى يُعلم أن الله
تعالى إنما ينصر دينه. يعني بغير خالد» [19].
فقد يكون عزله لسبب من هذه الأسباب، أو لها مجتمعة، ورأى عمر
- رضي الله عنه - المصلحة في عزله.
وأما تَقَدُّمُ خالدٍ على الخليفة، ودفعه للأموال دون مراجعته فقد كان اجتهاداً منه
- رضي الله عنه -، ولعله رأى تأليف قلوب من يعطيهم، ولا سيما أنه كان
- رضي الله عنه - خبيراً بالحرب، عارفاً بمكايد عدوه، فلا يُظن به إلا أن يعطي
من ينتفع الإسلام بإعطائه، أو يكفي الإسلام شره. وكذلك شدته كانت للإسلام
ونصرته، أراد أن يُرهب أعداء الله تعالى من المشركين والمرتدين، وقد أخطأ في
بعض اجتهاداته؛ فهو معذور مأجور، لا يُقر على خطئه، ولا يؤثّم في اجتهاده؛
وهذا عين ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لم يقره على فعله ببني جذيمة،
ولم يؤثمه أو يعاقبه، وكذلك فعل الصديق - رضي الله عنه -؛ فإنه عاتبه على
اجتهاداته الخاطئة لكنه لم يعزله أو يؤثمه؛ بخلاف عمر - رضي الله عنه - الذي
أداه اجتهاده في خالد إلى عزله وتولية أبي عبيدة، رضي الله عنهم أجمعين.
شبهٌ والرد عليها:
وقد نقل بعض المؤرخين بعض الروايات التي يُشم منها رائحة اتهام الصحابة
- رضي الله عنهم - بالهوى، وأن عزل عمر لخالد - رضي الله عنهما - كان
لهوى في نفسه، وكراهية لخالد، ويذكرون قصة مصارعة قديمة بين خالد وعمر
- رضي الله عنهما - وفيها: أن خالداً صرع عمر وكسر رجله، فحملها عمر في
نفسه، فلما تولى الخلافة عزله ... إلخ.
وهذه النقول وما أشبهها باطلة من وجوه عدة، منها:
أولاً: أن الأصل في الصحابة - رضي الله عنهم - سلامة صدور بعضهم
على بعض؛ كما وصفهم الله تعالى بذلك في قوله سبحانه في وصف أهل الحديبية:
] أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ [(الفتح: 29)، وعمر - رضي الله عنه -
من أهل الحديبية؛ فكيف يكون في صدره شيء على مؤمن مجاهد كخالد - رضي
الله عنه -؟
وقال سبحانه في وصف التابعين للصحابة بإحسان:] وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ
بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ
لِّلَّذِينَ آمَنُوا [(الحشر: 10)، فإذا كان هذا الوصف في التابعين فالصحابة أوْلى
به، ولا سيما مَنْ كان من المهاجرين السابقين كعمر بن الخطاب - رضي الله
عنه -، والقادة المجاهدين كخالد بن الوليد - رضي الله عنه -.
فلا يُترك هذا الأصل المتين لمجرد روايات تاريخية يتناقلها القصاص
والإخباريون ليس لها خطام ولا زمام.
قال ابن حزم - رحمه الله تعالى -: «فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما
في قلوبهم، ورضي الله عنهم، وأنزل السكينة عليهم؛ فلا يحل لأحد التوقف في
أمرهم أو الشك فيهم البتة» [20].
ثانياً: أن من المستفيض المتواتر أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
من أنصح الناس للأمة، وزهده وعدله وسيرته تنضح بالأمثلة والشواهد الكثيرة
على ذلك، وليس هذا مقام عرضها وسردها، فلا يُظن به وهو الناصح الأمين الذي
كان يتفقد أحوال الرعية أن يغش الأمة، ويعزل قائداً هي محتاجة إليه لولا أنه رأى
المصلحة تقتضي ذلك، وليس لنفسه أي حظ من ذلك.
ثالثاً: أن عمر - رضي الله عنه - من كبار الصحابة، ومن الخلفاء
الراشدين المهديين الذين أُمرت الأمّة كلها على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم
باتباع سُنَّتهم، واقتفاء سيرتهم؛ وذلك في قوله عليه الصلاة والسَّلام: «فعليكم
بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ» [21].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/150)
فلو كان عمر - رضي الله عنه - صاحب هوى، يقدّم هواه على مصلحة
الأمة؛ فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يزكيه، ويأمر الأمة باتباع سنته؟!
وهل يقره الله تعالى على هذه التزكية؟! فهذا مما يدل على بطلان هذه الروايات
التاريخية التي فيها نيل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وينبغي لكل مسلم قرأ قصة، أو اطلع على خبر لا يليق بالصحابة - رضي
الله عنهم - أن لا يقبله ويسلِّم به ابتداءً؛ بل يرجع إلى النصوص الثابتة في الكتاب
والسنة ويقضي بها على هذه الروايات التي غالباً ما تكون منقولة عن أهل البدع
والضلالات، أو في أسانيدها مجاهيل لا يُعرفون، أو مناكير لا يُقبَلون، أو كانت
بلا أسانيد. فمن سار على هذه الطريقة كان منهجه صواباً؛ لأنه قدَّم الثابت من
المنقول على غير الثابت.
ولا يلزم من هذا التأصيل الحكم بعصمة الصحابة - رضي الله عنهم -؛ بل
هم بشر يجتهدون فيصيبون ويخطئون، وهم أقرب إلى الصواب من غيرهم، ولا
سيما مَنْ كان من السابقين منهم إلى الإسلام. بيدَ أن تلك التهمة التي اتهم بها عمر
- رضي الله عنه - يلزم منها خيانة الأمة، وتقديم هوى النفس على المصلحة
العامة، وحرمان المسلمين من قائد ما نُكِّست له راية!! وهذا الاتهام غير مقبول في
الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
رابعاً: أن الروايات التاريخية المستفيضة تدل على أن خالداً - رضي الله
عنه - كان مجتهداً في أفعاله التي لم يرضها الصديق ولا الفاروق - رضي الله
عنهما -، كما تدل على اجتهاد عمر في عزله لتحقيق مصلحة أكبر من مصلحة
بقائه قائداً. وتدل أيضاً على دوام المحبة بينهما حتى بعد العزل، وهذه الروايات
تدحض كل ما ينقل مما فيه اتهام لعمر - رضي الله عنه - بالهوى.
ومن تلكم الروايات سوى ما ذكرته سابقاً ما يلي:
1 - أن عمر - رضي الله عنه - كان عازماً على تولية خالد - رضي الله
عنه - الخلافة من بعده، ومعلوم أن منصب الخلافة أعظم من مجرد قيادة الجيوش
في الشام؛ ولكن خالداً - رضي الله عنه - توفي قبل وفاة عمر - رضي الله عنه -؛
ودليل ذلك ما رواه الشاسي في مسنده عن أبي العجفاء السلمي قال: (قيل لعمر:
لو عهدتَ يا أمير المؤمنين! قال: لو أدركت أبا عبيدة ثم وليته ثم قدمت على ربي
فقال لي: لِمَ استخلفته؟ لقلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: «لكل أمة أمين،
وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة» ولو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته، فقدمت على
ربي لقلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: «خالد سيف من سيوف الله سلَّه الله على
المشركين») [22].
2 - ما ذكره سيف بن عمر من أن عمر - رضي الله عنه - لما رأى زوال
ما كان يخشاه من افتتان الناس بخالد - رضي الله عنه -؛ عزم على أن يوليه بعد
أن يرجع من الحج، ولكن القدر سبق إلى خالد - رضي الله عنه - فتوفي قبل ذلك
[23].
3 - أن عمر أمر أبا عبيدة أن يستشير خالداً - رضي الله عنهم أجمعين -
في أمور الحرب حتى بعد عزله [24]؛ فلو كان في نفس عمر شيء على خالد -
رضي الله عنهما - لما جعله مستشاراً لأبي عبيدة - رضي الله عنه -.
4 - أن خالداً لما حضرته الوفاة أوصى لعمر - رضي الله عنهما -، وتولى
عمر وصيته [25]، وهذا يدل على المحبة بينهما؛ لأن الشخص لا يوصي إلا لمن
يحب ويثق في أمانته وحزمه وورعه، والوصي لا يقبل تولي وصية إلا من يحب؛
لأن في تنفيذها جهداً ومشقة.
5 - تزكية خالد لعمر عند أبي الدرداء - رضي الله عنهم - وإخباره بأن
عمر باب مغلق دون الفتن والمنكرات؛ فقد قال خالد لأبي الدرداء - رضي الله
عنهما -: «والله يا أبا الدرداء! لئن مات عمر لترين أموراً تنكرها» [26].
وفي المسند أن رجلاً قال لخالد - رضي الله عنه -: «يا أبا سليمان! اتق
الله؛ فإن الفتن قد ظهرت. فقال: وابن الخطاب حي؟ إنما تكون بعده» [27].
فلو كان خالد يعلم أن عمر إنما عزله لهوى في نفسه وليس لمصلحة رآها؛ فهل
كان سيزكيه هذه التزكية العظيمة؟!
6 - تأثر عمر بموت خالد - رضي الله عنهما - ورثاؤه له، ومدحه بما
يستحقه، ومن كان في نفسه شيء لا يفعل ذلك. روى ثعلبة بن أبي مالك: أن
خالداً لما مات، استرجع عمر مراراً ونكس، وأكثر الترحم عليه، وقال: «كان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/151)
والله سدَّاداً لنحر العدو، ميمون النقيبة، فقال علي: لِمَ عزلته؟ قال: عزلته لبذله
المال لأهل الشرف وذوي اللسان. قال: فكنت عزلته عن المال، وتتركه على
الجند! قال: لم يكن ليرضى! قال: فهلاَّ بلوته!» [28].
ونقل الحافظ عن محمد بن إسحاق قال: «لما مات خالد بن الوليد خرج عمر
في جنازته فإذا أمه تندبه وتقول:
أنت خير من ألف ألف من القوم إذا ما كنتَ في وجوه الرجال
قال: فقال عمر: صدقتِ والله، إن كان كذلك!» [29].
وروى إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه موسى قال: «خرجت مع أبي
طلحة إلى مكة مع عمر، فبينا نحن نحط رواحلنا إذ أتى الخبر بوفاة خالد، فصاح
عمر: يا أبا محمد! يا طلحة! هلك أبو سليمان، هلك خالد بن الوليد ... » [30].
ونقل الحافظ أن خالداً - رضي الله عنه - لما جُهِّزَ بكته البواكي، فقيل لعمر:
«ألا تنهاهن؟ فقال: وما على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان ما لم يكن نقعاً
ولا لقلقة» [31].
فهذه الروايات الكثيرة تثبت مدى محبة الصحابة بعضهم لبعض - رضي الله
عنهم -، كما تثبت أن عزل عمر لخالد - رضي الله عنهما - كان اجتهاداً رأى فيه
عمر مصلحة الأمة، ولم يكن لهذا العزل تأثير على بقاء المحبة والألفة بينهما إلى
أن مات خالد فتولى عمر وصيته، والله أعلم.
________________________
(*) رئيس تحرير مجلة الجندي المسلم.
(1) الصارم المسلول (3/ 1087 - 1088).
(2) المصدر السابق.
(3) رواه أبو داود، رقم (4833)، والترمذي، رقم (2379)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(4) الكفاية للخطيب (49)، وتهذيب الكمال (19/ 96).
(5) البداية والنهاية (7/ 76).
(6) السياسة الشرعية (1/ 18)، وانظر: مجموع الفتاوى (28/ 258).
(7) انظر: البداية والنهاية (6/ 241).
(**) ذمَّره: حضه وشجعه.
(8) البداية والنهاية: (6/ 242).
(9) قال ابن قتيبة: (ميلغة الكلب: الظرف الذي يلغ فيه الكلب إذا شرب، وأراد: أنه أعطاهم قيمة
كل ما ذهب لهم حتى ميلغة الكلب التي لا قدر لها ولا ثمن؛ لأن الكلب إنما يولغ في قطعة من صحفة
أو جفنة قد انكسرت) اهـ، غريب الحديث، لابن قتيبة (2/ 142)، وانظر: النهاية، لابن الأثير (5/
225).
(10) انظر: سيرة ابن هشام (5/ 95 - 96)، والاستيعاب (2/ 428)، وطبقات ابن سعد (2/ 148)،
والحديث أخرجه البخاري، رقم (7189) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
(11) فتح الباري (13/ 193 - 194).
(12) انظر: البداية والنهاية (6/ 241 - 242).
(13) الإصابة (3/ 73).
(14) الإصابة (3/ 74).
(15) البداية والنهاية (7/ 80).
(16) المسند (375/ 3)، ورواه النسائي في السنن الكبرى، رقم (8283)، و البيهقي (3/ 475)،
و الطبراني في الكبير (22/ 298 - 299) برقم: (760 - 761)، قال الهيثمي في الزوائد (9/ 349):
(رواه أحمد والطبراني بنحوه، ورجالهما ثقات).
(17) البداية والنهاية (7/ 81).
(18) البداية والنهاية (7/ 93).
(19) سير أعلام النبلاء (1/ 378).
(20) الفصل في الملل والنحل (4/ 148).
(21) رواه أحمد (4/ 126 - 127)، و أبو داود، رقم (4607)، و الترمذي وقال: حسن صحيح،
رقم (2676)، و ابن ماجه، رقم (44)، وصححه ابن حبان، رقم 5، و الحاكم ووافقه الذهبي (1/
95).
(22) سير أعلام النبلاء (1/ 373).
(23) انظر: الإصابة (8/ 98).
(24) انظر: البداية والنهاية (7/ 67).
(25) انظر: السير (1/ 382)، والإصابة (3/ 74).
(26) السير (1/ 382).
(27) رواه أحمد (90/ 4)، والطبراني في الكبير (3841)، والأوسط (8474).
(28) السير (1/ 383)، والبداية والنهاية (7/ 117).
(29) الإصابة (13/ 112).
(30) السير (1/ 382)، والإصابة بنحوه (3/ 47).
(31) الإصابة (13/ 112) النقع: وضع التراب على الرؤوس، واللقلقة: رفع الصوت بالبكاء،
وورد بنحوه عن أبي وائل عند الحاكم (3/ 297)، و ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 169)، وعلقه
البخاري في صحيحه، وقال الحافظ في الفتح (1/ 161): (وصله المصنف في التاريخ الأوسط)،
وانظر: التاريخ الأوسط (33)، والتاريخ الصغير (1/ 46).
((مجلة البيان ـ العدد [198] صـ 102 صفر 1425 ـ أبريل 2004))
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:53 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 06:27 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[17 - 11 - 06, 09:49 م]ـ
شكرا لكم
ـ[فهد الخالد]ــــــــ[26 - 12 - 06, 10:41 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[27 - 12 - 06, 12:41 ص]ـ
ان العين لتدمع وانا القلب ليحزن ولانقول الا ميرضي الله عز وجل انالله وانا اليه راجعون
والله هذا الكلام الطيب والدفاع عن عرض اشرف الناس عاشو علي هذه الارض لجهاد عظيم
وقول سديد وعمل صالح شريف اسأل الله ان ينفعك به ويعظم اجرك
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وجعله الله في ميزان حسنتك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/152)
ـ[عادل المامون]ــــــــ[01 - 01 - 07, 03:18 ص]ـ
ماشاء الله بارك الله فيك اخي الحبيب ونود في هدا القسم زيادة المقالات مثل هدا النوع لان فيها فائدة شديدة خاصة ممن يهتمون بالرد علي الشبهات من اعداء الاسلام
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[21 - 01 - 07, 08:52 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[30 - 04 - 08, 07:28 م]ـ
شكرا لكم
ـ[فواز الرفاعي]ــــــــ[04 - 05 - 08, 07:44 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا عبد الله ونفع الله بالشيخ إبراهيم فله علي منة لا يكافئها إلا الدعاء له بالمغفرة في سجداتي.
ـ[فيصل الحربي]ــــــــ[07 - 05 - 08, 11:11 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ...
اين نحن من هولاء كيف كانت سيوفهم تضرب اعداء الله بينما الان اعداء الله يقتلون ابنائنا ونسائنا وشيوخنا
ولا حراك للامة
رضي الله عن اصحاب رسول الله
بارك الله فيك اخي
ـ[ابو عبد الرحمن المهاجر]ــــــــ[14 - 05 - 08, 02:03 م]ـ
الحمد لله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي الحبيب،ونفع بك الامة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[20 - 05 - 08, 12:58 م]ـ
أثابك الله تعالى على هذا الموضوع القيم.
ـ[علي الكناني]ــــــــ[22 - 05 - 08, 06:23 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أم مصعب بن عمير]ــــــــ[16 - 03 - 09, 06:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أصلحَ اللهُ شأنك ورفعَ في الصالحينَ قدرك
جزاكِ الله عني الفردوس الأعلى أخى في الله
ورضى الله عن الصحابة أجميعين(139/153)
أحد الأخوة يسأل ما الفرق بين علم الطبقات وعلم التاريخ
ـ[مسك]ــــــــ[20 - 12 - 04, 06:35 م]ـ
1 - ما هو الفرق بين علم التاريخ وعلم الطبقات
2 - ماهو الفرق بين علم طبقات العلماء و طبقات الرواة
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=32079
ـ[أبو فارس الجهني]ــــــــ[21 - 12 - 04, 01:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ...
علم الطبقات هو: "علم يتعلق بتمييز طائفة من الرواة أو العلماء تعاصروا زمناً كافياً وجمعت بينهم علاقة مكانية أو علمية أو قبلية ما " أو قل " الأقوام الذين تقاربوا في السن والإسناد " غير أن الثاني مقتصر على العلاقة الزمنية فقط.
والتعريف الأول أقرب إلى المفهوم الذي عمل به مصنفو كتب الطبقات على اختلاف أنواعها مع أنه لا يخلو من بعض التعميم أو الغموض.
وعليه فأهل العلم ينقسمون بسبب ذلك إلى طبقات متنوعة وذلك حسب العلاقة التي تربطه بكل طبقة.مثلاً في الزمان (الصحابة ثم التابعين ثم أتباع التابعين وهكذا) أو حسب الإتقان والإكثار من الرواية كطبقات تلامذة الزهري ونافع وغيرهم.
وعلم تاريخ الرواة " يبحث في معرفة اسم الراوي كاملاً وكنيته ونسبه ولقبه وتاريخ ولادته وشيوخه ورحلاته وتلامذته وتاريخ وفاته " وأجلُّ كتابٍ صنف في هذا العلم تاريخ الإمام البخاري.
والعلاقة بين العلمين:
أن علم التاريخ يبحث في أمر كل راوٍ على حده، لاستخراج المعلومات الضرورية لمعرفة الراوي، أما علم الطبقات فيستخدم تلك المعلومات التاريخية في تحديد طبقة الراوي ومنزلته، أي في وضعه في إطاره الزماني والمكاني والعلمي اللائق به.
وبعكس ذلك فإن كانت المعلومات التاريخية عن الراوي يسيرة فإن علم الطبقات باستخدام أحاديث الراوي القليلة (عمن يروي تلك الأحاديث ومن يرويها عنه) يساعد في تشكيل صورة تاريخية تقريبية للراوي قد تحدد بلده وزمانه وتغني عن معرفة ولادته وتاريخ وفاته بدقة.
فينبغي أن نلاحظ أن الاشتراك بين علمي التاريخ والطبقات كبير جداً.
وأما الفرق بين طبقات العلماء وطبقات الرواة فهو:
أن طبقات العلماء أخص من طبقات الرواة حيث أنها تقتصر على المشاهير والمكثرين من الحفاظ والنقاد " كالمعين في طبقات المحدثين، وتذكرة الحفاظ للإمام الذهبي " بعكس طبقات الرواة،فإنها تذكر الحفاظ وغيرهم من الرواة " كطبقات ابن سعد".
هذا ما لدي وأتمنى أن أكون قد أفدتك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[مسك]ــــــــ[22 - 12 - 04, 06:44 ص]ـ
جزاكم الله خيراً(139/154)
قالوا عن نبينا وإسلامنا وحضارتنا ... (دعوة إلى المشاركة)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 01:38 ص]ـ
- بسم الله الرحمن الرحيم -
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه أجمعين.
إن ديننا الحنيف قد أثَّر في كثير من كبار العقليات الغربية من أهل الإنصاف، مما جعلهم يجهرون بشهادتهم لنبينا صلى الله عليه وسلم ورسالته إما تصريحا أو إشارة من خلال مدح حضارتنا الإسلامية عبر التاريخ، وهذا على مرأى ومسمع من العالمين، رغم أنف المعاندين والحاقدين، فشهدوا شهادة عدل وإحسان وإن لم يسلموا، لأن الباحث الغربي المنصف لا يملك إلا أن يقف إجلالا لشخصية نبينا ورسالته. بله الذين أسلموا منهم فإن أعدادهم لا تحصى.
مما دعاني إلى أن أذكر بعض ما كتبوه ودونوه فيكون هدية مني لِذَا الملتقى المبارك بأهله، وبفضل الله وعونه، حتى صار حبيبا صعبا فراقه، وسيلا عِلميا عذبا مذاقه، قليله منه يغرق العصابة من الرجال، ونزر يسير من علمه يُمَسِّكُنَا بممدود الحبال. الخُلق الرفيع عند أهله أسّ البنيان، والأدب السامي منهم يروى عطش الظمآن.
فأرجو أن يشاركني المشائخ الأفاضل وطلبة العلم في هذا الموضوع لإثرائه، دونما خروج عن هذا الإطار وبنائه، من غير إسهاب مُمِلّ، ولا تلخيص مُخِل.
وهذا مما دونته خلال قراءاتي القديمة، ومعظم الفقرات لم أكتب رقم الصفحة التي أخذتها منها الفقرة، ومنها ما أخذته نقلا عن كتاب آخر. فتنبه.
فلنبدأ الرحلة على بركة الله:
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 01:48 ص]ـ
يقول مايكل هارت في كتابه "الخالدون مئة" ص13، وقد جعل على رأس المئة سيدَنا محمدا صلى الله عليه وسلم لاقتناعه بأنه هو أفضل شخصية عرفها التاريخ،
يقول:
"لقد اخترت محمدا صلى الله عليه وسلم في أول هذه القائمة، ولا بد أن يندهش كثيرون لهذا الاختيار، ومعهم حق في ذلك، ولكن محمدا عليه السلام هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا على المستوى الديني والدنيوي.
وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا، وبعد 13 سنة من وفاته، فإن أثر محمد عليه السلام ما يزال قويا متجددا.
وأكثر هؤلاء الذين اخترتهم قد ولدوا ونشأوا في مراكز حضارية ومن شعوب متحضرة سياسيا وفكريا، إلا محمدا صلى الله عليه وسلم فهو قد ولد سنة 570 م في مدينة مكة جنوب شبه الجزيرة العربية في منطقة متخلفة من العالم القديم، بعيدة عن مراكز التجارة الحضارة، والثقافة والفن. " وقال ص 18: "ولما كان محمد جبارة، فيمكن أن يقال أيضا إنه أعظم زعيم سياسي عرفه التاريخ"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 01:27 م]ـ
قال يان سامويلسون في كتابه: "الإسلام في السويد":
"إن الإسلام أشدّ حضارية ممّا يظنّه الكثير من المسيحيين و يذهب إلى القول أيضا بأنّ الإسلام هو مدرسة قائمة في حدّ ذاتها وليس الإسلام صورة منسوخة عن المسيحية كما يعتقد كثير من المسيحيين في الغرب."
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[16 - 01 - 05, 01:51 م]ـ
أقوال بعض المستشرقين الذين أعجبوا بالرسول العظيم صلى الله عليه وسلم
(جمعه: ممدوح أبو العلا)
- برناردشو (برناردشو الإنكليزي ولد في مدينة كانيا 1817 ـ 1902 له مؤلف أسماه (محمد)، وقد أحرقته السلطة البريطانية.)
برناردشو إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالداً خلود الأبد، وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا).
إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها.
- السير موير (السير موير الإنكليزي في كتابه (تاريخ محمد).)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/155)
إن محمداً نبي المسلمين لقب بالأمين منذ الصغر بإجماع أهل بلده لشرف أخلاقه وحسن سلوكه، ومهما يكن هناك من أمر فإن محمداً أسمى من أن ينتهي إليه الواصف، ولا يعرفه من جهله، وخبير به من أمعن النظر في تاريخه المجيد، ذلك التاريخ الذي ترك محمداً في طليعة الرسل ومفكري العالم.
- سنرستن الآسوجي (العلامة سنرستن الآسوجي: مستشرق آسوجي ولد عام 1866، أستاذ اللغات الساميّة، ساهم في دائرة المعارف، جمع المخطوطات الشرقية، محرر مجلة (العالم الشرقي) له عدة مؤلفات منها: (القرآن الإنجيل المحمدي) ومنها: (تاريخ حياة محمد).)
إننا لم ننصف محمداً إذا أنكرنا ما هو عليه من عظيم الصفات وحميد المزايا، فلقد خاض محمد معركة الحياة الصحيحة في وجه الجهل والهمجية، مصراً على مبدئه، وما زال يحارب الطغاة حتى انتهى به المطاف إلى النصر المبين، فأصبحت شريعته أكمل الشرائع، وهو فوق عظماء التاريخ.
- المستر سنكس (المستر سنكس الأمريكي: مستشرق أميركي ولد في بلدته بالاي عام 1831، توفي 1883 في كتابه: (ديانة العرب).)
ظهر محمد بعد المسيح بخمسمائة وسبعين سنة، وكانت وظيفته ترقية عقول البشر، بإشرابها الأصول الأولية للأخلاق الفاضلة، وبإرجاعها إلى الاعتقاد بإله واحد، وبحياة بعد هذه الحياة.
إلى أن قال: إن الفكرة الدينية الإسلامية، أحدثت رقياً كبيراً جداً في العالم، وخلّصت العقل الإنساني من قيوده الثقيلة التي كانت تأسره حول الهياكل بين يدي الكهان. ولقد توصل محمد ـ بمحوه كل صورة في المعابد وإبطاله كل تمثيل لذات الخالق المطلق ـ إلى تخليص الفكر الإنساني من عقيدة التجسيد الغليظة.
- آن بيزيت (آن بيزينت: حياة وتعاليم محمد دار مادرس للنشر 1932.)
من المستحيل لأي شخص يدرس حياة وشخصية نبي العرب العظيم ويعرف كيف عاش هذا النبي وكيف علم الناس، إلا أن يشعر بتبجيل هذا النبي الجليل، أحد رسل الله العظماء، ورغم أنني سوف أعرض فيما أروي لكم أشياء قد تكون مألوفة للعديد من الناس فإنني أشعر في كل مرة أعيد فيها قراءة هذه الأشياء بإعجاب وتبجيل متجددين لهذا المعلم العربي العظيم.
هل تقصد أن تخبرني أن رجلاً في عنفوان شبابه لم يتعد الرابعة والعشرين من عمره بعد أن تزوج من امرأة أكبر منه بكثير وظل وفياً لها طيلة 26 عاماً ثم عندما بلغ الخمسين من عمره - السن التي تخبو فيها شهوات الجسد - تزوج لإشباع رغباته وشهواته؟! ليس هكذا يكون الحكم على حياة الأشخاص.
فلو نظرت إلى النساء اللاتي تزوجهن لوجدت أن كل زيجة من هذه الزيجات كانت سبباً إما في الدخول في تحالف لصالح أتباعه ودينه أو الحصول على شيء يعود بالنفع على أصحابه أو كانت المرأة التي تزوجها في حاجة ماسة للحماية.
- تولستوي (ليف تولستوي «1828 ـ 1910» الأديب العالمي الذي يعد أدبه من أمتع ما كتب في التراث الإنساني قاطبة عن النفس البشرية.)
يكفي محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة.
- شبرك النمساوي (الدكتور شبرك النمساوي)
إنّ البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها، إذ إنّه رغم أُمّيته، استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع، سنكونُ نحنُ الأوروبيين أسعد ما نكون، إذا توصلنا إلى قمّته
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[16 - 01 - 05, 02:01 م]ـ
http://www.altwhed.com/vb/showthread.php?t=195
http://www.islamonline.net/Arabic/In_Depth/mohamed/1424/Eye/article01.shtml#_17
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 03:47 م]ـ
أولا السلام عليكم
وجزاك الله خيرا أخي الشيخ الجندي المسلم على مشاركتكم القيمة، وإني لجد متابع لما تطرحونه من مواضيعَ في منتدى التوحيد، والتي أستفيد منها كثيرا.
قال الفيلسوف الفرنسي "جوستاف لوبون" في كتابه "حضارة الغرب"
.. هل يتعين أن نذكر أن العرب، والعرب وحدهم، هم الذين هدونا إلى العالم اليوناني والعالم اللاتيني القديم، وأن الجامعات الأوربية ومنها جامعة باريس عاشت مدة ستمئة عام على ترجمات كتبهم وجرت على أساليبهم في البحث، وكانت الحضارة الإسلامية من أعجب ما عرف التاريخ".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[17 - 01 - 05, 01:05 ص]ـ
وتقول زيجريد هونكه الألمانية في كتابها "شمس الله تشرق على الغرب ":
" إن أوربا مدينة للعرب وللحضارة العربية، وإن الدين الذي في عنق أوربا وسائر القارات للعرب كبير جدا. وكان يتعين على أوربا أن تعترف بهذا الفضل منذ زمن بعيد، لكن التعصب واختلاف العقيدة أعميا عيوننا وتركا عليها غشاوة، حتى إننا لنقرأ ثمانية وتسعين كتابا ومئة، وفلا نجد فيها إشارة إلى فضل العرب وما أسدوه إلينا من علم ومعرفة، اللهم إلا تلك الإشارة العابرة إلى أن دور العرب لا يتخطى دور ساعي البريد الذي نقل إلينا الثرات الإغريقي"
وقالت في نفس الكتاب: "وفي مراكز العلم الأوربية لم يكن هناك عالم واحد إلا ومد يده إلى الكنوز العربية يغترف منها، وينهل كما ينهل الظامئ من الماء العذب .. ولم يكن هناك ثمة كتاب واحد من بين الكتب التي ظهرت في أوربا في ذلك الوقت، وإلا وقد ارتوت صفحاته بوفرة من نبع الحضارة العربية"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/156)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[17 - 01 - 05, 12:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أني معاتب لأحبتي في الملتقى
فإنهم لم يعلقوا ولو بكلمة،
فإن كان الموضوع ليس مهما وتجاهلتموه، صرفت النظر عنه وأجري على الله.
وإن كان فيه شيء من الأهمية فشاركوا معنا ولو بإلقاء السلام والتحية.
ـ[بويوسف76]ــــــــ[17 - 01 - 05, 02:55 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذه المعلومات المفيدة
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[17 - 01 - 05, 03:26 م]ـ
عندما تغير العالم The Day The Universe Changed
تأليف جيمس بيرك James Burke
ترجمة ليلى الجبالي
مراجعة شوقي جلال
هذا الكتاب يتحدث عن التطور المعرفي و الحضاري في العالم و لكنه منصب أساسًا على العالم الغربي .. يقول الكاتب ص48: ((و لكن من حسن المصادفات أن جاءت لحظة تاريخية مذهلة أعيد فيها اكتشاف المعرفة. ففي عام 1085، سقطت قلعة توليدو العربية في إسبانيا، لتجد القوات المسيحية المنتصرة بين أيديها كنزًا أدبيًا، كان أبعد ما يكون عن كل أحلامهم. فمنذ ما يزيد على مائة عام، لم تكن أوروبا تعرف شيئًا عن العرب الأسبان إلا القليل. . . و منذ ذلك الوقت انتشر الحديث في أوروبا عن الحضارة القائمة خلف جبال البرانس))
و يقول ص50: ((و قد تميز موقف هذا المجتمع الثري الحضاري ذي الثقافة الرفيعة بالتسامح مع العقائد الأخرى، حيث عاش في ظل حكم الخلفاء المسلمين آلاف اليهود و المسيحيين في سلام و انسجام كامل. و استخدمت عوائد الأرض لتطوير مستوى الحياة. و الأهم من ذلك كله، أن الدين و الثقافة تعايشا معًا في تواؤم، فحيثما وجد الإسلام، وجد معه التعطش إلى المعرفة و تطبيقاتها على شتى مناحي الحياة))
و يقول ص51: ((و من الناحية الفعلية، كان الخليفة في قرطبة هو الحاكم المطلق لشمال أسبانيا، حيث كان المسيحيون يعيشون في قلاعهم المكشوفة في مدينتي ليون، و نافاري، في حالة من القذارة و الجهل مثلما كان عليه الحال في بقية شمال أوروبا. و قد اعتاد الخليفة أن يرسل على فترات منتظمة حملات إلى الشمال للتأكد من استقرار الأمن و القيام ببعض المناوشات و نهب ما يقع عليه الاختيار من بلدان الريف، و غالبا ما كانت هذه العملية تنفذ طبقًا لجدول زمني محدد خلال الربيع و الخريف. أما خلال فترة هدوء الصيف، فقد اعتاد المسيحيون أن يرسلوا إلى قرطبة طالبين استئجار أطباء الأسنان، و مصففي الشعر، و الجراحين، و المهندسين المعماريين، و الموسيقيين))
و يقول ص54: ((استمر تدفق طلاب العلم على أسبانيا في طوفان منتظم فاستقر بعضهم هناك، و تفرغ آخرون لترجمة النصوص التي كانوا يبحثون عنها ثم عادوا مرة أخرى إلى بلادهم في الشمال، غير أن الجميع أصابه الذهول من تلك الحضارة التي وجدوها في الأندلس. لقد كان العرب ينظرون إلى الأوروبيين الشماليين على أنهم لا يزيدون في مستواهم الفكري و الثقافي على مستوى الصوماليين. أما المثقفون الشماليون فقد وجدوا في أسبانيا، مجتمعًا ثقافيًا على درجة عالية جدا من التفوق بالمقارنة مع مستوى المحتمع الثقافي في بلادهم مما ترك لديهم إحساسًا بالغيرة من الثقافة العربية التي ظلت تؤثر في الفكر الغربي مئات السنين))
و يستشهد في ص55 بقول أديلارد الذي كان أول من نقل العلوم العربية لأوروبا: ((كلما اتجهت أكثر إلى الجنوب، اكتشقت أنهم يعرفون المزيد من العلم. إنهم يعرفون كيف يفكرون و قد تعلمت من العرب شيئًا واحدًا يتلخص في: " إذا كانت السلطة هي التي تقودك، فهذا معناه أنك دابة يقودها رسن "))
و الكتاب يتحدث في هذا الفصل عن انبهار العالم الأوروبي بهذه الحضارة المذهلة من جميع النواحي في أسبانيا و التي دامت قرونًا خلف جبال البرانس، و لولا ضيق الوقت لنقلت الفصل كله فهو نفيس جدًا.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[17 - 01 - 05, 03:29 م]ـ
وقال المستشرق "سبانسر فاميري":
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/157)
"لا يستطيع عالم واحد أن يتأمل القبة الزرقاء دون أن يلفظ اسما عربيا، ولا يستطيع عالم طبيعي أن يحلل ورقة من الشجر أو يفحص صخرة من الصخور دون أن يذكر درسا عربيا، ولا يقدر أي قاض أن يبت اليوم في خلاف دون أن يستدعي مبدأ أنلته العرب، ولا يسع أي طبيب أن يتأمل دائرة أحد الأمراض المعروفة منذ القدم لأإا أن يهمس بآراء طبيب عربي ولا يستطيع رحالة أن يدلف إلى أبعد زوايا آسيا وإفريقيا دون أن يعمد عن اللغة العربية"
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 01 - 05, 03:31 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
موضوع قيم
بارك الله فيك
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[17 - 01 - 05, 05:44 م]ـ
موضوع قيم بارك الله فيك.
تفضلوا هذه المشاركة المتواضعة.
قام طاقم من الخبراء في شتى المجالات بإعداد كتاب بعنوان " الخمسون الذين كانوا أعظم شأن في التاريخ" وقد تم اختيارهم من عدد قدره 11 مليار إنسان [هكذا قالوا].
وبعدها خلصوا إلى خسمين شخصا، وبقي عليهم أن يرتبوهم حسب الأهمية وكانت المسألة الحساسة كون من هو الشخص الذي سيكون رقم " واحد ".
معاييرهم في الاختيار:
أشار مؤلف الكتاب أولف نيلسون ( Ulf Nilson ) مرة بعد مرة في كتابه كون منهجهم في الاختيار لم يبن على اختيار أشهر إنسان أو أنبل إنسان، بل على أكثرهم تأثيرا على التاريخ البشري.
هؤلاء الناس حسب طاقم التحرير كانوا أكثر الناس تأثيرا على الحياة البشرية من حيث القيم والتطور.
ذكر نيلسون في مقدمة كتابه المشاكل التي واجها، والسؤال الذي كان يرجع مرة بعد مرة: من هو الشخص الذي سيكون رقم " واحد "؟؟
كل هذا لمدى حساسية الموضوع.
الشخص الذي تم اختياره هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وحينها أقام البعض الدنيا ولم يقعدوها، فإذا بامرأة شابة قالت غاضبة لنيلسون حينما رأت أن أفلاطون جاء في مرتبة أقل من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ما أرى هذا إلا خزعبلات تجارية!
لم يتمكن نيلسون من طلب استفسار منها لأنها خرجت؟!
ثم ذكر نيلسون المعايير الثلاثة التي تم استخدامها في الاختيار والتي نتجت إلى كون نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضلهم على الإطلاق.
1 ـ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عاش في فترة زمنية بعيدة عن حاضرنا. مما جعله يؤثر على قيم وأفكار أجيال متعاقبة وأضافوا أن تأثيره مازال قائما إلى يومنا هذا.
2 ـ اختلافا عن النبي عيسى عليه السلام والذي كان قائد روحيا فقط، فإن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان قائد روحيا وسياسيا تمكن من إنشاء أمة بأكملها خلال 23 سنة فقط.
3 ـ وختم كون محمد صلى الله عليه وسلم كتب القرآن (المؤلف إنسان كافر لا يؤمن بالوحي ـ هداه الله للإسلام ـ) مما يجعل دعوته قائمة مادام لأتباعه بقية. وأتباعه المؤمنون لا يحيدون قيد أنملة عن أوامره ونواهيه، فالخمر والزنا لن يقربهما المسلمون ماداموا يؤمنون به.
ثم تطرق الكاتب على غرار أسلافه إلى الأحكام المسبقة الزاعمة أن الإسلام دين الرجال وأن المرأة مهضومة الحقوق، لكن لو كلف الكاتب نفسه قليلا بالبحث والتعمق في مقاصد الشرع للاحت له لآلئ ما كانت لتخطر له على بال.
ترتيبهم كان كالتالي:
1 ـ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
2 ـ النبي عيسى عليه الصلاة والسلام.
3 ـ المشرك بودا.
4 ـ إسحاق نيوتن (الفيزيائي المشهور)
5 ـ يوهان غوتانباري
6 ـ ألبارت آنشتاين
7 ـ كارل ماركس
8 ـ أفلاطون
9 ـ غاليليو غاليلي
10 ـ شارل داروين
المصدر:
Nilson, Ulf: De 50 som betytt mest - en mänsklighetens ranking list. Jugoslavien, Wiken 1989. ISBN: 91-7024-444-8.
الكتاب مكتوب باللغة السويدية.
ـ[الغواص]ــــــــ[17 - 01 - 05, 05:56 م]ـ
لا يا أخي مصطفى
بل موضوعك في غاية الأهمية والروعة
فأكمله ولو لم يشارك معك الكثير
وليتك تتولى مسألة مهمة وهي:
عندما يأتي أحد الاخوة فيضع رابطا يتحدث عن نفس موضوعك
فليتك أخي الكريم تنسخ لنا ما في الرابط وتضعه هنا
حتى يتحدالموضوع في مكان واحد
ولي اقتراح عبارة عن سؤال:
هل من الممكن أن ترتب تلك المشاركات في النهاية؟
وهل ترتيبها سيستلزم منك أن تضع لنا زمنا معينا كشهر مثلا أو عام ... ؟
ثم تقفل المشاركات لتتفرغ لترتيبها؟
لست أدري ولكنه اقتراح انقدح في ذهني فلم أشأ الضن به
ولك تحياتي أيها الغالي
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[18 - 01 - 05, 01:46 ص]ـ
لومارتان: من كتاب "تاريخ تركيا"، باريس، 1854، الجزء 11، صفحة 276 - 277.
"إذا كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الإنسان هي سمو الغاية والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة، فمن ذا الذي يجرؤ أن يقارن أيا من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في عبقريته؟ فهؤلاء المشاهير قد صنعوا الأسلحة وسنوا القوانين وأقاموا الإمبراطوريات. فلم يجنوا إلا أمجادا بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانَيْهم. لكن هذا الرجل محمد (صلى الله عليه وسلم) لم يقد الجيوش ويسن التشريعات ويقم الإمبراطوريات ويحكم الشعوب ويروض الحكام فقط، وإنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ. ليس هذا فقط، بل إنه قضى على الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار والمعتقدات الباطلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/158)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[18 - 01 - 05, 04:08 ص]ـ
وأكمل لو مارتان كلامه فقال:
لقد صبر النبي وتجلد حتى نال النصر (من الله). كان طموح النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - موجها بالكلية إلى هدف واحد، فلم يطمح إلى تكوين إمبراطورية أو ما إلى ذلك. حتى صلاة النبي الدائمة ومناجاته لربه ووفاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وانتصاره حتى بعد موته، كل ذلك لا يدل على الغش والخداع بل يدل على اليقين الصادق الذي أعطى النبي الطاقة والقوة لإرساء عقيدة ذات شقين: الإيمان بوحدانية الله، والإيمان بمخالفته تعالى للحوادث. فالشق الأول يبين صفة الله (ألا وهي الوحدانية)، بينما الآخر يوضح ما لا يتصف به الله تعالى (وهو المادية والمماثلة للحوادث). لتحقيق الأول كان لا بد من القضاء على الآلهة المدعاة من دون الله بالسيف، أما الثاني فقد تطلّب ترسيخ العقيدة بالكلمة (بالحكمة والموعظة الحسنة).
هذا هو محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الفيلسوف، الخطيب، النبي، المشرع، المحارب، قاهر الأهواء، مؤسس المذاهب الفكرية التي تدعو إلى عبادة حقة، بلا أنصاب ولا أزلام. هو المؤسس لعشرين إمبراطورية في الأرض، وإمبراطورية روحانية واحدة. هذا هو محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
بالنظر لكل مقاييس العظمة البشرية، أود أن أتساءل: هل هناك من هو أعظم من النبي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[18 - 01 - 05, 02:14 م]ـ
جاء في موسوعة مشاهير العالم إعداد موريس فرادوارد (4/ 130) ط 2002
وفي الحديث عن غوته الشاعر الألماني الكبير (1749 - 1832)
قال وقد كتب عن الإسلام والمسلمين مصححا بعض مفاهيم الغرب عنهم ثم قال (أي غوته الشاعر):
"وهكذا نرى أن هذا المذهب (الإسلام) لا يفتقر إلى شيء، وأننا لا نفوقهم بشيء على الرغم من تعدد مذاهبنا، ولا يستطيع أحد أن يتقدمهم في شيء " اهـ.
إلى أن قال المؤلف: كما قرأ القرآن الكريم في ترجمتين مختلفتين، وقد انعكس هذا الاهتمام في مجموعته الشعرية "الديوان الشرقي للمؤلف الغربي" الذي نشره سنة 1819، ونهل فيه من ينابيع الحكمة الشرقية حتى جاءت بعض القصائد وكأنها ترجمة لبعض آيات القرآن الكريم ومحاكاة لتسابيح سعدي وحافظ
من ذلك قوله في قصيدة شهيرة: " لله المشرق والمغرب، أرض الشمال والجنوب، كلها غارقة في السلام بين يديه إنه العادل الأوحد، الذي يريد الحق للجميع فلنسبح باسمه هذا من أسمائه المئة، آمين، آمين يكاد الضلال يتقاذفني، ولكنك تعرف كيف تهديني، فأرشدني فيما أعمل وأشعر إلى الصراط المستقيم" اهـ ص131.
قال مصطفى غفر الله له:
ونحن لا ندري هل أسلم هذا الشاعر الألماني أو لا، لأنه عرف أنه شاعر المرأة وما التقى بامرأة إلا ووقع في حبها وألف قصيدة أو ديوانا عنها،
ولكنني بتتبعي البسيط وجدت أنه قد ألف كتبه وأشعاره عن المرأة والعاطفة وغيرها، قبل 1819م، السنة التي ألف فيها "الديوان الشرقي للمؤلف الغربي" الذي أبرز فيه إيمانه بالله سبحانه، كما هو مسطور أعلاه.
ورسائله ل"بتينا" كانت قبل ذلك التاريخ ولقاؤه بها كان سنة 1807، وتزوجت بصديق أخيها سنة 1811،
وفي سنة 1873 وقع في غرام شارلوت بوف وهي بطلة كتاب "آلام فرتر"
وله كتب أخرى يدافع فيها عن البلاد كما في رواية "ولهلم مايستر" وهي من جزءين صدر أولهما في سنة 1796 يركز فيها على واجب العمل وخدمة المجتمع والعلاقة بين الطبقات التي يردها علاقة ود لا علاقة تطاحن وصراع.
وفي رواية "أغمونت" وهي نثرية عالج فيها مشكلة حرية الإرادة وتجري أحداثها في بروكسيل في عهد فيليب الثاني.
والتقى بنابليون، ووصفه نابليون فقال:" هذا رجل! "
المهم أن حديثه عن الإسلام والمسلمين كان في أواخر حياته، فإن أسلم فنسأل الله أن يتقبل منه، وإن لم يؤمن فلعنة الله على الكافرين
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[18 - 01 - 05, 02:25 م]ـ
بوسورث سميث: من كتاب "محمد والمحمدية"، لندن 1874، صفحة 92
لقد كان محمد قائدا سياسيا وزعيما دينيا في آن واحد. لكن لم تكن لديه عجرفة رجال الدين، كما لم تكن لديه فيالق مثل القياصرة. ولم يكن لديه جيوش مجيشة أو حرس خاص أو قصر مشيد أو عائد ثابت. إذا كان لأحد أن يقول إنه حكم بالقدرة الإلهية فإنه محمد، لأنه استطاع الإمساك بزمام السلطة دون أن يملك أدواتها ودون أن يسانده أهلها.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[18 - 01 - 05, 03:40 م]ـ
الشيخ الفاضل مصطفى الفاسى ..
و الله إنى لأرى هذا الموضوع من أقيم ما طرح فى هذا الملتقى المبارك .. فجزاك الله عنا و عن المسلمين خير الجزاء ...
و يا حبذا شيخنا لو تفضلتم بقبول إقتراح الأخ الغواص و أعدت جمع و ترتيب هذا الموضوع كاملا بعد الإنتهاء منه, ليسهل نشره على الشبكة و ترجمته و إستخدامه فى الدعوة الى الله ...
و أكرر, و الله إنه (فى نظرى) من أهم ما طرح فى هذا الملتقى المبارك , الذى لا يخلو موضوع فيه من فائدة, و إنى عازم إن شاء الله على إستخدامه فى الدعوة بعد تفضلكم بترتيبه ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/159)
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[18 - 01 - 05, 03:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أني معاتب لأحبتي في الملتقى
فإنهم لم يعلقوا ولو بكلمة،
فإن كان الموضوع ليس مهما وتجاهلتموه، صرفت النظر عنه وأجري على الله.
وإن كان فيه شيء من الأهمية فشاركوا معنا ولو بإلقاء السلام والتحية.
بل موضوعك في غاية الأهمية
إن البرية يوم مبعث أحمد ***** نظر الاله لها فبدل حالها
بل كرم الإنسان حين اختار من ***** بين البرية نجمها وهلالها
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[19 - 01 - 05, 03:41 ص]ـ
إدوارد جيبون وسيمون أوكلي، من كتاب "تاريخ إمبراطورية الشرق"، لندن 1870، صفحة 54.
ليس انتشار الدعوة الإسلامية هو ما يستحق الانبهار وإنما استمراريتها وثباتها على مر العصور. فما زال الانطباع الرائع الذي حفره محمد في مكة والمدينة له نفس الروعة والقوة في نفوس الهنود والأفارقة والأتراك حديثي العهد بالقرآن، رغم مرور اثني عشر قرنا من الزمان.
لقد استطاع المسلمون الصمود يدا واحدة في مواجهة فتنة الإيمان بالله رغم أنهم لم يعرفوه إلا من خلال العقل والمشاعر الإنسانية. فقول "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" هي ببساطة شهادة الإسلام. ولم يتأثر إحساسهم بألوهية الله (عز وجل) بوجود أي من الأشياء المنظورة التي كانت تتخذ آلهة من دون الله. ولم يتجاوز شرف النبي وفضائله حدود الفضيلة المعروفة لدى البشر، كما أن منهجه في الحياة جعل مظاهر امتنان الصحابة له (لهدايته إياهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور) منحصرة في نطاق العقل والدين.
الدكتور زويمر الكندي،مستشرق كندي ولد 1813 ـ 1900 قال في كتابه (الشرق وعاداته).
إن محمداً كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين، ويصدق عليه القول أيضاً بأنه كان مصلحاً قديراً وبليغاً فصيحاً وجريئاً مغواراً، ومفكراً عظيماً، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[19 - 01 - 05, 01:36 م]ـ
يقول الشيخ مصطفى الزرقا في مقدمة كتاب المدخل الفقهي العام (1/ 6)
نذكر أنه في مثل هذا اليوم من العام الفائت (الثاني من تموز 1951م) عقدت شعبة الحقوق الشرقية من " المجمع الدولي للحقوق المقارنة" مؤتمرا في كلية الحقوق من جامعة باريس للبحث في الفقه الإسلامي تحت اسم "اسبوع الفقه الإسلامي" برئاسة المسيو (ميو Montet) استاذ التشريع الإسلامي في كلية الحقوق بجامعة باريس دعت إليه عددا كبيرا من أساتذة كليات الحقوق العربية وغير العربية وكليات الأزهر، ومن المحامين الفرنسيين والعرب وغيرهما، ومن المستشرقين. ................
إلى أن قال:
وفي خلال بعض المناقشات وقف أحد الأعضاء وهو نقيب محاماة سابق في باريس، فقال:
" أنا لا أعرف كيف أوفق بين ما كان يحكى لما عن جمود الفقه الإسلامي وعدم صلوحه أساسا تشريعيا يفي بحاجيات المجتمع العصري المتطور، وبين ما نسمعه الآن في المحاضرات ومناقشتها مما يثبت خلاف ذلك تماما ببراهين النصوص والمبادئ. "
وفي ختام المؤتمر وضع المؤتمرون بالإجماع هذا التقرير الذي نترجمه فيما يلي:
--- إن مبادئ الفقه الإسلامي لها قيمة (حقوقية تشريعية) لا يمارى فيها.
--- وإن اختلاف المذاهب الفقهية في هذه المجموعة الحقوقية العظمى ينطوي على ثروة من المفاهيم والمعلومات، ومن الأصول الحقوقية، هي مناط الإعجاب، وبها يستطيع الفقه الإسلامي أن يستجيب لجميع مطالب الحياة الحديثة، والتوفيق بين حاجاتها." اهـ
وقال الشيخ الزرقا في هامش ص 9
_باختصار_
أن "الجمعية الدولية للحقوق المقارنة" بتلخيص وقائع أسبوع الفقه الإسلامي، ونشرت هذه الخلاصة في 30 صفحة في "المجلة الدولية للحقوق المقارنة"
revue internationale de droit comparé
في العدد الرابع من السنة الثالثة، ايلول-تشرين الأول/1951
ولقد أصدرت كتابا يحوي كل المحاضرات التي ألقيت في المؤتمر، مكتبة "مجموعة سيريه" (ٍ sirey) للبحوث القانونية سنة 1953، بإشراف المسيو ميو رئيس المؤتمر.
قال مصطفى غفر الله له:
هذا حكم من يفهم من العقلاء، لا كما يردد هؤلاء الببغوات، من الإعلاميين الغربيين، وأذيالهم من علمانيّي بلداننا.
يا ليت قومي يعلمون!!
إنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 01 - 05, 03:12 ص]ـ
قال ستانلي لين بول Stanley Lane-Poole في كتابه قصة العرب في إسبانيا The Story of the Moors in Spain ط 1986:
" ... وإنا لنحس فضل العرب وعظم آثار مجدهم، حينما نرى بإسبانيا الأراضي المهجورة القاحلة التي كانت في أيام المسلمين جنات تجري من تحتها الأنهار، تزدهر بما فيها من الكروم والزيتون وسنابل القمح الذهبية. وحينما نذكر تلك البلاد التي كانت في عصور العرب تموج بالعلم والعلماء، وحينما نشعر بالركود العام بعد الرفعة والازدهار."
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/160)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 01 - 05, 04:00 ص]ـ
يقول الكاتب البريطاني هـ. ج. ويلز H.G. Wells في كتابه معالم تاريخ الإنسانية:
" ... وتقدموا في الطب أشواطا بعيدة على الإغريق، ودرسوا علم وظائف الأعضاء، وعد تدبير الصحة، ويكاد علم الأقرباذين لديهم أن يكون نفس ما لدينا اليوم، ولا يبرح كثير من طرق العلاج عندهم مستعملا بين ظهرانينا إلى اليوم، وكان لجراحيهم دراية باستعمال التخدير، وكانوا يجرون طائفة من أصعب الجراحات المعروفة. وفي ذات الوقت التي كانت الكنيسة تحرم فيه ممارسة الطب انتظارا منها لتمام الشفاء بموجب المناسك الدينية التي يتوالاها القساوسة، كان لدى العرب علم طبي حق" اهـ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 01 - 05, 05:50 م]ـ
ولم يمنع الحقد المستشرق الإنجليزي برنارد لويس من أن يقول كلمة حق وذلك في كتابه "العرب في التاريخ"، فقال:
" ... السمة الأولى التي تسترعي انتباهنا هي المقدرة الاستيعابية للثقافة العربية التي غالبا ما وصمت بأنها قائمة على المحاكاة والتقليد، فقد وحد الفاتحون العرب _ ولأول مرة في التاريخ _ الأقاليم الشاسعة الممتدة من حدود الهند والصين إلى تخوم اليونان وإيطاليا وفرنسا. ومن خلال قواهم العسكرية والسياسية لبعض الوقت، ثم لفترة طويلة بعد ذلك من خلال لغتهم وعقيدتهم؛ وحد العرب بين ثقافتين كانتا تتصارعان في الماضي، هما الثرات المتنوع لحوض البحر الأبيض المتوسط البالغ العمر ألف عام (ثرات اليونان وروما وبني إسرائيل والشرق الأدنى القديم)، وحضارة فارس الثؤية وأنماطها الخاصة في الحياة والفكر، وصلاتها المثمرة بالحضاران العضيمة في الشرق الأقصى. ذلك أنه في خلال التعايش بين الكثير من الشعوب والعقائد والثقافات داخل حدود المجتمع الإسلامي ولدت حضارة جديدة؛ متنوعة من حيث أصولها ومبدعيها، لكنها تحتمل في كل مظاهرها البصمة المميزة للعروبة والإسلام، ومن هذا التنوع الذي اتسم به العالم الإسلامي نشأت سمة ثانية لافتة بصفة خاصة لأنظار المراقب الأوربي، هي تسامحه بالمقارنة بالمجتمعات الأخرى. فعلى النقيض من معاصريه الغربيين نادرا ما شعر المسلم في العصور الوسطى بالحاجة لفرض عقيدته بالقوة على كل الخاضعين لحكمه، لقد ترسخ في وعيه مثلهم أن أولائك الذين يعتنقون عقيدة مغايرة سيحرقون في الجحيم في الوقت المقدر لذلك، لكنه على خلافهم لم ير ثمة فائدة في استباق القضاء الإلهي في هذه الدنيا، وكان قانعا في أغلب العصور بالانتماء إلأى العقيدة السائدة في مجتمع متعدد العقائد. لقد فرض على الآخرين قيودا اجتماعية وتشريعية معينة كرمز لسيادته، وكان يذكرهم تذكرة فعالة إذا ما بدا أنه في سبيله للنسيان، وفي ما عدا ذلك ترك لهم حرياتهم الدينية والاقتصادية والثقافية، كما ترك فرصة الإسهام البارز في حضارته هو" اهـ
والنص من ترجمة أ. محمد غريب جودة.
من آخر كتب برنارد لويس هو "أزمة الإسلام"
ومن أراد أن يتعرف أكثر على الرجل:
حياته
ولد برنارد لويس في لندن عام 1916م (1334هـ)، حصل على الشهادة الجامعية من جامعة لندن عام 1936م (1355هـ) وهو لم يتجاوز العشرين، ودرس في باريس سنتين مع المستشرق الفرنسي لويس ماسنيون وغيره، ثم عاد إلى بريطانيا ليحصل على الدكتوراه عام 1936م (1358هـ) عن رسالته بعنوان (أصول الإسماعيلية) تحت إشراف المستشرق هاملتون جب. له عدد كبير من البحوث والكتب والمقالات الصحفية. من أشهر كتبه (العرب في التاريخ) وقد أعيد طبعه سبع مرات. و (ظهور تركيا الحديثة) و (استنبول وحضارة الإمبراطورية العثمانية) و (الغرب والشرق الأوسط) و (العرق واللون في الإسلام) و (يهود الإسلام) والحشاشون فرقة ثورية في الإسلام وآخر كتبه (اللغة السياسية في الإسلام)
عمل لويس في جامعة لندن مدرساً في قسم التاريخ- مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية- حتى ترأس هذا القسم في أول أكتوبر 1957م (1266هـ) وظل رئيساً له مدة خمسة عشر عاماً حتى انتقل إلى قسم دراسات الشرق الأدني بجامعة برنستون بولاية نيوجرسي الأمريكية عام 1973 م (1394هـ) بالإضافة إلى عضويته الدائمة في معهد برنستون للدراسات المتقدمة وهو المعهد الذي كان يعمل فيه ألبرت إينشتين صاحب النظرية النسبية.
حصل لويس على الجنسية الأمريكية عام 1982م وهو الآن أستاذ متقاعد، ولكنه مازال يحتفظ بمكانته العلمية في الجامعة، وقد أصبح عام 1986 مديراً مشاركاً لمعهد بحوث أننبرج للدراسات اليهودية ودراسات الشرق الأدنى بمدينة فيلاديلفيا بولاية بنسلفانيا.
هذا وأشرف لويس على العشرات من الطلاب العرب والمسلمين وغيرهم. وكانت معاملته لهم راقية جداً حتى إنه كان نادراً ما يشكو طالب من سلوكه معه على العكس كان الكثير من الطلبة يحبونه ويتعلقون به. وقد أفادني بهذا الدكتور شارل عيساوي وأكده كل من محمد مناظر أحسن ومايكال كوك. وملاحظة هامشية هنا إن لويس لا يفعل كما يفعل بعض المشرفين في بلادنا وفي بلادهم أيضاً حيث يصرون على أن مهمتهم هي عرقلة سير الطالب وملء حياته بالغم والكمد واستغلاله أسوأ استغلال. ونظراً ليهوديته وصهيونيته فلا بد أنه ضايق بعض الطلاب في اختيار موضوعات بحوثهم أو توجيهها وجهة معينة.
وأنصح بالرجوع إلى كتاب "بحوث في الاستشراق الأمريكي المعاصر" تأليف د. مازن مطبقاني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/161)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 01 - 05, 11:50 م]ـ
قال أناتول فرانس في روايته "الحياء المزهرة" على لسان البطل دوبوا قائلا لسيدة أندرياس:
"ما هو أشأم يوم عرفته فرنسا يا سيدتي؟؟
قالت: هو اليوم الذي انهزم المسلمون فيه في معركة Poitier ( بلاط الشهداء سنة 732)، ضد الفرنسيين!!! "
قال مصطفى غفر الله له:
أي أن هذه المرأة كانت تتمنى أن ينتصر المسلمون في المعركة لتصل فرنسا حضارةُ المسلمين وتنقذهم من أحبال الظلام والرجعية التي كانوا يعيشون فيها آنداك.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[محمد محمود الشنقيطى]ــــــــ[21 - 01 - 05, 12:10 ص]ـ
يقول المستشرق مرماديوك باكسال
يكفى محمدا فضلا ان اصحابه ظلوا اثنتى عشرة سنة
فى اضطهاد وتعذيب ومع ذلك كانوا يزيدون ولا ينقصون
ويكفى كتاب الاسلام جلالا انه مضى عليه اربعة عشر
قرنا لم يصب اسلوبه بجفاف بل ظل غضا نديا كان عهده بالحياة
امس
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[21 - 01 - 05, 01:25 م]ـ
ومما يؤكد ما ذكره أناتول فرانس، ما قاله كلود فرير أستاذ اللغات الشرقية في "الكليج دو فرانس"
" .. حلت بالإنسانية في القرن الثامن الميلادي كارثة لعلها أسوأ ما شهدته القرون الوسطى، تخبط من جرائها العالم الغربي سبعة قرون أو ثمانية في الهمجية قبل ظهور النهضة.
وما تلك الكارثة إلا ذلك النصر الهائل الذي أحرزته الجماعات الجرمانية بقيادة " شارل مارتل" على فرق العرب والبربر؛ ففي مثل ذلك اليوم المشؤوم تقهقرت الحضارة ثمانمئة عام.
وحسب المرء أن يذكر ما كان يمكن أن تصل إليه فرنسا لو أن الإسلام النشيط الحكيم الحاذق الرصين المتسامح استطاع أن ينتزع وطننا فرنسا من فظائع لا نجد لها اسما" اهـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[21 - 01 - 05, 05:16 م]ـ
الفيلسوف إدوار مونته الفرنسي مستشرق فرنسي ولد في بلدته لوكادا 1817 ـ 1894 قال في آخر كتابه (العرب).
عرف محمد بخلوص النية والملاطفة وإنصافه في الحكم، ونزاهة التعبير عن الفكر والتحقق، وبالجملة كان محمد أزكى وأدين وأرحم عرب عصره، وأشدهم حفاظاً على الزمام فقد وجههم إلى حياة لم يحلموا بها من قبل، وأسس لهم دولة زمنية ودينية لا تزال إلى اليوم.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[21 - 01 - 05, 10:42 م]ـ
قال ويل ديورانت Well Durant في قصة الحضارة ص 8914، وويل ديورانت خير من كتب في تاريخ الحضارات، إلى جانب أرنولد توينبي Arnold Toynbee المؤرخ البريطاني الكبير صاحب الموسوعة التاريخية "دراسات في التاريخ" والذي أمضى في كتابته 40 عاما، وأوزويلت شبينجلر الذي اشتهر بكتاب "أفول الغرب"، وتوماس أرنولد، صاحب كتاب "الدعوة إلى الإسلام". وهؤلاء قمة في الموضوعية في الطرح.
قال: (أي ويل ديورانت)
"ولاقى يهود "الشتات" هؤلاء أقل العناء والشقاء في ظل السلاطين الأتراك والبابوات في فرنسا وإيطاليا، وعاشت الأقليات اليهودية آمنة في القسطنطينية وسالونيك وآسيا الصغرى وسوريا وفلسطين والجزيرة العربية ومصر وشمال أفريقية وأسبانيا تحت حكم العرب. وتسامح البربر معهم كارهين. على أن سيمون ديوران ترأس مستوطنة مزدهرة في الجزائر،
وعاشت الجالية اليهودية في الإسكندرية- كما وصفها الحبر أوباديا برتينورو في 1488 - حياة طيبة، وشربوا الخمر بكثرة،
وتربعوا على البسط كما فعل المسلمون، وخلعوا نعالهم عند دخول المعبد أو بيت أحد الأصدقاء. وكتب اليهود الألمان الذين لجئوا إلى تركيا إلى أقربائهم وصفاً خماسياً للحياة الطيبة التي ينعمون بها هناك. ورخص الباشا (الوالي) العثماني في فلسطين لليهود هناك في أن يبنوا معبداً على جبل صهيون. وحج بعض اليهود الغربيين إلى فلسطين، واعتقدوا أن من حسن حظهم أن تفيض أرواحهم في الأرض المقدسة، والأفضل منها في أورشليم بالذات. اهـ
قال مصطفى غفر الله له:
هذه هي حياة الرفاهية التي كانت تعيشها الأقليات الكافرة تحت ظل الخلافة الإسلامية، خير مما تعيشه الأقليات المسلمة في الغرب في هذه الأيام. وهذا باعترافهم هم. لا كما ينشره هؤلاء الناعقون في آذان الناس، ويتلقفه علمانيونا بألسنتهم، ويلبسون به على عقول الناس.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[21 - 01 - 05, 11:54 م]ـ
وقع خطأ في المشاركة 15 و16، وإنما هو الكاتب الفرنسي" لامارتين" عوضا من "لو مارتان"
اسمه: Alphonse de Lamartine، ألفونس دو لامارتين 1790 - 1869، صاحب "الروح الإنسانية" و"تاريخ روسيا"، "سقوط ملاك" وغيرها.
http://www.areopage.net/Lamartine.htm
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[22 - 01 - 05, 10:28 ص]ـ
أخي الفاضل الأديب الأريب مصطفى الفاسي – أحسن الله إليك، ونفع بك -:
ومما يذكر في هذا المقام قول مهاتما غاندي:
(أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر .. لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته، هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب، وليس السيف. بل بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي آسفا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة).
وقال جورج برنارد شو:
(كنت دوما أرى دين محمد في مكانة عالية بسبب حيويته الرائعة، وهو الدين الوحيد الذي يبدو لي أنه قادر على استيعاب التغيرات التي تحدث في العالم في كل عصر، لقد درست سيرته، إنه رجل رائع، وهو في رأيي أبعد ما يكون عن عداوة المسيح، وينبغي أن يسمى منقذ البشرية.
وأظن أن رجلا مثله لو حمل على عاتقه دكتاتورية العالم الحديث لنجح في حل مشكلاته، بطريقة تجعل العالم ينعم بالسعادة والسلام اللذين يحتاجهما.
وإني أتنبأ بأن دين محمد سيكون له شأن في أوروبا غدا، كما أن بواكير قبوله في أوروبا بدأت اليوم، وإذا كان ثمة دين له فرصة الحكم في انجلترا، بله أوروبا في غضون مائة سنة قادمة فإنه سيكون الإسلام).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/162)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 01 - 05, 03:14 م]ـ
قال ليون روش: 1841 ـ 1842 (ضابط في الجيش الفرنسي ومترجم رسمي له إلى اللغة العربية التي كان يتقنها تماما، خالط أهل الجزائر في جميع مرافق الحياة، واثناء الهدنة بين الامير عبدالقادر وفرنسا دخل روش في خدمة الأمير عبدالقادر ابتداء من سنة 1837م، ولازمه في حروبه الداخلية واجتماعاته واصبح احد كتابه الخاصين، ساعده الأمير عبدالقادر في تعلم اصول الدين الاسلامي، فاعلن اسلامه وزوجه من مسلمة.
قال في "ثلاثون عاما من الإسلام"
(اعتنقت الإسلام زمنا طويلا لأدخل مُنْدَسّأ عند لاأمير عبد القادر الجزائري ونجحت الحيلة ووثق بي الأمير كل الثقة وجعلني سكرتيرا له .. لكنني مالبثت أن وجدت دين الإسلام أفضل دين عرفته، فهو دين إنساني طبيعي اقتصادي أدبي، ولم يدر بخلدي شيئا من قوانيننا الوضعية إلا وجدته مستنا في الإسلام. بل إني عدت إلى التشريع الذي يسميه غول سيمون (التسريع الطبيعي) فوجدته أخذ من الشريعة الإسلامية.
وقال
( .. وهو الدين الوحيد الذي حل مشكلة حقوق وواجبات الأبناء حلا عادلا، باعترافه بالمولود ورفضه للوضع الشاذ المخالف لنواميس الطبيعة الذي فرضه المذهب الكاثوليكي تجاه الأولاد الشرعيين كل الحقوق وحرم غير الشرعيين من كل الحقوق)
قال مصطفى غفر الله له:
يشير إلى قاعدة "الولد للفراش"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 01 - 05, 06:45 م]ـ
قال واشنطن إيرفينغ Washington Irving في كتابه "محمد وخلافاؤه" ( Mohomet and his Successors) ترجمة د. هاني يحيى نصري ط المركز الثقافي العربي 1999 ص 453:
"والرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان عادلا يحب العدل، فقد كان يعامل الصاحب والغريب، والفقير والغني، والقوي والضعيف بالتساوي، وكان محبوبا بين الناس، بسبب التفاته إلى الكل وسماعه من الجميع، وعدله المطلق بينهم"
هذا الكتاب طبعته Hudson Edition , G.P. Putman and son 1868 N. Y
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 01 - 05, 06:50 م]ـ
وقال في نفس الصفحة:
" ... لأنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أكد في غير مناسبة نفيه لأي معجزة سوى القرآن الكريم (على زعمه)، الذي يعتبر من أعجز وأفضل ما قدم إلى البشرية من نص مكتوب، لا يمكن ولا بأي حال من الأحوال مقارنته بسواه من النصوص" اهـ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[24 - 01 - 05, 03:37 م]ـ
قال السير أنتوني ناتنج Sir Antony Nating في كتابه "العرب: تاريخ وحضارة" وهو يتحدث عن حضارة الأندلس من خلال الحديث عن الواقع في قرطبة العاصمة الأموية آنذاك:
" .. وكان تعداد سكان قرطبة يناهز 800 ألف نسمة، وارتفع عدد المساجد إلى 700، وكان في المدينة 300 من الحمامات العمومية في وقت كانت فيه الشعوب الأوربية لا تزال تعتبر الاستحمام عادة وثنية، وكانت الشوارع ممهة ومضاءة - وطولها 10 أميال _
وهو تقدم كان مقدرا ألا تنعم به لندن وباريس قبل 700 عام تالية، كان المواطنون أثناءها يتحسسون طريقهم ليلا في الظلام الحالك يتخبطزن في وحول تغوص فيها الأقدام حتى الكعبين، وكانت المدينة تضم 70 مكتبة عامة، وفي عهد الحكم بن عبد الرحمن، الذي كان شغوفا بالكتب جمعت مجموعة من 400 ألف كتاب من المكتبات العامة والخاصة في الاسكندرية ودمشق وبغداد، في حين لم يكن يكن يوجد في أي مكان في العالم أكثر من عشرة آلاف كتاب باللغة الإنجليزية،
وكان حكام ليون ونافار وبرشلونة يرسلون إلأى قرطبة إذا احتاجوا إلى طبيب أو مهندس معماري، لا إلى فرنسا ولا إلى إلى ألمانيا، وكانت قرطبة تجتذب الطلاب من أوربا وإفريقيا وآسيا.
وكانت معرفة القراءة والكتابة عامة، حتى أكد المؤرخ راينهارت دوزي أن كل فرد تقريبا كان يقرأ ويكتب، في حين أن معرفة القرءة والكتابة في أوربا كانت لا تزال ميزة لرجال الدين وقلة من الكتبة المحترفين. اهـ
قال مصطفى غفر الله له:
ارفع رأسك أيها المسلم وقُلها مدوية: لا إله إلا الله محمد رسول الله،
إن الغربيين يعرفون صدق رسالتنا وعُلوية مكانتها، ويعلمون أن خلاصهم في الاستسلام لله، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون
نكتة جرت بيني وبين دانمركي وقد جاء مع 30 شخصا في مؤسستنا:
قال لي بعد انتهائي من المحاضرة: لماذا أنتم _المسلمين _متمسكون بالقرآن وهو كتاب قديم كتب منذ 14 قرن من الزمان، وتتركون الديمقراطية!!؟؟؟
قلت لأنني أخذت بنفس مبدئك:
وهو أن أتبع الأحدث، باعتبار أن الديمقراطية _ كمصطلح وفكرانية (آيديولوجية) _ نشأت منذ 500 سنة قبل ميلاد المسيح. والإسلام هو الأحدث.
فانظر إلى من هو المتحضر منا!!!!
فبهت الذي كفر، وضحك الآخرون بكل اعجاب.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[24 - 01 - 05, 11:38 م]ـ
يقول جورج سارتون البليكي المولد الأمريكي الجنسية،
مؤرخ العلم الأستاذ في جامعة هارفرد ( George Sarton (1884-1956 في كتابه " الشرق الأوسط في مؤلفات الأمريكيين":
" ... إن المسلمين يمكن أن يعودوا إلى عظمتهم الماضية، وإلى زعامة العالم السياسية والعلمية، كما كانوا من قبل، لو أنهم عادوا إلأى فهم حقيقة الحياة في الإسلام والعلوم لاتي حث الإسلام على الأخذ بها." اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/163)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 01 - 05, 03:50 م]ـ
قال جاك ريسلر الفرنسي Jaque Risler في كتابه الحضارة العربية ( the culture of arabs):
" ... وطوال الألف سنة حالكة الظلمة في تاريخ العصور الوسطى، كان يشع عبر العالم الإسلامي اسم العالم أو الريحان محمد بن أحمد البيروني، الذي قدر له أن يبلغ شهرة واسعة، فقد ترك البيروني _ الفيلسوف والمؤرخ والرياضي والفيزيقي واللغوي والشاعر _ في هذه الميادين المختلفة مؤلفات هامة جعلت منه (ليوناردو دافينشي العالم الإسلامي)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[26 - 01 - 05, 01:11 م]ـ
ويقول توماس أرنولد في كتابه (الدعوة إلى الإسلام) ص 73:
«ولما بلغ الجيش الإسلامي وادي الأردن، وعسكر أبو عبيدة في بلدة فحل، كتب الأهالي النصارى في تلك البلاد إلى العرب الفاتحين يقولون: يا معشر المسلمين! أنتم أحب إلينا من الروم، وإن كانوا على ديننا، وأنتم أوْفى لنا وأرأف بنا، وأكفُّ عن ظلمنا، وأحسن ولاية علينا، ولكنهم غلبونا على أمرنا».
وقال «وغلَّق أهل حمص أبواب مدينتهم، دون جيش هرقل، وأبلغوا المسلمين أن ولايتهم وعدلهم أحب إليهم من ظلم الإغريق والروم وتعسفهم».
وقال:
"لقد عامل المسلمون المسيحيين العرب بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة واستمر هذا التسامح في القرن المتعاقبة ونستطيع بحق أن نحكم أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام إنما اعتنقته عن اختيار وإرادة حرة وإن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات مسلمة لشاهد على هذا التسامحاهـ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[26 - 01 - 05, 02:44 م]ـ
الفرنسي "غستاف دوكا": وهو مستشرق فرنسي، كان يدرس اللغات الشرقية في باريس، له العديد من المقالات عن جغرافية البلدان الإسلامية، وألف كتاباً اسمه:"تاريخ فلاسفة المسلمين وفقهائهم".
"للدين الإسلامي أثر كبير في تهذيب الأمم وتربية مشاعرها ووجدانها، وترقية عواطفها، فإذا قرأت تاريخ العرب قبل البعثة، وعلمت ما كانت عليه، اعتقدت أن للشريعة السمحة في تهذيب الأخلاق التأثير الأكبر، إذ ما كاد يتصل بالأمة العربية ذلك الإصلاح الروحي المدني، حتى انتشر العدل وزال النفاق والرياء والعدوان"اهـ.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[26 - 01 - 05, 03:05 م]ـ
وقال كذلك "توماس أرنولد" في مقدمة كتابه السابق "الدعوة إلى الإسلام" ص 10:
"ومع أنَّ هذا المؤلف، وهو أمر مسلم به كما يتضح في التمهيد، عبارة عن سجل لجهود نشر الدعوة، وليس تاريخاً للاضطهاد".
وقال في ص 30:
"إننا لم نضع هذا الكتاب لدراسة تاريخ الاضطهادات الإسلامية، وإنَّما وضعناه لدراسة الدعوة الإسلامية في أنحاء العالم، فليس الغرض تاريخ الحملات التي استعملت فيها القوة لإدخال الناس في الدين الإسلامي، وقد عني الكُتَّاب الأوربيون ببيان هذه الحملات حتى لم يعد ثمة خوف من إغفالها".
ـ[أبو عبد الله المستبشر]ــــــــ[26 - 01 - 05, 04:02 م]ـ
الفيلسوف الإنجليزي توماس كارليل الحائز على جائزة نوبل يقول في كتابه الأبطال: " لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متحدث هذا العصر أن يصغي إلى ما يقال من أن دين الإسلام كذب، وأن محمداً خدّاع مزوِّر.
وإن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة؛ فإن الرسالة التي أدَّاها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرناً لنحو مائتي مليون من الناس، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها هذه الملايين الفائقة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة؟!
إلى أن قال: " وعلى ذلك، فلسنا نَعُدُّ محمداً هذا قط رجلاً كاذباً متصنعاً، يتذرع بالحيل والوسائل إلى بغيته، ويطمح إلى درجة ملك أو سلطان، أو إلى غير ذلك من الحقائر. وما الرسالة التي أدَّاها إلا حق صراح، وما كلمته إلا قول صادق.
كلا، ما محمد بالكاذب، ولا المُلفِّق، وهذه حقيقة تدفع كل باطل، وتدحض حُجة القوم الكافرين.
ثم لا ننسى شيئاً آخر، وهو أنه لم يتلق دروساً على أستاذ أبداً، وكانت صناعة الخط حديثه العهد إذ ذاك في بلاد العرب ـ وعجيب وأيم الله أُمِّيَةَ العرب ـ ولم يقتبس محمد من نور أي إنسان آخر، ولم يغترف من مناهل غيره، ولم يكن إلا كجميع أشباهه من الأنبياء والعظماء، أولئك الذين أشبِّههم بالمصابيح الهادية في ظلمات الدهور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/164)
وقد رأيناه طول حياته راسخ المبدأ، صادق العزم بعيداً، كريماً بَرًّا، رؤوفاً، تقياً، فاضلاً، حراً، رجلاً، شديد الجد، مخلصاً، وهو مع ذلك سهل الجانب، ليِّن العريكة، جم البشر والطلاقة، حميد العشرة، حلو الإيناس، بل ربما مازح وداعب، وكان ـ على العموم ـ تضيء وجهه ابتسامةٌ مشرقة من فؤاد صادق؛ لأن من الناس من تكون ابتسامته كاذبة ككذب أعماله وأقواله ". ويقول:
: " كان عادلاً، صادق النية، كان ذكي اللب، شهم الفؤاد، لوذعياً، كأنما بين جنبيه مصابيح كل ليل بهيم، ممتلئاً نوراً، رجلاً عظيماً بفطرته، لم تثقفه مدرسة، ولا هذبه معلم، وهو غني عن ذلك"
و بعد أن أفاض كارليل في إنصاف النبي محمد ختم حديثه بهذه الكلمات: "هكذا تكون العظمة· هكذا تكون البطولة·هكذا تكون العبقرية"
أما <لا مارتين> الفيلسوف الفرنسي فيدافع بحرارة النبي صلى الله عليه وسلم وينفي بصرامة وقوة أن يكون كاذباً أو مفترياً على الله فيقول:
<إن حياة محمد، وقوة كقوة تأمله وتفكيره وجهاده، ورباطة جأشه لتثبيت أركان العقيدة الإسلامية··· إنه فيلسوف وخطيب ومشرع وهاد للإنسانية إلى العقل وناشر للعقائد المعقولة الموافقة للذهن وهو مؤسس دين لا فرية فيه ومنشئ عشرين دولة في الأرض وفاتح دولة في السماء من ناحية الروح والفؤاد، فأي رجل أدرك من العظمة الإنسانية ما أدرك محمد وأي آفاق بلغ إنسان من مراتب الكمال ما بلغ محمد· و يقول في موضع آخر: "أعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة واعية، وأدركت ما فيها من عظمة وخلود، ومن ذا الذي يجرؤ على تشبيه رجل من رجال التاريخ بمحمد؟! ومن هو الرجل الذي ظهر أعظم منه، عند النظر إلى جميع المقاييس التي تُقاس بها عظمة الإنسان؟! إن سلوكه عند النصر وطموحه الذي كان مكرساً لتبليغ الرسالة وصلواته الطويلة وحواره السماوي هذه كلها تدل على إيمان كامل مكّنه من إرساء أركان العقيدة. إن الرسول والخطيب والمشرع والفاتح ومصلح العقائد الأخرى الذي أسس عبادة غير قائمة على تقديس الصور هو محمد، لقد هدم الرسول المعتقدات التي تتخذ واسطة بين الخالق والمخلوق
و هذا جوتة الأديب الألماني: " "إننا أهل أوربة بجميع مفاهيمنا، لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد، وسوف لا يتقدم عليه أحد، ولقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان، فوجدته في النبي محمد … وهكذا وجب أن يظهر الحق ويعلو، كما نجح محمد الذي أخضع العالم كله بكلمة التوحيد" [5]
ويقول الأديب الروسي (ليو تولستوي) والذي حرمته الكنيسة بسبب آرائه الحرة الجريئة:
"أنا واحد من المبهورين بالنبي محمد الذي اختاره الله الواحد لتكون آخر الرسالات على يديه، وليكون هو أيضاً آخر الأنبياء … ويكفيه فخراً أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح للسكينة والسلام، وفتح لها طريق الرقي والمدينة" [6]
ويقول العلامة شيريل، عميد كلية الحقوق بفيينا:"إن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها"
ـ[أبو عبد الله المستبشر]ــــــــ[26 - 01 - 05, 04:06 م]ـ
ملحوظة:
صفحة الدكتور عبد المعطي الدالاتي في موقع صيد الفوائد و كتابه ربحت محمدا ولم أخسر المسيح الموجود في الموقع أيضا يحويان طائفة كبيرة من مثل هذه الأقوال
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[26 - 01 - 05, 04:21 م]ـ
جزاك الله أخي أبا عبد الله المستبشر على مشاركتك، ولي عودة إلى توماس كارلايل إن شاء الله
------------------------
وقال ليتسين أستاذ الديانة المسيحية في جامعة برمنغهام في بريطانيا واقفا أمام بني قومه ليهدي رسول الله قصيدة حب وولاء يقول فيها:
يا ابن مكة ويا نسل الأكرمين
يا معيد مجد الآباء والأمهات
يا مخلص العالم من ذل العبودية
إن العالم ليفتخر بك ...
ويشكر اللهَ على تلك المنحة العزيزة ..
ويقدر لك مجهوداتك كلها
يا نسل الخليل إبراهيم ..
يا من منحت السلام إلى العالم ..
ووفقت بين قلوب البشر
وجعلت الخلاص شعارَك
يا من قلت في شريعتك:
إنما الأعمال بالنيات
لك منا جزيل الشكر ...
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[26 - 01 - 05, 04:25 م]ـ
الفونس ايتين دينيه ـ الفرنسي ـ قال في كتابه ـ محمد رسول الله ـ (صلى الله عليه وسلم) صفحة 48:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/165)
إن حدود هذا السفر لن تسمح لنا بأن نقدم لك جميع التفاصيل وجميع النواحي لحياة حافلة بالعظائم إلى هذا الحد كما هو الشأن في حياة النبي محمد نبي المسلمين - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقال صفحة 49 منه:
والحق أننا نرى من بين جميع الأنبياء الذين أسسوا ديانات، أن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو الوحيد الذي استطاع أن يستغني عن مدد الخوارق والمعجزات المادية، معتمداً فقط على بداهة رسالته ووضوحها، وعلى بلاغة القرآن الإلهية، وإن في استغناء محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن مدد الخوارق والمعجزات لأكبر معجزة على الإطلاق.
وقال صفحة 52 منه:
إن في مرأى المؤمنين وفي أعمالهم لصورة تلمحها منعكسة من مآثر محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإذا كانت بالطبع باهتة بالقياس إلى كمالاته العليا، فإنها لا جدال في صحتها، هذا على حين تجد قياصرة روما مع دقة تماثيلهم لا يطالعنا منهم سوى قناع مزيف لوجوههم الجامدة تحت صورة من الخيلاء، إن صورهم تظل ميتة يعجز خيالنا عن أن يلمح لها شيئاً من الحياة، وإنه لبوحي هذه الحقيقة قامت برؤوسنا فكرة نشر لوحات في تاريخ محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، تمثل المآثر الدينية لأتباعه، وبعض صور من حياة العرب، وبعض مدن الحجاز الذي هو وطنه.
وقال صفحة 87 منه:
حقاً إنه ليدهشني أن يرى بعض المستشرقين أن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد انتهز الفرصة فروى ورتب عمله للمستقبل بل لقد ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك فوسوس بأن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ألف في تلك الفترة القرآن كله!!
أحقاً لم يلاحظوا أن هذا الكتاب الإلهي خال من أية خطة سابقة على وجوده، مرسومة على نسق المناهج الإنسانية وإن كل سورة من سوره منفصلة عن غيرها وخاصة بحادثة وقعت بعد الرسالة طيلة فترة تزيد على عشرين عاماً وإنه من المستحيل على محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يتوقع ذلك ويتنبأ له. اهـ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[27 - 01 - 05, 12:29 ص]ـ
قال المؤرخ الأمريكي فكتور روبنسن صاحب قصة الطب:
"كانت أوربا في ظلام حالك بعد غروب الشمس بينما كانت قرطبة تضيئها المصابيح العامة كانت أوربة تغطيها الهوام بينما أهل قرطبة مثال النظافة كانت أوربا غارقة في الوحل بينما كانت قرطبة مرصوفة الشوارع كانت سقوف أوربا مملوءة بثقوب المداخن بينما قصور قرطبة تزينها الزخرفة العربية العجيبة وكان أشراف أوربا لا يستطيعون توقيع أسمائهم بينما كان أطفال قرطبة العربية يذهبون إلى المدارس وكان رهبان أوربا يلجئون إلى تلاوة سفر الكنيسة بينما كان معلموا قرطبة قد أسسوا مكتبة تضارع في ضخامتها مكتبة الإسكندرية العظيمة".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[27 - 01 - 05, 03:29 م]ـ
المسيو ميخائيل اماري - الإيطالي - قال في كتابه - تاريخ المسلمين -:
لقد جاء محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نبي المسلمين بدين إلى جزيرة العرب يصلح أن يكون ديناً لكل الأمم لأنه دين كمال ورقي، دين دعة وثقافة، دين رعاية وعناية، ولا يسعنا أن ننقصه، وحسب محمد ثناء عليه أنه لم يساوم ولم يقبل المساومة لحظة واحدة في موضوع رسالته، على كثرة فنون المساومة واشتداد المحن، وهو القائل (لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته) عقيدة راسخة، وثبات لا يقاس بالنظير، وهمة تركت العرب مدينين لمحمد بن عبد الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، إذ تركهم أمة لها شأنها تحت الشمس في تاريخ البشرية.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[27 - 01 - 05, 03:57 م]ـ
اقرأوا هذا الحوار
دار بين الأستاذ محمود بيومي والمستشرق البلغاري الدكتور توفيان تيوفا نوفا الذي اعتنق الإسلام
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=102&catid=104&artid=4845
حوار: محمود بيومي 11/ 11/1425
23/ 12/2004
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/166)
بلغاريا .. هي إحدى دول أوروبا الشرقية وإحدى دول البلقان .. التي فتحها المسلمون في نهاية القرن الثامن الهجري .. واستمر الحكم الإسلامي لها لمدة تزيد عن خمسة قرون ونصف .. تأصلت خلالها هوية المجتمع الإسلامي .. كما انتشرت المؤسسات الإسلامية في كافة أنحاء البلاد .. حتى بلغ عدد المساجد الكبرى أكثر من (1200) مسجد .. وعدد مماثل من المدارس الإسلامية والمكتبات .. وكان الكتاب الإسلامي من أكثر الكتب رواجاً وانتشاراً .. ونشطت مؤسسات الدعوة والتعليم في إبلاغ هدايات الدين الحنيف إلى كافة السكان في بلغاريا والمناطق المجاورة لها مثل رومانيا ويوغوسلافيا السابقة.
في بدء الحوار .. قلت للمستشرق البلغاري الدكتور توفيان تيوفا نوفا .. قام عدد من المستشرقين باعتناق الإسلام طواعية مثل جارودي وهوفمان وغيرهما .. ومنهم من بقي على ديانته ودافع عن الإسلام مثل المستشرق المجري روبرت سيمون والمستشرق الأسباني سيمون هايك وغيرهما .. فما هي الدوافع التي أدت إلى اعتناقكم للإسلام؟
في الحقيقة .. أنا أدرس الإسلام واللغة العربية منذ مدة طويلة .. حيث تخرجت في جامعة بغداد قسم اللغة العربية ثم التحقت بجامعة القاهرة لدراسة اللغة العربية وآدابها .. وحصلت على الدكتوراه في معهد الاستشراق في روسيا .. وأنا أعمل أستاذًا للدراسات الإسلامية في جامعة " صوفيا " ببلغاريا وأستاذًا بالمعهد الإسلامي هناك .. وعضو بجمعية المستشرقين الأمريكان، وعضو جمعية بحوث الشرق الأوسط البريطانية .. وعضو اتحاد المستشرقين الأوروبيين .. وقد أهّلني ذلك لإصدار مجموعة من الكتب حول الحضارة الإسلامية والعربية.
وأضاف: وقد لاحظت أن بعض المستشرقين – غير الموضوعيين يطعنون في الإسلام .. وتركّزت مطاعنهم في القرآن الكريم .. فقالوا: إنه كلام بشري لا رباني، كما طعنوا في الآيات المكيّة والآيات المدنيّة .. وأنكروا حقيقة الوحي وغير ذلك من الافتراءات التي تعوّدوا على ترديدها في الساحة العلمية .. وأنا – وكل مستشرق موضوعي – يرفض هذا المنهج الاستشراقي الذي يشوّه صورة الاستشراق الموضوعي ويطعن في الإسلام بلا مبرر.
وأنا أؤكد هنا .. أن الاستشراق ليس شراً كله على الإسلام والمسلمين .. صحيح أن هناك العديد من الأخطاء في ترجمات معاني القرآن الكريم .. التي أعدّها نفر من المستشرقين .. إلاّ أننا يجب أن نفرّق بين الأخطاء المتعمّدة والأخطاء غير المتعمدة؛ فالذين يُخطئون – بصورة عفوية – يكون ذلك دائمًا نتيجة عدم إلمامهم باللغة العربية – التي هي لغة القرآن الكريم – ونتيجة أيضًا لعدم فهمهم لمعاني الآيات القرآنية الكريمة .. وأنا شخصيًا قد أُخطئ في بعض دراساتي ولكنها أخطاء غير متعمّدة .. والذي أود أن أوضحه هنا أن لكل مستشرق إسهاماته في فهم الإسلام والحضارة الإسلامية .. وكل مستشرق في هذا المجال له خبرته .. وأنا أحمد الله –تعالى- أن وفقني لإنجاز الترجمة التي قمت بها لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة البلغارية .. حيث التزمت فيها بدقة المعنى .. مما جعل دار الإفتاء العامة في بلغاريا تعتمدها وتقوم بتوزيعها على عدد كبير من المؤسسات الإسلامية، وفي مقدمتها المساجد بالإضافة إلى عدد لا بأس به من المسلمين.
أود أن أؤكد هنا أن الإسلام ليس خطرًا على الآخرين .. ونحن أمام حقائق مهمة .. وفي مقدمتها أن أوروبا استفادت من عطاءات الحضارة الإسلامية ومُعطيات المسلمين الثقافية والعلمية والحضارية .. في مجالات الطب والصيدلة والرياضيات والفلك وغير ذلك من الإنجازات التي كان للمسلمين فضل السبق فيها .. والحقيقة التي لا يمكن أن تُنكر .. أن الحضارة الأوروبية المعاصرة قامت على ركائز الحضارة الإسلامية .. فحضارة الغرب أساسها حضارة الإسلام والمسلمين.
النظرة الاستشراقية
ما هي نظرة المؤسسات الاستشراقية لكم بعد اعتناقكم للإسلام؟ وما هي نظرتكم لهذه المؤسسات ومناهج المستشرقين بعد أن أصبحت مسلمًا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/167)
كما سبق أن ذكرت لكم أن هناك عددًا من المستشرقين يطعنون في الإسلام، وذلك بإثارة الشبهات حول ما جاء في القرآن الكريم، وفي الأحاديث النبوية الشريفة، وفي صحة الوحي الرباني .. فيدّعون أن القرآن الكريم ليس وحيًا ربانيًا إنما هو كلام بشري وغير ذلك من الافتراءات والأباطيل .. ولا شك أن هذا المنهج الاستشراقي منهج خاطئ ونتيجة مباشرة للخصومة التاريخية التي نشأت في الغرب منذ مدة طويلة.
وأضاف: وأنا كمستشرق أدّت بي الدراسات الموضوعية الصحيحة لاعتناق الإسلام .. فأتصدى لهذه المنهجية الاستشراقية المعادية للإسلام والمسلمين .. وأدافع عن الدين الإسلامي الذي درسته واعتنقته .. وأنا واحد من المستشرقين الذين التزموا بالمنهج الموضوعي في دراساتهم الإسلامية .. ولا شك أن المنهج الاستشراقي غير الموضوعي هو وليد الحركة الاستعمارية والمنهج التنصيري الذي يستهدف تشويه الإسلام وصورته وبث الأخطاء المُتعمّدة حول الإسلام .. وأنا أعتقد أن هذا هو الجزء الأكبر في الحركة الاستشراقية العالمية التي يجب التصدّي لها بكافة السبل المتاحة لدى المؤسسات الإسلامية العالمية.
وقال د. توفيان: أما المنهج الاستشراقي الموضوعي فيرتبط بغاية علمية واضحة المعالم .. وهو دراسة الإسلام والتعرّف على حقائقه ودراسة التراث الإسلامي والتأكد من دور الحضارة والثقافة الإسلامية في ترقية المجتمعات البشرية .. ولا شك أن نظرتي للمؤسسات الاستشراقية غير الموضوعية- هي نظرة الحذر الشديد لكل ما يصدر عنها من دراسات .. واعتناقي للإسلام جعلني في موقف المدافع عن الإسلام ضد كل هذه الدراسات الاستشراقية المعادية للإسلام والمسلمين .. أما نظرة هذه المؤسسات الاستشراقية لي بعد اعتناقي للإسلام .. فلم تتغير – حسبما لمسته – فلازلت عضوًا في عديد من الجمعيات الاستشراقية في الغرب.
الخريطة العقديّة
هل يمكن أن نتعرّف على أهم ملامح الخريطة العقديّة في بلغاريا وما هي أحوال المسلمين هناك؟
يقول المستشرق البلغاري المسلم د. توفيان نوفا: ونحن نتحدث عن الخريطة العقديّة في بلغاريا .. يجب أن نتوخى الدقة والصراحة معًا .. فعدد سكان بلغاريا الآن قد بلغ أكثر من ثمانية ملايين نسمة .. منهم أقلية مسلمة بلغت نسبتها 12.3% من إجمالي عدد السكان .. بينما بلغ عدد النصارى 83.7% من عدد السكان – وبالرغم من بعض الشكوك في دقة هذه الإحصائية – فإن المجتمع البلغاري يتكوّن من عدّة عناصر مختلفة حسب الجنسية والانتماء العقديّ.
وأضاف د. توفيان تيوفا نوفا: فالمسلمون البلغار هم الذين اعتنقوا الإسلام خلال فترة الحكم الإسلامي للدولة العثمانية – لكنهم لم ينتموا إلى الأتراك ولا يتحدثون اللغة التركية، فهم يجدون حتى الآن صعوبة في تحديد هُويّتهم .. فهم ينتمون إلى البلغار من حيث الجنسية واللغة .. وينتمون إلى الأتراك من حيث العقيدة .. كما أن السلطات البلغارية قد عاملتهم بشيء من القسوة في بعض الأحيان عبر المراحل التاريخية المختلفة .. مما دفع بعضهم إلى تغيير عقيدتهم من الإسلام إلى المسيحية في محاولة منهم للاندماج في المجتمع البلغاري.
وقال د. توفيان تيوفا نوفا: وقد أثبتت الدراسات العلمية .. أن المسلمين البلغار الذين يُعرفون باسم "البوماق" يفضلون الانتماء إلى الأتراك عندما يسكنون في بيئة بلغارية مسيحية .. كما يفضلون الانتماء إلى البلغار عندما يعيشون في بيئة تركية .. ويجوز لهم – في حالات استثنائية أن يغيّروا عقيدتهم من الإسلام إلى المسيحية ومن المسيحية إلى الإسلام في محاولة منهم للالتصاق بإحدى القوميتين التركية أو البلغارية .. بينما تُوجد جماعة أخرى من "البوماق" يعلنون بكل صراحة أنهم مسلمون بلغار – بصرف النظر عن كونهم من الأتراك أو البلغار – وكل محاولة من هؤلاء لتغيير انتماءاتهم العقدية أو العرقية تؤدي إلى القلق والتوتر في المجتمع البلغاري.
الصراع العقديّ والعرقيّ
وما هو السبب الكامن وراء هذا الخلل الذي يعاني منه المجتمع البلغاري بشأن العقيدة والانتماء العرقي؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/168)
لا شك أن وراء ذلك – بصورة مباشرة – هو الصراع الذي دار بين المسيحية والإسلام في قارة أوروبا .. حيث أصبح هذا الصراع العقدي جزءًا لا يتجزأ من التاريخ البلغاري ومن كيان الشعب البلغاري أيضًا .. ولا شك أن الظروف الحالية في هذه المنطقة من العالم .. ترتبط ارتباطًا كبيرًا مع ما ورثه سكان بلغاريا من أحداث الماضي .. كما أن الاعتبارات السياسية قد تدخلت في الأمور العقديّة .. وبالرغم من كل ذلك فإن هناك نوعًا من التعايش بين فئات المجتمع البلغاري .. قائم على أساس الاعتراف المتبادل بينهم باستقلالية كل فئة من هذه الفئات في الدين واللغة والحضارة والتقاليد وغيرها – وذلك في نطاق وحدة المجتمع البلغاري – إلا أنه بصورة عامة في بلغاريا – فإن المسلم يعني التركي حتى الإسلام يُطلق عليه هناك اليوم اسم "الدين التركي" .. والبلغاري يعني المسيحي .. أما "البوماق" فهم جماعة خاصة تتغير عن بقية المجتمع البلغاري.
الشيوعيّة هي السبب
نعرف جميعًا .. أن المسلمين في بلغاريا قد عانوا من حماقة الممارسات الشيوعية .. التي أجبرتهم على تغيير عقيدتهم – حتى الأموات منهم – واضطرتهم للهجرة الإجبارية إلى الدول المجاورة خاصة إلى تركيا – فهل ترى أن جزءًا من هذه الممارسات لا زالت مستمرة تجاه المسلمين في بلغاريا؟
لا شك أن العامل الديني له أهمية بالغة في المجتمع البلغاري .. إلاّ أن الانتماء العرقي مُقدّم على الانتماء العقديّ في بلغاريا .. ونحن نلاحظ في الآونة الأخيرة ازدياد عدد المؤمنين – سواء أكانوا من المسلمين أو المسيحيين – إلاّ أن الواقع البلغاري يؤكد أن المؤمنين هناك لا يتعمقون في عقائدهم ولا يلتزمون بها إلاّ في إطار الاحتفالات الدينية .. وأنهم يكتفون بمعلومات قليلة عن عقائدهم .. ويُقبلون على أديانهم بصورة اختيارية وليست إجبارية .. وذلك كله بسبب النظام الشيوعي الذي ساد هناك فترة من الزمن .. ومنع الناس من القيام بممارسة شعائرهم الدينية بصورة صحيحة .. وما زالت الآثار الشيوعية في هذا المجال بادية في بلغاريا حتى بعد مرور (14) سنة على انهيار النظام الشيوعي.
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[28 - 01 - 05, 02:55 ص]ـ
السير موير الإنجليزي في كتابه (تاريخ محمد)
إن محمداً نبي المسلمين لقب بالأمين منذ الصغر بإجماع أهل بلده لشرف أخلاقه وحسن سلوكه، ومهما يكن هناك من أمر فإن محمداً أسمى من أن ينتهي إليه الواصف، ولا يعرفه من جهله، وخبير به من أمعن النظر في تاريخه المجيد، ذلك التاريخ الذي ترك محمداً في طليعة الرسل ومفكري العالم.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[28 - 01 - 05, 04:03 ص]ـ
قال جرجس سال في كتابه (مقالة في الإسلام) صفحة 75:
(إن محمداً رسول الإسلام - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان صالح الاخلاق ولم يكن على الشر والخبث كما يصفه به خصومه). ثم مضى يقول:
(قال جيبون: عقيدة محمد خالصة ليس فيها لبس ولا إبهام، والقرآن شاهد عدل وبرهان قاطع على وحدانية الله سبحانه.
لقد هجر نبي الإسلام - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عبادة الأصنام والبشر، سواء أكانوا من النجوم أم من الكواكب السيادة، أم من غير ذلك، بناء على القاعدة العلمية الصحيحة وهي: إن كل قابل للتلاشي لا بد أن يبيد ويفنى، وكل مولود لا بد أن يموت، وكل بازغ لا بد له من أفول.
كانت لمحمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حماسة حكيمة، اعترف بمبدع هذا الكون، وعبده على عقيدة أنه أبدي غير محدود، بلا صورة، ولا مكان ولا ولد، ولا شبيه، يعلم خطايا الأفكار وأسرار القلوب، وجوده من نفسه، وصفاته وعلمه وكماله من نفسه).
وفي الختام قال:
(وهذه الحقائق السامية مبنية على وجه معقول بغاية الإحكام في تراجم القرآن، فكل من يؤمن بالله إيمانا علميا فلسفيا، قادر على أن يشارك المحمديين في اعتقادهم المقبول).
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[28 - 01 - 05, 04:22 ص]ـ
المستر جان ليك ـ الإسباني ـ قال في كتابه ـ العرب ـ صفحة 43:
ما أجمل ما قاله المعلم العظيم (محمد) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (الخلق كلهم عيال الله وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله) ثم أطال في الثناء على الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. أليس من المعجزات الباهرات، أن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالقوة الأدبية، وبلفظ واحد جعل الصادقين من أتباعه في حرز من شر المسكرات جيلاً بعد جيل، فسلم من هذا الشر مئات الملايين من البشر، حياة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - التاريخية لا يمكن أن توصف بأحسن مما وصفها الله نفسه بألفاظ قليلة، بيّن بها سبب بعثة النبي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
وقد برهن بنفسه على أن لديه أعظم الرحمات لكل ضعيف، ولكل محتاج إلى المساعدة، كان محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رحمة حقيقية لليتامى والفقراء وابن السبيل والمنكوبين والضعفاء والعمال وأصحاب الكد والعناء، وإني بلهفة أصلي عليه وعلى أتباعه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/169)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[29 - 01 - 05, 01:35 م]ـ
العلامة كارل هيرنش بكر ـ الألماني ـ قال في كتابه ـ الشرقيون ـ:
لقد أخطأ من قال أن نبي العرب دجال أو ساحر لأنه لم يفهم مبدأه السامي، إن محمداً جدير بالتقدير، ومبدؤه حري بالاتباع وليس لنا أن نحكم قبل أن نعلم، وأن محمداً خير رجل جاء إلى العالم بدين الهدى والكمال، كما أننا لا نرى أن الديانة الإسلامية بعيدة عن الديانة المسيحية.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[29 - 01 - 05, 01:42 م]ـ
قالت مجلة الأزهر الصادرة في أيار سنة 1952 عن الكولونيل ر. ف. بودلي ـ الإنكليزي ـ وعن كتابه "حياة محمد" أو "الرسول" - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
لقد لخص بودلي في كتابه حياة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عقيدة الإسلام بأنها دعوة إلى السلام وإلى التسليم بإرادة الله والإيمان بوحدانيته، حيث قال:
إن من أعظم الكبائر في نظر الإسلام الشرك بالله. وقال: إن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يدع لنفسه صفة إلهية وإنه صرح كثيراً بأنه بشر يوحي إليه، وإن السبب في سرعة انتشار الإسلام عن غيره من الأديان، هو عدم ادعاء النبي صفة إلهية، وعدم دعوته إلى عبادة شخصه، وكذلك تسليم القرآن بصحة الديانات المنزلة من قبل. ثم أنحى بودلي باللائمة على المتعصبين من الكتاب وما راحوا يروجونه من أباطيل وسخافات عن الإسلام منذ الحروب الصليبية، وعزا إليهم أنهم لم يفهموا محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وشريعته، ثم لخص عقيدة الإسلام بأنها دعوة إلى الإسلام وإلى التسليم لإرادة الله والإيمان بوحدانيته.
وقال هو في كتابه السابق ص 6: "لا نعرف إلا شذرات عن حياة المسيح، أما في سيرة محمد فنعرف الشيء الكثير، ونجد التاريخ بدل الظلال والغموض".
وقال عن زواج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعائشة " ولكن هذا الزواج شغل بعض مؤرخين لمحمد ... نظروا اليه من وجهة نظر المجتمع العصري الذي يعيشون فيه فلم يقدروا ان زواجا مثل ذاك كان ولا يزال عادة اسيوية ولم يفكروا في ان هذه العادات لا زالت قائمة في شرق اوروبا وكانت طبيعية في اسبانيا والبرتغال الى سنين قليلة وانها ليست غير عادية اليوم في بعض المناطق الجبلية البعيدة بالولايات المتحدة"
قال مصطفى غفر الله له:
ولد بفرنسا من أبوين انجليزيين وهو حفيد توماس بودلي مؤسس المكتبة البودلية في أكسفورد، ومن أراد أن يتعرف على بعض سيرة المؤلف ولقائه بلورانس العرب، فليرجع إلى كتاب ديل كارنيجي "وقّف القلق وابدأ الحياة"، باب "لقد عشت في حديقة الله" والذي كتب الشيخ الغزالي كتابه "جدد حياتك" مناقشا لديل كارنيجي فيه، وقد رد الشيخ كل النتائج التي توصل إليها ذلك المؤلف إلى أصولها الإسلامية وبين له أن ما ذكره، قد سبقه إليه الإسلام بقرون.
استفدت ذلك من هذا الرابط، والقصة فيه:
http://www.suhuf.net.sa/2001jaz/mar/2/ar1.htm
أما تعليقي فهو مستفاد من قراءتي لكتاب "جدد حياتك للغزالي"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[29 - 01 - 05, 02:40 م]ـ
ـ قال: المستر داز الإنكليزي قال في كتابه "مع الشرق والغرب":
كان محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - زراعياً وطبيباً وقانونياً وقائداً، اقرأ ما جاء في أحاديثه تعرف صدق أقواله ويكفي أن قوله المأثور عنه (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع) هو الأساس الذي بني عليه علم الصحة، ولا يستطيع الأطباء على كثرتهم ومهارتهم حتى اليوم أن يأتوا بنصيحة أثمن من هذه.
وقال في نفس الكتاب: إن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو الذي استطاع في مدة وجيزة لا تزيد على ربع قرن أن يكتسح دولتين من أعظم دول العالم، وأن يحدث ذلك الانقلاب المدهش، وأن يكبح جماح أمة اتخذت الصحراء المحرقة سكناً لها، واشتهرت بالشجاعة والغزو ورباطة الجأش والأخذ بالثأر، فمن الذي يظن أن القوة الخارقة للعادة التي استطاع بها محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يقهر خصومه هي من عند غير الله.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[29 - 01 - 05, 08:20 م]ـ
وقال المستشرق ادوارد مونتيه أستاذ اللغات الشرقية في جامعة جنيف قال في كتابه (حاضر الإسلام ومستقبله):
أما - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فكان كريم الأخلاق حسن العشرة، عذب الحديث، صحيح الحكم، صادق اللفظ، وقد كانت الصفة الغالبة عليه هي صحة الحكم، وصراحة اللفظ والاقتناع التام بما يقبله ويقوله، إن طبيعة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الدينية تدهش كل باحث مدقق نزيه القصد، بما يتجلى فيها من شدة الإخلاص، فقد كان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مصلحاً دينياً، ذا عقيدة راسخة ولم ينهض إلا بعد أن تأمل كثيراً، وبلغ من الكمال بهاتيك الدعوة العظيمة، التي جعلته من أسطع أنوار الإنسانية، وهو في قتاله الشرك والعادات القبيحة التي كانت عند أبناء زمنه، كان في بلاد العرب أشبه بنبي من أنبياء بني إسرائيل الذين كانوا كباراً جداً في تاريخ قومهم، ولقد جهل كثير من الناس - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبخسوه حقه، وذلك لأنه من المصلحين الذي عرف الناس أطوار حياتهم بدقائقها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/170)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[29 - 01 - 05, 08:22 م]ـ
قال اللورد هدلي (إنكلترا) ولد سنة 1855، وكان من أكبر شخصيات الأشراف البريطانيين، وكان سياسياً ومؤلفاً، ومن مؤلفاته (رجل من الغرب يعتنق الإسلام)، وقد أعلن إسلامه سنة 1913، وأصبح اسمه الشيخ رحمة الله الفاروق.
( .. والأنبياء والرسل قوم اصطفاهم الله واختارهم وفضلهم على الناس، وبعثهم إليهم مبشرين ومنذرين كما يقول القرآن الكريم: (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل). وقد تحققت بعد طول البحث والاستقراء أن محمداً نبي الإسلام - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يكن مدعياً ولا دجالاً كما يدعيه خصومه، ولكن كان رسولاً نبياً جاء برسالة إلهية صادقة لا ريب فيها هدى للمتقين، أوحى الله بها، وكلفه بتأديتها فجاءت مخففة لصرامة التوراة ومكملة لكتاب المسيح عليه السلام).
...... ولقد كتب مستر يورث سميث أحد كتاب المسيحيين رسالة جاء فيها: إن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان موفقاً عظيماً فريداً في بابه لم يحدثنا التاريخ عن مثله، فقد جمع بين زعامات ثلاث، هي زعامة الشعب وزعامة الدين، وزعامة الحكم والسلطان، وجاء بكتاب جمع بين البلاغة والتشريع والعبادات وهو الآن موضع احترام أكثر من سدس العالم .. ) اهـ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[30 - 01 - 05, 03:06 ص]ـ
ويقول " باسنتا كومار بوز " في كتاب " المحمدية " طبعة كلكتا (1931) ص 4:
" فلم يكن هناك مجال لأي تزييف أو حيلة كاذبة في القرآن وهذا ما يميزه عن جميع الأعمال الدينية الهامة تقريبا التي ترجع إلى الأزمنة القديمة ..
إنه لأمر بعيد جدا أن يكون هذا الإنسان الأمي قد ألف أفضل كتاب في اللغة العربية "
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[30 - 01 - 05, 02:40 م]ـ
وتقول بيانكا سكارسيا في (العالم الإسلامي وقضاياه التاريخية) ص 214:
"عمل الاستشراق لصالح الاستعمار بدلاً من إجراء التقارب بين الثقافتين. إن إنشاء هذا العلم لم يكن إلا من أجل تقديم أدوات للاختراق أكثر براعة، فهناك فعلاً عملية ثقافية مستترة ماكرة ومرائية، وهذا ما يفسر ريبة المسلمين حيال كل ما يقال عنهم في الغرب".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[31 - 01 - 05, 04:15 ص]ـ
وقال (أميل دير مانجم) في كتابه (حياة محمد):
"إن محمدا لم يكن شخصيا إلا رجلا أميا خلوا من الثقافة تقريباً كجميع بني بلدته في عصره، ولكنه كان يعلم أن الإله رحيم رحمة لا حدّ لها، فاجهد نفسه في أن يعلو على الطبيعة البشرية، وأن يقهر في نفسه الميول الانتقامية"
ثم قال: "إن إخلاص محمد لا يمكن أن يكون في العصر الحاضر موضع شك، فإن حياته كلها تشهد أنه كان يؤمن برسالته إيمانا عميقا، وأنه تقبلها –لا بغير بطولة- كعبء يجب عليه أن يتحمل ثقل أوزاره".
وقال: "إن قوة عبقرية محمد الإنشائية واتساعها، وذكاءه العظيم ونظره الصائب إلى الحقائق، وسيادته لنفسه، وقوة إرادته، وحكمته واستعداده للعمل، وحياته الواقعية، كل ذلك يجعل الزيف في مبدأ رسالته يستحيل القبول. فكيف يتصور أن ينقلب كاذبا فجأة، ذلك الذي كان نجاحه يظهر له كبرهان ساطع على تأييد الإله لدعواه، وكيف يمكن أن يجرأ على تشويه رسالته في الوقت الذي كان يرى فيه أنها مقدسة مؤيدة من الإله".
وقال: "وهكذا نهض محمد رسول الإسلام ليدعو بني جنسه إلى دين واحد هو دين الإله الواحد، وليوقظ جزءا من آسيا وأفريقيا، وليحرر من عبودية الجامدين كل الذين يفهمون رسالته الحقيقية، ولكي يحرر فارس التي كان النعاس يشملها، ولينعش المسيحية الشرقية التي شوهتها المجادلات البيزنطية الخالية من الحماسة، ومن الاعتقاد المجرد من الوحدة".
وقال: "إن محمدا كان يجهل كل ما ليس علما مطلقا، وكان أمياً بالمعنى الكامل لهذه الكلمة، وليس معناها، فيما أرى، العامية أو الخلو عن التأدب، وإنما الأمي هو بالأحرى الرجل النقي الذي جمع بين الطبيعة وما فوق الطبيعة، والبرئ من الأحكام المتسرعة، ومع ذلك فقد نهض لكي يدعو العلماء إلى أن يفهموا ما يقولون، وليقوّم الطرق الملتوية التي يضل فيها من يزعمون أنهم حكماء".
ثم قال: "إن الناس حالة سماعهم خطب محمد المهمة، وكتاباته الملتئمة مع عصره، قد أحسوا بجاذبية تصلهم بالسر الخفي الذي يقودهم إليه، فخضعوا للإله، فرأوا كيف يستطيعون أن يهذبوا وجودهم المؤقت، وهكذا وجدوا فيه مثالا حياً لا يستطيع الفلاسفة ولا رجال الحكومة أن يقدموه".
"إن محمداً رسول الإسلام - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد أوجدت دعوته في جزيرة العرب تقدماً غير قابل للاعتراض، سواء أكان ذلك في دائرة الأسرة أم في دائرة المجتمع أم الناحية الصحية، وإن حظ المرأة قد تحسن، وإن الفحش والزواج المؤقت، والمعاشرة الحرة (الزنا) قد حظرت وقد حرم ايضاً إكراه الإماء على أتخاذ الفحش وسيلة لثراء مواليهن، كما كان متبعاً في ذلك العهد "ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً" القرآن.
ثم قال: "إن محمداً قد أباح الرق، ولكنه نظمه، وضيق حدوده، وجعل العتق عملاً خيراً، بل كفارة عن بعض المعاصي"
ثم قال "إن الغنائم الحربية كانت في ذلك العهد، النتيجة العادية لكل جهاد، بل يمكن أن يقال: إنها كانت مع التجارة وتربية الحيوان هي الصناعة الوطنية العربية، فأعلن محمد رسول الإسلام إباحتها لأتباعه استجابة لضعفهم، ولكنه حددها بقواعد دقيقة، فخصص الجزء الاكبر منها للصدقات ولحاجات الجيش كما أنه قد حظر في قسم الأسرى إبعاد الأطفال عن أمهاتهم".
وفي الختام قال: "إنه لم يكن ليستطيع أن يغير أخلاق شعبه تغييراً تاماً، ولكنه نجح في أن يقومها في نقط كثيرة".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/171)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[01 - 02 - 05, 03:31 ص]ـ
يقول المستشرق النمساوي " ليوبولد فايس"
"إن أوربا لتعرف هذه الحقيقة حق المعرفة لأن ثقافتها هي نفسها مدينة للإسلام بتلك النهضة على الأمل بعد قرون من الظلام الدامس .... ولم يقف الإسلام يوماً سدّاً في وجه التقدم العلمي , إنه يقدر الجهود الفكرية في الإنسان إلى درجة يرفعه فيها فوق الملائكة وما من دين ذهب أبعد من الإسلام في تأكيد غلبة العقل وبالتالي غلبة العلم على جميع مظاهر الحياة."
"إن كل ما كان في الإسلام تقدماً وحيويةً، أصبح بين المسلمين اليوم تراخياً وركوداً، وكل ما كان في الإسلام من قبل كرماً وإيثاراً، أصبح بين المسلمين ضيقاً في النظر، وحباً للحياة الهينة".
ويقول أيضاً: "تحققت أن هناك سبباً واحداً للانحلال الاجتماعي والثقافي بين المسلمين، ذلك السبب يرجع إلى الحقيقة الدالة على أن المسلمين أخذوا شيئاً فشيئاً يتركون اتباع روح تعاليم الإسلامية".
"كنت كلما ازددتُ فهماً لتعاليم الإسلام وعظيم أحكامه ومبادئه، ازددت رغبة في التساؤل عمّا دفع المسلمين إلى هجر تطبيقها تطبيقاً تامّاً في حياتهم اليومية ... لقد ناقشت هذه المشكلة مع كثير من المسلمين المفكرين في جميع البلاد، ثم زادت رغبتي في ذلك بشدة، حتى أني ـ وأنا غير المسلم ـ أصبحت أتكلم إلى المسلمين مشفقاً على دين الإسلام من إهمال المسلمين أنفسهم وتراخيهم".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[01 - 02 - 05, 03:39 ص]ـ
قال المستر جيبون في كتاب (محمد في الشرق)، ص 17:
إن دين - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خال من الشكوك والظنون، والقرآن أكبر دليل على وحدانية الله، بعد أن نهى محمد عن عبادة الأصنام والكواكب. وبالجملة دين محمد أكبر من أن تدرك عقولنا الحالية أسراره، ومن يتهم محمداً أو دينه فإنما ذلك من سوء التدبر أو بدافع العصبية، وخير ما في الإنسان أن يكون معتدلاً في آرائه، ومستقيماً في تصرفاته.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[01 - 02 - 05, 03:45 ص]ـ
ويقول " تشارلز فرانسيس بوتر " في كتاب " الأديان التي يحيى بها البشر ". نشر كينجزوود، سرى (1955) ص 81:
" إن القرآن هو الأكثر قراءة من أي كتاب آخر في العالم "
وقال: "قد يكون الكتاب المقدس المسيحي أكثر الكتب مبيعا في العالم، ولكن هناك حوالي 250 مليون مسلم من أتباع النبي محمد يقرأون أو يتلون أجزاء طويلة من القرآن خمس مرات يوميا في كل يوم من أيام حياتهم من يوم استطاعتهم الكلام ".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[01 - 02 - 05, 03:04 م]ـ
رجوعا إلا توماس كارلايل كما وعدت:
يقول الفيلسوف الإنكليزي توماس1795 - 1881م:
"ما كان محمداً أخا شهوات برغم ما اتهم ظلماً وعدواناً وما أكثر ما نجور ونخطىء إذا حسبناه رجلاً شهوانياً لا هم له إلا قضاء مآربه الملاذْ كلا فما أبعد ما كان بينه وبين الملاذ مهما كانت" نقلا عن" الإسلام بين الإنصاف والجحود" لمحمد عبد الغني حسن
ويقول:
"الحق أقول لقد كان أولئك العرب قوماً أقوياء النفوس كأن أخلاقهم سيول دفاقة لها شدة حزمهم وقوة إرادتهم أحصن سور وأمنع حاجز وهذه وأبيكم أم الفضائل وذروة الشرف الباذخ وقد كان أحدهم يضيفه ألد أعدائه فيكرم مثواه (ونحن نعلم أن صلاح الدين الأيوبي أرسل طبيبه الخاص لمداواة ريتشارد قلب الأسد قائد الحملات الصليبية على المسلمين وبيت المقدس عندما علم أنه مريض) وينحر له فإذا أزمع الرحيل خلع عليه وحمله وشيعه ثم هو بعد كل ذلك لا يحجم عن أن يقاتله متى عادت به إليه الفرص وكان العربي أغلب وقته صامتاً فإذا قال أفصح إني لأعرف عنه أنه كان كثير الصمت , يسكت حيث لا موجب للكلام" من كتاب "محمد المثل الأعلى" لتوماس كار ليل
وقال: من الشبهات التي يثيرها بعض المسيحيين هي: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قام بنشر الدين الإسلامي بقوة السيف وهذا القول بعيد كل البعد عن الصواب لأن الذين يدعون ذلك عليهم أن يتدبروا قليلاً، فلابد أن يكون هناك سر في هذا السيف الذي خرج في جزيرة العرب ووصل بأيدي القادة المسلمين إلى جبال (إسبانيا) غرباً، وإلى (سمر قند) شرقاً.
فما هو هذا السر؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/172)
بلا شك أن السر في ذلك يقود إلى الشريعة الإلهية التي جاء بها النبي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، تلك القوة العظمى التي دفعت بعبدة الأصنام والأوثان في جزيرة العرب إلى القبول والإذعان بهذا الدين الذي جاء بالقوانين الإلهية التي وضعها الحكيم العليم، والتي تضمن سعادة الإنسان ورقيه.
والمسألة الأخرى التي نلفت الأنظار إليها هي أن الإسلام عنما انتشر شرقاً وغرباً كان قد قضى على جميع العقائد والمذاهب الباطلة، لأنه كان حقيقة ثابتة نابعة من صميم الإنسان، وما غيره من الطرق والمذاهب مزيف لا ينسجم مع الطبيعة الإنسانية كما هو زائل أو في طريقه إلى الزوال.
وقال: وينعى صاحب كتاب "الأبطال" توماس كارليل على قومه عداوتهم لمحمد وجهلهم بحاله فيقول: (لقد أصبح من العار على أي فرد من أبناء العصر أن يصغي إلى ما يقال: من أن الدين الإسلامي باطل، وأن محمداً خداع ومزور، وآن لنا أن نحارب ما يشاع من تلك الأقوال السخيفة المخجلة. فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول الكريم مازالت السراج المنير مدة ثلاثة عشر قرناً.
وقال: إن أقوال أولئك السفهاء من المستشرقين في محمد، إنما هي نتائج جيل كفر، وعصر جحود وإلحاد، وهي دليل على خبث القلوب وفساد الضمائر، وموت الأرواحز اهـ من كتاب آفاق جديدة للدعوة الإسلامية في الغرب" أنور الجندي ص51
قال مصطفى غفر الله له:
التقى السيد أحمد خان المصلح الهندي ت 1889م، بتوماس كارلاييل عندما سافر إلى لندن صحبة ابنه محمود سنة 1869م، لإلحاقه بالجامعة، وفي الوقت نفسه لجمع مادة علمية يستعين بها في الرد على كتاب السير وليم ميور "حياة محمد" الذي شحنه بالافتراءات على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وأثر ذلك اللقاء كثيرا في توماس كارلايل حيث حدث السيد أحمد كثيرا عن سيدنا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مما جعل توماس يكتب فصلا خاصا بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في كتابه "الأبطال"
استفدت هذه المعلومة من هذا الرابط:
http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/01/article35.SHTML
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 02 - 05, 02:42 ص]ـ
وقال شبلي شميل وهو من أصل مسيحي قال في عدد يناير من (مقتطف) سنة 1910 ما نصه:
"خذ مثالاً شريعة القرآن فإنها بين الشرائع الدينية الشريعة الوحيدة الاجتماعية العملية المستوفاة التي ترعى إلى أغراض دنيوية حقيقة يعني أنها لم تقتصر على الأصول الكلية الشائعة بين جميع الشرائع بل اهتمت اهتماماً خاصاً بالأحكام الجزئية فوضعت أحكام المعاملات حتى فروض العبادات أيضاً، وهي من هذه الجهة شريعة علمية مادية".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 02 - 05, 02:49 ص]ـ
يقول المؤلف الكبير ماكس فان برشم في مقدمة كتابه "العرب في آسيا"
"إن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نبي العرب من أكبر مريدي الخير للإنسانية، إن ظهور محمد للعالم أجمع إنما هو أثر عقل عال وإن افتخرت آسيا بأبنائها (1) فيحق لها أن تفتخر بهذا الرجل العظيم، إن من الظلم الفادح أن نغمط حق محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الذي جاء من بلاد العرب وإليهم، وهم على ما علمناه من الحقد البغيض قبل بعثته، ثم كيف تبدلت أحوالهم الأخلاقية والاجتماعية والدينية بعد إعلانه النبوة، وبالجملة مهما ازداد المرء اطلاعاً على سيرته ودعوته إلى كل ما يرفع من مستوى الإنسانية، أنه لا يجوز أن ينسب إلى محمد ما ينقصه ويدرك أسباب إعجاب الملايين بهذا الرجل ويعلم سبب محبتهم إياه وتعظيمهم له".
-------
(1) قال: الحق أن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو فخر للإنسانية جمعاء وهو الذي جاءها يحمل إليها الرحمة المطلقة فكانت عنوان بعثته (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 02 - 05, 01:15 م]ـ
يقول (ارنيست رينان):
إن ألْبرت الكبير مدين لابن سينا في كل شيء وأن (سان توما الأكويني) مدين في جميع فلسفته لابن رشد , إن راهباً دينياً أوربياً هو الكاردينال " أكزيمنيس" شارك في أكبر جريمة ضد المعرفة بإصداره أمراً بإحراق كتب المسلمين في غرناطة في أعقاب سقوط الفردوس الإسلامي هناك وكان المرسوم الذي أصدره يقضي بإحراق ثمانين ألف مخطوطة عربية في الأماكن العامة بغرناطة
وقال: إن تياراً رشدياً سريا في الجامعات الفرنسية إبان عصر النهضة يقوم على العقل وشروح (آفيروس) ابن رشد لأرسطو .. وقد عرف العالم فضله في الوقت الذي كان ينكره ولا يعرفه فيه العرب
قال مصطفى غفر الله له:
توما الأكويني هو الإيطالي المشهور صاحب نظرية السيفين أو الولاء المزدوج
من أهم كتب أرنست رينان: ابن رشد والرشدية،
وقد سبق أن قال: إن الإسلام قد دخل السربون من أوسع أبوابه، (يقصد بذلك مترجمات كتب ابن رشد (
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/173)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[03 - 02 - 05, 01:43 ص]ـ
قال ادوارد لين الإنكليزي في كتابه " أخلاق وعادات المصريين":
إن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يتصف بكثير من الخصال الحميدة، كاللطف والشجاعة ومكارم الأخلاق، حتى أن الإنسان لا يستطيع أن يحكم عليه دون أن يتأثر بما تتركه هذه الصفات في نفسه من أثر، كيف لا، وقد احتمل محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عداء أهله وعشيرته بصبر وجلد عظيمين، ومع ذلك فقد بلغ من نبله أنه لم يكن يسحب يده من يد من يصافحه حتى ولو كان يصافح طفلاً، وأنه لم يمر يوماً من الأيام بجماعة رجالاً كانوا أو أطفالاً دون أن يقرأهم السلام، وعلى شفتيه ابتسامة حلوة، وقد كان محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غيوراً ومتحمساً، وكان لا يتنكر للحق ويحارب الباطل، وكان رسولاً من السماء، وكان يريد أن يؤدي رسالته على أكمل وجه، كما أنه لم ينس يوماً من الأيام الغرض الذي بعث لأجله، ودائماً كان يعمل له ويتحمل في سبيله جميع أنواع البلايا، حتى انتهى إلى إتمام ما يريد. اهـ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[03 - 02 - 05, 12:21 م]ـ
- ويقول " دو لاسي أوليرى " في كتاب " الإسلام في مفترق الطرق " طبعة لندن (1923) ص 8:
" وبالرغم من ذلك فقد أوضح التاريخ أن الأسطورة القائلة باجتياح المسلمين المتعصبين للعالم وفرضهم الإسلام على الأجناس المقهورة تحت تهديد السلاح، هي إحدى كبرى الأساطير أو الخرافات الخيالية، التي رددها في أي وقت المؤرخون، سخافة ومنافاة للعقل ".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[03 - 02 - 05, 12:23 م]ـ
قال ساديو لويس الفرنسي
"لم يكن محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نبي العرب بالرجل البشير للعرب فحسب بل للعالم، لو أنصفه الناس، لأنه لم يأت بدين خاص بالعرب، وأن تعاليمه الجديرة بالتقدير والإعجاب تدل على أنه عظيم في دينه، عظيم في أخلاقه، عظيم في صفاته، وما أحوجنا إلى رجال للعالم أمثال محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نبي المسلمين."
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[03 - 02 - 05, 12:25 م]ـ
قال القس ميشون الألماني في كتابه "سياحة دينية في الشرق" صفحة 31:
"إنه لمن المحزن أن يتلقى المسيحيون عن المسلمين روح التعامل وفضائل حسن المعاملة، وهما أقدس قواعد الرحمة والإحسان عند الشعوب والأمم، كل ذلك بفضل تعاليم نبيهم محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[03 - 02 - 05, 02:22 م]ـ
الأخ الشيخ الفاضل مصطفى الفاسي حفظه الله وسدد خطاه وأعانه.
حقيقة أنا من المتتبعين لما تكتب ومن المعجبين جداً جداً لما تنقل , وأسأل الله لك التوفيق والسداد , وواصل أخي , فأنا حقيقة أقيد كل ما تكتبه أو تنقله.
وفقك الله وبارك في عملك.
محبكم في الله / خالد الأنصاري.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[04 - 02 - 05, 06:03 ص]ـ
ويقول " هاملتون جب " في كتاب " المحمدية " طبعة لندن (1953) ص 33:
" إذن لو كان القرآن من تأليف محمد لكان من الممكن أن ينافسه ويضارعه رجال آخرون. وليأتوا بعشر آيات من مثله مفتريات. وإذا لم يستطيعوا (ومن الواضح أنهم لم يستطيعوا) فليقبلوا القرآن كمعجزة وبرهان ظاهر ".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[04 - 02 - 05, 06:06 ص]ـ
قال الدكتور ليتنز في موضوع له في مجلة المقتطف المجلد الخامس الجزء 4:
إن محمداً، - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نبي وقد أوحى الله إليه، ومرة أوحى إليه وحياً شديد المؤاخذة، لأنه أدار وجهه عن رجل فقير أعمى، ليخاطب رجلاً غنياً من ذوي النفوذ، وقد نشر ذلك الوحي، فلو كان كما يقول أغبياء النصارى بحقه لما كان لذلك الوحي من وجود، ولتركته العصور التي مرت عليه أنقاضاً.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 02:07 ص]ـ
يقول جولد تسيهر Goldziher المستشرق اليهودي المجري:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/174)
"إن الشجاعة الفردية , والكرم العظيم والبذخ والإسراف في تكريم الضيف والانتصار لذوي القربى والأخذ بالثأر بلا شفقة أو رحمة إذا وقع اعتداء على شخصه أو على عشيرته كانت أبرز فضائل الجاهلية , أما في الإسلام فنجد الصبر والاحتمال وتفضيل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة شخصية كانت أو قبليه نجد عدم الاكتراث بالأمور الدنيوية والأعراض الزائلة وتجنب الرياء والفخر وغير ذلك مما جاء به الإسلام وكانت هذه الفضائل كفيله بأن تدفع المسلمين على احتقار هذه المثل العليا للجاهلية
وقال في كتابه "العقيدة والشريعة في الإسلام":
"كانت الهجرة إلى المدينة تحولا كبيرا في سياسة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقد أصبح محمد -بعد الهجرة- مجاهداً وغازياً، ورجل دولة، ومنظم جماعة جديدة أصبحت تتسع وتنمو شيئاً فشيئاً، وعندئذ اتخذ الإسلام شكله النهائي، وعندئذ ظهرت البذور الأولى لنظامه الاجتماعي والفقهي والسياسي"
.
ثم قال: (في مكة كان الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يدعو إلى تعاليم دينية في جماعة صغيرة، أما في المدينة فقد ظهر الإسلام نظاماً له طابع خاص، وله في الوقت نفسه صورة الهيئة المكافحة. وفي المدينة قامت طبول الحرب التي تردد صداها في جميع أزمنة التاريخ، وصار محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ينظم أعمالاً حديثة، فأصبح ينظم طرق توزيع الغنائم، وينظم المواريث، ويشرع القوانين، ويضع أسس أمور الدين العملية وأهم احتياجات الحياة الأجتماعية،. وفي المدينة رسمت الخطوط الرئيسية لحياة الإسلام التاريخية، وبدأ محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مع الصحابة رضي الله عنهم تحقيق حياة مطابقة لما جاء به من دين ومذهب".
قال مصطفى غفر الله له:
إن جولد زيهر هذا قال في الكتاب نفسه أباطيل رد عليها الشيخ الغزالي في كتاب "دفاع عن العقيدة والشريعة"
وهذا المستشرق من الذين بدا حقدهم الدفين على الإسلام وله كتاب "دراسات في الحديث النبوي" قال فيه أن أحاديث النهي عن كتابة الحديث قد أتى بها الفقهاء، كما أن أحاديث جواز كتابته جاء بها المحدثون، يقصد أنهم وضعوها. مع أن حديث أبي سعيد الخدري في النهي هو في صحيح مسلم كالشمس في وضح النهار. وأحاديث جزاز الكتاب أكثر من أن تحصى.
وله كتاب "دراسات محمدية"
وكان من الذين قالوا بأن محمدا هو الذي جاء بمذهب الإسلام
وقال إن التشيع بدأ بعد موت المبي مباشرة وبالضبط بعد حادثة السقيفة كما في العقيدة والشريعة ص174
وكان أستاذا من أساتذة طه حسين الذين علموه، ومن أساتذته أيضا عالم الاجتماع دوركايم اليهودي. ومن أساتذته مرجليوث اليهودي الإنجليزي وغيرهم، نعم المشايخ!!؟؟؟
وقال إن الشريعة الإسلامية مستمدة من القانون الروماني، وقال بذلك كثيرون أمثال: فون كريمر، وشيلدون آموس وغيرهم.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 02:29 ص]ـ
- تنبيه -
لا تظنوا أحبتي الكرام أن كل المنقول عنهم هم من الموضوعيين والعقلاء، بل منهم:
- من هو حاقد كما بينت كبرنارد لويس، وجولد تسيهر، وهاملتون جيب ودوركايم والسير موير وغيرهم وكلهم يهود
- ومن هو متردد كفرونسوا فولتير الذي اختلفت تصريحاته، وجوستاف لوبون، وغيرهم
- وبين موضوعي منصف كويل ديورانت وتوماس أرنولد وأرنولد توينبي، زيجريد هونكي وآنا ماري شيمل الألمانيتين وبوجينا غيانة ستجشيجيفسكا البولونية ومارسيل بوازار وغوته وغيرهم
فلا تظنوا أن كل ما نقلنا عنه هو من المنصفين، وإنما هي عبارة في ثنايا كلامه تأدي مقصودنا فننتزعها من الحاقدين منهم انتزاعا.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 02:52 ص]ـ
السلام عليكم الشيخ خالد الأنصاري الحبيب وإني لجد آسف على تأخيري عليكم برد التحية،
دخلتم الموضوع من بابه، واستانستم بأصحابه،
ونحن جد سعداء أن "الفأرة التي تداعبها أناملكم" تواضعت واستقر بها الاختيار على موضوعنا. _ابتسامة_
__________________________________________________ ________________________
يقول أليكسي جورافيسكي في كتابه: "الإسلام والمسيحية"ص 105
: "إن الأغلبية المطلقة من المستشرقين لم يتخلصوا من المواقف المعادية للإسلام".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 05:57 م]ـ
يقول فرونسوا فولتير كما جاء في قاموسه الفلسفي (6/ 4)
"قانون يحرّم عليكم الطعام والشراب طوال النهار في شهر الصيام .. إذا فرض عليكم الحج في صحراء محرقة .. إذا فُرض عليكم إعطاء 2,5 % من مالكم للفقراء .. إذا حُرِّم عليكم شرب الخمور ولعب الميسر .. إذا كنتم تتمتعون بزوجات تبلغ ثماني عشرة زوجة أحياناً، فجاء من يحذف أربع عشرة من هذا العدد، هل يمكنكم الادّعاء مخلصين بأن هذه الشريعة شريعة لذّات؟ "
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 06:42 م]ـ
وجاء في كتاب "دفاع عن الإسلام" للمستشرق: فاغليري ترجمة منير بعلبكي
ويقول "هنري دي شاميون" تحت عنوان "الانتصار الهمجي على العرب" لولا انتصار جيش "شارل مارتل" الهمجي على العرب في فرنسا في معركة (تور) على القائد الإسلامي "عبد الرحمن الغافقي" لما وقعت فرنسا في ظلمات العصور الوسطى. ولما أصيبت بفظائعها ولما كابدت المذابح الأهلية الناشئة عن التعصب الديني- ولولا ذلك الانتصار البربري لنجت إسبانيا من وصمة محاكم التفتيش، ولما تأخر سير المدنية ثمانية قرون بينما كنا مثال الهمجية"
قال مصطفى غفر الله له:
###.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/175)
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[05 - 02 - 05, 10:37 م]ـ
أحسن الله إليك أيها الفاضل المجد.
أصدرت دار الشروق بمصر كتابا جديدا للدكتور محمد عمارة، أظن عنوانه: الإسلام في الدراسات الغربية بين افتراء الجهلاء وإنصاف العلماء.
ذكر في نصفه الثاني قرابة أربعين نصا قريبة مما تذكره.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 10:56 م]ـ
السلام عليك حبيبنا الفهم الصحيح، ونفع الله بك،
رجوعا إلى هـ. ج. ويلز وكتابه "معالم تاريخ الإنسانية"
يقول "كل دين لا يسير مع المدنية فاضرب به عرض الحائط. ولم أجد ديناً يسير مع المدنية أنى سارت سوى دين الإسلام".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 11:04 م]ـ
ويقول مرماديوك باكتول:
"إن المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم بنفس السرعة التي نشروها بها سابقاً، إذا رجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حينما قاموا بدورهم الأول.لأن هذا العالم الخاوي لا يستطيع أن يقف أمام حضارتهم"
عن كتاب "الرعب من الإسلام" لسعيد جودت ص 19 - 23، وذكر ذلك غوستاف لوبون في كتابه "حضارة الإسلام".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 11:07 م]ـ
- ويقول " جون أوستن " في مقال له بعنوان " محمد نبي الله " في مجلة ت. ب. وكاسل الأسبوعية في 12 سبتمبر سنة 1927 بعد المسيح:
" لقد أصبح محمد بالفعل في خلال ما يربو قليلا عن العام ما يمكن أن نسميه بالحاكم الروحي والدنيوي للمدينة، ويده على الرافعة التي كان مقدر لها أن تهز العالم ".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 11:08 م]ـ
وقال المسيو جان سبيرو السويسري:
"إنه مهما زاد الإنسان اطلاعاً على سيرة محمد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا بكتب أعدائه وشانئيه بل بتأليفات معاصريه، وبالكتاب والسنة، إلا وأدرك اسباب إعجاب الملايين من البشر في الماضين وحتى الآن بهذا الرجل، وفهم علة تفانيهم في محبته وتعظيمه".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[06 - 02 - 05, 02:52 م]ـ
يقول " جون وليام دريبر " الحاصل على دكتوراة في الطب والحقوق في كتابه " تاريخ التطور الفكري الأوروبي ". طبعة لندن (1875) المجلد الأول، ص 229 و 230:
" ولد في مكة بجزيرة العرب عام 569 بعد المسيح، بعد أربع سنوات من موت جوستنيان الأول، الرجل الذي كان له من دون جميع الرجال، أعظم تأثير على الجنس البشري .. وهو محمد ".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[07 - 02 - 05, 01:38 ص]ـ
يقول المؤرخ الإنكليزي "جون دوانبورت":
"أعتذر عن التصورات والأحكام التي كانت شائعة في الغرب حول نبي الإسلام" عن "محمد في الآداب العالمية المنصفة " محمد عثمان ص: 117.
وقال:
"لو لم تقم في جنوب أوروبا الحضارة الأندلسية العربية، لظلت هذه القارة تسبح مع شعوبها المختلفي النحل والنزعات في حلك من ظلمة الجهل والبداوة، ولما ظهر للمدنيّة الأوربية الحالية أثر في الوجود"
وروى جون دوانبورت في كتابه "العرب عنصر السيادة في القرون الوسطى" هذين الرسالتين من جورج الثاني ملك انجلترا إلى الخليفة الأندلسي هشام الثالث، والجواب عليها.
رسالة الملك الإنكليزي جورج الثاني
من جورج الثاني ملك إنكلترا والغال والسويد والنروج إلى الخليفة ملك المسلمين في مملكة الأندلس صاحب العظمة هشام الثالث الجليل المقام:
بعد التعظيم والتوقير، فقد سمعنا عن الرقيّ العظيم الذي تتمتع بفيضه الضافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة، فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم لنشر أنوار العلم في بلادنا التي يحيط بها الجهل من أربعة أركانها. وقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة دوبانت على رأس بعثة من بنات أشراف الإنكليز، لتتشرف بلثم أهداب العرش والتماس العطف، وتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم وفي حماية الحاشية الكريمة، والحدب من قبل اللواتي سوف يقمن على تعليمهن، وقد أرفقت الأميرة الصغيرة بهدية متواضعة لمقامكم الجليل، أرجو التكرم بقبولها، مع التعظيم والحب الخالص.
من خادمكم المطيع
جورج. م. أ
جواب الخليفة الأندلسي هشام الثالث
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه سيد المرسلين وبعد:
إلى ملك إنكلترا وايكوسيا واسكندنافيا الأجلّ
اطلعت على التماسكم، فوافقت على طلبكم بعد استشارة من يعنيهم الأمر من أرباب الشأن، وعليه نعلمكم أنه سوف ينفق على هذه البعثة من بيت مال المسلمين، دلالة على مودتنا لشخصكم الملكي. أما هديتكم فقد تلقيتها بسرور زائد، وبالمقابل أبعث إليكم بغالي الطنافس الأندلسية، وهي من صنع أبنائنا، هدية لحضرتكم، وفيها المغزى الكافي للتدليل على التفاتتنا ومحبتنا، والسلام.
خليفة رسول الله في ديار الأندلس
هشام
الرسالتان مستفادتان من هذا الرابط:
http://www.geocities.com/nassershamali/new_page_91.htm
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وردنا إلى دينك مردا جميلا،
إنا لله وإنا إليه راجعون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/176)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[07 - 02 - 05, 03:00 م]ـ
زار الفيلسوف "أونكيست كونت" مصر بعد أن كان يكره الإسلام ويطعن فيه، فهنا تأثر ببعض علمائها، فأقام في الأندلس لدراسة الإسلام والسيرة النبوية، وبعد ذلك اتجه إلى روما، وذهب إلى مكتبة الفاتيكان فطالع ما فيها من كتب عن الموضوع، وهنالك غير رأيه في النبي صلى الله عليه وسلم وآثاره، ولكنه لم يتقبل أمية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى سأل البابا بولوس التاسع عن صدق ما تدعيه التواريخ العربية من ذلك فأجابه البابا نعم إنه كان أمياً فلطم الفيلسوف وجهه، وقال: واخجلتاه منك يا محمد إنني ظلمتك فالويل كل الويل لك يا أوغست ....... إلا أنني أقر وأعترف بأن محمداً أصغر من إله ولكنه بكل حال أسمى من البشر."اهـ
وقال: "أخذت مبادئ التنكرية العقوقية تضمحل في بعض أرجاء أوربا بعد ظهور العربية الإسلامية في الأندلس التي سطع إشراقها من وراء جبال البيرنه إلى أواسط فرنسا، فتناول طلاب التجدد التعاليم الاجتماعية البارعة التي انبثقت عن الحضارة العربية العظيمة وأخذوا في تبنيها، فأيقظت فيهم رويداً رويداً شعور مكافحة التنكر والغرور، واستبدلوها بطلب التجدد، وظلت هذه الميول تختمر في الرؤوس حتى ظهرتْ بوادر الثورة الفرنسية الثانية، وأعقبتها الثورة الثالثة • وماهَلّت طلائع القرن التاسع عشر حتى تسربتْ تعاليم الروح الاشتراكية إلى المجتمع الأوربي، وكان ذلك أول تقليد شريف للعرب والإسلام تجلببتْ به أوربا لتخطو خطواتها الكبرى في سبيل تنظيم حياة شعوبها السياسية والاقتصادية والإجتماعية"اهـ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[07 - 02 - 05, 03:16 م]ـ
ويقول رينيه ديكارت (1596 - 1650) الذي يعتبر أو يعتبره الفرنسيون أباً للفلسفة الحديثة في "مقالة الطريقة":
"نحن والمسلمون في هذه الحياة .. ولكنهم يعملون بالرسالتين العيسوية والمحمدية، ونحن لا نعمل بالثانية، ولو أنصفنا لكنا معهم جنباً إلى جنب لأن رسالتهم فيها ما يتلاءم مع كل زمان"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 02 - 05, 03:33 ص]ـ
وقال البطريرك "عيشويابه" 665 هـ
"إن العرب الذي مكنهم الرب من السيطرة على العالم يعاملوننا بعدالة كما تعرفون أنهم ليسوا أعداء للنصرانية بل يمتدحون ملتنا ويوقرون قديسنا ويمدون يد المعونة إلى كنائسنا وأديارنا".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 02 - 05, 03:41 ص]ـ
ويقول دينونبورت في كتابه "اعتذار إلى محمد والإسلام":
"إن من الحماقة أن نظن أن الإسلام قام بحد السيف، فإن هذا الدين يحرم سفك الدماء، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، وقد أمر بالشورى ونهى عن الاستبداد، ومنح الإنسان حقوقه المدنية، ولتتذكر أوروبا أنها مدينة بحضارتها للمسلمين أنفسهم."
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 02 - 05, 03:48 ص]ـ
قال الإنجليزي مافيز جولي
"لقد رأيت الإسلام يقرر أن الرسل رجال لم يتدنسوا بالخطايا، وأن الوحي ليس شيئاً جديداً، فقد أنزل على أنبياء اليهود من قبل، وأن عيسى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان هو الآخر رسولاً غير أن لغزاً ظل يراود فكري لماذا لا ينزل الوحي على رسل في القرن العشرين؟! وكانت الإجابة أن أتدبر ما قرره القرآن الكريم أن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رسول الله وخاتم النبيين. وكان رداً مفحماً تماماً، إذ كيف يتأتى أن يرسل الرسل بعد محمد والقرآن المجيد هو الكتاب الشامل الذي جاء تبياناً لكل شيء ومصدقاً لما بين أيدينا، وهو باق ثابت إلى الأبد بلا نسخ ولا عبث، كما يقرر القرآن ويؤكد الواقع {إنا نحن نزلنا الذكر -أي القرآن- وإنا له لحافظون}. لا شك أنه ليس هناك من داع بعد ذلك إلى رسل ورسالات"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 02 - 05, 04:01 ص]ـ
رجوعا إلى بوسورث سميث وكتابه "محمد والمحمدية"
قال: "كان محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في وقت واحد مؤسساً لأمة، ومقيماً لدولة، وبانياً لدين وهو وإن كان أمياً فقد أتى بكتاب يحوي أدباً وقانوناً وأخلاقاً عامة، وكتباً مقدسة في كتاب واحد. وهو كتاب يقدسه إلى يومنا سدس مجموع النوع البشري لأنه معجزة في دقة الأسلوب، وسمة الحكمة، وجلال الحق، كما يقول عنه محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:إنه معجزته الخالدة، حقاً إنه لمعجزة.
ثم إذا نظرنا إلى الظروف والأحوال وإلى ما كان لمحمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الاحترام الفائق الوصف عند أتباعه وقارناه بآباء الكنيسة وبقديسي القرون الوسطى فإن أدعى شيء للدهش من محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه لم يدّع قط القدرة الذاتية على إحداث المعجزات. نعم كان يفعل ما يقول.
وكان أتباعه يرونه يقوم بتحقيق كل ما يقول: أفنريد بعد هذا برهاناً قاطعاً على صحة صدقه وإخلاصه. لم يحرص محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى آخر حياته على شيء، إلا على الذي يلقب به من أول أمره، وهو لقب أعتقد بأنه سيأتي يوم ترضى فيه أي فلسفة، وأخلص مسيحية أن تسلم له به وهذا اللقب هو: "رسول الله"، نعم إنه رسول الله حقاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/177)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 02 - 05, 12:55 م]ـ
قال جان جاك روسو عن القرآن:
"من الناس من يتعلم قليلاً من العربية , ثم يقرأ القرآن ويضحك منه ولو أنه سمع محمداً يمليه على الناس بتلك اللغة الفصحى الرقيقة وذاك الصوت المقنع المطرب المؤثر في شغاف القلوب ورآه يؤيد أحكامه بقوة البيان , لخر ساجداً على الأرض و ناداه: أيها النبي يا رسول الله خذ بأيدينا إلى الشرف والفخار , أو مواقع التهلكة والأخطار فنحن من أجلك نود الموت أو الانتصار."
قال مصطفى غفر الله له
جان جار روسو لا يخفى على أحد، هو صاحب نظرية الطبيعة في التربية، وادعى لنفسه نظرية العقد الاجتماعي في كتابه " العقد الاجتماعي" وفي الحقيقة هذه النظرية تطورت عبر مراحل بين جون جاك روسو و توماس هوبز وجون لوك،
وهذه النظرية باختصار: إن الشعوب الأوربية بعد المعاناة من جراء الكنيسة وتسلط رجال الدين، كان من آثارها أن تبحث _ أي الشعوب _ على تحقيق شيئين اثنين الحرية والإرادة، فقالوا نقوم بعقد بيننا كشعوب وبين عقلائنا ومفكرينا وهم منا، على أن يعملوا على تحقيق هذين المبدأين لنا، بصفتهم مفوضين من الشعب، وكان هذا أول طريق إلى الديمقراطية في الغرب،
وكان ذلك أول مرحلة من مراحل العلمانية وتسمى بالعلمانية الجزئية قبل الوصول إلى العلمانية الشاملة التي بدورها مرت بثلاث مراحل وهي مرحلة التحديث ثم الحداثة ثم ما بعد الحداثة.
اللهم احفظ لأمتنا دينها يا أرحم الراحمين.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 02 - 05, 03:20 م]ـ
رجوعا إلى ويل ديورانت في قصة الحضارة في حديثه عن الحضارة الإسلامية: ص4498 - 4499
ولهذا لم يدع الإسلام إلى مقابلة الإساءة بالإحسان. "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" (سورة البقرة 194) "ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل" (سورة الشورى 41)، تلك أخلاق تليق بالرجال، شبيهة بما جاء في العهد القديم، فهي تؤكد فضائل الرجولة كما تؤكد المسيحية فضائل الأنوثة. وليس في التاريخ دين غير دين الإسلام يدعو أتباعه على الدوام إلى أن يكونوا أقوياء، ولم يفلح في هذه الدعوة دين آخر بقدر ما أفلح فيها الإسلام: "يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا" (سورة آل عمران 200) هكذا كان يقول أيضاً زرادشت الذي نادى بمبادئ نتشة قبل وجود نتشة بزمن طويل.
والمسلمون يعظمون القرآن إلى درجة تقرب من العبادة، وقد كتبوا المصاحف وزينوها وبذلوا في سبيل ذلك كل ما يستطيعون من عناية مدفوعين إليها بحبهم له، وهو الكتاب الذي يبدأ منه أطفال المسلمين بتعلم القراءة، وهو المحور الذي يدور عليه تعليمهم والذروة التي ينتهي بها هذا التعليم. وقد ظل أربعة عشر قرناً من الزمان محفوظاً في ذاكرتهم، يستثير خيالهم، ويشكل أخلاقهم، ويشحذ قرائح مئات الملايين من الرجال. والقرآن يبعث في النفوس الساذجة _الأفضل أن يقال السليمة- الفطرة ولقد آمن بالقرآن كثير من رجال العلم والفكر في كل عصر من العصور الماضية وفي هذا العصر الذي نعيش فيه؛ كما آمن به من لا يحصون كثرة من الناس على اختلاف حظوظهم من العقل والفكر؛ وما ذلك إلا لأنه جاء بالعقيدة الحقة الواضحة التي يتقبلها الجميع. فهي أسهل العقائد، وأقلها غموضا، وأبعدها عن التقيد بالمراسم والطقوس، وأكثرها تحرراً من الوثنية والكهنوتية. وقد كان له أكبر الفضل في رفع مستوى المسلمين الأخلاقي والثقافي، وهو الذي أقام فيهم قواعد النظام الاجتماعي والوحدة الاجتماعية، وحضهم على إتباع القواعد الصحية، وحرر عقولهم من كثير من الخرافات والأوهام، ومن الظلم والقسوة، وحسن أحوال الأرقاء، وبعث في نفوس الأذلاء الكرامة والعزة، وأوجد بين المسلمين (إذا استثنينا ما كان يقترفه بعض الخلفاء المتأخرين) درجة من الاعتدال والبعد عن الشهوات لم يوجد لها نظير في أية بقعة من بقاع العالم يسكنها الرجل الأبيض. ولقد علم الإسلام الناس أن يواجهوا صعاب الحياة، ويتحملوا قيودها، بلا شكوى ولا ملل، وبعثهم في الوقت نفسه إلى التوسع توسعاً كان أعجب ما شهده التاريخ كله. وقد عرَّف الدين وحدده تحديداً لا يجد المسيحي ولا اليهودي الصحيح العقيدة ما يمنعه من قبوله.
"ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب، ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين، وآتى المال على حبهِ ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل، والسائلين وفي الرقاب، وأقام الصلاة وآتى الزكاة، والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساءِ والضراءِ وحين البأس، أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون" (سورة البقرة الآية 177).اهـ
قال مصطفى غفر الله له:
لا أوافق الدكتور عبد المعطي الدالاتي في كتابه "ربحت محمد ولم أخسر المسيح" ص 91 بأن وضع ويل ديورانت من المتعصبين، بل كان موضوعيا، فلا ينبغي أن نطالب غير المسلم بأن يمدح أو يعترف بفضل الإسلام وأهله كما لو كان مسلما، وأظن أنه قد أنصف الإسلام وأهله إلى حد بعيد مقارنة مع المستشرقين المتعصبين كبرنارد لويس وزويمر ويوسف شاخت وجولد زيهر وأمثالهم، وما نقلناه من كتابه لهو خير دليل على ما أقول.
والله تعالى أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/178)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[08 - 02 - 05, 04:53 م]ـ
لله درك ما أجمله وأحلاه من موضوع كتب الله أجرك ورفع به قدرك في الدنيا والآخرة
وليته يجمع لنا في ملف ورود بعد الإنتهاء منه
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[09 - 02 - 05, 09:27 ص]ـ
نفع الله بك أخي مصطفى الفاسي.
قال درابر drabber الأستاذ في جامعة نيويورك، في كتابه (المنازعة بين العلم والدين):
(إن المسلمين الأولين في زمن الخلفاء لم يقتصروا في معاملة أهل العلم من النصارى النسطوريين، ومن اليهود على مجرد الاحترام، بل فوضوا إليهم الكثير من الأعمال الجسام، ورقوهم إلى المناصب العالية في الدولة، حتى إن هارون الرشيد وضع جميع المدارس تحت إشراف حنا مسنيه (يوحنا بن ماسويه) ... وكانت إدارة المدارس مفوضة إلى النسطوريين تارة، وإلى اليهود تارة أخرى، ولم يكن ينظر إلى البلد الذي عاش فيه العالم، ولا إلى الدين الذي ولد عليه، بل لم يكن ينظر إلا إلى مكانته من العلم والمعرفة).
نقلا عن الإسلام والنصرانية للشيخ محمد عبده ص 15.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 11:40 ص]ـ
الشيخ أبا عبد الرحمن
أحسن الله إليك، وأدخلك الجنة عرفها لك
الشيخ الفهم الصحيح
بارك الله فيكم على هذه المشاركة القيمة،
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[09 - 02 - 05, 12:11 م]ـ
وقال غوستاف لوبون في كتابه (حضارة العرب):
والإسلام من أكثر الديانات ملاءمة لاكتشافات العلم. ومن أعظمها تأديبا للنفوس، وحملا على العدل والإحسان والتسامح ... وسيرى القارئ حين نبحث في فتوح العرب وأسباب انتصاراتهم، أن القوة لم تكن عاملا في انتشار القرآن، فقد ترك العرب المغلوبين أحرارا في أديانهم، وإذا حدث أن اعتنق بعض الأقوام من النصرانية الإسلام، واتخذوا العربية لغة لهم، فذلك لما رأوا من عدل العرب الغالبين ما لم يروا مثله من ساداتهم السابقين ...
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 12:11 م]ـ
قال الكاتب "جون وليام درابر" ت 1882م في كتابه: "التطور الفكري في أوروبا"
" في سنة 569 بعد موت جستنيان بأربع سنوات، ولد في مكة في الجزيرة العربية الإنسان الوحيد بين جميع البشر الذي كان له أكبر الأثر على الجنس البشري ... محمد"
. JOHN WILLIAM DRAPER M. D., LLD., A "HISTORY OF THE INTELLECTUAL DEVELOPMENT OF . EUROPE", LONDON 1875, VOL. 1, PP.329-33O
وهو ذات المؤلف الذي نقل عنه الشيخ الفهم الصحيح
ـ[المستشرق موراني]ــــــــ[09 - 02 - 05, 12:13 م]ـ
لا يسعني الاّ أن أشكر للمشرفين على تلبيتهم طلبي
بحذف الكلمات الأخيرة لمصطفى الفاسي في مشاركته الرقم 78 أعلاه.
كما أرجو أعضاء هذا الملتقى , طلابا كانوا أو مشايخ أن يجتنبوا مستقبلا مثل هذا الدعاء نهائيا
تقديرا للجميع
موراني
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 12:49 م]ـ
سبحان الله لقد ظننت أنني قد أدخلت المشاركة التالية من قبل، ولكنني بحثت عنها فلم أجدها، فها أنا ذا أضعها مرة أخرى. فمعذرة إن كانت موجودة.
ورجوعا إلى المؤرخ الفرنسي"غوستاف لوبون" في حضارة العرب ص 579:
"ما عرف التاريخ فاتحاً أعدل ولا أرحم من العرب" وإن العرب هم أول من علم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين , والسهولة العجيبة التي ينتشر بها القرآن في العالم شاملة للنظر تماماً فالمسلم أينما مر ترك خلفه دينه وبلغ عدد أشياع النبي ملايين كثيرة في البلاد التي دخلها العرب بقصد التجارة "لا فاتحين" كبعض أجزاء الصين وأفريقيا الوسطى وروسية وتم اعتناق هذه الملايين للإسلام طوعاً , لا كرهاً ولم يسمع أن الضرورة قضت بإرسال جيوش مع هؤلاء التجار العرب المسلمين لمساعدتهم ويتسع نطاق الإسلام بعد أن يقيمه هؤلاء في أي مكان كان.
وقال لوبون: القاعدة عند العرب جرب ,وشاهد, ولاحظ تكن عارفاً ويقول: إن المسلمين العرب وحدهم كانوا أساتذة الأمم المسيحية عدة قرون ونحن الغربيين لم يتح لنا الإطلاع على التراث اليوناني والروماني في جامعاتنا عما نقل إلى لغاتنا من كتب العرب إلا في أزمان متأخرة.
من كتاب " الإسلام بين الإنصاف والجحود" لمحمد حسن عن تنزيه الدين وحملته، المجموعة الكاملة، ثقافة 1/ 444.
ومن كتاب معاملة غير المسلمين في الإسلام 1/ 256 – إعداد: المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية – الأردن
وقال:" لم ينتشر القرآن بالسيف بل انتشر بالدعوة وحدها وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التي قهرها العرب مؤخراً كالترك والمغول (ففي الإيمان بالقضاء طمأنينة تجعل ثمرة السعي في الحياة لذيذة حين النجاح وسائغة عند الإخفاق وبهذا يتم التوازن في سعادة الإنسان"
وقال: إن العرب هم الذين فتحوا لأوروبا ما كانت تجهله من عالم المعارف العلمية والأدبية والفلسفية بتأثيرهم الثقافي، فكانو ممدنين لنا وأئمة لنا ستة قرون.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 01:49 م]ـ
قال مصطفى غفر الله له
ولد جون ويليام درابر John William Draper بسانت هيلين قرب ليفيربول بانجلترا سنة 5 مايو سنة 1811، وبدأ يعمل كأستاذ للكيمياء في جامعة نيويورك سنة 1837، وله كتب أخرى ك "حيان فرانكلين"، "شيكسبير وعباس العظيم" "الذاكرة العلمية" "الأفكار ومستقبل السياسة المدنية في أمريكا" وغيرها، ونظرا لآرائه الإيجابية وقناعاته بأن المسلمين قد ساهموا بشكل كبير في الحضارة الغربية الحالية، تبنت الدولة العثمانية بعض كتبه وروجت له، الشيء الذي جعل بعض الإصلاحيين؟ كمحمد عبده ينقل عنه في بعض كتاباته. وتوفي داربر سنة 1882م،
انظر التفاصيل
http://74.1911encyclopedia.org/D/DR/DRAPER_JOHN_WILLIAM.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/179)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 02:00 م]ـ
يقول البروفيسور بروخمان:
" لا عجب أن شارك الهولنديون بقية أوروبا الإجحاف بالإسلام والعرب وقد استمر عدم الفهم هذا لدى الهولنديين طوال القرون الوسطى حتى طرأ على الأوضاع السياسية الداخلية في هولندا بعض المتغيرات التي أدت في العام 1575م إلى تأسيس جامعة ليدن في شمال هولندا، ولاعتبارات دينية اهتمت الجامعة باللغات التي كتبت بها الكتب المقدسة وبشكل منطقي أدت هذه الاهتمامات إلى دراسة اللغة العربية، حيث مرت بمراحل متدرجة إلى أن أقيم أول كرسي للغة العربية بجامعة ليدن على يد " أربين " عام 1613 واستمر نحو أحد عشر عاماً، ألف خلالها كتابه في النحو العربي وأغرق في مقدمته بالحمد للحضارة العربية والأدب العربي وللتاريخ والفلسفة العربية
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 02:03 م]ـ
ويقول: دكتور شوميس
"يقول بعض الناس إن القرآن كلام محمد وهو حقاً محض افتراء، فالقرآن كلام الله الموحى على لسان رسوله محمد، فليس في استطاعة محمد ذلك الرجل الأمي في تلك العصور الغابرة أن يأتينا بكلام تحار فيه عقول الحكماء، ويهدي الناس من الظلمات إلى النور.
وربما تعجبون من اعتراف رجل أوروبي بهذه الحقيقة. إني درست القرآن فوجدت فيه تلك المعاني العالية، والنظم المحكمة، وتلك البلاغة التي لم أجد مثلها قط في حياتي، جملة واحدة منه تغني عن مؤلفات. هذا ولا شك أكبر معجزة أتى بها محمد عن ربه".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 02:08 م]ـ
ونرجع إلى هـ. أ. ر. جب في كتاب " المحمدية " طبعة لندن (1953) ص 33
حيث قال:
" إنه من المسلم به عالميا بصفة عامة أن إصلاحاته " أي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " رفعت من قدر المرأة ومنزلتها ووضعها الإجتماعي والشرعي ".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 02 - 05, 02:48 م]ـ
قال بروفيسور هيرجوني Prof. Hurgronje:
" عصبة الأمم التي أسسها نبي الإسلام أرست مبادئ الوحدة الدولية والأخوة الإنسانية على أسس عالمية لتكون شمعة للأمم الأخرى .. الحقيقة أنه لا توجد أمة في العالم تستطيع أن تقدم مثيلاً لما قدمه الإسلام لبلوغ فكرة عصبة الأمم".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 03:57 ص]ـ
إني جد آسف
فالمشاركة 84 هي عين المشاركة 98
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 04:13 ص]ـ
قال المسيحي بولس سلامة عن نفسه:
"مسيحي ينحني أمام عظمة رجل يهتف باسمه مئات الملايين من الناس في مشارق الأرض ومغاربها خمس مرات كل يوم، رجل ليس من مواليد حواء أعظم منه قدراً وأخلد ذكراً وأبعد أثراً، رجل أطل من غياهب الجاهلية فأطلت معه دنيا أظلها بلواء مجيد، كتب عليه بأحرف من نور، لا إله إلا الله، الله أكبر."
من ترى ذلك الصبي الذي إن ... ذر دمعاً فالجو في إعطاء
مبسم من لآلئ الفجر أنقى ... وجبين كالنجمة الغراء
هلّ يوم في صفحة الدهر فذ ... طيب الفوح رافل بالبهاء
حُسب الرمل ذلك اليومَ تبرا ً ... يُنبت الحلم في عيون الرائي
فسهول الحجاز بحرُ نُضا ر ... من نثير السبا ئك الصفراء
ضحك السَّبْسَبُ الخلي وشَقَّْت ... أنملُ الورد صفحةَ الدهناء
ذاك عرس الدنيا ولا غرو إن ... بثت صلاها ونمنمت في الكساء
رحبت بالوليد جاء يتيماً ... فهو والفقرَ توأم في رداء
يا فقيراً ودونه الشمسُ عِزاًّ ... سوف تعلو مناكبَ الجوزاء
خلفك النسرُ والسُّها والثريا ... سائرات في الركب سيرَ الإماء
فقرُ كفٍّ والنفس كنزُ خلود ... هكذا كان مولد الأنبياء
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 04:52 ص]ـ
قال الزعيم الهندي "جواهر لال نهرو"في كتابه "لمحات من تاريخ العالم"
"إنهم - العرب - أباء العلم الحديث وإن بغداد تفوقت على كل العواصم الأوروبية فيما عدا قرطبة عاصمة أسبانيا العربية " الأندلس " وإنه كان لا بد من وجود ابن الهيثم والخازن والكندي وابن سينا والخوارزمي والبيروني لكي يظهر عند الغرب "جاليلو وكبلر وكوبرنيق ونيوتن".
أورده الدكتور عبدالحليم منتصر في مصنفه تاريخ العلم ودور العلماء العرب في تقدمه.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 01:22 م]ـ
ويقول " أ. س. تريتون " في كتاب " الإسلام " طبعة لندن (1951) ص 21:
" إن صورة الجندي المسلم المتقدم وبإحدى يديه سيفا وبالأخرى مصحفا هي صورة زائفة تماما ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/180)
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 02 - 05, 01:37 م]ـ
لله درك ما أجمله وأحلاه من موضوع كتب الله أجرك ورفع به قدرك في الدنيا والآخرة، (مباركٌ أينما كنت).
إقتراح:
- ليته يجمع ويطبع في كتاب باللغة العربية ويترجم الى لغات أخرى دعوةً للإسلام، ولا أشك أن بعض الإخوة يستطيعون فعل ذلك.
- ليته ينشر في بعض المنتديات والملتقيات العربية والأجنبية لتعم الفائدة.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 01:40 م]ـ
يقول البروفيسور يوشيودي كوزان - مدير مرصد طوكيو
"البروفيسور يوشيودي كوزان: "قلت: إنني متأثر جداً باكتشاف الحقيقة في القرآن".
الشيخ الزنداني: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنه يتكلم بلغته الأصلية اللغة اليابانية إنه البروفيسور يوشيودي كوزان مدير مرصد طوكيو عرضنا عليه عدداً من الآيات المتعلقة بوصف بداية الخلق وبوصف السماء وبعلاقة الأرض بالسماء فلما قرأ معاني هذه الآيات وسألنا عن القرآن وعن زمن نزوله فأخبرناه أنه نزل منذ 1400 عام وسألناه نحن عن هذه الحقائق التي تعرضت لها هذه الآيات فأجاب وكان بعد كل إجابة يجيب بها نعرض عليه النص القرآني. ولقد عبر عن دهشته فقال: "إن هذا القرآن يصف الكون من أعلى نقطة في الوجود فكل شيء أمامه مكشوف إن الذي قال هذا القرآن، يرى كل شيء في هذا الكون، فليس هناك شيء قد خفي عليه". سألناه عن الفترة الزمنية التي مرت بها السماء يوم أن كانت في صورة أخرى فأجاب: لقد تضافرت الأدلة وحشدت وأصبحت الآن شيئاً مرئياً مشاهداً نرى الآن نجوماً في السماء تتكون من هذا الدخان الذي هو أصل الكون كما نرى في (هذا الشكل):هذه الصورة حصل عليها العلماء أخيراً بعد أن أطلقوا سفن الفضاء إنها تصور نجماً من النجوم وهو يتكون من الدخان. انظروا إلى الأطراف الحمراء للدخان الذي في بداية الالتهاب والتجمع وإلى الوسط الذي اشتدت به المادة وتكدست فأصبح شيئاً مضيئاً وهكذا النجوم المضيئة كانت قبل ذلك دخاناً وكان الكون كله دخاناً. وعرضنا عليه الآية وهي قول الله جل وعلا: ?ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين? (سورة فصلت، الآية:11).إن بعض العلماء يتكلمون عن هذا الدخان فيقولون إنه ضباب فبين البروفيسور يوشيودي كوزان أن لفظ الضباب لا يتناسب مع وصف هذا الدخان، لأن الضباب يكون بارداً وأما هذا الدخان الكوني فإن فيه شيئاً من الحرارة. نعم، الدخان عبارة عن غازات تعلق فيها مواد صلبة. ويكون معتماً وهذا وصف الدخان الذي بدأ منه الكون. قبل أن تتكون النجوم كان عبارة عن غازات تعلق فيها مواد صلبة وكان معتماً. قال: وكذلك كان حاراً، فلا يصدق عليه وصف الضباب، بل إن أدق وصف هو أن نقول: هو دخان.
وهكذا أخذ يفصل فيما عرض عليه من آيات وأخيراً سألناه: ما رأيك في هذه الظاهرة التي رأيتها بنفسك، العلم يكشف بتقدمه أسرار الكون، فإذا بكثير من هذه الأسرار قد ذكرت في القرآن أو ذكرت في السنة هل تظن أن هذا القرآن جاء إلى محمد صلى الله عليه وسلم من مصدر بشري؟ كما نرى هذه المحاورة معاً. البروفيسور يوشيودي كوزان: وقبلنا كان هؤلاء الفلكيون المعاصرون يدرسون تلك القطع الصغيرة في السماء. لقد ركزنا مجهودنا لفهم هذه الأجزاء الصغيرة لأننا نستطيع باستخدام التلسكوب أن نرى كل الأجزاء الرئيسية في السماء، ولذلك أعتقد أنه بقراءة القرآن وبإجابة الأسئلة أنني أستطيع أن أجد طريقاً في المستقبل للبحث في الكون. الشيخ عبدالمجيد الزنداني: قال كما رأينا لا. لا يمكن أن يكون من مصدر بشري. وقال: إننا نحن العلماء نركز على جزء صغير في دراستنا، أما من يقرأ القرآن فإنه يرى صورة واسعة لهذا الكون. قال: إنني عرفت منهجاً جديداً في دراسة الكون لا بد أن ننظر إليه نظرة شاملة لا أن ننظر إليه من هذه النقطة الضيقة الجزئية المحدودة. قال: إنني سأنهج هذا المنهج وقد عرفت بعد أن قرأت القرآن وهذه الآيات المتعلقة بالكون عرفت مستقبلي، أي إنني سأخطط أبحاثي على هذه النظرة الشاملة التي استفدتها من كتاب الله. سبحانك يا رب سبحانك ها هم علماء الشرق وعلماء الغرب يحنون رؤوسهم إجلالاً لهذا الكتاب الكريم، هذه حجة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. هذه هي معجزته الباقية المتجددة، هذه هي المعجزة الحية التي تقنع المسلمين وغير المسلمين وتقنع الأجيال إلى يوم الدين.
?لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه…? (سورة النساء، الآية:166).?وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها? (سورة النمل، الآية:93).
?ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هوالحق ويهدي إلى صراط العزيزالحميد? (سورة سبأ الآية:6)
قال مصطفى غفر الله له
الشريط في الأسواق لمن أراد أن يطلع عليه.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 01:45 م]ـ
يقول المستشرق آرثر آربري:
"عندما أستمع إلى القرآن يتلى بالعربية، فكأنما أستمع إلى نبضات قلبي"
نقلاً عن "حتى الملائكة تسأل" د. جيفري لانغ 206
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/181)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 01:49 م]ـ
أسأل الله لشيخنا المسيطير ثبات الجَنان، بقوة الإيمان، وفسيح الجِنان، وأن يجعل العمل خالصا لوجهه الكريم،
-بعد الانتهاء إن شاء الله، سأحاول وضعه على الوورد لمن أراد التحميل
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 01:59 م]ـ
وتقول المستشرقة الألمانية أنا ماريا شميل Annemarie Schimmel، في مقدمتها لكتاب "الإسلام كبديل" Der Islam als Alternative لمراد هوفمان ص 11: ترجمة غريب محمد غريب نشر مؤسسة بفاريا، مع مجلة النور الكويتية.
"القرآن هو كلمة الله، موحاة بلسان عربي مبين، على النبي الأمين وأن ترجمته لا يمكن إلأا أن تكون تقريبية ضمنية لا تضارع الأصل، إذ لا أحد، مهما بلغ من الحذق والكفاءة، يقدر أن يترجنم ذلك الإعجاز الإلهي إلى لغة أخرى".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[11 - 02 - 05, 02:05 ص]ـ
يقول محمد أسد في مقدمة كتابه "الإسلام على مفترق الطرق"
"جاءني الإسلام متسللاً كالنور إلى قلبي المظلم، ولكن ليبقى فيه إلى الأبد والذي جذبني إلى الإسلام هو ذلك البناء العظيم المتكامل المتناسق الذي لا يمكن وصفه، فالإسلام بناء تام الصنعة، وكل أجزائه قد صيغت ليُتمَّ بعضها بعضاً… ولايزال الإسلام بالرغم من جميع العقبات التي خلّفها تأخر المسلمين أعظم قوة ناهضة بالهمم عرفها البشر، لذلك تجمّعت رغباتي حول مسألة بعثه من جديد"
وقال في نفس المصدر 102 - 103:
"إن الإسلام يحمل الإنسان على توحيد جميع نواحي الحياة … إذ يهتم اهتماماً واحداً بالدنيا والآخرة، وبالنفس والجسد، وبالفرد والمجتمع، ويهدينا إلى أن نستفيد أحسن الاستفادة مما فينا من طاقات، إنه ليس سبيلاً من السبل، ولكنه السبيل الوحيد، وإن الرجل الذي جاء بهذه التعاليم ليس هادياً من الهداة ولكنه الهادي".
"إن الرجل الذي أُرسل رحمة للعالمين، إذا أبينا عليه هُداه ‘ فإن هذا لا يعني شيئاً أقل من أننا نأبى رحمة الله.
قال مصطفى غفر الله له
رجعت من النمسا وتركت السلطات هناك قد وافقت للمسلمين لكي يسموا شارعا باسم "محمد أسد" هذا الرجل الذي اعتنق عقيدة التوحيد بعد حيرة. وكان ذلك بعد جهد جهيد وقد حاول الحاقدون عرقلة الموضوع.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[12 - 02 - 05, 04:51 م]ـ
يقول الكاتب والمخرج الأمريكي الكبير مايكل وولف الذي هداه الله إلى الإسلام في كتابه "رحلة حاج أميركي إلى مكة":
"رحلة تعطي الفرصة للحاج ليستعيد شيئاً من المساحة النقية في حياته، هذا شيء مركزي في هذه الفريضة هو أمر ثمين جداً لأننا جميعاً نضيع في هذا العالم،"
وفي حوار لجريدة "سان خوزيه ميركوري" الأميركية يقول وولف:
"عندما ترى الكعبة للمرة الأولى تنظر إليها بعد أن تكون قد صليت باتجاهها لسنوات فتجدها رائعة جداً وجميلة جدا، الناس دائماً يبكون عندما يرون الكعبة بالرغم من كونها مبنى مربعاً بسيطاً• عندما تؤدي الطواف تشعر بإحساس عظيم من السمو الروحي، ولكن في الوقت نفسه تحس بالتجمع الهائل والتكامل مع الآخرين وهذا يجعلك تسمو روحياً دون أن تشطح عن حدودك الجسدية واتزانك الطبيعي" اهـ
المكرمة
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[12 - 02 - 05, 07:23 م]ـ
يقول أستاذ الفلسفة راما كريشنا راو في كتابه "محمد نبي الإسلام":
" إن إلقاء نظرة على شخصية محمد تسمح لنا بالإطلاع على عدد كبير من المشاهد: فهناك محمد الرسول، ومحمد المجاهد، ومحمد الحاكم، ومحمد الخطيب، ومحمد المصلح، ومحمد ملجأ الأيتام، ومحمد محرر العبيد، ومحمد حامي المرأة، ومحمد القاضي، ومحمد العابد لله .. كل هذه الأدوار الرائعة تجعل منه أسوة للروح الإنسانية"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[12 - 02 - 05, 07:27 م]ـ
يقول مراد هوفمان في "الطريق إلى مكة" ص 148:
"الإسلام دين شامل وقادر على المواجهة، وله تميزه في جعل التعليم فريضة، والعلم عبادة … وإن صمود الإسلام ورفضه الانسحاب من مسرح الأحداث، عُدَّ في جانب كثير من الغربيين خروجاً عن سياق الزمن والتاريخ، بل عدّوه إهانة بالغة للغرب"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 02 - 05, 01:48 م]ـ
دراسات مركز "رصد العقائد" في مدينة " برن " بسويسرا يقول أن أسرع دينا انتشارا في العالم هو الإسلام، وهذا ما أكده دارسو الأديان والعقائد.
قالت الباحثة الكهنوتية الأمريكية كارول أنوي في كتاب "سر إسلام الأمريكيات" ص180.
:"الإسلام هو أسرع الأديان انتشاراً في أمريكا الشمالية"
ويقول د. هستون سميث في كتابه " ديانات الإنسان".:
"إن الإسلام في هذا العصر كما في العصور السابقة أسرع الأديان إلى كسب الأتباع المصدّقين".
ويقول المبشر جون تكل
: "الإسلام آخذ في الانتشار رغم أن الجهود التي تبذل في سبيله تكاد تكون في حكم العدم" عن كتاب "الغارة على العالم الإسلامي" ل. شاتلييه
قال مصطفى غفر الله له:
هذه الثلاثة نقلا عن كتاب الدكتور الدالاتي "ربحت محمدا ولم أخسر المسيح ص 77
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/182)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 02 - 05, 02:14 م]ـ
رجوعا إلى بيانكا سكارسيا،
تقول في " العالم الإسلامي وقضاياه التاريخية" ص (40 - 207):
"إن الشريعة القرآنية تمارس جاذبيتها على ملايين الناس، فالإسلام يشهد بشكل دائم إقبالاً أكثر على اعتناقه، ويصعب تفسير تنامي هذه الظاهرة، في أوروبة خاصة، إذ أن الإسلام ينحو لأن يُمثل اليوم خياراً بديلاً عن الحضارة الغربية".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 02 - 05, 02:15 م]ـ
ويقول المستشرق هيل في حضارة العرب:
"لا نعرف في تاريخ البشر أن ديناً انتشر بهذه السرعة وغيّر العالم كما فعل الإسلام".
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[13 - 02 - 05, 07:31 م]ـ
قال المستشرق الألماني Becher. G.H يشهد على سماحة الإسلام:
(فالدين الإسلامي أقام بناءه المذهبي في جو من التفكير الحر، بعكس الدين المسيحي، الذي تمثله كنيسة قائمة على طغمة، أي على نظام تصاعدي، وبيدها خلاص الناس ..
ففي الإسلام كان مجال الاختلاف أوسع بكثير منه في المسيحية، لأنه لم يكن به شئ يشبه القاضي الذي يصدر الحكم الفاصل لا استئناف له ... ).
ـ[المستشرق موراني]ــــــــ[13 - 02 - 05, 07:37 م]ـ
C.H.BEC
قال الشيخ الألباني :
ER
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[13 - 02 - 05, 09:42 م]ـ
شكرا للدكتور موراني على تصحيحه، والعتب على الجهل باللغة الألمانية، ومع هذا فكما وجدت نقلت.
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[13 - 02 - 05, 09:44 م]ـ
نسيت أن أرحب بعودتك بيننا د: موراني، فأهلا وسهلا بك وبفوائدك (ابتسامة ترحيب).
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[14 - 02 - 05, 02:01 ص]ـ
يقول العلامة لوزان في كتابه "الله في السماء":
"ليس محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نبي العرب وحدهم بل هو أفضل نبي قال بوحدانية الله، وأن دين موسى وإن كان من الأديان التي أساساها الوحدانية، إلا أنه كان قومياً محضاً وخاصا ببني إسرائيل، وأما محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقد نشر دينه بقاعدتيه الأساسيتين وهما التوحيد والإيمان بالبعث. وقد أعلن دينه لعموم البشر في أنحاء المسكونة.
ويقول في الكتاب نفسه:
"فرسول كهذا الرسول يجدر باتباع رسالته والمبادرة إلى اعتناق دعوته، إذ أنها دعوة شريفة، قوامها معرفة الخالق، والحث على الخير والردع عن المنكر، بل كل ما جاء به يرمي إلى الصلاح والإصلاح، والصلاح أنشودة المؤمن، هذا هو الدين الذي أدعو إليه جميع النصارى."
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[14 - 02 - 05, 02:04 ص]ـ
وقال شاتليه الفرنسي:
"إن رسالة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هي أفضل الرسالات التي جاء بها الأنبياء قبله".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[14 - 02 - 05, 02:08 ص]ـ
قال العلامة جان ميكائيليس في كتابه "العرب في آسيا":
"لم يكن محمد نبي العرب المشعوذ ولا الساحر كما اتهمه السفهاء في عهده، وإنما كان رجلاً ذا حنكة وإدارة وبطولة وقيادة وأخلاق وعقيدة، فلقد دعا لدينه بكل صفات الكمال وأتى للعرب بما رفع فيه شأنهم، ولم نعرف عن دينه إلا ما يتلاءم مع العصور مهما تطورت، ومن يتهم محمداً ودينه بخلاف هذا فإنه ضال عن الطريقة المثلى، وحري بكل الشعوب أن تأخذ بتعاليمه".
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[14 - 02 - 05, 09:12 ص]ـ
وقال المستشرق الألماني (بلسنر) مارتن، المحاضر في جامعة فرانكفورت ... : (ولا يكاد يوجد شئ من جهود المسلمين في ميدان العلوم لم يتأثر به الغرب بطريق أو بآخر ..
لم تكن علوم المسلمين – بطبيعة الحال – العامل الوحيد الذي أدى إلى إحياء العلم في الغرب، فتقاليد العلوم القديمة لم تتلاش تماما وسط الفوضى التي عمت خلال عصر غزوات البرابرة لأوربا، ومع ذلك فمن الصحيح أن علماء المسلمين أعطوا العلم الأوربي قوة دفع جديدة، والأهم من ذلك أن هذا العلم الغربي قد اكتسب مادة أدت إلى إثرائه بدرجة لا نظير لها بفضل الترجمات العربية عن الإغريق، وكذلك بفضل الإنتاج العلمي المستقل للمسلمين أنفسهم .. ).
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[14 - 02 - 05, 02:25 م]ـ
يقول البحاثة الكبير لبيب الرياشي اللبناني في كتابه "فلسفة الرسول العربي" صفحة 6:
ما ندمت على شيء في حياتي ندماً عصبياً ساحقاً مثل ندمي على جهلي نفسية الرسول العربي.
أما لو أدرك المسلمون سيرة الرسول بجوهرها، وشرع الرسول بسنائه، وحكم الرسول بجلالها، وإبداع الضمائر الجديدة التي ابتدعها الرسول بجدتها الوضاءة، وعملوا بما أدركوا لكان المسلمون غير هؤلاء المسلمين، ولكان العالم غير هذا العالم.
ثم قال: أما لو درس عشاق الرسول وعشاق العظماء والحكماء والمبدعين غير العرب، بطهارة وجدان وبراءة سريرة، وتحليل عبقري، حياة الرسول العربي، وسمو الرسول العربي وبراءة سريرته وأعماله وشرعه لاستكشفوا أعظم شخصية وأقدس رسالة للتاريخ الإنساني، ولقد طالعت مئات المجلدات وقرأت حياة ألوف العظماء والرسل، ولكن مئات المجلدات وحياة ألوف العظماء والرسل ما فعلت بنفسي وأثرت في دماغي وهذبت وثقفت وأدهشت، مثلما فعلت حياة الرسول العربي العالمي محمد بن عبد الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/183)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[14 - 02 - 05, 02:29 م]ـ
وقال الأستاذ "دينيس سورا" Saurat, Denis. الأستاذ في جامعة لندن في أول كتابه "تاريخ الأديان A HISTORY OF RELIGIONS" الذي نشره 1933م:
"إن محمداً رسول الإسلام - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يكاد يكون هو الوحيد الذي نعرفه عن طريق التاريخ من بين عظماء مؤسسي الأديان، إذ أن الخرافات لم تستطع أن تخفيه، وأن دين مواطنيه إبان ظهوره، كان قد هوى إلى أدنى الدركات، أو قل إنه "دين مواطنيه" كان لميماً من بقايا عقائد بدائية"
قال مصطفى غفر الله له:
وهو صاحب كتاب " ميلتون الرجل والمفكر"، " روح فرنسا" "الآداب الفرنسية الحديثة". وغيرها.
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[14 - 02 - 05, 03:19 م]ـ
الأخ الفاضل مصطفى الفاسي - نفع الله به -
بحكم إقامتك بدار الغرب هل اطلعت على يوميات المستشرق جولدزيهر؟ فقد سمعت أنها طبعت من قريب، وكانت محجوبة لسنوات، وقد أخبرني بعض من وقف عليها باللغة E أن الرجل كاد يسلم أثناء دراسته بالقاهرة، غير أن هناك من كان له بالمرصاد يزهده في ذلك، وقد ذكر لي أنه حكى فيها أشياء جد عجيبة عن تأثره بالمسلمين في صلاتهم بالأزهر، وأنه كان يرقب ذلك معجبا.
ترجمت يومياته فور صدورها إلى اللغة الفرنسية والإنجليزية.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[15 - 02 - 05, 02:26 ص]ـ
رجوعا إلى آنا ماري شيمل في "سيقهر الماء صم الحجر" ص 63:
"كلا .. إنني لم أجد في القرآن ولا في السنة أي أمر يدعو إلى الإرهاب، أو الاختطاف، أو نص يجيزهما. بل إن مدار الأخلاق في الإسلام هو القاعدة الذهبية"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[15 - 02 - 05, 12:33 م]ـ
قالت الشاعرة الهندية ساروجيني نايدو Sarojini Naidu في كتاب "مثاليات الإسلام":
"إن الإسلام أول دين ينادي ويطبق الديمقراطية .. عندما ينادي للصلاة في المسجد ويتجمع المصلون تُطبَّق الديمقراطية خمس مرات في اليوم عندما يركع الفلاح والملِك قائلين "الله أكبر"، وأعجبتني مرارًا تلك الوحدة الإسلامية التي جعلت البشر إخوة بالفطرة".
S. Naidu, "Ideals of Islam," vide Speaches ~ Writings, Madras, 1918, p. 169
قال مصطفى غفر الله له:
طبعا هي تقصد بالديمقراطية العدالة والتضامن والتعاون والوحدة الإسلامية التي عبرت عنها بنفسها،
وحتى إن كانت تقصد الديمقراطية بالمعنى الآيديولوجي فلا لوم عليها، فهي غير مسلمة، والديمقراطية هي أسمى ما وصل إليه فكرهم واجتهادهم.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[15 - 02 - 05, 12:40 م]ـ
وقال الفرنسي كارا دو فو Bernard Carra De Vaux في كتابه "المحمدية":
"إن محمداً أتم طفولته في الهدوء، ولما بلغ سن الشباب اشتهر باسم الشاب الذكي الوديع المحمود، وقد عاش هادئاً في سلام حتى بلغ الأربعين من عمره، وكان بشوشا نقياً لطيف المعاشرة". ثم قال:
"إن محمداً كان هو النبي والملهم والمؤسس، ولم يستطع أحد أن ينازعه المكانة العليا التي كان عليها، ومع ذلك فإنه لم ينظر إلى نفسه كرجل من عنصر آخر، أو طبقة أخرى غير طبقات بقية المسلمين. إن شعور المساواة والإخاء الذي أسسه "محمد" بين أعضاء الجمعية الإسلامية، كان يطبق تطبيقاً عملياً، حتى على النبي نفسه".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[16 - 02 - 05, 02:32 م]ـ
رجوعا إلى الكاتب الروسي ليو تولستوي في "من هو محمد؟ " يقول:
"إن محمدا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو مؤسس ورسول الديانة الإسلامية التي يدين بها في جميع جهات الكرة الأرضية مائتا مليون نفس".
هذا حسب رؤيته وقتئذ.
وقال: "ولد النبي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في بلاد العرب سنة 571 بعد ميلاد المسيح - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أبوين فقيرين، وكان في حداثة سنه راعياً وقد مال منذ صباه إلى الانفراد في البراري والأمكنة الخالية، حيث كان يتأمل في الله وخدمته.
إن العرب المعاصرين له، عبدوا أربابا كثيرة، وبالغوا في التقرب إليها واسترضائها، فأقاموا لها أنواع التعبد، وقدموا لها الضحايا المختلفة، ومنها الضحايا البشرية، مع تقدم سن محمد كان اعتقاده يزداد بفساد تلك الأرباب، وأن ديانة قومه ديانة كاذبة، وأن هناك إلهاً واحداً حقيقياً لجميع الشعوب. وقد ازداد هذا الاعتقاد في نفس محمد حتى اعتزم في نفسه أن يدعو مواطنيه إلى الاعتقاد باعتقاده الصحيح الراسخ في فؤاده.
ثم قد دفعه إلى ذلك عامل داخلي هو: إن الله اصطفاه لإرشاد أمته، وعهد إليه هدم ديانتهم الكاذبة، وإنارة أبصارهم بنور الحق، فأخذ من ذلك العهد ينادي باسم الواحد الأحد وذلك بحسب ما أوحى الله إليه، وبمقتضى اعتقاده الراسخ".
وقال: "وفي سني دعوة محمد الأولى، تحمل كثيراً من اضطهاد أصحاب الديانة القديمة، شأن كل نبي قبله نادى أمته إلى الحق، ولكن هذه الاضطهادات لم تثن عزمه، بل ثابر على دعوة أمته، مع أن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يقل أنه نبي الله الوحيد بل اعتقد أيضاً بنبوة موسى والمسيح - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ودعا قومه إلى هذا الاعتقاد أيضاً، وقال إن اليهود والنصارى لا يكرهون على ترك دينهم، بل يجب عليهم أن يتبعوا وصايا أنبياءهم" ..
"ومما لا ريب فيه أن النبي محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان من عظماء الرجال المصلحين، الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة، ويكفيه فخراً أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق وجعلها تجنح للسكينة والسلام وتؤثر عيشة الزهد، ومنعها من سفك الدماء، وتقديم الضحايا البشرية، وفتح لها طريق الرقي والمدنية.
وهذا عمل عظيم لا يقوم به إلا شخص أوتي قوة، ورجل مثل هذا لجدير بالاحترام والإجلال".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/184)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[16 - 02 - 05, 02:41 م]ـ
يقول " ديوان شند شرمة " في كتابه: " أنبياء الشرق ". طبعة كلكتا (1935) ص 122:
" لقد كان محمد روح الرأفة والرحمة وكان الذين حوله يلمسون تأثيره ولم يغب عنهم أبدا ".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[16 - 02 - 05, 04:22 م]ـ
رجوعا إلى الباحثة الأمريكية جودي آنوي التي أسلمت:
قالت في "سر إسلام الأمريكيات" ص 38:
"أثناء دراستي للإسلام كانت جميع أسئلتي تجد الإجابة الشافية فنحن لا نُعاقب على خطأ آدم الذي طلب المغفرة من ربه فعفا عنه ربنا الرحيم، لقد وجدت تعاليم الإسلام تضع كل شيء في إطاره الصحيح، وتلبي حاجة قلبي وعقلي … إنها تعاليم الفطرة، فليس فيها غموض"
وقالت في 82 - 83:
"لقد استمتعت بالوضوء وبارتداء ملابس الصلاة، وبأداء الصلاة، لأني أشعر أنني أقترب أكثر من خالقي … وإن أعظم الحقوق الإسلامية منزلة هو الحجاب، فإن لي الحق أن ينظر الناس إليّ على أني امرأة ذات أخلاق فاضلة، لا على أنّي أنثى، فالحرية الحقيقية أجدها في الحجاب".
قالت في 173:
"إن ربط كل حياتي بالله هو في نظري الجزء المليء بالمعاني في الإسلام فالإسلام يلبّي كل جوانب الحياة، وأشعر أني قد ولدت مسلمة، ولكن تربيتي كانت كاثوليكية، وها قد نجحت الآن ورجعت إلى الإسلام".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[16 - 02 - 05, 05:00 م]ـ
يقول جان بول رو في كتابه "الإسلام في الغرب"
" Jean-Paul Roux, " L’Islam en Occident
" إن عودة الإسلام إلى أوربة هي موجة جديدة لن يقدر على وقفها أو الحد منها أية عقيدة أو مبدأ أو دين"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[16 - 02 - 05, 05:11 م]ـ
"لم يكن محمداً نبياً عادياً، بل استحق بجدارة أن يكون خاتم الأنبياء، لأنه قابل كل الصعاب التي قابلت كل الأنبياء الذين سبقوه مضاعفة من بني قومه … نبي ليس عادياً من يقسم أنه "لو سرقت فاطمة ابنته لقطع يدها"! ولو أن المسلمين اتخذوا رسولهم قدوة في نشر الدعوة لأصبح العالم مسلماً"
الباحث الفرنسي كليمان هوارت عن "محمد في الآداب العالمية المنصفة" ص 142
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[17 - 02 - 05, 01:20 ص]ـ
رجوعا إلى زيجرد هونكه
لكن هذه المرة مع كتابها "الله، ليس كذلك" Allah ist ganz anders ص62 - 63، ط مؤسسة بفاريا للنشر والإعلام، الطبعة الثانية أبريل 1998، ترجمة غريب محمد غريب قالت:
"وعندما سئلت في إحدى المؤتمرات الإسلامية، مل نصيحتي للمرأة العربية؟
(قلت لهن: إذا أرادت المرأة العربية طي الماضي بخلعها الحجاب، فلا ينبغي عليها أن تتخذ المرأة الأوربية أو الأمريكية أو الروسية قدوة تحتذيها، أو أن تهتدي بفكر عقائدي مهما كان مصدره، لأن في ذلك تمكينا جديدا للفكر الدخيل المؤدي إلى فقدها لمقومات شخصيتها، وإنما ينبغي عليها أن تستمسك بهدي الإسلام الأصيل، وأن تسلك سبيل السابقات من السلف الصالح، اللاتي عشنه منطلقات من قانون الفطرة التي فطرن عليها، وأن تلتمس العربية لديهن المعايير والقيم التي عشن وفقا لها، وأن تكيف تلك المعايير والقيم مع متطلبات العصر الضرورية وأن تضع نصب عينيها رسالتها الخطيرة المتمثلة في كونها أم جيل الغد العربي، الذي يجب أن ينشأ عصاميا، يعتمد على نفسه) "
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[17 - 02 - 05, 01:27 م]ـ
قال عالم الفلسفة اللاهوتية أوليفروس من كولونيا في رسالته إلى السلطان الكامل سنة 1221:
نقلا عن كتاب زجريد هونكة "الله ليس كذلك" ص 25
" منذ تقادم العهود، لم يسمع المرء بمثل هذا الترفق والجود، خاصة إزاء أسرى العدو اللدود، ولما شاء الله أن تكون أسراك، لم نعرفك مستبدا طاغية، ولا سيدا داهية، وإنما عرفناك أبا رحيما شملنا بالإحسان والطيبات، وعونا منقذا في كل النوائب والملمات. ومن ذا الذي يمكن أن يشك لحظة في أن مثل هذا الجود والتسامح والرحمة من عند الله .. إن الرجال الذين قتلنا آباءهم وأبناءهم وبناتهم وإخوانهم وأخواتهم وأذقانهم مر العذاب، لما غدونا أسراهم وكدنا نموت جوعا، راحوا يؤثروننا على أنفسهم على ما بهم خصاصة، وأسدوا إلينا كل ما استطاعوا من إحسان، بينما كنا تحت رحمتهم لا حول لنا ولا سلطان"
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[17 - 02 - 05, 03:54 م]ـ
جزاك الله خيرا
وأظن أن ما سيأتي غير موجود - حسب استقرائي - هنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/185)
من أقول الغربيين عن الرسول وشريعته
قال المستشرق الفرنسي المسلم " ناصر الدين رينه ": وكان النبي يعنى بنفسه عناية تامة، إلى حد أن عرف له نمط من التأنق على غاية من البساطة، ولكن على جانب كبير من الذوق والجمال، وهو في كل ذلك يريد من حسن منظره البشري أن يروق الخالق سبحانه وتعالى
ومع هذا كان يحزم بشدة التغالي في الملبس، وعلى الخصوص لبس الحرير؟ حتى لا يتيح للأغنياء فرصة التعالي على الفقراء
وقال جوستاف لوبون ـ العبارة الأصلية "هوس " وهو يقصد بذلك الحماسة والاندفاع ـ بعد أن نقل أوصاف الرسول من المصادر الإسلامية
ويضاف إلى الوصف السابق ما رواه مؤرخو العرب الآخرون من أن محمدا كان شديد الضبط لنفسه، كثير التفكير، صموتا، حازما، سليم الطوية، عظيم العناية بنفسه، مواظبً على خدمتها بالذات حتى بعد اغتنائه
وكان محمد صبوراً قادرا على احتمال المشاق، ثابتاً، بعيد الهمة، لين الطبع، وديعاً، فذكر أحد خدمه أنه ظل عنده ثماني عشرة سنة فلم يعزره قط في تلك المدة ولو مرة واحدة
وكان محمد مقاتلاً ماهراً، فكان لا يهرب أمام المخاطر، ولا يلقي بيديه إلى التهلكة، وكان يعمل ما في الطاقة لإنماء خلق الشجاعة والإقدام في بني قومه
"حضارة العرب " ترجمة عادل الزعيتر
ولا يقف أي قول بخداع محمد ثانية أمام سلطان النقد، ومحمد كان يجد في حماسه ما يحفزه إلى اقتحام كل عائق، ويجب على من يود أن يفرض إيمانه على الآخرين أن يؤمن بنفسه قبل كل شيء، ومحمد كان يعتقد أنه مؤيد من الله فيتقوى فلا يرتد أمام أي مانع
وجَمع محمد قبل وفاته كلمة العرب، وخلق منهم أمة واحدة خاضعة لدين واحد مطيعة لزعيم واحد، فكانت في ذلك آيته الكبرى
ومهما يكن الأمر، فان مما لا ريب فيه أن محمداً أصاب في بلاد العرب نتائج لم تصب مثلها جميع الديانات التي ظهرت قبل الإسلام ومنها اليهودية والنصرانية؟ ولذلك كان فضل محمد على العرب عظيما، ويتجلى هذا الفضل العظيم في جواب رسل عمر بن الخطاب إلى كسرى حين سألهم عن أعمال النبي، قال أولئك الرسل
فأما ما ذكرت من سوء حالنا فما كان أحد أسوأ حالا منا، وأما جوعنا فلم يكن يشبه الجوع، كنا نأكل الخنافس والجعلان والعقارب والحيات، فكنا نرى ذلك طعامنا، وأما المنازل، فكانت ظهر الأرض، ولم نلبس إلا ما غزلنا من أوبار الإبل وأشعار الغنم، كان ديننا أن يقتل بعضنا بعضاً ويغير بعضنا على بعض، وكان أحدنا يدفن ابنته وهي حية كراهية أن تأكل من طعامنا، فكانت حالنا قبل اليوم على ما ذكرنا لك، فبعث الله إلينا رجلا معروفاً نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده، فأرضه خير أرضنا، وحسبه خير أحسابنا وبيته أعظم بيوتنا وقبيلته خير قبائلنا، فقذف الله في قلوبنا التصديق له واتباعه، فما قال لنا فهو قول الله، وما أمرنا فهو أمر الله، فقال لنا: إن ربكم يقول: إني أنا الله وحدي لا شريك لي، كنت إذ لم يكن شيء، وكل شيء هالك إلا وجهي، وأنا خلقت كل شيء وإلي يصير كل شيء، وإن رحمتي أدركتكم فبعثت إليكم هذا الرجل لأدلكم على السبيل التي بها أنجيكم بعد الموت من عذابي، ولأحلكم داري دار السلام، فنشهد عليه أنه جاء بالحق من عند الحق
وإذا ما قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم كان محمد صلى الله عليه وسلم من أعظم من عرفهم التاريخ، وأخذ بعض علماء الغرب ينصفون محمداً مع أن التعصب الديني أعمى بصائر مؤرخيهم عن الاعتراف بفضله
قال العلامة بارتلمي سنت هيلر: كان محمد أكثر عرب زمانه ذكاء، وأشدهم تديناً، وأعظمهم رأفة، ونال محمد سلطانه الكبير بفضل تفوقه عليهم، ونعد دينه الذي دعا الناس إلى اعتقاده جزيل النعم على جميع الشعوب التي اعتنقته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/186)
وقال كارليل: " لقد أصبح من أكبر العار على كل فرد ممدن في هذا العصر أن يصغي إلى ما يظهر من أن دين الإسلام كذب، وأن محمدا خداع مزور، وآن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة، فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرنا لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم الله الذي خلقنا، أكان أحدهم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها هذه الملايين الفائتة الحصر أكذوبة وخدعة؟، أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي أبداً، فلو أن الكذب والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج ويصادفان منهم ذلك التصديق والقبول، فما الناس إلا بله ومجانين، وما الحياة إلا سخف وعبث وأضلولة، كان الأولى بها أن تخلق "
وما نظن أكبر محب للرسول يقول فيه وفي دعوته عن طريق المنطق أحسن من هذا
وقال تولستوي الحكيم الروسي: " ومما لا ريب فيه أن النبي محمداً كان من عظام الرجال المصلحين الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة، ويكفيه فخراً أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح للسكينة والسلام وتؤثر عيشة الزهد، ومنعها من سفك الدماء وتقديم الضحايا البشرية وفتح لها طريق الرقي والمدنية، وهو عمل عظيم لا يقوم به إلا شخص أوتي قوة، ورجل مثل هذا جدير بالاحترام والإكرام "
وقال وليم موير في كتابه "سيرة محمد": " امتاز محمد بوضوح كلامه ويسر دينه، وقد أتم من الأعمال ما يدهش العقول، ولم يعهد التاريخ مصلحا أيقظ النفوس، وأحيا الأخلاق ورفع شأن الفضيلة، في زمن قصير كما فعل محمد "
ويؤخذ مما قاله لين بول: " إن محمداً كان يتصف بكثير من الصفات الحميدة كاللطف والشجاعة ومكارم الأخلاق، حتى إن الإنسان لا يستطيع أن يحكم عليه دون أن يثار بما تتركه هذه الصفات في نفسه من أثر، ودون أن يكون هذا الحكم صادرا عن غير ميل أو هوى، كيف لا وقد احتمل محمد عداء أهله وعشيرته أعواما، فلم يهن له عزم، ولا ضعفت له قوة، وبلغ من نبله أنه لم يكن في حياته البادئ بسحب يده من يد مصافحه، حتى ولو كان المصافح طفلا، وأنه لم يمر بجماعة يوما، رجالا كانوا أو أطفالا دون أن يقرئهم السلام، وعلى شفتيه ابتسامة حلوة، وفي فيه نغمة جميلة كانت تكفي وحدها لتسحر سامعها، وتجذب القلوب إلى صاحبها جذبا "
ومما قاله أيضا: " إن كثيراً من كتاب التراجم والسير من الأوربيين الذين تناولوا الكلام على سيرة محمد لم يتعففوا عن أن يشوهوا هذه السيرة بما أدخلوه عليها من افتراءات وادعاءات، كاتهاماتهم إياه بالقسوة وارتكاب الموبقات والانهماك في الشهوات، وأنه كان دجالا دعيًّا وطاغية متعطشا لسفك الدماء "
وعلل مونتيه طعن بعض الغربيين على الرسول بقوله: " كثيراً ما حكمت عليه الأحكام القاسية، وما ذلك إلا لأنه ندر بين المصلحين من عرفت حياتهم بالتفصيل مثله، وأن ما قام به من إصلاح الأخلاق وتطهير المجتمع، يمكن أن يعد به من أعظم المحسنين للإنسانية "
وقال: " لا مجال للشك في إخلاص الرسول وحماسته "
قال جان جاك روسو في القرن الثامن عشر: " من الناس من يتعلم قليلا من العربية ثم يقرأ القرآن ويضحك منه، ولو أنه سمع محمداً يمليه على الناس بتلك اللغة الفصحى الرقيقة، وذاك الصوت المقنع المطرب المؤثر في شغاف القلوب، ورآه يؤكد أحكامه بقوة البيان، لخر ساجداً على الأرض وناداه: أيها النبي رسول الله خذ بأيدينا إلى مواقف الشرف والفخار، أو مواقع التهلكة والأخطار فنحن من أجلك نود الموت أو الانتصار "
وقال كارلايل أيضا: " إن فرط إعجاب المسلمين بالقران وقولهم بإعجازه أكبر دليل على تباين الأذواق في الأمم المختلفة، والترجمة تذهب بأكثر جمال الصنعة وحسن الصياغة "
وجاهر كلود فارير في القرن العشرين بأن: " آيات القرآن جميلة وتحسن تلاوتها، فيها نفحة طاهرة عجيبة، لأنها تأمر بالشجاعة والصدق والأمانة، وتدعو إلى حماية الضعيف إلى عبادة إله واحد "
وقالت لورافيشيا فاعليري ـ أستاذة اللغة العربية وتاريخ الحضارة الإسلامية في جامعة نابولي بإيطالية ـ: " وحاول أقوى أعداء الإسلام ـ وقد أعماهم الحقد ـ أن يرموا نبي الله ببعض التهم المفتراة، لقد نسوا أن محمداً كان قبل أن يستهل رسالته موضع الإجلال العظيم من مواطنيه بسبب أمانته وطهارة حياته، ومن عجب أن هؤلاء الناس لا يجشمون أنفسهم عناء التساؤل كيف جاز أن يقوى محمد على تهديد الكاذبين والمرائين، في بعض آيات القرآن اللاسعة، بنار الجحيم الأبدية لو كان هو قبل ذلك رجلا كذاباً، كيف يجرؤ على التبشير، على الرغم من إهانات مواطنيه، إذا لم يكن ثمة قوى داخلية تحثه ـ وهو الرجل ذو الفطرة البسيطة ـ حثا موصولاً؟؟ كيف استطاع أن يستهل صراعا كان يبدو يائساً؟ كيف وفق إلى أن يواصل هذا الصراع أكثر من عشر سنوات في مكة في نجاح قليل جذا وفي أحزان لا تحصى، إذا لم يكن مؤمنا إيمانا عميقاً بصدق رسالته؟ كيف جاز أن يؤمن به هذا العدد الكبير من المسلمين النبلاء والأذكياء، وأن يؤازروه، ويدخلوا الدين الجديد، ويشدوا أنفسهم بالتالي إلى مجتمع مؤلف في كثرته من الأرقاء، والضعفاء، والفقراء المعدمين إذا لم يلمسوا في كلماته حرارة الصدق؟ ولسنا في حاجة إلى أن نقول أكثر من ذلك، فحتى بين الغربيين يكاد ينعقد الإجماع على أن صدق محمد كان عميقا وأكيدا "
http://www.khayma.com/nuzhatalmutaqin/greates/mohamed/moh2.html
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/187)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[19 - 02 - 05, 01:09 م]ـ
قال المسلم الإسباني فرانشيسكو كوديرا.
"الإسلام قادم رغم كل العقبات، لكنه يحتاج إلى دعاة حقيقيين يقدمون تعاليمه بالحب والعمل".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[19 - 02 - 05, 01:10 م]ـ
يقول المسلم جون وبستر: "يظهر أن الغرب المسيحي قد تآمر منذ الحروب الصليبية على التزام الصمت تجاه محاسن الإسلام، وحاول تشويه مبادئه بطريقة متعمدة"
.عن "محمد في الآداب العالمية المنصفة" محمد عثمان ص59.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[19 - 02 - 05, 01:19 م]ـ
يقول روم لاندو في "الإسلام والعرب" ص126:
" وكان موقف صلاح الدين معاكساً للمذابح التي ارتكبها النصارى فأطلق الأسرى وقدم الهبات للأرامل واليتامى".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[19 - 02 - 05, 01:22 م]ـ
نقول عالمة الاجتماع المسلمة ديانا روتنشتوك:
"إن أهل أوربة في أمسِّ الحاجة إلى الإسلام، ولكن الوضع السياسي حالياً يشوّه الإسلام".
عن حوارات مع مسلمين أوربيين للدكتور عبد الله الأهدل ص75.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[19 - 02 - 05, 01:58 م]ـ
يقول المفكر المسلم علي عزت بيغوفيتش في كتابه الفريد "الإسلام بين الشرق والغرب"
: "إن الإسلام لم يأخذ اسمه من قوانينه ولا من نظامه ولا من عبادته، وإنما من شيء يشمل هذا كله ويسمو عليه! من لحظة فارقة تنقدح فيها شرارة وعي باطني … من قوة النفس في مواجهة محن الزمان … من التهيؤ لاحتمال كل ما يأتي به القدَر … من حقيقة التسليم لله … إنه استسلام لله …والاسم: إسلام" اهـ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[19 - 02 - 05, 02:03 م]ـ
يقول فون هامر في مقدمة ترجمته للقرآن:
"القرآن ليس دستور الإسلام فحسب، وإنما هو ذروة البيان العربي، وأسلوب القرآن المدهش يشهد على أن القرآن هو وحي من الله، وأن محمداً قد نشر سلطانه بإعجاز الخطاب، فالكلمة لم يكن من الممكن أن تكون ثمرة قريحة بشرية"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[19 - 02 - 05, 02:09 م]ـ
ويقول الكونت كاتياني في كتابه "تاريخ الإسلام":
"أليس الرسول جديراً بأن تقدَّم للعالم سيرته حتى لا يطمسها الحاقدون عليه وعلى دعوته التي جاء بها لينشر في العالم الحب والسلام، وإن الوثائق الحقيقية التي بين أيدينا عن رسول الإسلام ندر أن نجد مثلها، فتاريخ عيسى وما ورد في شأنه في الإنجيل لا يشفي الغليل".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[19 - 02 - 05, 03:34 م]ـ
ويقول الأمير البريطاني تشارلز في محاضرة "الإسلام والغرب" التي ألقاها في مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية عام 1993.:
"إن الإسلام يمكن أن يعلمنا طريقة للتفاهم والعيش في العالم، الأمر الذي فقدته المسيحية، فالإسلام يرفض الفصل بين الإنسان والطبيعة، والدين والعلم، والعقل والمادة".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[19 - 02 - 05, 03:39 م]ـ
يقول المستشرق بارتلمي سانت هلر:
"إن دعوة التوحيد التي حمل لواءها الإسلام، خلصت البشرية من وثنية القرون الأولى"
عن كتاب "مقدمات العلوم والمناهج" "8/ 119" لأنور الجندي.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 02 - 05, 02:11 م]ـ
رجوعا إلى نيتشه:
"لقد ديست بالأقدام تلك المدنية العظيمة في الأندلس! ولماذا؟ لأنها نشأت من أصول رفيعة، ومن طباع شريفة، نعم من رجال الإسلام. إن المدنية الإسلامية لم تتنكر يوماً للحياة"
عن كتاب ظلام من الغرب للغزالى ص 140
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 02 - 05, 02:13 م]ـ
ويقول البروفسور غريسيب، مدير جامعة برلين:
"أيها المسلمون ما دام كتابكم المقدس عنوان نهضتكم موجوداً بينكم، وتعاليم نبيكم محفوظة عندكم، فارجعوا إلى الماضي لتؤسسوا المستقبل".
عن كتاب "هكذا كانوا يوم كنا د. حسان شمسي باشا ص9.
نقلا عن الدكتور الدالاتي ص 130
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 02 - 05, 02:16 م]ـ
يقول جورج سارتون:
"المسلمون عباقرة الشرق، لهم مأثرة عظمى على الإنسانية، تتمثل في أنهم تولّوا كتابة أعظم الدراسات قيمة، وأكثرها أصالة وعمقاً، مستخدمين اللغة العربية التي كانت بلا مراء لغة العلم للجنس البشري .. لقد بلغ المسلمون ما يجوز تسميته "معجزة العلم العربي""
نفس المرجع السابق ص8.
نقلا عن نفس المصدر
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 02 - 05, 02:17 م]ـ
ويقول روم رولان:
"تفرد العلم الإسلامي بأنه لم ينفصل عن الدين قط، والواقع أن الدين كان ملهمه وقوته الدافعة الرئيسة، ففي الإسلام ظهر العلم لإقامة الدليل على الألوهية".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 02 - 05, 02:20 م]ـ
ونرجع إلى جوستاف لوبون ونعيد وكتابه حضارة العرب ص26 – 276 – 430 – 566.:
"إن حضارة العرب المسلمين قد أدخلت الأمم الأوربية الوحشية في عالم الإنسانية، فلقد كان العرب أساتذتنا … وإن جامعات الغرب لم تعرف لها مورداً علمياً سوى مؤلفات العرب، فهم الذين مدّنوا أوربة مادة وعقلاً وأخلاقاً، والتاريخ لا يعرف أمة أنتجت ما أنتجوه … إن أوربة مَدينة للعرب بحضارتها … والحق إن أتباع محمد كانوا يذلّوننا بأفضلية حضارتهم السابقة، وإننا لم نتحرر من عقدتنا إلا بالأمس! وإن العرب هم أول من علّم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين … فهم الذين علّموا الشعوب النصرانية وإن شئت فقل حاولوا أن يعلموها التسامح الذي هو أثمن صفات الإنسان … ولقد كانت أخلاق المسلمين في أدوار الإسلام الأولى أرقى كثيراً من أخلاق أمم الأرض قاطبة … ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/188)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[21 - 02 - 05, 12:47 م]ـ
وتقول الدكتورة لويجي رينالدي:
" .. لما شعرنا بالحاجة إلى دفع الجهل الذي كان يثقل كاهلنا، تقدمنا إلى العرب ومددنا إليهم أيدينا لأنهم كانوا الأساتذة الوحيدين في العالم"
عن "مقدمات العلوم والمناهج" أنور الجندي 7/ 141
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[21 - 02 - 05, 01:29 م]ـ
وقال المستشرق بارتلمي سانت هلر مرة أخرى:
قد أمر الإسلام بخمس صلوات في اليوم ليضطر الإنسان للتخلي عن اشتغالاته المادية لحيظات في اليوم، ليرتفع خلالها إلى مولاه، وأمر ألا تجعل العبادة موجهة لأغراض ذاتية فإن الله أعلم بما هو أصلح لنا .. ثم إن محمداً بتحريمه الصور في المساجد وكل ما يمثل الله قد خلص الفكر الإنساني من وثنية القرون الوسطى الخشنة، واضطر الإنسان بهذه الصورة أن يرجع إلى نفسه، وأن يبحث عن الله خالقه في صميم روحه، وأن يرتفع إليه عقب ذلك بالعبادة القلبية المملوءة بالاحترام والشكر والحب.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[21 - 02 - 05, 01:44 م]ـ
وقال الأستاذ ماسينيون:
" إن لدى الإسلام من الكفاية ما يجعله يتشدد في تحقيق فكرة المساواة وذلك بفرض زكاة يدفعها كل فرد لبيت المال والإسلام يناهض الديون الربوية والضرائب غير المباشرة التي تفرض على الحاجات الأولية الضرورية ويقف في الوقت نفسه إلى جانب حقوق الوالد والزوج ويشجع الملكية الفردية ورأس المال التجاري وبذا يحل الإسلام مرة أخرى مكاناً وسطاً بين نظريات الرأسمالية البرجوازية ونظريات البلشفية الشيوعية
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[21 - 02 - 05, 02:01 م]ـ
قال مستر هراس ليف الكاتب الإنكليزي في مقال له نشر في المجلة الإسلامية الإنكليزية
"ما كان شيء في العالم ليقضي بأن أي دين من الأديان يدعو إلى المساواة بين الناس ولو أن بعضها يتظاهر بهذه الدعوى فقد زرت كثيراً من الكنائس والمعابد مرات فرأيت التفريق بين الطبقات داخل المعابد كما هو موجود خارجها وكان اعتقادي بالطبع إن الأمر لا بد كذلك داخل المساجد الإسلامية ولكن ما كان أشد دهشتي حينما رأيت الشعور بالمساواة على أتمه بين المسلمين في عيد الفطر في مسجد (ووكبخ) هنالك وجدت أناساً مختلفين على اختلافهم في المراتب اختلافاً يمكن أن تسميه بحق أخوياً ولم أكن شاهدت مثل ذلك , ترى في المسجد نوبياً من بلاد ممباسه يصافح عظيماً من رجال الأعمال المصريين أو سياسياً من بلاد العرب وقد ارتفعت الكلفة من بينهم جميعاً فلا يأنف أحدهم مهما عظم قدره من أن يجاوره في الصلاة أقل الناس شأناً منه وإنك لا تجد أقل محاولة لتخطي الصفوف إلى مكان بالمسجد لأنه ليس هناك أي مكان ممتاز فالكل عند الله سواء لا فضل لأحد على أحد وإنك حين تتحدث إلى قوم مختلفي الأجناس تجد من الود الخالص والثقة التامة ما تعجب به كأنك واحد منهم فيدفعك ذلك إلى الاعتقاد بأن الدين يمكن أن يكون وسيلة لإزالة جميع الموانع التي تفرق بين الإنسان وأخيه الإنسان."
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[21 - 02 - 05, 02:03 م]ـ
ويقول المستر ليونارد:
"علينا أن نعترف بأن أوربا المسيحية بذلت كل ما في وسعها في جميع القرون الماضية لتخفي فضل الإسلام عليها ولكنها لم تفلح ولن تفلح"
عن كتاب الإسلام الدين الفطري الأبدي للطرازي ص 229
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 02 - 05, 01:22 م]ـ
يقول يوهان غوته فيقول: "يسوع كان طاهر الشعور ولم يؤمن إلا بالله الواحد الأحد، ومن جعل منه إلهاً فقد أساء إليه، وهكذا فإن الحق هو ما نادى به محمد"
من قصيدة "هذه الأسماط من اللآلئ" غوته، نقلاً عن "غوته والعالم العربي" كاتارينا مومزن ص 255
وقال في ص 257
"تريدين أن تُقدمي إلي هذه الصورة البائسة للمصلوب على الخشب على أنه الله"
نقلت ذلك من كتاب الدالاتي "ربحت محمدا ولم أخسر المسيح"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 02 - 05, 01:27 م]ـ
ويقول غوته: "إن أسلوب القرآن محكم سام مثير للدهشة … فالقرآن كتاب الكتب، وإني أعتقد هذا كما يعتقده كل مسلم … وأنا كلما قرأت القرآن شعرت أن روحي تهتز داخل جسمي … ولما بلغ غوته السبعين من عمره أعلن على الملأ أنه يعتزم أن يحتفل في خشوع بليلة القدر التي أنزل فيها القرآن على النبي محمد، ولما أبصر غوته ريشة طاووس بين صفحات القرآن هتف: "مرحباً بك في هذا المكان المقدس، أغلى كنز في الأرض"
نفس الكتاب "جوته والعالم العربي" كاتارينا مومزن (177 - 188 - 261).
وقال: "درست تاريخ الأديان على مدى خمسين عاماً، وإن العقيدة التي يُربّى عليها المسلمون لتدعو لأعظم دهشة!! إذ تقوم على أساس الإيمان بأنه لن يصيب الإنسانَ إلا ما كتبه الله له، وإنه ما من شيء ينقص هذه العقيدة، ولن يكون بإمكان أي امرئ أن يتجاوزها … إن الإسلام هو الدين الذي سنقرّ به جميعاً إن عاجلاً أو آجلاً … وأنا لا أكره أن يقال عني أني مسلم"
نفس المصدر 223 – 226.
نقلته عن نفس المصدر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/189)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 02 - 05, 01:30 م]ـ
ويقول غوته كذلك:
"ولقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان، فوجدته في النبي محمد … وهكذا وجب أن يظهر الحق ويعلو، كما نجح محمد الذي أخضع العالم كله بكلمة التوحيد".
عن كتاب شمس الله تشرق على الغرب ص 465
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 02 - 05, 01:47 م]ـ
يقول الدكتور إيرنبرج أستاذ في جامعة أوسلو
"لا أجد صعوبة في قبول أن القرآن كلام الله، فإن أوصاف الجنين في القرآن لا يمكن بناؤها على المعرفة العلمية للقرن السابع، الاستنتاج الوحيد المعقول هو أن هذه الأوصاف قد أوحيت إلى محمد من الله. "
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 02 - 05, 01:51 م]ـ
وقال المفكر الفرنسي" أوجين بوغ
" ... نعترف نحن الأوربيين أنه لا يمكننا في أية حال أن نجزي – يعني المسلمين – جزاؤهم الأوفى فإنهم الأساتذة الذين تلقينا عنهم العلوم وعلاوة على ذلك، فقد علمَنا العربُ دروساً في التسامح والكرم فإنهم لم يرغموا الشعوب على تغيير معتقدهم الديني وأن من يمتزج بالمسلمين يتأكد من أنهم يحملون قلوباً بيضاء سليمة"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 02 - 05, 01:59 م]ـ
رجوعا إلى برناردشو
قال: "لقد وضعت دائماً دين محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - موضع الاعتبار السامي بسبب حيويته المدهشة، فهو الدين الوحيد الذي يلوح لي أنه حائز أهلية الهضم لأطوار الحياة المختلفة، بحيث يستطيع أن يكون جذاباً لكل جيل من الناس.
لا مشاحة في أن العالم يعلق قيمة كبيرة على نبوءات كبار الرجال، ولقد تنبأت بأن دين محمد سيكون مقبولاً لدى أوروبا غداً. وقد بدأ يكون مقبولاً لديها اليوم. لقد صور أكليروس القرون الوسطى الإسلام بأحلك الألوان، إما بسبب الجهل أو بسبب التعصب الذميم، ولقد كانوا في الواقع يربون على كراهية محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وكراهية دينه، وكانوا يعتبرونه خصماً للمسيح.
ولقد درسته باعتباره رجلاً مدهشاً، فرأيته بعيداً عن مخاصمة المسيح بل يجب أن يدعى منقذ الإنسانية وإني لأعتقد بأنه لو تولى رجل مثله قيادة العالم الحديث لنجح في حل مشكلاته بطريقة تجلب إلى العالم السلام والسعادة اللذين هو في أشد الحاجة إليهما.
ولقد أدرك في القرن التاسع عشر مفكرون أمثال (كارلايل) و (جوته) و (جيبون) القيمة الذاتية لدين محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهكذا وجد تحول حسن في موقف أوروبا من الإسلام، ولكن أوروبا في القرن الراهن تقدمت في هذا السبيل كثيراً، فبدأت تعشق دين محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وفي القرن التالي، ربما ذهبت إلى أبعد من ذلك فتعترف بفائدة هذه العقيدة في حل مشاكلها، فبهذا الروح يجب أن تفهموا نبوءتي. وفي الوقت الحاضر كثيرون من أبناء قومي ومن أهل أوروبا قد دخلوا في دين محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى ليمكن أن يقال أن تحول أوروبا إلى الإسلام قد بدأ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 02 - 05, 02:22 م]ـ
قال الشيخ محمد علي السايس في كتابه "تاريخ الفقه الإسلامي" ص 150
قرر مؤتمر القانون المقارن الذي عقد في مدينة لاهاي في جمادة الآخرة 1356 هـ آب عام 1937 م
ومثل الأزهر فيه مندوبان من كبار علمائه حاضرا عن المسؤولية الدينية في الإسلام ونفي أية علاقة بين القانون الروماني والشريعة الإسلامية
قرر المؤتمر بالإجماع ما يلي:
1. اعتبار الشريعة الإسلامية مصدراً من مصادر التشريع العام
2. اعتباره حية صالحة للتطور
3. اعتباره شريعةً قائمة بذاتها، ليس مأخوذة من غيرها.
4. تسجيل البحث الأول في سجل المؤتمر باللغة العربية واعتباره بين لامجموعة العلمية التي تدخر للرجوع إليها.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 02 - 05, 02:24 م]ـ
يقول الأديب الإنكليزي جوني لوركس
"لم نعلم مما جاءنا من التاريخ الصحيح أن محمداً نبي الإسلام، صلى الله عليه وسلم، تسربل بأي رذيلة مدة حياته".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 02 - 05, 02:25 م]ـ
يقول العالم الهندي: ت. ل. قسوائي
"إليك يا محمد أقدم إجلالي وتعظيمي بكل خضوع وتكريم، إليك أطأطئ رأسي، فإنك حقاً رسول من عند الله، وإن قوتك العظيمة كانت مستمدة من عالم الغيب الأزلي الأبدي".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 02 - 05, 02:34 م]ـ
يقول البروفسور "رينولد نيكلسون" في كتابه "التاريخ الأدبي للعرب"
"القرآن الكريم وثيقة إنسانية رائعة، توضح بدقة سر تصرفات محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في جميع أحداث حياته، حتى إننا لنجد فيه مادة فريدة لا تقبل الشك أو الجدل، نستطيع خلالها أن نتتبع سير الإسلام منذ نشأته وظهوره في التاريخ المبكر، وهذا ما لا تجد له مثيلاً في البوذية أو المسيحية أو أي دين من الأديان القديمة .. ".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 02 - 05, 02:37 م]ـ
يقول الدكتور إيزكو انساباتو:
"إن الشريعة الإسلامية تفوق في كثير من بحوثها الشرائع الأوربية، بل هي تعطي للعالم أرسخ الشرائع ثباتاً".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/190)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 02 - 05, 02:45 م]ـ
رجوعا إلى "ويلز" وكتابه "معالم تاريخ الإنسانية":
يقول: "إن أوروبة مدينة للإسلام بالجانب الأكبر من قوانينها الإدارية والتجارية .. ".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 02 - 05, 03:05 م]ـ
وقال "بريفولت" في كتابه "تكوين الإنسانية":
" العلم هو أعظم ما قدمت الحضارة الإسلامية إلى العالم الحديث، ومع أنه لا توجد ناحية واحدة من نواحي النمو الأوروبي إلا ويلحظ فيها أثر الثقافة الإسلامية النافذ … وهذه الحقائق مؤداها أن الإسلام بناء حضاري .. ".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 02 - 05, 03:33 م]ـ
وقال بروفيسور جارسان دي تاسي في كتابه "الإسلام":
"إن محمداً رسول الإسلام - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولد في حضن الوثنية، ولكنه منذ نعومة أظفاره أظهر بعبقرية فذة انزعاجاً عظيماً من الرذيلة وحباً حاداً للفضيلة، وإخلاصاً ونية حسنة غير عاديين، إلى درجة أن أطلق عليه مواطنوه في ذلك العهد اسم "الأمين".
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[23 - 02 - 05, 03:43 م]ـ
واصل أخي الشيخ مصطفى الفاسي. موضوع رائع وجهد موفق.
لعلك تطبعه في كتاب مستقبلاً.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[24 - 02 - 05, 01:01 م]ـ
ويقول العلامة "شبرل" عميد كلية الحقوق بجامعة "فينا" في مؤتمر الحقوق سنة 1927:
"إن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد صلى الله عليه وسلم إليها، إذ رغم أميته استطاع قبل بضعة عشر قرناً أن يأتي بتشريع سنكون نحن الأوربيين أسعد ما نكون لو وصلنا إلى قمته بعد ألفي سنة".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[24 - 02 - 05, 01:01 م]ـ
ويقول "أدموند بيرك":
"إن القانون المحمدي قانون ضابط للجميع من الملك إلى أقل رعاياه، وهذا القانون نسج بأحكم نظام حقوقي، وشريعة الإسلام هي أعظم تشريع عادل لم يسبق قط للعالم إيجاد نظام مثله، ولا يمكن فيما بعد .. ".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[24 - 02 - 05, 01:02 م]ـ
قال القانوني الكبير "فمبري":
"إن فقه الإسلام واسع إلى درجة أنني أعجب كل العجب كلما فكرت في أنكم لم تستنبطوا منه الأنظمة والأحكام الموافقة لزمانكم وبلادكم.".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[24 - 02 - 05, 01:16 م]ـ
وقال "سيديلوت" في كتابه "تاريخ العرب":
"كان المسلمون في القرون الوسطى متفردين في العلم والفلسفة والفنون، وقد نشروها أينما حلت أقدامهم؛ وتسربت عنهم إلى أوروبة، فكانوا سبباً لنهضتها وارتقائها .. "
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[24 - 02 - 05, 01:18 م]ـ
يقول الياس أبو شبكة في كتابه" روابط الفكر والروح بين العرب والفرنجة":
" إن زوال الحضارة العربية كان شؤما على أسبانيا وأوربا , فالأندلس لم تعرف السعادة إلا في ظل العرب, وحالما ذهب العرب حل الدمار محل الثراء والجمال والخصب .. ".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[24 - 02 - 05, 02:23 م]ـ
ويقول الدكتور عبد الكريم جرمانيوس الأستاذ في جامعة بودابست
" إن الإسلام دين الأذهان المستنيرة وانا أعرف في بلادي وفي أوروبا رجالا مستنيرين في أرفع الأسر يحترمون الإسلام ويوشكون ان يتخذوه دينا ولو في سرائرهم."
نقل مصطفى غفر الله له:
الحاج عبد الكريم جرمانوس مستشرق مجريّ وعالِم، طبقت شهرته آفاق العالم. وُلد في بودابست، وتعلّم اللّغات الغربيّة: اليونانيّة، والّلاتينيّة، الإنجليزيّة، والفرنسيّة، والإيطاليّة، والمجريّة، ومن اللّغات الشرقيّة: الفارسيّة والأورديّة، وأتقن العربيّة والتركيّة على أستاذيه: فامبيري، وغولد زيهر اللّذين ورث عنهما ولَعهما بالشرق الإسلاميّ. ثمّ تابع دراستهما بعد عام 1905م في جامعتي استانبول وفينّا. وصنّف كتاباً بالألمانيّة عن الأدب العثمانيّ (1906)، وآخر عن تاريخ أصناف الأتراك في القرن السابع عشر، فنال عليه جائزة مكّنته من قضاء فترة مديدة في لندن، حيث استكمل دراسته في المتحف البريطانيّ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/191)
وفي عام 1912م عاد إلى بودابست، فعُيِّن أستاذاً للّغات العربيّة والتركيّة والفارسيّة، وتاريخ الإسلام وثقافته في المدرسة العليا الشرقيّة. ثمّ في القسم الشرقيّ من الجامعة الاقتصاديّة، ثمّ أستاذاً ورئيساً للقسم العربيّ في جامعة بودابست (1948)، وظلّ يقوم فيه بتدريس اللّغة العربيّة، وتاريخ الحضارة الإسلاميّة، والأدب العربي قديمه وحديثه، محاولاً إيجاد حلقات اتصال بين نهضات الأُمم الإسلاميّة الاجتماعيّة والسيكولوجيّة، حتّى أُحيل على التقاعد (1965).
ودعاه "طاغور" إلى الهند أستاذاً للتاريخ الإسلاميّ، فعلمه في جامعات دلهي، ولاهور، وحيدر آباد (1929ـ1932)، وهناك أشهر إسلامه في مسجد دلهي الأكبر، وألقى خطبة الجمعة، وتسمّى ب "عبد الكريم". وقدم القاهرة وتعمّق في دراسة الإسلام على شيوخ الأزهر، ثمّ قصد مكّة حاجّاً وزار قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، وصنّف في حجّته كتابه: الله أكبر، وقد نُشر في عدّة لغات (1940)، وقام بتحرِّيات علميّة (1939ـ1941) في القاهرة والسعوديّة نشر نتائجها في مجلّدين: شوامخ الأدب العربي (1952)، ودراسات في التركيبات اللّغوية العربيّة (1954).
وربيع عام 1955 عاد ليقضي بضعة أشهر في القاهرة والإسكندريّة ودمشق بدعوة من الحكومة ليحاضر بالعربيّة عن الفكر العربيّ المعاصر، وعن صور من الأدب المجريّ، ثمّ رجع إلى الشرق العربيّ في شتاء 1958، لاستكمال مصادر كتابه الجديد عن أدبائه المعاصرين. والذي صدرت بعض فصوله، وفيها قصص الكتّاب المعاصرين. وقد انتخب عضواً في المجمع الإيطالي (1952)، ومراسلاً للمجمع اللّغويّ بالقاهرة (1956)، وفي المجمع العلميّ العراقي (1962).
إرهاصات اعتناقه الإسلام
يروي الدكتور "عبد الكريم جرمانوس" خلفيّات اهتدائه إلى الإسلام فيقول: "كان ذلك في عصر يوم مطير، وكنتُ ما أزال في سنّ المراهقة، عندما كنتُ أقلِّب صحائف مجلّة مصوّرة قديمة، تختلط فيها الأحداث الجارية مع قصص الخيال، مع وصف لبعض البلاد النائية؛ بقيت بعض الوقت أقلِّب الصحائف في غير اكتراث إلى أن وقعت عيني فجأة على صورة لوحة خشبيّة محفورة استرعت انتباهي، كانت الصورة لبيوت ذات سقوف مستوية تتخلّلها هنا وهناك قباب مستديرة ترتفع برفق إلى السماء المظلمة التي شقّ الهلال ظلمتها ..
ملكت الصورة عليَّ خيالي .. وأحسستُ بشوق غلاّب لا يقاوم إلى معرفة ذلك النور الذي كان يُغالب الظّلام في اللّوحة .. بدأتُ أدرس اللّغة التركيّة، ومن ثمّ الفارسيّة فالعربيّة. وحاولتُ أن أتمكّن من هذه اللّغات الثلاث حتّى أستطيع خوض هذا العالم الروحيّ الذي نشر هذا الضوء الباهر على أرجاء البشريّة".
وفي إجازة صيف كان من حظّه أن يُسافر إلى البوسنة وهي أقرب بلد شرقيّ إلى بلاده. وما كاد ينزل أحد الفنادق حتّى سارع إلى الخروج لمشاهدة المسلمين في واقع حياتها .. حيث خرج بانطباع مُخالف لما يُقال حول المسلمين .. وكان هذا هو أوّل لقاء مع المسلمين. ثمّ مرّت به سنوات وسنوات في حياة حافلة بالأسفار والدراسات، كان مع مرور الزّمن تتفتّح عيونه على آفاق عجيبة وجديدة.
ورغم تطوافه الواسع في دنيا الله، واستمتاعه بمشاهدة روائع الآثار في آسيا الصغرى وسوريا، وتعلّمه اللّغات العديدة وقراءاته لآلاف الصفحات من كتب العلماء، قرأ كلّ ذلك بعين فاحصة: "ورغم كلّ ذلك فقد ظلّت روحي ظمأى" كما يقول.
أثناء وجوده في الهند، وفي ذات ليلة رأى ـ كما يرى النائم ـ كأنّ محمّداً رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاطبه بصوت عطوف: "لماذا الحيرة؟ إنّ الطريق المستقيم أمامك مأمون ممهّد مثل سطح الأرض. سرْ بخطى ثابتة وبقوّة الإيمان" .. وفي يوم الجمعة التالية، وقع الحدث العظيم في مسجد الجمعة في دلهيّ .. حينما أشهر إسلامه على رؤوس الأشهاد ..
وعن تلك اللّحظات المفعمة بالأحاسيس يتذكّر "الحاج عبد الكريم جرمانوس" فيقول: "كان التأثّر والحماس يعمّان المكان، ولا أستطيع أن أتذكّر ماذا كان في ذلك الحين .. وقف الناس أمامي يتلقّفونني بالأحضان. كم من مسكين مجهد نظر إليَّ في ضراعة، يسألني "الدعوات" ويريد تقبيل رأسي، فابتهلتُ إلى الله أن لا يدع هذه النفوس البريئة تنظر إليِّ وكأنِّي أرفع منها قدراً، فما أنا إلاّ حشرة من بين حشرات الأرض، أو تائه جادّ في البحث عن النور، لا حول لي ولا قوة، مثل غيري من المخلوقات التعيسة .. لقد خجلتُ أمام أنّات وآمال هؤلاء الناس الطيِّبين .. وفي اليوم التالي وما يليه كان الناس يفدون عليَّ في جماعات لتهنئتي، ونالني من محبّتهم وعواطفهم ما يكفيني زاداً مدى حياتي.
من آثاره
إضافة إلى ما ورد في ثنايا البحث، من عناوين مؤلّفاته، فقد ترك تراثاً علميّاً زاخراً بالعمق والتنوّع: قواعد اللّغة التركيّة (1925)، والثورة التركيّة، والقوميّة العربيّة (1928)، والأدب التركيّ الحديث (1931)، والتيّارات الحديثة في الإسلام (1932)، واكتشاف الجزيرة العربيّة وسوريا والعراق وغزوها (1940)، ونهضة الثقافة العربيّة (1944)، ودراسات في التركيبات اللّغويّة العربيّة (1954)، وابن الروميّ (1956)، وبين المفكِّرين (1958)، ونحو أنوار الشرق، ومنتخب الشعراء العرب (1961)، وفي الثقافة الإسلامية، وأدب المغرب (1964)،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/192)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[24 - 02 - 05, 02:34 م]ـ
يقول موريس بوكاي
في كتابه "دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة ص 222
"بالنظر إلى مستوى المعرفة في أيام محمد فإنه لا يمكن تصور الحقائق العلمية التي وردت في القرآن على أنها من تأليف بشر. لذا فمن الإنصاف تمامأ أن لا ينظر فقط إلى القرآن على أنه التنزيل الإلهي فحسب بل يجب أن تعطى له منزلة خاصة جداَ للأصالة التي تقدمها المعطيات العلمية التي وردت فيه والتي إذا ما درست اليوم تبدو وكأنها تتحدى تفسير البشر"
وقال في " القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم"، ص 150.
"لقد قمت أولاً بدراسة القرآن الكريم، وذلك دون أي فكر مسبق وبموضوعية تامة باحثًا عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث. وكنت أعرف، قبل هذه الدراسة، وعن طريق الترجمات، أن القرآن يذكر أنواعًا كثيرة من الظاهرات الطبيعية ولكن معرفتي كانت وجيزة. وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد الانتهاء منها أن القرآن لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث وبنفس الموضوعية قمت بنفس الفحص على العهد القديم والأناجيل. أما بالنسبة للعهد القديم فلم تكن هناك حاجة للذهاب إلى أبعد من الكتاب الأول، أي سفر التكوين، فقد وجدت مقولات لا يمكن التوفيق بينها وبين أكثر معطيات العلم رسوخًا في عصرنا. وأما بالنسبة للأناجيل .. فإننا نجد نصّ إنجيل متى يناقض بشكل جلي إنجيل لوقا، وأن هذا الأخير يقدم لنا صراحة أمرًا لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الإنسان على الأرض"
وفي ص 145، قال:
"لقد أثارت الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة في البداية. فلم أكن أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحدّ من الدعاوى الخاصة بموضوعات شديدة التنوع ومطابقته تمامًا للمعارف العلمية الحديثة، وذلك في نصّ كتب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنًا. في البداية لم يكن لي أي إيمان بالإسلام. وقد طرقت دراسة هذه النصوص بروح متحررة من كل حكم مسبق وبموضوعية تامة"
" .. تناولتُ القرآن منتبهًا بشكل خاص إلى الوصف الذي يعطيه عن حشد كبير من الظاهرات الطبيعية. لقد أذهلتني دقة بعض التفاصيل الخاصة بهذه الظاهرات وهي تفاصيل لا يمكن أن تدرك إلا في النص الأصلي. أذهلتني مطابقتها للمفاهيم التي نملكها اليوم عن نفس هذه الظاهرة والتي لم يكن ممكنًا لأي إنسان في عصر محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يكون عنها أدنى فكرة .. ".
وقال في ص 150:
" .. كيف يمكن لإنسان – كان في بداية أمره أمّيًا - .. أن يصرح بحقائق ذات طابع علمي لم يكن في مقدور أي إنسان في ذلك العصر أن يكونها، وذلك دون أن يكشف تصريحه عن أقل خطأ من هذه الوجهة"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 02 - 05, 01:24 م]ـ
يقول دوقلس أرثر:
" لو أحسن عرض الإسلام على الناس لأمكن به حل كافة المشكلات، ولأمكن تلبية الحاجات الاجتماعية والروحية والسياسية للذين يعيشون في ظل الرأس مالية والشيوعية على السواء، فقد فشل هذان النظامان في حل مشكلات الإنسان، أما الإسلام فسوف يقدم السلام للأشقياء، والأمل والهدى للحيارى والضالين، وهكذا فالإسلام لديه أعظم الإمكانيات لتحدي هذا العالم وتعبئة طاقات الإنسان لتحقيق أعلى مستوى من الإنتاج والكفاية ".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 02 - 05, 01:26 م]ـ
يقول سنرستن الآسوجي:
"إننا لم ننصف محمداً إذا أنكرنا ما هو عليه من عظيم الصفات وحميد المزايا، فلقد خاض محمد معركة الحياة الصحيحة في وجه الجهل والهمجية، مصراً على مبدئه، وما زال يحارب الطغاة حتى انتهى به المطاف إلى النصر المبين، فأصبحت شريعته أكمل الشرائع، وهو فوق عظماء التاريخ"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 02 - 05, 11:43 م]ـ
يقول بورنز ايدوارد:
" إن عظمة الحضارة الإسلامية وأهميتها لا ترجع إلى أنها فقط بدين جديد آمن به الملايين من الناس في أماكن متعددة ومتفرقة – وإنما فيما أحدثته أيضاً من تغيرات اجتماعية وسياسية كثيرة، نتج عنها ثراء فكري وتراث حضاري لم يسبق له مثيل. وقد تضمنت الحضارة الإسلامية الآداب والخلاق والفلسفة والمنطق كما كانت ذات تأثير خاص في الحياة السياسية والاجتماعية والعلاقات الدولية "
Burns Edwared in "western civlization" W .W – morton Scompany New York 1973
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 02 - 05, 11:47 م]ـ
رجوعا إلى ديكارت:
يقول في كتاب مبادئ الفلسفة:
" على أي معنى يمكن القول بأن من جهل الله فلن يستطيع أن يعرف شيئا آخر معرفة يقينية "
ويقول أيضاً:
" في إمكان إثبات وجود الله من أن ضرورة الكينونة أو الوجود متضمنة في تصورنا له، بمعنى أن من تصور الوجود الضروري الأبدي متضمناً في فكرته عن الوجود الكامل إطلاقاً لزم أن يستنتج أن هذا الوجود الكامل بإطلاق موجود حقاً".
ويقول أيضاً: " في أن آجالنا في حياتنا كافية وحدها لإثبات وجود الله"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/193)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 02 - 05, 11:55 م]ـ
ويقول الفرنسي لوي سيديو Louis Sédillot
" إن قانون نابليون منقول عن كتاب فقهي في مذهب مالك هو شرح الدردير على متن خليل"
عن "الشريعة الإسلامية والقانون الدولي العام" للمستشار علي علي منصور، طبعة دار القلم، القاهرة بدون تاريخ، ص 47:
وقال:
"إن نتاج أفكار العرب والمسلمين يشهد بأنهم أساتذة أوربا في جميع فروع المعرفة".
وقال:
"لم يشهد المجتمع الإسلامي ما شهدته أوربة من تحجر العقل، وشل التفكير، وجدب الروح ومحاربة العلم والعلماء، ويذكر التاريخ أن اثنين وثلاثين ألف عالم قد أُحرقوا أحياء! ولا جدال في أن تاريخ الإسلام لم يعرف هذا الاضطهاد الشنيع لحرية الفكر، بل كان المسلمون منفردين بالعلم في تلك العصور المظلمة، ولم يحدث أن انفرد دين بالسلطة، ومنح مخالفيه في العقيدة كل أسباب الحرية كما فعل الإسلام" هذه الفقرة "عن "هكذا كانوا يوم كنا" د. حسان شمسي باشا.
تعريف
هو مستشرق فرنسي عكف عن نشر مؤلفات أبيه جان جاك سيديو الذي توفي عام 1832 قبل أن تتاح له فرصة إخراج كافة أعماله في تاريخ العلوم الإسلامية. وقد عين لويسا أمينا لمدرسة اللغات الشرقية (1831) وصنف كتابا بعنوان (خلاصة تاريخ العرب) ضلا عن (تاريخ العرب العام) , وكتب العديد من الأبحاث والدراسات في المجلات المعروفة.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 02 - 05, 11:57 م]ـ
قال دو هومبلد:
"كان المسلمون مستعدين بما يدعو إلى العجب ليمثلوا دور الوسيط ويؤثروا في الأمم القاطنة فيما بين نهر الفرات ونهر الوادي الكبير وفي القسم الجنوبي من أوربا وأواسط وشمال أفريقيا. المسلمون كانوا ذوي نشاط منقطع النظير وهذا النشاط هو آية دور ممتاز في تاريخ الدنيا".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[27 - 02 - 05, 06:14 م]ـ
قال: هنري دي كاستري
" ... أن الناس بالغوا كثيرا في مضار تعدد الزوجات عند المسلمين أن لم نقل أن ما نسبوه إليه من ذلك غير صحيح. فما تعدد الزوجات هو الذي ولد في الشرق تلك الرذائل الفاضحة ,بل المعقول انه من شأنه تلطيفها , على أنني لست ادري إن كانت تلك الرذائل أكثر منها في الغرب ,بل تلك وصمة ألصقت بالإسلام بواسطة السواح الذين يرون أمرا في فرد فيجعلونه عاما من غير تثبيت فيه لولا هذا التعميم السطحي لما وجدوا شيئا يملأون به مؤلفاتهم والواقع أن الرذائل الفاضحة موجودة في كل أمة ولقد يقع منها في باريس ولندن وبرلين أكثر مما يحث في الشرق بأجمعه لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالغ في تحريمها ولم يعدها من الذنوب الخفيفة."
وقال:
"من الخطأ الفاضح والغلو الفادح قولهم أن عقد الزواج عند المسلمين عبارة عن عقد تباع فيه المرأة فتصير شيئا مملوكا لزوجها لأن ذلك العقد يخول للمرأة حقوقا أدبية وحقوقا مادية من شانها إعلاء منزلتها في الهيئة الاجتماعية .. "
"لم يقتصر القرآن في التضييق على تعدد الزوجات على عددهن , بل حرم ما كان معروفا عند العرب قبله من الزواج لزمن محدد وفي ذلك شبه تحريم للطلاق لكونه لا يتأتى إلا بشروط مخصوصة ... " "
" ... إننا لو رجعنا إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم ومكان ظهوره لما وجدنا عملا يفيد النساء أكثر مما أتاه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فهن مدينات لنبيهن بأمور كثيرة وفي القرآن آيات ساميات في حقوقهن وما يجب لهن على الرجال .. ويرى القارىء من جميع تلك الآيات مقدار اهتمام "الإسلام" بمنع عوامل الفساد الناشئة عن التعشق بين المسلمين لكي يجعل الأزواج والآباء في راحة ونعيم .. ولقد-أصبحت- للمسلمين أخلاق مخصوصة ,عملا بما جاء في القرآن أو في الحديث ,وتولدت في نفوسهم ملكات الحشمة والوقار, وجاء هذا مغايرا لآداب الأمم المتمدنة اليوم على خط مستقيم ومزيلا لما عساه كان يحدث عن ميل الشرقيين إلى الشهوات لولا هذه التعاليم والفروض. والفرق بين الحشمة عند المسلم وبينها عند المسيحي كما بين السماء والأرض .. " "
تعريف
الكونت هنري دي كاستري (1850 - 1927) Cte.H.de castries
مقدم في الجيش الفرنسي , قضى في إفريقيا الشمالية زمنا طويلا.
من آثاره: (مصادر غير منشورة عن تاريخ المغرب) (1905) , (الأشراف السعديون) (1921) , (رحلة هولندي إلى المغرب) (1926) , غيرها. .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/194)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[27 - 02 - 05, 06:21 م]ـ
يقول مراد هوفمان في الإسلام كبديل ص 132.:
"الإسلام هو الحياة البديلة بمشروع أبدي لا يبلى ولا تنقضي صلاحيته، وإذا رآه البعض قديماً فهو أيضاً حديث ومستقبليّ لا يحدّه زمان ولا مكان، فالإسلام ليس موجة فكرية ولا موضة، ويمكنه الانتظار …".
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[28 - 02 - 05, 01:11 م]ـ
قال غوستاف لوبون في "حضارة العرب"، للدكتور غوستاف لوبون، ترجمة عادل زعيتر، الطبعة الرابعة ص 270، 272
"وعاهد فرديناند (نصراني أسباني كاثوليكي استولى على أخر مملكة إسلامية وهي غرناطة سنة 1492م.) العرب على منحهم حرية التدين واللغة، ولكنه في سنة 1499م، لم تكد تحل حتى حل بالعرب دور الاضطهاد والتعذيب الذي دام قرونا، والذي لم ينته إلا بطرد العرب من أسبانية، وكان تعميد العرب كرها فاتحة ذلك الدور، ثم صارت محاكم التفتيش تأمر بإحراق كثير من المعمدين على أنهم من النصارى، ولم تتم عملية التطهر بالنار إلا بالتدريج، لتعذر إحراق الملايين من العرب دفعة واحدة.
ونصح كردينال طليطلة التقي! الذي كان رئيسا لمحاكم التفتيش، بقطع رؤوس جميع من لم يتنصر من العرب رجالا ونساء وشيوخا وولدانا، ولم ير الراهب الدومينيكي "بليدا" الكفاية في ذلك، فأشار بضرب رقاب من تنصر من العرب، ومن بقي على دينه منهم، وحجته في ذلك أن من المستحيل معرفة صدق إيمان من تنصر من العرب، فمن المستحب إذن، قتل جميع العرب بحد السيف، لكي يحكم الرب بينهم في الحياة الأخرى ويُدخِل النار من لم يكن صادق النصرانية منهم.
ولم تر الحكومة الأسبانية أن تعمل بما أشار به هذا الدومينيكي الذي أيده الأكليروس في رأيه، لما قد يبديه الضحايا من مقاومة، وإنما أمرت في سنة 1610م بإجلاء العرب عن أسبانية، فقتل أكثر مهاجري العرب في الطريق، وأبدى ذلك الراهب البارع "بليدا" ارتياحه لقتل ثلاثة أرباع هؤلاء المهاجرين في أثناء هجرتهم، وهو الذي قتل مائة آلف مهاجر من قافلة واحدة، كانت مؤلفة من أربعين ألفا ومائة ألف مهاجر (140000) مسلم حينما كانت متجهة إلى إفريقية.
وخسرت أسبانية بذلك مليون مسلم من رعاياها في بضعة أشهر، ويقدر كثير من العلماء، ومنهم "سيديو" عدد المسلمين الذين خسرتهم أسبانية منذ أن فتح "فرديناند" غرناطة حتى إجلائهم الأخير بثلاثة ملايين، ولا تعد ملحمة سان باتلمي إزاء تلك المذابح سوى حادث تافه لا يؤبه له.
ولا يسعنا سوى الاعتراف بأننا لم نجد بين وحوش الفاتحين من يؤاخذ على اقترافه مظالم قتل كتلك التي اقترفت ضد المسلمين.
ومما يرثى له أن حرمت أسبانية عمدا، هؤلاء الملايين الثلاثة الذين كانت لهم إمامة السكان الثقافية .. والصناعية ..
وسيرى القارئ في الفصل الذي خصصناه للبحث في وارثي العرب، مقدار الانحطاط الذي أسفر عن إبادة العرب، وإذا كنت قد أشرت إلى هذا هنا فلأن شأن العرب المدني لم يبد في قطر ملكوه كما أبيد في أسبانية، التي لم تكن ذات حضارة تذكر قبل الفتح العربي، فصارت ذات حضارة ناضرة في زمن العرب، ثم هبطت إلى الدرك الأسفل من الانحطاط بعد جلاء العرب، وهذا مثال بارز على ما يمكن أن يتفق لعرق من التأثير ... "
قال مصطفى غفر الله له
أرجو من إخوتي المشرفين أن لا يحذفوا شيئا
كارثة عظيمة نسير إلى الوقوع في مثلها، لكن هذه المرة في عقر دارنا وهذا أسوأ،
والأدهى والأمر أن هؤلاء قتلوا على إسلامهم فلا خوف على آخرتهم، وأما كثير من أمة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سيموت على ... ،
وهم الآن يحاربوننا على جهاز مناعتنا وهي عقيدة التوحيد ويخرجون أبناءنا من النور إلى الظلمات، هذا يعيش من أجل الفن، والآخر يعيش من أجل الليبرالية، والآخر يعيش من أجل التعددية، والآخر يعيش من أجل ... ،
فالاستعمار أخذ منا ديارنا في القرن الماضي والذي قبله لكنه لم ياخذ منا عقيدتنا، والآن يراهن عليها بخيله ورجله وهذا هو الامتحان لنا جميعا،
فهل سنعيش في ترف معلوماتي، ونوم داخل بطون الكتب ولا أثر دعويا في الواقع يذكر،
فلوانشغل الصحابة الكرام وتابعوهم بالمناقشات ما وصل الإسلام إلى المغرب والسينغال، لكن المعين الصافي الذي سقوا منه جعلهم يعرفون دورهم وينطلقون من أجله، وهذا الذي جعل تلك القرون خير القرون.
يا أهل الحديث أنقذوا من استطعتم من النار، يا أهل الحديث سبيل أتباع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هي الدعوة إلى الله على بصيرة،
{قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني، وسبحان الله وما أنا من المشركين}
{ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين}
انقذوا من استطعتم، أرجوكم ..
اللهم أعز الإسلام والمسلمين
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[28 - 02 - 05, 01:46 م]ـ
أحبتي في الله لم أقل الذي قلت ظنا سوءا بكم، فكلكم خير مني، ولا نزكيكم على الله
بل تجدكم على ثغرات ومواقع دعوية عديدة تغبطون عليها، وكل واحد منكم أدرى بواقعه وما يحتاج إليه،
وإنما أردت التذكرة بواجبنا نحو الأمة، كالذي يذكر أخاه بدخول وقت الصلاة وليس الآخر بتارك لها،
فسامحوني على تطاولي عليكم،
فإنما أنا بقل نبت في جدور نخيل عالية
لكنا نسقى بماء واحد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/195)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[01 - 03 - 05, 03:18 ص]ـ
قال غيلوم بستل في كتاب "النحو العربي":
" ندين للعرب بعلم النجوم وبالتطبيق العلمي للطب ولدي الشجاعة أن أقسم بأنه لا وجود لعالم أو متخصص بشكل علمي في عصرنا هذا إلا وهو مشغول بالمؤلفات العربية، وإلا فمن يجسر على عدم الاعتراف بأن القرون غير مشبعة بالتقدم، ولكننا ولحسن حظنا ندين في كثير من الأمور التي نطبقها في هذا القرن للعرب وليس لجالينوس. فبالإمكان الحصول على مؤلفات جالينوس باللغة اللاتينية من قبل علماء اللاتينية، لكنها معتمدة على ترجمات عربية نقية، وعلينا أن نعرف أنه ما كان قد عالجه جالينوس بأسلوبه الباروكي، في خمسة أو ستة كتب ضخمة كان قد عالجه ابن سينا في نحو صفحة أو صفحتين"
عن هولندا والعالم العربي لمجموعة من أساتذة جامعة ليدن، هولندا
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[01 - 03 - 05, 03:22 ص]ـ
يقول المستشرق الفرنسي " جاك رسلر " في كتاب " الحضارة العربية ":
" في غضون خمسمائة سنة ما بين 700 و 1200 ساد الإسلام على العالم بقوة حضارته وعلمه .. فكان المقاتل العربي في القرن الحادي عشر مزوداً بالقوس والقذافة قبل الغربيين بمائتي عام وكانت القذافة تستعمل لغرضين فهي لم تكن تسمح فقط بإطلاق عدة أسهم فحسب، بل كانت قادرة على قذفها لمسافة بعيدة، ومنها ما كان يطلق من على منصات إطلاق ثقيلة. ثم كان العرب أول من صنع البارود بعد ذلك بنصف قرن"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 03 - 05, 01:26 ص]ـ
يقول محمد أسد النمساوي "ليوبولد فايس"
"إن الشريعة الإسلامية , بمقتضى الحكمة التي تأخذ الطبيعة البشرية بعين الاعتبار الكلي دائما , لا تأخذ على عاتقها أكثر من صيانة الوظيفة الاجتماعية – البيولوجية للزواج، فتسمح لرجل بان يتخذ لنفسه أكثر من زوجة واحدة ولا تسمح للمرأة بان تتخذ لنفسها أكثر من زوج واحد في الوقت نفسه , في حين أنها تترك للشريكين مسالة الزواج الروحية التي لا يمكن أن تقاس, وبالتالي تقع خارج دائرة الشريعة. فمتى كان الحب تاما كاملا فعندئذ تنعدم الرغبة عند كل منهما في الزواج ثانية ومتى كان الرجل لا يحب زوجته من كل قلبه ولا يرغب مع ذلك في فقدها , فان بإمكانه أن يتزوج بأخرى ... ومهما يكن فانه لما كان الزواج في الإسلام عقدا مدنيا فحسب فان في مكنة الشريكين في الزواج أن يلجا دائما إلى الطلاق خصوصا وان الوصمة التي تلصق بالطلاق , سواء بشدة اقل أو أكثر , في المجتمعات الأخرى , معدومة في المجتمع الإسلامي"
"إن الحرية التي تمنحها الشريعة الإسلامية كلا من الرجل والمرأة على حد سواء لعقد الزواج أو حل هذا العقد , يفسر السبب الذي من اجله تعتبر هذه الشريعة الزنا من أقبح الآثام: ذلك انه تجاه هذا التسامح وهذه الحرية لا يمكن أن يكون هناك أيما عذر للوقوع في حبائل العاطفة أو الشهوة ... "
"جاء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بما لم يسمع به من قبل الرجال والنساء سواء أمام الله , وان جميع الواجبات الدينية مفروضة على الرجل والمرأة على حد سواء. والحق انه ذهب إلى ابعد من ذلك فأعلن .... أن المرأة شخص بملء حقها وليس لمجرد صلتها بالرجل كأم أو زوجة أو أخت أو ابنة , وأنها لذلك من حقها أن تقتني ملكا وان تتعاطى التجارة على حسابها ومسؤوليتها وان تهب لنفسها لمن تشاء عن طريق الزواج"
تعريف
مفكر , وصحفي نمساوي , أشهر إسلامه , وتسمى بمحمد أسد , وحكى في كتابه القيم (الطريق إلى مكة) تفاصيل رحلته إلى الإسلام. وقد أنشأ بمعاونة وليم بكتول , الذي اسلم هو الآخر , مجلة "الثقافة الإسلامية" , في حيدر آباد , الدكن (1927) وكتب فيها دراسات وفيرة معظمها في تصحيح أخطاء المستشرقين عن الإسلام.
من آثاره: ترجم صحيح البخاري بتعليق وفهرس , وألف "أصول الفقه الإسلامي", و "الطريق إلى مكة" , و "منهاج الإسلام في الحكم" , و "الإسلام على مفترق الطرق".
وهذا ملف فيه ما قالوه عن المرأة في الإسلام للدكتور عماد الدين خليل حملتها من موقع صيد الفوائد
ولي إضافات يمكن أن أذكرها في وقت لاحق إن أذن الله سبحانه
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 03 - 05, 09:19 م]ـ
عندما جاء عالم الفلك المسلم عناية الله المشرقي وأظنه من الهند إلى لندن للقاء السير جيمس جينز العالم الفلكيزن دلوه عليه فإذا بالثاني يقرأ الكتاب المقدس والمطر ينزل عليه، وكان المطر في بدايته، فنبهه العالم عناية الله إلى أن المطر يهطل والكتاب سيبتل، - وكان الآخر منغمسا في القراءة -،
فتعرف عليه وأخذه إلى بيته، وهناك قال له عناية الله المشرقي:
- كيف تقرأ الإنجيل وأنت عالم فلكي كبير، أليس هذا من مظاهر التخلف عنكم أن يقرأ الإنسان المتحضر الكتاب المقدس.
قال جيمس جينز:
- كلما قرأت هذا الكتاب أخذتني القشعريرة، وعلمت أن الذين يعرفون الله حق المعرفة ويخافونه حق الحشية هم العلماء.
قال له عناية الله:
- إن هذا موجود في كتابنا العزيز، يقول الله عز وجل: "إنما يخشى الله من عباده العلماء"
فصرخ قائلا: مدهش وغريب! إنه الأمر الذي كشفت عنه بعد دراسة استمرت خمسين سنة!،
هل هذه الآية موجودة في القرآن حقيقة؟!
لو كان الأمر كذلك فلابد أن يكون القرآن كتابا موحى به من عند الله.
قال مصطفى
هذه أحفظها منذ ثلاث سنوات من محاضرة ألقاها الشيخ عدنان إبراهيم عندما كان ضيفا علينا في الدانمرك ونسيت أن أسأله عن مصدرها. ووجدت بعضها متناثرا في الشبكة من غير عزو كذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/196)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 03 - 05, 09:30 م]ـ
ويقول المستر إسحاق الطيار وهو رئيس كنيسة، في خطبة التي ألقاها في مؤتمر الكنيسة:
"الإسلام ينشر لواء المدنية التي تعلم الإنسان ما لم يعلم ومنافع الدين الإسلامي لا ريب فيها وفوائده من اعظم أركان المدنية"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 03 - 05, 09:37 م]ـ
يقول الماجور ارثوليونرد:
"خلف محمداً للعالم كتاباً هو آية في البلاغة، وسجل الأخلاق، وكتاب مقدس، وليس بين المكتشفات العلمية الحديثة مسألة تتعارض مع الأسس الإسلامية فالانسجام تام بين تعاليم القرآن والقوانين الطبيعية."
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 03 - 05, 09:51 م]ـ
ويقول أميل درمنجهم الذي كتابه عن سيرة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
"ولما نشبت الحرب بين الإسلام والمسيحية، اتسعت هوة الخلاف، وازدادت حدة، ويجب أن نعترف بأن الغربيين كانوا السابقين إلى أشد الخلاف فمن البيزنطيين من أوقر الإسلام احتقاراً من غير أن يكلفوا أنفسهم مؤنة دراسته، ولم يحاربوا الإسلام إلا بأسخف المثالب – فقد زعموا أن محمداً لص!، وزعموه متهالكاً على اللهو!، وزعموه ساحراً!، وزعموه رئيس عصابة من قطاع الطرق! بل زعموه قسا رومانياً!!، مغيظاً محنقاً، إذ لم ينتخب لكرسي البابوية – وحسبه بعضهم إلهاً زائفا!!! ً يقرب له عباده الضحايا البشرية وذهبت الأغنيات إلى حد أن جعلت محمداً صنماً من ذهب وجعلت المساجد ملأى بالتماثيل والصور"
عن قصة الحضارة لويل ديورانت
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 03 - 05, 09:57 م]ـ
يقول جار ريسلر في " الحضارة العربية":
" لقد وصلت الثقافة العربية إلى درجات العرش حيث كان الخليفة يتحاور مع ابن رشد حول " أرسطو وأفلاطون " في وقت كانت طبقة النبلاء في الغرب تتباهى بجهلها بالقراءة والكتابة، وفي قرطبة كان الحاكم الأموي يملك مكتبة تضم أكثر من 400.000 كتاب بينما لم يكن ملك فرنسا شارل الخامس قادراً بعد ذلك بأربعة قرون على جمع أكثر من ألف كتاب. أما مكتبة ابن عباد فكانت تحوي من الكتب أكثر مما كان يمكن إحصاؤه في كل مكتبات أوروبا مجتمعة "
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 03 - 05, 10:00 م]ـ
يقول الأمريكي "جورج سارتون " عن الحسن بن الهيثم:
"إنه أعظم عالم ظهر عند العرب في علم الطبيعة، بل أعظم علماء الطبيعة في القرون الوسطى، ومن علماء البصريات القليلين في العالم كله "
عن ابن الهيثم، مؤسس علم الضوء، د. عمر الطباع، أ. عبدالمنعم الهاشمي.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 03 - 05, 04:17 م]ـ
يقول المؤرخ الإنكليزي "جون دوانبورت"
"لو لم تقم في جنوب أوروبا الحضارة الأندلسية العربية، لظلت هذه القارة تسبح مع شعوبها المختلفي النحل والنزعات في حلك من ظلمة الجهل والبداوة، ولما ظهر للمدنيّة الأوربية الحالية أثر في الوجود"·
وقال ويل ديورانت:
"القباب المتلألئة والمآذن المذهَّبة جعلت بلاد الأندلس في القرن العاشر الميلادي أعظم البلاد المتحضرة في العالم كله في ذلك الوقت· وكان زائرو مدينة قرطبة يُدهشون من ثراء الطبقات العليا ومما كان يبدو أنه رخام عام"(139/197)
((روايات تاريخية تحتاج من يمحّصها))
ـ[عمار شلبي]ــــــــ[09 - 03 - 05, 01:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ....
عندي روايات تاريخية آمل أن أجد عندكم من يقوم بردها .... وبيان صحتها من ضعفها .... لأنها مستند من قال بموت جيش أبرهة بالجدري ...
++++++++
فتح الباري: ((ومن طريق حصين عن عكرمة قال كانت ترميهم بحجارة معها نار قال فإذا أصابت أحدهم خرج به الجدري وكان أول يوم رؤى فيه الجدري))
+++++++++
روايات الطبري
حدثنا ابن حميد، قال ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة نب المغيرة بن الأخنس، أنه حدث أن أول ما رؤيت الحصبة والجدري بأرض العرب ذلك العام
حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين، عن عكرمة، قال: كانت ترميهم بحجارة معها، قال: فإذا أصاب أحدهم خرج به الجدري، قال: كان أول بوم رؤي فيه الجدري، قال: لم ير قبل ذلك اليوم ولا بعده
++++++++
# وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن عكرمة {طيرا أبابيل} قال: طير بيض، وفي لفظ: خضر جاءت من قبل البحر كأن وجوهها وجوه السباع لم تر قبل ذلك ولا بعده، فأثرت في جلودهم مثل الجدري، فإنه أول ما رؤي الجدري
# وأخرج أبو نعيم عن عثمان بن عفان أنه سأل رجلا من هذيل قال: أخبرني عن يوم الفيل، فقال: بعثت يوم الفيل طليعة على فرس لي أنثى فرأيت طيرا خرجت من الحرم في كل منقار طير منها حجر، وفي رجل كل طير منها حجر، وهاجت ريح وظلمة حتى قعدت بي فرسي مرتين فمسحتهم مسحة [؟؟] كلفته كرداك وانجلت الظلمة، وسكنت الريح. قال: فنظرت إلى القوم خامدين
+++++++++++
# حلية الأولياء
حدثنا محمد بن احمد بن الحسن ثنا اسحاق بن الحسن الحربي ثنا محمد بن الصلت ثنا أبو كدينة عن حصين عن عكرمة في قوله تعالى طيرا أبابيل قال طير خرجت من البحر لها رؤوس كرؤوس السباع لم تزل ترميهم بحجارة حتى جدرت جلودهم فما رئي الجدري قبل إلا يومئذ وما رئيت الطير قبل يومئذ ولا بعد))
++++++++
أنتظر الرد منكم فضلا ....
وجزاكم الله خيرا
ـ[عمار شلبي]ــــــــ[10 - 03 - 05, 12:24 م]ـ
للرفععععععععععع
ـ[عمار شلبي]ــــــــ[13 - 03 - 05, 12:30 م]ـ
للمرة الثانية ....
للرفعععععععععععععع
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 - 03 - 05, 07:08 م]ـ
أخي عمار شلبي المحترم.
اصل الروايات لا تنفي ان الطير القت حجارة على اصحاب الفيل , ولكن ما ورد عن عكرمة وهو ممن ياخذ من قول ابن عباس ويفتي بفتواه. وهو قول مروي عن ابن عباس ايضا. فلا ينفوا ان الحجارة القتها الطير ولكن زيادة كلام من قال بالجدري انه اضافها اضافة ولكن ما فعله بعض المتأخرين انه جعل الطير مثل الذباب والبعوض ونسب الجدري الى الطين الذي مشى فية الفيلة وهو تفسير بعيد كل البعد عن الروايات بل يعارضها. اصل الروايات تجدها جميعا في الدر المنثور للسيوطي ستجد الروايات بدون بتر منها.(139/198)
أغاليط الدكتور الصليبي الجغرافية،، حمد الجاسر
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[01 - 05 - 05, 06:04 م]ـ
الدكتور كمال سليمان الصليبي باحث لبناني معروف، وهو أستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية ورئيس قسم التاريخ فيها، وقد ألف كتاباً حاول فيه أن يطبق النصوص التي وردت في التوراة على مواضع في بلادنا في جنوب الجزيرة.
ولقد كانت آراؤه لما فيها من الطرافة والخرافة ذات أصداء واسعة، وتناولتها كثير من الصحف العربية بأكثر مما تستحق.
وقديماً كانت الخرافة ولا تزال مبعث تكرار وترداد.
وكنت حين حدثني أحد الإخوة بطرف من آراء ذلك المؤرخ حكيت له طُرْفَةٌ ساقها الفاكهي مؤرخ مكة بمعرض التندر، فقد روى في كتاب ((مكة وأخبارها)) عن الأصمعي قال: قال رجل من أهل مكة: ما سمعت بأكْذَبَ من بني تميم، زعموا أن قول القائل:
بيتٌ زرارةُ محتَبٍ بِفنَائه
ومجاشعٌ وأبو الفوارس نَهْشَلُ
في رجال منهم. فقيل له: ما تقول انت؟ قال: البيت بيت الله الحرام، والزُّرَارة الحَجَبِيُّ، فقيل له: فَمُجَاشِع. قال: زَمْزَم جشعَتْ بالماء. قيل فأبو الفوارس؟ قال: أبو قُبَيْس، قيل: فنهشل؟ ففكر طويلاً ثم قال: ونَهْشَل أَشَدُّهُ. ثم قال: نهشل مفتاح الكعبة طويل أسود!!.
وكان الأخ الدكتور زاهر الألمعي ذكر لي أنه يريد أن يكتب ردًّا على الصليبي فأوضحت له بأن آراءه – حسب ما اتضح لي – أضعف وأوهى من أن يشتغل هو أو غيره بكتابة الرد عليها.
ثم كثر إلحاح بعض الأصدقاء بأن أبين ما أراه حيالها، فاتصل بي الأستاذ الكريم محمد بن عبدالله الحُمَيِّد – رئيس النادي الأدبي في أبها – وحدثني بأنه أثناء مقال له نشرته جريدة ((الشرق الأوسط)) في 9/ 4/1405هـ – في الموضوع ذكر إسمي في سياق ذكر مَنْ رغب منهم التصدِّي للرد على الصليبي.
والأستاذ محمد ذُو دَالَّة عليَّ، أقدرها حق قدرها، فوالده الأستاذ عبدالله بن علي الحُمَيِّد – رحمه الله – من أعز أصدقائي – طيلة ثلاثين عاماً – وابنه الكريم ممن أحمل له في نفسي من الإكبار والتقدير ما هو أهلٌ له، لفضله، ولأدبه، ولحفاظه على رعاية ما لأصدقاء أبيه من حقوق.
وخاطبني بالهاتف مدير مكتب جريدة ((الشرق)) في الرياض برغبة الأستاذ هشام حافظ أحد صاحبي الجريدة بأن أتحدَّثَ إلى قرائها برأيي، فأوضحت له بأنني لم أُلِمَّ بالموضوع من جميع نواحيه، ولم اطلع على آراء الدكتور الصليبي اطلاعاً يمكَنني من تناولها من جميع جوانبها بما أراه حيالها.
فوعد بأنه سيتصل بإدارة الجريدة للحصول على ما رغبت الاطلاع عليه مما فيه إيضاح وافٍ لتلك الآراء.
ثم أكْرمني أحد تلاميذي البررة وهو الأستاذ إبراهيم بن عبدالعزيز السويلم بمقالات نشرت في صحف مختلفة في الكويت وفي اليمن وفي بلادنا كلها تتعلق بنقض آراء الصليبي – وحَبَّذَ الابنُ الكريم الأستاذ إبراهيم الكتابة في الموضوع، فلما تصفحت تلك المقالات رأيت في أحدها أن اسمي قد زُجَّ به زجًّا لا أدري ما حقيقته، فقد جاء في مقال الأستاذ فيصل السماك في جريدة ((الشرق الأوسط)) – ع2226 تاريخ 10/ 4/1405هـ ما نصه: (أَيُّ صدفة تلك التي جعلت الدكتور الصليبي يعثر على المعجم الذي فيه أسماء المدن والقرى اليهودية في منطقة عسير؟).
وأين عثر الدكتور الصليبي على هذا المعجم وفي أيِّ مكتبة .. وأي بلد .. ؟ وما اسم هذا المعجم، ومن هو مؤلفه؟
وليسمح لنا الدكتور الصليبي أن نوفر عليه مشقة الإجابة، وأن نكشف الحقيقة كما استطعنا التوصل إليها وهي:
أن الصدفة التي يدعيها الصليبي في حصوله على المعجم ليست صحيحة، وهو يعرف ذلك تماماً .. !!
إن اسم المعجم الذي افتعل حوله كل هذا الضجيج هو ((المعجم الجغرافي التاريخي للبلاد العربية السعودية)) ومؤلفه هو علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر، ومقدمة هذا المعجم في ثلاثة أجزاء. وقد حصل عليه الصليبي من مكتبة الجامعة الأمريكية في بيروت، وبالتحديد منذ عامين وأربعة شهور، وكان هذا المعجم قد وزع على جميع مكتبات الجامعات في لبنان.
وباستطاعة الصليبي الحصول على نسخة جديدة من هذا المعجم من مكتبة (الرسالة الإسلامية) ساعة يشاء .. !!).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/199)
بل سمعت ما هو أعجب وأغرب، فقد حدثني أستاذ جليل بأنه قد جرى في مجلس عميد في إحدى جامعاتنا الحديث في الموضوع، فتطرق إلى ذكر كتاب ((المعجم الجغرافي)) فاتخذ أحد الحاضرين ممن يحلو له (الاصطياد في الماء العكر) من ذكر اسم الكتاب ذريعةٌ لتناوله وتناول مؤلفه بما عرف عنه من خلق.
كما زُجَّ باسم أخي الأستاذ عبدالله بن خميس أيضاً في كلام منسوب للدكتور الصليبي، نشرته جريدة ((القبس)) الكويتية – في العدد 4489 الصادر بتاريخ 18/ 2/1405هـ (12/ 11/1984م).
كان الدكتور الصليبي قد دُعِي لحضور المؤتمر الثاني لتاريخ الجزيرة العربية الذي عقدته (جامعة الملك سعود) في الرياض عام 1399هـ (1979م) بصفته (رئيس إدارة الآثار والتاريخ في الجامعة الأمريكية) فذكر أنه اجتمع أثناء انعقاد ذلك المؤتمر بالأستاذ عبدالله، الذي قدم له نسخة من كتاب ((معجم اليمامة)) حين جرى البحث في أصل كلمة (حضرموت) وأنه وجد في ((المعجم)) اسم (خضرمات) وهو جمع مؤنث سالم الاسم (خضرمة) وحاول الربط بين (خضرمات) و (حضرموت). وأنه لما عاد إلى بيروت بدأ في البحث عن أسماء الأماكن العربية، فاتضحت له الصلة بين كثير من الأسماء الواردة في التوراة وبين أسماء بعض المواضع في منطقة عسير، وما يليها شرقاً وغرباً، فاتجه إلى دراسة تاريخ التوراة، وخرج من ذلك بكتابه عن المواضع الواردة فيها.
لا مندوحة إذَنْ – والأمر كما أوضحت – من الكتابة عما انطبع في الذهن إثر قراءة ما وقع في يدي مما نشر في الصحف حول آراء هذا الرجل الذي لا أدري بما أصفه، ولا أدري ما هي البواعث لإثارة أفكاره التي أقلَّ ما توصف به أنها مخالفة لجميع الحقائق العلمية الثابتة منذ أقدم العصور، مما أتت به الكتب السماوية، أو توصل إليه العلماء من حقائق تاريخية.
وإنسان يأتي برأي يدرك مصادمته للحق الثابت ليس من المستطاع إقناعه، ولا شك أن الدكتور الصليبي ليس من السذاجة وعدم المعرفة بالدرجة التي تجعل من السهل تبصيره بالحقائق، بالاستدلال بالنصوص والآراء الصحيحة ولهذا فإيراد النصوص والاستدلال بكلام متقدمي العلماء لا يُجدي نفعاً مع امرئ يدرك أنه أتي بما يصادم جميع ذلك عن عَمْدٍ وسبق وإصرار، وأنه بلغ من العلم – فيما أتي به – ما لم تبلغه الأوائل – بل والأواخر.
ولكنني لا أعتقد أن الغرور يبلغ بباحث يتولى مركزاً علمياً بارزاً ويحمل من الدرجات العلمية في هذا العصر أعلاها – يبلغ به حالةً تدفعه إلى المكابرة ورفض الحقائق البدهية التي أعتقد أنه لم ينتبه إليها أثناء بحثه لموضوعه، ثم خروجه بما خرج به من نتيجة باطلة، جاءت في رأيي بدون إدراك لتلك الحقائق.
الحقيقة الأولى: مما لا شك فيه لدى الباحثين أن التوراة التي بين أيدي الناس اليوم، ليست الكتاب الذي أنزل على موسى – عليه السلام – وإنما ألفها الأحبار وجمعوها في فترات مختلفة، كما يعترف بذلك علماء اليهود أنفسهم كالعالم الصهيوني (سيجموند فرويد) صاحب كتاب ((موسى والتوحيد)) وغيره من العلماء من أهل الملل الأخرى، بل إن هناك من العلماء من يرى بأن من بين أسفار التوراة ما هو عربي الأصل ضمه الأحبار إليها، مثل ((سفر أيوب)) الذي أوضح بعض العلماء المعاصرين أنه نقل إلى العبرية من اللغة العربية كالمستشرق الانجليزي (مرجليوث) – أنظر كتاب ((العرب قبل الإسلام للدكتور جواد علي 1/ 252 – وفي الأسفار الأخرى كثير مما أدخله الأحبار من عادات الشعوب وأخبارهم ومن ذلك أسماء مواطنهم، بسبب المخالطة والاتصال أثناء الأسفار.
ولهذا فإن استناد الدكتور الصليبي على التوراة المعروفة الآن استناداً على غير أساس.
ثم الاستدلال بما فيها من الأسماء مع ما هو معروف من أسماء المواضع تتشابه وتتكرر مع اختلاف مواقعها – استدلال غير صحيح، وهذا عن الأمور البدهية.
الحقيقة الثانية: مما فات الدكتور الصليبي – أثناء استنتاجاته لآرائه تلك – محاولة الربط الزمني بين مواضع ورد ذكرها قبل ثلاثة آلاف من السنين، وبين مواضع قائمة في زمننا، أكثرها نشأ في عصور متأخرة، فهو لَمْ يحاول عند إيراد اسم من أسماء المواضع التي ذكرها البحث عن نشوء ذلك الاسم ومتى كان؟ وما هو معناه! ولماذا سمي الموضع بهذا الاسم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/200)
ولو بحث هذا الأمر بتعمق لأدرك أنه يسير – فيما استنتج على غير هدى، وهذا ما سأعرض له بالتفصيل بعد عرض نماذج من أسماء المواضع التي ذكرها.
الحقيقة الثالثة: أن أسماء المواضع التي أوردها محاولاً الربط بينها وبين ما ورد في التوراة – مما نشرته الصحف التي اطلعت عليها، وقد نشرت خلاصة آرائه وأفكاره – لا نجد لها ذكراً في الكتب القديمة باستثناء اسم فرع حديث لإحدى القبائل، ظنه اسم موضع، فكيف يصح له أن يستنتج فكرة بدون أن يستكمل قواعد استنتاجها؟!
الحقيقة الرابعة: أنه لم يفرق بين أسماء المواضع وأسماء أفخاذ العشائر، فقد أورد منها ما ظنه من أسماء المواضع، والجهل بالأسماء إلى هذه الدرجة يحول دون استنتاج نتائج ذات قيمة علمية.
وهاهي الأسماء، بل ها هو نمط من تخليط الباحثين في عصرنا وأغاليطهم، ما كنت أَوَدّ الاشتغال – أو الاشغال – الحديث عنها، فهي جديرة بأن تُوْأَد، ووأدها في إهمالها وتجاهلها – ككثير من الأفكار الفجة في كل زمان ومكان – فقد ينشأ عن الخوض فيها بلبلة في الأفكار، وإظهارها بمظهر ليست جديرة به.
لقد اتخذ الدكتور الصليبي من تشابه الأسماء وتقاربها في الكتابة والنطق أساساً لأرائه ولهذا سأحصر ملاحظاتي في الناحية الجغرافية منها.
لقد خرج من دراسته المتعلقة بالأماكن بنتائج منها:
1 - أن حبرون مدينة إبراهيم – عليه السلام – على ما في التوراة تقع في بلاد عسير وتعرف الآن باسم (خربان) التي وصفها بأنها في عسير وذكر قرية (مقفلة) أنها قريبة من قرية خربان، والقرى الأربع قرية آل سبلان وقرية الشباب وقرية عاصية وقرية عامر.
2 - وصهيون مدينة داود – عليه السلام – حسب رواية التوراة أيضاً هي قرية (الصيان) الواقعة غرب أبها.
3 - وأورشليم: تقع في منطقة أل شريم وأوراسلام من عسير.
4 - والوادي المقدس طوى الوارد في القرآن الكريم هو قرية (طوى) الواقعة في وادي بقرة المنحدر من جبل هادي في تهامة عسير، وفيه نزلت سورة البقرة.
5 - وحورب الذي نزل فيه الوحي على موسى – عليه السلام – على ما في التوراة هو (حارب) في سفح جبل هادي.
6 - واسم الأردن النهر المذكور في التوراة باسم (يردن) أو (هردن) مأخوذ من كلمة (يرد) بمعنى سقط ومنه الريدة التي هي الحرف الناتيء من الجبل، وإذن فليس اسم نهر في مكان معين، بل وصف لأمكنة عدة، وهذا ينطبق على الحروف الناتئة من سراة عسير الممتدة من جنوب الطائف إلى مشارف اليمن.
7 - ويرحو الاسم الوارد في التوراة ليس أريحاً بل (وراخ) القرية الموجودة الآن على حرف ناتيء من سراة زهران.
8 - ويردن الاسم الوارد في ((سفر الملوك)) من التوراة (5: 1 – 14) ليس حرفاً لجبل، بل كلمة (يردن) هنا مشتقة من (يرد) العربية فهي تعني المورد وهو هنا مجمع مياه في وادي نعص قرب قرية شمران شرق القنفذة.
9 - وجنة عدن: هي الجنينة الواقعة بمنطقة بيشة.
10 - والسامرة: هي شمران.
11 - وعمورة: هي غمرة.
12 - ومصر: المتكرر ذكره في أخبار التوراة هو (مصر ما) القرية التي قال عنها: إنها بين أبها وخميس مشيط.
13 - وعدنة التي على وادي بيشة: هي عدن.
14 - (تيهوم): (تهامة).
هذه هي الأسماء التي اطلعت عليها مما ورد في الآراء المنسوبة إلى الدكتور الصليبي، وقد حاول أن يوجد صلةً بينها وبين أسماء وردت في التوراة التي بين أيدي الناس، ولكن الآراء التي أتى بها للربط بين تلك الأسماء مما يدرك أي قاريء لم يبلغ من الثقافة ما يمكنه من التعمق في البحث في معاني تلك الأسماء وفي أصول اشتقاق مفرداتها اللغوية، يدرك انتفاء الصلة بينها فضلاً عن باحث مختص بالدراسات اللغوية والجغرافية، فهل أُتِيَ الدكتور الصليبي بما وقع فيه من أخطاء من عدم تعمقه في البحث في معاني تلك الأسماء؟ أو من قلة فهمه لتلك المعاني، أو أنه لم يلاحظ أن أسماء المواضع في هذا العهد وفي العهود الغابرة أكثرها مشتق من صفات تتطابق وتتفق على مسميات كثيرة متباعدة، كما أن شيوع أسماء المواضع المتماثلة في أماكن متعددة في مختلف الأقطار الأرض، موجود في كل زمان ومكان، بسبب الاختلاط والتنقل بين الشعوب.
1 - أن اسم (خربان) التي وصفها بأنها في عسير ليست معروفة في هذه المنطقة بالذات، بل في منطقة أخرى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/201)
مع أن الاسم مشتق من (خرب) فالموضع الذي يبدأه الخراب أو يكون خَرِباً في أول الأمر يوصف بأنه (خربان) وهذا من الأسماء الشائعة، ولهذا نجد هذا الاسم وما شابهه مما اشتق من تلك الكلمة يطلق على تسع عشرة قرية في مناطق مختلفة، فاسم (الخربان) و (خربان) يطلق على خمس قرى و (الخرب) اسم لأربع و (الخرباء) و (خرباء) لِسِتِّ قرى و (الخرابة) اسم لأربع قرى.
أما القول بأن (مقفلة) قريبة من قرية خربان التي في عسير، فلا أدري من أين أتى الصليبي بهذا القول، فمقفلة القرية المعروفة تقع في منطقة القنفذة التابعة لإمارة مكة المكرمة وليست في عسير.
وكذلك القرى الأربع التي عدها بالقرب من خربان الذي زعم أنه في بلاد عسير، هذه القرى الأربع هي من قرى آل المنتشر في وادي العرضية الشمالية في منطقة القنفذة التابعة لإمارة مكة المكرمة.
2 - وما سماه قرية (الصيان) لعله يريد (قعوة الصيان)، والصيان هنا ليس اسماً للقرية بل اسم فخذ من قبيلة أَلْمع، التي تكثر فيها القرى التي تدعى (قعوة)، ومنها قعوة آل تمام وقعوة العطف وقعوة آل سعوان وقعوة شعبي وقعوة شعوان وقعوة شهدان وقعوة الصيان وقعوة آل عاطف وقعوة آل ناطف، وكل هذه الأسماء هي أسماء لأفخاذ حديثة من قبيلة ألمع، ومنها الصيان، فهو اسم لفخذ لا يتجاوز تاريخه مئات السنين، فضلاً أن يبلغ آلافها.
3 - وكما خلط بين اسم الموضع واسم الفخذ، فعل ذلك حينما ذكر (آل شريم) فالاسم ليس اسم قرية بل اسم فخذ صغير من أفخاذ قبيلة الحَجْر وآخر من قبيلة بالقرن وهما حادثان لم يكونا معروفين في شيء من كتب الأنساب التي أُلِّفَتْ قديماً.
أما (أروا سلام) فلا أعرف من أين أتى بهذا الاسم، وهناك فخذ من آل عمر من رجال الحَجر في منطقة تنومة يدعى (آل عمر أروا) فلعله يعنيه، وهو اسم فخذ لا قرية.
4 - واسم (طوى) الذي تخيله الوادي المذكور في القرآن الكريم، لم يحسن نطقه الصحيح، فهو (الطَّوا) – بالفتح معرفاً – وهذا كما هو معروف في اللغة خلاف (طوى) الوادي المقدس الذي يكاد يجمع العلماء على تحديد موقعه، ويأبى الدكتور الصليبي مع سبق الإصرار إلا مخالفتهم، بذكر موضع حادث لم يذكره أحد ممن ألَّف في تحديد المواضع من متقدمي العلماء كالهمداني صاحب ((صفة جزيرة العرب)) وياقوت الحموي صاحب ((معجم البلدان)) والبكري صاحب ((معجم ما استعجم في أسماء المواضع)) وغيرهم.
ومن المضحك بل المخزي حقاً لمن يحترم نفسه أن يتصدى لتخطئة كل العلماء ثم يحاول الربط بين واد مغمور مجهول سمي حديثاً باسم فخذ من عشيرة بني شهر من قبيلة الحجر يدعى (بقرة) يحاول الربط بين هذا الوادي المسمى حديثاً وبين السورة الكريمة (البقرة) التي ورد النص فيها صريحاً واضحاً على الحيوان المعروف.
لقد ظن – والظن أساس الخطأ – أن اسم هذا الوادي يرقى إلى آلاف السنين، ولم يكلف نفسه عناء البحث عنه في المصادر الجغرافية ليدرك أنه من الأسماء الحادثة التي لم تكن معروفة حين تدوين ما بين أيدي العلماء من تلك المصادر، إن كلام الدكتور الصليبي لمحاولة الربط بين وادي طوى ونزول سورة البقرة هو أقرب إلى المغالطة منه إلى الحقيقة العلمية.
5 - ويقال مثل ما تقدم في محاولة إيجاد صلة بين (حورب) الذي نزل فيه الوحي على موسى – عليه السلام – على ما في التوراة التي بأيدي الناس، وبين (حارب) الجبل الذي في سفح جبل هادي، ثم الربط بين هذا وبين ما سماه الصليبي (طوى) بقرب ذلك الجبل.
ويلاحظ أن اسم حارب يطلق على قريتين إحداهما من قرى وادي بقرة في تهامة والأخرى من قرى قبيلة يام في نجران.
6 - ويحاول الدكتور الصليبي تعليل بعض الأسماء الموجودة في التوراة مما لا أصل له في اللغة العربية ثم يتمحّل لها أصولاً عربية مما يعتبر تخبطاً وسيراً على غير هدىّ كما فعل كلمة (يردن) و (هردن) حيث أورد لها معنيين متغايرين، زعم أن أحدهما مأخوذ من كلمة (يرد) بمعنى سقط وهذا مما لم يذكر في ((لسان العرب)).
وما أيسر السير على طريقة الدكتور الصليبي، في العبث بجميع الأسماء الأعجمية لتصبح عربية مما يذكر بأضحوكة (الشيخ زُبير) و (شكسبير).
7 - زعم أن (وراخ) قرية موجودة على حرف ناتيء من سراة زهران.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/202)
ولقد سرت في تلك السراة وألَّفْتُ عنها كتاباً فلم أَرَ ولم أعرف قرية بهذا الاسّم كما أن أحد أبناء هذه القبيلة قد ألف كتاباً جمع فيه كل ما عرف من أسماء قرى سراة غامد وزهران، فلم يذكر من بينها (وراخ)، هو الأستاذ علي بن صالح الزهراني وكتابه عن بلاد غامد وزهران، أحد أقسام ((المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية)) الذي أشرفت على نشر عدد من أقسامه.
وإنما (وراخ) وادٍ معروف شرقي السراة تنحدر فروعه من سلسلة جبال عيسان المتصل بالسراة ويمتد الوادي من الغرب من قرب قرية معشوقة، فيتجه شرقاً حتى يجتمع بوادي كَرا قرب قرية عينين (فيما بين خطي العرض 30/ 20° و 48/ 20°) وكتب اسمه في الخريطة رقم 210 من ((أبحاث جيولوجية)) خطأ باسم (أوراخ) هذا الوادي ليس من قرى سراة زهران، بل فروعه في بلاد غامد وأسفله في بلاد البقوم.
8 - لا أعرف ولم أر فيما بين يدي من الكتب المؤلفة عن جغرافية بلادنا ما سماه الدكتور الصليبي (يردن) وقال إنه مجمع مياه في وادي نعْص قرب قرية شمران شرق القنفذة، ولا أدري من أين أخذ هذا؟ ولكن لو كان هناك مجمع مياه يورد لأصبح مشهوراً ومعروفاً وهذا ما لم أسمع به، ووادي نعص من أودية تهامة المعروفة وسكانه من بني شِهْرٍ من قبيلة الْحَجْر.
9 - يظهر أن الدكتور الصليبي لم يدرك أن كلمة (الجنينة) – تصغر جنة – هي من الكلمات المشتقة من الوصف، فهي تعني الحديقة ولهذا تكررت التسمية بها، ففي منطقة نجران وفي منطقة بيشة قريتان حديثتا التسمية، وفي وادي التسرير في نجد ثَنْيٌ من أثنائه يدعى الجنينة، وهذا قديم، ورد في قول الشاعر:
قال الأطباء: ما يشفيك؟ قلت لهم:
دخان رِمْثٍ من التسرير يشفيني
مما يضم إلى عمرانَ حاطُبه
إلى الجنينة جزلاً غير موزون
فالموضع الذي يكثر نباته أو يَزْدَهِر بالخصب أو يعجب أهله يسمى جنة وجنينة، ومن ذلك اسم القريتين، وهما حديثا العهد، ولم يذكرا في المعاجم المعروفة.
هذا بصرف النظر عن تأويل الصليبي المصادم لنصوص الكتب السماوية.
10 - وأورد في الخريطة التي رسمها في توضيح آرائه اسم (شمران) وكتب تحتها (السامرة) رسم الاسم غرب منطقة بيشة حيث تحل قبيلة شمران، فخلط بين اسم القبيلة واسم الموضع، ولم يدرك أن قبيلة شمران هذه لم تكن قبل ما يقرب من تسعة قرون في هذه البلاد وإنما كانت منازلها مع إخوتها من فروع قبيلة مَذْحِج سَنْحَان وجَنْبِ وغيرهما في سفوح السراة الشرقية الجنوبية شرق سراة عبيدة الآن.
وما يتحدث عنه له آلاف السنين، والذي أوقعه في الخطأ أنه لم يفرق بين اسم قبيلة من طبيعتها التنقل، وبين اسم موضع ثابت.
هذا مع التكلف في محاولة إيجاد صلة بين الاسمين بسبب تقارب مخارج حروفهما.
11 - وفي الخريطة اسم (عمورة) وتحته اسم (غمرة) في منطقة بلاد عسير، وكأنَّ الدكتور الصليبي يرى اسم غمرة هو عمورة، مع أن اسم غمرة من الأسماء التي تطلق على عدد من القرى، فهناك قرية بمنطقة حائل وأخرى في واد معروف بهذا الاسم من أودية خيبر، وثالثة من مناهل البادية في منطقة ظبا وأربع قرى بهذا الاسم في بلاد قبيلة ألمع من بلاد عسير.
ويظهر أن الصليبي عنى إحدى قرى ألمع، ولكن على أي أساس بني حكمه بأن إحدى تلك القرى هي عمورة المذكورة في التوراة، لا شيء سوى تقارب الحروف في النطق وهذا لا يصح اتخاذه قاعدة تبنى عليها آراء وتستنتج منها نتائج علمية، وهذا مما يدرك بأدنى تأمل.
12 - لا أدري من أين أتى باسم (مصرما) القرية التي وصفها بأنها بين أبها وخميس مشيط، وحكم بأنها (مصر) المتكرر ذكره في أخبار التوراة.
والمعروف أن اسم مصر عند الاطلاق لا ينطبق إلا على الاقليم المعروف.
وقد يسمى غيره بهذا الاسم، فهناك قرية من قرى تبالة بمنطقة بيشة تسمى مصر، ويقال بأن بقرب أبها قرية دارسة بهذا الاسم أيضاً، ولعل التسمية هذه حدثت أخْذاً من الآية الكريمة "ادخلوا مِصْراً فإنَّ لكم ما سألتم"، فكلمة مصر وصف وليست علماً، ومن الأمثال المتداولة الآن: (كل ديرة عند أهلها مصر).
إلا أنني لا أعرف هذه القرية التي سماها (مصرما).
13 - ورسم في الخريطة أيضاً على وادي بيشة اسم (عدن) وتحته (عدنة) أي أن القرية التي تقع في منطقة بيشة هي (عدن) المذكورة في التوراة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/203)
وأنا لا أعرف قرية في أعلى وادي بيشة بهذا الاسم بصرف النظر عن الخطأ الفاضح في الربط بين الإسمين.
واسم عدنة يطلق على قريتين إحداهما من قرى شِمْران في وادي العرضية الشمالية بمنطقة القنفذة، والأخرى من قرى العصمان في وادي إضم بمنطقة الليث.
ومن قرى منطقة بيشة قرية العدنة – بالتعريف – وهذه من قرى تَبَالة في أسفل وادي بيشة غرب قاعدة الوادي.
14 - واتخذ الباحث من التشابه الحرفي بين كلمتي (تيهوم) و (تهامة) إلى ما دفعه إلى أن يجزم بأن المقصود بالكلمة الأولى هي المنطقة المعروفة باسم تهامة.
وما أوسع هذا الباب لو أردنا الدخول منه، لحكمنا بأن آلاف الكلمات الأعجمية وما هو أكثر من آلاف، هي كلمات عربية متى أغفلنا ما يوضح الكلمة المراد فهمها وإيضاحها من قرائن، أو أردنا صرف فحوى تلك القرائن إلى ما نهواه ونريده بطريق التعنت وتحميل الألفاظ من المعاني ما لا تحتمل.
ومن الممكن أن تُعْزَى جُلُّ أوهام الدكتور الصليبي إلى أمر واحد أشارت إليه جريدة ((صنداي تايمز)) اللندنية في مقال نشرته عن كتابه بتاريخ 12/ 8/1984م بما تعريبه: (لا يزال العديد من المدن والقرى تحمل أسماء تعود إلى قديم الأزل) وهذا ما توهمه الدكتور الصليبي حين قال فيما نقلته عنه تلك الجريدة: (كنت أبحث عن أسماء الأماكن ذات الأصل غير العربي في غربي شبه الجزيرة، وإذ الدليل أن أرض التوراة كلها كانت هناك يفاجئني، فتقريباً جميع أسماء أماكن التوراة كانت مركزة في منطقة طولها ست مئة كيل وعرضها مِئَتَا كيل).
من هنا وقع في الخطأ حيث ظن أن أسماء تلك الأماكن موغلة في القدم، وأنها من غير أصل عربي، ومن ثَمَّ راح يحملها من المعاني ما لا تحتمل ويصرفها عما وضعت له في الأصل، ويخلط بين أسماء القرى وأسماء السكان.
إنه لم يدرك أن أكثر المدن والقرى تحمل أسماء حديثة وأن كثيراً من المواضع عُمِرت وأنشئت في أزمنة متأخرة، وليس الأمر كذلك بالنسبة لكثير من الأقطار الأخرى كالشام (سورية ولبنان وفلسطين وشرق الأردن) ومصر وغيرهما، إذ تلك الأقطار غالب سكانها من الحضر المستقرين الثابتين فيها، على توالي العصور، فتبقى أسماء المدن والقرى ثابتةً، بخلاف سكان الجزيرة الذين أكثرهم عرضة للتنقل والارتحال من منطقة إلى أخرى، فينشأ عن ذلك إحداث أسماء جديدة للمواضع والمياه والقرى وتُجْهل أسماؤها القديمة.
على أيِّ أساس بنى آراءه؟
لم يُعَرَّب بعْدُ كتاب الصليبي الذي دعاه ((عسير أرض التوراة الحقيقية)) ASIR: TRUE LAND OF THE BIBLE، لكي تقتبس منه النصوص التي توضح تلك الآراء، وما تقدمت الإشارة إليه منها، هو مما أوردته الصحف التي نقلت تلك الآراء عن أحاديث للمؤلف نفسه، أو عن مسودة كتابه التي انتشرت منها نسخ مصورة قبل طبعه.
وقد أمدني أخي الأستاذ الجليل الدكتور عبدالله الناصر الوهيبي بنسخة منها عربت لي المقدمة التي توضح منهجه في بحثه ودراسته.
وقد اتضح لي من تلك المقدمة أن جميع أفكاره تقوم على (دليل لغوي في الدرجة الأولى يتعلق بتحليل أسماء الأماكن) – وهذه ترجمة لكلامه –.
أما هذه الأسماء فهي نوعان: أحدهما ما استقاه من النص العبري للتوراة مما مكث تتلاقفه الألسن أحقاباً طويلة حتى بلغ من التحريف درجة تحمل كل باحث يحترم نفسه من عدم الثقة بصحته، فضلاً عن التعويل عليه في استخلاص ما سماه الدكتور الصليبي حقائق لا نظريات.
والنوع الثاني: أسماء حديثة لم يفهم الباحث كثيراً من مدلولاتها، ولم يدرك أنها – لِحداثة عهدها – لا يصح أن تتخذ أساساً للمقارنة بأسماء موغلة في القدم مع تحريفها، بمجرد اتفاق بعض الحروف أو التقارب في النطق.
ثم إنه يقيم تلك المقارنة على فهمه هو وحده لمعاني تلك الأسماء بدون رجوع إلى الآراء التي لا تتفق مع هذا الفهم فيقول ما تعريبه:
"اخترت أن أكتب بأسلوب يعتبره العلماء غير مألوف، إذْ لم أشر إلاَّ نادراً للتراث الضخم الموجود عن جغرافية التوراة".
لأنه يعتقد بخطأ كل ما كتب في هذا الموضوع وأن (اكتشافاته) تكفي للإقناع!! – كما يعبِّر –.
وعندما يورد أسماء مصادر دراسته يذكر:
1 - التوراة باللغة العبرية.
2 - المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية الذي ألفته، وهو يقصد المختصر (كتالوج).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/204)
3 - بعض الخرائط الجيدة لجزيرة العرب مما قدم له السيد يوسف أحمد الشيراوي في البحرين.
4 - بحث للدكتور أسامة الخالدي في الجامعة الأمريكية في بيروت حول السورة الخامسة بعد المئة من القرآن الكريم.
وقد أورد في مواضع من كتابه آيات من القرآن الكريم – أنظر مثلاً ص46 حيث أورد الآية الكريمة: "إنَّ أوَّلَ بيتٍ وُضِع لِلنَّاس لَلَّذِي بِبَكَّة مباركاً" إلى آخرها، كما تحدث عن سورة البقرة كما تقدم.
وكما سبقت الإشارة للدكتور الصليبي يأتي بمعلومات مفصلة عن بعض القرى كقوله عن قريتي حارب والطوى:
"هما قريتان توأمتان موجودتان في منطقة عسير الجغرافية، إحداهما تقع على سفح جبل هادي في تهامة عسير وهي حارب، والأخرى الطوى تقع في وادي بقرة المحيط بجبل هادي".
وكقوله المتقدم عن قرية مقفلة والقريات الأربع.
وكقوله عن وراخ:
"اسم قرية موجودة حالياً على طرف ناتئ من سراة زهران".
هذه المعلومات وأمثالها بصرف النظر عما فيها من أخطاء لا أدري من أين استقاها؟
وهو يذكر في المقدمة أنه رجع إلى ((المعجم الجغرافي)) المختصر الذي ألفته، وهو كتاب يحوي (16106) من أسماء المدن والقرى والأماكن المسكونة في بلادنا، وضعته مقدمة للمعجم الكبير الذي دعوته بذلك الاسم، وصدر منه تسعة عشر مجلداً، ولكنني في الكتاب الذي رجع إليه الصليبي لم أورد شيئاً من المعلومات الجغرافية بل سردت الأسماء سرداً، مع ذكر مناطقها وما ترتبط به من الإمارات (الإدارية) بدون تحديد جهاتها نقلاً من سجلات أعدَّتها (وزارة الداخلية) و (إدارة الإحصاء العامة بوزارة المالية).
ويسرني حقاً أن يستفيد أيُّ قاريء مما أؤلفه لأن هذا لا يضيرني، فرجوع المنحرف عن الطريق السويِّ – أي منحرف كان – إلى أي كتاب من الكتب لا يعتبر مطعناً في ذلك الكتاب ولا يصح اتخاذه وسيلة للنيل ممن ينسب إليه الكتاب كموقف ذلك الجاهل المتمعلم الذي سبقت الإشارة إليه في أول الكلام.
والصليبي نفسه قد رجع إلى كتاب الله "الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه" كما رجع إلى كتب أخرى.
ويظهر أن تلك المعلومات المتعلقة بوصف القرى التي ذكرها مما استفاده أثناء وجوده في هذه البلاد أثناء انعقاد الندوة العالمية الثانية لتاريخ الجزيرة في شهر جمادى الأولى سنة 1399هـ (نيسان 1979م) التي شارك فيها وألقى بحثاً عن (الإطار الخارجي لجاهلية العرب) أثار من المناقشة ما حمله على كتابته بأسلوب آخر، ثم نشر في المجلد الذي صدر عن تلك الندوة بعنوان ((دراسات تاريخ الجزيرة العربية – الكتاب الثاني الجزيرة العربية قبل الإسلام، من ص313 إلى 329.
والغريب في الأمر بالنسبة للدكتور الصليبي سرعة تغير آرائه فهو في كتابه الأخير يناقض كثيراً من تلك الآراء التي عرضها في بحثه المشار إليه، والذي حاول فيه إرجاع كثير من العوامل التاريخية إلى مؤثرات اقتصادية.
وسأعود للحديث مرة أخرى.
حمد الجاسر
المصدر مجلة العرب-العدد2
المصدر ( http://www.islamiyatonline.com/Arabic/Maqalat/display.asp?articleid=118)
ـ[أبوهندي]ــــــــ[18 - 06 - 09, 03:46 ص]ـ
حُذف لسفه كاتبه وجهله
## المشرف ##
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[25 - 11 - 09, 08:48 م]ـ
وسار على نهج الصليبي هذا رجل آخر من نفس قطره يدعى محمد رشيد ناصر ذوق كاتب لبناني
له نفس هذه الأخطاء تقريبا
وقد أعياني الوصول إليه فلما كلمته بالهاتف تبين لي جهله فقلت سلاما
والعجيب أني لما حاورته سألته أخيرا هل تعلم أن أحدا من قبلك قال بما تقول به فقال لا
فقلت الحمد لله على نعمة العقل
وانظر هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=177964
ـ[أبو الطيب أحمد بن طراد]ــــــــ[26 - 11 - 09, 07:42 ص]ـ
فليحذر كل مسلم من القراءة لنصراني في التاريخ أو في أي علم يمس شغاف الدين وأهله، فوالله إن أولئك أحرى بأن يوصفوا بقول عنترة بن شداد بن قراد العبسي:
إن الأفاعي وإن لانت ملامسه *-*-*-*-* عند التقلب في أنيابها العطب
فلقد رأينا من ذلك السم الزعاف الكثير والكثير من كتابات النصارى السذج أمثال:
(جرجي زيدان ـ لويس شيخو ـ انستاس الكرملي) وغيرهم(139/205)
سؤال حول كتاب الكامل في التاريخ
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[20 - 05 - 05, 06:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر ابن الاثير في الجزء الثاني حول مقتل الشهيد المظلوم عثمان رضي الله عنه
أقتبس جزءا مما ذكره
ففعل عثمان فلما خطب الناس قال له عمرو بن العاص: اتق الله يا عثمان فإنك قد ركبت أمورًا وركبناها معك فتب إلى الله نتب.
فناداه عثمان: وإنك هنالك يا ابن النابغة! قملت والله جبتك منذ عزلتك عن العمل! فنودي من ناحية أخرى: تب إلى الله.
فرفع يديه وقال: اللهم إني أول تائب.
تاب إليك.
ورجع إلى منزله.
وخرج عمرو بن العاص إلى منزله بفلسطين وكان يقول: والله إني كنت لألقى الراعي فأحرضه على عثمان.
وأتى عليًا وطلحة والزبير فحرضهم على عثمان فبينما هو بقصره بفلسطين ومعه ابناه محمد وعبد الله وسلامة بن روح الجذامي إذ مر به راكب من المدينة فسأله عمرو عن عثمان فقال: هو محصور.
قال عمرو: أنا أبو عبد الله قد يضرط العير والمكواة في النار.
ثم مر به راكب آخر فسأله فقال: قتل عثمان.
فقال عمرو: أنا أبو عبد الله إذا حككت قرحةً نكأتها
وهذا الكتاب وفيه الاحداث كامله
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=174&CID=40#s8
لكن كل ما ذكره ليس له سند فكيف يعرف صحة هذه الأحداث من بطلانها أرجو الافاده؟
واذا لم تكن هذه الاحداث مسنده لا يلتفت اليها؟؟
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 05 - 05, 07:05 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23958&highlight=%C7%E1%DF%C7%E3%E1+%C7%E1%C3%CB%ED%D1
نظرة في كتاب (الكامل) لابن الأثير د. سليمان الدخيل
--------------------------------------------------------------------------------
نظرة في كتاب (الكامل) لابن الأثير د. سليمان الدخيل
هناك فرق بين أن ننسب ابن الأثير - عليه رحمة الله - إلى التشيع وحاشاه
عن ذلك ونحن لا نملك عليه دليلاً، بل نجد في ترجمته ثناء العلماء والحفاظ من
مشاهير أهل السنة [1]؛ وبين أن نقف عند نزعة التشيع في كتابه (الكامل في
التاريخ) وقفة لا تقلل من قدر الكتاب وقيمته بقدر ما تلفت النظر إلى ملاحظة يحسن
التنبه لها.
وقد اطلعت على ما كتبه الأخ الكريم (محمد العبدة) عن (ابن الأثير وموقفه
من الدولة العبيدية وبعض الدول المعاصرة لها) في العدد التاسع من هذه المجلة
الغراء (البيان) وقد لفت نظري ما أشار إليه صاحب المقال مما يدل على نزعة
تشيع عند ابن الأثير في هذا السفر العظيم، وقد تساءلت بيني وبين نفسي: من أين
لابن الأثير هذه النزعة في الكامل؟
أترى هو الجهل بعقائد الشيعة الأمر الذي قال معه ابن الأثير - حين حديثه
عن دعوة العبيديين (الفاطميين) ولم يخرج فيه -يعني المعز- إلى حد يذم
به!! [2].
قال في موضع آخر-وهو يتحدث عن واحدة من عقائد الشيعة (الرجعة) - ما
نصه: (قال عمرو ابن الأصم: قلت للحسن بن علي: إن هذه الشيعة تزعم أن
علياً مبعوث قبل يوم القيامة، فقال: كذب والله هؤلاء الشيعة، لو علمنا أنه مبعوث
قبل يوم القيامة ما زوجنا نساءه ولا قسمنا ماله). ثم يعلق ابن الأثير بعد ذلك قائلاً:
(أما قوله هذه الشيعة فلا شك أنه يعنى طائفة منها فإن كل شيعة علي لا تقول هذا،
إنما تقوله طائفة يسيرة منهم، ومن مشهوري هذه الطائفة جابر بن يزيد الجعفي
الكوفي، وقد انقرض القائلون بهذه المقالة فيما نعلمه) [3].
وعلى كل حال فالقول بانقراض (الإمامية) وهم القائلون (بالرجعة والوصية)
غير مقبول من ابن الأثير، لاسيما وقد عاش في عصر تكاثر فيه الشيعة وأصبح
لهم وجود ظاهر إلى حد قال معه أحد الشيعة: (ولولا مجيء المغول لرفرف لواء
التشيع على الشرق الإسلامي) [4].
وهو العصر الذي ألفت عنه كتب خاصة بأعيان الشيعة، وفيهم الإمامية ومن
أبرزها (الأنوار الساطعة في المائة السابعة) للشيخ أغا بزرك الطهراني، وقد
أحصى فيه مؤلفه قرابة ثلاثمائة رجل من أعيان الشيعة ومع ذلك قال محققه أنه
لا يمثل بشيء تاريخ الشيعة في ذلك القرن الذي تغلغلوا فيه في بيوت
الأمراء، ودخلوا بلاط الخلفاء، وكان منهم الوزراء والعلماء [5].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/206)
وكان من هؤلاء من كان في الموصل أمثال (محمد بن أبي الفوارس الحلي) [6].
وفي عقيدة الرجعة - بالذات - والتي نفى ابن الأثير وجودها في عصره
تطالعنا مصنفات الشيعة بالأعداد الكبيرة المؤلفة فيها على امتداد القرون، وفيها ما
هو في القرن السابع - وقد عايشه ابن الأثير - من أمثال: كتاب (الغيبة للحجة وما
جاء فيها عن النبي والأئمة ووجوب الإيمان بها) للأشرف بن الأغر المعروف بتاج
العلا العلوي الحسيني المتوفي سنة 610 هـ، فهل كانت هذه الكتب سرية حتى لم
يطلع عليها أمثال ابن الأثير؟ أم أنها ألفت في عصور متأخرة ونسبت للأوائل؟!
ووفق ذلك كله فالسمعاني (ت 562) يشهد بوجود أصحاب هذه العقيدة في
عصره [7].
أم هي لظروف العصر وملابسات البيئة التي عاش فيها ابن الأثير؟ وهي
بيئة كان للشيعة فيها وجود ليس على مستوى الأفراد فحسب وإنما على مستوى
الولاة والحكام. ومن أمثلة ذلك: الملك الرحيم (ت 657) الذي ملك (الموصل)
نحواً من خمسين سنة [8] وهو الذي أزال الدولة الأتابكية (وهم أسياده قبل)، وكان
يبعث في كل سنة إلى مشهد علي قنديلاً ذهبياً زنته ألف دينار، وهذا-كما قال
الحافظ ابن كثير-دليل على تشيعه، بل على قلة عقله [9].
وكان في الأصل أرمنياً، حتى نقل (الذهبي) عنه أنه كان يحتفل لعيد
(الشعانين) لبقايا فيه من شعار أهله، فيمد سماطاً عظيماً إلى الغاية، ويحضر
المغاني، وفي غضون ذلك أواني الخمور فيفرح وينثر الذهب من القلعة ويتخاطفه
الرجال؟ فمقت لإحياء شعار النصارى، وقيل فيه:
يعظم أعياد النصارى محبة ويزعم أن الله عيسى بن مريم
إذا نبهته نخوة أريحية إلى المجد قالت أرمنيته: نعم [10]
وإذا كان الأمر كذلك فيه، فلا غرابة أن يسير إلى (هولاكو) التتري - بعد أن
أوقع ببغداد ما أوقع، ثم انفصل عنها- على هيئة الخادم المتلطف له، ومعه الهدايا
والتحف!! حتى رجع إلى بلاده متولياً من قبله [11].
هذا الملك أثنى عليه ابن الأثير في مقدمة كتابه، فقال: ( ... مولانا مالك
الملك (!!) الرحيم، العالم المؤيد، المنصور المظفر بدر الدين، ركن الإسلام
والمسلمين، محي العدل في العالمين، خلد الله دولته)!! [12]. بل الأمر أعجب
من ذلك، فابن الأثير إنما انساق في إتمام تأليف كتابه (الكامل) عن أمر الملك
الرحيم هذا، وهذا ما حكاه ابن الأثير نفسه في مقدمة كتابه حين قال: (فلما جمعت
أكثره أعرضت عنه مدة طويلة لحوادث تجددت وقواطع توالت وتعددت، لأن
معرفتي بهذا النوع كملت وتمت، ثم إن نفراً من إخواني وذوي المعارف والفضائل
من خلاني .. رغبوا إلي في أن يسمعوه مني، ليرووه عني، فاعتذرت بالأعراض
عنه وعدم الفراغ منه، فإنني لم أعاود مطالعة مسودته ولم أصلح ما أصلح فيه من
غلط وسهو .. إلى أن قال: فبينما الأمر كذلك إذ برز من طاعته فرض واجب
واتباع أمره حكم لازب، من أعلاق الفضل بإقباله عليها نافعة .. مولانا مالك الملك
الرحيم .. فحينئذ ألقيت عني جلباب المهل، وأبطلت رداء الكسل، وألفت الدواة
وأصلحت القلم وقلت: هذا أوان الشد فاشتدي زيم، وجعلت الفراغ أهم مطلب،
وإذا أراد الله أمراً هيأ له السبب وشرعت في إتمامه مسابقاً، ومن العجب أن
السكيت يروم أن يجيء سابقاً، ونصبت نفسي غرضاً للسهام، وجعلتها مظنة
لأقوال اللوام ... ) [13].
وقال ابن كثير-في ترجمته للملك الرحيم -: وقد جمع له الشيخ عز الدين
كتابه المسمى بالكامل في التاريخ فأجازه عليه وأحسن إليه [14].
وإذا كان الأمر كذلك فهل بإمكاننا أن نفسر نزعة التشيع في (الكامل) بهذا
الأمر وهي نزعة لا يمكن تجاهلها ولا قبولها - مهما كانت أسبابها - فبالإضافة إلى
الأمثلة التي ساقها الأستاذ محمد العبدة في مقاله الآنف الذكر أسوق الأمثلة التالية:
1 - في أحداث الفتنة الواقعة بين الصحابة يلحظ القارئ (للكامل) تغليب
الروايات التي تصف خصوم (علي) -رضي الله عنه- بصفات يبعد قبولها، بل
يبعد أن يقول بها علي نفسه، ومنها أن علياً يصف معاوية ويقول: ( ... وخلاف
معاوية الذي لم يجعل له سابقة في الدين ولا سلف صدق في الإسلام، طليق بن
طليق، حزب من الأحزاب، لم يزل حرباً لله ورسوله هو وأبوه حتى دخلا في
الإسلام كارهين ... ) [15].
وحين رفعت المصاحف (للتحكيم) في (صفين) من قبل أهل الشام، قال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/207)
أصحاب علي:
نجيب إلى كتاب الله، فقال لهم علي: (عباد الله امضوا على حقكم وصدقكم
وقتال عدوكم، فإن معاوية وعمراً، وابن أبي معيط، وحبيباً، وابن أبي سرح،
والضحاك ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، أنا أعرف بهم منكم، فقد صحبتهم أطفالاً
ثم رجالاً فكانوا شر أطفال وشر رجال ... ) [16].
إذا كانت هذه الرواية - وأمثالها كثير- لا تليق بمقام الصحابة فلا أدري لماذا
يكثر من ذكرها (ابن الأثير)؟ دون أن يعلق على كثير منها.
فإن قيل: إن مجمل الروايات التي ساقها إنما سبقه بذكرها الإمام الطبري في
(تاريخه) وابن الأثير في (مقدمته) أبان أنه اعتمد فيما شجر بين الصحابة على
الطبري، فلا لوم عليه في ذلك؛ أجيب بأن هناك فارقاً في المنهج بينهما، فالطبري
وإن لم يعلق على هذه الروايات المنكرة فقد صرح في مقدمته أن في تاريخه ما
يستشنع وإن ذلك كان من قبل الرواة، ورأى الطبري أن إسناده كل رواية إلى
رواتها يعفيه من التبعة، ويجعل الحكم للقارئ يحكم معرفته بالرواة، والأمر يختلف
عند ابن الأثير الذي جعل من منهجه -أحياناً - الحكم على الروايات، والتعليق
على بعض الروايات، وكان جديراً به أن يعلق على هذه المرويات المنكرة، كما
صنع الحافظ (ابن كثير) الذي قال -في معرض حديثه عن هذه الروايات -: «ثم
ذكر أهل السير كلاماً طويلاً جرى بينهم -يعني معاوية وأصحابه - وبين علي،
وفي صحة ذلك عنهم وعنه نظر، فإن في مطاوي ذلك الكلام من علي ما ينتقص
فيه معاوية وأباه، وأنهم إنما دخلوا في الإسلام ولم يزالا في تردد فيه وغير ذلك [17].
وحين تعرض لرواية أبي مخنف في لعن علي معاوية ومن معه، ثم لعن
معاوية علياً ومن معه، قال:
«ولا يصح هذا والله أعلم» [18].
2 - وفي الدولة العباسية، وحين حديثه عن الخليفة (المتوكل) قال:
وفي سنة 236 هـ أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي عليه السلام،
وهدم ما حوله من المنازل والدور، وأن يبذر ويسقى موضع قبره، وأن يمنع
الناس من إتيانه .. وكان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي طالب عليه السلام
ولأهل بيته، وكان يقصد من يبلغه عنه أن يتولى علياً وأهله بأخذ المال والدم وكان
من ندمائه من يسخر من علي -رضي الله عنه- وقيل أن المتوكل كان يبغض من
تقدمه من الخلفاء: المأمون، والمعتصم، والواثق في محبة علي وأهل بيته، وإنما
كان ينادمه ويجالسه جماعة قد اشتهروا بالنصب والبغض لعلي، منهم علي بن
الجهم الشاعر الشامي من بني شامة ابن لؤي، وعمر بن فرح الرخجي، وأبو
السمط من ولد مروان بن أبي حفصة من موالى بني أمية، وعبد الله ابن محمد بن
داود الهاشمي المعروف بابن أترجه، وكانوا يخوفونه من العلويين، ويشيرون عليه
بإبعادهم والإعراض عنهم والإساءة إليهم، ثم حسنوا له الوقيعة في أسلافهم الذين
يعتقد الناس علو منزلتهم في الدين، ولم يبرحوا به حتى ظهر فيه ما كان، فغطت
هذه السيئة جميع حسناته، وكان من أحسن الناس سيرة، ومنع الناس من القول
بخلق القرآن إلى غير ذلك من المحاسن) [19].
وهذه الرواية حين نرجع إلى الطبري لا نجدها بهذا السياق، بل نجد الطبري
يكتفي بسياق الحادثة (هدم قبر الحسن وما حوله، وحرث وإسقاء فوضع القبر) [20].
فلماذا أطال ابن الأثير في ذكرها مؤكداً على بغض المتوكل لعلي وأهل بيته،
بل كان يبغض من كان محباً لعلي من الخلفاء قبله؟ وهل صحيح أن «ندماء
المتوكل كانوا مشهورين بالبغض لعلي؟ وإذا كان الإمام أحمد من مستشاري
المتوكل [21] فهل لهذا اكتفى بالإشارة إلى وفاته مجرد إشارة؟! [22].
وعلى فرض تسليمنا بكون المتوكل فيه (نصب) [23] فهل يستحق من ابن
الأثير أن يقول عنه: «إن هذا من الأسباب التي استحل بها المنتصر قتله! ويقول:
إن هذه السيئة غطت جميع حسناته؟! وهو الخليفة الذي أثنى عليه طائفة من
العلماء فقال: خليفة بن خياط (ت 240 تقريبًا):
استخلف المتوكل فأظهر السنة - وتكلم بها في مجلسه، وكتب إلى الآفاق
برفع المحنة وبسط السنة ونصر أهلها [24]. وقال ابن خلكان: رفع المحنة في
الدين وأخرج أحمد بن حنبل من الحبس وخلع عليه [25]. وقال ابن تيمية:
«وفي أيام المتوكل عز الإسلام حتى ألزم أهل الذمة بالشروط العمرية، وألزموا
الصغار، فعزت السنة والجماعة، وقمعت الجهمية والرافضة ونحوهم» [26].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/208)
ويقول ابن كثير: «إن السنة قد ارتفعت جداً في أيامه [27]. وقد استبشر الناس
بولايته فإنه كان محباً للسنة وأهلها ورفع المحنة عن الناس، وكتب إلى الآفاق لا
يتكلم أحد في القول بخلق القرآن [28].
وكان محبباً إلى رعيته قائماً في نصرة أهل السنة، وقد شبهه بعضهم
بالصديق في قتله أهل الردة لأنه نصر الحق ورد عليهم حتى رجعوا إلى الدين،
وبعمر بن عبد العزيز حين رد مظالم بنى أمية، وقد أظهر السنة بعد البدعة،
وأخمد أهل البدع وبدعتهم بعد انتشارها واشتهارها فرحمه الله.
هذه بعض أقوال العلماء في المتوكل، وإذا كان يظهر منها تتبعه لأهل البدع
وقمعهم فإن قمعه لبدعة (التشيع) ظاهرة، فقد كان يتبع أخبارهم ويطارد مشايخهم
في أقطار الخلافة، وتتبعه للشيخ (بشر الجعاب) الذي كان يظهر التشيع (بالدينور)
وله أصحاب يجتمعون إليه ويأخذون عنه، كما ذكر قصته مطولة ابن خلكان [29]
نموذج لهذا التتبع، ولعل هدمه لقبر الحسين من هذا الباب، والسؤال المطروح
لماذا تستثير مثل هذه الأعمال ابن الأثير إلى حد يقول معه إنها غطت جميع
حسناته؟!
وفي معرض حديثه عن (المعتضد) ذكر أنه عزم في سنة 286هـ على لعن
معاوية بن أبي سفيان على المنابر، وأمر بإنشاء كتاب يقرأ على الناس. قال ابن
الأثير: (وهو كتاب طويل قد أحسن كتابته، إلا أنه استدل فيه بأحاديث كثيرة
على وجوب لعنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا تصح ... ) [30] وهذا
الكتاب ساقه (الطبري) بطوله في أحداث سنة 284هـ[31] وفيه من الغرائب
والأحاديث المنكرة ما لا يتصور، وفوق ما فيه من أحاديث منكرة فهو صريح في
لعن أبي سفيان وابنه معاوية، ويزيد، ومروان بن الحكم بن الحكم وولده وهم -كما
في الكتاب - أئمة الكفر، وقادة ضلالة وأعداء الدين، ومجاهدي الرسول،
ومغيري الأحكام، ومبدلي الكتاب، وسفاكي الدم الحرام؟!! [32] إلى غير ذلك
من شناعات يحار القلم في تدوينها، ويعجز اللسان عن النطق بها والعجب أن يقول
(ابن الأثير) أن الكتاب قد أحسن كتابته!! وكان ينتظر منه أن يقول كما قال ابن
كثير: إن هذا من هفوات المعتضد [33].
ثالثاً: تعاطفه مع الشيعة:
يظهر للمتأمل في (كامل ابن الأثير) تعاطفه مع الشيعة، أو من لهم ميول
(علوية) على الأقل، فتراه كثيراً يترجم للشيعة وخاصة (الإمامية) وربما ذكر بعض
معتقداتهم ولم يعلق عليها، ففي أحداث سنة 305هـ قال: وفيها توفي أبو جعفر
بن محمد بن عثمان العسكري رئيس الإمامية، وكان يدعي أنه الباب إلى الإمام
المنتظر ... [34]، وكما صنع مع (ورام بن أبي فراس) [35] الذي توفي سنة
605 هـ وقال عنه ابن الأثير: وكان صالحاً [36] ويطيل في تراجمهم كما فعل
مع الملك الصالح أبو الغارات طلائع بن زريك الأرمني وزير العاضد العبيدي،
والمتوفي سنة 556 هـ، والذي نص ابن الأثير على إمامته، وقال عنه: وكان
الصالح كريماً فيه أدب، وله شعر جيد، وكان لأهل العلم عنده إنفاق، ويرسل
إليهم العطاء الكثير، فذكر نماذج لها، ونماذج من شعره أيضاً [37]، وفي ترجمته
للملك الأفضل (علي بن صلاح الدين) [38] أطال في ترجمته كذلك وامتدحه بأشياء
لم يسبغها على أبيه (صلاح الدين) [39] وهو أفضل منه ومما قاله في الأفضل: «
وكان رحمه الله من محاسن الزمان، لم يكن في الملوك مثله، كان خيراً، عادلاً،
فاضلاً، حليماً، كريماً، قل أن عاقب على ذنب، ولم يمنع طالباً .. إلى أن قال:
وبالجملة فاجتمع فيه من الفضائل والمناقب ما تفرق في كثير من الملوك، لا جرم
حرم الملك والدنيا، وعاداه الدهر، ومات بموته كل فعل جليل، فرحمه الله ورضي
عنه» [40].
وتعاطف (المنتصر) العباسي مع العلويين [41] جعلت (ابن الأثير) يقول في
وصفه: كان المنتصر عظيم الحلم، وراجح العقل، غزير المعروف، راغباً في
الخير جواداً كثير الإنصاف، حسن العشرة، وأمر الناس بزيارة قبر علي والحسين
- عليهما السلام - فأمن العلويين وكانوا خائفين أيام أبيه وأطلق وقوفهم وأمر برد
فدك إلى ولد الحسين والحسن ابني علي بن أبي طالب عليه السلام [42] بل نقل
عن بعضهم: إن المنتصر كان شاور في قتل أبيه (المتوكل) جماعة من الفقهاء
وأعلمهم بمذاهبه، وحكى عنه أموراً قبيحة كرهت ذكرها، فأشاروا عليه بقتله فكان
كما ذكرنا بعضه [43].
وفي مقابل هذا التعاطف كان ابن الأثير يعرض ببعض أهل السنة الذين يرى
منهم انحراف عن علي -رضي الله عنه-، كما ذكر في ترجمته لمصعب ابن عبد
الله بن ثابت بن عبد الله بن الزبير [44] وفي حديثه عن الحسن ابن زيد بن الحسن
ابن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ذكره فيمن توفي سنة168 هـ ثم قال عنه:
«وكان قتد استعمله المنصور على المدينة خمس سنين ثم عزله وحبسه ببغداد،
وأخذ ماله فلما ولي المهدي أخرجه ورد عليه ماله، وكان جواداً إلا أنه كان منحرفاً
عن أهل بيته مائلاً إلى المنصور» [45].
وأخيراً فهذا ما تيسر الوقوف عليه في (الكامل لابن الأثير) ويبقى بعد ذلك
كلمة أراها مهمة في نهاية هذه الدراسة، وهي أن هناك صنفين من القراء قد لا
يستفيدون من هذه الدراسة الفائدة المرجوة:
الصنف الأول: يفهم هذه الدراسة فهماً قاصراً ينتقض هذا السفر العظيم
(الكامل)، بل ربما وصل به الأمر إلى انتقاص (ابن الأثير) نفسه، نظراً لوجود
هذه الملاحظات عليه فلا يرى حاجة إلى الاستفادة منه، وإذا ذكر عنده اشمأزت
نفسه، وتمنى لو غيره ذكر!!
والصنف الثاني: على النقيض وهؤلاء بلغت بهم الثقة، ووصل بهم
الإعجاب مبلغاً لا يمكن أن يقبلوا معه نقداً صحيحاً -لا يقلل من قدر الكتاب، ولا
ينقص من قدر مؤلفه - بل يعتبرون هذا النوع من الدراسة هدماً لكتب التراث
وتجنياً على جهود الأسلاف ... إلى غير ذلك من التهم الباطلة.
والحق أن كلا الأمرين قصور في الفهم لا تهدف إليه هذه الدراسة التي أريد
منها مزيد الثقة بهذه النفائس من كتب التراث بعد إيضاح ما فيها من هنات لا يكاد
ينجو منها عمل البشر. والله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/209)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 05 - 05, 07:06 ص]ـ
أدب وتاريخ
ابن الأثير وموقفه من الدولة العبيدية
وبعض الدول المعاصرة لها
محمد العبدة
كنت أعلم أن للمؤرخ ابن الأثير موقفاً من الدولة العبيدية - التي تسمى
بالفاطمية- يتعلق بتصحيح نسبهم إلى علي -رضي الله عنه-، وهي القضية التي
أثير حولها جدل كبير بين القدماء والمعاصرين، وكنت أظن أن الأمر يتعلق
بموضوع النسب فقط، وهو شبيه بموقف ابن خلدون أيضاً، وإن كانا قد خالفا في
هذه المسالة أكثر علماء الأمة ومؤرخيها. ولكن من خلال قراءتي لأحداث القرنين
الرابع والخامس في (الكامل) تبين لي أن ابن الأثير لا يصحح النسب فقط، بل هو
متعاطف مع هذه الدولة بشكل عام، فهو يمدح ملوكهم ويبرز محاسنهم ولا يذكر
عيوبهم، ويؤكد في كل مرة يترجم لأحدهم بقوله: (الخليفة العلوي)، كأنه يريد أن
يرسخ هذا في ذهن القارئ، ثم تبين لي أنه يغرق في مدح بعض ملوك الدولة
البويهية وأمراء الدولة الأسدية والحمدانية، وهذه الدول والإمارات كلها غير
سنية.
ثم رجعتُ إلى حوادث المائة الأولى من الهجرة، لأرى كيف عرض
لموضوع الدولة الأموية والأحداث التي عاصرتها، فتأكد لي هذا الاتجاه عنده.
ونحن لا نريد مناقشة ابن الأثير حول نسب العبيديين، فقد كتب الكثير حول
هذا الموضوع، وآراء العلماء والمؤرخين الذين دحضوا نسبهم وكذبوهم فيه
موجودة معروفة لمن أرادها، ولكن سنكتفي بذكر أعمالهم القبيحة التي لم يشر إليها
هذا المؤرخ ولم يعلق عليها أو ينتقدها، مع أنه نقد أعمال غيرهم من الملوك الذين
هم أفضل منهم بكثير، بل لا يقارنون بهم، ومع أن ابن الأثير من أسرة علمية
مشهورة، فهو صاحب (أسد الغابة في معرفة الصحابة)، وأخوه مجد الدين أبو
السعادات صاحب (جامع الأصول)، ووالده من كبار موظفي الدولة الزنكية، وهي
دولة سنية، وعاش في مدينة سنية وهي الموصل، وقد تتبعت من كتب عنه أو
ترجم له أو لمن أخذ عنهم من العلماء؛ فلم أجد جواباً شافياً عن السؤال المتبادر: ما
هو سبب هذا الاتجاه عند ابن الأثير؟؛ وقد انتقدوه لتحامله أحياناً على صلاح
الدين الأيوبي، وعللوا ذلك بتعصبه للأسرة الزنكية والأخلاق، ولكن لم يشيروا إلى
مدحه لملوك الدولة العبيدية وغيرهم مما سنوضحه في هذا المقال، ولعل الله ييسر
لنا الاطلاع على مصادر أخرى، لنحاول كشف أسباب هذا الميل عند مؤرخنا
الكبير.
الدولة العبيدية:
نشأت هذه الدولة في المغرب بين قبائل تجهل الإسلام؛ فانخدعوا بدعوة أبي
عبد الله الشيعي، وناصروه حتى استقر له الأمر، واطمئن فكتب إلى رئيسه
الباطني في مدينة (سلمية) في بلاد الشام أن يقدم إليه، فلما دخل المغرب تسمَّى
بعبيد الله، ولقَّب نفسه بالمهدي، والعلماء يقولون: إن اسمه سعيد، وهو من ولد
ميمون القداح الملحد المجوسي. وعندما تمكن عبيد الله بطش بأقرب الناس إليه
والذي أسس له الملك، داعيته أبي عبد الله الشيعي، وبطش بالمخالفين من قبيلة
(كتامة)، ولم يعلق ابن الأثير على ظلمه هذا، بينما نجده ينتقد ما فعله عبد الملك
بن مروان بعمرو بن سعيد الأشدق حين غدر به وقتله، فقال:» وكان عبد الملك
أول من غدر في الإسلام «[1]، وعندما ذكر كلام عبد الملك في مرضه الأخير
وهو يذم الدنيا ويحذر من الآخرة قال:» ويحق لعبد الملك أن يحذر هذا ويخاف،
فإن من يكون الحجاج بعض سيئاته، علم أيَّ شيء يقدم عليه «[2]، أما ما فعله
عبيد الله بالعلماء العاملين الذين كرهوا دولته وعقيدته الفاسدة كالإمام أبى جعفر
محمد بن خيرون المعافري، حين قتل تحت أرجل زبانية عبيد الله [3]، فهذا لا
يذكره ابن الأثير، وجرائم عبيد الله وذريته بعلماء أهل السنة كثيرة كابن البردون
الإمام الشهيد، الذي قتله داعية عبيد الله صلباً [4]، والإمام الشهيد قاضي مدينة
برقة محمد بن الحبلي الذي قتله إسماعيل الملقب بالمنصور، وهو حفيد عبيدالله.
يقول الذهبي: علق في الشمس إلى أن مات، وكان يستغيث من العطش فلم يسق،
ثم صلبوه، فلعنة الله على الظالمين [5].
يقول المؤرخ عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي الملقب بأبي شامة عن عبيد
الله:» وكان زنديقاً خبيثاً عدواً للإسلام، متظاهراً بالتشيع، قتل من الفقهاء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/210)
والمحدثين جماعة كثيرة، ونشأت ذريته على ذلك، وكان يرسل إلى الفقهاء
والعلماء فيذبحون في فرشهم، وأرسل إلى الروم وسلطهم على المسلمين «[6].
ويقول عن أولاده:» ولما هلك قام ابنه المسمى بالقائم، وزاد شره على شر
أبيه أضعافاً، وجاهر بشتم الأنبياء «[7].
هذا رأي كثير من علماء المسلمين والمؤرخين في ذرية عبيد الله، ولكن ابن
الأثير في ترجمته لملوك هذه الدولة لا يكتفي بالسكوت عن مساوئهم، بل يمدحهم
ويطريهم، ويحاول التهوين من شأن عقائدهم المخالفة لعقائد أهل السنة. قال في
ترجمة معد بن إسماعيل الملقب بالمعز، وهو رابع ملوكهم:» وكان فاضلاً جواداً،
شجاعاً، جارياً على منهاج أبيه من حسن السيرة وإنصاف الرعية، وستر ما
يدعون إليه إلا عن الخاصة، ثم أظهر، وأمر الدعاة بإظهاره، إلا أنه لم يخرج فيه
إلى حد يذم به «[8].
وإذا كان سب الصحابة وإكراه الناس على عقائدهم الفاسدة شيء لا يذم، فمتى
إذن يذمون؟!.
وحاول مرة أخرى الاعتذار عن شاعر (المعز) محمد بن هانئ الذي قتل في
برقة وهو مرافق لسيده في انتقاله إلى مصر، قال:» وكان من الشعراء المجيدين
إلا أنه غالى في مدح المعز، حتى كفَّره العلماء لقوله:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار
وبعد أن سرد له أشعاراً أخرى توجب الكفر قال:» وبالجملة فقد جاوز حد
المديح «، هكذا مجاوزة فقط، وليس كفراً صريحاً.
وبعد أن استقر المقام للمعز في مصر أرسل أحد قواده لأخذ بلاد الشام،
واستطاع هذا القائد احتلال دمشق، إلا أن الشريف أبا القاسم الهاشمي جمع الناس
للمقاومة، فقال ابن الأثير:» فجمع أحداثها، ومن يريد الفتنة، فثار بهم في
الجمعة الثانية، وأبطل الخطبة للمعز «[9].
والمعز هذا الذي يقول عنه ابن الأثير:» وكان فاضلاً «كان مغرمَّاً بالنجوم
ويعمل بأقوال المنجمين، وقد أشار عليه أحدهم أن يختفي سنة كذا لأنها شؤم عليه،
فعمل سرداباً واختفى فيه، فكان أحد جنوده إذا رأى سحاباً سلم عليه ظناً منه أن
المعز فيه [10]، وهذا يدل على تشجيعه للغلو فيه.
وجاء بعد المعز ابنه نزار الملقب بـ (العزيز) الذي استوزر يعقوب بن
يوسف ابن كلس، وهو يهودي الأصل، ثم عيسى بن نسطورس النصراني الذي
استناب على الشام يهودياً يعرف بـ (منشا)، فارتفعت كلمة النصارى واليهود في
عهد هذا الوزير، وكان وزير المنصور الملقب ب: (الحاكم) وزيراً نصرانياً اسمه
فهد بن إبراهيم. كما أن وزير الحافظ كان بهرام الأرمني الذي استقطب حوله أبناء
جنسه وأساء السيرة، حتى اضطر للهرب إلى بلاد الشام [11].
وأما أفعال (الحاكم) القبيحة، ومحاولة ادعائه الربوبية، وتصرفاته الغريبة
المتناقضة فهي مشهورة معلومة، وفي أواخر عهد العبيديين: استعانوا بالروم خوفاً
من توسع دولة نور الدين زنكي، مما اضطره لإرسال صلاح الدين الأيوبي لإنقاذ
مصر من الخطر المحدق بها.
والخلاصة أنها دولة باطنية إسماعيلية ابتلي بها المسلمون أكثر من قرنين.
مع البويهيين:
ليس من العسير لمن يقرأ ما كتبه ابن الأثير في (الكامل) أن يحس بتعاطفه
مع الدولة البويهية، فهو لا يذكرهم إلا مادحاً معظماً الأوائل منهم، بل يغالي في
المديح أحياناً عندما يعتبر وفاة ركن الدولة الحسن بن بويه مصيبة للدين والدنيا معاً،
ثم يقول في نهاية ترجمته: (رضي الله عنه وأرضاه).
وفي ترجمته لمعز الدولة البويهي -وهو ثالث الإخوة الذين حكموا العراق
وبلاد فارس-، يقول ابن الأثير:» وكان حليماً كريماً عاقلاً «. أما ابن كثير
فيقول عنه:» بنى داراً ببغداد، فخرب معالم بغداد بسببها، وكان رافضياً خبيثاً،
وفي عهده كتبت العامة من الروافض على أبواب المساجد بلعن كبار الصحابة من
الخلفاء الراشدين ولم ينكر عليهم معز الدولة، ولم يغيِّره، قبَّحه الله وقبح شيعته من
الروافض «[12].
ويقول ابن الأثير عن عضد الدولة بن ركن الدولة الحسن بن بويه:» وكان
عاقلاً فاضلاً، حسن السياسة، كثير الإصابة، محباً للفضائل وأهلها «[13].
والحقيقة: أن عضد الدولة لا يختلف كثيراً عن (معز الدولة)، وكان وزيره
نصر بن هارون نصرانياً، وهو الذي أنفق سنة كاملة لعمارة المشهد العلوي [14].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/211)
والدولة البويهية كانت من الأسباب القوية لإضعاف الخلافة العباسية، بل فكَّر
ملوكها بإزالة الخلافة عن بني العباس ونقلها إلى الطالبيين، لولا النصيحة التي
جاءت بأن وجود خليفة عباسي ضعيف خير من وجود خليفة طالبي تزول بوجوده
شرعية البويهيين أمام أتباعهم الشيعة، ومع ذلك فقد كانوا مستهترين بالخلافة، فقد
نهب بهاء الدولة قصر الخليفة الطائع وقبض عليه وخلعه من الخلافة، وكانت
للدولة البويهية صلات جيدة مع القرامطة الباطنيين [15].
ولم يقدموا أي مساعدة للمسلمين الذين قدموا بغداد سنة 361 هـ مستغيثين
من الروم، وكان السلطان البويهي في رحلة صيد في الكوفة فخرج أهل بغداد
منكرين عليه ذلك، فوعدهم بالمساعدة، ثم إن " بختيار " طلب من الخليفة مالاً
لتجهيز الناس، وأجبره على دفع المال، ثم صرفه في مصالحه الخاصة وبطل
حديث الغزاة [16].
الإمارة الأسدية:
عندما ضعفت الخلافة العباسية طمع كل صاحب قوة في اقتسامها، وأخذ
جزءاً منها ليعلن فيه مملكته ولو كانت هذه المملكة مدينة صغيرة، وفي هذا الجو
من التمزق والأنانية وجدت الإمارة الأسدية، نسبة إلى بني أسد بن خزيمة، وأول
أمرائهم المشهورين: علي بن مزيد، ثم ابنه المنصور، وبرزت في عهد صدقة بن
منصور الذي أنشأ مدينة الحلة [17] واتخذها عاصمة قبيلته وإمارته، كما اتخذوا
التشيع عقيدة لهم.
هذه الإمارة مثل بقية الدول الصغيرة التي عاشت في هذا العصر، تعيش على
التناقضات والتحالفات مع السلاطين الأقوياء ولا تهتم بمصلحة عامة، فهي لا تقيم
ديناً ولا دنيا، وإن كان أمراؤها الأوائل من أصحاب الشجاعة والكرم.
وابن الأثير يمدح هؤلاء الأمراء ولا يذكر مساوئهم، وأهمها: الخروج على
الخليفة وعلى السلطان السلجوقي، وإفناء الناس بحروب تخدم مصلحتهم، فقد قتل
صدقة بن دبيس في قتاله مع السلطان محمد بن ملكشاه وهو عند مؤرخنا (من
محاسن الدنيا). أما ابنه دبيس بن صدقة فقد عاث في الأرض فساداً، فاضطر
الخليفة لقتاله، ودارت الدائرة على دبيس فانهزم وفر إلى شمالي الجزيرة، والتحق
بالفرنج وحضر معهم حصار حلب وحسن لهم أخذها، ثم فارقهم والتحق بالملوك
السلاجقة، ثم قتله السلطان مسعود بن محمد، يقول الذهبي:» وأراح الله الأمة
منه، فقد نهب وأرجف وفعل العظائم «[18].
استمرت هذه الإمارة بعد دبيس ضعيفة ممزقة قائمة على النهب والسلب
والإفساد، مما اضطر الخليفة أن يأمر بإجلاء بني أسد عن الحلة، وذلك عام
558 هـ.
الصليحيون:
كما يمدح ابن الأثير علي بن محمد الصليحي الذي ملك اليمن كلها عام
455 هـ، وكان داعية للدولة العبيدية في مصر، فيقول عنه:» ودخل مكة مالكاً
لها، وظهرت منه أفعال جميلة «[19]، ولا يذكر أنه على مذهب العبيديين.
وقد يقال: إن ابن الأثير مؤرخ حيادي، يذكر ما سمعه، وما نقله، ولا
يتدخل في النصوص، وإنما يعرضها كما وجدها، ويترك مهمة البحث والنقد لغيره.
ولكننا نراه في مواضع أخرى ينتقد أو لا يذكر محاسن بعض الملوك، ويمدح في
حين يمدح غيرهم كما مدح ملوك البويهيين والعبيديين.
فعندما ترجم للخليفة عبد الرحمن الناصر الأموي صاحب الأندلس لم يزد على
أن ذكر أوصافه الجسمية، وكم بقى في الحكم، ولم يذكر شيئاً من حسناته وفتوحاته
وجهاده مع الفرنجة، واكتفى بالقول في نهاية الترجمة:» وكان ناسكاً «[20].
هذه أمثلة من مزالق خفية، أردت التنبيه عليها، والقصد هو تنقيح تاريخنا
وتصحيحه، ولم أرد من ورائها تنقص ابن الأثير، ولا التهوين والإقلال من قيمة
كتابه (الكامل)، فهو مجهود عظيم يستحق التقدير.
________________________
(1) الكامل 4/ 522.
(2) المصدر السابق 4/ 521.
(3) سير أعلام النبلاء 14/ 217.
(4) المصدر السابق 14/ 216.
(5) المصدر السابق 15/ 374.
(6) الروضتين في أخبار الدولتين 1/ 201.
(7) المصدر السابق 1/ 202.
(8) الكامل 8/ 665.
(9) المصدر السابق 8/ 591.
(10) المصدر السابق 8/ 664.
(11) د محمد ماهر حمادة: الوثائق السياسية 4/ 44.
(12) البداية والنهاية 11/ 256.
(13) الكامل 9، / 19.
(14) المظفري: تاريخ الشيعة /212.
(15) الكامل 8/ 615.
(16) المصدر السابق 8/ 618.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/212)
(17) قال في الروض المعطار في خبر الأقطار: وهي مدينة كبيرة منفية على شط الفرات بناها سيف
الدولة زعيم بني مزيد حوالي 495 هـ انظر الروض / 197 بتحقيق إحسان عباس.
(18) سير أعلام 19/ 613.
(19) الكامل 10/ 30.
(20) الكامل 8/ 535.
((مجلة البيان ـ العدد [9] صـ 54 ربيع الآخر 1408 ـ ديسمبر 1987))
ـ[أبو غازي]ــــــــ[20 - 05 - 05, 03:16 م]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[20 - 05 - 05, 04:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الكامل لابن الأثير لا يكاد يفُهم صاحبه!! إذا تتبعته تتعجب من هذا الرجل!
علما بأنه من أكابر المؤرخين ,,, ولكن لا تستطيع أن تصنفه على منهج من مناهج أهل العلم - بالنسبة لي على الأقل - أما عن التشيع فإن كان يظهر شئ منه في كتابه الكامل فليس هو بالرفض بالقطع ولكنه مجرد تعاطف لأجل علي -رضي الله عنه-فيما حدث بينه وبين أخيه معاوية رضي الله عنهما .. وما حدث لآل بيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعد ذلك .. ومن السلف من كان يرى هذا التشيع وهذا لا يخل في علمه أو فضله أبدا ومنهم الإمام الحافظ العلم عبدالرزاق الصنعاني رحمه الله ... ومثل هذه الأخبار الغريبة التي يوردها - كما تفضل أخونا أبوعبدالرحمن المقدسي - لا تكاد تفهم له شيئا!!
بل إنه لما ذكر فتنة خلق القران في القرن الهجري الثالث - وليس من بشر مسلم إلى ويعلم أنه حامل لواءه هو الإمام أحمد بن حنبل .. ولولاه لكان أمر آخر .. إلا أن إبن الأثير له رأي آخر!!!
فهو في كتابه لم يذكر اللإمام أحمد أبدا؟؟!! وكأنه لم يكن حيا .. ولم أجد إسمه إلا مرة واحدة وزعم أنه ممن اعترض على ذلك؟؟!! ولو تتبعت كتابه تجد مناكير وغرائب لا توافق طريقة أهل السنة - إن لم تخالفه -!! وسألت الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في عام 1416 فقال: (كان أشعريا ولكن يحتاج ما تقوله إلى إثبات) وهذا معناه ان لو ثبت ما أدعيه فإنه سيحكم عليه .. ولكني لم أنشط لتتبع ذلك , فلا فائدة فيه وربما قال الشيخ شيئا يتسبب في بلبلة وما أكثر الذباب الذي يبحث عن الجرح .... إلا أني إلى الان محتار في هذا الرجل فهل من منوّر؟
أبو عبدالله
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[24 - 05 - 05, 04:51 م]ـ
بارك الله فيكم على هذا التوضيح
ـ[فوزان مطلق النجدي]ــــــــ[23 - 09 - 05, 09:44 م]ـ
أود تنبيه الاخوة إلى أن ابن الاثير يرحمه الله في الاجزاء الاولى وتقريبا الى سنة 300 هجرية ينقل كثيرا عن الطبري في تاريخه كما يظهر من السبر وقد قرأت عدة مجلدات في البداية من تاريخ الطبري وتاريخ الكامل فتجد التطابق في بعض الحوادث بنسبة كبيرة. فمن اراد معرفة اسانيد بعض الروايات التي يذكرها ابن الاثير فليرجع الى تاريخ الطبري حيث أسند الطبري يرحمه الله رواياته.
ـ[ابو المهدي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 11:30 ص]ـ
أسال الاخوة الكرام على افضل طبعة لكتاب الكامل في التاريخ
ـ[إسلام مصطفى محمد]ــــــــ[07 - 02 - 06, 01:43 م]ـ
دار صادر(139/213)
المعروف أن قبر جسد الحسين في كربلاء فهل هو الذي تعظمه الرافضة أم غيره؟؟
ـ[أبو عبد الله المنصور]ــــــــ[27 - 06 - 05, 03:28 ص]ـ
أفيدوني بارك الله فيكم
كما قال شيخ الإسلام أن جسد الحسين دفن في كربلاء باتفاق الناس
لكن هل هو ذلك الذي تعظمه الرافضة اليوم؟؟ أم موجود بكربلاء لكن في مكان آخر حيث أني كنت قد قرأت شيئا مثل ذلك من قبل أنه ليس هو وأنه في كربلاء لكن في مكان آخر فهل هذا صحيح؟؟؟
ـ[أبو عبد الله المنصور]ــــــــ[30 - 06 - 05, 08:15 م]ـ
هل من مجيب؟
ـ[أبومحمدالصغير]ــــــــ[01 - 07 - 05, 01:37 ص]ـ
قال ابن كثير رحمه الله:وأما قبر الحسين، رضي الله عنه
فقد اشتهر عند أكثر المتأخرين أنه في مشهد علي بمكان من الطف عند نهر كربلاء فيقال: إن ذلك المشهد مبني على قبره. فالله أعلم. وقد ذكر ابن جرير وغيره أن موضع مقتله عفا أثره، حتى لم يطلع أحد على تعيينه بخبر. وقد كان أبو نعيم الفضل بن دكين ينكر على من يزعم أنه يعرف قبر الحسين رضي الله عنه
البداية 8_601
ـ[أبومحمدالصغير]ــــــــ[01 - 07 - 05, 01:39 ص]ـ
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/13.htm
ـ[أبو عبد الله المنصور]ــــــــ[01 - 07 - 05, 03:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
ـ[سائل]ــــــــ[09 - 08 - 05, 05:20 ص]ـ
أما الضريح الذي تعظمه الرافضة في سورية، فيقال بأنه قبر ليزيد بن معاوية -غفر الله له- ..
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[09 - 08 - 05, 03:58 م]ـ
قال الشيخ بكر أبو زيد ... أن جسد الحسين رضي الله عنه أكلته السباع في كربلاء و رأسه مدفون في البقيع ..
كتاب الدعاء ... صـ 102 ـــــ
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[11 - 08 - 05, 02:12 ص]ـ
فيقال بأنه قبر ليزيد بن معاوية -غفر الله له- ..
استغفرت لليزيد! هل هذا عن رأيك؟ ام عن احد من السلف؟
فهلا ذكرت لنا من من السلف او من الائمة ترّحَم على يزيد؟
ـ[سائل]ــــــــ[11 - 08 - 05, 07:55 ص]ـ
يزيد لا نسبه ولا نحبه .. هذا كلام شيخ الإسلام رحمه الله ..
وقال شيخ الإسلام هناك من يرفع من منزلته وهناك من يلعنه ..
والحق أنه مسلم له حسنات وسيئات .. وسيئاته طغت على حسناته ..
فنحن لا نواصب نعليه ونرفع منه، ولا شيعة نطعن في أديان الناس ..
لنا الظاهر والله يتولى السرائر ..
ولسنا نرضى بلعنه كما سئل ابن الإمام أحمد لم لا تلعنه؟ فقال: وهل رأيت أباك لعاناً؟!
والدعاء بالمغفرة لكل مسلم .. فالرجل مهما كان لا يخرج عن الإسلام .. ونسأل الله لنا وله المغفرة ..
وكم كذب على هذا الرجل .. وقد فندها محمد الحنيفية بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ..
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[12 - 08 - 05, 03:35 ص]ـ
الاخ / سائل غفر الله لي ولك.
قلتم: ولسنا نرضى بلعنه كما سئل ابن الإمام أحمد لم لا تلعنه؟ فقال: وهل رأيت أباك لعاناً؟!
قال صالح بن احمد:قلت لأبي: إن قوما يقولون: إنهم يحبون يزيد،
فقال:يا بني،وهل يحب يزيد أحد يؤمن بالله واليوم الآخر؟
فقلت: ياأبت، فلماذا لا تلعنه؟؟
فقال: يابني، ومتى رأيت أباك يلعن أحدا. (الفتاوى 4/ 482).
وهذا القول للإمام أحمد ليس فيه دليل على عدم رضائه للعن يزيد كما زعمت!
وسئل الكيا الهراسي عن يزيد بن معاوية فقال:انه لم يكن من الصحابة، فقد ولد في أيام عمر بن
الخطاب، رضي الله عنه،وأما قول السلف ــ في لعنه ــ ففيه لأحمد قولان تلويح وتصريح،
ولمالك قولان تلويح و تصريح،ولأبي حنيفة قولان تلوح وتصريح،
ولنا قول واحد التصريح دون التلويح،وكيف لا يكون كذلك وهو اللاعب بالنرد،
والمتصيد بالفهود،ومدمن الخمر،وشعره في الخمر معلوم، .............. (وفيات الأعيان 3/ 251).
قال شيخ الاسلام:وأما الذين لعنوه من العلماء كأبي الفرج بن الجوزى، والكيا الهراسي وغيرهما،
فلما صدر عنه من الأفعال التي تبيح لعنته، ثم قد يقولون: هو فاسق، وكل فاسق يلعن.
(الفتاوى 4/ 485).
وقال أيضا:ومن اللاعنين من يرى أن ترك لعنته مثل سائر المباحات من فضول القول،
لا لكراهة في اللعنة. (الفتاوى 4/ 484).
وقال ايضا: وأما من قتل الحسين أو أعان على قتله، أو رضى بذلك، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين،لا يقبل الله منه صرفا ولاعدلا.
ـ[ذخائر العرب]ــــــــ[12 - 08 - 05, 04:08 ص]ـ
" قيد الشريد، من أخبار يزيد "
لـ: محمد بن طولون.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[12 - 08 - 05, 04:27 ص]ـ
هل أخبرتنا بما فيه؟
فيما يتعلق بما ذكره ألاخ سائل.
بارك الله فيك.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[12 - 08 - 05, 07:59 ص]ـ
قال الاخ / سائل غفر الله لي وله.
فنحن لا نواصب نعليه ونرفع منه، ولا شيعة نطعن في أديان الناس ..
قلت:لم يطعن في دين يزيد الشيعة فحسب،بل البعض من أهل السنة ايضا!!!
قال التفتازانى: والحق أن رضا يزيد بقتل الحسين واستبشاره بذلك
و إهانته أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما تواتر معناه،
وان كان تفصيله أحادا،
قال: فنحن لا نتوقف فى شانه، بل في كفره و إيمانه
لعنة الله عليه وعلى أعوانه … .. (.شذرات الذهب 1/ 123).
وقال ابن حجر الهيثمى:
اعلم أن أهل السنة اختلفوا في تكفير يزيد بن معاوية … فقالت طائفة انه كافر، لقول سبط ابن الجوزى وغيره: المشهور انه لما جاءه راس الحسين رضى الله عنه جمع أهل الشام فجعل ينكت
رأسه بالخيزران ونشد أبيات الزبعرى:
ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الاسل
فأهلوا واستهلوا فرحا ثم قالوا لي هنيئا لا تسل
حين حلت بفناء بركها واستحر القتل في عبد الاسل
قد قتلنا الضعف من أشرافكم وعدل ميل بدرا فاعتدل
قال عنه الذهبي (سير الاعلام3/ 325) بعد ما ذكر موقعة الحرة وما فعله يزيد بأهل المدينة،فلما جرت هذه الكائنة،اشتد بغض الناس ليزيد مع فعله بالحسين وأهله، ومع قلة دينة، ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/214)
ـ[الغواص]ــــــــ[12 - 08 - 05, 02:50 م]ـ
والدعاء بالمغفرة لكل مسلم .. فالرجل مهما كان لا يخرج عن الإسلام .. ونسأل الله لنا وله المغفرة ..
سائل دعا ليزيد بالمغفرة لأنه مسلم
فإن كان يزيد كافرا فأفدنا بالدليل يا الشريف
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[12 - 08 - 05, 03:49 م]ـ
أخي الغواص ... هداك الله تعالى
لم أقل إن يزيد كافرا.
فنحن لا نكفر أحدا بذنب.
حتى لو كان هذا الذنب هو استباحةمدينة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإخافة أهلها،وقتل بقايا الصحابة.
وحتى لو كان هذا الذنب حصار عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في بيت الله الحرام ورميه بالمجانيق وهدم أركان الكعبة!!!!
وقلتم أن:
سائل دعا ليزيد بالمغفرةلأنه مسلم.
كأنك توافقه!!!!!!
فهل تدعوا بالمغفرة لقاتل طلحة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -؟؟؟ فهو مسلم أيضا!!!
وهل تدعوا بالمغفرة لقانل الزبير 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -؟؟؟ فهو مسلم أيضا!!!
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[12 - 08 - 05, 04:05 م]ـ
تنبيه من المشرف:
لايسمح في الملتقى بنشر كلام المبتدعة في العقيدة كالتفتزاني وابن حجر الهيثمي.
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[12 - 08 - 05, 04:07 م]ـ
والرجاء كذلك عدم الخروج عن الموضوع الأصلي، وسيتم حذف جميع المشاركات التي لاعلاقة لها بموضوع السؤال
ـ[الغواص]ــــــــ[12 - 08 - 05, 07:01 م]ـ
لعل الأفضل فعلا أن لا نخرج عن موضوع مطروح كما تفضلت إدارة المنتدى
حسنا إن شئت يا صلاح الدين الشريف فأكمل هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=196005#post196005
ـ[سائل]ــــــــ[12 - 08 - 05, 08:45 م]ـ
يا ليت أن يقوم المشرف بحذف الردود فإن الموضوع أنشأ له صفحة جديدة:
وهذا رابط مهم حول الموضوع للشيخ محمد الأمين الحاج، من علماء السودان:
2. مشهد رأس الحسين رضي الله عنه بالقاهرة
هذا المشهد الذي أصبح صنماً يعبد من دون الله ويطاف حوله كما يطاف بالكعبة المشرفة ينسب زوراً وبهتاناً للإمام البطل الشهيد الحسين بن علي رضي الله عنهما، ويؤكد العلماء الأثبات والمؤرخون الثقات أن رأس الحسين رضي الله عنه بالمدينة بالبقيع، وأن جسده الطاهر بالمدينة بكربلاء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وكذلك مشهد الرأس الذي بالقاهرة، فإن المصنفين في مقتل الحسين اتفقوا على أن الرأس لم يعرف، وأهل المعرفة بالنقل يعلمون أن هذا أيضاً كذب، وأصله – أي المشهد الذي بالقاهرة – أنه نقل من مشهد بعسقلان، وذاك المشهد بني قبل هذا بنحو من ستين سنة، في أواخر المائة الخامسة، وهذا بني في أثناء المائة السادسة، بعد مقتل الحسين بنحو من خمسمائة عام، والقاهرة بنيت بعد مقتل الحسين بنحو من ثلاثمائة عام، وهذا المشهد بني بعد بناء القاهرة بنحو مائتي عام.
وقال:
وأما المكذوب قطعاً – من المشاهد – فكثير، مثل قبر علي بن الحسين الذي بمصر، فإن علي بن الحسين توفي بالمدينة بإجماع الناس ودفن بالبقيع، ويقال إن قبة2 العباس بها قبره، وقبر الحسن، وعلي بن الحسين، وأبي جعفر الباقر، وجعفر بن محمد، وفيها أيضاً رأس الحسين.
وأما بدنه فهو بكَرْبَلاء باتفاق الناس، والذي صح ما ذكره البخاري في صحيحه3 من أن رأسه حُمل إلى عبيد الله بن زياد، وجعل ينكت بالقضيب على ثناياه، وقد شهد ذلك أنس بن مالك، وفي رواية أخرى أبو بَرْزَة الأسلمي، وكلاهما كانا بالعراق، وقد روي بإسناد منقطع أومجهول4 أنه حمل إلى يزيد5 وجعل ينكت بالقضيب على ثناياه، وأن أبا برزة كان حاضراً وأنكر ذلك، وهذا كذب، فإن أبا برزة لم يكن بالشام عند يزيد، وإنما كان بالعراق).
http://www.islamadvice.com/akida/akida17.htm# ثالثاً:%20المشاهد%20المكذوبة%20المنسوب ة%20إلى%20بعض%20الصحابة%20والتابعين%20وغيرهم
ـ[الحارثي]ــــــــ[12 - 11 - 06, 09:49 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وبعد:
فقد كتبت حول هذا الموضوع سابقاً:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26882
وقد بحثت كثيراً وتتبعت المرويات المتعلقة بمقاتل الصحابة ومدافنهم فلم أجد نصاً واحداً صحيحاً أو صريحاً في تحديد مدفن أحدهم سوى العمرين (أبي بكر وعمر رضوان الله عليهما).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/215)
وهذا ينطبق على جسد ورأس السبط الكريم الحسين سلام الله ورضوانه عليه! فلا يصح في مدفنهما أو احدهما شيء ألبتة! ومن ادعى ذلك فعليه البرهان المبين لا بنقل مجرد لا خطام له ولا زمام!
قلت: وكذلك يقال في القبور المنسوبة إلى الأنبياء صلوات الله عليهم جميعاً فلا شيء منها يصح نسبته حتى يلج الجمل في سم الخياط! ولا يعرف منها سوى قبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم إنني أود التنبيه إلى أمر مهم ربما رأيت اليوم من نبه إليه في هذا الملتقى المبارك إن شاء الله تعالى وهو يتعلق ببني أمية وتاريخهم، وأنبه إلى ما قاله أحد الإخوة -وهو حق- من أن تاريخ بني أمية إنما خرج من تحت عباءة بني العباس والرافضة (وكثير من المؤرخين منهم) وكلاهما كان عدواً لبني أمية! فكيف يعتمد على هؤلاء في الطعن في بني أمية؟!
وأنبه إلى أنني لا أقول بعصمة بني أمية ولكني أذكر بالقيام بالقسط الذي أمر الله تعالى به.
فبنو أمية كغيرهم من الناس يصيبون ويخطئون ولا يجوز بحال أن نهول أخطاءهم ونجعلها مما لا يغفر فهذه مصيبة والمصيبة الأعظم ألا يذكر البعض ما يماثلها وما هو أشنع منها عند غيرهم ثم يهون من شأنها! كما يفعل المتعصبون من الرافضة لعنهم الله وممن اتبعهم بإساءة من المتأثرين بهم.
وقد طفحت كتب التاريخ بقصص بعضها صحيح عن بني العباس وخلفائهم وعلى رأسهم ذياك الذي يسمونه (المأمون) وما هو بمأمون! مما هو أشنع وأبشع من كثير من القصص التي رويت بلا إسناد صحيح أو مما لا أصل له عن بني أمية.
فلا بد أن يدرس تاريخ بني أمية بالذات بحذر شديد لأنه مر بمراحل كثيرة وخرج من تحت عباءات كثيرة كما أشرنا.
ثم إن تاريخ بني أمية قد تعرض للتحريف والتحوير -فوق ذلك- على يد المستشرقين وذلك لغايات خسيسة لا يخفى كثير منها عليكم.
ولا يعني الذي قلته أن بني أمية معصومون كلا! فلا يفهمن أحد ذلك ولكل أن ينتقد من شاء ويبين أخطاء من شاء وليس لنا تحفظ على ذلك إلا فيما يمس الأصحاب الكرام من بني أمية كعثمان ومعاوية رضي الله عنهما فهؤلاء لا سبيل إلى احترام من يطعن فيهم أو يقلل من شأنهم وهم قد صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم. وأما من عداهم فليطعن فيه من شاء بشرط أن يأتي بالبرهان المبين على دعواه أما أن يطعن في مسلم بروايات واهية أو لا إسناد لها فهذه طامة لا تقبل ولا نستطيع إلزام أنفسنا باحترام من يقوم بهذه الدراسة أو بما وضعه فيها.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا لمرضاته والحمد لله رب العالمين.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[12 - 11 - 06, 10:21 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى ((وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ إذْ ذَاكَ يَتَكَلَّمُ فِي " يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ " وَلَا كَانَ الْكَلَامُ فِيهِ مِنْ الدِّينِ ثُمَّ حَدَثَتْ بَعْدَ ذَلِكَ أَشْيَاءُ فَصَارَ قَوْمٌ يُظْهِرُونَ لَعْنَةَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ. وَرُبَّمَا كَانَ غَرَضُهُمْ بِذَلِكَ التَّطَرُّقَ إلَى لَعْنَةِ غَيْرِهِ فَكَرِهَ أَكْثَرُ أَهْلِ السُّنَّةِ لَعْنَةَ أَحَدٍ بِعَيْنِهِ فَسَمِعَ بِذَلِكَ قَوْمٌ مِمَّنْ كَانَ يَتَسَنَّنُ؛ فَاعْتَقَدَ أَنَّ يَزِيدَ كَانَ مِنْ كِبَارِ الصَّالِحِينَ وَأَئِمَّةِ الْهُدَى. وَصَارَ الْغُلَاةُ فِيهِ عَلَى طَرَفَيْ نَقِيضِ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ: إنَّهُ كَافِرٌ زِنْدِيقٌ وَإِنَّهُ قَتَلَ ابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَتَلَ الْأَنْصَارَ وَأَبْنَاءَهُمْ بِالْحَرَّةِ لِيَأْخُذَ بِثَأْرِ أَهْلِ بَيْتِهِ الَّذِينَ قُتِلُوا كُفَّارًا مِثْلُ جَدِّهِ لِأُمِّهِ عتبة بْنِ رَبِيعَةَ وَخَالِهِ الْوَلِيدِ؛ وَغَيْرِهِمَا وَيَذْكُرُونَ عَنْهُ مِنْ الِاشْتِهَارِ بِشُرْبِ الْخَمْرِ وَإِظْهَارِ الْفَوَاحِشِ أَشْيَاءَ. وَأَقْوَامٌ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ كَانَ إمَامًا عَادِلًا هَادِيًا مَهْدِيًّا وَأَنَّهُ كَانَ مِنْ الصَّحَابَةِ أَوْ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ وَأَنَّهُ كَانَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى. وَرُبَّمَا اعْتَقَدَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَيَقُولُونَ: مَنْ وَقَفَ فِي يَزِيدَ وَقَّفَهُ اللَّهُ عَلَى نَارِ جَهَنَّمَ. وَيَرْوُونَ عَنْ الشَّيْخِ " حَسَنِ بْنِ عَدِيٍّ " أَنَّهُ كَانَ كَذَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/216)
وَكَذَا وَلِيًّا؛ وَمَنْ وَقَفُوا فِيهِ وَقَفُوا عَلَى النَّارِ: لِقَوْلِهِمْ فِي يَزِيدَ. وَفِي زَمَنِ الشَّيْخِ حَسَنٍ زَادُوا أَشْيَاءَ بَاطِلَةً نَظْمًا وَنَثْرًا. وَغَلَوْا فِي الشَّيْخِ عَدِيٍّ " وَفِي يَزِيدَ " بِأَشْيَاءَ مُخَالِفَةٍ لِمَا كَانَ عَلَيْهِ الشَّيْخُ عَدِيٌّ " الْكَبِيرُ - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ - فَإِنَّ طَرِيقَتَهُ كَانَتْ سَلِيمَةً لَمْ يَكُنْ فِيهَا مِنْ هَذِهِ الْبِدَعِ وَابْتُلُوا بِرَوَافِضَ عَادُوهُمْ وَقَتَلُوا الشَّيْخَ حَسَنًا وَجَرَتْ فِتَنٌ لَا يُحِبُّهَا اللَّهُ وَلَا رَسُولُهُ. وَهَذَا الْغُلُوُّ فِي يَزِيدَ مِنْ الطَّرَفَيْنِ خِلَافٌ لِمَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ. فَإِنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ وُلِدَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عفان - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَمْ يُدْرِكْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا كَانَ مِنْ الصَّحَابَةِ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ؛ وَلَا كَانَ مِنْ الْمَشْهُورِينَ بِالدِّينِ وَالصَّلَاحِ وَكَانَ مِنْ شُبَّانِ الْمُسْلِمِينَ؛ وَلَا كَانَ كَافِرًا وَلَا زِنْدِيقًا؛ وَتَوَلَّى بَعْدَ أَبِيهِ عَلَى كَرَاهَةٍ مِنْ بَعْضِ الْمُسْلِمِينَ وَرِضًا مِنْ بَعْضِهِمْ وَكَانَ فِيهِ شَجَاعَةٌ وَكَرَمٌ وَلَمْ يَكُنْ مُظْهِرًا لِلْفَوَاحِشِ كَمَا يَحْكِي عَنْهُ خُصُومُهُ. وَجَرَتْ فِي إمَارَتِهِ أُمُورٌ عَظِيمَةٌ: - أَحَدُهَا مَقْتَلُ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ لَمْ يَأْمُرْ بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ وَلَا أَظْهَرَ الْفَرَحَ بِقَتْلِهِ؛ وَلَا نَكَّتَ بِالْقَضِيبِ عَلَى ثَنَايَاهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَا حَمَلَ رَأْسَ الْحُسَيْنِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إلَى الشَّامِ لَكِنْ أَمَرَ بِمَنْعِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَبِدَفْعِهِ عَنْ الْأَمْرِ. وَلَوْ كَانَ بِقِتَالِهِ فَزَادَ النُّوَّابُ عَلَى أَمْرِهِ؛ وَحَضَّ الشمرذي " الْجُيُوشَ عَلَى قَتْلِهِ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ؛ فَاعْتَدَى عَلَيْهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ فَطَلَبَ مِنْهُمْ الْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَجِيءَ إلَى يَزِيدَ؛ أَوْ يَذْهَبَ إلَى الثَّغْرِ مُرَابِطًا؛ أَوْ يَعُودَ إلَى مَكَّةَ. فَمَنَعُوهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إلَّا أَنْ يَسْتَأْسِرَ لَهُمْ وَأَمَرَ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ بِقِتَالِهِ - فَقَتَلُوهُ مَظْلُومًا - لَهُ وَلِطَائِفَةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَكَانَ قَتْلُهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مِنْ الْمَصَائِبِ الْعَظِيمَةِ فَإِنَّ قَتْلَ الْحُسَيْنِ، وَقَتْلَ عُثْمَانَ قَبْلَهُ: كَانَا مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ الْفِتَنِ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ وَقَتَلَتُهُمَا مِنْ شِرَارِ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ. وَلَمَّا قَدِمَ أَهْلُهُمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ أَكْرَمَهُمْ وَسَيَّرَهُمْ إلَى الْمَدِينَةِ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ لَعَنَ ابْنَ زِيَادٍ عَلَى قَتْلِهِ. وَقَالَ: كُنْت أَرْضَى مِنْ طَاعَةِ أَهْلِ الْعِرَاقِ بِدُونِ قَتْلِ الْحُسَيْنِ لَكِنَّهُ مَعَ هَذَا لَمْ يَظْهَرْ مِنْهُ إنْكَارُ قَتْلِهِ، وَالِانْتِصَارُ لَهُ وَالْأَخْذُ بِثَأْرِهِ: كَانَ هُوَ الْوَاجِبَ عَلَيْهِ فَصَارَ أَهْلُ الْحَقِّ يَلُومُونَهُ عَلَى تَرْكِهِ لِلْوَاجِبِ مُضَافًا إلَى أُمُورٍ أُخْرَى. وَأَمَّا خُصُومُهُ فَيَزِيدُونَ عَلَيْهِ مِنْ الْفِرْيَةِ أَشْيَاءَ. وَأَمَّا (الْأَمْرُ الثَّانِي: فَإِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ نَقَضُوا بَيْعَتَهُ وَأَخْرَجُوا نُوَّابَهُ وَأَهْلَهُ فَبَعَثَ إلَيْهِمْ جَيْشًا؛ وَأَمَرَهُ إذَا لَمْ يُطِيعُوهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ أَنْ يَدْخُلَهَا بِالسَّيْفِ وَيُبِيحَهَا ثَلَاثًا فَصَارَ عَسْكَرُهُ فِي الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ ثَلَاثًا يَقْتُلُونَ وَيَنْهَبُونَ وَيَفْتَضُّونَ الْفُرُوجَ الْمُحَرَّمَةَ. ثُمَّ أَرْسَلَ جَيْشًا إلَى مَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ فَحَاصَرُوا مَكَّةَ وَتُوُفِّيَ يَزِيدُ وَهُمْ مُحَاصِرُونَ مَكَّةَ وَهَذَا مِنْ الْعُدْوَانِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/217)
وَالظُّلْمِ الَّذِي فُعِلَ بِأَمْرِهِ. وَلِهَذَا كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ مُعْتَقَدُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَأَئِمَّةِ الْأُمَّةِ أَنَّهُ لَا يُسَبُّ وَلَا يُحَبُّ قَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ " قُلْت لِأَبِي: إنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ: إنَّهُمْ يُحِبُّونَ يَزِيدَ. قَالَ: يَا بُنَيَّ وَهَلْ يُحِبُّ يَزِيدَ أَحَدٌ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ؟ فَقُلْت: يَا أَبَتِ فَلِمَاذَا لَا تلعنه؟ قَالَ: يَا بُنَيَّ وَمَتَى رَأَيْت أَبَاك يَلْعَنُ أَحَدًا؟. وَرُوِيَ عَنْهُ قِيلَ لَهُ: أَتَكْتُبُ الْحَدِيثَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ؟ فَقَالَ: لَا، وَلَا كَرَامَةَ أَوَلَيْسَ هُوَ الَّذِي فَعَلَ بِأَهْلِ الْمَدِينَةِ مَا فَعَلَ؟. فَيَزِيدُ عِنْدَ عُلَمَاءِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ مَلِكٌ مِنْ الْمُلُوكِ. لَا يُحِبُّونَهُ مَحَبَّةَ الصَّالِحِينَ وَأَوْلِيَاءِ اللَّهِ؛ وَلَا يَسُبُّونَهُ، فَإِنَّهُمْ لَا يُحِبُّونَ لَعْنَةَ الْمُسْلِمِ الْمُعِينِ؛ لِمَا رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ {أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُدْعَى حِمَارًا وَكَانَ يُكْثِرُ شُرْبَ الْخَمْرِ وَكَانَ كُلَّمَا أُتِيَ بِهِ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَهُ. فَقَالَ رَجُلٌ: لَعَنَهُ اللَّهُ مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَلْعَنْهُ فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}. وَمَعَ هَذَا فَطَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ يُجِيزُونَ لَعْنَهُ لِإِنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ فَعَلَ مِنْ الظُّلْمِ مَا يَجُوزُ لَعْنُ فَاعِلِهِ. وَطَائِفَةٌ أُخْرَى تَرَى مَحَبَّتَهُ لِأَنَّهُ مُسْلِمٌ تَوَلَّى عَلَى عَهْدِ الصَّحَابَةِ؛ وَبَايَعَهُ الصَّحَابَةُ. وَيَقُولُونَ: لَمْ يَصِحَّ عَنْهُ مَا نُقِلَ عَنْهُ وَكَانَتْ لَهُ مَحَاسِنُ أَوْ كَانَ مُجْتَهِدًا فِيمَا فَعَلَهُ. وَالصَّوَابُ هُوَ مَا عَلَيْهِ الْأَئِمَّةُ: مِنْ أَنَّهُ لَا يُخَصُّ بِمَحَبَّةِ وَلَا يُلْعَنُ. وَمَعَ هَذَا فَإِنْ كَانَ فَاسِقًا أَوْ ظَالِمًا فَاَللَّهُ يَغْفِرُ لِلْفَاسِقِ وَالظَّالِمِ لَا سِيَّمَا إذَا أَتَى بِحَسَنَاتِ عَظِيمَةٍ. وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {أَوَّلُ جَيْشٍ يَغْزُو الْقُسْطَنْطِينِية مَغْفُورٌ لَهُ} وَأَوَّلُ جَيْشٍ غَزَاهَا كَانَ أَمِيرُهُمْ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ وَكَانَ مَعَهُ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَقَدْ يُشْتَبَهُ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بِعَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَإِنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ كَانَ مِنْ الصَّحَابَةِ، وَكَانَ مِنْ خِيَارِ الصَّحَابَةِ وَهُوَ خَيْرُ آلِ حَرْبٍ، وَكَانَ أَحَدَ أُمَرَاءِ الشَّامِ الَّذِينَ بَعَثَهُمْ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي فُتُوحِ الشَّامِ وَمَشَى أَبُو بَكْرٍ فِي رِكَابِهِ يُوصِيهِ مُشَيِّعًا لَهُ فَقَالَ لَهُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ: إمَّا أَنْ تَرْكَبَ وَإِمَّا أَنْ أَنْزِلَ. فَقَالَ: لَسْتُ بِرَاكِبِ وَلَسْتَ بِنَازِلِ إنِّي أَحْتَسِبُ خُطَايَ هَذِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ بَعْدَ فُتُوحِ الشَّامِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ وَلَّى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَكَانَهُ أَخَاهُ مُعَاوِيَةَ وَوُلِدَ لَهُ يَزِيدُ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عفان وَأَقَامَ مُعَاوِيَةُ بِالشَّامِ إلَى أَنْ وَقَعَ مَا وَقَعَ، فَالْوَاجِبُ الِاقْتِصَارُ فِي ذَلِكَ، وَالْإِعْرَاضُ عَنْ ذِكْرِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَامْتِحَانِ الْمُسْلِمِينَ بِهِ فَإِنَّ هَذَا مِنْ الْبِدَعِ الْمُخَالِفَةِ لِأَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ فَإِنَّهُ بِسَبَبِ ذَلِكَ اعْتَقَدَ قَوْمٌ مِنْ الْجُهَّالِ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ مِنْ الصَّحَابَةِ وَأَنَّهُ مِنْ أَكَابِرِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/218)
الصَّالِحِينَ وَأَئِمَّةِ الْعَدْلِ وَهُوَ خَطَأٌ بَيِّنٌ))
هذا كلام غاية في الإنصاف
وقال أيضاً ((فَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ الْقِصَّةَ الَّتِي يَذْكُرُونَ فِيهَا حَمْلَ رَأْسِ الْحُسَيْنِ إلَى يَزِيدَ وَنَكْتَهُ إيَّاهَا بِالْقَضِيبِ كَذَبُوا فِيهَا وَإِنْ كَانَ الْحَمْلُ إلَى ابْنِ زِيَادٍ - وَهُوَ الثَّابِتُ بِالْقِصَّةِ - فَلَمْ يُنْقَلْ بِإِسْنَادِ مَعْرُوفٍ أَنَّ الرَّأْسَ حُمِلَ إلَى قُدَّامِ يَزِيدَ. وَلَمْ أَرَ فِي ذَلِكَ إلَّا إسْنَادًا مُنْقَطِعًا. قَدْ عَارَضَهُ مِنْ الرِّوَايَاتِ مَا هُوَ أَثْبَتُ مِنْهُ وَأَظْهَرُ - نَقَلُوا فِيهَا أَنَّ يَزِيدَ لَمَّا بَلَغَهُ مَقْتَلُ الْحُسَيْنِ أَظْهَرَ التَّأَلُّمَ مِنْ ذَلِكَ وَقَالَ: لَعَنَ اللَّهُ أَهْلَ الْعِرَاقِ. لَقَدْ كُنْت أَرْضَى مِنْ طَاعَتِهِمْ بِدُونِ هَذَا))
وليعلم أن الغزالي كان ممن يثني على يزيد
وعبد المغيث بن زهير الحنبلي
فإن جاء شخصٌ ممن تابط كتب الروافض وأخذ ينقل عنها
فإن بتر الروافض في النقل بتر معهم
وإن انتقوا انتقى معهم
واحتج بالتفتازاني فقد يأتيه من يحتج بالغزالي وعبدالمغيث
ونحن وسط والحمد لله بين هؤلاء
بل لا نشغل انفسنا بكثرة البحث في هذا فلو عاش المسلم لا يعرف عن يزيد شيئاً لم يقدح ذلك في كمال إيمانه
وسبط ابن الجوزي متهم بالتشيع
فلا يصح عده من علماء أهل السنة
وإن تعجب فاعجب من ذاك الذي يطالب بنص عن سلف الأمة ثم يأتي بالنقل عن التفتازاني وسبط ابن الجوزي
ولو عارضه جدل بقوله وأين النص في النهي عن الترحم والإستغفار والأصل جواز ذلك لقطعه
ويقول لا أكفر
ثم يلون كلام المكفرين بالأحمر
وينقل نصاً بعدم المحبة عن أحمد
وليس في ذلك حجة على عدم الإستغفار
فالنصوص جاءت في الحث على الإستغفار للمسلمين عموماً _ وإن كان فيهم من نبغضه لبدعته أو فسقه _
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[20 - 11 - 06, 05:03 م]ـ
قال الشيخ بكر أبو زيد ... أن جسد الحسين رضي الله عنه أكلته السباع في كربلاء و رأسه مدفون في البقيع ..
في الحقيقة هذه العبارة قاسية شوي ولا أدري ماهو مستند العلامة بكر أبوزيد؟
وسوف أراجع كتاب الشيخ
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[06 - 12 - 06, 04:38 ص]ـ
سبحان الله
قال الشيخ بكر أبو زيد ... أن جسد الحسين رضي الله عنه أكلته السباع في كربلاء و رأسه مدفون في البقيع ..
أبوحاتم الشريف:
في الحقيقة هذه العبارة قاسية شوي ولا أدري ماهو مستند العلامة بكر أبوزيد؟
وأقسى منها ما قيل:
إن جسد عليّاً وضع في صندوق وكثر عليه من الكافور وحمل على بعير يريدون به المدينة، فلما كانوا ببلاد طيء أضلوا البعير ليلا فأخذته طيء ودفنوه ونحروا البعير!!!
خليفة المسلمين!!! وابن عم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وصهره يخشى آل بيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يدفن بالكوفة ـ مقر الخلافة ـ مخافة أن يُنبش قبره!
قال شيخ الإسلام:
وجمهور أهل المعرفة يقولون: إن عليا إنما دفن في قصر الإمارة بالكوفة أو قريبا منه. وهكذا هو السنة؛ فإن حمل ميت من الكوفة إلى مكان بعيد ليس فيه فضيلة أمر غير مشروع؛ فلا يظن بآل علي - رضي الله عنه - أنهم فعلوا به ذلك ولا يظنه أيضا أن ذلك خفي على أهل بيته وللمسلمين ثلاثمائة سنة حتى أظهره قوم من الأعاجم الجهال ذوي الأهواء.اهـ
وانظر!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86207
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 12 - 06, 06:56 م]ـ
أما الضريح الذي تعظمه الرافضة في سورية، فيقال بأنه قبر ليزيد بن معاوية -غفر الله له- ..
رحم الله يزيد وغفر له. أي ضريح هذا؟ الذي بقرب الجامع الأموي؟(139/219)
أرجو من الأخوة الأعزاء أن يخبروني عن مصادر أجد فيها عن الدولة الزنكية التي اسسها عماد
ـ[حسين الزعبي]ــــــــ[09 - 07 - 05, 01:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الأخوة الأعزاء أن يخبروني عن مصادر أجد فيها عن الدولة الزنكية التي اسسها عماد الدين زنكي و بعده نور الدين زنكي
وكيف كان أمره بإقامة الدولة السنية في مصر بدلا من الفاطمية
ـ[طالبة الجنة]ــــــــ[23 - 08 - 05, 03:58 ص]ـ
هناك كتاب الامام ابو شامة رحمه الله الروضتين في اخبار الدولتين النورية والصلاحية وترجمة نور الدين زنكي في الكامل لابن الاثير واخبار صلاح الدين للقاضي ابن شداد
ـ[محمد عبد الحكيم]ــــــــ[23 - 08 - 05, 03:47 م]ـ
وهناك كتاب تاريخ دمشق سوف تجد فيه ما تريد إن شاء الله، وكذلك كتاب البداية والنهاية سوف تجد فيه نبذة مختصرة متفرقة عن الدولة النورية.
ـ[حسين الزعبي]ــــــــ[27 - 08 - 05, 04:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن سؤال هل أرى سببا في عدم شهرة نور الدين زنكي؟
مع العلم عن ما ورد عن تقواه وصلاحه؟
مع أنني ذهبت إلى كثير من المكتبات وقلة قليلة من عرفوه؟ و جزاكم الله خيرا
ـ[العوضي]ــــــــ[27 - 08 - 05, 05:01 م]ـ
هناك كتاب للدكتور العملاق: عماد الدين خليل عن نور الدين الزنكي.
وهذا موضوع له صلة بما تريد يتحدث عن نور الدين - حمه الله -
http://www.fustat.com/hadarat/tulaimat_2_3.shtml
والرابط عبارة عن مجلة تاريخية مفيدة - إن شاء الله -
وهناك منتدى اسمه التاريخ الإسلامي
http://www.islamichistory.net/forum/
وهذا منتدى التاريخ (وهو أوسع والمختصين فيه أكثر من الذي قبل)
http://www.altareekh.com/vb/
والله تعالى أعلم
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[28 - 08 - 05, 02:41 ص]ـ
الكتب كثيرة عن الملك العادل نور الدين ووالده رحمهما الله تعالى ..
فهناك رسالة دكتوراه لباحثة فلسطينية نسيت اسمها بعنوان: نور الدين زنكي، وهناك الروضتين في أخبار الدولتين لأبي شامة المقدسي، والكامل لابن الأثير فقد استطرد ابن الأثير في سيرة الإمام نور الدين وقال فيه: أنه لم يأت بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبدالعزيز خير منه، ويلاحظ على ابن الأثير تعظيمه لحال نور الدين وانحرافه عن صلاح الدين، وهناك كتاب: الحياة العلمية في العهد الزنكي للدكتور ابراهيم المزيني، وهناك كتاب أيعيد التاريخ نفسه للدكتور محمد العبدة وهو نفيس جدا.
والمراجع في ذلك كثيرة، والحق يقال: أن هذا الرجل - نور الدين - قد بخسه الكثير حقه ولم يعرفوا قدره وبلاءه، وأعطوا ذلك كله لصلاح الدين، وما صلاح الدين إلا حسنة من حسنات نور الدين، رحم الله الجميع.
والله أعلم
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[30 - 08 - 05, 12:48 ص]ـ
وهناك كتاب نفيس نسيت ذكره:
الجهاد والتجديد في عهد نور الدين زنكي للأستاذ: محمد حامد الناصر
ـ[حسين الزعبي]ــــــــ[31 - 08 - 05, 01:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبدالرحمن الغريب]ــــــــ[31 - 08 - 05, 04:49 ص]ـ
هناك أيضا كتاب للدكتور حسين مؤنس
عن نور الدين زنكي يستحق القراءة
أما كتاب حامد الناصر ففي نظري أنه ضعيف لا يستحق العناء
وأيضا هناك محاضرة قديمة للشيخ سفر الحوالي عن نور الدين لعلك تجدها في موقعه
وهذه بعض الروابط
http://new.meshkat.net/*******s.php?catid=5&artid=5009
http://www.google.co.uk/search?q=%22%D9%86%D9%88%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%AF% D9%8A%D9%86+%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF%22&hl=en&lr=&start=10&sa=N
ـ[أحمد البيساني]ــــــــ[31 - 08 - 05, 10:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إن المؤرخين للتاريخ الإسلامي لم يهملوا سيرة الملك العادل محي السنة النبوية نور الدين محمود زنكي، ولكن اللذين يدرسون التاريخ وينقلون من كتب التاريخ لم ينقلوا إلا عن صلاح الدين، (والله أعلم) ليس عمدا منهم ولكن لتقارب زمن صلاح الدين يوسف والذي كان على يديه تحرير المسجد الأقصى، فكان لهذا الحدث العظيم في حياة المسلمين فتناقلوه جيلا بعد جيل وقرنا يعد قرن، غافلين عن الملك العادل نور الدين محمود وأبيه عماد الدين زنكي، ونجم الدين أيوب وغيرهم كثير، اللذين كان الفضل لهم بعد الله سبحانه في تمهيد الطريق لصلاح الدين الذي سار على نهجهم في الجهاد ضد الصليبيين وتحرير بيت المقدس، وهذا ليس تقليلا للمجهاد صلاح الدين يوسف وإنما تذكيرا ما غفل عن أبناء الأمة الإسلامية، وككتب المؤرخين المتأخرين منهم والمتقدمين تناول سيرتهم هذا بإيجاز وهذا بإطناب.
ولكن من الذي يقرأ ويعلم أبناء الأمة الإسلامية جهود أجدادهم، وكيف قاموا من عثراتهم وكيف توحدوا وكيف جاهدوا وكيف حرروا بيت المقدس؟
وجزاكم الله خيرا
نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى
ـ[الدريبي]ــــــــ[03 - 09 - 05, 01:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قد تجد بغيتك في كتاب البداية والنهاية،ولا أعتقد أن هذا يخفى عليك، وكذلك في كتاب شذرات الذهب ج4 - 5،وكتاب العبر في خبر من غبر ج4 - 5.
لا أعلم إن كنت قد أفدتك أم لا.
لكن هذا ما لدي.
والله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/220)
ـ[حسين الزعبي]ــــــــ[09 - 09 - 05, 10:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا على جهودكم وأسال الله العلي العظيم ان يوفقنا لما يحبه ويرضاه(139/221)
إن كان "يزيد بن معاوية" مسلما .. هل يحرم الدعاء له بالمغفرة؟
ـ[الغواص]ــــــــ[12 - 08 - 05, 06:59 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33326
في الرابط السابق تم طرح مسألة معينة
وأثناء النقاش
قام أخ يسمى (سائل) ودعا بالمغفرة ليزيد
فجاء أخ يسمى (صلاح الدين الشريف) وأنكر عليه أن يدعو ليزيد بالمغفرة
ثم دار بيني وبين الشريف نقاشا
فجاءت إدارة المنتدى الموقرة وطلبت عدم الخروج عن الموضوع الأصلي
فنزولا عند رغبتها فتحت هنا موضوعا مستقلا
---------
وسؤالي الآن للأخ صلاح الدين الشريف عافاه الله:
أنا كمسلم أدعو لكل مسلم
فإن كفر وخرج عن الإسلام لم أدع الله له
فإن كان لديك دليل يحرم الدعاء بالمغفرة لمسلم فعل غير الكفر
فأفدني ...
ـ[سائل]ــــــــ[12 - 08 - 05, 08:36 م]ـ
أمير المؤمنين يزيد بن معاوية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد:
يزيد بن معاوية – رحمه الله – لم يكن بذلك الشاب اللاهي، كما تصوره لنا الروايات التاريخية الركيكة؛ بل هو على خلاف ذلك، لكن العجب في المؤلفين من الكتاب الذين لا يبحثون عن الخبر الصحيح، أو حتى عمّن يأخذوه، فيجمعون في هذه المؤلفات الغث و السمين من الروايات و الكلام الفارغ الملفق، فتراهم يطعنون فيه فيظهرون صورته و يشوهونها، بأبشع تصوير.
و للأسف فإن بعض المؤرخين من أهل السنة أخذوا من هذه الروايات الباطلة و أدرجوها في كتبهم، أمثال ابن كثير في البداية و النهاية، وابن الأثير في الكامل، وابن خلدون في العبر والإمام الذهبي في تاريخ الإسلام و في غيرها من الكتب.
و المصيبة في هؤلاء الكتاب المعاصرين أنهم يروون هذا الطعن عن بعض الشيعة المتعصبين أمثال أبي مخنف و الواقدي و ابن الكلبي و غيرهم، و غير هذا أن معظم هذه الكتب ألفت على عهد العباسيين، وكما هو معروف مدى العداء بين الأمويين و العباسيين، فكانوا يبحثون عمّن يطعن في هؤلاء فيملؤون هذه الكتب بالأكاذيب.
و هناك أمور و أشياء أخرى و طامات كبرى في غيرها من الكتب، رويت لتشويه صورة و سيرة يزيد رحمه الله و والده معاوية رضي الله عنه، و كان على رأس هؤلاء الطاعنين بنو العباس وأنصار ابن الزبير حين خرج على يزيد و الشيعة الروافض عليهم غضب الله، و الخوارج قاتلهم الله و أخزاهم.
منقبة ليزيد بن معاوية:
أخرج البخاري عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت و هو نازل في ساحة حمص و هو في بناء له و معه أم حرام، قال عمير: فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا، فقالت أم حرام: قلت يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم، فقلت: أنا فيهم قال: لا. البخاري مع الفتح (6/ 120).
فتحرك الجيش نحو القسطنطينية بقيادة بسر بن أرطأ رضي الله عنه عام خمسين من الهجرة، فاشتد الأمر على المسلمين فأرسل بسر يطلب المدد من معاوية فجهز معاوية جيشاً بقيادة ولده يزيد، فكان في هذا الجيش كل من أبو أيوب الأنصاري و عبد الله بن عمر و ابن الزبير و ابن عباس وجمع غفير من الصحابة، رضي الله عنهم أجمعين.
و أخرج البخاري أيضاً، عن محمود بن الربيع في قصة عتبان بن مالك قال محمود: فحدثتها قوماً فيهم أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوته التي توفي فيها، ويزيد بن معاوية عليهم – أي أميرهم - بأرض الروم. البخاري مع الفتح (3/ 73).
و في هذا الحديث منقبة ليزيد رحمه الله حيث كان في أول جيش يغزوا أرض الروم.
بعضاً من سيرة يزيد
و لنقف قليلاً، على بعض من سيرة يزيد بن معاوية رحمه الله قبل أن يرشحه والده لولاية العهد، و ما هي الحال التي كان عليها قبل توليه الخلافة، و مدى صدق الروايات التي جاءت تذم يزيد وتصفه بأوصاف مشينة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/222)
عمل معاوية رضي الله عنه جهده من البداية في سبيل إعداد ولده يزيد، و تنشئته التنشئة الصحيحة، ليشب عليها عندما يكبر، فسمح لمطلقته ميسون بنت بحدل الكلبية، و كانت من الأعراب، و كانت من نسب حسيب، و منها رزق بابنه يزيد، - أنظر ترجمتها في: تاريخ دمشق لابن عساكر - تراجم النساء - (ص397 - 401) -، و كان رحمه الله وحيد أبيه، فأحب معاوية رضي الله عنه أن يشب يزيد على حياة الشدة و الفصاحة فألحقه بأهل أمه ليتربى على فنون الفروسية، و يتحلى بشمائل النخوة و الشهامة والكرم و المروءة، إذ كان البدو أشد تعلقاً بهذه التقاليد.
كما أجبر معاوية ولده يزيد على الإقامة في البادية، و ذلك لكي يكتسب قدراً من الفصاحة في اللغة، كما هو حال العرب في ذلك الوقت.
و عندما رجع يزيد من البادية، نشأ و تربى تحت إشراف والده، و نحن نعلم أن معاوية رضي الله عنه كان من رواة الحديث، - أنظر: تهذيب التهذيب لابن حجر (10/ 207) -، فروى يزيد بعد ذلك عن والده هذه الأحاديث و بعض أخبار أهل العلم. مثل حديث: من يرد الله به خيراً يفقه في الدين، و حديث آخر في الوضوء، و روى عنه ابنه خالد و عبد الملك بن مروان، و قد عده أبوزرعة الدمشقي في الطبقة التي تلي الصحابة، و هي الطبقة العليا. البداية و النهاية لابن كثير (8/ 226 - 227).
و قد اختار معاوية دَغْفَل بن حنظلة السدوسي الشيباني (ت65هـ)، مؤدباً لولده يزيد، و كان دغفل علامة بأنساب العرب، و خاصة نسب قريش، و كذلك عارفاً بآداب اللغة العربية. أنظر ترجمته في: تهذيب التهذيب لابن حجر (3/ 210).
هذه بعضاً من سيرة يزيد رحمه الله قبل توليه منصب الخلافة، و قبل أن يوليه والده ولاية العهد من بعده.
توليه منصب ولاية العهد بعد أبيه
بدأ معاوية رضي الله عنه يفكر فيمن يكون الخليفة من بعده، ففكر معاوية في هذا الأمر و رأى أنه إن لم يستخلف و مات ترجع الفتنة مرة أخرى.
فقام معاوية رضي الله عنه باستشارة أهل الشام في الأمر، فاقترحوا أن يكون الخليفة من بعده من بني أمية، فرشح ابنه يزيد، فجاءت الموافقة من مصر و باقي البلاد و أرسل إلى المدينة يستشيرها و إذ به يجد المعارضة من الحسين و ابن الزبير، و ابن عمر و عبد الرحمن بن أبي بكر، و ابن عباس. انظر: تاريخ الإسلام للذهبي – عهد الخلفاء الراشدين – (ص147 - 152) و سير أعلام النبلاء (3/ 186) و الطبري (5/ 303) و تاريخ خليفة (ص213). و كان اعتراضهم حول تطبيق الفكرة نفسها، لا على يزيد بعينه.
و تجدر الإشارة هنا إلى أن المؤرخين والمفكرين المسلمين قد وقفوا حيال هذه الفكرة مواقف شتى، ففيهم المعارض، و منهم المؤيد، و كانت حجة الفريق المعارض تعتمد على ما وردته بعض الروايات التاريخية، التي تشير أن يزيد بن معاوية كان شاباً لاهياً عابثاً، مغرماً بالصيد و شرب الخمر، و تربية الفهود والقرود، و الكلاب … الخ. نسب قريش لمصعب الزبيري (ص127) و كتاب الإمامة والسياسة المنحول لابن قتيبة (1/ 163) و تاريخ اليعقوبي (2/ 220) و كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي (5/ 17) و مروج الذهب للمسعودي (3/ 77) و انظر حول هذه الافتراءات كتاب: صورة يزيد بن معاوية في الروايات الأدبية فريال بنت عبد الله (ص 86 - 122).
و لكننا نرى أن مثل هذه الأوصاف لا تمثل الواقع الحقيقي لما كانت عليه حياة يزيد بن معاوية، فالإضافة إلى ما سبق أن أوردناه عن الجهود التي بذلها معاوية في تنشئة وتأديب يزيد، نجد رواية في مصادرنا التاريخية قد تساعدنا في دحض مثل تلك الآراء.
فيروي البلاذري أن محمد بن علي بن أبي طالب - المعروف بابن الحنفية - دخل يوماً على يزيد بن معاوية بدمشق ليودعه بعد أن قضى عنده فترة من الوقت، فقال له يزيد، و كان له مكرماً: يا أبا القاسم، إن كنت رأيت مني خُلُقاً تنكره نَزَعت عنه، و أتيت الذي تُشير به علي؟ فقال: والله لو رأيت منكراً ما وسعني إلاّ أن أنهاك عنه، وأخبرك بالحق لله فيه، لما أخذ الله على أهل العلم عن أن يبينوه للناس ولا يكتموه، وما رأيت منك إلاّ خيراً. أنساب الأشراف للبلاذري (5/ 17).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/223)
و يروي ابن كثير أن عبد الله بن مطيع - كان داعية لابن الزبير - مشى من المدينة هو و أصحابه إلى محمد ابن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدى حكم الكتاب، فقال محمد ما رأيت منه ما تذكرون، قد حضرته و أقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة، قالوا: ذلك كان منه تصنعاً لك، قال: و ما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع؟ ثم أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر، فلئن كان أطلعكم على ذلك فإنكم لشركاؤه، و إن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا، قالوا: إنه عندنا لحق و إن لم نكن رأيناه، فقال لهم: أبى الله ذلك على أهل الشهادة، و لست من أمركم في شيء. البداية و النهاية (8/ 233) و تاريخ الإسلام – حوادث سنة 61 - 80هـ – (ص274) و قد حسّن الأخ محمد الشيباني إسناده انظر مواقف المعارضة من خلافة يزيد بن معاوية (ص384).
كما أن مجرد موافقة عدد من كبار الشخصيات الإسلامية، من أمثال عبد الله بن الزبير و عبد الله ابن عباس و ابن عمر و أبو أيوب الأنصاري، على مصاحبة جيش يزيد في سيره نحو القسطنطينية فيها خير دليل على أن يزيد كان يتميز بالاستقامة، و تتوفر فيه كثير من الصفات الحميدة، ويتمتع بالكفاءة والمقدرة لتأدية ما يوكل إليه من مهمات؛ وإلا لما وافق أمثال هؤلاء الأفاضل من الصحابة أن يتولى قيادتهم شخص مثل يزيد.
و بالرغم من كل ما سبق أن أوردناه من روايات، فإن أحد المؤرخين المحدثين قد أعطى حكماً قاطعاً بعدم أهلية يزيد للخلافة، دون أن يناقش الآراء التي قيلت حول هذا الموضوع، أو أن يقدم أي دليل تاريخي يعضد رأيه، ويمضي ذلك المؤرخ المحدث في استنتاجاته، فيرى أن معاوية لم يبايع لولده يزيد بولاية العهد، إلاّ مدفوعاً بعاطفة الأبوة. أنظر كتاب: موسوعة التاريخ الإسلامي لأحمد شلبي (2/ 46 - 47، 51).
لكننا نجد وجهة النظر التي أبداها الأستاذ محب الدين الخطيب - حول هذه المسألة - جديرة بالأخذ بها للرد على ما سبق، فهو يقول: إن كان مقياس الأهلية لذلك أن يبلغ مبلغ أبي بكر وعمر في مجموع سجاياهما، فهذا ما لم يبلغه في تاريخ الإسلام، ولا عمر بن عبد العزيز، و إن طمعنا بالمستحيل و قدرنا إمكان ظهور أبي بكر آخر و عمر آخر، فلن تتاح له بيئة كالبيئة التي أتاحها الله لأبي بكر و عمر، و إن كان مقياس الأهلية، الاستقامة في السيرة، و القيام بحرمة الشريعة، والعمل بأحكامها، و العدل في الناس، و النظر في مصالحهم، والجهاد في عدوهم، وتوسيع الآفاق لدعوتهم، والرفق بأفرادهم و جماعاتهم، فإن يزيد يوم تُمحّص أخباره، و يقف الناس على حقيقة حاله كما كان في حياته، يتبين من ذلك أنه لم يكن دون كثيرين ممن تغنى التاريخ بمحامدهم، و أجزل الثناء عليهم. حاشية العواصم من القواصم لابن العربي (ص221).
و نجد أيضاً في كلمات معاوية نفسه ما يدل على أن دافعه في اتخاذ مثل هذه الخطوة هو النفع للصالح العام و ليس الخاص، فقد ورد على لسانه قوله: اللهم إن كنت إنما عهدت ليزيد لما رأيت من فضله، فبلغه ما أملت و أعنه، و إن كانت إنما حملني حبّ الوالد لولده، وأنه ليس لما صنعت به أهلاً، فاقبضه قبل أن يبلغ ذلك. تاريخ الإسلام للذهبي – عهد معاوية بن أبي سفيان – (ص169) و خطط الشام لمحمد كرد علي (1/ 137).
و يتبين من خلال دراسة هذه الفكرة – أي فكرة تولية يزيد ولاية العهد من بعد أبيه -، أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما كان محقاً فيما ذهب إليه، إذ أنه باختياره لابنه يزيد لولاية العهد من بعده، قد ضمن للأمة الإسلامية وحدتها، و حفظ لها استقرارها، و جنبها حدوث أية صراعات على مثل هذا المنصب.
و قد اعترف بمزايا خطوة معاوية هذه، كل من ابن العربي، أنظر: العواصم من القواصم (ص228 - 229).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/224)
و ابن خلدون الذي كان أقواهما حجة، إذا يقول: والذي دعا معاوية لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون سواه، إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع الناس، واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل و العقد عليه - و حينئذ من بني أمية - ثم يضيف قائلاً: و إن كان لا يظن بمعاوية غير هذا، فعدالته و صحبته مانعة من سوى ذلك، و حضور أكابر الصحابة لذلك، وسكوتهم عنه، دليل على انتفاء الريب منه، فليسوا ممن تأخذهم في الحق هوادة، وليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق، فإنهم - كلهم - أجلّ من ذلك، و عدالتهم مانعة منه. المقدمة لابن خلدون (ص210 - 211).
و يقول في موضع آخر: عهد معاوية إلى يزيد، خوفاً من افتراق الكلمة بما كانت بنو أمية لم يرضوا تسليم الأمر إلى من سواهم، فلو قد عهد إلى غيره اختلفوا عليه، مع أن ظنهم كان به صالحاً، ولا يرتاب أحد في ذلك، ولا يظن بمعاوية غيره، فلم يكن ليعهد إليه، و هو يعتقد ما كان عليه من الفسق، حاشا لله لمعاوية من ذلك. المقدمة (ص206).
قلت: و قد رأى معاوية رضي الله عنه في ابنه صلاحاً لولاية خلافة الإسلام بعده و هو أعلم الناس بخفاياه و لو لم يكن عنده مرضياً لما اختاره.
و أما ما يظنه بعض الناس بأن معاوية كان أول من ابتدع الوراثة في الإسلام، فقد أخطأ الظن، فدافع معاوية في عهده لابنه يزيد بالخلافة من بعده، كان محمولاً على البيعة من الناس و ليس كونه محمولاً على الوراثة، و لو كان ما رآه هو الأخير لما احتاج إلى بيعتهم بل لاكتفى ببيعته منه وحده.
فإن قيل لو ترك الأمر شورى يختار الناس ما يرونه خليفة من بينهم، قلنا قد سبقه بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه من بيعته لأبي بكر يوم السقيفة، و سبقه أبو بكر أيضاً في وصيته لعمر بولاية العهد من بعده، و ما فعله عمر حين حصر الخلافة في الستة.
و الغريب في الأمر أن أكثر من رمى معاوية و عابه في تولية يزيد و أنه ورثّه توريثاً هم الشيعة، مع أنهم يرون هذا الأمر في علي بن أبي طالب و سلالته إلى اثني عشر خليفة منهم.
و ليس افضل - قبل أن ننتقل إلى موضوع آخر - من أن نشير إلى ما أورده ابن العربي في كتابه العواصم من القواصم من رأي لأحد أفاضل الصحابة في هذا الموضوع، إذ يقول: دخلنا على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استخلف يزيد بن معاوية، فقال: أتقولون إن يزيد ليس بخير أمة محمد، لا أفقه فيها فقهاً، ولا أعظمها فيها شرفاً؟ قلنا: نعم، قال: و أنا أقول ذلك، و لكن و الله لئن تجتمع أمة محمد أحب إلىّ من أن تفترق. العواصم من القواصم (ص231).
و هل يتصور أيضاً ما زعم الكذابون، من أن معاوية رضي الله عنه كان غير راض عن لهو يزيد وفسقه، و شربه، و أنه أكثر من نصحه فلم ينتصح، فقال – لما يئس من استجابته -: إذاً عليك بالليل، استتر به عن عيون الناس، و إني منشدك أبياتاً، فتأدب بها و احفظها، فأنشده:
انصب نهاراً في طلاب العلا * واصبر على هجر الحبيب القريب
حتى إذا الليل أتى بالدجى * واكتحلت بالغمض عين الرقيب
فباشر الليل بما تشتهي * فإنما الليل نهار الأريب
كم فاسق تحسبه ناسكاً * قد باشر الليل بأمر عجيب
غطى عليه الليل أستاره فبات في أمن و عيش خصيب
و لذة لأحمق مكشوفة * يشفي بها كل عدو غريب
كذا قال الكذابون الدهاة، و لكن فضحهم الله، فهذه الأبيات لم يقلها معاوية رضي الله عنه ولم تكن قيلت بعدُ، ولا علاقة لها بمعاوية ولا بيزيد، ولا يعرفها أهل البصرة، إلا ليحيى بن خالد البرمكي، أي الذي عاش زمن هارون الرشيد، أي بعد معاوية و ابنه بنحو مائة عام. أنظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (65/ 403).
بعض من الأحاديث المكذوبة في حق يزيد
و قد زورت أحاديث في ذم يزيد كلها موضوعة لا يصح منها شيء فهذه بعضها، و إلا فهناك الكثير:-
منها قول الحافظ أبو يعلى: عن أبي عبيدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال أمر أمتي قائماً بالقسط حتى يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد. هذا الحديث و الذي بعده منقطعة بل معضولة، راجع البداية و النهاية (8/ 231).
و حديث آخر أورده ابن عساكر في تاريخه، بلفظ: أول من يغير سنتي رجل من بني أمية يقال له يزيد. تاريخ دمشق (18/ 160)، و قد حسن الشيخ الألباني سنده، و قال معلقاً عليه: و لعل المراد بالحديث تغيير نظام اختيار الخليفة، و جعله وراثة، و الله أعلم. الصحيحة (4/ 329 - 330). قلت: الحديث الذي حسنه الشيخ الألباني دون زيادة لفظة (يقال له يزيد)، أما قوله بأن المراد تغيير نظام اختيار الخليفة و جعله وراثياً، فإن معاوية رضي الله عنه هو أول من أخذ بهذا النظام و جعله وراثياً، إذاً فالحديث لا يتعلق بيزيد بن معاوية بعينه، و الله أعلم.
و منها أيضاً قول: لا بارك الله في يزيد الطعان اللعان، أما أنه نُعي إلي حبيبي حسين. تلخيص كتاب الموضوعات لابن الجوزي، للإمام الذهبي (ص159).
علاقة يزيد بآل البيت رضي الله عنهم
و لم يقع بين يزيد و بين أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعكر العلاقة و القرابة بينهما سوى خروج الحسين و بعض أهله و مقتلهم على يد أهل العراق بكربلاء و مع هذا فقد بقيت العلاقة الحسنة بين يزيد و آل البيت و كانوا أولاد عمومته و نراهم قد اجتنبوا الخروج عليه أيام الحرة و مكة بل كانت صلته بعلي بن الحسين و عبد الله بن العباس و محمد بن الحنفية أيام الحرة جيدة. أما عبد الله بن جعفر فقد كانت صلته بمعاوية و يزيد من بعده غاية في المودة و الصداقة والولاء و كان يزيد لا يرد لابن جعفر طلباً و كانت عطاياه له تتوارد فيقوم ابن جعفر بتوزيعها على أهل المدينة، و كان عبد الله بن جعفر يقول في يزيد أتلومونني على حسن الرأي في هذا. قيد الشريد في أخبار يزيد (ص35).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/225)
ـ[سائل]ــــــــ[12 - 08 - 05, 08:43 م]ـ
موقف العلماء من يزيد بن معاوية
و قد سئل حجة الإسلام أبو حامد الغزالي عمن يصرح بلعن يزيد بن معاوية، هل يحكم بفسقه أم لا؟ و هل كان راضياً بقتل الحسين بن علي أم لا؟ و هل يسوغ الترحم عليه أم لا؟ فلينعم بالجواب مثاباً.
فأجاب: لا يجوز لعن المسلم أصلاً، و من لعن مسلماً فهو الملعون، و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلم ليس بلعان، - المسند (1/ 405) و الصحيحة (1/ 634) و صحيح سنن الترمذي (2/ 189) -، و كيف يجوز لعن المسلم ولا يجوز لعن البهائم وقد ورد النهي عن ذلك - لحديث عمران بن الحصين قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره و امرأة من الأنصار على ناقة، فضجرت فلعنتها، فسمع ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال: خذوا ما عليها و دعوها فإنها ملعونة، قال عمران: فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد. جمع الفوائد (3/ 353) -، و حرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة بنص النبي صلى الله عليه وسلم - هو أثر موقوف على ابن عمر بلفظ: نظر عبد الله بن عمر رضي الله عنه يوماً إلى الكعبة فقال: ما أعظمك و أعظم حرمتك، و المؤمن أعظم حرمة منك، و هو حديث حسن، أنظر: غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال و الحرام للشيخ الألباني (ص197) -، و قد صح إسلام يزيد بن معاوية و ما صح قتله الحسين ولا أمر به ولا رضيه ولا كان حاضراً حين قتل، ولا يصح ذلك منه ولا يجوز أن يُظن ذلك به، فإن إساءة الظن بالمسلم حرام و قد قال الله تعالى {اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم} [الحجرات/12]، و من زعم أن يزيد أمر بقتل الحسين أو رضي به، فينبغي أن يعلم أن به غاية الحمق، فإن من كان من الأكابر والوزراء، و السلاطين في عصره لو أراد أن يعلم حقيقة من الذي أمر بقتله و من الذي رضي به و من الذي كرهه لم يقدر على ذلك، و إن كان الذي قد قُتل في جواره و زمانه و هو يشاهده، فكيف لو كان في بلد بعيد، و زمن قديم قد انقضى، فكيف نعلم ذلك فيما انقضى عليه قريب من أربعمائة سنة في مكان بعيد، و قد تطرق التعصب في الواقعة فكثرت فيها الأحاديث من الجوانب فهذا الأمر لا تُعلم حقيقته أصلاً، و إذا لم يُعرف وجب إحسان الظن بكل مسلم يمكن إحسان الظن به. و مع هذا فلو ثبت على مسلم أنه قتل مسلماً فمذهب أهل الحق أنه ليس بكافر، و القتل ليس بكفر، بل هو معصية، و إذا مات القاتل فربما مات بعد التوبة و الكافر لو تاب من كفره لم تجز لعنته فكيف بمؤمن تاب عن قتل .. و لم يُعرف أن قاتل الحسين مات قبل التوبة و قد قال الله تعالى {و هو الذي يقبل التوبة عن عباده، و يعفوا عن السيئات و يعلم ما تفعلون} [الشورى/25] فإذن لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين بعينه لم يروه النص، و من لعنه كان فاسقاً عاصياً لله تعالى. و لو جاز لعنه فسكت لم يكن عاصياً بالإجماع، بل لو لم يلعن إبليس طول عمره مع جواز اللعن عليه لا يُقال له يوم القيامة: لِمَ لَمْ تلعن إبليس؟ و يقال للاعن: لم لعنت و مِنْ أين عرفت أنه مطرود ملعون، و الملعون هو المبعد من الله تعالى و ذلك علوم الغيب، و أما الترحم عليه فجائز، بل مستحب، بل هو داخل في قولنا: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، فإنه كان مؤمناً و الله أعلم بالصواب. قيد الشريد من أخبار يزيد (ص57 - 59).
و قد سئل ابن الصلاح عن يزيد فقال: لم يصح عندنا أنه أمر بقتل الحسين رضي الله عنه والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله إنما هو عبيد الله بن زياد والي العراق إذ ذاك، و أما سب يزيد و لعنه فليس ذلك من شأن المؤمنين، و إن صح أنه قتله أو أمر بقتله، و قد ورد في الحديث المحفوظ: إن لعن المؤمن كقتاله - البخاري مع الفتح (10/ 479) -، و قاتل الحسين لا يكفر بذلك، و إنما ارتكب إثماً، و إنما يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة و السلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/226)
و الناس في يزيد على ثلاث فرق، فرقة تحبه و تتولاه، و فرقة تسبه و تلعنه و فرقة متوسطة في ذلك، لا تتولاه ولا تلعنه و تسلك به سبيل سائر ملوك الإسلام و خلفائهم غير الراشدين في ذلك و شبهه، و هذه هي المصيبة – أي التي أصابت الحق - مذهبها هو اللائق لمن يعرف سِيَر الماضين و يعلم قواعد الشريعة الظاهرة. قيد الشريد (ص59 - 60).
و سُئل شيخ الإسلام عن يزيد أيضاً فقال: افترق الناس في يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ثلاث فرق طرفان و وسط، فأحد الطرفين قالوا: إنه كان كافراً منافقاً، و إنه سعى في قتل سِبط رسول الله تشفياً من رسول الله صلى الله عليه وسلم و انتقاماً منه و أخذاً بثأر جده عتبة و أخي جده شيبة و خاله الوليد بن عتبة و غيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب و غيره يوم بدر و غيرها، و قالوا تلك أحقاد بدرية و آثار جاهلية. و هذا القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر و عمر وعثمان، فتكفير يزيد أسهل بكثير. و الطرف الثاني يظنون أنه كان رجلاً صاحاً و إماماً عدل و إنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم و حمله بيده و برّك عليه و ربما فضله بعضهم على أبي بكر و عمر، و ربما جعله بعضهم نبياً .. و هذا قول غالية العدوية و الأكراد و نحوهم من الضُلاّل. و القول الثالث: أنه كان ملكاً من ملوك المسلمين له حسنات و سيئات و لم يولد إلا في خلافة عثمان و لم يكن كافراً و لكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين و فُعل ما فعل بأهل الحرة، و لم يكن صحابياً ولا من أولياء الله الصالحين و هذا قول عامة أهل العقل و العلم و السنة و الجماعة. ثم افترقوا ثلاث فرق، فرقة لعنته و فرقة أحبته و فرقة لا تسبه ولا تحبه و هذا هو المنصوص عن الأمام أحمد و عليه المقتصدون من أصحابه و غيرهم من جميع المسلمين. سؤال في يزيد (ص26).
وفاة يزيد بن معاوية
في أثناء حصار مكة جاءت الأخبار بوفاة يزيد بن معاوية رحمه الله و البيعة لابنه معاوية.
و كان ذلك لعشر خلت من ربيع الأول سنة أربع و ستين، و كانت وفاته بحوران و قيل حوارين من أرض الشام، قال عبد الرحمن أبي معذور: حدثني بعض أهل العلم قال: آخر ما تكلم به يزيد بن معاوية: اللهم لا تؤاخذني بما لم أحبه و لم أرده. قيد الشريد (ص50).
يزيد رحمه الله قد شوهت سيرته كما قلت تشويهاً عجيباً، فنسبوا إليه شرب الخمر و الفجور و ترك الصلاة و تحميله أخطاء غيره دونما دليل.
فيطعنون فيه و في دينه، فقط لأجل أن يشوهوا و يثبتوا أنه لا يستحق الخلافة، ولا شك أنه مفضول و أن الحسين و غيره من الصحابة كانوا أفضل منه بدرجات و لهم صحبة و سابقية في الإسلام، لكن الطعن في دينه أمرٌ غير ثابت، بدلالة أثر ابن الحنفية الذي ذكرته آنفاً، و هناك قول مشابه لابن عباس يثبت فيه أن يزيد براء من هذه الأقوال التي يقولونها فيه، و هو أنه لما قدم ابن عباس وافداً على معاوية رضي الله عنه، أمر معاوية ابنه يزيد أن يأتيه – أي أن يأتي ابن عباس -، فأتاه في منزله، فرحب به ابن عباس و حدثه، فلما خرج، قال ابن عباس: إذا ذهب بنو حرب ذهب علماء الناس. البداية والنهاية (8/ 228 - 229) و تاريخ دمشق (65/ 403 - 404).
يقول الله تعالى {يأيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} [الحجرات/6] فأبو مخنف هذا و أمثاله من الرواة الكذابين الغالين ممن ينطبق عليهم لفظ الفاسق، فلا يقبل لهم قول خاصة إذا كان فيه طعن في أحد من المسلمين، فما بالك إذا كان هذا المطعون فيه و في دينه خليفة المسلمين و إمامهم؟! فهذا من باب أولى أن يرد ويرفض.
أما ما لفقوه بيزيد من أن له يداً في قتل الحسين، و أنهم فسروا كلامه لعبيد الله بن زياد بأن يمنع الحسين من دخول الكوفة و أن يأتيه به، يعني اقتله و ائتني برأسه، فهذا لم يقل به أحد و إنما هو من تلبيس الشيطان على الناس و إتباعهم للهوى و التصديق بكل ما يرويه الرافضة من روايات باطلة تقدح في يزيد و معاوية، و أن أهل العراق و الأعراب هم الذين خذلوا الحسين و قتلوه رضي الله عنه كما قال بذلك العلماء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/227)
و يشهد لذلك ما رواه البخاري عن شعبة عن محمد بن أبي يعقوب سمعت عبد الرحمن بن أبي نعيم: أن رجلاً من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب؟ فقال ابن عمر: انظر إلى هذا يسأل عن دم البعوض و قد قتلوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الحسن و الحسين هما ريحانتاي من الدنيا. الفتح (10/ 440) و صحيح سنن الترمذي (3/ 224).
أما قول الإمام الذهبي في سيره عن يزيد بأنه ممن لا نسبه ولا نحبه و أنه كان ناصبياً فظاً غليظاً جلفاً متناول المسكر و يفعل المنكر. سير أعلام النبلاء (4/ 36).
قلت: إن الإنصاف العظيم الذي يتمتع به الذهبي رحمه الله جعله لا يكتفي بسرد تاريخ المترجم له دون التعليق - غالباً - على ما يراه ضرورياً لإنصافه؛ و ذلك نحو الحكم على حكاية ألصقت به و هي غاضّة من شأنه، أو ذكر مبرر لعمل ظنه الناس شيئاً و هو يحتمل أوجهاً أخرى، أو نقد لتصرفاته نقداً شرعياً، ثم يحاول أن يخرج بحكم عام على المترجم له مقروناً بالإنصاف.
و هذا العمل _ أي الإنصاف في الحكم على الأشخاص _ يعطي ضوءاً كاشفاً تستطيع أن تستفيد منه الصحوة المباركة، فهي صحوة توشك أن تعطي ثمارها لولا ما يكدرها من تصرفات بعض ذوي النظرات القاتمة الذين يرمون العلماء و الدعاة بالفسق و الابتداع و الميل عن مذهب السلف لأي زلة، لا يعذرون أحداً، و لا يتقون الله في ظنٍّ مرجوح.
و هناك بعض آخر لا يستطيع العيش إلا بالطعن على المخالف، و نسيان محاسنه و كتمانها، فهؤلاء و أمثالهم تكفل الإمام الذهبي بالرد عليهم في سفره العظيم سير أعلام النبلاء.
و قلت أيضاً: هذا قول و كلٌ يؤخذ من كلامه و يرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
و أما عن تناوله المسكر و غيرها من الأمور قلت: هذا لا يصح كما أسلفت و بينت رأي ابن الحنفية في ذلك - و هذه شهادة ممن قاتل معاوية مع أبيه، فأحرى به أن يكون عدواً له كارهاً لملكه و ولده -.
و قلت أيضاً: إن هذا لا يحل إلا بشاهدين، فمن شهد بذلك؟ وقد شهد العدل بعدالته، روى يحيى بن بكير عن الليث بن سعد (ت 147هـ) قال الليث: توفي أمير المؤمنين يزيد في تاريخ كذا، فسماه الليث أمير المؤمنين بعد ذهاب ملكهم و انقراض دولتهم، ولولا كونه عنده كذلك ما قال: إلا توفي يزيد. العواصم من القواصم (ص232 - 234).
و هذا الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله على تقشفه و عظم منزلته في الدين و ورعه قد أدخل عن يزيد بن معاوية في كتابه الزهد أنه كان يقول في خطبته: إذا مرض أحدكم مرضاً فأشقى ثم تماثل، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فليلزمه و لينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه. أنظر: العواصم من القواصم (ص245).
و هذا لا يتعارض مع ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية نقلاً عن الإمام أحمد عندما سُئل أتكتب الحديث عن يزيد، قال: لا، و لا كرامة، أوَ ليس هو الذي فعل بأهل المدينة ما فعل. سؤال في يزيد (ص27).
و كان رفض الإمام أحمد رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه ليس دليلاً على فسقه، و ليس كل مجروح في رواية الحديث لا تقبل أقواله، فهناك عشرات من القضاة والفقهاء ردت أحاديثهم و هم حجة في باب الفقه. في أصول تاريخ العرب الإسلامي، محمد محمد حسن شرّاب (ص 152).
و هذا يدل على عظم منزلته – أي يزيد بن معاوية - عنده حتى يدخله في جملة الزهاد من الصحابة و التابعين الذين يقتدى بقولهم و يرعوى من وعظهم، و ما أدخله إلا في جملة الصحابة قبل أن يخرج إلى ذكر التابعين، فأين هذا من ذكر المؤرخين له في الخمر و أنواع الفجور، ألا يستحيون؟! و إذا سلبهم الله المروءة و الحياء، ألا ترعوون أنتم و تزدجرون و تقتدون بفضلاء الأمة، و ترفضون الملحدة و المجّان من المنتمين إلى الملة. العواصم من القواصم (ص246).
و قد أنصف أهل العلم و العقل و السنة و الجماعة على أن يزيد كان ملكاً من الملوك المسلمين له حسنات و له سيئات و لم يكن صحابياً و لم يكن كافراً.
و المؤمن الحق يعرف جيداً أن الله تعالى غير سائله عما حصل بين علي و معاوية أو بين يزيد والحسين أو الذين جاءوا من بعدهم إنما العبد يسئل عما قدم لنفسه.
و أخيراً فالعبد التقي الخفي لا ينشغل بذنوب العباد و ينسى نفسه كما قال صلى الله عليه وسلم: يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه و ينسى الجذع أو الجدل في عينه معترضاً. أنظر: السلسلة الصحيحة (1/ 74).
http://arabic.islamicweb.com/shia/yazid.htm
ـ[أمجد التركماني]ــــــــ[12 - 08 - 05, 08:44 م]ـ
سنكون شاكرين لمن ينقل لنا فتاوى اللجنة الدائمة أو فتاوى المشايخ الكرام: إبن باز و الألباني و إبن عثيمين رحمه الله أو الشيخ صالح الفوزان و الشيخ صالح اللحيدان أو غيرهم من علماء أهل السنة المعاصرين حول هذه المسألة (أقصد الدعاء ليزيد و بيان حال يزيد) , و إذا أحالنا أحد الإخوة على كتاب بحث موضوع يزيد بن معاوية بحياد سنكون شاكرين له أيضاً
محبكم في الله: أمجد التركماني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/228)
ـ[سائل]ــــــــ[12 - 08 - 05, 08:54 م]ـ
يزيد بن معاوية في مجلس العدلِ والإنصاف
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَ لهُ، ومن يُضلل فلا هادي له، وأَشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأَشهدُ أنَّ محمداً عَبْدُهُ ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} "آل عمران 102 ".
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} "النساء 1".
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} "الأحزاب 70 - 71".
أما بعد:
فإن خيرَ الكلام كلام الله، وخير الهُدى هديُ محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشَرُ الأمورِ مُحْدَثَاتُها، وكلَّ مُحدَثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.
وبعد،
فإن الله تعالى امتدح هذه الأمة بكونها وسط في الحكم والشهادة: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ} الآية .. ،والله عز وجل قد أمر بأننا إذا حكمنا بين الناس أن نحكم بالعدلِ في قوله تعالى: {وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ} "النساء 58"، فالعدل العدل؛ لا نغلو نغلو، ولا نجفو نجفو، وإن كان بيننا وبينه مُشاحنات فلا يجعلنا هذا بأن نظلم ونفتري؛ بل نحكم بالقسط والعدل، فالله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} "المائدة 80".
والله حذرنا حين الشهادة والحكم بأن نظلم ونميل لمن نُحب ولو كان ذا قربى، يقول سبحانه عز وجل: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} "الأنعام 152".
يقول الشيخ د/ ناصر العمر في كتابه الوسطية: "وقفت متأملاً لآيتي المائدة والأنعام، فوجدت أن كلاً منهما تأمر بالعدل وهو طريق الوسط؛ ولكن كل آية اختصت بمعنى ليس في الأخرى، فآية المائدة تنهى عن الحيف والجور في حق العدّو، وأن عداوته وبغضه لا يجوز أن يكون حائلاً دون العدل في حقه، شهادة أو حكماً، فهي تنهى عن الإفراط والغلو بالنسبة لصدور الحكم ضده، وعن التفريط والجفاء بالنسبة لحفظ حقوقه وما يجب له.
أما آية الأنعام فإنها تُحذر من الميل والإفراط في حقّ القريب، مما يكون سبباً لعدم ثبوت الحق عليه، وهنا غلو منهي عنه، كما تنهى عن التفريط في حق خصمه بسبب القرابة، فإن عدم أداء الشهادة مُحاباة للقريب فيه تفريط في حق الخصم وضياع للحقوق.
ومن هنا فإن هاتين الآيتين بمجموعهما ترسمان خط الوسطية، وتُرشدان إليه، وتُحذران من الحيف والميل سواءً أكان إفراطاً أو تفريطاً.
وقد يؤدي بغض العدّو بما ليس عليه، ويُحكم للقريب بما ليس له، وكل هذا خروج عن العدل، ومن الظلم الذي لا يرضاه الله أبداً.
أما آية النساء-ستأتي-فإنها جمعت بين المعنيين كما هو واضح من سياقها، وتفسير الطبري لها، وإن كانت لمعنى ما في سورة الأنعام أقرب منها لما في سورة المائدة".
ويعني بالآية التي في سورة النساء قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} "النساء 135".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/229)
يقول الإمام الطبري في قوله: {فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ}: "فلا تتبعوا أهواء أنفسكم في الميل في شهاداتكم إذا قمتم بها؛ ولكن قوموا فيه بالقسط، وأدّوا الشهادة على ما أمركم الله بأدائها بالعدل لمن شهدتم عليه وله".
ونؤكد على أن أمتنا هي أمة الوسط بأمر الله، يقول العلامة عبدالرحمن السعدي في رسالة القواعد الحسان لتفسير القرآن:
"القاعدة (24):
وبالجملة ف كل شيء بين خلقين ذميمين، تفريط وإفراط، وقال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} "البقرة 143".
ونحن أمة الوسط، أمة العدل، تطلب الحق، وتقول الحق، وتموت في سبيل الحق.
نحن أمة نعرف الرجال بالحقِ؛ ولا نعرف الحق بالرجالِ.
ومن هؤلاء الذين لم يحاكموا بالعدلِ؛ بل صدرت فيه أحكام متناقضة-وإن كان من أهل السنة كثير عدلوا في ذلك-أحد حكام بني أمة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان رحمه الله ورضي الله عن أبيه وجده، فبينما حكمت الرافضة وغلت جداً في يزيد بتكفيره ولعنه ورميه قذفاً وبهتاناً بكلِ أمرٍ قبيح وشفيع؛ بينما النواصب قد أفرطوا وغلو في تزكيته إلى درجة رفعة منزلة أعلى من بعض الصحابة وممن صاحب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم من آل بيته كعلي بن أبي طالب وابنيه الحسن والحسين عليهم السلام؛ وغلو في سب آل البيت عليهم السلام وناصبوهم العداء؛ في حين ناصبوا الرافضة الصحابة وخلفاء بني أمية العداء، وهذا خلل كبير في منهجية الرافضة والناصبة؛ وما هكذا يا سعد تورد الإبل.
وبين هؤلاء وأولئك وَقَفَ أهلُ السنةِ موقف العدل، ومعرفة الرجال بالحق، والحكم على الظواهر؛ أما البواطن فأمرها إلى الله، لا العكس.
ولذلك سنقف –بإذن الله- في مجلس الإنصاف مع يزيد بن معاوية، بعيداً عن الهوى {فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ}،لا غلو ولا إفراط كالنواصب والرافضة؛ بل هذه شهاداتنا وسيسألنا الله عنها.
وسنبدأ بكلمات عن يزيد، ثم ندرج مع الشيخ محمد بن إبراهيم الشيباني والترجمة الحافلة، ثم مع القصص وقفات كموقفة من مقتل الحسين عليه السلام، وقصة إباحة المدينة، وقصة إحراق الكعبة في عهد يزيد ومناقشتها نقاشاً علمياً؛ لا للعواطف والأقصوصات الضعيفة ضغطاً في الشهادة التي أسأل الله أن يغفر لي بها في دفاع عن مُسلم مظلوم.
نقف في مجلس العدل والإنصاف، نُحاكمه بالعدلِ؛ بعيداً عن الهوى، وما سبق من منهجية الوسطية هي حادينا نسأل الله الإعانة والإخلاص، ونسأل الله أن يوفقنا للحق، وأن يشرح صدورنا له.
كلمات في يزيد
"إن يزيد يوم تُمحص أَخباره، ويقف الناس على حقيقة حاله كما كان في حياته، يتبّين من ذلك أنه لم يكن دون كثير ممن تغنى التاريخ بمحامدهم، وأجزل الثناء عليهم."
مُحب الدين الخطيب رحمه الله
(العواصم من القواصم)
"فإن قيل: كان يزيد خمّاراً.
قلنا: لا يحل إلا بشاهدين؛ فمن شهد بذلك عليه؟ بل شهد العدل بعدالته."
أبو بكر بن العربي رحمه الله
(العواصم من القوام)
" .... وقد حضرته وأقمت عنده فرأيتهُ مواظبا على الصلاة، مُتَحَرِياً الخير، يسأل عن الفقه، مُلازماً للسنة."
محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
(البداية والنهاية)
وسيأتي بإذن الله أقوال أهل العلم في فضل أو التوقف أو نقد يزيد في مجلسنا هذا مع ترجمته بإذن الله.
حياته وخلافته ومبايعة المسلمين له
(60 - 64)
لما مات يزيد بن أبي سفيان ف خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولي عمر مكانه على أحد أرباع الشام أخاه معاوية بن أبي سفيان وذلك لأن الشام كانت أربعة أرباع:
الربع الواحد ربعُ فلسطين: وهو بيتُ المقدس إلى نهر الأردن الذي يُقال له الشريعة.
والربع الثاني: ربعُ الأردُن وهو من الشريعة إلى نواحي عجلون إلى أعمال دمشق.
والربع الثالث: دمشق.
والربع الرابع: حمص، وكانت سيْسُ وأرض الشمال من أعمال حمص.
وبقي معاوية أميراً على ذلك، وكان حلماً كريماً رضي الله عنه، إلى أن قُتلَ عُمر، ثم أقرهُ عثمان بن عفان رضي الله عنه على إمارته وضم إليه سائر الشام، فصار نائباً على الشامِ كله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/230)
وفي خلافة عثمان ولد لمعاوية ولدٌ سماه يزيد باسم أخيه، ويزيد الذي ولِدَ في خلافة عثمان هو من تولى الملك بعد أبيه معاوية "وذلك سنة 60 وبقي حتى عام 64" ^1^ وكان سبب تولية معاوية ابنه يزيد الحكم الفتن التي تلاحقت يتلو بعضها بعضاً، وكان من الصعوبة أن يلتقي المسلمون على خليفة واحد، خاصة والقيادات المتكافئة في الإمكاناتِ قد يَضْرِبُ بعضها بعضاً، فتقع الفتن والملاحم بين المسلمين مرةً ثانية، ولا يعلم مدى ذلك بعد إلا الله تعالى.
ورأى معاوية أن ابنه يزيد قد تمرسَ بالسلطةِ، وخبر أساليبها، ومارسَ جوانب من مسئولياتها، وعرفَ فُنونَها وطَرائقُها، وقادَ الجيوش، وحاصرَ العدو، وعرفَ نكايته وأساليبه وطرائقه،؛وكان هذا كافياً عند معاوية رضي الله عنه لأن يقع اختياره على ابنه يزيد؛ وكانت هذه القناعة واضحة في خط معاوية السياسي كله.
ولهذا قال لعبدالله بن عمر فيما يخاطبه به:
"إني خفت أن أذر الرعية من بعدي كالغنم المطيرة ليس لها راع"
ولقد صدق الواقع حدس معاوية وظنه، فبعد هلاك يزيد بن معاوية ماذا كان الأمر؟ العراق والحجاز لعبدالله بن الزبير، والشام لعبدالملك بن مروان. ووقعت دماء وسالت أنهاراً حتى انتصر عبدالملك بن مروان على خصمه عبدالله ن الزبير.
يقول ابن كثير المؤرخ رحمه الله: "فلما مات الحسين قوي أمر يزيد بن معاوية، ورأى أنه لذلك أهلٌ، وذلك من شدة محبة الوالد لولده، ولما كان يتوسم ه من النجابة الدنيوية، وسيما أن أولاد الملوك ومعرفتهم بالحروب وترتيب الملك، والقيام بأبهته، وكان ظنه أن لا يقوم أحد من أبناء الصحابة في هذا المعنى" ^2^.
وأما الصحابة فكان دورهم كما قال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل بن علية، حدثني صخر بن جويرية عن نافع، قال: "أما بعد فإنا بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني سمعت رسول الله لى الله عليه وسلم يقول: ((إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة، يقال هذه غدرة فلان،وإن من أعظم الغدر إلا أن يكون الإشراك بالله، أن يتابع رجل رجلاً على بيع الله ورسوله ثم ينكث بيعته)) ^3^ فلا يخلعن أحد منكم يزيد ولا يسرفن أحد منكم في هذا الأمر، فيكون الفيصل بيني وبينه".
ودخل ابن عمر على ابن مطيع يعظه ويذكره ببيعته ليزيد بعد أن نزعها ونقضها وأراد خلعه.
قال ابن مطيع: مرحباً بأبي عبدالرحمن، ضعوا له وسادة.
فقال: إنما جئتك لأحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من نزع يداً من طاعة فإنه أتي يوم القيامة لا حجة له، ومن مات مفارقا الجماعة فإنه يموت موتة جاهلية)) ^4^.
وأما آل بيت النبوة فقد جاء عن جعفر الباقر رحمة الله تعالى قوله: "لم يخرج أحد من آل بيت أبي طالب ولا من عبدالمطلب أيام الحرة" ^5^.
ولما قدم مسلم بن عقبة أكرمه وأدنى مجلسه وأعطاه كتاب أمان.
ثم إن يزيداً أمر بحملِ الطعام إلى أهلِ المدينة وأفاض عليهم بالأعطيةِ، وهذا خلاف ما ذكره الروافض من أنه شمت بهم واشتفى بقتلهم، وأنه أنشد شعر ابن الزِّبعري لما أوتي برأسِ الحسين بن علي رضي الله عنه وأمه وأبيه:
لما بدت تلك الحمولُ وأشرقت ..... تلك الرؤوسُ على رُبا جيرون
نعق الغُراب فقلت نُح ..... فلقد قضيتُ من النبي ديوني
أو من الحسين ديوني.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "هذا كذب، ومن قال ذلك فهو كافرٌ كاذبٌ مفتر، وديوان الشعر الذي يعزى إليه عامته كذب، وأعداء الإسلام كاليهود وغيرهم يكتبونه للقدح في الإسلام، ويذكرون فيه ما هو كذب ظاهر كقولهم أنه أنشد:
ليت أشياخ ببدرٍ شهدوا ..... جذع الخزرج من وقعِ الأسل
قد قتلنا الكبش من أقرانهم ..... وعدلناه ببدرٍ فاعتدل
وأنه تمثل بها ليالي الحرة.
وهذا الشعر لعبدالله الزِّبعري ^6^ أنشده عام أُحد لما قتل المشركون حمزة، وكان كافراً ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه، وقال أبياتاً يذكر فيها توبته فلا يجوز أن يُغل في يزيد ولا غيره؛ بل لا يجوز أن يتكلم في أحد إلا بعلمٍ وعدل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
^1^ يزيد بن معاوية لشيخ الإسلام ابن تيمية، والبداية والنهاية 8/ 232.
^2^ البداية والنهاية 8/ 232.
^3^ رواه مسلم 3/ 1360 والترمذي 4/ 144 من حديث صخر بن جورية وقال حسن صحيح، وفي لفظ آخر عند أحمد والطيالسي عن أنس ((إن لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به عند استه)) راجع الجامع الصغير 2/ 228.
^4^ رواه أحمد 2/ 111.
^5^ الحرة هي: حرة واقم بظاهر المدينة، وكانت الواقعة التي نقلها أكثر المؤرخين سنة ثلاثٍ وستين وكان قائدها مسلم بن عقبة وهو الذي قالوا عنه إنَّه استباح المدينة ثلاثة أيام يقتل فيها أهلها وأسرف جنده في السلب والنهب؛ وللأسف فإن أكثر من نقلوا روايتي حريق الكعبة واستباحة المدينة، نقلوا عن رواية إخباري تالف كذاب وهو لوط بن يحيى [أبو مخنف] وهو شيعي محترق صاحب أخبارهم كما قال ابن عدي ف الكامل وتركه أبو حاتم، وقال ابن معين: ليس ثقة. وقال عنه عبدالمنعم ماجد: إنَّه من الشيعة المتحمسين.
^6^ عبدالله بن الزبعري بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي الشاعر، أمه عاتكة بنت عبدالله بن عمرو بن وهب بن حذافة بن جمح، كان من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه بلسانه ونفسه، وكان من أشعر الناس وأبلغهم. يقولون: إنه أشعر قريش قاطبة. قال محمد بن سلام: كان بمكة شعراء، فأبدعهم عراً عبدالله بن الزبعري. قال الزبير: كذلك يقول رواة قريش: إنه كان أشعرهم في الجاهلية. ثم أسلم وحسن إسلامه، واعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه ولم، فقبل عذره ثم شهد ما بعد الفتح من المشاهد:
ومن قوله بعد إسلامه للنبي عليه السلام معتذراً:
يا رسول المليك إن لساني ..... راتق فأفتقت إذ أنا "بور"
إذْ أجاري الشيطان في سنن الغي ..... أنا في ذاك خاسر مبثور
يشهد السمع والفؤاد بما قلـ ..... ت ونفس الشهيد وهي الخبير
إن ما جئتنا به حق صدق ..... ساطع نوره مضيء منير
جئتنا باليقين والصدق والبدر ..... وفي الصدق واليقين السرور
أَذهبَ الله ضلَّه الجهل عنا ..... وأتانا الرضاء والميسور
والبور: الضال الهالك، وهو لفظ للواحد والجمع.
الاستيعاب لابن عبدالبر 1/ 901 وسيرة ابن هشام 4/ 39.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/231)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[12 - 08 - 05, 08:55 م]ـ
القضية لها شقان: حال يزيد وحكم لعنه.
- فالأولى حسمها أهل الجرح والتعديل، وتنظر في كتب التراجم. وأعدل ما قيل: كلام الذهبي رحمه الله.
- والثانية خلافية عند أهل السنة. وأفضل من بسطها شيخ الإسلام ابن تيمية.
فلنكتف - أيها الأحباب - بكلام هذين الإمامين. ففي كلامهما غنية عن تخبط بعض المعاصرين.
والله أعلم.
ـ[سائل]ــــــــ[12 - 08 - 05, 08:57 م]ـ
مقتل الحسين وانقسام أهل العراق فيه
ومع هذا فيزيد لم يأمر بقتل الحسين، ولا حمل رأسه إلى بين يديه، ولا نكت بالقضيب ثناياه ^1^ بل الذي جرى منه هو عبيدالله بن زياد كما ثبت في صحيح البخاري، ولا طيف برأسه في الدنيا، ولا سُبي أحدٌ من أهل الحسين؛ بل الشيعة كتبوا إليه وغرّوه *،فأشار أهل العلم والنُصح بأن لا يقبل منهم، فأرسل ابن عمه مسلم بن عقيل، فرجع أكثرهم عن كتبهم، حتى قُتل ابن عمه، ثم خرج منهم عسكرٌ مع عمر بن سعد حتى قتلوا الحسين مظلوماً شهيداً أكرمه الله بالشهادة كما أكرم بها أباه وغيره من سلفه سادات المسلمين.
ثم إنه لما رجع أهل المدينة من عند يزيد مشى عبدالله بن مطيع وأصحابه إلى محمد بن الحنفية ^2^ فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: إن يزيدَ يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدى حكم الكتاب.
فقال لهم: ما رأيت ما تذكرون، وقد حضرته وأقمت عنده فرأته مواظباً على الصلاة، متحرياً للخير، يسأل عن الفقه، ملازماً للسنة.
فقالوا: فإن ذلك كان منه تصنعاً لك.
فقال: وما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر لي الخشوع؟ أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟ فلئن أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه، وإن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا.
قالوا: إنه عندنا لحق وإن لم نكن رأيناه.
فقال: لهم: أبى الله ذلك على أهل الشهادة، فقال: {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} ^3^ ولست من أمركم في شيء.
قالوا: فلعلك تكره أن يتولى الأمر غيرك فنحن نوليك أمرنا.
قال: ما أستحل القتال على ما تريدونني عليه تابعاً ولا متبوعاً.
قالوا: فقد قاتلت مع أبيك.
قال: جيئوني بمثل أبي أقاتل على مثل ما قاتل عليه.
فقالوا: مر ابنيك أبا القاسم والقاسم بالقتال معنا.
قال: لو أمرتهما قاتلت.
قالوا: قم معنا مقاماً تحض الناس فيه على القتال.
قال: سبحان الله!! آمر الناس بما لا أفعله ولا أرضاه، إذاً ما نصحت لله في عباده.
قالوا: إذاً نُكرهك.
قال: آمر الناس بتقوى الله ولا يرضون المخلوق بسخط الخالق.
وخرج إلى مكة.^4^
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
"وقد كان بالعراق طائفتان:
طائفة النواصب تبغض علياً وتشتمه، وكان منهم الحجاج بن يوسف الثقفي.
وطائفة من الشيعة تظهر موالاة أهل البيت منهم المختار بن أبي عبيد الثقفي.
وقد ثبت في صحيح مسلم ^5^ عن أسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((سيكون في ثقيف كذاب ومبير)) فكان الكذاب هو المختار بن أبي عبيد الثقفي، والمبير هو الحجاج بن يوسف الثقفي.
وكان المختار أظهر أولاً التشيع والانتصار للحسين، حتى قتل الأمير الذي أمر بقتل الحسين وأحضر رأسه إليه، ونكت بالقضيب على ثناياه: عبيدالله بن زياد.
ثم أظهر أنه يوحى إليه، وأن جبريل يأتيه حتى بعث ابن الزبير أخاه مصعباً فقتله، وقتل خلقاً من أصحابه.
ثم جاء عبدالملك بن مروان فقتل مصعب بن الزبير.
فصار النواصب والروافض يوم عاشوراء حزبين، هؤلاء يتخذونه يوم مأتم وندب ونياحة، وهؤلاء يتخذونه يوم عيد وفرح وسرور **.
وكل ذلك بدعة وضلالة، وقد ثبت في الصحيح ^6^ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية)).
وأما فريق الندب والنياحة فيتخذون من حديث الإمام أحمد الضعيف حجة ف ذلك، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من مسلم يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته وإن قدمت فيحدث لها استرجاعاً إلا أعطاه من الأجر مثل أجره يوم أصيب بها)) ^7^.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/232)
فدل هذا الحديث الذي رواه الحسين على أن المصيبة إذا ذكرت وإن قدم عهدُها فالسنة أن يسترجع فيها، وإذا كانت السنة الاسترجاع عند حدوث العهد بها فمع تقدم العهد أولى وأحرى. وقد قتل غير واحدٍ من الأنبياء والصحابة والصالحين مظلوماً شهيداً، وليس في دين المسلمين أن يجعل ومن قتل أحدهم مأتم. وكذلك اتخاذه عيداً بدعةٌ وأما ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء والاكتحال، وصلاة يوم عاشوراء، مثل ما يروى: مَن وسّع على أهله يوم عاشوراء وسّع الله عليه سائر سنته، فقد قال أحمد بن حنبل فيه: لا أل لهذا الحديث. وكذلك طبخ طعام جديد فيه الحبوب أو غيرها، أو ادخار حم الأضحية حتى يطبخ به يوم عاشوراء، كل هذا من بدع النواصب، كما أن الأول من بدع الروافض^8^.
وأهل السنة في الإسلام، كأهل الإسلام في الأديان يتولون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، ويعرفون حقوق الصحابة، وحقوق القرابة كما أمر الله ورسوله، فإنه صلى الله عليه وسلم قد ثبت عنه في الصحاح من غي وجه أنه قال: ((خيرُ القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)) ^9^.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
^1^ يقول الغزالي: وأما قتل الحسين فلم يأمر به ولم يرضّ به؛ بل ظهر منه التألم لقتله، وذم من قتله، ولم يحمل الرأس إليه إنما حمل إلى ابن زياد.
* يراجع للأهمية الكتاب القيم من مصادر الرافضة وإقرار الرافضة بذلك: من قتل الحسين رضي الله عنه؟ للشيخ عبدالله بن عبدالعزيز.
^2^ محمد بن الحنفية: أحد أبناء علي رضي الله عنه من خولة بنت جعفر بن قيس من بني حنيفة، ثقة عالم من الثانية، مات بعد الثمانين. تهذيب التهذيب 9/ 354.
كما أن لعلي رضي الله عنه أولاداً كثيرين حاول أهل الرفض إخفاء أسمائهم في كتبهم الحديثية ومجالسهم أمثال: عمر وعثمان، وعمر هذا هو الأكبر أمه الصهباء بنت ربيعة من بني تغلب، روى عن أبيه وعنه أولاده محمد وعبيدالله وعلي وأبي زرعة عمر بن جابر الحضرمي. ذكر الزبير بن بكار: أن عمر بن الخطاب سماه، وقال مصعب كان آخر ولد علي بن أبي طالب يعني وفاة. وقال العجل: ثقة وذكره ابن حبان من الثقات، وقال قتل سنة سبع وستين. وقال خليفة بن خياط في تاريخه 264:قتل مع مصعب أيام المختار. قلت: ذكر الزبيرما يدل على أنه عاش إلى زمن الوليد بن عبدالملك. ذكر غير واحد من أهل التاريخ أن الذي قُتل مع مصعب بن الزبير هو عبدالله بن علي بن أبي طال والله أعلم-تهذيب التهذيب 7/ 485،وتهذيب الكمال 285،وقال الحافظ في التقريب 1/ 61 ثقة من التابعين، مات في زمن الوليد وقيل قبل ذلك. وقال عنه البخاري في التاريخ الكبير 6/ 179 عمر بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرش رأى علياً رضي الله عنه شرب قائماً. وحدث عنه ابنه محمد عن ابنه عن أبيه عن جده: مشى علي رضي الله عنه في نعل.
هذا مما ذكرته كتب السنة عن أولاد علي رضي الله عنه، وأما كتب الشيعة فقد ذكرت أكثر من ذلك، ذكرت أنه ولد لعل أولاد فسماهم بأبي بكر وعمر وعثمان وعباس وبتسمية علي أولاده بهذه الأسماء يكون أول رجل من بني هاشم يسمها وكذلك للحسن والحسين أبناء بأسماء أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وإن أول من قتل معه في العراق أو بكر وعمر وعثمان. راجع: اليعقوبي في تاريخه، المفيدي في الإرشاد، الأربلي في كشف الغمة، باقر المجلسي في حياة القلوب، والطبرسي في أعلام البراء، والمسعودي في مروج الذهب، والأصول المهمة في معرفة الأئمة للمفيدي.
^3^ الزخرف 43.
^4^ البداية والنهاية 8/ 233.
^5^ رواه أحمد 2/ 87 ومسلم 4/ 1972.
** وقد جمع أحد طلبة العلم في دار إحياء تُراث آل البيت رسالة نافعة بعنوان: يوم عاشوراء بين مراسم العزاء ومراسم الفرح.
^6^ مسلم 1/ 99 والنسائي 4/ 19.
^7^ هذا الحديث رواه أحمد وابن ماجة 1/ 510 يقول البوصيري في الزوائد: في إسناده ضعف لضعف هشام بن زياد. وقد اختلف الشيخ هل هو روى الموضوعات عن الثقات. وقال الحافظ في التقريب 2/ 318 هشام بن زياد بن أبي يزيد، وهو هشام بن أبي هشام أو المقدام، ويقال أيضاً له هشام أبي الوليد المدني، متروك من السادسة. وقال الهيثمي: هشام ن زياد متروك راجع الضعيفة 2/ 212.وقال الذهبي في الضعفاء والمتروكين 324 قال النسائي وغيره: متروك.
^8^ يقول ابن القيم في كتابه المنار المنيف: وأما أحاديث الاكتحال والادهان والتطيب يوم عاشوراء فمن وضع الكذابين وقابلهم الآخرون
فاتخذوه يوم تألم وحزنٍ والطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة. وأما ما يحكى عن الرافضة من تحريم لحوم الحيوانات المأكولة يوم عاشوراء حتى يقرأوا كتاب مصرع الحسين رضي الله عنه فمن الجهالات والأضحوكات لا يفتقر في إبطالها إلى دليل حسبنا الله ونعم الوكيل.
^9^ رواه البخاري 5/ 3 ومسلم 4/ 1963،1964.
ـ[سيف 1]ــــــــ[12 - 08 - 05, 08:57 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم سائل
ورضى الله عن الصحابة أجمعين. نعم أتفق معك بأن يزيد ليس هذا المتهوك الضال المستهتر الذي يصور في كثير من الروايات التاريخية.
ولكن ايضا الحق أحق بأن يتبع. فقد رد الصحابة على معاوية حينما أختلى بهم ليصارحهم بنيته في اسناد ولاية العهد لأبنه من بعده واحتج بفعل أبو بكر رضي الله عنه.فماذا ردوا عليه؟ قالوا:فافعل مثله , دفع بها الى رجل ليس من أهله ولا من عشيرته أي عمر.وأنت تدفعها لأبنك.
والقول بأن بني أمية لن يرضوا بخروجها من يديهم باطل وليس لأحد منهم حق فيها دون ارادة المسلمين كما كان الحال في عهدأبو بكر و عمر وعثمان وعلي رضي الله عليهم أجمعين.ولو عهد بها معاوية لأحد من المسلمين دون بني أمية واستوثق له من البيعة بعده لما نازعه أحد وبطون قريش كلها بايعته والصحابة عن قبول منهم.وهذا فعل أبوبكر من قبل وشورة عمر من بعده وبيعة علي رضوان الله عليهم.
وقصة ابن عمر رضي الله عنه في البخاري عندما خطب معاوية على المنبر وهم ابن عمر بالقيام والردعليه لولا انه خشي الفتنة والفرقة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/233)
ـ[سائل]ــــــــ[12 - 08 - 05, 08:59 م]ـ
فتوى الغزالي
أورد الدكتور صلاح الدين المنجد في تحقيقه على رسالة يزيد بن معاوية لشيخ الإسلام ابن تيمية ص33 [الملحق الثاني] نص فتوى الغزالي نقلناها بتصرف كما هي لفائدتها:
"سُئل عمن يُصرّح بلعن يزيد هل يحكم بفسقه أم هل يكون ذلك مرخصاً له فيه؟ وهل كان مُريداً قتل الحسين رضي الله عنه أم كان قصده الدفع؟ وهل يسوغ الترحم عليه، أم السكوت عنهُ أفضل؟ تنعم بإزالة الاشتباه مُثاباً.
فأجاب:
لا يجوز لعن المسلم أصلاً، ومن لعن مسلماً فهو الملعون، وقد قال رسول الله صلى عليه وسلم: ((المسلم ليس باللعان)) ^1^ وكيف يجوز لعن المسلم ولا يجوز لعن البهائم، وقد ورد النهي عن ذلك، وحُرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة بنص النبي صلى الله عليه وسلم.
ويزيد ح إسلامه وما صح قتله الحسين رضي الله عنه، ولا أمر به، ولا رضيه: والحق أنه لا يصح ذلك منه ولا يجوز أن يظن ذلك به فإن إساءة الظن المسلم حرام، وقد قال تعالى: {واجتبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم} ^2^،وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله حرم من المسلم دمهُ ومالهُ وعرضهُ، وأن يظن بهِ ظن السوء)).
ومن زعم أن يزيد أمر بقتل الحسين رضي الله عنه أو رضي به فينبغ أن يعلم به غاية الحمق، فإن من كان من الأكابر والوزراء والسلاطين في عصره لو أراد أن يعلم حقيقة من الذي أمر بقتله، ومن الذي رضي به ومن الذي كرهه لم يقدر على ذلك وإن كان الذي قد قتل جواره وزمانه وهو يُشاهدهُ؛ فكيف لو كان في بلد بعيد وزمن قديم قد انقضى؟!! فكيف نعلم ذلك فيما انقضى عليه قريب من أربع مئة سنة في مكان بعيد؟!!
وقد تطرق التعصب في الواقعة فكثرت فيها الأحاديث من الجوانب فهذا الأمر لا تعلم حقيقته أصلاً. وإذا لم يعرف واجب إحسان الظن بكل مسلم أمكن إحسان الظنّ به.
ومع هذا فلو ثبت على مسلم أنه قتل مسلماً فمذهب أهل الحق أنه ليس بكافر. والقتل ليس بكفر، وإذا مات القاتل فربما مات بعد التوبة، والكافر لو تاب من كفره لم تجز لعنته، فكيف لو تاب عن قتل؟ ولم نعرف أن قاتل الحسين رضي الله عنه مات قبل التوبة: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده} ^3^ فإذاً لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين، ومن لعنه كان فاسقاً عاصياً لله تعالى، ولو جاز لعنه فسكت لم يكن عاصياً بالإجماع؛ بل لو لم لعن إبليس طول عمره لا يقال له يوم القيامة: لم لم تلعن إبليس؟ ويقال للاعن: لم لعنت، ومن أين عرفت أنه مطرود ملعون؟ والملعون هو العيد من الله عز وجل، وذلك غيبٌ لا يعرف إلا فيمن مات كافراً، فإن ذلك علم بالشرع.
وأما الترحم عليه فجائز؛ بل مُستحب؛ بل داخل في قولنا في كل صلاة: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، فإنه كان مؤمناً، والله أعلم.
كتبه
الغزالي
العلامة محمد كرد علي
يقول العلامة محمد كرد علي-رحمه الله-:
" ..... ولو نظرنا بعض ما قاله في يزيد بن معاوية [أي المسعودي] مما لا يؤيده التاريخ لشهدنا أنه خَدَمَ التَشيع خِدْمَةً ناقَضَ فيها ثقات أصحاب الأخبار".
كنوز الأجداد ص108
المؤرخ ابن كثير
يقول الحافظ ابن كثير-رحمه الله-:
" ... وقد أورد ابن عساكر أحاديث في ذم زيد بن معاوية كلها موضوعة لا يصح شيء منها. وأجود ما ورد ما ذكرناه على ضعف أسانيده وانقطاع بعضه والله أعلم"
البداية والنهاية 8/ 226
يقول الشيخ محمد بن إبراهيم الشيباني-حفظه الله- مُعلقاً على قول الحافظ ابن كثير هذا:
"فهذا مما يدل على أن أي أحد لا يملك دليلاً صحيحاً في ذمه إلا هذه الراويات الموضوعة والضعيفة والمقطوعة؛ فالأصل إذن التوقف في الذم حتى يثبت لدينا شيءٌ منها صحيح. فالترحم إذن جائز كما قال الغزالي في فتاواه لأنه من المسلمين والله عز وجل أعلم."
ـ[سائل]ــــــــ[12 - 08 - 05, 08:59 م]ـ
روايته للحديث
قال ابن كثير رحمه الله: روى عن أبيه معاوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)) *
وحديثاً آخر في الوضوء: عن ابنه خالد وعبدالملك بن مروان، وقد ذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة التي تلي الصحابة. وه العليا، وقال: له أحاديث.
البداية والنهاية 8/ 226.
ــــــــــ
* رواه مسلم 2/ 719،1524.
بشارة النبي صلى الله عليه وسلم للجيش الذي يغزو قسطنطينة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/234)
روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم)).
_________________
* وتمامه عن أم حرام بنت ملحان، عند البخاري 4/ 51 سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول: ((أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا. قالت أم حرام: قلتُ: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم.،ثم قال النبي صلى الله عليه ولم: أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم. فقلتُ: أنا منهم؟ فقال: لا.)) وذلك أنها ماتت في الركوب الأول مع معاوية بن أبي سفيان ودفنت هناك أي في قبرص الآن وقبرها معروف. ولم تدرك أم حرام جيش يزيد هذا. وهذا من أعظم دلائل النبوة.
آثار في يزيد ن معاوية
• وعن عمرو بن قيس، سمع يزيد يقول على المنبر:
"إن الله لا يؤاخذ عامةً بخاصةٍ إلا أن يظهرَ مُنكرٌ فلا يُغير، فيؤاخذ الكل"
وقيل: قام إليه ابن همَّام فقال: آجرك الله يا أمير المؤمنين على الرَّزيَّة، وبارك الله في العطية، وأعانك على الرعية، فقد رزئت عظيماً، وأعطيت جزيلاً، فاصبر واشكر، فقد أصبحت ترعى الأمة، والله يرعاك.
سير أعلام النبلاء 4/ 37.
• بعد وفاة أبيه [أي دفنه] أتى الناس لصلاة الظهر، فخرج وقد تغسل ولبس ثياباً نقية، فصلى وجلسَ على المنبرِ، وخطبَ فقال: إن أبي كان يغريكم البحر، ولت حاملكم ف البحر، وإنه كان يشتيكم بأرض الروم فلست أشتى المسلمين في أرض العدو، وكان يخرج العطاء أثلاثاً وإني أجمعه لكم، فافترقوا يثنون عليه.
سير أعلام النبلاء 4/ 37
• قال الذهبي: له هناته حسنة، وهي غزو القسطنطينية، وكان أمير ذلك الجيش، وفيهم مثلُ أبي أيوب الأنصاري.
سير أعلام النبلاء 4/ 36.
• شَبّاك بن عائذ القبسي: حدثنا عمرو الحزور الجريري عن نهيك بن عمرو القيسي قال: وفدنا إلى يزيد بن معاوية وقد حزب له رواق بالري فنادى مناديه: أين وفد أهل البصرة؟ وقد أمر لكم أمير المؤمنين بكذا وأمر لكم بكذا، قال بعضنا لبعض: ما نراه إلا قاعد يشرب، فجاءت ريح فرفعت طرف الرواق فإذا هو قاعد يقرأ المصحف. حدثنا معاوية عن شَبّاك.
التاريخ الكبير 4/ 270.
أول من خدم الكعبة
ويُقال إن يزيد أول من خدم الكعبة وكساها الديباج الخسرواني.
الأمصار التي فتحت في زمنه
• فتح المغرب الأقصى – على يد الأمير عقبة بن نافع.
• وفتح سلم بن زياد بخارى وخوارزم.
نهر باسمه في جبل قاسيون
وإليه ينسب [نهر يزيد] في دمشق، وكان نهراً صغيراً يسقي ضفتين فوسعه فنسب إليه.
سلالة يزيد
• في تاريخ المانوزي الجزء السادس من نسخة مصنفه أن ليزيد هذا سلالة باقية إلى الآن في جهة تازونت بسوس المغرب الأقصى، يعرفون ببني يزيد، ويقدر عددهم بمئتي أسرة، انتقل أسلافهم من الأندلس لما اضمحل ملك بني عمهم بني مروان في القرن الرابع الهجري، وفيهم بقية من العلماء، ولهم مكتبة من أعظم الخزائن العلمية في السوس.
الأعلام 8/ 189.
أولاد يزيد وعددهم وأمهاتهم
1/ فمنهم معاوية بن يزيد كنى أبا ليلى، وهو الذي قال فيه الشاعر:
إني أرى فتنة قد حان أولها ..... والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا
2/ وخالد بن يزيد يكنى أبا هاشم كان يقال أنه أصاب علم الكيمياء.
3/ وأبو سفيان وأمهما أم هاشم بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبدشمس،وقد تزوجها مروان بن الحكم، وهي التي يقول فيها الشاعر:
أنعمي أم خالد ..... ربَّ ساعٍ كقاعد
4/ وعبدالعزيز بن يزيد ويقال له الأسوار، وكان من أرمى العرب، وأمه أم كلثوم بنت عبدالله عامر، وهو الذي يقول فيه الشاعر:
زعمَ الناسُ أنَّ خيرَ قريشٍ ..... كلهُم حين يذكرون الأساورُ
5/ وعبدالله الأصغر.
6/ وأبو بكر.
7/ وعتبة.
8/ وعبدالرحمن.
9/ والربيع.
10/ ومحمد، لأمهات أود شتى.
11/ ويزيد.
12/ وحرب.
13/ وعمر.
14/ وعثمان.
فهؤلاء أربعة عشر ذكراً, وكان له من البنات:
15/ وعاتكة.
16/ ورملة.
17/ وأم عبدالرحمن.
18/ وأم يزيد.
19/ وأم محمد فهؤلاء خمس بنات.
آخر ما تكلم به
قال عبدالرحمن بن أبي مدعور:
حدثني بعض أهل العلم قال: آخر ما تكلم به يزيد بن معاوية: اللهم لا تؤاخذن بما لم أحبه، ولم أرده، واحكم بيني وبين عبيدالله بن زياد.
نقش خاتم يزيد
وكان نقش خاتمه {آمنت بالله العظيم}
البداية والنهاية 8/ 136.
من سمي من العلماء والحكام بيزيد بن معاوية وبعض أحاديثهم
ولولا فضل يزيد، وعلمه، وقوته، وحبُ الناس له، لما سمي به أحد؛ ولكننا نرى خلاف ذلك، في حين أن الرافضة شوهوا صورته بسبب البغض الشديد، والنواصب بسبب الحب الشديد لجائتنا سيرة الرجل بصفاء ونقاء .. ولكن تلك الأحداث الجسام كانت هي الوقت المناسب لرواج الإشاعات في الأمصار البعيدة عن يزيد، وإلا أهل الشام يعرفون ليزيد قدره وفضله.
• يزيد بن معاوية البَكّائي: يُعدُ من الكوفيين، حدث عن حُذيفة بن اليمُان رضي الله عنه.
• يزيد بن معاوية النخعي صاحب عبدالله بن مسعود رضي الله عنه:
حضر غزوة (بلنجر) وقاتل الترك والخزر.
يقول الزركلي: وقرأتُ في هامش على "باب الموعظة ساعة بعد ساعة" من صحيح البخاري، في مخطوطة قديمة عندي، ما نصه: يزيد بن معاوية يمني كوفي، قاله أبو ذر رحمه الله، وقال أبو محمد المنذري في حواشيه على كتاب ابن طاهر: يزيد بن معاوية تابعي نخعي من أصحاب ابن مسعود، قُتِلَ غازياً بفارس.
ومن أقواله: "إن الدنيا جُعِلت قليلاً، ولم يبقى منها إلا قليل من قليل".
• يزيد بن معاوية بن أبي سفيان (25 - 64هـ):
• يزيد بن معاوية، أبو شيبة الكوفي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/235)
ـ[سائل]ــــــــ[12 - 08 - 05, 09:01 م]ـ
خُلاصة البحث
إنَّ المؤمن الحق يعرفُ جيداً أن الله تعالى غير سائله عما حصل بين علي ومعاوية أو بين يزيد والحسين أو فيما بين الذين جاؤوا من بعدهم إنما العبد يُسألُ عما قدم لنفسه وأخر؛ فالعبدُ التقي الخفي لا ينشغلُ بذنوبِ العبادِ وينسى نفسه، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((يبصر القذاة في عين أخيه وينسى جذع النخلة في عينه)).
فتلك أمة د خلت كما قال ربنا: {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون}.
ولكن هل يوجد علاج لمن خُتِمَ على قلبِهِ وسمعِهِ وبصرِهِ غِشاوة وأظلم الله طريقهُ ومسلكهُ فهو لا يبصر ولا يفقه الآيات الباهرات.
نسأل الله الهداية والقلب السليم ونحمده على كل حال.
وصلاته وسلامه على نبيه وصفوة خلقه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
كَتَبَهُ لكم
محمد بن إبراهيم الشيباني
_____
ونَقَلَهُ لكم بتَصرفٍ المنهج عفا الله عنه.
وسنتبع الترجمة وما سبق ذِكرُهُ من موقِفِ يزيد من مقتلِ الحُسين رضي الله عنه ... وتحريرُ من قتل الحُسين؟ .. وإن كان هذا باختصار غير مُخِل إن شاء الله .. سنتبع هذه المواضيع ببحثٍ نفيس للدكتور حمد بن محمد العرينان –وفقه الله- الأستاذ المساعد بقسم التاريخ –كلية الآداب- جامعة الملك عبدالعزيز بجدة .. والذي نُشِرَ بمجلة كُليةِ الآداب سنة 77/ 1987م .. والذي حَرَرَ الروايات ودقق فيها لحادثتين وقعتا في عَهْدِ يزيد وهي إباحة المدينة وحريق الكعبة .. أما مَقْتَلُ الحُسين فموقف يزيد منها واضح جداً ولذلك اكتفى الدكتور بهاتين الواقعتين.
ويوجد رسالة-أشارنا إليها-قيمة للشيخ عبدالله بن عبدالعزيز-نفع الله به الإسلام والمسلمين عنون لها بـ (ـمن قتل الحسين رضي الله عنه؟) فأرى أهمية الرجوع لها في هذه المسألة.
ـ[سائل]ــــــــ[12 - 08 - 05, 09:02 م]ـ
مسألة استباحة المدينة
قال د-علي محمد محمد الصلابي في كتابه عصر الدولتين الأموية والعباسية:
"لقد ذكرت المصادر استباحة المدينة ثلاثة أيام حسب وصية يزيد لمسلم، وترتب تلك المصادر حسب الأهمية:
أولاً: تاريخ الطبري (ت-310):
والطبري في نقله للروايات يحمل القارئ مسئولية البحث فيها، والرواية التي ذكرت ذلك هي رواية أبي مخنف لوط بن يحيى، وهذا نص عبارته وهو ينقل كلام يزيد لمسلم في ذلك:
"فإذا أظهرت عليهم فأبحها ثلاثاً، فما فيها من مال أو رقة [الدرهم] أو سلاح أو طعام فهو للجند، فإذا أمضيت الثلاث فاكفف عن الناس". ثم عندما نقل هذا الحدث قال:"وأباح مسلم المدينة يقتلون الناس ويأخذون الأموال، فأفزع ذلك من كان فيها من الصحابة" ^1^.
فهو إضافة إلى أنه لم يذكر أكثر مما ذكرنا في ذلك شخصية افتقدت ثقة أصحاب كتب الرجال، حيث قال عنه ابن عدي شيعي محترف صاحب أخبارهم، وقال الذهبي: أخباري تالف لا يوثق به، فهو متهم بالتشيع مع ضعفه، وهنا يجب علينا الحذر من الروايات التي يسوقها عن الأمويين وبخاصة يزيد المكروه من قِبَلِ عامةِ الشيعة، أما الروايات الأخرى في الطبري فلم تذكر مسألة إباحة المدينة.
الثاني: الكامل لابن الأثير (ت-630):
وابن الأثير منهجه كما في مقدمة كتابه نقل أشمل الروايات وأتمها من تاريخ الطبري في فترة القرون الثلاثة الأولى، وبالتالي هو نقل رواية أبي مخنف ^2^.
الثالث: تاريخ اليعقوبي (ت-284):
وهو معروف بميوله الشيعية وتفضيله لروايات الشيعة في كتابه.
الرابع: الإمامة والسياسة والمنسوب لابن قتيبة (ت-276):
ويكفي هذا الكتاب أنه لا تصح نسبته لابن قتيبة وهو مشحون بالجهل والركاكة والكذب والتزوير، وهو الذي أسهب في وصف وقعة الحرة إسهاباً كبيراً ومروعاً ^3^.
الخامس: الأغاني لأبي فرج الأصفهاني (ت-356):
وكتاب الأغاني هو كتاب سمر أكثر من كونه كتاب تاريخ، وقد تحامل فيه على من هو أجل من يزيد من الصحابة رضوان الله عليه مثل خالد بن الوليد، ولا ننسى ميوله الشيعية إضافة إلى ميوله الفارسية ^4^.
السادس: الفخري في الآداب السلطانية لابن الطقطقي (ت-709):
وهو بالإضافة إلى تأخره عن الأحداث فقد كان شيعياً حيث إن سماعات التشيع واضحة في كتابه ثم تأتي المصادر الأخرى التي تنقل عن هذه المصادر ^5^."
_______________________
^1^ تاريخ الطبري 8/ 236.
^2^ الكامل في التاريخ 1/ 5.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/236)
^3^ العواصم من القواصم 191.
^4^انظر السيف اليماني في نحر الأصفهاني لوليد الأعظمي.
^5^ راجع إباحة المدينة وحريق الكعبة بين المصادر القديمة والحديثة للعرينان.
أقوال بعض أهل العلم في يزيد
وأعد قراءة العنوان (بعض) وقد نقلنا قول الإمام محمد بن الحنفية فيه.
وقد قال الإمام الذهبي: مقدوح في عدالته، وليس بأهل أن يروى عنه، وقال أحمد بن حنبل: لا ينبغي أن يروى عنه.
المصدر: قريباً ...
التعليق:
وهذا القول هو قول الأئمة الحفاظ في أي رجل يروي عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويأخذ فيه جانب الحيطة والشدة، وقيل عن بعض الصالحين كذاب، وهو ليس بكذاب ولكنه يخلط في حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام فقيل فيه بالكذب، لأنه من أعظم الأمور الحفاظ على أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام ..
قال الحافظ الذهبي رحمه الله:
"يزيد ممن لا نسبه ولا نحبه، وله نظراء من خلفاء الدولتين، وكذلك ملوك النواحي؛ بل فيهم من هو شر منه، وإنما أعظم الخطب لكونه ولي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسبعٍ وأربعين سنة والعهد قريب، والصحابة موجودون كابن عمر الذي كان أولى بالأمر منه ومن أبيه وجده"
سير أعلام النبلاء للذهبي: 4/ 35.
التعليق:
وهذا قول الإمام الحافظ فيه أمور:
أولاً: أن الذهبي لا يحل لعنه.
ثانياً: الوقوف على الحياد.
ثالثاً: توليه فحق كان ابن عمر وغيره أولى منه؛ ولكن إذ ولي فالواجب عصمة دماء المسلمين، وعدم تفرق كلمتهم وهذا ما بين سابقاً وتُعذر لهُ في توليته ..
رابعاً: يقول الشيخ محمد بن إبراهيم الشيباني-حفظه الله-:
"نجد في كلام الذهبي شدة على يزيد بدون طائل وخصوصاً حين أورد استحقاق ابن عمر للخلافة، والمعروف أن ابن عمر رضي الله عنهما قد رفضها وحث أبناءه على ذلك، كذلك وهددهم حينما أرادوا أن ينكثوا بيعتهم ليزيد وذكرهم بأحاديثِ المصطفى كما هو وارد في ترجمته في أول الرسالة.
وقد أورد الذهبي بعض الروايات المنكرة في خبر يزيد في ترجمته في سير أعلام النبلاء كأنها من المسلمات، وهذا لا يليق. فكما أنَّ ليزيد مثالب فله مناقب؛ فالأولى عدم الميل إلى ما لم يصح عنه.
وإننا لنجد أن أغلب من ترجم ليزيد في القديم والحديث قد مال إلى ما كتبه من سبقه وقلد، ويكفي ما في هذه الرسالة القيمة بياناً على هذا التقليد من قبل الكتاب والعلماء (فتنبه!!) "
ويُشيرُ الشيخ بالأحاديث إلى رسالةِ له ترجم فيها ليزيد رحمه الله.
وأما الإشارة الثانية فلعله قصد رسالة الدكتور حمد العرينان في إباحة المدينة وحريق الكعبة في عهد يزيد بين المصادر القديمة والحديثة وقد نشرناها.
وقول الشيخ محمد بن إبراهيم قول قوي حريٌ بصاحب الحقِ أن يلزمه، ولهُ ما يعضدُهُ من كلام عُلماءِ السلف، فقول شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن تيمية الحراني رحمه الله شافي وكافي، فهاك قوله:
"افترق الناس في يزيد بن معاوية ثلاث فرق،
فالفريق الأول قول: إنه كافراً منافقاً، والفريق الثاني يقول: إنه كان رجلاً صالحاً وإمام عدل، وادعى بعضهم أنه كان صحابياً؛ بل إن فريقاً منهم رفعه إلى مقام النبوة، أما الفريق الوسط فيقولون: إنه كان ملكاً من ملوك المسلمين له حسنات وله سيئات، ولم يكن صحابياً ولم يكن كافراً، وهذا قول أهل العقل والعلم والسُّنَّة والجماعة"
الفتاوى لابن تيمية:4/ 481.
التعليق:
وقطع الشيخ كل تعليق فرحمة الله عليه ..
فأما من كفره ووصمه بالنفاق فهم الروافض، ومن غالى فيه وجعله من الأئمة الصالحين المهديين بل رفعه بعضهم إلا أنه صحابي فهم النواصب، ومن ادعى له النبوة هم اليزيدية.
ومنهج أهل الحق والإنصاف أنه ملك من ملوك المسلمين له حسنات وله سيئات ..
ويجب أن يفهم بأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته وغالب ما روي في ذم يزيد منقطع وموضوع ومنكر من وضع الشيعة والعباسيين.
وخاتمة المطاف بخلاصة هذا البحث .. وإن كنت أقول بأن كلام ابن تيمية رحمه الله مسك الختام.
الخاتمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/237)
ونختم بكلام شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن تيمية الحراني -رحمه الله- في وصيته المسماة بـ (ـالوصية الكُبرى) الذي ألفيته قد أعد ما أردت باختصار غير مُخل كمتنٍ فائق الإتقان، أجاد وأفاد، وإذا نطقت حُذامُ فصدِقُوها فإن الحقَ ما قالت حُذام. وقد دونت بعدها بتعيلقٍ للشيخ السلفي أبي عبدالله محمد بن حمد الحمود النجدي العراقي-حفظه الله- على خَبَرِ الاستباحة، فدونكَ كلامُ شيخ الإسلام:
"ولم يكن أحد إذ ذاك يتكلم في يزيد بن معاوية، ولا كان الكلام فيه من الدين، ثم حدثت بعد ذلك أشياء، فصار قوم يظهرون لعنة يزيد بن معاوية، وربما كان غرضهم بذلك التطرق إلى لعنة غيره، فكرهَ أكثرُ أهلِ السُنَةِ لعنةَ أحد بعينه، فسمع قوم ممن كان يتسنن، فاعتقد أن يزيد كان من كبار الصالحين وأئمة الهُدى، وصار الغُلاةُ فيهِ على طرفي نقيض، هؤلاء يقولون أنهُ كافر زنديق وأنهُ قتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل الأنصار وأبناءهم بالحرة ليأخذَ بثأرِ أهلِ بيتهِ الذين قُتلوا كفاراً، مثل جدهِ لأمهِ عتبة بن ربيعة، وخالهِ الوليد وغيرهم، ويذكرون عنه من الاشتهار بشربِ الخمر وإظهارِ الفواحشِ أشياء، وأقوام يعتقدون أنهُ كان إماماً عادلاً هادياً مهدياً، وأنه كان من كبار الصحابة أو أكابرِ الصحابة، وأنه كان من أولياء الله تعالى، وربما اعتقد بعضهم أنه كانَ من الأنبياء ويقولون: من وقف في يزيد بن معاوية وقفه الله على نار جهنم، ويروون عن الشيخ حسن بن عدي: أنه كان كذا وكذا ولياً وقفوا على النار لقولهم في يزيد، وفي زمن الشيخ حسن زادوا أشياء باطلة نظماً ونثراً، وغلوا في الشيخ عدي وفي يزيد بأشياء مخالفة لما كان عليه الشيخ عدي الكبير قدس الله روحه، فإن طريقتهُ كانت سليمة لم يكن فيها من هذه البدع، وابتلوا بروافض عادوهم وقتلوا الشيخ حسناً، وجرت فتن لا يحبها الله ورسوله.
وهذا الغلو في يزيد من الطرفين، خلاف لما أجمع عليه أهل العلم بالإيمان، فإن يزيد بن معاوية ولد في خلافة عثمان ن عفان رضي الله عنه، ولم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولا كان من الصحابة باتفاق العلماء، ولا كان من المشهورين بالدين والصلاح وكان من شبان المسلمين، ولا كان كافراً ولا زنديقاً، وتولى بعد أبيه على كراهة من المسلمين، ورضا من بعضهم، وكان فيه شجاعة وكرم، ولم يكن مظهراً للفواحش كما يحكي عنه خصومه.
وجرت في إمارته أمور عظيمة، أحدها مقتلُ الحسين رضي الله عنه، وهو لم يأمر بقتل الحسين، ولا أظنه الفرح بقتله، ولا نكت بالقضيب على ثناياه رضي الله عنه، ولا حُمِلَ رأسُ الحسين رضي الله عنه إلى الشام؛ لكن أمر بمنع الحسين رضي الله عنه وبدفعه عن الأمر، ولو كان بقتاله فزاد النواب على أمره، وحض الشمر بن ذي الجوشن على قتله عبيدالله بن زياد فاعتدى عليه عبيدالله بن زياد، فطلب منه الحُسين رضي الله عنه أن يجيء إلى يزيد أو يذهبَ إلى الثغرِ مُرابطاً أو يعود إلى مكة؛ فمنعوه رضي الله عنه إلا أن يستأسر لهم، وأمر عمر بن سعد بقتاله مظلوماً له ولطائفته من أهل بيته رضي الله عنهم.
وكان قتله رضي الله عنه من المصائب العظيمة، فإن قتلَ الحُسين وقتل عثمان قبلهُ كان من أعظم أسباب الفتن فذ هذه الأمة، وقتلتهما من شرار الخلقِ عندَ الله، ولما قدم أهلهم رضي الله عنهم على يزيد بن معاوية، أكرمهم وسيرهم إلى المدينة، وروى عنه أنه لعن زياداً على قتله، وقال: كُنتُ أرضى من طاعة أهلِ العراقِ بدون قتل الحُسين؛ لكنهُ مع هذا لم يظهر منهُ إنكار قتلهِ والانتصار له والأخذَ بثارهِ، كان من الواجبِ عليه، فصار أهل الحق يلومونه على تركهِ للواجب، مُضافاً إلى أمور أخرى وأما خصومهِ فيزيدون عليه من الفريةِ أشياء.
وأما الأمر الثاني: فإن أهل المدينة النبوية نقضوا بيعته وأخرجوا نوابه وأهله، فبعثَ إليهم جيشاً وأمره إذ لم يطعوه بعد ثلاث أن يدخلها بالسيفِ ويُبيحها ثلاثاً، فصارَ عسكرهُ في المدينة النبوية يقتلون وينهبون ويفتضون الفروج المحرمة، ثم أرسل جيشاً إلى مكة المشرفة فحاصروا مكة، وتوفي يزيد وهم محاصرون مكة، وهذا من العدوان والظلم فعل بأمره.&&
ولهذا كان الذي عليه مقتصد أهل السنة وأئمة الأمة لا يسب ولا يحب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/238)
قال صالح بن أحمد بن حنبل: قلتُ لأبي إن قوماً يقولون: أنهم يُحبون يزيد. قال: يا بني وهل يُحبُ يزيد أحد يؤمن بالله واليوم الآخر. فقلتُ: لا تلعنه. قال: يا بني وهل رأيت أباكَ يلعنُ أحداً.
وروي عنه: يقل له تكتب الحديث عن يزيد بن معاوية. فقال: لا. ولا كرامة، أو ليس هو الذي فعل بأهلِ المدينةِ ما فعل.
فيزيد عند علماء أئمة المسلمين ملك من الملوك، لا يُحبونهُ محبة الصالحين وأولياء الله، ولا يسبونه فإنهم لا يحبون لعنة المسلم المعين لما روى البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أن رجلاً كان يُدعى حماراً، وكان يُكثِرُ شربَ الخمرِ، وكان كلما أُتي بهِ إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ضربه، فقال رجل: لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لا تلعنهُ فإنه يُحبُ الله ورسوله)).
ومع هذا فطائفة من أهلِ السنةِ يُجيزون لعنتهُ، لأنهم يعتقدون أنهُ فعلَ من الظلمِ ما يجوز لعنة فاعله، وطائفة أخرى ترى محبتهُ لأنهُ مسلم تولى على عهدِ الصحابة وبايعه الصحابة، ويقولون لم يصح عنهُ ما نُقِلَ عنه وكانت له محاسن، ولم يصح عنهُ ما نُقِلَ عنهُ أو كانَ مُجتهداً فيما فعله.
والصواب هو ما عليه الأئمة من أنهُ لا يُخصُ بمحبةٍ ولا يُلعن، ومع هذا فإن كان فاسقاً أو ظالماً، فالله يغفر للفاسقِ والظالم، لا سيما إذا أتى بحسناتٍ عظيمةٍ.
وقد روى البخاري في صحيحهِ عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((أولُ جيشٍ يغزو القسطنطينية مغفورٌ لهُ)) وأول جيشٍ غزاها كان أميرهم يزيد بن معاوية، وكان معهُ أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه.
وقد يشتبه يزيد بن معاوية بعمهِ يزيدَ بن أبي سفيان، فإن يزيد بن أبي سفيان كان من الصحابة، وكان من خيارِ الصحابة وهو خيرُ آل حرب وكان أحد أُمراء الشام الذين بعثهم أبو بكرٍ رضي الله عنه في فتوحِ الشام، ومشى أبو بكرٍ في ركابهِ يوصيهِ مُشيعاً لهُ. فقال لهُ: يا خليفةَ رسولِ الله إما أن تركب وإما أن أنزل. فقال: لستُ براكبٍ ولستَ بنازلٍ إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله، فلما توفي بعد فتوح الشام في خلافةِ عمر، ولى عمر رضي الله عنه مكانهُ أخاهُ معاوية، وولد لهُ يزيد في خلافةِ عثمان بن عفان رضي الله عنه، وأقام معاوية بالشام إلى أن وقع ما وقع.
فالواجب الاقتصار في ذلك، والإعراض عن ذكرِ يزيدَ بن معاوية وامتحان المسلمين به، فإن هذا من البدع المُخالفةُ لأهلِ السنةِ والجماعةِ، فإنهُ بسبب ذلك اعتقد قومٌ من الجُهال أن يزيد بن معاوية من الصحابة، وأنهُ من أكابر الصالحين وأئمة العدل وهو خطأ بيِّن."
&& عَلَقَ الشيخُ العراقي محمد الحمود النجدي بقوله:
" خبرُ استباحةِ المدينة ثلاثةَ أيام، خَبَرٌ مشهور عند أهلِ التاريخ؛ لكنهُ لا يثبت أمام النقد الحديثي لسنده، إذ فيه أبو مخنف لوط بن يحيى، قال الذهبي في الميزان (3/ 419 - 420): [أخباري تالف لا يوثق به، تركه أبو حاتم، وقال الدارقطني: ضعيف، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال مرة: ليس بشيء، وقال ابن عدي: شيعي محترق صاحب أخبارهم.]
وللدكتور حمد بن محمد العرينان كُتيب ف مُناقشةِ هذه القضية وبيان بُطلانها، طبع في الكويت 1403هـ، مكتبة ابن تيمية".
الخلاصة
وبعد هذا نخلص إلى:
1. أن يزيد بن معاوية ملك من ملوك المسلمين، يدعى لهُ بالرحمة، وله حسنات وسيئات.
2. لا يجوز لعنهُ، لما بُين سابقاً ووضح بالأسباب الشرعية النافية، وقد نقلنا فتوى الإمام الغزالي –رحمه الله- وختمنا بكلام الإمام الحراني ابن تيمية –رحمه الله- في ذلك، وبين شيخ الإسلام الخلاف بين المنع والقول باللعن، والقول الحق هو القول بالمنع، وهو ما أُثبت من كلام الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله-.
3. أن موقف يزيد من مقتل الحسين عليه السلام واضح التأثر والحزن لذلك؛ فلم يظهر فرحاً ولم ينقل رأسهُ إلى دمشق، وما قيل في ذلك هو كذبٌ عليه من قتلت الحسين الفعليين، وهم الخونة أصحاب كربلاء والكوفة من دعا الحسين ثم خانه عليهم لعنة الله وعلى من قتله من عبيدالله بن زياد وشمر بن ذي الجوشن لعنة الله.
4. أن الحسين أخطأ في خروجهِ، خاصة بعد تبيان بعض أحبابه وأصحابه موقف الملاعين الخونة الذين خانوا والدهُ بالأمس.
5. أن يزيد أخطأ بعدم مُعاقبته لقتلت الحسين عليهم السلام، وكذلك معاقبة قتلت أهل المدينة الذين أسرفوا في القتل، وإن تُعذرَ لهُ بنفس العُذرِ الذي تُعذرَ به لأبي الحسن علي بن أبي طالب عليه السلام بعدم الأخذ بقتلة ذي النورين عثمان عليه الرضوان فالعذر أن الزمام يحتاج إلى تثبيت ثم الأخذ بالدم.
6. أن مسألة استباحة المدينة قصة مشكوكٌ في صحتها، والصحيح أنهُ قاتل أهل المدينة وكثر القتل، وقد أخطأوا في الخروج على يزيد ونقض البيعة، وقد نصحهم ابن عمر وشدد عليهم، وكان موقف محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه واضح في المنع، وكذلك أخطأ يزيد في إرسالهِ لمُسرف (مسلم) بن عقبة.
7. أن حريق الكعبة لم يكن بسبب جيش يزيد كما بينا.
8. أن الأخبار في ذم يزيد أغلبها محض كذب وافتراء وقد بينا سابقاً كلام الأئمة.
9. أن أي نقل في ذم يزيد من ابن عساكر منكر، وقد نقل أجود الضعيف ابن كثير في البداية والنهاية وبين كما بينا.
10. أن للرافضة تأثير كبير في تشويه صورة يزيد، والسبب ليس يزيد فقط؛ بل لهُ ما ورائه من اتساع اللعن لغيره.
11. أن نسبة القصص والأكاذيب في مقتل الحُسين ليزيد وغيرها من القصص المفبركة؛ ما هي إلا محاولة إخفاء من الروافض لحقيقة خونة الحسين، ورفضة زيد بن علي.
12. أن ما نُقل من القول بأنهُ كان صاحب شراب، وتركٍ للصلاة، كذب من وضع من أراد نقض البيعة، وقد بينا الحقيقة في مناقشتهم لمحمد بن الحنفية ألا وهي السلطة.
13. أنهُ لا يحب ولا يبغض وهو موقف المسلم أي لا يميزهُ بحبٍ عن غيره، ولا يُميزهُ ببغض عن غيره.
14. أنه يُحب حب المسلم لأخيه المسلم.
15. أن له من الفضل والمحاسن ما يعدل إن صدقت السيئات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/239)
ـ[سائل]ــــــــ[12 - 08 - 05, 09:05 م]ـ
إباحة المدينة وحريق الكعبة في عهد يزيد بن معاوية بين المصادر القديمة والحديثة
قبل البدء كلمات عن هذا البحث
"لقد تفرد الدكتور حمد العرينان الأستاذ المساعد بقسم التاريخ-كلية الآداب-جامعة الملك عبدالعزيز-بجدة بهذا البحث القيم على المتقدمين والمتأخرين، فلم يؤلف بحث أو رسالة فيما أعلم لجلاء الحقيقة التي توضح لجماهير المسلمين وغيرهم شخصية يزيد بن معاوية، كما جاء في هذه الرسالة الصغيرة الحجم الكبيرة المعاني، فقد بيّن الدكتور العرينان ما أغفله الأوائل وأبهم عليهم، وغاب عنهم من حقائق التاريخ، فهو وضحه بأسلوبه الشيق، وببحثه المستوفى في أمهات المصادر التاريخية والحديثية، حتى خرجت هذه الرسالة بهذه الصورة التي تكشف الحقائق، وتزيل لثام الكذب والافتراء على هذا الخليفة، وذلك باتهامه بحادثتين نقلهما أكثر المؤرخين بدون تمحيص وتدقيق وهما استباحة المدينة وقتل أهلها واغتصاب نسائها من المسلمين وحادثة إحراق جيشه للكعبة المشرفة."
"وقد كان من منهجي في هذه الرسالة؛ أولاً: نشرها ليطلع المسلمون عليها وما حوت من حقائق طمسها أهل الزيف والضلال. وثانياً: ليعلم أهل الحق كيف يزور التاريخ الإسلامي من أهل التزوير والتلفيق والغارات التي تشن باستمرار على خلفاء المسلمين من الصحابة وغيرهم وعلى أمهات المسلمين بين الحين والآخر.
لقد غلب على الرسالة في مناقشة هاتين الحادثتين الأسلوب العلمي الهادئ المجرد من الميل إلى غير الحق في البحث، والبعد عن الكذب وأسلوب السباب السوقي."
كتبه:
الشيخ محمد بن إبراهيم الشيباني –حفظه الله-
مقدمة المؤلف
مُلخص البحث:
سوف أناقش في دراستي هذه حادثتين تعتبران من أخطر أحداث التاريخ الإسلامي التي وقعت خلال فترة الدولة الأموية وهما:
أولاً:
إباحة المدينة ثلاثة أيام على يد الجيش الأموي في عهد يزيد بن معاوية، ولا نجد من بين المؤرخين المحدثين من قام بدراسة قضية إباحة المدينة دراسة علية مجردة ومستوفية لجميع مصادر الحادثة وكافة جوانب الموضوع وإن أجمعوا على إثبات وقوع الحادثة بالفعل إلا أنهم أخفقوا في تقديم المبررات التاريخية المقنعة التي قادتهم إلى إصدار هذا الحكم، ولذلك لا يزال الشك في إثبات وقوع هذه الحادثة قائماً.
ثانياً:
حريق الكعبة الذي يتهم به الجيش الأموي في عهد يزيد نفسه، واتهام الجيش الأموي بإحراقِ الكعبة، اتهام لا يستند إلى براهين قاطعة لا تقبل الشك مثله الاتهام بإباحة المدينة ثلاثة أيام، وعلى الرغم من ذلك نجد أن الكثير من المؤرخين المحدثين من مسلمين ومستشرقين تلقوا ما كتبه المؤرخون الأول على أنه حقائق، فجاءت أكثر الدراسات الحديثة بعيدة عن الإنصاف، وهذا سنلمسه عند تحليلنا لكل حادثة من هاتين الحادثتين على حدة، وموازنتنا لها بما قدمته لنا المصادر الأساسية، وما كتبه المؤرخون المحدثون.
ـ[سائل]ــــــــ[12 - 08 - 05, 09:08 م]ـ
إباحة المدينة ثلاثة أيام
وصف الحادثة كما وردت في عدد من المصادر الأساسية، وكثير من الكتب الحديثة على هذا النحو:
في وقعة الحرة، وبعد هزيمة ثار المدينة، قام جيش الدولة مسلم بن عقبة بتنفيذ وصية يزيد له بإباحة المدينة لجندهِ أياماً بلياليها، يعبثون بها، يقتلون الرجال، أو يأخذون المال والمتاع، وبالغ بعضهم إلى حد القول: سبوا الذرية وانتهكوا الأعراض، حتى قيل إن الرجل إذا زوج ابنته لا يضمن بكارتها، ويقول: لعلها افتضت في وقعة الحرة.
هذه هي الصورة العامة للحادثة وإن اختلفت بعض المصادر والكتب الحديثة في تفاصيلها، إلى أي مدى تصدق هذه الصورة؟ هذا ما سوف نراه عند رجوعنا إلى المصادر الأساسية، (والتي هي مرجعنا جمعاً لنلتمس الحقيقة فها).
إباحة المدينة في المصادر
لا شك في أن تاريخ الطبري يتصدر قائمة هذه المصادر، فهو باتفاق المؤرخين المصدر الأول لتاريخ هذه الفترة بالذات، وذلك لما تتمتع به شخصية المؤلف من مكانة علمية مرموقة، ولما عرف عنه من سعة اطلاع وأمانة في إطلاعنا على مُختلف الروايات، وذكر أسماء الرواة، متخلياً بذلك عن مسئولية ما رواه، مُحملاً إيانا مسؤولية التحقق في تلك الروايات وشخصيات رواتها، ومن ثم نتحمل مسؤولية التحقق من تلك الروايات وشخصيات رواتها، ومن ثم نتحمل مسؤولية إصدار الحكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/240)
يقول الطبري (ت 310هـ) في مقدمة تاريخه: "فما يمكن من كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهاً من الصحة ولا معنى من الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤت من قبلنا وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا" ^1^.
أولى روايات الطبري عن واقعة الحرة وإباحة المدينة كانت مسندة إلى أبي مخنف لوط بن يحيى الأزدي وهي تقول:
" .. وصل ذلك الجيش من عند يزيد وعليهم مسلم بن عقبة وقال له (أي يزيد):إن حدث بك حدث فاستخلف على الجيش حصين بن نمير السكوني وقال له: ادع القوم ثلاثاً فإن هم أجابوك وإلا فقاتلهم، فإذا ظهرت عليهم فأبحها ثلاثاً، وما فيها من مال أو رقة سلاح أو طعام فهو للجند" ^2^.
"ثم دعاهم مسلم بن عقبة فقال: يا أهل المدينة، إن أمير المؤمنين يزيد بن معاوية يزعم أنكم الأصل وإني أكره هراقة دمائكم وإني أؤجلكم ثلاثاً".
"وأباح مسلم المدينة ثلاثاً يقتلون الناس يأخذون المال، وأفزع ذلك من بها من الصحابة" ^3^.
هذا ما رواه أبو مخنف في تاريخ الطبري عن موضوع الإباحة، وهذه الرواية يبدو أنها المصدر الوحيد لكل من أخذ بحقيقة إباحة المدينة.
أبو مخنف شخصية افتقدت ثقة أصحاب كتب تراجم الرجال، حيث قال عنه الحافظ الذهبي"أبو مخنف، إخباري تالف، لا يوثق به. تركه أبو حاتم وغيره، وقال الدارقطني: ضعيف. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال ابن عدي: شيعي محترق، صاحب أخبارهم" ^4^.
فهو إلى جانب افتقاده هذه الثقة، متهم بالتشيع وهذا يعني احتمال تحيزه في رواية أخباره؛ بل إن الأستاذ محب الدين الخطيب اعتبره من مصادر الطبري غير الموثوق بها ^5^.
وقال عنه عبدالمنعم ماجد إنه من الشيعة المتحمسين للعلويين ^6^.
ويجمع المؤرخون على اعتباره زعيم المدرسة العراقية في تاريخ الطبري ^7^.
إذاً يجب على الباحث ألا يتسرع في الأخذ بروايته دون تحقيق ومقارنة ولا سيما إذا كانت تتعرض لأحداث وقعت في عهد الدولة الأموية، وعهد يزيد بالذات، وهو المكروه من قبل عامة الشيعة، فما بالك إذا كان هو الراوي الوحيد لحادث الإباحة.
ويبدو واضحا أن الطبري نفسه لم يكن مكتفياً-لفداحة الخَطْب- برواية أبي مخنف، لذا ذكر أنه وردت روايات أُخَرُ غير تلك التي نقلها عن أبي مخنف، حيث يقول "ولقد ذكر من أمر وقعة الحرة ومقتل ابن الغسيل أمر غير الذي روي عن أبي مخنف عن الذين رُوي ذلك عنهم" ^8^ ثم ذكر رواية وهب بن جرير، التي أشار فيها إلى إكرام وفادة يزيد لوفد أهل المدينة عند تواجدهم في دمشق، كما أنه لم يتطرق بالذكر إلى توصية يزيد لقائده مسلم بإباحة المدينة ثلاثة أيام، وإنما قال "فانهزم الناس فكان من أصيب في الخندق أكثر ممن قتل من الناس فدخلوا المدينة وهزم الناس ... فدخل مسلم بن عقبة المدينة فدعا الناس للبيعة على أنهم دخلوا ليزيد بن معاوية يحكم في دمائهم وأموالهم ما شاء" ^9^.
وهناك رواية ثالثة ذكرها الطبري تختلف عن رواية أبي مخنف؛ وهي لعوانة بن حكيم، وهو راوية نقل عن الطبري كثيراً، ويبدو أنه لم يكن متحيزاً إلى جهة معينة حيث إنه أورد روايات فيها نبرة أموية وروايات أخر عراقية ومدنية تعكس آراء جماعات مضادة لبني أمية ^10^.
تذكر رواية عوانة أن مسلم بن عقبة دعا الناس بقباء إلى البيعة، أي أنه دعاهم إلى مبايعة يزيد، ففعلوا، وقتل مسلم المعارضين والمشاغبين منهم فقط ^11^.
إذاً فروايتا وهب بن جرير وعوانة بن الحكيم لم تذكرا شيئاً عن أمر يزيد لمسلم بإباحتها ثلاثة أيام فعلاً. فخبر إباحة المدينة ثلاثة أيام قضية مشكوك في أمر وقوعها. ولم يرد شيء على الإطلاق في هذا المصدر عن سبي الذراري وهتك الأعراض.
فالمؤرخ الحديث حين يعتمد الطبري مصدراً لإثبات وقوع حادثة إباحة المدينة إنما هو في الواقع يحمل الطبري مسؤولية هذا الخبر، بينما هو يعتمد على رواية أبي مخنف فقط، ويعتقد أن مهمته انتهت بالإشارة إلى الطبري، وبغض الطرف عن الروايات الأخر التي نقلها الطبري أيضاً، وهذا منهج مرفوض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/241)
والمصدر الثاني هو كتاب "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (ت-630)،الذي وفَّر علينا عناء البحث عن مصادره، فيما يتعلق بتاريخ بني أمية على الأقل، حيث يقول في مقدمة كتابه "ابتدأت بالتاريخ الكبير الذي صنفه الإمام أبو جعفر الطبري، إذ هو الكتاب المعوَّل عند الكافة عليه والمرجوع عند الاختلاف عليه، فأخذت ما فيه من جميع تراجمه ولم أخل بترجمة واحدة منها. وقد ذكر هو في أكثر الحوادث روايات ذات عدد، كل رواية منها مثل التي قبلها أو أقل منها، وربما زاد الشيء اليسير أو نقصه. فقصدت أتم الروايات فنقلتها" ^12^.
فمصدر ابن الأثير هو الطبري، ولم يذكر سواه في مقدمته، وبيّن لنا كيف أنه يختار أتم روايات الطبري، وهذا هو سبب الاختيار، فلا يعني نقله اعتقاده في صحتها من عدمه، كما نص على ذلك بنفسه.
وواضح أن ابن الأثير نقل رواية أبي مخنف من الطبري –مصدره الأول- بل إنه نقل ما يتعلق بإباحة المدينة بنصه "وأباح مسلم المدينة ثلاثاً يقتلون الناس ويأخذون المتاع والأموال، فأفزع ذلك من بها من الصحابة" ^13^؛ولكنه أغفل ما ذكره أبو مخنف من توصية يزيد لمسلم بن عقبة بإباحة المدينة بعد انهزامهم. كما أنه لا يذكر شيئاً عن هتك الأعراض أثناء الإباحة، كما نقل لنا بعض المؤرخين المحدثين.
فهذا المصدر لا يحل بديلاً عن الطبري، كما لا يصح أن يقف وحيداً ليقرر وقوع حادثة إباحة المدينة دون الرجوع إلى الطبري ومناقشة رواياته لا سيما أن ابن الأثير متأخر عن أحداث هذه الفترة.
والمصدر الثالث والذي نلاحظ كثرة الإشارة إليه، وبلا أي تحفظ من قبل بعض المؤرخين المحدثين، هو "تاريخ اليعقوبي" (ت-284).
وعلى الرغم من انكشاف ميول المؤلف الشيعية في تفضيله للروايات الشيعية في تاريخه ^14^ وتحمسه لعقائد الشيعة وإسهابه في الكلام على الأئمة ونقله كثيراً من أقوالهم ^15^،حيث بدا ذلك واضحاً جلياً من ثنايا سطور كتابه ^16^،فإن التعامل مع اليعقوبي يجب أن يكون بحذر شديد خاصة إذا كان يتعلق بأحداث الدولة الأموية وعهد يزيد على وجه الخصوص.
والمصدر الرابع "مروج الذهب" للمسعودي (ت-346)،وعلى الرغم من اعتماد بعض المؤرخين المحدثين عليه مصدراً لإثبات وقوع حادثة إباحة المدينة إلا أننا لا نجد في كتابه ما ينص على ذلك، وإنما يقول: " ... وبايع الناس على أنهم عبيد ليزيد ومن أبى ذلك أمره على السيف" ^17^.
أما بقية المصادر التي تعرضت لهذه الحادثة واعتمد عليها بعض المؤرخين المحدثين، فمن أهمها كتاب "الإمامة والسياسة"،المنسوب إلى ابن قتيبة، والغريب المؤسف أننا نجد من المؤرخين المحدثين من يعتمد على هذا الكتاب على اعتبار أن مؤلفه ابن قتيبة فعلاً، مع علمهم حتماً بعدم صحة هذه النسبة.
قال عنه ابن العربي في كتابه "العواصم من القواصم" (ت-543هـ) "فأما الجاهل فابن قتيبة، فلم يبق ولم يذر للصحابة رسماً في كتاب "الإمامة والسياسة" إن صح عنه جميع ما فيه" ^18^ فإلى جانب نقده اللاذع له فقد شكك في صحة نسبته إليه. وعلق على هذا مُحقق كتاب ابن العربي، الأستاذ محب الدين الخطيب بقوله "لم يصح عنه جميع ما فيه، ولو صحت نسبة هذا الكتاب للإمام الحجة الثبت أبي محمد بن مسلم بن قتيبة لكان كما قال ابن العربي، لأن كتاب "الإمامة والسياسة"مشحون بالجهل والغباوة والركة والكذب والتزوير. إن مؤلف"الإمامة والسياسة" يروي كثيراً عن اثنين من كبار علماء مصر، وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا أخذ عن هذين العالمين فدل ذلك على أن الكتاب مدسوس عليه" ^19^.
ويقول عنه المستشرق مارغليوث " .. ويختلف كتاب آخر يعزى إليه عن الكتاب السابق [المعارف] كل الاختلاف في ظواهره. ذلك هو كتاب "الإمامة والسياسة" وهو تاريخ الدولة الإسلامية منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى وفاة هارون الرشيد. وعلى الرغم من ذلك فتزييفه للتاريخ أو جهله به من الوضوح بحيث لا يمكن أن يكون لابن قتيبة" ^20^.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/242)
هذا إلى جانب تحامله الواضح على بني أمية وتزييفه المكشوف وخاصة عند حديثه عن وقعة الحرة، حيث إنه وصف الوقعة وصفاً مسهباً وبصورة مروعة في ختام المجلد الأول من كتابه مستشهداً بمختارات من الفظائع التي يتهم جيش بني أمية بارتكابها أثناء أيام الإباحة الثلاثة، بينما نجده يورد تصويراً آخر للأحداث نفسها حين انتقل إلى المجلد الثاني، وكأنه نسي تلك القصة المخيفة التي ذكرها من قبل.
إذاً فلا يجوز مطلقاً الاعتماد على هذا الكتاب مصدراً لتاريخ بني أمية، دون دراسته دراسة مستوفاة بالبحث عن مؤلفه الحقيقي.
وثمة (مصادر أقل أهمية) من المصادر الأساسية، وتعتبر من المصادر الثانوية، ولا يحل أحدها بديلاً عن المصادر الأساسية، وهي على الرغم من ذلك اعتمد عليها بعض المؤرخين مصادر لإثبات إباحة المدينة؛ بل إن بعضاً منهم يستند إلى واحد منها مصدراً أساسياً لحادثة المدينة مغفلاً المصادر الأساسية لهذه الفترة.
من هذه المصادر الثانوية كتاب "الفخري في الآداب السلطانية" لمؤلفه ابن الطقطقي الذي انتهى من تأليفه في الموصل سنة 701هـ، فهو إلى جانب كونه متأخراً عن الأحداث التي نحن بصدد مناقشتها، فقد كان شيعياً وسمات الشيعة واضحة في كتابه ^21^،كما أنه أحد القلة الذين بالغوا في وصف أحداث إباحة المدينة وبشكل لم نجد له ما يؤيده في المصادر الأساسية ^22^.
والمصدران الآخران من المصادر الثانوية هما كتاب "الأغاني" للأصفهاني (ت-356هـ) و"العقد الفريد" لابن عبدربه (ت-328) ومن المعروف أنه لا يمكن للباحث الاعتماد على هذين الكتابين مصدرين أساسيين لحادثة مثل حادثة إباحة المدينة؛ ولكن لا بأس من الإشارة إليهما مصادر مساعدة لترجيح رأي على آخر مع التحفظ الشديد والحذر البالغ لأنهما يفتقدان الصفات المتوفرة في كتب المصادر الأساسية، ولا يرقيان إلى مستواها.
وإذا كنا قد طالبنا بتبني منهج التحقيق من شخصيات الرواة عند الطبري ومقارنة رواياتهم، بحثاً عن الحقيقة، فيجب أن يكون موقفنا أكثر حيطة وأشد تحفظاً من المصادر الأخرى لأن معظمها لم تزودنا بأسماء رواتها؛ بل اكتفت بنقل رواية واحدة فقط، ونحن نعرف أن مؤلفيها لم يعاصروا الأحداث التي أرخوا لها، فاحتمال اختيار كل مؤلف من هؤلاء إحدى الروايات التي وصلت إليه وإغفال البقية وارد تماماً، كما لا يستطيع أحد أن ينفي احتمال تدخل ميول المؤلف، أو جهله بالأحداث، في تحديد موقفه منها.
إباحة المدينة في الكتب الحديثة
لقد اخترت من هذه الكتب مجموعة معينة هي الأكثر تداولاً في أوساط طلبة الجامعات، وبين محبي دراسة التاريخ الإسلامي، وليس هدفي من مناقشتها هنا تجريحها، أو الإنقاص من مؤلفيها، ولكنني أشعر بواجب علمي نحو ضرورة تنقية تاريخنا الإسلامي مما علق به من شوائب. وما أورده هؤلاء الأساتذة لا يعدو أن يكون اجتهاداً، والاجتهاد يحتمل الخطأ والصواب، وإذا وقع الأول فلا أشك لحظة واحدة في سوء قصدهم في وقوعه، فهدفنا البحث عن الحقيقة أيّاً كانت، عبر مناقشة علمية أمينة.
أولاً: كتاب "تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي" تأليف د-حسن إبراهيم حسن. يقول:
"فسار إليها (مسلم) وهو مريض وحاصرها من جهة الحرة من ظاهر المدينة وفتحها ثم أباحها للجند ثلاثة أيام.
وأسرف هو وجنده في القتل والنهب والاعتداء فلقبوه مسرفاً لذلك. وقد استشهد في تلك المعركة التي كانت شراً على الإسلام والمسلمين زهرة أهل المدينة من الفرسان وخيرة أصحاب الرسول. وهكذا أباح الأمويون المدينة ودنسوها" ^23^.
وأغفل المؤلف هنا الإشارة إلى المصادر التي اعتمد عليها في تأكيد وقوع حادثة إباحة المدينة ولم يقم بإجراء أي تحليل تاريخي للحادثة، وكأن القضية في نظره أصبحت من الحقائق المسلم بها، وختم ذلك بتقرير قاطع يوحي للقارئ بأن الحادثة حقيقة لا جدال فها. ولكي يصدر مؤرخ حديث حكماً يمثل هذه الخطورة يتوقع أن يتم ذلك بعد دراسة مستفيضة لجميع مصادر الحادثة وكافة جوانب الموضوع، ويقدم المبررات التاريخية المقنعة التي قادته إلى إطلاق هذا الحكم، أما من غير ذلك فهو منهج لا يخدم الحقيقة. وإذا كان هذا المؤرخ ممن يحتمل مكانة مرموقة –كما هو الحال بالنسبة إلى المؤلف- فالخطورة أعظم لأن ذلك يعني احتمال اقتباس آرائه من قبل من يأتي عده، أو من هم أقل منه، أو من تلامذته. مع العلم بأن المعلومات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/243)
التي تضمنها المصادر الأساسية، التي ناقشناها آنفاً، لا يوجد فيها مستند قاطع لا يقبل الشك دعم هذا الحكم.
ثانياً: كتاب "أيام العرب في الإسلام" تأليف د-محمد أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوي. يقول الكتاب:
"وغلبت الهزيمة على أهل المدينة وأباحها مسلم ثلاثاً يقتلون الناس ويأخذون الأموال" ^24^.
وهنا أيضاً لم يدلنا مؤلفا الكتاب على مصدرهما في حادثة إباحة المدينة ومراجعهما في وقعة الحرة كلها هي: "العقد الفريد" و"الأغاني" و"الفخري في الآداب السلطانية".ولا أدري كيف سمحا لنفسيهما أن يعتمدا على هذه المصادر الثانوية، وتجاهلا المصادر الأساسية لهذا الموضوع. ومن المسلم به إن أي رأي تاريخي مصادره ثانوية فقط لا يلتفت إليه على الإطلاق.
ثالثاً: كتاب "التاريخ الإسلامي العام" تألف د-علي إبراهيم حسن يقول: "وبعد هذه الهزيمة، استباح جيش مسلم بن عقبة المدينة ثلاثة أيام، وأسرف هو وجنده في السلب والنهب والاعتداء، ولقبوه بالمسرف [أ] " ^25^.
ومراجعة: أ- "مروج الذهب" للمسعودي
والمسعودي –كما مر- لم يذكر شيئاً عن إباحة المدينة ثلاثة أيام وإنما أشار إلى إسراف مسلم بن عقبة في القتل والنهب، فلا يصح الاعتماد على هذا المصدر في إثبات وقوع حادثة إباحة المدينة. كما أنه لا يجوز الاعتماد على المسعودي وحده في هذا الموضوع حيث إن الشيعة تعده من شيوخها ^26^.ولماذا أغفل الطبري تماماً؟
رابعاً: كتاب "التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية" تأليف د-أحمد شلبي، يقول:
" .. فهاجم مسلم من جهة الحرة وانتصر عليهم وأباح المدينة ثلاثة أيام" ^27^.
ومراجعة: أ-الطبري، الفخري في الآداب السلطانية.
الإشارة هنا إلى الطبري تعني اختياره لرواية أبي مخنف واعتماده عليها في التدليل على رأيه، مغفلاً بقية الروايات التي ذكرها الطبري، وهكذا وقع المؤلف في نفس الخطأ الذي حذر منه حين يقول "والعجيب أن غالب المؤرخين المحدثين من مسلمين ومستشرقين تلقوا ما كتبه المؤرخون الأول على أنه حقائق فجاءت أكثر الدراسات الحديثة بعيدة عن الإنصاف".
خامساً: كتاب "الدولة العربية الإسلامية" تأليف د-عل حسني الخربوطلي، يقول:
" .. وقامت معركة الحرة، وانتهت بهزيمة أهل المدينة، وأتى الجيش الأموي كثيراً من الفظائع والمذابح والكبائر، مما أجمع المؤرخون على استنكاره، فقد أباح مسلم المدينة ثلاثة أيام لجنده، يقتلون أهلها، ويسلبون أموالهم [أ]،وقتل ثمانون من أصحاب الرسول وسبعمائة من قريش والأنصار، وعشرة آلاف من سائر الناس [ب] " ^28^.
ومراجعة: أ-الطبري .. ب-الإمامة والسياسة لابن قتيبة.
إننا نشتم هنا رائحة المبالغة البعيدة عن تحري الحقيقة قبل إطلاق الحكم، فقد قرر الكاتب أن الجيش الأموي ارتكب المنكرات دون أن يكون ذلك نتيجة دراسة وافية متجردة، ثم اعتمد في تحديد الضحايا على كتاب لم تصح نسبته إلى ابن قتيبة. فلا يعتقد أنه كفي أن يذيل حكمه بتحميله مسؤولية هذه الرواية وتجاهل الروايات الأخرى. أما اعتماده على كتاب "الإمامة والسياسة"فمرفوض وقد سبق توضيح موقف المؤرخين منه ^29^.
سادساً: كتاب "تاريخ الدولة العربية" تأليف د-السيد عبدالعزيز سالم وفيه يقول:
"واستباح جيش الشام المدينة ثلاثة أيام بلياليها من 27 ذي الحجة حتى أول محرم 64هـ ثم أمسكوا بعد ذلك [أ] " ^30^.
ومراجعة: أ-الإمامة والسياسة، وابن الأثير.
اعتماد المؤلف هنا على "الإمامة والسياسة" مصدراً أساسياً لإثبات وقوع الإباحة أمر مرفوض لا يلتفت إليه للأسباب السابق ذكرها، وأما استشهاده بابن الأثير كمصدر آخر ففيه إجحاف بالمنهج السليم في البحث التاريخي، فكيف يكتفي بالفرع ويترك الأصل وهو الطبري. وهو لم يقدم ما يقنعنا برأيه هذا.
سابعاً: كتاب "دور الحجاز في الحياة السياسية العامة في القرنين الأول والثاني للهجرة" تأليف د-أحمد إبراهيم الشريف، يقول:
"فدخل مسلم المدينة واستباحها للجند ثلاثة أيام، ثم دعا الناس للبيعة على أنهم خول ليزيد بن معاوية يحكم في دمائهم وأموالهم ما شاء، وارتكب من الحماقة والجبر حداً كبيراً" ^31^.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/244)
والمؤسف أن هذا الكتاب لم يذكر لنا مصادر معلوماته هذه، وهو أمر غريب من مؤرخ يؤلف كتاباً متخصصاً في دور الحجاز في هذه الفترة، ثم يتناول قضية خطيرة مثل هذه الحادثة بأسلوب يفتقر إلى الدقة، ومع العلم أن المؤلف نفسه أكد في مقدمة كتابه ^32^ على ضرورة استعمال المنهج التحليلي في استيعاب النصوص والتعمق في فهمها.
ثامناً: كتاب "التاريخ السياسي للدولة العربية" تأليف د-عبدالمنعم ماجد، يقول:
" .. وعندئذٍ لم يحجم مسلم عن إباحة المدينة لجنده ثلاثة أيام [أ]،وأسرف في القتل فسمي مسرفاً لقبيح صنيعه [ب] فقتل جنوده كثيراً من شباب الأنصار، ونهبوا الأموال وسبوا الذرية وانتهكوا الأعراض. كذلك أجبر مسلم أهل المدينة على البيعة ليزيد على أنهم عبيد له لإذلالهم ومن تلكأ منهم يضرب عنقه، وبذلك نفذ وعده ليزيد بأن يجعل مدينة الرسول أسفلها أعلاها [ج] " ^33^.
ومراجعة: أ-اليعقوبي ب- الأغاني ج-اليعقوبي
اعتمد د-عبدالمنعم ماجد في إثبات وقوع حادثة الإباحة على اليعقوبي، مع العلم بأنه سبق أن اتهمه في مقدمة كتابه بأنه ينتمي إلى الشيعة ^34^،ومع هذا لم يتردد في قبول روايته وحده دون النظر في الروايات الأخرى التي وردت في هذا الموضوع في المصادر الأساسية. كما أنه سبق أنْ أكد في المقدمة نفسها ^35^ أنَّ على المؤرخ الحديث وجوب الحذر عند تناوله لتاريخ الدولة الأموية، لأن معظم الكتب عنها وصلتنا من العهد العباسي، والذي كان في عداء مع العرب –على حد تعبيره- فها هو يخالف هذا المنهج ولا يطبقه.
ولم يكتف بهذا بل اتهم الجيش الأموي بسبي الذرية، وانتهاك الأعراض، ولم يسق لنا دليلاً واحداً من أي مصدر كان، ولعله يعتبر هذا أمراً مفروغاً من صحته، بينما لم نعثر على ما يؤيد وقوع الحادثة في المصادر الأساسية، وليست بالأمر الهين الذي يحتمل نسيانه أو إغفاله من قبل رواة التاريخ، وخاصة من أولئك الذي لا يكنون وداً لبني أمية.
أما نقله لما ورد في كتاب "الأغاني" من أن ما قام به الجيش الأموي جاء تنفيذاً لوعد مسلم ليزيد بأن يجعل أسفلها أعلاها، فهو أمر ينفرد به هذا الكتاب، فلا يوجد –على الإطلاق- لهذه الرواية أصل في المصادر الأساسية لتاريخ هذه الفترة. وكتاب "الأغاني" –كما قلت سابقاً- لا يستطيع الوقوف وحده في ميدان تقرير الأحداث الخطيرة في التاريخ الإسلامي.
وهكذا لا نجد من بين المؤرخين المحدثين من قام بدراسة قضية إباحة المدينة دراسة علمية مجردة، ومستوفية لكل جوانب الموضوع، وإن أجمعوا على إثبات وقوع الحادثة بالفعل، إلا أنهم أخفقوا في تقديم المبررات التاريخية المقنعة، وإنما اكتفى بعض منهم بتحميل مسؤولية آرائهم بعض أصحاب المصادر الأساسية أحياناً. وأحياناً أخرى يلجأ بعض منهم إلى الكتب الثانوية مستشهدين بها. والقلة منهم الذين أشاروا إلى الطبري كمصدر لهذه "الحادثة" اعتمدوا رواية أبي مخنف عنده فقط، متجاهلين الروايات الأخرى. فلا يزال الشك إذاً في وقوع هذه الحادثة قائماً.
ـ[سائل]ــــــــ[12 - 08 - 05, 09:19 م]ـ
غداً بإذن الله أحمل لكم جميع ما نشرته .. ففي المسألة أراء .. ولكل دليله .. فارجوا أن يتنبه أخي المبارك صلاح الدين .. وهذه بحوث يا أبو محمد التركماني هيئتها لك .. وهي عبارة عن قص ولصق لجهد كاتب في أحد المواقع:
وما لي إلا القص واللصق والتنسيق فقط!!
ـ[سائل]ــــــــ[12 - 08 - 05, 10:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[13 - 08 - 05, 12:43 ص]ـ
وسؤالي الآن للأخ صلاح الدين الشريف عافاه الله:
أنا كمسلم أدعو لكل مسلم
فإن كفر وخرج عن الإسلام لم أدع الله له
فإن كان لديك دليل يحرم الدعاء بالمغفرة لمسلم فعل غير الكفر
فأفدني ...
فهل يجوز الدعاء بالمغفرة لقاتل طلحة رضى الله عنه، وقاتل الزبير 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وقاتل على 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وقتلة عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - والحجاج وامثاله من الظلمة.
فان كل هؤلاء مسلمون، ولم يقل احد بكفرهم؟
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[13 - 08 - 05, 02:26 ص]ـ
الأخ سائل: نقلت اقوال ابن العربى:
و هذا الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله على تقشفه و عظم منزلته في الدين و ورعه قد أدخل عن يزيد بن معاوية في كتابه الزهد أنه كان يقول في خطبته: إذا مرض أحدكم مرضاً فأشقى ثم تماثل، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فليلزمه و لينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه. أنظر: العواصم من القواصم (ص245
قلت: وهذه واحدة من أخطائه ـ غفر الله له ـ فى هذا الكتاب.
فها هو كتاب الزهد للإمام أبى عبد الله احمد بن حنبل {طبعة دار الكتب العلمية ـ الطبعة الأولي}
بين أيدينا ليس فيه ذكر لزهد يزيد بن معاوية، وليس فيه ذكر يزيد بن معاوية بن أبى سفيان في أي حديث أو رواية.
أما رأى الإمام احمد وموقفه من يزيد بن معاوية، فهو موقف مغاير تماما لما زعمه ابن العربي في قوله: " وهذا يدل على عظيم منزلته عنده".
فهل لليزيد منزلة عظيمة عند الإمام احمد كما زعم ابن العربي؟
ولبيان تلك المنزلة نذكر رأى الإمام احمد في يزيد بن معاوية:
ـ قال صالح بن احمد بن حنبل (): قلت لأبى: أن قوما يقولون أنهم يحبون يزيد، فقال: يا بنى، وهل يحب يزيد أحد يؤمن بالله واليوم الأخر؟ فقلت: يا أبت فلماذا لا تلعنه؟ فقال: يا بنى، ومتى رأيت أباك يلعن أحدا.
ـ وروى ابن الجوزى ():
أن الإمام احمد بن حنبل سئل: أيروى عن يزيد بن معاوية الحديث؟ فقال: لا، ولا كرامة.
ـ وقال مهنا ():
سالت احمد عن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان. فقال: هو الذي فعل بالمدينة ما فعل. قلت: وما فعل؟ قال: قتل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعل. قلت: وما فعل؟ قال: نهبها.قلت: فيذكر عنه الحديث؟ قال: لا يذكر عنه الحديث.
هذه أقوال الأمام احمد بن حنبل في يزيد بن معاوية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/245)
ـ[ذخائر العرب]ــــــــ[13 - 08 - 05, 04:26 ص]ـ
بحث مستل من " قيد الشريد "، لـ " محمد بن طولون ".
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[13 - 08 - 05, 11:49 م]ـ
قال سائل
وقد قال الإمام الذهبي: مقدوح في عدالته، وليس بأهل أن يروى عنه، وقال أحمد بن حنبل: لا ينبغي أن يروى عنه.
المصدر: قريباً ...
التعليق:
وهذا القول هو قول الأئمة الحفاظ في أي رجل يروي عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويأخذ فيه جانب الحيطة والشدة، وقيل عن بعض الصالحين كذاب، وهو ليس بكذاب ولكنه يخلط في حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام فقيل فيه بالكذب، لأنه من أعظم الأمور الحفاظ على أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام ..
.
لا تعليق
ـ[الغواص]ــــــــ[14 - 08 - 05, 12:01 ص]ـ
الأخ الكريم صلاح الدين الشريف عافاه الله
تكفيني شهادتك _وللمرة الثانية_ بأن من قتل كل أولائك الذين ذكرتَ أنت أسماءهم لم يكفر
ومن لم يكفر فهو مسلم
والمسلم يجوز أن ندعو له بالمغفرة
فأنا أدعو لمسلمٍ بالمغفرة
فإن كان لديك دليل يعارض هذا الأمر المحكم المتواتر، فآمل أن تتحفني به
وتذكر أن هذه هي المرة الثالثة التي أطالبك بالدليل
والثالثة ثابتة ... فإن أتيت بالدليل بقيت أناقشك
وإن لم تأتِ به فاعذرني فلن أرد عليك
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[14 - 08 - 05, 12:28 ص]ـ
قال سا ئل
توليه منصب ولاية العهد بعد أبيه
بدأ معاوية رضي الله عنه يفكر فيمن يكون الخليفة من بعده، ففكر معاوية في هذا الأمر و رأى أنه إن لم يستخلف و مات ترجع الفتنة مرة أخرى.
فقام معاوية رضي الله عنه باستشارة أهل الشام في الأمر، فاقترحوا أن يكون الخليفة من بعده من بني أمية، فرشح ابنه يزيد، فجاءت الموافقة من مصر و باقي البلاد و أرسل إلى المدينة يستشيرها و إذ به يجد المعارضة من الحسين و ابن الزبير، و ابن عمر و عبد الرحمن بن أبي بكر، و ابن عباس. انظر: تاريخ الإسلام للذهبي – عهد الخلفاء الراشدين – (ص147 - 152) و سير أعلام النبلاء (3/ 186) و الطبري (5/ 303) و تاريخ خليفة (ص213).
و كان اعتراضهم حول تطبيق الفكرة نفسها، لا على يزيد بعينه.
راجع غير مأمور فتح البارى (8/ 709) شرح حديث صحيح البخارى رقم (4827) عن يوسف بن ماهك قال: " كان مروان على الحجاز استعمله معاوية فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكى يبايع له بعد ابيه، فقال له عبد الرحمن بن ابى بكر شيئا، فقال خذوه فدخل بيت عائشة فلم يقدروا عليه، .... الحديث. قال الحافظ فى الفتح فى رواية الاسماعيلى من الطريق المذكورة " فاراد معاوية ان يستخلف يزيد ـ يعنى ابيه ـ فكتب الى مروان بذلك، فجمع مروان الناس فخطبهم فذكر يزيد ودعا الى بيعته وقال: ان الله أرى امير المؤمنين فى يزيد رأيا حسنا، وان يستخلفه فقد استخلف ابو بكر وعمر ". ......
والذى فى رواية الاسماعيلى فقال عبد الرحمن ما هى الا هرقليه، وله من طريق شعبة عن محمد بن زياد: فقال مروان سنة ابى بكر وعمر، فقال عبد الرحمن سنة هرقل وقيصر، ولابن المنذر من هذا الوجه: ما اجئتم بها هرقلية تبايعون لابنائكم؟
ولابى يعلى وابن ابى حاتم من طريق اسماعيل بن ابى خالد " حدثنى عبد الله المدنى قال: كنت فى المسجد حين خطب مروان فقال: ان الله قد أرى امير المؤمنين رأيا حسنا فى يزيد، وان يستخلفه فقد استخلف ابو بكر وعمر، فقال عبد الرحمن: هرقلية، ان ابا بكر والله ما جعلها فى احد من ولده ولا فى اهل بيته، وما جعلها معاوية الا كرامة لولده
ـ[سائل]ــــــــ[14 - 08 - 05, 04:49 م]ـ
غداً بإذن الله أحمل لكم جميع ما نشرته .. ففي المسألة أراء .. ولكل دليله .. فارجوا أن يتنبه أخي المبارك صلاح الدين .. وهذه بحوث يا أبو محمد التركماني هيئتها لك .. وهي عبارة عن قص ولصق لجهد كاتب في أحد المواقع:
وما لي إلا القص واللصق والتنسيق فقط!!
عفا الله عنك أنا ناقل ولست قائل .. فناقش صاحب البحث .. وسأدعو لليزيذ بالرحمة مادام مسلماً ..
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[14 - 08 - 05, 05:23 م]ـ
ألأخ الفاضل/ الغواص .... هداني الله تعالى وإياك إلى الحق.
بداية أنا لا أسوغ لعن يزيد أو غيره من الظلمة، فكما قال شيخ الا سلام:نحن إذا ذكر الظالمون نقول: {ألا لعنة الله على الظالمين}
فلم يقل رحمه الله ندعوا لهم.
أما قولك أنا ادعوا لكل مسلم ما لم يقل احد بكفره!!!!
فما هو دلليك على إطلاق هذا القول وتعميمه ليشمل الظلمة؟
وهذا هو جوهر الحوار
فقاتل طلحة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
وقاتل الزبير 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
وقتلة عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
وقاتل عليّ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
هؤلاء جميعامسلمون لم يقل بكفرهم أحد.
فهل ندعوا لهم؟؟؟
لا، بل بعضنا يقول: عليهم من الله ما يستحقونه.
ولا ينكر عليه ذلك!
وكذلك الخوارج
مع إفسادهم وتكفيرهم للصحابة!!!!!
فهم مسلمون، وأهل السنة لايكفرونهم رغم شنيع فعلهم وقولهم،
وهم شرار الخلق، وكلاب أهل النار.
فهل ندعو لهم!!!!! فهم مسلمون أيضا!!!!!!
فهل دعا لهؤلاء أحد من السلف أوالأئمة؟؟؟؟؟؟؟
وهذا هو السؤال الذي أثرت بسببه هذا الموضوع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/246)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[15 - 08 - 05, 04:04 ص]ـ
نقل الاخ سائل
كما أن مجرد موافقة عدد من كبار الشخصيات الإسلامية، من أمثال عبد الله بن الزبير و عبد الله ابن عباس و ابن عمر و أبو أيوب الأنصاري، على مصاحبة جيش يزيد في سيره نحو القسطنطينية فيها خير دليل على أن يزيد كان يتميز بالاستقامة، و تتوفر فيه كثير من الصفات الحميدة، ويتمتع بالكفاءة والمقدرة لتأدية ما يوكل إليه من مهمات؛ وإلا لما وافق أمثال هؤلاء الأفاضل من الصحابة أن يتولى قيادتهم شخص مثل يزيد.
ردا على ذلك:
ليس كل من خرج مجاهدا مع امير ما، كان ذلك دليلا على صلاح هذا الامير واستقامته.
فالجهاد واجب مع كل امير بر كان أم فاجر
ذكر ابن سعد فى الطبقات (3/ 485):
اخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الاسدى بن عليه، عن أيوب، عن محمد قال: شهد أبو أيوب بدرا ثم لم يتخلف عن غزوة للمسلمين إلا هو فى أخرى إلا عاما واحدا فانه استعمل على الجيش رجل شاب فقعد ذلك العام، فجعل بعد ذلك العام يتلهف ويقول: ما علىّ من استعمل علىّ، ما علىّ من استعمل علىّ قال فمرض وعلى الجيش يزيد بن معاوية، فأتاه يعوده فقال: حاجتك، قال: نعم حاجتي اذا أنا مت فاركب بي ثم سُغ بي ارض العدو ما وجدت مساغا، فإذا لم تجد مساغا فادفني ثم ارجع.
فهل كان أبو أيوب الانصارى رضى الله عنه راضيا عن هذا الأمير رغم انه خرج مجاهدا معه!
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[15 - 08 - 05, 04:15 ص]ـ
الاخ سائل حفظك الله تعالى
نقلت بحثا به الكثير من الاخطاء، واستشهدت به انتصارا لما تريد، وعند تفنيد اخطائه ادعيت بانك ناقل ولست قائل! فهل نقلت عن علم واقتناع حتى نستمر فى تفنيد الاخطاء.
وسنقوم باذن الله تعالى بافرادها فى موضوع مستقل إن شاء الله تعالى.
ـ[المقدادي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 09:49 ص]ـ
فائدة منقولة عن شيخ الاسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني
((عن يزيد
سئل شيخنا رحمه الله عن لعن يزيد بن معاوية وماذا يترتب على من يحبه ويرفع من شأنه فأجاب أما اللعن فنقل فيه الطبري المعروف بالكيا الهراسي الخلاف في المذاهب الأربعة في الجواز وعدمه فاختار الجواز ونقل الغزالي الخلاف واختار المنع وأما المحبة فيه والرفع من شأنه فلا تقع إلا من مبتدع فاسد الاعتقاد فإنه كان فيه من الصفات ما يقتضي سلب الإيمان عمن يحبه لأن الحب في الله والبغض في الله من الإيمان والله المستعان))
أسئلة من خط الشيخ ابن حجر العسقلاني والجواب عليها جمع شيخ الإسلام القسطلاني
من كتاب الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع للحافظ ابن حجر تحقيق عبد الله محمد حسن محمد حسن اسماعيل الشافعي
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[21 - 02 - 06, 08:53 م]ـ
موضوع ذا صلة
http://www.almanhaj.com/article34.htm
ـ[محمد فارس الشيخ]ــــــــ[24 - 03 - 06, 03:16 ص]ـ
أنا اشتد عجبي من هؤلاء المارقين في الإسلام الجاهلين جهلا مركبا المادحين في قاتل سيدنا الحسين عليه السلام، ويكفيكم أن أقل ما قيل في يزيدكم هذا عليه لعنة الله اللعن والصحيح كفره عليه اللعنة هو ومن اتبعه وذكر أن له مناقب لعنه الله ولعن من دافع عنه
ـ[محمد فارس الشيخ]ــــــــ[24 - 03 - 06, 03:19 ص]ـ
والشكر للأخ المقدادي في نقله عبارة الحافظ ابن حجر من كتاب بتحقيقنا محمد فارس وأعلمكم أن محمد حسن محمد حسن إسماعيل هو نفسه محمد فارس الشيخ
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[24 - 03 - 06, 03:32 ص]ـ
أنا اشتد عجبي من هؤلاء المارقين في الإسلام الجاهلين جهلا مركبا المادحين في قاتل سيدنا الحسين عليه السلام، ويكفيكم أن أقل ما قيل في يزيدكم هذا عليه لعنة الله اللعن والصحيح كفره عليه اللعنة هو ومن اتبعه وذكر أن له مناقب لعنه الله ولعن من دافع عنه
الجاهل السارق محمد فارس عامله الله بما يستحق
ياجاهل تكفر وتلعن كل من اجتهد في مسألة يزيد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
جاهل جاهل جاهل نعوذ بالله
لو سرقت كتب جديدة غير الكتب اللي سبق وسرقتها كان أصرف لك من هالحكي
ياجاهل
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[24 - 03 - 06, 03:40 ص]ـ
شوفوا سرقات محمد فارس
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=75116
ـ[ابن السائح]ــــــــ[24 - 03 - 06, 08:35 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=207468&postcount=6
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/247)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=398046&postcount=15
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[24 - 03 - 06, 09:21 ص]ـ
أنا اشتد عجبي من هؤلاء المارقين في الإسلام الجاهلين جهلا مركبا المادحين في قاتل سيدنا الحسين عليه السلام، ويكفيكم أن أقل ما قيل في يزيدكم هذا عليه لعنة الله اللعن والصحيح كفره عليه اللعنة هو ومن اتبعه وذكر أن له مناقب لعنه الله ولعن من دافع عنه
ألا لعنة الله على الظالمين
عجيب أيها السارق المحترف
صرت تكفر!!
شاه وجهك، وخاب سعيك
أكل الزبيب حبة حبة أيها البليد
فهذه بدايتك
المشاركة التي حذفها المشرف، ولكنها منسوخة في ردي الذي بعده رقم (40)
محمد فارس الشيخ
قلت: الكتاب لم يطبع في دار الكتب العلمية العامرة بالانفرادات وبالسبق في كثير من كتب التراث وكفانا هجوما وسخرية من أناس جهدهم في التراث كالجبال وقوم باعهم الملزمة والملزمتين اجتهدوا أولا في خدمة تراثكم واعرفوا كيف تنسخوا المخطوطات وتقرؤوها وليكن لكم جهد في التحقيق والتأليف ثم تحدثوا (1)
وما ادعيتم من أن الشيخ محمد عمرو محمدث كلام غير صحيح فليس له شيخ آخذ عنه وإن قلتم الشيخ نجيب ؤالمطيعي قلت عندي شريط بصوته وبصوت ابنه ينكر ذلك وإن قلتم إن طارق عوض الله محمدث فشيخه مقطوع السند وإن قلتم الشيخ الألباني محدث فمن شيخه فالأحرى لكم للضبط أن تقولوا طلبة علم. وتوقفوا عن الشحناء والبغضاء خير لكم فما تدعونه من علم يكون جهلا ووبالا على صاحبه (2)
(1) لا تستغربوا دفاع الأخ عن الكتب العلمية فكم لها عند (الفارس المغير على تحقيقات غيره) وأشباهه من أياد بطباعتها لما يسرقون من تحقيقات من سبقهم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=196413
مع أنها تتفرد أحيانا ببعض الكتب، وقد ذكرها الإخوة في أحد المواضيع في الملتقى
(2) كم من محصِّل للأسانيد وله أكوام من الأوراق وهو بليد لا يفقه شيئا
والعجب أن يقال للإمام الألباني رحمه الله طالب علم، إذا ماذا يقال لك يا محمد فارس
لكل داء دواء يستطب به ** إلا الحماقة أعيت من يداويها
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=392921#post392921
===========================
ثم تطور الوضع إلى تكفير يزيد بن معاوية
فالله أعلم على من سيكون الدور غدا
أقول: وجب على المشرف أن يأخذك ويلقي بك في أقرب سلة مهملات للملتقى
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[24 - 03 - 06, 09:41 ص]ـ
أود أن أنبه أخواني الى أمرين:
أولا ـ إن التطاول في الكلام ليس من شيم العلماء أو طلبة العلم.
ثانياً ـ يجب أن يعي الجميع أن كتب التاريخ فيها الكثير من الصفحات المشحونة خطأ، ويزيد بن معاوية أحد هؤلاء الذين شوهت صورتهم بسبب عداء مجموعتين كبيرتين له، هما العباسيون والعلويون، فإن كان معلوماً أن أحد دوافع وضع الحديث هو التعصب السياسي، أفلا تجدون الأمر منطقيا جدا أن يطعن بشخص وتشوه صورته وسمعته مثل يزيد؟
والحليم تكفيه الإشارة.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[24 - 03 - 06, 03:47 م]ـ
رحم الله الخليفة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.
لقد جانب الحق والصواب من طعن فيه.
قال الإمام ابن كثير: " وقد كان عبدالله بن عُمر بن الخطاب وجماعات أهل بيت النبوة ممن لم ينقض العهد ولا بايع أحداً بعد بيعته ليزيد، كما قال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل بن عُلية قال: حدثني صخر بن جُويرية، عن نافع قال: لما خلع الناس يزيد بن معاويةَ جمعَ ابنُ عُمر بنيه وأهله ثم تشهَّدَ ثم قال: " أما بعدُ فإنا بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله وإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الغادر يُنصبُ له لواءٌ يوم القيامةِ، يُقال: هذه غدرةُ فلان) وإن من أعظم الغدر إلا أن يكون الإشراك بالله أن يبايع رجلٌ رجلاً على بيع الله ورسوله ثم يَنكُثُ بيعته، فلا يخلعنَّ أحد منكم يزيد، ولا يُسرفنَّ أحدٌ منكم في هذا الأمر، فيكون الفيصل بيني وبينه ".
البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 232 – 233
وانظروا ماذا قال فيه محمد بن الحنيفة رحمه الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/248)
قال الإمام ابن كثير: " ولما رجع أهل المدينة من عِند يزيد مشى عبدالله بن مطيع وأصحابه إلى محمد بن الحنيفة فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدى حكم الكتاب. فقال لهم: " ما رأيت منه ما تذكرون، وقد حضرته وأقمتُ عِندَهُ، فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة ". قالوا: فإن ذلك كان منه تصنُّعاً لك. فقال: " وما الذي خاف مني أو رجا حتى يُظهر لي الخشوع؟ أفأطلعَكُم على ما تذكرون من شُرب الخَمر؟ فلئن كان أطلعَكُم على ذلك إنكم لشروكاؤه، وإن لم أطلعَكُم فما يحِلُّ لكُم أن تشهدوا بما لم تعلموا ". قالوا: إنهُ عندنا لحق وإن لم يكُن رأيناه. فقال لهم: " أبى الله ذلك على أهل الشهادة، فقال: (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) ولستُ من أمركم في شيء ". قالوا: فلعلك تكره أن يتولى الأمر غيركَ فنحن نوليكَ أمرنا. قال: " جيئوني بمثل أبي أقاتل على مثل ما قاتل عليه ". فقالوا: فمُر ابنيكَ أبا القاسم والقاسم بالقتال معنا. قال: " لو أمرتهما قاتلت ". قالوا: فقم معنا مقاماً تحُضُّ الناسَ فيهِ على القتال. قال: " سبحان الله آمر الناس بما لا أفعلُهُ ولا أرضاهُ، إذاً ما نصحتُ للهِ في عِبادهِ ". قالوا: إذاً نُكرهُكَ. قال: إذاً آمرُ الناسَ بتقوى الله ولا يُرضونَ المخلوق بسخطِ الخالق " وخرج إلى مكة ".
تاريخ ابن كثير البداية والنهاية ج 8 ص 233
قال الإمام أبو القاسم البغوي: حدثنا مصعب الزبيري قال: حدثنا ابن أبي حازم عن هشام عن زيد بن أسلم عن أبيه: أن ابن عُمر دخل وهو معه على ابن مطيع فلما دخل عليه قال: مرحباً بأبي عبدالرحمن ضعوا له وسادة، فقال: إنما جئتكَ لأحدثكَ حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من نزعَ يداً مِن طاعةٍ فإن يأتي يوم القيامة لا حُجةَ له، ومَن مات مُفارقَ الجماعةِ فإنه يموتُ مَوتةً جاهلية).
ثم قال الإمام ابن كثير: " وروى المدائني أن مسلم بن عقبة بعث روح بن زنباع إلى يزيد ببشارة الحرة، فلما أخبره قال: " واقوماه، ثم دعا الضحاك بن قيس الفهري فقال له: ترى مالقي أهل المدينة؟ فما الذي يجبُرهم؟ قال: الطعام والأعطية، فأمر بحمل الطعام إليهم وأفاض عليهم أعطيته " وهذا خلاف ما ذكره كذبَة الروافض عنه من أنه شمت بهم واشتفى بقتلهم ".
انظر تاريخ ابن كثير ج 8 ص 233 - 234
قال الإمام ابن كثير: " سنة تسع وأربعين: وفيها غزا يزيد بن معاوية بلاد الروم حتى بلغ قسطنطينية ومعه جماعات من سادات الصحابة منهم: ابن عُمر وابن عباس وابن الزبير وأبو أيوب الأنصاري، وقد ثبت في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أول جيش يغزون القسطنطينية مغفورٌ لهم) فكان هذا الجيش أول من غزاها، وما وصلوا إليها حتى بلغوا الجهد ".
البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 32
قال الإمام الذهبي: " ورُويَ أن معاوية كانَ يعطي عبدالله بن جعفر في العام ألف ألف، فلمَّا وفدَ على يزيد أعطاه ألف ألف، فقال عبدالله له: فداك أبي وأمي، فأمر له بألف ألف أخرى، فقال له عبدالله: والله لا أجمعهما لأحد بعدك ".
انظر تاريخ الإسلام، وكذلك سير أعلام النبلاء للذهبي ج 5 ص 84
وذكر الإمام ابن كثير بقية هذه القصة وفيها: " ولما خرج ابن جعفر من عند يزيد وقد أعطاه ألفي ألف، رأى على باب يزيد - بخاتي مُبركات – قد قدم عليها هدية من خُراسان، فرجع عبدالله بن جعفر إلى يزيد فسأله منها ثلاث بخاتي ليركب عليها إلى الحج والعمرة، وإذا وفد إلى الشام على يزيد، فقال يزيد للحاجب: ما هذه البخاتي التي على الباب؟ - ولم يكن شعَرَ بها – فقال: يا أمير المؤمنين هذه أربعمائة بُختيةٍ جاءتنا من خراسان تحمل أنواع الألطاف – وكان عليها أنواع من الأموال كلها – فقال: اصرفها إلى أبي جعفر بما عليها. فكان عبدالله بن جعفر يقول: أتلومونني على حُسن الرأي في هذا – يعني يزيد – ".
البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 230
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/249)
ونقل ابن كثير في تاريخه عن يزيد رحمه الله لما بلغه مقتل الحسين رضي الله عنه قال: " لو كُنتُ أنا لم أفعل معه ما فعله ابن مرجانة – يعني عُبيد الله بن زياد – وقال للرُّسل الذين جاؤا برأسه: قد كان يكفيكُم من الطاعةِ دونَ هذا، ولم يُعطِهم شيئاً، وأكرم آل بيت الحُسين، وردَّ عليهم جميعَ ما فُقدَ لهُم وأضعافَهُ، وردَّهُم إلى المدينة في محاملَ وأبهةٍ عظيمةٍ، وقد ناح أهله في منزله على الحسين حينَ كانَ أهل الحسين عِندهُم ثلاثةَ أيامٍ ".
البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 232
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[25 - 03 - 06, 02:17 ص]ـ
الحمد لله
صقر بن حسن
رحم الله الخليفة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.
لقد جانب الحق والصواب من طعن فيه.
وممن طعنوا فيه وجانبوا الحق والصواب؟!!!!!
الحافظ ابن كثير
فقد قال في البداية والنهاية (8/ 203):
وقد أخطأ يزيد خطأً فاحشا في قوله لمسلم بن عقبة أن يبيح المدينة ثلاثة أيام، وهذا خطأ كبير فاحش، مع ما انضم إلى ذلك من قتل خلق من الصحابة وأبنائهم،وقد تقدم أنه قتل الحسين وأصحابه على يدى عبيد الله بن زياد.
وقد وقع في هذه الثلاثة أيام من المفاسد العظيمة في المدينة النبوية ما لا يحد ولا يوصف، مما لا يعلمه إلا الله عز وجل،وقد أراد بإرسال مسلم بن عقبة توطيد سلطانه وملكه، ودوام أيامه من غير منازع، فعاقبه الله بنقيض قصده،وحال بينه وبين ما يشتهيه، فقصمه الله قاصم الجبابرة،وأخذه أخذ عزيز مقتدر وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد.اهـ
الحافظ الذهبي
فقد قال في سير أعلام النبلاء: ولما فعل يزيد بأهل المدينة ما فعل، وقتل الحسين وإخوته وآله، وشرب يزيد الخمر، وارتكب أشياء منكرة، بغضه الناس، وخرج عليه غير واحد، ولم يبارك الله في عمره.
وقال عنه في السير (4/ 37):
كان قوياً شجاعاً، ذا رأي وحَزْم، وفِطنة، وفصاحة، وله شعر جيِّد وكان ناصِبيّاً، فَظّاً، جِلْفَاً، يتناولُ المُسْكِرَ، ويفعل المُنْكَر.
شيخ الإسلام ابن تيمية:
فقد قال في الفتاوى (3/ 412):
وجرت في إمارته أمور عظيمة:
أحدها: مقتل الحسين رضي الله عنه ....
وأما الأمر الثاني:
فإن أهل المدينة النبوية نقضوا بيعته وأخرجوا نوابه وأهله، فبعث إليهم جيشاً، وأمره إذا لم يطيعوه بعد ثلاث أن يدخلها بالسيف ويبيحها ثلاثاً، فصار عسكره في المدينة النبوية ثلاثا يقتلون وينهبون، ويفتضون الفروج المحرمة. ثم أرسل جيشاً إلى مكة، وتوفى يزيد وهم محاصرون مكة، وهذا من العدوان والظلم الذي فُعِل بأمره. اهـ
وقال في المنهاج (2/ 365):
وأما مافعله ـ يزيد ـ بأهل الحرة، فإنهم لما خلعوه وأخرجوا نوابه وعشيرته أرسل إليهم مرة بعد مرة يطلب الطاعة فامتنعوا،فأرسل إليهم مسلم بن عقبة المري، وأمره إذا ظهر عليهم أن يبيح المدينة ثلاثة أيام، وهذا هو الذي عظم إنكار الناس له من فعل يزيد. اهـ
ويستمر قطار النواصب على غير هدى دون ان يعبأ بمحطات أهل السنة!!!
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[25 - 03 - 06, 02:58 ص]ـ
الحمد لله
ومن هؤلاء الذين طعنوا في يزيد وجانبوا الحق والصواب؟!!!!!
الإمام أحمد بن حنبل:
ـ قال صالح بن احمد بن حنبل: قلت لأبى: أن قوما يقولون أنهم يحبون يزيد، فقال: يا بنى، وهل يحب يزيد أحد يؤمن بالله واليوم الأخر؟
فقلت: يا أبت فلماذا لا تلعنه؟ فقال: يا بنى، ومتى رأيت أباك يلعن أحدا.
ـ وروى ابن الجوزى:
أن الإمام احمد بن حنبل سئل: أيروى عن يزيد بن معاوية الحديث؟ فقال: لا، ولا كرامة.
ـ وقال مهنا:
سالت أحمد عن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان. فقال:
هو الذي فعل بالمدينة ما فعل.
قلت: وما فعل؟
قال: قتل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعل.
قلت: وما فعل؟
قال: نهبها.
قلت: فيذكر عنه الحديث؟
قال: لا يذكر عنه الحديث.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[26 - 03 - 06, 12:58 ص]ـ
الحمد لله
ومن هؤلاء الذين طعنوا في يزيد وجانبوا الحق والصواب؟!!!!!
بل وتجرأ ورفض أن يبايع أمير المؤمنين يزيد!!!!
الصحابي الجليل
عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنه وعن أمه وأبيه.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 03 - 06, 09:50 ص]ـ
رحم الله الخليفة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.
قال الإمام ابن كثير: " سنة تسع وأربعين: وفيها غزا يزيد بن معاوية بلاد الروم حتى بلغ قسطنطينية ومعه جماعات من سادات الصحابة منهم: ابن عُمر وابن عباس وابن الزبير وأبو أيوب الأنصاري، وقد ثبت في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أول جيش يغزون القسطنطينية مغفورٌ لهم) فكان هذا الجيش أول من غزاها، وما وصلوا إليها حتى بلغوا الجهد ".
البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 32
طالما أن يزيداً رحمه الله كان قائد الجيش المغفور له بنص الحديث، فكيف يحرم الدعاء له بالمغفرة؟ خاصة مع ما ثبت من براءة يزيد من مقتل الحسين رحمها الله؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/250)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[26 - 03 - 06, 04:56 م]ـ
الحمد لله
الشيخ الفاضل محمد الأمين
أرجو أن لا يكون خافياً عليكم ما قيل في هذا الحديث
صحيح البخاري ـ كتاب الجهاد والسير ـ باب ما قيل في قتال الرُّوم
2924 ـ حدثني إسحاق بن يزيد الدمشقي حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت وهو نازل في ساحة حمص وهو في بناءٍ له ومعه أم حَرَام،قال عمير:فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا،قالت أم حرام: قلت يا رسول الله أنا فيهم؟ قال أنت:فيهم،ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:"أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم، فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: لا".
قال الخافظ ابن حجر في الفتح (6/ 126):
قوله: (عن خالد بن معدان) بفتح الميم وسكون المهملة، والإسناد كله شاميون، ...
قوله: (يغزون مدينة قيصر) يعني القسطنطينية، قال المهلب: في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر، ومنقبة لولده يزيد لأنه أول من غزا مدينة قيصر، وتعقبه ابن التين وابن المنير بما حاصله: أنه لا يلزم من دخوله في ذلك العموم أن لا يخرج بدليل خاص إذ لا يختلف أهل العلم أن قوله صلى الله عليه وسلم مغفور لهم مشروط بأن يكونوا من أهل المغفرة حتى لو ارتد واحد ممن غزاها بعد ذلك لم يدخل في ذلك العموم اتفاقا فدل على أن المراد مغفور لمن وجد شرط المغفرة فيه منهم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 03 - 06, 10:35 م]ـ
لا يلزم من دخوله في ذلك العموم أن لا يخرج بدليل خاص
إذ لا يختلف أهل العلم أن قوله صلى الله عليه وسلم مغفور لهم مشروط بأن يكونوا من أهل المغفرة حتى لو ارتد واحد ممن غزاها بعد ذلك لم يدخل في ذلك العموم اتفاقا
أين الدليل الخاص الذي يدل على أن يزيد خارج عن الحديث؟
فلو أننا أخرجنا يزيداً بغير دليل، كان حجة للرافضة لإخراج من شاءوا ممن شهد بدراً وبيعة الرضوان وغيرها.
ـ[أبو سليمان سيف]ــــــــ[26 - 03 - 06, 10:46 م]ـ
عذرًا على التطفل ..
ما رأيكم بقول أحدهم: يجوز الإستغفار ليزيد كونه مسلمًا، لكنه خلاف الأولى لشناعة أفعاله؟
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[26 - 03 - 06, 11:57 م]ـ
سبحان الله: أيها الإخوة تلك فتن طهر الله منها ألسنتنا ودماء طهر منها أيدينا، والجميع أفضوا إلى ربهم، ولا فائدة ترتجى من اللعن أو عدم اللعن، وأسألكم بالله الذي لا إله إلا هو: ماذا ستجني أمتنا اليوم من مثل هذا الجدل العقيم، التفتوا إلى ما فيه صلاح الأمة، ولا تكونوا كالعراقي الذي سأل ابن عمر عن دم البعوض هل ينجس الثوب، ولا شك أنكم تعلمون رد ابن عمر، الأمة في حاجة إلى غير هذا منا، فالسكين على الودج، والعقال في القدم، والقيد في اليد، ونسأل اليوم: هل يجوز لعن يزيد أم لا؟
أيها الشريف: إن كان لعنك يزيدا غضبا لمقتل الحسين رضي الله عنه، فلست بأغضب من الملايين من الناس؟ وإن كان مجرد كره ليزيد فلا يزيدك كرهك له منزلة عند الله، و لعلك تكون مخطئ الرأي، وحتى لو كنت على صواب، فليس من العدل ولا من محبة الرسول ولا محبة الحسين وآل البيت أن تضيع جهدا لو وجهته وجهته لكان أفيد لنا ولك، غفر الله لنا ولك ولجميع المسلمين، ويكفي العبد ذنوبه التي لا محيد له عنها إلا بمن الله عليه، ولا تزد مأجورا غير مأمور في هذا الموضوع، جزاك الله خيرا.
أما أنت يا سائل: فجهدك مشكور، وليتك تتوجه غلى البحث التاريخي النزيه عسى أن يهيئ الله على يديك مشروعا لكتابة التاريخ الإسلامي يكون صافيا من أدران الشيعة وخبائثهم وفق ضوابط وقواعد المنهج التاريخي. غفر الله لنا ولك.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[27 - 03 - 06, 04:47 ص]ـ
الحمد لله
يوسف حميتو
أيها الشريف: إن كان لعنك يزيدا غضبا لمقتل الحسين رضي الله عنه، فلست بأغضب من الملايين من الناس؟ وإن كان مجرد كره ليزيد فلا يزيدك كرهك له منزلة عند الله، و لعلك تكون مخطئ الرأي، وحتى لو كنت على صواب، فليس من العدل ولا من محبة الرسول ولا محبة الحسين وآل البيت أن تضيع جهدا لو وجهته وجهته لكان أفيد لنا ولك
الأخ الكريم يوسف حميتو
جزاكم الله خيرا على نصيحتكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/251)
أولاً:
ليس غضباً على يزيد أو غيره من الظلمة ولا نحمل لهم غِلا، ونَكِلُ أمرهم لله تعالى، ولا نغضب للحسين وأهله فحسب، بل غضبنا لما فُعِلَ بأهل المدينة ونهبها، وبالبيت الحرام وأهله، وهما لايقلان محبة في قلوب الموحدين عن الحسين وأهله.
ثانياً:
هذا الكم من المغالطات للبعض محاولين تبرئة هؤلاء الظلمة من قبيح أفعالهم،فدحض هذه المغالطات وتفنيدها مشروع و لابأس به.
ثالثاً:
يبدو إنك لم تقرأ الموضوع جيداً فأنا لم ألعن ـ و لا أقر لعن ـ يزيد أو غيره من الظلمة
،كما أنني أنكر على من يترحم عليهم بدعوى أن هؤلاء مسلمون وهذا بينته في المشاركة رقم (24):
صلاح الدين الشريف
بداية أنا لا أسوغ لعن يزيد أو غيره من الظلمة، فكما قال شيخ الا سلام:نحن إذا ذكر الظالمون نقول: ألا لعنة الله على الظالمين
فلم يقل رحمه الله ندعوا لهم.
أما قولك أنا ادعوا لكل مسلم ما لم يقل احد بكفره!!!!
فما هو دلليك على إطلاق هذا القول وتعميمه ليشمل الظلمة؟
وهذا هو جوهر الحوار
فقاتل طلحة
وقاتل الزبير
وقتلة عثمان
وقاتل عليّ
هؤلاء جميعامسلمون لم يقل بكفرهم أحد.
فهل ندعوا لهم؟؟؟
لا، بل بعضنا يقول: عليهم من الله ما يستحقونه.
ولا ينكر عليه ذلك!
وكذلك الخوارج
مع إفسادهم وتكفيرهم للصحابة!!!!!
فهم مسلمون، وأهل السنة لايكفرونهم رغم شنيع فعلهم وقولهم،
وهم شرار الخلق، وكلاب أهل النار.
فهل ندعو لهم!!!!! فهم مسلمون أيضا!!!!!!
فهل دعا لهؤلاء أحد من السلف أوالأئمة؟؟؟؟؟؟؟
وهذا هو السؤال الذي أثرت بسببه هذا الموضوع.
فلم نعلم أحداً من السلف يذكر هؤلاء الظلمة بخير فضلا على أن يترحم عليهم!
ألم يقل الإمام أحمد:وهل يحب يزيد رجل يؤمن بالله واليوم الآخر؟!
وهذا ماقرره شيخ الإسلام ابن تيمية،والحافظ الذهبي وغيرهما في يزيد فقالوا: لا يُسَب ولا يُحَب.
وهذه مداخلة للأخ الفاضل المقدادي
المقدادي
فائدة منقولة عن شيخ الاسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني
((عن يزيد
سئل شيخنا رحمه الله عن لعن يزيد بن معاوية وماذا يترتب على من يحبه ويرفع من شأنه فأجاب أما اللعن فنقل فيه الطبري المعروف بالكيا الهراسي الخلاف في المذاهب الأربعة في الجواز وعدمه فاختار الجواز ونقل الغزالي الخلاف واختار المنع وأما المحبة فيه والرفع من شأنه فلا تقع إلا من مبتدع فاسد الاعتقاد فإنه كان فيه من الصفات ما يقتضي سلب الإيمان عمن يحبه لأن الحب في الله والبغض في الله من الإيمان والله المستعان))
أسئلة من خط الشيخ ابن حجر العسقلاني والجواب عليها جمع شيخ الإسلام القسطلاني
أليس هذا مذهب أهل السنة والجماعة!
وانظر للشيخ ابن عثيمين رحمه الله عندما سُئِل: هل يجوز أن ندعو للحجاج؟.
وهذا ذكره الأخ الفاضل المسيطير في مداخلة له في موضوع (من ضحايا الحجاج بن يوسف)
المسيطير
سأل سائلٌ سماحةَ الإمام ابن باز رحمه الله تعالى فقال:
سماحة الشيخ: هل يجوز أن ندعو للحجاج؟.
فقال الشيخ: ندعو له؟!!.
فقال السائل: نعم، ندعو له.
فقال الشيخ رحمه الله تعالى: عسى ماندعو عليه.
(قلتُ: معنى كلام الشيخ رحمه الله: أي إن كان هناك دعاء فيكون عليه لا له).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=59186&page=2
فمن لا يقتدون بالسلف ولابالخلف،فقد أتوا بالعجائب.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 03 - 06, 07:51 ص]ـ
عذرًا على التطفل ..
ما رأيكم بقول أحدهم: يجوز الإستغفار ليزيد كونه مسلمًا، لكنه خلاف الأولى لشناعة أفعاله؟
هو قول صحيح لو كانت تلك الأفعال الشنيعة ثابتة عنه. لكن شيئاً منها لم يثبت بسند صحيح! هذا هو صلب خلافنا مع الأخ صلاح.
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[27 - 03 - 06, 01:24 م]ـ
أخي صلاح الشريف:
عذرا أني نسبت إليك اللعن وهو طبعا غير مقصود مني، وقد قرأت الموضوع جيدا واستوعبته، وقد كان لي فيه نقاشات مع بعض من ادعى التشيع هنا في بلادي، وقد وافقني على مذهبي في ذلك وإن كانت تقية منه، على العموم أنا فخور بالتواصل معك، وما شاء الله لا قوة إلا بالله، أحس فيك من كلامك غيرة حقيقية على دين الله و آل بيت رسول الله عليه السلام، وهذا مبعث فخر لك وللمسلمين، لكن ألا توافقني على ضرورة توجيه الجهد وجهة أخرى غير هذه؟ أثابك الله وجعل جزاءك الجنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/252)
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[27 - 03 - 06, 02:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام, موضوع الفتنة موضع شائك, والنقل في هذا في كتب التاريخ الله أعلم بحاله.
ولعل الخوض في هذا الباب مما لا يأتي بالنفع أبدا ... ومن باب النصح لاخواني اورد حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الذي في مسلم: حدثنا سويد بن سعيد عن معتمر بن سليمان عن أبيه حدثنا أبو عمران الجوني عن جندب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث أن رجلا قال والله لا يغفر الله لفلان وإن الله تعالى قال من ذا الذي يتألى علي أن أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك أو كما قال
[ش (يتألى) معنى يتألى يحلف والألية اليمين].
رحم الله الأئمة وجمعنا بهم ... ولكن المسلم هو مسلم ولا يخرج عن كونه مسلم.
وأقول في ذلك كلمة جميلة للعلامة محمد بن محمد المختار الشنقيطي, وهي بمعنى: ((اذا لم يترحم الناس على المذنب فعلى من تترحم؟ والأصل الاكثار من الدعاء للمذنب لعل الله يرحمه ويغفر له ... وأهل الصلاح هم أهل أن يدعوا للناس)).
لا بد أن نذكر الأصل الأصيل ... أن من مات على الاسلام الأصل في حاله ... حال جميع المسلمين.
فلو كان مبداء البعض التوقف في حال بعض المتقدمين من الحكام أو غيرهم ... فهذا رأيه ... وله في ذلك سلف.
أما أن ينكر على من يترحم عليه ويدعوا له ... فاني أذكر بقول الله تعالى: (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين).
ومعلوم عند اخواني قصة هذه الآية ... وهي مني اشارة الى رحمة الرسول عليه الصلاة والسلام على المنافقين ودعاء الرسول عليه الصلاة والسلام لهم.
نحن لا نقول أن تستغفر للكفار ولا المشركين.
ولكن كن رحيماً بالمسلم.
ولعلي أجزم أن لو كان الرسول عليه الصلاة والسلام بيننا وذكر اسم يزيد أو غيره ممن ظلم أو كان وسيلة لظلم ... لستغفر لهم.
.... اذا توقف البعض في حال اليزيد ... فلا داعي للانكار على المخالف ... أرجوا أن تكون رسالتي هذه باب خير ... والله من وراء القصد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(139/253)
كيف تستفيد من قراءة كتب التاريخ؟ (تجربة ذاتية)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[10 - 09 - 05, 03:00 م]ـ
القراءة في كتب التاريخ متعة لشريحة كبيرة من القراء على اختلاف تخصصاتهم.
وكم في كتب التواريخ والسير من فوائد ودرر!
وكم فيها من مواعظ لمن ادكر!
وفي هذه العجالة أذكر تجربة ذاتية استفدت منها في قراءتي لبعض كتب التواريخ والسير،عسى أن يكون فيها ما يعين على الاستفادة من هذه الكتب.
والشريحة المقصودة أصالةً بهذه التجربة إخواني وأحبتي طلبة العلم الشرعي،وطلبة الحديث خصوصاً،وبقية القراء الأفاضل عموماً.
خلاصة هذه التجربة ما يلي:
1 ـ الكتاب،أو الكتب المرشحة لهذه التجربة هي تلك الكتب التي تعتني بسرد التاريخ على حسب الوفيات،كالكامل لابن الأثير،وبداية ابن كثير،وتاريخ الإسلام للذهبي.
2 ـ حدد لك ثلاثة كتب من هذه الكتب،والكتب السابقة مرشحة لأَن تكون هي بغية طالب الحديث لمزايا كثيرة في المؤلفين،وفي المؤلفات ـ ليس هذا موضع ذكرها ـ ولكل وجهة هو موليها.
3 ـ اجعل أحد هذه الكتب الثلاثة أصلاً،تضيف الزوائد عليه،والتي تقف عليها في الكتب الأخرى،من زيادة مهمة،أو تعقب على صحة حكاية،ونحو ذلك.
وفي رأيي أن تاريخ الإسلام للذهبي هو أحسن هذه الثلاثة ليكون أصلاً يعلق عليه،فمن لم يكن عنده فتاريخ ابن كثير (ط. التركي إن أمكن).
4 ـ حدد لك فترة زمنية معينة لقرائتها في الكتب،كأن تقرأ الأحداث من سنة (300 - 320).
وهذا مجرد مثال؛لأنه يصعب ضبط سنوات معينة، فبعض السنوات تكون حافلة بالأحداث وبعضها ليس كذلك،ولكن ـ من حيث العموم ـ فإن عشرين سنة متوسط جيد.
5 ـ اقرأ أولاً في الكتاب الأصل الذي اعتمده،ثم اقرأ في الكتابين الآخرين بدأ بالأقدم وفاةً.
6 ـ قيد ما تراه مهماً من الزوائد التي وقفت عليها في الكتب الأخرى من زيادة مهمة،أو تعقب على صحة حكاية،أو تعليق على وهم في تأريخ خبر،أو إشارة إلى أن هذه القصة أو ذلك الخبر اختصره فلان،أو طوّله فلان،ونحو ذلك.
أما مزايا هذه الطريقة فأهمها:
1 ـ قراءة ثلاثة كتب في وقت واحد،وهي أسرع من قراءة كل كتاب منها على حدة؛لأنك بمجرد وقوفك على الأخبار المتشابهة تمر عليها مروراً سريعاً.
2 ـ الوقوف على أوهام المؤرخين من خلال تعقب بعضهم بعضاً.
3 ـ استجلاء مناهج المؤرخين من خلال المقارنة بينهم بهذه الطريقة.
إلى غير ذلك من المزايا،والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 09 - 05, 03:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 09 - 05, 04:14 ص]ـ
وليتك حفظه الله تفيدنا حول هذا الموضوع، على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=207661#post207661
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[16 - 09 - 05, 10:16 م]ـ
قد فعلت أبا عمر،وقد كتبت ما أرجو أن يكون غرض السائل تحقق به،وشكر الله لكم تواصلكم.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[16 - 10 - 05, 02:20 م]ـ
شكرالكما ايها الشيخين
ـ[أبو أحمد الحنبلي]ــــــــ[17 - 10 - 05, 02:51 ص]ـ
إن أهم مقاصد التاريخ العبرة ومعرفة سنن الله تبارك وتعالى في المجتمعان الانسانية ...... وتاريخ الإسلام للذهبي طويل ....... وأفضل كتب التاريخ التي اطلعت عليها ((البداية والنهاية)) لأبن كثير سهل ويشير في بعض الاحيان إلى سنن الله في الحادثة ...... ومن أهم ما ينبغي أن يطلع عليه دارس التاريخ ((مقدمة بن خلدون)) فلم أر قبلها ولا بعدها في الكشف عن سنن الله في المجتمعات الإنسانية وقد أنتفعت بها كثيرا في معرفة الواقع والسنن المتحكمة فيه ... وعلى العموم التاريخ هو معمل الجنس البشري .... و من أهم الكتب في التاريخ وينبغي أن أنوه إليه هو (قصة الحضارة) ديورانت فيه كلام جميل عن حياة الغرب واديانهم وجذورهم الفكرية والعقدية يصلح لطلاب العقيدة والتربية .....
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[12 - 10 - 06, 01:48 ص]ـ
للرفع
ـ[مالك الرحبي]ــــــــ[23 - 10 - 06, 10:40 م]ـ
أحسنت، وجزاك الله خير الجزاء
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[24 - 10 - 06, 08:30 ص]ـ
قال الشيخ عبد الكريم الخضير:
ان البدايه لابن كثير فيه ما لا يوجد في لا غيره من كتب التاريخ من الفوائد و الملح، و هذا مما ميزه عن غيره
ـ[أبو الوليد الوراقي]ــــــــ[24 - 10 - 06, 06:10 م]ـ
جزاكم الله خيراً ....
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[24 - 10 - 06, 06:42 م]ـ
الاخ ابوأحمد الحنبلى فى كلامك .... و من أهم الكتب في التاريخ وينبغي أن أنوه إليه هو (قصة الحضارة) ديورانت فيه كلام جميل عن حياة الغرب واديانهم وجذورهم الفكرية والعقدية يصلح لطلاب العقيدة والتربية ................................................. 0هذا الكتاب به الكثير من الاخطاء والاغاليط والتوجه العقدى فيه نصرانى بحت ولايسلم بكل مافيه ولاسيما المتعلق بالتاريخ الاسلامى ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/254)
ـ[مفرح]ــــــــ[25 - 10 - 06, 02:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
وفعلا القراءه لها فقه عظيم
سعدت بكتابتك
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[25 - 10 - 06, 11:44 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[27 - 10 - 06, 03:17 ص]ـ
للرفع ...
فبعد انتهاء شهر رمضان،أو أي موسم من مواسم العبادة يحصل بعض الفتور،فمن الجيد أن نحفظ أوقاتنا بالقراءة في مثل هذه الكتب التي لا تحتاج إلى كد ذهن ..
شكرا شيخنا عمر!
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[26 - 07 - 07, 02:32 ص]ـ
اللهم من عليا وعلى اخواني كلهم في ملتقى اهل الحديث بالعلم النافع المقبول عندك
آمين
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 11:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا الجزاء.
ـ[أبو عبدالله الحضرمي]ــــــــ[19 - 08 - 07, 06:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيكم
ـ[أبو سعد]ــــــــ[24 - 08 - 07, 12:12 ص]ـ
جزاك الله خير و الله ينفع بكم
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[24 - 08 - 07, 07:36 ص]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[العدناني]ــــــــ[24 - 08 - 07, 08:45 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[26 - 08 - 07, 12:36 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[العدناني]ــــــــ[27 - 08 - 07, 09:10 م]ـ
الشيخان الفقيه والمقبل
ماهي أفضل طبعة لتاريخ الاسلام
هل هي طبعة تدمري أم طبعة بشار
Question
وشكرا
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[31 - 08 - 07, 11:44 م]ـ
أخي العدناني .. لا أستطيع الحكم على الطبعتين لأنني لم أقارن بينهما،لكن طبعة تدمري جيدة،وهي التي حازت فضيلة السبق .. ولا بد أن يجد المتأخر ـ عادةً ـ بعض ما يستدركه،لكن الشأن في قيمة ومستوى هذه الاستدراكات علمياً.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[16 - 03 - 08, 07:09 م]ـ
يرفع للفائده
ـ[معاذ العائذي]ــــــــ[19 - 03 - 08, 01:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله في اوقاتكم واعماركم ..
* ما رأيكم في مختصر البداية والنهاية، والمطبوع آنفا؟
ابنكم: معاذ.
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 12:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو أسامة الحضرمي]ــــــــ[18 - 12 - 08, 05:09 م]ـ
للرفع
ـ[أحمد أبو عبدالله]ــــــــ[29 - 01 - 09, 12:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع قيم وبكل ماتعنية هذا الكلمة ولي اضافة بسيطه شهادتي الجامعية في التاريخ ومتخصص
فيه واهتمامي وتدريسي تاريخ فاحببت المساهمة
اقول جيد ماذكرتم ولكن اتمنى ان يكون هناك هامش تسطر عليه لطيفة بديعه وهي اي قصة تمر عليك وهي تشير الى مافي القران من حوادث ان تجعل لها تعليق ورد واخذ وفي نهاية الكتاب سوف تحصل على علل القصص من واهيات الاخبار وتضيف عليها المحاذير من السابقين واشارات المتأخرين فيحصل لك ان فتحت كتب التفسير تارة وكتب العقيدة تارة وكتب التاريخ تارة وكتب التراجم تارة اعطيك مثالا واحد قصة اصحاب البقرة لها ميادين في الاسرئيليات جعلت القصاص يصنفون لها قصص مشابهة قالوا للاولياء قدس الله سرهم (ابتسامه) واعني الكذب بالتماثل وعلى هذا يكون القياس وتكون انت تمتعت في قراءتك وانجزت مؤلفاً جميلا تستطيع ان تسمية مستدركاتي على
............... الخ اليس هذا فيه فكرة جميلة جرب وفقكم الله جميعا
رحمك الله ياوالدتي واسكنك فسيح جناته وجعل قبرك روضة من رياض الجنة امين
الاربعاء الرابع من شهر الله المحرم 1430هـ(139/255)
دراسة السيرة النبوية وأهميتها في المنهج الإسلامي
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[13 - 09 - 05, 07:15 ص]ـ
دراسة السيرة النبوية وأهميتها في المنهج الإسلامي
علاء سعد حسن 11/ 3/1426
النبي الخاتم والرسول الأمين محمد بن عبد الله أمرنا الله تبارك وتعالى بالتأسي به وجعله قدوتنا في الحياة يقول تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) الأحزاب21، كما أمرنا الله تعالى بمحبته (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين) التوبة24 .. فكيف يتحقق هذا الاقتداء ويتصل القلب بهذه المحبة دون دراسة سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم؟!
إن بعض المناهج والمدارس الإسلامية تغفل دراسة السيرة النبوية إما عن غفلة عن أهميتها ومكانتها في المنهج الإسلامي ودورها في بناء الفهم الإسلامي المستقيم، وإما عن توجس مما قد يكون اعتراها مما يعتري كتب التاريخ عادة من بعض الأخطاء، كما تعمد بعض الدراسات إلى استنطاق مواقف السيرة أحكاما ودلالات تخدم توجها مذهبيا أو حزبيا معينا بصرف النظر عن احتمال هذه المواقف تلك التأويلات والنتائج من عدمه ..
والواقع أن المنهج الإسلامي في حاجة إلى دراسات تعيد للسيرة النبوية المطهرة مكانتها وترد إليها اعتبارها بوصفها واحدة من أهم مصادر الفهم الإسلامي الصحيح، وكذا تنقيها وتنقحها من كل تأويل خاطئ أو فهم مغلوط قد لحق بها أو اختلط بمنهجها، عسى أن تساهم هذه السطور في التمهيد لتلك الدراسات المرجوة لإعادة السيرة النبوية إلى مكانتها الطبيعية اللائقة ..
أولا أهمية دراسة السيرة النبوية:
1 – المذكرة التفسيرية للقرآن الكريم .. أو هي التطبيق العملي للقرآن، أو التفسير العملي للقرآن، فلا شك أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أول وأعظم من فهم القرآن الكريم، فهو مبلغ الرسالة عن ربه عز وجل، وهو أعظم من فسر هذا الكتاب الخالد، كما أنه صلى الله عليه وسلم لم يقدم تفسيره للقرآن في أقوال منطوقة - أحاديث نبوية - فحسب، ولا قدم تفسيره هذا بين دفتي كتاب يقرأ، ولكنه قدم هذا التفسير وذلك الفهم من خلال حياته العملية والدعوية كلها، فكانت حياته كلها ترجمة فعلية حية للقرآن الكريم، فقد كان صلى الله عليه وسلم كما قالت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها: (خلقه القرآن أو كان قرآنا يمشي على الأرض)، كما تعد مواقف السيرة النبوية كلها أرضا خصبة للمفسرين بما توفره من معرفة أسباب نزول الآيات والمواقف التي نزلت فيها، وكيفية تطبيق الجيل الأول من المسلمين لها، حتى يكاد يستعصي علينا فهم بعض معاني القرآن الكريم في معزل عن الحياة والبيئة التي تنزل فيها، وهي ما تعرف بالسيرة النبوية المطهرة ..
2 – ضمان عدم الغلو أو التعسف في فهم النصوص وضبط ذلك بتطبيق النبي صلى الله عليه وسلم .. ولا توفر السيرة النبوية - وهي التي تجمع مواقفه صلى الله عليه وسلم كلها – تفسيرا دقيقا للقرآن الكريم بالمعنى اللغوي فحسب، ولكنها تعطينا أهم عنصر من عناصر ضبط الفهم الإسلامي بعيدا عن الغلو أو الخطأ أو التعسف، لأننا حين نجمع النصوص إلى طريقة تطبيق النبي صلى الله عليه وسلم لهذه النصوص، مع إيماننا المطلق بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أعلم أهل الأرض بمراد الله تعالى من قوله، وأنه أوتي القرآن ومثله معه وهو الحكمة (1) (كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون) البقرة151، (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا) الأحزاب34، ندرك أنه ليس في إمكاننا فهم النصوص قرآنا وسنة فهما لغويا مجردا في معزل عن طريقة تطبيق النبي لها، ونحن مأمورون في كتاب الله بطاعته وإتباعه (من يطع الرسول فقد أطاع الله) النساء80 (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) آل عمران31، وهو القائل: "خذوا عني مناسككم" (2) .. ومثال على ذلك قوله تعالى: (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم) التوبة 73، [التحريم:9]، ورغم أن حدود اللغة تقطع بأن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/256)
جهاد الكفار والمنافقين على حد سواء، وأن المنافقين معطوفة على الكفار، غير أن تطبيق النبي صلى الله عليه وسلم للنص، وامتناعه من قتل عبد الله بن أبي ابن سلول رأس النفاق وزعيم المنافقين، ونهيه ابنه عبد الله بن عبد الله بن أبي من ذلك " بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا" (3)، وكذا نهيه عمر بن الخطاب عن ذلك وحمايته من القتل وقوله لعمر: " حتى لا تحدث العرب أن محمدا يقتل أصحابه" (4) .. وكذا حمايته لدماء المنافقين بعدم إفشاء سرهم للصحابة واستئمان حذيفة بن اليمان وحده على ذلك، كل ذلك يضعنا أمام فهم مغاير تماما للمعنى اللغوي للآية الكريمة، ويقدم لنا تفسيرا عمليا يتعدى حدود اللغة المجردة إلى فهم أعمق وأشمل، ونجد أنفسنا في النهاية مسلمين بطريقة تطبيق النبي صلى الله عليه وسلم عبادة وطاعة وإتباعا، وعلى ذلك نستطيع أن نحكم على فهم من يطالب بقتل المنافقين والعملاء مستشهدا بالآية الكريمة في معزل عن تطبيق النبي لها، بأنه فهم مغلوط لا يتفق وطبيعة المنهج الإسلامي، وهذا هو تفسير المفسرين للآية فكيف فسروها هكذا إلا في ضوء تطبيق النبي صلى الله عليه وسلم لها؟: وقال ابن عباس أمره الله تعالى بجهاد الكفار بالسيف والمنافقين باللسان وأذهب الرفق عنهم وقال الضحاك جاهد الكفار بالسيف وأغلظ على المنافقين بالكلام وهو مجاهدتهم وعن مقاتل والربيع مثله وقال الحسن وقتادة ومجاهد ومجاهدتهم إقامة الحدود عليهم وقد يقال إنه لا منافاة بين هذه الأقوال لأنه تارة يؤاخذهم بهذا وتارة بهذا بحسب الأحوال والله أعلم (5) .. ومثل ذلك ينطبق على كثير من النصوص قرآنا وسنة ..
3 – ربط القلوب بصاحب السيرة العطرة محمد صلى الله عليه وسلم، فمن دواعي وأسباب تحقيق محبته دراسة سيرته ومواقفه وحياته كلها .. فتحقيق محبة الرسول صلى الله عليه وسلم من أهم واجبات المسلم في الحياة لتحقيق الإيمان يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين " (6)، وقوله صلى الله عليه وسلم من حديث عمر بن الخطاب في البخاري: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه " (7) والسيرة النبوية هي من أهم وسائل تحقيق هذه المحبة واستقرارها في القلوب ..
4 – تقديم قدوة عملية خالدة للأجيال المسلمة على مر العصور من خلال حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته كقصة حياة كاملة .. يقول الله تبارك وتعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)، ويقول تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)، ولما بسط الله تعالى بعض قصص الأنبياء في سورة الأنعام عقب على ذلك بقوله: (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) الأنعام90 .. فالمطالبة بالاقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم تستوجب دراسة مسيرة حياته بكل دقائقها وتفاصيلها للتأسي بها في كل موقف من مواقف الحياة المعاصرة ..
5 – المضي على منهج القرآن الكريم الذي قص علينا سير الأنبياء السابقين مثل (آدم - نوح - إبراهيم– يوسف - موسى – عيسى وأمه مريم .. عليهم جميعا السلام) بصورة شبه كاملة تقريبا .. فأصبح لزاما علينا أن نجمع سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كذلك، لتحقيق الأهداف التي من أجلها بسط الله تعالى سير الأنبياء عموما ..
6 – السيرة النبوية مع الحديث الشريف يمثلان معا السنة النبوية وهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم من مصادر التشريع الإسلامي، لأن السنة النبوية تشمل الأقوال والأفعال والتقرير، وإذا كان علم الحديث يقوم في المقام الأول على الأقوال فإن المواقف والأفعال والمواقف التقريرية تعتبر عماد السيرة النبوية، وإذا كانت كتب السنة والصحاح قد حوت كل ذلك دون تفرقة بين الحديث المنطوق وبين المواقف المختلفة، إلا أنه جاز جمع ما يمثل سيرته صلى الله عليه وسلم جمعا مستقلا لتحقيق الأهداف المرجوة من دراسة السيرة النبوية .. يقول الدكتور البوطي عن كتب الحديث: وإن كانت عناية هذه الكتب الأولى تنصرف إلى أقوال رسول الله وأفعاله من حيث أنها مصدر تشريع لا من حيث هي تاريخ يدون. (8)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/257)
7 – حث الإسلام على ذلك .. يقول بعض الصحابة: " كنا نعلم أبناءنا الغزوة من غزوات النبي كما نعلمهم السورة من القرآن "، وانظر إلى أحاديث جابر بن عبد الله الأنصاري الطوال وهو يروي عن بعض غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، مثل ما رواه عنه في غزوة الأحزاب وغيرها، وحديث كعب بن مالك عن المخلفين عن غزوة تبوك وهو حديث طويل دخل ولا شك في باب القصص التاريخي في المقام الأول، حتى إن أول من جمع المغازي كانوا أبناء الصحابة من أمثال عروة بن الزبير وأبان بن عثمان بن عفان (9)، وسمح أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لتميم الداري بالجلوس مرة واحدة في الأسبوع في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ليقص سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصصه وأخبار الأمم السابقة (10) ..
8 – السيرة النبوية قصص، وهي أسهل المواد دراسة واستيعابا، لطبيعة القصص من التشويق والتأثير وسهولة الفهم والثبات في النفس والذهن، ولذلك ركز القرآن الكريم على القصص: (نحن نقص عليك أحسن القصص) [يوسف:3]، ومن خلال قصص السيرة يتم إحاطة الدارس بكثير من علوم الإسلام ويتشرب معانيه دون كثير جهد وعناء ..
9 – تحقيق شدة التعلق بالرسالة نفسها وهي دين الإسلام الذي بذلت في سبيله هذه التضحيات الجسام التي تذخر بها سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته أجمعين .. إن دراسة هذه السلسلة المتصلة من العطاء الدائم الذي لا ينقطع والتضحيات الضخمة والجهاد المرير يلقي في قلوب الدارسين قيمة الكنز الذي بين أيديهم فيتمسكون به ..
10 – دراسة السيرة جزء من دراسة التاريخ، وتكمن أهمية دراسة التاريخ في أن:
أ – التاريخ يعيد نفسه، ومشكلات الإنسان تكاد تكون متكررة لا تتغير على وجه الحقيقة، ويجب حلها في ضوء ما تم حلها به سابقا .. (لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها)
ب – التاريخ ذاكرة الشعوب ومن يفقد ذاكرته فلا حاضر ولا مستقبل له ..
ج - تعميق هوية وأصالة الأمة والشعوب والحفاظ على التراث ..
د – يعتبر للتاريخ أهمية خاصة في الأمم صاحبة الرسالة المستمرة المتصلة، لأنه يعينها على فهم طبيعة الرسالة، والثقة في إمكانية تحقيقها على أرض الواقع كما تحققت في عهود سابقة .. والإسلام على وجه الخصوص والتحديد قد ردم الفجوة بين النظرية والتطبيق، فما ظهرت نظرية من النظريات على وجه الأرض إلا وحدث بينها وبين التطبيق الواقعي فجوة طبيعية لاستحالة تطبيق النصوص تطبيقا كاملا على أرض الواقع، إلا دين الإسلام ونصوصه لأنه من لدن حكيم خبير يعلم من خلق، وليس هناك شاهدا على إمكانية تطبيق النصوص تطبيقا واقعيا كاملا خير من السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي في عصور الالتزام بالمنهج ..
هـ – اهتمام القرآن الكريم اهتماما بالغا بتاريخ الأمم والشعوب السابقة وتركيزه على معنى الوحدة البشرية منذ بدء خلق الإنسان .. ومطالبته لنا بأخذ الدروس والعبر من التاريخ (أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) [الروم:9].
و – تقديم تعريف واقعي للمسلم المعاصر في عالم اليوم على أنه إنسان له تاريخ .. إنك لا تستطيع أن تتقدم إلى مؤسسة أو شركة محترمة لشغل وظيفة مرموقة دون تقديم شهادات الخبرة السابقة والسيرة الذاتية، والمسلم اليوم إذا أراد تقديم نفسه للعالم فلابد أن يقدم نفسه على اعتبار أنه إنسان له تاريخ حضاري مجيد يعينه على استشراف دوره في حاضر العالم ومستقبله ..
ثانيا: ضوابط دراسة السيرة النبوية:
غير أن دراسة السيرة النبوية المطهرة على أهميتها القصوى يجب أن تنضبط بضوابط منهجية حتى لا تتحول إلى نوع من اللهو أو العبث أو التسلية دون تحقيق الأهداف المنهجية المرجوة من دراستها، وأهم هذه الضوابط:
1 - ضابط التوثيق على المنهج الإسلامي في حفظ وتوثيق الحديث الشريف، ويعتبر أهم هذه الضوابط ويتعلق بالكتب والدراسات القديمة – على وجه الخصوص - لتنقية هذه الكتب من الخرافات والإسرائيليات والوضعيات .. وهذا يتحقق بالتنقيح في ضوء منهج علوم الحديث، ولعل هذا الضابط قد توفر تماما في الدراسات الحديثة للسيرة النبوية ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/258)
2 - تجرد الدارس والباحث والكاتب في السيرة النبوية من كل الأهواء و الميول الشخصية، وعدم الخضوع عند تفسير حوادث السيرة واستخراج الدروس للأحكام المسبقة والميول المذهبية والحزبية والفكرية، وهو أهم ضابط يتعلق بالدراسات والكتب الحديثة والمعاصرة .. وهكذا تبقى السيرة نبعا صافيا ينهل منه كل دارس على مر العصور فهي بكر متجددة للاهتداء بها في كل موقف وحدث وكل عصر ومصر ..
3 – استبعاد كتب ودراسات المستشرقين والمتأثرين بهم تماما ككتاب معتمدين للسيرة النبوية .. لما تمثله مدرستهم من تشكيك في وقائع السيرة من ناحية، ومن تفسير وفهم خاطئ للمواقف من ناحية أخرى، وكذا عدم اعتمادهم في الأعم الأغلب على منهج التوثيق الإسلامي الدقيق مع عدم إلمامهم بعلوم الرجال والجرح والتعديل وغير ذلك من علوم الحديث التي توثق وقائع السيرة النبوية، بالإضافة إلى موقفهم الخاص من قضية الخوارق والمعجزات (11) ..
ثالثا: تطور دراسة السيرة النبوية عبر العصور .. والذي يهمنا في هذا المقام إبراز أهم المراحل التي تمثل منعطفات أو ركائز أساسية في دراسة ورواية السيرة النبوية ونستطيع تلخيص هذه المراحل في (12):
1 – مرحلة الرواية .. إن معظم دراسات السيرة تركز على مرحلة التجميع باعتبارها المرحلة الأولى من مراحل دراسة السيرة النبوية، غير أنني ألفت النظر أن التجميع إنما قام ويقوم على الرواية في المقام الأول، ولذا فإن المرحلة الأولى من مراحل دراسة السيرة النبوية كانت مرحلة رواية الأحداث والتي بدأها الصحابة رضوان الله عليهم من رواة الأحاديث النبوية وهي الأحاديث التي تتناول المواقف والأحداث وهي التي تبدأ عادة بمثل قولهم: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ويلحق بذلك تميم الداري الذي أجلسه عمر بن الخطاب في مسجد رسول الله يقص على الناس يوما في الأسبوع فلما كانت خلافة عثمان بن عفان سمح له بيومين .. وكان ذلك بلا شك في العشرين سنة التالية لوفاة النبي صلى الله عليه وسلم ..
2 – مرحلة التجميع وهي التي قام عليها عروة بن الزبير وابان بن عثمان بن عفان ووهب بن منبه وشرحبيل بن سعد وبن شهاب الزهري
3 – مرحلة التدوين ومثلها محمد بن اسحاق المتوفي عام 152 هـ
4 – مرحلة التوثيق والتنقيح والتهذيب ومثلها بن هشام الذي هذب كتاب بن إسحاق وأخرجه لنا في واحد من أهم المصادر القديمة للسيرة النبوية على الإطلاق (سيرة بن هشام)
5 – مرحلة المستشرقين وتلاميذهم، وهي منعطف خطير في تناول السيرة النبوية بدأ من النصف الثاني من القرن التاسع عشر ميلاديا لخطورة فهم هؤلاء وخطورة منهجهم الذي اعتمد ما يعرف بالمنهج الذاتي في تناول التاريخ وهو منهج يقدم ذاتية الكاتب عن وثائقية الوقائع، بل يكاد يهمل علوم التوثيق جملة وتفصيلا وهي المرحلة التي أخرجت لنا مفهوم العبقرية المحمدية، وبثت شكوكا حول العلاقات الأخوية المتميزة بين الصحابة رضوان الله عليهم، والتي شككت كذلك في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم الحسية المختلفة الثابتة بطرق الثبوت الإسلامية المختلفة ..
6 – مرحلة الصحوة، وهي المرحلة التي تعد انقلابا على مرحلة المستشرقين والتي أعادت للسيرة النبوية بهاءها باعتماد المنهج العلمي، ثم تابعت في هذا المضمار إضافة المنهج التحليلي والاستنباطي لاستخراج الدروس والأحكام، وهي المرحلة التي يطمئن الدارس والباحث لإنتاجها في مجموعه، ويمثل هذه المرحلة – على سبيل المثال – مصطفى السباعي (دروس وعبر) – الشيخ الخضري – البوطي (فقه السيرة) – المباركفوري (الرحيق المختوم) – عماد الدين خليل (دراسات في السيرة) – محمد أحمد باشميل (معارك الإسلام الفاصلة) – محمد الغزالي (فقه السيرة)، وغيرهم.
رابعا: منهج مقترح لتناول السيرة النبوية في ضوء ضوابط تجعل دراستها والاهتداء بها ملزمة للمسلمين مثلها مثل فروع الإسلام من تفسير وحديث وفقه وعقيدة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/259)
1 – جمع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن الكريم أولا .. فلقد تعددت المواضع التي تناولت حياة النبي صلى الله عليه وسلم وتلقي الضوء على صفاته والأحداث التي عاصرته، فنحن نعلم العام الذي ولد فيه النبي من حادثة الفيل التي سجلها القرآن في سورة الفيل - ونحن نعلم أشياء عن البيئة التي نشأ فيها من وأد البنات وشرب الخمر ولعب الميسر وعبادة الأوثان من آيات القرآن – ونعلم أنه يتيم من قوله تعالى: (ألم يجدك يتيما فآوى) الضحى6 – ونعلم أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب من قوله تعالى: (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون) العنكبوت29، (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة) الأعراف 157 – ونعرف بحوادث ووقائع كثيرة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن الكريم مثل: الإسراء والمعراج – الهجرة – بناء مسجد قباء – غزوة بدر – غزوة أحد – يهود بني النضير – الأحزاب – صلح الحديبية – فتح مكة – غزوة حنين – غزوة تبوك – حادثة الإفك – مواقف المنافقين من النبي – كفالته لزيد بن حارثة – زواجه من زينب بنت جحش – شغب زوجاته عليه في سورة التحريم – استماع الجن للقرآن والرسالة .. )
2 – جمع السيرة ثانيا من الأحاديث الشريفة مع تحقيقها، وفقا لمنهج الكتب الصحاح، وهو أمر حادث في بعض الدراسات الحديثة للسيرة النبوية مثل فقه السيرة للشيخ محمد الغزالي تحقيق الشيخ الألباني ..
3 – ملء الفراغات واستكمال الصورة من روايات الصحابة والتابعين الموثقة ومن أقوال المفسرين في تفسير الآيات وأسباب نزولها ..
4 – ربط دراسة السيرة بعلم أصول الفقه .. بمعنى استخراج الأحكام والعبر والعظات والدروس من السيرة باعتبارها من أصول التشريع كفرع من السنة النبوية مع الحديث الشريف وعدم تركها لأهواء الكتاب والدارسين .. حماية للفهم الإسلامي من الشذوذ أو الغلو أو الخطأ، وحماية للسيرة من التأويل الخاطئ، أو لي أعناق الوقائع والأحداث إلى أحكام أبعد ما تكون عن مقاصدها الحقيقية، ومثال على ذلك ما يؤكده الدكتور البوطي عن منهجه في كتابة فقه السيرة فيقول: ولقد استنبطت من أحداث السيرة النبوية طبقا لهذه القواعد أحكام كثيرة منها ما يتعلق بالاعتقاد واليقين، ومنها ما يتعلق بالتشريع والسلوك، والمهم في هذا الصدد أن نعلم أنها جاءت منفصلة عن التأريخ وتدوينه، بعيدة عن معناه ومضمونه، وإنما كانت نتيجة معاناة علمية أخرى نهضت في حد وجودها على البنيان التاريخي الذي قام بدوره على القواعد العلمية التي ذكرناها " href="#1">(13) .. وليؤمن الدارسون والباحثون
أن لتفسير أحداث السيرة النبوية قدسية مثل تفسير القرآن الكريم، فهي داخلة في الحكمة التي قرنها الله تعالى في أكثر من موضع مع الكتاب الذي أنزله على رسوله، وقد قال المفسرون على أن الحكمة في الآيات هي السنة النبوية (14) لقوله صلى الله عليه وسلم: إني
أوتيت القرآن ومثله معه (15) ..
--------------------------------------------------------------------------------
(*) باحث إسلامي.
ونشر هذا المقال في موقع الاسلام اليوم
(1) أجمع المفسرون على أن الحكمة هي السنة أو فهم القرآن أو الفقه في الدين ويعلق
القرطبي على ذلك بقوله: لا تعارض
(2) رواه عروة بن الزبير عن جابر رضي الله عنه – القرطبي ج1 ص 39
(3) فقه السيرة للبوطي ص 216
(4) صحيح البخاري – الرحيق المختوم للمباركفوري ص 330
(5) ابن كثير 2\ 372 $ الآيات (التوبه 73: 74)
(6) صحيح البخاري 15/ 44 بن كثير ج2 ص334
(7) البخاري 6632
(8) فقه السيرة للبوطي ص 21
(9) البوطي ص 20
(10) حول القصة الإسلامية للدكتور نجيب الكيلاني ص 29
(11) للدكتور البوطي تفصيل وافي في بحثه الرائع السيرة النبوية كيف تطورت دراستها
وكيف يجب فهمها اليوم .. الذي جعله تمهيدا لكتابه (فقه السيرة) الطبعة السابعة
(12) ما أقدمه هنا هو خلاصة لدراسة عدة كتب تناولت هذا الموضوع من أمثال
البوطي، والقصة الإسلامية للكيلاني، والرواية العربية عصر التجميع لفاروق خورشيد
(13) فقه السيرة ص 23
(14) قاله قتاده وغير واحد (بن كثير ج3ص487) – قال أهل العلم بالتأويل:
الكتاب القرآن، والحكمة السنة (تفسير القرطبي ج14 ص 183
(15) تفسير بن كثير ج1 ص 4 ويقول بن كثير تعقيبا على هذا الحديث: ذلك أن
السنة تتنزل عليه كما ينزل القرآن غير أنها لا تتلى.
ـ[أبو يوسف المكي]ــــــــ[13 - 09 - 05, 10:56 م]ـ
أحسنت وجزاك الله خيرا
ـ[حسن تقي الدين]ــــــــ[08 - 04 - 06, 03:00 م]ـ
أرجوا من السادة الأساتذة والباحثين في السيرة النبوية ان يمدوني باقتراحهم ومياعداتهم في موضوع مرويات أسباب النزول في السيرة النبوية جمع ودراسة وتوثيق وقد اقترح الدكتور عصام عبد المحسن أن أقوم بالمقارنة مع المرويات الواردة عند المفسرين أفدوني جزاكم اللع خيرا وقد طبعت بعض الكتب القريبة من الموضوع لكن لم أقف عليها ببعض المكتبات الكبيرة بالمغرب حيم تقي الدين almojid@hotmail.fr
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/260)
ـ[الديرزوري]ــــــــ[08 - 04 - 06, 11:01 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[12 - 02 - 10, 09:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(139/261)
هل أريحا داخلة في نطاق قرية بيت المقدس وهل كان يطلق على قرية بيت المقدس أريحا
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[18 - 09 - 05, 01:53 ص]ـ
هل أريحا قديما كانت داخلة في نطاق قرية بيت المقدس؟ وهل كان يطلق على قرية بيت المقدس أريحا
قال جرير:
رَيابِيل البلادِ يَخَفْنَ منِّي وحَيّةُ أَرْيَحاء ليَ اسْتَجابا
قال ابن بري البيت في شعر جرير شَياطِينُ البلاد يَخَفْن زَأْرِي. وأَريحاء بيت المَقْدِس لسان العرب 3/ 1532
وفي البحر المحيط لأبي حيان في قوله تعالى " وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية "
" والقرية هنا بيت المقدس، في قول الجمهور، قاله ابن مسعود وابن عباس وقتادة والسدّي والربيع وغيرهم. وقيل: أريحا، قاله ابن عباس أيضاً، وهي بأرض المقدس. قال أبو زيد عمر بن شبةالنمري: كانت قاعدة ومسكن ملوك، وفيها مسجد هو بيت المقدس
وقد قال ابن كثير
" هي أريحاء وكذا ذكر غير واحد من المفسرين وفي هذا نظر لأن أريحاءليست هي المقصودة بالفتح ولا كانت في طريقهم إلى بيت المقدس، وقد قدموا من بلاد مصر حين أهلك الله عدوهم فرعون اللهم إلا أن يكون المراد بأريحاء أرض بيت المقدس كما قاله السدي فيما رواه ابن جرير عنه لا أن المراد بها هذه البلدة المعروفة في طرف الطور شرقي بيت المقدس "
فهل كان يطلق على بيت المقدس أريحا أم ماذا؟
أرجو الإفادة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 09 - 05, 09:40 ص]ـ
قال الشيخ إبراهيم الميلي أبو تيمية
وصف المسجد الأقصى وحده (قف على كلام الحبر ابن تيمية)
--------------------------------------------------------------------------------
تعريفه لغة
مسجد الأقصى: قال ابن حجر (1): ((أي بيت المقدس، و هو من إضافة الموصوف إلى الصفة و قد جوزه الكوفيون … و البصريون يؤولونه بإضمار المكان أي: مسجد المكان الأقصى …)).
و قال في موضع آخر:" المسجد الأقصى: مسجد بيت المقدس)).
قلتُ: و هو: الوارد في كتاب الله تعالى، في قوله تعالى من سورة الإسراء:
? سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ اْلأَقْصَى?، و في غير ما حديث صحيح عن رسول الله r .
و الأقصى لغة: الأبعد.
قال أهل التفسير (3): المسجد الأقصى، هو: بيت المقدس، و سمّي الأقصى لبعد المسافة بينه و بين المسجد الحرام، و لم يكن حينئذ وراءه مسجد.
و قيل: لبعده عنه في الزمان، و ليس بشيء، لأنه ثبت في ((الصحيح)) أن بينهما أربعون سنة.
و قيل: لبعده عن الأقذار و الخبث.
و قيل: هو أقصى بالنسبة إلى مسجد المدينة لأنه بعيد من مكة، و بيت المقدس أبعد منه.
قلت: و الأول أولى، لأنه لم يكن يومئذ وراءه مسجد، و على هذا الجمهور.
و قال ابن كثير (1): هو بيت المقدس الذي بإيلياء معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل عليه السَّلام، و لهذا جمعوا له هناك كلهم فأمَّهم في محلّتهم و دارهم، فدلَّ على أنه الإمام الأعظم و الرئيس المقدَّم - صلوات الله و سلامه عليه و عليهم أجمعين)).
و حَدُّه بنَاءً:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (2): ((المسجد الأقصى اسم لجميع المسجد الذي بناه سليمان عليه السَّلام، و قد صار بعض الناس يسمي الأقصى المصلى الذي بناه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مقدمه)).
و قال أيضا (3) عن مصلى عمر في قبلي المسجد: ((و هو الذي يسميه العامة اليوم: ((المسجد الأقصى))، و الأقصى اسم للمسجد كله)).
(يتبع .... )
انتهى من شفاء القلوب
الهوامش:
ــــــــــــــــت
(1): فتح الباري (3/ 78) و (6/ 470).
(3): انظر: تفسير ابن كثير 3/ 3 و تفسير البيضاوي 2/ 434 و تفسير الشوكاني 3/ 286 و فتح الباري 3/ 78 و 6/ 470 و غيرها
(1): تفسير ابن كثير 3/ 3.
(2): قاعدة في زيارة بيت المقدس، مجموعة الرسائل الكبرى (2/ 61).
(3): اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 817 - 818).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/262)
(1): قال شرّاب في كتابه ((العرب و اليهود في التاريخ)) ص:69 - 70: ((إطلاق المسجد الأقصى على البناء القائم، إطلاق مجازي من باب إطلاق الجزء على الكل!، فعندما جدد المسلمون البناء اختاروا جزءا من المسجد الأقصى فبنوا عليه الجزء المعروش، ليكون واقيا من المطر و الحر، و ما تبقى فهو بمنزلة ساحة المسجد، فمن صلى فيه، فقد صلى في المسجد الأقصى، و الجزء المسقوف لا يتسع للمصلين في أيام الجمع و المواسم!! فيقتدي المصلون بإمام المسجد و هم صفوف في ساحة الحرم!))، و انظر: ما تقدم نقله عن شيخ الإسلام ابن تيمية ففيه بيان لمثل هذا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=4422#post4422
وفي الموسوعة العربية العالمية
أريحا
أهميتها
المناخ
الزراعة
السكان
نبذة تاريخية
--------------------------------------------------------------------------------
مدينة أريحا
أَرِيحَا إحدى المدن الفلسطينية، ومن أقدم مدن العالم؛ إذ يرجع تاريخها إلى ما قبل 8,000 سنة. أخذت اسمها من اسم أقدم معبد فيها كان مخصصًا لعبادة إله القمر أريحو. تبعد أريحا عن القدس بنحو 35كم، وعن نهر الأردن بنحو 8كم، وعن البحر الميت بنحو 10كم. وتبلغ مساحة المدينة ومنطقتها حوالي 351كم².
أهميتها. ترجع أهمية أريحا لعدة أمور منها: 1 - كثرة ينابيعها؛ ولذا نجحت الزراعة فيها نجاحًا كبيرًا. 2 - موقعها المتوسط بين ضفتي نهر الأردن؛ فهي بوابة العبور إلى فلسطين من جهة الأردن. 3 - مناخها المعتدل شتاءً الذي جعلها من أجمل المشاتي في العالم. 4 - آثارها القديمة، كآثار تل السلطان في شمالها الغربي، التي تدل على أنها أقدم مدينة مسوَّرة زاول سكانها الزراعة منذ عشرة آلاف سنة؛ وقصر هشام بن عبدالملك، واسمه أيضًا قصر خِرْبة المفجَّر، الذي تهدم إثر زلزال عام 747م، ومازالت آثاره باقية حتى الآن. 5 - تكتسب المدينة أهمية خاصة منذ أوائل التسعينيات من القرن العشرين، حيث أصبحت تشكل مع قطاع غزة مركز الاهتمام لعملية السلام في الشرق الأوسط، حيث تمّ الاتفاق بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في سبتمبر 1993م على جعلها جزءًا من منطقة الحكم الذاتي الفلسطيني، وهو الاتفاق المعروف باتفاق غزة ـ أريحا أولاً. ونتيجة للاتفاق دخل رئيس منظمة التحرير الفلسطينية إلى منطقة غزة ـ أريحا في يوليو 1993م، وأخذ يمارس سلطاته على رأس مسؤولي سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني.
المناخ. مناخها حار صيفًا، معتدل شتاءً. ولذلك بنى هيرودس الروماني فيها قصره الشتوي. كما أن هشام بن عبدالملك الخليفة الأموي بنى فيها قصره المشهور باسم قصر هشام.
الزراعة. نجحت الزراعة فيها نجاحًا كبيرًا بسبب كثرة عيون الماء فيها. وأهم المحاصيل الخضراوات والحمضيات (البرتقال والليمون وغيرهما) والموز وغير ذلك من مزروعات المناطق الحارة.
المشروع العربي الإنشائي (مشروع العَلَمي). أقيم هذا المشروع الزراعي الحرفي في منطقة أريحا. وهو قرية زراعية نموذجية يتدفق الماء فيها من آبار أرتوازية حولت الصحراء إلى منطقة زراعية. وقد أنشئت هذه القرية لتعليم أبناء شهداء فلسطين الذين فقدوا آباءهم نتيجة المعارك التي دارت بين العرب واليهود وخاصة حرب عام 1948م، يتعلمون فيها مبادئ العلوم العامة، ثم يتخصصون في الزراعة الحديثة، كما يتعلمون بعض المهن كالنجارة والحياكة والخياطة وصناعة الأحذية.
السكان. بلغ عدد سكان مدينة أريحا 15,000 نسمة حتى ما قبل وصول السُّلطة الوطنية الفلسطينية عام 1993م. وكان عدد سكان منطقتها يبلغ 63,900 نسمة عام 1961م. ويشمل هذا العدد من هاجر من سكان فلسطين المحتلة عام 1948م، حيث أقاموا في مخيَّمين كبيرين هما: مخيَّم عَقَبَة جَبْر و مخيَّم عين السلطان. ولكن هذا العدد تقلَّص كثيرًا إلى 9,100 نسمة بسبب نزوح هؤلاء المهاجرين إلى الضفة الشرقية من الأردن إثر حرب يونيو عام 1967م. وارتفع العدد إلى 11,300 نسمة عام 1980م. ولذلك تعدُّ أريحا من أدنى المدن الفلسطينية كثافة سكانية.
نبذة تاريخية. تعرضت أريحا لغزوات متعددة كان أفظعها الغزو اليهودي عام 1250ق. م، الذي أشاع الخراب والتقتيل فيها.
ولما قضى الرومان واليونان على اليهود انتعشت أريحا مرة أخرى. وبنى فيها هيرودس قصره الشتوي.
وبعد الفتح الإسلامي لبلاد الشام وفلسطين، انتعشت أريحا واتخذها خلفاء بني أمية مشتى لهم، ويدل على ذلك قصر هشام بن عبدالملك.
ولما زحف إبراهيم باشا إلى فلسطين حوالي عام 1832م، أحضر إلى أريحا كثيرًا من الأُسَر التي زاولت أعمال الزراعة فيها.
ولما دخل الإنجليز أريحا في سبتمبر 1918م، أخذوا يهتمون بالثروات المعدنية في البحر الميت المحاذي لها، فأنشأوا شركة أملاح البحر الميت لاستغلال البوتاس.
وبعد حرب عام 1948م، عُقدت مؤتمرات شعبية للنظر في مستقبل الأراضي الفلسطينية التي بقيت في أيدي العرب، وكانت النتيجة انضمام تلك الأراضي التي سميت الضفة الغربية (ومن ضمنها أريحا) إلى المملكة الأردنية الهاشمية. وبقيت كذلك حتى عام 1967م، حيث احتلت إسرائيل الضفة الغربية جميعها وقطاع غزة وسيناء والجولان. وتحررت بعد ذلك سيناء وعادت لمصر، أما الضفة والقطاع فقد منحت الحكم الذاتي في إطار اتفاقية السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية عام 1993م.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/263)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[18 - 09 - 05, 04:52 م]ـ
جزاك الله خيرا
ما سبق من كلامكم يفهم منه أن اريحا غير داخلة في نطاق قرية بيت المقدس
والسؤال: على أي شيء تحمل النقول التي سبق ذكرها وأطلق فيها اسم أريحا على
بيت المقدس؟
وهل هذا الكلام من ابن كثير يفهم منه أن اسم أريحا كان يطلق على مدينتين
اللهم إلا أن يكون المراد بأريحاء أرض بيت المقدس كما قاله السدي فيما رواه ابن جرير عنه لا أن المراد بها هذه البلدة المعروفة في طرف الطور شرقي بيت المقدس
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 09 - 05, 09:43 ص]ـ
لعل من أطلق أريحا على بيت المقدس قصد به تسميتها بالمكان المشهور المجاور لها، ولعل هذا ما يقصده ابن كثير، والله أعلم.
ـ[الدكتور أبو عمر]ــــــــ[18 - 07 - 07, 04:11 م]ـ
إنما قيّدوا أريحاء ببيت المقدس تمييزاً لها عن أريحا الشام التي تقع شمال مدينة حمص في الطرق إلى طرطوس الساحلية، وأريحا فلسطين قريبة جدا من القدس، وبرّية القدس تمتد لها وكانت أريحا جزءا من متصرفية القدس أيام العثمانيين ومن نيابتها أيام المماليك ومن كورها أيام العباسيين ومن أجنادها أيام الأمويين.(139/264)
مقال متميز عن (الأوقاف في نجد) للأستاذعبدالرحمن بن منصور أبا حسين
ـ[عبدالله الوشمي]ــــــــ[07 - 11 - 05, 10:44 م]ـ
الأوقاف في نجد
لقد حرص أهل (نجد) في المدن والقرى على كافة أعمال البر، وأعطوا الأوقاف بنوعيها جانباً من الاهتمام، سواء ما كان على الأحفاد وما تناسلوا ثم على الفقراء عند انقطاع العقب، ويسمّى بالوقف الذّري، أو النوع الثاني وهو ما كان على أبواب الخير ابتداء ويسمّى الوقف الخيري، والنوع الثاني هو الأكثر شيوعاً والأشهر في منطقة (نجد).
ومن أنواع البر والإحسان التي كانوا يحرصون على عملها بناء المساجد، وتوقيف عقارات ثابتة يُصرف ريعها للإمام وما ينوب المساجد من ترميم وسُرُج، ويقومون بحفر الآبار بجوار المساجد وعمل أوقاف تصرف فيما تحتاجه الآبار من دلاء وأرشية وعوقدة، أما جانب التعليم فقد حظي بكثير من الاهتمام، فقد كثرت الأوقاف على المدارس (الكتاتيب) وعلى معلميها وكذلك وقف المصاحف والكتب والمكتبات على طلبة العلم.
ولهم عناية خاصة بالأضاحي والحجج والفقراء والمساكين وتفطير الصائمين ويدل على ذلك كثرة الأوقاف على هذه الجوانب، وقد اهتموا بالشؤون العامة كطارقة مرض أو مجاعة تعم البلد.
أشيقر تزخر بوثائق الأوقاف
أشيقر - من البلدان (النجدية) التي تزخر بوثائق الأوقاف بنوعيها، فالأوقاف على الصوام كثيرة جداً وهي الأشهر في أوقاف البلدة، ولذا دونت في سجل خاص بها ويتولى الإشراف عليها وكلاء على مر السنين إلى يومنا هذا - وسنتحدث عنها ضمن هذا المقال - كما توجد أوقاف على الضيف يجمعها أمير البلدة كل عام، وقد دونت في سجل خاص بها شاملة كل بساتين البلدة صغيرها وكبيرها دون استثناء، كما يوجد أوقاف على الفقراء والمساكين والأضاحي والحجج وكذلك على الذرية، والسرج في المساجد والطرقات والدلاء على الآبار التي تستقي منها البيوت وإليك أمثلة على ذلك من واقع الوثائق، فمنها:
1 - وقف صبيح، ووقف صقر بن قطامي، ووقف رميثة بن قضيب على الصوام.
2 - وقف صالح بن إبراهيم بن عيسى في أرض النميلات على صوام أشيقر.
3 - وقف محمد بن حسن الخراشي في ملكه في حويط مقحم على الصوام.
4 - سبيل ابن مساور في الميسوري على الصوام.
5 - وقف أرض حايط رزين ونخله على الصوام.
6 - وقف أريضات - آل الخرافي - أرض ونخل وأثل على الصوام.
7 - وقف - آل الخرافي - في الأرض الواقعة غربي الغبية على الصوام والأسرة تسكن - الآن - في بلد الكويت.
8 - وقف الشباني في بستان النجيمي على الصوام.
9 - سبيل آل عقبة في بستان الشميلي على الفقراء.
10 - وقف اللاعي في الملك المسمى ابن زيد على الفقراء.
11 - وقف آل مفدّا في حويط حسن على الفقراء في ليالي الجمع من كل عام.
12 - وقف ميثا بنت سليمان بن مفدّا يقسط على جمع الدهر على الفقراء.
13 - وقف آل أبا حسين في ملكهم - خيس عثيمين - على الذرية.
14 - وقف آل أبا حسين في أرضهم المعروفة بأرض الباب على الذرية.
15 - وقف محمد بن حسن بن سيف في الجنينة على الذرية ثم على الفقراء.
16 - وقف حماد بن ناصر في الربيع في الغبية على الذرية.
17 - وقف كلثم بنت أحمد بن منصور في حايط على الأوسط على ذريتها.
18 - وقف آل إسماعيل والسحاما في نصيبهم من الصفارية على الذرية.
19 - وقف آل حميد في - الغريري - على الأضاحي والحجج.
20 - وقف آل حميد في - صباح - على الأضاحي.
21 - وقف آل موسى على المدرسة (الكتاتيب).
22 - وقف بئر القاضي - وهم سكان عنيزة - الآن.
23 - وقف فاطمة بنت سيف بن مانع الشبرمي أربعة قدور ورحى ومقرصة.
24 - وقف الشيخ طلحة بن حسن آل بسام مكتبته على ذريته.
أوقاف الصوام
لما كانت البلدة زراعية، والتمر أهم منتجاتها, وثروة اقتصادية للفلاح، وغذاء رئيسي في كل منزل - في الزمن السابق - وأهم قوت يدخر، وبيت لا تمر فيه أهله جياع. لهذه الأسباب حرص أهل الخير على الأوقاف على الصوام ولكثرة الأوقاف عليها قام الشيخ محمد بن عبداللطيف الباهلي إمام جامع أشيقر في وقته بجمعها وتدوينها في سجل خاص عرف بديوان الصوام ثم نقلها عنه الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن عامر ثم نقلها الشيخ عمر بن محمد الفنتوخ، ثم الشيخ عثمان بن عبدالرحمن أبا حسين إمام مسجد الشمال، ت 1417هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/265)
وأقدم الأوقاف - وقف صبيح - في منتصف القرن الثامن الهجري حيث كتب عام 747هـ وجعل جزءاً من غلة الوقف يكون سماطاً من التمر في شهر رمضان عند الإفطار من كل عام يأكله الغني الفقير والحضري والبدوي .. وفي منتصف القرن العاشر 5 شعبان 940هـ وقف صقر بن قطامي منوال وقف - صبيح - وفي آخر القرن العاشر في 19 رمضان 986هـ وقف - رميثة بن قضيب - على منوال وقف صبح ثم توالت الأوقاف بعد ذلك، منها ما هو مخصص بأكمله للصوام، ومنها ما يشتمل على جزء للصوام.
الوكلاء المشرفون على أوقاف الصوام
اختير للإشراف على هذه الأوقاف ولي صالح أمين يقوم على شؤونها فيتولى جباية ريعها من - تمر وبر ونقود - ويعتني بصيانتها وعمارتها والعمل على نمائها وفي موسم الجذاذ يتولى جمع التمر وكنزه في (جصاص) مفردها (جصة) يعدها لشهر رمضان في كل عام، فإذا دخل الشهر قام بتوزيع التمر قبيل الغروب بساعة في كل يوم على مساجد البلدة الثلاثة وهي (مسجد الشمال، مسجد الجامع، ومسجد الفيلقية). ويضع فيها ما يكفي جماعة المسجد وقبيل أذان المغرب تتحلق جماعة المسجد حلقاً على أنية التمر، والأنية صنعت من الخوص على شكل صحون تسمى كفاف مفرجها كفة، ويأكل كل من حضر غنياً كان أو فقيراً حضرياً أو بدوياً حيث أباح ذلك الواقفون في وثائقهم.
الوكلاء:
لقد تعاقب على ولاية هذه الأوقاف أعداد كثيرة من أهل البلدة على مر العصور فقاموا بتنمية مواردها حتى أصبحت أكبر رافد للفقراء والمحتاجين سواء بالأكل في المساجد أو المنازل من كبار السن والمقعدين ذكراً كان أو أنثى كما صرف منها في أزمنة المجاعات، وقد بارك الله فيها حتى عمت معظم بساتين البلدة فقل أن تجد بستاناً إلا وفيه وقف للصوام سواء جاء من الواقف مباشرة أو حصل بشراء الوكلاء على مر السنين، وأقدم الوكلاء حسب ما عرفناه من الوثائق.
1 - عياف بن يوسف ورد ذكره في وثيقة عام 1240هـ.
2 - سليمان بن عياف بن يوسف ورد ذكره في وثيقة لم تؤرخ.
3 - عبدالله بن سليمان بن عياف بن يوسف ومعه إبراهيم بن عبدالله بن مسند كلاهما شركاء في الوكالة ورد ذكرهما في وثيقة عام 1313هـ.
4 - عبدالله بن سليمان بن عياف بن يوسف ومعه عبدالكريم بن محمد بن حمد بن شينبر شركاء في الوكالة ورد ذكرهما في وثيقة لم تؤرخ.
5 - عبدالله بن سليمان بن عياف بن يوسف ومعه عبدالعزيز بن عبدالله بن عامر شركاء في الوكالة ورد ذكرهما في وثيقة حررت عام 1315هـ.
6 - عبدالعزيز بن عبدالله بن عامر ت (1357) تولى الوكالة وحده.
7 - عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله بن عامر تولى الوكالة بعد وفاة والده.
8 - عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز بن عامر (هو الوكيل في يومنا هذا) جزاه الله خيراً .. ولا يزال وفقه الله وأثابه قائماً بالإشراف على أوقاف الصوام باذلاً جهده على إحياء السنة الحميدة وهي مد سماط لإفطار الصائمين في مسجد الشمال (أحد مساجد البلدة القديمة الطيني) انفاذاً لشروط الواقفين واستمراراً لهذا العمل الخيري ليتناقله الخلف عن السلف، ويعرفه الصغير عن الكبير، ويشتهر أمره، ولا يزال مسجد الشمال يغص بالمصلين وتناول الإفطار فيه من تمر الصوام إلى كتابة هذا المقال 21 رمضان 1426هـ.
دعوة للاهتمام بالأوقاف
نظراً للتطور المذهل الذي طرأ في العصر الحاضر في المملكة العربية السعودية وزيادة عدد السكان وكثرة اليد العاملة الأجنبية وبروز طبقات فقيرة محتاجة وتغير أحوال المجتمع فما يحتاجه الناس فيما مضى في عهد أجدادنا جاء في يومنا هذا ما هو أهم منه وأنفع وأجدى. لذا إيجاد الأوقاف اليوم أصبح ضرورة ملحة للقضاء على الفقر والمرض والجهل، فحري بمن أغناهم الله تعالى ومنَّ عليهم بفضله أن يخصصوا جزءاً من أموالهم لتكون أوقافاً على بعض المشاريع الخيرية الحيوية وما أكثرها اليوم ولعل من أهمها.
أ - تأمين الرعاية الصحية للفقراء - ويتمثل في بناء المستشفيات والمصحات ودور رعاية المسنين والمعوقين، وإنشاء مراكز متخصصة لأمراض العصر - الأمراض المزمنة - كالسرطان والفشل الكلوي، والوباء الكبدي، والسكر والضغط وتأمين الأجهزة الطبية والأدوية.
ب - المجالات التعليمية والخدمية - كبناء المدارس والمعاهد الشرعية ومدارس تحفيظ القرآن، ومراكز لتعليم المهن والصناعات - كالحاسب وصيانته والخياطة والحياكة لاغناء الشاب والشابة وأسرهما عن الحاجة والسؤال، وطبع الكتب النافعة وفتح المكتبات الخيرية، ودعم البحوث العلمية شرعية كانت أم طبية أم تطبيقية مما يهم المجتمع اليوم ودعم مكاتب الدعوة والدعاة.
ج - المجالات الاجتماعية - ويدخل فيها الاهتمام بالمساجد ودور العبادة ومستلزماتها كدور الإمام والمؤذن وأمكنة لغسل الموتى وتجهيزها بالرجال والسيارات ويدخل فيها حفر الآبار وتسبيل الماء، وبناء الجسور، وتلمس حاجات الفقراء، ومساعدة الشباب على الزواج ورعاية أسر السجناء.
هذا والله أسأل أن يحفظ لبلادنا دينها وأمنها وولاتها وأن يرد كيد أعدائها إنه سميع مجيب.
المصدر:
http://www.al-jazirah.com.sa/415858/wo2d.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/266)
ـ[أبو معطي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 05:43 م]ـ
هذا صحيح، فالوثائق النجديّة مليئة بذكر الأوقاف والوصايا في أشيقر وفي غيرها من البلدان، ولهم فيها عناية واهتمام بالغ، ومثال ذلك مافي كتاب (ديوان الصوّام) وغيره من مجاميع الوثائق التي توضح ذلك
مقال رائع بارك الله في الأستاذ منصور أباحسين، وبارك الله فيك أخي عبدالله الوشمي وجزاك الله خيراً
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[20 - 12 - 10, 12:54 م]ـ
بارك الله فيكما ..(139/267)
جميع الدراسات الحديثية حول ما شجر بين الصحابة ...
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[14 - 12 - 05, 08:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفي وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،
إن أفضل طريق لمعالجة أحداث الفتنة التي جرت بين الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين هي الدراسة الحديثية، ومن المعروف أن التاريخ الإسلامي لم يحقق إلى الآن بالكامل، كيف والسيرة النبوية هي أيضا لم تحقق بالكامل، ولم يصدر كتاب إلى الآن يعرض التاريخ الصحيح بالكامل لأحداث الفتنة منذ نشوءها انتهاءً باستقرار الحكم الأموي. وهذه الحقبة هي من أهم الحقبات التاريخية بعد السيرة النبوية.
وإني لأنكر على ابن العربي نهجه في كتابه العواصم من القواصم، بغض النظر عن محاولته تبرئة الصحابة، فنهجه كان وضعهم في قفص الاتهام ومن ثم الدفاع عنهم. وكان الأولى أن يسرد الأحداث كلها بسندها الصحيح، والتأويل الصحيح ومن ثم يسرد الشبهات ويرد عليها.
حاول الدكتور طارق السويدان أن يقدم خدمة، لكنه أساء في قسم منها.
وإني كلما تنورت في أحداث الفتنة وعرفت للصحابة قدرهم زاد حبي لهم، وزاد إصراري على تحقيق هذه الحقبة، إذ فيها الدروس الكثيرة والعبر الجمة يستنتجها من عرف الروايات الصحيحة وقدر رجال تلك المرحلة. والله إن الصحابة كانوا عظماء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأيضا بعده، وليس فيهم نخالة، إنما النخالة بعدهم. والمعرفة الصحيحة لأحداث الفتنة إنما زاد حبي للصحابة، فعند الاختلاف يظهر معادن الرجال، وإنما ينقص حبهم أو يزول عند من لا يعرف إلا الروايات الخاطئة والشبهات المثارة.
وأفضل ما يقدم لهذه الحقبة هي الدراسة الحديثية. فأفضل ما رأيت في هذا المنتدى بحث عن فضائل معاوية رضي الله دراسة حديثية غير أنني لم أكمل قراءته جميعا، وأيضا الرد على الشبهات حول معاوية رضي الله للأخ الذهبي أو الأثري - أو كما هو -.
أدعو من خلال هذا الموضوع أن يدلي كل بما عنده من دراسات حديثية حول الفتنة التي وقعت بين الصحابة، أي دعونا نجمع جميع الروايات الصحيحة عن الفتنة وعن فضائل الصحابة الكرام الذين لا يدري كثير من الناس مكانتهم أمثال معاوية رضي الله عنه وعمرو بن العاص رضي الله عنه وأيضا الدراسات التي ترد على الشبهات المثارة حولهم.
أي مختصرا أدعو من خلال هذا الموضوع جمع المشاركات حول:
1 - الدراسات الحديثية حول أحداث الفتنة.
2 - الدراسات الحديثية حول الرد على الشبهات المثارة حول أحداث الفتنة.
3 - الدراسات الحديثية في فضائل الصحابة الذين عاشوا زمن الفتنة، أمثال معاوية، وعمرو، وطلحة والزبير رضي الله عنهم أجمعين ومن يطعن فيهم.
4 - الدراسات الحديثية في الرد على الشبهات المثارة حول هؤلاء الصحابة.
والله من وراء القصد.
ـ[جميل الكرمي]ــــــــ[18 - 12 - 05, 04:57 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي. موضوع قيم.
بالنسبة لفضائل الصحابة والرد على الشبهات المثارة حولهم يوجد الكتب التالية:
فضائل معاوية رضي الله دراسة حديثية.
شبهات حول معاوية رضي الله عنه.
الناهية عن طعن أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه.
عل الأخوة يضيفون هذه الكتب هنا ...
أطلب من الأخوة البحث الذي علق فيه على د. طارق السويدان ردا على بعض ما ورد في محاضراته حول الفتنة.
وإني أضيف صوتي إلى صوت الأخ للعناية بهذا الموضوع، وأطلب من المشرف أن يثبت هذا الموضوع لتعم الفائدة.
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[19 - 12 - 05, 02:45 م]ـ
وفقك الله ... للشيخ الدكتور آمحزون المغربي رسالة في روايات الطبري حول الفتنة من خلال تاريخه وهي مطبوعة وتعرض خلالها للكلام حول روايات المؤرخين ولكنه لم يتعرض لروايات مهمة هي روايات الأمام الحافظ أبي العرب القيرواني في كتابه المحن فقد ساق جملة مما شجر بينهم رضوان الله عنهم وقد بينت في مقال بعنوان "أضواء على منهج الحافظ أبي العرب القيرواني في الجرح والتعديل" مخالفة نقده لروايات غيره من مؤرخي العراق كما وصفهم هو في كتابه ...
ولبلدينا الشيخ المؤرخ المحدث المدرس بمدرسة الفلاح بمكة محمد العربي التباني السطيفي الجزائري كتاب مهم في الرد على محاضرات الخضري بعنوان "تحذير العبقري من محاضرات الخضري" ناقش فيه انحرافات الخضري عن منهج أهل السنة وموقفهم من شجار الصحابة وناقش فيه كثيرا من تقريرات محب الدين الخطيب وأنا مشتغل هذه الأيام بمطالعته ولعلي أجمع فوائده.
ـ[الرايه]ــــــــ[19 - 12 - 05, 08:24 م]ـ
هل يوجد من أهل السنة من لا يرى السكوت عما شجر بين الصحابة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29991
ـ[ضعيف]ــــــــ[26 - 12 - 05, 10:07 ص]ـ
الاحسن السكوت
ـ[مسدد2]ــــــــ[27 - 12 - 05, 08:06 م]ـ
تكفي قراءة سير اعلام النبلاء للامام الذهبي (أول 14 جزءاً فقط) لترى ان كان ثمة رأي واحد في هذا الموضوع بين السلف او أكثر. ثم احكم بنفسك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/268)
ـ[ضعيف]ــــــــ[28 - 12 - 05, 09:24 ص]ـ
رجعت لكتاب الامام العربي التباني فاذا به واحة علم وتحقيق فسارع ياجزائري باخراج هذه الفوائد
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[19 - 01 - 06, 07:00 م]ـ
لا أدري لماذا لم يتحفنا أحد بدراسات حديثية حول الصحابة.
هذا وقد سمعت أنه يوجد في هذا الملتقى دراسة حديثية حول يزيد بن معاوية، فهل يتحفنا أحد به.
وأيضا أظن أنه يوجد دراسة في الرد على أشرطة طارق السويدان فهل يتحفنا أحد به.
أما الأخ الذي يقول السكوت أفضل، فلا أوافقه، لأن هناك هجمة شرسة حول الصحابة، وليس هناك تاريخ صحيح مجمع في كتاب واحد يشرح جميع التاريخ الصحيح للفتنة. هذا والتعامل مع أحاديث الفتن معلومة، فمنها ما هو مكذوب، ومنها ما هو صحيح لكن له تأويل.
ولا أعرف من عمل دراسة بتنقيح جميع الروايات حول الفتنة وفرق بين صحيحها وضعيفها كلها.
مثلا كثيرا ما يقال أن علي رضي الله عنه لم يبايع أبا بكر، ولا فاطمة رضي الله عنها، ولكنني قرأت في أحد كتب العلماء أن هذا غير صحيح وأنه بايع مرتين.
فكثير من الأمور مكذوبة والصحيح منها لها تأويل آخر، والله أعلم وهو ولي التوفيق.
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[19 - 01 - 06, 10:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فان الامام ابا بكر بن العربي قام بجهد مشكور وسعي مبرور في الذود عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في كتابه العظيم العواصم فاجزل الله له المثوبة ورحمه فان كان لك يا اخي ابا الوليد وجهة نظر حول منهجه في كتابه فبامكانك بيانها من غير غلو ولا جفاء وبالله التوفيق.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[19 - 01 - 06, 10:55 م]ـ
راجع هذا الرابط
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=630
وهذا الرابط
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=203
وهذا الرابط
http://saaid.net/Doat/Althahabi/7.htm
وهذا الرابط
http://saaid.net/Doat/Althahabi/index.htm قسم البحوث العلمية في آخر الصفحة
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[17 - 11 - 06, 02:26 م]ـ
[
عبدالكريم الشهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فان الامام ابا بكر بن العربي قام بجهد مشكور وسعي مبرور في الذود عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في كتابه العظيم العواصم فاجزل الله له المثوبة ورحمه فان كان لك يا اخي ابا الوليد وجهة نظر حول منهجه في كتابه فبامكانك بيانها من غير غلو ولا جفاء وبالله التوفيق.
أخي الكريم عبدالكريم الشهري كتاب العواصم لنا عليه ملحوظات راجع هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85364
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[17 - 11 - 06, 05:47 م]ـ
جزيت خيرا
وقد تابعت مشاركاتك وما دار بينك وبين الاخوة من نقاشات في منتدى التاريخ
ولا شك انه ما من احد فوق النقد مهما علت منزلته
وكل يؤخذ من قوله ويرد الا محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله
لكن ينبغي ان يكون ذلك مع اهل العلم بالتزام الادب ومراعاة مالهم من المنزلة والفضل
وقبل ذلك العدل والانصاف من غير غلو ولا جفاء
وهذا ما التمسته من اخي في هذا الموضوع وبالله التوفيق.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[17 - 11 - 06, 06:30 م]ـ
جزيت خيرا
وقد تابعت مشاركاتك وما دار بينك وبين الاخوة من نقاشات في منتدى التاريخ
ولا شك انه ما من احد فوق النقد مهما علت منزلته
وكل يؤخذ من قوله ويرد الا محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله
لكن ينبغي ان يكون ذلك مع اهل العلم بالتزام الادب ومراعاة مالهم من المنزلة والفضل
وقبل ذلك العدل والانصاف من غير غلو ولا جفاء
أخي الكريم بارك الله فيك على إنصافك وأود أن أعرف وجهة نظرك فيما عرضناه من كلام ابن العربي في العواصم هل أنت مؤيد أم معارض لكلامه؟
والله الموفق
ـ[ابو عبدالرحمن العكروش]ــــــــ[08 - 08 - 07, 08:16 م]ـ
كتاب ابن العربي جيد ومهم في بابه، ولكن فيه بعض الملاحظات (كما تفضل بعض الإخوان المعلقين) وتابعه عليها محب الدين الخظيب.
وأحب أن أنصحكم بكتاب على نفس الموضوع والنهج .. كتاب (فصل الخطاب في موقف الأصحاب) للشيخ محمد صالح الغرسي، وقدم له الشيخ الدكتور عبدالله التركي، وقد تعقب على ابن العربي والخطيب في مواضع مهمه، ويمتاز بمنهج المحدثين وكثرة النقولات عن الأئمة في هذا الشأن ..
ـ[على بن محمد كمال]ــــــــ[09 - 08 - 07, 12:25 ص]ـ
ما هى دار النشر لكتاب فصل الخطاب جزاك الله خيرا
ـ[أبو سعد]ــــــــ[24 - 08 - 07, 12:23 ص]ـ
هناك كتاب اسمه الإصابة فيما شجر بين الصحابة
و لكن الكتاب تاريخي و من الناجية السياسية ...
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[24 - 08 - 07, 07:38 ص]ـ
كتاب حقبه من التاريخ للشيخ عثمان الخميس كتاب ماتع يستحق الظهور
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[04 - 09 - 07, 02:48 ص]ـ
سمعت شريط بعنوان عمر بن الخطاب رضيي الله عنه .. للعلامه فلاح بن إسماعيل مندكار ...
يحذرنا من الحديث عن ما شجر بين الصحابه ,(139/269)
المنهج التأصيلي في دراسة السيرة النبوية - بقلم د. محمد بن صامل
ـ[أبو عبدالرحمن المصري]ــــــــ[25 - 12 - 05, 12:02 ص]ـ
السلام عليكم
وجدته في أحد المواقع لعله يفيد إن شاء الله
بسم الله الرحمن الرحيم
منهج تأصيلي لدراسة علم السيرة
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وخاتم المرسلين, إمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فاعلم أخي المبارك أن السيرة تحتل مكان الصدارة بين علوم الإسلام, إذ هي تجسيد حي لأحكام الإسلام وآدابه, وبيان عملي للقرآن الكريم وتنزيله على واقع الناس, وقد استوعبت سيرته صلى الله عليه وسلم, جميع أصول الحالات التي يحتاجها البشر, وقد مرت حياته صلى الله عليه وسلم, بأحوال مختلفة: قبل البعثة, ثم بعدها في العهد المكي حيث حالة الاضطهاد والصبر وتحمل الأذى وقلة الناصر وعدم التمكين, لكن في هذه الفترة ترسخ الإيمان في النفوس وقوي وتم بناؤه بالتربية والإعداد النفسي لتحمل مشاق الطريق ومسؤوليات المستقبل ومواجهة المحنة حتى تم تجاوزها بنجاح واقتدار, ثم الانتقال بعد الهجرة إلى مرحلة التمكين وانتشار الدعوة, وتشريع الجهاد في سبيل الله ومقارعة الأعداء في الخارج والمواجهة في الداخل, واكتمال التشريعات, والمسارعة في تنفيذها بكل إخلاص وفي أعلى وأكمل مستويات التنفيذ والأداء بإحسان وإتقان.
وفيما يلي بيان للمنهج التأصيلي الذي يساعدك على تحصيل هذه السير المباركة.
المدخل لدراسة علم السيرة النبوية:
يلزم طالب علم السيرة النبوية أن يتعرف على هذا العلم ويتبين حدوده وأهميته وأقسامه وفوائد دراسته وثمراتها, كما يلزمه معرفة مصادر السيرة النبوية, وترتيب هذه المصادر على حسب الأهمية ودرجة الثبوت, وحسب البسط والإيجاز, واستقامة الفكر والمنهج, لأن معرفة هذا مما يدفعه إلى الاهتمام بالعلم والرغبة فيه والمتابعة في دراسته, والتمييز بين المصادر وانتقاء ما ينفعه.
وتوجد أبحاث توضح هذا الجانب وتعتبر مدخل مهما للسيرة النبوية وحدودها وقد كتبت في هذا – ولله الحمد- بحثين هما:
1 - السيرة النبوية, وأهميتها وأقسامها وفوائد دراستها.
2 - تبع مسائل في دراسة السيرة النبوية.
3 - كما أن الدكتور سليمان بن حمد العودة تعرض لهذا في كتابه: قضايا ومباحث في السيرة النبوية.
4 - وللدكتور يحي بن إبراهيم اليحيى بحث بعنوان: مدخل لفهم السيرة النبوية.
5 - أما المصادر فقد أشبعها بحثا الدكتور فاروق حمادة في كتابه: مصادر السيرة النبوية. وتقويمها وخاصة في الطبعة الثانية.
6 - ولفضيلة شيخنا أ. د. أكرم ضياء العمري فصل ممتع في مقدمة كتابه: السيرة النبوية الصحيحة.
هذا وقد جرى التأليف في السيرة النبوية على ثلاثة أصناف:
1 - الكتب المختصرة. 2 - الكتب المتوسطة. 3 – الكتب الكبار الموسعة.
وعلى طالب العلم الذي يريد التأصيل العلمي والمنهجية في طلبه العلم أن يسلك طريق أهل العلم فيبدأ بالمجمل والمختصر ثم يرتقي درجة إلى المؤلفات المتوسطة ثم بعدها الكتب المبسوطة وينتهي إلى التخصص في العلم والتبحر في مسائله ودقائقه.
وسوف أذكر لك جملة من المؤلفات مرتبة حسب وفيات مؤلفيها في كل صنف من الأصناف الثلاثة, لتختار أحدها في الدراسة, ثم بعد ذلك تنتقل إلى الصنف الذي يليه, وتختار من لقائمة كتابا للدارسة, ثم تنتهي إلى الصنف الأخير والمرحلة الثالثة. وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
المرحلة الأولى:
المختصرات في السيرة:
1 - جوامع السيرة النبوية, للإمام علي بن أحمد بن حزم الاندلسي المتوفى 456هـ.
2 - الدرر في اختصار المغازي والسير, للإمام يوسف بن عبد الله بن عبد البر القرطبي المتوفى 463هـ.
3 - السيرة النبوية, لعبد المؤمن بن خلف الدمياطي المتوفى 705هـ.
4 - الإشارة إلى سيرة المصطفى, للحافظ مغلطاي بن قليج المتوفى 762هـ.
5 - الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم, للحافظ إسماعيل بن عمر بن كثير المتوفى 774هـ.
6 - مختصر السيرة النبوية, للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب المتوفى 1206هـ.
المرحلة الثانية:
الكتب المتوسطة في السيرة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/270)
1 - السيرة النبوية, لمحمد بن إسحاق المتوفى 151هـ من تهذيب عبد الملك بن هشام المتوفى 218هـ وعليها شرح للإمام أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الخثعمي السهيلي المتوفى 581هـ باسم الروض الأنف في أربعة أجزاء, كما عمل مصعب بن محمد الجيّاني الخُشني المشهور بأبي ذر المتوفى 604هـ حاشية في تفسير غريب ألفاظ السيرة, وهو مطبوع مفرد, ومطبوع أيضا مع تهذيب ابن هشام, تحقيق وتخريج د. همام بن سعيد ومحمد أبو صعيليك نشر مكتبة المنار بالأردن.
2 - المغازي النبوية, لمحمد بن عمر الواقدي المتوفى 207هـ مطبوعة في ثلاثة مجلدات لكنها ناقصة.
3 - الطبقات الكبرى, لمحمد بن سعد المتوفى 230هـ خص الترجمة النبوية و المغازي بمجلدين من كتابه.
4 - الاكتفاء في مغازي رسول الله و الثلاثة الخلفاء, للإمام سليمان بن موسى الكلاعي الاندلسي المتوفى 634هـ وقد طبعت المغازي النبوية في مجلدين بتحقيق د. مصطفى عبد الواحد.
5 - عيون الأثر في ذكر فنون المغازي والسير, للحافظ محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري المتوفى 734هـ مطبوع في مجلدين بتحقيق د. محمد عيد الخطراوي, ومحي الدين مستو. نشر دار التراث ودار ابن كثير.
6 - قسم المغازي من كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد, للإمام محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية المتوفى 751هـ.
المرحلة الثالثة:
الكتب الكبار المبسوطة:
1 - دلائل النبوة وأحوال صاحب الشريعة, للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى 458هـ مطبوع في سبعة مجلدات.
2 - السيرة النبوية, للإمام الحافظ إسماعيل بن عمر بن كثير المتوفى 774هـ وهي مطبوعة مفردة بتحقيق مصطفى عبد الواحد في أربعة مجلدات, ومطبوعة مع كتاب البداية والنهاية من ص 179 في المجلد الثالث وحتى ص 412 في المجلد التاسع في طبعة دار هجر بتحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي.
3 - إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع, لتقي الدين أحمد بن علي المقريزي المتوفى 854هـ مطبوع في 15 مجلداً.
4 - سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد, لمحمد بن يوسف الصالحي الشامي المتوفى 942هـ طبع بدمشق في11مجلداً.
هذا وينبغي للطالب أن يهتم بانتقاء الكتاب المناسب له, وأن يحرص على اقتناء الطبعة الموثقة والصحيحة, وأن يستشير في ذلك أهل العلم الثقات, وان تكون قراءته على شي يضبط له النص, ويشرح غامضه, ويوضح مبهمه, ويستنبط له بعض فوائده.
خاتمة:
عن الدراسات المعاصرة في السيرة النبوية:
لاقت السيرة النبوية عناية فائقة من الباحثين والدارسين في العصر الحاضر, وتميزت طائفة من هذه الدراسات بالجودة في الاعتماد على ما صح من إخبار السيرة النبوية, وأيضا في العناية بفقه السيرة والدروس والعبر التربوية المستفادة منها, وهذا النوع كثير ولله الحمد, غير أن التفاوت حاصل بين تلك المؤلفات بحسب قدرات مؤلفيها وتخصصاتهم العلمية, وكما قيل: "كل يؤخذ من قوله ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم" والدراسات المعاصرة في السيرة النبوية بعضها يتصف بالشمولية, وبعضها يفرد حدثاً أو غزوة من الغزوات بالدراسة وذكر العبر والفوائد, ومن الكتاب المفيدة في هذا الباب:
1 - الرحيق المختوم, للشيخ صفي الرحمن المباركفوري.
2 - السيرة النبوية دروس وعبر, للدكتور مصطفى السباعي.
3 - فقه السيرة النبوية, للشيخ محمد الغزالي.
4 - السيرة النبوية الصحيحة, للأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري.
5 - صحيح السيرة النبوية, للشيخ إبراهيم العلي.
6 - وقفات تربوية مع السيرة النبوية, لأحمد فريد.
7 - السيرة النبوية دراسة تحليلية, للدكتور محمد عبد القادر أبو فارس.
8 - فقه السرايا, للدكتور محمد بن خلف العيساوي.
9 - السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية, للدكتور مهدي رزق الله أحمد.
10 - السيرة النبوية, للشيخ أبي الحسن الندوي.
11 - من معين السيرة, تأليف صالح الشامي.
12 - من معين الشمائل, تأليف صالح الشامي.
13 - القيادة العسكرية في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم, للدكتور عبد الله بن محمد الرشيد.
14 - منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة من خلال السيرة الصحيحة, للأستاذ الدكتور محمد أمحزون.
وهناك دراسات في موضوعات مفردة السيرة النبوية مثل المغازي النبوية والسرايا وهي كثيرة ومفيدة وأكثرها رسائل علمية توفر لها الإشراف والمراجعة والمناقشة والتصحيح.
ـ[الرايه]ــــــــ[26 - 12 - 05, 02:26 م]ـ
جزاك الله خيراً
وللفائدة
حمل الآن تلخيص لمحاضرة مصادر السيرة النبوية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12016&highlight=%C7%E1%CD%DF%E3%ED
ـ[بدر النفيعي]ــــــــ[29 - 12 - 05, 05:24 م]ـ
السلام عليكم اخي ابو عبد الرحمن المصري ما هو الموقع الذي اخذت منه البرنامج ............... وشكرا
ـ[أبو عبدالرحمن المصري]ــــــــ[31 - 12 - 05, 10:48 م]ـ
موقع العلم
http://www.3llm.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/271)
ـ[بدر النفيعي]ــــــــ[05 - 01 - 06, 02:36 ص]ـ
جزيت خير خيراً(139/272)
ضوابط هامة في علم الأنساب
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[25 - 12 - 05, 11:13 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين
أما بعد:
في الحقيقة لا يخفى على الجميع أهمية وخطورة الكلام في الأنساب وخاصة أنساب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبعض الناس لا تجد عنده ورع العلماء ولاتأني النبلاء فتجده يهجم على القبائل والعوائل الشريفة من غير تحرٍ ولا تروٍ فحصل بذلك خطر عظيم وشر مستطير وبعد أن كنا نرى الذين يتكلمون في الأنساب لايتجاوزون عدد أصابع اليد الواحد أصبحنا نجد في كل عائلة وقبيلة متصدرللكلام في الأنساب وأصبح لدينا ثورة في علم الأنساب إن صح التعبير
ومن المعلوم أن علماء الحديث هم أشهر من تكلم في الأنساب وكتب الجرح والتعديل هي مادة خصبة في أنساب الرجال والقبائل وهم أوثق الناس في أنساب الرجال
وأخيراً لا أدري هل هذه المادة العلمية تناسب ملتقى أهل الحديث أو لاتناسبهم؟
قال السمعاني: (ومعرفة الأنساب من أعظم النعم التي أكرم الله تعالى بها عباده لأن تشعب الأنساب على افتراق القبائل والطوائف أحد الأسباب الممهدة لحصول الائتلاف وكذلك اختلاف الألسنة والصور وتباين الألوان والفطر على ما قال تعالى واختلاف ألسنتكم وألوانكم وكنت في رحلتي أتتبع ذلك وأسأل الحفاظ عن الأنساب وكيفيتها وإلى أي شيء نسب كل أحد الأنساب ج:1 ص:18
قال ابن فندق البيهقي: (ولأهل اليونان الحكمة والمنطق وللهند التنجيم والحساب وللفرس الآداب أعني: آداب النفس والأخلاق. ولأهل الصين الصنائع
. وللعرب الأمثاال وعلم النسب فعلوم العرب الأمثال والنسب واحتاج كل واحد من العرب إلى أن يعلم سمت كل لقب ومصالحه وأوقاته وأزمنته ومنافعه في رطبه ويابسه وما يصلح منه للبعير والشاة.
ثم علموا أن شربهم ماء السماء فوضعوا لذلك الأنوار.
وعرفوا تغير الزمان وجعلوا نجوم السماء أدلة على أطراف الأرض وأقطارها ليس لهم كلام إلا وهم خاضعون فيه على المكارم يفتحون للروائل مرغبون في اصطناع المعروف وحفظ الجار وبذل المال وأثبتوا المعاني نصب كل واحد منهم ذلك بعقله ويستخرجه بفكره ويعبر من طريق المثل بلفظ وجيز عن معاني كثير فيها علم مستأنف من التجارب.
وليس في الفرس والروم والترك والبربر والهند والزنج من يحفظ اسم جده أو يعرف نسبه لذلك تداخلت أنسابهم وسمي بعضهم إلى غير أبيه.
والعرب يحفظ الأنساب فكل واحد منهم يحفظ نسبه إلى عدنان أو إلى قحطان أو إلى إسماعيل أو إلى آدم عليه السلام فلذلك لا ينتمي واحد منهم إلى آبائه وأجداده ولا يدخل في أنساب العرب الدعي.
وخلصت أنسابهم من شوائب الشك والشبهة فكل واحد من العرب يتناسب أصله وفرعه ويتناصفه بحره وطبعه وزكى ندره وزرعه. فللعرب من المنابت أزكاها ومن المغارس أتمها وأعلاها. ولجمع العرب كرم الأدب إلى كرم الأنساب ولقنهم الله الحكمة وفصل الخطاب
ولولا علم الأنساب لانقطع حكم المواريث وحكم العاقلة وهما ركنان من أركان الشرع ولما عرف الرجل فرسه من لعده ومن يرثه ومن لا يرثه ممن يرث منه.
وكانت العرب أنهم إذا فرغوا من المناسك حضروا سوق عكاظ وعرضوا أنسابهم على الحاضرين ورأوا ذلك من تمام الحج والعمرة لذلك قال الله تعالى " فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً ".) لباب الأنساب للبيهقي
قال أبو حاتم الشريف:ولذلك رأيتُ من الضروري وضع ضوابط مهمة في علم الأنساب تجعل طالب العلم في منأى من الوقوع في المزالق والمخاطر وهي ليست جديدة وربما يكون غيري قد سبقني بها بأفضل مما أكتب ولكن كما قيل (قد يوجد في النهر مالايوجد في البحر) وبعض هذه القواعد مشتركة مع غيرها من العلوم الشرعية وبعضها فيها تداخل
وأرجو أن تكون هذه القواعد والضوابط جامعة مانعة ويسرني مشاركة الإخوة الكرام فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه وربما هذه الضوابط تحتاج إلى تنسيق وترتيب أكثر! والله الموفق
1 - الإخلاص أمر ضروري
لا شك ولا ريب أن الإخلاص هو أساس كل علم وينبغي لمن يتكلم في علم الأنساب أن يجعل هذا الأمر نصب عينيه فلا يغفل عنه قيد أنملة
قال صلى الله عليه وسلم في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه المشهور في الصحيح (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى 00 (*
2 - الورع والتقوى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/273)
لابد في الناظر في علم الأنساب أن يكون تقياً ورعاً خائفاً من ربه ومولاه وعليه أن يتذكر الوعيد الشديد الوارد في ا نتساب المرء إلى غير أبيه
قال صلى الله عليه وسلم: (إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه، أو يُري عينه ما لم تر، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل).
وروى البخاري عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ليس من رجل ادعى لغير أبيه – وهو يعلمه – إلا كَفَرَ، ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار.
وللبخاري من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من ادعى إلى غير أبيه – وهو يعلم أنه غير أبيه – فالجنة عليه حرام).
عن مالك بن أنس رحمه الله قال: من انتسب إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم – يعني بالباطل – يضرب ضرباً وجيعاً ويُشَهَّر، ويحبس طويلاً حتى تظهر توبته؛ لأنه استخفاف بحق الرسول صلى الله عليه وسلم
والأثار في هذا الباب كثيرة لا يتسع المجال لذكرها والمقصود هو التحذير من الوقوع في هذه الهوة السحيقة وقد عد كثير من العلماء انتساب المرء إلى غير أبيه من الكبائر التي يخشى على صاحبها الوعيد ويدخل في هذا الوعيد المقر بالنسب الباطل والمزور للنسب الباطل
3 - الأمانة
في الحقيقة الأمانة شيء ضروري في جميع الأعمال وخاصة العلم الشرعي وبالأخص
علم الأنساب لأن خطره متعدي فعلى النسابة أن يكون أميناً فيما يكتب أميناً فيما ينسب
وإذا فقد النسابة الأمانة ضاع علم الأنساب وصار كل من هبّ ودبّ يدعي النسب الشريف وصار علم الأنساب يخضع للعرض والطلب وبعضهم صارت المادة شغله الشاغل فلا يوقع على نسب إلا بمبلغ من المال يكون مجزياً أو يكون صاحبه من أهل المنصب والجاه كما هو مشاهد ومعروف في كثير من البلدان العربيةوبعضهم لديه استعداد لتزوير أي نسب وتلفيق أي نسب من أجل دراهم معدودة فأمثال هؤلاء ينبغي عدم التعامل معهم
وكشفهم أمام الملأ بعد التأكد من هذا الأمر بشهادة الشهود المعتبرين ونخشى أن يصيبنا هذا الداء ولا حول ولا قوة إلا بالله
قال تعالى:
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب:72)
وقال تعالى:: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا .. ) (النساء:58)
(يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون).
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال، فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه، قال: أين السائل عن الساعة؟ قال: أنا يا رسول الله، قال: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة)، قال: وكيف إضاعتها؟ قال: (إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) [رواه البخاري].
4 - علم الأنساب وسيلة وليس غاية
فالمقصود من الكتابة في علم الأنساب هو حفظ النسب من الضياع وصلة الأرحام ومحبة من أمرنا رسول الله بمحبته والاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأثر).
وليس المقصود من هذا النسب الاغترار بالنسب والاتكال عليه وترك العمل بسنة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم وأشنع من هذا من يتخذ علم الأنساب وسيلة لقطع الأرحام وترك صلتها وتأجيج القبائل بعضها على بعض
قال - صلى الله عليه وسلم -: (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم) رواه الترمذي وغيره،
وفي البخاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يدخل الجنة قاطع (
5 - التأني والتؤدة ضرورية في علم الأنساب
يظن بعض الناس أن علم الأنساب هو من أسهل العلوم ولا يحتاج إلى مزيد جهد
والصحيح أنه من أصعب العلوم وأدقها ويحتاج إلى صبر وجلد وتأني وتمهل
وقيل (من تأنى نال ماتمنى (
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/274)
وقيل: قد يدرك المتأني بعض حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الضررُ
فلا يستحسن ولا ينبغي للنسابة أن يصدرالأحكام من غير تروٍ ولا تمهل بل عليه أن يستشير أهل الرأي والعقل ولا عليه إن تأخر في إصدار الحكم
فقبيح بالنسابة أن يضع مشجرة لعائلة ما وينسبهم لجد معين ثم ينقض هذه المشجرة
بمشجرة أُخرى وينسبهم لجد آخر فهذا العمل يجعل بعض الناس ينظرون لهذا النسابة بعين الاستغراب والتعجب!
6 - اختلاط الأنساب كيف يقع
قال ابن خلدون:
اعلم أنه من البين أن بعضاً من أهل الأنساب يسقط إلى أهل نسب آخر بقرابة إليهم أو حلف أو ولاء أو لفرار من قومه بجناية أصابها فيدعى بنسب هؤلاء ويعد منهم في ثمراته من النعرة والقود وحمل الديات وسائر الأحوال.
وإذا وجدت ثمرات النسب فكأنه وجد لأنه لا معنى لكونه من هؤلاء ومن هؤلاء إلا جريان أحكامهم وأحوالهم عليه وكأنه التحم بهم. ثم إنه قد يتناسى النسب الأول بطول الزمان ويذهب أهل العلم به فيخفى على الأكثر. وما زالت الأنساب تسقط من شعب إلى شعب ويلتحم قوم بآخرين في الجاهلية والإسلام والعرب والعجم. وانظر خلاف الناس في نسب آل المنذر وغيرهم يتبين لك شيء من ذلك. . فأفهمه واعتبر سر الله في خليقته. ومثل هذا كثير لهذا العهد ولما قبله من العهود. والله الموفق للصواب بمنه وفضله وكرمه.
مقدمة ابن خلدون
7 - كلام الأقران أحياناً يطوى ولا يروى
قلت: هذه القاعدة تطبق في كثير من الحالات في جميع العلوم
فعلى المرء أن يتنبه لهذا الأمر
وقيل (أبت المعاصرة إلا أن تكون حرماناً (
فمن المعلوم أنه يكون بين المتعاصرين من الحسد والغيرة والتنافس ما يجعل الإنسان أحياناً يجحد الآخر وهذا مشاهد
ومن ذلك كلام ابن اسحاق المؤرخ والنسابة المشهور في الإمام مالك بن أنس الأصبحي التيمي مولاهم إمام دار الهجرة
فقد قال ابن إسحاق عن مالك بأنه مولى عتاقة يعني أنه ليس عربياً وخالف الجمهوُر ابن اسحاق وقالوا بأن مالك بن أنس هو عربي من أصبح من حمير وهو مولى لبني تيم حلفاً وليس عتاقة
8 - تطبيق قواعد الجرح والتعديل على علم الأنساب لايستقيم
في الحقيقة لاينبغي تطبيق قواعد الحديث على علم الأنساب ويكفي في الإنسان أن يكون صادقاً عدلاً بعيداً عن الكذب وعلى هذا مشى أهل العلم بالحديث
وكثير من النسابة كانوا متكلم فيهم من ناحية الضبط وهذا واضح كالكلبي والواقدي وغيرهم = يتبع
- 10 - الناس مؤتمنون على أنسابهم
يظن الكثير من الناس أن هذا الكلام من كلام المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والصواب أن هذا الظن خاطئ وهذا الكلام هو من قول مالك بن أنس رحمه الله ويروى بلفظ آخر
قال العجلوني: المؤمن مؤتمن على نسبه.
قال في المقاصد بيض له شيخنا في بعض أجوبته، وأظنه من قول مالك أو غيره بلفظ الناس مؤتمنون على أنسابهم.
كشف الخفاء
و المقصود منه الانتساب القريب أما من ينتسب إلى النسب الشريف أو حتى إلى قبيلة من القبائل المعروفة المشهورة فلابد من إثبات ذلك بإحدى طرق إثبات النسب المعروفة
وأما من كان جازماً بنسبته وليس عنده ما يثبت نسبه ولا يوجد ما يعارضه فنحن في الحقيقة لانثبت ولا ننفي!
وكذلك لو كان ينبني على نسبه أمور مالية فيلزم منه إثبات صحة انتسابه ولا يكفي مجرد الادعاء أو الظن فالظن يخطئ
وكم من إنسان قال أنا من القبيلة الفلانية ثم يأتي بعد أيام ويقول أنا أخطأت!
11 - -الكشف والإلهام والرؤيا المنامية ليست دليلاً على إثبات النسب
فلايكفى للإنسان أن يقول أن رأيت في المنام أني من القبيلة الفلانية أو تكشفت لي الحجب وتبين لي أني من آل البيت مثلاً
فلابد في إثبات النسب بشيء محسوس
وقيل عن أبي الحسن الشاذلي (الصوفي المعروف علي بن عبدالله ت656) أنه من الأدارسة أصحاب المغرب أخبره بذلك أحد شيوخه عن طريق المكاشفة
قال الذهبي: نسب مجهول لايصح ولايثبت كان أولى به تركه. الأعلام (4/ 304)
-
-
12 - -طرق إثبات النسب
يثبت النسب بعدة أُمور
1 - التواتر وذلك أن يتواتر هذا النسب من غير وجود مخالف ويكون له مستند صحيح
ويشترط له شروط:
1 - وجود عمود نسب صحيح متصل
2 - عدم وجود طاعن
3 - شهرة هذا العمود في كتب التاريخ والأنساب
وهناك أنساب كثيرة متواترة
من ذلك:نسب الأشراف القتادات عقب الشريف قتادة بن إدريس الحسني أمير مكة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/275)
وقد توسعتُ في ترجمته في كتاب لي بعنوان (الجمان في تاريخ ينبع على مدار الزمان)
ومن القتادات فروع كثيرة منهم أمراء ينبع أبناء أمير مكة الشريف حسن بن قتادة ومنهم العبد الفقير وكذلك من القتادات أبناء علي بن قتادة ومنهم الدكتور الشريف حاتم العوني وفقه الله وغيرهم كثير ممن حُفظت أنسابهم من القبائل العربية
2 - - الاستفاضة والشهرة
وهي تختلف من منطقة لأخرى ومن فترة زمنية لفترة زمنية أُخرى فقد يستفيض النسب في منطقته ثم إذا انتقل لسبب أو لآخر قد تختفي الاستفاضة
وبعض النسابين يساوي بين الاستفاضة والتواتر ولايظهر لي ذلك والصواب التفريق ويأخذ جميع أحكام التواتر إلا أنه أقلُّ شأنا من الأول والقبائل كثيرة التي استفاض نسبها واشتهر
ولا يشترط للا ستفاضة وجود عمود نسب متصل وهذا تكليف بما لايطاق وهناك الكثيرمن الأسر الحسنية والحسينية لايوجد لهم عمود نسب متصل لأسباب كثيرة ومع ذلك يغلب على ظن النسابة صحة نسبهم فلا ينبغي الطعن في أنسابهم والطاعن يلحقه إثم عظيم
3 - - صحة عمود النسب
فلو أن إنساناً أورد نسبا صحيحاً بطريقة أو بأُخرى
ولم نجد طاعناً في هذا النسب ولم ينص أهل العلم على أن هذا النسب منقرض فوجب علينا قبوله وأمره إلى الله
وبعضهم يذكر شهادة اثنين ووجود بينة على نسبه 00الخ
13 - لا احتكار في علم الأنساب
هذه القاعدة بدهية لكل طالب علم شرعي وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار فمن المعلوم أن علم الأنساب لايختلف كثيراً عن بقية العلوم فهو علم شائع وذائع بين الناس لايستطيع أحد أن يحتكر هذا العلم مهما وصل من العلم وما أكثر من صنف في علم الأنساب من العرب والموالي من الحسنيين والحسينيين ومن السنة والشيعة
فكل من لديه قواعد هذا العلم وتجرد من الهوى واعتمد على مصادرعلمية فلا مانع من أن يكتب ويصنف لايستطيع أحد أن يمنعه سواء كتب عن قبيلته أو عن القبائل الأخرى والاحتكار يفتح الباب على مصراعيه لتجار الأنساب الذين يتاجرون في الأنساب وما أكثرهم في هذا الزمان (لاكثرهم الله)!
ومن أشهر النسابين كما هو مشهور
الكلبي
محمد بن السائب بن بشر بن عمرو بن الحارث الكلبي أبو النضر. نسابه رواية عالم بالتفسير والأخبار أيام العرب. م سنة 146 ه رحمه الله تعالى.
وهو من: كلب ابن وبرة من قضاعة، وكان يتقدم الناس بالعلم بالأنساب.
قال ابن النديم: قال هشام بن محمد: قال لي أبي أخذت نسب قريش عن أبي صالح، وأخذه أبو صالح عن عقيل بن أبي طالب.
قال: وأخذت نسب كندة عن أبي الكناس الكندي وكان أعلم الناس.
وأخذت نسب معد بن عدنان عن النجاد بن أوس العدوي وكان أحفظ من رأيت وسمعت به.
وأخذت نسب إياد عن عدي بن زياد الإيادي وكان عالما بإياد.
_ عوانة بن الحكم بن عياض بن وزر بن عبد الحارث الكلبي
ويكنى أبا الحكم من علماء الكوفة رواية للأخبار عالم بالشعر والنسب، وكان فصيحا ضريرا م سنة 147 ه. رحمه الله تعالى. وقيل سنة 158 ه.
وهو من شيوخ: الهيثم بن عدي. م سنة 206 ه والأصمعي. م سنة 216 ه.
وله: سيرة معاوية وبني أمية.
وقد أمره الوليد بن يزيد بن عبد الملك أن يجمع له ديوان العرب ....
ومن شيوخه: والده الحكم، وكان الحكم عالما بأيام العرب وأنسابها، وكان له قدرة وحال وولي ولايات
محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي مولاهم المدني
شيخ المؤرخين والسير. م سنة 151 ه.
له: السيرة النبوية.
أبو مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الأزدي الكوفي
نسابه أخباري. توفي قبل سنة 151 ه. وقيل سنة 157 ه.
وكان من شيوخ المدائني.
أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي
مولاهم البصري كان من أعلم الناس باللغة، وأنساب العرب وأخبارها.
وهو أول من صنف غريب الحديث. م سنة 208 ه رحمه الله تعالى.
قال السيوطي: وكان أعلم من الأصمعي وأبي زيد في الأنساب والأيام.
ويحكي أنه يرى رأي الخوارج الأباضية، وقيل: كان شعوبيا يطعن في الأنساب.
له: 1_ كتاب بيوتات العرب.
2_ كتاب القبائل.
3_ كتاب أيام بني مازن وأخبارهم.
4_ كتاب مناقب باهلة.
5_ مآثر العرب.
6_ كتاب غريب بطون العرب.
7_ مآثر غطفان.
وغيرهم كثير:راجع طبقات النسابين لبكر أبو زيد
15 - الوثائق ودورها في علم الأنساب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/276)
لاشك أن للوثائق دوراً مهما لايقلُّ شأناً عن دور الكتب والمصنفات وهو مكمل لها وقد مرت الجزيرة العربية وغيرها من المناطق بفترة ركود تفشى فيها الجهل فأصبحت الكتب لاتفي بهذا الغرض مما جعل الناس يعتمدون على الوثائق المحفوظة لدى كثير من الناس التي هي عبارة عن حجج وصكوك ومشاهد قديمة شيء منها معتمد من قبل المحاكم في ذلك الوقت وشيء منها معتمد من قبل نسابين معروفين 00الخ
ويشترط للوثيقة لكي تكون معتمدة عدة أُمور:
1 - أن تكون معتمدة موثقة
2 - أن تكون مؤرخة
3 - أن تكون غير مخالفة لما هو معروف عند المؤرخين أو النسابين
4 - أن لاتكون مزورة
5 - أن تكون واضحة غير مبهمة
16 - يغلب في كل قطر النسبة إلى شيء
فمصر مثلاً النسبة تكثر إلى البلد من قرية ونحوها فكثير من العلماء فيها منسوبون إلى قراهم وبلدانهم كالسبكي والسيوطي والدجوي والدميري
والشام يغلب النسبة إلى الصنعة أو الحرفة كالعطار والطباخ والحلاق والحجار والقطان والحداد
وأما العراق والجزيرة العربية فالغالب في النسبة للقبيلة (الإيضاح والتبيين119)
17 - الخلاف في الفروع لايستلزم الخلاف في الأصول
وهذه قاعدة مهمة فما أكثر الأنساب التي حصل الخلاف في فروعها وأفخاذها وكلما تقدم Hالتاريخ زاد هذا التداخل وهذا الخلاف
ومن ذلك مثلاً ما حصل في بعض قبائل الأشراف حيث يُنسب شخص إلى جد أعلى ثم تأتي وثائق لا تقبل النزاع تنسب هذا الشخص إلى جد آخر وهذا الخلاف سائغ وما أكثره وقد حصل عند بعض ذوي هجار شيء من ذلك وهذا الخلاف لايوجب الطعن في الأصل
فالأصل أحياناً يكون ثابتاً لا مرية ولا جدال فيه لكن الفروع فيها خلاف لا يضر فعلى الناظر في كتب الأنساب أن يدقق في هذا الأمر كثيراً
ويحصل هذا كثيراً كما في المشجرات المنتشرة هنا وهناك وينبغي قبل اعتماد هذا المشجر التأكد من هذا الأمر جلياً
وكم سبب هذا الأمر من خلافات وتنازعات بين قبائل الأشراف
وربما أدى هذا الأمر إلى قطعٍ للإرحامِ بين أهل النهى والأحلامِ!
18 - الخلافات الشخصية لا تطغى على الخلافات في الأنساب
وهذه قاعدة مهمة في غاية من الأهمية فأحياناً يصير بين شخصين خلاف حول قضية معينة إما قضية شخصية أو عقدية أو غير ذلك من الخلافات التي تحصل بين الناس
فيتطور هذا الخلاف إلى خلاف في الأنساب ويطعن أحد الشخصين في نسب الآخر وهذا أمر ملموس قديماً وحديثاً
ودائماً الطعن في الأنساب هو أسهل طريق لإسقاط الآخر خاصة في المجتمعات القبلية فلابد للإنسان أن ينتبه لهذا الأمر وعليه أن يحذر من الوقوع في هذه الهوة السحيقة والحفرة العميقة
وبعض الناس من باب حسن الظن يتابع الآخرين في هذا الطعن وينجرف وراء العواطف الجياشة ثم يتبين بعد أن تهدأ الأمور وتعود المياه إلى مجاريها أن السبب الأول والأخير ليس هو الدفاع عن النسب كما هو ظاهر ومعلن وإنما السبب الخلافات الشخصية!
إذا لم يكن للمرء عين صحيحة * فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر
ومن يتبع لهواه أعمى بصيرة * ومن كان أعمى في الدُّجى كيف يبصر؟
19 - باب النقد مفتوح في علم الأنساب
لايخفى على الجميع أن كتب الأنساب فيها الغث والسمين! والرديء والمتين كغيرها من الكتب المصنفة في العلوم الشرعية وفيها المتفق عليه والمختلف فيه والقطعي والظني
ورأينا أن الساحة العلمية صار يكتب فيها كل من هبَّ ودبَّ
فأصول البحث العلمي مفقودة ومعدومة! فلا هناك ترتيب للكتاب ترتيباً علمياً فالكتابة أصبحت كيفما اتفق! فلا الحواشي مرتبة ولا الفهارس منظمة!
ثم يأتي بعض الأغمار الصغار من يقول عن مؤلف هذا الكتاب نسابة عصره وقريع دهره المحقق المدقق! الذي لايجارى ولايبارى! وهكذا من العبارات الطنانة الرنانة!
وبعد أن كان علماء الأنساب المشهورين المرموقين هم الذين يتصدون لمشجرات الأنساب صرنا نرى كل شخص يضع مشجرة لبني قومه وصارت أشبه بالمنافسة بين الأقران وصارت تجارة مربحة ومريحة! عند فناني المشجرات ربما صل سعرها قريباً من خمسين ألفاً وبالدولار الأمريكي 15ألف دولار أمريكي تقريباً
وهو مبلغ خيالي عند العارفين ثم يأتي من يضع ترجمة لهذا الشخص الضعيف الذي لاحول له ولاقوة! وينفخ فيه نفخاً غير مقبول بما يستحي منه الأديب الأريب!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/277)
ولا بد أن نعلم أن الخطأ في كتب الأنساب ليس كغيره من الأخطاء فالرد على هذا الخطأ الواقع في الكتب جهلاً أو خطأ أو عمداً يُعدُّ من أجل الأمور في هذه العصور وهو مقصد مشروع غير ممنوع لا ينبغي للإنسان أن يتردد في بيان هذا الخطأ والردعليه بالطرق العلمية الشرعية
-
ومازال أهل العلم قديماً وحديثاً ينقد بعضهم بعضاً والمكتبات طافحة بكتب النقد والردود في مختلف العلوم العلمية والشرعية ولم يقل أحدٌ منهم أنا فوق النقد أو أنا لا أُخطئ ولابد أن يعلم كل مصنف منصف أن من ألف فقد استُهدف!
ومما ورد عن أهل العلم في هذا الشأن:
قال العتابي: من صنع كتاباً فقد استشرف للمدح والذم فإن أحسن فقد استهدف للحسد والغيبة وإن أساء فقد تعرض للشتم واستقذف على كل لسان.
قال هلال بن العلاء: يستدل على عقل الرجل بعد موته بكتب صنفها وشعر قاله وكتاب أنشأه.
قال الخطيب البغدادي: من صنف فقد جعل عقله في طبق يعرضه للناس.
قال أبو محمد بن حزم: ((وإنما ذكرنا التآليف المستحقة الذكر والتي تدخل تحت الأقسام السبعة التي لا يؤلّف عاقل إلاّ في أحدها وهي: إما شي لم يسبق إليه يخترعه أو شيء ناقص يتمّه، أو شيء مستغلق يشرحه، أو شيء طويل يختصره دون أن يخلّ بشيءٍ من معانيه، أو شيء متفرّق يجمعه، أو شيء مختلط يرتّبه، أو شيء أخطأ مؤلّفه يصلحه)) ().
قال يحيى بن خالد البرمكي: ((ثلاثة أشياء تدلّ على عقول أربابها: الهدية، والكتاب، والرسول)) ().
قال ابن المقفّع: ((مَن وضع كتابًا فقد استُهدِف فإن أجاد فقد استُشرِف، وإن أساء فقد استُقذِف)) ().
و المنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه
والسعيد من عدت غلطاته وما اشتدت سقطاته
وقيل: أيضاً:لو كانت للكلمات أجنحة فطارت لتعود على أعشاشها القديمة التي انطلقت منها لما بقي في كتبنا إلا أقل القليل.
قال محمد بن عبد الملك بن عبد الحميد أبو عبد الله الفارقي:
إذا أفادك إنسان بفائدة ***** من العلوم فأدمن شكره أبدا
وقل فلان جزاه الله صالحة **** افادنيها والق الكبر والحسدا
وآخر هذه الكتب كتاب الإيضاح والتبيين للأوهام الواردة في كتاب (طبقات النسابين) تأليف محمد آل رشيد
وقد بذل المؤلف جهداً مضنيا في تعقب الشيخ بكر أبو زيد وواضح أن آل رشيد قد نخل الكتاب نخلاً فلم يترك شاردة ولا واردة إلا وذكرها حتى وصل به الحال تعقب طبعات الكتب التي أحال عليها الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله وشفاه وأرقام الصفحات وأسماء الكتب في شيء لم أجده إلا في المناقشات الأكاديمية المنهجية
- وكما يقال عين الناقد بصيرة!
ويقال إن من يكتب يكتب بعين واحدة ومن ينقد ينقد بعينين! وأجزم أن المؤلف جلس شهوراً وهو يتتبع الكتاب حتى جاء الكتاب قريباً من الكتاب الأصل (طبقات النسابين) في حجمه وربما زاد عليه في شيء نادر لم أجده إلا عند آل رشيد وفقه الله ونرجو من الأخ الفاضل الشيخ آل رشيد أن يكمل المسيرة ويتتبع كتب الأنساب المطبوعة المعاصرة وأجزم أنه سيجد ما يستحي منه الفرد ويخجل منه العبد!
20 - المتفق والمفترق في الأنساب
من القواعد والضوابط المهمة التي ينبغي للنسابة والناظر في الأنساب ملاحظتها (مسألة المتفق والمفترق) وما أكثر التصحيف والتحريف الناتج عن قلة الاطلاع في هذا العلم ولذلك نشط المحدثون والنسابة في تصنيف الكتب والمصنفات في هذا الجانب فجزاهم الله خيراًومن أشهر الكتب القديمة (المؤتلف والمختلف) للدار قطني (والإكمال) لابن ماكولا والذيل لابن نقطة (والمتفق والمفترق) للخطيب لبغدادي
وآخر المصنفين النسابة البحاثة عاتق البلادي وقد أفاد وأجاد وأمتع وأشبع في هذا الجانب
في كتابه (معجم القبائل العربية) المتفقة اسماً والمختلفة نسباً أودياراً
والمقصود هو (الأنساب التي تتفق في الاسم والخط والنطق وتفترق في المسمى والمسميات)
وهو في الأصل من علوم الحديث ودائماً يحصل تداخل بين علم الحديث وعلم الأنساب
كما سوف أفصل هذا الأمر قريباً إن شاء الله
وينقسم (المتفق والمفترق)
إلى أنواع 1 - من اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم
مثل الخليل بن أحمد ستة رجال سموا بذلك
2 - أن تتفق أسماؤهم وأسماء آبائهم وأسماء أجدادهم نحو:
أحمد بن جعفر بن حمدان
3 - أن تتفق الكنية والنسبة معاً
5 - أن يتفق الاسم واسم الأب والنسبة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/278)
6 - أن تتفق الكنى وأسماء الأباء
7 - أن يتفقا في النسب من حيث اللفظ ويفترقا من حيث ما نسب إليه الآخر نحو: الحنفي والحنفي بلفظ النسب واحد وهكذا وهذه النقطة هي التي سوف نجليها في هذا الضابط
وأيضا ًهناك علم المؤتلف والمختلف وهو ما يأتلف _- أي تتفق في الخط صورته – وتختلف في اللفظ صيغته مثاله: سلاّم (بالشد) وسلاَم (بالفتح)
وِحبان بكسر المهملة بعدها موحدة وحُباب بضم المهملة
ُمحمد بالضم وَمحمد بالفتح وسعيد بالفتح وسعيد بالضم
وعقيل بالفتح وعقيل بالضم
ويتفرع من هذا العلم (مشتبه النسبة)
ومن أمثلة المتفق والمفترق في القبائل:الرواجحة
فالراجحي يحمل هذا اللقب مجموعة من القبائل فالراجحي شريف نموي قتادي
والراجحي بقمي والراجحي عقيلي والراجحي دوسري وغيرهم
والحارثي هناك مجموعة من القبائل تتفق في الاسم وتختلف في المسمى
فالحارثي شريف نموي قتادي والحارثي من بلحارث القبيلة المشهورة في الجنوب وهناك غيرهم
راجع كتاب (معجم القبائل) للبلادي
والحازمي من قبيلة حرب المشهورة سكان وادي الصفراء
والحازمي (قبيلة حسنية) من أهل جازان من عقب يحيى بن عبدالله بن الحسن صاحب الديلم ومنهم العالم المشهور محمد بن ناصر الحازمي وهناك حوازم آخرين
والهجاري فرع من القتادات عقب حسن بن قتادة الأمير ومنهم العبد الفقير والهجاري أيضاً فرع يوجد في عُمان منهم علماء أباضية
ومنهم قبيلة في جازان
والحسيني نسبة للحسين بن علي رضي الله عنه ويدخل تحت هذا المسمى مئات الآلاف من الناس في الجزيرة والشام والعراق ومصر واليمن
وأيضا فرع من الأشراف البراكيت من النمويين
والحسيني من الصواعد من عوف من حرب
والعبدلي شريف نموي قتادي حسني ومنهم ملوك الأردن حالياً
والعبدلي غامدي
وكذلك العبدلي مطيري
والعبدلي حويطي
ولاتخلو قبيلة من القبائل من اسم عبدالله والنسبة إليه عبدلي
والهزاعي فرع من ذوي هجار منهم العبد الفقير ولا يعرفون بهذه النسبة إلا في المجالس الخاصة سوى نزر يسير يكتب الهزاعي
وذوو هزاع فرع من العبادلة من القتادات
الشنبري شريف نموي قتادي حسني
والشنبري فرع في جازان (معجم القبائل)
21 - لم يعلم دخول أحد من العباسيين إلى المغرب
قال ابن خلدون:
من ذلك ادعاء بني عبد القوي بن العباس بن توجين أنهم من ولد العباس بن عبد المطلب رغبة في هذا النسب الشريف وغلطاً باسم العباس بن عطية أبي عبد القوي.
ولم يعلم دخول أحد من العباسيين إلى المغرب لأنه كان منذ أول دولتهم على دعوة العلويين أعدائهم من الأدارسة والعبيديين فكيف يكون من سبط العباس أحد من شيعة العلويين وكذلك ما يدعيه أبناء زيان ملوك تلمسان من بني عبد الواحد أنهم من ولد القاسم بن إدريس ذهاباً إلى ما اشتهر في نسبهم أنهم من ولد القاسم فيقولون بلسانهم الزناتي أنت القاسم أي بنو القاسم ثم يدعون أن القاسم هذا هو القاسم بن إدريس أو القاسم بن محمد بن إدريس.
ولو كان ذلك صحيحاً فغاية القاسم هذا أنه فر من مكان سلطانه مستجيراً بهم فكيف تتم له الرياسة عليهم في باديتهم وإنما هو غلط من قبل اسم القاسم فإنه كثير الوجود في الأدارسة فتوهموا أن قاسمهم من ذلك النسب وهم غير محتاجين لذلك فإن منالهم للملك والعزة إنما كان بعصبيتهم ولم يكن بادعاء علوية ولا عباسية ولا شيء من الأنساب. وإنما يحمل على هذا المتقربون إلى الملوك بمنازعهم ومذاهبهم ويشتهر حتى يبعد عن الرد.
ولقد بلغني عن بن زيان مؤثل سلطانهم أنه لما قيل له ذلك أنكره وقال بلغته الزناتية ما معناه: أما الدنيا والملك فنلناهما بسيوفنا لا بهذا النسب وأما نفعه في الآخرة فمردود إلى الله. وأعرض عن التقرب إليه بذلك.
ومن هذا الباب ما يدعيه بنو سعد شيوخ بني يزيد من زغبة أنهم من ولد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبنو سلامة شيوخ بني يدللتن من توجين أنهم من سليم والزواودة شيوخ رياح أنهم من أعقاب البرامكة وكذا بنو مهنى أمراء طيىء بالمشرق يدعون فيما بلغنا أنهم من أعقابهم وأمثال ذلك كثيرة ورياستهم في قومهم مانعة من ادعاء هذه الأنساب كما ذكرناه بل تعين أن يكونوا من صريح ذلك النسب وأقوى عصبياته. فاعتبره واجتنب المغالط فيه.)
مقدمة ابن خلدون
22 - لا تلازم بين صحة النسب وصحة المعتقد
فقد يكون الشخص منحرف المعتقد وهو ابن قبيلة عربية مرموقة سواء كان حسنياً أو حسينياً أو أزدياً أو تميمياً أو أنصارياً
ونحن نعلم أن كثيراً من النسابة من العرب الأقحاح ومع ذلك وقعوا في هذا الانحراف العقدي من ذلك الأزدي لوط بن يحيى والكلبي محمد بن السائب وأبو الفرج الأصفهاني أموي قرشي وغيرهم كثير
يتبع -==
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[26 - 12 - 05, 03:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ... وقديما قال النسابون: "تحاز الأنساب بما تحاز به الأملاك" ..
ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[26 - 12 - 05, 05:28 ص]ـ
جزاك الله كل خير، وفتح عليك، ونحن بانتظار التتمة ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/279)
ـ[أبو هاشم الحسني]ــــــــ[26 - 12 - 05, 10:05 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ونحن متابعون معكم إن شاء الله
ـ[السنافي]ــــــــ[26 - 12 - 05, 01:19 م]ـ
استمر .. أحسن الله إليك
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[29 - 12 - 05, 01:02 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله،،،
حمدا لله على عودتك سالما أبا حاتم،،،
وبانتظار كتاباتكم الماتعة ومقالاتكم النافعة وانتقاداتكم اللاذعة (ابتسامة).
محبكم في الله: أبو المقداد
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[30 - 12 - 05, 02:04 م]ـ
أشكر الإخوة الكرام (الكتاني والحسني والكيلاني والسنافي وأبو المقداد) على إشادتهم لهذا البحث المتواضع وسوف نتابع هذه الضوابط قريباً إن شاء الله
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[03 - 01 - 06, 09:25 م]ـ
رعاك الله أخي الحبيب والله لقد استمعت كثيرا بقراة هذه المقالة العظيمة التي بحق تنبئ عن توقدك في العلم , فجزاك الله خيرا , ونحن بانتظار ماتبقى من هذا الموضوع الشيق.
أخوك / خالد سالم باوزير
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[16 - 02 - 06, 08:42 م]ـ
حياك الله أخي الكريم خالد باوزير وأعتذر عن إكمال الموضوع وعدم الرد على رسالتكم فقد أصابتني وعكة صحية لازمتني فترة طويلة ولا زالت آثارها باقية معي! فلا تنسنا من دعائك والله يرعاك
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[17 - 02 - 06, 03:45 ص]ـ
اللهم صلي على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
شفاك الله وعافاك وحفظك من كل سوء
وأسبغ عليك نعمه ظاهرةً وباطنة
ومتعنا وأحبابك من رواد هذا الملتقى بمواضيعك القيمة.
محبكم فى الله/صلاح الدين
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[17 - 02 - 06, 03:57 ص]ـ
شفاك الله
ـ[العصيمي]ــــــــ[17 - 02 - 06, 03:49 م]ـ
اسال الله ان يوفقق لكل خير ويستجيب لك ويتقبل دعواتك
ـ[العصيمي]ــــــــ[17 - 02 - 06, 04:04 م]ـ
بحثك جدا
ممتاز وارجوا امتاعنا بالمزيد
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[18 - 02 - 06, 07:23 م]ـ
أشكر الإخوة الفضلاء (صلاح الشريف والعسقلاني والعصيمي) وغيرهم لسؤالهم عن العبد الفقير
وأسأل الله العظيم أن يكتب لنا الشفاء مما حلّ بنا وأن يجعل ذلك كفارة لذنوبنا والله الموفق
ـ[أبو عبد بن أحمد]ــــــــ[18 - 02 - 06, 09:31 م]ـ
أسأل الله تعالى لكم الصحة والعافية والمثوبة
ـ[أبو الأم]ــــــــ[19 - 02 - 06, 09:08 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[20 - 02 - 06, 11:29 م]ـ
طمئنا عليك يا أبا حاتم، فنحن في غاية القلق!!
وحتى يرفع الموضوع إلى حين عودة الشيخ أبي حاتم
نذكر شيئا له علاقة بالموضوع، وإن كان لا يبلغ شأو ما ذكره الشيخ
وما مثلنا إلا كمثل طلبة تأخر شيخهم عن الدرس فأخذوا يتحاورون في ما يفيدهم لحين قدوم الشيخ ...
أيها الإخوة الكرام
نشرت مجلة العرب في عددها الجديد مقالا للعبد الفقير: عبدالعزيز بن سعد الدغيثر، إلا أنه مليء بالتطبيع مما يحمل تبعته الناسخ والمراجع اللغوي للمجلة إن وجد. وتعميما للفائدة، إليكم المقال بين يديكم سائلا الله تعالى أن ينفع به، ولا تنسونا من تعليقاتكم كما عودتمونا.
معالم ضرورية لطالب علم النسب
بقلم: عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
العنوان/ ص ب 242230 الرياض 11322
لكل علم قواعده التي تضبطه، ومصطلحاته الخاصة به، إلا أن علم النسب مع كثرة الكتابة فيه مؤخرا لم يكن له حظ كافٍ في التأليف في قواعده ومصطلحاته ليكون سببا في كبح جماح المتعجلين، ممن ينقل من هنا وهناك فيدفعه للمطبعة ولا ينظر إلا نتائج ما كتب. ولا تعجب إذا رأيت أن كثيرا من أولائك الكتبة ليس لهم إلا ذلك التأليف في نسب قبيلة أو تاريخ بلدة. والتأليف له آدابه، وأعرافه التي من أهمها احترام عقلية القارئ وعدم ذكر أي دعوى بلا برهان من رواية صادقة أو نقل معتبر. ولذا فمن المحتم ذكر بعض المحاذير التي قد يقع فيها المشتغل بعلم الأنساب والتنبيهات التي لابد له من مراعاتها فمن ذلك:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/280)
1. أن المشتغل في النسب قد يدَّعي نسبا بلا حجة أو ينفي نسب أحد بلا برهان، والدافع إلى ذلك إما أن يكون الهوى أو العجلة وعدم التثبت، والعجلة في مثل مباحث الأنساب مزلة أقدام، وقد روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال صلى الله عليه وسلم: (كفر بامرئ ادعاء نسب لا يعرف أو جحده وإن دق). وفي رواية أحمد:"كفر تبرؤ من نسب وإن دق أو ادعاء إلى نسب لا يعرف"، وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه في خطبة له على الملأ:"كفر بالله ادعاء إلى نسب لا يعرف، وكفر بالله تبرؤ من نسب وإن دق".
2. الإيغال في الأنساب القديمة وقد روى خليفة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لا أنتسب إلا إلى معدّ وما بعده لا أدري ما هو. وروى عن عكرمة قال: أضلت نزار نسبها من عدنان وأضلت اليمن نسبها من قحطان. وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا انتهى في النسب إلى معد بن عدنان أمسك ثم قال: كذب النسابون، قال تعالى: (وقرونا بين ذلك كثيرا). وورد عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ولو شاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلمه لعلمه، وقال:بين معد بن عدنان وبين إسماعيل ثلاثون أبا. وورد عنه أنه لما وصل إلى عدنان قال: كذب النسابون. وورد عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ: (ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله ... )،فقال: كذب النسابون. وذكر ابن كثير في ترجمة الإمام أحمد نسبه إلى إبراهيم عليه السلام ثم ذكر عن صالح بن الإمام أحمد أنه قال: رأى أبي هذا النسب في كتاب لي، فقال: وما تصنع بهذا؟ ولم ينكر النسب. فقد يكون أنكر ثبوت النسب بعد عدنان وقد يكون إنكاره لاشتغال ابنه بالنسب عما هو أهم منه.
وقد كان العرب يعيبون من يجهل نسبه إلى عدنان، ويدلك على هذا قول لبيد
فإن لم نجد من دون عدنان والدا ودون معد فلترعك العواذل
3. أنه قد يؤدي إلى الإعجاب بالنسب أو بشرف الآباء،ولو تفكر العبد لوجد أن الناس كلهم ولد آدم الذي خلقه الله تعالى بيده وأسكنه جنته وأسجد له ملائكته وما أقل نفعه قيهم وفيهم كل عيب وكل فاسق، والعامة تقول في أمثال هذا المعجب بآبائه: كالخصي يُزهى بذكر أبيه، وأبو لهب من هو في قربه وشرف نسبه ولم ينفعه ذلك، وأبو إبراهيم وابن نوح لم ينفعهم شرف نسبهم وقربهم من أنبياء الله. والإعجاب بالنسب لا يدفع جوعا ولا يستر عورة ولا ينفع في الآخرة، فهو بحق ضعف عقل وقلة دين، وقد قال شيخ الإسلام: فإن كان الرجل من الطائفة الفاضلة فلا يكون حظه استشعار فضل نفسه والنظر إلى ذلك فإنه مخطئ في هذا لأن فضل الجنس لا يستلزم فضل الشخص، فرب حبشي أفضل عند الله من جمهور قريش. وقد روى ابن عمر رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم:" فتنة الأحلاس هرب وحرب ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدم رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون ... "، فشرف النسب لا يدل على شرف الشخص.
4. أن معرفة المرء لعلو نسبه قد يؤدي به إلى ترك اكتساب الآداب والفضائل اتكالا على حسبه وما أحسن قول ابن الرومي:
وما الحسب الموروث لا درَّ درُّه بمحتسب إلا بآخر مكتسب
فلا تتكل إلا على ما فعلته ولا تحسبن المجد يورث بالنسب
فليس يسود المرء إلا بنفسه وإن عد آباء كراما ذوي حسب
إذا العود لم يثمر وإن كان شعبة من المثمرات اعتدَّه الناس في الحطب
وللمجد قوم ساوروه بأنفس كرام ولم يعبوا بأم ولا أب
والعاقل من يكون عصاميا لا من يكون عظاميا كما قال المتنبي:
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي وبجِدِّي سموت لا بجدودي
وما أصدق قول الشاعر:
حسبي فخاراً وشيمتي أدبي ولست من هاشم ولا العرب
إن الفتى من يقول ها أنا ذا ليس الفتى من يقول كان أبي
وقول الآخر:
كن ابن من شئت واكتسب أدبا يغنيك موروثه عن النسب
إن الفتى من يقول ها أنا ذا ليس الفتى من يقول كان أبي
وقد كان والد أبي الفتح عثمان بن جني النحوي اللغوي المشهور عبدا روميا، وقد عُيِّر بذلك فقال:
فإن أصبح بلا نسب فعلمي في الورى نسبي
على أني أؤول إلى قُرُومٍ سادة نجب
قياصرة إذا نطقوا أرَم َّ الدهر ذو الخطب
أولائك دعا النبي لهم كفى شرفا دعاء نبي
ومما ينسب إلى علي رضي الله عنه:
لكل شيء زينة في الورى وزينة المرء تمام الأدبْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/281)
قد يشرف المرء بآدابه فينا وإن كان وضيع النسبْ
ويؤكد الشافعي هذا المعنى فيقول:
لا يعجبنك أثواب على رجل دع عنك أثوابه وانظر إلى الأدب
فالعود لو لم تفح منه روائحه لم يفرق الناس بين العود والحطب
وليس يسود المرء إلا بنفسه وإن عد آباء كراما ذوي حسب
إذا العود لم يثمر ولو كان شعبة من المثمرات اعتدَّه الناس من الحطب
والنسب مع الجهل لا يجدي شيئا كما قال الشاعر:
العلم ينهض بالخسيس إلى العلا والجهل يقعد بالفتى المنسوب
وما أحسن أن يجمع المرء بين شرف النسب وشرف العلم والأدب ويكون كعبدالله بن معاوية حين قال:
لسنا وإن أحسابنا كرمت يوما على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل مثل ما فعلوا
ولما قرئت هذه الأبيات على الملك عبدالعزيز رحمه الله قال: فوق ما فعلوا فوق ما فعلوا.
وقال الأصمعي: أنشدنا أبوعمرو بن العلاء لعامر بن الطفيل – قال: وهو من جيد شعره-
إني وإن كنت ابن سيد عامر وفارسها المشهور في كل موكب
فما سودتني عامر من وراثة أبى الله أن أسمو بأم ولا أب
ولكنني أحمي حماها وأتقي أذاها وأرمي من رماها بمنكب
وما أجمل ما قاله الرصافي في قصيدة نحن والماضي حيث يقول:
وما يجدي افتخارك بالأوالي إذا لم تفتخر فخرا جديدا
فما بلغ المقاصد غير ساعٍ يردد في غدٍ نظرا سديدا
وأسس في بنائك كل مجدٍ طريف واترك المجد التليدا
فشر العاملين ذوو خمول إذا فاخرتهم ذكروا الجدودا
وخير الناس ذو حسب قديم أقام لنفسه حسبا جديدا
إذا الجهل خيم في بلاد رأيت أسودها مسخت قرودا
5. أن علم النسب قد يستخدم للسب وانتقاص الآخرين، ولذا نجد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: إياكم وتعلم الأنساب، والطعن فيها. وقد روى ابن عبدالبر بإسناده إلى يحيى بن طلحة قال: جئت سعيد بن المسيب فسلمت عليه فرد عليَّ، فقلت: علمني النسب، فقال: أنت تريد أن تسابَّ الناس، ثم قال لي: من أنت؟ فقلت: أنا يحي بن طلحة , فضمني إليه وقال: ائت محمدًا ابني فإن عنده ما عندي، إنما هي شعوب وقبائل وبطون وعمائر وأفخاذ وفصائل. فإذا كان المرء يعلم من نفسه نزوعا إلى انتقاص الآخرين فليصلحه وليبتعد عن كل ما يزيد هذا الخلق الدنيء من القراءة في أخبار القبائل وأنسابها. وقد أحسن علماء الإسلام في طي مثالب القبائل ومن وجدوه ألف في المثالب فإن كتابه يطوى ولا يروى لعظيم ضرره.
6. أن علم النسب قد يشغل عما هو أنفع منه، وهذا كثير مشاهد، فكم رأينا ممن يشار إليهم بالبنان من طلبة العلم اتجهوا إلى علم الأنساب وتركوا ما هو أنفع للأمة منه، ولذا نجد الإمام أحمد يصرف طلابه إلى العلم الأكثر نفعا، فقد سأله رجل يقال له عامر فقال: يا أبا عبدالله بلغني أنك رجل من العرب فمن أي العرب أنت؟ قال لي: يا أبا النعمان نحن قوم مساكين، وما تصنع بهذا؟ فكان ربما جاءني أريده على أن يخبرني فيعيد عليَّ مثل ذلك الكلام ولا يخبرني بشيء.
7. أن المشتغل بالأنساب قد يمدح ظالما أو معروفا بمخالفة الشرع من أقاربه وقد يفخر بالانتساب إليه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (انتسب رجلان على عهد موسى فقال أحدهما: أنا ابن فلان بن فلان حتى عدَّ تسعة فمن أنت لا أم لك؟ قال: أنا فلان بن فلان ابن الإسلام، فأوحى الله إلى موسى أن قل لهذين المنتسبين: أما أنت أيها المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم في النار، وأما أنت أيها المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة).
8. من كمال العقل حسن اختيار ما نسب إلى السابقين الأخيار ونقل ما جاء فيها من أخبار، قال ابن الجوزي رحمه الله:" وإنما أنقل عن القوم محاسن ما نقل ولا أنقل كل ما نقل إذ لكل شيء صناعته وصناعة العقل حسن الاختيار"، فما كان فيها مما يحسن تركه فليترك.
9. لا بد من معرفة رأي العلماء في المصنفات التي يرجع إليها الباحث، فعلى سبيل المثال نقل السخاوي عن النووي رحمه الله أنه أثنى على الاستيعاب لابن عبدالبر رحمه الله لولا ما شانه من ذكر كثير مما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم وحكايته عن الإخباريين والغالب عليهم الإكثار والتخليط ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/282)
10. كما لا بد من ترك التعجل في الاستنباطات كربط الأماكن بالقبائل التي كانت قد حلت بها، لأن من الملعوم أن طبيعة العيش في البلاد العربية تحتم على القبائل التنقل لأسباب كثيرة منها وقوع حروب فيما بينهم، أو وقوع قتل ممن ينتسب للقبيلة وتعجز القبيلة عن دفع دياتهم، ويصعب عليها أن تدفع القاتل لذوي القتيل. وقد يقع على القبيلة ظلم من الولاة والملوك فيرتحلوا طلبا للسلامة، كما أن قلة المطر وشدة القحط من أقوى الدوافع للارتحال كما في قدوم بني حنيفة لليمامة. وقد تنتقل القبيلة عن موطنها بسبب كوارث طبيعية مثل سيل العرم الذي فرق قبائل قحطانية كثيرة فالأوس والخزرج نزلوا المدينة، وطيء نزلت جبلي أجا وسلمى. وقد تضيق المنطقة بأهلها فتنتقل القبيلة أو بعضها إلى مكان أرحب.
11. من أهم مبادئ علم النسب معرفة طبقات النسب عند العرب، قال ابن حجر: الشعوب النسب البعيد والقبائل دون ذلك هو قول مجاهد أخرجه الطبري عنه وذكر أبو عبيدة مثال الشعب مضر وربيعة ومثال القبيلة من دون ذلك وأنشد لعمرو بن أحمر
من شعب همدان أو سعد العشيرة أو خولان أو مذحج هاجوا له طربا.
وقال ابن الكَلْبيّ: الشَّعب أكبرُ من القَبيلة ثم العِمَارة ثم البَطْن ثم الفَخِذ ثم العَشِيرة ثم الفَصِيلة. وقال غيرُه: الشّعوبُ العَجَم والقبائل العرب، وإنما قيل للقَبيلة قبيلة لتقابُلها، وتناظرُها، وأن بعضَها يُكافئ بعضاً. وقيل للشَّعْب شَعْب لأنه انشَعب منه أكثر مما آنشعب من القَبيلة، وقيل لها عَمائر، من الاعتمار والاجتماع، وقيل لها بُطون، لأنها دون القبائل، وقيل لها أفخاذ، لأنها دون البُطون، ثم العَشيرة، وهي رَهط الرجل، ثم الفَصيلة، وهي أهلُ بيت الرجل خاصة. قال تعالى: "وفَصِيلتِهِ التي تُؤوبه". وقال تعالى: "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَك الأقْرَبِينَ ".
12. معرفة المصطلحات الشائعة في كتب النسب ومشجرات العوائل أمر في غاية الأهمية، وقد أفرد محمد سعيد كمال رسالة في مجموعة الرسائل الكمالية في مصطلحات النسابة، وهي جيدة في بابها.
13. التثبت في ما يرد من قصص وأخبار فيما هو مخالف للشرع أمر لازم وواجب على المؤرخ والمتحدث في النسب أن يحرص عليه، وخصوصا إذا كان الحديث عمن عرف بالخير، وتطبيق المنهج الحديثي في سند الرواية؛ امتثالا لقوله سبحانه:" ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".
14. العصمة للأنبياء، وكلنا خطاء، وقد قال سعيد بن المسيب رحمه الله:" ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل – يعني من غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام- إلا وفيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه، فمن كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله". وقد صح عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تذكروا هلكاكم إلا بخير".
15. ينبغي لمن يتصدى لتأريخ الأعلام أن يتجنب الألفاظ الجارحة، قال المزني: سمعني الشافعي يوما وأنا أقول: فلان كذاب، فقال لي: أحسِنها، لا تقل كذاب، ولكن قل: حديثه ليس بشيء. ونحوه عن البخاري وأيوب رحم الله الجميع. وذلك حتى لا يتعود لسانه على هذه الألفاظ الجارحة.
16. لا يعرف تاريخ الدول الحق في وقتها، وقد ذكر المؤرخ الذهبي رحمه الله إعراض أهل الجرح والتعديل عن الكلام في الخلفاء وآبائهم وأهليهم خوفا منهم. قال: وما زال هذا في كل دولة قائمة،يصف المؤرخ محاسنها ويغضي عن مساوئها".
17. من كمال الأدب مع الأعلام المسلمين، من أهل الفضل والخير أن نترحم عليهم عند ذكرهم، وقد قال رزق الله التميمي الحنبلي رحمه الله (ت 488هـ): يقبح بكم أن تستفيدوا منا ثم تذكرونا ولا تترحموا علينا".
18. من المعلوم أن النوازع النفسية تؤثر على الإنسان، ومن الأهمية بمكان أن يعلم طالب النسب أن كل متكلم في النسب سواء أكان في كتاب أم خطاب فإن القليل النادر من يتجرد من الأهواء الشخصية، ويمكن ملاحظة ذلك بأمور:
• تجده إذا اختار من الأخبار فإنه يبرز ما يروق له ولمن يواليه، ويحذف أو يحرف ما لا يرضاه، وقد يورده بصورة مشوهة، فليكن طالب النسب على حذر من ذلك، بأن يعدد مصادر التلقي، ويقارن بين الكتب، ويعرف من عرف عنه التعصب أو التحريف من أهل التصنيف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/283)
• كما تحده يذكر مثالب بعض القبائل والعوائل لشيء في نفسه، ولكننا ولله الحمد نجد أن المسلمين الشرفاء، لم يحفلوا بتلك المصنفات حتى فقدت ولم يبق منها إلا أسماؤها، وبقي عا تصنيفها على مصنفيها ككتب علان الشعوبي وغيره. وما أحسن أن يدعو كل باحث بدعاء الصالحين:"وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ " (الحشر/10).
• ومنها أن يبرز المواقف السيئة للأشخاص المنتسبين إلى العوائل مما يشكل حساسية وحرجا لبقية عائلته أو قومه، مع أن الله تعالى قال:" ولا تزر وازرة وزر أخرى"، إلا أن الناس يعيرون القبيلة بذنب الفرد، ولذا فإن تسمية من حصل له الموقف دون نسبته أفضل إلا إذا اشتهر وعرف وكثر ذكره.
• ومنها أن يذكر هجاء الشعراء للقبائل القديمة، وكلنا يعرف كيف فعل بيت جرير في قبيلة بني نمير، ولكننا لم نتساءل عن مسؤولية كلمته أمام الله تعالى، عندما ظلم قبيلة كاملة بسبب مهاجاة بينه وبين شاعر، وقد ذهب الجميع وبقي الهجاء إلى يوم الدين، فما أعظم مسؤولية الأديب. وليعلم أن الناقل مسؤول عن نقله، لقوله تعالى:" لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا".
ومن كمال عقل العجاج أنه قيل له: إنك لا تحسن الهجاء، فقال: إن لنا أحلاما تمنعنا من أن نظلم، وأحسابا تمنعنا من أن نُظلم. وهل رأيت بانيا لا يحسن أن يهدم.
ولو طبق لحكام الدول الإسلامية السابقون حكم الله في الهجائين لما رأينا القصائد الكثيرة المخجلة في الهجاء المقذع غير المبرر، ولذا نجد أنه لما هجا الحطيئة الزبرقان بن بدر سجنه عمر رضي الله عنه، فاستعطفه بأبيات وشفع له ابن عوف وعمرو بن العاص رضي الله عنهما فأخرجه عمر وهدده بقطع لسانه إن عاد يهجو أحدا.
• ومن المعلوم أن من علوم الأخبار ما هو محرم البحث فيها والنظر والكتابة وذلك في أربع مجالات ذكرها السخاوي رحمه الله وهي:
1. ذكر الخرافات المنسوبة إلى الأنبياء
2. البحث فيما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم لأن ذلك مفضٍ إلى الوقوع فيهم.
3. البحث فيما جرى من الأكابر من شرب للخمور واقتراف للمحرمات وذلك لأنها من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا والكذب فيها كثير.
4. ذكر مساوئ السابقين ومثالبهم لحديث" اذكروا محاسن موتاكم" وحديث" لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء". والمتحدث في الأنساب يحتاج إلى أن يجعل هذا الحديث نصب عينيه دائما.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 02 - 06, 06:17 م]ـ
المقال الأول على فائدته فيه بعض الأخطاء الصغيرة، ولعلي أبين ذلك إن شاء الله
ـ[عمر التميمي]ــــــــ[25 - 02 - 06, 01:21 ص]ـ
شكر الله لك وجزاك الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 02 - 06, 04:52 م]ـ
قال أبو حاتم: "في الحقيقة لاينبغي تطبيق قواعد الحديث على علم الأنساب ويكفي في الإنسان أن يكون صادقاً عدلاً بعيداً عن الكذب وعلى هذا مشى أهل العلم بالحديث". وهذا حق. لكنه قال بعده: "وكثير من النسابة كانوا متكلم فيهم من ناحية الضبط وهذا واضح كالكلبي والواقدي وغيرهم "
وهذا عجيب فالكلبي والواقدي من مشاهير الكذابين. فالمثال الذي ذكره ينقض عليه تقريره.
وفي سياق حديثه عن التواتر، اشترط "عدم وجود طاعن". لكنه من جديد أخطأ في التمثيل، ونسي وجود طعن في العونيين، وأظنه يعلم القصة.
وقال: "وهناك الكثيرمن الأسر الحسنية والحسينية لايوجد لهم عمود نسب متصل لأسباب كثيرة ومع ذلك يغلب على ظن النسابة صحة نسبهم فلا ينبغي الطعن في أنسابهم". قلت: ولا ينبغي كذلك إثباتها لأنه لا دليل عليها. والله تعالى يقول: قال هاتوا برهانكم إن كنت صادقين.
وعموماً فهذه أمور صغيرة لا تؤثر على جودة هذا الموضوع.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[27 - 02 - 06, 08:04 م]ـ
أشكر الإخوة الكرام المشرفين على تثبيت الموضوع كما أشكر الإخوة الكرام (أبو عبد وأبو الأم وعالي الإسناد وصلاح وعبد العزيز) الذين سألوا عن العبد الفقير
وأسأل الله العظيم أن يلبسنا جمعيعاً لباس الصحة والعافية وأن يوفقنا لما يحب ويرضى
وأشكر كذلك الأخ عبد العزيز على هذه الفوائد التي أتحفنا بها ونرجو منه المزيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/284)
ولا أنسى أن أشكر أيضاً الأخ محمد الأمين على هذه التعقبات المتكلفة وسوف نبين ذلك قريباً إن شاء الله
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[03 - 03 - 06, 05:16 م]ـ
قال الأخ الأمين: (0وهذا عجيب فالكلبي والواقدي من مشاهير الكذابين. فالمثال الذي ذكره ينقض عليه تقريره.
وفي سياق حديثه عن التواتر، اشترط "عدم وجود طاعن". لكنه من جديد أخطأ في التمثيل، ونسي وجود طعن في العونيين، وأظنه يعلم القصة.
وقال: "وهناك الكثيرمن الأسر الحسنية والحسينية لايوجد لهم عمود نسب متصل لأسباب كثيرة ومع ذلك يغلب على ظن النسابة صحة نسبهم فلا ينبغي الطعن في أنسابهم". قلت: ولا ينبغي كذلك إثباتها لأنه لا دليل عليها. والله تعالى يقول: قال هاتوا برهانكم إن كنت صادقين.
وعموماً فهذه أمور صغيرة لا تؤثر على جودة هذا الموضوع.)
قال أبو حاتم:بالنسبة للكلبي والواقدي فالكلام فيهم مشهور لايخفى على طالب العلم
وقال الإمام أحمد عن الكلبي هشام: صاحب سمر ونسب. علل الإمام أحمد رواية عبدالله (2/ 243
قال ابن خلكان::أبو المنذر هشام بن أبي النضر محمد بن السائب بن بشر بن عمرو الكلبي النسابة الكوفي كان من أعلم الناس بعلم الأنساب وله كتاب الجمهرة في النسب وهو من محاسن الكتب في هذا الفن وكان من الحفاظ المشاهير
ذكروا له من التصانيف شيء كثير فمن ذلك كتاب حلف عبد المطلب وخزاعة وكتاب حلف الفضول وكتاب حلف تميم وكلب
وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ج:6 ص:82
وفي كتاب أبجد العلوم لصديق حسن خان:
والذي فتح هذا الباب وضبط علم الانساب هو الامام النسابة هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفى سنة اربع ومائتين (204) فإنه صنف فيه خمسة كتب المنزلة والجمهرة والوجيز والفريد والملوك ثم اقتفى اثره جماعة اوردنا آثارهم هنا
منها انساب الاشراف لابي الحسن احمد بن يحيى البلاذري وهو كتاب كبير كثير الفائدة كتب منه عشرين مجلدا ولم يتم
أما الواقدي فقد قال الذهبي: محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مولاهم الواقدي المديني القاضي صاحب التصانيف والمغازي العلامة إمام أبو عبد الله أحد أوعية العلم على ضعفه المتفق عليه ولد بعد العشرين ومئة
وطلب العلم عام بضعة وأربعين وسمع من صغار التابعين فمن بعدهم بالحجاز والشام وغير ذلك
وجمع فأوعى وخلط الغث بالسمين والخرز بالدر الثمين فاطرحوه لذلك ومع هذا فلا يستغنى عنه في المغازي وأيام الصحابة وأخبارهم
سير أعلام النبلاء ج:9 ص:454
قال محمد بن سعد: محمد بن عمر الواقدي مولى لبني أسلم ثم بني سهم بطن من أسلم ولي القضاء ببغداد للمأمون أربع سنين وكان عالما بالمغازي والسيرة والفتوح والأحكام واختلاف الناس وقد فسر ذلك في كتب استخرجها ووضعها وحدث بها أخبرني أنه ولد سنة ثلاثين ومئة (130)
قال الخطيب البغدادي: (ولي قضاء الجانب الشرقى فيها وهو ممن طبق شرق الأرض وغربها ذكره ولم يخف على أحد عرف أخبار الناس امره وسارت الركبان بكتبه في فنون العلم من المغازي والسير والطبقات وأخبار النبي والاحداث الى كانت في وقته وبعد وفاته وكتب الفقة واختلاف الناس في الحديث وغير ذلك وكان جوادا كريما مشهوراً)
قال الأمين: (سياق حديثه عن التواتر، اشترط "عدم وجود طاعن". لكنه من جديد أخطأ في التمثيل، ونسي وجود طعن في العونيين، وأظنه يعلم القصة.!!!)
قلتُ إن كان أراد بالعونيين نسب الشيخ الدكتور حاتم العوني فقد جانب الصواب وآذى نفسه
ونسب العونيين من الأنساب المتواترة عند الأشراف عامة والقتادات خاصة لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان!
وعون المراد به هو عون بن محسن بن عبدالله بن الحسين بن عبدالله بن الحسن بن محمد أبي نمي الثاني بن بركات بن محمد بن بركات بن الحسن بن عجلان بن رميثة بن محمد أبي نمي الأول بن الحسن بن علي بن قتادة بن إدريس الحسني. الهاشمي
وهم ينقسمون إلى ثلاثة فروع:
الفرع الأول: ذوو محمد بن عبد المعين بن عون وهم أهل الأمارة ومنهم ملك الحجاز الشريف حسين بن علي والأسرة المالكة في الأردن
الفرع الثاني: ذووهزاع بن عبد المعين بن عون
الفرع الثالث: ذوو ناصر بن فواز بن عون ومنهم الشيخ حاتم بن عارف بن ناصر
قال ملك الحجاز عبالله بن الحسين في مذكراته: وهذا الفرع فيه إمارة الطائف عندما تكون الشرافة في ذوي عون. (14)
وأخيراً لا أدري ماهي القصة التي يعنيها محمد الأمين؟ وأظنه حصل لديه وهم أو تخليط عفا الله عنه
قال الأمين: (سياق حديثه عن التواتر، اشترط "عدم وجود طاعن". لكنه من جديد أخطأ في التمثيل، ونسي وجود طعن في العونيين، وأظنه يعلم القصة.)
والمراد بالطعن الذي لديه حظ من النظر وليس كل طعن مقبول قوله
قال الأخ الأمين: (وقال: "وهناك الكثيرمن الأسر الحسنية والحسينية لايوجد لهم عمود نسب متصل لأسباب كثيرة ومع ذلك يغلب على ظن النسابة صحة نسبهم فلا ينبغي الطعن في أنسابهم".
قلت: ولا ينبغي كذلك إثباتها لأنه لا دليل عليها. والله تعالى يقول: قال هاتوا برهانكم إن كنت صادقين. وعموماً فهذه أمور صغيرة لا تؤثر على جودة هذا الموضوع.)
قال أبو حاتم: هناك عوائل كثيرة معروفة بانتسابها إلى النسب الشريف من مئات السنين
لا يشك في ذلك أحد ولكن ليس لديهم تسلسل نسب بسبب الجهل المنتشر في تلك الفترة
وربما بسبب ضياع الوثائق الموجودة لديهم أو احتراقها
من ذلك مثلاً نسب الأشراف العيايشة في الحجاز وقد ذكرتُ نبذة عنهم في كتابنا (الجمان) فراجعه
وهناك تفاصيل أُخرى ليس هذا مجالها
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/285)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[10 - 03 - 06, 03:01 م]ـ
الحمدلله
الشيخ الفاضل أبوحاتم الشريف
جزاكم الله خيرا
ومعذرة لمداخلتي
ولعل بعضهم يراجع هذا الرابط في اتهام الواقدي بأنه من "مشاهير الكذابين"
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73911
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[10 - 03 - 06, 04:15 م]ـ
أما الطعن في الأنساب فهذه شَناءَة من قديم
وخير مثال على ذلك ما جاء في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=74100
والحجاج بن يوسف الثقفي
هو منتهك الحُرَم والحَرَم،وهوإمام النواصب الذي كان يمتحن الناس بسب عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو المبير الذي أخبر به النبي، صلى الله عليه وسلم.
قال عنه الذهبي:
أهلكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلا، وكان ظلوما، جبارا، ناصبيا، خبيثا، سافكا للدماء.وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء، وفصاحة وبلاغة، وتعظيمٍ للقرآن. قد سقت من سوء سيرته في تاريخي الكبير، وحصاره لابن الزبير بالكعبة، ورمية إياها بالمنجنيق، وإذلاله لأهل الحرمين، ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة، وحروب ابن الأشعث له، وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله. فَنَسبُُّه ولا نُحِبُّه، بل نُبغِضُه في الله. فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان.اهـ
قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوي (4/ 487):
نحن إذا ذكر الظالمون ـ كالحجاج بن يوسف وأمثاله ـ نقول كما قال الله تعالى في القرآن: (أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) (هود:18).
قلت (صلاح الدين): ورغم قول الذهبي:"فَنَسبُُّه ولا نُحِبُّه، بل نُبغِضُه في الله فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان"، وقول شيخ الإسلام ابن تيمية:نحن إذا ذكر الظالمون ـ كالحجاج بن يوسف وأمثاله ـ نقول كما قال الله تعالى في القرآن: (أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)،إلا أنه هناك ـ على مايبدو لي ـ
صلة بين الطاعنين في الأنساب قديما وحديثا، وهي صلة محبة وليست بغض، وتَرحُم وليس سب،وولاء وليس براء، كأن هذه الأمور ليست من عرى الإيمان كما قال الذهبي رحمه الله.
وقد حذَّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، من الطعن في الأنساب، ووصفها بأنها من أمور الجاهلية فقال صلى الله عليه وسلم:
" أربع في أمتي من أمر الجاهلية، لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة ". (رواه مسلم).
وقال صلى الله عليه وسلم:
" اثْنَتَانِ في النَّاس هُما بهم كُفْرٌ: الطَّعنُ في النَّسب و النِّياحة على الميّت ". (رواه مسلم)
وقال صلى الله عليه وسلم:
" شعبتان من أمر الجاهلية لا يتركهما الناس أبدا: النياحة، والطعن في النسب". (رواه أحمد في المسند)
وهذا من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم، فكما طعن قديما الحجاج ـ الناصبي الخبيث ـ وأنكر أن يكون الحسن والحسين من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم، نجد البعض حتى يومنا هذا لا يتورع عن الغمز واللمز ـ إن لم يصرح بالطعن ـ في أنساب البيوتات التي تنتمي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكأن لسان حاله يقول ـ مُنْكِرَاُ أو مُستكثراً ـ وربما حاسداًُ:
لماذا أنتم من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم؟!
وكأنه نسي قول الله تعالى:
{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (الجمعة:4)
و قال جل وعلا:
{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً} (النساء:54)
فلا حول ولا قوة إلا بالله.
اللهم ارزقنا حُبَك، وحُبَّ من أحبك، وحُبَّ عمل يقربنا إليك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 03 - 06, 08:07 م]ـ
دع عنك هذه المماحكة يا صلاح، فلما طرحتُ موضوعي عن الحجاج لم تنبس ببنت شفة، لكن كما قال أبو الطيب: وإذا خلا ... بأرض، طلب الطعن وحده والنزالا.
وأما الغمز واللمز منك، فهذه شنشنة نعرفها من أخزم. فماذا تقول عن نسب صدام والخميني والرفاعي وابن القداح والخوئي؟
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[19 - 03 - 06, 07:23 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/286)
أشكر الأخ الكريم صلاح الشريف على هذا الرابط عن الواقدي والحقيقة أن الخلاف في القاضي والمؤرخ الواقدي لا ينتهي قديماً وحديثاً وأذكر قديماً أن الشيخ الطرهوني في كتاب صحيح السيرة النبوية له قد توسع في هذا الموضوع فأنصح بالرجوع له لمن يريد الحقيقة
من الأمور المهمة في علم الأنساب 23 - القاعدة الخلدونية (ثلاثة رجال لكل مائة سنة)
من الأهمية بمكان أن يعرف النسابة القاعدة الخلدونية وهي قاعدة تجعل النسابة بمنأى من الوقوع في الأخطاء الواضحة والأوهام الفاضحة!
وكلما بعد النسب وطالت المدة كلما زادت الحاجة إلى هذه القاعدة وهي قاعدة ليست دائمة فلكل قاعدة شواذ! فكم من إنسان عاش مئة سنة وأكثر
لكن هذا نادر وقليل والنادر لاحكم له
والعبرة بالغالب ونحتاج إلى هذه القاعدة (الخلدونية) للتأكد من صحة عمود النسب
لكن ما هي القاعدة الخلدونية؟
قال ابن خلدون رحمه الله: الفصل الرابع عشر في أن الدولة لها أعمار طبيعية كما للأشخاص
اعلم أن العمر الطبيعي للأشخاص على ما زعم الأطباء والمنجمون مائة وعشرون سنة
وهي سنة القمر الكبرى عند المنجمين. ويختلف العمر في كل جيل بحسب القرانات فيزيد
عن هذا وينقص منه فتكون أعمار بعض أهل القرانات مائة تامة وبعضهم خمسين أو
ثمانين أو سبعين على ما تقتضيه أدلة القرانات عند الناظرين فيها. وأعمار هذه الملة ما
بين الستين إلى السبعين كما في الحديث. ولا يزيد على العمر الطبيعي الذي هو مائة
وعشرون إلا في الصور النادرة وعلى الأوضاع الغريبة من الفلك كما وقع في شأن نوح
عليه السلام وقليل من قوم عاد وثمود. وأما أعمار الدول أيضاً وإن كانت تختلف بحسب
القرانات إلا أن الدولة في الغالب لا تعدو أعمار ثلاثة أجيال. والجيل هو عمر شخص واحد
من العمر الوسط فيكون أربعين الذي هو انتهاء النمو والنشوء إلى غايته. قال تعالى: "
حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة ". ولهذا قلنا أن عمر الشخص الواحد هو عمر الجيل.
ويؤيده ما ذكرناه في حكمة التيه الذي وقع في بني إسرائيل وأن المقصود بالأربعين فيه
فناء الجيل الأحياء ونشأة جيل آخر لم يعهدوا الذل ولا عرفوه فدل على اعتبار الأربعين في
عمر الجيل الذي هو عمر الشخص الواحد. وإنما قلنا أن عمر الدولة لا يعدو في الغالب
ثلاثة أجيال: لأن الجيل الأول لم يزالوا على خلق البداوة وخشونتها وتوحشها من شظف
العيش والبسالة والافتراس والاشتراك في المجد فلا تزال بذلك سورة العصبية محفوظة
فيهم فحدهم مرهف وجانبهم مرهوب والناس لهم مغلوبون. والجيل الثاني تحول حالهم
بالملك والترفه من البداوة إلى الحضارة ومن الشظف إلى الترف والخصب ومن الأشتراك
في المجد إلى انفراد الواحد به وكسل الباقين عن السعي فيه ومن عز الاستطالة إلى ذل
الاستكانة فتنكسر سورة العصبية بعض الشيء وتؤنس منهم المهانة والخضوع. ويبقى لهم
الكثير من ذلك بما أدركوا الجيل الأول وباشروا أحوالهم وشاهدوا من اعتزازهم وسعيهم
إلى المجد ومراميهم في المدافعة والحماية فلا يسعهم ترك ذلك بالكلية وإن ذهب منه ما
ذهب ويكونون على رجاء من مراجعة الأحوال التي كانت للجيل الأول أو على ظن من
وجودها فيهم.
وأما الجيل الثالث فينسون عهد البداوة والخشونة كأن لم تكن ويفقدون
حلاوة العز والعصبية بما هم فيه من ملكة القهر ويبلغ فيهم الترف غايته بما تفنقوه من
النعيم وغضارة العيش فيصيرون عيالاً على الدولة ومن جملة النساء والولدان المحتاجين
للمدافعة عنهم وتسقط العصبية بالجملة وينسون الحماية والمدافعة والمطالبة وينسون
على الناس في الشارة والزي وركوب الخيل وحسن الثقافة يموهون بها وهم في الأكثر
أجبن من النسوان على ظهورها. فإذا جاء المطالب لهم لم يقاوموا مدافعته فيحتاج صاحب
الدولة حينئذ إلى الاستظهار بسواهم من أهل النجدة ويستكثر بالموالي ويصطنع من يغني
عن الدولة بعض الغناء حتى يتأذن بانقراضها فتذهب الدولة بما حملت.
فهذه كما تراه ثلاثة أجيال فيها يكون هرم الدولة وتخلفها.
ولهذا كان انقراض الحسب في الجيل الرابع كما مر في أن المجد والحسب إنما هو في
أربعة آباء. وقد أتيناك فيه ببرهان طبيعي كاف ظاهر مبني على ما مهدناه قبل من المقدمات فتأمله فلن تعدو وجه الحق إن كنت من أهل الأنصاف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/287)
وهذه الأجيال الثلاثة عمرها مائة وعشرون سنة على ما مر. ولا تعدو الدول في
الغالب هذا العمر بتقريب قبله أو بعده إلا أن عرض لها عارض آخر من فقدان المطالب
فيكون الهرم حاصلاً مستولياً والطالب لم يخضرها ولو قد جاء الطالب لما وجد مدافعاً
"
[فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون] ". فهذا العمر للدولة بمثابة عمر
الشخص من التزيد إلى سن الوقوف ثم إلى سن الرجوع.
ولهذا يجري على ألسنة الناس في المشهور أن عمر الدولة مائة سنة وهذا معناه. فاعتبره واتخذ منه قانوناً يصحح لك عدد الأباء في عمود النسب الذي تريده من قبل معرفة السنين الماضية إذا كنت قد استربت في عددهم وكانت السنون الماضية منذ أولهم محصلة لديك فعد لكل مائة من السنين ثلاثة من الأباء فإن نفدت على هذا القياس مع نفود عددهم فهو صحيح وإن نقصت عنه بجيل فقد غلط عددهم بزيادة واحد في عمود النسب وإن زادت بمثله فقد سقط واحد. وكذلك تأخذ عدد السنين من عددهم إذا كان محصلاً لديك فتأمله تجده في الغالب صحيحاً. اه
قال الشريف ناجي: وهذا الكلام من العلامة المؤرخ عالم الاجتماع والسياسي البارع
ابن خلدون كلام نفيس لن تجده عند غير ابن خلدون رحمه الله وبقياس ابن خلدون نعد أنفسنا في الجيل الثالث وكل ماقاله ابن خلدون ينطبق على مجتمعنا
والشاهد من هذا الكلام العبارة الأخيرة
ولهذا يجري على ألسنة الناس في المشهور أن عمر الدولة مائة سنة وهذا معناه. فاعتبره واتخذ منه قانوناً يصحح لك عدد الأباء في عمود النسب الذي تريده من قبل معرفة السنين الماضية إذا كنت قد استربت في عددهم وكانت السنون الماضية منذ أولهم محصلة لديك فعد لكل مائة من السنين ثلاثة من الأباء فإن نفدت على هذا القياس مع نفود عددهم فهو صحيح وإن نقصت عنه بجيل فقد غلط عددهم بزيادة واحد في عمود النسب وإن زادت بمثله فقد سقط واحد. وكذلك تأخذ عدد السنين من عددهم إذا كان محصلاً لديك فتأمله تجده في الغالب صحيحاً.) مقدمة ابن خلدون
وقال ابن خلدون عن نسبه
أنا) عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن جابر بن محمد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن خلدون
قال ابن خلدون: هذا لا أذكر من نسبي إلى خلدون غير هذه العشرة ويغلب على الظن أنهم أكثر وأنه سقط مثلهم عددا لأن خلدون هذا هو الداخل إلى الأندلس فإن كان أول الفتح فالمدة لهذا العهد سبعمائة سنة فيكونون زهاء العشرين ثلاثة لكل مائة كما تقدم في أول الكتاب الأول
ونسبنا في حضرموت من عرب اليمن إلى وائل بن حجر من أقيال العرب معروف وله صحبة
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[28 - 08 - 06, 01:51 ص]ـ
center] نبذة مختصرة عن مشجرات الأنساب
من الأمور المهمة في علم الأنساب مشجرات الأنساب المتداولة عند الكثير من القبائل والعوائل والأسر وهي دليل ومستند على صحة نسب هذه القبيلة
قال أبو حاتم الشريف:فبعضهم يظن أن كل مشجر مقبول بغض النظر عن صحة هذا المشجر ومن هو كاتبه وتاريخ كتابة هذا المشجر وهناك العديد من الأسر صارت لاتعترف بمشجراتها المنتشرة عند الصغير والكبير وصاروا يعدلون فيها لأنها غير متفقة مع قواعد النسابين
وبعض العوائل لديها مشجرات لكنها لاتتجرأ بنشرها ربما خوفاً من الطاعنين وربما لعدم رضاهم عن عمود النسب! أو خوفاً من الزيادة عليها
وبعض القبائل والعوائل لديها أكثر من مشجر فصرنا لانعرف ماهو المعتمد من غير المعتمد! لذلك أحببتُ أن أكتب عن هذا الموضوع بشيء من الإيجازيستفيد منه المبتدئ ولا يستغني عنه المنتهي وهي تكملة للضوابط التي وضعناها في علم الأنساب
طريقة الكتابة في الأنساب
قال ابن الطقطقي الحسني: وضع النسب على دفتين ينقسم إلى نوعين مشجر ومبسوط 00ولا أعرف من وضعه واخترعه 00فإن كان الشافعي قد اخترع المشجر فليس من ذكائه ببديع فما أظرف ما ابتدعه لقد قرب بعيده وسهل عليهم شديده
والتشجير صنعة مستقلة مهر فيها قوم وتخلف آخرون فمن الحذاق فيها: الشريق قثم بن طلحة الزينبي 000الخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/288)
قال ابن الطقطقي: الفرق الخفي بين المشجر والمبسوط أن المشجر يبتدأ فيه بالبطن الأسفل ثم يترقى أباً فأباً إلى البطن الأعلى والمبسوط يبتدأ فيه بالبطن الأعلى ثم ينحط ابناً فابناً إلى البطن الأسفل وخلاصة ذلك أن المشجر يقدم فيه الابن على الأب والمبسوط عكسه يقدم فيه الأب على الابن. الأصيلي في أنساب الطالبيين (1/ 35)
قال المرعشي في مقدمة (لباب الأنساب):الشريف الحسين نقيب العلويين كافة ابن أبي الغنائم أحمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين أول من أسس نقابة العلويين وأول من تولاها وأول من كتب المشجر في النسب وسماه الغصون في آل ياسين، كشف الارتياب (27)
قال أبو حاتم الشريف:والكتابة على طريقة التشجير هي إحدى طرق التصنيف عند النسابين وما أكثر من صنف فيها والمقصود منها التسهيل على القارئ وتبسيط هذا العلم الذي يقوم على الأسماء والأسماء تتشابه فلذلك شرع بعض النسابين الكتابة بهذه الطريقة حتى لا يحصل الوهم لدى القارئ من كثرة الأسماء المتشابهة وكثير ممن صنف في المبسوط صنف في المشجرات والأكثر من النسابين كتب بالطريقة التقليدية
وهي التي مشى عليها الزبيري وابن حزم والهمداني وابن عنبة وغيرهم كثير وهذه الطريقة هي المعتادة
وسبب تشبيه شجرة النسب بالشجرة من حيث كثرة تفرعاتها وأغصانها وأوراقها وانتشارها وقوة أصولها
وفي السابق كان هناك متخصصين في فن التشجير على أشكال مختلفة وفي عصرنا الحاضر يوجد برامج في الكمبيوتر خاصة بالتشجير
******************************************
فوائد كتابة المشجرات
وهذه المشجرات مهمة في:
1 - ضبط النسب بطريقة ميسرة وسهلة
2 - حفظ النسب من الضياع
3 - وحصر عدد القبيلة
4 - وحصر الأسماء المتشابهة والأسماء المختلفة
5 - معرفة المعقب من غير المعقب
6 - صلة الأرحام تقوى وتزداد
7 - ربط الأبناء بالآباء
7 - معرفة قوة النسب ونصاعته وتأصله
9 - حفظ حقوق الورثة العصبة ومعرفة من يستحق الإرث ومن لايستحق ذلك
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
شروط كاتب المشجر
ومن شروطها:
1 - - أن يكون--كاتبها من أهل الشأن ويكون معتنياً بالأنساب
2 - وأن يكون أميناً فالخلاف الشخصي لامكان له عند النسابة
3 - وأن يكون حاضر الذهن حتى لا يسقط اسمًا أو يضيف اسما
ًكما حصل في بعض المشجرات المعاصرة المتداولة
4 - وأن لا يكون النسب شاذا أو غير معروف ولا يخالف ماهو متفق عليه عند النسابين
5 - أن يكون شجاعاً فإن تبين به بالأدلة الدامغة والوثائق الثابتة أن هذا الفرع أو هذا الرجل دخيل على النسب وأن دخوله في القبيلة كان من باب الحلف فعليه الجهر بذلك وإلا فليعط القوس باريها!
6 - عدم الاستعجال في كتابة المشجرات إلا بعد مرور فترة من الزمن حتى تكتمل المعلومة وتنضج ويكون المجال مفتوحاً للزيادة والنقصان والحذف والإضافة أما بعد نشرها واطلاع الناس عليها
فيصعب بعد ذلك التغيير وقد يفقد النسابة مصداقيته كما حصل مع بعض النسابين المعاصرين
: قد يدرك المتأني بعض حاجته **وقد يكون مع المستجل الزللُ
7 - التوثيق والتصديق على مشجرات الأنساب ينبغي أن يكون للعارفين بالأنساب ولا يخضع للمحسوبيات والمجاملات والحزبيات ولا يكون سببا في تفرق القبيلة بل على العكس يكون سبببا في تجمعها
8 - التصديق على المشجرات يكون على الأصول دون الفروع ومن الصعوبة على النسابة أن يحيط بنسب كل قبيلة على التفصيل وإنما يكتفى بالمعرفة الإجمالية
9 - لاينبغي أن يكون للقبيلة أكثر من مشجرة مختلفة متناقضة
فمثلاً تجد بعضهم ينتسب للحسن بن علي ومشجرة تنسبهم للحسين أو مشجرة تنسبهم لجعفر الطيار ومشجرة تنسبهم لعقيل بن أبي طالب رضي الله عنهما وهذاجمع بين الضدين والمتناقضين ولايمكن قبول المشجرتين بل لابد أن أحدهما صحيح والآخر باطل مختلق غير صحيح فإن أمكن الجمع من غير تعسف فلا بأس به وإلا لزمنا الترجيح
10 - إذا اختلفت الوثائق والمشجرات تقدم الأقدم والأشهر والأوثق ولا ينبغي التعديل في المشجرات القديمة الموثقة إلا إن تبين عدم صحة ما في المشجر بالأدلة اليقينية الثابتة التي لاتقبل النقاش أو الجدال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/289)
-11 - ينبغي عدم احتكار المشجرات العائلية ومن حق أي شخص من نفس الأسرة أن يعرف نسبه ويكون له صورة من النسخة الأصلية وكلما تعددت النسخ وتنوعت كان ذلك أدعى في انتشار النسب وصار من الصعوبة ضياع نسب القبيلة أو الأسرة فبعضهم يبخل على أبناء عمومته ويستأثر بالمشجر الأصلي ولا يسمح بتصويرها وتداولها لدى أبنا ء عمومته فكان ذلك سببا في التفرق
وربما ضاعت النسخة الأصلية أو احترقت أو أكلتها الأرضة
فيحصل بفقدانها ضرر عظيم وهذا أمر مشاهد وملموس
فكم من أسرة ضاع نسبها وجهل أمرها بسبب التصرف الخاطئ من مالك المشجر
12 - لابد من التمييز بين الخط الأصلي القديم في المشجر وما أُدخل على النسب في المشجر وقد حصل بسبب هذا الكثير من الإشكالات والخلافات قد تؤدي إلى أمور لاتحمد عقباها كما هو مشاهد وملموس فبعضهم يضيف اسماً ولا يبين ذلك ثم يحصل التسليم بهذا
الاسم المضاف ويظن الظان أنه من الأصل وهو عكس ذلك
000000000000000000000000000000000000000
من أشهر كتب المشجرات:
:شجرة الحسن بن أبي نمي بن بركات لمحمد السمرقندي
وكتاب المشجر الكشاف لأصول السادة الأشراف للحسيني النجفي
شجرة في أنساب العرب للوادي آشي
وكتاب تاريخ السلسلة الذهبية في الشجرة الشيبية لعبد الستار البكري الصديقي
والشجرة الشما التي أصلها ثابت وفرعها في السما (في نسب النبي صلى الله عليه وسلم وعشيرته لمحمد الزكي المدغري العلوي السجلماسي)
مشجر الاصيلى للسيد فخر الدين محمد بن على الطباطبائى المعروف بابن الطقطقى
الشجرة المباركة في أنساب الطالبية للرازي لمحمد بن عمر
الشجرة الأترجية في سلالة السادة البرزنجية للبرزنجي جعفر المدني
شجرة في أنساب بني عبد السلام بن مشيش الإدريسي لأحمد بن علي الشريف
روضة الألباب وتحفة الأحباب في نسب النبيّ وآل بيته الأطياب (أبو علامة) لمحمّد بن عبدالله بن عليّ بن الحسين بن المؤيّد الزبيدي اليماني (ت 1031هـ.).
أنساب آل أبي طالب للنسابة جعفر الأعرجي الحسيني
الأنساب المشجرة لابن طبا طبا الحسني
الفلك المشحون في أنساب القبائل والبطون لابن معية الحسني
وكتب المشجرات كثيرة وليس المقصود الحصر وإنما هو للتقريب والتوضيح والاختصار
************************************************** ***********************
أشهر المشجرات العائلية:
توجد عند الكثير من القبائل والعوائل مشجرات نسب خاصة بالأسرة تكون هي مستند القبيلة في الانتساب ويكون كاتب المشجر معروفا ومعلوما وأحياناً تكون موثقة لدى المحاكم الشرعية في تلك البلاد وربما يكون صاحبها من نفس العائلة وربما يكون من عائلة أُخرى وهي بالعشرات من ذلك مثلاً:
ومشجرة الأشراف ذوي هجار القتادات في نصف القرن الثالث عشر الهجري وهي العمدة عند الهجارية
وهناك مشجرة أُخرى غير معروفة عند الأشراف الهجارية
مؤرخة بتاريخ 1307 تقريباً وهي منقولة من المشجرة السابقة كما هو واضح من خلال مقارنتها بالوثيقة الأصلية ولذلك وقع فيها بعض الأخطاء من ذلك تكرار بعض الأسماء وحذف5 بعض الأسماء ومن ذلك أيضاً ورود أسماء كثيرة غير معروفة ولا مشهورة فينبغي لمن نقل منها أن يتنبه من الوقوع في الأخطاء كما حصل لبعض الإخوة الكرام هداهم الله
ومشجرة السادة آل باعلوي لعيدروس الحبشي
مشجر نسب السادة آل كاف لأحمد بن عبدالله الكاف العلوي
مشجرة الشريف سرور بن مساعد بن سعيد بن سعد بن زيد
ومشجرة الجعافرة السليمانيين
ومشجرة الشريف علي الكريمي
وشجرة الري في عقب أبي نمي لآل غالب
ومشجر السادة الأدارسة
مشجرة السادة السنوسيين
الشجرة الكتانية الكبرى لعلي الكتاني الحسني
ومشجر الأشراف العلويين حكام المغرب
ومشجرة الأشراف ذوي عيسى الوفائي
وكثير من الأشراف والسادة لديهم مشجرات في العراق والشام ومصر والمغرب والخليج والحجاز ونجد وجازان
وهناك عوائل كثيرة من غير الأشراف لديهم مشجرات محفوظة مضبوطة لكنها غير مشهورة وحبذا لو جمعت ونشرت
من ذلك:
شجرة نسب آل غيهب من بني زيد. لعبدالله القضاعي
شجرة نسب آل عيسى لمحمد البيز
شجرة نسب أُسرة البابطين لإبراهيم البابطين.
شجرة نسب آل سعود لمحمد أمين التميمي
شجرة نسب آل الشيخ للمؤلف نفسه
راجع:1 - طبقات النسابين
2 - الإيضاح والتبيين
3 - الأعلام للزركلي
4 - كشف الارتياب للمرعشي
5 - الذريعة
ومن أشهر كتب المشجرات المعاصرة كتاب (الأغصان في مشجرات أنساب عدنان وقحطان) للسيد علي الفضيل
وكتاب المشجرات او مشجرات آل الرسول فى انساب العلويين فى مجلدات عدة للسيد شهاب الدين بن محمود بن على الحسينى المرعشى التبريزى المعاصر بقم،
كتاب الشجرة في أحوال الرجال
تنبيه: هناك كتاب بعنوان الشجرة في أحوال الرجال لمؤلفه الحافظ الجوزجاني إبراهيم بن يعقوب السعدي شيخ النسائي والترمذي ت 256
وهذا الكتاب يتعلق بعلم الحديث وليس له ارتباط بعلم الأنساب فينبغي التنبيه على هذا الأمر وليس له من اسمه نصيب وكتابه ليس مصنفاً على طريقة التشجير
الشجرية
: فرع من فروع الأشراف منسو ب إلى شجرة وهي قرية
أول من نسب إليها القاسم بن زيد
ابن الشجري
فائدة:ابن الشجري (أبو السعادات هبة الله بن علي العلوي البغدادي)
لقب بذلك لشجرة كانت في دارهم ليس في البلد غيرها وقيل نسبة إلى بيت الشجري من قبل أمه.
وأخيراً عندما قاربت على الانتهاء من كتابة هذه السطور وجدت كتابة جيدة عن المشجرات لأخينا الفاضل محمد الصمداني وفقه الله وللشريف ضياء العنقاوي بحث مختصر أيضاً عن المشجرات مفيد جداً وهناك مشجرات كثيرة معاصرة لكثير من الإخوة الفضلاء ذكرهم باستفاضة الأخ الفاضل إبراهيم الهاشمي في كتابه (الإشراف) فجزاه الله خيراً
وختاماً هذا جهد المقل وأرجو أن يكون ما ذكرته فيه فائدة لجميع المهتمين بالأنساب ويسرني جداً مشاركة الإخوة الكرام ومن أراد مراسلتي على بريدي الخاص فلا مانع
كتبه: أبو حاتم ناجي بن تركي الهجاري [
المدينة المنورة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/290)
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[30 - 08 - 06, 05:48 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
و بصراحة إني أجد طعماً خاصاً في مباحثات الأخ محمد الأمين مع الأخ أبي حاتم .. طعماً ينتشل القارئ من روح الفتور في الملتقى إلى النشاط للمناظرة و المباحثة .... و لو كانت متطرفةً في بعض مظاهرها؛ أعني:بعض الشيء.
موفقين لمعرفة الحق و اتباعه.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[03 - 09 - 06, 06:57 م]ـ
حياك الله أخي الكريم (عبدالله) وفي الحقيقة يسرني جدا اطلاعكم على ما كتبت واطلاعكم أكثر على مساجلاتنا العلمية مع الشيخ محمد الأمين وفقه الله
وفي الحقيقة رغم اختلافي الدائم مع محمد الأمين وفقه الله لكني لا أحمل في نفسي تجاه هذا الرجل أي كراهية أو ظغينة ونقاشنا يبقى علمياً محضاً وأحياناً أجد متعة في النقاش معه
وآمل منه أن يتمتع بالحلم والأناة
وأذكره بقوله صلى الله عليه وآله وسلم لأشج عبد قيس: ((إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة)).
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[07 - 09 - 06, 11:59 م]ـ
قرأت في مجلة الحكمة بحثا خلاصته وجود عرف في الأمنة الماضية بشرف النسبة إلى الأم
أي لو أن رجلا تزوج هاشمية فإن ذريته منها ينتسبون للأشراف، فيا ليت المشايخ يفيدوننا عن مدى دقة هذا الكلام.
ـ[طارق السليماني]ــــــــ[08 - 09 - 06, 01:24 ص]ـ
أخي أبا حاتم الشريف لعلك تنظر في الصندوقك الخاص
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[09 - 09 - 06, 10:19 م]ـ
أخي الفاضل عبد العزيز بن سعد هذه المسألة ُطرحت كثيراً عند المتأخرين وصنف فيها بعض المتأخرين كتباً حول هذا الموضوع ومنهم جمال الدين القاسمي بعنوان شرف الأسباط وهو مطبوع سرد\ فيها مجموعة من أقوال فقهاء الأحناف والشافعية حول جواز هذا الأمر
ولأحد إخواننا الفضلاء رسالة جميلة في هذا الموضوع نُشرت في بعض المواقع
وأنا لايظهر لي جواز هذا الأمر والموضوع فيه محاذير كثيرة لاتخفى على الفطن
منها أنه بمرور الأيام يترك الرجل نسبه الصحيح وينتسب إلى آل الييت وهذا فيه مافيه!
والموضوع يحتاج إلى بسط أكثر
وأما ما بلغك عن نقابة الأشراف في مصر أنها تمنح لقب الشريف لمن أمه من ذرية الحسن أو الحسين ووالده من غيرهم فهذا سمعتُ فيه
وما هو معمول به حالياً في السعودية أن لقب الشريف لايعطى إلا لمن كان من ذرية الحسن أو الحسين على تفصيل في ذلك ليس هذا مجاله
أخي الفاضل السليماني سوف أجيبك قريباً إن شاء الله
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[04 - 11 - 06, 12:50 م]ـ
للفائدة ولنا عودة قريبا إن شاء الله
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[03 - 06 - 07, 01:21 م]ـ
بعد مرور فترة قريبة من السنة وجدت والحمد لله هذا الموضوع لقي رواجا كبيرا لدى كثير من مواقع
الأنترن المتفرقة وخاصة مواقع الأنساب وبعضهم ينقل الموضوع برمته من ملتقى أهل الحديث ولا
يشير لصاحب الموضوع ولا الموقع الذي أخذه منه ومن باب الأمانة العلمية يلزم الإشارة إلى صاحبه وهناك زيادات سوف نشير إليها قريبا إن شاء الله
الشريف ناجي الهجاري
المدينة النبوية
ـ[محجوبي محمد صلاح الدين]ــــــــ[18 - 07 - 07, 04:26 م]ـ
أخي في الله أبو حاتم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل لديك معلومات عن ابناء محمد بن ادريس الأصغر بن ادريس الأكبر بالتفصيل واسماء ابنائهم الذين ينتسبون إليهم حاليا
أخوك محمد صلاح الدين
ـ[أنس زيدان]ــــــــ[19 - 07 - 07, 09:08 م]ـ
ومن أمثلة المتفق والمفترق في القبائل:الرواجحة
فالراجحي يحمل هذا اللقب مجموعة من القبائل فالراجحي شريف نموي قتادي
والراجحي بقمي والراجحي عقيلي والراجحي دوسري وغيرهم
والحارثي هناك مجموعة من القبائل تتفق في الاسم وتختلف في المسمى
فالحارثي شريف نموي قتادي والحارثي من بلحارث القبيلة المشهورة في الجنوب وهناك غيرهم
راجع كتاب (معجم القبائل) للبلادي
والحازمي من قبيلة حرب المشهورة سكان وادي الصفراء
والحازمي (قبيلة حسنية) من أهل جازان من عقب يحيى بن عبدالله بن الحسن صاحب الديلم ومنهم العالم المشهور محمد بن ناصر الحازمي وهناك حوازم آخرين
والهجاري فرع من القتادات عقب حسن بن قتادة الأمير ومنهم العبد الفقير والهجاري أيضاً فرع يوجد في عُمان منهم علماء أباضية
ومنهم قبيلة في جازان
والحسيني نسبة للحسين بن علي رضي الله عنه ويدخل تحت هذا المسمى مئات الآلاف من الناس في الجزيرة والشام والعراق ومصر واليمن
وأيضا فرع من الأشراف البراكيت من النمويين
والحسيني من الصواعد من عوف من حرب
والعبدلي شريف نموي قتادي حسني ومنهم ملوك الأردن حالياً
والعبدلي غامدي
وكذلك العبدلي مطيري
والعبدلي حويطي
ولاتخلو قبيلة من القبائل من اسم عبدالله والنسبة إليه عبدلي
والهزاعي فرع من ذوي هجار منهم العبد الفقير ولا يعرفون بهذه النسبة إلا في المجالس الخاصة سوى نزر يسير يكتب الهزاعي
وذوو هزاع فرع من العبادلة من القتادات
الشنبري شريف نموي قتادي حسني
والشنبري فرع في جازان (معجم القبائل)
أود السؤال عن عشيرة زيدان. فأحد المؤرخين يقول بأنهم ينتسبون إلى زيد أحد أحفاد الحسن بن علي بن أبي طالب .. فهل لك أخي أبو حاتم أن تشرح لي عنهم. إذ يقال بأن أحدهم قد واجه خصماً شديدا جعله يهرب خارج الحجاز. وسكن مع قبيلة بني أسد.؟؟
الأمر هام بالنسبة لي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/291)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[21 - 10 - 07, 10:38 م]ـ
أود السؤال عن عشيرة زيدان. فأحد المؤرخين يقول بأنهم ينتسبون إلى زيد أحد أحفاد الحسن بن علي بن أبي طالب .. فهل لك أخي أبو حاتم أن تشرح لي عنهم. إذ يقال بأن أحدهم قد واجه خصماً شديدا جعله يهرب خارج الحجاز. وسكن مع قبيلة بني أسد.؟؟
الأمر هام بالنسبة لي.
أخي الكريم معلوماتي عن قبائل ليبيا محدودة والله يرعاكم
محجوبي محمد صلاح الدين
أخي في الله أبو حاتم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل لديك معلومات عن ابناء محمد بن ادريس الأصغر بن ادريس الأكبر بالتفصيل واسماء ابنائهم الذين ينتسبون إليهم حاليا
أخوك محمد صلاح الدين
أخي الكريم بإمكانك الرجوع لكتاب (الدر السني للنسب الحسني) للقادري
حسب علمي أن محمد الأصغر أعقب من ولده أحمد
وحسب
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[22 - 10 - 07, 08:58 ص]ـ
ومن عقب محمد الأصغر بن إدريس الحسني (الأمير عبد القادر الجزائري) القائد المشهور
ت1300 وله قصص مشهورة مع الفرنسيس
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[01 - 11 - 07, 05:00 م]ـ
38 - قال السمعاني:الأنساب لا تخلو عن واحد من هذه الأشياء
1 - إما النسبة إلى القبيلة (كالجهني والحربي والتميمي)
2 - أو بطن (كالرفاعي والسناني والهجاري والنموي والبركاتي والعبدلي والصاعدي)
3 - أو ولاء (وينقسم إلى (ولاء عتق) من ذلك ابن إسحاق محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار وقيل ابن كوثان القرشي المطلبي مولاهم المدني صاحب السيرة النبوية وكان جده يسار من سبي عين التمر وكان مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف رضي الله عنه
ويقال في الوثائق القديمة تابع بني فلان يعني من مواليهم وهذه العبارة ترد كثيرا في الوثائق
أو (ولاء إسلام) كالجعفي نسب الإمام البخاري صاحب الصحيح فهو منهم ولاء وليس من أنفسهم وكان جده المغيره أسلم على يد والي خراسان اليمان الجعفي
أو (ولاء حلف ومناصرة) كالإمام مالك بن أنس التيمي نسبة إلى تيم بن مرة حلفاء بني أصبح من حمير القحطاني
عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا من بني مخزوم على الصدقة فقال لأبي رافع اصحبني كيما تصيب منها فقال حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأسأله فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال (إن الصدقة لا تحل لنا وإن مولى القوم من أنفسهم)
وأكثر ما يطلق الولاءعلى ولاء العتق وهو المقصود في الغالب.
-أو بلدة (مثاله:المدني والفاسي ومنهم المؤرخ تقي الدين الفاسي الحسني وابن فهد المكي والسيوطي نسبة إلى أسيوط في مصر)
5 - أو (قرية) مثاله الربذي بفتح الراء والباء المعجمة بواحدة وفي آخرها ذال منقوطة هذه النسبة إلى الربذة وهي من قرى المدينة على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد إلى مكة
(والمشهور بهذه النسبة عبد الله بن عبيدة بن نشيط الربذي و أخوه موسى بن عبيدة الربذي)
6 - (أوجد) وهذا له أمثلة كثيرة
ومن ذلك عبد الملك بن حسين العصامي المؤرخ المشهور (ت1111) نسبة إلى جده الملا عصام
والعلاثي بضم العين المهملة واللام ألف وفي آخرها الثاء المثلثة
هذه النسبة إلى علاثة وهو اسم لجد سليمان بن عبد الله بن علاثة الكناني العلاثي
7 - أو (حرفة أو مهنة) من ذلك البيطار والحداد وابن النجار وابن المقفع وابن الحاجب وابن الماوردي نسبته إلى بيع الورد والمحدث علي بن الحسين الخلعي نسبة إلى بيع الخلع وكان يبيعها لملوك مصر فنسب إليها
8 - (أو لقب لبعض أجداده) كالذهبي حيث إن هذا اللقب كان لأبيه وكان يقول أحيانا. قال ابن الذهبي.
:
9 - وأيضا قد تكون النسبة إلى (شيخ الرجل)
مثاله العالم الجليل الحنبلي غلام الخلال كان تلميذا لأبي بكر الخلال فنسب إليه
10 - وقد تطلق النسبة على المجاورة للحي من ذلك (العريضي) ومنهم علي بن جعفر الصادق العريضي فالمراد حي من أحياء المدينة المنورة معروف إلى الآن
ومحمد بن سنان (العوقي) الباهلي من أهل البصرة إنما قيل له العوقي لأنه نزل العوقة المحلة المنسوبة إليهم ولم يكن من أنفسهم
11 - وقد تطلق النسبة إلى أخوال الرجل من ذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/292)
أبو عبد الله محمد بن يحيى بن منده العبدي الحافظ المشهور صاحب كتاب تاريخ اصبهان كان احد الحفاظ الثقات وهم أهل بيت كبير خرج منه جماعة من العلماء ولم يكونوا عبديين وإنما أم الحافظ أبي عبد الله المذكور واسمها برة بنت محمد كانت من بني عبد ياليل فنسب إلى أخواله
وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ج4/ص289
12 - وقد ينسب الرجل إلى كتابه
مثاله المحبري بضم الميم وفتح الحاء المهملة والباء المشددة الموحدة وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى كتاب جمعه
وهو محمد بن حبيب المحبري صاحب كتاب المحبر
حدث عن هشام بن محمد الكلبي
روى عنه محمد بن أحمد بن أبي عوانة وأبو سعيد السكري
وكان عالما بالنسبة وأخبار العرب موثقا في روايته ويقال إن حبيبا اسم أمه وقيل بل اسم أبيه والله أعلم
وقال أبو الطاهر القاضي محمد بن حبيب صاحب كتاب المحبر حبيب أمه وهو لد ملاعنة
الأنساب ج5/ص211
13 - أو لشجرة كانت في دارهم
مثاله ابن الشجري (أبو السعادات هبة الله بن علي العلوي البغدادي))
لقب بذلك لشجرة كانت في دارهم ليس في البلد غيرها وقيل نسبة إلى بيت الشجري من قبل أمه
(مراعاة مصطلحات النسابين)
هناك رسالة صغيرة في مصطلحات النسابين جيدة ولابأس بها لكن لايعرف صاحبها وهي موجودة في المجموعة الكمالية في الأنساب
من ذلك: يقال فلان (درج) إذا مات ولم يترك نسلا ويقال (فلان لم يعقب) أي لم يخلف ذكرا يكون العقب منه وفلان (من أنفسهم) بضم الميم وكسر السين أي من نفس القبيلة وليس مولى لها ونظير هذا قولهم فلان من قريش (صليبة) أي من صلبهم غير مولى
ومن المصطلحات الشائعة:
(الشعب) القبائل وحكى ابن الكلبي عن أبيه (الشعب أكبر من القبيلة ثم الفصيلة ثم العمارة ثم البطن ثم الفخذ) قال الشيخ ابن بري الصحيح في هذا ما رتبه الزبير بن بكار وهو (1 - الشعب ثم 2 - القبيلة ثم3 - العمارة ثم 4 - البطن ثم 5 - الفخذ ثم 6 - الفصيلة) قال أبو أسامة هذه الطبقات على ترتيب خلق الإنسان فالشعب أعظمها مشتق من شعب الرأس ثم القبيلة من قبيلة الرأس لاجتماعها ثم العمارة وهي الصدر ثم البطن ثم الفخذ ثم الفصيلة وهي الساق. لسان العرب ج1/ص500
وفي مختار الصحاح:الشَّعْبُ بوزن الكعب ما تَشَعَّبَ من قبائل العرب والعجم والجمع شُعُوبٌ وهو أيضا القبيلة العظيمة وقيل أكبرها الشعب ثم القبيلة ثم الفصيلة ثم العِمارة بالكسر ثم البطن ثم الفخذ. مختار الصحاح ج1/ص142
ومن ذلك قولهم (فلان قعدد النسب) أو (قعيد النسب) و يقال فلان أقعد من فلان أي أقرب منه إلى جده الأكبر الإقعاد قلة الآباء والأجداد وهو مذموم والإطراف كثرتهم وهو محمود وقيل كلاهما مدح
ويقال فلان طريف بين الطرافة إذا كان كثير الآباء إلى الجد الأكبر ليس بذي قعدد ويقال فلان قعيد النسب ذو قعدد إذا كان قليل الآباء إلى الجد الأكبر وكان عبد الصمد بن علي بن عبدا بن العباس الهاشمي أقعد بني العباس نسبا في زمانه وليس هذا ذما عندهم وكان يقال له قعدد بني هاشم قال الجوهري ويمدح به من وجه لأن الولاء للكبر ويذم به من وجه لأنه من أولاد الهرمى وينسب إلى الضعف؟.
و (عبدالصمد العباسي) قعدد بني عبد مناف لأنه كان في القرب الى عبد مناف بمنزلة يزيد بن معاوية وبين موتهما ما يزيد على مائة وعشرين سنة
وعبد الملك بن عمر بن مروان وهو قعدد بني أمية
لسان العرب ج3/ص362
الكامل في التاريخ ج5/ص322
40 - (لا يصح الانتساب إلى رجل لم يعقب)
قال ابن قتيبة: رأيت من ينتمى إلى الفصيلة وهو لا يدرى من أي العمائر هي وإلى البطن وهو لا يدرى من أى القبائل هو ورأيت من رغب بنفسه عن نسب دق فانتمى إلى رجل لم يعقب كرجل رأيته ينتمى إلى أبى ذر الغفارى ولا عقب لأبى ذر وآخر ينتمي إلى حسان بن ثابت وقد أنقرض عقب حسان وكآخر دخل على المأمون فكلمه بكلام أعجبه فسأله عن نسبه فقال من طيئ من ولد عدى بن حاتم فقال له المأمون ألصلبه قال نعم فقال هيهات أضللت إن أبا طريف لم يعقب فكان سقوطه بجهله حال الرجل الذي أختاره لدعوته أقبح من سقوطه بالنسب الذي رغب عنه.
المعارف ج1/ص2
وقيل عن أحد العلماء انتسب إلى دحية الكلبي رضي الله عنه
دحية لم يعقب فلم تعتزي إليه بالبهتان والإفك
ما صح عند الناس شيء سوى أنك من كلب بلا شك
ومن نص العلماء على أنهم لم يعقبوا
1 - حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/293)
قال مصعب لم يعقب أحد من بني حمزة بن عبد المطلب إلا يعلى وحده فإنه ولد له خمسة رجال لصلبه وماتوا كلهم من غير عقب فلم يبق لحمزة عقب
2 - قثم بن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه
وعن ابن عباس قال كان آخر من خرج من لحد رسول الله صلى الله عليه وسلم قثم
ولما استخلف علي بن أبي طالب استعمل قثما على مكة فما زال عليها حتى قتل علي قال خليفة بن خياط
وقال الزبير بن بكار استعمله علي على المدينة وقيل إنه لم يعقب
3 - يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
قال الذهبي:ثار يحيى بخراسان وكاد أن يملك
قال ابن سعد قتله سلم بن أحوز وأمه هي ريطة بنت عبد الله بن محمد بن الحنفية وقال الهيثم لم يعقب يحيى
4 - الحسن بن علي العسكري (الإمام المعصوم عند الشيعة)
قال الذهبي: فاما محمد بن الحسن هذا فنقل أبو محمد بن حزم ان الحسن مات عن غير عقب قال وثبت جمهور الرافضة على ان للحسن ابنا اخفاه
وممن قال ان الحسن العسكري لم يعقب محمد بن جرير الطبري ويحيى بن صاعد وناهيك بهما معرفة وثقة
5 - طالب بن أبي طالب
قال ابن قتيبة:وكان عقيل أسن من جعفر بعشر سنين وأعقبوا إلا طالبا فإنه لم يعقب
6 - أحمد بن علي الرفاعي الحسيني الموسوي ت578 مؤسس الطريقة الرفاعية مات ولم يخلف عقبا والعقب لأخيه خلافا لما هو شائع ومشتهر عند العامة.
51 - من المصطلحات المشهورة عند البادية (الخمسة والسمية) والمراد بالخمسة قبيلته أو أسرته إلى الجد الخامس وإلى الجد السادس يقال له السمية
فالتسمية غالبا تكون للجد الخامس أو السادس وكان قديما يقال (الدم في الخمسة والمال في السمية) أي دم المقتول تطالب به ورثة القاتل حتى الجد الخامس أي من خمسة أما المال المسروق فيطالب به سميته زيادة على خمسته
وكانت القوانين المتعلقة بالخمسة والسمية مطبقة تطبيقا صارما عند العربان والبادية لذلك أولى العرب أهمية با لغة لحفظ الأنساب ولا يمكن أن يوجد بين الأعراب من لايعرف نسبه كاملا.مرآة جزيرة العرب (264)
52 - (الوسم من الأمور المهمة عند القبائل) فكانت كل قبيلة لها وسم خاص يميزها عن غيرها وذلك حتى يتميز الجمل الضائع أو المسروق ويكون من السهولة الحصول عليه لأن الجمال تتشابه ولا يميزها إلا الوسم والوسم أثر الكي والجمع وسوم
ويكون الوسم عن طريق كي الجمل في موضع من مواضعه إما في الأذن اليمنى أو اليسرى أو العنق أو الرجل أو الأنف أو على الركب على شكل مربع أو دائري ويكون داخل هذا المربع على شكل سيف أو رمح وهكذا وتتفق القبائل المتجاورة على أن لكل قبيلة وسم يختص بها حتى لاتحصل النزاعات بين القبائل
وأبرز سمات الإبل كالتالي:
1 - الحية من سمات الإبل وسم يكون في العنق والفخذ ملتويا مثل الحية
و2 - التواء من سمات الإبل وسم كهيئة الصليب طويل يأخذ الخد كله عن ابن حبيب من تذكرة أبي علي النضر التواء سمة في الفخذ والعنق يقال منه بعير متوي وقد تويته تيا وإبل متواة وبعير به تواء و تواءان وثلاثة أتوية قال ابن الأعرابي التواء يكون في موضع اللحاظ إلا أنه منخفض يعطف إلى ناحية الخد قليلا ويكون في باطن الخد كالثؤثور قال والأثرة والثؤثور في باطن الخد والله أعلم
و3 - الشيطان من سمات الإبل وسم يكون في أعلى الورك منتصبا على الفخذ إلى العرقوب ملتويا
4 - الشداق من سمات الإبل وسم على الشدق
المحلق من الإبل الموسوم بحلقة في فخذه أو في أصل أذنه ويقال للإبل المحلقة حلق
5 - العراض من سمات الإبل وسم قيل هو خط في الفخذ
6 - اليسرة وسم في الفخذين وجمعها أيسار
7 - الصليب ضرب من سمات الابل
قال أبو علي في التذكرة (الصليب قد يكون كبيرا وصغيرا ويكون في الخدين والعنق والفخذين وقيل الصليب ميسم في الصدغ وقيل في العنق خطان أحدهما على الآخر وبعير مصلب و مصلوب سمته الصليب وناقة مصلوبة كذلك)
8 - الضبثة من سمات الإبل إنما هي حلقة ثم لها خطوط من ورائها وقدامها يقال بعير مضبوث وبه الضبثة وقد ضبثته ضبثا ويكون الضبث في الفخذ في عرضها وا أعلم
9 - الجعار من سمات الإبل وسم في الجاعرة
10 - الفرتاج سمة من سمات الإبل حكاه أبو عبيد ولم يحل هذه السمة و فرتاج موضع وقيل موضع في بلاد طيء
11 - العضاد من سمات الإبل وسم في العضد عرضا
لسان العرب ج5/ص300
53 - ما الفرق بين الحسب والنسب؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/294)
قيل إن الفرق هو أن الشرف والمجد متعلقان بالنسب فلا يقال لمن لم يكن أباه شريفا شريف ولا ماجد ولا يقال له شرف ومجد
والحسب والكرم متعلقان بذات الرجل.
قال ابن منظور: الشرف الحسب بالآباء شرف يشرف شرفا و شرفة و شرفة وشرافة فهو شريف والجمع أشراف غيره و الشرف والمجد لا يكونان إلا بالآباء ويقال رجل شريف ورجل ماجد له آباء متقدمون في الشرف قال والحسب والكرم يكونان وإن لم يكن له آباء لهم شرف و الشرف مصدر الشريف من الناس و شريف و أشراف مثل نصير وأنصار وشهيد وأشهاد الجوهري والجمع شرفاء و أشراف وقد شرف بالضم فهو شريف اليوم و شارف عن قليل أي سيصير شريفا. لسان العرب ج9/ص169
54
55 - (المثبت مقدم على النافي)
وهذه القاعدة صحيحة لوكان المثبت من أهل العلم والنافي ليس من أهل العلم لأن المثبت لديه علم لا يوجد عند النافي ومن علم حجة على من لم يعلم
وأما إن كان المثبت ليس لديه علم وإنما الإثبات جاء عن طريق التخرص والظن وكان النافي من أهل العلم ولديه معرفة بنسب هذه الأسرة ولصيق بهذه الأسرة فهنا النافي مقدم على المثبت وإن تساويا في العلم والمعرفة ذهبنا إلى الترجيح بينهم والله أعلم
56 - (كلما رفعت في أسماء الآباء والنسب وزدت انتفعت بذلك وحصل لك الفرق)
قال الصفدي: فقد حكى أبو الفرج المعافى بن زكريا النهرواني قال حججت في سنة وكنت بمنى أيام التشريق فسمعت مناديا ينادي يا أبا الفرج فقلت لعله يريدني ثم قلت في الناس كثير ممن يكنى أبا الفرج فلم أجبه ثم نادى يا أبا الفرج المعافى فهممت بإجابته ثم قلت قد يكون اسمه المعافى وكنيته أبا الفرج فلم أجبه فنادى يا أبا الفرج المعافى بن زكريا فلم أجبه فنادى يا أبا الفرج المعافى بن زكريا النهرواني فقلت لم يبق شك في مناداته إياي إذ ذكر كنيتي واسمي واسم أبي وبلدي فقلت هأنذا فما تريد فقال لعلك من نهروان الشرق فقلت نعم فقال نحن نريد نهروان الغرب فعجبت من اتفاق ذلك انتهى
57 - (اللسان العجمي لا ينافي النسب الهاشمي)
هذه القاعدة مهمة جدا فكثير من العرب ذهبوا إلى البلاد الإسلامية إما للتجارة أو للجهاد أثناء الفتوحات الإسلامية واستوطنوا هناك وتناسلوا ولكن يعرفون نسبهم ولا يخلطونه بغيرهم من العجم فمن الصعب نفي نسبهم لوجودهم في بلاد غير العرب ولكن ينبغي عدم التوسع في هذا الأمر والأصل أن من عاش في بلاد العجم فهو منهم ولكن يخرج عن هذا الأصل من كانت لديه وثائق وإثباتات قاطعة لا تقبل الشك وهذا ليس مستحيلا
قال ابن تيمية: (تحريم الصدقة على بني هاشم واستحقاق نصيب من الخمس ثبت لهم باعتبار النسب وإن صارت ألسنتهم أعجمية.
وما ذكرنا من حكم اللسان العربي وأخلاق العرب يثبت لمن كان كذلك وإن كان أصله فارسيا وينتفي عمن لم يكن كذلك وإن كان أصله هاشميا.)
58 - (مجهولوالنسب هم أكثر الناس)
قال ابن تيمية: (الأنساب ثلاثة أقسام)
1 - قوم من نسل العرب وهم باقون على العربية لسانا ودارا أو لسانا لا دارا أو دارا لا لسانا
2 - وقوم من نسل العرب بل من نسل هاشم ثم صارت العربية لسانهم ودارهم أو أحدهما
3 - وقوم مجهولو الأصل لا يدرون أمن نسل العرب هم أو من نسل العجم وهم أكثر الناس اليوم سواء كانوا عرب الدار واللسان أو عجما في أحدهما
59 - (ينقسم الناس في اللسان العربي إلى ثلاثة أقسام)
قال ابن تيمية:
وكذلك انقسموا في اللسان ثلاثة أقسام
1 - قوم يتكلمون بالعربية لفظا ونغمة
2 - وقوم يتكلموا بها لفظا لا نغمة وهم المتعربون الذين ما تعلموا اللغة ابتداء من العرب وإنما اعتادوا غيرها ثم تعلموها كغالب أهل العلم ممن تعلم العربية
3 - وقوم لا يتكلمون بها إلا قليلا
وهذان القسمان منهم
من تغلب عليه العربية
ومنهم من تغلب عليه العجمة
ومنهم من يتكافأ في حقه الأمران إما قدرة وإما عادة
فإذا كانت العربية قد انقسمت نسبا ولسانا ودارا فإن الأحكام تختلف باختلاف هذا الانقسام خصوصا النسب واللسان.
60 - كانت العرب تسمي كل من ملك اليمن مع الشحر وحضرموت (تبعا) كما يسمون من ملك الشام مع الجزيرة (قيصر) ومن ملك الفرس (كسرى) ومن ملك مصر (فرعون) ومن ملك الحبشة (النجاشي) ومن ملك الهند (بطليموس)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[03 - 02 - 08, 03:15 م]ـ
61 - من الضوابط المهمة (أن القبائل تتشامل ولا تتيامن) والمقصود أن القبائل ترحل
من اليمين إلى الشمال لا العكس ومن ذلك قبيلة حرب وغيرها من القبائل ذكر هذه القاعدة حمد الجاسر في كتبه وغيره من النسابين
قال الشريف: هذه القاعدة ليست على إطلاقها فهناك عدة قبائل تيامنت من ذلك
الأشراف الرسيين حكام اليمن وكذا سادة حضرموت عقب علي العريضي بن جعفر الصادق وكذا السادة بيت الأهدل عقب موسى بن جعفر الصادق
ومن ذلك مثلا: العباسيين العلويين في اليمن وكذا حكاكم جازان السليمانيين وغيرهم كثير
ـ[الشريف أيمن النوفل الحسيني]ــــــــ[07 - 02 - 08, 02:20 م]ـ
فقط أردت التنويه. . .
فضيلة الشخ بكر أبو زيد توفاه الله رحمة الله عليه ولهذا الرجل لمسات واضحة في علم النسب ولك أن تطلع علي كتابه طبقات النسابين.
رحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
أخي الكريم أبوحاتم الشريف جزاك الله خير على ماقدمته وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك ولي سؤال بسيط هو هل من شروط ثبوت النسب وجود شخصين عادلين وعدم وجود مخالف لهم في هذا النسب، وهل يعتد بهذا القول في المملكة وخصوصاً الحجاز.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/295)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[23 - 02 - 08, 12:20 ص]ـ
. فضيلة الشخ بكر أبو زيد توفاه الله رحمة الله عليه ولهذا الرجل لمسات واضحة في علم النسب ولك أن تطلع علي كتابه طبقات النسابين.
رحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
أخي الكريم أبوحاتم الشريف جزاك الله خير على ماقدمته وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك ولي سؤال بسيط هو هل من شروط ثبوت النسب وجود شخصين عادلين وعدم وجود مخالف لهم في هذا النسب، وهل يعتد بهذا القول في المملكة وخصوصاً الحجاز
أخي الكريم رحم الله الشيخ بكر أبو زيد فقد كان عملة نادرة فقد جمع بين العلوم الشرعية (في الفقه والحديث والأنساب واللغة والسياسة الشرعية)
وأجاد في كل ذلك وهو ممن حفزنا للكلام في الأنساب
أخي الكريم أبوحاتم الشريف جزاك الله خير على ماقدمته وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك ولي سؤال بسيط هو هل من شروط ثبوت النسب وجود شخصين عادلين وعدم وجود مخالف لهم في هذا النسب، وهل يعتد بهذا القول في المملكة وخصوصاً الحجاز.
حسب علمي الأمر فيه تشديد أكثر فلابد من ضوابط وشروط وموافقة وزارة الداخلية وهناك تفاصيل أكثر
ـ[الدكتور عبدالله المفلح]ــــــــ[23 - 02 - 08, 04:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[07 - 03 - 08, 04:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا
بارك الله فيك وأرجو أن أكون قدمت ما يفيد ومواضيع الأنساب تحتاج إلى جهد أكثر
ـ[أبو معطي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 02:02 ص]ـ
شيخنا الفاضل أبو حاتم بارك الله فيك ورفع قدرك
موضوع ثمين ودرر كما تعودنا منك سلمك الله
وجزى الله جميع من شارك وأفاد خير الجزاء وبارك فيهم
ـ[أبو معطي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 02:10 ص]ـ
center] شجرة نسب آل غيهب من بني زيد. لعبدالله القضاعي
للتوضيح فقط: صاحب الشجرة هو النسابة عبدالله بن عبدالرحمن أبو بكر رحمه الله من أسرة أبو بكر أهل الدوادمي بنجد من آل غيهب من بني زيد، أعد الشجرة سنة 1394هـ، وتوفي رحمه الله سنة 1395هـ، وهو قريب في عمود النسب من الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله، حيث يلتقي مع الشيخ في أبي بكر الذي هو جد جد الشيخ بكر رحمه الله
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[الشريف أيمن النوفل الحسيني]ــــــــ[09 - 03 - 08, 10:29 ص]ـ
حسب علمي الأمر فيه تشديد أكثر فلابد من ضوابط وشروط وموافقة وزارة الداخلية وهناك تفاصيل أكثر
بارك الله فيك، أنا لا أتحدث عن أوراق رسمية أو إضافة لقب الشريف في البطاقة الشخصية أنا أتكلم عن علماء النسب، هل يثبت هذا الأمر لديهم أم لا؟
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[10 - 03 - 08, 11:26 م]ـ
شيخنا الفاضل أبو حاتم بارك الله فيك ورفع قدرك
موضوع ثمين ودرر كما تعودنا منك سلمك الله
وجزى الله جميع من شارك وأفاد خير الجزاء وبارك فيهم
حياك الله وبياك أخي الفاضل وأشكرك على إنصافك في وقت قل فيه المنصفون
ونشكرك أخي الكريم على فوائدك المتنوعة التي تتحفنا بها بين الفينة والأخرى والله يرعاك ويسدد خطاك
للتوضيح فقط: صاحب الشجرة هو النسابة عبدالله بن عبدالرحمن أبو بكر رحمه الله من أسرة أبو بكر أهل الدوادمي بنجد من آل غيهب من بني زيد، أعد الشجرة سنة 1394هـ، وتوفي رحمه الله سنة 1395هـ، وهو قريب في عمود النسب من الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله، حيث يلتقي مع الشيخ في أبي بكر الذي هو جد جد الشيخ بكر رحمه الله
وجزاكم الله خير الجزاء
نشكرك أخي على هذه المعلومة
الشريف أيمن النوفل الحسيني اقتباس:
بارك الله فيك، أنا لا أتحدث عن أوراق رسمية أو إضافة لقب الشريف في البطاقة الشخصية أنا أتكلم عن علماء النسب، هل يثبت هذا الأمر لديهم أم لا؟
أخي الفاضل يذكر الفقهاء في كتبهم على أنه يكفي شهادة اثنين في النسب
لكن فيما يظهر لي أن كلامهم هذا في النسب القريب أما النسب البعيد الذي يحتاج إلى تأمل ونظر وبحث ودقة فلابد من شروط ذكرناها في الضوابط
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[18 - 03 - 08, 02:02 م]ـ
62 - من القواعد المهمة:من ثبت نسبه بيقين أو غلبة ظن لا يخرج عنه إلا بيقين أو غلبة ظن
ومثال ذلك: أننا نجد بعض القبائل معروف انتسابها إلى إحدى القبائل العربية الأصيلة وهو مستفيض عند الناس وقد يكونوا أمراءأو قادة في القبيلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/296)
فلا ينبغي أن يخرجوا عن هذا النسب المستفيض إلا بشيء موثق لايقبل الجدال ويكون الخروح في مستوى الدخول ونحن نعلم أن القبائل حصل بينها تداخل فالقبيلة الضعيفة تدخل ضمن القبيلة القوية من باب الحلف وهذا لاحرج منه ومع مرور الشهور والسنين يتناسى الناس النسب الأول ويتذكروا النسب الثاني في القبيلة الأخرى وهذا أمر شائع وذائع ولا ضير منه
ومن المعلوم أن إثبات النسب يكون على قسمين إما يكون إثبات النسب لنسب قريب كإثبات نسبة الابن لأبيه وهذا يتكلم فيه الفقهاء وذكروا له أربع جهات:
الفراش
والاستلحاق
والبينة
والقافة
وأما الأنساب البعيدة فيكون إثبات النسب إما بالشهرة والاستفاضة والسماع
أو الوثائق والمشجرات والكتب الموثوقة التي يرجع إليها طلاب العلم
والأنساب البعيدة غالبا ما تكون ظنية وليست قطعية يقينية
قال ابن خلدون في التاريخ:والنسب البعيد يحيل الظنون ولا يرجع فيه إلى يقين.
وللشيخ محمد المختار الشنقيطي في شرح الزاد كلام نفيس في إثبات النسب
قال حفظه الله:، وآل النبي صلى الله عليه وسلم يُعرفون بإثبات النسب، كأن تكون لهم الشجرة التي تثبت نسبتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فمن كان عنده الشجرة التي تثبت النسبة حلّ له أن ينتسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحرُم عليه أن يقبل الزكاة من الناس، وهكذا الصدقات النافلة على أصح قولي العلماء كما سيأتي.
وكذلك يعرف كذلك آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، بالشهرة والسماع،
والقاعدة عند العلماء: أن السماع يثبت النسب، فهناك شهادة تسمى عند العلماء بشهادة السماع والاستفاضة، وهي أن يُعرف أن هذا البيت من آل النبي صلى الله عليه وسلم، أو يكون هناك لقب معروف على مستوى الحي أو على مستوى المدينة يعرف أنه لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وينتسب الإنسان إليه، فهذا من القرائن الظاهرة. وتعتبر شهادة الاستفاضة والسماع موجبة لثبوت النسب، ولذلك يحكم العلماء رحمهم الله بها في القضاء كما قرر الفقهاء رحمهم الله في باب الشهادة، فإذا استفاض أن فلاناً ينتسب لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذ أحكامهم، ولا يجوز لأحد أن يطعن في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أو يشكك في أنسابهم، فذلك من الخطورة بمكان، فإن هذا يعتبر من أشد أنواع القذف وأسوئها، أن ينفي نسبة إنسان إلى آل النبي صلى الله عليه وسلم بعد ثبوت نسبته أو اشتهاره بين الناس أنه من آل النبي صلى الله عليه وسلم، فيجمع بين كبائر:
أولها: قذفه بإخراج نسبه عن الأصل الصحيح فينسبه إلى غير أهله.
وثانياً: لما فيه من الأذية لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم. وقذف غيرهم ليس كقذفهم، ولذلك جعل الله عز وجل عظيم الوعيد لمن قذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، وعلى هذا فإنه إذا ثبت واستقر عن الإنسان أنه ينتسب لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم سرت عليه الأحكام؛ فحرُم إعطاء الصدقة
قالَ ابْنُ رُشْدٍ: شَهَادَةُ السَّمَاعِ لَهَا ثَلَاثُ مَرَاتِبَ.
الْمَرْتَبَةُ الْأُولَى: تُفِيدُ الْعِلْمَ وَهِيَ الْمُعَبَّرُ عَنْهَا بِالتَّوَاتُرِ، كَالسَّمَاعِ بِأَنَّ مَكَّةَ مَوْجُودَةٌ وَمِصْرَ وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَهَذِهِ إذَا حَصَلَتْ كَانَتْ بِمَنْزِلَةِ الشَّهَادَةِ بِالرُّؤْيَةِ وَغَيْرِهَا مِمَّا يُفِيدُ الْعِلْمَ.
الْمَرْتَبَةُ الثَّانِيَةُ: شَهَادَةُ الِاسْتِفَاضَةِ: وَهِيَ تُفِيدُ ظَنَّا قَوِيًّا، يَقْرُبُ مِنْ الْقَطْعِ وَيَرْتَفِعُ عَنْ شَهَادَةِ السَّمَاعِ، مِثْلَ أَنْ يَشْهَدَ أَنَّ نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَأَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ مِنْ أَوْثَقِ مَنْ أَخَذَ عَنْ الْإِمَامِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَيَجُوزُ الِاسْتِنَادُ إلَيْهَا.
الْمَرْتَبَةُ الثَّالِثَةُ: شَهَادَةُ السَّمَاعِ وَهِيَ الَّتِي يَقْصِدُ الْفُقَهَاءُ الْكَلَامَ عَلَيْهَا، فَالشَّهَادَةُ بِالشُّهْرَةِ وَالتَّسَامُعِ تُقْبَلُ فِي أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ بِالْإِجْمَاعِ، وَهِيَ النِّكَاحُ وَالنَّسَبُ وَالْمَوْتُ وَالْقَضَاءُ
؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ مِمَّا يَشْتَهِرُ وَيَسْتَفِيضُ، فَالشُّهْرَةُ وَالِاسْتِفَاضَةُ، أُقِيمَتْ مَقَامَ الْعِيَانِ، وَالْمُشَاهَدَةُ كَالْإِخْبَارِ إذَا اُشْتُهِرَتْ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ بِمَنْزِلَةِ السَّمَاعِ مِنْهُ، أَلَا يَرَى أَنَّا نَشْهَدُ أَنَّ نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَعُمَرَ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَنَّ عَلِيًّا ابْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ ابْنُ مَسْعُودٍ وَإِنْ لَمْ نُدْرِكْ هَؤُلَاءِ، ثُمَّ الشُّهْرَةُ فِي هَذِهِ الْأَشْيَاءِ تَثْبُتُ بِطَرِيقَتَيْنِ: إحْدَاهُمَا حَقِيقِيَّةٌ، وَالْأُخْرَى حُكْمِيَّةٌ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/297)
ـ[الطيماوي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 03:39 م]ـ
من كان عنده علم عن أي كتاب مستقل في الأنساب فليخبرني عنه مشكورا، سواء كان مطبوع أو مخطوط أو وورد أو شاملة أو مصور.
ومن كان عنده علم عن أي كتاب تحدث عن كتب الأنساب من حيث ذكرها أو طريقتها أو مؤلفيها ومناهجهم فيها، عن أي شيء فيما يتعلق بكتب الأنساب فليرشدنا له مشكورا
وبارك الله فيكم، سواء كان الكتاب مستقلا أو في مقدمته أو ثناياه.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[13 - 07 - 08, 03:24 م]ـ
أخي الكريم الطيماوي هناك كتب كثيرة في الأنساب إما خاصة أو عامة وكتب قديمة وكتب حديثة معاصرة وبإمكان الأخ مراجعة كتاب طبقات النسابين للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله والذيل أو النقد للرشيد فقد ذكر فوائد كثيرة واستدراكات في محلها.
وللفائدة فقد صدر حديثا للدكتور عبد العزيز الفريح كتاب جيد بعنوان (الأحاديث الواردة في انتساب الرجل إلى غير أبيه) وهو موجود في مكتبة التدمرية في الرياض
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[14 - 08 - 08, 12:19 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلنين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإنّ علم النسب وما يتعلق به شغل شاغل لكثير من الناس، عامة وخاصة، وهو من العلوم التي تحتاج إلى تأصيل وتقعيد؛ إذ السائم فيه كثير. وهذا المقال خطوة نحو "تأصيل هذا العلم"؛ وذلكم ببيان معنى "النسب" في اللغة، والاصطلاح، وتعريف الناسب والنساب والنسابة.
وهي خطوة أولى في طريق طويل، تحتاج إلى خطوات متممة ومشاركة، وذلك بتأصيل مسائل النسب من جهة الفقه، وعلاقة بعض مسائله بعلم العقائد والفِرق، وبحث شواهده التفصيلية من كتب الفتاوى والتاريخ والتراجم وعلوم الاجتماع والطب وغيرها.
__________
أوّلاً: النسب في اللغة:
النسب بالتحريك واحد الأنساب، وقياس هذه الكلمة: "اتصال شيء بشيء" (1). ولهذا أوردوا في بيان معناه كل ما يحتمل معنى الصلة والاتصال.
ولما كان "النسب" يطلق على "الصلة" و"الاتصال" كان بعض اللغويين يعبّر عنه بأنه معروف؛ ولذا نقل الزبيدي في شرح القاموس عن اللبلي في شرح الفصيح قوله: "النسب: معروف".
ثم لك أن تديره على ما تشاء من أنواع الصلة، ومنها:
1 - صلة الأبناء بالآباء والأمهات: فالنسب إذا: اتصال الأبناء بالآباء، فجاز أن يطلق من جهة الأمّ والأب على معنى الصلة والمتات؛ ولهذا لا يشكل قول ابن السكيت عندما قال عن "النسب": "يكون مِن قِبل الأمّ والأب"، فإنّ قوله محمود على الإطلاق اللغوي. أما حمل عمود النسب، فليس للأمّ؛ إذ إنّ النسب مختص في الشرع بالآباء لقوله تعالى: "وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ"،وقوله: "ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ" الآية. وقد انعقد الإجماع على ذلك كما نقله غير واحد من الفقهاء، وليس هذا محل بسط هذه المسألة (2).
2 - الصلة بالقبائل والأجداد البعيدين: وهي صلة المرء بأب له قديم، فيقال فيه: "نسبه من قبيلة كذا، أو هو من آل فلان؛ ولهذا يعرف بعضهم النسب بذلك، فيقولون -في النسب-: هو أن تذكر الرجل، فتقول هو: فلان بن فلان، أو تنسبه إلى قبيلة. ويقال عندهم: نسبت فلانًا أنسبه بالضم نسبًا إذا رفعت نسبه إلى جده الأكبر. وأشهر ما يعرف به "النسب": القرابة، وعد الآباء وما يتصل بهم. قال في شرح القاموس: "والنسب: القرابة، أو هو: في الآباء خاصة".
3 - ومنه الصلة والاتصال ببلد أو حرفة أو صناعة أو تجارة، أو جهل أو علم، أو صفة خلقية.
قال الإمام الشافعي رحمه الله ورضي عنه -وهو ممن يستشهد بكلامه ولفظه-: "والنسب اسم جامع لمعانٍ مختلفة، فينسب الرجل إلى العلم وإلى الجهل، وإلى الصناعة، وإلى التجارة، وهذا كله نسب مستحدث من فعل صاحبه وتركه الفعل" (3).
4 - ومنه: إطلاق شعر "النسيب" في النساء، ووجه تسميته بذلك "أنه ذِكْر يتصل بها، ولا يكون إلاّ في النساء"، قاله ابن فارس (4).
ثم تتابعوا في كتب "المعاجم والتعريفات والمصطلحات" على إدراك هذا المعنى من أنّ النسب يعني "الاتصال"، فمدوا رواقه إلى معان وتقييدات مبتكرة جديدة، وهو تفنن أشبه وأوثق صلة بالمصطلحات منه بالتعاريف (5). فهذا المناوي يقول في مهمات التعاريف: "النسب والنسبة: اشتراك من جهة أحد الأبوين، وذلك ضربان:
- نسب بالطول: كالاشتراك بين الآباء والأبناء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/298)
- ونسب بالعرض: كالنسب بين الإخوة وبني الأعمام.
وفلان نسيب فلان، أي: قريبه.
وتستعمل "النسبة" في مقدارين متجانسين بعض التجانس، يختص كل منهما بالآخر (6).
وقال الفيومي في المصباح المنير: " ... ، ثم استعمل النسب وهو المصدر في مطلق الوصلة بالقرابة، فيقال: بينهما نسب، أي: قرابة ... ، ومن هنا: استعير النسبة في المقادير، لأنها وصلة على وجه مخصوص، فقالوا: تؤخذ الديون من التركة والزكاة من الأنواع بنسبة الحاصل، أي: بحسابه ومقداره، ونسبة العشرة إلى المائة: العشر، أي: مقدارها: العشر، والمناسب: القريب، وبينهما مناسبة، وهذا يناسب هذا، أي: يقاربه شبهًا، ونسب الشاعر بالمرأة ينسب -من باب ضرب- نسيبًا: عرَّض بهواها وحبها". أهـ (7).
ثانيًا: "علم النسب" في الاصطلاح:
قال حاجي خليفة في كشف الظنون: علم الأنساب: وهو علم يتعرّف منه أنساب الناس، وقواعده الكلية والجزئية، والغرض منه: الاحتراز عن الخطأ في نسب شخص" (8). ثم قال: "وهذا العلم مِن زياداتي على مفتاح السعادة، والعجب مِن ذلك الفاضل كيف غفل عنه مع أنه علم مشهور، طويل الذيل، وقد صنفوا فيه كتبًا كثيرة" (9).
أقول: قد نصّ طاش كبري زاده في مفتاح السعادة على أنّ "علم التواريخ" يدخل فيه العلم بالأنساب، لكنه -رحمه الله- لم يفرده على وجه الاستقلال (10).
وعرّفه عبد القادر بن محمد الطبري في عيون المسائل من أعيان الرسائل بقوله: "علم النسب" يبحث فيه عن اتصال الآباء بالأبناء.
وموضوعه: شعوب العجم وقبائل وأسباط بني إسرائيل.
وفائدته: بقاء التعارف.
واستمداده: من الكتاب والسنّة، وعِلم السِّيَر، والأخبار.
وحُكْمُه: أنه يفترض معرفة نسب رسول الله ?. ويفترض كفاية لمعرفة رواة الأثر، وحَمَلَة الشرع المطهّر. ويجب لصلة الأرحام ومعرفة قرابة النسب والرضاع" أهـ (11).
وقوله رحمه الله: "إنّ موضوعه: ... "إلخ، فيه إعواز، إذ إنه اقتصر على أنساب العجم وقبائل بني إسرائيل! وموضوع النسب أعمّ مَن ذلك".
وعرفه الآلوسي في بلوغ الأرب بأنه: "علم يتعرف به أنساب الناس" (12).
وعبارة حاجي خليفة والطبري أوفى بالمعنى. وتحليل عبارتهما يؤخذ منها أنّ علم النسب يقوم على أصلين:
الأول: المعرفة المجردة بأنساب الناس.
الثاني: معرفة قواعد النسب الكلية والجزئية.
مادة الأصل الأول يمكن استمدادها مِن كتب النسب المصنفة المطبوعة والمخطوطة، ومِن مشجرات الأنساب، وكُتب الرحلات، ومِن مصادر الاستمداد: القيام بالرحلات الميدانية وتتبع الأُسَر وأخبارها، والاستماع للرواة، كما تستمد مِن علم التاريخ والأخبار والتراجم والسِّيَر، وغير ذلك مِن مصادر الاستمداد.
أما مادة الأصل الثاني، فيمكن استمدادها مِن عدة علوم متنوعة، مدارها على العلوم الخادمة للكتاب والسنّة، مثل: علوم الحديث المتنوعة؛ ففيها قطعة صالحة من قواعد هذا الفن، وعلم الفقه والخلاف، وعلم اللغة، وعلوم العقائد. فإنّ مَن استقرأ هذه العلوم خرج بجملة وافرة من قواعد هذا الفن، فمجرد المعرفة والنقل من كتب الأخبار والنسب لا تكفي لتصحيح الأنساب والكلام فيها، بل لا بد من استمداد الناسب ما يكفيه مِن مواد الأصل الثاني، كتابًا وسنّة وما يخدمهما.
ولذا، فما قام الدليل على بطلانه من الكتاب أو السنّة لا يقبل، ولو قاله مَن قاله مِن النسابين، وذلك مثل القول بنظرية "الطوطم" وما يتعلق بها، و"النسب الأمومي". ومِن هذا الجنس ما تحيله بدائه العقول والفِطَر السليمة؛ كمن يثبت بعض الأنساب من جهة ما يعرف بـ"أخبار المعمرين"، وهو واد مِن أودية الضلال، زلّت فيه أقدام، فسقطت على أمّ رأسها، وضاع سعيها، نعوذ بالله مِن الخذلان.
ويؤخذ من التعريف المتقدم أنّ أسعد الناس حظًّا به هم أهل الفقه، فإنهم أعلم الناس بقواعد النسب الشرعية، وهي المطلب الرئيس في هذا العلم، فإن رُزِق الفقيه سعادة، ووُفّق للاستبحار والتوسع في العلوم الأخرى التي يستمد منها علم النسب قواعده، كان كلمة إجماع في النسب، ولهذا نجد الناس يلجأون عبر مر العصور والأجيال إلى الفقهاء إذا جدّت عندهم نوازل النسب، وذلك لمسيس الحاجة إلى تأصيل الشرع.
وقد جرت العادة أنّ نوازل النسب من رباع الفقهاء وصفوهم، لا مدخل فيها لأحد مِن النسابين معهم، فهم أهلها، وأحق بها!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/299)
وبما تقدّم تعلم أنّ مجرد الأخذ مِن كُتب التراجم والتاريخ لا يكفي في إثبات الأنساب حتى يعرض على الأصل الثاني، وهو موافقته للقواعد الكلية والجزئية للفن. ولذا يستنكر على جمع مِن الناس إثباتهم للأنساب مِن كُتب التراجم والأخبار دون تحقيق لأصل النسب، ومن مشاهير هؤلاء العلاّمة محمد مرتضى الزبيدي، رحمه الله تعالى؛ فإنه ممن يعتمد على هذه الطريقة، وقد جرى على هذه الطريقة جمع من المتأخرين والمعاصرين في تأليف كتبهم في الأنساب وتدوين مشجرات أنسابهم، فتراهم ينقلون ما يجدون في كتب التراجم والأخبار دون عرض لذلك على القواعد الكلية والجزئية للفن، وهل هناك ما ينقض تلك الأنساب بتلك الأعمدة أم لا؟ ولا ريب أنّّ في هذه الطريقة مِِن الزلل والخطأ ما لا يخفى على منصف!.
وعلى قدر معرفة الناسب بهذه العلوم التي يستمد منها "علم النسب"، يصح أن يقال فيه إنه: "ناسب"، أو "نساب"، ويكون لقوله وكتابته وزن يعتدّ به.
ثالثًا: تعريف الناسب والنساب والنسابة: 1 -
الناسب:
على قدر التتبع، لم أعثر على مَن عرَّف "الناسب"، أو "النسابة" على وجه الاصطلاح، كما هو متعارف عليه عند أهل الفنون. وربما كان مردّ ذلك أنّ المعنى الاصطلاحي غايته أن يكون مشربًا في المعنى اللغوي، فيستفاد مِن جهته. ولهذا المعنى -والله أعلم- لم يفردوه بالتعريف لئلا يفضي إلى التكثر والتكلف.
ولهذا إذا ضبط معنى "علم النسب" أمكن تعريف "الناسب" و"النساب". وبما تقدم، يمكن القول: إنّ "الناسب: هو المشتغل بعلم الأنساب"، ولك أن تقول: "هو العالم بالأنساب". فيجتمع فيه إذًا أمران:
1 - العلم بأنساب الناس وأخبارهم.
2 - العلم بقواعد النسب الكلية والجزئية.
وقد بحث القلقشندي في نهاية الأرب، ومِن بعده الآلوسي في بلوغ الأرب بعضًا مما يجب على الناظر في علم النسب، وذاكرًا فيه بعض الأمور المهمة في النسب، وهي مهمة في تعريف الناسب والنسابة، إلاّ أنهما لم يتوسعا، وإنما اكتفيا بذكر نزر يسير منها (13). ولم يلتفتا إلى تعريف هذا العلم مع أهمية ضبطه، وما ذكراه مِن المباحث تختصره عبارة حاجي خليفة السابقة الذكر في تعريف "علم الأنساب".
وممن شارك في ضبط بعض قواعد هذا الفن، ابن خلدون في مقدمته، وتاريخه، فله الفضل في ابتداء العمل ببعض القواعد واعتماد بعض الضوابط.
2 - النسّاب:
صيغة مبالغة على وزن فعّال، فكأنه بلغ الغاية في العلم بالنسب، وإذا أرادوا مدحه أضافوا له "التاء" للمدح والمبالغة لا للتأنيث، كما يقال في "العالِم": "علاّمة" مدحًا ومبالغة.
قال ابن الأثير: "النسابة: البليغ العِلم بالأنساب. والهاء فيه للمبالغة، مثلها في العلاّمة". أهـ (14).
وقال في القاموس: "النسّاب والنسّابة: العالم بالنسب" (15).
وقال الزبيدي في "شرحه": النسّاب والنسّابة: البليغ العالِم بالنسب. جمعُ الأول: النسّابون. وأدخلوا الهاء في نسّابة للمبالغة والمدح، ولم تلحق لتأنيث الموصوف، وإنما لحقت لإعلام السامع أنّ هذا الموصوف بما (16) هي فيه قد بلغ الغاية والنهاية، فجعل تأنيث الصفة إمرة لما أريد مِن تأنيث الغاية والمبالغة. وهذا القول مستقصى في "علاّمة".
وتقول: عندي ثلاثة نسّابات وعلاّمات، تريد: ثلاثة رجال، ثم جئت بنسّابات نعتًا لهم" (17).
خاتمة
بما سلف، تعلم أنّ الناسبين درجات في هذا الشأن، فمنهم مَن لا يكتب له مِن علم النسب إلاّ المعرفة المجردة بأنساب الناس دون تحقيق لقواعد علم النسب الكلية والجزئية؛ ومنهم مَن لا يلمح منه إلاّ العصبية، فهو في وحلها وخبالها يتمرغ؛ ومنهم مَن يتعلم أحكامه وبعض قواعده ليتوصل إلى الطعن في الأنساب؛ ومنهم مَن يجعل مجرد معرفته بالناس سُلّمًا لجمع المال والبحث عن الجاه والصدارة في المجالس؛ ومنهم مَن يلمح جلالة الفن، ويهوله ضخامة القدر، فيأخذه مِن أبوابه، وقد أعدّ لكل باب مفتاحه، وهؤلاء الكبريت الأحمر في الناسبين.
وإذا نظرت في طبقات النسابين وجدت أنها تجمع بين السنيّ الطيّب والبدعيّ الخبيث، والعالِم المبارك والجاهل المشارك، والخاص الفاضل والعامي السافل.
وعلى هذا، فكلمة "الناسب" أو "النسّاب": واد تسوم فيه دواب كثيرة، فمنهم مَن يمشى على بطنه، ومنهم مَن يمشي على رِجْلين، ومنهم مَن يمشي على أربع، يخلق الله ما يشاء، وما مثلهم إلاّ كإبلٍ مائة لا تكاد تجد فيها راحلة"!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/300)
وأختم بما قاله أبو الطيب المتنبي في بعض نسّابي زمانه (18):
وماذا بمصر مِن المضحكات
بها نبطي مِن أهل السواد ولكنه ضحكٌ كالبكا
يدرسُ أنسابَ أهل الفلا!
الهوامش:
* الظهران، المملكة العربية السعودية.
(1) معجم مقاييس اللغة 5/ 423 - 424.
(2) انظر: إعلام الموقعين لابن القيّم، 2/ 66 - 67، وزاد المعاد 5/ 400 - 401، والفروع لابن مفلح 5/ 529، فقد رمز للمسألة بـ"ع"، وهي في مصطلحه تعني: الإجماع، كما نص عليه في أول الكتاب.
(3) الأم للإمام الشافعي، 4/ 131.
(4) معجم مقاييس اللغة 5/ 423 - 424، تحقيق عبدالسلام هارون.
(5) توجد كلمات كثيرة ومصطلحات تتردد في كلام العلماء والناسبين تحتاج إلى جمع وبحث.
(6) ص696.
(7) المصباح المنير، 230.
(8) كشف الظنون 1/ 178، ونقله عنه في أبجد العلوم 2/ 99، دار الكتب العلمية.
(9) الكشف 1/ 178.
(10) مفتاح السعادة 1/.
(11) نقلا عن: مقدمة في النسب لعبدالستار الدهلوي، مخطوط (ق 3).
(12) 3/ 182.
(13) نهاية الأرب للقلقشندي 13 - 32، دار الكتب العلمية، 7 - 23، تحقيق الأبياري؛ وانظر: بلوغ الأرب 3/ 191 - 192.
(14) النهاية في غريب الحديث 5/ 46؛ ومجمع بحار الأنوار 4/ 692.
(15) 176.
(16) العبارة في الأصل قلقة، وفي طبعة الخيرية (تصوير صادر): "وإنما لحقت لإعلام السامع أنّ هذا الموصوف مما هي فيه، ... ". وفي الهامش إحالة في هذا الموضع تقول: "قوله مما، الظاهر: "بما"؛ وقوله: تأنيث الغاية المبالغة"، كذا بخطه، ولعل هنا كلمة ساقطة يدل عليها الكلام". أهـ (1/ 483).
(17) تاج العروس 4/ 263، الكويت، تحقيق عبدالعليم الطحاوي، سنة 1968.
(18) يعني بالنبطي الوزير الكاتب بمصر، وكان عالِمًا، رحلة، قصده الدارقطني وغيره؛ ومع هذا لم يرتضه المتنبي فكيف بغيره؟!. انظر: المتنبي لمحمود شاكر، 366.
مكتبة العرب
شقراء مدينة وتاريخ، تأليف د. محمد بن سعد الشويعر، ط2، الرياض، المؤلف، سنة 1424هـ، 2003م، جزآن.
يأتي هذا الكتاب ضمن سلسلة مؤلفات المواضع الحديثة التي أخذت في الانتشار تعريفًا ببلدان المملكة وبخاصة من قِبل أبنائها من الكتّاب والمؤلّفين. وهو عمل يحفظ لهذه البلدان تاريخها ويعرّف بأهلها، ويدلّ على آثارها وجهود علمائها ... وذلك أمر حسن بدأ به علماؤنا القدماء في التأليف بتواريخ البلدان كالخطيب البغدادي، وحمزة بن الحسن الأصبهاني، وابن عساكر، وغيرهم. غير أنّ علماءنا القدماء كانوا أكثر منا اهتمامًا بالعلم، فأولوا جل اهتمامهم لترجمة العلماء والشعراء وأصحاب الكلمة من سكان تلك البلدان، فقدّموا تراجم موسعة ومختصرة لهم، فحفظوا لنا بذلك تراثًا هائلاً أصبحنا الآن في أمس الحاجة إليه.
وهذا الكتاب لا يقتصر على ذِكر المشاهير من العلماء والأمراء والقضاة ونحوهم، وإنما يتعدى ذلك إلى التعريف بتاريخ هذه البلدة العريقة ووصف ماضيها وحاضرها والإلمام بعادات أهلها الاجتماعية، وما حدث لها من تطور في هذا العهد.
وزاد من قيمة هذا الكتاب اشتماله على وثائق خطية نقلت بأكملها وصوّرت في الكتاب مما يجعله مرجعًا مهمًّا لكثير من شؤون الحياة في هذه المدينة.
أ. م. ض
محن الشعراء والأدباء وما أصابهم من السجن والتعذيب والقتل والبلاء، تأليف د. يحيى الجبوري، ط1، بيروت، دار الغرب الإسلامي، سنة 2003م، 294ص.
يَعُدّ الدكتور يحيى الجبوري، مؤلِّفَهُ الجديد هذا امتدادًا لكتاب المحن الذي ألّفه أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم، المتوفى سنة 333هـ، والذي سبق أن حققه سنة 1983م وأعيد طبعه سنة 1988م. وبذلك يشتمل الكتاب على محن الشعراء والأدباء والعلماء الذين لم يذكروا في كتاب أبي العرب؛ إذ كان اهتمامه في الأساس منصرفًا إلى محن الخلفاء والفقهاء والقضاة والمحدثين ونحوهم.
اختار المؤلف عرض محن 29 شخصية ممن سجن أو شرّد أو ضرب أو صودرت أملاكه أو صلب أو قتل، سواء أكان مظلومًا أم ظالمًا، وسواء كان صريع سياسة أوصريع لسانه وأطماعه. ولم يدخل فيهم من طبق عليه حد من حدود الشريعة.
أما المدة الزمنية التي جرت فيها هذه الأحداث فتبدأ من العصر الجاهلي، وتنتهي في القرن السادس الهجري.
قدّم المؤلف لكتابه بمقدمة ضافية عن مسيرة العنف والتعذيب في التاريخ الإسلامي، وتحدّث عن أنواع القتل والتعذيب، وموقف الإسلام من التعذيب والقتل والمثلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/301)
وأتبع الكتاب بالمصادر والمراجع وثمانية فهارس شملت الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والشعر، والأعلام، والقبائل ونحوها، والمواضع والبلدان، والأديان، والمذاهب، والموضوعات.
أ. م. ض
إهداءات إلى مكتبة العرب
أولاً: الكتب
- صنعا حَوَتْ كلّ فنّ، ديوان أحمد بن حسين المفتي، تحقيق د. محمد عبده غانم، ط2، 1407هـ/1987م، الدار اليمنية للنشر والتوزيع.
- نقوش صفوية من شمالي المملكة العربية السعودية، د. سليمان بن عبدالرحمن الذييب، ط1، 1424هـ/2003م، نشر مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية.
- شعاع في الأفق (ديوان شعر)، عبدالله بن حمد الحقيل، ط1، 1416هـ/1996م، دار أضواء المعرفة.
- في التربية والثقافة، عبدالله بن حمد الحقيل، ط1، 1399هـ/1979م.
- كلمات متناثرة، عبدالله بن حمد الحقيل، ط2، 1395هـ/1975م.
- رياح السنين، راضي صدوق، ط1، 1416هـ/1996م، دار كرمة للنشر.
- ديوان الشعر العربي في القرن العشرين، ج1، راضي صدوق، ط1، 1414هـ/1994م، دار كرمة للنشر.
ثانيًا: المجلات:
- العالمية، العدد 149، شعبان 1423هـ/أكتوبر 2002م، السنة 14، رئيس التحرير: يوسف محمد عبدالرحمن.
- الخفجي، العدد 6، جمادى الأولى 1423هـ/يوليو-أغسطس 2002م، السنة 32، رئيس التحرير: عبدالله بن مشاري الشعلان.
- الضاد، العدد 7، تموز 2002م، رئيس التحرير: رياض عبدالله حلاق.
- الضاد، العدد 8، آب 2002م، رئيس التحرير: رياض عبدالله حلاق.
- عالم الكتب، م25، العددان 1 - 2، رجب-شعبان/رمضان-شوال 1423هـ، سبتمبر-أكتوبر/نوفمبر-ديسمبر 2002م، المجلد 24، رئيس التحرير: يحيى محمود بن جنيد.
- الإيسيسكو، العدد 52، شعبان 1423هـ/أكتوبر 2002م.
- المجلة الثقافية: العدد 56، صفر -جمادى الأولى 1423هـ/نيسان (أبريل) -تموز (يوليو) 2002م، رئيس التحرير: د. أحمد الربايعة.
مجلة العرب: http://hamadaljasser.com/article/article_detail.asp?articleid=120
ـ[أمين حماد]ــــــــ[24 - 10 - 08, 07:30 م]ـ
جزاك الله يا أبا حاتم على هذا الموضوع المفيد
ولا يخفى عليك حفظك الله أن ابن خلدون لايترك قوله ولايتبع في كل أقواله
فهو يحاول نفي نسب الجعفريين بمجرد استنتاجاته مع شهادته أن مؤرخيهم مطبقون على ذالك
ونفيه وجود ذرية العباس بالمغرب إن كان قصده العصور الأولى فمسلم
وإن قصد من القرن الخامس فلا يسلم ففي كتب التراجم عكس ما يقول
وليس هذا غريبا بل خطئ عادي فقد ادعى بعض المؤرخين المغاربة أن لاوجود لذرية حمزة بن الحسين بالمغرب
رضي الله عنهما
وجمهرة النسب لابن حزم ترد ذلك
وفقنا الله وإياكم لخيري الدنيا والآخرة والذب عن نسب الأشراف بمنه وكرمه
وإذا بحوزتك نسب الفقيه الشريف علي جد الملوك العلماء بالمغرب فحبذا أن تفدنا به إذ أنه هاجر من ينبع متأخرا ولم أجد من الأخوة
المغاربة إلى الآن من يسعفني به وشكرا
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[15 - 05 - 09, 08:59 م]ـ
ما شاء الله عليك يا أبا حاتم الهجاري:
ضوابط مفيده ومحاولة جديده وهامه للغاية في ضبط أصول علم الأنساب والقبائل؛ نتمنى منك الإستمرار في ضبط وتأصيل هذا الفن القديم الجليل؛ بعد أن أصبح بحثك مرجعاً ومحل إهتمام النسابين والمعتنين بهذا العلم المعقد الشائك.
وقد وقعت قبل أيام على كتاب بعنوان: (أصول علم النسب والمفاضلة بالأنساب)
تأليف: فؤاد بن عبده بن أبي الغيث الزبيدي.
جاء في الكتاب عند ذكره المحاولات المفيدة في ضبط علم النسب ص85:
قوله: مقالة بعنوان ضوابط هامة في علم الأنساب؛ لناجي بن تركي بن حسن الهجاري الحسني؛ مكتوبة بالضوء في شبكة الحاسبات الآلية في الموقع المعروف بملتقى أهل الحديث؛ بتاريخ الأحد 24/ 11 / 1424هـ وهي في نحو 25 ورقة.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[21 - 08 - 09, 08:32 م]ـ
ما شاء الله عليك يا أبا حاتم الهجاري:
ضوابط مفيده ومحاولة جديده وهامه للغاية في ضبط أصول علم الأنساب والقبائل؛ نتمنى منك الإستمرار في ضبط وتأصيل هذا الفن القديم الجليل؛ بعد أن أصبح بحثك مرجعاً ومحل إهتمام النسابين والمعتنين بهذا العلم المعقد الشائك.
وقد وقعت قبل أيام على كتاب بعنوان: (أصول علم النسب والمفاضلة بالأنساب)
تأليف: فؤاد بن عبده بن أبي الغيث الزبيدي.
جاء في الكتاب عند ذكره المحاولات المفيدة في ضبط علم النسب ص85:
قوله: مقالة بعنوان ضوابط هامة في علم الأنساب؛ لناجي بن تركي بن حسن الهجاري الحسني؛ مكتوبة بالضوء في شبكة الحاسبات الآلية في الموقع المعروف بملتقى أهل الحديث؛ بتاريخ الأحد 24/ 11 / 1424هـ وهي في نحو 25 ورقة.
حياك الله وبياك أخي الكريم مصعب وسرني جدا ما ذكرت من عزو الأخ الفاضل فؤاد بن أبي الغيث لهذا البحث المتواضع ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[23 - 11 - 09, 08:52 ص]ـ
للفائدة والتذكير
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[26 - 11 - 09, 09:29 ص]ـ
حياكم الله وبياكم أخي أباحاتم الشريف
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ونفع بكم وبعلمكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/302)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[03 - 12 - 09, 10:52 ص]ـ
حياك الله أخي صلاح وعودا حميدا وتقبل الله من الجميع
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[07 - 07 - 10, 10:20 ص]ـ
كان لي شرف حضور اللقاء التعارفي
(للباحثين والمهتمين بالأنساب يناقش تجارب الباحثين والرواية الشفوية والبحث في فروع القبائل بالمدينة المنورة
وكان اللقاء الذي حضره أكثر من 40باحثاً ومهتماً في مجال الأنساب قد ناقش ثلاثة محاور جاء المحور الأول عن تجارب المؤلفين في التأليف وأجاب عليه الدكتور مبارك المعبدي,
وجاء المحور الثاني عن الرواية الشفوية كإثبات علمي وأجاب عليه الدكتور عمر السلمي,
وجاء المحور الثالث عن تأصيل الكتابة في فروع الأسر وأجاب عليه الأستاذ ياسر الأنصاري.
بعد ذلك استمع الحضور لمداخلات الباحثين الآخرين وكانت في مجملها حول الكتابة المعاصرة في الأنساب.) منقول
وفي الحقيقة وددت لو استمر هذا اللقاء كل سنة مرة أو مرتين وجزى الله القائمين على هذا اللقاء خيرا
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[06 - 10 - 10, 06:15 م]ـ
لأهمية هذا الموضوع رفعناه مرة أخرى والله الموفق(139/303)
كلام ابن خلدون في تاريخه عن العرب يحتاج الى اعادة نظر
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 01:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما كنت أقرء في تاريخ ابن خلدون أوقفتني فصول وكلمات جاء ذكرها بين الأسطر وقلت هل هي حقيقة نعترف بها نحن العرب وخاصة عندما نرجع الى تاريخنا منذُ عاد وثمود الى ما بعد الخلافة الإسلامية أم أن كلام المؤلف عن العرب يحتاج الى نظر
ومن هذا الباب أحببت أن تشاركوني بالرأي لما لهذه الكلمات من أهمية وخاصة أننا الآن نمر نحن العرب بمنزلق خطير يهدد ديننا وأمننا
والآن أترككم مع كلام ابن خلون.
الفصل السادس والعشرون
في أن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب
والسبب في ذلك أنهم أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم فصار لهم خلقاً وجبلةً، وكان عندهم ملذوذاً لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم، وعدم الانقياد للسياسه. وهذه الطبيعة منافية للعمران ومناقضة له. فغاية الأحوال العادية كلها عندهم الرحلة والتغلب وذلك مناقض للسكون الذي به العمران ومناف له. فالحجر مثلاً إنما حاجتهم إليه لنصبه أثافي للقدر، فينقلونه من المباني ويخربونها عليه، ويعدونه لذلك. والخشب أيضاً إنما حاجتهم إليه ليعمدوا به خيامهم ويتخذوا الأوتاد منه لبيوتهم فيخربون السقف عليه لذلك. فصارت طبيعة وجودهم منافية للبناء الذي هو أصل العمران. هذا في حالهم على العموم. وأيضاً فطبيعتهم انتهاب ما في أيدي الناس، وأن رزقهم في ظلال رماحهم، وليس عندهم في أخذ أموال الناس حد ينتهون إليه، بل كلما امتدت أعينهم إلى مال أو متاع أو ماعون انتهبوه. فإذا تم اقتدارهم على ذلك بالتغلب والملك بطلت السياسة في حفظ أموال الناس وخرب العمران. وأيضاً فلأنهم يتلفون على أهل الأعمال من الصنائع والحرف أعمالهم، لا يرون لها قيمةً ولا قسطاً من الأجر والثمن؛ والأعمال كما سنذكره هي أصل المكاسب وحقيقتها؛ وإذا فسدت الأعمال وصارت مجاناً، ضعفت الآمال في المكاسب، وانقبضت الأيدي عن العمل؛ وابذعر الساكن، وفسد العمران. وأيضاً فإنهم ليست لهم عناية بالأحكام وزجر الناس عن المفاسد ودفاع بعضهم
عن بعض؛ إنما همهم ما يأخذونه من أموال الناس نهباً أو غرامةً’ فإذا توصلوا إلى ذلك وحصلوا عليه أعرضوا عما بعده من تسديد أحوالهم والنظر في مصالحهم وقهر بعضهم عن أغراض المفاسد. وربما فرضوا العقوبات في الأموال حرصاً على تحصيل الفائدة والجباية والاستكثار منها كما هو شأنهم؛ وذلك ليس بمغن في دفع المفاسد وزجر المتعرض لها؛ بل يكون ذلك زائداً فيها لاستسهال الغرم في جانب حصول الغرض فتبقى الرعايا في ملكتهم كأنها فوضى دون حكم. والفوضى مهلكة للبشر مفسدة للعمران، بما ذكرناه من أن وجود الملك خاصة طبيعية للإنسان لا يستقيم وجودهم واجتماعهم إلا بها؛ وتقدم ذلك أول الفصل. وأيضاً فهم متنافسون في الرئاسة، وقل أن يسلم أحد منهم الأمر لغيره ولو كان أباه أو أخاه أو كبير عشيرته، إلا في الأقل وعلى كره من أجل الحياء؛ فيتعدد الحكام منهم والأمراء، وتختلف الأيدي على الرعية في الجباية والأحكام، فيفسد العمران وينتقض. قال الأعرابي الوافد على عبد الملك لما سأله عن الحجاج وأراد الثناء عليه عنده بحسن السياسة والعمران، فقال: "تركته يظلم وحده ". وانظر إلى ما ملكوه وتغلبوا عليه من الأوطان من لدن الخليقة كيف تقوض عمرانه، وأقفر ساكنه، وبدلت الأرض فيه غير الأرض: فاليمن قرارهم خراب إلا قليلاً من الأمصار؛ وعراق العرب كذلك قد خرب عمرانه الذي كان للفرس أجمع؛ والشام لهذا العهد كذلك؛ وأفريقية والمغرب لما جاز إليها بنو هلال وبنو سليم منذ أول المائة الخامسة وتمرسوا بها لثلاثمائة وخمسين من السنين قد لحق بها وعادت بسائطه خراباً كفها، بعد أن كان ما بين السودان والبحر الرومي كله عمراناً، تشهد بذلك آثار العمران فيه من المعالم وتماثيل البناء وشواهد القرى والمدر. والله يرث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
وفي الباب الي بعده ذكر هذا الفصل في أن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة
أو ولاية أو أثر عظيم من الدين علي الجملة
كما أن الباب الي قبله ذكر أيضا الفصل الخامس والعشرون
في أن العرب لا يتغلبون إلا علي البسائط
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[15 - 01 - 06, 05:20 م]ـ
انظر هنا وفقك الله:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30418&highlight=%C7%C8%E4+%CE%E1%CF%E6%E4+%C7%E1%DA%D1%C 8
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[15 - 01 - 06, 11:49 م]ـ
للعلماء ردود كثيرة على ابن خلدون في التاريخ والعقيدة والحديث، وممن رد عليه في بعض المسائل: الهيثمي وابن حجر والغماري والشيخ عبد الرزاق حمزة والعلامة الألباني ... ورأيت كتابا طبع أخيرا بدار الإمام مالك بالجزائر لأحد الأساتذة يتتبع فيها كثيرا من أوهام ابن خلدون وإطلاقاته التي اتخذها الناس مسلمات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/304)
ـ[أبو أحمد الحنبلي]ــــــــ[15 - 01 - 06, 11:59 م]ـ
الأخ أبو أبراهيم الكويتي .....
من أفضل وأمتع الكتب التي قرأتها ((مقدمة بن خلدون))
وهو عندما يتحدث عن العرب إنما يتحدث عن الأعراب أو العرب الذين تخلوا عن دينهم لا يقصد العرب المتمسكين بدينهم والمعروف عن بن خلدون أنه قاضي رحمه الله ....
والمتبصر في واقع الشعوب العربية والشعوب الأوروبية .. والأسوية ... يجد مصداق كلام أبن خلدون رحمه الله ... وقد يكون أساء كثيرا عند حديثه عن الفتح الأسلامي ولكن بشكل عام كلامه عن الجنس العربي صحيح إذا أن العرب لا يصلحهم إلا الدين وأن خلو ا منه فإلى البهائم أقرب بينما الشعوب الأخرى وأن خلت من الدين يبقى عندها من العدالة والنظام والحقوق والآداب ما يمكنها أن تقيم حضارة مادية كما نشاهد الآن أما العرب فلا يمكنهم ذلك إلا بالدين .. والله أعلم
ـ[عبد]ــــــــ[16 - 01 - 06, 12:36 ص]ـ
كنت قد قرأت هذا الفصل واستوقفني كثيراً، وكلامه - رحمه الله - له ما يشهد له من صفحات التاريخ (وبالطبع له ما يشهد ضده وهو قليل!)، والمتتبع لتاريخ الأندلس مثلاً، يجد أن أهلها في عهد عبدالرحمن الداخل قد "تحضروا"، وبعدوا عن طباع العرب البدو المتوحشين الذين أثر فيهم الإسلام قليلاً، وكانت قد أنشئت قبلهم البنايات والطرق والقناطر، في عهد الولاة السابقين لعبدالرحمن الداخل، ومع ذلك كانت ولايته - رغم حصافته وحكمته وقوة رأيه وحرصه على التفاف الشمل - من أكثر العهود تأثرا بالثورات والمشاغبات وذلك من قبل الصُميل المتعصب، ويوسف الفهري المتعصب الآخر ومن شاكلهم. بل استفحل الأمر إلى ان قام الأعرابي سليمان (سليمان الأعرابي) بالاستعانة ولأول مرة ب (شارلمان) الكافر على المسلمين في الأندلس، وكان قد ثار هذا الأعرابي في الشمال، ووعد شارلمان بسرقسطة إذا ما عاونه في القضاء على عبدالرحمن الداخل واستلاب الحكم منه!
أقول - الشاهد - أن تحضر العرب الأندلسي (مع أن فيهم بربر كثير وصقالبة حينئذٍ) لم يشفع لهم في التخلص من الطبيعة الوحشية التي ذكرها ابن خلدون، فقد ظهر المخبأ من السجايا، بل ظهر الإسراع إلى إيقاع الخراب - كما ذكر ابن خلدون - بالبلاد من قِبلهم، ثورة تلو ثورة، وهكذا.
والسر هنا، هو أن العرب أقوى الناس وأحسنهم بالإسلام، ولكنهم من أشدهم بربرية و تخلفاً ووحشية عند تخليهم عنه وابتعادهم عن هدي نبيهم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الذي بعث فيهم.
ولذلك فطريقة تفسيرنا وفهمنا لعمل ابن خلدون هو الذي يحتاج إلى إعادة نظر، باستقراء التاريخ واستيعاب دروسه جيدا، وقد ذكر أحد الإخوة الفضلاء على الرابط الموضوع اعلاه أن السبب في بؤس حال العرب ورداءة حالهم هو استبداد الظلمة من الحكام الطغاة ... الخ، ولكن أليسوا من العرب كذلك؟!، فينطبق عليهم كلام ابن خلدون من جهة طبعهم في إيقاع الخراب وجلب الفوضى، وقليل هم العرب حكاما ومحكومين الذين سلموا من هذا الوصف الرديء، ولا حل للعرب إلا التمسك الصحيح، الصحيح، الصحيح بالإسلام، لا يصلحهم أولا وأخيرا في كل شيء إلا هو، نعم ... العرب بشكل خاص، ألم تر أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أخبر عن الروم - وهو ليسوا عربا ولا مسلمين في آن معاً - أنهم ((أحلم الناس عند فتنة، و أوشكهم كرة بعد فرة، و خيرهم لضعيف و مسكين، و أسرعهم إفاقة بعد مصيبة، و خامسة حسنة جميلة: و أمنعهم من ظلم الملوك)).
أما العرب ففيهم من الطباع والخصال، ما يحتاجون معه إلى شدة تمسك بالإسلام أكثر من غيرهم، لأنهم كما أخبر تعالى عنهم انهم كانوا أميين، وكانوا اعداء فألهم بين قلوبهم، وكانوا يئدون البنات، وكانوا وكانوا ... وما زالت بعض العنصريات موجودة على أشدها في كل مكان، وقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في الأنساب والنياحة على الميت))، والأولى من هاتين - والله المستعان - موجودة بكثرة ولا زالت ... وللحديث بقية. والله نسأل ان يصلح أحوالنا كلها.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[16 - 01 - 06, 03:38 ص]ـ
وفقكم الله.
والمتبصر في واقع الشعوب العربية والشعوب الأوروبية .. والأسوية ... يجد مصداق كلام أبن خلدون رحمه الله ... وقد يكون أساء كثيرا عند حديثه عن الفتح الأسلامي ولكن بشكل عام كلامه عن الجنس العربي صحيح إذا أن العرب لا يصلحهم إلا الدين وأن خلو ا منه فإلى البهائم أقرب بينما الشعوب الأخرى وأن خلت من الدين يبقى عندها من العدالة والنظام والحقوق والآداب ما يمكنها أن تقيم حضارة مادية كما نشاهد الآن أما العرب فلا يمكنهم ذلك إلا بالدين .. والله أعلم
صدقوني - يا إخواننا - كأنكم ترون العرب قد خلقوا من طينة أخرى غير التي خلق منها بقية بني آدم ...
وما عنى ابن خلدون ما فهمتموه من كلامه ... والمسألة أبعد غورا مما ذهب إليه البعض ... ولها تعلق بالعوامل الطبيعية والجغرافية ... و الآحوال المعيشية ... ولا علاقة لها بمسألة جنس العرب أو جنس البربر أو الآسيويين أو المجوس ... فكل من أخذ بأسباب الحضارة نالها ... من أي جنس كان ... وفي كلام ابن خلدون نفسه ما يدل على ما ذكرتُ ... فقد أدخل في مواطن أهل البدو من غير العرب (أتراك ... ) في بعض الأحكام التي حكم بها على العرب (الأعراب) ... والحديث في هذا ذو شجون ... فانتبهوا - رعاكم الله - لئلا تتحول المسألة إلى عصبية مقيتة ... وأما شأن الإسلام فأكبر وأجل ... وما إشارة ابن خلدون إليه إلا لما في طيه من دعوة للعمران وتزكية النفوس وإتمام محاسن الأخلاق ... مصحوبة بحسن المعتقد ورجاء ثواب الآخرة ... فما كان ابن خلدون ليدعوا لذلك من غير طريق الإسلام وقد احتوى ما أراده ...
أما غيره من أهل الضلال فيريدون التقدم للعرب والمدنية من غير طريق الإسلام لأمر يراد ... فما فتئوا يدعون للحضارة من طريق الديمقراطية ... وغيرها من دعاويهم المختلطة والمخلطة ... وما ظنوا يوما أن في العرب نقصا يقعد بهم عن بلوغ أرقى درجات الحضارة ... فهل هم أحسن ظنا ببني جلدتهم منا معاشر أهل الحديث؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/305)
ـ[أبو أحمد الحنبلي]ــــــــ[16 - 01 - 06, 05:12 م]ـ
يا صاحب الفهم الصحيح .... !!!!!
اجناس البشر تتباين كثيرا في خصالها .... وهذا معلوم لكل من تبصر في الناس بل كثيرا من علماء الأجتماع. يقول بهذا أنظر ((غستاف لوبون)) ((سر تطور الأمم)) .. ...... أن الشعوب تتباين في خصالها وكلام عمر رضي الله عنه يصدق ذلك من أننا أمة أعزها الله بالإسلام وأن أبتغينا العزة في غيره أذلنا الله .... وكذلك قول عمرو بن العاص تعليقا على قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن الروم أنهم أكثر الناس في آخر الزمان .... حيث أبان مايتميز به الروم من خصال عن غيرهم من أجناس الشعوب ...
أسأل الله أن يرزقك فهما صحيح ... بارك الله فيك ..... وهذا يؤيد من ذهب إلى أن الشعوب العربية لن تقيم حضارة ذات شأن إلا بالإسلام ... وهذا القول هو الصحيح ....
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[17 - 01 - 06, 03:20 ص]ـ
قد كان يكفيك أن ترسم علامة تعجب واحدة لأفهم غرضك - رعاك الله - ...
وقد خدعك اختيار المعرف كما خدع غيرك ... فذهبت تظن به غير ما أريد منه ...
الآن سلمتُ لك جدلا بوجود التباين - حسب فهمك - بين البشر ... أين منزلة العرب من ذلك كله؟ في أي مرتبة من الأجناس البشرية تضع العرب؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 01 - 06, 08:24 ص]ـ
الأخ أبو أبراهيم الكويتي .....
من أفضل وأمتع الكتب التي قرأتها ((مقدمة بن خلدون))
وهو عندما يتحدث عن العرب إنما يتحدث عن الأعراب أو العرب الذين تخلوا عن دينهم لا يقصد العرب المتمسكين بدينهم والمعروف عن بن خلدون أنه قاضي رحمه الله ....
والمتبصر في واقع الشعوب العربية والشعوب الأوروبية .. والأسوية ... يجد مصداق كلام أبن خلدون رحمه الله ... وقد يكون أساء كثيرا عند حديثه عن الفتح الأسلامي ولكن بشكل عام كلامه عن الجنس العربي صحيح إذا أن العرب لا يصلحهم إلا الدين وأن خلو ا منه فإلى البهائم أقرب بينما الشعوب الأخرى وأن خلت من الدين يبقى عندها من العدالة والنظام والحقوق والآداب ما يمكنها أن تقيم حضارة مادية كما نشاهد الآن أما العرب فلا يمكنهم ذلك إلا بالدين .. والله أعلم
صدقت أخي وفقك الله. ويدل على كلامك قول العلامة ابن خلدون: "الفصل السابع والعشرون: في أن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية". حيث فصل في هذا في هذا الفصل
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[17 - 01 - 06, 09:42 ص]ـ
اختصارا للوقت ... أجيبوا عن السؤال ... أين منزلة العرب من ذلك كله؟ في أي مرتبة من الأجناس البشرية تضعون العرب؟
وأضيف سؤالا آخر لمن يحتج بكلام ابن خلدون ... بأي دين اهتدي من ذكرهم ابن خلدون في قوله: ( ... وأقاموا في بادية قفارهم لا يعرفون الملك ولا سياسته. بل قد يجهل الكثير منهم أنهم قد كان لهم ملك في القديم. وما كان في القديم لأحد من الأمم في الخليقة ما كان لأجيالهم من الملك ودول عاد وثمود والعمالقة وحمير والتبابعة شاهدة بذلك .... ).
أم هؤلاء ليسوا عربا؟
ـ[أبو أحمد الحنبلي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 09:57 ص]ـ
ياصاحب الفهم الصحيح
السلام عليكم .. أرجوا المعذرة .. من علامات الأستفهام!!!!!!!
والعرب بالإسلام من أتم وأكمل شعوب العالم ويشهد لذلك قوله تعالى {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} آل عمران110
نسأل الله العظيم أن يرد العرب إلى الإسلام ردا جميلا ...
ـ[عبد]ــــــــ[17 - 01 - 06, 12:57 م]ـ
اختصارا للوقت ... أجيبوا عن السؤال ... أين منزلة العرب من ذلك كله؟ في أي مرتبة من الأجناس البشرية تضعون العرب؟
أخي الفاضل،الفهم الصحيح وفقه الله، نضعهم حيث وضعوا أنفسهم.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[17 - 01 - 06, 02:46 م]ـ
ياصاحب الفهم الصحيح
السلام عليكم ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أرجوا المعذرة .. من علامات الأستفهام!!!!!!!
لا عتب ولا ملام ... وأحب من جميع إخواني أن ينادوني بأبي عبد الله ... وما الفهمَ الصحيح إلا دعوة لتحصيله والتزامه ... وبنفسي أبدأ ... فاللهم يا مفهم سليمان فهمني ....
والعرب بالإسلام من أتم وأكمل شعوب العالم ويشهد لذلك قوله تعالى {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} آل عمران110
نسأل الله العظيم أن يرد العرب إلى الإسلام ردا جميلا ...
آمين ... آمين ... آمين.
ولكن لسنا عنه نتحدث ... فهذا أمر مسلم ... وكل مَن خلقه الله من المكلفين كذلك عربيا كان أو غيره ...
أخي الفاضل،الفهم الصحيح وفقه الله، نضعهم حيث وضعوا أنفسهم.
وإياك أيها الفاضل النبيل ...
وهذا ليس جواب سؤالي ... فالسؤال عما هم ليسوا مخيرين فيه ... أين هم من تقسيمهم للأجناس ... في أي درجة العرب ... حتى بعد إدخال عامل اللغة .... ؟
و أرجو من الأحباب التكرم بالرجوع إلى الرابط في المشاركة 2 .... فإذا تحرر محل الخلاف سهل علينا الوصول للصواب إن شاء الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/306)
ـ[الغدير]ــــــــ[17 - 01 - 06, 09:40 م]ـ
يبدوا لي والله أعلم أن ابن خلدون يقصد بالعرب بعض الأعراب الذين لم يتخلقوا بخلق الإسلام وليس كل الأعراب فمن ينكر دور الأعراب في الفتوحات الإسلامية الذين كانوا هم مادتها.
وخصوصاً وأنه أي ابن خلدون عاش في منطقة المغرب العربي حيث اجتاحت قبائل بني هلال وبني سليم المغرب العربي واسقطت دول وأزعجت دول أخرى في المغرب وذلك حين نزحت هذه القبائل للمغرب العربي وهي قبائل بدوية تهتم بالرعي ولا تهتم بإقامة الدول قدر اهتمامها بالقبيلة وتتبع المراعي.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[17 - 01 - 06, 10:38 م]ـ
نعم - وفقك الله - فابن خلدون يقصد الأعراب ... بل الموغلين في البداوة والتصحر منهم ... ومن في معناهم من بقية الأمم من ترك وأكراد وصقالبة ... وهؤلاء هم أهل القسم الثالث من البدو حسب تقسيم ابن خلدون ... وتعليله في عدم تأتّي الملك لهم إلا عن طريق نبوة أو ولاية أو أثر عظيم، يدلك على هذا المعنى لا محالة ... بل وصف العرب بأنهم: (أمة وحشية) وهذا من الأدلة القوية على تعيين مراده من استعمال لفظة " العرب " ... ولعل بعض من لم يعرف معاني ألفاظ أهل العلم يستوحش هذا الوصف ويستنكره ... ولكن من تفطن لاستعمالهم ومرادهم يجد ابن خلدون يسير على الجادة ... وقد وصف أهل العلم بعض ألفاظ اللغة بالوحشي أيضا .... ومرادهم من هذا وهذا الموغل في القفر ... والمتمكن في البداوة ...
ـ[محمدالتهامي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 04:18 م]ـ
بارك الله فيكم، وجزاكم خيرا، وقد نوقش هذا الموضوع في بعض جوانبه على الرابط الآتي: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10932
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[19 - 03 - 08, 09:52 ص]ـ
المشاركة الأصلية بواسطة أبو أحمد الحنبلي
الأخ أبو أبراهيم الكويتي .....
من أفضل وأمتع الكتب التي قرأتها ((مقدمة بن خلدون))
وهو عندما يتحدث عن العرب إنما يتحدث عن الأعراب أو العرب الذين تخلوا عن دينهم لا يقصد العرب المتمسكين بدينهم والمعروف عن بن خلدون أنه قاضي رحمه الله ....
والمتبصر في واقع الشعوب العربية والشعوب الأوروبية .. والأسوية ... يجد مصداق كلام أبن خلدون رحمه الله ... وقد يكون أساء كثيرا عند حديثه عن الفتح الأسلامي ولكن بشكل عام كلامه عن الجنس العربي صحيح إذا أن العرب لا يصلحهم إلا الدين وأن خلو ا منه فإلى البهائم أقرب بينما الشعوب الأخرى وأن خلت من الدين يبقى عندها من العدالة والنظام والحقوق والآداب ما يمكنها أن تقيم حضارة مادية كما نشاهد الآن أما العرب فلا يمكنهم ذلك إلا بالدين .. والله أعلم
لعمري ومن ينصلح حاله بدون الدين، ولماذا أرسل الله سبحانه وتعالى الرسل أليس لإخراج الناس من الظلمات إلى النور.
وقريش قبل الإسلام كانت في جو حضاري إذا صح التعبير قبل الإسلام، كانت عندهم أنظمة،فبعضهم يتولى السقاية .... إلخ، والناس يحجون إلى بيت الله، وقصة أبرهة الحبشي تبين بعض ذلك .....
ثم أليس الكرم من أرقى صور الحضارة .. فقد كان العرب في جاهليتهم يتميزون بهذه الصفة وغيرها ..
عموما يكفيني كطالب علم أن أتذكر أن الله سبحانه وتعالى اختار أن يكون خاتم رسله وأفضلهم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم من أمة العرب، لأعلم أن فيهم فضائل ليست في غيرهم.
وكل الشعوب ذليلة إذا لم تسنير بنور الإسلام. إذا علمتم معنى الذلة الحقيقي.
ـ[منصور الرحيمي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 04:04 ص]ـ
يُراجع في هذا الموضوع ما كتبه الدكتور علي عبد الواحد وافي ـ محقق مقدمة ابن خلدون ـ في كتابه (عبد الرحمن بن خلدون) مصر ـ 1962 م إذ عقد فصلاً بعنوان (اتهام ابن خلدون بالتحامل على العرب في مقدمته) من ص 219 إلى ص 228 تتبّع فيه لفظة (العرب) في هذه الفصول من المقدمة لينتهي إلى أنَّ ابن خلدون يستعملها بمعنى: البدو الرُّحَّل.
وأشار الدكتور وافي إلى أنَّ المستشرق البارون دو سلان الذي ترجم المقدمة إلى الفرنسية سنة 1868 م علَّق على قول ابن خلدون: (فصلٌ في أنَّ جيل العرب في هذه الخلقة طبيعي) فقال المترجم في تعليقه: (استخدم ابن خلدون في هذا الفصل وفي الفصول التالية له كلمة العرب بمعنى البدو).
ـ[أبو العباس]ــــــــ[22 - 03 - 08, 02:04 م]ـ
الحقيقة أن الموضوع ذو شجون ..
لكن نحن نعلم أن جنس العرب أفضل من غيرهم من الأجناس البشرية الثانية كما كان بنو اسرائيل أفضل أهل عصرهم قال تعالى {ولقد اخترناهم على علم على العالمين}
وللمزيد فقد كتب الإمام ابن تيمية _ رحمة الله تعالى عليه _ في كتابه القيم (اقتضاء الصراط المستقيم) عن العرب وعن شيء من طباعهم وله إشارات جميلة جيد أن يرجع لها .. تقريبا في حدود الخمسين صفحة.
ـ[أم حنان]ــــــــ[17 - 04 - 08, 09:53 م]ـ
الأخ أبو أبراهيم الكويتي .....
من أفضل وأمتع الكتب التي قرأتها ((مقدمة بن خلدون))
وهو عندما يتحدث عن العرب إنما يتحدث عن الأعراب أو العرب الذين تخلوا عن دينهم لا يقصد العرب المتمسكين بدينهم والمعروف عن بن خلدون أنه قاضي رحمه الله ....
والمتبصر في واقع الشعوب العربية والشعوب الأوروبية .. والأسوية ... يجد مصداق كلام أبن خلدون رحمه الله ... وقد يكون أساء كثيرا عند حديثه عن الفتح الأسلامي ولكن بشكل عام كلامه عن الجنس العربي صحيح إذا أن العرب لا يصلحهم إلا الدين وأن خلو ا منه فإلى البهائم أقرب بينما الشعوب الأخرى وأن خلت من الدين يبقى عندها من العدالة والنظام والحقوق والآداب ما يمكنها أن تقيم حضارة مادية كما نشاهد الآن أما العرب فلا يمكنهم ذلك إلا بالدين .. والله أعلم
صدقت، بارك الله فيك، وقد ذكر بن خلدون السبب في ذلك وهو أن العرب ذوو عزة وأنفة وإباء
يأنفون الانقياد لأحد لذلك تصعب سياستهم، ويصعب عليهم الانقياد من قبل الحكام، ولكنهم
يمتازون بانهم أكثر ميلا للدين وأهله من غيرهم، وهذه خصلة حميدة، لذلك اذا وجدوا من يحكمهم
بالدين رضخوا له،لأن الوازع يكون من أنفسهم، لما يكون في الدين من الترغيب والترهيب،وليس
بتسلط أحد عليهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/307)
ـ[البتيري]ــــــــ[17 - 04 - 08, 10:44 م]ـ
اقتباس من ابي احمد الحنبلي
إذا أن العرب لا يصلحهم إلا الدين وأن خلو ا منه فإلى البهائم أقرب بينما الشعوب الأخرى وأن خلت من الدين يبقى عندها من العدالة والنظام والحقوق والآداب ما يمكنها أن تقيم حضارة مادية
وهل التتار الذين حرقوا الاخضر واليابس ولوثوا دجلة وقتلو ومثلوا. لديهم من العدالة والنظام والحقوق والاداب ما يمكنهم من اقامة حضارة؟
وهل الاوروبيون في مجازرهم ضد الهنود الحمر في امريكا لديهم ذات العدالة والحضارة؟
وقس على ذلك العشرات من الامثلة لقوميات غير العرب خربت وكانت اقرب الى البهائم عندما تخلت عن الدين ..
وكما قال اخي الم تكن قريش مثالا بسيطا لشئ من العدالة والنظام؟ فيهم احترام الضيف ونصرة الملهوف، وما حلف الفضول عنك ببعيد.
ـ[أم حنان]ــــــــ[17 - 04 - 08, 11:10 م]ـ
(وأن خلو ا منه فإلى البهائم أقرب) بينما الشعوب الأخرى وأن خلت من الدين يبقى عندها من العدالة والنظام والحقوق والآداب ما يمكنها أن تقيم حضارة مادية كما نشاهد الآن أما العرب فلا يمكنهم ذلك إلا بالدين .. والله أعلم
نعم،، هذه العبارة لايصح أن تطلق، ولاننسى ان العرب قبل الاسلام كانت لديهم أخلاق مثل الشجاعة
والصبر ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف وغيرها، ولكني أردت تأكيد كلام ابن خلدون على أن أنفة العرب
وعزتهم هي التي جعلتهم ممن يصعب انقيادهم، ومن المعلوم ان العرب قبل الاسلام كانت تدور
بينهم الحروب على أتفه الأسباب، مثل حرب البسوس، وليس الكلام فيه ذم للعرب،بل فيه
توضيح لصفاتهم، والله اعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 04 - 08, 08:35 ص]ـ
تأملت بعض عبارات ابن خلدون مراراً فوجدت تفسيرها على ما سبق غير وارد. فلم أقدر أن أفسرها بأن "العرب" عند ابن خلدون هم الأعراب = القبائل البدوية، ولم أقدر أن أفسرها بالعرب الذين ابتعدوا عن الإسلام .... ذلك أنه يقصد العرب بما فيهم الصحابة وبما فيهم أهل المدن. كما أن في كلامه كذباً صريحاً وتلاعباً بالتاريخ ... ولا يمكن تفسير كلامه إلا من باب الشعوبية التي تنكر فضل العرب. لكنه وصل لمرحلة الغلو في ذلك حتى اضطره للتدليس وتزوير الحقائق. انظر مثلاً كلامه:
"وانظر إلى ما ملكوه وتغلبوا عليه من الأوطان من لدن الخليقة كيف تقوض عمرانه، وأقفر ساكنه، وبدلت الأرض فيه غير الأرض: فاليمن قرارهم خراب إلا قليلاً من الأمصار؛ وعراق العرب كذلك قد خرب عمرانه الذي كان للفرس أجمع؛ والشام لهذا العهد كذلك"
من لدن الخليقة يابن خلدون؟ الحضارات التي قامت في اليمن منذ قدم التاريخ، ألم تكن عربية؟ أليس العرب هم من شيّد سد مأرب؟ والعراق أليس العرب هم أول من عمره منذ فجر التاريخ؟ والحضارات التي قامت به من البابليين والعموريين والكلدانيين والآشوريين .... هؤلاء ألم يكونوا قبائل بدوية هاجرت من الجزيرة العربية؟ أما الفرس فلم يقدموا إلى حضارة العراق شيئاً. بل حضارتهم -وفق اعتراف بعض مفكريهم- كانت حضارة همجية. ثم ادعى أن العراق قد خرب بعد الفتح الإسلامي ... وهذه كذبة شعوبية صلعاء. فالعرب ما خربوا مدينة واحدة في العراق، بل قاموا بعد الفتح مباشرة ببناء مدينتي الكوفة والبصرة، فصارتا أهم وأكبر مدينتين في العراق، ثم بنوا واسط، ثم بغداد. وهذه المدن كلها قائمة إلى اليوم. وقد بقي العراق في أزهى حالات ازدهاره في كل التاريخ إلى أن جاء المغول ودمروه. فكيف يتهم العرب بهذا؟!!!
ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[30 - 04 - 08, 11:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الدكتور خالد علال كبير في دراسته النقدية:" أخطاء المؤرخ ابن خلدون في كتابه المقدمة "
موقف ابن خلدون من العرب:
أصدر ابن خلدون أحكاماً قاسية وغريبة في حق العرب , وفي بعضها ذم صريح لهم , وإنقاص من مكانتهم , فهل قصد بذلك أهل البادية , أم أهل الحضر , أم قصدهم كلهم بدواً وحضراً؟ وماهي الأحكام التي أصدرها في حقهم؟.
فبالنسبة للتسائل الأول , فقد ذهب الباحث فاروق النبهان إلى القول بأن ابن خلدون استخدم مصطلح العرب , وقصد به الأعراب , وهم اهل البادية الذين يسكنون الصحراء , ثم قال إن كلام ابن خلدون لا يستقيم إلا إذا قلنا إنه يقصد الأعراب , فهل قوله هذا صحيح؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/308)
لقد تبين لي من تتبع أقوال ابن خلدون في أحكامه التي أطلقها على العرب , أنه أطلق اسم العرب على العرب كلهم بدواً وحضرا معاً , ولكنه قد يطلقه على البدو تحديداً , وهو بلا شك يُدرك الفرق بين عرب البادية وعرب المدينة , لكنه مع ذلك أطلق اسم العرب على الجميع , حتى وإن قصد أحدهما تحديداً , , بحكم أن مصطلح العرب يشملهم جميعاً , فعرب البادية وعرب المدينة في النهاية كلهم عرب , وقد نجد في القبيلة العربية الواحدة , تجمع بين سكن البادية والحضر , فبعض أفرادها يسكنون الحضر , وآخرون يسكنون البادية , وجميعهم عرب.
وبناء على ذلك فنحن لا نوافق ابن خلدون في تعميمه لذلك المصطلح , والتسوية المطلقة بين الأعراب ةأهل الحضر , نعم كلهم عرب , لكن لعرب البادية خصائص ووضعيات وأحوال تختلف عن عرب المدينة ,وقد فرّق الشرع بينهم , قال تعالى (الأعراب أشد كفراً ونفاقاً) , (ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر , ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ,ألا إنها قربة) سورة التوبة , وقد نهى رسول الله - عليه الصلاة والسلام - أصحابه عن التعرّب , أي الرجوع إلى حياة البادية , (الألباني الأحاديث الصحيحة , ج 5/ 2244).
والشواهد الآتية تثبت ما قررته عن ابن خلدون , أولها إنه عندما تكلم عن زوال دول العرب ,قال إنهم في الأصل أمّة متوحشة همهم نهب ما عند الناس , وحتى عندما كونوا دولاً منذ زمن الخلافة الراشدة ,فقد زالت بسرعة , وتقوّض عمرانها وأفقر ساكنه. (المقدمة ص 118).
وااشاهد الثاني هو أن ابن خلدون قال إن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية , أو ولاية , أو أثر عظيم من الدين على الجملة , بسبب خُلق التوحش المتأصل فيهم (نفس المصدر: 119
وكلامه هذا صريح كل الصراحة في أنه يقصد أساساً العرب من أهل الحضر ,لأن الملك الذي حصل للعرب كان في أهل المدينة , وفيهم ظهر الإسلام أساساً وكونوا دولته.
والشاهد الثالث هو أن ابن خلدون قال إن العرب أبعد الأمم عن سياسة الملك , لأنهم أكثر الناس بداوة , ومن طبعهم نهب ما عند غيرهم , وحتى إنهم عندما ملكوا كان ذلك بسبب الدين ,فلما تركوه نسوا السياسة , وعادوا إلى بداوتهم (نفسه:119 , 120)
وهذا أيضا نص صريح في أن ابن خلدون يقصد بمصطلح العرب , البدو والحضر معاً فكلهم عرب وهم الذين قصدهم , فهم أهل البادية الذين ينهبون ما عند غيرهم , وهم الذين كونوا دولاً باسم الإسلام , وهم الذين عادوا إلى البداوة عندما تركوا الدين , وعليه فإن ماذهب إليه الباحث فاروق النبهان غير صحيح , ولا يستقيم كلام ابن خلدون عن العرب إلا مع الذي ذهبنا إليه.
وأما عن الأحكام التي أصدرها ابن خلدون في حق العرب فسنذكر منها ثلاثة , أولها إنه قال: (إن العرب لا يتغلبون إلا على البسائط , بسبب طبيعة التوحش التي فيهم , فلا يطلبون إلا الأمور السهلة , ولا يركبون المخاطر , ولا يذهبون إلى المزاحفة والمحاربة إلا دفاعاً عن النفس.
وأقول: أولا إن حكمه هذا خاطئ من أساسه , ولايصح إصداره في حق أي شعب من الشعوب ,شرعا ولا عقلا , وليس له في زعمه هذا دليل شرعي , ولا عقلي , ولا تاريخي , فكيف سمح لنفسه بإصدار هذا الحكم المطلق الجائر المضحك؟ , نعم ليس له في ذلك دليل صحيح , وهو حكم لا يصح إصداره في حق أي أمة من الأمم ,لأن كل الشعوب لها القابلية والاستعداد للنهوض والسقوط , والانتصار والانهزام , وهي المتحكمة في زمام أمرها , فإذا اجتهدت وتوحدت انتصرت وحققت أهدافها , وإذا تناحرت وتكاسلت واختلفت فيما بينها ,انهزمت وذهب ريحها ,,,
وثانيا إنه لو كان العرب لا يتغلبون إلا على البسائط ما وصف الله تعالى العرب المسلمين بأنهم خير أمة , في قوله نعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس , تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " , وما حملهم أيضا مسؤولية تبليغ رسالته إلى البشرية جمعاء , وما وعدهم أيضا بالنصر المؤزر , والتمكين في الأرض , في قوله تعالى:" وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض , كما استخلف الذين من قبلهم , وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم " , ولا شك أمة لا تغلب إلا على البسائط , لا يمكن أن يفها الله تعالى بتلك الصفات , ولا يحملها تلك المسؤوليات الجسام ,,,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/309)
وثانيا إن ماوعد الله به العرب المسلمين قد تحقق على ايديهم على أرض الواقع , فحققوا انتصارات باهرة , وهزموا دولتي الفرس والروم , وملكوا أراضيهم وأموالهم ,,
والشاهد الثالث هو إن قوله بأن التوحش جبلة في العرب ومتأصل فيهم مهما تحضروا هو قول باطل من أساسه لا يصدق على العرب , ولا على غيرهم من الأمم , لأن البشر كلهم لهم استعداد للتحضر والنهوض والرقي , ,
والشاهد الرابع هو إن مثال بني هلال وبني سليم الذي ذكره ابن خلدون , لا يصدق على كل العرب , ولا يخص بني هلال وبني سليم دون غيرهم من قبائل شعوب العالم , ولا يصدق عليهم في كل زمان ومكان , فالأعمال التي صدرت عن هؤلاء في تخريبهم لكثير من مظاهر العمران بالمغرب الإسلامي , ليست خاصة بهم ولا بالعرب عامة , وإنما هي موجودة في كل بدو العالم تقريباً ,ببلاد المغرب وفارس وخرسان والصين وغيرها.
ومثال ذلك قبائل المغول , فهي قبائل بدوية متوحشة , اجتاحت المشرق الاسلامي ودمرته تدميرا خلال القرن السابع الهجري وما بعده. وكذلك قبائل الغجر في أوروبا المعاصرة, فهم يفسدون ويقلقون وليسوا عرباً , وعليه فإنه من الخطأ إصدار ذلك الحكم على العرب بطريقة فيها تأكيد وتأبيد.
وا/ا الحكم الثالث فهو قوله:" إن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة , أو ولاية , أو أثر عظيم من الدين على الجملة " , بسبب خلق التوحش الذي فيهم وهم أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض , للغلظة والأنفة وبعد الهمة , والمنافسة في الرياسة ,فقلما تجتمع أهواؤهم ".
وردا عليه أقول: أولا إن ذلك الحكم لا يصح إطلاقه على أية أمة من الأمم ,لأنه لا توجد علاقة حتمية بين الدين والدولة , فقد تظهر الدولة ويتخلف الدين , وقد يظهر الدين وتتخلف الدولة , وقد كانت للعرب دول في جنوب الجزيرة العربية وشمالها قبل أن يظهر الاسلام , هذا إذاكان ابن خلدون يقصد بالدين الإسلام فقط , ,,
ويتبين مما ذكرناه ان ابن خلدون في استخدامه لمصطلح العرب كان يقصد العرب جميعاً بدواً وحضراً , ولم يخص البدو بأحكامه القاسية دون الحضر , ,,
ـ[أبو الأشعث الجنبي]ــــــــ[14 - 04 - 10, 11:59 م]ـ
إخواني الكرام: أما من يقول: (إن العرب بدون التدين فهم أشبه بالبهائم بخلاف الأمم الأخرى) فقد افترى إفكا مبينا وأتى جهلا ومينا، وإن لم تكن هذه هي الشعوبية التي تغض من قدر العرب ولا تقر بفضلهم فليس في الأرض شعوبي!
ولست هنا بسبيل سرد فضائل العرب وخصائصهم التي تميزوا بها، فيكفيني أن أصدع قائلاً ـ مع كرهي للحديث عن الأممية ولكن مكرهٌ أخاك لا بطل؛ ـ: (ليس في الأرض قديما ولا حديثا مسلمٌ يشهد الشهادتين إلا وهو مدينٌ للعرب، إذ منهم محمدٌ عليه صلوات الله وسلامه، ومنهم حمَلة النور الأوائل، والجيلُ الذي لا مثيل له في التاريخ، فمنهم خاتم الأنبياء، ومنهم سيد الأولياء أبو بكر، ذلك هو الفضل العظيم.
فإن قال قائل: ليس لكم أن تذكروا ـ في معرض الحديث عن تباين الأمم وفضلها ـ خاتم النبيين لأنه بُعث للناس كلهم، قلتُ: من يمنع تميما أن تسمو بقيس بن عاصم؟ ومذحجا أن تبذخ بعمرو وإقدامه؟ وطيئا أن تحتج بحاتم وكرمه؟ ولعمري لئن جرّدنا فزارة من بني بدرها، وبكرا من شيبانها، وتغلب من كليبها فلن يبقى للمنافر مفخرة، وللمنازع حجة!
أفيصح ـ في رؤيتكم ـ أن تفخر الروم ببطارقتها و وتنخر الفرس بمرازبتها، زرافات ووحدانا، و أما العرب فحماهم مباح، وفضلُهم لا يخصهم وحدهم بل هو للكافة متاح! تلك إذاً قسمة ضيزى.
وما ذكرت ـ أعلاه ـ من فضل العرب إلا مثالاً واحدا من الجيل الأول، فكيف بما قبله وما بعده؟
أما قول ابن خلدون إن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية، فإن أراد بالملك: أن يملكوا سائر الأمم ويتصدروا سائر الأعراق في قيادة الإسلام وسياسة الناس، فهو صحيحٌ لا غبار عليه.
وأما إن أراد مطلق الملك، أي لا يحصل لهم حضارة أبدا ويكون سيلهم زبدا أو كما عبّر أحد المعلقين: يصيرون أشبه بالبهائم، فإنه قولٌ منكر لا أظن ابن خلدون قصد إليه أو حام حوله.
فأين ذهب مُلك تبع الذي قال الله فيه: (أهم خيرٌ أم قوم تبع) وأين طارت حضارة بلقيس التي قال تعالى فيها حكاية عن الهدهد: (وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم) ثم المحاورة التي دارت بينها وبين وزرائها: (قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون * قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد) الآيات، إلى قوله: (فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين)
ولا يجهل ذو عقل أن التبابعة ملوك حمير، وحمير من العرب، وهذا استدلال من التنزيل الذي هو أصدق قيل، على أنه قد كان لمن يعبد الشمس من العرب،حضارةٌ وعمارة ونظام وشورى ومفاخر في قياس أهل الدنيا.
وأما خراب ما اعتمره العرب وأثاروه من البلدان، فهذا من سنن الله في خلقه كافة، وليس خاصاً بالعرب، لقوله تعالى: (وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا) فكل هذه المدن والقرى لا بد أن تضمحل، وقد يموت البلد ويهجره أهله، ثم يعمره قوم آخرون.
واعتبر ـ في حضارتهم العمرانية ـ بحال العراق الذي لم يكن فيه مدن مشهورة ولا قلاع معمورة، سوى مدائن كسرى ونحوها، فلما أتى العرب بنوا ـ على حداثة عهدهم بالصحراء ـ مدنا عظيمة بلغت الغاية في العلم والأدب والقوة والترف والغنى، كالبصرة والكوفة وبغداد وواسط وغيرها.
فإن قلت: إنما بنوا هذه المدن حين تلبسوا بالإسلام وهذا جارٍ على رأي ابن خلدون لا إشكال فيه، قلتُ: فأين ذهب ـ على حين جاهليتهم ـ المدن المشهورة المسماة بأسمائهم وأسماء ملوكهم في اليمن مثلا؟ وأين سد مأرب المشهور وقد كانوا في رغد عيش حتى وصفهم تعالى بقوله: (بلدة طيبة ورب غفور)، وقبلهم اشتهر قوم عاد وثمود وهم كفرة فجرة، بالبناء والتفنن فيه، قال تعالى: (أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون) (أتتركون فيما ههنا آمنين في جنات ونعيم)
اللهم اهدنا واجعلنا أمة واحدة، وانصرنا على القوم الكافرين.(139/310)
السيرة والتاريخ ..
ـ[أبو أيوب الجهني]ــــــــ[29 - 01 - 06, 07:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لا أحسن في كثير من الأحيان ضبط التواريخ والأحداث والوقائع والغزوات في كتب السيرة خصوصاً وفي كتب التاريخ عموماً فكيف أضبطها؟
- و هل يوجد كتاب في المكتبات يسرد الأحداث أو الغزوات والمعارك حسب التواريخ أو يسردها بحسب ترتيبها ووقوعها؟
أفيدونا جزاكم الله خيراً
ـ[ليث الطوسي]ــــــــ[29 - 01 - 06, 08:30 م]ـ
أغلب الكتب تفعل ذلك مثلا كتاب البداية والنهاية
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[11 - 11 - 06, 09:38 ص]ـ
بكثرة القرأة تستطيع ان تضبط ذلك ولو بشكل تقريبا
و ذلك اذا عرفت العصر الذي وقعت فيه المعركه
فستعرف التاريخ بشكل تقريبا بحيث يكون الفرق سنة او سنتين(139/311)
أهمية دراسة التاريخ
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[14 - 02 - 06, 04:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أهمية دراسة التاريخ
بقلم: عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
يعرف علم التاريخ بأنه معرفة أحوال الطوائف وبلدانهم ورسومهم وعاداتهم وصنائع أشخاصهم وأنسابهم ووفياتهم إلى غير ذلك. وقال السخاوي:" والحاصل أنه فن يبحث عن وقائع الزمان من حيثية التعيين والتوقيت بل عما كان في العالم".
وقد يكون تعلم التاريخ فرضا على الكفاية كتعلم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وما صح من سير الأنبياء والصحابة ورجال الحديث. ومنه ما هو محرم وذلك في أربعة مجالات ذكرها السخاوي رحمه الله وهي:
1. ذكر الخرافات المنسوبة إلى الأنبياء
2. البحث فيما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم لأن ذلك مفضٍ إلى الوقوع فيهم.
3. البحث فيما جرى من الأكابر من شرب للخمور واقتراف للمحرمات وذلك لأنها من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا والكذب فيها كثير.
4. ذكر مساوئ السابقين ومثالبهم لحديث" اذكروا محاسن موتاكم" وحديث" لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء".
ولا بد لطالب التاريخ أن يراعي الأهم فالمهم في تعلمه، وقد قال ابن عباس القطان للإمام أحمد رحم الله الجميع: أشتهي أن أجمع حديث الأنبياء فقال لي: حتى تفرغ من حديث نبينا صلى الله عليه وسلم. وسأل رجل الإمام مالك عن زبور داود فقال له: ما أجهلك ما أفرغك، أما لنا في نافع عن ابن عمر عن نبينا صلى الله عليه وسلم ما يشغلنا بصحيحه عما بيننا وبين داود. وقال ابن الجوزي رحمه الله: قال الإما أحمد: الاشتغال بالأخبار القديمة تقطع عن العلم الذي فرض علينا طلبه.
فوائد القصص التاريخية:
إن للقصص التاريخية فوائد جمة من أهمها:
1 - تثبيت قلوب المؤمنين، قال تعالى:" وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين"، وقال تعالى:" ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين". قال الجنيد رحمه الله: " الحكايات جند من جند الله عز وجل يقوي بها إيمان المريدين".
2 - أنها سبيل إلى معرفة سير أهل الصلاح والاقتداء بهم قال تعالى:" أولائك الذين هدى الله فبهداهم اقتده .. "، قال أبو حنيفة رحمه الله: " الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إلي من كثير من الفقه لأنها آداب القوم".
3 - أنها سبيل إلى أخذ العبر والدروس من السابقين قال تعالى:" لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ... "، وما أصدق الشاعر حين يقول:
اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر ضل قوم ليس يدرون الخبر
4 - معرفة السنن الكونية من سنن التمكين والنصر ونهاية الظالم ونصر المؤمنين الصادقين ولو بعد حين، كما قال تعالى:" أكفاركم خير من أولائكم أم لكم براءة في الزبر "، وقال سبحانه:" وكذلك ننجي المؤمنين"، وقال جل وعلا:" وهل نجازي إلا الكفور".
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله:" وقد قص الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خبر ما مضى من خلق المخلوقات وذكر الأمم الماضين وكيف فعل بأوليائه وما ذا حل بأعدائه وبين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بيانا شافيا".
ولما في القصص التاريخي من فوائد وعبر فإن الله سبحانه قص في كتابه كثيرا من القصص للأنبياء وغيرهم، قال تعالى:" كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا". وقال سبحانه:" ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد". والقصص القرآني أحسن القصص كما قال جل وعلا:" نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن ... ". أما سبب كونه أحسن القصص فلأسباب ثلاثة أشار إليها القرآن وهي:
1 - أنها حق وصدق وليست من نسج الخيال قال تعالى:" نحن نقص عليك نبأهم بالحق". وقال سبحانه:" إن هذا لهو القصص الحق".
2 - لأن المخبر بهذه القصص عالم بتفاصيلها ودقائقها لكما علمه وإحاطته سبحانه، قال تعالى:" فلقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين".
3 - أن لا يذكر في هذه القصص شيء إلا لفائدة وما أهمل فلعدم الانتفاع بذكره، ولذا لما ذكر سبحانه اختلاف أهل التاريخ من أهل الكتاب في عدد أهل الكهف قال سبحانه:" قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت منهم أحدا".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/312)
ولذا يجد المتأمل في الطريقة القرآنية في تزكية النفوس باستخدام القصص التاريخي السبيل الناجح المحبب إلى النفوس لإصلاحهم، وقد أمر سبحانه نبيه باستخدام هذه الطريقة فقال جل وعلا:" فاقصص القصص لعلهم يتفكرون".
تنبيهات لطالب علم التاريخ:
1 - من كمال العقل حسن اختيار مجال الدراسة التاريخية ونقل ما جاء فيها من أخبار، قال ابن الجوزي رحمه الله:" وإنما أنقل عن القوم محاسن ما نقل ولا أنقل كل ما نقل إذ لكل شيء صناعته وصناعة العقل حسن الاختيار".
2 - لا بد من معرفة كلام العلماء الثقات في المراجع التاريخية قبل الإعتماد عليها والنقل منها، فمن ذلك ما قاله السخاوي رحمه الله عن كتاب التوابين لابن قدامة رحمه الله:" فيه أشياء ما كنت أحب له إيرادها خصوصا وأسانيدها مختلة". ونقل عن النووي رحمه الله أنه أثنى على الإستيعاب لابن عبدالبر رحمه الله لولا ما شانه من ذكر كثير مما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم وحكايته عن الإخباريين والغالب عليهم الاكثار والتخليط ".
3 - لا يعرف تاريخ الدول الحق في وقتها، وقد ذكر المؤرخ الذهبي رحمه الله إعراض أهل الجرح والتعديل عن الكلام في الخلفاء وآبائهم وأهليهم خوفا منهم. قال: وما زال هذا في كل دولة قائمة،يصف المؤرخ محاسنها ويغضي عن مساوئها".
4 - من كمال الأدب مع أعلامنا أن نترحم عليهم عند ذكرهم، وقد قال رزق الله التميمي الحنبلي رحمه الله (ت 488هـ): يقبح بكم أن تستفيدوا منا ثم تذكرونا ولا تترحموا علينا".
5 - التثبت في ما يرد من قصص وأخبار فيما هو مخالف للشرع ممن عرف بالخير، وتطبيق المنهج الحديثي في سند الرواية؛ امتثالا لقوله سبحانه:" ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".
6 - لا بد من حمل ما ثبت عن بعض الأعلام على أحسن المحامل، قال السخاوي رحمه اله:" ينبغي تأويل بعض الأخبار كقول علي رضي الله عنه في الإفك وغيره".
7 - العصمة للأنبياء، وكلنا خطاء، وقد قال سعيد بن المسيب رحمه الله:" ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل – يعني من غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام- إلا وفيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه، فمن كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله". وقد صح عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تذكروا هلكاكم إلا بخير".
8 - ينبغي لمن يتصدى لتأريخ الأعلام من رجال الحديث وغيرهم أن يتجنب الألفاظ الجارحة، قال المزني: سمعني الشافعي يوما وأنا أقول: فلان كذاب، فقال لي: أحسِنها، لا تقل كذاب، ولكن قل: حديثه ليس بشيء. ونحوه عن البخاري وأيوب رحم الله الجميع. وذلك حتى لا يتوعد لسانه على هذه الألفاظ. وإن قالها مجتهدا فلا شيء عليه.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهم المراجع
• أبجد العلوم لصديق حسن خان.
• الإعلان بالتوبيخ للسخاوي
• الآداب الشرعية لابن مفلح
• صحيح القصص النبوي للدكتور عمر الأشقر
• صفحات من صبر العلماء للشيخ عبدالفتاح أبو غدة
• صحيح الجامع للألباني
• صفة الصفوة لابن الجوزي
• البداية والنهايةلابن كثير
• مشكلة الغلو في الدين لعبدالرحمن اللويحق، الطبعة الأولى 1419هـ، لم يذكر الناشر ولا مكان النشر
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[30 - 09 - 07, 11:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرًا و بارك الله فيك وأحسن الله إليك وغفر لك ما تقدم من ذنبك.
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[30 - 09 - 07, 11:26 ص]ـ
جزاك اللهُ خيرَ الجزاءِ ..
لا زِلتَ مسدَّداً شيخَنَا الفاضلَ ..
ـ[أم يمان الزياده]ــــــــ[30 - 09 - 07, 12:36 م]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن اليك.
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[15 - 10 - 07, 04:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرا أخي الحبيب وشكر الله لك حسن صنيعك هذا ونفعك به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم أخوك أبو أسعد من مملكة المغرب ^_^
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[20 - 11 - 07, 10:09 م]ـ
أخي الكريم
عبد العزيز بن سعد، جزاك الله خيرا على موضوعك الرائع.
وصادف أني قد أعددت شبيها له قبل أن أجد موضوعك، فوضعت موضوعي؛لأنه يختلف عن ما سطرته في عدة أمور. فلا تظن بي طن السوء أخي الكريم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=701334#post701334
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - 11 - 07, 12:00 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل عبدالعزيز بن سعد
ومنه ما هو محرم وذلك في أربعة مجالات ذكرها السخاوي رحمه الله وهي:
1. ذكر الخرافات المنسوبة إلى الأنبياء
2. البحث فيما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم لأن ذلك مفضٍ إلى الوقوع فيهم.
3. البحث فيما جرى من الأكابر من شرب للخمور واقتراف للمحرمات وذلك لأنها من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا والكذب فيها كثير.
4. ذكر مساوئ السابقين ومثالبهم لحديث" اذكروا محاسن موتاكم" وحديث" لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء".
أخي الفاضل أول ما وقعت عيني على هذا الكلام استشكلته جدا، فذهبت إلى نسختي من "التوبيخ": تحقيق الخُشت، ص65، فرأيتكم حفظكم الله اختصرتم كلام الحافظ السخاوي اختصارا مخلا خرج به عن قصده وحده، وهذا الذي ذكرتَه لا يُنسَب إلى السخاوي ... والله اعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/313)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - 12 - 07, 08:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم
لى سؤال
انا لا آمن على نفسى القراءة وحدى فى كتب التراث ابدا الا مع شرح او تعليق صوتى هل منهجى صحيح؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[04 - 12 - 07, 05:55 ص]ـ
انا لا آمن على نفسى القراءة وحدى فى كتب التراث ابدا الا مع شرح او تعليق صوتى هل منهجى صحيح؟
سيضيع عليك كثير من العلم، لسببيت ظاهرين:
- لأن أغلب الكتب ليس عليها شروح صوتية.
- لأن الاستماع للشروح الصوتية يأخذ وقتا كثيرا. فإن التزمت هذا المنهج لم تقرأ إلا عددا قليلا جدا من الكتب.
وطالب العلم ينبغي ألا يجعل لمطالعته حدا، بل يقرأ ما دام حيا قادرا.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - 12 - 07, 08:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[16 - 12 - 07, 04:45 م]ـ
أحسن الله اليكم
ـ[سليمان إبراهيم الأسعدي]ــــــــ[23 - 12 - 07, 11:56 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[24 - 12 - 07, 06:58 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك بمسعاك(139/314)
معالم ضرورية لطالب علم النسب (عبد العزيز الدغيثر)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[20 - 02 - 06, 11:29 م]ـ
تنبيه
كانت هذه المشاركة ضمن موضوع (ضوابط مهمة في علم الأنساب) لأبي حاتم الشريف
ففصلناها في موضوع مستقل مع إبقاء نسخة منها في الموضوع الآخر للفائدة، وهي على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=409974#post409974
## المشرف ##
أيها الإخوة الكرام
نشرت مجلة العرب في عددها الجديد مقالا للعبد الفقير: عبدالعزيز بن سعد الدغيثر، إلا أنه مليء بالتطبيع مما يحمل تبعته الناسخ والمراجع اللغوي للمجلة إن وجد. وتعميما للفائدة، إليكم المقال بين يديكم سائلا الله تعالى أن ينفع به، ولا تنسونا من تعليقاتكم كما عودتمونا.
معالم ضرورية لطالب علم النسب
بقلم: عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
العنوان/ ص ب 242230 الرياض 11322
لكل علم قواعده التي تضبطه، ومصطلحاته الخاصة به، إلا أن علم النسب مع كثرة الكتابة فيه مؤخرا لم يكن له حظ كافٍ في التأليف في قواعده ومصطلحاته ليكون سببا في كبح جماح المتعجلين، ممن ينقل من هنا وهناك فيدفعه للمطبعة ولا ينظر إلا نتائج ما كتب. ولا تعجب إذا رأيت أن كثيرا من أولائك الكتبة ليس لهم إلا ذلك التأليف في نسب قبيلة أو تاريخ بلدة. والتأليف له آدابه، وأعرافه التي من أهمها احترام عقلية القارئ وعدم ذكر أي دعوى بلا برهان من رواية صادقة أو نقل معتبر. ولذا فمن المحتم ذكر بعض المحاذير التي قد يقع فيها المشتغل بعلم الأنساب والتنبيهات التي لابد له من مراعاتها فمن ذلك:
1. أن المشتغل في النسب قد يدَّعي نسبا بلا حجة أو ينفي نسب أحد بلا برهان، والدافع إلى ذلك إما أن يكون الهوى أو العجلة وعدم التثبت، والعجلة في مثل مباحث الأنساب مزلة أقدام، وقد روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال صلى الله عليه وسلم: (كفر بامرئ ادعاء نسب لا يعرف أو جحده وإن دق). وفي رواية أحمد:"كفر تبرؤ من نسب وإن دق أو ادعاء إلى نسب لا يعرف"، وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه في خطبة له على الملأ:"كفر بالله ادعاء إلى نسب لا يعرف، وكفر بالله تبرؤ من نسب وإن دق".
2. الإيغال في الأنساب القديمة وقد روى خليفة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لا أنتسب إلا إلى معدّ وما بعده لا أدري ما هو. وروى عن عكرمة قال: أضلت نزار نسبها من عدنان وأضلت اليمن نسبها من قحطان. وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا انتهى في النسب إلى معد بن عدنان أمسك ثم قال: كذب النسابون، قال تعالى: (وقرونا بين ذلك كثيرا). وورد عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ولو شاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلمه لعلمه، وقال:بين معد بن عدنان وبين إسماعيل ثلاثون أبا. وورد عنه أنه لما وصل إلى عدنان قال: كذب النسابون. وورد عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ: (ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله ... )،فقال: كذب النسابون. وذكر ابن كثير في ترجمة الإمام أحمد نسبه إلى إبراهيم عليه السلام ثم ذكر عن صالح بن الإمام أحمد أنه قال: رأى أبي هذا النسب في كتاب لي، فقال: وما تصنع بهذا؟ ولم ينكر النسب. فقد يكون أنكر ثبوت النسب بعد عدنان وقد يكون إنكاره لاشتغال ابنه بالنسب عما هو أهم منه.
وقد كان العرب يعيبون من يجهل نسبه إلى عدنان، ويدلك على هذا قول لبيد
فإن لم نجد من دون عدنان والدا ودون معد فلترعك العواذل
3. أنه قد يؤدي إلى الإعجاب بالنسب أو بشرف الآباء،ولو تفكر العبد لوجد أن الناس كلهم ولد آدم الذي خلقه الله تعالى بيده وأسكنه جنته وأسجد له ملائكته وما أقل نفعه قيهم وفيهم كل عيب وكل فاسق، والعامة تقول في أمثال هذا المعجب بآبائه: كالخصي يُزهى بذكر أبيه، وأبو لهب من هو في قربه وشرف نسبه ولم ينفعه ذلك، وأبو إبراهيم وابن نوح لم ينفعهم شرف نسبهم وقربهم من أنبياء الله. والإعجاب بالنسب لا يدفع جوعا ولا يستر عورة ولا ينفع في الآخرة، فهو بحق ضعف عقل وقلة دين، وقد قال شيخ الإسلام: فإن كان الرجل من الطائفة الفاضلة فلا يكون حظه استشعار فضل نفسه والنظر إلى ذلك فإنه مخطئ في هذا لأن فضل الجنس لا يستلزم فضل الشخص، فرب حبشي أفضل عند
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/315)
الله من جمهور قريش. وقد روى ابن عمر رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم:" فتنة الأحلاس هرب وحرب ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدم رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون ... "، فشرف النسب لا يدل على شرف الشخص.
4. أن معرفة المرء لعلو نسبه قد يؤدي به إلى ترك اكتساب الآداب والفضائل اتكالا على حسبه وما أحسن قول ابن الرومي:
وما الحسب الموروث لا درَّ درُّه بمحتسب إلا بآخر مكتسب
فلا تتكل إلا على ما فعلته ولا تحسبن المجد يورث بالنسب
فليس يسود المرء إلا بنفسه وإن عد آباء كراما ذوي حسب
إذا العود لم يثمر وإن كان شعبة من المثمرات اعتدَّه الناس في الحطب
وللمجد قوم ساوروه بأنفس كرام ولم يعبوا بأم ولا أب
والعاقل من يكون عصاميا لا من يكون عظاميا كما قال المتنبي:
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي وبجِدِّي سموت لا بجدودي
وما أصدق قول الشاعر:
حسبي فخاراً وشيمتي أدبي ولست من هاشم ولا العرب
إن الفتى من يقول ها أنا ذا ليس الفتى من يقول كان أبي
وقول الآخر:
كن ابن من شئت واكتسب أدبا يغنيك موروثه عن النسب
إن الفتى من يقول ها أنا ذا ليس الفتى من يقول كان أبي
وقد كان والد أبي الفتح عثمان بن جني النحوي اللغوي المشهور عبدا روميا، وقد عُيِّر بذلك فقال:
فإن أصبح بلا نسب فعلمي في الورى نسبي
على أني أؤول إلى قُرُومٍ سادة نجب
قياصرة إذا نطقوا أرَم َّ الدهر ذو الخطب
أولائك دعا النبي لهم كفى شرفا دعاء نبي
ومما ينسب إلى علي رضي الله عنه:
لكل شيء زينة في الورى وزينة المرء تمام الأدبْ
قد يشرف المرء بآدابه فينا وإن كان وضيع النسبْ
ويؤكد الشافعي هذا المعنى فيقول:
لا يعجبنك أثواب على رجل دع عنك أثوابه وانظر إلى الأدب
فالعود لو لم تفح منه روائحه لم يفرق الناس بين العود والحطب
وليس يسود المرء إلا بنفسه وإن عد آباء كراما ذوي حسب
إذا العود لم يثمر ولو كان شعبة من المثمرات اعتدَّه الناس من الحطب
والنسب مع الجهل لا يجدي شيئا كما قال الشاعر:
العلم ينهض بالخسيس إلى العلا والجهل يقعد بالفتى المنسوب
وما أحسن أن يجمع المرء بين شرف النسب وشرف العلم والأدب ويكون كعبدالله بن معاوية حين قال:
لسنا وإن أحسابنا كرمت يوما على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل مثل ما فعلوا
ولما قرئت هذه الأبيات على الملك عبدالعزيز رحمه الله قال: فوق ما فعلوا فوق ما فعلوا.
وقال الأصمعي: أنشدنا أبوعمرو بن العلاء لعامر بن الطفيل – قال: وهو من جيد شعره-
إني وإن كنت ابن سيد عامر وفارسها المشهور في كل موكب
فما سودتني عامر من وراثة أبى الله أن أسمو بأم ولا أب
ولكنني أحمي حماها وأتقي أذاها وأرمي من رماها بمنكب
وما أجمل ما قاله الرصافي في قصيدة نحن والماضي حيث يقول:
وما يجدي افتخارك بالأوالي إذا لم تفتخر فخرا جديدا
فما بلغ المقاصد غير ساعٍ يردد في غدٍ نظرا سديدا
وأسس في بنائك كل مجدٍ طريف واترك المجد التليدا
فشر العاملين ذوو خمول إذا فاخرتهم ذكروا الجدودا
وخير الناس ذو حسب قديم أقام لنفسه حسبا جديدا
إذا الجهل خيم في بلاد رأيت أسودها مسخت قرودا
5. أن علم النسب قد يستخدم للسب وانتقاص الآخرين، ولذا نجد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: إياكم وتعلم الأنساب، والطعن فيها. وقد روى ابن عبدالبر بإسناده إلى يحيى بن طلحة قال: جئت سعيد بن المسيب فسلمت عليه فرد عليَّ، فقلت: علمني النسب، فقال: أنت تريد أن تسابَّ الناس، ثم قال لي: من أنت؟ فقلت: أنا يحي بن طلحة , فضمني إليه وقال: ائت محمدًا ابني فإن عنده ما عندي، إنما هي شعوب وقبائل وبطون وعمائر وأفخاذ وفصائل. فإذا كان المرء يعلم من نفسه نزوعا إلى انتقاص الآخرين فليصلحه وليبتعد عن كل ما يزيد هذا الخلق الدنيء من القراءة في أخبار القبائل وأنسابها. وقد أحسن علماء الإسلام في طي مثالب القبائل ومن وجدوه ألف في المثالب فإن كتابه يطوى ولا يروى لعظيم ضرره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/316)
6. أن علم النسب قد يشغل عما هو أنفع منه، وهذا كثير مشاهد، فكم رأينا ممن يشار إليهم بالبنان من طلبة العلم اتجهوا إلى علم الأنساب وتركوا ما هو أنفع للأمة منه، ولذا نجد الإمام أحمد يصرف طلابه إلى العلم الأكثر نفعا، فقد سأله رجل يقال له عامر فقال: يا أبا عبدالله بلغني أنك رجل من العرب فمن أي العرب أنت؟ قال لي: يا أبا النعمان نحن قوم مساكين، وما تصنع بهذا؟ فكان ربما جاءني أريده على أن يخبرني فيعيد عليَّ مثل ذلك الكلام ولا يخبرني بشيء.
7. أن المشتغل بالأنساب قد يمدح ظالما أو معروفا بمخالفة الشرع من أقاربه وقد يفخر بالانتساب إليه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (انتسب رجلان على عهد موسى فقال أحدهما: أنا ابن فلان بن فلان حتى عدَّ تسعة فمن أنت لا أم لك؟ قال: أنا فلان بن فلان ابن الإسلام، فأوحى الله إلى موسى أن قل لهذين المنتسبين: أما أنت أيها المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم في النار، وأما أنت أيها المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة).
8. من كمال العقل حسن اختيار ما نسب إلى السابقين الأخيار ونقل ما جاء فيها من أخبار، قال ابن الجوزي رحمه الله:" وإنما أنقل عن القوم محاسن ما نقل ولا أنقل كل ما نقل إذ لكل شيء صناعته وصناعة العقل حسن الاختيار"، فما كان فيها مما يحسن تركه فليترك.
9. لا بد من معرفة رأي العلماء في المصنفات التي يرجع إليها الباحث، فعلى سبيل المثال نقل السخاوي عن النووي رحمه الله أنه أثنى على الاستيعاب لابن عبدالبر رحمه الله لولا ما شانه من ذكر كثير مما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم وحكايته عن الإخباريين والغالب عليهم الإكثار والتخليط ".
10. كما لا بد من ترك التعجل في الاستنباطات كربط الأماكن بالقبائل التي كانت قد حلت بها، لأن من الملعوم أن طبيعة العيش في البلاد العربية تحتم على القبائل التنقل لأسباب كثيرة منها وقوع حروب فيما بينهم، أو وقوع قتل ممن ينتسب للقبيلة وتعجز القبيلة عن دفع دياتهم، ويصعب عليها أن تدفع القاتل لذوي القتيل. وقد يقع على القبيلة ظلم من الولاة والملوك فيرتحلوا طلبا للسلامة، كما أن قلة المطر وشدة القحط من أقوى الدوافع للارتحال كما في قدوم بني حنيفة لليمامة. وقد تنتقل القبيلة عن موطنها بسبب كوارث طبيعية مثل سيل العرم الذي فرق قبائل قحطانية كثيرة فالأوس والخزرج نزلوا المدينة، وطيء نزلت جبلي أجا وسلمى. وقد تضيق المنطقة بأهلها فتنتقل القبيلة أو بعضها إلى مكان أرحب.
11. من أهم مبادئ علم النسب معرفة طبقات النسب عند العرب، قال ابن حجر: الشعوب النسب البعيد والقبائل دون ذلك هو قول مجاهد أخرجه الطبري عنه وذكر أبو عبيدة مثال الشعب مضر وربيعة ومثال القبيلة من دون ذلك وأنشد لعمرو بن أحمر
من شعب همدان أو سعد العشيرة أو خولان أو مذحج هاجوا له طربا.
وقال ابن الكَلْبيّ: الشَّعب أكبرُ من القَبيلة ثم العِمَارة ثم البَطْن ثم الفَخِذ ثم العَشِيرة ثم الفَصِيلة. وقال غيرُه: الشّعوبُ العَجَم والقبائل العرب، وإنما قيل للقَبيلة قبيلة لتقابُلها، وتناظرُها، وأن بعضَها يُكافئ بعضاً. وقيل للشَّعْب شَعْب لأنه انشَعب منه أكثر مما آنشعب من القَبيلة، وقيل لها عَمائر، من الاعتمار والاجتماع، وقيل لها بُطون، لأنها دون القبائل، وقيل لها أفخاذ، لأنها دون البُطون، ثم العَشيرة، وهي رَهط الرجل، ثم الفَصيلة، وهي أهلُ بيت الرجل خاصة. قال تعالى: "وفَصِيلتِهِ التي تُؤوبه". وقال تعالى: "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَك الأقْرَبِينَ ".
12. معرفة المصطلحات الشائعة في كتب النسب ومشجرات العوائل أمر في غاية الأهمية، وقد أفرد محمد سعيد كمال رسالة في مجموعة الرسائل الكمالية في مصطلحات النسابة، وهي جيدة في بابها.
13. التثبت في ما يرد من قصص وأخبار فيما هو مخالف للشرع أمر لازم وواجب على المؤرخ والمتحدث في النسب أن يحرص عليه، وخصوصا إذا كان الحديث عمن عرف بالخير، وتطبيق المنهج الحديثي في سند الرواية؛ امتثالا لقوله سبحانه:" ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/317)
14. العصمة للأنبياء، وكلنا خطاء، وقد قال سعيد بن المسيب رحمه الله:" ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل – يعني من غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام- إلا وفيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه، فمن كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله". وقد صح عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تذكروا هلكاكم إلا بخير".
15. ينبغي لمن يتصدى لتأريخ الأعلام أن يتجنب الألفاظ الجارحة، قال المزني: سمعني الشافعي يوما وأنا أقول: فلان كذاب، فقال لي: أحسِنها، لا تقل كذاب، ولكن قل: حديثه ليس بشيء. ونحوه عن البخاري وأيوب رحم الله الجميع. وذلك حتى لا يتعود لسانه على هذه الألفاظ الجارحة.
16. لا يعرف تاريخ الدول الحق في وقتها، وقد ذكر المؤرخ الذهبي رحمه الله إعراض أهل الجرح والتعديل عن الكلام في الخلفاء وآبائهم وأهليهم خوفا منهم. قال: وما زال هذا في كل دولة قائمة،يصف المؤرخ محاسنها ويغضي عن مساوئها".
17. من كمال الأدب مع الأعلام المسلمين، من أهل الفضل والخير أن نترحم عليهم عند ذكرهم، وقد قال رزق الله التميمي الحنبلي رحمه الله (ت 488هـ): يقبح بكم أن تستفيدوا منا ثم تذكرونا ولا تترحموا علينا".
18. من المعلوم أن النوازع النفسية تؤثر على الإنسان، ومن الأهمية بمكان أن يعلم طالب النسب أن كل متكلم في النسب سواء أكان في كتاب أم خطاب فإن القليل النادر من يتجرد من الأهواء الشخصية، ويمكن ملاحظة ذلك بأمور:
• تجده إذا اختار من الأخبار فإنه يبرز ما يروق له ولمن يواليه، ويحذف أو يحرف ما لا يرضاه، وقد يورده بصورة مشوهة، فليكن طالب النسب على حذر من ذلك، بأن يعدد مصادر التلقي، ويقارن بين الكتب، ويعرف من عرف عنه التعصب أو التحريف من أهل التصنيف.
• كما تحده يذكر مثالب بعض القبائل والعوائل لشيء في نفسه، ولكننا ولله الحمد نجد أن المسلمين الشرفاء، لم يحفلوا بتلك المصنفات حتى فقدت ولم يبق منها إلا أسماؤها، وبقي عا تصنيفها على مصنفيها ككتب علان الشعوبي وغيره. وما أحسن أن يدعو كل باحث بدعاء الصالحين:"وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ " (الحشر/10).
• ومنها أن يبرز المواقف السيئة للأشخاص المنتسبين إلى العوائل مما يشكل حساسية وحرجا لبقية عائلته أو قومه، مع أن الله تعالى قال:" ولا تزر وازرة وزر أخرى"، إلا أن الناس يعيرون القبيلة بذنب الفرد، ولذا فإن تسمية من حصل له الموقف دون نسبته أفضل إلا إذا اشتهر وعرف وكثر ذكره.
• ومنها أن يذكر هجاء الشعراء للقبائل القديمة، وكلنا يعرف كيف فعل بيت جرير في قبيلة بني نمير، ولكننا لم نتساءل عن مسؤولية كلمته أمام الله تعالى، عندما ظلم قبيلة كاملة بسبب مهاجاة بينه وبين شاعر، وقد ذهب الجميع وبقي الهجاء إلى يوم الدين، فما أعظم مسؤولية الأديب. وليعلم أن الناقل مسؤول عن نقله، لقوله تعالى:" لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا".
ومن كمال عقل العجاج أنه قيل له: إنك لا تحسن الهجاء، فقال: إن لنا أحلاما تمنعنا من أن نظلم، وأحسابا تمنعنا من أن نُظلم. وهل رأيت بانيا لا يحسن أن يهدم.
ولو طبق لحكام الدول الإسلامية السابقون حكم الله في الهجائين لما رأينا القصائد الكثيرة المخجلة في الهجاء المقذع غير المبرر، ولذا نجد أنه لما هجا الحطيئة الزبرقان بن بدر سجنه عمر رضي الله عنه، فاستعطفه بأبيات وشفع له ابن عوف وعمرو بن العاص رضي الله عنهما فأخرجه عمر وهدده بقطع لسانه إن عاد يهجو أحدا.
• ومن المعلوم أن من علوم الأخبار ما هو محرم البحث فيها والنظر والكتابة وذلك في أربع مجالات ذكرها السخاوي رحمه الله وهي:
1. ذكر الخرافات المنسوبة إلى الأنبياء
2. البحث فيما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم لأن ذلك مفضٍ إلى الوقوع فيهم.
3. البحث فيما جرى من الأكابر من شرب للخمور واقتراف للمحرمات وذلك لأنها من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا والكذب فيها كثير.
4. ذكر مساوئ السابقين ومثالبهم لحديث" اذكروا محاسن موتاكم" وحديث" لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء". والمتحدث في الأنساب يحتاج إلى أن يجعل هذا الحديث نصب عينيه دائما.
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[08 - 09 - 09, 08:59 ص]ـ
......(139/318)
"نفيس جدا": الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب. للدكتور علي الكتاني
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[03 - 03 - 06, 05:21 ص]ـ
هذه محاضرة قيمة جدا، ألقاها الأستاذ الدكتور علي بن المنتصر الكتاني، في جمعية الشرفاء الكتانيين بالرباط سنة 1421 - 2000، حول الوجود الإسلامي في القارتين الأميركيتين قبل كريستوف كولومب بمئات السنين، وفضح كذبة ادعاء الأوروبيين اكتشافها. فرغتها من شريط صوتي، والآن أنزلها ليستفيد منها الجميع، مع تعليقات الدكاترة الحضور، والتي بها إثراء كبير للموضوع.
وقبل البداية في المحاضرة أنقل ترجمة لصاحب المحاضرة - والدنا رحمه الله تعالى - عن كتابي "منطق الأواني"، مع بعض الزيادات اقتضاها المقام:
علي بن المنتصر الكتاني
ومنهم: والدنا محمد علي بن محمد المنتصر بالله بن محمد الزمزمي بن محمد بن جعفر بن إدريس بن الطائع بن إدريس بن محمد الزمزمي بن محمد الفضيل بن العربي بن محمد بن علي الجامع: العلامة التقني المؤرخ، مقعد علم الطاقة الشمسية، ورائد علم الأقليات الإسلامية في العالم، الإمام المصلح المجدد، الموسوعة المتنقلة والأمة في رجل.
ولد في مدينة فاس بالمغرب بتاريخ فجر يوم السبت 6 رمضان عام 1360 الموافق27/ 9/1941، تربى التربية الدينية على والده وفي الكتاب، ونال شهادتي البكالوريا بكلا اللغتين العربية والفرنسية من مدارس دمشق عام1379، وتحصل على دبلوم الهندسة الكهربائية من معهد البولي تكنيك بجامعة لوزان – سويسرا أوائل عام1383، ثم تابع دراسته في لوزان في الطاقة النووية لمدة ستة شهور، ودرّس فترة في المدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط – المغرب، وتحصل على شهادة الدكتوراه متخصصا في الطاقة من جامعة كارنيجي بمدينة بيتسبرغ – ولاية بنسلفانيا – الولايات المتحدة الأميركية عام 1385/ 1976 وهو لما يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، في موضوع: الذبذبات في مادة البلازما.
ثم التحق مدرسا في عدة جامعات أمريكية وعربية؛ كجامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ومعهد ماساشيوستس للتكنولوجيا M.I.T، بالولايات المتحدة الأميركية، وجامعة الملك عبد العزيز بالرياض، وجامعة الملك فهد للعلوم والتقنية بالظهران والتي كان أحد مؤسسيها، كلاهما بالمملكة العربية السعودية، وتحصل على رتبة أستاذ ذي كرسي عام 1972 وهو لما يتجاوز 31 عاما.
وكذلك عمل أستاذا زائرا في مختلف جامعات العالم في مجال الطاقة والعلوم والتكنولوجيا، وكان له الفضل في تأسيس علم هندسة البلازما Plasma Engineering وألف في مجاله عدة كتب؛ خاصة كتابه بنفس الاسم والذي يعد مرجعا علميا ودراسيا في مختلف جامعات أميركا و أوروبا، وألف كتاب: التحويل المباشر للطاقة Direct Energy Conversion والذي بدوره يدرس في عدة جامعات عالمية بأمريكا وأوروبا.
واستطاع بفضل هذين الكتابين وعشرات الدراسات العلمية الأكاديمية أن يؤسس لعلم الطاقة الشمسية، ويفلسف لعلم الطاقات المتجددة؛ من طاقة مياه وطاقة رياح، ليصبح والد هذا المجال عالميا، وتصبح دراساته اتجاها علميا رائدا في مختلف معاهد العالم بخصوص الطاقات المتجددة؛ خاصة الطاقة الشمسية، وتعتمد في مختلف مجالات البحث العلمي، حيث مقصده منها: إيجاد بديل للطاقات الملوثة للبيئة مثل البترول والغاز الطبيعي.
وأنجز في هذا المجال عدة إنجازات هامة؛ منها مؤتمر الطاقة الشمسية المنعقد في الظهران عام 1975 – 1395 والذي يعتبر أكبر مؤتمر للطاقة الشمسية يقام في العالم الثالث، حضره أكثر من 300 عالم وباحث عالميين، قدموا مئات البحوث الهامة في مجال الطاقة الشمسية، وعين الدكتور علي الكتاني رئيسا لهذا المؤتمر، والذي ألف حوله كتاب: الطاقة الشمسية والتطور Heliotechnique and Development باللغة الإنجليزية، بالاشتراك مع الدكتور جوزيف سوسو، في مجلدين ضخمين، 1800 صفحة.
ومن إنجازاته العلمية: مشروع دوحة سلوى؛ الذي يؤمن الطاقة الكهربائية لجميع دول الخليج العربي بتكلفة زهيدة جدا، مستغلة بذلك طاقة الرياح والشمس والماء، وألف في موضوعه بحثا هاما قدمه يدا بيد للملك السعودي الراحل فيصل بن عبد العزيز آل سعود. وعلى ضوئه تم بناء الجسر الشهير بين المملكة العربية السعودية والبحرين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/319)
كما شغل الدكتور الكتاني عضوا ورئيسا لعدة المنظمات العلمية العالمية، منها تعاونية البحر الأبيض المتوسط للطاقة الشمسية؛ التي كان نائبا لرئيسها، واتحاد مراكز الأبحاث العالمي الذي كان عضوا به. كما أنجز بحثا مطولا حول الطاقة في العالم العربي بطلب من منظمة الأوبك. طبع في الكويت، وهيأ دراسة حول الطاقة في الدول النامية هو وتسعة يعدون أكبر علماء الطاقة في العالم بطلب من هيئة الأمم المتحدة، طبعت ضمن منشورات المنظمة المذكورة.
أما بخصوص التكنولوجيا على مستوى العالم الإسلامي؛ فقد قام بالتنسيق بين مختلف دول العالم الإسلامي بخصوص العلوم والتكنولوجيا والتنمية من خلال وظيفته مديرا عاما للمؤسسة الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا والتنمية التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، والني مقرها بجدة بالمملكة العربية السعودية في الفترة بين عامي 1401 – 1408 (1981 – 1987)، وعمل على تأسيس عدة جامعات ومعاهد علمية في العالم الإسلامي، وبعث عشرات المنح الدراسية للدول المتطورة صناعيا من أجل النهوض بالمستوى العلمي للمجتمع الإسلامي.
وأنجز عدة أبحاث علمية فاعلة؛ منها: دليل الجامعات الإسلامية، بالإنجليزي، ودليل الأكاديميات والمعاهد العلمية بالعالم الإسلامي، بالإنجليزي، كلاهما طبع في حوالي 500 صفحة، كما قام في هذا المضمار بالمشاركة والإعداد لعشرات المؤتمرات على المستوى الإسلامي، خاصة: مؤتمر التكنولوجيا في العالم الإسلامي المنعقد بعمان عام 1405 – 1985، وصدرت من خلال ذلك عدة أبحاث هامة في مجال العلوم والتقنية والتنمية، على المستوى الإسلامي.
وتعرف من خلال ذلك على مجموعة من قادة وزعماء الدول الإسلامية؛ خاصة الرئيسين المجاهدين الشهيدين ضياء الحق رئيس باكستان، وطرغد أوزال رئيس تركيا، ورئيس وزراء سرواك داتو باتنجي، ورئيس وزراء ماليزيا محاضر، وسمو الأمير الحسن بن طلال ولي عهد الأردن سابقا ... وغيرهم من زعماء المنظمات الدولية والإسلامية الذين وجد في التعامل معهم دفعا لمشروعه الإسلامي الرائد على مستوى التكنولوجيا والتنمية، والدعوة الإسلامية بين الأقليات المسلمة في العالم.
ونتج عن جهوده في المؤسسة الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا والتنمية؛ تأسيسه للأكاديمية الإسلامية للعلوم والتي مقرها بعمان – الأردن، وذلك عام 1407 – 1987، والتي تضم كبار علماء المسلمين في مستوى العلوم والتكنولوجيا، والتي تولى منصب أمينها العام ونائب رئيسها، وهي تقوم بإعداد مؤتمرات دورية تخص العلوم والتقنية في العالم الإسلامي، ومن أهم الدراسات التي أصدرتها الأكاديمية بإشراف وإنجاز الدكتور الكتاني: الصحة والتغذية والتنمية في العالم الإسلامي. باللغة الإنجليزية.
كما عمل من خلال عضويته في منظمة العواصم والمدن الإسلامية - والتي مقرها بجدة بالمملكة العربية السعودية - على ضم دولتين من دول أميركا اللاتينية لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهما: غوييانا وترنداد، وذلك من خلال نشاطاته المتواصلة في مجال الدعوة إلى الله تعالى في تلك القارة، وما كان له من علاقة وطيدة بعدة دول بها على المستويين الشعبي والقيادي، كما عمل على إدخال مدن غير إسلامية ولكن لها تاريخ إسلامي عريق في منظمة المدن والعواصم الإسلامية التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
أما على مستوى الأقليات الإسلامية؛ فقد عمل الدكتور الكتاني على تجديد الدعوة الإسلامية في العالم غير الإسلامي، حيث ابتدأ اعتناؤه بها منذ دخوله الجامعة بلوزان ثم الولايات المتحدة، وبها أسس عدة مراكز إسلامية، ثم عند مقامه بالمملكة العربية السعودية قام بإعطاء النصائح لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة لكي تقوم بمسح عام للأقليات الإسلامية بالعالم يتبعه مساندة علمية مدروسة لهذه الأقليات، وكان أول ما صنفه كتاب: المسلمون في المعسكر الشيوعي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/320)
ثم قام عام 1393 – 1973 بجرد عام للمسلمين في أوروبا وأمريكا باسم رابطة العالم الإسلامي، وفلسف لعلم الأقليات الإسلامية في عدة من كتبه؛ أهمها: المسلمون في أوروبا وأمريكا في مجلدين، والأقليات الإسلامية في العالم اليوم. باللغة الإنجليزية Muslim Minorities in The World Today وآخر مختصر باللغة العربية، وكلا الكتابين يعتبر أهم مرجع في بابهما لا يستغني عنهما باحث في الأقليات الإسلامية، بل الكتاب الثاني يدرس في عدة جامعات ومعاهد إسلامية عالمية؛ كالجامعة الإسلامية بباكستان، والمراكز الإسلامية في أمريكا وأستراليا. كما أنجز بالتعاون مع الأستاذ أحمد مختار امبو: موسوعة الأقليات الإسلامية في العالم في عدة مجلدات. باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، علاوة على عشرات الأبحاث والمؤلفات التي ألفها في هذا المجال.
إضافة إلى عشرات بل مئات الجمعيات والمراكز الإسلامية التي أسسها في مختلف دول القارات الخمس، وكان له الفضل في إدخال الإسلام إلى عدة مناطق في العالم فقد منها أو لم يوجد قط، خاصة في نيوزلندا وكاليدونيا الجديدة، الذين يعتبر أول من أوجد الإسلام بهما، كذا عشرات المؤتمرات التي أسسها أو شارك فيها بخصوص الأقليات الإسلامية في العالم، والدروس التي ألقاها في مختلف الجامعات والمراكز الإسلامية العالمية التي كانت تستدعيه لإلقاء دروس تنظيمية وتفقيهية في مجال الدعوة الإسلامية في العالم غير الإسلامي، حتى تخرج على يديه مئات الدعاة من مختلف دول العالم، كما نظم جميع الجمعيات الإسلامية في أستراليا تحت اسم: إتحاد الجمعيات الإسلامية في أستراليا. والذي يضم الآن أكثر من 800 ألف مسلم. ليكون عدد من أسلم على يديه أو تنظم من مسلمي العالم أكثر من مليوني مسلم.
وإذا ذكر الإسلام في الأندلس (إسبانيا) – فلا يمكن أن يغفل عنه الدكتور علي الكتاني، الذي كان أحد أول من أدخل الإسلام إلى تلك الربوع المسلوبة، وقد ابتدأ نشاطه الإسلامي بها منذ عام 1393 – 1973، وتكثف منذ عام 1400 – 1980، حيث عمل على استرجاع مسجد القاضي أبي عثمان الشهير بقرطبة، ثم أسس عدة مراكز إسلامية بقرطبة ومالقة وغيرهما، ثم أسس الجماعة الإسلامية بالأندلس، وقام عن طريقها بإنشاء عدة فروع للجماعة بمختلف المدن الكبرى لمنطقة الأندلس بإسبانيا، ودخل الإسبان على يديه للإسلام أفواجا.
وأقام عدة مؤتمرات إسلامية؛ منها: أعوام 1404، 1405، 1406، وعمل على ربط أندلسيي المهجر المسلمين بأندلسيي الداخل، وإرسال عدة بعثات من مسلمي الأندلس إلى مختلف الجامعات الإسلامية لتعلم اللغة العربية والفقه الإسلامي.
كما فلسف للقومية الأندلسية الإسلامية الحديثة في عدة مؤلفات ومحاضرات ومقالات، خاصة كتابيه: إنبعاث الإسلام في الأندلس. في 560 صفحة، طبعة الجامعة الإسلامية بباكستان، والصحوة الإسلامية في الأندلس اليوم: جذورها ومسارها. طبع ضمن منشورات كتاب الأمة بقطر.
ثم - وطبقا لنظريته في توطين الإسلام في الأراضي المتواجد بها – أسس أول جامعة إسلامية بأوروبا الغربية منذ سقوط غرناطة؛ وهي: جامعة ابن رشد الإسلامية بقرطبة. وعين رئيسا لها، لتفتح الباب لعدة جامعات إسلامية شارك في تأسيسها في أوروبا الغربية، سواء بفرنسا أو هولندا أو بلجيكا، حتى تأسست كنفدرالية اتحاد الجامعات الإسلامية بأوروبا، ليكون مجددا ورائدا في هذا المجال.
وعمل من خلال هذه الجامعة التي بذل فيها ماله وعمره وجهده إلى أن توفي بها شهيدا – رحمه الله تعالى – على نشر الوعي الإسلامي بين الإسبان، وإحياء لغة الألخاميادو (الأعجمية) – وهي: اللغة اللاتينية المحلية المكتوبة بالحروف العربية، حيث أول حروف كتبت بها اللهجات اللاتينية غير الفصحى كانت الحروف العربية – ومعلوم ما في إحياء مثل هذه الثقافة من معنى، خاصة في دول ترمي إلى العودة إلى ثقافتها الأصيلة، والتميز عن الدول المجاورة لها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/321)
كان الدكتور الكتاني واسع الثقافة، لا تتحدث في فن إلا ويدلو بدلوه فيه، يتقن اللغات: العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية، تأليفا ومحاضرة وخطابة ومطالعة، وله معرفة وإلمام بخمس لغات أخر؛ هي: الأمازيغية، والألمانية، والبرتغالية، والإيطالية، والسويدية. لا يكاد يترك المطالعة والكتابة، قوي الهمة شديد الغيرة على الإسلام وقضاياه. وكان فاعلا منجزا، له قدرة هائلة على الابتكار وصنع النظريات، مع الهمة العالية في تطبيق وشرح وتوضيح أفكاره ونظرياته.
أقام عدة مؤتمرات وشارك في عشرات الندوات بخصوص أوضاع المسلمين في مختلف دول العالم، وكان له دور رائد في التوعية الدينية ببلاده المغرب، وكذلك المشاركة في الجمعيات الخيرية، بل أسس: مؤسسة الإغاثة الإسلامية في المغرب، بالتعاون مع هيأة الإغاثة الإسلامية في جدة – المملكة العربية السعودية، والتي عملت على كفالة عشرات الأيتام والأرامل بالمغرب، كما كان عضوا في مؤسسة آل البيت ومنتدى الفكر العربي بعمان – الأردن، بل كان عضوا في الأمانة العامة لهذا الأخير. وأسس عدة جمعيات تعاونية وثقافية؛ منها: جمعية الشرفاء الكتانيين للثقافة والتعاون. وبالرغم من كل هذه المجهودات وهذا النفوذ؛ كان غاية في التواضع وهضم النفس.
ترك ما يزيد عن مائتي مؤلف وتحقيق؛ منها سوى ما ذكرنا: الشجرة الكتانية (في النسب الكتاني) في مجلد ضخم. خ، موسوعة التراجم الكتانية. خ، الشرفاء الكتانيون في الماضي والحاضر. ط، مجموعة كبرى من الأبحاث في خصوص علم الطاقة باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، موسوعة المقالات المكتوبة حول الإسلام بالأندلس منذ عام: 1980 – 2000. خ، العلامة المجاهد محمد إبراهيم بن أحمد الكتاني – حياة علم وجهاد. ط، جمع وتحقيق وتذييل كتاب جده الإمام محمد الزمزمي الكتاني: عقد الزمرد والزبرجد في سيرة الابن والوالد والجد (حياتي) 3 مجلدات، والذي هوتاريخ للشرق الأوسط في القرن الرابع عشر الهجري. خ، تحقيق رحلة ابن بطوطة في مجلدين. ط، تحقيق كتاب نظم الدر واللآل في شرفاء عقبة ابن صوال (الكتانيين) للعلامة الطالب ابن الحاج. ط، جمع وتحقيق ديوان العلامة عبد الرحمن بن جعفر الكتاني. خ، موسوعة الشعر الأندلسي المضمن للكلمات العامية. جزأين. خ، المنتقى من الشعر الكتاني جزأين. خ، مجموعة كبرى من الأبحاث بخصوص الأقليات الإسلامية في العالم. مجموعة من الأبحاث الفكرية والدعوية ... وغير ذلك كثير.
كما أجيز في الرواية من طرف العديد من العلماء؛ كجده العلامة السيد محمد الزمزمي الكتاني رحمه الله، والشيخ محمد عبد الرشيد النعماني رحمه الله تعالى، وغيرهما. واستجازه جمع من أهل العلم وطلبته. أذكر منهم: أبناءه الحسن والحسين وحمزة، والشيخ الشريف حاتم العوني، والأخ محمد رجب مسامبا، وغيرهم.
كما تلقى عدة جائزات تقديرية علمية وفكرية من مختلف الجامعات والمعاهد والمنظمات الإسلامية والعالمية، واختير ضمن تراجم كتاب العباقرة في القرن العشرين الميلادي: The International Who’s Who of Intellectuals، أحد بضع وثلاثين عالما فقط، واختاره مركز التراجم الأمريكي الذي يعنى بتراجم نبغاء الألفية الميلادية الثانية: American Biographical Institute.
توفي رحمه الله تعالى بقرطبة – إسبانبا، فجأة وفي ظروف غامضة وهو مستعد للرجوع لبلاده المغرب، سحر ليلة الثلاثاء 15 محرم الحرام عام 1422 الموافق 10 أبريل عام 2001، بعد تهديدات بالقتل كان تلقاها من اليمين المتطرف النصراني، من أجل نشاطه الإسلامي الكبير في إسبانيا وأوروبا، ونقل جثمانه من الغد للرباط – المغرب، حيث شيع جثمانه في جنازة مهيبة ظهر يوم الخميس الموالي، ليدفن في مقبرة الشهداء. رحمه الله وجعل نزله الفردوس الأعلى بمنه وكرمه.
ـ[أبو وئام]ــــــــ[03 - 03 - 06, 09:03 م]ـ
جزاك الله خيرا
نحن في انتظار المحاضرة
ـ[عادل البيضاوي]ــــــــ[03 - 03 - 06, 10:13 م]ـ
رحم الله هذا العالم الموسوعة رحمة واسعة ونحن ننتظر المحاضرة وجميع نفائس الكتانيين وجزاك الله خيرا على مجهوداتك
ـ[محمدالقحطاني]ــــــــ[03 - 03 - 06, 10:16 م]ـ
الله يرحمه وين المحاضره
ـ[نور أبو مدين]ــــــــ[03 - 03 - 06, 11:22 م]ـ
أخي الكريم:
رحم الله الوالد، وجعلك خير خلف له
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/322)
ونحن - كما ترى من التعليقات - نتحرق شوقًا للمحاضرة، فلا تبطئ علينا بارك الله فيك
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[04 - 03 - 06, 04:38 ص]ـ
الأخوة الأحباب؛ جزاكم الله ألف خير على تشجيعاتكم، وإن شاء الله نحن على الدرب ما ضون في البحث والإفادة، وها نحن نبدأ بإذنه تعالى:
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[04 - 03 - 06, 04:40 ص]ـ
الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب
محاضرة للأستاذ الدكتور علي بن المنتصر الكتاني رحمه الله:
الموضوع حقيقة في غاية الأهمية، وشيق جدا، وأنا ابتدأت في التعرف عليه منذ كنت مقيما في أميركا. وبصفة عامة؛ فالتاريخ – كما يقول الأميركان أنفسهم – هو قصة المنتصرين: " History is a story of the rankers"، معناها: أنه عندما نسمع باكتشاف أميركا من طرف كريستوف كولومب، لولا أن بعد اكتشاف أميركا أصبح الأوروبيون بصفة عامة هم المهيمنين على العالم؛ لكانت قصة اكتشاف أميركا من طرف الأوروبيين خرافة بديهة. لأنه لم يكتشفها كريستوف كولومب، بل كانت معروفة من لدن كثير من الشعوب، خاصة الشعوب الإسلامية.
وعرضي هذا سوف أبنيه على ثلاثة كتيبات:
الكتاب الأول: كتاب مهم جدا في طريق الصدور، والذي عندي هو نسخة عنه من الإنترنت، مكتوبة بالإسبانية: " Africa versus America"، وكتبته لويزا إيزابيل أل فيريس دو توليدو، " Luiza Isabel al ferris Do Tolido"، وهي دوقة مدينة سيدونسا " Cedonia"، وهي سليلة إحدى أكبر العائلات الإسبانية، ولا زالت تعيش في قصرها قريبا من مدينة سان لوقا دو باراميدا " San Luca De Paramida"، قرب نهر الوادي الكبير في الأندلس، وعندها مكتبة ووثائق فريدة من نوعها، بصفة عامة، عن تاريخ الأندلس، وبصفة خاصة عن الوجود الإسلامي في أمريكا قبل كريستوف كولومب، لأن أجدادها كانوا حكام إسبانيا وكانوا جنرالات في الجيش الإسباني، وكانوا حكام الأندلس وأميرالات البحرية الإسبانية. فالوثائق التي في ملكها تعتبر هامة جدا.
والكتاب الثاني: هو مجموعة مقالات استكتبتها أنا والدكتور مختار امبو بتمويل من رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، ضمن موسوعة عن الوجود الإسلامي في العالم اليوم، مجلدان منها عن الإسلام في أمريكا. أول مقال فيها كتبه عبد الله الحكيم كويك، وهو أمريكي مسلم، أستاذ في جامعة طورنطو، وله تاريخ نضالي في أمريكا. كان من مجموعة بلاك تايغرز " Black Tigers"، وكان من المشهورين. ومقالاته هاته عن الإسلام في أمريكا قبل كريستوف كولومب، وهي مقالات موثقة ومهمة جدا.
الكتاب الثالث: مهم جدا، بالإنجليزي، واسمه الميلنجر " The Malingers"، اسم إذا رآه شخص لا يعيره اهتماما، يسمونهم أحيانا " The white of the Appalachians"، جبال الأبالاش، تقع في شرق الولايات المتحدة، وبها سكان يسمونهم "ميلونجونز"، أحدهم اسمه: "براند كينيدي" " Brand
قال الشيخ الألباني :
ennedy"، كتب كتابا عن أصول الميلونجونس بتمويل من جامعة فرجينيا الغربية، وتبين أن أصولهم إسلامية من أندلسيي البرتغال، وبقيت فيهم عادات إسلامية إلى الآن، ومن أهم الشخصيات التي تنتمي إلى هذه الطبقة من الناس: "أبراهام لينكولن"، " Abraham Lincoln"، وتحرير أبراهام لينكولن للعبيد كان انتقاما للأندلس من النصارى بطريقة غير مباشرة، إذ إن التاريخ لا يمسح بهذه السهولة.
بهذه المقدمة الشيقة أريد أن ألخص لكم أهم نقاط محاضرتي، وهي:
أولا: ما هي البراهين التي تثبت الوجود الإسلامي في أمريكا قبل كريستوف كولومب؟.
ثانيا: هل هذا الوجود قبل كريستوف كولومب مازالت له آثار إلى الآن، أم مسحت؟. وهذا السؤال ناتج عن اهتمامي بمستقبل الإسلام حول العالم، وهو ما أسميه: " Residual Islam around the world"، توجد شعوب بأكملها وهي من بقايا الإسلام في مختلف بقاع القارات الخمس، ومعنى ذلك: أن رجوع الإسلام إليهم يعتبر من أسهل ما يكون، ونأتي بأمثلة عن أمريكا.
بعد هذه المقدمة أريد أن أرجع إلى القول بأن اكتشاف أميركا من قبل كرستوف كولومب إنما هو كذبة صريحة، لأن الآن هناك براهين مستفيضة بأن الإسكندنافيين وصلوا إلى أمريكا ألف عام قبل كريستوف كولومب، مثال ذلك تول هايير داليدا " Toll Hoyer Da lida"، الذي كما تعرفون خرج من مدينة آسفي بالمغرب بباخرة صفها بورق البردي " Papyrus"، وقطع المحيط إلى أميركا بسهولة، وبرهن بذلك أن قدماء المصريين ذهبوا كذلك إلى أميريكا.
إذا؛ فالعلاقات مع أميركا كانت متواصلة قبل الإسلام وبعده، وبصفة خاصة بعد الإسلام من طرف الشعوب الإسلامية. إذن فإن لفظة "اكتشاف"، كلمة تعتبر خرافة مرت علينا ونعلمها لأطفالها، وهذا الذي سأذكره لا يعلّم لأحد في المدارس الإسلامية ولا في غيرها، إذ إن معظم الوثائق الباقية هي الآن في الغرب، ومع الأسف الشديد فوثائقنا العربية ليس عندنا منها شيء، لأن باحثينا لم يبحثوا، ولو بحثوا لوجدوا.
طبعا؛ سيجد الباحث صعوبة في البحث، لأنه في الوثائق القديمة لن يقولوا "القارة الأمريكية"، إذ أنه لم يكن تقسيم القارات سابقا إلى قارات كما نقسمها الآن، ففي الماضي كانوا يقسمون العالم إلى مناخ، مناخ كذا وكذا. فعندما يتكلمون عن إفريقيا يتكلمون عن مناخها، ويعدون أمريكا من إفريقيا.
سأقسم حديثي عن الوجود الإسلامي في أمريكا قبل كريستوف كولومب إلى منطقتين اثنتين:
فالأولى: من المغرب والأندلس.
الثانية: من إفريقيا العربية الإسلامية، وكلها إسلامية طبعا.
-يتبع-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/323)
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[04 - 03 - 06, 05:45 ص]ـ
المنطقة الأولى: المغرب والأندلس
أولا؛ القرائن والآثار الموجودة الآن في هذا الوقت، الكلمات، والآثار اللغوية: ففي لغة الهنود الحمر هناك كلمات عربية وأمازيغية بكثرة، ولا يمكن أن تكون موجودة إلا بسبب وجود عربي أو أمازيغي قديم هناك، القرائن التاريخية التي جاءت في الكتب القديمة – العربية وغير العربية – والآثار الموجودة إلى الآن رغم المجهود الكبير الذي عمل عليه الإسبان، بعد كريستوف كولومب لمسح أي أثر للإسلام أو الوجود الإسلامي في القارة الأميريكية، وذلك طبعا لتحريف التاريخ.
العرب قديما كانوا يسمون المحيط الأطلسي بحر الظلمات. إذا نظرنا إلى القرائن الأركيويوجية (الأثرية)، نجد أنه اكتشفت كتابات كوفية في أميريكا الجنوبية بالعربية، فمن أوصلها إلى هناك؟. واكتشفوا في عدة أماكن كنوزا تحوي عملات ذهبية رومانية وأخرى إسلامية. وفي العادة إذا اكتشف كنز في محل ما فإن تاريخ ضرب العملة الذي فيه يعتبر تاريخ وصول الكنز إلى المحل المذكور، وذلك طبيعي في البحث العلمي. وآخر عملة اكتشفوها كانت للقرن الثامن الميلادي، أي أن ثمة باخرة إسلامية وصلت في القرن الثامن الميلادي إلى ذلك المحل وتركت ذهبها هناك.
دعنا نقارن ما ذكرناه - وما وهو إلا غيض من فيض أمثلة أخرى كثيرة - بما جاء في بعض أمهات الكتب العربية. مثلا: أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي؛ ذكر في كتابه "مروج الذهب ومعادن الجوهر" المكتوب عام 956 ميلادية، أن أحد المغامرين من قرطبة اسمه الخشخاش بن سعيد بن الأسود، عبر بحر الظلمات مع جماعة من أصحابه إلى أن وصل إلى الأرض وراء بحر الظلمات، ورجع سنة 889م، ربما من قرأ هذا الكلام في زمنه اعتبر المؤلف مخرفا، وهنا عندي قطعة من كلام المسعودي ربما أترجمها لكم لاحقا، وهو كلام متعلق بمغامرة الخشخاش.
وقال الخشخاش لما عاد من رحلته بأنه وجد أناسا في الأرض التي وصلها، ووصفهم، بل لما رسم المسعودي خريطة للعالم، رسم بعد بحر الظلمات أرضا سماها: الأرض المجهولة. فيكون رسم أرضا هناك ولم يدّع أنه ليس بعد بحر الظلمات أي أرض، كما كان يدعيه الأوروبيون في خرائطهم وكتبهم.
أي إنه في القرن التاسع الميلادي كان المسلمون يعرفون أن ثمة أرضا وراء بحر الظلمات، وليست هي الهند كما ادعاه كريستوف كولومب، والذي ذهب إلى تلك الأرض وعاد وعاش ومات، وهو يظن أنه إنما ذهب إلى الهند، لم يظن قط أنه اكتشف أرضا جديدة. ولذلك فإلى يومنا هذا بكل جهل يسمي الأوروبيون أمريكا بالهند الغربية " L’Inde Occidental. West India".
وثمة وثيقة تاريخية أخرى عندنا في التاريخ العربي؛ وهي قصة ذكرها عمر بن القوطية، وهي حديثه عن رحلة ابن فروخ الأندلسي عام 999م، ومما يظهر من كلامه: أن ابن فروخ لم يصل إلى أمريكا، غير أنه زار جزر كناريا " Canaries"، في المحيط الأطلسي، وقطع منها إلى جزر أخرى في المحيط الأطلسي، ووصف أهالي كناريا ثم عاد إلى الأندلس.
وثمة قصة مفصلة أكثر من جميع ما ذكرت، وربما يعرفها جميعنا، وهي قصة الشريف الإدريسي الذي عاش في القرن الثاني عشر الميلادي بين 1099 - 1180م، والذي كان من سبتة، شريفا حمّوديا إدريسيا، وكان هو العالم الجغرافي الذي اصطفاه "روجر"، الملك النورماندي لصقلية، الذي كان يعد من الملوك الصقليين المتفتحين تجاه الإسلام، ولم يضطهد المسلمين عندما احتل النورمانديون صقلية وأخذوها من أيديهم.
ففي كتابه "الممالك والمسالك" جاء بقصة الشباب المغرورين؛ وهم: جماعة خرجوا ببواخر من إشبونة " Lisbon"، وكانت في يد المسلمين وقتها، وقطع هؤلاء المغامرون بحر الظلمات، ورجع بعضهم، وذكروا قصتهم وأنهم وصلوا إلى أرض وصفوها ووصفوا ملوكها. والغريب في الأمر أنهم ذكروا أنهم وجدوا أناسا يتكلمون بالعربية هناك.
وإذا كان أناس يتكلمون بالعربية هناك فهذا دليل على أن أناسا كثيرين وصلوا قبلهم إلى هناك، حتى تعلم أهلها العربية ليكونوا ترجمانا بينهم وبين الملوك المحليين، وعلى أنه كان هناك وجود إسلامي في ذلك التاريخ على تلك الأرض. الوصف الذي أعطاه هؤلاء المغامرون يظهر أنه وصف للجزر الكارابية، كوبا أو إسبانيولا، أو غيرهما من جزر البحر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/324)
وهناك أمثلة أخرى في اللغة وغيرها. فأعطي في اللغة أمثلة كذلك: فالأوروبيون رسموا خريطة لأمريكا، ومنها خريطة لفلوريدا، وذلك عام 1564م، ذكروا فيها مدنا ذات أسماء توجد في الأندلس والمغرب. ولكي تكون أسماء عربية هناك، فبالضروري كانت هجرة عربية قبل المائة أو المائتي عام على الأقل. مثلا: في الخارطة هناك مدينة ميارقة، وواضح أنها تحريف لميورقة، وهي جزيرة من الجزر الشرقية المسماة الآن بالبليار، ومدينة اسمها كاديكا، وهي تحريف لقادس الواقعة جنوب الأندلس. وأخرى اسمها "مارّاكو" تساوي: مراكش ... إلخ.
دوقة مدينة سيدونيا، بناء على وثائقها كتبت كتابا في غاية الأهمية على إثر تشجيع مني، حيث إنني في دراساتي عن الموريسكيين اكتشفت شيئا غريبا جدا، ما هو؟.
اكتشفت بأنه عام 1644م، قامت مؤامرة في الأندلس لتحريرها من إسبانيا، وإعادة الدولة الإسلامية فيها، دخلت في هذه المؤامرة فئات أربع:
أولا: ملك البرتغال، وذلك أول استقلالها الذي كانت أضاعته من قبل بعد هزيمتها في معركة واد المخازن، وانضمت إلى إسبانيا، وفي عام 1644م، أعادت استقلالها.
ثانيا: شخصية من ولاية المرية اسمه "طاهر الحر"، لم تعط الوثائق اسمه النصراني، وهو ينسب نفسه إلى بيت بني الأحمر. ثار هو وجماعة معه.
ثالثا: موريسكيو الرباط، في الوثائق المغربية يظنون بأنهم أرادوا التعاون مع النصارى، غير أنهم في الحقيقة أرادوا تحرير الأندلس، حيث كان المقرر أن يدخلوا مصب الوادي الكبير ببواخر ويحتلوا إشبيلية.
رابعها: وهذا هو الشاهد عندنا: دوق مدينة سيدونيا، والذي كان الحاكم باسم ملك إسبانيا على منطقة الأندلس. فكيف دوق مدينة سيدونيا الذي يمثل السلطة النصرانية (المسيحية) على الأندلس يقوم بمؤامرة من أجل تحرير الأندلس؟. لم أفهم ذلك!!!.
فلما التقيت الدوقة الحالية لمدينة سيدونيا استدعتني في شاطوها (قصرها) قرب مدينة سان لوقا دو باراميدا، قرب مصب الوادي الكبير، فقلت لها: "ما سبب ذلك؟! ". وإذا بجوابها كان أغرب مما كنت أتوقع، حيث أجابتني: "بديهي؛ لأن أصلنا – عائلة دوق مدينة سيدونيا – مسلمون، بل أكثر من ذلك أننا كنا مسلمين سرا". وقالت لي: "تعال أريك في قصرنا؛ كنت أدق حائطا وعندما أسقطته وجدت أسفله مسجدا داخل القصر"، وفعلا صليت – أنا المحاضر – في ذلك المسجد داخل القصر. فإذن؛ هذا الدوق - رحمه الله - قام بمجهود كبير لتحرير الأندلس.
والأهمية في دوقة مدينة سيدونيا؛ أن عندها مكتبة فاخرة مليئة بالوثائق منذ ثلاثمائة وأربعمائة وخمسمائة عام، من ضمنها وثائق مسلمي أميركا الجنوبية!، والبرهان على الوجود الإسلامي في أميريكا قبل أربعمائة عام من كريستوف كولومب. وأخبرتني أنها خائفة من أنها إذا ماتت – وهي تبلغ حوالي سبعين عاما – من أن تسرق وثائقها وتعدم، لأنها تقول بأنه: "لا ثقة في نصارى إسبانيا إلى يومنا هذا"، وهي تقول بأنه: "إلى يومنا هذا يعدمون الوثائق التاريخية المضادة لخرافاتهم التاريخية التي يحبون إقناع الناس بها".
قلت لها: "اكتبي كتابا وضعي هذه الوثائق فيه"، فكان ذلك السبب الأساس لكتابتها هذا الكتاب، فهذا الكتاب الذي سمته: "من إفريقيا إلى أميركا"، كتاب وثائقي رائع، موثق بالوثائق التي عندهم في مكتبة دوق مدينة سيدونيا، هذا الكتاب صدر في هذا الشهر (نهاية سنة 2000)، ومن الضروري أن يترجم للعربية، وإلى لغات أخرى، حيث هو مكتوب باللغة الإسبانية.
ومن المسائل المهمة التي لا نعرفها معاشر المغاربة، أن ياسين والد عبد الله بن ياسين – مؤسس دولة المرابطين – قطع المحيط الأطلسي وذهب إلى المناطق شمال البرازيل، وغينيا، ونشر فيها الإسلام. ذهب إلى هناك مع جماعات من أتباعه، وأسس منطقة كبيرة كانت تابعة للدولة المرابطية. أي: إن الدولة المرابطية لم تكن في شمال إفريقيا والأندلس والبرتغال فحسب، وإنما كانت أيضا فيما يسمى الآن شمال البرازيل وغينيا، وهذا موثق بالوثائق التي تملكها الدوقة المذكورة.
وفعلا، وإلى يومنا هذا؛ هناك مدن وقرى في تلك المناطق اسمها: فاس، مراكش، تلمسان، سلا ... وقد كنت أظن أن تلك الأسماء جاءت مع الرحالة الإسبان، غير أنها قالت لي: "لا؛ بل كانت قبل مجيء الإسبان، إنما كانت مع وجود المسلمين قبل أربعمائة عام من كريستوف كولومب".
إذا؛ بصفة عامة وبتلخيص شديد: العلاقات بين المغرب والأندلس، وما يسمى اليوم بأميريكا كانت متواصلة، وحسب معظم العلماء؛ فالآن – سواء من الطرف الإسباني أو من الطرف الأميركي – فإنهم يعتقدون أن قبل كريستوف كولومب كان الإسلام منتشرا في شمال أمريكا وفي جنوبها، وأن أول عمل قام به كونكيسادور " Conquistador" – الإسبان النصارى – هو متابعة هجومهم على الإسلام الذي كان في الأندلس، بالقضاء على الإسلام والقضاء على الوثائق التي تبرهن أي وجود إسلامي في تلك القارة.
ورغم هذا المجهود الكبير لم يستطيعوا القضاء على كل شيء.
-يتبع-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/325)
ـ[أبو وئام]ــــــــ[04 - 03 - 06, 11:50 ص]ـ
موضوع شيق، نحن في إنتظار باقي المحاضرة
جزاك الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 03 - 06, 11:52 م]ـ
موضوع رائع
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[06 - 03 - 06, 03:50 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم و نفع بكم الاسلام و المسلمين.
و نحن بانتظار درركم ...
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[06 - 03 - 06, 04:02 ص]ـ
بارك الله في الأخ حمزة الكتّاني.
ورحم الله والدكم الكريم،
وممن ذهب إلى هذا القول بالوجود الإسلامي السابق للنزوح الأوروبي فؤاد سيزكين من المعاصرين مؤلف كتاب "تاريخ التراث العربي".
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/5F35C975-B03F-427D-B25B-7A9F5B620CDC.htm
وهذا موضوع قرأته قديماً إلا أنه يفتقر إلى ذكر بعض المراجع وهو
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=102&catid=105&artid=6812
شكراً لك مرة أخرى على هذه المُلَح والإفادات واسأل الله أن يبارك فيك.
ـ[المقدادي]ــــــــ[06 - 03 - 06, 04:48 ص]ـ
موضوع شيق و بارك الله فيكم ياشيخ حمزة
و رحم الله و الدكم الكريم و اسكنه فسيح جناته
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[06 - 03 - 06, 04:59 ص]ـ
المنطقة الثانية: علاقة الدولة العثمانية وإفريقيا مع أميركا
الآن نرى علاقة الدولة العثمانية مع أميركا قبل كريستوف كولومب، وسأكمل بذكر علاقات الممالك الإسلامية في إفريقيا الغربية مع أمريكا قبل كريستوف كولومب.
عام 1929م، اكتشفت خريطة للمحيط الأطلسي رسمها بيري محيي الدين رايس، الذي كان رئيس البحرية العثمانية في وقته، وذلك سنة 919 هـ/ أي: حوالي: 1510 - 1515م، الخريطة الموجودة الآن: الغريب فيها أنها تعطي خريطة شواطيء أمريكا بتفصيل متناه غير معروف في ذلك الوقت بالتأكيد، بل ليس الشواطيء فقط، بل أتى بأنهار وأماكن لم يكتشفها الأوروبيون إلا أعوام: 1540 - 1560م، فهذا يعني – وكما ذكر بيري رايس – بأن هذه الخريطة مبنية على حوالي تسعين خريطة له وللبحارين الأندلسيين والمغاربة الذين قدموا قبله، فسواء هو أو المسلمون قبله سيكونون عرفوا قطعا تلك المناطق، وعرفوا اسمها قبل الأوروبيين.
ومن ضمن المسائل في هذه الخريطة التي تدل على تقدمهم على الأوروبيين بكثير في معرفتهم بالقارة الأمريكية: أنهم أظهروا جزرا في المحيط الأطلسي لم يكن يعرفها الأوروبيون، بما فيها: جزر الرأس الأخضر " Cap Verde"، وماديرا، وجزر الأزور، وبما فيهم جزر كناريا بالتفصيل، التي كنا نسميها "جزر الخالدات". والغريب في الأمر أنه أظهر بالتفصيل جبال الأنتس التي هي جبال تشيلي غرب قارة جنوب أميركا، التي لم يصلها الأوروبيون إلا عام 1527م، وأظهر أنهارا في كولومبيا، ونهر الأمازون بالتفصيل، ومصبه الذيْن لم يكونا معروفين عند الأوروبيين ولا موجودين في خرائطهم. وأظهر نهر الأمازون بالتفصيل، بحيث رسم في مصب النهر المذكور بوضوح جزيرة يسمونها الآن "ماراجو"، وهي الآن موجودة في الخريطة الحالية التي ما وصلها الأوروبيون إلا آخر القرن السادس عشر.
من بعد ذلك هناك خريطة للحاج أحمد العثماني عام 1559م، وهي تدل كذلك على معرفة واضحة بالقارة الأميركية متفوقة على معرفة الأوروبيين. والحقيقة أن الرعب الكبير الذي كان للأوروبيين في القرن السادس عشر أن تحتل الدولة العثمانية أمريكا وتطردهم منها كان هاجسهم، ونذكر أنه في القرن السادس عشر كان الوجود الإسلامي ما يزال في إسبانيا، كان الموريسكيون مضطهدين محاربين، بيد أنهم كانوا ما يزالون مقاومين.
أما الأفارقة؛ فكما قلت لكم: أظهر تول هايير داليدا عام 1969م، بالرحلة التي قام بها من مدينة آسفي المغربية إلى البحر الكاريبي أنه بالإمكان أن يكون قدماء المصريين قد أبحروا إلى أمريكا. لماذا؟. لأنهم وجدوا تشابها كبيرا بين حضارة الأزتك والحضارة المصرية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/326)
وفعلا؛ يظهر أن أول من قطع البحر من مسلمي إفريقيا الغربية كانوا من مملكة مالي، لأن شهاب الدين العمري قال في كتاب "مسالك الأبصار وممالك الأمصار" بأن سلطان مالي من سموسة (كلمة غير واضحة) لما ذهب للحج عام 1327م، ذهب يوزع الذهب في طريقه لحد أن ثمن الذهب رخص في مصر بسبب ما وزعه من الذهب، وأخبر بأن سلفه أنشأ مائتي سفينة وقطع المحيط الأطلسي نحو الضفة الأخرى وأنابه عليه في حكم مالي ولم يعد قط. وبذلك بقي هو في الملك.
ووُجدت كتابات في البيرو والبرازيل وجنوب الولايات المتحدة تدل على الوجود الإفريقي من كتابات إما بالحروف الإفريقية بلغة الماندينك؛ وهي لغة لشعب كله مسلم الآن، يسمونهم: "الفلان"، أو بحروف كوفية عربية. وكذلك تركت اللغة المانديكية آثارا لها في الهنود الحمر إلى يومنا هذا.
والحقيقة؛ انتشر المانديك من البحر الكاريبي إلى شمال وجنوب الأمريكتين، وهناك قبائل هندية إلى يومنا هذا مازالت تكتب بحروف لغة الماندينك.
هل طمس الإسبان جميع الوجود الإسلامي والوجود المانديكي وآثارهم ولم يبق من ذلك شيء؟!، هذا كثير، ولا يمكن. فإذا رجعنا إلى كتابات المكتشفين الأوروبيين الأوائل بمن فيهم كريستوف كولومب؛ نجد بأنهم ذكروا الوجود الإسلامي في أميريكا.
فمثلا؛ في كتاب كتبه ليون فيرنيل عام 1920م، وكان أستاذا في جامعة هارفرد، اسم الكتاب "إفريقيا واكتشاف أمريكا"، " Africa and the discovery of America"، يقول فيه: "إن كريستوف كولومب كان واعيا الوعي الكامل بالوجود الإسلامي في أمريكا"، وركز في براهينه على براهين زراعية ولغوية وثقافية، وقال بأن المانديك بصفة خاصة انتشروا في وسط وشمال أمريكا، وتزاوجوا مع قبيلتين من قبائل الهنود الحمر، وهما: "إيروكوا" و"الكونكير" في شمال أمريكا، وانتشروا - كما ذكر - في البحر الكاريبي جنوب أمريكا، وشمالا حتى وصلوا إلى جهات كندا.
بل وذكر كريستوف كولومب نفسه بأنه وجد أفارقة في أمريكا. وكان يظن بأنهم من السكان الأصليين، ولكن لا يوجد سكان أصليون جنوز في أمريكا. فمن أين أتوا؟!.
"جيم كوفين" كاتب فرنسي ذكر في كتابه "بربر أمريكا"، " Les Berberes d’Amerique"، بأنه كانت تسكن في أمريكا قبيلة اسمها "المامي"، " Almami"، وهي كلمة معروفة في إفريقيا الغربية معناها: "الإمام"، وهي تقال عن زعماء المسلمين، وذكر بأن أكثريتهم كانت في الهندوراس في أمريكا الوسطى، وذلك قبل كريستوف كولومب.
كذلك في كتاب "التاريخ القديم لاحتلال المكسيك"، " Historia Antigua de la conquesta de Mexico"، لمانويل إيروسكو إيبيرا، قال: "كانت أمريكا الوسطى والبرازيل بصفة خاصة، مستعمرات لشعوب سود جاؤوا من إفريقيا وانتشروا في أمريكا الوسطى والجنوبية والشمالية".
كما اكتشف الراهب فرانسسكو كارسيس، عام 1775م قبيلة من السود مختلطة مع الهنود الحمر في نيوميكسيكو في الولايات المتحدة الأمريكية "المكسيك الجديدة"، واكتشف تماثيل تظهر في الخريطة المرفقة تدل دلالة كاملة بأنها للسود. وبما أنه لا يوجد في أمريكا سود، إذًا كانوا قادمين من إفريقيا.
وزيادة على كل ما ذكر، هناك آثار للوجود الإفريقي الإسلامي في أمريكا، في شيئين هامين: تجارة الذهب الإفريقي، وتجارة القطن، قبل كولومبوس. ومعروف أن التجارة مع المغرب وإفريقيا كانت كلها على الذهب عبر الصحراء. وسيدي مولاي أحمد الذهبي السعدي – والذي لا يعجبني كثيرا – قطع الصحراء إلى تومبوكتو لضرب دولة إسلامية مسكينة كي ينهب ذهبها ويسكت طلبات المغاربة الذين كانوا يطالبونه بتحرير الموريسكيين في الأندلس.
من السهل معرفة الذهب الإفريقي في أي مكان كان، لأنه يرتكز على التحليل التالي: لكل 32قسمة من الذهب يوجد 18 من الذهب، و6 من الفضة، و8 أقسام نحاس، وهذه التركيبة من الذهب تدل على أن أصله إفريقي، وخاصة منذ القرن الثالث عشر. وجد هذا الذهب عند الهنود الحمر بأمريكا.
ولكن هناك قرائن أكثر من القرائن المبنية على الذهب؛ هناك قرائن لغوية، وقرائن شهود عيان.
القرائن اللغوية: أن الكلمات التي تطلق باللغة العربية، أو اللغات الإفريقية على النقود، هي شبيهة بالكلمات التي تستعمل من طرف قبائل الهنود الحمر، وهذه الكلمات لا يمكن أن تكون جاءت عن طريق الغزوين الإسباني أو الأوروبي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/327)
فمثلا: بالعربية: غنى، وغنية، وغنيمة. أصبحت بلغة الهنود الحمر: "غواني" " Guani"، معناها: الذهب. كلمة كنقود، ونقية، ونحاس، أصبحت بلغتهم: "نيكاي"، بمعنى: حلي من ذهب. كلمة "التبر"، صارت: "توب"، أي: الذهب. وكذلك لقبا للملك من ملوكهم. أي: أن هذه الكلمات العربية لا يمكن أن تصل إليهم لولا وجود عربي هناك.
تجارة القطن مهمة كذلك؛ لأنه لم يكن قطن في أمريكا، بل جاء من إفريقيا الغربية، وتعجب كولومب نفسه في كتاباته حيث قال: "إن الهنود الحمر يلبسون لباسا قطنيا شبيها باللباس الذي تلبسه النساء الغرناطيات المسلمات". وابنه أكد ذلك الكلام كذلك.
والغريب في الأمر – وهو ما سأفصله من بعد إن شاء الله – أن قبيلة موجودة الآن في أمريكا الوسطى اسمها: "كاليفونا" “ Galifona” في غواتيمالا، يسمونهم: "الهنود الحمر السود"، لأنهم هنود حمر غير أنهم سود الألوان، وهم من بقايا المسلمين الماندينكا الذين كانوا هناك، وكثير من عاداتهم لا زالت عادات إسلامية إلى الآن. سأتكلم عن هذا عند حديثي عن بقايا هذه الشعوب، ماذا فُعل بها، وكيف كان مصيرها؟.
وقال "مييرا موس" في مقال في جريدة اسمها: "ديلي كلاريون"، " Daily Clarion"، في "بيليز"، وهي إحدى الجمهوريات الصغيرة الموجودة في أميريكا الوسطى، بتاريخ عام 1946م: "عندما اكتشف كريستوف كولومب الهند الغربية، أي: البحر الكاريبي، عام 1493م، وجد جنسا من البشر أبيض اللون، خشن الشعر، اسمهم: "الكاريب"، كانوا مزارعين، وصيادين في البحر، وكانوا شعبا موحدا ومسالما، يكرهون التعدي والعنف، وكان دينهم: الإسلام، ولغتهم: العربية! ". هكذا قال.
نحن في المدرسة لا يعلموننا هذا الشيء، يقولون: "كان الكاريب وانقرضوا". لم ينقرضوا؛ بل أفنوهم!!. أفنوهم!. وإلى هذا اليوم تسمى تلك الجزر بالكاريبي، في البحر الكاريبي، سميت عليهم.
والذين بقوا – وذلك لمخالطتهم للهنود الحمر – هم: "الكاليفونا"، وقد بقوا إلى يومنا هذا في أمريكا الوسطى، ولا شك أن أصولهم إسلامية، لأن الكثير من العادات الإسلامية لا زالت فيهم.
أين هي هذه الشعوب الآن؟.
كثير من الشباب المسلم أنشأ علاقات مع الكاليفونا، وكثير منهم رجع إلى الإسلام، وأصبحت مساجد كثيرة تظهر في تلك الشواطيء بين هؤلاء الكاليفونا.
أما هؤلاء الميلونجونس، والذين هم مهاجرون من البرتغال في أوائل القرن السادس عشر؛ فقد هربوا من محاكم التفتيش إلى البرازيل، فلما جاء البرتغاليون واحتلوا البرازيل؛ تابعتهم محاكم التفتيش، فركبوا البواخر وهربوا إلى أمريكا الشمالية، قبل أن يصلها الإنجليز، واختلطوا مع قبائل الهنود الحمر. غير أن الإنجليز لما عادوا عاملوهم معاملة الهنود الحمر، قتلا وإبادة، فهربوا إلى جبال الأبالاش. واحد منهم اسمه: "بروند كينيدي"، " Brand
قال الشيخ الألباني :
ennedy"، أخذ تمويلا من جامعة فرجينيا الغربية " West Virginia"، لدراسة أصول هؤلاء القبائل، ومن أين أتوا، لأنه واحد منهم.
وبدءا من دراسة عاداتهم؛ اكتشف بأن أصولهم - كما ذكرت - من المسلمين الأندلسيين. والغريب في الأمر أن التاريخ مخيف، فأي شعب يُضطهد إلا وينتقم لنفسه بطريقة من الطرق:
أحد زعماء الولايات المتحدة، الذي هو سليل هذا الشعب، هو "أبراهام لينكولن"، انظر إلى صورته وصورة أفراد الميلونجونز كيف يشبههم، وبذلك يظهر بأن الجذور في تحرير السود هي كأنه يحرر نفسه، فانتقم بتلك الطريقة من النصارى البيض.
وهذا الذي أهداني هذا الكتاب نفسه، والذي هو أستاذ في جامعة طورنطو” Toronto”، أصله كذلك: من جهة ينتمي للميلونجونس، ومن الجهة الأخرى للزنوج.
وخلاصة الأمر التي أردت أن أقولها بعد هذا التقديم الذي إنما أردت منه أن أفتح شهيتكم الفكرية: أن هذا المجال – ومع الأسف الشديد – نحن المغاربة نعاني من خصاص تجاهه، بالرغم من أننا نحن المعنيين بالأمر، وبهذه الحركة، تجاه أميركا الجنوبية، نعاني من نقص كبير في جامعاتنا، كيف نبحث في تراثنا عن هذا الشيء؟. ضروري أنه عندنا وثائق في هذا الشأن، وبالطبع لن يسموها بأمريكا، لأنه لم يكن ذلك الوقت شيء اسمه "أمريكا"، كان لها اسم آخر بلا شك، ما هو بالضبط؟. لا ندري. لكن كان من الممكن أن نبحث في وثائقنا لنعرف هذه العلاقة التي كانت تربطنا بأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية قبل كريستوف كولومب.
والموضوع الثاني: أنه بصفة عامة، وخاصة ما يخص التاريخ، يجب أن نعتمد على أنفسنا لمعرفة جذورنا. أنا أذكر أنه عندما كنت صغيرا كانوا يعلمونني في المدرسة الفرنسية بأن العرب ليس لهم تاريخ، وذلك ليحطمونا، لأن الشعب الذي لا تاريخ له لا هوية له، شعب فاقد لذكراه التاريخية. ولولا أن الوالد رحمه الله كان ينبهني بأن تاريخنا كذا وكذا، وكان لأمتنا من المفاخر كذا وكذا، لكبرت وعندي مركبات نقص فظيعة.
وإحدى الأسلحة القوية للشعوب المتغطرسة التي تريد أن تمحو وجود الشعوب المستضعفة الأخرى: هي تحريف التاريخ. ولذلك فإنه من العار علينا أن نعتمد في اكتشاف تاريخنا، أو تاريخ الإسلام، أو تاريخ المغاربة، أو غيره ... على الوثائق الغربية، وإن كنا نحمد الله على بقاء آثار إسلامية في الغرب مثل ما عند دوقة مدينة سيدونيا، والتي أخرجت وثائقها وبرهنت على الوجود الإسلامي أربعمائة وخمسمائة عام في أمريكا الجنوبية قبل كريستوف كولومب. أو يأتي واحد مثل "براند كينيدي"، ليثبت بأن شعبا كاملا من أمريكا الشمالية ذو أصول إسلامية.
وبهذا أريد أن أوصي توصية واحدة؛ وهي: أنه واجب علينا أن نربط علاقات مع هؤلاء الناس، ونحيي الأبحاث في هذا المجال. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
-انتهت المحاضرة المباركة، ويليها تعقيبات الأساتذة الحضور بإذنه تعالى-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/328)
ـ[أبو هاشم الحسني]ــــــــ[06 - 03 - 06, 10:26 ص]ـ
شيخي جزاكم الله خيراً على هذه المحاضرة الشيقة
ومما يصدق كلامكم وجود وثيقة أمريكية من عهد الحرب بين الأمريكيين الأصليين (الهنود الحمر) والمستوطنين الأوروبيين وقد وقعت عن جانب الهنود الحمر باسم محمد.
والوثيقة موجودة في المتحف الوطني الأمريكي
والله تعالى أعلم
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[06 - 03 - 06, 03:34 م]ـ
وبارك بكم أخي الكريم، ولكن هل من صورة لتلك الوثيقة؟ ..
ـ[أبو هاشم الحسني]ــــــــ[06 - 03 - 06, 03:43 م]ـ
للأسف ليس لدي أي صورة لتلك الوثيقة
ولكني سمعت هذه المعلومة من عمي الذي زار ذلك المتحف
كما أخبرني أنه زار بعض مناطق الهنود الحمر فوجد عندهم الكثير من العادات التي يمكن إرجاعها للاسلام والأمر يحتاج لدراسة مفصلة عن هذا الأمر.
كما أنه من الملعوم أن كريستوفر كولومبوس قد سرق الخريطة التي أوصلته إلى أمريكا من البحار العربي المسلم ابن ماجد (كما أذكر) والأمر بحاجة لمراجعة.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو وئام]ــــــــ[06 - 03 - 06, 05:55 م]ـ
جزاكم الله كل خير
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[07 - 03 - 06, 04:58 ص]ـ
التعقيبات على المحاضرة
مداخلة رئيس الجلسة الدكتور أسامة بن الناصر الكتاني
أشكر الدكتور سيدي علي على أن حظانا بالاستمتاع بهذه الذخيرة الحية من المعلومات الوافرة والغزيرة، حول موضوع يعد من أندر الموضوعات، ومعلوماته من أندر المعلومات، ويتفضل المناقش الأول عمي مولاي إدريس للمناقشة:
مناقشة العلامة الدكتور إدريس ابن الشيخ محمد بن جعفر الكتاني
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد أشرف المخلوقين وعلى آله وصحبه أجمعين.
مع الأسف أنني لم أحضر بداية العرض، ولكن كنت تحدثت مع مولاي علي في هذا الموضوع عدة مرات، وأعجبت حقيقة باهتمامه وتتبعه لكل المراجع والمصادر التي تعين على هذا الكشف، لأنه – وبالنسبة للشعب المغربي والعالم العربي كله، وبالنسبة للجامعات وشُعب التاريخ والجغرافيا – هذا ميدان يكاد يكون مجهولا. وكما تعلمون؛ فالوالد – رحمه الله – في "السلوة"، وفي تاريخ مولاي إدريس، وفي غيرهما من مؤلفاته، وغيره من المغاربة كلهم تأسفوا لكون المغاربة ومؤرخيهم بصفة خاصة، لا يعتبرون بكتابة التاريخ. هذا نقص قديم. ومع الأسف أن هذا النقص ازداد تعمقا في عهد الاستقلال وإنشاء الجامعات وشعب التاريخ والجغرافيا.
وأنا منذ عشرين سنة كنت أتساءل وأستغرب من شعبة التاريخ والجغرافيا ومن أساتذتها الذين هم مختصون؛ ما ذا كتبوا؟، وماذا أحيوا؟، وماذا نشروا فيما يتعلق بتاريخ المغرب على الأقل؟. في حين أننا نجد أساتذة شرقيين، سوريين ومصريين وفلسطينيين، جاؤوا للمغرب كأساتذة فقط أو زوار، وأعجبوا، وكتبوا مؤلفات عن المرابطين والموحدين، وتاريخ المغرب باختصار، ولكن أساتذة التاريخ الرسميين الذين هم في الجامعات وكليات الآداب أهملوا - حقيقة - ذلك، بحيث كم من مشارقة – سواء سفارات أو إسلاميين – يطلبون مني إعطاءهم تاريخا للمغرب مختصرا ومبوبا ومحللا، فلما أبحث لا أكاد أجد سوى كتب مدرسية في التاريخ، هزيلة، ولا أجد للمؤرخين المغاربة إعادة كتابة التاريخ، فأحرى بالنسبة لهذا الموضوع.
وباختصار؛ أعتبر أنه لحسن الحظ أن أحد الشرفاء الكتانيين الباحثين العلماء اهتم بهذا الموضوع، ولذلك أقترح أن يطبع هذا العرض في كراسة، وأن نقيم ندوة ثقافية تاريخية علمية في إحدى القاعات الكبيرة، أو في "نادي الفكر الإسلامي" – ولكن القاعة صغيرة! – وأن نستدعي الصحفيين والسفراء المعتدّين بمثل هذا الموضوع، وأن نستدعي أساتذة شعب التاريخ في الرباط والدار البيضاء لقربهما على الأقل، وأن نستدعي بعض المهتمين في لجان الحركة الإسلامية لتقديم عرض لكل هذه الوثائق، مصحوب بكراسة مطبوعة فيها خلاصة هذا العرض، لتسهيل التعريف بهذا التاريخ للصحفيين حتى ينشروه، لإثارة اهتمام أساتذة التاريخ المغاربة به، لاستدعاء – أيضا – أساتذة الجامعات بتطوان والشمال، والذين يهتمون بتاريخ الأندلس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/329)
فمن حسن الحظ ربما جمعية الأسرة الكتانية كانت لها الأسبقية في عرض هذا الموضوع، وهو حري بمثل هذه الأسبقية، ليكون أعضاء الأسرة والمثقفون والعلماء على علم به، وحتى يساهموا هم كذلك في هذه الندوة الثقافية التاريخية العلمية، عندما يقيمونها في أقرب وقت عندما يكون ذلك الكتيب جاهزا.
كلمة الدكتور عمر بن إدريس الكتاني
أنا كذلك أشكر سيدي علي على هذا العرض القيم، وعلى تلك المعلومات التي – في الحقيقة – استفردنا بها – أعتقد – على المستوى العالمي، لأن هذا الموضوع جديد على جميع المستويات.
أنا أقول: بأنه يجب إنشاء خلية بحث، لأن هذا الموضوع كبير ومهم جدا، ولماذا لا تنشأ خلية بحث بمساعدة أساتذة جامعيين مهتمين من إسبانيا ومن أمريكا اللاتينية، وأن يتعاونوا كلهم على كشف المعطيات والمعلومات والوثائق؟. (قال الدكتور علي: وأميركا الشمالية كذلك). ولا شك أنها ستثير الاهتمام والفضول من الباحثين، حتى إذا لم يكونوا مسلمين.
إذا كانت معطيات أصلية موجودة فمعنى ذلك: أنه توجد معطيات غير مكتشفة حتى الآن، ولا شك أن باحثين نزهاء مؤرخين - حتى من أمريكا اللاتينية - سيكون عندهم اهتمام بهذا الجانب، لأن الباحثين النزهاء لا شك من وجودهم في جامعات تلك الدول.
والجاليات الإسلامية في تلك الدول يمكن أن تكتشفهم وتربط علائق بهم، إما بواسطة الإنترنيت أو غيره، وتنشيء خلية بحث تستمر في هذا الموضوع.
وحتى في الولايات المتحدة يمكن أن يقوم أناس بهذا الجانب، وخصوصا أن الجديد في البحث العلمي هو: علاقة الهنود الحمر بالقبائل المسلمة، وعلاقة الأفارقة – كذلك – بالمسلمين الأفارقة في القارة الأمريكية.
فهذه الثلاثية مهمة جدا، ولا شك أنها ستثير عدة وحدات للبحث.
أما على مستوى المغرب: فتساؤلي هو: اكتشاف هذه القارة؛ هل الوثائق العربية الموجودة لحد الآن لم تذكر بشكل بارز هذه الرحلات التي اخترقت بحر الظلمات وبقيت مسألة مجهولة أو شبه مجهولة؟، لماذا هذه الوثائق الموجودة في العالم العربي لم تثر هذه المسألة التي تكلمنا فيها؟. هل وقع تدمير لتلك الوثائق على مستوى الأندلس، ولم تنتشر في باقي الدول العربية؟. وهذا احتمال كبير؛ لأن أغلب الوثائق الموجودة ضمن هذا الإطار وقع القضاء عليها على مستوى الأندلس، وما وصل العالم العربي سوى الفتات.
ولكن مستوى هذا الاكتشاف لم يكن له صدى في العالم العربي. أنا أتساءل: ما هي الأسباب والاحتمالات التي تجعل من هذا الاكتشاف الكبير، وخصوصا مع وجود عدة قرون من العلاقات مع الأفارقة والشمال إفريقيين كذلك، ولم يبق أثر ذلك بشكل كبير، حتى وإن كان اسم أميركا اللاتينية غير معروف في ذلك الوقت؟. هذا هو سؤالي.
تدخل الدكتورة نزهة ابن الخياط الزكاري
في الحقيقة؛ بالإضافة إلى ما قاله سيدي عمر، وما قاله خالي مولاي إدريس، بضرورة إقامة ندوة على المستوى الوطني، ضرورة خلق خلية للبحث في الميدان، أنا أقول: بأن هناك عدة خلايا في البحث في ميادين وتاريخ "المورو"، وهي موجودة في تونس وموجودة في المغرب، وأنا أعرف المجموعة التي تقوم بها، ومن المفروض أن تنشر بوابة على الإنترنيت - كما قال سيدي عمر - يكفي أن نبدأ وأن نعلن عن وجود مجموعة تهتم بهذا الموضوع حتى يتصل بهذه البوابة جميع من يهتم بهذا الأمر على مدى أربع وعشرين ساعة، أو ثمانية وأربعين ساعة فقط.
إذا: خلية بحث وخلق بوابة، ثم ندوة ندولية – بالإضافة إلى ذلك. في انتظار تكوين خلية بحث، نعمل على ندوة دولية تجمع على مستوى العالم كله، وبالخصوص معاهد الدراسات الإسلامية، ونحن نعرف أن معاهد الدراسات الإسلامية - بالخصوص الموجودة في ألمانيا - تضم أناسا لهم نوع من الموضوعية. طبعا؛ ربما يكونون من محبي الإسلام أو غيرهم، غير أنهم معروفون بالنسبة للأجناس الأخرى، كالفرنسيين مثلا، لهم نوع من الموضوعية.
إذا؛ أنا لا أشك في هذه المعاهد أنها إذا دخلت ستجعل هذا الموضوع فاعلا، إذن: ندوة على مستوى المغرب، ندوة على المستوى الدولي، خلق بوابة على الإنترنيت، بحيث تظهر وجود مهتمين في المغرب، ومن هم. تعطى ملخصا لما قيل الآن، ما قاله الدكتور يمكن أن ينشأ له ملخص في صفحتين، ويعطى كخطوة أولى، وهو سيجلب الناس الذين يهتمون بهذا الموضوع في العالم كله ... وشكرا.
تدخل الدكتور حمزة بن علي الكتاني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/330)
نشكر والدنا الدكتور المحاضر على ما أفادنا به من معلومات، كما نشكر الأساتذة المتدخلين، ولكن عندي بعض الإضافات الطفيفة:
ذلك أني قرأت سنة 1994م، بحثا كتبه الدكتور علي مروة، وهو باحث لبناني يدرس في بعض جامعات نيويورك، كتب هذا البحث بمناسبة مرور خمسمائة عام على اكتشاف أمريكا على حسب دعوى الغرب، وهو في عشر صفحات بالإنجليزية. ومضمنه: أن كريستوف كولومب لم يكن أول من اكتشف أمريكا، إنما كان المسلمون قبله منذ القرن الثامن الميلادي، ومن ضمن هذه الإضافات التي ذكرها: نقول عن كتاب "مروج الذهب" للمسعودي، والتي تنص على علاقات بين المممالك الإسلامية في وسط إفريقيا وبين المسلمين في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية.
وكذلك نقل من رحلة كريستوف كولومب التي كتبها بعد رحلته، بعض الآثار الإسلامية، وبعض المعالم الإسلامية التي شاهدها، ومن ذلك: أنه عندما اقترب إلى كوبا وجد مسجدا مبنيا على تل من تلالها، ووصف ذلك المسجد. وهذا يدل على أنه حتى في كتبهم – الغربيين – أنفسهم كانت هذه المسألة عندهم معروفة.
ومن المفيد في هذا البحث: أنه نقل عن حوالي ثلاثين مرجعا، وتلك المراجع أغلبها كتبت في أمريكا وفي أوروبا، أغلبها وهو حوالي تسعين في المائة منها، أحدها مقال في بعض الجرائد الغربية يقول: "لست أنت أول من اكتشف أمريكا يا كولومبوس". كما نص المقال على وجود جامعات إسلامية في أمريكا الشمالية قبل كولومب، وهذه المعلومة تجعلنا نتساءل: ما هو التراث العلمي والفقهي والتاريخي والمذهبي الذي أنتجته تلك الجامعات، وأين هو؟.
ومن ضمن المسائل المفيدة: أن العبيد وما كان من محنتهم بعد القرن الخامس عشر الميلادي، كان عندما قامت الحرب الصليبية ضد الممالك الإسلامية في إفريقيا، وكان أغلب العبيد الذين رحّلوا إلى أمريكا الشمالية والجنوبية من المسلمين، وهم حوالي 84 في المائة، وكان فيهم علماء، وكان فيهم شعراء. والآن توجد عدة جمعيات تجمع التراث الذي وجدوه مخبأ مما كتبه هؤلاء العبيد، فيه من الشعر، ومن الكتابات الدينية، وعندنا صور لبعض المخطوطات من البرازيل، وهي بالخط العربي الكوفي الإفريقي.
وهذا المجال – وهو الحروب الصليبية الأمريكية ضد المسلمين في إفريقيا – يا حبذا أن يبحث كذلك، إما ضمن الجمعية أو خارجها.
تدخل الدكتور المهدي الحلو
أنا أضيف رأيي إلى اقتراح مولاي إدريس ومن بعده، وهذا سيزيدك – الدكتور علي – شغلا على شغلك، لأن هذا الذي ذكرت لنا إنما هو من الفرضيات، لأن قولك بأن العرب اكتشفوا أمريكا قبل كريستوف كولومب بستمائة سنة (قال الدكتور علي: عفوا؛ كلمة "اكتشفوا" الغها من كلامك، أنا إنما قلت: تواجدوا). نعم: أقصد: تواجدوا.
ولكن الأعمال التي أطلبها منك حتى يكون لكلامك هوامش قوية:
- فالسؤال الأول: من أول من ذهب من العرب لأمريكا وكيف ذهب، ومتى ذهب؟. وكيف انتشر الإسلام في أمريكا؟، بحيث إن كلامك اعتمد على أنه: إذا وجدنا آثارا فذلك حجة.
- كيف عندما جاء كريستوف كولومب، وجاء مع قوم من أوروبا أواخر القرن الخامس عشر، كيف تمكنوا من محو هذا التواجد الإسلامي؟، ثم الآن وبعد 1492م، وهذا هو السؤال الذي أعتقد أنه مهم، لأنه لا يحيلنا فقط على هذا التاريخ، إنما يحيلنا كذلك على المستقبل، وأنا أعتقد أن المستقبل – في بعض الحالات – أهم من الماضي، مع أن معرفة التاريخ مهمة، لأنها تعتبر الأساس في مستقبلنا.
والتاريخ فعلا مهم، فقد ذكروا بأن هذا الرجل جاء واكتشف أمريكا – زعما – عام 1492م، ثم جاءت الساكنة الأوروبية شمالا وجنوبا أواسط القرن الثامن عشر، وأنه خلال قرنين من الزمان خلقت هذه القارة أقوى قوة سياسية واقتصادية استراتيجية وعسكرية على المستوى العالمي.
كيف أننا نحن الدول الإسلامية والعربية، وكانت عندنا الإمكانيات، ونحن من بين الأوائل ممن ذهب إلى تلك القارة، بين القرنين 8، و15م، كيف تخلينا أصلا عن كل تواجد لنا في تلك المنطقة، وسمحنا لأوروبا أن تكون هي المسيطرة على العالم انطلاقا من ذلك؟. وأعتقد أن هذا أكثر أهمية، حيث التاريخ يعطينا إشكالية أننا – كعرب ومسلمين – منذ كنا من الأوائل الذين اكتشفوا تلك القارة حتى أصبحنا اليوم في موقع التبعية بشكل أو بآخر لهم.
-يتبع-
ـ[أبو هاشم الحسني]ــــــــ[07 - 03 - 06, 10:15 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/331)
أكرمكم الله سبحانه
ونحن بانتظار بقية المداخلات
ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[08 - 03 - 06, 03:56 ص]ـ
الحمد لله،
تقبل الله منك و رحم الله الدكتور علي الكتاني.
مما يستحسن ذكره في هذا المقام ما كتبه الشيخ سفر الحوالي في كتابه "رسالة من مكة .. ":
"عندما أصبحت رواية جذور فيلماً أكدت الإحصائيات أن الذين شاهدوه كانوا مائة وثلاثين مليوناً من الأمريكيين! لماذا؟
لم يكن ذلك لمجرد أن المأساة بالغة الفظاعة؛ بل بسبب الصدمة، لأن مأساة بهذا الحكم كانت مغلّفة بشعارات رنّانة ردحاً من الزمن!!
لقد نكأ الفيلم جرحاً غائراً في الضمير الإنساني الذي سرعان ما يمزق أغشية التضليل والزيف عند بزوغ فجر الحقيقة.
وفقاً للرواية اكتشف الكاتب أنه مسلم - لأن جده الذي اصطاده المتحضرون البيض كان مسلماً - واستطاع أن يجمع خيوط القضية حتى اجتمع بقرابته المسلمين في غمبيا بعد سبعة أجيال، وحدثوه عن جده المخطوف نفس الحديث الذي حدثته عنه جدته في أمريكا!!
حين وصل كولومبس إلى شاطئ مورو في كوبا رأى مئذنة فصاح: "يا إلهي حتى اليابان فيها مساجد!! ".
نعم لقد كانت مساجد على الطراز الأندلسي مكتوب على محاريبها "لا غالب إلا الله".
لقد كان المسلمون أول ضحايا الإبادة العرقية على ضفتي الأطلسي، على الضفة الشرقية كانوا يُصطادون ويُستعبدون، وعلى الضفة الغربية كان المسلمون الهنود يُبادون ضمن حملة الإبادة على السكان الأصليين." اه.
ثم حشى الشيخ ـ عافاه الله ـ على لفظ مورو:
" مورو أو المويس هو الاسم الذي أطلقه الأسبان والبرتغاليون على المسلمين - ولا يزالون يسمون دولة المغرب به - هكذا أسمى ماجلان الفلبين مورو وسموا بلاد شنقيط موريتانيا وكذلك جزر الكاريبي ولا يزال اسمها مورو حتى اليوم، ويرى بعض الباحثين أن أسم أمريكا مشتق منه فإن كولمبس مات وهو يظن أنها بلاد المسلمين، وأن أصلها كلها كلمة مراكش."
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[08 - 03 - 06, 05:53 ص]ـ
مداخلة الدكتور نجيب بن محمد الفاطمي الكتاني
في الحقيقة هذا عرض شيق وقيم، الذي أقامه الدكتور سيدي علي، وأنا أشاطر الرأي الدكتور مولاي إدريس، لأن هذا الكلام – في الحقيقة – شيء لا نعرفه، وفوجئنا به، وبما أننا فوجيئنا به، إذا؛ فالغالب أن المغاربة ككل، أو الناس على الصعيد العالمي، هم أيضا ستكون لديهم مفاجأة. إذا كانت هناك ندوة أو محاضرة في هذا الشأن.
ولكن الذي أريد أن أضيفه هو: هل يمكن إذا قررنا – نحن الجمعية – أن نقوم بنشاط علمي ونقيم محاضرة أو عدة محاضرات، أن نستدعي كاتبة هذا الكتاب (الدكتور علي: نعم، نعم)، ولو أنها كما قلتم مسنة؟. (الدكتور علي: نعم، وكذلك صاحب المقال من الممكن أن يأتي)، نعم وذلك لإثراء هذا الموضوع، لأنها مادام أنها ألفت هذا الكتاب، إذن؛ لقد قامت ببحوثات عدة في هذا الميدان، فيمكنها أن تساعد – خاصة وأنها أوروبية وأجنبية – (الدكتور علي: نعم وهي تتكلم الفرنسية بطلاقة)، نعم، إذا؛ أظن أن ما ذكروه من الممكن أن يحصل، وفكرة فتح بوابة في الإنترنيت كذلك مهمة جدا، لأنها تجعلنا نعمم هذا الموضوع، وأن لا يبقى مقتصرا على الصعيدين الوطني أو المحلي، ولكن يصبح له صدى عالمي مشهور، وشكرا.
مداخلة الأستاذ عبد الله الكامل بن الطيب الكتاني
أشكر ابن العم الدكتور سيدي علي على هذه المسامرة الطريفة، التي أضافت إلى معلوماتنا التاريخية معلومات مهمة في ميدان ربما كنا نجهله تمام الجهل، وإن كان لوالدكم المرحوم سيدي المنتصر – رحمه الله – منذ سنوات عديدة شغف بهذا الموضوع، وأذكر أنه كتب عنه في بعض المجلات المشرقية والمغربية، كما تحدث عن الفتية المغرورين في مجالسه.
فهذه بداية كانت تراود كثيرا من الباحثين، ومن علماء المسلمين، تعويضا عما يفقده المسلمون من مكانة في العالم اليوم. وبغض النظر عن هذا الجانب العاطفي، هناك جانب علمي ينبغي أن يتخذ المسار العلمي الذي تتخذه جميع البحوث ابتعادا عن المسائل الصحفية ومسائل الندوات، لأن الحقائق العلمية لا تنشر بالصحافة أو الإنترنيت أو بالدعاية، هذه مسائل حديثة لترويج فكرة سياسية أو لبيع منتوج أو لغير ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/332)
أما المسائل العلمية {وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}، الحقائق العلمية، لا يمكن أن تمحى، لا يمكن أن يمحوها لا الإنترنيت ولا أكثر من الإنترنيت، فالإنترنيت موجة مارة وستأتي بعد الإنترنيت موجة أهم، واكتشافات تدهش العالم كما يتوقعه العلماء.
لنعد إلى موضوع التاريخ: هناك تاريخ حقيقي وتاريخ مفترى، وكثير من حقائق التاريخ لم يعرفها أي أحد، فالتاريخ الذي نعرفه هو الذي يدرسه العلماء، لأن التاريخ بيد من؟، بيد السلطة، التاريخ الذي نعرفه هو التاريخ الرسمي، كم من أشياء نعيشها اليوم، وعاصرناها وعرفناها، في سنوات قليلة، كل واحد عمره خمسون سنة، ثلاثون سنة، أربعون سنة، فهناك حقائق تاريخية لا تجد لها صدى لا في الصحافة ولا في الميديا ولا في الإنترنت ولا في التاريخ، ولكن الذي بقى هو التاريخ الرسمي الذي يكتبه الممولون الساهرون، الحريصون على تحويل ذلك التاريخ وإظهاره للعالم كحقائق ثابتة وحقائق دائمة.
ولذلك؛ فقضية وجود المسلمين في أمريكا ووجود غير المسلمين قبل الفراعنة كذلك، هي مسائل لم تكن وراءها مصلحة، ولم تكن وراءهم سلطة، لم يكن وراءهم تاريخ رسمي يشجع، ولذلك يلفت النظر إلى أن قضية كريستوف كولومب ثبتت لأنه كانت وراءه سلطة، كان ممولا. وهو نفسه لم يكن يعرف أنه سيكتشف أمريكا، ذهب في مهمة سياسية رسمية لكتابة تاريخ جديد، وكتب ذلك التاريخ.
ولذلك فإن بحث الدكتور لننظر كيف نريده؟، هل نريده تاريخا علميا، أو تاريخا سياسيا؟. إن كان تاريخا سياسيا فليس هذا من شأننا، لسنا بسياسيين ولسنا بسلطويين، لا مغاربة ولا أندلسيين ولا إسبانيين ولا غير ذلك، فمن مصلحة أصحاب التاريخ وأصحاب السلطة أن عندهم وسائل ليكتبوا هذا التاريخ، نحن إذا أردنا أن نسير كعلماء فلنتخذ هذه الطريقة التي قامت بها هذه الدوقة الإسبانية حيث كتبت هذا الكتاب ومولته بطريقتها الهادئة، فنحن أيضا نبحث في هذا الطريق، ونضعه في السوق العلمية، وللعلماء أن يقرروا.
تعقيب المحاضر الدكتور علي الكتاني
في الحقيقة أنا شخصيا اهتمامي بتاريخ الوجود الإسلامي في القارة الأميركية وغيرها، هو سند لمستقبل الوجود الإسلامي في القارة الأميركية، وأعطي بعض المعلومات التي هي نتيجة للتقديم الذي قدمته:
ذلك أن صديقا عراقيا أتاني بمخطوطة بالعربية وجدها في مكتبة بألمانيا، وذلك طبقا لما يعرفه عني من الاهتمام بأمريكا والإسلام بها، والمخطوطة تأتي في مائة وعشرين صفحة، بخط عربي مشرقي جميل، وكتبها رجل اسمه "كذا البغدادي"، الذي كان إمام البحرية العثمانية في إصطنبول، أصله من بغداد وكان يعيش في سوريا، وعين إماما للبحرية العثمانية. هذا الرجل خرج في مهمة بحرية من إصطنبول للبصرة، وبالطبع لم تكن وقتئذ قناة السويس، فالطريق من إصطنبول إلى البصرة بحرا، كان عليه أن يقطع من أجلها البحر الأبيض المتوسط مارا بجبل طارق والمحيط الأطلسي، عائدا من طريق رأس الرجاء الصالح إلى المحيط الهندي، ثم خليج فارس أو الخليج العربي، إلى البصرة.
ولما وصلوا إلى المحيط الأطلسي أرسلتهم التيارات البحرية إلى ريو ديجانيرو، في البرازيل، قال وهو يتحدث في كتابه المشوق جدا أنه خرج من الشارع للسفينة، وإذا بأناس ينادونه: "السلام عليكم" فظنهم يستهزئون به. وفي قصة طويلة، اكتشف وجود جماعة إسلامية سرية، وقرر البقاء ثمة، فبقي عاما بينهم، مارا من بلاد لأخرى، وقد سماها، وأعطى تفصيلا عن طريقة عيش هذه الجماعات الإسلامية السرية.
هذا الكتاب أعطيته لإحدى طالباتي في جامعة ابن رشد الإسلامية في قرطبة للحصول على الإجازة (البكالوريوس) وترجمته من العربية للإسبانية، وهي برتغالية، وقد وعدتني أنها ستترجمه إلى لغتها البرتغالية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/333)
وهذا يعني أن هذا الوجود الإسلامي بقي متواصلا ولم يمح، وأنا – والحمد لله – وفقني الله، لأنني بالنسبة للمنطقة شمال البرازيل وغينيا، والتي كانت تابعة للدولة المرابطية، والتي فيها دولتان مستقلتان من غير البرازيل، وهما: سورينام وغويانا، غوينا كانت إنجليزية، وسورينام كانت هولندية، وغويانا الفرنسية ما زالت إلى الآن مستعمرة فرنسية، أدخلت إلى منظمة المؤتمر الإسلامي اثنين منهما، وترينيداد في الطريق، حيث أقنعتهم بالانضمام إلى تلك المنظمة، فسورينام ليس فيها سوى خمسة وثلاثين في المائة من المسلمين، وغويانا أدخلتها كذلك عضوا في منظمة المؤتمر الإسلامي، وهناك احتمال دخول ثلاث أو أربع دول أخرى من تلك المنطقة إلى منظمة المؤتمر الإسلامي.
أحبت هذه المنطقة الإسلام، وصدر كتاب في غويانا كنت اطلعت عليه، اسمه: "الجذور العميقة" " Deep Roots"، وهو يتحدث عن وجود الأفارقة في أميركا قبل كريستوف كولومب، والذي أحب التنويه به: أن هذا الأمر هناك أناس كثر متحمسون له، والدوقة نفسها مستعدة لإعطاء جناح في قصرها لإنشاء مدرسة في العلاقات بين الأندلس وأمريكا الجنوبية قبل كريستوف كولومب.
والذي أريد ذكره هو: أن مشكلتنا هي مشكلة البحث العلمي، سواء في الهندسة، أو في التاريخ، فإنه ضعيف في بلادنا مع الأسف الشديد، وربما السبب في ذلك هو عدم ثقتنا في أنفسنا، فنظن صعوبة الدخول إلى مجالات صعبة خطيرة كهذه، فيضحك علينا الناس، أو نخطيء في آرائنا، أو غير ذلك!.
ولكن الأمريكان والأوروبيين – وخاصة الأمريكان – بحثوا في هذا الأمر، وباستطاعتي كتابة لائحة تضم عشرين كتابا ألف في هذا الموضوع، والآن هناك تراث في ذلك باللغة الإنجليزية وغيرها. فلماذا لا نكتب نحن العرب؟. لا أدري، لا أدري!! ..
عندنا في تراثنا إشارات عديدة، ذكرت بعضها في كلمتي هذه، في "مروج الذهب"، عند الشريف الإدريسي ... إلخ، وإذا فرّغنا طلبة للبحث في هذا التراث سيجدونه، لأن الكثير من المحلات التي نقرأ أنها في إفريقيا ليست في إفريقيا بل هي في أمريكا في الحقيقة، فلم يكن اسمها أمريكا، الجميع كان يدعى إفريقيا، لأن المؤرخين والجغرافيين قديما لم يكونوا يقسمون العالم إلى قارات بل إلى مناخات، ولذلك يمكن أن نحسب أمريكا الجنوبية على إفريقيا.
فأنا يسعدني - كما ذكرتم - إقامة ندوة في هذا الأمر، وقد فكرت في ذلك: أن نقيم مؤتمرا دوليا ولا نأتي بهذين الباحثين فقط، دوقة مدينة سيدونيا وعبد الحكيم كويك، بل نأتي بالعشرات من المختصين في هذا المجال، ومعظمهم – مع الأسف الشديد – ليسوا عربا ولا مسلمين، ولكن عندهم الجرأة العلمية والكفاءة ليقولوا ما يعرفونه حقيقة، لا يهم ما يكون دينهم، ولو وجدنا من يمول هذا المؤتمر فبكل فرح.
أنا كل ما يهمني في هذا الأمر شخصيا، وأقصد بشخصيا كل عربي ومسلم يهمه إشعاع أمته:
النقطة الأولى: يجب أن نعرف تاريخنا حقيقة، كيف نحن المغاربة لا نعرف أن دولتنا المرابطية نصفها كان في إفريقيا وأوروبا، والنصف الآخر كان في أمريكا ولا علم لنا به؟!. حتى أحتاج أن تأتيني دوقة الإسبان وتعطيني الوثائق مبرهنة على وجود الدولة المرابطية هناك في غويانا. وأنا متأكد تأكدا كاملا أن ذلك موجود في وثائقنا غير أننا لم نعرف قراءتها، لأن وصولنا إلى ذلك التاريخ كأننا نحل اللغة الهيروكليفية، فيجب أن تفهم، فربما تظن أنه يتحدث عن السودان وهو في ذلك الوقت يتحدث عن أمريكا!.
وبالمثال؛ في وثيقة: "جاء إلى مدينتين فوق الجبال: واحدة اسمها سلا، والأخرى: الرباط، على بعد خمسمائة كلم"، فالبديهة أن هذه ليست الرباط وسلا التي نعرفها، إنما بديهة أنها محل آخر. فالقاريء يجب أن يقرأ بوعي، فهو يتحدث عن سلا والرباط التين في البرازيل واللتين أسسهما أولئك، فربما تكون كثير من القصص المكتوبة بهذه الطريقة، نظنها تتحدث عن مناطق معينة وليس الأمر كذلك. وإذا وقعنا على تناقض قلنا: هذا إنما خبط. لا؛ لا تقل: إنه خبط، بل فتش عن سبب الاختلاف. فيجب أن يكون عندنا الوعي العلمي عند قراءة تاريخنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/334)
النقطة الثانية: وهي فظيعة ومرعبة عند رؤيتها، ذلك أنه لا يمكن القضاء على شعب من الشعوب. أنا عندما أرى أبراهام لينكولن انتقم للأندلس باسم تحرير السود في أميركا لأن أصله – فيما اكتُشف بعد – أندلسي، هذا شيء مرعب، إذن؛ لا يمكن أن تُقتل أمة من الأمم، وكذلك هذا الوجود بالرغم من أنه لم يبق منه سوى بقايا، فإنه كذلك الرماد الذي يحيى. وبرهان ذلك: أنني أنا شخصيا صليت وراء إمام من الهنود الحمر في غويانا، ربما هذا من سلالتهم، ربما هؤلاء الشباب الذين يذهبون لأمريكا الوسطى إلى تلك القبيلة يدخلون أهلها للإسلام، لأنه من السهولة إدخالهم للإسلام ..
فأنا شخصيا كنت في منطقة أخرى، وذلك في زيلاندا الجديدة " New Zeeland"، في المحيط الهادي، وتعمدت أن ألتقي بزعماء "الماورين" الكبار وشيوخهم، وهم - "الماوري" - سكان نيوزيلندا الأصليون، وقلت لهم: "عدوا المسلمين المتواجدين هنا ضيوفكم، وليسوا ضيوف ضيوف الأوروبيين البيض، هم ضيوفكم، فقط لونهم أبيض، ولكنهم مسلمون"، وأنشأنا علاقة بينهم, والشاهد عندنا: أن زعيمهم قال لي: "الذي نعتقده هو أن أصلنا من المشرق"، بل فهمت منه أنه يريد القول بأن أصلهم من بلاد عربية.
صحيح هذا أو ليس بصحيح، المهم أنه ممكن إنشاء علاقات والبناء عليها بخصوص نشر الإسلام بينهم، نحن مقصرون تقصيرا شديدا، وأقول: "نحن" أي: المسلمين، عندنا إمكانيات كبيرة لربط العلاقات مع شعوب الأرض، سواء أوروبا أو أمريكا أو غيرها، خاصة الشعوب الأصلية، بيد أننا معرضون عن ذلك.
فعلا؛ نحن "مازوشيّون": نحب أن نؤذى ونضطهد، ثم نبكي، ونقول: "هؤلاء آذونا"، سواء اليهود أو النصارى أو غيرهم، ونحن في إمكاننا أن نقلب الدنيا إذا أردنا، فقط بالتي هي أحسن.
فالآن – مثلا – الإمكانية التي عند هذه الدوقة ليست عند الحكومات المغربية كلها، عندها إمكانية، وهي مستعدة لبذل مالها وبيتها وكل شيء، ولكن لماذا؟. لأنها تنتمي إلينا، تنتمي إلينا، تشعر بأن أصلها مسلم، وعندها وثائق، وعندها إمكانية، وعندها حرية. ومثلها كثير في أمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا.
فلو أنشأنا جمعية للدراسات التاريخية الأمريكية الأوروبية، أو أي شيء بهذا المعنى؛ يا ما يمكن أن نفعله وننتجه، ولكن تبقى المشكلة دائما هي: من أين التمويل؟.
نحن الدول النامية – مع الأسف الشديد – ونحن من المغطوسين فيها، لا نعطي قيمة للبحث، ولا نموله، دول أخرى تعطي قيمة للبحث واحدا في المائة من مدخولها للبحث العلمي، أو ثلاثة في المائة، أما نحن؛ فإذا أعطينا 1*6 - 10، فنعم ما فعلنا. ليس عندنا بحث علمي لا في الفيزياء ولا في الكيمياء، ولا في التاريخ، ولا في الجغرافيا، ولا في أي شيء ...
أما بالنسبة للمغرب كمغرب؛ فنحن يجب أن نعرف جذورنا وتاريخنا، لا نعرف ذلك جيدا، وتوجد مجالات كثيرة للبحث فيه، وأعيد وأكرر: يجب أن نقرأ كتبنا القديمة بعيون جديدة، لنجيد فهمها، لأننا إذا لم نفهمها؛ لم نستفد شيئا، وبالتأكيد يمكن أن نجد معلومات كثيرة جديدة أكثر من هذه المعلومات. وأنا إنما أتطفل لأنني مهندس كهربائي، فأنا فضولي فقط، ها. ها. ها.
انتهت المحاضرة المباركة، ونسأل الله أن يرحم مؤلفها وينفع بعلمه بمنه تعالى وكرمه
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[08 - 03 - 06, 06:01 ص]ـ
حمل المحاضرة مع تعقيباتها على ملف وورد ..
نرجو من جميع الواقفين على هذه المحاضرة نشرها قدر المستطاع، أو ترجمتها للغات العالمية، ليعم النفع بها جميع العالم، ومن استطاع تفعيل توصياتها فله الأجر عند الله تعالى بما لا يقدره غير الله:
ـ[أبو هاشم الحسني]ــــــــ[08 - 03 - 06, 07:31 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
وقد استمتعنا جداً بهذه المحاضرة النفيسة
التي تفتح آفاقاً جديدة أمام الباحثين المسلمين
ـ[احمد العوضي]ــــــــ[10 - 03 - 06, 08:02 ص]ـ
الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب
محاضرة للأستاذ الدكتور علي بن المنتصر الكتاني رحمه الله:
والكتاب الثاني: هو مجموعة مقالات استكتبتها أنا والدكتور مختار امبو بتمويل من رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، ضمن موسوعة عن الوجود الإسلامي في العالم اليوم، مجلدان منها عن الإسلام في أمريكا. أول مقال فيها كتبه عبد الله الحكيم كويك، وهو أمريكي مسلم، أستاذ في جامعة طورنطو، وله تاريخ نضالي في أمريكا. كان من مجموعة بلاك تايغرز " Black Tigers"، وكان من المشهورين. ومقالاته هاته عن الإسلام في أمريكا قبل كريستوف كولومب، وهي مقالات موثقة ومهمة جدا.
-يتبع-
موقع الشيخ كويك
http://www.hakimquick.com (http://www.hakimquick.com/)
ـ[احمد العوضي]ــــــــ[10 - 03 - 06, 08:33 ص]ـ
وهذه محاضرة بالانجليزية للدكتور كويك عن الموضوع
http://www.islamicinvitationcentre.com/audio/Hakim_Quick/Deeper_Roots/Deeper_Roots.html
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[10 - 03 - 06, 10:50 ص]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور حمزة، ورحم والدكم، وجعل الخير في عقبه.
الموضوع رائع، ويفتح مجالاً واسعًا للبحث عن الوجود الإسلامي في كثير من بقاع العالم، وهو مصداق للحديث الشريف (ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليلُ والنهار)
ولكن عندب بعض الاستفسارات:
هل تُرجم كتاب الدوقة "من إفريقيا إلى أميركا" إلى العربية؟
وبحث الدكتور علي مروة، الذي قرأتم، وفقكم الله، هل هو منشور؟
لماذا لا يُترجم إلى العربية ويُنشر؟
الأخ أحمد:
موقع الشيخ كويك أليس فيه قسم عربي؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/335)
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[10 - 03 - 06, 05:39 م]ـ
هل تُرجم كتاب الدوقة "من إفريقيا إلى أميركا" إلى العربية؟
وبحث الدكتور علي مروة، الذي قرأتم، وفقكم الله، هل هو منشور؟
لماذا لا يُترجم إلى العربية ويُنشر؟
أخي الكريم؛ أما كتاب الدوقة فلا أظنه طبع، أما مقال الأستاذ مروة فقد ترجمته منذ فترة، وقد أنزله قريبا إن شاء الله تعالى ....
ـ[احمد العوضي]ــــــــ[10 - 03 - 06, 07:12 م]ـ
لا للاسف اخي خالد لا يوجد قسم عربي
بل ان المحاضرة لا يمكن تنزيلها
يمكنك سماعها على الشبكة فقط
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[10 - 03 - 06, 07:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ها هو رابط التحميل:
http://islamicinvitationcentre.com/audio_files/Deeper_Roots_side_a.rm
http://islamicinvitationcentre.com/audio_files/Deeper_Roots_side_b.rm
ولعلي اضع طريقه ايجاد الروابط المخفيه لاحقا
ـ[الألوسي]ــــــــ[11 - 03 - 06, 04:03 ص]ـ
ذلك أن صديقا عراقيا أتاني بمخطوطة بالعربية وجدها في مكتبة بألمانيا، وذلك طبقا لما يعرفه عني من الاهتمام بأمريكا والإسلام بها، والمخطوطة تأتي في مائة وعشرين صفحة، بخط عربي مشرقي جميل، وكتبها رجل اسمه "كذا البغدادي"،
أخي الكريم
أرجو منك هذا الكتاب سواء كان مخطوطا أو مطبوعا أو على الوورد
المهم أن أتمكن من قراءة مذكرات ذلك العربي رحمه الله تعالى.
وأنا على استعداد بالتكفل بالتكلفة مهما بلغت.
وجزاك الله خيرا ونفع بك آمين.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[11 - 03 - 06, 04:14 ص]ـ
سأبحث عنه إن شاء الله تعالى، فإن تيسر لي فسأنزله على الملتقى بإذنه تعالى ...
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[11 - 03 - 06, 07:43 ص]ـ
موقع الشيخ حكيم كويك محظور في الإمارات!!!
ـ[أبو وئام]ــــــــ[11 - 03 - 06, 11:32 ص]ـ
هذا موقع كتاب دوقة سيدونيا
http://www.webislam.com/bei/Africa/Index.htm
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[11 - 03 - 06, 02:42 م]ـ
جزاك الله ألف ألف خير، فهل من مجاهد يعمل على ترجمة الكتاب إلى اللغتين العربية والإنجليزية، فيكون له فضل عظيم؟ ...
ـ[الألوسي]ــــــــ[12 - 03 - 06, 12:32 ص]ـ
الأستاذ حمزة الكتاني / جزاك الله خيرا , ويا حبذا التعجيل , فإن للمذكرات واليوميات في نفسي مكانة عظيمة , لشعوري أن الكاتب يخاطبني بها.
سمير إدامغار / جزاك الله خيرا , ومازلنا في حاجة ماسة إلى الترجمة العربية
ـ[أبو وئام]ــــــــ[14 - 03 - 06, 02:59 م]ـ
للرفع
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[03 - 04 - 06, 05:46 ص]ـ
ها هي دراسة الأستاذ يوسف مروة، رحمه الله، المنوه بها أعلاه، مترجمة إلى اللغة العربية، مرفوقة بنسخة وورد عن الترجمة، مع وجود النص الإنجليزي الأصلي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=439540&posted=1#post439540
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[03 - 04 - 06, 10:52 م]ـ
بارك الله فيكم، ولا حرمكم من فضله.
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[07 - 12 - 06, 02:12 م]ـ
جزاكم الله كل خير ولكن لا بد من ترجمة كتاب دوقة سيدونيا لما فيه من وثائق هامة فهل من مشمر؟؟
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[07 - 12 - 06, 11:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا .. فسيرة والدكم .. شدتني أكثر من الموضوع نفسه
لأنها شجعتني على التبحر في العلم .. فأخوكم تخصصه كوالدكم من حيث الأصل أي الهندسة الكهربائية ..
وكان بعض طلبة العلم يهزأ بي .. قائلين .. ماعلاقتك أنت بالعلم الشرعي!
فجزاكم الله خيرا
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[08 - 12 - 06, 10:18 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء و رحم اللهُ والدَكم الكريم .... آمين
ـ[أبو الأم]ــــــــ[13 - 12 - 06, 11:49 ص]ـ
محاضرة رااائعة .. جزيتم خيراً ..
ـ[أبو الأم]ــــــــ[13 - 12 - 06, 01:02 م]ـ
رحمة الله عليه .. وادخله فسيح جناته ..
ترجمته تستحق التقدير ..
وقفت امامها عاجزا مقدراً ..
هؤلاء الرجال الذين يستحقون الظهور ..
ينبغي لنا ان نوعي ابناءنا بامثال هذه السير ..
ماكنت اظن ان عربي معاصر بلغ هذا المبلغ ..
رضي الله عنه ورفع قدره .. والله عيناي بكتى فرحاً .. وانا اقرء الترجمة ..
ثم دموعاً .. حينما علمت انه قد فاتنا التشرف به .. وفقداننا لهؤلاء الرجال .. الصفوة ..
ـ[أبو الأم]ــــــــ[13 - 12 - 06, 01:06 م]ـ
وهذا مقال بالانجليزي عن هذا الموضوع
http://www.cyberistan.org/islamic/mamerica.html
MUSLIMS IN THE AMERICAS BEFORE COLUMBUS
by
Dr. Youssef Mroueh
ـ[الحبيب1]ــــــــ[27 - 12 - 06, 08:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب عرض ممتع جدا
ـ[محمد أبو عمر]ــــــــ[24 - 02 - 07, 12:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[25 - 02 - 07, 01:06 م]ـ
السلام عليكم
الموضوع اكثر من رائع
انا من سكان الاصليين في الامريكا الجنوبية
و ابحث مزيد المعلومات عن الموضوع
و احسّ لو الشعب اللاتيني اكتشف الاسلام الحقيقي لأسلم معظمهم (و العلم عند الله).
انا كنت و هكذا سائر الناس اليوم في امريكا اللاتينية في حيرة. غير مقتنعين اصلا بدينهم.
النصرانية لكن الشيطان سوّل لهم و هم مغرقون في الشهوات.
الشعب مظلوم و مضغوط مديون من قبل النظام السياسي السائد في الاميريكا اللاتينية
الفوضى الاخلاقية أدت الى البحث عن أي دين و أي اساس و مباديء.
لكن في الاوانة الاخيرة بدت ظاهرة في الامريكا اللاتينية و هي النمو الفكري الاقتصاد لدي بعض البلاد. مع كراهة شديدة على السيطرة الامريكي الشمالي على العالم حيث الان في بعض المجتمعات اللاتينية من اقبح العيب و الاهانة الخذلان هو شخص يمدح الولاية المتحدة و سبب ذلك هو الطغيان و الظلم امريكي.
هذا شعور العاطفي هو ايجابي و الحمد لله. و يدل انهم مللوا عن النصرانية التي فشلت في اوساطهم.
المهم.
هذا فرصة لابد ان تستغل لنقدم الاسلام في هذه القارة الجديدة
و نقدم الاسلام لهم. على صورته
الارض خصبة و طبيعة الناس بسيط جدا قلما تجد من يستنكف.
يريدون الخير لكن لا يجدون بديلا عن الدين النصرانية
اعتقد أن لو قدمت أو ترجمت بحثا في احدى الجامعات ......
ما شاء الله
ما ادري ماذا اقول
اريد التواصل مع صاحب المقالة لو تكرمتم
و السلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/336)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - 02 - 07, 05:23 م]ـ
وقد نقل شيخنا الفاضل مشهور سلمان في تحقيق كتاب ذو القرنين وسد الصين (151) (156) نقولا قيمة من مقالات وأبحاث لعرب وغربيين على أن العرب سبقوا في اكتشاف أمريكيا
ودلل حفظه الله على ذلك حتى من كتاب كولمبوس إلى ملك إسبانيا على أن رحلته كانت بناء على معلومات عن أرض خلف بحر الظلمات.
قلت: و في مجلة الأمة العدد الخامس عشر مقال لمحمد نصر الأحدب ذكر فيه بعض الدلائل على اكتشاف العرب لأمريكيا قبل كولومبس
والله أعلم
ـ[مازن الصماري]ــــــــ[28 - 02 - 07, 06:48 م]ـ
بارك الله في عملك يا دكتور
والله إن زيفوا التاريخ ونسبوا لأنفسهم كل فخر فإن الحق لا بد ظاهر ومنصور
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[17 - 04 - 07, 01:02 ص]ـ
للدكتور سيمون الحايك كتاب:
(و العرب شاركوا في الاكتشاف).
طبع عام 1991م.
و هو يثبت فيه أن رحلة الااكتشاف كانت عن طريق مساجين عرب قاموا بدلالة كولومبس إلى الاكتشاف الكبير.
و فيه تفاصيل دقيقة لا يمكن التنبيه عليها في هذه النبذة
ـ[عبدالمجيد الأحمد]ــــــــ[03 - 05 - 07, 06:41 م]ـ
موضوع لطيف
ـ[ abouzied550] ــــــــ[05 - 05 - 07, 03:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم.
تقبل الله من والدكم و أدخله به الجنة.
اللهم أمين.
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[05 - 05 - 07, 05:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم.
تقبل الله من والدكم و أدخله به الجنة.
اللهم أمين.
ـ[الجعفري]ــــــــ[05 - 05 - 07, 06:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالحميد الشريف]ــــــــ[30 - 12 - 07, 08:00 ص]ـ
للرفع ..
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[03 - 01 - 08, 09:32 ص]ـ
للدكتور سيمون الحايك كتاب:
(و العرب شاركوا في الاكتشاف).
طبع عام 1991م.
و هو يثبت فيه أن رحلة الااكتشاف كانت عن طريق مساجين عرب قاموا بدلالة كولومبس إلى الاكتشاف الكبير.
و فيه تفاصيل دقيقة لا يمكن التنبيه عليها في هذه النبذة
هل من مشمر يسعفنا بهذا الكتاب بارك الله لكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ظ
ـ[جمال عبد الرحمن]ــــــــ[04 - 01 - 08, 12:34 ص]ـ
موضوع الوجود العربى الإسلامى فى أمريكا الجنوبية لا يزال قيد البحث، ويمكننى أن أضيف هنا أن باحثة أرجنتينية تحدثت عن قرية بأكملها لا تأكل لحم الخنزير وتدفن موتاها على الطريقة الإسلامية. من ناحية أخرى توصلت باحثة فنزويلية إلى وجود كلمات عربية فى اللغة الإسبانية هناك لم تصل عن طريق المستعمر الإسبانى، بل وصلت بشكل مباشر، وهذا يدل على وجود عربى مؤثر فى أمريكا الجنوبية قبل وصول كولون إلى هناك
ـ[جمال عبد الرحمن]ــــــــ[04 - 01 - 08, 01:11 ص]ـ
موضوع الوجود العربى الإسلامى فى أمريكا الجنوبية لا يزال قيد البحث، ويمكننى أن أضيف هنا أن باحثة أرجنتينية تحدثت عن قرية بأكملها لا تأكل لحم الخنزير وتدفن موتاها على الطريقة الإسلامية. من ناحية أخرى توصلت باحثة فنزويلية إلى وجود كلمات عربية فى اللغة الإسبانية هناك لم تصل عن طريق المستعمر الإسبانى، بل وصلت بشكل مباشر، وهذا يدل على وجود عربى مؤثر فى أمريكا الجنوبية قبل وصول كولون إلى هناك
ـ[عبدالحميد الشريف]ــــــــ[11 - 01 - 08, 03:58 ص]ـ
هل من مشمر يسعفنا بهذا الكتاب بارك الله لكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ظ
للرفع ..........
ـ[نواف البيضاني العمري]ــــــــ[25 - 01 - 08, 12:02 ص]ـ
أخي الكريم هلا أتحفتنا برابط الكتاب " Africa versus America"
و جزيت خيرا ..
ـ[نواف البيضاني العمري]ــــــــ[25 - 01 - 08, 12:13 ص]ـ
للرفع ..........
تفضلا أخوي الفاضلين:
http://www.4shared.com/file/32182936/d4500929/____.html
ـ[أحمد فاروق محمد حسن]ــــــــ[22 - 03 - 08, 12:02 ص]ـ
هذا موقع كتاب دوقة سيدونيا
http://www.webislam.com/bei/Africa/Index.htm
أرجو من الأخ الفاضل جمال عبد الرحمن أن يترجم الكتاب فمن الواضح أن له اهتمام بترجمة الدراسات الأسبانية عن التاريخ الإسلامي
ـ[جمال عبد الرحمن]ــــــــ[22 - 03 - 08, 04:32 م]ـ
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أشكر لكم رسالتكم الكريمة. أواصل الآن ترجمة كتب إسبانية تتناول تاريخ مسلمى الأندلس بعد سقوط غرناطة. الكتاب الذى أشرتم إليه موجود عندى، وهو كتاب ضخم موثق وأعتزم ترجمته إن شاء الله، وأبحث عن ناشر
وعليكم سلام الله ورحمته وبركاته
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 07:54 م]ـ
فعلا من النفائس ..
جزى الله خيرا الأخ المكرم حمزة الكتاني ورده سالما غانما ...
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[06 - 05 - 08, 03:25 ص]ـ
تفضلا أخوي الفاضلين:
http://www.4shared.com/file/32182936/d4500929/____.html
من يتفضل، ويرفعه على موقع آخر؟
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[06 - 05 - 08, 03:29 ص]ـ
ما شاء الله، حياك الله شيخنا الفاضل أبا محمد/ فضيلة الشيخ رضا صمدي، بارك الله فيكم، والله إنها لمفخرة لي أن أكون صاحب الرد بعدكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/337)
ـ[ابوسيف الله]ــــــــ[08 - 05 - 08, 10:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا المجهود
ـ[أبو لجين]ــــــــ[19 - 02 - 10, 11:01 م]ـ
كل من تكلم في هذا الموضوع يستند على كلام من قبله، ويحيل إلى مراجع لا أساس لها من الصحة. بل وبعضهم يحيل قصص تاريخية وقعت بعد وفاة المسعودي إلى كتابه مروج الذهب! وللأسف أن كتابات الأخ مليئة بذلك النقل المكذوب.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 02 - 10, 11:26 م]ـ
الكذب في المراجع ظاهرة نادرة لكنها خطيرة، وهي خيانة للأمة
قد تكون هناك رحلات انفرادية لمغامرين عرب وصلوا لأميركا، لكن الشيء القطعي أنه لم يحدث اتصال حضاري. وإلا لما غفل مؤرخونا عن ذكر أحوالهم وممالكهم وما شابه. ثم لم ينقل أحد من العرب نباتات العالم القديم إلى أميركا، ولا نقل أحد قبل كولومبوس نباتات العالم الجديد إلى القديم مثل الذرة والبطاطا والطماطم والفليفلة وأمثال ذلك.
ـ[صالح الزواوي]ــــــــ[15 - 03 - 10, 02:11 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
كل من تكلم في هذا الموضوع يستند على كلام من قبله، ويحيل إلى مراجع لا أساس لها من الصحة. بل وبعضهم يحيل قصص تاريخية وقعت بعد وفاة المسعودي إلى كتابه مروج الذهب! وللأسف أن كتابات الأخ مليئة بذلك النقل المكذوب.
الشيخ أبو لجين، هلا بينت ما هي هذه النقولات المكذوبة بارك الله فيك، فهي ربما لن تنقض أصل الموضوع كما يفهم من ردك.
الكذب في المراجع ظاهرة نادرة لكنها خطيرة، وهي خيانة للأمة
قد تكون هناك رحلات انفرادية لمغامرين عرب وصلوا لأميركا، لكن الشيء القطعي أنه لم يحدث اتصال حضاري. وإلا لما غفل مؤرخونا عن ذكر أحوالهم وممالكهم وما شابه. ثم لم ينقل أحد من العرب نباتات العالم القديم إلى أميركا، ولا نقل أحد قبل كولومبوس نباتات العالم الجديد إلى القديم مثل الذرة والبطاطا والطماطم والفليفلة وأمثال ذلك.
أخي القطع بشيء ما اعتمادا على هذا النوع من التخمين تسرع في الحكم. لو وجد حقا اتصال بين المسلمين و قارة أمريكا لكان حقا أن تكون آثاره كما في المقال إن أخذنا في الاعتبار ما هو واقع في إفريقيا التي هي أقرب و أوثق صلة بحواضر الإسلام الكبرى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=189056
بل أدهى و أمر من هذا، ما قد يقع غير بعيد عن مهبط الوحي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=700359&postcount=344(139/338)
من يدلني على كتاب يتحدث عن الفتن في خلافة علي بن أي طالب رضي الله عنه
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[06 - 03 - 06, 08:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو من الأخوة الفضلاء أن يدلوني على كتاب يتحدث عن الفتن في خلافة علي بن أي طالب رضي الله عنه وبعد خلافته وما حصل مع الحسن والحسين رضي الله عنهم وأرجو أن يكون الكتاب موسع للحديث عن تلك الحوادث
والسلام
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[06 - 03 - 06, 09:01 م]ـ
الكتب التي ألفت في هذا كثيرة ...
منها: منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[06 - 03 - 06, 11:03 م]ـ
العواصم من القواصم , قد تجد فيه بعضا مما دار بين الصحابة رضي الله عنهم
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[06 - 03 - 06, 11:12 م]ـ
راجع تاريخ الخلفاء للسيوطي، ومقاتل المطلبين للأصفهاني، والبداية والنهاية لابن كثير، وأمثالها، ففيها البغية. وحذار من بعض التعسف في منهاج السنة والعواصم والقواصم بما فيه شطط على آل البيت رضي الله عنهم ولي للنصوص.
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[06 - 03 - 06, 11:24 م]ـ
راجع تاريخ الخلفاء للسيوطي، ومقاتل المطلبين للأصفهاني، والبداية والنهاية لابن كثير، وأمثالها، ففيها البغية. وحذار من بعض التعسف في منهاج السنة والعواصم والقواصم بما فيه شطط على آل البيت رضي الله عنهم ولي للنصوص.
أما الجزء المتعلق بالفتنة الكبرى من "العواصم من القواصم" -والذي نشره مستقلا محب الدين الخطيب، عن النشرة الكاملة الوحيدة آنئذ .. التي نشرها الإمام ابن باديس رحمه الله- فنعم .. فيها كثير من الشطط، في أصلها وفي كثير من تعليقات محب الدين الخطيب رحمه الله عليها .. أما منهاج السنة، فمعذرة يا شيخ حمزة .. لعلي لا أوافقك الرأي ..
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[07 - 03 - 06, 12:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيوخي ...... لقد قمت بتحميل جميع الكتب المذكورة
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[07 - 03 - 06, 12:56 ص]ـ
راجع تاريخ الخلفاء للسيوطي، ومقاتل المطلبين للأصفهاني، والبداية والنهاية لابن كثير، وأمثالها، ففيها البغية. وحذار من بعض التعسف في منهاج السنة والعواصم والقواصم بما فيه شطط على آل البيت رضي الله عنهم ولي للنصوص.
مقاتل الطالبيين كتاب فيه طوام فليحذر منه
وقول الأخ حمزة هداه الله وحذار من بعض التعسف في منهاج السنة والعواصم والقواصم بما فيه شطط على آل البيت رضي الله عنهم ولي للنصوص
فهذا يبين تشيع حمزة الكتاني هداه الله
وإذا كان على قدر كلمته فليته يكتب لنا بعض التعسفات التي اكتشفها
وإذا لم يرد فاسمحولي أن اتهمه بالمجازفات
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[07 - 03 - 06, 03:19 ص]ـ
اذا أردت بعض الدروس الصوتية المفيدة فعليك بارابط:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=630
وهذا الرابط:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=203
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[07 - 03 - 06, 02:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[07 - 03 - 06, 02:16 م]ـ
اذا أردت بعض الدروس الصوتية المفيدة فعليك بارابط:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=630
وهذا الرابط:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=203
أخي هل توجد تلك المحاضرة مفرغة أم لا؟؟؟؟؟؟ وأن شاء الله مأجورين
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[07 - 03 - 06, 08:49 م]ـ
وحذار من بعض التعسف في منهاج السنة والعواصم والقواصم بما فيه شطط على آل البيت رضي الله عنهم ولي للنصوص.
أنا عندي إشكال هنا في هذه العبارة ...
إطلاق القول بدون نصوص هكذا لا ينبغي ...
و سبحان الله من عجائب الأمور البارحة فقط و أنا أقرأ كتاب الشيخ الخراشي حفظه الله: ابن تيمية لم يكن ناصبيا
و موضوع الكتاب دار حول هذه المسألة بالذات
فأرجوا من الشيخ الفاضل أن يبين لنا مواضع الشطط في كتاب شيخ الإسلام
جزاكم الله خيرا
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[07 - 03 - 06, 10:16 م]ـ
أخي الكريم، بالرغم من أنني لم أعد محبا للدخول في الجدال، لما يترتب عن ذلك من التسرع في الطعون مما يتسبب في تغير القلوب، وهو أمر لا نحتمله لسببين: الأول أن غايتنا جمع القلوب لا تفرقتها، الثاني: لأنني شخصيا لم أعد أحتمل ذلك لما يشغل بالي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/339)
ولذلك لم أحب التدخل لا في هذا الجدال، ولا في غيره في غيرما منبر، ولكن، ما قلته حول العواصم من القواصم، ومنهاج السنة، أمر متعارف عليه، وهذا لا يمس جوهر احترامنا لابن العربي وابن تيمية، وتقديرنا لهما كإمامين مجتهدين، واعتذارنا لهما بأن كلامهما لم يكن تقريرا بمقدار ما كان إلزاما للغير، وما يقال في الجدال لا يلزم صاحبه كما لا يخفى في علوم المناظرة، بمعنى أنه لا يعتبر تقريرا.
وأنا أعتبر أن ثلاثة كتب ألفها ابن تيمية رحمه الله هي من أعظم ما ألف في الإسلام، الأول: منهاج السنة، والثاني: رده على النصارى، والثالث درء تعارض العقل والنقل.
ولكن مما يؤخذ عليه في منهاج السنة أنه ذكر فيه أن فاطمة بها شعبة من شعب النفاق، كما نقله عنه أحمد ابن الصديق في فتح الملك العلي، وكذا قوله عن حديث الراية يوم خيبر وأن النبي صلى الله عليه وسلم يعطيها لرجل يحب الله ورسوله ويحبانه، بأنه لا مزية فيه، لأنها صفة تشمل كل مؤمن، وهذا لا يفاه به في محل التقرير، كما لا يخفى، ويكفي في رده اشرئباب الصحابة لتلك المنزلة.
وقوله بأن حديث: "ألا تحب أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي" ... بأنه لا مزية فيه سوى الاستخلاف على المدينة، وهذا لا يقال كما لا يخفى ... إلى آخر تهوينه لكل ما ورد في فضائل آل البيت عليهم السلام، أو محاولته لتعويم معنى آل البيت حتى يفرغه من مضمونه، بحيث لولا أن الكتاب كتاب مناظرة لاعتبر شذوذا وخروجا عن سواء السبيل، وهو كثير جدا في منهاج السنة يعلم بأي مطالعة عابرة.
أما ابن العربي المعافري، فقد قال كلمة في "العواصم والقواصم" جعلت جمعا من الأئمة المالكية يلعنونه في دروسهم، وإن كنا نعتبرها زلة قلم، وهي أن "الحسين قتل بسيف جده"، بمعنى أنه عليه السلام قتل بسيف الشرع لأنه خارج عن الحاكم. وهذا لا يفاه به قط، ومخالف لما تواتر من فضله، وأنه أحد سيدي شباب أهل الجنة ... إلخ، وما كان ذلك منه إلا لغلوه في نصرة بني أمية. وتلك الزيادة قرأتها في النسخة الكاملة للكتاب، وهو مطبوع.
أما كتاب "مقاتل الطالبيين" فهو قمة في بابه، على بعض مما فيه من الهفوات مما هي أقل بكثير مما في منهاج السنة والعواصم والقواصم، وصاحبه معاصر لتلك الفتن كما لا يخفى، ومازال آباؤنا - معاشر آل البيت - يوصوننا بقراءته والاستفادة منه، وكذلك "أخبار فخ" للرازي، وما هو في حكم ذلك ...
وليعذرني الأخوة الكرام، فإنني قد أدلوت بما عندي، ولا أحب الاستطراد في الموضوع، لأن العقول لا تقبل سوى ما جبلتْ عليه، والإنصاف عزيز، وثاني الثقلين - آل البيت عليهم السلام - لا حظ لهم بين الناس كما هي سنة جدهم علي وولده ... والسلام.
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[07 - 03 - 06, 10:50 م]ـ
الأخ حمزة الكتاني. ما على هذا أردت منك ولا من باقي الأخوة الفضلاء
وما ذكرته أنت عن شيخ الأسلام ابن تيمية لا يصح وافتراءك عليه بانه وصف فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها شعبة من شعب النفاق هذا كلام لا يقوله عاقل فكيف بطالب علم، وأطلب منك كما ذكر أحد الأخوة أعلاه بأن تقوم بوضع التعسفات التي اكتشفتها هنا؟؟؟؟؟
والسلام
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[07 - 03 - 06, 11:42 م]ـ
يا أخ حمزة لايصح أن تذكر هذه الأمور ثم تقول إنك مشغول! فكل الناس مشغولون ولكن الرجل إذا ذكر شيئا لابد له من دليل
ونحن نناقشك هنا بدون خلفيات مسبقة كما ذكرت ذلك عن نفسك أن أهلك يوصونك بقراءة كتاب مقاتل الطالبيين! فلا تقلد آبائك بل قلد الحق فارجو منك ترك التعصب للموروثات السابقة ولاتتهم غيرك بذلك
كلام عن كتاب مقاتل الطالبيين
لما أهداني بعض الفضلاء هذا الكتاب وقرأته، رجعت لأقول له: (أعط هذا الكتاب مبتدئا يصنع منه شيعيا، وأعطه شيعيا يصنع منه رافضيا)!!
هذا الكتاب كعامة الكتب التاريخية التي لا تتحرى الصحة.
فهو مليء بالروايات الباطلة والمنكرة، وفيه روايات أخرى لا بأس بها.
والعبرة بالإسناد.
أما الكلام على المؤلف فتجده في الموضوع عن كتاب الأغاني في هذا الملتقى.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23550&highlight=%E3%DE%C7%CA%E1+%C7%E1%D8%C7%E1%C8%ED%ED %E4
ربنا ييسر الاتمام
فإن شاء الله ندرس المسألة بدون تعصب!!
ـ[أبو محمد]ــــــــ[08 - 03 - 06, 08:17 ص]ـ
< p><font face="Traditional Arabic" color="#003300" size="4"> ثاني الثقلين يا أخي لهم حظهم الوافر عند أهل السنة .. محبة وتقديرا وألا نتخذهم غرضا .. < br /> وهذا لا علاقة له بالمسائل العلمية ومباحثاتها .. </ font></p>
<p><font face="Traditional Arabic" color="#003300" size="4"> لقد ذكرت دعاوى عظيمة .. تحتاج إلى إثبات .. وهذا ما يطالبك به إخوانك .. </ font></p>
<p><font face="Traditional Arabic" color="#003300" size="4"> فأثبتها وإلا فتراجع .. ولا تدخل نفسك بعدها في مثل هذه المسائل.</ font></p>
<p><font face="Traditional Arabic" color="#003300" size="4"> وفقك الله.</ font></p>
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/340)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[08 - 03 - 06, 07:22 م]ـ
و مع ذلك ما ذكرت ما كنت انتظر ...
و أنا أنتظر ...
ـ[المستشار]ــــــــ[08 - 03 - 06, 10:06 م]ـ
ولكن مما يؤخذ عليه في منهاج السنة أنه ذكر فيه أن فاطمة بها شعبة من شعب النفاق، كما نقله عنه أحمد ابن الصديق في فتح الملك العليتعبت من البحث على هذا النص في كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (منهاج السنة) فلم أجد فيه هذا الكلام، بل كلامه في كتابه يدل على احترامه لفاطمة رضي الله عنها وتقديره لأهل البيت، وأظن هذا مما عملت أيدي (أحمد بن الصديق) إِنْ صحَّ النقل عنه.
ولا أذكر أني وجدتُ شيئًا من هذا أبدًا أو قرأتُه في كتب شيخ الإسلام كلها لا منهاج السنة ولا غيره، ولا وجدتُه الآن عن طريق البحث بشتى الطرق من قول شيخ الإسلام في فاطمة.
فأرجو السيد حمزة أن يذكر لنا الجزء والصفحة والطبعة التي ذكرها الغماري (أحمد بن الصديق) ولا أدري لماذا لم يذكره السيد حمزة بنسبته (الغماري) وذكر اسمه مجردًا؟
أدام الله توفيقكم جميعًا لكل الخير.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 11 - 06, 07:50 ص]ـ
وقول الأخ حمزة هداه الله وحذار من بعض التعسف في منهاج السنة والعواصم والقواصم بما فيه شطط على آل البيت رضي الله عنهم ولي للنصوص
فهذا يبين تشيع حمزة الكتاني هداه الله
للأسف فكلامك صحيح يا أخي عبد الله.
ـ[محمد السعيدي]ــــــــ[14 - 12 - 06, 09:42 م]ـ
هناك كتابان معاصران أحدهما ممتاز والآخر جيد أما الأول فهو كتاب تحقيق مواقف الصحابة للدكتور محمد آ محزون أما الآخر فهو مواقف الصحابة السياسية أو قريبا من ذلك للأستاذ محمد المختار الشنقيطي
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 12 - 06, 10:10 ص]ـ
الكتاب الثاني سيء للغاية وقد سبق التحذير منه ومن مؤلفه
ـ[محمد السعيدي]ــــــــ[18 - 12 - 06, 08:34 ص]ـ
قرأت الكتاب وقرأت تحذيراتك منه قبل ما يزيد عن السنة وفق الله والحق أنني لاحظت عليه تجنيه على معاوي رضي الله عنه وعدم وضوح الرؤي عنده فيما يتعلق بخلافه مع علي رضي الله عنه وقولي إنه جيد لأن مافيه ليس خطأ كله
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 12 - 06, 08:40 ص]ـ
الشيخ محمد السعيدي، حبذا لو تفضلت بذكر الأمور الجيدة التي في الكتابين وجزاك الله خيرا
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[18 - 12 - 06, 09:52 ص]ـ
الأخ حمزة الكتاني حفظه الله
ونحن والله نحب أهل آل بيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ونكره الجدال والمراء الذي لا ينفع في ذلك ..
وأراك قد اقترفت أمرًا عظيمًا وجرمًا لا يغتفر بيننا، وهو طعنك في شيخ الإسلام لطعنه في فاطمة بنت رسول الله، كل هذا الطوام بناءًا على رأي الغماري.
فإمَّا أن تُثبت ذلك عن شيخ الإسلام، أو أن تعلن برائتك منه هنا كما أعلنته متهمًا واثقًا في ذلك.
ولقد ادّعيت تأليف القلوب وأنت هنا تنفّرها من أئمة الإسلام، واتّسمت بالمحبة وأنت أوغرت القلوب بالكره ..
فإن عزمت على السكوت = طلبًا لعدم المراء، وترك الجدال، فلا نريد أن نرى منك مشاركةً أو مناقشة في مسائل العلم هنا، إن كان في نظرك أن هناك ما هو أهم من التوضيح والبيان من هذا المقام.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[19 - 12 - 06, 09:37 م]ـ
فإمَّا أن تُثبت ذلك عن شيخ الإسلام، أو أن تعلن برائتك منه هنا كما أعلنته متهمًا واثقًا في ذلك.
ولقد ادّعيت تأليف القلوب وأنت هنا تنفّرها من أئمة الإسلام، واتّسمت بالمحبة وأنت أوغرت القلوب بالكره ..
فإن عزمت على السكوت = طلبًا لعدم المراء، وترك الجدال، فلا نريد أن نرى منك مشاركةً أو مناقشة في مسائل العلم هنا، إن كان في نظرك أن هناك ما هو أهم من التوضيح والبيان من هذا المقام.
عفوا أخي الكريم، الكلام عزوته للغماري، ولما رجعت لمنهاج السنة الجزء الثالث، وجدت شيخ الإسلام ألزم المخالف بذلك، ولم يعتقده ولا قرره، ولذلك فإنني أتبرأ من نسبة ذلك القول لشيخ الإسلام، وأرجع عما قد يكون تبادر للذهن من خلاف ذلك ... عصمنا الله وإياكم من الخطأ بمنه وكرمه، ورحم الله امرءا أهدى إلينا عيوبنا ...
ـ[محمد السعيدي]ــــــــ[20 - 12 - 06, 12:37 ص]ـ
الأخ محمد الأمين أما كتاب آ محزون فهو كتاب وصفي فيه كثير من التحقيق للروايات توافقه أو تخالفه فيما توصل إليه من تحقيق الروايات إلا أن جهده يظل مشكورا في تحقيقه
كما أن الكاتب ينظر للأحداث بمنظار سلفي متأدب مع الصحابة الكرام
أما كتاب محمد المختار فأنا بعيد العهد عنه وبحثت عنه لأستعيد الأمور التي أذكر أنها أعجبتني في الكتاب فلم أجده
لكن ا من ذاكرتي أقول: أعجبني فيه آنذاك بعده عن الوصفية المجردة وعنايته بالجانب الفكري ولو اجتمع له إلى جانب الفكر تفوق في تحقيق الرواية لبلغ الذروة لكن عدم تحقيقه في جانب الرواية أفسد عليه كثيرا والسبب في ذلك أن التفكير في واقعة ما لابد له من صحة تلك الواقعة فإن لم تكن تلك الواقعة صحيحة فسد التفكير فيها أو أخذ العبرة منها لأن ذلك اعتبار بما لم يحدث وهو عبث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/341)
ـ[محمد السعيدي]ــــــــ[20 - 12 - 06, 12:44 ص]ـ
الأخ حمزة الكتاني بورك فيك لشجاعتك جعلها الله على الحق ونفع الإسلام بها أعني شجاعتك في الرجوع إلى الحق
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[21 - 12 - 06, 03:28 م]ـ
الشيخ محمد السعيدي، حبذا لو تفضلت بذكر الأمور الجيدة التي في الكتابين وجزاك الله خيرا
ابتسامة (لا تغضب مني يا شيخ محمد)
كتب المعاصرين (التي يقال عنها جيدة) ما يزعمون أنه جيد إنما هو الطعن في الصحابة ومواقفهم،، هذا ما استنتجته والله أعلم
وبارك الله في الشيخ حمزة،،، يدلك هذا على حرصه على تتبع الحق
ـ[محمد السعيدي]ــــــــ[21 - 12 - 06, 09:46 م]ـ
أسامة بن الزهراء
استنتاجك فاسد جدا هل تظن أنه لا يوجد غيور على الصحابة غيرك اتق الله واعرف كيف تتكلم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[21 - 12 - 06, 10:10 م]ـ
عفوا أخي الكريم، الكلام عزوته للغماري، ولما رجعت لمنهاج السنة الجزء الثالث، وجدت شيخ الإسلام ألزم المخالف بذلك، ولم يعتقده ولا قرره، ولذلك فإنني أتبرأ من نسبة ذلك القول لشيخ الإسلام، وأرجع عما قد يكون تبادر للذهن من خلاف ذلك ... عصمنا الله وإياكم من الخطأ بمنه وكرمه، ورحم الله امرءا أهدى إلينا عيوبنا ...
جزاك الله خيرا أخي حمزة و بارك فيك
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[21 - 12 - 06, 11:06 م]ـ
أسامة بن الزهراء
استنتاجك فاسد جدا هل تظن أنه لا يوجد غيور على الصحابة غيرك اتق الله واعرف كيف تتكلم
بالراحة يا شيخ
ولو كنت أظن أنه لا يوجد غيور على عرض الصحابة الكرام رضي الله عنهم لما شاركت هنا في أول الأمر
ودع عنك هذه الحدة فليس هذا مكانها ولا تتهمني
بارك الله فيك
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[21 - 12 - 06, 11:30 م]ـ
الاولي الايتكلم الرجل الا بتثبت ولايلقي الكلام علي عوانه
ولاحولاولاقوة الابالله
والله المستعان
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[21 - 12 - 06, 11:41 م]ـ
الاولي الايتكلم الرجل الا بتثبت ولايلقي الكلام علي عوانه
بارك الله فيك
اللهم إني أستغفرك مما خطت يداي،،،
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[22 - 12 - 06, 12:09 ص]ـ
إجابة لطلب أخينا البرازيلي
هناك كتب أربعة هذب فيها الدكتور محمد بن صامل السلمي تاريخ الخلفاء الراشدين الأربعة
من البداية والنهاية فخذ منها خلافة عثمان وعلي رضي الله عنهما.
ومن الكتب المفيدة كتاب "تسديد الإصابة فيما شجر بين الصحابة " تأليف ذياب الغامدي.
والله أعلم.
ـ[محمد السعيدي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 01:21 ص]ـ
اسامة بن الزهراء
أللهم اغفر لي ولأخي
أبو أسامة القحطاني
وفقك الله كتب الدكتور محمد بن صامل خدمت حقا كتاب البداية والنهاية
أما كتاب تسديد الإصابة فهل يمكن أن تفيدنا بفحواه وقيمته العلمية
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[22 - 12 - 06, 10:24 ص]ـ
كتاب "تسديد الإصابة فيما شجر بين الصحابة " من مطبوعات مكتبة المورد في غلاف ويقع في 217 صفحة.
وقد قدم له وقرظه الشيخ / صالح بن فوزان الفوزان حفظه تعالى.
والكتاب مكتوب بلغة رصينة بليغة وأسلوب جذاب تأصيلي وله اختصار في مجلة البيان عدد134 شوال 1419.
كنت سأكتب يا شيخ ما طلبتم ولكني وجدت الكتاب على الشبكة فليس الخبر كالعيان.
بارك الله فيكم.
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[22 - 12 - 06, 10:42 ص]ـ
جميع الروابط التي وجدتها على الشبكة رأيت الكتاب فيها غير واضح إلا المقدمة فما أدري لماذا مع أنه قبل فترة كان لآبأس به.
والكتاب يشتمل على طائفة مختصرة من الأدلة الشرعية والآثار السلفية مع تحريرات وتفصيلات علمية.
ومن ذلك مدخل في كتابة التاريخ الإسلامي وتحرير موقعتي الجمل وصفين تحريراً علمياً وكذا ذكر إجماعات السلف على وجوب محبة الصحابة رضي الله عنهم والدعاء لهم وأنهم عدول بلا استثناء سواء من لابس الفتنة أولا , وأن سبهم زندقة وردة وأن معاوية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أفضل ملوك المسلمين بعد الخلفاء الأربعة وأن ملكه ملك رحمة , وكما ذكر فيه الإجماع على الكف والإمساك عما شجر بين الصحابة.
مع بعض الردود والتوجيهات على الإيرادات والشبه التي قيلت حول الفتنة ومعاوية وأبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص رضي الله عنهم.
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[22 - 12 - 06, 11:22 ص]ـ
الكتاب جاهز للتحميل.
ـ[محمد السعيدي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 01:22 ص]ـ
أبا أسامة
بارك الله فيك ونفعنا بك
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[28 - 12 - 06, 09:02 م]ـ
أخي السائل .... يكفيك قراءة كتاب: "أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-" للدكتور علي محمد محمد الصلابي، وليس معنى كلامي أنه لا يوجد غيره، بل يوجد الكثير والكثير، فإذا انتهيت فسل عن غيره، ودعك من هراء الشيعة، زاعمي حب آل البيت- عليهم السلام-
وكذب المدعو حمزة واضح جلي وأتحداه أن يثبت ما يقول بالجزء والصفحة، مع ذكر الطبعة المعتمد عليها ........
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/342)
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[28 - 12 - 06, 09:32 م]ـ
أخي السائل .... يكفيك قراءة كتاب: "أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-" للدكتور علي محمد محمد الصلابي، وليس معنى كلامي أنه لا يوجد غيره، بل يوجد الكثير والكثير، فإذا انتهيت فسل عن غيره، ودعك من هراء الشيعة، زاعمي حب آل البيت- عليهم السلام-
وكذب المدعو حمزة واضح جلي وأتحداه أن يثبت ما يقول بالجزء والصفحة، مع ذكر الطبعة المعتمد عليها ........
جزاكم الله خيرا، أخي الأخ حمزة تبرأ مما وضع ولله الحمد، راجع رده أعلاه
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[29 - 12 - 06, 12:17 ص]ـ
عفوا أخي الكريم، الكلام عزوته للغماري، ولما رجعت لمنهاج السنة الجزء الثالث، وجدت شيخ الإسلام ألزم المخالف بذلك، ولم يعتقده ولا قرره، ولذلك فإنني أتبرأ من نسبة ذلك القول لشيخ الإسلام، وأرجع عما قد يكون تبادر للذهن من خلاف ذلك ... عصمنا الله وإياكم من الخطأ بمنه وكرمه، ورحم الله امرءا أهدى إلينا عيوبنا ...
أحسن الله إليك ورفع قدرك وزادك شرفًا وعلمًا .. وهكذا يكون أهل العلم في رجوعهم إلى الحق.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[07 - 01 - 07, 05:03 م]ـ
عفوا أخي الكريم، الكلام عزوته للغماري، ولما رجعت لمنهاج السنة الجزء الثالث، وجدت شيخ الإسلام ألزم المخالف بذلك، ولم يعتقده ولا قرره، ولذلك فإنني أتبرأ من نسبة ذلك القول لشيخ الإسلام، وأرجع عما قد يكون تبادر للذهن من خلاف ذلك ... عصمنا الله وإياكم من الخطأ بمنه وكرمه، ورحم الله امرءا أهدى إلينا عيوبنا ...
أخي الفاضل حمزة أحسنت في تراجعك وشيخ الإسلام بعيد كل عن النصب والنواصب وهو يذمهم في أكثر من مناسبة في المنهاج والمجموع والواسطية وغيرها من الكتب
ولشيخ الإسلام طريقة في كتابه ربما يظن الظان لأول وهلة أن شيخ الإسلام ناصبي لكنها طريقة في إلزام المخالف وهم الروافض الذين غلوا في سيدنا علي وآل البيت وأقحموا أحاديث موضوعة ونسبوها لآل البيت والكلام يطول وهذا لايعني أن شيخ الإسلام مصيب في جميع أقواله في تضعيف الأحاديث فالميزان كلام أهل الجرح والتعديل
وأخيراً ابن تيمية مجتهد وله أجر الاجتهاد رحمه الله
وأرجو من يطالع المنهاج أن يطالع المجموع ففي المجموع تقرير أهل السنة
وتراجع الأخ حمزة الكتاني أفضل بكثير ممن نفثوا سمومهم عن سيدنا علي رضي الله عنه ولم يتراجعوا!
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[08 - 01 - 07, 03:26 م]ـ
جزاكم الله خيرًا، وأعتذر عن الشدة في الرد السابق، وأعتذر أيضًا عن تأخر الرد ................
ـ[محمد السعيدي]ــــــــ[14 - 01 - 07, 07:43 ص]ـ
حضرني كتاب رائع لكاتب عراقي مدقق اسمه علاء الدين المدرس واسم الكتاب المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام ولعلي لاحقا أقدم عرضا لهذا الكتاب في مقال مستقل
ـ[أبو عصام حمدان]ــــــــ[15 - 01 - 07, 03:16 م]ـ
كتاب "حقبة من التاريخ" للشيخ عثمان الخميس.
و تجده مسموعا على http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=203
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[01 - 02 - 08, 04:10 ص]ـ
تَسْدِيدُ الإِصَابَة
فِيْما شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَة
راجَعَه وقَرَّظَه
فَضِيْلَةُ الشَّيْخِ العَلامَةِ
صَالحِ بنِ فَوْزانَ الفَوْزان
تأَليِْفُ
ذيابِ بنِ سَعْدٍ آلِ حَمْدانَ الغَامِدِيِّ
حمله من المرفقات
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[01 - 02 - 08, 12:37 م]ـ
(المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام)
عسى أن يصور هذا الكتاب و يرفع على الشبكة ...
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[01 - 02 - 08, 07:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا على إضافاتكم المميزة .........(139/343)
هل تجوز كتابة الرواية الأدبية لشئ من أحداث السيرة النبوية؟
ـ[أبو رفيدة]ــــــــ[11 - 03 - 06, 09:15 م]ـ
الرواية الأدبية لها أسلوبها في شخصياتها والحبكة الأدبية ... الخ
في خضم نصرة النبي صلى عليه وسلم وتهافت القلوب لذلك طرحت قضية كتابة شئ من السيرة النبوية بإسلوب روائي ليكون أقرب وأسهل في توجيه الخطاب للغرب وهنا أطرح هذه المسألة للنقاش لبيان حكم الشرع فيها مفصلاً وهل هناك من تكلم فيها وهل إن كان ذلك جائزاً هل له ضوابط معينة ......
أرجو من إخواني الشرعيين واللغويين المشاركة لأن الأمر مهم جداً
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو رفيدة]ــــــــ[13 - 03 - 06, 08:37 م]ـ
للرفع للمشاركة
بارك الله في الجميع
ـ[ابوخالد الكويتي]ــــــــ[08 - 11 - 06, 01:10 م]ـ
للصوياني كتاب طبعته مكتبة العبيكان اسمه السيرة النبوية الصحيحة وقد كتبه بأسلوب قريب من أسلوب الرواية الأدبية، فهل تكلم عليه العلماء بشيء؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - 11 - 06, 02:24 م]ـ
هذا الأسلوب مشهور جدا في كتابات المعاصرين، وسمعت الشيخ الحويني أبا إسحاق ينكر هذا الأمر ويجعله شبيها بالكذب على النبي صلى الله عليه وسلم.
وذلك لأنه يتضمن رؤية الكاتب وتصويره للحدث وتحويله إلى ما يشبه الفلم، ولا يخلو هذا من إضافات وحبكات يقطع السامع المتبصر أنها لا توافق الحقيقة، فيكون داخلا في الكذب.
ويحتمل أن يدخل هذا الأمر فيما يغتفر؛ لأنه قريب من نقل الأحداث بالأشعار، وهو كثير عند أهل العلم.
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[08 - 11 - 06, 04:15 م]ـ
السلام عليكم
هذا الموضوع قد استوقفني كثيرا جدا عندما كنت اقرأ في كتب الشيخ رأفت كمال الباشا مثل صور من حياة الصحابه وكذلك صور من حياة التابعين حيث ان هذه الكتب ليست محققه تحقيقا علميا
فهل الاخوة الفضلاء في هذا الملتقي المبارك يرشدونا الي الطريقه المثلي لقرأة هذة الكتب وهل هذا الكتاب (صور من حياه الصحابه) من الكتب المقصوده بكلام الشيخ الحويني ان صح عنه
وما هو الضابط في هذه القضيه؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[سعيد]ــــــــ[10 - 11 - 06, 10:28 م]ـ
قرأت كتاب محمد الصوياني بأكمله وقد إستهواني جداً وقررت أن أقرأه مرة أخرى
فبمجرد أن تفتح الصفحة الأولى ماتلبث أن تنظر إلى أسفل الصفحة حتى تصل إلى الصفحة 30
كتاب حقاً ممتع
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[11 - 11 - 06, 08:21 ص]ـ
في الحقيقة موضوع جدير بالاهتمام، و مداخلتي هي
اننا في هذا الزمن محتاجين الى ان نقدم تاريخنا في قالب جديد يناسب عوام الناس والشباب
لان في تاريخنا الكثير من القصص و الغرائب و العجائب التي تظهر عظمة الاسلام و لعلي اضرب مثالا واحدا
الان الحملة شرسه على الاسلام و اهله و دائما يتهمون بالارهاب، فلو انبرى شخص امتلك الاله العلمية و الادبيه و افرد مصنفا ادبيا عن ادب الحروب في الاسلام، واخرجها في قالب روائي لكان له اثر كبير على الغرب، و انا لا اقصد بالغرب الساسة الذين اخذوا على عاتقهم عداء الاسلام انما عامة الناس.
انا اعتقد المحضور هو ان تطوع الحقائق التاريخية لحبكة القصه و الروايه، و المفترض ان يكون العكس و هو ان تطوع الحبكه للحقيقة التاريخية.
فالاولى هي التي يكون فيها الكذب.
اماكتاب الصوياني فهو من امتع كتب السيرة و قد تعهد ان لا يأتي الا بالحديث الصحيح واذا ساق الحديث جعله بين قوسين
اخيرا انا اتصور ان هذا الفن اصبح ضرورة الان!! ..
.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 11 - 06, 03:42 م]ـ
على العكس يا أخي الكريم
أنا أتصور ضد ما تقول تماما؛ فإننا صرنا في زمن كثر فيه اللغط والهوى والقول على الله بغير علم، وكثر تمسك أهل الجهالات والضلالات بالألفاظ التي لا تثبت والأحاديث التي لا تستقيم.
ولا يخفى عليك أن أهل العلم فضلا عن غيرهم يختلفون في الاستنباط من الأحاديث تبعا لاختلاف الألفاظ.
فصار الحرص على صحة الألفاظ وعدم الخروج عنها أولى وأحرى في البعد عن هذه الطريقة التي قد تؤدي إلى هدم الدين.
وأما قولك تطويع الحبكة للحقيقة التاريخية، فأقول لك: وما أدراك بالحقيقة التاريخية على وجهها الصحيح التام؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/344)
والذي يظهر لمن يتتبع أمثال هذه القصص والروايات أنها تخطئ خطأ بينا في فهم الحقيقة التاريخية بسبب هذه الحبكة؛ لأن هذه الحبكة تستلزم الإضافة والرتوش كما يقولون، وهذه الرتوش أحيانا تكون مهمة جدا؛ لأنها تضع في ذهن القارئ والمستمع أن هذا ما حدث بالضبط، فيثبت في روعه أن الحدث كان بهذه الصورة، مع أن الحقيقة أن معظمه خيال في خيال!
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[12 - 11 - 06, 05:08 م]ـ
ابو مالك العوضي سلام عليك، اسمح ان اعلق على مداخلتك من خلال اربع نقاط:
1 / ان هذه الاعمال الروائية، ليست مصادر تاريخية فيلزم من خلالها ذكر الاقوال و الرويات و الرد عليها، انما الكاتب ينظر و يبحث في الرويات و الاحادث و يربط بينها ربطا لا الحقيقة عن مقصودها، و معروف ان العلماء يتساهلون في الرويات التاريخيه، و المقصود الا يذكر امر شديد الضعف او موضوع او مكذوب، وكما قلت ليست هذه الاعمال الادبيه مصادر تاريخية، وانما هي وسيلة لتقريب و ربط العامه بتاريخهم.
2 / ان المقصود من الرويات التاريخيه هو ابراز شخصيات او مبادئ اسلامية اصيلة، او التاكيد على اخلاق معينه، كذلك معالحة بعض الاوضاع الاجتماعيه.
كما انه من الممكن ان تستخدم لفضح بعض التيارات و المذاهب الفاسده باسلوب سهل مشوق بسيط يقرأه كل احد فان اثره يكون اجدى و انكى، ولعلي اسأل كم هي الكتب التي الفت عن الشيعه و الصوفية ـ مثلا ـ لكن ما اثرها على العامه؟ كذلك نحن نعرف ان ـ مثلا ـ العلمانيين طرق و اتجاهات و احزاب و تنظيمات فلو فضحت هذه في روايه فما هو الاثر الذي سيكون عليهم.
كذلك يجب الا ننسى ان هؤلاء العلمانيين مرروا كثيرا من افكارهم عن طريق الادب و الروايه.
و لعلي احمد باكثير تجربه في هذا المجال، وخصوصا في في روايته وا اسلاماه التي صور فيها معركة عين جالوت، فكم هو اثر هذا العمل حتى ان الاطفال يعرفون قصة المظفر.
اقول هذا و ان كنت اختلف مع المؤلف في كثير من الامور لانه غلب العقدة على الحقيقة.
3 / اخي ابو مالك: يجب الا نحكم على الشيء من خطأ البعض في التعاطي مع هذا الفن، انا معك ان هناك اخطأ كثيره جدا، فارجوا ان ننظر الى الامر من الناحية الشؤعية، وليس من اخطاء هؤلاء، ولكل شئ له ضوابط و شروط.
4 / ساذكر لك مثالين انا ارى انهما ناجحين ... الاول: كتاب السيرة للصوياني .... اعطني رايك فيه بعد قرائته.
ضاق بي الوقت ساعود لاحقا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 11 - 06, 05:37 م]ـ
كذلك يجب ألا ننسى أن هؤلاء العلمانيين مرروا كثيرا من أفكارهم عن طريق الأدب و الروايه.
نعم، أحسن الله إليك، ومنهم: جورجي زيدان رائد الرواية الإسلامية كما يزعمون!
يجب ألا نحكم على الشيء من خطأ البعض في التعاطي مع هذا الفن، أنا معك أن هناك أخطاء كثيره جدا، فأرجو أن ننظر إلى الأمر من الناحية الشرعية، وليس من أخطاء هؤلاء، ولكل شيء له ضوابط و شروط.
أنا لم أحكم يا أخي، وأنا أقل من ذلك، وإنما ذكرتُ وجهة نظري، وذكرتُ كذلك وجهة نظر المخالف، ولكن لو أعملنا القاعدة التي ذكرتَها فسنميل إلى جانب المنع؛ لأن الأعمال التي تحتوي على أخطاء فاحشة أكثر بمراحل من الأعمال الجيدة، وهذا لا أظنك تماري فيه؛ بدليل قولك (كثيرة جدا).
سأذكر لك مثالين أنا أرى أنهما ناجحان ... الأول: كتاب السيرة للصوياني .... أعطني رأيك فيه بعد قراءته.
لم أطلع عليه، يا ليتك تعطيني معلومات أكثر عن الكتاب.
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[12 - 11 - 06, 11:55 م]ـ
ابو مالك، سعدت بالحوار معك
قلت جورجي زيدان ..... اقول اليس عارا علينا ان يكون نصرانيا يتحدث عن تاريخينا و عن نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، و تترجم رواياته الى مسلسلات .... و اعتقد ان هذا بسبب احجام اهل الادب و الدين عن هذا الفن.
اما كتاب الصوياني، فهو اربعة اجزاء في مجلدين من انتاج مكتبة العبيكان، تحدث فيها عن سيرة سيد الخلق - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من مولده حتى وفاته باسلوب ادبي رفيع.
وبودي كذلك لو تتطلع على كتاب رجال من التاريخ للشيخ الاديب علي الطنطاوي، وان كان هدفه هو ابراز الشخصيات الاسلاميه دون الترجمه لهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/345)
اخي ابو مالك: انا اؤيدك تماما ان الساحه تفتقر لهذا الفن الرائع، وللاسف اننا اذا اتينا لنستعرض الموجود نجد انه يخص اناسا خاضوا غمار هذا الفن ليشوهوا تاريخنا و ديننا، ولذلك ارجوا الايكون اؤلئك هم المثال الحاضر لاذهاننا حين الحكم على التجربه، ولو انبرى شخص لتحمل المسؤلية اعتقد اننا ينبغي ان نشجعه.
ذكرت لك تجربة علي احمد باكثير، وهي تجربه اسلاميه رائدة و ان كان فيها ما فيها، ولعله يعتذر له بانه كان طليعة المقتحمين لهذا الفن فكانت له زلات.
وياليت تنظر الى روايته (الثائر الاحمر) التي تحث فيها عن القرامطه و نشاتهم، وان كانت لا تخلوا من الخطأ ... ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها.
اعود للنموذج الثاني الذي كنت سأذكره.
وقد تتعجب من ايرادي لهذا النموذج، وهي تجربه لرجل غربي كافر، الف روايتان في نقد المسيحيه، وتعهد الا يذكر الا معلومات حقيقيه في روايته.
اثارت هذه الروايه ضجيجا كبيرا في الاوساط النصرانيه، وطالب كثيرون بمحاكمة الكاتب، ومنعت الروايه من الدخول الى مصر، كما انه بيع منها مئات الالاف من النسخ وترجمت الى لغات، وحولت الى مسلسل سينمائي، ومنع المسلسل من العرض في عدد من الدول، وثارت ثائرة القسس لهذه الروايه و الفت كتب في الرد عليها، و كتب اخرى في التحقق من مصداقية المعلومات التي فيها.
في هذه الروايه عرى الديانه النصرانيه و شكك في الكتب المقدسه، وتحدث عن تحايل القسس ومصالحهم الشخصية، كما تحدث عن بعض العصابات السرية التي انشئت من اجل حماية هذه الديانه ـ وهي عصابات حقيقية و موجوده على ارض الواقع ـ انا اتمنى ان تقرأ هاتين الرواياتين وتنظر الى اثر الادب في الهدم و البناء، وانا اجزم انها ستضيف اليك معلومات جديدة حول الديانة النصرانية!! ..
انا اطالب بمثل هاتين الروايتين سواء في نقد الحركات و المذاهب الهدامه او في ابراز الجوانب المضيئة من تاريخنا و قيمنا الاسلاميه ..
بقي ان اذكر لك اسم هاتين الرواتين ,
1/ شيفرة دافنشي = و هي الاكثر ضجيجا و اثرا.
2/ ملائكة و شياطين.
و مؤلف هو دان براون.
ومن الكتب التي الفت لمناقشة الحقائق العلمية فيها هي:
شيفرة دافنشي ـ التحقيق ـ
امل ان تقرا او تطلع على هذه الكتب و كلها متوفرة في المكتبات، وبانتظار ردك
وتقبل تحياتي. والسلام.
ـ[أبو الأم]ــــــــ[13 - 12 - 06, 04:38 م]ـ
ممن كتب السيرة النبوية على صيغة رواية
نجيب الكيلاني في مجلدين ..
باسم "نور الله"
وذكر في المقدمة .. خوفه من كتابة هذه الرواية .. وطريقته في التخيل ..
والقضية تحتاج الى نظر ..
ـ[أبو رفيدة]ــــــــ[12 - 12 - 07, 08:21 ص]ـ
بارك الله فيكم إخواني والكرام
والأمر يحتاج إلى نظر وتأمل حتى نخرج بثمرة
حفظكم الله ورعاكم أينما كنتم
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[21 - 12 - 07, 11:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو فتح النقاش في هذا الموضوع ثانية، لأنه يهمنا جميعا ..
الأمر لا يتعلق بالسيرة النبوية فقط، بل يتعلق أيضا بكثير من سير الصحابة والتابعين وقصصهم، وكذلك كثير من أحداث التاريخ ..
وكل ما قرأت يشترك في الآتي:
1 - الإتيان بتفاصيل وحواشي للقصة أو الموقف، هي من علم الغيب، فكيف عرفها الكاتب؟!! وهو لا شك يأتي بها لحبك القصة ..
2 - عدم الحيادية أثناء السرد؛ فهو يضفي على القصة فكره وروحه هو .. وهذا شيء طبيعي.
3 - عدم التثبت - غالبا - من صحة الحدث أو عدمه.
أين الحق - بالله عليكم - إخواني، أخبرونا .. فوالله أنا أستفهم، ولست أستنكر .. ؟؟؟
وماذا يقول إخواننا الأفاضل في مثل هذه الكتب:
سلسلة العبقريات - عباس العقاد
عبقرية محمد، وأبو بكر، وعمر، وخالد ... !!!
كتب ورويات الدكتور / نجيب الكيلاني، مثل:
سلسلة روايات إسلامية:
2 - على أبواب خيبر.
3 - الظل الأسود.
4 - حارة اليهود.
5 - الرايات السوداء.
وأيضا كتب محمد المجذوب .. مثل كتاب (بطل إلى النار)، وغيرها ..
كل هذه الروايات تحكي قصصا إسلامية واقعية حدثت في بلاد المسلمين، ولكن بصيغة أدبية، ولو أنك جمعت أي قصة منها كحدث تاريخي فقط ستجد أنها لن تتعدى العشر صفحات، تجد أن الكاتب جعل الرواية في أكثر من 200 صفحة!!!!!
كتب خالد محمد خالد، ومنها - مثلا - كتاب (رجال حول الرسول)، رغم أني سمعت خطبة كاملة للشيخ محمد حسان، عن خالد ابن الوليد، أخذها الشيخ بنصها - أو أغلب نصها - من هذا الكتاب!!! وكلنا يعرف قدر الشيخ محمد حسان وعلمه .. فهل هذا إقرار من الشيخ بجواز ذلك؟؟ أم هناك ضوابط للأمر؟؟
وأيضا كتب مصطفى صادق الرافعي:
مثل وحي القلم، والذي به الكثير من الأحداث التاريخية وبعض قصص التابعين .. ولنقرأ مثلا عن توبة (مالك بن دينار) .. في قصته المشهورة ..
كيف صاغها الرافعي في أكثر من 17 صفحة تحت عنوان (بنته الصغيرة) - الجزء الأول - .. !!
أين الحق - بارك الله فيكم - أخبرونا به أو دلونا عليه .. ومن نسأل؟؟؟؟؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/346)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - 12 - 07, 12:16 ص]ـ
هل مثل هذه الروايات تدخل في باب (القصة) أم باب (المثل)؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - 12 - 07, 02:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو فتح النقاش في هذا الموضوع ثانية، لأنه يهمنا جميعا ..
الأمر لا يتعلق بالسيرة النبوية فقط، بل يتعلق أيضا بكثير من سير الصحابة والتابعين وقصصهم، وكذلك كثير من أحداث التاريخ ..
وكل ما قرأت يشترك في الآتي:
1 - الإتيان بتفاصيل وحواشي للقصة أو الموقف، هي من علم الغيب، فكيف عرفها الكاتب؟!! وهو لا شك يأتي بها لحبك القصة ..
2 - عدم الحيادية أثناء السرد؛ فهو يضفي على القصة فكره وروحه هو .. وهذا شيء طبيعي.
3 - عدم التثبت - غالبا - من صحة الحدث أو عدمه.
أين الحق - بالله عليكم - إخواني، أخبرونا .. فوالله أنا أستفهم، ولست أستنكر .. ؟؟؟
وماذا يقول إخواننا الأفاضل في مثل هذه الكتب:
سلسلة العبقريات - عباس العقاد
عبقرية محمد، وأبو بكر، وعمر، وخالد ... !!!
كتب ورويات الدكتور / نجيب الكيلاني، مثل:
سلسلة روايات إسلامية:
2 - على أبواب خيبر.
3 - الظل الأسود.
4 - حارة اليهود.
5 - الرايات السوداء.
وأيضا كتب محمد المجذوب .. مثل كتاب (بطل إلى النار)، وغيرها ..
كل هذه الروايات تحكي قصصا إسلامية واقعية حدثت في بلاد المسلمين، ولكن بصيغة أدبية، ولو أنك جمعت أي قصة منها كحدث تاريخي فقط ستجد أنها لن تتعدى العشر صفحات، تجد أن الكاتب جعل الرواية في أكثر من 200 صفحة!!!!!
كتب خالد محمد خالد، ومنها - مثلا - كتاب (رجال حول الرسول)، رغم أني سمعت خطبة كاملة للشيخ محمد حسان، عن خالد ابن الوليد، أخذها الشيخ بنصها - أو أغلب نصها - من هذا الكتاب!!! وكلنا يعرف قدر الشيخ محمد حسان وعلمه .. فهل هذا إقرار من الشيخ بجواز ذلك؟؟ أم هناك ضوابط للأمر؟؟
وأيضا كتب مصطفى صادق الرافعي:
مثل وحي القلم، والذي به الكثير من الأحداث التاريخية وبعض قصص التابعين .. ولنقرأ مثلا عن توبة (مالك بن دينار) .. في قصته المشهورة ..
كيف صاغها الرافعي في أكثر من 17 صفحة تحت عنوان (بنته الصغيرة) - الجزء الأول - .. !!
أين الحق - بارك الله فيكم - أخبرونا به أو دلونا عليه .. ومن نسأل؟؟؟؟؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وروايات باكثير الإندونيسي. ما حكمها؟
http://www.ahlain.com/Webdata/persbakather.htm
ـ[الطالبة الصغيرة]ــــــــ[27 - 05 - 08, 12:19 ص]ـ
بارك الله فيكم، أرجو الإفادة، فهذه المسألة مشكلة حقا، خصوصا في تقديم السيرة بهذا الأسلوب لتحبيب الأطفال والمواهقين، أرجو ممن يعرف ضوابط وأمور مساعدة أن لا يبخل بها علينا هنا، وبارك الله في صاحب الموضوع وكتابه ..
وهنا سؤال خاص:
هل يُحكم على كتب الأستاذ "محمد موفق سبيمة" بأنها من هذا النوع؟ مع العلم أنها موجهة إلى الأطفال ..
ـ[الطالبة الصغيرة]ــــــــ[27 - 05 - 08, 11:23 م]ـ
بارك الله فيكم، أرجو الإفادة، فهذه المسألة مشكلة حقا، خصوصا في تقديم السيرة بهذا الأسلوب لتحبيب الأطفال والمواهقين، أرجو ممن يعرف ضوابط وأمور مساعدة أن لا يبخل بها علينا هنا، وبارك الله في صاحب الموضوع وكتابه ..
وهنا سؤال خاص:
هل يُحكم على كتب الأستاذ "محمد موفق سليمة" بأنها من هذا النوع؟ مع العلم أنها موجهة إلى الأطفال ..
أرجو الاهتمام بهذا الأمر، فالأمر مشكل وملتبس فعلا ..(139/347)
الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كولومبوس. للدكتور يوسف مروة
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[02 - 04 - 06, 10:29 م]ـ
ننزل هنا قريبا بإذنه تعالى مقالة تحت عنوان "الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومبوس"، للدكتور يوسف مروة رحمه الله، كان نشره بمناسبة كذبة مرور خمسمائة عام على اكتشاف أمريكا، وهو دراسة مهمة وقيمة جدا، كنت ترجمته من اللغة الإنجليزية للغة العربية، نرجو من الأخوة الأحباب نشرها والإفادة بها ... والله من وراء القصد ..
رابط الموضوع باللغة الإنجليزية:
http://ccaix.jsums.edu/~houssain.kettani/precolumb.pdf
ـ[أبو وئام]ــــــــ[02 - 04 - 06, 10:49 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[03 - 04 - 06, 05:35 ص]ـ
الوجود الإسلامي في الأمريكتين
قبل كريستوف كولومبوس
Pre Columbian Muslims in the Americas
بقلم الدكتور: يوسف مروة
ترجمه للعربية: الشريف محمد حمزة الكتاني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه
المقدمة
الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومبوس
تشير براهين عدة إلى أن المسلمين قدموا من إسبانيا وغرب إفريقيا إلى الأمريكتين خمسة قرون على الأقل قبل كريستوف كولومبوس، وقد سجل التاريخ – مثلا- أن في منتصف القرن العشرين – الميلادي – في زمن الخليفة الأموي عبد الرحمن الثالث (929 – 961م) أبحر مسلمون من أصول إفريقية من الميناء الإسباني ديلبا (بالوس) إلى (بحر الظلمات والضباب) (1). ثم رجعوا بعد غيبة طويلة بغنائم كثيرة من أرض غريبة وبعيدة.
وكذلك سجل التاريخ أن مجموعة من الناس ذوي الأصول الإسلامية صاحبوا كولومبوس ومجموعة من المستكشفين الإسبان إلى العالم الجديد، وقد كان آخر معقل للمسلمين في إسبانيا (غرناطة) التي سقطت عام (1492م) قبل فترة قليلة من صدور الاستكشافية الإسبانية، حيث مجموعة من غير النصارى هربوا من الضيق الملقى عليهم، ومنهم من أظهر الاعتناق بالنصرانية من أجل ذلك.
توجد وثيقتان اثنتان على الأقل تثبتان الوجود الإسلامي في أمريكا الإسبانية قبل عام (1550م) لأجل القرار الذي كان عام (1539م) من قبل كارلوس الخامس ملك إسبانيا، الذي أرغم أبناء المسلمين الذين أعدموا حرقا على الذهاب إلى أراضي إنديز الغربية ( West Indies)، هذا القرار صودق عليه عام (1543م) وبذلك تم ترحيل جميع المسلمين من السواحل الإسبانية.
كما أن عدة مراجع تثبت الدخول الإسلامي إلى أمريكا قبل ذلك، ويمكن اختصارها في ما يلي:
أ - الوثائق التاريخية:
1 - المؤرخ والجغرافي المسلم أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي (871 – 957م) كتب في كتابه "مروج الذهب ومعدن الجواهر" أن في حكم الخليفة المسلم لإسبانيا عبد الله بن محمد (888 – 912م) أبحر ملاح مسلم قرطبي اسمه الخشخاش بن الأسود من دلبا (بالوس) في عام (889م) واجتاز المحيط الأطلسي الى أن بلغ أرضا مجهولة وعاد بكنوز غالية ثمينة. وفي خريطة المسعودي هناك أرض كبيرة في بحر الظلمات و الضباب أشار لها بأنها: الأرض المجهولة. (1)
2 - المؤرخ المسلم أبو بكر بن عمر القوطية، ذكر أنه أثناء مملكة الخليفة المسلم لإسبانيا هشام الثاني (976 – 1009م) أبحر رحالة مسلم آخر هو أبو فروخ الغرناطي، من قادس في فبراير عام 999م إلى المحيط الأطلسي حتى نزل بـ: غاندو Gando ( من جزر كناري الكبرى) ثم أتم إبحاره غربا إلى أن رأى وسمى جزيرتين هما كابراريا (( Capraria وبلويتانا ( Pluitana) ثم عاد إلى إسبانيا في مايو من عام (999م) .. (2)
3 - كولومبس أبحر من بالوس Palos ( بديلبا)، بإسبانيا ووصل إلى غميرة ( Gomera) من الجزر الكناري، وغميرة هي بالعربية تصغير للغمر وجمعها: الأغمار، وهم القوم الذين يهوون المشاكل والفتن.
هناك وقع كلومبوس في غرام مع بترز بوباديللا. Petriz Bobadella بنت القائد العام للجزيرة.
الإسم العائلي بوباديلاه جاء من الإسم العربي الإسلامي: أبو عبد الله.
آخر من رجالات بيت بوباديلاه هو (فرنسيسكو) وهو مندوب الملك، ربط كولومبوس في الأغلال وأرسله من سانتو دومينكو رجوعا إلى إسبانيا في نوفمبر عام (1500م).
وقد كانت لعائلة بوباديللا علاقة بالأسرة الحاكمة (العبادية) التي كانت في إشبيلية (1031 - 1091م).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/348)
وفي الثاني عشر من أكتوبر عام (1492م) نزل كلومبوس في جزيرة صغيرة في الباهماس، كان اسمها غوان هاني ( Guana Hani)، بمساعدة السكان الأصليين لتلك المنطقة، ثم غير اسمها إلى سان سالفادور ( San Salvador).
لفظة (غوانا هاني) أتت من الماندينكا ( Mandinka)، وهي مكونة من الألفاظ العربية (غوانا) إخوانا، أي: إخوان. وهاني: اسم عربي، فاسم البلدة كان (إخوان هانيء). (11)
وقد كتب فيرديناندو كولومبوس - ابن كريستوف كولومبوس - عن السود الذين رآهم والده في الهندوراس قائلا:
"الناس الذي يعيشون أقصى شرق نقطة كافيناس ( Pointe Cavinas)، كما أهل كاب غراسيوس أديوس ( Cape Gracios adios) سود كليا. وفي نفس الوقت في هذه المنطقة تعيش قبيلة مسلمة من السكان الأصليين تسمى المامي ( Al Mamy)".
وفي لغة الماندينكا واللغة العربية ( Al Mamay) فيها استقاء من لفظة الإمام أو الإمامُ ( Al IMAMU) قائد المصلين، أو أحيانا زعيم الطائفة أو الأمة، بل أحيانا تطلق على فرد من الطائفة الإمامية الشيعية. (12).
4 - ذكر المؤرخ واللغوي الأمريكي المشهور ليو وينر ( Leo Weiner) من جامعة هارفارد، في كتابه "إفريقيا واكتشاف أمريكا" الذي طبع عام 1920 ( Africa and the Discover of America) أن كلومبوس كان على علم بوجود أقوام الماندينكا في العالم الجديد، وأن مسلمي غرب إفريقيا كانوا منتشرين في منطقة الكارايبي، في وسط وجنوب وشمال الأراضي الأمريكية، بما في ذلك كندا، حيث كانوا يتاجرون بل ويتزاوجون مع أقوام الإيروكويس ( Iroquois) والألكونكوين ( Algonquin) الهنديين. (13).
ب - الاستكشافات الجغرافية:
1 - ذكر الجغرافي و الخرائطي المسلم المشهور الشريف الإدريسي (1099 - 1166 م) في كتاب المشهور: "نزهة المشتاق في اختراق الأفاق" أن مجموعة من الملاحين من شمال إفريقيا أبحروا نحو بحر الظلمات والضباب من لشبونة (البرتغال) ليستكشفوا ماذا يحتوي وما هي حدوده، حيث وصلوا إلى جزيرة في عمق البحر بها أناس وحضارة، وفي اليوم الرابع جاءهم مترجم خاطبهم باللغة العربية (3).
2 - أشارت المراجع الإسلامية بوثائق ومعلومات تفصيلية عن الرحلة التي قام بها الشيخ زين الدين علي بن فضل المزندراني، عبر بحر الظلمات والضباب، تلك الرحلة التي ابتدأت من طرفاية (جنوب المغرب) أثناء مملكة السلطان أبي يعقوب يوسف (1286 – 1307م) سادس الأسر المرينية الحاكمة، إلى جزيرة خضراء في البحر الكارايبي أثناء عام 1291 (690 هجرية) وتفاصيل رحلته مذكورة في المراجع الإسلامية، وكثير من العلماء المسلمين على علم بهذه الأحداث التاريخية المدونة عن هذه الرحلة. (4).
3 - المؤرخ المسلم شهاب الدين أبو العباس أحمد بن فضل العمري (1300 - 1384 م / 700 - 786هجرية) تقصى بالتفصيل في كتابه "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" الرحلات الاستكشافية الجغرافية في بحر الظلمات والضباب التي قام بها ملوك مالي. (5).
4 - السلطان مانسوكا نكان موسى (1312 - 1337م) كان أشهر ملوك الماندينكا المعروف عالميا، التابع لإمبراطورية مالي الإسلامية، عندما سافر إلى مكة في حجه الشهير عام 1324م، أخبر علماء حوزة سلطان المماليك البحرية الناصر، ناصر الذين محمد الثالث (1309 –1940م) في القاهرة، أن أخاه السلطان أبا البكاري الأور (1285 –1312م) أرسل حملتين إلى المحيط الأطلسي. وعندما لم يرجع السلطان الى تمبكتو في رحلته الثانية عام (1311م)، أصبح أخوه مانسو موسى سلطان الإمبراطورية بعده. (6).
5 - كولوبوس والاستكشافيون الاسبانيون والبرتغاليون الأوائل لم يستطيعوا عبور المحيط الأطلسي إلى عمق (2400 كلم) إلا بمساعدة والاعتماد على معلومات الجغرافيين والملاحين المسلمين، وعن طريق عدة خرائط لهم، من ضمنها خريطة المسعودي (875 –957م) المضمنة في كتابه "أخبار الزمان"، الذي جمعت مادته من آسيا وإفريقيا. (9)
وكذلك فإن كولومبوس كان له قبطانان ذوا أصل مسلم في رحتله الأولى عبر المحيط الأطلسي:
- مارتن ألونسو بنزون Martin Alonso Pinzon كان قائد البحرية بينتا ( PINTA).
- وأخوه فايسينتي يانز بنزون Vicente Yanez Pinzon الذي كان قائد البحرية نينا ( NINA).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/349)