فالسلف كانوا يستعملون «الكراهة» في معناها الذي استعملت فيه في كلام الله ورسوله، أمَّا المتأخِّرون فقد اصطلحوا على تخصيص «الكراهة» بما ليس بمحرم، وتركه أرجح من فعله، ثمَّ حمل من حمل منهم كلام الأئمة على الاصطلاح الحادث» (37 - «إعلام الموقعين» لابن القيم (1/ 42 - 43) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_37'))).
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 29 رجب 1430ه
الموافق ل: 21 يوليو 2009م
1 - أخرجه البخاري في «صحيحه» (1/ 446)، ومسلم في «صحيحه»: (1/ 376).
2 - أخرجه مسلم في «صحيحه»: (1/ 377).
3 - «حاشية السندي»: (2/ 41).
4 - «فتح الباري»: (1/ 524)، و «شرح الزرقاني»: (4/ 290)، و «فيض القدير»: (4/ 466).
5 - «تحفة الأحوذي» للمباركفوري: (2/ 226).
6 - أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير»: (11/ 376)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (3/ 13).
7 - أخرجه أبو يعلى في «مسنده»: (2/ 297)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (3/ 191): «رجاله ثقات»، وصححه الألباني في «تحذير الساجد»: (29).
8 - أخرجه ابن حبان في «صحيحه»: (6/ 93)، من حديث أنس رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع»: (6893).
9 - أخرجه مسلم كتاب «الجنائز»: (1/ 430)، رقم: (972)، والنسائي كتاب «القبلة»: (760)، وأحمد: (4/ 135)، من حديث أبي مرثد الغنوي رضي الله عنه.
10 - أخرجه البخاري تعليقا: كتاب «الصلاة»، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية ويتخذ مكانها مساجد: (1/ 111)، قال ابن حجر في «فتح الباري» (1/ 659): «رويناه موصولا في كتاب الصلاة لأبي نعيم شيخ البخاري ... وله طرق أخرى بينتها في «تعليق التعليق»».
11 - «المصنف» لعبد الرزاق الصنعاني: (1/ 404)، والأثر صححه الألباني في: «تحذير الساجد»: (35).
12 - «سبل السلام» للصنعاني: (1/ 317 - 318).
13 - نفس المصدر السابق.
14 - «تحذير الساجد» للألباني: (43).
15 - «فيض القدير» للمناوي: (4/ 466).
16 - «صحيح البخاري» بشرح فتح الباري: (3/ 200).
17 - «فتح الباري» لابن حجر: (3/ 201).
18 - أخرجه البخاري كتاب «المساجد»، باب الصلاة في البيعة: (1/ 112)، ومسلم كتاب «المساجد ومواضع الصلاة»: (1/ 239) رقم: (528)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
19 - «فتح الباري» لابن رجب: (3/ 197).
20 - أخرجه البخاري كتاب «الجنائز»، باب ما جاء في قبر النبي وأبي بكر وعمر فأقبره: (1/ 333)، ومسلم كتاب «المساجد ومواضع الصلاة»: (1/ 239)، رقم: (529)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
21 - أخرجه البخاري كتاب «التيمم»، باب التيمم: (1/ 87)، ومسلم كتاب «المساجد ومواضع الصلاة»: (1/ 236)، رقم: (521)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
22 - أخرجه أبو داود كتاب «الجنائز»، باب في زيارة النساء القبور: (3236)، والترمذي كتاب «الصلاة»، باب ما جاء في كراهية أن يتخذ على القبر مسجدا: (320)، وأحمد: (3108)، من حديث أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما، والحديث بهذا السياق ضعيف، قال ابن رجب الحنبلي في «فتح الباري» (3/ 201): «وقال مسلم في كتاب التفصيل: هذا الحديث ليس بثابت، وأبو صالح باذام قد اتقى الناس حديثه، ولا يثبت له سماع من ابن عباس». لكن ورد له شواهد تقويه في «لعن زائرات القبور»، مثل الحديث الذي أخرجه الترمذي (1056) وغيره: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ زَوَّارَاتِ القُبُورِ»، وأخرى في «اتخاذ المساجد على القبور» وقد تواتر ذلك عنه صلى الله عليه وآله وسلم. انظر: «الإرواء»: (3/ 212)، و «السلسلة الضعيفة»: (1/ 393) للألباني.
23 - «اختيارات ابن تيمية» للبعلي: (81).
24 - أخرجه مسلم كتاب «الجنائز»: (1/ 430)، رقم: (970)، وأبو داود كتاب «الجنائز»، باب في البناء على القبر: (3225)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
25 - «زاد المعاد» لابن القيم: (3/ 572).
26 - «فيض القدير» للمناوي: (5/ 274).
27 - «تفسير الألوسي»: (11/ 196).
28 - عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه في بعض طريق المدينة وهو جنب فانخنس منه فذهب فاغتسل ثم جاء فقال: «أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟» قال: كنت جنبا فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة، فقال: «سُبْحَانَ اللهِ إِنَّ المسْلِمَ لاَ يَنْجُسُ». أخرجه البخاري: (1/ 75)، ومسلم: (1/ 175). وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «المسْلِمُ لاَ يَنْجُسُ حَيًّا وَلاَ مَيِّتًا» أخرجه البخاري معلقا: (1/ 300)، ووصله ابن أبي شيبة: (2/ 469) انظر: «فتح الباري» لابن حجر: (1/ 33).
29 - أخرجه أحمد في «مسنده»: (7352)، وأبو يعلى في «مسنده»: (1/ 312)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وصحح إسناده الألباني في «تحذير الساجد»: (22).
30 - «سبل السلام» للصنعاني: (1/ 318).
31 - «إغاثة اللهفان» لابن القيم: (1/ 189).
32 - «تحذير الساجد» للألباني: (109 - 110).
33 - أخرجه مسلم كتاب «الجنائز»: (1/ 429) رقم: (969)، وأحمد: (1/ 96)، من حديث علي رضي الله عنه.
34 - «مرقاة المفاتيح» للقاري: (2/ 416).
35 - أخرجه البخاري كتاب «الجنائز»، باب ما جاء في قبر النبي وأبي بكر وعمر فأقبره: (1/ 333)، ومسلم كتاب «المساجد ومواضع الصلاة»: (1/ 239)، رقم: (529)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
36 - أخرجه البخاري «الزكاة»، باب قول الله تعالى: «لا يسألون الناس إلحافا»، وكم الغنى: (1/ 357)، ومسلم كتاب «الأقضية»: (2/ 820)، رقم: (1715)، من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
37 - «إعلام الموقعين» لابن القيم (1/ 42 - 43).
المصدر ( http://www.ferkous.com/rep/M42.php)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/394)
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[10 - 12 - 10, 09:22 م]ـ
الرد على قبوري
محتج بشبهة إجماع الصحابة رضي الله عنهم
للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فقد احتجَّ من يستحبُّ الصلاةَ في المساجد المبنية على الأضرحة والقبور ?هداه الله? بشُبهة إجماع الصحابة رضي الله عنهم، وقد جاء نصُّ احتجاجه على ما يلي:
«أمَّا فِعل الصحابة رضي الله عنهم يتَّضح في موقف دفن سيِّدنا رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم واختلافهم فيه، وهو ما حكاه الإمام مالك رضي الله عنه عندما ذكر اختلاف الصحابة في مكانِ دَفْنِ الحبيب صَلَّى الله عليه وآله وسلم فقال: «فقال ناسٌ: يدفن عند المنبر، وقال آخرون: يدفن بالبقيع، فجاء أبو بكر الصديق فقال: سمعتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَا دُفِنَ نَبِيٌّ قَطُّ إِلاَّ فِي مَكَانِهِ الَّذِي تُوُفِيَّ فِيهِ فَحفرَ لَهُ فِيهِ» (1 - رواه مالك في «الموطأ»: (1/ 231). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_1')))، ووجه الاستدلال أنَّ أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم اقترحوا أن يدفن صَلَّى الله عليه وآله وسلم عند المنبر وهو داخل المسجد قطعًا، ولم ينكر عليهم أحدٌ هذا الاقتراح، بل إنَّ أبا بكر رضي الله عنه اعترض على هذا الاقتراح ليس لحرمة دفنه صَلَّى الله عليه وآله وسلم في المسجد، وإنما تطبيقًا لأمره صَلَّى الله عليه وآله وسلم بأن يُدفن في مكانِ قَبْضِ روحه الشريف صَلَّى الله عليه وآله وسلم.
وبتأمُّلنا إلى دفنه صَلَّى الله عليه وآله وسلم في ذلك المكان؛ نجد أنه صَلَّى الله عليه وآله وسلم قُبض في حجرة السيِّدة عائشة رضي الله عنها، وهذه الحجرة كانت متصلةً بالمسجد الذي يصلي فيه المسلمون. فوضع الحجرة بالنسبة للمسجد كان -تقريبًا- هو نفس وضع المساجد المتصلة بحجرة فيها ضريح لأحد الأولياء في زماننا، بأن يكون ضريحه متصلاً بالمسجد والناس يصلون في صحن المسجد بالخارج.
وهناك من يعترض على هذا الكلام ويقول: إنَّ هذا خاصٌّ بالنبي صَلَّى الله عليه وآله وسلم، والردُّ عليه أنَّ الخصوصية في الأحكام بالنبيِّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم تحتاج إلى دليل، والأصل أنَّ الحكم عامٌّ ما لم يرد دليلٌ يثبت الخصوصيةَ، ولا دليل، فَبَطَلَتْ الخصوصية المزعومة في هذا الموطن، ونزولاً على قول الخصم من أنَّ هذه خصوصية للنبيِّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم -وهو باطل كما بيَّنَّا- فالجواب أنَّ هذه الحجرة دفن فيها سيدنا أبو بكر رضي الله عنه، ومن بعده سيدنا عمر رضي الله عنه، والحجرة متَّصلة بالمسجد، فهل الخصوصية انسحبت إلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أم ماذا؟ والصحابة يصلون في المسجد المتصل بهذه الحجرة التي بها ثلاثة قبور، والسيدة عائشة رضي الله عنها تعيش في هذه الحجرة، وتصلي فيها صلواتها المفروضة والمندوبة، ألا يُعدُّ هذا فعل الصحابة وإجماعًا عمليًّا لهم».
فالجواب عنه على التفصيل التالي:
- إنَّ ما استند إليه القبوريُّ ?هداه الله? من حديث مالكِ بن أنسٍ ?رحمه الله? بقوله: «وهو ما حكاه مالك ?رحمه الله? عندما ذكر اختلاف الصحابة في مكان دفن النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم» فإنما أورده مالك ?رحمه الله? في «الموطأ» بلاغًا منقطعًا دون إسناد، وجاء في سياقه «أنه بلغه أنَّ رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم توفي يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء وصَلَّى الناس عليه أفذاذًا، لا يؤمُّهم أحد، فقال ناس: يدفن عند المنبر، وقال آخرون: يدفن بالبقيع، فجاء أبو بكر الصديق فقال: سمعت رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم يقول: مَا دُفِنَ نَبِيٌّ قَطُّ إِلاَّ فِي مَكَانِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ .. » (2 - «موطأ مالك بشرح تنوير الحوالك» للسيوطي: (1/ 229 - 231). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_2'))).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/395)
وهذا الحديث معضلٌ، قال الحافظ ابن عبد البر ?رحمه الله?: «هذا الحديث لا يُروى على هذا النسق بوجه من الوجوه غير بلاغ مالكٍ هذا، ولكنه صحيح من وجوه مختلفة وأحاديثُ شتى جمعها مالك» (3 - «التمهيد» لابن عبد البر: (24/ 398 - 399). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_3')))، ثم تناول الحافظ ابن عبد البر ?رحمه الله? الحديث ببيان جميع شواهد فقراته ما عدا تلك المتعلقة بالدفن عند المنبر فلم يذكر لها ما يشهد لها بالصحة.
وقد رواه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» قال: «أخبرنا محمَّد بن عبد الله الأنصاري، أخبرنا محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قال: قال أبو بكر أين يدفن رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم؟ قال قائلٌ منهم: عند المنبر، وقال قائل منهم: حيث كان يصلي يؤمُّ الناس، فقال أبو بكر: بل يدفنُ حيث توفى الله نفسَه، فأخَّر الفراش ثمَّ حفر له تحته» (4 - «الطبقات الكبرى» لابن سعد: (1/ 552). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_4'))).
وسنده ضعيفٌ لإرساله، فأبو سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبي بكر، «قال أبو زرعة: هو عن أبي بكر مرسلٌ» (5 - «تهذيب التهذيب» لابن حجر: (12/ 117). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_5')))، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب كانت ولادته في خلافة عثمان ولم يسمع من أبي بكر (6 - المصدر السابق نفسه: (11/ 250). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_6')))، ومحمَّد بن عمرو بن علقمة صدوقٌ له أوهام (7 - المصدر السابق: (9/ 375)، و «تقريب التهذيب» لابن حجر: (2/ 196). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_7'))).
والحديث رواه محمَّد بن إسحاق موصولاً، أخرجه ابن ماجه في «السنن» (8 - «سنن ابن ماجه» (1/ 520) (رقم: 1628). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_8'))) والبزار (9 - «مسند البزار» (1/ 70) (رقم: 18). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_9'))) وأبو يعلى (10 - «مسند أبي يعلى» (1/ 45، 46) (رقم: 22، 23). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_10'))) والبيهقي في «دلائل النبوة» (11 - «دلائل النبوة» للبيهقي (7/ 260). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_11')))، وأبو بكر المروزي في مسند أبي بكر (12 - «مسند أبي بكر» (66) (رقم: 26، 27). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_12')))، وابن هشام (13 - «السيرة النبوية» لابن هشام (2/ 663). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_13')))، وابن كثير (14 - «البداية والنهاية» لابن كثير (5/ 266). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_14'))) قال: «حدثني حسين بنُ عبد الله عن عكرمة عن ابن عباسٍ قال: .. وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه فقال قائل: ندفنه في مسجده، وقال قائل: بل ندفنه مع أصحابه، فقال أبو بكر: إني سمعت رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم يقول: مَا قُبِضَ نَبِيٌّ إِلاَّ دُفِنَ حَيْثُ يُقْبَضُ».
والحديث ضعيف لأنَّ في سنده حسين بن عبد الله بن عبيد ضعَّفه ابنُ معينٍ والنسائي وأبو زرعة والبخاري، وكثيرٌ من أهل الحديث لم يحتجوا بحديثه (15 - انظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي: (1/ 537)، و «تهذيب التهذيب»: (2/ 341)، و «تقريب التهذيب» كلاهما لابن حجر: (1/ 176). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_15')))، والحديث ضعَّفه الألباني (16 - «ضعيف سنن بن ماجه» للألباني (127 - 128). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_16'))).
وتابعه من هو دونه وأوهى منه، قال السيوطي: «وصله ابن سعد من طريق داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس، ومن طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة» (17 - الته «تنوير الحوالك» للسيوطي: (1/ 230).ميش (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_17'))).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/396)
قلت: فقد رواه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» قال: «أخبرنا محمَّد بن عمر، أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحُصين عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لما فرغ من جهاز رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم يوم الثلاثاء وُضع على سرير في بيته، وكان المسلمون قد اختلفوا في دفنه فقال قائل: ندفنه في مسجده، وقال قائل: بل ندفنه مع أصحابه بالبقيع، قال أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَا مَاتَ نَبِيٌّ إِلاَّ دُفِنَ حَيْثُ يُقْبَضُ»، فرفع فراش النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم الذي توفي عليه ثم حفر له تحته» (18 - «الطبقات الكبرى» لابن سعد: (1/ 552). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_18'))).
وسند هذا الحديث ضعيف جدًّا، وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ضعيف وعنده مناكير (19 - انظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي: (1/ 19)، و «تقريب التهذيب» لابن حجر: (1/ 31). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_19')))، وداود بن الحُصين ثقة إلا في عكرمة ورمي برأي الخوارج كما صرح ابن حجر في «التقريب» (20 - «تقريب التهذيب» لابن حجر: (1/ 231). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_20')))، ومحمَّد بن عمر بن واقد الأسلمي هو الواقدي متروك الحديث، فلا يصلح هذا الطريق لا في المتابعات ولا في الشواهد.
ولا يشفع لحال الواقدي إسناده الآخر الذي ذكره الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية»: «قال الواقدي حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن عثمان بن محمَّد الأخنسي عن عبد الرحمن بن سعيد قال: لما توفي النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم اختلفوا في موضع قبره، قال قائل: في البقيع، فقد كان يكثر الاستغفار لهم، وقال قائل: عند قبره، وقال قائل، في مُصلاَّه، فجاء أبو بكر فقال: إن عندي من هذا خبرًا وعلمًا، سمعت رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم يقول: «مَا قُبِضَ نَبِيٌّ إِلاَّ دُفِنَ حَيْثُ تُوُفِّيَ» (21 - «البداية والنهاية» لابن كثير: (5/ 267). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_21'))).
وهذا الحديث مرسل، وعبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي لم يدرك أبا بكر، وفيه الواقدي ?كما ترى?.
وأمَّا طريق ابن هشام بن عروة فليس فيه ذكر لمحلِّ الشاهد.
هذا، والناظر في مجموع طرق الحديث يدرك أنَّ الطريق الأول وإن كان ضعيفًا من جهة الإرسال وليس فيه تهمة في صدق الراوي وديانته إلاَّ أنَّ الطرق الأخرى لا تخلو من ذلك, فإنَّ طريق عكرمة عن ابن عباس فيه حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس تركه أحمد وله أشياء منكرة، وقال النسائي: متروك، وتركه البخاري، وقال: يقال إنه متهم بالزندقة (22 - «تهذيب التهذيب» لابن حجر (2/ 341 - 342). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_22'))).
أمَّا الطريق الثالث ففيه إبراهيم بن أبي حبيبة ضعيف له مناكير، وفيه الواقدي متروك الحديث، وكذا الطرق الأخرى.
وعليه، فلا يتقوى الحديث بكثرة طرقه مهما تعدَّدت؛ لأنها ناشئة من تهمة في صدق الرواة ودينهم، وإنما يرتقي ويتقوَّى بكثرة الطرق إذا كان ضعف رواته في مختلف الطرق ناشئًا من جهة سوء حفظهم كما نبَّه إليه أهلُ الحديث.
هذا، وعلى فرض صحة الأثر فإنَّ قول القائل: «ندفنه في مسجده» أو «عند المنبر» معارض بحديث عائشة رضي الله عنها قالت: «لما نزل برسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم طفق يطرح خميصةً له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها فقال: وهو كذلك: لَعْنَةُ اللهِ عَلَى اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ. يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك أُبْرِزَ قبرُه، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا» (23 - أخرجه البخاري (3/ 628) كتاب «الجنائز»، باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ومسلم (1/ 239)، كتاب «المساجد ومواضع الصلاة» رقم: (529). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_23'))).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/397)
والمرادُ أنه لولا تحذير النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ما صنعوا ولعن مَن يفعل ذلك لدفن خارج بيته، غير أنه خَشِي [أي النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم] أن يُتخذ قبرُه مسجدًا على رواية الفتح، أمَّا «خُشِيَ» على رواية الضم فهي خشية واقعة من الصحابة رضي الله عنهم، ولا تعارضها روايةُ عائشة رضي الله عنها: «غير أني أخشى»؛ لأنَّ إخبار وقوع الخشية من فرد لا ينافي وقوعها في مجموع الأفراد.
ومن جهة أخرى: يجوز أن يشير أحدُهم بأن يدفن في بيته ?قطعًا لذريعة الشرك? وليس في ذهنه إلاَّ تلك الخشية، وبعضهم يشير إلى الرأي نفسه ومعه علم بأن النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قال: «مَا قُبِضَ نَبِيٌّ إِلاَّ دُفِنَ حَيْثُ قُبِضَ»، كما يجوز على بعضهم أن لا يتفطن إلى هذا المعنى لغلبة معنى آخر في الرأي فيشير إلى دفنه بالبقيع لعلة أنه كان كثيرًا ما يستغفر لهم فيدفن مع أصحابه، أو يشير بعضهم إلى أنَّ دفنه في مسجده أو عند منبره لعلة موضع خطابته وصلاته وإمامته بالناس مع غياب المعنى الأول، وهو ?بلا شك? قول موقوف على اجتهاد صحابي لم يعينه الحديث مع احتمال أنه لم يبلغه التحريم، وخاصة أن أحاديث التحريم كانت قريبة العهد بوفاته صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ولا يلزم من سكوت الصحابة رضي الله عنهم في ذلك الوقت سكوتهم في أي وقت وإقرارهم على مبلغ اجتهاده، فهم أعلم بذلك الظرف ومناسبته لمقام الإنكار فيه من عدمه، علمًا بأنَّ جمهور الصحابة رضي الله عنهم قد بيَّنوا الحكمَ بيانًا يسقط وجوب الإنكار فيما نقلوا من أحاديثَ مرفوعةٍ ومتواترة وصريحة في تحريم بناء المساجد على القبور، وهي نصٌّ في المسألة. ويؤيِّد قيام الإنكار من النبيِّ صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ما روى ابن سعد بسند صحيح عن الحسن (وهو البصري) قال: «ائتمروا (24 - أي: تشاوروا. انظر: «النهاية» لابن الأثير (1/ 66). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_24'))) أن يدفنوه صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في المسجد فقالت عائشة رضي الله عنها: إنَّ رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم كان واضعًا رأسه في حجري إذ قال: «قَاتَلَ اللهُ أَقْوَامًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»، واجتمع رأيهم أن يدفنوه حيث قبض في بيت عائشة (25 - «الطبقات الكبرى» لابن سعد (1/ 516). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_25'))).
- وفي قوله ?هداه الله?: «وبتأمُّلنا إلى دفنه صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في ذلك المكان، نجد أنه صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قبض في حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها…».
فجوابه من وجوه:
• الوجه الأول: أنَّ النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لم يدفن في مسجده، إذ المسجد بناه صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في حياته، وإنما دفن حيث قبض في أحد بيوته صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وهي حجرة عائشة رضي الله عنها التي كانت بجوار المسجد وخارجة عنه، يفصل بينهما جدار فيه باب، وإنما دفنه الصحابة رضي الله عنهم في ذلك المكان عملاً بمقتضى الحديث، وحتى لا يتركوا مجالاً لمن بعدهم أن يتخذ قبره عيدًا ومسجدًا.
• الوجه الثاني: أن توسيع مسجده صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في عهد خلافة عمر بن الخطاب ثمَّ في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنهما لم يُدخِلاَ القبر فيه، وإنما تَمَّ توسيعهما للمسجد من الجهات الأخرى دون تعرُّض للحجرة الشريفة عملاً بمقتضى الأحاديث الناهية عن اتخاذ القبور مساجد، وإنما أدخلت الحجرة النبوية في المسجد في أواخر القرن الأول في عهد خلافة الوليد بن عبد الملك الذي أمر بهدم المسجد النبوي وإضافة حُجُرِ أزواج رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم إليه، وذلك سنة ثمان وثمانين من الهجرة (88ه)، كما صرَّح بذلك الطبري (26 - «تاريخ الطبري» (5/ 222 - 223). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_26'))) وابن كثير (27 - «البداية والنهاية» لابن كثير: (9/ 74 - 75). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_27')))، وعليه يتجلَّى بوضوح أنَّ إدخال الحجرة الشريفة في المسجد ليس ممَّا أجازه الصحابة رضي الله عنهم، ولا أجمعوا عليه كما يَدَّعي ?هداه الله? إذ لم يكن ?آنذاك بالمدينة النبوية? أحدٌ من الصحابة على قيد الحياة، وكان آخرهم موتًا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/398)
سنة ثمان وسبعين (78ه)، ومع ذلك أنكر هذا العمل بعض كبار التابعين كسعيد بن المسيب ?رحمه الله? (28 - لمصدر السابق: (9/ 75). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_28'))).
قال الحافظ محمَّد بن عبد الهادي: «وإنما أدخلت الحجرة في المسجد في خلافة الوليد بن عبد الملك، بعد موت عامة الصحابة الذين كانوا بالمدينة، وكان من آخرهم موتًا جابر بن عبد الله، وتوفي في خلافة عبد الملك، فإنه توفي سنة ثمان وسبعين، والوليد تولى سنة ست وثمانين، وتوفي سنة ست وتسعين، فكان بناء المسجد وإدخال الحجرة فيه فيما بين ذلك، وقذ ذكر أبو زيد عمر بن شبَّة النميري في كتاب «أخبار المدينة» مدينة رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم عن أشياخه عمن حدثوا عنه أنَّ عمر بن عبد العزيز لما كان نائبًا للوليد على المدينة في سنة إحدى وتسعين هدم المسجد وبناه بالحجارة المنقوشة، وعمل سقفه بالساج وماء الذهب، وهدم حجرات النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فأدخلها في المسجد وأدخل القبر فيه» (29 - «الصارم المنكي» لابن عبد الهادي: (136 - 137). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_29')))، فأين حصل إجماع الصحابة رضي الله عنهم المزعوم يا ترى؟!
- وقوله ?هداه الله?: «والسيدة عائشة رضي الله عنها تعيش في هذه الحجرة، وتصلي فيها صلواتها المفروضة والمندوبة، ألا يُعدُّ هذا فعل الصحابة وإجماعًا عمليًّا لهم».
فجوابه: أنَّ حجرة عائشة رضي الله عنها كانت مفصولةً بجدارٍ بينها وبين قبرِ النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ويدلُّ عليه ما أخرجه أحمد في «مسنده» من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وإني واضعٌ ثوبي، وأقول: إنما هو زوجي وأبي، فلمَّا دُفن عمر معهم فوالله ما دخلت إلاَّ وأنا مشدودة على ثيابي حياءً من عمر رضي الله عنه» (30 - أخرجه أحمد في أخرجه أحمد في «مسنده»: (6/ 202)، والحاكم في «المستدرك»: (3/ 63)، قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/ 57): «رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح»، وصححه الألباني في «دفاع عن الحديث النبوي»: (95). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_30'))).
فالحديث يشير إلى أنَّ عائشة رضي الله عنها كانت تدخل حجرتها بعدما فصلت بجدار عن قبر النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: إذ لا يستقيم في العادة أن تبقى مشدودة على ثيابها فلا تضعه ولو في وقت راحتها. ويؤيِّده ما أخرجه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» أنَّ مالك بن أنس قال: «قُسم بين عائشة باثنين: قسم كان فيه القبرُ، وقسم كان تكون فيه عائشة، وبينهما حائط، فكانت عائشة ربما دخلت حيث القبر فُضُلاً، فلما دُفن عمر لم تدخله إلا وهي جامعة عليها ثيابها» (31 - «الطبقات الكبرى» لابن سعد: (1/ 553). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_31'))).
• الوجه الثالث:
والذين أدخلوا القبر النبوي في المسجد مع اعترافهم بمخالفة الهدي الصريح في النهي عن بناء المساجد على القبور ومخالفة سنة الخلفاء الراشدين المهديين وسيرة الصحابة الكرام لذلك حاولوا تقليل المخالفة ما وسعهم بالمبالغة في الاحتياط درءًا للفتنة وصيانة لجناب التوحيد لئلاَّ يتخذ قبره عيدًا ووثنًا يعبد.
قال ابن رجب ?رحمه الله?: «قال القرطبي: ولهذا بالغ المسلمون في سدِّ الذريعة في قبر النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فأعلوا حيطان تربته، وسدوا المداخل إليها، وجعلوها محدقة بقبره صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ثمَّ خافوا أن يتخذ موضع قبره قبلةً إذا كان مستقبل المصلين، فتتصور الصلاة إليه بصورة العبادة، فبنوا جدارين من ركني القبر الشماليين، وحرفوهما حتى التقيا على زاوية مثلث من ناحية الشمال حتى لا يتمكن أحد من استقبال قبره، ولهذا المعنى قالت عائشة: ولولا ذلك لأبرز قبره» (32 - «فتح الباري» لابن رجب: (3/ 217). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_32'))).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/399)
فهذا الاحتياط المبالغ فيه حيال القبر الشريف وقبري صاحبيه إنما هو استجابة دعائه صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ» (33 - أخرجه أحمد في «مسنده»: (7352)، وأبو يعلى في «مسنده»: (1/ 312)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وصحح إسناده الألباني في «تحذير الساجد»: (22) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_33')))، فحماه الله تعالى بما حال بينه وبين الناس فلا يوصل إليه. وضمن هذا المعنى يقول ابن تيمية ?رحمه الله?: «ولهذا لما أدخلت الحجرة في مسجده المفضل في خلافة الوليد بن عبد الملك ?كما تقدم? بنوا عليها حائطًا وسنموه وحرفوه لئلاَّ يصلي أحد إلى قبره الكريم صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وفي موطأ مالك عنه أنه قال: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمِ مَسَاجِدَ»، وقد استجاب الله دعوته فلم يُتخذ ?ولله الحمد? وثنًا كما اتخذ قبر غيره، بل ولا يتمكن أحد من الدخول إلى حجرته بعد أن بنيت الحجرة، وقبل ذلك ما كانوا يمكِّنون أحدًا من أن يدخل إليه ليدعو عنده، ولا يصلي عنده، ولا غير ذلك ممَّا يفعل عند قبر غيره، لكن من الجهال من يصلي إلى حجرته، أو يرفع صوته أو يتكلم بكلام منهي عنه، وهذا إنما يفعل خارجًا عن حجرته لا عند قبره، وإلا فهو ?ولله الحمد? استجاب الله دعوته فلم يمكن أحد قط أن يدخل إلى قبره فيصلي عنده أو يدعو أو يشرك به كما فعل بغيره اتخذ قبره وثنًا، فإنه في حياة عائشة رضي الله عنها ما كان أحد يدخل إلاَّ لأجلها، ولم تكن تمكِّن أحدًا أن يفعل عند قبره شيئًا مما نهى عنه، وبعدها كانت مغلقة إلى أن أدخلت في المسجد فسدَّ بابها وبني عليها حائط آخر، كلُّ ذلك صيانة له صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أن يتخذ بيته عيدًا وقبره وثنًا، وإلاَّ فالمعلوم أنَّ أهل المدينة كلهم مسلمون ولا يأتي إلى هناك إلا مسلم، وكلهم مُعظِّمون للرسول صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وقبور آحاد أمته في البلاد معظمة، فما فعلوا ذلك ليستهان بالقبر المكرم، بل فعلوه لئلاَّ يتخذ وثنًا يعبد، ولا يتخذ بيته عيدًا، ولئلاَّ يفعل به كما فعل أهل الكتاب بقبور أنبيائهم» (34 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (27/ 237 - 328). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_34'))).
وفي هذا السياق نختم بقول ابن القيم ?في نونيته? وهو من أشد الناس إنكارًا على شبهات الشرك كشيخه ابن تيمية ?رحمهم الله تعالى? قال:
وَلَقَدْ نَهَانَا أَنْ نُصَيِّرَ قَبْرَهُ
وَدَعَا بِأَنْ لاَ يُجْعَلَ القَبْرُ الَّذِي
فَأَجَابَ رَبُّ العَالَمِينَ دُعَاءَهُ
حَتَّى اغْتَدَتْ أَرْجَاؤُهُ بِدُعَائِهِ
وَلَقَدْ غَدَا عِنْدَ الوَفَاةِ مُصَرِّحًا
وَعَنَى الأُلَى جَعَلُوا القُبُورَ مَسَاجِدًا
وَاللهِ لَوْلاَ ذَاكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ
قَصَدُوا إِلَى تَسْنِيمِ حُجْرَتِهِ ليمـ
قَصَدُوا مُوَافَقَةَ الرَّسُولِ وَقَصْدُهُ
عِيدًا حَذَارِ الشِّرْكَ بِالرَّحْمَنِ
قَدْ ضَمَّهُ وَثَنًا مِنَ الأَوْثَانِ
وَأَحَاطَهُ بِثَلاَثَةِ الجُدْرَانِ
فِي عِزَّةٍ وَحِمَايَةٍ وَصِيَانِ
بِاللَّعْنِ يَصْرُخُ فِيهِمْ بِأَذَانِ
وَهُمُ اليَهُودُ وَعَابِدُوا الصُّلْبَانِ
لَكِنْ حَجَبُوهُ بِالحِيطَانِ
ـتنع السُّجُودُ لَهُ عَلَى الأَذْقَانِ
التَّجْرِيدُ لِلتَّوْحِيدِ لِلرَّحْمَنِ (35 - «الكافية الشافية» لابن القيم: (2/ 352 - 354). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_35')))
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 28 ربيع الأول 1430ه
الموافق ل: 25 مارس 2009م
1 - رواه مالك في «الموطأ»: (1/ 231).
2 - «موطأ مالك بشرح تنوير الحوالك» للسيوطي: (1/ 229 - 231).
3 - «التمهيد» لابن عبد البر: (24/ 398 - 399).
4 - «الطبقات الكبرى» لابن سعد: (1/ 552).
5 - «تهذيب التهذيب» لابن حجر: (12/ 117).
6 - المصدر السابق نفسه: (11/ 250).
7 - المصدر السابق: (9/ 375)، و «تقريب التهذيب» لابن حجر: (2/ 196).
8 - «سنن ابن ماجه» (1/ 520) (رقم: 1628).
9 - «مسند البزار» (1/ 70) (رقم: 18).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/400)
10 - «مسند أبي يعلى» (1/ 45، 46) (رقم: 22، 23).
11 - «دلائل النبوة» للبيهقي (7/ 260).
12 - «مسند أبي بكر» (66) (رقم: 26، 27).
13 - «السيرة النبوية» لابن هشام (2/ 663).
14 - «البداية والنهاية» لابن كثير (5/ 266).
15 - انظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي: (1/ 537)، و «تهذيب التهذيب»: (2/ 341)، و «تقريب التهذيب» كلاهما لابن حجر: (1/ 176).
16 - «ضعيف سنن بن ماجه» للألباني (127 - 128).
17 - «تنوير الحوالك» للسيوطي: (1/ 230).
18 - «الطبقات الكبرى» لابن سعد: (1/ 552).
19 - انظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي: (1/ 19)، و «تقريب التهذيب» لابن حجر: (1/ 31).
20 - «تقريب التهذيب» لابن حجر: (1/ 231).
21 - «البداية والنهاية» لابن كثير: (5/ 267).
22 - «تهذيب التهذيب» لابن حجر (2/ 341 - 342).
23 - أخرجه البخاري (3/ 628) كتاب «الجنائز»، باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ومسلم (1/ 239)، كتاب «المساجد ومواضع الصلاة» رقم: (529).
24 - أي: تشاوروا. انظر: «النهاية» لابن الأثير (1/ 66).
25 - «الطبقات الكبرى» لابن سعد (1/ 516).
26 - «تاريخ الطبري» (5/ 222 - 223).
27 - «البداية والنهاية» لابن كثير: (9/ 74 - 75).
28 - المصدر السابق: (9/ 75).
29 - «الصارم المنكي» لابن عبد الهادي: (136 - 137).
30 - أخرجه أحمد في أخرجه أحمد في «مسنده»: (6/ 202)، والحاكم في «المستدرك»: (3/ 63)، قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/ 57): «رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح»، وصححه الألباني في «دفاع عن الحديث النبوي»: (95).
31 - «الطبقات الكبرى» لابن سعد: (1/ 553).
32 - «فتح الباري» لابن رجب: (3/ 217).
33 - أخرجه أحمد في «مسنده»: (7352)، وأبو يعلى في «مسنده»: (1/ 312)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وصحح إسناده الألباني في «تحذير الساجد»: (22).
34 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (27/ 237 - 328).
35 - «الكافية الشافية» لابن القيم: (2/ 352 - 354).
المصدر ( http://www.ferkous.com/rep/M39.php)
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[10 - 12 - 10, 09:26 م]ـ
الرد على شبهة قبوري متمسِّك بقصة
بناء أبي جندل مسجدا على قبر أبي بصير رضي الله عنهما
للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقد تمسَّك من يحارب السنة وأهلها في موضع شبهة أخرى لا تشفع له زعمه بجواز بناء المساجد على قبور الصالحين، واستحباب الصلاة فيها حيث احتجَّ بحديث أبي بصير رضي الله عنه الذي رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن محمَّد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم قالا: «إنَّ أبا بصير انفلت من المشركين بعد صلح الحديبية، وذهب إلى سيف البحر، ولحق به أبو جندل بن سهيل بن عمرو، انفلت من المشركين أيضًا، ولحق بهم أناس من المسلمين حتى بلغوا ثلاثمائة وكان يصلي بهم أبو بصير، وكان يقول: «الله العلي الأكبر من ينصر الله يُنصر». فلمَّا لحق به أبو جندل، كان يؤمُّهم، وكان لا يمر بهم عير لقريش إلاَّ أخذوها، وقتلوا أصحابها، فأرسلت قريش إلى النبيِّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم تناشده الله والرحم، إلا أرسل إليهم، فمن أتاك منهم فهو آمن، وكتب رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم إلى أبي جندل وأبي بصير ليقدما عليه ومن معهم من المسلمين أن يلحقوا ببلادهم وأهليهم، فقدم كتاب رسول صلى الله عليه وآله وسلم على أبي جندل، وأبو بصير يموت، فمات وكتاب رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم بيده يقرأه، فدفنه أبو جندل مكانه، وبنى على قبره مسجدًا». ثم عَلَّقَ على الحديث بأنه ذكره ابن عبد البر في «الاستيعاب»: (4/ 1614)، وصاحب «الروض الأنف»، (4/ 59)، وابن سعد في «الطبقات الكبرى»: (4/ 134)، وصاحب «السيرة الحلبية»: (2/ 720)، ورواه –أيضًا- موسى بن عقبة في «المغازي»، وابن إسحاق في «السيرة»، ومغازي موسى بن عقبة من أصح كتب السيرة، فكان يقول الإمام مالك عنها: عليكم بمغازي الرجل الصالح موسى بن عقبة، فإنها أصحّ المغازي، وكان يحيى بن معين يقول: كتاب موسى بن عقبة عن الزهري من أصح هذه الكتب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/401)
فالجواب عن هذه الشبهة الثانية من السُّنة في قصة بناء أبي جندل رضي الله عنه مسجدًا على قبر أبي بصير رضي الله عنه في عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من الحيثيتين التاليتين:
• الحيثية الأولى من حيث السند: فإنَّ القصة التي أوردها ابن عبد البر في «الاستيعاب» بدون زيادة «وَبَنَى عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا» ضعيفة لا تقوم بها حُجَّة لكونها مرسلة؛ لأنَّ مدار هذه القصة على الزهري على اعتبار أنه تابعي صغير سمع من أنس بن مالك رضي الله عنه وإلاَّ فهي معضلة.
أمَّا الزيادة في موضع الشاهد في قوله: «وبنى على قبره مسجدًا» فهي زيادة منكرة لعلتين:
العلة الأولى: كونها مُعضلة فقد صرَّح ابن عبد البرّ بأنها من رواية موسى بن عقبة (1 - «الاستيعاب» لابن عبد البر: (4/ 1613). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_1')))، وليس من مرسل الزهري ولا من رواية عبد الرزاق عن معمر عنه، ولا نشك في أنَّ موسى بن عقبة بن أبي عياش الأسدي ثقة فقيه إمام في المغازي، إلاَّ أنَّه من صغار التابعين ولم يسمع أحدًا من الصحابة (2 - «ميزان الاعتدال» للذهبي: (4/ 214)، «تهذيب التهذيب» لابن حجر: (10/ 362)، «تقريب التهذيب» لابن حجر: (2/ 286) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_2')))، وقد قال الإسماعيلي في كتاب «العتق» إنه لم يسمع موسى بن عقبة من الزهري شيئًا (3 - «تهذيب التهذيب» لابن حجر: (10/ 362) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_3'))).
العلة الثانية: أنَّ تلك الزيادة لم يروها الثقات، فقد روى البخاري في كتاب «الشروط» من صحيحه، باب الشروط في الجهاد، والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط (5/ 329)، وأحمد في «مسنده» (4/ 328) وغيرهما هذه القصة موصولة من طريق عبد الرزاق عن معمر، قال: أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بها دون هذه الزيادة.
قال المحدِّث محمَّد ناصر الدِّين الألباني رحمه الله: «وكذلك أوردها ابن إسحاق في "السيرة" عن الزهري مرسلاً كما في "مختصر السيرة" لابن هشام (3/ 331 - 339) ووصله أحمد (4/ 323 - 326) من طريق ابن إسحاق عن الزهري عن عروة به مثل رواية معمر وأتم، وليس فيها هذه الزيادة، وكذلك رواه ابن جرير في تاريخه (3/ 271 - 285) من طريق معمر وابن إسحاق وغيرهما عن الزهري به دون هذه الزيادة فدلَّ ذلك كُلّه على أنها زيادة منكرة لإعضالها، وعدم رواية الثقات لها» (4 - «تحذير الساجد» للألباني: (119) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_4'))).
لذلك فالحديث ليس له إسناد تقوم به الحجة، ولم يروه أصحاب «الصحاح» و «السنن» و «المسانيد» وغيرهم، وإنما أورده ابن عبد البر في ترجمة أبي بصير رضي الله عنه مرسلاً والزيادة فيه منكرة -كما تقدم-.
• الحيثية الثانية:
من حيث فرض صحة الزيادة موضع الشاهد في القصة المذكورة، والتي استُدلَّ بها على إقراره صلى الله عليه وآله وسلم على بناء أبي جندل رضي الله عنه مسجدًا على قبر أبي بصير رضي الله عنه فيمكن الجواب عنها من جهتين:
الجهة الأولى: عدم التسليم بأنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقرَّ هذا البناء؛ لأن الفعل -في ذاته- لم يكن واقعًا بين يديه، وإنما وقع في زمانه، وهو خفي غير مشتهر حتى يعلم به، إذ من شرط الإقرار الذي هو حُجَّة هو أن يعلم به النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويكون قادرًا على الإنكار، وأن لا يكون قد بَيَّن حكمه قبل ذلك بيانًا شافيًا يسقط عنه وجوب الإنكار كما قرَّره أهل الأصول (5 - انظر: «مفتاح الوصول» للشريف التلمساني: (437) بتحقيقي. دار تحصيل العلوم (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_5'))).
قلت: فإن لم يعلم أنّه بيَّن حكمه قبل العلم به والسكوت عنه فقد بيَّن صلى الله عليه وآله وسلم حكمه بعد ذلك بيانًا شافيًا في الأحاديث الصحيحة المحكمة التي تقدم ذكرها في شبهته بآية سورة الكهف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/402)
الجهة الثانية: في حالة التسليم -جدلاً- بأنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم علم ببناء أبي جندل رضي الله عنه المسجد على قبر أبي بصير رضي الله عنه وأقرَّه على ذلك فإنه يتعارض -حتمًا- مع النصوص الحديثية الصريحة في تحريم البناء على القبور، والمعلوم -حال التعارض- أنَّ من طُرُق دفعه إذا تعذَّر وجود ناسخ بالنصِّ صار الناظر إلى الجمع والتوفيق بين الدليلين المتعارضين فإن تعذَّر الجمع صار إلى النسخ الاحتمالي، وإلاَّ دَفَع التعارض بترجيح أقوى الدليلين (6 - انظر: «الإنارة شرح كتاب الإشارة» للمؤلف على الموقع: تحت عنوان «طرق دفع التعارض» (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_6'))). وفي هذا المقام -وعلى فرض صحة الزيادة موضع الشاهد- فإنه يظهر جليًّا قَبول مدلولهما للنسخ الاحتمالي للعلم بتاريخهما وتفاوت المدة بينهما، إذ أنَّ الأحاديث الصريحة في تحريم البناء على القبور ثبتت في آخر حياته بخلاف الزيادة المذكورة فكانت متقدِّمة عنها، ونسخ المتقدم بالمتأخر متحقق بمعرفة تاريخ كل منهما، وعليه فلا يصح ترك النص المتأخر للمتقدم عند حصول التعارض بينها على ما تقرر أصوليًّا.
هذا، وعلى تقدير عدم معرفة التاريخ أو عدم الأخذ بمبدإ النسخ الاحتمالي فإنه يصار إلى الترجيح بين الدليلين المتعارضين، وبغض النظر عن مآل ترجيح الأحاديث الصحيحة والصريحة في النهي والحظر بقوة سندها، فإنها ترجح أيضًا من جهة مدلولها ومتنها، ويظهر ذلك من الجهتين الأصوليتن الآتيتين:
1 - من جهة المدلول:
إذا تعارض حاظر ومبيح يُقدَّم الحاظر على المبيح، والأحاديث الصحيحة والصريحة في بناء المساجد على القبور تفيد التحريم والحظر، بينما زيادة «وبنى على قبره مسجدًا» يفيد الإقرار عنه الجواز والإباحة، وقد تقرَّر عند الأصوليين أنَّ الدليل الحاظر مُقدَّم على المبيح؛ لأنَّ في التحريم دفعَ مفسدة ملازمة للفعل أو تقليلها بخلاف الجواز والإباحة فقد تحصل بها مصلحة أو تكمّلها، ولا يخفى اهتمام الشريعة وعنايتها بدرء المفاسد وآكديتها من جلب المصالح، ومن جهة أخرى إذا كان الوجوب مُقدَّمًا على الإباحة، والحظر مقدمًا على الوجوب على أرجح الأقوال، فمن بابٍ أولى تقديم الحظر على الإباحة والجواز، إذ ترك المباح لاجتناب المحرم أولى من العكس؛ ولأنَّ في التحريم مفسدة وعقابًا بخلاف الإباحة.
2 - من جهة المتن:
إذا تعارض القول مع الإقرار يقدَّم القول عليه؛ لأنه أقوى وأبلغ في البيان من الإقرار والسكوت، ولأنه إذا كان قوله صلى الله عليه وآله وسلم أوكد من فعله إذ طاعته صلى الله عليه وآله وسلم في أمره أولى من موافقته في فعل لم يأمرنا بموافقته فيه، وتقرير هذا الحكم في تقديم القول على الفعل يقع من باب أولى على إقراره وسكوته.
فالحاصل أنَّ التمسُّك بقصة بناء أبي جندل رضي الله عنه على قبر أبي بصير رضي الله عنه مسجدًا شبهة غاية في الضعف والسقوط من المناحي السالفة البيان، والاستدلال بها إنما يستقيم على طريقة أهل الأهواء من الماضين والمعاصرين برد النصوص المحكمات بالمتشابهات، نعوذ بالله من الخذلان.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 20 صفر 1430ه
الموافق ل: 15 فبراير 2009م
1 - «الاستيعاب» لابن عبد البر: (4/ 1613).
2 - «ميزان الاعتدال» للذهبي: (4/ 214)، «تهذيب التهذيب» لابن حجر: (10/ 362)، «تقريب التهذيب» لابن حجر: (2/ 286).
3 - «تهذيب التهذيب» لابن حجر: (10/ 362).
4 - «تحذير الساجد» للألباني: (119).
5 - انظر: «مفتاح الوصول» للشريف التلمساني: (437) بتحقيقي. دار تحصيل العلوم.
6 - انظر: «الإنارة شرح كتاب الإشارة» للمؤلف على الموقع: تحت عنوان «طرق دفع التعارض» ( http://www.ferkous.com/rep/C8.php).
المصدر ( http://www.ferkous.com/rep/M37.php)
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[10 - 12 - 10, 09:53 م]ـ
في رد شبهة قبوري بآية:
?لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا? [الكهف: 21]
للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/403)
ففي محاولة الهجوم على دعوة التوحيد وتحقير الدعاة إليه وتهوين مكانتهم، وجعل قضية المساجد التي بها قبور قضية فقهية فرعية لا ترقى في أن تكون سببًا للتهوين في التفريق بين المسلمين والتنابز بالألقاب والتباعد والهجران، وفي ظل تعظيم القبور والمشاهد والأضرحة تولى من يؤيِّد تشييد المساجد عليها واعتبار أن الصلاة فيها تصل إلى درجة الاستحباب بالانتصار لهذا المعتقد بشبهة من آية من سورة الكهف في قوله تعالى: ?فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا? [الكهف: 21]، حيث قال -هداه الله-:
«ووجه الاستدلال بالآية أنَّها أشارت إلى قصَّة أصحاب الكهف، حينما عثر عليهم الناس، فقال بعضهم: نبني عليهم بُنيانًا، وقال آخرون: لنتَّخذنَّ عليهم مسجدًا.
والسياق يدلُّ على أنَّ الأَوَّل: قول المشركين، والثاني: قول الموحِّدين، والآية طرحت القولين دون استنكار، ولو كان فيهما شيء من الباطل لكان من المناسب أن تشير إليه، وتدلُّ على بطلانه بقرينة ما، وتقريرها للقولين يدلُّ على إمضاء الشريعة لهما، بل إنَّها طرحت قول الموحِّدين بسياقٍ يفيد المدح، وذلك بدليل المقابلة بينه وبين قول المشركين المحفوف بالتشكيك، بينما جاء قول الموحِّدين قاطعًا ?لَنَتَّخِذَنَّ? نابعًا من رؤية إيمانية، فليس المطلوب عندهم مجرَّد البناء، وإنَّما المطلوب هو المسجد. وهذا القول يدلُّ على أنَّ أولئك الأقوام كانوا عارفين بالله معترفين بالعبادة والصلاة.
قال الرازي في تفسير ?لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا?: نعبد الله فيه، ونستبقي آثارَ أصحاب الكهف بسبب ذلك المسجد (1 - «تفسير الرازي» (11/ 106). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_1'))).
وقال الشوكاني: ذكر اتخاذ المسجد يُشعر بأنَّ هؤلاء الذين غلبوا على أمرهم هم المسلمون، وقيل: هم أهل السلطان والملوك من القوم المذكورين، فإنهم الذين يغلبون على أمر من عداهم، والأوَّل أولى (2 - «فتح القدير» في التفسير للشوكاني: (3/ 277). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_2'))). وقال الزجاجي: هذا يدلُّ على أنَّه لما ظهر أمرهم غلب المؤمنون بالبعث والنشور؛ لأنَّ المساجد للمؤمنين. هذا بخصوص ما ذكر في كتاب الله فيما يخصُّ مسألة بناء المسجد على القبر».
وبعد الأمانة في النقل أقول -وبالله التوفيق والسداد-:
فلا دلالة في الآية على جواز الصلاة بالمسجد الذي به ضريح أحدِ الأنبياء عليهم السلام أو الصالحين، بَلْهَ أن تصل إلى درجة الاستحباب؛ لأنَّ غاية ما يدل عليه أنَّ الذين اتخذوا مسجدًا على قبور الصالحين كانوا من النصارى الذين لعنهم النبيُّ صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم كما صرَّح به غير واحدٍ من أهل التفسير، وقد بَيَّن النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم إنكاره هذا الصنيع المسنون لليهود والنصارى في أربعة عشر حديثًا منها:
- حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في مرضه الذي لم يقم منه: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ». لَوْلاَ ذَلِكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ، غَيْرَ أَنَّهُ خُشِيَ أن يُتخذَ مَسجدًا (3 - أخرجه البخاري: كتاب الجنائز، باب ما جاء في قبر النبي وأبي بكر وعمر فأقبره: (1324)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1184)، من حديث عائشة رضي الله عنها. (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_3'))).
- وعن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم قَالاَ: لَمَّا نُزِلَ بِرَسُولَ اللهِ، طَفِقَ يَطْرَحُ خمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَ كَذلِكَ: «لَعْنَةُ اللهُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارى. اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يُحَذِّرُ مِثْلَ الَّذِي صَنَعُوا (4 - أخرجه البخاري: كتاب المساجد، باب الصلاة في البيعة: (425)، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1187)، من حديث عائشة وابن عباس رضي الله عنهم. (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_4'))).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/404)
- وعن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أنه سَمِعَ النَّبِيَّ، قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ، وَهُوَ يَقُولُ: « ... أَلاَ وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ. إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذ?لِكَ» (5 - أخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1188)، من حديث جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه. (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_5'))).
- وعن عائشة رضي الله عنها: لَمَّا كانَ مَرَضُ رسولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَذَاكَرَ بعضُ نسائِهِ كنيسةً بأرضِ الحَبَشَةِ يقال لها مَارِيَةُ، وقد كانتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأُمُّ حَبِيْبَةَ رضي الله عنهما قد أَتَتَا أرضَ الحَبَشَةِ فَذَكَرْنَ من حُسْنِهَا وتصاوِيْرِهَا قالتْ: فقالَ النبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إنَّ أُولَئِكِ إِذَا كَانَ فِيْهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا ثُمَّ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولِئَِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللهِ» (6 - أخرجه البخاري: كتاب المساجد، باب الصلاة في البيعة: (424)، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1181)، واللفظ للبيهقي في «السنن الكبرى»: (7321)، من حديث عائشة رضي الله عنها. (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_6'))).
قال القرطبي -رحمه الله-: «قال علماؤنا: ففعل ذلك أوائلهم ليتأنَّسوا برؤية تلك الصُّوَر ويتذكَّروا أحوالهم الصالحة فيجتهدون كاجتهادهم ويعبدون الله عزَّ وجلَّ عند قبورهم، فمضت لهم بذلك أزمان، ثمَّ أنهم خَلَف من بعدهم خلوف جهلوا أغراضهم، ووسوس لهم الشيطان أنَّ آباءكم وأجدادكم كانوا يعبدون هذه الصورة فعبدوها؛ فحذَّر النبيُّ صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم عن مثل ذلك، وشدَّد النكير والوعيد على من فعل ذلك، وسدَّ الذرائع المؤدِّية إلى ذلك، فقال: "اشتدَّ غضب الله على قوم ?تخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد"» (7 - «تفسير القرطبي»: (2/ 85) (10/ 380). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_7'))).
وقال ابن رجب -رحمه الله-: «هذا الحديث يدلُّ على تحريم بناء المساجد على قبور الصالحين، وتصوير صورهم فيها كما يفعله النصارى، ولا ريب أنَّ كُلَّ واحدٍ منهما محرَّم على انفراد، فتصوير صور الآدميِّين محرَّم، وبناءُ القبور على المساجد بانفراده محرَّم كما دلَّت عليه النصوص أخرى يأتي ذكر بعضها ... فإن اجتمع بناء المسجد على القبور ونحوها من آثار الصالحين مع تصوير صورهم فلا شكَّ في تحريمه، سواء كانت صورًا مجسّدة كالأصنام أو على حائطٍ ونحوه، كما يفعله النصارى في كنائسهم، والتصاوير التي في الكنيسة التي ذكرتها أم حبيبة وأم سلمة أنهما رأتاها بالحبشة كانت على الحيطان ونحوها، ولم يكن لها ظل، وكانت أم سلمة وأم حبيبة قد هاجرتا إلى الحبشة.
فتصوير الصور على مثل صور الأنبياء والصالحين؛ للتبرك بها والاستشفاع بها محرم في دين الإسلام، وهو من جنس عبادة الأوثان، وهو الذي أخبر النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم أنَّ أهله شرار الخلق عند الله يوم القيامة.
وتصوير الصور للتآنس برؤيتها أو للتَّنَزُّه بذلك والتلهي محرَّم، وهو من الكبائر وفاعله من أشدِّ الناس عذابًا يوم القيامة، فإنه ظالم ممثل بأفعال الله التي لا يقدر على فعلها غيره، والله تعالى ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ? [الشورى: 11]، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله سبحانه وتعالى» (8 - «فتح الباري» لابن رجب: (3/ 197). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_8'))).
وقال الألوسي -رحمه الله-: «هذا، واستدلَّ بالآية على جواز البناء على قبور الصلحاء واتخاذ مسجد عليها وجواز الصلاة فيها وممَّن ذكر ذلك الشهاب الخفاجي في حواشيه على البيضاوي وهو قول باطلٌ عاطلٌ فاسدٌ كاسدٌ فقد روى أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لَعَنَ اللهُ تَعَالَى زَائِرَاتِ القُبُورِ وَالمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا المَسَاجِدَ وَالسُّرَجَ» (9 - أخرجه أبو داود (3236)، والترمذي (320)، والنسائي (2043)، وأحمد: (3108)، من حديث أبي صالح عن ابن عباس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/405)
رضي الله عنهما، والحديث بهذا السياق ضعيف، قال ابن رجب الحنبلي في «فتح الباري» (3/ 201): «وقال مسلم في كتاب التفصيل: هذا الحديث ليس بثابت، وأبو صالح باذام قد اتقى الناس حديثه، ولا يثبت له سماع من ابن عباس». لكن ورد له شواهد تقويه في «لعن زائرات القبور»، مثل الحديث الذي أخرجه الترمذي (1056) وغيره: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ زَوَّارَاتِ القُبُورِ»، وأخرى في «اتخاذ المساجد على القبور» وقد تواتر ذلك عنه صلى الله عليه وآله وسلم. انظر: «الإرواء»: (3/ 212)، و «السلسلة الضعيفة»: (1/ 393) للألباني. (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_9'))).. . إلى غير ذلك من الأخبار الصحيحة والآثار الصريحة.
وذكر ابن حجر في «الزواجر» (10 - انظر: «الزواجر» للهيثمي: (194) في الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتسعون: اتخاذ القبور مساجد وإيقاد السرج عليها واتخاذها أوثانًا، والطواف بها واستلامها والصلاة إليها. (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_10'))): « أنه وقع في كلام بعض الشافعية عدّ اتخاذ القبور مساجد والصلاة إليها واستلامها والطواف بها ونحو ذلك من الكبائر» (11 - «تفسير الألوسي»: (11/ 196). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_11'))).
قلت: وليس النهي منقولاً عن الشافعية فقط بل عند كافَّة المذاهب، فمن ذلك ما قاله القرطبي المالكي رحمه الله -في معرض إيراده حديث عائشة رضي الله عنها-: «قال علماؤنا: وهذا يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد» (12 - «تفسير القرطبي»: (10/ 380). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_12'))). وقال ابن قدامة الحنبلي -رحمه الله-: «ولا يجوز اتخاذ المساجد على القبور لهذا الخبر، ولأنَّ النبيَّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم قال: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يحذر ما صنعوا ... ، ولأنَّ تخصيص القبور بالصلاة عندها يشبه تعظيم الأصنام بالسجود لها، والتقرُّب إليها، وقد روينا أنَّ ابتداء عبادة الأصنام تعظيم الأموات باتخاذ صورهم ومسحها والصلاة عندها» (13 - «المغني» لابن قدامة: (1/ 360). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_13'))). وقال الزيلعي الحنفي -رحمه الله-: «ويكره أن يبنى على القبر أو يقعد عليه أو ينام عليه أو يوطأ عليه أو يقضى عليه حاجة الإنسان ... أو يصلى إليه أو يصلى بين القبور ... ونهى عليه الصلاة والسلام عن اتخاذ القبور مساجد» (14 - «تبيين الحقائق» للزيلعي: (1/ 246). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_14'))). وهكذا صرَّح عامَّة الطوائف بالنهي عن بناء المساجد عليها مُتابعةً منهم للسُّنَّة الصحيحة الصريحة من غير اختلافٍ بين الأئمة المعروفين، قال ابن تيمية -رحمه الله-: «ويحرم الإسراج على القبور، واتخاذ المساجد عليها وبنيها ويتعيَّن إزالتها، ولا أعلم فيه خلافًا بين العلماء المعروفين» (15 - «اختيارات ابن تيمية» للبعلي: (81). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_15'))).
هذا، وإن كان المنقول عن طائفة أهل العلم أطلقت الكراهة على بناء المساجد على القبور، فإنه ينبغي أن تحمل على الكراهة التحريمية إحسانًا للظنِّ بالعلماء لئلاَّ يُظنَّ بهم أنهم يجوزون نهيًا تواتر عن رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم أنّه لَعَن فاعله وشدَّد النكير والوعيد على فعله.
فالحاصل أنه اجتمع في اتخاذ القبور مساجد فتنتين وقع بسببها الضلال والانحراف العقدي:
الأولى: فتنة القبور، وهي أعظم الفتنتين ومبتدأها حيث عظموها تعظيمًا مبتدعًا آل بهم إلى الشرك.
الثانية: فتنة التماثيل والصور التي وضعت للتأسي والتذكار ثمَّ نسي القصد وآل بهم الأمر إلى عبادتها.
فكان المغضوب عليهم والضالون يبنون المساجد على قبور أنبيائهم وصالحيهم، وقد جاءت النصوص الصحيحة والصريحة متواترة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنهي أُمَّته عن ذلك والتغليظ فيه في غير موطن حتى في وقت مفارقته الدنيا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/406)
قال ابن القيم -رحمه الله-: «وبالجملة فمن له معرفة بالشرك وأسبابه وذرائعه، وفهم عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مقاصده، جزم جزمًا لا يحتمل النقيض أنَّ هذه المبالغة منه باللعن والنهى بصيغتيه: صيغة: «لا تفعلوا»، وصيغة: «إني أنهاكم» ليس لأجل النجاسة، بل هو لأجل نجاسة الشرك اللاحقة بمن عصاه، وارتكب ما عنه نهاه، واتبع هواه، ولم يخش ربه ومولاه، وقلّ نصيبه أو عدم عن تحقيق شهادة أن لا إله إلاَّ الله. فإنَّ هذا وأمثاله من النبيِّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم صيانةً لحمى التوحيد أن يلحقه الشرك ويغشاه، وتجريد له وغضب لربه أن يعدل به سواه. فأبى المشركون إلا معصية لأمره، وارتكابًا لنهيه، وغرَّهم الشيطان. فقال: بل هذا تعظيم لقبور المشايخ والصالحين. وكُلَّما كنتم أشدّ لها تعظيمًا، وأشدّ فيهم غلوًّا، كنتم بقربهم أسعد، ومن أعدائهم أبعد.
ولعمر الله، من هذا الباب بعينه دخل على عبَّاد يغوث ويعوق ونسر، ومنه دخل على عباد الأصنام منذ كانوا إلى يوم القيامة. فجمع المشركون بين الغلو فيهم، والطعن في طريقتهم وهدى الله أهل التوحيد لسلوك طريقتهم، وإنزالهم منازلهم التي أنزلهم الله إياها: من العبودية وسلب خصائص الإلهية عنهم، وهذا غاية تعظيمهم وطاعتهم» (16 - «إغاثة اللهفان» لابن القيم: (1/ 189). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_16'))).
هذا، وعلى فرض أنَّ الذين غلبوا على أمرهم -في الآية- لم يكونوا نصارى فلا يتمُّ التسليم بأنهم كانوا مؤمنين، بل هم الملوك والولاة كما ذكر ذلك ابن رجب وابن كثير والآلوسي وغيرهم (17 - انظر: «روح المعاني» للآلوسي: (15/ 236). «فتح الباري» لابن رجب: (3/ 194). و «تفسير ابن كثير»: (3/ 78). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_17')))، وقد كانوا أهل شرك أو فجور، حيث إن لفظة «لَنَتَخِذَنَّ» تلائم أهل القهر والغلبة من الملوك والولاة، دون «اتخذوا» بصيغة الطلب المعبر بها الطائفة الأولى؛ ذلك لأنَّ مثل هذا الفعل تنسبه الولاة إلى نفسها، وضمير «أَمْرهِمْ» هنا للموصول المراد به الولاة، ومعنى غلبتهم على أمرهم: أنهم إذا أرادوا أمرًا لم يتعسَّر عليهم، ولم يحل بينه وبينهم أحد، كما قال تعالى: ?وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ? [يوسف: 21].
قال ابن رجب -رحمه الله-: «فجعل اتخاذ القبور على المساجد من فعل أهل الغلبة على الأمور، وذلك يشعر بأن مستنده القهر والغلبة واتباع الهوى، وأنه ليس من فعل أهل العلم والفضل المتبعين لما أنزل الله على رسله من الهدى» (18 - «فتح الباري» لابن رجب: الجزء والصفحة نفسها. (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_18'))).
قلت: وليس في الآية إقرار على فعلهم، بل فيها إنكار، لأنه يكتفى في الردِّ على الكفار أو الفجار عزو حكاية القول إليهم، إذ المعلوم -أصوليًّا- أنَّ من شرط الإقرار أن لا يكون المسكوت عنه صادرًا من كافر أو فاجر فلا عبرة فيه لما علم بالضرورة إنكاره صَلَّى الله عليه وآله وسلم لما يفعله الكفار والفجار، كما أنَّ من شرط الإقرار أن لا يكون الشارع قد بَيَّن حكمه بيانًا يسقط عنه وجوب الإنكار وقد لعنهم الله تعالى على لسان نبيِّه صَلَّى الله عليه وآله وسلم فأيُّ إنكار أوضح من هذا؟
وإذا سلَّمنا -جدلاً- أنهم كانوا مسلمين فلا يتمُّ التسليم بأنَّ فعلهم محمودٌ شرعًا ورد -على وجه الصلاح- تمسُّكًا بشريعة نبي مرسل.
قال ابن كثير -رحمه الله- بعد ما حكى عن ابن جرير القولين: «والظاهر أن الذين قالوا ذلك هم أصحاب الكلمة والنفوذ، ولكن هل هم محمودون أم لا؟ فيه نظر؛ لأنَّ النبيَّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم قال: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ واَلنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ» يحذر ما فعلوا، وقد روينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه لما وجد قبر دانيال في زمانه بالعراق، أمر أن يخفى عن الناس، وأن تدفن تلك الرقعة التي وجدوها عنده، فيها شيء من الملاحم وغيرها» (19 - «تفسير ابن كثير»: (3/ 78). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_19'))).
وعلى تقدير أنهم أهل إيمان وصلاح، ووقع صنيعهم محمودًا بالنظر لتمسكهم بشريعة نبي مرسل، فجوابه من جهتين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/407)
الجهة الأولى: لا يلزم الأخذ بمضمون الآية الدالة على جواز بناء المسجد على القبر؛ لأنَّ ما تقرر -أصوليا- «أنَّ شَرْعَ مَنْ قَبْلَنَا لَيْسَ شَرْعٌ لَنَا»، ولا يحلُّ الحكم بشريعة نبيّ مَن قبلنا لقوله تعالى: ?لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا? [المائدة: 48]، ولقوله صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم: «فُضِّلْتُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ» فذكر منها: «أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَأَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ بُعِثَ إِلَى الأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ وَالنَّاسِ كَافَّةً» (20 - أخرجه مسلم، كتاب «الصلاة»: (1167)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ورواية «الأحمر والأسود» أخرجها: الدارمي في «سننه»: (2375)، وأحمد (20792)،من حديث أبي ذر رضي الله عنه، وأحمد كذلك: (2737)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/ 261): «رجال أحمد رجال الصحيح غير يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث»، وصححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (4/ 261)، والألباني في «الإرواء»: (1/ 316). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_20')))، فدلَّ ذلك على أنه لم يبعث الله تعالى إلينا أحدًا من الأنبياء غير محمَّد صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم، وإنما كان غيره يبعث إلى قومه فقط لا إلى غير قومه.
الجهة الثانية: وعلى تقدير أنَّ شرع من قبلنا شرع لنا فمشروط بعدم التصريح في شرعنا ما يخالفه، ويبطله، فإن ورد في شرعنا ما ينسخه لم يكن شرعًا لنا بلا خلاف، كالأصرار والأغلال التي كانت عليهم في قوله تعالى: ?وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ? [الأعراف: 157]، وقد جاءت النصوص الحديثية متضافرةً ومتواترة تنسخ هذا الحكم وتنهى عن بناء المساجد على القبور وتغلِّظ النكير.
قال ابن تيمية -رحمه الله-: «فإنَّ الله تعالى قد أخبر عن سجود إخوة يوسف وأبويه وأخبر عن الذين غلبوا على أهل الكهف أنهم قالوا: ?لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِدًا? ونحن قد نهينا عن بناء المساجد على القبور» (21 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (1/ 300). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_21'))).
وقال ابن كثير -رحمه الله-: «وهذا كان شائعاً فيمن كان قبلنا، فأمَّا في شرعنا فقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم أنه قال: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يحذر ما فعلوا» (22 - «البداية والنهاية» لابن كثير: (2/ 116). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_22'))).
قال الآلوسي -رحمه الله-: «مذهبنا في شرع من قبلنا وإن كان أنه يلزمنا على أنه شريعتنا، لكن لا مُطلقًا، بل إن قصَّ اللهُ تعالى علينا بلا إنكار، وإنكارُ رسوله صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم كإنكاره عزَّ وجلَّ، وقد سمعتَ أنه عليه الصلاة والسلام لَعَنَ الذين يتخذون المساجد على القبور، على أن كون ما ذكر من شرائع من قبلنا ممنوع، وكيف يمكن أن يكون اتخاذ المساجد على القبور من الشرائع المتقدمة مع ما سمعت من لعن اليهود والنصارى حيث اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، والآية ليست كالآيات التي ذكرنا آنفًا احتجاج الأئمة بها، وليس فيها أكثر من حكاية قول طائفة من الناس وعزمهم على فعل ذلك، وليست خارجة مخرج المدح لهم والحض على التأسِّي بهم، فمتى لم يثبت أنَّ فيهم معصومًا لا يدل على فعلهم -فضلاً عن عزمهم- على مشروعية ما كانوا بصدده. وممَّا يقوِّي قِلة الوثوق بفعلهم القول بأنَّ المراد بهم الأمراء والسلاطين كما روي عن قتادة» (23 - «روح المعاني» للآلوسي: (5/ 31). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_23'))).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/408)
فالحاصل: إن كان بناء المساجد على القبور سُنَّة النصارى، فإن كان شرعًا لهم فقد نسخه الإسلام بما نطقت الأخبار الصحيحة والآثار الصريحة، وإن كان بدعةً منهم فأجدر بتركها والتخلي عنها إذ «كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» (24 - أخرجه النسائي كتاب «صلاة العيدين»،باب كيف الخطبة: (1578)، من حديث جابر رضي الله عنه، والحديث صححه الألباني في «الإرواء»: (3/ 73). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_24')))، ولا يستدلُّ بالآية بمعزل عمَّا تقتضيه الأحاديث الثابتة اكتفاءً بالقرآن الكريم واستغناءً عن السُّنَّة المُطهَّرة فإنَّ هذا من صنيع أهل الأهواء والبدع، وأهلُ الحقِّ يؤمنون بالوحيين، ويعلمون أنَّ طاعة الرسول من طاعة الله تعالى، ويعملون بمقتضاهما، قال تعالى: ?مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ? [النساء: 80]، وقال صَلَّى الله عليه وآله وسلم: «أَلاَ إِنِّي أُوتِيتُ القُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ» (25 - أخرجه أحمد: (16722)، من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه. وأخرجه أبو داود كتاب السنة، باب في لزوم السنة (4604) بلفظ: «أَلاَ إِني أُوتِيتُ الكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ»، والحديث صححه الألباني في «المشكاة»: (1/ 57). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_25')))، وفي روايةٍ: «أَلاَ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ مِثْل مَا حَرَّمَ اللهُ» (26 - أخرجه أحمد: (16743)، والدارمي: (592)، من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع»: (8186). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_26')))، وفي سياق تمثيل من يكتفي بالقرآن ويستغني عن السُّنَّة، يقول الألباني -رحمه الله-: «وما مثل من يستدلُّ بهذه الآية على خلاف الأحاديث المتقدِّمة إلاَّ كمثل من يستدلُّ على جواز صنع التماثيل والأصنام بقوله تعالى في الجِنِّ الذين كانوا مُذَلَّلِين لسليمان عليه السلام: ?يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ? [سبأ: 13]، يستدل بها على خلاف الأحاديث الصحيحة التي تحرم التماثيل والتصاوير، وما يفعل ذلك مسلمٌ يؤمن بحديثه صَلَّى الله عليه وآله وسلم» (27 - «تحذير الساجد» للألباني: (83). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_27'))).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: 16 المحرم 1430ه
الموافق ل:13 جانفي 2009م
1 - «تفسير الرازي» (11/ 106).
2 - «فتح القدير» في التفسير للشوكاني: (3/ 277).
3 - أخرجه البخاري: كتاب الجنائز، باب ما جاء في قبر النبي وأبي بكر وعمر فأقبره: (1324)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1184)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
4 - أخرجه البخاري: كتاب المساجد، باب الصلاة في البيعة: (425)، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1187)، من حديث عائشة وابن عباس رضي الله عنهم.
5 - أخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1188)، من حديث جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه.
6 - أخرجه البخاري: كتاب المساجد، باب الصلاة في البيعة: (424)، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1181)، واللفظ للبيهقي في «السنن الكبرى»: (7321)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
7 - «تفسير القرطبي»: (2/ 85) (10/ 380).
8 - «فتح الباري» لابن رجب: (3/ 197).
9 - أخرجه أبو داود (3236)، والترمذي (320)، والنسائي (2043)، وأحمد: (3108)، من حديث أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما، والحديث بهذا السياق ضعيف، قال ابن رجب الحنبلي في «فتح الباري» (3/ 201): «وقال مسلم في كتاب التفصيل: هذا الحديث ليس بثابت، وأبو صالح باذام قد اتقى الناس حديثه، ولا يثبت له سماع من ابن عباس». لكن ورد له شواهد تقويه في «لعن زائرات القبور»، مثل الحديث الذي أخرجه الترمذي (1056) وغيره: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ زَوَّارَاتِ القُبُورِ»، وأخرى في «اتخاذ المساجد على القبور» وقد تواتر ذلك عنه صلى الله عليه وآله وسلم. انظر: «الإرواء»: (3/ 212)، و «السلسلة الضعيفة»: (1/ 393) للألباني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/409)
10 - انظر: «الزواجر» للهيثمي: (194) في الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتسعون: اتخاذ القبور مساجد وإيقاد السرج عليها واتخاذها أوثانًا، والطواف بها واستلامها والصلاة إليها.
11 - «تفسير الألوسي»: (11/ 196).
12 - «تفسير القرطبي»: (10/ 380).
13 - «المغني» لابن قدامة: (1/ 360).
14 - «تبيين الحقائق» للزيلعي: (1/ 246).
15 - «اختيارات ابن تيمية» للبعلي: (81).
16 - «إغاثة اللهفان» لابن القيم: (1/ 189).
17 - انظر: «روح المعاني» للآلوسي: (15/ 236). «فتح الباري» لابن رجب: (3/ 194). و «تفسير ابن كثير»: (3/ 78).
18 - «فتح الباري» لابن رجب: الجزء والصفحة نفسها.
19 - «تفسير ابن كثير»: (3/ 78).
20 - أخرجه مسلم، كتاب «الصلاة»: (1167)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ورواية «الأحمر والأسود» أخرجها: الدارمي في «سننه»: (2375)، وأحمد (20792)،من حديث أبي ذر رضي الله عنه، وأحمد كذلك: (2737)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/ 261): «رجال أحمد رجال الصحيح غير يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث»، وصححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (4/ 261)، والألباني في «الإرواء»: (1/ 316).
21 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (1/ 300).
22 - «البداية والنهاية» لابن كثير: (2/ 116).
23 - «روح المعاني» للآلوسي: (5/ 31).
24 - أخرجه النسائي كتاب «صلاة العيدين»،باب كيف الخطبة: (1578)، من حديث جابر رضي الله عنه، والحديث صححه الألباني في «الإرواء»: (3/ 73).
25 - أخرجه أحمد: (16722)، من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه. وأخرجه أبو داود كتاب السنة، باب في لزوم السنة (4604) بلفظ: «أَلاَ إِني أُوتِيتُ الكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ»، والحديث صححه الألباني في «المشكاة»: (1/ 57).
26 - أخرجه أحمد: (16743)، والدارمي: (592)، من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع»: (8186).
27 - «تحذير الساجد» للألباني: (83).
المصدر ( http://www.ferkous.com/rep/M36.php)
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[10 - 12 - 10, 10:17 م]ـ
أثر ادعاء الصوفية تحقق رؤية الله في الدنيا
للشيخ ابن جبرين رحمه الله
فدعاوي هؤلاء الصوفية لا أصل لها ولا حقيقة لها , الذين يدعون أنهم رأوا الله تعالى قد وصل بهم الأمر إلى أن ادعوا أنهم مستغنون عن الشرع بما يفتح على قلوبهم في زعمهم, وبأنهم تحدثهم قلوبهم بما يلقى فيها, أو يقذف فيها, فيقول بعضهم: حدثني قلبي عن ربي. وفي النظم الذي ذكره ابن القيم في إغاثة اللهفان شيء مما ينتقد على مثل هؤلاء, المنظومة التي أولها:
ذهب الرجال وجال دون مجالهم
زمر من الأوباش والأنذال
زعموا بأنهمُ على آثارهم
ساروا .. ولكن سيرة البطال
إن قلت قال الله قال رسوله
همزوك همز المنكر المتغالي
أوقلت قد قال الصحابة والألى
تبعوهمُ في القول والأفعال
أوقلت قال الآل آل المصطفى
صلى عليه الله أفضل آل
أوقلت قال الشافعي ومالك
وأبو حنيفة والإمام العالي
أوقلت قال صحابهم من بعدهم
فالكل عندهم كشبه خيال
ويقول قلبي قال لي عن سره
عن سر سري عن صفا أحوالي
عن حضرتي عن فكرتي عن خلوتي
عن شاهدي عن واردي عن حالي
عن صفو وقتي عن حقيقة مشهدي
عن سر ذاتي عن صفات فعالي
دعوى إذا حققتها ألفيتها
ألقاب زور لفقت بمحالِ
فالحاصل أن هذه هي دعواهم: حدثني قلبي عن ربي, أو يقول مثل ما قال هنا: قال لي قلبي, أو قال لي سري, أو مثل ما ذكر
عن صفو وقتي عن حقيقة مشهدي
عن سر ذاتي عن صفات فعالي
فلا شك أن هؤلاء الذين يقولون مثل هذا, ويعرضون عما كان عليه السلف الصالح, وما جاءت به الشريعة أنهم أضل الناس, وأبعدهم عن الصواب, فلا يغتر بهم.
فالحاصل أن في هذه الوصية تحذير لأتباع عدي ولمن يخاف عليه من هذه الأقوال التي يروجها الصوفية, يخاف عليهم أن ينخدعوا بمثل هذه الحكايات وهذه الروايات فيتركوا الشريعة, ويتبعوا هؤلاء الكذابين، ولا شك أنهم إذا تبعوا ما توحيه إليه أنفسهم, وما توسوس إليهم به شياطينهم, مخرقوا في الكلام, وصدوا عن سبيل الله, وأوهموا أتباعهم أنه لا حاجة بكم إلى هذه العبادات, ولا إلى تحريم هذه المحرمات, وما أشبهها, مما يكون سببا في تعطيل الشريعة, فينتبه لمثل هذا, ويكون المؤمن حذرا من أن يسمع, أو يقرأ في كتبهم؛ لما فيه مدح مريديه ورفع مقامه, وأنهم وصلوا إلى ما لم يصل إليه نبي أو رسول.
نعوذ بالله من الخذلان، ونسأله العفو والغفران, وفيما يأتي يتبين أيضا زيادة الإيضاح لمقالة هؤلاء، والله تعالى أعلم.
صحيح أننا قد ذكرنا في أول الكلام أن قوله: http://ibn-jebreen.com/images/h2.gif رأيت ربي في أحسن صورة, وأنه وضع يده على صدري حتى وجدت برد أنامله في صدري http://ibn-jebreen.com/images/h1.gif (http://ibn-jebreen.com/takhreeg/book98/Hits16322.htm) أن هذه رؤيا منام، وأن الإنسان يرى الله تعالى في المنام, ولكن لا تدل تلك الرؤية على أن الله على تلك الصفة, ولا على تلك الحالة؛ ذلك لأن النائم يتخيل إليه ما يتخيل من الأشياء الغيبية, أو من الأمور الخفية, أو ما أشبه ذلك, فيقول: رأيت كذا, وهو إنما رأى خيالات, فرؤية الله تعالى في المنام إنما هي تصور شيء يتصوره في اليقظة, أو يتصوره في المنام, ولا تدل على أن الله على تلك الكيفية.
المصدر ( http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=7&book=98&page=6008)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/410)
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[10 - 12 - 10, 10:21 م]ـ
اطلاق الصوفية بأنهم صفوة الله من خلقه خطأ
للشيخ ابن جبرين رحمه الله
قال الكاتب: الصوفية هم صفوة الله من خلقه وقدوتهم أهل الصُفَّة الذين مدحهم الله وأثنى عليهم في محكم كتابه؛ لأنهم عبدوه محبة فيه وشوقا لرؤيته، وإمام الجميع المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بتوجيه من الله عز وجل، كان في غار حراء فوجد في الخلوة الجلوة ... إلخ.
جوابه أن يقال: يعتقد هذا الكاتب وأمثاله أن اشتقاق اسم الصوفية من الصفاء أي صفاء القلوب، أو من الصفوة أي أنهم صفوة خلق الله أي خيرتهم وأفضلهم، وهذا خطأ؛ فإن الصوفية إنما وُجِدوا في أثناء القرن الثاني، واشتهروا بالزهد والتقشف ولبسوا الصوف المنسوج من صوف الضأن لخشونته، قال الشيخ تقي الدين في الفتاوى 11\ 28:
وكذلك في المائة الثانية صاروا يعبرون عن ذلك بلفظ الصوفي؛ لأن لبس الصوف يكثر في الزهاد، ومن قال: إن الصوفي نسبة إلى الصفة أو إلى الصفا فهي أقوال ضعيفة ... إلخ. وقال أيضا (ج 11 ص 195): واسم الصوفية هو نسبة إلى لباس الصوف، هذا هو الصحيح. وقد قيل إنه نسبة إلى صفوة الفقهاء، وقيل إلى أهل الصفة، وقيل إلى الصفا، وقيل إلى الصفوة وقيل إلى الصف المقدم بين يدي الله تعالى، وهذه أقوال ضعيفة، فإنه لو كان كذلك لقيل صفي أو صفائي أو صفوي ولم يقل صوفي. اهـ
وهذا الكاتب جعل الصوفية هم صفوة الله من خلقه، فإما أن يقصد سبب التسمية أو يقصد الميزة والفضيلة، فقد عرفت أن اشتقاق التسمية من الصوف لا من الصفوة، وعرفت مما قدمناه أن الصوفية الأقدمين كانوا من صفوة عباد الله في ذلك الزمان، لكن ليسوا أفضل من أنبياء الله ورسله، ولا من الصحابة والسابقين الأولين.
فإطلاق الكاتب بأنهم صفوة الله من خلقه خطأ؛ فإنه يلزم منه تفضيلهم على ملائكة الله ورسله وعلى أكابر الصحابة والخلفاء الراشدين والسابقين إلى الإسلام، وعلى أئمة المسلمين وعلمائهم الذين لم يلبسوا الصوف ولم ينتسبوا إلى الصوفية، ولا شك أن مراد الكاتب بهم صوفية هذا الزمان ومن سبقهم من أئمتهم، كابن عربي وابن سبعين والحلاج ونحوهم ممن انتحلوا مذهب الاتحاد الذي هو كفر صريح، وخروج عن عقيدة الأنبياء وأتباعهم، فهؤلاء ليسوا من الإسلام في شيء فضلا عن أن يكونوا صفوة الله من خلقه.
فأما جعله أهل الصفة هم قدوتهم فهو أيضا خطأ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (11\ 38): أما الصفة التي ينسب إليها أهل الصفة من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فكانت في مؤخر المسجد النبوي في شمالي المسجد بالمدينة النبوية كان يأوي إليها من فقراء المسلمين من ليس له أهل ولا مكان يأوي إليه؛ حيث يكثر المهاجرون إلى المدينة من الفقراء والأغنياء والأهلين والعزاب، فكان من لم يتيسر له مكان يأوي إليه يأوي إلى تلك الصفة التي في المسجد، ولم يكن جميع أهل الصفة يجتمعون في وقت واحد، بل منهم من يتأهل أو ينتقل إلى مكان آخر يتيسر له، ويجيء ناس بعد ناس، فكانوا تارة يقلون وتارة يكثرون؛ فتارة يكونون عشرة أو أقل، وتارة يكونون عشرين وثلاثين وأكثر، وتارة يكونون ستين وسبعين .. إلخ.
فعُلِم من هذا أن أهل الصفة هم فقراء المهاجرين، ولكن ليسوا قدوة لأهل التصوف ولا لغيرهم، وليسوا أفضل من أكابر الصحابة من المهاجرين الذين لم يأووا إلى تلك الصفة ومن الأنصار الذين هم أهل المدينة والله تعالى مدح الصحابة والسابقين الأولين عموما، ولم يخص أهل الصفة بمدح ولا ثناء يتميزون به عن غيرهم، ولا شك أن جميع الصحابة عبدوا الله محبة له وشوقا لرؤيته وطلبا لثوابه، وأهل الصفة من جملتهم، فلا مبرر لتخصيص أهل الصفة بأنهم عبدوه محبة فيه وشوقا لرؤيته ما دام هذا الوصف يدخل فيه معهم غيرهم.
فأما قول هذا الكاتب وإمام الجميع المعصوم -صلى الله عليه وسلم- بتوجيه من الله عز وجل، كان في غار حراء فوجد في الخلوة الجلوة .. إلخ. فنقول:
صحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- إمام جميع أمة الإجابة الذين صدقوه وشهدوا له بالرسالة، ولكنه لم يشرع لأمته هذه الشطحات، ولا نقلت عنه تلك المواجيد والأذواق المزعومة، فأما خلوته في غار حراء فذلك تمهيد من الله لنزول الوحي عليه، ففي تلك الخلوة تصفية لسريرته وتفريغ لقلبه عن الشواغل، وإبعاد عن المجتمع المليء بالشرك والمعاصي والمخالفات.
لكنه بعد أن نزل عليه الوحي لم يرجع إلى غار حراء وما حفظ أنه بعد النبوة صعد ذلك الجبل، ولا حاول الخلوة والتفرد ولا انقطع عن الناس، بل لم يزل مع الناس ثلاث عشرة سنة بمكة يدعو إلى توحيد الله ويخالط الناس ويجالسهم، ويعاشر أهله، ويعلم أتباعه ما أوحى إليه ويبلغ الناس رسالة ربه، وهكذا بعد أن هاجر إلى المدينة استمر في الدعوة والتعليم، وكان يجلس مجالس عامة يقرأ فيها القرآن، ويبين معانيه ويتلقى عنه أصحابه علم الشريعة وتفاصيلها، مع ما يقوم به من غزوات بنفسه، وبعث جيوش أو سرايا ودعاة إلى الله وجباة، وبعث رسل وكتب لشرح تفاصيل الإسلام.
كل هذه الأعمال ونحوها تنافي أعمال الصوفية التي معظمها يدور على الخلوة والابتعاد عن مجتمع الناس، وعلى ترك الشهوات المباحة، من النكاح وتناول الطيبات وإعطاء النفس حظها من المباح الذي يتقوى به على عبادة الله، وقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: http://ibn-jebreen.com/images/h2.gif لكني أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وآكل اللحم وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني http://ibn-jebreen.com/images/h1.gif (http://ibn-jebreen.com/takhreeg/book42/Hits200317.htm) . فأين في سنته فعل الخلوة أو مدح الانقطاع عن الناس، أو التواجد والطرب عند السماع أو نحو ذلك، بل إنه قد نهى عن السماع الذي يستعمله الصوفية وذم أهله، فأما ما يرويه الصوفية من تواجده وطربه في بعض المناسبات فكله كذب لا أصل له والله الموفق.
المصدر ( http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=1&book=42&page=1547)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/411)
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[11 - 12 - 10, 11:52 ص]ـ
السؤال: يا شيخنا الفاضل كثرة الفرق الضالة في زماننا هذا ومن هذه الفرق الضالة الصوفية والتجانية حيث أن لها أنصار يدعون أنهم على طريقة صحيحة وأنهم على حق نرجو منكم يا شيخ محمد معالجة هذه الطرق الباطلة وإبانة الحق لأولئك المنخدعين والمغرورين بهذه الطرق الضالة؟ الجواب
الشيخ: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد فإن الجواب على هذا السؤال مأخوذ مما ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته كان يقول في خطبته أما بعد أي أعني خطبة الجمعة يؤخذ الجواب على هذا السؤال مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وللنسائي وكل ضلالة في النار في هذه الطرق التي أشار إليها السائل وفي غيرها من الطرق الأخرى هل تنطبق على هدي النبي صلى الله عليه وسلم أو لا تنطبق فإن كانت منطبقة فهي صحيحة وهي خير الهدي وهي الطريق الموصل إلى الله عز وجل وهي الهدى والشفاء والصلاح والإصلاح والاستقامة وإن كانت مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم فهي ضلال وشقاء على أصحابها وعذاب عليهم لا يستفيدون منها إلا التعب في الدنيا والعذاب في الآخرة وكلما كانت أشد مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم كانت أكثر ضلالاً وقد تصل بعض هذه الطرق إلى الكفر البواح مثل أولئك الذين يقولون إنهم يقولون أنهم وصلوا إلى حد يعلمون به الغيب أو أن أولياؤهم يعلمون الغيب أو أن فلان ينجي من الشدائد أو يجلب الخير أو ينزل الغيث أو ما أشبه ذلك ما يدعى لهؤلاء الذين يزعمون أنهم أولياؤهم وأئمتهم فإن الله عز وجل يقول في كتابه (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب ألا الله) فمن أدعى أن أحداً يعلم الغيب فقد كذب هذه الآية الكريمة فمن أدعى أنه يعلم الغيب أو أن أحداً من الناس يعلم الغيب فقد كذب بهذه الآية الكريمة ويقول الله تعالى أمر لنبيه أن يعلن للملأ أن (لا أقول لكم أن عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم أني ملك إن اتبع ألا ما يوحى إلي) وفي قوله تعالى (إن أتبع ألا ما يوحى إلي) دليل على أنه صلى الله عليه وسلم عبد مأمور وقد كان صلى الله عليه وسلم كذلك أنه أعظم الناس عبودية لله وأتقاهم له وأقومهم بدين الله صلوات الله وسلامه عليه ويقول الله تعالى لنبيه محمداًَ صلى الله عليه وسلم أمراً إياه (قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً) (قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) فإذا كان هذا في حق النبي صلى الله عليه وسلم فما بالك بمن دونه من الخلق بل ما بالك ممن أدعى أنهم أولياء وأنهم هداة وهم في الحقيقة أعداء وضلال وطغاة وبغاة فنصيحتي لهؤلاء ولغيرهم ممن من خرجوا ببدعهم من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يتوبوا إلى الله عز وجل وأن يرجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم التي هي تفسير للقرآن وبيان له وليرجعوا إلى هديه صلوات الله وسلامه عليه الذي هو تطبيق لشريعة الله تماماً و إلى هدي الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أما هذه الطرق وهذه البدع المخالفة لدين الله فإنها ضلال مهما اطمأن إليها قلب الإنسان ومهما أنشرح صدره بها ومهما زينت له فإن العمل السيئ قد يزين للإنسان كما قال الله تعالى (أفمن زين له سوء علمه فراءه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون) وقد ينشرح الصدر للكفر كما قال الله تعالى (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) فلا يقولن أصحاب هذه البدع إن صدورنا تنشرح بهذه البدع وإن قلوبنا تطمئن لأن هذا ليس بمقياس ولكن المقياس كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام وخلفاؤه الراشدون من الحق والهدى ولهذا أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن نتبعه وأن نتبع سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي فقال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور وهم أعني أصحاب هذه البدع سواء أن كانت في الطرق والمنهاج أم في العقيدة هم إذا رجعوا إلى الحق سيجدون سروراً للنفس ونعيماً للقلب وسلوكاً جامعاً بين القيام بحق الله وحق النفس وحق العباد أفضل مما هم عليه بكثير وسيتبين لهم أن ما كانوا عليه من قبل شر وضلال ومحنة وعذاب نعم.
فتاوي نور على الدرب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/412)
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[11 - 12 - 10, 11:54 ص]ـ
السؤال: لقد زعم بعض الصوفية لأن لأهل القبور كرامات واستدلوا بقوله تعالى في سورة الكهف (وأما الجدار فكان لغلامين) الآية وقالوا أيضاً لو لا أن آباهم ما كان صالحاً ما خرج الكنز وعدوا هذه من الكرامات له بعد موته فضيلة الشيخ أرجو الشرح والتوضيح لإزالة الغموض و نرجو الرد ورد دعوى الصوفية الباطلة التي أضلت العباد شيخ محمد أيضاً في ملحوظة في نهاية رسالته يقول نحن في السودان نعيش في مجتمع تكثر فيه الشركيات والخرافات والبدع نسأل الله الإنقاذ وبرنامجكم هذا له الدور العظيم في الإنقاذ وكثيراً من الأسر اتجهت إليه نرجو الإفادة جزاكم الله خيرا؟ الجواب
الشيخ: هذا السؤال سؤال عظيم وجوابه يحتاج إلى بسط بعون الله عز وجل فنقول إن أصحاب القبور ينقسمون إلى قسمين قسم توفي على الإسلام ويثني الناس عليه خيراً فهذا يرجى له الخير ولكنه مفتقر لإخوانه المسلمين يدعون الله له بالمغفرة والرحمة وهو داخل في عموم قوله تعالى (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) وهو بنفسه لا ينفع أحداً إذ أنه ميت جثه لا يستطيع أن يدفع عن نفسه الضر ولا عن غيره ولا أن يجلب لنفسه النفع ولا لغيره فهو محتاج إلى نفع إخوانه غير نافع لهم والقسم الثاني من أصحاب القبور من أفعاله تؤدي إلى فسقه الفسق المخرج من الملة كأولئك الذين يدعون أنهم أولياء ويعلمون الغيب ويشفون من المرض ويجلبون الخير والنفع بأسباب غير معلومة حساً ولا شرعاً فهؤلاء الذين ماتوا على الكفر لا يجوز الدعاء لهم ولا الترحم عليهم لقول الله تعالى (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) وهم لا ينفعون أحداً ولا يضرونه ولا يجوز لأحد أن يتعلق بهم وإن قدر أن أحداً رأى كرامات لهم مثل أن يتراءى له أن في قبورهم نوراً أو أنه يخرج منها رائحة طيبة أو ما أشبه ذلك ومعروفون أنهم ماتوا على الكفر فإن هذا من خداع إبليس وغروره ليفتن هؤلاء العباد بأصحاب هذه القبور وإنني أحذر أخواني المسلمين من أن يتعلقوا بأحد سوى الله عز وجل فإنه سبحانه وتعالى هو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله ولا يجيب دعوة المضطر إلا الله ولا يكشف السوء إلا الله قال الله (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) ونصيحتي لهم أيضاً ألا يقلدوا في دينهم ولا يتبعوا أحداً إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول الله تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) ولقوله تعالى (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) ويجب على جميع المسلمين أن يزنوا أعمال من يدعي الولاية بما جاء في الكتاب والسنة فإن وافق الكتاب والسنة فإنه يرجى أن يكون من أولياء الله وإن خالف الكتاب والسنة فليس من أولياء الله وقد ذكر الله تعالى في كتابه ميزاناً قسطاً عدلاً في معرفة أولياء الله حيث قال (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) فمن كان مؤمناً تقياً كان لله ولياً ومن لم يكن كذلك فليس بولي لله وإن كان معه بعض الإيمان والتقوى كان فيه شيء من الولاية ومع ذلك فإننا لا نجزم لشخص بعينه بشيء ولكننا نقول على سبيل العموم كل من كان مؤمناً تقياً كان لله ولياً لقول الله تعالى (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) وليعلم أن الله عز وجل قد يفتن الإنسان بشيء من مثل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/413)
هذه الأمور قد يتعلق الإنسان بالقبر فيدعو صاحبه أو يأخذ من ترابه يتبرك به فيحصل مطلوبة ويكون ذلك فتنة من الله عز وجل لهذا الرجل لأننا نعلم بأن هذا القبر لا يجيب الدعاء وإن هذا التراب لا يكون سبباً لزوال ضرر أو جلب نفع نعلم ذلك لقول الله تعالى (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ) وقال تعالى (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) والآيات في هذا المعنى كثيرة تدل على أن كل من دعي من دون الله فلن يستجيب الدعاء ولن ينفع الداعي ولكن قد يحصل المطلوب المدعو به عند دعاء غير الله فتنة وامتحاناً ونقول إنه حصل هذا الشيء عند الدعاء أي عند دعاء هذا الذي دعي من دون الله لا بدعائه وفرق بين حصول الشيء بالشيء وبين حصول الشيء عند الشيء لأننا نعلم علم اليقين أن دعاء غير الله ليس سبباً في جلب النفع أو دفع الضرر في الآيات الكثيرة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه ولكن قد يحصل هذا الشيء عند هذا الدعاء فتنة وامتحاناً والله تعالى قد يبتلي إنسان بأسباب المعصية ليعلم سبحانه وتعالى من كان عبداً لله ومن كان عبداً لهواه ألا ترى إلى أصحاب السبت من اليهود حيث حرم الله عليهم أن يصطادوا الحيتان في يوم السبت فابتلاهم الله عز وجل ابتلاهم فكانت الحيتان تأتي يوم السبت بكثرة بكثرة عظيمة وفي غير يوم السبت تختفي فطال عليهم الأمد وقالوا كيف نحرم أنفسنا هذه الحيتان ثم فكروا وقدروا ونظروا فقالوا نجعل شبكة نضعها في يوم الجمعة ونأخذ الحيتان منها يوم الأحد فأقدموا على هذا الفعل الذي هو حيلة على محارم الله فقلبهم الله تعالى قردة خاسئين قال الله تعالى (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ ـ أي نختبرهم ـ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) وقال عز وجل (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ* فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) فأنظر كيف يسر الله لهم هذه الأسباب أو كيف يسر الله لهم هذه الحياتان في اليوم الذي منعوا من صيدها ولكنهم والعياذ بالله لم يصبروا فقاموا بهذه الحيلة على محارم الله فلننظر لما حصل لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حيث ابتلاهم الله تعالى وهم محرمون بالصيود المحرمة على المحرم فكانت في متناول أيديهم ولكنهم رضي الله عنهم لم يجرءوا على شيء منها فقال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ) كانت الصيود العادية الطائرة في متناول أيديهم يمسكون الصيد باليد يمسكون الصيد العادي باليد و ينالون الصيد الطائر بالرماح فيسهل عليهم جداً ولكنهم رضي الله عنهم خافوا الله عز وجل فلم يقدموا على أخذ شيء من الصيود وهكذا يجب على المرء إذا هيأ الله له أسباب الفعل المحرم أن يتقي الله عز وجل وألا يقدم على هذا الفعل المحرم وأن يعلم أن تيسير الله له أسبابه من باب الابتلاء والامتحان فليحجم وليصبر فإن العاقبة للمتقين نعم.
فتاوي نور على الدرب
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[11 - 12 - 10, 05:59 م]ـ
حكم الصلاة في المساجد التي بها قبور وشبهة وجود قبر النبي في المسجد النبوي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/414)
الصلاة في المساجد التي فيها قبور لا تصح ولا تجوز, ولا يجوز الدفن في المساجد بل هذا من عمل اليهود والنصارى, والرسول-صلى الله عليه وسلم -لعنهم على هذا العمل قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، فالواجب على أهل الإسلام أن يحذروا مشابهتهم وأن تكون قبورهم خارج مساجدهم في مقابر خاصة, أما المسجد فلا يجوز الدفن فيه، ولا يصلى في المسجد الذي فيه القبور لأنن وجود القبر في المسجد وسيلة إلى الشرك، وسيلة إلى أن يدعى من دون الله وأن يستغاث به فلا يجوز للمسلمين الدفن في المساجد، بل يجب على المسلمين أن يدفنوا موتاهم خارج المساجد في مقابر خاصة، كما فعل النبي-صلى الله عليه وسلم –كانوا يدفنوه في البقيع، ودفن الشهداء في محل قتلهم في أحد، أما قبره - صلى الله عليه وسلم-فهو في بيته ليس في المسجد، دفنه الصحابة في بيت عائشة خوفاً أن يغلى فيه إذا كان في البقيع بارزاً, فدفنوه في بيته خشية أن يحصل فيه غلو, وأن يتخذ قبره مسجداً، فدفنوه في البيت، ثم لما وسع المسجد أدخل في المسجد البيت نفسه، الحجرة، لما وسعه الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين في زمانه على رأس المائة الأولى من الهجرة, وأدخل الحجر حجر النبي-صلى الله عليه وسلم-في المسجد دخلت حجرة عائشة من ضمنها, وكان علماء وقته قد نصحوه بأن لا يدخله ولكنه رأى أن إدخاله لا يضر؛ لأنه مدفون في بيته والتوسعة تدعو إلى ذلك، وقد أساء في هذا يعفوا الله عنا وعنه وعن كل مسلم, فالمقصود أنه - صلى الله عليه وسلم- دفن في بيته وليس في المسجد, وإنما البيت أدخل في المسجد فهو الآن في بيته لا في المسجد, ولا يجوز أن يقتدى بذلك فيقول ندفن في المسجد؛ لأن قبر النبي المسجد، لا، قبر النبي في بيته، في بيته-صلى الله عليه وسلم- ولكن أدخلت الحجرة برمتها في المسجد من أجل التوسعة, فالواجب على المسلمين أن يحذروا الدفن في المساجد, وأن يمتثلوا أمر الرسول-صلى الله عليه وسلم-في النهي عن ذلك، يقول - صلى الله عليه وسلم-: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، فالمساجد لا يدفن فيها، بل تكون القبور خارج المساجد، فالمساجد معدة للصلاة والعبادة والقراءة فلا يكون فيها قبور.
للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
نورعلى الدرب
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[14 - 12 - 10, 03:14 م]ـ
اتهام من يدعو إلى التوحيد بالوهابية
للعلاّمة ابن باز رحمه الله
يوجد طائفة من الناس إذا دعوناهم إلى الله سبحانه وتعالى وإلى ترك الشرك بالله اتهمونا بالوهابية، كيف نواجههم لو تكرمتم؟
يعلمون، الوهابية ما لها مذهب وهابي، إنما هو طاعة الله ورسوله، فالوهابية تدعو إلى ما قاله الله ورسوله، الشيخ محمد عبد الوهاب - رحمه الله تعالى – الذي تنسب إليه الوهابية هو رجل قام في النصف الثاني من القرن الثامن عشر يدعو الناس إلى ما قاله الله ورسوله، يدعو الناس إلى عقيدة السلف الصالح، إلى اتباع رسول الله - صلى الله عليه وسلم – والسير على منهج أصحابه في الأقوال والأعمال، وهو حنبلي المذهب، ولكنه وفقه الله لدعوة الناس إلى إصلاح العقيدة وترك الشرك بالله -عز وجل- وترك البدع والخرافات التي قام بها وتخلق بها المتصوفة أو أصحاب الكلام، فهو يدعو إلى عقيدة السلف الصالح في العمل وفي العقيدة، وينهى عن ما عليه أهل الكلام من البدع وما عليه بعض الصوفية الذين خرجوا عن طريق الصواب إلى البدع، فليس له مذهب يخالف مذهب أهل السنة والجماعة، بل هو يدعو إلى مذهب أهل السنة والجماعة فقط، فإذا دعوت أحداً إلى التوحيد ونهيته عن الشرك فقال: الوهابية! قل: نعم أنا وهابي وأنا محمدي، أدعوكم إلى طاعة الله وشرعه، أدعوكم إلى توحيد الله، فإذا كان من دعا إلى توحيد الله وهابي فأنا وهابي، وإذا كان من دعا إلى توحيد الله ناصبي فأنا ناصبي، وإذا كان من دعا إلى توحيد الله شيعي فأنا شيعي، المهم الدعوة إلى ما كان عليه الرسول وأصحابه، والتنفير الذي ينفر به الناس عن الدعوة لا قيمة له، الواجب على المؤمن أن يتقي الله وأن يستقيم على أمر الله ولو قال له الناس ما قالوا، ولو قالوا منافق، ولو قالوا وهابي، ولو قالوا شيعي، ولو قالوا كذا، إذا عرف أنه يدعو إلى توحيد الله وإلى طاعة الله ورسوله كما قال الله ورسوله فلا يضره المشاغبون والمنفرون بالألقاب التي يخترعونها له، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له الكفار صابئ وقالوا له مجنون، وقالوا له شاعر، وقالوا كاهن وقالوا ساحر ما ضره ذلك، استمر في دعوته إلى الله وعلم الناس توحيد الله ولم يبالي بقولهم له إنك ساحر وكاهن أو ما أشبه ذلك، وهكذا أتباع الحق لا يضرهم إذا قيل لهم وهابي أو قيل له كذا أو قيل له كذا أو قيل متشدد أو قيل متشدد أو قيل منفر، أو قيل متطرف أو قيل متعمق، أو كذا أو كذا يلقبونه حتى ينفروا منه الناس لا يضره هذا عليه أن يصبر وأن يوضح للناس في الحق وأنه ليس عنده شيء يخالف شرع الله المطهر الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام، فالوهابية هم هكذا، الوهابية دعاة إلى توحيد الله وإلى طاعة الله ورسوله وليس لهم مذهب جديد إنما هم دعاة إلى توحيد الله وإلى اتباع رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهم في الفقه على الغالب على مذهب الحنابلة إلا إذا وجدوا شيئاً في المذهب الحنبلي يخالف الأرجح من أقوال العلماء يعني لوجود الدليل الذي يؤيد ما قاله الآخرون أخذوا بالدليل.
من موقع الشيخ رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/415)
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[14 - 12 - 10, 03:18 م]ـ
لمز من أنكر البدع بإنه وهابي
للعلاّمة ابن باز رحمه الله
إن الذي يؤمن بالكتاب والسنة والرسل في قريتنا أو في مدينتنا، ولا يؤمن في الأسياد الذين يضربون أنفسهم -كما ذكرت- يقولون عنه: أنت وهابي، ويزعمون أن هذا المذهب لا يعترف حتى بالرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام؟ أفيدونا جزاكم الله خير الجزاء. وأرجو أن يطول الشرح عن ذلك.
هؤلاء -مثل ما تقدم- جُهَّال أو يلبسون مخادعون قاصدون لإضلال الناس، فهم بين جهل وضلال، وبين خداع وتلبيس، فالذي يؤمن بالله واليوم الآخر ويعلم أن محمداً رسول الله عليه الصلاة والسلام ينكر عملهم هذا السيئ، ينكر علمهم وطعنهم أنفسهم بالسلاح أو إدخالهم أنفسهم في النار، أو تقربهم إلى أسيادهم بالذبائح والنذور، كل هذا ينكره أهل العلم بالله، وينكره أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كما أنكره الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحذر منه؛ لأنه قال: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) وليس هذا العمل من أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا من أمر أصحابه ولا دين الله الذي جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو باطل. وأما الوهابية فهم أتباع الشيخ محمد، الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي رحمه الله، وهو إمام مشهور دعا إلى الله عز وجل في نجد في القرن الثاني عشر، دعا إلى توحيد الله وإلى التمسك بالإسلام، وإلى تحكيم الشريعة المطهرة، وحذر الناس من الغلو في الأنبياء والصالحين وعبادة القبور وعبادة الأسياد والأحجار، ودعا الولاة في زمانه والأمراء والعامة إلى توحيد الله والإخلاص له، وإتباع الشريعة وتعظيمها، وإقامة الصلوات في المساجد، والمحافظة على شعائر الله، فيسر الله له الأنصار والأعوان من آل سعود، وقام دين الله بأسباب دعوته في الجزيرة العربية، وظهر الحق وانتصر الحق، وخذل الله الباطل وحكمت الشريعة الإسلامية في هذه الجزيرة بأسباب دعوته، ولم تزل -بحمد الله- في آثارها وفي بقائها، نسأل الله أن يثبتنا وأن يميتنا على الحق والهدى. فالشيخ محمد رحمه الله وأتباعه هم من أنصار الحق ومن دعاة الهدى، وهم الذين نصروا دين الله في وقت الغربة في القرن الثاني عشر، وأعلوا كلمة الله، وجاهدوا عليها، وحكموا شرع الله. وهو يدعو إلى الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وإلى تعظيم شريعته واتباع ما جاء به، والناس يكذبون عليه وعلى أتباعه يقولون: إنه لا يصلي على النبي، ..... كل هذا من الباطل ومن أكاذيب أعداء الله، فهو يعتقد أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحب الناس إليه، وأنه أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام، سيد ولد آدم، فهو أفضل عباد الله، وهو إنما قام يدعو إلى شريعته وإلى اتباع ما جاء به عليه الصلاة والسلام، وهو يعظم أمر الله ونهيه، وينادي في بلاده: أشهد ألا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، ويرى -رحمه الله- أن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في التحيات في آخر الصلاة يراها ركناً من أركان الصلاة، فكيف يقال إنه لا يصلي عليه، وهو يرى أن الصلاة عليه ركن من أركان الصلاة في آخر التحيات في آخر الصلاة. ولكن أعداء الله عندهم شيء وعندهم تلبيس وعندهم بهتان وعدم مبالاة بأمر الله ورسوله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
المصدر:
موقع الشيخ ابن باز رحمه الله(67/416)
أبو بكر الصديق رضي الله عنه: إمامته وفضله
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[11 - 12 - 10, 10:13 ص]ـ
أبو بكر الصديق رضي الله عنه
إمامته، وفضله
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب:70 - 71)
أما بعد: فإن الصحابة الكرام ذوي الفضائل العديدة والخصال الحميدة هم الذين نصر الله بهم الإسلام ونصرهم به وكان منهم الخلفاء الراشدون الأئمة المهديون الذين قاموا بالخلافة بعد نبيهم خير قيام فحافظوا على الدين وساسوا الأمة بالعدل والحزم والتمكين فكانت خلافتهم أفضل خلافة في التاريخ في مستقبل الزمان وماضيه، تشهد بذلك أفعالهم وتنطق به آثارهم.
وكان أجلهم قدرا وأعلاهم فخرا أبا بكر الصديق رضي الله عنه، أفضل الصحابة على الإطلاق، وأول من أسلم من الرجال. كثرت النصوص في فضله وإمامته وإيمانه وتبشيره بالجنة، وكان أحب الناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، قدمه ليصلي بالمسلمين في مرض موته، وأمره أن يحج بالناس سنة ثمان، وألمح بخلافته من بعده في غيرما حديث. وله من المناقب والفضائل ما يصعب حصرها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً، لاتخذت أبا بكر خليلا) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اقتدوا باللذين من بعدي أبا بكر وعمر).
أما وصفه بالصديق فقد ثبت له هذا الاسم بالدلائل الكثيرة، وبالتواتر الضروري عند الخاص والعام، ووصفه به النبي r في الحديث الذي في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صعد رسول الله r أحدًا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال: (اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان).
وفي صحيح البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: «كنت جالسًا عند النبي r إذ أقبل أبو بكر آخذًا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي r: أما صاحبكم فقد غامر فسلم، وقال: يا رسول الله إنه كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي فأبى علي، فأقبلت إليك. فقال: يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثًا. ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل: أثم أبو بكر؟ قالوا: لا. فأتى النبي r فسلم عليه فجعل وجه رسول الله r يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثى على ركبتيه فقال يا رسول الله: والله أنا كنت أظلم مرتين فقال النبي r: « إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركو لي صاحبي مرتين. فما أوذي بعدها».
إن أبا بكر أول من دعا إلى الله، وكان له قدر عند قريش لما فيه من المحاسن، فجعل يدعو الناس إلى الإسلام من وثق به، فأسلم على يديه أكابر أهل الشورى: عثمان، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة. وكان يخرج مع النبي r يدعو معه الكفار إلى الإسلام في المواسم ويعاونه معاونة عظيمة في الدعوة.
وأبو بكر أول من بذل ماله لنصرة الإسلام فقد روى الإمام أحمد، بسنده، عن أبي هريرة، عن النبي r قال: «ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر. فبكى أبو بكر، وقال: وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله»
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/417)
وإنفاق أبي بكر لم يكن نفقة على النبي r في طعامه وكسوته فإن الله أغنى نبيه عن مال الخلق أجمعين؛ بل كان معونة له على إقامة الإيمان. وكان إنفاقه في أول الإسلام لتخليص من آمن والكفار يؤذونه أو يريدون قتله مثل اشترائه سبعة كانوا يعذبون في الله، منهم بلال، حتى قال عمر رضي الله عنه: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا يعني بلالاً.
وفي الترمذي وسنن أبي داود عن عمر رضي الله عنه قال: «أمرنا رسول الله r أن نتصدق فوافق ذلك مني مالاً، فقال النبي r: ما أبقيت لأهلك؟ فقلت: مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت لا أسابقه إلى شيء أبدًا»
وأبو بكر هو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته، قال الله تعالى: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)
و الصديق أتقى الأمة بالكتاب والسنة، قال تعالى:} وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى {
ذكر غير واحد من أهل العلم أنها نزلت في بي بكر.
لقد شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر بكمال الإيمان، ففي الصحيحين عن النبي r أنه قال: «بينما رجل يسوق بقرة له قد حمل عليها التفتت إليه فقالت: إني لم أخلق لهذا، ولكن إنما خلقت للحرث. فقال الناس: سبحان الله تعجبًا، وفزعًا بقرة تتكلم؟ فقال رسول الله r: بينما راع في غنمه عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة فطلبه الراعي حتى استنقذها منه، فالتفت إليه الذئب فقال له: من لها يوم السبع يوم ليس لها راع غيري. فقال الناس: سبحان الله! فقال رسول الله r: فإني أؤمن بذلك أنا وأبو بكر وعمر، وما هما ثمَّ).
وأبو بكر أحب الخلق إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه: «أن النبي r بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قلت: من الرجال؟ قال: أبوها. فقلت ثم من؟ قال: ثم عمر بن الخطاب فعد رجالاً)
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: خطب النبي r فقال: «إن الله سبحانه خير عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله. فبكى أبو بكر. فقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا. قال: فكان رسول الله r هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا، فقال: يا أبا بكر لا تبك إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذًا خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة الإسلام ومودته، ولا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر»
وكان رضي الله عنه من أعظم المسلمين رعاية لحق قرابة رسول الله r وأهل بيته، فإن كمال محبته للنبي r أوجب سراية الحب لأهل بيته، إذ كانت رعاية أهل بيته مما أمر الله ورسوله به، وفي الصحيح أنه خطب أصحابه بغدير يدعى خما بين مكة والمدينة فقال: «اذكركم الله في أهل بيتي». وفي السنن أنه قال: «والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي». وكان الصديق رضي الله عنه يقول: ارقبوا محمدًا في أهل بيته». رواه البخاري وقال: «والله لقرابةُ رسول الله r أحبُ إلي أن أصل من قرابتي».
إن المروي في فضائل الصديق في السنة من الكثرة بمكان، فمنها ما اجتمع في أبي بكر في يوم واحد ففي الصحيح أن النبي r قال لأصحابه: «من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ فقال أبو بكر: أنا. قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ فقال أبو بكر: أنا. قال: هل فيكم من عاد مريضًا؟ قال أبو بكر: أنا. قال: هل فيكم من تصدق بصدقة؟ فقال أبو بكر أنا. قال ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة»
ومنها أن أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم روى أبو داود في سننه «أن النبي r قال لأبي بكر: أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي»
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/418)
وأبو بكر رضي الله عنه يدعى من أبواب الجنة كلها ففي الصحيحين أن النبي r قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله دعي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير؛ فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، [ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان] فقال أبو بكر: ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب كلها من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال نعم. وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر. ولم يذكر هذا لغير أبي بكر رضي الله عنه»
أما مسألة الإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة أن الخلافة للمسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابتة لأبي بكر رضي الله عنه، وذلك لأفضليته، وأحقيته بالخلافة، ولما دلت عليه النصوص من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، مِنْ ذَلِكَ مَا أَسْنَدَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: «أَتَت امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ، قَالَتْ: أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ فَلَمْ أَجِدْكَ؟ كَأَنَّهَا تُرِيدُ الْمَوْتَ، قَالَ: إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ»
وَحَدِيثُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ». رَوَاهُ أَهْلُ السُّنَنِ.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَعَنْ أَبِيهَا، قَالَتْ: «دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي بُدِئَ فِيهِ، فَقَالَ: ادْعِي لِي أَبَاكِ وَأَخَاكِ، حَتَّى أَكْتُبَ لِأَبِي بَكْرٍ كِتَابًا، ثُمَّ قَالَ: يَأْبَى اللَّهُ وَالْمُسْلِمُونَ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ».
وَفِي رِوَايَةٍ: «فَلَا يَطْمَعْ فِي هَذَا الْأَمْرِ طَامِعٌ».
وَفِي رِوَايَةٍ: قَالَ: «ادْعِي لِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، لِأَكْتُبَ لِأَبِي بَكْرٍ كِتَابًا لَا يُخْتَلَفُ عَلِيْهِ، ثُمَّ قَالَ. مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَخْتَلِفَ الْمُؤْمِنُونَ فِي أَبِي بَكْرٍ».
وَأَحَادِيثُ تَقْدِيمِهِ فِي الصَّلَاةِ مَشْهُورَةٌ مَعْرُوفَةٌ، وَهُوَ يَقُولُ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ».
وَقَدْ رُوجِعَ فِي ذَلِكَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، فَصَلَّى بِهِمْ مُدَّةَ مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ، عَلَيْهَا دَلْوٌ، فَنَزَعْتُ مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، فَنَزَعَ مِنْهَا ذَنُوبًا أَوُ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ اسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَأَخَذَهَا ابْنُ الْخَطَّابِ، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرِيَّهُ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ».
وَفِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عَلَى مِنْبَرِهِ: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا سُدَّتْ، إِلَّا خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ».
وَفِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَغَيْرِهِ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ رُؤْيَا؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا رَأَيْتُ مِيزَانًا أُنْزِلَ مِنَ السَّمَاءِ، فَوُزِنْتَ أَنْتَ وَأَبُو بَكْرٍ، فَرَجَحْتَ أَنْتَ بِأَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ وُزِنَ عُمَرُ وَأَبُو بَكْرٍ، فَرَجَحَ أَبُو بَكْرٍ، وَوُزِنَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَرَجَحَ عُمَرُ، ثُمَّ رُفِعَ [الْمِيزَانُ]، فَرَأَيْتُ الْكَرَاهَةَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:"خِلَافَةُ [نُبُوَّةٍ]، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ».
وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ أَيْضًا عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رَأَى اللَّيْلَةَ رَجُلٌ صَالِحٌ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ نِيطَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنِيطَ عُمَرُ بِأَبِي بَكْرٍ، وَنِيطَ عُثْمَانُ بِعُمَرَ، قَالَ جَابِرٌ: فَلَمَّا قُمْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْنَا: أَمَّا الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّا الْمَنُوطُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضِ فَهُمْ وُلَاةُ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ نَبِيَّهُ».
وعَنْ سَفِينَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ ثَلَاثُونَ سَنَةً، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ أَوِ الْمُلْكَ».
وفي هذا القدر كفاية لمن ألقى السمع وهو شهيد.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة وبركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/419)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 12 - 10, 04:54 م]ـ
بارك الله فيك أخي ..
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[11 - 12 - 10, 08:25 م]ـ
وإياك يا أخي الكريم
ـ[طالبة الاكاديميه]ــــــــ[11 - 12 - 10, 08:58 م]ـ
بارك الله فيك أخي ..
__________________(67/420)
دعوى التشبيه والتجسيم لابن تيمية وبراءته من ترويج المغرضين لها
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[11 - 12 - 10, 12:15 م]ـ
http://www.ferkous.com/image/gif/M24.gif
للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فإنّ ابنَ تيميةَ -رحمه الله- كان سابقًا لزمانه، بحرًا في كُلِّ فنٍّ لا تكاد تُكدّره الدِّلاءُ، ارتقى في مدارج العلم والكمال حتى بلغ ذِرْوَةَ المجد العلميِّ والنبوغِ الفكري، فسما عن الجيل الذي يعيش بينه، فهذه المنزلةُ التي حباه الله بها -وإن كان يُغبَط عليها- إلاّ أنها في الوقت نفسه ابتلاءٌ له وامتحان، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «أَشَدُّ النَّاسِ بَلاَءً الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ .. » (1 - أخرجه الترمذي في «الزهد»، باب ما جاء في الصبر على البلاء: (2398)، وابن ماجه في «الفتن»، باب الصبر على البلاء: (4023)، والدارمي في «سننه»: (2681)، وابن حبان في «صحيحه»: (2900)، والحاكم في «المستدرك»: (120)، وأحمد: (1497)، من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. والحديث صححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (3/ 52)، والألباني في «السلسلة الصحيحة»: (143)، وحسنه الوادعي في «الصحيح المسند»: (377) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_1')))، وفي مقابل هذه النعمة التي منحها الله له لاقى من خصومه ومخالفيه أنواعًا من الافتراءات وألوانًا من التُّهم دفع ثمنها باهضًا، وكما قيل: «وَلاَبُدَّ دُونَ الشَّهْدِ مِنْ إِبَرِ النَّحْلِ» (2 - من ديوان أبي الطيب المتنبي في مدح أبي الفوارس دليز بن لشكروز، وكان قد أتى الكوفة لقتال الخارجي الذي نجم بها من بني كلاب، وانصرف الخارجي قبل وصول دليز إليها. وانظر «التمثيل والمحاضرة» للثعالبي: الفصل الثالث فيما يكثر التمثيل به في جميع الأشياء. و «نفح الطيب» للمقري: (4/ 501) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_2'))).
وميزةُ ابنِ تيميةَ -رحمه الله- في تآليفه الكثيرة العامرة ومناظراته العلمية الدَّقيقة أن يستوثقَ من كلام المخالفين عند تعرُّضه لهم بالنقد والتفنيد والتقويم، فلا يُسنِد لهم أقوالاً يفترضها لهم تَقَوُّلاً ثمّ يجيب عنها ويناقشها بالردِّ والقَبول، كما هو صنيعُ كثيرٍ من خصومه الأقدمين والمُحْدَثين والمعاصرين، وإنما يُسْنِدُ لهم القولَ عن بيِّنةٍ بالمشافهة أو بنقل مستوثق من كتاب يعرفه، يخطِّئ الآراء الفاسدة الناشئة عن ضلال الأفكار وانحراف المعتقدات، ويدمغ الباطلَ بالبرهان والحجّة، والكتاب والسُّنَّة، فوقع كلامُه في نفوس المخالفين له موقعَ التسليم، ولعِظم الدهشة التي أصيبوا بها لم يطيقوا نقضَهُ إلاّ من جهة اختلاق أقوالٍ نسبوها إليه افتراءًَ وتزويرًا ولا حقيقة لها ولا محصِّل. قال ابنُ تيمية -رحمه الله-: «وَكَانَ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ زُوِّرَ عَلَيَّ كِتَابٌ إلَى الأَمِيرِ رُكْنِ الدِّينِ الجاشنكير أُسْتَاذِ دَارِ السُّلْطَانِ يَتَضَمَّنُ ذِكْرَ عَقِيدَةٍ مُحَرَّفَةٍ وَلَمْ أَعْلَمْ بِحَقِيقَتِهِ؛ لَكِنْ عَلِمْت أَنَّهُ مَكْذُوبٌ» (3 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (3/ 160) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_3')))، لذلك كان سبيلُ النقد الموجّه له ضعيفًا من جهة التوثُّق من أقواله، أو من جهة الجهل بمقصده ومرماه، أو عدم الإدراك لمغزاه، أو ترتبه كأثرٍ ناتجٍ عن تعصّب لآرائهم أو آراء كبرائهم.
ومن ضروب النقد التي شَنَّهَا عليه خصومُهُ لَمَّا أَلَّفَ ردَّه على الإخنائي، وحرّم فيه بناءً على النصوص الحديثية شدَّ الرحال لزيارة القبور، وهي من أشدّ المعارضات التي لَقِيَهَا ابنُ تيمية -رحمه الله- من خصومه، ولا تزال ساحتها حامية الوطيس بين أهل التوحيد وأهل القبور من الصوفية وأهل الطرق وغيرِهم، كما وُجّهت له انتقادات بسبب تأليفه للفتوى الحموية التي أبرز فيها معتقدَ أهل السُّنَّة وما يجب اعتقاده بالأخصِّ في مسائل الأسماء والصفات، وقد لاقى بسببها من خصومه معارضةً وتشنيعًا، وبالأخصّ الأشاعرة الذين كانوا يمثلون –آنذاك- الأغلبية من الناس، ومن صُوَر النقد -أيضًا- أنه نسب إليه التناقض في قوله ب: «قدم جنس الكلام وحدوث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/421)
آحاده»، وأنه القائل ب: «حلول الحوادث بالذات» وغيرها من الانتقادات والمعارضات.
ولعلّ أقوى موجةِ نقدٍ نشهدها اليوم ما يُروِّجه بعضُ أساتذة الفلسفة والمنطق اليوناني ?وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ? [الأعراف: 202]، من نسبة تهمة التشبيه والتجسيم لابن تيمية -رحمه الله- في محاولات جريئة ومسطّرة، تتطابق وقولَ ابن العربي المالكي (4 - هو محمّد بن عبد الله بن محمّد المعافري الإشبيلي، الشهير بأبي بكر ابن العربي المالكي، كان من كبار علماء الأندلس، ولي قضاء إشبيلية ثمّ صرف من القضاء، وأقبل على نشر العلم، وله تصانيف شهيرة منها: «العواصم من القواصم»، و «أحكام القرآن»، و «قانون التأويل»، و «عارضة الأحوذي»، و «المحصول في الأصول» توفي بالقرب من فاس سنة (543)، وحمل إليها ودفن بها. انظر ترجمته في: «الصلة لابن بشكوال»: (2/ 590)، «المرقبة العليا» للنباهي» (105)، «وفيات الأعيان» لابن خلكان: (4/ 296)، «الديباج المذهب» لابن فرحون: (281)، «الوفيات» لابن قنفد: (279)، «شذرات الذهب» لابن العماد: (4/ 141)، «الفكر السامي» للحجوي: (2/ 221) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_4'))): « والناس إذا لم يجدوا عيبًا لأحد، وغلبهم حسدهم وعداوتهم له أحدثوا له عيوبًا .. فيقذفوا في قلوب الناس ما لا يرضاه الله تعالى وليحتقروا السلف ويهونوا الدين» (5 - «العواصم من القواصم»: (2/ 469) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_5')))، والكيِّس إذا أنعم النظر يُدرك أنَّ النقد غيرُ موجّهٍ لشيخ الإسلام على الخصوص وإنما يستهدف المنهجَ السلفيَّ المتمسّك بدعوته بُغيةَ إفساد الناس عليه وإبعادهم عنه والانتقاص من علمائه ونسبة المآخذ لرواده.
ومما نسبوا إليه من القول -جريًا على ما ذكره ابن بطوطة (6 - هو الرحالة المؤرّخ محمّد بن عبد الله اللواتي المعروف بابن بطوطة، ولد بطنجة بالمغرب الأقصى سنة 703ه، وطاف ببلدان عدة في قارات مختلفة، واتصل بكثير من الملوك والأمراء والعلماء، ثمّ عاد إلى المغرب الأقصى، وانقطع إلى «أبي عنان» من ملوك بني مرين، وتوفي بمراكش سنة 779ه، من آثاره: رحلته المسماة ب: «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار». انظر ترجمته في: «إيضاح المكنون» للبغدادي: (1/ 262)، «الأعلام» للزركلي: (7/ 114)، «معجم المؤلفين» لكحالة: (3/ 451) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_6'))) في رحلته- أنه حضر يوم الجمعة، وهو يعظ الناس على المنبر الجامع إلى أن قال: «فذكر حديث النزول، فَنَزل على المنبر درجتين فقال: كَنُزولي هذا» (7 - «رحلة ابن بطوطة»: (95، 96) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_7')))، كما نسبوا إليه -كذبًا وافتراءً- القولَ: «بأنّ الله يَنْزل إلى السماء الدنيا إلى مرجة خضراء، وفي رجليه نعلان من ذهب» (8 - «الإمام ابن تيمية وموقفه من قضية التأويل» للجنيد: (414)، «حياة ابن تيمية» لبهجة البيطار»: (50) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_8')))، وأنه قال -أيضًا-: «إنّ الله يجلس على العرش وقد خلى مكانًا يقعد فيه رسول الله» (9 - المصدران السابقان. في مسألة إقعاد النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على العرش ليس فيها إلاّ حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا، حَكَمَ عليه أهلُ الحديثِ بأنه باطلٌ، وله طَريقٌ موصولةٌ وموقوفةٌ لا يثبت إسنادُها. [انظر: «السلسلة الضعيفة» للألباني: (2/ 255) برقم: (865)]. وابن تيمية -رحمه الله- في هذه المسألة إنما حكى أنّ مِنَ السَّلَفِ مَنْ قال بذلك وأنكرها آخرون، حيث قال في «مجموع الفتاوى» (4/ 374): «قد حَدَّث العلماءُ المرضيُّون وأولياؤُه المقبولون أنّ محمّدًا رسولُ الله يجلسه ربُّه على العرش معه، وروى ذلك محمّد بن فضيل عن الليث عن مجاهد في تفسير ?عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا? [الإسراء: 79]، ذكر ذلك من وجوه أخرى مرفوعة وغير مرفوعة، قال ابن جرير: وهذا ليس مناقضًا لما استفاضت به الأحاديث من أنّ المقام المحمود هو الشفاعة باتفاق الأئمّة من جميع من ينتحل الإسلام ويدّعيه لا يقول إنّ إجلاسه على العرش منكر». قلت: وما حكاه عنهم ونقله هو صادق فيه، قال ابن حجر في «فتح الباري» (2/ 95): «وقيل إجلاسه على العرش، وقيل على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/422)
الكرسي، وحكى كِلاَ القولين جماعةٌ»، ولا يلزم من حكاية مذهب مجاهد وغيره القول به والتزامه. وعلى تقدير التسليم بصِحَّة نِسْبَة هذه المسألة لابن تيمية -رحمه الله- فقد تكلّم فيها جماعةٌ من السَّلَف كمجاهد، ورواه الطبري عن جماعة من السلف ولم ينكر رواية مجاهد في إقعاد النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على العرش، وأيّد كلام مجاهد أبو بكر المروزي وأبو داود السجستاني صاحب السنن، وإبراهيم الحربي ومحمّد بن مصعب العابد شيخ بغداد وخلق كثير. ولهذا قال ابن تيمية رحمه الله في «درء تعارض العقل والنقل» (3/ 19): «حديث قعود الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على العرش رواه بعض الناس من طُرُقٍ كثيرةٍ مرفوعةٍ وهي كلّها موضوعة، وإنما الثابت أنه عن مجاهد وغيره من السلف، وكان السلف والأئمّة يروونه ولا ينكرونه، ويتلقَّونه بالقَبول، وقد يقال: إنّ مثل هذا لا يقال إلاّ توقيفًا لكن لابدّ من الفرق بين ما ثبت من ألفاظ الرسول وما ثبت من كلام غيره، سواء كان من المقبول أو من المردود» (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_9'))).
هذا، وممّا يدل -يقينًا- على براءة ابن تيمية -رحمه الله- من هذه الفرية الشنيعة ما يلي:
• أولاً: إنّ قدومَ ابنِ بَطُّوطةَ إلى دمشقَ ووصوله إليها إنما كان يومَ الخميس التاسع من شهر رمضان سنة ست وعشرين وسبعمائة هجرية، وابن تيمية قد سجن في قلعة دمشقَ في السادس من شهر شعبان من ذلك العام، وبقي مسجونًا إلى أن توفَّاه الله تعالى، فأنى رآه ابنُ بطوطة وهو يعظ الناس.
• ثانيًا: ولأنّ المقرّر عند نفاة الصّفات على اختلاف طبقاتهم في النفي: من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة يدّعون أنّ إثبات الصفات أو بعضها يسمّى تشبيهًا، ذلك لأنّ دعواهم مبنية على أنّ ما في الشاهد إلاّ صفات المخلوقين لذلك يلتزمون النفي مستدلّين بأنه يستلزم من إثبات الصفات تشبيهًا للخالق بالمخلوق، وهذا ما يفسّر رميَهم لمثبتي الصفات من السلف وغيرهم بالتجسيم والتشبيه.
وهذا خطأ، إذ لا يصحّ الاعتماد في النفي والإثبات على لزوم التشبيه وعدمه؛ لأنّ اتفاق المسلمين في بعض الأسماءِ والصّفاتِ ليس هو التشبيهَ والتمثيلَ الذي نفته الأدلّة السمعية والعقلية، فما من شيئين إلاّ وبينهما قدرٌ مشترك وقدرٌ مميَّز، فنفيه عمومًا نفي للقدر المشترك وهو باطل، وإثباته بعمومه إثبات لتساويهمَا في القدر المميَّز وهو باطل، إذ لا يلزم من التشابه في بعض الوجوه التشابهَ من كلّ وجه –كما سيأتي.
• ثالثًا: لم يُعلم من حياة ابنِ تيمية العلمية أنه كان له منبر يرتقي عليه ويعظ الناس، وإنما كان له كرسي يجلس عليه ويجتمع الناس حوله.
• رابعًا: لم يرد في كتب ابن تيمية -رحمه الله- هذا الكلام لا نصًّا ولا ظاهرًا يدلُّ على هذا التشبيه المذموم شرعًا، وكتابه «شرح حديث النُّزُول» (10 - مطبوع ومتداول، وصدر عن المكتب الإسلامي الطبعة الخامسة مؤرّخة في سنة: (1397ه-1977م) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_10'))) متداولٌ بين الناس لم يظهر فيه أيُّ تصريحٍ بما اتهم به، ولا في أيِّ كتابٍ أو موضعٍ آخرَ.
• خامسًا: تصريحُ ابن تيمية في مواضع متعدّدة بنفي التمثيل عن الله ومشابهةِ أحدٍ من المخلوقين في شيء من صفاته وخصائصِه، ويظهر ذلك من نصوص كلامه اللاحقة ذمُّه للتشبيه ووصف أصحابه بالمبطلين، حيث يقول -رحمه الله-: «ليس في الخارج صفة لله يماثل بها صفةَ المخلوقِ، بل كلُّ ما يوصف به الرب تعالى فهو مخالفٌ بالحدّ والحقيقة لما يوصفُ به المخلوق أعظمُ مما يخالف المخلوقُ المخلوقَ، وإذا كان المخلوق مخالفًا بذاته وصفاته لبعض المخلوقاتِ في الحدّ والحقيقةِ، فمخالفة الخالق لكلّ مخلوقٍ في الحقيقة أعظمُ من مخالفة مخلوق فرض لأي مخلوق فرض، ولكنْ علمه ثبت له حقيقةُ العلم، ولقدرته حقيقةُ القدرة، ولكلامه حقيقةُ الكلام، كما ثبت لذاته حقيقةُ الذاتية، ولوجوده حقيقةُ الوجود، وهو أحقّ بأن تَثْبُتَ له صفات الكمال على الحقيقة من كل ما سواه» (11 - «مجموع فتاوى» لابن تيمية: (12/ 97) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_11'))). وقال -أيضًا-: «وصفات الله تعالى لا تماثل صفاتِ العباد، فإنّ الله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته، ولا صفاتِه، ولا أفعالِه» (12 - المصدر السابق: (12/ 65)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/423)
(**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_12')))، وقال عن المشبه: «ومَنْ جعل صفاتِ الخالق مثل صفات المخلوق فهو المشبِّه المُبطِل المذموم، وإن أراد بالتشبيه أن لا يُثْبِتَ لله شيئًا من الصِّفات فلا يقال له علم ولا قدرة ولا حياة؛ لأنّ العبد موصوف بهذه الصفات فَلَزِمَهُ أن لا يُقَال له حي عليم قدير؛ لأنَّ العبد يُسَمَّى بهذه الأسماء وكذلك في كلامه وسمعه وبصره ورؤيته وغير ذلك» (13 - «منهاج السنة النبوية» لابن تيمية: (1/ 174) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_13')))، وفي «بيان تلبيس الجهمية» يقول: «إنّ الله سبحانه مُنَزَّهٌ من أن يكون من جنسِ شيء من المخلوقات، لا أجسادَ الآدميين ولا أرواحَهم، ولا غيرَ ذلك من المخلوقات فإنَّه لو كان من جنس شيء من ذلك بحيث تكون حقيقتُه كحقيقتِه، لَلَزِم أن يجوز على كلٍّ منهما ما يجوز على الآخر، ويجب له ما يجبُ له، ويُمتنع عليه ما يُمتنع عليه، وهذا ممتنع لأنّه يستلزم أن يكون القديم الواجب الوجود بنفسه غير قديم واجب الوجود بنفسه، وأن يكون المخلوقُ الذي يُمتنع غناه يُمتنع افتقاره إلى الخالق، وأمثالُ ذلك من الأمور المتناقضة، والله تعالى نَزَّهَ نفسَه أن يكون له كفو أو مثل أو سمي أو ند» (14 - «مجموع فتاوى» لابن تيمية: (5/ 271)، «بيان تلبيس الجهمية»: (1/ 620) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_14')))، كما ذكر -رحمه الله- أنّ مماثلةَ الخالق لعباده لو صحّت للزِم من ذلك افتقار المخلوقِ لخالقه، وهو ممتنَع ضرورةً -كما سيأتي-.
سادسًا: إنّ لفظ التشبيه والتجسيم لا يجوز لأحد إطلاقهُما في حقّ الله لا نفيًا ولا إثباتًا؛ لأنهما لفظان لم يَرِدَا في الكتاب والسُّنَّة بالنفي ولا بالإثبات، فإذا أورد المنازِع لفظًا مجملاً يحتمل حقًّا وباطلاً، فالواجب التوقّف من غير إثباتِ اللَّفظ أو نفيه -ليس ذلك لخلوِّ النقيضين عن الحقّ، ولا لقصورٍ أو تقصيرٍ في بيان الحقّ، ولكنَّ اللفظ مجملٌ، والعبارةَ موهمة مشتملة على الحقّ والباطل، ففي إثباتها إثباتُ الحقّ والباطل، وفي نفيها نفي للحقّ والباطل، فالواجب الامتناع عن كلا الإطلاقين، ثمّ الاستفسار عن مراد صاحبها بها فإن أراد بها حقًّا قُبِل، وإن أراد بها باطلاً ردّ، ولذلك ورد من قواعد أهل السُّنَّة في الردّ على المخالفين ودحض شبهاتهم قاعدة: «التَوَقُّفُ عِنْدَ الإِيهَامِ، والاِسْتِفْصَالُ عِنْدَ الإجْمَالِ»، وابنُ تيمية -رحمه الله- يأبى أن يُعَبِّرَ عن هذا المعنى الحقِّ به، وذلك لمخالفته للنصوصِ الشرعيةِ في عدمِ استعمالها في هذا المعنى، لأنّ من لوازمِ نفْيِه عَلَى إطْلاقِهِ نفيَ المعنى الحقّ، حيث إنّ إطلاق اللفظ المشترك من غير تعيين لأحدِ معانيه إطلاق لكلِّ مُسمَّاه، فإذا سُلّط عليه النفي كان ذلك مسلطًا عليهما (15 - انظر: «درء تعارض العقل والنقل» لابن تيمية: (7/ 59) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_15')))، لذلك كانت متابعة الكتاب والسُّنَّة في اللّفظ والمعنى أكملَ وأتمّ من متابعتهما في المعنى دونَ اللّفظ، ومن قبيل لفظ التشبيه والتجسيم إطلاق لفظ الجهة لله تعالى، فإن لفظَ الجهة لم يَرِدْ في الكتاب ولا في السُّنَّة لا إثباتًا ولا نفيًا، وهو لفظٌ مجملٌ محتملٌ، يُغني عنه ما ثبت في الكتاب والسُّنَّة من أنّ الله تعالى في السماء، ووجهُ احتمال الجهة أن تكون جهةَ سفلٍ أو علوٍ تحيط بالله تعالى أو جهة علو لا تحيط به، فإنْ أُريدَ به جهةَ سفل فباطلٌ لمنافاته لعلوِّ الله عزّ وجل الثابتِ بالكتاب والسُّنَّة والإجماع والعقلِ والفِطرةِ، وإن أريد به جهة علوٍّ تحيط بالله تعالى فباطلٌ أيضًا؛ لأنّ الله تعالى أجلُّ وأعظم من أن يحيط به شيءٌ من مخلوقاتِه، وإن أريد به جهة علوٍ لا تحيط به فحقّ يجب إثباته وقبولُه؛ لأنّ الله تعالى هو العليُّ الأعلى ولا يحيط به شيء من مخلوقاته (16 - انظر: «القواعد المثلى» لابن عثيمين: (31) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_16')))، فلذلك كانت مثلُ هذه الألفاظ التي لم تَرِدْ لا في الكتاب ولا في السُّنَّة تحتمل معانيَ صحيحةً وأخرى فاسدة، فإذا عُرِف مراد صاحبها وكان موافقًا للمعنى الصحيح قُبِلَ مرادُه، ومُنِعَ من التكلُّم باللفظ المجمل، وعُلِّم الألفاظَ الشرعيةَ في ذلك، ومن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/424)
صُوَر نهي السَّلف عن إطلاق النفي والإثبات على الألفاظ المجملة المحتملَة قولُ الإمام أحمد -رحمه الله-: «إذا سأل الجهميُّ فقال: أخبرونا عن القرآن، هو الله أو غيرُه؟ قيل له: وإنّ الله جلَّ ثناؤه لم يقل في القرآن: إنّ القرآن: أنا، ولم يقل: غَيري، وقال: هو كلامي: فسمَّيناه باسم سمَّاه الله به، فقلنا: كلام الله، فمن سمَّى القرآن باسم سمَّاه الله به كان من المهتدين، ومن سمَّاه باسم غيره كان من الضالين» (17 - «الردّ على الزنادقة والجهمية» للإمام أحمد بن حنبل: (73) [ضمن عقائد السلف للدكتور سامي النشار] (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_17'))).
ثمّ إنه من جهة أخرى لفظ التشبيه والتجسيم لم يَرِدْ نفيُهما أو إثباتُهما عن أحدٍ من الصحابة والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين وسائرِ أئمِّة المسلمين، وإن ورد في كلام بعضهم فإنّما يرد مقرونًا بتفسيره وهو معنى تمثيلِ الله بخلقه، ذلك التشبيهُ بمعناه الباطل الذي ينفيه ابنُ تيمية -رحمه الله- وهو مماثلة الله لشيءٍ من مخلوقاتِه فيما هو من خصائصِ الله سبحانه.
سابعًا: إنّ لفظ التشبيه والتجسيمِ عند ابن تيميةَ لفظان مجملان لاحتمالهما للمعنى الحقّ والمعنى الباطل -كما تقدّم-؛ لأنّ التشبيه قد يُطلق ويُقصد به التمثيلُ المذموم المنفيُ شرعًا، وقد يطلق ويُقصد به القدرُ المشترك بين المسميات، وهو لا يستلزم ولا يتضمَّن التمثيلَ المنفي شرعًا بنصوص الكتاب والسنة؛ لأنّ ما لزم الصفةَ لذاتها اتَّصف بها الخالق والمخلوق من حيثُ هما موجودان، فالصِّفة من لوازم وجود كلِّ موجودٍ يُمكن أن يتصف بها، وهي -من هذه الجهة- حقيقةٌ ذِهنيةٌ، بخلاف ما إذا أضيفت إلى موصوفها فإنّ إضافتها إلى موصوفها مانعٌ من الاشتراك فيها، بل هو يدلّ على اختصاص الباري جلّ وعلا بها (18 - انظر: «درء تعارض العقل والنقل»: (5/ 327)، و «الصفدية»: (1/ 99)، و «بيان تلبيس الجهمية»: (1/ 597) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_18'))).
فابن تيمية -رحمه الله- يفرق بين الصفة ذاتها من حيث هي صفة، وبين الصفة إذا أضيفت إلى موصوفها، وليس من التمثيلِ المنفيِ شرعًا الاشتراك في مسمّى الصفة من حيث هي صفة قبل الإضافة إلى الخالق أو المخلوق، بل هي بهذا المعنى: لفظٌ كليٌ عامّ، أو اسمُ جنس كما تقرّر عند النحاة، أي: لفظ موضوع للدلالة على الحقيقة الذهنية دون سواها، وهي بهذا المنظور الاعتباري لا وجود لها في خارج الذهن.
وعليه، فإنّ التشبيه المذموم الذي هو بمعنى التمثيل لازم في الصفة عند الإضافة دون الصفة إذا أطلقت؛ لأنّ صفة الوجود والسمع والبصر ونحو ذلك مثلاً على نوعين: وجود وسمع وبصر قديم، ووجود وسمع وبصر محدث، ويطلق على كلّ مسمى الوجود والسمع والبصر وتلزمه لوازمه فإنّ هذا ليس من التمثيل الذي نفته الأدلة الشرعية، فإنّ الله تعالى جمع في حقّ نفسه بين النفي والإثبات فقال سبحانه: ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ? [الشورى: 11]، فنفى عن نفسه التمثيلَ بالأشياء، وأثبت لنفسه سمعًا وبصرًا، ولو كان إثباتها ينافي نفي التمثيل لنفاه عن نفسه، ولكان جمعه بينهما تناقضًا في النفي والإثبات وحاشا كلامَ الله أن يوصف بهذا، كما قال تعالى: ?وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا? [النساء: 82].
وفي تقرير هذا الأصل يقول ابن تيمية: «وأمّا المعنى الكلّي العامّ المشترك فيه فذاك -كما ذكرنا- لا يوجد كليًّا إلاّ في الذِّهن، وإذا كان المتصفان به بينهما نوعُ موافقة ومشاركة ومشابهة من هذا الوجه، فذاك لا محذور فيه، فإنّ ما يلزم ذلك القدرَ المشتركَ من وجوب وجواز وامتناع فإنّ الله متصف به، فالموجودُ من حيثُ هو موجود أو العليم أو الحي، مهما قيل: إنّه يلزمه من وجوب وامتناع وجواز فالله موصوف به، بخلاف وجود المخلوق وحياتِه وعلمِه، فإنّ الله لا يوصف بما يختصّ به المخلوق من وجوب وجواز واستحالة، كما أنّ المخلوق لا يوصف بما يختص به الربّ من وجوب وجواز واستحالة» (19 - «منهاج السنة النبوية» لابن تيمية: (4/ 151) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_19'))).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/425)
ومن تأسيس التفريق بين الصفة المطلقة والصفة المضافة فإنّ اللفظ الذي استعمله ابن تيمية -رحمه الله- هو ما طابق المعنى الحقّ الذي جاء به الكتاب والسُّنَّة مستعمَلاً فيه؛ لأنّ الخالق والمخلوق مختلفان في الحقيقة فلا يتماثلان، وهذا يستلزم أن يكون لكلّ واحد منهما صفات حقيقية ثبوتية يتحقق بها الاختلاف، والعدمُ المحض لا يحصل به امتياز أحدهما عن الآخر، فيلزم أن تكون صفات كلٍّ منهما مختلفة حتى يحصل بها الامتياز (20 - انظر: «تلبيس الجهمية» لابن تيمية: (1/ 620)، «شرح حديث النزول» لابن تيمية: (7) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_20'))). ومن مقالة ابن تيمية -رحمه الله- في الردّ على من ادعى أنّ إثبات الصفات هو التمثيل الذي نفته الأدلة الشرعية ما نصّه:
«• أحدها: كونه مَثَّلَ ما فَهِمَه من النصوص بصفات المخلوقين، وظنّ أنّ مدلولَ النصوصِ التمثيل.
• الثاني: إنه جعل ذلك هو مفهومها وعطَّله، بقيت النصوص معطلة عما دلّت عليه من إثبات الصفات اللائقة بالله، فيبقى مع جنايته على النصوص وظنّه الشيء الذي ظنّه بالله ورسوله، حيث ظنّ أنّ الذي يُفهم من كلامهما هو التمثيل الباطل، قد عطل ما أودع الله ورسوله في كلامهما من إثبات الصفات لله، والمعاني الإلهية اللائقة بجلال الله تعالى.
• الثالث: إنه ينفي تلك الصفات عن الله عزّ وجلّ بغير علم، فيكون معطِّلاً لما يستحقّه الربُّ.
• الرابع: إنه يصف الربَّ بنقيض تلك الصفات من صفات الأموات، والجماداتِ، وصفاتِ المعدومات، فيكون قد عطَّل به صفاتِ الكمالِ التي يستحقّها الربّ» (21 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (3/ 49) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_21'))).
ومما تقدّم تقريره يظهر جليًّا أنّ دعوى نسبة التشبيه والتجسيم لابن تيمية -رحمه الله- منقوضة من أساسها، ولا أصل لها في الحقيقة والواقع، إذ قد يرجع الانتقاد له إلى توهّم الناقد وقوعَ ابن تيمية في التناقض باستعماله للمعنى الباطل اللازم للصفة عند الإضافة، والتناقضُ -في الحقيقة- إنما حصل في ذهن الناقد لا في حقيقة الواقع، إذ كيف يُعقل ممن هذا كلامه واستدلالُه أن يكون مشبِّهًا أو مجسِّمًا، وفي نصوص له سابقةٍ قد ذمّ هذا النوع من التشبيه والتجسيم ويصف أهله بالمبطلين، وبيّن تناقض القول به حيث يلزم منه كون المخلوق خالقًا، والفقير بالذات غنيًّا بالذات، وهكذا، وهو جمع بين النقيضين، وهو ممتنَع، كما يلزم أنه لو صحّ للزم أن يجب ويجوز ويمتنع عن الباري جلّ وعلا ما يجب ويجوز ويمتنع عن المخلوق، وهو باطل، وما بني عليه فباطل؛ لأنه يوجب اشتراكَهما فيما يجب ويجوز ويمتنع؛ ولأنه لو صحّ للزم أن يكون القديم بذاته غير قديم بذاته، والواجب بذاته ليس واجبًا بذاته وهكذا، وهو جمع بين النقيضين، وهو ممتنَع (22 - انظر: «بيان تلبيس الجهمية» لابن تيمية: (1/ 620)، و «منهاج السنة النبوية» لابن تيمية: (4/ 151) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_22'))). كما أنه قد يرجع انتقادهم له إلى خطإ الباحثين في فهم مذهبه المأخوذ من معارضته لخصومه، وابنُ تيمية -رحمه الله- قد يذكر الرأي المخالفَ ويتسامح فيه عندما يعرض رأيه أو يحقّق رأيَ السّلف فيما يعترض له من المباحث العقدية اكتفاءً بما سبق له فيه من مناقشة وتحقيق تفاديًا للتَّكرار، فيظنّ الباحث أنّه مذهبُه في المسألة فيقع الخطأ في فهم رأيه ثمّ يتناقله عنه غيره من الباحثين.
ويصدق في هذا المقام قول أبي الطيّب المتنبي:
وَكَمْ مِنْ عَائِبٍ قَوْلاً صَحِيحًا
وَآفَتُهُ مِنْ الفَهْمِ السَّقِيمِ
وَلَكِنْ تَأْخُذُ الأَذْهَانُ مِنْهُ
عَلَى قَدْرِ القَرَائِحِ وَالفُهُوم (23 - «خزانة الأدب» لابن حجة الحموي: (1/ 192)، «قرى الضيف» لابن أبي الدنيا: (1/ 258) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_23')))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/426)
وأخيرًا، فإنّ النقولَ المتكاثرةَ عن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- تفصح -صراحة في غير موضع- بنفي التمثيل ومشابهة أحدٍ من المخلوقين في شيءٍ من خصائصه، كما أبطل التشبيهَ المذمومَ من وجوهٍ عديدةٍ تقدَّمَ ذكرُها، وبيّن -رحمه الله- لوازمَ القول الممنوعةَ على من ادّعى أنّ إثبات الصفات هو التمثيل الذي نفته الأدلة الشرعية، فضلا عن أنه لم يظهر في أي نصٍّ من نصوصه ما يدلّ على التشبيه المذموم شرعًا، الأمر الذي يفيد -يقينًا- براءته من هذه الفرية الشنيعة.
هذا، والواجب على من يرغب في تفنيد آراء المخالف أو أن يظهر خطأه أن يطَّلع أوَّلاً على مصادره، ويتعرَّف على أدلته فذلك من الأمانة في العرض والتوثيق، وتقصير المشنعين -عندنا- في هذا المجال ظاهر ملحوظ في ثنايا شبههم، يحاكي بعضهم بعضًا أقوال مخالفيهم من غير تحفظ أو تثبّت أو توثيق، ويروّجون به الباطل، وبالأخصّ إن كان في محاولة الطعن في منهج أهل السُّنَّة والتشكيك في صدق أئمَّة الهُدى وعدالتهم. لا سيما وأن المخالف لهم أعلم منهم في كلّ الميادين بله مجال تخصّصه، وهم لا يبلغون رتبته ولا يقدّرون علمه، فمثلهم كمثل «الفروج سمع الديكة تصيح فصاح بصياحها» (24 - كان أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ينازع ابن عباس رضي الله عنهما في المسائل ويماريه، فبلغ ذلك عائشة رضي الله عنها فقالت: «إنما مثلك يا أبا سلمة مثل الفروج سمع الديكة تصيح فصاح معها»، يعني أنك لم تبلغ العلم مبلغ ابن عباس وأنت تماريه. [«تاريخ دمشق» لابن عساكر: (29/ 305)، «تنوير الحوالك على موطأ مالك» للسيوطي: 1/ 52 [(**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_24'))).
قال ابن تيمية -رحمه الله-: «والمجادلة المحمودة إنما هي بإبداء المدارك وإظهار الحجج التي هي مستند الأقوال والأعمال، وأما إظهار الاعتماد عمّا ليس هو المعتمد في القول والعمل، فنوع من النفاق في العلم، والجدل والكلام والعمل» (25 - «اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيمية: (1/ 272)، «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (4/ 194) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_25'))).
نعم، إنّ التخلق بأدب الاعتراف بالخطأ والرجوع إلى الصواب حقّ لازم، لا سبيلَ للدفاع عن الأخطاء أو تبريرها -إن وجدت- إذ ليس أحدٌ من العلماء إلاّ وله نادرة، فينبغي أن تُغمر في جنب فضله وتجتنب، لكن حشْد الهمّة في تصيّد العثرات والهفواتِ والسَّقَطَات من غير العناية بمقاصد الألفاظ وإحسان الظنّ بأصحابها لهوَ مِن طباع أبشع المخلوقات وأنجسها، قال ابن القيّم -رحمه الله-: «ومن الناس من طبعُه طبعُ خنزيرٍ، يمرّ بالطيّبات فلا يَلْوي عليها، فإذا قام الإنسانُ من رجيعهِ قَمَّهُ، وهكذا كثير من النّاس يسمعُ منك ويرى من المحاسن أضعافَ المساوئِ فلا يحفَظُها، ولا يَنْقُلُهَا، ولا تُنَاسِبُهُ، فإذا رأى سَقْطَةً، أو كَلِمَةً عَوْرَاءَ، وجد بُغيتَهُ وما يُناسبُها، فجعلها فَاكِهَتَهُ وَنُقْلَهُ» (26 - «مدارج السالكين» لابن القيم: (1/ 435) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_26'))).
نسأل الله أن يعزّ أولياءه، وأن يذلّ أعداءه، ويهديَنا للحقّ، فهو حسبُنا ونعم الوكيل، وبكلّ خير كفيل، وعليه المعتمد والاتكال في الحال والمآل، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: 21 رجب 1428ه
الموافق ل: 4 أغسطس 2007م
1 - أخرجه الترمذي في «الزهد»، باب ما جاء في الصبر على البلاء: (2398)، وابن ماجه في «الفتن»، باب الصبر على البلاء: (4023)، والدارمي في «سننه»: (2681)، وابن حبان في «صحيحه»: (2900)، والحاكم في «المستدرك»: (120)، وأحمد: (1497)، من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. والحديث صححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (3/ 52)، والألباني في «السلسلة الصحيحة»: (143)، وحسنه الوادعي في «الصحيح المسند»: (377).
2 - من ديوان أبي الطيب المتنبي في مدح أبي الفوارس دليز بن لشكروز، وكان قد أتى الكوفة لقتال الخارجي الذي نجم بها من بني كلاب، وانصرف الخارجي قبل وصول دليز إليها. وانظر «التمثيل والمحاضرة» للثعالبي: الفصل الثالث فيما يكثر التمثيل به في جميع الأشياء. و «نفح الطيب» للمقري: (4/ 501).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/427)
3 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (3/ 160).
4 - هو محمّد بن عبد الله بن محمّد المعافري الإشبيلي، الشهير بأبي بكر ابن العربي المالكي، كان من كبار علماء الأندلس، ولي قضاء إشبيلية ثمّ صرف من القضاء، وأقبل على نشر العلم، وله تصانيف شهيرة منها: «العواصم من القواصم»، و «أحكام القرآن»، و «قانون التأويل»، و «عارضة الأحوذي»، و «المحصول في الأصول» توفي بالقرب من فاس سنة (543)، وحمل إليها ودفن بها.
انظر ترجمته في: «الصلة لابن بشكوال»: (2/ 590)، «المرقبة العليا» للنباهي» (105)، «وفيات الأعيان» لابن خلكان: (4/ 296)، «الديباج المذهب» لابن فرحون: (281)، «الوفيات» لابن قنفد: (279)، «شذرات الذهب» لابن العماد: (4/ 141)، «الفكر السامي» للحجوي: (2/ 221).
5 - «العواصم من القواصم»: (2/ 469).
6 - هو الرحالة المؤرّخ محمّد بن عبد الله اللواتي المعروف بابن بطوطة، ولد بطنجة بالمغرب الأقصى سنة 703ه، وطاف ببلدان عدة في قارات مختلفة، واتصل بكثير من الملوك والأمراء والعلماء، ثمّ عاد إلى المغرب الأقصى، وانقطع إلى «أبي عنان» من ملوك بني مرين، وتوفي بمراكش سنة 779ه، من آثاره: رحلته المسماة ب: «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار».
انظر ترجمته في: «إيضاح المكنون» للبغدادي: (1/ 262)، «الأعلام» للزركلي: (7/ 114)، «معجم المؤلفين» لكحالة: (3/ 451).
7 - «رحلة ابن بطوطة»: (95، 96).
8 - «الإمام ابن تيمية وموقفه من قضية التأويل» للجنيد: (414)، «حياة ابن تيمية» لبهجة البيطار»: (50).
9 - المصدران السابقان.
في مسألة إقعاد النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على العرش ليس فيها إلاّ حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا، حَكَمَ عليه أهلُ الحديثِ بأنه باطلٌ، وله طَريقٌ موصولةٌ وموقوفةٌ لا يثبت إسنادُها. [انظر: «السلسلة الضعيفة» للألباني: (2/ 255) برقم: (865)].
وابن تيمية -رحمه الله- في هذه المسألة إنما حكى أنّ مِنَ السَّلَفِ مَنْ قال بذلك وأنكرها آخرون، حيث قال في «مجموع الفتاوى» (4/ 374): «قد حَدَّث العلماءُ المرضيُّون وأولياؤُه المقبولون أنّ محمّدًا رسولُ الله يجلسه ربُّه على العرش معه، وروى ذلك محمّد بن فضيل عن الليث عن مجاهد في تفسير ?عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا? [الإسراء: 79]، ذكر ذلك من وجوه أخرى مرفوعة وغير مرفوعة، قال ابن جرير: وهذا ليس مناقضًا لما استفاضت به الأحاديث من أنّ المقام المحمود هو الشفاعة باتفاق الأئمّة من جميع من ينتحل الإسلام ويدّعيه لا يقول إنّ إجلاسه على العرش منكر».
قلت: وما حكاه عنهم ونقله هو صادق فيه، قال ابن حجر في «فتح الباري» (2/ 95): «وقيل إجلاسه على العرش، وقيل على الكرسي، وحكى كِلاَ القولين جماعةٌ»، ولا يلزم من حكاية مذهب مجاهد وغيره القول به والتزامه.
وعلى تقدير التسليم بصِحَّة نِسْبَة هذه المسألة لابن تيمية -رحمه الله- فقد تكلّم فيها جماعةٌ من السَّلَف كمجاهد، ورواه الطبري عن جماعة من السلف ولم ينكر رواية مجاهد في إقعاد النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على العرش، وأيّد كلام مجاهد أبو بكر المروزي وأبو داود السجستاني صاحب السنن، وإبراهيم الحربي ومحمّد بن مصعب العابد شيخ بغداد وخلق كثير.
ولهذا قال ابن تيمية رحمه الله في «درء تعارض العقل والنقل» (3/ 19): «حديث قعود الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على العرش رواه بعض الناس من طُرُقٍ كثيرةٍ مرفوعةٍ وهي كلّها موضوعة، وإنما الثابت أنه عن مجاهد وغيره من السلف، وكان السلف والأئمّة يروونه ولا ينكرونه، ويتلقَّونه بالقَبول، وقد يقال: إنّ مثل هذا لا يقال إلاّ توقيفًا لكن لابدّ من الفرق بين ما ثبت من ألفاظ الرسول وما ثبت من كلام غيره، سواء كان من المقبول أو من المردود».
10 - مطبوع ومتداول، وصدر عن المكتب الإسلامي الطبعة الخامسة مؤرّخة في سنة: (1397ه-1977م).
11 - «مجموع فتاوى» لابن تيمية: (12/ 97).
12 - المصدر السابق: (12/ 65).
13 - «منهاج السنة النبوية» لابن تيمية: (1/ 174).
14 - «مجموع فتاوى» لابن تيمية: (5/ 271)، «بيان تلبيس الجهمية»: (1/ 620).
15 - انظر: «درء تعارض العقل والنقل» لابن تيمية: (7/ 59).
16 - انظر: «القواعد المثلى» لابن عثيمين: (31).
17 - «الردّ على الزنادقة والجهمية» للإمام أحمد بن حنبل: (73) [ضمن عقائد السلف للدكتور سامي النشار].
18 - انظر: «درء تعارض العقل والنقل»: (5/ 327)، و «الصفدية»: (1/ 99)، و «بيان تلبيس الجهمية»: (1/ 597).
19 - «منهاج السنة النبوية» لابن تيمية: (4/ 151).
20 - انظر: «تلبيس الجهمية» لابن تيمية: (1/ 620)، «شرح حديث النزول» لابن تيمية: (7).
21 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (3/ 49).
22 - انظر: «بيان تلبيس الجهمية» لابن تيمية: (1/ 620)، و «منهاج السنة النبوية» لابن تيمية: (4/ 151).
23 - «خزانة الأدب» لابن حجة الحموي: (1/ 192)، «قرى الضيف» لابن أبي الدنيا: (1/ 258).
24 - كان أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ينازع ابن عباس رضي الله عنهما في المسائل ويماريه، فبلغ ذلك عائشة رضي الله عنها فقالت: «إنما مثلك يا أبا سلمة مثل الفروج سمع الديكة تصيح فصاح معها»، يعني أنك لم تبلغ العلم مبلغ ابن عباس وأنت تماريه. [«تاريخ دمشق» لابن عساكر: (29/ 305)، «تنوير الحوالك على موطأ مالك» للسيوطي: 1/ 52 [.
25 - «اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيمية: (1/ 272)، «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (4/ 194).
26 - «مدارج السالكين» لابن القيم: (1/ 435).
المصدر ( http://www.ferkous.com/rep/M24.php)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/428)
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[14 - 12 - 10, 08:29 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[14 - 12 - 10, 08:55 م]ـ
بارك الله فيك
وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[15 - 12 - 10, 08:52 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على النقل المفيد.
التباين يزيد الحق وضوحا ... ومتعة!
وبضدها .. تعرف الأشياء
الاشاعرة مجسمة مشركون مجوس هذه الأمة .. عند الروافض ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/12/blog-post_15.html)
بسم الله الرحمن الرحيم
من المعلوم أن الروافض اليوم فرقة معتزلة وقديما كانوا مجسمة. والاشاعرة فرقة كلامية أسسوا عقائدهم على علم الكلام كالمعتزلة من هذا الباب. إلا أن الأشاعرة المتأخرين أكثر إعتزالا من المتقدمين. بالاضافة الى أن المتأخرين قد غرقوا في التصوف وكالروافض في عبادة القبور فقل أن تجد أشعريا غير صوفي قبوري. وننقل هنا عقيدة الروافض أصحاب التقية في الفرقة الاشعرية. مع العلم أن الامام الاشعري برئ من عقيدة الذين ينتسبون اليه اليوم.
من مقال بعنوان:
الشيعة والآخر (3) .. التفريق بين الفرق الإسلامية / عايض الدوسري
" هذا العالم الشيعي الكبير "المازندراني" يعتقد أنَّ الأشاعرة ( http://www.asha3ira.co.cc/) هم مجوس الأمة، فقد روى هذا العالم حديثاً منسوباً إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو قوله: (القدرية مجوس هذه الأمة). ثم علق عليه، فقال: (هم الأشاعرة ( http://www.asha3ira.co.cc/))[1]. وقال أيضاً: (فالأشاعرة هم أنذل وأنزل من أن يفهموا هذه المعاني) [2].
وأطبق علماء الشيعة على وصف الأشاعرة ( http://www.asha3ira.co.cc/) بالشرك والتجسيم، بسبب إثباتهم بعض الصفات، ووصف الأشاعرة بالشرك والتجسيم يلزم منه وصف كافة أهل السنة والجماعة بالشرك والتجسيم على معتقد الشيعة!
يقول العالم الإمامي الشيعي المازندراني: (الأشاعرة ( http://www.asha3ira.co.cc/) يثبتون له تعالى صفات الجسم ولوازم الجسمية ويتبرؤن من التجسيم .. وهذا تناقض يلتزمون به ولا يبالون، وهذا يدل على عدم تفطنهم لكثير من اللوازم البينة أيضاً، وعندنا هو عين التجسيم) [3].
وقد نسبَ نصير الدين الطوسي، وعلامتهم الحليّ، و محمد حسن ترحيني إلى الأشاعرة ( http://www.asha3ira.co.cc/) الشرك والتعدد في ذات الله، حيث زعموا أنه يلزم الأشعرية من مذهبهم في الصفات وجود قدماء مع الله في الأزل، وهذا شرك وتعدد [4].
وهذا حافظهم "رجب البرسي" -أحد علماء الإمامية- يقول: (وأما الإمامية الإثناعشرية، فإنهم أثبتوا لله الوحدانية، ونفوا عنه الاثنينية، ونهوا عنه المثل والمثيل، والشبه والتشبيه، وقالوا للأشعرية: إن ربنا الذي نعبده ونؤمن به ليس هو ربكم الذي تشيرون إليه، لأن الرب مبرأ عن المثلات، منزه عن الشبهات، متعال عن المقولات) [5].
وذهب الشيخ مصطفى الخميني إلى أنَّ الأشاعرة من المشركين بالله، حيث قال: (ولعمري إن هذه الشبهة ربما أوقعت الأشاعرة في الهلكة السوداء، والبئر الظلماء، حتى أصبحوا مشركين) [6].
وذهب العالم الشيعي "نعمة الله الجزائري" -بناءً على ما تقدم- إلى الحكم على الأشعرية بالكفر، وأنهم مخلدون في النار، بل وجعلهم في درجة أسوء من المشركين الأصليين،!
يقول: (الأشاعرة ( http://www.asha3ira.co.cc/) لم يعرفوا ربهم بوجه صحيح، بل عرفوه بوجه غير صحيح، فلا فرق بين معرفتهم هذه وبين معرفة باقي الكفار) [7].
وقال: (الأشاعرة ( http://www.asha3ira.co.cc/) ومتابعوهم أسوء حالاً في باب معرفة الصانع من المشركين والنصارى .. فمعرفتهم له سبحانه على هذا الوجه الباطل من جملة الأسباب التي أورثت خلودهم في النار مع إخوانهم من الكفار) [7].
المصادر والمراجع:
(1) شرح أصول الكافي – محمد صالح المازندراني (5/ 11).
(2) شرح أصول الكافي (3/ 102).
(3) شرح أصول الكافي (3/ 202).
(4) انظر: شرح الإشارات والتنبيهات- الطوسي، تحقيق: سليمان دنيا (3/ 70) الطبعة الثالثة، دار المعارف. والرسالة السعديّة- الحلي، عناية: محمود المرعشي، عبدالحسين محمد علي بقال (ص 50 - 51). والإحكام في علم الكلام- السيد محمد حسن (ص25) دار الأمير للثقافة والعلوم.
(5) مشارق أنوار اليقين-البرسي، تحقيق: علي عاشور، (ص337) الطبعة الأولى 1419هـ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت.
(6) تفسير القرآن الكريم مفتاح أحسن الخزائن الإلهية- السيد مصطفى الخميني، تحقيق: مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني، (1/ 103). مؤسسة العروج، الطبعة الأولى 1418هـ.
(7) الأنوار النعمانية (2/ 278) " ا. هـ
المصدر: الشيعة والآخر (3) .. التفريق بين الفرق الإسلامية ( http://alburhan.com/articles.aspx?id=3543&selected_id=-3555&page_size=5&links=False) / عايض الدوسري
للفائدة:
الامام الاشعري وشيخه وتلاميذه مجسمة ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/10/blog-post_7473.html) ( بلازم المتأخرين)
دفاع القرطبي عن ابن عبدالبر من اعتداء جهلة الأشعرية ودليل تجسيم الامام الاشعري!!! ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/10/blog-post_28.html)
(http://www.asha3ira.co.cc/2010/10/blog-post_28.html) د. عبد الرحمن دمشقية: الامام الاشعري يثبت الحد! (ملف صوتي) ( http://www.archive.org/download/DimashqiahAsharisLimit/DimashqiahAsharisLimit.mp3)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/429)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[15 - 12 - 10, 08:58 م]ـ
وهذا رابط أفرده في مشاركة لوحده:
ما التجسيم والتشبيه والتمثيل؟ ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/07/blog-post_5917.html)
لن تعرف الحق بحق حتى تعرف الباطل .. ولن تدافع عن معتقدك حتى تفضح مخالفك وتكسره.
وهناك حل من باب: آخر العلاج الكي .. يترك لوقته.
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[15 - 12 - 10, 09:52 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي الحبيب على اضافتك القيمة.(67/430)
كتاب: المنهجية العامة في العقيدة والفقه والسلوك والإعلام
ـ[همام النجدي]ــــــــ[11 - 12 - 10, 09:34 م]ـ
كتاب: المنهجية العامة في العقيدة والفقه والسلوك والإعلام
بأن الأشعرية والماتريدية من أهل السنة
(عرض ونقد)
3 محرم 1432هـ
كتاب هذا الشهر هو كتاب (المنهجية العامة في العقيدة والفقه والسلوك والإعلام بأن الأشعرية والماتريدية من أهل السنة) لعبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي، والكتاب سبق عرض نظيره في تقرير أن التفويض مذهب السلف وأهل الحديث، وأن الأشاعرة هم أهل السنة كما في كتاب (القول التمام) و (أهل السنة الأشاعرة) لكن يزيد المؤلف هنا إلى الأشاعرة الماتريدية، ويزيد أيضا جديداً في مجال التربية والتزكية بجعلها على طريقة المتصوفة، وسنستعرض الكتاب، ونبين ما عليه من مؤاخذات.
أولا: عرض الكتاب
1 - تحت عنوان: أولاً: في التوحيد والعقيدة
قرر المؤلف أن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة، واحتج بأنه بعد ظهور الأشعري والماتريدي لا تكاد تجد أحدا من أهل العلم من المفسرين والمحدثين والفقهاء والأصوليين والمتكلمين واللغويين والمؤرخين والقادة والمصلحين- وذكر جملة من أهل العلم وغيرهم- إلا وهو من المنتسبين لهذين المذهبين، فكيف يكونون مبتدعين ضالين خارجين عن أهل السنة والجماعة، وذكر أقوالاً لطائفة من أهل الحديث والحنابلة في أن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة.
2 - ثم انتقل المؤلف إلى عنوان جديد باسم: متى بدأت الفتنة بين الفريقين وذكر فيه تعاون أهل الحديث والحنابلة مع الأشعرية والماتريدية تجاه المبتدعة والزنادقة، ومظاهر الفساد والانحلال إلى حدثت الفتنة بين الطائفتين في القرن الخامس الهجري، والتي عرفت بفتنة ابن القشيرى وذكر أمثلة للعلاقة الطيبة بين الحنابلة والأشاعرة، وأن الفتنة التي حصلت تلقي بظلالها على العلاقة بين أهل السنة في وقتنا المعاصر مع أننا في حاجة إلى الألفة والاتحاد في وجه أعدائنا الذين تكالبوا علينا.
3 - وفي ختام المبحث السابق قال المؤلف: تنبيه مهم جدًّا. وأورد فيه سؤالين وأجاب عنهما الأول أنه كيف تجعل الفرقة الناجية ثلاث فرق مع أن الفرقة الناجية لا بد أن تكون واحدة فأجاب بأن التعدد لا يمنع من الانتماء للفرقة الناجية فيمكن أن يكون المنتمون إليها محدثين وفقهاء ومفسرين وحنفية ومالكية ومصريين وشاميين ... إلخ
ثم أورد على نفسه سؤالاً ثانياً بأن هذا التعدد ليس في العقائد بل في الفروع فأجاب أن الاختلاف بين المذاهب الثلاثة ليس في أصول العقائد بل بعضه في الفرعيات والبعض الآخر- وهو الأكثر- اختلاف لفظي لا حقيقي وأراد أن يدلل على ذلك باستعراض أحد مسائل الخلاف بين الطائفتين وهي مسألة الأسماء والصفات، وأفردها بالبحث تحت عنوان: مسألة الصفات أنموذجاً.
4 - في المبحث المشار إليه آنفا ذكر ما اتفق عليه الحنابلة وأهل الحديث والأشاعرة والماتريدية في باب الأسماء والصفات من أن الله تعالى له الأسماء الحسنى والصفات العليا وأنه منزه عن صفات النقص بأي وجه من الوجوه، وأنه واحد في أسمائه وصفاته لا يشابه خلقه في شيء إلى غير ذلك، ثم ذكر بعض كلام الحنابلة وأهل الحديث في نفي الجسمية عن الله ولوازمها، ثم ذكر طائفة من أقوال الأشاعرة والماتريدية في ذلك، ثم بعد ذلك قال: إنهم اختلفوا في مسألة جزئية فرعية وهي أن هناك آيات وأحاديث يوهم ظاهرها التجسيم أو التشبيه كالوجه واليد والمجيء فالمجسمة حملوها على مقتضى الحس وظاهر اللغة وأهل الحديث والحنابلة قالوا: نثبتها لله مع تنزيهه عن الجسمية ونكل العلم بحقيقتها إلى الله تعالى وبعضهم يسمي ذلك إثباتاً وبعضهم يسميه تفويضاً، وبعضهم يسميه تفويض معنى، وآخرون يسمونه تفويض كيفية، وغيرهم يسميه تفويض حقيقة وكنه، ثم ذكر طائفة من أقوالهم في التفويض ثم ذكر أن للأشاعرة طريقتين: الأولى كطريقة أهل الحديث والحنابلة والثانية هي التأويل لهذه النصوص بما يليق بالله تعالى ويتناسب مع اللغة، وذكر جملة من أقوال الأشاعرة في ذلك، وختم هذا المبحث بذكر نماذج من تأويلات السلف.
وفي القسم الثاني من الكتاب وهو في الفقه والأحكام تناول عدة مسائل وهي:
1 - بين الفقه والحديث
2 - الفقه ثمرة الحديث
3 - أهمية معرفة فقه الحديث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/431)
4 - فوضى فقهية معاصرة، وذكر صوراً من هذه الفوضى الفقهية في هذا الزمان كهجر كتب الفقه المذهبي إلى كتب الظاهرية أو إلى استنباط الأحكام من كتب الحديث، أو تدريس كتب الفقه دون مراعاة ما كان عليه الأئمة من التدرج في سلم التعلم أو التوسع في المسائل، وبيان الراجح في كل مسألة إلى غير ذلك.
ثم انتقل المؤلف إلى بيان المنهجية العامة في الفقه بدراسة الفقه على أحد المذاهب الأربعة بتدرج، فيبدأ بمتن مختصر ثم متوسط ثم مطول ثم الشروح والحواشي ثم الفقه المقارن، ثم تناول مسألتين الأولى حكم الخروج عن المذاهب الربعة والثانية حكم خروج المرء عن مذهبه.
ثم قال المؤلف: تنبيه مهم جدًّا. وذكر أنه توجد مسائل كثيرة من مسائل الفروع والأحكام والفقه يظنها البعض من مسائل المعتقد والأصول، وأخذ نموذجاً على ذلك موضوع التوسل، وذكر أنه ثلاثة أقسام مشروع باتفاق وممنوع باتفاق ومختلف فيه، وهذا الذي توسع فيه فذكر اختلاف العلماء فيه على ثلاثة أقوال المشروعية والمنع والثالث مشروعيته في حق النبي صلى الله عليه وسلم، ثم سرد أقوال المذاهب الأربعة ونقل كلاماً للشوكاني في جوازه، وختم المبحث بأن المسألة خلافية وأنه لا إنكار في مسائل الخلاف.
وأما القسم الثالث من أقسام الكتاب فكان عن التزكية والسلوك وذكر فيه أن الطريق لتحقيق مقام الإحسان يكون بالتزكية والسلوك وأن الأئمة على مر العصور كانوا يسمونه بعلم التصوف، ثم ذكر معناه وأهميته وذكر المنحرفين عن التصوف الحق ثم ذكر جملة من أقوال العلماء في مدح التصوف الحق وأهله، ثم تحدث عن موضوع كرامات الأولياء وذكر بعض كرامات الأولياء ثم ذكر الخلاصة في المنهجية العامة في السلوك بالاهتمام بتربية النفس وتزكيتها بالعلم والعمل والتخلية والتحلية حتى يصل إلى مقام الإحسان وأن ذلك لابد أن يكون على يد شيخ مربي.
ثانيا المؤاخذات على الكتاب
1 - دعواه أن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة وهذه مغالطة؛ لأن الأشاعرة والماتريدية يخالفان السلف في مسائل عديدة من مسائل الاعتقاد كمسائل الإيمان والأسماء والصفاتوغيرها، ولذلك فلا يعدون من أهل السنة والجماعة وإن كانوا أقرب الفرق إليهم.
2 - ما ادعاه بأن أكثر أهل العلم بعد ظهور الأشعري والماتريدي كانوا إما أشاعرة أو ماتريدية قول فيه نظر.
وقد كانت هناك أسباب معينة ساهمت في نشر هذين المذهبين وانتشارهما كتبني بعض الدول والخلافات لهذه المذاهب واعتناق بعض الأمراء لها.
ثم لنتساءل على أي المذاهب كان الصحابة والتابعون ومن بعدهم وعلى أي المذاهب كان الأئمة الأربعة والليث بن سعد والأوزاعي وإسحاق بن راهويه والبخاري ومسلم وأصحاب السنن الأربعة وغيرهم الكثير والكثير قبل ظهور مذهب الأشاعرة والماتريدة وبعده؟ هؤلاء جميعا وغيرهم كانوا على مذهب أهل السنة والجماعة.
3 - ثم إن قول المؤلف: إن الأشاعرة والماتريدية هم نقلة الدين والطعن فيهم طعن في الدين. ويقيسهم على الصحابة في ذلك، فهذا غير صحيح، فإذا كان الأشعري نفسه تراجع عن عقيدته التي يتمسك بها الأشاعرة، وإذا كان بعض أئمة المتكلمين من الأشاعرة وغيرهم اعترفوا بالحيرة والاضطراب وأعلنوا الرجوع والتوبة، فعن أي شيء تراجعوا ومن أي شيء تابوا؟!
يقول ابن خويز منداد من المالكية: أهل الأهواء عند مالك ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000206) وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويهجر ويؤدب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب منها. [جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/ 96]
وقال أبو العباس بن سريج الشافعي: لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة، بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل [اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/432)
وقال أبو الحسن الكرجي الشافعي: لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000024) ويتبرءون مما بنى الأشعري ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000024) مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت من عدة من المشايخ والأئمة. [درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية 2/ 96]
وقد بدَّع الإمام أحمد ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000016) بن حنبل ابن كلاب ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000022) وأمر بهجره، ويعد ابن كلاب المؤسس الحقيقي للمذهب الأشعري، وموقف الحنابلة منهم وخلافهم معهم مشهور.
لذا فمحاولة المؤلف إظهار أن سبب الخلاف بين أهل الحديث والحنابلة من جهة والأشعرية والماتريدية من جهة أخرى هو فتنة ابن القشيري كلام مردود فالخلاف قبله.
4 - محاولة المؤلف الإجابة على جعل الفرقة الناجية فرقاً ثلاثة كلام لا يسلم له فكون الشخص منتسباً إلى علم من العلوم كمفسر أو فقيه أو أصولي أو إلى بلد كمصري ومكي وشامي لا ينافي كونه من الفرقة الناجية لاتحاد المنهج، بخلاف انتساب فرقة تباين منهج الفرقة الناجية في كثير من معتقداتها، وهذا الاختلاف ليس كما قال خلاف في الفروع أو خلاف لفظي بل هو خلاف في الأصول وهو خلاف حقيقي.
ثم ذكر مسألة الأسماء والصفات أنموذجاً، ووقع فيها خلط في جعل مذهب أهل الحديث هو التفويض والتسوية بين تفويض المعنى وتفويض الكيفية وتفويض الحقيقة وبين الإثبات وقال: لا تهمنا التسمية. وذكر أقوالاً جعلها في التفويض، وهي في الإثبات ليذيب الفارق بين مذهب أهل السنة وغيرهم، ويميع معالم معتقدهم في أسماء الله وصفاته، ويدل على ذلك أنه قال: وأما الأشاعرة فلهم في ذلك طريقان: الأولى كطريقة أهل الحديث والحنابلة [يعني التفويض] والثانية: هي تأويل هذه النصوص ... إلخ والكلام عن التفويض والتأويل معروف، وسبق الكلام عنه والرد على الادعاء بأن السلف أولوا بعض الصفات.
5 - في القسم الثاني من الكتاب وهو المنهجية في الفقه والأحكام تكلم تحت عنوان: تنبيه مهم جدًّا. ما حاصله أن هناك مسائل كثيرة من الفروع والأحكام والفقه يظنها البعض من مسائل المعتقد والأصول وليست كذلك وضرب مثالا بالتوسل وبعد عرض المسألة وخلاف أهل العلم فيها ونقل بعض أقوال من المذاهب الأربعة قال: وإذا كان الأمر كذلك فالقاعدة في ذلك هي: لا إنكار في مسائل الخلاف. ومقصد المؤلف واضح من هذا العرض، ويكفي أن نقول: إن جمهور أهل العلم على عدم الجواز وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وهذا الذي تشهد له الأدلة وتسد به ذرائع الشرك. والقاعدة التي ذكرها صوابها: لا إنكار في مسائل الاجتهاد وهي التي ليس فيها دليل يجب العمل به وجوباً ظاهراً، أما مسائل الخلاف فإن كانت تخالف سنة أو إجماعاً وجب الإنكار، وإن لم تكن كذلك فإنه ينكر بمعنى أن يبين ضعفه، كما قرر ذلك شيخ الإسلام.
6 - في القسم الثالث من الكتاب وهو المنهجية في التزكية والسلوك حصر طريق التزكية في التصوف وقرر أن الأئمة كانوا يسمون ذلك بعلم التصوف على مر العصور، وأخذ يذكر أهمية التصوف وثناء بعض العلماء عليه مع أن هذا قد يكون منطبقاً على طائفة متقدمة من الزهاد والعباد لم تخرج عن حدود الشرع، أما حال كثير من المتأخرين- على حد تعبير المؤلف- فالغالب عليه الانحراف، كما قرر هو ذلك، ليس في السلوك فحسب بل في المعتقد أيضاً حتى عدَّهم بعض المصنفين من الفرق، فلماذا حصر طريق التزكية في التصوف وقد دخله ما دخله وعلم حال غالب المتصوفة من مخالفة صريحة للكتاب والسنة وطريق السلف.
7 - ثم تحدث المؤلف عن الكرامات وإثباتها وضرب أمثلة من الكرامات نقلت عن شيخ الإسلام دون أن يذكر اسمه؛ ليقول: إن هذه الكرامات لما نقلت عن شيخ الإسلام قبلت، ولو نقلت عن غيره لأنكرت، وكأن المؤلف يريد أن يفتح الباب على مصراعيه أمام خرافات الصوفية وخزعبلاتهم وما وقع لهم من خلل في موضوع الكرامة والولاية، ثم إن شيخ الإسلام لم يَدَّعِ معرفة الغيب كما قال عنه: ومَن هذا الشيخ الذي يدعي علم الغيب. إنما هي فراسة كما سماها تلميذاه واستقراء للسنن الربانية وتنزيلها على أرض الواقع، وبعض ما ذكر عنه من كراماته.
8 - ثم تكلم على السلوك على يد شيخ مربٍّ وهذا يفهم منه أنه على طريقة الصوفية (المريد والشيخ) بدليل ما قدمه في هذا المبحث من نقولات عن بعض المتصوفة.
نعم المسلم يحتاج إلى من يتلقى عنه العلم والإيمان والقرآن كما تلقى ذلك الصحابة من الرسول صلى الله عليه وسلم وتلقاه عن الصحابة التابعون، ولكن لا يتعين ذلك في شخص معين ولا يحتاج الإنسان أن ينتسب إلى شيخ معين يوالي على متابعته ويعادى على ذلك ويتابعه حتى على زلاته.
بالإضافة إلى ما دخل هذا الباب عند الصوفية من انحرافات.
هذه أهم المؤاخذات على الكتاب، والله الموفق للصواب.
موقع الدرر السنية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/433)
ـ[أبومعاذ الاثري]ــــــــ[13 - 12 - 10, 09:41 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع الله بك
ونرجوا من كل من يعلم رد على هذا الرجل أن يضعه هنا حتى تعم الفائدة فالرجل له بحوث تضمنت شبهات تدعوا إلى التصوف والتمشعر
وهذا تعريف مختصر بعبدالفتاح اليافعي
لقد وجدت بيان لاحدى الإخوة واسمه أبو إسحاق الحضرمي وضح حال عبدالفتاح اليافعي الذي له أبحاث تدعوا إلى التصوف والتمشعر وهناك من يقوم بنشر أبحاثه في منتديات سنية ويظهر أن هذه المسائل فيها خلاف وبالتالي لاينكر على المخالف فحتى لايغتر بهذا الرجل ننقل ما قيل فيه
قال الأخ/ أبو إسحاق الحضرمي حفظه الله:
الشيخ عبد الفتاح اليافعي له منهج غريب جداً بالنسبة إليَّ بحسب ما تيسَّر لي من الوقوف على بعض كتابته في بعض المنتديات، وبحسب معرفتي ببعض من جلس إليه، أو بعض من تأثر به، وبعض من يعرفه قبل أن ينتهج هذا المنهج، فقد كان من أهل السنة، وبعد ذهابه إلى قطر لا أدري كيف تغيَّر، وقد اطلعتُ على مقال لأحد الإخوة بعنوان (شهادتي على الشيخ عبد الفتاح اليافعي) للأخ خالد الحدرمي، وهاك هو:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه .. وبعد
فقد كثُر الكلامُ بين طلبة العلم وغيرهم عن حقيقة منهج الشيخ عبد الفتاح اليافعي وعقيدته، بين نافٍ أن يكون صوفيّاً أشعرياً ومثبتٍ لذلك، حتى آل الأمرُ إلى حدّ التكذيب بين الطرفين، ويعود السبب في نظري إلى إفراط الشيخ في استخدام التورية، وامتناعه عن التصريح بحقيقة دعوته ومنهجه بقولٍ فصلٍ يقطع التخرّص والخصومة.
وقد طلب مني بعضُ الإخوان أن أدليَ بشهادتي في تلك المسائل؛ بحكم علاقتي به، وموافقتي السابقة له، فرأيتُ ذلك واجباً عليّ لا يجوز لي الإخلال به، غير أنّي راسلت الشيخ مخبراً له بواقع الحال، وطالباً منه أن يقطع هو في المسألة ببيانٍ صريحٍ واضحٍ يوضِّح فيه منهجَه وعقيدتَه. فأجابني بقوله:
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ / خالد الحدرمي رعاكم الله
السلام عليكم وبعد:
فقل ما ترى أنه يقربك إلى الله لا إلى خلقه
وأرجو أن تنقل الصورة متكاملة من غير زيادة أو نقص أو تبديل وتذكر أنها شهادة ستسأل عنها بين يدي الله (ستكتب شهادتهم ويسألون)
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والرشاد
أخوكم /عبد الفتاح اليافعي
فاستعنت اللهَ تعالى في كتابة هذه الشهادة التي لستُ معنيّاً فيها بذكر بما يراه من مآخذ آرائه وأدلتها، أو الردِّ عليها وإبطالها، ولا ما قد ذكره في أبحاثه المنشورة في النت (إلا ما رأيته على خلاف الواقع)؛ بل غاية هذه الشهادة: ذكرُ حقيقة أقواله مجرّدة؛ فصلاً للمهاترات الكلاميّة، وقطعاً للتخرّص، وإبراءً للذمة، ونصحاً للأمة، فيحيى بعدها من حيّ عن بيّنة، ويهلك من هلك عن بيّنة.
فأقول والله على ذلك شهيد:
أما الأشعرية؛ فهو أشعريٌّ يوافق الأشاعرة في أصول العقائد المشهورة، ولا يخرج فيها عن أحد أقوالهم، فهو يصحّح القول بأن الله لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال، ويجوِّز تأويلاتهم للصفات، وإن كان يختار لنفسه التفويض، ويقول بالكلام النفسي، وبخلق القرآن الذي بين أيدينا على نحو ما يقرره ويفصّل فيه أكثر الأشاعرة في هذه المسألة، وينفي الصفات الاختيارية التي يسمونها بحلول الحوادث، ويوافقهم في مسائل الإيمان، والتحسين والتقبيح، والكسب .. وغير ذلك.
وأما الصوفية؛ فهو صوفيٌّ على طريقة من يراهم (أهل الاعتدال) منهم، وينكر القول بالوحدة، والحلول والاتحاد، ويوافق الصوفيةَ في أغلب ما عدا ذلك أو يصحّح لهم، ويدافع عنهم؛ خصوصاً في المسائل الفقهية الخلافية، أو مسائل البدع والمحدثات، كالتّوسل بالذوات، أو التّبرك بالصالحين وبقبورهم، أو الموالد والسماع الصوفي، أو الأذكار والأوراد الخاصة بهم .. ونحو ذلك.
وأما الاستغاثة بالنبيّ أو الوليّ الميت ودعاؤه ونداؤه والطلب منه على الصفة المعروفة المشهورة بين الصوفية وغيرهم، والتي عليها مدار كلام العلماء؛ فهي جائزة عنده، ولا يكون منها شركاً إلا ما كان ملازماً لاعتقاد أن يكون المدعو إلهاً من دون الله أو شريكاً معه.
وأما الموالد والسماع؛ فهو يجيز ذلك ويشارك في فعله ومزاولته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/434)
وأما علاقته بعمر بن حفيظ؛ فتربطه به علاقةُ احترامٍ ومودةٍ وزيارة، وقد اتخذه شيخاً له في التربية والسلوك على الطريقة المعروفة عند الصوفية بين المريد وشيخه، ويشاركه زيارة نبي الله هود عليه السلام في حضرموت.
وأما شيخ الإسلام ابن تيمية؛ فهو يثني عليه في الجملة، ويترحّم عليه، ولا يرضى قول غلاة الأشاعرة والمتصوِّفة بتكفيره، وأما الحكم على عينه بأنه مجسّم، فله بحثٌ في ذلك ذكر النصوص الدالة على التجسيم في زعمه، والنصوص الدالة على نقيض ذلك، ورجّح الأخير من باب حسن الظن به، وأما مذهبه في الصفات فيلزم منه التجسيم عنده، ويسمي مذهبه في كثيرٍ من مسائل الصفات بمذهب المجسِّمة، ولا يراه داخلاً في أهل الحق من أهل السنة والجماعة.
وأما من يسمّيهم بالسلفية أو الوهابية ومن اعتقد عقائدهم في مسائل الصفات، والتوحيد والشرك؛ فليسوا جميعاً عنده من أهل السنة والجماعة إلا على المصطلح الذي يقابل الشيعة فقط.
وأما علاقته بجماعة الإخوان المسلمين؛ فليس هو إخوانياً، ولا يحب الانتماءَ إليهم، ولا يرتضي كثيراً من منهجيتهم في الدعوة إلى الله تعالى.
وأما أبحاثه وكتبه، فقد قرأت معظمها المنشورَ منها وغير المنشور، وهي في الأكثر الغالب تتعلق بالمسائل الفرعيّة الخلافية بين من يسميهم بالسلفية من جهة، والصوفية ومقلِّدة المذاهب من جهة أخرى، وهو يميل في غالبها إن لم يكن جميعها إلى الجهة الثانية، وينشرها بطريقة الدراسة الفقهية المقارنة.
وأما أبحاثه في العقائد والإلهيات؛ فقليلة، وهو – في نظري – قصير الباع فيها يعتمد على جمع الأقوال دون تحريرٍ لأصل المسألة، ويتلقّف أقوال الأشاعرة في الغالب على جهة التسليم، مع تقصيرٍ وتفريطٍ في البحث والنظر في كتب مخالفيهم وحججهم وأدلتهم، ومدى موافقتها لمنهج السلف أو مخالفته، حتى أن المنصِف المطّلع على كلامه في بعض تلك المسائل العقائدية؛ ليحكم بعدم تأهّله لاختيار أحد القولين بطريق النظر والاستدلال، فضلاً عن الدعوة إليه أو اتهام مخالفه والحكم عليه.
وأما المؤسسة والداعمين لها؛ فهو يعتزم إقامتها، ولا أعلم أحداً إلى الآن تبنى دعمها، غير أنه عرض ذلك على علي الجفري، فوعده خيراً.
وأما دعوته للاجتماع والتقريب والاعتدال في الحكم على المخالف؛ فهو يردِّد ذلك في مجالسه الخاصة والعامة، وسمعته يكثر الدعاء به، حتى كان ذلك عندي من أعجب المفارقات مع ما تقدّم من آرائه ونظرته للمخالفين له، ومنهجيّتة في الدعوة إلى تلك الدعوة.
هذا ما حضرني وقت كتابة هذه الشهادة، والله أسأل أن يجعلها خالصةً لوجهه الكريم، وأن يصلح أحوال المسلمين، ويجمع كلمتهم على الحق والهدى والرشاد الذي كان عليه سلف هذه الأمة وأئمتها.
وصلى الله وسلّم على سيدنا وحبيبنا محمدٍ وعلى آله وصحبه.
وكتبه
خالد علي جابر الحدرمي
http://www.asha3ira.co.cc/2010/05/blog-post_8095.html
منقول من:
المجلس اليمني
http://www.ye1.org/vb/showthread.php?t=185545
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[13 - 12 - 10, 11:25 ص]ـ
جزاكما الله خيرا
تم تغذية المقال الاصل بروابط (كشف و رد) داخل النص. أرجو تصفحها
المنهجية العامة في العقيدة والفقه والسلوك والإعلام بأن الأشعرية والماتريدية من أهل السنة (عرض ونقد) ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/12/blog-post_13.html)
بسم الله
كتاب: المنهجية العامة في العقيدة والفقه والسلوك والإعلام
بأن الأشعرية والماتريدية من أهل السنة
(عرض ونقد)
3 محرم 1432هـ
كتاب هذا الشهر هو كتاب (المنهجية العامة في العقيدة والفقه والسلوك والإعلام بأن الأشعرية والماتريدية من أهل السنة ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/12/blog-post_13.html)) لعبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي، ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/05/blog-post_8095.html) والكتاب سبق عرض نظيره في تقرير أن التفويض مذهب السلف وأهل الحديث، وأن الأشاعرة هم أهل السنة كما في كتاب (القول التمام) ( http://www.asha3ira.co.cc/2009/08/blog-post_14.html) و (أهل السنة الأشاعرة) ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/08/blog-post_6028.html) لكن يزيد المؤلف هنا إلى الأشاعرة الماتريدية، ويزيد أيضا جديداً في مجال التربية والتزكية بجعلها على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/435)
طريقة المتصوفة، وسنستعرض الكتاب، ونبين ما عليه من مؤاخذات.
أولا: عرض الكتاب
1 - تحت عنوان: أولاً: في التوحيد والعقيدة
قرر المؤلف أن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة، واحتج بأنه بعد ظهور الأشعري والماتريدي لا تكاد تجد أحدا من أهل العلم من المفسرين والمحدثين والفقهاء والأصوليين والمتكلمين واللغويين والمؤرخين والقادة والمصلحين- وذكر جملة من أهل العلم وغيرهم- إلا وهو من المنتسبين لهذين المذهبين، فكيف يكونون مبتدعين ضالين خارجين عن أهل السنة والجماعة، ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_17.html) وذكر أقوالاً لطائفة من أهل الحديث والحنابلة في أن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة.
2 - ثم انتقل المؤلف إلى عنوان جديد باسم: متى بدأت الفتنة بين الفريقين وذكر فيه تعاون أهل الحديث والحنابلة مع الأشعرية والماتريدية تجاه المبتدعة والزنادقة، ومظاهر الفساد والانحلال إلى حدثت الفتنة بين الطائفتين في القرن الخامس الهجري، والتي عرفت بفتنة ابن القشيرى وذكر أمثلة للعلاقة الطيبة بين الحنابلة والأشاعرة، وأن الفتنة التي حصلت تلقي بظلالها على العلاقة بين أهل السنة في وقتنا المعاصر مع أننا في حاجة إلى الألفة والاتحاد في وجه أعدائنا الذين تكالبوا علينا.
3 - وفي ختام المبحث السابق قال المؤلف: تنبيه مهم جدًّا. وأورد فيه سؤالين وأجاب عنهما الأول أنه كيف تجعل الفرقة الناجية ثلاث فرق مع أن الفرقة الناجية لا بد أن تكون واحدة فأجاب بأن التعدد لا يمنع من الانتماء للفرقة الناجية فيمكن أن يكون المنتمون إليها محدثين وفقهاء ومفسرين وحنفية ومالكية ومصريين وشاميين ... إلخ
ثم أورد على نفسه سؤالاً ثانياً بأن هذا التعدد ليس في العقائد بل في الفروع فأجاب أن الاختلاف بين المذاهب الثلاثة ليس في أصول العقائد بل بعضه في الفرعيات والبعض الآخر- وهو الأكثر- اختلاف لفظي لا حقيقي وأراد أن يدلل على ذلك باستعراض أحد مسائل الخلاف بين الطائفتين وهي مسألة الأسماء والصفات، وأفردها بالبحث تحت عنوان: مسألة الصفات أنموذجاً.
4 - في المبحث المشار إليه آنفا ذكر ما اتفق عليه الحنابلة وأهل الحديث والأشاعرة والماتريدية في باب الأسماء والصفات من أن الله تعالى له الأسماء الحسنى والصفات العليا وأنه منزه عن صفات النقص بأي وجه من الوجوه، وأنه واحد في أسمائه وصفاته لا يشابه خلقه في شيء إلى غير ذلك، ثم ذكر بعض كلام الحنابلة وأهل الحديث في نفي الجسمية عن الله ولوازمها، ثم ذكر طائفة من أقوال الأشاعرة والماتريدية في ذلك، ثم بعد ذلك قال: إنهم اختلفوا في مسألة جزئية فرعية وهي أن هناك آيات وأحاديث يوهم ظاهرها التجسيم ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/07/blog-post_5917.html) أو التشبيه كالوجه واليد والمجيء فالمجسمة حملوها على مقتضى الحس وظاهر اللغة وأهل الحديث والحنابلة قالوا: نثبتها لله مع تنزيهه عن الجسمية ونكل العلم بحقيقتها إلى الله تعالى وبعضهم يسمي ذلك إثباتاً وبعضهم يسميه تفويضاً، ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/07/blog-post_1266.html) وبعضهم يسميه تفويض معنى، وآخرون يسمونه تفويض كيفية، وغيرهم يسميه تفويض حقيقة وكنه، ثم ذكر طائفة من أقوالهم في التفويض ثم ذكر أن للأشاعرة طريقتين: الأولى كطريقة أهل الحديث والحنابلة والثانية هي التأويل ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/07/blog-post_5953.html) لهذه النصوص بما يليق بالله تعالى ويتناسب مع اللغة، وذكر جملة من أقوال الأشاعرة في ذلك، وختم هذا المبحث بذكر نماذج من تأويلات السلف.
وفي القسم الثاني من الكتاب وهو في الفقه والأحكام تناول عدة مسائل وهي:
1 - بين الفقه والحديث
2 - الفقه ثمرة الحديث
3 - أهمية معرفة فقه الحديث
4 - فوضى فقهية معاصرة، وذكر صوراً من هذه الفوضى الفقهية في هذا الزمان كهجر كتب الفقه المذهبي إلى كتب الظاهرية أو إلى استنباط الأحكام من كتب الحديث، أو تدريس كتب الفقه دون مراعاة ما كان عليه الأئمة من التدرج في سلم التعلم أو التوسع في المسائل، وبيان الراجح في كل مسألة إلى غير ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/436)
ثم انتقل المؤلف إلى بيان المنهجية العامة في الفقه بدراسة الفقه على أحد المذاهب الأربعة بتدرج، فيبدأ بمتن مختصر ثم متوسط ثم مطول ثم الشروح والحواشي ثم الفقه المقارن، ثم تناول مسألتين الأولى حكم الخروج عن المذاهب الربعة والثانية حكم خروج المرء عن مذهبه ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/12/pdf.html).
ثم قال المؤلف: تنبيه مهم جدًّا. وذكر أنه توجد مسائل كثيرة من مسائل الفروع والأحكام والفقه يظنها البعض من مسائل المعتقد والأصول، وأخذ نموذجاً على ذلك موضوع التوسل، وذكر أنه ثلاثة أقسام مشروع باتفاق وممنوع باتفاق ومختلف فيه، وهذا الذي توسع فيه فذكر اختلاف العلماء فيه على ثلاثة أقوال المشروعية والمنع والثالث مشروعيته في حق النبي صلى الله عليه وسلم، ثم سرد أقوال المذاهب الأربعة ونقل كلاماً للشوكاني في جوازه، وختم المبحث بأن المسألة خلافية وأنه لا إنكار في مسائل الخلاف.
وأما القسم الثالث من أقسام الكتاب فكان عن التزكية والسلوك ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_16.html) وذكر فيه أن الطريق لتحقيق مقام الإحسان يكون بالتزكية والسلوك وأن الأئمة على مر العصور كانوا يسمونه بعلم التصوف، ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_16.html) ثم ذكر معناه وأهميته وذكر المنحرفين عن التصوف الحق ثم ذكر جملة من أقوال العلماء في مدح التصوف الحق وأهله، ثم تحدث عن موضوع كرامات الأولياء وذكر بعض كرامات الأولياء ثم ذكر الخلاصة في المنهجية العامة في السلوك بالاهتمام بتربية النفس وتزكيتها بالعلم والعمل والتخلية والتحلية حتى يصل إلى مقام الإحسان وأن ذلك لابد أن يكون على يد شيخ مربي.
ثانيا المؤاخذات على الكتاب
1 - دعواه أن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة ( http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=86) وهذه مغالطة؛ لأن الأشاعرة والماتريدية يخالفان السلف في مسائل عديدة من مسائل الاعتقاد كمسائل الإيمان والأسماء والصفاتوغيرها، ولذلك فلا يعدون من أهل السنة والجماعة وإن كانوا أقرب الفرق إليهم.
2 - ما ادعاه بأن أكثر أهل العلم بعد ظهور الأشعري والماتريدي كانوا إما أشاعرة أو ماتريدية قول فيه نظر.
وقد كانت هناك أسباب معينة ساهمت في نشر هذين المذهبين وانتشارهما كتبني بعض الدول والخلافات لهذه المذاهب واعتناق بعض الأمراء لها.
ثم لنتساءل على أي المذاهب كان الصحابة والتابعون ومن بعدهم وعلى أي المذاهب كان الأئمة الأربعة والليث بن سعد والأوزاعي وإسحاق بن راهويه والبخاري ومسلم وأصحاب السنن الأربعة وغيرهم الكثير والكثير قبل ظهور مذهب الأشاعرة والماتريدة وبعده؟ هؤلاء جميعا وغيرهم كانوا على مذهب أهل السنة والجماعة.
3 - ثم إن قول المؤلف: إن الأشاعرة والماتريدية هم نقلة الدين والطعن فيهم طعن في الدين. ويقيسهم على الصحابة في ذلك، فهذا غير صحيح، فإذا كان الأشعري نفسه تراجع عن عقيدته التي يتمسك بها الأشاعرة، وإذا كان بعض أئمة المتكلمين من الأشاعرة وغيرهم اعترفوا بالحيرة والاضطراب وأعلنوا الرجوع والتوبة، فعن أي شيء تراجعوا ومن أي شيء تابوا؟!
يقول ابن خويز منداد من المالكية: أهل الأهواء عند مالك ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000206) وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويهجر ويؤدب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب منها. [جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/ 96]
وقال أبو العباس بن سريج الشافعي: لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة، بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل [اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/437)
وقال أبو الحسن الكرجي الشافعي: لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000024) ويتبرءون مما بنى الأشعري ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000024) مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت من عدة من المشايخ والأئمة. [درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية 2/ 96]
وقد بدَّع الإمام أحمد ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000016) بن حنبل ابن كلاب ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000022) وأمر بهجره، ويعد ابن كلاب المؤسس الحقيقي للمذهب الأشعري، وموقف الحنابلة منهم وخلافهم معهم مشهور.
لذا فمحاولة المؤلف إظهار أن سبب الخلاف بين أهل الحديث والحنابلة من جهة والأشعرية والماتريدية من جهة أخرى هو فتنة ابن القشيري كلام مردود فالخلاف قبله. ( http://www.asha3ira.co.cc/p/blog-page_24.html)
4- محاولة المؤلف الإجابة على جعل الفرقة الناجية فرقاً ثلاثة كلام لا يسلم له فكون الشخص منتسباً إلى علم من العلوم كمفسر أو فقيه أو أصولي أو إلى بلد كمصري ومكي وشامي لا ينافي كونه من الفرقة الناجية لاتحاد المنهج، بخلاف انتساب فرقة تباين منهج الفرقة الناجية في كثير من معتقداتها، وهذا الاختلاف ليس كما قال خلاف في الفروع أو خلاف لفظي بل هو خلاف في الأصول وهو خلاف حقيقي.
ثم ذكر مسألة الأسماء والصفات أنموذجاً، ووقع فيها خلط في جعل مذهب أهل الحديث هو التفويض والتسوية بين تفويض المعنى وتفويض الكيفية وتفويض الحقيقة وبين الإثبات وقال: لا تهمنا التسمية. وذكر أقوالاً جعلها في التفويض، وهي في الإثبات ليذيب الفارق بين مذهب أهل السنة وغيرهم ( http://www.asha3ira.co.cc/p/blog-page_24.html)، ويميع معالم معتقدهم في أسماء الله وصفاته، ويدل على ذلك أنه قال: وأما الأشاعرة فلهم في ذلك طريقان: الأولى كطريقة أهل الحديث والحنابلة [يعني التفويض] والثانية: هي تأويل هذه النصوص ... إلخ والكلام عن التفويض والتأويل معروف، وسبق الكلام عنه والرد على الادعاء بأن السلف أولوا بعض الصفات.
5 - في القسم الثاني من الكتاب وهو المنهجية في الفقه والأحكام تكلم تحت عنوان: تنبيه مهم جدًّا. ما حاصله أن هناك مسائل كثيرة من الفروع والأحكام والفقه يظنها البعض من مسائل المعتقد والأصول وليست كذلك وضرب مثالا بالتوسل وبعد عرض المسألة وخلاف أهل العلم فيها ونقل بعض أقوال من المذاهب الأربعة قال: وإذا كان الأمر كذلك فالقاعدة في ذلك هي: لا إنكار في مسائل الخلاف. ومقصد المؤلف واضح من هذا العرض، ويكفي أن نقول: إن جمهور أهل العلم على عدم الجواز وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وهذا الذي تشهد له الأدلة وتسد به ذرائع الشرك. والقاعدة التي ذكرها صوابها: لا إنكار في مسائل الاجتهاد وهي التي ليس فيها دليل يجب العمل به وجوباً ظاهراً، أما مسائل الخلاف فإن كانت تخالف سنة أو إجماعاً وجب الإنكار، وإن لم تكن كذلك فإنه ينكر بمعنى أن يبين ضعفه، كما قرر ذلك شيخ الإسلام.
6 - في القسم الثالث من الكتاب وهو المنهجية في التزكية والسلوك حصر طريق التزكية في التصوف ( http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=112) وقرر أن الأئمة كانوا يسمون ذلك بعلم التصوف على مر العصور، وأخذ يذكر أهمية التصوف وثناء بعض العلماء عليه مع أن هذا قد يكون منطبقاً على طائفة متقدمة من الزهاد والعباد لم تخرج عن حدود الشرع، أما حال كثير من المتأخرين- على حد تعبير المؤلف- فالغالب عليه الانحراف، كما قرر هو ذلك، ليس في السلوك فحسب بل في المعتقد أيضاً حتى عدَّهم بعض المصنفين من الفرق، فلماذا حصر طريق التزكية في التصوف وقد دخله ما دخله وعلم حال غالب المتصوفة من مخالفة صريحة للكتاب والسنة وطريق السلف.
7 - ثم تحدث المؤلف عن الكرامات وإثباتها وضرب أمثلة من الكرامات نقلت عن شيخ الإسلام دون أن يذكر اسمه؛ ليقول: إن هذه الكرامات لما نقلت عن شيخ الإسلام قبلت، ولو نقلت عن غيره لأنكرت، وكأن المؤلف يريد أن يفتح الباب على مصراعيه أمام خرافات الصوفية وخزعبلاتهم ( http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=112) وما وقع لهم من خلل في موضوع الكرامة والولاية، ثم إن شيخ الإسلام لم يَدَّعِ معرفة الغيب كما قال عنه: ومَن هذا الشيخ الذي يدعي علم الغيب. إنما هي فراسة كما سماها تلميذاه واستقراء للسنن الربانية وتنزيلها على أرض الواقع، وبعض ما ذكر عنه من كراماته.
8 - ثم تكلم على السلوك على يد شيخ مربٍّ وهذا يفهم منه أنه على طريقة الصوفية (المريد والشيخ) بدليل ما قدمه في هذا المبحث من نقولات عن بعض المتصوفة.
نعم المسلم يحتاج إلى من يتلقى عنه العلم والإيمان والقرآن كما تلقى ذلك الصحابة من الرسول صلى الله عليه وسلم وتلقاه عن الصحابة التابعون، ولكن لا يتعين ذلك في شخص معين ولا يحتاج الإنسان أن ينتسب إلى شيخ معين يوالي على متابعته ويعادى على ذلك ويتابعه حتى على زلاته.
بالإضافة إلى ما دخل هذا الباب عند الصوفية من انحرافات.
هذه أهم المؤاخذات على الكتاب، والله الموفق للصواب.
المصدر: موقع الدرر السنية ( http://www.dorar.net/art/606)
للفائدة: الاشاعرة .. الوجه الآخر ( http://www.asha3ira.co.cc/)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/438)
ـ[أبومعاذ الاثري]ــــــــ[14 - 12 - 10, 10:30 ص]ـ
بوركت أخي الفاضل أبو نسيبة
ـ[اميرفوزي السلفي المصري]ــــــــ[14 - 12 - 10, 10:54 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على التوضيحات الجليلة.(67/439)
أريد شرح الواسطية لابن عثيمين بصيغة الوورد
ـ[أستاذ أحمد]ــــــــ[11 - 12 - 10, 10:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أريد منكم أيها الإخوة أن تخدموني في البحث عن
شرح الواسطية لابن عثيمين المطبوع بصيغة الوورد لأنني بحثت عنه طويلا جدا وذهب من وقتي الكثير ولم أجده أرجو منكم الإفادة عاجلاً.
جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو القاسم السلفي]ــــــــ[11 - 12 - 10, 11:50 م]ـ
هذا كتاب اكتروني بإمكانك نسخ الكتاب والصاقه في الوورد
شرح العقيدة الواسطية
http://www.ibnothaimeen.com/all/images/ebook-ws.gif (http://www.ibnothaimeen.com/all/books/cat_index_295.shtml) 1025 كيلوبايت http://www.ibnothaimeen.com/all/images/ebook-dw.gif (http://www.ibnothaimeen.com/soft/AlakidahAlwasetiah.exe)(67/440)
ثمانية بحوث عقدية محكمة لفضيلة الدكتور محمد أبوسيف الجهني نفيسة جداً
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[11 - 12 - 10, 11:15 م]ـ
ثمانية بحوث عقدية محكمة لفضيلة الدكتور محمد أبوسيف الجهني نفيسة جداً
من أمتن ما أنت قارئ للمعاصرين من الكتابات العقدية ما كتبه الشيخ الدكتور محمد بن عبدالرحمن أبوسيف الجهني حفظه الله ونفع به الاستاذ في قسم العقيدة في الجامعة الاسلامية في المدينة النبوية.
1. أدلة صفات الله ووجود دلالاتها وأحكامها
http://www.aqeeda.org/index.php?page=ebook&action=book&book=564
2. وجوه انحراف المتكلمين في مفهوم التوحيد
http://www.aqeeda.org/index.php?page=ebook&action=book&book=547
3. معنى الربوبية وأدلتها وأحكامها وإبطال الإلحاد فيها
http://www.aqeeda.org/index.php?page=ebook&action=book&book=545
4. مقاصد دراسة التوحيد وأسسها
http://www.aqeeda.org/index.php?page=ebook&action=book&book=543
5. أهمية دراسة التوحيد
http://www.aqeeda.org/index.php?page=ebook&action=book&book=542
6. التمانع دال على التوحيد في كتاب الله ونقد مسالك المتكلمين
http://www.aqeeda.org/index.php?page=ebook&action=book&book=541
7. المقارنة بين المثل الأعلى لله عز وجل وبين قياس الأولى في حقة سبحانه
http://www.aqeeda.org/index.php?page=ebook&action=book&book=544
8. الإيمان بالكتب
http://www.aqeeda.org/index.php?page=ebook&action=book&book=551
ـ[عبد الرحمن بن أبي جمرة]ــــــــ[14 - 12 - 10, 12:50 م]ـ
بارك الله فيك، لكني أجد في هذا الموقع بعض الأبحاث الجيدة لا أستطيع تحميلها.
فهل يمكن شرح طريقة التحميل منها؟
أم أن هناك أبحاثا مخصصة للتحميل؟
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[14 - 12 - 10, 11:10 م]ـ
وإياك أخي الكريم.
الظاهر الثاني؛ فليس كل البحوث يمكن تحميلها ولعلها مستقبلا توضع للتحميل والله أعلم.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[18 - 12 - 10, 04:18 م]ـ
للرفع
ـ[ابو عبد الله سيد احمد]ــــــــ[22 - 12 - 10, 07:32 م]ـ
بارك الله فيك اخي وجزاك الله خيرا على هده الفائدة النفيسة
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[22 - 12 - 10, 09:21 م]ـ
وإياكم أخي الفاضل.
جزيت خيرا.(67/441)
هل يمكن رؤية الجن على هيئتهم الحقيقة
ـ[خالد هاشي]ــــــــ[12 - 12 - 10, 12:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الاحبة هل يمكن رؤية الجن على هيئتهم الحقيقة لاني سمعت هذه الايام من شخص يقول بان الجن مخلوقات قزمية ولها اذنين قصيرتين .... الى آخره من هذا الكلام
وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[12 - 12 - 10, 12:28 ص]ـ
أما أبونا آدم عليه السلام فقد رأى إبليس ,,وذكر شيخ الإسلام أن بعض الناس قد يرون الجن والشياطين
قال:
وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ الْمُوَسْوَسِ أَنْ يَكُونَ مُسْتَتِرًا عَنْ الْبَصَرِ؛ بَلْ قَدْ يُشَاهِدُ قَالَ تَعَالَى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} {وَقَاسَمَهُمَا إنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} وَهَذَا كَلَامُ مَنْ يَعْرِفُ قَائِلَهُ لَيْسَ شَيْئًا يُلْقَى فِي الْقَلْبِ لَا يَدْرِي مِمَّنْ هُوَ وَإِبْلِيسُ قَدْ أُمِرَ بِالسُّجُودِ لِآدَمَ فَأَبَى وَاسْتَكْبَرَ فَلَمْ يَكُنْ مِمَّنْ لَا يَعْرِفُهُ آدَمَ وَهُوَ وَنَسْلُهُ يَرَوْنَ بَنِي آدَمَ مِنْ حَيْثُ لَا يَرَوْنَهُمْ وَأَمَّا آدَمَ فَقَدْ رَآهُ.
وَقَدْ يَرَى الشَّيَاطِينَ وَالْجِنَّ كَثِيرٌ مِنْ الْإِنْسِ لَكِنَّ لَهُمْ مِنْ الِاجْتِنَانِ وَالِاسْتِتَارِ مَا لَيْسَ لِلْإِنْسِ.
وقد يظهر من كلامه أنهم يرونهم على هيئتهم وليس بنص.
والله أعلم
ـ[أبو يوسف الثبيتي]ــــــــ[12 - 12 - 10, 12:47 ص]ـ
قال الشافعي:
من زعم أنه رأى الجن عزر لمخالفته القرآن بخلاف ما إذا تمثلوا بصور أخرى .....
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[12 - 12 - 10, 11:22 ص]ـ
أنظر الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=230698
ـ[أبو البركات]ــــــــ[12 - 12 - 10, 11:28 ص]ـ
أما أبونا آدم عليه السلام فقد رأى إبليس ,,وذكر شيخ الإسلام أن بعض الناس قد يرون الجن والشياطين
قال:
وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ الْمُوَسْوَسِ أَنْ يَكُونَ مُسْتَتِرًا عَنْ الْبَصَرِ؛ بَلْ قَدْ يُشَاهِدُ قَالَ تَعَالَى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} {وَقَاسَمَهُمَا إنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} وَهَذَا كَلَامُ مَنْ يَعْرِفُ قَائِلَهُ لَيْسَ شَيْئًا يُلْقَى فِي الْقَلْبِ لَا يَدْرِي مِمَّنْ هُوَ وَإِبْلِيسُ قَدْ أُمِرَ بِالسُّجُودِ لِآدَمَ فَأَبَى وَاسْتَكْبَرَ فَلَمْ يَكُنْ مِمَّنْ لَا يَعْرِفُهُ آدَمَ وَهُوَ وَنَسْلُهُ يَرَوْنَ بَنِي آدَمَ مِنْ حَيْثُ لَا يَرَوْنَهُمْ وَأَمَّا آدَمَ فَقَدْ رَآهُ.
وَقَدْ يَرَى الشَّيَاطِينَ وَالْجِنَّ كَثِيرٌ مِنْ الْإِنْسِ لَكِنَّ لَهُمْ مِنْ الِاجْتِنَانِ وَالِاسْتِتَارِ مَا لَيْسَ لِلْإِنْسِ.
وقد يظهر من كلامه أنهم يرونهم على هيئتهم وليس بنص.
والله أعلم
ماهو معلم بالأحمر هل هو عن رؤية الجن للأنس أو رؤية الأنس للجن؟!
يبدو لي أن القصد هو رؤية الشياطين والجن للأنس، فالجن ترى بني آدم لكن العكس غير صحيح
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[12 - 12 - 10, 11:36 ص]ـ
الجن لا ترى على هيئتها التي خلقها الله عليها أما بعد التشكل فيمكن رأيتها أنظر الرابط في المشاركة 4
ـ[محمد ابوعبده]ــــــــ[12 - 12 - 10, 01:51 م]ـ
كنت قد قرأت الآية الكريمة: (يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم .. ) فوجدت أن الإنس لا يرون الجن، ولكن العكس هو الصحيح. هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، فإنني قرأت حديثاً رواه البخاري قال: " حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه و سلم (إن عفريتا من الجن تفلت البارحة ليقطع علي صلاتي فأمكنني الله منه فأخذته فأردت أن أربطه على سارية من سواري المسجد حتى تنظروا إليه كلكم فذكرت دعوة أخي سليمان {رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي}. فرددته خاسئا).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/442)
فقال الحافظ ابن حجر في الفتح: " واستدل الخطابي بهذا الحديث على أن أصحاب سليمان كانوا يرون الجن في أشكالهم وهيئتهم حال تصرفهم، قال وأما قوله تعالى إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم فالمراد الأكثر الأغلب من أحوال بني آدم؛ وتعقب بأن نفى رؤية الإنس للجن على هيئتهم ليس بقاطع من الآية بل ظاهرها أنه ممكن فإن نفى رؤيتنا إياهم مقيد بحال رؤيتهم لنا ولا ينفي إمكان رؤيتنا لهم في غير تلك الحالة ويحتمل العموم وهذا الذي فهمه أكثر العلماء حتى قال الشافعي من زعم أنه يرى الجن أبطلنا شهادته واستدل بهذه الآية والله أعلم".
وقال بعض الشراح أن الجن كانوا يتراءون للناس في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل النبوة، ولكن بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ما ظهروا لأحد.
وقال بعضهم حينما تعرض للحديث عن خصائص العين البشرية: (والعين لها قُدرة معينة على الإبصار فهى ترى لمسافة محددة طالت أم قصرت لكنها لا تستطيع أن ترى ماوراء الجدار مثلاً أو ماخلف الأشياء ولا من خلال الأشياء، وكذلك هى أيضاً لا ترى أحياناً ماهو موجود أمامها من الأشياء ولا تستطيع إدراكه وذلك مثل رؤية الجن، فالعين البشرية لا يمكنها هذا فى حين أن الجن يمكنه هذا قال تعالى {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم} الأعراف 27 وذلك لحكمة يعلمها ربى الحكيم العليم الخبير اللطيف سبحانه جل فى عُلاه.
وقال العيني في العمدة: " قال ابن بطال رؤية النبي للعفريت هو مما خُصَّ به، كما خُصَّ برؤية الملائكة، وقد أخبر أن جبريل له ستمائة جناح، ورأى النبي الشيطان في هذه الليلة وأقدره الله عليه لتجسمه؛ لأن الأجسام ممكن القدرة عليها؛ ولكنه ألقى في روعه ما وهب سليمان فلم ينفذ ما قوي عليه من حبسه رغبة عما أراد سليمان الانفراد به وحرصا على إجابة الله تعالى دعوته.
وأما غير النبي من الناس فلا يمكن منه ولا يرى أحد الشيطان على صورته غيره لقوله تعالى إنه يراكم هو وقبيله ... (الأعراف 72) الآية، لكنه يراه سائر الناس إذا تشكل في غير شكله كما تشكل الذي طعنه الأنصاري حين وجده في بيته على صورة حية فقتله فمات الرجل به فبين النبي ذلك بقوله إن بالمدينة جنا قد أسلموا فإذا رأيتم من هذه الهوام شيئا فاذنوه ثلاثا فإن بدا لكم فاقتلوه ... ".
قلت: والذي أراه أننا لانستطيع رؤيتهم لعموم الآية الكريمة، ولانتفاء دليل الجواز والامكان وعدم ورود ولو قصة عن السلف الصالح تثبت الرؤية - بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم -. والأقوال السابقة كلها قائمة على الاحتمال،فإذا ورد الاحتمال بطل الاستدلال.والله تعالى أعلم.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[12 - 12 - 10, 02:57 م]ـ
ماهو معلم بالأحمر هل هو عن رؤية الجن للأنس أو رؤية الأنس للجن؟!
يبدو لي أن القصد هو رؤية الشياطين والجن للأنس، فالجن ترى بني آدم لكن العكس غير صحيح
النص المنقول كله مشكول,,والفاعل مؤخر والمفعول مقدم , فالرائي هم الإنس لا الجن.(67/443)
بكاء معاوية بعد موت علي
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[12 - 12 - 10, 02:49 م]ـ
السلام عليكم
هل يجد في بكاء معاوية بعد موت علي شيء صحيح؟
قد وحدت هذا الخبر و ما صحته؟
بارك الله فيكم
وروى ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (59/ 142) من طريق جرير بن عبدالحميد عن المغيرة قال: لما جاء خبر قتل علي إلى معاوية جعل يبكي، فقالت له امرأته: أتبكيه وقد قاتلته؟ قال: ويحك أنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1)) .
([1]) انظر: البداية والنهاية (11/ 429).
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[12 - 12 - 10, 03:11 م]ـ
و هذا هو الإسناد في تاريخ دمسق
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل أنا أبو الحسن بن صصرى إجازة نا أبو منصور العماري نا أبو القاسم السقطي نا إسحاق السوسي حدثني سعيد بن المفضل نا عبد الله ابن هاشم عن علي بن عبد الله عن جرير بن عبد الحميد عن مغيرة قال لما جاء قتل علي إلى معاوية جعل يبكي ويسترجع فقالت له امرأته تبكي عليه وقد كنت تقاتله فقال لها ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[12 - 12 - 10, 06:18 م]ـ
السوسي هذا دجال كبير روى ما لا يحصى من الأخبار الساقطة الموضوعة في فضل معاوية رضي الله عنه ...
قال الذهبي في الميزان:
إسحاق بن محمد بن إسحاق السوسي ذاك الجاهل الذي أتى بالموضوعات السمجة في فضائل معاوية رواها عبيد الله بن محمد بن أحمد السقطي عنه فهو المتهم بها أو شيوخه المجهولون. اهـ
قلت: تتبعت بعض هذه الأخبار في تاريخ ابن عساكر فوجدت فيها الوضع اللائح و عظيم الفضائح و لم ينبه أبو القاسم على هذا الأخبار كغالب عادته في ذلك.
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[12 - 12 - 10, 07:03 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
و هل يجد شيء صحيح من كلام معاوية في فضل علي؟
ـ[ابوعمر الجدعاني]ــــــــ[14 - 12 - 10, 12:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في اخي ابا صاعد وابا موسى وكتب الله لكما الاجر
ليس هذا الاسناد الوحيد في تاريخ دمشق
أخبرناه أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد أنا أحمد بن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا يوسف بن موسى نا جرير عن المغيرة قال لما جئ معاوية بنعي علي وهو قائل مع امرأته بنت قرظة في يوم صائف قال إنا لله وإنا إليه راجعون ماذا فقدوا من العلم والحلم والفضل والفقه فقالت أمرأته أنت بالأمس تطعن في عينيه وتسترجع اليوم عليه قال ويلك لا تدرين ماذا فقدوا من علمه وفضله وسوابقه
رواه ابن أبي الدنيا في مقتل علي وكذلك تاريخ دمشق
والله الموفق
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[14 - 12 - 10, 10:09 ص]ـ
هذا الإسناد - أيضاً - غير صحيح لأننا لا ندري من الذي أخبر المغيرة بذلك.
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[14 - 12 - 10, 04:01 م]ـ
و هل إيسناده صحيح الى المغيرة؟
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[14 - 12 - 10, 07:09 م]ـ
ابن أبي الدنيا حافظ صدوق مصنف و يوسف بن موسى هو القطان صدوق من شيوخ البخاري و جرير هو بن عبد الحميد الضبي ثقة و الله أعلم.
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[23 - 12 - 10, 01:50 ص]ـ
بارك الله فيك
و المغيرة هو إبن شعبة أم لا؟
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[23 - 12 - 10, 09:57 ص]ـ
كيف يكون هو المغيرة بن شعبة يا أخي و الراوي عنه هو جرير؟
بل هو المغيرة بن مقسم الضبي يروي عن الشعبي و مجاهد و أبي وائل و هو ثقة لكنه يرسل و يدلس.
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[23 - 12 - 10, 10:54 م]ـ
بارك الله فيك يا أخي الكريم(67/444)
ما معنى هذا القول (والله حيث كان، فإنه بكل مكان)
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[12 - 12 - 10, 07:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ما صحة هذا القول وما توجيهه أفيدونا بارك الله فيكم
مصنف ابن أبي شيبة
أن ابن عمر، " كان يكره أن يسمع الرجل يقول: لا، والله حيث كان، فإنه بكل مكان
عن إبراهيم، قال: " كان يكره أن يقول: وإني سآتيك والله حيث كان " قال: " الله بكل مكان
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[12 - 12 - 10, 09:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
قوله:"و الله حيث كان " و الله من أنواع القسم، و إضافة حيث كان لم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم (فيما نعلم)،لذلك كان مكروها عند السلف بهذه الصيغة- هذا أن صح الخبر - و بذلك يكون مخالفا للهدي النبوي الشريف.
و أما القول:"فإنه بكل مكان، و الله بكل مكان" فإن كان المقصود به قوله تعالى " ((أنني معكما أسمع و أرى)) طه 46 و ((لا تحزن إن الله معنا)) التوبة 40 بمعنى التأييد و النصرة و ان الله تعالى مطلع على كل شيئ، فبها و نعمة و أما إذا كان المقصود أن الله تعالى في كل مكان حقيقة فهذا غير جائز شرعا،فله سبحانه و تعالى صفة العلو، قال تعالى: ((الرحمن على العرش استوى)) طه 5 و قوله ((إليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه)) فاطر 10 و غيرها الكثير من الآيات الدالة على صفة العلو و الكمال.
و الله تعالى أعلم
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[14 - 12 - 10, 07:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم(67/445)
ما حكم التسمي بأسم وله؟
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[12 - 12 - 10, 09:53 م]ـ
ما حكم التسمي بإسم وله؟
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[12 - 12 - 10, 10:44 م]ـ
اسم ماذا؟؟؟
و له ماذا؟؟؟
أم تقصد وَلِهْ
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[12 - 12 - 10, 10:50 م]ـ
منقول من أحد المنتيديات:
وسألت فضيلة الشيخ حامد العلي:
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم
إحدى الأخوات وضعت موضوعا في منتديات الركن نقلت فيه قصة طفلة كانت مريضة، وبعد عرضها على إحدى الشيوخ قال لهم أن سبب مرضها هو اسمها، الذي كان: "وله" وهو اسم شيطان الخلاء. وحينما تم تغيير اسمها شُفيت.
فهل هذا صحيح؟
جزاكم الله خيرًا.
فرد فضيلته:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا أعلم صح شيء في هذا، وحديث أن ولهان اسم شيطان ضعيف جدًا.
والله أعلم
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[12 - 12 - 10, 11:04 م]ـ
الإسم له ضوابط , فقد غير الرسول بعض أسماء الصحابة , و إذا أردت المزيد في باب الأسماء اقرأ
تسمية المولود /بكر أبو زيد
تحفة المولود/ ابن القيم
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[12 - 12 - 10, 11:30 م]ـ
أخي الكريم
هذا الاسم من الأسماء الحادثة والتي يسمي بها بعض الناس بناتهم دون نظر للمعنى وللأسف, ومن آداب تسمية المولود مراعاة معنى الاسم ودلالته اللغوية وهذا المعنى له أثر على صاحبه كما قرر ذلك بأحسن عبارة العلامة ابن القيم رحمه الله في تحفة المودود.
وبالرجوع إلى كلام أهل اللغة في بيان معنى (الوله) فإنه يدل على معاني غير مستحسنة.
قال الخليل: ((الوَلَهُ: ذهابُ العَقل والفُؤاد من فُقْدانِ حبيب. يقال: وَلِهَت تَوْلَهُ وَتَلِهُ، وهي والهةٌ ووَالِه. وكل أنثى فارقت وَلَدَهَا فهي والِهٌ .... والوَلْهانُ: اسم شيطان الماء يولعُ الناسَ بكثرةِ استعماله)). كتاب العين (4/ 88).
وقال الأزهري: ((قال أبو عبيد: التوليه أن يفرق بينهما في البيع، وكل أنثى فارقت ولدها فهي واله. قال الأعشى يذكر بقرة أكل السباع ولدها:
فأقبلت والها ثكلى على عجل
كل دهاها وكل عندها اجتمعا
شمر، عن ابن شميل: ناقة ميلاه وهي التي فقدت ولدها، فهي تله إليه ...
وقال بعضهم: الوله يكون من الحزن والسرور، مثل الطرب ....
وقال الليث: الوله: ذهاب العقل لفقدان الإلف. يقال: وله يوله ويله، والأنثى واله ووالهة.
قال: والولهان: اسم شيطان الماء يولع الناس بكثرة استعمال الماء.)). تهذيب اللغة (6/ 222).
فأغلب إن لم يكن كل معاني هذا اللفظ تدل على شدة الوجد والحزن وذهاب العقل لفراق الحبيب, لذلك ذكر أهل اللغة أن الوله درجة عالية من درجات المحبة المفرطة.
قال الكفوي: ((ثمَّ الوله: وَهُوَ ذهَاب الْعقل من الْهوى، يُقَال ولهة الْحبّ: إِذا حيره)). الكليات (ص398).
فالتسمية بهذا الاسم مكروهه لما يدل عليه من هذه المعاني غير المستحسنة, قال العلامة ابن القيم في ذكر ما يجتنب من الأسماء: ((وَمِنْهَا الْأَسْمَاء الَّتِي لَهَا معَان تكرهها النُّفُوس وَلَا تلائمها)). تحفة المودود (ص120).
كما إن هذا الاسم يدخل في القاعدة التي ذكرها العلامة بكر أبو زيد في الأسماء المستهجنة التي تحمل معاني الغرام, قال الشيخ بكر: ((وتلك الأسماء الغرامية الرخوة المتخاذلة: أحلام، أريج، تغريد، غادة، فاتن، ناهد، (هيام) - وهو بضم الهاء: ما يشبه الجنون من العشق أو داء يصيب الإبل، وبفتحها: الرمل المنهار الذي لا يتماسك)). تسمية المولود ().
أما قول أهل اللغة أن الولهان من أسماء الشيطان, فقد ورد فيه حديث ضعيف, مع أن بعض الأئمة يثبت الاسم في الجملة, قال عبد الله بن الإمام أحمد: قلت لأبي: إني أكثر الوضوء فنهاني عن ذلك وقال: يا بني يقال: إن للوضوء شيطان يقال له: الولهان. وقال في ذلك غير مرة نهاني عن كثرة صب الماء وقال لي أقلل من هذا يا بني. مسائل عبد الله (ص 30).
أما الحديث الوارد فهو حديث: ((إن للوضوء شيطانا يقال له الولهان فاتقوا وسواس الماء)). أخرجه الترمذي عن أبي بن كعب رضي الله عنه. قال الترمذي: ((حديث غريب، وليس إسناده بالقوي، لا نعلم أحدا أسنده غير خارجة، وقد روي من غير وجه عن الحسن قوله ولا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، وخارجة ليس بالقوي عند أصحابنا، وضعفه ابن المبارك)).
قال أبو زرعة: ((هو عندي منكر)). في سنده: خارجة بن مصعب، متروك الحديث.
ومع ذلك فقد كره أهل العلم التسمية به:
قال ابن القيم: ((وَمِنْهَا التَّسْمِيَة بأسماء الشَّيَاطِين كخنزب والولهان والأعور والأجدع)). تحفة المودود (ص117).
قال المناوي في معناه: ((الولهان بفتح الواو مصدر معناه المتحير من شدة العشق سمي به هذا الشيطان لإغوائه الناس في التحير في الوضوء والطهارة حتى لا يعلموا هل عم الماء العضو أم لا)). فيض القدير (2/ 503).
,,(67/446)
نصيحة: قراءة جميع ما كتب في منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة
ـ[أبو يحيى العامري]ــــــــ[13 - 12 - 10, 01:59 م]ـ
إخواني في هذا الملتقى الطيب أهله:
أرجو من الأعضاء الجدد قبل أي مشاركة في هذا الملتقى تصفح ما كتب فيه وخاصة المواضيع القديمة فإن فيها خيراً عميماً.
وأمّا منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة فأنا عاكف عليه منذ دخلت إلى الملتقى ولن أتركه حتى أقرأ كل ما كتب فيه - إن شاء الله -.
وأنصح إخواني بقراءة المواضيع القديمة ورفع بعضها حتى يستفيد كل من لا يريد تصفح المواضيع القديمة.
وأسأل الله أن يبارك في هذا الملتقى.
أخوكم المحب:
أبو يحيى العامري.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[13 - 12 - 10, 03:18 م]ـ
هناك فكرة لعلها تجد عندك قابلية
أفتح موضوعاً عن فوائد وفرائد المسائل التي بحثت في منتدى العقيدة ثم قم بنقل الروابط إلى ذلك الموضوع مع ذكر ما هي المسألة التي بحثت وبهذا يكون هناك فهرس خاص لمسائل العقيدة التي بحثت
وفقك الباري(67/447)
ما معنى صفة اليد = ما معنى صفة العلم؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[13 - 12 - 10, 06:28 م]ـ
بسم الله
لقد كنت أبحث عن شئ ما فوقعت على حوار بين سنيين وبعض الجهمية الكوثرية القبورية في منتداهم فأعجبني النقاش ولم أطلع عليه كله فقد كان طويلا. المهم إقتبست جزء منه ونشرته في المدونة وهنا أضعه للنقد والفائدة.
وقبل أن نبدأ بالنقل أضع قبله نكتة من نكت الاخ العلمية التي رد بها على أحد مشرفي ذلك الموقع ممن نفى الكيف كما هو معروف عنهم ونفى المعنى بجهله:
""قول أحمد رحمه الله (لا كيف ولامعنى) إن حملته على نفي الكيف والمعنى مطلقا فأنت مخرف!
لان هذا معناه أن صفات الله سبحانه لا معنى لها كما لا كيف لها على حد زعمك! وهذا لا يقوله إلا زنديق أو جاهل متسرع.
فقول أحمد (لا كيف) أي معلوم لنا وقوله (ولا معنى) أي غير الظاهرالمتبادر منها. أي تمرر على ظاهرها ولا تفسر." للكاتب: عبد العزيز جود فرحاني"
ما معنى صفة اليد = ما معنى صفة العلم؟ ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/12/blog-post_8022.html)
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا جزء من تعليق مفيد من حوار بين بعض طلبة العلم من أهل السنة وبين بعض الاشاعرة الجهمية القبورية في مواقعهم القبورية:
" من هنا أناقشك وأجادلك بما يأتي:
فأقول لك ما أثبته هو حجة على ما نفيته لأن موجب الإثبات والنفي واحد!
هل هذا الكلام صعب الفهم عسر المدرك؟!
أنت فرقت بين الصفات الواردة في الكتاب والسنة بلا دليل نفيت بعضها واثبت بعضها والحال أن الجميع جاء مثبتا بالنصوص الثابتة.
ولنضرب مثالا بما ذكرت أخي بلال:
الصفات السبع التي تثبتها ويثبتها الأشاعرة هل تثبتها إثباتا أو تثبتها بمعنى تفوضها أو تؤولها؟!
فالإثبات هو أن تعلم معناها فتثبته ولفظه له سبحانه وتعالى يعني تقول عالم بعلم وقادر بقدرة وهو العليم سبحانه وهو القدير جل جلاله ... وهذا معناه أن لفظ العلم الذي نثبته هو الذي نفهمه ونتداوله في لغة الخطاب ولكن يثبت على وجه يلق به سبحانه وتعالى!
فلو سألتك عن معنى هذه الصفة التي تثبتها له جل جلاله ما تتقول؟
قلت فيما سبق أن العلم صفة ينكشف بها المعلوم ... فأقول لك عرفت الماء بعد الجهد بالماء!
ما معنى صفة العلم؟ الجواب العلم صفة ينكشف بها!
- فأنت بين أمرين في معنى العلم:
إما أن يكون له معنى وإما أنه لا معنى له أصلا بل هو مثل الشخابيط التي لا معنى لها
- أما أنه لا معنى له فنحن وأنتم وكل مسلم يجل الله سبحانه وتعالى أن يخاطبنا بما لا معنى له.
فيبقى أن نقول بأن له معنى ...
وهذا المعنى إما أن يكون معلوما لنا وإما أن لا يكون معلوما.
فإن علمانه أثبتناه ونكون أثبتنا لله حينئذ صفة العلم لفظا ومعنى ونكون بذلك مثبتين لصفة العلم
وإما أن لا نعلمه فنثبت له سبحانه وتعالى اللفظ ونفوض المعنى ونكون بذلك مفوضين لصفة العلم
فإن قلت أنا أثبت هذه الصفة لا محالة وعلى ذلك المذهب الأشعري قلت لك ما هو المعنى الذي تثبته للعلم؟
فإن قلت لا أعلمه بطلت دعوى الإثبات وثبتت مخالفتك لمذهبك.
فإن قلت أنا أثبته ولكن أفسره على غير ما جاء في لغة العرب حيث انه في لغة العرب يختص بالمخلوق قلت لك فسره لي على لغة العجم أو أي لغة تشاء!
- فإن قلت أنا أفسره باللازم وهذا يصح في لغة العرب قلت لك ابعد بنا عن لغة العرب ولوازمها فإنها تخص المخلوق ولا يجوز التعبير بما جاء فيها عن الخالق وصفاته وإن لوازم معانيها تتبعها لا تنفك عنها.
- فإن قلت لازم العلم لا تشبيه فيه قلت لك يا عزيزي الكلام هنا عن معنى الصفة لا لازمها فإما انك تعلمه أو لا تعلمه.فإن علمته فاذكره لنا وإن لم تعلمه فلا تقول لي أنا أثبت الصفة لأني أعلم لازمها.!
لان لازمها إن كان في لغة العرب فأنت تقول المعاني في لغة العرب هي للمخلوق ولا يمكن أن تفسر صفة الخالق على ما جاءت به لغة العرب!
فنحن نحتاج على لغة أخرى نعبر بها عن الله سبحانه وتعالى وصفاته!!!
وكل هذا لأنك تريد أن تفر من الإلزام بأن المخلوق موصوف أيضا بالعلم فتزعم أن العلم هذا غير ذاك، وتقول لا يمكن تفسيره بما جاء في لغة العرب وهذا وما تزعمه من الاشتراك اللفظي من مثارات العجب والضحك عليكم من جميع العقلاء!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/448)
فإن تجاوزنا عما يلزمك من هذه الشتاعات وسلمنا بقولك أنه يجوز في لغة العرب تفسير اللفظ بلازمه قلنا لك طيب ما المانع أن يقال مثل ذلك في اليد والقدم وغيرهما من الصفات الذاتية فهي صفة ذات خلق الله بها أدم وهي صفة ويقبض بها سبحانه ويبسط كما أن العلم صفة ينكشف بها المعلوم والقدرة صفة يوجد بها الله سبحانه وتعالى الممكنات من العدم والإرادة صفة يخصص الله سبحانه بها الممكنات وهكذا جميعها تفسرونها بالأثر واللازم مع قولك أن هذا يجوز في لغة العرب!!!
فإن قلت اليد في لغة العرب هي ا لجارحة
قلت لك والعلم في لغة العرب هو انكشاف المعلوم للعالم على ما هو عليه في الخارج
والإرادة في لغة العرب هي الميل
والسمع في لغة العرب هو حاسة الأذن
والبصر في لغة العرب هي خاصة الإبصار وهكذا ... !!
فإن قلت لا مقارنة ولا نسبة بين الانكشافين والإرادتين ووووو ... أقول لك فمن قال منا أن ثمة نسبة أو مقارنة بين ما نثبته للخالق جل وعلا من الصفات مما هو ثابت مثلها للمخلوق؟!
فإن قلت لي انت رجل قياس قلت لك وأنت رجل متناقض!!!
فأن العلم والقدرة والإرادة وغيرها مما تثبتونه وما تنفونه عن الله سبحانه إما أن يكون على حسب ما نفهمه من لغة الخطاب وإما أن لكم لغة أخرى غير لغة العرب التي نزلت بها هذه الصفات فيسقط الكلام معكم حتى تتعلمون لغة القرآن!
فنحن نثبت حقائق هذه الصفات لله سبحانه وتعالى على ما فهمناه من لغة العرب وعلى ما يليق به سبحانه فإذا تعلق المعنى بالحقيقة الذاتية للصفة التي هي الكيفية فلا نتجاوز ما جاء في الأثر ولا يعني ذلك الخروج عما جاء في لغة العرب بحال ولا أننا لا نعلم معناها. بل بعضها معنا معلوم مفسر وبعضها يتعلق معناه بكيفيته وحقيقته فنثبته على ما جاء به الأثر ونعرفه بما أخبر الله سبحانه وتعالى عنه.
فاليد مثلا في كتب اللغة لما كانت تستعمل غالبا في يد الإنسان فسرت بالمشهور من الاستخدام ولا يزعم عاقل بأن ما جاء في معنى اليد هو الاستخدام الوحيد لها عند العرب والتفسير بالجارحة ليس هو المعنى الحقيقي لليد لا وضعا ولا اشتقاقا بل هي لازمها وأثرها فتنبه!
فإذا جاز في اللغة أن يفسر اللفظ بلازمة وأنت تقر ذلك وتقرره فما الإشكال في إثبات اليد والقدم وغيرها من الصفات الذاتية له سبحانه إما بمعناها الصريح في اللغة وإما بلازمها إن كان تفسيره يتوقف على معرفة الحقيقة والكيفية وكل ذلك على ما يليق به سبحانه؟
أنت يا عزيزي بلال تتناقض وتغالط وتسيء الفهم!!!
فما قلته في صفة العلم يجب أن تقوله في جميع الصفات التي تؤولها أو تفوضها لان بابها واحد! وإلا فأنت متناقض
وما ذكرته في تفسير العلم بلازمة ولم يمنعك هذا من أن تقول أنك مثبت يقال مثله في جميع الصفات التي يثبتها أهل الإثبات من أهل السنة وسلف الأمة!
وما تدعيه من إننا نثبت الصفات على وفق ما جاء في اللغة وهذا يلزم من تفسيرها على وفق ما هي عند المخلوقات فأنت إما مغالط أو سيء الفهم لنا!
فإن كنت تسمي هذا هروبا فلا تهرب أنت وفسر لنا الصفات التي تثبتها على أي لغة شئت!
وآمل أن لا تكثر من العجب والعجب فأنا لا أحب ذلك. وإن كنت لا تريد الرد فلا باس. فأنا أكتب بداية للقارئ لعله يتأمل هذا الكلام البسيط فيوفقه الله إلى ما يحبه ويرضاه
والله الموفق " ا. هـ مقتبس من مشاركة للاخ: عبد العزيز جود فرحاني
ـ[أبومعاذ الاثري]ــــــــ[14 - 12 - 10, 11:30 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا النقل القيم الماتع
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[15 - 12 - 10, 08:37 م]ـ
وجزاكم الله بمثله أخي الفاضل أبا معاذ الأثري
ومن المفيد جمع الفوائد في مكان واحد:
أوليس الظاهر المتبادر من اليد هو الجارحة ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/07/blog-post_12.html)(67/449)
هل قال إبن تيمية بجواز التوسل و الإستشفاع؟؟؟؟
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[13 - 12 - 10, 09:16 م]ـ
((هذه شبهة يذكرها بعض الصوفية وغيرهم، فما الرد عليها))
تراجع شيخ الاسلام عن رأية السابق كما ورد في البداية والنهاية لابن كثير:قال البرزالي: وفي شوال منها شكى الصوفية بالقاهرة على الشيخ تقي الدين وكلموه في ابن عربي وغيره إلى الدولة، فردوا الأمر في ذلك إلى القاضي الشافعي، فعقد له مجلس وادّعى عليه ابن عطاء بأشياء فلم يثبت عليه منها شيء، لكنه قال لا يستغاث إلا بالله، لا يستغاث بالنبي استغاثة بمعنى العبادة، ولكن يتوسل به ويتشفع به إلى الله
؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[14 - 12 - 10, 05:04 م]ـ
رفع .....
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[16 - 12 - 10, 02:30 م]ـ
رفع ............
ـ[أبو سالم الحضرمي]ــــــــ[16 - 12 - 10, 03:55 م]ـ
الشيخ يفرّق بين الاستغاثة التعبدية كقولهم: يا محمد , و بين التوسل بمحبة النبي صلى الله عليه و سلم فهذه الاخيرة هي التي قررها الشيخ و لم يتراجع عنها بل حتى المنقول عن المخالف بأن النص المذكور هو نص في التراجع: هو كذب و بهتان فهذا الشيء يقرره الشيخ اصلا من قبل عقد مناظراته مع الخصوم بل ان الشيخ لم يُعرف عنه التراجع بتاتا في اي مناظرة من مناظراته بل زوّرت عليه محاضر إقرار كما ذكر بعض تلامذته و هذا كله تزوير , و لما جاء بعض المخالفين الى الشيخ بورقة يريدون منه إقرارها و التوقيع عليها و فيه النصوص الصريحة المخالفة لاعتقاد اهل السنة طردهم من بيته في قصة مشهورة ذكرها رحمه الله في التسعينية.(67/450)
بيان مصطلح الحشوية في لسان الفرق الضالة البدعية.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[13 - 12 - 10, 09:16 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اتبع أثره وسار على نهجه وسنته إلى يوم الدين, أما بعد.
فإن علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر, والطعن فيهم بما ينفر الناس عنهم, ليشوهوا الحق ويزينوا الباطل كما فعله أهل الشرك من قبلهم فنبزوا المرسلين وأتباعهم بما يصرف وجوه الخلق عنهم. قال الله تعالى:
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ)
وعلى خطى هؤلاء سارت فرق الضلال كما نقل الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة عن الإمام أبي حاتم الرازي قوله:
"وعلامة الزنادقة:تسميتهم أهل السنة حشوية. يريدو إبطال الآثار.
وعلامة الجهمية: تسميتهم أهل السنة مشبهة.
وعلامة القدرية: تسميتهم أهل السنة مجبرة.
وعلامة المرجئة: تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية.
وعلامة الرافضة: تسميتهم أهل السنة ناصبة.
ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسماء."
قال ابن عقيل الحنبلي فيما نقله عنه شيخ الإسلام في درء التعارض:
قال: (ثم هذا علم الكلام قد أفضى بأربابه إلى الشكوك وأخرج كثيرا منهم إلى الإلحاد بشم روائح الإلحاد من فلتات كلامهم وأصل ذلك كله أنهم ما قنعوا بما قنعت به الشرائع وطلبوا الحقائق وليس في قوة العقل درك لما عند الله من الحكمة التي انفرد بها ولا أخرج الباري من علمه ما علمه هو من حقائق الأمور وقد درج الصدر الأول على ما درج عليه الأنبياء من هذه الإقناعات ولما راموا ما وراءها ردوا إلى مقام غايته التحكيم والتسليم وهو الذي يزرى به طائفة المتكلمين على أهل النقل والسنة وتسميهم الحشوية وإليه ينتهي المتكلمون أيضا لكنهم يتحسنون بما ليس لهم وبما لم يتحصل عندهم فهم بمثابة من يدعي الصحة بتجلده وهو سقيم ويتغانى على الفقراء وهو عديم والعقل وإن كان للتعليل طالبا فإنه يذعن بأن فوقه حكمة إلهية توجب الاستكانة والتحكيم لمن هو بعض خلقه) أ. هـ
والغرض أن نبين مسمى الحشوية في لسان الفرق البدعية باختلاف مشاربهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –قدس الله روحه ونور الله ضريحه-
(قلت مسمى الحشوية في لغة الناطقين به ليس هو اسما لطائفة معينة لها رئيس, قال مقالة فاتبعته كالجهمية والكلابية والأشعرية ,ولا اسما لقول معين من قاله كان كذلك ... وإذا كان كذلك فأول من عرف أنه تكلم في الإسلام بهذا اللفظ عمرو بن عبيد رئيس المعتزلة فقيههم وعابدهم فإنه ذكر عن ابن عمر شيء يخالف قوله, فقال كان ابن عمر حشويا نسبة إلى الحشو وهم العامة والجمهور. فإن الطوائف التي تميزوا عند أنفسهم بقوله, تميزوا به عما عليه جماعة المسلمين. وعامتهم يسمونهم بنحو هذا الاسم فالرافضة تسميهم الجمهور, كما سماهم بذلك صاحب هذا الكتاب- يعني ابن رشد- والمعتزلة ونحوهم يسمونهم الحشوية.
والمعتزلة تعني بذلك كل من أثبت الصفات والقدر.وأخذ ذلك عنها متأخروا الرافضة فسموا الجمهور بهذا الاسم,
وأخذ ذلك عنهم القرامطة الباطنية فسموا بذلك كل من اعتقد صحة ظاهر الشريعة فمن قال عندهم بوجوب الصلوات الخمس والزكاة المفروضة وصوم رمضان وحج البيت وتحريم الفواحش والمظالم ونحو ذلك سموه حشويا, كما رأينا ذلك مذكورا في مصنفاتهم,
والفلاسفة تسمي من أقر بالمعاد الحسي والنعيم الحسي حشويا,
وأخذوا ذلك عن المعتزلة تلامذتهم من الأشعرية سموا من أقر بما ينكرونه من الصفات ومن يذم ما دخلوا فيه من بدع أهل الكلام والجهمية والإرجاء حشويا ... ) انتهى من بيان تلبيس الجهمية2/ 124 - 131بتصرف.
وأما عن مناقشة هذا المصطلح المحدث وتعقبه فقد علق عليه شيخ الإسلام في المجموع في الجزء الرابع فقال:
"فَصْلٌ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/451)
وَأَمَّا قَوْلُ مَنْ قَالَ إنَّ الْحَشْوِيَّةَ عَلَى ضَرْبَيْنِ أَحَدُهُمَا: لَا يَتَحَاشَى مِنْ الْحَشْوِ وَالتَّشْبِيهِ وَالتَّجْسِيمِ. وَالْآخَرُ: تَسَتُّرٌ بِمَذْهَبِ السَّلَفِ. وَمَذْهَبُ السَّلَفِ إنَّمَا هُوَ التَّوْحِيدُ وَالتَّنْزِيهُ؛ دُونَ التَّشْبِيهِ وَالتَّجْسِيمِ وَكَذَا جَمِيعُ الْمُبْتَدِعَةِ يَزْعُمُونَ هَذَا فِيهِمْ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ: وَكُلٌّ يَدَّعِي وَصْلًا لِلَيْلَى وَلَيْلَى لَا تُقِرُّ لَهُمْ بذاكا فَهَذَا الْكَلَامُ فِيهِ حَقٌّ وَبَاطِلٌ. فَمِنْ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ: ذَمُّ مَنْ يُمَثِّلُ اللَّهَ بِمَخْلُوقَاتِهِ وَيَجْعَلُ صِفَاتِهِ مَنْ جِنْسِ صِفَاتِهِمْ. وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} وَقَالَ: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}. وَقَدْ بَسَطْنَا الْقَوْلَ فِي ذَلِكَ وَذَكَرْنَا الدَّلَالَاتِ الْعَقْلِيَّةَ الَّتِي دَلَّ عَلَيْهَا كِتَابُ اللَّهِ فِي نَفْيِ ذَلِكَ وَبَيَّنَّا مِنْهُ مَا لَمْ يَذْكُرْهُ الْنُّفَاةِ الَّذِينَ يَتَّسِمُونَ بِالتَّنْزِيهِ وَلَا يُوجَدُ فِي كُتُبِهِمْ وَلَا يُسْمَعُ مِنْ أَئِمَّتِهِمْ؛ بَلْ عَامَّةُ حُجَجِهِمْ الَّتِي يَذْكُرُونَهَا حُجَجٌ ضَعِيفَةٌ. لِأَنَّهُمْ يَقْصِدُونَ إثْبَاتَ حَقٍّ وَبَاطِلٍ فَلَا يَقُومُ عَلَى ذَلِكَ حُجَّةٌ مُطَّرِدَةٌسَلِيمَةٌ عَنْ الْفَسَادِ بِخِلَافِ مَنْ اقْتَصَدَ فِي قَوْلِهِ وَتَحَرَّى الْقَوْلَ السَّدِيدَ. فَإِنَّ اللَّهَ يُصْلِحُ عَمَلَهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}. وَفِيهِ مِنْ الْحَقِّ الْإِشَارَةُ إلَى الرَّدِّ عَلَى مَنْ انْتَحَلَ مَذْهَبَ السَّلَفِ مَعَ الْجَهْلِ بِمَقَالِهِمْ أَوْ الْمُخَالَفَةِ لَهُمْ بِزِيَادَةِ أَوْ نُقْصَانٍ. فَتَمْثِيلُ اللَّهِ بِخَلْقِهِ وَالْكَذِبُ عَلَى السَّلَفِ مِنْ الْأُمُورِ الْمُنْكَرَةِ سَوَاءٌ سُمِّيَ ذَلِكَ حَشْوًا أَوْ لَمْ يُسَمَّ.
وَالْمَقْصُودُ: أَنَّ كَلَامَهُ فِيهِ حَقٌّ وَفِيهِ مِنْ الْبَاطِلِ أُمُورٌ: - (أَحَدُهَا قَوْلُهُ: " لَا يَتَحَاشَى مِنْ الْحَشْوِ وَالتَّجْسِيمِ " ذَمٌّ لِلنَّاسِ بِأَسْمَاءِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ. وَاَلَّذِي مَدْحُهُ زَيْنٌ وَذَمُّهُ شَيْنٌ: هُوَ اللَّهُ. وَالْأَسْمَاءُ الَّتِي يَتَعَلَّقُ بِهَا الْمَدْحُ وَالذَّمُّ مِنْ الدِّينِ: لَا تَكُونُ إلَّا مِنْ الْأَسْمَاءِ الَّتِي أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا سُلْطَانَهُ وَدَلَّ عَلَيْهَا الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ أَوْ الْإِجْمَاعُ كَالْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ وَالْعَالِمِ وَالْجَاهِلِ وَالْمُقْتَصِدِ وَالْمُلْحِدِ. فَأَمَّا هَذِهِ " الْأَلْفَاظُ الثَّلَاثَةُ " فَلَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا فِي حَدِيثٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا نَطَقَ بِهَا أَحَدٌ مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا لَا نَفْيًا وَلَا إثْبَاتًا. وَأَوَّلُ مَنْ ابْتَدَعَ الذَّمَّ بِهَا " الْمُعْتَزِلَةُ " الَّذِينَ فَارَقُوا جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ فَاتِّبَاعُ سَبِيلِ الْمُعْتَزِلَةِ دُونَ سَبِيلِ سَلَفِ الْأُمَّةِ تَرْكٌ لِلْقَوْلِ السَّدِيدِ الْوَاجِبِ فِي الدِّينِ وَاتِّبَاعٌ لِسَبِيلِ الْمُبْتَدِعَةِ الضَّالِّينَ. وَلَيْسَ فِيهَا مَا يُوجَدُ عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ ذَمُّهُ إلَّا لَفْظُ " التَّشْبِيهِ " فَلَوْ اقْتَصَرَ عَلَيْهِ لَكَانَ لَهُ قُدْوَةٌ مِنْ السَّلَفِ الصَّالِحِ وَلَوْ ذَكَرَ الْأَسْمَاءَ الَّتِي نَفَاهَا اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ مِثْلُ لَفْظِ " الْكُفُؤِ وَالنِّدِّ وَالسَّمِيِّ " وَقَالَ: " مِنْهُمْ مَنْ لَا يَتَحَاشَى مِنْ التَّمْثِيلِ وَنَحْوِهِ ": لَكَانَ قَدْ ذُمَّ بِقَوْلِ نَفَاهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ وَدَلَّ الْقُرْآنُ عَلَى ذَمِّ قَائِلِهِ ثُمَّ يَنْظُرُ: هَلْ قَائِلُهُ مَوْصُوفٌ بِمَا وَصَفَهُ بِهِ مِنْ الذَّمِّ أَمْ لَا؟.
فَأَمَّا الْأَسْمَاءُ الَّتِي لَمْ يَدُلُّ الشَّرْعُ عَلَى ذَمِّ أَهْلِهَا وَلَا مَدْحِهِمْ فَيُحْتَاجُ فِيهَا إلَى مَقَامَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: بَيَانُ الْمُرَادِ بِهَا.
وَالثَّانِي: بَيَانُ أَنَّ أُولَئِكَ مَذْمُومُونَ فِي الشَّرِيعَةِ. وَالْمُعْتَرِضُ عَلَيْهِ لَهُ أَنْ يَمْنَعَ الْمَقَامَيْنِ فَيَقُولَ: لَا نُسَلِّمُ أَنَّ الَّذِينَ عَنَيْتهمْ دَاخِلُونَ فِي هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الَّتِي ذَمَمْتهَا وَلَمْ يَقُمْ دَلِيلٌ شَرْعِيٌّ عَلَى ذَمِّهَا وَإِنْ دَخَلُوا فِيهَا. فَلَا نُسَلِّمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ دَخَلَ فِي هَذِهِ الْأَسْمَاءِ فَهُوَ مَذْمُومٌ فِي الشَّرْعِ.
الْوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّ هَذَا الضَّرْبَ الَّذِي قُلْت: " إنَّهُ لَا يَتَحَاشَى مِنْ الْحَشْوِ وَالتَّشْبِيهِ وَالتَّجْسِيمِ " إمَّا أَنْ تُدْخِلَ فِيهِ مُثْبِتَةَ الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةِ الَّتِي دَلَّ عَلَيْهَا الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ أَوْ لَا تُدْخِلَهُمْ. فَإِنْ أَدْخَلْتهمْ كُنْت ذَامًّا لِكُلِّ مَنْ أَثْبَتَ الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةَ. وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذَا مَذْهَبُ عَامَّةِ السَّلَفِ وَمَذْهَبُ أَئِمَّةِ الدِّينِ. بَلْ أَئِمَّةُ الْمُتَكَلِّمِينَ يُثْبِتُونَ الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةَ فِي الْجُمْلَةِ .... " الخ كلامه النفيس رحمه الله.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/452)
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[13 - 12 - 10, 09:57 م]ـ
مقالة ينبغي الاهتمام بها , حتى يقاس عليها كل ما يطلق على أهل السنة الآن من ألقاب وألفاظ ,
ويعلم المريدون للخير أن التنابز بالألقاب في حق أهل السنة منذ القرون الأول لم ينفك عنه أهل البدع إلى الآن,
وقد كنت تعرضت لها من غير بسط في شرح مسائل الجاهلية (1/ 169):*
أما لفظ الحشوية فهو ما نسبه المخالفون لأهل السنة , وربما زل فيه من ينتسب للسنة فوصف به أهل السنة.
فالحشوية عند أبي حامد الغزالي هم من أثبتوا العلو ويعبر عنها بالجهة ,
يقول: ((أما الحشوية فإنهم لم يتمكنوا من فهم موجود إلا في جهة، فأثبتوا الجهة.)) (1)
وهي عين التهمة التي اتهم بها أهلَ السنة بدرُ الدين بن جماعة قال: ((واحتج بعض الحشوية بعدم إنكار النبي بسؤاله بقوله أين الدالة على المكان (2))) (3)
ومن تهم الحشوية عند أبي البقاء الكفومي: أنهم يقولون: الإيمان تصديق بالجنان والإقرار باللسان والعمل بالأركان: قال: (عفا الله عنه):
((وبهذا تبين قبح قول الحشوية أن الأيمان هو التصديق بالجنان والإقرار باللسان والعمل بالأركان)) (4)
وصدق أبو عبد الله الحاكم إذ يقول:
((وعلى هذا عهدنا في أسفارنا وأوطاننا كل من ينسب إلى نوع الإلحاد والبدع لا ينظر إلى الطائفة المنصورة إلا بعين الحقارة ويسميها الحشوية)) (5).
وقد وقع في ذلك إبراهيم بن شيث القناوي (6) يقول: فوصفت الحشوية ربها بأنه في أزل أزله متكلم بصوت وحرف)) (7) , فهؤلاء هم الحشوية في أعين مخالفي أهل السنة.)) أهـ
حفظك الله أخي, وكتب لك الأجر والمثوبة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* خاص بي.
(1) الاقتصاد في الاعتقاد - (1/ 23)
(2) يريد حديث الجارية (أين الله) وهو في الصحيح عند مسلم. فمن صفات الحشوية عنده هم من يثبتون صفة العلو.
(3) إيضاح الدليل - (1/ 202)
(4) الكليات ـ لأبى البقاء الكفومى - (1/ 312)
(5) معرفة علوم الحديث - (1/ 35)
(6) كنا نود إلا يقع في هذا فقد كان معروفا بالسير الحسن على طريقة السلف عفا الله عنه.
(7) حز الغلاصم (1/ 91).
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[14 - 12 - 10, 09:29 م]ـ
جزيت خيرا أخي أبا صهيب على المرور والتعليق ونفع الله بك.
ـ[عبدالرحمن الجامع]ــــــــ[21 - 12 - 10, 08:19 ص]ـ
الذى نراه يا دكتور أن اغلب الفرق اطلقت الكلمة هذه على أهل السنة والجماعة لكن سؤلا من أول من تكلم بها في حق أهل السنة والجماعة(67/453)
عليك بآثار من سلف.
ـ[أم نور الدين]ــــــــ[13 - 12 - 10, 10:15 م]ـ
عليك بآثار من سلف
قال الله عزَّ وجلَّ: ?وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا? [النساء: 115].
عن جابرٍ - رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ». رواه مسلم
وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة، قلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإنْ تَأمَّر عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، وَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اختِلافاً كَثيراً، فَعَليْكُمْ بسُنَّتِي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِيِّنَ عَضُّوا عَلَيْهَا بالنَّواجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ؛ فإنَّ كلَّ بدعة ضلالة». [أخرجه: أبو داود (4607)، وابن ماجه (43)، والترمذي (2676) وقال: حديث حسن صحيح]
عن أبي قلابة، أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «عليكم بالعلم قبل أن يُقبض، وقبضه ذهاب أهله، عليكم بالعلم فإن أحدكم لا يدري متى يُقبض، أو متى يُفتقر إلى ما عنده، وستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعونكم إلى كتاب الله، وقد نبذوه وراء ظهورهم، فعليكم بالعلم، وإياكم والتبدع، والتنطع، والتعمق، وعليكم بالعتيق». [الدارمي (144)، البدع والنهي عنها لابن وضاح (163)،السنَّة لمحمد بن نصر المروزي (80)]
تبدَّع الشيء: أَنشأَه وبدأَه أو أحدثه واخترعه والمراد هنا: الحدث في الدين بعد الإكمال
التنطع: التكلف والمغالاة والتعمق في القول أو الفعل
التعمق: المبالغة في الأمر والتشدد فيه
العتيق: القديم وما كان عليه الأوائل والمراد التمسك بالقرآن والسنة
وقال أيضاً: «إنكم أصبحتم على الفطرة، وإنكم ستحدثون، ويحدث لكم، فإذا رأيتم محدثة، فعليكم بالهدي الأول». [الدارمي (169)،السنَّة للمروزي (80)]
وكان حذيفة يدخل المسجد فيقف على الحلق فيقول: «يا معشر القراء اسلكوا الطريق، فلئن سلكتموها لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا». [البخاري (7282)،البدع والنهي عنها لابن وضاح (12)،السنة لعبد الله بن أحمد (106)، السنَّة للمروزي (86)]
ودخل ابن مسعود الأنصاري رضي الله عنه على حذيفة، فقال: «اعهد إلي». فقال: «ألم يأتك اليقين؟» قال: «بلى وعزة ربي». قال: «فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وأن تنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلون في دين الله تعالى، فإن دين الله واحد». [اعتقاد أهل السنة لللالكائي (120)، الحجة في بيان المحجة للأصبهاني (168)]
وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه –أيضاً-: «كلّ عبادة لم يَتَعبدْ بها أَصْحابُ رَسُولِ اللهِ- صلى الله عليه وآله وسلم- فلاَ تَتَعبَّدوا بها؛ فإِن الأَوَّلَ لَمْ يَدع للآخِر مَقالا؛ فاتَّقوا اللهَ يا مَعْشَر القرَّاء، خُذوا طَريقَ مَنْ كان قَبلكُم». [الإبانة لابن بطه]
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «مَنْ كان مُسْتنّا فَلْيَسْتن بمَنْ قَدْ مَاتَ أولئكَ أَصْحابُ مُحمد - صلى الله عليه وسلم - كانوا خَيرَ هذه الأمَّة، وأَبَرها قُلوبا، وأَعْمقَها عِلْما، وأَقَلّها تَكلفا، قَوم اخْتارَهُمُ اللهُ لِصُحْبَة نَبيه - صلى الله عليه وسلم - ونَقلِ دينه فَتَشبَّهوا بأَخْلاقِهِم وطَرائِقِهم؛ فَهُمْ كانوا عَلَى الهَدْي المُستقِيم». [جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (2/ 97)، الحجة في بيان المحجة للأصبهاني (498)، الشريعة للآجري (1143)]
وعن عثمان بن حاضر، قال: قلت لابن عباس: أوصني، قال: «عليك بالاستقامة، واتباع الأثر، وإياك والتبدع». [سنن الدارمي (141)، الإبانة لابن بطه (164)]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/454)
وعن الزهري، قال: «كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة، والعلم يقبض سريعا، فنعش العلم ثبات الدين والدنيا، وذهاب العلماء ذهاب ذلك كله». [سنن الدارمي (96)، اعتقاد أهل السنة لللالكائي (136)، الإبانة لابن بطه (166)]
وقال محمد بن سيرين: «كانوا يرون أنَّه على الطريق ما كان على الأثر». [سنن الدارمي (140)، اعتقاد أهل السنة لللالكائي (109)، الإبانة لابن بطه (250)، الشريعة للآجري (30)]
وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه لا يجلس مجلسا للذِّكْر، إلا قال حين يجلس: «الله حَكَم قِسْط، هلَكَ المرتابون، فقال معاذُ بن جبل يوما: إن ورائَكم فِتَنا يَكْثُرُ فيها المال، ويُفتَح فيها القرآنُ حتى يأخذَه المؤمنُ والمنافقُ، والرجلُ والمرأةُ، والعبدُ والحرُّ، والصغيرُ والكبيرُ، فيوشكُ قائل أن يقول: ما للناس لا يتَّبعوني وقد قرأت القرآن؟ وماهم بِمُتَّبِعيَّ حتى أبتدعَ لهم غيرَه فإياكم وما اْبتَدَع، فإنما ابتدَع ضلالة، وأخذِّركم زَيغة الحكيم، فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافقُ كلمةَ الحق» قال: قلت لمعاذ: وما يدرينا رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة، وأنَّ المنافق يقول كلمة الحق؟ قال: «اجتنبوا من كلمة الحكيم كل متشابه، الذي إذا سمعته قلت: ما هذه؟ ولا ينأينك ذلك عنه، فإنه لعله أن يراجع، ويلقي الحق إذا سمعه، فإن على الحق نورا». [سنن أبي داود (4611)، اعتقاد أهل السنة لللالكائي (116)، الإبانة لابن بطه (149)، الشريعة للآجري (88)]
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «ما أخاف على هذه الأمة من مؤمن ينهاه إيمانه، ولا من فاسق بين فسقه، ولكني أخاف عليها رجلاً قد قرأ القرآن حتى أزلفه بلسانه ثم تأوله على غير تأويله». [جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (1242) صفة المنافق للفريابي (26)]
وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: «عَلَيْكُمْ بِالسَّبِيلِ وَالسُّنَّةِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ عَلَى سَبِيلٍ وَسُنَّةٍ ذَكَرَ الرَّحْمَن فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ فَمَسَّتْهُ النَّارُ أَبَدًا، وَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ عَلَى سَبِيلٍ وَسُنَّةٍ ذَكَرَ اللَّهَ فَاقْشَعَرَّ جِلْدُهُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ إِلاَّ كَانَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ يَبِسَ وَرِقُهَا فَهِيَ كَذَلِكَ إذْ أَصَابَتْهَا رِيحٌ فَتَحَاتَّ وَرَقُهَا عنها إِلاَّ تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ كَمَا يَتَحَاتُّ عن هَذِهِ الشَّجَرَةِ وَرِقُهَا، وَإِنَّ اقْتِصَادًا فِي سُنَّةٍ وَسَبِيلٍ خَيْرٌ مِنَ اجْتِهَادٍ فِي غَيْرِ سُنَّةٍ وَسَبِيلٍ، فَانْظُرُوا أَعْمَالَكُمْ، فَإِنْ كَانَتِ اقْتِصَادًا وَاجْتِهَادًا أَنْ تَكُونَ عَلَى مِنْهَاجِ الأَنْبِيَاءِ وَسُنَّتِهِمْ». [مصنف ابن أبي شيبة (36675)، اعتقاد أهل السنة لللالكائي (10)، الإبانة لابن بطه (259)]
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «إِنَّهَا سَتَكُونُ هَنَاتٌ، وَأُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ، فَعَلَيْك بِالتُّؤَدَةِ، فَتَكُونُ تَابِعًا فِي الْخَيْرِ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَكُونَ رَأْسًا فِي الشَّرِّ». [مصنف ابن أبي شيبة (38343)، الإبانة لابن بطه (184)]
وعنه رضي الله عنه – أيضاً - قال: «يجيء قوم يتركون من السنة مثل هذا يعني مفصل الأنملة، فإن تركتموهم جاءوا بالطامة الكبرى، وإنه لم يكن أهل كتاب قط، إلا كان أول ما يتركون السنة، وآخر ما يتركون الصلاة، ولولا أنهم أهل كتاب لتركوا الصلاة». [مستدرك الحاكم (8584)، اعتقاد أهل السنة لللالكائي (122)، الإبانة لابن بطه (194)]
وعنه – أيضاً - قال: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ الفِتْنَةُ يَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ، وَيَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ، وَيَتَّخِذُهَا النَّاسُ سُنَّةً، فَإِنْ غُيِّرَ مِنْهَا شَيْءٌ قِيلَ: غُيِّرَتِ السُّنَّةُ»، قَالُوا: مَتَى يَكُونُ ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: «إِذَا كَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ، وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ، وَكَثُرَتْ أُمَرَاؤُكُمْ، وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ، وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ». [مصنف ابن أبي شيبة (38311)، سنن الدارمي (185)، اعتقاد أهل السنة لللالكائي (123)، الإبانة لابن بطه (764)، البدع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/455)
والنهي عنها لابن وضاح (261)]
وقال رضي الله عنه – أيضاً -: «إن لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام ولياً من أوليائه يذب عنها، وينطق بعلامتها، فاغتنموا حضور تلك المواطن، وتوكلوا على الله». قال ابن المبارك: وكفى بالله وكيلا. [البدع والنهي عنها لابن وضاح (4)]
وعن ابن عباس، قال: «والله ما أظن على ظهر الأرض اليوم أحدا أحب إلى الشيطان هلاكا مني». فقيل: وكيف؟، فقال: «والله إنه ليحدث البدعة في مشرق أو مغرب، فيحملها الرجل إلي، فإذا انتهت إلي قمعتها بالسنة، فترد عليه». [اعتقاد أهل السنة لللالكائي (12)]
وعن أبي إدريس الخولاني، قال: «لئن أرى في المسجد نارا تضطرم أحب إلي من أن أرى فيه بدعة لا تغير». [الإبانة لابن بطه (601)، البدع والنهي عنها لابن وضاح (86)، السنة لعبد الله بن أحمد (715)، السنة للمروزي (81)]
وعن ابن عباس، قال: «لا يأتي على الناس زمان إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة حتى تحيا البدع، وتموت السنن». [اعتقاد أهل السنة لللالكائي (125)، الإبانة لابن بطه (11)، البدع والنهي عنها لابن وضاح (93)، السنة للمروزي (98)]
وعن عبد الله الديلمي، قال: «إن أول الدين تركا السنة يذهب الدين سنة سنة كما يذهب الحبل قوة قوة». [سنن الدارمي (97)، اعتقاد أهل السنة لللالكائي (127)، الإبانة لابن بطه (234)، البدع والنهي عنها لابن وضاح (173)]
وعن سلام بن مسكين، قال: كان قتادة إذا تلا: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} قال: «إنكم قد قلتم ربنا الله فاستقيموا على أمر الله، وطاعته، وسنة نبيكم، وامضوا حيث تؤمرون، فالاستقامة أن تلبث على الإسلام، والطريقة الصالحة، ثم لا تمرق منها، ولا تخالفها، ولا تشذ عن السنة، ولا تخرج عنها، فإن أهل المروق من الإسلام منقطع بهم يوم القيامة، ثم إياكم وتصرف الأخلاق، واجعلوا الوجه واحدا، والدعوة واحدة، فإنه بلغنا أنه من كان ذا وجهين، وذا لسانين كان له يوم القيامة لسانان من نار». [الإبانة لابن بطه (163)]
وعن عاصم قال: قال أبو العالية: «تعلموا الإسلام، فإذا تعلمتوه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم، فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الإسلام يمينا ولا شمالا، وعليكم بسنة نبيكم والذي كان عليه أصحابه، وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء، فرددها مرارا».
فحدثت الحسن فقال: صدق ونصح.
قال: فحدثت حفصة بنت سيرين، فقالت: يا باهلي، أنت حدثت محمدا بهذا؟ قلت: لا. قالت: فحدثه إذا. [مصنف عبد الرزاق (20758)، اعتقاد أهل السنة لللالكائي (17)، الإبانة لابن بطه (142)، البدع والنهي عنها لابن وضاح (75)، السنة للمروزي (26)، الشريعة للآجري (19)]
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: تأمل كلام أبي العالية هذا ما أجلَّه، وأعرف زمانه الذي يحذر فيه من الأهواء التي من اتبعها فقد رغب عن الإسلام، وتفسير الإسلام بالسنة، وخوفه على أعلام التابعين وعلمائهم من الخروج عن السنة والكتاب، ... وأما الإنسان الذي يقرأها وأشباهها وهو مطمئن أنها لا تناله ويظنها في قوم كانوا أمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.
وعن الحسن البصري - رحمه الله تعالى- قال: «لو أَن رجُلا أَدركَ السلفَ الأَولَ ثم بُعثَ اليومَ ما عَرَفَ من الإِسلام شيئا» قال: ووضع يده على خدِّه ثم قال: «إِلا هذه الصلاة» ثم قال: «أَما والله ما ذلكَ لمن عاشَ في هذه النكراء ولم يدرك هذا السلف الصالحَ؛ فرأى مبتدعا يدعو إِلى بدعته، ورأى صاحبَ دنيا يدعو إِلى دنياه؛ فعصمهُ الله من ذلكَ، وجعلَ قلبهُ يحنّ إِلى ذلك السَّلف الصالح يَسْأَلُ عن سبيلهم، ويقتص آثارهُم، ويَتّبعُ سبيلهُم، ليعوض أَجرا عَظيما؛ فكذلك فكونوا إِن شاء الله». [البدع والنهي عنها لابن وضاح (176)]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/456)
وقال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ: «سَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر من بعده سننًا، الأخذ بها تصديق لكتاب الله، واستكمال لطاعة الله، وقوة على دين الله، ليس لأحد تغييرها، ولا تبديلها، ولا النظر في شيء خالفها. من عمل بها مهتد، ومن انتصر بها منصور، ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيرًا». [اعتقاد أهل السنة لللالكائي (134)، الإبانة لابن بطه (239)، الشريعة للآجري (90)]
وقال الإمام البربهاري في شرح السنة: «اعلم أن الإسلام هو السنة، والسنة هي الإسلام، ولا يقوم أحدهما إلا بالآخر، فمن السنة لزوم الجماعة ومن رغب غير الجماعة وفارقها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وكان ضالا مضلا».
وقال: «واعلم رحمك الله أنه لا يتم إسلام عبد حتى يكون متبعا مصدقا مسلما فمن زعم أنه قد بقي شيء من أمر الإسلام لم يكفوناه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كذبهم وكفى بهذا فرقة وطعنا عليهم
قال ابن مسعود: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم». [شرح السنة للبربهاري (1)]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان وجوب إتباع مذهب السلف: «وما أحسن ما جاء عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة أنه قال: عليك بلزوم السنة، فإنها لك بإذن الله عصمة، فإن السنة إنما جُعلت ليستن بها ويقتصر عليها، وإنما سنها من قد علم ما في خلافها من الزلل والخطأ والحمق والتعمق، فارض لنفسك بما رضوا به لأنفسهم، فإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كفّوا، ولهم كانوا على كشفها أقوى، وبتفصيلها لو كان فيها أحرى، وإنهم لهم السابقون، وقد بلغهم عن نبيهم ما يجري من الاختلاف بعد القرون الثلاثة، فلئن كان الهدى ما أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه، ولئن قلتم حَدَثٌ حَدَثَ بعدهم، فما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم، ورغب بنفسه عنهم، واختار ما نحته فكره على ما تلقوه عن نبيهم، وتلقاه عنهم من تبعهم بإحسان، ولقد وصفوا منه ما يكفي، وتكلموا منه بما يشفي، فمن دونهم مقصر، ومن فوقهم مفرط، لقد قصر دونهم أناس فجفوا، وطمح آخرون فغلوا، وإنهم فيما ذلك لعلى هدى مستقيم». [الفتاوى (4/ 7)]
قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى: «السنَّة سَفينةُ نوح مَن رَكبَها نجَا ومَن تَخَلّفَ عنَها غَرِقَ». [تاريخ بغداد (3850)]
عن عبد الله بن المبارك - رحمه الله- قال: «اعلم- أي أخي- أن الموت اليوم كرامة لكل مسلم لقي الله على السنة، فإنا لله وإنا إليه راجعون؛ فإلى الله نشكو وحشتنا، وذهاب الإخوان، وقلة الأعوان، وظهور البدع، وإلى الله نشكو عظيم ما حل بهذه الأمة من ذهاب العلماء، وأهل السنة، وظهور البدع». [البدع والنهي عنها لابن وضاح (95)]
وقال الإمام الأوزاعي: «عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإيّاك وآراء الرجال وإن زخرفوها لك بالقول؛ فإن الأمر ينجلي - حين ينجلي - وأنت على طريق مستقيم». [شرف أصحاب الحديث (6)، الشريعة للآجري (124)، سير أعلام النبلاء (7/ 120)، طبقات الحنابلة (1/ 236)]
وعن سعيد بن جبير، قال: «لا يقبل قول إلا بعمل، ولا يقبل عمل إلا بقول، ولا يقبل قول وعمل إلا بنية، ولا يقبل قول وعمل ونية إلا بنية موافقة للسنة». [اعتقاد أهل السنة لللالكائي (18)]
كان ابن عون يقول: «رحم الله رجلا لزم هذا الأثر، ورضي به، وإن استثقله واستبطأه». [الإبانة لابن بطه (270)]
عن وهب بن منبه قال: «الفقيه العفيف الزاهد المتمسك بالسنة: أولئك أتباع الأنبياء في كل زمان» قال محمد بن الحسين: جعلنا الله وإياكم ممن تحيا بهم السنن، وتموت بهم البدع، وتقوى بهم قلوب أهل الحق، وتنقمع بهم نفوس أهل الأهواء، بمنه وكرمه. [الإبانة لابن بطه (39)، الشريعة للآجري (3)]
وقال سهل بن عبد اللّه التّستري: «عليكم بالأثر والسنة، فإني أخاف أنه سيأتي عن قليل زمان إذا ذكر إنسان النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ والاقتداء به في جميع أحواله ذموه ونفروا عنه وتبرؤوا منه، وأذلوه وأهانوه».
وعن سليم بن أخضر قال سمعت ابن عون يقول غير مرة: «ثلاث أرضاها لنفسي ولإخواني أن ينظر هذا الرجل المسلم القرآن فيتعمله ويقرأه ويتدبره وينظر فيه والثانية أن ينظر ذاك الأثر والسنة فيسأل عنه ويتبعه جهده والثالثة أن يدع هؤلاء الناس إلا من خير». [السنة للمروزي (106)]
وعن ابن الماجشون، قال: سمعت مالكا يقول: «مَن ابْتَدَعَ في الإِسلام بدعة يَراها حَسَنة؛ فَقَدْ زَعَمَ أَن مُحمّدا - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- خانَ الرّسالةَ؛ لأَن اللهَ يقولُ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} فما لَم يَكُنْ يَوْمَئذ دينا فَلا يكُونُ اليَوْمَ دينا». [الاعتصام للشاطبي (1/ 62)]
قال الإمام ابن بطه العكبري: «فقد ذكرت في هذا الباب ما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأمر به أصحابه، والتابعين بعدهم بإحسان من لزوم السنة، واتباع الآثار ما فيه بلاغ، وكفاية لمن شرح الله صدره ووفقه لقبوله، فإن الله عز وجل ضمن لمن أطاع الله ورسوله خير الدنيا، والآخرة، فإنه قال: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} وتوعد من خالف ذلك وعدل عنه بما نستجير بالله منه ونعوذ به ممن كان موصوفا به فإنه قال: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}، فرحم الله عبدا لزم الحذر واقتفى الأثر، ولزم الجادة الواضحة، وعدل عن البدعة الفاضحة».
المصدر:
http://www.aborashed.com/2009/03/blog-post_04.html
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/457)
ـ[ليث السني]ــــــــ[13 - 12 - 10, 10:54 م]ـ
بارك الله فيك
القول حلو
والعمل مر
كل يحسن القول والاستشهاد بأقوال السلف ولو وضعته في الميزان لرجح الرأي والاستحسان
ـ[رامي جواد السقا]ــــــــ[14 - 12 - 10, 02:14 ص]ـ
كلام رائع اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[14 - 12 - 10, 10:33 ص]ـ
بارك الله فيكم و جزاكم خيراً
ودخل ابن مسعود الأنصاري رضي الله عنه على حذيفة، فقال: «اعهد إلي». فقال: «ألم يأتك اليقين؟» قال: «بلى وعزة ربي». قال: «فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وأن تنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلون في دين الله تعالى، فإن دين الله واحد». [اعتقاد أهل السنة لللالكائي (120)، الحجة في بيان المحجة للأصبهاني (168)]
لعل الصواب هو: أبو مسعود الأنصاري و اسمه عقبة بن عمرو البدري رضي الله عنه.
وقال محمد بن سيرين: «كانوا يرون أنَّه على الطريق ما كان على الأثر». [سنن الدارمي (140)، اعتقاد أهل السنة لللالكائي (109)، الإبانة لابن بطه (250)، الشريعة للآجري (30)]
قول ابن سيرين هذا هو قول ابن عمر رضي الله عنهما و قد رواه لوين عن أزهر السمان عن ابن عون سمعت ابن سيرين يقول سمعت ابن عمر يقول: لا يزال الناس على الطريق ما اتبعوا الأثر.
قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى: «السنَّة سَفينةُ نوح مَن رَكبَها نجَا ومَن تَخَلّفَ عنَها غَرِقَ». [تاريخ بغداد (3850)]
قال الخطيب: أخبرنا علي بن المحسن المعدل من أصله أخبرنا محمد بن المظفر حدثني الحسن بن أبي طيبة المصري ببغداد حدثنا أحمد بن صالح قال قال بن وهب كنا عند مالك فذكرت السنة فقال مالك السنة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق. اهـ
وروى ابن نصر في السنة و اللالكائي في الشرح و ابن بطة في الإبانة بسند صحيح عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال:
كل بدعة ضلالة و إن رآها الناس حسنة. اهـ
ـ[أم نور الدين]ــــــــ[15 - 12 - 10, 12:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[15 - 12 - 10, 01:15 م]ـ
قال أبو الشيخ الحافظ في كتاب السنة:
حدثنا أبو بكر الفريابي حدثنا محمد بن عوف الحمصي حدثنا أبو المغيرة حدثنا حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عون عن أبي الدرداء قال:
الدين دين محمد - صلى الله عليه و سلم - و لن تضل ما أخذت بالأثر. اهـ(67/458)
تعرضت إلى الدعوة من قبل جماعة تسمي نفسها شهود يهوا
ـ[أبو عبد الرحمن الكردي]ــــــــ[14 - 12 - 10, 02:48 ص]ـ
أبو عبد الرحمن الكردي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع
أنا مغترب في بلاد الغرب بغرض الدراسة
ومنذ فترة تعرضت إلى الدعوة من قبل جماعة تسمي نفسها
شهود يهوا
وعند البحث عنهم في الانترنيت وجدت الكثير من الردود على هذه الجماعة ولكنها في الغالب من قبل النصارى إو ردود غير موضوعية
للأسف لم أجد في موقعكم الذي أعتمد عليه كثيرا ما يخص هذه الجماعة
فإذا كان من الممكن تزويدي بأي شيء استطيع به مناقشة هذه الجماعة وتوضيح فساد عقيدتهم
حيث أنهم لايملون أبدا من طرق بابك ودعوتك إلى دينهم
أرجو منكم المشورة على بأي شيء يفيد في مناقشتهم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[14 - 12 - 10, 05:05 ص]ـ
هذا مقال عنهم
http://www.islamway.net/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=2219
ـ[إسلام الغرباوي]ــــــــ[14 - 12 - 10, 07:17 ص]ـ
####
ما دليلك على تللك العقائد؟!!
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[14 - 12 - 10, 07:31 ص]ـ
للأسف أخي دنقل كلامك يحتاج إلى تصحيح , وأرجو الاطلاع على معتقد القوم قبل التحدث عنهم كذلك كلامك عن بعض اعتقادنا يحتاج إلى تصحيح
ـ[معاذ عبدالرحمن]ــــــــ[14 - 12 - 10, 07:48 ص]ـ
شهود يَهْوَه
التعريف:
هي منظمة عالمية دينية وسياسية، تقوم على سرية التنظيم (*) وعلنية الفكرة، ظهرت في أمريكا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وكما تدعي أنها مسيحية (*)، والواقع يؤكد أنها واقعة تحت سيطرة اليهود وتعمل لحسابهم، وهي تعرف باسم (جمعية العالم الجديد) إلى جانب (شهود يهوه) الذي عرفت به ابتداء من سنة 1931م وقد اعترف بها رسمياً في أمريكا قبل ظهورها بهذا الاسم وذلك سنة 1884م.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
أسسها سنة 1874م الراهب (*) تشارلز راسل 1862 - 1916م وكانت تعرف آنذاك باسم مذهب (*) الراسلية أو الراسليين نسبة إلى مؤسسها كما عرفت باسم الدارسون الجدد للإنجيل (*). وعرفت بعد ذلك باسم جمعية (*) برج المراقبة والتوراة (*) والكراريس Watch Tower Bible and Tract Society ثم استقر الأمر أخيراً وعرفت باسم يهوه (*) نسبة إلى يَهْوَه إله بني إسرائيل على ما تردد توراتهم، (راجع سفر الخروج6: 2 - 4) "وكلم الله موسى قال له أنا الرب. أنا الذي تجليت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب إلهاً قادراً على كل شيء وأما اسمي يهوه فلم أعلنه لهم".
ثم خلفه في رئاسة المنظمة فرانكلين رذرفورد 1869 - 1942م الذي ألف سنة 1917م كتاب سقوط بابل ويرمز ببابل لكل الأنظمة الموجودة في العالم.
ثم جاء نارثان هرمر كنور 1905م وفي عهده أصبحت المنظمة دولة داخل الدولة كما يقال.
الأفكار والمعتقدات:
إشاعة الفوضى الخلقية والتحلل من جميع الفضائل الإنسانية التي حثت عليها التعاليم الدينية.
يؤمنون بيهوه (*) إلهاً (*) لهم وبعيسى رئيساً لمملكة الله.
يؤمنون بالكتاب المقدس للنصارى ولكنهم يفسرونه حسب مصالحهم.
الطاعة العمياء لرؤسائهم.
يستغلون اسم المسيح (*) والكتاب المقدس للوصول إلى هدفهم وهو: إقامة دولة دينية دنيوية للسيطرة على العالم.
تهيئة النفوس لإقامة الدولة اليهودية الكبرى.
نفي الحساب والعقاب في الآخرة فلا إثم على من يقترف ذنباً أو معصية في دنياه.
لا يؤمنون بالآخرة ولا بجهنم ويعتقدون بأن الجنة ستكون في الدنيا في مملكتهم.
يعتقدون بقرب قيام حرب تحريرية يقودها عيسى وهم جنوده يزيحون بها جميع حكام الأرض.
يقتطفون من الكتاب المقدس الأجزاء التي تحبب إسرائيل واليهود إلى الناس ويقومون بنشرها.
لا يؤمنون بالروح وبخلودها ولهم معابد خاصة بهم يسمونها القاعة الملكية أو بيت الرب.
الأخوة الإنسانية مقتصرة عليهم دون سواهم من البشر.
يعادون النظم الوضعية ويدعون إلى التمرد، ويعادون الأديان (*) إلا اليهودية، وجميع رؤسائهم يهود.
إشاعة الفوضى العالمية بتحريض الشعوب على التمرد على حكوماتهم وشق عصا الطاعة عليها ومقاطعة جميع النشاطات الرسمية في الدولة ويبررون ذلك بما جاء في كتابهم الأخضر "ليكن الله صادقاً بأنهم سفراء الله في ملكوته المقدس، ومن ثمَّ فهم يتمتعون بحصانة تعفيهم من الخضوع للحكومات المدنية أياً كانت مقوماتها".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/459)
يعترفون بقداسة الكتب التي تعترف بها اليهودية وتقدسها وهي 19 كتاباً.
يقولون بالتثليث (*) ويفسرونه بـ (يهوه (*)، الابن (*)، الروح القدس (*)).
يمر العضو فيها بمراحل معقدة ويخضع الالتحاق بها إلى شروط قاسية، وتنتظم عضوية جمعية شهود يهوه ثلاث مراتب:
أعضاء الرجاء السماوي: وهم أعضاء الإدارة العليا ويرأسهم العبد العظيم أو الحكيم ويعرف مقره ببيت "إيل" أي بيت الله.
صف جلعاد أو الرجاء الأرضي: ويشمل من الأعضاء الرواد والمعاونين ونظار المناطق، وهؤلاء هم أعضاء الإدارة التنفيذية.
المبشرون: ويعرف أعضاؤها بالخدم، وتضم هذه المرتبة الشهود وهم الأعضاء المكلفون بتوزيع مطبوعات الجمعية ورسائلها.
شعاراتهم ورموزهم:
تبني المينورا وهي الشمعدان السباعي الذي هو رمز اليهود الديني والوطني.
تبني النجمة السداسية وهي رمز لليهود كذلك.
تبني اسم يهوه (*) ويكتبونه بالعبرية وهو "الإله (*) " عند اليهود.
من كتب المنظمة:
تنطق باسمهم مجلة كانت تصدر تحت اسم برج مراقبة صهيون ثم عدلوها إلى: برج المراقبة لإخفاء كلمة صهيون.
هذا الخبر الجيد عن المملكة (المقصود مملكتهم المأمولة).
الأساس في الإيمان بعالم جديد.
لقد اقترب علاج الأمم.
العيش بأمل نظام عادل جديد.
الجذور الفكرية والعقائدية:
يمكن اعتبارهم فرقة مسيحية (*) منفردة بفهم خاص إلا أنهم واقعون تحت سيطرة اليهود بشكل واضح ويتبنون العقائد اليهودية في الجملة ويعملون لأهداف اليهود.
تأثروا بأفكار الفلاسفة القدامى واليونانيين منهم بخاصة.
لهم علاقة وطيدة بإسرائيل وبالمنظمات اليهودية العالمية كالماسونية.
لهم علاقة تعاون مع المنظمات التبشيرية والمنظمات الشيوعية والاشتراكية الدولية.
لهم علاقة كبيرة مع أهل النفوذ من اليونانيين والأرمن.
الانتشار ومواقع النفوذ:
لا تكاد تخلو دولة في العالم من نشاط لهذه المنظمة السرية الخطرة.
مركزهم الرئيسي في أمريكا - حي بروكلين بنيويورك: 124 Columbia Heights.
(i) Brooklyn 1. New York - USA
وصل عدد البلدان التي يزاولون فيها نشاطهم سنة 1955م إلى 158 دولة وكان عددهم آنذاك 632929 عضواً وعدد دعاتهم 1814 داعية فكم يكون إذن عددهم الآن؟ وقد فطنت بعض الدول إلى خطورتهم فمنعت نشاطهم وتعقبتهم ومن هذه الدول: سنغافورة، لبنان، ساحل العاج، الفلبين، العراق، النرويج، الكاميرون، الصين، تركيا، سويسرا، رومانيا، هولندا .. وما يزالون ينشطون في هذه الدول بطريقتهم الخاصة السرية. أما في إفريقيا والدول الإسلامية فغالباً ما يكون نشاطهم بالتعاون مع المنظمات التبشيرية.
طريقتهم في العمل:
يرون أنه ثبت بالدليل أن عدداً كبيراً من الناس لا يحضرون إلى المعابد، وأن أكثر من نصف الناس في بعض البلدان لا ينتمون إلى طائفة من الطوائف الدينية، وأن ملايين من المنتمين إلى الطوائف الدينية لا يحضرون عبادتهم ولا يريدون أن يستمعوا إلى رجال الدين. فعملت شهود يهوه على أن تخفي نفسها تحت أستار أنها فرقة مسيحية (*) تطوف بالبيوت والمقاهي والأندية العامة والطرقات، حاملة الكتب والمنشورات، تعرض فيها تعاليمها بحماسة مدعية أنها حاملة رسالة دين (*) جديد يجمع تحت لوائه أهل الأديان (*) كافة، تتظاهر بعدم معاداة أحد أو أية طائفة من الطوائف. كما عملت على عدم الاحتفاظ بأسماء أعضائها واكتفت فقط بحفظ ناشري مطبوعاتها ونشراتها وعملت - أيضاً - على عدم الإعلان عمن يساعدها بالأموال في أداء مهامها.
يصدرون آلاف الكتب والنشرات والصحف ويوزعونها مجاناً مما يدل على قوة رصيدهم المالي.
لهم مدارس خاصة بهم ومزارع ودور صحافة ودور نشر .. ولكل منها إدارة خاصة بها.
لهم مكاتب للترجمة والتأليف ولجان دينية عليا لتفسير الكتاب المقدس وفق مصلحتهم.
لهم تعاون كبير مع المنظمات المماثلة التي تعمل لصالح اليهود.
تستفيد هذه المنظمة من أعضائها في أعمال الاستخبارات والجاسوسية والدعاية.
ويتضح مما سبق:
إن منظمة شهود يهوه تدعي المسيحية (*) وتوالي اليهودية وتعادي الإسلام وهي من المنظمات المشبوهة التي يلزم وقف نشاطاتها في أي بلد إسلامي - إن وجد - وعدم السماح بتداول مطبوعاتها ومجلاتها تحت أي مسمى كان ويكفي أن علاقتهم وطيدة بإسرائيل وأن روابطهم وثيقة بعملاء التنصير.
----------------------------
مراجع للتوسع:
- شهود يهوه، د. محمد حرب.
- كتابان باللغة التركية: الأستاذ حكمت تانيو وهما:
- Yehora Sahitleri.
- Tharih Boyunca Turkler ve Yahudiler.
- الماسونية العالمية في ميزان الإسلام، عبد الله سمك، كلية أصول الدين بالقاهرة 1407هـ/1987م.
- شهود يهوه في الميزان، جبرائيل فرح البوس.
- الصهيونية بين الدين والسياسة، عبد السميع الهراوي.
- لهذا أكره إسرائيل، أمين سامي الغمراوي.
- اليهودية العالمية وحربها المستمرة على المسيحية، إيليا أبو الروس.
- نظرة حول المؤامرات الدولية اليهودية، د. سعيد محمد أحمد بانجة.
- الماسونية في العراء، د. محمد علي الزعبي.
- شهود يهوه. التطرف المسيحي في مصر، أبو إسلام أحمد عبد الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/460)
ـ[معاذ عبدالرحمن]ــــــــ[14 - 12 - 10, 07:50 ص]ـ
المصدر
الموسوعة الميسرة
في الأديان والمذاهب والأحزاب
المعاصرة
الندوة العالمية للشباب الإسلامي
(مع شيئ من التهذيب والتصرف المفيد)
موقع الكاشف
www.alkashf.net
موقع صيد الفوائد
www.saaid.net
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 12 - 10, 09:39 ص]ـ
الكلام عن الحواريين فوق كلام شنيع ..
ـ[سفيان الابياري]ــــــــ[14 - 12 - 10, 09:44 ص]ـ
اسمهم له علاقة بفرسان الهيكل
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[14 - 12 - 10, 10:00 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذا الكتاب للعلامة أحمد ديدات - رحمه الله - ردٌّ عليهم:
خمسون ألف خطأ في الكتاب المقدس وحوار البابا مع المسلمين ( http://www.al-maktabeh.com/ar/open.php?cat=10&book=901)
نفع الله به.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[14 - 12 - 10, 12:21 م]ـ
مصدرى موقعهم (غرفة المراقبه) على الانترنت
وما مصدرك عن اعتقاد المسلمين في الحواريين وغيرها؟!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 12 - 10, 09:43 م]ـ
أحس منهم الكفر = اليهود
مكروا = اليهود
الحواريون = أنصار الله
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) [الصف: 14]
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 12 - 10, 09:48 م]ـ
والقصة بطولها عن الصلب من الإسرائيليات، ليس العلم بها ملزما ..
وفوق ذلك فإنها ليست على نسق واحد، كما تدعي ..
فمنها ما يجعل يهوذا خائنا منافقا ..
ومنها ما يجعله مؤمنا صادقا، وأن المسيح قال من يؤخذ مكاني ويكون معي في درجتي ..
ومنها ما لا يعين أنه يهوذا الأسخريوطي أصلا ..
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[14 - 12 - 10, 10:04 م]ـ
هذه الجماعة نشطة جدًا فى دعوتها ... حتى أن الشيخ محمد إسماعيل فى كتابه (علو الهمة) ذكرهم تحت عنوان (فلنستح من الله)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[15 - 12 - 10, 05:40 ص]ـ
هناك كتاب للدكتور أسعد السحمراني اسمه: شهود يهوه
مفيد في بابه
والله أعلم.(67/461)
الشيخ الصوفي أحمد الغماري يكفر أحمد التيجاني ويصفه بأكبر دجال عرفته الأمة المحمدية
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[14 - 12 - 10, 01:38 م]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
الشيخ الصوفي أحمد الغماري يكفر أحمد التيجاني
ويصفه بأكبر دجال عرفته الأمة المحمدية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
هدية متواضعه للمتصوفة القبورية بشكل عام ولأتباع الطريقة التيجانية بشكل خاص .. !!
قال المحدّث الصوفي أحمد بن صديق الغماري، في كتابه "الجواب المفيد للسائل المستفيد "، في فصل التراجم والأعلام مانصه:
((احمد التيجاني
وبعد، فأحمد التجاني ليس عندنا معدودا من المسلمين، فضلا ان يكون من الأولياء بل هو أكبر دجال عرفته الأمة المحمدية من البعثة النبوية إلى يومنا هذا، وهو أكبر مضل، وأفجر فاجر بلي به هذا المغرب المنكود لسوء حظه، ولو أطلقنا عنان القلم في ذكر فجوره وكفره،والدلائل القاطعة على ذلك لأسمعناك العجب العجاب، بحيث لما طبع كتاب "مشتهى الخارف الجاني " أحتقرنا مؤلفه لكونه لم يشر إلى عشر مخازي الفاجر التجاني قبحه الله مما نحفظه ونعرفه، فلو استملى منا مانعلم لكان كتابه قنبلة ذرية في كبد المبتدعة من أتباعة ومعتقديه، بل لا نبرئ معتقد ولايته من فساد دينه _ أي المعتقد_ إذ لا يعتقد إسلام التجاني مؤمن بالله ورسوله، فضلا عن ولايته، ولو نشطنا يوما ربما نملي عليك إن شاء الله بعض مخازيه، وماجرى لنا مع بعض أتباعه وأغربها أن أول مرة زرته سنة 1342 رأيت قبره على هيأة صنم، بل ومما ذكرته في ترجمتي العقد الفاخر أني وأنا ابن خمس سنين كنت أمر إلى الكتاب على زاوية التجاني فينقبض قلبي منها، وألوم نفسي، ولا أعلم عله ذلك، حتى صرت أطلب العلم، وأطلعني الله على مخازي الفاجر الخبيث فحمدت الله تعالى على ما أنعم به علي، حيث لم أحبه ولو لحظة واحدة من عمري26/ شوال / 1372)) .. [صفحة 78] .. !!
ويقول في نفس المصدر في فصل الكتب العلمية مانصه:
((شرح أحمد سكيرج على مختصر بنيس في الطريق التيجانية:
وشرح أحمد سكيرج على مختصر بنيس في الطريقة التيجانية مطبوع بفاس، وبتونس وله تاريخ معنا وذلك أن هذا الكتاب أول ما قرأته في الطريقة التجانية سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف، وهمشته من أوله إلى آخره حيث حكمت فيه بكفر احمد التجاني وارتداده، وعرفت أنه دجال كافر حلال الدم، هو وأحمد سكيرج.
وخرجت تلك النسخة من يدي، وعملت ضجة مع ماكنت أذكره من كفرياتها في المجالس والمحافل، وبعد ذلك بنحو أربعة عشر عاماً وقع جدال كبير بيني وبين الحافظ التجاني _ وقد أكفرته تبعاً لشيخه _ فأنكر كل ماحكيته عن ذلك الكتاب ولم تمض سنة إلا وقد أتاني بالكتاب يتحداني أن أوقفه على ماذكرته، وإذا هي طبعة أخرى قد حذف منها تلك الكفريات فبهت لذلك، ومن ذلك الوقت وأنا أبحث عن هذه النسخة المطبوعة بتونس، وكان سيدي عبدالله حاضراً هذه المناظرات مع الحافظ الدجال.
فإذا أمكن أن تحصل لي من الكتاب نسخة، فأنا أدفع فيها ما يشاء ربها بشرط أن يكون فيها ما رأيت، ومن ذلك قول أحمد التجاني لعنه الله: إنه الحقيقة التي خلقت الحقيقة المحمدية لأجله، وقوله إن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يقظة: ياولدي أنت خاتم الأولياء، كما أني خاتم الأنبياء، فكل من ادعى الولاية بعدك فهو كاذب، ومنها: أن من رآه إلى سبع درجات يدخل الجنة، ولو الكفار واليهود إذا رأوه يوم الاثنين، ومنها: أن الفاتح أفضل من القرآن وأنها من كلام الله القديم، في كفر من هذا القبيل ضل عني، لانه مرت على قراءته ثمان وثلاثون سنة، وكنت قرأته بسلا حيث أهدانيه مؤلفه أحمد سكيرج قبحه الله .. 5 شوال 1379)) .. [صفحة 65] .. !!
ياترى هل سنمع أصوات المتصوفة الذي كرسوا وقتهم لنقل اقوال الصوفي أحمد الغماري في الطعن بمشايخ أهل السنة وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية؟؟
هل سيقبلون كلام الغماري في التيجاني .. أم أن المسألة مجرد هوى والكيل بميكالين .. !!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .. !!
الثلاثاء 7 محرم 1432هـ .. !!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[15 - 12 - 10, 05:32 ص]ـ
بارك الله فيكم
وجزاكم من كل خير
ـ[سيد محمد خليل]ــــــــ[15 - 12 - 10, 10:55 م]ـ
قبح الله الذين كانوا سببا في ضلال هؤلاء الأبرياء ..
إخوتي الأعزاء نعمل في هذه الأيام على فتح موقع جديد يبين بعض خزعبلات الصوفية ..
وللإخوة الراغبين في مساعدتنا أو الإشراف .. يتصلوا بي على البريد:
sidisid1@yahoo.fr
ليعاونوا في جهاد هذه الضلالات ..
ـ[أبو مريم المغربي]ــــــــ[16 - 12 - 10, 03:13 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم.(67/462)
عائدية ضمائر الجمع في القران ولماذا استخدم الله تعالى ضمائر الجمع للاشاره اليه تعالى
ـ[عبد الله عبد الرحمن العراقي]ــــــــ[15 - 12 - 10, 01:26 ص]ـ
هذا بحث مفصّل عن عائدية ضمائر الجمع في القران ولماذا استخدم الله تعالى ضمائر الجمع للاشاره اليه تعالى.
أن الذي دفعني الى هذا البحث هو ظهور بعض المقالات والاراء في بعض الكتب وعلى الانترنت من متخصصين وبحّاثه مسلمين تظن (بسبب ايمانها المتطرّف بالمنهج اللفظي) ان هناك ماسموه تاثير الراوي في كثير من ايات القران و هو من الملاك او الملائكه اوان الكثير من ايات القران هي من قول الملائكه او من قول الملاك الرسول او ان القران قول الله تعالى ولكن الملاك الرسول هو الذي صاغه الى العربيه بعد ان كان بشكل ثاني عند الله تعالى. او قولهم ان الضمير "نا" او اساليب الجمع تشير الى الله والملائكه معا في نفس الوقت. ولو تدبّر القاريء جيدا لوجد ان الضمائر في القران تكون اما لله او لغير الله ولايمكن ان يشير اليهما بنفس الضمير في نفس الوقت. كما انه لا وجود لما سمّوه بتاثير الراوي (او جبريل ع) باي شكل من الاشكال في القران انما الملاك رسول حامل للرساله وهو مكلف بايصالها كما هي بدون تغيير (مطاع ثمّ امين). ان القران هو كلام الله وان أي اختراع لالفاظ جديده وافكار جديده في اصل الدين هو من الاوهام.
والله هو العالم والموفق والهادي الى الصراط المستقيم. اللهم اهدني واهد بي ولا تضلني أو تُضل بي انك سميع مجيب. الحمد لله رب العالمين
القسم الاول
في القسم الاول والثاني سوف نرى ان اكثر الايات فيها من الملك والقوه والعظمه والعزّه والرفعه بحيث انه لايمكن لمسلم عارف بملّة الاسلام ان ينسب ضمير الجمع فيها لغير الله. ان ذكر بعض الكلمات بضمير المتكلم المفرد ثم اتباعها بضمير المتكلم للجمع نا في نفس الايه يوحي ان كلا الضميرين المراد بهما هو الله تعالى. كما ان التحوّل من ضمير الجمع نا الى اسم الله في نفس الايه هو خاصيه من خواص الخطاب القراني. فالخطاب القراني هو من الله موجّه الينا لكي نهدى به وهويختلف عن كل خطاباتنا البشريه والتي هي من انسان محدود الى انسان محدود فلا تشبه الخطاب الالهي (الذي هو من مطلق في الزمان والمكان والقوه وفي كل شيء الى الانسان المحدود في كل شيء) ولايصح بذلك قياسه عليها بحيث يقول بعض الناس: كيف يتحول الخطاب من ضمير الجمع نا الى اسم الله فجأة او من الغائب الى الحاضر اثناء كلامه تعالى، اذن يجب ان يكون المتكلم هو الملائكه او في بعض الاحيان الضمير لله مع الملائكه! وهذا غير صحيح لانهم ظنوا ان اساليب الخطاب الالهي هي كاساليب الخطاب الانساني وهذا واضح الغلط وهم يفكرون باتجاه واحد وهو الاتجاه اللفظي فقط. فالله موجود في كل زمان وموجود في كل مكان في نفس الوقت وهو خالق كل شيء ويظهر في كل مكان في نفس الوقت فما من شيء الا و قدخلقه الله تعالى افلا يستحق ان يشير الى نفسه بضمير الجمع "نا"؟. فهو خالق كل شيء (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ) من الايه 102 الانعام وقال (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) وقال (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ).
لقد بحثت في القران فوجدت انه فيكل القران يكون الأمر بالدعاء او الأمر بالذكر او الأمر بالعباده او الأمر بالاتقاء (او التقوى) او الأمر بالخشيه او الأمر بالخوف او الأمر بالرهبه او ابتغاء وجهه او ارادة الوجه او ابتغاء مرضاته او اسلام الوجه له تعالى فانه دائما ياتي بصيغة المفرد ولم يرد ولا مره واحده في القران بصيغة الجمع او مشيرا الى الجمع ذلك لأهمية هذه الامور في التوحيد له تقدّست اسماءه. والان لناتي الى الايات التاليه والتي يتبدّل الظمير فيها من المفرد الى الجمع اوبالعكس مما يدل على انها كلها تعود الى الله تعالى:
-وَ لَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَ لكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعينَ (من مع الله يستطيع ان يقول هذا الكلام ويجمع مشيئته مع الله؟: شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها؟! طبعا لا احد و لا حتى الملائكه، ثم لاحظ كيف قال في نفس الايه لكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي بضمير المفرد)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/463)
-قالَ عَذابي أُصيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَ رَحْمَتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذينَ يَتَّقُونَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ الَّذينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ (من الذي قال هنا؟ ومن هو الراوي؟ كلاهما هو الله جل شانه ولكنه اوردها مره بصيغة المفرد ثم بصيغة الجمع)
- وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ (من هذا الذي يكتب الكتاب مع الله؟ تعالى الله)
- أَ فَحَسِبَ الَّذينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادي مِنْ دُوني أَوْلِياءَ إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرينَ نُزُلاً (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَ?ئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَ?لِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106) الكهف (لاحظ انه الله تعالى هو الذي يتكلّم هنا بدليل " عِبادي مِنْ دُوني "و" وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا" لا حظ تبدل الخطاب من المفرد الحاضر الى الجمع ثم المفرد من جديد).ثم انظر الى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا- - - - وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا) حيث يامر الله الرسول محمد ص ان يقول لهم قول الله تعالى الذي هو (هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا- - - - وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا) أي ان النون في ننبئكم هي لله تعالى أي ان الذي ينبيء في الحقيقه هنا هو الله تعالى ويامر الرسول باخبار النبأ.
-وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَـ?هَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ. (ا ن الضمير نا في ارسلنا هي لله وحده بدليل جملة (لا إِلَـ?هَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ) لاحظ انه لم يقل لا اله الا نحن، كما ان الوحي هو منه تعالى)
-وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَ?لِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (ابراهيم: 14)
-إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فيها هُدىً وَ نُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذينَ أَسْلَمُوا لِلَّذينَ هادُوا وَ الرَّبَّانِيُّونَ وَ الْأَحْبارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ وَ كانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَ اخْشَوْنِ وَ لا تَشْتَرُوا بِآياتي ثَمَناً قَليلاً وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ
-وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ مَوْعِظَةً وَ تَفْصيلاً لِكُلِّ شَيْ ءٍ فَخُذْها بِقُوَّةٍ وَ أْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهاسَأُريكُمْدارَ الْفاسِقينَ (145) الاعراف (كتبنا، ساريكم)
-وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـ?ذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ?قالَعَذابيأُصيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَ رَحْمَتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ فَسَأَكْتُبُهالِلَّذينَيَتَّقُونَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ الَّذينَ هُمْبِآياتِنا يُؤْمِنُونَ (الايه 156 الاعراف) انظر من الذي قال"قال" هنا؟ انه نفس الذي قال "فساكتبها" وهذا يعني ان الله تعالى قال عن نفسه بانه قال باسلوب الغائب. واذا لم تصدق فاقرا الايات التي قبلها ستعرف ان المتكلم في الايات يظهر بشكل واضح في الايه 146 من نفس السورهوهي (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا? ذَ?لِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ)
- وَ اصْنَعِ الْفُلْكَبِأَعْيُنِناوَ وَحْيِنا وَ لاتُخاطِبْنيفِي الَّذينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37 هود)
- وَ إِذْ بَوَّأْنالِإِبْراهيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بي شَيْئاً (لم يقل ابدا في القران لا تشركوا بنا)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/464)
- فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَ أَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَ لا تُخاطِبْني فِي الَّذينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ. (تخاطبني هنا بالضمير المفرد مع العلم اننا نعرف ان نوح لم يكلّم الله مباشره بل كان عن طريق الرسل ولكن برغم ذلك فان الله تعالى لم يقل ولا تخاطبنا. او ان الله كان يوحي مباشره الى نوح من غير ملائكه. لاحظ كذلك أنّ هذه تشبه قوله تعالى في ابراهيم (يجادلنا في قوم لوط) ولم يقل يجادلني في قوم لوط وهكذا فان الضمير نا في يجادلنا هي لله فقط حيث ان ابراهيم كان يجادل ملائكة تتكلم بوحي من الله وتنزل وتتحرك وتنتصر و تُثَبَّت بواسطة الله (فهي في الحقيقه ليست وسائط حقيقيه حيث ان الله هو الذي يقوم به كل شيء حتى ما نسميه الوسائط فهذه الوسائط هي نفسها ليست بوسائط في الحقيقه حيث هي نفسها تحتاج الله لكي تقوم وتحيا وتتحرك و ----، وليس كما تظن اذهاننا المصنوعه من المادة والمجبوره بها) فهناك امور تفعلها الملائكه حسب ما ترى هي وهناك امور تفعلها حسب ما اراده الله بالضبط فكان ابراهيم ع في الحقيقه يجادل الله تعالى وليس الملائكه التي كانت تخبره بقول الله، وعلى هذا فال"نا" في "يجادلنا" هي لله فقط ولا يمكن ان تشير الى كليهما. فالله قد يعطف ملائكته ورسله عليه (بحرف الواو مثلا) لكن لا يستخدم نفس الضمير لكليهما ومثله في "نفخنا" في الايه (فنفخنا فيه من روحنا - - -) او مثل (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْقُرْآنَهُ) فال (نا) تشير الى الله وحده فقط في حال استخدامه تعالى "للوسائط" (تسمية الوسائط هو تسميه مجازيه حيث قلنا ان هذه الوسائط نفسها هي تحتاج الله تعالى كواسطه اثناء جودها وفعلها وحركتها و---) في تأدية الفعل وليس كما يظن البعض انها تشير الى الله والوسائط في نفس الضمير في نفس الوقت فشتّان ما بين القلم وصاحب القلم فهل يصح ان يقول الكاتب (لله المثل الاعلى) "كتبنا" وهو يقصد بالضمير نا، نفسه مع القلم؟؟!. ان الملائكه والوسائط لا تستطيع ان تؤدّي عملها بدون ظهور او نوع من الضهور لبعض اسماء الله لها. هذا الضهور للاسماء الالهيه هو المقصود بضمير الجمع قال تعالى (إِنَّاكُلَّشَيْءٍخَلَقْنَاهُ) وقال (اللَّهُخَالِقُكُلِّشَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) وقال (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُكُلِّشَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) فقال "خلقناه" و قال "خالق كل شيء" فهو الذي خلق افعال الوسائط وليست الوسائط هي التي خلقت افعاله جلّ شأنه العظيم، وما الوسائط الا ما يبدو لنا كذلك وانما في حقيقتها هي ليست وسائط ولا وسائل يحتاجها الله تعالى بل هي من امر اللهفهو خالق كل شيء (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ) وقال (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) وقال (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ).
- سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ إِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَ إِنْ يَرَوْا سَبيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبيلاً وَ إِنْ يَرَوْا سَبيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبيلاً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوابِآياتِناوَ كانُوا عَنْها غافِلينَ (لاحظ انه قال في نفس الايه اياتي ثم اياتنا فهي نفس الايات وكلا الضميرين يعودان له حصرا)
- وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا وَ لا تُخاطِبْني فِي الَّذينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ. لاحظ الضمير في كلمة اعيننا هي لله وليست للملائكه.
- فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَ أَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَ لا تُخاطِبْني فِي الَّذينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/465)
- أَ فَحَسِبَ الَّذينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادي مِنْ دُوني أَوْلِياءَ إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرينَ نُزُلاً - وَ إِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بي شَيْئاً وَ طَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفينَ وَ الْقائِمينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ (واضح انه الله هو الذي يتكلّم هنا لاحظ التنوع الكثير في اسلوب الخطاب والضمائر)
- وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَ إِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (من الذي وصى هنا؟ هل هو الله تعالى وحده ام الله مع الملائكه (استغفر الله) لاحظ وصينا، بي، اليّ، فانبّئكم)
- وَ إِذْ قالَ لُقْمانُ لاِبْنِهِ وَ هُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظيمٌ (13) وَ وَصَّيْنَاالْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَ فِصالُهُ في عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لي وَ لِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصيرُ (14) وَ إِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَبيما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَ صاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً وَ اتَّبِعْ سَبيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ في صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطيفٌ خَبيرٌ
- وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى (لاحظ انه لم يقل ومن اعرض عن ذكرنا)
القسم الثاني
في هذا القسم سوف نشرح بعض الايات المهمه والتي تظهر ان الضميرنا لايمكن ان تكون الا لله حصرا او للملائكه حصرا ولا يمكن ان تكون مشتركه. ولو قلنا ان الضمير مشترك لله و الملائكه فسوف نشعر عند قراءتنا لهذه الايات ليس فقط اننا امام قراءه جديده للقران بل امام دين جديد غير الاسلام دين التوحيد!!
ملاحظه عامه عن البحث كله: في كل مكان ياتي فيه الضمير "نا" لا بد أن يسبقه أو يأتي بعده ما يدل على الإفراد الذي يشير اليه سبحانه وهذا في القرآن كله.
- لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَ مِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ (لاحظ انه تعالى ذكر كلمة يخوف الله (بصيغة الغائب او الصيغه غير المباشره) ثم قال فاتقون ولم يقل ذلك اخوف به عبادي يا عباد فاتقون، فهذا ليس قول الملك الحامل للوحي بل هو قول الله وان انتقل من (الغائب) الى الحضور)
- فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ وَهَبْنالَهُ يَحْيى وَ أَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِوَ يَدْعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً وَ كانُوا لَنا خاشِعينَ (90) (فهل كانوا يدعون الملائكه ام الوسائط ام الله؟ بالتاكيد كانوا يدعون الله وحده ولا يحق لهم ان يدعو غير الله) --- (لا تدعو مع الله احدا) (ادعوني استجب لكم) لاحظ انه لم يقل يدعونني رغبا و رهبا.
-إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُأَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (40) النحل (طبعا هنا ال"نا"تعود الى ارادة الله وحده حيث انه قال في مواضع اخرى بضمير المفرد (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى? أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ) (البقرة: 117)، (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (يس: 82))
-ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم (الله وحده قال للملائكه كلهم فلا يمكن ان نقول ان ال نا هي له تعالى مع الملائكه والا فالانسب ان يقول ثم قلنا لبعض الملائكه اسجدوا فدلّ على انه امر كل او جميع الملائكه كما قال في ايه اخرى (فسجد الملائكه كلهم اجمعون))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/466)
-يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِكَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُوَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104) (عندما بدا اول الخلق لم يكن معه خلق من الملائكه او غيرهم ورغم ذلك استخدم بدأنا بضمير الجمع "نا" ذلك انه بدا ذلك الخلق باسماءه الخالق والخلاق والحكيم والعليم والباريء والمصور وال- - - - -) والله العالم.
- (أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً) (ال"نا" في خلقنا تعود الى الله وحده حيث ان الملائكه تعني كل الملائكه كانت اصلا غير مخلوقه هنا)
- اثناء قراءتي للمقال قفزت الى بالي ايه بشكل فجائي لم اكن قد انتبهت اليها من قبل وهي ستحل الكثير من الاشكالات و هي اية (أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) تثبت ان هناك الخلق الاول و نلاحظ انه قبل الخلق الاول ايضا استخدم الله تعالى الضمير"نا" مع العلم انه لم يكن معه احد قبل الخلق الاول سوى اسمائه جل شانه و من هنا نثبت ان الضمير "نا" عائد الى اسماءه تعالى لانه لا يجوز ان نقول ان هناك خلق كان مع الله تعالى دائما حتى قبل اول الخلق و الا استلزم ذلك الشرك بالله تعالى و العياذ بالله.
-وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (دعانا ال (نا) تعود الى الله لان الله لا يرضى ان ندعو معه احدا (فلا تدعو مع الله احدا)، (ادعوني استجب لكم)، ولم يقل ادعونا نستجب لكم)
- وَ الَّذينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحينَ (من هذا الذي لا يضيع اجر المصلحين؟)
- في الايات التاليه من سورة مريم (يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لي غُلامٌ وَ كانَتِ امْرَأَتي عاقِراً وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَ قَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ تَكُ شَيْئاً (9))
لاحظ اولا كيف ان النبي يستخدم صيغة الخطاب المباشر موحها الى الله رغم انه يتكلم مع الملك كواسطه ذلك انه يعرف ان الملك هو مجرّد ناقل لكلام الله في هذه الحاله. لقد سمع النبي من الملك: (كذلك.قال ربك هو علي هيّن) ولو انه سمع من الملك (قال كذلك قال ربك هو علي هيّن) لأنزل الله في القران (قال قال كذلك قال ربك هو علي هيّن) بتكرار كلمة قال حيث ان الله تعالى يصور لنا محاوره بين اثنين على شكل طرفين قال الاول ثم قال الثاني ثم قال الاول ثم قال الثاني- - - وهكذا. فقال الاول رب انى يكون لي غلام فقال الثاني:كذلك قال ربك هو علي هين. ولو قال الثاني (قال كذلك قال ربك هو علي هيّن) لكتب الله تعالى في القران الذي انزل الينا (قال قال كذلك قال ربك هو علي هيّن) بمعنى قال الثاني قال الله كذلك قال ربك هو علي هيّن.قارن هذا بقول موسى ع (انه يقول) في تركيب (قال انه يقول) في الايات التاليه (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ ?68? قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ?69?). والان ناتي الى السوال المهم وهو: في جملة (يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ) من هو الذي يبشر زكريا هنا؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/467)
ربما يجيب بعض الناس ان الذي بشر في (نُبَشِّرُكَ) هو الله مع الملائكه ولكن هذا غير صحيح. ان الذي بشّر زكريا هو الله تعالى اما الملائكه فهي مجرّد ناقل للبشرى والدليل هو قول الملائكه نفسها في سورة اخرى حيث انها اجابت على السوال: من الذي بشر زكريا في (نبشرك)، فقالت (أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى).اقرا قوله تعالى في الايه 39 من ال عمران (فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَ هُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً وَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحينَ) فالله هو الذي بشر في الحقيقه اما الملائكه فقامت بنداء زكريا واخباره ان الله يبشره بيحيى.
او بصيغه اخرى فأنّ الله تعالى اوحى للملك ان قل للنبيّ زكريا (كذلك قال ربك هو علي هيّن) وهذا ضاهرمن سياق الايه الذي يدل على ان الخطاب كان يدور بين النبي (او مريم) والله تعالى.لاحظ ان السوال من النبي (او مريم) ع كان بلفظ ربي متجها بدون واسطه الى الله تعالى اما الجواب من الله تعالى الى النبي (او مريم) كان بواسطة الملك ولكن الله لم يترك الملك ليترجم كلام الله تعالى كما يرى او يختار الملك (حسب ما ضنّ بعض المفسرين)، لا اطلاقا بل انه تعالى هو الذي كان يختار الالفاظ ويوحي للملك ان تكلّم بهذه الالفاظ بدون ان تختار ان تبدّل بصيغ الضمائر ا وان تنتقل من الغيبه الى الحضور و بالعكس وكأنّ الله تعالى يضع كلامه بين قوسين (لله المثل الاعلى) ثم يقول للملك قل لهم ما بين القوسين. لا حظ ان قول (قال كذلك قال ربك هو علي هيّن) عندما سمعه النبي من الملك لم يكن فيه اي تركيب غريب. ولكننا نحن الذي نقرأ القران عندما سمعنا ردّ الملك (الموحى اصلا من الله) الذي يحكيه الله في القران على شكل السرد اشكل علينا من القائل ماذا،لاننا لسنا المخاطبين به ولكن أُعلِمنا بالخطاب والله العالم.
-مثال على ان الله يتكلم عن نفسه بصيغة الغائب ثم بالحضور (لاحظ إِذْقَالَاللَّهُيَاعِيسَى----?110? وَإِذْ أَوْحَيْتُ-----):
إِذْقَالَاللَّهُيَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِيوَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِيوَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ?110? وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ?111?المائده
-بالجمع بين الايه (ومن يغفر الذنوب الا الله) و الايه (فَغَفَرْنَا لَهُ ذَ?لِكَوَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى? وَحُسْنَ مَآبٍ) نعرف ان الضمير نا يعود على الله وحده لانه لا احد يغفر الذنوب الا هو.
- وَ لانُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها وَ لَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ (انه الله وحده هو الذي يكلّف او لا يكلّف)
-إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى? مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ? أُولَـ?ئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَـ?ئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـ?ئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (162) وَإِلَـ?هُكُمْ إِلَـ?هٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَـ?هَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَـ?نُ الرَّحِيمُ (163) البقره (هنا في هذه الاياتمن الذي يتكلّم (ارجع واقرا الايات بتمهلّ)؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/468)
انه الله تعالى هو الذي يتكلم بدليل (فَأُولَـ?ئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْوَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) وهو الذي يقول "أُولَـ?ئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ" وليست الملائكه هي التي تقول، لا حظ انه لم يقل "أُولَـ?ئِكَ العَنُهُم" كما انه في ايه 161 لم يقل " أُولَـ?ئِكَ عَلَيْهِمْ لعنتي و لعنة الْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ “. وهذا يدل على ان الخطاب القراني لا يشبه تماما الخطاب الموجود في كتب البشر بل ان له اسلوب اخر فهو يتبدل من الغيبه الى الحضور وبالعكس حسب قوانين وحسابات ليست دائما ظاهره للعقل ولكن يستشعر بها القلب والعقل اللاواعي!)
فلو استخدم الانسان ضمير الجمع والذي يدل على الجمع فهذا لا يعني انه اذا استخدم الله ضمير الجمع فان المعنى هو نفس المعنى فهل اذا استخدم الله في الكتاب اليد في (خلقت بيديّ) معناه نفس يد الانسان؟ نفس الشيء للضمير نا. فمثلا الانسان له جسد واحد ولا يستطيع ان يتواجد في كل زمان ومكان (محدود) بينما الله تعالى هو ليس شيئا محدودا وهو جل شانه يتجلّى لمخلوقاته في كل زمان ومكان وحال، فلا نتوقع ان استخدامه للضمائر (الضمير هو المؤشر الذي يشير الى صاحب الفعل) يشابه استخدامنا له مئه بالمئه. فالخطاب والكلام الذي على شكل اصوات واشكال هو صادر في الاصل من الله (نور السماوات والاض) الذي هو ذو طبيعه نورانيه و نحن نجهل كيف يحصل هذا والمشكله موجوده في محدودية فهمنا وقدراتنا.
ان الملائكه لا تعلم الغيب وهي لذلك لا تستطيع ان تضيف شيئا الى علم الله وكلامه، وعندما يقول الله ان القران هو كلامه فهذا يعني انه كلام الله مئه بالمئه ولذلك فانه لا وجود لتاثير ما يسمى الراوي او الرسول الملاك او المَلَك او البشر في نفس القران بل ان الرسول مكلّف بايصال او ابلاغ الرساله كما هي بالضبط بالحرف والنص. و اقوال الملائكه في القران هي اقوال الله (الا اذا صدّرت بمشتقات قول فانها حينئذ قد تكون قول الملائكه الخاص بهم وهو من غير وحي الله تعالى كما في (قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها)) اما قول الشيطان لعنه الله، فان الشيطان الملعون يتكلم ويفعل ويكذب ويفجر كثيرا منذ خلقه والى قيام الساعه ولكن الله تعالى اختار من كلام الشيطان مايريده الله تعالى في كتابه وليس مايريده الشيطان حيث ان الشيطان عليه اللعنه وفرعون يتكلمون ويفعلون الكثير ولكن الله تعالى لم يختار من قولهم وفعلهم ليخبرنا به الا ما يريده هو تعالى حيث وضعه تعالى بنفسه في كتابه الكريم لارشادنا وتنبيهنا كما وضع فيه اسماء الاصنام والتي هي اكره الاسماء اليه جلّ شأنه فمعرفة اسماء اللات وهبل والعزى ويغوث ويعوق ونسرا وبعلا هي مهمه لكل مسلم وارادنا الله جل شانه منّا ان نعرفها والا لا حاجه ان يذكرها ويعدد اسماءها في كتابه الكريم وهي ابغض الاسماء اليه تقدّست اسماءه العلي العظيم الرحيم.
ان من اخطر الامور في ازالة تاثير الاوامر الالهيه على العقل الواعي والباطن للانسان هو ان نوجه كل حب المؤمنين بالله من مرسل الرساله (الله) الى الرسول (الملك او محمد) عن طريق الاعتقاد بوجود تاثير لما يسمى الراوي الذي نجعله هو المتكلّم في اغلب القران ممهدين لمفهوم عبادة الملائكه عن طريق الشعور الداخلي على الاقل وهذا ما سوف يهدم كل الدين والقران في النهايه. وان من اعجب العجب ان يقول الانسان ان القران هو كتاب الله ولكن القول الذي في الكتاب هو قول الرسول (الملك او محمد) فكيف يكون كتابا لله؟ هل هو كتاب الله بالاسم فقط؟ طبعا لا، انه كتاب الله،وغير الله من كل الخلق لم يزد ولم ينقص كلمه واحده منه. اذن فالراوي في القران هو الله تعالى نفسه وليس الملك. فكلام الشيطان الرجيم الذي كلّه ضلال عندما يذكره الله تعالى في القران يتحول الى هدى للمؤمنين!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/469)
-في كل كلام عالي النظم والبلاغه يجب ان يُعرف جهة القائل زيادة في العلم واليقين. فالقران الكريم يهتم بمن يقول القول وينسبه اليه عن طريق الفعل "قال" او مشتقاته فقد وردت مشتقات "قول" في القران 1722 مرّه على الاقل!. فعندما يذكر القران قول فرعون يقول قال فرعون وعندما يذكر قول الشيطان يقول قال الشيطان وعندما يذكر قول الملائكه يقول قالت الملائكه اما اذا ذكر قول الملائكه بضمير الحضور ولم يسبقه بمشتقات "قال" فهذا يعني ان قول الملائكه المذكور هو في الحقيقه قول الله ووحيه للملائكه. انظر الى الايات التاليه التي جاء فيها الكلام بدون ورود مشتقات "قول":
في الصافات (وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ (164) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165)) فهو قول الملائكه موحى به من الله ان يقولوا ((وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) حيث اعلمهم ان لكل ملك مقام معلوم لا يتجاوزه،ثم اختار الله هذا القول من الملائكه (الذي هو قوله اصلا) ووضعه في القران. لاحظ ان الايه 150 والتي هي قبل الايات 164 و165 يدل الضمير "نا" فيها على الله فقط وهي (أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ) ونفس الشيء في سورة مريم (وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَ?لِكَ ? وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) كذلك انظر الايات (وَلَوْ تَرَى? إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) االانعام) فهنا جملة (أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) هي قول الملائكه الذي هو في الاصل قول الله اوحي الى الملائكه بأن يقولوه. ونفس الشيء في الايه (وَلَوْ تَرَى? إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (الأنفال: 50)) فجملة (وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) هي من وحي الله للملائكه كما اوحى اليهم بضرب وجوه الكفار وادبارهم ويؤيده ما جاء في ال عمران (وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (من ايه 181)) و قوله (قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (الأنعام: من ايه 30)) وكذلك ما جاء في سورة الرعد (وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ? فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24)) فقوله (سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَاصَبَرْتُمْ? فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) هو قول الملائكه الموحى به من الله فهو قول الله في الحقيقه وكذلك جملة (أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) في (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (فصلت: 30) فقوله لا تخافوا ولا تحزنوا---- هو من قول الملائكه الذي اوحاه الله تعالى اصلا) والله العالم.
-وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى? قَالُوا سَلَامًاقَالَ سَلَامٌفَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَى? أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ? قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى? قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى? أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَ?ذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَ?ذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ? إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ (73) فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/470)
وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى? يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ (75) يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَ?ذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76) (الضمائر في فَبَشَّرْنَاهَا، يُجَادِلُنَا تعود على الله فقط وهي ليست مشتركه بين الله والملائكه. حيث ان الله قد اوحى للملائكه ان تقول كلاما الى نوح وكان الكلام الذي قالته له هو من وحي الله لاحظ ان كلام الملائكه الخاص يبدا من احد مشتقات قال وهو (قالوا) (قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى? قَوْمِ لُوطٍ) لاحظ كذلك قولهم (يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَ?ذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ) فاخبروه ان كلامهم وفعلهم هو في الحقيقه (امر ربك) و لم يقل القران (امرنا) وربما ان جملة (يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَ?ذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ) هو قول الله اصلا، قالته الملائكه نصا لابراهيم بوحي من الله. فنوح كان يجادل ملائكة تتكلم بوحي من الله ولم تكن تتكلم من نفسها لا حظ ان الملائكه لا تتكلم دائما بوحي من الله مباشره بل قد تتكلم من نفسها هي كما في الايه (قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) لاحظ انه تعالى قد استخدم "قالوا" لكي يبيّن ان هذا الذي قالوه هو قولهم وليس قوله.
-تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا (63) وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَلَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَ?لِكَ ? وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64) رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ? هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (65) مريم.قوله (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا) هو قوله تعالى وليس قول الملائكه كما ظنّ البعض أي ان ال"نا" في عبادنا تعود على الله. اما قوله (وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ --- الى هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) هو من قول الملائكه وقول الملائكه هذا هو في الحقيقه قول الله لان الله اوحى للملك ان اذا سالك محمد ص لماذا ابطئت فقل لمحمد ص (وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَلَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَ?لِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64) رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِهَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) وهكذ فقد تبين ان قول الملائكه (وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ---) هو في الحقيقه قول الله اوحاه للملائكه. وهو من ضمن تبليغ الرساله أي من القران وضعه الله فيه وليس اضافه من الملك (جبريل) على القران كما يظن البعض. كذلك فان الاخبار الوارده من طريق الشيعه والسنّه تشير ان سبب نزول الايه هو ابطاء جبريل عن النبي. كما ان الملائكه تتكلم وتتصرف شتى الكلام والتصرفات والاقوال ولكن تعالى لا يذكر منها في كتابه الكريم (القران) الا ما يفيدنا.
-وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثيراً مِنَ الْجِنِّ (من الذي ذرا لجهنم كثير من الجن والانس؟ انه الله وحده قطعا)
- مَنْ كانَ يُريدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُريدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً (لاحظ القهر والعظمه له وحده جل اسمه فهو الذي يعجّل و يشاء ويريد ----)
-فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ وَإِنَّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةًفَرِحَ بِها وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْديهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسانَ كَفُورٌ (لاحظ انّا و منّا التي تعود عليه تعالى حصرا)
-وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثيراً مِنَ الْجِنِّ (من الذي ذرا لجهنم كثير من الجن والانس؟ انه الله وحده قطعا)
-إِذاًلَأَذَقْناكَضِعْفَ الْحَياةِ وَ ضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصيراً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/471)
- وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكيلاً (لايمكن ان يشرك الله في مشيئته او حكمه احدا، ولكن من الممكن مثلا القول ان الله تعالى اذا شاء شيئا في عالمنا هذا الذي هو عالم الكثرات والمسببات والوسائط فان الواحد الاحد سوف يتجلى باسماء كثيره وتكون افعاله كثيره)
- وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِّ يُريدُونَ وَجْهَهُ وَ لا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْتُريدُ زينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ لا تُطِعْ مَنْأَغْفَلْناقَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِناوَ اتَّبَعَ هَواهُ وَ كانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (من الذي له حق ان يُغفل القلب؟؟ وذكر من؟ -- طبعا هو ذكر الله)
- لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لاَتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلينَ
- وَ جَعَلْناهُمْأَئِمَّةً يَهْدُونَبِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إيتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدينَ (من الذي يامر غير الله جلّ شانه؟ والا يدل المعنى على الله وحده؟)
- وَ لَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا في كُلِّ قَرْيَةٍ نَذيراً (من يشاء مع الله ارسال الرسل بحيث يستحق ان يذكره الله تعالى في قرانه الكريم مشتركا بنفس الضمير نا)
- وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ جَعَلْنا في ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ وَ آتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحينَ (من الذي وهب واتى الاجر وجعل الكتاب في الذريه هنا، اليس هو الله؟ ام احد مع الله تعالى الله.)
-عَالِمُالْغَيْبِفَلَايُظْهِرُ عَلَى? غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى? مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى? كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28) الجن (فقد ذكر اولا انه "عالم الغيب" ثم ذكر بعد ذلك انه يرسل الملائكه الرصد "ليعلم" وهذا العلم غير العلم الاول في "عالم الغيب" ذلك ان الله تعالى عالم بكل شيء ولكن تحقق الاشياء في الخارج بشكل مستمر يناسبها فعل مضارع مستمر بعكس "عالم الغيب" التي هي بشكل اسم يشير الى الثبات الدائم لثبوت علمه بالغيب مطلقا. ف "ليعلم" تشير الى مضاهر علمه تعالى في عالمنا هذا (عالم الكثرات و الوسائط) و تحققه وشهود الوسائط لهذا التحقق. والله العالم.
-وَ الَّذينَ جاهَدُوافينالَنَهْدِيَنَّهُمْسُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنينَ--- (الجهاد في الله وحده وليس الله و معه الملائكه ومن هذا الذي يهدي مع الله بحيث يستحق ان يذكره الله تعالى في قرانه الكريم مشتركا بنفس الضمير نا؟!)
- اما الايه (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَافَنَفَخْنَافِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ) فان النافخ من الروح هنا هو الله وعن آدم قال تعالى (بضمير المفرد): (فَإِذَا سَوَّيْتُهُوَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) ولكن في الحاله الاولى ارسل ملكا (لا لينفخ كما يعتقد البعض) وفي الثانيه (خلق ادم) لم يرسل احدا. مع العلم انه في كلا الحالتين (الضمير نا وضمير المفرد) كان النافخ هو الله تعالى وليس الملك والدليل قوله "نفختُ" فهو واضح ان النافخ كان الله و الروح كان بشكل من الاشكال (مادة) للنفخ وليس هو النافخ ولذلك فان ال"من" في كلتا الايتين هي تبعيضيه، كما انه في ايه اخرى ذكر (فنفخنا فيه من روحنا) والهاء في "فيه" هناتعود على فرج (التي احصنت فرجها) ولذلك لا يليق ان يكون النافخ في الفرج هو الملاك الذي هو الان على هيئة (بشرا سويا) والله العالم.
-وَ لَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ في هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَ لَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ (من هذا الذي يضرب الامثال مع الله في كتاب الله بحيث يستحق ان يذكره الله تعالى في قرانه الكريم مشتركا بنفس الضمير نا؟!))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/472)
- يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللاَّتي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَ ما مَلَكَتْ يَمينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللَّهُعَلَيْكَ (من يحلل ويحرم بحق غيره تعالى؟!)
-إِنَّا كُلَّ شَيْ ءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (49) وَ ما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (طبعا الامر هنا هو امر الله)
اننا في هذا العالم (عالم الوسائط والاسباب،عالم الدنيا) لا نستطيع ان ندرك الله تعالى بصوره مباشره الا في حالات خاصه جدا وقليله. ولكنّا نعرف الله تعالى من خلال افعاله واسماءه التي ملأت اركان كلّ شيء، فالله تعالى الواحد الاحد هو واحد ولكن له اسماء وافعال كثيره فهو تعالى يتجلّى في اسماءه وافعاله. فاذا استخدم ضمير الجمع "نا" فانه تعالى يشير الى تجليّاته، الى تلك الكثره في الافعال والاسماء (مقام الكثره) واذا اشار الى نفسه بضمير المفرد فانه يشير الى مقام التوحيدفحين يتكلم الحق سبحانه وتعالى عن شهادة التوحيد يقول "إنني أنا الله" ولا يقول: إنما نحن الله. هل قال اذكرونا نذكركم او اذكروني اذكركم؟ كمالم يرد اي أمر بالذكر اوبالعبادة اوبالدعاء بضمير الجمع مطلقا في القران. لاحظ ان اوامر العباده (اعبدني، لا تعبدوا الا الله) والنهي عن الشرك (لا تشركوا بي شيئا، لا تشرك بالله) دائما يكون الضمير فيها مفردا ولا ياتي مطلقا جمعا في كل القران. والله العالم.
مثلا نحن في حالة الالم نسميه وندعوه باسم الرحمن او باسم الرحيم او بكليهما وفي حالة الفقر ندعوه باسم الكريم الرحيم الوهاب وهكذا--- وكل الاسماء مجرّد اشاره اليه هو جلّ شانه وتقدّست اسمائه الواحد الاحد الصمد الملك. هو تعالى الذي علمنا ان نناديه و ندعوه بعدّة اسماء مختلفه وليس باسم واحد، قال تعالى (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَـ?نَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى?).
فاشارات الجمع ب نحن، نا، انّا------ تشير الى مقام الكثرات او مقام التجلي (وهو كل مقام غير مقام الوحده) حيث ان اسماء الله تتجلى في كل مكان وزمان و حال، فالله يتجلى لمخلوقاته (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا)، (فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَاوَسُبْحَانَاللَّهِرَبِّ الْعَالَمِينَ ?8? يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ?9?) وهذا في عالمنا نفهمه ونراه نحن (المخلوقات) بانه كثره في النعوت والاسماء والافعال له تعالى. فهو تعالى له الاسماء الحسنى فنحن نفهم و نعرف الله عن طريق اسماءه وافعاله الكثيره وهي في عالمنا (من عوالم الكثرات) تبدو هكذا اما في حقيقتها فهي واحده من واحد وهي حقيقة التوحيد. اي اننا لا نستطيع ان نرى او نعرف الله على حقيقته جلّ اسمه العظيم ولكننا كلما سرنا في مقامات القرب باتجاه مقام التوحيد كلما عرفنا و ادركنا الله تعالى اكثر و اكثر. ولأنّ كلام الله القران انزل الينا والى الخلق فانه يجب ان يراعي هذه التصورات في الكلمات و بما يسمح به عالم الكثرات والله العالم.
كذلك فان الله تعالى نادى موسى ع فقال (وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52)) فالله ناداه باي صوت؟ ومن اين جاء هذا الصوت وكيف نشأ؟ كل هذا مناسب لقوله ناديناهوهو نداء الله تعالى لموسى في عالم الكثرات حيث يظهر الله تعالى باسماء كثيره وافعال كثيره. فسمع موسى ع نداء الله تعالى ثم قربه الله تعالى نجيّا. وهذه المناجات لانعرف كيف تحصل الشيء الوحيد انه تبادل الكلام بين الله العظيم الواحد الذي ليس مادة وموسى ذو الجسم المادي. وان كلام الله لموسى لم يكن من خلال ملك.
ولقد بحثت في القران العظيم فوجدت انه فيكل القران يكون الأمر (فعل الامر) بالدعاء او الأمر بالذكر او الأمر بالعباده او الأمر بالاتقاء (او التقوى) او الأمر بالخشيه او الأمر بالخوف او الأمر بالرهبه او الحضّ على ابتغاء الوجه او ارادة الوجه او ابتغاء المرضات او اسلام الوجه فانه دائما ياتي بصيغة المفرد ولم يرد ولا مره واحده في القران بصيغة الجمع او مشيرا الى الجمع ذلك لأهمية هذه الامور في التوحيد له تقدّست اسماءه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/473)
-وَعَلَّمَآدَمَالْأَسْمَاءَكُلَّهَاثُمَّعَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـ?ؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (دليل على ان هناك اشياء (اسماء) لا تعرفها الملائكه فكيف يشركها الله في حكمه ومشيئته بضمير واحد)
-مانُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَ ما كانُوا إِذاً مُنْظَرينَ (فهي محتاجة الى الحق، محتاجة اليه عز اسمه لكي تنزل فهو الذي ينزلها وهي تنزل به وهو غير محتاج لها او للوسائط ولكن خلق عالمنا بحيث يكون عالمنا هو المحتاج للوسائط كما خلق عوالم لا تحتاج الى الوسائط، جلّ شانه)
- وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَ نَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ (16)
-مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُّنظَرِينَ (8) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَاالذِّكْرَوَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (بالحق الباء للواسطه فهي محتاجة الى الحق محتاجة اليه عز اسمه لكي تنزل فهو الذي ينزلها وهي تنزل به وهو غير محتاج لها او للوسائط ولكن خلق عالمنا بحيث يكون عالمنا محتاج للوسائط)
-وَ لَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجيبُونَ (75) (هل استغاث نوح بغير الله؟ لا والعياذ بالله (فدعى ربه اني مغلوب فانتصر) ولكنه نادى واحسّ باسماء كثيره لله مثل يا قهار يا منتقم يا جبار يا مغيث - - -) فبرغم انه الله تعالى واحد الا ان افعاله ومخلوقاته واسماءه كثيره فلقد كان يظن بعض الناس ان لا يجوز مناداة او دعاء ربنا الا باسمه الله ولا يجوز ان نقول في نفس الوقت يا الله يا رحمن او يا رحمن يا رحيم يا ملك يا قدوس --- واعتقدوا ان هذا شرك بالله وانّ الافضل مناداته باسم واحد فقط.فاخبرنا الله تعالى بنفسه في كتابه الكريم ان يجوز ان ندعوه بالله او بالرحمن ايّا ما ندعوا لا يهم بل نستطيع ان ندعوه بعدّة اسماء في وقت واحد!.
-إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (الله هو الذي يعطي الكوثر وغيره من نعم الجنان)
- هَـ?ذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (ص: 39) (هذا عطاء الله وحده وليس معه الملائكه)
لاحظ ايات المنح والاعطاء و الارسال والاحياء والاماته والدعاءكما لا حظ انه في ايات خلق الملائكه ايضا استخدم الضمير "نا" مع العلم انه في تلك الاثناء لا توجد ملائكه لانها لم تخلق بعد.
-فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا إِنَّ هَـ?ذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ (يونس: 76) لقد ذكر الله مرارا ان (الحق من ربّك) ف (من عندنا) هي (من ربك). فحتى لو استخدم الحق الملائكه او العقل او الناس لايصال الحق فهذا لا يعني ان الضمير نا في كلمة (عندنا) يشير الى الله والملائكه والوسائط.
-ثُمَّقَفَّيْناعَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا وَ قَفَّيْنا بِعيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَ آتَيْناهُ الْإِنْجيلَ وَ جَعَلْنا في قُلُوبِ الَّذينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَ رَحْمَةً وَ رَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناهاعَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها فَآتَيْنَا الَّذينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَ كَثيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (الله وحده هو الذي كتبها)
-أُولئِكَ الَّذينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَ نَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ في أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذي كانُوا يُوعَدُونَ (الله هو الذي يتجاوز وليس الملائكه)
- وَ إِنْ ما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَ عَلَيْنَا الْحِسابُ
- أَ وَ لَمْ يَهْدِ لِلَّذينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِها أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/474)
-يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ في رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَ نُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَ مِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَ تَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ وَ أَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهيجٍ (5) (في كل تللك الايات راقب شعورك الداخلي ولا حظ الفرق الكبير عند تصورك لتغيير معنى الضمير نا من الجمع بين الله والملائكه و بدون هذا الجمع بان يكون الضمير لله وحده)
- كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ في دينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَ فَوْقَ كُلِّ ذي عِلْمٍ عَليمٌ (الذي يشاء هو الله والذي يرفع الدرجات حين يشاء هو الله ايضا والذي كاد هو الله ايضا، قال تعالى (واكيد كيدا))
سؤال:لماذا لم تثار مثل هذه الاسئله عن شراكة هذه الضمائر في السابق؟
الجواب:ذلك لان الناس لم تشعر بهذا الفرق في الضمائر في السابق لان مثل هذه الامور الخطيره قد بيّنها النبي ع بشكل واضح لا لبس فيه كما ان تركيبة المحكم من ايات القران تكون بحيث يمتنع لبس الاشراك في الضمير.
اذن توجد لدينا حالتين فقط ضمير "نا" يعود له تعالى حصرا وضمير "نا" يعود على الملائكه حصرا.
اما في ما يخص ا ل"نا" الخاصه بالملائكه فقط،فالملائكه تتكلم وتفعل كثيرا ولكن الله لم يذكر كل اقوالها وافعالها كلها بل اختار منها بعض الاقوال والافعال وجعلها على شكل ايات انزلها على محمد ص. وهذا عكس ما يظنّه البعض ان الله اوحى كلامه الى جبريل ثم صاغه الملاك وانزله على قلب محمد ص. اي ان جبريل ليس له علاقه بمحتوى الرساله في الشكل او المضمون انما هو رسول من الله الى محمد ص لنقل الرساله بامانه كما هي بالضبط.
اهمية السياق في معرفة معاني الكلمات واضح وهو نفسه مهم لتحديد الضمائر في بعض الاحيان. واذا كان هناك لدينا لبس في عائدية بعض الضمائر فهذا لا يعني ان نقوم بتغيير افكار اساسيه في الملّه اوالتوحيد لكي توافق افكارنا في المنهج اللفظي خصوصا اذا كانت هذه الافكار غير متفق عليها بين المسلمين. فهل اكتشفنا كل اسرار القران الكريم حتى نكون متاكدين من شان عائدية هذه الضمائر؟؟ واذا قالوا ولكن كيف سوف نفهم التغيير في الضمائر بدون المنهج (منهج ان الضمير "نا" لاكثر من واحد ولايمكن ان يكون للمفرد) فهم يقولون بدون هذا المنهج سوف نرتبك ولن نعرف لماذا تتغير الضمائر؟ وعندها سوف نقول لهم عن طريق منهجكم سوف تتوهمون انكم تفهمون الضمائر ثم تشعرون براحه عقليه او ذهنيه ولكن المشكله ان فهمكم سوف يكون خاطئا لانه خلاف محكم القران. فاين هو الحق؟ ان نشعر براحه عقليه مخالفه لمحكم القران ام ان تبع محكم القران؟؟
فاذا اعتبرنا كل الايات هي من قول الملائكه المباشر لما اصبح كتاب الله وكلام الله تعالى (مرسل الرسل والكتب والانبياء)، بل اصبح كتاب الملائكه وكلام الملائكه وهذا ما لا يتوافق و معنى القران والتوحيد. فهناك فرق بين ان يجعل الله بعض الملائكه وسائط لتنفيذ امر الله (له الخلق والامر) وبين ان تكون مع الله تحي وتخلق وتشاء وترزق وتعطي وتهب وترسل الرسل وتكتب الكتاب و----و-----.
المنهج اللفظي:
المنهج اللفظي منهج فكري يستخدم المقارنه اللفظيه بين مقاطع الكلمات واشكالها. بينما القران يعتمد بالاساس على القلب السليم. فلو قلنا ان العقل (كتشبيه مبسط) يعتمد على الفكر (المعالجه) المتوالي المتسلسل فكل خطوه لاحقه تعتمد على الخطوه السابقه في الاستنتاج بينما من خواص القلب هو الادراك الكلّي او التعامل مع الكل في نفس اللحظه. وايات القران شديدة الترابط فيما بينها لذلك يفشل التفكير الا في ادراك جزء بسيط جدا من القران بعكس القلب السليم الذي يمكن ان يشعر ويدرك (بحسب درجة السلامه فيه) الترابط الاني بين ايات القران في نفس الوقت اي كل الترابطات والعلاقات موجوده
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/475)
لديه في نفس الوقت. فكثير من المسلمين المخلصين لا يعرفون العربيه ولكنهم يفقهون القران وكثير من العرب الاقحاح لا يفقهون القران ذلك ان قلوبهم عليها اكنّه، ولذلك فالتطرف الزائد في الالتزام بالمنهج اللفظي والايمان ان فهم القران هو عن طريق دراسة الالفاظ فقط واهمال شرط التطهير، ليس بحق.
المشكله الثانيه في ما يسمى بالمنهج اللفظي (من اهم رواده عالم سبيط النيلي) هو غرامه الشديد بالمطابقه بين الكلمات وفهم الكلمات عن طريق هذه المطابقه بالاحرف بين الكلمات وعلى حساب السياق في حالات كثيره. فالمنهج اللفظي يقلل من اعتماده على السياق لكي يقلل تلاعب الاهواء الشخصيه والمذهبيه في فهم النص. طبعا هنا احب ان انوّه بانفهم الكلمه س كلما كان معتمدا على غيرها من الكلمات المحيطه كلما قلل من اهمية يقينية معنى هذه الكلمه (س)،ذلك بان الكلمه (س) المُعتمد معناها على فهم غيرها من الكلمات يجعل من معنى الكلمه (س) المراد فهمها غير ذاتي او مطلق (من الكلمات الذاتيه المفهوم كلمة الله مثلا، حيث لا يتغير معناها بتغير السياق) حيث انه سوف يعتمد على الكلمات المحيطه بها او مايسمى السياق وسوف يحدث فوضى واختلافا حيث ان كل انسان سوف يفهم سياق الكلمات بحسب شهوة نفسه او مذهبه وهذا سوف ينشيء اختلافات لا حصر لها بل في بعض الحالات سوف يكون معنى نفس الكلمه الواحده هو نقيضها وهنا يصبح النص المقدّس نصا عبثيا ممكن ان يعني ايشيء واي معنى ولهذا نشا اعتقاد عند بعض المفسرين ان الله قد يستخدم لنفس الكلمه في القران معاني متضاده مع العلم انهم لايقبلون هذا لاي انسان حكيم ولو قلت لعالم من هؤلاء القوم لم افهم ما قلت لانك في كل مرّه تستخدم نفس الكلمات لابراز معاني متناقضه لاستشاط غضبا لانّك رميته بالسفاهة فعجبي لقوم لا يقبلون نسبته لانفسهم لانّهم يرونه عيبا ولكنهم ينسبونه الى ربهم وخالقهم الحكيم العليم.
ان فهم الكلمه من خلال السياق في موضع واحد يفتح بابا لا ينتهي للاختلاف والقران هو سبيل التوحيد وليس فيه اختلاف (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا). نعم في بعض الاحيان يجب اللجوء الى السياق لانّ سياق الكلمه يوحي بضرورة هذا اللجوء. مثلا كلمة الله او الرحمن هي نفسها في كل القران ولاتحتاج الى السياق في فهم المراد منها او ما هو مصداقها بعكس العزيز،الكريم، الملِك،حيث وصف بها بعض من يذوق العذاب قال تعالى (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُالْكَرِيمُ) او (وَقَالَالْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ------) وكذلك كلمه جدا مهمه مثل كلمة عبادكم (وانكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وأمائكم)
ولا اخفيكم انني كنت لسنتين او ثلاث متعصبا للمنهج اللفظي ومطابقة الالفاظحتى بدأت عدد التناقضات في فهمي لبعض الايات يزداد بسبب هذه الطريقه (التي تعتمد على فهم الكلمات بالمطابقه بدون الالتفات الى السياق) فقررت اثناء الاشكال اللجوء الى السياق وتقييد تفسير الالفاظ المتشابهة بالسياق التي وردت فيه وذلك حتى لا ينشأ تناقض مع الايات المحكمه. مع العلم انني هنا لا اقول أن المنهج اللفظي هو غير صالح، لا على الاطلاق بل انني اؤمن ان المنهج اللفظي هو افضل منهج موجود لحد الان ولكن كما نعرف فان هذا المنهج يظل منهجا فكريا والله وكلامه لا يمكن ان يفهمان عن طريق الفكر فقط بل نحتاج الى اشياء اخرى اضافه الى المنهج، كما ان الله تعالى لا يمكن ان يخضع لمنهج فكري بل المناهج يجب ان تخضع له تعالى!. ولا يمكن ان نفهم كتاب الله من خلال منهج واحد بل يجب المزاوجه بين مناهج مختلفه حتى نقترب (وليس نصل) من الفهم الحقيقي لكتاب الله. طبعا يضل المنهج اللفظي الذي يستخدم تفسير الفاظ القران بالفاظ القران هو الافضل لكنه يظل قاصرا ذلك انه لايمكن لأحد ان يفهم كلام الله كما يريد الله غير الرسول. فالرسول الأمي محمد ص هو افضل البشر في معرفته للقران وقوله في القران صواب لايحتمل الخطأ ولكن هذا لم يكن من خلال منهج عقلي او لفظي بل كان عن طريق قلبه الشريف حيث نزل القران على قلبه الشريف الطاهر ذلك ان الله نفسه قد تعهد بتبيين القران اليه،قال تعالى (ثم ان علينا بيانه).فان فهم الانسان الغير متصل بالوحي الالهي سوف يعتمد على الخطا والصواب. ولتقليل الخطا فانه يستخدم كل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/476)
امكاناته العقليه والقلبيه لفهم الحقيقه. ولذلك فان الانسان قد يحاول الوصول الى الحقيقه عن طريق قواعد هي في النهايه فكريه يلتزم بها على طول طريق المنهج. مجموع هذه القواعد العقليه او الفكريه تسمى المنهج الفلاني س، اما في المنهج الاخر المسمى ص فان القواعد العقليه الملتزم بها على طول المنهج قد تختلف عن تلك التي في س وهكذا فان النتائج النهائيه لتطبيق المناهج المختلفه قد تختلف وقد تتفق ولكنها تظل مناهج وفي افضل حالاتها تستخدم العقل والمنطق للوصول الى تفسيرالايه.
فمثلا في المنهج اللفظي لمعرفة معنى كلمه في اية س فاننا نذهب الى كل الايات التي فيها مشتقات هذه الكلمه ثم نحاول جهد الامكان ان نصل الى معنى يتوافق مع معنى كل الكلمات الوارده فيها مشتقات تلك الكلمه. اننا في الحقيقه نقوم باستقراء معنى هذه الكلمه من خلال كل الايات التي وردت مشتقاتها فيها ونحن شعرنا ام لم نشعر فاننا نعتمد على السياق لتحديد معنى الكلمة المشابهة للكلمه المطلوبه في الايه س في كل الايات تحت الدراسه ولما كانت الايات المدروسه ليس متكونه من كلمة واحده بل متكونه من عدّة كلمات فاننا في الحقيقه لكي نفهم السياق يجب علينا ان نفهم كل كلمات السياق ولكن هذه بدورها يتطلب فهمها فهم كل السياقات التي وردت فيها وهكذا العمليه عباره عن شبكات متصله فيما بينها يؤثر معنى كل كلمه فيها على معنى كل كلمه فيها فهو نظام شديد الترابط حيّ اشد الحياة. هذه الشبكه الكبيره المعقده لا ينجح الفكر وحده لفهم وادراك كل معانيها بل نحتاج الى وسيله اضافيه لمساعدتنا.
ان انكشاف الكثير من معاني الايات لا يحصل الا بعد التزكيه وسلامة او طهارة القلب ومن الواضح ان هذه المساله ليست عقليه او فكريه ولهذا لا يجوز الاحتجاج دائما بالمنهج اللفضي او العقلي في مقابل منهج القلب او التزكيه فهذا حال وذلك حال اخر. نعم يظل انكشاف الايات بمنهج التزكيه حجة على الانسان المتزكي نفسه وليس حجة على الانسان الذي لم ينكشف له المعنى بعكس المنهج اللفظي الذي يكون اكثر عمومية. ولكن هناك ايات في القران لايمكن تفسيرها بالاعتماد على الالفاظ فقط كما هو الحال في عائدية الضمائر وتغيرها من الغائب الى الحاضر الى - - -.
وهذا من اهم الفروقات بين العلوم الطبيعيه والعلوم الالهيه. ففي العلوم الطبيعيه من الرياضيات والفيزياء والطب والهندسه كلما كان الانسان اشد ذكاء كلما زاد تفوقه في هذه العلوم وهي لا تحتاج ان يكون الانسان عادلا او زكيا او تقيا. اما العلوم الالهيه فان من اهم شروطها العداله والتزكيه وكلما زادت العداله والتزكيه كلما زاد العلم الممنوح من الله تعالى الى العبد. فالمهم عنده تعالى هو شيئين، الهدى والضلال.
- مسألة اخرى هي مسألة العلاقه بين الانسان والملائكه في القران. فالقران يخبرنا ان للحادث سببان احدهما من الغيب والثاني من الشهاده. فبينما يشدد القران ويذكر بشكل ظاهر وبين و مستمر على ضرورة تقوية علاقة الانسان بالله تعالى في كل لحظه وزمان ومكان وفي كل عمل، لا يذكر القران هذا التشديد في علاقة الانسان مع الملائكه بل يكتفي في معظم الايات على الايمان بها بصوره قلبيه ولا يريد منه التفكير في عالم الملائكه الذي هو عالم الغيب. ولكن يشدد القران على علاقة الانسان بالله فقط ويطلب ان يكون الدليل على هذه العلاقه الجيده هوالعلاقة الجيده للانسان باخيه الانسان اما علاقة الانسان بالملائكه فلا توجد تعاليم وارشادات عن كيفية التعامل مع الملائكه بل نحن مأمورون بالايمان بها فقط عن طريق القران فقط. ولذلك فالقول بان الملائكه تشترك مع الله في الضمير نا في الكثير من الايات هو غير صحيح فاننا نشعر بالامتنان والشكر والخوف والرهبه لصاحب الضمير نا في تلك الايات وهذا ليس الملائكه او الملائكه مع الله بل هو الله وحده لا شريك له. ان الادعاء ان الضمير نا هو مشترك بين الله والملائكه يؤدي في النهايه الى تقديس الملائكه وربما الاشراك بها في النهايه ولو على مستوى مشاعر الانسان الداخليه وهذا منافي لمحكم القران والله العالم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/477)
فمن اهم اهداف القران هو ربط الانسان عاطفيا وشعوريا وفكريا وقلبيا بالله سبحانه فقط وجعل حسن علاقته مع اخيه الانسان ومع الطبيعه (الارض والهواء والماء و الحيوانات والحشرات -- -------) دليل على حسن علاقته بالله وهو ما يسميه بالعمل الصالح. ولذلك تتكرر الايات (امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا)، اما كيفية العمل الصالح عن طريق تعاملنا مع عالم الغيب فهو تعاملنا مع الله اما التعامل مع الملائكه فهذا لم يرد في القران. ولا يوجد شيء مثل اطيعوا او اتبعوا الملائكه او قدّسوا الملائكه او اي عبادات او معاملات لتعلمنا كيف نتعامل مع الملائكه!.
لذلك لو حاولنا تعريف ضمير الجمع "نا" بانه لله والملائكه في نفس الوقت لزم ان نخالف كثيرا من معاني واسس و ايات القران المحكمه التي تشعرنا بان الخضوع والرهبه والخشيه والخشوع والرغبه والخوف هي لله تعالى خالصه، وللزم ان نخالف الكثير من مشاعرنا واحاسيسنا الايمانيه الداخليه بالله والتي يؤمن بها لمئات السنين ملايين الناس المسلمين المؤمنين المفكرين والغيرمفكرين.وحتى لو ان هناك بعض الاسباب والافعال التي خلقها الله بواسطة من الناس او الملائكه فان ورود الضمير "نا" فيها (او اي ضمائر تشير الى الجمع) فانه ايضا يشير اما لله حصرا او للملائكه حصرا. فالله يتجلى في كل مراتب الوجود (وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله)
-النقطه المهمه التي يجب ذكرها كذلك هو ان الله غير محتاج الى الوسائط (له الخلق والامر) ولكنه لحكمة ما خلق عالمنا هذا بحيث لتنفيذ شيء فيه فان هذا العالم يحتاج الى الوسائط الظاهره بينما خلق عوالم ثانيه لا تتطلب حصول الوسائط بل يكون تنفذ الامر فيها مباشرا من الله فان حصول العلم عند الملاك جبريل مثلا هو مباشره بينه و بين الله تعالى ولا يحتاج الى واسطه بعكس حصول العلم عند الرسل الارضيين كالانبياء ع فانه يحتاج في اكثره الى واسطة الملك. بل حتى في عالمنا هذه فانه مايبدوا ظاهرا بشكل وسائط واسباب فان حقيقته ليست كذلك ذلك ان الله لم يخلق الخلق ويتركه للاسباب والقوانين والوسائط فانه حتى هذه الاسباب والوسائط والقوانين هي قائمة به (القيوم جل شانه) بشكل مباشر ولكنه خفي علينا وليس بظاهر، قال تعالى (ويمسك السماء ان تقع على الارض) وقال (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ). وهكذا فان الضمير "نا" لا يمكن ان تكون لله تعالى وللوسائط (التي هي من خلقه) بل هي له فقط تقدّست اسماءه. فربّنا واحد ولكن اسماءه وافعاله كثيره. فما يبدو للفكر البشري وسائط بين الله والعباد وهم الملائكه فان هذه (الوسائط) نفسها قائمه ومتماسكه وحيّه بالله العظيم الحي القيوم الذي هو قيّوم عليها.
من ناحيه اخرى نفسيه فان بعض البحاثه وطلاب العلم كان دافعهم الاصلي لطلب العلم هو التاثر بكل ماهو جديد وغريب يثير الفضول والاندفاع لكشف المزيد الغريب المسلّي بينما المطلوب كشفه هو الحق وليس الجديد والغريب. كما يجب ان لانندفع بسبب شكّنا في القديم بتدمير كل الموروث السابق بل يجب التريّث والتدبّر وعدم الوقوع في اتباع الهوى.
والله اعلم.
بعض التعليقات و الاجوبه عليها:
سوال: تقول. ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم (الله وحده قال للملائكه كلهم فلا يمكن ان نقول ان ال نا هي له تعالى مع الملائكه والا فالانسب ان يقول ثم قلنا لبعض الملائكه اسجدوا فدلّ على انه امر كل او جميع الملائكه كما قال في ايه اخرى (فسجد الملائكه كلهم اجمعون)) لكن هذا لاينفي ان يكون مع الله من الملأ الاعلى من هم ليسوا من الملائكة كالروح الامين مثلا.
وتقول. يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَاأَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104) (عندما بدا اول الخلق لم يكن معه خلق من الملائكه او غيرهم ورغم ذلك استخدم بدأنا بضمير الجمع "نا" ذلك انه بدا ذلك الخلق باسماءه الخالق والخلاق والحكيم والعليم والباريء والمصور وال- - - - -) والله العالم. لكن الايه هنا لا تتحدث الا عن خلق السماء فقظ وهذا لاينفي ان يكون مع الله ايضا الملأ الاعلى والملائكة حين بدأ خلقها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/478)
وتقول- (أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً) (ال"نا" في خلقنا تعود الى اللهوحده حيث ان الملائكه تعني كل الملائكه كانت اصلا غير مخلوقه هنا)
لكنالقرأن اخبرنا ان هناك ملأ اعلى ولم يقل لنا انهم ملائكة، فقال تنزلالملائكة والروح فيها، ويقصد هنا الروح الامين جبريل فهو حتما ليس منالملائكة، كما ان هذه الايهأَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ 150الصافاتتضعك في حيرة كبيرة حين تصل الى الايات 164 و165 و 166حيث تجد ان المتحدث في هذه الايات هو المتحدث في الايه 150 ومع ذلك يقول الاتي
وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (164) لو كان الله هو المتحدث فهل من المعقول ان يضع الذي ليس كمثله شيء نفسه مع الناس او الملائكة ويقول ان له مقام معلوم؟
وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166) فلو كان الله هو المتحدث هنا فبماذا يسبّح الذي يسبّح بحمده كل شيء.
جواب:
سترى ان الاصل،في الدين و كل الافكار و حتى مشاكل الحياة، رد المتشابه الى المحكم. ولقد بحثت في القران فوجدت انه في كل القران يكون الأمر بالدعاء او الأمر بالذكر او الأمر بالعباده او الأمر بالاتقاء (او التقوى) او الأمر بالخشيه او الأمر بالخوف او بالرهبه او ابتغاء وجهه او ارادة الوجه او ابتغاء مرضاته او اسلام الوجه له تعالى فانه دائما ياتي بصيغة المفرد ولم يرد ولا مره واحده في القران بصيغة الجمع او مشيرا الى الجمع ذلك لأهمية هذه الامور في التوحيد له تقدّست اسماءه
ان الملأ الاعلى وجبريل (الروح) و ميكال هم الملائكه. لاحظ الايات التاليه التي تصف البر و المتقين الذين صدقوا لم تذكر لا الروح او جبريل ولا احد بل ذكرت فقط الملائكه:
(لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) وهكذا فلا يوجد في عالم القرب من الغيب كائنات مهمه لها قيمه غيرهم و الا كان ذكرها فالمتقون الذين صدقوا مطالبون بالايمان فقط بالله و الملائكه و اليوم الاخر----وليس اي مخلوقات اخرى
ثانيا: اية (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ) من يعلمنا الله بشهادتهم على الوحدانيه هم ارفع و اقرب الخلق ولا يوجد غيرهم يستحق الذكر و هم الملائكه و اولوا العلم (و هم الرسل و الانبياء و الصدّيقون--) ولما لم يذكر غير الملائكه من عالم القرب الالهي دلّ ذلك على دخول (جبريل، ميكال-- حملة العرش، الملأ الاعلى، الملائكه المقربون) ضمن صفة الملائكه والا اين هم من الشهادة على وحدانيته تعالى و هم اقرب الخلق اليه؟؟.
ثالثا: الايه (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَ لاَ الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَ مَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَ يَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَميعاً) تدل على المخلوقات التي هي ارفع و اكرم عند الله وتلك المخلوقات الاكثر كرامة و رفعة هي افضل مثل يضرب به على عدم الاستنكاف و لو كان هناك من هو اكرم منها وارفع لذكرها كدليل على عدم الاستنكاف من العبادة و لكن ليس هناك من عالم القرب والغيب مخلوقات ارفع واكرم من الملائكه. وهكذا فلا يوجد مخلوقات غيبيه مقربه منه غير الملائكه.
ولو كان الروح مخلوقا اخر غير الملائكه وهو بهذه الاهميه فان هذا سوف يظهر بشكل محكم لا لبس فيه في القران الذي هو من المفروض كتاب لا ريب فيه. فكل مواضيع الايمان و ما يدخل الجنه او النار جاء في القران محكما لا لبس فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/479)
ثم انظر الى قولك لو عرفنا من هو القائل لتغير فهمنا لكتاب الله و هذا هو بالضبط سبب كتابتي لهذا المقال لانه ريد ان ابين ان دينا جديدا غير دين التوحيد سوف ينشا لو اعتقدنا ان ضمائر الجمع هي لله مع احد اخر لانه مخالف لمحكم القران--.
اما ما قلته انت عن الايه (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَاأَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) فلا تنظر الى الطيّ الذي هو للسماء (السماء ليست هي السماء الزرقاء و انما مخلوقا اخر فيه مخلوقات لا حصر لها) و انظر الى مراد الايه (كَمَا بَدَأْنَاأَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ) الذي يقول ان هناك شيء هو اول ماخلق الله وان الله سوف يطوي السماء و لكن باي كيفيه؟ فيجيب بكيفية كما بدانا اول خلق فهو يشير الى و جود اول خلق قبل خلق السماء و الدليل انه جاء بالفعل المضارع (نطوي) لخلق السماء بينما استخدم الفعل الماضي للخلق الاول (بدأنا) بالاضافه الى و جود كلمة أول التي تعني أول قبل السماء ولما كان الله و حده ولم يكن معه احد قبل او الخلق كان الضمير "نا" يشير اليه وحده سبحانه و لكن بظهور عدة افعال و اسماء له وحده سبحانه حيث ان ال"نا" تشير الى مرتبه وجوديه نازله (انظر البحث الاصلي) ونفس الشيء في الايه (ام خلقنا الملائكة اناثا) فهي تشير اليه وحده بضمير الجمع ولا يوجد خلق قبل قبل خلق الملائكه ومن قال غير هذا فعليه البيّنه والله العلي اعلم.
رابعا:سورة الصافات
المتحدث في الايه 150 (أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ) هو ليس نفسه المتحدث في الايات 164 و165 و 166.المتحدث في الايه 150 هو نفسه المتحدث في الايات التي قبلها و قد استخدم فيها الضمير "نا" الذي يشير اليه سبحانه. اما المتحدّث في الايات 164 و165 و 166 (وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ ?164? وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ?165? وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) فهم عباد الله المُخلصون الذين ذكرهم في الايه 160 قبلهن و الدليل هو كلمة (المُخلَصون) بالفتح و ليس الكسر التي جائت كمبني للمجهول لكي تقول لنا انهم ليسوا مخلصين من انفسهم و انما اخلصهم الله و هم الملائكه المطهرون في هذه الحالة (على الارض هم بعض الانبياء) وهم الوحيدون الذين يستطيعون وصف الله تعالى بدقه لذلك قال (سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ?159? إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ). و الغريب ان هذه الايات التي تشكل على بعض السامعين في من هو الذي يتكلم بضمائر مختلفه هي نفسها يتم التحذير فيها من وصف ذات الله!؟ و كأن الله يحذرنا مسبقا! ثم يعود في اخر السوره مجددا الى نفس التحذير من و صفه جلّ شانه انظر الايه 180 (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ).
والله هو الهادي و الموفق الى سواء السبيل
تعليق من سائل
الاخ الاستاذ عبدالله العراقي،هذه هي الايات ولا ادري كيف اعتبرت ان المتحدث في الايات 164، 165، 166 هم عباد الله المخلصين. عباد الله المخلصين هنا ليس لهم علاقة من قريب او بعيد في الخطاب، عباد الله المخلصين هنا مستثنين من اؤلئك الذين جاءوا بتلك الاوصاف من الايه 149 الى الايه 159 بحق الله سبحانه وتعالى، ومن يتتبع الايات بسهولة ودون جهد وعناء يتبين بوضوح انهم ليسوا هم المتحدثون في الايات 164، 165، 166 فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (149) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ (150) أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (152) أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (153) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154) أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (155) أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ (156) فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (157) وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا ? وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159 إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (160)، فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161) مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/480)
(163) وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (164) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166)
الجواب
السلام عليكم
شكرا لكل الاخوه الذين قرأوا البحث و ساهموا اولم يساهموا.
لقد اتفقنا في بداية البحث انه هناك بعض اللبس تجاه الضمائر.
سورة الصافات اسمها للملائكه و ابتدا فيها بذكر الملائكه وختمها بتنزيهه عن الوصف. وانا استغرب لماذا يعتقد بعض الناس ان الملائكه ليست من عباد الله المُخلَصين؟؟
تركيب عباد الله المخلصين يرد 8 مرات في القران وهو يرد للانبياء كما في:
وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) يوسف
و المُخلصين هم ليسوا المؤمنين او المسلمين بل هم اعلى من ذلك بمراتب. الم تر الى قوله (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ?39? إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ?40?) الحجر. فهنا لا يستطيع حتى غوايتهم. اما المسلم او المؤمن فهو غير معصوم من غواية الشيطان.
- سورة الصافات و تركيب " عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ":
اولا للمخلصين بشكل عام من غير تبيين للدرجه كما في الايه 40 و 74 من الصافات
ولكن ابتداءا من ايه 128 يبدا التغيير او الارتقاء في درجة المشار اليهم حيث يشير جو الايه الى الانبياء حصرا عند ذكر تركيب " عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ "
ثم ياتي في الايات من 149 الى 166 لكي يتكلم عن الملائكه وتنزيهه عن الولد ونسب الجن. انظر الى قوله وهم شاهدون. شاهدون على ماذا؟ على خلق الملائكه الاناث بزعمهم؟. دقق في شاهدون حيث فيها سرّ.
فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ ?149? أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ ?150? أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ ?151? وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ?152? أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ?153? مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ?154? أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ?155? أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ ?156? فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ?157? وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ?158? سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ?159? إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ?160? فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ ?161? مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ?162? إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ?163? وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ ?164? وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ?165? وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ?166? وَإِن كَانُوا لَيَقُولُونَ ?167? لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْرًا مِّنَ الْأَوَّلِينَ ?168? لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ?169?الصافات
وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ من ربه لا يتجاوزه فكيف تقولون نحن بنات الله؟ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ يقصدون التنزيه عن الولد و وصف الواصفين. ا ن اول حقّ للشاهد هو الوصف و الا كيف سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ؟ انظر قوله في الزخرف في نفس المساله (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ). اما الافاكين فلم يشهدوا الخلق الاول فلا يحق لهم الشهادة و بالتالي الوصف.
والان ناتي الى النقطه المهمه:أ ليس من حق الشاهد ان تسمع شهادته؟ وخصوصا اذا كان هذا الشاهد قريب من المشهود عليه لأحقاب زمنيه غير متناهيه ومخلصا اشد الاخلاص؟ وهنا حقّ له ان يُفسح له المجال للشهادة بدون تقديم او اشارة ذلك ان هذا الشاهد موجود دائما و هو اعلم الخلق بالله العظيم لانه اقرب الخلق اليه (الذين يحملون العرش و من حوله او الملائكه المقربون او الملا الاعلى) فحق ان تحشر شهادته بدون قول الله ("قالت الملائكه" انا لنحن الصافون -----) حيث انه ليل نهار في تسبيح مستمر غير منقطع الذي حصل في الايه 164 ان الله تعالى فتح فجأة كوّة لنا لنرى الملائكه على حال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/481)
واحد مستمر غير منقطع و هي تقول وتفعل ? وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ ?164? وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ?165? وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) فلذلك لم يصح ان يقول في ايه 164 قالت الملائكه وانا لنحن الصافون وانا لنحن--- حيث ان هذا ليس قولها في مدة زمنيه محدوده بل هذا حالها وقولها منذ خلقها الله، اما في الحال المخصوص المنقطع في الزمن فان الله يقدّم له بالقول"قالت الملائكه" مثل ("قالت الملائكه" ان الله يبشرك بيحيى) ذلك ان الملائكه لا تقول هذا القول او البشاره يوميا في كل ساعه بعكس قولها انا لنحن الصافون--- فهذا ليس قولها فحسب و انما حالها منذ خلقت------ ولهذه الشهاده المهمه للملائكه كونهم اعرف الخلق به جل شانه استخدمها للشهادة على و حدانيته في الايه الوحيده في القران التي يشهد الله تعالى على نفسه بالالوهيه و الوحدانيه عندما قال (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ --) لاحظ انه قدمها هنا في الشهادة التي تستدعي الوصف حتى على الانبياء. وهكذا اتضح ان الضمير نا هو لله تعالى الا في الايات 164 165 166 فهو للملائكه، هذا و الله اعلم واكبر واجلّ واعلى واكرم
الاخ (س) السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكرا لك على اهتمامك و ارجو من الله ان يهدينا سواء السبيل.
كل ايات القران المتشابهة و الغير مفهومه لا يوجد غير حل واحد لها الا و هو ردها الى امّها (محكم القران) الذي هو التوحيد باعلى درجة.
1 - لا تهتم كثيرا اذا لم يفهم العقل شيئا من بعض الايات بل يجب الايمان بها ولكن قد يوجد جواب و هو انه من قال "وما نتنزل الا بامر ربك ---- "هو الله يصف حالا للملائكه التي تقول "وما نتنزل الا بامر ربك ---- " اقصد انه الايه كانما هي هكذا (قالت الملائكة وما نتنزل الا بامر ربك ---- ") اي باضافة لفظ"قالت الملائكة" اما لماذا لم تنزل الايه هكذا اصلا في القران الكريم فهو لانه (والله اعلم) عندما يصف الله (تعالى و تقدّس اسمه) حالا دائما مستمرا لاينفك عن الملائكه باي حال من الاحوال فانه لا يذكر لفظة قالت الملائكه. و نفس الانقلاب المفاجيء في الضمائر قد حصل في سورة الصافات وقد اجبت عن هذا الاشكال في موقع اهل القران و سوف انقله هنا من جديد:
2 - فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ ?149? أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ ?150? أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ ?151? وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ?152? أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ?153? مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ?154? أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ?155? أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ ?156? فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ?157? وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ?158? سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ?159? إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ?160? فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ ?161? مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ?162? إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ?163? وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ ?164? وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ?165? وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ?166? وَإِن كَانُوا لَيَقُولُونَ ?167? لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْرًا مِّنَ الْأَوَّلِينَ ?168? لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ?169?الصافات
المتحدث في الايه 150 (أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ) هو ليس نفسه المتحدث في الايات 164 و165 و 166.المتحدث في الايه 150 هو نفسه المتحدث في الايات التي قبلها و قد استخدم فيها الضمير "نا" الذي يشير اليه
سبحانه. اما المتحدّث في الايات 164 و165 و 166 (وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ ?164? وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ?165? وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) فهو الملائكه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/482)
وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ من ربه لا يتجاوزه فكيف تقولون نحن بنات الله؟ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ يقصدون التنزيه عن الولد و وصف الواصفين. ان اول حقّ للشاهد هو الوصف و الا كيف سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ؟ انظر قوله في الزخرف في نفس المساله (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ). اما الافاكين فلم يشهدوا الخلق الاول فلا يحق لهم الشهادة و بالتالي الوصف.والان ناتي الى النقطه المهمه:أ ليس من حق الشاهد ان تسمع شهادته؟ وخصوصا اذا كان هذا الشاهد قريب من المشهود عليه لأحقاب زمنيه غير متناهيه ومخلصا اشد الاخلاص؟ وهنا حقّ له ان يُفسح له المجال للشهادة بدون تقديم او اشارة ذلك ان هذا الشاهد موجود دائما و هو اعلم الخلق بالله العظيم لانه اقرب الخلق اليه (الذين يحملون العرش و من حوله او الملائكه المقربون او الملا الاعلى) فحق ان تحشر شهادته بدون قول الله ("قالت الملائكه" انا لنحن الصافون -----) حيث انه ليل نهار في تسبيح مستمر غير منقطع الذي حصل في الايه 164 ان الله تعالى فتح فجأة كوّة لنا لنرى الملائكه على حال واحد مستمر غير منقطع و هي تقول وتفعل ? وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ ?164? وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ?165? وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) فلذلك لم يصح ان يقول في ايه 164 قالت الملائكه وانا لنحن الصافون وانا لنحن--- حيث ان هذا ليس قولها في مدة زمنيه محدوده بل هذا حالها وقولها منذ خلقها الله، اما في الحال المخصوص المنقطع في الزمن فان الله يقدّم له بالقول"قالت الملائكه" مثل ("قالت الملائكه" ان الله يبشرك بيحيى) ذلك ان الملائكه لا تقول هذا القول او البشاره يوميا في كل ساعه بعكس قولها انا لنحن الصافون--- فهذا ليس قولها فحسب و انما حالها منذ خلقت------ ولهذه الشهاده المهمه للملائكه كونهم اعرف الخلق به جل شانه استخدمها للشهادة على و حدانيته في الايه الوحيده في القران التي يشهد الله تعالى على نفسه بالالوهيه و الوحدانيه عندما قال (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ --) لاحظ انه قدمها هنا في الشهادة التي تستدعي الوصف حتى على الانبياء. وهكذا اتضح ان الضمير نا هو لله تعالى الا في الايات 164 165 166 فهو للملائكه، هذا و الله اعلم واكبر واجلّ واعلى واكرم
-ايضا في سورة مريم ظهر تحول مفاجيء في الضمائر في الايات 34، 35، 36.فلا يمكن القول ان المتكلم في الايه 35 هو نفسه في الايه 34 وليس هو نفسه في الايه 36. (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ?33? ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ?34? مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ?35? وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ?36?) مريم
اما قولك (أن الله هو القائل والكلام فى القرآن كلام الله .... وإذا كان فى الفعل واسطة فإن الكلام يرد بضمير الجمع----) ففيه امور:
-الاسماء الالهيه هي ليست آلات منفصله يستخدمها الله تعالى لانشاء الفعل و كانه لا يستطيع انشاء الفعل بدونها و كانها عصى سحريه يستخدمها لانشاء الافعال لان هذا شرك خفي و قع به بعض الصوفيه. لا و انما هي مظاهر له جلّ شأنه اثناء قيامه هو نفسه بالفعل فمثلا يجادلنا في (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ) ان الجدال هنا كان مع الله تعالى نفسه و الضمير نا هنا يعود حصرا و فقط الى الله،كل ما هنالك ان ابراهيم كان يجادل الله تعالى مباشره سواء عن طريق الملائكه (وهو الأظهر) او الوحي بطريقة لا يمكن ان نتصورها المهم في الايه ان الجدال كان مباشرة بين ابراهيم و الله تعالى و المعلومه الاضافيه التي يضيفها الضمير نا هو ان ظهوره (جلّ شانه و تقدّست اسماءه) لابراهيم اثناء الجدال كان فيه كثرة و هو مقام اقل علوا و اقل مباشرة من مقام (إِنَّنِي أَنَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/483)
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) طه14 فهنا المباشرة اكبر وظهوره لموسى اقل كثرة بل ربما هو في مقام الوحده فمن المعروف ان موسى كان هو النبي الكليم الوحيد و الله اعلم. لاحظ كذلك انه في مريم 52 قال (وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا) فالمناداة والتقريب كان في مقام كثرة (ظهور متعدد او كثير و اقل مباشرة) ربما لانه تعالى (استخدم) الصوت و النار و ربما اشياء او احساسيس جسديه و نفسيه اخرى داخل موسى لظهور النداء المقدّس. فظهوره جلّ شانه في كل هذه المراتب هو الذي يعبّر عنه بالاسماء، تقدّست (كل اسماءه) وهي ليست و سائل و لكنها ظهورات له تعالى و تقدّس (انتبه الظهور لا يعني الحلول فالحلول تجسيم) (وهنا يا اخي الكريم تلاحظ كيف بدأت الكلمات قاصرة عن التعابير الحقيقيه لما حصل و لكن كلمات البشر محدودة و تنفد بعكس كلماته تعالى). وليس نفس الشيء عندما امره بالتوحيد و العبادة و اقامة الصلاة في ((إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) طه14) فالخطاب هنا مباشر و مقامه مقام الوحده و الله اعلم.
نعود الى (يجادلنا) و لنفرض ان الملائكه هي التي كانت تنطق مع ابراهيم و لكن الحقيقه انها كانت تقول كلام الله له وفي هذه الاثناء فان كيفية احساس الملائكه بكلام الله لكي تنقله لابراهيم يكون عن طريق ظهورات مختلفه له تعالى عليها لكي تقول ما قاله الله عيناً فالملائكه قد تنفصل في بعض المواضع و لا تفهم الغرض الحقيقي من فعل او امر الله تعالى كما حدث في خلق ادم و سؤالها (اتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء) ثم اضافت بشكل غريب (ونحن نسبح بحمدك و نقدّس لك)؟؟! فظهر هنا انفصالها عن فهم الامر الالهي و لو حصل نفس الشيء اثناء الجدال مع ابراهيم لكان الجدال مع الملائكه و ليس مع الله تعالى. هذا من جهة ما يتبين لي من ايات القران و ربما هناك اشياء خفيه في كيان الملاك تحتاج ظهورات مختلفه منه تعالى لكي يقوم الملاك بالحركه السريعه في اقطار السماوات و حفظ الرساله هل تظن ان جبريل امين من نفسه بدون مساعدة و تاييد الله تعالى بل ان ابسط جزيئه و ذره في الكون المرأي و غير المرأي لو رفع الله يده عنها لانهارت قال تعالى العظيم (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ) لاحظ تعبيره يمسك أي انها تحتاجه في كل لحظة وليس كما يعتقد الناس ان الله خلق الكون بالاسباب ثم ترك العالم وهو فقط يراقبه من بعيد تعالى الله عن ما يصفون وقال (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) حتى الطير يمسكهن الله تعالى والظاهر لنا هو فقط الاجنحه (الاسباب).والان هذا سوف يقودنا الى مسالة اخرى و هي مسالة الاختيار و القدر ولن اخوض فيها الان.
ولما كان هناك مسافه بين العبد و الله تعالى فانه لكي يحصل اتصال فانه يحصل الظهور او التجلّي وهذه هي الاسماء. فالام ترحم ابنها بظهوره (جل شانه و تقدست اسماؤه) عليها (على خلايا الدماغ وخلايا الحليب في الصدر)، هذا الظهور اسمه الرحيم الرؤوف اما الله تعالى بدون ظهور فانه لا يشار اليه بل يستخدم ضمير "هو"وهو خالي من الرسم و الاسم و الوصف وخالي من الاشارة لاحظ التدرّج في (قل هو الله احد) "هو" مقام جدا عالي وهو حتى ليس اسم و لاظهور فيه ولا يمكن ان تاتينا أي معلومة من لفظ"هو.، ثم "الله" الذي هو اسم"هو" قبل الظهور ثم احد و هو اسم لظهوره بمقام الاحديه فالاسماء الألهيه هي اسماء للظهورات و ليست هي الظهورات نفسها. هذا والله اعلم
-اما قولك ان (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحيِي ?لْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) لاجدال أن ال نا هنا لاتعود على الرب وحده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/484)
فالجواب ان ال نا هنا هي نفسها في الايات التي قبلها (فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ?76? أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ?77? وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ?78?يس) وهي تعود حصرا و فقط على الله تعالى. فالذي ضرب المثل هنا هو ليس شخص واحد في العدد بل هو الانسان و انت تعلم ان جنس الانسان كثير العدد فضرب المثل هنا هو من الانسان الى الله في ظهوراته المتعدده لهذا الانسان ظهورات الله تعالى تكون في الافكار و الالهامات و الطبيعه و الكتب المقدّسه و في كل مكان وشيء وكيف ينشا و يظهر الانسان من البويضه و الخليه و الواحده لكي يصبح انسانا يحتاج في كل ثانيه الى ظهوراته جلّ شانه بالرحيم و الخالق و الباري و المصور-----وهنا الانسان يضرب المثل الى الله و يقول له من خلال افكاره المتشككه (من يحي العظام)؟ فيقول الله للرسول و يامره ان يقول للانسان (يحيها الذي انشأها اول مرة) لا اله الا هو.
الفرق (و الله تعالى اعلم) بين يجادلنا و يجادلني انه لو قال "يجادلني في قوم لوط" فان الجدال حصل في مرتبه و جوديه عاليه اقرب الى ذاته تعالى وهي بلا "وسائط" و اذا قال يجادلنا فانه لايكون الجدال مباشر (من خلال "وسائط" مسخره بشكل كامل و محفوظة من النقص) حيث ان وسائط الله تعالى تختلف عن وسائلنا التي نستخدمها نحن البشر و من اهم الفروق في هذه الوسائط و التي تسبب لبسا في فهم الضمير نا بالنسبه للبشر (فنعتقد خطأً ان ال"نا" في حديثنا هي نفس ال"نا" التي لله تعالى):
- وسائطنا نحن المخلوقات غير قائمه بنا و لا تعتمد علينا مثل السياره بعكس وسائطه سبحانه فانها قائمه به محتاجة اليه في وجودها في كل لحظه و فعل و حركه و سكون احتياجا حقيقيا من كل الجهات.
- وسائطنا نحن المخلوقات لا تطيعنا دوما فمرّة تطيعنا و مره لا تطيعنا اما رسله سبحانه فهي دائما تطيعه بشكل لا يمكن ان نتصوره من الدقّه. كما ان هذه الوسائط محفوظه من قبله. اي ان وسائطه هي دائما رسل (جاعل الملائكة رسلا) فقد جعلها بالجعل الالهي.
فاذا قال ملك من ملوك الارض ستذهب"رسلنا "او "جندنا" غدا الى العراق فهو استخدام مجازي (او كذب) ليس كاستخدام الله تعالى لكلمات " رسلنا "او "جندنا". حيث ان جند او رسل الملك الارضي قد تموت او تقتل او في الطريق او حتى تهرب و لا يستطيع الملك ذو الضمير نا ان يساعد جنده بظهور من ظهوراته (التي تم و صفها عندما ذكر الضمير "نا" في جندنا) كي يحفظها في الطريق وحتى لو ارسل سرية اسناد فان هذه السريه نفسها قد تحتاج الى اسناد وهكذا فلا وجود حقيقي لظهوراته و قواته (التي تم و صفها عندما ذكر الضمير "نا") حيث ان ظهوراته متقلقله غير ثابته و قد تختفي في اي لحظه اي انه لا وجود لجمع حقيقي اي لا وجود حقيقي للضمير"نا" بل هو استخدام مجازي بعكس استخدامه سبحانه للضمير نا فهو حقيقي. فالملك الارضي قد كذب عندما استخدم الضمير نا حيث انه ليس جمعا حقيقيا لانّ كل و زراءه ومن يعملون بامره ممكن ان يخونوه او يقع عليهم فعل قهري من الخارج يكبتهم فلا يستطيعون صرفا. اما اذا قال الله العظيم تعالى "جندنا" فانه يقصد انه هناك جند له محروسون و مسددون تسديد حقيقي على طول خط الزمان و المكان و تحت كل الضروف. هم جند لا يستطيع احد ان يغير فيهم اي شيء في اسمهم او وصفهم بسبب قوة التسديد الالهي المستمره، هذا التسديد لا يمكن ان يحصل الا بظهوراته عليهم (على الجند) هذه الظهورات هي التي اسمّيها الاسماء فالاسماء الالهيه تعالت و تقدّست هي ظهوراته في العوالم اثناء اتصاله بها او تاثيره عليها وهي ليست بوسائل يستخدمها (كما يعتقد الكثير من المسلمين) وهذا التصور هو خالي من الشرك حيث ان الاسماء الالهيه ليست اجزاء منه بل هي اسماء لوصف الله اثناء ظهوره المخصوص.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/485)
فمثلا اذا كان لدينا شخص اسمه زيد و رقبته تحت سيف "عدو زيد" فانه عندما يريد الله ان يرحم زيدا فان الله تعالى يقوم بضمان كل سلاسل الطرق و كل سلاسل الضروف المحيطة بزيد (ضمان لا يمكن نقضه من قبل اي مخلوق) لكي تحصل الرحمه لزيد هذا الضمان الممتد عبر كل سلاسل الضروف التي تحقق الرحمه هو منه تعالى ليس باسم الرحيم فقط بل بكل اسماءه (التي يجمعها اسم الله). فالرحمه يجب ان تحصل لزيد و لايمكن لاي شيء ان يوقف هذه الرحمه بعكس الملك الارضي فانه مهما شاء و اصر على رحمة زيد فان الرحمة قد تصل و قد لا تصل الى زيد بل قد تنقلب الى نقمه على زيد.
فبرحمة الله لزيد نرى "الله" على زيد من خلال اسم واحد فقط مثلا هو الرحيم ولكن قبل وصول الرحمه الى زيد فانه تعالى ربما ظهر باسم المنتقم على احد اعداء زيد الذين كانوا يريدون الشر بزيد وهكذا فانه في نفس الوقت الذي ظهر لزيد باسم الرحيم فانه ظهر لعدو زيد باسم المنتقم فقط. وهكذا لو حرك احدنا عينه الى عدو زيد لرأى الله على عدو زيد فقط من خلال ظهور المنتقم فالله هو نفسه واحد احد و لكن اسماءه و افعاله كثيره. مثال و لله المثل الاعلى ان اجزاء مختلفه من ضوء الشمس تسقط على الارض في اوقات مختلفه برغم ان الشمس نفسها واحدة و لم تتغير.
الم تر انه اذا تحاور الله تعالى مع ابليس الملعون فانه لم يستخدم و لا مره ضمير الجمع "نا" بل دائما الضمير المفرد ذلك ان ابليس لعنه الله كان يخاطب الله تعالى بشكل "مباشر" انظر الى الايات التاليه ستجدها كلها بالضمير المفرد: (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ: الاعراف)، (قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ?41? إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ 42:الحجر)، (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا ?65?الاسراء)، (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ?75?:ص).
هذا من جهة من جهة اخرى فحسب قراءتي للقران لم اعثر على موضع يتكلم فيه نبي او رسول بالضمير نا (و هو يقصد نفسه حصرا) بحيث تكون هذه ال"نا" فيها استعلاء او قوة ا وسلطه كما استخدمها الله تعالى في (آياتُنا، عَبْدِنا لِقاءَنا، رُسُلَنا أَمْرُنا، شِئْنا، عَهِدْنا،أَنْشَأْنا، وَهَبْنا، لَنا عابِدينَ، فَاسْتَجَبْنا،جاهَدُوا فينا، زَيَّنَّا نادانا نَجَّيْناهُما كَلِمَتُنا بَأْسَنالَدَيْنا، أِنَّا مُنْتَقِمُون، كِتابُنا) ذلك ان النبي يعرف انه لا يملك القوة و التسلّط بحيث يظهر في كل مكان و زمان بقاهرية و تسلّط
-عندما قال (وضرب لنا مثلا و نسي خلقه) فان المثل ضرب لله و ليس لمحمد ص حيث الكافر كان يسال او يجادل الرسول هل يستطيع ربك ان يحيي لا انه كان يقول هل تسستطيع يا محمد ان تحيي، لان الكافر يعلم ان الرسول لا يحيي و لا يخلق. لان الرسول بشر، هذا ما تفيده الايه ببساطه.نفس الامر في يجادلنا، بشرناها فان ال"نا" تعود حصرا على الله تعالى حتى لو قام بهذا الفعل الملك الموكّل حيث قلنا و شرحنا ماهو الفرق بين وسائطنا الناقصه المضطربه و وسائطه (رسله) التي هي منسوبه له حقيقة بالتسخير من حيث انه هو نفسه جل شانه قائم عليها.
ملخص الكلام انه اذا اعتبرنا الضمير نا هو لله و ملائكته فسوف ينتقض التوحيد و يظهر دين جديد و خصوصا في ايات مثل (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) و ايات اخرى ذكرتها في البحث الاصلي مع ملا حظة ان هذا التفسير الذي قدمته عن مراتب ظهور و جوده سبحانه سوف يفسر لنا سب استخدامه تعالى للفعل "لنعلم" في بعض الايات. والله اعلم.(67/486)
هل يجوز أن ننسب هذه الأفعال لله عز وجل؟
ـ[محبة الصالحين]ــــــــ[15 - 12 - 10, 11:39 ص]ـ
نسمع من بعض الناس أحياناً بعض الكلمات (هي أفعال) ينسبونها لله تعالى على سبيل الدعاء على الآخرين سواء بالجد أو بالمزاح مثل قولهم (الله يرج فلان ... - الله يخرب بيت فلان ... - الله يولع في فلان .. -) وغيرها من الكلمات التى هي في الظاهر أفعال تنسب إلى الله تعالى.
فهل يجوز نسب هذه الأفعال إلى الله تعالى؟
نسمع من علمائنا الأفاضل إن باب الأفعال أوسع من باب الصفات , هل هذا مطلق أم أيضاً مقيد بما ورد في الكتاب والسنة؟ هل لنا أن ننسب إلى الله عز وجل أي فعل في صيغة دعاء مثلا؟(67/487)
مقاصد كتاب التوحيد للإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ستة عشر
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[15 - 12 - 10, 02:32 م]ـ
مقاصد كتاب التوحيد للإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب ستة عشر:
وهي اجتهاد مني وأنظار الدارسين تختلف في التعبير عنها وتصنيفها:
1. بيان فرضية التوحيد على الأعيان:
باب (كتاب التوحيد وقول الله تعالى: وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون).
2. بيان جملة من فضائل التوحيد:
باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب.
3. بيان فضيلة تحقيق التوحيد:
باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب.
4. بيان جملة مما يوجب الخوف العظيم من الشرك وإن قل:
باب الخوف من الشرك.
5. بيان فضل الدعوة للتوحيد:
باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله.
6. بيان حقيقة التوحيد وأنه لا يكون إلا بنفي وإثبات:
باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله.
7. بيان أنواع من الشرك العملي الظاهر الأصغر يصيّرها اعتقاد خاص شركاً أكبر:
- تعليق الخيوط:
باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه.
- التبرك بالأشجار والأحجار:
باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما.
- التطير:
باب ما جاء في التطير.
- التنجيم، وأخص منه الاستسقاء بالأنواء:
باب ما جاء في التنجيم.
باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء.
- سب الدهر والريح:
باب من سب الدهر فقد آذى الله.
باب النهي عن سب الريح.
ومما له صلة بهذا المقصد على تفصيل:
باب ما جاء في الرقى والتمائم.
8. بيان ما يناقض التوحيد في بعض أنواع العبادة:
- الذبح:
باب ما جاء في الذبح لغير الله.
- النذر:
باب من الشرك النذر لغير الله.
- الاستعاذة:
باب من الشرك الاستعاذة بغير الله.
- الدعاء والاستغاثة:
باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره.
- المحبة:
باب قول الله تعالى: ? وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ? الآية.
- الخوف:
باب قول الله تعالي: ?إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ?.
ومما له صلة بالخوف والمحبة:
باب قول الله تعالى: ?أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ?.
- التوكل:
باب قول الله تعالى: ?وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ?.
9. إبطال شبهة المشركين في التعلق بالأنبياء والملائكة والصالحين:
باب قول الله تعالى: ?أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً?.
باب قول الله تعالى: ?حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ?.
باب الشفاعة.
باب قوله الله تعالى ?إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ?.
باب قول الله تعالى: ?وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ?.
10. بيان أصول ذرائع الشرك الأكبر:
- الغلو في الصالحين:
باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.
- عبادة الله عند قبور الصالحين:
باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده.
ومما له صلة به:
باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله.
- الغلو في قبور الصالحين:
باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله.
- تصوير الصور للصالحين:
باب ما جاء في المصورين.
11. بيان حماية النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد في الأقوال والأفعال:
باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك.
باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسده طرق الشرك.
12. إبطال شبهة لدعاة الشرك في نفي وقوع الشرك من المسلم:
باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان.
13. بيان بعض نواقض التوحيد:
- السحر:
باب ما جاء في السحر.
ومما له صلة به على تفصيل:
باب ما جاء فى النشرة.
ومما له صلة به اسماً لا حقيقة:
باب بيان شيء من أنواع السحر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/488)
- تصديق الكهان في دعواهم علم الغيب:
باب ما جاء في الكهان ونحوهم.
- استحلال حكم غير الله تعالى أو محبته أو تفضيله على حكم الله أو التسوية بينهما:
باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أربابا.
باب قول الله تعالى: ?أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ?.
- الاستهزاء بشيء فيه ذكر الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم:
باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول.
14. بيان نوعي الشرك العملي الخفي:
- الرياء:
باب ما جاء في الرياء.
- إرادة الإنسان بعمله الدنيا:
باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا.
15. بيان شيء من شرك الألفاظ:
باب قول الله تعالى: ?فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ?.
باب قول: ما شاء الله وشئت.
16. بيان بعض مكملات التوحيد الواجب والمستحب وبيان بعض ما ينافي كماله الواجب أو المستحب:
باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله.
باب من جحد شيئًا من الأسماء والصفات؛
وقد يكون كفراً.
باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله.
باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه.
باب احترام أسماء الله تعالى وتغيير الاسم لأجل ذلك.
باب قول الله تعالى: ?يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا? الآية؛
وقد يكون كفراً.
باب ما جاء في قول الله تعالى: ?وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي? الآية.
باب قول الله تعالى: ?فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا? الآية.
باب قول الله تعالى: ?وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ?الآية.
باب لا يقال: السلام على الله.
باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت.
باب لا يقول عبدي وأمتي.
باب لا يرد من سأل بالله.
باب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة.
باب ما جاء في (اللو).
باب قول الله تعالى: ?يظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ? الآية.
باب ما جاء في منكري القدر.
باب ما جاء في كثرة الحلف.
باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه.
باب لا يسشفع بالله على خلقه.
والله تعالى أعلم.
9 محرم 1432.
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[15 - 12 - 10, 02:35 م]ـ
ماشاء الله
جزاك الله خيرا
اعجبتنى كثيرا
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[15 - 12 - 10, 04:15 م]ـ
ماشاء الله
جزاك الله خيرا
اعجبتنى كثيرا
وإياك أخي الكريم.
أسعد بملاحظاتك بعد تأملها.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[18 - 12 - 10, 04:20 م]ـ
للفائدة
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[19 - 12 - 10, 01:00 ص]ـ
رحم الله الإمام المجدد وجعل كتابه العظيم علم ينتفع به الموحدون إلى قيام الساعة
بارك الله في الأخ الكريم على هذا الملخص المفيد
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[20 - 12 - 10, 02:06 م]ـ
وفيك بارك الله أخي الفاضل.(67/489)
الاشاعرة مجسمة مشركون مجوس هذه الأمة .. عند الروافض
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[15 - 12 - 10, 08:43 م]ـ
الاشاعرة مجسمة مشركون مجوس هذه الأمة .. عند الروافض ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/12/blog-post_15.html)
بسم الله الرحمن الرحيم
من المعلوم أن الروافض اليوم فرقة معتزلة وقديما كانوا مجسمة. والاشاعرة فرقة كلامية أسسوا عقائدهم على علم الكلام كالمعتزلة من هذا الباب. إلا أن الأشاعرة المتأخرين أكثر إعتزالا من المتقدمين. بالاضافة الى أن المتأخرين قد غرقوا في التصوف وكالروافض في عبادة القبور فقل أن تجد أشعريا غير صوفي قبوري. وننقل هنا عقيدة الروافض أصحاب التقية في الفرقة الاشعرية. مع العلم أن الامام الاشعري برئ من عقيدة الذين ينتسبون اليه اليوم.
من مقال بعنوان:
الشيعة والآخر (3) .. التفريق بين الفرق الإسلامية / عايض الدوسري
" هذا العالم الشيعي الكبير "المازندراني" يعتقد أنَّ الأشاعرة ( http://www.asha3ira.co.cc/) هم مجوس الأمة، فقد روى هذا العالم حديثاً منسوباً إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو قوله: (القدرية مجوس هذه الأمة). ثم علق عليه، فقال: (هم الأشاعرة ( http://www.asha3ira.co.cc/))[1]. وقال أيضاً: (فالأشاعرة هم أنذل وأنزل من أن يفهموا هذه المعاني) [2].
وأطبق علماء الشيعة على وصف الأشاعرة ( http://www.asha3ira.co.cc/) بالشرك والتجسيم، بسبب إثباتهم بعض الصفات، ووصف الأشاعرة بالشرك والتجسيم يلزم منه وصف كافة أهل السنة والجماعة بالشرك والتجسيم على معتقد الشيعة!
يقول العالم الإمامي الشيعي المازندراني: (الأشاعرة ( http://www.asha3ira.co.cc/) يثبتون له تعالى صفات الجسم ولوازم الجسمية ويتبرؤن من التجسيم .. وهذا تناقض يلتزمون به ولا يبالون، وهذا يدل على عدم تفطنهم لكثير من اللوازم البينة أيضاً، وعندنا هو عين التجسيم) [3].
وقد نسبَ نصير الدين الطوسي، وعلامتهم الحليّ، و محمد حسن ترحيني إلى الأشاعرة ( http://www.asha3ira.co.cc/) الشرك والتعدد في ذات الله، حيث زعموا أنه يلزم الأشعرية من مذهبهم في الصفات وجود قدماء مع الله في الأزل، وهذا شرك وتعدد [4].
وهذا حافظهم "رجب البرسي" -أحد علماء الإمامية- يقول: (وأما الإمامية الإثناعشرية، فإنهم أثبتوا لله الوحدانية، ونفوا عنه الاثنينية، ونهوا عنه المثل والمثيل، والشبه والتشبيه، وقالوا للأشعرية: إن ربنا الذي نعبده ونؤمن به ليس هو ربكم الذي تشيرون إليه، لأن الرب مبرأ عن المثلات، منزه عن الشبهات، متعال عن المقولات) [5].
وذهب الشيخ مصطفى الخميني إلى أنَّ الأشاعرة من المشركين بالله، حيث قال: (ولعمري إن هذه الشبهة ربما أوقعت الأشاعرة في الهلكة السوداء، والبئر الظلماء، حتى أصبحوا مشركين) [6].
وذهب العالم الشيعي "نعمة الله الجزائري" -بناءً على ما تقدم- إلى الحكم على الأشعرية بالكفر، وأنهم مخلدون في النار، بل وجعلهم في درجة أسوء من المشركين الأصليين،!
يقول: (الأشاعرة ( http://www.asha3ira.co.cc/) لم يعرفوا ربهم بوجه صحيح، بل عرفوه بوجه غير صحيح، فلا فرق بين معرفتهم هذه وبين معرفة باقي الكفار) [7].
وقال: (الأشاعرة ( http://www.asha3ira.co.cc/) ومتابعوهم أسوء حالاً في باب معرفة الصانع من المشركين والنصارى .. فمعرفتهم له سبحانه على هذا الوجه الباطل من جملة الأسباب التي أورثت خلودهم في النار مع إخوانهم من الكفار) [7].
المصادر والمراجع:
(1) شرح أصول الكافي – محمد صالح المازندراني (5/ 11).
(2) شرح أصول الكافي (3/ 102).
(3) شرح أصول الكافي (3/ 202).
(4) انظر: شرح الإشارات والتنبيهات- الطوسي، تحقيق: سليمان دنيا (3/ 70) الطبعة الثالثة، دار المعارف. والرسالة السعديّة- الحلي، عناية: محمود المرعشي، عبدالحسين محمد علي بقال (ص 50 - 51). والإحكام في علم الكلام- السيد محمد حسن (ص25) دار الأمير للثقافة والعلوم.
(5) مشارق أنوار اليقين-البرسي، تحقيق: علي عاشور، (ص337) الطبعة الأولى 1419هـ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت.
(6) تفسير القرآن الكريم مفتاح أحسن الخزائن الإلهية- السيد مصطفى الخميني، تحقيق: مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني، (1/ 103). مؤسسة العروج، الطبعة الأولى 1418هـ.
(7) الأنوار النعمانية (2/ 278) " ا. هـ
المصدر: الشيعة والآخر (3) .. التفريق بين الفرق الإسلامية ( http://alburhan.com/articles.aspx?id=3543&selected_id=-3555&page_size=5&links=False) / عايض الدوسري
للفائدة:
الامام الاشعري وشيخه وتلاميذه مجسمة ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/10/blog-post_7473.html) ( بلازم المتأخرين)
دفاع القرطبي عن ابن عبدالبر من اعتداء جهلة الأشعرية ودليل تجسيم الامام الاشعري!!! ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/10/blog-post_28.html)
(http://www.asha3ira.co.cc/2010/10/blog-post_28.html) د. عبد الرحمن دمشقية: الامام الاشعري يثبت الحد! (ملف صوتي) ( http://www.archive.org/download/DimashqiahAsharisLimit/DimashqiahAsharisLimit.mp3)
ما التجسيم والتشبيه والتمثيل؟ ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/07/blog-post_5917.html)
لن تعرف الحق بحق حتى تعرف الباطل .. ولن تدافع عن معتقدك حتى تفضح مخالفك وتكسره.(67/490)
كيف نجمع بين هذه النصوص
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[15 - 12 - 10, 08:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
كيف نجمع بين هذه النصوص
أن الله كلم آدم فقال له (اسكن أنت و زوجك الجنة)
وأن الله كلم موسى (وكلم الله موسى تكليما)
وأن الله كلم النبي صلى الله عليه وسلم في الإسراء حين افترض عليه الصلاة (، فقال: هي خمس، وهي خمسون، لا يبدل القول لدي)
فيكونون اشتركوا جميعا في تكليمهم من الله عز وجل
وبين قول ابن عباس (عن ابن عباس قال إن الله اصطفى إبراهيم بالخلة واصطفى موسى بالكلام واصطفى محمدا بالرؤية) قال الألباني في تخريج السنة لابن أبي عاصم (صحيح موقوف)
وفي الحديث
(فيأتون آدم فيقولون: أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، ............................... ائتوا موسى الذي كلمه الله، ................ ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم، فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .... )
فلماذا اختصوهم بهذه الخصال في هذا الموضع
أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[15 - 12 - 10, 10:25 م]ـ
كلام الله لآدم* في الجنة
وكلام الله لمحمد* في الملأ الاعلى
وكلام الله تعالى لموسى* على الأرض
الذي اعرف أن الله تعالى كلم جبريل* و يكلم الملائكة في السماء لكن لم يكلم مخلوقا على الارض.
فقط احببت أن استبق أي رد لكي يتم تصويبي. والله اعلم
* عليهم الصلاة والسلام
ـ[عصام الصاري]ــــــــ[16 - 12 - 10, 12:36 ص]ـ
الحمدُ لله،
أوَّلا: ليس في آية:" اسكن أنت وزوجك الجنةَ " ما يقتضي أن الله كلَّم آدم مباشرةً، بل قد يكون بواسطةِ ملَكٍ، وكذا بالنسبة لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وإلا لكان جميعُ الأنبياء كذلك.
ثانياً: إن لفظَ:" تكليماً " في آية موسى مصدرٌ في اللغة، وهو يفيدُ القطعَ بتكليم الله لموسى مباشرةً، وينفي احتمالَ تفسيره بأنه كان بواسطةِ ملَكٍ أو نحوِه، فلذلك واللهُ أعلمُ عُرف سيدنا موسى -عليه السلامُ- بأنه كليمُ الله عز وجلَّ. والله أعلمُ.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[16 - 12 - 10, 01:48 ص]ـ
بل ثلاثتهم نبي مكلم وورد التصريح بأن دم عليه السلام نبي مكلم وكذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[16 - 12 - 10, 02:18 م]ـ
الاختصاص لايمنع المشاركة وموسى عليه السلام كلمه الله في مواقف منها عند الواد المقدس طوى وحين اختار لقومه سبعين رجلا كما جاء مفصلا في كتاب الله وهذا دال على مزيد فضل له بهذه الخصيصة
وثبت ان النبي سئل عن ادم فقال انه نبي مكلم
اما في حديث الشفاعة الطويل انما امتدح الانبياء بافضل الخصائص وادم عليه السلام انما اشرف خصائصه ان الله خلقه بيده واسجد له ملائكته واسكنه جنته وهذه الثلاث ليس لغيره وهكذا باقي الانبياء
والله اعلم
ـ[أبو مريم المغربي]ــــــــ[16 - 12 - 10, 03:16 م]ـ
نعم أخي الكريم فالكل مكلم.
ـ[عصام الصاري]ــــــــ[16 - 12 - 10, 04:32 م]ـ
أود من الإخوة توثيقَ النصوص بشأن تكليم الله لآدم ولنبينا محمدٍ -صلى الله وسلم عليهم- مباشرةً، شاكراً لكم حسن الإفادةِ.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[16 - 12 - 10, 04:46 م]ـ
عن أبي ذرٍ الغفاري رضي الله عنه أنه قال: قلت يا رسول الله أي الأنبياء كان أول؟ قال: "آدم". قلت: يا رسول الله، ونبي كان؟ قال: "نعم، نبي مكلم". قلت: يا رسول الله، كم المرسلون؟ قال: "ثلاثمائة وبضعة عشر، جمَّاً غفيراً". رواه أحمد.
وتكليم الله لنبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام كما في حادثة المعراج المشهورة
والله اعلم
ـ[عصام الصاري]ــــــــ[16 - 12 - 10, 04:50 م]ـ
أرجو بيان درجة الحديث الذي رواه أحمدُ. وتوثيق الكلام الذي في حادثة المعراج المشهورة فليس كل مشهورٍ صحيحاً. وشكراً ...
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[16 - 12 - 10, 05:21 م]ـ
حديث ابي ذر ممن صححه الشيخ الالباني وحادثة المعراج هي في صحيح بخاري
اما التوثيق فعليك بالبحث
والله اعلم
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[16 - 12 - 10, 07:10 م]ـ
السلام عليكم أحسن الله للجميع
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى 2 - 320
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/491)
(فَإِنَّ اللَّهَ كَلَّمَ مُوسَى وَأَمَرَهُ بِلَا وَاسِطَةٍ وَكَذَلِكَ كَلَّمَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَهُ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ وَكَذَلِكَ كَلَّمَ آدَمَ وَأَمَرَهُ بِلَا وَاسِطَةٍ)
وجدت الآن هذا الكلام لابن عثيمين في شرح السفارينية
(والدليل على أنه أفضل الرسل:
أولا: أن الله تبارك وتعالى قال: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتابٍ وحكمة ثم جاءكم رسولٌ مصدقٌ لما معكم لتؤمننَّ به ولتنصرنَّه قال أأقرتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين} (آل عمران 81)،هذه الآية نص صريح في أن محمدًا صلى الله عليه وسلم إمام الأنبياء وأنه يجب عليهم إتباعه،
لأن الذي جاء مصدقا لما معهم هو الرسول عليه الصلاة والسلام،
كما قال الله تبارك وتعالى: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه} (المائدة 48)،
ثانيا: أنه في ليلة المعراج لما صلى الأنبياء من كان إمامهم؟
كان إمامهم محمدًا صلى الله عليه وسلم فهو صفوة الصفوة عليه الصلاة والسلام، ولهذا نقول: (المصطفى)،
إذا قال قائل: أليس الله قد اتخذ إبراهيم خليلاً والخلة أعلى أنواع المحبة، فما الجواب؟
نقول: بلى، لكنه قد اتخذ أيضا محمدًا خليلاً.
كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً) 55،
فإن قال قائل: أليس الله تعالى قد كلم موسى تكليماً؟
فالجواب: بلى،
ولكنه أيضا كلم محمدًا صلى الله عليه وسلم تكليماً،
إذا كان كلّم موسى وموسى في الأرض فقد كلم محمدًا صلى الله عليه وسلم ومحمدا فوق السماوات السبع،
فما من صفة كمال لنبي من الأنبياء إلا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم مثلها أو خير منها.)
ووجدت في شرح اللمعة لعبد الرحمن بن صالح المحمود ما فيه توضيح ذلك
(وقد ذكرنا أن العلم عند الله سبحانه وتعالى في سبب تسمية موسى كليم الله، مع أن الله
كلم محمداً، وكلم آدم، لكن الله كلم موسى على الأرض، وهو على طبيعته البشرية،
بخلاف تكليم الله لآدمفإنه كان وهو في السماء، وتكليم الله لمحمد كان عند أن عرج بروحه
وجسده إلى السماء، أما تكليمه لموسى فكان وهو على الأرض، ولعل هذه خصوصية
لموسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم)(67/492)
إجماع الاشاعرة على سكون الأرض وعدم كرويتها!
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[15 - 12 - 10, 09:47 م]ـ
بسم الله
مع أصحاب المنهج العقلي!
فكاهات الاشاعرة في الطبيعيات والفلك ( http://www.asha3ira.co.cc/2009/04/blog-post.html)
" وهناك قضية بالغة الخطورة لاسيما في هذا العصر وهي الأخطاء العلمية عن الكون التي تمتلئ بها كتب الأشاعرة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000003) والتي يتخذها الملاحدة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000024) وسيلة للطعن في الإسلام وتشكيك المسلمين في دينهم.
من ذلك ما حشده صاحب المواقف ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=book&id=4000060) في أول كتابه من فصول طويلة عن الفلك والحرارة والضوء والمعادن وغيرها مما قد يكون ذا شأن في عصره لكنه اليوم أشبه بأساطير اليونان ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000008) أو خرافات العجائز.
ومن ذلك قول البغدادي ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000338) : ' إن أهل السنة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000006) [43] (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=90#9990602) أجمعوا على وقوف الأرض وسكونها' [44] ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=90#9990603) . واستدل على ذلك في كتابه أصول الدين ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=book&id=4001182) " بمعنى اسم الله الباسط " قال: لأنه بسط الأرض وسماها بساطاً خلاف زعم الفلاسفة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000008) والمنجمين أنها كروية. [45] ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=90#9991866) . ومثله صاحب المواقف ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=book&id=4000060) الذي أكد أنها مبسوطة وأن القول بأنها كرة من زعم الفلاسفة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000008) [46] (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=90#9991867) .
ورحم الله شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000010) ما كان أعظمه حين قال: 'والخطأ فيما تقوله المتفلسفة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000008) في الإلهيات والنبوات والمعاد والشرائع أعظم من خطأ المتكلمين. وأما فيما يقولونه في العلوم الطبيعية والرياضية فقد يكون صواب المتفلسفة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000008) أكثر من صواب من رد عليهم من أهل الكلام ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000011) ، فإن أكثر كلام أهل الكلام ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000011) في هذه الأمور بلا علم ولا عقل ولا شرع' [47] ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=90#9992225) .
الحواشي:
43. ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=90#hwashi9990602) يعني بهم الأشاعرة كعادته هو وبعض أصحابه،، ولهذا يجب التفطن لمثل هذا عند النقل من كتبهم
44. ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=90#hwashi9990603) الفرق بين الفرق: 318.
45. ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=90#hwashi9991866) انظر أصول الدين ص:124.
46. ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=90#hwashi9991867) انظر المواقف: 199، 217، 219.
47. ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=90#hwashi9992225) الرد على المنطقيين 311.
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=90 " (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=90)
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[15 - 12 - 10, 09:53 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي
لكن هل يصح القول بدوران الأرض (مع عدم وجود دليل من القرآن او السنة على ذلك) بل الأدلة على عكس ذلك!
وانما ورثه المعاصرون من اهل الهيئة. وردود العلماء عليهم مستفيضة
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[15 - 12 - 10, 10:12 م]ـ
وجزاكم الله خيرا اخي الكريم
كروية الارض وسكونها وحركتها من الطبيعيات لا من الديانات.
بالنسبة للسكون فالمسألة لا تعدو كونها من باب التعارض الظاهر كالذي في كروية الارض.
فالارض كروية ومسطحة في نفس الوقت. وهذا غير معقول. نعم غير معقول لو كانت مسطحة حقيقة لكنها مسطحة في الظاهر بسبب ضخامتها بالنسبة للانسان الذي يعيش عليها.
وأظن أن الموضوع أشبع بحثا ولا جدوى في تقليبه من جديد. لكن المهم هنا هو التفكه على أصحاب المنهج (العقلي). أقصد أدعياء المنهج العقلي. فقد رأيت من جهلهم لا يعرفون محل الشاهد من تشنيعي عليهم ولا يعرفون أن لازمهم ليس بلازم لي. وربما يكون جهل أحبابي القبوريين بسبب كثرة الرقص والدوران حول القبور!!!
وهنا سؤال هل القبر ساكن أم متحرك (فهو مربوط بحركة الارض)؟
وهل ينزل الولي في الثلث الاخير من الليل - فالولي مجيب الدعوات سميع عليم عند الصوفية المتمشعرة؟
ويجب على الصوفية المتمشعرة أن يسألوا أولياءهم عن سكون الارض فيخبروننا بالقول الفصل وينتهي الجدل!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/493)
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[15 - 12 - 10, 11:39 م]ـ
أرى أن هذا تشنيع عليهم بما ليس فيهم فيما يتعلق بالكروية وإن كان الحديث عن سكون الأرض فمن علمائنا من قال به.
وكروية الأرض أثبتها الغزالي والرازي والبيضاوي وجمع من محققيهم ولا أظن العضد الايجي إلا موافقا لهم ويراجع النقل عنه فقد يكون عدم فهم صحيح ممن نقل عنه.
وتمثيلا فقط فقد قال الفخر الرازي:" الأرض كرة، وإذا كان كذلك فكل وقت يمكن أن يفرض فهو صبح لقوم، وظهر لثان وعصر لثالث، ومغرب لرابع وعشاء لخامس، ومتى كان الأمر كذلك لم تكن الكعبة منفكة قط عن توجه قوم إليها من طرف من أطراف العالم لأداء فرض الصلاة، فكان الدوام حاصلاً من هذه الجهة ".
وقد نص عل كرويتها في عدة مواضع من تفسيره وغيره.
وقال الغزالي:" عرف العقل ـ ببراهين لم يقدر الحس على المنازعة فيها ـ إن قرص الشمس أكبر من كرة الأرض، بأضعاف مضاعفة ". من معيار العلم.
والبغدادي ليس من محققيهم وله مسائل وقفت عليها تخالف صريح معتقدهم في كتابه في الفرق.
فالعنوان أخي أبا نسيبة فيه إيهام مع أن البغدادي لم ينقل الإجماع على الكروية كما يوهم العنوان.
فلعلك تراجع الموضوع بارك الله فيك.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[18 - 12 - 10, 08:13 م]ـ
بارك الله فيك أخي احمد على التعليق. لقد كتبت تعليقا قارب على الاكتمال لكن الجهاز عمل اعادة تشغيل وضاع الرد! ثم لاحقا انقطعت خدمة الانترنت ولازالت منقطعة والحمد لله على كل حال.
المهم: لم يخف عليّ معتقد الاشاعرة المتأخرين وخاصة الرازي وكيف يخفى وشبهته في نفي العلو بكروية الارض معلومة وكذلك الرد عليها!
ما يهم هو اجماع الاشاعرة في وقت من الاوقات ورجوعهم عنه غير فعال من ناحية أنهم أصحاب نفس المنهج العقلي قبل الرجوع وبعد الرجوع.
أما أن بعض علماءنا قال بالسكون فهذا لم يغب عني وليس بمانع لأن مناط التشنيع على المنهج العقلي. أرجو أن يكون مقصدي واضح.
فكما جاءني أحد الغماريين القبوريين الدرقاويين فرحا لأن الامام القحطاني - وهو فرد- قال بعدم كروية الارض ليشنع به على منهج بأكمله من باب أولى جواز التشنيع على منهج بأكمله قد إدعى أحد أساطينه الاجماع* على غلط وهم يدعون أنهم الامة وأنهم لا يجمعون على ضلالة!!!
* بخصوص الاجماع في عدم الكروية ليس صريحا ولعل هذا فقط الذي يحتاج الى مراجعة. ولكن ظاهر كلامه قوي وسيكون الاحماع ملزما إن تكلم هو بالنفي ولم يوجد من يعارضه من (كبار) المذهب في (وقته وقبله لا بعده).
ـ[أبو عبدالله العنبري التميمي]ــــــــ[19 - 12 - 10, 01:34 م]ـ
أما كرويتها فقد نُقل الإجماع بذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-
وَاسْتِدَارَةُ الْأَفْلَاكِ - كَمَا أَنَّهُ قَوْل أَهْلِ الْهَيْئَةِ وَالْحِسَابِ - فَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ كَمَا ذَكَرَهُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُنَادَى وَأَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ وَأَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ وَغَيْرُهُمْ أَنَّهُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ
[مجموع الفتاوى 6/ 566]
أما ثباتها فهذا ما دلت عليه النصوص ووافقته العقول وسلمت إليه الأفئدة
وقد نُقل هذا القول عن جمهور أهل الإسلام كابن تيمية وابن القيم وغيرهم من محققي أهل الإسلام
وإن من أحسن ما وقفت عليه في هذا الباب هو كتاب الشيخ الزاهد عبد الكريم الحميد -ثبته الله- الموسوم بهداية الحيران في مسألة الدواران
والله المستعان وعليه التكلان
ـ[أبو البركات]ــــــــ[23 - 12 - 10, 06:08 م]ـ
أما كرويتها فقد نُقل الإجماع بذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-
وَاسْتِدَارَةُ الْأَفْلَاكِ - كَمَا أَنَّهُ قَوْل أَهْلِ الْهَيْئَةِ وَالْحِسَابِ - فَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ كَمَا ذَكَرَهُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُنَادَى وَأَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ وَأَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ وَغَيْرُهُمْ أَنَّهُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ
[مجموع الفتاوى 6/ 566]
أما ثباتها فهذا ما دلت عليه النصوص ووافقته العقول وسلمت إليه الأفئدة
وقد نُقل هذا القول عن جمهور أهل الإسلام كابن تيمية وابن القيم وغيرهم من محققي أهل الإسلام
وإن من أحسن ما وقفت عليه في هذا الباب هو كتاب الشيخ الزاهد عبد الكريم الحميد -ثبته الله- الموسوم بهداية الحيران في مسألة الدوارانوالله المستعان وعليه التكلان
للأسف أصبح أهل البدع يعيرون السلفية (والسلفية بريئة) بهذا الكتاب الغير علمي، وياليته احتفظ برأيه في مجالسه ولم ينشره هكذا في كتاب مطبوع
ـ[أبو عبدالله العنبري التميمي]ــــــــ[23 - 12 - 10, 11:01 م]ـ
للأسف أصبح أهل البدع يعيرون السلفية (والسلفية بريئة) بهذا الكتاب الغير علمي، وياليته احتفظ برأيه في مجالسه ولم ينشره هكذا في كتاب مطبوع
ومنذ متى ونحن نهتم بكلام أهل البدع!
فنحن مجسمة وحشو ومشبهة
ولو أخذنا بما تقول لكنا لعبة بيد أهل الأهواء!!
فيا عجبي هل أصبحنا نتخلى عن الدين حتى لا نلمز ونهمز!!!
والكتاب مطبوع بفضل الله وحده وهو غرة في جبين العلم
وسيرفع على الإنترنت قريبًا بإذن الله
وأعتذر عن التأخر في الرد فقد كنت في سفر
والله المستعان وعليه التكلان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/494)
ـ[أبو عبدالله العنبري التميمي]ــــــــ[23 - 12 - 10, 11:04 م]ـ
للأسف أصبح أهل البدع يعيرون السلفية (والسلفية بريئة) بهذا الكتاب الغير علمي، وياليته احتفظ برأيه في مجالسه ولم ينشره هكذا في كتاب مطبوع
نقطة نسيت أن أعلق عليها وهي أنك أصبحت ناطق باسم السلفية ونحن لا نعلم؟!
وأحسب أن لمزك وغمزك بشيخنا الزاهد الأسير عبد الكريم بن صالح الحميد -ثبته الله- رفعة له في الدنيا والأخرة
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[أبو البركات]ــــــــ[24 - 12 - 10, 01:36 م]ـ
ومنذ متى ونحن نهتم بكلام أهل البدع!
فنحن مجسمة وحشو ومشبهة
ولو أخذنا بما تقول لكنا لعبة بيد أهل الأهواء!!
فيا عجبي هل أصبحنا نتخلى عن الدين حتى لا نلمز ونهمز!!!
والكتاب مطبوع بفضل الله وحده وهو غرة في جبين العلم
وسيرفع على الإنترنت قريبًا بإذن الله
وأعتذر عن التأخر في الرد فقد كنت في سفر
والله المستعان وعليه التكلان
صدقني من يرفع هذا الكتاب فهو يسيء للشيخ ويجعل منه محل سخرية وكلام عند الآخرين وخاصة عند المختصين!
فالأمر ليس محل خلاف بل أصبح من البديهيات العلمية التي يعرفها حتى صغار الطلاب في المدراس.(67/495)
ألفاظ إنجليزية تخالف العقيدة
ـ[محمد لبيب]ــــــــ[16 - 12 - 10, 04:58 ص]ـ
وجدت هذه الصورة فى أحد المنتديات
نبه صاحبها جزاه الله خيرا ورفع قدره على كلمات تكتب بالإنجليزية مخالفة للإسم العربى وفيها إساءة للمسمى العربى
وهذه الصورة توضح ذلك
http://www.nourislamna.com/vb/attachment.php?attachmentid=102&stc=1&d=1242206875
ـ[جاسر رشيد]ــــــــ[16 - 12 - 10, 09:20 ص]ـ
اين هي الصورة يا اخي محمد؟
ـ[محمد لبيب]ــــــــ[17 - 12 - 10, 07:34 ص]ـ
الموضوعة أمامك أخى
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[17 - 12 - 10, 11:17 ص]ـ
لا تظهر لنا
لعلك ترفعها في المرفقات
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[19 - 12 - 10, 01:07 ص]ـ
أي صورة؟
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[19 - 12 - 10, 09:46 ص]ـ
أين الصورة؟!(67/496)
هل إجابتي صحيحة؟
ـ[بوعبدالعزيز الزرعوني]ــــــــ[16 - 12 - 10, 09:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني في هذا المنتدى الطيب
قدمت البارحة اختبار بسيط في العقيدة وكان من بين الأسئلة مجموعتين، اختيار إجابة من المجموعة (ب) تتناسب مع المعطى في المجموعة (أ)
فقمت بتوصيل عبارة (العبادات) مع (غير محصورة بعدد معين)
وعبارة (أسماء الله الحسنى) مع (توقيفية)
وبعد الاختبار تبين لي أني قمت بعكس الإجابات!!: (
بمعنى أن المفترض أن تكون إجابتي (العبادات توقيفية) و (أسماء الله الحسنى غير محصورة بعدد معين)
أنا على يقين أنها الإجابه الأصح ولكني في نفس الوقت لا أرى في إجابتي خطأ!!
وأعلل ذلك بأن الإنسان قد ينوى بنومه التقوي على الطاعة فيكون في عبادة، وهكذا في شأن أمور حياته كلها، فلذلك العبادات ليس لها عدد معين
فما رأيكم؟؟ هل اعتقادي خاطئ
مع العلم أنا أريد الفائدة وليس المقصود البحث عن مخرج لخطئي
والله ولي التوفيق
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[16 - 12 - 10, 12:47 م]ـ
و عليكم السلام , معنى العبادة توقيفية أنها لا تثبت إلا بدليل , لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ,
أما أن أسما ء الله غير محصورة , تعني غير محصورة بعدد , لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، نَا أَبُو سَلْمَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ، فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ؛ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَجَلاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي؛ إِلا أَذْهَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا». فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَلا نَتَعَلَّمُهَا؟ قَالَ: «بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا»
أما الزيادة التي وردت في حصر أسماء الله ب 99 اسما فهي مدرجة
و ييمكن أن نقول إن أسماء الله توقيفية فهذا صحيح
و يمكن أن نقول إن العبادات غير محصورة إذا تبثت بدليل
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[16 - 12 - 10, 02:02 م]ـ
و
أما الزيادة التي وردت في حصر أسماء الله ب 99 اسما فهي مدرجة
حبذا توضح لي هذه الجملة!
بوركَ فيك ..
أتقصد "ذكر الأسماء" أم ذكر الرواية في أن أسماء الله "تسعة وتسعين"!؟
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[16 - 12 - 10, 02:18 م]ـ
الزيادة التي جاءت فيها تحديد الأسماء مثل القدوس السلام المهيمن ......... , أما الحديث فهو تابث دون الزيادة المدرجة
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[16 - 12 - 10, 06:50 م]ـ
الحديث الذي فيه الأسماء الحسنى عدًّا وسردًا لا يصح على الرّاجح من أقوال المحققين من أهل العلم ..
تفضل:
http://www.islam-qa.com/ar/ref/41003
وهذا:
http://www.islamqa.com/ar/ref/72318
و:
http://islamweb.net/ver2/fatwa/ShowF...Option=FatwaId
ـ[بوعبدالعزيز الزرعوني]ــــــــ[17 - 12 - 10, 08:50 ص]ـ
السلام عليكم
الأخ أبو عبد البر طارق دامي أشكرك الشكر الجزيل على الرد ولكن ما قدمته معروف لدي
أردت توضيح أكثر هل يصح أن نقول أن العبادات غير محصورة بعدد معين؟ بمفهومي الذي سبق وأن شرحته (ذلك بأن الإنسان قد ينوى بنومه التقوي على الطاعة فيكون في عبادة، وهكذا في شأن أمور حياته كلها، فلذلك العبادات ليس لها عدد معين)؟
ودمتم
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[17 - 12 - 10, 11:56 ص]ـ
نعم يمن أن تتحول العادة إلى عبادة إذ ا كانت وسيلة للتقةي على عبادة
قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة
لا يزال هذا الأمر يقوى عنده حتى تنقلب مباحاته كلها طاعات فيحتسب نومه وفطره وراحته كما يحتسب قومته وصومه واجتهاده وهو دائما بين سراء يشكر الله عليها وضراء يصبر عليها فهو سائر إلى الله دائما في نومه ويقظنه
قال بعض العلماء الاكياس عاداتهم عبادات الحمقي والحمقى عباداتهم عادات وقال بعض السلف حبذا نوم الأكياس وفطرهم يغبنون به سهر الحمقى وصومهم فالمحب الصادقان نطق نطق لله وبالله وان سكت سكت لله وان تحرك فبأمر الله وان سكن فسكونه استعانة على مرضات الله فهو لله وبالله ومع الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/497)
ـ[بوعبدالعزيز الزرعوني]ــــــــ[18 - 12 - 10, 08:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا على ردك القيم
وبارك الله في أمثالك وزادكم من فضله
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[18 - 12 - 10, 10:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا على ردك القيم
وبارك الله في أمثالك وزادكم من فضله
وإياك أخي و بارك في علمك , أنا الذي استفدت من سؤالك
ـ[ابوسليم الاثرى]ــــــــ[18 - 12 - 10, 05:53 م]ـ
ان كنت تقصد اخى الكريم ان العبادة غير محصورة بعدد معين فى الهيئة
فهذا غير صحيح
اما ان كانت فى الكم فهى ايضا محصورة
لذالك قولنا ان العبادة غير محصورة بعدد معين لا يصح
والله اعلم
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[18 - 12 - 10, 07:04 م]ـ
الاخ يقصد هل يمكن أن تتحول العادات إلى عبادات ,
أما أن العبادات محصورة , فهناك عبادات قلبية يتفاوت فيها الناس فمثلا اليقين و الخوف و الرجاء. و هناك عبادات باللسان و عبادات بالجوارح , و عبادات في النية فيمكن أن تتمنى أن تعمل مثل فلان فيكتب لك الأجر , فالحصر قد يكون في التعريف و هو أن العبادة كل ما يحبه الله و يرضاه.
ـ[بوعبدالعزيز الزرعوني]ــــــــ[18 - 12 - 10, 07:44 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على تفاعلكم البناء
ومن وجهة نظري أن رأي أخونا أبو عبدالبر أقرب للصواب، لأنه يشمل العبادات التركية (السنن التركية)
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[21 - 12 - 10, 06:10 ص]ـ
الذي ينبغي هو أن تقول العبادة توقيفية وأسماء الله الحسنى ليس لها عدد معين.
ومن خطأك كان محقا.
والله أعلم
ـ[محمد بن لحسن ابو اسحاق]ــــــــ[21 - 12 - 10, 01:20 م]ـ
العبادات من حيث التشريع فهي توقيفية أي أن العبد لايقم بالعبادة إلا بوجود الدليل لكن يصح أن نقول أن أنواع العبادات يعسر حصره لأن العادات قد يجعل العبد منها عبادة مالم تخالف الشرع طبعا والله أعلم(67/498)
كيف تجمع بين هذين الحديثين
ـ[أبو وصال الأرمكي]ــــــــ[16 - 12 - 10, 09:11 م]ـ
السلام عليكم
كيف تجمع بين قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيما يرويه عن ربه جل وعلا: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وما ورد عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في رؤيته الجنة في ليلة المعراج، وما ورأى بيت لعمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وغيره من الأحاديث الواردة في رؤيته الجنة.
شكرًا
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[16 - 12 - 10, 10:03 م]ـ
- الأول: يوضح أن هناك شيء لم تراه العين ولم تسمع به الأذن ولم يخطر ببالِ عبداً قط. "نسأل الله من فضله"
- الثاني: ومثله كثير في كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من البشائر لمن امتثل أمر الله واجتنب نواهيه.
فلا تعارض بين النصين. والله أعلم
مثال: أعددت جائزة لمن حفظ القرآن كاملاً لا تخطر ببال أحداً من المتسابقين ..
ولكل متسابق حفظ القرآن شيك بمبلغ 10.000 ريال
فلا تعارض بين الجائزتين وأن هناك جائزة لا يتوقعها أحد من المتسابقين.
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[21 - 12 - 10, 10:14 ص]ـ
وربما يصلح أن يقال:
إنه: لم ير كل الجنة بل رأى بعضها ولا يلزم أن تكون الجنة كلها بهذا الوصف فيكون فيها أي بعضها لا يسمع به أحد. وهذا المعنى انتبه إليه أخونا عبد الله.
أو
إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ير الجنة على هيئتها التامة فإن من الأحاديث ما دلت على أن الجنة خلقت ولازالت تبنى فهذا يسبح فيبنى له قصر وهكذا.
وربما يقال:
إن النبي - صلى الله عليه وسلم - اختصه الله برؤية هذا كما اختصه برؤية الجنة والنار. ولا أرى مانعا.
وفي الحديث: أنه صلى الله عليه وسلم أراد أن يقتطف من الجنة))
وما قاله الأخ وجيه جدا
والحمد لله في الأولى والآخرة
ـ[محمد بن لحسن ابو اسحاق]ــــــــ[21 - 12 - 10, 01:14 م]ـ
القول ما قاله ا لاخوة جزاهم الله خيرا
ـ[أبو جعفر البسيوني]ــــــــ[26 - 12 - 10, 05:46 م]ـ
وما ورأى بيت لعمر. . .
ما هنا أنافية أم موصولة أم غير ذلك؟
أم ليست من العربية.
فليتنبه لهذا ..
ولم يخطر ببالِ عبداً قط.
و
لا تخطر ببال أحداً من المتسابقين. . .
باب الإضافة من أسهل أبواب النحو وأكثرها شيوعا.
الصواب:- ببال عبدٍ، ببال أحدٍ
فيكون فيها أي بعضها لا يسمع به أحد
ربما تريد أن تقول فيكون فيها أو بعضها ما لم يسمع به أحد.
القول ما قاله الاخوة جزاهم الله خيرا
هل صحيح أنها بدون همزة؟؟!
. . . . . . . . . . . . . . . . .
عباد الله:- إن لم يحرس أبناء العربية على تعلمها والتكلم بفصيحها ومجانبة الغلط فيها فبالله عليكم أنا للأمة الإسلامية أن تفهم كتاب الواحد الديان وسنة نبيها محمد بن عبدالله - عليه صلاة الله وسلامه -؟!
أمة الإسلام:- إن آذننا لتتمزق عندما تسمع هذا من عامي في السوق فكيف بالله عليكم في طلبة علم نرجو أن يكونون ذخرا لهذه الأمة؟!
أحبتي في الله:- أبو وصال الأرمكي، عبدالله المُجَمّعِي، أبو صهيب الحنبلى أما علمتم أن الإفتاء والتفسير لا يجوز إلا لضليع بالعربية؟؟!!
أخوتي الأعزة:- لا أقصد الإساءة إليكم ولا خدش مشاعركم ولكن هذا حال كثير من الكتاب في هذا الملتقى الطيب إن شاء الله.
هذا .. ومنكم العفو ولكم جزيل الشكر ...
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[27 - 12 - 10, 08:16 ص]ـ
وما ورأى بيت لعمر. . .
ما هنا أنافية أم موصولة أم غير ذلك؟
أم ليست من العربية.
فليتنبه لهذا ..
ولم يخطر ببالِ عبداً قط.
و
لا تخطر ببال أحداً من المتسابقين. . .
باب الإضافة من أسهل أبواب النحو وأكثرها شيوعا.
الصواب:- ببال عبدٍ، ببال أحدٍ
فيكون فيها أي بعضها لا يسمع به أحد
ربما تريد أن تقول فيكون فيها أو بعضها ما لم يسمع به أحد.
القول ما قاله الاخوة جزاهم الله خيرا
هل صحيح أنها بدون همزة؟؟!
. . . . . . . . . . . . . . . . .
عباد الله:- إن لم يحرس أبناء العربية على تعلمها والتكلم بفصيحها ومجانبة الغلط فيها فبالله عليكم أنا للأمة الإسلامية أن تفهم كتاب الواحد الديان وسنة نبيها محمد بن عبدالله - عليه صلاة الله وسلامه -؟!
أمة الإسلام:- إن آذننا لتتمزق عندما تسمع هذا من عامي في السوق فكيف بالله عليكم في طلبة علم نرجو أن يكونون ذخرا لهذه الأمة؟!
أحبتي في الله:- أبو وصال الأرمكي، عبدالله المُجَمّعِي، أبو صهيب الحنبلى أما علمتم أن الإفتاء والتفسير لا يجوز إلا لضليع بالعربية؟؟!!
أخوتي الأعزة:- لا أقصد الإساءة إليكم ولا خدش مشاعركم ولكن هذا حال كثير من الكتاب في هذا الملتقى الطيب إن شاء الله.
هذا .. ومنكم العفو ولكم جزيل الشكر ...
جزاك الله خيرا ..
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[27 - 12 - 10, 05:55 م]ـ
عفا الله عنك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/499)
ـ[أبو المقدام الهلالي]ــــــــ[27 - 12 - 10, 09:05 م]ـ
السلام عليكم
كيف تجمع بين قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيما يرويه عن ربه جل وعلا: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وما ورد عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في رؤيته الجنة في ليلة المعراج، وما ورأى بيت لعمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وغيره من الأحاديث الواردة في رؤيته الجنة.
شكرًا
لا تعارض البتة بين الحديثين يا أبا وصال. فإخبار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لنا بما رأى ليس فيه بيان لحقيقة هيئة المرئي،وهو تماما مثل الاخبار الواردة في آيات الذكر الحكيم والمشتملة على ذكر بيوت الحنة وانهارها وثمارها.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[27 - 12 - 10, 10:24 م]ـ
الله المستعان
ـ[أبو وصال الأرمكي]ــــــــ[28 - 12 - 10, 10:28 ص]ـ
أشكركم يا إخواني على مشاركتكم
أسأل الله أن يجمعنا وإياكم في أعلى جنانه.
آمين(67/500)
كيف أوفق بين الحديثين:
ـ[عبد الحميد احمد]ــــــــ[17 - 12 - 10, 06:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل الملتقى المبارك،
كيف أوفق بين قول النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين)،وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (أول من تسعر بهم
النار يوم القيامة عالم ...... الحديث).وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو وصال الأرمكي]ــــــــ[17 - 12 - 10, 10:39 ص]ـ
السلام عليكم
التفقه في الدين من أعظم النعم، ويدخل الإنسان إلى جنات النعيم، بل إنما يخشى الله من عباده العلماء،
لكن العلم إذا لم يعمل به، والإنسان يتفقه في الدين لا لأجل الله بل للرياء والسمعة فهنا يدخل في زمرة علماء السوء، وهذا العالم يستحق النار، فلا تعارض بين الحديثين لا من قريب ولا من بعيد، والله أعلم.
وشكرا
ـ[أبو حازم المليجي]ــــــــ[23 - 12 - 10, 03:18 م]ـ
لا تعارض فمن الفقه في الدين العلم بأنه لا نجاة إلا بالعمل والإخلاص، أو يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فضل الفقه دون ذكر العمل والإخلاص لأن ذلك مفهوم لدى الكافة، كما يذكر صلى الله عليه وسلم فضل الصلاة مثلا، والمراد بلا شك الصلاة المقبولة المستوفية الشروط، غير أن ذلك معروف للكافة فلم يذكره. أما العالم الفاجر فلم يرد الله به خيراً لأنه لم يعمل بالعلم الذي استفاده (وهذا ليس من الفقه في شيء). فلا تعارض إن شاء الله.
ـ[عبد الحميد احمد]ــــــــ[24 - 12 - 10, 12:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الأفاضل، ونفع الله بكم.(68/1)
هل إنكار عذاب القبر كفر أم لا؟
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[17 - 12 - 10, 07:58 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
هل إنكار عذاب القبر من المكفرات؟ أريد كلام العلماء, بارك الله فيكم
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[17 - 12 - 10, 08:12 م]ـ
ما حُكم إنكار سؤال القبر ونعيمه وعذابه؟
س: ماحكم إنكار سؤال القبر ونعيمه وعذابه؟
قرأت في أحد الكتب أن الإيمان بسؤال القبر ونعيمه وعذابه واجب عند الجمهور
وإنكاره بدعة وأنكره بعض المعتزلة
س: فهل إنكار ما تقدم بدعة مكروهة أم بدعة مفسقة أم بدعة مكفرة حيث قرأت أن البدعة أقسام كما ذكر العلماء
وإن لم يكن إنكار سؤال القبر ونعيمه وعذابه بدعة مكفرة فما هو تأويل المعتزلة للأيات والأحاديث التي دلت على سؤال القبر ونعيمه وعذابه وهي:-
1 - سؤال القبر
**الدليل من القرآن: (يثبت الله الذين آمنو بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الأخرة .... )
2 - نعيم القبر
**الدليل من القرأن قوله تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما آتاهم الله من فضله .. )
الدليل من السنة: حديث (القبر إما روضة من رياض الجنة أوإما حفرة من حفر النار)
3 - عذاب القبر
**الدليل من القرآن:1 - ( ... أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نارا ... ) يقص القرآن لنا عن قوم نوح فيقول أغرقوا والفاء للتعقيب
**الدليل من السنة: حديث (القبر إما روضة من رياض الجنة أوإما حفرة من حفر النار).
الجواب:
من أنكر سؤال القبر ونعيمه وعذابه فقد أنكر ما هو معلوم من الدِّين بالضرورة، وأنكر ما تواترت به الأخبار.
قال ابن القيم: أحاديث عذاب القبر ومساءلة منكر ونكير كثيرة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن القيم عن حديث البراء: هذا حديث ثابت مشهور مستفيض صححه جماعة من الحفاظ، ولا نعلم أحدا من أئمة الحديث طعن فيه، بل رووه في كتبهم وتلقوه بالقبول وجعلوه أصلا من أصول الدين في عذاب القبر ونعيمه، ومساءلة منكر ونكير وقبض الأرواح وصعودها إلى بين يدي الله ثم رجوعها إلى القبر.
وقال ابن كثير: وأحاديث عذاب القبر كثيرة جدا. اهـ.
وقال ابن أبي العز: وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلا وسؤال الملكين، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به، ولا نتكلم في كيفيته إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته لكونه لا عَهد له به في هذه الدار، والشرع لا يأتي بما تحيلة العقول ولكنه قد يأتي بما تحار فيه العقول. اهـ.
وسُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة: ما حكم من ينكر عذاب القبر بحجة أنها (أي الأحاديث الواردة في عذاب القبر) هي أحاديث آحاد والحديث الآحاد لا يؤخذ به مطلقا.
فأجابت اللجنة:
إذا ثبت حديث الآحاد عن الرسول صلى الله عليه وسلم كان حجة فيما دل عليه اعتقادا وعملا بإجماع أهل السنة، ومن أنكر الاحتجاج بأحاديث الآحاد بعد إقامة الحجة عليه فهو كافر. اهـ.
فمن أنكر عذاب القبر، فقد كفر باليوم الآخر، ومن كفر باليوم الآخر فقد كفر بالله؛ لأن الإيمان بالله لا يقوم إلاّ على الأركان الستة: الإيمان بالله وملائكته وكُتُبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرِّه.
ومن أنكر ذلك نتيجة شُبهة فتُقام عليه الحجة، وتُذكر له النصوص الواردة في الكتاب والسنة في عذاب القبر ونعيمه.
((منقول من المشكاة))
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[17 - 12 - 10, 08:32 م]ـ
بارك الله فيك يا أخي و لكن ....
لا يجد في الفتوى كلام صريح في المسألة إلا عن اللجنة و إني أريد أقوال الأئمة المتقدمين
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[19 - 12 - 10, 01:04 ص]ـ
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
للرفع
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[19 - 12 - 10, 10:58 ص]ـ
قال الشيخ عبد المحسن العباد
السؤال: ما حكم من ينكر عذاب القبر؟ الجواب: معلوم أن إنكار عذاب القبر إنكار لشيء معلوم بالأحاديث الكثيرة المتواترة عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، فالذي يكون عالماً به يخشى عليه أن يكون كافراً؛ لأن هذا مما تواترت به الأحاديث وجاءت وجاء به القرآن في قوله عز وجل: ((النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا))، فعذاب القبر ثابت في هذه الآية الكريمة في حق آل فرعون: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46]. فالذي ينكر عذاب القبر فهو منكر لما جاء في القرآن، فتقام عليه الحجة ويبين له ما جاء في القرآن وما جاء في السنة، وإذا أصر على ذلك فالذي يظهر أنه يكون كافراً، لأنه مكذب بما جاء في القرآن، ومكذب بما جاء في السنن المتواترة.
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[19 - 12 - 10, 11:05 ص]ـ
و قال صاحب "بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية"
فَأَقُولُ وَاَلَّذِي تَقْتَضِيهِ الْقَاعِدَةُ هُوَ كُفْرُ إنْكَارِ عَذَابِ الْقَبْرِ عَلَى أَنَّهُ لَا يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ مِنْ قَبِيلِ الضَّرُورَاتِ الدِّينِيَّةِ يَعْرِفُهُ الْعَامِّيُّ، وَالْخَاصِّيُّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/2)
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[20 - 12 - 10, 01:11 ص]ـ
بارك الله فيكم، هل من كلام لأحد المتقدمين؟
ـ[مسدد2]ــــــــ[21 - 12 - 10, 05:40 ص]ـ
من المناسب ملاحظة أن الآيات التي يستشهد بها لإثبات عذاب القبر هي آيات مكية، وعذاب القبر إنما دخل في المعتقد في السنة الأولى أو الثانية بعد الهجرة. لذلك يكون الاستدلال بهذه الآيات محل نظر. (يثبت الله الذين آمنوا) وآية (النار يعرضون عليها .. )
والله أعلم
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[21 - 12 - 10, 05:59 ص]ـ
أنكر ذلك المعتزلة ولم يكفرهم - فيما أعلم - أحد من السلف لأجل هذا , وإنما تنكره المعتزلة من حيث يقولون إنا نرى شخص الميت مشاهدة وهو غير معذب وإن الميت ربما تفترسه السباع وتأكله، ذكر علة إنكارهم هذه أبوحامد في الاقتصاد في الاعتقاد (ص: 68، بترقيم الشاملة آليا): لكن شيخ الإسلام ذكر أن هذا الذين أولوا عذاب القبر هم البغدادية قال في دَرْءُ تَعَارُضِ العَقْلِ وَالنَّقْلِ (3/ 285، بترقيم الشاملة آليا):
قلت: تأويل الميزان والصراط وعذاب القبر والسمع والبصر إنما هو قول البغداديين من المعتزلة دون البصرية)) وذكر الأشعري أن الخوارج أيضا تنكره قال في مقالات الإسلاميين (ص: 106، بترقيم الشاملة آليا):
واختلفوا في عذاب القبر: فمنهم من نفاه وهم المعتزلة والخوارج، ومنهم من أثبته وهم أكثر أهل الإسلام،)).
وقد وجدت هذه المقولة ضمن ما ينسب لأبي حنيفة ففي الشرح الميسر على الفقهين الأبسط والأكبر المنسوبين لأبي حنيفة (ص: 137):
قال ابو حنيفة من قال لا اعرف عذاب القبر فهو من الجهمية الهالكة لأنه انكر قوله تعالى سنعذبهم مرتين يعني عذاب القبر
وقوله تعالى وإن الذين ظلموا عذابا دون ذلك يعني في القبر فإن قال أؤمن بالآية ولا أؤمن بتأويلها وتفسيرها قال هو كافر لأن من القرآن ما هو تنزيله تأويله فإن جحد بها فقد كفر)) بتحقيق د محمد عبد الرحمن الخميس.
لكن قد يقال لماذا مع تواتر الأخبار لم يأت نص بتكفير منكر عذاب القبر ونعيمه:
أقول: إن صح عدم التكفير. ففي رأيي أنهم لما تركوا العمل بالأحاديث الأحاد وقالوا لا نعتقد إلا بما تواتر ولم يكفرهم السلف بمجرد تركهم العلم بأحاديث الأحاد ((العقائد)) فكان هذا من جنس هذا , وإن كان التواتر هو من باب المعنوي أو التواتر المحتف بالقرائن, مع احتجاجهم بعدم وقوعه لما سبق.
وهو من جنس عدم تكفير الأشاعرة بدعوى التنزيه في الصفات أيضا, رغم عظم ما وقعوا فيه من التعطيل. ولا تسعفهم اللغة في الحقيقة.
والحمد لله في الأولى والآخرة
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[23 - 12 - 10, 12:29 ص]ـ
ما يقول أهل التأويل في قوله تعالى (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا؟) وهو مما يستدل به المعتزلة على نفي عذاب القبر
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[23 - 12 - 10, 05:08 ص]ـ
الحمد لله
الوارد فيها:
- رفع العذاب عن الكافرين فيما بين النفختين فنسوا عذابهم حتى ظنوا أنهم كانوا نياماً فإذا خرجوا من قبورهم ظنوا أنهم كانوا نياماً وهذا مروي عن ابن عباس (رضي الله عنهما)).
- أن الكفار إذا عاينوا جهنم وأنواع عذابها صار ما عذبوا به في القبور في جنبها كالنوم فقالوا من بعثنا من مرقدنا)) وبه قال أهل المعاني. قال ابن الأنباري: الوقف على {يا ويلنا} وقف حسن. ثم يبتدىء الكلام بقوله: {مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} ظنوا لاختلاط عقولهم بما شاهدوا من الهول، وما داخلهم من الفزع أنهم كانوا نياماً.)) فتح القدير للشوكاني ,.وذكره الثعلبي فيما عزاه إليه ابن عطية
- يروى عن أبي بن كعب وقتادة ومجاهد أن جميع البشر ينامون نومة قبل الحشر. وضعفه هذا كله أبو محمد ابن عطية المحرر الوجيز (5/ 395، بترقيم الشاملة آليا)
- رجح البيهقي الأول واستدل بما أخرجه الشيخان عن أبي هريرة: ((بين النفختين أربعون». قالوا يا أبا هريرة أربعون يوما قال أبيت. قال أربعون سنة قال أبيت. قال أربعون شهرا. قال أبيت، ويبلى كل شىء من الإنسان إلا عجب ذنبه، فيه يركب الخلق)). أنظر إثبات عذاب القبر للبيهقي (ص: 128, وما بعدها). والبغوي في معالم التنزيل (7/ 21). فتح القدير (6/ 170، بترقيم الشاملة آليا).
- الذي أراه أن الآية لا علاقة لها بعذاب القبر وعدمه فما فيها إنما هو رد على الدهرية الأوائل ومن خلفهم من الفلاسفة , وهو تأويل لوعد الله تعالى لما قالوا: متى هذا الوعد إن كنتم صادقين؟؟ فقال تعالى: ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون)) وهم محضرون. . لذلك قال مجاهد: ((يقول الكفار: "من بعثنا من مرقدنا"؟ فيقول المؤمنون: "هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون" تفسير والخلاف في صفة القائل , البغوي (7/ 21) , وما استدل به البيهقي فليس فيه دليل على ما قرره.
- وإذا صح ما جاء عن ابن عباس فلا يلزم أن يكون الرفع مطلقا بل ربما يعذبهم تارة ويرفع عنهم تارة أخرى. ولعل في معنى هذا قوله تعالى ((النار يعرضون عليها غدوا وعشيا)). وأوجه من ذلك أن يقال: إن العذاب رفع عنهم ما بين النفختين وما قبل ذلك فلا. وربما هذا أولى من إهمالنا لتفاسير المتقدمين والله تعالى أعلم.(68/3)
عالم شافعي يُضرب ويُسجن لقراءته "الرد على الجهمية" للدارمي وآخر يُسجن لسماعه الكتاب
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[17 - 12 - 10, 10:12 م]ـ
السلام عليكم
إيذاء لأهل السنة لأجل قراءة كتاب الحافظ إمام السنة عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله
قال ابن حجر رحمه الله في "إنباء الغمر":
((وفي خامس عشر المحرم قرئ على المحدث جمال الدين عبد الله ابن الشرائحي بالجامع كتاب "الرد على الجهمية" لعثمان الدارمي، فحضر عندهم زين الدين عمر الكفيري، فأنكر عليهم وشنع، وأخذ نسخة من الكتاب وذهب بها إلى القاضي المالكي؛ فطلب القارئ -وهو إبراهيم الملكاوي- فأغلظ له، ثم طلب ابن الشرائحي فآذاه بالقول وأمر به إلى السجن، وقطع نسخه ابن الشرائحي، ثم طلب القاري ثانيا، فتغيب، ثم أحضره فسأله عن عقيدته، فقال: "الإيمان بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فانزعج القاضي لذلك وأمر بتعزيره، فعزر وضرب وطيف به، ثم طلبه بعد جمعة وكان بلغه عنه كلام أغضبه فضربه ثانيا ونادى عليه وحكم بسجنه شهرا.))
ترجمة العالمين:
1. إبراهيم بن محمد بن راشد برهان الدين الملكاوي الدمشقي الشافعي.
قال شيخنا (ابن حجر) في أنبائه أحد الفضلاء بدمشق اشتغل وهو صغير وحصل ومهر في القراءات وكان يشتغل في الفرائض بين المغرب والعشاء بالجامع. مات في جمادى الآخرة سنة 804 هـ
(الضوء اللامع للسخاوي)
2. عبد الله بن إبراهيم خليل، البعلبكي الدمشقي جمال الدين ابن الشرايحي ولد سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، وأخذ عن الشيخ جمال الدين بن بردش وغيره، ثم دخل دمشق فأدرك جماعة من أصحاب الفخر وأحمد بن شيبان، ونحوهم فسمع منهم، ثم من أصحاب ابن القواس وابن عساكر، ثم من أصحاب القاضي والمطعم ومن أصحاب الحجار ونحوه ومن أصحاب الجزرى وبنت الكمال والمزي، فأكثر جدا وهو مع ذلك أمي، وصار أعجوبة دهره في معرفة الأجزاء والمرويات ورواتها والعالي والنازل. ولي مع ذلك فضائل ومحفوظات ومذاكرة حسنة، وكان لا ينظر إلا نظرا ضعيفا، وقد حدث بمصر والشام، سمعت منه وسمع معي الكثير في رحلتي وأفادني أشياء، وكان شهما شجاعا مهابا جدا كله، لا يعرف الهزل، وكان يتدين مع خير وشرف، قدم القاهرة بعد الكائنة العظمى فقطنها مدة طويلة، ثم رجع إلى دمشق وولي تدريس الحديث بالأشرفية إلى أن مات في هذه السنة.
(إنباء الغمر لابن حجر)
رحمهما الله رحمة واسعة
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[20 - 12 - 10, 10:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيكم
هذا يبين أنه كان للسلطة والسياسة أثر كبير في انتشار المذهب الأشعري في القرون المنصرمة
فنرجوا من الإخوة إذا كان عندهم من هذه الأخبار أن يضعوه لنا، أو إذا كان هناك بحث أو رسالة في هذه المسألة فليكرمونا بها
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[20 - 12 - 10, 11:07 م]ـ
على عجالة:
مثل ذلك حصل لأبي الحجاج المزي نفسه:
اجتمع بشيخ الإسلام والبرزالي و الذهبي وقرأوا سويا قراءة أقران وكان المزي أكبرهم سنا، وقرأ الثلاثة عليه (18)
كان على طريقة شيخ الإسلام في السنة والتنظير الكلامي ولم يؤلف فيه (تذكرة حفاظ) (20)
أوذي في ذلك، وقرأ فصلا في الرد على الجهمية من خلق افعال العباد للبخاري تحت قبة النسر فاشتكاه الفقهاء فحبس (البداية والدارس للنعيمي والبدر الطالع) (22)
ثناء الشيخ علي المزي ثناء حارا لما تولى الاشرفية (أعيان العصر، الورقة، الدارس) (22)
المزي يشترك في تغسيل الشيخ (بداية) (23)
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[21 - 12 - 10, 05:13 ص]ـ
سبقتنا ياشيخ عمرو
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[21 - 12 - 10, 07:50 ص]ـ
السلام عليكم وجدت هذا في المنتظم لابن الجوزي
(وفي يوم الجمعة لخمس بقين من شوال عبر قاص من الاشعرية يقال له البكري الى جامع المنصور ومعه الفضولي الشحنة والاتراك والعجم بالسلاح، فوعظ وكان هذا البكري فيه حدة وطيش وكان النظام قد أنفذ ابن القشيري، فتلقاه الحنابلة بالسب، وكان له عرض فائق من هذا فأخذه النظام اليه وبعث اليهم هذا الرجل، وكان ممن لا خلاق له فأخذ يسب الحنابلة ويستخف بهم وكان معه كتاب من النظام يتضمن الاذن له في الجلوس في المدرسة والتكلم بمذهب الاشعرية فجلس في الاماكن كلها وقال لابد من جامع المنصور فقيل لنقيب النقباء فقال لا طاقة لي بأهل باب البصرة فقيل لابد من مدارة هذا الأمر فقال ابعثوا الى اصحاب الشحنة فأقام على كل باب من أبواب الجامع تركيا، ونادى من باب البصرة وتلك الاصقاع دعوا لنا اليوم الجامع، فمنعهم من الحضور، وحضر الفضولي الشحنة والاتراك والعجم بالسلاح، وصعد المنبر وقال وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا ما كفر احمد بن حنبل وانما اصحابه فجاء الآجر، فاخذ النقيب قوام الجامع وقال هذا من أين، فقالوا إن قوما من الهاشميين تبطنوا السقف وفعلوا هذا، وكان الحنابلة يكتبون اليه العجائب فيستخف بهم في جوابها، واتفق انه عبر الى قاضي القضاة ابي عبد الله في يوم الاحد ثالث عشر شوال فاجتاز في نهر القلائين فجرى بين أصحابه واصحاب ابي الحسين ابن الفراء سباب وخصام فعاد الى العميد واعلمه بذلك فبعث من وكل بدار بن الفراء ونهبت الدار واخذ منها كتاب الصفات وجعله العميد بين يديه يقرئه لكل من يدخل اليه ويقول ايجوز لمن يكتب هذا ان يحمى او يؤوى في بلد. قال المصنف قرأت بخط ابن عقيل انه لما أنفذ نظام الملك ابن القشيري تكلم بمذهب ابي الحسن فقابلوه بأسخف كلام على ألسن العوام فصبر لهم هنيئة ثم أنفذ البكري سفيها طرقيا شاهدُ أحواله الإلحاد فحكى عن الحنابلة ما لايليق بالله سبحانه فأغرى بشتمهم وقال هؤلاء يقولون لله ذكر، فرماه الله في ذلك العضو بالخبيث فمات.)
وكأني لاحظت من بعض التراجم أن ابن الجوزي كان يكره الأشاعرة
فهل هناك من عنده خبر عن هذا الأمر؟
ما رأي الإخوة أن نقوم بجمع هذه الاخبار كي تكون رسالة بعنوان
(أثر السلطة والسياسة في انتشار الأشاعرة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/4)
ـ[محمد المدّي]ــــــــ[21 - 12 - 10, 08:34 ص]ـ
لا بد من الصبر على المحن
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[21 - 12 - 10, 08:52 ص]ـ
وهذه حادثة على ذلك (سنوات الحنابلة)
(ويصف ابن عقيل الحنبلي تداول الأوضاع في بغداد، وحال الناس ومذاهبهم وأثر الأحداث عليهم بمقولة نفيسة يقول فيها: وقد رأيت أكثر أعمال الناس لا يقع إلا للناس إلا من عصم الله، فمن ذلك إني رأيت في زمن أبي يوسف - الشيخ الأجل - كثر أهل القرآن والمنكرون لإكرام أصحاب عبدالصمد وكثر متفقهة الحنابلة، ومات فاختل ذلك فاتفق ابن جهير - الوزير - فرأيت من كان يتقرب إلى ابن جهير برفع أخبار العاملين، ثم جاءت دولة النظام فعظم الأشعري فرأيت من كان يتسخط عليّ بنفي التشبيه غلوا في مذهب أحمد، وكان يظهر بغضي يعود عليّ بالغمض على الحنابلة، وصار كلامه ككلام رافضي وصل إلى مشهد الحسين فأمن وباح، ورأيت كثيرا من أصحاب المذاهب انتقلوا ونافقوا وتوثق بمذهب الأشعري والشافعي طمعا في العز والجرايات، ثم رأيت الوزير أبا شجاع يدين بحب الصالحين والزهاد فانقطع البطالون إلى المساجد وتعمد خلق للزهد فلما افتقدت ذلك قلت لنفسي هل حظيت من هذا الافتقاد بشيء ينفعك فقالت البصيرة: نعم استفدت أن الثقة خيبة والغنى بهم إفلاس ولا ينبغي أن يعوّل على غير الله " 1
قلت: ومن الطريف أنه برزت ظاهرة (الحنفشة) 2، وبسببها هجي أحد الحنابلة3 على تبديله مذهبه تبعا للمذهب الغالب فقيل له:
تمذهبت للنعمان بعد ابن حنبلٍ……وذلك لما أعوزتك المآكلُ
وما اخترت رأي الشافعي ديانةً……ولكنما تهوى الذي هو حاصلُ)
1 المنتظم لابن الجوزي
2 (الحنفشة) مصطلح منحوت من اسم المذاهب الثلاثة الحنبلي والحنفي والشافعي، وتعني انتقال الحنبلي إلى الحنفي ثم تحوله شافعيا، وقد لقب أبو بكر البندنيجي البغدادي المتوفى سنة 538 بلقب حنفش وهو مصطلح قديم ذكره صاحب المستفاد في تاريخ بغداد ص11
3 هو الوجيه الأعمى اشتغل بعلم العربية، كان حنبليا ثم انتقل إلى الحنفية ثم صار شافعيا وولي تدريس النحو بالنظامية، توفي سنة 612 هـ.
ـ[ابو عبد الله سيد احمد]ــــــــ[22 - 12 - 10, 07:26 م]ـ
وما جرى لاهل السنة بالمغرب على ايدي جنود ابن تومرت الاشعري من قتل وتنكيل ليس ببعيد عنا فليراجع من مظانه وحسبنا الله ونعم الوكيل(68/5)
ما هو القول الفصل في انقسام الدين الى أصول وفروع؟
ـ[محمد السويسي]ــــــــ[18 - 12 - 10, 01:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ... أشكل علي فهم المعتقد الصحيح في انقسام دين الاسلام الى أصول وفروع , فأجد بعض أهل العلم يجوزونه في ظاهر أحاديثهم كقولهم بعد ذكر كلمة: الدين (أصلا وفرعا) , وبعضهم يقولون أن هذا التقسيم بدعة وخطأ , فما هو القول الحق؟ أو كيف أجمع بين القولين ان أمكن الجمع؟ أفيدوني أثابكم الله ..
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[18 - 12 - 10, 11:08 ص]ـ
وعليكم السلام
يجب حمل الكلام على ما يعتقده صاحبه فأهل السنة و الجماعة عندما يقسمون الدين إلى أصول و فروع يقصدون به معنى صحيحا , أما المبتدعة فهم يقصدون به معنى باطلا لذلك أنكره أهل السنة و الجماعة
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[18 - 12 - 10, 01:05 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=136632
ـ[ناجي ابو نور]ــــــــ[18 - 12 - 10, 02:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما افهمه أن التقسيم راجع للعقيدة وللفقه فيطلقون مصطلح الأصل على العقيدة باعتبارها اهم وعلى الفقه الفرع فإعتباره اقل مرتبة في الأهمية من العقيدة.
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[21 - 12 - 10, 04:33 ص]ـ
تتميما للفائدة:
((شيخ الإسلام _رحمه الله_ ينكر تقسيم الدين إلى أصول وفروع في عدة مواطن من كتبه منها على سبيل المثال:
قوله: (جَعْلُ الدِّينِ " قِسْمَيْنِ " أُصُولًا وَفُرُوعًا لَمْ يَكُنْ مَعْرُوفًا فِي الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ إنَّ الْمُجْتَهِدَ الَّذِي اسْتَفْرَغَ وُسْعَهُ فِي طَلَبِ الْحَقِّ يَأْثَمُ لَا فِي الْأُصُولِ وَلَا فِي الْفُرُوعِ وَلَكِنَّ هَذَا التَّفْرِيقَ ظَهَرَ مِنْ جِهَةِ الْمُعْتَزِلَةِ). {الفتاوى: 13/ 125}
وفي مواضع أخرى يثبت هذا التقسيم منها على سبيل المثال:
قوله: (رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيَّنَ جَمِيعَ الدِّينِ أُصُولَهُ وَفُرُوعَهُ، بَاطِنَهُ وَظَاهِرَهُ عِلْمَهُ وَعَمَلَهُ فَإِنَّ هَذَا الْأَصْلَ هُوَ أَصْلُ أُصُولِ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ). {الفتاوى: 19/ 155_156}
وقوله: (فَإِنَّ الِاعْتِصَامَ بِالْجَمَاعَةِ والائتلاف مِنْ أُصُولِ الدِّينِ وَالْفَرْعُ الْمُتَنَازَعُ فِيهِ مِنْ الْفُرُوعِ الْخَفِيَّةِ فَكَيْفَ يَقْدَحُ فِي الْأَصْلِ بِحِفْظِ الْفَرْعِ). {الفتاوى: 22/ 254}
وقوله: (وَمِنْ الْمُحَالِ أَنْ يَكُونَ الرَّسُولُ قَدْ بَيَّنَ فُرُوعَ الدِّينِ دُونَ أُصُولِهِ). {الفتاوى: 4/ 56}
وقد أخطأ من ظن أن شيخ الإسلام ينكر التقسيم بإطلاق
فشيخ الإسلام أقره في مواطن عدة وإنما أنكر شيخ الإسلام هذا التقسيم من جهة الحد وليس من جهة المصطلح.
فاعتراض شيخ الإسلام على هذا الحد الذي وضعه النظار وليس على المصطلح.
فقال: (يُقَالُ لِمَنْ فَرَّقَ بَيْنَ النَّوْعَيْنِ: مَا حَدُّ مَسَائِلِ الْأُصُولِ الَّتِي يَكْفُرُ الْمُخْطِئُ فِيهَا؟ وَمَا الْفَاصِلُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَسَائِلِ الْفُرُوعِ). {الفتاوى: 23/ 346}
وفي موضع أخر قال: (وَاَلَّذِينَ فَرَّقُوا بَيْنَ الْأُصُولِ وَالْفُرُوعِ لَمْ يَذْكُرُوا ضَابِطًا يُمَيِّزُ بَيْنَ النَّوْعَيْنِ).
وبين وجه الاعتراض فقال: (تَارَةً يَقُولُونَ: هَذَا قَطْعِيٌّ وَهَذَا ظَنِّيٌّ ..... وَتَارَةً يَقُولُونَ الْأُصُولُ هِيَ الْعِلْمِيَّاتُ الْخَبَرِيَّاتُ وَالْفُرُوعُ الْعَمَلِيَّاتُ). {الفتاوى: 13/ 126})) أهـ
اختصارا , من تحقيق أخينا الشيخ جويش على فتوى لشيخ الإسلام وهي ضمن المجموع والدرء وقد أسماها ((الفتوى المصرية)).
والحمد لله في الأولى والآخرة.(68/6)
لماذا توضوع هذه الآية على جدار حجرة النبي
ـ[ناجي ابو نور]ــــــــ[18 - 12 - 10, 02:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} (2) سورة الحجرات
لماذا توضع هذه الاية على جدار حجرة النبي في المسجد النبوي؟
وهل لها تطبيق عملي اليوم؟
= = =
معذرة لم استطع تعديل كلمة (توضع) في العنوان.
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[21 - 12 - 10, 06:28 ص]ـ
لعلهم يذكرون الناس بها فلا يرفعوا أصواتهم؛ ونزلت في أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - وكان أبوبكر وعمر عند النبي صلى الله عليه و سلم فتكلما حتى ارتفعت أصواتهما فقال أبو بكر لعمر ما أردت إلا خلافي فقال ما أردت خلافك قال فنزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي قال فكان عمر بن الخطاب بعد ذلك إذا تكلم عند النبي صلى الله عليه و سلم لم يسمع كلامه حتى يستفهمه)) كما في البخاري.
ولا يزال هذا الحكم بعده - صلى الله عليه وسلم - قال سليمان بن حرب قال سمعت حماد بن زيد يقول قي قول الله عز و جل لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي قال أرى رفع الصوت عليه بعد موته كرفع الصوت عليه في حياته إذا قريء حديث رسول الله وجب عليك أن تنصت له كما تنصت للقرآن لفظ أبي زرعة
952 - وقال يعقوب كان حماد إذا حدث فرآنا نتكلم لم يحدثنا وقال أخاف أن يكون هذا داخلا في قول الله عز و جل لا ترفعوا أصواتكم الآية)) الأثران رواهما أبو الفضل المقرئ في ((أحاديث في ذم الكلام وأهله))
والحمد لله في الأولى والآخرة.
ـ[ناجي ابو نور]ــــــــ[22 - 12 - 10, 12:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وهل النبي حي يسمع رفع الأصوات لتكون الآية في حياته مثل الآية بعد موته؟
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[22 - 12 - 10, 12:49 م]ـ
السؤال الثاني من الفتوى رقم (21025) (الجزء رقم: 26، الصفحة رقم: 144)
س 2: هل الوعيد في قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ الآية، ينطبق على أولئك الذين يرفعون أصواتهم فوق حملة ميراث النبوة (العلماء)، أم أنه خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم؟
ج 2: الوعيد المذكور وهو: حبوط العمل، خاص. ممن رفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، أما غيره من الناس سواء كانوا علماء أو غيرهم فلا يدخلون في حكم هذه الآية، ولكن نصوص الشرع الأخرى وضحت ما ينبغي التعامل به بين الناس من حسن الأدب في القول والفعل، وإنزال كل شخص منزلته التي تليق به، لا سيما العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، فلهم من الاحترام والتوقير ما ليس لغيرهم من عامة الناس.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
بكر أبو زيد "رحمه الله"
عضو
صالح الفوزان
عضو
عبدالله بن غديان "رحمه الله"
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[22 - 12 - 10, 12:53 م]ـ
من السنة أن يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقبري صاحبيه: أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فيقف تجاه قبر النبي صلى الله عليه وسلم بأدب وخفض صوت، ثم يسلم عليه - عليه الصلاة والسلام - قائلا: " السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته "؛ لما في سنن أبي داود بإسناد حسن، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام} (*)
(*) مجموعة فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ ابن باز/المجلد السادس عشر/كتاب الحج القسم الأول/التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة>فصل في أحكام الزيارة وآدابها.
ـ[ناجي ابو نور]ــــــــ[22 - 12 - 10, 01:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ عبد الله المجمعي
يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقبري صاحبيه: أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فيقف تجاه قبر النبي صلى الله عليه وسلم بأدب وخفض صوت،
هذا ليس حديثا،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/7)
والآية كما نقلت أنت عن اللجنة خاصة بحياة النبي،
فهل النبي حي ليقف الإنسان أمام القبر بأدب؟
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[22 - 12 - 10, 01:25 م]ـ
تنبيه: أخطأت عندما ذكرت في مشاركتي السابقة عبارة " من السنة أن "
قولك: فهل النبي حي ليقف الإنسان أمام القبر بأدب؟
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام}
الحديث جواباً على سؤالك.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[22 - 12 - 10, 01:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وهل النبي حي يسمع رفع الأصوات لتكون الآية في حياته مثل الآية بعد موته؟
أخي الكريم
حياة الأنبياء في قبورههم أكمل من حياة الشهداء لكنها حياة لا يعلم حقيقتها إلا الله تعالى
وليس لازم ذلك ما يفعله أهل الضلال من دعائهم النبي من دون الله وسؤاله والاستغاثة به
ومن الأدب الذي ألزمنا الله المؤمنين به خفض أصواتهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحمل أهل العلم هذا الأمر حتى بعد الموت اكراما لحق النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما لقدره
روى سليمان بن حرب قال سمعت حماد بن زيد يقول قي قول الله عز و جل لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي قال أرى رفع الصوت عليه بعد موته كرفع الصوت عليه في حياته إذا قريء حديث رسول الله وجب عليك أن تنصت له كما تنصت للقرآن لفظ أبي زرعة
وقال يعقوب كان حماد إذا حدث فرآنا نتكلم لم يحدثنا وقال أخاف أن يكون هذا داخلا في قول الله عز و جل لا ترفعوا أصواتكم الآية
أحاديث في ذم الكلام وأهله - (5/ 161)
وقد يكون رفع الصوت عند قبر النبي نوع أذى له
وقد قال عز وجل: وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله
كما حرم الله على المؤمنين نكاح نساء النبي حتى بعد موته تعظيما لحرمته
وقد نهى عمر رضي الله تعالى عنه عن رفع الصوت في مسجد رسول الله حتى لا يقع من يرفع صوته في نطاق الآية الكريمة، وسَمِع رجلين يتحدثان في المسجد النبوي بصوت مرتفع، فقال: عليّ بهذين، فأُتي بهما ترعد فرائصهما، فنظر إليهما فقال: أغريبان أنتما، قالا: بلى، من أهل الطائف.
قال: لو كنتما من أهل هذه البلدة لأوجعتكما ضرباً، أترفعان أصواتكما عند رسول الله؟ وهذا بعد موته صلى الله عليه وسلم.
وقد كره مالك رفع صوته بالحديث في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وقال أخشى أن أدخل قي قوله تعالى لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي
هذا والله أعلم
ـ[ناجي ابو نور]ــــــــ[22 - 12 - 10, 01:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وهل الآية ناظرة لحياته فينا أم ناظرة لحياته عند الله ليصح قولك (حياة الأنبياء في قبورههم أكمل من حياة الشهداء لكنها حياة لا يعلم حقيقتها إلا الله تعالى)
ثم إن صح بأن الآية ناظرة لحياة النبي عند الله تعالى لا أنها ناظرة لحياته في هذه الدنيا،
وأن رفع الصوت عند قبره فيه نوع أذى للنبي فسيكون مثله مثل قول الله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا} (64) سورة النساء فيصح أن يأتي الإنسان عند قبر النبي ويطلب من النبي بما أنه حي عند الله تعالى وحياته أكمل من هذه الحياة أن يستغفر الله له.
ـ[ناجي ابو نور]ــــــــ[22 - 12 - 10, 02:00 م]ـ
تنبيه: أخطأت عندما ذكرت في مشاركتي السابقة عبارة " من السنة أن "
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام}
الحديث جواباً على سؤالك.
الأخ عبد ا لله امجمعي
هذا الحديث خارج عن السؤال، بإعتبار أننا لا نسأل هل يرد النبي السلام وهل يرد الله روحه او لا.
ثم أنك قلت أن
(حياة الأنبياء في قبورههم أكمل من حياة الشهداء لكنها حياة لا يعلم حقيقتها إلا الله تعالى)
فهل هو حي دائما وبالتالي يتأذى من رفع الأصوات عند قبره ام هو حي عندما يرد الله تعالى عليه روحه بعد أن يسلم عليه أحد؟
الرجاء التوضيح
ـ[ناجي ابو نور]ــــــــ[22 - 12 - 10, 07:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا كان النهي في قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} (2) سورة الحجرات
عام في حياة وبعد موته كما فهم ذلك الخليفة عمر ذلك عندما سمع من رفع صوته عند النبي،فهناك ملاحظة مهمة، وهي أن الآية تشير إلى حرمة رفع الصوت فوق صوت النبي، والنبي بعد موته لا صوت، له فكيف تكون الآية عامة لما بعد موته وهو لا صوت له؟
ـ[عبدالله عمر الخطيب]ــــــــ[25 - 12 - 10, 01:45 م]ـ
قال ابن كثير في تفسيره:
وقد روينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع صوت رجلين في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قد ارتفعت أصواتهما فجاء فقال أتدريان أين أنتما؟ ثم قال من أين أنتما؟ قالا من أهل الطائف فقال لو كنتما من أهل المدينة لأوجعتكما ضربا وقال العلماء: يكره رفع الصوت عند قبره صلى الله عليه وسلم كما كان يكره في حياته عليه الصلاة والسلام لأنه محترم حيا وفي قبره صلى الله عليه وسلم دائما ثم نهى عن الجهر له بالقول كما يجهر الرجل لمخاطبه ممن عداه بل يخاطب بسكينة ووقار وتعظيم ولهذا قال تبارك وتعالى " ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض " كما قال تعالى " لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا " وقوله عز وجل " أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون " أي إنما نهيناكم عن رفع الصوت عنده خشية أن يغضب من ذلك فيغضب الله تعالى لغضبه فيحبط عمل من أغضبه وهو لا يدري كما جاء في الصحيح " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى لا يلقي لها بالا يكتب له بها الجنة وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار أبعد ما بين السماء والأرض " ثم ندب الله تعالى إلى خفض الصوت عنده وحث على ذلك وأرشد إليه ورغب فيه فقال.(68/8)
هل يصح: والله ما بقي لي إلا حسنة واحدة أنجو بها خذها أنت يا أخي
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[18 - 12 - 10, 04:40 م]ـ
وقال كعب: إن الرجلين كانا صديقين في الدنيا فيمر أحدهما بصاحبه وهو يجر إلى النار فيقول له أخوه والله ما بقي لي إلا حسنة واحدة أنجو بها خذها أنت يا أخي فتنجو بها مما أرى وأبقى أنا وإياك من أصحاب الأعراف قال: فيأمر الله بهما جميعا فيدخلان الجنة
المرجع: الجامع لأحكام القرآن
المؤلف: محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح القرطبي أبو عبد الله
هل على هذا القول دليل؟(68/9)
حكم ذمة المسلم
ـ[أبو حمد العبداني]ــــــــ[18 - 12 - 10, 06:31 م]ـ
سؤالي يا أخوان عند بعض القبائل بعض الاحكام منها الموافق للسنة ومنها غير ذلك
سؤالي: عند بعض القبائل لو أن رجل قتل رجل وهرب واستجار عند قبيلة أخرى
يحمونه فهم يؤمنونه سنه وشهرين ويبلغون أهل الجاني أنهم أمنوه لو أحد أعتدى على الجاني
قامت حرب بين تلك القبيلتين؟
السؤال هل يدخل هذا في أحكام أهل الذمه والمستأمن والتحديد بسنه وشهرين هل هو
من الشرع
ـ[أبو حمد العبداني]ــــــــ[22 - 12 - 10, 07:47 م]ـ
للرفع(68/10)
سؤال عقدى فى شرح التحفة للجمزورى وتعليق الضباع
ـ[معاذ عبدالرحمن]ــــــــ[18 - 12 - 10, 07:23 م]ـ
السلام عليكم
قال الشيخ سليمان الجمزورى فى فتح الاقفال بشرح تحفة الاطفال
الحمد لله الذى نزل الفرقان على عبده تنزيلا وقال فيه: {ورتل القرءان ترتيلا} سورة المزمل/4. والصلاة والسلام على سيدنا محمد المنزل عليه: {ن، والقلم وما يسطرون} سورة القلم/1 - 2 الذى نونت له الغزالة بصوت رخيم سمعه الحاضرون وعلى ءاله وأصحابه الممتدين منه بتحفة الأمداد وعلى أتباعه الذين اتبعوه ففازوا بكل المراد صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم التناد، وبعد. فقد طلب من بعض الأحباب أن أعمل شرحا لطيفا مختصرا على نظمى المسمى بتحفة الأطفال فأجبته بذلك بأحسن جواب راجيا من الله أن يوفقنى أحسن التوفيق، و أن يهدينى به لأقوم طريق وجعلت أصله شرح ولد شيخنا الشيخ محمد الميهى نظر الله إلينا وإليه، و اعتمدت فيما تركته من هذا الشرح عليه لأنى اقتصرت فيه على مجرد شرح الأحكام مريدا بلوغ المرام وأن ينتفع به الخاص و العام. وسيمته.
ما معنى هذه الجملة الملونة وما توجيههاعقديا علما ان الشيخ الضباع قال فى تعليقه
(قوله الممتدين) اى الطالبين المدد منه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اى بزيادة البر وكثرته او الذين امدهم الله منه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[18 - 12 - 10, 07:39 م]ـ
هذا ما يعتقده الصوفية فقبل الحكم على القول يجب معرفة عقيدت صاحبه , فالمدد لا يطلب من الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بل من الله {بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مِّن فَوْرِهِمْ هَاذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءَالَافٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ}
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[18 - 12 - 10, 07:40 م]ـ
هذا ما يعتقده الصوفية فقبل الحكم على القول يجب معرفة عقيدة القائل , فالمدد لا يطلب من الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بل من الله {بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مِّن فَوْرِهِمْ هَاذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءَالَافٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ}
ـ[معاذ عبدالرحمن]ــــــــ[19 - 12 - 10, 12:48 ص]ـ
هذا ما اسال عنه هل كان الجمزورى والضباع متصوفة؟
ـ[محمد بن لحسن ابو اسحاق]ــــــــ[21 - 12 - 10, 01:25 م]ـ
الشيخ الجمزوري رحمه الله كان صوفيا على ما ذكر لنا الشيخ الذي شرح لنا تحفة الأطفال(68/11)
كلمات تبعث في النفس التفاؤل-للشيخ ناصرالعمر-حفظه الله
ـ[نورالدين الساعي]ــــــــ[18 - 12 - 10, 07:37 م]ـ
كلمات تبعث في النفس التفاؤل-للشيخ ناصرالعمر-حفظه الله
قال الله عزوجل (ولا تيأسوا من روح الله اٍنه لا ييأس من روح الله اٍلا القوم الكافرون)
فالله عزوجل، أمرنا فيه بألا ندعَ مجالاً لليأس لأن يتغلغل إلى داخل نفوسنا.
وحَذارِ من اليأس .. فلا يأسَ مع الإيمان
فلنستمع لكلمات الشيخ ناصرالعمر-حفظه الله-
http://1. liveislam.net/browsearchive.php?id=83970&sid= (http://1. liveislam.net/browsearchive.php?id=83970&sid=)
ومن هذا الرابط
http://www.liveislam.net/archive.php?pid=93&sid...870...
من البث الإسلامي - الأرشيف
ـ[نورالدين الساعي]ــــــــ[18 - 12 - 10, 08:24 م]ـ
وهذه كلمة أيضاتبعث التفاؤل بعنوان (الآلام محاضن الأمال)
للشيخ ناصر العمر-حفظه الله-
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo...
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[19 - 12 - 10, 02:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك(68/12)
التوقف عن وصف أهل السنة بالمجسمة .. متى؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[18 - 12 - 10, 07:46 م]ـ
بسم الله
أعرف أحد القبوريين الجهمية في منتدى الاسمريين وهو احد اعظم الكذبة الذين تعاملت معهم على الانترنت على الاطلاق. كان باستمرار يصف أهل السنة بالمجسمة مع التخلف والغباء الخ سبابه. والله سبابه عندي أقل شأنا من كذبه!
لقد تحصل على تنبيه من ادارة الاسمريين القبورية. وعلى ضوئه توقف عن الوصف. وكان هذا بتاريخ يوم 4 شهر 11 لهذه السنة. وإني لأرى - والله اعلم - هذا نتيجة لتغيير عنوان مدونة (الاشاعرة .. الوجه الآخر ( http://www.asha3ira.co.cc/)) الى (الاشاعرة التكفيريون .. الوجه الآخر ( http://www.asha3ira.co.cc/)) !
فقد غيرت العنوان منذ مدة قريبة حوالي أسبوعين أو أكثر أو أقل قليلا. فيبدو أن قرارهم هذا رد فعل على أسلوب المدونة والله اعلم.
هذا لا ينفي تأثير شكاوى المحاورين هناك من بذاءة لسانه وسوء خلقه. لكن التوقيت هنا هو المهم.
لا ادري ماذا سيفعلون في مجموع: التقية الاشعرية ( http://www.asha3ira.co.cc/p/blog-page_24.html)
ـ[أبومعاذ الاثري]ــــــــ[19 - 12 - 10, 09:33 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي أبي نسيبة السلفي ونفع الله بكم
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[21 - 12 - 10, 06:05 ص]ـ
مسبة الضالين لأهل الحق سنة كونية
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[22 - 12 - 10, 07:14 م]ـ
جزاكما الله خيرا أخوي الكريمين أبا معاذ وأبا صهيب
في النهاية هذه أخلاق الصوفية القبورية!(68/13)
كتب عن صفات الله سبحانه وتعالى
ـ[أبو أيوب العبدلي]ــــــــ[19 - 12 - 10, 12:07 ص]ـ
السلام عليكم
أيها الأحبة
أريد أكبر عدد من الكتب عن صفات الله سبحانه تعالى
وكذلك كتب للرد على المخالفين لأهل السنة في الصفات
ولكم جزيل الشكر
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[19 - 12 - 10, 03:42 ص]ـ
مصنفات الثقات فى الأسماء والصفات ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=226661)
ـ[أبو أيوب العبدلي]ــــــــ[19 - 12 - 10, 08:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا ياأبا سفيان
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[19 - 12 - 10, 05:03 م]ـ
وجزاك بالمثل.
ـ[طالبة الاكاديميه]ــــــــ[19 - 12 - 10, 05:27 م]ـ
الاخ الكريم: هناك كتاب لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين اسمه القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى ومعه اسماء الله وصفاته ومنهاج اهل السنه. هو كتاب قيم عسى الله ان ينفع به وجزاك الله كل خير ..(68/14)
رؤيا الانبياء حق
ـ[حسن المطروشى الأثرى]ــــــــ[19 - 12 - 10, 08:41 ص]ـ
السلام علكيم ورحمة الله
من المعلوم ان الجنة لا يدخلها احد الا بعد الموت كما هو معلوم
النبى صلى الله عليه وسلم دخلها ليلة المعراج
هل هذه خصيصة لنبينا صلى الله عليه وسلم
هل هذا فى المنام ام اليقظة
وقوله صلى الله عليه وسلم لبلال فانى سمعت دف نعليك بين يدى فى الجنة
الدف الحركة كما جاء فى تفسير اهل اللغة صحيح البخارى
وفى رواية مسلم خشف نعليك
وعند احمد والترمذى وغيرهم خشخشة
دل على سماع حركة النعل فى الجنة وبالتالى بلال فى الجنة
واحتمال تكون رؤية
لان رؤيا الانبياء حق
قال الكرمانى فيما نقله عنه ابن حجر لا يدخل احد الجنة الا بعد موته
ما هو القول الصائب بارك الله فيكم(68/15)
ما معنى قول الطبري في (أن بورك من في النار)
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[19 - 12 - 10, 09:23 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله أرجوا من أهل العلم أن يشرحوا لي هذا القول للطبري أحسن الله إليكم
وهل ورد فيه آثار صحيحة تؤيد ما قيل؟ قال الطبري رحمه الله
(واختلف أهل التأويل في المعنِّي بقوله (مَنْ فِي النَّارِ) فقال بعضهم: عنى جلّ جلاله بذلك نفسه، وهو الذي كان في النار، وكانت النار نوره تعالى ذكره في قول جماعة من أهل التأويل.)
ـ[أحمد بن حمود الرويثي]ــــــــ[19 - 12 - 10, 01:56 م]ـ
وعليكم السلام ورحمةالله وبركاته
أخي الكريم، فسرها الإمام الطبري بقوله: (وكانت النار نوره تعالى).
وهذا المعنى ورد في حديث:
(أنى أراه! حجابه النور أو النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصرُه مِنْ خَلْقِه).
أو كما قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والله أعلم
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[19 - 12 - 10, 04:04 م]ـ
هذا الكلام لا إشكال فيه إذ ورد عند ابن ماجة عن أبي عبيدة أنه روى الحديث وتلا هذه الآية
عن أبي عبيدة، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، حجابه النور، لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره "، ثم قرأ أبو عبيدة، أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين ولكن رحمك الله أشكل علي قول الطبري (وهو الذي كان في النار) أرجوا أن تفكك لي هذه العبارة كلمة كلمة (أنا أسأل للتعلم لا للنقاش)
وما صحة هذا الأثر السنة لعبد الله بن أحمد حدثني أبي، نا يحيى بن آدم، نا شريك، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما: " (أن بورك من في النار) قال: الله (ومن حولها) قال: الملائكة
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[21 - 12 - 10, 05:04 ص]ـ
في مسند أحمد (42/ 414، بترقيم الشاملة آليا):
«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِى لَهُ أَن يَنَامَ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ حِجَابُهُ النَّارُ لَوْ كَشَفَهَا لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ كُلَّ شَىْءٍٍ أَدْرَكَهُ بَصَرُهُ». ثُمَّ قَرَأَ أَبُو عُبَيْدَةَ (نُودِىَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِى النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ). {4/ 401} تحفة 9146 معتلى 8949 مجمع 10/ 84 , صححه أسناده الشيخ شعيب في تعليقه عليه.
وروى ابن أبي حاتم في تفسيره تفسير (49/ 390، بترقيم الشاملة آليا):
عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، (فلما جاءها نودي أن بورك من في النار (1)) قال: «الله في النور، ونودي من النور»
مع حديث مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ: نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ.) "
"مسلم" 1/ 111 (362) بترقيم المسند الجامع.
وبهذا الجمع يتضح المقال إن شاء الله
والحمد لله في الأولى والآخرة
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[21 - 12 - 10, 08:53 ص]ـ
السلام عليكم
أحسن الله إليك، لم يشفى غليلي إلى الآن، هذا كلام مجمل ليس فيه أي إشكال
السؤال: هل يجوز أن يقال أن الله - سبحانه وتعالى علوا كبيرا - كان في النار التي رآها موسى عليه السلام
بناءً على قول الطبري (وهو الذي كان في النار)
هذا هو ما أشكل لدي، سامحوني عى قصور ذهني ولكن لم أفهم!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[21 - 12 - 10, 10:14 ص]ـ
لتجميع الأقوال أولا ..
قال الماوردي في النكت:
: في {بُورِكَ} ثلاثة أوجه: أحدها: يعني قُدِّس , قاله ابن عباس. الثاني: تبارك , حكاه النقاش. الثالث: البركة في النار , حكاه ابن شجرة , وأنشد لعبد الله بن الزبير:
(فبورك في بنيك وفي بنيهم ... إذا ذكروا ونحن لك الفداء)
)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/16)
وفي النار وجهان: أحدهما: أنها نار فيها نور. الثاني: أنها نور ليس فيها نار , وهو قول الجمهور. وفي {بُورِكَ مَن فِي النَّارِ} خمسة أقاويل: أحدها: بوركت النار , و {مَن} زيادة , وهي في مصحف أُبي: {بُورِكَتِ النَّارُ وَمَن حَوْلَهَا} قاله مجاهد. الثاني: بورك النور الذي في النار , قاله ابن عيسى. الثالث: بورك الله الذي في النور , قاله عكرمة , وابن جبير. الرابع: أنهم الملائكة , قاله السدي. الخامس: الشجرة لأن النار اشتعلت فيها وهي خضراء لا تحترق. وفي قوله: {وَمَن حَوْلَهَا} وجهان: أحدهما: الملائكة , قاله ابن عباس. الثاني: موسى , قالها أبو صخر. "
قلت: الثابت عن جمهور السلف أن الذي في النار هو الحق تعالى، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية
وعند جمهورهم كذلك أن المراد بالنار هاهنا النور ..
قلت ولا إشكال في ذلك، وهو من جنس حديث سبحات الوجه، ولهذا أشار الماوردي بقوله إنها نار فيها نور ..
وقد يقال لفظ النار في الآية مشاكلة، لإيناس موسى
وقد يقال لا تنافي بين القولين، فنوره فيه إحراق كالنار من شدته وضيائه
وقد يقال هو نار على الأصل، وهو من حجبه تعالى
قلت: وقال ابن عباس: لما كلم الله موسى، كان النداء في السماء، وكان الله في السماء (علقه البخاري في خلق أفعال العباد)
وليس في هذا تعارض، فإنه وفق ما ذهب إليه الجمهور فإن الحق تعالى نزل ودنا وقرب من موسى، وكل هذا من الصفات الثابتة له تعالى،
فكلمه وكان محتجبا بحجابه، تبارك وتعالى
وذلك الحجاب هو ما آنسه موسى ورآه في سماء الدنيا
ويتصور أن يكون ذلك النور، والحق نازل إلى السماء، كما يليق بجلاله، أن يكون من السماء إلى الأرض، إذ لا يقدر مقدار حجابه إلا هو، من عظمته وبعده ...
وذلك متصور في المخلوق، فهذه الشمس تكون في السماء، ونورها يدنو إلى الثرى، فكيف بالباري، وله المثل الأعلى في السماوات والأرض ..
فبذلك لا تنافي بين كونه في النار، وبين كونه في السماء ليس في الأرض
فلما أتى موسى الشجرة، كلمه البارى تقدست أسماؤه
وسبحان الله رب العالمين
قال شيخ الإسلام في شرح حديث النزول:
" ومن ظن أن ما يوصف به الرب ـ عز وجل ـ لا يكون إلا مثل ما توصف به أبدان بني آدم، فغلطه أعظم من غلط من ظن أن ما توصف به الروح مثل ما توصف به الأبدان.
وأصل هذا: أن قربه ـ سبحانه ـ ودنوه من بعض مخلوقاته، لا يستلزم أن تخلو ذاته من فوق العرش، بل هو فوق العرش، ويقرب من خلقه كيف شاء، كما قال ذلك من قاله من السلف، وهذا كقربه إلى موسى لما كلمه من الشجرة، قال تعالى: {إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ إِلَّا مَن ظَلَمَ} [النمل: 7ـ11]
....
قال ابن أبي حاتم في [تفسيره]: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا شريك، عن عطاء، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ أنه قال في قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا} [النمل: 8] قال: كان ذلك النار، قال الله: من في النور، ونودي أن بورك من في النور. حدثنا على بن الحسين، ثنا محمد بن حمزة، ثنا على بن الحسين بن واقد، عن أبيه، عن يزيد النحوي؛ أن عكرمة حدثني عن ابن عباس: {أَن بُورِكَ مَن فِي النَّار} قال: كان ذلك النار نوره {وَمَنْ حَوْلَهَا} أي: بورك من في النور ومن حول النور. وكذلك روى بإسناده من تفسير عطية عن ابن عباس: {فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ} [النمل: 8] يعني نفسه، قال: كان نور رب العالمين في الشجرة ومن حولها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/17)
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري [هو أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الجوهري، الطبري الأصل، البغدادي، الحافظ، ولد بعد السبعين ومائة، وثقه النسائي والخطيب، ومات سنة 249هـ وقيل غير ذلك]، ثنا أبو معاوية، عن شيبان، عن عكرمة: {أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ} [النمل: 8] قال: كان الله في نوره.
حدثنا أبو زُرْعَة، ثنا بن أبي شيبة، ثنا على بن جعفر المدائني، عن وَرْقَاء، عن عطاء ابن السائب عن سعيد بن جبير: {أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ} [النمل: 8] قال: ناداه وهو في النور.
حدثنا على بن الحسين المنْجَاني، ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا مُفَضَّل بن أبي فَضَالة حدثني ابن ضَمْرَة: {فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا}، قال: إن موسى كان على شاطئ الوادي ـ إلى أن قال ـ فلما قام أبصر النار فسار إليها، فلما أتاها {نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ}، قال: إنها لم تكن نارًا، ولكن كان نور الله وهو الذي كان في ذلك النور، وإنما كان ذلك النور منه، وموسى حوله.
حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان، ثنا مكي بن إبراهيم، ثنا موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب في قوله عز وجل: {أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ
حَوْلَهَا} قال: النار نور الرحمة، قال: ضوء من الله تعالى {وَمَنْ حَوْلَهَا}: موسى والملائكة.
....
وإذا كان المنادي هو الله رب العالمين، وقد ناداه من موضع معين وقربه إليه، دل ذلك على ما قاله السلف من قربه ودنوه من موسى ـ عليه السلام ـ مع أن هذا قرب مما دون السماء. "
وقال: "الكلام في هذا القرب: من جنس الكلام في نزوله كل ليلة ودنوه عشية عرفة وتكليمه لموسى من الشجرة وقوله: {أن بورك من في النار ومن حولها}. وقد ذكرنا في غير هذا الموضع ما قاله السلف في مثل ذلك: مثل حماد بن زيد وإسحاق بن راهويه وغيرهما؛ من أنه ينزل إلى سماء الدنيا ولا يخلو منه العرش وبينا أن هذا هو الصواب؛ وإن كان طائفة ممن يدعي السنة يظن خلو العرش منه. "
ويراجع كلامه في بيان التلبيس في رده على الرازي في تأويل الحجاب، واستدلال الشيخ بالآية على الحجاب وتفسير السبحات.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[21 - 12 - 10, 10:37 ص]ـ
وما ذكرته هاهنا على فرض استلزام النزول لمعنى القرب والدنو الحقيقي من موسى ..
لأن هذا هو الذي يكون فيه الإشكال الموهم الذي يسئل عنه غالبا
وهو هل يلزم أن الله نزل إلى الأرض ليكلم موسى إن قلنا إن من كان في النار هو الله تعالى؟!
وإلا فإنه يقال دنا وقرب، وكشف حجابه لموسى، ولم يكن ثم نزول
فتبين أن لا إشكال على كل التقادير ..
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[21 - 12 - 10, 10:46 م]ـ
السلام عليكم بارك الله فيك لقد أفدتني، ولكن الروايات المذكورة أكثرها ضعيف و الذي يُحسّن منها بحسب علمي والله أعلم:
1 حدثنا علي بن الحسين، ثنا محمد بن علي بن حمزة، ثنا علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، عن يزيد النحوي، أن عكرمة، حدثه عن ابن عباس، أن بورك من في النار قال: " كان ذلك النار نورا، ومن حولها، أن بورك من في النور، ومن حول النار
أما هاتين الروايتين ففيهما من لم أعرفه وهما أبو شيبان والهسنجاني
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا أبو معاوية، عن أبي شيبان، عن عكرمة: أن بورك من في النار ومن حولها قال: كان الله في نوره
حدثنا علي بن الحسين الهسنجاني، ثنا سعيد بن أبي مريم، أنبأ مفضل بن فضالة، حدثنا أبو صخر، فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها قال: إن موسى صلى الله عليه وسلم كان على شاطئ الوادي يرعى غنمه فلما رأت الغنم النار نفرت فقام موسى فصاح بها فاجتمعت، ثم نفرت الثانية، ثم قام فصاح بها فاجتمعت، ثم نفرت، الثالثة، فلما قام أبصر النار فسار إليها فلما أتاها نودي أن بورك من في النار ومن حولها قال: " إنها لم تكن نارا ولكنه كان نور الله عز وجل وهو الذي كان في ذلك النور، وإنما كان ذلك النور منه وموسى حوله
وقد وجدت هذا الإختلاف في الأسماء
الذي نقلته أنت (حدثنا على بن الحسين المنْجَاني، ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا مُفَضَّل بن أبي فَضَالة حدثني ابن ضَمْرَة: ..... )
وعند ابن أبي حاتم
حدثنا علي بن الحسين الهسنجاني، ثنا سعيد بن أبي مريم، أنبأ مفضل بن فضالة، حدثنا أبو صخر،
والثاني (عن شيبان، عن عكرمة: {أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ} [النمل: 8] قال: كان الله في نوره
الذي عندي أبو شيبان
من كان عنده علم من أهل الإختصاص فليفدنا .....
ونسبة ذلك إلى السلف يحتاج دليلا صحيحا من وجده فليعلمنا وبارك الله فيكم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[22 - 12 - 10, 08:42 ص]ـ
لي عودة في مناقشة بعض تلك الأسانيد ..
ولكن كلام شيخ الإسلام وغيره من مفسري المأثور واضح في الاحتجاج بما سبق وغيره ..
ولأهل العلم طرائق في التلقي والاستدلال ليس قاصرة على مجرد النظر في الإسناد كما يجنح بعض المتأخرين والمعاصرين، لاسيما فيما هو دون المرفوع إلى الرسول ...
فاشتهار تلك الروايات، وتلقيها بالقبول من أهل العلم، وصحتها في مجموعها، وصحة وحسن كثير من افرادها، كاف في التقرير ..
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/18)
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[23 - 12 - 10, 09:39 ص]ـ
السلام عليكم
(فاشتهار تلك الروايات، وتلقيها بالقبول من أهل العلم، وصحتها في مجموعها، وصحة وحسن كثير من افرادها، كاف في التقرير)
إطلاق هذا الكلام يحتاج إلى تثبت اكثر أخي الكريم
قال الذهبي في العلو
شريك عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن بورك من في النار
وقال الله عزوجل ومن حولها قال الملائكة
إسناده صالح
وهو بهذا اللفظ في السنة لعبد الله
تفسير عبد الرزاق
عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ} , قَالَ: نُورُ اللَّهِ بُورِكَ.
أضواء البيان
وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ " النَّمْلِ ": فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا [27\ 8]، اخْتَلَفَتْ عِبَارَاتُ الْمُفَسِّرِينَ فِي الْمُرَادِ بِـ مَنْ فِي النَّارِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ فِي سُورَةِ " النَّمْلِ " فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا، وَمِمَّنْ رُوِيَ عَنْهُ هَذَا الْقَوْلُ: ابْنُ عَبَّاسٍ، وَالْحَسَنُ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ قَالُوا: بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ أَيْ: تَقَدَّسَ اللَّهُ وَتَعَالَى، وَقَالُوا: كَانَ نُورُ رَبِّ الْعَالَمِينَ فِي الشَّجَرَةِ، وَاسْتَدَلَّ مَنْ قَالَ بِهَذَا الْقَوْلِ بِحَدِيثِ أَبِي مُوسَى الثَّابِتِ فِي الصَّحِيحِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ - أَوِ النَّارُ - لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ ".
قَالَ مُقَيِّدُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: وَهَذَا الْقَوْلُ بَعِيدٌ مِنْ ظَاهِرِ الْقُرْآنِ، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُطْلَقَ عَلَى اللَّهِ أَنَّهُ فِي النَّارِ الَّتِي فِي الشَّجَرَةِ، سَوَاءٌ قُلْنَا: إِنَّهَا نَارٌ أَوْ نُورٌ، سُبْحَانَهُ جَلَّ وَعَلَا عَنْ كُلِّ مَا لَا يَلِيقُ بِكَمَالِهِ وَجَلَالِهِ .............. وَأَقْرَبُ الْأَقْوَالِ فِي مَعْنَى الْآيَةِ إِلَى ظَاهِرِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: إِنَّ فِي النَّارِ الَّتِي هِيَ نُورٌ مَلَائِكَةً وَحَوْلَهَا مَلَائِكَةٌ وَمُوسَى، وَأَنَّ مَعْنَى: أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ، أَيْ: الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ هُمْ فِي ذَلِكَ النُّورِ، وَمَنْ حَوْلَهَا، أَيْ: وَبُورِكَ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ هُمْ حَوْلَهَا، وَبُورِكَ مُوسَى لِأَنَّهُ حَوْلَهَا مَعَهُمْ، وَمِمَّنْ يُرْوَى عَنْهُ هَذَا: السُّدِّيُّ.
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[23 - 12 - 10, 10:08 ص]ـ
ثم بارك الله فيك رواية العلماء لها من أصحاب كتب المأثور لا يعني أنهم يحتجون بها ولا يعني أنهم يحسنونها
والله أعلم.
وإذا بدا لك شيء من كلام المحققين من أهل العلم فلا تبخل علينا
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[23 - 12 - 10, 12:26 م]ـ
الأثر الأول الذي أوردته ليس له تعلق بالموضوع ..
والثاني قول في الموضوع، وهو على خلاف الظاهر، إذ الأصل عدم الحذف، و خلاف المتبادر كذلك، وفيه نوع تأويل
ثم هو دون القول الأول في القوة والشهرة والكثرة ...
ثم تلقي الطبري وابن تيمية وابن القيم وابن كثير وغيرهم، واستدلالهم به في مسائل الاعتقاد، وردهم تأويله،
والاحتجاج له، تعارضه بمجرد قول الشيخ الأمين الشنقيطي؛ وعليه فلا يكون متلقى بالقبول عند أهل العلم!!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[23 - 12 - 10, 12:48 م]ـ
الأثر الأول الذي أوردته ليس له تعلق بالموضوع ..
والثاني قول في الموضوع، وهو على خلاف الظاهر، إذ الأصل عدم الحذف **، و خلاف المتبادر كذلك، وفيه نوع تأويل
ثم هو دون القول الأول في القوة والشهرة والكثرة ...
ثم تلقي الطبري وابن تيمية وابن القيم وابن كثير وغيرهم، واستدلالهم به في مسائل الاعتقاد، وردهم تأويله،
والاحتجاج له، تعارضه بمجرد قول الشيخ الأمين الشنقيطي؛ وعليه فلا يكون متلقى بالقبول عند أهل العلم!!
عفوا:
**إذ الأصل عدم الزيادة
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[23 - 12 - 10, 02:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا أحبتنا في الله على هذا النقاش الطيب.
ـ[أبو عبيدة التونسي السلفي]ــــــــ[23 - 12 - 10, 04:41 م]ـ
القول بأن الله جل في علاه هو الذي في النار ترده الفطرة مباشرة وتستنكره وتستبعده كما قال العلامة الشنقيطي
ففيه أن المخلوق يحيط بالخالق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا , و الاستدلال بحديث أن حجابه النور لم أر أين الوجه الذي يربطه بأنه هو الذي في النار تعالى الله علوا كبيرا
ثم إن كل النصوص الواردة في القرآن والسنة ورد فيها لفظ "تبارك" إذا ما تعلق الأمر بالله وهو فعل يختص به وحده كما لا يخفاكم , أما لفظ "بورك" فهو مبني للمجهول و يحمل من المعاني أن غيره بارك فيه وهذا مستحيل في حق الله تبارك وتعالى , ولم يرد استعمال هذا الفعل في حق الله في القرآن والسنة في ما أعلم
والله تعالى أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/19)
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[23 - 12 - 10, 11:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الأثر الذي أوردته بارك الله فيك إنما أوردته لبيان ما رأيته- بحسب علمي- قوي في هذا الباب ليس أكثر
ثم هو دون القول الأول في القوة والشهرة والكثرة
(القوة) أرجوا بارك الله فيك أن يكون الكلام موثقا بالأسانيد
(الشهرة) ليس كل مشهور مقبول
(الكثرة) كذلك
ثم تلقي الطبري وابن تيمية وابن القيم وابن كثير وغيرهم
أما الطبري فليس مجرد ذكره له أنه تلقاه بالقبول أو تبناه، إنما هم يذكرون ما وقع لهم من الأخبار كما يفعل كثير من أصحاب كتب الآثارعلى شتى أنواعها، والله أعلم، وهو قد ذكر معنى آخر لها أيضا، (فقال: وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: بُورِكَتِ النَّارُ.)
أما ابن القيم وابن كثير وغيرهم .. ابن كثير لم أجد ما ذكرت فهل تنقله لنا بارك الله فيك،أما ابن القيم ليتك تذكر كلامه،وكذلك غيرهم،وراجع تفسير الآلوسي.
قال البغوي
(و"من في النار" هم الملائكة، وذلك أن النور الذي رآه موسى كان فيه ملائكة لهم زجل بالتقديس والتسبيح و"من حولها" هو موسى لأنه كان بالقرب منها، ولم يكن فيها. وقيل: "من في النار ومن حولها" جميعًا الملائكة. وقيل: "من في النار" موسى و"من حولها" الملائكة، وموسى وإن لم يكن في النار كان قريبًا منها، كما يقال: بلغ فلان المنزل، إذا قرب منه، وإن لم يبلغه بعد. وذهب بعضهم إلى أن البركة راجعة إلى النار. وروى مجاهد عن ابن عباس أنه قال: معناه بوركت النار. ..................
وروي عن ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن في قوله: {بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ} (((يعني قُدس من في النار، وهو الله، عنى
به نفسه، على معنى أنه نادى موسى منها وأسمعه كلامه من جهتها))) كما روي أنه مكتوب في التوراة: "جاء الله من
سيناء، وأشرف من ساعين، واستعلى من جبال فاران" فمجيئه من سيناء: بعثة موسى منها، ومن ساعين بعثة المسيح منها،
ومن جبال فاران بعثة المصطفى منها، وفاران مكة.
تعارضه بمجرد قول الشيخ الأمين الشنقيطي
لا يخفى عليك أخي أن الشنقيطي عالم لغوي سلفي
(بمجرد قول الشيخ) عفوا أخي أنا إلى الآن لم أجد من وافق ابن تيمية على هذا المعنى وذلك من تقصيري أنا، فهل تذكرهم لنا مشكورا
وأحسن الله إليك على مشاركاتك القيمة.
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[23 - 12 - 10, 11:16 م]ـ
- الفطرة تقررها السنة ولا عكس.
- رد التفسير بمجرد النظر إلى الإسناد مع عدم الإلتفات إلى القرائن المحتفة وقبول العلماء لها - مطلقا - غير معمول به عند أكثر أهل العلم. فكثير من مسائل الاعتقاد - المروية عن السلف - فضلا عن غيرها لم ننظر إلى سندها ابتداء بل لقبول العلماء لها , فإن قيل إنما الاعتماد على الكتاب والسنة وفهم السلف قلنا هم يؤلون فنستدل على ضعف التأويل بكلام السلف. على سبيل المثال مسألة جلوس النبي - صلى الله عليه وسلم - على العرش المروية عن مجاهد فهذه لها قرائن محتفة بها تدل على صدقها دونما النظر إلى السند.
ما جاء عن ابن عباس في كون الكرسي موضع القدمين , وهذه قريبة من سابقتها.
فضلا عن أقوال الأئمة واختياراتهم وترجيحاتهم في مسائل الفقه فكثير من مرويات عن الصحابة ومن دونهم من التابعين يعزوها - من لم يشترط المأثور- فنكتفي بهذا دلالة على وجود خلاف مانع من التبديع خاصة إذا كان بين السلف. وأكثر طلبة العلم يكتفي بعزو شيخ الإسلام , وهو صحيح فهو من أعلم الناس بالسلف وبمذاهبهم.
- قول السلف: إن الذي في النار هو الحق - تبارك وتعالى - من جنس استوائه على العرش وتجليه للجبل وقربه ونزوله - تعالى - فهل تستطيع أن تكيف نزوله في السماء الدنيا وهو محيط بكل شيء؟
فرد هذا - بعلة مخالفة الفطرة أو استبعاده - من جنس تعطيل الله عن صفاته بحجة الكيفية.
لماذا؟ لأن الكيف غير معقول - مع وجوده خلافا للأشاعرة - كما هو قد ورد عن مالك وغيره.
- مس الله لخلقه ورد عن بعض السلف والله خلق أدم بيده ومسه , وغير ذلك من الوارد.
- لو كان هذا مستشنعا مع قدمه لرده السلف كغيره خاصة إذا كان ورد عن ابن عباس ومجاهد وغيره تضعيفا أو توجيهاً, وقد رواه عبد الله بن أحمد عن أبيه في السنة في باب الرد على الجهمية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/20)
- الطبري - رحمه الله - ممن أدرك القرن الثالث واختياره له شأن معتبر.
والحمد لله في الأولى والآخرة
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 12 - 10, 12:56 ص]ـ
الحمد لله
1 ـ كما قلت فإن لي عودة للأسانيد ..
2 ـ كما قلت فإن القوة الظاهرية الإسنادية ليست المعيار الوحيد، بله ولا المقدم في هذا الشأن ..
3 ـ العارف بمنهج الطبري يعلم يقينا أنه لا يمشي قولا لا يقول به، أو فيه نكارة ظاهرة، أو خلاف الصحيح في أقل من تلك المسألة، حتى في أوجه التصريف، بل وحتى في القراءات، فلو كان شنيعا قبيحا كما يرى بعضهم لما تركه ...
4 ـ ابن كثير في التفسير اقتصر على ذكر أن النار نور، وأنه نور رب العالمين، وأورد حديث السبحات، وهذا واضح ..
5 ـ ابن القيم له كلام صريح في الموضوع في شفاء العليل ..
6 ـ كلام البغوي لا جديد فيه
7 ـ كلامه اعتساف بأثر ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن، وتأويل صريح لا يحتمله كلامهم الظاهر الواضح ..
8 ـ كون الشيخ الأمين عالما لغويا سلفيا، أجنبي عن محل البحث ..
......
1 ـ ليس في كلام الشيخ الشنقيطي أن هذا أمر ترده الفطرة مباشرة وتستنكره وتستغربه!!
غاية ما في كلامه أن هذا خلاف ظاهر القرآن، وهذا أمر آخر، على صحته أو خطأه ..
2 ـ يخطئ كثير من أهل السن بإيراد اعتراضات هي من جنس اعتراضات الجهمية، بسبب هجوم الشبهة عليهم، أو عدم تمكنهم من فهم طريقة السلف في التلقي والاستدلال ..
فكما يرد بعض السلفيين الاستقرار لأنه موهم للافتقار ـ ولعمر الله لا أدري أيش يفرق هذا عن اعتراض المعطلة على الاستواء لأنه يفيد الاحتياج المنافي للغني التام ـ، وكما يرد بعضهم الصعود لنفس الأمر، وكما ينكر بعضهم المماسة للعرش لنحو ذلك، ومن ينكر إحاطته الحقيقية، ومن ينكر قربه الحقيقي لبعض خلقه، إلخ ..
ومن استقامت له طريقة السلف في الإثبات = خرج من ذلك كله
3 ـ الاستدلال بحديث الحجاب الذي ينطق فيه السلف وأهل العلم بتلك الآية دال على اعتبارهم ذلك النور أو تلك النار التي في الآية هي من حجبه تبارك وتعالى ..
4 ـ قضية أن المخلوق يحيط بالخالق، هو من جنس اعتراض الجهمية على من يقول إن الله في السماء، وينزل إلى السماء، ويأتي يوم القيامة ..
5 ـ والكلام في الإحاط كذلك من جنس كلام الرازي في نفي الحجاب، للزومه الجسمية، وأن يكون أكبر من المحتجب، لذا أحلت فوق لوجوه الشيخ في الرد عليه في بيان التلبيس ..
وأقول تقريبا للأمر:
لا يعتقدأهل السنة أن شيئا أكبر من الله، بل الله أكبر من كل شيء ومن اعتقد غير ذلك فهو ضال ضلالا مبينا، وقوله كفري ..
لا يشترط في حجاب أن يكون أكبر من المحتجب مطلقا، لا في الشاهد ولا في الغائب ..
فإنه يتصور حجاب كبير يحجب رؤية المحتجب وهو دونه، فلو اعترضك جدار كبير لا يطاول بصرك أعلاه، ولا يدرك يمينه وشماله، فإنه يحجب عنك الشمس، وليس هو بالنسبة للشمس شيئا ...
فإبداء الباري تعالى ذلك الحجاب لموسى ليس دالا أن الحجاب كان محيطا به تبارك وتعالى، فيلزم أنه أكبر منه
ولا أحد من أهل السنة الذين يثبتون الحجب كما نص القرآن والحديث والآثار يقول إن الحجب أكبر منه، تعالى وقدس ..
فعلى القول إن دنو الحق من موسى كان نزولا فالحمل على ما ذكرته فوق من النزول إلى السماء كما علق البخاري عن ابن عباس، وكان الحجب من السماء إلى الشجرة، كما ذكر جل المفسرين، ومنهم ابن كثير وغيره أن موسى عاين أمرا عجيبا عاين نورا من الشجرة إلى عنان السماء، وذكرت أنه لا إشمال في ذلك، كالشمس في السماء ونورها إلى ظهر الأرض، وسبحان الله رب العالمين ...
وإن كان دنوه وقربه حقيقا ليس بنزول، على من يثبت القرب فعلا اختياريا وهو قول أهل السنة الوحيد، خلافا للمعطلة، وبعض الصفاتية ممن يثبتون القرب بمعنى التقريب فحسب، فهو حقيقي لا يستلزم خلو العرش، ولا الحلول، ولشيخ الإسلام كلام طويل في ذلك يراجع في محله ...
6 ـ ليس من إشكال في كون (بورك) مبنيا للمجهول من وجوه:
أ ـ كونه مبنيا للمفعول من (بارك المتعدي) لا يقتضي أن غيره باركه، إذ إنه يكون من معنى (تبارك)، وتبارك أي زاد بركة وقداسة، كما في (تعالى)، فلا يكون معنى بورك أن باركه غيره، ولكنه يحمل على نفسه تبارك وتعالى، كتبارك، في الزيادة في البركة إلى ما لا حد له.
ب ـ لا إشكال في أن يعلق بنفسه البركة، كما علق بنفسه الحمد والثناء ونحوه، فالله تعالى حمد نفسه، فقال الحمد لله رب العالمين ,وأثنى على نفسه وقال الرسول كما أثنيت على نفسك، وبارك نفسه كما قال تعالى تبارك الذي بيده الملك.
ج ـ حمل كثير من السلف وروي عن ابن العباس أن بورك هنا بمعنى قُدِّس، وهما من باب قريب من حيث اللغة، وعليه فيكون المعنى قدس من في النار، من نحو قوله تعالى (ونقدس لك)، على من يجعل اللام مزيدة، أو من باب أنه وصف نفسه أنه القدوس، فهو قدس نفسه، أو من باب السبوح أي نزه نفسه، ونزهه خلقه.
...
أبا صهيب، أجدت ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/21)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 12 - 10, 12:56 ص]ـ
مكرر ...
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[24 - 12 - 10, 09:02 ص]ـ
الأخ أبو صهيب الحنبلى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=63173)
وقبول العلماء لها - مطلقا - غير معمول .....
أي علماء أخي الكريم لم تذكروا لنا سوى ابن تيمية وهو واحد، ليس هو السلف كلهم
مسألة جلوس النبي
هذه المسألة بارك الله فيك لا نعلم مخالفا لها من أهل القرون الثلاة بل هم بدعوا وضللوا من أنكرها ففرق بين المسألتين واضح
عباس في كون الكرسي موضع القدمين
هذا ثابت عن ابن عباس وتداوله وأثبته كل من ألف في العقائد من أهل السنة، فهي بعيدة من سابقتها
فهو من أعلم الناس بالسلف وبمذاهبهم
صدقت بارك الله فيك ولا أحد ينكر هذا ولكن لا يعني هذا أن قوله هو الفصل في المسألة
قول السلف: إن الذي في النار هو الحق
لا تقل السلف فهو غير ثابت عنهم
مس الله لخلقه ورد عن بعض السلف والله خلق أدم بيده ومسه
هذا الكلام لا أعلمه إلا عن الدارمي وقد انتقده الذهبي (وفي كتابه بحوث عجيبة مع المريسي يبالغ فيها في الإثبات والسكوت عنها أشبه بمنهج السلف في القديم والحديث)
وابن تيمية ينكر الألفاظ المبتدعة التي ما جاء بها كتاب ولا سنة
الطبري - رحمه الله - ممن أدرك القرن الثالث واختياره له شأن معتبر
هو لم يختر هذا القول إنما ذكره لأنه من الأقول التي بلغته في هذا الباب
.................................................. ..............
الأخ عمرو بسيوني ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=12204)
ابن كثير في التفسير اقتصر على ذكر أن النار نور، وأنه نور رب العالمين، وأورد حديث السبحات، وهذا واضح
كلام ابن كثير ليس فيه ولا حتى تلميح إلى هذا القول فذكر حديث السبحات ليس له علاقة في هذا القول وهو حق لا ينكره أحد،يعني القةل بأنه نور الله عز وجل ليس في أي إشكال، ولكن أن نقول أن الله كان في تلك النار أو النور يحتاج إلى دليل فإن صح أو رأينا أن تداوله بعض (((الأئمة))) -الذين هم في مقام ابن تيمية مثلا - على تقريره قلنا به
ابن القيم له كلام صريح في الموضوع في شفاء العليل
ليتك تنقله لنا ونحن شاكرون لك
كلام البغوي لا جديد فيه
هو يؤيد كلام الشنقيطي الذي أنكرته
كلامه اعتساف بأثر ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن، وتأويل صريح لا يحتمله كلامهم الظاهر الواضح ..
أثبت الكلام عنهم أو اذكر لنا ثلة من العلماء قالت به ونحن نتبعك على هذا
كون الشيخ الأمين عالما لغويا سلفيا، أجنبي عن محل البحث
أنا أقصد بارك الله فيك أن قوله لا يرد هكذا لأنه من أهل التحقيق في هذه الشأن وقولي أنه سلفي أقصد أنه لم يخالف من مبدأ عقدي
يخطئ كثير من أهل السن بإيراد اعتراضات ...............
الخطأ مردود على صاحبه أيا كان ونحن سلفيوون إن شاء الله أخي الكريم فهون عليك وليس للموضوع علاقة بشبه الجهمية الأمر حمل خلاف بين أهل السنة، وليس مخالفة ابن تيمية تعني أننا خالفنا السلف أو أهل السنة
فكما يرد بعض السلفيين الاستقرار
هذا رده الذهبي وهو من هو فقال (لا يعجبني ... )، والأمر ليس مشكل فقد ورد التفسير بعدة معاني وكلها من الإستعمالات العربية فلأمر هين فلا ينكر على من قال علا ولم يقل استقر
الاستدلال بحديث الحجاب
ليس الإنكار على القول بأنه حجاب الله ولكن على القول بأن الله في هذه النار أو النور فلا يلزم من أنها نور الله أنا الله فيها
ليس مجرد ذكر الأثر يعني هذا أنهم قبلوه مطلقا حتى وإن قبلوه فلا يلزمنا قبوله،إليك مثالا.
نقل ابن عبد البر في التمهيد والذهبي في السير عن الإمام مالك رحمه الله انه تأول حديث النزول
وانظر إلى فعل الإمامين كم فيه من الفقه،قال ابن عبد البر: ((وقد قال قوم من أهل الأثر أيضا أنه ينزل أمره وتنزل رحمته وروى ذلك عن حبيب كاتب مالك وغيره وأنكره منهم آخرون ........ عن مالك بن أنس أنه سئل عن الحديث "إن الله ينزل في الليل إلى سماء الدنيا" فقال مالك يتنزل أمره وقد يحتمل أن يكون كما قال مالك رحمه الله على معنى أنه تتنزل رحمته وقضاؤه بالعفو والاستجابة وذلك من أمره أي أكثر ما يكون ذلك في ذلك الوقت والله أعلم. فهو لم يرده هكذا لأنه يرى أنه جاء عن إمام ويظن أنه ثابت عنه، ونحن الآن نرده لأنه باطل عن الإمام. وقال الذهبي ( ... فَيَكُوْنُ لِلإِمَامِ فِي ذَلِكَ قَوْلاَنِ إِنْ صَحَّتْ رِوَايَةُ حَبِيْبٍ ... ) فقد قال أن صالحا لا يعرفه وحبيب مشهور فيكون الإسناد فيه مجهول ومتهم ومع ذلك لم يرد قوله بالكلية بل قال إن صح لأنه يعلم أن من نقل عنه هذا القول إمام ويخشى أن يرده ويكون ثبت ذلك عنه من وجه آخر، ومع أن هذا مخالف لقواعد الذهبي وابن عبد البر في الصفات.
أرجوا أن تكتفي بذكر أقوال العلماء الذين وافقوا هذا المعنى فقط ولكل منا رأيه واجتهاده
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/22)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[24 - 12 - 10, 09:21 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
أما هاتين الروايتين ففيهما من لم أعرفه وهما أبو شيبان والهسنجاني
الظاهر أن "علي بن الحسين" تصحيف، والصحيح هو "علي بن الحسن" والله أعلم
في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (6/ 181):
على بن الحسن الهسنجانى: أخو عبد الله بن الحسن، روى عن يحيى بن عبد الله بن بكير، وسعيد بن ابى مريم، وزكريا بن نافع الارسوفى، وأبى الوليد الطيالسي، كتبنا عنه وهو ثقة صدوق.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 12 - 10, 12:50 م]ـ
1 ـ كلام ابن كثير واضح جدا
" يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم مذكرا له ما كان من أمر موسى عليه السلام، كيف اصطفاه الله وكلمه وناجاه أعطاه من الآيات العظيمة الباهرة والأدلة القاهرة، وابتعثه إلى فرعون وملئه، فجحدوا بها وكفروا واستكبروا عن اتباعه والانقياد له، فقال تعالى: إذ قال موسى لأهله أي اذكر حين سار موسى بأهله فأضل الطريق، وذلك في ليل وظلام، فآنس من جانب الطور نارا، أي رأى نارا تتأجج وتضطرم، فقال لأهله إني آنست نارا سآتيكم منها بخبر أي عن الطريق.
أو آتيكم منها بشهاب قبس لعلكم تصطلون أي تستدفئون به وكان كما قال. فإنه رجع منها بخبر عظيم، واقتبس منها نورا عظيما، ولهذا قال تعالى: فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها أي فلما أتاها ورأى منظرا هائلا عظيما حيث انتهى إليها والنار تضطرم في شجرة خضراء لا تزداد النار إلا توقدا، ولا تزداد الشجرة إلا خضرة ونضرة، ثم رفع رأسه، فإذا نورها متصل بعنان السماء. قال ابن عباس وغيره: لم تكن نارا، وإنما كانت نورا يتوهج، وفي رواية عن ابن عباس: نور رب العالمين، فوقف موسى متعجبا مما رأى ف نودي أن بورك من في النار. قال ابن عباس: تقدس ومن حولها أي من الملائكة، قاله ابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير والحسن وقتادة.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود هو الطيالسي، حدثنا شعبة والمسعودي عن عمرو بن مرة، سمع أبا عبيدة يحدث عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل»، زاد المسعودي «وحجابه النور أو النار، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره» «1». ثم قرأ أبو عبيدة أن بورك من في النار ومن حولها وأصل الحديث مخرج في صحيح مسلم من حديث عمرو بن مرة به.
وقوله تعالى:
وسبحان الله رب العالمين الذي يفعل ما يشاء، ولا يشبهه شيء من مخلوقاته، ولا يحيط به شيء من مصنوعاته، وهو العلي العظيم المباين لجميع المخلوقات، ولا تكتنفه الأرض والسموات، بل هو الأحد الصمد المنزه عن مماثلة المحدثات. "
1 ـ ابن كثير اقتصر على رواية ابن عباس وغيره أنها كانت نورا يتوهج، ولم يتعقب، أو يعقب ..
2 ـ أورد تفسير ابن عباس أن بورك من في النار يعني تقدّس، وهو الله، إذ لا يقال تقدس إلا له ..
3 ـ ابن كثير أورد قول ابن عباس أن النور نور رب العالمين، وهذا كاف أنه نوره، وليس من في النار ملائكة أو شجرة أو موسى كما ذهب بعضهم، لأن نور الحق تعالى لا يكون فيه مخلوق، وكونك تفهم أن النور نور الله وليس الله وراء نوره فلا أدري كيف يكون هذا، فقول من يقول بحجاب من دونه، كقول من يقول بعرش ليس الحق مستويا عليه ..
فكل من قال من السلف النور نور رب العالمين، فكلامه هو كلام من قال عنى نفسه، أو ناداه من النار، أو كان الحق في النار، وكل من قال بورك يعني تبارك، أو بورك يعني تقدس، فكلامه من جنسهم، وهو تنوع عبارات لا أكثر ولا أقل ..
4 ـ قال ابن كثير قاله ابن عباس والحسن وسعيد إلخ، ومن المعلوم أن جامع البيان من موارد ابن كثير الرئيسية في التفسير، فأقوالهم هناك اطلع عليها ابن كثير وأورد خلاصتها هاهنا وأحالها إليهم جازما (قال) مؤكدا من غير تعقب ولا تعقيب، واقوالهم هناك عنى نفسه، كان في النار، بورك من في النار قال الله، إلخ.
5 ـ ثم أورد حديث الحجاب، ومعناه سبق تقرير وجه ذكر السلف لآية موسى معه، فانظره
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/23)
6 ـ كلامه بعد الاية أنه لا تحيط به مخلوقاته، وأنه مباين لخلقه، يبين بجلاء أنه يقول بقرب الباري من عبده موسى، ولذلك فالصحيح أن التسبيح في الآية (وسبحان الله رب العالمين) من الباري تعالى، لرفع الظنون الموهمة، وتنزيهه عن كل نقص ومماثلة للمخلوق ..
فكلام ابن كثير عندي واضح وضوحا جليا في قوله بقول السلف ومتباعته لهم عليه، ليس كلام ابن تيمية بأوضح منه عندي ...
...................
قال ابن القيم في شفاء العليل: "
وهذا من فقه ابن عباس وعلمه بالتأويل ومعرفته بحقائق الأسماء والصفات فإن أكثر أهل الكلام لا يوفون هذه الجملة حقها ولو كانوا يقرون فمنكرو القدر وخلق أفعال العباد لا يقرون بها على وجهها ومنكرو أفعال الرب القائمة به لا يقرون بها على وجهها بل يصرحون أنه لا يقدر على فعل يقوم به ومن لا يقر بأن الله سبحانه كل يوم هو في شأن يفعل ما يشاء لا يقر بأن الله على كل شيء قدير ومن لا يقر بأن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء وأنه سبحانه مقلب القلوب حقيقة وأنه إن شاء يقيم القلب أقامه وإن شاء أن يزيغه أزاغه لا يقر بأن الله على كل شيء قدير ومن لا يقر بأنه استوى على عرشه بعد أن خلق السماوات والأرض وأنه ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا يقول من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له وأنه نزل إلى الشجرة فكلم موسى كلمه منها وأنه ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة حين تخلو من سكانها وأنه يجيء يوم القيامة فيفصل بين عباده وأنه يتجلى لهم يضحك وأنه يريهم نفسه المقدسة وأنه يضع رجله على النار فيضيق بها أهلها وينزوي بعضها إلى بعض إلى غير ذلك من شؤنه وأفعاله التي من لم يقر بها لم يقر بأنه على كل شيء قدير بأنه على كل شيء قدير" فيا لها كلمة من حبر الأمة وترجمان القرآن وقد كان ابن عباس شديدا على القدرية وكذلك الصحابة كما سنذكر ذلك إن شاء الله تعالى. "
بقية الأمثلة التي ذكرتُها إنما ذكرتها استطرادا، لذا سأعرض عن نقاشها، لأنها نوقشت مرارا، ولضيق الوقت ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 12 - 10, 03:05 م]ـ
وهذه نظرة عجلة سريعة على أسانيد الطبري، لضيق الوقت جدا
ـ (حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله: (فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ) يعني نفسه; قال: كان نور ربّ العالمين في الشجرة.)
قلت: شيخ الطبري هو العوفي، مقبول، لينه الخطيب البغدادي، وقال الدارقطني لا بأس به، وقد أكثر أبو جعفر عنه في التفسير وخارجه، والأثر معروف من غير طريق، والأثر هاهنا في التفسير.
وأبوه سعد متروك لأجل بدعته، قال عنه أحمد كما عند الخطيب (ذاك جهمي امتحن أول شيء قبل أن يخوفوا، وقبل أن يكون ترهيب، فأجابهم، قلت لأبي عبد الله: فهذا جهمي إذا، فقال: فأي شيء؟ ثم قال أبو عبد الله: لو لم يكن هذا أيضا لم يكن ممن يستأهل أن يكتب عنه ولا كان موضعا لذاك.)
قلت: روايته فيما يخالف بدعته، وموافقة غيره له، معتبرة في النظر عند أهل العلم، كرواية جابر ما فيه منقبة للصحابة، ونحو ذلك ..
وعمه هو الحسين بن الحسن بن عطية، ضعيف الحديث، وأبوه الحسن بن عطية ضعفوه، ومشّى أمره ابن عدي، وأبوه ضعيف كذلك، نصوا أنه يكتب حديثه كأبي حاتم الرازي على تشدده ويحيى بن معين، و وثقه ابن سعد منفردا، وانفرد ابن حبان ـ وهو متشدد في التضعيف ـ بمنع الكتابة عنه إلا تعحبا، فالقولان الأخيران منفردان ضعيفان.
قلت يجدر أن هذا سند كوفي شيعي كله، ولهذا تكلم فيه كله بالضعف ..
ـ (حدثني إسماعيل بن الهيثم أبو العالية العبدي، قال: ثنا أبو قُتَيبة، عن ورقاء، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، في قول الله: (بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ) قال: ناداه وهو في النار.)
شيخ الطبري مجهول، وأبو قتيبة لم أهتد عليه على عجل، و ورقاء هو ابن عمر بن كليب، ثقة معروف.
قلت لكن ابن أبي حاتم تابع الطبري عن أبي زرعة عن ابن أبي شيبة عن على بن حفص عن ورقاء به
فسند ابن أبي حاتم نظيف رائق حجه وحده، وينضاف إليه إسناد الطبري الفائت فيرفعه كذا.
قلت: وهو عند ابن أبي حاتم (ناداه وهو في النور)، وكذا عزاه السيوطي في الدر إلى ابن المنذر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/24)
ـ (حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو سفيان، عن معمر، عن الحسن في قوله: (نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا) قال: هو النور.)
قلت شيخ الطبري الأظهر أنه القاسم بن حسن الهمداني، وهو ثقة، وبه يتوصل إلى الحسين بن دواد، سنيد، وفي تعيين القاسم يقينا خلاف، ذكر أحمد شاكر طرفا منه كما هو معلوم ..
قلت أبو سفيان هو محمد بن حميد اليشكري ثقة.
قلت: وقد تابع أبا سفيان: عبد الرزاق فأخرجه عن معمر به.
فهذا سند صحيح عال، وينضاف إليه سند الطبري.
قلت: رواية معمر عن الحسن محتملة، فقد ذكر أنه حضر جنازة الحسن مع الصبيان، وأنه طلب العلم سنة مات الحسن، وهذا يحتمل أنه طلب العلم عنه قبل موته، وعليه فلا إشكال، ويحتمل أنه طلبه بعد موته، فإن كان فمعمر من أئمة العلم، و قد روى هذا عن قتادة كذلك كما في التالي، فيكون عنه، ومعلوم أن حديث البصريين عند معمر من طريق قتادة، والله أعلم.
ـ (قال معمر: قال قَتادة: (بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ) قال: نور الله بورك.)
قلت: علقه الطبري، و هو في تفسير عبد الرزاق عنه به.
ملاحظة مهمة: مما يدل على كلامنا السابق أن من قال من السلف النار: نور رب العالمين، أنه يوافق من قال هو في النور ناداه، أن أبا جعفر ذكر هذا في فصل من ذكر أنه عنى نفسه، فلم يفرق بينهما الطبري، ولا فهم أكثر من هذا منه.
ـ (قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، قال: قال الحسن البصري: (بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ))
قلت: شيخ الطبري هو حسين بن علي بن يزيد الأكفاني البغدادي، صدوق، وجرح أحمد له إنما هو لتكلمه باللفظ، والحجاج هو بن محمد الأعور المصيصي، ثقة.
قلت ولكن ابن جريج لا يعرف بالرواية عن الحسن، وتدليسه قبيح، قلت: ولكن هذا كله في المتابعات إذ هو ثابت من إسناد عبد الرزاق فوق ..
قال أحمد شاكر: لعل المؤلف لم يجيء بمقول القول، اكتفاء بنص ما قبله، لموافقته إياه لفظًا ومعنى. وقد تكرر منه ذلك في مواضع.
.....
قلت أما أسانيد عبد الرزاق فهي عالية سهلة، وأسانيد ابن أبي حاتم ليست صعبة كذلك، ربما أعود إليها لاحقا ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 12 - 10, 03:06 م]ـ
ولئلا يظن أن الصحة التي ذكرناها فوق تتناول بعض التابعين فقط، لكون طريق الطبري لابن العباس ضعيف
أقول: هو ثابت إلى ابن العباس، خرجه ابن أحمد في السنة:
حَدَّثَنِي أَبِي، نا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، نا شَرِيكٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: " {أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ} [النمل: 8] قَالَ: اللَّهُ {وَمَنْ حَوْلَهَا} قَالَ: الْمَلَائِكَةُ "
وهذا إسناد صحيح، مسلسل بالأئمة ...
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 12 - 10, 03:26 م]ـ
وإجابة لمن سألني من الإخوة عمن سبقني عن بعض أوجه ذكر النار نورا في أول مشاركاتي هاهنا
رغم أن هذا لا يجب في نفسه، لأن التوفيق بين الأقوال ليس قولا، مع فرض عدم المعارضة، فبيان وجه التوفيق ليس يجب أن يكون مسبوقا إليه بنصه ..
فضلا عن ثبوت ذلك عن ابن عباس وغيره أن النار كانت نورا، فالذاكر وجه المناسبة لا يجب أن ينص عليه من قبله ..
الوجه الأول الذي ذكرته فوق أن في النور نارا، أو العكس، وهذا ذكرته من كلام الماوردي صريحا، ومثله قال أبو المظفر السمعاني: (قَالَ أهل التَّفْسِير: لم يكن مَا رَآهُ نَارا، بل كَانَ نورا، وَإِنَّمَا سَمَّاهُ نَارا؛ لِأَن النَّار لَا تَخْلُو من النُّور)
والثاني أنه على وجه المشاكلة، قال السمعاني: (وَلِأَنَّهُ كَانَ فِي ظن مُوسَى أَنه نَار.)
وأنها على الأصل، لا إشكال فيه بجعل الحجاب نارا.
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[24 - 12 - 10, 08:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
زوجة وأم
أحسن الله إليكم
.................................
الأخ عمرو بسيوني لقد أفدتني كثيرا بارك الله فيك وزادك علما وفضلا، لقد أزيل الإشكال إن شاء الله،-- ولكن إلى الآن أنا عن نفسي فقط لا أستطيع أن أقول أن الله كان في النور أو النار، وأكتفي بقول أنه نور الله تعالى -- وإذا اطلعت على مزيد من أقوال أهل العلم في الأمر فلا تبخل علينا ... لزيادة اليقين، ملاحظة فقط على رواية عبد الله في السنة عن ابن عباس، فيها عطاء فتصحيحها يحتاج إلى زيادة نظر والله اعلم. ولقد أوضحت لي كلام ابن كثير أكثر فالشكر لك أخي الكريم وادعوا لي بالتوفيق ...
(أنا لست مخالفا لك في الأصول، ولكن كان اعتراضي فقط على ثبوت الأثر، وأحب أن ألتزم بعبارات الأئمة من أهل القرون الثلاثة دون غيرهم أيا كانوا)
يعني مثلا قول ابن القيم في النونية (وزعمت أن الله أبدى ((بعضه)) لا أطمئن له ولا أرى الاستدلال بحديث أنس عند الترمذي وفيه (وأمسك سليمان بطرف إبهامه) لإثبات هذه اللفظة أنا أقصد (اللفظة).
وفي بعض كلامي السابق بشأن التعصب لأقوال الأشخاص
(لأني رأيت من بعض طلاب العلم تصرفات بشعة جدا، مثلا إذا جاؤوا لقول للشافعي أو مالك يخطؤونه ويردون عليه كأنه طالب صغير عندهم، وإذا رددت أمامهم – هنا البشاعة – على ابن تيمية أو أبناء مدرسته أو حتى أنك لم تتبنى قولا من أقواله يخرجونك من أهل السنة ويضللونك ... ؟؟!!)
أرجوا أن تشرح لي قول ابن القيم (نزل إلى الشجرة فكلم موسى كلمه منها) من أين استدل على النزول هل من قوله تعالى (وقربناه نجيا) أم هناك دليل آخر؟ وكيف يفهم قوله (كلمه منها)؟
والشكر متواصل إليك أخي الكريم على جميع مشركاتك ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/25)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 12 - 10, 08:52 م]ـ
عطاء إمام كبير، وكونه تغير بآخره لا يقدح في رواياته بإطلاق، فتلقي أهل العلم بالقبول و روايتها في كتب السنة (العقيدة)، والاحتجاج بها، دال على الأخذ بها هاهنا ..
ومثل تلك العلل الظاهرة لا تفوت الأئمة الكبار، ولا يعل بتلك الواضحات إلا بعض المعاصرين ..
والله المستعان
ـ[الخطيمي]ــــــــ[24 - 12 - 10, 10:21 م]ـ
الحمد لله, وبعد:
فهذه وقفات مع تخريجات الأخ/ عمرو أرجو أن تجد محلها عنده:
حدثني إسماعيل بن الهيثم أبو العالية العبدي، قال: ثنا أبو قُتَيبة، عن ورقاء، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، في قول الله: (بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ) قال: ناداه وهو في النار.)
شيخ الطبري مجهول، وأبو قتيبة لم أهتد عليه على عجل، و ورقاء هو ابن عمر بن كليب، ثقة معروف.
قلت لكن ابن أبي حاتم تابع الطبري عن أبي زرعة عن ابن أبي شيبة عن على بن حفص عن ورقاء به
فسند ابن أبي حاتم نظيف رائق حجه وحده، وينضاف إليه إسناد الطبري الفائت فيرفعه كذا.
قلت: وهو عند ابن أبي حاتم (ناداه وهو في النور)، وكذا عزاه السيوطي في الدر إلى ابن المنذر.
قلت: أبو قتيبة هو سلم
((قال الدوري عن ابن معين ليس به بأس وقال أبو داود وأبو زرعة ثقة وقال أبو حاتم ليس به بأس كثير الوهم يكتب حديثه)) تهذيب التهذيب 4/ 133
والظاهر أنه حسن الحديث.
لكن الأثر من رواية ورقاء عن عطاء بن السائب.
قال الإمام الألباني:
((عطاء بن السائب وكان اختلط، فلا يحتج بحديثه إلا ما رواه الثقات عنه قبل اختلاطه وهم: سفيان الثوري، وشعبة، وزهير بن معاوية، وزائدة بن قدامة، وحماد بن زيد، وأيوب السختياني، ووهيب، كما يستفاد من مجموع كلام الأئمة فيه على ما لخصه ابن حجر في " التهذيب " وفاته وهيب فلم يذكره في جملة هؤلاء الثقات! وعلى كل حال فليس منهم ورقاء وهو ابن عمر راوي هذا الحديث عنه، فيتوقف عن الاحتجاج بحديثه كما هو مقرر في " المصطلح " ويعامل معاملة الحديث الضعيف حتى يثبت، وهيهات)) الضعيفة 3/ 164
فعلية تكون طريق ابن أبي حاتم غير مسمنة من جوع, لأن مدارها على ورقاء عن عطاء.
على أن الأولى أن يقال:
وتابع أبو قتيبة علي بن حفص كما عند ابن أبي حاتم قال: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ وَرْقَاءَ به.
فعلية يكون قولك: ((فسند ابن أبي حاتم نظيف رائق حجه وحده))!! , ليس برائق.
رواية معمر عن الحسن محتملة، فقد ذكر أنه حضر جنازة الحسن مع الصبيان، وأنه طلب العلم سنة مات الحسن، وهذا يحتمل أنه طلب العلم عنه قبل موته، وعليه فلا إشكال، ويحتمل أنه طلبه بعد موته، فإن كان فمعمر من أئمة العلم، و قد روى هذا عن قتادة كذلك كما في التالي، فيكون عنه، ومعلوم أن حديث البصريين عند معمر من طريق قتادة، والله أعلم
قلت: بل معمر عن الحسن منقطع, وإيراد البخاري لهذه القصة في تواريخه لينبه على الانقطاع لمن عرف منهجه.
((وأما الإسناد الثاني فمن طريق معمر عن الحسن، وهذا إسناد منقطع فإن معمرًا لم يسمع من الحسن شيئًا كما ثبت بإسناد صحيح في (التاريخ الصغير) () للبخاري عنه أنه قال: " خرجت مع الصبيان إلى جنازة الحسن، فطلبت العلم سنة مات الحسن ". أ. هـ، وقال الإمام أحمد: " لم يسمع من الحسن ولم يره، بينهما رجل ويقال إنه عمرو بن عبيد " (). أ. هـ.، والإسناد الأول - كما سبق - من طريق عمرو بن عبيد فمن الوارد جدًا أن يكون هو الواسطة بين معمر والحسن كما ذكر الإمام أحمد والله أعلم ((
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=12930
فقول أحمد: ((بينهما رجل ويقال إنه عمرو بن عبيد)) يرد على قلولك: ((ومعلوم أن حديث البصريين عند معمر من طريق قتادة))!! , فتأمل.
ولا أظنه يخفى عليك من هو عمرو بن عبيد.
قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، قال: قال الحسن البصري: (بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ))
قلت: شيخ الطبري هو حسين بن علي بن يزيد الأكفاني البغدادي، صدوق، وجرح أحمد له إنما هو لتكلمه باللفظ، والحجاج هو بن محمد الأعور المصيصي، ثقة.
قلت ولكن ابن جريج لا يعرف بالرواية عن الحسن، وتدليسه قبيح، قلت: ولكن هذا كله في المتابعات إذ هو ثابت من إسناد عبد الرزاق فوق ..
قلت: فلما تبين عدم ثبوت سند عبدالرزاق فوق فلا يصلح أن يقوى به هذا الإسناد لاشتراكهما في موضع القطع, فتنبه.
حَدَّثَنِي أَبِي، نا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، نا شَرِيكٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: " {أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ} [النمل: 8] قَالَ: اللَّهُ {وَمَنْ حَوْلَهَا} قَالَ: الْمَلَائِكَةُ "
وهذا إسناد صحيح، مسلسل بالأئمة ...
قلت: قال الإمام المعلمي رحمه الله في حديث من طريق شريك عن عطاء:
((ليس سنده صحيحا، لأنه من طريق شريك عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس، وشريك يخطئ كثيراً ويدلس، وعطاء بن السائب اختلط قبل موته بمدة، وسماع شريك منه بعد الاختلاط))
وصلى الله على سيدنا محمد ووعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/26)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 12 - 10, 10:48 م]ـ
جزاك الله خيرا
1 ـ ورقاء ثقة محتج به كما قدمت، ويبقى الكلام في اختلاط عطاء، وقد ذكرته فوق، فلم يكن خافيا ...
2 ـ الكلام في معمر والحسن أيضا مشهور، وذكرت قصة الجنازة، و على القول بالانقطاع فيبقى أنه رواه من طريق قتادة، ولو سبرت في روايات معمر عن قتادة عن الحسن لوجدتها كثيفة، فالأقرب هاهنا على تقدير الانقطاع أن يكون عن قتادة عن الحسن، وهذا ذكرته فوق أيضا
3 ـ وقولي في حديث البصريين عند معمر من طريق قتادة لا ينافي قول أحمد، فإن قوله في حديث بخصوصه
وقولي فيه عن حديث البصريين عنده مبني على أمرين
أ ـ كلام الأئمة: كما قالي يحيى وغيره: (نظرتُ فإذا الإسناد يدور على ستة: فلأهل المدينة: ابن شهاب ولأهل مكة: عمرو بن دينار ولأهل البصرة: قتادة بن دعامة ويحيى بن أبي كثير ولأهل الكوفة: أبو إسحاق عمرو بن عبد الله وسليمان بن مهران ثم صار علم هؤلاء الستة إلى أصحاب الأصناف ممن صنّف.
فلأهل المدينة: مالك بن أنس ومحمد بن إسحاق ومن أهل مكة: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وسفيان بن عيينة ومن أهل البصرة: سعيد بن أبي عروبة وحماد بن سلمة وأبو عوانة وشعبة بن الحجاج ومعمر بن راشد ومن أهل الكوفة: سفيان الثوري ومن أهل الشام: عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ومن أهل واسط: هشيم بن بشير ثم انتهى علم الاثني عشر إلى ستة:
يحيى بن سعيد القطان ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ووكيع بن الجراح وعبد الله بن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن آدم)
ب ـ النظر والسبر، فترجمة معمر عن قتادة عن الحسن كثيرة كثيفة جدا، وهاهنا روي معمر عن قتادة نفس الأثر ...
4 ـ الكلام في عطاء تقدم، وشريك أمره مشهور، لكنه إمام كبير، وقبول الأئمة لذلك الخبر المسلسل بالأئمة دال على احتجاجهم به ..
ـ المتابعة منها التام ومنها القاصر، وإنما قصدت بها القاصرة كما لا يخفي، بغرض جبر جهالة شيخ الطبري، والأمر واسع ...
ومن المعروف عند أهل هذا الفن أن كل حديث ينظر فيه بخصوصه، فلا يصلح في كل الأحايين النظر في إعلال حديث بخصوصه، وإسقاط ذلك على غيره، وكذا اعتماد العلل الظاهرة البينة في رد الحديث المتلقى بالقبول كما يفعل بعض المعاصرين
والله أعلم
ـ[الخطيمي]ــــــــ[24 - 12 - 10, 10:51 م]ـ
عطاء إمام كبير، وكونه تغير بآخره لا يقدح في رواياته بإطلاق، فتلقي أهل العلم بالقبول و روايتها في كتب السنة (العقيدة)، والاحتجاج بها، دال على الأخذ بها هاهنا ..
ومثل تلك العلل الظاهرة لا تفوت الأئمة الكبار، ولا يعل بتلك الواضحات إلا بعض المعاصرين ..
قلت: وهذه أحد أعاجيب هذا التخريج.
قال ابن حجر: ((فيتحصل لنا من مجموع كلامهم أن سفيان الثوري وشعبة وزهيراً وزائدة حماد بن زيد وأيوب عنه صحيح، ومن عداهم يتوقف فيه إلا حماد بن سلمة فاختلف قولهم، والظاهر أنه سمع منه مرتين: مرة مع أيوب كما يومئ إليه كلام الدارقطني، ومرة بعد ذلك لمّا دخل إليهم البصرة، وسمع منه جرير وذويه. والله أعلم)) تهذيب التهذيب 7/ 207
وانظر للفائدة بحث الشيخ عبدالله السعد ((مراتب حديث عطاء بن السائب)):
http://www.alssad.com/publish/article_418.shtml
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 12 - 10, 11:01 م]ـ
وحديث السنة هذا بنفس السياقة (شريك عن عطاء عن سعيد عن ابن عباس) قال عنه الذهبي في العلو (إسناده صالح)
وهذا دال على تلقي الأئمة له بالقبول، وأنهم مشوه ...
ولم يعلوه بالعلل الواضحة كما يفعل المعاصرون ...
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 12 - 10, 11:11 م]ـ
ومحل الإشكال يا أخي الخطيمي أنك تظن أنني أتكلم في قاعدة عامة مفادها قبول أخبار عطاء مطلقا، وأخبار شريك مطلقا إلخ
وهذا خطأ، ما عنيته قط ..
ولا أظنك ـ رعاك الله ـ تظن أن معلومات كاختلاط عطاء، وأخطاء شريك، من الدقة والبعد بمكان بحيث تخفى عليّ، أو على أي أحد ينظر في التقريب والتهذيب، فضلا عن المزي ..
بل بالأحرى أن أقول لكم إن تلك العلل ـ التي ليست عللا بالمعنى الدقيق ـ تخفى ابن تيمية وابن القيم وابن كثير والذهبي وأشباههم، حتى يطالبوا بالرجوع إلى التهذيب والتقريب فضلا عن رسالة العلامة السعد!!
فالكلام في النظر لإسناد بخصوصه، لا لقاعدة عامة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/27)
أما تمشية القاعدة على كل حديث، ومحاكمة الأئمة لتلك القواعد الأغلبية كما يفعل بعضهم، فغلط كبير
فأرجو أن تنتبه لوجه كلامي معك، أنه بخصوص تلك الأسانيد هاهنا، لا لعموم التراجم
وبالله التوفيق
ـ[الخطيمي]ــــــــ[25 - 12 - 10, 01:05 ص]ـ
الحمد لله, وبعد:
أخ/ عمرو
ورقاء ثقة محتج به كما قدمت، ويبقى الكلام في اختلاط عطاء، وقد ذكرته فوق، فلم يكن خافيا
ليست القضية هي الخفاء من عدمه, لكن القضية هي تطبيق عدم المخفي في الحكم على الأسانيد, فأنت علمت ولم تطبق,!! فكان ماذا؟؟!!
2 ـ الكلام في معمر والحسن أيضا مشهور، وذكرت قصة الجنازة، و على القول بالانقطاع فيبقى أنه رواه من طريق قتادة، ولو سبرت في روايات معمر عن قتادة عن الحسن لوجدتها كثيفة، فالأقرب هاهنا على تقدير الانقطاع أن يكون عن قتادة عن الحسن، وهذا ذكرته فوق أيضا
3 ـ وقولي في حديث البصريين عند معمر من طريق قتادة لا ينافي قول أحمد، فإن قوله في حديث بخصوصه
أما حضور الجنازة فهو دليل على عدم ثبوت السماع كما هو بين في القصة, وإيراد البخاري لها إنما ليدلل على ذلك كما هو معلوم من منهجه.
أما تخمينك أنه قتادة فليس عليه دليل ولا برهان, بل كلام أبي حاتم – وليس أحمد فقد تبين لي أن الأخ الذي اقتبست من مقاله أخطأ العزو والظاهر أنه اعتمد على جامع التحصيل للزيلعي فإنه وقع في نفس الوهم – يخالف ما توصلت إليه, وقولك إنه قصد رواية بعينها مخالف لسياق المنقول.
قال ابن أبي حاتم: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لَمْ يَسْمَعْ مَعْمَرُ مِنَ الْحَسَنِ شَيْئًا وَلَمْ يَرَهُ بَيْنَهُمَا رَجُلٌ وَيُقَالُ أَنَّهُ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ المراسيل لابن أبي حاتم 1/ 219
فأين الدليل من هذه العبارة أنه كان يقصد رواية بعينها.!!
ثم على فرض صحة كلامك من كونه كان يقصد رواية بعينها, ألا يكفي هذا لخرم القاعدة التي قعدتها؟؟ , فهذا معمر روى عن الحسن وجوز أبو حاتم أن يكون الذي بينهما هو عمرو بن عبيد.
أما أدلتك التي بنيت عليها استنتاجك هذا
وقولي فيه عن حديث البصريين عنده مبني على أمرين
أ ـ كلام الأئمة: كما قالي يحيى وغيره: (نظرتُ فإذا الإسناد يدور على ستة: فلأهل المدينة: ابن شهاب ولأهل مكة: عمرو بن دينار ولأهل البصرة: قتادة بن دعامة ويحيى بن أبي كثير ولأهل الكوفة: أبو إسحاق عمرو بن عبد الله وسليمان بن مهران ثم صار علم هؤلاء الستة إلى أصحاب الأصناف ممن صنّف.
فلأهل المدينة: مالك بن أنس ومحمد بن إسحاق ومن أهل مكة: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وسفيان بن عيينة ومن أهل البصرة: سعيد بن أبي عروبة وحماد بن سلمة وأبو عوانة وشعبة بن الحجاج ومعمر بن راشد ومن أهل الكوفة: سفيان الثوري ومن أهل الشام: عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ومن أهل واسط: هشيم بن بشير ثم انتهى علم الاثني عشر إلى ستة:
يحيى بن سعيد القطان ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ووكيع بن الجراح وعبد الله بن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن آدم)
ب ـ النظر والسبر، فترجمة معمر عن قتادة عن الحسن كثيرة كثيفة جدا، وهاهنا روي معمر عن قتادة نفس الأثر ...
فهي استنباطات لم يفهم منها أحد – ومنهم أبو حاتم – ما قعدت, ثم هل أفهم من ذلك أنك سبرت روايات معمر كلها؟؟!!
الجواب: قطعا لا
قال عبدالرزاق: عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ , عَنِ الْحَسَنِ , فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا} [ص: 21] ... الأثر.
فهذا معمر يروي عن عمرو بن عبيد عن الحسن, فأين السبر؟؟!!
وأي سبر فات أبا حاتم رحمه الله؟؟!!
ثم إني أطالبك بمن أثبت سماع معمر من الحسن.
الكلام في عطاء تقدم، وشريك أمره مشهور، لكنه إمام كبير، وقبول الأئمة لذلك الخبر المسلسل بالأئمة دال على احتجاجهم به ..
يلزمك أن تنص على إمام قال بصحة الأثر
ثم تنزلا مع كلامك, وهو كون اختلاط عطاء لا يضر هنا, فقد روى هذه الأثر عن عطاء اثنان:
ورقاء عن عطاء عن سعيد من قوله.
شريك عن عطاء عن سعيد عن ابن عباس موقوفا.
وورقاء أثبت من شريك قطعا فعليه تكون رواية الوقف على ابن عباس شاذ.
وهذا كله على التنزل, فانتبه.!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/28)
المتابعة منها التام ومنها القاصر، وإنما قصدت بها القاصرة كما لا يخفي، بغرض جبر جهالة شيخ الطبري، والأمر واسع ...
جبر جهالة شيخ الطبري تكون بمتابع له – غفر الله لك, لا بمتابعة ناقصة.
ومن المعروف عند أهل هذا الفن أن كل حديث ينظر فيه بخصوصه، فلا يصلح في كل الأحايين النظر في إعلال حديث بخصوصه، وإسقاط ذلك على غيره، وكذا اعتماد العلل الظاهرة البينة في رد الحديث المتلقى بالقبول كما يفعل بعض المعاصرين
وهذا ما أظن أني أفعله والحمد لله, أما زعم التلقي بالقبول فهو يحتاج لدليل, ولا يعني قبول الأئمة لمعناه أن يكون صحيحا, بل هو كما قال ابن عبدالبر: وكم من حديث ضعيف معناه صحيح.
وحديث السنة هذا بنفس السياقة (شريك عن عطاء عن سعيد عن ابن عباس) قال عنه الذهبي في العلو (إسناده صالح)
الواضح أنك تعتمد على الشاملة فالذي قال إسناده صالح هو المحقق لذلك وضح الإخوة // إسناده صالح// ليفرقوا بين كلام الذهبي وحكم المحقق.
ومحل الإشكال يا أخي الخطيمي أنك تظن أنني أتكلم في قاعدة عامة مفادها قبول أخبار عطاء مطلقا، وأخبار شريك مطلقا إلخ
وهذا خطأ، ما عنيته قط ..
ولا أظنك ـ رعاك الله ـ تظن أن معلومات كاختلاط عطاء، وأخطاء شريك، من الدقة والبعد بمكان بحيث تخفى عليّ، أو على أي أحد ينظر في التقريب والتهذيب، فضلا عن المزي ..
بل بالأحرى أن أقول لكم إن تلك العلل ـ التي ليست عللا بالمعنى الدقيق ـ تخفى ابن تيمية وابن القيم وابن كثير والذهبي وأشباههم، حتى يطالبوا بالرجوع إلى التهذيب والتقريب فضلا عن رسالة العلامة السعد!!
فالكلام في النظر لإسناد بخصوصه، لا لقاعدة عامة ..
أما تمشية القاعدة على كل حديث، ومحاكمة الأئمة لتلك القواعد الأغلبية كما يفعل بعضهم، فغلط كبير
فأرجو أن تنتبه لوجه كلامي معك، أنه بخصوص تلك الأسانيد هاهنا، لا لعموم التراجم
أخي هذا كله كلام لا يسمن ولا يغني من جوع بارك الله فيك حتى تأتي لي بمن صحح هذا الأثر كما قلت, والنظر في الكتب التي بتضح من كلامك أنك تزهد فيها, هو من أوصل الكثيرين إلى ما هم عليه من علم بهذا الفن, فتنبه
والحمد لله رب العالمين.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[25 - 12 - 10, 01:21 ص]ـ
عموما قبل تعقيباتي:
فتصليح الذهبي للإسناد من كتابه، وليس من الشاملة!!!!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[25 - 12 - 10, 01:25 ص]ـ
ومتابعة شيخ الطبري، لما كان مجهولا والذي فوقه لم أعرفه، فأول موضع قامت عليه المتابعة ورقاء، فإن الثالث هو الذي قامت عليه المتابعة، ولا أدري كيف لم تنتبه لهذا!!!
وعلى كل فالمتابعة ناقصة، والمشاححة في الاصطلاح ليست من صلب الموضوع أصلا
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[25 - 12 - 10, 01:26 ص]ـ
أما عدم تطبيقي للواضح اللائح فإنما هو متابعة للأئمة في ذلك، ولا أدري هل كان ابن تيمية وابن كثير والذهبي وابن القيم عالمين باختلاط عطاء، وأخطاء شريك أم لا؟
ـ[الخطيمي]ــــــــ[25 - 12 - 10, 01:48 ص]ـ
الحمد لله, وبعد:
الأخ عمرو:
عموما قبل تعقيباتي:
فتصليح الذهبي للإسناد من كتابه، وليس من الشاملة!!!!
أقول: وهو كما قلت – أنت – وهذا خطأ مني أستغفر الله منه.
لكن يبقى فرق شاسع من قول الذهبي: ((إسناده صالح)) , وبين قولك: ((وهذا إسناد صحيح، مسلسل بالأئمة))!! , فالذهبي حتى لم يزعم زعمك من تلقي هذه الآثار بالقبول!! , بل تصليحه للإسناد يشعر بوجود خلاف فيه, وإلا لحسنه أو جوده.
ومتابعة شيخ الطبري، لما كان مجهولا والذي فوقه لم أعرفه، فأول موضع قامت عليه المتابعة ورقاء، فإن الثالث هو الذي قامت عليه المتابعة، ولا أدري كيف لم تنتبه لهذا!!!
بل تأملت, ولو تأملت أنت قول ((فالأولى)) لعرفت مقصدي.
ثم إني قلت بعد ذلك:
جبر جهالة شيخ الطبري تكون بمتابع له – غفر الله لك, لا بمتابعة ناقصة.
فتأمل.!!
أما عدم تطبيقي للواضح اللائح فإنما هو متابعة للأئمة في ذلك، ولا أدري هل كان ابن تيمية وابن كثير والذهبي وابن القيم عالمين باختلاط عطاء، وأخطاء شريك أم لا؟
عالمين قطعا, لم أزعم غفلتهم عنها, لكنك لم تستطع أن تأتي إلا بتصليح الذهبي لأثر ابن عباس, وهو على قواعدك من المفترض أن يكون شاذا لمخالفة ورقاء لشريك فيه, وعبارتة مخالفة تماما لعبارتك, فأين التحري؟؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/29)
يلزمك أن تأتيني بتصحيحات من ذكرت.
والحمد لله
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[25 - 12 - 10, 01:56 ص]ـ
سبق نقل نقولات هؤلاء فوق، قد نقل شيخ الإسلام هذه الروايات كلها، في مقام الاحتجاج، فإن لم تكن ترى هذا اعتمادا فبين هذا ..
بارك الله فيك
ـ[البهناوي الشنقيطي]ــــــــ[25 - 12 - 10, 02:14 ص]ـ
الحمد لله
1 ـ كما قلت فإن لي عودة للأسانيد ..
2 ـ كما قلت فإن القوة الظاهرية الإسنادية ليست المعيار الوحيد، بله ولا المقدم في هذا الشأن ..
3 ـ العارف بمنهج الطبري يعلم يقينا أنه لا يمشي قولا لا يقول به، أو فيه نكارة ظاهرة، أو خلاف الصحيح في أقل من تلك المسألة، حتى في أوجه التصريف، بل وحتى في القراءات، فلو كان شنيعا قبيحا كما يرى بعضهم لما تركه ...
4 ـ ابن كثير في التفسير اقتصر على ذكر أن النار نور، وأنه نور رب العالمين، وأورد حديث السبحات، وهذا واضح ..
5 ـ ابن القيم له كلام صريح في الموضوع في شفاء العليل ..
6 ـ كلام البغوي لا جديد فيه
7 ـ كلامه اعتساف بأثر ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن، وتأويل صريح لا يحتمله كلامهم الظاهر الواضح ..
8 ـ كون الشيخ الأمين عالما لغويا سلفيا، أجنبي عن محل البحث ..
......
1 ـ ليس في كلام الشيخ الشنقيطي أن هذا أمر ترده الفطرة مباشرة وتستنكره وتستغربه!!
غاية ما في كلامه أن هذا خلاف ظاهر القرآن، وهذا أمر آخر، على صحته أو خطأه ..
2 ـ يخطئ كثير من أهل السن بإيراد اعتراضات هي من جنس اعتراضات الجهمية، بسبب هجوم الشبهة عليهم، أو عدم تمكنهم من فهم طريقة السلف في التلقي والاستدلال ..
فكما يرد بعض السلفيين الاستقرار لأنه موهم للافتقار ـ ولعمر الله لا أدري أيش يفرق هذا عن اعتراض المعطلة على الاستواء لأنه يفيد الاحتياج المنافي للغني التام ـ، وكما يرد بعضهم الصعود لنفس الأمر، وكما ينكر بعضهم المماسة للعرش لنحو ذلك، ومن ينكر إحاطته الحقيقية، ومن ينكر قربه الحقيقي لبعض خلقه، إلخ ..
ومن استقامت له طريقة السلف في الإثبات = خرج من ذلك كله
3 ـ الاستدلال بحديث الحجاب الذي ينطق فيه السلف وأهل العلم بتلك الآية دال على اعتبارهم ذلك النور أو تلك النار التي في الآية هي من حجبه تبارك وتعالى ..
4 ـ قضية أن المخلوق يحيط بالخالق، هو من جنس اعتراض الجهمية على من يقول إن الله في السماء، وينزل إلى السماء، ويأتي يوم القيامة ..
5 ـ والكلام في الإحاط كذلك من جنس كلام الرازي في نفي الحجاب، للزومه الجسمية، وأن يكون أكبر من المحتجب، لذا أحلت فوق لوجوه الشيخ في الرد عليه في بيان التلبيس ..
وأقول تقريبا للأمر:
لا يعتقدأهل السنة أن شيئا أكبر من الله، بل الله أكبر من كل شيء ومن اعتقد غير ذلك فهو ضال ضلالا مبينا، وقوله كفري ..
لا يشترط في حجاب أن يكون أكبر من المحتجب مطلقا، لا في الشاهد ولا في الغائب ..
فإنه يتصور حجاب كبير يحجب رؤية المحتجب وهو دونه، فلو اعترضك جدار كبير لا يطاول بصرك أعلاه، ولا يدرك يمينه وشماله، فإنه يحجب عنك الشمس، وليس هو بالنسبة للشمس شيئا ...
فإبداء الباري تعالى ذلك الحجاب لموسى ليس دالا أن الحجاب كان محيطا به تبارك وتعالى، فيلزم أنه أكبر منه
ولا أحد من أهل السنة الذين يثبتون الحجب كما نص القرآن والحديث والآثار يقول إن الحجب أكبر منه، تعالى وقدس ..
فعلى القول إن دنو الحق من موسى كان نزولا فالحمل على ما ذكرته فوق من النزول إلى السماء كما علق البخاري عن ابن عباس، وكان الحجب من السماء إلى الشجرة، كما ذكر جل المفسرين، ومنهم ابن كثير وغيره أن موسى عاين أمرا عجيبا عاين نورا من الشجرة إلى عنان السماء، وذكرت أنه لا إشمال في ذلك، كالشمس في السماء ونورها إلى ظهر الأرض، وسبحان الله رب العالمين ...
وإن كان دنوه وقربه حقيقا ليس بنزول، على من يثبت القرب فعلا اختياريا وهو قول أهل السنة الوحيد، خلافا للمعطلة، وبعض الصفاتية ممن يثبتون القرب بمعنى التقريب فحسب، فهو حقيقي لا يستلزم خلو العرش، ولا الحلول، ولشيخ الإسلام كلام طويل في ذلك يراجع في محله ...
6 ـ ليس من إشكال في كون (بورك) مبنيا للمجهول من وجوه:
أ ـ كونه مبنيا للمفعول من (بارك المتعدي) لا يقتضي أن غيره باركه، إذ إنه يكون من معنى (تبارك)، وتبارك أي زاد بركة وقداسة، كما في (تعالى)، فلا يكون معنى بورك أن باركه غيره، ولكنه يحمل على نفسه تبارك وتعالى، كتبارك، في الزيادة في البركة إلى ما لا حد له.
ب ـ لا إشكال في أن يعلق بنفسه البركة، كما علق بنفسه الحمد والثناء ونحوه، فالله تعالى حمد نفسه، فقال الحمد لله رب العالمين ,وأثنى على نفسه وقال الرسول كما أثنيت على نفسك، وبارك نفسه كما قال تعالى تبارك الذي بيده الملك.
ج ـ حمل كثير من السلف وروي عن ابن العباس أن بورك هنا بمعنى قُدِّس، وهما من باب قريب من حيث اللغة، وعليه فيكون المعنى قدس من في النار، من نحو قوله تعالى (ونقدس لك)، على من يجعل اللام مزيدة، أو من باب أنه وصف نفسه أنه القدوس، فهو قدس نفسه، أو من باب السبوح أي نزه نفسه، ونزهه خلقه.
...
أبا صهيب، أجدت ..
اجدت وافدت
بارك الله في الجميع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/30)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[25 - 12 - 10, 10:10 ص]ـ
نفع الله بك يا شيخ عمرو بسيوني و بارك فيك
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 12 - 10, 01:54 م]ـ
الأخ الخطيمي جزاك الله خيرا على بيانك لضعف تلك الآثار المنكرة
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[25 - 12 - 10, 10:25 م]ـ
السلام عليكم الأخ الخطيمي بارك الله فيك لقد ظهرت لي الأغلوطات في تصحيح تلك الأسانيد في الأعلى من الأخ بسيوني بفضل جهودكما أحسن الله للجميع ووفقنا لما فيه رضاه
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[25 - 12 - 10, 10:34 م]ـ
القول بأن الله جل في علاه هو الذي في النار ترده الفطرة مباشرة وتستنكره وتستبعده كما قال العلامة الشنقيطي
ففيه أن المخلوق يحيط بالخالق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
هذه نفس شبهة نفاة الصفات
فتقول ينزل يقولون السماء تظله ..................
وهذا الكلام فرع عن الكيفية وسؤال في الكيفية
والا لاثبت وقال ليس كمثله شيئ
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[26 - 12 - 10, 03:28 م]ـ
السلام عليكم الأخ الخطيمي بارك الله فيك لقد ظهرت لي الأغلوطات في تصحيح تلك الأسانيد في الأعلى من الأخ بسيوني بفضل جهودكما أحسن الله للجميع ووفقنا لما فيه رضاه
أغلوطات إيه هداك الله يا أخي
أنت أصلا لا تريد تقول بهذا الأمر ولو صحت الآثار كما ذكرتَ فوق، فالآن أما صدقت تقول الحمد لله!!
وكلام أهل العلم قدمته فوق، ومعارضة أن الأئمة احتجوا بتلك الآثار، وأطلقوا القول بها، وضمنوها كتب الاعتقاد، وحاججوا بها المبتدعة، معارضته بأن عطاء متغير وشريك يخطئ هو أمر ليس علميا من الأساس.
وأكرر أن التعليل بتلك العلل الواضحات ـ التي يكون تسميتها عللا من باب التجوز ـ في الظاهرات عند أهل العلم، هو نهج ليس صوابا، ولا علميا.
وبالله التوفيق
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 12 - 10, 06:58 م]ـ
أهذا ما لديك يا شيخ بسيوني؟ إن لم تتكلم بعلم (على تعبير الإمام الذهبي) وتقارع الحجة بالحجة، لا تجد إلا أن تسخر من خصومك وتتهمهم بأن نهجهم ليس علمياً (!) وكل ما لديك هو أن هناك أئمة احتجوا بتلك الآثار؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[26 - 12 - 10, 07:17 م]ـ
كان الكلام علميا، ولا أظن أنني سخرت من أحد
والكلام الذي فوق كله علمي، من نقول أهل العلم، وفهم طريقة السلف، وليس من بنات أفكاري ولا اختراعاتي ..
فإن كنت أحدثت قولا، فردوه غير مبالين ..
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[26 - 12 - 10, 10:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أنت أصلا لا تريد تقول بهذا الأمر ولو صحت الآثار كما ذكرتَ فوق، فالآن أما صدقت تقول الحمد لله
الأخ بسيوني أنا لم أقل ما رميتني به إنما قلت
(الأخ عمرو بسيوني لقد أفدتني كثيرا بارك الله فيك وزادك علما وفضلا، لقد أزيل الإشكال إن شاء الله،-- ولكن إلى الآن أنا عن نفسي فقط لا أستطيع أن أقول أن الله كان في النور أو النار، وأكتفي بقول أنه نور الله تعالى -- وإذا اطلعت على مزيد من أقوال أهل العلم في الأمر فلا تبخل علينا ... لزيادة اليقين، ملاحظة فقط على رواية عبد الله في السنة عن ابن عباس، فيها عطاء فتصحيحها يحتاج إلى زيادة نظر والله اعلم. ولقد أوضحت لي كلام ابن كثير أكثر فالشكر لك أخي الكريم وادعوا لي بالتوفيق) ولكن أنا قصدت بقولي أن الإشكال زال عني لأنك أوضحت لي كلام ابن كثير الذي لم أتنبه إليه وكلام ابن القيم الذي لم أجده، ولم أقل به لأن الأسانيد مازالت عندي غير مقبولة
وأقسم بالله لو صحت الأسانيد عندي لقلت بها ... وكيف لا أقول بها، ولكن أنا ما صحت عندي وذكرت لك هذا فقلت
(ولكن الروايات المذكورة أكثرها ضعيف و الذي يُحسّن منها بحسب علمي والله أعلم) وقلت
(ونسبة ذلك إلى السلف يحتاج دليلا صحيحا من وجده فليعلمنا وبارك الله فيك) فأنا أبحث عن دليل صحيح ولم أجد وأنا قلت لك من قبل على سبيل التنبيه أن هناك من قال عن إسناد عطاء أنه صالح
(قال الذهبي في العلو
شريك عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن بورك من في النار
وقال الله عزوجل ومن حولها قال الملائكة
إسناده صالح) وأشرت إلى عطاء في الأعلى بالأحمر كي تفهم قصدي
ولو كنت مقتنعا بكلام الذهبي لأخذت به ولكن قلت لك في آخر مشاركة (ملاحظة فقط على رواية عبد الله في السنة عن ابن عباس، فيها عطاء فتصحيحها يحتاج إلى زيادة نظر والله اعلم)
وأنت هداك الله أطلقت عبارات دون تثبت فقلت (فاشتهار تلك الروايات، وتلقيها بالقبول من أهل العلم، وصحتها في مجموعها، وصحة وحسن كثير من افرادها، كاف في التقرير)
والعجب أنك قلت: في الأثر (عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير (فسند ابن أبي حاتم نظيف رائق حجه وحده، وينضاف إليه إسناد الطبري الفائت فيرفعه كذا) الذي قلت فيه قبل (قلت يجدر أن هذا سند كوفي شيعي كله، ولهذا تكلم فيه كله بالضعف) فكيف استطعت أن تعضد سندا ضعفته كله بسند ضعيف آخر فيه عطاء
(وهذا إسناد صحيح، مسلسل بالأئمة) والأعجب أنك تستشهد على ذلك بقولك (عطاء إمام كبير، وكونه تغير بآخره لا يقدح في رواياته بإطلاق، فتلقي أهل العلم بالقبول و روايتها في كتب السنة (العقيدة)، والاحتجاج بها، دال على الأخذ بها هاهنا) أي علماء متقدمين تحتج بهم بارك الله فيك يقوون الأسانيد بطريقتك هذه؟؟ وتعيب على المعاصرين مخالفتهم لطريقتك
أخي الكريم أحسن الله إليك لقد وجدت في عباراتك بعض الحدة التي لا داعي لها أبدا فيا ليتك تتركها فنحن إخوة هنا إن شاء الله والخطأ مردود على صاحبه أيا كان ولا داعي للعصبية، ومن أبى واستكبر عن الإذعان للحق فهو ظالم لنفسه ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/31)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[27 - 12 - 10, 12:03 ص]ـ
كلامك عن زوال الإشكال لا يفهم منه الاقتصار على توضيح كلام ابن كثير، بل أنت ذكرته منفردا بعد كلامك عن زوال الإشكال ..
ما علينا،
أنت تقر أن أثر عبد الله حسن، والذهبي قال عنه إسناده صالح، فما يحجزك عنه؟
ثم عفوا:
أنت تقول حتى يصح عندك الإسناد، ولا أدرى ما معنى هذا وقد تلقى أهل العلم تلك الآثار واعتمدوها؟!
والإشكال المنبني الآن هو خلاف منهجي بيننا في طريق التصحيح والتضعيف، والقرائن التي تحيط به، لذا لا أتوسع في الكلام في ذلك الأمر، حتى لا يجرنا الكلام في فرع إلى الكلام في أصل، لاسيما وأنه موضوع قد نوقش كثيرا، ولا جديد فيه!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[27 - 12 - 10, 12:41 ص]ـ
ثم عفوا: كلامك في تعضيد أثر عطاء الذي عند ابن أبي حاتم بأثر الطبري الضعيف لا هو يتسق مع طريق المتقدمين، ولا طريق المتأخرين، فالسند الكوفي الضعيف بينت أن جل الجرح الذي في رواته من أجل مذهبهم، بل منهم من نص الأئمة على الاعتبار بحديثه، والرواية عن المبتدع فيما لا يؤيد مذهبه، الكلام فيها واسع، فضلا عن أن الضعيف الذي ليس يكذب ولا هو شديد الضعف، مما يمكن التقوية به في الجملة، ويصير مع غيره ولو ضعيفا بهيئتهما الاجتماعية أقوى من الانفرادية
كما قال في الألفية:
فإن يقل: يحتج بالضعيف == فقل: إذا كان من الموصوف
رواته بسوء حفظ يجبر ==بكونه من غير وجه يذكر
وإن يكن لكذب أو شذا ==أو قوي الضعف فلم يجبر ذا
قال السخاوي رحمه الله في فتح المغيث:
"وَكَمَا أَنَّهُ لَا انْحِصَارَ لِلْمُتَابِعَاتِ فِي الثِّقَةِ، كَذَلِكَ الشَّوَاهِدُ، وَلِذَا قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ: وَاعْلَمْ أَنَّهُ قَدْ يَدْخُلُ فِي بَابِ الْمُتَابَعَةِ وَالِاسْتِشْهَادِ رِوَايَةُ مَنْ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ وَحْدَهُ، بَلْ يَكُونُ مَعْدُودًا فِي الضُّعَفَاءِ، وَفِي كِتَابَيِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ جَمَاعَةٌ مِنَ الضُّعَفَاءِ ذَكَرَاهُمْ فِي الْمُتَابِعَاتِ وَالشَّوَاهِدِ، وَلَيْسَ كُلُّ ضَعِيفٍ يَصْلُحُ لِذَلِكَ.
وَلِهَذَا يَقُولُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: فُلَانٌ يُعْتَبَرُ بِهِ، وَفُلَانٌ لَا يُعْتَبَرُ بِهِ.
قَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ: " وَإِنَّمَا يَفْعَلُونَ هَذَا - أَيْ إِدْخَالَ الضُّعَفَاءِ فِي الْمُتَابِعَاتِ وَالشَّوَاهِدِ - لِكَوْنِ الْمُتَابَعِ لَا اعْتِمَادَ عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا الِاعْتِمَادُ عَلَى مَنْ قَبْلَهُ ". انْتَهَى.
وَلَا انْحِصَارَ لَهُ فِي هَذَا، بَلْ قَدْ يَكُونُ كُلٌّ مِنَ الْمُتَابِعِ وَالْمُتَابَعِ لَا اعْتِمَادَ عَلَيْهِ ; فَبِاجْتِمَاعِهِمَا تَحْصُلُ الْقُوَّةُ."
فانظر تعقيب السخاوي!
وهي مسألة مشهورة جدا في الاصطلاح، ذكرت النقل لمجرد التوثيق، إلا فالأمر لا يحتاج!، وفروع المسألة في التحسين وضوابطه كثيرة جدا ..
ولكنني كما قلت وأكرر لا أريد الدخول في نقاش حديثي، لن يجدي نفعا، للاختلاف المنهجي الموجود بيننا ..
وللمرة الأخيرة أكرر، نعم يقبل الفحص في السند للرد على احتجاج أهل العلم به إن كان ذلك الفحص يكشف عن علة خفية، تتفاوت الأنظار فيها، أو تدق عن جلها ..
لكن تعقب الأئمة بأنواع من العلل الظاهرة، كأن فلانا ضعيف، أو يخطئ، أو اختلط بآخرة، مما يأباه الفهم للمصطلح في نفسه، والفهم لتطبيقات أهل العلم ..
وذلك الطريق في الغالب هو الذي يؤدي بأصحابه لتضعيف بضع عشرات ـ وتزيد كثيرا ـ من أحاديث الصحيح، فضلا عما سواها ..
فانظر كلام ابن تيمية فوق، كيف أصل المسألة، وسرد في كلامه كل تلك الآثار، بلا تعقيب ولا تعقب، وشيخ الإسلام حافظ جليل، نقادة للمتون والأسانيد، وليس فيها علة خفية، ولا معضلة حديثية بحيث تخفى عليه، والشيخ مذهبه عدم الاحتجاج بالضعيف مطلقا ولو في الفضائل فكيف في الاعتقادات، والشيخ في سائر كتبه الاعتقادية إذا ذكر الضعيف فإنه يضعفه، أو يشير ولو من بعيد أن هناك اختلافا في تصحيحه وتضعيفه ـ كسرده لآثار الأطيط والأربع أصابع مثلا وأحاديث ابن عباس في الرؤية وحديث الإدلاء إلخ ـ مع أنه يذهب إلى القول بتلك المسائل.
وانظر مثله صنيع الطبري، ومنهجه معروف في الاختيار والتعقب، وكذا الذهبي، واقتصار ابن كثير، وكلام ابن القيم!!
وفي الجملة أنا قدمت ما عندي في هذا الموضوع، و للقارئ النظر والتمحيص ..
وبالله تعالى التوفيق
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[27 - 12 - 10, 07:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أحسن الله إليك وجزاك الله خيرا على ما ذكرت وخلافنا في هذا لا يضر إن شاء الله
ووفقنا الله لما فيه رضاه
بوركت أخي الكريم على وقتك الذي سخرته لنا(68/32)
كيف يطمئن قلب المرؤ انه على العقيده الصحيحه
ـ[أحمد سمير دياب]ــــــــ[19 - 12 - 10, 05:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخوانى الكرام
عندى سؤال
كيف يطمئن قلب المرؤ انه على العقيده الصحيحه
ما هو الحد الادنى اللازم من الكتب التى ينصح بقرائتها لتصحيح الاعتقاد
جزاكم الله خيرا
ووفكم لمراضيه واستعملكم لنصره دينه
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[19 - 12 - 10, 06:52 م]ـ
و عليكم السلام. ليطمإن قلبك أنك على العقيدة الصحيحة , فيجب أن تكون العقيدة مبنية على الكتاب و السنة بفهم السلف الصالح , فالسلف الصالح قد مدحهم الرسول فقال خير القرون قرني ... الحديث
ابدأ بالأصول 3 و كتاب التوحيد للشيخ عبد الوهاب
و كتاب الواسطية لشيخ الإسلام
وفقك الله
ـ[أحمد سمير دياب]ــــــــ[19 - 12 - 10, 07:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخى الفاضل ابو عبدالبر لتوجيهك
فعلا انا قرات الاصول الثلاثه والقواعد الاربعه وكتاب التوحيد وكشف الشبهات والعقيده الواسطيه والعقيده الطحاويه والعقيده الصحيحه وما يضادها وعقيده اهل الاثر والوجيز فى عقيده السلف الصالح اهل السنه والجماعه وكتاب العقيده للامام احمد بن حنبل وشرح السنه للامام البربهارى فهل هذا كاف ام هناك كتب على قرائتها
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[19 - 12 - 10, 07:39 م]ـ
هذه الكتب قد شرحها العثيمين و صالح آل الشيخ , و الله لقد كانت عقيدة ملخبطة , و بعد قراءة كتاب التوحيد بشرح العثيمين أحسست بأني أمتلك قوة عجيبة , لا أخاف إلا الله و لا أرجو إلا الله , لقد آويت إلى ركن شديد
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[19 - 12 - 10, 07:54 م]ـ
كلام الأخ طارق شافي بإذن الله تعالى و إن كنت أنا أريدك يا محب أن تبدأ بكتاب الله عز و جل ...
انظر فيه و اقرأ و رتل و تفكر و إذا أشكل عليك شيء فارجع لتفسير ابن كثير رحمه الله تعالى
ثم عليك بسؤال الله عز و جل أن يهديك و ييسر لك الهداية و الإيمان و الدين و تذكر قوله تعالى:
((و لكن الله حبب إليكم الإيمان و زينه في قلوبكم و كره إليكم الكفر و الفسوق و العصيان))(68/33)
أرجو افادتنا من المتخصصين حول مسالة انجراف قبور الصحابة في هذا القرن وعمل العلماء
ـ[أبو العباس الشمري]ــــــــ[19 - 12 - 10, 10:03 م]ـ
ارجو الرد وفقكم الله تعالى
امين(68/34)
يضع سره في أضعف خلقه هذه العبارة يرددها الناس كثيرا ً
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[20 - 12 - 10, 10:15 ص]ـ
يضع سره في أضعف خلقه.
هذه العبارة يرددها الناس كثيرا ً
فماذا تحمل في طياتها؟
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[21 - 12 - 10, 05:21 ص]ـ
بعضهم يقصد أن من المخلوقات مَن يظهر للناس ضعيفا وفيه من المواهب ما لو ظهر للناس لكان قويا وذا شأفة عندهم , فلا يمتهن أحد أحداً ولا تحقرن أحدا , وهذا معنى صحيح
وتحتاج لضبط في اللفظ.
والحمد لله
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[22 - 12 - 10, 05:35 م]ـ
أبو صهيب الحنبلى
بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[27 - 12 - 10, 10:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه العبارة عندنا في السودان حديث ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم وهي حجة الصوفية للأولياء بأن الله اعطاه كرامات لم يعطيهالغيره وهذاوهم وجذاكم الله كل خيراخوكم كايدلاتنسونا من دعائكم(68/35)
لا يا أبا عبد الرحمن! مذهب الواقفة ليس مذهب الصحابة الكرام. رد للشيخ عبدالله العنقري حفظه الله
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[20 - 12 - 10, 01:49 م]ـ
لا يا أبا عبد الرحمن! مذهب الواقفة ليس مذهب الصحابة الكرام
كتبه: د. عبد الله بن عبد العزيز العنقري (*)
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد ...
فقد اطلعت على ما كتبه الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري في جريدة الجزيرة، في العدد (13921) بتاريخ 3 - 12 - 1431هـ في رده على فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك، واستغربت ما اختاره أبو عبد الرحمن بن عقيل من ترجيح أنّ الصواب هو ما قالت به الواقفة في أمر القرآن!.
ولم تكن الغرابة مقصورة على كون الحق على خلاف ما قالته الواقفة فحسب، بل كانت الغرابة أعظم في نسبته هذه المقولة إلى أصحاب نبينا.
وقبل الدخول في مناقشة ما قال أبو عبد الرحمن وفّقه الله لكل خير، فإنّ من المهم التأكيد على أنّ قول أهل السنّة بأنّ القرآن كلام الله، منزل غير مخلوق من أعظم أمور الاعتقاد جلاءً ووضوحاً، لأنّ عناية أئمة السنّة ببيان هذا الاعتقاد لم تكن محصورة في تدوينه في المصنّفات، بل كان اعتقادهم في القرآن مصحوباً بالتطبيق الواقعي الذي رسّخه في القلوب، إذ تحمّلوا رضوان الله عليهم بسبب اعتقادهم في القرآن أشد أنواع الابتلاء؛ بما يمكن معه القول: إنهم لم يُمتحنوا في شيء من اعتقادهم، كما امتُحنوا في اعتقادهم في القرآن، فجلَّوا أمر الاعتقاد فيه بالكتابة المسطورة والمواقف المشهودة المشهورة، وكلامهم أوسع من أن نستقصيه في عجالة كهذه.
وقد رمى أبو عبد الرحمن من قال بالقول المقرر عند أهل السنّة بعبارات شديدة، من أعجبها أنّ مستند القائلين به مجرّد التقليد، وأنه قول من قفا ما ليس له به علم! جازماً بأنّ السلف الأول لم يصح عنهم كلمة واحدة في الموضوع، وأنّ الأمر إنما ورد عن سفيان الذي لم يدرك من الصحابة أحداً! كما أنّ أبا عبد الرحمن أيضاً نسب القول بالوقف إلى مَن لم يكن من القائلين به أصلاً، بل قال بمسألة أخرى غير الوقف، كما يأتي إيضاحه بعون الله في آخر المقالة، وكل ذلك مما يُستكثر من مثل أبي عبد الرحمن؛ لما تضمّنه من مجانبة بينة للمنهج العلمي السليم الذي ينبغي للباحث أن يجعله نصب عينيه.
ومرادي هنا أن أناقش الشيخ فيما كتبه من خلال أمور أربعة آمل أن يجيب عنها بالأسلوب اللائق بالعلم وأهله، دون اللجوء إلى العنف في الرد، أو السخرية أثناء العرض، فإنّ ذلك مما لا يعجز عنه أحد، وهو بكتّاب المقالات الساخرة أولى من أهل العلم والبصيرة، وذوي السّنّ والتجربة.
وأنبّه من الآن إلى أني أقتصر عند عزو ما أنقل إلى مرجع واحد غالباً، من باب الاختصار. كما أني - وطلباً للاختصار - لن أناقش جميع ما ذكره أبو عبد الرحمن؛ لئلا يطول الرد، بل سأقتصر إن شاء الله على الأمور الأربعة الآتية:
الأمر الأول
ألم تكن مقالة الوقف في القرآن من اختراع الجهمية في أصلها؟
لا شك أنّ القائلين بالوقف لا يروون حرفاً واحداً عن الصحابة أو التابعين بلزوم الوقف، بخلاف علماء السنّة الذين سننقل بحول الله جانباً من أدلّتهم الجلية على ما قالوه من وجوب الجزم بأنّ القرآن منزل غير مخلوق.
وهنا يجيء هذا السؤال المهم: فمن أين جاءت مقالة الواقفة إذاً؟
فيقال: من المعلوم أنّ القائلين بخلق القرآن لما ضعفت شوكتهم وانتهت فترة تسلُّطهم بانتهاء خلافة الواثق سلكوا مسلكاً جديداً يعتمد إخفاء حقيقة مذهبهم، بادعاء أنهم تركوا الخوض في مسألة القرآن بالكلية، فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق، مع بقائهم في واقع الأمر على مقولتهم السابقة، والتي لم يعد بإمكانهم الجهر بها، بعد أن رسخ في الأمة قول أهل السنّة بفضل الله ثم بصمود أئمة السنّة وتحمُّلهم عظيم الابتلاء في ذلك السبيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/36)
وهنا لجأت الجهمية إلى الحيلة الماكرة بادعاء أنهم يقفون في أمر القرآن ورعاً وخوفاً من الله بزعمهم، فتلقف هذه المقولة بعض المحدّثين، ممن لم يتفطن لحيلة الجهمية، وظنوا أنّ هذا هو السبيل الذي يقتضيه الورع والخوف من الله، أما أئمة السنّة من ذوي البصيرة بمسألة القرآن، والبصيرة أيضاً بمقالة الجهمية فقد تفطّنوا للأمر تماماً، ولذا قال الإمام أحمد عن الجهمية كما عند الخلال (1782): «استتروا بالوقف».
وقال مقارناً بين الواقفة والجهمية الأوائل كما عند الخلال (1799): «الجهمية قد بان أمرهم، وهؤلاء إذا قالوا: إنا لا نتكلم، استمالوا العامة، إنما هذا يصير إلى قول الجهمية».
وقال أيضاً كما عند الخلال (1797) عن القائلين بالوقف: «كلام سوء، هو ذا موضع السوء وقوفُه، كيف لا يعلم؟ إما حلال وإما حرام، إما هكذا وإما هكذا ... إنما يرجعون هؤلاء إلى أن يقولوا: إنه مخلوق، فاستحسنوا لأنفسهم فأظهروا الوقف».
وهكذا قال العمري، كما عند اللالكائي (527): «الذي لا يقول إنه غير مخلوق فهو يقول مخلوق، إلا أنه جعل هذه سترة يستتر بها».
وبه نعلم أنّ الجهمية أظهرت في الناس هذا القول من باب التقية والخديعة، وإلاّ فقولهم معروف، إبان قوة شوكتهم، حين امتحنوا علماء الأمة محنة عظيمة سجنوا فيها وضربوا وقتلوا، حتى إنهم في خلافة الواثق كانوا لا يُخلِّصون الأسير المسلم من يد العدو إلا بعد أن يمتحنوه بمقولتهم الباطلة في القرآن، فإن أقرّ خلّصوه، وإن أبى تركوه في يد العدو! كما ذكر الطبري في أحداث عام (231) من (تاريخه 5/ 285)، ثم بعد كل هذا أظهروا هذه المقولة حين ضعف أمرهم، مصانعة وتقية ليس إلا.
ومن أوضح الأدلة على ذلك أنّ زعيم الواقفة في زمن الإمام أحمد هو محمد بن شجاع الثلجي، تلميذ بشر المريسي إمام المريسية ذات المقالات الرديئة، لا في مسألة القرآن فحسب، بل في أبواب كثيرة من أبواب الاعتقاد.
وكان ابن الثلجي يسمى (ترس الجهمية) كما ذكر ابن تيمية في (التسعينية 1/ 344) وأصوله أصول جهمية، كما لا يخفى على من عرفه.
ولذا فإنه عندما أوصى نص في وصيته بالثلث على الآتي: «ولا يُعطى من ثلثي إلا من قال: القرآن مخلوق»! (تهذيب التهذيب لابن حجر 9/ 221).
فتبيّن بذلك أنّ قول الواقفة في أصله قول للجهمية، ولذا ذكر أحمد أن الجهمية ثلاث فرق، ذكر منها فرقة تقول: «القرآن كلام الله وتسكت» كما في كتاب (سيرة الإمام أحمد، لابنه صالح (ص72)).
وإنما ركّزت هنا على كلام أحمد؛ لأنه إمام أهل السنّة في وقته الذي صمد للقائلين بخلق القرآن، وعرف حقيقة قولهم وناظرهم وتحمّل في ذلك ما لا يخفى على من عرف تاريخه.
وبناءً على ذلك وجب على أحمد وعلى غيره ممن عرف الأمر على جليته تحذير الأمة من هذه الخديعة، نصحاً لأئمة المسلمين وعامتهم؛ لأنّ الوقوف كان باباً خطيراً تدخل منه الجهمية إلى مرادها.
أما من وقف من المحدِّثين الذين لم تتبيّن لهم حقيقة المسألة فالأمر فيهم كما قال الدارمي حين ذكر أنّ من أكبر ما احتج به الواقفة أن من المحدّثين من قالوا بالوقف، وأجاب بأنّ هذه الأغلوطة التي ذكرتها الجهمية لما وقعت في مسامع هؤلاء لم يتفطنوا لها، أما غيرهم من أهل البصر بالجهمية وبمرادهم، ممن جالسهم وناظرهم فصرحوا على علم ومعرفة أنّ القرآن غير مخلوق، والحجة إنما هي بالعارف بالشيء لا بالغافل عنه، القليل البصر به، فإن يكن الواقفون من المحدثين إنما جبنوا عن قلة بصيرة، فقد اجترأ أولئك الأئمة وصرحوا ببصيرة، وكانوا من أعلام الناس، وأهل البصر بأصول الدين وفروعه. (ينظر الرد على الجهمية ص (196)).
وقال ابن تيمية في (الفتاوى 2 - 477) أثناء كلامه عن موقف السلف من الجهمية: «السلف والأئمة أعلم بالإسلام وبحقائقه، فإن كثيراً من الناس قد لا يفهم تغليظهم في ذم المقالة حتى يتدبرها، ويرزق نور الهدى، فلما اطلع السلف على سرِّ القول نفروا منه».
فهذه حقيقة القول بالوقف في القرآن، في أصل نشأته، وهدف من أثاره، وسبب وقوع بعض المحدثين، ممن لم يكن جهمي الأصول في التورط به.
فهل يستحق قول بهذه المثابة التي بيّنّا أن ندافع عنه ونتبنّاه بعد أن مضى عليه (12) قرناً توالى علماء الأمة على دحضه ورده؟
الأمر الثاني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/37)
أنّ جملة مما ذكر أبو عبد الرحمن في شأن الروايات الواردة عن السلف في هذه المسألة غير صحيح البتة، والبرهان على ذلك موجود في الروايات.
فقد أطلق غفر الله له عدة أحكام أسوق أهمها، متْبعاً كل حكم منها التعقب عليه فيما يأتي:
1 - ذكر أنّ السلف الأول لم يصح عنهم كلمة واحدة في الموضوع، وأنّ الخبر إنما ورد عن سفيان الذي لم يدرك من الصحابة أحداً.
هكذا صوَّر أبو عبد الرحمن المسألة: كلمة فاه بها رجل بعد أن انخرم جيل الصحابة! فبداية الجزم بأنّ القرآن غير مخلوق إنما كان اجتهاداً من سفيان، دون أن يحدد (ابن عيينة أو الثوري).
والحق أنّ الأمر قبلهما بدهر، حيث ثبت عن علي بن الحسين زين العابدين أنه سئل عن القرآن فقال: «ليس بخالق ولا مخلوق، وهو كلام الخالق». كما في (الأسماء والصفات: (534) للبيهقي، وغيره).
وعلي هذا قد روى عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، كما في (تهذيب التهذيب 7 - 304)، بل إنه مات عام (93) كما في التقريب (3715) وجيل الصحابة لمّا ينقض بعد، وبين وفاته ووفاة سفيان بن عيينة أكثر من (100) عام، كما أن بين وفاته ووفاة سفيان الثوري (68) عاماً.
و ثبت عن جعفر بن محمد حفيد علي مثلما ثبت عن جده، عند البيهقي في (الأسماء والصفات 536، 537) وجعفر أيضا قبل السفيانين.
وسأورد إن شاء الله ما هو أهم من ذلك كله عند الكلام على ما يعد اتفاقاً عامّاً على المسألة عند الأمة في رواية عمرو بن دينار التي حكت حقيقة قول السلف من الصحابة ومن بعدهم.
2 - ذكر أن كل ما ورد عن الصحابة في المسألة لا يصح، وأنهم لم يقولوا فيها كلمة واحدة، ثم جزم بتكذيب ما ورد عن ابن عباس في تفسير قول الله عن القرآن في أول سورة الكهف ?الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا? (الكهف:1) حيث قال: «غير مخلوق» واحتج على بطلانه أيضاً بأن الآية الثانية من السورة فيها ما يدل على خلاف هذا التفسير.
والذي ذكره غير واحد عن ابن عباس هو في تفسير آية (الزمر:28) ?قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ?، وأشار البغوي في (التفسير 5/ 143) إلى أنّ الرواية وردت بذلك عن ابن عباس في هذه الآية، لا في آية الكهف.
وجزْم أبي عبد الرحمن بكذب المروي عن ابن عباس غريب، فإنّ الخبر رواه الآجري (160) وليس في رواته عنده من رمي بالكذب، وإن كانت الرواية فيها راوٍ ضعيف، والفرق كبير بين رمي الراوي بالكذب، ووصفه بالضعف.
خاصة وأنّ الرواية بذلك جاءت عن ابن عباس من طُرُق، كما ذكر الأصبهاني في (الحجة 1/ 227) وكما نبّه البيهقي حين أشار إلى بعض طرقه في (الأسماء والصفات: 518) والخبر الذي يُروى من طرق لا بد من الوقوف على طرقه كلها، حتى يُجزم بالحكم عليه، فقد يُروى من طريق يصح به الخبر، لا سيما وأنّ إمام المحدثين أحمد بن حنبل لمّا بلغه هذا الخبر كتب إلى أحد رواته بإجازته فأجازه فسُرّ أحمد، وقال: كيف فاتني عن عبد الله بن صالح هذا الحديث؟ كما في (الشريعة للآجري (160)).
ومما ورد عن الصحابة في المسألة قول علي رضي الله عنه - حين لامه الخوارج في أمر التحكيم -: «ما حكّمت مخلوقاً ما حكمت إلا القرآن» (رواه اللالكائي 730، 731) وقال البيهقي حين رواه في (الأسماء والصفات: 525): «هذه الحكاية عن علي رضي الله عنه شائعة فيما بين أهل العلم، ولا أراها شاعت إلا عن أصل».
وهذا يؤكد على أمر التأني في إطلاق الحكم على الروايات، مع أني لا أريد الدخول في الحكم على أسانيدها فذلك يحتاج إلى دراسة مفصَّلة في مناسبة غير هذه، غير أني أحببت التنويه إلى أمر التريث في الحكم، خاصة في رمي الرواة بالكذب فإنّ أمره عظيم، وقد يسأل الله عنه قائله حين يخاصمه من رماهم به بين يديه تعالى.
3 - ذكر أبو عبد الرحمن أنّ القول بالوقف هو الذي سار عليه الصحابة رضي الله عنهم، في الوقت الذي أكد فيه أن المسألة برُمّتها لم تحدث أصلا إلا بعدهم!
وهذا مستدرك من وجوه، منها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/38)
أ- أن على من ينسب إلى الصحابة قولاً ساروا عليه - بهذا الإطلاق - أن ينقل عنهم ما يدل عليه من صريح قولهم، وقد قدّمنا أن القائلين بالوقف لا يمكنهم أن يرووا عن الصحابة حرفاً واحداً يدل على قولهم بالوقف، وأبو عبد الرحمن نفسه ذكر أن المسألة لم تحدث إلا بعدهم، فكيف إذاً ساروا على هذا القول؟ وقد تقدم أن مقالة الوقف إنما نشأت متأخرة، على يد الجهمية، كما نقلنا عن أحمد وغيره.
ب- إن قيل: فهل يروي القائلون بأن القرآن غير مخلوق عن الصحابة شيئاً يبيّن ما الذي ساروا عليه؟
فالجواب أنهم يروون روايات ذكرتُ بعضاً قليلاً منها، فينبغي لمن أراد الخوض في هذه المسألة أن يدقق فيها ولا يغفلها.
فإن ادعى ضعفها فليبرهن على ذلك، مستنداً إلى قواعد المحدِّثين المعروفة في التصحيح والتضعيف، مجيباً على كل ما ورد في هذا الباب.
ولو فرضنا أنه برهن على ذلك فلا بد له من النظر في الروايات العامة التي وردت عن الصحابة بشأن القرآن، والسبب أن التابعين - وهم تلامذة الصحابة وأعرف الناس بمنهجهم - قد استنبطوا من تلك الروايات قول أصحاب نبيهم في المسألة حين وقعت.
ومن أظهر ما يجلي ذلك -ويجلي حقيقة موقف الصحابة- ما ثبت بسند صحيح عن تلميذ الصحابة الجليل عمرو بن دينار عند (الدارمي في الرد على الجهمية (344) وغيره) أنه قال: «أدركت أصحاب النبي فمن دونهم منذ سبعين سنة يقولون: الله الخالق، وما سواه مخلوق والقرآن كلام الله، (منه خرج)، وإليه يعود».
فتأمّل كيف قرن الصحابة رضي الله عليهم بين حقيقتين كبيرتين، الأولى: أنّ القرآن كلام الله، مضافاً إليه وحده؛ لأنه منه خرج، أي هو المتكلم به كما فسره الإمام أحمد في (السنّة للخلال (1859))، ثم أوضحوا الحقيقة الثانية، وهي أن كل ما سوى الله فهو مخلوق، ولا ريب أن ذلك يقتضي أن القرآن غير مخلوق، لأن القرآن (من الله)، وليس من الله شيء مخلوق قطعاً.
فهذه العبارة العظيمة التي نقلها عمرو بن دينار عن الصحابة بالصيغة الدالة على أنهم كانوا ينشرونها في الأمة قد رسمت للتابعين منهجاً واضحاً انطلقوا منه، حين ظهرت مقالة الجهمية الشنيعة في القرآن، فلم يتردد التابعون في ردِّها، انطلاقا مما كان يقرره لهم أصحاب محمد، فقال تلميذ الصحابة الجليل أبو عبد الرحمن السلمي كما في (الأسماء والصفات للبيهقي (504) وغيره): «فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرب على خلقه، وذلك أنه (منه)». يعني القرآن.
فجعل الفرق بين كلام الخالق وكلام المخلوق كالفرق بين الله وبين المخلوقين، ثم أوضح أن السبب في ذلك هو أن كلام الله (من الله)، فصار بالمقام الذي لا يمكن أن يُقارَن بينه وبين كلام المخلوقين، فكما أن الرب الذي قاله لا يقاس بالمخلوقين فكذلك لا يقاس كلامه تعالى بكلامهم.
وقد ركّز كثيرون من علماء الأمة على هذه الحجة المستمدة من كلام الصحابة رضي الله عنهم، فكان علماء مدينة النبي يقولون: «القرآن من الله، وليس (من الله) شيء مخلوق» كما رواه (اللالكائي (478)).
وجاء هذا عن غير واحد من أهل العلم كمحمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة فيما رواه اللالكائي (474) وحجاج الأنماطي كما في (السنة للخلال (1932)) وغيرهم من أهل العلم.
وقرّر وكيع بن الجراح ذلك مقروناً بدليله من القرآن، فقال كما عند اللالكائي (359): «من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن شيئاً من الله مخلوق» فسُئل: من أين قلتَ ذلك؟ فقال: «لأنّ الله تبارك وتعالى يقول ?وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ? (السجدة:13) ولا يكون (من الله) شيء مخلوق» كما أوضح ذلك الإمام أحمد جليّاً، ففي (السنّة للخلال (1848)) أنه قال لمن سأله عن القرآن «ألستَ مخلوقا؟ فقال: نعم، فقال: أليس كل شيء منك مخلوقا؟ فقال: نعم، فقال أحمد: فكلامك أليس هو منك، وهو مخلوق؟ فقال: نعم، فقال: فكلام الله عز وجل أليس هو (منه)؟ فقال: نعم» فأجابه أحمد بصيغة سؤال الإنكار: فيكون (من الله) شيء مخلوق؟».
وقال علي بن المديني في الاعتقاد الذي رواه (اللالكائي (318)): «القرآن كلام الله، ليس بمخلوق، ولا تضعُفْ أن تقول: ليس بمخلوق، فإنّ كلام الله ليس بباين منه، وليس (منه) شيء مخلوق».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/39)
وقد اختصر أبو الوليد الطيالسي بيان ذلك في عبارة دقيقة كما عند اللالكائي (437) فقال: «القرآن كلام الله، والكلام في القرآن الكلام في الله» وصدق رحمه الله، لأنّ القرآن كما بيّن أصحاب النبي (من الله)، وعليه فإنّ أي اعتقاد يعتقده العبد في القرآن يكون اعتقاداً في الله الذي تكلم به، وذلك أنّ كلام الله صفة من صفاته، وصفته تعالى مما يدخل في مسمّى اسمه، وهذا يقال في سائر الصفات، كالقدرة والحياة والسمع والبصر فإنها كلها (من الله)، أي مما يدخل في مسمّى اسمه، كما بيّن ابن تيمية في (التسعينية 1/ 363 - 364).
ومن هنا ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه أن من حلف بالقرآن فعليه بكل آية منه يمين، ولما سمع من حلف بسورة البقرة قال: «أتراه مُكفّراً؟ فعليه بكل آية منه يمين». (رواه عبد الرزاق (8/ 472 - 473)، واللالكائي (378، 379)).
واليمين التي تلزم فيها الكفارة هي التي تكون بالله أو باسم من أسمائه أو صفة من صفاته، فمن حنث لزمته الكفارة، أما إذا كانت اليمين بشيء من المخلوقات فإنها لا تنعقد أصلاً، ومن حنث فلا كفارة عليه، كما لا يخفى، وبه نعلم أن إلزام ابن مسعود مَن حلف بالقرآن أن يكفّر دليل على أنّ القرآن عنده غير مخلوق، كما أوضحه اللالكائي حين رواه، وقد حكى الشافعي عن مالك أن من حلف بعظمة الله وقدرته ونحوهما فحنث فعليه الكفارة، ثم قال الشافعي: ومن حلف بغير الله كالكعبة فحنث فلا كفارة عليه، قال: «لأن هذا مخلوق، وذلك غير مخلوق» (رواه البيهقي في الأسماء والصفات (565)).
وبناءً على ما تقدم فلا وجه للتوقف في كون كلام الله غير مخلوق، فضلاً عن نسبة ذلك للصحابة فمنهج الصحابة في القرآن يُعرف منه حقيقة قولهم في هذه المسألة، حتى لو لم يثبت عنهم حرف واحد في النص عليها بعينها، وهذا سبب إصرار علماء الأمة على الجزم بأنّ القرآن غير مخلوق، كما تقدم.
والذي ينبغي للباحث في موقف الصحابة أن يدقق في رواية عمر بن دينار الثابتة عنه، فإنّ فيها بيان الحال الذي كان عليه المسلمون قبل نشوء مقالة الجهمية الشنيعة في القرآن، وأن المنهج الذي رسمه أصحاب النبي أنتج هذا الاتفاق العظيم في تلاميذهم وتلاميذ تلاميذهم، فلا ينبغي نسف هذا كله والرجوع لقولٍ حدث بعد الصحابة بدهر طويل، وفيه ما فيه من إشكال كبير بيّنّاه فيما تقدم.
الأمر الثالث
ما يقول أبو عبد الرحمن في الحجج التي أوردها علماء السنّة، لبيان أنّ القرآن غير مخلوق؟
لقد نص هؤلاء الأئمة على براهين لا يسع المنصفَ أن يهملها، من أهمها ما تقدم بيانه قريباً من أنّ القرآن (من الله) وليس من الله تعالى شيء مخلوق، وثمة أدلة كثيرة أسوق بعضا قليلاً منها فيما يأتي:
1 - أن القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقاً، كما بين (الآجري 1/ 489).
وروى الآجري (175) أن الإمام أحمد قال: «ليس شيء أشد عليهم مما أدخلتُ على من قال: القرآن مخلوق، قلتُ: علم الله مخلوق؟ قالوا: لا، قلت: فإن علم الله هو القرآن».
واحتج أحمد على ذلك بآيات من القرآن كقول الله: ?وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ? (البقرة:120) وقوله: ?وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ? (البقرة:145).
وأوضح أحمد أيضاً كما في (السنة للخلال (1865)) أن مما يترتب على القول بخلق القرآن أن الله لم يكن له علم حتى خلقه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/40)
وهذا من أفظع ما يمكن أن يعتقده أحد، وهو دال على وضوح بطلان القول الذي يؤدي إليه، وهو الزعم أن القرآن مخلوق. وقد استدل أحمد على المسألة كما في (السنة للخلال (1900)) بقول الله تعالى: {الرَّحْمَنُ. عَلَّمَ الْقُرْآَنَ. خَلَقَ الْإِنْسَانَ. عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} (الرحمن:1 - 4) من جهة أن الله تعالى فرّق بين العلم والخلق، وهذا استدلال قوي فقد ذكر الله (القرآن) في أكثر من (50) موضعاً في كتابه فلم يخبر عن خلقه، ولا أشار إليه بشيء من صفات الخلق، وذكر سبحانه الإنسان في (18) موضعاً من كتابه، ما ذكره في موضع منها إلا أخبر عن خلقه.
ثم جمع بين (القرآن) و (الإنسان) في سورة الرحمن فقال ?الرَّحْمَنُ {1} عَلَّمَ الْقُرْآنَ {2} خَلَقَ الْإِنسَانَ {3} ? فأخبر عن خلق الإنسان دون القرآن، فلو كان القرآن مخلوقاً لما فرّق الرب بينه وبين خلق الإنسان في هذا الموضع، لأن أكمل بيان هو بيان رب العالمين الذي لا يعزب عن علمه شيء.
2 - استدل أئمة السنّة على أن القرآن غير مخلوق بما ثبت عن النبي من التعوذ بكلمات الله من شر ما خلق، فقال الإمام أحمد كما عند الخلال (1922): «ولا يجوز أن يقول: أعيذك بالنبي أو بالجبال أو بالأنبياء أو بالملائكة ... أو بشيء مما خلق الله، لا يتعوذ إلا بالله وكلماته».
وقال ابن خزيمة في كتاب التوحيد (1/ 400 - 402): «أفليس العلم محيطاً يا ذوي الحجا أنه غير جائز أن يأمر النبي بالتعوذ بخلق الله من شر خلقه؟ هل سمعتم عالماً يجيز أن يقول الداعي: أعوذ بالكعبة من شر خلق الله؟» إلى أن قال: «محال أن يستعيذ مسلم بخلق الله من شر خلقه».
واحتج بهذه الحجة جمّ غفير من أئمة السنّة على بطلان القول بأن القرآن مخلوق، لأن النبي قد استعاذ بكلام الله. والقاعدة المسلَّمة التي لا يتطرق إليها الشك أن الاستعاذة لما كانت نوعاً من الدعاء لم يجز أن تكون إلا بالله أو بأسمائه وصفاته، فلذا استعاذ سيد الموحدين بهذه الكلمات، لأنها من الله، وليست مخلوقة وإلا لكان متعوذاً بمخلوق، حاشاه أن يقع في هذا الأمر الفظيع.
ومن هنا ذكر البغوي في (شرح السنة 1/ 185) أن النبي استعاذ بكلام الله كما استعاذ بالله، ثم قال: «ولم يكن النبي يستعيذ بمخلوق من مخلوق».
وقال الخطابي: «لا يستعاذ بغير الله أو صفاته، إذ كل ما سواه تعالى وصفاته مخلوق، ولذلك وُصفت كلماته تعالى بالتمام، وهو الكمال، وما من مخلوق إلا وفيه نقص، والاستعاذة بالمخلوق شرك مناف لتوحيد الخالق» (نقله السويدي في العقد الثمين ص (225)).
فكيف يسوغ لأحد بعد ذلك أن يتوقف في كون القرآن -الذي هو كلام الله- غير مخلوق، وهو يعلم أن النبي قد استعاذ بكلام الله؟
وهل يتصور مسلم أن النبي الذي قد أعلا ربه قدره يمكن أن يتعوذ بمخلوق بهذه الصيغة؟ فإذا لم يقع التردد في كون النبي يستحيل أن يقع منه ذلك، فكيف يقع التردد في أن الكلام الذي تعوذ به النبي غير مخلوق؟ لا ريب في وضوح هذه الحجة، وتعلقها ببابين كبيرين من أبواب الاعتقاد:
أولهما: توحيد الله تعالى، من جهة أن التعوذ به تعالى توحيد، وأن التعوذ بغيره شرك.
والثاني: مقام نبي الله الذي هو أعظم الناس علماً بربه وأبعدهم عن الشرك.
وقول من زعم أنّ القرآن مخلوق، يشكل من ناحية التوحيد والنبوة معاً، فبطلانه جلي لا ينبغي أن يكون محل تردد.
3 - روى الآجري (171) أن سفيان بن عيينة لما بلغه قول بشر المريسي بأن القرآن مخلوق قال: «كذب، قال الله تعالى: ?إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ? (الأعراف:54) فالخلق خلق الله، والأمر القرآن.
ولما روى اللالكائي (358) هذا الخبر عن سفيان قال: «وكذلك قال أحمد بن حنبل ونعيم بن حماد ومحمد بن يحيى الذهلي وعبد السلام بن عاصم وأحمد بن سنان وأبو حاتم الرازي.
والآية كما ترى قد فرقت بين الخلق والأمر، فجعلت الأمر مغايراً للخلق، وعليه فالقرآن الذي هو أمر الله ليس مخلوقاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/41)
والأدلة كما قدمت كثيرة جدّاً، لكني أقتصر على ما سقت منها، تنبيها بما ذكرت على ما لم أذكر.
الأمر الرابع
أَيَهُون على الأمّة هذا العدد الكبير من أئمة الإسلام الذين قرروا -منذ زمن القرون المفضلة- أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، وأنكروا ما سواه من الأقوال؟
علماء في أزمنة متعددة وأمكنة متفرقة، ساق أقوالهم اللالكائي في أكثر من مائة ورقة (1/ 227 - 329) ورتب أزمانهم، وبلدانهم، فذكر علماء الحرمين: مكة والمدينة، والمِصْرين: البصرة والكوفة، والشام ومصر وخراسان، وواسط وبغداد والري وأصبهان وبلخ ونيسابور وبخارى وسمرقند والثغور.
ولم يكن هؤلاء بحمد الله من المغمورين، أو أنصاف المتعلمين، بل كانوا أئمة الأمة وهداتها من الفقهاء والمُحدّثين والمفسرين الذين أفنوا أعمارهم في الدعوة إلى دين الله والذب عنه بكل ما أوتوا، حتى حفظ الله بهم دينه، واتضحت معالمه، وقد قال اللالكائي (2 - 312) بعد أن ساق أقوال عدد منهم: «فهؤلاء خمسمائة وخمسون نفسا أو أكثر، من التابعين وأتباع التابعين والأئمة المرضيين، سوى الصحابة الخيّرين، على اختلاف الأعصار ومضي السنين والأعوام، وفيهم نحو من مائة إمام، ممن أخذ الناس بقولهم، وتدينوا بمذاهبهم».
ثم نبّه إلى أنّ العدد الذي ساقه ليس هو عدد جميع من جاءت الرواية عنه في هذه المسألة العظيمة، لكنه اختصر العدد فقال: «ولو اشتغلت بنقل قول المحدّثين لبلغت أسماؤهم ألوفاً كثيرة، لكني اختصرت وحذفت الأسانيد للاختصار».
ولا عجب فيما ذكره اللالكائي من العدد العظيم، فإنّ علماء الكوفة لما جُمعوا؛ ليُقرأ عليهم الكتاب الجائر الذي ورد من المأمون بامتحان الناس في مسألة القرآن قال أبو نعيم الفضل بن دكين: «أدركت ثمانمائة شيخ ونيفاً وسبعين شيخاً، منهم الأعمش فمن دونه فما رأيت خلقا يقول بهذه المقالة -يعني خلق القرآن- ولا تكلم أحد بهذه المقالة إلا رمي بالزندقة». (رواه اللالكائي (481)).
وفي رواية أنه قال للوالي بعد أن أخبره بكثرة أهل العلم الرافضين لهذه المقولة: «رأسي أهون علي من زِرِّي». وأخذ زِرَّه فقطعه. (تهذيب التهذيب 8/ 275).
فإذا نقل أبو نعيم وحده عن هذا العدد الكبير من أهل العلم فلا غرابة في نسبة اللالكائي مقولة أهل السنة لألوف العلماء، على مدى الأزمنة المتطاولة، وفيهم أهل القرون الثلاثة الفاضلة.
أيقال: إن هذا العدد قد جهل حقيقة الأمر، وإن ما تحمّله أهل العلم من الأذى العظيم في هذا السبيل كان في أمرٍ لم يكن لهم فيه سلف من أصحاب النبي، وإن الواجب عليهم كان هو الكف عن الدخول في المسألة من أصلها، وإن الرشاد والسداد كان في قول من توقفوا؟ مع ما قد أوضحنا من أن توقفهم كان لعدم درايتهم بحيلة الجهمية التي نوّهنا عنها! لا ريب أن ذلك قد يفتح باباً، بل أبواباً على أمور من الاعتقاد الراسخ الثابت. فلئن كان هداة الأمة وأئمتها قد خطئوا الصواب في هذه المسألة وهم بهذا العدد الكبير والأزمنة المتفاوتة، فإنهم قد يكونون كذلك في أبواب أخرى من الاعتقاد الذي نافحوا عنه، وصنفوا فيه، ونشروه في المسلمين، وذلك أمر إن جوّزناه قوّضنا أمور الاعتقاد وزعزعناها بلا ريب.
وهذه المسألة قد تخفى على البعض في الوهلة الأولى، لكن لا يلبث من تأمل الأمر جيداً أن يتضح له وجه الصواب فيها، حتى إنّ الإمام الجليل سليمان بن حرب جزم بأنّ القرآن غير مخلوق بعد أن كان لا يقوله، فسئل عما بدا له فقال: «استخرجته من كتاب الله ?إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ? (آل عمران:77) فالكلام والنظر واحد» (رواه عبد الله في السنة (169)).
هذا بعض مما عندي في هذه المسألة التي نحن بحمد الله فيها على بينة من كتاب ربنا وسنّة نبينا ونهج سلفنا الصالح، بدءاً بأصحاب رسول الله والتابعين لهم على بصيرة إلى يوم القيامة.
فإن عُدّ هذا تقليداً فأكرم به من تقليد، وثبتَنا الله عليه حتى نلقاه به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/42)
والعجيب أنّ أبا عبد الرحمن قد ذكر نزراً قليلاً، وهم (الكرابيسي والمقبلي والشوكاني) مجَّد موقفهم في اختيار التوقف، وهم ممن لا يُشك في أنهم ليسوا قرناء للأئمة الذين صرحوا ببطلان هذا القول، لا في مكانتهم العلمية ولا حتى كميتهم العددية على أنّ ثمة إشكالاً كبيراً فيما قاله بشأن الكرابيسي، فإنّ المعروف عنه أنه كان يجزم بأنّ القرآن غير مخلوق، وإنما كان نقاشه في مسألة أخرى هي مسألة اللفظ، كما هو معروف عنه (انظر ترجمته في ميزان الاعتدال وغيره) وهو الذي أكد عليه ابن كثير في ترجمته للكرابيسي في (الطبقات 1 - 133) ونص على أنّ الذي رآه عنه القول بأنّ القرآن غير مخلوق.
فبقي اثنان ممن ذكر أبو عبد الرحمن، وهما من المتأخرين: المقبلي، والشوكاني الذي رغم ميله إلى الوقف، إلا أنه صوّب موقف أئمة السنة فقال- في نفس الموضع الذي نقل منه أبو عبد الرحمن موقفه -: «ولقد أصاب أئمة السنة بامتناعهم من الإجابة إلى القول بخلق القرآن وحدوثه، وحفظ الله بهم أمة نبيه عن الابتداع» (فتح القدير 3 - 397) وهذا يختلف عن جزم أبي عبد الرحمن باستواء قول هؤلاء الأئمة مع قول المعتزلة، وأنّ من قال بأي من القولين فقد «قفا ما ليس به علم!».
فقول الشوكاني فيه تصويب لأئمة السنة في امتناعهم من الإجابة إلى القول الباطل، ووصفٌ لصنيعهم بأنه حفظ للأمة عن الابتداع، فلم يقل ما قاله أبو عبد الرحمن من نبزهم بالوقوع في هذا الذنب العظيم، وهو القول بلا علم، وبكل حال فإن توقُّف مَن توقَّف مما قد بيّنّا لك سببه الناشئ عن عدم التفطن إلى ما في الوقف من إشكال، فلا تكون غفلة من وقع فيه هي الحجة على سلف الأمة وأئمتها.
والمرجو من أبي عبد الرحمن وفّقه الله لكل خير أن يعود إلى الروايات المسندة في كتب الاعتقاد، والتي نقلت إلى الأمة اعتقاد نبيها وأصحابه بالأسانيد، وأن يتأمّلها -وبعض مما أوردناه جزء قليل مما فيها- ويتأمّل الحال الذي كانت عليه أمة الإسلام وقت عزها، زمن الصحابة والتابعين قبل تفاقم مقالة الجهمية وتشعبها.
كما أنّ المرجو من رجل في سِنّه وتمكّنه الإعلامي أن يبيّن في مقالاته ما يحاك للجيل الصاعد اليوم من مؤامرات هدفها أعزّ ما يملكون: دينهم وخلقهم، فإنّ كلمة الحق في بيان ذلك من أعظم ما نحتاجه، ولاسيما في الميدان الإعلامي.
أسأل الله أن يكتب لي وله السداد والتوفيق، ويمنّ علينا جميعاً باتباع الحق بدليله، ويحسن لنا الخاتمة، ويجعلنا جميعاً مفاتيح للخير مغاليق للشر، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
(*) أستاذ العقيدة المساعد بجامعة الملك سعود بالرياض -
alanquary@gmail.com
http://www.al-jazirah.com/20101220/fe9d.htm
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[21 - 12 - 10, 05:16 ص]ـ
لا أدري مقام الشيخ المردود عليه , ولكن يستغرب أن يقال مثل هذا في ظل هذا العصر المزدهر بالعلم. خاصة مسائل الاعتقاد.
والحمد لله على نعمة السنة
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[22 - 12 - 10, 01:52 ص]ـ
- صفات الله عزوجل قائمة به غير بائنة منه. فالقران كلامه لانه تكلم به حقيقة وسمعه منه جبريل عليه السلام.
فحكمنا على القران بانه صفة لله عز و جل لانه من فعله وفعله قائم به غير مباين له.
العبد اذا قرا القران هل المقروء هنا هو صفة الله عز وجل
كيف نجمع بين هذا وبين مباينة الله عز وجل للمخلوقات بالذات والصفات.
- قلنا ان الكلام يضاف الى من قاله مبتدا لا الى من قاله مؤديا مبلغا
فما حكاه الله عز وجل في كتابه من كلام رسله وكلام الكفار الذين ارسلوا اليهم وكلام ابليس وغيره
هل يقال هو كلام هؤلاء لانه منهم بدا والله يحكي كلامهم ام نقول هو كلام الله فننقض ما قررناه وقعدناه
امل من الاخوة الكرام اجابة شافية كافية.
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[23 - 12 - 10, 07:39 ص]ـ
- صفات الله عزوجل قائمة به غير بائنة منه. فالقران كلامه لانه تكلم به حقيقة وسمعه منه جبريل عليه السلام.
فحكمنا على القران بانه صفة لله عز و جل لانه من فعله وفعله قائم به غير مباين له.
ـــــــــــــــــــــ
نوع الكلام صفة ذاتية لا تنفك عن الله أما أحاده فهو حادث فهو يتكلم بما شاء متى شاء ومنه القرآن حادث بهذا المعنى. أي أن الله تكلم في الأزل ولم يتكلم بالقرآن وإن كان تكلم بغيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/43)
ـــــــــــــــــــــــ
العبد اذا قرا القران هل المقروء هنا هو صفة الله عز وجل
كيف نجمع بين هذا وبين مباينة الله عز وجل للمخلوقات بالذات والصفات.
ــــــــــــــــــــ
المقروء هو كلام الله سواء قرأته أنت أو أنا أو غيرنا, وليس مخلوقا حتى نجمع بينه وبين المخلوقات, فالله منفصل عن المخلوقات وليس القرآن منه.
والمقصود هو كون الله - تعالى - بائنا عن مخلوقاته لا يعني بذلك مجرد أن يتكلم المخلوق بما ليس مخلوقا؛ أن الله متصل بمخلوقاته فإننا نقول هنا: الصفة ليست هي الموصوف. بمعنى ليس الله الرحمة أو الكلام أو العلم ... إلخ , حتى نقول إن الله اتصل بمخلوقاته لما تكلمنا بكلامه تعالى.
ـــــــــــــــ
- قلنا ان الكلام يضاف الى من قاله مبتدا لا الى من قاله مؤديا مبلغا
فما حكاه الله عز وجل في كتابه من كلام رسله وكلام الكفار الذين ارسلوا اليهم وكلام ابليس وغيره.
هل يقال هو كلام هؤلاء لانه منهم بدا والله يحكي كلامهم ام نقول هو كلام الله فننقض ما قررناه وقعدناه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكلام يجوز أن يضاف إلى من قاله ابتداء وإلى من قاله مبلغا. كما قال تعالى: ((فأجره حتى يسمع كلام الله)). وهذا جامع لكليهما فكلام الله القرآن كله. ويجوز أن يضاف إلى مبلغه كما قال تعالى: ((إنه لقول رسول كريم)) , سواء كان جبريل عليه السلام , أو النبي - صلى الله عليه وسلم -. لكن المقصود في هذا المعنى الرد على الأشاعرة ممن قال إن القرآن معناه من عند الله - وهو ما يعبرون عنه بالكلام النفسي - ونظمه النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقال إن الكلام لا ينسب إلا لناظمه فعلى ذلك إما أن يقولوا إن القرآن كلام الله لفظا ومعنى أو يقولوا القرآن كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس كلام الله تعالى - والعياذ بالله -
ــــــــــــــــــــــــــ
امل من الاخوة الكرام اجابة شافية كافية.
ـــــــــــــــــ
يسر الله لك إخوة كراما
والحمد لله في الأولى والآخرة
ـ[أحمد بن عبدالمحسن]ــــــــ[25 - 12 - 10, 07:13 ص]ـ
أبوعبدالرحمن الظاهري متعصب لابن حزم حتى نخاع عظمه ولذا تجده يقفو ابن حزم في الهدى والضلال فلما وجد ابن حزم أطلق لسانه في الأئمة قام هو بمثل دوره ولما وجده خالف أهل السنة في بعض مسائل الاعتقاد قلده وقفا أثره ولما رأى شيخه اشتغل بالفلسفة اشتغل هو بها.
على أن لابن عقيل تهويل في حديثه وتهويش فتجده يزعم أنه يملك لأقواله من الروايات ما يملأ مجلدات فإذا حاققته وحاصصته وجدتها لا تعدو العشرات.
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[25 - 12 - 10, 03:00 م]ـ
بارك الله فيك ....(68/44)
ماذا تعرفون عن قدرات وإمكانات شيوخ الصوفية؟!
ـ[محمود الحلبي]ــــــــ[20 - 12 - 10, 06:14 م]ـ
ماذا تعرفون عن قدرات وإمكانات شيوخ الصوفية؟!
فمشايخ الصوفية عندنا بالشام، عندهم إمكانات واسعة وقدرات عجيبة، تستطيع الأمم المتقدمة أن تستفيد من هذه الإمكانات، وسأنقل لكم من الواقع - على عجالة - قصصا عن بعض أخبار المتصوفة، فمنه ما سمعته بنفسي، وبعضه نقله لي أشخاص لا نظن بهم الكذب:
1 - محطة وقود: نفذ وقود سيارة المريد في وسط الصحراء، وكان الشيخ برفقة مريده، فتحير ما يصنع فما كان من الشيخ إلا أن قال للمريد: (دير وجهك) التفت بوجهك عني، فشمر الشيخ الفاضل ثيابه وبال له في خزان الوقود، فاشتغلت السيارة!. وهذا اختراع جيد يغني الأمم المتقدمة عن إسراف الأموال في بناء وشراء المحطات، ثم هي محطة متنقلة!!
2 - ميكانيكي: في إحدى قرى حلب تعطل الجرار الزراعي (التراكتور) لأحد المزارعين فطاف المريد بقبر الشيخ سبعة أشواط ليعمل المحرك جيدا.
3 - شبكة اتصالات: الشيخ أحمد الحارون يتصل بواسطة خيط (دكة) سرواله. قبل اختراع الجوالات!!.
4 - مستشفى تلقيح صناعي: قامت إحدى المريدات برفع تنورتها ولصقت ... بقبر الشيخ محي الدين لكي تحمل مباشرة!؟
5 - مختبرات تحاليل طبية: دون الحاجة إلى معدات ووسائل، قال لنا أحد شيوخ النقشبندية: أنا أول من اكتشف أن في البول يوجد السكر! فقلنا له: كيف عرفتم ذلك؟ قال: رأيت الذباب يقع على البول، والذباب لا يقع إلى على الشيء الحلو! فهذا دليل على أن فيه سكر!؟.
6 - إمكانية الانسلاخ من الجسم البشري والتحول إلى كائن مجهول الهوية: كثيرا ما كنت أسمع شيوخ الطريقة النقشبندية يذكرون عن أحد شيوخهم (الشيخ ... المنسلخ عن الجسم البشري!!). وهذا فيه فوائد كثيرة للبشرية .. !! (وفهمكم كفاية!!).
7 - مكتب للبريد: أحد الطلبة من أفريقيا يدرس في المدرسة الخزنوية، وأراد أن يرسل رسالة إلى أهله، فطلب الإذن للذهاب إلى مكتب البريد، فقال له الشيخ: ليش تتعب نفسك، قبر سيدنا موجود، ضع الرسالة في صندوق القبر وستصل خلال لحظات إن شاء الله!!.
طبعا المكان لا يتسع فالقدرات تزيد يوما بعد يوم بنسبة مطردة مع انتشار الجهل. فإلى الله المشتكى.
ولعل الإخوة أن يتحفونا ببعض ما عندهم من أخبار.
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[21 - 12 - 10, 04:14 ص]ـ
بارك الله فيكم
هل تعلمون أنّ أوّل مخترع للبلوتوث هو أحد أولياء الصوفية .. !! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=229391)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[21 - 12 - 10, 04:16 ص]ـ
عجباً،،، مدد ياسيدي كلب .. !! هذا هو حال مشايخ الصوفية مع الحيوانات،،، ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=203510)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[21 - 12 - 10, 04:17 ص]ـ
عجباً: نظرة من ولي صوفي إلى كلب صار الكلب بها آلهةً تُعبد من دون الله .. !! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=204870)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[21 - 12 - 10, 04:18 ص]ـ
ولي ينتظر الرجال والنساء عند باب السلام بمكة،،، فما الحكمة من ذلك .. ؟؟!! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=204645)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[21 - 12 - 10, 04:20 ص]ـ
شيخ صوفي: بعد أن طلب الإمداد من الكلاب،،، استشفع بالحرباء .. !! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=203603)
شيخ صوفي من كُمّل العارفين كثير التطورات حتى أنه يصبح حيوانا في بعض الأحيان .. !! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=203434)
كرامة صوفية برواية الغماري: ولي صوفي يشرب بوله ويأمر من بجانبه أن يمسك له. . . ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=187772)
صدّق أو لاتصدّق: ولي صوفي: يحدّد عدد أهل الجنة دونما زيادة أو نقصان!!! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=187520)
ـ[محمود الحلبي]ــــــــ[22 - 12 - 10, 11:00 م]ـ
أخي الأثري الفراتي: بارك الله فيك ونفع بك.
لقد أثريت الموضوع وزدته حسنا على حسن، أجزل الله لك الأجر.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[23 - 12 - 10, 12:33 ص]ـ
أنظر كتاب تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي ففيه العجب , فالواجب أن نقول في الصوفية دعاء الإبتلاء الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به و فضلنا على كثير مما خلق تفضيلا, و أرجو أن يكون الموضوع لإفادة الناس و تحذيرهم من ضلالات الصوفية لا للاستهزاء و التنكيت , فما كان هذا منهج السلف, فالقلوب بين أصابع الرحمان يقلبها كيف يشاء.
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[23 - 12 - 10, 04:13 ص]ـ
أخي الأثري الفراتي: بارك الله فيك ونفع بك.
لقد أثريت الموضوع وزدته حسنا على حسن، أجزل الله لك الأجر.
وإياكم
وفيكم يُبارك الله
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[23 - 12 - 10, 09:59 ص]ـ
الله المستعان!
أحار بشكل عجيب وأعود لأسأل أين عقول هؤلاء؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/45)
ـ[محمد كريم الخرشي]ــــــــ[27 - 12 - 10, 03:25 م]ـ
إلى الإخوة الكرام الغيورين على هذا الدين لا ينبغي لذي عقل منصف أن يثير مثل هذه التساءلات، وإنما نسلك مع هؤلاء مسلك النبي صلى الله عليه وسلم بأن نبين لهم ما هم عليه من الباطل والجهل بهذا الدين، بقدر تلك الحرقة والغيرة التي نثير الجدل في مثل هذه القضايا، حاشا ثم كلا أن يمس هذا الدين أيدي ملطخة بتلك الخزعبلات الساقطة والجهل المركب .....
هذا يؤكد لنا مرة أخرى أننا الذين عرفوا الحق ثم التزموه مقصرون في تبليغ هذه الرسالة على الناس كل التقصير، ولا أظن يخالفني في هذا الإخوة الأفاضل جزاهم الله خيرا ...
ولكن في المقابل نجد عندنا نحن السلفية أو قل أتباع السلف شبه ما يقولون في الطرف الآخر ... ولا أريد إثارة الموضوع ... وإنما أريد أن أقول أننا فقدنا من بيننا القاعدة العظيمة التي كانت ماثلة في السلف ألا وهي: نقد الذات .. والله سبحانه وتعالى يقول: " لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " .... والله من وراء القصد.(68/46)
آراء علماء الاسلام في مسألة تحريف التوراة و الانجيل
ـ[أحمد فلاح]ــــــــ[21 - 12 - 10, 04:35 ص]ـ
ما هي أفضل الكتب و الرسائل التي تجمع و تتناول آراء علماء الاسلام في مسألة تحريف التوراة و الانجيل من دون التطرق إلى ما في كتب النصارى الحالية من تحريف؟
يفضل أن يكون الكتاب متوفر على الشبكة.
جزاكم الله خيراً
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[21 - 12 - 10, 06:46 ص]ـ
اسأل أبا فهر هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1436492#post1436492) ، وسوف يجيبك إن شاء الله.(68/47)
من ضلال المتصوفة من دعا الله مباشرة بدون واسطة فهو مبتدع / وثيقة
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[21 - 12 - 10, 01:18 م]ـ
من ضلال المتصوفة
من دعا الله مباشرة بدون واسطة فهو مبتدع
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
يقول " عبدالوهاب الشعراني " متحدثاً عن نفسه في كتابه " لطائف المنن والأخلاق في وجوب التحدث بنعمة الله على الإطلاق " الجزء الأول مانصه:
((ومما أنعم الله تبارك به علي جعلي رسول الله صلى الله عليه وسلم واسطة بيني وبين الله تبارك وتعالى في كل حاجة طلبتها لانه صلى الله عليه وسلم كبير الحضرة الإلهية فسؤالنا ربنا جل وعلا بلا بواسطته سوء أدب معه صلى الله عليه وسلم ولانا لانعرف الأدب مع الله تبارك وتعالى لعدم أحاطتنا به عز وجل بخلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفهم ذلك (وفي كلام) سيدي عبدالقادر الجيلاني رضي الله تعالى عنه إياك أن تحذف واسطة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكلم الله عز وجل بلا واسطته فأنك تكون إذ ذاك مبتدعاً لا متبعاًوالكامل لايطا مكانا لايرى فيه قدم الأتباع لنبيه لى الله عليه وسلم فيه أبدا أنتهى فأفهم ذلك وأعمل على التخلق به والله تبارك وتعالى يتولى هداك والحمدلله رب العالمين)) .. [106] .. !!
صدق الله القائل: (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [الزمر: 45] .. !!
والنبي صلى الله عليه وسلم يعلم اصحابه دعاء الله وحده فيقول لأبن عباس رضي الله عنه: ((يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)) .. !!
فأنظروا إلى الفرق بين تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأتباعه سؤال الله مباشرة، وبين الشعراني ومشايخ المتصوفة الذي يدعون إلى جعل واسطة بينهم وبين الله .. !!
فمن يدعوا الله مخلصا له الدين صار مبتدع لامتبع عند هؤلاء المتصوفة القبورية والله المستعان .. !!
والله حسبنا ونعم الوكيل، وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين .. !!
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين .. !!
الاثنين 13 محرم 1432هـ .. !!
شبكة صوفية حضرموت
http://www.soufia-h.net/showthread.php?p=44989 (http://www.soufia-h.net/showthread.php?p=44989#post44989)
:: الوثيقة مصورة::
http://img151.imageshack.us/img151/4875/106ct.jpg (http://www.soufia-h.net/index.php)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[22 - 12 - 10, 06:26 م]ـ
أعوذ بالله من الشعراني ومن كذبه على الله ورسوله وعلى الشيخ عبد القادر الجيلاني
هؤلاء على طريق الروافض الذين قالوا عين ما قال وأعظم بكثير بكثير!
جزاكم الله خيرا(68/48)
استدلال لطيف لشيخ الاسلام في بيان حال (عمار القبور وعُبّادها) من قوله تعالى: (إنما يعمر مساجد الله ..... )
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[21 - 12 - 10, 03:07 م]ـ
استدلال لطيف لشيخ الاسلام في بيان حال (عمار القبور وعُبّادها) من قوله تعالى: (إنما يعمر مساجد الله ..... )
قال رحمه الله في الرد على البكري (ص305):
و جمهور هؤلاء المشركين بالقبور يجدون عند عبادة القبور من الرقة والخشوع و الدعاء و حضور القلب ما لا يجده أحدهم في مساجد الله تعالى التي أذن أن ترفع و يذكر فيها اسمه.
إلى أن قال (ص 308):
وهؤلاء وأمثالهم صلاتهم ونسكهم لغير الله رب العالمين؛ فليسوا على ملة إبراهيم إمام الحنفاء، وليسوا من عمار مساجد الله الذين قال الله فيهم: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتي الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)؛
فعمار مساجد الله لا يخشون إلا الله، وعمار مساجد المقابر يخشون غير الله ويرجون غير الله، حتى إن طائفة من أصحاب الكبائر الذين لا يتحاشون فيما يفعلونه من القبائح كان إذا رأى قبة الميت أو الهلال الذي على رأس القبة خشي من فعل الفواحش، ويقول أحدهم لصاحبه: ويحك هذا هلال القبة؛ فيخشون المدفون تحت الهلال ولا يخشون الذي خلق السماوات والأرض وجعل أهلة السماء مواقيت للناس والحج.
ـ[أبو الوليد الخريبكي]ــــــــ[21 - 12 - 10, 05:16 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[22 - 12 - 10, 01:47 م]ـ
وإياك أخي الفاضل.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[22 - 12 - 10, 02:07 م]ـ
جزاك الله تعالى خيرا أخي الفاضل.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[22 - 12 - 10, 09:27 م]ـ
وإياكم أخي الكريم.
بارك الله فيكم.(68/49)
كيف تترجم صفة اليد لله سبحانه وتعالى إلى اللغات الأجنبية
ـ[أبو صهيب]ــــــــ[22 - 12 - 10, 09:09 ص]ـ
كيف تترجم صفة اليد لله سبحانه وتعالى إلى اللغات الأجنبية
دار نقاش حاد في بعض الترجمات لمعاني القرآن الكريم إلى اللغات الأجنبية ومنها الألمانية والإنجليزية والأسبانية مع بعض المترجمين فقالوا:
إن هذه اللغات ضيقة وفقيرة بالألفاظ والمعاني فكلمة يد = هاند. hand هذه الكلمة إذا أطلقت في اللغة لا يعرف منها إلا يد البشر وكذلك الوجه= face لا يعرف إلا وجه البشر ويد الحيوان لا يقال لها يد أي هاند الغزال مثلا ولا يد الباب لها اسم خاص بها وهكذا في الوجه فإذا أطلقت المعنى يد الله وقلت = " hand of allah "God. فهذا في فهمهم أن له يد هي مثل يد الإنسان ولا يفهم أن بينهما أي اختلاف وكذلك الوجه وبالتالي يرى أن يترجم معنى الآيات على الإجمال فتقول في ترجمة لما خلقت بيدي = يعني لما خلقته، وبل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء = قالت اليهود إن الله بخيل بل هم البخلاء فالله غني ينفق كيف يشاء
كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام = كل شيء هالك إلا الله سبحانه
فهل لديكم حلول أو أي أجوبة فالأمر مهم في توضيح العقيدة في الصفات لملايين البشر الذين ستوزع عليهم هذه الترجمات كتابيا وفضائيا وعلى الأنترنت
ـ[أبو المنذر السلفي الأثري]ــــــــ[22 - 12 - 10, 09:49 ص]ـ
عندي اقتراح بسيط وممكن أن يتم تطويره
إذا كانت هذه الكتب والترجمات يمكن أن تجعل لها هامش فتضع علامة بعد كلمة
"هاند " مثلا ثم تكتب في الهامش ولكنها ليست كيد البشر وليس يشبهها شيء، وأي توضيع مثل هذا
وهكذا في جميع الصفات نحاول تقريب الترجمة لأقرب شيء في لغتهم ثم إن كان هناك تباين في الفهم أو نخاف أن يفهم البعض بطريقة خطأ نعمل هامش ونوضح فيه الأمر،
ونكتب في بداية الكتاب أو الترجمة الهوامش مهمة جدا يجب أن تقرأها جيداً، لكي نضمن أن يهتم بها كل من يقرأ الترجمة ...
هذا اقتراحي ولعله قابل للتطوير
وأما ما ذكرته من الترجمة على الإجمال ففيه حل لمشكلة ووقوع في مشكلة أخرى وهو أنك ستربيهم على عقيدة تأويل الصفات وتفتح باب الأشعرية على مصراعية وهذه مشكلة ستكبر مع الوقت ولن نستطيع بعد ذلك إقناعهم بهذه الصفات بعد ذلك. والله أعلم
ـ[أبو صهيب]ــــــــ[22 - 12 - 10, 10:28 ص]ـ
ليست المشكة في الكتاب المطبوع الذي سيوضع في هامش وهو حل جيد لكن المشكلة أننا نريد تسجيل هذه الترجمات صوتيا ومرئيا وأثناء قرائتها يصعب أن ترجع للهامش ثم تعود للقراءة وهذه مشكلة فنية لاتدل على حرفية جيدة في العمل مما يجعل المستمع أو المشاهد ينصرف عنك
وبالنسبة لفتح الباب للتأويل هذا في الحقيقة ما نخاف منه
ونرد الحل المناسب؟
فلو قلنا كما ذكر أعلاه يد الله = hand of allah لن تجد عنده إشكال والسبب هو أن النصارى في كنائسهم يعتقدون التجسيم بل ويرسمون الله على شكل رجل كبير شايب ضخم جدا وقور وجميل تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا (لم يكن له كفوا أحد) و (ليس كمثله شيء) كما يرسمون المسيح ومريم وروح القدس وانظر هذا الرابط - ولا يقل أحد أني أسوق لهم قاتلهم الله- للكنيسة القبطية بمصر:
http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/20-Makalat/1-AkhbarElYom/CopticPope-Articles-053-God-s-Characteristics.html
فكأننا بذلك نرسخ لهم هذه الصورة التي بقيت في أذهانهم ويشاهدونها في كنائسهم
فأين المجتهدون من طلاب العلم
ـ[محمد الشمالي]ــــــــ[22 - 12 - 10, 11:27 ص]ـ
الجزء الكبير من الحل يكمن في المجاز والله أعلم، وهو أسلوب له دلالته وله أنصاره وهو هنا يوضح إشكالا، ربما أضرّ هذا الإشكال أكثر من أن ينفع في الدعوة، والتي جاءت لجميع البشر وليس للمسلمين فقط.
بوركتم على الغيرة على دين الله. كما يجب دراسة المذاهب الأخرى التي تلتزم الكتاب والسنة منهجا لها، بعيدا عن الإسفاف والإسراف!
ـ[أبو أنس محمد بن سعيد ا لسويسى]ــــــــ[22 - 12 - 10, 11:48 ص]ـ
كيف تترجم صفة اليد لله سبحانه وتعالى إلى اللغات الأجنبية
دار نقاش حاد في بعض الترجمات لمعاني القرآن الكريم إلى اللغات الأجنبية ومنها الألمانية والإنجليزية والأسبانية مع بعض المترجمين فقالوا:
إن هذه اللغات ضيقة وفقيرة بالألفاظ والمعاني فكلمة يد = هاند. hand هذه الكلمة إذا أطلقت في اللغة لا يعرف منها إلا يد البشر وكذلك الوجه= face لا يعرف إلا وجه البشر ويد الحيوان لا يقال لها يد أي هاند الغزال مثلا ولا يد الباب لها اسم اص بها وهكاذ في الوجه فإذا أطلقت المعنى يد الله وقلت = " hand of allah "God. فهذا في فهمهم أن له يد هي مثل يد الإنسان ولا يفهم أن بينهما أي اختلاف وكذلك الوجه وبالتالي يرى أن يترجم معنى الآيات على الإجمال فتقول في ترجمة لما خلقت بيدي = يعني لما خلقته، وبل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء = قالت اليهود إن الله بخيل بل هم البخلاء فالله غني ينفق كيف يشاء
كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام = كل شيء هالك إلا الله سبحانه
فهل لديكم حلول أو أي أجوبة فالأمر مهم في توضيح العقيدة في الصفات لملايين البشر الذين ستوزع عليهم هذه الترجمات كتابيا وفضائيا وعلى الأنترنت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أريد أن أطرح سؤالا بعده يحل الإشكال بإذن الله.
س. "الاستواء معلوم والكيف مجهول" ما معنى معلوم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/50)
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[22 - 12 - 10, 01:50 م]ـ
إن هذه اللغات ضيقة وفقيرة بالألفاظ والمعاني فكلمة يد = هاند. hand هذه الكلمة إذا أطلقت في اللغة لا يعرف منها إلا يد البشر وكذلك الوجه= face لا يعرف إلا وجه البشر ويد الحيوان لا يقال لها يد أي هاند الغزال مثلا ولا يد الباب لها اسم خاص بها وهكذا في الوجه
السلام عليكم
هذا الكلام غير صحيح
فكلمة هاند hand
لها عدة معانٍ في اللغة الأنجليزية وليس معنًا واحدًا
فهناك اليد بمعنى العون
وبمعنى السلطة
وبمعنى الملكية
ويد الساعة
وغير ذلك
أما يد الباب فنعم هي تختلف
ولكن ذلك لا يضر
وكذلك الوجه
face
لها عدة معانٍ في اللغة الأنجليزية بعضها موافق للعربية
فإذا أطلقت المعنى يد الله وقلت = " hand of allah "God. فهذا في فهمهم أن له يد هي مثل يد الإنسان ولا يفهم أن بينهما أي اختلاف وكذلك الوجه
هذا قد يحصل أيضا لمن هو عربي إذا كان عاميّا جاهلا، ولكن إذا قُلت له بأن الله له يد ولكنها ليست كيد المخلوقين، فعندها تنحل المشكلة، وذلك إذا كانت فطرته سليمة ولم تُحرف بالفكر التعطيلي
فكذلك هو مع الجالية غير العربية، إذا قلنا لهم بأن الله له هاند ليست مثل المخلوقين، فإنهم يفهمون المقصود ويؤمنون ويسلمون، هذا إذا كانت فطرتهم سليمة لم تُحرف بالفكر التعطيلي، حيث أن الذين يجدون صعوبة في تقبل هذا هم أهل البدع أو من تأثر بشبهاتهم، أما العوام منهم ممن لم يتأثر بأهل البدع، فلم أجد عندهم أي مشكلة في تقبل هذا والإيمان به والتسليم.
فتقول في ترجمة لما خلقت بيدي = يعني لما خلقته
هذا لا معنى له لأن إبليس مخلوق، ونحن مخلوقين وكل شيء مخلوق، فماذا يُستفاد من هذه الترجمة؟
لا يظهر منها أي فضل لآدم عليه السلام.
وبل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء = قالت اليهود إن الله بخيل بل هم البخلاء فالله غني ينفق كيف يشاء
نظرت في أكثر من 20 ترجمة والغالبية العظمى ترجموها كما هي، يعني ترجموا قول اليهود فيما حكاه الله عنهم: (يد الله مغلولة) بـ"يد الله مربوطة" و"يد الله مقيدة بالسلاسل" و"يد الله مقبوضة" وما شابهها، ولكن كلها تتضمن كلمة هاند hand
وكذلك في قوله تعالى (بل يداه مبسوطتان)
وذلك لأنها مفهومة من سياقها، وفي اللغة الأنجليزية عندما يقول شخص بأن يد شخص مقبوصة فإنه يُفهم منها البُخل، فمثل هذا يعتمد على السياق.
وقد يقوم قلة منهم بالتوضيح أكثر بين القوسين ولكن الغالبية لم يفعلوا ذلك لأنها واضحة.
كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام = كل شيء هالك إلا الله سبحانه
كثير من الترجمات ترجمتها كما هي "إلا وجهه"
except His Face
حتى من بعض من فيه تعطيل للصفات، ولكن البعض قد يُوضح المقصود بين قوسين
وآخرون لم يزيدوا على ذلك، وذلك لأنها مفهومة دون شرح، فليس هناك من سيفهم بأن صفة الوجه فقط ستبقى دون الذات.
أهل البدع يثيرون هذه الشبهة لأجل أن يبطلوا الحق، وإلا فإن الذي يتحدث الأنجليزية إذا قرأ تلك الترجمة لن يحصل عنده هذا الإشكال الذي يذكره أهل البدع، إلا إذا كان متأثرًا بأهل البدع ويقرأ شبهاتهم.
والله تعالى أعلم.
ـ[ناجي ابو نور]ــــــــ[22 - 12 - 10, 02:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت أم عبد الله
ذكرتي
فكلمة هاند hand
لها عدة معانٍ في اللغة الأنجليزية وليس معنًا واحدًا
فهناك اليد بمعنى العون
وبمعنى السلطة
وبمعنى الملكية
ويد الساعة
وغير ذلك
أما يد الباب فنعم هي تختلف
ولكن ذلك لا يضر
فهل هذه المعاني لليد فقط في اللغة الإنجليزية أو ايضا في العربية؟
ـ[أبو صهيب]ــــــــ[22 - 12 - 10, 03:03 م]ـ
يقول أهل العلم معلوم يعني معلوم المعنى وهو بمعنى ارتفع وعلا وصعد واستقر له أربعة معاني
لكن سؤالك لا يحل الإشكال.
وأنا أقول دائماً أن البشر محصورين محدودين داخل هذا الفضاء والغلاف الجوي التابع للأرض فالزمن عندنا والاتجاهات والمسافات والأشكال كلها تابعة لما نشاهده على الأرض فاليوم في عطارد أو الزهرة أقل من يومنا والسنة عندنا أطول بكثير مما هي هناك وأقل بكثير مما هي على زحل أو المشتري وهذا كله في الفضاء التابع للشمس وكلها مخلوقات صغيرة من مخلوقات الله وهي مع السموات السبع بالنسبة للكرسي لا شيء والكرسي بالنسبة للعرش كالحلقة الملقاة في الفلاة.
وفي مسألتنا لا بد من التركيز على النص القرآن الي يصف الله تعالى كما هو دون توهم الكيف والشبيه أو اللجوء للتعطيل
لأن مقاييسنا محدودة ونظرنا وفهمنا محدود فكيف يحكم محدود على غير محدود وهو رب العزة (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)
لو تأملنا في الآية لعرفنا مبلغ علمنا بالله ومعرفتنا بصفاته سبحانه وتعالى
لذلك ما رأيكم بأن تترجم الصفات كما هي ولو فهموا منها شيئا من التشبيه ونضيف أن التشبيه منفي بقوله ليس كمثله شيء؟؟
أنا أشكرك أخت أم عبد الله فكلامك موفق وردك ممتاز وسأطلع عليه المترجمين
هل يمكن أن ترسلي بريدكم الخاص لمزيد من الاستشارة حول هذه الموضوعات فنحن بأمس الحاجة لأمثالكم ممن يتقن اللغة الأجنبية والعلوم الشرعية والعربية ويتقن الترجمة أيضاً
moalen99@hotmail.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/51)
ـ[أبو أنس محمد بن سعيد ا لسويسى]ــــــــ[22 - 12 - 10, 03:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أريد أن أطرح سؤالا بعده يحل الإشكال بإذن الله.
س. "الاستواء معلوم والكيف مجهول" ما معنى معلوم؟
يقول شيخ الإسلام فى الحموية [وتأويل الصفات هو الحقيقة التى انفرد الله تعالى بعلمها وهو الكيف المجهول الذى قال فيه السلف - كمالك وغيره - الاستواء معلوم والكيف مجهول؛ فالاستواء معلوم، يعلم معناه ويفسر ويترجم بلغة أخرى، وهو من التأويل الذى يعلمه الراسخون فى العلم
قلت: هذا الذى ذكره شيخ الإسلام رحمه الله فى تفسير كلمة "معلوم" هو أحد تفسيرى السلف، والثانى هو: "ما استقر فى قلب العامة."
فإذا كان الأمركذلك فلا بأس من ترجمة القرآن بالضوابط التى ذكرها أهل العلم؛ ولا تخشى شيئا فإن غير العرب لا يخرجون عن عموم كلمة " العامة"، ثم دعوى الخوف على الناس من دخول التشبيه فى قلوبهم دعوى لا وجود لها فى واقع عامة الناس، وتذكر حالك ياأخى قبل أن تتعلم العقيدة هل كان يدخل فى قلبك أدنى شبهة تشبيه وانت تسمع نصوص الصفات؟
فإن لم تتذكر، فجرب مثلا أن تلقى حديث النزول مثلا على عامة الناس بدون أى إضافة منك ثم انظر رد الفعل ستجد الناس يتعاملون مع هذا الحديث أفضل من كثير مما يدعى العلم
ـ[أبو صهيب]ــــــــ[22 - 12 - 10, 03:54 م]ـ
لكن قول:
كثير من الترجمات ترجمتها كما هي "إلا وجهه"
except His Face
هو ترجمة حرفية غير مستساغة في اللغة الإنجليزية وهذه مشكلة الترجمات المطبوعة كلها أو أغلبها وكأنها تريد أن تنقل القرآن إلى اللغة الأجنبية
ولو قالوا في ترجمتهم = كل شيء يفنى ويبقى الله وحده ذو الوجه الكريم الجليل. لكان أفضل
وأقول لك فتشي عن بعض المعاني في هذه الترجمات وأفيدينا
روح القدس؟
ونفخت فيه من روحي؟
هن لباس لكم؟
بل ما هي ترجمة بسم الله؟
أليست نفس عبارة الكنيسة بالنيابة عن الله
ـ[أبو صهيب]ــــــــ[22 - 12 - 10, 04:03 م]ـ
أخ أبو أنس:
كأني أفهم منك أن نترجم اليد بـ (هاند) والوجه بـ (فيس) رغم ما ذكرته لك من اعتراضات! ونقول ليس كمثله شيء
ـ[أبو البركات]ــــــــ[22 - 12 - 10, 04:13 م]ـ
كيف تترجم صفة اليد لله سبحانه وتعالى إلى اللغات الأجنبية
دار نقاش حاد في بعض الترجمات لمعاني القرآن الكريم إلى اللغات الأجنبية ومنها الألمانية والإنجليزية والأسبانية مع بعض المترجمين فقالوا:
إن هذه اللغات ضيقة وفقيرة بالألفاظ والمعاني فكلمة يد = هاند. hand هذه الكلمة إذا أطلقت في اللغة لا يعرف منها إلا يد البشر وكذلك الوجه= face لا يعرف إلا وجه البشر ويد الحيوان لا يقال لها يد أي هاند الغزال مثلا ولا يد الباب لها اسم خاص بها وهكذا في الوجه فإذا أطلقت المعنى يد الله وقلت = " hand of allah "God. فهذا في فهمهم أن له يد هي مثل يد الإنسان ولا يفهم أن بينهما أي اختلاف وكذلك الوجه وبالتالي يرى أن يترجم معنى الآيات على الإجمال فتقول في ترجمة لما خلقت بيدي = يعني لما خلقته، وبل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء = قالت اليهود إن الله بخيل بل هم البخلاء فالله غني ينفق كيف يشاء
كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام = كل شيء هالك إلا الله سبحانه
فهل لديكم حلول أو أي أجوبة فالأمر مهم في توضيح العقيدة في الصفات لملايين البشر الذين ستوزع عليهم هذه الترجمات كتابيا وفضائيا وعلى الأنترنت
الترجمات المقترحة كلها تؤيد مذهب الجهمية في نفي الصفات، فلا تجتهد بهذه الطريقة وترجم ايات الصفات حرفيا فاللغات لديها مالدى اللغة العربية بهذا الشأن
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[22 - 12 - 10, 04:35 م]ـ
أخي الكريم: بارك الله فيك وفي غيرتك.
هل الترجمة بالنسبة لك تفسير وشرح أم هي ترجمة لفظية؟
ـ[أبو صهيب]ــــــــ[22 - 12 - 10, 04:54 م]ـ
الأخ أحمد بسيوني لا شك ولا ريب أن الترجمة لمعاني القرآن هي تفسير وليست ترجمة لفظية إذ لا يمكن في لغة من اللغات أن تأتي بعبارة تحتمل عدة وجوه من المعاني في سياق واحد كاللغة العربية
انظر قوله تعالى:
من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ. الحج: 22
أتحدى أي شخص في أي لغة من العالم أن يأتي بترجمة لفظية لها؟؟!!! لا يمكن لأن المفسرين ذكروا عدة معاني لها مختلفة وكلها متحملة وكلها فيها بعد عن لفظ الآية
أما الأخ أبو البركات فيقول:
فلا تجتهد بهذه الطريقة وترجم ايات الصفات حرفيا فاللغات لديها مالدى اللغة العربية بهذا الشأن
ماذا تقصد في الترجمة الحرفية؟؟؟؟!!!
المشكلة هي في الترجمة الحرفية وأنا ضد الجهمية والأشعرية والتأويل
ـ[أبو أنس محمد بن سعيد ا لسويسى]ــــــــ[22 - 12 - 10, 05:29 م]ـ
أخ أبو أنس:
كأني أفهم منك أن نترجم اليد بـ (هاند) والوجه بـ (فيس) رغم ما ذكرته لك من اعتراضات! ونقول ليس كمثله شيء
أعتذر على تأخر الرد فأنا أشارككم بهاتفى المحمول.
نعم يأبا صهيب، هذا ما أعنيه بالضبط.
أما عن اعتراضكم الأول وهو "أن كلمة hand إذا اطلقت فى اللغة لا يفهم منها إلا يد الإنسان " فهو غريب جدا، أى لغة؟
الغة الإنجليزية أم الفرنسية أم الألمانية أم ........... فهل أحطنا بالعربية حتى نقعد لغيرها؟
ثم إن كان الأمر محصورا فى لغة قد أحطنا بها علما فلنترجم النص إليها، فإن وقع فى قلب المترجم إليه شبهة،ردها بقوله تعالى " ليس كمثله شىء "
أما عن الاعتراض الثانى:فأقول إن تصوير النصارى لرب العزةوتمثيله بصورة هذا الشيخ أمرقديم من قبل بعثة النبى صلى الله عليه وسلم، وقد علم السلف بذللك وقالوا بجواز الترجمة إلى اللغات الأخرى؛ كما نقلته لك من كلام شيخ الإسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/52)
ـ[أبو صهيب]ــــــــ[22 - 12 - 10, 06:17 م]ـ
نعم جزاك الله خيرا هذا ما أعتقده انه هو الصواب وأحببت أن أثير الموضوع حتى أجد من يؤازر هذا المعنى
ـ[أبو أنس محمد بن سعيد ا لسويسى]ــــــــ[22 - 12 - 10, 06:28 م]ـ
وجزاكم أخى الكريم.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[22 - 12 - 10, 07:10 م]ـ
جزى الله من شارك خير الجزاء ..
والمعطلة في هذا الباب قسمان,, قسم يصرف اللفظ عن ظاهره ثم يأوله ثم يترجمه.
وقسم يحرفه عن ظاهره ثم لا يعين معنى ويفوضه وهم المفوضة.
وهؤلاء المفوضة لو أرادوا أن يترجموا كلمة يد إلى اللغة الانجليزية لقالوا: yad
ولو أرادوا أن يترجموا عين إلى لغة القوم لقالوا: ain
وهكذا ..
وقد نقل شيخ الإسلام عن أبي إسماعيل الهروي كلاما يكتب بماء الذهب في هذا المقام:
قال أبو إسماعيل: وليس كيف في هذا الباب من مقال المسلمين فأما العبارة فقد قال الله: ((وقالت اليهود يد الله مغلولة)) وإنما قالوها بالعبرانية فحكاها الله عنهم بالعربية وكان يكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبا بالعربية فيها أسماء الله وصفاته فيعبر بالألسنة عنها ويكتب بالسريانية فيعبره له زيد بن ثابت رضي الله عنه بالعربية.
والله تعالى يدعى بكل لسان باسمه فيجيب ويحلف بها فيلزم وينشد فيجاز ويوصف فيعرف.أ. هـ من بيان تلبيس الجهمةي 2/ 204 - 205
فترجم الكلمة إلى معناها المعلوم في لغة القوم يا أخي بارك الله فيك وكل ما أوردته قد يرد على العربي القارئ للقرآن فقد يقول قائل إن العربي لا يعرف من كلمة يد إلا يد الإنسان وهكذا.
فلا يجوز أن نأول لفظة اليد ونصرفها إلى غير ظاهرها لهذا الوهم المتوهم والكلام يحتمل البسط وفيما نقلت الكفاية.
والله أعلم.
ـ[أبو المنذر السلفي الأثري]ــــــــ[22 - 12 - 10, 07:16 م]ـ
كل ما أستطيع قوله بعد كل هذا هو وفقكم الله وأعانكم لخدمة دينه وكتابه سعي مبرور وجهد مشكور، وإن شاء الله تجدون حل لما طرحتموه فاستعينوا بالله وأرجو أن يوفقكم الله، أبلغ كل من يعمل على ذلك سلامي بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[22 - 12 - 10, 11:16 م]ـ
وهؤلاء المفوضة لو أرادوا أن يترجموا كلمة يد إلى اللغة الانجليزية لقالوا: yad
ولو أرادوا أن يترجموا عين إلى لغة القوم لقالوا: ain
وهكذا ..
أحسنت جزاك الله خيرا!!!
فمنهج المفوضة لا يمكن ترجمته = يستحيل ترجمته!!!
وهذا من الادلة العقلية الطيبة في الرد على المفوضة!
وقد نقل شيخ الإسلام عن أبي إسماعيل الهروي كلاما يكتب بماء الذهب في هذا المقام:
قال أبو إسماعيل: وليس كيف في هذا الباب من مقال المسلمين فأما العبارة فقد قال الله: ((وقالت اليهود يد الله مغلولة)) وإنما قالوها بالعبرانية فحكاها الله عنهم بالعربية وكان يكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبا بالعربية فيها أسماء الله وصفاته فيعبر بالألسنة عنها ويكتب بالسريانية فيعبره له زيد بن ثابت رضي الله عنه بالعربية.
والله تعالى يدعى بكل لسان باسمه فيجيب ويحلف بها فيلزم وينشد فيجاز ويوصف فيعرف.أ. هـ من بيان تلبيس الجهمية 2/ 204 - 205
أحسنت مرة اخرى وبارك الله فيك وفي شيخ الاسلام ابن تيمية و الهروي
نقل مهم فحواه كانت تجول في ذهني منذ مدة طويلة!!!
" ولم يفرقوا بين التفسير والعبارة بالألسنة، فقالوا: لا نفسرها نجريها عربية كما وردت، وقد تأولوا تلك التأويلات الخبيثة، أرادوا بهذه المخرقة أن يكون عوام المسلمين أبعد عيابا عنها وأعيا ذهابا منها ليكونوا أوحش عند ذكرها وأشمس عند سماعها، وكذبوا،
بل التفسير أن يقال وجه ثم لا يقال كيف، وليس كيف في هذا الباب من مقال المسلمين،
1 - فأما العبارة فقد قال الله {وقالت اليهود يد الله مغلولة} وإنما قالوها / بالعبرانية فحكاها الله عنهم بالعربية
2 - وكان يَكتُب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبا بالعربية، فيها أسماء الله وصفاته فيعبر بالألسنة عنها
3 - ويُكتب إليه بالسريانية فيعبره له زيد بن ثابت رضي الله عنه بالعربية،
والله تعالى يدعى بكل لسان باسمه فيجيب / ويحلف بها فيلزم وينشد فيجاز ويوصف فيعرف. " ا. هـ
ولنا ظاهر ما حدث فلم ينقل لنا أن الصفات أُوّلت ثم ترجمت!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/53)
بل على العكس لم تؤول فقد قالت اليهود يد الله كما قالت اصبع الله ويظهر ذلك جليا في استشكال الحبر اليهودي (وإلا لأتى مؤولا لا مستشكلا متعجبا!!) لِمَا عندهم في التوراة عارضا اياه على الرسول صلى الله عليه وسلم و ضحك الرسول صلى الله عليه وسلم تصديقا لما قاله وتعجب منه الحبر اليهودي كما في النقل التالي:
من تفسير ابن كثير:
تفسير سورة الزمر» تفسير قوله تعالى " وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة
مسألة: الجزء السابع التحليل الموضوعي (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون (67)).
يقول تعالى: وما قدر المشركون الله حق قدره، حين عبدوا معه غيره، وهو العظيم الذي لا أعظم منه، القادر على كل شيء، المالك لكل شيء، وكل شيء تحت قهره وقدرته.
قال مجاهد: نزلت في قريش. وقال السدي: ما عظموه حق عظمته.
وقال محمد بن كعب: لو قدروه حق قدره ما كذبوه.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس [رضي الله عنهما]: (وما قدروا الله حق قدره) هم الكفار الذين لم يؤمنوا بقدرة الله [تعالى] عليهم، فمن آمن أن الله على كل شيء قدير، فقد قدر الله حق قدره، ومن لم يؤمن بذلك فلم يقدر الله حق قدره.
وقد وردت أحاديث كثيرة متعلقة بهذه الآية الكريمة، والطريق فيها وفي أمثالها مذهب السلف، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تحريف.
قال البخاري: قوله: (وما قدروا الله حق قدره) حدثنا آدم، حدثنا شيبان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد: إنا نجد أن الله - عز وجل - يجعل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع. فيقول: أنا الملك. فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه، تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة) الآية.
و [قد] رواه البخاري أيضا في غير هذا الموضع من صحيحه، والإمام أحمد، ومسلم، والترمذي والنسائي في التفسير من سننيهما، كلهم من حديث سليمان بن مهران الأعمش، عن إبراهيم عن عبيدة، عن [عبد الله] ابن مسعود - رضي الله عنه - بنحوه.
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم عن علقمة، عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من أهل الكتاب، فقال: يا أبا القاسم، أبلغك أن الله [تعالى] يحمل الخلائق على إصبع، والسماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على [ص: 114] إصبع، والثرى على إصبع؟ قال: فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه. قال: وأنزل الله - عز وجل -: (وما قدروا الله حق قدره) إلى آخر الآية.
وهكذا رواه البخاري، ومسلم، والنسائي - من طرق - عن الأعمش به.
وقال الإمام أحمد: حدثنا حسين بن حسن الأشقر، حدثنا أبو كدينة، عن عطاء عن أبي الضحى، عن ابن عباس قال: مر يهودي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس فقال: كيف تقول يا أبا القاسم: يوم يجعل الله السماء على ذه - وأشار بالسبابة - والأرض على ذه، والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه - كل ذلك يشير بإصبعه - قال: فأنزل الله - عز وجل -: (وما قدروا الله حق قدره) الآية.
وكذا رواه الترمذي في التفسير عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، عن محمد بن الصلت، عن أبي جعفر، عن أبي كدينة يحيى بن المهلب، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى مسلم بن صبيح، به، وقال: حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
ثم قال البخاري: حدثنا سعيد بن عفير، حدثنا الليث، حدثنا عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يقبض الله الأرض، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض".
تفرد به من هذا الوجه، ورواه مسلم من وجه آخر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/54)
وقال البخاري - في موضع آخر -: حدثنا مقدم بن محمد، حدثنا عمي القاسم بن يحيى، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله يقبض يوم القيامة الأرضين على إصبع، وتكون السماوات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك ".
تفرد به أيضا من هذا الوجه، ورواه مسلم من وجه آخر. وقد رواه الإمام أحمد من طريق أخرى بلفظ آخر أبسط من هذا السياق وأطول، فقال:
حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن عبيد الله بن مقسم، عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر: (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون) ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول هكذا بيده، يحركها يقبل بها ويدبر: " يمجد الرب نفسه: أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا [ص: 115] الملك، أنا العزيز، أنا الكريم ". فرجف برسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر حتى قلنا: ليخرن به.
وقد رواه مسلم، والنسائي، وابن ماجه من حديث عبد العزيز بن أبي حازم - زاد مسلم: ويعقوب بن عبد الرحمن، كلاهما عن أبي حازم، عن عبيد الله بن مقسم، عن ابن عمر، به، نحوه.
ولفظ مسلم - عن عبيد الله بن مقسم في هذا الحديث -: أنه نظر إلى عبد الله بن عمر كيف يحكي النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يأخذ الله سماواته وأرضيه بيده ويقول: أنا الملك، ويقبض أصابعه ويبسطها: أنا الملك، حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه، حتى إني لأقول: أساقط هو برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟.
وقال البزار: حدثنا سليمان بن سيف، حدثنا أبو علي الحنفي، حدثنا عباد المنقري، حدثني محمد بن المنكدر قال: حدثنا عبد الله بن عمر [رضي الله عنهما]، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية على المنبر: (وما قدروا الله حق قدره) حتى بلغ: (سبحانه وتعالى عما يشركون)، فقال المنبر هكذا، فجاء وذهب ثلاث مرات.
ورواه الإمام الحافظ أبو القاسم الطبراني من حديث عبيد بن عمير، عن عبد الله بن عمرو، وقال: صحيح.
وقال الطبراني في المعجم الكبير: حدثنا عبد الرحمن بن معاوية العتبي، حدثنا حيان بن نافع بن صخر بن جويرية، حدثنا سعيد بن سالم القداح، عن معمر بن الحسن، عن بكر بن خنيس، عن أبي شيبة، عن عبد الملك بن عمير، عن جرير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفر من أصحابه: " إني قارئ عليكم آيات من آخر سورة الزمر، فمن بكى منكم وجبت له الجنة "؟ فقرأها من عند قوله: (وما قدروا الله حق قدره)، إلى آخر السورة، فمنا من بكى، ومنا من لم يبك، فقال الذين لم يبكوا: يا رسول الله لقد جهدنا أن نبكي فلم نبك؟ فقال: " إني سأقرؤها عليكم فمن لم يبك فليتباك ". هذا حديث غريب جدا.
وأغرب منه ما رواه في المعجم الكبير أيضا: حدثنا هاشم بن مرثد، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي، حدثني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك [ص: 116] الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله تعالى يقول: ثلاث خلال غيبتهن عن عبادي، لو رآهن رجل ما عمل سوءا أبدا: لو كشفت غطائي فرآني حتى يستيقن ويعلم كيف أفعل بخلقي إذا أتيتهم، وقبضت السماوات بيدي، ثم قبضت الأرض والأرضين، ثم قلت: أنا الملك، من ذا الذي له الملك دوني؟ ثم أريتهم الجنة وما أعددت لهم فيها من كل خير، فيستيقنوها. وأريهم النار وما أعددت لهم فيها من كل شر فيستيقنوها، ولكن عمدا غيبت ذلك عنهم لأعلم كيف يعملون، وقد بينته لهم ".
وهذا إسناد متقارب، وهي نسخة تروى بها أحاديث جمة، والله أعلم.(68/55)
هل هذه الآية تجري فينا، أم هي فقط للتلاوة؟
ـ[ناجي ابو نور]ــــــــ[22 - 12 - 10, 12:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا} (64) سورة النساء
هل هذه الآية تجري فينا، أم هي فقط للتلاوة؟
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[22 - 12 - 10, 01:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا}
قال السعدي في تفسير: المجيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مختص بحياته؛ لأن السياق يدل على ذلك لكون الاستغفار من الرسول لا يكون إلا في حياته، وأما بعد موته فإنه لا يطلب منه شيء بل ذلك شرك.
وجاء في التفسير الميسر الصادر من مطبعة الملك فهد لطباعة المصحف الشريف: أي وما بعَثْنَا من رسول من رسلنا, إلا ليستجاب له, بأمر الله تعالى وقضائه. ولو أن هؤلاء الذين ظلموا أنفسهم باقتراف السيئات, جاؤوك -أيها الرسول- في حياتك تائبين سائلين الله أن يغفر لهم ذنوبهم, واستغفرت لهم, لوجدوا الله توابًا رحيمًا.
وليس معنى هذا أن باب التوبة والاستغفار أغلق بوفاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بل مفتوح لعموم الإدلة من القرآن والسنة، ولا يغلق إلا بخروج الشمس من مغربها أو عند غررة الروح.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[22 - 12 - 10, 02:04 م]ـ
ولو أنهم إذ ظلموا
تفرق عن
ولو أنهم إذا ظلموا
والمدقق في دلالة الظرف ينحل له الإشكال في الاستدلال بتلك الآية
ـ[ناجي ابو نور]ــــــــ[22 - 12 - 10, 02:05 م]ـ
قال السعدي في تفسير: المجيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مختص بحياته؛ لأن السياق يدل على ذلك لكون الاستغفار من الرسول لا يكون إلا في حياته، وأما بعد موته فإنه لا يطلب منه شيء بل ذلك شرك.
وجاء في التفسير الميسر الصادر من مطبعة الملك فهد لطباعة المصحف الشريف: أي وما بعَثْنَا من رسول من رسلنا, إلا ليستجاب له, بأمر الله تعالى وقضائه. ولو أن هؤلاء الذين ظلموا أنفسهم باقتراف السيئات, جاؤوك -أيها الرسول- في حياتك تائبين سائلين الله أن يغفر لهم ذنوبهم, واستغفرت لهم, لوجدوا الله توابًا رحيمًا.
وليس معنى هذا أن باب التوبة والاستغفار أغلق بوفاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بل مفتوح لعموم الإدلة من القرآن والسنة، ولا يغلق إلا بخروج الشمس من مغربها أو عند غررة الروح.
هذه ليست أحاديث من النبي
كما أن ما ذكرته في موضوع سابق لا اراه يختلف عما في هذه الآية،
روى سليمان بن حرب قال سمعت حماد بن زيد يقول قي قول الله عز و جل لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي قال أرى رفع الصوت عليه بعد موته كرفع الصوت عليه في حياته إذا قريء حديث رسول الله وجب عليك أن تنصت له كما تنصت للقرآن لفظ أبي زرعة
وقال يعقوب كان حماد إذا حدث فرآنا نتكلم لم يحدثنا وقال أخاف أن يكون هذا داخلا في قول الله عز و جل لا ترفعوا أصواتكم الآية
أحاديث في ذم الكلام وأهله - (5/ 161)
...
وقد نهى عمر رضي الله تعالى عنه عن رفع الصوت في مسجد رسول الله حتى لا يقع من يرفع صوته في نطاق الآية الكريمة، وسَمِع رجلين يتحدثان في المسجد النبوي بصوت مرتفع، فقال: عليّ بهذين، فأُتي بهما ترعد فرائصهما، فنظر إليهما فقال: أغريبان أنتما، قالا: بلى، من أهل الطائف.
قال: لو كنتما من أهل هذه البلدة لأوجعتكما ضرباً، أترفعان أصواتكما عند رسول الله؟ وهذا بعد موته صلى الله عليه وسلم.
فلماذا خصصت تلك الآية بشيء وخالتفه في هذه الآية مع أن المتعلق وهو النبي واحد والمكان واحد؟
ـ[ناجي ابو نور]ــــــــ[22 - 12 - 10, 02:07 م]ـ
ولو أنهم إذ ظلموا
تفرق عن
ولو أنهم إذا ظلموا
والمدقق في دلالة الظرف ينحل له الإشكال في الاستدلال بتلك الآية
بسم الله الرحمن الرحيم
أوضح،لنستفيد.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[22 - 12 - 10, 02:17 م]ـ
الآية في حادثة معينة محددة، تبين أن المنافقين الذي أعرضوا و صدوا عن حكم الله والرسول، إنما كان ينفع في توبتهم أن يأتوا إلى الرسول ليعلنوا توبتهم فيستغفر لهم الرسول، ويستغفروا الله، ولو حصل ذلك لغفر الله لهم.
ولو امتناع لامتناع، فلما لم يفعلوا فوتوا على انفسهم تلك التوبة، وطبع على قلوبهم
وإذ ظرف لما مضى من الزمان، حاك لتلك القصة، فالقصة متعلقة بالمنافقين والنبي ...
أما الظرف إذا؛ فهذا الذي يدل على الاستقبال، وإذا دخل على الماضي صرف معناه إلى الاستقبال، فيكون المعنى وأنه كلما ظلم إنسان نفسه فليذهب إلى الرسول، إلخ
وبهذا يتضح الفرق بين هذه الآية التي هي قص لحادثة،وبين آية رفع الصوت، التي فيها نهي عن الفعل، والنهي يتعلق بالمكلفين إلى يوم القيامة.
و أما الكلام عن بقاء مشروعية الاستغفار من آية النساء، فإن مشروعيته ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة، فمشروعيته لم تقف على تلك الآية.
فإن قيل الآية مع التسليم بكونها قاصة لحادثة فتبقى دلالتها على المشروعية، قلنا: نعم تدل على المشروعية بحصول شرطها، وهو استغفار الرسول، وذلك لا يكون إلا بحياته.
فإن قيل: هذا عام في حياته و وفاته، فمن أين التخصيص، قلنا: التعميم معناه أنه ثابت بعد وفاته ما كان ثابتا في حياته،و هذا غيبي محض، فلا يمكن قياس فعله في حياته الذي هو مستمد من الآية التي تحكي خبرا، على حياته في البرزخ، فيلزم الدليل.
فيبقى الاحتجاج بالحديث المعروف في هذا، وهو ضعيف.
فيبقى المنع على الأصل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/56)
ـ[ناجي ابو نور]ــــــــ[22 - 12 - 10, 02:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والنهي يتعلق بالمكلفين إلى يوم القيامة.
النهي عن رفع الصوت، والإرشاد للمكلفين بالرجوع للذهاب للنبي ليستغفر له
والإرشاد للذهاب للنبي كما قلت (فيكون المعنى وأنه كلما ظلم إنسان نفسه فليذهب إلى الرسول، إلخ)
كلاهما متعلقان بالمكلفين برفع الصوت عند قبر النبي أو الطلب من النبي عند قبره، ولا ارى لحد الآن وجه لتحديد النهي إلى يوم القيامة وإقتصار الإرشاد في حياة النبي.
وما ذكرت أن شرطها إستغفار النبي فهو غير معلوم، لأن الإرشاد من الله للمكلفين هو بتوجيههم للنبي عند ظلمهم لا أنه أمر للنبي بفرض الإستغفار لكل من يأتيه.
وحينئذ يبقى الأصل على ما هو عليه من المشروعية إذ لا تخصيص ولا تقييد.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[22 - 12 - 10, 02:37 م]ـ
اقرأ المشاركة مرة أخرى، لأن اقتباسك وفهمه له دال أنه غير تام ...
ـ[ناجي ابو نور]ــــــــ[22 - 12 - 10, 02:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كان تعليقي ختصرا و وافيا
ومع ذلك نقول
اولا: من المعلوم أن خصوص المورد لا يخصص الوارد.
ثانيا: وبغض النظر عن أولا، فأنك ذكرت أن دخول الظرف (إذا) على الماضي فإنه يصرف للإستقبال، وبهذا يصح الإطلاق في المشروعية.
ثالثا: أنك اشرت إلى أن المشروط عدم عند عدم شرطه وقلت أن الشرط هو استغفار الرسول وهو لا يكون إلا بحياته،
وقد رددت على هذا
وما ذكرت أن شرطها إستغفار النبي فهو غير معلوم، لأن الإرشاد من الله للمكلفين هو بتوجيههم للنبي عند ظلمهم لا أنه أمر للنبي بفرض الإستغفار لكل من يأتيه.
مع التنبيه أن ما تضعه شرطا هو تقييد لإطلاق الآية، دون دليل.
ثم أنك قلت:
فإن قيل: هذا عام في حياته و وفاته، فمن أين التخصيص، قلنا: التعميم معناه أنه ثابت بعد وفاته ما كان ثابتا في حياته،و هذا غيبي محض، فلا يمكن قياس فعله في حياته الذي هو مستمد من الآية التي تحكي خبرا، على حياته في البرزخ، فيلزم الدليل
وكان جوابه أن الآية بذاتها مطلقة أو عامة غير مقيدة أو مخصصة، لهذا قلت
وحينئذ يبقى الأصل على ما هو عليه من المشروعية إذ لا تخصيص ولا تقييد.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[22 - 12 - 10, 03:42 م]ـ
الحمد لله ...
قولك:
اولا: من المعلوم أن خصوص المورد لا يخصص الوارد.
ـ من المعلوم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، لكن المعروف عند المحققين أنه وإن لم تكن العبرة بخصوص السبب، لكن مراعاة السبب متعينة، فكون آية السرقة ليس حكمها خاصا بطعمة بن أبيرق أو المرأة أوغيرذلك، لا يعني كذلك أنها عامة فكل ما يسمى سرقة، بل يجب مراعاة الصورة التي هي مورد الحكم الشرعي، ليمكن سحبه على الصورة التي تقوم مقامها، أما ما دون تلك الصور بزيادة أو نقص، فإنه يجب النظر إلى مسوغ أجنبي عن الوارد الخاص ليدل عليه.
فرجه الأمر إلى النظر في الخارجي الدال على القدر الزائد عن الصورة الوارد عليها الخطاب.
ملاحظة: لماذا استعملت ذلك المنطوق للقاعدة المشهورة؟ ابتسامة
وقولك:
ثانيا: وبغض النظر عن أولا، فأنك ذكرت أن دخول الظرف (إذا) على الماضي فإنه يصرف للإستقبال، وبهذا يصح الإطلاق في المشروعية.
ـ فهذا دال ـ كما قلتُ ـ أنك لم تقرأ كلامي بعناية، أو قرأته ولم تفهمه فهما تاما.
لأن الذي في الآية (إذ)، وليس (إذا)، وقد نصصت فوق أنها للمضي المحض، سواء دخلت على الماضي أو المضارع، وذكرت (إذا) تتميما أو استطردا أو تكملة للقسمة!!
وقولك:
ثالثا: أنك اشرت إلى أن المشروط عدم عند عدم شرطه وقلت أن الشرط هو استغفار الرسول وهو لا يكون إلا بحياته،
وجوابك:
وكان جوابه أن الآية بذاتها مطلقة أو عامة غير مقيدة أو مخصصة، لهذا قلت
اقتباس:
وحينئذ يبقى الأصل على ما هو عليه من المشروعية إذ لا تخصيص ولا تقييد.
ـ قلت: وهذا الجواب ليس شيئا من وجوه:
1 ـ ليس في الآية توجيه لعموم المكلفين بالتوجه للرسول، كما ذكرت في كلامي فوق، وإنما قصارى ما في الأمر،ـ وهو الذي يكون فيه الإشكال ـ الاشتباه بالمشروعية، وهو محل البحث الذي أثبتا عدم الدلالة عليه بشيء يعتبر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/57)
2 ـ على التسليم جدلا بأن في الآية حثا وتوجيها، فهذا لا إشكال في عدم إمكانه بعد موته، ولا يكون في ذلك أمرا بما لا يطاق، بل هو داخل في باب (عدم الحكم لعدم المحل)، فمقطوع اليد رغم دخوله في عموم المخاطبين بغسلها للوضوء، خارج لفقده المحل الواجب شغله بالحكم.
وإنما الذي يبقى في حق المكلف هو ما يقدر عليه منه، لأن الميسور لا يسقط بالمعسور ..
فيقال الذي يبقى من حكم تلك الآية مع ذهاب محل المحل بوفاة الرسول، هو المجيء إلى الرسول باالتزام سنته وأوامره ونواهيه، وذلك نظير قوله تعالى (َإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ)
وعلى طريقتك يلزم في حل الإشكالات، وإزالة الشبهات، ومعرفة المهمات، الرد إلى الرسول بالذهاب إليه عند قبره واستفتاؤه عن تلكم الأمور؟
فإن قلت: هذا غير ممكن
قلنا: لم؟
فإن قلت لأنه متوفى
فإن قلنا: هل يلزم من هذا تعطيل الآية عن الحكم؟
فإنك تقول: يؤتي بالمستطاع، لأنه في عصره يمكن الذهاب إليه ورد الأمر إليه، وبعد وفاته إنما يرجع لسنته
قلنا: وهو المطلوب هناك، لا يغادر هذا ذلك في شيء.
فإن أبيت إلا التمسك بالعموم هناك، ألزمناك بالعموم في هذه، وفي هذه
3 ـ القول بالعموم لما بعد الوفاة غلط من أوجه كثيرة: منها أن الصحابة والتابعين لم يفعوله، ولو كان مشروعا على ما فيه من البشارة العظيمة في الآية لتوافرت الهمم على فعله، فكيف وهم يفعلون ما دونه من سائر الواجبات والمستحبات ومطلق الخير، وكذلك فإن أحدا من ائمة الإسلام لم يستحب ذلك، ولا ذكروه في مناسكهم، وفعل الصحابة غيره مع وجوده، فقام المقتضى وانتفي المانع ولم يفعلوه، فدل أن تركهم له مقصود.
4 ـ لا يشترط في المقيد أو المخصص أن يكون لفظيا، بل يكون مفهوما من المعنى، وهو ما يقول عنه الأصوليون المخصص الحالي، والمخصص العقلي، و ذلك النوع من المخصصات يدخل عامة العمومات، ومنه قالوا كل عموم مخصص، إلا وهو بكل شيء عليم.
فالمفهوم المتبادر من الآية هو كونه في حياته
5 ـ قياس الوفاة على الحياة، وغثبات أحوال الثانية بأحوال الأولى، قياس مع الفارق الصارخ، فلا يصح
فوجب الرجوع إلى دليل أجنبي غير الآية
...
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[22 - 12 - 10, 05:05 م]ـ
قال شيخ الإسلام في الفتاوى
وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَأَوَّلُ قَوْله تَعَالَى {وَلَوْ أَنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} وَيَقُولُونَ: إذَا طَلَبْنَا مِنْهُ الِاسْتِغْفَارَ بَعْدَ مَوْتِهِ كُنَّا بِمَنْزِلَةِ الَّذِينَ طَلَبُوا الِاسْتِغْفَارَ مِنْ الصَّحَابَةِ وَيُخَالِفُونَ بِذَلِكَ إجْمَاعَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَسَائِرَ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ أَحَدًا مِنْهُمْ لَمْ يَطْلُبْ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ مَوْتِهِ أَنْ يَشْفَعَ لَهُ وَلَا سَأَلَهُ شَيْئًا وَلَا ذَكَرَ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ فِي كُتُبِهِمْ وَإِنَّمَا ذَكَرَ ذَلِكَ مَنْ ذَكَرَهُ مِنْ مُتَأَخِّرِي الْفُقَهَاءِ وَحَكَوْا حِكَايَةً مَكْذُوبَةً عَلَى مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَيَأْتِي ذِكْرُهَا وَبَسْطُ الْكَلَامِ عَلَيْهَا إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
ـ[أبو أدهم السلفي]ــــــــ[22 - 12 - 10, 05:54 م]ـ
الحمد لله ...
وقولك:
ثالثا: أنك اشرت إلى أن المشروط عدم عند عدم شرطه وقلت أن الشرط هو استغفار الرسول وهو لا يكون إلا بحياته،
وجوابك:
وكان جوابه أن الآية بذاتها مطلقة أو عامة غير مقيدة أو مخصصة، لهذا قلت
اقتباس:
وحينئذ يبقى الأصل على ما هو عليه من المشروعية إذ لا تخصيص ولا تقييد.
ـ قلت: وهذا الجواب ليس شيئا من وجوه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/58)
1 ـ ليس في الآية توجيه لعموم المكلفين بالتوجه للرسول، كما ذكرت في كلامي فوق، وإنما قصارى ما في الأمر،ـ وهو الذي يكون فيه الإشكال ـ الاشتباه بالمشروعية، وهو محل البحث الذي أثبتا عدم الدلالة عليه بشيء يعتبر.
2 ـ على التسليم جدلا بأن في الآية حثا وتوجيها، فهذا لا إشكال في عدم إمكانه بعد موته، ولا يكون في ذلك أمرا بما لا يطاق، بل هو داخل في باب (عدم الحكم لعدم المحل)، فمقطوع اليد رغم دخوله في عموم المخاطبين بغسلها للوضوء، خارج لفقده المحل الواجب شغله بالحكم.
وإنما الذي يبقى في حق المكلف هو ما يقدر عليه منه، لأن الميسور لا يسقط بالمعسور ..
فيقال الذي يبقى من حكم تلك الآية مع ذهاب محل المحل بوفاة الرسول، هو المجيء إلى الرسول باالتزام سنته وأوامره ونواهيه، وذلك نظير قوله تعالى (َإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ)
وعلى طريقتك يلزم في حل الإشكالات، وإزالة الشبهات، ومعرفة المهمات، الرد إلى الرسول بالذهاب إليه عند قبره واستفتاؤه عن تلكم الأمور؟
فإن قلت: هذا غير ممكن
قلنا: لم؟
فإن قلت لأنه متوفى
فإن قلنا: هل يلزم من هذا تعطيل الآية عن الحكم؟
فإنك تقول: يؤتي بالمستطاع، لأنه في عصره يمكن الذهاب إليه ورد الأمر إليه، وبعد وفاته إنما يرجع لسنته
قلنا: وهو المطلوب هناك، لا يغادر هذا ذلك في شيء.
فإن أبيت إلا التمسك بالعموم هناك، ألزمناك بالعموم في هذه، وفي هذه
3 ـ القول بالعموم لما بعد الوفاة غلط من أوجه كثيرة: منها أن الصحابة والتابعين لم يفعوله، ولو كان مشروعا على ما فيه من البشارة العظيمة في الآية لتوافرت الهمم على فعله، فكيف وهم يفعلون ما دونه من سائر الواجبات والمستحبات ومطلق الخير، وكذلك فإن أحدا من ائمة الإسلام لم يستحب ذلك، ولا ذكروه في مناسكهم، وفعل الصحابة غيره مع وجوده، فقام المقتضى وانتفي المانع ولم يفعلوه، فدل أن تركهم له مقصود.
4 ـ لا يشترط في المقيد أو المخصص أن يكون لفظيا، بل يكون مفهوما من المعنى، وهو ما يقول عنه الأصوليون المخصص الحالي، والمخصص العقلي، و ذلك النوع من المخصصات يدخل عامة العمومات، ومنه قالوا كل عموم مخصص، إلا وهو بكل شيء عليم.
فالمفهوم المتبادر من الآية هو كونه في حياته
5 ـ قياس الوفاة على الحياة، وغثبات أحوال الثانية بأحوال الأولى، قياس مع الفارق الصارخ، فلا يصح
فوجب الرجوع إلى دليل أجنبي غير الآية
...
جزاك الله خيرا, و لا عدمنا فوائدك
ـ[ناجي ابو نور]ــــــــ[22 - 12 - 10, 06:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا: الأحكام تتبع الأسماء، و الخروج من القاعدة العامة بعدم تخصيص الوارد بخصوص المورد تحديدا أو تعميما لا يكون إلا بدليل.
ثانيا: منتبه لتفريقك بين ذا و إذا، ولكن حصل عندي خطأ عند الكتابة.
ثالثا: كلامنا عن مشروعية ذهاب المذنب للنبي، واستمرار دلالة الآية لما بعد حياة النبي، و أنت أقررت أن الأية تدل على المشروعية غاية ما هناك أن إستمرارها مشروط بإستغفار النبي، وهو غير متحقق بالنسبة لك،
وهذا ما رددنا عليه بأن شرطك غير صحيح فالتوجيه في الآية للظالم لنفسه بالذهاب لا أمر للنبي بوجوب الإستغفار له لتضعه شرطا.
رابعا: في هذه الآية أنت تدعي أنها ناظرة لخصوص حياة النبي بإعتبار أن بعد الموت أمرا بما لا يطاق بينما في آية النهي عن رفع الصوت إدعيت أنها عامة لحياته وبعد مماته مع أنه يفترض منك أن تقول العكس، بإعتبار أن حرمة رفع الصوت كانت فوق صوت النبي والنبي بعد مماته لا صوت له، فلماذا جعلت تلك الآية عامة وهذه الآية خاصة بحياة النبي؟ هذا أولا.
وثاني: كيف ادخلت هذا الأمر في باب عدم الحكم لعدم الموضوع أو في الأمر بما لا يطاق مع أن التوجيه للمكلف بالذهاب للنبي وهو مقدور،
كما أنك لا تستطيع أن تجزم وتحكم بأن النبي لا يستطيع أن يستغفر لمن طلب منه أن يستغفر الله له مع أن هذا ممكن و واقع، فقد ورد أن النبي يستغر للمذنبين يقول (حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم).
وأما ما فرضته كلازم على كلامنا فهو غير لازم لأن إزالة الشبهات أو معرفة المهمات يكون بالبيان والوصول بينما في الإستغفار لا يحتاج إلى ذلك بل يكفي ذهاب المذنب للنبي ولطبه أن يستغفر له عند الله تعالى.
خامسا: ترك ما فيه نفع لا يدل على عدم مشروعيته، فأنت على سبيل المثال لا تستطع أن تثبت أن كل من ظلم نفسه في حياة النبي قد ذهب للنبي يطلب منه أن يستغفر الله له مع ما في هذا من عظيم الأجر.
سادسا: لا انكر عليك عدم اشتراط التقييد او التخصيص اللفظي ولكن لا بد أن يكون هناك دليل يقيد ويخصص سواء أكان لفظيا أو غيره، وأنت لم تذكر هذا التقييد، وقد ذكرت كرد أن النبي يستغفر للمذنبين عند عرض الأعمال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/59)
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[22 - 12 - 10, 07:16 م]ـ
ألم يكفكم الإجماع الذي نقله ابن تيمية
ـ[أبو أدهم السلفي]ــــــــ[22 - 12 - 10, 07:48 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=64358#post64358
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40076
ـ[محمود الحلبي]ــــــــ[22 - 12 - 10, 10:09 م]ـ
الأخ الفاضل: ناجي أبو نور - جعلك الله ناجيا في الدارين-:
أقول أخي: إن لفهم نصوص الكتاب والسنة طريقتان:
1 - طريقة أهل السنة: وهي أنهم يأخذون النصوص ويسلمون لما تحويه من معان وأحكام وغيرها، على وفق فهم سلف الأمة، فيقدمون الدليل وفهم السلف على فهمهم الخاص.
2 - طريقة أهل البدعة: وهي أنهم ينظرون مسألة ما، ثم بعد ذلك يشرعون في البحث عن نصوص قد يُفهم منها ما يدل على المسألة وما لا يدل يلوون عنقه ليستوي وفهمهم. فهم قدموا فهمهم الخاص على الكتاب والسنة وفهم السلف.
وبناء على هذا التقسيم نقول أخي: هل فهم الصحابة رضوان الله عليهم -حملة الشريعة ومن عاصر نزول الوحي وفهم معانيه وعرف دلالالته- من الآية ما فهمته أنت؟ وأكرر سؤالي: هل فهم التابعون أو من تبعهم ما فهمته أنت؟
ثم أعلم أخي: أن علوم الآلة وغيرها إنما وضعت لتقريب الفهم لنصوص الشريعة لا للي أعناق النصوص وتطويعها حسب ما تشتهيه الأنفس.
وفي الختام: أذكرك بما نقله الأخ من نقل شيخ الإسلام ابن تيمية (إجماع الصحابة والتابعين والتابعين لهم بإحسان وسائر المسلمين) على فهم هذه الآية.
وفقني الله وإياك لكل خير وشرح الله صدري وصدرك للهدى.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[22 - 12 - 10, 11:21 م]ـ
الحمد لله ...
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا: الأحكام تتبع الأسماء، و الخروج من القاعدة العامة بعدم تخصيص الوارد بخصوص المورد تحديدا أو تعميما لا يكون إلا بدليل.
1 ـ كون الأحكام تتبع الأسماء، بذلك العموم غلط بيّن، لأن
لحوق الحكم بمجرد الاسم، من غير استيعاب الشرط وانتفاء المانع، لا يقوله محقق في علمه، معتبر في فهمه ..
وسمى الشرع المؤمنين إخوة، وسمى الرسول والدا للمؤمنين ..
ولا يترتب على مجرد تلك التسمية أحكام، كالتي تتعلق بإطلاق تلك الأسماء بشرطها المؤثر ..
وقال البخاري: باب: إذا قالوا صبأنا ولم يحسنوا أسلمنا ..
فمجرد الاشتراك في اسم المجئ، لا يستلزم الاشتراك في مسمى المجئ
فإن تحصل في المجئ الثاني شرط المجئ الأول، صار الاسمان واردين على مسمى واحد، فاتفقا
وعليه يتفق حكمهما، لعدم الفارق مطلقا، أو لعدم الفارق المؤثر ..
ومحل البحث: أن المجئ الأول المعتبر تحصل له من الشرط، وهو حياة الرسول واستغفاره، ما لا يتحصل في المجئ إلى قبره بعد موته ..
ولإثبات حصول الثاني كما حصل الأول، يلزم الدليل، وهو المطلوب ..
2 ـ أن الجائي إلى الرسول بعد موته لا يسمى جائيا إلى الرسول إلا على وجه المجاز، والحقيقة أنه أتى قبره، فقولهم زار الرسول إنما هو مجاز على المجاورة، وإنما الذي يذكره أهل العلم جميعا إنما هو زيارة قبر النبي ..
سواء منهم من صرح باللفظ وسوغه، أو من كرهه كمالك وغيره ..
ولا أظنك ـ بل أنا متيقن ـ تنكر المجاز!
وعلى ذلك فإثبات ما للحقيقة: للمجاز = لا يستقيم
لا من حيث اللغة، ولا من حيث الحكم الشرعي
وعلى ذلك فقد حاججناك في عدم استواء الاسمين من طريقين، ثبوتي وإنكاري
وعليه فيختلف الحكمان قطعا
3 ـ تسميتك الآية قاعدة عامة، دور
لأن كونها قاعدة عامة هو محل البحث نفسه، والاستدلال به غلط
ثانيا: منتبه لتفريقك بين ذا و إذا، ولكن حصل عندي خطأ عند الكتابة.
ليس خطأ عند الكتابة فحسب، لأنك بنيت عليه أن الآية تفيد الاستقبال، فكيف تفيده مع (إذ)؟
فأنت أخطأت في فهم كلامي الأول
ثالثا: كلامنا عن مشروعية ذهاب المذنب للنبي، واستمرار دلالة الآية لما بعد حياة النبي، و أنت أقررت أن الأية تدل على المشروعية غاية ما هناك أن إستمرارها مشروط بإستغفار النبي، وهو غير متحقق بالنسبة لك،
أين إقراري باستمرار المشروعية بعد موته؟
أما في حياته فجائز بلا إشكال، وهذا صرحت به
أما بعد موته فكلامي كان في اشتباه المشروعية ـ عندك ـ لا ثبوتها في نفس الأمر
وإلا ففيم كل الردود السابقة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/60)
وهذا ما رددنا عليه بأن شرطك غير صحيح فالتوجيه في الآية للظالم لنفسه بالذهاب لا أمر للنبي بوجوب الإستغفار له لتضعه شرطا.
هذا خروج بالآية عن معناها، وإلا فما معنى أن الآية تبين مشروعية مجرد بالذهاب إلى الرسول؟!
بل المشروعية للتوبة بين يديه، وطلب الاستغفار منه
أما مجرد إتيان الرسول، بله مناجاته وكلامه فمشروعيتهما لا تحتاج تدليلا
والثابت عن غير واحد من الصحابة أنهم كانوا يسألون الرسول الاستغفار لهم، والدعاء لهم
رابعا: في هذه الآية أنت تدعي أنها ناظرة لخصوص حياة النبي بإعتبار أن بعد الموت أمرا بما لا يطاق بينما في آية النهي عن رفع الصوت إدعيت أنها عامة لحياته وبعد مماته مع أنه يفترض منك أن تقول العكس، بإعتبار أن حرمة رفع الصوت كانت فوق صوت النبي والنبي بعد مماته لا صوت له، فلماذا جعلت تلك الآية عامة وهذه الآية خاصة بحياة النبي؟ هذا أولا.
لم أجعلها عامة كذلك، وليس هذا في شيء من كلامي ..
وإنما ذكرتها في بيان الفرق بين الآية القاصة حادثة، وبين الآية التي فيها حكم للمكلف ..
والحكم للمكلف إن ذهب محله أو شيء منه، ذهب من الحكم ما يقابله
فتلك الآية التي فيها النهي عن رفع الصوت فوق صوت النبي، بفقد صوت الرسول، فُقد ذلك المحل، ولكن الباقي منه خفض الصوت الواجب للأدب ..
على أن فقهي في الآية ليس الاستدلال بقوله (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي)، وإنما هو مستفاد من قوله (ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض)، على قول طائفة من أهل العلم باشتمالها ذلك المعنى والمعنى الثاني، ومن قوله (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله)
أما الاستدلال على الحكم بمنطوق الشطر الأول من الآية، فليس إلا في حكاية الإمام مالك، وهي لا تثبت ...
وثاني: كيف ادخلت هذا الأمر في باب عدم الحكم لعدم الموضوع أو في الأمر بما لا يطاق مع أن التوجيه للمكلف بالذهاب للنبي وهو مقدور،
قد عرف أن المشروعية في الآية ليست لمجرد الذهاب إلى الرسول، وإنما هي للتوبة عنده وطلب الاستغفار منه ...
بل لو أنك قصرت المشروعية بعد موته بمجرد الذهاب، من دون طلب للاستغفار منه
لهان الخطب، على بدعيته
وفوق هذا فإن ذلك يعارض حينها بمنطوقات شرعية صريحة في المنع من شد الرحل لغير المساجد الثلاثة، ومن النهي عن اتخاذ قبره عيدا، و وثنا يعبد
مع بقاء الاعتراضات المتوجهة بترك الصحابة والأئمة لذلك الأمر والتنبيه عليه ...
كما أنك لا تستطيع أن تجزم وتحكم بأن النبي لا يستطيع أن يستغفر لمن طلب منه أن يستغفر الله له مع أن هذا ممكن و واقع، فقد ورد أن النبي يستغر للمذنبين يقول (حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم).
1 ـ الإمكان لا يستلزم الوقوع، ويمكن عكس الدعوى بأنه يمكن ألا يستطيع ..
2 ـ الحديث مرسل منكر، فهو ضعيف ..
3 ـ على أن متنه لا يدل على مطلوبك، ويمكن أن أناقش دلالته فيما بعد إن شاء الله ..
وأما ما فرضته كلازم على كلامنا فهو غير لازم لأن إزالة الشبهات أو معرفة المهمات يكون بالبيان والوصول بينما في الإستغفار لا يحتاج إلى ذلك بل يكفي ذهاب المذنب للنبي ولطبه أن يستغفر له عند الله تعالى.
بل هو لازم ...
الآية فيها رد إلى الرسول، وليس مجرد إزالة الشبهة
فإزالة الشبهة إنما تترتب على الرد إلى الرسول
فإما أن تحملها على الحقيقة كما هو في حياته، فتلتزمه بعد موته
أو تقول يتعذر هذا بعد موته، فيكون الرد إلى سنته
فمن رد إلى الرسول بعد موته (بالرد إلى سنته وهديه) = لاشتملنا فضل الله ورحمته ولما اتبعنا الشيطان ..
فنقول لك وكذلك مجيء الرسول بعد موته إنما هو بالاهتداء بسنته ..
فمن جاء الرسول بعد موته (باتباع سنته وهديه) = استغفر له الرسول (باستغفاره العام للمؤمنين التائبين العائدين)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/61)
قال شيخ الإسلام: " وَقَوله فجاؤوك الْمَجِيء إِلَيْهِ فِي حُضُوره مَعْلُوم كالدعاء إِلَيْهِ وَأما فِي مغيبه ومماته فالمجيء إِلَيْهِ كالدعاء إِلَيْهِ وَالرَّدّ إِلَيْهِ قَالَ تَعَالَى وَإِذا قيل لَهُم تَعَالَوْا إِلَى مَا أنزل الله وَإِلَى الرَّسُول وَقَالَ تَعَالَى فَإِن تنازعتم فِي شَيْء فَردُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُول وَهُوَ الرَّد والمجيء إِلَى مَا بعث بِهِ من الْكتاب وَالْحكمَة وَكَذَلِكَ الْمَجِيء إِلَيْهِ لمن ظلم نَفسه هُوَ الرُّجُوع إِلَى مَا أمره بِهِ فَإِذا رَجَعَ إِلَى مَا أمره بِهِ فَإِن الجائي إِلَى الشَّيْء فِي حَيَاته مِمَّن ظلم نَفسه يَجِيء إِلَيْهِ دَاخِلا فِي طَاعَته رَاجعا عَن مَعْصِيَته كَذَلِك فِي مغيبه ومماته
واستغفار الله مَوْجُود فِي كل مَكَان وزمان وَأما اسْتِغْفَار الرَّسُول فَإِنَّهُ أَيْضا يتَنَاوَل النَّاس فِي مغيبه وبعد مماته فَإِنَّهُ أَمر بِأَن يسْتَغْفر للْمُؤْمِنين وَالْمُؤْمِنَات وَهُوَ مُطِيع لله فِيمَا أمره بِهِ والتائب دَاخل فِي الْإِيمَان إِذْ الْمعْصِيَة تنقص الْإِيمَان وَالتَّوْبَة من الْمعْصِيَة تزيد فِي الْإِيمَان بِقَدرِهَا فَيكون لَهُ من اسْتِغْفَار النَّبِي بِقدر ذَلِك
فَأَما مَجِيء الْإِنْسَان إِلَى الرَّسُول عِنْد قَبره وَقَوله اسْتغْفر لي أَو سل لي رَبك أَو ادعو لي أَو قَوْله فِي مغيبه يَا رَسُول الله ادْع لي أَو اسْتغْفر لي أَو سل لي رَبك كَذَا وَكَذَا فَهَذَا لَا أصل لَهُ وَلم يَأْمر الله بذلك وَلَا فعله وَاحِد من سلف الْأمة المعروفين فِي الْقُرُون الثَّلَاثَة وَلَا كَانَ ذَلِك مَعْرُوفا بَينهم وَلَو كَانَ هَذَا مِمَّا يسْتَحبّ لَكَانَ السّلف يَفْعَلُونَ ذَلِك ولكان ذَلِك مَعْرُوفا فيهم بل مَشْهُورا بَينهم ومنقولا عَنْهُم فَإِن مثل هَذَا إِذا كَانَ طَرِيقا إِلَى غفران السَّيِّئَات وَقَضَاء الْحَاجَات لَكَانَ مِمَّا تتوفر الهمم والدواعي على فعله وعَلى نَقله لَا سِيمَا فِيمَن كَانُوا أحرص النَّاس على الْخَيْر فَإِذا لم يعرف أَنهم كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِك وَلَا نَقله أحد عَنْهُم علم أَنه لم يكن مِمَّا يسْتَحبّ وَيُؤمر بِهِ "
خامسا: ترك ما فيه نفع لا يدل على عدم مشروعيته، فأنت على سبيل المثال لا تستطع أن تثبت أن كل من ظلم نفسه في حياة النبي قد ذهب للنبي يطلب منه أن يستغفر الله له مع ما في هذا من عظيم الأجر.
1 ـ لكنني أستطيع أن أثبت عشرات الأمثلة على من ظلم نفسه، وطلب من الرسول أن يستغفر له، أو يدعو له، في حياته
وهذا كاف في الدلالة على المطلوب ...
ولا يشترط أن أثبت هذا من الجميع لأن هذا ليس واجبا من الأصل كي يجب على الجميع فعله
بل لو كان واجبا لما لزم أن يستدل بالنص على حصوله من كل أحد!
2 ـ بينما أنت لا تستطيع أن تثبت مثالا واحدا على فعل أحد من الصحابة والأئمة ذلك بعد موته
وهذا فرق واضح بيّن ..
3 ـ الترك المحض للنافع الديني، مع وجود مقتضاه، وانتفاء مانعه، دال على الحظر بلا شك ...
سادسا: لا انكر عليك عدم اشتراط التقييد او التخصيص اللفظي ولكن لا بد أن يكون هناك دليل يقيد ويخصص سواء أكان لفظيا أو غيره، وأنت لم تذكر هذا التقييد، وقد ذكرت كرد أن النبي يستغفر للمذنبين عند عرض الأعمال.
1 ـ الحديث المذكور لا يثبت ..
2 ـ التقييد غير النصي هو الفهم المتبادر من الاية، أنها أثبتت أفعالا يقوم بها الأحياء ..
وهذا يفهمه العامي والمتعلم، والعالم والجاهل
فتعدية أفعال الحي إلى موته، يستلزم دليلا خارجيا
وعلى ذلك فهذا التقييد التبادري، أو الوارد على أصل الكلام، دال أساسا أن اللفظ ليس عاما، بل هو عام يراد به الخصوص، أو يقال هو عام على بابه، ولكن الموت ليس داخلا في أصل المنطوق هاهنا ..
فعلى الوجهين وجب التدليل على التوسعة بدليل خارجي ..
وهو ما يسميه بعض الأصوليين (توسعة الحكم بلسان توسعة الموضوع)
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[23 - 12 - 10, 06:33 ص]ـ
الحمد لله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/62)
- إذ ظرف زمان مضى تقول قصدتك إذ الحجاج أمير ,حروف المعاني للزجاجي (ص: 63). والمشروط متعلق بشرط يأتي في حينه وهو قوله (إذ جاءوك) أي حينها, فإذا لم يؤت بالشرط المذكور لم يستحق المشروط. لذلك قال ابن الجوزي في زاد المسير (2/ 57، بترقيم الشاملة آليا): {ولو أنهم إِذ ظلموا أنفسهم} يرجع إلى المتحاكمين اللذين سبق ذكرهما)) أهـ.
- المجئ للقبر لا يقال فيه جاء إليه بل زار قبره.
- أن التوبة لا يلزم فيها الذهاب إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – بإجماع. فيقال ما وجه الاشتراط هنا؟ فيجاب بما ذكره الرازي في تفسيره (5/ 266، بترقيم الشاملة آليا) قال ((المسألة الثانية: لقائل أن يقول: أليس لو استغفروا الله وتابوا على وجه صحيح لكانت توبتهم مقبولة، فما الفائدة في ضم استغفار الرسول إلى استغفارهم؟ قلنا: الجواب عنه من وجوه: الأول: أن ذلك التحاكم إلى الطاغوت كان مخالفة لحكم الله، وكان أيضاً إساءة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وإدخالا للغم في قلبه، ومن كان ذنبه كذلك وجب عليه الاعتذار عن ذلك الذنب لغيره، فلهذا المعنى وجب عليهم أن يطلبوا من الرسول أن يستغفر لهم. الثاني: أن القوم لما لم يرضوا بحكم الرسول ظهر منهم ذلك التمرد، فاذا تابوا وجب عليهم أن يفعلوا ما يزيل عنهم ذلك التمرد، وما ذاك إلا بأن يذهبوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ويطلبوا منه الاستغفار. الثالث: لعلهم إذا أتوا بالتوبة أتوا بها على وجه الخلل، فاذا انضم اليها استغفار الرسول صارت مستحقة للقبول والله أعلم.)) أهـ: قلت هذا الوجه ضعيف لأن هذا الذنب متعلق به ذنبان حق الله وحق رسوله – صلى الله عليه وسلم – فلا يقبل منه حتى يعتذر للرسول – صلى الله عليه وسلم – وتشبه حادثة الثلاثة الذين خلفوا فكان لابد من المجئ إلى النبي – صلى الله عليه وسلم- ولذلك بعد أن ذكره الرازي قال ولعلهم. وجعله من باب النافلة في الرد وعلى الشك.
- في قوله تعالى ((لوجدوا الله توابا رحيما)) هل تعود على كل مستغفر (جاءٍ للرسول) , أم تائب (أي جاء بشروط التوبة من غير أن يأتي الرسول _ صلى الله عليه وسلم -)؟
- التفسير يكون بالكتاب ثم بالسنة فإن أعياك ذلك فعليك بالصحابة فإن أعياك فعليك بكبار المفسرين كمجاهد وسعيد بن جبير والحسن وغيرهم. فأين هذا التفسير في كتاب الله وسنة النبي – صلى الله عليه وسلم – وفي الصحابة أو التابعين , واللغة لا تسعفك.؟
- لا يخالف أحد أن هذا من جنس العبادة بل من أخص العبادات فكيف لا يتواتر حض النبي – صلى الله عليه وسلم – على هذا وهو القائل ما بعث نبي قبلي إلا حث أمته على خير ما يعلمه لهم وحذرهم من شر ما يعلمه لهم كما عند مسلم بمعناه.؟
- فإذا كان هذا واجبا - ولا يقول به عاقل – هل اجتمع الصحابة على ترك واجب؟
- فإن كان مستحبا اجتمع الصحابة على ترك مستحب؟
- هل حذر النبي – صلى الله عليه وسلم – منه نعم ورب الكعبة الم يقل ((لا تتخذوا قبري عيدا)) كما عند أحمد وغيره؟؟
- كيف يجوز للصحابة أن تهمل هذا الفضل الكبير حتى عند الاستسقاء وتذهب لعم النبي – صلى الله عليه وسلم – وقبره ليس عنهم ببعيد؟
- ما كان الأخ يقنع فيما يظهر لي - بما نقله الأخ طارق من كلام شيخ الإسلام.
- أرجوا ألا ينسخ أو يهمل كلام الشيخ عمرو فهو مفيد وأهم من كلامي فإنما كتبت للتعضيد وربما جل كلامي نبه إليه من قريب أو بعيد , والحمد لله في الأولى والآخرة.(68/63)
وصف الله بالطبيب هل يصح ذلك؟
ـ[ابو العابد]ــــــــ[22 - 12 - 10, 05:13 م]ـ
يقول ابن القيم وهو يتكلم عن المصائب والصبر عليها:
7 - السابع:
أن يعلم أن هذه المصيبة هي دواء نافع ساقه اليه الطبيب العليم بمصلحتة الرحيم به، فليصبر على تجرعه، ولا يتقيأه بتسخطه وشكواه فيذهب نفعه باطلا.
([1]) انظر كتاب "طريق الهجرتين وباب السعادتين" لابن القيم ص484 - 496 طبعة قطر.
وهذه عدة أحاديث تدل على وصف الله بالطبيب
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان بن عيينة حدثني عبد الملك بن ابجر عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم مع أبي فرأى التي بظهره فقال يا رسول الله الا أعالجها لك فإني طبيب قال أنت رفيق والله الطبيب قال من هذا معك قلت ابني قال أشهد به قال أما انه لا تجني عليه ولا يجني عليك قال عبد الله قال أبي اسم أبي رمثة رفاعة بن يثربي
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح
مسند أحمد بن حنبل [4/ 163]
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَضَعْتُ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ فَقُلْتُ: أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ أَنْتَ الطَّبِيبُ، وَأَنْتَ الشَّافِي، فَكَانَ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الأَعْلَى وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الأَعْلَى
السنن الكبرى للنسائي [7/ 70]
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الكِسَائِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلالُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وأخْبَرَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ، أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ، أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبْجَرَ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رَمْثَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَأَى أَبِي الَّذِي بِظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقَالَ: دَعْنِي أُعَالِجُ الَّذِي بِظَهْرِكَ فَإِنِّي طَبِيبٌ، فَقَالَ: أَنْتَ رَفِيقٌ، وقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ هَذَا مَعَكَ، قَالَ: ابْنِي أَشْهَدُ بِهِ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ لا يَجْنِي عَلَيْكَ وَلا تَجْنِي عَلَيْهِ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَقَالَ: أَنْتَ رَفِيقٌ، وَاللَّهُ الطَّبِيبُ.
قوله: أنت رفيق معناه: أنك ترفق بالمريض، فتحميه ما تخشى أن لا يحتمله بدنه، وتطعمه ما ترى انه ارفق به، والطبيب: هو العالم بحقيقة الداء والدواء، والقادر على الصحة والشفاء، وليس ذلك إلا الله الواحد القهار، ثم تسمية الله سبحانه وتعالى به، أن يذكر في حال الاستشفاء، مثل أن يقول: اللهم أنت المصح والممرض، والمداوي، والطبيب، ونحو ذلك، فأما أن تقول: يا طبيب افعل كذا، كما تقول: يا حليم، يا رحيم، فإن ذلك مفارق لأدب الدعاء.
باب قتل الجماعة بالواحد
شرح السنة 516 [10/ 182]
حدثنا محمد بن العلاء ثنا ابن إدريس قال سمعت ابن أبجر عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة في هذا الخبر قال فقال له أبي
: أرني هذا الذي بظهرك فإني رجل طبيب قال " الله الطبيب بل أنت رجل رفيق طبيبها الذي خلقها ".
قال الشيخ الألباني: صحيح
سنن أبي داود [2/ 485]
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي، فَرَأَى الَّتِي بِظَهْرِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أُعَالِجُهَا لَكَ فَإِنِّي طَبِيبٌ؟ قَالَ: " أَنْتَ رَفِيقٌ، وَاللهُ الطَّبِيبُ " قَالَ: مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ " فَقَالَ ابْنِي: أشْهَدُ بِهِ (3). قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ " (4) إسناده صحيح. وقد سلف برقم (7110) من زيادات عبد الله بن أحمد من طريق حسين بن علي، عن عبد الملك بن أبجر، وخُرِّجت طريق سفيان بن عيينة هناك، ونزيد عليه هنا "الآحاد والمثاني" لابن أبي عاصم، فقد أخرجه فيه برقم (1143) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
(1) إسناده صحيح على شرط البخاري، سريج -وهو ابن النعمان الجوهري- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. نافع: هو ابن عمر الجمحي، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله.
وأخرجه النسائي (7531) من طريق سريج بن النعمان، بهذا الإسناد.
[29/ 39]
حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى صَدْرِهِ، فَقُلْتُ: أَذْهِبِ الْبَأَسَ رَبَّ النَّاسِ، أَنْتَ الطَّبِيبُ، وَأَنْتَ الشَّافِي، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " أَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الْأَعْلَى، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الْأَعْلَى " مسند أحمد بن حنبل
إسناده صحيح على شرط البخاري، سريج -وهو ابن النعمان الجوهري- من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. نافع: هو ابن عمر الجمحي، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله.
وأخرجه النسائي (7531) من طريق سريج بن النعمان، بهذا الإسناد.
فهل يوصف الله بالطبيب؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/64)
ـ[ابو العابد]ــــــــ[23 - 12 - 10, 02:14 م]ـ
يرفع
فهل من مزيد؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[23 - 12 - 10, 07:11 م]ـ
من أسماء الله الطبيب ومن صفاته ..
وفي الملتقى والمجلس العلمي حوار طويل ومناقشة في هذا الاسم فراجعه ...
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[23 - 12 - 10, 08:07 م]ـ
بارك الله فيكم على الفائدة
ما الضابط في التفرقة بين الاسم والصفة؟
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[23 - 12 - 10, 10:49 م]ـ
بارك الله فيكم على الفائدة
ما الضابط في التفرقة بين الاسم والصفة؟
الاسم: ما دل على ذاتٍ ومعنى.
الصفة: ما دل على معنى.
فالسميع دلَّ على ذاتِ الله ودلتْ على صفةِ السمع لله. لكن الرحمة دلتْ على معنى الرحمة ولم تدلَّ على ذاتٍ معينةٍ.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[24 - 12 - 10, 06:41 ص]ـ
جزاكم الله خيراً(68/65)
ما حكم من لا يحب معاوية و لا يكرهه؟
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[23 - 12 - 10, 05:03 ص]ـ
ما حكم من لا يحب معاوية و لا يكرهه؟
و بارك الله فيكم
ـ[فيصل الهمداني]ــــــــ[23 - 12 - 10, 01:54 م]ـ
لا حول ولا قوة الا بالله العظيم.
أذا لم يحبة فقد كرهه.
هاذا الرابط يكفي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=209207
أقرأ:
معاوية في أقوال السلف
ـ[أبو حازم المليجي]ــــــــ[23 - 12 - 10, 02:12 م]ـ
أخي الفاضل سلام عليكم، وبعد
أما معاوية فهو صحابي باتفاق العلماء، وقد علمت ما ذكره العلماء في حكم الصحابة بقطع النظر عما يبدر من أحدهم من هفوة هنا أو هناك، ولقد سأل أحدهم أحمد بن حنبل عن عمر بن عبد العزيز هل هو أفضل أم معاوية فاستعظم أحمد السؤال ورد رداً شديدا على السائل؛إذ إن مرتبة الصحبة لا يعدلها شيء، ولا تنس أن معاوية هو كاتب الوحي وأسلم في عهده من الناس ما يعز عن الحصر، وفتح من الأقاليم ما لا يحصى، فالمسألة ليست على التخيير، إنما هي مسألة عقدية، فلابد من ولاية الصحابة وحبهم والترضي عنهم وإلا صار المخالف من أهل البدع. ناهيك عن الأحاديث التي صحت في شأن معاوية، والله المستعان. ولاتنس أن عمر بن عبد العزيز تولى الخلافة بالوراثة أيضاً لكنه عدل وقد كان معاوية كذلك.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[23 - 12 - 10, 03:11 م]ـ
السلام عليكم
المسلم ينبغي ان يكون ارجى اعماله عند الله هو سلامة صدره للصحابة
والمؤمن يدخر في قلبه محبة اصحاب رسول الله للقاء ربه
ولا يتكلم فيهم لانه لا يوجد احد في الامة بلغ علمهم وفقههم كي يفصل ويرجح بين اقوالهم وافعالهم
وتلك فتنة سلم الله منها سيوفنا فلنسلم منها السنتنا
ولا توجد مرتبة بين الحب والبغض فهما نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان فلا تغلط نفسك فان كنت لا تحبه فانت مبغض له والله المستعان
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[23 - 12 - 10, 03:52 م]ـ
ويحه أوليس من الصحابة وكتاب الوحي وله أوليات في الإسلام وهو أعظم ملوك الإسلام وفي زمنه فتوحات عظيمة فماذا ينتظر السائل منه أكثر من ذلك كي يحبه؟؟
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[23 - 12 - 10, 05:25 م]ـ
مهلاً مهلاً يا صاح و كأن صاحب السؤال هو من يبغض معاوية أو في صدره وحر منه! أما أن تجيب و تؤصل للمسألة بالدليل فمرحباً و بارك الله فيك، أما أن تبعد النجعة و تظن بي ما لا أطيق فلا داعي للإجابة رأساً. عما قليل ربما أُتهم بالرفض و لا حول ولا قوة إلا بالله.
و الذي قال أنه لا يحب معاوية و لا يكرهه فهو أحد الغماريين مات و أفضى إلى ما قدٌم و لا أريد أن يكبر الموضوع بذكر من هو و لا بذكر مثالب الغماريين و ردود العلماء عليهم.
بارك الله في الجميع.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[23 - 12 - 10, 08:34 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم
الصحابة جميعهم بشر يصيبون ويخطئون ويعتريهم ما يعتري كافة البشر لهم سيئات ولكنها تضيع أمام ما قدموا للإسلام ونشرهم له، والواجب على المسلم أن يدعوا بما أمر الله به في قوله (ولا تجعل في قلوبنا غِلاَ للذين آمنوا) وهذا أمر إلهي واجب الطاعة.
وثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأم حرام بنت ملحان: ناس من أمتي يركبون البحر الأخضر في سبيل الله مثلهم مثل الملوك على الأسرة فقالت أم حرام يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال: اللهم اجعلها منهم". ومعلوم أن أول من غزا البحر هو سيدنا معاوية
أما قول الإخوة "لا توجد مرتبة بين البغض والحب"! فكلام غير دقيق مخالف للواقع، فنعرف الكثير من الناس بأعيانهم، ولا نحبهم ولا نبغضهم!
وهو يذكرني بكلام طاغوت العصر الأمريكي بوش يوم قال للعالم "إما صديق وإما عدو"
نسأل الله العفو والعافية وحسن الخاتمة
والله تعالى أعلم
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[23 - 12 - 10, 09:17 م]ـ
- معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه هو كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره وصاحبه وأمينه على وحيه.
- اقتباس من مشاركة الأخ فلاح البغدادي:" .. أما قول الإخوة "لا توجد مرتبة بين البغض والحب"! فكلام غير دقيق مخالف للواقع، فنعرف الكثير من الناس بأعيانهم، ولا نحبهم ولا نبغضهم! ..... "
صدقت , بل هذا موقف أهل السنة من يزيد.
- سئل عبد الله بن المبارك رحمه الله أيهما أفضل: معاوية بن أبي سفيان، أم عمر بن عبد العزيز؟ فقال: والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة، صلَّى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سمع الله لمن حمده، فقال معاوية: ربنا ولك الحمد، فما بعد هذا؟
- مما جاء في العقيدة الطحاوية:
" .. ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان .. "
وراجع شرح الكتاب لأحد مشايخ أهل السنة كالشيخ الفوزان لتستفيد من الشروح والتعليقات على هذه النقطة.
- معاوية رضي الله عنه صحابي كغيره من الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً وحكم من يبغضه كحكم من يبغض غيره والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/66)
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[23 - 12 - 10, 09:51 م]ـ
السنة محبة الصحابة إجمالا وتفصيلا مع التفاضل المعروف.
ومنها محبة معاوية - رضي الله عنه - وهو ستر لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما جاء عن بعض السلف.
ومن لم يحب معاوية - رضي الله عنه - فهو مخالف للسنة وسبب هذا أحد شيئين:
- جاهل بفضائل معاوية.
- فيه هوى.
- لا يتصور مع الوقوف على حال معاوية من الوارد إلا أن يحبه لما جاء في فضائله التي خفت عن كثير وما جاء من كلام السلف في وجوب سلامة الصدر. أو أن يبغضه كما يفعل الرافضة أو جهلة المتسننة لما جاء من مفتريات وأكاذيب.
- عدم المحبة قياسا على ما نعرفهم - في الواقع - لا ينسحب على من كان من شئون الدين بل من أخص أموره.
والحمد لله في الأولى والآخرة
ـ[عبد الكريم العديني]ــــــــ[26 - 12 - 10, 07:01 ص]ـ
معاوية بن أبي سفيان (ع)
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، أمير المؤمنين، ملك الإسلام، أبو عبد الرحمن، القرشي الأموي المكي.
وأمه هي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي.
قيل: إنه أسلم قبل أبيه وقت عمرة القضاء، وبقي يخاف من اللحاق بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من أبيه، ولكن ما ظهر إسلامه إلا يوم الفتح.
حدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وكتب له مرات يسيرة، وحدث أيضا عن أخته -أم المؤمنين- أم حبيبة، وعن أبي بكر، وعمر.
روى عنه: ابن عباس، وسعيد بن المسيب، وأبو صالح السمان، وأبو إدريس الخولاني، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعروة بن الزبير، وسعيد المقبري، وخالد بن معدان، وهمام بن منبه، وعبد الله بن عامر المقرئ، والقاسم أبو عبد الرحمن، وعمير بن هانئ، وعبادة بن نسي، وسالم بن عبد الله، ومحمد بن سيرين، ووالد عمرو بن شعيب، وخلق سواهم.
وحدث عنه من الصحابة أيضا: جرير بن عبد الله، وأبو سعيد، والنعمان بن بشير، وابن الزبير.
ذكر ابن أبي الدنيا وغيره: أن معاوية كان طويلا، أبيض، جميلا، إذا ضحك، انقلبت شفته العليا. وكان يخضب.
روى سعيد بن عبد العزيز: عن أبي عبد رب: رأيت معاوية يخضب بالصفرة كأن لحيته الذهب.
قلت: كان ذلك لائقا في الزمان واليوم لو فعل لاستهجن. وروى عبد الجبار بن عمر، عن الزهري، عن عمر بن عبد العزير عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ: سمع معاوية على منبر المدينة يقول: أين فقهاؤكم يا أهل المدينة؟ سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن هذه القصة ثم وضعها على رأسه. فلم أر على عروس ولا على غيرها أجمل منها على معاوية.
وعن أبان بن عثمان: كان معاوية وهو غلام يمشي مع أمه هند، فعثر، فقالت: قم لا رفعك الله، وأعرابي ينظر، فقال: لم تقولين له؟ فوالله إني لأظنه سيسود قومه، قالت: لا رفعه إن لم يسد إلا قومه.
قال أسلم مولى عمر: قدم علينا معاوية وهو أبض الناس وأجملهم.
ابن إسحاق: عن أبيه: رأيت معاوية بالأبطح أبيض الرأس واللحية كأنه فالج.
قال مصعب الزبيري: كان معاوية يقول: أسلمت عام القضية.
ابن سعد: حدثنا محمد بن عمر، حدثني أبو بكر بن أبي سبرة، عن عمر بن عبد الله العنسي، قال معاوية: لما كان عام الحديبية، وصدوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن البيت، وكتبوا بينهم القضية، وقع الإسلام في قلبي، فذكرت لأمي، فقالت: إياك أن تخالف أباك، فأخفيت إسلامي، فوالله لقد رحل رسول الله من الحديبية وإني مصدق به، ودخل مكة عام عمرة القضية وأنا مسلم. وعلم أبو سفيان بإسلامي، فقال لي يوما: لكن أخوك خير منك وهو على ديني، فقلت: لم آل نفسي خيرا، وأظهرت إسلامي يوم الفتح، فرحب بي النبي -صلى الله عليه وسلم- وكتبت له.
ثم قال الواقدي: وشهد معه حنينا، فأعطاه من الغنائم مائة من الإبل، وأربعين أوقية.
قلت: الواقدي لا يعي ما يقول، فإن كان معاوية كما نقل قديم الإسلام، فلماذا يتألفه النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ ولو كان أعطاه، لما قال عندما خطب فاطمة بنت قيس: أما معاوية فصعلوك لا مال له.
ونقل المفضل الغلابي عن أبي الحسن الكوفي، قال: كان زيد بن ثابت كاتب الوحي، وكان معاوية كاتبا فيما بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين العرب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/67)
عمرو بن مرة: عن عبد الله بن الحارث، عن زهير بن الأقمر، عن عبد الله بن عمرو، قال: كان معاوية يكتب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم.
أبو عوانة: عن أبي حمزة، عن ابن عباس، قال: كنت ألعب مع الغلمان، فدعاني النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: ادع لي معاوية. وكان يكتب الوحي.
رواه أحمد في "مسنده" وزاد فيه الحاكم: حدثنا علي بن حمشاد، حدثنا هشام بن علي، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة قال: فدعوته، فقيل: إنه يأكل. فأتيت، فقلت: يا رسول الله، هو يأكل. قال: اذهب فادعه. فأتيته الثانية، فقيل: إنه يأكل، فأتيت رسول الله، فأخبرته، فقال في الثالثة: لا أشبع الله بطنه. قال: فما شبع بعدها.
رواه الطيالسي: حدثنا أبو عوانة، وهشيم، وفيه: لا أشبع الله بطنه.
فسره بعض المحبين قال: لا أشبع الله بطنه ; حتى لا يكون ممن يجوع يوم القيامة، لأن الخبر عنه أنه قال: أطول الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة. قلت: هذا ما صح، والتأويل ركيك، وأشبه منه قوله -عليه السلام-: اللهم من سببته أو شتمته من الأمة فاجعلها له رحمة أو كما قال. وقد كان معاوية معدودا من الأكلة.
جماعة: عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رهم السماعي عن العرباض، سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يدعو إلى السحور في شهر رمضان: هلم إلى الغداء المبارك. ثم سمعته يقول: اللهم علم معاوية الكتاب، والحساب، وقه العذاب.
رواه ابن مهدي، وأسد السنة، وأبو صالح، وبشر بن السري عنه. وهذا في جزء ابن عرفة معضل سقط منه العرباض وأبو رهم، وللحديث شاهد قوي.
أبو مسهر: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني -وكان من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن النبي قال لمعاوية: اللهم علمه الكتاب، والحساب، وقه العذاب.
أبو هلال محمد بن سليم: حدثنا جبلة بن عطية، عن رجل، عن مسلمة بن مخلد، أنه قال لعمرو بن العاص ومعاوية يأكل: إن ابن عمك هذا لمخضد، أما إني أقول هذا، وقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: اللهم علمه الكتاب، ومكن له في البلاد، وقه العذاب.
فيه رجل مجهول، وجاء نحوه من مراسيل الزهري، ومراسيل عروة بن رويم، وحريز بن عثمان.
مروان بن محمد: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، حدثني ربيعة بن يزيد، سمعت عبد الرحمن بن أبي عميرة، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لمعاوية: اللهم اجعله هاديا، مهديا، واهد به.
حسنه الترمذي.
صفوان بن صالح: حدثنا الوليد ومروان بن محمد، حدثنا سعيد نحوه.
وقال أبو زرعة النصري، وعباس الترقفي حدثنا أبو مسهر، حدثنا سعيد نحوه، وفيه: سمعت رسول الله.
أحمد بن المعلى: حدثنا محمود، حدثنا عمر بن عبد الواحد، عن سعيد، عن ربيعة: أن بعثا من أهل الشام كانوا مرابطين بآمد، وأن عمير بن سعد كان على حمص، فعزله عثمان، وولى معاوية، فبلغ ذلك أهل حمص، فشق عليهم، فقال عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لمعاوية: اللهم اجعله هاديا، مهديا واهد به، واهده.
أبو بكر بن أبي داود: حدثنا محمود بن خالد، حدثنا الوليد وعمر بن عبد الواحد، عن سعيد، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة ; سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لمعاوية: اللهم اجعله هاديا، مهديا، واهد به.
عمرو بن واقد: عن يونس بن حلبس، عن أبي إدريس، قال: لما عزل عمر عمير بن سعد عن حمص، ولى معاوية، فقال الناس في ذلك. فقال عمير: لا تذكروا معاوية إلا بخير، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: اللهم اهد به.
رواه عن الذهلي، عن النفيلي، عنه.
هشام بن عمار، حدثنا عبد العزيز بن الوليد بن سليمان سمعت أبي يقول: إن عمر ولى معاوية. فقالوا: ولاه حديث السن. فقال: تلومونني، وأنا سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: اللهم اجعله هاديا مهديا، واهد به هذا منقطع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/68)
محمد بن شعيب: حدثنا مروان بن جناح، عن يونس بن ميسرة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استأذن أبا بكر وعمر في أمر، فقالا: الله ورسوله أعلم، فقال: أشيرا علي. ثم قال: ادعوا معاوية. فقال: أحضروه أمركم، واشهدوه أمركم، فإنه قوي أمين.
ورواه نعيم بن حماد، عن ابن شعيب ; فوصله بعبد الله بن بسر.
أبو مسهر وابن عائذ: عن صدقة بن خالد، عن وحشي بن حرب بن وحشي، عن أبيه، عن جده قال: أردف النبي -صلى الله عليه وسلم- معاوية خلفه فقال: ما يليني منك؟ قال: بطني يا رسول الله. قال: اللهم املأه علما.
زاد فيه أبو مسهر: وحلما.
قال صالح جزرة: لا يشتغل بوحشي ولا بأبيه.
بقية: عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يسير ومعه جماعة، فذكروا الشام، فقال رجل: كيف نستطيع الشام وفيه الروم؟. قال: ومعاوية في القوم -وبيده عصا- فضرب بها كتف معاوية، وقال: يكفيكم الله بهذا.
هذا مرسل قوي.
فهذه أحاديث مقاربة.
وقد ساق ابن عساكر في الترجمة أحاديث واهية وباطلة، طول بها جدا.
وخلف معاوية خلق كثير يحبونه ويتغالون فيه ويفضلونه، إما قد ملكهم بالكرم والحلم والعطاء، وإما قد ولدوا في الشام على حبه، وتربى أولادهم على ذلك. وفيهم جماعة يسيرة من الصحابة، وعدد كثير من التابعين والفضلاء، وحاربوا معه أهل العراق، ونشئوا على النصب، نعوذ بالله من الهوى. كما قد نشأ جيش علي -رضي الله عنه ورعيته إلا الخوارج منهم- على حبه والقيام معه، وبغض من بغى عليه والتبري منهم، وغلا خلق منهم في التشيع. فبالله كيف يكون حال من نشأ في إقليم، لا يكاد يشاهد فيه إلا غاليا في الحب، مفرطا في البغض، ومن أين يقع له الإنصاف والاعتدال؟ فنحمد الله على العافية الذي أوجدنا في زمان قد انمحص فيه الحق، واتضح من الطرفين، وعرفنا مآخذ كل واحد من الطائفتين، وتبصرنا، فعذرنا، واستغفرنا، وأحببنا باقتصاد، وترحمنا على البغاة بتأويل سائغ في الجملة، أو بخطأ -إن شاء الله- مغفور، وقلنا كما علمنا الله رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا وترضينا أيضا عمن اعتزل الفريقين، كسعد بن أبي وقاص، وابن عمر، ومحمد بن مسلمة، وسعيد بن زيد، وخلق. وتبرأنا من الخوارج المارقين الذين حاربوا عليا، وكفروا الفريقين. فالخوارج كلاب النار، قد مرقوا من الدين، ومع هذا فلا نقطع لهم بخلود النار، كما نقطع به لعبدة الأصنام والصلبان.
فمن الأباطيل المختلقة:
عن واثلة مرفوعا: كاد معاوية أن يبعث نبيا من حلمه وائتمانه على كلام ربي.
وعن عثمان مرفوعا: هنيئا لك يا معاوية، لقد أصبحت أمينا على خبر السماء.
عن أبي موسى: نزل عليه الوحي، فلما سري عنه، طلب معاوية، فلما كتبها -يعني آية الكرسي- قال: غفر الله لك يا معاوية ما تقدم إلى يوم القيامة.
عن مري الحوراني، عن رجل: نزل جبريل، فقال: يا محمد ليس لك أن تعزل من اختاره الله لكتابة وحيه، فأقره إنه أمين.
عن سعد مرفوعا: يحشر معاوية وعليه حلة من نور.
عن أنس: هبط جبريل بقلم من ذهب، فقال يا محمد: إن العلي الأعلى يقول: قد أهديت القلم من فوق عرشي إلى معاوية، فمره أن يكتب آية الكرسي به ويشكله ويعجمه، فذكر خبرا طويلا.
وعن ابن عباس، قال: لما أنزلت آية الكرسي، دعا معاوية، فلم يجد قلما، وذلك أن الله أمر جبريل أن يأخذ الأقلام من دواته، فقام ليجيء بقلم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: خذ القلم من أذنك، فإذا قلم ذهب مكتوب عليه لا اله إلا الله، هدية من الله إلى أمينه معاوية.
وعن عائشة مرفوعا: كأني أنظر إلى سويقتي معاوية ترفلان في الجنة.
عن علي، قال: لأخرجن ما في عنقي لمعاوية، قد استكتبه نبي الله وأنا جالس، فعلمت أن ذلك لم يكن من رسول الله، ولكن من الله.
عن جابر مرفوعا: الأمناء عند الله سبعة ; القلم، وجبريل، وأنا، ومعاوية، واللوح، وإسرافيل، وميكائيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/69)
عن زيد بن ثابت: دخل النبي -عليه السلام- على أم حبيبة، ومعاوية نائم على فخذها، فقال: أتحبينه؟ قالت: نعم. قال: لله أشد حبا له منك له، كأني أراه على رفارف الجنة.
عن جعفر: أنه أهدي للنبي -صلى الله عليه وسلم- سفرجل، فأعطى معاوية منه ثلاثا، وقال: القني بهن في الجنة.
قلت: وجعفر قد استشهد قبل قدوم معاوية مسلما.
وعن حذيفة مرفوعا: يبعث معاوية وعليه رداء من نور الإيمان.
عن أبي سعيد مرفوعا: يخرج معاوية من قبره عليه رداء من سندس مرصع بالدر والياقوت.
عن علي: أن جبريل نزل، فقال: استكتب معاوية، فإنه أمين.
أبو هريرة مرفوعا: الأمناء ثلاثة ; أنا، وجبريل، ومعاوية.
وعن واثلة: بنحوه.
أبو هريرة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ناول معاوية سهما، وقال: خذه حتى توافيني به في الجنة.
أنس مرفوعا: لا أفتقد أحدا غير معاوية، لا أراه سبعين عاما ; فإذا كان بعد أقبل على ناقة من المسك، فأقول: أين كنت؟ فيقول: في روضة تحت العرش. . . الحديث.
وعن بعضهم: جاء جبريل بورقة آس عليها: لا إله إلا الله، حب معاوية فرض على عبادي.
ابن عمر مرفوعا: يا معاوية ; أنت مني وأنا منك، لتزاحمني على باب الجنة.
فهذه الأحاديث ظاهرة الوضع والله أعلم.
ويروى في فضائل معاوية أشياء ضعيفة تحتمل، منها:
فضيل بن مرزوق: عن رجل، عن أنس مرفوعا: دعوا لي أصحابي وأصهاري.
أحمد في "المسند": حدثنا روح، حدثنا أبو أمية عمرو بن يحيى بن سعيد، حدثنا جدي: أن معاوية أخذ الإداوة، وتبع بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرفع رأسه إليه، وقال: يا معاوية ; إن وليت أمرا، فاتق الله واعدل. فما زلت أظن أني مبتلى بعمل لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى ابتليت.
ولهذا طرق مقاربة:
يحيى بن أبي زأئدة، عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن عبد الملك بن عمير، قال معاوية: والله ما حملني على الخلافة إلا قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لي: يا معاوية إن ملكت فأحسن.
ابن مهاجر ضعيف، والخبر مرسل.
الأصم: حدثنا أبي، سمعت ابن راهويه يقول: لا يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضل معاوية شيء.
ابن فضيل: حدثنا يزيد بن أبي زياد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبي برزة ; كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فسمع صوت غناء، فقال: انظروا ما هذا؟ فصعدت فنظرت، فإذا معاوية وعمرو بن العاص يتغنيان، فجئت فأخبرته، فقال: اللهم أركسهما في الفتنة ركسا، ودعهما في النار دعا.
هذا مما أنكر على يزيد.
ابن لهيعة: عن يونس، عن ابن شهاب: قدم عمر الجابية، فبقَّى على الشام أميرين، أبا عبيدة بن الجراح، ويزيد بن أبي سفيان. ثم توفي يزيد. فنعاه عمر إلى أبي سفيان، فقال: ومن أمرت مكانه؟ قال: معاوية، فقال: وصلتك يا أمير المؤمنين رحم.
وقال خليفة: ثم جمع عمر الشام كلها لمعاوية، وأقره عثمان.
قلت: حسبك بمن يؤمره عمر، ثم عثمان على إقليم -وهو ثغر- فيضبطه، ويقوم به أتم قيام، ويرضي الناس بسخائه وحلمه، وإن كان بعضهم تألم مرة منه، وكذلك فليكن الملك. وإن كان غيره من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خيرا منه بكثير وأفضل وأصلح، فهذا الرجل ساد، وساس العالم بكمال عقله، وفرط حلمه، وسعة نفسه، وقوة دهائه، ورأيه. وله هنات وأمور، والله الموعد.
وكان محببا إلى رعيته. عمل نيابة الشام عشرين سنة، والخلافة عشرين سنة، ولم يهجه أحد في دولته، بل دانت له الأمم، وحكم على العرب والعجم، وكان ملكه على الحرمين، ومصر، والشام، والعراق، وخراسان، وفارس، والجزيرة، واليمن، والمغرب، وغير ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/70)
عن إسماعيل بن أمية: أن عمر أفرد معاوية بالشام، ورزقه في الشهر ثمانين دينارا. والمحفوظ أن الذي أفرد معاوية بالشام عثمان. وعن رجل، قال: لما قدم عمر الشام، تلقاه معاوية في موكب عظيم وهيئة، فلما دنا منه، قال: أنت صاحب الموكب العظيم؟ قال: نعم. قال: مع ما بلغني عنك من طول وقوف ذوي الحاجات ببابك. قال: نعم. قال: ولم تفعل ذلك؟ قال: نحن بأرض جواسيس العدو بها كثير، فيجب أن نظهر من عز السلطان ما يرهبهم فإن نهيتني انتهيت، قال: يا معاوية! ما أسألك عن شيء إلا تركتني في مثل رواجب الضرس. لئن كان ما قلت حقا، إنه لرأي أريب، وإن كان باطلا، فإنه لخدعة أديب. قال: فمرني. قال: لا آمرك ولا أنهاك. فقيل: يا أمير المؤمنين! ما أحسن ما صدر عما أوردته. قال: لحسن مصادره وموارده جشمناه ما جشمناه.
ورويت بإسنادين عن العتبي نحوها.
مسلم بن جندب، عن أسلم مولى عمر، قال: قدم معاوية وهو أبض الناس وأجملهم ; فخرج مع عمر إلى الحج، وكان عمر ينظر إليه، فيعجب، ويضع أصبعه على متنه، ثم يرفعها عن مثل الشراك فيقول: بخ بخ. نحن إذا خير الناس إن جمع لنا خير الدنيا والآخرة. قال: يا أمير المؤمنين! سأحدثك ; إنا بأرض الحمامات والريف. قال عمر: سأحدثك، ما بك إلا إلطافك نفسك بأطيب الطعام، وتصبحك حتى تضرب الشمس متنيك، وذوو الحاجات وراء الباب. قال: فلما جئنا ذا طوى، أخرج معاوية حلة، فلبسها، فوجد عمر منها طيبا، فقال: يعمد أحدكم يخرج حاجا تفلا حتى إذا جاء أعظم بلد لله حرمة، أخرج ثوبيه كأنهما كانا في الطيب فلبسهما، قال: إنما لبستهما لأدخل فيهما على عشيرتي. والله لقد بلغني أذاك هنا وبالشام، والله يعلم أني قد عرفت الحياء فيه. ونزع معاوية الثوبين، ولبس ثوبي إحرامه.
قال المدائني: كان عمر إذا نظر إلى معاوية، قال: هذا كسرى العرب.
ابن أبي ذئب، عن المقبري ; قال عمر: تعجبون من دهاء هرقل وكسرى وتدعون معاوية؟
عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي عن جده، قال: دخل معاوية على عمر، وعليه حلة خضراء. فنظر إليها الصحابة. قال: فوثب إليه عمر بالدرة، وجعل يقول: الله الله يا أمير المؤمنين، فيم فيم؟ فلم يكلمه حتى رجع. فقالوا: لم ضربته وما في قومك مثله؟ قال: ما رأيت وما بلغني إلا خيرا، ولكنه رأيته، وأشار بيده، فأحببت أن أضع منه.
قال أحمد بن حنبل: فتحت قيسارية سنة تسع عشرة وأميرها معاوية.
وقال يزيد بن عبيدة: غزا معاوية قبرص سنة خمس عشرين.
وقال الزهري: نزع عثمان عمير بن سعد، وجمع الشام لمعاوية.
وعن الزهري قال: لم ينفرد معاوية بالشام حتى استخلف عثمان.
سعيد بن عبد العزيز: عن إسماعيل بن عبيد الله، عن قيس بن الحارث، عن الصنابحي، عن أبي الدرداء، قال: ما رأيت أشبه صلاة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أميركم هذا، يعني معاوية.
وكيع: عن الأعمش، عن أبي صالح قال: كان الحادي يحدو بعثمان: إن الأمير بعده علي
وفي الزبير خلف رضي
فقال كعب: بل هو صاحب البغلة الشهباء، يعني: معاوية. فبلغ ذلك معاوية، فأتاه فقال: يا أبا إسحاق تقول هذا وهاهنا علي والزبير وأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-! قال: أنت صاحبها.
قال الواقدي: لما قتل عثمان، بعثت نائلة بنت الفرافصة امرأته إلى معاوية كتابا بما جرى، وبعثت بقميصه بالدم، فقرأ معاوية الكتاب، وطيف بالقميص في أجناد الشام، وحرضهم على الطلب بدمه. فقال ابن عباس لعلي: اكتب إلى معاوية، فأقره على الشام، وأطمعه يكفك نفسه وناحيته. فإذا بايع لك الناس، أقررته أو عزلته. قال: إنه لا يرضى حتى أعطيه عهد الله وميثاقه أن لا أعزله. وبلغ معاوية فقال: والله لا ألي له شيئا، ولا أبايعه. وأظهر بالشام أن الزبير قادم عليكم ونبايعه. فلما بلغه مقتله، ترحم عليه، وبعث علي جريرا إلى معاوية، فكلمه وعظم عليا، فأبى أن يبايع، فرد جرير، وأجمع على المسير إلى صفين، فبعث معاوية أبا مسلم الخولاني إلى علي بأشياء يطلبها منه، وأن يدفع إليه قتلة عثمان، فأبى، ورجع أبو مسلم، وجرت بينهما رسائل، وقصد كل منهما الآخر، فالتقوا لسبع بقين من المحرم سنة سبع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/71)
وفي أول صفر شبت الحرب، وقتل خلق، وضجروا، فرفع أهل الشام المصاحف، وقالوا: ندعوكم إلى كتاب الله والحكم بما فيه، وكان ذلك مكيدة من عمرو بن العاص، فاصطلحوا وكتبوا بينهم كتابا على أن يوافوا أذرح. ويحكموا حكمين.
قال: فلم يقع اتفاق. ورجع علي إلى الكوفة بالدغل من أصحابه والاختلاف. فخرج منهم الخوارج، وأنكروا تحكيمه، وقالوا: لا حكم إلا لله. ورجع معاوية بالألفة والاجتماع. وبايعه أهل الشام بالخلافة في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين. فكان يبعث الغارات، فيقتلون من كان في طاعة علي، أو من أعان على قتل عثمان. وبعث بسر بن أبي أرطاة إلى الحجاز واليمن يستعرض الناس، فقتل باليمن عبد الرحمن وقثما ولدي عبيد الله بن عباس، ثم استشهد علي في رمضان سنة أربعين.
وصالح الحسن بن علي معاوية، وبايعه، وسمي عام الجماعة فاستعمل معاوية على الكوفة المغيرة بن شعبة، وعلى البصرة عبد الله بن عامر بن كريز، وعلى المدينة أخاه عتبة ثم مروان، وعلى مصر عمرو بن العاص، وحج بالناس سنة خمسين. وكان على قضائه بالشام فضالة بن عبيد.
ثم اعتمر سنة ست وخمسين في رجب، وكان بينه وبين الحسين، وابن عمر، وابن الزبير، وابن أبي بكر، كلام في بيعة العهد ليزيد، ثم قال: إني متكلم بكلام، فلا تردوا علي أقتلكم، فخطب، وأظهر أنهم قد بايعوا، وسكتوا ولم ينكروا ورحل على هذا. وادعى زيادا أنه أخوه فولاه الكوفة بعد المغيرة، فكتب إليه في حجر بن عدي وأصحابه، وحملهم إليه، فقتلهم بمرج عذراء. ثم ضم الكوفة والبصرة إلى زياد، فمات، فولاهما ابنه عبيد الله بن زياد. عن عبد المجيد بن سهيل، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، قال: استعملني عثمان على الحج، ثم قدمت وقد بويع لعلي، فقال لي: سر إلى الشام، فقد وليتكها. قلت: ما هذا برأي، معاوية أموي، وهو ابن عم عثمان وعامله على الشام، ولست آمن أن يضرب عنقي بعثمان، أو أدنى ما هو صانع أن يحبسني، قال علي: ولم؟ قلت: لقرابة ما بيني وبينك، وأن كل من حمل عليك حمل علي. ولكن اكتب إليه، فمنه وعده، فأبى علي، وقال: لا والله لا كان هذا أبدا.
مجالد: عن الشعبي، قال: أرسلت أم حبيبة إلى أهل عثمان: أرسلوا إلي بثياب عثمان التي قتل فيها، فبعثوا بقميصه بالدم وبالخصلة التي نتفت من لحيته، ودعت النعمان بن بشير، فبعثت به إلى معاوية، فصعد معاوية المنبر، ونشر القميص، وجمع الناس، ودعا إلى الطلب بدمه، فقام أهل الشام، وقالوا: هو ابن عمك وأنت وليه ونحن الطالبون معك بدمه.
ابن شوذب: عن مطر الوراق، عن زهدم الجرمي، قال: كنا في سمر ابن عباس، فقال: لما كان من أمر هذا الرجل ما كان، يعني عثمان، قلت لعلي: اعتزل الناس، فلو كنت في جحر لطلبت حتى تستخرج، فعصاني، وايم الله ليتأمرن عليكم معاوية، وذلك أن الله يقول: وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا.
يونس: عن ابن شهاب، قال: لمل بلغ معاوية هزيمة يوم الجمل وظهور علي، دعا أهل الشام للقتال معه على الشورى والطلب بدم عثمان، فبايعوه على ذلك أميرا غير خليفة.
وفي كتاب صفين ليحيى بن سليمان الجعفي بإسناد له: أن معاوية قال لجرير البجلي لما قدم عليه رسولا بعد محاورة طويلة: اكتب إلى علي أن يجعل لي الشام، وأنا أبايع له ما عاش، فكتب بذلك إلى علي، ففشا كتابه، فكتب إليه الوليد بن عقبة: معاوي إن الشام شامك فاعتصم
بشامك لا تدخل عليك الأفاعيا وحام عليها بالقنابل والقنا
ولا تك مخشوش الذراعين وانيا فإن عليا ناظر ما تجيبه
فأهد له حربا تشيب النواصيا
ثم قال الجعفي: حدثنا يعلى بن عبيد، عن أبيه، قال: جاء أبو مسلم الخولاني وأناس إلى معاوية، وقالوا: أنت تنازع عليا أم أنت مثله؟ فقال: لا والله، إني لأعلم أنه أفضل مني وأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما، وأنا ابن عمه، والطالب بدمه، فائتوه، فقولوا له، فليدفع إلي قتلة عثمان، وأسلم له. فأتوا عليا، فكلموه، فلم يدفعهم إليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/72)
عمرو بن شمر: عن جابر الجعفي، عن الشعبي، أو أبي جعفر، قال: لما ظهر أمر معاوية، دعا علي رجلا، وأمره أن يسير إلى دمشق، فيعقل راحلته على باب المسجد، ويدخل بهيئة السفر، ففعل. وكان وصاه. فسأله أهل الشام، فقال: من العراق. قالوا: وما وراءك؟ قال: تركت عليا قد حشد إليكم، ونهد في أهل العراق. فبلغ معاوية، فبعث أبا الأعور يحقق أمره فأتاه، فأخبره، فنودي: الصلاة جامعة. وامتلأ المسجد، فصعد معاوية وتشهد، ثم قال: إن عليا قد نهد إليكم، فما الرأي؟ فضرب الناس بأذقانهم على صدورهم، ولم يرفع أحد إليه طرفه، فقام ذو الكلاع الحميري فقال: عليك الرأي، وعلينا أم فعال، يعني الفعال، فنزل معاوية ونودي: من تخلف عن معسكره بعد ثلاث أحل بنفسه، فرد رسول علي، حتى وافاه، فأخبره، فأمر، فنودي: الصلاة جامعة. واجتمع الناس، فصعد المنبر، وقال: إن رسولي قد قدم، وأخبرني أن معاوية قد نهد إليكم، فما الرأي؟ فأضب أهل المسجد يقولون: الرأي كذا، الرأي كذا، فلم يفهم علي من كثرة من تكلم، فنزل وهو يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهب بها ابن أكالة الأكباد.
الأعمش: عمن رأى عليا يوم صفين يصفق بيديه، ويعض عليها، ويقول: يا عجبا! أعصى ويطاع معاوية. أبو حاتم السجستاني: عن أبي عبيدة، قال: قال معاوية: لقد وضعت رجلي في الركاب، وهممت يوم صفين بالهزيمة، فما منعني إلا قول ابن الإطنابة: أبت لي عفتي وأبى بلائي
وأخذي الحمد بالثمن الربيح وإكراهي على المكروه نفسي
وضربي هامة البطل المشيح وقولي كلما جشأت وجاشت
مكانك تحمدي أو تستريحي
قال الأوزاعي: سأل رجل الحسن البصري عن علي وعثمان، فقال: كانت لهذا سابقة ولهذا سابقة، ولهذا قرابة ولهذا قرابة، وابتلي هذا، وعوفي هذا. فسأله عن علي ومعاوية، فقال: كان لهذا قرابة ولهذا قرابة، ولهذا سابقة وليس لهذا سابقة، وابتليا جميعا.
قلت: قتل بين الفريقين نحو من ستين ألفا. وقيل: سبعون ألفا. وقتل عمار مع علي، وتبين للناس قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تقتله الفئة الباغية. الفسوي: حدثنا حجاج بن أبي منيع، حدثنا جدي، عن الزهري، عن أنس قال: تعاهد ثلاثة من أهل العراق على قتل معاوية، وعمرو بن العاص، وحبيب بن مسلمة. وأقبلوا بعد بيعة معاوية بالخلافة حتى قدموا إيلياء، فصلوا من السحر في المسجد، فلما خرج معاوية لصلاة الفجر، كبر، فلما سجد انبطح أحدهم على ظهر الحرسي الساجد بينه وبين معاوية حتى طعن معاوية في مأكمته. فانصرف معاوية، وقال: أتموا صلاتكم، وأمسك الرجل، فقال الطبيب: إن لم يكن الخنجر مسموما، فلا بأس عليك. فأعد الطبيب عقاقيره، ثم لحس الخنجر، فلم يجده مسموما، فكبر، وكبر من عنده وقيل: ليس بأمير المؤمنين بأس.
قلت: هذه المرة غير المرة التي جرح فيها وقتما قتل علي -رضي الله عنه- فإن تلك فلق أليته وسقي أدوية خلصته من السم، لكن قطع نسله.
أيوب بن جابر: عن أبي إسحاق، عن الأسود ; قلت لعائشة: ألا تعجبين لرجل من الطلقاء ينازع أصحاب محمد في الخلافة؟ قالت: وما يعجب؟ هو سلطان الله يؤتيه البر والفاجر. وقد ملك فرعون مصر أربع مائة سنة.
زيد بن أبي الزرقاء: عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم قال: قال علي: قتلاي وقتلى معاوية في الجنة.
صدقة بن خالد: عن زيد بن واقد، عن أبيه، عن أشياخهم: أن معاوية لما بويع، وبلغه قتال علي أهل النهروان كاتب وجوه من معه مثل الأشعث، ومناهم وبذل لهم حتى مالوا إلى معاوية، وتثاقلوا عن المسير مع علي، فكان يقول فلا يلتفت إلى قوله. وكان معاوية يقول: لقد حاربت عليا بعد صفين بغير جيش ولا عتاد.
شعبة: أنبأنا محمد بن عبيد الله الثقفي، سمع أبا صالح يقول: شهدت عليا وضع المصحف على رأسه، حتى سمعت تقعقع الورق فقال: اللهم إني سألتهم ما فيه، فمنعوني، اللهم إني قد مللتهم وملوني، وأبغضتهم وأبغضوني، وحملوني على غير أخلاقي، فأبدلهم بي شرا مني، وأبدلني بهم خيرا منهم، ومث قلوبهم ميثة الملح في الماء.
مجالد: عن الشعبي، عن الحارث، عن علي، قال: لا تكرهوا إمرة معاوية، فلو قد فقدتموه لرأيتم الرءوس تندر عن كواهلها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/73)
لما قتل أمير المؤمنين علي ; بايع أهل العراق ابنه الحسن، وتجهزوا لقصد الشام في كتائب أمثال الجبال، وكان الحسن سيدا كبير القدر يرى حقن الدماء، ويكره الفتن، ورأى من العراقيين ما يكره.
قال جرير بن حازم: بايع أهل الكوفة الحسن بعد أبيه وأحبوه أكثر من أبيه.
وقال ابن شوذب: سار الحسن يطلب الشام، وأقبل معاوية في أهل الشام، فالتقوا، فكره الحسن القتال، وبايع معاوية على أن جعل له العهد بالخلافة من بعده، فكان أصحاب الحسن يقولون له: يا عار المؤمنين، فيقول: العار خير من النار.
وعن عوانة بن الحكم، قال: سار الحسن حتى نزل المدائن، وبعث على المقدمة قيس بن سعد في اثني عشر ألفا، فبينا الحسن بالمدائن إذ صاح صائح، ألا إن قيسا قد قتل. فاختبط الناس، وانتهب الغوغاء سرادق الحسن، حتى نازعوه بساطا تحته، وطعنه خارجي من بني أسد بخنجر، فقتلوا الخارجي، فنزل الحسن القصر الأبيض، وكاتب معاوية في الصلح.
وروى نحوا من هذا الشعبي وأبو إسحاق. وتوجع من تلك الضربة أشهرا، وعوفي.
قال هلال بن خباب: قال الحسن بن علي: يا أهل الكوفة! لو لم تذهل نفسي عليكم إلا لثلاث لذهلت ; لقتلكم أبي، وطعنكم في فخذي، وانتهابكم ثقلي.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- الحسن: إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ثم إن معاوية أجاب إلى الصلح، وسر بذلك، ودخل هو والحسن الكوفة راكبين، وتسلم معاوية الخلافة في آخر ربيع الآخر، وسمي عام الجماعة لاجتماعهم على إمام، وهو عام أحد وأربعين.
وقال ابن إسحاق: بويع معاوية بالخلافة في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين لما دخل الكوفة.
وقال أبو معشر: بايعه الحسن بأذرح في جمادى الأولى، وهو عام الجماعة.
قال المدائني: أقبل معاوية إلى العراق في ستين ألفا، واستخلف على الشام الضحاك بن قيس، فلما بلغ الحسن أن معاوية عبر جسر منبج، عقد لقيس بن سعد على اثني عشر ألفا فسار إلى مسكن وأقبل معاوية إلى الأخنونية في عشرة أيام معه القصاص يعظون، ويحضون أهل الشام. فنزلوا بإزاء عسكر قيس، وقدم بسر بن أبي أرطاة إليهم، فكان بينهم مناوشة، ثم تحاجزوا.
قال الزهري: عمل معاوية عامين ما يخرم عمل عمر ثم إنه بعد.
الأعمش: عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن سويد، قال: صلى بنا معاوية في النخيلة الجمعة في الضحى، ثم خطب وقال: ما قاتلنا لتصوموا، ولا لتصلوا، ولا لتحجوا، أو تزكوا، قد عرفت أنكم تفعلون ذلك، ولكن إنما قاتلناكم لأتأمر عليكم، فقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون.
السري بن إسماعيل، عن الشعبي ; حدثني سفيان بن الليل، قلت للحسن لما رجع إلى المدينة من الكوفة: يا مذل المؤمنين: قال: لا تقل ذلك ; فإني سمعت أبي يقول: لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك معاوية، فعلمت أن أمر الله واقع، فكرهت القتال.
السري تالف.
شعيب: عن الزهري، عن القاسم بن محمد ; أن معاوية لما قدم المدينة حاجا، دخل على عائشة، فلم يشهد كلامهما إلا ذكوان مولاها، فقالت له: أمنت أن أخبأ لك رجلا يقتلك بأخي محمد. قال: صدقت. ثم وعظته، وحضته على الاتباع، فلما خرج، اتكأ على ذكوان، وقال: والله ما سمعت خطيبا -ليس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبلغ من عائشة.
محمد بن سعد: حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان بن بلال، حدثني علقمة بن أبي علقمة، عن أمه قالت: قدم معاوية، فأرسل إلى عائشة أن أرسلي إلي بأنبجانية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وشعره، فأرسلت به معي أحمله، حتى دخلت عليه، فأخذ الأنبجانية، فلبسها، ودعا بماء فغسل الشعر، فشربه، وأفاض على جلده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/74)
أبو بكر الهذلي: عن الشعبي، قال: لما قدم معاوية المدينة عام الجماعة، تلقته قريش، فقالوا: الحمد لله الذي أعز نصرك وأعلى أمرك، فسكت حتى دخل المدينة، وعلا المنبر، فحمد الله، وقال: أما بعد، فإني والله وليت أمركم حين وليته وأنا أعلم أنكم لا تسرون بولايتي ولا تحبونها، وإني لعالم بما في نفوسكم، ولكن خالستكم بسيفي هذا مخالسة، ولقد أردت نفسي على عمل أبي بكر وعمر، فلم أجدها تقوم بذلك، ووجدتها عن عمل عمر أشد نفورا، وحاولتها على مثل سنيات عثمان، فأبت علي، وأين مثل هؤلاء ; هيهات أن يدرك فضلهم، غير أني سلكت طريقا لي فيه منفعة، ولكم فيه مثل ذلك، ولكل فيه مواكلة حسنة ومشاربة جميلة ما استقامت السيرة، فإن لم تجدوني خيركم، فأنا خير لكم، والله لا أحمل السيف على من لا سيف معه، ومهما تقدم مما قد علمتموه، فقد جعلته دبر أذني، وإن لم تجدوني أقوم بحقكم كله، فارضوا ببعضه، فإنها ليست بقائبة قوبها، وإن السيل إن جاء تترى -وإن قل- أغنى، إياكم والفتنة، فلا تهموا بها فإنها تفسد المعيشة، وتكدر النعمة، وتورث الاستئصال، وأستغفر الله لي ولكم. ثم نزل.
"القائبة": البيضة، "والقوب": الفرخ، يقال: قابت البيضة: إذا انفلقت عن الفرخ.
محمد بن بشر العبدي: حدثنا مجالد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد مرفوعا: إذا رأيتم فلانا يخطب على منبري، فاقتلوه.
رواه جندل بن والق عن محمد بن بشر، فقال بدل "فلانا": معاوية. وتابعه الوليد بن القاسم، عن مجالد.
وقال حماد وجماعة: عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مرفوعا: إذا رأيتم معاوية على منبري، فاقتلوه. .
الحكم بن ظهير -واه - عن عاصم، عن زر عن عبد الله مرفوعا نحوه.
وجاء عن الحسن مرسلا.
وروي بإسناد مظلم، عن جابر مرفوعا: إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري، فاقبلوه، فإنه أمين مأمون. .
هذا كذب. ويقال: هو معاوية بن تابوه المنافق.
قال سعيد بن عبد العزيز: لما قتل عثمان، ووقع الاختلاف، لم يكن للناس غزو حتى اجتمعوا على معاوية، فأغزاهم مرات. ثم أغزى ابنه في جماعة من الصحابة برا وبحرا حتى أجاز بهم الخليج، وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها، ثم قفل.
الليث عن بكير، عن بسر بن سعيد، أن سعد بن أبي وقاص قال: ما رأيت أحدا بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب، يعني معاوية.
أبو بكر بن أبي مريم: عن ثابت مولى سفيان: سمعت معاوية، وهو يقول: إني لست بخيركم، وإن فيكم من هو خير مني: ابن عمر، وعبد الله بن عمرو وغيرهما. ولكني عسيت أن أكون أنكاكم في عدوكم، وأنعمكم لكم ولاية، وأحسنكم خلقا.
عقيل، ومعمر، عن الزهري، حدثني عروة أن المسور بن مخرمة أخبره أنه وفد على معاوية، فقضى حاجته، ثم خلا به، فقال: يا مسور! ما فعل طعنك على الأئمة؟ قال: دعنا من هذا وأحسن. قال: لا والله، لتكلمني بذات نفسك بالذي تعيب علي. قال مسور: فلم أترك شيئا أعيبه عليه إلا بينت له. فقال: لا أبرأ من الذنب. فهل تعد لنا يا مسور ما نلي من الإصلاح في أمر العامة، فإن الحسنة بعشر أمثالها، أم تعد الذنوب، وتترك الإحسان؟ قال: ما تذكر إلا الذنوب. قال معاوية: فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلكك إن لم تغفر؟ قال: نعم. قال: فما يجعلك الله برجاء المغفرة أحق مني، فوالله ما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي، ولكن والله لا أخير بين أمرين بين الله وبين غيره، إلا اخترت الله على ما سواه، وأني لعلى دين يقبل فيه العمل ويجزى فيه بالحسنات، ويجزى فيه بالذنوب إلا أن يعفو الله عنها. قال: فخصمني. قال عروة: فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلى عليه.
عمرو بن واقد: حدثنا يونس بن ميسرة: سمعت معاوية يقول على منبر دمشق: تصدقوا ولا يقل أحدكم: إني مقل، فإن صدقة المقل أفضل من صدقة الغني.
الشافعي: أنبأنا عبد المجيد، عن ابن جريج، أخبرني عتبة بن محمد، أخبرني كريب مولى ابن عباس: أنه رأى معاوية صلى العشاء، ثم أوتر بركعة واحدة لم يزد، فأخبر ابن عباس، فقال: أصاب. أي بني! ليس أحد منا أعلم من معاوية. هي واحدة أو خمس أو سبع أو أكثر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/75)
أبو اليمان: حدثنا ابن أبي مريم، عن عطية بن قيس، قال: خطبنا معاوية، فقال: إن في بيت مالكم فضلا عن عطائكم، وأنا قاسمه بينكم.
هشام بن عمار: حدثنا عمرو بن واقد، عن يونس بن حلبس، قال: رأيت معاوية في سوق دمشق على بغلة، خلفه وصيف قد أردفه، عليه قميص مرقوع الجيب.
قال أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، قال: كان معاوية، وما رأينا بعده مثله.
ابن عيينة: حدثنا ابن أبي خالد، عن الشعبي ; سمعت معاوية يقول: لو أن عليا لم يفعل ما فعل، ثم كان في غار، لذهب الناس إليه حتى يستخرجوه منه.
العوام بن حوشب: عن جبلة بن سحيم، عن ابن عمر، قال: ما رأيت أحدا أسود من معاوية، قلت: ولا عمر؟ قال: كان عمر خيرا منه، وكان معاوية أسود منه.
وروي عن أبي يعقوب، عن ابن عمر نحوه.
وروى ابن إسحاق، عن نافع: عن ابن عمر مثله، ولفظه: ما رأيت أحدا قط بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان أسود من معاوية. فقلت: كان أسود من أبي بكر؟ فقال: كان أبو بكر خيرا منه، وهو كان أسود. قلت: كان أسود من عمر؟. . . الحديث.
معمر: عن همام بن منبه، سمعت ابن عباس يقول: ما رأيت رجلا كان أخلق للملك من معاوية، كان الناس يردون منه على أرجاء واد رحب، لم يكن بالضيق الحصر العصعص المتغضب. يعني ابن الزبير.
أيوب: عن أبي قلابة ; قال كعب بن مالك: لن يملك أحد هذه الأمة ما ملك معاوية.
مجالد: عن الشعبي، عن قبيصة بن جابر ; قال: صحبت معاوية، فما رأيت رجلا أثقل حلما، ولا أبطأ جهلا، ولا أبعد أناة منه.
ويروى عن معاوية قال: إني لأرفع نفسي أن يكون ذنب أوزن من حلمي.
مجالد: عن الشعبي، قال: أغلظ رجل لمعاوية، فقال: أنهاك عن السلطان، فإن غضبه غضب الصبي، وأخذه أخذ الأسد.
الأصمعي: حدثنا ابن عون قال: كان الرجل يقول لمعاوية: والله لتستقيمن بنا يا معاوية، أو لنقومنك، فيقول: بماذا؟ فيقولون: بالخشب، فيقول: إذا أستقيم.
عن ابن عباس، قال: علمت بما كان معاوية يغلب الناس ; كان إذا طاروا وقع، وإذا وقعوا طار.
مجالد: عن الشعبي، عن زياد بن أبيه، قال: ما غلبني معاوية في شيء إلا بابا واحدا ; استعملت فلانا، فكسر الخراج. فخشي أن أعاقبه، ففر مني إلى معاوية. فكتبت إليه: إن هذا أدب سوء لمن قبلي. فكتب إلي: إنه لا ينبغي أن نسوس الناس سياسة واحدة ; أن نلين جميعا فيمرح الناس في المعصية، ولا نشتد جميعا، فنحمل الناس على المهالك، ولكن تكون للشدة والفظاظة، وأكون أنا للين والألفة.
أبو مسهر: عن سعيد بن عبد العزيز، قال: قضى معاوية عن عائشة ثمانية عشر ألف دينار.
وقال عروة: بعث معاوية مرة إلى عائشة بمائة ألف، فوالله ما أمست حتى فرقتها.
حسين بن واقد: عن ابن بريدة، دخل الحسن بن علي على معاوية، فقال: لأجيزنك بجائزة لم يجزها أحد كان قبلي، فأعطاه أربع مائة ألف.
جرير: عن مغيرة، قال: بعث الحسن وابن جعفر إلى معاوية يسألانه. فأعطى كلا منهما مائة ألف، فبلغ ذلك عليا، فقال لهما: ألا تستحيان؟ رجل نطعن في عيبه غدوة وعشية تسألانه المال!؟ قالا: لأنك حرمتنا وجاد هو لنا.
أبو هلال، عن قتادة، قال معاوية: واعجبا للحسن! شرب شربة من عسل بماء رومة، فقضى نحبه. ثم قال لابن عباس: لا يسوؤك الله ولا يحزنك في الحسن. قال: أما ما أبقى الله لي أميرالمؤمنين فلن يسوءني الله ولن يحزنني. قال: فأعطاه ألف ألف من بين عروض وعين. قال: اقسمه في أهلك.
روى العتبي قال: قيل لمعاوية: أسرع إليك الشيب، قال: كيف لا ; ولا أعدم رجلا من العرب قائما على رأسي يلقح لي كلاما يلزمني جوابه، فإن أصبت لم أحمد، وإن أخطأت سارت به البرد.
قال مالك: إن معاوية قال: لقد نتفت الشيب مدة. قال: وكان يخرج إلى مصلاه، ورداؤه يحمل من الكبر. ودخل عليه إنسان، وهو يبكي، فقال: ما يبكيك؟ قال: هذا الذي كنتم تمنون لي.
محمد بن الحسن بن أبي يزيد عن مجالد، عن الشعبي، قال: لما أصاب معاوية اللقوة بكى، فقال له مروان: ما يبكيك؟ قال: راجعت ما كنت عنه عزوفا، كبرت سني، ورق عظمي، وكثر دمعي، ورميت في أحسني وما يبدو مني، ولولا هواي في يزيد، لأبصرت قصدي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/76)
هشام بن عمار: حدثنا عبد المؤمن بن مهلهل، حدثني رجل قال: حج معاوية، فاطلع في بئر عادية بالأبواء، فضربته اللقوة فدخل داره بمكة، وأرخى حجابه، واعتم بعمامة سوداء على شقه الذي لم يصب، ثم أذن للناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس! إن ابن آدم بعرض بلاء ; إما مبتلى ليؤجر ; أو معاقب بذنب، وإما مستعتب ليعتب، وما أعتذر من واحدة من ثلاث، فإن ابتليت، فقد ابتلي الصالحون قبلي، وإن عوقبت، فقد عوقب الخاطئون قبلي، وما آمن أن أكون منهم، وإن مرض عضو مني، فما أحصي صحيحي. ولو كان الأمر إلى نفسي، ما كان لي على ربي أكثر مما أعطاني، فأنا ابن بضع وستين، فرحم الله من دعا لي بالعافية، فوالله لئن عتب علي بعض خاصتكم، لقد كنت حدبا على عامتكم، فعج الناس يدعون له، وبكى.
مغيرة: عن الشعبي، قال: أول من خطب جالسا معاوية حين سمن.
أبو المليح: عن ميمون بن مهران، قال: أول من جلس على المنبر، واستأذن الناس معاوية ; فأذنوا له.
وعن عبادة بن نسي: خطبنا معاوية بالصنبرة فقال: لقد شهد معي صفين ثلاث مائة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما بقي منهم غيري.
إسناده لين.
يوسف بن عبدة ; سمعت ابن سيرين يقول: أخذت معاوية قرة فاتخذ لحفا خفافا تلقى عليه، فلم يلبث أن يتأذى بها. فإذا رفعت، سأل أن ترد عليه، فقال: قبحك الله من دار، مكثت فيك عشرين سنة أميرا، وعشرين سنة خليفة، وصرت إلى ما أرى.
قال الزبير بن بكار: كان معاوية أول من اتخذ الديوان للختم، وأمر بالنيروز والمهرجان، واتخذ المقاصير في الجامع، وأول من قتل مسلما صبرا وأول من قام على رأسه حرس، وأول من قيدت بين يديه الجنائب، وأول من اتخذ الخدام الخصيان في الإسلام، وأول من بلغ درجات المنبر خمس عشرة مرقاة، وكان يقول: أنا أول الملوك.
قلت: نعم. فقد روى سفينة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: الخلافة بعدي ثلاثون سنة. ثم تكون ملكا فانقضت خلافة النبوة ثلاثين عاما، وولي معاوية، فبالغ في التجمل والهيئة، وقل أن بلغ سلطان إلى رتبته، وليته لم يعهد بالأمر إلى ابنه يزيد، وترك الأمة من اختياره لهم.
علي بن عاصم: عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم، عن طاوس، عن ابن عباس، قال: لما احتضر معاوية، قال: إني كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الصفا، وإني دعوت بمشقص، فأخذت من شعره، وهو في موضع كذا وكذا، فإذا أنا مت، فخذوا ذلك الشعر، فاحشوا به فمي ومنخري.
وروي بإسناد عن ميمون بن مهران نحوه.
محمد بن مصفى: حدثنا بقية عن بحير، عن خالد بن معدان، قال: وفد المقدام بن معدي كرب، وعمرو بن الأسود، ورجل من الأسد له صحبة إلى معاوية. فقال معاوية للمقدام: توفي الحسن، فاسترجع. فقال: أتراها مصيبة؟ قال: ولم لا؟ وقد وضعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجره وقال: هذا مني، وحسين من علي. فقال للأسدي: ما تقول أنت؟ قال: جمرة أطفئت. فقال المقدام: أنشدك الله! هل سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن لبس الذهب والحرير، وعن جلود السباع والركوب عليها؟ قال: نعم. قال: فوالله لقد رأيت هذا كله في بيتك. فقال معاوية: عرفت أني لا أنجو منك.
إسناده قوي.
ومعاوية من خيار الملوك الذين غلب عدلهم على ظلمهم، وما هو ببريء من الهنات، والله يعفو عنه.
المدائني: عن أبي عبيد الله، عن، عبادة بن نسي، قال: خطب معاوية، فقال: إني من زرع قد استحصد، وقد طالت إمرتي عليكم حتى مللتكم ومللتموني، ولا يأتيكم بعدي خير مني، كما أن من كان قبلي خير مني. اللهم قد أحببت لقاءك فأحب لقائي.
الواقدي: حدثنا ابن أبي سبرة، عن مروان بن أبي سعيد بن المعلى، قال: قال معاوية ليزيد وهو يوصيه: اتق الله، فقد وطأت لك الأمر، ووليت من ذلك ما وليت، فإن يك خيرا فأنا أسعد به، وإن كان غير ذلك شقيت به. فارفق بالناس، وإياك وجبه أهل الشرف والتكبر عليهم.
وقيل: إن معاوية قال ليزيد: إن أخوف ما أخافه شيء عملته في أمرك، شهدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما قلم أظفاره، وأخذ من شعره، فجمعت ذلك، فإذا مت، فاحش به فمي وأنفي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/77)
عبد الأعلى بن ميمون بن مهران: عن أبيه ; أن معاوية أوصى فقال: كنت أوضئ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنزع قميصه وكسانيه، فرفعته، وخبأت قلامة أظفاره، فإذا مت، فألبسوني القميص على جلدي، واجعلوا القلامة مسحوقة في عيني، فعسى الله أن يرحمني ببركتها.
حميد بن هلال، عن أبي بردة ; قال: دخلت على معاوية حين أصابته قرحته، فقال: هلم يا ابن أخي فانظر ; فنظرت، فإذا هي قد سرت.
قال أبو عمرو بن العلاء: لما احتضر معاوية، قيل له: ألا توصي؟ فقال: اللهم أقل العثرة، واعف عن الزلة، وتجاوز بحلمك عن جهل من لم يرج غيرك، فما وراءك مذهب. وقال: هو الموت لا منجى من الموت والذي
نحاذر بعد الموت أدهى وأفظع
قال أبو مسهر: صلى الضحاك بن قيس الفهري على معاوية، ودفن بين باب الجابية وباب الصغير فيما بلغني.
قال أبو عبيدة: عن أبي يعقوب الثقفي، عن عبد الملك بن عمير، قال: لما ثقل معاوية، قال: احشوا عيني بالإثمد، وأوسعوا رأسي دهنا، ففعلوا وبرقوا وجهه بالدهن ثم مهد له وأجلس وسند، ثم قال: ليدن الناس، فليسلموا قياما، فيدخل الرجل، ويقول: يقولون: هو لما به، وهو أصح الناس، فلما خرجوا، قال معاوية: وتجلدي للشامتين أريهم
أني لريب الدهر لا أتضعضع وإذا المنية أنشبت أظفارها
ألفيت كل تميمة لا تنفع
إسماعيل بن أبي خالد عن قيس، قال: أخرج معاوية يديه كأنهما عسيبا نخل، فقال: هل الدنيا إلا ما ذقنا وجربنا. والله لوددت أني لم أغبر فيكم إلا ثلاثا، ثم ألحق بالله. قالوا: إلى مغفرة الله ورضوانه. قال: إلى ما شاء الله. قد علم الله أني لم آل، ولو أراد الله أن يغير غير.
وعن عمرو بن ميمون، قال: مات معاوية وابنه يزيد بحوارين.
أبو مسهر: حدثنا خالد بن يزيد، حدثني سعيد بن حريث، قال: مات معاوية، ففزع الناس إلى المسجد، فأتيت. فلما ارتفع النهار وهم يبكون في الخضراء، وابنه يزيد في البرية وهو ولي عهده، وكان مع أخواله بني كلب. فقدم في زيهم، فتلقيناه، وهو على بختي له زجل. قال: وليس عليه عمامة ولا سيف. وكان عظيم الجسم سمينا، فسار إلى باب الصغير، فنزل، ومشى بين يديه الضحاك الفهري إلى قبر معاوية، فصفنا خلفه، وكبر أربعا، ثم ركب بغلته إلى الخضراء ثم نودي وقت الظهر: الصلاة جامعة، فاغتسل، وخرج، فجلس على المنبر، وعجل العطاء، وأعفاهم من غزو البحر، فافترقوا وما يفضلون عليه أحدا.
قال الليث وأبو معشر وعدة: مات معاوية في رجب سنة ستين فقيل: في نصف رجب وقيل: لثمان بقين منه وعاش سبعا وسبعين سنة.
مسنده في "مسند بقي" ; مائة وثلاثة وستون حديثا. وقد عمل الأهوازي مسنده في مجلد. واتفق له البخاري ومسلم على أربعة أحاديث، وانفرد البخاري بأربعة، ومسلم بخمسة.(68/78)
المعرفة الصوفية بين المحاسبي والحكيم الترمذي
ـ[ياسين طه حسن]ــــــــ[23 - 12 - 10, 01:30 م]ـ
تم بتوفيق الله تعالى الموافقة على عنوان الاطروحة لنيل درجة الدكتوراه في جامعة العلوم الاسلامية العالمية حسب كتاب عمادة البحث العلمي والدراسات العليا رقم 1\ 4\2\ 992 في 9\ 12\2010م والعنوان بالتفصيل:
المعرفة الصوفية بين المحاسبي (الحارث بن أسد المحاسبي 243هـ) والحكيم الترمذي (أبي عبد الله بن علي 320هـ)
وأما خطة المشروع المقترحة فقد تضمنت الخطة ما يلي:
ملخص المشروع باللغة العربية:
____________________
المعرفة الصوفية بين المحاسبي (الحارث بن أسد المحاسبي 243هـ) والحكيم الترمذي (أبي عبد الله محمد بن علي 320هـ)
تهدف الرسالة إلى بيان وإبراز مفهوم المعرفة في الإسلام وعلى الخصوص عند السادة الصوفية، واقتضت طبيعة الدراسة استخدام المنهج الاستقرائي الناقص، والتحليلي، والاستنباطي. فبعد استقراء النصوص التي لها علاقة بالمعرفة كعقيدة وسلوك، ويقوم الباحث بتحليلها وفق المصطلح الصوفي، وإسناد الأحكام الواردة فيها إلى الكتاب والسنة إن وجد، ومن ثم استنباط ما تحويه هذه النصوص من عقائد.
مشكلة الدراسة:
_________
جاءت هذه الدراسة للإجابة عن الأسئلة والاستفسارات التالية:
1 - ما مفهوم المعرفة؟
2 - ما خصائص المعرفة في الإسلام (على ضوء الكتاب والسنة)؟
3 - ما مصادرها ومنابعها في الفكر الإسلامي؟
4 - ما المقياس الذي نميز به الأشياء لمعرفة صحيحها من باطلها؟
5 - ماذا يعني عمل القلب وعمل الروح وهل هما من مصادر المعرفة؟
6 - ما هي جذور المعرفة الصوفية في الإسلام؟
أهمية الدراسة:
_________
ثمرة الدراسة وأهميتها بالإجابة على هذه التساؤلات التي كثر فيها الكلام وتشعبت فيها الأقوال، فمن هنا تبدو أهمية هذه الدراسة وأثرها الكبير في الدراسات العقدية.
أهداف الدراسة:
__________
1 - إن الهدف الرئيس الذي جعلني أختار هذا الموضوع تعلق حقيقي في سلوك الإنسان المسلم للوصول والرقي روحياً وعقلياً وسلوكياً لنيل المراد والوصول إلى الله تعالى في الدنيا والآخرة.
2 - إبراز حقيقة التصوف الإسلامي من حيث موافقته للكتاب والسنة النبوية المطهرة.
3 - تبرئة التصوف الإسلامي من الشبهات التي أثيرت حوله في نظرية المعرفة.
4 - تهدف هذه الدراسة إلى إبراز منهج تحقق المعرفة لدى السادة الأعلام الصوفية.
الدراسات السابقة:
__________
بعد اطلاعي على الأطروحات السابقة والمتعلقة بالموضوع، لم أجد هناك دراسة مفردة في المعرفة الصوفية بين المحاسبي (الحارث بن أسد المحاسبي 243هـ) والحكيم الترمذي (أبي عبد الله محمد بن علي 320هـ)، في حين أنَّ هناك أطروحات كثيرة تناولت المعرفة من جوانب متعددة، وسأذكر الرسائل التي عثرت على عناوينها مراعياً السنة التي نوقشت الأطروحة فيها، ونذكر منها:
1 - المعرفة عند الحكيم الترمذي، عبد المحسن محمد عبد الله السيني، إشراف طه حسين.-الإسكندرية: جامعة الإسكندرية كلية الآداب، 1950 - رسالة دكتوراه.
2 - نظرية المعرفة عند الغزالي، محي الدين احمد الصافي، إشراف عبد الحليم محمود.-القاهرة: جامعة الأزهر كلية أصول الدين، 1966 - رسالة دكتوراه.
3 - نظرية المعرفة بين القرآن والفلسفة، الكردي: راجح عبد الحميد الكردي، إشراف الأستاذ الدكتور محمود حمدي زقزوق، جامعة الأزهر الشريف، نوقشت سنة 1979 – رسالة دكتوراه.
4 - نظرية المعرفة بين الكندي وذي النون المصري: دراسة مقارنة بين الفلسفة والتصوف، السيد رزق حجر، إشراف محمد كمال جعفر.-القاهرة: جامعة القاهرة كلية دار العلوم قسم الفلسفة الإسلامية - رسالة دكتوراه.
5 - المصادر القرآنية لنظرية المعرفة في الفكر الإسلامي، محمود محمد محمد سلامة، إشراف محمد كمال جعفر – القاهرة: جامعة القاهرة كلية دار العلوم قسم الفلسفة الإسلامية – رسالة دكتوراه.
6 - مفهوم العلم الإلهي اللدني عند أبو حامد الغزالي، سعدات سعد الدين، بيروت: جامعة القديس يوسف كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم الفلسفة الإسلامية، 1982 - رسالة ماجستير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/79)
7 - نظرية المعرفة لدى الأشاعرة في القرنين الرابع والخامس الهجريين، عماد الدين محمد مصطفى رجب، إشراف محمد جلال شرف.-الإسكندرية: جامعة الإسكندرية كلية الآداب، 1984 - رسالة دكتوراه.
8 - نظرية المعرفة في التصوف الإسلامي في القرنين الثالث والرابع الهجريين، حسانين عبد المالك حسنين، إشراف حسن الشرقاوي -الإسكندرية جامعة الإسكندرية كلية الآداب، 1986 - رسالة ماجستير.
9 - نظرية المعرفة لدى بعض متكلمي الأشاعرة: الرازي، الإيجي، منى محمد سليم أحمد، إشراف آمنة محمد نصير -القاهرة: جامعة الأزهر كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات، 1990 - رسالة ماجستير.
10 - نظرية المعرفة عند فخر الدين الرازي، شوقي علي عمر، إشراف محمد السيد الجليند.-القاهرة: جامعة القاهرة كلية دار العلوم قسم الفلسفة الإسلامية، 1991 - رسالة دكتوراه.
منهجية البحث:
_________
1 - منهج البحث في هذه الدراسة يتمثل في المنهج الاستقرائي الناقص للنصوص المتعلقة بالمعرفة الصوفية لدى المسلمين كعقيدة وسلوك.
2 - تحليل هذه النصوص وفق المصطلح الصوفي وإسناد الأحكام الواردة في هذه النصوص إلى الكتاب والسنة.
3 - استنباط ما تحويه هذه النصوص من عقائد.
4 - استخدام المنهج التاريخي بالرجوع إلى المصادر والمراجع المتوفرة والمتعلقة بموضوع البحث.
خطة البحث:
________
المعرفة الصوفية بين المحاسبي (الحارث بن أسد المحاسبي 243هـ) والحكيم الترمذي (أبي عبد الله محمد بن علي 320هـ)
وسأصدر هذه الدراسة بمقدمة وأذيلها بخاتمة أبين فيها أهم النتائج والتوصيات وقسمت هذه الدراسة إلى أربعة فصول:
الفصل الأول: المعرفة في الإسلام وفيه مبحثان:
المبحث الأول: المعرفة وعلاقتها بالعلم وفيه مطلبان:
المطلب الأول: معنى المعرفة في اللغة والاصطلاح.
المطلب الثاني: علاقة المعرفة بالعلم.
المبحث الثاني: المعرفة في القرآن والسنة وفيه مطلبان:
المطلب الأول: الوحي الإلهي أول مصادر المعرفة عند المسلمين.
المطلب الثاني: خصائص المعرفة في الإسلام.
الفصل الثاني: التصوف الإسلامي وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: علم التصوف وموقف الصوفية ومؤرخي التصوف منه.
المبحث الثاني: مظاهر الحياة الروحية في عهد الرسول وآثارها النفسية.
المبحث الثالث: خصائص الحياة الروحية في حياة الصحابة والتابعين.
المبحث الرابع: مظاهر المعرفة في التصوف الإسلامي.
الفصل الثالث: المعرفة عند الحارث بن أسد المحاسبي (243هـ) وفيه خمسة مباحث:
المبحث الأول: حياته ومنزلته.
المبحث الثاني: مفهوم المعرفة عند المحاسبي.
المبحث الثالث: مصادر المعرفة عند المحاسبي.
المبحث الرابع: خصائص المعرفة عند المحاسبي.
المبحث الخامس: منهج المحاسبي في الزهد والتصوف.
الفصل الرابع: المعرفة عند الحكيم الترمذي (أبي عبد الله محمد بن علي 320هـ) وفيه خمسة مباحث:
المبحث الأول: حياته ومكانته.
المبحث الثاني: مفهوم المعرفة عند الحكيم الترمذي.
المبحث الثالث: مصادر المعرفة عند الحكيم الترمذي.
المبحث الرابع: خصائص المعرفة عند الحكيم الترمذي.
المبحث الخامس: منهج الحكيم الترمذي الزهد في التصوف.
المصادر والمراجع
___________
• إبراهيم عاتي، الدكتور، الإنسان في الفلسفة الإسلامية (نموذج الفارابي)، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1993.
• إبراهيم مدكور، الدكتور، في الفلسفة الإسلامية منهج وتطبيقه، عدد الأجزاء 2، القاهرة- دار المعارف.
• أحمد عبد الحليم عطيه: الدكتور، الأخلاق في الفكر العربي المعاصر، القاهرة – دار الثقافة للنشر والتوزيع 1410هـ - 1990م.
• أحمد محمود صبحي: الدكتور، الفلسفة الأخلاقية في الفكر الإسلامي (العقليون والذوقيون أو أهل النظر والعمل)، القاهرة – دار المعارف، الطبعة الثانية.
• الأشعري، أبي الحسن علي بن إسماعيل (330هـ)، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، عدد الأجزاء 2، القاهرة – مكتبة النهضة المصرية، الطبعة الأولى 1373هـ - 1954م، تحقيق محي الدين عبد الحميد.
• الآلوسي: أبي الفضل شهاب الدين السيد محمود البغدادي (ت 1270هـ)، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، عدد الأجزاء 30، بيروت – دار أحياء التراث العربي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/80)
• الإمام الشعراني، اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر دار الرشاد الحديثة 1378هـ - 1959م.
• أيمن حمدي، قاموس المصطلحات الصوفية، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، تاريخ النشر 2000م.
• البخاري، أبي عبد الله محمد بن إسماعيل (254 – 256هـ)، الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، عدد الأجزاء 4، تحقيق محب الدين الخطيب – محمد فؤاد عبد الباقي – قصي محب الدين الخطيب، القاهرة – المكتبة السلفية، الطبعة الأولى سنة 1400هـ.
• السايح، احمد عبد الرحيم، السلوك عند الحكيم الترمذي ومصادره من السنة، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة – شارع الأزهر، الطبعة الأولى 1408ه – 1988م.
• الحاكم النيسابوري، محمد بن عبد الله أبو عبد الله، المستدرك على الصحيحين، عدد الأجزاء 4، بيروت – دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1411هـ - 1990م، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا.
• الحكيم الترمذي، أبي عبد الله محمد بن علي، المسائل المكنونة، دار التراث العربي، الطبعة الأولى 1400ه – 1980م، تحقيق محمد إبراهيم الجيوشي
• الحكيم الترمذي، أبي عبد الله محمد بن علي، بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب، مركز الكتاب للنشر – القاهرة، تحقيق احمد عبد الرحيم السايح.
• الحكيم الترمذي، أبي عبد الله محمد بن علي (318ه)، ختم الأولياء، دار الكتب العلمية – بيروت.
• الحكيم الترمذي، أبي عبد الله محمد بن علي، معرفة الأسرار، دار النهضة العربية – مطبعة دار التأليف – مصر، تحقيق محمد إبراهيم الجيوشي.
• أبي الحسن مسلم بن الحجاج، الإمام، القشيري النيسابوري، مختصر صحيح مسلم، بيروت – المكتب الإسلامي، الطبعة السادسة 1407هـ - 1987م، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني.
• السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (911هـ)، الحاوي للفتاوي، عدد الأجزاء 2، بيروت – دار الفكر للطباعة والنشر. والتوزيع،الطبعة لم تذكر، سنة النشر 1424هـ - 2004م، تدقيق هيئة بكتب البحوث والدراسات في دار الفكر.
• أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن محمد بن موسى بن خالد الأزدي، طبقات الصوفية، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1419هـ 1998م، الطبعة: الأولى، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا.
• عبد القادر عيسى، حقائق عن التصوف، سورية – حلب – دار العرفان، الطبعة الخامسة عشر 1437هـ - 2006م.
• عبد المنعم الحفني: الدكتور، معجم المصطلحات الصوفية، بيروت – دار المسيرة، الطبعة الأولى 1440هـ - 1980م.
• عرفان عبد الحميد فتاح: الدكتور، نشأة الفلسفة الصوفية وتطورها، بيروت – دار الجيل، الطبعة الأولى 1423هـ - 1993م.
• علي سامي النشار، الدكتور، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، القاهرة- دار المعارف، الطبعة الثامنة.
• الغزالي، أبي حامد محمد بن محمد (ت505هـ): إحياء علوم الدين، عدد الأجزاء 5، بيروت – لبنان – دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع 1423هـ - 2003م، تقديم صدقي محمد العطار.
• أبي القاسم القشيري: الإمام، الرسالة القشيرية في علم التصوف، بيروت – لبنان دار الخير للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1423هـ - 2003م، تحقيق الشيخ عبد الحليم محمود – تقديم علي أبو الخير.
• الكردي: راجح عبد الحميد: الدكتور، نظرية المعرفة بين القرآن والفلسفة، عمان – مكتبة المؤيد، الطبعة الأولى 1412 هـ - 1992 م.
• المحاسبي، أبي عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي 243هـ، آداب النفوس ويليه كتاب التوهم، مؤسسة الكتب الثقافية بيروت- لبنان، الطبعة الثانية 1411هـ - 1991م، تحقيق عبد القادر أحمد عطا.
• المحاسبي، أبي عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي، الرعاية لحقوق الله، دار المعارف – مصر، الطبعة الثانية، تحقيق عبد الحليم محمود.
• المحاسبي، أبي عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي (ت 243ه)، الوصايا، دار الكتب العلمية بيروت – لبنان، الطبعة الأولى 1406ه – 1986م، تحقيق عبد القادر احمد عطا.
• المحاسبي، أبي عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي (ت 243ه)، رسالة المسترشدين، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع – حلب، الطبعة الثانية، تحقيق عبد البفتاح أبو غدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/81)
• المحاسبي، أبي عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي (ت 243ه)، شرح المعرفة وبذل النصيحة، دار الصحابة للتراث – طنطا، الطبعة الأولى 1413ه – 1993م، تحقيق مجدي فتحي السيد.
• محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله، مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين،، دار النشر: دار الكتاب العربي - بيروت - 1393 - 1973، الطبعة: الثانية، تحقيق: محمد حامد الفقي.
• محمد جواد مغنِيْة، معالم الفلسفة الإسلامية نظرات في التصوف والكرامات، مكتبة الهلال – بيروت، الطبعة الثالثة – 1982م.
• محمد رشيد رضا: الوحي المحمدي ثبوت النبوة بالقرآن ودعوة شعوب المدينة إلى الإسلام دين الإخوة الإسلامية والسلام، بيروت – مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر، الطبعة الثالثة 1406 هـ.
• محمد عبد اللطيف صالح الفرفور: الدكتور، خصائص الفكر الإسلامي، دار الإمام الأوزاعي.
• محمد الكلاباذي أبو بكر، التعرف لمذهب أهل التصوف، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت – 1400.
• ابن منظور (630 – 711هـ): لسان العرب، عدد الأجزاء 18، بيروت – لبنان – دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثالثة 1419هـ - 1999م، تحقيق أمين محمد عبد الوهاب – محمد الصادق العبيدي.
• محمود، عبد الحليم، أستاذ السائرين الحارث بن أسد المحاسبي، دار المعارف – القاهرة.
• محيي الدين بن علي بن محمد الطائي الخاتمي، الفتوحات المكية في معرفة الأسرار الملكية، دار النشر: دار إحياء التراث العربي - لبنان - 1418هـ- 1998م، الطبعة: الأولى.
• أبي نصر عبد الله بن علي السراج الطوسي (ت378هـ)، اللمع في تاريخ التصوف الإسلامي، بيروت – لبنان دار الكتب العلمية، الطبعة الثانية 2007م – 1428هـ، تحقيق كامل مصطفى الهنداوي.
• وجيه أحمد عبد الإله، الحكيم الترمذي واتجاهاته الذوقية، دار المعرفة الجامعية 1989م.
• يوسف زيدان: الدكتور، الفكر الصوفي بين عبد الكريم الجيلي وكبار الصوفية، مصر – دار الأمين للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثانية 1419هـ - 1998م.(68/82)
أي الفريقين أعظم توحيداً لرسل الله؟ آلموحدون أم الغلاة القبوريون؟ .. من أربعة وجوه.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[23 - 12 - 10, 02:33 م]ـ
أي الفريقين أعظم توحيداً لرسل الله؟ آلموحدون أم الغلاة القبوريون؟
قال شيخ الاسلام رحمه الله في الرد على البكري (326 - 327):
الغلاة المشركون هم في الحقيقة بخسوا الرسل ما يستحقونه من التعظيم دون الأمة الوسط أهل التوحيد المتبعين لشريعة الرسول.
و بيان ذلك بأمور؛ منها:
أن النصارى يقولون: أنهم يعظمون المسيح، و كذلك الغالية في علي أو الأئمة أو الشيوخ أو غيرهم، وهم في الحقيقة متنقصون لهم؛ فإن المسيح عليه السلام أمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له و أخبرهم أنه عبد الله؛ فهم إذا اتبعوه كان له من الأجر مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم و يكونون سعداء أولياء الله تبارك و تعالى من أهل الجنة، و إذا غلوا فيه و اتخذوه رباً؛ انقطع ثواب العمل الصالح الذي كان يحصل بتوحيدهم وطاعتهم وحصل لهم مع ذلك عذاب أليم وإن كان هو سليما من العذاب لكن فوتوه الأجر الذي كان يحصل له بتوحيدهم و طاعتهم.
و أما أهل الاستقامة فهم إذا وحدوا الله تعالى و عبدوه كما شرعته لهم الرسل و أطاعوهم صاروا أولياء الله تعالى مستيقنين لثوابه و حصل للرسول بالذي دعاهم مثل أجورهم و كان في هذا من التعظيم للرسل ما ليس في طريق الغلاة.
الأمر الثاني: أن أهل التوحيد و السنة يدعون لهم دائما فينتفعون بذلك الدعاء، و أهل الشرك و البدعة يكلفونهم حوائجهم، و أين من يحصل بسعيه منفعة لهم إلى من يكلفهم و يؤذيهم بسؤاله؟، و اعتبر هذا بحال الصديق الذي كان يعاون الرسول بماله و نفسه ولا يسأله شيئا أين منزلته من منزلة من يسأله و يكلفه ولا يعاونه؟
الأمر الثالث: أن أهل التوحيد و السنة يصدقونهم فيما أخبروا و يطيعونهم فيما أمروا و يحفظون ما قالوا و يفهمونه و يعملون به و ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين و يجاهدون من خالفهم، ويفعلون ذلك تقربا إلى الله تعالى طلبا للجزاء منه لا منهم، و أهل الجهل و الغلو لا يميزون بين ما أمروا به و نهوا عنه ولا بين ما صح عنهم و ما كذب عليهم ولا يفهمون حقيقة مرادهم ولا يتحرون طاعتهم و متابعتهم بل هم جهال بما أتوا به معظمون لأغراضهم؛ إما لينالوا منهم منفعة أو ليدفعوا بهم عن أنفسهم مضرة؛ فالسدنة الذين عند القبور و نحوهم غرضهم يأكلون أموال الناس بهم و أتباعهم غرضهم تعظيم أنفسهم عند الناس و أخذ أموالهم لهم، و الصادق المحض المتدين منهم غرضه أنه إذا سألهم و استغاث بهم في دفع شدة أو طلب حاجة قضوها له؛ فأي الفريقين أشد تعظيما أولئك أو هؤلاء؟
الأمر الرابع: أن أولئك الغلاة المشركين إذا حصل لأحدهم مطلوبه ولو من كافر؛ لم يُقبل على الرسول بل يطلب حاجته من حيث يظن أنها تقضى.
إلى أن قال (ص330):
و المقصود أن كثيرا من الناس يعظم قبر من يكون في الباطن كافراً أو منافقاً، ويكون هذا عنده و الرسول من جنس واحد؛ لاعتقاده أن الميت يقضي حاجته إذا كان رجلا صالحا وكلا هذين عنده من جنس من يستغيث به.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[23 - 12 - 10, 02:57 م]ـ
أي الفريقين أعظم توحيداً لرسل الله؟ آلموحدون أم الغلاة القبوريون؟
استغفر الله
الصواب: تعظيما.(68/83)
حكم القبض بعد الرفع من الركوع؟
ـ[أبو بكر القرشي]ــــــــ[23 - 12 - 10, 09:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .......
أسأل إخواني الكرام حول قضية فقهيه كثر حولها الخلاف وإن كانت من القضايا التي لا توجب الخلاف ولكن هذا حال المسلمين نسأل الله أن يؤلف بين القلوب وهي ...
حكم التكتف ((قبض اليدين)) بعد الرفع من الركوع؟
وجزاكم الله خبراً ..
ـ[أحمد بن حمود الرويثي]ــــــــ[24 - 12 - 10, 11:46 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم
سُئل عن ذلك الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فأجاب بما يفيد التخيير
مسائل الإمام أحمد رواية ابنه أبي الفضل صالح - (2/ 205)
حكم وضع اليمنى على اليسرى بعد الركوع
776 قلت كيف يضع الرجل يده بعد ما يرفع رأسه من الركوع أيضع اليمنى على الشمال أم يسدلها قال أرجو أن لا يضيق ذلك إن شاء الله. انتهى كلامه رحمه الله
والسبب في ذلك أنه لم يأت حديث ينص على أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يسدل يديه أو يقبضهما بعد الركوع.
نعم صح ذلك قبل الركوع، فاختلفت اجتهادات العلماء في ذلك
فمنهم من قال: توضع اليمنى على اليسرى لعموم الحديث كان الناس يؤمرون بوضع اليمنى على اليسرى في الصلاة. وإلى هذا ذهب الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله.
ومنهم من قال: بل يسدل يديه لأن الأحاديث التي وصفت صلاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم تذكر أنه كان يقبض بعد الركوع. وإلى هذا ذهب الشيخ الألباني رحمه الله.
والأمر في ذلك واسع وأرجو ألا يضيق كما قال الإمام أحمد رحمه الله
ـ[ابو محجن الحجناوي]ــــــــ[24 - 12 - 10, 02:26 م]ـ
سأل أحدهم:
فضيلة الشيخ عبدالله الجديع , حفظك الله وأبقاك وبارك فيك , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , اسأل الله أن تصلك رسالتي هذه وأنت وأخواننا من حولك في أحسن حال , أود أن اسألك عن بعض المسائل وهي الآتية ذكرها:
هل من بأس في الزيادة عن أحدى عشرة ركعة في صلاة التهجد , وهل يجوز صلاتها جماعة , أي الرجل مع امرأته مثلا أو بعض أقاربه وأخوانه؟
وبالنسبة أيضا , قرأت للشيخ الألباني رحمه الله كلام في كتابه صفة الصلاة , حول وضع اليدين بعد الرفع من الركوع , وقال إن ضمها بدعة ضلالة , فهل ضمها هو الأفضل أم إسدالها هو الأولى كما ذكر رحمه الله؟
فرد الشيخ عليه:
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة أخي الكريم الأستاذ ....................... حفظه الله.
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أسأل الله أن تكونوا بخير وعافية، والأهل الكرام، وأدعو الله تعالى أن تكون الوالدة الكريمة بصحة وعافية، وأعتذر إليكم عن تأخر جوابي، فقد حالت بيني وبين تعجيل الجواب عوارض خارجة عن الإرادة بين سفر ومرض، والحمد لله على نعمه والحمد لله على كل حال، ونعوذ به من حال أهل النار.
أما سؤالكم حول الزيادة على إحدى عشرة ركعة في التهجد، فنعم ذلك جائز، والموافقة للفعل النبوي لا تنفي الزيادة، فقد ثبتت صلاته بثلاث عشرة ركعة، وبسبع عشرة ركعة، على أن عدد الإحدى عشرة لم يراع لمجرده، بل روعي فيه طول الصلاة وحسنها، والقول النبوي فيه الترغيب بصلاة الليل دون حد ينتهى إليه، بل يصلي الإنسان ما تيسر له، وذلك في حديث ابن عمر في الصحيح: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح فليوتر بواحدة"، فلم يجعل صلى الله عليه وسلم للعدد حدًّا. وعلى هذا جرى عمل السلف، فكانوا يصلون الليل يوافقون إحدى عشرة ويزيدون عليها.
وصلاتها جماعة في رمضان معلومة المشروعية في كل موضع، وفي غير رمضان مشروعة في غير المساجد، يصلي الرجل مع بعض أهله، أو صديقه، فعلها النبي صلى الله عليه وسلم مع ابن مسعود، وفعلها مع ابن عباس في بيت ميمونة، أما في المساجد فجائزة دون أن يدعى لها الناس أو يعزم عليهم فيها، وإنما الدعوة والعزيمة في رمضان خاصة.
وأما سؤالكم عن وضع اليمنى على اليسرى بعد الرفع من الركوع، فالأمر كما ذهب إليه الشيخ الألباني من عدم مشروعيتها، ولا أوافق القول: (بدعة) فهو شديد، لكن قوله بإنكار ذلك صحيح، فإن باب أفعال الصلاة توقيفي، والنصوص لم تسعف صاحب المقالة بالوضع، إنما الأصل السدل، فهو الذي يراعى في هذه الحالة.
دمتم بخير وعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم
عبدالله بن يوسف الجديع
http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?t=1673
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[24 - 12 - 10, 02:55 م]ـ
المسألة كما اتضح فيها خلاف بين أهل العلم.
ولكن ألاحظ هنا أنه لم يرد ذكر لحديث: " .. فإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه"
وفي بعض الروايات حتى يعود كل عظم مكانه.
ومن هنا فإن هذا الحديث ينبغي أن ينعش الأدلة في الموضوع؛ فقد يقول صاحب سدلهما أن عودة كل عظم إلى مكانه أي قبل الصلاة، وقد يقول صاحب قبضهما بعد الركوع المعنى عودة كل عظم إلى مكانه قبل الركوع.
وأرجح القولين عندي: عودة كل عظم إلى مكانه قبل الركوع أي قبض اليدين ووضع اليمنى على اليسرى تماما كما في وضعهما قبل الركوع.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/84)
ـ[أبو القاسم السلفي]ــــــــ[24 - 12 - 10, 03:12 م]ـ
الدليل على وضع اليدين على الصدر بعد الرفع من الركوع
سمعنا من سماحتكم أن وضع اليدين على الصدر بعد الرفع من الركوع سنة، وبعض الفقهاء في بلدنا يقولون: إنه لم ترد أحاديث في ذلك، وأنه ليس من السنة، والسؤال هنا: هل هناك حديث صحيح في هذا الأمر، وما هو أن وجد؟ وجهونا جزاكم الله خيراً.
قد دلت الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام على أن السنة وضع اليمين على الشمال على الصدر حال القيام في الصلاة، ولم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم – ولا عن الصحابة أنهم أسدلوا أيديهم أرسلوها بعد الركوع، فدل ذلك على أن هذا العمل جاري في القيام قبل الركوع وبعده ومن زعم أن اليدين ترسلان بعد الركوع فعليه الدليل؛ لأن الأصل أن اليدين توضعان على الصدر وقت القيام في الصلاة وهذا يعم القيامين القيام قبل الركوع والقيام بعد الركوع، وقد ثبت في السنن عن وائل ابن حجر - رضي الله عنه –بإسناد جيد أنه قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم – إذا كان قائماً في الصلاة يضع كفه اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد) وجاءت رواية ابن خزيمة كان يضعهما على صدره فهذا يدل على أن السنة وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة في حال القيام وذلك يشمل القيام الذي قبل الركوع والذي بعده فمن قال إنه يخص الذي قبل الركوع فعليه الدليل، ليس الدليل على من قال إنه يضع يديه على صدره بعد الركوع؛ الدليل على من أنكر ذلك؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم – كان يضع يمينه على شماله في الصلاة حال قيامه في الصلاة، هكذا أخبر عنه وائل قال: رأيته إذا كان قائماً في الصلاة يضع كفه اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد كما رواه وأبو داود والنسائي وغيرهما ورواه ابن خزيمة بإسناد جيد أنه يكن يضع ذلك، يضعهما على صدره، وفي مسند أحمد بإسناد حسن عن قميصة بن .... عن أبيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم – كان يضع يديه على صدره، وهكذا رواه أبو داود بإسناد جيد عن طاووس مرسلاً، وفي صحيح البخاري عن أبي حازم عن سهل بن سعد - رضي الله عنه – قال: كان الرجل يأمر أن يضع يده اليمنى على يده اليسرى في الصلاة، قال أبو حازم لا أعلمه إلا ينمي ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فهذا يدل على أن اليمنى توضع على اليسرى في الصلاة وفي حديث سهل على ذراعيه اليسرى فيحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم – كان يضع بعض الأحيان على ....... ، وبعض الأحيان على الرسغ والساعد فتكون السنة هكذا وهكذا، تارة كذا وتارة كذا، ويحتمل أنه أراد بذلك الساعد الذي ذكر في حديث وائل وأن أطراف الأصابع تكون على الساعد فتجوز في العبارة وقال على ذراعيه، فإن حديث وائل فيه أنه يضع يده كفه اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد، والساعد هو الذراع فتكون اليد معظمها على الكف، وأطراف الأصابع على الساعد ويكون هذا معنى حديث وائل، ومعنى حديث سهل وإن وضعها تارة على الرسغ والساعد أو تارة على الذراع ماسكاً ذراعه بيمينه فلا بأس بذلك أخذاً بظاهر حديث سهل، وبكل حال فالحديثان دالان على أن اليدين توضعان على اليد اليسرى أوعلى ذراعيه اليسرى حال القيام في الصلاة؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم – بين لنا أحوال الصلاة، في السجود يضعهما على الأرض حيال منكبيه أو حيال أذنيه، في الجلوس يضعهما على فخذيه أو على ركبتيه كما جاءت به النصوص، في الركوع يضعهما على ركبتيه، بقي القيام فالقيام كان يضعهما على صدره عليه الصلاة والسلام يضع اليمنى على اليسرى، ولا فرق بين القيام قبل الركوع والذي بعده، ومن فرق بينهما وجعل هذا له حكماً وهذا له حكماً فعليه الدليل وإلا فالأصل أنهما سواء كما هو ظاهر نص حديث وائل وحديث سهل - رضي الله عنهما- والله المستعان. رأي سماحتكم فيمن أرخى اليدين عن الصدر؟ ذهب بعض أهل العلم إلى أنهما توضعان على السرة، وجاء في حديث علي وضعهما تحت السرة لكن حديث علي ضعيف وأحاديث الصدر أصح، وبعض أهل العلم قال الأمر في هذا واسع إن وضعهما على السرة أو على الصدر أو تحت السرة فالأمر واسع في ذلك ولكن الأفضل والأولى أن يكون على الصدر هذا هو الأفضل والأولى وإلا فهو سنة لو أرسلهما أيضاً فلا حرج لو أرسلهما ولم يضعهما على صدره صحت صلاته لكنه خالف السنة فيكون مكروهاً، لأن خلاف السنة يكره للمؤمن فلو أرسل يديه فصلاته صحيحة لكن يسن له أن لا يرسلهما بل يضعهما على صدره كما جاء ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام وتكون اليمنى على كف اليسرى. الكراهة تنزيهية أو تحريمية؟ تنزيهية. إذن الذي تميلون إليه سماحة الشيخ أن تكون اليدان على الصدر؟ نعم ...... الكف اليمنى على الكف اليسرى والرسغ والساعد عملاً بحديث وائل الصريح.
http://www.binbaz.org.sa/mat/15140
حسب علمي بأنه لا يوجد فيها دليل صحيح صريح والامر في هذا واسع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/85)
ـ[أبو القاسم السلفي]ــــــــ[24 - 12 - 10, 03:14 م]ـ
رابط مهم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=103967(68/86)
فتاوى نور على الدرب الصوتية .. موقع مميز .. تفضل وشاهد
ـ[ابوعامر الحربي]ــــــــ[24 - 12 - 10, 10:26 ص]ـ
http://www.mezan.net/forum/salam/42.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوانى اخواتى حفظكم الله ورعاكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم
هنا
فتاوى نور على الدرب الصوتية .. موقع مميز .. وبحث سهل .. وفتاوى بالصوت .. موقع فيه فوائد كثيره .. أنشر تؤجر
www.alandals.net/Default.aspx
http://www.alandals.net/cr/wr.png
--------------------
http://img512.imageshack.us/img512/5930/dgk45037yl1.jpg
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[25 - 12 - 10, 06:17 م]ـ
جزاك الله خيرًا ونفع بك(68/87)
ما عقيدة الإمام النسائي في باب أسماء الله و صفاته؟
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[24 - 12 - 10, 06:36 م]ـ
السلام عليكم هل من الشاهد من كتبه الذي يدل على سلفيته؟
بارك الله فيكم
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[24 - 12 - 10, 07:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو ترجع -غير مأمور- إلى كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم رحمه الله، وإلى كتاب العلو للحافظ الذهبي رحمه الله، وكذا كتابه العرش، تجد إثبات سلفيته
وترجع إلى كتب النسائي كالسنن الكبرى له تنظر في التبويب منه، يتضح ذلك، ككتاب التفسير منه، وكتاب النعوت منه [وكتاب النعوت، يعني نعوت الباري سبحانه وتعالى، وهي أسماؤه وصفاته]، ولست أذكر إن كان فيه كتاب القدر، أم أنه روى الحديث فيه وبوب له بما يفيد إثبات القدر
واعذرني على الاختصار فالمراجع الآن ليست أمامي إلا أني كتبت في كناش لي ما يلي: ذكر الإمام النسائي في كتابه التفسير (تحت رقم 485 طبعة مكتبة السنة): في سورة حم~ السجدة (يعني فصلت): قوله تعالى (ثم استوى إلى السماء): فأورد فيه حديث الجارية ولفظه: ... فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أين الله؟)) قالت في السماء. قال: ((من أنا؟)) قالت: أنت رسول الله. قال: ((فأَعْتِقْهَا)).
وأورد في نفس الآية حديث (رقم 486) الركوب في السفر عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبّر ثلاثا ...
والله أعلم،
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[24 - 12 - 10, 07:31 م]ـ
الحمد لله ..
أما عن عقيدة الإمام النسائي من كتبه رحمه الله في الصفات ففي السنن الكبرى الشيء الكثير الدال على سلفيته واتباعه لنهج الأئمة قبله.
يراجع كتاب التعبير من سننه الكبرى فقد قال:
(بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم)
قول الله جل ثناؤه {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}
ذكر أسماء الله تعالى وتبارك.
وعدد بعض أسماء الله الحسنى
ثم قال: قوله سبحانه كل شيء هالك إلا وجهه
أخبرنا قتيبة بن سعيد قال ثنا حماد عن عمرو عن جابر بن عبد الله قال: لما نزلت هذه الآية {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم} قال النبي صلى الله عليه و سلم أعوذ بوجهك قال أو من تحت أرجلكم قال النبي صلى الله عليه و سلم أعوذ بوجهك أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هو أهون أو هذا أيسر.
ثم قال: قوله ولتصنع على عيني
وذكر تحته أحاديث عن صفة اليد والقدم والإصبع وغيرها.
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[24 - 12 - 10, 07:38 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[25 - 12 - 10, 12:03 ص]ـ
هل النسائي نفسه بوب سننه؟
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[25 - 12 - 10, 09:20 ص]ـ
نعم، الإمام النسائي رحمه الله هو الذي بوب كتابه.
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[26 - 12 - 10, 12:28 ص]ـ
و أيضا أريد أن أسأل عن عقيدة الإمام الحاكم في هذا الباب
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[26 - 12 - 10, 03:17 ص]ـ
شاهد من "معرفة علوم الحديث"
قَالَ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَعَلَى هَذَا عَهِدْنَا فِي أَسْفَارِنَا وَأَوْطَانِنَا كُلَّ مَنْ يُنْسَبُ إِلَى نَوْعٍ مِنَ الإِلْحَادِ وَالْبِدَعِ لا يَنْظُرُ إِلَى الطَّائِفَةِ الْمَنْصُورَةِ إِلا بِعَيْنِ الْحَقَارَةِ، وَيُسَمِّيهَا الْحَشْوِيَّةَ(68/88)
إخواني، احذروا الشرك الخفي: الرياء
ـ[سفيان الابياري]ــــــــ[25 - 12 - 10, 12:24 ص]ـ
الحمد لله وكفي والصلاة والسلام على من اصطفي ... أما بعد:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: خرج علينا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ونحن نتذاكر المسيح الدجال فقال (ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟) فقلنا بلى يا رسول الله! قال (الشرك الخفي، أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل) حسن الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم 27
الرياء قناع خداع يحجب وجها كالحا ونفسا لئيمة وقلبا صدئا صلدا، والرياء طلاء رقيق يخفي سوءات بعضها فوق بعض، والرياء زيف كاسد في سوق تجارة، قال وهب بن منبه: "من طلب الدنيا بعمل الآخرة نكس الله قلبه وكتب اسمه في ديوان أهل النار"، وقال أبو العالية: " قال لي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم،: لا تعمل لغير الله فيكلك الله إلى من عملت له". وقال ابن أبي مليكة: "أدركت ثلاثين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كلهم يخاف على نفسه من النفاق"، وقال الربيع بن خثيم: " كل ما لا يبتغى به وجه الله يضمحل". وقال: " السرائر السرائر اللاتي تخفين من الناس وهن لله تعالى بواد التمسوا دواءهن".
ومن علم شدة حاجته إلى صافي الحسنات غدا في يوم القيامة، غلب على قلبه حذر الرياء وتصحيح الإخلاص بعمله حتى يوافي الله تعالى يوم القيامة بالخالص المقبول؛ إذ عُلم أنه لا يخلص إلى الله جل ثناؤه إلا ما خلص منه ولا يقبل يوم القيامة إلا ما كان صافيا لوجهه لا تشوبه إرادة شيء بغيره، قال أبو عبد الله الأنطاكي: "من طلب الإخلاص في أعماله الظاهرة وهو يلاحظ الخلق بقلبه فقد رام المحال؛ لأن الإخلاص ماء القلب الذي به حياته والرياء يميته"، وكتب يوسف بن أسباط إلى حذيفة: "إن لنا ولك من الله مقاما يسألنا فيه عن الرمق الخفي وعن الخليل الجافي ولست آمن أن يكون فيما يسألني ويسألك عنه وساوس الصدور ولحاظ الأعين وإصغاء الأسماع".
اعلم أن مما يوصف به منافقو هذه الأمة أنهم خالطوا أهل الدين بأبدانهم وفارقوهم بأهوائهم ولم ينتهوا عن خبيث أفعالهم، كثرت أعمالهم بلا تصحيح فأحرمهم الله الثمن الربيح. والرياء مشتق من الرؤية، وأصله طلب المنزلة في قلوب الناس برؤيتهم خصال الخير ويجمعه خمسة أقسام وهي جوامع ما يتزين به العبد للناس:
1. الرياء بالبدن: ويكون بإظهار النحول والصفار ليوهم بذلك شدة الاجتهاد في العبادة، وعظم الحزن على أمر الدين، وغلبة خوف الآخرة، قال الربيع بن خثيم: "لا يغرنك كثرة ثناء الناس من نفسك فإنه خالص إليك عملك". وقال يحيى بن معاذ: " لا تجعل الزهد حرفتك لتكتسب به الدنيا ولكن اجعله عبادتك لتنال الآخرة وإذا شكرك أبناء الدنيا ومدحوك فاصرف أمرهم على الخرافات".
2. الرياء بالهيئة والزى: بتشعيث شعر الرأس وإطراق الرأس في المشي والهدوء في الحركة وإبقاء أثر السجود على الوجه، وتحري لبس الثياب الخشنة أو لبس المرقعات، عن محمد بن عبد الله الحذاء قال: " وقفنا للفضيل بن عياض على باب المسجد ونحن شباب علينا الصوف فخرج علينا فلما رآنا قال: وددت أني لم أركم ولم تروني. أتروني سلمت منكم أن أكون ترسا لكم حيث راءيتكم وتراءيتم لي! لأن أحلف عشرا أني مراء وأني مخادع أحب إلي من أن أحلف أني لست كذلك".
3. الرياء بالقول: كرياء أهل الدين بالوعظ والتذكير والنطق بالحكمة وحفظ الأخبار لاستعمالها في المحاورة وإظهارا لغزارة العلم وتحريك الشفتين بالذكر في محضر الناس وإظهار الغضب للمنكرات والأسف على مقارفة الناس للمعاصي. وفي ذلك يقول مطرف رحمة الله عليه: "إن أقبح ما طلبت به الدنيا عمل الآخرة".
4. الرياء بالعمل كمراءاة المصلي بطول القيام والركوع والسجود وكذلك بالصوم والغزو والحج والصدقة
5. الرياء بالأصحاب والزائرين كالذي يتكلف أن يستزير عالما أو عابدا ليقال إن فلانا قد زار فلانا وكالذي يكثر زيارة الشيوخ ليرى أنه لقي شيوخا كثيرة واستفاد منهم ويتباهى بشيوخه عند المخاصمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/89)
* وأصل الرياء حب الجاه، والجاه هو قيام المنزلة في قلوب الناس، وهو اعتقاد القلوب نعتا من نعوت الكمال في هذا الشخص، إما لعلم أو عبادة أو نسب أو قوة أو حسن منظر أو غير ذلك مما يعتقده الناس كمالا، فبقدر ما يعتقدون له من ذلك تذعن قلوبهم لطاعته ومدحه وخدمته وتوقيره.
ومن غلب على قلبه حب هذا صار مقصور الهم على مراعاة الخلق مشغوفا بالتردد إليهم والمراءاة لهم، ولا يزال في أقواله وأفعاله ملتفتا إلى ما يعظم منزلته لديهم، وذلك بذر النفاق وأصل الفساد؛ لأن من طلب هذه المنزلة في قلوب العباد اضطر أن ينافقهم بإظهار ما هو خال عنه ويجر إلى المراءاة بالعبادات واقتحام المحظورات والتوصل إلى اقتناص القلوب
وهذا باب غامض لا يعرفه إلا العلماء بالله العارفون به المحبون له وإذا فصل رجع إلى ثلاثة أصول:
حب لذة الحمد، والفرار من الذم، والطمع فيما في أيدي الناس
كتب خالد بن صفوان إلى عمر بن عبد العزيز: "يا أمير المؤمنين إن أقواما غرهم ستر الله وفتنهم حسن الثناء فلا يغلبن جهل غيرك بك علمك بنفسك أعاذنا الله وإياك أن نكون بالستر مغرورين وبثناء الناس مسرورين وعما افترض الله علينا متخلفين ومقصرين وإلى الأهواء مائلين. فبكى عمر ثم قال: أعاذنا الله وإياك من إتباع الهوى".
* والرياء منه الجلي ومنه الخفي
فالرياء الجلي: هو الذي يبعث على العمل ويحمل عليه
أما الرياء الخفي: فهو الذي لا يحمل على العمل بمجرده إلا أنه يخفف مشقة العمل على النفس كالذي يعتاد التهجد كل ليلة ويثقل عليه فإذا نزل عنده ضيف تنشط للقيام وخف عليه. ومن الرياء الخفي كذلك أن يخفي العبد طاعته ولكنه مع ذلك إذا رأي الناس أحب أن يبدءوه بالسلام وأن يقابلوه بالبشاشة والتوقير وأن يثنوا عليه وأن ينشطوا في قضاء حوائجه وأن يسامحوه في البيع والشراء وأن يوسعوا له في المكان فإن قصر مقصر ثقل ذلك على قلبه كأنه يتقاضى الاحترام على الطاعة التي أخفاها.
ومن الرياء الخفي أن الإنسان يذم نفسه بين الناس يريد بذلك أن يرى أنه متواضع عند نفسه فيرتفع بذلك عندهم ويمدحونه به، قال مطرف ابن عبد الله: " كفى بالنفس إطراء أن تذمها على الملأ كأنك تريد بذمها زينتها وذلك عند الله سفه". وقال الحسن البصري:" من ذم نفسه في الملأ فقد مدحها وذلك من علامات الرياء".
روى َالْحَاكِمُ: (أَوَّلُ النَّاسِ يَدْخُلُ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلاثَةُ نَفَرٍ، يُؤْتَى بِالرَّجُلِ، فَيَقُولُ: رَبِّ عَلَّمْتَنِي الْكِتَابَ فَقَرَأْتُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَيْ سَاعَاتِهِمَا رَجَاءَ ثَوَابِك، فَيَقُولُ: كَذَبْتَ إنَّمَا كُنْتَ تُصَلِّي لِيُقَالَ: إنَّك قَارِئٌ مُصَلٍّ وَقَدْ قِيلَ، اذْهَبُوا بِهِ إلَى النَّارِ؛ ثُمَّ يُؤْتَى بِآخَرَ، فَيَقُولُ: رَبِّ رَزَقْتَنِي مَالا فَوَصَلْتُ بِهِ الرَّحِمَ وَتَصَدَّقْتُ بِهِ عَلَى الْمَسَاكِينِ وَحَمَّلْتُ بِهِ ابْنَ السَّبِيلِ رَجَاءَ ثَوَابِك وَجَنَّتِك، فَيُقَالُ: كَذَبْتَ إنَّمَا كُنْتَ تَتَصَدَّقُ وَتَصِلُ لِيُقَالَ: إنَّهُ سَمْحٌ جَوَّادٌ فَقَدْ قِيلَ، اذْهَبُوا بِهِ إلَى النَّارِ، ثُمَّ يُجَاءُ بِالثَّالِثِ فَيَقُولُ: رَبِّ خَرَجْتُ فِي سَبِيلِك فَقَاتَلْتُ فِيك غَيْرَ مُدْبِرٍ رَجَاءَ ثَوَابِك وَجَنَّتِك فَيُقَالُ: كَذَبْتَ إنَّمَا كُنْتَ تُقَاتِلُ لِيُقَالَ: إنَّك جَرِيءٌ وَشُجَاعٌ فَقَدْ قِيلَ، اذْهَبُوا بِهِ إلَى النَّارِ). وَالطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ: ((مَنْ يُسَمِّعْ يُسَمِّعْ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَاءِ يُرَاءِ اللَّهُ بِهِ: وَمَنْ كَانَ ذَا لِسَانَيْنِ فِي الدُّنْيَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ لِسَانَيْنِ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
** أقسام الرياء من حيث القبح:
أ ـ َأَقْبَحُهَا الرِّيَاءُ فِي الإِيمَانِ:
وهو شأن المنافقين الذين أكثر الله من ذمهم في كتابه العزيز: (إنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ)
ب ـ وَيَلِيهِمْ الْمُرَاءُونَ بِأُصُولِ الْعِبَادَاتِ الْوَاجِبَةِ:
كأن يعتاد تركها في الخلوة ويفعلها في الملأ خوف المذمَّة، وهذا أيضًا عظيم عند اللَّهِ تعالى لإنبائه على غاية الجهل وأدائه إلى أعلى أنواع المقتِ.
ج ـ وَيَلِيهِمْ الْمُرَاءُونَ بِالنَّوَافِلِ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/90)
كأن يعتاد ذلك فيها وحدها خوف الاستنقاص بِعدم فعلها في الملإ، وإيثارًا للكسل وعدم الرَّغبة في ثوابها في الخلوةِ.
د ـ وَيَلِيهِمْ الْمُرَاءُونَ بِأَوْصَافِ الْعِبَادَاتِ:
كتحسيِنها وإطالة أركانها، وإظهار التَّخشُّعِ فِيهَا، والاقتصار في الخلوةِ على أدنى واجباتها، فهذا محظورٌ أيضًا؛ لأنَّ فيه كالَّذي قبله تقديم المخلوقِ على الخَالِقِ.
4 ـ وَلِلْمُرَائِي لأَجْلِهِ دَرَجَاتٌ:
أ ـ فأقبحها أن يقصدَ التَّمكُّن من معصيةٍ كمن يظهر الورع والزُّهد حتَّى يعرف به فيولَّى المناصبَ وَالوَصَايَا، وَتُودَعَ عندهُ الأموالُ، أو يفوَّض إليه تفرقة الصَّدَقَاتِ وَقَصده بِكلِّ ذلك الخيانة فيه.
ب ـ ويليها من يتَّهم بمعصيةٍ أو خيانةٍ فيظهر الطَّاعة والصَّدقة قصدًا لدفعِ تلك التُّهمة.
ج ـ ويليها أن يقصدَ نيل حظٍّ مباحٍ من نحوِ مال أو نكاحٍ، أو غيرهما من حظُوظِ الدُّنيا.
د ـ ويليها أن يقصد بإظهار عبادته وورعه وتخشعه ونحو ذلك أن لا يحتقر وينظر إليه بِعين النَّقص، أو أن يعدَّ من جملة الصَّالحين وفي الخلوة لا يفعل شيئًا من ذلك،.
قال الغزالي: وجميعهم تحت مقت اللَّهِ تعالى وغضبه وهو من أشدِّ المهلكات.
من مظاهر الرياء عند طلبة العلم التي ينبغي الحذر منها:
أولاً ــ الجرأة على الفتوى وتعجل التدريس:
وهذه للأسف الشديد هي سمة الكثيرين من طلبة العلم من أهل هذا العصر.
قال الله تعالى: (آلله أذن لكم أم على الله تفترون) [يونس/59]
ومن تأمل سير السلف يعرف حقًا كيف كان هؤلاء الأكابر أكثر الناس علمًا وورعًا، فكانوا يهابون مما يقتحمه المتعالمون في هذه الأيام.
قال أبو داود في مسائله: ما أحصى ما سمعت أحمد سئل عن كثير مما فيه الاختلاف في العلم فيقول لا أدري. قال: وسمعته يقول ما رأيت مثل ابن عيينة في الفتوى أحسن فتيا منه، كان أهون عليه أن يقول لا أدري.
وقال عبد الله ابنه في مسائله سمعت أبي يقول وقال عبد الرحمن بن مهدي سأل رجل الإمام مالك بن أنس عن مسألة فقال لا أدري فقال يا أبا عبد الله تقول لا أدري قال نعم فأبلغ من ورائك أني لا أدري.
وقال عبد الله: كنت أسمع أبي كثيرًا يسأل عن المسائل فيقول: لا أدري، ويقف إذا كانت مسألة فيها اختلاف، وكثيرا ما كان يقول: سل غيري فإن قيل له من نسأل قال سلوا العلماء ولا يكاد يسمي رجلا بعينه.
يقول ابن القيم: وكان السلف من الصحابة والتابعين يكرهون التسرع في الفتوى، ويود كل واحد منهم أن يكفيه إياها غيره، فإذا رأى أنها قد تعينت عليه بذل اجتهاده في معرفة حكمها من الكتاب والسنة أو قول الخلفاء الراشدين ثم أفتى.
قال عبد الرحمن ابن أبي ليلى: أدركت عشرين و مائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فما كان منهم محدث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث، ولا مفت إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا.
وقال سحنون بن سعيد: أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما يكون عند الرجل الباب الواحد من العلم يظن أن الحق كله فيه.
فأين هؤلاء الأصاغر المتعالمون من أدب سلفنا الصالح في الفتيا والاستفتاء، فترى هؤلاء المتعالمين المتفيقهين يتعجل أحدهم الفتيا ويتعجل التدريس ويتعجل كل شيء، يظن بنفسه أنه محيي الدين يود أحدهم لو كان مفتي البلاد والعباد، ولكنها الشهوة الخفية، وأين هؤلاء من الشروط والأسس التي وضعها سلفنا لحفظ جناب الدين من المتفيقهين.
* قال الإمام أحمد: " لا ينبغي للرجل أن يعرض نفسه للفتيا حتى يكون فيه خمس خصال:
إحداها: أن تكون له نية، أي أنْ يخلص في ذلك لله تعالى، ولا يقصد رياسة ولا نحوها، فإن لم يكن له نية لم يكن عليه نور، ولا على كلامه نور، إذ الأعمال بالنيات.
الثانية: أن يكون له حلم ووقار وسكينة، وإلا لم يتمكن من فعل ما تصدى له من بيان الأحكام الشرعية.
الثالثة: أن يكون قويًا على ما هو فيه وعلى معرفته، و إلا فقد عرض نفسه لعظيم.
الرابعة:: الكفاية و إلا أبغضه الناس، فإنه إذا لم تكن له كفاية احتاج إلى الناس، وإلى الأخذ مما في أيديهم فيتضررون منه.
الخامسة: معرفة الناس
فحذار حذار من فتنة التصدر، وطلب الشهرة والجاه، فإنها عمار للنار، قتالة للقلب، مفسدة له، دالة على سوء النوايا، وإنما من ابتلي بذلك صبر، ومن استراح من هذا شكر لو تعلمون.
ثانياً ــ الاشتغال بفرض الكفاية عن فرض العين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/91)
فتجد هذا المتعالم والمتفيقه بلا عقيدة صحيحة، ولا معرفة صادقة بأسماء الله وصفاته، ولا إلمام بتصحيح العبادات الظاهرة والباطنة، ومع ذلك هو عاكف على علوم الآلات، ويهجم على النصوص ويستنبط ويرجح بين الأقوال، ويرد على العلماء ويتعصب، ويغضب لنفسه ورأيه، لا لدين الله عز وجل، فهذا هو الخذلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قال في مختصر منهاج القاصدين: "وأنت تجد الفقيه يتكلم في الظهار واللعان والسبق والرمي، ويفرع التفريعات التي تمضي الدهور ولا يحتاج إلى مسألة منها، ولا يتكلم في الإخلاص، ولا يحذر من الرياء، وهذا عليه فرض عين؛ لأنَّ في إهماله هلاكه، والأول فرض كفاية، ولو أنَّه سئل عن علة ترك المناقشة للنفس في الإخلاص والرياء لم يكن له جواب) [مختصر منهاج القاصدين ص (27)].
ثالثاً ــ حب المناظرة، وحب الجدل و كثرة الكلام: (يهرف بما لا يعرف)
قال الله تعالى: (وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً) [الكهف /54]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ في رَبَضِ الْجَنّةِ لِمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقاّ، وَبِبَيْتٍ في وَسَطِ الْجَنّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كان مَازِحاً، وَبِبَيْتٍ في أعْلَى الْجَنّةِ لِمَنْ حَسّنَ خُلُقَهُ) [أخرجه أبو داود (4800) ك الأدب، باب في حسن الخلق، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (4015)].
قال الأوزاعي: إذا أراد الله بقوم شراً فتح عليهم الجدل، ومنعهم العمل.
قال معروف الكرخي: إذا أراد الله بعبد خيرًا فتح له باب العمل، وأغلق عنه باب الجدل، وإذا أراد الله بعبد شرًا فتح له باب الجدل، وأغلق عنه باب العمل.
وقال بعض السلف: إذا رأيت الرجل لجوجًا مماريًا معجبًا برأيه فقد تمَّت خسارته.
وإنما يعطى الجدل الفتانون، فما ضل قوم بعد هدى إلا أوتوا الجدل، وما يشتهي المناظرة إلا الباحثون عن أعراض الدنيا الزائلة، وإنما كان الرجل من السلف لا يقع في المناظرة إلا اضطرارًا، وما زلَّ من زلَّ في هذا الباب إلا بسبب الرياء والسمعة، وإنما كان همُّ الأوائل الأعمال لا الأقوال، وصار قصارى همّ بعضنا الآن الكلام طلبًا للظهور.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك، ودع العوام، فان من ورائكم أياما الصبر فيهن القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم." [أخرجه الترمذي (3058) التفسير، باب ومن سورة المائدة، وقال: حسن غريب].
وهذه وصية نبوية غالية، تشير إلى أمراض خطيرة: (شح مطاع، هوى متبع، دنيا مؤثرة، عجب وإعجاب بالرأي) فيا لها من أمراض قتَّالة، وأوبئة فتَّاكة، تفتك بالدين، وتقتل الإخلاص، وإنَّما المرض العضال الحامل على كل هذا والمؤدي إليه: (حب الظهور، وشهوة التصدر، والرغبة في الشهرة، والعلو على الأقران) فنسأل الله العافية من أمراض القلوب، ونسأله هو العلي القدير أنْ يرزقنا الإخلاص، وأنْ يجمعنا على الصالحين من عباده في الدنيا والآخرة.
عن عبد الله بن المبارك قال: قيل لحمدون بن أحمد: ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا؟!! قال: لأنَّهم تكلموا لعز الإسلام، ونجاة النفوس، ورضا الرحمن، ونحن نتكلم لعز النفوس، وطلب الدنيا، ورضا الخلق.
قال أبو قلابة لأيوب السختياني: يا أيوب إذا أحدث الله لك علمًا فأحدث لله عبادة، ولا يكونن همك أن تحدث به الناس.
قال الحسن البصري: همة العلماء الرعاية، وهمة السفهاء الرواية.
فإذا لم تجد القول موافقًا للعمل فاعلم أنه نذير النفاق.
قال عبد الله بن المعتز: علم المنافق في قوله، وعلم المؤمن في عمله.
وحكى الذهبي عن أبى الحسن القطان قوله: (أُصبت ببصري، وأظن أنى عوقبت بكثرة كلامي أيام الرحلة)، ثم قال الذهبي: " صدق والله، فقد كانوا مع حسن القصد وصحة النية غالباً يخافون من الكلام، وإظهار المعرفة. واليوم يكثرون الكلام مع نقص العلم، وسوء القصد ثم إن الله يفضحهم، ويلوح جهلهم وهواهم واضطرابهم فيما علموه فنسأل الله التوفيق والإخلاص. أهـ (من سير أعلام النبلاء).
وعن معمر بن راشد قال: إنَّ الرجل يطلب العلم لغير الله فيأبى عليه العلم حتى يكون لله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/92)
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: (نعم يطلبه أولاً، والحامل له حب العلم، وحب إزالة الجهل عنه وحب الوظائف، ونحو ذلك، ولم يكن عَلِم وجوب الإخلاص فيه، ولا صدق النية، فإذا علم حاسب نفسه، وخاف من وبال قصده، فتجيئه النية الصالحة كلها أو بعضها، وقد يتوب من نيته الفاسدة، ويندم، وعلامة ذلك أنه يُقْصِر من الدعاوى وحب المناظرة، ومن قَصْدِ التأثير بعلمه، ويُزْري على نفسه، فإن تَكَثَّر بعلمه، أو قال أنا أعلمُ من فلان فبعداً له).
رابعاً ــ الولع بالغرائب والبحث عن المهجور من الأقوال:
فترى من ابتلي بهذه الشهوة الخفية ألا وهي الرياء يتصيد الغرائب ويتصيد المهجور من أقوال العلماء، فبمجرد أن يتصيد مسألة من هنا أو هناك، سمعها في مجلس، أو من شريط، أو قرأها في صحيفة، أو في كتاب، يوالي ويعادى على تلك المسألة.، وأكثر الناس اليوم لا علم له إلا ببعض المسائل، وليتها بالنافعة، وإنما شواذ المسائل، وغريب الآراء، والمهجور من الأقوال، وكأن الشعار "خالف تُعرف" فالخلاف عنده أشهى من الاتفاق.
حتى وجدنا بعض المتعالمين من يشغل العامة بالمسائل النادرة الحدوث والمختلف عليها والتي هي أصلاً ليست أهلاً لطرقها على المنابر من أمثال (الحجامة) فتراه يصطنع عليها خطباً متكررة متنوعة، إنما الشذوذ والغرابة والبحث عن المهجور من الأقوال ساقه إليها، وكان الأولى شغل الناس والعامة بعوالي الأمور والمهمات الجسيمة التي ترقى بهم وبإيمانهم.
فالولع بالغريب والشاذ من الأقوال، وإحياء المسائل المهجورة والتي حسمها أهل العلم منذ زمن بعيد، كل ذلك ـ إن كان عن عمد ـ يدل على خلل واضح، وسوء قصد بيِّن، لا سيما إذا كان الأمر زلَّ فيه عالم من العلماء، ومن هنا حذر أهل العلم من تتبع هذه المسائل التي أسموها بـ ((الطبوليات)) إذ قيل: (زلة العالم مضروب لها الطبل) [حلية طالب العلم ص (7) للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد].
خامساً ــ الشغب على المخالف والزهو بالمتبع.
فإنك تراه يشاغب على من خالفه، ويعاديه، وينفر منه، ويفرح بالمدح، ويزهو بكثرة الأتباع، وبالضد تتميز الأشياء، وتلك من نتاج العصبيات والحزبيات، لعدم تحقيق عقيدة الولاء والبراء فيصير الولاء للمتبع، والبراء من المخالف، وما كان هذا هدي السلف في الخلاف، لا سيما في الفروع، وكم من مجر للخلاف على ألسنة الناس لمجرد الشغب عليه لمخالفته إياه، أو الزهو بمن اتبعه، ومن أهم علامات الصادق استواء المدح والذم عنده، فإن لم يكن كذلك فليتهم نفسه.
قال الإمام الذهبي في [سير أعلام النبلاء (7/ 393)]: عن عبد الرحمن بن مهدى عن طالوت: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: ما صدق الله عبد أحب الشهرة.
ثم قال الذهبي: علامة المخلص الذي قد يحب الشهرة، ولا يشعر بها، أنه إذا عوتب في ذلك لا يحرد، ولا يبرئ نفسه، بل يعترف ويقول: رحم الله من أهدى إلىَّ عيوبي، ولا يكن معجباً بنفسه، لا يشعر بعيوبها، بل يشعر أنه لا يشعر، فإن هذا داء مزمن " أهـ
وما أغلاه من كلام، وصدق من قال: الذهبي ذهبي الكلام، حقاً إنه كلام أغلى من الذهب، فالمخلص إذا اتهم لم يكابر، لم يشمخ بأنفه، ولم تأخذه العزة بالإثم فيقول: أنا .. أنا .. أنا، وإنما يخضع ويذعن، ويخاف ويخشى، ويتهم نفسه، ويسيء الظن بها، ويقول: ويلى، وويل أمي، إنْ لم يرحمني ربى.
وعن الفضيل بن عياض قال: يا مسكين، أنت مسيء وترى أنَّك محسن، وأنت جاهل وترى أنَّك عالم، وتبخل وترى أنَّك كريم، وأحمق وترى أنَّك عاقل، أجلك قصير، وأملك طويل.
قال الذهبي: (قلت: إي والله صدق، وأنت ظالم وترى أنَّك مظلوم، وآكل للحرام وترى أنَّك متورع، وفاسق وتعتقد أنَّك عدل، وطالب العلم للدنيا وترى أنَّك تطلبه لله) [سير أعلام النبلاء (8/ 440)].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلم علما يبتغي به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به غرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة)) رواه أبو داود بسند صحيح.
فهذا هو الرِّياء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/93)
من الأدواء المهلكة، والأمراض الفاتكة، والخسائر الفادحة الرياء، حيث فيه خسارة الدين والآخرة، ولهذا حذر منه المتقون، وخافه الصالحون، ونبه على خطورته الأنبياء والمرسلون، ولم يأمن من مغبته إلا العجزة، والجهلة، والغافلون، فهو الشرك الخفي، والسعي الرديء، ولا يصدر إلا من عبد السوء الكَلَِّ المنكود.
الرياء كله دركات، بعضها أسوأ من بعض، وظلمات بعضها أظلم من بعض، وأنواع بعضها أخس وأنكد من بعض، فمنه الرياء المحض، وهو أردأها، ومنه ما هو دون ذلك، ومنه خطرات قد أفلح من دفعها وخلاها، وقد خاب من استرسل معها وناداها.
فالعمل لغير الله أنواع وأقسام، كلها مذمومة مردودة، ومن الله متروكة، فالله سبحانه وتعالى أغنى الشركاء، وأفضل الخلطاء، فمن أشرك معه غيره تركه وشركه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه".
وفي رواية لابن ماجة: "فأنا منه بريء وهو للذي أشرك".
والأنواع هي:
1. الرياء المحض
وهو العمل الذي لا يُراد به وجه الله بحال من الأحوال، وإنما يراد به أغراض دنيوية وأحوال شخصية، وهي حال المنافقين الخلص كما حكى الله عنهم:
"وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً".4
"ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله".5
"فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون".6
وهذا النوع كما قال ابن رجب الحنبلي يكون في الأعمال المتعدية، كالحج، والصدقة، والجهاد، ونحوها، ويندر أن يصدر من مؤمن: (فإن الإخلاص فيها عزيز، وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط، وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة).
2. أن يراد بالعمل وجه الله ومراءاة الناس
وهو نوعان:
أ. إما أن يخالط العملَ الرياءُ من أصله
فقد بطل العمل وفسد والأدلة على ذلك بجانب حديث أبي هريرة السابق:
· عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى يرائي فقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك، ومن تصدَّق يرائي فقد أشرك، وإن الله يقول: أنا خير قسيم لمن أشرك بي شيئاً، فإن جدة عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به، أنا عنه غني".
وعن أبي سعيد بن أبي فضالة الصحابي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه، نادى منادٍ: من كان أشرك في عمل عمله لله عز وجل فليطلب ثوابه من عند غير الله عز وجل، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك".
وخرج الحاكم من حديث ابن عباس: "قال رجل: يا رسول الله: إني أقف الموقف وأريد وجه الله، وأريد أن يُرى موطني، فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت: "فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً".
قال ابن رجب: (وممن روي عنه هذا المعنى، وأن العمل إذا خالطه شيء من الرياء كان باطلاً: طائفة من السلف، منهم عبادة بن الصامت، وأبو الدرداء، والحسن، وسعيد بن المسيب، وغيرهم.
ومن مراسيل القاسم بن مُخَيْمِرَة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يقبل الله عملاً فيه مثقال حبة من خردل من رياء".
ولا نعرف عن السلف في هذا خلافاً، وإن كان فيه خلاف عن بعض المتأخرين).
ب. وإما أن يطرأ عليه الرياء بعد الشروع في العمل
فإن كان خاطراً ماراً فدفعه فلا يضرُّه ذلك، وإن استرسل معه يُخشى عليه من بطلان عمله، ومن أهل العلم من قال يُثاب ويُجازى على أصل نيته.
قال ابن رجب: (وإن استرسل معه، فهل يحبط عمله أم لا يضره ذلك ويجازى على أصل نيته؟ في ذلك اختلاف بين العلماء من السلف حكاه الإمام أحمد وابن جرير الطبري، ورجحا أن عمله لا يبطل بذلك، وأنه يُجازى بنيته الأولى، وهو مروي عن الحسن البصري وغيره.
ويستدل لهذا القول بما خرجه أبو داود في "مراسيله"11 عن عطاء الخرساني أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن بني سَلَمَة كلهم يقاتل، فمنهم من يقاتل للدنيا، ومنهم من يقاتل نجدة، ومنهم من يقاتل ابتغاء وجه الله، فأيهم الشهيد؟ قال: كلهم، إذا كان أصل أمره أن تكون كلمة الله هي العليا".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/94)
وذكر ابن جرير أن هذا الاختلاف إنما هو في عمل يرتبط آخره بأوله، كالصلاة، والصيام، والحج، فأما ما لا ارتباط فيه، كالقراءة، والذكر، وإنفاق المال، ونشر العلم، فإنه ينقطع بنية الرياء الطارئة عليه، ويحتاج إلى تجديد نية.
وكذلك روي عن سليمان بن داود الهاشمي12 أنه قال: ربما أحدث بحديث ولي نية، فإذا أتيت على بعضه تغيرت نيتي، فإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيات.
ولا يرد على هذا الجهاد، كما في مرسل عطاء الخرساني، فإن الجهاد يلزم بحضور الصف، ولا يجوز تركه حينئذ فيصير كالحج).
3. أن يريد بالعمل وجه الله والأجر والغنيمة
كمن يريد الحج وبعض المنافع، والجهاد والغنيمة، ونحو ذلك، فهذا عمله لا يحبط، ولكن أجره وثوابه ينقص عمن نوى الحج والجهاد ولم يشرك معهما غيرهما.
خرج مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الغزاة إذا غنموا غنيمة تعجلوا ثلثي أجرهم، فإن لم يغنموا شيئاً تمَّ لهم أجرُهم".13
وروي عن عبد الله بن عمرو كذلك قال: "إذا أجمع أحدكم على الغزو فعوضه الله رزقاً، فلا بأس بذلك، وأما أن أحدكم إن أعطي درهماً غزا، وإن مُنع درهماً مكث، فلا خير في ذلك".
وقال الأوزاعي: إذا كانت نية الغازي على الغزو، فلا أرى بأساً.
وقال الإمام أحمد: التاجر، والمستأجر، والمكاري أجرهم على قدر ما يخلص من نيتهم في غزاتهم، ولا يكون مثل من جاهد بنفسه وماله لا يخلط به غيره.
وقال أيضاً فيمن أخذ جعلاً على الجهاد إذا لم يخرج لأجل الدراهم فلا بأس أن يأخذ، كأنه خرج لِدِينه، فإن أعطي شيئاً أخذه.
وقال ابن رجب: (فإن خالط نية الجهاد نية غير الرياء، مثل أخذ أجرة للخدمة، أوأخذ شيء من الغنيمة، أوالتجارة، نقص بذلك أجر جهادهم، ولم يبطل بالكلية ..
وهكذا يقال فيمن أخذ شيئاً في الحج ليحج به، إما عن نفسه، أوعن غيره، وقد روي عن مجاهد أنه قال في حج الجمَّال، وحج الأجير، وحج التاجر، هو تمام لا ينقص من أجورهم شيء، وهو محمول على أن قصدهم الأصلي كان هو الحج دون التكسب.
4. أن يبتغي بعمله وجه الله فإذا أثني عليه سُرَّ وفرح بفضل الله ورحمته فلا يضره ذلك إن شاء الله. فعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سُئل عن الرجل يعمل العمل لله من الخير، ويحمده الناس عليه، فقال: "تلك عاجل بشرى المؤمن".
وفي رواية لابن ماجة: "الرجلُ يعمل العمل لله فيحبُّه الناس عليه".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله، الرجل يعمل العمل فيُسِِرُّه، فإذا اطلع عليه، أعجب، فقال: "له أجران: أجر السر وأجر العلانية".
قال ابن رجب: (وبالجملة، فما أحسن قول سهل بن عبد الله التُستري: ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص، لأنه ليس لها فيه نصيب.
وقال يوسف بن الحسين الرازي: أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي، وكأنه ينبت فيه على لون آخر.
وقال ابن عيينة: كان من دعاء مطرِّف بن عبد الله: اللهم إني أستغفرك مما تبتُ إليك منه، ثم عدت فيه، وأستغفرك مما جعلته لك على نفسي، ثم لم أفِ لك به، وأستغفرك مما زعمتُ أني أردت به وجهك، فخالط قلبي منه ما قد علمتَ).
ورحم الله القائل:
أستغفرُ الله من أستغفر الله من كلمة قلتها خالفتُ معناها
اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً ونحن نعلم، ونستغفرك لما لا نعلم، وصلى الله وسلم على إمام المتقين وسيد المتوكلين المخلصين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين.
نقلته من موقع الشيخ الدكتور طلعت زهران حفظه الله تعالى(68/95)
من هم المعطلة وهل هم فرقة كافرة أم مؤمنة
ـ[عماد الدين التلي]ــــــــ[25 - 12 - 10, 03:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هم المعطلة وما هي أفكارهم وهل هي فرقة كافرة أم مؤمنة
ـ[المتولى]ــــــــ[25 - 12 - 10, 03:45 ص]ـ
اصل كلمة التعطيل: الاخلاء ومنها بئر معطلة: اى خالية
والتعطيل: نفى المعنى الحق الذى دلت عليه الصفة وهم انواع
1 - تعطيل الباطنية: نفاة النقيضين فهم يقولون ان الله تعالى لا سميع ولا ليس بسميع ولا حى ولا ليس بحى
2 - تعطيل الفلاسفة: امثال ابن سينا والفارابى فهم لا يثبتون اسما ولا صفة ولا اى شىء غير الوجود فيقولون هو واجب الوجود
3 - تعطيل الاتحادية من الصوفية كابن عربى و ابن الفارض: فعقيدتهم اما حلولية اى ان الله - تعالى عما يقولون-
حل فى مخلوقاته واما اتحادية فيقولون بوحدة الوجود وينكرون على الحلولية فيقولون انهما ليسا بشيئين وانما هما شىء واحد فى الاصل
وهناك انواع اخرى مثل الجهمية الاوائل و المعتزلة و الاشاعرة
والمعطلة المكفرون بالاجماع هم الحلولية و الاتحادية و الباطنية و الفلاسفة و الجهمية الاوائل اما المعتزلة فلا يكفر المعين منهم حتى تقام عليه الحجة
والاشاعرة فهم اهل ضلال وتكفيرهم محل خلاف بين اهل العلم
والله تعالى اعلى واعلم
ـ[سنا]ــــــــ[25 - 12 - 10, 04:20 م]ـ
ما الفرق بين الحلولية والاتحادية؟
ـ[المتولى]ــــــــ[26 - 12 - 10, 03:56 ص]ـ
ما الفرق بين الحلولية والاتحادية؟
الحلولية: قالوا بأنهما ذاتان دخلت او استقرت احداهما فى الاخرى
الاتحادية: قالوا بل هما شىء واحد(68/96)
هل يصح نسبة نفخ الروح في آدم كصفة لله عزوجل؟
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[25 - 12 - 10, 11:14 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد
قد قرأت لبعض المعاصرين من أهل العلم ما يلي:
(شرح الفتوى الحموية - المصلح حفظه الله تعالى (16/ 9، بترقيم الشاملة آليا):
{وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} فيه إثبات التسوية له سبحانه وتعالى، وقد جاءت الآيات مبينة أنه سبحانه وتعالى سواه بيده، وفيه إثبات النفخ له سبحانه وتعالى. وأما قوله (مِنْ رُوحِي) فـ (من) هنا ليست للتبعيض بل هي (من) البيانية أي: من الأرواح، والإضافة ليست إضافة صفة، وإنما هي إضافة تشريف وإضافة خلق، يعني: من الأرواح التي خلقها.)
وأيضا للشيخ ياسر برهامي حفظه الله تعالى:
(قصة آدم عليه السلام (ص: 91):بترقيم الشاملة آليا
والمقصود أن الإضافة في قوله تعالى: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} من روحي هي للتكريم والتشريف، وأما كيفية النفخ فالقاعدة الذهبية في ذلك، التي عليها إجماع السلف أن الكيف مجهول، والمعني معلوم. وهذا الفعل من الله تعالى: «النفخ» مفهوم المعني، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عن الكيفية بدعة.)
أما ابن القيم رحمه الله فقد نفي ذلك في كتابه الروح فقال:
(فإن قيل فما تقولون في قوله تعالى (ونفخت فيه من روحي) فأضاف النفخ إلى نفسه وهذا يقتضي المباشرة منه تعالى كما في قوله خلقت بيدي ولهذا فرق بينهما في الذكر في الحديث الصحيح في قوله فيأتون آدم فيقولون أنت آدم أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء
فذكروا لآدم أربع خصائص اختص بها عن غيره ولو كانت الروح التي فيه إنما هي من نفخة الملك لم يكن له خصيصة بذلك وكان بمنزلة المسيح بل وسائر أولاده فإن الروح حصلت فيهم من نفخة الملك وقد قال تعالى فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فهو الذي سواه بيده وهو الذي نفخ فيه من روحه
قيل هذا الموضع الذي أوجب لهذه الطائفة أن قالت بقدم الروح وتوقف فيها آخرون ولم يفهموا مراد القرآن فأما الروح المضافة إلى الرب فهي روح مخلوقة أضافها إلى نفسه إضافة تخصيص وتشريف كما بينا وأما النفخ فقد قال تعالى في مريم التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وقد أخبر في موضع آخر أنه أرسل إليها الملك فنفخ في فرجها وكان النفخ مضافا إلى الله أمرا وإذنا وإلى الرسول مباشرة
يبقى ها هنا أمران
أحدهما أن يقال فإذا كان النفخ حصل في مريم من جهة الملك وهو الذي ينفخ الأرواح في سائر البشر فما وجه تسمية المسيح روح الله وإذا كان سائر الناس تحدث أرواحهم من هذه الروح فما خاصية المسيح
الثاني أن يقال فهل تعلق الروح بآدم كانت بواسطة نفخ هذا الروح هو الذي نفخها فيه بإذن الله كما نفخها في مريم أم الرب تعالى هو الذي نفخها بنفسه كما خلقه بيده
قيل لعمر الله انهما سؤالان مهمان:
فأما الأول فالجواب عنه أن الروح الذي نفخ في مريم هو الروح المضاف إلى الله الذي اختصه لنفسه وأضافه إليه وهو روح خاص من بين سائر الأرواح وليس بالملك الموكل بالنفخ في بطون الحوامل من المؤمنين والكفار فإن الله سبحانه وكل بالرحم ملكا ينفخ الروح في الجنين فيكتب رزق المولود وأجله وعمله وشقاوته وسعادته، وأما هذا الروح المرسل إلى مريم فهو روح الله الذي اصطفاه من الأرواح لنفسه فكان لمريم بمنزلة الأب لسائر النوع فان نفخته لما دخلت في فرجها كان ذلك بمنزلة لقاح الذكر للأنثى من غير أن يكون هناك وطء.
وأما ما اختص به آدم فإنه لم يخلق كخلقة المسيح من أم ولا كخلقة سائر النوع من أب وأم ولا كان الروح الذي نفخ الله فيه منه هو الملك الذي ينفخ الروح في سائر أولاده ولو كان كذلك لم يكن لآدم به اختصاص وإنما ذكر في الحديث ما اختص به على غيره وهو أربعة أشياء خلق الله له بيده ونفخ فيه من روحه واسجاد ملائكته له وتعليمه أسماء كل شيء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/97)
فنفخه فيه من روحه يستلزم نافخا ونفخا ومنفوخا منه فالمنفوخ منه هو الروح المضافة إلى الله فمنها سرت النفخة في طينة آدم والله تعالى هو الذي نفخ في طينته من الروح تلك الروح هذا هو الذي دل عليه النص وأما كون النفخة بمباشرة منه سبحانه كما خلقه بيده أن أنها حصلت بأمره كما حصلت في مريم عليها السلام فهذا يحتاج إلى دليل والفرق بين خلق الله له بيده ونفخه فيه من روحه أن اليد غير مخلوقة والروح مخلوقة والخلق فعل من أفعال الرب وأما النفخ فهل هو من أفعاله القائمة به أو هو مفعول من مفعولاته القائمة بغير المنفصلة عنه وهذا مما لا يحتاج إلى دليل وهذا بخلاف النفخ في فرج مريم فإنه مفعول من مفعولاته وأضافه إليه لأنه بإذنه وأمره فنفخه في آدم هل هو فعل له أو مفعول وعلى كل تقدير فالروح الذي نفخ منها في آدم روح مخلوقة غير قديمة وهي مادة روح آدم فروحه أولى أن تكون حادثة مخلوقة وهو المراد)
قد راجعت إلى كتب التفسير المعتمدة كالطبري والبغوي وابن كثير فلم أجد أثر لإثبات تلكم الصفة ولم يقع تحت يدي أي كتاب من كتب أهل العلم في باب الاعتقاد تعرض لبيان لذلك
وهل للشيخين الجليلين سلف من أهل العلم السابقين في ذلك ولا سيما من القرون الثلاثة المفضلة؟
الرجاء من المشايخ وطلبة العلم الانتباه إلى ما يلي:
1 - ليس كلامي على الروح أنها صفة لله بل هى كما ذكر أهل العلم أنها نسبة تشريف لأنها من الأعيان المنفصلة كبيت الله وناقة الله وهكذا.
2 - كلامي ليس على إمكانية وصف الله عزوجل بصفة ما ولكن كلامي إثبات صفة النفخ (نفخ روح آدم عليه السلام) كصفة فعل لله عز وجل.
3 - كلامي هل من علماء سابقين لا سيما من سلف الأمة الثقات من تكلم في إثبات صفة النفخ (نفخ روح آدم عليه السلام) كصفة لله عزوجل؟ مع ذكر المرجع والموضع.
4 - سؤال طرأ لبعضهم:إذا كان النفخ صفة لله (نفخ روح آدم عليه السلام) - والروح مخلوقة فهل حل المخلوق في الخالق ثم نفخ الخالق المخلوق (إذ النفخ معلوم من جهة المعنى).وهذا يعطينا ثلاث إحتمالات:
1 - أن الروح من الله جزءا وليس خلقا وهذا باطل إذ الروح مخلوقة.
2 - أن الروح المخلوقة حلت بالخالق ثم نفخها وهذا باطل إذ لا حلول للمخلوق في الخالق ولا العكس
3 - أن النفخ تم بأمر الله عزوجل وذلك أن الروح المخلوقة نُفخت بكيفية ما بواسطة ملك أو بدون بل بالأمر فقط إذ من ينفخ الريح ويرسلها ويكون الاسناد للتشريف وليس للوصف والله تعالى أعلم
جزى من أعان على التوضيح والبيان
ـ[نور محمدى]ــــــــ[25 - 12 - 10, 02:35 م]ـ
شكر الله لكم --- اخ / ابو المنذر
احسنت
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[25 - 12 - 10, 06:25 م]ـ
قد أجاب على شبهة صاحبك الإمام ابن قتيبة
(فنحن نؤمن بالنفخ وبالروح ولا نقول كيف. ذلك لأن الواجب علينا أن ننتهي في صفات الله حيث انتهى في صفته أو حيث انتهى رسوله صلى الله عليه وسلم ولا نزيل اللفظ عما تعرفه العرب وتضعه عليه ونمسك عما سوى ذلك) الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية لابن قتيبة (ص 44)
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[25 - 12 - 10, 07:43 م]ـ
شكر الله لكم --- اخ / ابو المنذر
احسنت
جزاكم الله خيرا
قد أجاب على شبهة صاحبك الإمام ابن قتيبة
(فنحن نؤمن بالنفخ وبالروح ولا نقول كيف. ذلك لأن الواجب علينا أن ننتهي في صفات الله حيث انتهى في صفته أو حيث انتهى رسوله صلى الله عليه وسلم ولا نزيل اللفظ عما تعرفه العرب وتضعه عليه ونمسك عما سوى ذلك) الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية لابن قتيبة (ص 44)
جزاكم الله خيرا
ولكن يبدو أن معرض كلام الإمام ابن قتيبة في الرد على متأولى الروح كما بوب محققه
وإليك أخى الحبيب النقل
(الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية لابن قتيبة (ص: 44،43):
(الرد على متأول الروح)
وقالوا في قوله تعالى: {ونفخت فيه من روحي} أن الروح هو الأمر أي أمرت أن يكون.
واحتجوا بقول سليمان وأبي الدرداء: إنا نقوم فنكبر بروح الله أي بكلامه.
والروح كما ذكروا قد يكون كلام الله في بعض المواضع نحو قوله: {يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده} وكقوله عز وجل: {وكذلك أوحينا [إليك] (1) روحاً من أمرنا}.
والروح أيضاً: روح الأجسام الذي يقبضه الله عند الممات.
والروح أيضاً: ملكٌ عظيم من ملائكة الله قال الله تعالى: {يوم يقوم الروح والملائكة صفاً}.
والروح: الرحمة قال الله تعالى: {وأيدهم بروح منه}
أي برحمة كذلك قال المفسرون.
وقال الله تعالى: {فروح وريحان} فمن قرأ بالضم أراد فرحمة ورزق وقال فبقاء ورزق.
والروح: النفخ سمي روحاً لأنه ريح يخرج عن الروح.
فأي شيء جعلت الروح من هذه التأويلات؟
فإذا نفخت: لا يحتمل إلا معنى واحداً قال ذو الرمة وذكر ناراً قدمها:
وقلت له ارفعها إليت وأحيها ... بروحك واقتته لها قيتةً قدرا
يقول أحيي النار بنفخك.
فنحن نؤمن بالنفخ وبالروح ولا نقول كيف. ذلك لأن الواجب علينا أن ننتهي في صفات الله حيث انتهى في صفته أو حيث انتهى رسوله صلى الله عليه وسلم ولا نزيل اللفظ عما تعرفه العرب وتضعه عليه ونمسك عما سوى ذلك.).
ولكنى قد استفدت بهذا النقل كثيرا جزاكم الله خيرا أخي الحبيب،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/98)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[25 - 12 - 10, 09:05 م]ـ
وياك
هل تظن أن ابن قتيبة قال هذه العبارة في الروح المتفق على أنها مخلوقة (ولا نقول كيف. ذلك لأن الواجب علينا أن ننتهي في صفات الله حيث انتهى في صفته)؟؟(68/99)
موقف شيخ الاسلام من يزيد بن معاوية
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[25 - 12 - 10, 12:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل من بحث يجمع ويلخص موقف شيخ الاسلام بن تيمية من يزيد ولد معاوية (خال المؤمنين) رضي الله عنه
ـ[أسامة أل عكاشة]ــــــــ[25 - 12 - 10, 02:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل من بحث يجمع ويلخص موقف شيخ الاسلام بن تيمية من يزيد ولد معاوية (خال المؤمنين) رضي الله عنه
قد جمعت ما سطره شيخنا شيخ الإسلام فى سيدنا ومعاوية وابنه يزيد
وسميته " معاوية وابنه يزيد "
بقلم شيخ الإسلام ابن تيمية
جمع وتتيب
أبوعمروالآثرى
طبعة دار ابن رجب
جوال: 0122368002
أو: 002057441550
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[27 - 12 - 10, 07:56 ص]ـ
قد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية الموقف من يزيد بن معاوية فقال:
افترق الناس في يزيد بن معاوية بن أبى سفيان ثلاث فرق، طرفان ووسط.
فأحد الطرفين قالوا: إنه كان كافراً منافقاً، وأنه سعى في قتل سبط رسول الله تشفِّياً من رسول الله وانتقاما منه، وأخذاً بثأر جده عتبة وأخي جده شيبة، وخاله الوليد بن عتبة وغيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بيد على بن أبى طالب وغيره يوم بدر وغيرها. وأشياء من هذا النمط وهذا القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر وعمر وعثمان فتكفير يزيد أسهل بكثير.
والطرف الثاني: يظنون أنه كان رجلًا صالحاً وإمام عدل، وأنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد النبي وحمله على يديه وبرَّك عليه. وربما فضَّله بعضهم على أبى بكر وعمر، وربما جعله بعضهم نبيَّا ...
وكلا القولين ظاهر البطلان عند من له أدنى عقل وعلم بالأمور وسِيَر المتقدمين، ولهذا لا ينسب إلى أحد من أهل العلم المعروفين بالسنة ولا إلى ذي عقل من العقلاء الذين لهم رأى وخبرة
والقول الثالث: أنه كان ملكا من ملوك المسلمين له حسنات وسيئات ولم يولد إلا في خلافة عثمان، ولم يكن كافرا، ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين وفعل ما فعل بأهل الحرة، ولم يكن صاحبا ولا من أولياء الله الصالحين، وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة.
ثم افترقوا ثلاث فرق فرقة لعنته وفرقة أحبته وفرقة لا تسبه ولا تحبه وهذا هو المنصوص عن الإمام أحمد وعليه المقتصدون من أصحابه وغيرهم من جميع المسلمين قال صالح بن أحمد قلت لأبي: إن قوما يقولون: إنهم يحبون يزيد فقال يا بني وهل يحب يزيد أحدٌ يؤمن بالله واليوم الآخر!! فقلت يا أبت فلماذا لا تلعنه؟ فقال: يا بني ومتى رأيت أباك يلعن أحداً.
وقال أبو محمد المقدسي لما سئل عن يزيد فيما بلغني لا يُسَب ولا يُحَب وقال: وبلغنى أيضا أن جدنا أبا عبد الله بن تيمية سئل عن يزيد فقال: لاننقص فيه ولا نزيد وهذا أعدل الأقوال فيه وفي أمثاله وأحسنها ... أهـ
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج/4 ص/481 - 484.
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[27 - 12 - 10, 09:18 م]ـ
وأخرج البخاري أيضاً من طريق أم حرام بنت ملحان t قالت: سمعت رسول الله r يقول: «أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا». قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: «أنت فيهم». ثم قال النبي r: « أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر (أي القسطنطينية) مغفور لهم». فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: «لا». البخاري مع الفتح (6|22). ومسلم (13|57).
ومعنى أوجبوا: أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة. قاله ابن حجر في الفتح (6|121). قال المهلب بن أحمد بن أبي صفرة الأسدي الأندلسي (ت 435هـ) معلقاً على هذا الحديث: «في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر». انظر الفتح (6|120). قلت ومن المتفق عليه بين المؤرخين أن غزو البحر وفتح جزيرة قبرص كان في سنة (27هـ) في إمارة معاوية رضي الله عنه على الشام، أثناء خلافة عثمان t. انظر تاريخ الطبري (4|258) و تاريخ الإسلام للذهبي عهد الخلفاء الراشدين (ص317). وكذلك غزو القسطنطنية كان في منتصف عهده.
قال إبن كثير: «و قد كان يزيد أول من غزى مدينة قسطنطينية في سنة تسعٍ و أربعين في قول يعقوب بن سفيان، و قال خليفة بن خياط سنة خمسين. ثمّ حجّ بالناس في تلك السنة بعد مرجعه من هذه الغزوة من أرض الروم. و قد ثبت في الحديث أن رسول الله r قال: "أول جيش يغزو مدينة قيصر مغفور لهم". و هو الجيش الثاني الذي رآه رسول الله r في منامه عند أمِّ حِرَام فقالت: "ادع الله أن يجعلني منهم". فقال: "أنت من الأوّلين"، يعنى جيش معاوية حين غزا قبرص ففتحها في سنة سبع و عشرين أيام عثمان بن عفان. و كانت معهم أم حرام فماتت هنالك بقبرص. ثم كان أمير الجيش الثاني ابنه يزيد بن معاوية، و لم تُدرِك أمَّ حَرَامٍ جيش يزيد هذا، و هذا من أعظم دلائل النبوة».
الأحاديث النبوية في فضائل معاوية بن أبي سفيان (ص: 20) للشنقيطي [/ FONT](68/100)
طلب رفع إشكال - في قول الإمام محمد بن عبد الوهاب في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[25 - 12 - 10, 10:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدتُ كلاما لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في " كتاب التوحيد " أشكل عليّ كثيراً
فاحببتُ أن أستشير إخوتي من طلاب العلم والمشايخ
* * *
قال - رحمه الله - في " باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك ":
(فيه مسائل: ...
الرابعة: نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص [مع أن زيارته من أفضل الأعمال) اهـ.
مع أنه - رحمه الله - قال بعدها:
(الثامنة: تعليل ذلك بأن صلاة الرجل وسلامه عليه يبلغه وإن بعُد; فلا حاجة إلى ما يتوهمه من أراد القرب) اهـ.
* * *
أولا: ما هو الدليل على أن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال؟
2 - كيف تكون عبادة من العبادات من أفضل الأعمال وفي نفس الوقت ينهى عن الاكثار منها؟
* * *
أفيدونا بارك الله فيكم
فإنني قد رأيتُ نصوص شرعية عديدة سئل فيها النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال فلم أجد ولا حديث واحد يذكر زيارة قبره
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[25 - 12 - 10, 11:00 م]ـ
مما لا يخف عليكم يا مولانا
ان ضابط العبادة هو ان يأمر بها الشارع او يثني على فاعلها
وقد جاء الامر من رسول الله بزيارة القبور لتذكرة بالاخرة فهي على هذا الاساس قبر النبي وغيره سواء في المراد بالتذكير
ولكن قد يضاف الى كونه قبر انه قبر النبي فتسلم على النبي فهذا يميز هذا عن بقية القبور فيحصل مزيد اجر من الصلاة على النبي
فعل هذا يقال ان زيارة قبر النبي افضل من زيارة اي قبر اخرى
فالفضليه من هذا الباب وطبعا لا يؤمر بالأكثر من الزيارة حتى لا يقع في قول النبي اللهم لا تجعل قبري عيدا
هذا وجه ظهر لي وان كان فيه ضعف
ومنكم نستفيد ونتعلم
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[25 - 12 - 10, 11:16 م]ـ
ما قاله الأخ ابو محمد هو ما قرره العلامة ابن عثيمين في "شرح كتاب التوحيد " حيث قال: (الرابعة: نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص: تؤخذ من قوله:"ولا تجعلوا قبري عيدا" ; فقوله: "عيدا" هذا هو الوجه المخصوص.
وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال من جنسها; فزيارته فيها سلام عليه، وحقه صلى الله عليه وسلم أعظم من غيره.
وأما من حيث التذكير بالآخرة; فلا فرق بين قبره وقبر غيره.
· الخامسة: نهيه عن الإكثار من الزيارة: تؤخذ من قوله: "لا تجعلوا قبري عيدا"، لكنه لا يلزم منه الإكثار; لأنه قد لا يأتي إلا بعد سنة، ويكون قد اتخذه عيدا; فإن فيه نوعا من الإكثار.)
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[25 - 12 - 10, 11:51 م]ـ
احسن الله اليك
ما هي النسخة التي وجدت فيها هذه المسالة
بحثت في بعض النسخ التي عندي وكذا فتح المجيد فلم اجد هذه المسالة
لعلك ترجع الى النسخ المعتمدة لكتاب التوحيد
تحتاج الى مراجعة النسخ
والله اعلم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - 12 - 10, 02:29 م]ـ
... لعلك ترجع الى النسخ المعتمدة لكتاب التوحيد ...
النسخ المعتمدة؟
انا اعتمدتُ مثلاً على " القول المفيد " للشيخ العثيمين - رحمه الله -. وها هو الأخ ابو عبد الرحمن بن أحمد قد نقل لنا كلامه - رحمه الله -.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - 12 - 10, 02:37 م]ـ
اعلموا أنه سبق لي قراءة تعليق العلامة العثيمين على كلام شيخ الإسلام - رحمهما الله -
.
أخواي محمد المصري .. وابا عبد الرحمن
.
إن كان تسليمنا عليه يبلغه أينما كنا .. فمن أين جاءت الأفضلية؟ ومن أين جاء كون زيارة القبر من أفضل الأعمال؟
ثم ألا ترون أنه - رحمه الله - قال بعدها: (الثامنة: تعليل ذلك بأن صلاة الرجل وسلامه عليه يبلغه وإن بعُد; فلا حاجة إلى ما يتوهمه من أراد القرب) اهـ.
ـ[أبو تراب الهاشمي]ــــــــ[27 - 12 - 10, 02:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدتُ كلاما لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في " كتاب التوحيد " أشكل عليّ كثيراً
فاحببتُ أن أستشير إخوتي من طلاب العلم والمشايخ
* * *
قال - رحمه الله - في " باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك ":
(فيه مسائل: ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/101)
الرابعة: نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص [مع أن زيارته من أفضل الأعمال) اهـ.
مع أنه - رحمه الله - قال بعدها:
(الثامنة: تعليل ذلك بأن صلاة الرجل وسلامه عليه يبلغه وإن بعُد; فلا حاجة إلى ما يتوهمه من أراد القرب) اهـ.
* * *
أولا: ما هو الدليل على أن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال؟
2 - كيف تكون عبادة من العبادات من أفضل الأعمال وفي نفس الوقت ينهى عن الاكثار منها؟
* * *
أفيدونا بارك الله فيكم
فإنني قد رأيتُ نصوص شرعية عديدة سئل فيها النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال فلم أجد ولا حديث واحد يذكر زيارة قبره
بسم الله الرحمان الرحيم.
كلام ابن عثيمين رحمه الله:
1_ أن النهي عن زيارة قبره , واقع ٌ على صورة ٍ مخصوصةٍ وهي اتخاذ قبره عيدا ً , أي يشرع زيارة قبره صلى الله عليه وسلم.
2_ زيارة القبور مشروعة , وأفضل الأعمال في زيارة القبور , زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم.انتهى
تنبيه:
قال الشيخ عبدالرحمان رحمه الله في فتح المجيد: ((وفي الحديث دليل على منع شد الرحال إلى قبره وإلى غيره من القبور والمشاهد، لأن ذلك من اتخاذها أعياداً. بل من أعظم أسباب الإشراك بأصحابها. وهذه هي المسألة التي أفتى بها شيخ الإسلام رحمه الله ـ أعني من سافر لمجرد زيارة قبور الأنبياء والصالحين ـ ونقل فيها اختلاف العلماء، فمن مبيح لذلك. كالغزالي وأبي محمد المقدسي. ومن مانع لذلك، كابن بطة وابن عقيل، وأبي محمد الجويني، والقاضي عياض. وهو قول الجمهور، نص عليه مالك ولم يخالفه أحد من الأئمة، وهو الصواب. لما في الصحيحين عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى " فدخل في النهي شدها لزيارة القبور والمشاهد.))
وقال: و ((أما النهي عن زيارة غير المساجد الثلاثة فغاية ما فيها: أنها لا مصلحة في ذلك توجب شد الرحال، ولا مزية تدعو إليه. وقد بسط القول في ذلك الحافظ محمد بن عبد الهادي في كتاب الصارم المنكي في رده السبكي، وذكر فيه علل الأحاديث الواردة في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وذكر هو وشيخ الإسلام رحمهما الله تعالى أنه لا يصح منها حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه، مع أنها لا تدل على محل النزاع. إذ ليس فيها إلا مطلق الزيارة، وذلك لا ينكره أحد بدون شد الرحال، فيحمل على الزيارة الشرعية التي ليس فيها شرك ولا بدعة.)) تجده في شرح الباب المذكور.
خلاصة: 1 - لا يشرع شد الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - من أتي المسجد للصلاة أو غيرها لا بأس لو سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضوان الله عليهما , وهو فعل ابن عمر رضى الله عنه ولم يفعله من الصحابة غيره.
ومذهبي هو مذهب مالك وهو فعل جل الصحابة بعدم الوقوف عند القبر أصلا , والسلام عليه للقادم من سفر.
والله أعلى وأعلم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[27 - 12 - 10, 03:03 ص]ـ
يا أخي ابا تراب بارك الله فيك
أين جوابك على أسئلتي؟
ـ[أبو تراب الهاشمي]ــــــــ[28 - 12 - 10, 02:41 ص]ـ
وفيك بارك الله.أولا: ما هو الدليل على أن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال؟
لا يقول الإمام المجدد رحمه الله بتخصيص قبر النبي صلى الله عليه وسلم بالزيارة , والقول بأنها من أفضل الأعمال لا يراد الإطلاق , بل يراد في زيارة القبور. وقد ذكر أن الزيارة لقبره من أفضل الأعمال ابن القيم في نونيته.
ولم أقف على دليل يصلح للاحتجاج به على ذلك ولعل الإمام المجدد تابع ابن القيم في هذا والله أعلم.
كيف تكون عبادة من العبادات من أفضل الأعمال وفي نفس الوقت ينهى عن الاكثار منها؟
هذا في السنة كثير , فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن صيام الدهر , وعن الصلاة في الثلاث أوقات المعروفة وقت طلوعها ووقت غروبها ووقت الزوال , فالنهي عن زيارة قبره , ليس نهيا ً مطلقا ً بل هو من وجهين الأول: قصد الزيارة لقبره. والثاني: اتخاذ الزيارة عادة يعود إليها في وقت معين أو حالٍ معين.
لذلك لا تعارض , لأن كونها من أفضل الأعمال لا يتعارض مع النهي عنها بصفة ٍ معينة أو بصورة مخصوصة أو في وقت ٍ معين.
والله أعلى وأعلم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[28 - 12 - 10, 02:47 م]ـ
بارك الله فيك على الإجابة
========
وقد ذكر أن الزيارة لقبره من أفضل الأعمال ابن القيم في نونيته.
ولم أقف على دليل يصلح للاحتجاج به على ذلك ولعل الإمام المجدد تابع ابن القيم في هذا والله أعلم.(68/102)
ردود الإمام العمراني الشافعي على الأشعرية والأشعري من خلال كتابه الانتصار
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[26 - 12 - 10, 08:16 ص]ـ
الكتاب: الإنتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار
المؤلف: يحيى بن أبي الخير العمراني الشافعي [المتوفى سنة 558هـ
قال بعض الأشاعرة المعاصرين:
وإذا تكلم الإمام العمراني على الأشعرية بكلام يسوءهم فإني ألتمس له عذرا؛ لأنه ربما تكلم لعدم اطلاعه على حقيقة هذا المذهب الذي هو مذهب أهل السنة والجماعة، ثم كيف هو يتكلم على هذا المذهب وهو الذي عاش حياته لخدمة كتاب المهذب وإحياء ذكرى صاحبه الإمام أبي إسحاق الشيرازي رضي الله عنه، وهو الذي قال فيه الإمام اليافعي في مرآة الجنان: (ومنهم- أي ومن أئمة الأشاعرة -: الشيخ أبو إسحاق الشيرازي. وهذا لفظه فيما نقله الإمام الحافظ ابن عساكر، الجواب: وبالله التوفيق، إن الأشعرية هم أعيان أهل السنة، وأنصار الشريعة، انتصبوا للرد على المبتدعة من القدرية والرافضية وغيرهم، فمن طعن فيهم فقد طعن عن أهل السنة، وإذا رفع أمر من يفعل ذلك إلى الناظر في أمر المسلمين، وجب عليه تأديبه بما يرتاع به كل أحد.)
فأستغرب من العمراني الذي شرح كتاب المهذب وقدم للعالم الإسلامي هذا السفر الجليل (البيان) قبل أن يشرحه الإمام النووي، كيف يعترض على عقيدة صاحب المهذب، ولا أظن به فعل ذلك - إن فعل - عن علم، وقانا الله شر الابتداع وركوب الأهواء
وهذا الكلام باطل
فالإمام العمراني رحمه الله صاحب سنة غير مقلد ولم تأخذه الحمية للشيرازي وغيره رغم معرفته وخبرته بهم وبأقوالهم
فقد اتبع السلف الصالح ولم يقلد الأشعري والأشعرية في مخالفاتهم للسلف الصالح وكتب ردوده عليهم بالأدلة من القرآن والسنة
وحتى يتضح ذلك فسأقوم بتوفيق الله بنقل كلامه من كتابه العظيم الانتصار تباعا!!
وفي هذا عبرة للأشاعرة المعاصرين ودعوة لهم لترك التقليد والتعصب وتشجيع لهم لاتباع المنهج السلفي كما فعل الإمام العمراني
الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار [2/ 557]
ويدل على ما قلنا قوله تعالى! (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا)!. والذي سمعته الجن هو القرآن والسور والآيات دون ما في نفس الباري، ويدل على ما قلناه أن المشركين لما سمعوا من النبي [صلى الله عليه وسلم] القرآن سموه شعرا، وسمو النبي [صلى الله عليه وسلم] شاعرا فأكذبهم عز وجل فقال! (وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين)!، فسمى الله ما سماه المشركون شعرا قرآنا وذكرا، وهو هذه السور والآيات. ويدل عليه قوله تعالى! (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا)!، والاستماع لا يكون إلا إلى هذه السور التي هي حروف ولا يسمع إلا الصوت أيضا، وقوله تعالى (فاقرءوا ما تيسر من القرآن) (فاقرءوا ما تيسر منه). وهذا يدل على أن القرآن هو هذه السور وأنه متبعض، لأنه قال! (ما تيسر منه)!، بدليل قوله تعالى! (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)!. وعند الأشعرية، أن القرآن لا يتبعض. ويدل على ما قلناه قوله تعالى (ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل
لعلهم يتذكرون قرآنا عربيا غير ذي عوج)، فسماه عربيا، وفسره ابن عباس رضي الله عنه بأنه غير مخلوق. وعند الأشعرية أن القرآن العربي مخلوق. وقال في آية أخرى (بلسان عربي مبين)، وقوله تعالى (إنا أنزلناه قرآنا عربيا). وعند الأشعري أن الله ما أنزل على نبيه القرآن، وإنما أنزل عليه مفهوم القرآن ومعنى القرآن. والدليل على بطلان قوله قول الله سبحانه (إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا) وقوله تعالى (نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان). فذكر الله أنه أنزل القرآن والتوراة والإنجيل، ولم يقل أنزل مفهوم القرآن ولا معناه.
ويدل على أن القرآن حروف قول الله (آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)! ()! (آلمص كتاب أنزل إليك)! ()! (آلر تلك آيات الكتاب المبين)! ()! (آلر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير). فذكر الحروف المتصلة المقطعة في أول السور، وأخبر أنها الكتاب والقرآن وأنها منزلة. وهذا كله يبطل قول الأشعري ومن قال بقوله.
سأكمل إذا شاء الله
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[28 - 12 - 10, 11:04 ص]ـ
ومما قاله أحد الباحثين في معرض رده على الأشاعرة
و منهم:
الامام الفقيه يحيى بن أبي الخير العمراني الشافعي اليمني رحمه الله - ت 558 هـ - شيخ الشافعية باليمن و له مناظرات مع الاشعرية , و كتب في الرد عليهم مثل كتابه الجليل:
الانتصار في الرد على القدرية الأشرار
قال المؤرخ ابن سمرة الجندي في كتابه: طبقات فقهاء اليمن عند ذكره لكتاب الانتصار:
(فأجحف فيه على الأشعرية وقطع حلوقهم وأفحمهم خصوصاً بذلك من يقول ((ما أنزل الله على بشر من شيء)).
ففرح الفقهاء بكتابه " الانتصار " وانتسخوه ودانوا به واعتقدوه).
و مما قاله الامام العمراني الشافعي في هذا الكتاب:
(قد ذكرنا في أول الكتاب ان عند اصحاب الحديث و السنة ان الله سبحانه بذاته بائن عن خلقه على العرش استوى فوق السماوات)
ثم ذكر اقوال الفرق كالمعتزلة الى ان قال:
(وقالت الأشعرية: لا يجوز وصفه انه على العرش و لا انه في السماء)(68/103)
هل الأصل بأهل الكتاب الكفر ام الايمان؟!
ـ[أبو مريم بن ابراهيم]ــــــــ[27 - 12 - 10, 03:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ...
هو رأي ولكن لا أعلم منشأه!!
ولكني سمعته ممن يتصدر للدعوة في بلاد الغرب وهو كالتالي:
(أنه لا يصح ولا يجوز أن نكفر المعين من اهل الكتاب ـ طبعا يقصد في هذا الزمان ـ في الغرب الا بعد اقامة الحجة عليه وتعريفه بالاسلام الصحيح , لأنه قد يكون سمع عن الاسلام من الاعلام صورة مشوهة).
وللعلم كلامه كان عاما حتى بمن لا يدينون بدين وملحدين!
هذا كلامه باختصار ...
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[27 - 12 - 10, 01:09 م]ـ
يُنظر:
http://islamqa.com/ar/ref/125952
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[27 - 12 - 10, 01:21 م]ـ
هذا للقصور في فهم باب الأسماء والأحكام ..
الأصل أن كل حي بعد بعثة الرسول، ليس مسلما، فهو كافر .. إذ لا واسطة بين المسلم والكافر ..
فيطلق عليه اسم الكافر، وتترتب عليه الأحكام الدنيوية جميعا، من حل وحرمة، و نحوها ..
أما المذكور فوق، فهذا يتعلق بالإعذار، وهو أخروي محض ..
فالإطلاق على الكافر المعين اليهودي أو النصراني أنه كافر صحيح، بل المتوقف فيه ـ من غير التأويل الفاسد المذكور فوق ـ يكفر ..
أما الكلام المتجه في التعيين، فإنما هو على الحكم الأخروى، فإنه لا يعين أنه في النار بشخصه، لإمكان الإعذار بما ذكره وغيره ..
والله أعلم
ـ[أبو حمزه المصرى]ــــــــ[27 - 12 - 10, 04:03 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبعد:كيف يعقل أن يقول أحد هذا الكلام وهل هو حقاً من أهل العلم المعروفين بعلمه وعلى أى حال فإنه قد تظاهرت النصوص القرأنية والأحاديث النبوية وتواترت فى حكم أهل الكتاب وأنهم كفار بعد بعثة النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والأيات كثيرة فى هذا الصدد. ومن الأحاديث التى وردت فى هذا الصدد ما أخرجه الإمام مسلم فى صحيحه والإمام أحمد فى مسنده عن أبى هريرة1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال:"والذى نفس محمد بيده لا يسمع بى أحد من هذه الأمة يهودى ولا نصرانى ثم يموت ولم يؤمن بالذى أرسلت به إلا كان من أصحاب النار"
قال الحافظ النووى فى شرحه للحديث:"أى ممن هو موجود فى زمنى وبعدى إلى يوم القيامة فكلهم يجب عليه الدخول فى طاعته. وإنما ذكر اليهودى والنصرانى تنبيهاً على من سواهما وذلك لأن اليهود والنصارى لهم كتاب فإذا كان هذا شأنهم مع أن لهم كتاباً فغيرهم ممن لا كتاب له أولى والله أعلم"
ـ[ماجد الحليفي]ــــــــ[27 - 12 - 10, 04:35 م]ـ
منشأه ابن جرجيس ودحلان وغيرهم من أعداء دعوة الامام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقد رد عليهم أئمة الدعوه رحمهم الله من احفاد الشيخ وتلاميذه
هناك رسالة للشيخ اسحاق بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ (حكم تكفير المعين والفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة)
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[27 - 12 - 10, 05:10 م]ـ
قال ابن حزم: ((وأما من كان من غير أهل الإسلام من نصراني أو يهودي أو مجوسي , أو سائر الملل , أو الباطنية القائلين بإلهية إنسان من الناس , أو بنبوة أحد من الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلا يعذرون بتأويل أصلاً بل هم كفار مشركون على كل حال)) الدرة فيما يجب اعتقاده (صـ445)
يُنظر نواقض الإيمان القولية والعملية.
ـ[أبو مريم بن ابراهيم]ــــــــ[28 - 12 - 10, 01:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على افادتكم
أقول كنت اظن هذا المتصدر للدعوة! انه اخطأ وأشكل عليه بعدم تكفير المسلم الا بعد قيام الحجة , ولكن بعد المراجعة قال انه يعني ويدرك ما يقول وان هذا كلام لعلماء ـ حسب زعمه ـ معاصرين وطلبت منه ان يأتي بكلام لأهل العلم ولكنه وعدني وما زلت انتظر .....
ـ[أبو حمزه المصرى]ــــــــ[28 - 12 - 10, 08:33 ص]ـ
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أقول بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:ولا تنتظر ياأبا مريم أن يأتيك بكلام أحدٍمن أهل العلم الثقات الذين أجمعت الأمة على متانة علمهم ورساخة قولهم وثقابة فهمهم. فإن هذا القول الذى يقوله لا يعقله أحاد المسلمين فضلاً عن السادة العلماء وقد نقلت لك أخى الفاضل فى مشاركتى السابقة تعليق الحافظ النووى على حديث أبى هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فتأمله جيداً لتعلم أن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حكم على كل اليهود وكل النصارى بالكفر ما داموا قد سمعوا بالنبى محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.فقد علق النبي الحكم بالكفر على مجرد السماع به. أما عن الشبهة التى استدل بها من تشويهه صورة الأسلام فى الغرب.فليس هذا بمانع يمنع التكفير.ومن العجب الذى لابد وأن يُذكر فى محل الاستشهاد ليس إلا أن عدد كبير ممن أسلموا فى الغرب إنما أسلموا بعد هذه الحملة الشرسة وهذه الحرب الصليبية الجديدة التى رفعت لوائها الولايات المتحدة حيث لم يكن هؤلاء يعرفون شيئاًعن الإسلام فدفعهم ذلك للقراءة عن الإسلام حتى هداهم الله. قال تعالى:"إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/104)
ـ[أنس محمد دركل]ــــــــ[28 - 12 - 10, 09:02 ص]ـ
لا عجب، فهذا زمان التعايش مع الآخر، وزمان الاخوة الانسانية، وزمان المواطنة.
حسبي الله!!(68/105)
ما هو الضروري قراءته من كتب شيخ الاسلام للالمام باقواله في العقيده
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[27 - 12 - 10, 10:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الافاضل السلام عليكم
ارجوا ممن خبر كتب شيخ الاسلام الاجابه على سؤالي
ما هو الضروري قراءته لمعرفة اقوال و تاصيلات شيخ الاسلام العقديه و المسائل التي تكلم فيها باستثناء مجموع الفتاوى
فارجوا مساعدتي في انتخاب اهم كتبه
و للفائده قال لي احد طلبة العلم ان من قرأ الدرء و المنهاج و التدمريه و شرح الاصفهانيه و الجواب الصحيح فقد الم بكل المباحث و المسائل العقديه التي تكلم فيها شيخ الاسلام رحمه الله تاصيلا و تقعيدا(68/106)
مقال حول عيد "يناير" البربري ... لمحمد حاج عيسى
ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[27 - 12 - 10, 02:54 م]ـ
عيد يناير: أساطير وأكاذيب ودعوة إلى الجاهلية الوثنية
( http://www.islahway.com/index.php?view=article&catid=46%3A2010-02-12-18-49-01&id=483%3A2010-12-13-16-11-52&format=pdf&option=com_*******&Itemid=72)[/URL] (http://www.islahway.com/index.php?view=article&catid=46%3A2010-02-12-18-49-01&id=483%3A2010-12-13-16-11-52&tmpl=component&print=1&layout=default&page=&option=com_*******&Itemid=72)
الاثنين, 13 ديسمبر 2010 16:01 الكاتب محمد حاج عيسى الجزائري
عيد يناير: أساطير وأكاذيب ودعوة إلى الجاهلية الوثنية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فإننا نعيش في بلدان عرفت نور الهداية إلى الإسلام؛ دين الله تعالى الخالد الذي حطَّم سلطان الخرافة، وأرسى دعائم عقائد التوحيد وسد ذرائع الشرك ووسائله، ودعا إلى العلم وإعمال الفكر في آيات الله الكونية والمتلوَّة، ونَهى عن التقليد والخرافة والدجل، وحرَّم على المسلم الكذب كما حرم عليه نشر الأكاذيب والأساطير وإشاعةَ المنكرات والخرافات.
وإننا والحمد لله نُبغض الكذب والتحريف؛ وهما من أبغض الأشياء إلى الفطرة الإنسانية، ونُحارب إشاعة الأساطير التي تعتبر دليل التخلُّف والانحطاط الفكري، ولا نرضى بأن ينتشر فينا الدجَل وتجارة الدجل، وخاصة إذا تعلق الأمر بأشياء تَمس العقيدة الإسلامية وتُزعزِع انتماء الأمة إلى الحضارة الإسلامية، وإنَّ من الأكاذيب التي أصبح الإعلام يروج لها، ومن الخرافات التي صار بعض بني جلدتنا يعتبرها تراثا يعتزُّ به، ومن مظاهر الشرك التي يريد بعض المخذولين أن يبعثها بعد أن قبرها الإسلام: ما يسمى بـ"عيد يناير" وما تعلق به من اعتقادات جاهلية وطقوس وثنية.
لازلنا نسمع بالتقويم المحلي الذي يعتبر تقويما شمسيا يتأخر قليلا عن التقويم الغريغوري المعروف، من الناس من يظنه عربيا ومنهم من يعدُّه أمازيغيا، ومنهم من يسميه أعجميا، وبعض الناس يخص أوَّله ببعض الأطعمة، ولكن ما تنامى إلى أسماعنا في هذه السنوات الأخيرة عن "عيد يناير" جعلني أتطلع إلى قراءة من يكتب عنه وسماع ما يقال فيه لبيان الموقف الشرعي منه، حيث إن هذا اليوم قد أصبح عند بعض الناس عيدا لا بد من الاعتراف به كسائر الأعياد الوطنية والدينية، وصارت تُربط به اعتقادات وتُعطى له دلالات، ويُدعى إلى تعميم الاحتفال به ببعض الطقوس الوثنية، والزعم أن تلك الطقوس من التراث الأمازيغي الذي ينبغي أن يحافظ عليه من الزوال والاندثار.
وفي هذا المقال تجلية لحقائق وبيان لأساطير وكشف لأكاذيب لا يجوز لمن علمها أن يسكت عنها.
كذبة التسمية "يناير"
يزعم دعاة هذا العيد الجديد أن هذا العيد عيد أمازيغي محض وحتى يثبتوا ذلك كان لزاما عليهم أن يفصلوا مدلوله عن المعنى الروماني، لأن مما يعلمه العام والخاص أن يناير هو اسم للشهر الذي نترجمه نحن من الفرنسية ونقول "جانفي"، وهم يقولون عيد يناير أو الناير أو ينِّير، وينِّير ما هو إلا تحريف حدث بفعل النقل إلى اللهجة الأمازيغية، ومنه يظهر أنه لا تَميُّز لها لهذا اليوم من حيث الاسم ولا من حيث التقويم، وإنما هو تقويم شمسي بدايته هي عينها بداية السنة الشمسية كما يأتي توضيحه، وأسماء الشهور هي أسماء رومانية معروفة يناير وفورار (فبراير) ومغرس (مارس) إبرير (أبريل) مايو (ماي) يونيو (جوان) يوليو (يوليو) غشت (أوت -أغسطس) سكتمبر أو شوتمبر (سبنتمبر) توبر (أكتوبر) نونمبر أو وانبر (نوفمبر) دوجنبر أو جنبر (ديسمبر).
أمَّا ما يَحكيه بعض فلاسفة العصر من أن "يَنِّير" كلمة أمازيغية مركبة من كلمتين (يان!!) التي تعني الأول و (أيُّور) التي تعني الشهر، فيكون معنى "ينير" الشهر الأول فمجرد تخيل وتكلُّف لإيجاد تفسير أمازيغي لكلمة لاتينية، ولو كان كلامهم صحيحا لكان التركيب يَنُّور، والذي أعرفه أن ترجمة "الشهر الأول" عندنا في لهجتنا "أجور ( aggour) أمزوارو"، وهذه عبارة لا تشبه ينِّير ولا يناير، ولو تأمَّل العارف كلمة أجور التي تنطق في بعض المناطق أيُّور ([1]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/107)
( http://www.islahway.com/index.php?option=com_*******&view=article&id=483:2010-12-13-16-11-52&catid=46:2010-02-12-18-49-01&Itemid=72#_ftn1)) وهي تطلق على القمر أيضا لعَلِم بُعد انطباقها على المعنى المراد، بل ربما استفاد أن الأمازيغ كانوا يعتمدون على تقويم قمري لا شمسي.
وهذا يُبيِّن أن ما يتداوله هؤلاء الفلاسفة! ما هو إلا كذب يشبه الاستهزاء والاستخفاف بعقول شعوب الشمال الإفريقي كله.
وأما قولهم إن بعض الأمازيغ يعبرون عن اليوم ب (ثبورث أوسجاس) بمعنى باب السنة، فهو تحصيل حاصل ولا دلالة تاريخية ولغوية فيه، لأن كل الناس يعتبرون أول شهور التقويم باب السنة وأولها وبدايتها وفاتحها سواء كان غريغوريا أو غيره.
حقيقة ما يسمى التأريخ الأمازيغي
الذي ينبغي أن يُعلم أن هذا التقويم الذي بدايته في 12 يناير في الجزائر، وفي 13 يناير في المغرب، وهو عينه التقويم الشمسي الذي لا تزال تعتمده الكنيسة الشرقية إلى اليوم، وهو تقويم وضعه القيصر الروماني يوليوس في سنة 46 قبل الميلاد لأنَّه اكتشف خللا في التقويم الروماني القديم، وكان أوَّل من جعل السنة الشمسية تتكون من 365 يوما، وأدرج يوما إضافيا كل أربع سنوات لتسمى تلك السنة بالسنة الكبيسة، وجعل هذا اليوم في آخر شهر فبراير، ولكن إضافته ليوم في كل أربعة سنوات كان أمرا تقريبيا لأن دورة الشمس السنوية تدوم 365.2422 يوما وليس 365.25 يوما، وهذا الفارق الضئيل جدا (0.0078يوم) سيصبح بَعدَ قرون يُعدُّ بالأيام، ففي سنة 1582 اكتشف البابا غريغور الثامن أن الحسابات المعتمدة للتاريخ أصبحت متقدمة عشرة أيام عن الدورة الحقيقية للشمش، فقرَّر أن يتراجع في التاريخ عشرة أيام كاملة بحيث يصبح الفاتح يناير الجديد في 22 ديسمبر القديم، والفاتح يناير القديم في 10 يناير الجديد، وحتى يتجنب خطأ يوليوس فيما يستقبل من الزمن قرَّر أن تُحذف ثلاثة أيام كل أربعمائة سنة، والآن قد مرَّ على تجديده أكثر من أربعمائة سنة، وهذا ما جعل التقويم اليوليوسي متأخرا 13 يوما عن التقويم الغريغوري، ولأجل هذا فإن الفاتح من يناير يأتي 13 جانفي في المغرب، أما في الجزائر فبقي الفاتح يناير في اليوم 12 لأنه كان كذلك في سنة 1831 (وهي السنة التي بدأت الجزائر تعمل فيها بالتقويم الغرغوري) فبقي الناس يتوارثون ذلك إلى اليوم!!
لماذا 13 جانفي
الجواب قد علمناه في الفقرة السابقة، وهو بكل بساطة لأنه الفارق الطبيعي بين التقويمين اليوليوسي والغريغوري للسنة الشمسية.
وأما عند الخرافيين الجدد (وهم دعاة علمنة وحداثة مع الأسف الشديد) فله تفسيرات علمية وتاريخية!! سنحاول إيقاف القارئ الكريم عليها.
التفسير الأول: وهو تفسير يسمونه تاريخيا وهو أسطوري ويعتبرونه دينيا وهو مبني على الخرافة والوثنية، وذلك أن بعضهم ودون حياء من الله تعالى أو من عباده يكتب أن هذا اليوم (13 أو 12 جانفي) ارتبط بمعتقدات أمازيغية قديمة تحكي أن امرأة عجوزا استهانت بقوى الطبيعة واغترت بنفسها وأرجعت صمودها أمام برد الشتاء إلى قوتها، فغضب يناير رمز (أو إله) الخصوبة والزراعة من صنيعها فطلب من فورار (فبراير) أن يقرضه يوما لمعاقبة العجوز على جحودها، فحدثت عاصفة شديدة أهلكت العجوز وعنزتها وجميع ما تملكه، فتحوَّل ذلك اليوم إلى رمز للعقاب الذي قد يَحِلُّ بكلِّ من سوَّلت له نفسه الاستخفاف بالطبيعة! ويُعلِّل بعض الكتاب بذلك تسمية بعض الناس لهذا اليوم بيوم العجوز، تجنبهم الخروج فيه للرعي أو للزراعة خوفا من قوى الطبيعة، ومن جهة أخرى يجعلونه يوما للاحتفال بالأرض وما ينتج منها من الخيرات، ولعل في هذا جوابا عمن تساءل عن سر جمع بعض أهل منطقة أولاد نايل بين مظاهر الحزن والفرح في هذا اليوم!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/108)
ولنا وقفة مع هذا التفسير الذي نعتبره دعوة صريحة إلى معتقدات جاهلية وخرافية لا أثر عليها من علم ولا عقل من منطق، وتأملوا كيف يجرؤ دعاة الاحتفال بهذا اليوم بربطه بالاعتقاد في قوى الطبيعة وأن للطبيعة قدرة على الانتقام من العباد الذين لم يشكروها، إن هذا الاعتقاد وإن كان موجودا فعلا عند بعض الناس كما سنبينه فإنه ينبغي علينا إن كنا مسلمين أن نُحاربه ونسعي إلى محوه والقضاء عليه وعلى جميع الأفكار البالية التي ارتبطت به، لا أن ندعو إلى إحيائه وجعله مناسبة نحتفل بها ونجعلها عيدا وطنيا أو دينيا.
وحتى الخرافة التي حكاها هؤلاء الكتاب فيها تحريف وكذب لأن مدَّة البرد الشديد لا يعلم انتهاؤها في الثالث عشر من جانفي، بل في نهايته مع احتمال عودة البرد والثلوج في العشر الأول من فبراير، والذي تلقيته سماعا في خصوص هذه القصة أعني قصة العجوز أنها استهانت بيناير بعد انقضائه فهنا اضطر إلى أن يستعير يوما من فبراير ليتمكن من الانتقام من العجوز بالثلوج والبرد القارس، فكان فبراير سخيا وأعاره سبعة أيام ولياليها فقضى على العجوز وعنزتها، وهذه الأسطورة على سذاجتها وبطلانها أنسب لقضية الاستعارة، لأنه لا يمكن لفبراير أن يعير يناير يوما ليس له وهو الفاتح من يناير أو 13 منه حسب هذا الزاعم.
على أن هذه الخرافة لا اختصاص للأمازيغ بها لأن العرب في المشرق يحكون حكاية مقاربة لها عن أيام سبعة يسمونها أيام برد العجوز، أيام يعتبرونها ختام فصل الشتاء، وزعم أحدهم في موقع فلكي بعد أن عرَّف فيه بهذه الأيام وحكى حكاية العجوز أن هذا الاسم اسم محلي وشعبي خاص بدولة الكويت!! في حين إننا نَجد الاسم عربيا يرجع إلى الجاهلية، وأهل اللغة يجعلون لكل يوم من هذه الأيام اسما، وأهل الأدب يحكون عن هذه العجوز هذه الحكاية وحكايات أخرى غيرها تنظر في كتاب الأزمنة والأمكنة للمرزوقي (المتوفي سنة412هـ) وثمار القلوب في المضاف والمنسوب لأبي منصور الثعلبي (المتوفي سنة 429هـ) (ص310 وما يليها)
وأما التفسير الثاني: وهو ما يسميه الكثيرون تفسيرا طبيعيا، فيقولون إن هذا اليوم مرتبط بالطبيعة، وقد وجدت منهم من يقول إنه يوم يفصل بين مدتين، مدة البرد القارس ومدة الاعتدال، ومنهم من يقول يُعتبر بداية السنة الفلاحية أو الإنجازات الحقيقية للأشغال الفلاحية، ومن ثَمَّ وُجِد من يُطلق على هذا اليوم رأس السنة الفلاحية.
والذي أعرفه أن أول السنة الفلاحية هو أول الخريف من حيث الجملة وليس أول يناير أو وسطه، لأنَّ أهمَّ أعمال الفلاحة هو الحرث وهذا يكون دائما مع أوائل نزول المطر في أواخر أكتوبر أو أوائل نوفمبر، وأوَّل السنة عند الفرس في القديم هو يوم المهرجان تاريخه يوم 26 أكتوبر، وذلك بمناسبة ما يسمى بالاعتدال الخريفي الذي يعبر عن بداية الموسم الفلاحي.
وأما كذبة الانتقال من البرد القارس إلى الاعتدال فأتفه من أن يجاب عنها، وتنفيها أيام برد العجوز التي هي من أيام شهر فبراير بلا خلاف.
بداية التأريخ: لماذا 950 قبل الميلاد
والآن يبقى طرح تساؤل، لماذا يزعم دعاة هذا التأريخ أنه يبدأ من سنة 950 قبل الميلاد؟ وهل عندهم شيء من الوثائق تثبت اعتماد الأمازيغ على هذا التاريخ؟
تزعم الأساطير الحديثة أنه في هذه السنة هزم الزعيم البربري شيشنق (أو شاشناق أو شيشرون أو سوكاسوس أو شيشق) فرعون مصر ثم اعتلى عرش مصر، وقد تواتر عندهم أنه هزمه في بني سنوس قرب تلمسان بعد أن جاء ليستولي على مملكته، ومنهم من زاد في الخبر أن رمسيس الثاني كان قد تحالف مع الرومان، (ومنهم من كتب أنه رمسيس الثالث) فهزمهم شيشنق في تلمسان ليتربَّع على عرش مصر!! وذلك في سنة 950 (ق م)، ويقال إن في هذه المنطقة احتفال سنوي يسمى احتفال "إيرار" الذي يعني الأسد حسب لهجة تلك الجهة.
ومنهم من شعر بالتناقض في هذه القصة التي لا مستند لها، إذ كيف يهزمه في تلمسان ثم يتربع على عرش مصر، فزعم أنه إنما هزمه على ضفاف النيل، وهذا وإن كان فيه حلٌ لمشكلة؛ ففيه مشكلة أخرى، وهي كيف ساغ للأمازيغ وهم الأحرار ودعاة الحرية أن يجعلوا عيدهم ويومهم التاريخي وبداية تأريخهم يوما ثبت عليهم جرم الاستعمار لبلاد مجاورة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/109)
إنَّ هؤلاء المروجين لهذه الخرافات من أبعد الناس عن العلوم بجميع أنواعها، ويستغفل أحدهم أُمَماً بأكملها بكتابة تُرَّهات لا قيمة لها في ميزان العلم والنقد، وإني أقف متعجبا ممن يكتب دون أدنى روية أن شيشنق هزم رمسيس الثاني المتوفي سنة 1202 قبل الميلاد في سنة 950 قبل الميلاد، أو هزم ابنه رمسيس الثالث المتوفي سنة 1152 قبل الميلاد.
وإن من مقتضى هذه الكِذبة أن يكون شيشنق حاكما على شمال أفريقيا كله بما فيه مصر والسودان، ولا دليل على وجود مملكة بهذا الحجم في ذلك الزمن، والذي تدل عليه الدلائل التاريخية أن مدة وجود شيشنق في مصر تزامن مع وجود الفنيقيين في شمال أفريقيا.
والذي يعرفه المؤرخون أن شيشنق ملك مصري الجنسية من أصول ليبية هاجرت إلى مصر، وكانت رئاسة كهانة الديانة المصرية في أجداده وآخرهم والده، وقد تزوج من ابنة فرعون مصر المسمى بسوسنس الثاني الأمر الذي أهله للاستيلاء على الحكم في سنة 950 قبل الميلاد تقريبا حسب بعض الدراسات، وبعضهم يقول إنه تولى الحكم سنة 940 قبل الميلاد.
والخبر الذي تسنده الوثائق التاريخية في خصوص الملك شيشنق أنه كان ظالما نهابا لخيرات الدول المجاورة، فإننا نجد في العهد القديم أن شيشنق هجم على القدس ونهب ما فيها من كنوز، وذلك في سنة 930 قبل الميلاد، جاء في سفر الملوك الأول (إص14 ع25 - 27):"وفي السنة الخامسة للملك رَحُبعام صغد شيشق ملك مصر إلى أورشليم وأخذ خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك، وأخذ كل شيء وأخذ جميع أتراس الذهب التي عملها سليمان". وبقيت مصر تنفق من هذه الكنوز التي نهبها مدة قرنين كاملين من الزمن.
والواقع الذي لا يَمتري فيه اثنان أن أكثر المحتفلين بليلة يناير لا يعرفون شيشنق الذي ظهر فجأة ليعتبر رمزا للأمازيغ، ولا يعرفون خبره لا أخبار دولته ولا أخبار عدوانه ونهبه، ولا تلك الأرقام التي يرصها بعض الناس إلى جنب بعض كل عام ويقولون هذه سنة أمازيغية جديدة.
ما طبيعة هذا العيد، هل هو عيد قومي أم ديني؟
إن الذي نقرأه على لسان دعاة الأمازيغية حين يطالبون بِجعل هذا العيد عيدا معتمدا في دول المغرب العربي؛ أن هذا العيد لا صلة له بالدين أو أي حادث ديني، وأنه تقويم يختلف عن التقاويم المرتبطة بالدين كميلاد المسيح عليه السلام والهجرة النبوية، وهذا ليؤكدوا للحكومات أن مطلبهم ثقافي قومي بريء لا يعادي الانتماء للإسلام.
وما نكاد ننتهي من قراءة تلك العرائض المقدمة والمقالات التي تتضمن هذا المطلب حتى نقف أمام نصوص أخرى لهؤلاء وأمام تصريحات لهم تجعلنا نشك في صدق دعواهم من أن هذا العيد الذي يطالبون به لا علاقة له بالدين.
فضلا عن قصة العجوز وما تعلق بها فإننا نجد بعضهم يقول إن طقوس الاحتفالات فيها تقاليد وثنية إلا أنها أُسلمت بدخول الأمازيغ في الإسلام، ومن ذلك وضع النساء كميات صغيرة من الطعام الذي تعده الأسرة تحت الموقد وعمود البيت والمغزل للتقرب من الأرواح الخفية ونيل رضاها، وحينما جاء الإسلام هذب هذا السلوك ليتماشى مع القيم الإسلامية، وأصبحوا يقولون إن هذه الأفعال من أسباب البركة لا من التقرب إلى الأرواح، ومنهم من يدخل هذا اليوم فيما يسمى بالعواشير، وهي أيام تعتبرها العامة أياما دينية.
وتزل أقلام بعضهم في حالة غضب أو حماسة أو غفلة فيقول أحدهم:" لا بد أن يجعل يوم يناير يوم عطلة للجميع ولا بد من الاعتراف به مثله مثل السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية"، ويقول آخر معظما لهذا العيد:" لقد ارتبط يناير بمعتقدات ضاربة في القدم"، ومنهم من يكتب عن:"خروج النساء إلى حقول الزيتون لمناجاة الطبيعة لإعطاء محصول وفير"، ومنهم من يقول عن الديك الذي يذبح في هذه المناسبة:" ليكون أُضحية الناير لإعداد عشاء ليلة الناير". ويقول آخر:"يقوم فيه الناس بتناول شربة يناير على لحم قرابين الديوك أو الأرانب، ويدخل هذا اليوم ضمن ما يسمى بأيام العواشير، التي تعتبر قبل كل شيء أياما دينية". ويقول آخر:" إذ يتم الاحتفال برأس السنة بشكل كبير على غرار باقي الأعياد الدينية، ويتم خلالها تبادل الزيارات والتهاني بين أفراد العائلة".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/110)
ويكفينا للدلالة على أنه عند دعاة تعميمه وترسيمه من الأعياد الدينية، أنهم يقولون لا بد من ردِّ الاعتبار لهذا اليوم بدءا من ردِّ الاعتبار لمظاهر الاحتفال التي لا تخلو من دلالات رمزية، فتعالوا بنا نُلقي نظرة على هذه الطقوس التي يدعون إلى إحيائها.
طقوس الاحتفال
ويعتقد دعاة إحياء هذا العيد أنَّ من يحتفل به يُمضي سنة سعيدة، ويُبعد سوء الطالع، كما يرمز الاحتفال به إلى الخصوبة والرزق، لذلك لا بد من تقديم قرابين وتضحيات وإظهار التفاؤل بوفرة المحاصيل ولإبعاد شبح الجوع، وعند النظر في طقوس الاحتفال التي تختلف باختلاف مناطق الشمال الإفريقي، فإننا نجدها تحوي مظاهر شركية بَيِّنة وبدعا وخرافات ما أنزل الله من سلطان، فإضافة إلى المظاهر التي تدل على معنى العيد، كارتداء الملابس الجديدة، وتنظيف البيوت وتزيينها، وحلق رؤوس الصغار وتزيينهم ووضع الحنة في أيديهم وتوزيع الهدايا عليهم، وتبادل الزيارات والتهنئة ونحو ذلك، نَجد أشياء تمس العقيدة الإسلامية في صميمها منها.
أولا: الذبح لغير الله عز وجل
ومن مظاهر الجاهلية في هذا اليوم ذبح الدجاج عند عتبات المنازل بزعم أن ذلك يصد أنواع الشرور التي قد تصيب الإنسان، ومعروف أن هذا من الذبح للجن ومن الاستعاذة بالشياطين لا منهم، وبعضهم لا يصرح بذلك بل يكتفي أن يشترط أن يُشترَى الديك حيّا ليتولى أهل البيت ذبحه، بمعنى أنه لو اشتراه مذبوحا لم يُجزئه.
ومنهم من يذبح في هذا اليوم عن الرجل ديك وعن المرأة دجاجة وعن الحامل دجاجة وديك ويعتقدون أن في ذلك وقاية من الحسد والعين، وهذا تعوُّذٌ ما أنزل الله به من سلطان.
ثانيا: دعاء غير الله عز وجل
كما سبق نقله عن بعضهم أنه ينبغي للنساء أن يَخرجن إلى الحقول لمناجاة الطبيعة لطلب محصول وفير، ومن مظاهر هذه المناجاة ما تقوم بعض النساء بعد ذبح الديَكة حيث يقومن برمي ريشها في الحقول، ويرددن هذه العبارة:"أيها العام الجديد منحناك الريش فلتمنحنا العيش". وهذا مظهر من مظاهر عبادة الطبيعة أو الإله "يناير"، وهذا من مظاهر الشرك الصريح.
ثالثا: تبركات شركية
ومما يتبع دعاء غير الله تعالى التبرك بأفعال غريبة لا دليل على بركتها قصد استجلاب الرزق والرخاء، ومن ذلك وضع عيدان خضراء أو عراجين على سقف البيت رجاء أن تكون السنة الجديدة خضراء مثل اخضرار تلك العيدان، ومنهم من يضع قصبا طويلا وسط الحقول حتى تكون الغلة جيدة وتنمو بسرعة، ومنهم من يكلف الأطفال بقطف الأزهار والورود ووضعها عند مداخل البيوت وبتغطية أرضية حظائر الحيوانات الداجنة بالأعشاب الطرية للغاية نفسها.
رابعا: عبادة الأرواح
في بعض المناطق المغربية يعمد السكان بعد الانتهاء من أكل وجبة العشاء إلى ترك ما يقابل حصة فرد واحد من الأكلة لتوزع على جميع زوايا البيت، كتعبير عن اقتسام ما تجود به الأرض مع كائنات خفية أو قوى مباركة، وهذه من العقائد الوثنية التي قيل إنها كانت قبل الإسلام والظاهر أنهم قد حافظوا عليها ولم ينفعهم معرفتهم للإسلام ولا لعقائده وشعائره، وفي بعض المناطق يضعون على مائدة الطعام الأطباق والملاعق بعدد أفراد العائلة الأحياء والأموات منهم، وهذا ينبئ عن اعتقاد حضور الأرواح في أيام الأعياد والأفراح وهو اعتقاد جاهلي منتشر في المنطقة كلها.
خامسا: استسقاء وكهانة
في بعض المناطق المغربية المعروفة بالسحر والشعوذة تقوم النساء في ليلة رأس السنة بوضع ثلاث لقمات في سطوح المنازل، ترمز كل لقمة أحد الشهور الثلاثة الأولى من السنة: يناير، فبراير ومارس، ثم يقمن برش الملح على تلك اللقمات من مكان بعيد استدرارا للمطر، وفي الغد يقمن بتفحص هذه اللقمات، ويعتقدن أن اللقمة التي سقط عليها الملح تحدد الشهر الذي سيكون ممطرا.
سادسا: تمائم تحمي من قرصنة الحليب
ومن الفلاحين أصحاب المواشي من يقصد في يناير بعض المشعوذين ليكتب له تميمة على غصن صغير من شجرة ذكر التين (الذُكَّار) بهدف حماية حليب أبقاره من القرصنة، لأنهم يعتقدون أن الحليب يمكن أن يقرصن ويحول من بقرة إلى أخرى!!
سابعا: ترك العمل والحياكة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/111)
ومن مظاهر التقديس لهذا اليوم أنَّهم يُحرمون فيه النسيج والحياكة، بل ويخرجون آلات ذلك من البيت، كالآلة التقليدية التي تسمى بـ"أزطا" (آلة حياكة البرانس والأفرشة) فإنَّه إن لم تُنتهَ أشغال الحياكة قبل نهاية السنة يضطرون إلى تفكيكها وإخراجها من البيت إلى غاية انتهاء الاحتفال.
وكذلك يحرمون الرعي والعمل في الأرض لأنه يوم عيد من جهة ولأنهم يخافون إن خرجوا في هذا اليوم إلى المزارع أن يصيبهم مثل ما أصاب تلك العجوز المغرورة.
ثامنا: تحريم الطبخ وغسل الأواني وربما اللحوم الحمراء
ومنهم من نقل على سبيل الإشاعة والإذاعة لا الإنكار، أنَّ من تقاليد الأمازيغ في ليلية يناير تحريم أكل اللحم ولعله يقصد اللحوم الحمراء، لأن ذبح الدجاج من طقوس اليوم كما سبق، وأنَّهم لا يشعلون النيران، والمراد نيران الطبخ لأنهم يُعدُّون الأكل يوما من قبل، لأن يوم السنة الجديد لا طبخ فيه. وذكر أنَّهم لا يغسلون الأواني المنزلية التي تخص الطبخ، وهذه بدعة معروفة يراد بها التبرك وجلب الخيرات تُفعل في عاشوراء على وجه الخصوص، ومنهم من ذكر أنهم لا يغتسلون حتى نهاية يوم الاحتفال ودخول يوم جديد.
تاسعا: الماما نوال!؟
ومنهم من حكى عن أهل تلمسان اعتقادا يشبه اعتقاد النصارى في "البابا نوال" وهو سميته بالماما نوال، وذلك أنهم يقولون أن "امرأة يناير" تطوف ليلا بالمنازل وتوزع الحلوى والهدايا على الأطفال، وفي ظني أن هذا تركيب بين خرافة عجوز يناير وبين الخرافة النصرانية المعروفة.
عاشرا: التفاؤل بمطر ذلك اليوم
ومن الأمور المنقولة أن بعض الناس يعتقد أنه إذا أمطرت السماء في تلك الليلة أو في اليوم الأول من السنة الجديدة، فإن الأمطار ستنزل بغزارة خلال هذه السنة وسيكون الموسم الفلاحي مباركا.
الحادي عشر: عشاء يناير وبدعه
وأهم شيء في هذا اليوم، وربما يكون الشيء المشترك الوحيد بين المناطق التي تحتفل بليلة يناير إعداد عشاء خاص من مأكولات تقليدية متعارف عليها؛ تختلف باختلاف المناطق وباختلاف أنواع المحاصيل المنتجة بها، ودعاة الأمازيغية يزعمون أن هذا الصنيع تعبير من الأمازيغ عن تشبثهم بالأرض وخيراتها، وكأن الأمازيغ فقط هم من كان يسترزق من الأرض، وكأنهم هم وحدهم من يُعدُّ مأكولات خاصة في المناسبات وما يعتبرونه من الأعياد.
ومن هذه المأكولات ما يسمى بإركمن (المحتوية على جميع أنواع الحبوب والبقول) وتسمى أيضا (تمغطال وأوفثيان والشرشم) أو ثركيمت (وهي نوع من العصيدة) أو البسيسة أو البركوكس (العيش) أو الشخشوخة أو الرشتة أو الكسكس الذي يُعدُّ مرقه بأنواع متعددة من الخضر منهم من يقول سبعة فصاعدا.
ويتعلق بهذا العشاء بدع سنبينها، ونقول إنها بدع لأننا بينا أنه احتفال ديني، فمن اعتبر الاحتفال من الوثنية كان مشركا، ومن اعتبره من دين الإسلام كان مبتدعا لأنه لا صلة له بالإسلام ولطقوسه.
ومن البدع المتعلقة بهذا العشاء
1 - إيجاب إركمن، منهم من يقول إن إركمن تعتبر من الوجبات الضرورية التي يجب على كل أسرة أن تتناولها في ليلة رأس السنة مع جواز إضافة وجبات أخرى حسب إمكانيات كل أسرة.
2 - تحريم كل أكل عدا البسيسة والكسكس، وفي تونس قرأت لبعضهم أنهم يحرمون كل أكل إلا أن يكون البسيسة أو الكسكس.
3 - وجوب الشبع في ليلته، ومن الاعتقادات الباطلة التي يُروَّج لها أنَّ من لم يشبع من الطعام في ليلة رأس السنة فإن الجوع سيطارده طيلة تلك السنة، ومن أجل إرغام الأطفال على الأكل حتى التخمة يقال لهم إن من لم يشبع في تلك الليلة تأتيه عجوز في الليل فتملأ بطنه بالتبن والهشيم.
4 - التكهن بأسعد أفراد العائلة، ومن مظاهر الجاهلية التي يلصقها البعض بهذا اليوم أنَّهم يجعلون عشاءهم من الكسكس أو العصيدة ويجعلون في القصعة نواة تمر، ثم تجتمع العائلة عليها ويأكلون منها، ومن يَجد تلك النواة أثناء الأكل يعتبر رجل أو امرأة السنة صاحب الحظ السعيد فيها.
5 - التفاؤل باللبن، ومنهم من لا يجعل للكسكس مرقا بل يقدمه مع اللبن الأبيض فقط، وذلك تفاؤلا بالسنة الجديدة حتى تكون صافية مثل لون اللبن المسكوب على الكسكس.
6 - تبرك غير مشروع، وذلك برمي القليل من الكسكس أو الطعام في أنحاء البيت بغية حصول البركة، وهذا من جنس ما يفعل للأرواح وقوى الطبيعة كما سبق في فقرة سابقة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/112)
7 - إطعام الحشرات، ومن عادات بعضهم في هذا اليوم إطعام الحشرات حتى لا تأكل الزرع، وهذه سذاجة وحمق من فاعله ومصدقه.
8 - حلويات ومكسرات من أجل عام طيب، وفي بعض المناطق الغربية وفي المغرب الأقصى يعدون أطباقا تُملأ بأنواع الحلويات والمكسرات والفواكه الجافة فيضعون فيها التين المجفف والزبيب والفول السوداني واللوز والجوز والفستق وغيرها، والغاية من إعدادها وتقديمها كما يقولون هو الاستبشار بعام طيب كهذه الأطباق.
هذه هي الأساطير التي تُروَّج في مثل هذه الأيام حول الفاتح يناير، وهذه هي الأكاذيب التي يُسَوِّقها الإعلام في هذه المناسبة، وهذه هي طقوس الاحتفال الوثنية والشركية والبدعية التي يريد بعض الناس تعميمها، وأن يجعلوها رمزا للثقافة التي يعتزون بها، ويتميزون بها عن العرب وباقي المسلمين، ومما ينبغي التنبه له أن ما ذُكر في هذا المقال ليس أمرا عاما في بلدان الشمال الإفريقي بل هي طقوس واعتقادات تنتشر في مناطق محصورة، وأن الظاهرة الأكثر انتشارا ظاهرة العشاء وليست عامة، ولكن من يكتب عن هذه الاحتفالات يشيع تلك الطقوس ويَجعل القارئ يتخيلها احتفالات عامة وطقوسا منتشرة عند أغلب السكان المسلمين وليس الأمر كذلك، ثم إننا عند تصنيف تلك الطقوس ووصفها لم نتقصَّد نقدها على ضوء الأدلة الشرعية ولا على ضوء العقل والمنطق، لأن ذلك قد يجعل المقال أكثر طولا ويُخرجه عن مقصوده، فمن أراد طلب الأدلة الشرعية على تحريم الكهانة أو الذبح لغير الله والتبرك بما لم تثبت له البركة وغير ذلك فليطلبها في مظانها من كتب العقيدة الإسلامية، والمقصود بيان حقيقة الأكاذيب التي تنتشر حول التقويم الأمازيغي المزعوم، ثم بيان أن دعاته إنما يدعون من خلاله إلى الوثنية التي كانت دين أجدادهم قبل الإسلام، والحمد الله رب العالمين.
[ URL]http://www.islahway.com/index.php?option=com_*******&view=article&id=483:2010-12-13-16-11-52&catid=46:2010-02-12-18-49-01&Itemid=72(68/113)
هل هناك مايتعلق بمتن (أبواب مختصرة في العقيدة) من شروح أو صوتيات؟
ـ[عامرالنهدي]ــــــــ[27 - 12 - 10, 09:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أخواني يشهد الله أني أحبكم فيه وقد استفدت من هذا الملتقى كثيراً وأحببته جدا منذ وقتٍ طويل .. ولم أتمكن من التسجيل إلا اليوم:)
أرغب أن أبدأ بدراسة العقيدة ... وبإذن الله سأبدأ بالمتنِ المذكور ثم مجمل أصول أهل السنة والجماعة ومن ثم أبدأ بمتون الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ... إن شاء الله.
أريد رأيكم - وفقكم الله - هل الترتيب صحيح لطالب العلم المبتدئ الذي يريد دراسة العقيدة؟ وهل الترتيب مهم؟
وبالنسبة لمتن (أبواب مختصرة في العقيدة) لمؤلفه أحمد العتيق -أثابه الله-، فقد اطلعتُ عليه ورأيته مفيدا جدا لمن هو مثلي، إن لم يكن هناك متنا يحل محله للمبتدئ ...
هل لهذا المتن قراءة صوتية أو شرح أو حاشية أو ملاحظات؟ هل هناك من خدم هذا المتن؟
أرشدوني جزاكم الله خيراً وأعانكم على الخير دوماً وأبدا.(68/114)
أى شئ يخص المدعو صالح أبو خليل
ـ[راغبة رضاء ربها]ــــــــ[27 - 12 - 10, 11:04 م]ـ
راغبة رضاء ربها.
--------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء معرفةكيفية الأتصال بأحد المشايخ أو الأخوة من المنتدى من الذين شاهدوا بأعينهم أى شئ يخص المدعو صالح أبو خليل
لأن للأسف زوجى إتبع هذه الطريقة من حوالى شهرين وأنا أحاول أن أرجعه للصراط المستقيم ولكنى ينقصنى بعض الشواهد فى مناقشته وهو لا يريد ان يحكى لى عما يفعله هناك بالضبط
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[28 - 12 - 10, 11:25 ص]ـ
صالح أبو خليل الشافعي- من يعرفه و يفتينا فيه؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18335(68/115)
منتدى الدراسات الفقهية(68/116)
بيع الأجل
ـ[عصام البشير]ــــــــ[07 - 03 - 02, 01:15 م]ـ
عودا حميدا أيها الإخوة، فقد اشتقنا إليكم ..
هل من دراسة تفصيلية حول بيع الأجل؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[11 - 03 - 02, 09:00 م]ـ
هل من جواب؟
ـ[مبارك]ــــــــ[26 - 07 - 02, 04:33 ص]ـ
حول هذه المسألة انظر:
* الدليل البسيط في أحكام التقسيط. إعدادمحمد بن راشد الغفيلي.
* رسالة في جواز البيع بالتقسيط. إعداد ممدوح جابر السّلام.
* القول الفصل في بيع الأجل. تأليف عبدالرحمن عبد الخالق.
* حكم البيع بالتقسيط في الاموال والعروض. جمع وإعداد مراد بن
عبدالله.
*بيع التقسيط بين الاقتصاد الوضعي والاقتصاد الإسلامي. للدكتور
أحمد بن حسن بن أحمد الحسني.
* بيع التقسيط (تحليل فقهي واقتصادي)، بقلم الدكتور رفيق
يونس المصري.
* بيع التقسيط أحكامه وآدابه. تأليف هشام محمد سعيد آلبرغش.
* فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (13/ 152 و 154)
* سلسلة الأحاديث الصحيحه (5/ 422_427) للإمام الألباني.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[26 - 07 - 02, 06:19 ص]ـ
كتاب [القول الفصل في بيع الأجل]
للشيخ الفاضل (عبد الرحمن عبد الخالق)
http://www.salafi.net/zip/book16.zip
http://www.salafi.net/index.html(68/117)
سنة العصر البعدية؟؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[12 - 03 - 02, 01:21 م]ـ
السلام عليكم
قبل تعطل المنتدى كان الشيخ أبو عمر الأزدي قد وعدني بنشر بحث له عن عدم ثبوت السنة البعدية للعصر ..
فهل ما زال على وعده؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 03 - 02, 03:19 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابشر بما يسرك ان شاء الله ولكن عليك بالصبر حتى يأتي الفرج بإذن الله
فلدي ارتباطات متعددة نسأل الله أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[15 - 06 - 02, 05:12 م]ـ
الذي أذكره أن للعلامة الألباني بحثا طويلا في السلسلة الصحيحة خلص فيه إلى أن سنة العصر البعدية من السنن المهجورة التي ينبغي إحياها.
وإذا وجدت البحث سأذكر مرجعه إن شاء الله تعالى.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[15 - 06 - 02, 07:07 م]ـ
بالنسبة لكلام الشيخ الألباني رحمه الله فهو في ((الصحيحه)) (1/ 390)، وغيرها من المواضع.
ـ[محمد زكريا الحنبلي]ــــــــ[30 - 11 - 09, 05:19 م]ـ
السلام عليكم
قبل تعطل المنتدى كان الشيخ أبو عمر الأزدي قد وعدني بنشر بحث له عن عدم ثبوت السنة البعدية للعصر ..
فهل ما زال على وعده؟؟
اريد التعريف عصام البشير .... يلا من يتفضل1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
اريد التعريف بعصام البشير رايته يوما مقصر اللحية اهو ممن يعد من السلفيين .... يلا من يتفضل عاجل1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
نرجو الإفادة.
مشاهير اللغويين معتزليون نريد المزيد(68/118)
موافقة صيام يوم مندوب ليوم السبت .. كلام لابن عثيمين ..
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[15 - 03 - 02, 12:45 م]ـ
السؤال موجه للشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ
س/ ما حكم صيام يوم السبت إذا وافق الأيام المندوب صيامها؟
ج / صيام السبت لا بأس به وصيام يوم الجمعة لا بأس به إذا وافق الأيام المشروعة كما لو وافقت الجمعة أيام البيض أو وافق السبت أيام البيض، فإنه لا بأس به، لكن إفراد يوم الجمعة هو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: لا تخص يوم الجمعة بصيام ولا ليلتها بصيام وكذلك السبت من باب أولى فإنه أهون من يوم الجمعة.
مسائل أخرى طرحت على الشيخ ابن عثيمين ـ نوّر الله قبره وفي غرف الجنان أرقده ـ
ذكر الشيخ في معرض إجابته حول صيام يوم عاشوراء أن صوم يوم عاشوراء فقط، عمل غير مكروه، وعزا هذا القول إلى ابن تيمية أيضا.
وقال الشيخ أن من العلماء من يقسم صيام يوم عاشوراء إلى ثلاث مراتب
الأولى: صيام عاشوراء ما قبلها وبعدها (يعني ثلاثة أيام) ويكون المرء بذلك قد صام ثلاثة أيام من الشهر، ويكون موافقا لسنة من السنن. مستدلا بحديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام لا يبالى ..
الثانية: صيام التاسع والعاشر.
الثالثة: صيام العاشر والحادي عشر.
وذكر ابن عثيمين كلاما مفاده أن اليهود لا يسيرون على التقويم الهجري بل عندهم تقويم خاص بهم، فهم على الراجح لن يوافقونا في يوم الصوم.
المصدر: سلسلة فتاوى العلماء ـ 2
لفضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين.
القرص الثالث
العرف لأنظمة المعلومات والحاسب الآلي.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[15 - 03 - 02, 07:25 م]ـ
وفقك الله أخي أبا أنس وبارك فيك.
ورحم العلامة ابن العثيمين، وأسكنه فسيح جنّته.
حديث عبدالله بن بسر الوارد في النهي عن صيام يوم السبت تطوّعاً لا يصحّ من الأصل.
وهاك كلام الشيخ سليمان العلوان حول الحديث:
ملاحظة: (ما بين القوسين من كلامي.)
عن الصماء بنت بسر رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تصوموا يوم السبت، إلا فيما افترض عليكم فإن لم يجد أحدكم إلا لحاءَ عنب، أوعود شجرة فليمضغها".
قال الشيخ سليمان العلوان:
رواه الخمسة ورجاله ثقات، إلا أنه مضطرب، وقد أنكره مالك وقال أبو داود هو منسوخ.
هذا الحديث جاء من طريق ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبدالله بن بسر عن أخته الصماء. وجاء في بعض طرقه عند النسائي عن خالته الصماء، وفي رواية عند النسائي أيضاً عن عمته الصماء. ورواه النسائي عن عبدالله بن بسر عن النبي صلى الله عليه وسلم وجاء الحديث أيضاً في مسند عائشة.
فالحديث فيه اختلاف كثير يدل على اضطرابه.
قال الإمام أحمد: وكان يحيى بن سعيد يأبى أن يحدثني بهذا الخبر.
وقال الإمام الأوزاعي رحمه الله: لم نزل نكتمه حتى انتشر.
وقال الإمام أحمد: الأحاديث كلها مخالفة لحديث عبدالله بن بُسر.
وقال الإمام مالك: هذا الحديث كذب.
(قلت: ونفاه الزهري، وقال: هذا حديث حمصي، مقللاً من شأنه لأنّ حمصاً لم تكن من مدن العلم آنذاك بعكس الحجاز والشام والعراق).
فهذا الخبر مضطرب سنداً ومنكر متناً، أمّا اضطراب الاسناد فتاره يذكر الخبر عن عبدالله بن بسر وتارة عن أخته وتارة عن عمته وتارة عن خالته وتارة عن عائشة والطريق واحد والمخرج واحد فدلّ على اضطرابه ودلّ على نكارته.
(قلت: وممّن أعله بالاضطراب النّسائي، وذكر الاختلاف في سنده في السنن الكبرى).
أما نكارة متنه فإن الخبر يدل على منع صيام يوم السبت ولو كان قبله يوم أو بعده يوم إلا في الفرض لقوله: "إلا فيما افترض عليكم".
قال الإمام أحمد: والأحاديث كلها على خلافه:
فقد جاء في صحيح الإمام مسلم عن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان واتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر. والغالب في هذه الستّ أن يوافق أحدها يوم السبت. وقد استحب أهل العلم صيام ست من شوال متتابعه، وأيضاً لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: "وأتبعه ستاً من شوال إلا يوم السبت"، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لايجوز.
ومن الأدلة الدالة على جواز صيام يوم السبت ماجاء في الصحيحين: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أفضل الصيام صيام داود كان يصوم يوماً ويفطر يوماً" واليقين حاصل بهذا الحديث أنه يوافق يوم السبت.
ومن الأدلة مارواه الشيخان أيضاً عن جويرية أنّها صامت يوم الجمعة فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي صائمة فقال: أصمتِ أمس؟ قالت: لا، قال: أتصومين غداً (يعني السبت)، قالت: لا، قال إذاً أفطري". فهذا الحديث صريح بجواز صيام السبت بغير الفرض.
فخبر الباب منكر من حيث الإسناد وباطل من حيث المتن، وأكثر الحفاظ على إنكاره كالأوزاعي ويحيى بن سعيد بل قال مالك هذا كذب وأنكره الإمام أحمد وغير هؤلاء من الحفاظ الذين أنكروا هذا الخبر وأعلوه سنداًو متناً.
فإن قال قائل لماذا لانحمل الخبر على من أفرد السبت فنقول قد قال بهذا بعض الفقهاء ولكن مما يرد هذا قوله في الحديث: "إلا فيما افترض عليكم" فأفادت هذه الجملة النهي عن صيام يوم السبت ولو كان قبله يوم أوبعده لأن الحديث لم يخصص إلا الفرض والخلاصة أن حديث الباب غير صحيح.
وعن أم سلمة رضي الله تعالى عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم من الأيام يوم السبت، ويوم الأحد، وكان يقول: "إنهما يوما عيد للمشركين، وأنا أريد أن أخالفهم".
هذا الخبر رواه النسائي (الكبرى) من طريق عبدالله بن المبارك عن عبدالله بن محمد بن عمر عن أبيه عن كريب عن أم سلمة رضي الله عنهما. وعبدالله بن محمد وأبوه قد روى عنهما جمع وذكرهما ابن حبان في ثقاته ومن ثمّ صحح لهما الإمام ابن خزيمة وابن حبان والحاكم.
والحديث يدل على جواز صيام يوم السبت بل يدل الخبر على استحباب ذلك مخالفة لليهود فإنهم يعظمون يوم السبت والأحد ويجعلونهما عيداً لهم ومعلوم عندنا أن العيد لايشرع صيامه فشرع لنا مخالفتهم وصيام هذين اليومين فدل هذا الخبر عن نكارة حديث الصماء. وأم سلمة رضي الله عنها أدرى بأحوال النبي صلى الله عليه وسلم من الصماء.
(انتهى بتصرّف يسير.)
وجزاك الله خيراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/119)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[15 - 03 - 02, 07:34 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[المبلغ]ــــــــ[17 - 03 - 02, 09:16 ص]ـ
أخي هيثم، حتى على فرض صحة الحديث، فإنه لا يسعف لمنع الأيام المرغب في صيامها ...
و كنت قد كتبت مبحثا في هذا الموضوع بمناسبة أيام ست شوال. و ها أنا ذا أنشره مرة أخرى للفائدة.
تظهر في هذه الأيام أصوات تدعو إلى إفطار يوم السبت و عدم صيامه ضمن الستة أيام من شوال. و يزعم هؤلاء أن صومه حرام سواء كان منفردا أو مضموما إلى غيره.
و متمسكهم في هذا، حديث الصماء أن رسول الله صللى الله عليه و سلم قال:" لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ... الحديث " رواه أحمد و أصحاب السنن و حسنه الترمذي و الحاكم و صححه
و الجواب: أنه قد جاء نصوص أخرى تضاف إلى المحصور الذي هو "ما افترض عليكم"، و هي الأحاديث في صوم يوم الجمعة و يوما بعده، و كذلك صوم ثلاثة أيام البيض، و صيام يوم و فطر يوم،و صوم يوم عرفة و ست من شوال و غيرها إذا صادف فيها السبت، فهذه لا يشملها النهي، حكما بتلك النصوص على ذلك النص، و قد فال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" لا ربا إلا في النسيئة "، و جاءت نصوص صحيحة تثبت أن هناك ربا في الصرف
وقول من يقول: أن تلك الأحاديث عامة و حديث النهي يخصصها، قول مجانب للصواب من وجهين:
الوجه الأول: أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم
يصومون صيام داود (صوم يوم و فطر يوم)، مما يدل على أن الحديث لم يطرأ عليه نسخ و لا تخصيصر
الوجه الثاني: أن بين حديث النهي و تلك الأحاديث عموم و خصوص، و حمل أحدهما على الآخر بغير دليل هو محض تحكم.
و الآن نعود إلى حديث " النهي عن صيام يوم السبت" فننظر فيما قاله فيه العلماء،
ليس من جهة الثبوت فحسب، بل من جهة العمل به كذلك
أما من جهة الثبوت فقد تكلم فيه العلماء كثيرا، و أعله بعضهم بالإضطراب كالنسائي و الحافظ و غيرهما، و ذهب الإمام مالك إلى أبعد من ذلك فقال:"أنه كذب"
و قد أطال الشيخ الألباني رحمه الله النفس في تقرير تصحيحه، فأجاد و أفاد. و لكن مما ينبغي أن ننتبه له أنه ليس كل ما يصح سنده يشرع العمل به، و قد قال ابن وهب، و هو أحد أوعية الحديث،:"الحديث مضلة إلا للفقهاء"
و من ثمّ قال أبو داود:أن هذا الحديث منسوخ!
قال الحافظ في (التلخيص) مقررا قول أبي داود:" يمكن أن يكون أخذه من كون النبي صلى الله عليه و سلم كان يحب موافقة أهل الكتاب في أول الأمر، ثم في آخر الأمر قال: خالفوهم ... و " النهي عن صوم يوم السبت" يوافق الحالة الأولى، و صيامه إياه يوافق الحالة الثانية، و هذه صورة النسخ. اهـ
و قد روى النسائي و ابن حبان و الحاكم عن أم سلمة:" أن النبي صلى الله عليه و سلم كان أكثر ما يصوم من الأيام يوم السبت و يوم الأحد، و كان يقول:"إنهما يوما عيد للمشركين فأنا أريدأن أخالفهم " صححه الحاكم و ابن خزيمة
قال الصنعاني رحمه الله في (سبل السلام): الحديث دال على استحباب صوم يوم السبت و الأحد مخالفة لأهل الكتاب. و ظاهره صوم كلّ على الإنفراد و الإجتماع. اهـ
و معلوم أن مخالفة المشركين أمر معتبر شرعا
و روى الترمذي و حسنه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه و سلم يصوم من الشهر السبت و الأحد و الإثنين ... الحديث "
و من العلماء من سلك مسلكا آخر في الجمع بين الحديثين فقالوا: يحمل النهي على حرمة إفراد السبت بالصوم
لكن المشهور لدى السلف و الخلف أن هذا خاص بالجمعة حيث ورد صريحا في حديث مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" لا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم "
و قوله:" إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم" أي كمن يكون في صوم ست من شوال و صادف يوم الجمعة فإنه لا كراهة في صيامه، هذا في الجمعة، فمن باب أولى أن يكون كذلك في السبت.
و لذلك فإني أهيب ببعض إخواني أن يتريثوا في المسائل الخلافية و لا يتسرعوا في إصدار الفتاوى و الأحكام و ليتقوا الله الذي إليه يرجعون!
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[17 - 03 - 02, 04:08 م]ـ
وفقك الله أخي المبلّغ، وقد كنتُ قرأتُ بحثك في موقع (تحذير السلفي).
وفيما يتعلّق بصيام الستّ من شوال، فقد استدلّ البعض على عدم العمل بحديث النهي عن صيام السبت في غير الفرض؛ بأنّ عامة أهل العلم على أفضليّة سرد صيام الستّ من شوال، وفي الغالب أن يأتي منها السبت.
والله أعلم.
ـ[جمال الدين مجدى]ــــــــ[16 - 09 - 03, 01:48 ص]ـ
الشيخ الالبانى قد صحح الحديث و قال فى (تمام المنة): ثم تبين لى أن الحديث صحيح و أن الاضطراب المشار اليه هو من النوع الذى لا يؤثر فى صحة الحديث و قد بينت ذلك فى ارواء الغليل (960) بيانا لا يدع مجالا للشك فى صحته و تأويل الحديث بالنهى عن صوم السبت مفردا بأباه قوله (الا فيما افترض عليكم) و نقل كلاما عن ابن القيم يؤيده فى ذلك ولكن ابن القيم انتهى الى حمله على افراده و لكن فال محدث العصر الشيخ الالبانى رحمه الله: و ايضا لو كان صورة الا قتران هى الممنوعة لكان ذكرها أولى من ذكر الفرض , الى اخر ما قال رحمه الله و للمزيد من التفصيل فى ذلك انظر تمام المنة فى التعليق على فقه السنة طبعة المكتبة الاسلامية - عمان - الاردن و توزيع دار الراية-الرياض ص.406,407و جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/120)
ـ[أبوعلي عمر]ــــــــ[31 - 01 - 04, 07:52 ص]ـ
فتوى اللجنة الدائمة على جواز صيام يوم عرفة وإن وافق يوم السبت:
الفتوى رقم (11747)
ج: يجوز صيام يوم عرفة مستقلاً سواء وافق يوم السبت أو غيره من أيام الأسبوع لأنه لا فرق بينها؛
لأن صوم يوم عرفة سنة مستقلة وحديث النهي عن يوم السبت ضعيف لاضطرابه ومخالفته للأحاديث الصحيحة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبد الله بن غديان
نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
[فتاوى اللجنة الدائمة 10/ 396.]
وسئل الشيخ العثيمين رحمه الله: جزاكم الله خيرا ما حكم صيام يوم السبت نفلاً أو فرضاً في غير رمضان؟
لا بأس به وأن الحديث الوارد فيه حديث شاذ مخالف للأحاديث الصحيحة ومن شرط العمل بالحديث أن لا يكون شاذاً لأن عدم الشذوذ شرط لصحة الحديث ولكونه حسناً وما ليس بصحيح ولا حسن لا يجوز العمل به
وإلى هذا ذهب جماعة من العلماء السابقين والمعاصرين
ومنهم من قال إن صومه لا يجوز لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك وقال (لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم)
ومنهم من فصل أو فرق بين أن يصومه منفرداً أو يصوم يوماً قبله أو يوم بعده وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لجويرية وقد كانت صائمة يوم الجمعة قال (أصمتي أمسي، قالت: لا، قال: أتصومين غداً، قالت: لا، قال: فأفطري) فأمرها أن تفطر لئلا تفرد يوم الجمعة بصوم
والشاهد من هذا الحديث أنه قال أتصومين غداً يعني يوم السبت فدل ذلك على جواز صوم يوم السبت مع الجمعة
وهذا ما لم يكن هناك سبب لتخصيص يوم السبت مثل أن يصادف يوم عرفة أو يوم عاشوراء أو يوماً يصومه الإنسان فإنه لا كراهة في ذلك لأن الصائم لم يصمه لأنه يوم سبت ولكن لأنه صادف
فمثلاً لو كان يوم السبت يوم عرفة فإنه يصومه بلا كراهة
أو كان يوم عاشوراء فإنه يصومه بلا كراهة لكن يوم عاشوراء ينبغي أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده أو كان في صوم يصومه مثل أن يكون هذا الرجل يصوم يوماً ويفطر يوماً فصادف يوم صومه يوم السبت فإنه لا بأس بذلك.
http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=News&file=article&sid=5515
يقول الشيخ العثيمين في شرحه على زاد المستنقع والمسمى ((الشرح الممتع على زاد المستقنع))
وأما السبت فقيل: إنه كالأربعاء والثلاثاء يباح صومه. وقيل: إنه لا يجوز إلا في الفريضة. وقيل: إنه يجوز لكن بدون إفراد.
والصحيح أنه يجوز بدون إفراد، أي: إذا صمت معه الأحد، أو صمت معه الجمعة، فلا بأس،
والدليل على ذلك قوله صلّى الله عليه وسلّم لزوجته "أتصومين غداً؟ " أي: السبت.
وأما الحديث الذي رواه أبو داود: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم، ولو لم يجد أحدكم إلا لحاء شجر" يعني فليأكله، فهذا الحديث مختلف فيه هل هو صحيح أو ضعيف؟ وهل هو منسوخ أو غير منسوخ؟ وهل هو شاذ أو غير شاذ؟ وهل المراد بذلك إفراده دون جَمْعِهِ إلى الجمعة أو الأحد؟
وسبق بيان القول الصحيح أن المكروه إفراده،
لكن إن أفرده لسبب فلا كراهة،
مثل أن يصادف يوم عرفة أو يوم عاشوراء،
إذا لم نقل بكراهة إفراد يوم عاشوراء.
وأما الأحد: فبعض العلماء استحب أن يصومه الإنسان. وكرهه بعض العلماء. أما من استحبه فقال: إنه يوم عيد للنصارى، ويوم العيد يكون يوم أكل وسرور وفرح، فالأفضل مخالفتهم، وصيام هذا اليوم فيه مخالفة لهم. وأما من كره صومه فقال: إن الصوم نوع تعظيم للزمن، وإذا كان يوم الأحد يوم عيد للكفار فصومه نوع تعظيم له، ولا يجوز أن يُعظم ما يعظمه الكفار على أنه شعيرة من شعائرهم.
والخلاصة أن الثلاثاء والأربعاء حكم صومهما الجواز، لا يسن إفرادهما ولا يكره،
والجمعة والسبت والأحد يكره إفرادها، وإفراد الجمعة أشد كراهة لثبوت الأحاديث في النهي عن ذلك بدون نزاع،
وأما ضمها إلى ما بعدها فلا بأس، وأما الاثنين والخميس فصومهما سنة.
http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=News&file=article&sid=4595
والخلاصة أنه يتبين أن صيام يوم عرفة مفردا إن صادف يوم السبت مباح ولا شيء فيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/121)
ومن يريد يخرج من الخلاف بكراهة الافراد فليصم يوما قبله
أما من حرم صيام السبت في التطوع مطلقا فهذا مخالف للسنة وللاجماع
والله أعلم
ـ[أبو العالية]ــــــــ[01 - 02 - 04, 04:37 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
أما هذه المسألة فهي من المسائل الفرعية ..
ومع هذا نجد بعض ## ## ممن زعم أنه تتلمذ على الشيخ الألباني رحمه الله!! بأن هذه المسألة من الأمور العظيمة والمسائل الكبار!! والتي صنفوا فيها؟!!
####. (عامله الله بما يستحق)
ومن أجمل ومن أروع ما وقفت عليه قول الطحاوي رحمه الله في شرح معاني الآثار فقد قال رحمه الله في كتاب الصيام، باب صيام يوم السبت:
عن عبد الله بن بسر، عن أخته {الصماء، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصومن يوم السبت في غير ما افترض عليكن، ولو لم تجد إحداكن إلا لحاء شجرة، أو عود عنب، فلتمضغه}.
قال أبو جعفر: فذهب قوم إلى هذا الحديث، فكرهوا صوم يوم السبت تطوعا. وخالفهم في ذلك آخرون، فلم يروا بصومه بأسا. وكان من الحجة عليهم في ذلك، أنه قد جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه {نهى عن صوم يوم الجمعة إلا أن يصام قبله يوم، أو بعده يوم.} وقد ذكرنا ذلك بأسانيده، فيما تقدم من كتابنا هذا، فاليوم الذي بعده، هو يوم السبت. ففي هذه الآثار المروية في هذا، إباحة صوم يوم السبت تطوعا، وهي أشهر وأظهر في أيدي العلماء من هذا الحديث الشاذ، الذي قد خالفها.
وقد {أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صوم عاشوراء وحض عليه}، ولم يقل إن كان يوم السبت فلا تصوموه. ففي ذلك دليل على دخول كل الأيام فيه. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {أحب الصيام إلى الله عز وجل، صيام داود عليه السلام، كان يصوم يوما، ويفطر يوما} وسنذكر ذلك بإسناده في موضعه من كتابنا هذا إن شاء الله تعالى.
ففي ذلك أيضا، التسوية بين يوم السبت، وبين سائر الأيام. وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا بصيام أيام البيض وروي عنه في ذلك ما حدثنا يونس، قال: ثنا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن، وحكيم، عن موسى بن طلحة، عن ابن الحوتكية، عن أبي ذر، {أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل أمره بصيام ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة}. حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا حبان، قال: ثنا حمام، قال: ثنا أنس بن سيرين، عن عبد الملك بن قتادة بن ملحان القيسي، عن أبيه، قال: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نصوم ليالي البيض، ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة، وقال هي كهيئة الدهر} وقد يدخل السبت في هذه، كما يدخل فيها غيره، من سائر الأيام. ففيها أيضا إباحة صوم يوم السبت تطوعا.
.
ولقد أنكر الزهري حديث الصماء في كراهة صوم يوم السبت، ولم يعده من حديث أهل العلم، بعد معرفته به. حدثنا محمد بن حميد بن هشام الرعيني، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، قال: سئل الزهري عن صوم يوم السبت، فقال (لا بأس به). فقيل له: فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في كراهته، فقال ذاك حديث حمصي، فلم يعده الزهري حديثا يقال به، وضعفه. وقد يجوز عندنا، والله أعلم، إن كان ثابتا، أن يكون إنما نهي عن صومه، لئلا يعظم بذلك، فيمسك عن الطعام والشراب والجماع فيه، كما يفعل اليهود. فأما من صامه لا لإرادة تعظيمه، ولا لما تريد اليهود بتركها السعي فيه، فإن ذلك غير مكروه. فإن قال قائل: فقد رخص في صيام أيام بعينها مقصودة بالصوم، وهي أيام البيض، فهذا دليل على أن لا بأس بالقصد بالصوم إلى يوم بعينه. قيل له: إنه قد قيل إن أيام البيض إنما أمر بصومها، لأن الكسوف يكون فيها، ولا يكون في غيرها، وقد أمرنا بالتقرب إلى الله عز وجل بالصلاة والعتاق (ليلته) وغير ذلك من أعمال البر عند الكسوف. فأمر بصيام هذه الأيام، ليكون ذلك برا مفعولا بعقب الكسوف، فذلك صيام غير مقصود به إلى يوم بعينه في نفسه. ولكنه صيام مقصود به في وقت شكرا لله عز وجل لعارض كان فيه، فلا بأس بذلك. كذلك أيضا يوم الجمعة إذا صامه رجل شكرا لعارض، من كسوف شمس أو قمر، أو شكرا لله عز وجل، فلا بأس بذلك، وإن لم يصم قبله ولا بعده يوما. "
و يدخل أيضاً في عموم حديث
" من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفاً "
فصيام يوم السبت جائز، لعموم الحاديث الكثيرة في ذلك ولحصول الأجر المترتب عليه
والله أعلم.
حرر من قبل
## المشرف ##
ـ[الألمعي]ــــــــ[14 - 02 - 05, 05:47 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 02 - 05, 08:38 ص]ـ
قال الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله تعالى:
لايجوز أن يصوم يوم الجمعة مفردا يتطوع بذلك، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك.
وهكذا لايفرد يوم السبت تطوعا، ولكن إذا صام الجمعة ومعها السبت أو معها الخميس فلا بأس (مجموع فتاوى الشيخ رحمه الله تعالى 3/ 273)(68/122)
حكم خدمة الجن والإنس .. كلام لابن عثيمين
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[17 - 03 - 02, 03:43 ص]ـ
سئل الشيخ بن عثيمين: ما حكم خدمة الجن والإنس؟
فأجاب بقوله: ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في المجلد الحادي عشر من مجموع الفتاوى ما مقتضاه أن استخدام الإنس للجن له ثلاث حالات:
الأولى: أن يستخدمه في طاعة الله كأن يكون نائبا عنه في تبليغ الشرع، فمثلا إذا كان له صاحب من الجن المؤمن يأخذ عنه العلم فيستخدمه في تبليغ الشرع لنظرائه من الجن، أو في المعونة على أمور مطلوبة شرعا فإنه يكون أمرا محمودا أو مطلوبا وهو من الدعوة إلى الله عز وجل. والجن حضروا للنبي صلى الله عليه وسلم وقرأ عليهم القرآن وولّوا إلى قومهم منذرين، والجن فيهم الصلحاء والعباد والزهاد والعلماء لأن المنذر لا بد أن يكون عالما بما ينذر عابدا.
الثانية: أن يستخدم في أمور مباحة فهذا جائز بشرط أن تكون الوسيلة مباحة فإن كانت محرمة فهو محرم مثل أن لا يخدمه الجني إلا أن يشرك بالله كأن يذبح للجني أو يركع له أو يسجد ونحو ذلك.
الثالثة: أن يستخدم في أمور محرمة كنهب أموال الناس وترويعهم وما أشبه ذلك، فهذا محرم لما فيه من العدوان والظلم، ثم إن كانت الوسيلة محرمة أو شركا كان أعظم وأشد.
المصدر: الفتوى 193 من فتاوى العقيدة للشيخ رحمه الله.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[17 - 03 - 02, 05:22 ص]ـ
تعرف أخي أبا أنس ...
أذكر أنّني سمعتُ شريطاً للشيخ ابن باز (رحمه الله) سجّل في حدود عام 1400 هـ.
وفيه أنكر (رحمه الله) إمكانية وجود علاقة بين الجنّ والإنس.
ولا زلتُ مستغرباً من كلامه (رحمه الله).
وأظنّه رجع عن ذلك القول لاحقاً.
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[17 - 03 - 02, 03:10 م]ـ
شكرا لك أخي هيثم على حسن التواصل ..
لعل الشيخ بن باز قصد علاقة معينة، كمسألة التناكح بين الإنس والجن وحصول الولد بينهما ـ والله أعلم ـ
كان مجرد إفتراض.
أخي بين يدي كتاب فتاوى وتنبيهات ونصائح لسماحة الشيخ بن باز ـ رحمه الله ـ
وقد ذكر كلاما مطولا لم أقرأه كله، كان يرد فيه على الشيخ طنطاوي في إنكاره تلبس الجن بالإنس. ص 83.
لعلي أدقق فيه فيما بعد وأنقل مختصر كلامه.
الرد وقع في مجلة أخبار العالم الإسلامي ـ العدد 1033 ـ المحرم 1408 هـ.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[19 - 03 - 02, 01:55 ص]ـ
الذي ندين الله سبحانه وتعالى به أنه لايجوز استعمال الجن في شيء من هذه الأمور التي ذكرها الشيخ رحمه الله
وقد سمعت الشيخ ابن باز رحمه الله ينكر جواز ذلك
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في أمس الحاجة الى من يعينه في أمور القتال وكشف اسرار الأعداء ولم يستخدم أحدا من مسلمي الجن في ذلك وتذكرون ارساله لحذيفة رضي الله عنه في تلك الليلة الباردة فأين الجن من ذلك
فإذا كان الداعي الى استعمال الجن والحاجة قائمة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مع الإمكانية ولم يستعملهم فدل على أن استعمالهم بعده غير مشروع
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم (لولا دعوة أخي سليمان لربطته في السارية) يعنى الشيطان
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يخالف دعوة سليمان عليه السلام {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (35) سورة ص
فمن استعل الجن حتى في الأمور المباحة فقد اعتدى على دعوة سليمان عليه السلام.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[19 - 03 - 02, 08:29 ص]ـ
أحسنت أخي الشيخ الأزدي
ويمكن الرد على كلام الشيخ ابن عثيمين بشيء واحد نبدأ به ولعلنا ننتهي عنده:
كيف نجزم أن هذا الجن من المسلمين؟؟؟؟؟
ولا يمكن ذلك من غير وحي
ومن قال: بالقرائن
فنذكره بمن نراه وهو منافق
ونذكره بالاستدراج
فسقطت المسألة من أصلها
والله المستعان
ـ[العويد]ــــــــ[09 - 04 - 02, 11:12 م]ـ
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله - في (النبوات) أنه ليس من هدي السلف الاستعانة بالجن.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 04 - 02, 07:34 ص]ـ
قضية تلبس الجن بالإنس لا تصح
نعم، ذكرها كثير من العلماء لكن ليس لهم دليل إلا المشاهدة
أي يشاهدون مريض الصرع يتحرك بحركات جنونية أحيانا
ويتكلم بغير صوته
ولا يتأثر بالضرب عليه
فيظنون أن جني قد ركبه
مع العلم أن كل هذا مفسر علميا ومعروف وله علاج
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[29 - 09 - 02, 02:47 م]ـ
الحمد لله وحده ...
حدثني الشيخ المحدث السلفي العالم أبو إسحق الحويني عند باب مسجد السلام بمدينة نصر ليس بيني وبينه إلا قدر النصف متر وليس معنا سوى اثنين أو ثلاثة من الأخوة
قال:
قضية تلبس الجن بالإنس خالف فيها بعض المعتزلة والمبتدعة ,
أما أهل السنة والجماعة فإجماع منهم على جواز وقوع ذلك. أهـ
وأذكر أن لشيخ السلفيين ابن باز رحمه الله رسالة صغيرة في إثبات ذلك.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[29 - 09 - 02, 02:56 م]ـ
مع العلم أنني سألت بعض العلماء في الطب (الدكاترة) وكان ممن ينكر تلبس الجن بالإنس
ألا يوجد مرض واحد نفسي لم يستطع الطب أن يفسره تفسيرا إكلينيكيا (عمليا)؟
وكانت الإجابة بلى يوجد.
على أن هذه القضية حتى بعد تفسيرها على أساس علمي لا تنافي التفسير بالتلبس
فلا يوجد أي تنازع بين أن نقول:
السبب علميا وطبيا راجع إلى حدوث كذا وكذا , وهذا من أثر تلبس الجن بالإنسان.
ومن العلماء من يهتم بهذه القضية إهتماما خاصا , وحيد عبد السلام بالي في مصر
سمعته في بعض أشرطته (المصورة) يقول: وحدثني بعض الجن أن ... !
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/123)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 09 - 02, 02:59 م]ـ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية (11/ 307 - 308)
(والمقصود هنا ان الجن مع الانس على احوال
فمن كان من الانس يأمر الجن بما أمر الله به رسوله من عبادة الله وحده وطاعة نبيه ويأمر الانس بذلك فهذا من أفضل اولياء الله تعالى وهو فى ذلك من خلفاء الرسول ونوابه
ومن كان يستعمل الجن فى أمور مباحة له فهو كمن استعمل الانس فى أمور مباحة له وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم ويستعملهم فى مباحات له فيكون بمنزلة الملوك الذين يفعلون مثل ذلك وهذا اذا قدر انه من اولياء الله تعالى فغايته ان يكون فى عموم اولياء الله مثل النبى الملك مع العبد الرسول كسليمان ويوسف مع ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله إما فى الشرك واما فى قتل معصوم الدم او فى العدوان عليهم بغير القتل كتمريضه
وانسائه العلم وغير ذلك من الظلم واما فى فاحشة كجلب من يطلب منه الفاحشة فهذا قد استعان بهم على الاثم والعدوان ثم ان استعان بهم على الكفر فهو كافر وان استعان بهم على المعاصى فهو عاص إما فاسق وإما مذنب غير فاسق وان لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن انه من الكرامات مثل ان يستعين بهم على الحج أو ان يطيروا به عند السماع البدعى أو ان يحملوه الى عرفات ولا يحج الحج الشرعى الذى امره الله به ورسوله وأن يحملوه من مدينة الى مدينة ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به
وكثير من هؤلاء قد لا يعرف ان ذلك من الجن بل قد سمع ان اولياء الله لهم كرامات وخوارق للعادات وليس عنده من حقائق الايمان ومعرفة القرآن ما يفرق به بين الكرامات الرحمانية وبين التلبيسات الشيطانية فيمكرون به بحسب اعتقاده فان كان مشركا يعبد الكواكب والاوثان اوهموه انه ينتفع بتلك العبادة ويكون قصده الاستشفاع والتوسل ممن صور ذلك الصنم على صورته من ملك او نبى او شيخ صالح فيظن انه صالح وتكون عبادته فى الحقيقة للشيطان قال الله تعالى ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون
)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[29 - 09 - 02, 03:11 م]ـ
على أن القول بان لكل مرض من الأمراض التي يظن أنها بسبب التلبس علاج طبي قول مجانب لحقائق العلم.
والأمثلة التي رأيتها بنفسي كثيرة.
وكلمة أخيرة حول النظريات العلمية: http://www.ahlalhadeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3469&highlight=%C7%E1%C8%CA%D1%E6%E1
ونكتة ذلك أن العقلانيين من المسلمين أنكروا التلبس محاولة للتقريب بين الإسلام والفكر المادي الغربي.
والله المستعان.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[29 - 09 - 02, 03:12 م]ـ
جزى الله شيخنا ابن وهب خير الجزاء.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[29 - 09 - 02, 03:33 م]ـ
ما ذكره ابن تيمية رحمه الله من التفصيل فجيد ولكن بالنسبة للنوع الثاني الذي ذكره فلا يوافق عليه فلا يجوز استخدام الجن في الأمور المباحة وهو تعدي على سليمان عليه السلام في قوله ({قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (35) سورة ص) فمن استعملهم في المباح فقد تعدى وأساء وظلم مع مافي ذلك من المخاطر العقدية الكثيرة
ولو تأملنا قصة ترك النبي صلى الله عليه وسلم للشيطان الذي أراد قطع صلاته ولم يربطه في السارية واحتجاجه بدعوة سليمان عليه السلام لظهر لنا ذلك جليا
وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم لم يستعمل الجن في حياته مع وجود الحاجة الماسة لهم في الحرب وغيرها فدل على أن فعلها بعده غير مشروع
وتالمتأمل في أحوال من يدعى أنه يستعين بالجن في العلاج والأمور الأخرى يجد أنه ينحرف شيئا فشيئا وقد يصل إلى الشرك والعياذ بالله وقد كان أحد من ينتسب للدعوة وطلب العلم ترخص في هذه المسألة واحتج بكلام ابن تيمية فبدأ يتوسع شيئا فشيئا حتى بلغ به الحال أن ادعى أنه يملك الآلاف من الجن وغير ذلك من الخزعبلات
ففتح هذا الباب يؤدي إلى مفاسد عقدية خطيرة
وحسمها بالمنع تشهد له نصوص الشرع
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 09 - 02, 05:43 م]ـ
شيخنا الفاضل
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/124)
ـ[محب الألباني]ــــــــ[29 - 09 - 02, 06:13 م]ـ
هذه رسالة مهمة ألفها صاحبها للرد على جماعة من الذين يقرأون على المرضى بمدينة الطائف وكانوا يحتجون بكلام شيخ الإسلام والشيخ السعدي على الاستعانة بالمرضى
تجدها مرفقة هنا
ـ[محب الألباني]ــــــــ[29 - 09 - 02, 06:16 م]ـ
ثالثاً) حكم استعمال الجن لقضاء بعض الأمور المباحة:
كما هو معلوم أن الجن أمة أعطاها الله من الأمور الخارقة للعادة ما تتفوق به على جنس الإنسان ولذلك لا يمكن لأحد من البشر أن يسخِّر الجن لخدمته إلا إذا قدم لهم شيئاً مقابل هذه الخدمة فإن المشاهد بين الناس اليوم أن الأخ لا يخدم أخاه إلا لمصلحة في الغالب، هذا والخير في الناس أعظم مما هو في الجن.
قال شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى 19/ 41) " والمقصود أن أهل الضلال والبدع الذين فيهم زهد وعبادة على غير الوجه الشرعي ولهم أحياناً مكاشفات ولهم تأثيرات يأوون كثيراً إلى مواضع الشياطين التي نهي عن الصلاة فيها لأن الشياطين تتنزل عليهم بها وتخاطبهم الشياطين ببعض الأمور كما تخاطب الكهان وكما كانت تدخل في الأصنام وتكلم عابدي الأصنام وتعينهم في بعض المطالب كما تعين السحرة وكما تعين عباد الأصنام وعباد الشمس والقمر والكواكب إذا عبدوها بالعبادات التي يظنون أنها تناسبها من تسبيح لها ولباس وبخور وغير ذلك فإنه قد تنزل عليهم شياطين يسمونها روحانية الكواكب وقد تقضي بعض حوائجهم إما قتل بعض أعدائهم أو إمراضه وإما جلب بعض من يهوونه وإما إحضار بعض المال ولكن الضرر الذي يحصل لهم بذلك أعظم من النفع بل قد يكون أضعاف أضعاف النفع والذين يستخدمون الجن بهذه الأمور يزعم كثير منهم أن سليمان كان يستخدم الجن بها فإنه قد ذكر غير واحد من علماء السلف أن سليمان لما مات كتبت الشياطين كتب سحر وكفر وجعلتها تحت كرسيه وقالوا كان سليمان يستخدم الجن بهذه فطعن طائفة من أهل الكتاب في سليمان بهذا وآخرون قالوا: لولا أن هذا حق جائز لما فعله سليمان فضل الفريقان هؤلاء بقدحهم في سليمان وهؤلاء باتباعهم السحر "
فانظر إلى قوله رحمه الله تخاطبهم الشياطين ببعض الأمور كما تخاطب الكهان فلم يسميهم كهاناً و هذا الوصف الذي شابهوا به الكهان ينطبق تماماً على هؤلاء الذين نحن بصدد التحذير من فعلهم من سؤال الجن و الاستعانه بهم. وانظر إلى قوله رحمه الله فضل الفريقان هؤلاء بقدحهم في سليمان وهؤلاء باتباعهم السحر فجعل فعلهم هذا ضرباً من عمل السحر.
وهؤلاء الذين يستعملون الجن في قضاء حوائجهم ثلاثة أصناف:
صنف لا يطلبون ذلك من الجن وإنما الجن هي التي تعرض عليهم ذلك فهؤلاء هم المعنيين في كلام شيخ الإسلام السابق.
وصنف هم الذين يطلبون ذلك من الجن فهؤلاء يلحقهم ما يلحق الصنف الأول من المحاذير بالإضافة إلى ما يلي:
قال شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى 1/ 181) " وسؤال الخلق في الأصل محرم لكنه أبيح للضرورة " واحتج على ذلك بأدلة كثيرة منها الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده:
2537 حَدَّثَنَا يُونُسُ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ رَكِبَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا غُلَامُ إِنِّي مُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ وَإِذَا سَأَلْتَ فَلْتَسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ *
وكذلك ما جاء في صحيح مسلم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/125)
1729 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ وَسَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ سَلَمَةُ حَدَّثَنَا وَقَالَ الدَّارِمِيُّ أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَبِيبُ الْأَمِينُ أَمَّا هُوَ فَحَبِيبٌ إِلَيَّ وَأَمَّا هُوَ عِنْدِي فَأَمِينٌ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَةً فَقَالَ أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ وَكُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ بِبَيْعَةٍ فَقُلْنَا قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ فَقُلْنَا قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا وَقُلْنَا قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلَامَ نُبَايِعُكَ قَالَ عَلَى أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَتُطِيعُوا وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً وَلَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ *
فهذه الأدلة تدل على كراهة سؤال الإنسي القادر الحاضر فإذا ضم هذا إلى ما سبق ذكره في الصنف الأول ظهر وجه التحريم ولو من باب سد الذرائع فإن الشريعة قد جاءت بأحكام من أجل حفظ جانب التوحيد وقد ذكرها العلماء في باب حفظ جانب التوحيد قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه التوحيد الذي هو حق الله على العبيد: باب ما جاء في حماية المصطفى ? جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك.
وأما الصنف الثالث) فهم الذين يسخِّرون الجن لخدمتهم بالقوة فهو يطلب الشيء منهم من باب طلب الأعلى من الأدنى فهو طلب أمر لا طلب ترجي و مثل هذا الصنف مثل ما كان يقع من سليمان عليه السلام ولا فائدة من الكلام عن هذا الصنف لأن أمرهم قد انتهى. وهذا الصنف لا يتطرق إليهم ما قاله شيخ الإسلام أن كل سائل راغب وراهب فهو عابد للمسؤول (مجموع الفتاوى 10/ 239)
وعلى هذا يحمل كلام شيخ الإسلام كما نقله الشيخ السعدي في طريق الوصول (ص134) قال " واستخدام الإنس للجن مثل استخدام الإنس للإنس منهم من يستخدمهم في المحرمات ومنهم من يستخدمهم في المباحات ومنهم من يستعملهم في طاعة الله ورسوله "
والذي يظهر لي أن هذا النص هو عمدة كثير ممن وقع أو أفتى أو تأول كلام العلماء في هذه المسألة وقد أبنت لك على ماذا يحمل والله أعلم.
وقد جاء في فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
لا تجوز الاستعانة بالجن في معرفة نوع الإصابة ونوع علاجها؛ لأن الاستعانة بالجن شرك، قال تعالى: " وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا " الجن: 6، وقال تعالى: " ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم " الأنعام 128، ومعنى استمتاع بعضهم ببعض أن الإنس عظموا الجن وخضعوا لهم واستعاذوا بهم، والجن خدموهم بما يريدون وأحضروا لهم ما يطلبون، ومن ذلك إخبارهم بنوع المرض وأسبابه مما يطلع عليه الجن دون الإنس؛ وقد يكذبون فإنهم لا يُؤمَنون، ولا يجوز تصديقهم. والله أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 09 - 02, 06:38 م]ـ
(ابو حمد
الإدارة
تاريخ التسجيل: Feb 2002
البلد:
المشاركات: 152
حكم الإستعانة بالجن
الإستعانة بالجن
ان مسألة الإستعانة بالجن هي من المسائل الخلافية بين أهل العلم والتي أجازها بعض العلماء بشروط ومنعها آخرون.
وأحسن من تكلم في هذه المسألة شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى الجزء الحادي عشر حيث يقول:
والمقصود هنا ان الجن مع الانس على احوال؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/126)
فمن كان من الانس يأمر الجن بما أمر الله به رسوله من عبادة الله وحده وطاعة نبيه ويأمر الانس بذلك فهذا من أفضل اولياء الله تعالى وهو فى ذلك من خلفاء الرسول ونوابه.
ومن كان يستعمل الجن فى أمور مباحة له فهو كمن استعمل الانس فى أمور مباحة له وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم ويستعملهم فى مباحات له فيكون بمنزلة الملوك الذين يفعلون مثل ذلك وهذا اذا قدر انه من اولياء الله تعالى فغايته ان يكون فى عموم اولياء الله مثل النبى الملك مع العبد الرسول كسليمان ويوسف مع ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله إما فى الشرك واما فى قتل معصوم الدم او فى العدوان عليهم بغير القتل كتمريضه وانسائه العلم وغير ذلك من الظلم، واما فى فاحشة كجلب من يطلب منه الفاحشة فهذا قد استعان بهم على الاثم والعدوان ثم ان استعان بهم على الكفر فهو كافر.
وان استعان بهم على المعاصى فهو عاص إما فاسق وإما مذنب غير فاسق.
وان لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن انه من الكرامات مثل ان يستعين بهم على الحج أو ان يطيروا به عند السماع البدعى أو ان يحملوه الى عرفات ولا يحج الحج الشرعى الذى امره الله به ورسوله، وأن يحملوه من مدينة الى مدينة، ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به.
وكثير من هؤلاء قد لا يعرف ان ذلك من الجن بل قد سمع ان اولياء الله لهم كرامات وخوارق للعادات وليس عنده من حقائق الايمان ومعرفة القرآن ما يفرق به بين الكرامات الرحمانية وبين التلبيسات الشيطانية فيمكرون به بحسب اعتقاده فان كان مشركا يعبد الكواكب والاوثان اوهموه انه ينتفع بتلك العبادة ويكون قصده الاستشفاع والتوسل ممن صور ذلك الصنم على صورته من ملك او نبى او شيخ صالح فيظن انه صالح وتكون عبادته فى الحقيقة للشيطان قال الله تعالى "ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون"
ويقول في الجزء الثالث عشر من مجموع الفتاوى:
قد قال تعالى عن قول الجن:
" منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا وقالوا وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن اسلم فأولئك تحروا رشدا وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا".
ففيهم الكفار والفساق والعصاة وفيهم من فيه عبادة ودين بنوع من قلة العلم كما فى الانس وكل نوع من الجن يميل الى نظيره من الانس فاليهود مع اليهود والنصارى مع النصارى والمسلمون مع المسلمين والفساق مع الفساق وأهل الجهل والبدع مع أهل الجهل والبدع
واستخدام الانس لهم مثل استخدام الانس للانس بشىء.
منهم من يستخدمهم فى المحرمات من الفواحش والظلم والشرك والقول على الله بلا علم وقد يظنون ذلك من كرامات الصالحين وانما هو من أفعال الشياطين
ومنهم من يستخدمهم فى أمور مباحة اما احضار ماله أو دلالة على مكان فيه مال ليس له مالك معصوم أو دفع من يؤذيه ونحو ذلك فهذا كاستعانة الانس بعضهم ببعض فى ذلك
والنوع الثالث أن يستعملهم فى طاعة الله ورسوله كما يستعمل الانس فى مثل ذلك فيأمرهم بما أمر الله به ورسوله وينهاهم عما نهاهم الله عنه ورسوله كما يأمر الانس وينهاهم وهذه حال نبينا صلى الله عليه وسلم وحال من اتبعه واقتدى به من أمته وهم أفضل الخلق فإنهم يأمرون الانس والجن بما أمرهم الله به ورسوله وينهون الانس والجن عما نهاهم الله عنه ورسوله.
اذ كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مبعوثا بذلك الى الثقلين الانس والجن وقد قال الله له قل هذه سبيلى أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين وقال قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/127)
وعمر رضى الله عنه لما نادى يا سارية الجبل قال ان لله جنودا يبلغون صوتى وجنود الله هم من الملائكة ومن صالحى الجن فجنود الله بلغوا صوت عمر الى سارية وهو أنهم نادوه بمثل صوت عمر والا نفس صوت عمر لا يصل نفسه فى هذه المسافة البعيدة وهذا كالرجل يدعو آخر وهو بعيد عنه فيقول يا فلان فيعان على ذلك فيقول الواسطة بينهما يا فلان وقد يقول لمن هو بعيد عنه يا فلان احبس الماء تعال الينا وهو لا يسمع صوته فيناديه الواسطة بمثل ذلك يا فلان احبس الماء أرسل الماء اما بمثل صوت الأول ان كان لا يقبل الا صوته والا فلا يضر بأى صوت كان اذا عرف ان صاحبه قد ناداه
وهذه حكاية كان عمر مرة قد أرسل جيشا فجاء شخص وأخبر أهل المدينة بانتصار الجيش وشاع الخبر فقال عمر من أين لكم هذا قالوا شخص صفته كيت وكيت فأخبرنا فقال عمر ذاك أبو الهيثم بريد الجن وسيجيء بريد الانس بعد ذلك بأيام.
وقد يأمر الملك بعض الناس بأمر ويستكتمه اياه فيخرج فيرى الناس يتحدثون به فإن الجن تسمعه وتخبر به الناس
والذين يستخدمون الجن فى المباحات يشبه استخدام سليمان لكن أعطى ملكا لا ينبغى لأحد بعده وسخرت له الانس والجن وهذا لم يحصل لغيره والنبى صلى الله عليه وسلم لما تفلت عليه العفريت ليقطع عليه صلاته قال فأخذته فذعته حتى سال لعابه على يدى وأردت أن أربطه الى سارية من سوارى المسجد ثم ذكرت دعوة أخى سليمان فأرسلته فلم يستخدم الجن أصلا لكن دعاهم الى الايمان بالله وقرأ عليهم القرآن وبلغهم الرسالة وبايعهم كما فعل بالانس والذى أوتيه صلى الله عليه وسلم أعظم مما أوتيه سليمان فإنه استعمل الجن والانس فى عبادة الله وحده وسعادتهم فى الدنيا والآخرة لا لغرض يرجع اليه الا ابتغاء وجه الله وطلب مرضاته واختار أن يكون عبدا رسولا على أن يكون نبيا ملكا فداود وسليمان ويوسف أنبياء ملوك وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد رسل عبيد فهو أفضل كفضل السابقين المقربين على الأبرار أصحاب اليمين وكثير ممن يرى هذه العجائب الخارقة يعتقد أنها من كرامات الاولياء. فتاوى ابن تيمية ج13/ص89
ويقول في الجزء الأول من مجموع الفتاوى:
وهؤلاء المشركون قد تتمثل لهم الشياطين وقد تخاطبهم بكلام وقد تحمل أحدهم فى الهواء وقد تخبره ببعض الأمور الغائبة وقد تأتيه بنفقة أو طعام أو كسوة أو غير ذلك كما جرى مثل ذلك لعباد الأصنام من العرب وغير العرب، وهذا كثير موجود فى هذا الزمان وغير هذا الزمان للضالين المبتدعين المخالفين للكتاب والسنة؛
إما بعبادة غير الله، وإما بعبادة لم يشرعها الله، وهؤلاء إذا أظهر أحدهم شيئا خارقا للعادة لم يخرج عن أن يكون حالا شيطانيا أو محالا بهتانيا، فخواصهم تقترن بهم الشياطين كما يقع لبعض العقلاء منهم وقد يحصل ذلك لغير هؤلاء لكن لا تقترن بهم الشياطين إلا مع نوع من البدعة إما كفر وإما فسق وإما جهل بالشرع فإن الشيطان قصده إغواء بحسب قدرته فإن قدر على أن يجعلهم كفارا جعلهم كفارا وإن لم يقدر إلا على جعلهم فساقا أو عصاة وإن لم يقدر إلا على نقص عملهم ودينهم ببدعة يرتكبونها يخالفون بها الشريعة التى بعث الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم فينتفع منهم.
ولهذا قال الأئمة لو رأيتم الرجل يطير فى الهواء أو يمشى على الماء فلا تغتروا به حتى تنظروا وقوفه عند الأمر والنهى، ولهذا يوجد كثير من الناس يطير فى الهواء وتكون الشياطين هى التى تحمله لا يكون من كرامات أولياء الله المتقين ومن هؤلاء من يحمله الشيطان الى عرفات فيقف مع الناس ثم يحمله فيرده الى مدينته تلك الليلة ويظن هذا الجاهل أن هذا من أولياء الله ولا يعرف أنه يجب عليه أن يتوب من هذا وإن إعتقد أن هذا طاعة وقربة اليه فإنه يستتاب فإن تاب والا قتل لأن الحج الذى أمر الله به ورسوله لا بد فيه من الإحرام والوقوف بعرفة ولابد فيه من أن يطوف بعد ذلك طواف الإفاضة فإنه ركن لايتم الحج الا به بل عليه أن يقف بمزدلفة ويرمى الجمار ويطوف للوداع وعليه إجتناب المحظورات والإحرام من الميقات الى غير ذلك من واجبات الحج، وهؤلاء الضالون الذين يضلهم الشيطان يحملهم فى الهواء يحمل أحدهم بثيابه فيقف بعرفة ويرجع من تلك اللية حتى يرى فى اليوم الواحد ببلده ويرى بعرفة ومنهم من يتصور الشيطان بصورته ويقف بعرفة فيراه من يعرفه واقفا فيظن أنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/128)
ذلك الرجل وقف بعرفة فإذا قال له ذلك الشيخ أنا لم أذهب العام الى عرفة ظن أنه ملك خلق على صورة ذلك الشيخ وإنما هو شيطان تمثل على صورته ومثل هذا وأمثاله يقع كثيرا وهى أحوال شيطانية.
وفي سؤال طرح على اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم الإستعانة بالجن:
((لا تجوز الاستعانة بالجن في معرفة نوع الإصابة ونوع علاجها لأن الإستعانة بالجن شرك. قال الله تعالى ((وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا))، وقال تعالى ((ويوم يحشرهم جميعاً يمعشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم))
ومعنى الإستمتاع بعضهم ببعض أن الإنس عظموا الجن وخضعوا لهم واستعانوا بهم والجن خدموهم بما يريدون أحضروا لهم ما يطلبون، ومن ذلك إخبارهم بنوع المرض وأسبابه مما يطلع عليه الجن دون الإنس وقد يكذبون فإنهم لا يؤمنون ولا يجوز تصديقهم.))
التوقيع ((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
أنتهى .....
-------------------------------------------------------------------------------
وفتوى أخرى من الشيخ بن باز - رحمه الله حول مشروعية العلاج بالقراءن والنفث في الماء وما الى ذلك ..
فأجاب سماحته - رحمه الله -:
علاج المصروع والمسحور بالآيات القرآنية والأدوية المباحة لا حرج فيه إذا كان ذلك ممن يعرف بالعقيدة الطيبة والالتزام بالأمور الشرعية.
أما العلاج عند الذين يدعون الغيب أو يستحضرون الجن أو أشباههم من المشعوذين أو المجهولين الذين لا تعرف حالهم ولا تعرف كيفية علاجهم فلا يجوز أتيانهم ولا سؤالهم ولا العلاج عندهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ((من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً)) أخرحه مسلم فس صحيحه، وقوله صلى الله عليه وسلم ((من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)) أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد جيد.
والأحاديث الأخرى في هذا الباب كلها تدل على تحريم سؤال العرافين والكهنة وتصديقهم، وهم الذين يدعون الغيب أو يستعينون بالجن ويوجد من أعمالهم وتصرفاتهم ما يدل على ذلك وفيهم وأشباههم ورد الحديث المشهور الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود بإسناد جيد عن جابر رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن النشرة فقال ((هي من عمل الشيطان)) وفسر العلماء هذه النشرة بأنها ما كان يعمل في الجاهلية من حل السحر بمثله ويلتحق بذلك كل علاج يستعين فيه بالكهنة والعرافين وأصحاب الكذب والشعوذة.
وبذلك يعلم ان العلاج لجميع الأمراض وأنواع الصرع وغيره إنما يجوز بالطرق الشرعية والوسائل المباحة ومنها القراءة على المريض والنفث عليه بالآيات والدعوات الشرعية لقوله صلى الله عليه وسلم ((لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً)) وقوله صلى الله عليه وسلم (عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام))
أنتهى ..
..................................
وهذا سؤال طرح على مركز الفتوى حول الإستعانة بالجن." فتوى رقم 7369"
ماحكم من يتعامل مع شخص يتعامل مع الجن في الخير فقط في علاج بعض الأمراض وفك السحر. ولايستخدم الجن إلا في عمل الخير وعرف عن هذا الشخص التقوى والورع. وهل هناك أشخاص يتمتعون بكرامات من الله عز وجل. وهل يكون تسخير الجن للشخص في عمل الخير كرامة له من عند الله سبحانه؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا بأسرع وقت ممكن.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز الاستعانة بالجن ولوكان في أمور يظهر أنها من أعمال الخير، لأن الاستعانة بهم تؤدي إلى مفاسد كثيرة، ولأنهم من الأمور الغيبية التي يصعب على الإنسان فيها الحكم عليهم بالإسلام، أو الكفر، أو الصلاح، أو النفاق، لأن الحكم بذلك يكون بناء على معرفة تامة بخلقهم ودينهم والتزامهم وتقواهم، وهذا لا يمكن الاستيثاق منه لانعدام مقاييس تحديد الصادقين والكاذبين منهم بالنسبة إلينا.
ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا خلفائه الراشدين، ولا الصحابة ولا التابعين، أنهم فعلوا ذلك، أو استعانوا بهم، أو لجؤوا إليهم في حاجاتهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/129)
ومع انتشار الجهل في عصرنا وقلة العلم قد يقع الإنسان في الشعوذة والسحر، بحجة الاستعانة بالجن في أعمال الخير، وقد يقع في مكرهم وخداعهم وهو لا يشعر، إلى ما في ذلك من فتنة لعامة الناس، مما قد يجعلهم ينحرفون وراء السحرة والمشعوذين بحجة الاستعانة بالجن في أعمال الخير. وما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاويه من أن استخدامهم في المباح والخير جائز كاستخدام الإنس في ذلك، فإنه في آخر كلامه ذكر أن من لم يكن لديه علم تام بالشريعة قد يغتر بهم ويمكرون به.
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية:" قال أحمد في رواية البرزاطي في الرجل يزعم أنه يعالج المجنون من الصرع بالرقى والعزائم، أو يزعم أنه يخاطب الجن ويكلمهم، ومنهم من يخدمه. قال: ما أحب لأحد أن يفعله، تركه أحب إلي"
والكرامات جمع كرامة وهي الأمر الخارق للعادة، يظهره الله على يد عبد صالح، ومتبع للسنة.
والتصديق بكرامات أولياء الله الصالحين، وما يجريه الله تعالى على أيديهم من خوارق العادات، من أصول أهل السنة والجماعة.
وقد حصل من ذلك الشيء الكثير، فقد أثبت القرآن الكريم والسنة النبوية وقوع جملة منها، ووردت الأخبار المأثورة عن كرامات الصحابة والتابعين، ثم من بعدهم.
ومن أمثلة هذه الكرامات قصة أصحاب الكهف، وقصة مريم ووجود الرزق عندها في محرابها دون أن يأتيها بشر، وهما مذكورتان في القرآن الكريم.
وقصة أصحاب الغار الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة، فدعوا ربهم وتوسلوا إليه بصالح أعمالهم، فانفرجت عنهم. والقصة في الصحيحين. وقصة عابد بني إسرائيل جريج لما اتهم بالزنا فتكلم صبي رضيع ببراءته. وهي في صحيح البخاري.
ووجود العنب عند خبيب بن عدي الأنصاري رضي الله عنه حين أسرته قريش، وليس بمكة يومئذ عنب. وهي في البخاري. وغيرها من الكرامات.
ولكن مما ينبغي التنبه له: أن المسلم الحق لا يحرص على الكرامة، وإنما يحرص على الاستقامة. وأيضاً فإن صلاح الإنسان ليس مقروناً بظهور الخوارق له، لأنه قد تظهر الخوارق لأهل الكفر والفجور من باب الاستدراج، مثل ما يحدث للدجال من خوارق عظام.
فالكرامة ليست بذاتها دليلاً مستقلاً على الاستقامة، وإنما التزام الشخص بكتاب الله وسنة رسوله هو الدليل على استقامته.
وأما من يدعي أن تسخير الجن له من باب الكرامة فدعواه ليست صحيحة، لأن الكرامة لا تأتي لإنسان يريدها، وإنما هي تفضل من الله على أوليائه، قد يطلبونها فتحصل، وقد يطلبونها فتتخلف، وعلينا أن ننظر إلى حال الشخص للحكم عليه لا إلى كراماته.
والله أعلم.
مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
__________________
مع تحيات لقط المرجان في علاج العين والسحر والجان
www.khayma.com/roqia
)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[09 - 05 - 03, 03:28 ص]ـ
الاستعانة بالجن مع أنه لم يرد دليل صحيح عليها فهي مع ذلك تسبب مفاسد كثيرة، والإمام ابن تيمية رحمه الله يؤخذ من قوله ويرد وكذلك غيره من أهل العلم فالعبرة بالدليل الشرعي.
ـ[محب أهل العلم]ــــــــ[09 - 05 - 03, 07:10 م]ـ
أولا: لاشك أن الإستعانة بالآدمي في ما يقدر عليه جائزة، سواء كان
هذا الآدمي كافراً أو مسلماً.
ثم ننتقل إلى الإستعانة بالجني في الأمور المباحة كما قرره شيخ الإسلام، ولعل حجة الجواز
1 - الأصل هو الإباحة.
2 - كان في عهد عمر بن الخطاب أمرأة لها رأي
من الجن وكانوا يسألونها (الأثر بحاجة إلى تخريج، والذي أذكره
أنه صحيح)
3 - أثر يا عباد الله احبسوا! فهو صحيح وعمل به بعض السلف
وممن يدخل فيه الجن
و أما أدلة المانعين فيرد عليها ما يأتي
1 - أن الجن لابد أن يكون مسلما فهذا لا يضر حتى لو كان كافرا مادامت
الاستعانة في أمور مباحة كما لو استعان بآدمي كافر فيما يقدر عليه
مادام الأمر لا يدخله أي نوع من أنواع الشرك، وفي أمر مباح
2 - أن هذا من ملك سليمان و أنه خاص بسليمان، ودليل هذا لما ربط
النبي (صلى الله عليه وسلم) الشيطان، فلا دليل في هذا البتة
لأن خصوصية ملك نبي الله سليمان هي في تسخير الله الجن له
وهذا ما وقع لنبينا فقد سخر الله له الشيطان حتى ربطه! فالجن
لم يخدموا سليمان عليه السلام باختيارهم، وإنما بأمر الله وتكليف منه
بخلاف الاستعانة بالجنى في الأمور المباحة فهي هنا باختياره
3 - أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يستعين بالجن مع حاجته لهم
والجواب أن الصحابة تركوا الاستعانة بالمخلوقين مع حاجتهم إليهم حتى
أن أحدهم كان ينزل من فوق ناقته لأخذ سوطه وهذا مثل هذا
4 - أن التحريم من باب سد الذرائع، فيه نظر من جهة أن أئمة التوحيد
ابن تيمية، وابن عثيمين في عصره قرروا أنه هنا لا يعمل بها مع حرصهم الشديد على التوحيد، وكثير من الأمور المباحة التوسع فيها يؤدي إلى ارتكاب أمور محرمة، فلا نحرمها لإجل ذلك ....
والله أعلم وبارك الله في جميع مشايخنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/130)
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[09 - 05 - 03, 08:17 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالي في مجموع الفتاوى (2/ 239 - 240، 318).
وقد اتخذ بعض الرقاة كلام شيخ الإسلام رحمه الله متكئاً على مشروعية الإستعانة بالجن المسلم في العلاج بأنه من الأمور المباحة ولا أرى في كلام شيخ الإسلام ما يسوغ لهم هذا فإذا كان من البدهيات المسلّم بها أن الجن من عالم الغيب يرانا ولا نراه الغالب عليه الكذب معتد ظلوم غشوم لا يعرف العذر بالجهل مجهولة عدالته لذا روايته للحديث ضعيفة فما هو المقياس الذي نحكم به على أن هذا الجني مسلم وهذا منافق وهذا صالح وذاك طالح؟
لذا الاستعانة بالجن المسلم (كما يدعي البعض) في العلاج لا تجوز للأسباب التالية:
أولاً: قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى ورُقي وأمر أصحابه بالرقية فاجتمع بذلك فعله وأمره وإقراره صلى الله عليه وسلم فلو كانت الاستعانة بالجن المسلم كما يدعي البعض فضيلة ما ادخرها الله عن رسوله صلى الله عليه وسلم يوم سحرته يهود ولا عن أصحابه رضي الله عنهم وهم خير الخلق وأفضلهم بعد أنبيائه وفيهم من أصابه الصرع وفيهم من أصابته العين وفيهم من تناوشته الأمراض من كل جانب فما نقلت لنا كتب السنة عن راق فيهم استعان بالجن.
ثانياً: الاستعانة بالجني المسلم _ كما يدعي البعض _ تعلق قلب الراقي بهذا الجني وهذا ذريعة لتفشي استخدام الجن مسلمهم وكافرهم ومن ثم يصبح وسيلة من وسائل الشرك بالله جل وعلا وخرق ثوب التوحيد ومن فهم مقاصد الشريعة تبين له خطورة هذا الأمر فما قاعدة (سد الذرائع) إلا من هذا القبيل.
ثالثاً: يجب المفاصلة بين الراقي بالقرآن والساحر _ عليه لعنة الله _ وهذا الأمر فيه مشابهة لفعل السحرة فالساحر يستعين بالجن ويساعدونه ويقضون له بعض حوائجه لذا قد يختلط الأمر على من قلّ حظه من العلم فيساوي بين الراقي بالقرآن والساحر فيروج بذلك سوق السحرة وهذا من المفاسد العظيمة على العقيدة.
رابعاً: من المعلوم أن الجن أصل خلقته من النار والنار خاصيتها الإحراق فيغلب على طبعه الظلم والاعتداء وسرعة التقلب والتحول من حال إلى حال فقد ينقلب من صديق إلى ألد الأعداء ويذيق صاحبه سوء العذاب لأنه أصبح خبيراً بنقاط ضعفه.
احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مره
فلربما انقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة
فمن أراد التخلص من هذا الأمر فليستشعر أن الحق في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم أجمعين والتابعين من أئمة الهدى والتقى والدين وليترك التعرج على كل ما خالف طريقتهم كائناً ما كان فهل بعد سبيل الله ورسوله إلا سبيل الشيطان؟ والله أعلم.
ـ[أبو المنذر2]ــــــــ[10 - 05 - 03, 11:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا النقل من فتاوى الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - لأبي المنذر خليل بن إبراهيم في رسالته " الرقية والرقاة بين المشروع والممنوع " وهي من تقديم فضيلة الشيح / صالح الفوزان - حفظه الله - وبتأييد من سماحة الشيخ / عبد العزيز بن باز - رحمه الله - في وقته
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[03 - 01 - 05, 11:56 ص]ـ
للفائدة
هناك رسالة ماجستير بإشراف الشيخ عبد الرحمن البراك،
مطبوعة
بعنوان: عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة
تأليف: د. عبد الكريم نوفان عبيدات
الناشر: دار اشبيليا
ـ[أبو محمد]ــــــــ[04 - 02 - 07, 07:26 ص]ـ
أخي ناصر السوهاجي .. هذا الكلام الذي نقلته ليس كلام ابن عثيمين رحمه الله .. وإنما هو كلام صاحب كتاب: الرقية والرقاة بين المشروع والممنوع .. وصاحب الكتاب إنما أحال إلى كتاب ابن عثيمين ثم تكلم بكلامه هو.
أما عن رأي الشيخ ابن عثيمين في المسألة ..
فقد وقفت على ما قد يشير إلى رأي -قد يكون متأخرا- له وهو التوقف في المسألة .. ففي كتاب لقاءاتي مع الشيخين لعبد الله الطيار ص 67:
(ما حكم الاستعانة بالجن في علاج المصروع؟
الاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه لا بأس بها فلا حرج في الاستعانة بهم أما تصديقهم وتكذيبهم فهذا لابد أن يُنظر فيه، وعلى العموم الأمر ليس بالسهل؛ فمن الذي يستعين بهم؟ ولماذا؟ وكيف؟ كل ذلك محل نظر، فليُتثبت في الأمر)
وكأن كلام المؤلف في المقدمة يُفهم منه أن هذه الأسئلة -في هذا اللقاء- عرضت على الشيخ عام 1412هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/131)
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[04 - 02 - 07, 03:09 م]ـ
قضية تلبس الجن بالإنس لا تصح
نعم، ذكرها كثير من العلماء لكن ليس لهم دليل إلا المشاهدة
أي يشاهدون مريض الصرع يتحرك بحركات جنونية أحيانا
ويتكلم بغير صوته
ولا يتأثر بالضرب عليه
فيظنون أن جني قد ركبه
مع العلم أن كل هذا مفسر علميا ومعروف وله علاج
هذا الكلام باطلٌ باطلٌ.
قال شيخ الإسلام العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله في رسالته ((إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك)) - وهي مطبوعة في الفتاوى في قسم التوحيد - مانصه:
((الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فقد نشرت بعض الصحف المحلية وغيرها في شعبان من هذا العام أعني عام 1407 هـ أحاديث مختصرة ومطولة عما حصل من إعلان بعض الجن - الذي تلبس ببعض المسلمات في الرياض - إسلامه عندي بعد أن أعلنه عند الأخ عبد الله بن مشرف العمري المقيم في الرياض، بعدما قرأ المذكور على المصابة وخاطب الجني وذكره بالله ووعظه، وأخبره أن الظلم حرام وكبيرة عظيمة، ودعاه إلى الإسلام لما أخبره الجني أنه كافر بوذي، ودعاه إلى الخروج منها، فاقتنع الجني بالدعوة وأعلن إسلامه عند عبد الله المذكور، ثم رغب عبد الله المذكور وأولياء المرأة أن يحضروا عندي بالمرأة حتى أسمع إعلان إسلام الجني فحضروا عندي فسألته عن أسباب دخوله فيها فأخبرني بالأسباب، ونطق بلسان المرأة لكنه كلام رجل وليس كلام امرأة، وهي في الكرسي الذي بجواري وأخوها وأختها وعبد الله بن مشرف المذكور، وبعض المشايخ يشهدون ذلك ويسمعون كلام الجني، وقد أعلن إسلامه صريحاً وأخبر أنه هندي بوذي الديانة، فنصحته وأوصيته بتقوى الله، وأن يخرج من هذه المرأة ويبتعد عن ظلمها، فأجابني إلى ذلك، وقال: أنا مقتنع بالإسلام، وأوصيته أن يدعو قومه للإسلام بعدما هداه الله له فوعد خيراً وغادر المرأة، وكان آخر كلمة قالها: السلام عليكم.
ثم تكلمت المرأة بلسانها المعتاد وشعرت بسلامتها وراحتها من تعبه، ثم عادت إلي بعد شهر أو أكثر مع أخويها وخالها وأختها وأخبرتني أنها في خير وعافية، وأنه لم يعد إليها والحمد لله، وسألتها عما كانت تشعر به حين وجوده بها فأجابت بأنها كانت تشعر بأفكار رديئة مخالفة للشرع، وتشعر بميول إلى الدين البوذي والإطلاع على الكتب المؤلفة فيه، ثم بعدما سلمها الله منه زالت عنها هذه الأفكار ورجعت إلى حالها الأولى البعيدة من هذه الأفكار المنحرفة.
وقد بلغني عن فضيلة الشيخ علي الطنطاوي أنه أنكر مثل حدوث هذا الأمر وذكر أنه تدجيل وكذب، وأنه يمكن أن يكون كلاماً مسجلاً مع المرأة، ولم تكن نطقت بذلك، وقد طلبت الشريط الذي سجل فيه كلامه وعلمت منه ما ذكر، وقد عجبت كثيراً من تجويزه أن يكون ذلك مسجلاً مع أني سألت الجني عدة أسئلة وأجاب عنها، فكيف يظن عاقل أن المسجل يسأل ويجيب، هذا من أقبح الغلط ومن تجويز الباطل، وزعم أيضا في كلمته أن إسلام الجني على يد الإنسي يخالف قول الله تعالى في قصة سليمان: {وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [1]، ولا شك أن هذا غلط منه أيضاً هداه الله وفهم باطل فليس في إسلام الجني على يد الإنسي ما يخالف دعوة سليمان.
فقد أسلم جم غفير من الجن على يد النبي صلى الله عليه وسلم .. وقد أوضح الله ذلك في سورة الأحقاف وسورة الجن، وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي، فأمكنني الله منه فذعتّه، ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه، فذكرت قول أخي سليمان عليه السلام: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [2]، فرده الله خاسئاً))، هذا لفظ البخاري ولفظ مسلم: ((إن عفريتا من الجن جعل يفتك علي البارحة ليقطع علي الصلاة، وإن الله أمكنني منه فذعته، فلقد هممت أن أربطه إلى جنب سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون أو كلكم، ثم ذكرت قول أخي سليمان: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}، فرده الله خاسئاً))، وروى النسائي على شرط البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/132)
وسلم: (كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حتى وجدت برد لسانه على يدي، ولولا دعوة سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس)، ورواه أحمد وأبو داود من حديث أبي سعيد وفيه: ((فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصبعي هاتين الإبهام والتي تليها)).
وخرج البخاري في صحيحه تعليقا مجزوما به جـ 4 ص 487 من الفتح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة، قال فخليت عنه، فأصبحت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة))؟ قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، شكا حاجةً شديدة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله. قال: ((أما إنه قد كذبك وسيعود))، فعرفت أنه سيعود؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرصدته فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال ولا أعود، فرحمته فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟))، قلت: يا رسول الله، شكا حاجةً شديدة وعيالاً فرحمته وخليت سبيله، قال: ((أما إنه قد كذبك وسيعود))، فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود .. قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [3]، حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فعل أسيرك البارحة، قلت: يا رسول الله، زعم أن يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: ما هي؟ قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ قال: لا قال: ذاك شيطان)).
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن صفية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)). وروى الإمام أحمد رحمه الله في المسند جـ 4 ص 216 بإسنادٍ صحيح أن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: (يا رسول الله، حال الشيطان بيني وبين صلاتي وبين قراءتي)، قال: ((ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أنت حسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثاً))، قال: ففعلت ذاك فأذهبه الله عز وجل عني).
كما ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين من الشياطين حتى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن الله أعانه عليه فأسلم فلا يأمره إلا بخير. وقد دل كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة على جواز دخول الجني بالإنسي وصرعه إياه، فكيف يجوز لمن ينتسب إلى العلم أن ينكر ذلك بغير علم ولا هدى، بل تقليداً لبعض أهل البدع المخالفين لأهل السنة والجماعة؟ فالله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأنا أذكر لك أيها القارئ ما تيسر من كلام أهل العلم في ذلك إن شاء الله.
بيان كلام المفسرين رحمهم الله في قوله تعالى:
{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [4]، قال أبو جعفر بن جرير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ}، ما نصه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/133)
(يعني بذلك يخبله الشيطان في الدنيا وهو الذي يخنقه فيصرعه {من المس} يعني: من الجنون)، وقال البغوي رحمه الله في تفسير الآية المذكورة ما نصه: {لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ}، (أي: الجنون. يقال: مُس الرجل فهو ممسوس إذا كان مجنوناً) أ هـ.
وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية المذكورة ما نصه: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [5]، (أي: لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له، وذلك أنه يقوم قياماً منكراً).
وقال ابن عباس رضي الله عنه: (آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنوناً يخنق) رواه ابن أبي حاتم.
قال: وروي عن عوف ابن مالك وسعيد بن جبير والسدي والربيع بن أنس وقتادة ومقاتل بن حيان نحو ذلك. انتهى المقصود من كلامه رحمه الله. وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره على قوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [6]، (في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن وزعم أنه من فعل الطبائع وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس). أ هـ.
وكلام المفسرين في هذا المعنى كثير من أراده وجده.
وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في كتابه [إيضاح الدلالة في عموم الرسالة للثقلين] الموجود في مجموع الفتاوى جـ 19 ص 9 إلى ص 65 ما نصه بعد كلام سبق. (ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائي وأبي بكر الرازي وغيرهما دخول الجن في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن، إذ لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول كظهور هذا وإن كانوا مخطئين في ذلك. ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون: أن الجني يدخل في بدن المصروع، كما قال تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ})، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: (قلت: لأبي إن قوماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي، فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه وهذا مبسوط في موضعه).
وقال أيضاً رحمه الله في جـ 24 من الفتاوى ص 276 - 277 ما نصه: (وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق سلف الأمة وأئمتها، وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة، قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ})، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)).
وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل: (قلت: لأبي إن أقواماً يقولون: إن الجني لا يدخل بدن المصروع، فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه)، وهذا الذي قاله أمر مشهور، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضرباً عظيماً لو ضرب به جمل لأثر به أثراً عظيماً، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله، وقد يجر المصروع غير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول الآلات وينقل من مكانٍ إلى مكان، ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علماً ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان، وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك. أ هـ.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه [زاد المعاد في هدي خير العباد] جـ 4 ص 66 إلى 69 ما نصه:
(الصرع صرعان: صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية، وصرع من الأخلاط الرديئة، والثاني: هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/134)
وأما صرع الأرواح فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ولا يدفعونه، ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة، فتدافع آثارها، وتعارض أفعالها وتبطلها، وقد نص على ذلك بقراط في بعض كتبه، فذكر بعض علاج الصرع وقال: (هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة، وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج.
وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلة فأولئك ينكرون صرع الأرواح، ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع، وليس معهم إلا الجهل، وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك، والحس والوجود شاهد به، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها).
إلى أن قال: (وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده، ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم.
وعلاج هذا النوع يكون بأمرين: أمر من جهة المصروع، وأمر من جهة المعالج، فالذي من جهة المصروع: يكون بقوة نفسه وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها، والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان، فإن هذا نوع محاربة، والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين: أن يكون السلاح صحيحاً في نفسه جيداً، وأن يكون الساعد قوياً فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل، فكيف إذا عدم الأمران جميعاً! ويكون القلب خراباً من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه، ولا سلاح له.
والثاني من جهة المعالج: بأن يكون فيه هذان الأمران أيضاً، حتى أن من المعالجين من يكتفي بقوله: (اخرج منه) أو يقول: (بسم الله) أو يقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((اخرج عدو الله أنا رسول الله)).
وشاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه. ويقول قال لك الشيخ: اخرجي، فإن هذا لا يحل لك، فيفيق المصروع، وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردةً فيخرجها بالضرب. فيفيق المصروع ولا يحس بألم، وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مراراً ... ) إلى أن قال: (وبالجملة فهذا النوع من الصرع وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة، وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصنات النبوية والإيمانية، فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح معه، وربما كان عرياناً فيؤثر فيه هذا .. ). انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.
وبما ذكرناه من الأدلة الشرعية وإجماع أهل العلم من أهل السنة والجماعة على جواز دخول الجني بالإنسي، يتبين للقراء بطلان قول من أنكر ذلك، وخطأ فضيلة الشيخ علي الطنطاوي في إنكاره ذلك.
وقد وعد في كلمته أنه يرجع إلى الحق متى أرشد إليه فلعله يرجع إلى الصواب بعد قراءته ما ذكرنا، نسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق.
ومما ذكرنا أيضاً يعلم أن ما نقلته صحيفة الندوة في عددها الصادر في 14/ 10/ 1407 هـ ص 8 عن الدكتور محمد عرفان من أن كلمة جنون اختفت من القاموس الطبي، وزعمه أن دخول الجني في الإنسي ونطقه على لسانه أنه مفهوم علمي خاطئ مائة في المائة. كل ذلك باطل نشأ عن قلة العلم بالأمور الشرعية وبما قرره أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وإذا خفي هذا الأمر على كثير من الأطباء لم يكن ذلك حجة على عدم وجوده، بل يدل ذلك على جهلهم العظيم بما علمه غيرهم من العلماء المعروفين بالصدق والأمانة والبصيرة بأمر الدين، بل هو إجماع من أهل السنة والجماعة، كما نقل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية عن جميع أهل العلم، ونقل عن أبي الحسن الأشعري أنه نقل ذلك عن أهل السنة والجماعة، ونقل ذلك أيضاً عن أبي الحسن الأشعري العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشبلي الحنفي المتوفي سنة 799 هـ في كتابه [آكام المرجان في غرائب الأخبار وأحكام الجان] في الباب الحادي والخمسين من كتابه المذكور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/135)
وقد سبق في كلام ابن القيم رحمه الله أن أئمة الأطباء وعقلاءهم يعترفون به ولا يدفعونه، وإنما أنكر ذلك جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم وزنادقتهم. فاعلم ذلك أيها القارئ وتمسك بما ذكرناه من الحق ولا تغتر بجهلة الأطباء وغيرهم، ولا بمن يتكلم في هذا الأمر بغير علم ولا بصيرة، بل بالتقليد لجهلة الأطباء وبعض أهل البدع من المعتزلة وغيرهم، والله المستعان ..
تنبيه:
قد دل ما ذكرناه من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كلام أهل العلم على أن مخاطبة الجني ووعظه وتذكيره ودعوته للإسلام وإجابته إلى ذلك ليس مخالفا لما دل عليه قوله تعالى عن سليمان عليه الصلاة والسلام في سورة ص أنه قال: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [7]، وهكذا أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وضربه إذا امتنع من الخروج، كل ذلك لا يخالف الآية المذكورة، بل ذلك واجب من باب دفع الصائل، ونصر المظلوم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما يفعل ذلك مع الإنسي.
وقد سبق في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم ذعّت الشيطان حتى سال لعابه على يده الشريفة، عليه الصلاة والسلام وقال: ((لولا دعوة أخي سليمان لأصبح موثقاً حتى يراه الناس))، وفي روايةٍ لمسلم من حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن عدو الله إبليس جاء بشهابٍ من نار ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ بالله منك ثلاث مرات، ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات، ثم أردت أخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقاً يلعب به ولدان أهل المدينة))، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
وهكذا كلام أهل العلم، وأرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية ومقنع لطالب الحق، وأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه، والثبات عليه، وأن يمن علينا جميعاً بإصابة الحق في الأقوال والأعمال، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من القول عليه بغير علم، ومن إنكار ما لم نحط به علماً، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة ص الآية 35.
[2] سورة ص الآية 35.
[3] سورة البقرة الآية 255.
[4] سورة البقرة الآية 275.
[5] سورة البقرة الآية 275.
[6] سورة البقرة الآية 275.
[7] سورة ص الآية 35.))
ـ[عبد الحميد أبو بكر]ــــــــ[10 - 02 - 07, 01:10 م]ـ
نقل مشهور حسن سلمان في هامش كتابه "فتح المنان في جمع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن الجان" عن الشيخ ابن عثيمين المنع من الاستعانة بالجن في الرقية سدا للذريعة لأربعة أمور.
من كان عنده الكتاب على شكل وورد فليفدنا به. وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[17 - 02 - 07, 01:38 ص]ـ
أظن أن بعض الإخوة قد خلطوا بين عدة أمور ..
فأما تلبس الجن بالإنس فلا أظن دليلاً يمنعه، فهو محتمل الحدوث دون ريب.
وأما الاستعانة بهم .. فإن كان بوسيلة كفرية أو محرمة، أو كانت الاستعانة لفعل محرم فلا شك في تحريم هذا النوع من الاستعانة.
أما الاستعانة بهم بوسيلة مباحة_إن صح وقوعه_ وفي أمر مباح فالأرشد سده ومنعه، لأنه مفضٍ إلى ما لا تحمد عقباه من ادعاء السحرة أنهم إنما يفعلون ذلك بوسائل مباحة لأمور حسنة فيسقط الحد عنهم.
وما ذكره الأخ (محب أهل العلم) جزاه الله خيراً في النقطة الرابعة ظاهر السقوط، فما يظهر لعالم قد يخفى على آخر. والله أعلم
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[17 - 02 - 07, 01:56 ص]ـ
أرجو من الشيخ عبدالرحمن الفقيه التعليق على مشاركتي السابقة وتصويب ما كان فيها من خطأ إن وجد
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 02 - 07, 01:41 ص]ـ
أظن أن بعض الإخوة قد خلطوا بين عدة أمور ..
فأما تلبس الجن بالإنس فلا أظن دليلاً يمنعه، فهو محتمل الحدوث دون ريب.
وأما الاستعانة بهم .. فإن كان بوسيلة كفرية أو محرمة، أو كانت الاستعانة لفعل محرم فلا شك في تحريم هذا النوع من الاستعانة.
أما الاستعانة بهم بوسيلة مباحة_إن صح وقوعه_ وفي أمر مباح فالأرشد سده ومنعه، لأنه مفضٍ إلى ما لا تحمد عقباه من ادعاء السحرة أنهم إنما يفعلون ذلك بوسائل مباحة لأمور حسنة فيسقط الحد عنهم.
بارك الله فيكم
أما الاستعانة بهم في أمور مباحة فينظر أولا إلى شرعية هذا الفعل، فحديث النبي صلى الله عليه وسلم في تركه لربط الشيطان في سارية المسجد لدعوة سليمان عليه السلام ينبهنا إلى أن الله سبحانه قد وهب سليمان ملكا لاينبغي لأحد من بعده وهو تسخير الجن له، فاستخدامهم في المباحات منازعة لسليمان عليه السلام في ملكه المختص به.
إضافة إلى ما ذكرته- حفظه الله- من المفاسد التي قد تحصل من فتح هذا الباب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/136)
ـ[سلطان الأحمري]ــــــــ[21 - 11 - 07, 04:00 م]ـ
أورد الشيخ سعيد بن وهف القحطاني صاحب حصن المسلم، مسألة تدريس ابن باز للجن ..
وذلك في المرفقات .. فما رأيكم؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[21 - 11 - 07, 05:17 م]ـ
ما الغرابة في ذلك؟ وقد سمعنا عن هذا لغير الشيخ رحمه الله تعالى ورفع درجته.
ـ[سلطان الأحمري]ــــــــ[22 - 11 - 07, 02:34 ص]ـ
الشيخ الفاضل: أبو يوسف:
وهل في كلامي ما يدل على الاستغراب؟
إنما أرفقت الملف مخاطبا من لا يجزم بإمكانية ذلك!
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[22 - 11 - 07, 03:22 ص]ـ
بورك فيك أخي الكريم ..
وبالنسبة لموضوعنا الأصل فالذي أعتقده -والله أعلم- هو ما ذكرتُه آنفاً:
أما الاستعانة بهم .. فإن كان بوسيلة كفرية أو محرمة، أو كانت الاستعانة لفعلِ محرمٍ فلا شك في تحريم هذا النوع من الاستعانة.
وأما الاستعانة بهم بوسيلة مباحة_إن صح وقوعه_ وفي أمر مباح فالأرشد سده ومنعه، لأنه مفضٍ إلى ما لا تحمد عقباه من ادعاء السحرة أنهم إنما يفعلون ذلك بوسائل مباحة لأمور حسنة فيسقط الحد عنهم.
ـ[سلطان الأحمري]ــــــــ[22 - 11 - 07, 02:51 م]ـ
أحسنت .. بارك الله فيك ..
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[22 - 11 - 07, 04:08 م]ـ
هذه الرسالة توضح بجلاء كلام شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ العثيمين
http://saaid.net:80/Doat/aboraian/r3.zip
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[25 - 12 - 07, 09:58 م]ـ
قضية تلبس الجن بالإنس لا تصح
نعم، ذكرها كثير من العلماء لكن ليس لهم دليل إلا المشاهدة
أي يشاهدون مريض الصرع يتحرك بحركات جنونية أحيانا
ويتكلم بغير صوته
ولا يتأثر بالضرب عليه
فيظنون أن جني قد ركبه
مع العلم أن كل هذا مفسر علميا ومعروف وله علاج
أراءك معظمها غريبه!!
ـ[سليمان دويدار]ــــــــ[12 - 04 - 10, 05:06 م]ـ
جزاكم الله خيراً، موضوع يستحق أن يبحث فيه.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[16 - 04 - 10, 09:57 ص]ـ
جلست مع عدد من الإخوة الذين يستعينون ..
فسألت بعضهم فلم يجبني ..
قلت له: كيف عرفت أن هذا الجني مسلم هذا أولاً.
كيف تعرف أن هذا صادق أم كاذب.
ممكن يكذب عليك (وهذا هو الأصل) أليس كذلك.
بعضهم أجابني: هذا شئ خاص.
وبعضهم قال: من خلال الخبرة.
و بعضهم أعرفه: لسانه بذئ وعامي وليس بطالب علم بل لا يعرف قراءة القرآن جيداً بل و هو حديث عهد بالتزام و دخل مجال الرقية .. فصار يناقش .. و الأن هو محتاج جداً للرقية و لمن يرقيه .. فدل على أن المسألة استدراج .. فليتنبّه الرقاة و ليكونوا نبهاء و لا يُلدغوا من حيث لا يعلمون ..
في نظري .. أن الذي يجوّز الإستعانة بالجن .. فالمانع إذاً عنده من جواز حل السحر بسحر مثله و الله المستعان ..
و لو لم يكن في منعها إلا أنها تلفت العبد إلى غير الله الذي بيده النفع و الضر لكفى بذلك دليلاً واضحاً و بيّناً ..
النبي صلى الله عليه و سلم عندما أتته المرأة التي تُصرَع قالت له (إني أُصرَع فأتكشّف فادع الله لي) فماذا قال لها النبي صلى الله عليه وسلم , قال لها و علّقها بربها ((أدع الله فيذهب عنك أو تصبري و لك الجنة)) أو كما قال عليه الصلاة و السلام .. مع أنها في حاجة ماسّة و النبي هو أرحم الناس بالناس فأرشدها لما هو خير لها .. و الله المستعان ..
و الحديث ذو شجون مع من واجهتهم و حصل لي معهم كلام و الله المستعان ..
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[17 - 04 - 10, 08:35 م]ـ
قال العلامة المعلمي اليماني (و أما الجن فأنه مأذون لهم أذناً قدرياً عاماً في الوسوسة لبني آدم، و ذاك كالأمر الطبيعي لهم، إما يستدعي بمعصية الله عز و جل و الغفلة عن ذكره، و يستدفع بطاعته سبحانه و التعوذ به. فأما ان ينفعوا الناس أو يضروهم فلو كان مأذوناً لهم فيه أذناً قدرياً عاماً يشبه الأذن للناس، لفسدت الدنيا، فإن كان قد يقع شيء من ذلك فإنما يكون بأذن قدري خاص لا يفسد قواعد الدنيا، و الإنسان لا يحتاج إلى الرغبة إليهم لتحصيل شيء من ذلك لأن الله عز و جل قد أغنى الناس بالأسباب العادية، و بدعائه سبحانه، أو ليس أن تسأل المالك الحقيقي القادر على كل شيء أقرب و أولى من أن تسأل جنياً على أمل أن يأذن له الله عز و جل إذناً قدرياً خاصاً في فعل مطلوبك؟ فإن فرض أن إنساناً رغب إلى الجن فحصل له نفع أو أندفع عنه ضر فذلك بمنزلة من يتقرب إلى المشركين بالسجود لأصنامهم و نحوه، فإنهم قد ينفعونه و ليس ذلك بعذر له، بل الأمر أبعد فإن المشركين مأذون لهم إذناً قدرياً عاماً في النفع و الضر على ما جرت به العادة.) (القائد لتصحيح العقائد 276)(68/137)
رفع القبح عن قنوت الصبح
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[19 - 03 - 02, 12:51 ص]ـ
زعم السيد سابق رحمه الله في (فقه السنة1/ 167) أنّ القنوت في صلاة الصبح غير مشروع إلا في النوازل، و وافقه الشيخ الألباني رحمه الله على ذلك، لكنه لامه على قوله: " أن هذا من الإختلاف المباح" فشنّع عليه و قال: " كيف يستوي الفعل و هو غير مشروع مع الترك و هو المشروع؟ " (تمام المنة ص 244)
و الحقيقة أن هذا القنوت ليس مشروعا فحسب، بل هو سنة، فعلها رسول الله صلى الله عليه و سلم و الخلفاء من بعده، و إليك الأدلة:
عليك ببقية البحث في هذا الرابط http://salafit.topcities.com/koubh.htm
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[19 - 03 - 02, 03:36 ص]ـ
تتبعنا الرابط فوقعنا على موقع موبوء .. لا يفتأ صاحبه يتتبع ما يعتقده سقطات لعلمائنا الربانيين .. والمخطىء لعلمائنا هو الاجدر بالتخطئة .. فعلى سبيل المثال:
حدثنا مسدد قال: حدثنا عبد الواحد قال: حدثنا عاصم قال:
سألت أنس بن مالك عن القنوت، فقال: قد كان القنوت. قلت: قبل الركوع أو بعده؟ قال: قبله. قال: فإن فلانا أخبرني عنك أنك قلت بعد الركوع؟ فقال: كذب، إنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهرا، أراه كان بعث قوما يقال لهم الققراء، زهاء سبعين رجلا، إلى قوم من المشركين دون أولئك، وكان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد، فقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا يدعوا عليهم.
رواية البخارى هذه أسقط منها "المخطىء"عبارة"قد كان القنوت"والتى تفيد النسخ ... ولنا وقفات لاحقة مع ما يعرض فى الموقع المذكور .. وأدعو الاخوان الى زيارة هذا المحذر السلفى .. ليجد تعريفا للسلفية تضحك منه الثكلى ..
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[19 - 03 - 02, 05:21 ص]ـ
الأخ أبا عبدالمعزّ وفقك الله.
لا نحبّ تحرير مشاركات الإخوة، ونفضّل أن يكون كلٌّ رقيب نفسه.
فأرجو منك (بارك الله فيك) أن تلين العبارة مع إخوانك، وأن تناقشهم نقاشاً علميّاً بالتي هي أحسن.
والأخ المبلّغ (وفّقه الله) صدره رحب للمناقشة والأخذ والردّ كما جرّبنا ذلك معه شخصيّاً.
وموقع (تحذير السلفي) فيه الكثير من الفوائد.
وفقنا الله وإيّاك لكلّ خير.
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[19 - 03 - 02, 08:53 ص]ـ
الأمر كما قلت يا أخي هيثم ... بدليل أنني قرأت البارحة موضوعا عن التسليمة الواحدة فوجدته أصوب من القول بصحتها، فعزمت على حذفه من الموقع ...
أما فيما ذكره الأخ أبو عبد العز من أمر الحذف فأقول له: بارك الله فيك على الملاحظة لو أنك أسديتها بهدوء.
و لتعلم يا أخي أني لست من ذاك القبيل الذي يتلاعب بنصوص الشريعة لتبرير ما يقول ... معاذ الله ... أي سماء تظلني و أي أرض تقلني إن فعلت ذلك؟؟؟
الحديث من رواية عاصم ذكرته مرتين في مبحثي، فلو أنك تأنيت و قرأته في الموطن الآخر، لعلمت أن الحذف الي توهمته لم يكن مقصودا ... لأنني أثبته هناك.
ثم من أين لك أن قوله: " قد كان " يدل النسخ؟؟؟
الذي تعلمناه: أن (قد) إذا سبقت فعلا ماض فإنها تفيد التحقيق ... و يبدو أنك لم تطلع بعد على مذهب أنس رضي الله عنه. فقد كان يقنت ...
و أخيرا، أود أن أنصح أبا عبد العز و من على شاكلته، أنه من الأنفع لنا جميعا ألا ننطلق من أفكار مسبقة، لأن ذلك يحيدنا عن الحق و اتباعه ... فما ذا تريد أن تقول في مقدمتك؟؟ أن ليس للعلماء الربانيين سقطات؟؟؟ أتصف ذلك الموقع بالموبوء؟؟؟ و والله لا أقدم فيه شيئا عن كلام الله و رسوله صلى الله عليه و سلم ..
و نحن في انتظار تتبعاتك ...
ـ[عصام البشير]ــــــــ[19 - 03 - 02, 07:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله عز وجل أن يعيذنا من نزغات الشياطين، وأن يجعلنا إخوة متحابين في الله ..
أخي (أبو المعز):
أرى أن لا تتسرع في التهجم على أخيك المبلغ، فما نظنه أراد إلا الخير ..
غفر الله لنا جميعا.
أخي (المبلغ)
أرى - والله أعلم - أن تحذف من موقعك بعض العبارات التي تثير النفوس، وتؤجج العواطف، مثل قولك مثلا في بعض العناوين:
(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -- قال الألباني)
فإن اللين في المخاطبة مدعاة إلى الاستجابة ..
والله أعلم ..
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[19 - 03 - 02, 08:31 م]ـ
معاشر الإخوان، تحية طيبة من عند الله: السلام عليكم و رحمة الله ..
بارك الله فيكم على الإهتمام ... و أود أن أذكر إخواني أن مواضيع الموقع متفاوتة من حيث الزمن؛ فبعضها كتبته منذ ما يقارب العشرين سنة ... و كنت قد اعتذرت في بعض صفحات الموقع عن بعض الزلات التي صدرت مني عن قصد أو عن غير، و فيها الإيذاء لبعض العلماء ... إني أستغفر الله تعالى من كل ذلك ... و أنا أعترف أن بعض تلك الرسائل كتبتها في ظروف متشنجة ... لكن التوجهات الفقية و الإختيارات الشرعية باقية كما هي، لا تخضع إلا للحجة و الدليل ...
و عليه، فأنا بصدد تنقيته من كل ما يساء فهمه، أو ما يثير حساسية بعض إخواننا ... و لي الحق عليكم في النصيحة خدمة لدين الله و تصفيته من كل الشوائب ...
و لأثلج صدرك، يا أخي عصام، سأبادر إلى تغيير ذاك العنوان الذي أشرت إليه ... و إن كان مقصدي من اختيار ه مقصدا صحيحا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/138)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[20 - 03 - 02, 06:02 م]ـ
أما قول المبلغ (الذي تعلمناه: أن (قد) إذا سبقت فعلا ماض فإنها تفيد التحقيق .. ) فصحيح .. فتكون "قد" قبل الفعل الماضي بمنزلة "إن " قبل الجملة الاسمية .. ولكن لا يسلم لك ان تكون بهذا المعنى فى حديث انس فالسياق يأباه لان السائل يستفسر عن القنوت أهو قبل الركوع أم بعده .. ولا يستفسر عن ثبوته .. فكأن أنسا رضى الله عنه يقول لسائله لقد انتهى أمر القنوت وانتفى الاصل فلا حاجة الى السؤال عن الفرع أى قبل الركوع أم بعده
أما قولك .. (” و يبدو أنك لم تطلع بعد على مذهب أنس رضي الله عنه. فقد كان يقنت ... ") فأقول هيهات
فهاهو الشوكاني رحمه الله فى النيل يقرر فى ختام بحثه فى باب القنوت فى المكتوبة عند النوازل
نقلا عن الحافظ" ... فاختلفت الاحاديث عن انس واضطربت فلا يقوم لمثل هذا حجة اه"
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[21 - 03 - 02, 12:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن حديث القنوت في الصبح مداره على عيسى بن أبي عيسى ماهان (أبو جعفر الرازي)
وهذا الرجل فيه كلام كثير لأهل العلم وقد كتبت عنه بحثا وقيدته في ورقة واردت أن أسوقها هنا ولكني نسيتها في المنزل وإن شاء الله أني سآتي بها في المرة القادمة فأنا لست في منزلي ولا املك جهازا الآن
وأبو جعفر أختلف فيه كلام الإمام أحمد فمرة قال:صالح ومرة قال مضطرب الحديث ومرة قال شيئا آخر لاأذكره الآن لأني أكتب من الذاكرة
وابن معين:قال مرة ثقة،ومرة قال صالح ويخطيء في الحديث وغيرذلك
وأبو زرعة معنى كلامه أنه يستشهد بحديثه
وتكلم غيرهم عليه وهناك من وثقه
واما قولك إن حديثه لا ينزل عن مرتبة الحسن فأظن أن هذا غير صحيح
والصواب أنه يصلح في الشواهد والمتابعات، وإذا تفرد بحديث فإنه لا يقبل
وقد تابعه على هذا الحديث عمرو بن عبيد المعتزلي الخبيث وهو ساقط لا يحتج به ولا يستشهد به
ولابن رجب كلام جميل جدا في فتح الباري له أود لو تراجعه بارك الله فيك
فالحديث عن أبي جعفر لا يصح لأنه هو الراوي له عن الربيع بن أنس
والله أعلم
وأنت وفقك الله انتقدت الألباني رحمه الله عندما قلت إنه نقل ما يوهنه وأنت لم تنقل في كلامك إلا ما يوثقه فالإنصاف الإنصاف بارك الله فيك أخي الحبيب
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[21 - 03 - 02, 02:16 ص]ـ
يا أخي أبا عبد المعز تأويلك للحديث فيه تعسف و تكلف ظاهران ... فأنس رضي الله عنه إنما سئل أولا عن القنوت؟ .. انظر الحديث في صحيح البخاري برقم (1002)، و فيه عن عاصم قال: سألت أنس بن مالك عن القنوت؟ فقال: قد كان القنوت ... " و كأن عاصما سمع من بعض السلف من يقول: إنه محدث ... فأجابه أنس أن القنوت مشروع و له أصل .. ثم بعد ذلك سأله عن محله؟ فبيّن له بوضوح أن القنوت قنوتان؛ قنوت راتب و محله بعد الفراغ من القراءة، كما في لفظ آخر للبخاري، و قنوت نوازل و محله بعد الركوع ..
فهل بعد هذا البيان من بيان؟؟؟
و أما دعوى الإختلاف فباطلة. و الحق ما قرره الحافظ في (الفتح)، و قد أشرت إليه في المبحث ...
و لا أدل على بطلان ما ذهب إليه أخونا أبو عبد العز، من ثبوت القنوت عن أنس.
و هذا الحديث يشهد لرواية أبي جعفر الرازي، و ثمة شواهد و متابعات تشد عضده و تقويه ..
و أما أنني لم أذكر من جرح أبا جعفر الرازي فلأني كنت بصدد ذكر ما لم يذكره الألباني رحمه الله، و في ذهني أن القاريء حتما سوف يطلع على ما ذكره الألباني رحمه الله ...
وفق الله الجميع لما يحب و يرضى.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[06 - 06 - 02, 10:58 م]ـ
أخي المبلغ وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لابن رجب رحمه الله كلام جميل جدا على هذه الرواية
في الفتح (9/ 190)
بين فيه الرواية عن ابي جعفر والكلام الذي قيل عنها وذكر بعض المتابعات الضعيفة لها
وللألباني رحمه الله بحث موسع ذكر فيه الروايات عن أبي جعفر والمتابعات وهو من أحسن ما وقفت عليه والله اعلم
في الضعيفة (3/ 384) رقم 1238
الرجاء الاطلاع عليها قبل الرد وجزاك الله خيرا
أخوك خالد بن عمر الغامدي
25/ 3/1423
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[07 - 06 - 02, 01:41 ص]ـ
تكلم ابن القيم رحمه الله في كتابه الماتع زاد المعاد
في الجزء الأول في فصل في كيفية قنوته بما لا مزيد عليه
من الناحية الحديثية والفقهية
والله أعلم(68/139)
الحلف بالطلاق.
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[19 - 03 - 02, 02:20 ص]ـ
سؤال وجه لسماحة الوالد ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ
س/ لدينا أشخاص يحلفون بالطلاق في كثير من مناقشاتهم ويرددون ـ عليّ الطلاق إن تعمل كذا أو كذا إن تخرج إلى كذا ـ مع العلم أن كلا منهم متزوج فهل يقع الطلاق في مثل هذه الحالة أم لا؟
ابن عثيمين: إن هذا السؤال تضمن سؤالين، السؤال الأول حال هؤلاء السفاهاء الذين يطلقون ألسنتهم بالطلاق في كل هيّن وعظيم وهؤلاء مخالفون لما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت".
فإذا أراد المؤمن أن يحلف فليحلف بالله عز وجل ولا ينبغي أيضا أن يكثر من الحلف ولا بالله تعالى لقوله تعالى: "واحفظوا أيمانكم" [المائدة:89]. ومن جملة ما فسرت به أن المعنى لا تكثروا الحلف بالله.
أما أن يحلفوا بالطلاق مثل عليّ الطلاق أن تفعل كذا أو عليّ الطلاق ألا تفعل أو إن فعلت كذا فامرأتي طالق أو إن لم تفعل فامرأتي طالق وما أشبه ذلك من الصيغ، فإن هذا خلاف ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم. وقد قال كثير من أهل العلم بل أكثر أهل العلم أنه إذا حنث في ذلك فإن الطلاق يلزمه وتُطلَّق منه امرأته، وإن كان القول الراجح أن الطلاق إذا استعمل استعمال اليمين بأن كان القصد منه الحث على الشيء او المنع أو التصديق أو التكذيب أو التوكيد فإن حكمه حكم اليمين لقول الله تعالى: " يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم" [التحريم: 1ـ2]. فجعل الله التحريم يمينا. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" وهذا لم ينو الطلاق وإنما اليمين أو نوى معنى اليمين فإذا حنث فإنه يجزأه كفارة يمين هذا هو القول الراجح.
المصدر: فتاوى العقيدة لابن عثيمين.
رقم الفتوى 152.
الطبعة الثانية 1414 هـ ـ 1993م
دار الجيل بيروت
مكتبة السنة القاهرة.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[19 - 03 - 02, 05:01 ص]ـ
أخي أبا أنس.
نحن مدينون لك بالكثير على مجهودك في نقل فتاوى أهل العلم.
فواصل بارك الله فيك.
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[19 - 03 - 02, 04:10 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي حمدان على حسن التواصل ..
والبقية في الطريق ..
:)
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[20 - 03 - 02, 12:42 ص]ـ
استاذنا الفاضل ابو انس:
الم يتراجع ابن تيمية عن قوله بهذه المساله؟؟
افدني نفع الله بك.
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[20 - 03 - 02, 11:17 م]ـ
أخي الكريم عبد الله العتيبي يرحمك الله، أنا لست بشيخ ولا أستاذ، بل مجرد طالب علم يتجول بين حدائق أهل العلم ويرجع من حين إلى حين بفاكهة من الفواكه .. لا أكثر ولا أقل.:)
أخي بالنسبة لشيخ الإسلام ابن تيمية فلا أدري إن حصل له تراجع، بل الذي رأيته أنه كان يقول بهذا القول ويدافع عنه ولديه بحث قيم في الفتاوى الكبرى
548/ 11 ـ مسألة: .......
لطوله لم أنقله.
واختتم كلامه قائلا: ومن قال إنه اتبع هذه الفتيا (يعني وقوع الطلاق عن طريق الحلف باليمين) فولد له ولد بعد ذلك فهو ولد زنا، كان هذا القائل في غاية الجهل والضلال، والمشاقة لله و لرسوله.
وعلى الجملة إذا كان الملتزم به قربة لله تعالى يقصد به التقرب إلى الله تعالى، لزمه فعله، أو الكفارة. لو التزم ما ليس بقربة، كالتطليق، والبيع، والإجارة ومثل ذلك: لم يلزمه، بل يجزيه كفارة يمين عند الصحابة وجمهور المسلمين، وهو قول الشافعي وأحمد، وإحدى الروايتين عن أبي حنيفة، وقول المحققين من أصحاب مالك، لأن الحلف بالطلاق على وجه اليمين يكره وقوعه إذا وجد الشرط، كما يكره وقوع الكفر، وعليه الكفارة. والله أعلم. انتهى.
المصدر: الفتاوى الكبرى ج 1 ص 304. نقلا عن أسطوانة سيدي.
ما ذكر بين القوسين توضيح بسيط مني. ولو أني أنصحك أخي الحبيب بمراجعة الكتاب ففيه بحث قيم.
وعلمت أيضا أن المسألة مذكورة في كتاب إعلام الموقعين لابن قيم الجوزية. عساك تستزيد من هناك أيضا.
أخوكم المحب في الله أبو أنس كان الله له.
ـ[احمد بخور]ــــــــ[21 - 03 - 02, 02:25 ص]ـ
هناك اجماع أنه يقع لا يعلم للصحابة خلاف هذا القولذكره ابن عبد البرفي الإستذكار مهم الرجوع اليه
والله أعلم
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[21 - 03 - 02, 01:48 م]ـ
لا يوجد إجماع!!!!!!
جاء في الفتاوى الكبرى:
بل الصحابة الذين هم خير هذه الأمة ثبت عنهم أنهم أفتوا في الحلف بالعتق الذي هو أحب إلى الله تعالى من الطلاق: أنه لا يلزم الحالف به، بل يجزيه كفارة يمين. فكيف يكون قولهم في الطلاق الذي هو أبغض الحلال إلى الله؟! وهل يظن بالصحابة رضوان الله عليهم أنهم يقولون فيمن حلف بما يحبه الله من الطاعات كالصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، أنه لا يلزمه أن يفعل هذه الطاعات، بل يجزيه كفارة يمين، ويقولون فيما لا يحبه الله، بل يبغضه: إنه يلزم من حلف به.
وجاء في كلام آخر: ومعلوم أنه سبعة من الصحابة: مثل: ابن عمر، وابن عباس، وأبي هريرة وعائشة، وأم سلمة، وحفصة، وزينب ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم أجل من أربعة علماء المسلمين، فإذا قالوا هم وأئمة التابعين أنه لا يلزمه عتق المحلوف به، بل يجزيه كفارة يمين، كان هذا القول مع دلالة الكتاب والسنة إنما يدل على هذا القول. انتهى.
تنبيه!!
كثير من الكتب تدعي الإجماع والمسألة ما فيها لا إجماع ولا شيء!
بل الذي يحدث لبعض أهل العلم أنهم يطلقون الإجماع على مسائل لا يعلمون فيها نزاعا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/140)
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[21 - 03 - 02, 02:05 م]ـ
أستاذنا الفاضل الكريم الشيخ ابو انس:
حكى الاجماع ايضا الذهبي في تاريخ الاسلام في ترجمة ابن جرير الطبري.
شكرا شيخنا
ـ[احمد بخور]ــــــــ[21 - 03 - 02, 09:48 م]ـ
ابو انس احسن الله اليك اما من امثال ابن عبدالبر وابن المنذر ومن هم في طبقتهم فانه ان لم يصح الاجماع فهذا دليل على انه قول الجماهير خاصة من القرون المفضلة
وشيخ الاسلام رحمه الله له مسائل شذ فيها عن قول العلماء قاطبة مثل الطلاق البدعي الذي اخذ فيه بسند شاذ شذبه ابو الزبير عن ابن عمر وبني عليه ان الطلاق البدعي لايقع والامام احمد اظنه لاني بعيد عن الكتب قال في قول من قال انه يقع قال قول سوء لانعلمه الا عن طائفة من اهل البدع
اخي عبدالله جزاك الله خيرا افدتني وأحسن الله اليك ونفع بك الأمة
والله اعلم(68/141)
أجوبة مسائل
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[19 - 03 - 02, 08:08 ص]ـ
السلام عليكم
أرجو من إخواني تصويبي فيما يرونه خطأ من الأجوبة هنا
ولهم مني الدعاء والثناء
http://www.muslm.net/cgi-bin/showflat.pl?Cat=&Board=islam&Number=109648&page=4&view=collapsed&sb=5
ـ[واسع السرب]ــــــــ[19 - 03 - 02, 02:57 م]ـ
أخي إحسان جعلك الله من أهل الأحسان أمين
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
. السؤال التاسع: ما حد السلف الذين يجب علينا الأخذ بأقوالهم، هل هم الصحابة أم القرون المفضلة، أم ماذا؟
الجواب: لا يجب علينا الأخذ بغير الكتاب والسنَّة، وفهم السلف للكتاب والسنة معتبر في حال اتفاقهم على ذلك، وهو الإجماع، والإجماع المعتبر هو إجماع الصحابة فقط، فإذا وقع خلاف بين الصحابة خاصة أو بين السلف عموماً فيؤخذ بقول من وافق قولُه الدليلَ، فإن لم يوجد إلا قول أو فعل صحابي ولم يرِد ما يخالفه من نص أو قول وفعل صحابي آخر فإنه يستأنس به وهو أقرب إلى الصواب دون أن يكون حجة ملزمة.
ومن قال من أهل العلم بحجية قول الصحابي فإنه اشترط لذلك شرطين: الأول: أن لا يخالف قولُه نصّاً. والثاني: أن لا يعارضه قول صحابي آخر.
وخير الناس عقيدة ومنهجاً وسلوكاً وفهماً: القرن الأول ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.
والله أعلم.
فكلامك أعلاه -أعلى الله شأنك - لمثله ليجاوب المجيبون فلا فض فاه نطق به ولا وخز الله أناملاً رقمته! أخي الكريم إن سمحت فهاك لطيفة سمينه اسوقها على سبيل الاستفسار فمثلكم هو من يفيد!
وهي: إن الاختلاف في قول الصحابة رضي الله عنهم أن لم يكن من بينهم الخلفاء الراشدين فكما ذكرت وفقك الله، وإن كان بينهم خليفة راشد فالقول الحجة قوله والفصل فصله .. أمتثالاً لقول النبي صلى الله عليه عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ... الحديث.
هذا ما أردت المشاركة به لطلبك , ومثلك لا مزيد عليه .. والسلام
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[20 - 03 - 02, 12:40 ص]ـ
شيخنا الفاضل المحترم واسع السرب:
هنا سؤال:
أليس الراجح هو عدم حجية قول الصحابي مطلقا؟ هذا المنقدح لدي هل تصوبني شيخنا وفقك الله.
شيخنا واسع السرب:
يظهر انك اديبا لغويا لهجتك عاليه جدا.-ما شاء الله_
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 03 - 02, 07:53 ص]ـ
السلام عليكم
حديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ضعيف ليس بحجة. فقد تفرد به صدوقين، فهذا مما لا يحتج به إضافة للنكارة في متنه.
وأما حجية الصحابي مطلقا فلو كان كذلك لم يجز الصحابة للتابعين الفتوى بما يخالفهم!!
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 03 - 02, 01:34 م]ـ
أخي الفاضل واسع السرب
قد ذكرتُ في ثنايا الأجوبة أن قول أحد الخلفاء الراشدين ليس بحجة في ذاته حتى يجتمع على قوله الصحابة، وينبغي التنبه إلى ما قد يخالف فيه أحدهم كما خالف عمر رضي الله عنه في منع متعة الحج، وكما خالف عثمان رضي الله عنه في الإتمام وهو في منى.
وأما فعل أحدهم الذي وافقه عليه جميعهم فلا شك أنه حجة وهو الذي أمرنا بالأخذ به وهو ما يسمى فهم السلف أو الإجماع، كقتال المرتدين وجمع المصحف وما شابه.
هذا ما تيسر
وأشكر لك ثناءك ودعاءك
وفقك الله
ـ[واسع السرب]ــــــــ[20 - 03 - 02, 08:05 م]ـ
أخي عبد الله سلمه الله
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وبعد
أخي الحبيب عجباً لأمرك أجعلتني شيخك!! ونحن ممن استفاد من درركم في هذا المنتدى!. ولكني أراها دلالةَ. لروعة روحٍ، وعظيم نفس، وجمال خلق - فيرعاك الله – ثم أني أرى أن المشيخة!!! لاصلة لي بها من بعيد ولا من قريب إلا إذا كانت على عرف! أبي حاتم البستي رحمه الله فحي هلا!!، أما إذا كانت على عرف زماننا هذا!! فحقيقة لا مراء فيها إنك غير مصيب، بل أرى بيني وبينها أمد بعيد .. فما أنا إلا صاحب بضاعة مزجاه كاسدة عند أرباب العلم وأهله .. ثم بكل صدق أحب أن تخاطبني أن خاطبتني بأخي! أو أخينا! فهي ما ينشرح لها صدري، ويعظم من خاطبني في نفسي .. اللهم اغفر لي ما لا يعلمون واجعلني أحسن مما يظنون.
ثم لسؤالك جواب وقبل الجواب لكي أخي الكريم من محب عتاب!!
وهو إن من هو مثلك وقد عرفناه في هذا المنتدى أنه من أهل الأثر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/142)
ينقدح في نفسه من هذه المسائلة شئ! فهذا أمر عجاب!!، على أن الخلاف فيها قد أخذ زخرفه وتمنيقه لكنه لا ينطلي على صاحب سنة وأثر! قد وفقه الله أتباع الحق فيما بحثه في هذه المسائلة ونظر؛ وحتى القائلين بعدم حجية قول الصاحب يأبي الله إلا أن يظهر الحق، ومن أفواههم ندين، فالحق أبلج والباطل لجلج!!!.، فقد صرح الوارجلاني من الإباضية .. بقوله ((لا تقليد إلا لصاحب هذا القبر (يعني النبي صلى الله عليه وسلم) وأما الصحابة فهم أولى بالاتباع لعهدهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما التابعون فهم رجال ونحن رجال!!)) اهـ.
وعموماً فالمسائلة ذات خالف بين العلماء وفيها الأخذ والرد غير أن الحق فيها واضح كالشمس في رابعة النها ر لكل موفق .. والموفق من وفقه الله
أولاً: مما لا شك فيه أن أقوال الصحابة لها منزلة كبيرة عند الأمة، وقد اختلف العلماء في حجية قول الصحابي على غير الصحابي إلى أقوال، فذهب الشافعي في قول قد حكاه عنه من بعده غير واحد أن قول الصاحب ليس بحجة؛ غير أن مذهبه في القديم والجديد الأخذ بقول الصاحب وقد حكى ذلك أبن القيم في إعلام الموقعين وقد ذهبت طائفة بأنه حجه وليس إجماع، و قال شرذمة من المتكلمين وبعض الفقهاء المتأخرين لا يكون حجة ولا إجماعاً.
بينما ذهب آخرون إلى أن قول الصحابي حجة وإجماع وبه قال أحمد وهو المشهور والمنصوص عنده وأحتج به أئمة الأحناف ونقل عن مالك، وقال به الشافعي في القديم والجديد؛ وهذا هو الحق المبين؛ ولأشفي بحول الله عليلك واروى غليلك فدونك التفصيل وهذا ثانياً:
أن القران جاء وقد بينته السنة وأن السنة قد بينها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ومن نقل إلينا هذه السنة؟ أليس هم أعدل الخلق بعد نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم والذين عرفوا المراد وتحروا بالقول عن الرسول أشد التحري وأبلغه وإن قالوا فلا عن هوى يقولون، وأن أفتوا فهذا ما الله به يدينون؛ ومع ذلك تأتي السنة: وقل إلا تجد للحديث الواحد، عدة أفهام، فهذا يفهم كذا وذاك يفهم فهماً أخر إما لنظرة لغوية، أو لأصل وضابط له في مذهب معين وهكذا. وذكر أبن قيم الجوزيّة رحمه الله في إعلام الموقعين ص30 - 31 أن من مذهب الأمام أحمد رحمه الله وأصوله التي بنى عليه المسائل واعتمدها بعد النص الصحيح ما أفتى به الصحابة فإذا وجد لبعضهم فتوى لا يعرف له مخالف منهم فيها لم يعدها إلى غيرها ولم يقل أن ذلك إجماع بل من ورعه في العبارة يقول لا أعلم شيئا يدفعه وإذا وجد ا لإمام أحمد هذا النوع عن الصحابة لم يقدم عليه عملا ولا رأيا ولا قياسا.
ولأبن قيم الجوزيّة رحمه الله كلام نفيس في إعلام الموقعين في هذا الخصوص ومنه قوله ص 147 - 148 ج4: ((إن الصحابي إذا قال قولا أو حكم بحكم أو أفتى بفتيا فله مدارك ينفرد بها عنا ومدارك نشاركه فيها فأما ما يختص به فيجوز أن يكون سمعه من النبي صلى الله عليه وأله وسلم شفاها أو من صحابي أخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن ما انفردوا به من العلم عنا أكثر من أن يحاط به فلم يروي كل منهم كل ما سمع وأينما سمعه الصديق رضي الله عنه والفاروق وغيرهم من كبار الصحابة إلى ما رووا، فلم يروي عنه صديق الأمة مائة حديث وهو لم يغب عن النبي صلى الله عليه وسلم في شي من مشاهده بل صحبه من حين بعث بل قبل البعث إلى أن توفى وكان أعلم الأمة به صلى الله عليه وأله وسلم بقوله وفعله وهديه وسيرته وكذلك اجلة الصحابة روايتهم قليلة جدا بالنسبة إلى ما سمعوه من نبيهم وشاهدوه ولو رووا كلما سمعوه وشاهدوه لزاد على رواية أبي هريرة أضعاف مضاعفة فإنه إنما صحبه نحو أربع سنين وقد روى عنه الكثير، فقول القائل لو كان عند الصحابي في هذه الواقعة شي عن النبي صلى الله عليه وسلم لذكره قول من لم يعرف سيرة القوم وأحوالهم فإنهم كانوا يهابون الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ويعظمونها ويقللونها خوف الزيادة والنقص ويحدثون بالشي الذي سمعوه من النبي صلى الله عليه وأله وسلم مرارا ولا يصرحون بالسماع ولا يقولون قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ولا ريب أنهم كانوا أبر قلوبا وأعمق علما وأقل تكلفا وأقرب إلى أن يوفقوا لما لم نوفق له نحن لما خصهم الله به من توقد الأذهان وفصاحة اللسان وسعة العلم وسهولة الأخذ وحسن الإدراك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/143)
وسرعته وقلة المعارض أو عدمه وحسن القصد وتقوى الرب، فالعربية طبيعتهم وسليقتهم والمعاني الصحيحة مركوزة في فطرهم وعقولهم ولا حاجة بهم إلى النظر في الإسناد وأحوال الرواة وعلل الحديث والجرح والتعديل، ولا النظر في قواعد الأصول وأوضاع الأصوليين بل
قد غنوا عن ذلك كله فليس في حقهم إلا أمران:
أحدهما قال الله تعالى كذ اوقال رسول الله كذا
الثاني:معناه كذا وكذا
وهم أسعد الناس بهاتين المقدمتين وأحظى الأمة بهما فقواهم متوفرة مجتمعة عليها وأما المتأخرين فقواهم متفرقة وهممهم متشعبة. فالعربية وتوابعها قد أخذت من قوى أذهانهم شعبة، والأصول وقواعدها قد أخذت منها شعبة،وعلم الإسناد وأحوال الرواة قد أخذت منها شعبة، وفكرهم في كلام مصنفيهم وشيوخهم على اختلافهم وما أرادوا به قد أخذ منها شعبة إلى غير ذلك من الأمور فإذا وصلوا إلى النصوص النبوية إن كان لهم همم تسافر إليها وصلوا إليها بقلوب وأذهان قد كلت من السير في غيرها والمقصود أن الصحابة أغناهم الله تعالى عن ذلك كله فاجتمعت قواهم على تينك المقدمتين فقط، هذا إلى ما خصوا به من قوى الأذهان وصفائها وصحتها وقوة إدراكها وكماله وقلة الصارف وكثرة المعاون وقرب العهد بنور النبوة والتلقي من تلك المشكاة النبوية فإذا كان هذا حالنا وحالهم فيما تميزوا به علينا وما شاركناهم فيه فكيف نكون نحن أو شيوخنا أو شيوخهم أو من قلدناه أسعد بالصواب منهم في مسألة من المسائل ومن حدث نفسه بهذا؟ فليعزلها عن الدين والعلم والله المستعان أهـ
ولعل في النقل كفاية وإن أردت المزيد فليراجع ما سطره الجهبذ الإمام أبن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين الجزء الأول – الجزء الرابع ففيه العسل فالعقه ولا تسل ... وفقني الله وإياك للصواب وغفر لنا ما قصر به فهمنا عن الحق المستطاب. . والسلام.
أخي إحسان: سلمك الله
لعلي الوقت والإشغال تنقضي فإني لعذب حديثكم من المتشوقين
فبارك الله لكم وبكم .. والسلام
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[20 - 03 - 02, 08:19 م]ـ
ونعم العتاب شيخي واسع السرب، وشكرا لك وانا على علم بالخلاف بالمساله، ولكن سؤالي هو ما الصواب، وانا على ثقة بما يطرح في هذا المنتدى لجلالة رواده.
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[12 - 01 - 10, 04:46 م]ـ
ممكن رفع الرابط مرة أخرى.
أحسن الله إليكم شيخنا.(68/144)
طعام قدم لنا، ولا ندري أذكر اسم الله عليه أم لا، فما العمل؟
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[19 - 03 - 02, 04:16 م]ـ
ماذا نفعل إذا قدم لنا لحم للطعام ولا نعرف إذا ذكر اسم الله عليه أم لا؟ وما هو رأيكم بمعاشر الكافرة؟
ثبت في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها ((أن قوما قالوا: يا رسول الله إن قوما يأتوننا باللحم و لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((سمّوا أنتم وكلوا)) قالت: وكانوا حديثي عهد بكفر يعني أنهم جديدو الإسلام ومثل هؤلاء قد تخفى عليهم الأحكام الفرعية والدقيقة التي لا يعلمها إلا من عاش بين المسلمين ومع هذا أرشد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هؤلاء السائلين إلى أن يعتنوا بفعلهم هم بأنفسهم فقال: ((سمّوا أنتم وكلوا)) أي سمّوا على الأكل وكلوا.
وأما ما فعله غيركم ممن تصرّفه صحيح فإنه يحمل على الصحة ولا ينبغي السؤال عنه، لأن ذلك من التعنت والتنطع ولو ذهبنا نلزم أنفسنا في السؤال عن مثل ذلك لأتعبنا أنفسنا إتعابا كثيرا لاحتمال أن يكون كل طعام قدم إلينا غير مباح فإن من دعاك إلى طعام إليك فإنه من الجائز أن يكون هذا الطعام مغصوبا أو مسروقا ومن الجائز أن يكون ثمنه حراما ومن الجائز أن يكون اللحم الذي فيه لم يذكر اسم الله عليه وما أشبه ذلك ومن رحمة الله بعباده أن الفعل إذا كان قد صدر من أهله فإن الظاهر أنه فعل على وجه تبرأ به الذمة ولا يلحق الإنسان فيه حرج.
وأما ما تضمنه السؤال عن معاشرة المرأة الكافرة فإن مخالطة الكافرين إن كان يرجى منها إسلامهم بعرض الإسلام عليهم وبيان مزاياه وفضائله فلا حرج على الإنسان أن يخالط ليدعوهم إلى الإسلام وإن كان لا يرجو من هؤلاء الكفار أن يسلموا فإنه لا يعاشرهم لما تقتضيه معاشرتهم من الوقوع في الإثم فإن المعاشرة تذهب الغيرة والإحساس وربما تجلب المودة والمحبة لأولئك الكافرين وقد قال الله عز وجل {المجادلة: 22}
ومودة أعداء الله ومحبتهم وموالاتهم مخالفة لما يجب على المسلم. فإن الله سبحانه وتعالى قد نهى عن ذلك فقال {المائدة: 51}. فقال تعالى {الممتحنة: 1}. ولا ريب أن كل كافر فهو عدو لله وعدو للمؤمنين قال تعالى {البقرة: 98}. ولا يليق بمؤمن أن يعاشر أعداء الله ويؤادهم ويحبهم لما في ذلك من الخطر العظيم على دينه ومنهاجه.
المصدر:
فتاوى العقيدة أسئلة هامة ملحّة وأجوبة نافعة في العقيدة الصحيحة.
لفضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين
عضو هيئة كبار العلماء والأستاذ بكلية الشريعة
(كان هذا سابقا ـ يرحمه الله برحمته الواسعة)
الطبعة الثانية
1414 هـ ـ 1993 م
دار الجيل بيروت
مكتبة السنة القاهرة.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[19 - 03 - 02, 05:36 م]ـ
كلام مهم يحتاجه مسلمو الغرب.(68/145)
أحكام الرضاع
ـ[عصام البشير]ــــــــ[19 - 03 - 02, 07:40 م]ـ
السلام عليكم
أنا بصدد جمع بحث عن أحكام الرضاع، فالرجاء من الإخوة تزويدي بما لديهم من روابط على الشبكة عن الموضوع، خاصة فتاوى أهل العلم ..
جزاكم الله خيرا ..
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[19 - 03 - 02, 09:14 م]ـ
أحكام الرضاع من زاد المعاد
http://sirah.al-islam.com/Tree.asp?ID=1056&t=book4
ومن موقع الشيخ سلمان العودة (الإسلام اليوم)
http://www.islamtoday.net/pen/question_select_cat_*******.cfm?maincatid=70&catid=146
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[19 - 03 - 02, 10:38 م]ـ
هذا محرّك البحث لموقع الشيخ ابن باز (رحمه الله):
http://www.binbaz.org.sa/Search.asp
وهذا موقع فيه العديد من كتب الفقه:
http://feqh.al-islam.com
ـ[المنيف]ــــــــ[25 - 01 - 03, 04:34 م]ـ
للقائدة
ـ[بن باز]ــــــــ[25 - 01 - 03, 04:40 م]ـ
يوجد رسالة في احكام الرضاع
يمكنك الاطلاع عليها في مكتبة جامعة الامام او الملك سعود وربما
تجدها في المكتبات العامه اذا كنت في السعوديه(68/146)
بيع الأجل
ـ[عصام البشير]ــــــــ[19 - 03 - 02, 08:00 م]ـ
هذا سؤال كنت قد طرحته في المنتدى قبل تعطله ولم أجد جوابا ..
هل توجد لدى الإخوة أبحاث عن بيع الأجل منشورة على الانترنت؟؟
أو فتاوى لأهل العلم .. ؟؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[19 - 03 - 02, 08:16 م]ـ
كتاب: القول الفصل في بيع الأجل
للشيخ الفاضل: عبد الرحمن عبد الخالق
http://www.salafi.net/zip/book16.zip(68/147)
حَدِيثُ: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ ... في مِيزَانِ النَّقْدِ
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[20 - 03 - 02, 08:32 ص]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?14@74.3ifpaPM99bL^10@.ef118c1
ـ[العملاق]ــــــــ[20 - 03 - 02, 11:38 ص]ـ
بحث هذا الحديث في المنتدى على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=74
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[20 - 03 - 02, 04:58 م]ـ
وفق الله الجميع.
ولا زال كلام النووي (رحمه الله) في الكذب المباح مشكلاً عندي.(68/148)
بمناسبة التسجيل الجديد فتوى حول المطاعم اللي فيها الأكل حتى الإشباع
ـ[احمد بخور]ــــــــ[21 - 03 - 02, 12:35 ص]ـ
السؤال من درس عمدة الفق للشيخ محمد الشنقيطي حفظه الله
ما حكم بيع الأكل المسمى الغذاء حتى الإشباع أو البوفيه المفتوح؟
الجواب:
الغذاء حتى الاشباع بيعٌ مجهول، لأن الذي يشبع ليس له ضابط في الناس محدد، وهذا البيع الذي تدل عليه نصوص الكتاب والسُّنة أنه محرم، لايجوز لأنه لايصح أن تشتري شيئاً إلا إذا كان معلوماً، معلوم الصفة، معلوم القدر، وعلى كل حال هذا البيع ليس من بيوعات المسلمين، ولم تعرف مطاعم المسلمين، ولم يعرف المسلمون من قبل هذه العصور التي انفتحوا فيها على كل من هب ودب هذا النوع من المعاملات.
فينبغي التناصح في ذلك، ولايجوز للمسلم أن يأكل في مثل هذا لأنه يعينه على أكل أموال الناس بالباطل.
الواجب: تحديد المَبيع وتحديد الصفقة، وأما إذا كانت مجهولة القدر، أو مجهولة الصفة فإنه لايجوز.
وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحمَْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَميْنَ وصلَّى اللَّهُ وسلَّم وبارك على عبده ونبيّه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[21 - 03 - 02, 02:06 ص]ـ
أهلاً وسهلاً بك أخي بيننا.
إذا كان دفع النقود في هذه المطاعم يحصل بعد الأكل، فيكون ما اشتريته معلوم الصّفة والقدر.
ماذا يكون الإشكال حينئذٍ؟
ـ[احمد بخور]ــــــــ[21 - 03 - 02, 02:20 ص]ـ
الإشكال اخي ان المبلغ ثابت سواء دفع بعد الأكل ام قبل والأكل كميته مجهولة
والله أعلم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 03 - 02, 03:27 م]ـ
1. انظر هنا:
http://www.aleslah.org/index.phtml?page=fatwa_full.inc&menu=shareya_menu.inc&ref=13&Submit=Submit
2. وقال الشيخ ناصر الفهد:
أولا: إذا كان الغرر الحاصل بمثل هذا يسيرا فإنه يصح لأن الغرر اليسير مغتفر في المعاملات، ويصعب التحرز منه، ويكون هذا كبيع الجزاف وهو جائز.
ثانيا: إذا كان الغرر كبيرا بحيث يحصل التفاوت الظاهر بين الثمن والمثمن من شخص لآخر فإن الأظهر عدم جوازه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الغرر، وهذا منه، وقد نص العلماء على أن مما ينفي بيع الغرر تعيين الثمن والمثمن.
ثالثا: تحديد الغرر يكون بالأغلبية، فإذا كان الأغلب هو وجود الغرر الظاهر فإنه لا يجوز.
هذا والله تعالى أعلم.
ـ[د. كيف]ــــــــ[21 - 03 - 02, 06:38 م]ـ
قلت: كان الشيخ العلامة ابن عثيمين يحرمها أولاً ثم عاد وأحلها؛ لأن الغرر يسير يغتفر.
أما الشيخ الفوزان فقد حرمها للغرر.
ـ[احمد بخور]ــــــــ[21 - 03 - 02, 09:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا جمعا واحسن الله اليكم
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[19 - 02 - 03, 03:24 ص]ـ
يرفع بمناسبة رجوع الأخ أحمد بخور
ـ[سلطان الأحمري]ــــــــ[27 - 11 - 07, 01:02 م]ـ
حكم الشراء من البوفيه المفتوح (حتى الشبع)
سؤال:
ما حكم الشراء من مطاعم البوفيه المفتوح؟ إذ إن المشتري يدفع قيمة معينة ويأكل مقدارا من الأكل غير معلوم لا من قبل البائع ولا المشتري وإنما محدد بالشبع، فهل هذا البيع من بيوع الغرر؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
روى مسلم (1513) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الغرر.
والغرر في اللغة هو الخطر الذي لا يُدْرى أيكون أم لا؟ كبيع السمك في الماء، والطير في الهواء، فإن ذلك قد يحصل للمشتري وقد لا يحصل.
قال الأزهري: ويدخل في بيع الغرر البيوع المجهولة.
"معجم مقاييس اللغة" (4/ 380 – 381)، "لسان العرب" (6/ 317).
وقال النووي في "شرح مسلم":
" وَأَمَّا النَّهْي عَنْ بَيْع الْغَرَر فَهُوَ أَصْل عَظِيم مِنْ أُصُول كِتَاب الْبُيُوع , وَيَدْخُل فِيهِ مَسَائِل كَثِيرَة غَيْر مُنْحَصِرَة، كبَيْعِ الْمَعْدُوم وَالْمَجْهُول وَبَيْع الْحَمْل فِي الْبَطْن , وَكُلّ هَذَا بَيْعه بَاطِل لأَنَّهُ غَرَر مِنْ غَيْر حَاجَة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/149)
وَقَدْ يَحْتَمِل بَعْض الْغَرَر بَيْعًا إِذَا دَعَتْ إِلَيْهِ حَاجَة كَالْجَهْلِ بِأَسَاسِ الدَّار وَكَمَا إِذَا بَاعَ الشَّاة الْحَامِل وَاَلَّتِي فِي ضَرْعهَا لَبَن فَإِنَّهُ يَصِحّ اِلْبَيْعِ. وَكَذَلِكَ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى جَوَاز أَشْيَاء فِيهَا غَرَر حَقِير , مِنْهَا أَنَّهُمْ أَجْمَعُوا عَلَى صِحَّة بَيْع الْجُبَّة الْمَحْشُوَّة وَإِنْ لَمْ يُرَ حَشْوهَا , وَلَوْ بِيعَ حَشْوهَا بِانْفِرَادِهِ لَمْ يَجُزْ. وَأَجْمَعُوا عَلَى جَوَاز إِجَارَة الدَّار وَالدَّابَّة وَالثَّوْب وَنَحْو ذَلِكَ شَهْرًا مَعَ أَنَّ الشَّهْر قَدْ يَكُون ثَلاثِينَ يَوْمًا وَقَدْ يَكُون تِسْعَة وَعِشْرِينَ. وَأَجْمَعُوا عَلَى جَوَاز دُخُول الْحَمَّام بِالأُجْرَةِ مَعَ اِخْتِلاف النَّاس فِي اِسْتِعْمَالهمْ الْمَاء وَفِي قَدْر مُكْثهمْ. وَأَجْمَعُوا عَلَى جَوَاز الشُّرْب مِنْ السِّقَاء بِالْعِوَضِ مَعَ جَهَالَة قَدْر الْمَشْرُوب وَاخْتِلَاف عَادَة الشَّارِبِينَ " انتهى باختصار.
وجاء في الموسوعة الفقهية" (31/ 151):
" يشترط في الغرر حتى يكون مؤثراً أن يكون كثيرا , أما إذا كان الغرر يسيرا فإنه لا تأثير له على العقد. قال القرافي: الغرر والجهالة - أي في البيع - ثلاثة أقسام: كثير ممتنع إجماعا , كالطير في الهواء , وقليل جائز إجماعا , كأساس الدار وقطن الجبة , ومتوسط اختلف فيه , هل يلحق بالأول أم بالثاني؟
وقال ابن رشد الحفيد: الفقهاء متفقون على أن الغرر الكثير في المبيعات لا يجوز، وأن القليل يجوز " انتهى.
ثانيا:
ما تفعله بعض المطاعم من تحديد ثمن معين للوجبة حتى الإشباع ـ الذي يظهر ـ أنه من الغرر اليسير الذي لا يؤثر في صحة البيع، وهو يشبه ما ذكره النووي رحمه الله في كلامه السابق من دخول الحمام بأجرة معلومة، مع عدم العلم بكمية الماء المستعمل، وكذلك الشرب من السقاء مع عدم العلم بكمية الماء.
لكن إذا كان الإنسان يعلم من نفسه أنه يأكل كثيراً خارجاً عن المعتاد فإنه يجب عليه أن يذكر لهم ذلك، لأن هذا يكون غررا كثيراً.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " مسألة: هناك محلات تبيع الأطعمة تقول: ادفع عشرين ريالا والأكل حتى الشبع؟
الجواب: الظاهر أن هذا يتسامح فيه؛ لأن الوجبة معروفة، وهذا مما تتسامح فيه العادة، ولكن لو عرف الإنسان من نفسه أنه أكول فيجب أن يشترط على صاحب المطعم؛ لأن الناس يختلفون " انتهى من "الشرح الممتع" (4/ 322) ط. مركز فجر.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب(68/150)
هل السنة: وضع اليمنى على اليسرى أم القبض؟
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[21 - 03 - 02, 07:06 م]ـ
قد مر حديث وائل بن حجر رضي الله عنه قال: " صليت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فوضع يده اليمنى على يده اليسرى ".
و هو عند النسائي و الدارقطني بسند صحيح كما في (صفة الصلاة ص:88) بلفظ: " قبض بيمينه على شماله " ...
فتبيّن أنّ المراد بالوضع القبض، لأن السنة يفسر بعضها بعضا، خاصة إذا كان مخرج الحديث واحدا. فتكون السنة القبض لا غير ... لكن الشيخ الألباني رحمه الله رأى غير ذلك فقال: في هذا الحديث دليل على أن من السنة القبض، و في الحديث الأول الوضع، فكلٌ سنة.اهـ
و هذا الكلام يحتاج إلى تأمل؛ لأن الحديث واحد، و الأصل اتحاد الواقعة، و لا بد - و الحال هاته - من حمل المجمل على المبين، كما هو مقرر في (الأصول) ...
و كذلك الحال بالنسبة لحديث هُلب الطائي رضي الله عنه، فإنه ورد عند أحمد و الترمذي و ابن ماجة و غيرهم بلفظ: " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤمنا فيأخذ شماله بيمينه " ...
و حديث: " إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نمسك بأيماننا على شمائلنا في الصلاة "و قد ذكره الألباني في (صفة الصلاة) بلفظ:" و أن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة "
فدل الحديثان و ما سبقهما على أن المراد بالوضع عند الإطلاق القبض، لأن القبض داخل في معنى الوضع، بخلاف الوضع، فكل قابض واضع، و ليس كل واضع بقابض ...
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[21 - 03 - 02, 09:46 م]ـ
قبض الكفّ للكفّ أم للرسغ أم للساعد؟
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[22 - 03 - 02, 01:19 ص]ـ
على الكف و الرسغ و الساعد كما في الحديث ...(68/151)
الأذان لصلاة الجماعة في غير المسجد
ـ[عصام البشير]ــــــــ[21 - 03 - 02, 07:31 م]ـ
السلام عليكم
إذا صلى مجموعة من الإخوة في بيت من البيوت جماعة، فما حكم الأذان في هذه الحالة؟
وهل لهذا الحكم علاقة بسماعهم أذان المسجد أم لا؟
وهل يتغير الحكم لو صلوا متأخرين شيئا ما عن أول الوقت؟
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[22 - 03 - 02, 05:50 م]ـ
رفعاً للسؤال لا لإجابته أقول:
لعلّ في حديث: "يعجب ربك من راعي غنم في جبل يؤذن بالصلاة ويصلي" دليل على جواز الأذان للصلاة في البيت الذي ليس يجاوره مسجد.
والله أعلم.
ـ[العويد]ــــــــ[23 - 03 - 02, 07:30 ص]ـ
الأولى: قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: وإذا صلى وحده أداء أو قضاء وأذن وأقام فقد أحسن، وإن اكتفى بالإقامة أجزأ.ا. ه
فلا يشترط على الصحيح عند الحنابلة - رحمهم الله - أن يؤذن في المسجد، بل قالوا: يجوز إعادة الأذان في المسجد الذي يؤذن فيه. من غير رفع الصوت لئلا يشوش على الناس.
الثانية: أصل المسألة حديث: مالك بن الحويرث - في الصحيحين " إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم " فهل المراد بالصلاة: الصلاة نفسها أو وقتها، الصحيح الثاني لحديث بلال - رضي الله عنه - في الصحيحين - وهو عن أبي ذر - رضي الله عنه - أنه - كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فأراد بلال أن يوذن للظهر فأخره النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أن رأى الفيء على التلال ثم أمره فأذن " ففيه دليل على جواز تأخير الأذان إلى إقامة الصلاة بقدر ما تصلى به النفل. وهو اختيار الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله _.
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[08 - 02 - 04, 10:35 م]ـ
وقد رخص الإمام أحمد في الصلاة جماعة في غير المسجد مع وجود جماعة المسجد(68/152)
اخواني ارجوكم افيدوني ان كان عندكم علم
ـ[احمد بخور]ــــــــ[21 - 03 - 02, 09:55 م]ـ
انا بحث عن قائل يقول بالخطبة الواحده في العيدين من الأئمة المتقدمين ولم اجد عنهم نقل حسب علمي فمن معه فائدة فليعلمني جزاه الله خير
من مناهج المتقدمين تجدهم يذكرون مثلا احكام القنوت في الوتر في كتاب الوتر ويأتون بأحاديث قنوت النوازل فهل هم يكتفون بخطبة الجمعة عن ذكرها في العيد
والله أعلم
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[19 - 05 - 09, 08:07 ص]ـ
للرفع بعد سبع سنين.
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[19 - 05 - 09, 09:06 ص]ـ
للرفع بعد سبع سنين.
قال فضيلة الشيخ محمد حاج عيسى حفظه الله في كتابه (خطبة العيد خطبة أم خطبتان؟):
القول الأول: أنها خطبة واحدة لا يشرع الجلوس في وسطها
وهو قول عطاء ونقله عن الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، واختيار السيد سابق والألباني وابن عثيمين رحمة الله على الجميع.
المصادر:
* المصنف لعبد الرزاق (5650).
*فقه السنة لسيد سابق (1/ 240).
* تمام المنة للألباني ص (349).
* الشرح الممتع للعثيمين (2/ 376).(68/153)
اليس منكم رجل يجيب اصبت ام اخطأت ويفيدني الله المستعان
ـ[احمد بخور]ــــــــ[23 - 03 - 02, 12:08 ص]ـ
الآية التي اختلف اهل العلم في فرضية الحج وبالتالي فيما يتبع ذالك من المسائل مثل هل هو على الفور ام على التراخي والخـ ـــــ
آية آل عمران (((وأتموا الحج والعمرة لله)))
بالإجماع انها نزلت في قصة كعب بن عجرة رضي الله عنه
وكانت قصة كعب في الحديبية السنه السادسه وبسببها قال الشافعي ان فرضيّة الحج في السنة السادسة
ولما رأيت قول الإمام الشافعي قلت لماذا لانرجع الى التفسير انظر الى قول ائمة التفسير من المتقدمين فيها
وتفاجأت ان اقوال المفسرين فيها غير ما يتكلم بها شيخ الإسلام من انها في صدر آل عمران وان صدرها نزل في الوفود وانها في التاسعه ووووو
لاكن الإمام ابن مسعود رضي الله عنه كان يقرأ في الآية بقراءة خاصة
(((وأقيموا الحج والعمرة لله)) وقال ابن جريرفي تفسيره (تأويل هؤلاء في قوله تبارك وتعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله} أنهما فرضان واجبان من الله تبارك وتعالى أمر بإقامتهما، كما أمر بإقامة الصلاة، وأنهما فريضتان، وأوجب العمرة وجوب الحج. وهم عدد كثير من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من الخالفين كرهنا تطويل الكتاب بذكرهم وذكر الروايات عنهم. وقالوا: معنى قوله: {وأتموا الحج والعمرة لله} وأقيموا الحج والعمرة. ذكر من قال ذلك:) ذكرمنهم علي بن ابي طالب عن علي: " وأقيموا الحج والعمرة للبيت " ثم هي واجبة مثل الحج
ابن مسعود رضي الله عنه عن عبد الله: "وأقيموا الحج والعمرة إلى البيت" ثم قال عبد الله: والله لولا التحرج وأني لم أسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها شيئا، لقلت إن العمرة واجبة مثل الحج.
ثم قال (وكأنهم عنوا بقوله: أقيموا الحج والعمرة: ائتوا بهما بحدودهما وأحكامهما على ما فرض عليكم.)
وذكر ان ذالك قول ابن عباس فيها
انا انبه الإخوة الى اهمية الاهتمام بكلام الأئمة المتقدمين في كل شيء فالآية شاملة للمعنين ولاتنافي
فأقيموها كما تقيمون الصلاة فيكون فيه دليل للفرضية وكذالك اذا ابتدأتم فأتموها
مع ما ذكره الشافعي من انها فرض السادسة
مع انك تجد من تكلم عن الحج ووجوبه من الأئمة ممن الف في الحديث اوتكلم في الفقه قبل شيخ الإسلام لما يذكرون أدلة الفرضية يذكرون هذه الآية
هذا ما تيسر على عجالة ارجو من الإخوة إفادتي هل هو صحيح
وجزاكم الله خيرا والله أعلم
ـ[السي]ــــــــ[18 - 06 - 02, 01:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وقد طال غياب الأخ أحمد بخور عنا فنسأل الله أن يكون بخير(68/154)
من يعرفون بالكني وأسمائهم
ـ[احمد بخور]ــــــــ[23 - 03 - 02, 12:48 ص]ـ
بسم الله نبدأ اولا من الصحابة
ابوبكر الصديق عبد الله بن عثمان بن عامر التيمي
ابو أيوب الأنصاري خالد بن زيد بن كليب الأنصاري
ابو برزة الأسلمي هو نضلة بن عبيد الأسلمي
ابو قتادة الأنصاري الحارث وقيل عمرو او النعمان بن ربعي
ابو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي
ابو طلحة الأنصاري هو زيد بن سهل بن الأسود بن حرام
ابو أسيد الساعدي ماللك بن ربيعة بن البدن
ابو أمامة الباهلي صدي بضم الصاد بن عجلان
ابو بردة بن نيار هانيء وقيل الحارث وقيل مالك بن هبيرة
ابو بكرة الثقفي نفيع بن الحارث الثقفي
ابو ثعلبة الخشني جرثوم وقيل جرثومة وقيل جرهم وقيل لاشر وقيل غيرها وكذالك اختلف في اسم ابيه
ابو جحيفة وهب بن عبد الله السوائييقال له وهب الخير
ابو حبّة الأنصاريّ عامر بن عمرو وقيل بن عبدعمرو
ابو حدرد الأسلمي عبد وقيل عبيد وقيل سلامة بن عمير
ابو حذيفة الأنصاري
ابو حميد الساعدي المنذر بن سعد بن المنذر وقيل عبد الرحمن وقيل عمرو
ابو ذر الغفاري جندب بن جنادة
ابو رافع القبطيّ مولى رسول الله ابراهيم وقيل اسلم وقيل ثابت وقيل هرمز
ابو رزين العقيلي لقيط بن صبرة ابو رفاعة العدوي اسمه تيم بن اسد
ابو ريحانة الأزدي شمعون بن زيد
ابو زيد الأنصاري عمرو بن اخطب
ويتبع ان شاء الله المزيد
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[23 - 03 - 02, 03:53 ص]ـ
اخي الجليل الفاضل احمد بخور:
شكرا لك على هذه الفوائد.
انتظر المزيد
ـ[احمد بخور]ــــــــ[23 - 03 - 02, 04:09 ص]ـ
كأني أعرفك كان يحدثني عنك امين عبدالله جعفر ابو المنذر
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[23 - 03 - 02, 06:40 ص]ـ
أخي بخور الطيب الفاضل المبارك:
;)!!(68/155)
ألقاب الصحابة والتابعين الإمام الجياني الأندلسي
ـ[احمد بخور]ــــــــ[23 - 03 - 02, 03:40 ص]ـ
ألقاب الصحابة والتابعين الإمام الجياني الأندلسي
ـ[الدارقطني]ــــــــ[11 - 04 - 02, 11:33 م]ـ
الأخ أحمد بخور حفظه الله هذا الكتاب المذكور هو جزء من كتاب طبع حديثاً في ثلاث مجلدات عند مكتبة عالم الفوائد بمكة المكرّمة بتحقيق الشيخين على العمران ومحمد عزيز واسم الكتاب هو:"تقييد المهمل وتمييز المشكل"، وقد تأكدت بنفسي شخصيّا من هذا الذي أقول، والله الموفق.(68/156)
للحائليين فقط ...
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[23 - 03 - 02, 07:23 م]ـ
بعد السلام.
أريد منكم من يتفضل و يأتيني بهاتف الشيخ / صالح بن علي الطويرب، إن كان حياً أو أحد أبنائه، أو هاتف المكتبة العامة في حائل للضرورة القصوى.(68/157)
من فوائد البخاري (3) عائشة رضي الله عنها تصلي يمين الصف مع الإمام
ـ[احمد بخور]ــــــــ[23 - 03 - 02, 10:36 م]ـ
حديث في كِتَاب الْإِيمَانِ.
باب مَنْ أَجَابَ الْفُتْيَا بِإِشَارَةِ الْيَدِ وَالرَّأْسِ.
الحديث: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ أَتَيْتُ عَائِشَةَ وَهِيَ تُصَلِّي فَقُلْتُ مَا شَأْنُ النَّاسِ فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ فَقَالَتْ سُبْحَانَ اللَّهِ قُلْتُ آيَةٌ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَيْ نَعَمْ فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَى رَأْسِي الْمَاءَ فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ أُرِيتُهُ إِلَّا رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي حَتَّى الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ مِثْلَ أَوْ قَرِيبَ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ يُقَالُ مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوْ الْمُوقِنُ لَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ فَيَقُولُ هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى فَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا
هُوَ مُحَمَّدٌ ثَلَاثًا فَيُقَالُ نَمْ صَالِحًا قَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنًا بِهِ وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوْ الْمُرْتَابُ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ
وفي كتاب الوضوء.
باب مَنْ لَمْ يَتَوَضَّأْ إِلَّا مِنْ الْغَشْيِ الْمُثْقِلِ.
الحديث: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ أَتَيْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ يُصَلُّونَ وَإِذَا هِيَ قَائِمَةٌ تُصَلِّي فَقُلْتُ مَا لِلنَّاسِ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَتْ سُبْحَانَ اللَّهِ فَقُلْتُ آيَةٌ فَأَشَارَتْ أَيْ نَعَمْ فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ وَجَعَلْتُ أَصُبُّ فَوْقَ رَأْسِي مَاءً فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ مَا مِنْ شَيْءٍ كُنْتُ لَمْ أَرَهُ إِلَّا قَد ـــــــــالحديث
وفي كِتَاب الْجُمُعَةِ.
باب مَنْ قَالَ فِي الْخُطْبَةِ بَعْدَ الثَّنَاءِ أَمَّا بَعْدُ.
رَوَاهُ عِكْرِمَةُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ أَخْبَرَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَتْ دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ قُلْتُ مَا شَأْنُ النَّاسِ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَقُلْتُ آيَةٌ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَيْ نَعَمْ قَالَتْ فَأَطَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِدًّا حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ وَإِلَى جَنْبِي قِرْبَةٌ فِيهَا مَاءٌ فَفَتَحْتُهَا فَجَعَلْتُ أَصُبُّ مِنْهَا عَلَى رَأْسِي فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ تَجَلَّتْ الشَّمْسُ فَخَطَبَ النَّاسَ وَحَمِدَ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ قَالَتْ وَلَغَطَ نِسْوَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَانْكَفَأْتُ إِلَيْهِنَّ لِأُسَكِّتَهُنَّ
فهي صلت مع عائشة في حجرتها مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعلوم ان حجرتها امام يمين الصف الأول تقريبا
وهذا فيدليل على مسائل عدة يحتاج الى التأمل فيها مثل صلاة النساء امام الإمام ومتابعة الإمام من حجرة مجاورة يسمع صوته و والحركة في الصلاة فهي اخذت تصب الماء وفيه ان الأغماء البسيط لاينقض وووووو
والله أعلم
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[24 - 03 - 02, 12:28 ص]ـ
فوائد جمّة ...
استمرّ بارك الله فيك.
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[25 - 03 - 02, 02:30 ص]ـ
تنبيه:
قلت أخ أحمد بارك الله فيك.
فهي صلت مع عائشة في حجرتها مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعلوم ان حجرتها امام يمين الصف الأول تقريبا
كلامك هذا ليس بصحيح بل المعروف أن غرف النبي عليه السلام
في يسار المسجد بحيث إن الإمام لما يصلي تكون جميع الغرف
على يساره وهذا معروف لكل من ذهب إلى المسجد النبوي
وكذلك الروضة الشريفة التي هي من منبره إلى غرفه عليه السلام
تكون على يسار الإمام إذا صلى.
ومعلوم أن غرفة عائشة هي التي بها قبر النبي عليه السلام
وهو موجود ومشهور مكانه في الحرم النبوي
والله اعلم.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/158)
ـ[احمد بخور]ــــــــ[25 - 03 - 02, 04:57 ص]ـ
اخي هيثم جزاك الله خير
اخي فالح جعلك الله فالحا ومن المفلحين في الدنيا والآخرة
وما ذكرت صحيح وانما هو سبق قلم وخطأ مني
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[25 - 03 - 02, 03:11 م]ـ
< FONT FACE="Arabic Transparent"><FONT SIZE="7"><FONT COLOR="#FF0000"> ب</ FONT><FONT COLOR="#FF0000"> ا</ FONT><FONT COLOR="#FF0000"> ر</ FONT><FONT COLOR="#FF0000"> ك</ FONT><FONT COLOR="#FF0000"> </FONT><FONT COLOR="#FF0000"> ا</ FONT><FONT COLOR="#FF0000"> ل</ FONT><FONT COLOR="#FF0000"> ل</ FONT><FONT COLOR="#FF0000"> ه</ FONT><FONT COLOR="#FF0000"> </FONT><FONT COLOR="#FF0000"> ف</ FONT><FONT COLOR="#FF0000"> ي</ FONT><FONT COLOR="#FF0000"> ك</ FONT><FONT COLOR="#FF0000"> </FONT><FONT COLOR="#FF0000"> و</ FONT><FONT COLOR="#FF0000"> ف</ FONT><FONT COLOR="#FF0000"> ي</ FONT><FONT COLOR="#FF0000"> </FONT><FONT COLOR="#FF0000"> أ</ FONT><FONT COLOR="#FF0000"> ه</ FONT><FONT COLOR="#FF0000"> ل</ FONT><FONT COLOR="#FF0000"> ك</ FONT></FONT></FONT>(68/159)
كنى نذكر أسمائها (الصحابة) //أ - ب
ـ[احمد بخور]ــــــــ[23 - 03 - 02, 10:36 م]ـ
آبي اللحم الغفاري وليست هذه بكنية له ولكنها صارت له كالكنية وقيل إنما قيل له ذلك لأنه كان لا يأكل اللحم
أبو أمية الفزاري لم يسم ولم ينسب قال أبو نعيم ويحيى بن معين له صحبة والأكثر على أنه بالمد وكسر الميم بعدها نون
أبو أحمد بن جحش الأسدي أخو أم المؤمنين زينب اسمه عبد بغير إضافة وقيل عبدالله حكى عن بن كثير وقالوا إنه وهم اتفقوا على أنه كان من السابقين الأولين وقيل إنه هاجر إلى الحبشة ثم قدم مهاجرا إلى المدينة
أبو أروى الدوسي لا يعرف اسمه ولا نسبه
أبو إسرائيل الأنصاري أو القرشي العامري قيل اسمه يسير بتحتانية ومهملة مصغراوقيل قشير بقاف ومعجمة في الصحيحين من حديث بن عباس قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا في الشمس الحديث
أبو أسماء السكوني غضيف بن الحارث
أبو الأسود الكندي هو المقداد بن الأسود الصحابي المشهور
أبو أسيد بن ثابت الأنصاري الزرقي المدني وقال أبو حاتم يحتمل أن يكون هو عبدالله بن ثابت خادم النبي صلى الله عليه وسلم
أبو أسيد الساعدي اسمه مالك بن ربيعة
أبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي أحد العشرة المبشرين بالجنة
أبو أمامة أسعد بن زرارة الأنصاري الخزرجي أحد النقباء
أبو أمامة بن ثعلبة الأنصاري ثم الحارثي اسمه عند الأكثر إياس وقيل اسمه عبدالله وبه جزم أحمد بن حنبل وقيل ثعلبة بن سهيل وقيل بن عبدالرحمن
أبو أمامة الباهلي اسمه صدى بن عجلان
أبو أمية الدوسي ثم الزهراني وقبل الأزدي ثم الصقبي بفتح المهملة وسكون القاف بعدها موحدة نسبة إلى صقب بن دهمان بن نصر بن الحارث كان زوج أم قحافة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر الصديق قبل الأشعث بن قيس وله منها بنت تسمى أميمة تزوجها عبدالله بن الزبير
القسم الثاني [فيمن له رؤية]
أبو إدريس الخولاني عائذ الله بن عبيدالله
أبو إسحاق قبيصة بن ذؤيب الخزاعي
أبو إسحاق إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف الزهري
أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري اسمه أسعد
القسم الثالث [من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره].
أبو إسحاق كعب بن ماتع المعروف بكعب الأحبار
أبو الأسود يزيد بن الأسود الجرشي
أبو الأسود الدئلي ظالم بن عمرو
حرف الباء
أبو بردة بن قيس الأشعري أخو أبو موسى مشهور بكنيته كأخيه
أبو بردة بن نيار الأنصاري خال البراء بن عازب اسمه هانئ وقيل اسمه مالك بن هبيرة وقيل الحارث بن عمرو
أبو برزة الأسلمي مشهور واسمه نضلة بن عبيد
أبو بريدة عمرو بن سلمة الجرمي
أبو البشر بفتحتين بن الحارث العبدري من بني عبد الدار هو الشاب الذي خطب سبيعة الأسلمية لما وضعت حملها فحطت إليه فدخل عليها أبو السنابل فقال لست بناكح حتى تمضي أربعة أشهر وعشرا
أبو بشر البراء بن معرور سيد الأنصار
أبو بشير الأنصاري الساعدي ويقال المازني ويقال الحارثي مخرج حديثه في الصحيحين لا يعرف اسمه وقيل اسمه قيس بن عبيد بن الحرير بمهملتين مصغر
أبو بشير الأنصاري آخر هو الحارث بن خزمة
أبو البشير الأنصاري يقال إنه كنية كعب بن مالك
أبو بصرة الغفاري بن بصرة بن أبي بصرة بن وقاص بن حبيب بن غفار وقيل بن حاجب بن غفار وأخرج حديثه مسلم والنسائي عن أبي بصرة الغفاري قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر الحديث وفيه ولا صلاة بعد حتى يرى الشاهد والشاهد النجم
أبو بصير بن أسيد بن جارية الثقفي اسمه عتبة وقيل إن اسمه عبيد
أبو بكر الصديق بن أبي قحافة اسمه عبدالله وقيل عتيق بن عثمان
أبو بكرة الثقفي نفيع بن الحارث
أبو البنات بموحدة ثم نون خفيفة كنية من كنى أبي سفيان.
أبو بهيسة بالتصغير الفزاري ذكره أبو بشر الدولابي في الكنىعن أبي بهيسة أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم فأدخل يده في قميصه فمس الخاتم هكذا أورده وهو عند أبي داود والنسائي من هذا الوجه لكن قال عن بهيسة عن أبيها
أبو بهية بفتح أوله البكري اسمه عبدالله بن حربد
القسم الثاني [من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره].
أبو بسرة الجهني قال شهدت عمر بالجابية أتى برجل شرب الطلاء فسكر فجلده الحد
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[24 - 03 - 02, 12:07 ص]ـ
أحسنت وبارك الله فيك
واستمر(68/160)
مصطلح الحديث بين الفقهاء و المحدِّثين.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[23 - 03 - 02, 10:47 م]ـ
مما يُلْحَظ حين النظر في كتب الفقهاء و المحدثين تفاوتهم في تعاملهم مع أنواع الحديث، و اعتبارهم لها و عدمه.
و هذا أمر لابد من الاهتمام به و العناية، فإن القوم درجوا على أصول عندهم حُرِّرَت و نُقِّحَت.
و من ذلك:
1 - الحديث الضعيف: فهو عند المحديثن لا يجوز العمل به.
و عند الفقهاء يجوز العمل به.
2 - الحديث المرسل: فهو كالضعيف سواءً.
إلى أنواع أُخَر.
و المسائل في ذلك كثيرة.
و هذه خاطرة هي مجرد إشارة إلى هذا الملحظ الدقيق الذي بات يجهله كثير من طلاب العلم اليوم _ و خاصة العاملين في الحديث _ و الله المستعان.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[24 - 03 - 02, 12:05 ص]ـ
بارك الله فيك أخي (ذو المعالي) ونفع بك.
ومن الأمثلة، زيادة الشذوذ والعلة في تعريف الحديث الصحيح.
قال الإمام الذهبي في ((الموقظة))
الحديثُ الصحيح:
هو ما دَارَ على عَدْلً مُتْقِنٍ واتَّصَل سَنَدُه. فإن كان مُرسَلاً ففي الاحتجاج به اختلاف.
وزاد أهلُ الحديث: سلامتَهُ من الشذوذِ والعِلَّة. وفيه نظر على مقتضى نظر الفقهاء، فإنَّ كثيراً من العِلَل يأبَوْنها.
ـ[سامى بن صالح الجعيدي]ــــــــ[15 - 11 - 07, 11:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان طرح مثل هذه المواضيع جميل جدا
حيث هناك بون شاسع بين الفريقين
ومثل هذه المواضيع تطرح بانصاف بين طلبة العلم
ـ[أم حنان]ــــــــ[15 - 11 - 07, 01:25 م]ـ
و هذا أمر لابد من الاهتمام به و العناية، فإن القوم درجوا على أصول عندهم حُرِّرَت و نُقِّحَت.
.
بارك الله فيكم، وأين أجد هذه الأصول؟
وهل يوجد كتاب يتحدث عن الفرق بين الفقها ء والمحدثين فيما يتعلق بعلم الحديث؟
وإذا كان الفقيه محدثا -مثلا- فهل سيتقيد بأصول المحدثين أم بأصول الفقهاء أم يجمع بينهما؟
أرجو توضيح هذه الأمور، وجزاكم الله خيرا(68/161)
التعليق على بعض أقيسة الألباني رحمه الله الجزء الثاني
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[24 - 03 - 02, 01:53 ص]ـ
تتمة للموضوع الذي تناولت فيه التعليق على بعض أقيسة الشيخ الألباني، ها هو الجزء الثاني:على هذا الرابط ( http://salafit.topcities.com/kiassat2.htm)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[24 - 03 - 02, 04:19 ص]ـ
الأخ الشيخ المبلّغ وفقك الله:
أشكرك (بارك الله فيك) على قبول نصيحة بعض الإخوة فيما يتعلّق بتغيير بعض العناوين في الموقع.
1) لماذا يُفرّق بين التشهّدين الأول والأخير من حيث الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) و عدمه؟ هل تعرف دليلاً صريحاً في ذلك.
علماً بأنّ الشافعي (رحمه الله) قال بالصلاة على النبي في التشهدين جميعاً.
2) هل تعرف دليلاً صريحاً على استحباب حفظ القرآن كاملاً، وأجر حافظه؟
وجزاك الله خيراً.
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[24 - 03 - 02, 08:08 ص]ـ
أيها الأخ الفاضل: هيثم بارك الله في سعيك و جعله سعيا مشكورا ... اعلم أنه من تجرد لطلب الحق و صدق الله في مقصده، سهل عليه قبوله ...
أما فيما يتعلق بالتشهدين؛ فإن الإمام الشافعي يقول بوجوب الصلاة فيهما جميعا ...
و التفريق بينهما هو قول الجمهور، و العجيب أن الإمام الشافعي يفرق بين التشهدين في الجلوس ... و الأمر حسب رأيي يتوقف على الإقتداء في هذا الباب ....
على كل، فقد نشرت في الموقع كلاما للشيخ ابن جبرين، هذا رابطه:
http://salafit.topcities.com/ibn_jibrin.htm(68/162)
هل للعلم لذة؟ (إهداء للغالي (عبد الله العتيبي)
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[25 - 03 - 02, 01:24 ص]ـ
الإنسان متقلِّبٌ في اللذات بين لذتين:
الأولى: حسِّيَّة.
الثانية: عقلية:.
و أسماهما العقلية، و غايتها العلم.
فالعلم لذة من اللذائذ العقليَّة، و هو ذو لذة رفيعة نفيسة.
لذة العلم لها مجالان:
الأول: لذة حال تحصيله و طلبه.
و هذه اللذة أنواع:
الأول: لذة باعتبار المقصد (أي النية)؛ و الناس في نية الطلب أقسام:
أحدها: أن يكون طلبه لله (فهذا مأجور).
ثانيها: أن يكون طلبه لغير الله (فهذ يأثم)
ثالثها: أن يكون طلبه لا لله و لا لغير الله (فهذا لا يثاب و لا يعاقب).
و الأخيرة هي (حال أكثر النفوس، فإن الله خلق فيها محبة للعلم و المعرفة و إدراك الحقائق، و قد يخلق فيها محبة للصدق و العدل و الوفاء بالعهد، و يخلق فيها محبة للإحسان و الرحمة بالناس، فهو يفعل هذه الأمور لا ليتقرَّب بها إلى أحد من الخلق، و لا ليطلب مدحَ أحد و لا خوفاً من ذمه ...
و المقصود _ هنا _ أن محبة هذه الأمور الحسنة ليس مذموماً بل محموداً، و مَنْ فعل هذه الأمور لأجل هذه المحبة لم يكن مذموماً و لا معاقباً و لا يقال إن هذا عمله لغير الله، فيكون بمنزلة المرائي و المشرك، فذاك هو الشرك المذموم، و أما مَنْ فعلها لمجرَّد المحبَّة الفطرية فليس بمشرك و لا هو _ أيضاً _ متقرِّباً بها إلى الله حتى يستحق عليها ثواب مَنْ عملَ لله و عبده) أهـ.
[انظر: مسألة فيما كان للعبد محبة لما هو خير و حق و محمود في نفسه، لشيخ الإسلام (445 –450) ضمن مجموع (دراسات عربية و إسلامية مهداة إلى أديب العربية محمود شاكر].
الثاني: لذة باعتبار التحصيل (أي ما حصَّلَه من العلم).
الثالث: لذة باعتبار القَدْر (أي ما ناله الطالب من قَدْرٍ و مكانة بسبب الطلب).
و كلها لا تخلو من مراعاة.
الثاني: لذة بعد إدراك قَدْرٍ منه، و حال العمل به.
فهذان مجالان للعلم يَتَحَصَّل للطالب فيهما لذته و حلاوته.
و المراد باللذة العلمية: استلذاذ مسائل العلم و تذوق حلاوته، و تحمُّل المشاق في تحصيله، و إيثاره على أعراض الدنيا.
و ضابطها: ألاَّ تكون مُشْغِلَةٌ عن الأمور الأهم في العلم و طلبه، و عن أصول الفنون بفروعها.
و لِيُعْلَم: أن لذة العلم مُقَيَّدة ٌبأمرين:
الأول: أن يكون بقصد و تؤدة.
الثاني: أن يكون بتوسُّطٍ.
إن غالب طلاب العلم حين يَحْلُوا له العلم و يتذوَّق لذته ينجرف مع تلك اللذة فيقع في إهمال مهامٍ كبار، و هذا خلل جَلَلٌ.
فلابد من مراعاة هذين القَيْدَيْن، و الحذر من رونقة العلم و لذته المُفْضِيَة إلى ترك أمور أكبر.
و لهذه اللذة صور:
الأولى: اشتغال جملة من الطلاب بفنون ثانوية، و ترك الفنون الأصيلة.
و ليس مرادي ذم الاشتغال بالفنون الكمالية، و إنما مرادي: أن يشتغل الطالب بالعلوم الآلية و يعرض الإعراض _ الكلي أو الجزئي _ عن علوم الغاية.
الثانية: الاشتغال بمسائل فنٍّ فرعية جزئية دقيقة مع إهمال أصول ذلك الفن و أُسس مسائله.
الثالثة: الصعود إلى علوم الكبار لمن لم يتقن بدائيات العلم.
إلى صُوَرٍ عديدات.
و لذة العلم مُنَالَةٌ بأمور:
الأول: الإخلاص لله في الطلب.
الثاني: سلوك جادة العلم المطروقة من التدرج من: الأصغر فالأوسط فالأكبر.
الثالث: إعمال الذهن و العقل في العلم تفهُّماً و استنباطاً.
فائدة:
طالب العلم المتلذذ بفهمه لا يزال يطلب ما يزيد التذاذه، فكلما طَلَبَ ازداد لذةً فهو يطلب نهاية اللذة و لا نهاية لها.
[انظر: فيض القدير (1/ 163)].
إضاءة:
(مَنْ لم يحتمل ألم التعلُّم لَمْ يَذُقْ لذة العلم) [السِّيَر (22/ 322)].
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[25 - 03 - 02, 02:15 ص]ـ
((((((((الغالي عبد الله العتيبي)))).
وممن من شيخنا،! ثقة جليلة من شيخنا الجليل:
اتعبت نفسك في افادتي ايها الفاضل كلام جميل جدا ورائع، كلام عالي من ذي المعالي، عبارات متزنه، ان كانت هذه من مقولك -وهو الظاهر- فهنيئا لنا في المنتدى بك.
ـ[موحد_ 1]ــــــــ[13 - 06 - 02, 07:30 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[24 - 01 - 09, 01:25 ص]ـ
كلام رصين يدل على عقل سليم و دينٍ متين بورك فيك
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[24 - 01 - 09, 01:56 ص]ـ
صاحب الذوق الرفيع ..
ومن بديع اختصاره وحسن ترصيع تقصاره ..
منقول ..
ابتسامة.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[13 - 03 - 10, 12:23 ص]ـ
أحسن الله إليكم(68/163)
حَدِيثُ: كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَنْقَطِعُ .....
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[25 - 03 - 02, 03:55 م]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?14@178.N65Wa8tobhl^6@.ef12cd4
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[25 - 03 - 02, 06:00 م]ـ
بارك في الشيخ عبد الله زقيل
واسمح لي بوضع نص كلام الإمام الدارقطني الذي نقلته، وفيه اختلاف بسيط:
211 ــ وسئل عن حديث علي بن الحسين عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سبي ونسبي)).
فقال: هو حديث رواه محمد بن إسحاق عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن عمر.
وخالفه الثوري وابن عيينة ووهيب وغيرهم فرووه عن جعفر عن أبيه عن عمر.
ولم يذكروا بينهما جده علي بن الحسين، وقولهم هو المحفوظ.
((علل الدارقطني)) (2/ 189 ــ 190)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[25 - 03 - 02, 06:24 م]ـ
جزى الله خيراً الأخ عبدالله زقيل على هذا المبحث النفيس.
والذي يظهر من خلاله سعة اطّلاعه على مصنّفات شتى العلوم الشرعية.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[26 - 03 - 02, 07:20 ص]ـ
الأخوان راية التوحيد وهيثم حمدان.
أبارك لكما هذا المنتدى العلمي الجميل والذي كنا نطالب بمثله منذ سنوات والحمد لله أصبح الآن واقعا نشارك فيه مع إخوة لنا نحسبهم والله حسيبهم من طلبة العلم.
= الأخ راية التوحيد.
جزاك الله خيرا على نقل كلام الدارقطني من كتاب " العلل ".
= الأخ هيثم حمدان.
قطعت عنق أخيك غفر الله لك.
وبالمناسبة ‚ هل تذكر ردي عليك في موضوع قراءة القرآن من أواخر السور؟
مازلتُ أحتفظ به إن أردتَ أن أضعه فأنت تأمر أمر لكي يستفيد منه الإخوة في المنتدى.
محبكم في الله: عبد الله زقيل
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[26 - 03 - 02, 08:05 م]ـ
أخي عبدالله، هل تقصد هذا الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=550
إن كان هو فأرجو أن تتفضّل بوضع ردّك تحته.
وجزاك الله ألف خير.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[26 - 03 - 02, 08:34 م]ـ
الحمد لله
لا زلت أذكر قول العلماء في ذكر محاسن الكرام
وقول ابن بطال رحمه الله في شرح الصحيح
وإن كان المدح لا يقصد فيه التزلف ولا الكذب فلا بأس به
فأقول
يا حي هلاً بشيخنا وحبيبنا الشيخ عبد الله زقيل ـ سلمه الله ـ آمين
وهذه فرصة طيبة لنثر الدرر في هذا المنتدى الطيب
فلا يسعني في ديني أن أكتم محاسنكم ولا أن ادفن فضائلكم
فلا تحرمونا مما عندكم يا كرام
ولكم كل تقدير واحترام
محبكم ابن دحيان عليه من الله الغفران
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[27 - 03 - 02, 08:00 ص]ـ
= أخي هيثم حمدان.
أبشر بما يسرك بحول الله وقوته.
= أخي بن دحيان.
نسأل الله القبول والسداد وقبل ذلك كله الإخلاص في القول والعمل.
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[19 - 08 - 08, 12:18 ص]ـ
الشيخ عبد الله زقيل الرابط لايفتح
وليتك تلخص التخريج وتضعه هنا حفظك الله(68/164)
حَدِيثُ: لَيْسَ مِنْ امْبِرِّ امْصِيَامُ فِي امْسَفَرِ ... رِوايةٌ
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[27 - 03 - 02, 08:02 ص]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?14@135.QVdObCNLaQj^0@.ef13139
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[19 - 08 - 08, 12:20 ص]ـ
الشيخ عبد الله زقيل الرابط لموقع محجوب
وليتك تلخص تخريج الحديث وتضعه هنا حفظك الله
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[19 - 08 - 08, 06:40 م]ـ
انظره هنا:
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/80.htm
وبقية أبحاث الشيخ عبد الله هنا:
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/index.htm
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[25 - 08 - 08, 04:34 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا المقداد وكثر الله من أمثالك(68/165)
لا مانع من رفع اليدين بالدعاء بعد المكتوبة
ـ[المبلغ]ــــــــ[27 - 03 - 02, 10:17 م]ـ
اعلم أنّ رفع اليدين في الدعاء، بعد الفراع من الفريضة، أمر مشروع لا كراهة فيه، خلافا لمن زعم أنه بدعة. الدليل على ذلك من وجوه:
تابع الموضوع على هذه الوصلة
http://salafit.topcities.com/raya.htm
ـ[طالب الحق]ــــــــ[28 - 03 - 02, 01:03 ص]ـ
جزاك الله خيراً.
وقد قرأتُ البحث فوجدته ضعيفاً، لم يحرر ولم تدرس الأحاديث بدقة، والاستدلال ضعيف، ويبدو أن الكتاب مبتدأ وفقه الله للعلم.
وليس عندي وقت للرد عليه فليت الأخوة طلبة العلم في المنتدي يرد عليه بدقة وتحرير.
وجزاء كل من اجتهد خيرا
ـ[طالب الحق]ــــــــ[28 - 03 - 02, 01:13 ص]ـ
تصحف:الكاتب إلى الكتاب أرجو تعديله
ـ[المبلغ]ــــــــ[29 - 03 - 02, 01:45 ص]ـ
ليتك يا أستاذنا الفاضل نزلت من (برجك) فعلمت هذا الطالب (المبتديء) ... و إذ لم تفعل فليتك ....
ـ[طالب الحق]ــــــــ[29 - 03 - 02, 03:34 ص]ـ
شكر وتقدير لأخي المبلغ ... !!
1 - لا أقول لأخي المبلغ إلا جزاك الله خيراً على عباراتك، ورزقنا وإياك العلم والأدب والخلق، وأنا متأكد أنّ خلقك العالي سوف يجعلك تتمنى أن لم تكن كتبَ " نزلت من برجك" لأنها تحمل معاني ...
2 - ثم اعلم أنّ بعض المسائل من الوضوح بمكان، ولو أنّ كل مسألة طُرحتْ تفرغ لها الإنسان لذهب وقته ..
3 - ثم والله يا أخي إني مشغول وعندي عدد من البحوث أكتبها ولا وقت لدي لمناقشة تلك الأدلة والمقدمات الضعيفة ...
4 - لا بأس أن تطرح هذه المسألة على أخينا الشيخ/ عبد الرحمن الفقيه وتطلب منه رأيه العلمي فيها.
5 - ثم أنت يا أخي جزمتَ –وبقوة- بحكم المسألة فقلتَ (اعلم أنّ رفع اليدين في الدعاء، بعد الفراغ من الفريضة، أمر مشروع لا كراهة فيه، خلافا لمن زعم أنه بدعة. الدليل على ذلك من وجوه:
تابع الموضوع على هذه الوصلة،) فيا ليتك بحثت المسألة بنفسك وناقشت الأدلة ... وكنتَ محايداً.
ملحوظة:
كتبتُ الفقرة رقم 3 وأنا خائف أن تقول: ما شاء الله الأخ صعد إلى السماء ليته اكتفى بالبرج!! –ترى هذا مزح فقط، لتلطيف الجو-.
السلام عليك.
ـ[المبلغ]ــــــــ[29 - 03 - 02, 08:34 ص]ـ
اعلم يا أخي طالب الحق أن التهاتر من أبغض الخصال لدي ... و أن الخرق ما خالط شيئا إلا شانه ... و أنا لا أستنكف أبدا أن أتعلم من أي كان ... و غضبي ليس لأنك وصفتني بأني مبتديء ... أبدا ... لأنني كذلك، و سأظل كذلك إلى ألقى ربي ... إنما أحزنني لأنك لم تقدم شيئا في الموضوع ... و عبارات تقريظك ... ؟ أرجو أن تتأمل فيها ...
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[29 - 03 - 02, 11:35 ص]ـ
من يحيى العدل إلى أخي المبلغ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
حدثني شيخنا عبيدالله الأفغاني أنه اختلف قبل ما يقارب الأربعين عامًا هو وأحد مشايخ الرياض وهم طلبة في حلقة ابن إبراهيم حول هذه المسألة فاحتكما إليه فأجاب أن لا بأس بذلك واستشهد بحديث إن الله حيي كريم يستحي من الرجل إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرًا خائبتين.
وهذا وإن كان فيه عموم لكنه ظاهر الدلالة ..
دمتم بخير.
ـ[طالب الحق]ــــــــ[29 - 03 - 02, 05:33 م]ـ
الشيخ محمد بن إبراهيم يُصرح بأنَّ رفع اليدين في الدعاء بعد الصلوات المفروضة بدعة لا كما نُقل عنه.
مع وقفات قوية ومؤدبة مع الأخ المبلغ ..... - أرجو من المشرفين أن لا يحذف-
الأخ العدل –وفقه الله وبارك فيه، وجعلنا وإياه والمبلغ من العادلين في القول والعمل-:
1 - قال الشيخ محمد القاسم -رحمه الله - في فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم (قال شيخنا بعد ذكر معنى ما تقدم: وحديث معاذ ليس صريحاً في اجتماع المأمومين والإمام على الدعاء بعد صلاة الفجر والعصر، وأمَّا رفع اليدين في هذا فهو بدعة، أو بعد الصلوات كلها، أمَّا رفعها في الدعاء بعد النافلة فيجوز) أ. هـ (2/ 225). وهناك عددٌ من تلاميذ الشيخ محمد بن إبراهيم البارزين منهم: الشيخ عبد الله العقيل في مدينة الرياض فلعل أحد الأخوة أن يسأله عن رأي الشيخ في هذه المسألة وما نقل عنه، علماً أنّ الذي يظهر لي أنَّ مراد الشيخ محمد "لا بأس بذلك" يعني أن ترفع اليدين بالدعاء أحيانا، لأنّ كلامه السابق صريح بالبدعية–علماً أنّ الكلام المنقول لنا عن طريق أخينا المفضال العدل عن الشيخ الأفغاني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/166)
فيه إجمال كما هو ملاحظ-.
2 - الأخ العدل –وفقه الله وبارك فيه –حديث (إن الله حيي كريم يستحي من الرجل إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرًا خائبتين) ورد من حديث سلمان الفارسي -صوابه أنه موقوف على سلمان-، وأنس وجابر وغيرهما وكلها معلولة ولا تتقوى.
قال الترمذي في سننه ج: 5 ص: 556
3556 حدثنا محمد بن بشار حدثنا بن أبي عدي قال أنبأنا جعفر بن ميمون صاحب الأنماط عن أبي عثمان النهدي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم إن الله حي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وروى بعضهم ولم يرفعه.
قال البيهقي في الكبرى ج: 2 ص: 211
رفعه جعفر بن ميمون هكذا ووقفه سليمان التيمي عن أبي عثمان في إحدى الروايتين عنه
وانظر: مصنف عبد الرزاق ج: 2 ص: 251، الزهد لأحمد (151)، الزهد لهناد (2/ 629)، سنن أبي داود (2/ 78)، صحيح ابن حبان (3/ 160)، أمالي المحاملي ج: 1 ص: 380، المعجم الكبير ج: 6 ص: 256، المعجم الأوسط كلاهما للطبراني ج: 5 ص: 31، الكامل (7/ 156)، الحلية (3/ 263)، تاريخ بغداد (8/ 317)، مسند الشهاب ج: 2 ص: 165، جامع العلوم لابن رجب (105)،
وأعلمُ أنك ستقول:إن الحديث صححه الحاكم، وجوّد إسناده ابن حجر وصححه الألباني لكن أقول: راجعْ الحديثَ وأجمعْ طرقة وناقش رجاله وسيتبين لك ضعفه ..
الأخ المبلغ –حفظه الله ورعاه- لي معك وقفات قصيرة _!! -:
1 - أنا لم أعلم أنك كاتب المقال المذكور، وليس فيه ما يوحي بأنك كاتبه، ولكني لمَّا رأيتُ غِلَظ الرد علىّ، قلتُ في نفسي:لعل الرجل هو كاتب المقال، ولو علمتُ ذلك، لما قلتُ ذلك –وإن كان الوصف لا يزال عندي قائم- لكن من باب الأدب لا أقول "مبتدئ "، والله الموفق –وكلنا على كل حال مبتدئ ومبتدأ وخبر!! -
2 - وفي البحت مناقشات سريعة؛ منها:
أ- قلتَ في حديثٍ (و حسن إسناده أبو حاتم في (العلل ص132) ... ) أما علمتَ أنَّ الأئمة المتقدمين لهم اصطلاح في (الحسن) يخالف المتأخرين! بل لو راجعتَ المسألة عند ابن أبي حاتم لوجدته يُعل الحديث قال (1/ 132 رقم 365) قال ابن أبي حاتم (سألت أبي عن حديث رواه شعبه والليث عن عبد ربه بن سعيد واختلفا كيف اختلافهما فقال في عبد ربه بن سعيد واختلفا فقال الليث عن عمران بن أبي أنس وقال شعبة عن أنس بن أبي أنس واختلفا فقال الليث عن ربيعة بن الحرث وقال شعبة عن المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصلاة مثنى مثنى تخشع وتضرع وتمسكن وتقنع بيديك يقول يرفعهما وتقول يا رب يا رب فمن لم يفعل ذلك فهي خداج قال أبي ما يقول الليث أصح لأنه قد تابع الليث عمرو بن الحرث وابن لهيعة وعمرو والليث كانا يكتبان وشعبة صاحب حفظ قلت لأبي هذا الإسناد عندك صحيح قال حسن قلت لأبي من ربيعة بن الحرث قال هو ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب قلت سمع من الفضل قال أدركه قلت يحتج بحديث ربيعة بن الحرث قال حسن فكررت عليه مرارا فلم يزدني على قوله حسن بم قال الحجة سفيان وشعبة قلت فعبد ربه بن سعيد قال لا بأس به قلت يحتج بحديثه قال هو حسن الحديث قال أبي ويدل على أن هذا الكلام في صلاة التطوع أو السنن وليس هذا الكلام في شيء من الحديث) وخذها فائدة: غالب تحسينات أبي حاتم وأبي زرعة يريدون بها غرابة الإسناد، وضعفه، وابحث بنفسك في العلل تجد هذا واضحاً، واعلم أنّ الترمذي يريد بقوله (حديث حسن) ضعف الحديث، فيقول (حديث حسن وفلان لم يسمع من فلان) ... ونحو ذلك وهذا معلوم عند جميع طلبة الحديث ....
ب- 90% من كلام الأخ وتقريره منقول عن المباركفوري في تحفة الأحوذي (2/ 173) وأنقله للمقارنة قال المباركفوري (فائدة أعلم أن علماء أهل الحديث قد اختلفوا في هذا الزمان في أن الأمام إذا انصرف من الصلاة المكتوبة هل يجوز له أن يدعو رافعا يديه ويؤمن من خلفه من المأمومين رافعي أيديهم فقال بعضهم بالجواز وقال بعضهم بعدم طنا منهم أنه بدعة قالوا إن ذلك لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بسند صحيح بل هو أمر محدث وكل محدث بدعة وأما القائلون بالجواز فاستدلوا القدرة أحاديث الأول حديث أبي هريرة قال الحافظ ابن كثير في تفسيره قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو معمر المقري حدثني عبد الوارث حدثنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه بعدما سلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/167)
وهو مستقبل القبلة فقال اللهم خلص الوليد بن الوليد وعياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام وضعفة المسلمين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبي من أيدي الكفار وقال ابن جرير حدثنا المثنى حدثنا حجاج حدثنا حماد عن علي بن زيد عن عبد الله أو إبراهيم بن عبد الله القرشي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في دبر صلاة الظهر اللهم خلص الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة وضعفه المسلمين من أيدي المشركين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبي ولهذا الحديث شاهد في الصحيح هذا الوجه كما تقدم انتهى ما في تفسير ابن كثير قلت وفي سند هذا الحديث علي بن زيد بن جدعان وهو متكلم فيه الحديث الثاني حديث عبد الله بن الزبير ذكر السيوطي في رسالته فض الوعاء عن محمد بن يحيى الأسلمي قال رأيت عبد الله بن الزبير ورأى رج رافعا يديه قبل أن يخلو من صلاته فلما فرغ منها قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يرفع يديه حتى يخلو من صلاته قال رجاله ثقات قلت وذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه الطبراني وترجم له فقال محمد بن يحيى الأسلمي عن عبد الله بن الزبير ورجاله ثقات انتهى الحديث الثالث حديث أنس أخرجه الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني في كتابه عمل اليوم والليلة قال حدثني أحمد بن الحسن حدثنا أبو إسحاق يعقوب بن خالد بن يزيد البالسي حدثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي عن خصيف عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من عبد بسط كفيه في دبر كل صلاة ثم يقول اللهم إلهي وإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب وإله جبريل وميكائيل وإسرافيل أسألك أن تستجيب دعوتي فإني مضطر وتعصمني في ديني فإني مبتلي وتنالني برحمتك فإني مذنب وتنفي عني الفقر فإني متمسكن إلا كان حقا على الله عز وجل أن لا يرد يديه خائبتين قلت في سنده عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي قال في الميزان اتهمه أحمد وقال بن حبان كتبنا عن عمر بن سنان عن إسحاق بن خالد عنه نسخة ثبتها بمائة حديث مقلوبة منها ما لا أصل له ومنها ما هو ملزق بإنسان لا يحل الاحتجاج به بحال وقال النسائي وغيره ليس بثقة وضرب أحمد بن حنبل على حديثه انتهى الحديث الرابع حديث الأسود العامري عن أبيه قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر فما سلم انحرف ورفع يديه ودعا الحديث رواه ابن أبي شيبة في مصنفه كذا ذكر بعض الأعلام هذا الحديث بغير سند وعزاه إلى المصنف ولم صليت على سنده فالله تعالى أعلم كيف هو صحيح أو ضعيف الحديث الخامس حديث الفضل بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة مثنى مثنى تشهد في كل ركعتين وتخشع وتضرع وتمسكن ثن تقنع يديك يقول ترفعهما إلى ربك مستقب ببطونهما وجهك وتقول يا رب يا رب ومن لم يفعل ذلك فهو كذا وكذا وفي رواية فهو خداج رواه الترمذي واستدلوا أيضا بعموم أحاديث رفع اليدين في الدعاء قالوا إن الدعاء بعد الصلاة المكتوبة مستحب مرغب فيه وأنه قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء بعد الصلاة المكتوبة وأن رفع اليدين من آداب الدعاء وأنه قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع اليدين في كثير من الدعاء وأنه لم يثبت المنع عن رفع اليدين في الدعاء بعد الصلاة المكتوبة بل جاء في ثبوته الأحاديث الضعاف قالوا فبعد ثبوت هذه الأمور الأربعة وعدم ثبوت المنع لا يكون رفع اليدين في الدعاء بعد الصلاة المكتوبة بدعة سيئة بل هو جائز لا بأس على من يفعله أما الأول والثاني فقد أخرج الترمذي من حديث أبي أمامة قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع قال جوف الليل الأخير ودبر الصلوات المكتوبات وقال هذا حديث حسن وأخرج النسائي في سننه عن عطاء بن مروان عن أبيه أن كعبا حلف له بالله الذي فلق البحر لموسى إنا لنجد في التوراة أن داود نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاته قال اللهم أصلح لي
ـ[طالب الحق]ــــــــ[29 - 03 - 02, 05:35 م]ـ
يتبع:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/168)
ديني الذي جعلته لي عصمة وأصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي الحديث وفي آخره قال وحدثين كعب أن صهيبا حدثه أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان يقولهن ثم انصرافه من صلاته والحديث صححه ابن حبان كما في فتح الباري وقد تقدم في كلام ابن القيم حديث أبي أيوب وحديث الحارث بن مسلم في الدعاء بعد الصلاة المكتوبة وأما الثالث والرابع فقد أخرج أبو داود والترمذي وحسنه من حديث سلمان رفعه إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا بكسر المهملة وسكون الفاء أي خالية قال الحافظ سنده جيد وأخرج مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا الحديث وفيه ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعت أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطمعه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذى بالحرام فأني بستجاب لذلك وقال الحافظ في الفتح فيه أحاديث كثيرة أفردها المنذري في جزء سرد منها النووي في الأذكار وفي شرح أعطى جملة وعقد لها البخاري أيضا في الأدب المفرد بابا ذكر فيه حديث أبي هريرة قدم الطفيل بن عمرو على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن دوسا عصت فادع الله عليها فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال اللهم اهد دوسا وهو في الصحيحين دون قوله ورفع يديه وحديث جابر أن الطفيل بن عمر وهاجر فذكر قصة الرجل الذي هاجر معه وفيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ولينيه فاغفر ورفع يديه وسنده صحيح وأخرجه مسلم ... ) وكلام الأخ موجود على الرابط فلا حاجة لذكره بل يراجع!!!.
ت- ثمَّ أقول للأخ المبلغ: رفع اليدين في الدعاء بعد الصلاة المكتوبة له صورتان:
الأولى: أن يفعل بعض الأوقات لما يقوم في القلب أحياناً من رغبة ولا يستمر عليه ويتخذ عادة فهذه لا يقال إنها بدعة، وإن كان فيه ما فيه لأنه لم ينقل أبداً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله طوال حياته ولو فعل لنُقل –أقصد بإسناد صحيح-.
الثانية: أن تتخذ عادة ويستمر عليها فهذه لا شك أنها بدعة قال الشيخ محمد بن إبراهيم (ومن هنا نصَّ أحمد وغيره من الأئمة على أنّ ملحظ التفرقة بين ما يتخذ سنة وعادة أن ذلك يضاهي المشروع (فتاوى2/ 225) وقال عن المصافحة في المسجد (إذا فعل في بعض الأحيان وترك في بعض من دون أن يعتقد من السنة فلا بأس به) –2/ 226.
فإنّ كان الأخ المبلغ يجيز الصورة الثانية فسوف أضر لدراسة ذلك المقال وأحاديث وأبين بالدليل الواضح ضعفه فقهياً وحديثياً، وعدم فهم مصطلحات الأئمة في مثل الحسن، والصدوق .. ، ونقله عن بعض المتساهلين في التصحيح – أتكلم عن المنهج لا نقد الرجل كما لا يخفى-، وهذا غيرةً على السنة وتحذيراً من البدعة وإلاّ فإنّ عندي ما يشغلني –من باب حكاية الحال لا المدح والتقريظ لأني أخشى أن أكون بسببها في المريخ!! -
فما ردّ أخينا الفاضل المبلغ وفقه الله ورعاه، وما هو قوله الذي يدين الله به.
والسلام عليكم.
(رجاء خاص أخي طالب الحق: أرجو ألا تفتح موضوعاً مستقلاً ما دام الموضوع يُناقش بين الإخوة في رابط آخر)
ـ[طالب الحق]ــــــــ[29 - 03 - 02, 08:45 م]ـ
لكن أين يناقش ... وأين الرابط
ـ[المبلغ]ــــــــ[29 - 03 - 02, 11:50 م]ـ
يبدو أخي طالب الحق أنني نجحت في استفزازك لاستخراج ما عندك ... عفا الله عني ...
ـ[المبلغ]ــــــــ[30 - 03 - 02, 09:53 ص]ـ
اعلم يا أخي الكريم: طالب الحق، أن كلامي واضح، و هو النظر في قول من يطلق البدعية في رفع اليدين عقب المكتوبة ...
و أما كون الموضوع مقتبسا من كلام المباركفوري رحمه الله فحق، و قد أشرت إلى ذلك، لكن مشكلتي أنني لما أتمكن بعد من الفرونتبيج و الكتابة عليها، خاصة فيما يتعلق بالمعقوفات و الفواصل، ...
و مما ينبغي أن أعلمك به أن أصل الموضوع بحث مطول ‘ فيه تفصيل أكثير، أنا الآن بصدد نسخه، يسر الله لي ذلك ...
و من عادتي في غالب مواضيعي، و هذا بحكم وظيفتي، أنني أتوسط في الطرح، و أتجنب التطويل في التخريجات، لئلا أبتعد عما أريد ... فعملي فقهي أكثر منه حديثي ... و الله تعالى أعلم.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[30 - 03 - 02, 02:53 م]ـ
فتوة الشيخ المحدث (سليمان العلوان) حفظه الله
ما حكم رفع اليدين بعد الصلوات المكتوبة؟
الجواب: تخصيص رفع اليدين للدعاء بعد الفرائض غير مشروع وليس له أصل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة ولا أفتى به أحد من التابعين.
والأصل في العبادات المنع حتى يثبت دليل وكل من نقل صفة صلاته صلى الله عليه وسلم لم يذكر عنه أنه رفع يديه ودعا بعد الفريضة.
وقد جاء في الصحيحين وغيرهما من طريق إبراهيم بن سعد عن أبيه عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)).
ولكن إذا عرض للمصلي عارض يقتضي الدعاء فدعا بعد الصلاة ورفع يديه ولم يقصد تخصيص هذا الوقت فهذا لا بأس به.
وقد جاء في الصحيحين من طريق مالك عن أبي حازم بن دينار عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم فحانت الصلاة فجاء المؤذن إلى أبي بكر فقال أتصلي للناس فأقيم؟ قال نعم فصلى أبو بكر فجاءَ رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة فتخلص حتى وقف في الصف فصفق الناس وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته فلما أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم صافاً فأشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم أن أمكث مكانك فرفع أبو بكر رضي الله عنه يديه فحمد الله على ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ... ). الحديث وفيه دليل على الدعاء ورفع اليدين في مثل هذه الحالات فقد فعل ذلك أبو بكر اجتهاداً وأقره عليه النبي صلى الله عليه وسلم فكان هذا مؤكداً للحكم سواء كان داخل الصلاة أو خارجها والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/169)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 04 - 02, 12:02 م]ـ
قال المباركفوي في تحفة الاحوذي
ا (فائدة: أعلم أن علماء أهل الحديث قد اختلفوا في هذا الزمان في أن الامام إذا انصرف من الصلاة المكتوبة هل يجوز له أن يدعو رافعا يديه ويؤمن من خلفه من المأمومين رافعي أيديهم فقال بعضهم بالجواز وقال بعضهم بعدم طنا منهم أنه بدعة قالوا إن ذلك لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بسند صحيح بل هو أمر محدث وكل محدث بدعة وأما القائلون بالجواز فاستدلوا القدرة أحاديث الأول حديث أبي هريرة قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ص 172 ج 3 قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو معمر المقري حدثني عبد الوارث حدثنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه بعدما سلم وهو مستقبل القبلة فقال اللهم خلص الوليد بن الوليد وعياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام وضعفة المسلمين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبي من أيدي الكفار وقال ابن جرير حدثنا المثنى حدثنا حجاج حدثنا حماد عن علي بن زيد عن عبد الله أو إبراهيم بن عبد الله القرشي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في دبر صلاة الظهر اللهم خلص الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة وضعفه المسلمين من أيدي المشركين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبي ولهذا الحديث شاهد في الصحيح هذا الوجه كما تقدم انتهى ما في تفسير ابن كثير
ت وفي سند هذا الحديث علي بن زيد بن جدعان وهو متكلم فيه الحديث الثاني حديث عبد الله بن الزبير ذكر السيوطي في رسالته فض الوعاء عن محمد بن يحيى الأسلمي قال رأيت عبد الله بن الزبير ورأى رج رافعا يديه قبل أن يخلو من صلاته فلما فرغ منها قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يرفع يديه حتى يخلو من صلاته قال رجاله ثقات قلت وذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه الطبراني وترجم له فقال محمد بن يحيى الأسلمي عن عبد الله بن الزبير ورجاله ثقات انتهى الحديث الثالث حديث أنس أخرجه الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني في كتابه عمل اليوم والليلة قال حدثني أحمد بن الحسن حدثنا أبو إسحاق يعقوب بن خالد بن يزيد البالسي حدثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي عن خصيف عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من عبد بسط كفيه في دبر كل صلاة ثم يقول اللهم إلهي وإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب وإله جبريل وميكائيل وإسرافيل أسألك أن تستجيب دعوتي فإني مضطر وتعصمني في ديني فإني مبتلي وتنالني برحمتك فإني مذنب وتنفي عني الفقر فإني متمسكن إلا كان حقا على الله عز وجل أن لا يرد يديه خائبتين قلت في سنده عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي قال في الميزان اتهمه أحمد وقال بن حبان كتبنا عن عمر بن سنان عن إسحاق بن خالد عنه نسخة ثبتها بمائة حديث مقلوبة منها ما لا أصل له ومنها ما هو ملزق بإنسان لا يحل الاحتجاج به بحال وقال النسائي وغيره ليس بثقة وضرب أحمد بن حنبل على حديثه انتهى الحديث الرابع حديث الأسود العامري عن أبيه قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر فما سلم انحرف ورفع يديه ودعا الحديث رواه ابن أبي شيبة في مصنفه كذا ذكر بعض الأعلام هذا الحديث بغير سند وعزاه إلى المصنف ولم صليت على سنده فالله تعالى أعلم كيف هو صحيح أو ضعيف الحديث الخامس حديث الفضل بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة مثنى مثنى تشهد في كل ركعتين وتخشع وتضرع وتمسكن ثن تقنع يديك يقول ترفعهما إلى ربك مستقب ببطونهما وجهك وتقول يا رب يا رب ومن لم يفعل ذلك فهو كذا وكذا وفي رواية فهو خداج رواه الترمذياستدلوا أيضا بعموم أحاديث رفع اليدين في الدعاء قالوا إن الدعاء بعد الصلاة المكتوبة مستحب مرغب فيه وأنه قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء بعد الصلاة المكتوبة وأن رفع اليدين من اداب الدعاء وأنه قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع اليدين في كثير من الدعاء وأنه لم يثبت المنع عن رفع اليدين في الدعاء بعد الصلاة المكتوبة بل جاء في ثبوته الأحاديث الضعاف قالوا فبعد ثبوت هذه الأمور الأربعة وعدم ثبوت المنع لا يكون رفع اليدين في الدعاء بعد الصلاة المكتوبة بدعة سيئة بل هو جائز لا بأس على من يفعله أما الأول والثاني فقد أخرج الترمذي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/170)
من حديث أبي أمامة قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع قال جوف الليل الأخير ودبر الصلوات المكتوبات وقال هذا حديث حسن وأخرج النسائي في سننه عن عطاء بن مروان عن أبيه أن كعبا حلف له بالله الذي فلق البحر لموسى إنا لنجد في التوراة أن داود نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاته قال اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته لي عصمة وأصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي الحديث وفي اخره قال وحدثين كعب أن صهيبا حدثه أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان يقولهن ثم إنصرافه من صلاته والحديث صححه ابن حبان كما في فتح الباري وقد تقدم في كلام ابن القيم حديث أبي أيوب وحديث الحارث بن مسلم في الدعاء بعد الصلاة المكتوبة وأما الثالث والرابع فقد أخرج أبو داود والترمذي وحسنه من حديث سلمان رفعه إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا بكسر المهملة وسكون الفاء أي خالية قال الحافظ سنده جيد وأخرج مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا الحديث وفيه ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعت أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطمعه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذى بالحرام فأني بستجاب لذلك وقال الحافظ في الفتح فيه أحاديث كثيرة أفردها المنذري في جزء سرد منها النووي في الأذكار وفي شرح أعطى جملة وعقد لها البخاري أيضا في الأدب المفرد بابا ذكر فيه حديث أبي هريرة قدم الطفيل بن عمرو على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن دوسا عصت فادع الله عليها فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال اللهم اهد دوسا وهو في الصحيحين دون قوله ورفع يديه وحديث جابر أن الطفيل بن عمر وهاجر فذكر قصة الرجل الذي هاجر معه وفيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ولينيه فاغفر ورفع يديه وسنده صحيح وأخرجه مسلم وحديث عائشة أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو رافعا يديه يقول اللهم إنما بشر الحديث وهو صحيح الاسناد ومن الأحاديث الصحيحة في ذلك ما أخرجه المصنف يعني البخاري في جزء رفع اليدين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم رافعا يديه يدعو لعثمان ولمسلم من حديث عبد الرحمن بن سمرة في قصة الكسوف فانتهيتلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو رافع يديه يدعو وعنده في حديث عائشة في الكسوف أيضا ثم رفع يديه وفي حديثها عنده في دعائه لأهل البقيع فرفع يديه ثلاث مرات الحديث ومن حديث أبي هريرة الطويل في فتح مكة فرفع يديه وجعل يدعو وفي الصحيحين من حديث أبي حميد في قصة ابن اللتبية ثم رفع يديه حتى رأيت عفرة إبطيه يقول اللهم هل بلغت ومن حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قول إبراهيم ونصف فرفع يديه وقال اللهم أمتى وفي حديث عمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يسمع ثم وجهه كدوي النحل فأنزل الله عليه يوما ثم سرى عنه فاستقبل القبلة ورفع يديه فدعا الحديث أخرجه الترمذي واللفظ له والنسائي والحاكم وفي حديث أسامة كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات فرفع يديه يدعو فمات به ناقته فسقط خطامها فتناوله بيده وهو رافع اليد الأخرى أخرجه النسائي بسند جيد وفي حديث قيس بن سعد ثم أبي داود ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وهو يقول اللهم صلواتك ورحمتك على ال سعد بن عبادة الحديث وسنده جيد والأحاديث في ذلك كثيرة انتهى كلام الحافظ قلت وفي رفع اليدين في الدعاء رسالة للسيوطي سماها فض الوعاء في أحاديث رفع اليدين في الدعاء واستدلوا أيضا بحديث أنس رضي الله تعالى عنه قال أتى رجل أعرابي من أهل البدو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال يا رسول الله هكلت الماشية هلك العيال هلك الناس فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه يدعو ورفع الناس أيديهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون الحديث رواه البخاري قالوا هذا الرفع هكذا وإن كان في دعاء الاستسقاء لكنه ليس مختصا به ولذلك استدل البخاري في كتاب الدعوات بهذا الحديث على جواز رفع اليدين في مطلق الدعاء
قلت القول الراجح عندي أن رفع اليدين في الدعاء بعد الصلاة جائز لو فعله أحد لا بأس عليه إن شاء الله تعالى والله تعالى أعلم
انتهى
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[26 - 04 - 02, 11:55 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/171)
من ابن آدم لأخوي الفاضلين (المبلغ) .. (طالب الحق) .. سلام الله عليكما ورحمته وبركاته .. أما بعد:
فشكر الله لكما حواركما حول هذه القضية ..
وهي (كما هو ظاهر) من نقولات الجميع ذات شقين أهمل بيانهما ابتداءً .. وإلا لما كان حصل هناك خلاف حول القضية.
فالذي رأيت أنه شبه متفق عليه بين الجميع: (أن اتخاذ مثل هذا عادة) .. أمر غير مشروع.
ولا أظن أحدًا يقول بلزومه عقب كل فريضة .. ومن قال ببدعية مثل هذا .. فقوله متجه.
ومثار الخلاف حول رفع اليدين في الدعاء أحيانًا .. بعد الفريضة.
والرفع معلوم أنه من سنن الدعاء .. (وذا مجمع عليه) .. ومن قال ببدعية مثل هذا .. فقوله غير متجه ..
وبهذا يحمل قول من قال بالبدعية على الحالة الأولى .. وقول من قال بالجواز على الحالة الثانية.
وبهذا تجتمع الأقول .. (والحمد لله).
تنبيه: للاخ طالب الحق .. اعلم أن النقل الذي نقلت .. لك صحيح .. ولا يحتاج لاستشهاد أحد من تلاميذ الشيخ .. لثقة الشيخ عبيدالله وجلالته ..
(فماذا تريد أن تصل إليه؟!!) .. إن كان الشك في صدق الخبر (من أجل الناقل لجهالته) ساغ ذلك .. عندك فحسب!!
أما المسألة فهي تنطبق على الحالة الثانية .. حيث أني ذكرت لك طرفًأ من القصة (فحسب) .. والحقيقة أن ذلك التلميذ رأى رجلاً يرفع يديه بعد الفريضة في مسجد الشيخ .. فنهره وبين له أن ذلك بدعة .. فرد عليه الشيخ عبيدالله الأفغاني .. واحتدم الخلاف بينهما .. وكان دليل الشيخ الحديث المذكور .. فلم يتفقا على شيءٍ في المسألة ..
فذكرا ذلك للشيخ ابن إبراهيم في نفس المسجد .. فقال: لا بأس واستشهد بنفس الحديث الذي استشهد به الشيخ عبيدالله الأفغاني ..
فهذه المسألة كما ذكرها لي ..
ولم يمنعني ذكر ذلك التفصيل في حينه إلا ظنًا مني أن المسألة ظاهرة لكما .. وأنها لن تستغرق كل هذا الطرح.
ولو تأملت المسألة لظهر لك أن ملابسات الجواب تدل على أن ذلك الداعي الذي حصل الخلاف حول رفعه ليديه .. (لم يكن متخذًا ذاك عادة) ..
وذاك المجادل اعتبر مجرد رفع اليدين عقب الفريضة بدعة في حد ذاته .. فكان جواب الشيخ عليه ما ذكرنا.
ولم أر هناك شيئًا من التناقض بين جواب الشيخ .. وبين الفتوى التي نقلت ..
فالفتوى متجهة جزمًا للحالة الأولى .. وإلا لو قلنا بعموم ذلك لأجحفنا في حق الشيخ .. لأن كلامه لا يدل على التعميم .. وللتأويل فيه محل .. خاصةً إذا علمنا أن له في المسألة قول آخر ..
أما بالنسبة للكلام حول الحديث الذي استشهد به الشيخ .. فأنا ناقل .. (وأنا أعلم بعض ما قيل فيه) ..
لكن لست في ذلك الوقت في مقام تحرير الحديث .. حتى أطالب بالبحث في حال الحديث ..
خاصةً أن الخلاف حوله محتدم .. فآثرت السلامة .. خاصةً أنكما المطالبان بتحرير المسألة .. وأنا مجرد مشارك (ليس إلا) ..
ثم إن هذا دليل الشيخ .. بغض النظر عما قيل فيه.
وفق الله الجميع لكل خير ..
وكتب محب الجميع .. (ابن آدم) ليلة السبت الرابع عشر من شهر صفر لسنة ثلاث وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[02 - 06 - 02, 07:23 م]ـ
جزيتم خيرا
ـ[عبدالله الفاخري]ــــــــ[05 - 02 - 05, 01:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
من المسائل التي كثر فيها الجدل وخاض فيها العالم والجاهل وضلل قوم قوما بسببها مسألة الدعاء دبر الصلاة المكتوبة.
فهل الدعاء دبر الصلاة المكتوبة مشروع أم أنه بدعة.
وأذكر هنا قولا للإمام ابن القيم رحمه الله تعالي في الهدي النبوي.
قال رحمه الله ما معناه: الدعاء دبر الصلاة المكتوبة ليس من هديه صلى الله عليه وسلم إلى أن قال ولكن لو أتى المصلي بالأذكار الواردة دبر الصلاة ثم دعا بعد ذلك لكان ذلك افضل لانه اتى بالدعاء دبر الذكر لا دبر الصلاة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/172)
وقد ذكر هذا القول الحافظ بن حجر رحمه الله في الفتح قائلا وقد غلط بعض الحنابلة في فهم كلام بن القيم عن الدعاء دبر الصلاة المكتوبة بأنه بدعة ثم ذكر الكلام السابق بمعناه لا لفظه. ثم قال والأحاديث تدل على مشروعية ذلك بعد الصلاة بل تحث عليه والمقصود بدبر الصلاة أي بعد إتمامها لا بعد السلام لأنه لو كان ذلك كذلك لقلنا أن الأذكار كذلك جاءت بلفظ دبر الصلاة والجميع متفق على أنها بعد السلام فكذلك الدعاء إلا بدليل ولا دليل. انتهى معنى كلامه رحمه الله وانظر الفتح.
كذلك من المسائل التي كثر حولها الجدل مسألة رفع اليدين بالدعاء دبر الصلاة المكتوبة.
وقد ذكر الحافظ في الفتح عددا من الأحاديث وبين بالمعنى أنها تدل على مشروعية رفع اليدين في الدعاء بصورة مطلقة.
وذكر الإمام النووي رحمه الله أن من قيد رفع اليدين في الدعاء فقد غلط غلطا فاحشا وذكر رحمه الله ثلاثين حديثا صحيحا في رفع اليدين وذكر أن ذلك مطلق في أي دعاء.
أما الحديث الذي ورد بأنه صلى الله عليه وسلم ما رفع يديه إلا في الاستسقاء فالمقصود به بهيئة خاصة.
وذكر الحافظ السيوطي في رسالة له تتعلق برفع اليدين في الصلاة مائة حديث منها الصحيح وما دون ذلك تبين مشروعية ذلك في كل صلاة.
و الحقيقة أن القائلين ببدعية الدعاء دبر المكتوبة - وهم قليل وبن باز رحمه الله ليس من القائلين بذلك- وكذلك القائلين ببدعية رفع اليدين بالدعاء دبر المكتوبة يصطدمون بقاعدة من القواعد الفقهية التالية ..
1 - المطلق يبقى على إطلاقه ما لم يقيد.
2 - عدم الفعل لا يعني عدم الجواز.
3 - ما تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال.
والمقصود من كلامي ليس مصادرة الرأي الآخر وإنما المقصود أن نبين الأمور ونبين ما قيل فيها دون تهويل على المخالف وتبديع ودون كتمان للعلم بل نذكر ما قيل في المسألة من آراء معتبرة مستندة على دليل ثم نقول بعد ذكرها والذي أراه وأميل إليه كذا. و علينا أن نعلم أن أمرا اختلف فيه كبار العلماء المشهود لهم بالخير لا ينبغي أن نغلظ في القول لمن رأى هذا الرأي. وعلينا أن نعلم بأن إقحام السلف في مسائل الفروع أمر مستهجن. فبعض الناس يحلو لهم أن يخرجوا شخصا من دائرة السلف لمثل هذه المسائل التي اختلف فيها السلف أنفسهم.
والخير أردت وما توفيقي إلا بالله وصلى الله وسلم وبارك على سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 03:30 م]ـ
رفع اليدين فيما ورد من أدعية تقال بعد الصلاة لا شك في بدعيته
أما رفع اليدين بعد الانتهاء من الأدعية الواردة للدعاء المطلق
أو
رفع اليدين بعد الصلاة لمن دعا - متعجلاً - دعاء مطلقا
فلا ينبغي الشك في جوازهما
ولعله تحمل بعض الفتاوى المجيزة على الثاني
والمانعة على الأول دون الثاني
والله أعلم
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[07 - 02 - 05, 04:41 ص]ـ
جزى الله خيرا مشايخنا على هذه النقول والردود ولكن أحب الإفادة بأن غالب من
يرفع الآن يظن استحباب هذاالأمر لا الجواز وما نطق به ترجيح المشايخ هنا وما
يمكن تخريج أقوال اهل العلم عليه، أما القول بالاستحباب الدائم أو السنية
فلا شك أنه غير صحيح ...
وفي بعض الكتب باللغة التايلندية التي ألفت منذ عشرات السنين في ذكر
كيفية الصلاة المشروعة عن النبي صلى الله عليه وسلم ورد ذكر هذه المسألة
فذكرها المؤلف دون دليل وهو الدعاء بعد الأذكار الواردة، فصارت تطبق
عند المتمسكين بالسنة (لجلالة الكتاب والمؤلف) ثم يسر الله لنا أن نصحح
الكتاب (بإذن من أصحاب الحقوق) فحذفنا هذه الفقرة، فنالتنا الألسنة
الحداد بحذف ما تواطأ أهل السنة على فعله جيلا بعد جيل (عمر الكتاب
ستون عاما) وذلك لمجرد أنهم وجوده في مؤلف من مؤلفات أهل السنة، وهذا
فعلا هو المنظور إليه من العوام (وبعض الخواص) أن المسألة قد تدخل دائرة
الاستحباب، لذلك فعند الفتوى يجب التنبه لهذا الأمر ..
والله الموفق.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 11 - 06, 03:55 ص]ـ
رفع اليدين فيما ورد من أدعية تقال بعد الصلاة لا شك في بدعيته
أما رفع اليدين بعد الانتهاء من الأدعية الواردة للدعاء المطلق
أو رفع اليدين بعد الصلاة لمن دعا - متعجلاً - دعاء مطلقا
فلا ينبغي الشك في جوازهما
ولعله تحمل بعض الفتاوى المجيزة على الثاني والمانعة على الأول دون الثاني
والله أعلم
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
أرى هذا تحريرا للمسألة، والله أعلم.
ـ[الشيشاني]ــــــــ[23 - 11 - 06, 07:28 م]ـ
وكذلك القائلين ببدعية رفع اليدين بالدعاء دبر المكتوبة يصطدمون بقاعدة من القواعد الفقهية التالية ..
2 - عدم الفعل لا يعني عدم الجواز.
أخانا عبد الله الفاخري - حفظك الله -
هل هذه القاعدة متفق عليها؟
وما مظنتها من الكتب؟
وأشكل علي استدلال العلماء لبدعية الشيء بعدم وروده أو بعدم ورود فعله، مع هذه القاعدة، فكأن بين الأمرين تناقضا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/173)
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[24 - 11 - 06, 08:45 م]ـ
في فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله (مجلة الدعوة) سؤال بهذا الخصوص ,قال الشيخ رحمه الله: إن رفع اليدين بالدعاء بعد الفريضة بدعة منكرة.
ـ[الشيشاني]ــــــــ[05 - 06 - 08, 11:53 م]ـ
رقم الفتوى (11727)
موضوع الفتوى رفع اليدين أثناء الدعاء
السؤال س: هل يجوز رفع اليدين أثناء الدعاء بعد الصلاة؟
الاجابة
يجوز ذلك لكن بعد الانتهاء من الفريضة يبدأ بالأذكار والأوراد التي أُمر بها بعد الانصراف من الصلاة وقراءة الآيات والسور التي ورد الترغيب في قراءتها بعد كل صلاة، فمتى فرغ من الأذكار والأوراد فإنه يدعو ويرفع يديه؛ لأن رفع اليدين من أسباب إجابة الدعاء لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: إن ربكم حييٌ كريمٌ يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرًا وغيره من الأحاديث التي تدل على شرعية رفع اليدين في كل دعاء كدعاء القنوت وغيره.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=11727&parent=467(68/174)
يا مشرفون .. ويا رواد قفوا لحظة .. العود أحمد ..
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[27 - 03 - 02, 11:49 م]ـ
من عبد الله يحيى العدل إلى الاخوة الأكارم في هذا المنتدى المبارك .. أما بعد فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو وأصلي على محمد عبده ورسوله .. وأعلمكم بأني أنا ((ابن آدم)) حسًا ومعنى .. وقد اخترت هذا اللقب هروبًا من الصدق في التسمية ظاهرًا .. إلى الصدق في اللقب لفظًا ومعنىً ..
ولكن ياللأسف فقد فقدت كلمة السر منذ بداية الشهر بسبب خلل أصاب الجهاز .. ولم أستطع العودة إلا بتغيير اللقب .. فتم والحمد لله على ما ترونه .. وعدنا فالعود أحمد.
انتظروا .. موضوع ((إتحاف الألباء بحكم الاتكاء)). و ((موضوع نقد طبعة أبي الأشبال لكتاب التقريب)). فلم ينتهي الحديث فيهما بعد.
دمتم بخير وسلامي للأخ أبي عُمر .. وأقول:
فلولا البعد ما طُلب التداني::::::::ولولا البينُ ما عُشق التلاقي
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[27 - 03 - 02, 11:58 م]ـ
أهلاً وسهلاً ومرحباً بك يا ابن آدم.
صدّقني لقد كنتَ على بالي منذ يومين.
فالحمد لله على عودتك بالسلامة.
وإيّاك أن تفقد كلمة السر ثانية:):)
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[29 - 03 - 02, 03:34 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخي هيثم .. ولعل أخذت احتياطاتي الآن .. ومعًا على الطريق الطويل .. ونستمد من الله العون والتسديد.(68/175)
تلخيص وترتيب الممتع (باب الآنية)
ـ[احمد بخور]ــــــــ[28 - 03 - 02, 09:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد
هذا الجزء الثاني من التلخيص وفيه ملحق بالفوائد والنقص الذي في الطبعة المتداولة وهي على رأي الشيخ محمد فقط فأنا أذكر رأي الشيخ وإختياره في كتابه الممتع أسأل الله أن ينفع به
باب الآنية
"الآنية" جمع إناء، وهو الوعاء، وذكرها المؤلِّفُ هنا، وإن كان لها صلة في باب الأطعمة - لأن الأطعمة لا تؤكل إلا بأوانٍ- لأنَّ لها صلة في باب المياه، فإن الماء جوهر سيّال لا يمكن حفظه إلا بإناء
والكلام على الآنية من عدة وجوه:
1) الأصل فيها:
والأصل في الآنية الحِلُّ، لأنها داخلة في عموم قوله تعالى: هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا {البقرة: 29} ومنه الآنية؛ لأنها مما خُلِقَ في الأرض
. والدَّليل من السُّنَّة: قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: "وما سَكَتَ عنه فهو عَفْوٌ". وقوله أيضاً: "إن الله فَرَض فرائض فلا تضيِّعوها، وحَدَّ حدوداً فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء رحمةً بكم غير نسيان، فلا تبحثوا عنها"فيكون الأصل فيما سَكَتَ اللهُ عنه الحِلَّ
ولا فرق في إباحة الآنية بين أن تكونَ الأواني صغيرةً أو كبيرةً، فالصَّغير والكبير مباح، قال تعالى عن نبيه سليمان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات {سبأ: 13}.
الجَفْنَة: تشبه الصَّحفة. وقوله: "وقُدورٍ راسيات" لا تُحْمل لأنَّها كبيرة، راسية لكثرة ما يُطبخ فيها، فتبقى على مكانها
2) الثمينة:
مثل: الجواهر، والزُّمرُّد، والماس، وما شابه ذلك فإنه مباح اتَّخاذه واستعماله.
وقال بعضَ العلماء: إنَّ الثمين لا يُباح اتِّخاذه واستعماله، لما فيه من الخُيلاء، والإسراف، وعلى هذا يكون تحريمُه لغيره لا لذاته، وهو كونُه إسرافاً وداعياً إلى الخُيلاء والفخر، لا لأنَّه ثمين.
********** الأواني المحرمة **********
3) ذات الصور المحرمة: لو اتُّخذت على صورة حيوان مثلاً فهنا تحرم، لا لأنها آنية، ولكن لأنها صارت على صورة محرَّمةٍ./57
4) الإسراف: ولكن إذا خرج ذلك إلى حدِّ الإسراف صار محرَّماً لغيره، وهو الإسراف لقوله تعالى: إنه لا يحب المسرفين {الأعراف: 31}./58
5) النَّجس: فإنه لا يجوز استعماله؛ لأنَّه قذر، هذا كلام المؤلف ورد الشيخ قائلا " وفيما قال المؤلِّفُ نظر، لأن النَّجس يباح استعمالُه إذا كان على وجه لا يتعدَّى، والدَّليل على ذلك حديث جابر ـ رضي الله عنه ـ أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قال حين فتح مكَّة: "إن الله حرَّم بيع الخمر، والميتة، والخنزير، والأصنام" قالوا: يا رسول الله؛ أرأيت شُحوم الميتة، فإنَّها تُطلى بها السُّفن، وتُدهن بها الجلود، ويَستصبح بها النَّاس، فقال: "لا، هو حرام" فأقرَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ هذا الفعل مع أنَّ هذه الأشياء نجسة، فدلَّ ذلك على أن الانتفاع بالشيء النَّجس إذا كان على وجه لا يتعدَّى لا بأس به، مثاله أن يتَّخذ "زِنْبِيلاً" نجساً يحمل به التُّراب ونحوه، على وجهٍ لا يتعدَّى./58
6) عظم الآدميّ وجلده: قال " وذكر بعض الفقهاء استثناءً آخر فقال: إلا عظم آدميٍّ وجلده، فلا يُباح اتِّخاذه واستعماله آنيةً، لأنَّه محترمٌ بحرمته، وقد قال النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: "كَسْرُ عظم ِالميِّتِ ككسره حيًّا"وإسناده صحيح./60
7) الذهب والفضَّة: والكلام من وجوه
1// ماذا يشمل التحريم من الآنية؟
التحريم يشمل الصَّغير، والكبير حتى الملعقة، والسِّكين.
2// الإنتفاع على ثلاثة أوجه:- أ) الأكل والشرب، ب) الإستعمال، ج) الإتخاذ
أ))) ألأكل والشرب // قال: " أمَّا الأكل والشُّرب فيهما فهو حرام بالنَّص، وحكى بعضهم الإجماع عليه./61
والدَّليل: حديث حذيفة ـ رضي الله عنه ـ: "لاتشربوا في آنية الذَّهب والفضَّة، ولا تأكلوا في صحافها، فإنَّها لهم في الدُّنيا ولكم في الآخرة".
وحديث أمِّ سلمة ـ رضي الله عنها ـ: "الذي يشربُ في آنية الفضَّة فإنما يجرجرُ في بطنه نارَ جَهنَّمَ" والنهي للتَّحريم، وفي حديث أمِّ سلمة توعَّده بنار جهنَّم، فيكون من كبائر الذُّنوب./61
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/176)
ب)) الإستعمال: فهو التلبُّس بالانتفاع به، بمعنى أن يستعمله فيما يستعمل فيه./60
ج)) الاتِّخاذ: هو أن يقتنيَه فقط إما للزِّينة، أو لاستعماله في حالة الضَّرورة، أو للبيع فيه والشِّراء، وما أشبه ذلك/59
الاتِّخاذ فهو على المذهب حرام، وفي المذهب قول آخر، وهو محكِّيٌ عن الشَّافعي ـ رحمه الله ـ أنه ليس بحرام./61
ورجح الشيخ فيهما فقال " والصَّحيح: أن الاتِّخاذ والاستعمال في غير الأكل والشُّرب ليس بحرام؛ لأن النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نهى عن شيء مخصوص وهو الأكل والشُّرب، ولو كان المحرَّم غيرَهما لكان النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ـ وهو أبلغُ النَّاس، وأبينهم في الكلام ـ لا يخصُّ شيئاً دون شيء، بل إن تخصيصه الأكل والشرب دليل على أن ما عداهما جائز؛ لأنَّ النَّاس ينتفعون بهما في غير ذلك.
ولو كانت حراماً مطلقاً لأَمَرَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بتكسيرها، كما كان النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ لا يدعُ شيئاً فيه تصاوير إلا كسره أو هتكه، لأنها إذا كانت محرَّمة في كل الحالات ما كان لبقائها فائدة.
ويدلُّ لذلك أن أمَّ سلمة ـ وهي راوية الحديث ـ كان عندها جُلجُل من فِضَّة جعلت فيه شعَرات من شعر النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فكان الناس يستشفون بها، فيُشفون بإذن الله، وهذا في "صحيح البخاري" وهذا استعمال في غير الأكل والشُّرب.
فإن قال قائل: خصَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الأكل والشرب لأنَّه الأغلب استعمالاً؛ وما علَّق به الحكم لكونه أغلب لا يقتضي تخصيصه به كقوله تعالى: وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم (النساء: 23) فتقييد تحريم الرَّبيبة بكونها في الحجر لا يمنع التَّحريم، بل تَحرُمُ، وإن لم تكن في حِجره على قول أكثر أهل العلم؟ قلنا: هذا صحيح، لكن كون الرَّسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُعلِّق الحكم بالأكل والشُّرب؛ لأن مُظْهَرَ الأمة بالتَّرف في الأكل والشُّرب أبلغُ منه في مظهرها في غير ذلك، وهذه عِلَّة تقتضي تخصيص الحكم بالأكل والشُّرب، لأنه لا شكَّ أنَّ الذي أوانيه في الأكل والشُّرب ذهب وفِضَّة، ليس كمثل من يستعملها في حاجات تَخْفَى على كثير من النَّاس./62 - 63
هل الحكم خاص بالرجال ام يشمل النساء؟
يشمل الرِّجال والنِّساء، فلا يجوز للمرأة أواني الذَّهب والفِضَّة.
فإن قيل: أليس يجوز للمرأة أن تتحلَّى بالذَّهب؟
فالجواب: بلى، ولكن الرَّجل لا يجوز له ذلك.
فإن قيل: فما الفرق بين اتِّخاذ الحُلي واتِّخاذ الآنية واستعمالها فأُبيح الأوَّل دون الثاني؟
فالجواب: أنَّ الفرق أنَّ المرأة بحاجة إلى التجمُّل، وتجمُّلها ليس لها وحدها، بل لها ولزوجها، فهو من مصلحةِ الجميع، والرَّجل ليس بحاجة إلى ذلك فهو طالب لا مطلوب، والمرأة مطلوبة، فمن أجل ذلك أُبيح لها التحلِّي بالذَّهب دون الرَّجل، وأما الآنية فلا حاجة إلى إباحتها للنِّساء فضلاً عن الرِّجال./63
إذا ما حكم الطهارة بآنيةَ الذهب والفضَّة؟
قال " الطَّهارة تصح ُّمن آنية الذهب والفِضَّة، وبها، وفيها، وإليها.
منها: بأن يغترف من الآنية.
بها: أي يجعلها آلةً يصبُّ بها، أي: يغرف بآنية من ذهب فيصبُّ على رجليه، أو ذراعه.
فيها: بمعنى أن تكون واسعة ينغمس فيها.
إليها: بأن يكون الماء الذي ينزل منه؛ ينزل في إناء من ذهب"./63 - 64
8/ المضبَّب بهما أي بالذَّهب والفِضَّة:
الضبَّةُ: التي أخذ منها التضبيب، وهي شريطٌ يَجْمَعُ بين طرفي المنكسر، فإذا انكسرت الصَّحْفَةُ من الخشب يخرزونها خرزاً
ورد في حديثٍ رواه الدَّارقطني: "إنَّه من شَرِب في آنية الذَّهب والفِضَّة، أو في شيء فيه منهما".
وأيضاً: المحرَّم مفسدةٌ، فإن كان خالصاً فمفسدتُه خالصة، وإن لم يكن خالصاً ففيه بقدْرِ هذه المفسدة.
ولهذا فكلُّ شيء حرَّمه الشَّارع فقليله وكثيره حرام؛ لقول النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: "وما نهيتكم عنه فاجتنبوه".//61
فشروطُ الجواز أربعةٌ:
1ـ أن تكون ضبَّةً.2ـ أن تكون يسيرةً.
3ـ أن تكون من فضَّةٍ 4ـ أن تكون لحاجةٍ.
والدَّليل على ذلك: ما ثبت في "صحيح البخاري" من حديث أنس رضي الله عنه: "أن قدح النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ انكسر فاتَّخذ مكان الشَّعْب سلسلة من فِضَّة"/64
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/177)
فإن قيل: لماذا اشترطتم كونها من فضَّة: لِمَ لا تقيسون الذَّهب على الفِضَّة؟
نقول: إن النصَّ لم يرد إلا في الفِضَّة، ثم إن الذَّهب أغلى وأشدُّ تحريماً، ولهذا في باب اللِّباس حُرِّم على الرَّجُل خاتم ُالذَّهب، وأُبيح له خاتمُ الفِضَّة، فدلَّ على أن الفِضَّة أهون، حتى إن شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ قال في باب اللِّباس: إن الأصل في الفِضَّة الإباحة وأنها حلال للرِّجَال، إلا ما قام الدَّليل على تحريمه.
وأيضاً: لو كان الذَّهب جائزاً لجَبَر النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ به الكسر؛ لأن الذَّهب أبعد من الصدأ بخلاف الفِضَّة، ولهذا لما اتَّخذ بعض الصَّحابة أنفاً من فِضَّة ـ لما قُطعَ أنفُه في إحدى المعارك (يوم الكُلاب في الجاهليَّة) ـ أنتن، فأمرهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أن يتَّخذ أنفاً من ذهب، لأنه لا يُنتن.
ومأخذ اشتراط الحاجة في الحديث: أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لم يتَّخذْها إلا لحاجة، وهو الكسر.
الحاجة أن يتعلَّق بها غرضٌ غير الزِّينة، بمعنى أن لا يتَّخذها زينة. قال شيخ الإسلام: وليس المعنى: ألاّ يجدَ ما يجبر به الكسرَ سواها؛ لأن هذه ليست حاجة، بل ضرورة والضَّرورة تُبيح ُالذَّهبَ والفضة مفرداً وتبعاً، فلو اضطر إلى أن يشرب في آنية الذَّهب فله ذلك، لأنَّها ضرورة./65 - 66
وهل تُكره مباشرتها لغير حاجة؟
قال " والصَّواب: إنه ليس بمكروه، وله مباشرتها؛ لأن الكراهة حكم شرعيٌّ يُحتاج في إثباته إلى دليل شرعي، وما دام ثبت بمقتضى حديث أنس المتقدّم أنها مباحة، فما الذي يجعل مباشرتها مكروهة؟ وهل ورد أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كان يتوقَّى هذه الجهة من قدحه؟ الجواب: لا، فالصَّحيح أنَّه لا كراهة؛ لأن هذا شيء مباح؛ ومباشرة المباح مباحة"./67
9// آنية الكفَّار:
تُباح آنية الكفَّار ولو لم تحلَّ ذبائحُهُم و يشمل الكافر الأصلي والمرتد
الذين تَحِلُّ ذبائحُهم هم اليهود والنَّصارى فقط. لقوله تعالى: وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم (المائدة: 5)
ولا تحلُّ ذبائح المجوس، والدَّهريِّين، والوثنيِّين وغيرهم من الكفار، أما آنيتهم فتحلُّ.
ما هو الدَّليل؟
عموم قوله تعالى: هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا (البقرة: 29)، ثم إن أهل الكتاب إذا أباح الله لنا طعامهم، فمن المعلوم أنهم يأتون به إلينا أحياناً مطبوخاً بأوانيهم، ثم إنَّه ثبت أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ دعاه غلام يهوديٌّ على خبز شعير، وإهالة سَنِخَةفأكل منها. وكذلك أكل من الشَّاة المسمومة التي أُهديت له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ في خيبر. وثبت أنَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ توضَّأ وأصحابه من مزادة امرأة مشركة، كلُّ هذا يدلُّ على أن ما باشر الكُفَّار، فهو طاهر.
وأما حديث أبي ثعلبة الخشني أن الرَّسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قال: "لا تأكلوا فيها، إلا ألا تجدوا غيرها، فاغسلوها وكلوا فيها".
فهذا يدلُّ على أن الأَوْلَى التنزُّه، ولكن كثيراً من أهل العلم حملوا هذا الحديث على أناس عُرفوا بمباشرة النَّجاسات من أكل الخنزير، ونحوه./68 - 69
ـ[احمد بخور]ــــــــ[28 - 03 - 02, 09:34 م]ـ
10// ثيابُ الكفار:
يشمل ما صنعوه وما لبسوه، فثيابهم التي صَنَعوها مباحة، ولا نقول: لعلهم نسجوها بمنْسَج نجس؛ أو صَبغُوها بصبغ نجس؛ لأنَّ الأصل الحِلُّ والطَّهارة، وكذلك ما لبسوه من الثياب فإنه يُباح لنا لُبسه وأما الحكم 1) إن عُلمتْ طهارتُها فلا إشكال 2)، فإن عُلِمتْ نجاستُها فإنها لا تُستعمل حتى تُغسل.3) إذا جُهل الحال، فهل نقول: إن الأصل أنهم لا يتوقَّون النَّجاسات وإنَّها حرام، أو نقول: إن الأصل الطَّهارة حتى يتبيَّن نجاستها؟ الجواب هو الأخير.
11// الدباغ:
الدَّبغ: تنظيف الأذى والقَذَر الذي كان في الجلد بواسطة مواد تُضاف إلى الماء.
ماهي الميتات التي تطهر جلودها بالدباغ؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/178)
ذكر الشيخ انّ هناك خلاف على أقوال 1/لا يَطْهر جلدُ ميتة بدِبَاغ والمذهب انه يستخدم في اليابس،2/يطهر إذا كان الحيوان طاهرا في الحياة، 3/ يطهر فقط جلد المأكول وهو مارجحه الشيخ، قال" وقيل: إن جلد الميتة لا يطهر بالدِّباغ؛ إلا أن تكون الميتةُ مما تُحِلُّه الذَّكاة، كالإبل والبقر والغنم ونحوها، وأما ما لا تحلُّه الذَّكاة فإنه لا يطهر، وهذا القول هو الرَّاجح؛ وهو اختيار شيخنا عبدالرحمن السَّعدي رحمه الله (2)، وعلى هذا فجلد الهِرَّة وما دونها في الخلقة لا يطهر بالدَّبغ./74 - 75
والرَّاجح: القول الثالث؛ بدليل أنه جاء في بعض ألفاظ الحديث:"دباغُها ذكاتها" فعبَّر بالذَّكاة، ومعلوم أن الذَّكاة لا تُطَهِّر إلا ما يُباح أكله، فلو أنك ذبحت حماراً، وذكرت اسم الله عليه، وأنهرالدَّم، فإنه لا يُسمَّى ذكاة./75
فيماذا يستخدم؟
قال " إذا قلنا بالقول الرَّاجح: وهو طهارته بالدِّباغ فإنه يُباح استعماله في الرَّطب واليابس، ويدلُّ لذلك أنَّ الرَّسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ توضَّأ وأصحابه من مزادة امرأة مشركة، وذبائح المشركين نجسة، وهذا يدلُّ على إباحة استعماله في الرَّطب، وأنه يكون طاهراً "/73
12// الميتةالطاهرةوالنجسة:
********** أ/// الحيوانات الطاهرة في الحياة*********
أولاً: كُلُّ مأكول كالإبل، والبقر، والغنم، والضَّبُعِ، ونحو ذلك.
ثانياً: كلُّ حيوان من الهِرِّ فأقلُّ خِلْقة ـ وهذا على المذهب ـ كالهِرَّة لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: "إنها ليست بنَجَسٍ، إنَّها من الطَّوافين عليكم".
ثالثاً: كُلُّ شيء ليس له نَفْسٌ سائلة، يعني إذا ذُبِحَ، أو قُتل ليس له دم يسيل.
رابعاً: الآدمي.
خامسا: السَّمك لقوله تعالى: أحل لكم صيد البحر وطعامه (المائدة: 96).
قال ابن عباس ـ رضي الله عنهماـ: "صيده ما أُخِذَ حيًّا، وطعامه ما أُخِذَ ميتاً".
********** ب/ كل أجزاء الميتة نجس *************
كاليد، والرِّجْل، والرَّأس ونحوها لعموم قوله تعالى: إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس (الأنعام: 145) والميتةُ تُطلَقُ على كلِّ الحيوان ظاهره، وباطنه.
**********ج/الميتات الطاهرة********************
1) السَّمك وغيره من حيوان البحر بدون استثناء، فإنه ميتته طاهرة حلال لقوله تعالى: أحل لكم صيد البحر وطعامه (المائدة: 96)، وتقدَّم تفسير ابن عباس للصَّيد، والطَّعام.
2) ميتة الآدمي لعموم قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: "إنَّ المؤمن لا ينجس"، ولأن الرَّجُل إذا مات يُغسَّل، ولو كان نجساً ما أفاد به التغسيل.
3) ميتة ما ليس له دم، والمراد الدَّم الذي يسيل إذا قُتل، أو جُرح، كالذُّباب، والجراد، والعقرب. والدَّليل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: "إذا وقع الذُّبابُ في شراب أحدِكم فلْيغمسه ثم لينزعْه".
4) عظم الميتة، على ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو أحد القولين في المذهب، ويُستَدَلُّ لذلك: بأنَّ العظم وإن كان يتألَّم ويحسُّ لكنه ليس فيه الحياة الكاملة، ولا يحُلُّه الدَّم، وليس له حياة إلا بغيره، فهو يشبه الظُّفر والشَّعر وما أشبه ذلك، وليس كبقية الجسم. ويُقالُ أيضاً: إنَّ مدار الطَّهارة والنَّجاسة على الدَّم؛ ولهذا كان ما ليس له نَفْسٌ سائلة طاهراً.
ولكن الذي يظهر أن المذهب في هذه المسألة هو الصَّواب؛ لأن الفرق بين العظم وبين ما ليس له نَفْسٌ سائلة أن الثاني حيوان مستقل، وأما العظم فكان نجساً تبعاً لغيره؛ ولأنَّه يتألّم فليس كالظُّفر أو الشَّعر، ثم إن كونه ليس فيه دم محلُّ نظر؛ فإن الظّاهر أن فيه دماً كما قد يُرى في بعض العظام.
*********د/ وما كان داخل الجلد نجس*************
وما كان داخل الجلد نجس، ولا ينفع فيه الدَّبغ، كاللحوم، والشُّحوم، والأمعاء، ذكر الفقهاء رحمهم الله: أنَّ جعلَ المُصْرَان والكِرْش وتَراً ـ أي حبالاًـ دِبَاغٌ، أي بمنزلة الدِّباغ، وبناءً عليه لا يكون طاهراً، ويجوز استعماله في اليابسات على المذهب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/179)
لكن صاحب "الفروع" ـ رحمه الله ـ وهو من أشهر تلاميذ شيخ الإسلام رحمه الله ـ ولا سيَّما في الفقه - يقول: "يتوجَّه لا": والمعنى: أنه يرى أن الأوجه بناءً على المذهب، أو على القول الرَّاجح عنده أنَّه ليس دباغاً. وما قاله متوجِّه؛ لأن المُصْرَان والكِرْش من صُلب الميتة. والصَّواب ما ذهب إليه صاحب "الفروع".
*********هـ/عظم الميتة************************
عظم الميتة، على ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو أحد القولين في المذهب أنه طاهر، ويُستَدَلُّ لذلك: بأنَّ العظم وإن كان يتألَّم ويحسُّ لكنه ليس فيه الحياة الكاملة، ولا يحُلُّه الدَّم، وليس له حياة إلا بغيره، فهو يشبه الظُّفر والشَّعر وما أشبه ذلك، وليس كبقية الجسم. ويُقالُ أيضاً: إنَّ مدار الطَّهارة والنَّجاسة على الدَّم؛ ولهذا كان ما ليس له نَفْسٌ سائلة طاهراً.
ولكن الذي يظهر أن المذهب في هذه المسألة هو الصَّواب؛ لأن الفرق بين العظم وبين ما ليس له نَفْسٌ سائلة أن الثاني حيوان مستقل، وأما العظم فكان نجساً تبعاً لغيره؛ ولأنَّه يتألّم فليس كالظُّفر أو الشَّعر، ثم إن كونه ليس فيه دم محلُّ نظر؛ فإن الظّاهر أن فيه دماً كما قد يُرى في بعض العظام.
*********هـ/لبن الميتة**************************
لبن الميتة نجس، وإن لم يتغيَّر بها؛ لأنه مائع لاقى نجساً فتنجَّس به؛كما لو سقطت فيه نجاسة ـ وإلا فهو في الحقيقة منفصل عن الميتة قبل أن تموت ـ لكنهم قالوا: إنها لمَّا ماتت صارت نجسةً، فيكون قد لاقى نجاسةً فتنجَّس بذلك.
واختار شيخ الإسلام أنَّه طاهر بناءً على ما اختاره من أن الشيء لا ينجس إلا بالتغيُّر، فقال: إن لم يكن متغيِّراً بدم الميتة، وما أشبه ذلك فهو طاهر.
والذي يظهر لي رجحانه في هذه المسألة هو المذهب؛ لأنَّه وإن انفصل واجتمع في الضَّرع قبل أن تموتَ فإنه يسير بالنسبة إلى ما لاقاه من النَّجاسة، لأنها محيطة به من كل جانب، وهو يسير، ثم إن الذي يظهر سريان عُفونة الموت إلى هذا اللَّبن؛ لأنه ليس كالماء في قُوَّة دفع النَّجَاسة عنه.
*********هـ/وماكان خارج الجلد طاهر**************
كالصُّوف للغنم، والوبر للإبل، والرِّيش للطيور، والشَّعر للمَعْز والبقر، وما أشبهها.
*********و/الجلد ****************************
الجلد وهو طبقة بينهما، وحكمه بين القسمين السَّابقين ومضى ذكره
*********ز/ ما أُبين من حيٍّ فهو كميتته***********
كميتته" يعني: طهارة، ونجاسة، حِلاً، وحُرمة، فما أُبينَ من الاّدمي فهو طاهر، حرام لحرمته لا لنجاسته، وما أُبين من السَّمك فهو طاهر حلال، وما أبين من البقر فهو نجس حرام، لأنَّ ميتتها نجسة حرام، ولكن استثنى فقهاؤنا ـ رحمهم الله تعالى ـ مسألتين:
(الأولى): الطَّريدة: فعيلة بمعنى مفعولة، وهي الصيد يطرده الجماعة فلا يدركونه فيذبحوه، لكنهم يضربونه بأسيافهم أو خناجرهم، فهذا يقطع رِجْلَه، وهذا يقطع يده، وهذا يقطع رأسه حتى يموت، وليس فيها دليل عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إلا أن ذلك أُثِرَ عن الصَّحابة رضي الله عنهم.
قال الإمام أحمد ـ رحمه الله: ـ كانوا يفعلون ذلك في مغازيهم، ولا يرون به بأساً، والحكمة في هذا ـ والله أعلم ـ: أن هذه الطَّريدة لا يُقدَرُ على ذبحها، وإذا لم يُقدَرْ على ذبحها، فإنها تحِلُّ بعقرها في أي موضع من بدنها، فكما أنَّ الصَّيد إذا أصيب في أي مكان من بدنه ومات فهو حلال؛ فكذلك الطَّريدة؛ لأنها صيد إلا أنها قطعت قبل أن تموت.
قال أحمد: "فإن بقيت"، أي: قطعنا رجلها، ولكن هربت ولم ندركها؛ فإن رجلها حينئذ تكون نجسة حراماً؛ لأنها بانت من حَيٍّ ميتتة نجسة.
(الثانية): المِسْك وفأرته، ويكون من نوع من الغزلان يُسمَّى غزال المسك.
يُقال: إنهم إذا أرادوا استخراج المِسْكِ، فإنهم يُركِضُونه فينزل منه دم من عند سُرَّته، ثم يأتون بخيط شديد قويٍّ فيربطون هذا الدم النازل ربطاً قويًّا من أجل أن لا يتَّصل بالبدن فيتغذَّى بالدَّم، فإذا أخذ مدَّة فإنه يسقط، ثم يجدونه من أطيب المسك رائحة.
وهذا الوعاء يُسمَّى فأرة المِسْك، والمِسْكُ هو الذي في جوفه، فهذا انفصل من حَيٍّ وهو طاهر على قول أكثر العلماء. ولهذا يقول المتنبي:
فإنْ تَفُقِ الأنامَ وأنت منهمفإنَّ المِسْكَ بعضُ دم الغزال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/180)
ـ[احمد بخور]ــــــــ[28 - 03 - 02, 09:35 م]ـ
*********************الفوائد والضوابط وغيرها ************************
56/ الباب: هو ما يُدخَلُ منه إلى الشَّيء، والعُلماء ـ رحمهم الله تعالى ـ يضعون: كتاباً، وباباً، وفصلاً.
فالكتاب: عبارة عن جملة أبواب تدخل تحت جنس واحد، والباب نوع من ذلك الجنس كما نقول: "حَبٌّ" فيشمل الشعيرَ، والذُّرةَ، والرُّزَ، لكنَّ الشَّعير شيءٌ، والرُّز شيءٌ آخر.
الفصول: فهي عبارة عن مسائل تتميَّز عن غيرها ببعض الأشياء، إما بشروط أو تفصيلات.
وأحياناً يُفَصِّلون الباب لطول مسائله، لا لأن بعضها له حكمٌ خاصٌّ، ولكن لطول المسائل يكتبون فصولاً.
57/ الأصل فيما سَكَتَ اللهُ عنه الحِلَّ والدَّليل من السُّنَّة: قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: "وما سَكَتَ عنه فهو عَفْوٌ". وقوله أيضاً: "إن الله فَرَض فرائض فلا تضيِّعوها، وحَدَّ حدوداً فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء رحمةً بكم غير نسيان، فلا تبحثوا عنها".
57/، فالأصل في العبادات التَّحريم؛ او بعبارة اخرى العبادات موقوفةٌ على الشَّرع، لأن العبادة طريقٌ موصلٌ إلى الله عزَّ وجلَّ، فإذا لم نعلم أن الله وضعه طريقاً إليه حَرُمَ علينا أن نتَّخذه طريقاً.
وقد دلّت الآيات والأحاديث على ذالك قال تعالى: أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله {الشورى: 21} فدلَّ على أن ما يَدينُ العبد به ربَّه لا بُدَّ أن يكون الله أَذِنَ به.
وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ " إيَّاكم ومحدثات الأمور، فإن كُلَّ بدعةٍ ضلالة"
58 - 59/ النَّجس يباح استعمالُه إذا كان على وجه لا يتعدَّى، والدَّليل على ذلك حديث جابر ـ رضي الله عنه ـ أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قال حين فتح مكَّة: "إن الله حرَّم بيع الخمر، والميتة، والخنزير، والأصنام" قالوا: يا رسول الله؛ أرأيت شُحوم الميتة، فإنَّها تُطلى بها السُّفن، وتُدهن بها الجلود، ويَستصبح بها النَّاس، فقال: "لا، هو حرام" فأقرَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ هذا الفعل مع أنَّ هذه الأشياء نجسة، فدلَّ ذلك على أن الانتفاع بالشيء النَّجس إذا كان على وجه لا يتعدَّى لا بأس به، مثاله أن يتَّخذ "زِنْبِيلاً" نجساً يحمل به التُّراب ونحوه، على وجهٍ لا يتعدَّى.
59/تحريم الأشياء لذاتها اولغيرها.
60/ من القواعد الأصولية: "إن الاستثناء معيار العُمُوم".
يعني: لو أنَّ أحداً استثنى من كلام عام فإن ما سوى هذه الصُّورة داخل في الحكم.
61/ المحرَّم مفسدةٌ، فإن كان خالصاً فمفسدتُه خالصة، وإن لم يكن خالصاً ففيه بقدْرِ هذه المفسدة.
61/ كلُّ شيء حرَّمه الشَّارع فقليله وكثيره حرام؛ لقول النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: "وما نهيتكم عنه فاجتنبوه".
63/ وما علَّق به الحكم لكونه أغلب لا يقتضي تخصيصه به كقوله تعالى: وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم {النساء: 23} فتقييد تحريم الرَّبيبة بكونها في الحجر لا يمنع التَّحريم، بل تَحرُمُ، وإن لم تكن في حِجره على قول أكثر أهل العلم.
64/صورة من قاعدة النهي اذا عاد الى المر خارج العبادة فإنه لايبطلها الصورة في آنية الذهب والفضّةلأنَّ التَّحريم لا يعود إلى نفس الوُضُوء، وإنما يعود إلى استعمال إنائه، والإناء ليس شرطاً للوُضُوء، ولا تتوقَّف صِحَّة الوُضُوء على استعمال هذا الإناء.
66/في التحريم والكراهة قال" والمكروه عند الفقهاء: ما نُهي عنه لا على سبيل الإلزام بالتَّرك. وحكمه: أنه يُثابُ تاركُه امتثالاً، ولا يُعاقبُ فاعلُه. بخلاف الحرام، فإن فاعله يستحقُّ العقوبة، وهذا في اصطلاح الفقهاء.
أما في القرآن والسُّنَّة، فإن المكروه يأتي للمحرَّم، ولهذا لما عدَّد الله تعالى أشياء محرَّمة في سورة الإسراء قال: كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها الإسراء:38
وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ:"إن الله كَرِهَ لكم قيل وقال، وكَثْرَةَ السُّؤال، وإضاعة المال".
والكراهة: حُكم شرعيٌّ لا تثبت إلا بدليل، فمن أثبتها بغير دليل، فإننا نردُّ قوله، كما لو أثبت التَّحريم بلا دليل، فإننا نردُّ قوله".
70/ لا يلزم من التَّحريم النَّجاسة،، ولهذا فالسُّمُ حرام، وليس بنجس، والخمر حرام وليس بنجس على القول الرَّاجح.
71/ ومن شرط القول بالنسخ العلم بالتَّاريخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/181)
72/ متى ثبت الفرق في الكتاب والسُّنَّة بين شيئين متشابهين، فاعلم أن هناك فرقاً في المعنى، ولكنَّك لم تتوصَّل إليه؛ لأن إحاطتك بحكمة الله غير ممكنة، فموقفك حينئذ التَّسليم.
77/ إذا قيل:"يتوجَّه كذا" فهو من عبارات صاحب "الفروع"، وإذا قيل: "يتَّجه كذا" فهو من عبارات مرعي صاحب "الغاية"، وهو من المتأخرين جمع في "الغاية" بين "المنتهى" و"الإقناع".
لكن بين توجيهات صاحب "الفروع" واتجاهات صاحب "الغاية" من حيث القوَّةُ والتَّعليل والدَّليل فرق عظيم.
فتوجيهات صاحب "الفروع" غالباً تكون مبنيَّة على القواعد والأصول، أما اتجاهات صاحب "الغاية" فهي دون مستوى تلك.
77/ كُلُّ حلال طاهر.
77/ كُلُّ نجس حرام.
77/ ليس كُلُّ حرام نجساً.
*********السقط الموجود في النسخة المطبوعة**************************
الصفحة/69 من قوله (وهو مقتضى قواعد الشرع) الى قوله (قوله: "ولا يَطْهر جلدُ ميتة بدِبَاغ")
وقوله "وثيابهم" أي تُباحُ ثيابُهم وهذا يشمل ما صنعوه وما لبسوه، فثيابهم التي صَنَعوها مباحة، ولا نقول: لعلهم نسجوها بمنْسَج نجس؛ أو صَبغُوها بصبغ نجس؛ لأنَّ الأصل الحِلُّ والطَّهارة، وكذلك ما لبسوه من الثياب فإنه يُباح لنا لُبسه، ولكن من عُرِفَ منه عدم التَّوقِّى من النَّجاسات كالنَّصارى فالأَوْلَى التنزُّه عن ثيابهم بناءً على ما يقتضيه حديث أبي ثعلبة الخُشني رضي الله عنه.
وقوله "إن جُهل حالها" هذا له مفهومان:
الأول: أن تُعلَمَ طهارتُها.
الثاني: أن تُعلَمَ نجاستُها، فإن عُلِمتْ نجاستُها فإنها لا تُستعمل حتى تُغسل. وإن عُلمتْ طهارتُها فلا إشكال، ولكن الإشكال فيما إذا جُهل الحال، فهل نقول: إن الأصل أنهم لا يتوقَّون النَّجاسات وإنَّها حرام، أو نقول: إن الأصل الطَّهارة حتى يتبيَّن نجاستها؟ الجواب هو الأخير.
77/ من قوله (ويُستثنى من ذلك ما يلي: ـ) الى قوله (2ـ السَّمك وغيره من حيوان البحر بدون)
1 - عظم الميتة، على ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (1) وهو أحد القولين في المذهب (1)، ويُستَدَلُّ لذلك: بأنَّ العظم وإن كان يتألَّم ويحسُّ لكنه ليس فيه الحياة الكاملة، ولا يحُلُّه الدَّم، وليس له حياة إلا بغيره، فهو يشبه الظُّفر والشَّعر وما أشبه ذلك، وليس كبقية الجسم. ويُقالُ أيضاً: إنَّ مدار الطَّهارة والنَّجاسة على الدَّم؛ ولهذا كان ما ليس له نَفْسٌ سائلة طاهراً، ولكن الذي يظهر أن المذهب في هذه المسألة هو الصَّواب؛ لأن الفرق بين العظم وبين ما ليس له نَفْسٌ سائلة أن الثاني حيوان مستقل، وأما العظم فكان نجساً تبعاً لغيره؛ ولأنَّه يتألّم فليس كالظُّفر أو الشَّعر، ثم إن كونه ليس فيه دم محلُّ نظر؛ فإن الظّاهر أن فيه دماً كما قد يُرى في بعض العظام.
انتهى المطلوب من الآنية ولله الحمد والمنة
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[17 - 02 - 07, 11:18 م]ـ
جزاك الله خيراً .. أخي(68/182)
هداية الألبّاء إلى حكم الاتكاء
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[29 - 03 - 02, 05:12 م]ـ
هداية الألباء إلى حكم الاتكاء (الحلقة الأولى)
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على خير خلقه، وبعد فهذا مبحث لطيف في حكم الأكل متكئًا كنت كتبت بعضه قبل مدة ثم حالت بعض الأسباب دون إكماله فنعود إليه بأوسع مما ذكرنا قبل.
قال في ((النهاية)): ((المُتَّكئ في العربية كل من اسْتوى قاعدًا على وِطاءٍ مُتمكنًا.
والعامَّةُ لا تَعرِفُ المُتكِئ إلاَّ مَن مال في قُعوده مُعتمِداً على أحد شِقَّية.
والتاء فيه بدل من الواو.
وأصله من الوِكاء وهو ما يُشَد به الكيس وغيره، كأنه أوكأ مَقْعَدَته وشدّها بالقعود على الوِطاَء الذي تحته)).
وقال المناوي في (الفيض): ((واعلم أن الاتكاء أربعة أنواع الأول أن يضع يده على الأرض مثلا الثاني أن يتربع الثالث يضع يده على الأرض ويعتمدها الرابع أن يسند ظهره وكلها مذمومة حال الأكل لكن الثاني لا ينتهي إلى الكراهة وكذا الرابع فيما يظهر بل هما خلاف الأولى)).
وقد عد القرطبي في (تفسيره) الأكل متكئًا من المحرمات على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال: خص الله تعالى رسوله في أحكام الشريعة بمعان لم يشاركه فيها أحد في باب الفرض والتحريم والتحليل مزية على الأمة وهبت له ومرتبة خص بها ففرضت عليه أشياء مافرضت على غيره وحرمت عليه أفعال لم تحرم عليهم وحللت له أشياء لم تحلل لهم منها متفق عليه ومختلف فيه ... وأما ما حرم عليه فجملته عشرة ... (وذكر منها): الأكل متكئًا.
قلت: ورد في ذلك حديث في (الصَّحيح) من رواية أبي جُحيفة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا آكل متكئًا.
وله سبب ورد في رواية من حديث عبد الله بن بسر قال أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة فجثى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتيه يأكل، فقال أعرابي: ما هذه الجلسة؟ فقال: إن الله جعلني عبدًا كريمًا ولم يجعلني جبارًا عنيدًا.
أخرجه ابن ماجه.
قال البوصيري في (المصباح): ((هذا إسناد صحيح)). وحسنه الحافظ ابن حجر.
فظاهر الحديث أن مراده عليه الصلاة والسلام من الأكل متكئًا التواضع.
أو أن المعنى: إني إذا أكلت لم أقعد مُتَمكِّنًا فعلَ من يريد الاستكثار منه، ولكن آكل بُلْغَة، فيكون قعودي له مُسْتَوْفِزاً.
وقد حمل البعض الاتكاء المذموم على عمومه في حقه عليه الصلاة والسلام وحق غيره، وأن المراد به المَيل إلى أحد الشَّقَّين تأوّله على مذهب الطّب، فإنه لا يَنْحَدر في مجارِي الطعام سَهْلاً، ولا يُسِيغُه هنيئاً، وربَّما تأذَّى به.
قال المناوي في (الفيض): ((أمَّا أنا فلا آكل متكئا أي مُتمكِّنا مُعتمدًا على وطاءٍ تحتي أو مائلا إلى أحد شقي ومن فهم أن المتكئ ليس إلا المائل إلى أحدهما فقد وهم.
إذ كل من استوى قاعدا على وطاء فهو متكئ وفي إفهام قوله أما أنا جعل الخيار لغيره على معنى أما أنا أفعل كذا وأما غيري فبالخيار فربما أخذ منه أنه غير مكروه لغيره)).
وقال المناوي (في موضعٍ آخر): ((يُحتمل لا آكل مائلاً إلى أحد الشقين مُعتمدًا عليه وحده أو لا آكل وأنا متمكن من القعود أو لا آكل وأنا مسند ظهري إلى شيء ورجح العصام الثاني بأنه أقرب إلى الاستعمال العربي لقول ابن الأثير عن الخطابي المتكى ء في العربية المستوي قاعدا على وطاء متكئا والعامة لا تعرف المتكى ء إلا من مال في قعوده معتمدا على أحد شقيه اهـ.
وما اعتمد عليه لا يعول عليه فقد تعقبه المحقق أبو زرعة بالرد فقال ظاهر كلامه أنه لا معنى للاتكاء إلا ما ذكره وهو مردود إلا أن يريد تفسير المتكى ء في الحديث الذي ذكره دون غيره ومع ذلك فهو ممنوع فلم أجد في الكتب المشهورة في اللغة تفسير الاتكاء بالمعنى الذي ذكره أصلا وإنما فسروه بالميل إلى أحد الشقين كما في هذا الحديث اهـ.
فاستبان بذلك أن الاتكاء المكروه عند الأكل إنما هو الميل إلى أحد الشقين والاعتماد عليه لا الاتكاء على وطاء تحته مع الاستواء فقول الشهاب الهيثمي: الاتكاء هنا لا ينحصر في المائل يشمل الأمرين فيكره كل منهما غير معمول به لأنه إنما اعتمد فيه على ابن الأثير غافلا عن كونه متعقبا بالرد من هذا الإمام المحدث الفقيه المرجوع إليه في هذا الشأن والكراهة حكم شرعي لا يصار إلى إثباتها في مذهب الشافعي بكلام مثل ابن الأثير فتدبر وحكمة كراهة الأكل متكئا أنه فعل المتكبرين المكثرين من الأكل بنهمة وشره المشغوفين من الاستكثار من الطعام فالسنة في الأكل كما قال القسطلاني أن يقعد مائلا إلى الطعام منحنيا عليه.
وقال الحافظ ابن حجر يجلس على ركبتيه وظهور قدميه أو ينصب الرجل اليمنى ويجلس على اليسرى اهـ.
وللحديث صلة. كتبه يحيى العدل في 15/ 1/ 1423هـ
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[29 - 03 - 02, 07:34 م]ـ
أحسنتَ وفقك الله، ونحن بانتظار التتمّة.
أذكر أنّ الشيخ الأزدي كان له كلام حول هذه المسألة قبل أن يتعطّل المنتدى.(68/183)
التعريف بالعبد الضعيف
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[29 - 03 - 02, 11:13 م]ـ
من يحيى العدل إلى رواد المنتدى المبارك .. (منتدى بلجرشي).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فيطيب لي أن ألقي الضوء على بعض ما له تعلق بكاتب هذه الأسطر وذلك من أربعة أوجه:
الوجه الأول: التعريف بالاسم واللقب المستعار (يحيى العدل)
ـ هو مركب من اسم وصفة فالاسم فيه معنى الحياة فهو مشتق منها .. والثاني مؤخوذ من العدالة ومرادي: (المرضي المقبول القول والحكم) .. وهذا موافق لأصل اللغة.
فالأول حق والثاني فأل.
ـ ومما أرمي أليه (كذلك) معنى العبارة المركبة الشهيرة (يحيى العدل) .. وهي عبارة .. يرددها الناس .. في زمننا هذا الذي قل فيه العدل أو كاد .. !!
فأطالب نفسي أولاً بالعدل .. ثم أطالب كافة المشاركين في الحوار والمناقشات .. أن لا يجور أحد منهم في النقاش أو أن يلدَّ في الخصومة.
عن عائشة رضي الله عنها عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال: ((إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم)) .. (خ م)
فأنا هنا أنادي بالعدالة والتي عادة ما تكون شعار المنتصر في المعارك القضائية بعكس المحكموم عليه فهو يردد العبارة الشهيرة .. (مظلوم .. مظلوم). نعوذ بالله من الظلم .. فلنتجنب الظلم .. ذاك المرتع الوخيم .. الذي ولغت فيه البشرية اليوم بكافة .. مللها .. وطبقاتها.
فأنادي قائلاً (يحيى العدل) مع النفس .. (يحيى العدل) مع الأحبة .. (يحيى العدل) مع الخصوم.
ـ ومما أرمي أليه من هذا اللقب .. أن فيه تقدير حرف نداء .. والمعنى ظاهر .. وهذا فيه لجم لقلمي.
2 ـ الوجه الثاني: مما يقتضي التعريف به .. هنا أنني أعتبر نفسي مشاركًا في الثقافة والتاريخ وغير ذلك من مناحي المعرفة .. وماهرًا إلى حدًا ما في بعض الجوانب الحديثية خاصة .. فمشاركاتي ستكون في غالبها على ما أحسن .. وليت كل شخص اقتصر على ما يحسن .. وما به يجمل .. فينتفع ويُنتفع به .. بدلاً من تكثير سواد المشاركات بساقط الكلمات .. وردي العبارات ..
3 ـ الوجه الثالث: دعوة وشكر مقدم لكل قارئ كريم .. يطل على كتاباتي مستفيدًا .. أو معقبًا .. ..
4 ـ الوجه الرابع: أن حقوق العنونة .. والاستفتاح .. والاختتام .. والتوقيع .. خاصة بشخصي الضعيف .. كشعار لي فيُرجى من المشرفين حفظ حقوقي.
وفي الحقيقة أنني ترددت كثيرًا في المشاركة في المنتديات من أجل أنه قد يكون فيها ما يخل بالمروءة فقد يتعرض لك بعض السفهاء بما يزري.
فلما عزمت (وتوكلت على الله) أبت علي نفسي أن أتسمى باسم لا حقيقة له.
فاخترت اسمًا يحمل في طياته الصدق .. والحنين .. لارتباط بأصل البشرية البعيد .. وفيه تذكر المآل .. وفيه عبرة إنه: (ابن آدم).
وطالما داعبت به الأحبة عند سؤالهم عن شخصي عندما أهاتفهم أو أطرقهم زائرًا.
لكن حصلت أمور أجبرتني على الانقطاع .. ثم نسيت كلمة السر .. فلما عدت دخلت به .. ولكن (لأنني لا زلت مبتدئًا) لم أستطع العودة فكلما دخلت به قبض علي متلبسًا بأنني سُبقت به والحقيقة أني أنا هو (ابن آدم) حسًا ومعنى. فاضطررت لاستبداله .. وعدت فالعود أحمد.
وكتب يحيى العدل (ابن آدم) في ليلة السبت لخمس عشرة ليلة خلت من سنة ثلاث وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.
دمتم بخير. والسلام معاد
ـ[د. كيف]ــــــــ[29 - 03 - 02, 11:59 م]ـ
من د. كيف إلى يحيى العدل!!! سلمه الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أما بعد:
فأصالة عن نفسي ونيابة عن إخواني في المنتدى نحييك معنا،
ولكن أردت أن أهمس في أذنك شيئاً:
منذ أن دخلت هذا المنتدى لم أجد فيه (ساقط الكلام، وردي - صوابها بهمز رديء إلا إذا قصدت التسهيل- العبارات)!!
ولله الحمد والمنة!!
ثم أخي أكتب وكتابتك تدل على علمك لا أنت الذي يدلنا على علمك!!
شكر الله لك حسن الاستماع وحياك ربي معنا هاهنا في هذا المنتدى العلمي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[30 - 03 - 02, 05:13 ص]ـ
من يحيى العدل إلى الأخ د. كيف سلام الله عليك ورحمته وبركاته. وشكر لله لك ترحيبك وتعقيبك .. وتعقبك .. وهمسك.
وأنا أهمس لك حول قولك: ((منذ أن دخلت هذا المنتدى لم أجد فيه (ساقط الكلام، وردي - صوابها بهمز رديء إلا إذا قصدت التسهيل- العبارات)!!
ولله الحمد والمنة!! ثم أخي أكتب وكتابتك تدل على علمك لا أنت الذي يدلنا على علمك!!)).
فأقول إنما أشرت على استحياء .. إلى ذلك لو أنك تمعنت في قولي .. وإنما دعاني لذلك أنا هنا أشبه بالمجاهيل .. الذين في عدالتهم نظر .. فأردت المصداقية إن كتبت أو أجبت أو شاركت ليس إلا ..
ودمت بخير. يحيى العدل 16/ 1/ 1423هـ.
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[30 - 03 - 02, 08:21 ص]ـ
أخي د. كيف سلام عليك .. أما بعد فانظر مقالتي (الترقيع لمعنى التوقيع) ففيها ما يدل على ثنائي على هذا المنتدى .. فلا يؤخذ كلامي الآنف على ظاهره ..
بل المقصود غيره من المنتديات فالكلام فيه عموم لا خصوص.
محبك يحيى العدل.(68/184)
تنبيهات ومرئيات حول طرح المواضيع والمشاركات
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[30 - 03 - 02, 07:23 ص]ـ
(المقالة الرابعة):
((تنبيهات ومرئيات حول طرح المواضيع والمشاركات))
من يحيى العدل إلى المشرفين ورواد المنتدى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وأصلي على محمدٍ عبده ورسوله. أما بعد:
فأعلمُكم ببعض المرئيات حول طرح الموضوعات في هذا المنتدى، وأسوقها على صورة نقاط:
النقطة الأولى: أن طابع المشاركات والمواضيع المطروحة فوائد منثورة في أمور شتى، فحبذا لو ركز بعض الاخوة على جوانب معينة من المعرفة وأفرغ فيها جهده، ومن ثم طرحها لكي تعم الفائدة.
لأن كثيرًا من المشاركات ينقصها التحرير بسبب العجلة في عرضها .. ولعدم تفرغ كثير من الاخوة لمناقشتها وتأصيلها .. مما يجعل الموضوع يطرح وينتهي بغير تحرير ينفصل منه القارئ على أمر واضح في المسألة.
النقطة الثانية: أن يكون جانبًا من المشاركات والمواضيع معني بجانب التأصيل لمنهج المتقدمين في بعض القضيا مثار الخلاف، بحيث ينتصب بعض الاخوة المؤيدين لهذا المنحى لتناول قضية من القضايا على هيئة حلقات، يستقري لها استقراءًا تامًا، ويجمع كل ما له تعلق بالمسألة .. ثم يعرضها للنقاش .. وما أكثر مسائل الخلاف.
النقطة الثالثة: أن يكون جانبًا من المواضيع على هيئة مجالس أسبوعية بحيث يثبت كل مجلس لمدة أسبوع .. وهكذا.
ولقد بدأت بطرح موضوع (مجالس التحديث) سوف أشرح فيه (الحديث المسلسل بالأولية) وهو مثال على هذه النقطة ..
أرجو أن يساعدني الأخ هيثم على تثبيته، كتجربة وتنويه بالموضوع وعند طرح المجلس الثاني يتم تثبيت الجميع تحت رابط واحد حتى تنتهي المجالس.
النقطة الرابعة: أن يتولى الاخوة المشرفون كل شهر جمع المواضيع والفوائد المتفرقة وترتيبها حسب موضوعاتها:
بحيث تكون الأحاديث المعلة على حدة ـ وقضايا المصطلح على حدة ـ والقضايا الفقهية على حدة .. وهكذا .. ومن ثم تثبيتها لمدة أسبوع، لكي يتسنى أخذها لمن أراد نقلها والاحتفاظ بها.
وقد يكون هناك من الأمور الفنية ما يعيق مثل هذا التصور .. فالأمر بيد المشرفين .. وفقهم الله.
هذا ماسنح بالبال. ودمتم. وكتبه محب الجميع يحيى العدل في 16/ 1/1423هـ
ـ[ابن معين]ــــــــ[30 - 03 - 02, 02:11 م]ـ
اقتراحات جميلة من أخ فاضل، أرجو من المشرفين تأملها وإبداء الرأي فيها.(68/185)
حكم العرف في الدين
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[30 - 03 - 02, 02:16 م]ـ
الضابط الخامس: جريان التكليف الشرعي على اطراد العادات في الخلق، (ذلك أن مجاري العادات في الوجود أمر معلوم لا مظنون)؛ لأن العوائد ثابتة دائمة على مقتضى سنن الله في الوجود التي لا تبديل لها، بل إن اعتبار العادات سبب لثبات الشرع وعدم تبدله وتغيره، فإن الشريعة جاءت (التكاليف الكلية فيها بالنسبة إلى من يكلف من الخلق موضوعة على وزان واحد، وعلى مقدار واحد، وعلى ترتيب واحد، لا اختلاف فيه بحسب متقدم ولا متأخر .... ، ولو اختلفت العوائد لا قتضى ذلك اختلاف التشريع، واختلاف الترتيب، ولختلاف الخطاب، فلا تكون الشريعة على ماهي عليه). [الموافقات 2/ 279].
بل لولا اعتبار ما جرت به العادات لما عرف أصل الدين؛ لأن الدين لا يعرف إلا بالنبوة، ولا سبيل إلى معرفة النبوة إلا بالمعجزة، ولا تكون المعجزة إلا بخرق العادة المتقرر اطرادها في الماضي والحال والاستقبال، (ولولا استقرار العلم بالعادات لما ظهرت الخوارق)؛ ولهذا الاعتبار جرى على ألسنة الفقهاء (العادة محكمة) واعتبروها من قواعد الفقه التى تجري في كثير من أبوابه.
والعوائد بالنسبة إلى وقوعها في الوجود قسمان:
القسم الأول: (العوئد العامة التي لا تختلف بحسب الأعصار والأمصار والأحوال، كالأكل والشرب والفرح والحزن والنوم واليقظة، والميل إلى الملائم والنفور عن المنافر، وتناول الطيبات والمستلذات، واجتناب المؤلمات والخبائث ... ، فيقضي به على أهل الأعصار الخالية، والقرون الماضية للقطع بأن مجاري سنة الله تعالى في خلقه على هذا السبيل ... ، فيكون ما جرى منها في الزمان الحاضر محكوما به على الزمان الماضي والمستقبل مطلقا.
والثاني: العوائد التي تختلف باختلاف الأعصار والأمصار والأحوال، كهيئات اللباس والمسكن، ... فلا يصح أن يقضى به على ما تقدم البتة، حتى يقوم دليل على الموافقة من خارج، ... وكذلك في المستقبل) [انظر: المنثور في القواعد للزركشي 2/ 356، وكتاب القواعد للحصني 1/ 357].
هذه العادات منها ما أقره الدليل الشرعي وجوبا أن ندبا، أو نفاه تحريما أو كراهة، كالأمر بإزالة النجاسات، أو النهي عن الطواف عريانا، وما أشبه ذلك، فما حسنه الشرع من ذلك لا يمكن أن يكون قبيحا، وما قبحه لا يمكن أن يكون حسنا، فلا يمكن أن يقال: إن كشف العورة كان قبيحا عند نزول التشريع سيكون حسنا بعد ذلك.
ومن العوائد ما لم يقره أو ينفيه الدليل الشرعي، لكنه ثابت لا يتغير ولا يتبدل، كوجود شهوة الطعام والشراب والوقاع، وعادات النظر والكلام والمشي والغضب والنوم، فهذه أسباب لأحكام تترب عليها، فلا يتعلق بها تحسين ولا تقبيح شرعي لذاتها، ولكن باعتبار ذرائعها ومآلاتها، فمن تذرع للأكل بالكسب الحرام فهو قبيح، ومن تذرع له بالحلال فهو حسن، ومن مشى للطاعة فهو حسن، ومن مشى للمعصية فهو فبيح، وهكذا، قد تكون العادات متبدلة غير ثابتة، فتتبذل أحكامها تبعا لها، مثل كشف الرأس قد يكون في زمن أو مكان قبيح لذوي المروءات مسقطا للعدالة عرفا، قد يكون في زمن آخر أو مكان آخر غير قادح في العدالة، فيكون الحكم الشرعي تبعا في ذلك للعرف والعادة.
ومثل أن تكون العادة في النكاح قبض الصداق قبل الدخول في بلد من البلدان أو زمن من الأزمنة دون غيره، فيكون الحكم تبعا لذلك.
ومما يلحق بذلك اختلاف عادات الناس في التعبير عن المعاني بين أرباب الصنائع وأهل العلوم والفنون فتجري الأحكام في الأيمان والعقود والطلاق وأمثال ذلك لكل أناس على مقتضى اصطلاحهم وإن اتحد اللفظ تبعا للعادة الخاصة بذلك.
(واعلم أن ما جرى ذكره هاهنا من اختلاف الأحكام عند العوائد، فليس في الحقيقة باختلاف في أصل الخطاب، .... ، وإنما معنى الاختلاف أن العوائد إذا اختلفت رجعت كل عادة إلى أصل شرعي يحكم به عليها). [الموافقات 2/ 285ـ286].
(قال الفقهاء: كل ما ورد به الشرع مطلقا ولا ضابط له فيه ولا في اللغة يرجع فيه إلى العرف). [الأشباه والنظائر ص 98].
ولا يمكن فهم مراد الشارع ولا تطبيقه إلا بالتسليم بأن (العوائد الجارية ضرورية الاعتبار شرعا، ... فلا يستقيم إقامة التكليف إلا بذلك، ... مما يدل على وقوع المسببات عن أسبابها دئما، فلو لم تكن المسببات مقصودة للشارع في مشروعية الأسباب لكان خلافا للدليل القاطع، ... ولو لم تعتبر لأدى إلى تكليف ما لا يطاق). [الموافقات 2/ 286ـ288].
لإنه (لما كانت المقاصد لا يتوصل إليها بأسباب وطرق يقضي إليها، كانت طرقها وأسبابها تابعة لها معتبرة لها، ... فوسيلة المقصود تابعة للمقصود، وكلاهما مقصود، لكنه مقصود قصد الغايات، هي مقصودة قصد الوسائل). [أعلام الموقعين لابن القيم 3/ 135].
ولا شك أن ما سبق من كلام يجري على العوائد الكونية التي على ضوئها قدر الله سير حياة الناس، مثل حركة الشمس والقمر، وتعاقب الليل والنهار، واختلاف الفصول، وتناول الطعام والشراب والمنام.
أو عوائد اعتادها الناس واصبحت عرفا عاما زمانا ومكانا أو خاصة بزمان أو مكان دون غيره، مثل كيفية اللباس، أو طريقة تناول الطعام والشراب، أو كيفية دفع صداق ومهر العروس، واشباه ذلك مما تنزل عليه أحكام الشرع وأدلته، كما تقدم بيانه.
هذا الكلام منقول عن رسالة بعنوان " المختصر الوجيز في مقاصد التشريع" لمؤلفه الشيخ الدكتور عوض بن محمد القرني.
الصقحة 99ـ104.
مثال على العرف ما ذكره الإمام المحقق ابن قدلمة المقدسي في كتابه المغني، قد كان حينها يتكلم عن العورة في الصلاة (فإذا ثبت هذا فإن حد الكثير ما فحش في النظر ولا فرق في ذلك بين الفرجين وغيرهما واليسير مالا يفحش والمرجع في ذلك إلى العادة). [المغني المجلد الاول].(68/186)
منهج ابن عثيمين في حياته وتدريسه.
ـ[منهج ابن عثيمين في حياته وتدريسه. [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > منتدى الدراسات الفقهية > منهج ابن عثيمين في حياته وتدريسه.
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: منهج ابن عثيمين في حياته وتدريسه.]ــــــــ[منهج ابن عثيمين في حياته وتدريسه. [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > منتدى الدراسات الفقهية > منهج ابن عثيمين في حياته وتدريسه.
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: منهج ابن عثيمين في حياته وتدريسه.]ـ
منهج ابن عثيمين في حياته وتدريسه. [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > منتدى الدراسات الفقهية > منهج ابن عثيمين في حياته وتدريسه.
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: منهج ابن عثيمين في حياته وتدريسه.(68/187)
ضيف جديد هل تقبلونه
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[31 - 03 - 02, 02:37 م]ـ
أهلاً بك
وحياك وبياك(68/188)
أين هي أجوبة الشيخ العوني؟؟؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[01 - 04 - 02, 10:08 م]ـ
أين هي أجوبة الشيخ العوني؟؟؟
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[01 - 04 - 02, 10:21 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=463(68/189)
فتاوى في حُكمِ " التأمين الصحي وغيره من صور التأمين "
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[02 - 04 - 02, 02:00 م]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?14@5.N2avb4yrd0u^5@.ef14564(68/190)
بأيهما نسبق في السجود الركبتين أم اليدين؟ ـ بحث مختصر ـ
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[02 - 04 - 02, 11:37 م]ـ
المغني ج: 1 ص: 303 للإمام ابن قدامة المقدسي ـ رحمه الله ـ كان الشيخ حنبلي المذهب، بدون تعصب.
مسألة قال ويكون أول ما يقع منه على الأرض ركبتاه ثم يداه ثم جبهته وأنفه
هذا المستحب في مشهور المذهب (يقصد مذهب الحنابلة) وقد روي ذلك عن عمر رضي الله عنه وبه قال مسلم بن يسار النخعي وأبو حنيفة والثوري والشافعي وعن أحمد رواية أخرى أنه يضع يديه قبل ركبتيه وإليه ذهب مالك لما روي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد أحدكم فليضع يديه قبل ركبتيه ولا يبرك برك البعير رواه النسائي
ولنا ما روى وائل بن حجر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي
قال الخطابي هذا أصح من حديث أبي هريرة وروي عن أبي سعيد قال كنا نضع اليدين قبل الركبتين فأمرنا بوضع الركبتين قبل اليدين وهذا يدل على نسخ ما تقدمه وقد روى الأثرم حديث أبي هريرة إذا سجد أحدكم فليبدأ بركبتيه قبل يديه ولا يبرك بروك الفحل.
المجموع ج: 3 ص: 380 للإمام النووي ـ رحمه الله ـ كان الشيخ شافعي المذهب، بدون تعصب.
قال المصنف رحمه الله تعالى والمستحب أن يضع ركبتيه ثم يديه ثم جبهته وأنفه، لما روى وائل بن حجر رضي الله عنه قال «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه» فإن وضع يديه قبل ركبتيه أجزأ إلا أنه ترك هيئة الشرح مذهبنا أنه يستحب أن يقدم في السجود الركبتين ثم اليدين، ثم الجبهة والأنف،
قال الترمذي و الخطابي وبهذا قال أكثر العلماء وحكاه أيضاً القاضي أبو الطيب عن عامة الفقهاء وحكاه ابن المنذر عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، والنخعي ومسلم بن بشار وسفيان الثوري و أحمد وإسحاق وأصحاب الرأي قال وبه أقول،
وقال الأوزاعي و مالك يقدم يديه على ركبتيه، وهي رواية عن أحمد، وروي عن مالك أنه يقدم أيهما شاء ولا ترجيح واحتج لمن قال بتقديم اليدين بأحاديث ولمن قال بعكسه بأحاديث ولا يظهر ترجيح أحد المذهبين من حيث السنة،
ولكني أذكر الأحاديث الواردة من الجانبين وما قيل عن وائل بن حجر رضي الله عنه قال «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه» رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم قال الترمذي هو حديث حسن،
وقال الخطابي هو أثبت من حديث تقديم اليدين، وهو ارفق بالمصلي وأحسن في الشكل ورأي العين وقال الدارقطني قال ابن أبي به شريك القاضي عن ابن كليب وشريك ليس هو منفرداً به،
وقال البيهقي هذا الحديث يعد من إفراد شريك، هكذا ذكره البخاري وغيره من الحفاظ المتقدمين، وزاد أبو داود في رواية له نهض على ركبتيه واعتمد على فخذه» وهي زيادة كمال من رواية عبد الجبار بن وائل عن أبيه ولم يسمعه،
وقيل ولد بعده وعن أنس رضي الله عنه قال «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر» وذكر الحديث وقال في السجود «سبقت ركبتاه يديه» رواه الدارقطني والبيهقي وأشار إلى تضعيفه وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه» رواه أبو داود والنسائي بإسناد جيد ولم يضعفه أبو داود عن عبد الله بن سعيد المقبري عن جده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «إذا سجد أحدكم فليبدأ بركبتيه قبل يديه ولا يبرك بروك الجمل» رواه البيهقي وضعفه وقال عبد الله بن سعيد ضعيف وعن سعد بن أبي وقاص الركبتين قبل اليدين» رواه ابن خزيمة في «صحيحه»،
وادعى أنه ناسخ لتقديم اليدين، وكذا اعتمده أصحابنا (يقصد الشافعية) ولكن لا حجة فيه لأنه ضعيف ظاهر التضعيف بين البيهقي وغيره ضعفه وهو من رواية يحيى بن سلمة بن كهيل وهو ضعيف باتفاق الحفاظ، قال أبو حاتم هو منكر الحديث، وقال البخاري في حديثه مناكير والله أعلم فرع قال الشافعي في «الأم» وكأنه ساجد، ثم إنه يكون أول ما يضع على الأرض منه ركبتيه ثم يديه ثم وجهه فإن وضع وجهه قبل يديه أو يديه قبل ركبتيه كرهته ولا إعادة عليه ولا سجود أخذها.
الثمر الداني شرح رسالة القيرواني ج: 1 ص: 110 للشيخ صالح عبد السميع الآبي الأزهري.
والمستحب تقديم اليدين على الركبتين إذا هوى للسجود وتأخيرهما عن الركبتين ثم القيام لأمره عليه الصلاة والسلام بذلك وبه عمل أهل المدينة
وأما ما رواه أصحاب السنن من أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد يضع ركبتيه قبل يديه وإذا نهض يرفع يديه قبل ركبتيه فقال الدارقطني تفرد به شريك وشريك فيه مقال وزعم بعض أنه حديث منسوخ.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[03 - 04 - 02, 12:40 ص]ـ
بارك الله فيك
http://www.ahlalhdeeth.com//vb/showthread.php?s=&threadid=367
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/191)
ـ[عبد الحميد أبو بكر]ــــــــ[13 - 02 - 07, 01:19 م]ـ
راجع في هذه المسألة ما كتبه أبو إسحاق الحويني "نهي الصحبة عن البروك على الركبة" ففيه تحقيق ماتع لأحاديث المسألة. وقبله كتب الألباني في تمام المنة والضعيفة حول الموضوع.
ـ[الذخيرة]ــــــــ[14 - 02 - 07, 06:55 ص]ـ
تكلم الشيخ حمزة الملباري على الأحاديث في الباب ونقل أقوال المتقدمين فيها بكلام متين، في كتابه النفيس: الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين، وذكر ضعف الأحاديث، والخلاف في المسألة خلاف السنية وإلا فقد حكى شيخ الإسلام ابن تيمية الإجماع على جواز الصفتين. انظر: مجموع الفتاوى (22/ 449)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[15 - 02 - 07, 09:52 م]ـ
راجع في هذه المسألة ما كتبه أبو إسحاق الحويني "نهي الصحبة عن البروك على الركبة" ففيه تحقيق ماتع لأحاديث المسألة. وقبله كتب الألباني في تمام المنة والضعيفة حول الموضوع.
نعم
وجزى الله الجميع خيرا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[17 - 02 - 07, 01:09 ص]ـ
انظروا بارك الله فيكم كتاب المحدِّث فريح البهلال
(فتح المعبود بصحة تقديم الركبتين على اليدين في السجود)
وأقول: في المسألة قولان مشهوران:
المعتمد في مذهب الحنابلة: أن الركبتين توضعان قبل اليدين، وهو قول جمهور الفقهاء.
دليلهم: ما روى وائل بن حُجْر ?: رأيت رسول الله إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه. الأربعة. وهذه الصفة منقولة عن عمر وابنه وابن مسعود ?.
والرواية الثانية في المذهب: أن اليدين توضعان أولاً، وفاقاً لمالك.
دليلهم: حديث أبي هريرة ? مرفوعاً: (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه) أحمد وأبو داود والنسائي. ولكنّ صيارفة الحديث ونقاده كالبخاري والدارقطني والبيهقي والترمذي وابن عدي أعلوا هذا الحديث، والمحفوظ منه النهي عن البروك كبروك البعير، والأظهر حمله على مشابهة هيئته بأن يرتطم بالأرض بقوة، أو أن يجعل مؤخرته أعلى من رأسه حال الهوي. والله أعلم.
تنبيه: المسألة يسيرة، حتى قال النووي في بعض كتبه: لا أرى فضلاً لأحد المذهبين على الآخر. أو نحوه. ولا ينبغي أن يصرف العمر لأمثال هذه المسائل اليسيرة التي غاية الأمر فيها دائر على تحصيل سنة أو تركهاعلى حساب واجبات ومهمات. ولا يفهمن أحد أنه لا ينبغي الالتفات إليها، بل ينبغي ذلك لأنها من الدين، لكن باعتدال وتوسط. والله أعلم
ـ[مراد بوكريعة]ــــــــ[18 - 09 - 10, 04:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا إخوتي الأفاضل.
وكلام النووي وسط لا غلو فيه واعتدال لا عوج له.
وكل مجتهد له أجر ما استنفذ الوسع وبلغ الجهد في طلب الحق.
والله تعالى أعلم وأحكم.
ـ[مراد بوكريعة]ــــــــ[18 - 09 - 10, 04:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا إخوتي الأفاضل.
وكلام النووي وسط لا غلو فيه واعتدال لا عوج له.
وكل مجتهد له أجر ما استنفذ الوسع وبلغ الجهد في طلب الحق.
والله تعالى أعلم وأحكم.
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[18 - 09 - 10, 04:25 م]ـ
و إليك كلام الشيخ عبد الكريم الخضير أنقله من هذه المشاركة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=182789
" في حديث وائل بن حجر – وهذه مسألة كثر فيها الكلام, وهي في غاية الأهمية – مسألة ماذا يقدم إذا سجد؟ هل يقدم يديه؟ أو يقدم ركبتيه؟
جاء في حديث وائل بن حجر: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه, والحديث مخرج في السنن, فقد رواه الأربعة, وصححه بعض أهل العلم, وعلى هذا إذا سجد المصلي يضع ركبتيه ثم بعد ذلك يضع يديه, وهذا مرجح عند جمع من أهل العلم, وانتصر له ابن القيم.
لكن روى أبو داود والترمذي والنسائي من حديث أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير, وليضع يديه قبل ركبتيه) , وهذا عكس الحديث السابق.
وحديث أبي هريرة أقوى من حديث وائل, كما يقول الحافظ ابن حجر: فإن له شاهداً من حديث ابن عمر, صححه ابن خزيمة, وذكره البخاري معلقاً موقوفاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/192)
وهذه المسألة إلى بسط, وتحتاج إلى توضيح, فعندنا حديثان متضادان في الظاهر, وإذا رأيت من يرجح تقديم الركبتين, كما في حديث وائل, فإنه يحكم على حديث أبي هريرة بأنه ضعيف لأنه مقلوب, وإذا رأيت من يرجح تقديم اليدين على الركبتين, لأنه جاء في حديث أقوى من حيث الصناعة وله شواهد, فإنه يحكم على حديث وائل بأنه ضعيف.
ابن القيم رحمه الله تعالى قال إن حديث أبي هريرة مقلوب.
كيف كان مقلوباً؟!!
يقول: في الحديث (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير, وليضع يديه قبل ركبتيه) وإذا وضع يديه قبل ركبتيه فقد شابه البعير, لأن البعير يقدم يديه في بروكه قبل ركبتيه, إذاً يكون هذا تناقض, فهو مقلوب, لأننا لو أخذناه على ظاهره صرنا متناقضين, هكذا قرر ابن القيم, وأطال رحمه الله تعالى في تقرير القلب في هذا الحديث, وأجلب على هذه المسألة بكل ما أوتي من قوة وبيان وسعة اطلاع, ليقرر أن الحديث مقلوب.
وبعضهم يرى وينقل عن بعض كتب أهل اللغة أن ركبتي البعير في يديه, لكن افترض أن ركبتي البعير في يديه, هل ينحل الإشكال؟
لا, لا ينحل الإشكال, لأنه إذا قدم يديه أشبه بروك البعير في الصورة.
شيخ الإسلام رحمه الله يرى أن الصورتين كلاهما صحيحتان وجائزتان, وسواء قدم الإنسان يديه أو قدم ركبتيه سيان, فهذه ثابتة من فعله عليه الصلاة والسلام, وهذه ثابتة من أمره (وليضع يديه) فاللام لام الأمر.
وهذه المسألة تحتاج إلى دقة فهم, هل الحديث الثاني حديث أبي هريرة مقلوب كما قال ابن القيم؟
أقول: الحديث ليس بمقلوب, وآخره يشهد لأوله, (لا يبرك كما يبرك البعير, وليضع يديه قبل ركبتيه) , هل فهمنا معنى البروك؟
لا, لم نفهم معنى البروك لكي نفهم الحديث.
هل طعن أحد من الأئمة المتقدمين في الحديث بأنه مقلوب؟
لا, لم يطعن أحد فيه بأنه مقلوب, ومن تكلم فيه تكلم في إسناده, ولم يتكلم في متنه, إذاً هل خفيت هذه العلة على المتقدمين؟
لا, لم تخفى, لأنها واضحة, فالذي أدركه ابن القيم يمكن أن يدركه آحاد الناس, فكل إنسان يرى البعير يقدم يديه قبل ركبتيه.
لكننا لم نفهم معنى البروك. متى يقال: برك البعير؟
يقال: برك البعير, إذا نزل على الأرض بقوة, وأثار الغبار وفرَّق الحصى, فإذا برك المصلي على يديه بقوة وأثار الغبار وفرَّق الحصى وخلخل البلاط كما يفعل بعض الناس نقول: هذا برك مثل ما يبرك البعير, لكن إذا قدم يديه قبل ركبتيه ووضعهما مجرد وضع على الأرض فإنه لا يكون برك مثل بروك البعير, وامتثل قوله عليه الصلاة والسلام (وليضع يديه قبل ركبتيه).
فالملاحظ مجرد الوضع, فإذا نزل الإنسان على الأرض بقوة, وقدم يديه قبل ركبتيه, وسُمِعَ لنزوله على الأرض صوت – لأن بعض الناس إذا نزل على الأرض فإنك تسمع البلاط يتخلخل – فهذا برك مثل ما يبرك البعير, لكن لو قدم ركبتيه بقوة على الأرض, هل يكون فعل مثل ما فعل النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث وائل (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه)؟
لا, بل نقول: هذا برك مثل ما يبرك الحمار, يقدم ركبتيه لكن بقوة, وقد نهينا عن مشابهة الحيوانات.
أيهما أقوى حديث وائل أو حديث أبي هريرة؟
حديث أبي هريرة أقوى (وليضع يديه قبل ركبتيه) , فلنفرق بين مجرد الوضع وبين مشابهة البعير في بروكه على الأرض بقوة.
ألا تفرِّق بين وضع المصحف على الأرض وبين رميه على الأرض وإلقاءه؟
هناك فرق, فالأول جائز عند أهل العلم, لكن رمي المصحف على الأرض وإلقاؤه خطر عظيم, وبعض أهل العلم يفتي بكفر من يفعل هذا, إذا فعله استخفافاً, ففرق بين أن ترمي المصحف, وبين أن تضعه مجرد وضع على الأرض, وهذا جائز.
فعلينا أن نفهم معنى الوضع, وحينئذ لا يكون هناك تعارض بين أول الحديث ولا آخره, فنحتاج إلى ترجيح بين الحديثين, والذي يقول إن حديث أبي هريرة أرجح يقول: نقدم اليدين قبل الركبتين, لكن لا نبرك مثل بروك البعير, ولا ننزل على الأرض بقوة, بل نضع اليدين قبل الركبتين, والذي يرجح حديث وائل يقول: النبي عليه الصلاة والسلام كان يضع ركبتيه مجرد وضع على الأرض قبل يديه.
وشيخ الإسلام رحمه الله لحظ مسألة وضع ورفق وهدوء في الصلاة, وسواء قدم الإنسان يديه أو ركبتيه, المقصود أنه يضع مجرد وضع فهما سيان.
والذي يرجح حديث أبي هريرة على حديث وائل, وهو مقتضى ما ذكره الحافظ ابن حجر هنا, يقول: أنا أقدم يديَّ قبل ركبتيَّ برفق, وأضع يديَّ على الأرض قبل ركبتيَّ, وامتثلت هذا الأمر (وليضع يديه قبل ركبتيه) , ولم أشبه البعير.
لأن التشبيه يأتي في النصوص ولا يراد به المطابقة من كل وجه, بل إذا وُجِدَت المشابهة ولو من وجه حصل التشبيه, وصح التشبيه, ولا يلزم أن تكون المشابهة من كل وجه.
وإلاَّ فتشبيه رؤية الباري جل وعلا برؤية القمر ليلة البدر إذا قلنا من كل وجه لزم على هذا لوازم, صار الحديث مضاداً لقوله جل وعلا (ليس كمثله شيء) , لكن التشبيه من وجه دون وجه, فهو تشبيه للرؤية بالرؤية, لا المرئي بالمرئي.
وهنا التشبيه إنما هو في النزول على الأرض بقوة, فالإنسان إذا نزل على يديه بقوة على الأرض قلنا: أشبه البعير, وإذا نزل بركبتيه بقوة على الأرض قلنا: أشبه الحمار, وكلاهما ممنوع, والمصلي منهي عن مشابهة الحيوانات, ولذا يرى بعضهم التخيير بين الفعلين, ويلاحظ مسألة الوضع, فسواء قدم يديه أو قدم ركبتيه لا فرق"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/193)
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[19 - 09 - 10, 09:02 م]ـ
الصواب هو ما ذهب اليه الامام مالك من تقديم اليدين على الركبتين
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[20 - 09 - 10, 12:04 ص]ـ
يشكل على من يرى جواز الأمرين الوقوع في المحظور ولا بد.
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[27 - 09 - 10, 09:03 م]ـ
فائدة:
مذهب البخاري تقديم اليدين،
ترجم رحمه الله في الصحيح بذلك؛ قال:
((وَقَالَ نَافِعٌ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَضَعُ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ))
ـ[أبو عبد البر الحرزلي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 07:29 م]ـ
إعلمو ـ رحمكم الله ـ أن القول بوجوب إحدى الصفتين في الهوي للسجود لا أساس له من الصحة، ولذلك نقل شيخ الإسلام اتفاق العلماء على جواز الأمرين وإنما كان خلافهم في أي الصفتين أفضل، ولم يلتفت شيخ الإسلام إلى قول ابن حزم ـ رحمه الله ـ لأنه تفرد به ولم يسبقه إليه سلف، والله أعلم.(68/194)
هداية الألباء إلى حكم الاتكاء (الحلقة الآخيرة)
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[03 - 04 - 02, 08:34 ص]ـ
وقال ابن حجر في (التلخيص3/ 126): ((لم يثبت دليل الخصوصية في ذلك وإنما هو أدب من الآداب)).
وممن ورد عنه الأكل من الصحابة متكئًا: خالد بن الوليد (مصنف ابن أبي شيبة 24517) وأبو هريرة (شعب الإيمان 5978).
ومن التابعين: وابن سيرين (مصنف ابن أبي شيبة 24520).
وعنه قال: دخلت على عبيدة فسألته عن الرجل يأكل متكئا فأكل متكِئًا. (مصنف ابن أبي شيبة 24522).
وعن معمر في (الجامع 19550): عن أيوب قال كان ابن سيرين لا يرى بأسا بالأكل والرجل متكئ)).
وعطاء بن أبي رباح ولفظه: ((إن كنا نأكل ونحن متكئون)). (مصنف ابن أبي شيبة 24518).
وعن معمر في (الجامع 19549) قال: ((سألت الزهري عن الأكل متكئا فقال لا باس به))
وكرهه آخرون قال إبراهيم: ((كانوا يكرهون أن يأكلوا تكأةً مخافة أن تعظم بطونهم)). (مصنف ابن أبي شيبة 24519).
قال الطحاوي في (معاني الآثار) (في معنى حديث أبي جُحيفة): ((ليس ذلك على طريق التحريم منه عليهم أن يأكلوا كذلك ولكن لمعنى في الأكل متكئا مخافةً عليهم.
حدثنا بن أبي عمران قال ثنا إسحاق بن إسماعيل قال ثنا جرير بن عبد الحميد قال قال الشعبي إنما كره الأكل متكئا مخافة أن تعظم بطونهم فأخبر الشعبي بالمعنى الذي كره رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجله الأكل متكئا وأنه إنما هو لما يحدث عنه من عظم البطن)).
وقال ابن حزم في (الإحكام): ((الشيء إذا تركه عليه السلام ولم ينه عنه ولا أمر به فهو عندنا مباح مكروه ومن تركه أجر ومن فعله لم يأثم ولم يؤجر كمن أكل…)).
قلت: وقد ورد أنه أكل مُتكِئًا لكن ذلك في أول الأمر فهو منسوخ.
قال ابن شاهين في (الناسخ): ((والتشديد في هذا على وجه الاختيار من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا على وجه التحريم وآداب رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى أن تستعمل وما تركه رسول الله فلا خير فيه وقد رخص في الأكل متكئا جماعه منهم ابن عباس وابن سيرين وإبراهيم والزهري كذلك)).
وقال البيهقي في (الشعب): ((عدَّ القاضي أبو العباس رحمه الله ترك النبي صلى الله عليه وسلم الأكل متكئا من خصائصه ويحتمل أن يكون المختار لغيره أيضا أن يترك لأنه من فعل المتعظمين وأصله مأخوذ عن الأعاجم فإن كانت برجل علة في شيء من بدنه وكان لا يتمكن مما بين يديه إلا متكئا لم يكن في ذلك كراهية)).
وقال ابن حجرفي (الفتح): ((واختلف السلف في حكم الأكل متكئا فزعم بن القاص أن ذلك من الخصائص النبوية وتعقبه البيهقي فقال قد يكره لغيره أيضا لأنه من فعل المتعظمين وأصله مأخوذ من ملوك العجم قال فإن كان بالمرء مانع لا يتمكن معه من الأكل الا متكئا لم يكن في ذلك كراهة ثم ساق عن جماعة من السلف إنهم أكلوا كذلك وأشار إلى حمل ذلك عنهم على الضرورة وفي الحمل نظر وقد اخرج بن أبي شيبة عن بن عباس وخالد بن الوليد وعبيدة السلماني ومحمد بن سيرين وعطاء بن يسار والزهري جواز ذلك مطلقا وإذا ثبت كونه مكروها أو خلاف الأولى فالمستحب في صفة الجلوس للاكل أن يكون جاثيا على ركبتيه وظهور قدميه أو ينصب الرجل اليمني ويجلس على اليسرى واستثنى الغزالي من كراهة الأكل مضطجعا أكل البقل واختلف في علة الكراهة وأقوى ما ورد في ذلك ما أخرجه بن أبي شيبة من طريق إبراهيم النخعي قال كانوا يكرهون أن يأكلوا اتكاءة مخافة أن تعظم بطونهم وإلى ذلك يشير بقية ما ورد فيه من الأخبار فهو المعتمد ووجه الكراهة فيه ظاهر وكذلك ما أشار إليه بن الأثير من جهة الطب والله أعلم)).
وقيل لأبي عبدالله أحمد بن حنبل: ((يكره الأكل متكئا قال أليس قال النبي صلى الله عليه وسلم لا آكل متكئا)).
وقد بوب البخاري على الحديث الوارد في (الصحيح) بقوله: باب الأكل متكئًا.
قال قوله باب الأكل متكئا أي ما حكمة وإنما لم يجزم به لأنه لم يأت فيه نهي صريح لحافظ في الفتح (9: 541): أي ما حكمة وإنما لم يجزم به لأنه لم يأت فيه نهي صريح.
وهنا مسألة هل يكره الأكل مضطجعًا؟
قال المناوي في (الفيض): ((الكراهة مع الاضطجاع أشد منها مع الاتكاء، نعم لا بأس بأكل ما يتنفل به مضطجعًا؛ لما ورد عن علي كرم الله وجهه أنه أكل كعكا على برش وهو مضطجع على بطنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/195)
قال حجة الإسلام: والعرب قد تفعله وقاعدًا أفضل، ولا يكره قائمًا بلا حاجة)).
وكتبه لكم يحيى العدل في 20/ 1/1423هـ.
تنبيه: من فاته ما سبق ينظر الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=620
ـ[طالب النصح]ــــــــ[03 - 04 - 02, 06:14 م]ـ
جزاك اله خيراً يا شيخ يحي على هذه الفوائد النفيسة الغالية .. وعلى هذه المساحة في نفسك .. أسأل الله أن يجعل جهدك في موازين حسناتك .. آمين
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[26 - 02 - 10, 10:07 م]ـ
,
ورد حديث في النهي عن الأكل منبطحا قال الإمام أبوداود:
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ مَطْعَمَيْنِ عَنِ الْجُلُوسِ عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ وَأَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ وَهُوَ مُنْبَطِحٌ عَلَى بَطْنِهِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ هَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَسْمَعْهُ جَعْفَرٌ مِنَ الزُّهْرِىِّ وَهُوَ مُنْكَرٌ. -
وقال ابن ماجة: حدثنا محمد بن بشار. حدثنا كثير بن هشام. حدثنا جعفر بن برقان عن الزهري عن سالم عن أبيه قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يلأكل الرجل وهو منبطح على وجهه
[ش - (منبطح) أي مفترش ملصق بالبطحاء.]
قال الشيخ الألباني: حسن
لكن الحديث كما أعله أبوداود أعله غيره قال أبو حاتم -كما في المسألة رقم (1555) -: ((هذا حديث خطأ يروونه عن جعفر عن رجل عن الزهري هكذا وليس هذا من صحيح حديث الزهري وهو مفتعل ليس من حديث الثقات)).
-ونحو ذلك قال أبو زرعة في العلل (1/ 491 رقم (1474).
-وقال أبو داود -كما تقدم-: ((هذا الحديث لم يسمعه جعفر من الزهري وهو منكر)).
-وقال العقيليُّ في ترجمة جعفر بن برقان -كما تقدم-: ((ولا يتابع عليه من حديث الزهرى وأما الكلام فيروى من غير طريق الزهري كله بأسانيد صالحة خلا الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر فالرواية فيه فيها لين)).
-وقال ابن حزم في المحلى (7/ 435): ((إن ذكروا ما روينا من طريق أبي داود عن عثمان بن أبي شيبة عن كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن الزهري عن سالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن أن يأكل الرجل منبطحا على بطنه قلنا: هذا خبر لم يسمعه جعفر من الزهري، قال أبو داود نا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء نا أبي نا جعفر بن برقان أنه بلغه عن الزهري هذا الحديث نفسه فسقط وبالله تعالى التوفيق)).
-وقال ابن عبد البر في التمهيد (13/ 11): ((وقد روى هذا الحديث جعفر بن برقان عن الزهري عن سالم عن أبيه فأخطأ في إسناده عند أهل العلم بالحديث)).
وتخطئة جعفر بن برقان بيّنة لأمرين:
الأوَّل: أنه خالف كبار أصحاب الزهري الثقات وهم: مالكُ بنُ أنس، ويونس بن يزيد، وعقيل بن خالد ومن تابعهم من الثقات.
الثاني: أنّ جعفر بن برقان ضُعف في روايته عن الزهري،.
الثالث: أنه صرح في بعض الروايات أنه لم يسمع هذا الخبر من الزهري بل قال بلغني، وتقدم قول أبي داود: ((هذا الحديث لم يسمعه جعفر من الزهري وهو منكر))، وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (3/ 196): ((وأعله أبو داود والنسائي وأبو حاتم بأن جعفرا لم يسمعه من الزهري وجاء التصريح عنه بقوله إنه بلغه عن الزهري)).
وقال ابن القطان:لم يسمعهُ جَعْفَر من الزُّهْرِيّ هَذَا أَيْضا إِنَّمَا تَلقاهُ من أبي دَاوُد، فَإِنَّهُ لما أورد الحَدِيث، أتبعه رِوَايَة هَارُون بن زيد بن أبي الزَّرْقَاء، عَن أَبِيه، عَن جَعْفَر بن برْقَان، أَنه بلغه عَن الزُّهْرِيّ.(68/196)
القولُ المبينُ في شَرِكاتِ التأمينِ
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[03 - 04 - 02, 11:33 ص]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?14@234.bz
قال الشيخ الألباني :
sbzbheV7^45@.ef14983
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 04 - 02, 06:28 م]ـ
http://www.baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&postid=1544(68/197)
قال الشيخ
ـ[عصام البشير]ــــــــ[03 - 04 - 02, 01:55 م]ـ
السلام عليكم
إذا قال الشيخ ابن القاسم في حاشيته على الروض المربع: (قال الشيخ) فهل يقصد شيخ الإسلام ابن تيمية أم الموفق ابن قدامة؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[03 - 04 - 02, 02:15 م]ـ
الذي أعرفه انه اذا اطلق الشيخ _وكثيرا ما يطلقها في كتبه (وهذا مصطلح عام له) فمراده شيخ الاسلام ابن تيمية وإذا قال: قال شيخنا فمراده مفتي الديار السعودية السابق الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ رحم الله الجميع
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[04 - 04 - 02, 01:37 ص]ـ
قلتُ: القول ما قاله أخونا (سليل الأكابر) أثابه الله.
و انظر: المدخل (للشيخ بكر أبو زيد) 1/ 202.
ـ[أبوعبدالله السلفي]ــــــــ[04 - 04 - 02, 02:50 م]ـ
الأخ / عصام وفقه الله
قول الأخ /سليل الأكابر صحيح وراجع مقدمة حاشية الروض
وانقل هنا بعض الكلمات لمشايخنا مما استفدته منهم:
- قال الشيخ عبدالرحمن العياف حفظه الله (الطائف):
ان أطلق الشيخ فهو يقصد ابى يعلى وان قيده بشيخ الاسلام فهو ابن تيمية وان قال شيخ الاسلام المجدد فهو يعنى ابن عبدالوهاب وان قال شيخنا فهو يقصد ابن ابراهيم. أهـ
- قال الشيخ عبدالمحسن العبيكان حفظه الله (الرياض):
ان قال الشيخ كذا وكذا فهو يعنى شيخ الاسلام ابن تيمية هذا اصطلاحه واذا قال قال شيخنا فهو يعنى بذلك الشيخ محمد بن ابراهيم هذا هو قصد صاحب حاشية الروض. أهـ
قال الشيخ بكر ابو زيد فى المدخل المفصل1/ 202: ويراد به الشيخ تقى الدين ابن تيمية وقال: وابن قاسم فى حاشية الروض.
ولعل فى مقدمة الحاشية اشارة بقوله رحمه الله:
ومن تقرير شيخنا محمد بن ابراهيم ال الشيخ.
وقال أيضاً: وفتاوى شيخ الاسلام وتلميذه ابن القيم وابن رجب.
هذه على عجاله ولعلها تفى بالمقصود
جزاكم الله خيراً(68/198)
من فوائد البخاري (4) اداب زوجية وأبوية
ـ[احمد بخور]ــــــــ[03 - 04 - 02, 08:14 م]ـ
كِتَاب التَّيَمُّمِ.
وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ.
عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ أَوْ بِذَاتِ الْجَيْشِ انْقَطَعَ عِقْدٌ لِي فَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْتِمَاسِهِ وَأَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ فَأَتَى النَّاسُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَقَالُوا أَلَا تَرَى مَا صَنَعَتْ عَائِشَةُ أَقَامَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسِ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى فَخِذِي قَدْ نَامَ فَقَالَ حَبَسْتِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسَ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ فَقَالَتْ عَائِشَةُ فَعَاتَبَنِي أَبُو
بَكْرٍ وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ وَجَعَلَ يَطْعُنُنِي بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي فَلَا يَمْنَعُنِي مِنْ التَّحَرُّكِ إِلَّا مَكَانُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَخِذِي فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَصْبَحَ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ فَتَيَمَّمُوا فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ فَبَعَثْنَا الْبَعِيرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ فَأَصَبْنَا الْعِقْدَ تَحْتَهُ
فيه:
شكوي المرأة لابيها ولو كانت ذات زوج.
جواز تأديب المرأة من والدها أمام زوجها.
تأخير الجيش لاجل عقد
نوم الزوج على فخذ زوجته امام والدها ومحرمها ولاحرج
جواز نسبة الأمر للانسان ولو لم يكن بيده (اقامت) (صنعت) وووو
في الخبر جواز ذكر الوالد باسمه او كنيته ولا يعد ذالك من سوء الأدب
مهم ترك النبيّصلى الله عليه وسلم لقيام الليل تلك الليلة اذا هو من المواضع
فيه جواز القوا لمسلم انت مبارك
جواز السفر بالعارية لانها استعارت العقد من اسماء
وغيرها مثل في بعض الروايات قول جزاك الله خيرا
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[03 - 04 - 02, 09:59 م]ـ
أحسنت بارك الله فيك.
ـ[عبدالحميد حسن]ــــــــ[11 - 12 - 09, 02:59 ص]ـ
جزاك الله خير(68/199)
من أحاديث إتيان المرأة في الدبر
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[04 - 04 - 02, 02:14 م]ـ
عن أم سلمة:" قالت كانت الأنصار لا تجبي وكانت المهاجرون تجبي فتزوج رجل من المهاجرين امرأة من الأنصار فجباها فأبت الأنصارية فأتت أم سلمة فذكرت ذلك لها فلما أن جاء النبي r استحيت الأنصارية وخرجت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي r فقال:" ادعوها لي فدعيت له فقال لها (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) سماما واحدا والسمام السبيل الواحد".
أخرجه الإمام أحمد (6،\/305) و الدارمي (رقم: 124) – و اللفظ له – و الطبري (2/ 397) و الطحاوي في " شرح المعاني " (2/ 42 - 43) من طريق وهيب بن خالد؛ و أحمد (6/ 318 - 319) و الترمذي (رقم: 29769) و ابن أبي شيبة (4/ 230) و الطبري (2/ 396و 397) و أبويعلى (رقم: 6972) و البيهقي (7/ 195) - مختصرا عند بعضهم و مطولا – من طريق سفيان الثوري، و أخرجه أحمد (6/ 310) و عبدالرزاق (رقم: 11/ 443) من طريق معمر بن راشد، و البيهقي (7/ 195) من طريق روح بن القاسم، و الطبري (2/ 396) من طريق عبدالرحيم بن سليمان، كلهم عن عبدالله بن عثمان بن خثيم عن ابن سابط عن حفصة عن أم سلمة به.
و عند الدارمي و غيره: قال ابن سابط: " سألت حفصة بنت عبد الرحمن هو ابن أبي بكر قلت لها إني أريد أن أسألك عن شيء وأنا أستحيي أن أسألك عنه قالت سل يا ابن أخي عما بدا لك قال أسألك عن إتيان النساء في أدبارهن فقالت حدثتني أم سلمة به " فذكره.
و هذا إسناد حسن. قال الترمذي: " حديث حسن صحيح وابن خثيم هو عبد الله بن عثمان بن خثيم وابن سابط هو عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط الجمحي المكي وحفصة هي بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ويروى في سمام واحد".
و أما حديث أبي هريرة عن النبي r قال:" من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد r" .
أخرجه أبوداود (رقم: 3904) و الترمذي (رقم:) و النسائي في " العشرة " (رقم: 131) و ابن ماجه (رقم: 639) و أحمد (2/ 408 - 476) و البخاري في " التاريخ الكبير " (3/ 16) و الدارمي (رقم:) و ابن الجارود في " المنتقى " (رقم: 107) و العقيلي في " الضعفاء " (1/ 318) و ابن عدي في" الكامل " (2/ 637) و البيهقي (7/ 197) من طريق حماد بن سلمة عن حكيم الأثرم عن أبي تميمة عن أبي هريرة به.
و هذا حديث منكر، سندا و متنا، فحكيم تفرد به، و مثله لا يحتج به إذا انفرد، و لم يثبت سماعه من أبي تميمة كما ذكر البخاري في " تاريخه "، و من شرط صحة السند الاتصال، فإذا لم يثبت فالأصل عدمه.
و الحديث عده الصيارفة النقاد من منكرات حكيم هذا؛ فقد قال الترمذي:" غريب، لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم الأثرم عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي هريرة وإنما معنى هذا عند أهل العلم على التغليظ وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أتى حائضا فليتصدق بدينار فلو كان إتيان الحائض كفرا لم يؤمر فيه بالكفارة وضعف محمد هذا الحديث من قبل إسناده وأبو تميمة الهجيمي اسمه طريف بن مجالد".
و قال البخاري: " هذا حديث لا يتابع عليه، و لا يعرف لأبي تميمة سماع من أبي هريرة ".
و قال البزار: " هذا حديث منكر و حكيم لا يحتج به و ما انفرد به فليس بشيء " (التلخيص 3/ 180).
و الحديث ضعفه أيضا: البغوي و ابن سيد الناس و الذهبي و غيرهم.
قلت: و ليعلم أن الحديث عن أبي هريرة قد جاء من طرق أخرى، لكن بألفاظ مختلفة، و كلها معلولة.
و في الباب عن جابر بن عبد الله: " أن يهود كانت تقول إذا أتيت المرأة من دبرها في قبلها ثم حملت كان ولدها أحول قال فأنزلت (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم).
أخرجه البخاري (رقم: 4528) و مسلم (رقم: 1435) و أبو داود (رقم: 2163) الترمذي (رقم: 2977) و ابن ماجه (رقم: 1925) و الدارمي (رقم: 1112) من طرق عن ابن المنكدر عن جابر به.
رواه عن ابن المنكدر جماعة: " الزهري و السفيانان و شعبة و مالك و أيوب و أبوحازم و أبوعوانة "
و في لفظ الزهري عند مسلم: " إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية غير أن ذلك في صمام واحد".
و قد أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " (3/ 41) و ابن أبي حاتم في " تفسيره " من طريق ابن جريج أن ابن المنكدر حدثه عن جابر فذكره، و فيه:فقال رسول الله r: " مقبلة و مدبرة ما كان في الفرج ".
و إسناده صحيح.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[04 - 04 - 02, 02:39 م]ـ
للفائدة ينظر كتاب: إتحاف النبلاء بأدلة تحريم إتيان المحل المكروه من النساء
لأبي أسامة عبد الله بن محمد عبدالرحيم البخاري 0
وجزاك الله خيرا أخي (تلميذ شيخ الإسلام) 0
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[04 - 04 - 02, 03:40 م]ـ
بارك الله فيك أخي (خادم ابن تيمية) على هذا المبحث النافع.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[04 - 04 - 02, 06:49 م]ـ
وفقك الله أخي الكريم.
أذكر أنّ الأخ محمّد الأمين قد كتب بحثاً في أحاديث الباب من قبل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/200)
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[05 - 04 - 02, 01:52 ص]ـ
اختلاف الفقهاء ج: 1 ص: 304 لأبي جعفر الطبري ـ رحمه الله ـ
وعلة من قال بقول الشافعي الاستدلال بقول الله عز وجل والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأؤلئك هم العادون
فاخبر جل ثناؤه أن من لم يحفظ فرجه زوجته وملك يمينه فهو من العادين والمستمني عاد بفرجه عنهما
وقال في الباب الثالث ثم الكلام في أداب الجماع
تنبيه قرأت في كتاب اختلاف الفقهاء لأبن جرير الطبري ما نصه واختلفوا في إتيان النساء في أدبارهن بعد إجماعهم أن للرجل أن يتلذذ من بدن المرأة بكل موضع منه سوى الدبر
فقال مالك لا بأس بأن يأتي الرجل إمرأته في دبرها كما يأتيها في قبلها حدثنا بذلك يونس عن ابن وهب عنه
وقال الشافعي الإتيان في الدبر حتى يبلغ منه مبلغ الإتيان في القبل محرم القدرة الكتاب والسنة قال وأما التلذذ بغير إبلاغ الفرج بين الجسد فلا بأس به قال وسواء في ذلك من الأمة والحرة
ولا ينبغي لها تركه لإصابة ذلك فإن ذهبت إلى الإمام نهاه عن ذلك وإن أقر بالعودة له أدبه دون الحد ولا غرم عليه فيه لأنها زوجه ولو كان زنا حد فيه إن فعله وأغرم إن كان غاصبا لها مهر مثلها ومن فعله وجب عليه الغسل وأفسد حجه حدثنا بذلك عنه الربيع
وقال أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد إتيان النساء في الأدبار حرام الجوزجاني عن محمد
وعلة من قال بقول مالك إجماع الكل أن النكاح قد أحل للمتزوج ما كان حراما وإذا كان ذلك كذلك لم يكن القبل بأولى في التحليل من الدبر
وعلة من قال بقول الشافعي من الخبر ما حدثني به محمد بن أبي ميسرة المكي قال حدثنا عثمان بن اليمان عن زمعة بن صالح عن ابن طاوس عن ابيه عن ابن العماد عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال محاش الناس حرام لا تأتوا النساء في أدبارهن
ومن الاستدلال أن الكل مجمعون قبل النكاح أن كل شيء معها حرام ثم اختلفوا فيما يحل له منها بالنكاح ولن ينتقل المحرم بإجماع إلى تحليل إلا بما يجب التسليم له من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس على أصل مجمع عليه فما أجمع منها على التحليل فحلال وما اختلف فيه منها فحرام والإتيان في الدبر مختلف فيه فهو على التحريم المجمع عليه
عون المعبود ج: 6 ص: 145
المجمع إلا على حرف أي جنب يشرحون النساء شرحا بنو قال الخطابي أي يبسطون وأصل الشرح في اللغة البسط ومنه انشراح الصدر بالأمر وهو انفتاحه ومن هذا قولهم شرحت المسألة إذا حسنة المغلق منها وبينت المشكل من معناها قلت قال في القاموس شرح كمنع كشف فعلى هذا معنى قوله يشرحون النساء أي يكشفونهن وهو الظاهر يصنع بها ذلك أي الشرح المتعارف بينهم حتى شرى أمرهما شرى كرضى أي ارتفع وعظم وأصله من قولهم شرى البرق إذا لج في اللمعان قاله الخطابي فأتوا حرثكم أنى شئتم أي كيف شئتم أي مقبلات ومدبرات ومستلقيات هذا تفسير لمعنى أنى يعني بذلك أي بقوله حرثكم موضع الولد وهو القبل قال الخطابي في الحديث بيان تحريم إتيان النساء في أدبارهن بغير موضع الولد مع ما جاء من النهي في سائر الأخبار انتهى وقال النووي اتفق العلماء الذين يعتد بهم على تحريم وطء المرأة في دبرها حائضا كانت أو طاهرا لأحاديث كثيرة مشهورة قال أصحابنا لا يحل الوطء في الدبر في شيء من الآدميين وغيرهم من الحيوان في حال من الأحوال انتهى.
قال أبو أنس: وجدت في اطلاعي لبعض الكتب أن المالكية ينكرون الرواية المذكورة أعلاه عن مالك ـ والله أعلم ـ
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 04 - 02, 05:33 ص]ـ
السلام عليكم
عندي بحث طويل استوفى كلام أهل السنة في هذه المسألة وخلاصته:
الثابت عن ابن عمر رضي الله عنه أن تلك الآية نزلت في إتيان النساء من أدبارهن. ولا تعارض مع ما جاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه. فقد يكون للآية عدة أسباب للنزول.
لكن الإشكال أن ابن عمر قد ظن أن الآية فيها الجواز. والذي وجدته -والله أعلم- أنه فيها التحريم. وقد قال بالجواز مالك والشافعي في مذهبهم القديم، ثم رجعوا عنه.
وما يرويه ابن وهب عن مالك فهذا مذهبه القديم. وما ينقله الربيع عن الشافعي فهو مذهبه الجديد.
على أية حال فكل ما جاء فيها من أحاديث في التحريم ضعيفة. والقياس يدل على التحريم. والله أعلم.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[05 - 04 - 02, 11:47 ص]ـ
أقول: جُزيتم خيرا على كل هذا التفاعل المثمر، و أسأل الله تعالى أن يسدد على الحق خطانا، و أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه.
إخوتي الكرام، لم تكن مشاركتي في هذا الموضوع فتحا لما كان مغلقا عليه في كتب الخلاف، لكن كان ذلك مني مشاركة لإثراء الموقع بالكلام على الأحاديث تصحيحا و تضعيفا حتى يستفاد منها، و هذا الموقع - و هي كلمة حق إن شاء الله - قد حوى ما لم يحوه موقع، و تجنب ما حوته كثير من المواقع من التنابز بالألقاب و الطعن في النيات و غير ذلك مما هو معروف لديكم.
و ليس من عادتي المشاركة في مواقع المنتدى، فالوقت لا يتسع لمثل هذا و إن كان فيها خير
وفق الله الجميه لما يحب و يرضى
بخصوص هذه المسألة و هي إتيان المرأة في الدبر
فقد بحثتها بحثا حديثيا و فقهيا و الملخص من ذلك: أن التحريم هو مقتضى آيات الكتاب و أخبار السنة، و هو المجمع عليه بين الصحابة، حيث ثبت عن جمع كبير منهم دون مخالف، و قد أجبت عما روي عن ابن عمر و كذا الكلام المنسوب إلى مالك بما لا يتسع له هذا المكان
و على العموم الأحاديث لو كانت معلولة الرفع فكثير منها ثابت الوقف. و المسألة كما أسلفت فيها إجماع الصحابة، و من اراد الاستزادة فلينظر في المصنف لابن أبي شيبة و المصنف لعبد الرزاق
و دمتم في حفظ الله
و السلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/201)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 04 - 02, 06:27 م]ـ
كيف ثبت إجماع الصحابة وقد تواتر عن ابن عمر رضي الله عنه القول بالجواز؟!
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[05 - 04 - 02, 10:22 م]ـ
قول الأخ الفاضل: ((تواتر عن ابن عمر ... )) غير دقيق، فلو قال: جاء عن ابن عمر أو ثبت، لكان أصوب، و هذا الصحيح فإن الروايات عنه بالإباحة؛ منها ما هو محتمل، و منه ما هو صريح لكنه من خطأ الرواة عنه في الفهم، و قد جاء عن نافع عن ابن عمر ما يخالفها، ففي سنن النسائي الكبرى (8978) بسند حسن عن أبي النضر أنه أخبره أنه قال لنافع مولى عبد الله بن عمر قد أكثر عليك القول أنك تقول عن بن عمر إنه أفتى بأن يؤتى النساء في أدبارها قال نافع لقد كذبوا علي ولكني سأخبرك كيف كان الأمر إن بن عمر عرض المصحف يوما وأنا عنده حتى بلغ نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم قال يا نافع هل تعلم ما أمر هذه الآية إنا كنا معشر قريش نجيء النساء فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار أردنا منهن مثل ما كنا نريد من نسائنا فإذا هن قد كرهن ذلك وأعظمنه وكانت نساء الأنصار إنما يؤتين على جنوبهن فأنزل الله تعالى نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم.
قال ابن القيم بعد ما أورده في تهذيب السنن (6/ 141): ((فهذا هو الثابت عن ابن عمر ولم يفهم عنه من نقل عنه غير ذلك)) ثم قال: ((و يدل عليه .. )) و أورد الطريق الآتي: و هو ماأخرجه أيضا بسند صحيح (8979) و الدارمي (1/ 260) و الطحاوي في شرح المعاني (3/ 41) عن سعيد بن يسار قال قلت لابن عمر إنا نشتري الجواري فنحمض لهن قال وما التحميض قال نأتيهن في أدبارهن قال أو أو يعمل هذا مسلم
ثم قال عقبه بنفس السند إلى عبد الرحمن بن القاسم: فقال لي مالك فأشهد على ربيعة لحدثني عن سعيد بن يسار أنه سأل بن عمر عنه فقال لا بأس به.
وهذا الذي قاله سعيد حق و لا يعارض ما تقدم عنه مسندا إلى ابن عمر، لأنه ليس فيه أنه يولج في دبرها.
و هذا الذي أوقع جميع من روى عن ابن عمر رواية القول بالجواز عنه، لأن القول بجواز إتيان المرأة من دبرها يوهم القول بجواز إتيانها في دبرها من دبرها، و ليس مرادا لا بن عمر كما تقدم النقل عنه.
قال ابن كثير بعدما أورد رواية سعيد بن يسار: ((وهذا إسناد صحيح ونص صريح منه بتحريم ذلك فكل ماورد عنه مما يحتمل ويحتمل فهو مردود إلى هذا المحكم)) (التفسير 1/ 265).
و قال ابن القيم: ((فقد صح عن ابن عمر أنه فسر الآية بالإتيان في الفرج من ناحية الدبر وهو الذي رواه عنه نافع وأخطأ من أخطأ على نافع فتوهم أن الدبر محل للوطء لا طريق إلى وطء الفرج فكذبهم نافع وكذلك مسألة الجواري إن كان قد حفظ عن ابن عمر أنه رخص في الإحماض لهن فإنما مراده إتيانهن من طريق الدبر فإنه قد صرح في الرواية الأخرى بالإنكار على من وطئهن في الدبر وقال أو يفعل هذا مسلم فهذا يبين تصادق الروايات وتوافقها عنه)) (تهذيب السنن 6/ 142).
و قال أيضا: ((فوقع الاشتباه في كون الدبر طريقا إلى موضع الوطء أو هو مأتى، و اشتبه على من اشتبه عليه معنى من بمعنى في فوقع الوهم)). و انظر زاد المعاد (4/ 240) ففيه زيادة.
و قال الذهبي: ((قلت: وقد جاءت رواية أخرى عنه بتحريم أدبار النساء وما جاء عنه بالرخصة فلو صح لما كان صريحا بل يحتمل أنه أراد بدبرها من ورائها في القبل وقد أوضحنا المسألة في مصنف مفيد لا يطالعه عالم إلا ويقطع بتحريم ذلك)) (السير 5/ 100) و انظر (السير 14/ 128).
و هذه المسألة هي إحدى المسائل التي وقع فيها الخلاف بين الرواة عن ابن عمر، حيث خالف فيها سالم بن عبد الله بن عمر نافعا و خطأه فيها.
و هذا الفهم المنقول عن ابن عمر قديم حتى أن ابن عباس بلغه ذلك عنه، و لم يكن النقل دقيقا.
و أما إجماع الصحابة الذي ذكرته فقد نقله غير واحد منهم الماوردي في الحاوي (3/ 319).
و عمم ذلك و لم يخصه بالصحابة العيني في البناية (6 - 255).
و على هذا فلا يعترض على ما ذكرت بما يروى عن ابن عمر لما شرحناه أعلاه.
و الله الموفق.
و على كلٍّ؛ فالمسألة في النقل عن ابن عمر اجتهادية، و قد نقلنا فهم ابن القيم و الذهبي و ابن كثير للروايات عن ابن عمر، و هم مَنْ هم في الفهم و قوة النظر و المكانة العلمية!!
و هذه المسألة قد قمت بجمع أحاديثها و آثارها و دراستها، و هي عندي في مصنف مفرد، و الله الموفق.
ـ[خالد صالح]ــــــــ[31 - 08 - 06, 09:15 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم.
ـ[راشد عبدالله القحطاني]ــــــــ[01 - 09 - 06, 08:27 م]ـ
ليت الشيخين الكريمين محمد الأمين , و وأبو تيمة
يضعون البحوث التي ذكروا في الملتقى
ـ[محمد ابن الشنقيطي]ــــــــ[15 - 05 - 09, 04:58 م]ـ
ليت الشيخين الكريمين محمد الأمين , و وأبو تيمة
يضعون البحوث التي ذكروا في الملتقى(68/202)
تَخْرِيجُ حَدِيثِ: سَلْمَانَ مِنَّا أَهْلَ البَيْتِ
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[04 - 04 - 02, 04:09 م]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?14@185.lacjb9L6fy2^15@.ef14e1c
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[04 - 04 - 02, 08:19 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي عبدالله.
أردتُ فقط أن أنبّه على مسألة جانبيّة:
وهي أنّ الشيخ الألباني (رحمه الله) كان يتوسّع قليلاً في وصفه الأسانيد بأنّها (على شرط الشيخين). وقد أكّد لي ذلك بعض طلابه.
وكثير من المشتغلين بعلم الحديث يتوسّعون في ذلك أيضاً.
مثلاً: لم يروِ الشيخان لأبي البختري عن علي بن أبي طالب شيئاً.
نعم؛ رويا لأبي البختري ولكن عن غير علي بن أبي طالب.
وقد ذهب كثير من أهل العلم إلى أنّ أبا البختري لم يلقَ علياً.
والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[19 - 08 - 08, 12:19 ص]ـ
الشيخ عبد الله زقيل الرابط لايفتح
وليتك تلخص تخريج الحديث وتضعه هنا حفظك الله(68/203)
عشرون فتوى في " العقيقة " من فتاوى اللجنة الدائمة
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 04 - 02, 04:26 م]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?14@15.NfMtbFMRfbQ^1@.ef14e3b
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[04 - 04 - 02, 07:33 م]ـ
جزاك الله خيراً، ادعُ الله لنا يا شيخ أن يرزقنا الولد لننتفع بهذه الفتاوى.
أخي إحسان:
بإمكانك وضع رابط إلى الساحة الإسلامية هنا مباشرة عن طريق الضغط على أيقونة ( http://) عند كتابة الموضوع الجديد، ووضع الرابط في الخانة المخصّصة.
وفّقك الله لكلّ خير.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 04 - 02, 11:09 ص]ـ
اللهم ارزق أخي هيثماً زوجة صالحة وذرية طيبة يقرا عينه
وهناك إضافتان في الموضوع
أرجو من الإخوة المشاركة فيهما
وخاصة الثانية!!(68/204)
من فوائد البخاري (6) وليمة العرس كيف كانت اول
ـ[احمد بخور]ــــــــ[05 - 04 - 02, 07:52 م]ـ
كِتَاب الصَّلَاةِ.
باب مَا يُذْكَرُ فِي الْفَخِذِ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَا خَيْبَرَ فَصَلَّيْنَا عِنْدَهَا صَلَاةَ الْغَدَاةِ بِغَلَسٍ فَرَكِبَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَكِبَ أَبُو طَلْحَةَ وَأَنَا رَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ فَأَجْرَى نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي زُقَاقِ خَيْبَرَ وَإِنَّ رُكْبَتِي لَتَمَسُّ فَخِذَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ حَسَرَ الْإِزَارَ عَنْ فَخِذِهِ حَتَّى إِنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ فَخِذِ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا دَخَلَ الْقَرْيَةَ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ قَالَهَا ثَلَاثًا قَالَ وَخَرَجَ الْقَوْمُ إِلَى أَعْمَالِهِمْ فَقَالُوا مُحَمَّدٌ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا وَالْخَمِيسُ
يَعْنِي الْجَيْشَ قَالَ فَأَصَبْنَاهَا عَنْوَةً فَجُمِعَ السَّبْيُ فَجَاءَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَعْطِنِي جَارِيَةً مِنْ السَّبْيِ قَالَ اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ سَيِّدَةَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لَكَ قَالَ ادْعُوهُ بِهَا فَجَاءَ بِهَا فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خُذْ جَارِيَةً مِنْ السَّبْيِ غَيْرَهَا قَالَ فَأَعْتَقَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَزَوَّجَهَا فَقَالَ لَهُ ثَابِتٌ يَا أَبَا حَمْزَةَ مَا أَصْدَقَهَا قَالَ نَفْسَهَا أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا حَتَّى إِذَا كَانَ بِالطَّرِيقِ جَهَّزَتْهَا لَهُ أُمُّ سُلَيْمٍ فَأَهْدَتْهَا لَهُ مِنْ اللَّيْلِ فَأَصْبَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرُوسًا فَقَالَ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ فَلْيَجِئْ بِهِ
وَبَسَطَ نِطَعًا فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالتَّمْرِ وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالسَّمْنِ قَالَ وَأَحْسِبُهُ قَدْ ذَكَرَ السَّوِيقَ قَالَ فَحَاسُوا حَيْسًا فَكَانَتْ وَلِيمَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وفيه
السنة في الزواج تجهيز العروس
وفيه
الدخلة على المرأة في الليل
وفيه
الوليمة لاتشترط ان تكون في نفس يوم الدخول او الزواج ممكن ان تكون اليوم التالي
فيه
جواز المساهمة في وليمة العرس من غير العريس وأهله
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[05 - 04 - 02, 08:18 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الفوائد.
واصل وفقك الله.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[25 - 07 - 09, 09:52 م]ـ
للرفع
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[26 - 07 - 09, 02:56 م]ـ
وهل فيه جواز كشف الفخذ وانه ليس بعورة افتوني ماجورين؟
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[26 - 07 - 09, 04:05 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا أبا سلطان ووفقكم الله وسؤالكم جيد ومفيد ولعلكم تجدون الفائدة فيما سأذكره من كلام للعلماء والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل .....
جاء في شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال رحمه الله تعالى - (2/ 33 و 34):" قال المؤلف: احتج بحديث أنس، وحديث زيد بن ثابت من قال: إن الفخذ ليست بعورة؛ لأنها لو كانت عورة يجبُ سَترها ما كشفها النبى يوم خيبر، ولا تركها مكشوفة بحضرة أبى بكر وعمر، وقد قال الأوزاعى: (الفخذ عورة وليست بعورة فى الحمام)، فدل أنها لا تقوى عندهم قوة العورة، وإن كانوا يأمرون بسترها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/205)
قال المهلب: وإنما ذلك خوف النظر إلى العورة والذريعة إليها، فيكون معنى قوله: (الفخذ عورة)، على المقاربة والجوار، وقد أجمعوا أن من صلى منكشف القبل والدبر، أن عليه الإعادة [انظر تعليق الحافظ ابن رجب الحنبلي تحت على هذا الإجماع .... فنقله الاجماع عليه إشكال] واختلفوا فيمن صلى منكشف الفخذ، فدل أن حكمه مخالف لحكم القبل والدبر لاختلاف المعنى فى ذلك.
فإن قال قائل: لم غطَّ النبىُّ ركبته حين دخل عليه عثمان بن عفان؟.
قيل: قد بَيَّن النبى، معنى ذلك بقوله: (ألا أستحى ممن تستحيى منه ملائكة السماء)، وإنما كان يخص كل واحد من أصحابه من الفضائل بما يتبين به عن غيره، ويمتاز به عمن سواه، وإن كان قد شركه غيره من أصحابه فى معنى تلك الفضيلة، وله النصيب الوافر منها غير أنه عليه السلام، إنما كان يصف كل واحد من أصحابه بما هو الغالب عليه من أخلاقه وهو مشهور فيه؛: فلما كان الحياء الغالب على عثمان استحيا منه، وغطى ركبته بحضرته، وذكر أن الملائكة تستحيى منه فكانت المجازاة له من جنس فعله.
&&&&&
وقال ابن رجب الحنبلبي رحمه الله تعالى في فتح الباري ـ (2/ 194 إلى نهاية 196):" ومراد البخاري بهذا: الاستدلال به على أن الفخذ ليست عورة، وذلك من وجهين:
أحدهما: أن ركبة أنس مست فخذ النبي (، ولم ينكر ذلك، وهذا يدل على أن الفخذ لا ينكر مسها، ولو كانت عورة لم يجز ذلك.
والثاني: حسر الإزار عن فخذ نبي الله (حتى نظر أنس إلى بياض فخذ النبي (، وسواء كان ذلك عن قصد من النبي (وتعمد له عَلَى رِوَايَة من رواه: ((حسر الإزار))، - بنصب الراء -، أو كَانَ من شدة الجري عَن غير وتعمد - عَلَى رِوَايَة من رواه: ((حُسِر الإزار))، بضم الراء - فإن النَّبيّ (استدام ذَلِكَ، ولم يرد الإزار
عليه؛ فإنه لو فعل لنقله أنس.
وأيضا، فقد تقدم حديث جابر، أن النبي (من بعد ما شد عليه إزاره حين كان ينقل حجارة الكعبة لم تر له عورة بعدها.
وروي عن عائشة، أنها قالت: ما رأيت منه ذلك (.
وقد خرجه الإمام أحمد.
ولو كان الفخذ عورة لصان الله نبيه عن أن يطلع عليه أحد.
وفي ((صحيح مسلم)) عن عائشة، قالت: كان رسول الله (مضطجعا في بيته كاشفا عن فخذيه - أو ساقيه -، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال، فتحدث، ثم استأذن عمر - وذكرت الحديث.
وهذه الرواية ليس فيها جزم بكشف الفخذ، بل وقع التردد من الراوي: هل كشف فخذيه أو ساقيه؟ فلا يستدل بذلك.
ووقع الحديث في ((مسند الإمام أحمد)) وغيره، وفيه: ((أنه كان كاشفا عن فخذه))، من غير شك، وفي ألفاظ الحديث اضطراب.
واختلف العلماء في الفخذ: هل هي عورة، أم لا؟
فقال أكثرهم: هي عورة، روي ذلك عن عطاء، وهو قول مالك، والثوري، وأبي حنيفة، والأوزاعي، والشافعي، وأحمد في المشهور عنه.
وقالت طائفة: ليست الفخذ عورة، وهو قول ابن أبي ذئب، وداود، وابن جرير والطبري، وأبي سعيد الإصطخري من الشافعية، وحكاه بعضهم رواية عن مالك، وهو رواية عن أحمد رجحها طائفة من متأخري أصحابه، وحكاه بعضهم عن عطاء، وفي صحته نظر.
وحكي عن طائفة: أن الفخذ في المساجد عورة، وفي الحمام ونحوه مما جرت العادة بكشفها فيه ليست عورة، وحكي عن عطاء والأوزاعي، ورجحه ابن قتيبة
وهذا كله في حكم النظر إليها.
فأما الصلاة: فمن متأخري أصحابنا من أنكر أن يكون في صحة الصلاة مع كشفها عن أحمد خلاف، قال: لأن أحمد لا يصحح الصلاة مع كشف المنكبين، فالفخذ أولى.
قال: ولا ينبغي أن يكون في هذا خلاف؛ فإن الصلاة مأمور فيها بأخذ الزينة، فلا يكتفى فيها بستر العورة.
والمنصوص عن أحمد يخالف هذا:
قال مهنا: سألت أحمد عن رجل صلى في ثوب ليس بصفيق؟ قال: أن بدت عورته يعيد، وإن كان الفخذ فلا. قلت لأحمد: وما العورة؟ قالَ: الفرج والدبر.
وقد حكى المهلب بن أبي صفرة المالكي في ((شرح البخاري)): الإجماع على أن من صلى مكشوف الفخذ لا يعيد صلاته. وهو خطأ. [انتبه هنا التعليق!! على ما سبق وأن نبهتك عليه بالأعلى:)]
والله تعالى أعلى وأعلم ...
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[26 - 07 - 09, 06:25 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا علي وزادكم علما وفهما(68/206)
إبطال شبهة إما التقليد أو الإجتهاد المطلق!!
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[06 - 04 - 02, 01:24 ص]ـ
وهذه الشبهة ألقاها الشيطان على كثير ممن يدعي العلم، وصال بها أكثرهم فظنوا أن النظر في الأدلة أمر صعب لا يقدر عليه إلا المجتهد المطلق، وأن من نظر في الدليل وخالف إمامه لمخالفة قوله لذلك الدليل فقد خرج عن التقليد، ونسب نفسه إلى الإجتهاد المطلق، واستقرت هذه الشبهة في قلوب كثير حتى آل الأمر بهم أن " فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا، كل حزب بما ليدهم فرحون" [المؤمنون: 53]، وزعموا أن هذا الواجب عليهم، وأن من انتسب إلى مذهب إمام فعليه أن يأخذ بعزائمه وخصه، وإن خالف نص الكتاب أو سنة، فصار إمام المذهب عند أهل مذهبه كالنبي في أمته، لا يجوز الخروج عن قوله ولا يجوز مخالفته، فلو رأى واحدا من المقلدين قد خالف مذهبه وقلد إماما آخر في مسألة لأجل الدليل الذي استدل به قالوا هذا قد نسب نفسه إلى الإجتهاد، ونزل نفسه منزلة الأئمة المجتهدين، وإن كان لم يخرج عن التقليد، وإنما قلد إماما دون إمام آخر لأجل الدليل وعمل بقوله تعالى: " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر" [النساء: 59].
فالمتعصبون للمذاهب إذا وجدوا دليلا ردوه إلى نص إمامهم، فإن وافق الدليل نص الإمام قبلوه، وإن خالفه ردوه، واتبعوا نص الإمام واحتالوا في رد الأحاديث بلك حيلة يهتدون إليها، فإذا قيل لهم هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: أنت أعلم بالحديث من الإمام الفلاني؟؟!
انظر القول المفيد للشوكاني ص 39.
نقلا عن (رسالة في الإجتهاد والتقليد) للشيخ حمد بن ناصر بن معمر ـ رحمه الله ـ
الشيخ من تلامذة الشيخ المجاهد محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ
ـ[ابو العز السلمى]ــــــــ[29 - 11 - 05, 11:03 م]ـ
بحث مفيد جدا ...
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[05 - 12 - 05, 09:40 م]ـ
سبحان الله العظيم
جعلوا كلام الفقيه المتأخر الذي هو نفسه مقلد أيسر من كلام مَن أوتي جوامع الكلم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وكلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في الأصل السادس من الأصول الستة جميل في هذا
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[06 - 12 - 05, 03:25 ص]ـ
الحقبة الزمنية المنحصرة بين القرنين الثالث عشر و الرابع عشر، أعدها من أسوأ حقب الزمان وأشأمها على علم الفروع، حيث مالوا إلى التقليد الصرف، و نرى من ىثار ذلك أن وفروا جهودهم على حواش عقيمة، ما نرى فيها إلا استعراضات و تدقيقات في كلام البشر لا نجني (فروعيا) من ورائها كبير فائدة.
وسبحان الله .. من ينظر لكتب المتقدمين كالمغني لابن قدامة و كتب محمد بن الحسن الشيباني التي يرويها عن أبي حنيفة، و كذلك متن المهذب للشيرازي، و المدونة لسحنون عن مالك .. ليدرك كيف كانت انسيابية العبارة و يسرها وخفتها لدى أسلافنا .. بخلاف من ذكرت من أهل الحقبة الجامدة، والذين بلغ من وفور أوقاتهم وجمودهم على ما هم عليه أن سخروا طاقاتهم على تعقيد العبارة و استعراض إضمار المظهرات، ثم إعادة إظهارها وإرجاعها .. و استعراض حالات الإرجاع لو تعددت ... إلخ هذه الجهود السدى، و التي ما كانت ثمرتها إلا أن هللوا و عملوا بالإفتاء لدى الغازين الفرنسيين! و بغلت شجاعة هؤلاء المتصوفة أصحاب الحواشي العقيمة حين غزا الفرنسيون القاهرة أن تعلقوا بالأستار داعين الله جل و علا: (يا خفي الألطاف .. نجنا مما نخاف)
فبارك الله في سلفنا وبارك فيمن سار على دربهم .. آمين
ـ[عمر نزالي]ــــــــ[11 - 12 - 05, 05:25 ص]ـ
التعليق على من نفى مرتبة الإتباع و على من ألزم على الكل التقليد لانعدام المجتهد في بلادنا و على من احتج أن لا إنكار في مسائل الخلاف سواء كان الخلاف معتبرا أو غير ذلك و على من أنكر على السلفية تسمية و منهاجا.
الفتوى رقم 30
http://fatawaferkous.com/fatawa_manhadjiya.html
ـ[أبو عيسى الحنبلى]ــــــــ[12 - 12 - 05, 09:05 م]ـ
القضية ليست كماعرضها الاخ ابو انس وليس أمة المذاهب يؤلون النصوص على قول الامام ويجعلونه حاكما على النص بل هو مجرد تأثر بالدراسه وظننا فى اهل العلم لا يكون هكذا فالأصل أنها طريقه للدراسه وهذه أنجح طريقه وعليها اءمتنا مثل ابن قدامه و ا بن عبد البر والطحاوى النووى واذا أردت البحث عليك بقراءة (الرد على من اتبع غير المذاهب الربعه لابن رجب)
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[17 - 12 - 05, 10:03 ص]ـ
بعضهم يضعون شروط في الأجتهاد قد لا تكون إلا في أبو بكر وعمر، وهذا يكون في المتعصبة للمذاهب وبلا شك الصوفية والروافض هما أكبر مثال للتقليد المطلق
والبعض الاخر قد لم يؤلف أي كتاب وليس له علم شرعي معتبر يأخذ بالنص بظاهره ولا يستفيد من أقوال العلماء من تفسير هذا النص الشرعي، أكبر مثال الخوارج الذي رفضوا فهم ابن عباس وأخذوا بفهمهم الخاص!
وخلاصة القول بين الأفراط والتفريط
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/207)
ـ[أبو وهبه الأزهري]ــــــــ[07 - 03 - 06, 12:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا ...... ولكن عندي سؤال
عندما أقرأ في تراجم الأئمه الكبار نجد أن واحد شافعي وآخر حنفي والثالث مالكي والرابع حنبلي ...... وأيضا أقرأ أن فلان مجتهد مذهب ............ ولم أقرأ عن إمام من الأئمه المتقدمين إلا ووجدته منتسب إلى مذهب من المذاهب الأربعه ... فمثلا النووي وابن حجر والرملي والسبكي والرافعي وهم من كبار الأئمه كانوا شافعيين ......... وابن القيم وابن تيميه ومحمد ابن عبد الوهاب كانوا حنابله ......... وغيرهم من العلماء مما لا مجال لذكرهم ........ والشاهد أن كلهم كانوا منتسبين لمذهب إمام معين ...... وهم كانوا أئمه في الفقه والحديث وغيره ......... نرجوا التوضيح ...... وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو المهاجر المصري]ــــــــ[12 - 03 - 06, 03:50 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
منهم المجتهد المطلق الذي ينسب إلى المذهب بحكم النشأة، كشيخ الإسلام رحمه الله، فهو مجتهد مطلق له اختياراته التي خالف فيها الأئمة الأربعة، ومع ذلك فهو منتسب للحنابلة، رحمهم الله، وأظن ابن خزيمة، رحمه الله، كذلك عند الشافعية، رحمهم الله، وابن عبد البر، رحمه الله، عند المالكية، رحمهم الله، ولست متأكدا من الأخيرين.
ومنهم المجتهد المقيد بأصول مذهبه، وهو ما يطلق عليه مجتهد المذهب، كالنووي، رحمه الله، عند الشافعية رحمهم الله.
ومنهم من يخرج على أقوال إمامه، فيستنبط علل نصوص إمامه ويقيس عليها، كما يفعل المجتهد المطلق مع علل النصوص الشرعية، كالطحاوي والسرخسي وأبي بكر الرازي، من الأحناف رحمهم الله.
ومنهم من يرجح بين روايات المذهب، فيختار أقواها.
وقد قسمهم ابن عابدين، الحنفي، رحمه الله، تقسيما أدق من ذلك، وما نقلته لك هو نبذة موجزة من كتاب "أبو حنيفة، حياته وعصره، آراؤه وفقهه" للشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله ص384، وما بعدها، طبعة دار الفكر العربي، والله أعلم.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[12 - 03 - 06, 08:44 ص]ـ
التقليد هو الواجب على العامة ومن ليس متأهلا للنظر في الأدلة قال تعالى "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون"وقال تعالى"ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم"وقال تعالى" أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول"وقد رددنا إلى الله تعالى فوجدنا أنه سبحانه يأمرنا بسؤال أهل الذكر وينهانا أن نقفوا ماليس لنا بعلم وان نقول على الله ما لانعلم.
وأما عبارة" القول الراجح" فهي عبارة مطاطة فتن بها كثير من المتعالمين في هذا الزمان فصارت لوثة عمتهم كلما أرادوا دراسة الفقه أو قراءته، فيا سبحان الله اليس الراجح أمرا نسبيا؟! وكل إمام كان يفتي بماهو الراجح عنده؟!
فلماذا تحملني ياهذا على ما رحجه فلان من المعاصرين مع أني أتبع الراجح عند أحمد أو الشافعي مثلا فما خرجت عن الراجح لو كنت تفهم! بل قلدت من أهو أهل للاجتهاد بإجماع الأمة ولم اقلد من ليس أهلا للاجتهاد وإن ادعاه لجهله بمبادئه وآلاته مهما علم من الحديث ما علم فليست الأدلة محصورة في الحديث الشريف.
والحاصل أن المسالة صارت فتنة فتن بها كل غر جاهل قليل البضاعة في العلم يدعي لنفسه الاجتهاد والأهلية في النظر في الأدلة وهو بعد لم يطهر لسانه من العجمة ولم يحط بأصول ولافروع ولامقاصد الشريعة وينكر على غيره أن عرف قدر نفسه وأحال الأمر على أهله ويلزمه بتقليد الشيخ الفلاني لأن قوله هو الراجح فإن سألته عن سبب الترجيح قال هو قول الشيخ الفلاني وهو المحقق وهو إمام العصر!!!
فبالله يارجل إذا كنا وإياك مقلدين في النهاية فمن أولى بالتقليد أئمة المذاهب المجمع على علمهم وفضلهم أم فلان ولو سمي كذبا "إمام العصر"؟!
ومن أعاجيب بعضهم أني ذكرت له مسألة بأدلتها _نعم والله بأدلتها_ "فلم اكن مقلدا عنده حال ذكر الأدلة" لعله يرتدع وأمثاله عن التعصب للمعاصرين،وبعد الانتهاء من تقريرها بأوضح عبارة ذكرت أنها قول الأئمة الأربعة وجمهور المسلمين سلفا وخلفا فإذا به ينكر علي أن خالفت الشيخ الفلاني من طلبة العلم"تجوزا"من المعاصرين. ويقول بلسان حاله إن لم يكن بمقاله:وهل أنت أفهم من فلان وفلان.فيالله العجب!!! فانظر كم زلة زلها هذا الغر المسكين بداية من الإنكار في مسائل الاجتهاد بل في مسأله عليها جماهير الأمة ومحققوها،ونهاية بوقوعه في التقليد لمن ليس أهلا له وإنكاره على من بحث واجتهد في حكم المسألة مع أنه كان يدعو للاجتهاد ويحارب التقليد بزعمه!!!
فهل هؤلاء هم طلبة العلم في هذا الزمان الذين تنبهوا لما لم يتنبه له العلماء على مر العصور وكر الدهور، وظنوا انهم أشد تعظيما للوحيين من الأئمة؟! فاللهم غفرا غفرا.
فالله الله في الأدب مع السلف فهم أعمق علما وأقل تكلفا فهذه والله هي السلفية الحقة لاسلفية من يدعي اتباع السلف ثم هو أجهل الناس بفقههم وكتبهم، ودلائل ذلك في كلامه واضحة للعيان وإن ادعى الاجتهاد فهو مقلد للألباني او الشوكاني أو ابن حزم على أحسن حال ثم هو ينكر عليك تقليد أحمد والشافعي ومالك وأبي حنيفة!!!
والله لقد صار المرء يعير ويلمز لقراءئته وإقرائه كتب الفقه وكأن التمذهب سبة وعار وخزي وشنار!!!
ومن ينكر عليك ماذا يقرأ؟؟؟
إنه يقرأ الوجيز وتمام المنة والدراري المضية ونيل الأوطار ونحو ذلك ويقول:هذا هو فقه الدليل.
فمن أين حكم بذلك وقد كان أمس عاميا؟! ومازال ورب الكعبة.
وآية ذلك وقد رايتها بعيني أن اكثر هؤلاء الموتورين يقضي السنوات الطوال في دراسة الفقه المقارن_زعموا_على يد علامة بلاده ثم إذا قرأ مختصرا في أحد المذاهب لم يبدئ ولم يعد ولم يفهم منه إلا مايفهمه العامي،فضلا عن اللحن الجلي والخفي.
فإذا من الله عليه بالفهم ومعرفة قدر النفس وقدر السلف علم أنه أضاع عمره فيما لانفع فيه إلا الثقافةالعامة لاالعلم التأصيلي. والله المستعان على مايصفون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/208)
ـ[أبو وهبه الأزهري]ــــــــ[12 - 03 - 06, 06:53 م]ـ
الله أكبر ....... جزى الله أخينا الحنبلي السلفي خير الجزاء فهذا والله ما أريد قوله وهذا والله ما أنادي به فهؤلاء الإخوه عفاالله عنا وعنهم يقعون في كثير من الأخطاءوأكبرها في نظري:
1 - الإنكار على من خالف في المسائل الإجتهاديه
2 - التعصب للرأي الإجتهادي
3 - عدم إجادة فن الدعوه
ولعل الأمرين الأول والثاني ربما يكونا بنفس المعنى ولكني أردت أن أفصلهما عن بعضهما للتوضيح،
فأنت تجد هؤلاء الذين يدعون اتباع الدليل وعدم التقليد يقعون في معظم أمور حياتهم في التقليد فإذا سألت واحدا منهم كيف تصلي (من علمك الصلاه) سيقول لك أنا أتبع السنه لذلك تعلمتها من كتاب (الشيخ الفلاني) فيقع بذلك وبغير علم منه في تقليد هذا الشيخ الفلاني مع أن هذا الشيخ لم يصل حتى إلى مرتبه أقل بكثير من مرتبة الإجتهاد،و تجده أيضا يتعصب لما في الكتاب من المسائل الإجتهاديه وينكر على من خالف ما في هذا الكتاب ويتهمه بأنه يخالف السنه وأنه لايحسن الصلاه وأنه يفعل بدعا،سبحان الله ........ وكأن كل من خالف هذا الكتاب يكون مخالفا للسنه ويكون مبتدعا وكأنه ليس هناك عالم تكلم في هذا المجال (كيفية الصلاه) سوى هذا الشيخ الفلاني وكأن الناس (أقصد الإئمه السابقين وأتباعهموغيرهم من طلبة العلم) فبل ظهور هذا الكتاب وأمثاله من الرسائل الصغيره التي تباع على الأرصفه وتتحدث في نفس هذا الموضوع أو مواضيع مشابهه كانوا يصلون بطريقة خاطئه أو كانوا على غير هدي النبي .. سبحان الله .... إلى غير ذلك من الصفات التي يمكن أن تتبادر إلى ذهن من قرأ هذه الكتب (من غير العلماء) تجاه الناس الذين يخالفون ما في هذا الكتاب ..
وإذا أردت أن أخبركم عما حدث ولا يزال يحدث لي مع هؤلاء الإخوه (الذين ينتقدون التقليد) لطال المقام ولكني سأذكر لكم بعض المواقف:
1 - بالنسبة لإستعمال السواك للصائم فالمنصوص عندنا في المذهب (المذهب الشافعي) أن إستعمال السواك للصائم مكره كراهة تنزيه بعد الزوال (أي زوال الشمس عن وسط السماء واتجاهها ناحية الغروب) وتزول الكراهة بغروب الشمس ... وذلك لحديث النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي تعرفونه جميعا إن شاء الله وهو (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) رواه الشيخان ...... فكنت أمتنع عن استعمال السواك في هذه الفتره نزولا على هذا القول .... ولكني عندما اعتكفت مع بعض الإخوه (ممن يكرهون التقليد) وتحدثنا في هذه المسأله وجدته يقول لي أن ما أفعله مخالفا للسنه وأن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يستاك وهو صائم ...... فعظم هذا الأمر في عيني وأحسست بالفعل أني أخالف السنه وأصابني هم وغم ... ثم بعد ذلك انقضى الإعتكاف ونسيت الأمر إلى أن كنت ذات مرة أقرأ في بعض الفتاوى للشيخ عطيه صقر حفظه الله والذي يبخسه الكثير من الناس حقه ..... وللعلم فالشيخ حفظه الله شافعي المذهب فقد ظل أكثر من خمسة عشرة عاما يدرس المذهب الشافعي وبعد ذلك ظل خمس سنوات تقريبا يدرس المذاهب الأخرى وهو حفظه الله من شدة تواضعه كنت ذات مرة أتحدث إليه وأسئله عن بعض المسائل المتعلقه بالتقليد وذكر لي أنه لا يزال يعتبر نفسه عاميا (هذا تواضع من الشيخ) والشيخ كما تعلمون (ما شاء الله لاقوة إلا بالله) موسوعه فقهيه في جميع المذاهب ... ولا يزال الشيخ يفتي الناس مع أنه قد تجاوز التسعين .. وللعلم فإن الشيخ قد تخرج من الأزهر الشريف (الذي ينقصه الكثير من الناس حقه) تقريبا سنة 1943م وعين رئيسا للجنة الفتوى بالأزهر في فترة الثمانينات تقريبا .. إلى غير ذلك من سيرته الطيبه ولكن هؤلاء الناس لا يذكرون مجهودات الشيخ ولا حسناته وإنما يكثرون الكلام حول ذلاته هدانا الله وإياهم ......... نعود إلى موضوع السواك فقد سئل الشيخ عن تنظيف الأسنان أثناء الصياموهل يتنافى ذلك مع الأحاديث التي تمدح في خلوف فم الصائم فأجاب ما ملخصه بعد أن ذكر حديث الشيخين السابق وذكر الحديث الحسن الذي رواه أبو داود والترمذي عن عامر بن ربيعة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتسوك مالا أحصي وهو صائم .... وقال الشيخ عطيه استنتج الشافعي من الحديث الأول كراهة استعمال السواك للصائم وخص ذلك بما بعد الزوال إبقاء على رائحة الفم الت مدحها النبي (صلى الله عليه وسلم) وتغير رائحة الفم لعدم تناول الطعام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/209)
يظهر عادة بعد الزوال ولم يعمل بالحديث الثاني لأنه أقل رتبه من الحديث الأول .. وقال الأئمه الثلاثه مالك وأبو حنيفه وأحمد:لايكره استعمال السواك سواء قبل الزوال وبعده ودليلهم في ذلك هو حديث عامر بن ربيعة المذكور وحملو الحديث الأول الذي يمدح الخلوف على الترغيب في التمسك بالصيام وعدم التأذي من رائحة الفم وليس على الترغيب في ابقاء الرائحه لذاتها .... ثم قال الشيخ عطيه حفظه الله: وبعد استعراض ما قيل في السواك نختار القول بعدم كراهة تنظيف الأسنان بأية وسيله شريطة ألا يصل إلى جوف الصائم شئ من المعجون أو الدم ونحوهما ومن الأحوط استعمال ذلك ليلا .. انتهى كلام الشيخ حفظه الله ..... والناظر في كلام الشيخ يجد أن إمامنا الشافعي (رضي الله عنه) كان على علم بهذا الحديث الذي استدل به الأئمه الأخرون واتضح له بعد الجمع بين الأحاديث في الباب القول بالكراهه التنزيهيه وله في ذلك حجه أي أنه لم يخالف النبي (صلى الله عليه وسلم) في فعله وكذلك فمن قلد الشافعي في هذه المسأله الإجتهاديه لم يخالف بذلك فعل النبي وهو أيضا موافق للسنه ........ وفي النهايه فالمسألة خلافيه فمن قلد فيها رأي إمام مجتهد لم يعب أحد عليه ...... وسبب ذكري لهذه المسأله ليس في الأصل الكلام عن حكم السواك للصائم وإنما هو ذكر لمسأله قد يكون الشخص يعمل فيها بقول إمام مجتهد وياتي له أخر بحديث يذكر فيه بإن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد فعل فعلا أخر .. فيظن أنه بذلك يخالف النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أنه أيضا متبع له (صلى الله عليه وسلم) وكلاهما متبع لرأي إمام مجتهد ......
2 - مسألة قرأة الفاتحه خلف الإمام فمما هو معلوم أن الفاتحة ركن من أركان الصلاه عند الشافعيه لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الشيخان (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) .......... وكنت ذات مرة اتحدث مع أخ في هذه المسأله فهو يصلي بنا إماما ولا يترك لنا فرصه لقرأة الفاتحه وطلبت منه أن يترك لنا فرصه صغيره يتسنى لنا من خلالها قراءة الفاتحه .. فأخبرني بأن الشيخ الفلاني (من المتأخرين الذين ينادون بعدم التقليد) قد ذكر بأن هذا الحديث منسوخ (فيما أذكر) وقلت له في أي مذهب هذا الكلام قال لي أنا لا أقلد المذاهب فالتقليد هذا لإمثالك أنا اعمل بالدليل ... ثم انتهى الحوار بذلك .... فعدت وبحثت في كتاب الإقناع في الفقه الشافعي ووجدت أن الفاتحه واجبه وسألت شيخا في ذلك فذكر لي أقوال الفقهاء في ذلك ورجح في نهاية الأمر رأي الشافعيه ........ وبعد فتره طويله أردت أن أخبر هذا الأخ بأن هناك رأي معتبر يقول بوجوب قراءة الفاتحه لكني بمجرد أن حاولت أن أفتح هذا الموضوع نهرني وقال لي اسكت ياجاهل (أو انت جاهل)
ويعلم الله أني لا أذكر هذا القول (حتى لا يفهم البعض ذلك) من أجل أمر شخصي فهذا الأخ والله أحبه في الله حبا كثيرا ولكن لكي نستخرج منه عبره وهي:
1 - أنه أعاب علي عندما سألته عن مصدر هذا القول وفي أي مذهب ذكر .. وقال أنه غير مقلد ويتبع الدليل مع أن الذي اراه أن أئمة المذاهب لم يكونوا ليخرجوا حكما في أمر بغير دليل أوما شابهه.
2 - شدة تعصبه لرأي شيخه (الذي لم يصل إلى مرحلة الإجتهاد) ووصفه من خالف ذلك بالجهل مع أن هذا لا يصح في الأمور الإجتهاديه.
وأنا والله لا يضرني أن يعمل هو برأي فلان أو علان ولكن الذي يحزنني أنه يقول أنه لا يقلد أحدا مع أنته يقلد شيخه ولم يكتفي بذلك بل وصف من خالف رأي شيخه بالجهل.
والعجب أن هذا الأخ يأتي إليه الإخوه ليستفتوه في بعض المسائل!!!!!!
ومن الأمور المواقف التي حصلت لي أيضا:
3 - كنت أتكلم مع بعض الإخوه وأثير موضوع صلاة الجماعه فقلت (كما هو معلوم في المذهب الشافعي) أنها سنه مؤكده ... وأيضا قال بذلك الكثير من الأئمه المجتهدين ....... فهاج الإخوه وماجو حتى ان أحدهم لشدة تعصبه لأراء مشايخه أنه قال:من ققال بأن صلاة الجماعه سنه مؤكده فقد كذب على محمد ...... قلت سبحان الله ....... انظروا إلى شدة التعصب للمشايخ (الغير مجتهدين) ووصف من خالفهم بأنه يكذب على الله ورسوله، مع أن المسأله خلافيه واختلف فيها الأئمة منذ زمان بعيد ....... ولكنه لأنه لا يقلد أحدا من الإئمه ولكن يقلد شيخه (الغير مجتهد) ولإنه شديد التعصب لشيخه ولأنه لم يقرأ سوى الرسائل المختصره التي ألفها مشايخه أو من هم على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/210)
نفس نهج مشايخه وتركو امهات الكتب (إلا من رحم ربي) فإذا رأى أحدا يخالف ما قاله شيخه في كتابه يتهمه بمخالفة السنه ... وكأن مشايخه وحدهم هم من يعرفون السنه والأخرون لا يعرفون شيئا عن السنه ...... سبحان الله
ومن المواقف الطريفه التي حدثت لي ولها علاقه بهذا الموضوع أني كنت ذات مره أتحدث أنا واثنين من الأخوه (منهم واحد ممن يكرهون التقليد) وكنا نتحدث عن مسألة إسبال الثياب ومن المعلوم أن هذه المسأله إجتهاديه خلافيه واحتدم الخلاف بين الأخين حول حكم الإسبال فقال لي الأخ (الذي يكره التقليد يريد مني أن أؤيد كلامه) الإمام الشافعي قال أن الإسبال مكروه وقال الشيخ (فلان من المتأخرين جدا الذين هم أقل في المرتبه من الإمام الشافعي -في نظري-) أن الإسبال حرام فبأي رأي تأخذ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!! ........ قلت سبحان الله يقارن الإمام الشافعي رحمه الله بشيخ من المتأخرين أقل في المنزله العلميه بكثير منه ولم يقف عند ذلك بل أعاب على من أخذ برأي الإمام الشافعي في المسأله .... وبالطبع عندما أجبته عن الرأي الذي أعمل به وهو رأي إمامي (الشافعي) كانت صدمه له فقد ظن اني سأقول له اني سأعمل براي شيخه الذي يقول بالحرمانيه (مع العلم أني بفضل الله تعالى لست مسبلا) وانتهى الحوار بين الأخين أن غضب كل منهما من الأخر .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
وأيضا من الأخطاء التي وجدتها شائعه بين الأخوه (إلا من رحم ربي) أنهم يفرحون كل الفرح بمجرد ان يجد أحدهم دليلا يتعلق بموضوع معين صححه أو حسنه أحد المحدثون ويظن أنه بذلك قد بلغ غاية المراد مع أنه كما تعلمون لا فائدة للدليل بدون عالم يستنبط الأحكام من الدليل ويجمع بينه وبين الأدله الوارده في نفس الموضوع إلى غير ذلك من الأمور التي يراعيها المجتهد في استنباط الأدله ....
وفي الختام اشهد الله أني ما أردت بكلامي هذا إلا مناصحة الأخوه الذين يقعون في مثل هذه الأخطاء وأرجو من إخواني المشايخ الفضلاء أن يكتبوا لي الرد وأن يصححوا ما كان في كلامي من أخطاء ويرسلوا لي الصواب سريعا حتى أتداركه وأصححه ..... والله من وراء القصد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(68/211)
فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من السنه
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[06 - 04 - 02, 12:41 م]ـ
معنى الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلم تسليما) 0
قال أبن كثير – رحمه الله -: المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه تصلي عليه الملائكة ثم أمر الله تعالى العالم السفلي بالصلاة والسلام عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً
قال أبن القيم – رحمه الله – في جلاء الإفهام: والمعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله فصلوا عليه أيضاً صلوا عليه وسلموا تسليما لما نالكم ببركة رسالته ويمن سفارته، ومن خير شرف الدنيا والآخرة 0
ذكر أبن القيم 39 فائدة لصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم منها
امتثال أمر الله سبحانه وتعالى 0
حصول عشر صلوات من الله على المصلي مره 0
يكتب له عشر حسنات ويمحو عنه عشر سيئات 0
أن يرفع له عشر درجات 0
أنها سبب لشفاعة صلى الله عليه وسلم إذا قرنها بسؤال الوسيلة له، أو إفرادها 0
أنها سبب لغفران الذنوب 0
أنها سبب لكفاية الله ما أهمه 0
أنا سبب لقرب العبد منه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة 0
أنها سبب لصلاة الله على المصلي وصلاة الملائكة عليه 0
أنها سبب لرد النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة والسلام على المصلي 0
أنها سبب لطيب المجلس، وأن لا يعود حسرة على أهله يوم القيامة 0
أنها سبب لنفي الفقر 0
أنها تنفي عن العبد اسم "البخيل" إذا صلى عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم 0
أنها سبب لإلقاء الله سبحانه وتعالى الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء والأرض، لأن المصلي طالب من الله أن يثني على رسوله ويكرمه ويشرفه، والجزاء من جنس العمل فلا بد أن يحصل للمصلي نوع من ذلك
أنها سبب للبركة في ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحة لأن المصلي داع ربه أن يبارك عليه وعلى آله وهذا الدعاء مستجاب والجزاء من جنسه 0
أنها سبب لعرض اسم المصلي عليه صلى الله عليه وسلم وذكره عنده كما تقدم قوله صلى الله عليه وسلم:" إن صلاتكم معروضة علي " وقوله صلى الله عليه وسلم:" إن الله وكل بقبري ملائكة يبلغوني عن أمتي السلام " وكفى بالعبد نبلاً أن يذكر اسمه بالخير بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم 0
أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه لحديث عبدالرحمن بن سمره الذي رواه عنه سعيد بن المسيب في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم وفيه:" ورأيت رجلاً من أمتي يزحف على الصراط ويحبو أحياناً ويتعلق أحياناً، فجاءته صلاته على فأقامته على قدميه وأنقذته " [رواه أبو موسى المديني وبنى عليه كتابه في "الترغيب والترهيب" وقال عنه حديث حسن جداً] 0
أنها سبب لدوام محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وزيادتها وتضاعفها، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به لأن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه فسيتضاعف حبه له وتزايد شوقه إليه، واستولى على جميع قلبه، وإذا أعرض عن ذكره وإحضار محاسنه يغلبه، نقص حبه من قلبه، ولا شيء أقر لعين المحب من رؤية محبوبه ولا أقر لقلبه من ذكر محاسنه، وتكون زيادة ذلك ونقصانه بحسب زيادة الحب ونقصانه في قلبه والحس شاهد بذلك 0
أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه، فإنه كلما أكثر الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وذكره، استولت محبته على قلبه، حتى لا يبقى في قلبه معارضة لشيء من أوامره، ولا شك في شيء مما جاء به، بل يصير ما جاء به مكتوباً مسطوراً في قلبه ويقتبس الهدى والفلاح وأنواع العلوم منه، فأهل العلم العارفين بسنته وهديه المتبعين له كلما ازدادوا فيما جاء به معرفة، ازدادوا له محبة ومعرفة بحقيقة الصلاة المطلوبة له من الله 0
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[06 - 04 - 02, 02:15 م]ـ
بورك فيك أخي الحبيب، كلام من درر.
ـ[شمس الإسلام]ــــــــ[06 - 04 - 02, 04:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أختكم شمس الإسلام
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[06 - 04 - 02, 07:05 م]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالله.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[14 - 04 - 02, 08:01 م]ـ
قال وكيع بن الجراح: "لولا الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) ما حدّثت" (الروض البسام 1/ 154).(68/212)
كتاب نفيس: (مصطلحات المذاهب الفقهية وأسرار الفقه المرموز في الأعلام والكتب والآراء .. )
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[06 - 04 - 02, 12:55 م]ـ
مصطلحات المذاهب الفقهية وأسرار الفقه المرموز في الأعلام والكتب والآراء والترجيحات
تأليف: مريم محمد صالح الظفيري
الناشر: دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت
رقم الطبعة: الأولى
تاريخ الطبعة: 09/ 03/2002
نوع التغليف: لف
عدد الأجزاء: 1
عدد الصفحات: 457
حجم الكتاب: 17 * 24 سم
السعر: 28.0 ريال سعودي ($7.47)
التصنيف: / فقه / مذاهب فقهية
الجامعة: كلية الدراسات الإسلامية والعربية - دبي
تاريخ الحصول على الدرجة:
نوع الدرجة: ماجستير
نبذة عن الكتاب: هذه دراسة جمعت فيها الباحثة مصطلحات المذاهب الفقهية الأربعة في الأعلام والكتب والآراء والترجيحات وبيان المراد بها في كل مذهب.
وقد جاءت الدراسة في مقدمة وخمسة فصول وخاتمة وفهارس.
الفصل الأول: الاصطلاحات العامة في المذاهب وفيه مبحثان: الأول: اصطلاحات متعلقة بأقسام الحكم التكليفي، الثاني: اصطلاحات الحكم الوضعي المتعلقة بأوصاف العبادة.
الفصل الثاني: اصطلاحات المذهب الحنفي.
الفصل الثالث: اصطلاحات المذهب المالكي.
الفصل الرابع: اصطلاحات المذهب الشافعي.
الفصل الخامس: اصطلاحات المذهب الحنبلي.
ثم الخاتمة وفهارس الدراسة التي شملت الآيات والأحاديث والاصطلاحات والأعلام والمصادر والموضوعات.
الفهرس: المقدمة ......................... 11
الفصل الأول: الاصطلاحات العامة في المذاهب .................... 19
المبحث الأول: اصطلاحات متعلقة بأقسام الحكم التكليفي ............... 23
المطلب الأول: المطلوب فعله ...................... 25
المسألة الأولى: اصطلاح الواجب عند الجمهور والحنفية وما يرادفه من ألفاظ ... 25
المسألة الثانية: اصطلاح الفرض عند الجمهور والحنفية والفرق بينه وبين الواجب .. 29
المسألة الثالثة: أدلة كل من الجمهور والحنفية على اصطلاحي الفرض والواجب ..... 31
المسألة الرابعة: اصطلاحات المندوب ومرادفاته وأقسامه ومراتبه ................. 38
المطلب الثاني: المطلوب تركه .................................... 43
المسألة الأولى: اصطلاح الحرام ومرادفاته ............................. 44
المسألة الثانية: اصطلاح المكروه تحريماً عند الحنفية والفرق بينه وبين الحرام عند الجمهور ..... 46
المسألة الثالثة: اصطلاح المكروه وإطلاقاته ............. 47
المطلب الثالث: ما خير فيه بين الفعل والترك ........................... 49
المسألة الأولى: المراد بالمباح ....................................... 50
المسألة الثانية: الألفاظ المرادفة للمباح ........................... 51
المبحث الثاني: اصطلاحات الحكم الوضعي المتعلقة بأوصاف العبادة ........ 53
المطلب الأول: اصطلاح الأداء والإعادة والقضاء ...................... 54
المسألة الأولى: اصطلاح الأداء ........................................ 55
المسألة الثانية: اصطلاح الإعادة ........................................ 57
المسألة الثالثة: اصطلاح القضاء .......................................... 58
الحالة الأولى: إذا غلب على ظن المكلف أنه يموت قبل انتهاء الوقت ........... 59
الحالة الثانية: إذا بلغ المال النصاب وحال عليه الحول فإن الزكاة تجب على الفور ... 60
الحالة الثالثة: إذا أخر المكلف القضاء ولم يفعله فوراً فهو قضاء ................. 60
المطلب الثاني: اصطلاح الصحة والإجزاء والفساد .......................... 65
المسألة الأولى: اصطلاح الصحة عند كل من الأصوليين والفقهاء ............... 66
المسألة الثانية: اصطلاح الإجزاء والعلاقة بينه وبين القضاء والصحة والقبول .... 68
المسألة الثالثة: اصطلاح الباطل والفاسد ....................... 75
المطلب الثالث: اصطلاح العزيمة والرخصة ............................... 79
المسألة الأولى: المراد بالعزيمة وسبب اختلاف الأصوليين فيها .............. 80
المسألة الثانية: اصطلاح الرخصة وأقسامها ................................. 81
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/213)
الفصل الثاني: اصطلاحات المذهب الحنفي .................................... 87
المبحث الأول: اصطلاحات خاصة بالأئمة ...................................... 91
المطلب الأول: اصطلاحات تدل على أئمة المذهب .............................. 92
المطلب الثاني: اصطلاحات تدل على أعلام المذهب .............. 95
المبحث الثاني: اصطلاحات خاصة بالكتب ........... 103
المطلب الأول: كتب ظاهر الرواية ............................... 105
المطلب الثاني: كتب النوادر ..................... 106
المطلب الثالث: كتب الفتاوى والواقعات ....................... 107
المبحث الثالث: اصطلاحات خاصة بعلامات الإفتاء والترجيحات ............. 109
المطلب الأول: اصطلاحات تتعلق بعلامات الإفتاء ................. 110
المسألة الأولى: المراد بقولهم: وعليه الفتوى وبه يفتى ......................... 111
أولاً المعنى في اللغة ........................ 111
ثانياً المعنى في الإصطلاح .................. 111
المسألة الثانية: وبه نأخذ وبه أخذ علماؤنا وعليه الاعتماد .................. 113
المسألة الثالثة: المراد بقولهم عليه عمل الأمة ................................... 113
المسألة الرابعة: المراد بقولهم وعليه عمل اليوم .................................. 114
المسألة الخامسة: المراد بقولهم هو الصحيح وهو الأصح ......................... 114
المسألة السادسة: المراد بقولهم هو الأظهر والأوجه ......................... 116
المسألة السابعة: المراد بقولهم هو المختار في زماننا .................... 117
المسألة الثامنة: المراد بقولهم الأشبه ................................... 119
المسألة التاسعة: المراد بقولهم به جرى العرف أو هو المتعارف .............. 120
المطلب الثاني: قواعد الترجيح بين علامات الإفتاء ............................. 122
الفصل الثالث: اصطلاحات المذهب المالكي .............................. 127
المبحث الأول: اصطلاحات خاصة بالأئمة .................... 133
المطلب الأول: اصطلاحات حرفية تدل على الأئمة ......................... 134
المسألة الأولى: الحروف المفردة ........................ 135
المسألة الثانية: الحروف غير المفردة ....................................... 142
المطلب الثاني: اصطلاحات كلمية تدل على الأئمة .......................... 146
المسألة الأولى: المنسوبون إلى أمصارهم ........................................ 147
المسألة الثانية: الملقبون بألقاب تدل عليهم ................................ 152
المسألة الثالثة: المنسوبون للأزمان ....................................... 156
المسألة الرابعة: المذكورون بأسمائهم ................................... 156
المبحث الثاني: اصطلاحات خاصة بالكتب .............................. 159
المطلب الأول: اصطلاحات حرفية ....................................... 161
المطلب الثاني: اصطلاحات كلمية ............................... 163
المبحث الثالث: اصطلاحات خاصة بالمذاهب والآراء ........................ 165
المطلب الأول: الاصطلاحات الحرفية ........................................ 167
المطلب الثاني: الاصطلاحات الكلمية ..................................... 169
المسألة الأولى: اصطلاحات تتعلق بأقوال أئمة المذهب ......................... 170
المسألة الثانية: اصطلاحات خليل في مختصره .................................... 171
المسألة الثالثة: اصطلاحات قياسية .......................................... 181
المسألة الرابعة: المراد بقول مالك بلغني كذا ................................... 186
المسألة الخامسة: المراد بقولهم الطريقة أو الطرق ............................. 187
يتبع
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[06 - 04 - 02, 12:56 م]ـ
المبحث الرابع: اصطلاحات خاصة بالترجيحات .................. 189
المطلب الأول: اصطلاحات وردت على لسان مالك .................... 190
المسألة الأولى: الأمر المجتمع عليه عندنا ................................... 191
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/214)
المسألة الثانية: المراد بقولهم الأمر عندنا .................................... 193
المسألة الثالثة: عليه أدركت الناس ............................ 195
المسألة الرابعة: ليس عليه العمل .............................. 196
المطلب الثاني: علامات التشهير .................................. 199
المسألة الأولى: المتفق عليه والإجماع .................................... 200
المسالة الثانية: المشهور ............................................ 202
المسألة الثالثة: الراجح ................................. 204
المسألة الرابعة: الأصح والصحيح ........................... 205
المسألة الخامسة: الظاهر ..................................... 205
المسألة السادسة: المذهب ....................................... 207
المسألة السابعة: المعتمد ............................................ 209
المسألة الثامنة: المعروف ............................................. 209
المسألة التاسعة: المفتى به أو ما به الفتوى ............................... 210
المسألة العاشرة: الذي جرى عليه العمل .................................... 210
المسألة الحادية عشر: المراد بقولهم (الأحسن، الأشبه، الأولى،المختار، الصواب، الحق، الاستحسان) ................................... 213
المسألة الثانية عشر: قواعد الترجيح بين الأقوال ......................... 216
الفصل الرابع: اصطلاحات المذهب الشافعي .............................. 221
المبحث الأول: اصطلاحات خاصة بالأئمة ............................... 225
المطلب الأول: اصطلاحات حرفية تتعلق بأئمة المذهب ...................... 226
المطلب الثاني: اصطلاحات كلمية تتعلق بأئمة المذهب ........................ 234
المبحث الثاني: اصطلاحات خاصة بالكتب ................................. 239
المطلب الأول: اصطلاحات حرفية .......................................... 240
المطلب الثاني: الاصطلاحات الكلمية .................................... 243
المبحث الثالث: المذاهب والآراء والترجيحات ............. 247
المطلب الأول: اصطلاحاتهم في نسبة الأقوال إلى أصحابها ................... 248
المسألة الأول: صيغ نسبة القول إلى المتقدمين ................................ 249
المسألة الثانية: صيغ نسبة القول إلى أنفسهم ................................. 253
المسألة الثالثة: صيغ قبول رأي الآخرين ..................................... 257
المطلب الثاني: اصطلاحاتهم في الآراء والمذاهب .............................. 258
المسألة الأولى: صيغ البحث والنظر وإعمال الفكر ........................... 259
المسألة الثانية: صيغ احتمال المعنى ................................ 263
المسألة الثالثة: صيغ الفرق ........................... 265
المسألة الرابعة: صيغ الخلاف ............................. 265
المسألة الخامسة: المراد بقولهم (القولان- الوجهان- الطريقان) ......................... 266
المطب الثالث: اصطلاحاتهم في الترجيح والتضعيف وقواعد الترجيح ......... 268
المسألة الأولى: ألفاظ الترجيح ...................... 269
المسألة الثانية: ألفاظ التبري .......................... 277
المسألة الثالثة: ألفاظ التضعيف والتمريض ....................... 278
المسألة الرابعة: قواعد الترجيح بين الأقوال والأوجه ..................... 282
الفصل الخامس: اصطلاحات المذهب الحنبلي ........................... 287
المبحث الأول: اصطلاحات خاصة بالأئمة .............................. 291
المطلب الأول: اصطلاحات حرفية تدل على أئمة المذهب ................ 292
المطلب الثاني: اصطلاحات كلمية تدل على أئمة المذهب .................... 296
المطلب الثالث: المنسوبون إلى الأزمان ..................... 304
المبحث الثاني: اصطلاحات خاصة بالكتب ................... 307
المطلب الأول: اصطلاحات حرفية ............................ 308
المطلب الثاني: اصطلاحات كلمية ............................... 311
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/215)
المبحث الثالث: اصطلاحات خاصة بالترجيحات والآراء والنقل ................. 315
المطلب الأول: اصطلاحات الإمام أحمد الدالة على الأحكام التكليفية الخمسة ...... 316
المسألة الأولى: الاصطلاحات الدالة على التحريم .......................... 320
المسألة الثانية: الألفاظ المختلف فيها بين التحريم أو الكراهية أو دلت عليه القرائن .......... 321
المسألة الثالثة: الألفاظ المختلف فيها بين التحريم والتوقف .............. 328
المسألة الرابعة: الألفاظ المختلف فيها بين الوجوب والندب ...................... 330
المسألة الخامسة: الألفاظ الدالة على الإباحة ....... 334
المسألة السادسة: الألفاظ المختلف فيها بين الفرق والتسوية ............... 335
المسألة الرابعة: الألفاظ المختلف فيها بين الجواز والكراهية ................. 337
المسألة الثامنة: الألفاظ الدالة على التوقف .............................. 339
المسألة التاسعة: الألفاظ الدالة على الرد (لا أقنع بهذا) ................. 340
المسألة العاشرة: ما لا يلحق بمذهبه (زعم، زعموا) ...................... 340
المطلب الثاني: اصطلاحات الأصحاب في نقل المذهب وحكايته وترجيحاتهم ..... 342
المسألة الأولى: اصطلاحات نقل المذهب لفظاً ....................... 346
المسألة الثانية: اصطلاحات نقل المذهب حكاية .............................. 348
المسألة الثالثة: اصطلاحات نقل المذهب استنباطاً ...................... 349
المسألة الرابعة: اصطلاحات نقل الخلاف في المذهب وصيغه .................... 353
المسألة الخامسة: اصطلاحات الترجيح والتضعيف .................... 363
الخاتمة: ................................. 375
الفهارس:
فهرس الآيات ....................... 381
فهرس الأحاديث ................................. 382
فهرس الاصطلاحات ........................... 383
فهرس الاعلام ............................ 403
فهرس المصادر والمراجع ........................ 411
فهرس الموضوعات ...................... 433
الملاحظات: - من الدراسات المتخصصة في اصطلاحات المذاهب الفقهية ما يلي:
أ- في المذهب الحنفي:
1 - المذهب عند الحنفية، د. محمد إبراهيم، دراسة نشرت ضمن سلسلة الدراسات الإسلامية الصادرة قديما عن جامعة أم القرى.
2 - المدخل إلى مذهب أبي حنيفة، لأحمد سعيد حوى (ماجستير في الأردن)،
3 - المذهب الحنفي مراحله وطبقاته،ضوابطه ومصطلحاته، لأحمد النقيب، (ماجستير من كلية الشريعة بالرياض) طبع الرشد بالرياض 2001
ب- في المذهب المالكي:
1 - دليل السالك للمصطلحات والأسماء في فقه الإمام مالك للدكتور حمدي عبدالمنعم (مصر، مكتبة ابن سينا، والرياض بمكتبة الساعي)،
2 - المدخل الوجيز في اصطلاحات مذهب السادة المالكية لإبراهيم المختار الزيلعي، توزيع المنار 1410هـ. 3 - اصطلاح المذهب عند المالكية، لمحمد إبراهيم علي طبع في الإمارات وقد نشر أكثره في سلسلة مقالات بمجلة البحوث الفقهية المعاصرة.
4 - المذهب المالكي مدارس ومؤلفات، خصائصه وسماته، محمد المختار المامي _ ماجستير في الرياض).
ج-في المذهب الشافعي:
: 1 - المذهب عند الشافعية، د. محمد إبراهيم، بحث منشور في مجلة جامعة الملك عبدالعزيز بجده.
2 - المذهب عند الشافعية، لمحمد الطيب اليوسف، طبع دار البيان بالطائف 2001
إضافة إلى كتاب " الفوائد المكية فيما يحتاجه طلبة الشافعية " لعلوي السقاف. وهو مطبوع طبعة قديمة ضمن سبعة كتب بمطبعة الحلبي 1358هـ، والعديد من الكتب الأخرى التراثية.
د- في المذهب الحنبلي:
1 - مصطلحات الفقه الحنبلي وطرق استفادة الأحكام من ألفاظه، للدكتور سالم الثقفي،
2 - ومفاتيح الفقه الحنبلي للمؤلف نفسه.
3 - مقدمة في بيان المصطلحات الفقهية على المذهب الحنبلي، لعلي بن محمد الهندي.
4 - اللآلئ البهية في كيفية الاستفادة من الكتب الحنبلية، لمحمد بن عبدالرحمن الأسماعيل طبع مكتبة المعارف بالرياض.
5 - المدخل المفصل لمذهب الإمام أحمد، بكر أبو زيد، طبع العاصمة بالرياض.
6 - المنهج الفقهي العام لعلماء الحنابلة ومصطلحاتهم ومؤلفاتهم د. عبدالملك بن دهيش طبع دار الخضر (بيروت) 1422هـ.
وفي مقدمات شروح المتون الفقهية المعتمدة في كل مذهب نفائس وفوائد وفرائد حول المذهب ومصطلحاته وأعلامه بعضها قد يختص بالمتن وبعضها قد يعم المذهب.
(من ثمرات المطابع)
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[06 - 04 - 02, 02:02 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي، عمل طيب.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[07 - 04 - 02, 08:11 م]ـ
وجزاك
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[07 - 04 - 02, 09:05 م]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالله.
من المهمّ جداً على المشتغل بالفقه أن يعرف مصطلحات الفقهاء في كتبهم. وبخاصة الذين يخالفونه في الرأي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/216)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 01 - 03, 04:08 م]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالله
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[08 - 01 - 03, 06:47 م]ـ
موضوع مهم جداً ............. بارك الله فيك
وقد خدم كثيراً، فلا تجد مؤلَّفاً ممن تخصصت في المدخل لأحد المذاهب الأربعة إلا وجدته يفيض في تحرير مصطلحات ذلك المذهب ...
غير أن هاهنا موضوعاً لم أقف على من اعتنى به العناية المستحقة، مع أهميته البالغة، ألا وهو المصطلحات الفقهية (المعاصرة)، من حيث تحديد مفهومها، وبيان مدى سلامتها من الناحية الشرعية، وأضرب لذلك أمثلة ليتضح مقصودي:
ـ مصطلح (الفائدة): حين يطلقونه على الربا!
ـ مصطلح (الوديعة): يطلقونه على القرض من العميل إلى البنك!
ـ مصطلح: (بطاقة ائتمانية): يطلقونها على بطاقات الاقتراض!
ـ مصطلح (التأمين): يطلقونه على عقد تبادلي تضميني تغريري!
وهكذا في قائمة طويلة، تصلح موضوعاً لرسالة جامعية ... Question
ـ[سليمان بطيخ]ــــــــ[18 - 11 - 09, 01:55 م]ـ
هل من متكرم يرفع كتاب الدكتورة مريم مصورا PDF
ـ[محمد ابو شمس]ــــــــ[22 - 03 - 10, 04:10 م]ـ
هل من سبيل الى هذا البحث
ـ[سليمان بطيخ]ــــــــ[22 - 03 - 10, 05:33 م]ـ
الكتاب موجود فى دار السلام بالأزهر .... أظهره الله
يباع بثلاثون جنيها فى مجيليد متوسط
ولمن رام البحث فى موضوع المدخل الى مدارس المذاهب الفقهية التى لم تندثر بعد فليراسلنى وانا والحمد لله أعطية خلاصة سنة من البحث عن الموضوع
ـ[محمد ابو شمس]ــــــــ[25 - 03 - 10, 02:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخى الفاضل
وهل من سبيل الى نسخة مصورة من هذا الكتاب
ولكم الاجر والدعاء
ـ[أبو عبد الله الفرجيوي]ــــــــ[17 - 05 - 10, 02:05 م]ـ
هل من متفضل بنسخة pdf على الشبكة للاستفادة من هذا البحث القيم جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الغامدي]ــــــــ[20 - 05 - 10, 04:45 م]ـ
جزيت خيرا
ـ[د محمد البدري]ــــــــ[27 - 05 - 10, 12:43 ص]ـ
الكتاب من المراجع المهمة والمفيدة في الفقه اقتنيت نسخه منه ورأيت فيه من الفوائد الكثير جزى الله المؤلفة خير الجزاء
ـ[رأفت مجاهد التميمي]ــــــــ[05 - 12 - 10, 11:24 م]ـ
هل كتاب مصطلحات المذاهب الفقهية موجود بصيغة PDF على الشبكة؟؟؟ افيدونا جزاكم الله خيرا(68/217)
تحذير مهم في كتابة إن شاء الله وإنشاء الله .. ارجو الدخول من الجميع
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[07 - 04 - 02, 12:03 ص]ـ
اولا هذا الموضوع من منقولي لا من مقولي، كتبه ابو عاصم في انا المسلم قال:
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم رحمة الله وبركاته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
من خلال قراءاتي للعديد من الموضوعات في المنتديات وكذلك تحادثي مع العديد من الزملاء وجدت أن أكثر الأخوان يقعون في خطأ فادح وخطأ يدخل في شئ من خصائص الله فكان لزاما عليّ أن أبين هذا الخطأ ألا وهو كتابة " إن شاء الله " و " إنشاء الله " فأيهما أصح وأيهما أوجب للكتابة ومعنى كل جملة منهما.
فقد جاء في كتاب شذور الذهب لابن هشام أن معنى الفعل إنشاء أي إيجاد ومنه قوله تعالى " إِنَّآ أَنشَأنَهُنَّ إِنشَآءً " سورة الواقعة 35 أي أوجدناها إيجادا. فمن هذا لو كبتنا " إنشاء الله " يعني كأننا نقول أننا أوجدنا الله تعالى شأنه عز وجل وهذا غير صحيح كما عرفنا ..
أما الصحيح هو أن نكتب " إن شاء الله " فإننا بهذا اللفظ نحقق هنا إرادة الله عز وجل فقد جاء في معجم لسان العرب معنى الفعل شاء، أي أراد .. فالمشيئة هي الإرادة فعندما نكتب إن شاء الله كأننا نقول بإرادة الله نفعل كذا ..
ومنه قول تعالى " وَمَا تَشَآءُونَ إِلا أَنْ يَشَآءَ اللهُ " سورة الإنسان 30 أي ما نريد شيئا إلا إن أراد الله عز وجل.
فهناك فرق بين الفعلين أنشئ أي أوجد والفعل شاء أي أراد فيجب علينا كتابة إن شاء الله وتجنب كتابة إنشاء الله للأسباب السابقة الذكر.
نقلت لكم ذلكم للفائده
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[07 - 04 - 02, 02:12 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي عبدالله.
نسأل الله أن يعصمنا وإيّاك الخطأ في القول والعمل.
ـ[أحمد الشبلي]ــــــــ[07 - 04 - 02, 07:49 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي
كتابة [إن شاء الله] هي الصحيحة كما يعلمه المبتدئ في العربية والإملاء، وهذا أمر لا يحتاج إلى نقاش.
لكنني دخلت لأعلق على قولك: [هذا لو كتبنا "إنشاء الله"يعني كأننا نقول إننا أوجدنا الله تعالى شأنه عز وجل]
فما ذكرته أخي الفاضل غير لازم. . وإضافة المصدر تكون على وجوه منها الإضافة إلى المفعول كالذي ذكرته، ومنها الإضافة إلى الفاعل فيكون معنى [إنشاء الله] كمعنى [خلق الله] أي أضفنا الإنشاء والخلق إلى المنشئ والخالق وهذا كثير في اللغة ومنه في كتاب الله تعالى: "هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين".
والمسألة سهلة وأشكرك مرة أخرى على تنبيهك وجهدك الطيب المبارك إن شاء الله.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[07 - 04 - 02, 02:17 م]ـ
شكر الله لكما
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[17 - 04 - 02, 12:55 ص]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أم مصعب بن عمير]ــــــــ[23 - 04 - 09, 10:23 م]ـ
جزاكِ الله خيرا لاحرمكِ الله الأجر
الفرق بين {إن شاء الله} و {إنشاء الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=128417)}
ـ[سعود النجدي]ــــــــ[27 - 04 - 09, 02:26 ص]ـ
جزاك الله خير. والكثير يقع في هذا الخطأ. وكتابة إن شاء الله إحدى الأسئلة التي تطرح في المقابلة الشخصية
وبما أنك حذرت من وقوع خطأ فأنت وقعت في خطأ آخر (إبتسامة). كان الأولى أن تقول تحذير هام بدل تحذير مهم.(68/218)
تحرير أحكام ابن حجر في تقريبه- الحلقة2
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[07 - 04 - 02, 12:36 م]ـ
الحلقة الثانية
أحمد بن إبراهيم بن فيل، أبو الحسن البالسي
قال عنه ابن حجر (رقم: 2): صدوق.
قال بن عساكر:كان ثقة، وقال في التاريخ روى عنه النسائي ولم يذكره في الشيوخ النبل. قلت: و كذا ذكر رواية النسائي عنه في السنن: ياقوت في معجم البلدان (1/ 329).
لكن لم نجدها في السنن: الصغرى و الكبرى، كما لم يجدنا غيرنا.
قلت: وروى عنه محمد بن الحسن الهمذاني، وقال: إنه صالح.
وذكره بن حبان في الثقات (8/ 44) و قال: ((أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي يروي عن أبي نعيم والعراقيين، روى عنه ابنه الحسن بن أحمد)).
قلت: رواية ابنه عنه لم يذكرها المزي في تهذيبه، فلتستفد من هنا.
وقال النسائي في أسامي شيوخه: لا بأس به، و ذكر من عفته وورعه وثقته (تهذيب 1/ 8).
قلت: روى عنه النسائي – و هو إمام ناقد شيوخه نقاوة – و من أصحاب الصحاح: أبو عوانة، و صحح له الضياء في المختارة (9/ 56) و (9/ 102).
و قال الذهبي في السير (14/ 526) في ترجمة ابنه الحسن: ((الشيخ الإمام المحدث الرحال أبو طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي الإمام بمدينة أنطاكية ... ما علمت فيه جرحا، و له جزء مشهور فيه غرائب، .... وكان أبوه صاحب حديث أيضا – قلت و هوصاحبنا هذا - يروي عن أبي جعفر النفيلي و أحمد بن يونس اليربوعي و .. و خلق)).
قلت: للفائدة: ابنه المسند المحدث أبو طاهر الحسن، لم يذكر فيه الذهبي توثيقا، و في قوله: (ما علمت فيه جرحا) إشارة إلى أنه لم يقف له على توثيق إمام.
و قد وفق الله تعالى فوقفت على توثيق الدارقطني له في سؤالات السهمي (259)، فليستفد.
قلت: عبارة ابن حجر في محلِّها.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[09 - 04 - 02, 10:37 ص]ـ
الأخ العزيز خادم ابن تيمية أحب أن أقول لفضيلتك أن أبو الطاهر الحسن بنأحمد بن فيل البالسي له ترجمة في كتاب التذييل على كتب الجرح والتعديل، وشكرا على اجتهادك والله الموفق.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[09 - 04 - 02, 12:30 م]ـ
اخي العزيز المسدد خادم العلم:
ما رايك بكتاب:
تحرير التقريب. لبشار عواد وشعيب
ـ[الدارقطني]ــــــــ[09 - 04 - 02, 09:51 م]ـ
ليس السؤال موجّها لي ولكن سأقول مافي نفسي، هذا الكتاب وأعني "تحرير تقريب التهذيب" للشيخ بشار عواد والشيخ شعيب الأرناؤط في نظري عبارة عن تفريغ لحاشية كتاب تهذيب الكمال للحافظ المزي، وهي حاشية نفيسة جدا قام عليها الشيخ بشار عواد قياما لا نظير له، فأسأل الله التوفيق للجميع والله أعلم.(68/219)
عود على بدأ .. بشأن تغيير اسم المنتدى!!!!
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[07 - 04 - 02, 03:03 م]ـ
من يحيى العدل إلى الرواد الأكارم سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات، أما بعد:
فقد كثر هذا الطلب وتزايد يومًا بعد آخر .. وممن نادى به (مُكاتبكم) ..
ولكن (يرى الشاهد ما لا يرى الغائب) .. فإني أقدِّر للإخوان الذين أسسوا هذا المنتدى .. تسميته بهذا الاسم .. (فالأب أحق بتسمية بنيه) ..
فيا إخوتاه .. (نحن كالضيوف فيه) .. فليس لنا كثرة الألحاح بالطلبات .. (إن غيروا فكرم منهم) .. وإن لا فلا .. فهم أحق بتسمية منتداهم.
فالمنتدى فيه أكثر من مجال .. فلو طالبنا نحن بالتغيير .. فماذا ترى يقول .. من في المنابر الأخرى التابعة للمنتدى .. رويدًا رويدًا أحبتي.
إقلوا عليهم لا أبا لأبيكم:::من اللوم أوسد المكان الذي سدوا
ولكم فائق التحية .. محبكم/ يحيى العدل. (24/ 1/1423هـ).
ـ[كشف الظنون]ــــــــ[07 - 04 - 02, 06:40 م]ـ
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمُ ++++ من اللوم أو سدّوا المكان الذي سدّوا
(هذا الصواب في البيت)
وأضم صوتي لصوت أخي يحيى العدل، في طلب تغيير اسم المنتدى
إلى اسم يدل على مخبره، كمنتدى (أهل الحديث)، أو (المحدثين)
أو (علوم السنة).
ـ[يعقوب بن مطر العتيبي]ــــــــ[07 - 04 - 02, 06:57 م]ـ
لا يا إخوة // نحن في زمن الدمج، وأنتم تريدون أن يفصل المنتدى عن بلجرشي .. !!!!!!!!!!
بل أنا أؤيد تغيير الاسم حتى يكون اسماً على مسمّى ..
و مع ذلك فلو رفض الإخوة التغيير فلهم الحق في ذلك:
(وحبّب أوطان الرجال إليهمُ مآربُ قضّاها الشباب هنالِكا)
و في (تاريخ بغداد)، و (تاريخ دمشق)، و (تاريخ نيسابور) وسواها من كتب المدن التي ألّفَها الحفّاظ: فيها فوائد نفيسة مع أنّ عناوينها ربّما لا تدلّ على ذلك.
(تنبيه): (لستُ من أهل بلجرشي)، وإن كنتُ أُرَدّد ما قاله الشاعر:
(وأينَما ذُكر اسم الله في بلدٍ عددتُ أرجاءه من صُلْبِ أوطاني)(68/220)
الإجابة على الأسئلة الواردة من ملتقى أهل الحديث
ـ[علي العمران]ــــــــ[08 - 04 - 02, 01:16 ص]ـ
الأخوة طلبة العلم الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل خير
ولعلي أبدأ في الإجابة على الأسئلة مستعينا بالله
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[08 - 04 - 02, 01:42 ص]ـ
أهلا وغلا بالشيخ المحقق العزيز على العمران:
ابدأ حياك الاله:
ـ[احمد بخور]ــــــــ[08 - 04 - 02, 07:41 ص]ـ
حياك الله ياشيخ بيننا ونفع بك الاسلام والمسلمين
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[08 - 04 - 02, 12:55 م]ـ
أبا عبدالرحمن .. سلام الله عليك .. أنا أحييك .. وأقول:
إن تباعدت الأجسام .. فالقلوب متقاربة كما عهدتها .. والحمد الله أن هذه الوسيلة غدت رابطًا جديدًا .. فيما بيننا.
ونحن في انتظار .. ما تجود به قريحتك .. من أجوبة على الأسئلة المطروحة .. ليستفيد الجميع.
ودمت بخير/ محبك يحيى العدل (25/ 1/1423هـ).
ـ[علي العمران]ــــــــ[09 - 04 - 02, 12:00 م]ـ
حول رسالة العشق لابن تيمية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
في أول إجاباتي على الأسئلة الواردة من الإخوة الفضلاء، أقدم الجواب عن سؤال تكرر كثيرا في هذا المنتدى وفي غيره من المنتديات ألا وهو ما يتعلق ب ((رسالة العشق)) المطبوعة في (جامع المسائل: 1/ 177 - 186)، ومدى صحة نسبتها لشيخ الإسلام ابن تيمية، فأقول:
أولا: ينبغي على طالب العلم أن يستعمل الأدب في حواراته العلمية، وأن يدعم قوله بالأدلة والحجج ما استطاع الى ذلك سبيلا، وبعيدا عن سفيه القول وطائش الكلام، الذي يذهب بروح البحث0
ثانيا: مهما كان الباحث واسع الإطلاع قوي المعرفة بما يكتب – كالشيخ محمد عزير شمس – فإنه قد يفوته كثير مما يدركه غيره، وهذا من طبيعة البشر، فكان ماذا لو فاته الاطلاع على كلام ابن القيم في نفي هذه الرسالة وأنها مكذوبة على الشيخ؟!
ثالثا: أن عذره في إثبات هذه الرسالة أمور:
1 - كثرة كتب ابن تيمية ورسائله وفتاويه، فعدم ذكرها ضمن كتبه ومؤلفاته، ليس دليلا على نفيها 0
2 - أن ابن القيم قد نقل بعض التقسيمات الموجودة فيها في كتابه ((الجواب الكافي)) كما أشار إليه عزير شمس في الهوامش0
3 - أن النسخة الخطية قد نسبت هذه الفتوى لابن تيمية 0
4 - أن الرأى الذي استغربه الكثيرون وهو: جواز تقبيل من خاف على نفسه الهلاك، ليس رأيا خارجا عن الإجماع، بل قد اختاره بعض العلماء ومنهم أبو محمد بن حزم – كما ذكر ابن القيم-0
أقول فهذه الأمور مجتمعة – إذا تجردت عن قرينة نفي ابن القيم للرسالة وتكذيبه لها الذي لم يطلع عليه عزير شمس – تسوغ هذه النسبة، وإن لم نجزم بها جزما لايقبل الشك0
رابعا: هذا العذر – في تقديري على الأقل –مسوغ لهذه النسبة، فكيف لو إجتمع إليه دليل خامس، وهو: أن الأمير علاء الدين مغلطاي وهو من تلاميذ ابن تيمية وأنصاره – قد أثبت هذه الرسالة للشيخ ونقل منها في كتابه ((الواضح المبين فيمن مات من المحبين)) 0
خامسا: بعد هذا كله فالرسالة – عندي – لاتثبت لشيخ الإسلام ابن تيمية، فليس فيها نفسه ولا أسلوبه المعهود في الكتابة، وما ذكره ابن القيم من أدلة في نفيها كاف0 وقد ذكر في الروضة " ((ص/131) أن أحد الأمراء – ويعني به مغلطاي – قد أوقفه على هذه الفتوى، ثم نقدها0
سادسا: استدراكا لهذا الأمر؛ فإنه سينبه في آخر (المجموعة الخامسة) – إن شاء الله- على ما استجد من معلومات وفوائد وتصحيحات فيما يتعلق بهذه السلسة (1 - 8) تحت عنوان: ((استدراكات)) وسيكون التنبيه على هذه الرسالة منها0 هذا أولا 0
وثانيا: أنه في الطبعة الجديدة (للآثار000) – وهي قريبة إن شاء الله تعالى – ستحذف هذه الرسالة منها0
هذه خلاصة رأيي في هذه المسألة، والحمد لله حق حمده0
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[09 - 04 - 02, 12:15 م]ـ
شكر الله لك شيخنا المحقق المدقق العمران:
نعم اننا نحسن الظن فيكم، وحسناتكم كبيرة جدا علينا.
نفع الله بكم.
ـ[ brother] ــــــــ[09 - 04 - 02, 11:35 م]ـ
هل مغلطاي المذكور هو الأمير المشار اليه
ـ[علي العمران]ــــــــ[10 - 04 - 02, 11:39 ص]ـ
الإجابة على أسئلة يحيى العدل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/221)
1 - بالنسبة للصعوبات التي تواجه المحقق؛ فلا يخفى أنها كثيرة ومتنوعة بتنوع متعلقات المخطوط، من جهة عدد النسخ، فقد تكون المشكلة من كثرة النسخ وقد تكون من قلتها، ومن جهة تمامها وعدمه، ومن جهة موضوع المخطوط ومادته، ومن جهة وضوح الخط وعدمه .... الخ
ولونظرالناظر في مقدمات الكتب المحققة فى الرسائل الجامعية لوجد فصلا ثابتا عن الصعوبات التي واجهوها في التحقيق، وهذا النظر كفيل بأن يطلع الباحث على ما يعانية المحققون،وكيف عالجوا تلك المصاعب،وأرجو أن لاتكون صارفة له عن التفكير في التحقيق جملة.
والموضوع يحتمل اكثر من هذا، ولكن .. !!!
2 - آما السؤال الثاني:
فخلاصة رأيي في مسألة التلفيق، أو اختيار أصل واحد يتلخص في أمور
1 - أن المسألة اجتهادية اعتبارية، ولايمكن الجزم بخطأ إحدى الطريقتين 0
2 - أن التنفير من طريقة (النص المختار) بأن يطلق عليه (التلفيق) لايغني من الحق شيئا0
3 - يلزم المحقق أن يختار أصلا واحدا في حالة ما إذا وجد الكتاب بخط مؤلفه، أو بخط أحد تلاميذه وعلية قراءة أو تصحيح المؤلف،أو كان بخط أحد العلماء وكان مع ذلك في درجة من الصحة والجودة بحيث يركن اليها المحقق، فهنا يلزمه أن يختار هذا الأصل ولايحيد عنه إلا في حالات نادرة،كأن يكون الإخراج الأول للمؤلف .... أو نحوذلك مما يعلمه أهل الشأن، فهنا يجوز الخروج عن الأصل مع التنبيه على ذلك.
4 - آما إذا كانت النسخ متقاربة في الصحة أو لامزية لأحدها على الأخرى فلا يلزم المحقق حينئذ اختيار أصل واحد وجعله حاكما على بقية النسخ،وإن كانت هذه الطريقة (اعني اختيار أصل واحد) مريحة للمحقق، لأنه سيثبت ما في النسخة المختارة ويملأ هوامش الكتاب بفروق النسخ الأخرى، بدون إعما ل
ذهن،ولا ترجيح راجح، ولافهم لطريقة المؤلف وأسلوبه، فسيقول لك مثلا: (في الأصل [غير] وفى م:عير (!! فهو لا يفرق بين (غير وعير)!!
وهذه الطريقة (أعنى اختيار أصل واحد) يوصى بها –غالبا- المبتدئون في التحقيق من طلبة الماجستير، لعدم امتلاكهم أهلية أختيار النص الصحيح، أما المتمرسون في هذا الشأن فطريقتهم هي اختيار النص السليم
مثل: محمود شاكر وعبد السلام هارون وغيرهم، وليس معنى هذا تصويب أخطاء المؤلف، كلا…
3 - أما السؤال الثالث:
في التفريق بين التصحيف والتحريف، فجمهرة المتقدمين لايفرقون بينهما بل يطلقون كل واحد منها على الآخر , والأكثر عندهم استعمال (التصحيف) وأول من فرق بينهما تفريقا واضحا هو الحافظ ابن حجر في (النزهة) - وإن سبقه العسكري – ببعض التفريق نظريا لاعمليا.
وقد شرح ذلك مع ذكر الأمثلة، وبيان تفرد الحافظ بذلك الأستاذ: اسطيري جمال في مقدمة كتابة (التصحيف .. ): (من /23 - 41). فلم يدع قولا لقائل.
وأنظر: (تحقيق النصوص:65 - وما بعدها) لعبد السلام هارون، و (مناهج تحقيق التراث:124 - وما بعدها) لرمضان عبد التواب، ومحاضرة في التصحيف والتحريف للطناحى في أخر كتابة (مدخل الى تاريخ نشر التراث: 285 - 316).
4 - وأما جواب السؤال الرابع:
فتجده محققا محررا في كتاب العلامة عبد السلام هارون (تحقيق النصوص:31 - 32).
5 - أما جواب السؤال الخامس، فهو ذو شقين:
الأول: ترتيب نسخ الكتاب الواحد قد أشبعها المتكلمون في هذا الباب،بما لامزيد علية، وبما لايخفى عليكم.
الثانى: إذا وجد للكتاب نسختان جميعها بخط المؤلف، فأقول: إن وجود الكتاب بخط المؤلف يعتبر من القليل النادر، كما يعلمه أهل الشأن، فكيف بوجود نسختين كذلك؟!
لكن إن وجد ذلك – وقد وجد حقيقة- فلا يخلو الأمر حالتين.
الأولى: أن تتفق النسختان ولايقع بينهما خلاف، فهنا لا إشكا ل- وان اختلفتا في تأريخ النسخ فعدم اختلافهما في المضمون هو المهم.
الثانية: أن يقع في النسختين اختلاف،بالزيادة أو النقص أو التغيير أو التصحيح أو غير ذلك، فهنا:إما أن يعلم أن أحدهما متقدمة على الأخرى، فتعتمد الآخرة منهما، لأن الأولى تكون الإخراج الأول للكتاب، ثم أضاف اليها المؤلف وزاد ونقص ....
وإما ألا يعلم تأريخ كل منهما،لكن يمكن تمييز أيتهما الآخرة بقرائن، فالمسؤدة تعرف بكثرة البياضات والشطب والإلحاقات، والمبيضة بخلاف ذلك،وإما بنص العلماء كان يقولوا:إن له إخراجين للكتاب الآخر منها أكبر،فيعتبر ... إلى غير ذلك من أوجه الترجيح والموازنة.
والحمد لله رب العالمين
ـ[علي العمران]ــــــــ[10 - 04 - 02, 11:52 ص]ـ
نعم هو الأمير المذكور على ما ارجح
ـ[ brother] ــــــــ[11 - 04 - 02, 12:09 ص]ـ
مغلطاي الحافظ لم يكن أميرأً
ـ[علي العمران]ــــــــ[13 - 04 - 02, 06:50 ص]ـ
جواب سؤال الصارم المسلول
حول اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية للبعلي، فأقول: أما تفصيل القول فيها تفصيلا شافيا فطريقه ما ذكره الشيخ العلامة بكر أبو زيد - فيما نقل عنه محقق كتاب البعلي (ص/ح) قال:
(توثيق الاختيارات [يكون] بالموازنة مع المطبوع من كتب شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى - وما ذكره ابن القيم في كتبه، وما ذكره ابن مفلح في الفروع وهو نحو 825 من الاختيارات التي ذكرها عن شيخه، وما ذكره المرداوي في الإنصاف. وبالله التوفيق) اه
وبعد هذا كله يتبين جواب السؤال بدقة، وقد تكلم عن هذا الكتاب وعن نسبة بعض ماجاء فيه من الاختيارات د/أحمد موافي في كتابه (اختيارات ابن تيمية). وهناك عدة رسائل جامعية في جامعة الإمام حول اختيارات الشيخ، فلعل فيها بسطا لهذه المسألة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/222)