ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[09 - 11 - 10, 11:37 م]ـ
جزاكم الله خير
وهذا النقل لا يتعلق بنقاشكم مباشرة لكنه إهداء لمن يكتب في منتداه يطعن في ابن تيميه بهذا وهو لا يعلم مذهبه وكلام كبارهم في المسألة:
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك وغفر ذنبك،جواب المسألة بالذي أجبت.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[10 - 11 - 10, 01:05 م]ـ
و قال ناصر الدين البيضاوي في طوالع الأنوار:
(الرابع: في عصمة الأنبياء:
الجمهور على عصمتهم عن الكفر والمعاصي بعد الوحي، والفضيلية من الخوارج جوزوا عليهم المعاصي، واعتقدوا أن كل معصية كفر، وآخرون جوزوا إظهار الكفر عليهم تقية، بل أوجبوه، لأن إلقاء النفس في لاتهلكة حرام.
ومنع ذلك بأنه لو جاز ذلك لكان أولى الأوقات به وقت إظهار الدعوى، فيؤدي إلى إخفاء الدين بالكلية، والحشوية جوزوا الإقدام على الكبائر ,
وقوم منعوا عن تعمدها، وجوزوا تعمد الصغائر، ةأصحابنا منعوا الكبائر مطلقا، وجوزوا الصغائر سهوا، ...... ـ ثم جعل يذكر أدلة الأشاعرة ـ .. ،
وأما قبل الوحي فالأكثرون منعوا الكفر، وإفشاء الكذب، والإصرار عليه لئلا تزول عنهم الثقة بالكلية، وجوزوه على الندور، لقصة إخوة يوسف.
والروافض أوجبوا العصمة مطلقا)
ص322 - 324 باختصار
ط1998، توزيع دار الاعتصام
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[10 - 11 - 10, 02:27 م]ـ
قال الرازي في محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين:
" واختلفوا في الوقت الذي تعتبر فيه العصمة، أما الفضيلية من الخوارج فجوزوا بعثة من يعلم الله منه أنه يكفر، ومنهم من لم يجوز ذلك، لكن جوز بعثة من كان كافرا قبل الرسالة، وهو قول ابن فورك، ولكنه زعم أن هذا الجائز لم يقع، ومن الحشوية من زعم أن الرسول كان كافرا قبل البعثة، لقوله و وجدك ضالا فهدى، ولقوله وما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان، واتفق المحصلون على على فساد ذلك، ومن الناس من طرد هذا الحكم في الأئمة "
ص161طبعة المطبعة الحسينية الحجرية
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[10 - 11 - 10, 02:38 م]ـ
شف أخي أبا فاطمة ..
مسائل العصمة ليست شيئا واحدا، بل هي طويلة الذيول ..
وكان عندي بحث قديم في موضوع العصمة، لكن محوره كان عن السهو والنسيان، وموقف الإمامية منه، لذا عندي بعض النقول في المسألة عن الفريقين أضع بعضها، لاسيما الذي ليس موجودا في الشاملة أو الإنترنت ..
فليس لي في هذه النقطة الخاصة بحث خاص، أو إنعام نظر ..
لكن المحكم عندي وفق ما أعلم في هذه المسألة، أن الكفر إن كان المراد به خلو الفؤاد عن الإيمان، والجهل بالله تبارك وتعالى، أي كفر الجهل، فلا شيء في الشرع أو العقل يمنع من كون الرسل يثبت لهم ذلك قبل النبوة ..
بل ظواهر الشرع تساعد عليه ..
أما الكفر إن كان المراد به عبادة غير الله تعالى، فالمحكم عندي أنه مذهب الباقلاني وابن فورك، وغيرهما في مصادر الإمامية على وجه النسبة لكنني لا أعتمد ذلك لمظنة التشنيع ..
والفرق أن الباقلاني المذكور عنه مجرد عدم الإحالة العقلية، ويسكت عن الوقوع ـ وقد بحثت حينها في التمهيد والإنصاف فلم أجد له كلاما في المسألة فالله أعلم ما مصدر كلامه، ولولا ذكر الأشاعرة لذلك عنه ما اعتمدته، لأن نسبة ابن حزم الكلام إلى الباقلاني أغلبها غلط وتشنيع محرم عندي، وابن فورك ينسبون إليه فوق الإمكان عدم الوقوع ..
وظاهر كلام شيخ الإسلام التجويز العقلي والخارجي كذلك ..
والرازي في غير موضوع ينسب هذا القول للحشوية، والحشوية في اصطلاحه هم أهل الحديث، ومثل تلك النسبة في كتابات المفيد والخواجة الطوسي ..
لكن هذا يحتاج مزيد تأمل للفحص عن وجه المنع العقلي الذي عليه جمهور المتكلمين، ثم النظر في النقليات التي تدل على المنع من عدمه ..
والله أعلم
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[10 - 11 - 10, 02:49 م]ـ
إذن:شيخنا
عمرو
بارك الله فيك
المسألة تحتاج لمزيد بحث عندك ومزيد من التحرير ولم تاخذ فيها حتى الان رأياً قاطعاً
وأنا اهتمامي الان ليس عن العصمة بتفاصيلها ولكن عن عصمتهم عليهم السلام من الكفر قبل النبوة
جزاكم الله خيراً
أخي مصطفاوي
لا تحزن بارك الله فيك
شارك من جديد وجرد الكلام عن التجريح
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[10 - 11 - 10, 02:54 م]ـ
بارك الله فيك أبا فاطمة ..
وكلامي فوق كان عن عصمة الأنبياء من الكفر قبل النبوة تحديدا ..
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[10 - 11 - 10, 04:45 م]ـ
ولكن عن عصمتهم عليهم السلام من الكفر قبل النبوة
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم
هل كان قبل النبوة هناك شريعة تحكم على أفعاله؟
ـ[أبوعبدالله الحنبلي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 04:49 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه المشاركات الطيبة.
هذه أسئلة أرى أنها يجب أولاً أن يُجاب عليها قبل تقرير ما هو الصواب في المسئلة:
1 - هل يمتنع عقلاً أن يَبعث الله من كان كافراً؟
2 - هل يمتنع نقلاً أن يُرسل الله من كان كافراً؟
3 - هل جاء ما يُثبت أن شعيباً -عليه السلام- كان على التوحيد قبل مبعثه؟
4 - هل هناك دليل على عصمة الأنبياء -وخصوصاً من الكفر- قبل البعثة؟
الإجابة على ما سبق هي من نوع الحجة المقبولة شرعاً.
وأما ما يأتي فلا يُستدل به بنفسه ولكنه يُستأنس به:
1 - هل هناك قول للسلف في عصمة الأنبياء من الكفر قبل البعثة؟
2 - هل هناك قول لهم في شُعيب عليه السلام بعينه؟
ولا يلزم من عدم وقوفنا على سلف لابن تيمية خطأ رأيه, إذ لا سلف أيضاً لعكس قوله, إلا جمهور المفسرين المزعوم, وهذا ليس بحجة أصلاً مع قطعنا بأنه لم يصلنا كثير من تفاسير السلف.
وخصوصاً أن ابن تيمية صدر كلامه بأن النزاع والخلاف موجودين. والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/83)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[10 - 11 - 10, 04:58 م]ـ
الحاكم هو الله بالإجماع بعد البعثة ..
قبل البعثة لا حكم بمعنى ترتب الثواب والعقاب عند أهل السنة والجماعة ـ لا في نفس الأمر ـ ...
وعند المعتزلة يترتب الثواب والعقاب وفق مقتضى العقل قبل البعثة ..
لذلك يطبقون على حظر الكبائر ـ فضلا عن الكفر ـ عنهم قبل البعثة ..
أما القائلون بعدم الترتب على التحسين والتقبيح العقلي ـ سواء أثبتوا التحسين والتقبيح في الجملة بمعنى إدراك العقل حسنا وقبحا في الأفعال قبل البعثة كما هو مذهب أهل السنة، أو قالوا إن العقل لا يدرك شيئا من ذلك أصلا كما هو مذهب الأشعرية ـ فلما لم يلزمهم هذا، حصل الاختلاف بيهم في حصول الكبائر والكفر ...
والمجوزون من الأشعرية كالباقلاني وابن فورك الظاهر أن عمدتهم نفي التحسين والتقبيح العقلي مطلقا، فالتزموا أن الشرك والكفر لم يكن قبيحا قبل البعثة، فلا مانع عقليا من تجويزه في حقهم قبل البعثة، وبها ثبت وصف المقبوحية له فامتنع في حقهم ..
أما المانعون منهم، رغم اتفاقهم في الأصل مع المانعين ـ يعني في نفي التحسين والتقبيح العقلي ـ إلا أن المنع عندهم من جهة تفويت حصول المقصود بالبعثة، فإن كل ما من شأنه تفويت حصول المقصود بالرسالة فإنه مناقض لدليل صدق المعجز فيمنعونه، فيقولون كونه كافرا أو فاعل كبيرة قبل البعثة يكون من شأنه ارتفاع الثقة عنه، أو تعييره، فينافي دليل الصدق، فيمتنع ..
لذا منهم من يقول يجوز في حقه الكبيرة على سبيل الندور، ويخفيها عن الخلق، فلا يفتضح بها ..
والله أعلم
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[10 - 11 - 10, 06:08 م]ـ
الأخ أبا فاطمة بوركت .. هذا التشنيع الذي يشنع به بعضهم على شيخ الإسلام هو تشنيع قديم ذكره ابن حجر الهيتمي وغيره طعنا منه في ابن تيمية ظلما وبغيا حيث أطلق القول بأن الشيخ رحمه الله يقول بأن الأنبياء غير معصومين.
وقد جمع الشيخ نعمان الألوسي أطراف مسألة العصمة باختصار في جلاء العينين فليراجع من ص 418 إلى ص422
ففيه فوائد عدة.
وتجدر الإشارة أنه قد نقل عن السعد التفتازاني من شرح النسفية قوله: أنهم معصومون عن الكفر قبل الوحي وبعده بالإجماع.أ. هـ
فلا أدري أي إجماع وقد رأيتَ نقل الأخ المكرم فيصل عن الآمدي في الأبكار:بل ولا يمتنع عقلاً إرسال من أسلم بعد كفره، ووافقه عليه أكثر أصحابنا وكثير من المعتزلة.
وقد ذكر الآمدي نحو هذا في الإحكام في مقدمة كلامه عن الأصل الثاني وهو السنة.
والله أعلم.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[10 - 11 - 10, 07:09 م]ـ
لا أحسب المعتزلة يقولون بجواز الكبائر عليهم قبل البعثة، إلا ما ينسب إلى أبي علي الجبائي ..
يقول القاضي في شرح الأصول الخمسة: " وإذا صح لك ما قلناه، فقد ثبت أنه لا يجوز على الأنبياء الكبيرة لا قبل البعثة ولا بعدها، خلافا لما يقوله أهل الحشو، ويجري في كلام أبي علي في مواضع، فإن له كلامه في المواضع يقتضي أنه يجوز على الأنبياء الكبيرة قبل البعثة، وإن كان لا يجوز بعدها.
فأما الحشوية فقد جوزوا ذلك عليهم في الحالين، ويتمسكون في ذلك بأباطيل لا أصل لها، ......... ،
فمعلوم أن الناس إلى قبول قول الحسن ولم يتدنس عندهم بمعصية قط، اقرب منهم إلى قبول قول الحجاج وكان يرتكب من الفواحش ما يرتكبه.
فإت قيل: إن هذا يوجب عليكم تجويز الكبائر على الأنبياء قبل البعثة، فالمعلوم أن الناس إلى قبول قول الحجاج وقد تاب وأناب و رجع واقلع يكونون أقرب منهم إلى قبول قول الحسن ولم ير قط إلا على صلاح. وجوابنا، أنا لا نسلم ذلك، فإن الطباع على ما ذكرناه قبل، وكيف يمكن ذلك، ... "
573ـ574 مختصرا، طبعة مكتبة وهبة ..
وليراجع كلامه في المغني ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[10 - 11 - 10, 08:04 م]ـ
وهذا مختصر جيد لكثير من الأقوال ...
قال المجلسي الرافضي في بحار الأنوار:
"اعلم أن الاختلاف الواقع في هذا الباب بين علماء الفريقين يرجع إلى أقسام أربعة
أحدها: ما يقع في باب العقائد.
وثانيها: ما يقع في التبليغ.
وثالثها: ما يقع في الاَحكام والفتيا.
ورابعها: في أفعالهم وسيرهم عليهم السلام.
قال رحمه الله: فأمّا الكفر والضلال في الاعتقاد:
فقد أجمعت الاُمّة على عصمتهم عنهما قبل النبوة وبعدها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/84)
غير أنّ الازارقة من الخوارج جوّزوا عليهم الذنب، وكلُّ ذنبٍ عندهم كفر، فلزمهم تجويز الكفر عليهم، بل حُكي عنهم أنهم قالوا يجوز أن يبعث الله نبيّاً عَلِمَ أنّه يكفر بعد نبوته!
وأمّا النوع الثاني، وهو ما يتعلّق بالتبليغ:
فقد اتّفقت الاُمّة بل جميع أرباب الملل والشرائع على وجوب عصمتهم عن الكذب والتحريف فيما يتعلق بالتبليغ عمداً وسهواً إلاّ القاضي أبو بكر، محمد بن الطيب الباقلاني البصري المتكلم الاَشعري، فإنّه جوّز ما كان من ذلك على سبيل النسيان، وفلتات اللّسان.
وأمّا النوع الثالث: وهو ما يتعلق بالفتيا:
فاجمعوا على أنّه لا يجوز خطؤهم فيه عمداً وسهواً، إلاّ شرذمة قليلة من العامّة.
وأمّا النوع الرابع: وهو الذي يقع في أفعالهم:
فقد اختلفوا فيه على خمسة أقوال:
الاَول:
مذهب أصحابنا الاِمامية: وهو أنّه لا يصدر عنهم الذنب لاصغيره ولا كبيره، لا عمداً ولا نسياناً، ولا يخطأ في التأويل، ولاللاسهاء من الله سبحانه.
ولم يخالف فيه إلاّ الصدوق، وشيخه محمد بن الحسن بن الوليد قدس سرهما، فإنّهما جوّزا الاسهاء، لا السهو الذي يكون من الشيطان.
وكذا القول في الأئمة الطاهرين عليهم السلام.
الثاني:
قول أكثر المعتزلة: أنه وقت النبوة، وأما قبله وهو أنّه لا يجوز عليهم الكبائر، ويجوز عليهم الصغائر، إلاّ الصغائر الخسيسة المنفّرة كسرقة حبة، أو لقمة، وكل ما ينسب فاعله إلى الدناءة والضّعة.
الثالث:
قول أبي علي الجبائي: وهو أنّه لا يجوز أن يأتوا بصغيرة، ولا كبيرة على جهة العمد، لكن يجوز على جهة التأويل، أو السهو.
الرابع:
قول النظام وجعفر بن مبشر ومن تبعهما: وهو أنّه لا يقع منهم الذنب إلاّ على جهة السهو والخطأ، لكنّهم مؤاخذون بما يقع منهم سهواً، وإن كان موضوعاً عن أُممهم لقوّة معرفتهم وعلو رتبتهم، وكثرة دلائلهم، وإنّهم يقدرون من التحفظ على ما لايقدر عليه غيرهم.
الخامس:
قول الحشوية، وكثير من أصحاب الحديث من العامّة: وهو أنّه يجوز عليهم الكبائر والصغائر، عمداً وسهواً وخطأً.
ثمّ اختلفوا في وقت العصمة على ثلاثة أقوال:
الاَول:
وهو مذهب أصحابنا: وهو أنّه من وقت ولادتهم إلى أن يلقوا الله سبحانه.
الثاني:
مذهب كثير من المعتزلة: وهو أنّه من حين بلوغهم، ولا يجوز عليهم الكفر والكبيرة قبل النبوة.
الثالث:
وهو قول أكثر الاَشاعرة ومنهم الفخر الرازي، وبه قال أبو هذيل، وأبو علي الجبائي من المعتزلة: إن فيجوز صدور المعصية عنهم.
هذا مجمل القول في الآراء حول العصمة "
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[10 - 11 - 10, 08:14 م]ـ
توافق قول المجلسي والتفتازاني في زعمهم الإجماع على عصمتهم من الكفر قبل البعثة وبعدها!!!
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[10 - 11 - 10, 08:39 م]ـ
وممن نفى العصمة عنهم قبل البعثة المازري وابن الحاجب فيما نقله الزركشي قائلا: والكلام قبل النبوة وبعدها أما قبل النبوة، فقال المازري: لا تشترط العصمة، ولكن لم يرد في السمع وقوعها. وقال القاضي عياض: الصواب عصمتهم قبل النبوة من الجهل بالله وصفاته، والتشكيك في شيء من ذلك، وقد تعاضدت الأخبار عن الأنبياء بتبرئتهم عن هذه النقيصة منذ ولدوا، ونشأتهم على التوحيد والإيمان. ونقل ابن الحاجب عن الأكثرين عدم امتناعها عقلا، وأن الروافض ذهبوا إلى امتناعها، ونقله غيره عن المعتزلة ; لأن ذلك يوجب هضمه واحتقاره، وهو خلاف الحكمة، والأصح قول الأكثرين، ومنهم القاضي ; لأن السمع لا دلالة له على العصمة قبل البعثة، وأما دلالة العقل فمبنية على فاسد أصلهم في التحسين والتقبيح العقلي ووجوب رعاية الأصلح والمصلحة أ. هـ
وقوله عدم امتناعها وقبله لم يرد في السمع وقوعها أي مطلق ما ينافي العصمة.
والله أعلم.
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[10 - 11 - 10, 08:45 م]ـ
أخي الفاض: أحمد الغريب
قلتَ
الأخ أبا فاطمة بوركت .. هذا التشنيع الذي يشنع به بعضهم على شيخ الإسلام هو تشنيع قديم ذكره ابن حجر الهيتمي وغيره طعنا منه في ابن تيمية ظلما وبغيا حيث أطلق القول بأن الشيخ رحمه الله يقول بأن الأنبياء غير معصومين.
أشهد الله أني أحب ابن تيمية رحمه الله وهو من أئمة السلف
فهو إمامنا وخير سلف لنا رحمه الله
وكذلك هو يخطيء ويصيب
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[10 - 11 - 10, 08:53 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/85)
أنا ما قلت هذا أخي أبا فاطمة وإنما نقلته عما زعمه ابن حجر الهيتمي في حق شيخ الإسلام وهو غير قائل به فتنبه .. !!
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[10 - 11 - 10, 08:56 م]ـ
أنا ما قلت هذا أخي أبا فاطمة وإنما نقلته عما زعمه ابن حجر الهيتمي في حق شيخ الإسلام وهو غير قائل به فتنبه .. !!
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[11 - 11 - 10, 11:21 ص]ـ
من كتاب تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء "لابن تيمية" *
قال رحمه الله
(قلت المقصود بما ذكر خلاف الناس في الأصل، واما تحقيق القول فيه: فالله سبحانه / إنما يصطفي لرسالته من كان خيار قومه، كما قال تعالى: (الله أعلم حيث يجعل رسالته)، وقال (الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس)
بل قد يبعث النبي من أهل بيت ذي نسب طاهر، كما قال هرقل لأبي سفيان كيف نسبه فقال قوم: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على دين قومه، ولم يأكل ذبائحهم.
وهذا هو المنقول عن أحمد بن حنبل، قال: " من زعم أنه كان على دين قومه فهو قول سوء، أليس كان لا يأكل مما ذبح على النصب
ولعل أحمد قال أليس كان لا يعبد الأصنام؟ فغلط الناقل عنه، فإن هذا قد جاء في الأثار أنه كان لا يعبد الأصنام واما كونه كان لا يأكل من ذبائحهم فهذا لا يعلم أنه جاء به أثر، واحمد من أعلم بالاثار، فكيف يطلق قولاً عن المنقولات لم يرد به نقل؟
ولكن هذا قد يشتبه بهذا، وشرك حرمة من حين أرسل، وأما تحريم ما ذبح على النصب فإنما ذكر في سورة المائدة وقد ذكر في السورة المكية كالأنعام والنحل تحريم ما أهل به لغير الله
وقال السدي: أقام على دين قومه أربعين سنة قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم
لم يعبد صنماً قط ولكنه أكل ذبائحهم وهذا هو المنقول عن أحمد قال من زعم أنه كان على دين قومه فهو قول سوء أليس كان لا ياكل مما ذبح على النصب) إنتهى كلام ابن تيمية
والحاصل:
كان على دين قومه ولكنه لم يشرك ولم يفعل الكبائر ولا ولا
وانظر إلى كتب الأحمر
فلم يكن شعيباً على الشرك قبل أن يبعث
ـ[أبوعبدالله الحنبلي]ــــــــ[11 - 11 - 10, 12:39 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا فاطمة,
ولكن لا يلزم من ما سقته من الكلام اثبات أن شعيباً عليه السلام كان على التوحيد, لأنك استدللت بما كان لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, ومن ثم قست شعيباً عليه, وهذا لا يصح.
لأننا لا نقول أن كل الأنبياء لم يكونوا على التوحيد ثم بعثهم الله, ولا يلزم أيضاً أنهم كانوا كلهم على التوحيد ثم بعثهم الله, فهذا مما لم يرد به سمع, وأما ما ثبت لبعض الأنبياء فلا يلزم بالضرورة أن يكون لكل نبي. إلا بدليل سمعي صريح أو عقلي صحيح. ولهذا اتسع صدر ابن تيمية لهذا وفهمه جيداً على الرغم من أنه ساق ما اعتبرته أنت مقدمات للنتيجة التي توصلت لها.
والحاصل أن مثل هذا المبحث مبني على الدليل العقلي والنقلي, والنقلي هنا إما معدوم وإما غير صريح, ومن هنا تظهر أهمية الدليل العقلي في مسألتنا. والله أعلم.
أبا فاطمة: إن شاء الله سأرد على رسالتك اليوم. وجزاك الله خيراً.
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[11 - 11 - 10, 01:25 م]ـ
قلتَ أخي (أبو عبد الله الحنبلي)
ولا يلزم أيضاً أنهم كانوا كلهم على التوحيد ثم بعثهم الله, فهذا مما لم يرد به سمع,
[ CENTER]
بل كلام ابن تيمية رحمه الله
يُستدل به على الرسل وليس محمدَ صلى الله عليه وسلم فقط وتأمل:
إنما يصطفي لرسالته من كان خيار قومه كما قال تعالى:
(الله أعلم حيث يجعل رسالته)، وقال (الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس)
فهل يكون خيار القوم مشركين = لا
وسؤال هرقل كيف نسبه؟
وما ذكر عن شعيب:
أجيب عنه فيما سبق كما قال المفسرون
فراجعه
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 11 - 10, 02:18 م]ـ
فهل يكون خيار القوم مشركين = لا
من حيث العقل: نعم يكون ..
شريطة أن يكون جميعهم مشركين، ليس أحد منهم موحدا ..
إذ لو اشتملوا على موحد، فالخيرية له بلا إشكال ..
فإن كانوا جميعا مشركين، فإن التساوي في الملاك الخاص يلغي اعتباره في المفارقة ...
والملاك الخاص هنا هو مورد المفاضلة، وهو الشرك، فلو تصور أن جميعهم مشركون، فإن المفاضلة تتعدى هذا إلى ما يليه، كحسن الخلق والصدق والأمانة ..
وهذا ظاهر كلام الشيخ هاهنا: " ومن نشأ بين قوم مشركين جهال لم يكن عليه منهم نقص ولا بغض ولا غضاضة إذا كان على مثل دينهم إذا كان عندهم معروفاً بالصدق والأمانة وفعل ما يعرفون وجوبه واجتناب ما يعرفون قبحه وقد قال تعالى: ((وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)) فلم يكن هؤلاء مستوجبين العذاب قبل الرسالة وإن كان لا هو ولا هم يعرفون ما أرسل به.
وفرق بين من يرتكب ما علم قبحه وبين من يفعل مالم يعرف؛فإن هذا الثاني لا يذمونه ولا يعيبون عليه ولا يكون فعله مما هم عليه منفراً عنه بخلاف الأول "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/86)
ـ[فيصل]ــــــــ[11 - 11 - 10, 02:29 م]ـ
تكررت المشاركة
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[11 - 11 - 10, 02:39 م]ـ
يا شيخ: عمرو
قلتُ: نقلاً عن ابن تيمية:
إنما يصطفي لرسالته من كان خيار قومه كما قال تعالى:
(الله أعلم حيث يجعل رسالته)، وقال (الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس) أهـ
فقلتُ (فهل يكون خيار القوم مشركين = لا)
قصدت:
(فهل يكون خيار القوم المصطفين (الرسل) مشركين = لا)
جزاكم الله خيراً
ـ[فيصل]ــــــــ[11 - 11 - 10, 02:43 م]ـ
بالنسبة لنص كلام الباقلاني فقد ذكر هو أين فصل في هذه المسألة فقال في كتابه التقريب والإرشاد ج1 ص438 - 439: ((وقد تقصينا الكلام في هذه الفصول وفي أحكام الرسل وما يختص بهم وما يجوز عليهم من المعاصي وغيرها ويمتنع في صفاتهم وما يلزم المكلف العلم بصدقهم في كتاب"الفرق بين معجزات الرسل وكرامات الأولياء" بما يغني الناظر فيه إن شاء الله))
وكاتبه الفرق هذا طبع باسم (كتاب البيان في الفرق بين المعجزات والكرامات والحيل والكهانة والسحر والنارنجات) مطبوع سنة 1958 في بيروت حققة مكارثي وعندي مصورة منه لكنه طبع أوله فقط كما يدل عليه كلام الباقلاني في آخر المطبوع والكلام في هذه المسألة لم أجده في الجزء المطبوع
لكن نقل نص كلامه ابن تيميه في تفسير آيات أشكلت 1/ 178 وبعدها فلينظر له إخواننا من البحاث وطلبة العلم والباقلاني هذا الفحل الأشعري الكبير ينقل هذا المذهب عن كثير من أصحاب مذهبه وأهل الحق كما يقول وذهب لهذا الآمدي كما نقلناه وقال به ونقله عن كثير من أصحابه وكما نقل هذا الرازي في كتابه العصمة ص27 فقال:
((واختلفوا أيضاً في وقت وجوب هذه العصمة، فقال بعضهم: إنها من أول الولادة إلى آخر العمر، وقال الآخرون هذه العصمة إنما تجب في زمان النبوة فأما قبلها فهي غير واجبة وهو قول أكثر أصحابنا رحمهم الله)) ولكن قد يقال أن هذا عام قد يدخل فيه الكبائر وغيرها، والرازي أيضاً يتناقض في هذا كما هو معروف عنه وأما ما أشرت إليه من قبل للغزالي فهو إنما هو في ما قبل البلوغ والرازي في كتابه المشار إليه آنفا فعل قريباً من صنيع الغزالي
وأذكر لابن جرير تفسيره كلاماً يميل فيه لهذا القول فليبحث عنه من أحب من إخواننا الكرام وإن وجدته وضعته إن شاء الله
وفقكم الله وجزاكم خيراً
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 11 - 10, 04:45 م]ـ
أبا فاطمة
لا يخفاك أن قول شيخ الإسلام (خيار قومه) ليس المراد بالقوم هاهنا الرسل ..
إنما مراده (قوم الرسول) ..
فقياس عبارته إظهارا للمضمر (يختار من قوم الرسول خيارهم)
فإذا كانوا جميعا مشركين، فإنه يصح أن يقال خيرهم فلان، وإن كان مشركا مثلهم، كما تقدم ذكره ...
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[11 - 11 - 10, 07:32 م]ـ
شيخ عمرو:
صحيح ما قلتَه بارك الله فيك
جزاكم الله خيرا على التنبيه
خيار قومه:
فيكون الرسول هو خير القوم = قول ابن تيمية
ـ[مصطفاوي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 03:31 م]ـ
من من التكفيريين لشعيب عليه السلام قبل نبوته يستطيع الجواب علي هذه الاية:
وقال ابن المنير على احتمال تسليم استعمال العود بمعنى الجروع إلى أمر سابق يجاب بأنه على نهج قوله تعالى: {الله وَلِيُّ الذين ءامَنُواْ يُخْرِجُهُم مّنَ الظلمات إِلَى النور والذين كَفَرُواْ أَوْلِيَاؤُهُمُ الطاغوت يُخْرِجُونَهُم مّنَ النور إِلَى الظلمات} [البقرة: 257] فإن الإخراج يستدعي دخولاً سابقاً فيما وقع الإخراج منه، وهو غير متحقق في المؤمن والكافر الأصليين، لكن لما كان الايمان والكفر من الأفعال الاختيارية التي خلق الله تعالى العبد ميسراً لكل واحد منهما متمكناً منه لو أراده عبر عن تمكن المؤمن من الكفر، ثم عدوله عنه إلى الايمان اختياراً بالإخراج من الظلمات إلى النور توفيقاً من الله تعالى له ولطفاً به وبالعكس في حق الكافر، ويأتي نظير ذلك في قوله تعالى: {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} [البقرة: 61] وهذا من المجاز المعبر فيه عن السبب بالمسبب. وفائدة اختياره في هذه المواضع تحقيق التمكن والاختيار لإقامة حجة الله تعالى على عباده.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 07:29 م]ـ
شيخنا أبا فهر بارك الله فيكم
هل تقصد بالموضع المذكور كتاب (تفسير آيات أشكلت)؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/87)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 11 - 10, 10:30 م]ـ
تكفيريين لشعيب إيه؟
كلام ابن المنير السكندري المالكي لا يسلم له، فكون الظاهر من الإخراج يقتضى الوجود فيه أولا،لا إشكال في كونه مرادا على الحقيقة، فلا يصار منه إلى التعدية إلى المجاز.
فإخراج المؤمن من الظلمات إلى النور، المراد به إخراجه من حال الكفر إلى الإيمان إن كان كافرا أصليا ثم آمن، أو إخراجه من ظلمات الشبهات والشهوات إلى النور واليقين إن كان مؤمنا أصليا، وإخراج الكافر من النور إلى الظلمات المراد به إخراج الشيطان له من أصل التوحيد والفطرة المستقيمة المركوزة في النفس إلى الشبهات والشهوات فيدخل في ظلمات الشرك إن كان مشركا أصليا، وهو حديث عياض بن حمار المجاشعي المشهور " إني خلقت عبادي حنفاء، فاجتالتهم الشياطين عن دينهم "، وحديث الفطرة المعروف، ومن الإسلام المعتبر من حيث ترتب الأثر شرعا إلى الكفر إن كان مرتدا ..
فصح الحمل على الحقيقة على كل التقادير ..
وجل كلامك أن " لتعودن " (يمكن تأويلها) لتوافق عدم كون الأنبياء على ملل قومهم قبل البعثة ..
وهذا مسلم ..
يعني كون التأويل ممكنا = ممكن
ولكن الإمكان ليس دليل الوقوع، والتأويل عدول عن الظاهر، فكون قرينته عندك (مراعاة أن الأنبياء لا يكونون على غير التوحيد قبل البعثة) هو مصادرة محضة على المطلوب ..
فلو قال مخالفك: ما الدليل على صحة تأويلك = لقلت لأنه لا يليق بالأنبياء أن يكونوا على ملل أقوامهم قبل البعثة .. و هذا استدلال بمحل النزاع نفسه وهو دور معيب جدا في البحث العلمي ..
وكل كلامي هذا ليس استدلالا لقول على قول، لأنني ليس قطعيا عندي أحد القولين ..
لكن المراد أن في الكلام السابق خللا، وتعديا على المخالف في مسألة علمية ليست من قطعيات النظر العقلي أو الشرعي!
وبالمناسبة كلام ابن المنير هذا على ظني أنه في حاشيته على الكشاف ـ والكتاب ليس عندي حاليا ـ
والشاهد أنه مبني على أصول الأشعرية في الجبر والكسب، و جل غرضه الرد على المعتزلة في خلق أفعال العباد الاختيارية .. فعدول ابن المنير إلى المجاز فوق، قائم كله على مباني الأشعرية في كون الكسب هو إمكانية الفعل مطلقا والصلاحية له من غير تأثير في المقدور، وعليه عدل عن الحقيقة في الإخراج والإدخال إلى كون ذلك مجازا .. وتلك المباني غلط لا يقر بها أهل السنة للأشاعرة وغيرهم من متوسطة الجبرية ..
ولكن الاستدلال بكلام الناس خبط عشواء دون دراية بأصولهم ومبانيهم تحمل عليه العجلة كما هو معلوم ..
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[14 - 11 - 10, 10:58 م]ـ
سلمت يمينك يا شيخ عمرو ..
انظر الخاص بارك الله فيك ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 11 - 10, 11:05 م]ـ
الإخوة في الإدارة صار عندهم توسع في حذف الردود و الموضوعات ..
وكلا طرفي قصد الأمور ذميم ..
الشيخ الفاضل عمرو
بعض المشاركين تحمله الحماسة والعاطفة والإلف على الدخول في مسائل لا يحسنها، فيشتت المواضيع ويحرفها عن مسارها، مع اتهام غيره بما ليس فيهم، وسياسة الملتقى عدم السماح لأمثال هؤلاء بالمشاركة في مثل هذه المواضيع، لأنهم يسيئون من حيث يظنون الإحسان، فيتم حذف مشاركاتهم مع الردود عليها حتى لا تتشتت المواضيع وتذهب فائدتها.
الإدارة تصيب وتخطئ لكن الهدف المحافظة على المستوى العام للملتقى
## المشرف ##
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[15 - 11 - 10, 04:37 م]ـ
## المشرف ##
بعض المشاركين تحمله الحماسة والعاطفة والإلف على الدخول في مسائل لا يحسنها، فيشتت المواضيع ويحرفها عن مسارها، مع اتهام غيره بما ليس فيهم، وسياسة الملتقى عدم السماح لأمثال هؤلاء بالمشاركة في مثل هذه المواضيع، لأنهم يسيئون من حيث يظنون الإحسان، فيتم حذف مشاركاتهم مع الردود عليها حتى لا تتشتت المواضيع وتذهب فائدتها.
الإدارة تصيب وتخطئ لكن الهدف المحافظة على المستوى العام للملتقى
مشرفنا الفاض
بارك الله فيك:
ما سطرتموه (جيد وواضح)
ولكن لماذا لا يتم التوضيح لمن كان على مثل ما ذكرتم عن طريق رسالة على الخاص أو مشاركة منكم مباشرة في الموضوع
لانه لا يخفى عليكم
هو لم يفهم من حذفكم المراد
جزاكم الله خيراً
وتقبل منكم
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[15 - 11 - 10, 04:52 م]ـ
جزاكم الله خير.
هذه مشاركه منقوله:
في مجموع الفتاوى ج15 ص29،ص30 - 31:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/88)
[وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
{قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} ظَاهِرُهُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ شُعَيْبًا وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ كَانُوا عَلَى مِلَّةِ قَوْمِهِمْ؛ لِقَوْلِهِمْ: {أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} وَلِقَوْلِ شُعَيْبٍ: (أ نَعُودُ فِيهَا {أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} وَلِقَوْلِهِ: {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ} فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا فِيهَا. وَلِقَوْلِهِ: {بَعْدَ إذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا}. فَدَلَّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ أَنْجَاهُمْ مِنْهَا بَعْدَ التَّلَوُّثِ بِهَا؛ وَلِقَوْلِهِ: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ عَائِدًا عَلَى قَوْمِهِ؛ لِأَنَّهُ صَرَّحَ فِيهِ بِقَوْلِهِ: {لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ} وَلِأَنَّهُ هُوَ الْمُحَاوِرُ لَهُ بِقَوْلِهِ: {أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} إلَى آخِرِهَا وَهَذَا يَجِبُ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ الْمُتَكَلِّمُ وَمِثْلُ هَذَا فِي سُورَةِ إبْرَاهِيمَ {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ} الْآيَةُ.
وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ هَذَا تَفْسِيرُ آيَاتٍ أَشْكَلَتْ حَتَّى لَا يُوجَدَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ كُتُبِ التَّفْسِيرِ إلَّا مَا هُوَ خَطَأٌ. [فِيهَا] وَمِنْهَا قَوْلُهُ: {لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا} الْآيَةُ وَمَا فِي مَعْنَاهَا. التَّحْقِيقُ: أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ إنَّمَا يَصْطَفِي لِرِسَالَتِهِ مَنْ كَانَ خِيَارَ قَوْمِهِ حَتَّى فِي النَّسَبِ كَمَا فِي حَدِيثِ هِرَقْلَ. وَمَنْ نَشَأَ بَيْنَ قَوْمٍ مُشْرِكِينَ جُهَّالٍ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ نَقْصٌ إذَا كَانَ عَلَى مِثْلِ دِينِهِمْ إذَا كَانَ مَعْرُوفًا بِالصِّدْقِ وَالْأَمَانَةِ وَفِعْلِ مَا يَعْرِفُونَ وُجُوبَهُ وَتَرْكِ مَا يَعْرِفُونَ قُبْحَهُ. قَالَ تَعَالَى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} فَلَمْ يَكُنْ هَؤُلَاءِ مُسْتَوْجِبِينَ الْعَذَابَ وَلَيْسَ فِي هَذَا مَا يُنَفِّرُ عَنْ الْقَبُولِ مِنْهُمْ؛ وَلِهَذَا لَمْ يَذْكُرْهُ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ قَادِحًا. وَقَدْ اتَّفَقُوا عَلَى جَوَازِ بَعْثَةِ رَسُولٍ لَا يَعْرِفُ مَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ قَبْلَهُ مِنْ النُّبُوَّةِ وَالشَّرَائِعِ وَأَنَّ مَنْ لَمْ يُقِرَّ بِذَلِكَ بَعْدَ الرِّسَالَةِ فَهُوَ كَافِرٌ وَالرُّسُلُ قَبْلَ الْوَحْيِ لَا تَعْلَمُهُ فَضْلًا عَنْ أَنْ تُقِرَّ بِهِ. قَالَ تَعَالَى: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ} الْآيَةُ. وَقَالَ: {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ} فَجَعَلَ إنْذَارَهُمْ بِالتَّوْحِيدِ كَالْإِنْذَارِ بِيَوْمِ التلاق وَكِلَاهُمَا عَرَفُوهُ بِالْوَحْيِ. وَمَا ذَكَرَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُغِّضَتْ إلَيْهِ الْأَوْثَانُ لَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ لِكُلِّ نَبِيٍّ فَإِنَّهُ سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَالرَّسُولُ الَّذِي يَنْشَأُ بَيْنَ أَهْلِ الْكُفْرِ الَّذِينَ لَا نُبُوَّةَ لَهُمْ يَكُونُ أَكْمَلَ مِنْ غَيْرِهِ مِنْ جِهَةِ تَأْيِيدِ اللَّهِ لَهُ بِالْعِلْمِ وَالْهُدَى وَبِالنَّصْرِ وَالْقَهْرِ كَمَا كَانَ نُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ. وَلِهَذَا يُضِيفُ اللَّهُ الْأَمْرَ إلَيْهِمَا فِي مِثْلِ قَوْلِهِ: {وَلَقَدْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/89)
أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ} الْآيَةُ. {إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إبْرَاهِيمَ} الْآيَةُ. وَذَلِكَ أَنَّ نُوحًا أَوَّلُ رَسُولٍ بُعِثَ إلَى الْمُشْرِكِينَ وَكَانَ مَبْدَأُ شِرْكِهِمْ مِنْ تَعْظِيمِ الْمَوْتَى الصَّالِحِينَ. وَقَوْمُ إبْرَاهِيمَ مَبْدَؤُهُ مِنْ عِبَادَةِ الْكَوَاكِبِ ذَاكَ الشِّرْكُ الْأَرْضِيُّ وَهَذَا السَّمَاوِيُّ؛ وَلِهَذَا سَدَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَرِيعَةَ هَذَا وَهَذَا] اهـ.
وهذا جواب قيم حول مسألة عصمة الأنبياء، لأحد علماء الدعوة النجدية الفحول وهو الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ:
في (عيون الرسائل والأجوبة على المسائل)، وهو ضمن (الدرر السنية):
سئل الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن عن قوله تعالى: {قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} [سورة الأعراف آية: 88] وهم لم يدخلوا فيها؟!.
فأجاب: اعلم أن هذه المسألة شاعت وذاعت، واشتهرت وانتشرت، والخلاف فيها قديم بين أهل السنة والمعتزلة، وبين أهل السنة بعضهم لبعض، والذي روى ابن أبي حاتم عن عطية عن ابن عباس: "كانت الرسل والمؤمنون يستضعفهم قومهم ويقهرونهم، ويدعونهم إلى العودة في ملتهم، فأبى الله لرسله والمؤمنين أن يعودوا في ملتهم ملة الكفر، وأمرهم أن يتوكلوا عليه".
وقد رواه السدي عن أشياخه، وتأوله عطية على أنه العود إلى السكوت، كما كانت الرسل قبل الرسالة، وأنهم كانوا أغفالا قبل النبوة، أي: لا علم لهم بما جاءهم من عند الله ; قال: وذلك عند الكفار عود في ملتهم، وهذا الذي رأيته منصوصا عن مفسري السلف.
وأما من بعدهم كابن الأنباري والزجاج، وابن الجوزي والثعلبي والبغوي، فهؤلاء يؤولون ذلك على معنى: لتصيرن ولتدخلن، وجعلوه بمعنى الابتداء لا بمعنى الرجوع إلى شيء قد كان، وأنشدوا على ذلك ما اشتهر عنهم في تفاسيرهم، كقول الشاعر:.
فإن تكن الأيام أحسن مرة ... إلي لقد عادت لهن ذنوب
وكقوله:
وماالمرء إلا كالشهاب وضوئه ... يحوررمادا بعد ما كان ساطعا
وقول أمية:.
تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
وأمثال ذلك مما يدل على الابتداء، وبعضهم أبقاه على معناه ; وقال: هو للتغليب; لأن قومهم كانوا في ملة الكفر، فغلب الجمع على الواحد، لكن تعقب ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فقال: وأما التغليب فلا يتأتى في سورة إبراهيم.
وأما جعلها بمعنى الابتداء والصيرورة، فالذي في الآيات الكريمة، عود مقيد بالعود في ملتهم، فهو كقول النبي صلى الله عليه وسلم: "العائد في هبته كالعائد في قيئه" وقوله: "وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه" وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ} فالعود في مثل هذا الموضع عود مقيد صريح بالعود إلى أمر كان عليه الرسل وأتباعهم لا يحتمل غير ذلك.
ولا يقال: إن العود في مثل هذا يكون عودا مبتدأ، وما ذكر من الشواهد أفعال مطلقة، ليس فيها أنه عاد لكذا، ولا عاد فيه ; قال: ولهذا يسمى المرتد عن الإسلام مرتدا، وإن كان ولد على الإسلام، ولم يكن كافرا عند عامة العلماء.
قال: وأما قولهم: إن شعيبا والرسل ما كانوا في ملتهم قط وهي ملة الكفر، فهذا فيه نزاع مشهور، وبكل حال: فهو خبر يحتاج إلى دليل عقلي، وليس في أدلة الكتاب والسنة والإجماع ما يخبر بذلك؛ وأما العقل ففيه نزاع، والذي تظاهرت عليه السنة أنه ليس في العقل ما يمنع ذلك.
قال: وقال أبو بكر الخطيب البغدادي: وقال كثير منهم ومن أصحابنا وأهل الحق: إنه لا يمتنع بعثة من كان كافرا، أو مصيبا الكبائر قبل بعثته، قال: ولا شيء عندنا يمنع من ذلك، على ما نبين القول فيه، ثم ذكر الخطيب الخلاف في إصابته الذنوب بعد البعثة، وأطال الكلام، ثم قال.
فصل [في حكم بعثة من كان مصيبا للكفر والكبائر قبل الرسالة]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/90)
في جواز بعثة من كان مصيبا للكفر والكبائر قبل الرسالة، قال: والذي يدل على ذلك أمور: أحدها: أن إرسال الرسول، وظهور الأعلام عليه، اقتضى ودل لا محالة على إيمانه وصدقه، وطهارة سريرته وكمال علمه، ومعرفته بالله، وأنه مؤد عنه دون غيره; لأنه إنما يظهر الأعلام ليستدل بها على صدقه فيما يدعيه من الرسالة، فإذا كان بدلالة ظهورها عليه إلى هذه الحال، من الطهارة والنّزاهة والإقلاع عما كان عليه لا يمنع بعثته، والتزام توقيره وتعظيمه، وإن وجد منه ضد ذلك قبل الرسالة، وأطال الكلام.
ثم قال شيخ الإسلام: تحقيق القول في ذلك: أن الله سبحانه إنما يصطفي لرسالته من كان خيار قومه، كما قال تعالى: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [سورة الأنعام آية: 124]، وقال الله تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ} [سورة الحج آية: 75]. وقال: ومن نشأ بين قوم مشركين جهالا لم يكن عليه نقص ولا غضاضة إذا كان على مثل دينهم، إذا كان عندهم معروفا بالصدق والأمانة، وفعل ما يعرفون وجوبه واجتناب ما يعرفون قبحه.
وقد قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [سورة الإسراء آية: 15] ولم يكن هؤلاء مستوجبين العذاب قبل الرسالة، إذا كان لا هو ولا هم يعلمون ما أرسل به، وفرق بين من يرتكب ما لم يعلم قبحه، وبين من يفعل ما لا يعرف، فإن هذا الثاني لا يذمونه ولا يعيبونه عليه ولا يكون ما فعله مما هم عليه منفرا عنه، بخلاف الأول؛ ولهذا لم يكن في أنبياء بني إسرائيل من كان معروفا بشرك، فإنهم نشؤوا على شريعة التوراة، إنما ذكر هذا فيمن كان قبلهم.
وأما ما ذكره سبحانه في قصة شعيب والأنبياء، فليس في هذا ما ينفر أحدا عن القبول منهم؛ وكذلك الصحابة الذين آمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم بعد جاهليتهم، وكان فيهم من كان محمود الطريقة قبل الإسلام، كأبي بكر الصديق رضي الله عنه فإنه لم يزل معروفا بالصدق والأمانة، ومكارم الأخلاق، لم يكن فيه قبل الإسلام ما يعيبونه به، والجاهلية كانت مشتركة فيهم كلهم.
وقد تبين أن ما أخبر عنه قبل النبوة في القرآن من أمر الأنبياء، ليس فيه ما ينفر أحدا عن تصديقهم، ولا يوجب طعن قومهم ; ولهذا لم يكن يذكر عن أحد من المشركين عد هذا قادحا في نبوته، ولو كانوا يرونه عيبا لعابوه، ولقالوا: كنتم أنتم أيضا على الحالة المذمومة، ولو ذكروا للرسل هذا، لقالوا: كنا كغيرنا لم نعرف إلا ما أوحي به إلينا.
ولكنهم قالوا: {إِنْ أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا}، فقالت الرسل: {إِنْ نَحْنُ إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [سورة إبراهيم آية: 11].
قال: وقد اتفقوا كلهم على جواز بعثة رسول لم يعرف ما جاءت به الرسل قبله، من أمور النبوة والشرائع؛ ومن لم يقر بهذا الرسول بعد الرسالة فهو كافر، والرسل قبل الوحي قد كانت لا تعلم هذا فضلا عن أن تقر به; فعلم أن عدم هذا العلم والإيمان لا يقدح في نبوتهم ; بل الله إذا نبأهم علمهم ما لم يكونوا يعلمون.
قلت: وقوله: وقد اتفقوا كلهم يعني أهل السنة والمعتزلة. ثم قال: قال تعالى: {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [سورة غافر آية: 15]، وقال تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} [سورة النحل آية: 2] فجعل إنذارهم بعبادته وحده كإنذار يوم التلاق، كلاهما عرفوه بالوحي؛ واستدل على هذا بآيات إلى أن قال:
وقد تنازع الناس في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قبل النبوة، وفي معاني بعض هذه الآيات في قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [سورة يوسف آية: 3]، وفي قوله: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الأِيمَانُ} [سورة الشورى آية: 52]، وقوله: {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى} [سورة الضحى آية: 7].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/91)
وما تنازعوا في معنى آية الأعراف، وآية إبراهيم، فقال قوم: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على دين قومه، ولا كان يأكل ذبائحهم؛ وهذا هو المنقول عن أحمد قال: من زعم أنه على دين قومه فهو قول سوء، أليس كان لا يأكل ما ذبح على النصب؟
ثم قال الشيخ: ولعل أحمد قال: أليس كان لا يعبد الأصنام؟ فغلط الناقل عنه، فإن هذا قد جاء في الآثار أنه كان لا يعبد الأصنام.
وأما كونه لايأكل ذبائحهم، فهذا لا يعلم أنه جاء به أثر ; وأحمد من أعلم الناس بالآثار، قال: والشرك حرم من حين أرسل الرسل ; وأما تحريم ما ذبح على النصب، فإنه ما ذكر إلا في سورة المائدة ; وقد ذكر في السور المكية كالأنعام والنحل تحريم ما أهل به لغير الله، وتحريم هذا إنما عرف من القرآن.
وقبل القرآن لم يكن يعرف تحريم هذا بخلاف الشرك. ثم ذكر الفرق بين ما ذبحوه للحم، وبين ما ذبحوه للنصب على جهة القربة للأوثان، قال: فهذا من جنس الشرك، لا يقال قط في شريعة بحلها، كما كانوا يتزوجون المشركات أولا.
قال: والقول الثاني: إطلاق القول بأنه صلى الله عليه وسلم كان على دين قومه، وفسر ذلك بما كان عليه من بقايا دين إبراهيم، لا بالموافقة لهم على شركهم، وذكروا أشياء مما كانوا عليه من بقايا الحنيفية، كالحج والختان وتحريم الأمهات والبنات، والأخوات والعمات والخالات.
قال الشيخ: وهؤلاء إن أرادوا أن هذا الجنس مختص بالحنفاء، لا يحج يهودي ولا نصراني، لا في الجاهلية ولا في الإسلام، فهو من لوازم الحنيفية، كما أنه لم يكن مسلما إلا من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأما قبل محمد صلى الله عليه وسلم فكان بنو إسرائيل على ملة إبراهيم، وكان الحج مستحبا قبل محمد صلى الله عليه وسلم، لم يكن مفروضا، ولهذا حج موسى ويونس وغيرهما من الأنبياء.
ثم قال: ولكن تحريم المحرمات لا يشاركهم فيه أهل الكتاب، والختان يشاركهم فيه اليهود، وأطال في الرد والنقل عن ابن قتيبة، وذكر كلام ابن عطية في قوله: {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى} [سورة الضحى آية: 7] أنه أعانه وأقامه على غير الطريق التي كان عليها، هذا قول الحسن والضحاك.
قال: والضلال يختلف، فمنه القريب ومنه البعيد، وكون الإنسان واقفا لا يميز، بين المهيع، ضلال قريب; لأنه لم يتمسك بطريقة ضالة، بل كان يرتاد وينظر.
قال: والمنقول أنه كان عليه السلام قبل النبوة يبغض عبادة الأصنام، ولكن لم يكن ينهى عنها نهيا عاما، وإنما كان ينهى خواصه، وساق ما رواه أبو يعلى الموصلي، وفيه: فأتى النبي فطاف بالبيت، وبين الصفا والمروة، وكان عند الصفا والمروة صنمان من نحاس، أحدهما إساف والآخر نائلة.
وكان المشركون إذا طافوا تمسحوا بهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لزيد: "لا تمسحهما فإنهما رجس فقلت في نفسي: لأمسنهما حتى أنظر ما يقول، فمسستهما، فقال: يا زيد ألم تنه؟ " وقال أبو عبد الله المقدسي: هذا حديث حسن له شاهد في الصحيح، والحديث معروف قد اختصره البيهقي وزاد فيه.
قال زيد بن حارثة: "والذي أكره وأنزل عليه الكتاب، ما استلم صنما قط، حتى أكرمه الله بالذي أكرمه"، وفي قصة بحيرا الراهب حين حلف باللات والعزى، فقال النبي: "لاتسألن باللات والعزى، فوالله ما أبغضت بغضهما شيئا قط". وكان الله قد نزهه عن أعمال الجاهلية، فلم يكن يشهد مجامع لهوهم، وكان إذا هموا بشيء من ذلك، ضرب الله على أذنه فأنامه.
وقد روى البيهقي وغيره في ذلك آثارا، وقد كانت قريش يكشفون عوراتهم لحمل حجر ونحوه، فينزهه الله عن ذلك، كما في الصحيحين من قول جابر، وفي مسند أحمد زيادة: "فنودي لا تكشفن عورتك، فألقى الحجر ولبس ثوبه"، وكانوا يسمونه الصادق الأمين، وكان الله عز وجل قد صانه عن قبائحهم، ولم يعرف منه قط كذبة ولا خيانة، ولا فاحشة، ولا ظلم قبل النبوة، بل شهد مع عمومته حلف المطيبين على نصرة المظلومين.
وأما الإقرار بالصانع وعبادته، والإقرار بأن السماوات والأرض مخلوقة له محدثة بعد أن لم تكن، وأنه لا خالق غيره، فهذا كان عامتهم يعرفونه ويقرون به ; فكيف لا يعرفه هو ويقر به؟ وذكر الشيخ بعض علامات النبوة وتغير العالم بمولده.
ثم قال: لكن هذا لا يجب أن يكون مثله لكل نبي، فإنه أفضل الأنبياء، وهو سيد ولد آدم; والله سبحانه إذا أهل عبدا لأعلى المنازل والمراتب رباه على قدر تلك المرتبة; فلا يلزم إذا عصم نبيا أن يكون معصوما قبل النبوة من كبائر الإثم والفواحش، صغيرها وكبيرها; ولا يكون كل نبي كذلك.
ولا يلزم إذا كان الله بغض إليه شرك قومه قبل النبوة، أن يكون كل نبي كذلك، كما عرف من حال نبينا صلى الله عليه وسلم؛ وفضائله لا تناقض ما روي من أخبار غيره إذا كان كذلك، ولا يمنع كونه نبيا، لأن الله فضل بعض النبيين على بعض، كما فضلهم بالشرائع والكتب والأمم؛ وهذا أصل يجب اعتباره.
وقد أخبر الله أن لوطا كان من أمة إبراهيم، وممن آمن له أن الله أرسله; والرسول الذي نشأ بين أهل الكفر الذين لا نبوة لهم، ثم يبعثه الله فيهم، يكون أكمل وأعظم ممن كان من قوم لا يعرفونه; فإنه يكون بتأييد الله له أعظم من جهة تأييده بالعلم والهدى، ومن جهة تأييده بالنصر والقهر.
قلت: وبهذا يظهر اختلاف درجات الأنبياء والرسل، وعدم الاحتجاج إلى التكلف في الجواب عن مثل آية إبراهيم ونحوها، وأن قصارى ما يقال في مثل قوله لنبينا: {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى} [سورة الضحى آية: 7]، وقوله: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الأِيمَانُ} [سورة الشورى آية: 52] هو عدم العلم بما جاء من النبوة والرسالة، وتفاصيل ما تضمن من الأحكام الشرعية والأصول الإيمانية.
وهذا غاية ما تيسر لنا في هذا المقام الضنك الذي أحجم عنه فحول الرجال وأهل الفضائل والكمال، ونستغفر الله من التجاسر والوثوب على الكلام في مثل هذا المبحث الذي زلت فيه أقدام، وضلت فيه أفهام واضطربت فيه أقوال الأئمة الأعلام] اهـ.(67/92)
أبحت عن كتب تدحض فكرة التفسبر المادي للدين و الإنسان عند أهل الإلحاد المعاصرين
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[08 - 11 - 10, 08:36 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
هل ممكن توجيهي إلي أهم العناوين و أسماء الكتاب و الكتب التي تصدت للفكر المادي المعاصر و شكرا.
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 06:18 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هناك موقع اسمه ملتقى العقيدة والمذاهب المعاصرة ستجد بغيتك فيه
لأنه متخصص في العقيدة والمذاهب المعاصرة ويشرف عليه طلبة علم
هذا الرابط من الملتقى يتكلم حول التفسير المادي للدين
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=6299
ـ[أبو معاوية الأثري الجزائري]ــــــــ[08 - 11 - 10, 07:01 م]ـ
عليك بكتاب
الماركسية في ميزان الاسلام موجود على الشبكة
و قد عقد المصنف فصلا للتصدي للمادية
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 07:04 م]ـ
ذكر عبدالرحمن حسن حبنكة الميداني هذا الموضوع في كتابه كواشف زيوف.
ـ[أبو عادل المنصوري]ــــــــ[10 - 11 - 10, 03:30 م]ـ
إذا ذكر الرد على الإلحاد والمذاهب الفكرية المعاصرة ذكر منتدى التوحيد
http://www.eltwhed.com/vb/index.php(67/93)
أبحث عن أهم العناوين للكتاب و الكتب التي تصدت للمذاهب الفكرية المعاصرة
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[08 - 11 - 10, 08:44 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أرجوا أن يدلني الإخوة حسب خبراتهم لأهم هذه العناوين مع الإشارة إلي شرط أن يتناول الطرح أقوال القوم و الرد عليها و للتقريب أن تكون بأسلوب معاصر كالذي نجده في كتاب محمد قطب: مّاهب فكرية معاصره.
أن تتناول هذه الكتب ردود علي نيتشه , فرويد و غيرهم.
و تكون المواضيع حول الماسونية , الإنسانية , العلمانية.
بارك الله فيكم.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[08 - 11 - 10, 05:59 م]ـ
العلمانية كتب فيها الكثير وأفضل ما قرات للشيخ سفر الحوالي حفظه الله رسالته العلمية حول العلمانية والكتاب متوفر عندنا في مصر
والماسونية كتب فيها الدكتور سعد الدين صالح رحمه الله
هذه بعضها
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 06:24 م]ـ
كتاب العلمانية للشيخ سفر الحوالي متوفر على موقعه في الانترنت
الرابط
http://www.alhawali.com/
وهناك كتاب العلمانيون والقرآن الكريم لأحمد إدريس الطعان
فهرس الكتاب:
* المقدمة: وفيها إشارة إلى أهمية الموضوع وخطورته وأسباب اختياره والدراسات السابقة فيه والمناهج المستخدمة في معالجته كما تحتوي على موجز لخطة البحث.
* الباب الأول: وعنوانه: العلمانية من الغرب إلى الشرق وفيه ثلاثة فصول:
- الفصل الأول: الجذور التاريخية والفلسفية للعلمانية الغربية.
- الفصل الثاني: العلمانية في العالم العربي.
- الفصل الثالث: العلمانية والمفاهيم المتشابكة معها.
- الفصل الرابع: العلمانية وجدلية العقل والنقل.
* الباب الثاني: التاريخية ومداخلها المعلنة. وفيه خمسة فصول:
- الفصل الأول: التاريخية الشاملة والتاريخية الجزئية.
- الفصل الثاني: المدخل الأصولي.
- الفصل الثالث: المدخل الكلامي.
- الفصل الرابع: مدخل علوم القرآن.
- الفصل الخامس: المدخل الحداثي.
* الباب الثالث: الأصول الحقيقية للتاريخية وانعكاساتها. وفيه أربعة فصول:
- الفصل الأول: الأصل الأول: النزعة الإنسية.
- الفصل الثاني: الأصل الثاني: النزعة الماركسية.
- الفصل الثالث: الأصل الثالث: الهرمينوطيقا.
- الفصل الرابع: انعكاسات التاريخية على الرسالة القرآنية.
* الخاتمة: وفيها تلخيص للنتائج والتوصيات
والله اعلم
ـ[أبو معاوية الأثري الجزائري]ــــــــ[08 - 11 - 10, 06:47 م]ـ
كتاب (الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة) للفوزان مصورا
للتحميل انقر على أحد الروابط الآتية
الأول
http://www.ibnalislam.net/view.php?file=8d480fc3ec
الثاني
http://hotfile.com/dl%2F31624589%2F3...3c29e1&lang=ar
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[09 - 11 - 10, 04:51 م]ـ
بارك الله فيكم ... و شكرا علي جميع الإقتراحات.
ـ[أبو عزام بن يوسف]ــــــــ[12 - 11 - 10, 06:51 ص]ـ
كتاب حزب الله - سقط القناع
تأليف: أحمد فهمي
مجلة البيان - لندن الطبعة الأولى 1428هـ
............................................
ماذا تعرف عن حزب الله
تأليف علي الصادق
...........................................
حتى لا ننخدع
تأليف عبد الله الموصلي
الناشر: دار سلامة
...........................................
تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه
تأليف أحمد الكاتب
..........................................
كسر الصنم
أبو الفضل البرقعي
تحقيق: عبد الرحيم البلوشي
..........................................
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة
ناصر القفاري
..........................................
المعتزلة بين القديم والحديث
محمد العبدة
.........................................
هذه الكتب السابقة ينصح بها القسم العلمي بمؤسسة الدرر السنة.
وقد صدر لهم كتاب مهم ونفيس للغاية اسمه (خزانة الكتب) يحوي قرابة ألفي كتاب مع تعريف بأكثرها وأفضل طبعاتها وتحقيقاتها وما ينصحون به.
ستجد فيه كثيرا مما تبحث عنه بإذن الله.(67/94)
هل من منظومة في كشف الشبهات؟
ـ[محمد عثيمان]ــــــــ[08 - 11 - 10, 08:00 م]ـ
هل من منظومة في كشف الشبهات؟؟؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[08 - 11 - 10, 08:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفضل وهي من أبي يعلى البيضاوي غفر الله ذنبه.
ـ[محمد عثيمان]ــــــــ[10 - 11 - 10, 01:26 ص]ـ
السلام عليكم
سامحني يا أخي ولكن هذا ليس نظما
مشكور على المجهود
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[10 - 11 - 10, 04:57 ص]ـ
1 - نظمها الشيخ محمدبن احمد الحفظي رحمه الله (1237هـ) في الفيته التي نظم فيها خمسة من كتب الشيخ
هي:تفسير كلمة الاخلاص
الخصال الثمان
كتاب التوحيد
الثلاثة الاصول
كشف الشبهات
افاده الشيخ اسماعيل الانصاري رحمه الله في (حياة الشيخ محمد وآثاره العلمية ص 17)
2 - نظمها الشيخ محمد الطيب الانصاري رحمه الله.
وقد طبع هذا النظم بإسم
البراهين الموضحات لكشف الشبهات ط دار لينه بالمدينة 1413هـ
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[10 - 11 - 10, 09:08 ص]ـ
2 - نظمها الشيخ محمد الطيب الانصاري رحمه الله.
وقد طبع هذا النظم بإسم
البراهين الموضحات لكشف الشبهات ط دار لينه بالمدينة 1413هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
موجود أخي في آخر الكتاب(67/95)
هل الجُبْن شرك أصغر؟
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[08 - 11 - 10, 10:41 م]ـ
السلام عليكم:
قال بعض الإخوه أن الخوف الجِبِلِّي والجُبْن لا يستقر فى القلب ويذهب بالتوكل على الله .. واستمراره واستدامته فى القلب شرك أصغر وان لم يترتب عليه ترك واجب أو فعل محرم (لأن وجود الخوف هذا دليل على عدم تحصيل القدر الواجب من التوكل) .... وقال لى أن بعض المشايخ يقولون أن استدامة الخوف ليست شركا أصغر لكن تأخذ حكمه ..
فهل استدامة الخوف فى نفسه شرك أصغر؟
وما معنى أنه ليس شركا ولكن يأخذ حكمه .... إذ لو أعطيناه حكم الشرك لكان شركا؟
أرجو التوضيح بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 10:53 م]ـ
هناك عدة آيات جاءت في إثبات الخوف , منها فأوجس في نفسه خيفة موسى , أما أن الخوف يكون شركا أكبر فحسب اعتقاد الشخص فمثلا إن خاف من ميت أن يصيبه بأدى , أو خاف إنساسا أكثر من خوف الله.
والله أعلم
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[09 - 11 - 10, 02:04 م]ـ
جزاك الله خيرا أخى
لكن أنا أتكلم عن استدامة هذا الخوف الجبلي وتملكه من قلب العبد بغير أن يترتب عليه ترك واجبات أو فعل محرمات .... فالكلام أن مجرد استمرار الخوف شرك أصغر أو يأخذ حكمه فما صحة هذا؟
وما معنى ليس شركا أصغر ولكن يأخذ حكمه؟
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[09 - 11 - 10, 02:25 م]ـ
وهل الجبْن هو الخوف في لسان العرب , وهل هو الذي استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم؟
ـ[حفيظ التلمساني السلفي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 03:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل وضح السؤال
هل الخوف أو الجبن وممن يخاف ومتى يجبن وكيف تدوم في القلب بدون علة
ولربما خوف جائز وربما لا
أو يوصل للشرك أم لا
وضح أخي بار ك الله فيك ولي عودة إن شاء الله.
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[09 - 11 - 10, 03:07 م]ـ
يُنظر هنا: الفائدة 44.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1400932&postcount=8
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[09 - 11 - 10, 03:42 م]ـ
المسأله يا أخى كانت فى الجبن
هل الجبان يأثم أم لا؟
فقيل: اضرب مثالا
قال: رجل يخاف من الظلام ويظل خائفا ما دامت الظلمه وهو فى مكان آمن لايخشى سبع ولا شىء مثل هذا-فى بيته مثلا-قال: فاستدامة الخوف باستدامة الظلام شرك أصغر
فقيل له: هذا خوف جبلى اذا لم يترتب عليه معصية أوشركا فلا شىء فيه
فقال: استدامة الخوف دليل على انتفاء القدر الواجب من التوكل فى القلب وهذا شرك أصغر أو فى حكمه.
لأن نقص التوكل عن القدر الواجب يستلزم التفات القلب لغير الله وهذا شرك أصغر أو فى حكمه ... كذا قال
(أما الفرق بين الخوف والجبن فأظن أن بينهما قدر مشترك وليت الاخوه يفيدونا فى ذلك)
وبارك الله فى علمكم وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[09 - 11 - 10, 03:49 م]ـ
يُنظر هنا: الفائدة 44.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1400932&postcount=8
فائده مباركه جزاكم الله خيرا
لم أنتبه لها الا بعد مشاركتى
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 04:00 م]ـ
هذه المسألة يصعب تصورها فكيف يستمر الخوف في قلب شخص , فالمثال الذي ضربت أن شخص يخاف دائما من الظلام , شيء لا يتوقع , فمثلا شخص يخاف من رؤية شخص ميت فإذا عرض عليه للمرة الأولى خاف منه وإذا عرض عليه المرة الثانية نقص خوفه , حتى يصبح الأمر طبيعيا لديه, فمثلا الذين يدفنون الموتى لا يخافون منهم لأنهم اعتادوا رؤيتهم , فهذه المسألة تبقى عقلية لا يمكن تصورها في الواقع
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[09 - 11 - 10, 04:08 م]ـ
بل متصوره أخى الحبيب و لعل أحدهم لا ينام فى الظلام أبدا من شدة خوفه منه وربما أصابه انهيار عصبى ان أظلم عليه المكان وهو وحده وهذا معروف مشهور ....
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 04:25 م]ـ
الآن زدت قيدين و هو أنه يخاف عند النوم و إذا نام وحده , يقول العلماء الناذر لا حكم له , فالله جعل الليل لباسا و النهار معاشا , فهذا الرجل مريض نفسيا يحتاج لطبيب لا لمفتي.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 04:54 م]ـ
الآن زدت قيدين و هو أنه يخاف عند النوم و إذا نام وحده , يقول العلماء الناذر لا حكم له , فالله جعل الليل لباسا و النهار معاشا , فهذا الرجل مريض نفسيا يحتاج لطبيب لا لمفتي.
لم أقصد في المشاركة الأخ السيوطي و إنما قصدت أن الذي لا ينام بالليل خوفا من الظلام هو الذي يحتاج لطبيب , فربما كان كلامي غير دقيق فالمرجو المعذرة من الإخوان
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[09 - 11 - 10, 09:05 م]ـ
لم أقصد في المشاركة الأخ السيوطي و إنما قصدت أن الذي لا ينام بالليل خوفا من الظلام هو الذي يحتاج لطبيب , فربما كان كلامي غير دقيق فالمرجو المعذرة من الإخوان
كلامك واضح شيخنا الحبيب لا لبس فيه ولا داعى للإعتذار
ولعلك شيخنا فهمت من كلامى أنه لاينام بالليل وينام بالنهار وهذا من قلة بيانى .. أعتذر
أنا أقصد انه ينام بالليل ويمارس عمله بالنهار بصوره طبيعيه لكن أذا أراد النوم بالليل (ما بيطفيش النور)
لأنه يخاف الظلام -حتى لو كان معه أحد -ويزداد الخوف اذا كان وحده فالكلام هنا هل هذا الخوف شركا أصغر أم يكون جبناً يذم صاحبه فقط ... ؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/96)
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[09 - 11 - 10, 09:24 م]ـ
ينبغي التفريق بين (الخوف الشرعي و الخوف الطبعي)
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في نواقض الإسلام:
(الخامس: من أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر)
السؤال: رجل يبغض أن يقوم لصلاة الفجر؟ و خصوصا في البرد؟ هل يكفر؟
نقول: هذه كراهية (طبع) و ليست كراهية (شرع)، بمعنى: لو فاتته الصلاة أنبته نفسه، و تألم لحاله و تمنى لو أنه قام و صلى.
و مثله:المرأة تكره أن يتزوج عليها زوجها، فهل نقول قد كرهتي ما أباح الله من التعدد فتكفرين؟
نقول: لا، لأن هذا كراهية (طبع) لا كراهية (شرع).
و مثله: هذه المسألة فيما أحسب:
الخوف الجبلي هو خوف طبع لا خوف شرع، و هذا مما فطرت عليه النفس، كما أن من الناس من ترى فيه إقداما في الجهاد في سبيل الله، ليس بسبب زيادة الديانة و التقوى، و لكن من فرط الشجاعة و الإقدام المجبول في نفسه.
هذا ما أعرفه في المسألة.
ـ[هنَّاد]ــــــــ[09 - 11 - 10, 10:06 م]ـ
عفوا إخواني الفضلاء،،
من صور الشرك!!
أو من وسائله!!
وتتعلق بأمر جبلي لا يكاد يسلم منه عصر!!
ولم يسأل عنه الصحابة الكرام ولا من بعدهم!!
يصعب جداً أن يمدح طرح مثل هذه الأسئلة
ومن قال بأنه ليست من البحث العلمي في شيء فلا أظنه أبعد
فإن ثبت فيه أثر
أو بحث للمتقدمين
فأعتذر عن تعليقي المتقدم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[09 - 11 - 10, 10:47 م]ـ
في كلام الشيخ صالح العصيمي الذي أحلتُك عليك: إجابة عن سؤالك، وفيه تفصيل بديع في مسألة الخوف من الظلام.
وأما القول بأن بحث هذه المسألة ليس فيه فائدة ـ أو نحو ذلك ـ فهذا فيه نظر بيِّنٌ، بل هذه المسألة قد تكون بعض صورها شركا أصغر، والله أعلم.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 11:20 م]ـ
الخوف من الظلام فيه تفصيل فهل من كان يخاف من الظلام لأنه يذكره بالقبر , أو لأنه يكره الموت, كمن يخاف من الظلام لأنه تنتشر فيه الجن, يجب البحث في الباعث على الخوف من الظلام, ولماذا لا يخاف من الضوء , فهل يخاف سواد الظلام, أم السكون الموجود في الظلام , أو لأن حاسة البصر تتعطل في الظلام ..........
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[09 - 11 - 10, 11:26 م]ـ
هذه فائدة من الشيخ صالح العصيمي الذي أحلتُ إليها سابقا أنقلُها هنا:
* فَائِدَةٌ 44: أجْمَعُ ما يُقال في قِسْمةِ الخوفِ؛ بأن يُقال: إنَّ الخوفَ يَنْقَسِم إلى قِسْمَين كبِيرَينِ:
الْقِسْمُ الْأَوَّلُ: خَوْفُ العبادَةِ، وهو الذِي ينْطَوِي على تألُّهِ القلْبِ؛ وهذا قسمَانِ:
1 – خَوْفُ الخالقِ، وهو توحِيدٌ.
2 – خوفُ الْمخْلُوقِ، وهو تندِيدٌ. الْقِسْمُ الثَّانِي: خوفُ العَادةِ، وهو الذِي لا ينطَوِي على معنَى تألُّهِ القلْبِ، بل له أسبَابٌ توجِبُه؛ فالأصلُ فيه الجوازُ؛ إلَّا في حاليْنِ:1 – أن يكون السَّببُ الْمُخوِّفُ ضَعيفًا؛ كمَن يخافُ مِن هوامِّ الأرض الضَّعيفةِ كالخُنفُساء مثلًا، فهذا جُبنٌ، وحُكمُهُ: الكَراهةُ، إلَّا أن يَتعلَّق بحقِّ الله مع القُدرة عليه فإنَّه يكونُ محرَّمًا.
2 – أن يكُون السَّببُ مُتوهَّمًا لا أصْلَ له؛ كمَن يخافُ من الظَّلامِ، لا لأجْلِ ما قد يكونُ فيه، بل للظَّلام ذاتِه، وهذا يكونُ شِركًا أصغرَ؛ لأنه جعلَ ما ليس بِسَببٍ سَببًا؛ فليسَ الظَّلامُ في نفسِه مُوجبًا للخَوفِ، لكن إن خافَ مِن شيءٍ يَقعُ في أثناء الظَّلام فهذا لا يكُون قادِحًا في توحِيدهِ.* ويُشترَط في هذا النَّوع: انْتِفاءُ معرفَةِ سببِ التَّخويفِ؛ فإنَّ الإنسانَ قد يخاف من شيء لا يُخوِّف في الأصل لِعَدم معرفتِه به، فإذا لم تُوجد المعرِفةُ لم يكُن هذا مِن جُملةِ الشِّرك الأصغَر.
ـ[مصطفاوي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 11:26 ص]ـ
الأخ زكريا توناني
(1 – أن يكون السَّببُ الْمُخوِّفُ ضَعيفًا؛ كمَن يخافُ مِن هوامِّ الأرض الضَّعيفةِ كالخُنفُساء مثلًا، فهذا جُبنٌ، وحُكمُهُ: الكَراهةُ، إلَّا أن يَتعلَّق بحقِّ الله مع القُدرة عليه فإنَّه يكونُ محرَّمًا.)
فأقول ما الدليل علي الكراهة هذا الشخص يكون مريض نفسيا ربما حدثت له حادثة في الطفولة سببت له هذا الخوف فهو ربما يري مخاوفك ليس لها مبرر كمن يخاف من الحشرات ويتعجب جدا ممن يفزع من نباح الكلاب عليه ويري أنها لا تخيف مطلقا وهذا المثال حي موجود
(2 – أن يكُون السَّببُ مُتوهَّمًا لا أصْلَ له؛ كمَن يخافُ من الظَّلامِ، لا لأجْلِ ما قد يكونُ فيه، بل للظَّلام ذاتِه، وهذا يكونُ شِركًا أصغرَ؛ لأنه جعلَ ما ليس بِسَببٍ سَببًا؛ فليسَ الظَّلامُ في نفسِه مُوجبًا للخَوفِ، لكن إن خافَ مِن شيءٍ يَقعُ في أثناء الظَّلام فهذا لا يكُون قادِحًا في توحِيدهِ.)
لا أعلم أحدا يخاف الظلام هكذا دون تفصيل وإنما ما اعلمه أن من يخاف الظلام يخاف الوحشة التي به ويخاف طبعا من الجن والشياطين وهذا معروف لكل الناس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/97)
ـ[حفيظ التلمساني السلفي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 11:52 ص]ـ
الحمد لله ما في ردود الإخوان الفاضلين ما فيه كفاية وغنية
بل أرجو أن لا تلتفت للتحقيق بدقة أكبر في شرعية هذا النوع من الخوف
إلا أن نساعد هذا الشخص في التغلب على خوفه بطبيب نفسي أو رباني
لأني أعرف واحدا من أقاربي جُبل على هذا النوع من الخوف من صغره والآن متزوج وله طفلان ولله الحمد انزاحت عنه هذه الغبنة واعلم أخي الفاضل أنه ليس بجبان وإنما طبع على الخوف من الظلام من حادثة وقعت له في الصغر وما وجد من مساعد حتى كبُر الخوف في نفسه بل أصبح متعلق بها والله أعلم
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 10:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[11 - 11 - 10, 12:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[11 - 11 - 10, 12:02 م]ـ
هذا فيه ضعف في التوحيد والتوكل وليس شركا، لأن الرجل من قوة توحيده أن لا يسأل الناس وليس معنى هذا أن الذي يسأل الناس مشرك بل دون الأول في توحيده.
وكذا مسألة الخوف المجبول هو خوف قد يكون عاديا أو قد يضعف من التوحيد أو ... أو .... وقضايا مثل هذه ليس لها حد فاصل بل بحر لا ساحل له
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[15 - 11 - 10, 01:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا(67/98)
أساس الإصلاح
ـ[رشيد بوظهر]ــــــــ[09 - 11 - 10, 02:27 ص]ـ
أساس الإصلاح
«لن يصلح المسلمون حتى يصلح علماؤهم، فإنّما العلماء من الأمّة بمثابة القلب، إذا صلح صلح الجسد كلّه، وإذا فسد فسد الجسد كلّه، وصلاح المسلمين إنّما هو بفقههم الإسلام وعملهم به، وإنّما يصل إليهم هذا على يد علمائهم، فإذا كان علماؤهم أهل جمود في العلم وابتداع في العمل فكذلك المسلمون يكونون، فإذا أردنا إصلاح المسلمين فلنصلح علماءهم.
ولن يصلح العلماء إلاّ إذا صلح تعليمهم، فالتعليم هو الذي يطبع المتعلم بالطابع الذي يكون عليه في مستقبل حياته وما يستقبل من علمه لنفسه وغيره فإذا أردنا أن نصلح العلماء فلنصلح التعليم، ونعني بالتعليم التعليم الذي يكون به المسلم عالما من علماء الإسلام يأخذ عنه الناس دينهم ويقتدون به فيه.
ولن يصلح هذا التعليم إلاّ إذا رجعنا به للتعليم النبوي في شكله وموضوعه في مادته وصورته فيما كان يعلم صلى الله عليه وآله وسلم وفي صورة تعليمه»
[«آثار الإمام ابن باديس» ابن باديس (4/ 78)]
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[09 - 11 - 10, 09:36 ص]ـ
أساس الإصلاح
«لن يصلح المسلمون حتى يصلح علماؤهم، فإنّما العلماء من الأمّة بمثابة القلب، إذا صلح صلح الجسد كلّه، وإذا فسد فسد الجسد كلّه، وصلاح المسلمين إنّما هو بفقههم الإسلام وعملهم به، وإنّما يصل إليهم هذا على يد علمائهم، فإذا كان علماؤهم أهل جمود في العلم وابتداع في العمل فكذلك المسلمون يكونون، فإذا أردنا إصلاح المسلمين فلنصلح علماءهم.
ولن يصلح العلماء إلاّ إذا صلح تعليمهم، فالتعليم هو الذي يطبع المتعلم بالطابع الذي يكون عليه في مستقبل حياته وما يستقبل من علمه لنفسه وغيره فإذا أردنا أن نصلح العلماء فلنصلح التعليم، ونعني بالتعليم التعليم الذي يكون به المسلم عالما من علماء الإسلام يأخذ عنه الناس دينهم ويقتدون به فيه.
ولن يصلح هذا التعليم إلاّ إذا رجعنا به للتعليم النبوي في شكله وموضوعه في مادته وصورته فيما كان يعلم صلى الله عليه وآله وسلم وفي صورة تعليمه»
[«آثار الإمام ابن باديس» ابن باديس (4/ 78)]
في بداية الأمر قلت: ومن الذي سيصلح العلماء .. !؟
ثم نظرت فإذا هو تسلسل جيد والمسألة راجعة إلى التعليم .. فإنه الذي ينشئ الأجيال الراعية للإسلام والمسلمين أن في المقابل يكون سبباً لإفسادهم ..
وبارك الله فيك أخي الكريم(67/99)
أهمية التوحيد درس مفرغ للشيخ عثمان الخميس
ـ[حسين الأنصاري]ــــــــ[09 - 11 - 10, 11:40 ص]ـ
أهمية التوحيد ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521)
الحمدُ لله نحمدُه و نستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله منْ شُرورِ أنفسِنا ومنْ سيِّئاتِ أعمالِنا، مَنْ يَهْدِهِ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) فهو المهتدي، ومَنْ يُضْلِلْهُ فلنْ تجدَ له وَليّاً مُرشداً، أما بعد:
فإنَّ خيرَ الكلامِ كلامُ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521)، وخيرَ الهدي هديُ محمَّدٍ صلَّى الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) عليه وسلَّم، و إنَّ شَرَّ الأمور محدثاتها، وكلُّ محدثةٍ بدعةٌ، أما بعد:
عبادَ الله ...
فإنَّ الإنسانَ بفطرتهِ عابدٌ، هكذا خلقَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ وتعالى الإنسانَ فجعلَه سبحانه وتعالى عابداً بفطرته، فكلُّ مَنْ لم يعبدِ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ وتعالى عبدَ غيرَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) رغماً عنه، فهذه الفطرةُ فطرَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ وتعالى الناسَ عليها.
حتى قيلَ إنَّ في الهندِ في القرنِ السَّادسِ كانَ للناس أكثر منْ ثلاثين مليون إله هكذا، لأنهم اتَّبعوا أهوائهم، فكلُّ مَنْ رأى شيئاً أعجبَه اتخذَه إلهاً، حتى قالَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) جَلَّ و عَلا": أَرَءَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ .... (43) " سورة الفرقان، حتى الهوى يُتَّخَذُ إلهاً منْ دون الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تبارك و تعالى، بل إنَّ العربَ الذين تركوا دينَ إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ذلك الدين .. تلك الحنيفية السَّمْحَة التي جاءَ بها إبراهيمُ عليه الصلاة والسلام؛ لما بنى بيتَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ وتعالى على تلك الحنيفيةِ جاءَ العربُ في مَكَّةَ فغيَّروا هذا الدينَ؛ حتى جعلوا ذلك البيتَ الذي هو بيتُ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) جَلَّ وعلا الذي بُنِيَ على الحنيفيةِ السَّمْحَةِ جعلوا في ذلك البيتِ و فوقَه و حولَه أكثرَ منْ ثلاث مئة صنمٍ.
فهُمْ لما تركوا عبادةَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ وتعالى هل بَقُوا هكذا أحراراً كما يزعمون؟
لا .. عَبدوا غيرَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521).
عبدوا ماذا؟
عبدوا الأصنامَ منْ دون الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) جَّلَّ و علا.
و لذلك لما بُعِثَ النبيُّ صلَّى الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) عليه وسلَّم وجدَ أنَّ أهلَ مَكَّةَ يعبدون الأصنامَ منْ دون الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ وتعالى؛ حتى قالَ أبو رجاء العُطارديّ، يقول: لما بُعِثَ محمَّدٌ صلَّى الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) عليه و سلَّم، يقول: كنا نعبدُ الحجرَ، فإذا وجدنا حَجَراً هو خيرٌ منه ألقياناه و أخذنا الحجرَ الآخرَ فعبدناه منْ دون الله.
هكذا كانوا.
بل حتى الأديان السماوية لم تسلمْ منْ ذلك الشِّرك كما قالَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ وتعالى: " وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ... (30) "سورة التوبة.
فأشركوا بالله جَلَّ و علا فعبدُوا غيرَه، اليهودُ عبدوا العزيزَ و اتخذوه إلهاً مع الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521)، و النصارى عبدوا المسيحَ ابنَ مريمَ عليه السلام و اتخذوه إلهاً ثانياً مع الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) جَلَّ و علا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/100)
بل منَ الناس مَنْ عبدَ بوذا، و مَنْ عبدَ كريشنا، و مَنْ عبدَ الشَّمسَ و القمرَ و الشجرَ و الحجرَ، بل و الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) إننا أحياناً نسمعُ أشياءَ أغربَ منْ هذا بكثيرٍ ممنْ يُعَبْدُ منْ دون الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) جَّل و علا، و الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) سبحانه و تعالى يقول: "وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ "سورة البقرة 163.
إنَّ التوحيدَ هو الأمرُ الذي منْ أجلهِ بعثَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ وتعالى الرُسُلَ، و منْ أجلهِ أنزلَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) جَّلَ و علا الكُتُبَ، بل و منْ أجلهِ خَلَقَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) الثقلين، قالَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) جَلَّ و علا:" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) "سورة الذاريات
و معنى قول الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ و تعالى: (إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) أي إلا ليوحِّدون، أي ليقيموا توحيدَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ وتعالى.
و معنى توحيدُ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) جَلَّ و علا هو أنْ يُوَحَّدَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تبارك وتعالى بأنه هو الخالقُ وحدَه، و أنه تبارك وتعالى هو الباريءُ، وهو المصوِّر، وهو المدبِّر، وبالتالي فهو الذي يستحقُّ العبادةَ دون غيرهِ سبحانه وتعالى، كما قال جَلَّ و علا: " ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) "سورة الانعام
والتوحيدُ ينقسمُ إلى نوعين اثنين:
*- توحيد المعرفة و الاثبات.
*- توحيد القصد و الطَّلَب.
أما توحيدُ المعرفة و الإثبات فإنَّ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) جَلَّ و علا لا يقبلُ منْ عبدٍ إيماناً ما لم يُوَحَّد الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ و تعالى ذلك التوحيد ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521)، و هو توحيد الربوبية، بأنْ نؤمنَ أنَّ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تبارك و تعالى هو الخالقُ وحدَه، و أنَّ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تبارك وتعالى ما أرادَه كانَ و ما لم يُرِدْهُ لم يكنْ، و أنَّ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تبارك وتعالى واحدٌ في أسمائه، واحدٌ في صفاته، واحدٌ في أفعاله جَلَّ و علا، و أنْ نُثْبِتَ لله جَلَّ و علا ما أثبته لنفسهِ منْ أسماءَ و صفاتٍ سبحانه وتعالى، فهذا هو توحيدُ المعرفةِ و الإثباتِ.
و التوحيد ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) الثاني و هو توحيدُ القصد و الطلب.
وكذلك الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تبارك وتعالى لا يقبلُ إيماناً منْ عبدٍ حتى يُوَحِّدَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تبارك وتعالى توحيدَ القصد والطلب، وهو أنْ يُفْرَدَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تبارك و تعالى بالعبادة .. أنْ يُفْرَدَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تبارك و تعالى بالدُّعاء .. أنْ يُفْرَدَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تبارك و تعالى بالخشيةِ .. أنْ يُفْرَدَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تبارك و تعالى بالاستعانة .. بالاستغاثة .. بالإنابة .. بالتوكُّل .. بالذَّبح .. بالنذر بالحلف، لا يُعْبَدُ إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) جَلَّ و علا، و هذا هو دينُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/101)
محمَّدٍ صلى الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) عله وسلم ودينُ جميع الأنبياء.
إنَّ كلمةَ التوحيدِ التي بعثَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ وتعالى بها الرُّسُلَ كلَّهم هي (لا إله إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521)) ، هذه الكلمةُ الطيبةُ هي كلمةُ التوحيدِ، و هي كلمةُ الإخلاصِ، وهي كلمةُ التقوى التي ذكرَها الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) جَلَّ و علا في كتابه، قالَ جَلَّ و علا: " ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ (62) "سورة الحج.
يقولُ شيخُ الإسلام ابنُ تيمية: " لا إله إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521)" الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) هو الذي تَأْلَهُهُ القلوبُ بحبِّها، وتخضعُ له، وتذلُّ له، وتخافُه، وترجوه، و تُنيبُ إليه في شدائدِها، و تتوكَّل عليه في جميعِ مصالحها.
هذا هو الإلهُ، هذا هو المعبودُ، هذا معنى لا إله الا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521).
قالَ موسى عليه الصلاةُ و السَّلامُ: يا رَبّ، علِّمني كلمةً أدعوك بها و أُناديك بها.
قالَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ و تعالى: يا موسى، قلْ لا إله إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521).
قالَ موسى عليه الصلاةُ و السَّلامُ: يا رَبّ، كلُّ عبادِك يقولونها.
كلُّ الناسِ يقولون لا إله إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521).
قالَ: يا موسى، لو أنَّ السَّموات السبع و عامرُهنَّ غيري و الأرضين السبع في كَفَّةٍ و لا إله إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) في كفَّة مالتْ بهنَّ لا إله إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521).
هذه الكلمةُ الطيبةُ كما جاءَ في حديثِ النبيِّ صلَّى الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) عليه و سلَّم: أنه يُؤتى بعبدٍ يومَ القيامةِ فتُوضعُ له سِجِلَّاتهُ؛ فإذا هي تسعةٌ و تسعون سِجِلاًّ مَدَّ البَصَرِ منَ المعاصي، و العياذُ بالله.
فيُقالُ له: هل تُنكر شيئاً منها؟
فيقولُ: لا.
فيُقالُ له: هل ظلمناكَ؟
فيقولُ: لا.
فيقولُ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ و تعالى: و إنَّ لكَ عندنا حسنةً.
فيقولُ الرَّجلُ: و ماذا تفعلُ هذه الحسنةُ مع هذه السِّجِلَّاتِ؟
فيقولُ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تبارك و تعالى له: إنك لا تُظْلَمُ، إنه لا ظُلْمَ اليومَ.
فيُؤتى بهذه الحسنةِ، فإذا هي شهادةُ أنْ لا إله إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) و أنَّ محمَّداً رسولُ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521).
فتُوضعُ هذه الشهادةُ في كَفَّةٍ و السِّجِلَّاتُ تلك في كَفَّةٍ، فتطيشُ السِّجِلَّاتُ، تثقُلُ بهنَّ لا إله إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521).
فقالَ النبيُّ صلَّى الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) عليه و سلَّم: " فلا يثقلُ مع لا إله إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) شيءٌ أبداً ".
هذه الكلمةُ الطيِّبةُ التي مَنْ ماتَ عليها دخلَ الجنةَ، و مَنْ ماتَ بدونها دخلَ النارَ.
هذه الكلمةُ الطيِّبةُ هي التي يَستقبلُ العبدُ الحياةَ بها، فأوَّل ما يُوْلَدُ يُؤذَّن في أُذُنِ الصَّبيِّ (أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) و أشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521)) ، ثم إذا ماتَ العبدُ قيلَ له: لا إلهَ إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) عند موتهِ، عند احتضارهِ.
فهي بدايتُه و هي نهايتُه (مَنْ كانَ آخرُ كلامهِ لا إلهَ إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) دخلَ الجنة).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/102)
هذه الكلمةُ الطيبةُ التي دعا إليها النبيُّ صلَّى الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) عليه و سلَّم في مَكَّةَ ثلاثَ عشرةَ سنةً، جلسَ في مَكَّةَ صلواتُ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) و سلامهُ عليه ثلاثَ عشرةَ سنةً لا يدعو إلا لهذه الكلمةِ، ما أمرَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) بصلاةٍ، و لا أمرَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) بصيامٍ، و لا أمرَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) بزكاةٍ، و لا بحَجٍّ، و لا بجهادٍ، بل أمرَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ و تعالى أنْ يقولوا لا إلهَ إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) فقط.
ما فرضَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) الصلاةَ على الصحيح إلا قبلَ الهجرةِ بسنةٍ و شهرين فقط، و ما أُمِرَ الناسُ بصيامٍ و لا أُمِرُوا بزكاةٍ و لا أُمِرُوا بحَجٍّ، و لا أُمِرُوا بغيرها .. إلا بلا إلهَ إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521).
هكذا جلسَ صلواتُ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) و سلامهُ عليه يدعو إلى هذه الكلمةِ الطيِّبةِ، قولوا لا إلهَ إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تُفلحوا.
و لما هاجرَ صلواتُ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) و سلامهُ عليهِ إلى المدينةِ شُرِعَتِ الصَّلاةُ، شُرِعَ الصِّيامُ، شُرِعَتِ الزَّكاةُ، شُرعَ الحَجُّ، شُرِعَ الجهادُ، و مع هذا ما زالَ يدعو إلى لا إلهَ إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521).
إلى يومِنا هذا إذا أرادَ الإنسانُ أنْ يدخلَ في الإسلام نقولُ له قلْ: لا إلا إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521)، بهذه الكلمةِ يدخلُ و بدونها يخرجُ و العياذُ بالله.
و لذلك كُفَّارُ مَكَّةَ فهموا معنى هذه الكلمةِ التي لم يفهمْ معناها كثيرٌ منَ الناسِ.
هذه الكلمة التي معناها " لا معبودَ بحقٍّ إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521)" أو " لا يستحقُّ العبادةَ إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) جَلَّ و علا ".
هذه الكلمةُ فهمَ معناها كُفَّارُ مَكَّةَ، و لذلك قالَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) عنهم: " وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) " سورة ص، عَلِمُوا أنَّ معنى لا إلهَ إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) أنْ يُتْرَكَ كلُّ ما دون الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ و تعالى .. أنْ تُتركَ الأصنامُ .. أنْ لا يُدْعَى إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521).. ألَّا يُخاف إلا منَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521).. ألَّا يُسجدَ إلا لله، ألَّا يُطاعَ إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) جَلَّ و علا، و أنْ يُطاعَ نبيُّه فِيمَا أمرَ لأنه المُبَلِّغ عن الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) جَلَّ و علا.
فهموا معنى هذه الكلمةِ الطيبةِ التي غابَ معناها الصحيحُ عن كثيرٍ منَ المسلمين، فتجدُ المسلمَ اليومَ
يقولُ: لا إله إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) و يخافُ منْ غيرِ الله
يقولُ: لا إله إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) و يدعو غيرَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521)
يقولُ: لا إله إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) و يحلفُ بغير الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/103)
يقولُ: لا إله إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) و يذبحُ و ينذرُ و يتوكَّل و يخشى غيرَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ و تعالى.
كلّ هذا جاءَ منْ ماذا؟؟
كلّ هذا جاءَ منْ عَدَمِ فَهْمِنَا لهذه الكلمةِ الطيبةِ.
ولذلك لما جاءَ أبو جهل للنبيِّ صلَّى الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) عليه و سلَّم فقالَ له: يا محمَّد ماذا تريدُ؟؟
سَفَّهْتَ أحلامَنا .. سَبَبْتَ آلهتنا .. آذيتَنا في أنفسِنا .. في أزواجِنا .. في أموالِنا .. في أولادِنا .. ماذا تريدُ؟؟
تريدُ مُلْكاً؟ مَلَّكْنَاكَ.
تريدُ جَاهاً؟ وَجَّهْنَاكَ.
تريدُ زوجةً؟ زَوَّجْنَاكَ.
تريدُ مالاً؟ جمعْنا لكَ منَ المالِ حتى تكونَ أغنانا .. فماذا تريدُ؟؟
قالَ: أريدُ كلمةً.
فاستغربَ أبو جهل منْ هذا الجوابِ الغريبِ منَ النبيِّ صلَّى الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) عليه و سلَّم.
قالَ: كلمة؟؟!!
قالَ: كلمة.
قالَ: و أبيكَ أُعطيكَ مئةَ كلمةٍ.
قالَ: قولوا لا إلهَ إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521).
قالَ: أمَّا هذه فلا.
لماذا؟ لأنه عرفَ معنى هذه الكلمةِ الطيبةِ .. عرفَ أنه إذا قالَ: لا إلهَ إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) أنه لنْ يعبدَ إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) جَلَّ و علا.
و هذه الدعوةُ هي دعوةُ جميعِ الرُّسُلِ صلواتُ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) و سلامُه عليهم.
و لذلكَ قالَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) جَلَّ و علا: " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) " سورة الأنبياء.
هي دعوةُ جميع الرُّسُلِ، دَعَوا إلى لا إلهَ إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521).
و التَّوحيدُ هو حَقُّ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) على عبادهِ كما قالَ النبيُّ صلَّى الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) عليه و سلَّم لمعاذ بنِ جبل؛ و كانَ رديفَ النبيِّ صلَّى الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) عليه و سلَّم على حمارهِ، فالتفتَ إليه النبيُّ صلَّى الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) عليه و سلَّم فقالَ: " يا معاذُ، أتدري ما حَقُّ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) على العبادِ؟ "
قالَ معاذ: قلتُ: الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) و رسولُه أعلمُ.
قالَ: " حَقُّ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) على العبادِ أنْ يعبدوه و لا يُشركوا به شيئاً "
قالَ: " يا معاذ، أتدري ما حَقُّ العبادِ على الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521)؟ "
قالَ: قلتُ: الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) و رسولُه أعلمُ.
قالَ: " حَقُّ العبادِ على الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) إنْ هم قالوها و عَبَدُوا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تعالى أنْ يُدخلَهم الجنةَ " بهذه الكلمةِ.
بتلكَ الكلمةِ الطيبةِ التي نسألُ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ و تعالى أنْ يُحيينا و إيَّاكم عليها و أنْ يُميتَنا و إيَّاكم عليها.
و لذلك لما أرسلَ النبيُّ صلَّى الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) عليه و سلَّم الرُّسُلَ إلى الملوكِ يدعوهم إلى الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ و تعالى كانَ يُرسلُ معهم قولَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ و تعالى: " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ... (64) " سورة آل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/104)
عمران.
هكذا كانتْ دعوةُ النبيِّ صلَّى الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) عليه و سلَّم.
و لذلك لما دخلَ رِبعيّ بنُ خِراش رضيَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تبارك و تعالى عنه على رستم قائد الفرس قالَ له رستم: ما جاءَ بكم؟
قالَ: (جئنا وقد بعثنا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تبارك وتعالى لنُخرجَ العبادَ منْ عبادةِ العبادِ إلى عبادةِ رَبِّ العبادِ)
هكذا دعاهم الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ و تعالى إلى أنْ يُوَحِّدُوا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) جَلَّ و علا فلا يُعبد إلا الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521).
كيفَ نُحَقِّقُ توحيدَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) جَلَّ و علا؟
نُحَقِّقُ هذا التَّوحيدَ
أولاً / بإخلاصِ العبوديةِ لله جَلَّ و علا، أنْ نخلصَ العبوديةَ لله جَلَّ و علا.
قالَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) جَلَّ و علا: " قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ..... (164) " سورة الأنعام.
وقالَ تباركَ و تعالى: " وَمِنَ النَّاسٍ مَن يَتَّخِذ من دُونِ اللهِ أندَادَاً يُحبُّونَهُمْ كَحُبِّ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) وِالَّذيِنَ آمنوا أشَدُّ حُباً لله .... (165) "سورة البقرة.
وقالَ تباركَ و تعالى: " .... إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (40) " سورة يوسف.
إخلاصُ العبودية لله هذا أوَّلها.
وأمَّا الأمرُ الثاني فهو تجنُّب الشِّرْكِ بجميعِ صُوَرِهِ.
قالَ تباركَ و تعالى: " .... إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) " سورة المائدة.
وقالَ تباركَ و تعالى:" إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء .... (48) "سورة النساء.
أمَّا الأمرُ الثالثُ فهو تحقيقُ قضيةِ الولاءِ و البراءِ و الكفر بالطاغوت.
بهذه الأمور الثلاثة يتحقَّق التَّوحيدُ الصَّحيحُ.
قالَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ و تعالى:" .... فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا .... (256) "سورة البقرة.
وقالَ تباركَ و تعالى عن إبراهيم عليه السلام و أتباعهِ: " قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَاءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ .... (4) " سورة الممتحنة.
بهذه الأمور يتحقَّق توحيدُ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ و تعالى.
*- بإخلاص العبادة
*- باجتناب الشِّرك
*- بالكفر بالطاغوت والولاء والبراء.
لا بُدَّ منْ هذه الأمور، أنْ نواليَ مَنْ أحبَّ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ وتعالى وأطاعه، و أنْ نعاديَ مَنْ كفرَ بالله تباركَ: " لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ... (22) "سورة المجادلة.
القصدُ أنه لا بُدَّ منْ تحقيقِ هذه الأمورِ الثلاثةِ، فإذا حقَّقناها حقَّقنا العبادةَ لله تباركَ و تعالى.
حقَّقنا هذه العبادة، فماذا يكونُ لنا بعد ذلك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/105)
إنَّ مَنْ حقَّق العبادةَ لله تباركَ و تعالى أولاً يُكَوِّنُ شخصيةً متزنة .. يُكَوِّنُ الإنسانُ إذا حقَّق العبادةَ الصَّادقةَ لله جَلَّ و علا يُكَوِّنُ بعد ذلك شخصيةً مُتَّزِنَةً، قالَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ و تعالى: " ... ءَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) "سورة يوسف. سبحانه و تعالى.
ثم كذلكَ إنَّ تحقيقَ العبادةِ لله مصدرٌ للأمنِ النفسيِّ، و ذلكَ أنَّ الإنسانَ يعيشُ في أمنٍ نفسيٍّ إذا حقَّق العبادةَ لله تباركَ و تعالى.
قالَ جَلَّ و علا عن إبراهيم: " وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) "سورة الأنعام.
إنه يحقِّق الأمنَ النفسيَّ .. لماذا؟
لأنه عبدَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ و تعالى وحدَه، كذلكَ تحقيقُ العبادةِ لله تباركَ و تعالى يُعطي المؤمنَ قوَّةً ويقيناً.
قالَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) جلَّ و علا: (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ .... )، و ذلكَ لما تابعَ فرعونُ ومَنْ معه موسى ومَنْ معه يريدون قَتْلَهُمْ، هربَ موسى بمَنْ معه صلواتُ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) وسلامُه عليه فتابعَه فرعونُ والذين معه، يقولُ تباركَ و تعالى: " فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) "سورة الشعراء.
فماذا كانَ جوابُ موسى؟
(قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) " سورة الشعراء.
يقينٌ بالله جَلَّ و علا .. لماذا؟
لأنه حقَّق التَّوحيدَ و حقَّق العبادةَ لله تباركَ و تعالى.
ولذلكَ قالَ النبيُّ صلَّى الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) عليه و سلَّم لعبد الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) بن عباس: " يا غلامُ، احفظِ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) يحفظْك، احفظِ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تجدْه تجاهكَ، إذا سألتَ فاسألِ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521)، و إذا استعنتَ فاستعنْ بالله، و اعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أنْ يضرُّوك بشيءٍ لم يضرُّوك إلا بشيءٍ قد كتبَه الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) عليكَ ".
يشعرُ المؤمنُ بالقوَّة، يشعرُ المؤمنُ بالعِزَّة، يشعرُ المؤمنُ باليقين؛ إذا حقَّق العبادةَ لله لأنَّ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ و تعالى يكونُ بعد ذلك معه.
ثم كذلك يحقِّق المساواةَ ما بين الناس كما قالَ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) جَلَّ و علا: " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ... (64) "سورة آل عمران.
بهذه الأمورِ يستفيدُ الإنسانُ منَ التَّوحيدِ.
أسألُ الله ( http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=16521) تباركَ و تعالى أنْ يُحييَنا و إيَّاكم على هذه الكلمةِ الطيبةِ و أنْ يُميتَنا و إيَّاكم على هذه الكلمةِ.
لحفظ المادة اضغط هنا ( http://live1.islamweb.net/Lecturs/osmankames/23933.mp3)
تم تفريغ الدرس بواسطة الأخوات
فاعلة خير ونازك وعبق
شبكة المنهج
المصدر: شبكة المنهج ( http://www.almanhaj.com/vb)
ـ[حفيظ التلمساني السلفي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 03:12 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله فيك أخي الفاضل وجزاك الله خيرا
وكم يعجبني الشيخ أبو فاطمة عثمان الخميس في مناظراته ما شاء الله دفاع بالحق اليقين
جزاه الله خيرا
وفي بعض الآثار ((لا خير في رجل أبا جهل أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله))
دمتم في حفظ الله ورعايته
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ودمتم في حفظ الله ورعايته
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[09 - 11 - 10, 03:21 م]ـ
وفي بعض الآثار ((لا خير في رجل أبا جهل أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله))
هذا كلام الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب.
ـ[حفيظ التلمساني السلفي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 12:03 م]ـ
هذا كلام الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب.
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بار ك الله فيك أخي الطيب على التصويب
فأنا لست بطالب علم إنما أقرأ وأمر وليس مثلكم تقرؤون وتحفظون
فجزاكم الله خيرا الجزاء ووفقني وإياكم لما يحبه ويرضاه
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين(67/106)
الإيجاز في إبطال المجاز
ـ[محمد أبو عائشة]ــــــــ[09 - 11 - 10, 06:11 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله،،،،،،،،،،،، أما بعد:
المجاز هو: صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى مرجوح بقرينة، وهو التأويل نفسه (روضة الناظر1/ 150) هذا هو الشهور عند المتأخرين من الأصوليين، وبعضهم يضيف يقول: المجاز هو ما يصح نفيه؛ فإذا قال: الرجل رأيت أسداً راكباً؛ فإنه يصح لسامعه أن ينفي هذا فيقول: لم تر أسداً، وإنما رأيت رجلاً شجاعاً. وهذا أحد الأسباب التي من أجلها أنكر كثير من المحققين من أهل السنة المجاز، لأنه لا يصح نفي شيء من القرآن أو السنة. فالصحيح أن لا يجوز حمل نصوص الكتاب والسنة على المجاز، لمل يلي:
1 - أن طريقة السلف هي حمل النصوص على ظاهرها، قال الإمام ابن عبد البر:"أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة،والإيمان بها، وحملها على الحقيقة، لا على المجاز " (مجموع فتاوى شيخ الإسلام 5/ 87).
2 - أن جميع القائلين بالمجاز متفقون على أنه يصح نفيه، و معلوم أن نصوص القرآن والسنة لا يصح نفيها بل إنه منافي لتعظيم الوحي.
3 - أن هذا الاصطلاح حادث ولا يعرف عند السلف، ولا عند أئمة اللغة، قال شيخ الإسلام:"قول القائل هذا اللفظ حقيقة، وهذا مجاز، نزاع لفظي، وهو مستند من أنكر المجاز في اللغة أو في القرآن، ولم ينطق بهذا أحد من السلف والأئمة، ولم يعرف لفظ المجاز في كلام أحد من الأئمة " (مجموع الفتاوى12/ 277)،وقال في موضع آخر:"هذا التقسيم هو اصطلاح حادث بعد انقضاء القرون الثلاثة، لم يتكلم به أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان، ولا أحد من الأئمة المشهورين في العلم، كمالك، والثوري، والأوزاعي، وأبي حنيفة، والشافعي، بل ولا تكلم به أئمة اللغة والنحو، كسيبويه،وأبي عمرو بن العلاء ونحوهم" (مجموع الفتاوى7/ 88)
وممن رده ابن القيم وسماه طاغوتا وصنما، كما في" الصواعق المرسلة"، وكذلك الشيخ الأمين الشنقيطي في رسالته:"منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز"
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[11 - 11 - 10, 05:44 ص]ـ
مذهب الجمهور على وجود المجاز
لا نقول بالمجاز في آيات الصفات ونخرج من الاشكال
ـ[محمد أبو عائشة]ــــــــ[12 - 11 - 10, 02:35 م]ـ
أظنك تريد بالجمهور، جمهور المتكلمين، و إلا فإن هذا الإصطلاح حادث يتوصلون به إلى تأويل النصوص، وليس نصوص الصفات فحسب؛ بل قالوا بالمجاز في أحاديث كثيرة خذ مثال على ذلك: أحاديث وردت في ذكر الدجال و سيره في الأرض و أنه يركب حمار عرض مابين أذنيه مسيرة شهر، وأحاديث المهدي وغيرها قالوا فيها بالمجاز.
(و السلامة لا يعدلها شيء)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[17 - 11 - 10, 08:35 م]ـ
يُعْجبني كلام معالي الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الورقات -وأُرَدِّده كثيرا-، فقد قال ما معناه: (مَن أثبتَ المجاز في العقائد؛ فالخلاف بيننا وبينه عقَدِيٌّ، ومن أثبتَه في غيرها؛ فالخلاف بيننَا وبينَه أدَبِيٌّ).
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[17 - 11 - 10, 11:46 م]ـ
مشكلتنا في إنكار المجاز هو اتباع لأقوال بدون تأمل ومدارسة
وإلا فهناك من أهل العلم من أثبته ..
والخلاف فيه معتبر
وتبديع من أثبته لقناعة لغوية لا لغرض عقدي فاسد طريقة غير سوية
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[18 - 11 - 10, 07:34 ص]ـ
يا أبا عائشة تقسيمات العلوم كلها حادثة بعد القرون المفضلة؛ وتقسيم اللفظ إلى حقيقة ومجاز مثل تقسيم أنواع التوحيد ومسائل أصول الفقه والقواعد الفقهية وتفريعات النحو والصرف إلخ ... كلها بالاستقراء والتتبع لمفردات العلم ومسائله؛ لذلك قيل لا مشاحشة في الاصطلاح؛ لأن المهم الفحوى وليس القالب الاصطلاحي.(67/107)
طلب خصائص أهل السنة للشيخ خالد السبت (مكتوبة)
ـ[غازي الرفاعي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 07:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل أجد لديكم تفريغ للدورة العلمية بعنوان (خصائص أهل السنة والجماعة) التي ألقاها فضيلة الشيخ خالد السبت
وجزاكم الله خير
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[10 - 11 - 10, 07:27 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أخي غازي .. متى ألقى الشيخ المحاضرة و أين؟!
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[10 - 11 - 10, 09:10 م]ـ
محاضرة قيمة جدا جدا، ولم أرها إلا مسموعة ...
ـ[غازي الرفاعي]ــــــــ[18 - 11 - 10, 07:23 ص]ـ
أخي غازي .. متى ألقى الشيخ المحاضرة و أين؟!
جزاك الله خير على تفاعلك بالنسبة للمحاضرة حسب ماوجدته في موقع البث الاسلامي
أنه ألقيت الدورة العلمية في الدمام في الفترة 21 - 26/ 5/1427 هـ
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=25138
وجزاكم الله خير
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 02:12 م]ـ
هي سلسلة:
http://liveislam.net/archive.php?pid=367&sid=&sortby=date&stepby=1
ـ[غازي الرفاعي]ــــــــ[18 - 11 - 10, 03:12 م]ـ
جزاك الله خير اخي زكرياء توناني
لكن ما أبحث عنه نص (كتابة) هذه الدورة ولا أريد المسموعة
وأكرر شكر لكم
ـ[غازي الرفاعي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 02:27 ص]ـ
بفضل من الله أرسل لي أحد الزملاء تفريغ الدورة العلمية
خصائص أهل السنة للشيخ خالد السبت
وأرفقتها لكم للفائدة
وجزاكم الله خير
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[24 - 11 - 10, 01:39 ص]ـ
بارك الله فيك(67/108)
سَبْعُونَ فَائِدَةً مِنْ شَرْحِ نَوَاقِضِ الْإِسْلَامِ
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[10 - 11 - 10, 10:46 ص]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمُ
هَذِهِ فَوَائدُ قَيَّدْتُها مِنْ شَرْحِ نَوَاقِضِ الْإِسْلَامِ لِلْإِمَامِ الْمُجَدِّدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىَ، لِلْمَشَايِخِ الْأَفَاضِلِ: عُبَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجَابِرِيِّ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّاجِحِيِّ، وَهِشَامٍ الْبِيلِي؛ حَفِظَهُمْ اللهُ تعالَى ونفعَ اللهُ بعُلُومِهِمْ، آمِين.
فَوَائِدُ مِنْ شَرْحِ الشَّيْخِ عُبَيْدٍ الْجَابِرِيِّ عَلَى نَوَاقِضِ الْإِسْلَامِ:
* فَائِدَةٌ 01: النَّواقضُ: جمعُ نَاقضٍ، والنَّقْضُ في الأصْلِ: حَلُّ المُبْرَمِ حِسًّا أو مَعْنًى؛ فالنَّقْضُ الْحِسِّيُّ: نَقضُ الحَبْلِ الْمَفتُولِ أو نَقْضُ الغَزْلِ، والنَّقْضُ الْمَعنَويُّ: نقْضُ المِيثَاقِ.
والْمُرادُ بنَواقضِ الإسْلَامِ: ما يَهدِمُ علَى الْمَرءِ إسلَامَه ويُضادُّ التوحيدَ بالكُلِّيَّة، ويَنقُلُ المرءَ مِن ملَّةِ التوحيدِ والإيمانِ إلى ملَّةِ الشِّرْكِ والكفرِ.
* فَائِدَةٌ 02: قَوْلُ الْإِمَامُ الْمُجَدِّدِ: (اعْلَمْ أَنَّ نَوَاقِضَ الْإِسْلَامِ عَشَرَةٌ) هو على سَبِيلِ الْمِثَالِ والتَّنبيه ولَيْسَ عَلَى سَبِيلِ الْحَصْرِ وَالاِسْتِقْصَاءِ.
* فَائِدَةٌ 03: بدَأَ الْإِمَامُ الْمُجَدِّدُ النَّواقِضَ بالشِّرْكِ لأَمْرَيْنٍِ:
1 – لأنَّ التَّحذِيرَ مِن الشِّركِ جاءَ مُقَارِنًا الدَّعْوةَ إلَى التَّوحِيدِ.
2 – لأنَّ الشِّرْكَ أعْظَمُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللهُ بهِ.
* فَائِدَةٌ 04: إذَا أُطْلِقَ الشِّرْكُ فهو الشِّركُ الأكبَرُ النَّاقلُ عن مِلَّةِ الإسلَامِ إلى ملَّةِ الكُفْرِ.
* فَائِدَةٌ 05: تَضَمَّن قولُ اللهِ تعالَى: (إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) ثلاثَةَ أُمورٍ:
1 – عَدَمُ مَغْفِرَةِ اللهِ الشِّرْكَ لِمَن ماتَ عليهِ؛ فهو لَيْسَ داخلًا تحتَ المشِيئةِ.
* وهَل هو شَاملٌ لأكْبَرِ الشِّرْكِ وأَصْغَرِهِ؟
والْجَوَابُ: نَعَمْ، هذَا الوعِيدُ عامٌّ في النَّوعَيْنِ مِن الشِّركِ؛ لأنَّ (أَنْ) وما دخَلَتْ عليهِ في تَأوِيلِ مَصدَرٍ، تقْدِيرُه: (إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ الشِّرْكَ) أيْ: لِمَنْ مَاتَ عليهِ.
2 – إخْبَارُ اللهِ برَحْمةٍ، وهي أنَّ ما عدَا الشِّرْكَ مِن الذُّنوبِ هو تحتَ المَشِيئةِ؛ فمَن لقِيَ اللهَ على كَبِيرةٍ -ولم يتُبْ منهَا- فهو تحتَ المَشيئَة، إن شاءَ اللهُ غفَر له وأدخلَهُ الجنَّةَ، وإن شَاء عذَّبهُ، وإن عذَّبَهُ لم يُخلِّدْهُ فيهَا.
3 – تَعْظِيمُ الشِّرْكِ، وتأكِيدُ الزَّجْرِ عنهُ؛ حتَّى يُجَانبَهُ المُسْلمُ، كما في خِتامِ الآيةِ: (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا).
* فَائِدَةٌ 06: [مِنَ] الفُروقِ بينَ الشِّركِ الأكبَرِ والأصغَرِ:
1 – الشِّرْكُ الْأَكْبَرُ ناقِلٌ عن الْمِلَّةِ، بخلَاف الأصْغَرِ.
2 – الشِّرْكُ الْأَكْبَرُ مُوجِبٌ للخلُودِ في النَّار لِمَن ماتَ عليهِ؛ وأمَّا الشِّركُ الأصغَرُ فلَيْسَ كذلكَ، ولكنَّهُ أكْبَرُ مِن الكَبائرِ.
* فَائِدَةٌ 07: اليهُودِيَّةُ والنَّصرَانيَّةُ ليسَتْ دِيَاناتٍ سَماويةً كما يقولُه بعضُ الْمُتَحَذْلِقَةِ المُتَفَلْسِفَةِ.
* فَائِدَةٌ 08: (مَن لَم يُكفِّر المُشْرِكِيْنَ أو شَكَّ في كُفْرِهِم أو صحَّحَ مذْهَبَهُم؛ كَفَرَ)؛ لأنَّه كذَّبَ القُرْآنَ والسُّنَّةَ وإجمَاعَ أهلِ الحقِّ مِن المُسْلِمِينَ؛ وهذَا مَعْلُومٌ مِن دِينِ اللهِ بِالِاضْطِرَارِ.
* فَائِدَةٌ 09: السَّلَفُ مُجْمِعون على التَّفْصِيلِ في مسْأَلَة الحُكْمِ بغَيْرِ ما أَنْزلَ اللهُ، وهو على النَّحوِ الآتِي:
* الْحُكْمُ بغيرِ ما أنزلَ اللهُ: كُفْرٌ، ولكنَّ الحاكمَ له حالَتانِ:
إِحْدَاهُمَا: أن يَفْعلَ ذلكَ جَاهلًا، فهذا يُعَرَّفُ.
ثَانِيهِمَا: أن يكُون عَالِمًا، وهذا لَهُ حالتَانِ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/109)
إِحْدَاهُمَا: أن يَحكُمَ بغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ مُعتَقِدًا تَحْريمَ ذلكَ، وأنَّه مُخطئٌ، ولكنَّه حَكمَ بغيْرِ ما أنزَلَ اللهُ لأسْبَابٍ؛ كالْهَوَى، والرِّشوَةِ، ومُجارَاة الآخَرينَ؛ فهذا فَاسِقٌ، يُطاعُ فِيما هو طاعَةٌ للهِ، ويُعْصَى فيمَا عدَا ذلكَ؛ ولا يُتحَاكَمُ إليهِ إلَّا فيما تُلْجِئُ إِلَيْهِ الضَّرُورةُ.
ثَانِيهِمَا: أن يَحكُمَ بغَيْرِ ما أنزَلَ اللهُ مُعتَقِدًا حِلَّ ذلكَ، فهذَا كَافِرٌ، ولهُ صُوَرٌ:
1 – أَنْ يَعْتَقِدَ أنَّ الحُكْمَ بغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ مُسَاوٍ للحُكْمِ بما أنزَلَ اللهُ.
2 – أَنْ يَعْتَقِدَ جوازَ الحكْمِ بغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ.
3 – أنْ يُفضِّلَ حُكْمَ الطَّاغُوت على حُكْمِ اللهِ.
4 – أَنْ يَعْتَقِدَ أنَّ حُكْمَ الله لا يَصْلُحُ لهذا الزَّمانِ.
* فَائِدَةٌ 10: تُسَمَّى سُورَةُ التَّوبةِ: الْفَاضِحَةَ؛ لأنَّ اللهَ فضَحَ فيهَا الْمُنَافقِينَ، وأظْهَر فيها مخَازيَهم.
* فَائِدَةٌ 11: الِاسْتِهْزاءُ بالدِّينِ: رِدَّةٌ عن دِينِ الإسْلَامِ؛ سَواءٌ كان الْمَسْخُورُ مِنْهُ مِن أُصُولِ الدِّينِ أوْ مِنْ فُرُوعِهِ.
* فَائِدَةٌ 12: السِّحْرُ: الذِي لا يتَأتَّى إلَّا عن طَريقِ الِاسْتِعانَةِ بالشَّياطِينِ؛ فيتَقَرَّبُ إلَيْهِم السَّاحرُ بما يُحبُّونَهُ منهُ ويطْلُبُونَه منه، فيُطِيعُهم؛ فهذَا هو الكفرُ، وهو كُفرٌ بإجمَاع المُسْلِمينَ.
* فَائِدَةٌ 13: الْمُعَاوَنَةُ: هِيَ أن يَهُبَّ معَ الكُفَّارِ ويُسارِعَ معَهُم علَى حرْبِ أهلِ الإسلَامِ؛ بُغْضًا لهُمْ، ومُوَالاةً للكُفَّارِ، فهذَا كُفْرٌ بإجْماعِ المُسْلمينَ.
* فَائِدَةٌ 14: فَرقٌ بينَ الْمُعاونَةِ والِاستِعَانةِ:
فالِاسْتِعانَةُ كأَنْ تَطْلُبَ مِن دَولَةٍ كافرَةٍ سِلَاحًا، أو تَتعَاقدَ مَعَهُم على صفقَاتٍ تجاريَّةٍ مثلًا لابُدَّ لأهلِ البلَدِ منهَا -وهيَ مُباحَةٌ في شَرعِنَا-، أو تَسْتَعِينَ بكَافرٍ على كافِرٍ آخرَ؛ فهذه جَائِزَةٌ، ومِن شَواهِدها: قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
* فَائِدَةٌ 15: لم يكُنِ الْخَضِرُ تابِعًا لشَريعَةِ مُوسَى، ولهذَا قال لهُ: (مَنْ أَنْتَ؟) قال: (مُوسَى)، قال: (مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟).
* فَائِدَةٌ 16: الإعْرَاضُ عن دِينِ اللهِ نَوعَانِ:
1 – مَنْ أصَرَّ علَى الجَهْلِ بفَرائضِ الإسْلَامِ كلِّها، فلَم يَعمَلْ منهَا بشَيءٍ ولم يَتَعلَّمْها، معَ نُصْحِ النَّاصحِينَ والبيَانِ له؛ فهذا كَافرٌ، ولو قال: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ.
2 – مَنْ يَسْمَعُ بأهْلِ الكِتَابِ عن دِينِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعْرَضَ عنهُ، ولم يَسْعَ إلى قَبُولِه؛ فإنَّ هذا كَافرٌ بنبيِّه، كَافرٌ بمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قال عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: (وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلاَ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ).
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[10 - 11 - 10, 10:50 ص]ـ
فَوَائِدُ مِنْ شَرْحِ الشَّيْخِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّاجِحِيِّ عَلَى نَوَاقِضِ الْإِسْلَامِ:
* فَائِدَةٌ 01: النَّوَاقِضُ: جَمْعُ نَاقِضٍ، والنَّاقضُ للشَّيْءِ هو: الْمُبْطِلُ لهُ؛ ونوَاقضُ الإسلامِ: مُفْسِداتُ الإسلامِ ومُبْطلاتُهُ، فمَن فعلَ واحدًا مِن هذهِ النَّواقضِ بطلَ إسلامُه ودينُهُ، وانْتقلَ مِن دينِ الإسلامِ إلى دِين أهْلِ الأَوْثَانِ.
* فَائِدَةٌ 02: اقْتصَرَ الإمامُ الْمُجدِّدُ على عشَرةِ نوَاقضَ؛ لأنَّها أهمُّ النَّواقضِ، ولأنَّ كثِيرًا مِن نوَاقضِ الإسْلَامِ ترجِعُ إلَى هذه النَّواقِضِ العَشْرِ.
* فَائِدَةٌ 03: العِلْمُ: وهو حُكْمُ الذِّهْنِ الْجَازمُ.
* فَائِدَةٌ 04: مَنِ ارْتدَّ عن دِين الإسْلَامِ؛ فإنَّ له أحْكامًا في الدُّنيَا وأحْكَامًا في الآخِرةِ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/110)
1 * أمَّا في الآخرةِ: فاللهُ لا يَغْفِرُ لهُ، والجنَّةُ عليه حرَامٌ، وهو مُخلَّدٌ في النَّارِ؛ قال اللهُ تعالى: (إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)، وقال تعالَى: (إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ).
2 * وأمَّا في الدُّنيَا:
1 – فيُفَرَّقُ بينَه وبينَ زَوْجتِهِ إلَّا أنْ يتُوبَ؛ لأنَّه مُسْلِمةٌ وهو كافرٌ، والمُسْلمةُ لا تبْقَى في عِصْمةِ الكَافرِ؛ قال الله تعالى: (لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ)، وقال تعالَى: (وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا).
2 – أنَّه إذا ماتَ لا يُصلَّى عليهِ، ولا يُغسَّل، ولا يُدفَن في مقابِرِ المُسْلمِينَ.
3 – لا يجُوزُ له دخُولُ مَكَّةَ؛ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ).
4 – لا يَرِثُ [مُسْلِمًا] ولا يَرِثُهُ [مُسْلِمٌ]؛ لحديث: (لَا يَرِثُ المُسْلِمُ الْكَافِرَ، وَلَا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ).
* فَائِدَةٌ 05: النَّهْيُ عنِ الحدِيثِ بعدَ صلاةِ العِشَاءِ: نَهْيُ تَنْزِيهٍ.
* فَائِدَةٌ 06: الْكُفْرُ بالطَّاغوتِ: هو أنْ تتَبرَّأ مِن عبَادةِ غيرِ اللهِ وتَنفيَها وتُنْكرَها وتُبْغِضَهَا وتُعادِيَها وتُعادِيَ أهْلَهَا.
* فَائِدَةٌ 07: السِّحْرُ:
لغَةً: عبارَةٌ عمَّا خفِيَ ولَطُفَ سبَبُهُ.
وشَرْعًا: عبَارةٌ عن عزَائمَ وعُقدٍ وأدوِيَةٍ وتَدْخِينَاتٍ تُؤثِّرُ في القُلُوبِ والأبدَانِ، فتُمرِضُ وتَقْتُلُ وتُفرِّقُ بينَ المَرْءِ وزَوْجِه.
* فَائِدَةٌ 08: السِّحْرُ: شِرْكٌ؛ فمَن تعَلَّمَ السِّحْرَ أو عَلَّمَه أو فَعَلَهُ أو رضِيَ به فقَد كَفَرَ.
* فَائِدَةٌ 09: هُناكَ فَرْقٌ بينَ التَّولِّي والْمُولَاةِ:
1 – التَّولِّي: محبَّةُ الْمُشْركِين [لشِرْكِهِم]، وينْشَأُ عن هذهِ الْمَحبَّةِ: مُسَاعَدتُهم على المُسْلمِينَ؛ وهذهِ رِدَّةٌ عنِ الإِسْلَامِ.
2 – الْمُولَاةِ: محَبَّتُهُم ومُعَاشرَتُهم ومُصَادقَتُهم؛ وَهذِه كبِيرَةٌ.
* فَائِدَةٌ 10: الْخَضِرُ -علَى الصَّحيحِ- نَبِيٌّ يُوحَى إِلَيْهِ.
* فَائِدَةٌ 11: في قِصَّةِ مُوسَى معَ الْخَضِرِ: الرِّحْلَةُ فِي طلَبِ العِلْمِ.
* فَائِدَةٌ 12: حَالاتُ مَنْ وقعَ في الْكُفْرِ:
1 – فَعَلَ الْكُفْرَ أَوْ نَاقِضًا مِنْ نَوَاقِضِ الْإِسْلَامِ مَازِحًا وَهَازِلًا: يَكْفُرُ.
2 – فَعَلَ الْكُفْرَ أَوْ نَاقِضًا مِنْ نَوَاقِضِ الْإِسْلَامِ جَادًّا: يَكْفُرُ.
3 – فَعَلَ الْكُفْرَ أَوْ نَاقِضًا مِنْ نَوَاقِضِ الْإِسْلَامِ خَائِفًا: يَكْفُرُ.
4 – فَعَلَ الْكُفْرَ أَوْ نَاقِضًا مِنْ نَوَاقِضِ الْإِسْلَامِ وَاطْمَأَنَّ قَلْبُهُ بِالْكُفْرِ: يَكْفُرُ.
5 – فَعَلَ الْكُفْرَ أَوْ نَاقِضًا مِنْ نَوَاقِضِ الْإِسْلَامِ وَاطْمَأَنَّ قَلْبُهُ بِالْإِيمَانِ: لَا يَكْفُرُ.
* فَائِدَةٌ 13: لا يُمكِن التَّقرِيبُ بينَ الرَّافضَةِ، والرَّافضَةُ مَذْهَبُهم: تَكذِيبُ اللهِ ورسُولِهِ؛ فإنَّ اللهَ زكَّى الصَّحابةَ وعدَّلَهُم ووَعدَهُم بالجنَّةِ ورَضِيَ عنهُمْ وهم يُكفِّرُونَهم، وتَكفِيرُهُم لهُم: تَكْذِيبٌ للهِ، وكذلكَ يَعتَقِدُونَ بأنَّ القُرآنَ لم يَبْقَ منهُ إلَّا الثُّلُثُ وهذَا تكذِيبٌ للهِ في قولِه: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
* فَائِدَةٌ 14: مَنْ فسَّر (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) بـ: (لَا خَالِقَ إِلَّا اللهُ) أو (لَا رَازِقَ إِلَّا اللهُ)، وهذا معْنَاهُ يُوافقُ دِينَ الْمُشْرِكينَ، دِينَ أبِي جَهلٍ وأبِي لهَبٍ، فأبُو لهَبٍ يقُولُ: لَا خَالِقَ إِلَّا اللهُ، وأبُو جَهْلٍ يقُولُ: لَا رَازِقَ إِلَّا اللهُ.
* فَائِدَةٌ 15: السِّحْرُ نوعانِ:
1 – حَقِيقَةٌ.
2 – تَخْيِيلٌ.
وممَّا يدلُّ على أنَّ السِّحْرَ له حَقِيقَةٌ قَولُ اللهِ تعالَى: (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ)، ولولا أنَّ له حَقِيقةً لَمَا أمَر اللهُ بالِاسْتِعاذةِ مِن النَّفَّاثَاتِ.
وأمَّا التَّخْيِيلُ؛ فكما قال تعالَى: (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى).
* فَائِدَةٌ 16: جَماعةُ التَّبْلِيغِ يُفَسِّرُونَ (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) بأنَّها: إخْرَاجُ اليَقِينِ الفَاسدِ وإِدْخَالُ اليَقينِ الصَّالحِ.
* فَائِدَةٌ 17: مَذْهَبُ الرَّوَافِضِ الذِين يُكفِّرُون الصَّحابةَ ويَعْبُدونَ آلَ البَيْتِ: شِرْكٌ وهُوَ مَذْهبٌ وَثَنِيٌّ.
* فَائِدَةٌ 18: مَنْ أثْنَى علَى أهْلِ البِدَعِ فهُوَ مِنْهُمْ.
* فَائِدَةٌ 19: مَن بلَغَهُ القُرآنُ وبَلغَتْهُ الشَّريعَةُ فقَد قامَتْ عليهِ الحُجَّةُ؛ قال اللهُ تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا)، وقال تعالَى: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ).
* فَائِدَةٌ 20: مَن شَكَّ في كُفْرِ الكُفَّارِ فهُو كَافرٌ؛ أمَّا مَنْ شكَّ في كُفْرِ الرَّوافِضِ -وهُوَ لا يَدْرِي عن حالِهِم- قد يَكُونُ معْذُورًا إذَا كَانَ لَا يَدْرِي؛ ولكِن يُبيَّنُ له ما هُم عليهِ مِن الشِّرْكِ.
* فَائِدَةٌ 21: مَن دعَا صَاحِبَ القَبْرِ فهُو شِرْكٌ، أمَّا مَن دعَا اللهَ عندَ القَبْرِ يَظُنُّ أنَّ الدُّعاءَ عندَ القَبْرِ مُسْتجَابٌ؛ فهذا بدعَةٌ ووَسِيلةٌ إلَى الشِّرْكِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/111)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[10 - 11 - 10, 10:54 ص]ـ
فَوَائِدُ مِنْ شَرْحِ الشَّيْخِ هِشَامٍ الْبِيلِي عَلَى نَوَاقِضِ الْإِسْلَامِ الْمُسَمَّى:
الْعِتْرَةَ فِي شَرْحِ نَوَاقِضِ الْإِسْلَامِ الْعَشَرَةِ
* فَائِدَةٌ 01: نَوَاقِضُ الْإسْلَامِ: مُبطِلاتُه، التِي يَبْطُل بهَا إِسْلامُ الإنسَانِ ولوِ ادَّعَاهُ.
* فَائِدَةٌ 02: لَا يلزَمُ أنْ يتلبَّسَ الإنسَانُ بجمِيع النَّواقِضِ حتَّى يُحكَمَ عليه بالرِّدَّةِ؛ بل يكْفِي ناقِضٌ واحِدٌ.
* فَائِدَةٌ 03: يقُولُ بعضُ أهلِ العلمِ: (يَكفُر تَاركُ الصَّلاةِ إذا كان مُسْتحِلًّا -أيْ لتَرْكِها-، أو يَكْفُرُ تارِكُ الزَّكاةِ إذا كانَ مُسْتَحِلًّا)؛ كان الإمَامُ أَحْمَدُ يُنكِر هذه العبَارةَ؛ لأنَّ الذِي يَسْتَحِلُّ تَرْكَ هذه الفَرائضِ يَكفُرُ ولو فَعلَها؛ فالِاسْتِحْلالُ بمُجرَّدِه: كُفْرٌ.
* فَائِدَةٌ 04: سَبُّ اللهِ جلَّ جلالُهُ: كُفْرٌ في ذاتِهِ؛ لا كما يقُولُ بعضُ الْمُرْجئةِ: إنَّه لا يَكْفُرُ إِلَّا إذا اسْتحلَّهُ!! وهذَا مبْنِيٌّ على أَصْلِهم في الْإِيمَانِ بأنَّه: التَّصديقُ؛ فإذًا لَا يخْرُجُ مِن الإسلَامِ إلَّا بالجُحودِ والتَّكذِيبِ.
* فَائِدَةٌ 05: الرِّدَّةُ قد تكُون بالِاعتِقادِ أو بالقَوْلِ أو بالفِعْلِ أو بالشَّكِّ.
* فَائِدَةٌ 06: الرِّدةُ لَا تكُونُ إلَّا بعدَ إسْلَامٍ؛ أمَّا الكافِرُ الأصْلِيُّ فلا يُقَالُ فيه: مُرْتَدٌّ.
* فَائِدَةٌ 07: المُرْتدُّ تَحْبَطُ جَمِيعُ أعمَالِه إذا ماتَ علَى الكُفْر؛ فإِنْ تَاب مِن رِدَّتِه قبْلَ مَوتِه: هَل تَعُودُ إليهِ أعمَالُه؟ فيهِ خِلافٌ بينَ أهلِ العِلْمِ.
* فَائِدَةٌ 08: هذه النَّواقِضُ لابُدَّ أن يُشتَرطَ فيهَا شُروطٌ:
1 – أن يُعلَمَ أنَّه نَاقضٌ مِن نوَاقضِ الإسْلَام، وقامَ الدَّليلُ على ذلكَ مِن كِتَابِ اللهِ وسُنَّةِ رسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أو بإجمَاعِ أهْلِ العلمِ، لا بمُجرَّد الدَّعاوِي.
فيرَى بعضُ العُلماءِ أنَّ تصْغِير كَلِمة (مُصْحَف) كفرٌ؛ بأن يقُولَ الإنسَانُ: (مُصَيْحِف)؛ ولكنْ مَن قالَ هذا لا يُتابَع على قولِه.
2 – ليسَ كلُّ مَن ارتَكَبَ هذا النَّاقضَ يكُونُ كَافرًا؛ فقد يَتلبَّسُ الإنسَانُ بالنَّاقضِ، ولكِن لا يُحكَمُ عليه بالكُفْرِ؛ ولهذا فرَّق العلمَاءُ بَيْنَ تكفِيرِ النَّوعِ وتكْفِيرِ المُعَيَّنِ.
وإنَّما يَستَحِقُّ الْمُعَيَّنُ هذا الوصْفَ؛ إذا توَافَرت الشُّروطُ وانتَفَتِ الْموَانِعُ.
* فَمِنَ الشُّرُوطِ:
1 – أَنْ يَقْصِدَ الْمُعَيَّنُ الْمَعْنَى الذِي يَخْرُجُ بِهِ مِنَ الْإِسْلَامِ؛ فقد يكُونُ اللفظُ يَحتمِلُ معنَيَيْنِ: أحدُهُما يَخرُجُ به مِنَ الإسلَامِ، والْمَعْنَى الآخَرُ لَيْسَ كذلكَ؛ فلابُدَّ مِن التَّحقُّقِ مِن أنَّ هذا الْمُعيَّنَ قصَد الْمَعْنَى المُكفِّرَ.
2 – قِيَامُ الْحُجَّةِ، وهذه تختَلِفُ بحسَبِ الدَّارِ التِي يعِيشُ فيهَا الإنْسَانُ.
ولا يُشترَطُ فيهَا إسمَاعُ الحجَّةِ؛ بل وجُودُ الحقِّ ومَن يُعرِّف به، والشَّخْصُ قادِرٌ على التَّعلُّمِ ولكنَّه أعْرَضَ؛ فهُنَا لا يُعتبَرُ بإعرَاضِه هُنا.
* وَمِنَ الْمَوَانِعِ:
1 – الْخَطَأُ؛ كما في الحدِيثِ: (أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ)؛ يعنِي الذِي قالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ!.
2 – الْإِكْرَاهُ، قال اللهُ تعالَى: (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ).
والإكْرَاهُ لَا يكونُ إلَّا بالقوْلِ أو الفِعْلِ؛ ولا يُتصوَّرُ الإكْرَاهُ على الِاعتِقَادِ.
3 – التَّأْوِيلُ؛ فقد يقُولُ الإنْسَانُ قَوْلًا كُفْريًّا ولكنَّه يَتأوَّلُ فيَظنُّه حقًّا؛ لشُبهةٍ عندَه.
4 – الْجَهْلُ.
* فَائِدَةٌ 09: قولُ الطَّحَاوِيِّ: (وَلَا يخرُجُ العبدُ مِن الإيمَانِ إلَّا بجُحودٍ مَا أدخَلهُ فيهِ)، وهذا خَطأٌ، وهو عَيْنُ قولِ المرجِئةِ.
* فَائِدَةٌ 10: تكْفِيرُ المُعيَّنِ مَوكُولٌ للقُضاةِ العُلماءِ؛ لأنَّه يتَرتَّبُ عليه أحكَامٌ عمَليَّةٌ؛ فزَوْجتُه تُفارِقُه، ولا يَرِثُ ولا يُورَثُ، لا يُصلَّى عليهِ، ولا يُدفَنُ في مقَابرِ المُسْلمِينَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/112)
* فَائِدَةٌ 11: ما ذكَرهُ العُلَماءُ في بابِ الرِّدَّةِ مِن أنْوَاعٍ للرِّدَّةِ هُو علَى سَبِيلِ التَّمثِيلِ لا عَلَى سَبِيلِ الْحَصْرِ.
* فَائِدَةٌ 12: قولُ الإمامِ الْمُجدِّدِ: (اعلَم أنَّ نواقضَ الإسلامِ عشرَةٌ) هو على سَبِيلِ التَّمثِيل علَى سبِيلِ الحَصْرِ؛ وإلَّا فإنَّ العُلمَاءَ عَدُّوا مِن النَّواقِض أكثرَ مِن هذَا.
وقيلَ: إنَّ مرادَ الإمَامَ الْمُجدِّدَ بقولِه: (عَشَرَةٌ) هي النَّواقِضُ التِي لا خِلافَ فيها بينَ العُلَماء!
* فَائِدَةٌ 13: التوَسُّل المَشْرُوعِ:
1 – التَّوسُّلُ إلَى اللهِ بالأعمَالِ الصَّالحةِ.
2 – التَّوسُّلُ إلى اللهِ بأَسْماءِ اللهِ وصِفاتِهِ.
3 – التَّوسُّلُ بِدُعاء الرَّجُلِ الصَّالحِ.
* وقال بعضُ أهل العلمِ: هو جائزٌ، ولكن لا يُشْرَع للإنسَانِ ولا يُسَنُّ أن يطْلُبَ الإنسَانُ مِن أخِيهِ الدُّعاءَ، ولكن يَطْلبُ بنَفْسهِ، لا سِيَّما إذا كانَ صَاحبَ حَاجةٍ واضْطِرارٍ؛ كما قال تعالَى: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ)، ولو كَان هذَا قُرْبةً بإطْلَاقٍ لَاشْتهَرَ هذا في الصَّحابةِ، ولكِن لَمْ يكُنْ هذَا عندَ الصَّحابةِ، فلا يُعلَمُ أنَّ الصَّحابةَ كانُوا يأتُون لأَبِي بَكْرٍ ولَا إلى عُمَرَ يقولُون لهُما: (ادْعُ اللهَ لَهُمَا)؛ وهذا قَولُ شَيْخِ الْإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ؛ أنَّ هذا جَائزٌ، ولهذا يُمكِن أن يُقالَ عن هذا القِسْم: أنَّه تَوسُّلٌ جَائِزٌ.
ويُسْتثْنَى مِن هذَا -على هذا القَوْلِ- أن يكُونَ علَى نيَّةِ أَنْ يَصِلَ الدَّاعِي لكَ مِن الخيْرِ ما يَصلُكَ؛ لأنَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيَّنَ أنَّ مَن دعَا لأخيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ وكَّل اللهُ به ملَكًا يقولُ له: (وَلَكَ مِثْلٌ)، وعليهِ حمَلُوا قولَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ -وفي ثُبوتِه خِلافٌ-: (لَا تَنْسَنَا يَا أَخِي مِنْ دُعَائِكَ)، فإنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس في حاجَةٍ إلى دُعاءِ عُمَرَ، ولَكنَّه أرادَ أن يُوصِلَ الخيرَ إلى عُمَرَ.
* فَائِدَةٌ 14: مِن التَّوسُّلِ الممْنُوعِ: التَّوسُّلُ بجَاهِ الرَّجُلِ الصَّالح إلى اللهِ؛ فهُو شِرْكٌ أصغَرُ إن كانَ القَصْدُ هو اللهَ، ولكنَّك جَعلتَ هذا الرَّجُلَ كوَسِيلةٍ.
* فَائِدَةٌ 15: إذا قيلَ للمَيِّتِ في قبْرِهِ: ادْعُ اللهَ لِي؛ فَقَدْ جعَلَهُ بَعضُهُم في الشِّرْكِ الأصغَرِ؛ باعْتِبارِ أنَّه كالتَّوسُّلِ؛ إذْ أنَّه في الوسَائلِ.
ولكنَّ هذا فِي الذِي يَقْدِرُ علَى هذا؛ والمَيِّتُ لا يَقْدِرُ، وهذا في الواقِعِ ليسَ توسُّلًا بجاهِهِ، وإنَّما هُو طَلبُ الدُّعاءِ مِن الميِّتِ، وهذه هيَ الشَّفاعَةُ الشِّركيَّةُ التي تُخْرِجُ مِن الملةِ؛ وعلى هذا فتكُونُ شِرْكًا أَكْبَرَ.
* تَنْبِيهٌ: لَا يَلْزمُ مِن إطلاقِ البِدْعةِ على فِعْلٍ أنَّه لَيْسَ بِشِرْكٍ أكبَرَ.
* فَائِدَةٌ 16: مِنَ السَّلَف مَن كان يَستَدِلُّ بالنُّصوصِ التِي في الشِّرْك الأكبَر على الشِّرْكِ الأَصْغَرِ، ويُشَدِّدون في هذَا.
ومَن نظَرَ إلى حالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحالِ الصَّحابةِ وجَدَ هذا التَّشدِيدَ؛ فلمَّا قال الرَّجُلُ: (مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ)، قال له النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَجَعَلْتَنِي للهِ نِدًّا؟!).
* فَائِدَةٌ 17: قال رجُلٌ للإمَامِ أَحْمَدَ: (الْحمْدُ للهِ الذِي أحْيَانِي حتَّى رأيتُكَ)، فقال له الإمامُ أَحْمَدُ مُنكرًا مقالَتَه: (مَنْ أَنَا؟! مَنْ أَنَا؟!).
* فَائِدَةٌ 18: لَيْسَ في الذَّبْحِ لغَيْرِ شِرْكٌ أَصْغرُ، بلْ هُو شِرْكٌ أكبَرُ.
* فَائِدَةٌ 19: الذَّبْحُ له أحوالٌ:
1 – إمَّا أن يكون عِبادةً، وهذا قِسْمَانِ:
1 – واجبَةٌ: كمَن تَركَ واجِبًا أوِ ارتَكبَ محظُورًا في الحجِّ، أو مَن نَذرَ ذلِكَ، أو مَن عيَّنَ أُضْحِيَةً.
2 – ومُسْتحبَّةٌ: كالْأُضحِيَةِ، وكالذَّبْحِ لإطْعامِ الفُقرَاءِ والمسَاكِينِ.
2 – وإمَّا أن يكُونَ مُباحًا: كمَن يذْبَحُ للأكْلِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/113)
3 – وإمَّا أن يكُونَ مُحرَّمًا: كذَبْحِ مَا لم يُحلَّه اللهُ ليُأْكَلَ، كذوَاتِ الأنْيَابِ مِن السِّباعِ، وذوَاتِ الْمخَالبِ مِن الطَّيْرِ، وكمَن ذبَحَ للهِ في مكانٍ يُذبحُ فيه لغيْرِ اللهِ.
4 – وإمَّا أن يكُونَ شِرْكيًّا: كالذَّبْحِ للِبَدَوِي وللحُسَيْنِ، فهو شِرْكٌ أكبرُ -ولو كانَ المَذْبُوحُ عُصْفُورًا-.
* فَائِدَةٌ 20: المُشْركُون في عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَتَسَنَّ لكُلِّ أحَدٍ منهُم أن يَسْمَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأن تُقام عليه الحُجَّةُ، ولكنَّه أعرَضَ عن السَّماعِ؛ فمنهُم مَن سَمِعَ ومنهُم مَن أعرَضَ عَن السَّماعِ؛ ومعَ ذلك لَمْ يُفَرَّقْ بَيْنَهُمْ.
* فَائِدَةٌ 21: مَن بَلغَهُ القُرآنُ، وكانَ عندَهُ أدَواتُ الفَهْمِ -بحيْثُ لو أرادَ أن يَفْهَمَ لوجَدهَا عندهُ-؛ فقَد بَلغَتْهُ الحُجَّةُ.
* فَائِدَةٌ 22: الدَّعوةُ إلى: (التَّقارُبِ بَيْنَ الأديَانِ) و (وِحْدَةِ الأدْيَانِ): مُصَادمةٌ لصرِيحِ القُرْآنِ والسُّنَّةِ، ومَنِ اعتقَدَ مِثْلَ هذهِ الدَّعاوَى فإنَّه قد أَتَى بنَاقَضٍ مِن نواقِضِ الإِسْلَامِ.
* فَائِدَةٌ 23: قولُ بَعضِهم: (ذهَبْتُ إلى بلادِ الغَرْبِ فوجَدْتُ هُناكَ إسْلامًا بلا مُسْلِمِين، فَعُدتُ إلى هنا فوَجَدْتُ مُسْلمِين بلا إسْلَامٍ)، هذه العبارةُ فاسدَةٌ.
ومُرادُ قائلِها بقولِه: (فوجَدْتُ هُناكَ إسْلامًا) أنَّه وجَدَ الصِّدقَ والأمانَةَ وحُسْنَ التَّعامُلِ، والشَّوارعَ نظِيفةً ... الخ، فهذَا هو الإسْلَامُ عندَه!! ولْنَسْأَلْ صاحِبَ هذه الْمَقُولةِ: ألَمْ تجِدِ الزِّنا؟ والدَّعارَةَ؟ وأولَادَ الزِّنَا؟ ألم تجِد عبدةَ الأبْقارِ؟ ألم تجِدْ بُلْدَانًا لَيْسَ فيها مسَاجِدُ؟ أهذَا هو الإسْلَامُ عِنْدَكَ؟!!
* فَائِدَةٌ 24: الْحُكْمُ بغَيْرِ ما أنْزلَ اللهُ على ثلاثَةِ أَقْسَامٍ:
* الْقِسْمُ الْأَوَّلُ: مَن حَكَمَ بغَيْرِ ما أنْزَلَ اللهُ مُعتَقِدا أفضليَّته أو جوازَه أو مُساواتَه [أي: بحكم الله]، فإنَّه كافرٌ الكُفْرَ الأَكْبَرَ اتِّفاقًا، ولو كان فِي قَضِيَّةٍ واحِدةٍ.
* الْقِسْمُ الثَّانِي: مَن حَكَمَ بغَيْرِ ما أنْزَلَ اللهُ في قضِيَّةٍ أو أكثرَ مُعتَقدًا أنَّه مُخالفٌ، وأنَّه آثمٌ، وأنَّه مفرِّطٌ، وأنَّه لا يجُوزُ له ذلكَ، لم يكْفُر بإجماعٍ.
* الْقِسْمُ الثَّالِثُ: مَن حَكَمَ بغَيْرِ ما أنْزَلَ اللهُ بوضْعِ قانُونٍ وضعِيٍّ كَاملٍ، يتحَاكمُ النَّاسُ إليهِ، وهو يَعلَم أنَّ الواجبَ هو حُكمُ اللهِ ورسُولِه؛ لكنَّه فعَلَ ذلكَ مُدَاهنةً أو مُدَاراةً أو غيرَ ذلك ممَّا لا يكونُ معه اعْتِقادٌ أنَّه أفْضَلُ أو مُسَاوٍ أو أنه يجوزُ التَّحاكمُ بهذَا؛ فهذا القِسْمُ وقعَ فيه الخلافُ بينَ أهلِ العِلْمِ.
1 - فمِن مُكفِّرٍ له، بناءً على أنَّه استبْدَلَ الشَّريعةَ بغيْرِهَا، وهذا لا يُتصوَّر ولا يُصدَّقُ في ادِّعاءِ أنَّه يرَى وجُوبَ التحاكُمِ إلى الشَّريعةِ وأنَّه آثمٌ في ذلكَ، لاسيَّما إذا فتَحَ لذلك الْمحَاكِمِ، وعيَّن القُضاةَ، وعاقَبَ مَن خالفَ القانُونَ.
2 – ومِن قائلٍ: إنَّه لَيْسَ بكافرٍ، شأنُه في ذلكَ: شأنُ العَاصِي المُسْرِف على نَفسِه.
وهما قَولانِ لأهْلِ السُّنَّةِ.
* تَنْبِيهٌ: هذا الخلافُ إنَّما هو في كُفْرِ النَّوعِ، أمَّا في كُفْر العَيْنِ فإنَّه تُجرَى فيه قاعِدَةُ أهْلِ السُّنةِ مِن وجُودِ الشُّروطِ وانْتِفاءِ الْموَانعِ.
* فَائِدَةٌ 25: الخُرُوج على السَّلاطِين والحُكَّامِ يدخُلُ فيهِ: الخرُوجُ بالكلِمةِ، وما مِن سَيْفٍ سُلِّط إلَّا بكَلِمةٍ سَعَّرتْ وأجَّجَتْ.
* فَائِدَةٌ 26: النِّفَاقُ على قِسمَيْنِ:
1 – نِفَاقٌ اعتِقَادِيٌّ؛ وهُو الذِي يَخْرُج به المَرْءُ مِن الْملَّةِ، وهو أقسَامٌ:
1 – أَنْ يُبْغِضَ مَا جَاءَ بِهِ اللهُ وَرَسُولُهُ.
2 – أَنْ يُبْغِضَ بَعْضَ مَا جَاءَ بِهِ اللهُ وَرَسُولُهُ.
3 – أَنْ يَسْتَهْزِئَ بمَا جَاءَ بِهِ اللهُ وَرَسُولُهُ.
4 – أَنْ يَسْتَهْزِئَ بِبَعْضِ مَا جَاءَ بِهِ اللهُ وَرَسُولُهُ.
5 – أَنْ يَفْرَحَ بِنُصْرَةِ الْكُفْرِ وَالْكَافِرِينَ لِدِينِهِمْ.
6 – أَنْ يَحْزَنَ وَيَأْسَفَ لِنُصْرَةِ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/114)
2 – نِفَاقٌ عَمَلِيٌّ؛ وهُو في الأخلاقِ والآدابِ؛ ولا يُخرِج مِن الْمِلَّةِ، كمَا جاء فِي الحدِيثِ: (آيَةُ الْمُنَافقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ).
وفي الحدِيثِ: (أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ... ) أي: مِن جِهةِ العمَلِ، مِن جِهةِ الأَخْلاقِ.
* فَائِدَةٌ 27: النُّكَتُ [أيْ: الْمُضْحِكَة] التِي تُؤلَّف في القُرآنِ وفي السُّنةِ، هِيَ اسْتِهْزَاءٌ، وهِيَ مُخْرجَةٌ مِن الْمِلَّةِ، سوَاءٌ اعتَقَدْتَ ذلكَ أو لَا.
* فَائِدَةٌ 28: فرَّقَ أهلُ العِلْمِ فِي مسأَلَةِ الِاسْتِهْزَاءِ بَيْنَ:
1 –أَنْ يَسْتَهْزِئَ بالتَّشريعِ نَفسِه، أو بالثَّوابِ أو بالعقابِ؛ فهذا كفرٌ.
2 – أَنْ يَسْتَهْزِئَ الإنسَانُ بالشَّخْصِ حالَ تلَبُّسِه بالْمَشرُوعِ، فهذا فه تَفْصِيلٌ:
1 – فإِنْ كَانَ الِاسْتِهْزَاءُ يَرْجِعُ إِلَى التَّشْرِيعِ؛ فكُفْرٌ.
2 – وإن كَانَ الِاسْتِهْزَاءُ يَرْجِعُ إِلَى الشَّخْصِ نفسِه؛ فحَرَامٌ، وقد يُفْضِي إلى الِاسْتِهْزاءِ بالتَّشْرِيعِ نَفْسِهِ.
* فَائِدَةٌ 29: السِّحْرُ:
1 – إمَّا أن يكُونَ بالِاستعَانةِ بالجنِّ ولُجُوءٍ إلَيهِم أو بالِاعتِقَادِ في الكوَاكبِ والنُّجُوم أو إهَانةِ المُصْحَفِ أَوْ نحوِ ذلك؛ فهذا صَاحبُه: كافرٌ.
* حَدُّهُ: يُقْتلُ صاحبُهُ رِدَّةً.
2 – وإما أن يكُونَ بأدويَةٍ أو عقَاقيرَ تؤثِّرُ ببدَنِ المسْحُورِ، ولا يُخالطُها قولٌ كُفْريٌّ ولا استِعَانةٌ كُفْريةٌ ولا نحوُ ذلك؛ وهذا حَرامٌ ولا يجوزُ، ولكنَّه لَيْسَ كفرًا.
* حَدُّهُ: اخْتلفَ العلماءُ في قَتْلِهِ:
1 – فذهبَ الْجُمهورُ إلى قَتْلِهِ.
2 – وقيلَ: لا يُقْتَلُ، وإنَّما يُعزَّرُ؛ لأنَّه لم يَقتَرِف شيئًا يُوجِب قَتْلَه، والأصلُ: عِصمَةُ دمِ الْمُسْلمِ، وهذا قولُ بعضِ أهْلِ العلمِ، ورجَّحه مُحَمَّدٌ الْأَمِينُ في أَضْوَاءِ الْبَيَانِ، وقال عن القولِ الأوَّلِ: (وقولُ الجُمْهُورِ قولٌ قوِيٌّ)؛ لأنَّ القَتْلَ انتشَر بينَ الصَّحابةِ ولم يُعْرَف لهم نكير، فيَكُون كالْإِجماعِ.
والرَّاجحُ: قولُ الْجُمْهورِ؛ وذلك لِسَدِّ البَابِ، وحتَّى لا يتذَرَّعَ أحدٌ بهذَا القوْلِ ويقولُ: أنَا مِن النَّوع الثَّانِي!
* تَنْبِيهٌ: الخِلافُ فِي هذَا النَّوع مِن السِّحْرِ (النَّوعُ الثَّانِي) هو فِيما إذَا لَمْ يَقْتُلْ بسِحْرِه؛ أمَّا إذا قتَل بِسِحْرِه فإنَّه يُقْتلُ قِصَاصًا.
* فَائِدَةٌ 30: الْحُدودُ لا يَقُوم بتَطْبِيقِها إلَّا الحاكِمُ أو مَن يُنِيبُه الْحَاكِمُ.
* فَائِدَةٌ 31: الْإِذْنُ في قولِ اللهِ تعالى عنِ السِّحْرِ: (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) الْمُرادُ به: الإذْنُ الكَوْنِيُّ القدَرِيُّ، وليْسَ الشَّرْعِيَّ؛ لأنَّ اللهَ لَمْ يأْذَنْ شَرْعًا بالسِّحْرِ ولَا يُحِبُّهُ.
* فَائِدَةٌ 32: هَلْ تُقْبَلُ توبَةُ السَّاحرِ؟
1 – الْجُمْهورُ: لَا تُقْبَلُ توبتُهُ، بلْ يُقْتلُ؛ ردْعًا لأمْثَالِهِ، ثُمَّ إنَّ هذا حدٌّ كبقيَّةِ الحُدودِ، فالزَّاني [الْمُحْصَن] يُرْجَمُ -ولَوْ تَابَ-، والقَاتِلُ يُقْتَلُ -ولَوْ تَابَ-.
2 – وقيلَ: تُقْبَلُ تَوْبَتُهُ؛ لعُمومِ النُّصوصِ في ذلكَ، ولا يُقْتَلُ؛ لأنَّ الأَصْلَ عِصْمَةُ الدَّمِ.
والرَّاجحُ: قولُ الْجُمْهُورِ.
* هذَا فيما إذَا قُدِرَ عليهِ وهو مُتلَبِّسٌ بهذَا السِّحْرِ، أمَّا مَنتابَ قبْلَ رفْعِه إلى الحاكِمِ وحَسُنَتْ توبتُهُ؛ فإنَّها -بإجْماعِ أهلِ العِلْمِ- تُقْبَلُ توبتُه.
* تَنْبِيهٌ: قولُ أهلِ العِلْمِ: (هَلْ تُقْبَلُ تَوبَةُ السَّاحِرِ؟) مُردُهم: في الظَّاهرِ، وإلَّا فالعُلَماءُ مجْمِعون على أنَّ السَّاحر لو تابَ توبةً صادِقَةً بينَه وبينَ اللهِ أنَّها تَنْفَعُهُ فِي الآخِرَةِ.
* فَائِدَةٌ 33: السِّحْرُ نوعانِ:
1 – حَقِيقيٌّ، ويُؤدِّي إلى الْإِمْرَاضِ وقد يَقتُلُ.
2 – تَخْيِيلِيٌّ، وذلك بقَلْبِ الأَشْيَاءِ فِيمَا يَبْدُو للمَسْحُورِ لا فِي حَقِيقتِها.
هذا التَّقسِيمُ الذِي عليه أهْلُ السُّنةِ؛ وخالَفَهُم الْمُعتَزِلةُ فقالُوا: إنَّ السِّحْرَ كُلَّه تَخْيِيلٌ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/115)
* فَائِدَةٌ 34: هَل يَقدِر السَّاحرُ على قَلْبِ الأعيَان حَقِيقةً؟
فالْجُمْهُورُ: على أنَّه لا يَقْدرُ على ذلكَ، ولو مُكِّنَ السَّحرةُ مِن هذَا لَأحْدثُوا أشياءَ كثيرَةً.
* فَائِدَةٌ 35: سُحِر النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان تأثِيرُ السِّحرِ عليهِ فِيمَا يتَعلَّقُ بالأمُور البَدنِيَّةِ لا فيما يتعَلَّق بالرِّسالةِ والنُّبوَّةِ.
* فإِنْ قِيلَ: هذا يتَنافَى مع العِصْمَةِ مِن الإيذَاءِ؟
فَالْجَوَابُ: هو لَمْ يُؤْذِ إيذاءً فَتَكَ بهِ؛ وإلَّا فالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُرِحَ وشُجَّ وهو إِيذاءٌ، ولكنَّ العِصْمةَ هي: مِن أنَّ أحَدًا يَقتُلُه أو يتَسلَّطُ عليه؛ فاللهُ عصَمَهُ مِن ذلكَ.
* فَائِدَةٌ 36: مُظاهَرةُ المُشْرِكينَ التِي تكُونُ ناقِضًا مِن نوَاقضِ الإسْلَامِ: هيَ الْمُعَاونَةُ والنُّصرَةُ لأجْلِ الدِّينِ.
* فَائِدَةٌ 37: مُولَاةُ الكُفَّارِ قِسْمَانِ:
1 – إن كانَت لأجْل صِلةِ رحمٍ وإحسَانٍ إلى قَريبٍ؛ فهي جَائِزةٌ، كما جاء في حدِيثِ أَسْمَاءَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ عَلَيَّ وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ: (نَعَمْ).
2 – أن تكُون لغرَضٍ دُنيَويٍّ، كطَمعٍ في جاهٍ أو نحوِ ذلكَ -مَع بُغضِه- فهذه مُحرَّمةٌ وليسَتْ كُفْرًا، كما حصَلَت لِحَاطِبٍ رضيَ اللهُ عنهُ.
هذه هِيَ أَقْسَام الْمُولاةِ لِمَن فرَّق بينَ الْمُوالَاةِ والتَّولِّي.
* أمَّا التَّولِّي: فهُو مُناصَرَتُهُم ومُظاهَرتُهم لِدِينِهِمْ، فهَذا كُفْرٌ.
* فَائِدَةٌ 38: لا يَصِحُّ حَمْلُ قِصَّة حَاطِبٍ رضيَ اللهُ عنهُ على خُصُوصيَّةٍ له؛ لكونِه مِن أهْلِ بَدْرٍ، وقد جاءَ الحدِيثُ: (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ)؛ لأنَّ أهْلَ بَدْرِ لا يَمنَعُ أن تُقامَ علَيْهِم الحدُودُ إذا اسْتحَقُّوه [ذكرَهُ النَّوَوِيُّ]، فقد أُقِيم حَدُّ القَذْفِ علَى مِسْطَحٍ رضيَ الله عنهُ مع كونِه شَهِدَ بدْرًا.
ولكنَّ أهلَ بدرٍ معصُومُونَ -إن شاءَ اللهُ- مِن الكُفْرِ والرِّدَّةِ.
* فَائِدَةٌ 39: يزْعُمُ غُلاةُ الصُّوفيةُ أنَّ الولِيَّ إذا بلغَت رُتبَةً مُعيَّنةً؛ فإنَّ التَّكاليفَ تسْقُطُ عنهُ، ويَصِيرُ غَيْرَ مُلْزَمٍ بالشَّرِيعَةِ.
انْتَهَى بِحَمْدِ اللهِ
ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[10 - 11 - 10, 11:11 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
بارك الله لك في وقتك وجهدك ونفع بك
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[10 - 11 - 10, 11:12 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
بارك الله لك في وقتك وجهدك ونفع بك
جزاكم الله خيرا على المتابعة.
ـ[محمدعبداللطيف غازي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 12:56 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله اسال الله ان يوفق الجميع لما فيه رضاه وجزاكم الله خيرا.
وياحبدا لو يكون من بين ماتكتبونه الفوائد التي دكرها الشيخ هيثم سرحان المدني في شرحه لكتاب التوحيد وتقسيمه البديع اسال الله ان يوفق الجميع لكل خير امين.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[10 - 11 - 10, 05:34 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله اسال الله ان يوفق الجميع لما فيه رضاه وجزاكم الله خيرا.
وياحبدا لو يكون من بين ماتكتبونه الفوائد التي دكرها الشيخ هيثم سرحان المدني في شرحه لكتاب التوحيد وتقسيمه البديع اسال الله ان يوفق الجميع لكل خير امين.
أنا مشغولٌ حاليًّا، قد تأتي فرصة أخرى إن شاء الله.
ـ[محمدعبداللطيف غازي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 06:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احسن الله اليك اخي زكرياء واسال الله ان يمدنا بعونه وتوفيقه وان يبارك في اوقاتنا واعمارنا انه على كل شيء قدير والحمد لله رب العالمين.
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[11 - 11 - 10, 02:01 ص]ـ
جزاك الله كل الخير
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[11 - 11 - 10, 05:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا الدكتور ونفع بكم ولا حرمنا من فوائدكم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[11 - 11 - 10, 09:13 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء، على متابعتكم.
ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[11 - 11 - 10, 02:44 م]ـ
أخى زكريا
هل عندك هذه التعليقات على ملف ورد؛ ليسهل طبعه والإنتفاع به
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[11 - 11 - 10, 03:16 م]ـ
أخى زكريا
هل عندك هذه التعليقات على ملف ورد؛ ليسهل طبعه والإنتفاع به
تجد ما طلبتَه في المرفقات (ومعه الخطوط الأصلية التي كُتِبَ به الموضوع):
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 11 - 10, 11:52 م]ـ
حسن هو العدل ..
وبارك الله فيك أخي زكريا على الفوائد الطيبة والترتيب الجيد ..
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[13 - 11 - 10, 01:18 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي زكرياء
والله إنني أسر لماَّ أرى مشاركة جديدة لكم
نسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك لك في وقتك وان يبارك ويبارك ويبارك لك فيه وأن يبارك لك في علمك
يسر الله لي ولك تحصيل العلوم النافعة كلِّها
آمين
ولا أزال أكرر اعتذاري عن تخلفي عن مجالسكم [فقط ادع الله لي بتيسير وسيلة نقل خاصة بي]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/116)
ـ[محمد أبو عائشة]ــــــــ[13 - 11 - 10, 02:41 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[14 - 11 - 10, 10:23 ص]ـ
تنبيه: لم أنسق الفوائد هكذا، وإنما نسَّقتُها على هيئة فوائد ثلاثة الأصول -كما هنا-:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=227433
وأنا لم أرد بتقسيم الفوائد على المشاركات الاستكثار من المشاركات!!، وإنما المقصود أمران:
1 - أن تقليل المكتوب يُساعدني على تنسيقه أثناء رفعه على الملتقى؛ ?نني كنتُ أحيانا أكتب الشيء الكثير ثم أبعث بالمشاركة فإذا خط النت ينقطع، وأحيانا لا أجد المشاركة التي كتبتها، فتذهب كليةً!!! وهذا أمر مثبِّطٌ.
2 - أن المشاركة الطويلة قد يملُّ الإنسان من قراءتها؛ بخلاف ما إذا كانت مجزَّأَةً، فكلما انتهى القارئ الكريم من مشاركةٍ نشِط إلى التي تليها.
والله المستعان.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[19 - 11 - 10, 11:53 ص]ـ
يُرفع؛ للفَائدةِ ....
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 11 - 10, 12:03 م]ـ
رفع الله قدركم(67/117)
المكاشفات ثلاثة أنواع
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[10 - 11 - 10, 02:40 م]ـ
هل كشف الإلهام حقيقي في ضوء الإسلام؟ الصوفيون يدعون كل مرة أن عندهم العلم بالغيب وهم يطلقون على ذلك "كشف الإلهام"، والبعض يبررون ذلك قائلين أنه عندما كان عمر رضي الله عنه يخطب ذات مرة قال أن هناك جيش في ساحة المعركة، أرجو توضيح ذلك.
الحمد لله
أولاً:
الكشف الذي يحصل للمرء أنواع، فمنه النفساني وهو مشترك بين المسلم والكافر، ومنه الرحماني وهو الذي يكون عن طريق الوحي والشرع، ومنه الشيطاني وهو ما يحصل عن طريق الجن.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
نحن لا ننكر أن النفس يحصل لها نوع من الكشف إما يقظةً وإما مناماً بسبب قلة علاقتها مع البدن إما برياضة أو بغيرها، وهذا هو الكشف النفساني وهو القسم الأول من أنواع الكشف.
لكن قد ثبت أيضاً بالدلائل العقليَّة مع الشرعيَّة وجود الجن وأنها تخبر الناس بأخبار غائبة عنهم كما للكهان المصروعين وغيرهم …
ولكن المقصود هنا أنه يعلم وجود أمور منفصلة مغايرة لهذه القوى كالجن المخبرين لكثير من الكهان بكثير من الأخبار وهذا أمر يعلمه بالضرورة كل من باشره أو من أخبره من يحصل له العلم بخبره ونحن قد علمنا ذلك بالاضطرار غير مرة فهذا نوع من المكاشفات والإخبار بالغيب غير النفساني وهو القسم الثاني من أنواع الكشف.
وأما القسم الثالث: وهو ما تخبر به الملائكة فهذا أشرف الأقسام كما دلت عليه الدلائل الكثيرة السمعية والعقلية، فالإخبار بالمغيبات يكون عن أسباب نفسانية ويكون عن أسباب خبيثة شيطانية وغير شيطانية ويكون عن أسباب ملكية.
" الصفدية " (ص 187 - 189).
وقال ابن القيم:
الكشف الجزئي مشترك بين المؤمنين والكفار والأبرار والفجار كالكشف عما في دار إنسان أو عما في يده أو تحت ثيابه أو ما حملت به امرأته بعد انعقاده ذكراً أو أنثى وما غاب عن العيان من أحوال البعد الشاسع ونحو ذلك فإن ذلك يكون من الشيطان تارة، ومن النفس تارة، ولذلك يقع من الكفار كالنصارى وعابدي النيران والصلبان فقد كاشف ابن صياد النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بما أضمره له وخبَّأه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما أنت من إخوان الكهان "، فأخبر أن ذلك الكشف من جنس كشف الكهان، وأن ذلك قدره، وكذلك مسيلمة الكذاب مع فرط كفره كان يكاشف أصحابه بما فعله أحدهم في بيته وما قاله لأهله يخبره به شيطانه ليغوي الناس، وكذلك الأسود العنسي، والحارث المتنبي الدمشقي الذي خرج في دولة عبد الملك بن مروان وأمثال هؤلاء ممن لا يحصيهم إلا الله، وقد رأينا نحن وغيرنا منهم جماعة وشاهد الناس من كشف الرهبان عباد الصليب ما هو معروف.
والكشف الرحماني من هذا النوع هو مثل كشف أبي بكر لما قال لعائشة رضي الله عنهما إن امرأته حامل بأنثى، وكشف عمر رضي الله عنه لما قال يا سارية الجبل – أي إلزم الجبل - وأضعاف هذا من كشف أولياء الرحمن.
" مدارج السالكين " (3/ 227، 228).
ثانياً:
وما حدث مع عمر بن الخطاب رضي الله صحيح ثابت عنه، فقد قال نافع أن عمر بعث سريَّة فاستعمل عليهم رجلاً يقال له " سارية "، فبينما عمر يخطب يوم الجمعة، فقال: " يا ساريةُ الجبلَ، يا ساريةُ الجبلَ "، فوجدوا " سارية " قد أغار إلى الجبل في تلك الساعة يوم الجمعة وبينهما مسيرة شهر ".
رواه أحمد في " فضائل الصحابة " (1/ 269)، وصححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " (1110).
وهذا كرامة لعمر رضي الله عنه وذلك إما بإلهامه وتبليغ صوته – وهو ما يراه ابن القيم – أو بالكشف النفساني وتبليغ صوته – وهو ما سيأتي في كلام الشيخ الألباني -، وفي كلا الحالين هو كرامة له ولا شك.
ثالثاً:
وأمّا ما يحصل مع الصوفية فليس من الكشف الرحماني بل إما أن يكون من النفساني وهو ما يشركهم به الكفار، وإما أن يكون الشيطاني وهو الأغلب.
والكشف الرحماني إنما يحدث لأولياء الله تعالى الذين يقيمون الشرع ويعظمونه، وقد عُرف من حال الصوفية أنهم ليسوا كذلك، وما حصل من عمر إن صحَّ تسميته " كشفاً " فهو من الكشف الرحماني.
قال الشيخ الألباني – عن حادثة عمر بن الخطاب -:
ومما لا شك فيه أن النداء المذكور إنما كان إلهاماً من الله تعالى لعُمر، وليس ذلك بغريب عنه فإنه " محدَّث " كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن ليس فيه أن عمر كُشف له حال الجيش، وأنه رآهم رأي العين، فاستلال بعض المتصوفة بذلك على ما يزعمونه من الكشف للأولياء وعلى إمكان اطلاعهم على ما في القلوب: من أبطل الباطل، كيف لا وذلك من صفات رب العالمين المنفرد بعلم الغيب والاطلاع على ما في الصدور.
وليت شعري كيف يزعم هؤلاء ذلك الزعم الباطل والله عز وجل يقول في كتابه {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً. إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} الجن / 26، 27؟ فهل يعتقدون أن أولئك الأولياء رسل الله حتى يصحَّ أن يقال إنهم يطلعون على الغيب باطلاع الله إياهم؟! سبحانك هذا بهتان عظيم ….
فالقصة صحيحة ثابتة، وهي كرامة أكرم الله بها عمر، حيث أنقذ به جيش المسلمين من الأسر أو الفتك به، ولكن ليس فيها ما زعمه المتصوفة من الاطلاع على الغيب، وإنما هو من باب الإلهام (في عرف الشرع) أو (التخاطر) في عرف العصر الحاضر الذي ليس معصوماً، فقد يصيب كما في هذه الحادثة، وقد يخطئ كما هو الغالب على البشر، ولذلك كان لا بدَّ لكل وليٍّ من التقيد بالشرع في كل ما يصدر منه من قول أو فعل خشية الوقوع في المخالفة، فيخرج بذلك عن الولاية التي وصفها الله تعالى بوصف جامع شامل {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} يونس / 63، ولقد أحسن من قال:
إذا رأيت شخصاً قد يطير وفوق ماء البحر قد يسير
ولم يقف على حدود الشرعِ فإنه مُستَدرج وبدعي.
" السلسلة الصحيحة " (3/ 102 – 104).
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/12778/%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9(67/118)
التعريف بالمصطلحات العلميةالعقدية والفروق والتقاسيم السنية ... متجدد
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[10 - 11 - 10, 10:15 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
فتحت قول شيخ الاسلام ابن القيم نصف العلم في التعاريف والتقاسيم اردت ان افتح هذه النافذة العلمية لبيان بعض المصطلحات العلمية والاسماء الشرعية التي لا يسع لطالب العقيدة جهلها
والبداءة بتعريف العقيدة
العقيدة هي فعيلة بمعنى مفعولة كقتيلة بمعنى مقتولة المرد بها اسم المفعول الشئ المعقود او المعقود عليه كقول النبي صلى الله عليه وسلم *الخيل معقود بنواصيها الخير الى يوم القيامة * فهي مشتقة من مادة ع ق د وهي مادة دالة على الاحكام والشدة
وجاء في المفردات للاصفهاني العقد الجمع بين طرفي الشئ ويستعمل ذلك في الاجسام الصلبة كعقد الحبل ثم استعمل في المعاني كالعقود والعهود ففيها معنى الامضاء
فهو مجازي في المعاني حقيقة في المحسوات
وتدور هذه الكلمة على اللزوم والتاكيد والاستيثاق ومنها قوله* بما عقدتم الايمان* فيكون بقصد القلب وعزمه وفرق بينه لغو اليمين فهو بدون عقد القلب وعزمه
تقول العرب اعتقد الشئ صلب واشتد واعتقدت كذا عقدت عليه القلب والضمير
ومن ما سبق بيانه علم لماذا سميت اركان الايمان والغيبيات عقيدة لانه يشترط فيها الجزم فان كان ثم تردد او شك انتفت العقيدة باصلها
والعقيدة لفظ اصطلاحي وان لم يكن شرعي لانه لم يستعمل لا في الكتاب ولا في السنة ولا في القرون المفضلة واشتهر استعماله في القرن الرابع واوائل القرن الخامس
واطلاق بعض السلف المصدر وهو الاعتقاد على بعض المؤلفات مثل كتاب اعتقاد اهل السنة لابي بكر الاسماعيلي توفي سنة381ه يدل على ان لديه اصلا عندهم
العقيدة في الاصطلاح لها اطلاقان عام وخاص
خاص تطلق على اركان الايمان الستة فيقال العقيدة شرعا الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره
عام وهو الذي استقر الاصطلاح
مجموعة المسائل الشرعية القطعية التي تميز بها اهل السنة على سائر اهل البدع
قوله المسائل الشرعية يعم الايمان بالاركان الستة والغيبيات والقول في الصحابة وغيرها من مسائل المعتقد
قوله القطعية اي المجمع عليها في الجملة
وقوله التي تميز بها اي العقيدة تميز اهل السنة على اهل البدع وحينئذ من المحال ان تجمع اهل السنة واهل البدع راية واحدة وفيه رد على من يدعو الى التسوية بين الاشاعرة واهل السنة
الفرق بين العقيدة والتوحيد
1 - ان العقيدة اعم من جهة موضوعها من التوحيد فان كان التوحيد يقرر الحق بدليله فقط فان العقيدة تقرره وترد الشبهات وتبين ما يقدح في الادلة الخلافية وتناقش الديانات والفرق
2 - ان الايمان بالكتب والرسل والملائكة والايمان بالقدر يدخل في اطار العقيدة بالمطابقة وفي التوحيد بالاستلزام
هذا وللحديث بقية مع مصطلاحات اخرى وادعو الاخوة من عنده مداخلة في ما يتعلق بالموضوع فلا يحرم اخوانه علما علمه الله اياه ليعم النفع والخير ويحصل على الاجر والثواب ان شاء الله
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[11 - 11 - 10, 08:38 م]ـ
وقد اختص لفظ السنة عند بعض ائمة السلف بالاعتقادات السالمة من البدع والشبهات فاذا اطلق لفظ السنة في بحث المعتقد فحينئذ يراد به الاعتقادات ومن شواهدها كتاب السنة لابي بكر الاكرم توفي 273ه وكتاب السنة لعبد الله ابن الامام احمد وغيرها وعليه نقول
تعريف السنة لغة هي الطريقة والسيرة سواء كانت محمودة او مذمومة
لما جاء في الحديث *من سن سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها ومن سن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها*
والفرق بين الحسنة والقبيحة اما ان تعرف من سياق الكلام او بالاضافة بان تضاف الى ممدوح فهي حسنة كاضافتها الى الله او رسله *سنة الله في الذين خلو من قبل* واما ان تضاف الى مذموم فهي قبيحة * لتتبعن سنن من كان قبلكم ......... قلنا من يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن*
تعريف السنة في الاصطلاح ففي اصطلاح المحدثين هي ما اثر عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من قول او فعل او تقرير او صفة خلقية او خلقية -بضم الخاء- او سيرة سواء كانت قبل البعثة او بعدها *انظر توجيه النظر الى اصول الاثر للدمشقي ص3
وفي اصطلاح الاصولين تطلق على ما جاء منقولا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على الخصوص ما لم ينص عليه في الكتاب العزيز بل انما نص عليه من جهته عليه الصلاة والسلام كان بيانا لما في الكتاب او لا* انظر الموافقات ج4ص3
وتطلق على اعم من ذلك في مقابلة البدعة وذلك بعد ان نشات البدع وتشعبت الاهواء في العصور المفضلة
والسنة اذا اطلقت في باب العقائد انما يقصد بها ما كان عليه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والاعمال والاقوال وهذه هي السنة الكاملة ولهذا كان السلف لا يطلقون السنة الا على ما يشمل ذلك كله لا ما اصطلح عليه علماء الحديث وعلماء الاصول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/119)
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[13 - 11 - 10, 12:38 ص]ـ
المصطلح الثالث من ما جاء اطلاقه على علم العقيدة و هو اكثرها ورودا في الكتاب والسنة وهو الايمان والشاهد عليه ما عنون له بعض ائمة السلف لكتب ضمنوها مسائل المعتقد مثل الايمان لابن منده وكتاب الإيمان لأبي بكر بن أبي شيبة وغيرها من المؤلفات المستقلة ناهيك عما افرد اصحاب السنن و الجوامع فيها من كتب سموها كتاب الايمان وجمعو فيها ما يتعلق بمسائل الاعتقاد
الايمان لغة هو الاقرار بالشئ عن تصديق به
ولا يفسر بالتصديق المجرد كما هو مذهب اكثر العلماء لانه احد اجزائه فالايمان اعم من مجرد التصديق لان الكلمة اذا كانت بمعنى الكلمة فانها تتعدى بتعديتها ومعلوم ان التصديق يتعدى بنفسه تقول صدقتك ولا تقول صدقت بك او لك والايمان انما يتعدى بحرف الباء او الام تقول امنت لك او امنت بالله ولا تقول امنته
فلو كان الايمان مرادف التصديق وحده لتعدى بما يتعدى به فدل حرف التعدية على معنى زائد على مجرد التصديق وهو الاقرار
ثم كلمة صدقت لا تعطي معنى كلمة امنت فهي تدل على الطمانينة بالخبر اكثر من كلمة صدقت ولهذا لو فسر الايمان بالاقرار لكان اجود نقول الايمان هو الاقرار ولا اقرار الا بتصديق
اصطلاحا هو اعتقاد بالقلب واقرار باللسان وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وقد يقال الايمان قول وعمل قول اللسان والقلب وعمل القلب والجوارح
الفرق بين الايمان والاسلام
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" اسم " الإيمان " تارة يذكر مفردا غير مقرون باسم الإسلام، ولا باسم العمل الصالح، ولا غيرهما، وتارة يذكر مقرونا بالإسلام كقوله في حديث جبرائيل: (ما الإسلام ... وما الإيمان)، وكقوله تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) الأحزاب/35، وقوله عز وجل: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) الحجرات/14، وقوله تعالى: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
فلما ذكر الإيمان مع الإسلام:
جعل الإسلام هو الأعمال الظاهرة: الشهادتان والصلاة والزكاة والصيام والحج.
وجعل الإيمان ما في القلب من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
وإذا ذكر اسم الإيمان مجردا دخل فيه الإسلام والأعمال الصالحة، كقوله في حديث الشعب: (الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها: قول لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق).
وكذلك سائر الأحاديث التي يجعل فيها أعمال البر من الإيمان " انتهى باختصار.
"مجموع الفتاوى" (7/ 13 - 15).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
"إذا اقترن أحدهما بالآخر فإن الإسلام يفسر بالاستسلام الظاهر الذي هو قول اللسان، وعمل الجوارح، ويصدر من المؤمن كامل الإيمان، وضعيف الإيمان، قال الله تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ)، ومن المنافق، لكن يسمى مسلما ظاهرا، ولكنه كافر باطنا.
ويفسر الإيمان بالاستسلام الباطن الذي هو إقرار القلب وعمله، ولا يصدر إلا من المؤمن حقا كما قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا)
وبهذا المعنى يكون الإيمان أعلى، فكل مؤمن مسلم ولا عكس" انتهى.
"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (4/ 92).
ـ[محمد أبو عائشة]ــــــــ[13 - 11 - 10, 02:34 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[13 - 11 - 10, 11:15 ص]ـ
جمع طيب وتحرير مبارك ..
وواصل نفع الله بك ..
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[14 - 11 - 10, 10:46 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/120)
المصطلح الرابع الذي اصطلح اهل الفن اطلاقه مرادفا للايمان هو التوحيد ولهذا داب الائمة بتسمية كتبهم ومؤلفاتهم العقدية بالتوحيد مثل كتاب التوحيد واثبات صفات الرب لابي بكر ابن خزيمة و كتاب التوحيد لمحمد ابن يحي ابن منده
تعريف التوحيد لغة هو مصدر للفعل الثلاثي المزيد بتضعيف عينه وحد -بالحاء المشددة- يوحد توحيد
التوحيد مشتق من الوحدة المراد بها الانفراد تقول جاء الرجل وحده اي منفردا وفلان واحد دهره اي لا نظير له فالتوحيد جعل الشئ واحد قال تعالى *اجعل الالهة اله واحدا*
التوحيد تفعيل للنسبة لان من معاني فعل يفعل تفعيلا النسبة اي نسبة الصفة الى الشئ تقول كذبته اي نسبته الى الكذب فسقته نسبته الى الفسق هل انت جعلته فاسقا لا انما نسبته الى الصفة
التفعيل هنا المقصود به نسبة كالتصديق والتكذيب لا للجعل الخارجي وانما هي معنى في القلب
تقول وحدت الله اي نسبت اليه الوحدانية لا جعلته واحدا فان وحدانية الله ذاتية لا بجعل جاعل -انظر لوامع الانوار البهية - بتصرف-
فالتوحيد مصدر من الفعل وحد يوحد ومعناه دائر على الانفراد المستلزم للتميز عن غيره
تعريف التوحيد اصطلاحا اعتقاد وحدانية الله في ذاته وصفاته وافعاله *ليس كمثله شئ وهو السميع البصير * وافراده بالعبادة
اقسام التوحيد ينقسم الى قسمين
1 - التوحيد القولي العلمي وهو افراد الله بخصائصه في افعاله واسمائه وصفاته ويدخل تحته توحيد الربوبية والاسماء والصفات
والعلم المقصود به هنا هو علم القلب لا العلم بمعنى ادراك المعلوم فقط فان ذلك امر مشترك بين انواع التوحيد
2 - التوحيد القصدي العملي وهو افراد الله بفعل العبد ويطلق عليه توحيد الالوهية
والقصدي لتعلقه باخلاص الفعل للمعبود سبحانه
والعملي لتعلقه بافعال العباد الارادية فكل ما عبد الله به على شرعه فهو توحيد القصد والعمل
الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية
1 - الاختلاف في الاشتقاق فالربوبية مشتقة من اسم الرب والالوهية من الاله
2 - ان متعلق الربوبية الامور الكونية كالخلق والرزق والاحياء ونحوها ومتعلق الالوهية الاوامر والنواهي من الواجب والمحرم والمكروه
3 - ان توحيد الربوبية قد اقر به المشركون اما الالوهية قد رفضوه
4 - توحيد الربوبية مدلوله علمي اما توحيد الالوهية مدلوله عملي
5 - ان توحيد الالوهية يتضمن توحيد الربوبية وتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الالوهية
6 - ان توحيد الربوبية لا يدخل من امن به الى الاسلام اذا هو جزئ من توحيد الالوهية
انظر المدخل لدراسة العقيدة الاسلامية للبريكان ص96 - 98
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[15 - 11 - 10, 06:44 م]ـ
المصطلح الخامس الاصول ومن شواهد التصنيف لهذه التسمية شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة لابي القاسم اللالكائي والفصول في اصول الدين لابي عثمان الصابوني وهي اشهرها
تعريف الاصول لغة لعلماء اللغة ثلاث تعبيرات في بيان معنى الاصول لغة
التعبير الاول ان الاصل هو الاساس ومن ذلك قول العرب لا اصل له ولا فصل اي لا نسب له ولا لسان
التعبير الثاني ان اصل الشئ اسفله ومن ذلك ما جاء في حديث الاضحية انه نهى عن المستاصلة التي اخذ قرنها من اصله واسفله * انظر لسان العرب اصل 11/ 16
التعبير الثالث ان الاصل هو منشا الشئ الذي ينبت فيه ومنه قيل ان القطن هو اصل المنسوجات لانها تنشا منه
والتعريف المشتهر بين الاصوليين هو ما يبنى عليه غيره
تعريف الاصول اصطلاحا يطلق الاصل في لسان الشريعة عدة اطلاقات مختلفة المعاني هي
الدليل والراجح والقاعدة المستمرة والمقيس عليه
والناظر في كتابات الشرع يجد انهم يعبرون بلفظ الاصول في مجالات متعددة ويختلف المعنى في هذه التعبيرا ت باختلاف ما يضاف لفظ الاصول اليه ومنها اصول الدين
اصول الدين هو علم يبحث فيه عما يجب لله من صفات الكمال والجلال وما يستحيل عليه من كل ما لا يليق وما يجوز في حقه من الافعال وعما يجب للرسل والانبياء ويستحيل عليهم وما يجوز في حقهم وما يتصل من ذلك من الايمان بالكتب المنزلة والملائكة الاطهار ويوم البعث والجزاء والقدر والقضاء* انظر شرح الطحاوية للغنيمي ص36 فتاوى محمد بن براهيم 14/ 156 علم التوحيد للربيعة ص 29
الفرق بين الاصول والفروع اكثر العلماء من التفريق بينهما بفروق فاسدة منها ما قيل ان الاصول هي المسائل العلمية والفروع هي المسائل العملية وقيل ان الاصول هي المسائل المعلومة بالسمع والعقل والفروع هي التي دليلها السمع وحده ومنها ان الاصول هي المسائل الخبرية والفروع هي المسائل الطلبية وهذا الاخير رده ابن القيم في الصواعق المرسلة
ويظهر ان الفرق الصحيح منحصر في القطعية والظنية فالاصول ينبغي لا تطلق الا ما كان دليله قطعي والفروع لا تطلق الا ما كان دليله ظني* انظر الاصول والفروع للشثري ص 249
ونقول ان جمهور التقاسيم في باب الاعتقاد او الشريعة فضلا عن مسائل العلم الاخر هي اصطلاح فينظر اليها باعتبار الالفاظ و باعتبار المعاني
اما باعتبار الالفاظ فالشان في هذه الاصطلاحات والتقاسيم انه لا مشاحة في الاصطلاح
والشان يكون باعتبار معانيها فان وضع لها معاني مناسبة للمعاني الشرعية التي بعث بها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قبلت وان اريد بها معاني فاسدة تكون ذرائع الى التوصل الى التحريف او التاويل فهذه ترد ولا تقبل وهذه لها مثالات مثل المتواتر والاحاد والحقيقة والمجاز والاصول والفروع فلكل من هذه القاسيم عند اهل البدع معاني تخالف الحق جعلوها وسائل الى نفي الاسماء والصفات او غيرها من المسائل التي تتصادم مع عقولهم كما زعمو والله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/121)
ـ[منهاج السنة]ــــــــ[15 - 11 - 10, 11:51 م]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[17 - 11 - 10, 04:28 م]ـ
وهناك اطلاقات عند المتاخرين على ما يراد بالعقيدة ولكنها فاسدة نستعرض بعضها منها الفلسفة وعلم الكلام و الفكر الاسلامي والتصور الاسلامي
الفلسفة كلمة يونانية الأصل معناها الحرفي "حب الحكمة"
وتطلق الفلسفة ويراد بها عبارة عن محاولات بشرية للوصول الى الحقيقة عن طريق التامل العقلي دون الاهتداء بالوحي المنزل على الانبياء
فهو اطلاق بدعي من جهة اللفظ والمعنى
الفرق بين الفلاسفة الالهيون والفلاسفة المشائيون
المشائون افلاطون ومن اتبعه وانهم اول من قال بالطبائع وتكلم فيها وامر بالرياضة والمشي لمعاونة قوة الطبيعة وتحليل ما يضادها من الاخلاط وامر بالمشي عند المذاكرة في مسائل الطبيعة فسمو مشائين لهذا
الفلاسفة الالهيون فهم قدماؤهم من اهل النظر والكلام في الافلاك العلوية وحركاتها وما يزعمونه وينتحلونه من اضافتها وتاثيرها وفي اللغة اطلاق الاله على المدبر والمؤثر كما يطلق على المعبود وقد عرفت ان جمهورهم وقدماؤهم ليس مما جائت به الرسل في شئ ومذهبهم اكفر المذاهب وافجرها واضلها عن سواء السبيل* انظر الدرر السنية في الاجوبة النجدية لعبد الرحمان محمد بن قاسم النجدي 1/ 499 - 500
تعريف علم الكلام: عرف علم الكلام بعدة تعريفات منها:
1 - قال أبو حيان التوحيدي -رحمه الله-: (وأما علم الكلام فإنه من باب الاعتبار في أصول الدين يدور النظر فيه على محض العقل في التحسين والتقبيح، والإحالة والتصحيح، والإيجاب والتجويز، والاقتدار والتعجيز، والتعديل والتجوير، والتوحيد والتكفير.
والاعتبارُ فيه ينقسم بين دقيق يتفرد العقل به، وجليل يُفْزَع إلى كتاب الله -تعالى- فيه). [رسالة أبي حيان في العلوم ص 21]
2 - وعرفه ابن خلدون -رحمه الله- بقوله: (علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية) [تاريخ ابن خلدون ص 350].
3 - وعرفه الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- بقوله: (هو ما أحدثه المتكلمون في أصول الدين من إثبات العقائد بالطرق التي ابتكروها، وأعرضوا بها عما جاء بالكتاب والسنة) [فتح رب البرية ص 76].
سبب تسمية علم الكلام بهذا الاسم: أما سبب تسميته بهذا الاسم فذلك مما تضاربت به الأقوال، ومما قيل في ذلك ما يلي:
1 - أن عنوان مباحث المتكلمين في العقائد كان: (الكلام في كذا وكذا ... ).
2 - لأنه يورث قدرةً على الكلام في تحقيق الشرعيات، وإلزام الخصوم؛ فهو كالمنطق للفلسفةِ؛ والمنطقُ مرادفٌ للكلام.
3 - لأن هذا العلم لا يتحقق إلا بالمباحثة، و إدارة الكلام من الجانبين على حين أن غيره من العلوم قد يتحقق بالتأمل، ومطالعة الكتب.
4 - لأنه أكثر العلم خلافاً، ونزاعاً؛ فيشتد افتقاره إلى الكلام مع المخالفين، والرد عليهم.
5 - لأنه؛ لقوة أدلته صار كأنه هو الكلام دون ما عداه من الكلام.
6 - أنه؛ نظراً لقيامه على الأدلة القطعية المؤيد أكثرها بالأدلة السمعية كان أكثر العلوم تأثيراً بالقلب؛ فسمي الكلام بذلك مشتقاً من الكَلْم وهو الجرح.
7 - أنه سمي بذلك؛ لأن أول خلاف وقع في الدين كان في كلام الله -عز وجل- أمخلوق هو أم غير مخلوق؟ فتكلَّم الناس فيه؛ فسمي هذا النوع من العلم كلاماً، واختص به.
8 - لأن هذا العلم كلام صِرْفٌ، وليس تحته عمل [انظر العقائد النسفية للنسفي ص 6، وتاريخ ابن خلدون ص 350 - 375، والمعتزلة لزهدي جارالله ص 346].
من مقالا ت السلف في ذم اهل الكلام
قال الامام احمد لا يفلح صاحب كلام ابدا
وقال الشافعي حكمي في اهل الكلام ان يضربو بالجريد والنعال ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة واقبل على علم الكلام
الفكر الاسلامي نقول ليست العقيدة فكرا لان الفكر هذا نتاج بشري وليس من مصادر التشريع لا في العلميات ولا في العمليات بل الشريعة وحي والفكر نتاج عقول البشر يحتمل الخطا والصواب
والتصور الاسلامي كذلك مبناه على الفكر والخيال فهو قابل للخطا
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[21 - 11 - 10, 03:17 ص]ـ
التعريف ببعض اسماء الطائفة المنصورة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/122)
لما نشأت البدع في الإسلام وانتشرت فرق الغواية والضلال – مع انتسابهم الظاهر للاسلام - بعد انقضاء القرون المفضلة كان حتما لأهل الحق وراية التوحيد وسلامة العقيدة التي ترك النبي الأمة عليها بيضاء نقية لا يزيغ عنها إلا هالك أن يعرفوا بأسماء تميزهم عن أهل الابتداع والانحراف فظهرت حينذاك أسماؤهم الشرعية المستمدة من الكتاب والسنة سواء من منطوق او مفهوم فبعضها ثابت بالنص والآخر حصل لهم بفضل تمام انقيادهم وتحقيقهم للإسلام الصحيح وهذه الالقاب مخالفة تماما لمسميات آهل البدع فهي ترجع إلى الانتساب لأشخاص او الى ألقاب مشتقة من أصل بدعتهم كما هو معلوم
ومن أشهرها آهل السنة والجماعة وهو مؤلف من شقين أهل السنة و الجماعة
آهل السنة والمقصود بالسنة هو المعنى الاصطلاحي وهو شمولها للإسلام كاملا – كما سبق في تعريف السنة- وجاء الحث في أحاديث النبي على الأمر بإتباع السنة كما في حديث العرباض بن سارية وغيره فمن استمسك بها حقا وصدقا كان أحق الناس بالانتساب لها
و أما الجماعة فهذه ثابتة لهم بالنص كما جاء في حديث الافتراق من طريق معاوية أن النبي قال * ... كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة وانه سيخرج من آمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله .. * رواه احمد وغيره وقال الالباني في ظلال الجنة في تخريج السنة حديث صحيح بما قبله وما بعده انظر السنة لأبي عاصم مع ظلال الجنة ص33
وقد ذكر الشاطبي للعلماء في تفسير الجماعة خمسة أقوال كلها دائرة على اعتبار أهل السنة أنهم هم المعنيون بالجماعة
قيل هم السواد الأعظم من أهل الإسلام وقيل جماعة أئمة العلماء المجتهدين وقيل أن الجماعة هم الصحابة على الخصوص وقيل هم الجماعة من جماعة أهل الإسلام وقيل ما اختاره الإمام الطبري من أن الجماعة هم جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أمير
هكذا نقلتها بايجاز مخل ومن اراد التوسع فعليه بكتاب الاعتصام للشاطبي ج1 ص260/ 265
وهذا تحرير رفيع المقام لرفع إيهام تعارض الأقوال من الخطابي مع تعليق للشيخ صالح أل الشيخ نقلته لأهميته في شرحه للواسطية
وقد ذكر الخطابي رحمه الله تعالى في كتابه (العزلة) كلمة فائقة فيها تحرير هذا المقام.
قال: إن (الافتراق) ينقسم إلى افتراق في الآراء والأديان وإلى افتراق في الاجتماع والأبدان أو بالأشخاص والأديان.
افتراق تارةً يكون في الآراء والأديان وتارةً يكون في الأشخاص والأديان.
هكذا قال.
وهذا كلامٌ دقيقٌ متين.
قال: و (الاجتماع) اجتماع بمقابل ذلك بالآراء والأديان ويكون اجتماع بالأشخاص والأديان.
والاجتماع في الأشخاص والأبدان هذا ينقسم .... إلى آخر ما يحصله كلامه رحمه الله.
نأخذ من هذا أنه لفهم معنى (الجماعة) فهماً دقيقاً – لأنه ينبني على هذا فهم معنى (أهل السنة والجماعة) حتى لا يُدخل فيهم من ليس منهم – تحريره:
أن (الجماعة) تطلق باعتبارين:
1 – جماعةٌ باعتبار العقائد والأديان باعتبار الآراء والأديان.
فإذا نظرت إلى هذا المعنى في الاجتماع فإنه مأمورٌ به.
والاجتماع على الآراء والأديان الأقوال في الدين وعلى الأحكام وعلى العقائد وعلى المنهج ونحو ذلك فهذا لا بد أن يكون له مرجع.
ومرجعه – في فهم نصوص الكتاب والسنة – هم: صحابة رسول الله صلى الله صلى عليه وسلم.
وبهذا يلتقي هذا الفهم مع أقوال أهل العلم الذين قالوا: إن (الجماعة) هم: صحابة رسول الله صلى عليه وسلم.
وعلى هذا فالذين أخذوا بما قالته الصحابة وما بينته الصحابة من أحكام الشرع من الأحكام الخبرية – يعني من العقائد – فهو من الحق وهو الذي لم يكن مع الفرق التي فارقت الجماعة.
وهؤلاء الذين هم مع صحابة رسول الله صلى عليه وسلم هم مع السواد الأعظم قبل أن يفسد السواد الأعظم.
ومعلومٌ أنه لا يحتج بالسواد الأعظم في كل حال.
وإنما السواد الأعظم الذي يحتج به هو السواد الأعظم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذه مسألةٌ في غاية الأهمية.
إذ الاحتجاج بالسواد الأعظم إنما يراد به: السواد الأعظم للمهتدين.
وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تابعهم في أمور الدين.
فصار إذن هاهنا قولان رجعا إلى هذا المعنى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/123)
كذلك من قال: إن (الجماعة) هم: أهل العلم والحديث والأثر ومن سار على نهجهم من الفقهاء وأهل اللغة.
هؤلاء إنما أخذوا بأقوال الصحابة رضوان الله عليهم وساروا على ما قرروه.
فإذن هم مع الجماعة قبل أن تفسد الجماعة ومع السواد الأعظم قبل أن يتفرق الناس عنه.
لهذا جاء ما جاء في أن (الجماعة) ما كان على الحق وإن كنت وحدك.
الجماعة ما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد الجماعة كما قاله طائفة من علماء السلف.
وهذا يريدون ما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يفسد الناس.
لأنه حصلت فتن وحصلت للناس أمورٌ منكرة وافتراءٌ في الدين.
فكيف تضبط هذه المسألة وهي أعظم المسائل التي هي مسألة الاعتقاد وما يجب اعتقاده وما ينهج بالحياة.
قال أهل العلم: إن (الجماعة): يعني التي من تمسك بها فهو على الجماعة ومن حاد عنها فهو من أهل الفرقة، قالوا: هم صحابة رسول الله صلى عليه وسلم.
وهذا ظاهرٌ كما ترى.
المعنى الثاني لـ (الاجتماع): اجتماعٌ بالأبدان – اجتماع في الاشخاص والأبدان – كما عبر عنه.
وهذا هو الذي فهمه ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى.
ولا شك أن هذا مأمورٌ به في نصوصٍ كثيرة.
النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالجماعة بهذا المعنى – الاجتماع على الإمام – وعدم التفرق عليه وترك الخروج عليه والبعد عن الفتن التي تفرق المؤمنين.
وهذا مما تميز به صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتميز به أهل السنة في كل عصر.
فنظر ابن جرير رحمه الله تعالى إلى ما فعله الإمام أحمد رحمه الله تعالى مع ما حصل من المأمون والمتوكل والواثق فإنه لم ينزع يداً من طاعة.
لأنه رأى أن الاجتماع إنما يحصل بذلك.
فأخذ بما جاء في النصوص بهذا المعنى.
وهكذا أهل السنة والجماعة هم على هذين الأمرين.
إذن (أهل السنة والجماعة) تحصل على أن معنى (الجماعة) – وإن تعددت الأقوال – فإن هذه الأقوال كاختلاف التنوع.
لأن جميعها صحيح دلت عليه نصوص الشرع.
فباجتماع هذه الأقوال يحصل لنا المعنى الصحيح لـ (أهل السنة والجماعة).
فغلط من غلط في معنى (أهل السنة والجماعة) فأدخل في (أهل السنة والجماعة) الفرق الضالة كالأشاعرة والماتريدية.
ومن أمثال من غلط من المتقدمين:
السفاريني في شرحه (لوامع الأنوار البهية).
قال: أهل السنة والجماعة ثلاث فرق:
الأولى: الأثرية، أتباع الأثر.
والثانية: الأشعرية، أتباع أبي الحسن الأشعري.
والثالثة: الماتريدية، أتباع أبي منصور الماتريدي.
وإذا كان كذلك فإنه على هذا الكلام إن الأشعرية والماتريدية وأهل الأثر هم جميعاُ من (الجماعة).
وهذا باطل.
لأن أهل الأثر: هم الذين تمسكوا بما كانت عليه الجماعة.
وأما الأشاعرة والماتريدية فإنهم يقولون قولتهم المشهورة يقولون:
كلام السلف أسلم ولكن كلام الخلف أعلم وأحكم.
وهذا لا شك أنه فيه افتراق وفرقة وخلافٌ واختلاف عما كانت عليه الجماعة قبل أن يذر نجم الابتداع في هذه الأمة.
فإذن هذا الكلام من الكلام الذي هو غلط على (أهل السنة والجماعة).
ولم يقل به أحد أئمة أهل السنة الذين يفهمون كلام أهل السنة وكلام المخالفين.
فإذن أهل السنة والجماعة فرقةٌ واحدة طائفةٌ واحدة لا غير.
وهم: الذين يعتقدون هذا الاعتقاد الذي سيبينه شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في هذه الرسالة.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[23 - 11 - 10, 10:18 م]ـ
الفرقة الناجية
الفرقة اي الطائفة والجماعة والفرقة بالضم معناه الافتراق
الناجية هي التي سلمت من الهلاك والشرور في الدنيا والآخرة وحصلت على السعادة بسبب استقامتها على الحق وتمسكها بما كان عليه رسول الله وأصحابه كما في حديث أبي هريرة قال قال رسول الله * افترقت اليهود إلى إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة وافترقت النصارى إحدى او ثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة* رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وقال الترمذي حديث حسن صحيح فهي ناجية من البدع في الدنيا سالمة منها ناجية من العذاب في النار يوم القيامة
وهذا اللقب مؤخوذ من حديث الافتراق ويفهم من كلام بعض أهل العلم أن هذه التسمية مأخوذة من منطوق الحديث وانه عليه الصلاة والسلام سئل عن الفرقة الناجية فذكر أوصافها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/124)
قال الاجري ثم انه صلوات الله عليه وسلامه سئل من الناجية فقال عليه الصلاة والسلام في حديث ما انأ عليه وأصحابي وفي حديث قال السواد الأعظم وفي حديث قال واحدة في الجنة وهي الجماعة 1
وسواء كانت التسمية مؤخوذة من منطوق الحديث أو مفهومه وهو الأظهر فهي تسمية شرعية ثابتة بالنص
يقول الحافظ الحكمي تحت عنوان الفرقة الناجية وقد اخبر الصادق المصدوق أن الفرقة الناجية هم من كان على مثل ما كان عليه هو وأصحابه وإنما تصلح هذه الصفة لحملتها وحفاظها المنقادين لها المتمسكين بها اعني بذلك أئمة الحديث وجهابذة السنة 2
الطائفة المنصورة
لما جاء في النص مما رواه معاوية بن قرة عن أبيه انه صلى الله عليه وسلم قال * لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة *
هذه الطائفة المنصورة هم أهل السنة كما نص على ذلك الائمة قال البخاري هم أهل العلم وقال احمد إن لم يكونوا اهل الحديث فلا ادري من هم قال القاضي عياض إنما أراد احمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث
والفرقة الناجية والطائفة المنصورة بمعنى واحد وانما وصفها منصورة باعتبار الدنيا فينصرهم الله على من عداهم اما بالسيف والسنان او بالحجة والبيان ووصفها بانها ناجية باعتبار الاخرة
السلفيون
لإتباعهم منهج السلف الصالح الذين هم الصحابة والتابعون وأتباعهم على الخير والهدى
يقول الباجوري وهم من كانوا قبل الخمسمائة وقبل القرون الثلاثة الصحابة والتابعون وأتباع التابعين 3
فهو إطلاق لما يقوم عليه مذهبهم من موافقة السلف في الأصول وإتباع الصحابة والتابعين في الهدي وتقديم قولهم على غيرهم لما لهم من الأسبقية والخيرية والمناقب والمحامد فهم ابر الأمة قلوبا وأعمقها دينا
و لما لهم من سلامة الفهم وصلابة الدين ومعايشة التنزيل وغيرها مما يقتضي الاستنارة بفهمهم وهديهم ولما جاء النص بالاقتداء بخلفائهم فالانتساب إلى السلف عزة وهو انتساب إلى الإسلام الحق لأنهم اهل الإسلام الصافي والدين الوافي أهل الإتباع لا الابتداع فمن اقتدى بهم نسب إليهم
1 الشريعة ص14
2 معارج القبول ج1 ص19
3شرح الباجوري على الجوهرة ص 72(67/125)
سؤال في التدرج في علم العقيدة
ـ[ابن محمد الشريف]ــــــــ[11 - 11 - 10, 12:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من أتم دراسة مقدمة أبي زيد القيرواني في العقيدة (حفظا للمتن وشرحا) بشرح العلامة عبد المحسن العباد البدر حفظه الله تعالى "قطف الجنى الداني" يستطيع أن ينتقل الى الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية بشرح الشيخ خليل هراس رحمه الله تعالى أو أي شرح آخر، أم أي متن يدرس؟
بارك الله فيكم
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[11 - 11 - 10, 12:16 م]ـ
في رأي والدي:
أن البدء في التوحيد أصلا وليس بالعقيدةعموما، وكتب محمد عبد الوهاب الإمام خير وسيلة لذلك.
ومن بعدها يبدأ بعموم العقيدة كشروح الواسطية وغيرها.وليكن شرح هراس.
فإذا أراد التوسع فيعود لموسعات التوحيد كفتح المجيد وما شاكله ومع مكبرات شروح الواسطية.
وربما لو ذهب لشروح التدمرية لكان حسنا.
ومن ثم العقيدة الطحاوية وهكذا.
ـ[ابن محمد الشريف]ــــــــ[12 - 11 - 10, 01:32 ص]ـ
بارك الله فيك أخي معاذ
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[12 - 11 - 10, 09:57 ص]ـ
أولا: التوحيد:
1 - ثلاثة الأصول.
2 - القواعد الأربع.
3 - كتاب التوحيد.
4 - كشف الشبهات (ومنهم من يجعل كشف الشبهات قبل كتاب التوحيد).
ثانيا: العقيدة العامة.
1 - لمعة الاعتقاد.
2 - الواسطية.
3 - الحموية.
4 - الطحاوية.
5 - التدمرية.
ثم يتبيَّن له ما يحتاجه بعد ذلك بنفسه.
ـ[محمد أبو عائشة]ــــــــ[13 - 11 - 10, 12:35 ص]ـ
تميما للفائدة:
- تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان آل الشيخ
- التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية للشيخ الرشيد
- شرح الطحاوية لابن أبي العز.
هذه الكتب الثلاثة جمعت جل مسائل العقيدة
ـ[أمين نواري]ــــــــ[13 - 11 - 10, 12:36 ص]ـ
هناك منهجية للشيخ أبي فهر حبذا لو إطلعت عليها:
www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=1281
ـ[محمدعبداللطيف غازي]ــــــــ[15 - 11 - 10, 06:58 م]ـ
www.haythamsarhan.com الشيخ هيثم سرحان المدني له طريق مفيدة لدراسة متون العقيدة لعلك اخي تلتزم بالترتيب الدي وضعه الشيخ وهو تقريبا نفس ماوضعه الاخ زكرياء توناني
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[16 - 11 - 10, 10:18 م]ـ
أوافق الأخ زكرياء توناني فهذا هو التدرج الصحيح والله تعالى أعلم
ـ[أبو عبد الله الجبر]ــــــــ[18 - 11 - 10, 04:26 ص]ـ
السلام عليكم
أولا: التوحيد:
1 - ثلاثة الأصول./ حاشية قاسم وشرح بن عثيمين والقصير وصالح ال الشيخ
2 - القواعد الأربع./ شرح الشيخ الفوزان
3 - كتاب التوحيد./ حاشية بن قاسم شرح بن عثيمين وصالح ال الشيخ وفتح المجيد وسماع شرح الغنيمان على فتح المجيد
4 - كشف الشبهات (ومنهم من يجعل كشف الشبهات قبل كتاب التوحيد)./ بن عثيمين
ثانيا: العقيدة العامة.
1 - لمعة الاعتقاد./ بن عثيمين
2 - الواسطية./ بن عثيمين والتنبيهات السنية للرشيد (وهو نفيس جدا) وشرح صالح ال الشيخ
3 - الحموية./ تلخيص بن عثيمين وشرح الراجحي والبراك
4 - الطحاوية./ شرح صالح ال الشيخ وشرح بن ابي العز
5 - التدمرية./ تقريب بن عثيمين وشرح البراك.
وبعدها التوسع في قراءة كتب شيخ الاسلام وتلميذة بن القيم وكتب العقيدة والسنة المسندة مثل الشريعة للآجري والسنة لعبدالله بن احمد وغيرها مع العناية باثار السلف التي جمعت وقد طبع منها اثار التابعين للمبدل وهناك رسالة جامعية في النت لأثار الصحابة على الاستيعاب مع التخريج والتعليقات العقدية.(67/126)
ما صحة هذا الكلام؟
ـ[حنين جمال]ــــــــ[11 - 11 - 10, 11:33 ص]ـ
أود أخوتي معرفة صحة هذا الكلام الدي ورد على الموقع السهير وكيبديا؟
الماتريدية مدرسة فكرية إسلامية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) تمثل أتباع أبو منصور الماتريدي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D9%85%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B1_ %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D 9%8A), وهي إحدى فرق الكلام ضمن الإسلام السني التقليدي ولا تختلف بشكل عام عن المدرسة الأشعرية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D8%A9) إلا في بعض القضايا البسيطة. أحد أشهر الكتب الماتريدية هو متن العقيدة المشهور بمتن العقيدة الطحاوية للإمام الطحاوي الحنفي. يتبع الكثير من علماء الماتريدية المذهب الفقهي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B0%D8%A7%D9%87%D8%A8_%D9%81%D9%82%D9%87% D9%8A%D8%A9) الحنفي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%86%D9%81%D9%8A%D8%A9) في حين يغلب على الأشاعرة المذهب الفقهي الشافعي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%A7%D9%81%D8%B9%D9%8A%D8%A9) والمالكي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B0%D9%87%D8%A8_%D8%A7%D9%84% D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8A). اه
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[11 - 11 - 10, 11:42 ص]ـ
هذا الكلام غير صحيح , فالماتوريدية , فرقة تختلف عن أهل السنة والجماعة في كثير من الأشياء. وهل كان السلف يثبتون العقائد بالكلام , أم بما ثبت بالكتاب و السنة, أما الإمام الطحاوي فهو بريئ من الماتوريدية براءة الذئب من دم يوسف
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[11 - 11 - 10, 11:43 ص]ـ
معنى كلامه أن أكثر شراح العقيدة هم ماتريدية وشرحها السلفي الوحيد شرح أبي العز.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[11 - 11 - 10, 12:23 م]ـ
الأشعرية، والماتوريدية يقسمون الصفات إلى أربعة أقسام:
1نفسية، 2سلبية، 3معاني 4معنوية.
-فالنفسية هي الوجود،
-السلبية هي القدم، والبقاء، والمخالفة للحوادث، والقيام بالنفس
-المعاني هي سبع صفات زائدة على الذات، وهي: الحياة، والإرادة، والعلم، والقدرة، والسمع والبصر، والكلام،
-المعنوية عندهم هي كونه مريداً وقادراً وحياً، عليماً، سميعاً، بصيراً، متكلماً
وهذا خلاف ما عليه أهل السنة و الجماعة و هناك خلافات أخرى في أبواب أخرى من أبواب العقائد(67/127)
(3) طعن الكوثري في الإمام مالك.
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[11 - 11 - 10, 03:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فصلٌ
القدحُ في الأئمة:مالك
وقال عن الإمام مالك- الكوثريُّ-: (إنَّه مجرمٌ،والمجرم لا يقلد في إجرامه، وإنَّه كاد للدِّين بأمور).
فقال في تأنيبه (ص166):-
(ولست أدري كيف يرميه من يرميه بكيد الدين؟، مع أنَّه لم يكن متساهلاً في أمر الطُّهور، ولامتبرِّاً من المسح على الخفين في روايةٍ من الروايات عنه
، ولامنقطعاً عن الجمعة والجماعات، ولا قائلاً بتحليل لحم الكلاب، ولا نبيحاً للأثفار1،ولا محكِّماً لعمل أهل المدينة بلده على الأدلة الشرعية، ولا متوسعاً في سدِّ الذرائع بالرَّأي، ولا مسترسلاً في المصلحة).
أي-الغُماري-: فيكون مالك صاحب هذه الأقوال هو الكائد للدين!
ثم قال- الكوثري-: (ولكبار المالكية في أمثال تلك الكلمات المرويَّة عن مالك ثلاثة آراء). فذكرها
ثم قال-الكوثري-: (فظهر من ذلك أن تلك الأقوال على فرض ثبوتها،ممن نسبت إليهم يكون القائلُ مجرماً، فأنَّى يقلَّدُ المجرمُ في إِجْرامه).
وطعن في نسب الإمام مالك وجعله من الموالي لا من العرب (ص 100) من تأنيبه، ونسبه إلى الجهلِ بالعربية،واللحنِ الفاحش الذي لا ينطق به شركسيٌّ، فضلاً عن عاميٍّ عربيٍّ، فضلاً عن الإمام مالكٍ،
فنقل في تأنيبه (ص27):-
(أنّض المبرد ذكر في كتابه" اللُّحنة" عن محمد بن القاسم التمائمي، عن الأصمعي قال:دخلتُ المدينة على مالك بن أنس فما هبتُ أحداً هَيبتي له، فتكلم فلحن، فقال: مطرنا البارحة مطراً أيَّ مطراً ّ فخفَّ في عيني، فقلتُ: يا أبا عبد الله، قد بلغتَ من العلم هذا المبلغ فلو أصلحت من لسانك. فقال: فكيف لو رأيتم ربيعةَ؟،كنا نقول له: كيف أصبحتَ؟ فيقول: بخيراً بخيراً. قال: هو قد جعله لنفسه قدوةً في اللحن وعذراً).
الغماري: وهكذا ينقُلُ هذه الخرافةَ المكذوبة حتى على الأصمعي!، مع أنّضه يقول قبل هذا بورقةٍ واحدةٍ في (ص25)، بعد أن نقل عن الأصمعي أنَّه قال: (كلمتُ في ذلك أبا يوسف بحضرة الرشيد،فلم يُفَرق بين عَقلتُه، وعقَلْتُ عنه، حتى فهَّمتُهُ).
ما نَصُّه:-
(ولو فرضنا أن الأصمعي ممن يقول في مجلس البُعداء ما لايقوله في محضر الأصحاب، وأصحابِ الأصحاب، يرضى في الحضور ويشنع في الغيبة ولا يستبعد ذلك منه فمثله لا نقيم لكلامه وزناً.
فإن كنت لا تكتفي بما في الكتب المؤلَّفة في الضُعفاء من قول مثل أبي زيد الأنصاريِّ فيه فعليك بكتاب "التنبيهات على أغاليط الروايات" لأبي القاسم علي بن حمزة البصري لتطلعَ على أغْلاط هذا المُتَقعِّر!،وكلامِ الناس في أمانته في النقل!).
وقال أيضاً في (ص54) منه:-
(وعبدُ الملك بن قريب الأصمعي:- كذَّبه أبو زيد الأنصاريُّ، وذكر علي بن حمزة البصري أشياء من أغلاطه، ورماه بأمور تؤيِّدُ رأي أبي زيد الأنصاريِّ فيه، أي: من أنَّه كذَّابٌ، ولستُ أنشَطُ لنقلها هنا، وليس بقليلٍ ما ذكره الخطيب من نوادره، ومن جملة ما ذكره: أنَّ الأصمعيَّ لمَّا توفي سنة (215) قال أبو قلابة الجرميُّ في جنازته:-
لغنَ الله ُ أَعظُماً حملوها ... نحوَ دار البلى على خشباتِ
أَعظُماً تُبغضُ النبيَّ وأهل ال ... بيتِ والطيبين والطيباتِ
).
الغماري:- فبينما هو يكَذِّبهُ ويبدِّعهُ، إذ يعتمدُ عليه في نقل تلك الخُرافة عن مالكٍ، فالأصمعيُّ كذَّابٌ فيما ينقله في أبي حنيفة وأصحابه،وثقةٌ فيما يرويه عن مالكٍ، ويحمل ما أسنده الخطيبُ عن هشام بن عروة،عن أبيه، أنَّه قال: (لم يزل أمرُ بني إسرائيل معتدلاً حتى ظهر فيهم المولَّدون أبناءُ سبايا الأمم، فقالوا فيهم بالرأي، فضلوا وأضلوا). على مالكٍ وشيخه ربيعة!!
يتبع ...
(1) الثِّفْرُ للسباع والمخالب. وكأنه يعرض بما روي عن الإمام مالك من جواز وطء المرأة في دبرها.
ـ[ربى الجزائرية]ــــــــ[11 - 11 - 10, 04:07 م]ـ
لا عجب، فالرجل جن حتى اتهم ووقع في بعض الصحابة،، فوجب تبيين أغاليطه وتحذير الناس من كلامه الذي يثير الشحناء بين اتباع المذاهب الفضلاء، وتورث سوء الظن بأعلام الامة و أئمتها
قال العلامة المفضال المحقق عبدالرحمن بن يحيى المعلميّ اليمانيّ في "التنكيل بما في تأنيب الكوثريّ من الأباطيل" ص 17:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/128)
(فرأيت الأستاذ تعدّى ما يوافقه عليه أهل العلم من توقير أبي حنيفة وحسن الذب عنه إلى ما لا يرضاه عالم متثبت من المغالطات المضادة للأمانة العلمية، ومن التخليط في القواعد، والطعن في أئمة السنة ونقلتها، حتى تناول بعض أفاضل الصحابة والتابعين والأئمة الثلاثة مالكاً والشافعي وأحمد وأضرابهم وكبار أئمة الحديث وثقات نقلته والرد لأحاديث صحيحة ثابتة .. )
وقال أبو الفيض السيد أحمد بن الصديق الغماريّ في "بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري أو ردّ الكوثريّ على الكوثريّ" ص 63:
(فانظر إلى هذا المجرم القليل الدّين، كيف يستهين بصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه، وينسب إليه ما لا يرضاه لنفسه مسلم أبيّ غيور على دينه، ولم يراع فيه حرمة الصحبة، ولا حرمة القرابة، ولا جلالته في العلم ولا مكانته في الورع والتقوى، كل ذلك من أجل أبي حنيفة حتى لا يسقط له قول، ولا يرد له رأي، ولهذا قلنا: إنه على استعداد تامّ لأن يكفر بالنبي صلى الله عليه وسلم إذا شافهه بخطأ أبي حنيفة!)
وقال الأستاذ حسام الدين القدسي تلميذ الكوثريّ وناشر تعليقاته سابقاً في مقدمة كتاب "الإنتقاء" ص 3:
(وخيفة أن أشاركه في الإثم إذا أنا سكتّ عن جهله بعد علمه سقت هذه الكلمة الموجزة معلناً براءتي مما كان من هذا القبيل).
5.وقال الشيخ محمد العربي بن التباني الجزائري في "تحذير العبقري" 1/ 9:
(حيث تحامل على الأئمة وأتباعهم من غير الحنفية).
وقال الشيخ مصطفى صبري حين حكى مناظرة دارت بينه وبين الكوثري في مسألة القدر أوردها في كتابه "موقف العلم" (3/ 392) ثم قال:
(الآن أجده- يعني الكوثري- قدرياً صريحاً… فهو معتزل أي قدري).
وقال علامة الشام محمد بهجة البيطار في "الكوثري وتعليقاته" ص43:
(وجملة القول أن هذا الرجل لا يعتد بعقله ولا بنقله ولا بعلمه ولا بدينه، ومن يراجع تعليقاته يتحقق صدق ما قلناه فيه).
نسأل الله السلامة والعافية من هذا الداء وغفر الله له ولجميع المسلمين
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[16 - 11 - 10, 03:12 م]ـ
… ..
وأنَّ مالكاً كان من أهل الرأي لا من أهل السنةِ، فيقول في (ص105):-
(وكان مالكٌ صاحب القدح المعلَّى في الرأي، وأصحابه المعروفون بالفقه معدودون في أهل الرأي، وتظهر آراؤهُ في الموطأ –رواية الليثي، وما ردَّهُ من الأحاديث التي رواها هو بأصح الأسانيد عنده في الموطأ، ولم يعمل هو به، ويزيدُ على سبعين حديثاً.
وقد قال يحيى بنُ سلَّام: سمعتُ عبد الله بنَ غانم في مجلس إبراهيم ابن غالب يحدِّثُ عن الليث بن سعد أنَّهُ قال:"أحصيتُ على مالك بن أنس سبعين مسألةٍ كلُّها مخالفةٌ لسنة النبي صلى الله عليه وسلم مما قال مالكٌ فيها برأيه. قال: وقد كتبتُ إليه في ذلك"،كما في جامع بيان العلم لابن عبد البر (2 - 148)،بل لابنِ حزمٍ جزءٌ في ذلك .... )
(2 - 148)،بل لابنِ حزمٍ جزءٌ في ذلك .... )
إلى أنْ قال: (وقد عدَّ ابنُ قتيبة في المعارف مالكاً وأصحابه في عداد أهل الرأي، ولولا الرأيُ لما كان لمالكٍ إمامةٌ في الفقه، ولا كان له هذا الشأنُ، ولولا ربيعة الرأي شيخ مالكٍ لما ذُكرَ مالك في الفقه).
وقال في النكت (ص 172):-
(والحديثُ مما أخرجه مالك فيصحِّحه من يعوِّلُ على تثبُّتِ مالكٍ).
الغماري: يعني أنَّ مالكاً مختلفٌ في ثقته وتثبُّته!،فمن يُعوِّلُ على تثبته يحتجُّ به،ويصحِّحُ حديثه، ومن لا فلا!
وهذا منتهى الوقاحةِ وقلة الحياء الدَّالُّ على رقةِ الدِّين، بل وانعدامه.
نسألُ الله العافية من ضلال التقليد، فوالله إنَّه لبليَّةٌ كُبرى، ورزيةٌ عُظمى جرها الأعجامُ مثلُ هذا المجرمِ الوقح إلى الإسلام .......
بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري
أحمد بن محمد الغماري
المتوفي 1380هـ(67/129)
أصول المعاصي!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[11 - 11 - 10, 10:19 م]ـ
ذكر أهل العلم أن أصول المعاصي كلها ثلاثة:-
1 - تعلق القلب بغير الله تعالى، وغاية هذا الأصل الشرك الأكبر.
2 - طاعة القوة الغضبية؛ وغاية هذا الأصل القتل العمد العدوان.
3 - طاعة القوة الشهوانية؛ وغاية هذا الأصل الزنا؛ ولهذا جمع الله هذه الثلاثة في قوله تعالى: {والذين لايدعون مع الله إلها آخر ولايقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولايزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما}. انظر:طريق الوصول لابن سعدي ص (385).(67/130)
المدخل المنهجي في التعامل مع جيل الصحابة (رؤية بنائية)
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[12 - 11 - 10, 12:49 ص]ـ
المدخل المنهجي في التعامل مع جيل الصحابة
(رؤية بنائية)
يمثل الصحابة رضي الله عنهم الجيل الأول من دعوة الإسلام , ويكونون اللبنة الأولى التي قام عليها الدين الختام للأديان.
وبالتالي فهم بالضرورة يتمتعون بالخواص التي تتمتع بها الأجيال الأولى من الدعوات العملاقة وتتصف بها اللبنات الأساسية فيها.
فالمستقرئ لمسيرة التاريخ السحيق لنشوء الدعوات الدينية يجد أن النماذج الأولى التي انبنت عليها تتصف بخواص لا توجد في غيرها من الأجيال اللاحقة , ويؤكد المفكر المصري: إبراهيم مدكور هذه الملاحظة فيقول عن الدعوات الدينية:" تقوم إبان نشأتها على معتنقين اتجهوا نحوها بقلوبهم وتفانوا فيها بأرواحهم" (في الأخلاق والاجتماع 26).
ومن أبين تلك الخواص خاصيتان: الأولى: الصدق الإيماني , فالجيل الأول عادة يكون أصدق الأجيال في الأخذ بمبادئ الدعوة وأعمق إيمانا بأصولها وأشد تفانيا في الأخذ بقيمها , والثانية: العمق الإدراكي , فالجيل الأول عادة يكون أوسع الأجيال إدراكا لحقيقة الدعوة وأعمق تصورا لأحكامها وأكثر خبرة بتفاصيلها.
ومستند تلك الخواص يرجع إلى أن الجيل الأول يعيش حالة الانبثاق الأولى للدعوة ويشعر بلذة الإحساس بحالة الانتقال إليها , ويعايش مؤسس الدعوة ومرشدها الأول , ويشاهد اللحظات الأولى من ولادتها وبنائها , ويبصر تطوراتها وأحوالها وملابساتها , ويعاني من مصاعب تأسيسها وويلات نشرها ومتاعب الدعوة إليها وإقناع الناس بها , وبالتالي سيكون ولاؤه لها في غاية الشدة , وحبه إياها في نهاية المحبة , وإدراكه لحقيقتها في منتهي الوضوح.
وإذا كان هذا الأمر عاما تشترك فيه كل الأجيال الأولى من كل دعوة , فإن الصحابة رضي الله عنهم يفوقون غيرهم في تلك الخواص , فهم أصدق جيل عرف في التاريخ في التمسك بمبادئ دعوته , وهم أعلم جيل عرف في التاريخ في الإدراك لأصول ما آمن به , فليس في الأمة المحمدية ولا في غيرها من الأمم مثل الصحابة في الصدق الإيماني وفي العمق الإدراكي , وفقد حازوا قصبات السبق وارتقوا أعلى المعالي , وفي تأكيد هذا التفوق يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" (البخاري3650) , والخيرية هنا مطلقة تشمل كل خيرة , الخيرة الدينية والخيرة العلمية.
وفي تصوير حال الصحابة في الخيرية يقول عبدالله بن عمر رضي الله عنه:" كانوا أفضل هذه الأمة، أبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، اختارهم الله لصحبة نبيه، ولإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم على أثرهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم" ويؤكد عبدالله بن مسعود ذلك الوصف فيقول:" إن الله تعالى نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير القلوب، فاصطفاه لنفسه، واستخلصه، وانبعث بالرسالة، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلب أصحابه خير قلوب العباد , فجعلهم وزراء لنبيه صلى الله عليه وسلم، يقاتلون على دينه".
وهذا التوصيف متعلق بمجمل جيل الصحابة , وليس المراد منه التوصل إلى القول بعصمة الصحابة من الوقوع في المعاصي والذنوب , فهم ليسوا معصومين من ذلك , وليس المراد التوصل إلى القول بعصمتهم من الوقوع في الخطأ العلمي , وإنما غاية المراد بذلك القول بأن الصحابة لم يقع منهم ما يخرم القيم الإسلامية الكبرى ولا ما يتناقض أصوله الظاهرة , ولم يقع من أحدهم ما يعد خطأ منهجيا في الاستدلال , بل أكثر الأقوال التي خالف فيه أحدهم الكتاب والسنة راجعة إلى عدم علمه بالنص الشرعي لا إلى طريقته الاستدلالية , وأقلها راجع إلى خطئه الجزئي في فهم النص المعين.
المؤكدات الشرعية:
وهذا ما يفسر لنا كثرة الثناءات الشرعية التي جاءت في حق الصحابة رضي الله عنهم , فالقاري للقرآن الكريم وللسنة النبوية , تستوقفه عشرات النصوص التي تضمنت مدح الصحابة والإعلاء من شأنهم , وقد جاءت في سياقات مختلفة ومشاهد متنوعة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/131)
فالقرآن تارة يمتدح الصحابة على مواقفهم المشهودة مع النبي صلى الله عليه وسلم , كما في قوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِين **وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيم ** إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَام ** إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَان} [الأنفال:9 - 12]
وتارة ينوه على جهادهم وبذلهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , كما في قوله تعالى: {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون ** أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم} [التوبة:89].
وتارة يصرح برضى الله عنهم ويظهر ما في قلوبهم من الرضى عن الله , كما في قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم} [التوبة:100] , وكما في قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح:18].
وتارة يخبر بصدقهم ويلفت الأنظار إلى تضحيتهم وبذلهم , كما في وقوله تعالى: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون**وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون} [الحشر:8 - 9].
وتارة يشير إلى أن لهم أمثالا مضروبة في كتب الأمم السابقة – كالتوراة والإنجيل- , كما في قوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح:29].
وتارة يصرح بتحقق توبة الله عليهم ونزول رحمته بهم , كما في قوله تعالى: {لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيم} [التوبة:117].
وتارة يعلن النبي صلى الله عليه وسلم بأن صحابته أمنة لأمته وحفاظ لها , وأنهم لأمته كالنجوم للسماء , كما في قوله:" النجوم أمنة للسماء , فإذا ذهبت النجوم أتي السماء ما توعد , وأنا أمنة لأصحابي , فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون , وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتى ما يوعدون " (مسلم 2531).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/132)
والتزكيات البليغة للصحابة في نصوص الشريعة مستفيضة بدرجة عالية , وكلها تؤكد على مدى العمق الإيماني الذي كان الصحابة يتمتعون به وعلى الصلابة الدينية التي اتصفوا بها وعلى العمق الإدراكي التي توصلوا إليه.
ومن المستبعد عقلا أن تأتي تلك الثناءات في حق أقوام مصابون بالضعف في التمسك بقيم الإسلام أو يتصفون بالليونة في الأخذ بتعاليم دينهم وقيمه , أو يعانون من السطحية الإدراكية لحقيقته , فهل من المقبول عقلا أن يكثر الله تعالى من الثناء على الصحابة في القرآن وهو يعلم أنهم غير صادقين في دينهم أو غير صارمين في التمسك به أو غير مدركين لحقيقة أصوله؟! وهل من المقبول عقلا أن يثني الله عليهم بذلك الثناء وهو يعلم أنهم سينقلبون على تعاليم دينه وسيتخلون عن قيمه وأصوله بعد موت رسوله ويعودون إلى قيم الجاهلية؟!!
إن إمكان حدوث ذلك من أكبر القوادح في بيان القرآن , ومن أفتك الخروقات التي تنخر في هدايته وإرشاده للخلق , ومن أعظم ما يصرف الناس عن قبول أحكامه والرجوع إليه.
بل إمكان حدوث ذلك سيفتح الباب أمام الباطنية القديمة والمعاصرة الذين أولوا المعاني الكبرى في القرآن , كالصلاة والزكاة والصيام والحج بمعاني مختلفة تماما عن المراد منها وعما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم , وسيقولون: إذا جاز أن تكون تلك الثناءات الكثيرة التي جاءت في القرآن على الصحابة ليست تأكيدا على إيمانهم ولا على صلابة تدينهم ولا على عمقهم علمهم , وأنها جاءت في حق أناس سينقلبون على ما أظهروه بعد موت نبيهم , فإنه يجوز لنا أن نؤل المعاني المستفيضة على غير ظاهرها.
الدلائل العقلية والحالية:
ويدلل على صحة تفوق الصحابة في خواص الأجيال الأولى دلائل عديدة من العقل والواقع , ومن تلك الدلائل:
الدليل الأول: الارتباط الروحي والمعاشي بالنبي صلى الله عليه وسلم:
فالتاريخ يكشف لنا بصورة قاطعة مدى ارتباط الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياتهم , فقد كانوا محيطين به لا يفارقونه في حضر أو سفر ويلازمونه في المسجد وفي البستان ويلتقون به في كل يوم لا يغيب عنهم ولا يغيبون عنه , وهذا الارتباط من أقوى الأدلة العقلية والواقعية التي تدل على منزلة الصحابة في فهم الدين وعلى عمق إيمانهم بقيمه وأصوله وشرائعه وعلى صلابة تدينهم وتمسكهم به؛ لأن الله تعالى اختار لخاتم أديانه وأكملها وأوسعها أكمل الخلق في المؤهلات المستوجبة لتبليغ الدين العظيم وغرسه في قلوب الناس ومشاعرهم , فهو صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بالدين وبلغة العرب وهو أفصح الناس في البيان وهو أنصح الناس للناس وأحرصهم على الهداية , وهذه الأوصاف الثلاث متوفرة فيه في غاية الكمال.
وفي شرح هذه الكمالات وغيرها يقول ابن تيمية:" معلوم للمؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم من غيره وأنصح من غيره للأمة وأفصح من غيره عبارة وبيانا , بل هو أعلم الخلق بذلك , وأنصح الخلق للأمة , وأفصحهم , فقد اجتمع في حقه كمال العلم والقدرة والإرادة. ومعلوم أن المتكلم أو الفاعل إذا كمل علمه وقدرته وإرادته كمل كلامه وفعله وإنما يدخل النقص إما من نقص علمه وإما من عجزه عن بيان علمه وإما لعدم إرادته البيان. والرسول هو الغاية في كمال العلم والغاية في كمال إرادة البلاغ المبين والغاية في قدرته على البلاغ المبين" (الفتاوى 5/ 31).
وفضلا عن ذلك ما وهبه الله من الكمالات التي اتصف بها والمواهب الإلهية التي تفيض عليه جراء اتصاله بالوحي الرباني , وهذا الأحوال تستوجب على المحيطين به الاستغراق في التفاني في محبته , والتعلق به والاندماج في التأسي بما بنصائحه وتوجيهاته , وقد وصف عروة بن مسعود يوم كان مشركا حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمهم له فقال:" والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي والله ما رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا صلى الله عليه وسلم" (مسند الإمام أحمد 18928).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/133)
وهذا التأثير يعد من الكرامات الإلهية التي اختص الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم, وقد اعترف به القاضي والداني , وفي توصيفه يقول حسن البنا:" تأثير النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه لم يرى التاريخ مثله في وقت من أوقاته ولا صفحة من صفحاته , وما رأت الدنيا جماعة من الجماعات سارت على هدى نبيها واتبعت سنة قائدها كتلك الجماعة المؤمنة المخلصة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم " , ويقول ول ديورانت – وهو من أصحاب الانطباعات غير الجيدة عن الإسلام ونبيه – ومع هذا يقر بالعظمة التأثيرية للنبي صلى الله عليه وسلم فيقول:" إذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر قلنا إن محمدا كان م أعظم عظماء التاريخ , فلقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء , وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحا لم يدانه فيه أي مصلح آخر في التاريخ كله " (قصة الحضارة 13/ 47).
ويسجل مستشرق آخر تأكيده على القوة التأثيرية للنبي صلى الله عليه وسلم , فيقول هارث:" إن اختياري لمحمد ليكون في رأس القائمة التي تضم الأشخاص الذين كان لهم أعظم تأثير عالمي في مختلف المجالات ربما أدهش كثيرا من القراء ... ولكن في اعتقادي أن محمدا كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والسياسي (قالوا عن الإسلام , عماد الدين خليل 145).
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتلك تلك القوة التأثيرية نتيجة الكمالات والمواهب الإلهية التي حلت به فإنه من المستبعد عقلا وذوقا ومنطقا ألا يستطيع أن يؤثر في من عاش معه ولازمه في حياته وأسفاره وحروبه , ولا يستطيع أن يغرس فيهم قيم الدين وأصوله والتقبل لشرائعه وينتزع من نفوسهم مبادئ الجاهلية.
فالمنسجم مع العقل السليم والمتوافق مع المنهجيات التحليلية المنضبطة أن يكون تأثيره فيهم أبلغ تأثير وتغييره فيهم أعمق تغيير.
ومن المستبعد عقلا وذوقا ومنطقا أن يكون المؤمن الصادق الذي ارتبط ارتباطا معاشيا بالنبي صلى الله عليه وسلم وسمع خطبه وتوجيهاته مباشرة وشاهد سيرته بالعيان وعاشها بالإبصار ضعيف التمسك بدينه وقيمه , ومن المستبعد في العقل السليم أن يكون من عاش مع النبي صلى الله عليه سلم وعرف طريقة حديثه وكيفية بيانه ضعيف الإدراك لحقيقة ما جاء به من الدين مع ذلك الكمال في الفصاحة والنصح والبيان , فكيف يستقيم في العقل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم في المنزلة العالية من الكمال وفي القمة المرتفعة من التأثير والبلاغة والفصاحة ثم مع ذلك لا يؤثر في من ارتبط به ولازمه وعاش معه سنوات عديدة.
فإن من عايش شخصا كاملا كالنبي صلى الله عليه وسلم لا بد أن يتأثر به غاية التأثر ويتشرب مبادئه غاية التشرب , وتفتح عليه مغاليق العلم , فإذا كانت شخصية النبي صلى الله عليه وسلم تؤثر في المستمعين لها وتحدث أثر بالغا في المطلعين عليها عن طريق القراءة , فكيف بمن عاش معه وسافر معه وأكل وشرب معه وحارب معه وصلى خلفه واستمع إلى قراءة القرآن منه مباشرة وجالسه وصادقه؟!! ألا يدل العقل السليم على أنه أولى بالتأثر من غير؟!!
وقد حلّقَ أبو الحسن الندوي بقرائه وارتفع بأذواقهم في وصف تأثير النبي صلى الله عليه وسلم في الصحابة فقال:" الرسول صلى الله عليه وسلم يغذِّي أرواحهم بالقرآن ويربي نفوسهم بالإيمان ويخضعهم أمام رب العالمين خمس مرات في اليوم عن طهارة بدن وخشوع قلب وخضوع جسم وحضور عقل، فيزدادون كل يوم سمو روح ونقاء قلب ونظافة خلق وتحرراً من سلطان الماديات ومقاومة للشهوات ونزوعاً إلى رب الأرض والسموات ... ولم يزل الرسول صلى الله عليه وسلم يربيهم تربية دقيقة عميقة. ولم يزل القرآن يسمو بنفوسهم ويذكي جمرة قلوبهم. ولم تزل مجالس الرسول صلى الله عليه وسلم تزيدهم رسوخاً في الدين وعزوفاً عن الشهوات، وتفانياً في سبيل المرضاة، وحنيناً إلى الجنة، وحرصاً على العلم وفقهاً في الدين ومحاسبة للنفس. يطيعون الرسل في المنشط والمكره. وينفرون في سبيل الله خفافاً وثقالاً. قد خرجوا مع الرسول للقتال سبعاً وعشرين مرة في عشر سنين. وخرجوا بأمره لقتال العدو أكثر من مائة مرة. فهان عليهم التخلي عن الدنيا وهانت عليهم رزيئة أولادهم ونسائهم في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/134)
نفوسهم. ونزلت الآيات بكثير مما لم يألفوه ولم يتعودوه. وبكل ما يشق على النفس إتيانه في المال والنفس والولد والعشيرة فنشطوا وخفوا لامتثال أمرها ..... لقد كان هذا الانقلاب الذي أحدثه صلى الله عليه وسلم في نفوس المسلمين وبواسطتهم في المجتمع الإنساني أغرب ما في تاريخ البشر، وقد كان هذا الانقلاب غريباً في كل شيء: كان غريباً في سرعته وكان غريباً في عمقه وكان غريباً في سعته وشموله. وكان غريباً في وضوحه وقربه إلى الفهم" (ماذا خر العالم بانحطاط المسلمين 102 - 104)
وهذا كله يجعل من المستبعد عقلا وواقعا أن يوجد أحد أصدق من الصحابة في التمسك بالإسلام أو يوجد أحد أعلم من الصحابة في إدراك حقيقة دين الإسلام ومعرفة أحكامه وتفاصيله.
الدليل الثاني: الحال السلوكي:
لعل من الأمور الملفتة في التاريخ أن مجمل تاريخ الصحابة نقل إلينا بشكل مفصل , بحيث إنا نستطيع من خلاله أن نتعرف على تفاصيل حياتهم ونقف على جزيئات أحوالهم , وهذا يسهل لنا مهمة التدليل على تفوقهم على غيرهم من الأجيال في صدق الإيمان بقيم الدين وعمق الإدراك لأحكامه ومقاصده , فالناظر في أحوال الصحابة وما كانوا عليه من العبادة والذكر والجهاد وقوة الإيمان والحب للرسول صلى الله عليه وسلم والبذل في دينه والخضوع لأوامره والاجتهاد في طاعته , والحرص على تعلم دينه يدرك بسهولة أنه من المستبعد عقلا أن يكون أولئك القوم ضعفاء في الإيمان بمبادئ دينهم ومن المستبعد عقلا أن ينقلبوا على قيمه أو يتخلوا عن أصوله وشرائعه , ومن المستبعد عقلا أن يكونوا جهالا بمقاصده وأحكامه.
وقد نبه على قيمة هذا الدليل الخطيب البغدادي , وأكد على أنه دليل قائم بنفسه حتى ولو لم ترد النصوص الشرعية بفضائل الصحابة حيث يقول:" على أنه لو لم يرد من الله عز و جل ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد والنصرة وبذل المهج والأموال وقتل الآباء والأولاد والمناصحة في الدين وقوة الإيمان واليقين القطع على عدالتهم والاعتقاد لنزاهتهم وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيؤن من بعدهم أبد الآبدين , هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتد بقوله من الفقهاء" (الكفاية 49).
وهذا الدليل اعتمده العقلاء والعظماء في الحكم على الناس , وجعلوه طريقا يحصلون به العلم بحالهم ويبنون عليه مواقفهم من الآخرين , وممن اعتمد عليه: هرقل -ملك الروم- فإنه لما أرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم كتابه , استدعى من كان في بلاده من العرب , وسألهم أسئلة عديدة تتعلق بسلوك النبي وأحواله , فلما أجابوه بالصدق , اعترف بنبوته وصدقه في دعوته وقال:" لوددت أني أخلص إليه ولولا ما أنا فيه من الملك لذهبت إليه , وإن يكن ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين " , فقد استفاد هذا العاقل اللبيب علما جازما باطلاعه على أحوال النبي من غير أن يلقاه , ولا شك أن النبي أعلى قدرا من الصحابة ومن كل الخلق , ولكن غاية ما نريد الوصول إليه أنا نستطيع بالعقل أن نصل إلى العلم الجازم بعمق إيمان الصحابة بمبادئ دينهم وقيمه وقوة علمهم بالاعتماد على المسلك السلوكي لديهم.
ونحن إذا التزمنا بالعملية الصحيحة في الاستدلال – كما التزم بها ذلك اللبيب - نستطيع أن نقول بأنه من المستبعد في العقل أن الصحابة أكثرهم أو كلهم ارتدوا عن دينهم أو أنهم تخلوا عن قيمه , ونجزم بأنه من المستبعد في العقل أن يتراجعوا عن الفداءات التي قدموها بمجرد موت النبي صلى الله عليه وسلم أو أن يضعفوا عن التمسك بأصول الإسلام وشرائعه , ومن المستبعد عقلا أن تكون مبادئ الجاهلية هي المؤثر الأول والأخير فيهم كما صور ذلك الجابري في كتابه العقل السياسي العربي.
الدليل الثالث: التفوق في المؤهلات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/135)
العارف بحال الصحابة والمدرك لطبيعة علاقتهم بشأة دعوة الإسلام وملابستها الحالية والزمانية سيصل إلى أن لديهم مؤهلات تجعلهم يتفوقون على غيرهم في معرفة حقيقة الإسلام ويتبوؤن مكانة عالية في ملكة الفهم والاجتهاد والغوص في أعماقه , وقد سلط ابن تيمية الأضواء على خصائص الصحابة في المؤهلات المعرفية فقال:" وللصحابة فهم في القرآن يخفى على أكثر المتأخرين كما أن لهم معرفة بأمور من السنة وأحوال الرسول لا يعرفها أكثر المتأخرين فإنهم شهدوا الرسول والتنزيل وعاينوا الرسول وعرفوا من أقواله وأفعاله وأحواله مما يستدلون به على مرادهم ما لم يعرفه أكثر المتأخرين الذين لم يعرفوا ذلك" (الفتاوى 19/ 200).
وتوقف الشاطبي عند تلك المؤهلات كثيرا وأخذ يبين مستنداتها وموجبات الالتزام بها في كتاب المنهجي (الموافقات) , فقد أقام هذا الكتاب على أسس علمية عديدة منها: اعتبار فهم الصحابة لزوم الأخذ به وتقديمه على غيره في التصورات الشرعية؛ لأجل أنه سعى إلى شرح ما يختص بهم من أوصاف , وفي ذلك يقول:" وأما بيان الصحابة فإن أجمعوا على ما بينوه؛ فلا إشكال في صحته أيضًا ... وإن لم يجمعوا عليه؛ فهل يكون بيانهم حجة، أم لا؟ هذا فيه نظر وتفصيل، ولكنهم يترجح الاعتماد عليهم في البيان من وجهين:
أحدهما: معرفتهم باللسان العربي؛ فإنهم عرب فصحاء، لم تتغير ألسنتهم ولم تنزل عن رتبتها العليا فصاحتهم؛ فهم أعرف في فهم الكتاب والسنة من غيرهم، فإذا جاء عنهم قول أو عمل واقع موقع البيان؛ صح اعتماده من هذه الجهة.
والثاني: مباشرتهم للوقائع والنوازل، وتنزيل الوحي بالكتاب والسنة؛ فهم أقعد في فهم القرائن الحالية وأعرف بأسباب التنزيل، ويدركون ما لا يدركه غيرهم بسبب ذلك، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب" (4/ 127).
مستلزمات عملية:
بعد الانتهاء من عرض المؤكدات الشرعية على تفوقات الصحابة وتفسير الدلائل العقلية والحالية على ذلك , فإن المنهجية العلمية الصلبة تستوجب على المتمسك بها في بناء تصوراته ومفاهيمه الدينية والتاريخية أمورا عملية عديدة , ومن تلك الأمور:
الأمر الأول: لزوم الرجوع إلى فهم الصحابة وإلى ما كانوا عليه من حالة دينية وسلوكية , فالمنهجية العملية البناءة تؤكد على المشاريع الإصلاحية الحرص على استجلاء الصورة الحقيقة التي تمثل ما كان عليه الصحابة , وتدعوا إلى السعي في جمع كل ما نقل عنهم من آثار صحيحة , وتحث على محاولة الكشف عن الأسس العلمية التي أقاموا عليها فهمهم للنصوص الشرعية , وبنوا عليها استنباطاتهم العلمية؛ لأنه يستطيع بذلك أن يقف على النموذج الكامل لتطبيق الإسلام , وبالتالي يتفوق في عمليته الإصلاحية , وهذه النتيجة صدع بها الإمام مالك منذ زمن مبكر في مقولته الشهيرة:"لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " , وقبل ذلك صرح النبي صلى الله عليه وسلم بأن الرجوع إلى ما كان عليه الصحابة يحقق النجاة من الخطأ , وذلك حين سئل عن الفرقة الناجية فقال:" من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي " , وهذا يؤكد على أن الصحابة يمثلون النموذج الكامل في الحالة الدينية والعلمية الشرعية.
الأمر الثاني: الاحتياط الشديد في نسبة الخروقات القيمية والأصولية إلى الصحابة , فالمنهجية العملية الصلبة تستوجب على الباحثين الحذر الشديد في نسبة أي أمر ينافي الصدق الإيماني التي تمتع به الصحابة أو يناقض الصلابة الدينية عندهم أو يقدح في العمق الإدراكي لديهم , وليس المراد بهذا التوصل إلى القول بعصمة الصحابة من الوقوع في المعاصي والذنوب , فهم ليسوا معصومين , وإنما المراد نسبة الأخطاء المتعلقة بأصول الإسلام وبقيمه الكبرى الواضحة.
وكما أن المنهجيات الناضجة تطالب بالاحتياط الشديد في نسبة أقوال لا تتوافق مع أحوال بعض المفكرين ولا تتماشى مع الظروف المحيطة بهم ,ولا تنسجم مع العقلية التي يفكر بها , فكذلك هو الحال فيما يتعلق بالصحابة لابد أن تراعى جميع التفوقات التي امتازوا بها عن غيرهم.
إزهاقات تفوقات الصحابة:
مع ظهور الدلائل على تفوق جنس الصحابة على غيرهم في الحالة الدينية والعملية والسلوكية , إلا أنا نشهد مناقضات عديدة لتلك التفوقات ونقف على إزهاقات ظاهرة للدلالات البينة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/136)
ومن أول ما نشهده من ذلك: المواقف التي يمارسها الفكر الشيعي الإمامي , فإن مواقفه من الصحابة تتنافى مع الدلالات الشرعية والعقلية , وتزهق الخواص الإيمانية والسلوكية لديهم.
ولكن ذلك ليس مستغربا من الحالة الشيعة الإمامية , فإن المتابع للتاريخ يدرك بسهولة أن الفكر الشيعي يعاني من عقدة " قابلية الانخراط في الخرافة " , فهو من أكثر المذاهب تداولا للأفكار التي تتناقض مع العقل , ومن أكثر المذاهب التي يربى فيها أتباعه على التعالي عن مقتضيات العقل السليم , حتى أن بعض من مارس العملية الفلسفية منهم لم يستطع أن يتخلص من آثار " القابلية للانخراط في الخرافة " , ومن الأمثلة البارزة على ذلك: الحالة التي مارسها محمد باقر الصدر , فقد بلغ قدرا كبيرا في الفلسفة العقلية , ولكنه ما زال يعتقد أن المهدي دخل السرداب منذ سنة 260 للهجرة , وأنه باق إلى الآن , وأنه سيخرج في الزمن القادم , وغير ذلك من المسلمات الإمامية.
ولكن الغريب حقا أن يمارس تلك الإزهاقات كبار المفكرين العرب , ووجه الغرابة في ذلك: أن الخطاب العربي نادى بأصوات مرتفعة بالعقلانية العلمية , وشن حملة شعواء على من خالف العقل , وأقام حربا ضروسا على من لم يلتزم بمقتضى الدلالات العقلية في ممارساته التحليلية وبناءاته المعرفية.
ولكننا إذا رجعنا إلى تحليلات كثير منهم لمواقف الصحابة نجد أنهم لم يلتزموا بالمنهجية الصلبة , ولم يسيروا على مقتضيات العملية التحليلية الناضجة , بل وقعوا في مزاولات عديدة لا تتماشى مع العملية النقدية الصحيحة.
وسنضرب أمثلة على ما ذكره الجابري في كتابه " العقل العربي السياسي " ليتبين لنا صدق ما ذكرنا:
المثل الأول: حين حلل الجابري الطريقة التي استعملها الصحابة في تحديد الخليفة من بعد النبي صلى الله عليه وسلم يوم السقيفة جعل القبيلة هي المؤثر الأول والأخير من منطلقاتهم , حيث يقول:" المرجعية التي حكمت الكيفية التي جرت بها الأمور عند بيعة أبي بكر خليفة للنبي , أو الكيفية التي قرنت بها مجريات ذلك البيعة لم تكن العقيدة ولا الغنيمة , وإنما الكلمة الأولى والأخيرة منطلق القبيلة , لقد حاول الأنصار الانفراد بالأمر دون المهاجرين , ولكن التناقضات القبلية الداخلية مزقت وحدتهم , وأضعفت موقفهم , فصار الأمر إلى المهاجرين" (العقل السياسي140) , بل إنه صور حال الأنصار بأن لديهم إرادة باستباق المهاجرين في اتخاذ قرر تحديد الخليفة (العقل السياسي132).
وقد تكرر هذا التفخيم لدور القبيلة عند محمد أركون , فإنه زعم بأنا نجهل الكثير عن حالة السقيفة , ثم أكد بأن المؤثر الأكبر واللاعب البارز فيها هي العنصرية القبلية , وأن الصحابة أخذوا يتصارعون في تحديد الخليفة بناءً على انتماءاتهم القبلية (تاريخية الفكر الإسلامي 282).
ونحن إذا طالعنا هذا التحليل نجد فيه من الوهلة الأولى تجريدا للصحابة من القيم الإسلامية المحورية , وانتهاكا للخصوصية التربوية للصحابة , وتعاليا على الصلابة الدينية لديهم , وخرقا للقوة التأثرية لدى النبي صلى الله عليه وسلم , فقد كان من أبرز القيم التي جاء الإسلام بتقريرها: محاربة الجاهلية وانتزاعها من قلوب الناس , وإزالة التأثيرات القبلية في تصرفاتهم الحياتية والدينية , فمن المستبعد عقلا أن يتخلى الصحابة عن تلك القيم بمجرد موت النبي صلى الله عليه وسلم ويكون للقبيلة التأثير الأكبر في قضية من أكبر القضايا الشرعية لديهم.
ثم إن لو حاكمنا ذلك التحليل إلى المعروف من عادات العرب في المنازعات القبلية لا نجده متوافقا معها , ولا منسجما مع مجرياتها , فمن المعلوم أن الاختلافات المتعلقة بالقبيلة عند العرب من أصعب الاختلافات ولا تكاد تنتهي إلا بعد مفاوضات طويلة ومعقدة , وغالبا لا تنتهي إلا بإسالة الدماء وإزهاق الأرواح , ولكن الحوار الذي دار بين الصحابة في سقيفة بني ساعدة انتهى بشكل انسيابي وفي زمن قياسي , فهل من المقبول عقلا أن يحصل ذلك بينهم – وهم عرب أقحاح – لو كان المحرك الأول والأخير فيهم هو المحرك القبلي فقط؟! أليس هذا خارجا عما هو معروف من عادات العرب ومتنافر عما هو الغالب لديهم؟!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/137)
والذي أوقع الجابري في مثل هذه المخالفة غفلته عن الخصوصية النوعية لجيل الصحابة ونوعية المصادر التي اعتمد عليها في معرفة ما دار بين الصحابة كما سيأتي التنبيه عليه.
المثل الثاني: توصل الجابري إلى أن عليا رضي الله عنه دفع ثمن موقفه من بيعة أبي بكر , وذكر أن:" المصادر تسكت تماما عن علي ابن أبي طالب زمن أبي بكر , وكأنه لا وجود له" (العقل السياسي143) , وهذا التحليل فضلا عن أنه مخالف للدلالات العقلية التي تؤكد على صعوبة تصور أن يقع مثل هذا الفعل من أبي بكر ومن كبار الصحابة , ولا يصح لنا أن ننسب إلى أبي بكر مثل هذا التصرف السطحي إلا بأدلة قوية , وهذا ما لم يقدمه الجابري في تحليله السابق.
ومع ذلك فهو أيضا مخالف لما هو منقول في كتب الحديث والتاريخ من سيرة علي رضي الله عنه في هذه المدة , فقد ذكر ابن كثير أن عليا ممن خرج مع أبي بكر إلى ذي القصة لما ارتد أهلها , وذكر أن أبا بكر جعل عليا أحد القادة الذين يحمون مداخل المدينة مع طلحة والزبير وعبد الله ابن مسعود (البداية والنهاية 6/ 334).
وجاء أن أبا بكر العصر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بليال وعلي ابن أبي طالب يمشي إلى جنبه , فمر بحسن بن علي يلعب مع غلمان , فاحتمله على رقبته وهو يقول أوه بأبي شبه النبي ليس شبيها بعلي وعلي يضحك" (المسند 40, وإسناده صحيح).
ثم إن فترة خلافة أبي بكر اتسمت بالقصر وبوقوع أحداث كبيرة سيطرة على المؤرخين فلم يهتموا بنقل الأحداث الفردية , ومن يطالع تاريخ خلافة أبي بكر يجد أن كثيرا من كبار الصحابة لم يكن له ذكر كعثمان بن عفان وغيره.
وبناء على هذه الدلائل فضلا عما تم تقديمه من أدلة عقلية على نزاهة الصحاب من حدوث مثل تلك التصرفات يتبين أن الجابري لم يوفق في تحليله ولم يسلك الطريقة الصحيحة في تبين الأمور واكتشافها على حقيقتها المطابقة للتاريخ.
المثل الثالث: صور الجابري للقاري العربي حالة الشورى التي كانت بعد موت عمر رضي الله عنه على أنه ثمة صراعا محتدما بين علي وعثمان , وأنهما استصحبوا الصراع الجاهلي بين قبائلهم , حيث يقول:" وقائع الشورى تؤكد أن الصراع كان بالفعل شديدا بين علي وأنصاره وعثمان وأهله , أي بين بني هاشم وبني أمية , غنه الصراع نفسه الذي كان قائما بينهما في الجاهلية , الذي غطى عنه الإسلام لمدة من الزمن ليبعث بأقوى مما كان عليه" (العقل السياسي 146).
وابتداءً نحن لا ننكر أن ثمة خلافا في وجهات النظر حصل بين الصحابة رضي الله عنهم في تحديد الخليفة بعد عمر , وهو من جنس الخلاف الذي حصل بينهم في خلافة أبي بكر , ولكن التعاطي الذي مارسه الجابري مع قضية الشورى , يتعارض على طول الخط مع الأدلة العقلية والحالية التي تؤكد على أن حدوث هذه الصراعات القبلية مستبعدة في العقل , ولا يكاد المدرك لتلك الأدلة أن يتقبل التحليل الذي مارسه الجابري عن الصحابة في الشورى , ويصعب عليه جدا أن يأخذ به , فعلي وعثمان من كبار الصحابة الذين ارتبطوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ارتباطا روحيا ومعاشيا كبيرا , فمن المستبعد عقلا أن يتخلوا عن القيم الذي غرست في أنفسهم لأجل الخلافة , ومن المستبعد عقلا أن يرجعوا إلى الحالية الجاهلية التي حاربها الإسلام بشكل مكثف , وهذا الاستبعاد لا يصح أن ننتقل عنه إلا بأدلة قوية جدا , وهذا ما لم يقدمه الجابري في تحليله السابق.
ثم إن السؤال يعود هنا مرة أخرى , هل من المعروف من عادات العرب أن تنتهي المنازعات القبلية بينهم بمثل الصورة التي كانت بين الصحابة , فقد انتهت مهمة الشورى في ثلاثة أيام فقط , وعين عثمان ابن عفان خليفة للمسلمين , ولم يعترض علي ولا أحد من بني هاشم , ولم يقيموا كتلا سياسية معارضة , بل يذكر التاريخ أن عليا كان على وفاق تام مع عثمان , وكذلك هو الحال في كل بني هاشم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/138)
وقد أكدت روايات عديدة على أن الرأي العام في آخر أيام عمر بن الخطاب كان متوجها إلى بيعة عثمان بن عفان , فقد سأل عمر حذيفة بن اليمان في الحج فقال: من ترى قومك مؤمرين من بعدي؟ قال حذيفة: رأيت الناس قد أسندوا أمرهم إلى عثمان بن عفان" (تاريخ المدينة ابن شبة3/ 392 , بسند صحيح) ,وقال خارجة بن مضرب: "حججتُ مع عمر فلم يكونوا يشكُون أن الخلافة من بعده لعثمان" (المصنف , ابن أبي شيبة38230, بسند صحيح).
ثم ما صوره الجابري من خلافات سياسية بين بني هاشم وبين أمية في عهد كبار الصحابة غير صحيح , فإنه لم يكن بينهم شيئا من مخلفات الجاهلية , وكان كثيرا من ولاة النبي صلى الله عليه وسلم من بني أمية , وقد تزوج منهم وهم تزوجوا من بني هاشم , وهذا كله يدل على أن الإسلام اقتلع مخلفات الجاهلية من نفوسهم
وهذا الدلائل فضلا عما سبق تقديمه من الأدلة العقلية والحالية كلها تدل على خلاف ما توصل إليه الجابري حين صور أن الصحابة تخلوا عن قيم الإسلام ورجعوا إلى مبادئ الجاهلية بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم.
المثل الرابع: أن الجابري عول كثيرا على المصادر المشكوك فيها في تحليل الحوادث الواقعة في جيل الصحابة , فقد اعتمد كثيرا على كتاب " الإمامة والسياسة" , وتكرر ذكره في كتابه "العقل السياسي" أكثر من خمس وثلاثين مرة , واعتمد عليه وحده في أكثر من عشرين مرة , وكان أحد ما اعتمد عليه في نقل تفاصيل ما حدث بين الصحابة يوم السقفية.
وهذا الاعتماد من الجابري مخالف للمنهجية العملية الصلبة التي تستوجبها حالة جيل الصجابة , فهذا الجيل قامت الأدلة العقلية والحالية على تفوقه الإيماني والعلمي وعلى صلابته في التمسك بالقيم الإسلامية , وهذه الحالة تحتم الاحتياط الشديد في نسبة أي موقف يخالف ذلك , فهل من الاحتياط الشديد أن نعتمد على كتاب مشكوك في نسبته , وهل من الالتزام بالمنهجية العملية التحليلية أن نبادر إلى إزهاق تفوقات الصحابة بالاعتماد على مثل كتاب الإمامة والسياسة , المنسوب إلى ابن قتيبة.
والغريب حقا أن الجابري نفسه متوجس من صحة نسبة ذلك الكتاب ابن قتيبة , فإنه قال عنه:" لعل أقدم كتاب وصلنا في هذا الموضوع –الإمامة- هو كتاب الإمامة والسياسة , المنسوب إلى المؤرخ الكبير والمؤلف السني الواسع الإطلاع أبي محمد عبدالله ابن قتيبة الدينوري , وعلى الرغم من الشكوك التي تحوم حول صحة نسبة هذا الكتاب إلى ابن قتيبة , وعلى الرغم من الهنات والأخطاء التي سجلها عليه الباحثون المختصون , فإنه يبقى مع ذلك أول محاولة سنية في الكلام في الإمامة " (تكوين العقل العربي108).
فهل يجوز في المنهجيات العلمية الصارمة التي تراعي الأحوال المحيطة بالقضية ولا تغفل عن الاحتياط الشديدة التي توجبها الأدلة المحيطة بها أن نعتمد على مثل كتاب الإمامة والسياسة؟!(67/139)
سؤال مستعجل حول الأشاعرة و الماتريدية
ـ[أبوطلحة الجزائري]ــــــــ[12 - 11 - 10, 01:43 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عندي سؤال مستعجل أرجو من الإخوة الإجابة عليه.
من من العلماء من أخرج الأشاعرة و الماتريدية من مفهوم أهل السنة و الجماعة؟ و من من العلماء من عدهم منهم؟ و هل المسألة خلافية اجتهادية؟
و بارك الله في الجميع.
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[12 - 11 - 10, 01:53 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و هل المسألة خلافية اجتهادية؟
و بارك الله في الجميع.
لا ليست المسألة خلافية اجتهادية.
السؤال: من أدخلهم؟
واعتقد من قال ذلك شيخنا الحافظ محمد الحسن غفر الله ذنبه.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[12 - 11 - 10, 02:22 ص]ـ
كما قال الاخ محمد السؤال من ادخلهم
ومنهم الاسفرائيتي جعلهم ثلاثة اشاعرة وماتريدية واهل حديث
وقوله باطل فالخلاف بين الاشاعرة واهل السنة في اصول التلقي والاستدلال فهم من اصولهم تقديم العقل على النقل عند التعارض وهذا يكفي في خروجهم من اهل السنة والجماعة دون النظر في قولهم في غيره من مسائل النزاع والخلاف في الاسماء والصفات
والله اعلم
ـ[أبوطلحة الجزائري]ــــــــ[12 - 11 - 10, 01:48 م]ـ
[ QUOTE= محمد فهمي محمد شري;1406848] لا ليست المسألة خلافية اجتهادية.
معناه أنه قولا واحدا و أنهم من أهل السنة و الجماعة؟ هذا ما تقصده أخانا الحبيب؟
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[12 - 11 - 10, 02:34 م]ـ
[ QUOTE= محمد فهمي محمد شري;1406848] لا ليست المسألة خلافية اجتهادية.
معناه أنه قولا واحدا و أنهم من أهل السنة و الجماعة؟ هذا ما تقصده أخانا الحبيب؟
لا اخي القول الواحد بأنهم ليسوا من أهل السنة و الجماعة،
فهم ليسوا أهل السنة و الجماعة في باب أسماء و صفات رب العالمين، و كذلك في مسألة مصيرية من حيث التلقي و الإستدلال كما ذكر الأخ أبو هند، فهم قدموا العقل على النقل و لله المستعان على هذا البهتان العظيم، و جعلوا العقل هو الميزان الذي يرد به كلام الله و رسوله الى غير مراده الحقيقي لا لشيء إلا انه لم توافق عقولهم ولله المستعان،
كما لا يخفى بأنه وافقوا أهل السنة و الجماعة في الامور عقدية، و لكن أختلافهم مع أهل السنة إختلاف واسع و في أهم أصول الدين و مسلماته ولله المستعان،
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[12 - 11 - 10, 02:37 م]ـ
و أنقل لك هنا قول نفيس للشيخ الإسلام رحمه الله تعالى
يقول شيخ الاسلام أبن تيميه" ((فلفظ أهل السنة يُرَادُ به من أثبت خلافة الخلفاء الثلاثة , فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلا الرافضة , وقد يُرَادُ به أهل الحديث والسنة المحضة فلا يدخل فيه إلا من يثبت الصفات لله تعالى ويقول: إن القرآن غير مخلوق , وإن الله يرى في الآخرة , ويثبت القدر وغير ذلك من الأصول المعروفة عند أهل الحديث والسنة)) (منهاج السنة / 2 - 221).
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[12 - 11 - 10, 02:44 م]ـ
[ QUOTE= أبوطلحة الجزائري;1407082]
لا اخي القول الواحد بأنهم ليسوا من أهل السنة و الجماعة،
فهم ليسوا أهل السنة و الجماعة
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب الأشاعرة خطرهم كبير على الإسلام يكفيك قول ابن قدامة
(ولا نعرف في أهل البدع طائفة (يكتمون) مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة و (الأشعرية))
فهم خارج أهل السنة والجماعة،
ولم يدخلهم من العلماء المعاصرين فيما أعلم إلا شيخنا محمد الحسن غفر الله ذنبه.
ـ[أبوطلحة الجزائري]ــــــــ[12 - 11 - 10, 04:26 م]ـ
بارك الله في الجميع و نفع بكم.
و قد سمعت الشيخ عثمان الخميس يقول أنهم من الفرق الثنتي و السبعين يقصد الأشاعرة. فلا أدري مدى صحة هذا الكلام.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[12 - 11 - 10, 04:32 م]ـ
أنظر هذا الرابط"
http://www.binbaz.org.sa/mat/10237
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[12 - 11 - 10, 06:38 م]ـ
http://www.almostaneer.com/show_book.aspx?id=110
والأشاعرة يعتبرون أنفسهم من اهل السنة
ويدخلون فيها الماتردية والحنابلة أو الأثرية أو أهل الحديث
فهل في إخراجهم من اهل السنة تستعمل نفس شروط التكفير؟
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[12 - 11 - 10, 06:40 م]ـ
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/112.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/140)
ـ[أبوطلحة الجزائري]ــــــــ[13 - 11 - 10, 12:39 م]ـ
بارك الله في الجميع و رفع قدركم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[13 - 11 - 10, 11:32 م]ـ
كما قال الاخ محمد السؤال من ادخلهم
ومنهم الاسفرائيتي جعلهم ثلاثة اشاعرة وماتريدية واهل حديث
يظهر لي - والله أعلم- بأن البعض قد أخطأوا فهم كلام السفاريني رحمه الله
ففي نفس الشرح قال:
وفي رواية: أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: " «ستفترق أمتي ثلاثا وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا فرقة واحدة ". فقيل له: من هم يا رسول الله؟ يعني الفرقة الناجية، فقال: " هو من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» "، وفي رواية: «" ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا فرقة واحدة، وهي ما كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي» ". قال بعض العلماء: هم يعني الفرقة الناجية، أهل الحديث، يعني الأثرية والأشعرية والماتريدية، قلت: ولفظ الحديث يعني قوله إلا فرقة واحدة ينافي التعدد، ولذا قلت:
(وليس هذا النص جزما يعتبر في فرقة إلا على أهل الأثر)
(وليس هذا النص) المذكور عن منبع النور ومصباح الديجور (جزما) يحتمل المصدرية، أي أجزم به جزما، أو أنه مفعول لأجله، أي من جهة الجزم واليقين (يعتبر) أي يستدل به ويوافق (في فرقة) أي لا ينطق ويصدق على فرقة من الثلاث وسبعين فرقة (إلا على) فرقة (أهل الأثر) وماعداهم من سائر الفرق قد حكموا العقول، وخالفوا المنقول عن الرسول - صلى الله عليه وسلم. والواجب أن يتلقى بالقبول، فأنى يصدق عليهم الخبر، أو ينطبق عليهم الأثر.
هذا يعني أنه يرى بأن أهل السنة الذين هم الفرقة الناجية هم الأثرية فقط
أما قوله:
(أهل السنة والجماعة ثلاث فرق: الأثرية وإمامهم أحمد بن حنبل - رضي الله عنه، والأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري - رحمه الله، والماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي، وأما فرق الضلال فكثيرة جدا)
فيحتمل معنيين:
1. أن هذا هو قول بعض العلماء، كما مر في كلامه المتقدم.
2. أنهم من أهل السنة بالمعنى العام.
أقول هذا جمعًا بين القولين، فقوله الثاني كان في نفس الشرح، وليس بينه وبين الموضع الآخر سوى صفحة أو صفحتين.
ـ[أبوطلحة الجزائري]ــــــــ[13 - 11 - 10, 11:43 م]ـ
بارك الله في الأخت زوجة وأم على هذه الإفادة الطيبة و التي رفعت اللبس عن كلام السفاريني.
و الله الموفق.
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[13 - 11 - 10, 11:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله بارك الله فيكم
الرافضة: يعتبرون أنفسهم هم أهل السنة وهو الفرقة الناجية والباقي في النار.
المعتزلة: يعتبرون أنفسهم هم أهل السنة وهو الفرقة الناجية والباقي في النار.
والأشاعرة كذلك العبرة بمن وافق الكتاب والسنة،وبما أن النقاش عن الأشاعرة فهم على اصطدام شديد مع الكتاب والسنة وسلف الأمة،كالشمس، حتى إذا تنزلنا إلى الصفات التي يثبتونها لله،نجد اختلاف أصولي مع سلف الأمة فالأشاعرة يثبتون الصفات السبع (مع اختلاف بينهم في عدد الصفات) فهم يثبتونها بالعقل والنقل تبع للعقل إرضاءاً للعوام لا أكثر،والصفات التي يثبتونها ليست كألسلف،فالمباينة مع أهل السنة والجماعة كبيرة لا تقربها دعوة ولا حتى .. ، وهم صراحة يرون كفرنا أي أهل السنة، ولا يخجلون من ذلك فعندهم من أشار إلى السماء كفر،وقد نص أحد علمائهم على كفر شيخ الإسلام وهو الحصني (829هـ).
على قول واحد الأشاعرة ليسوا من أهل السنة والجماعة،
الأشاعرة فقط من أهل القبلة ومن قال غير ذلك فهو يجهل الأشاعرة ولا يعرف خطرهم.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[13 - 11 - 10, 11:48 م]ـ
http://www.almostaneer.com/show_book.aspx?id=110
والأشاعرة يعتبرون أنفسهم من اهل السنة
ويدخلون فيها الماتردية والحنابلة أو الأثرية أو أهل الحديث
فهل في إخراجهم من اهل السنة تستعمل نفس شروط التكفير؟
هم لا يعتبروننا من أهل السنة. وأهل السنة عندهم ثلاث: الاشاعرة + الماتردية + أهل الحديث.
ونحن عندهم لسنا من أهل الحديث.
نحن عند الاشاعرة مسلمون وعند بعض الاشاعرة الغلاة كفار!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/141)
ربما تجد بعض الاشاعرة يعتبروننا من أهل السنة لكن لا أعرف اسماء محددة. أرجو من طلبة العلم أن يذكروا لنا هؤلاء الذين يعتبروننا من أهل السنة عند الاشاعرة فقط للتوثيق وإلا فمدحهم أو ذمهم سيان. فهم عندنا ليسوا من أهل السنة لاختلاف مصادر التلقي.
يظهر لي - والله أعلم- بأن البعض قد أخطأوا فهم كلام السفاريني رحمه الله
ففي نفس الشرح قال:
وفي رواية: أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: " «ستفترق أمتي ثلاثا وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا فرقة واحدة ". فقيل له: من هم يا رسول الله؟ يعني الفرقة الناجية، فقال: " هو من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» "، وفي رواية: «" ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا فرقة واحدة، وهي ما كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي» ". قال بعض العلماء: هم يعني الفرقة الناجية، أهل الحديث، يعني الأثرية والأشعرية والماتريدية، قلت: ولفظ الحديث يعني قوله إلا فرقة واحدة ينافي التعدد، ولذا قلت:
(وليس هذا النص جزما يعتبر في فرقة إلا على أهل الأثر)
(وليس هذا النص) المذكور عن منبع النور ومصباح الديجور (جزما) يحتمل المصدرية، أي أجزم به جزما، أو أنه مفعول لأجله، أي من جهة الجزم واليقين (يعتبر) أي يستدل به ويوافق (في فرقة) أي لا ينطق ويصدق على فرقة من الثلاث وسبعين فرقة (إلا على) فرقة (أهل الأثر) وماعداهم من سائر الفرق قد حكموا العقول، وخالفوا المنقول عن الرسول - صلى الله عليه وسلم. والواجب أن يتلقى بالقبول، فأنى يصدق عليهم الخبر، أو ينطبق عليهم الأثر.
هذا يعني أنه يرى بأن أهل السنة الذين هم الفرقة الناجية هم الأثرية فقط
أما قوله:
(أهل السنة والجماعة ثلاث فرق: الأثرية وإمامهم أحمد بن حنبل - رضي الله عنه، والأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري - رحمه الله، والماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي، وأما فرق الضلال فكثيرة جدا)
فيحتمل معنيين:
1. أن هذا هو قول بعض العلماء، كما مر في كلامه المتقدم.
2. أنهم من أهل السنة بالمعنى العام.
أقول هذا جمعًا بين القولين، فقوله الثاني كان في نفس الشرح، وليس بينه وبين الموضع الآخر سوى صفحة أو صفحتين.
جزاكم الله خيرا ... مشاركة مفيدة
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[14 - 11 - 10, 12:03 ص]ـ
هم لا يعتبروننا من أهل السنة. وأهل السنة عندهم ثلاث: الاشاعرة + الماتردية + أهل الحديث.
ونحن عندهم لسنا من أهل الحديث.
نحن عند الاشاعرة مسلمون وعند بعض الاشاعرة الغلاة كفار!
ربما تجد بعض الاشاعرة يعتبروننا من أهل السنة لكن لا أعرف اسماء محددة. أرجو من طلبة العلم أن يذكروا لنا هؤلاء الذين يعتبروننا من أهل السنة عند الاشاعرة فقط للتوثيق وإلا فمدحهم أو ذمهم سيان. فهم عندنا ليسوا من أهل السنة لاختلاف مصادر التلقي.
لا أدري إذا كان هناك من يعتبرنا من أهل السنة أم لا
ولكن بعضهم يقول بأن أهل الحديث أو "السادة الحنابلة الفضلاء" من أهل السنة
ويقصدون بذلك السلف والحنابلة المفوضة
فهم يعتقدون بأن السلف الصالح كانوا مفوضة للصفات
أما نحن فمشبهة ومجسمة عندهم.
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 02:09 م]ـ
يا اخي انا سمعت احد شيوخهم يقول (الحنابلة الفضلاء هم من اتبعوا طريقة الاشعري اما الحنابلة الآخرين فلقد اتعبوا الناس بتطرفهم النصي كما اتعبهم المعتزلة بتطرفهم العقلي و لذلك جاء الاشعري ليكون وسطا بين هؤلاء و هؤلاء)
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 02:14 م]ـ
الأشعري رجع عن عقيدته التي كان عليها, وألف كتبا في عقيدة أهل السنة والجماعة. و ماذا تعني بالتطرف النصي , هل هو اتباع النص. المرجو التوضيح
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 02:23 م]ـ
يقصد به و الله اعلم انهم لا يعطون مجالا لاستخدام العقل و انهم يلتزمون باقوال السلف لا غير
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 02:25 م]ـ
الامر الثاني هم لا يعترفون بكتاب الابانة و ينفون نسبته الى الاشعري
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 02:34 م]ـ
يقصد به و الله اعلم انهم لا يعطون مجالا لاستخدام العقل و انهم يلتزمون باقوال السلف لا غير
وهل اتباع النص مذمة , أهل السنة ليسوا أغبياء أو سذج وإنما لا يقدمون العقل عن النقل , و هل كان الصحابة يتكلمون في الجوهر و العرض و الحيز و التسلسل ....
فهل الصحابة لا يعملون عقولهم , و انظر درأ تعارض النقل و العقل لشيخ الإسلا م ترى العجب العجاب
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 03:09 م]ـ
نعم اخي انا متفق معك لكن هذا كلام احد شيوخهم و لقد تفادى الطعن في الامام احمد وقام بتبجيله لكنه كان يطعن في متاخري الحنابلة و متقدميهم
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 03:22 م]ـ
المهم أن تتبع العقيدة الصحيحة التي جاءت عن نبيا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - و علمها للصحابة , لان هذه العقيدة هي التي يسألنا عنها ربنا , أما الأشعري و غيره فلن يسألنا عنه, لأن الله يقول ’فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين’
وفقك الله للخير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/142)
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[14 - 11 - 10, 06:14 م]ـ
الامر الثاني هم لا يعترفون بكتاب الابانة و ينفون نسبته الى الاشعري
بسم الله الرحمن الرحيم
الذي لا يثبت الإبانة للأشعري ليس بأشعري،فقد أثبته:
وكتاب الإبانة ثابت النسبة لأبي الحسن الأشعري فقد أثبته ابن عساكر فقال ((وتصانيفه بين اهل العلم مشهورة معروفة، وبالإجادة والاصابة للتحقيق عند المحققين موصوفة، ومن وقف على كتابه المسمى "الإبانة" عرف موضعه من العلم والديانة)) (التبيين 128))
وكذلك البيهقي في الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد وكلك الذهبي في العلو
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[14 - 11 - 10, 08:42 م]ـ
والبوطي
ـ[فايح المقاطي]ــــــــ[15 - 11 - 10, 10:58 م]ـ
جزاكم الله خير ياخواني
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[18 - 11 - 10, 08:39 م]ـ
والبوطي
بسم الله الرحمن الرحيم
البوطي: لا يخجل من الجهر بموافقته المعتزلة، فهو أصله، كما قال
أبو جَعْفَر السِّمْنَانِيّ - وَهُوَ مِنْ كِبَار الْأَشَاعِرَة -: إِنَّ هَذِهِ الْمَسْأَلَة مِنْ مَسَائِل الْمُعْتَزِلَة بَقِيَتْ فِي الْمَذْهَب، وَاَللَّه الْمُسْتَعَان (أول واجب على المكلف).
قال البوطي في كبرى اليقينيات:-
قال البوطي: ((أما جماهير المسلمين أهل السنة والجماعة،فقالوا: إننا لا ننكر هذا الذي تقوله المعتزلة، بل نقول به، ونسميه كلاماً لفظياً، ونحن جميعاً متفقون على حدوثه وأنه غير قائم بذاته تعالى؛ من أجل أنه حادث .. )). (يعني القرآن مخلوق).
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[18 - 11 - 10, 09:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
البوطي: لا يخجل من الجهر بموافقته المعتزلة، فهو أصله، كما قال
أبو جَعْفَر السِّمْنَانِيّ - وَهُوَ مِنْ كِبَار الْأَشَاعِرَة -: إِنَّ هَذِهِ الْمَسْأَلَة مِنْ مَسَائِل الْمُعْتَزِلَة بَقِيَتْ فِي الْمَذْهَب، وَاَللَّه الْمُسْتَعَان (أول واجب على المكلف).
قال البوطي في كبرى اليقينيات:-
قال البوطي: ((أما جماهير المسلمين أهل السنة والجماعة،فقالوا: إننا لا ننكر هذا الذي تقوله المعتزلة، بل نقول به، ونسميه كلاماً لفظياً، ونحن جميعاً متفقون على حدوثه وأنه غير قائم بذاته تعالى؛ من أجل أنه حادث .. )). (يعني القرآن مخلوق).
لقد قرأت نقلا عن البوطي يصرح فيه بأن الامام احمد بن حنبل رحمه الله قد شذ (أو خالف) بقوله أن الله يتكلم بحرف وصوت أو كما قال.
فهل كلامه هذا موجود في يقينياته؟
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[18 - 11 - 10, 09:30 م]ـ
لقد قرأت نقلا عن البوطي يصرح فيه بأن الامام احمد بن حنبل رحمه الله قد شذ (أو خالف) بقوله أن الله يتكلم بحرف وصوت أو كما قال.
فهل كلامه هذا موجود في يقينياته؟
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيراً أبا نسبية على ما تقدِّمه،وهذا نصُّ كلامه:-
قال البوطي في كبرى اليقينيات (ص126):-
((وأمَّا الكلام الذي هو اللفظ، فاتفقوا على أنَّه مخلوق وعلى أنَّه غير قائم بذاته سبحانه، باستثناء أحمد بن حنبل وبعض أتباعه، فقد ذهبوا إلى أن الحروف والأصوات أيضاً قديمة بذاتها، وأنَّها هي المعني بصفة الكلام)).
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيراً أبا نسبية على ما تقدِّمه،وهذا نصُّ كلامه:-
قال البوطي في كبرى اليقينيات (ص126):-
((وأمَّا الكلام الذي هو اللفظ، فاتفقوا على أنَّه مخلوق وعلى أنَّه غير قائم بذاته سبحانه، باستثناء أحمد بن حنبل وبعض أتباعه، فقد ذهبوا إلى أن الحروف والأصوات أيضاً قديمة بذاتها، وأنَّها هي المعني بصفة الكلام)).
جزاك الله خيرا ونفع بك أخي الحبيب محمد ... وأخيرا حصلنا عليه!
لقد بحثت عنه ولم أجده .. وليس لي طاقة في البحث في كتابه المصور
أريد هذا النقل العزيز حتى أضيفه هنا:
أشعريات ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/08/blog-post_5931.html)
وهو موضوع مخصص للاعترافات الاشعرية المفيدة!
والدعوة عامة للمساهمة في تطوير الموضوع حتى يسهل الاقتباس منه. لماذا لا نيسر الطريق أمام المجاهدين الجدد ونبين للعوام حقيقة اعتقاد القوم فيحذروه؟
بارك الله فيك مرة أخرى مع العلم أنني لم أقدم شيئا
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[18 - 11 - 10, 11:09 م]ـ
بالنسبة للموضوع الذي نحن فيه وهو الاشاعرة والماتردية واعترافاتهم
كيف ترون
الاخ ياخذ كتابا في العقيدة مثلا ويزيد فيه أقوالا من كلام أئمة الأشاعرة مما في الاعترافات مثلا
الاقول التي توافق مذهب اهل السنة
مثلا الماتريدي يقول أن معنى اعبدوا ربكم اي وحدوا ربكم
ويقول السمرقندي ان الوسيلة هي العمل الصالح
يشرح أركان الإسلام مثلا على بهذه الطريقة
حتى يروا الأشاعرة والماترية أن من أئمتهم من ليس كما يظنون
وبعد ذلك يطبع الكتاب ويوزع
ما رأيكم في هذا الأمر
ما هي الاجابيات والسلبيات المتوقعة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/143)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[18 - 11 - 10, 11:16 م]ـ
بالنسبة للموضوع الذي نحن فيه وهو الاشاعرة والماتردية واعترافاتهم
كيف ترون
الاخ ياخذ كتابا في العقيدة مثلا ويزيد فيه أقوالا من كلام أئمة الأشاعرة مما في الاعترافات مثلا
الاقول التي توافق مذهب اهل السنة
مثلا الماتريدي يقول أن معنى اعبدوا ربكم اي وحدوا ربكم
ويقول السمرقندي ان الوسيلة هي العمل الصالح
يشرح أركان الإسلام مثلا على بهذه الطريقة
حتى يروا الأشاعرة والماترية أن من أئمتهم من ليس كما يظنون
وبعد ذلك يطبع الكتاب ويوزع
ما رأيكم في هذا الأمر
ما هي الاجابيات والسلبيات المتوقعة؟
التوراة والانجيل محرفان. واليهود والنصارى ضُلال لم نقرهم على باطلهم ولم ننكر الحق الذي قد يوجد عندهم ومع هذا
قال تعالى:
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف: 157]
وبيان الهدف مهم
والله اعلم
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[18 - 11 - 10, 11:20 م]ـ
إن وافقت أقوالهم الحق , فتنسب للحق لا للأشاعرة و لا للمتوردية, وقد تكون هذه الأقوال وسيلة لشهرتهم , خصوصا أن أغلب الناس على الفطرة و هي العقيدة الصحيحة , فأقوالهم يجب أن تهجر لا أن تنشر , إلا للرد عليهم , فالأشاعرة إن كانو يتبعون الحق فالأشعري قد رجع عن عقيدته إلى عقيدة أهل السنة و الجماعة , فهل نفعهم ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[18 - 11 - 10, 11:35 م]ـ
إن وافقت أقوالهم الحق , فتنسب للحق لا للأشاعرة و لا للمتوردية
تماما!!
وقد تكن هذه الأقوال وسيلة لشهرتهم ,
ولهذا الحكمة مهمة .. يجب أن يُظهر القول الحق لكي يُتَّبع لا لكي يقر على الباطل الذي عندهم.
خصوصا أن أغلب الناس على الفطرة و هي العقيدة الصحيحة , فأقوالهم يجب أن تهجر لا أن تنشر , إلا للرد عليهم , فالأشاعرة إن كانو يتبعون الحق فالأشعري قد رجع عن عقيدته إلى عقيدة أهل السنة و الجماعة , فهل نفعهم ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟
وما الهدف إلا العوام .. لعل هذه النقول تكون الخيط الذي يرجعون به الى الحق. هذا فضلا عن زعزعة ايمان الاشعري بعقيدته.
والذي فهمته من الفكرة المطروحة هي بيان أقوال الحق المهجورة في مذهبهم لا ما يعتقدونه من الحق الان وإلا فهذا لا ادري وجه الفائدة منه.
والله اعلم
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[18 - 11 - 10, 11:41 م]ـ
اليهود والنصارى أمرهم لا يخفى على الناس ,فكل مسلم يستنكف أن تقول له أنت نصراني أو يهودي, أم الأشاعرة و الماتوردية ’ فأمرهم خفي, فقد يخفى حتى على كثير من العلماء , ألا ترى أن بعض العلماء أشاعرة؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[18 - 11 - 10, 11:42 م]ـ
بالنسبة للفطرة صحيح
لما سألت جدتي أين الله؟ قالت: في السماء ولها من العمر 94 سنة ولم تقرأ أي كتاب في العقيدة ولدت مع الثورة الشيوعية عام 1916 وتعلمت بعض شيء من الكبار كما في حديث حذيفة: {يدرس الإسلام كما يدرس الثوب، وينسى الدين، حتى يأتي العجوز والشيخ الكبير فيقولون: أدركنا قوماً يقولون: لا إله إلا الله، فنحن نقولها.
ولكن في بعض البلدان ينشرون الماتريدية والاشعرية بالقوة والناس لا يعلمون ما عند بعض علماءهم من الحق
مثل داغستان لو يعلم الصوفية ما في كتب الجيلاني من الأقوال عن الأشعرية لتعجبوا على الأقل المنصفين منهم.
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[18 - 11 - 10, 11:49 م]ـ
انا ماذا اقصد:
مثلا:
في كل كتاب يوجد موضوع ان المشركون في مكة قبل الاسلام كانوا معترفين بالربوبية؟
صح؟
ولما تشرح هذا وتأتي بالآيات لا تأتي بقول محمد بن عبد الوهاب مثلا بل تاتي بأقوال ائمتهم مثل الرازي
وهذا ما فعله نحند بن عبد الوهاب نفسه
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[18 - 11 - 10, 11:52 م]ـ
وهذا ما فعله محمد بن عبد الوهاب نفسه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/144)
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[18 - 11 - 10, 11:56 م]ـ
فرق بين العقيدة في حالة التأصيل فهذه يجب أن تكون خالية من ألفاظ المبتدعة , أما العقيدة في حالة الدفاع و نسف شبه المبتدعة , فهذه قد تظهر أقوال المبتدعة للرد عليها , و من بين الردود أن تأتيي بأقوال أئمتهم التي وافقوا فيها الحق لإلزامهم , و هذا ما كان يفعله شيخ الإسلام , فهو يذكر العرض و الجوهر و التسلسل و هذه أقوال الفلاسفة , للرد عليها.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[21 - 11 - 10, 11:34 م]ـ
يظهر لي - والله أعلم- بأن البعض قد أخطأوا فهم كلام السفاريني رحمه الله
ففي نفس الشرح قال:
وفي رواية: أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: " «ستفترق أمتي ثلاثا وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا فرقة واحدة ". فقيل له: من هم يا رسول الله؟ يعني الفرقة الناجية، فقال: " هو من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» "، وفي رواية: «" ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا فرقة واحدة، وهي ما كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي» ". قال بعض العلماء: هم يعني الفرقة الناجية، أهل الحديث، يعني الأثرية والأشعرية والماتريدية، قلت: ولفظ الحديث يعني قوله إلا فرقة واحدة ينافي التعدد، ولذا قلت:
(وليس هذا النص جزما يعتبر في فرقة إلا على أهل الأثر)
(وليس هذا النص) المذكور عن منبع النور ومصباح الديجور (جزما) يحتمل المصدرية، أي أجزم به جزما، أو أنه مفعول لأجله، أي من جهة الجزم واليقين (يعتبر) أي يستدل به ويوافق (في فرقة) أي لا ينطق ويصدق على فرقة من الثلاث وسبعين فرقة (إلا على) فرقة (أهل الأثر) وماعداهم من سائر الفرق قد حكموا العقول، وخالفوا المنقول عن الرسول - صلى الله عليه وسلم. والواجب أن يتلقى بالقبول، فأنى يصدق عليهم الخبر، أو ينطبق عليهم الأثر.
هذا يعني أنه يرى بأن أهل السنة الذين هم الفرقة الناجية هم الأثرية فقط
أما قوله:
(أهل السنة والجماعة ثلاث فرق: الأثرية وإمامهم أحمد بن حنبل - رضي الله عنه، والأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري - رحمه الله، والماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي، وأما فرق الضلال فكثيرة جدا)
فيحتمل معنيين:
1. أن هذا هو قول بعض العلماء، كما مر في كلامه المتقدم.
2. أنهم من أهل السنة بالمعنى العام.
أقول هذا جمعًا بين القولين، فقوله الثاني كان في نفس الشرح، وليس بينه وبين الموضع الآخر سوى صفحة أو صفحتين.
سمعت الشيخ احمد بن عمر الحازمي في شرحه على الواسطية يقول ان السفاريني مخلط في باب الاسماء والصفات والافعال ليس على جادة اهل السنة والجماعة وان كان في بعضها قد يذكر الاصل ويكون ناقلا من كلام ابن القيم وشيخ الاسلام ولكنه ان انشا كلاما من عنده يخلط فياتي ببعض المسائل يوافق الاشعرية ولذلك هو في لوامع الانوار البهية في باب الافعال جبري وفي موضع يجعل اهل السنة واحدة كما في شرحه على الحائية وفي موضع يجعلال السنة ثلاث فرق وهذا فيه اصطراب ولهذا لا يعتمد قوله في هذه المسالة(67/145)
الفرق بين الترك المطلق ومطلق الترك
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[12 - 11 - 10, 02:34 م]ـ
ذهب جمع من أهل العلم إلى تكفير تارك الصلاة تركا مطلقا أي من لا يصلي أبدا، ولم يكفروا من يصلي ويترك؛ ففرقوا بين الترك المطلق ومطلق الترك، فالأول كفر أكبر والثاني كفر أصغر، والإشكال عندي في ضبط الفرق بينهما، فهل من صلى مرة واحدة أو مرتين، أو يصلي في رمضان فقط أو يصلي في المناسبات! هل يصدق عليه الترك المطلق أم مطلق الترك؟ فإن كان الأول لم ينضبط المصطلح، وإن كان الثاني لم يكن بين المصطلحين فرق مؤثر. فمن يفيدني في هذه المسألة مأجورا؟
ـ[محمد أبو عائشة]ــــــــ[13 - 11 - 10, 12:29 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبا أويس،
الخلاف في القدر الذي به يكفر تارك، هو والله أعلم: أن العلماء القاعدة عندهم في أحاديث الوعيد إجراؤها على ظاهرها من غير تفصيل،
ونصوص تارك الصلاة منها، والله أعلم.(67/146)
فوائد من سلسلة العِلْمانية والتغريب للشيخ المحمود
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[12 - 11 - 10, 03:32 م]ـ
المحاضرة الأولى.
-يجب على العلماء وطلبة العلم بل وعلى كل مسلم بيان الحق بين الناس خاصة إذا استشرى الباطل،
ولأن ديننا دين قوى فلا يمكن بحال مهما قوى أهل الباطل وأتوا باطلهم بالمدد أن يكون هو (الحق)، بل ييبقى الحق واضحاً ظاهراً وإن بقى قلة يحملونه.
-قد يحدث أن يضل شخص بعض الناس لكل الوقت طوال حياتهم، وقد يحدث أن يضل شخص كل الناس لبعض الوقت، لكن أن يضل كل الناس كل الوقت فهذا لا يكون،لأن الله لا ينصر الله ضلالاً خاصة إذا جاء مستتراُ باسم الحق.
- عند تناول تلك القضايا يجب أن يُعلم عدة أمور:
أولاً: لا عداوة مع أشخاص إنما هو دين وعقيدة فلا تعادى فلاناً لذاته إنما لما يحمله من عقيدة وفكر.
ثانياً: الضلال والانحراف خاصة فى مسألتنا هذه العِلمانية على درجات:-
أقلها: من يقع فى زلة يوافق فيها أصحاب الفكر المنحرف،وربما هو ليس منهم.
يأتى بعدها من يحمل هذا الفكر لكن يستتر ولا يدعو إليه.
يأتى بعد ذلك من يحملها ويدافع عنها ويموت من أجلها.
(ويجب مراعاة تلك الدرجات الثلاثة)
ثالثاً: ليس كل من وقع أو وافق هؤلاء فى شىء من ضلالتهم أن يكون منهم من جميع الوجوه، لذا فالأسلم عند الرد على هؤلاء توجيه الرد إلى الفكر والعقيدة دون التعرض لشخص، وهذا دأب السلف فيتعرضون لمقالة يحكمون عليها بالكفر،ثم هم مع الأشخاص المعينين يتشددون ويتأكدون ولابد من تطبيق توفر الشروط وانتفاء الموانع على المعين.
-الدقيقة 14:00 كلمة الشيخ لكل من وقع فى الانحراف فى الفكر كبير أو صغير، عميق أو سطحى. (تستحق السماع)
- سبب طرح هذا الموضوع:
1 - ظن البعض أن التيارات والنظريات العلمانية توجد فى بعض البلدان دون الآخر وأن بلاداً كبلاد الخليج مثلاً لا تحتوى عليها إلا فيما شذ وندر، وسيأتينا بيان استفحال تلك النظريات فى بعض البلدان.
2 - أن العلمانيين والمستغربين صاروا أشد تغريباً وعلمانية من الغرب نفسه خاصة فى مجال التنفيذ، كما حدث من كمال أتاتورك.
-العِلْمانية:
أصل الاشتقاق اللغوى اُختلف فيه، منهم من نسبها للعالم وآخر ينسبها إلى العلم.
بعض الباحثين ينكر نسبتها إلى العلم، ولكن تُفسر مما كتبه الغرب، وهذا صحيح.
لكن هناك فرق بين نسبتها إلى العلم الشرعى (وهذا خطأ) وبين العلم المادى،
فالنسبة إلى العلم المادى كمرحلة تاريخية،وأنه هو العلم الذى أدى إلى التمرد على الكنيسة والذى نشأ فى أوروبا فى مقابل الدين وجعله أداة لتقييم العقيدة والدين ... فالنسبة صحيحة.
التعريف الصحيح: هو اللادينية (فصل الدين عن الحياة أو فصل الدين عن الدولة)، لأن العبرة بالحقائق.
فى معجم (لم أتبين الاسم من الشيخ ولعله أوكسفورد):
علمانى: بمعنى دنيوى أو مادى ليس دينياً ولا روحياً مثل السلطة اللادينية أى المقابلة أو المضادة للكنيسة، وكذلك هى الفكر الذى يقول أنه لا ينبغى أن يكون الدين أساساً للتربية.
ومن مصدر آخر:
(هى نظام اجتماعى فى الأخلاق مؤسس على وجوب قيام الأخلاق والقيم السلوكية مبنية على اعتبارات الحياة المعاصرة والتضامن الاجتماعى دون النظر إلى الدين)
- يتبين من ذلك أن العلمانية تشمل أيضاً الواقع الاجتماعى والأخلاقى،فعلمانية الدولة إحدى جوانبها.
- الخطر العلمانى ليس خطراً ذو وجهة معينة يمكن تحديده، يعنى أن خطره لا يكمن فى استعمار دولة، لأن هذه آلية، لكن الخطر أن يصبح الفكر العلمانى قضية تتخذ من التعليم والإعلام وسيلة لتنتشر فى حياة الناس،فتقلب حياتهم الإيمانية الملتزمة بشرع الله (وإن أخطأوا) إلى حياة تقتبس قيمها من الأهواء والنظريات الإلحادية،ومن ثم تتغير عندهم الفكرة والمنهج وأسلوب الحياة والتعامل مع القضايا، وهذا هو الخطر الحقيقى.
موقف العلمانيين من الدين:
1 - الدين العام الشامل لكل نواحى الحياة:مرفوض.
2 - الدين الخاص:
إما خصوصية المعنى أو القضية: كالإيمان بالله، أو خصوصية الفرد (تديّن الفرد)، فالعلمانية على درجتين:
أ-العلمانية المتطرفة: ترفض كل ما يتعلق بالدين، وترفض تدين الأفراد.
مثالهم: العلمانية الشيوعية التى اعتبرت أن الدين أفيون الشعوب، وأنه لا إله والحياة مادة (أقوال كارل ماركس)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/147)
وفى العلمانيين العرب مثالهم: الشيوعية، والحداثية التى ترفض كل ماهو من التراث وكل ما هو قديم، وتقترب من فكر اليسار.
ب- العلمانية المعتدلة: ترفض اعتبار الدين أساساً للدولة، لكنها تقبل تدين الأفراد.
وهو ما انتهت إليه أوروبا، وعند العرب: العلمانية الليبرالية.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[17 - 11 - 10, 02:05 م]ـ
(المحاضرة الثانية).
-هناك على مر تاريخ هذه الأمة محاولات للخروج من الدين فى بعض الأمور مثل ماحدث من الفرق البدعية، لكن لم يوجد من يرفض هذا الدين جملة وتفصيلاً من هذه الفرق.
-أكثر من تمرد على الدين من الفرق:
1 - غلاة الصوفية:
حتى ظهرت طوائف تزعم أنها يمكن أن تصل للحقائق من الله بدون واسطة النبوة، فالكشوفات والمنامات والخضر الذى يزعمون أنه مازال حياً من جملة هذا.
(ذكر العلماء من نواقض الإسلام: من زعم أنه يمكنه الخروج عن شريعة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى)
2 - الزنادقة:
والزندقة هى إعلان النفاق، وهؤلاء كثروا فى الدولة العباسية، فهذه الفئة كانت لها صلات فارسية ونصرانية ووثنية وفلسفية أيضاً.
من محاولاتهم:
-تقليد القرآن لإثبات أنه لا إعجاز فيه
- السخرية من السنة والصحابة
-السخرية من قضاة الإسلام فرموهم بالظلم واللواط والسرقة (وهذا باب واسع للتنقص من الشريعة لأن القضاة هم من يحكمون بين الناس بالدين)
-أبرز ملامح الفكر الغربى:
-دعا (ديكارت) -الذى هو من أشهر فلاسفتهم- إلى تطبيق المنهج العقلى فى الفكر والحياة،لكنه استثنى العقيدة والدين،فلم يجرؤ على مواجهة الكنيسة القوية فى وقته، وادعى أنه لا تعارض بين العلم وبين الدين المسيحى، و ليس لأحدهما سلطان على الآخر. (تأمل!)
(العلمانيون عندنا يقولون: الله مقدس والرسول مقدس، فلن نتعرض لهما، لكن نعمل العقل فى كل شىء.)
- ظهر بعد ذلك المنهج التجريبى لفرانسيس بيكون وجعلوا أعظم مآثره أنه فصل بين العلم المادى والعلم الدينى.
- قام اسبيونزا (اليهودى) بتطبيق منهج النقد التاريخى، واكتشف تحريف التوراة، فهذا المنهج لا يفرق بين ما هو مقدس وغير المقدس.
(العلمانيون الآن يقولون كل شىء يقبل النقد، فالقرآن يجب إعادة فهمه على ضوء الحقائق المعاصرة لا كما فهمه الأقدمون، فنريد فهماً جديداً له)
وطه حسين يقول فى كتاب (الشعر الجاهلى):
( ..... والأمر لا يقف عند هذا الحد، فواضح جدا لكل من له إلمام بالبحث التاريخي عامة ويدرس الأساطير والأقاصيص خاصة أن هذه النظرية متكلفة مصطنعة في عصور متأخرة دعت إليها حاجة دينية أو اقتصادية أو سياسية للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم و إسماعيل، وللقرأن أن يحدثنا عنهما أيضا، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي، فضلا عن إثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلي مكة ونشأة العرب المستعرية فيها.
ونحن مضطرون إلي أن نرى في هذه القصة نوعا من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة، وبين الإسلام واليهودية من جهة، والقرآن والتوراة من جهة أخرى.)
-طالب (جون لوك):
بإخضاع الوحى للعقل عند التعارض،
ودعا إلى مبدأ التسامح الدينى، وإعطاء الحق لكل إنسان أن يعتقد بما شاء ويكفر بما يشاء.
-تحولت أوروبا إلى الشك فى دينها،وهو ما يسمى بعصر التنوير، والآن كل من يشكك فى أمر دينه يسمونه مفكرأ مستنيراً.
- يعد فولتير عدو الكنيسة الأول، إلا أنه لم يكفر بوجود الله، ولكن كفر بالوحى، فالناس تصنع فى حياتها ما تريد، وشبهوا ذلك بصانع الساعة، يصنع الساعة لك وأنت تتصرف فيها كما تشاء.
(جمهرة العلمانيين عندنا تؤمن بوجود الله، حتى أن بعض الشيوعيين العرب آمنوا بكل مبادىء الشيوعية إلا أنهم آمنوا بوجود الإله ولم يلحدوا)
-قامت الثورة الفرنسية عام 1789 على عد أسس:
1 - حرب الكنيسة والدين من جهة الشعب الثائر لا من جهة المفكرين فقط، فجعلت فكر العلمانية ليس حكراً على النخبة وإنما هو فكر العامة.
(وهذا هو خطر العلمانية إذا وصلت لهذه الدرجة، أن تجعل الفكر العلمانى فكراً جماهيرياً ... وهو ما تحاول تطبيق عن طريق الإعلام والندوات)
2 - ترسيخ العلمانية: أى تطبيقها واقعاً فى الدولة والبرلمان وحياة الناس.
3 - قامت على الأسس المشهورة (الحرية- الإخاء -المساواة)
-نظرية (العقد الاجتماعى):
نادى بها عدة مفكرين لكن من أشهرهم (جان جاك روسو)، وتعنى أن الناس إذا تعاقدوا على أمر ورضوا به فلا أحد يتدخل فيهم أى لا توجد حاكمية تفُرض عليهم من خارجهم، كما توجد عندنا حاكمية الكتاب والسنة.
من مبادئها:
1 - أن الحالة الطبيعية للإنسان هي الفترة الذهبية من تاريخه، ولكن الإنسان بفعل الأطماع وبتأثير (الأديان!) تجرد من النقاء الطبيعي، وانتقل إلى حالة من الفوضوية اقتضت وجود عقد اجتماعي لتنظيم حياة الناس ومحاولة العودة بهم إلى الحالة الطبيعية.
2 - إغفالها لدور الدين في توجيه المجتمع، وجعلت الدين عاملاً من العوامل التي تعوق الرجوع إلى الحالة الطبيعية السوية.
3 - بفصل السياسة عن الدين، فإنه يتهم الأديان بأنها هي التي سببت هذا الفصل حيث نجده يقول: 'إن الشعوب القديمة كانت تعبد الملوك، وكان لكل دولة ملكها وإلهها في الوقت نفسه، فكانت السياسة والدين شيئاً واحداً، ولكن الأديان فصلت بين العالم المادى والعالم الروحى"
4 - سمت الثورة الفرنسية كتابه العقد الإجتماعى بإنجيل الثورة الفرنسية.
5 - أوحت إلى الناس بفكرة جديدة هي الوطنية أو القومية إذ أن العقد يكون بين الإنسان والمجتمع الذي يعيش فيه، وتتفق مصالحه مع مصالح الفرد ورغباته، لا مع مجتمع آخر بعيد مهما كانت قوة الصلة الدينية به.
-ثم جاء كتاب (الأمير) لميكافيللى، وذكر فيه:
1 - الإنسان شرير بطبعه، ورغبته فى الخير مصطنعة، فإذا كان الأمر كذلك فلا ضير من الانسياق وراء طبيعته الشريرة.
2 - الفصل التام بين السياسة والدين والأخلاق.
3 - الغاية تبرر الوسيلة.
(العلمانيون عندنا يرحبون باحتلال أراضى المسلمين لأن غايتهم الحكم، فلا ضير من الاستعانة بميكافيللية الولايات المتحدة للقضاء على التطرف).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/148)
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[24 - 11 - 10, 12:01 ص]ـ
(المحاضرة الثالثة).
بسم الله الرحمن الرحيم.
- تعليق الشيخ على الصراع بين الكنيسة والعلم:
نحن نقول إن هذا الصراع كان له مبررات فى أوروبا، والخطأ أن ينتقل هذا الصراع إلينا ونُسقطه على ديننا.
-أهم النظريات التى أثرت فى أوروبا:
1 - نظرية التطور لداروين:
أثبت داروين فى كتابه (أصل الأنواع) حيوانية الإنسان وأن أصله جرثومة ثم كان فى آخر تطور له قرداً.
كان من آثار هذه النظرية:
1 - إعلان الإلحاد والتبجح به.
2 - دعم فلاسفة الغرب هذه انظرية على أساس أنها بديل للمسيحية.
3 - ومن نتائجها المنطقية إلغاء فكرة الغاية من خلق الإنسان.
4 - حيوانية الإنسان وماديته.
(ليس عندنا دليل نثبت به أو ننفى به تطور الكائنات، لكن بالنسبة للإنسان فالقضية محسومة فى أن الله خلقه بيديه)
2 - نظرية موت الإله وحلول الإنسان محله لنيتشه اليهودى:
تنص على أن الإله مات وأن الإنسان الأعلى (السوبر مان) يجب أن يحل محله.
اقتبس أدب الحداثة من هذه النظرية قضية (موت المؤلف):
وهى أن النص الإبداعى (شعر، رواية، قصة) لما يكتبها صاحبها نتعامل مع هذا النص وكأن مؤلفه قد مات، فلا نلتفت إلى مقاصده وإلى مراده أو حتى سبب كتابته إياه، وعظمة النص تكمن فى إمكانية قراءته قراءات مختلفة.
وبالتالى أدت هذه الفكرة إلى فوضى فكرية وإلى دعوتهم لنقد كتب التراث وأيضا الكتاب والسنة دون التفات إلى مقاصد الشريعة أو معان مرادة أو أقوال العلماء.
3 - النظرية الماركسية والشيوعية:
إلى جانب قولته المشهورة: لا إله والحياة مادة، فإنه جعل حياة الإنسان قائمة على حاجاته الحيوانية وعلى القضية الاقتصادية.
فحاجاته الأساسية ثلاثة: الغذاء- المسكن- الجنس.
4 - نظرية العقل الجُمْعى لـ (دوركايم) اليهودى:
الإنسان حيوان خاضع للجبرية والقهر الاجتماعى، وأنه لا حول له ولا قوة، فإذا قدس المجتمع فكرة فإنها تُفرض على الإنسان.
وقد جعل الدين والزواج والأسرة من عمل العقل الجمعى وأنها ليست من الفطرة.
والعقل الجمعى دائم التغير والتطور.
(العلمانيون يركزون دائماً على أن مجتمع المملكة السعودية مجتمع مغلق مكبل بالتقاليد، وأن المسألة لا تتعلق بتدين الأفراد)
(هذه النظرية افترضت أن الإنسان إذا نشأ فى مجتمع عنده مجموعة من التصورات الخاطئة فلا يمكنه تصويبها وهذا خطأ بين،وعندنا من سيرة الأنبياء ما يشهد على بطلان هذه الفكرة تماماً)
5 - نظرية فرويد اليهودى .... (ويرى الشيخ أنها النظرية المدمرة للدين والأخلاق):
تقوم على كون الجنس هو أساس حياة الناس .. وربط الدين بعقدة أوديب ... ملخصها:أن الشعور بالذنب والخطيئة متوارث من الأبناء الأُول الذين قتلوا أباهم لأنه حال بينهم وبين الاستمتاع بأمهم.
(العلمانيون عندنا ينادون بالإباحية وكسر القيود ,,,لأن الناس إذا اعتادت الشهوة ومارستها فإنها تصير أمراً عادياً.)
(كل هذه النظريات تخدم فكرة واحدة هى إلغاء الثوابت ومن ثم إلغاء الدين.)
-هدف الديمقراطية الغربية هو إحلال إرادة الشعوب محل إرادة الله، فهى تنادى لفكرتين:
1 - الحرية التامة وبما فى ذلك من حرية اختيار العقيدة،وأنه لا فرق بين إنسان وآخر على أساس العقيدة أو الجنس أو اللون،
والاعتراف بجميع الأحزاب مهما كانت خلفياتها الدينية (وللأسف بعض الإسلاميين ينادون بها!)
2 - قيام برلمان تكون له السيادة وبالأخص السيادة التشريعية.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[24 - 11 - 10, 12:29 ص]ـ
بارك الله فيك
واصل ....
ـ[محمد الدلمي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 01:07 ص]ـ
شكرالله سعيك و اعلى درجتك في الدنيا و الآخرة
متابع لجهدك النافع(67/149)
الولاء والبراء من أهم أصول الإيمان
ـ[أبو مارية الشامي]ــــــــ[12 - 11 - 10, 11:50 م]ـ
الولاء والبراء من أهم أصول الإيمان
بقلم الشيخ؛ صفاء الضوِّي العدوي
الولاء معناه: المحبة والمودة والقرب والنصرة، والبراء هو البغض والعداوة والبعد، والولاء والبراء أمر قلبي في أصله .. لكن يظهر على اللسان والجوارح .. فالولاء لا يكون إلا لله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وللمؤمنين كما قال سبحانه: ((إنَّمَا ولِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا .. )) .. فالولاء للمؤمنين يكون بمحبتهم لإيمانهم، ونصرتهم، والإشفاق عليهم، والنصح لهم، والدعاء لهم، والسلام عليهم، وزيارة مريضهم وتشييع ميتهم ومواساتهم وإعانتهم والسؤال عن أحوالهم، وغير ذلك من وسائل تحقيق هذا الولاء.
والبراءة من الكفار تكون: ببغضهم - ديناً – وعدم بدئهم بالسلام وعدم التذلل لهم أو الإعجاب بهم، والحذر من التشبه بهم، وتحقيق مخالفتهم – شرعاً – وجهادهم بالمال واللسان والسنان، والهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام وغير ذلك من مقتضيات البراءة منهم.
إن الولاء والبراء من الإيمان، بل هو شرط فيه، كما قال سبحانه: ((تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وفِي العَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * ولَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والنَّبِيِّ ومَا أُنزِلَ إلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ ولَكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)) [المائدة:80 - 81].
ويبين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن هذه الآية تضمنت جملة شرطية تقتضي أنه إذا وجد الشرط وجد المشروط؛ فحرف " لو" تقتضي مع الشرط انتفاء المشروط. قال تعالى: ((ولَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والنَّبِيِّ ومَا أُنزِلَ إلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ)) قال شيخ الإسلام: فدل ذلك على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده، إذ لا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب. اهـ
قال تعالى: ((لا يَتَّخِذِ المُؤْمِنُونَ الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ ومَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إلاَّ أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ويحذركم الله نفسه)) [آل عمران 28].
يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: "نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين أن يوالوا الكفار، وأن يتخذوهم أولياء يسرون إليهم بالمودة من دون المؤمنين، ثم توعد على ذلك فقال تعالى: ((ومَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ)) أي ومن يرتكب نهي الله في هذا فهو بريء من الله، كما قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً .. )) [النساء 144]، وقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ والنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ومَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإنَّهُ مِنْهُمْ)).
البراء من الكفار أوثق عرى الإيمان:
والولاء والبراء أوثق عُرى الإيمان، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: " أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله " رواه أحمد وهو حديث حسن.
وروى الإمام أحمد أيضاً من حديث جرير بن عبد الله البجلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعه على أن " تنصح لكل مسلم، وتبرأ من الكافر ". وهو حديث حسن
قال أحد كبار العلماء: إنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم أي الولاء والبراء، بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده.
وعلى الرغم من وضوح هذه القضية وضوحاً لا يقبل الالتباس إلا أن قطاعاً كبيراً من المسلمين جهلوا هذه الحقيقة، وذهلوا عن هذا الأصل العظيم، فترتب على ذلك أن دخلت الأمة () في طاعة الكافرين، ووالت اليهود والنصارى، وركنت إليهم ركوناً مهيناً، والتمست صلاح دنياها بذهاب دينها، فما صلحت لها الدنيا ولا هي أبقت على دينها كما يجب.
وبرزت صور موالاة الكفار في أمور منها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/150)
• محبة الكفار وتعظيمهم ونصرتهم على حرب أولياء الله، وتنحية شريعة الله عن الحكم في الأرض، ورميها زوراً وبهتاناً بالقصور والجمود وعدم مسايرة العصر ومواكبة التقدم الحضاري، واستبدالها بالقوانين الوضعية الكفرية، رغبة في استرضاء الكافرين، وحرصاً على مودتهم.
• السماح للدعوات الفكرية الهدامة كالقومية والعلمانية للبروز في ساحة الفكر والإعلام والتعليم وسائر مناحي الحياة، بل وتشجيعها ودعمها، فبثت سموم الغزو الفكري حتى أثرت تأثيراً خطيراً على الأجيال في العقيدة والأخلاق.
• التركيز الشديد على إثارة النعرات القومية لإضعاف رابطة الأخوة الإيمانية بين المسلمين، تلك الرابطة التي يتهاوى دونها كل روابط الأرض من عرق ودم ووطن وجنس ولون.
فأخرج ابن جرير الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " من أحب في الله وأبغض في الله، ووالى في الله وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك، وقد صارت مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئاً ".
قال شارح كتاب التوحيد: عند بيان معنى قوله " ووالى في الله: هذا بيان للازم المحبة في الله، وهو الموالاة، وفيه الإشارة إلى أنه لا يكفي في ذلك مجرد الحب، بل لابد مع ذلك من الموالاة التي هي لازم الحب، وهي النصرة والإكرام والاحترام والكون مع المحبوبين باطناً وظاهراً، وقوله " وعادى في الله " هذا بيان للازم البغض في الله، وهو المعاداة فيه، أي إظهار العداوة بالفعل كالجهاد لأعداء الله والبراءة منهم، والبعد عنهم باطناً وظاهراً، إشارة إلى أنه لا يكفي مجرد بغض القلب، بل لابد مع ذلك من الإتيان بلازمه. قال تعالى {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده}.
فالولاء في الله هو: محبة الله ونصرة دينه، ومحبة أوليائه ونصرتهم، والبراء هو بغض أعداء الله ومجاهدتهم، وعلى هذا سمّى القرآن الكريم الفريق الأول: أولياء الله، والفريق الثاني: أولياء الشيطان.
البراء من الكفار ضرورة إيمانية:
قال تعالى مبيناً هذه الحقيقة: ((لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إلاًّ ولا ذِمَّةً .. ))، وقال تعالى: ((مَا يَوَدُّ الَذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ ولا المُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ .. ))، وقال سبحانه: ((ودَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنْ بَعْدِ إيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم .. )).
والتاريخ في القديم والحديث شاهد على ذلك .. وما فعله اليهود في الماضي وما يفعلونه في هذه الأيام في إخواننا المسلمين في فلسطين، وما قد يفعلونه مستقبلاً أوضح برهان على ذلك.
وما أحسن قول أبي الوفاء بن عقيل (ت 513 هـ) مشيراً إلى معيار الإيمان الصحيح:
إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة.
وإن من شُعَب موالاة الكفار، مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين كما قال سبحانه: {ومَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإنَّهُ مِنْهُمْ .. } [البقرة: 102].
ومنها عدم تكفير الكفار أو التوقف في كفرهم أو الشك فيه، أو تصحيح مذهبهم.
تنبيه:
ومع وجوب بغض الكفار والبراءة منهم، فإن ذلك لا يمنع من حسن المعاملة مع غير الحربيين منهم، وينبغي علينا أن ننتبه لهذا الفرق بين البغض والبراءة الذين هما من مقتضى الإيمان، وبين حسن معاملة غير الحربي منهم على مقتضى العدل والإحسان، فإنه يقع أحياناً خلط ولبس في هذا الأمر فلزم التنبيه.
وإن من أعظم ثمرات القيام بهذا الأصل: تحقيق أوثق عرى الإيمان، والفوز بمرضاة الله الغفور الرحيم، والنجاة من سخط الجبار جل جلاله.
ثمرات القيام بالولاء والبراء:
ومن ثمرات القيام بالولاء والبراء: السلامة من الفتن .. قال سبحانه: ((والَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وفَسَادٌ كَبِيرٌ)) [الأنفال:73].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/151)
يقول ابن كثير رحمه الله: أي أن تجانبوا المشركين، وتوالوا المؤمنين وإلا وقعت فتنة في الناس وهو التباس واختلاط المؤمنين بالكافرين، فيقع بين الناس فساد منتشر عريض طويل. اهـ
ومن ثمرات تحقيق هذا الأصل: حصول النعم والخيرات في الدنيا، والثناء الحسن في الدارين، كما قال أحد أهل العلم: "وتأمل قوله تعالى في حق إبراهيم عليه السلام: ((فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ ومَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وهَبْنَا لَهُ إسْحَاقَ ويَعْقُوبَ وكُلاًّ جَعَلْنَا نَبِياً * ووَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِياً)) [مريم: 50]، فهذا ظاهر أن اعتزال الكفار سبب لهذه النعم كلها ولهذا الثناء الجميل - إلى أن قال - فاعلم أن فرط اعتزال أعداء الله تعالى والتجنب عنهم صلاح الدنيا والآخرة بذلك، يدل على ذلك قوله تعالى: ((ولا تَرْكَنُوا إلَى الَذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ومَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ)) [هود:113] ".
وهذا أمر مشاهد معلوم، فأعلام هذه الأمة ممن حققوا هذا الأصل قولاً وعملاً، لا زلنا نترحم عليهم، ونذكرهم بالخير، ولا يزال لهم لسان صدق في العالمين .. فضلاً عن نصر الله تعالى لهم والعاقبة لهم .. فانظر مثلاً إلى موقف الصديق -رضي الله عنه- من المرتدين ومانعي الزكاة .. عندما حقق هذا الأصل فيهم .. فنصره الله عليهم وأظهر الله تعالى بسببه الدين .. وهذا إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- يقف موقفاً شجاعاً أمام المبتدعة في فتنة القول بخلق القرآن .. فلا يداهن ولا يتنازل .. فنصر الله به مذهب أهل السنة وأخزى المخالفين .. وهذا صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله- يجاهد الصليبيين - تحقيقاً لهذا الأصل - فينصره الله تعالى عليهم ويكبت القوم الكافرين .. والأمثلة كثيرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[محمد أبو عائشة]ــــــــ[13 - 11 - 10, 12:11 ص]ـ
الولاء و البراء هو: مقتضى شهادة لا إله إلا الله.
بارك الله فيك أخي أبا مارية، و ننتظر منك المزيد من العلم النافع.
ـ[عبدالله بن نايف]ــــــــ[14 - 11 - 10, 11:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الله المستعان
وعلى الرغم من وضوح هذه القضية وضوحاً لا يقبل الالتباس إلا أن قطاعاً كبيراً من المسلمين جهلوا هذه الحقيقة، وذهلوا عن هذا الأصل العظيم، فترتب على ذلك أن دخلت الأمة () في طاعة الكافرين، ووالت اليهود والنصارى، وركنت إليهم ركوناً مهيناً، والتمست صلاح دنياها بذهاب دينها، فما صلحت لها الدنيا ولا هي أبقت على دينها كما يجب.
أخي أنت قلت جهلوا هذه الحقيقة، وحسب فهمي البسيط: أن يعذر الانسان بالجهل، فإن كان هناك حكم فالحكم العذر بالجهل، فلماذا تقول يا أخي الأمة؟
فإن لم يكن الحكم هو العذر للأمة بالجهل، فما هو السبيل للحفاظ على الدين كما يجب؟
ـ[أبو مارية الشامي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 02:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الله المستعان
وعلى الرغم من وضوح هذه القضية وضوحاً لا يقبل الالتباس إلا أن قطاعاً كبيراً من المسلمين جهلوا هذه الحقيقة، وذهلوا عن هذا الأصل العظيم، فترتب على ذلك أن دخلت الأمة () في طاعة الكافرين، ووالت اليهود والنصارى، وركنت إليهم ركوناً مهيناً، والتمست صلاح دنياها بذهاب دينها، فما صلحت لها الدنيا ولا هي أبقت على دينها كما يجب.
أخي أنت قلت جهلوا هذه الحقيقة، وحسب فهمي البسيط: أن يعذر الانسان بالجهل، فإن كان هناك حكم فالحكم العذر بالجهل، فلماذا تقول يا أخي الأمة؟
فإن لم يكن الحكم هو العذر للأمة بالجهل، فما هو السبيل للحفاظ على الدين كما يجب؟
أخي الحبيب فمن المعلوم عند طلاب العلم و أنا لست منهم أن مسائل التوحيد الظاهرة و أصول الإيمان و المعلوم من الدين بالضرورة لا يسع المسلم جهله و قال العلماء أن الذي يعذر بجهله حديث عهد بإسلام و ساكن البادية
و الحل للحفاظ على الدين كما يجب هو تعلم المسلم كل مسلم أصول الإيمان و العقيدة و المعلوم من الدين بالضرورة
ملاحظة: أخي لست أهلاً للنقاش العلمي لأني دون المستوى فهناك الكثير من الأحبة طلبة العلم و العلماء في هذا المنتدى يمكن أن يوضحوا المسئلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/152)
و لكن اقتضى البيان لوقت الحاجة و إلا فالإدارة منعت النقاش في مثل هذه المسائل و اتخذت علينا عهداَ في ذلك و لكن يكتفى بكلام العلماء في المسئلة
أحبكم في الله
ـ[عبدالله بن نايف]ــــــــ[14 - 11 - 10, 05:30 م]ـ
الله المستعان
أخي انا لا أدعي العلم، ولكن من المنطلق القانوني الوضعي وفي بداية دراستي في الكلية وقعت عيني على نصوص قانونية دولية ومنها في:
ان الدوله تنقص سيادتها التامة حسب التقسيم القانوني عندما تكون دولة تابعة أو محمية أو مشمولة بإحدى نظم الإشراف من قبل منظمة دولية.
وفي نفس الوقت أجد في دستوري أن الدولة مستقله ذات سياده تامة، فقلت حينها:
إذاً نحن شطرنج!!
فقررت صحبة طلبة العلم وعليه تم طرح بعض النصوص القانونية التي تخالف الآيات القرأنية، وكان الحديث طويل ...
كلما قلت قال الله وقال رسوله، يتم الرد بقال الله وقال الرسول وقال ........................
وانت ليس بأعلم منه
ناهيك عن أمور كثيرة، وقد تم تصوير الواقع المحيط بأنه: لن يكتفي بالمال والبنين فقط بل أن بغيتة الأساسية هي هدم دين محمد صلى الله عليه وسلم
وغالباً تكون الردود محبطة بنسبة لي
لكن الدافع كان مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم حيث تشد الرحال .... وإلى أن قال أحدهم قد مات في حصار العراق مليون طفل بسبب نقص حاد في الدواء
وعدم المبالاة من قبل الكل لا مسلمين ولا الذي كان يسمى على انه معاهد
وفجئه يصبح المسمى شهيداً، شهيد هذا يعني مسلم، مسلم كيف وقد قيل انه كافر
إذاً كان من المتوقع أن تصدر فتوى بأن من كان على حد مع العراق أن يحارب من اعتدى، فإن لم يجد الانسان السلاح ليضع جسده أمام الدبابه الأمريكية فهذا آمن لدينه حين يلقى وجهه سبحانه
ما هذا!!!!!
أي أن الذي قد ساهم في دخول وقتل صدام الذي كان كافر بالأمس وبعد الموت شهيد
نحن!!!!!!!!!!!
أترى بعد أن تم الخداع لا عذر بالجهل عند طلاب العلم ناهيك عن علمك بهذا، السؤال:
أين هم ورثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
أليس الدين النصيحة؟؟
،
أتدري حين أبصرت الواقع الجغرافي والسياسي والديني، رأيت أن أنصح للمسلمين، فقلت لهم:
نحن في محيط قد وصفه الله سبحانه بانه لن يرضى إلا بتغير دينك من جهه، ومن جهه أخرى قوم أستحلوا دمك بأسم الإمام موسى الكاظم
الله الله في دين محمد الله الله في دين محمد
وأن الأنسان سيقف خمسين الف سنة، وسيلقى ربه، وسيقال: قد علمت .. فماذا عملت فيما علمت؟
وأمر الأنسان في سورة العصر، وسنقول يوم القيامة: قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين.
منهم من خشي علي فقال أنهم إن ظفروا بك لن يبقوا ولا يذروا
فقلت وانا اتبسم:
أنك لا تستطيع ان ترعب من كان مؤمن بأسم الله النافع، الضار، وبحديث النبي لو اجتمعت الانس والجن على ان ينفعوك إلخ
وكنت استحضر شخصيات منها:
محمد صلى الله عليه وسلم حين قال:
والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه.
وماشطة فرعون
والأن لا ينظر بجهلنا
لا بأس أخي وعلى كلٍ كنت أريد النصح إنطلاقاً من قوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
وخوفي من قصة أهل السبت، فقلت من منطلق تخصصي وما عندكم وما عند العرب في الجاهلية، كنت أنوي أرى في تلك المسائل لتفيدني حين أنصح
لكن يبدو لي انا من احتاج الأن
حتى شعار أخر
شكراً أخي(67/153)
هل يصح هذا الإطلاق؟؟؟
ـ[محمد أبو عائشة]ــــــــ[13 - 11 - 10, 02:47 ص]ـ
هل يجوز أن نقول: استوى الله سبحانه على العرش بعد خلق السموات؟؟؟؟؟؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 11 - 10, 03:26 ص]ـ
إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف: 54]
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[13 - 11 - 10, 10:12 ص]ـ
و لإزالة الإشكال عند الأخ السائل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1407469&postcount=6(67/154)
تعليق على من يزعم أن بلدا ما أشعري
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[13 - 11 - 10, 11:50 ص]ـ
تعليق على من يزعم أن بلدا ما أشعري ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_13.html)
" بسم الله الرحمن الرحيم
أحببت أن أعلق على نقطة يراها كل شخص بمنظور أو زاوية تختلف عن الاخرى.
لا يصح أن يقال عن بلد ما أشعري أو على عقيدة معينة غير عقيدة الفطرة حتى يثبت العكس.
عوام أهل السنة على الفطرة ومن ثم ليسوا أشاعرة لا بمفهوم التأويل ولا بفهوم التفويض. لأن عقيدة الفطرة ليست لا هذه ولا تلك.
قد يجادل البعض بأن العامي لا مذهب له أو هو على مذهب علماء بلاده أو شيئا من هذا القبيل. فنقول والله العليم أن هذا غير صحيح في باب العقيدة لأن المرء يولد على الفطرة عندما يقرأ بأن الله يضحك يعلم أن الله يضحك وأن الله كلم موسى يعني كلمه وأن الله يحب فالله يحب كله على الحقيقة لا على المجاز وكذلك أن الله في العلو لا كما يقول الاشاعرة أنه لا داخل العالم ولا خارجه!
بينما في الفقه يكون العامي على مذهب شيخه أو بلده لأنه يولد لا يعرف كيف يتوضأ ولا كيف يغتسل ولا كيف يحج الخ فقه العبادات. فهناك فارق بين الفقه الاكبر و الفقه الاصغر.
فالعامي الذي يولد في بلد "أشعري" كما يزعم من يخالفنا في الاعتقاد يعلم أنه مالكي أو حنفي أو شافعي أو حنبلي لكن لا يعلم أنه أشعري بل ربما لم يسمع بكلمة أشعري ولا يعرف شئ أسمه: معبود الاشاعرة لا داخل العالم ولا خارجه! ولا نفي الصفات عدا السبعة أو العشرين كما يؤمن الاحباش.
وإذا كان كل امرئ يحاسب على اعتقاده يوم القيامة فلا يجوز أن نتقول على الاخرين بأن ننسبهم الى عقيدة لم يسمعوا بها أصلا فضلا عن أن ينتسبوا اليها ولو بدون اعتقاد!
يوم القيامة لن يأتي هؤلاء العوام وراء راية علماء الاشاعرة ولا غيرهم ممن خالف الفطرة.
هذا والله أعلم
أبو نسيبة
مشرف مدونة: الاشاعرة .. الوجه الآخر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته " ا. هـ
هذا تعليق تركته في أحد مواقع أهل السنة في مقال لكاتب يحاول التقريب لكن زعم أن بلدا ما أشعري. وأرجو أن تظهره ادارة ذلك الموقع كما فعلت في تعليقاتي السابقة القليلة.
ـ[أبوطلحة الجزائري]ــــــــ[13 - 11 - 10, 12:37 م]ـ
بارك الله في أخينا أبي نسيبة على هذه التوضيحات و الفوائد و دحض شبهات الأشاعرة و هذه هي حيلهم لما يعجزوا عن الإتيان بأدلة واضحة من الكتاب و السنة ينشرون هذه الشبهات مثلما فعل أحدهم حيث قال لي أن الدليل على صحة معتقد الأشاعرة أنه يدرس في جل الجامعات الإسلامية؟؟؟؟؟؟؟؟
سبحان الله و منذ متى أصبح تدريس أي شيء في الجامعات دليلا على صوابه؟؟؟؟؟؟
ـ[محمد أبو عائشة]ــــــــ[13 - 11 - 10, 07:55 م]ـ
قال العلامة محمد العثيمين رحمه الله في كتابة المفيد القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى - (1/ 78)
إذا قال قائل: قد عرفنا بطلان مذهب أهل التأويل في باب الصفات، ومن المعلوم أن الأشاعرة من أهل التأويل لأكثر الصفات، فكيف يكون مذهبهم باطلاً، وقد قيل إنهم يمثلون اليوم خمسة وتسعين بالمائة من المسلمين؟.
وكيف يكون باطلاً وقدوتهم في ذلك أبو الحسن الأشعري؟.
وكيف يكون باطلاً وفيهم فلان وفلان من العلماء المعروفين بالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولأئمة المسلمين وعامتهم؟.
قلنا: الجواب عن السؤال الأول: أننا لا نسلم أن تكون نسبة الأشاعرة بهذا القدر بالنسبة لسائر فرق المسلمين، فإن هذه دعوى تحتاج إلى إثبات عن طريق الإحصاء الدقيق.
ثم لو سلمنا أنهم بهذا القدر أو أكثر فإنه لا يقتضي عصمتهم من الخطأ، لأن العصمة في إجماع المسلمين لا في الأكثر.
ثم نقول: إن إجماع المسلمين قديما ثابت على خلاف ما كان عليه أهل التأويل، فإن السلف الصالح من صدر هذه الأمة، وهم الصحابة الذين هم خير القرون والتابعون لهم بإحسان وأئمة الهدى من بعدهم، كانوا مجمعين
على إثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات، وإجراء النصوص على ظاهرها اللائق بالله تعالى، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.
وهم خير القرون بنص الرسول صلى الله عليه وسلم، وإجماعهم حجة ملزمة، لأنه مقتضى الكتاب والسنة، وقد سبق نقل الإجماع عنهم في القاعدة الرابعة من قواعد نصوص الصفات.
.................................................. .. إلى آخر ما ذكر رحمه الله
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 06:58 م]ـ
بارك الله في أخينا أبي نسيبة على هذه التوضيحات و الفوائد و دحض شبهات الأشاعرة و هذه هي حيلهم لما يعجزوا عن الإتيان بأدلة واضحة من الكتاب و السنة ينشرون هذه الشبهات مثلما فعل أحدهم حيث قال لي أن الدليل على صحة معتقد الأشاعرة أنه يدرس في جل الجامعات الإسلامية؟؟؟؟؟؟؟؟
سبحان الله و منذ متى أصبح تدريس أي شيء في الجامعات دليلا على صوابه؟؟؟؟؟؟
صدقت بارك الله فيك أخي أبا طلحة وجزاك الله خيرا
مشكلتنا أننا طيبون وأحيانا كسالى مع أشياء أخرى لا داعي لذكرها = هذا الذي توصلت إليه
وإلا فلن تجد هؤلاء إلا في الجحور
ويا ترى أين تدرس الفسلفة؟ في الجامعات أم في الجوامع؟!!
وهذا دليل على صحة عقيدة أرسطو أو الفلاسفة!
عموما لقد تم الرد عليهم في أكثر من موضوع. وهذه عينات:
فيديو: رد الشيخ دمشقية على قول القرضاوي أكثر الأمة أشاعرة ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/05/blog-post_12.html)
الرد على الشيخ القرضاوي في دعواه أن الاشعرية هم الاكثرية في الامة الاسلامية (رد كتابي) ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/04/blog-post_4553.html)
القرضاوي يذم مصادر العقيدة الأشعرية ويثني على العقيدة السلفية!
( http://www.asha3ira.co.cc/2010/08/blog-post_5018.html)
السواد الاعظم
( http://www.asha3ira.co.cc/2009/04/blog-post_4380.html)
عقيدة السواد الاعظم - اعترافات أشعرية هامة
( http://www.asha3ira.co.cc/2010/03/blog-post_3938.html)
وجزا الله أخي محمد أبا عائشة على الاضافة ورحم الله العلامة ابن عثيمين
وللعلم والامانة:
لقد أظهر الموقع ذلك التعليق فجزاهم الله خيرا(67/155)
بيان تلبيس الجهمية لشيخ الإسلام، ط: المجمع ... أين أجده؟؟؟
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[13 - 11 - 10, 11:57 ص]ـ
إخواني الأفاضل ...
أرجو منكم أن تتحفوني بمعلومات عن كتاب: بيان تلبيس الجهمية لشيخ الاسلام ابن تيمية، النسخة التي طبعها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة ...
فمن كان منكم لديه زيادة علم عنها فلا يبخل بإعانة أخيه المسلم، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ...
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[13 - 11 - 10, 02:45 م]ـ
أينكم يا أخواني؟؟؟ ...
ـ[أبو أنس الجداوي]ــــــــ[13 - 11 - 10, 04:45 م]ـ
موجود قبل فترة في جدة في مكتبة الشنقيطي
ـ[محمدعبداللطيف غازي]ــــــــ[13 - 11 - 10, 07:15 م]ـ
السلام عليكم ادكر انها كانت تباع في معرض الكتاب في المجمع بالمدينة قبل ثلاث سنوات فلعلك اخي تراجع المجمع وبالله التوفيق.
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[14 - 11 - 10, 09:13 ص]ـ
شكر الله لكم، وإن كان هناك مكان أستعير منه الكتاب فلا مانع أن تخبروني عنه، ويفضل أن يكون في المنطقة الوسطى ...
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[14 - 11 - 10, 11:04 م]ـ
للرفع(67/156)
كتاب أصول السنة
ـ[أبوأحمدالغالى]ــــــــ[13 - 11 - 10, 10:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلامُ عليكمُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
الحمدُ لله حمدًا طيبا كثيرا مباركًا فيه .. كما ينبغي لجلال وجهك ربنا وعظيم سلطانك ..
وصلِّ وسلّم على إمام المرسلين وسيدّ ولد بني آدم .. محمد بن عبد الله الرسول الآمين الذي أدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهادهِ .. تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك ..
http://img408.imageshack.us/img408/8372/34171214.png (http://img408.imageshack.us/my.php?image=34171214.png)http://img638.imageshack.us/img638/9910/60965863.png (http://img638.imageshack.us/my.php?image=60965863.png)http://img2.imageshack.us/img2/3305/65049081.png (http://img2.imageshack.us/my.php?image=65049081.png)
http://img259.imageshack.us/img259/4656/70423056.png (http://img259.imageshack.us/my.php?image=70423056.png)http://img690.imageshack.us/img690/170/78428215.png (http://img690.imageshack.us/my.php?image=78428215.png)http://img191.imageshack.us/img191/2003/24326663.png (http://img191.imageshack.us/my.php?image=24326663.png)
http://img686.imageshack.us/img686/7461/19045659.png (http://img686.imageshack.us/my.php?image=19045659.png)http://img831.imageshack.us/img831/4168/24544407.png (http://img831.imageshack.us/my.php?image=24544407.png)
أصول السنة
عبد الله بن الزبير الحميدي أبو بكر
دراسة وتحقيق: مشعل محمد الحدادي
دار ابن الأثير - الكويت
الطبعة الأولى
1418 هـ - 1997 م
الحجم: 1 ميجا
http://www.ahlalhdeeth.net/mo/214/ossu/ossu.pdf
أو
http://www.archive.org/download/sohumaidi/oshumaidi.pdf
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلِّ اللهمّ على سيّد المرسلين محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ولقدنشرتة في منتدى مزاميرآل داود وأكاديمية القراءات العشروالسنة النبوية ومعهدا لقراءات القرآنية
ـ[أبوأحمدالغالى]ــــــــ[13 - 11 - 10, 10:58 م]ـ
إضافه صور للكتاب الأصلي
http://img541.imageshack.us/img541/1900/49439916.png (http://img541.imageshack.us/my.php?image=49439916.png)http://img545.imageshack.us/img545/4223/27468137.png (http://img545.imageshack.us/my.php?image=27468137.png)
http://img585.imageshack.us/img585/445/52425155.png (http://img585.imageshack.us/my.php?image=52425155.png)http://img230.imageshack.us/img230/425/35794403.png (http://img230.imageshack.us/my.php?image=35794403.png)
http://img842.imageshack.us/img842/1536/75808360.png (http://img842.imageshack.us/my.php?image=75808360.png)http://img251.imageshack.us/img251/1508/49283536.png (http://img251.imageshack.us/my.php?image=49283536.png)
http://img338.imageshack.us/img338/3600/92467724.png (http://img338.imageshack.us/my.php?image=92467724.png)http://img823.imageshack.us/img823/9729/28259097.png (http://img823.imageshack.us/my.php?image=28259097.png)(67/157)
حديث أشكل علي منذ زمن بعيد
ـ[مصطفاوي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 04:53 م]ـ
صحيح ابن حبان - كتاب الرقائق
باب الورع والتوكل - ذكر الإخبار عما يجب على المرء من تسليم الأشياء إلى بارئه
حديث: 727
أخبرنا الفضل بن الحباب، قال: حدثنا محمد بن كثير العبدي، عن سفيان، عن أبي سنان، عن وهب بن خالد، عن ابن الديلمي، قال: أتيت أبي بن كعب فقلت له: وقع في نفسي شيء من القدر، فحدثني بشيء لعله أن يذهب من قلبي، فقال: " إن الله لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد في سبيل الله، ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا، لدخلت النار "، قال: ثم أتيت عبد الله بن مسعود، فقال مثل قوله، ثم أتيت حذيفة بن اليمان، فقال مثل قوله، ثم أتيت زيد بن ثابت، فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك *
هذا الحديث أشكل علي منذ زمن طويل فهو يتعارض ظاهريا مع العديد من الأيات ومنها (ذلك بما قدمت أيديهم وأن الله ليس بظلام للعبيد)
فبمفهوم المخالفة أفهم أن الله لما عاقب الناس بما قدمت أيديهم لم يكن ظالما لهم أنه لو عاقبهم بدون أن يقترفوا ذنوب يكون ظالما لهم
كما أني لا أفهم كيف إذا عذب الله ملائكته المقربين وحملة العرش وجبريل وميكال وأنبيائه ورسوله بما فيهم نبينا محمد صلي الله عليه وسلم يعذبهم وهو غير ظالم لهم!!!
كيف يكون الظلم إذن؟!!
وقد ورد نحوا من هذا الحديث في السنن الكبري للبيهقي ومسند الطيالسي ومسند عبد الحميد و مسند الشاميين والإعتقاد للبيهقي والشريعة للأجري
وقد صحح الشيخ الألباني الإسناد الوارد في صحيح بن حبان والشريعة للأجري وغيرها
عذرا إخوتي هذا الحديث حيرني جدا منذ زمن بعيد
أرجوا من طلبة العلم أن يفيدونا بما يزيل الإشكال
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[15 - 11 - 10, 12:15 ص]ـ
صحيح ابن حبان - كتاب الرقائق
باب الورع والتوكل - ذكر الإخبار عما يجب على المرء من تسليم الأشياء إلى بارئه
حديث: 727
أخبرنا الفضل بن الحباب، قال: حدثنا محمد بن كثير العبدي، عن سفيان، عن أبي سنان، عن وهب بن خالد، عن ابن الديلمي، قال: أتيت أبي بن كعب فقلت له: وقع في نفسي شيء من القدر، فحدثني بشيء لعله أن يذهب من قلبي، فقال: " إن الله لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد في سبيل الله، ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا، لدخلت النار "، قال: ثم أتيت عبد الله بن مسعود، فقال مثل قوله، ثم أتيت حذيفة بن اليمان، فقال مثل قوله، ثم أتيت زيد بن ثابت، فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك *
هذا الحديث أشكل علي منذ زمن طويل فهو يتعارض ظاهريا مع العديد من الأيات ومنها (ذلك بما قدمت أيديهم وأن الله ليس بظلام للعبيد)
فبمفهوم المخالفة أفهم أن الله لما عاقب الناس بما قدمت أيديهم لم يكن ظالما لهم أنه لو عاقبهم بدون أن يقترفوا ذنوب يكون ظالما لهم
كما أني لا أفهم كيف إذا عذب الله ملائكته المقربين وحملة العرش وجبريل وميكال وأنبيائه ورسوله بما فيهم نبينا محمد صلي الله عليه وسلم يعذبهم وهو غير ظالم لهم!!!
كيف يكون الظلم إذن؟!!
وقد ورد نحوا من هذا الحديث في السنن الكبري للبيهقي ومسند الطيالسي ومسند عبد الحميد و مسند الشاميين والإعتقاد للبيهقي والشريعة للأجري
وقد صحح الشيخ الألباني الإسناد الوارد في صحيح بن حبان والشريعة للأجري وغيرها
عذرا إخوتي هذا الحديث حيرني جدا منذ زمن بعيد
أرجوا من طلبة العلم أن يفيدونا بما يزيل الإشكال
التعارض هو عندك وليس في الجمع بين النصوص فكان الاولى ان تقول توهمت التعارض او ظهر لي تعارض لكان اولى
فالاشكال انك تصورت ان العذاب كائن قبل العمل Question والنص لا يدل عليه بل يدل ان العذاب لو كان لكان بعد العمل بدليل قوله لو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم
فعلى هذا القول ان لو عذب الله الخلق كلهم يوم القيامة لم يكن ظالما لهم كما قال النبي *لا يدخل الجنة احد بعمله* لان اعمالنا ليست عوض و ثمن لجنة ربنا الا ان يدركنا الله برحمة منه وفضل والعدل ان تدفع عوض الشئ والا لست باخذه لانك ما وفيت حقه وان حرمت دل ذلك على القصور والتقصير ومخالفة الامر وان لم تخالف الامر لم تاتي به على الوجه الذي يرضى الله به عليك بل هو الذي وفقك للعمل واعانك عليه وفي هذه الحال لا انفكاك لك من العذاب والعقوبة وهذا في منتهى العدل
فلو نظر الانسان الى نعم الله عليه في الليل والنهار *وما بكم من نعمة فمن الله * ثم نظر الى عمله وعبادته لادرك الحقيقة الغائبة عليه ان الفضل كله لله واننا انما في غاية التفريط في حق الله فكيف مع هذا لو عذبك لكان ظالما لك ...........
والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/158)
ـ[ابن سعد التيمي]ــــــــ[15 - 11 - 10, 12:46 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا وادخلك الجنه
علي هذا الرد الجميل
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[15 - 11 - 10, 12:53 م]ـ
التعارض هو عندك وليس في الجمع بين النصوص فكان الاولى ان تقول توهمت التعارض او ظهر لي تعارض لكان اولى
فالاشكال انك تصورت ان العذاب كائن قبل العمل Question والنص لا يدل عليه بل يدل ان العذاب لو كان لكان بعد العمل بدليل قوله لو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم
فعلى هذا القول ان لو عذب الله الخلق كلهم يوم القيامة لم يكن ظالما لهم كما قال النبي *لا يدخل الجنة احد بعمله* لان اعمالنا ليست عوض و ثمن لجنة ربنا الا ان يدركنا الله برحمة منه وفضل والعدل ان تدفع عوض الشئ والا لست باخذه لانك ما وفيت حقه وان حرمت دل ذلك على القصور والتقصير ومخالفة الامر وان لم تخالف الامر لم تاتي به على الوجه الذي يرضى الله به عليك بل هو الذي وفقك للعمل واعانك عليه وفي هذه الحال لا انفكاك لك من العذاب والعقوبة وهذا في منتهى العدل
فلو نظر الانسان الى نعم الله عليه في الليل والنهار *وما بكم من نعمة فمن الله * ثم نظر الى عمله وعبادته لادرك الحقيقة الغائبة عليه ان الفضل كله لله واننا انما في غاية التفريط في حق الله فكيف مع هذا لو عذبك لكان ظالما لك ...........
والله اعلم
بارك الله فيكم
من المقصود بأهل سماواته في الأثر؟
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[15 - 11 - 10, 08:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
* لو عمر العبد ألف سنة فى عبادة الله، هل تحصى حسناته؟
=
تحصى
* هل نعم الله تحصى؟
= لا تحصى، قال تعالى: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا}
فإذا وزنا حسنات العبد التى تحصى / بنعم الله التى لا تحصى
=
استحق العذاب لعدم شكره النعم، فضلاً على أن يعمل ما يستحق به الجنة.
فلو عذب الله أهل سمواته وأهل أرضه لعذبهم غير ظالم لهم = لأنهم لم يشكروا ما أنعم به عليهم.
وهذا عين العدل.
ويشهد لهذا ما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال"
خرج من عندي خليلي آنفا جبريل عليه السلام فقال: يا محمد و الذي بعثني بالحق إن لله عبدا من عباده عبد الله خمس مائة سنة على رأس جبل في البحر عرضه و طوله ثلاثون ذراعا في ثلاثين ذراعا يحيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية و أخرج الله له عينا عذبة بعرض الأصبع تبض بماء فيستنقع في أصل الجبل و شجرة رمان تخرج كل ليلة رمانة فتغذيه فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء و أخذ تلك الرمانة فأكلها ثم قام إلى صلاته فتمنى ربه عند وقت الأجل أن يقبضه ساجدا أو أن لا يجعل للأرض و لا لشيء يفسده عليه سبيلا حتى يبعثه و هو ساجد ففعل فنحن نمر عليه إذا هبطنا و إذا عرجنا فنجده في العلم يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز و جل فيقول له رب:
أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول: رب بعملي
فيقول: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول: بل بعملي
فيقول الله للملائكة:
قايسوا بنعمتي عليه و بعمله فيوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمس مائة سنة و بقيت نعمة الجسد فضلا عليه فيقول: أدخلوا عبدي النار
قال: فيجر إلى النار فينادي رب برحمتك أدخلني الجنة فيقول ردوه فيوقف بين يدي الله تعالى فيقول: يا عبدي من خلقك و لم تك شيئا؟ فيقول: أنت يا رب
فيقول: أكان ذلك من قبلك أم برحمتي؟ فيقول بل برحمتك
فيقول: من قواك لعبادة خمس مائة سنة فيقول: أنت فيقول: من أنزلك في جبل وسط اللجة و أخرج لك الماء العذب من الماء المالح و أخرج لك كل ليلة رمانة و إنما تخرج في السنة مرة و سألتني أن أقبضك ساجدا ففعلت ذلك بك فيقول: أنت يا رب قال: فذلك برحمتي أدخلت الجنة أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فنعم العبد كنت يا عبدي فأدخله الجنة "
(رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبى وقال لا والله وسليمان غير معتمد.
ورواه البيهقى فى الشعب، والضياء فى المختارة، وضعفه الألبانى فى الضعيفة)
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
ـ[معاذ عبدالرحمن]ــــــــ[15 - 11 - 10, 09:20 م]ـ
فلو عذب الله أهل سمواته وأهل أرضه لعذبهم غير ظالم لهم = لأنهم لم يشكروا ما أنعم به عليهم.
وهذا عين العدل
السلام عليكم
ولكن يااخى لا يكلف نفسا الا وسعها فكيف يعذبنا بما لايدركه احد وهو احصاء النعم و شكرها
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[15 - 11 - 10, 09:32 م]ـ
لذلك لن يدخل أحد الجنة بعمله، لأن عبادة خمسمائة سنة لا تكفى لشكر نعمة واحدة فضلاً عن باقى النعم، فضلاً على أن تنجي من النار وتدخل الجنة.
لكن من رحمة الله جل وعلا أنه يعاملنا بفضله، إذ لو عاملنا بعدله لعذبنا غير ظالم لنا.
لأن العدل يوجب على كل نعمة شكرها.
ولا أحد يستطيع إحصاء النعم فضلاً عن شكرها، فإن رحمهم فبفضله، وإن عذبهم فبعدله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/159)
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[16 - 11 - 10, 01:35 م]ـ
لله در الحبر العلامة شيخ الإسلام ابن تيمية فقد بسط القول في هذه المسألة التي ضلت فيها أفهام وزلت فيها أقدام .. فأجاد وأفاد وكشف سحاب الجهل عن سماء العلم والحق في شرحه لحديث أبي ذر في الصحيح ((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي .. )
وكان مما ذكره تعليقا على الحديث الذي استشكله الأخ مصطفاوي قوله: يبين أن العذاب لو وقع لكان لاستحقاقهم ذلك,, لا لكونه بغير ذنب وهذا يبين أن من الظلم المنفي عقوبة من لم يذنب. أ.هوفي هذه الكلمات درر وفوائد تقتنص لا تكاد توجد في كلام غيره رحمه الله إلا من أخذ عنه فمنها:
أنه رد على الأشعرية القائلين بجواز تعذيب المطيع عقلا ولو معصوما,, وكذا إثابة العاصي ,بأن هذا من الظلم الذي نفاه الله عن نفسه.
ومنها الفائدة الذهبية التي يغفل عنها كثير من طلبة العلم فضلا عن عامة أهل السنة: أن الظلم المنفي عن ربنا تعالى ليس بمحال عليه بل هو مقدور له,, وإنما نفاه عن نفسه مع تمام القدرة عليه وهذا الذي يمدح صاحبه أما ظلم ينفى عنه لأنه محال عليه فهذا لا مدح فيه , (قال الشيخ: (والأمر الذي لا يمكن القدرة عليه لا يصلح أن يمدح الممدوح بعدم إرادته وإنما يكون المدح بترك الأفعال إذا كان الممدوح قادرا عليها فعلم أن الله قادر على ما نزه نفسه عنه من الظلم وأنه لا يفعله).
وفيه غير ذلك من فوائد جمة فليراجع شرح الحديث كاملا بوركتم في مجموع الفتاوي ابتداء من 18/ 136 فما بعدها ..
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[16 - 11 - 10, 02:59 م]ـ
بارك الله فيكم
من المقصود بأهل سماواته في الأثر؟
الله اعلم
ـ[معاذ عبدالرحمن]ــــــــ[17 - 11 - 10, 07:14 ص]ـ
لله در الحبر العلامة شيخ الإسلام ابن تيمية فقد بسط القول في هذه المسألة التي ضلت فيها أفهام وزلت فيها أقدام .. فأجاد وأفاد وكشف سحاب الجهل عن سماء العلم والحق في شرحه لحديث أبي ذر في الصحيح ((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي .. )
وكان مما ذكره تعليقا على الحديث الذي استشكله الأخ مصطفاوي قوله: يبين أن العذاب لو وقع لكان لاستحقاقهم ذلك,, لا لكونه بغير ذنب وهذا يبين أن من الظلم المنفي عقوبة من لم يذنب. أ.هوفي هذه الكلمات درر وفوائد تقتنص لا تكاد توجد في كلام غيره رحمه الله إلا من أخذ عنه فمنها:
أنه رد على الأشعرية القائلين بجواز تعذيب المطيع عقلا ولو معصوما,, وكذا إثابة العاصي ,بأن هذا من الظلم الذي نفاه الله عن نفسه.
ومنها الفائدة الذهبية التي يغفل عنها كثير من طلبة العلم فضلا عن عامة أهل السنة: أن الظلم المنفي عن ربنا تعالى ليس بمحال عليه بل هو مقدور له,, وإنما نفاه عن نفسه مع تمام القدرة عليه وهذا الذي يمدح صاحبه أما ظلم ينفى عنه لأنه محال عليه فهذا لا مدح فيه , (قال الشيخ: (والأمر الذي لا يمكن القدرة عليه لا يصلح أن يمدح الممدوح بعدم إرادته وإنما يكون المدح بترك الأفعال إذا كان الممدوح قادرا عليها فعلم أن الله قادر على ما نزه نفسه عنه من الظلم وأنه لا يفعله).
وفيه غير ذلك من فوائد جمة فليراجع شرح الحديث كاملا بوركتم في مجموع الفتاوي ابتداء من 18/ 136 فما بعدها ..
السلام عليكم
جزاك الله خيرا ونفع بك هذا ما اقصده فهو كما قال سبحانه
وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45)
فلو اخدهم بما كسبوا وليس بشئ اخر لاخدهم وهو غير ظالم لهم
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[17 - 11 - 10, 12:48 م]ـ
من يشرح لي القول النبوي فكل ميسر لما خلق له
ـ[يوسف العبدالكريم]ــــــــ[17 - 11 - 10, 02:30 م]ـ
اللهم ارحمنا جميعا برحمتك وهي خير لنا
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[17 - 11 - 10, 07:25 م]ـ
من يشرح لي القول النبوي فكل ميسر لما خلق له
عن علي بن أبي طالب قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه و سلم وبيده عود فنكت في الأرض ثم رفع رأسه فقال ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار قيل يا رسول الله أفلا نتكل قال لا اعملوا ولا تتكلوا فكل ميسر لما خلق له ثم قرأ {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[17 - 11 - 10, 11:30 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا ونفع بك هذا ما اقصده فهو كما قال سبحانه
وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45)
فلو اخدهم بما كسبوا وليس بشئ اخر لاخدهم وهو غير ظالم لهم
بارك الله فيك والغرض الإشارة أن الله لا يعذب أحدا بلا ذنب ارتكبه أو إثم اقترفه, خلافا للأشعرية الذين قدحوا في عدل الله بتجوزيهم تعذيب المطيع ولو كان معصوما وإثابة المذنب الفاسق ولو كان أفسق الناس, فهم يستدلون بمثل هذا الحديث مع قولهم إن الله يستحيل الظلم في حقه, فقالوا لو أنه عذب المطيع المعصوم فهو لم يظلمه لأنه إنما تصرف في ملكه سبحانه, وقد علمنا بطلان ذلك وأنهم أخطأوا في أمرين فأخطأوا من حيث أجازوا على الله تعذيب المعصوم وأخطوأوا حيث جعلوا الظلم محالا في حقه وهو ليس كذلك بل هو قادر عليه لكنه حرمه على نفسه سبحانه وتعالى.(67/160)
هل هناك فرق بين توحيد الالهية و توحيد الالوهية؟
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 09:35 م]ـ
السلام عليكم سؤالي هو هل هناك فرق بين هاتين اللفظتين لغويا
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 11 - 10, 11:02 م]ـ
عليكم السلام
توحيد الألوهية = توحيد الإلهية = توحيد العبادة = توحيد القصد والطلب = التوحيد العملي = توحيد الله بأفعال العبد
والألوهية والألوهة والإلاهة في اللغة هي العبادة على المشهور
والإلهية مصدر صناعي من أله ..
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[14 - 11 - 10, 11:50 م]ـ
الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية
1 - الاختلاف في الاشتقاق فالربوبية مشتقة من اسم الرب والالوهية من الاله
2 - ان متعلق الربوبية الامور الكونية كالخلق والرزق والاحياء ونحوها ومتعلق الالوهية الاوامر والنواهي من الواجب والمحرم والمكروه
3 - ان توحيد الربوبية قد اقر به المشركون اما الالوهية قد رفضوه
4 - توحيد الربوبية مدلوله علمي اما توحيد الالوهية مدلوله عملي
5 - ان توحيد الالوهية يتضمن توحيد الربوبية وتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الالوهية
6 - ان توحيد الربوبية لا يدخل من امن به الى الاسلام اذا هو جزئ من توحيد الالوهية
انظر المدخل لدراسة العقيدة الاسلامية للبريكان ص96 -
ـ[أم فراس]ــــــــ[15 - 11 - 10, 08:01 م]ـ
لا فرق بينهما.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[15 - 11 - 10, 08:46 م]ـ
لا فرق بينهما.
جواب خاطئ
بل هو جواب الاشاعرة اذ جعلو توحيد الالوهية هو نفسه توحيد الربوبية والاله هو الرب ثم رتبو على هذا الترادف ان الاله عندهم هو القادر على الاختراع وهذا معنى الرب اذ ليس في الاله الخلق ولا القدرة على الاختراع وانما فيه معنى العبادة
وعلى هذا عندهم من اتخذ اله اخر يخافه يدعوه يستغيث به ينذر له لا يكفر عندهم لانه لم يخالف ما دلت عليه كلمة التوحيد فهم يفسرونها لا مستغنيا عما سواه لا مفتقر اليه كل ما عداه الا الله كما ذكره السنوسي في ام البراهين
فالحذر من هذا المسلك فانه من تاصيل اهل البدع والله المستعان
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[15 - 11 - 10, 09:10 م]ـ
ياعم الشيخ سؤال الأخ أصلا هل هناك فرق بين توحيد الألوهية والإلهية؟
وليس: هل هناك فرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية؟
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[15 - 11 - 10, 10:00 م]ـ
سبحان الله كيف قرءت الربوبية ربما هي من اثار الصيام
ابتسامة
ولكن ما عدمنا خيرا
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[15 - 11 - 10, 10:33 م]ـ
الفرق بينهما أن الإلهية نسبة إلى الإله بمعنى المعبود. وأما الألوهية فمصدر يقال أله يأله ألوهية بمعنى عبد عبادة فكأن النسبة للدلالة على تعلقه بالرب والمصدر للدلالة على تعلقه بالعبد والله أعلم
ـ[أم فراس]ــــــــ[15 - 11 - 10, 11:18 م]ـ
تبقى مسألالفرق بينهما أن الإلهية نسبة إلى الإله بمعنى المعبود. وأما الألوهية فمصدر يقال أله يأله ألوهية بمعنى عبد عبادة فكأن النسبة للدلالة على تعلقه بالرب والمصدر للدلالة على تعلقه بالعبد والله أعلم
ربما يكون هذا الفرق من حيث اللّغة، ولكن من حيث المعنى الشرعي فلا فرق بينهما، فتوحيد الألوهيّة او الإلهيّة واحد، والله أعلم.
ولقد تنبّهتُ إلى أنّ الأخ يبحثُ عن الفرق اللغوي ووجدتُ هذا الكلام للشيخ صالح آل الشيخ:
"ومن المتقرر المعروف أن معنى الإله في لغة العرب المعبود؛ لأن كلمة إله مشتقة من أله يأله إلهة وألوهة، وهذا بمعنى العبادة، فالإله هو المعبود"
فكما ترى فالألوهة والإلهة كلاهما مشتقتان من الفعل ألّه.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[16 - 11 - 10, 01:04 ص]ـ
الفرق بينهما أن الإلهية نسبة إلى الإله بمعنى المعبود. وأما الألوهية فمصدر يقال أله يأله ألوهية بمعنى عبد عبادة فكأن النسبة للدلالة على تعلقه بالرب والمصدر للدلالة على تعلقه بالعبد والله أعلم
كلاهما يتعلق بالإله فيكون المعنى المعبودية
ويتعلق بالمألوه فيكون المعنى العبودية
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[17 - 11 - 10, 09:44 م]ـ
بارك الله فيكم و انا فعلا كنت ابحث عن الفرق لغويا
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[18 - 11 - 10, 01:39 ص]ـ
انظر المرفقات(67/161)
إماأن تقبيل الأجنبية صغيرة وإماأن الصلاةتكفرالكبائر
ـ[عبدالله العامري]ــــــــ[15 - 11 - 10, 01:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل الملتقى المبارك
الوعيد على مس المرأة الأجنبية يدل على أن ذلك كبيرة
والقبلة شي زائد عن المس
وتعلمون حديث الرجل الذي قال له النبي صلى الله عليه
وسلم هل صليت معنا اذهب فقد غفرالله لك
وكان الرجل قد قبل اجنبية
فكيف يتفق هذا مع اشتراط اجتناب الكبائر لتكفير الصلوات
الخمس
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[15 - 11 - 10, 06:08 ص]ـ
الكبيرة هي: كل ذنب أطلق عليه بنص كتاب أو سنة أو إجماع أنه كبيرة أو عظيم، أو أخبر فيه بشدة العقاب، أو علق عليه الحد، أو شدد النكير عليه فهو كبيرة".فتح الباري (12/ 184) وزاد شيخ الإسلام فقال: العقوبات المقدرة كالغضب واللعنة والنار.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70049
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[15 - 11 - 10, 06:44 ص]ـ
على كلامك أخي (أبو الفداء) فإن تقبيل الأجنبية من الكبائر , لأن مس المرأة قد شدد النكير عليه كما في حديث المخيط إن صح
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[15 - 11 - 10, 08:03 ص]ـ
والقبلة شي زائد عن المس
إلا أن يحمل المس في حديث معقل بن يسار - لأن يطعن أحدكم - على الوطء أو مقدماته مما دون القبلة، كما في قوله " ولم يمسسني بشر"، وبهذا يزول التعارض المتوهم في الأحكام، و تتفق الأيات و الأحاديث .. !
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[15 - 11 - 10, 08:34 ص]ـ
تصحيح: مما فوق القبلة.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[15 - 11 - 10, 10:46 ص]ـ
1 ـ حديث المخيط لا يصح مرفوعا ..
2 ـ لم يحمله أحد من أهل العلم على غير مجرد اللمس فيما أعلم ..
3 ـ ليس في حديث المخيط ما يدخله في حد الكبيرة ..
والله أعلم
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[15 - 11 - 10, 12:20 م]ـ
1
3 ـ ليس في حديث المخيط ما يدخله في حد الكبيرة ..
كيف وقد شدد النكير عليه حتى جعل الطعن بمخيط الحديد في الرأس - و هو هلاك محقق - أهون منه .. ؟!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[15 - 11 - 10, 12:41 م]ـ
مجرد تشديد النكير ليس حدا للكبيرة ...
إنما ذكره بعض المتأخرين ..
ـ[عبدالله العامري]ــــــــ[15 - 11 - 10, 01:20 م]ـ
لكن كون الطعن بالمخيط أهون فهذا وعيد بأن عذابه أشد من الطعن
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[15 - 11 - 10, 01:29 م]ـ
مخيط يعني إبرة فأين هو الهلاك أخونا أبو مالك؟ هل الطعن بالإبرة يسبب هلاك
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[15 - 11 - 10, 01:55 م]ـ
1 ـ حديث المخيط لا يصح مرفوعا ..
2 ـ لم يحمله أحد من أهل العلم على غير مجرد اللمس فيما أعلم ..
3 ـ ليس في حديث المخيط ما يدخله في حد الكبيرة ..
والله أعلم
1 - أنا أعتقد ضعف الحديث , ولكن الكلام على فرض ثبوته كما هو الحال عند كثير من علماء الحديث المعاصرين
2 - ما هو الحد المعتبر شريعا للكبيرة؟
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[15 - 11 - 10, 02:01 م]ـ
مخيط يعني إبرة فأين هو الهلاك أخونا أبو مالك؟ هل الطعن بالإبرة يسبب هلاك
لكن الطعن بها في الرأس يسبب هلاك , والنبي صلى الله عليه وسلم مراده التحذير من هذا الفعل فالمناسب أن يعبر بما فيه الهلاك, فلا يعقل أن أحذرك من أمر وأشبهه بامر آخر يسير!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[15 - 11 - 10, 02:08 م]ـ
الحد المعتبر للكبيرة خلافي ..
لكن الوارد من مجموع عبارات السلف كما هي في تفسير الطبري عند آية اللمم، أنها ما فيه حد دنيوي أو أخروي أو لعن أو غضب أو وعيد بعقوبة، ونحو ذلك ..
أما مجرد تشديد النكير فيذكره بعض المتأخرين ..
والذي يدل على ذلك أن أهل العلم لا يذكرون ذلك في الكبائر، والذهبي لم يذكره في الكبائر ..
ولم يذكر ذلك في الكبائر إلا الهيتمي في الزواجر، وقد عرفت ما عنده من توسع مفرط مخل في ذلك الباب، إذ يعد من الكبائر ما ليس بكبيرة اتفاقا، بل ما وقع في حرمته أصلا خلاف!
فقال رحمه الله:
" الكبيرة الثانية والأربعون والثالثة والأربعون والرابعة والأربعون بعد المائتين نظر الأجنبية بشهوة مع خوف فتنة ولمسها كذلك وكذا الخلوة بها بأن لم يكن معهما محرم لأحدهما يحتشمه ولو امرأة كذلك ولا زوج لتلك الأجنبية أخرج الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة العينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه "
ولا أعلم من ذكر من أهل العلم أن نظر الأجنبية بشهوة من الكبائر، بل آثار السلف تدل على نقيضه صراحة كما هي في آثار ابن عباس وابن مسعود وغيره، أن ما بين حد الدنيا والآخرة صغيرة، أو من اللمم، وقد حشد الطبري كثيرا منها، واختارها من بين الأقوال الثلاثة في تفسير الاية ..
ومن جنس ذلك الباب مثلا: الرجوع في الهبة، فقد استنكره الشارع، وغلظ في استنكاره أشد من التغليظ المذكور في حديث المخيط المذكور، وضرب له مثل السوء، الذي يضرب للذين كذبوا بآيات الله بنص القرآن، ولا يعلم أن أحدا من أهل العلم عده كبيرة، بل يختلفون في حرمته أصلا كما هو معلوم، ولهم فيه تفصيل ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/162)
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[15 - 11 - 10, 02:57 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عمرو، وأحسن الله غليك.
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[15 - 11 - 10, 04:48 م]ـ
لكن الطعن بها في الرأس يسبب هلاك , والنبي صلى الله عليه وسلم مراده التحذير من هذا الفعل فالمناسب أن يعبر بما فيه الهلاك, فلا يعقل أن أحذرك من أمر وأشبهه بامر آخر يسير!
أخي الحديث لا يصح أصلا مرفوعا
والمقصود بالطعن يعني الألم الذي يحصل وليس الموت والهلاك
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[15 - 11 - 10, 06:37 م]ـ
أخي الكريم إسلام , لو تأملت مشاركتي لوجدتني أقول باعتقادي بضعف الحديث وقلت: الكلام على اعتبار صحته, فالحديث ليس موضوعا حتى لايناقش على فرض ثبوته, بل من العلماء من صححه.
ـ[عبدالله أبو زرعة]ــــــــ[15 - 11 - 10, 08:16 م]ـ
الحديث صحيح موقوفا، ويظهر أن له حكم الرفع.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[15 - 11 - 10, 09:14 م]ـ
إذا سلمت بالوقف = لم يكن لجعلك حكم الرفع له وجه
ناهيك أن جل المذكور فوق هو على تسليم صحته مرفوعا
والله أعلم
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[15 - 11 - 10, 09:23 م]ـ
والله أعلم, تقبيل الأجنبية كبيرة, والرجل ندم ورجع للنبي وصلى الجماعة, فبندمه وصلاته الجماعة ـ معًا ـ كفّر الله عنه ,سبحانه وتعالى, لكن الصلاة وحدها ـ دون ندم على ارتكاب الكبائر ـ لا تكفر الكبائر, والله أعلى وأعلم , ومن ينقل كلام علمائنا حول هذه المسألة فجزاه الله خيرا
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[16 - 11 - 10, 07:17 ص]ـ
مخيط يعني إبرة فأين هو الهلاك أخونا أبو مالك؟ هل الطعن بالإبرة يسبب هلاك
ليس المقصود بالمخيط: الدبوس "الإبرة" التى نستعملها اليوم، وإنما أغلظ وأكبر؛ حتى يصح أن يطلق على الضرب به: طعن، والله أعلم .. !(67/163)
نِهَايَةُ الْكَلَامِ النَّفْسِيِّ!
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[15 - 11 - 10, 08:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نِهَايَةُ الْكَلَامِ النَّفْسِيِّ!
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلامُ على سيد الأنام نبينا محمد والصحابة الأعلام والتابعين لهم بإحسان،
أما بعد،
الحمد لله الذي منَّ على هذه الطائفة المنصورة إلى يوم القيامة بإتباع الأثر، فإنما النار من مستصغر الشرر، فمن أعرض عن الثقلان، وأتبع عقله مع الشيطان، فهو معه حتى يسقيه من حميمٍ آن، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ). فهذا حال فعل عبد الله بن سعيد بن كلاب عندما قال بالكلام النفسي، فقال أبو نصر السجزي في رسالته (فضاق بابن كلاب وأضرابه النَّفسُ عند هذا الإلزام، لقلة معرفتِهم بالسنن،وتركِهم قبولها، وتسليمِهم العنان إلى مجرد العقل، فالتزموا ما قالته المعتزلة وركبوا مكابرة العيان، وخرقوا الإجماع المنعقد بين الكافة المسلم والكافر)،وليته وقف القول على خرق الإجماع، ولكن كما قال صلى الله عليه وسلم (وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ)،فاسمع بارك الله فيك ماذا حلَّ بهم بعد سنين من قول ابن كلاب ألا وهم مخانيث الجهمية أي الأشاعرة فهم قالوا أن شيخهم في هذه المسألة ابن كلاب كما قال الآمدي في نهاية الإقدام (قالت الأشعرية ذهب شيخنا الكلابي عبد الله بن سعيد إلى أن كلام الباري)،ورحم الله ابنُ قدامة إذ قال قولاً بليغاً في أحد رسائله في القرآن: (ولا نعرف في أهل البدع طائفة يكتمون مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة والأشعرية).فاسمع بارك الله فيك:-
1 - قال ابن حزم في الفصل في الملل: (ولقد أخبرني علي بن حمزة المراوي الصقلي الصوفي أنه رأى بعضَ الأشعرية يبطحُ المصحفَ برجله، قال: فأكبرتُ ذلك، وقلت له: ويحك!،هكذا تصنع بالمصحف، وفيه كلام الله تعالى؟ فقال لي: ويلك! والله ما فيه إلا السخامُ والسوادُ، وأما كلامُ الله فلا.ونحو هذا من القول الذي هذا معناه. وكتب إلي أبو المرحي بن رزوار المصري: أنَّ بعضَ ثقاة أهل مصر أخبره من طلاب السنن أن رجلاً من الأشعرية قال له مشافهةً على من يقول أن الله قال: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ) ألف لعنة.)
2 - ويقول البيجوري في شرح الجوهرة،في المفاضلة بين النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن: (هل القرآن بمعنى اللفظ المقروء أفضل أو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
تمسك بعضهمبما يروى: كل حرف خير من محمد وآل محمد، لكنه غير محقق الثبوت.
والحق أنهصلى الله عليه وسلمأفضل،لأنه أفضل من كل مخلوق، كما يؤخذ منكلام الجلال المحلي على البردة، ويؤيده أنه فعل القارئ، والنبي صلى الله عليه وسلم أفضل من القارئ وجميعأفعاله، والأسلمالوقف عن مثل هذا، فإنه لا يضر خلو الذهن عنه،).
3 - وقال ابن الجوزي في صيد الخاطر: في باب جهال المتكلمين (فقال قوم من هؤلاء: مخلوق، فأسقطوا حرمتَهُ من النفوس، وقالوا: لم ينزل ولا يتصور نزوله، وكيف تنفصل الصفة عن الموصوف، وليس في المصحف إلا حبر وورق؟ فعادوا على ما تعب الشارع في إثباته بالمحو.) وقال في باب خطر الجدال على العامة (قدم إلى بغداد جماعة من أهل البدع الأعاجم فارتقوا منابر التذكير للعوام، فكان معظم مجالسهم أنهم يقولون: ليس لله في الأرض كلام. وهل المصحف إلا ورق وعفص وزاج. وإن الله ليس في السماء وإن الجارية التي قال لها النبي صلى الله عليه وسلم أين الله؟ كانت خرساء فأشارت إلى السماء. أي ليس هو من الأصنام التي تعبد في الأرض. ثم يقولون: أين الحروفية الذين يزعمون أن القرآن حرف وصوت، هذا عبارة جبريل. فما زالوا كذلك حتى هان تعظيم القرآن في صدور أكثر العوام، وصار أحدهم يسمع فيقول: هذا هو الصحيح، وإلا فالقرآن شيء يجيء به جبريل في كيس.) ثم عن المتكلمين (وكذلك عظم أمر القرآن، ونهى المحدث أن يمس المصحف فآل الأمرُ بقومٍ من المتكلمين إلى أن أجازوا الاستنجاء به. فهؤلاء على معاندة الشريعة، لأنهم يهينون ما عظم الشرع.) ونقل مثل هذا الكلام ابن الحنبلي في الرسالة الواضحة في الرد على الأشاعرة (ص 384) والله تعالى أعلم.
4 - ولكن الحق يقال لهم في ذلك سلف وبئس السلف ألا هو الجهم بن صفوان عليه من الله ما يستحق إذ قال البخاري في خلق أفعال العباد: (قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ الْبَلْخِيَّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ صَدِيقًا لِجَهْمٍ ثُمَّ قَطَعَهُ وَجَفَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ جَفَوْتَهُ؟ فَقَالَ: جَاءَ مِنْهُ مَا لاَ يُحْتَمَلُ، قَرَأْتُ يَوْمًا آيَةَ كَذَا وَكَذَا - نَسِيَهَا يَحْيَى - فَقَالَ: مَا كَانَ أَظْرَفَ مُحَمَّدًا فَاحْتَمَلْتُهَا، ثُمَّ قَرَأَ سُورَةَ طه فَلَمَّا قَالَ: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ وَجَدْتُ سَبِيلًا إِلَى حَكِّهَا لَحَكَكْتُهَا مِنَ الْمُصْحَفِ فَاحْتَمَلْتُهَا، ثُمَّ قَرَأَ سُورَةَ الْقَصَصِ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى ذِكْرِ مُوسَى قَالَ: مَا هَذَا؟ ذَكَرَ قِصَّةً فِي مَوْضِعٍ فَلَمْ يُتِمَّهَا، ثُمَّ ذَكَرَهَا هَهُنَا فَلَمْ يُتِمَّهَا، ثُمَّ رَمَى بِالْمُصْحَفِ مِنْ حِجْرِهِ بِرِجْلَيْهِ، فَوَثَبْتُ عَلَيْهِ.).
فهذا حال القوم مع كتاب أنزل هدى وبشرى للمؤمنين،فالحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/164)
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[15 - 11 - 10, 03:10 م]ـ
جزاك الله اخي الفاضل خيرا على هذه الفوائد
ولا غرو فهم مخانيث الجهمية ولهم في الجهم وعمرو ابن عبيد اسوة وسلف
ذكر الخطيب في تاريخه 12/ 182 والذهبي في السير 6/ 104 ان عمرو بن عبيد سمع حديث عبد الله ابن مسعود قال حدثني الصادق المصدوق * ان احدكم يجمع خلقه ...... *
فقال لو سمعت الاعمش يقوله هذا لكذبته ولو سمعت عمرو ابن وهب يقول هذا ما اجبته ولو سمعت عبد الله ابن مسعود يقول هذا ما قبلته ولو سمعت رسول الله يقول هذا لرددته ولو سمعت الله يقول هذا لقلت له ليس على هذا اخذت ميثاقنا
واعظم من هذا ما ثبت عن الجهم انه كان له صاحب يكرمه ويقدمه على غيره فاذا هو قد وقع به فصيحا وبذر به قيل له لقد كان يكرمك قال انه قد جاء منه ما لايحتمل بينما هو يقرء طه والمصحف في حجره فلما اتى الى قوله * الرحمان على العرش استوى * فقال لو وجدت السبيل الى حكها لفعلت قال فاحتملت هذا
ثم بينما هو يقرء طسم والمصحف في حجره فلما مر بذكر موسى فدفع المصحف برجليه ويديه وقال اي شئ هذا
ذكره ها هنا فلم يتم ذكره
ذكر الخبر ابن ابي حاتم في السنة كما في العلو للذهبي ص 114
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[15 - 11 - 10, 11:07 م]ـ
جزاك الله اخي الفاضل خيرا على هذه الفوائد
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك.
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[16 - 11 - 10, 12:57 ص]ـ
جزاك الله الخير
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[16 - 11 - 10, 07:15 ص]ـ
لا يقبل ما ينسبه أبو محمد بن حزم رحمه الله إلى الأشعرية .. !
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[16 - 11 - 10, 09:25 ص]ـ
لا يقبل ما ينسبه أبو محمد بن حزم رحمه الله إلى الأشعرية .. !
بسم الله الرحمن الرحيم
تقبل الله طاعتكم ـوبارك الله فيك،
هل يقبل ما رواه البخاري عن الجهم؟
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[16 - 11 - 10, 11:31 ص]ـ
إي طبعاً يقبل، لكن ابن حزم يغلط كثيراً على الأشعرية وينسب لهم شناعات لم تصح، ولعل شيخ الإسلام قد أشار إلى شئ من ذلك في الفتاوى .. !
جزاكم الله خيرا و تقبل الله منا ومنكم.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[16 - 11 - 10, 11:45 ص]ـ
لا يقبل ما ينسبه أبو محمد بن حزم رحمه الله إلى الأشعرية .. !
هذا صحيح إن نقل عنهم أو نسب إليهم ما لا يعرف عنهم , أما وقد نقل عنهم ما سطروه وزبروه في كتبهم فلا إشكال.
وجزيت خير أخي محمد فهمي موضوع جيد واستوقفني فيه نقلك عن ابن الجوزي فيحتاج إلى مزيد تحرير لمعتقده في صفة الكلام فالرجل ليس على الجادة وكتابه دفع شبه التشبيه ليس فيه ما يدل على اعتقاده لمعتقد أهل السنة في المسألة بل فيه ما يدل على خلاف ذلك. وغاية ما يقال أنه استنكر أن يذكر ذلك أمام العامة كما ذكره البيجوري ألا يصرح بأن ما بين دفتي المصحف مخلوق إلا في مقام البيان والتعليم لئلا يؤدي ذلك إلى انتقاص العامة له.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[16 - 11 - 10, 11:58 ص]ـ
هذا صحيح إن نقل عنهم أو نسب إليهم ما لا يعرف عنهم , أما وقد نقل عنهم ما سطروه وزبروه في كتبهم فلا إشكال.
وهل كون الأشاعرة يبطحون المصحف بأرجلهم ويقولون ليس فيه إلا السخام والسواد = هو مما عرف عنهم .. ؟!
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[16 - 11 - 10, 12:35 م]ـ
الذي عرف عنهم وزبروه في كتبهم أن هذا الذي بين الدفتين مخلوق,, والقصة التي ذكرها وإن استبشعت فهو قد ذكرها مسندة فهو ما نسب أمرا قرأه في كتاب كتب عنهم فهم منه خلاف ما يعتقدون فنقله في كتبه وهذا الذي قد يخطئ فيه حين ينسب عنهم خلاف ما يعرف عنهم,, أما هذه فقصة ذكرها مسندة العهدة فيها على الناقل وشتان بين هذه وتلك.
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[16 - 11 - 10, 12:48 م]ـ
واستوقفني فيه نقلك عن ابن الجوزي فيحتاج إلى مزيد تحرير لمعتقده في صفة الكلام فالرجل ليس على الجادة وكتابه دفع شبه التشبيه ليس فيه ما يدل على اعتقاده لمعتقد أهل السنة في المسألة بل فيه ما يدل على خلاف ذلك.
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك كلامك صحيح،فكلامه أشبه بالتقية، في صيد الخاطر،فتجده في بداية الموضوع يعنق على المتكلمين والنفاة للصفات، ويقول هذه ليست طريقة الرسل بل طريقهم الإثبات، وبعده يقول إذا إشبع القلب بالإثبات، بما معناه علمناه النفي.
لكن ذكرت قوله إثبات لحال الأشاعرة مع الكتاب أي القرآن.
وما استنكرتموه من كلام ابن حزم أيضاً نقله ابن الحنبلي،ولكن اعترض الشيخ علي الشبل المحقق بما اعترضتم به، ولكن أقول ليس ببعيد عن القوم أي يفعلوا مثل ذلك، فإمامهم الجهم بن صفوان،وما زلنا نسمع منهم أن الجهم كان منزهاً لله ولم يكن معطلاً،وإنما قتل لأمورٍ سياسية، وأنَّ ابنَ كلابٍ كان إماماً من أئمة أهل السنة وغداً بشر المريسي وبعده ....
فبارك الله فيكم المهم أن نتنبه لهؤلاء الشرذمة فما نفقتْ بضاعتهم إلا عندما نركناهم ولم نبين لناس عوارهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/165)
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[16 - 11 - 10, 12:57 م]ـ
وهل كون الأشاعرة يبطحون المصحف بأرجلهم ويقولون ليس فيه إلا السخام والسواد = هو مما عرف عنهم .. ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي بارك الله فيك
الأشاعرة يقولون بخلق القرآن، ولكن كما قال أحمد الغريب "لا يقال القرآن مخلوق إلا في مقام التعليم " كما ذكر البيجوري هذا دينهم، وكما صرح السقاف عندما كان على معتقدهم قبل أن يتطور إلى ما هو أشد كفراً، نعم يتطور لقوله صلى الله عليه وسلم وكل بدعة ضلالة،وكل ضلالة في النار، ذكر أن أحمد أخطأ خطأ شنيعاً.
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[16 - 11 - 10, 07:44 م]ـ
أخي الكريم، لا علاقة بين ما ذكرت أنت وبين ما ذكرته أنا .. !
وأبو محمد ابن حزم رحمه الله مازال ينسب إلى الأشعرية شناعات لم تثبت عنهم، كما فعل مع الباقلاني وغيره، لذا رأيت أن أنبه، لا أكثر ولا أقل.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[16 - 11 - 10, 09:09 م]ـ
لا يقبل ما ينسبه أبو محمد بن حزم رحمه الله إلى الأشعرية .. !
قال ابن حزم في الفصل في الملل: (ولقد أخبرني علي بن حمزة المراوي الصقلي الصوفي أنه رأى بعضَ الأشعرية ابن حزم هنا = يروي.
فبين سبب طعنك فيه = هنا.
أما مجرد رد كلامه مطلقا في الاشاعرة فغير مبرر.
وقصص استخفاف الاشاعرة بالقرآن ثابتة عنهم. خذ مثلا هذا التسجيل:
أشاعرة يدنسون ويدوسون على المصاحف ويكتبون الاسماء الحسنى بالغائط!
تحميل من هنا ( http://www.archive.org/download/AsharisAndAllahsSpeaking/AsharisAndTalkOfAllah.mp3)
واستماع من هنا ( http://www.archive.org/details/AsharisAndAllahsSpeaking)
وهناك غير هذا أيضا!!!
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[16 - 11 - 10, 10:01 م]ـ
ابن حزم هنا = يروي.
فبين سبب طعنك فيه = هنا.
أما مجرد رد كلامه مطلقا في الاشاعرة فغير مبرر.
وقصص استخفاف الاشاعرة بالقرآن ثابتة عنهم. خذ مثلا هذا التسجيل:
أشاعرة يدنسون ويدوسون على المصاحف ويكتبون الاسماء الحسنى بالغائط!
تحميل من هنا ( http://www.archive.org/download/AsharisAndAllahsSpeaking/AsharisAndTalkOfAllah.mp3)
واستماع من هنا ( http://www.archive.org/details/AsharisAndAllahsSpeaking)
وهناك غير هذا أيضا!!!
و ابن حزم هو من روى أيضاً في "الفصل" ما نصه: "ورأيت الباقلاني يقول: جائزٌ أن يكون في هذه الأمة من هو أفضل من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من حين بعث إلى أن مات."
مع أن الباقلاني نفسه يقول في "الإنصاف": "ويجب أن يعلم: أن نبوات الأنبياء صلوات الله عليهم لا تبطل و لا تنخرم، بخروجهم عن الدنيا وانتقالهم إلى دار الآخرة ... إلى أن قال: وحكم شريعته وصحة نبوته ثابت لم ينتقض لأجل خروجه من الدنيا، ولم تزل مرتبته، ولا انخرمت رسالته، ولا بطلت معجزته، فاعلم ذلك وتحققه".
فأين كلام الباقلاني من مزاعم ابن حزم، غفر الله له .. ؟!!!
وأما ما ذكرته من أن: الاستخفاف بالمصاحف ثابت عنهم - هكذا - هو أيضاً: بغي وبهتان ومجاوزة لحد الإنصاف، و هذا الإمام العز بن عبد السلام الأشعري يقول:
" وبلغني أنهم ألقوا إلى سمع السلطان أن الأشعري يستهين بالمصحف، ولا خلاف بين الأشعرية وجميع علماء المسلمين أن تعظيم المصحف واجبٌ، و عندنا أن من استهان بالمصحف أو بشيءٍ منه فقد كفر، وانفسخ نِكاحُه، وصار ماله فيئا للمسلمين، ويُضرب عنقه، ولا يغسَّل، ولا يكفَّنُ، ولا يصلَّى عليه، ولا يدفنُ في مقابر المسلمين: بل يُترك بالقاع طُعمَة للسِّباع."
فأين هذا أيضاً من البهتان الذي تنسبه إليهم .. ؟!!
و ما الداعي أصلاً لسلوك هذه السبل الملتوية في إبطال مذهب الأشاعرة في الكلام و هو أوهن من بيت العنكبوت .. ؟!!
يا إخوة هذه "التخاريف" إنما تسئ لنا و تضعف حجتنا، ولا تنال منهم كبير نيل، والعلم المنصف مشرق كالشمس .. !!
الله المستعان.
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[16 - 11 - 10, 10:35 م]ـ
و ما الداعي أصلاً لسلوك هذه السبل الملتوية في إبطال مذهب الأشاعرة في الكلام و هو أوهن من بيت العنكبوت .. ؟!!
يا إخوة هذه "التخاريف" إنما تسئ لنا و تضعف حجتنا، ولا تنال منهم كبير نيل، والعلم المنصف مشرق كالشمس .. !!
الله المستعان.
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي بارك الله فيك أنا أعتذر عن مضايقتك، ولكن يكفي قول البيجوري أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من القرآن لأن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من كل مخلوق وقال هذا هو الحق.
أما مسألة ابن حزم والباقلاني:-
أذكر الآن:-
1 - اسماعيل الهروي الانصاري رحمه الله تعالى
2 - ابن قدامة رحمه الله تعالى
3 - أبو الحسن الطرازي (422هـ) رحمه الله تعالى.
أن النبي صلى الله عليه وسلم انتهت نبوته بموته فالمسألة لها أصل، وأسأل الله أن يمن علينا ونقف على أصولها.
وبارك الله فيك، وغفر ذنبك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/166)
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[16 - 11 - 10, 10:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي بارك الله فيك أنا أعتذر عن مضايقتك، ولكن يكفي قول البيجوري أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من القرآن لأن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من كل مخلوق وقال هذا هو الحق.
:يكفي" لأي شئ أخي الكريم .. ؟؟
للحكم ببطلان مذهبهم وموافقتهم للمغتزلة في القول بخلق القرآن، إن كنت تقصد هذا فهو فعلاً يكفي .. !
أما أنه يكفي في إطلاق الألسنة بكل نقيصة والزعم بأن الأشاعرة يدنسون المصاحف ويتغوطون عليها، فلا، وهو ظلم وبغي وعدوان وبهتان، والله عز وجل خاطبنا "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، إعدلوا هو أقرب للتقوى" .. !
أما عن أصل مسألة انتهاء النبوة بموت النبي فأصلها مذهب الأشاعرة أن العرض لا يبقى زمانين، وهذا مع أن المتأخرين منهم لا يلتزمونه بالكلية - أقصد أن العرض لا يبقى زمانين - فالقول بأن نبوة النبي تنتهي بوته لم يقبلها أحد من الأشاعرة لا من المتقدمين ولا من المتاخرين .. !
فهو إلزام من مخالفيهم لكن الأشاعرة لم يلتزموه .. !
ومنه بالمناسبة الكلمة الشائعة لأبي الفرج بن الجوزي رحمه الله: "أهل الكلام يقولون ليس في السماء رب ولا في المصحف قرآن ولا في القبر نبي" أيضاً إلزام لهم لم يلتزموه .. !
حتى قال القشيري الأشعري:
"فأما ما حكى عنه وعن أصحابه أنهم يقولون إن محمدا ليس بنبى فى قبره ولا رسول بعد موته فبهتان عظيم وكذب محض لم ينطق منهم أحد ولا سمع فى مجلس مناظرة ذلك عنهم ولا وجد ذلك فى كتاب لهم وكيف يصح ذلك وعندهم محمد حى فى قبره .. إلخ "
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[16 - 11 - 10, 11:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي وغفر ذنبك
المسألة بلغت إلى ما لانريده،فبارك الله فيك وسعدنا بمشاركاتك.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[17 - 11 - 10, 12:03 ص]ـ
وأما ما ذكرته من أن: الاستخفاف بالمصاحف ثابت عنهم - هكذا - هو أيضاً: بغي وبهتان ومجاوزة لحد الإنصاف، و هذا الإمام العز بن عبد السلام الأشعري يقول:
" وبلغني أنهم ألقوا إلى سمع السلطان أن الأشعري يستهين بالمصحف، ولا خلاف بين الأشعرية وجميع علماء المسلمين أن تعظيم المصحف واجبٌ، و عندنا أن من استهان بالمصحف أو بشيءٍ منه فقد كفر، وانفسخ نِكاحُه، وصار ماله فيئا للمسلمين، ويُضرب عنقه، ولا يغسَّل، ولا يكفَّنُ، ولا يصلَّى عليه، ولا يدفنُ في مقابر المسلمين: بل يُترك بالقاع طُعمَة للسِّباع."
فأين هذا أيضاً من البهتان الذي تنسبه إليهم .. ؟!!
و ما الداعي أصلاً لسلوك هذه السبل الملتوية في إبطال مذهب الأشاعرة في الكلام و هو أوهن من بيت العنكبوت .. ؟!!
يا إخوة هذه "التخاريف" إنما تسئ لنا و تضعف حجتنا، ولا تنال منهم كبير نيل، والعلم المنصف مشرق كالشمس .. !!
الله المستعان.
بسم الله
لا يا أخي الكريم ليس -هكذا- بل -مقرونا- بعنوان ليس فيه بغي ولا ظلم وأيضا -مقرونا- بتسجيل مبين مفسر لكل الكلام.
وكما أن الذين دنسوا المصاحف ليسوا هم (كل) الاشاعرة فردا فردا فالعز بن عبد السلام ليس هو نفسه (كل) الاشاعرة فردا فردا.
ثم أنا لا أدري بأي حق يكفرهم وإن كفرهم يرميهم للسباع؟؟؟ وهم مسلمون يعظمون القرآن (كلام الله النفسي) لا الحبر والورق؟؟ أما كان يكفي تبديعهم أو تعزيرهم فالمسألة أرى أنها يجب أن تكون خلافية داخل المذهب الاشعري لا تصل الى التكفير و "التسبيع" فالتكفير على الاعتقاد لا العمل. ولو قال قائل أنه يشير الى الباطن فليس هو كشاف بما في القلوب خاصة وإن أقروا أنهم يعظمون دين الله ولا يوجد لديه نص صريح في تكفيرهم والاجماع ظهر لي أنه حجة ضعيفة عندهم فلم يكن الاجماع بحجة عندهم في أن الله في السماء فوق عرشه لأن هذا الاعتقاد يخالف عقولهم ولم يتم تكفير الاشاعرة بهذا ولا ألقاهم أحد للسباع!!!!
الذي أريد أن أصل إليه أن تدنيس المصاحف يجب أن يكون مسألة لا تصل الى حد التكفير والرمي الى السباع!
ثم هذه التخاريف لا أراها تسئ لنا ولست هنا أكابر ولا ألزم بل والله هي قرينة على فساد قولهم وليس كل مسلم هو طالب علم حتى يعلم فساد بدعة الكلام النفسي.
وعلى كلامك هذه التخاريف - كما تسميها - لا تسئ لنا أبدا لأن الذين دنسوا المصاحف لم يسيئوا للمذهب الاشعري فقد جئت بالعز بن عبد السلام ممثلا لكل الاشاعرة وانتهت القضية. فما يبرئهم يبرئنا ولم ندنس مصحفا لا في الحقيقة ولا في المجاز والحمد لله.
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[17 - 11 - 10, 12:08 ص]ـ
بسم الله
ثم هذه التخاريف لا أراها تسئ لنا ولست هنا أكابر ولا ألزم بل والله هي قرينة على فساد قولهم وليس كل مسلم هو طالب علم حتى يعلم فساد بدعة الكلام النفسي.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك.
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[17 - 11 - 10, 12:31 ص]ـ
ثم أنا لا أدري بأي حق يكفرهم وإن كفرهم يرميهم للسباع؟؟؟ وهم مسلمون يعظمون القرآن (كلام الله النفسي) لا الحبر والورق؟؟ أما كان يكفي تبديعهم أو تعزيرهم فالمسألة أرى أنها يجب أن تكون خلافية داخل المذهب الاشعري لا تصل الى التكفير و "التسبيع" فالتكفير على الاعتقاد لا العمل. ولو قال قائل أنه يشير الى الباطن فليس هو كشاف بما في القلوب خاصة وإن أقروا أنهم يعظمون دين الله ولا يوجد لديه نص صريح في تكفيرهم والاجماع ظهر لي أنه حجة ضعيفة عندهم فلم يكن الاجماع بحجة عندهم في أن الله في السماء فوق عرشه لأن هذا الاعتقاد يخالف عقولهم ولم يتم تكفير الاشاعرة بهذا ولا ألقاهم أحد للسباع!!!!
الذي أريد أن أصل إليه أن تدنيس المصاحف يجب أن يكون مسألة لا تصل الى حد التكفير والرمي الى السباع!
ما هذا أخي الكريم .. ؟!!
تدنيس المصحف وامتهانه: كفر محض، عند الأشاعرة وعند كل المسلمين .. !
لم أفهم في الحقيقة مشاركتك هذه .. !
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/167)
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[18 - 11 - 10, 03:24 م]ـ
وهم مسلمون يعظمون القرآن (كلام الله النفسي) لا الحبر والورق؟؟ أما كان يكفي تبديعهم أو تعزيرهم فالمسألة أرى أنها يجب أن تكون خلافية داخل المذهب الاشعري لا تصل الى التكفير و "التسبيع" فالتكفير على الاعتقاد لا العمل.
السلام عليكم ورحمة الله،
التكفير على الاعتقاد لا العمل؟!
هل تقصد أن تكفير من يدنس المصحف يكون بسبب اعتقاده لا بسبب عمله (التدنيس)؟
يعنى من يدنس المصحف عالماً بإثم ذلك غير مستحل له .. لا يكفر؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[18 - 11 - 10, 08:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
التكفير على الاعتقاد لا العمل؟!
هل تقصد أن تكفير من يدنس المصحف يكون بسبب اعتقاده لا بسبب عمله (التدنيس)؟
يعنى من يدنس المصحف عالماً بإثم ذلك غير مستحل له .. لا يكفر؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم هذا ما ينبغي حسب معتقده الاشعري. فالمصحف عنده ليس هو المصحف عندك وذلك بحسب مفهوم القرآن عنده وعندك. فالقرآن عندهم قرآنان لا قرآن واحد.
سأطرح السؤال بصيغة أخرى: لماذا يُكفّر من يدنِّس (المصحف الاشعري) حسب المذهب الاشعري؟
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[18 - 11 - 10, 09:43 م]ـ
سأطرح السؤال بصيغة أخرى: لماذا يُكفّر من يدنِّس (المصحف الاشعري) حسب المذهب الاشعري؟
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالك صعب ولكن أحاول:-
كما قال ابن قدامة في المناظرة:-
(ولا نعرف في أهل البدع طائفة يكتمون مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة والأشعرية).
وأكبر دليل على أنَّهم يكتمون مقالاتهم البيجوري كما قال في شرح الجوهرة: ولا يقال مخلوق إلا في مقام التعليم.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[18 - 11 - 10, 11:16 م]ـ
معذرة لمقاطعة حديثكما،
هل هذا من استنتاجك أم من صريح كلامهم؟
هل صرح بذلك أحد أئمتهم (المحررين لمذهب الأشاعرة) فى أن من يدنس المصحف ليس بكافر إذا لم يستحل بقلبه؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[18 - 11 - 10, 11:23 م]ـ
معذرة لمقاطعة حديثكما،
هل هذا من استنتاجك أم من صريح كلامهم؟
هل صرح بذلك أحد أئمتهم (المحررين لمذهب الأشاعرة) فى أن من يدنس المصحف ليس بكافر إذا لم يستحل بقلبه؟
نص العز واضح في تكفير الفاعل وبالتالي عرفنا مذهبهم (بل هو الظن بمن كان قريبا من السنة منهم) لكن هل هذا التكفير يمشي مع أصولهم أم اضطروا إليه أضطرارا؟
فالمسألة ليست مسألة قال بعضم بقدر ما هي ماذا تقول أصولهم.
عندما نحاور بعض الاشاعرة الصوفية منهم في مسائل أخرى يشترطون الاعتقاد فلماذا هنا لا نجد ذلك -- وليس هناك نص؟
أرجو أن تكون الفكرة إتضحت مع العلم أنني لست مطلعا على باب الايمان. ولا يمنع هذا من السؤال والاستشكال.
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[18 - 11 - 10, 11:26 م]ـ
معذرة لمقاطعة حديثكما،
هل هذا من استنتاجك أم من صريح كلامهم؟
هل صرح بذلك أحد أئمتهم (المحررين لمذهب الأشاعرة) فى أن من يدنس المصحف ليس بكافر إذا لم يستحل بقلبه؟
بسم الله الرحمن الرحيم
قال البيجوري في شرحه على الجوهرة (ص130):-
((وعلى كلٍّ من أنكر أنَّ ما بين دفتي المصحفِ كلام الله فقد كفر إلا أنْ يريد أنَّه ليس هو الصفةُ القائمةُ بذاته تعالى، .. )).
وعلى ذلك من دنَّس المصحف كفر إلا أنْ يريد أنَّه ليس هو الصفةُ القائمةُ بذاته تعالى،
وننتظرُ أبا نسبية.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[18 - 11 - 10, 11:48 م]ـ
بارك الله فيك
لا ... الصورة لم تتضح ... ولن تتضح إلا بنقل من كتبهم.
إن كان عندك فأت به رجاء.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[19 - 11 - 10, 12:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال البيجوري في شرحه على الجوهرة (ص130):-
((وعلى كلٍّ من أنكر أنَّ ما بين دفتي المصحفِ كلام الله فقد كفر إلا أنْ يريد أنَّه ليس هو الصفةُ القائمةُ بذاته تعالى، .. )).
وعلى ذلك من دنَّس المصحف كفر إلا أنْ يريد أنَّه ليس هو الصفةُ القائمةُ بذاته تعالى،
وننتظرُ أبا نسبية.
لفتة أخي الفاضل محمد هنا مهمة جدا فجزاه الله خيرا. فالبيجوري جعل مناط التكفير في (الانكار) مرهونا ب (الإعتقاد) في الصفة.
فهل مناط التكفير في (التدنيس) مرهونا ب (الغرض) من (التدنيس)؟
أيهما أشد: إنكار صفة الكلام بالتأويل -أم- تدنيس المصحف مع تعظيم الصفة المؤولة؟
بما أن الاشعري قد يشير بأصبعه الى المصحف قائلا: هذا ليس كلام الله. فإنه يضع المصحف بمنزلة كتاب البخاري؟
فهل يكفر الاشاعرة من يدنس كتاب البخاري - في سياق - بيان أن لا فرق بين المصحف وكتاب الحديث وليس استقلالا. فإن لم يكفروا في الحديث لا يجوز لهم التكفير في المصحف. وحتى لو كفروا يبقى السؤال لماذا يكفّر؟
فكل التدنيس هنا مقرونا ب (غاية) بيان أن الكلام هنا حروف وحبر مع تعظيم الوحي. يعني تدنيس مع تعظيم!!
وليس مجرد تدنيس بدون اعتقاد أو أي اعتقاد آخر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/168)
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[19 - 11 - 10, 12:35 ص]ـ
يعنى هل تقول إن الأشاعرة يرون أن من دنس المصحف - معتقداً أنه كلام الله لا الصفة القائمة بذاته- لا يكفر؟
(بما أنهم كفروا من أنكر أن ما بين دفتى المصحف كلام الله.)
وما دليلك على ذلك؟
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[19 - 11 - 10, 12:38 ص]ـ
يعنى هل تقول إن الأشاعرة يرون أن من دنس المصحف - معتقداً أنه كلام الله لا الصفة القائمة بذاته عالماً بحرمته- لا يكفر؟
لأنهم كفروا من أنكر أن ما بين دفتى المصحف كلام الله.
فما دليلك على ذلك؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[19 - 11 - 10, 12:43 ص]ـ
نص العز واضح في تكفير الفاعل وبالتالي عرفنا مذهبهم (بل هو الظن بمن كان قريبا من السنة منهم) لكن هل هذا التكفير يمشي مع أصولهم أم اضطروا إليه أضطرارا؟
فالمسألة ليست مسألة قال بعضم بقدر ما هي ماذا تقول أصولهم.
عندما نحاور بعض الاشاعرة الصوفية منهم في مسائل أخرى يشترطون الاعتقاد فلماذا هنا لا نجد ذلك -- وليس هناك نص؟
أرجو أن تكون الفكرة إتضحت مع العلم أنني لست مطلعا على باب الايمان. ولا يمنع هذا من السؤال والاستشكال.
أخي الفاضل الدهشوري
هل قرأت أو تاملت هذه المشاركة .. أرى أنني أجبتك بارك الله فيك
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[19 - 11 - 10, 12:55 ص]ـ
قرأتها وتأملتها ... بارك الله فيك.
كيف يمكنك أخى الفاضل أن تنسب إليهم قولاً كهذا (مبنى على استنتاجك) ثم تتساءل كيف يكفرون؟
أصولهم -حتى الآن من كلامك- لا يُفهم منها ما ذهبت إليه، وكلامك محض استنتاج.
الآن أنت مطالب بدليل على ما رميتهم به، وإلا فكف عن تقرير مذاهب المخالفين دون اطلاع على كتبهم.
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[19 - 11 - 10, 12:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يعنى هل تقول إن الأشاعرة يرون أن من دنس المصحف - معتقداً أنه كلام الله لا الصفة القائمة بذاته عالماً بحرمته- لا يكفر؟
لأن كلام الله يطلق عند الأشاعرة:
1 - على الكلام اللفظي:مجازاً
2 - وعلى الكلام النفسي: حقيقة،
فجملة "صفة قائمة بذاته تعالى" هي التي تبين أهو المجاز أم حقيقة،
فإذا اعتقد:
1 - انَّ الكلامَ ليست صفة قائمة بذاته تعالى:يحمل الكلام على المجاز،ولايكفر المدنِّس،
2 - أنَّ الكلامَ صفة قائمة بذاته تعالى:يحمل الكلام على الحقيقة ويكفر المدنِّس.
يعنى هل تقول إن الأشاعرة يرون أن من دنس المصحف - معتقداً أنه كلام الله لا الصفة القائمة بذاته عالماً بحرمته- لا يكفر؟
أقول وهو قول الأشاعرة من دنَّس المصحف وهو لا يعتقد أنَّه صفة قائمة بذاته تعالى:لا يكفر
لأنهم كفروا من أنكر أن ما بين دفتى المصحف كلام الله.
كفََّروا، إذا قصد به الكلام الحقيقي أي الصفة القائمة بذاته تعالى، أمَّا إذا أراد به الكلام المجازي (اللفظي) لا،لايكفر وهو نص كلام البيجوري (وعلى كلٍّ من أنكر أنَّ ما بين دفتي المصحفِ كلام الله فقد كفر إلا أنْ يريد أنَّه ليس هو الصفةُ القائمةُ بذاته تعالى،).
فما دليلك على ذلك؟
بارك الله فيك،في الأعلى الدليل.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[19 - 11 - 10, 01:02 ص]ـ
أين يا مولانا دليلك؟
يكفرون من أنكر ما بين دفتى المصحف ليس بكلام الله إلا أن يعتقد أنه ليس الصفة القائمة بذاته، وإذا رأى الأشعرى أحداً يتغوط على المصحف لا يكفره؟!
أين عقولكم؟!
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[19 - 11 - 10, 01:04 ص]ـ
أين يا مولانا دليلك؟
يكفرون من (أنكر) ما بين دفتى المصحف ليس بكلام الله إلا أن يعتقد أنه ليس الصفة القائمة بذاته، وإذا رأى الأشعرى أحداً يتغوط على ما بين دفتى المصحف مؤمناً أنه كلام الله لا يكفره؟!
أين عقولكم؟!
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[19 - 11 - 10, 01:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حبيبي في الله ما بك،
أقول ألا ترى الإستثناء:
(وعلى كلٍّ من أنكر أنَّ ما بين دفتي المصحفِ كلام الله فقد كفر إلا أنْ يريد أنَّه ليس هو الصفةُ القائمةُ بذاته تعالى،).قلتُ (يعني لا يكفر من أنكر كلام الله بين دفتي المصحف لأنَّه أراد أنه أي الكلام ليس الصفة القائمة بذاته تعالى).
المستثنِّي: البيجوري وهو إمام من أئمة الأشاعرة وليس أنا.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[19 - 11 - 10, 02:10 ص]ـ
[ QUOTE= محمد فهمي محمد شري;1412102] بسم الله الرحمن الرحيم
قال البيجوري في شرحه على الجوهرة (ص130):-
((وعلى كلٍّ من أنكر أنَّ ما بين دفتي المصحفِ كلام الله فقد كفر إلا أنْ يريد أنَّه ليس هو الصفةُ القائمةُ بذاته تعالى، .. )).
أرى أن الموضوع قد حمّل ما لا يحتمل,, وعلى أية حال هذا الكلام يا أخي الدهشوري المنقول عن الباجوري عفا الله عنه له منطوق وله مفهوم,
فالمنطوق: قوله: من أنكر ما بين دفتي المصحف كلام الله فقد كفر إلا أن يريد أنه ليس هو الصفة القائمة بذاته تعالى. وتقدير الكلام من أنكر كون ما بين دفتي المصحف
كلاما لله فهو كافر إن قصد الصفة القائمة بذاته.
وأما المفهوم: فهو إن لم يقصد بإنكاره ما بين الدفتين الصفة القائمة بذاته تعالى فهذا لا يكفر وهذا مفهوم شرط بين.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/169)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[19 - 11 - 10, 02:12 ص]ـ
أين يا مولانا دليلك؟
يكفرون من (أنكر) ما بين دفتى المصحف ليس بكلام الله إلا أن يعتقد أنه ليس الصفة القائمة بذاته، وإذا رأى الأشعرى أحداً يتغوط على ما بين دفتى المصحف مؤمناً أنه كلام الله لا يكفره؟!
أين عقولكم؟!
نحن لسنا أشاعرة أخي الكريم.
لعلي لم أفلح في إيصال مقصودي. لكن الذي عندي قد بينته. مع العلم أن المصحف الذي تظن أنت أنه كلام الله ليس هو كلام الله عند الاشعري. فالذي يتغوط على المصحف عند الاشعري لم يتغوط قط على كلام الله!!
فكلام الله عند الاشعري:
- موجود في ذات الله ~ علم.
- وكلام الله معنى. والمعاني لا تُكتب! ولا تُسمع! ولا تُقْرأ! وإنما (يُعَبّر) عنها.
- لذلك الذي في المصحف هو (عبارة) عن كلام الله وليس كلام الله. عِبارة ~ ترجمة!!
- نمكن أن نقرب الصورة فنمثل لك بالفرق بين المصحف باللغة العربية و ترجمته باللغة الصينية!
فهل ترجمة المصحف باللغة الصينية هي نفسها المصحف؟
المصحف باللغة العربية لا ينبغي أن يحمله الكافر بينما الترجمة يمكن حملها.
وليت هناك أحد ما متخصص في مسائل الايمان في المعتقد الاشعري وعلى علم بكيف أصل الاشاعرة أصولهم لنعلم هل يجوز لهم تكفير من يدنس المصحف بلازم الاصول أم لا ... وليس لمجرد أن بعض علماء المذهب قد كفروا.
بسم الله الرحمن الرحيم
حبيبي في الله ما بك،
أقول ألا ترى الإستثناء:
(وعلى كلٍّ من أنكر أنَّ ما بين دفتي المصحفِ كلام الله فقد كفر إلا أنْ يريد أنَّه ليس هو الصفةُ القائمةُ بذاته تعالى،).قلتُ (يعني لا يكفر من أنكر كلام الله بين دفتي المصحف لأنَّه أراد أنه أي الكلام ليس الصفة القائمة بذاته تعالى).
المستثنِّي: البيجوري وهو إمام من أئمة الأشاعرة وليس أنا.
اخي الفاضل محمد بارك الله فيك.
صحيح أن البيجوري كفر من ينكر الكلام النفسي ولم يكفر من ينكر القرآن المتلو عن رب العزة.
لكن التكفير قد يحدث بأسباب أخرى غير الانكار. فالانكار ليس هو نفسه التدنيس. ولا نعلم هل هما في مرتبة واحدة.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 11 - 10, 02:12 ص]ـ
نِهَايَةُ الْكَلَامِ النَّفْسِيِّ! نهاية؟؟
لكن .. متى كانت له بداية؟
الباب مغلق في وجوه الأشاعرة من أول الأمر
إذ لا يوجد أصلاً في لغة العرب شيء اسمه الكلام النفسي
تفضل انظر هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=180359)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[19 - 11 - 10, 03:26 ص]ـ
أين يا مولانا دليلك؟
وإذا رأى الأشعرى أحداً يتغوط على ما بين دفتى المصحف مؤمناً أنه كلام الله لا يكفره؟!
أين عقولكم؟!
إذا رآه سأله عن عقيدته في كلام الله قبل أن يحكم عليه! (أي قرآن تقصد بفعلك؟)
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[19 - 11 - 10, 04:56 ص]ـ
ما هذا العبث المستهتر .. ؟!!
يعني على مذهبكم الفاسد المتخبط هذا لا يكفر من أساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو فعل بجسده الشريف صلى الله عليه وسلم ما تقولون - باعتبار أنه صلى الله عليه وسلم مخلوقاً اتفاقاً .. ؟؟؟!!!!
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[19 - 11 - 10, 10:28 ص]ـ
ما هذا العبث المستهتر .. ؟!!
يعني على مذهبكم الفاسد المتخبط هذا لا يكفر من أساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو فعل بجسده الشريف صلى الله عليه وسلم ما تقولون - باعتبار أنه صلى الله عليه وسلم مخلوقاً اتفاقاً .. ؟؟؟!!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
حبذا قبل التعليق عدة أمور:-
1 - الأدب. (هذه "التخاريف.ما هذا العبث المستهتر).
2 - راجع المشاركات التي في الأعلى.
3 - لازمك يدل على عدم المتابعة، النبي صلى الله عليه وسلم لا يوجد فيه حقيقة ومجاز،فهو محمول على الحقيقة دائماً،أما كلام الله فيه حقيقة ومجاز عند الأشاعرة.
4 - والآن أصبح استدراك هو المذهب الفاسد المتخبط الذي يشارك دون مطالعة.
5 - (المشاركة34)
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[19 - 11 - 10, 11:30 ص]ـ
طالعته كله، وهو تخليط في تخليط، في تصور صفة الكلام و في تصور مسائل الإيمان .. !
وهذا التخليط مستمر حتى مشاركتك الأخيرة ..
تقول لو حمل الأشاعرة المقصود من كلام الله على المجاز يصبح الموجود في المصحف مخلوق، فلا يكفر من أساء إليه؛ لأنه أهان المخلوق لا القائم بذات الله - هكذا تزعم، وهو تصور باطل، ويلزمك أن من فعل نفس الفعل مع النبي صلى الله عليه وسلم لا يكفر أيضاً لأنه ما تعرض بالأذي إلا لمخلوق .. !
وتكرارك القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه حقيقة ومجاز: لا طائل تحته، والجهة بينه و بين ما أوردته عليك منفكة أصلاً .. !
ومتعلق الكفر في الحالتين - أعني انتقاص النبي صلى الله عليه وسلم أو القرآن المخلوق على مذهب الأشاعرة - هو ذات الفعل، أو دلالته على انخرام الباطن عند الأشاعرة وغيرهم من مرجئة الفقهاء .. !
وكون القرآن مخلوقاً أو غير مخلوق لا يؤثر في حكم منتقصه، لا عند أهل السنة ولا عند الأشاعرة ولا حتى عند المعتزلة .. !
والله أعلم .. !
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/170)
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[19 - 11 - 10, 11:36 ص]ـ
[ QUOTE= أبو مالك القاهرى;1412387] طالعته كله، وهو تخليط في تخليط، QUOTE]
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك،
فكل إناء بما فيه ينضح.
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[19 - 11 - 10, 12:20 م]ـ
لا حظ أخي أنني لم أتعرض لشخصك لا أنت ولا غيرك .. !
والله المستعان.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[19 - 11 - 10, 12:33 م]ـ
تقول لو حمل الأشاعرة المقصود من كلام الله على المجاز يصبح الموجود في المصحف مخلوق، فلا يكفر من أساء إليه؛ لأنه أهان المخلوق لا القائم بذات الله - هكذا تزعم، وهو تصور باطل، ويلزمك أن من فعل نفس الفعل مع النبي صلى الله عليه وسلم لا يكفر أيضاً لأنه ما تعرض بالأذي إلا لمخلوق .. !
بسم الله
المخلوقات ليست كلها في درجة واحدة. والاشاعرة هنا يفاضلون بين القرآن المخلوق (العبارة) و بين رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويرجحون رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا دليل على منزلة قرآنهم المخلوق.
إلا أن منزلة القرآن المخلوق عندهم أدنى من منزلة النبي صلى الله عليه وسلم بدليل ترجيحهم. فإذا كان تكفير منتقص النبي صلى الله عليه وسلم واجب. فتكفير منتقص القرآن المخلوق قد يكون واجبا وقد لا يكون وذلك لأنه أقل منزلة.
الآن: القرآن المخلوق عبارة. والمصحف حبر وورق. والذين دنسوا المصحف برروا فعلهم بأنه ليس فيه إلا حبر وورق وليس لأنه عبارة ولا حتى صوت.
والرسول صلى الله عليه وسلم فيه نص ولا يوجد نص في الحبر والورق.
فالفارق بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين المصحف الذي هو حبر وورق كبير جدا الان. فكيف نساوي بينهما.
ومتعلق الكفر في الحالتين - أعني انتقاص النبي صلى الله عليه وسلم أو القرآن المخلوق على مذهب الأشاعرة - هو ذات الفعل،
لم أفهم المراد من العبارة. هل معنى ذات الفعل (الانتقاص) هو نفسه الكفر؟
إن كنت على علم بأصولهم في التكفير ولديك وقت فليتك تبين مفسرا لنا كيف يكفرون. الذي أرغب فيه هو لماذا يخلطون الاعتقاد بالعمل (من غير النصوص الصريحة كسب الرسول صلى الله عليه وسلم)
أو دلالته على انخرام الباطن عند الأشاعرة وغيرهم من مرجئة الفقهاء .. !
هل هذه الدلالة ظنية أم قطعية؟
وكون القرآن مخلوقاً أو غير مخلوق لا يؤثر في حكم منتقصه، لا عند أهل السنة ولا عند الأشاعرة ولا حتى عند المعتزلة .. !
والله أعلم .. !
كلام جميل لكن ليس هو ما نريد.
وليت النقاش يكون نقاشا علميا بدون تجريح حتى يكون له ثمرة ورحمة.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[19 - 11 - 10, 02:27 م]ـ
ما أريد توضيحه أن الأخ الفاضل (أبا نسيبة) قد خلط بين إلزام المخالف بلازم قوله وبين حكاية أقوال المخالف،
واللازم قد يُنازع فى كونه صحيحاً أو خطًأ.(67/171)
الإمام الشوكاني يترضّى عن معاوية
ـ[أبو معاوية الأثري الجزائري]ــــــــ[16 - 11 - 10, 05:15 م]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم
قال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى نيل الأوطار ج7/ص131
الناشر دار الجيل سنة النشر 1973
باب المرأة تنفق من مال الزوج بغير علمه إذا منعها الكفاية
عن عائشة أن هندا قالت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم فقال خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف.
رواه الجماعة إلا الترمذي
قوله أن هندا هي بنت عتبة بن ربيعة والرواية بالصرف، ووقع في رواية للبخاري بالمنع وأبو سفيان اسمه صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.
قوله شحيح أي بخيل حريص وهو أعم من البخل؛ لأن البخل مختص بمنع المال، والشح يعم منع كل شيء في جميع الأحوال؛ كذا في الفتح.
قوله خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف قال القرطبي هذا أمر إباحة؛ بدليل ما وقع في رواية للبخاري بلفظ لا حرج، والمراد بالمعروف؛ القدر الذي عرف بالعادة أنه الكفاية، قال وهذه الإباحة وإن كانت مطلقة لفظا فهي مقيدة معنى كأنه قال إن صح ما ذكرت.
والحديث فيه دليل على وجوب نفقة الزوجة على زوجها؛ وهو مجمع عليه كما سلف، وعلى وجوب نفقة الولد على الأب، وأنه يجوز لمن وجبت له النفقة شرعا على شخص أن يأخذ من ماله ما يكفيه إذا لم يقع منه الامتثال وأصر على التمرد، وظاهره أنه لا فرق في وجوب نفقة الأولاد على أبيهم بين الصغير والكبير لعدم الاستفصال، وهو ينزل منزلة العموم، وأيضا قد كان في أولادها في ذلك الوقت من هو مكلف كمعاوية رضي الله عنه؛ فإنه أسلم عام الفتح وهو ابن ثمان وعشرين سنة؛ فعلى هذا يكون مكلفا من قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وسؤال هند كان في عام الفتح.
وقال أيضا رحمه الله تعالى في تفسيره فتح القدير ج5/ص214
خرج عبد ابن حميد وابن المنذر وابن عدي وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في الآية قال كانت المودة التي جعل بينهم تزويج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان فصارت أم المؤمنين فصار معاوية خال المؤمنين.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[16 - 11 - 10, 11:51 م]ـ
رحم الله الإمام الشوكاني وتغمده برحمته
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[17 - 11 - 10, 10:25 م]ـ
أظن أن الشوكاني له قدح في الصحابي معاوية و قد أبطلها الشيخ ربيع تجدها في موقعه و سبب ذلك العقيدة الزيدية تجاه بني أموية
ـ[أبو معاوية الأثري الجزائري]ــــــــ[17 - 11 - 10, 10:44 م]ـ
تبرئة الشيخ ربيع للإمام الشوكاني من لعن معاوية- تعليق من إملاء الشيخ ربيع وبخط خالد الظفيري
http://www.rabee.net/pics/alshawkani.JPG
و هذه صورة من نسخة بيد لإمام الشوكاني تظهر خالية من اللعن مما يؤكد وجود تلاعب و دس في بعض المخطوطات و الروافض الأنجاس يفعلون أعظم من هذا
http://img171.imageshack.us/img171/765/13889463by9.jpg(67/172)
منهج الاستغباء، وإثبات صحة أسفار الكتاب المقدس
ـ[ابو رائد المصري]ــــــــ[16 - 11 - 10, 06:12 م]ـ
ملحوظة: ارجو ذكر اسم المنتدى عند النقل واسم صاحب الموضوع وإلا فدعه!
منهج الاستغباء، وإثبات صحة الأسفار
لعلك تستغرب العنوان؛ فلم تعتد قراءة كلمة مثل الاستغباء فى مثل هذا المقام و لعلك تستغرب أكثر من كون الغباء منهجا. فما هذا المنهج؟ و ما علاقته بصحة أسفار الكتاب المقدس؟ وما علاقتة بارتباط النصراني بالنصرانية؟
إن منهج الغباء يتلخص في استغباء القارىء، واستغلال سذاجته وعدم فهمه لغرس فهم أو عقيدة باطلة، ومن ثم تبنى العقائد الباطلة على منهج استغباء القارىء، وعدم احترامه. و هذا هو المنهج الذى يستخدمه علماء وقساوسة النصرانية من أجل تثبيت الأتباع على عقيدة ما، أو من أجل إقناعهم بشيء ما. و من ضمن أمور كثيرة يتم فيها استغباء الخراف،إقناعهم بعصمة الكتاب المقدس و الاستدلال على ذلك بوجود كم كبير من المخطوطات.
حيث يقول راعي الكنيسة القبطية نظير جيد (شنودة) مستغبيا شعبه: «يوجد في المتاحف نسخ للإنجيل ترجع إلى القرن الرابع، تماماً كالإنجيل الذي بين أيدينا الآن. ونقصد بها: النسخة السينائية، والنسخة الفاتيكانية، والنسخة الإفرامية، والنسخة الإسكندرية. وكل منها تحوي كل متن العهد الجديد التي في أيدينا، بنفس النص بلا تغيير. وهي مأخوذة طبعاً عن نسخ أقدم منها. ويستطيع أي إنسان أن يرى تلك النسخ القديمة، ويرى أنها نفس إنجيلنا الحالي» 1.
و لكنه لم يكن الوحيد الذي سلك هذا المنهج، بل سلكه كثيرين فمثلا يقول الأنبا غريغوريوس: «عندما نعمل مقارنات تؤكد أن الكتاب المقدس الموجود بين أيدينا هو بعينه الكتاب المقدس الموجود في المخطوطات من وقت موسى النبي» 2.
وكذلك نجد من الكتَّاب البروتستانت من يروج لنفس الفكرة حفاظاً على الشعب ومنهم الدكتور فريزر صموئيل حيث ينقل عن العديد من الكتاب والعلماء واللاهوتيين المسيحيين قولهم: «إن كتابنا المقدس، كتاب فريد في كل شيء في وحيه وكتابته ووحدته وبقائه وترجمته وتعاليمه وتأثيره. وتوجد منه مخطوطات ترجع إلى القرن الثاني حتى الخامس الميلادي، وهي تطابق الكتاب المقدس الموجود بين أيدينا اليوم، مما يؤكد صحة الكتاب المقدس وبالتالي صحة حادثة موت المسيح على الصليب مدونة فيه» 3.
و نقرأ نفس الكلام ونسمع نفس النغمة في مكان آخر حيث كتب المركز اللوثري للخدمات الدينية: «إن الادعاء بتحريف الكتاب المقدس لم يبرز إلى الوجود إلى بعد عدة قرون من بداية المسيحية، وما يدحض هذا الادعاء، هو وجود نسخ كاملة من الكتاب المقدس تعود إلى القرون الأولى للميلاد، أي قبل ظهور ادعاءات المدعين. وهذه النسخ محفوظة في المتاحف الشهيرة في أماكن مختلفة حول العالم، ويمكن الرجوع إلى هذه النسخ الأصلية التي سبقت الإدعاء بالتحريف لمقارنة الكتاب المقدس الحالي بتلك القديمة وكلها طبعاً متوافقة تدحض التحريف» 4.
و في هذا القول تحدٍّ لقدرة القارىء على مقارنة كل هذه النسخ ببعضها و لجهله بمحتواها و لغتها، و يسبق ذلك كله معلومة هي أن الكتاب موحى به و أنه معصوم عن الخطأ، وذلك لمنع المساكين من مجرد التفكير في مراجعة مثل هذه المعلومة، لثقته المبدأية في القائل و لرغبته أصلا في تصديق ذلك، و يعد الاستدلال بمثل هذا الكم من المخطوطات مماثلاً للقول بأن للثور الفلاني 3583573955 شعرة، و إن لم تصدق فعليك أن تأتي بثور و تثبت خطأ العد عملياً!
و لكن ألا تكفي مراجعة مخطوطة واحدة أو على الأقل معرفة ما تحتويه، من أسفار للحكم على مدى صدق التصريحات السابقة من علماء المسيحية هؤلاء؟!! و لعله من المنطقي في وسط هذا الكم الهائل من المخطوطات أن نقارن واحدة من أهمها بالكتاب المقدس الموجود بين أيدينا حاليا، نقصد " المخطوطة السكندرية "، التي يقول عنها القمص متى مرجان:5 «وقد دعيت بهذا الاسم نسبة إلى مدينة الإسكندرية التي خطت فيها ولها أهميتها بين النسخ القديمة وقد أهداها بطريرك القسطنطينية المدعو كيرلس لوكارس إلى ملك إنجلترا شارل الأول سنة 1628 م وقد أحضرها معه من الإسكندرية وهى مكتوبة باليونانية تحتوى على كل أسفار الكتاب المقدس للعهدين القديم والجديد وفى المقدمة واضح أن هذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/173)
الكتاب نسخ بمعرفة سيدة شريفة مصرية اسمها "تقلا" وذلك نحو سنة 325م وقد علق البطريرك كيرلس عليها بخط يده أن هذا التاريخ حسب رأيه صحيحاً والنسخة مكتوبة بالحروف على ورق قسمت صفحاته الى حقلين كل حقل 50 سطرا، ولا تزال هذه النسخة محفوظة بالمتحف البريطاني في لندن وهى مطابقة تماما لما بين أيدينا الآن» 6.
و يقول عنها أيضا اللاهوتي البروتستانتي عوض سمعان: «قارن كثير من العلماء هذه النسخ [يقصد السينائية والفاتيكانية والاسكندرية] بالكتاب المقدس الموجود بين أيدينا، فلم يجدوا اختلافاً في موضوع ما، الأمر الذي يدل على أن حادثة قيامة يسوع من الأموات الواردة بهذا الكتاب حادثة حقيقية» 7.
و أيضاً كتب جرجس دير أروتين عن دقة المخطوطة الفاتيكانية ومطابقتها للكتاب الحالي، قائلا: «مقرر أنه توجد الآن ثلاث نسخ قديمة جداً خُطت من نحو ألف وخمسمائة سنة وهي نسخة طور سينا والنسخة الإسكندرية ونسخة الفاتيكان. فإذا فحصت يا هذا الكتب المقدسة المنتشرة الآن في العالم أجمع تجدها مطابقة لهذه النسخ القديمة. وهذا برهان وافٍ أن الإنجيل الشريف لم يحرف في مدة ألف وخمسمائة سنة كما لم يحرف في السنين الأولى من النصرانية» 8.
و بعد أن عرفنا أهمية هذه المخطوطة، و قرأنا أهميتها في إثبات عصمة و عدم تحريف الكتاب المقدس بل و إستحالة حدوث ذلك أصلا - كما يحاول كل هؤلاء المسيحيين في محاولتهم تثبيت المساكين، سنقوم (بعدِّ شعر الثور) أي بفحص ما في المخطوطة، و لعل هذا الأمر سهل جداً؛ فلن نحتاج إلى مقارنة النصوص مع بعضها بين الكتاب المقدس الحالي والمخطوطة الإسكندرية من أجل تحقيق زيف الادعاء بمطابقتها للكتاب المقدس، بل سنثبت ذلك بمجرد قراءة عناوين الأسفار التي تحتويها تلك المخطوطة. فقد تتفاجأ بوجود رسالة كاملة لا توجد في الكتاب الحالي و هي رسالة إكليمندس الروماني حيث كانت مدرجة كجزء من أسفار العهد الجديد حتى القرن الخامس، و هو ما أكده المفسر الأرثوذوكسي تادرس يعقوب ملطي: «احتلت هذه العظة مع الرسالة الأصلية مركزاً هاماً في الكنيسة الأولى، فجاءتا كملحق للعهد الجديد في المخطوط الإسكندري للكتاب المقدس (القرن الخامس)، كما وردتا في المخطوط السرياني ما بين رسائل البولس والكاثوليكون. بل وجاءتا في القوانين الرسولية كجزء من أسفار العهد الجديد» 9.
لعلك تدرك حجم هذه الشهادة إذا عرفت أن تادرس يعقوب هو واحد من أهم المفسرين المسيحيين الأرثوذكس وذلك لأن تفسيره ليس له بل نقل لشهادة الآباء الأولين ونضيف إلى شهادته شهادة مؤرخ الكنيسة يوسابيوس القيصري على أن رسالة إكليمندس كانت تقرأ في الكنائس وكانت ضمن الكتاب المقدس، و هو ما نقله عنه تادرس يعقوب ملطي: «كتب المؤرخ الكنسى يوسابيوس (( Eus: H . E . 3:16 يقول: علمنا أن هذه الرسالة كانت تقرأ جهارا فى الاجتماعات العامة فى العديد من الكنائس سواء فى أيام القدماء أو فى أيامنا» 10.
إلى هنا نكون قد تعرفنا أن هناك رسالة اسمها الرسالة إلى كورنثوس ضمن المخطوطة الإسكندرية، فما النصوص التي تحتويها هذه الرسالة و كانت تعتبرضمن الوحي المقدس ويقرأ على المؤمنين في الكنائس لقرون عديدة كما أرخ لهذا يوسابيوس؟
من العجيب أن نجد أن ما في هذه الرسالة هو دعم لمنهج الاستغباء - محل البحث - بل و تأكيد على أنه كان منهج الكنيسة و آبائها منذ القدم، فنجد القديس إكليمندس الروماني، مؤسساً لعقلية الخرافة، ينقل لنا من خرافات الوثنية قصصاً وهي ضمن الوحي المقدس كما رأينا من كلام الآباء، أصبحت الخرافات وحياً ولا عزاء للأتقياء، وهي قصة العنقاء، التي قال عنها الدكتور اكرام لمعي والأب كرستيان فنسبان: «فونيكس Phoenix: العنقاء: طائر خرافي زُعم أنه يعمر خمسة قرون، ثم يذهب فيموت في محرقة في مصر القديمة، وبعد ثلاثة أيام، ينبعث من رماده لفترة خمسة قرون جديدة. رأى فيه آباء الكنيسة صورة المسيح الذي مات على خشبة ثم قام. تُحفر صورته على قبر، بشكل طائر محاط بهالة، ويرمز إلى الإيمان بقيامة الأموات. . . وهو خليط غريب من فكر وثني ومسيحي في الطير الرائع الذي تنبأ بقيامة يسوع» 11.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/174)
و لحسن الحظ يوجد ذكر هذه الخرافة في كتاب الموتى الفرعوني و هو ما نقله عن الفرعونية عالم المصريات الشهير والس بدج: «الجلال لك أيا ملك الملوك. . سيد السادة. . أمير الأمراء. . من رحم «نوت». . لقد حكمت العالم و إخرجت «يا» من جسدك من الذهب ورأسك من اللازورد والضوء القرمزي يحيط بك. إن ملايين السنين ل «أون»، تمتد كلها في جسدك وجمال وجهك يبدو في «تازسرت». رضاك ل «كا» «قرين» «أوزيريس – آني» الكاتب لتمنحه العظمة في السماء والقدرة على الأرض والنصر في نترخرت. . عسى أن أبحر نازلاً إلى «ددو» كروح حية وصاعداً إلى «إبدو» كالعنقاء «اللقلق»» 12.
و لعلك ــ عزيزي القارئ ـ لا تعرف الكثير عن القديس إكليمنضوس الروماني، فإليك نبذة يسيرة عنه: «هو طيطوس فلافيوس كليمنضوس" ( Titus Falvius Clemens) هو الاسم الكامل للقديس "كليمنضوس الإسكندري"، ولد الرجل حوالي سنة 150 مسيحية، من والدين وثنيين، في مدينة "آثينا"، و منهم من قال في مدينة "الإسكندرية"، غير أن ثقافته الواسعة، و تعمقه في الآداب اليونانية، و اطلاعه على جميع المدارس الفلسفية من الفيثاغورية، إلى الأفلاطونية، الى الأرسطاطالية، إلى غيرها من المدارس التي كانت مزدهرة و منتشرة في ذلك الزمن، تدفعنا للتسليم، مع بعض المؤرخين القدامى و المحدثين، و في مقدمتهم "أوسابيوس القيصري"، أب التاريخ الكنسي، على أنه ولد ونشأ و تعلم في عاصمة الفكر اليوناني "آثينا" التي حمل تراثها في قلبه، و راح يطوف في بلدان عديدية كايطاليا و سوريا و فلسطين و مصر حتى استقر في "الإسكندرية" بعد اعتناقه المسيحية» 13.
و نجد القديس أكليمندس الروماني يروي لنا هذه القصة ـ قصة العنقاء ـ: «ولنتأمل ذلك (الرمز) العجيب الذي يحدث في البلاد الشرقية أي في العربية والبلاد المحيطة بها. هناك طير يسمى فينيكس (العنقاء). إنه فريد في نوعه، يعيش خمسمائة عاماً. وعندما تدنو نهايته ليموت، يبني لنفسه تابوتاً من البخور والمر ومن عطور أخرى، يدخله عند تمام الزمان ويموت. لكن إذ ينحل الجسد تخرج دودة من نوع معين تتغذى على نتاج جسد الطير الميت، وينبت لها ريش. وعندما يشتد (الطائر الجديد) ويقوي حمل التابوت إلى حيث ترتاح عظام الميت، مجتازاً البلاد العربية، قاصداً مصر إلى مدينة هليوبوليس. وفي يوم كامل وعلى مرأى من الجميع يطير ويضع التابوت فوق مذبح الشمس ثم يسرع عائداً إلى حيث كان. أما الكهنة فيفحصون مخطوطاتهم ويراجعون التواريخ ليجدوا أن وصوله تم بعد إنقضاء خمسمائة سنة تماماً» 14.
و لم يكتف برواية هذه القصة، بل إنه استدل بها على إثبات حادثة القيامة المزعومة و التي لم يرها أحد!!! يقول مفسر الأقباط الأرثوذكس القمص تادرس يعقوب ملطي عن رسالة القديس كليمندس الروماني: «يعالج الفصلان 24،25 من رسالته الأولى موضوع القيامة من الأموات، ولأول مرة تستخدم الأسطورة الرمزية القديمة الخاصة بالطائر "فونيكس" أو "العنقاء" فى كتابات مسيحية لتأكيد القيامة» 15.
و لم يكن هو الوحيد الذي استدل بهذه الخرافة (كما وصفها القمص تادرس يعقوب ملطي) بل قام بذلك العديد من الآباء القديسين المتكلمين بالروح القدس. و هو ما نقله عنهم أيضا تادرس يعقوب ملطي قائلاً: «لأول مرة تُستخدم الأسطورة الرمزية القديمة الخاصة بالطائر «فونيكس» أو «العنقاء» في كتابات مسيحية لتأكيد القيامة. وهو طائر خرافي زعم قدماء المصريين أنه يعمر خمسة قرون، بعدها يموت ويدفن نفسه في تابوت من المر واللبان والعطور ليقوم وهو أتم ما يكون شباباً وجمالاً. وقد استخدم بعض الآباء هذه الأسطورة في كتاباتهم بعدما سجلها أكليمندس، مثل ترتليان، وأورجين، وأمبروسيوس وأبيفانوس وروفينوس الخ. . . كما ظهرت على العملات والمداليات «الأوسمة» والخواتم وعلى المقابر. وقد نادى البعض مثل بلليني وتاكيتوس وديوكاسيوس أن العنقاء عاد فعلاً للظهور في مصر عام 34 م بعد غيبة 250 عاماً، كما قال بليني أنه أحضر إلى روما عام 47 م» 16.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/175)
بل و الأدهى من ذلك أن يقتبس القديس كيرلس الأورشليمي عن إكليمندس ليستدل بها على القيامة، ثم يضيف إلى الخرافة معلومة إضافية و هي أن العنقاء لا تسبح الله، و لا نعلم من أين أتى بهذه المعلومة عن هذا الطائر الخرافي فنجده يقول: ««العنقاء»: ولكن اليونانيين يطلبون قيامة ظاهرة للأموات، ويقولون: إذا كانت هذه المخلوقات قد قامت، فلأنها لم تكن قد تلاشت تماماً، ويحاولون أَن يروا، بصفة أكيدة، حيواناً قام ثانية بعد تلاشيه. وإذ كان الله يعلم عدم إيمان البشر، فقد خلق طائراً يُدعى العنقاء، وهذا الطائر، كما كتب إقليمندس (في رسالته إلى الكورنثيين، فصل 25) وكما يروي كثيرون غيره، فريدٌ في نوعه. فهو عندما يبلغ السنة الخمس مئة من عمره، يأتي إلا بلاد مصر ليظهر القيامة. إنه لا يأتي إلى الأماكن الصحراوية خوفاً من أن يظلّ حدوث السرّ مجهولاً، بل يظهر في مدينة معروفة حتى يلمس الناس ما لا يُصدَّق. ذلك أنه يبني عشاً من اللبان والمر والطيب، ويدخل فيه عند نهاية حياته ويموت ظاهرياً ويتلاشي. ثم تولد دودة من لحمه الفاسد، ولما تكبر هذه الدودة تتحوّل إلى طائر. لا تنكر ذلك لأنك تراه عند صغار النحل التي تتكون من ديدان. ولقد شاهدت ريش الطيور وعظامها وأعصابها المكوّنة من بيض سائل. ثم عندما تكتسي العنقاء المذكورة بالريش وتصبح كاملة كالسالفة، تحلق في الجو كالأولى التي ماتت، مظهرة للبشر قيامة الموتى. إن العنقاء طير عجيب، ولكنه طير غير عاقل لا يسبّح الله. فهو يخترق الجو طائراً، ولكنه لا يعرف ابن الله الوحيد. وهكذا تمنح القيامة من الموت لطائر غير عاقل لا يعرف الخالق» 17.
و في النهاية نستخلص أن الآباء و القسس قديما و حديثا لجأوا إلى تأسيس عقلية الخرافة، و زرع اليأس من محاولة الفهم أو التفكير في الإيمان عند الشعب المسكين. فالعقول التي تتقبل هذه الخرافات الوثنية، بل وتقتنع بكونها أدلة على الإيمان، من السهل فيما بعد أن تقنعها بأي شيء آخر.
ولعلنا نختم بما قالته المؤرخة المسيحية آل بتشر: «إثناسيوس» كان يقول: إن الاستحمام عادة قبيحة مستهجنة لا توافق الآداب (ما دام الإنسان يقف مجردا من الملابس كما قال أمونيوس). فلذلك صارت أجسام أولئك الرهبان السذج فى حالة من القذارة والوساخة تشمئز منها نفوس صبيان الأزقة فى البلاد المتمدنة، وهم كانوا يحسبون هذه الوساخة علامة على الزهد والتقوى و إشارة للبر والقداسة» 18.
ويقول الدكتور رءوف حبيب عن الأنبا أنطونيوس: «كان إفطاره مرة واحدة عند الغروب. وأحياناً كان يُمضي ثلاثة أيام أو أربعة في ثلاثة أيام أو أربعة في صيام كامل عن الطعام والشراب. وروي أنه كان في بعض الأوقات يمد فترة الصيام التام حتى تصل إلى أسابيع عدة. وكان يقضي لياليه ساهراً يُصلي فإذا نام كان نومه لفترة وجيزة وعلى حصيرة من سعف النخيل. ولم يغتسل طوال حياته الرهبانية أبداً كما أنه لم يدهن جسده بالزيت» 19
وتضيف المؤرخة المسيحية آل بتشر: «ولو اقتصر الأمر على وساخة الجسم لكان الضرر سهلاً هيناً، بل تعداه إلى وساخة العقول أيضاً، فإن أكثر الرهبان أنكروا على أنفسهم الدرس والمطالعة و امتنعوا عن مزاولة العلم والمعرفة، وكانت النتيجة أن النباهة والحذق وحدة الذهن التى كانت طبيعية فى الأمة «المصرية» التي كان يتوارثها الأحفاد عن الأجداد ضاعت منها بواسطة نظام الرهبنة» 20.
و هكذا كانت وساخة العقول والأجساد - على حسب تعبير المسيحيين - كانت تعني في فترة ما من فترات التاريخ المسيحي علامة الطهر والإيمان و الورع!، هذا أيضا يدعم مفهومنا السابق عن سياسة القيادة وحمل راية الاستغباء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] نظيرجيد (شنوده الثالث)،سنوات مع أسئلة الناس-أسئلة في الكتاب المقدس، صفحة 105.
[2] غريغوريوس (أنبا)، الكتاب المقدس وطرق دراسته، جزء 1، صفحة 30.
[3] فريز صموئيل (دكتور)، موت أم إغماء، صفحة 109.
[4] المركز اللوثري للخدمات الدينية، سؤال وجواب (حول الإيمان والحياة المسيحية)، صفحة 51.
[5] كاهن كنيسة السيدة العذراء بمغاغة، وتقديم الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر.
[6] متى مرجان (قمص)، عصمة الكتاب المقدس، صفحة 24.
[7] عوض سمعان، قيامة المسيح والأدلة على صدقها،صفحة 136.
[8] جرجس دير أروتين (أب)،كتاب الدعامة – محاورات حول المسيحية، صفحة 276.
[9] تادرس يعقوب ملطي (قمص)، القديس اكليمندس الروماني (كتابته – الأعمال المنسوبة إليه)، صفحة 62.
[10] تادرس يعقوب ملطي (قمص)، نظرة شاملة لعلمالباترولجي في الستة قرون الأولى،صفحة 13.
[11] إكرام لمعي (دكتور قس) و كرستيان فنسبان (أب)، قاموس أديان ومعتقدات شعوب العالم، صفحة 385 و 390.
[12] والاس بدج (سير)، كتاب الموتى الفرعوني، ترجمة: فيليب عطية، صفحة 11.
[13] جورج رحمة (أب)، كليمنضوس الإسكندري، جزء سادس، صفحة 84.
[14] تادرس يعقوب ملطي (قمص)، القديس اكليمندس الروماني (كتابته – الأعمال المنسوبة إليه)، صفحة 26.
[15] تادرس يعقوب ملطي (قمص)، نظرة شاملة لعلمالباترولجي في الستة قرون الأولى،صفحة 13.
[16] تادرس يعقوب ملطي (قمص)، المدخل في علم الباترولجي، جزء أول، صفحة 61.
[17] كيرلس الأورشليمي، العظات، تعريب الأب: جورج نصور، صفحة 357.
[18] لويز اديث بوتشر (السيدة)، تاريخ الأمة القبطية وكنيستها، جزء أول،صفحة 275.
[19] رؤوف حبيب (دكتور)، تاريخ الرهبنة والديرية في مصر، صفحة 39.
[20] لويز اديث بوتشر (السيدة)، تاريخ الأمة القبطية وكنيستها، جزء أول،صفحة 275.
أبو رائد
محروسة الكويت - أول أيام عيد الأضحى المبارك لسنة 1431 هجرية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/176)
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[17 - 11 - 10, 12:35 م]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا الفاضل،
لكن استشكل على أمر أرجو منكم بيانه:
فهمت من مقالكم أنكم تقصدون: استغباء العامة من النصارى بالإيحاء إليهم أن كتابهم ليس محرفاً لأنه يطابق المخطوطات، ومقصدهم أن يثنوا الناس عن محاولة البحث ... صحيح؟
لماذا تسمونه استغباءً فى حين أن عوام المسلمين لم يبحثوا فى صحة كتابهم ولم يقارنوه بأية مخطوطة؟
أرجو أن أكون قد أوضحت الاستشكال.
ـ[ابو رائد المصري]ــــــــ[17 - 11 - 10, 01:17 م]ـ
لماذا تسمونه استغباءً فى حين أن عوام المسلمين لم يبحثوا فى صحة كتابهم ولم يقارنوه بأية مخطوطة؟
أرجو أن أكون قد أوضحت الاستشكال.
حياكم الله وحفظكم الرحمن
أما عن الاستغباء فهو تأسيس الدين على خرافة فكما أنت عليم - بعد اطلاعك على البحث - أن الآباء الأوائل أرادوا إقناع المسيحيين بجواز قيامة يسوع المسيح من الأموات بعد ثلاثة أيام كما تقوم العنقاء - ذلك الكائن الخرافي - من الأموات!!
ولما كانت عقليات الجهلة متشربة بالخرافة أكثر وكانوا مستعدين لقبولها، أنشأ الآباء تلك العقائد.
والاستغباء قائم من الكنيسة باختيار جيل كامل من الآباء الكهنة الذين يوجد منهم من لا يجيد القراءة والكتابة أصلاً، ناهيك عن حفظ الكتاب المقدس - لدى المسيحيين - فضلاً عن مقارنة المخطوطات اليونانية.
فليس مطلوبا منك أن تقارن المخطوطات بل تقرأ كتب علم النقد النصي - وهي المختصة بدراسة الكتاب المقدس ومخطوطاته.
وأبشرك فقد كفوك المؤونة وسترى بها العجب العجاب.
أو لعلك تكتفي بقراءة بعض أبحاثي المنثورة على الشبكة العنكبوتية أو تنتظر لنشر بعض كتبي العالقة بالمطابع (ابتسامة).
أما إسقاط ذلك على المسلمين فغير ممكن، لأن نقل القرآن يعتمد على التواتر والنقل الشفهي، وهذا ما لا يكون في أي كتاب مقدس آخر، فالقرآن لا يحتاج مخطوطات أصلا كي تدلل على صحة نقله ..
دمتم سالمين
بورائد
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[17 - 11 - 10, 02:13 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[ابو رائد المصري]ــــــــ[19 - 11 - 10, 11:20 م]ـ
وإياكم أخي الحبيب
أتمنى أن يكون الموضوع مفيد.
فهذا العلم قليل طلابه
حفظكم الله
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[20 - 11 - 10, 04:30 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ أبا رائد ونفع الله بك ولا حرمك الأجر.
ـ[ابو رائد المصري]ــــــــ[20 - 11 - 10, 03:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا
حدث خطأ بالشاهد الثالث عشر والصحيح هو ما يلي - فأرجوا التنبه باستبداله -:
«هو اكليمندس، ثالث خلفاء القديس بطرس على كرسي رومه، وقد خدم الكنيسة الجامعة من عام 92 حتى وفاته عام 102، وقد يكون بطرس الرسول نفسه هو الذي رسمه أسقفاً حسب قول ترتليانوس. إننا لا نعرف شيئاً عن حياته السابقة لرسامته. على أن أوريجينوس والمؤرخ أوسابيوس يؤكدان أنه هو نفسه الذي امتدحه بولس في رسالته إلى أهل فليبي (4/ 3)، ولكن ليس هناك ما يثبت ذلك؛ كما أنه ليس لدينا ما يثبت استشهاده»
اكليمندس الروماني (راعي هرماس)، تعريب: جورج نصور (أب)، جورج حبيب بباوي، صفحة 9.
جزاكم الله خيرا(67/177)
مقارنة علمية بين اهل السنةوالشيعةج1
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[17 - 11 - 10, 11:14 ص]ـ
مقارنة علمية بين اهل السنةوالشيعةج1
وجه المقارنة (أصول السنة)
أصول السنة عند أهل السنة
أما بالنسبة للسنة النبوية فإنها المصدر الثاني
عند أهل السنة والجماعة بعد القرآن،
وهي تمثل مجموع أقواله صلى الله عليه وسلم وأفعاله،
وفيها تفسير القرآن.
ولذلك يتشرف أهل السنة بالانتساب إلى السنة النبوية
تنفيذا لوصية نبيهم الذي قال:
" عليكم بسنتي ". [1]
والأصول التي يرجع إليها أهل السنة هي كتب الحديث
كالبخاري ومسلم اللذين اشتملا على الأحاديث الصحيحة.
وهناك كتب أخرى خلطت
بين الروايات الصحيحة وأخرى ضعيفة
كالمسند وأبي داود والترمذي والطبراني
وابن ماجه وابن حبان والموطأ ... الخ.
وبناء عليه فلا يكفي مجرد إحالة مصدر الحديث
إلى هذه الكتب من دون التحقق من صحة روايتها
وسندها ورجالها
اللهم باستثناء البخاري ومسلم.
[1]- سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الرابع ص 361.
أصول السنة عند الشيعة
وأما الشيعة فإنهم لا يعتمدون كتب الحديث والسنن
التي عند أهل السنة كالبخاري ومسلم .. الخ.
وإنما لهم رواياتهم الخاصة بهم وهي عندهم أوثق من روايات أهل السنة لأنها مروية عن طريق أهل البيت.
فإن شرط رواية الحديث عندهم:
1 - أن يكون الراوي إماميا ثقة عدلاً ضابطاً.
2 - اتصال السند إلى الإمام المعصوم.
وقد خالفهم الزيدية وغيرهم في ذلك وقالوا:
الرواية مقبولة من الثقة العدل الضابط وإن لم يكن إمامياً.
أما اشتراطهم للراوي الثقة فعندهم فيه تناقض واضح، مثال ذلك:
1 - زرارة بن أعين:
نجد عبد الحسين في المراجعات يقول مدافعاً عن زرارة
– وهو من أبرز الرواة عن جعفر الصادق –
" لم نجد شيئا مما نسبه إليه الخصم.
وما ذاك منهم إلا البغي والعدوان ". [1]
غير أن كتبا شيعية أخرى قالت عن زرارة
على لسان جعفر نفسه
" كذب عليّ زرارة، لعن الله زرارة،
لعن الله زرارة، لعن الله زرارة "
وقال:
" إن مرض زرارة فلا تعده،
وإن مات فلا تشهد جنازته،
زرارة شرٌ من اليهود والنصارى "
وقال:
" إن الله قد نكس قلب زرارة " [2]
2 - هشام بن الحكم:
قال عنه عبد الحسين الموسوي في المراجعات:
" رماه بالتجسيم من يريدون إطفاء نور الله من مشكاته
حسداً لأهل البيت وعدواناً ونحن أعرف بمذهبه " [3]
غير أننا نرى الكليني والصدوق والطبرسي يرويان عنه
ما يؤكد قوله بالتجسيم. [4]
وهكذا نجد التناقض الواضح في رجال الرواية.
وللمزيد من ذلك أنظر كتاب
" رجال الشيعة في الميزان " للزرعي
ط: دار الأرقم
=============
[1]- المراجعات 110 ط: مؤسسة الأعلمي.
[2]- (رجال الكشي 147 ط: مشهد.
وانظر كتاب تنقيح المقال 443:1 ط النجف.
والخوئي في معجم رجال الحديث. ط: النجف.
(رجال الكشي 160 والمامقاني في تنقيح المقال 444:1).
[3]- المراجعات 312
[4]- الكافي للكليني 104:1 و 106
والطبرسي في الاحتجاج 155:2 والتوحيد للصدوق.
ـ[أحمد بن عمر المغربي]ــــــــ[17 - 11 - 10, 12:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وكذلك للاباضية مسند ربيعهم المجهول وهو عندهم مقدم على الصحيحين وهو المحكم الذي ترد اليه باقي الروايات(67/178)
هل يشترط للنصر تحقيق التوحيد على الأعيان
ـ[أبو معاوية الأثري الجزائري]ــــــــ[17 - 11 - 10, 03:24 م]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
------------
هل يشترط للنصر تحقيق التوحيد على الأعيان؟
قال الله عزَّ وجلَّ: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ}
أخبر الله في هذه الآية أن الرسول صلى الله عليه وسلَّم وأصحابه رضي الله عنهم آمنوا بالمنزَّل إليهم من ربهم، ثم أعاد فعل الإيمان بعد ذلك، فقال: {كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ}، فما السر في ذلك؟
والجواب يتمثل في الفوائد الآتية:
الأولى: إن الجملة الثانية تفصيل لما أجملته الأولى، فذكرت الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، ولعله أُخر الكلام عن اليوم الآخر إلى قوله عزَّ وجلّ: {وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} على الرغم من أنه من أركان الإيمان التي كثيرا ما تقترن بالأربعة الأولى بالنظر إلى أن قوله: {بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} يدل على المنزِّل وهو الله عزَّ وجلَّ وعلى المتنزِّل به وهو المَلَك، وعلى المتنزَّل به وهو الكتاب، وعلى المتنزَّل علَيه وهو الرسول، هذه هي الأربعة، فناسب عند التفصيل ألا يخرج المفصَّل عمَّا في المجمَل، فتأمَّل هذا التطابق!
الثانية: أن الجملة الأولى فعليةٌ، وهي قوله: {آمَنَ الرَّسُولُ} الآية، والثانية اسميةٌ، وهي قوله: {كُلٌّ آمَنَ}، قال ابن القيم في ((بدائع الفوائد)) (385 - 387/ 2): ((الجملة الاسمية تدل على الثبوت والتقرُّر، والفعلية تدل على الحدوث والتجدُّد))، فكان في الثانية من القوة ما ليس في الأولى، فتدبر!
الثالثة: في هذه الإعادة فائدة عظيمة تستفاد من قوله عزَّ وجلَّ: {كُلٌّ آمَنَ}، قال البغوي في ((معالم التنزيل)) عند هذه الآية: ((يعني كلَّ واحد منهم، ولذلك وحَّد الفعل))، وقال أبو حيَّان في ((البحر المحيط)) عند تفسير قوله عزَّ وجلَّ من آل عمران (84): {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا} الآية، قال: ((وقال: {آمَنَّا} تنبيها على أن هذا التكليف ليس من خواصِّه، بل هو لازمٌ لكلِّ المؤمنين، قال تعالى: {كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ} بعد قوله: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ}))، ووجه الاستدلال أنَّ الله عزَّ وجلَّ كرَّر وصفهم بالإيمان؛ لأنَّه في الأول أراد وصف الرسول صلى الله عليه وسلَّم وأصحابه بالإيمان، ثمَّ وصف كلَّ واحدٍ منهم بذلك لدفع توهم الاكتفاء بصلاح عقيدة البعض دون البعض الآخر، أو تَوَهُّم أنَّ صلاح عقيدة الأغلب كاف لتحقيق النصر المذكور في الآخر، بل لا بدَّ من صلاح عقيدة كل المؤمنين خلافا لما يزعمه الحركيون الغاضون من حق الله عزَّ وجلَّ الزَّاعمون أن النصر حاصل ولو لم تسلم عقيدة الجميع، فدلَّ هذا على أنَّ استجابةَ الله لهم دعاءَهم بالنصر في قولهم: {فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} مرهونة بالوصف السابق، فليت الحركيين الطامعين في النصر الزاهدين في تصحيح العقيدة عرفوا موضع هذه الكلية في قوله: {كُلٌّ}! فما أعظم هذا الكتاب لمن تدبره وغاص في معانيه لاستخراج كنوزه والإطلاع على دُرَرِه؛ فإنه ما من حرف فيه إلا وهو دالٌ على معنى شريف، عَلِمَه مَن عَلِمَه، وجَهِلَه مَن جَهِلَه، قال ابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)) (134/ 14): ((ثم شهد تعالى للمؤمنين بأنهم آمنوا بما آمن به رسولهم، ثم شهد لهم جميعا بأنهم آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله، فتضمنت هذه الشهادة إيمانهم بقواعد الإيمان الخمسة التي لا يكون أحد مؤمنا إلا بها وهي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر))
الرابعة: فإن قيل: إنَّ تحقيق مجتمعٍ نَزهٍ عن كل مخالفة هو ضرب من الخيال،؛ فإنه لا يُعرف قطُّ أنَّ جيلاً من المسلمين بلغ كلُّ فرد منهم الكمال، وقد كان في العصر الأنور العصر النبوي مَن حُدَّ في السرقة ومَن حُدَّ في بعض الفواحش.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/179)
والجواب أنَّه ينبغي التفريق بين ما كان من أصل الإيمان، وبين ما كان من واجباته أو مكملاته، فالأولى جاء فيها الفرض العيني بلفظ الكلِّيًّة السابقة، ولذلك أخبر الله في سورة الإسراء (22) أن مَن نقض أصل الإيمان فجعل مع الله إلهاً آخر ترَكَه مخذولا أي منهزما: {لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولا} وأخبر أن الشرك سبب وقوع رعب الهزيمة في قلوب أهله، فقال: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا} (آل عمران 151)، قال ابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)) (257/ 10): ((وكذلك المشرك يخاف المخلوقين، ويرجوهم، فيحصل له رعب)) واستدلَّ بالآية السابقة، ثمَّ قال: ((والخالص من الشرك يحصل له الأمن، كما قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82]، وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم هنا بالشرك ... ))، وقال أيضا عقب هذه الآية (28/ 36): ((هؤلاء الموحِّدون المخلصون، ولهذا قال الإمام أحمد لبعض الناس: لو صَحِحْتَ لم تَخَف أحدا))، وأمَّا الثانية فقد يحصل فيها شيء من التقصير من بعض المسلمين فلا يختل توازن المجتمع إذا لم يغلُب عليه، وذلك بحسب حكمة الله عزَّ وجلَّ وميزانه العادل، ولذلك جاء في هذه الآيات اعترافُ المؤمنين بالتقصير بقولهم: {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا}، فهذا الاستغفار بعد آية السمع والطاعة، وهذا يغلبُ على الأحكام العمليَّة التي يقع فيها شيء من التقصير، قال ابن القيَّم في ((إغاثة اللهفان)) (185/ 2): ((لأنَّ العبد لا بدَّ أن يحصُلَ له نوعُ تقصير وسرف يزيله الاستغفار)).
وعلى الرغم من ضرورة تحقيق أصل الإيمان وما يتبعه، فإن المؤمنين يعترفون بالتقصير في جنب الله، لا سيما المتابعة فلذلك يسألون ربَّهم المغفرة والتجاوز عنهم، قال ابن تيميَّة رحمه الله في ((مجموع الفتاوى)) (136/ 14): ((ثم قالوا: {غُفْرانَكَ رَبَّنا وإلَيْكَ المَصيرُ} لِما علموا أنهم لم يوفوا مَقامَ الإيمانِ حقَّه مع الطاعة والانقياد الذي يقتضيه منهم، وأنهم لا بدَّ أن تميلَ بهم غلباتُ الطِباع ودواعي البشرية إلى بعض التقصير في واجبات الإيمان، وأنه لا يَلُمُّ شَعْثَ ذلك إلاَّ مغفرةُ الله تعالى لهم، سألوه غُفْرانَه الذي هو غايةُ سعادتهم، ونهايةُ كمالهم))
المصدر: صفحة116 إلى 121 من كتاب: مقاصد سورة القرة - تأليف الشيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني حفظه الله تعالى - طبعة الدار الأثرية - عنابة - 1428هـ
------------
والله الموفق لنيل مرضاته(67/180)
عقوبة عاجلة لشاب طعن في مرويات أبي هريرة!!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[17 - 11 - 10, 08:34 م]ـ
ذكر الذهبي رحمه الله بإسناد رواته أئمة كما قال أن أبا الطيب قال: (كنا في مجلس النظر بجامع المنصور، فجاء شاب خراساني فسأل عن مسألة المصراة؟ فطالب بالدليل، فذكر له حديث أبي هريرة رضي الله عنه الوارد فيها. فقال: أبو هريرة غير مقبول الحديث! فما استتم كلامه حتى سقط عليه حية عظيمة من سقف الجامع، فوثب الناس من أجلها، وهرب الشاب منها، وهي تتبعه، فقيل له: تب، تب، فغابت الحية، فلم ير لها أثر!!). انظر: سير أعلام النبلاء 2/ 618
وقد أومأ الذهبي إلى السبب الذي حمله على رد مرويات أبي هريرة، وأنه جرى على أصول بعض المذاهب التي لاتقبل مرويات أبي هريرة إذا خالفت الأصول أوالقياس!! فجرى له ماجرى مع أن له تأويل، والتأويل قد يدرأ العقوبة، فكيف إذن يكون حال أولئك الخاطئين الذين اتخذوا من عداوة الصحابة دينا، وجعلوا سبهم شعارا، يقارفونه ليلا ونهارا!!
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[17 - 11 - 10, 08:39 م]ـ
نسأل الله السلامةَ والعافية.
جزاكم الله خيرا على النقل الطيب.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 11 - 10, 08:42 م]ـ
نسأل الله السلامة والعافية.
وكل ما أمرُّ بمثل هذه القصص التي مرت أثناء المطالعة، أتذكر أن رجلًا من (الكرك) شُلَّت يده كان قد تكلَّم في الشيخ ابن حبرين رحمه الله وعفا عنه.
حدثنيها الثقة في قصصه عن ابن عم المشلول!
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[17 - 11 - 10, 09:31 م]ـ
لا حول و لا قوة الا بالله هذا جزاء من يتطاول على اهل الفضل و العلم و الدرجة الرفيعة
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 11 - 10, 09:33 م]ـ
التي مرت أثناء المطالعة،!
للتنبيه / قد يُفهم أن هذا من باب (قرأته في بداية الطلب) والعياذ بالله، ولم أقصده، إنما قصدت أن أثناء قراءتي الحديثة.
وكذلك نسأل الله العافية والسلامة.
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[17 - 11 - 10, 10:17 م]ـ
فقيل له: تب، تب، فغابت الحية، فلم ير لها أثر!!).
هنا سقط أرجو من المشرف على الصفحة أن يصلحه والصواب هكذا: فقيل له تب تب فقال: تبت فغابت الحية
ـ[أبو هاجر اليمني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 02:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا.(67/181)
الرد على شُبهة أنَّ حديث الآحاد لا يفيد إلا الظن
ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[17 - 11 - 10, 09:07 م]ـ
لقد عرضت لهم شبهة ثم صارت لديهم عقيدة، وهي أنَّ حجيث الآحاد لا يُفيد إلا الظن، ويعنون به الظن الراجح طبعاً. والظن الراجح يجب العمل به في الأحكام اتفاقاً، ولا يجوز الأخذ به عندهم في الأخبار الغيبية والمسائل العلمية، وهي المراد بالعقيدة. ونحن لو سلَّمْنا لهم جدلاً بقولهم "إنَّ حديث الآحاد لا يفيد إلا الظن" على إطلاقه؛ فإنَّا نسألهم: مِن أين لكم هذا التفريق؟ وما الدليل على أنه لا يجوز الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة؟
لقد رأينا بعض المعاصرين يستدلُّون على ذلك بقوله تعالى: ?إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ? [سورة النجم – الآية 23]، وبقوله سبحانه: ?إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ? [سورة النجم – الآية 28]، ونحو ذلك مِن الآيات التي يذُم الله تعالى فيها المشركين على اتباعهم الظن. وفات هؤلاء المستدلين أن الظن المذكور في هذه الآيات ليس المراد به الظن الغالِب الذي يفيده خبر الآحاد والواجب الأخذ به اتفاقاً، وإنما هو الشك الذي هو الخرص. فقد جاء في "النهاية" و"اللسان" وغيرهما من كُتُب اللغة: (("الظن": الشك يعرِض لك في الشيء فتحققه وتحكم به)).
فهذا هو الظن الذي نعاه الله تعالى على المشركين، ومما يؤيد ذلك قوله تعالى فيهم: ?إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ? [سورة يونُس – الآية 66]، فجعل الظن هو الخرص الذي هو مجرد الحرز والتخمين.
ولو كان الظن المنعي على المشركين في هذه الآيات هو الظن الغالِب – كما زعم أولئك المستدلون – لم يجُز الأخذ به في الأحكام أيضاً، وذلك لسببين اثنين:
الأول: أنَّ الله أنكره عليهم إنكاراً مطلقاً، ولم يخصه بالعقيدة دون الأحكام.
الآخر: أنه تعالى صرَّح في بعض الآيات أنَّ الظن الذي أنكره على المشركين يشمل القول به في الأحكام أيضاً، فاسمع قوله تعالى الصريح في ذلك: ?سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا? (فهذا عقيدة) ?وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ? (وهذا حُكم) ?كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلا تَخْرُصُونَ? [سورة الأنعام – الآية 148]، ويفسرها قوله تعالى: ?قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ? [سورة الأعراف – الآية 33].
فثبت مما تقدَّم أنَّ الظن الذي لا يجوز الأخذ به إنما هو الظن اللغوي المرادف للخرص والتخمين، والقول بغير عِلم، وأنه يُحَرَّم الأخذ به في الأحكام كما يُحَرَّم الأخذ به في العقائد، ولا فرق.
وإذا كان الأمر كذلك فقد سلم لنا القول المتقدم: إنَّ كل الآيات والأحاديث المتقدمة الدالَّة على وجوب الأخذ بحديث الآحاد في الأحكام، تدُل أيضاً بعمومها وشمولها على وجوب الأخذ به في العقائد أيضاً. والحق أنَّ التفريق بين العقيدة والأحكام في وجوب الأخذ فيها بحديث الآحاد فلسفة دخيلة في الإسلام، لا يعرفها السلف الصالح ولا الأئمة الأربعة الذي يقلدهم جماهير المسلمين في العصر الحاضر.
كتبه: محمد ناصر الدين الألباني، رحمه الله
مِن رسالة بعنوان: الحديث حُجَّة بنفسه في العقائد والأحكام،
وهي محاضرة كان ألقاها في مؤتمر اتحاد الطلبة المسلمين الذي انعقد في مدينة غرناطة، في شهر رجب 1392 هـ.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[17 - 11 - 10, 09:22 م]ـ
للمزيد من الفائدة ينظر المراجع التالية
رسالة دكتوراة للشيخ القاضي برهون وهو من علماء المغرب اسمها خبر الواحد في التشريع و حجيته ,و خبر الواحد و حجيته لأحمد الشنقيطي و أخبار الأحاد في الحديث النبوي لعبد الله المطرفي و حكم الاحتجاج بخبر الواحد إذا عمل الراوي بخلافه لحسان فلمبان وو خبر الواحد في السنة لسهير مهنا وحجية خبر الآحاد في العقيدة لشعبان اسماعيل ...... و أصل الإعتقاد لعمر الأشقر/ نقلت هذه المراجع من شرح الورقات لمشهور حسن أثابه الله /صفحة 454/طبعة دار الإمام مالك(67/182)
جني ينصح حاجا!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[18 - 11 - 10, 12:59 ص]ـ
كان أبو رفاعة العدوي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - من فضلاء الصحابة، وكان ذا تعبد وتهجد وقراءة، وكان له في الجاهلية رئي من الجن، فلما أسلم فقده، وبقي على ذلك ماشاء الله من الدهر حتى كان ذات يوم واقفا مع الحاج بعرفة فسمع حسه، فقال له الجني: أشعرت أني أسلمت؟ فلما سمع أصوات الناس يرفعونها، قال: عليك الخلق الأسد، فإن الخير ليس بالصوت الأشد أ. ه انظر: سير أعلام النبلاء 3/ 15. قال صاحب الحاشية: رجاله ثقات. والخلق الأسد يعني هنا العدل من القول الذي ليس بجهر ولامخافتة؛ كما قال تعالى: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا}؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (أنزل هذا في الدعاء) رواه مسلم. وكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير ومكحول وعروة وغيرهم. وقيل غير ذلك،والكل حق، فينبغي للمسلم في دعائه وأذكاره وصلاته أن يكون على الخلق الأسد؛ وسطا بين الجهر والمخافته؛ حتى لايؤذي من حوله، كما نشاهد ذلك كثيرا في المساجد من بعض من لايفكر فيمن حوله حال صلاته ودعائه حتى إن جاره ربما لايدري ماقال أثناء صلاته!! ومن لطيف مايذكر هنا مارواه ابن جرير بسنده عن ابن سيرين أنه قال: (نبئت أن أبا بكر كان إذا صلى فقرأ خفض صوته، وأن عمر كان يرفع صوته، فقيل لأبي بكر لم تصنع هذا؟ قال: أناجي ربي وقد علم حاجتي! وقيل لعمر: لم تصنع هذا؟ فقال: أطرد الشيطان وأوقظ الوسنان! فلما نزلت الآية قيل لأبي بكر: أرفع شيئا، وقيل لعمر: اخفض شيئا). والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
ـ[أبو ذر عبد الله السلفي]ــــــــ[18 - 11 - 10, 08:11 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم
و الكلامُ بينَ الإنسِ و الجنِ و الأخبارُ عن ذلك أكثَرُ مِن أنْ تُذكر بَل إنَّ بَعضَ الكُتُبِ رَوَتْ شَيئاً مَن الحديثِ عن بعضِ الجن و هذا بُحِثَ سابقاً في هذا الملتقى المُبارك فإنْ أحببتَ لكَ أنْ تعودَ إليه.(67/183)
فَوَائِدُ مِنْ شَرْحِ كِتَابِ التَّوْحِيدِ لِلْعصيمِيِّ
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 09:58 ص]ـ
فَوَائِدُ مِنْ تَقْرِيرَاتِ الشَّيْخِ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْعصيمِيِّ
عَلَى الْقَوْلِ السَّدِيدِ فِي مَقَاصِدِ كِتَابِ التَّوْحِيدِ لِلْعَلَّامَةِ ابْنِ سَعْدِيٍّ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هَذِهِ فَوَائِدُ قَيَّدْتُهَا مِنْ تَقْرِيرَاتِ الشَّيْخِ الْمُتَفَنِّنِ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْعصيمِيِّ عَلَى الْقَوْلِ السَّدِيدِ فِي مَقَاصِدِ كِتَابِ التَّوْحِيدِ لِلْعَلَّامَةِ ابْنِ سَعْدِيٍّ، أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَنْفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِهَا.
* فَائِدَةٌ 01: مَوضُوعُ كِتابِ الْقَوْلِ السَّدِيدِ: هو بيَانُ موَاضِيعِ كِتَابِ التَّوْحِيدِ لِلْإِمَامِ الْمُجَدِّدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ.
وهذه المَوَاضِيعُ هي الْمُرادةُ بـ: (الْمَقَاصِدِ) في عُنوَانِ الكِتابِ.
* فَائِدَةٌ 02: التَّرْجَمَةُ: الجُمْلةِ التِي يُصَدَّرُ بها في تقَاسِيم الكتَابِ للدَّلالةِ على الْمَقْصُودِ؛ وسُمِّيَتْ كذلكَ لأنَّها تُتَرجِم عمَّا بعدَها؛ أي: تُبَيِّنُه على وَجْه الإِجْمالِ.
ومِن هُنا قِيل للأبْوَابِ: تَرَاجِمُ؛ لأنَّها تبيِّن ما بَعْدَها علَى وجْهِ الإجْمَالِ، فيُسْتدَلُّ بهذهِ الجُملةِ التِي جُعِلَت فِي صَدْرِ الكلَام علَى ما بَعْدَهُ.
* فَائِدَةٌ 03: تفَنَّن إمَامُ الدَّعوةِ في التَّراجمِ التِي عقَدهَا للدَّلالةِ علَى مقْصُودهِ مِن كتَابِ التَّوحِيدِ، بحَيْثُ ضاهَى في هذهِ التَّقاسِيمِ ما صنَعهُ الْبُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ؛ وقد قِيلَ: (إِنَّ فِقْهَ الْبُخَارِيِّ فِي تَرَاجِمِهِ)، وكذلكَ فإنَّ مقْصُودَ كِتابِ التَّوحيدِ هو فِي الأبوَابِ التي تَرجَم بها إِمَامُ الدَّعْوةِ رحمهُ اللهُ.
وقد أشَارَ إلَى هذا الشَّيْخُ سُلَيْمَانُ [بْنُ سَحْمَان] في قصِيدةٍ لهُ يَمدَحُ بِها كتَابَ التَّوحيدِ، قالَ فِيها:
وَانْظُرْ بِقَلْبِكَ فِي مَبْنَى تَرَاجِمِهِ ***** تَلْقَ هُنَالِكَ لِلتَّحْقِيقِ إِمْعَانًا
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 09:59 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 04: تَقْسِيمُ عُلُوِّ اللهِ إلى ثَلاثةِ أَقْسَامٍ: (عُلُوُّ الذَّاتِ، وَعُلُوُّ القَدْرِ، وَعُلُوُّ القَهْرِ)؛ فيه نَظرٌ، والمُختَارُ أنَّ العُلوَّ ينقَسِمُ إلى قِسْمينِ:
1 – عُلُوُّ الذَّاتِ.
2 – عُلُوُّ الصِّفَاتِ، وهو المُشارُ إلَيْهِ بـ: عُلُوِّ القَدْرِ.
أمَّا عُلُوُّ الْقَهرِ فإنَّه يرجِعُ إلى القِسْم الثَّانِي؛ فإنَّ مِن جُملةِ عُلُوِّ قَدْرِ اللهِ في صِفاتهِ أن يَكُونَ الرَّبُّ سُبحَانهُ عَالِيًا في قَهْرِهِ.
قَالَ الشَّيْخُ صَالِحٌ الْعصيمِيُّ:
عُلُوُّ رَبِّنَا لَدَى الثِّقَاتِ **** عُلُوُّ ذَاتِهِ مَعَ الصِّفَاتِ
أَمَّا عُلُوُّ قَهْرِهِ فَرُدُّوا **** لِسَابِقٍ إِذْ مِنْهُ يُسْتَمَدُّ
* فَائِدَةٌ 05: قسَّم العَلَّامَةُ ابْنُ سِعْدِيٍّ أحْكامَ الرَّبِّ جلَّ جلالهُ إلى ثلَاثةِ أقسَامٍ:
1 – أَحْكَامٌ شَرْعيَّةٌ.
2 – أَحْكَامٌ قَدَرِيَّةٌ.
3 – أَحْكَامٌ جَزَائِيَّةٌ؛ أيْ: ما يُرَتَّبُ مِن الجَزاءِ على العمَلِ بالثَّوَابِ والعقَابِ، والمَصِيرِ إلى الجنَّة والنَّارِ.
* وهذه القِسْمَةُ غيرُ مُنضَبطَةٍ؛ لأنَّ الأحْكَامَ الجزَائِيَّةَ تُردُّ إلى الأحكَامِ القدَريَّةِ؛ فإنَّ قدَرَ اللهِ سُبحَانهُ جَارٍ على العَبْدِ في الدُّنيَا والآخِرةِ، ومِن جرَيانِه فِي الآخِرةِ: جرَيَانُ الثَّوابِ والعِقَابِ ودخُولُ الجنَّةِ والنَّارِ.
فالمُخْتَارُ أنْ يُقالَ: إنَّ أحكَامَ الرَّبِّ تَنقَسِمُ إلَى قِسْمَيْنِ:
1 – أَحْكَامٌ شَرْعيَّةٌ؛ ومَحلُّها: الشَّرْعِ.
2 – أَحْكَامٌ قَدَرِيَّةٌ، ومَحَلُّهَا: القَدَرُ.
* فَائِدَةٌ 06: تَرْجمةُ (كِتَاب التَّوحيدِ) هي رَأْسُ ترَاجمِ كتَابِ التَّوحيدِ؛ ولهذَا اسْتَغْنَى بها الإمَامُ الْمُجَدِّدُ عن خُطْبةٍ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/184)
وقد يُعْرِضُ مُصَنِّفٌ مَا عن ذِكرِ الخُطْبةِ لِاكتِفائهِ بمَا جاءَ في أوَّل كِتَابهِ للدَّلالةِ علَى مقْصُودِه، كما نحَا إلَى ذلك الْبُخَارِيُّ رحمه اللهُ وغَيرُه؛ فإنَّهم لم يُقدِّموا بينَ يدَيِ كُتُبِهم خُطبَةً؛ لِاكتِفَائِهم بأوَّلِ ما فِيهَا للدَّلالَة على مقْصُودِهِم مِن التَّصنِيفِ.
* فَائِدَةٌ 07: كِتَابُ التَّوْحِيدِ مَوضُوعٌ أَصْلًا لتَوحِيد العِبادَةِ؛ إلَّا أنَّه تَضمَّنَ مِن بَيْنِ تَراجِمهِ: تَراجِمَ دَالَّةً على أنوَاعِ التَّوْحيدِ الْأُخْرَى.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:01 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 08: التَّوْحِيدُ في لُغَةِ العَربِ: التَّفْرِيدُ؛ تَقُولُ: وحَّدْتُ الشيءَ؛ إذَا أَفْرَدتَه عَن غيرِه.
والتَّوْحِيدُ في الشَّرْعِ: هُوَ إِفْرَادُ اللهِ بِحُقُوقِهِ.
- (إِفْرَادُ اللهِ): وهذَا مردُّه إلى لِسَانِ العرَبِ.
- (بِحُقُوقِهِ) لِمَا ثبَتَ في حدِيثِ مُعَاذٍ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا مُعَاذُ؛ أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟)؛ فسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقًّا.
* وحُقُوقُ اللهِ ثَلَاثَةٌ:
1 – حقُّ الرُّبوبِيةِ؛ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ).
2 – حقُّ الألُوهيَّةِ؛ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: (أَلَا للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ).
3 –حقُّ الْأَسْماءِ والصِّفاتِ؛ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَللهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).
* فَائِدَةٌ 09: ما يَفْعَلهُ بعْضُ النَّاسِ مِن قولِهم: (التَّوْحِيدُ اصْطِلَاحًا)، أو (الصَّلَاةُ اصْطِلَاحًا): هذَا خطَأٌ، لأنَّ مُقتَضَى الِاصْطِلاحِ أن يكُونَ أمْرًا اتَّفقَ عليه النَّاسُ وتوَاضَعُوا علَى جَعْلِه دالًّا علَى معنًى أرَادُوه، وهذا غَيْرُ كَائنٍ في الحقَائِقِ الشَّرعيَّةِ.
فما ثبَتَ بطَريقِ الشَّرْعِ، يُقالُ فيهِ: شَرْعًا، ومَا ثبَتَ بطَريقِ الْمُوَاضَعَةِ بينَ العُلَماءِ يُقالُ فِيهِ: اصْطِلَاحًا.
* فَائِدَةٌ 10: قال ابْنُ سِعْدِي في الْقَوَاعِدِ الْحِسَانِ: (فكُلُّ خيْرٍ عاجِلٍ وآجِلٍ، فإنَّه مِن ثمرَاتِ التَّوحيدِ، وكُلُ شَرٍّ عاجِلٍ وآجلٍ، فإنَّه مِن ثمَراتِ الشِّرْكِ).
* فَائِدَةٌ 11: فَضَائلُ التَّوحيد تنْقَسِمُ إلَى قِسْميْنِ:
1 – الْفَضَائِلُ الْعَامَّةُ؛ التي يُحَاطُ بها أهْلُ الإسْلَامِ والتَّوحيدِ؛ مِن نُصْرَةِ اللهِ لهُم ومُدافَعتِه عنْهُم، وتَيْسِيرِ أحوَالِهِم، وجَمْعِ قلُوبِهم ونَصْرِهِم علَى عَدُوِّهم.
2 – الْفَضَائِلُ الْخَاصَّةُ؛ التي تُجمَع للعَبْدِ بمُفْردِه، وحَظُّهُ مِنْهَا: باعتِبارِ كمَالِ توحِيدِه، كما أنَّ حَظَّ جُمْهورِ الْمُسْلمِين مِن فضَائلِ التَّوحيدِ علَى قَدْرِ تَكمِيلِهِم لهُ، فكُلَّما كَمُلَ التَّوحيدُ في نفُوسِ النَّاسِ ظَهَرَتْ فضَائلُه، وكُلَّما ضَعُفَ التَّوحيدُ في قلُوبِ النَّاسِ سُلِب النَّاسُ فضَائلَه وحُرِموا آثَارَه الخَيِّرَةَ.
* فَائِدَةٌ 12: قَوْلُ الْإِمَامِ الْمُجَدِّدِ: (بَابُ فَضْلِ التَّوْحِيدِ وَمَا يُكَفِّرُ مِنَ الذُّنُوبِ) هو مِن بابِ عَطْفِ الخاصِّ على العامِّ، كما ذكَرَهُ جُمهُورُ الشُّراحِ؛ لأنَّ مَغفِرةَ الذُّنوبِ وتَكْفيرَها هو فَردٌ مِن أفرادِ فضائِلِ التَّوحيدِ.
وإنَّما أفْرَدهُ بالذِّكْرِ؛ لأجْلِ الِاهتِمامِ به، وبَيانِ عَظَمتِه.
* فَائِدَةٌ 13: ذِكْرُ الخاصِّ بعْدَ العامِّ أو العَامِّ بعدَ الخَاصِّ؛ هو لنُكْتةٍ أوْجَبَتْ إفرَادَ هذَا الخاصِّ بالعِنايَةِ، كما قال السُّيُوطِيُّ في عُقُودِ الْجُمَانِ:
[وَذِكْرُ] خَاصٍّ بَعْدَ ذِي عُمُومِ **** [مُنَبِّهًا بِفَضْلِهِ] الْمَعْلُومِ
وأحْسَنُ مِن ذلك أن يُقال:
وَذِكْرُ خَاصٍّ بَعْدَ ذِي عُمُومِ **** أَوْ عَكْسِهِ فَلِاهْتِمَامٍ فِيهِ يُومِي
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:02 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 14: (مَا) فِي قولِ الْإِمَامِ الْمُجَدِّدِ: (بَابُ فَضْلِ التَّوْحِيدِ وَمَا يُكَفِّرُ مِنَ الذُّنُوبِ): يصِحُّ أن تكُونَ مَصْدَرِيةً أو موصُولةً.
1 – فيَكُونُ التَّقديرُ على الأوَّلِ: بَابُ فَضْلِ التَّوْحِيدِ وَتَكْفِيرِهِ لِلذُّنُوبِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/185)
2 – وعلَى الثَّانِي: بَابُ فَضْلِ التَّوْحِيدِ وَالذِي يُكفِّرُ مِن الذنُوبِ.
* إلَّا أن جَعْلَها مَصْدَرِيةً أَولَى؛ كما ذكَرهُ الْعَلَّامَةُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ فِي تَيْسِيرِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ وَالْعَلَّامَةُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ في فَتْحِ الْمَجِيدِ، وعللَّ الْعَلَّامَةُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ذلكَ: بأنَّ جَعْلَها مَوْصُولةً يُوهِم بأنَّ هُناكَ مِن الذُّنوبِ ما لا يُكفِّرُهَا التَّوحيدُ، والحَقِيقةُ: أنَّ التَّوحِيدَ يُكفِّرُ كلَّ الذُّنُوبِ.
* فَائِدَةٌ 15: (مَنْ حَقَّقَ التَّوْحِيدِ دَخَلَ الْجَنة بِغَيْرِ حِسَابٍ) هذه مَكرمةٌ مِن جُملة فضَائلِ التَّوحِيدِ، ولكِن لَمَّا كانَتْ خَاصَّةً ببَعْضِ الأفرَادِ معَ علُوِّ شأنِهَا؛ أفْرَدَهَا الْإِمَامُ الْمُجَدِّدُ بتَرجَمةٍ خَاصَّةٍ.
* فَائِدَةٌ 16: تَحْقِيقُ التَّوْحِيدِ: السَّلامَةُ مِن مُنْقِصَاتِه ونَوَاقِضِهِ.
وهذه النَّواقِضُ والمُنْقِصَاتُ تَرجِعُ إلى ثلَاثةِ أصُولٍ:
1 – الشِّرْكُ.
2 – الْبِدَعُ.
3 – الْمَعَاصِي.
وكلَّما عَظُم تخْلِيصُ العَبدِ لنَفْسِه مِن هذه الْمُنْقِصَاتِ والنَّواقضِ عَظُم تحْقِيقُه لتَوحِيدِه، وكُلَّما نقَصَ حَظُّه مِن السَّلامَةِ منهَا نقَصَ حَظُّه مِن تحقِيقِ توحِيدِه.
* فَائِدَةٌ 17: تَحْقِيقُ التَّوحيدِ لهُ درجَتانِ:
* الْأُولَى: درَجةٌ وَاجِبةٌ، وهيَ التِي ترْجِعُ إلى السَّلامةِ مِن النَّواقضِ والمُنْقصَاتِ الْمُتقَدِّمةِ؛ فإنَّ تَرْكَ العَبْدِ للشِّرْكِ والبِدَعِ والْمَعصِيةِ مأمُورٌ بهِ، واجِبٌ علَى كلِّ واحدٍ مِن الْمُسْلمِينَ.
* الثَّانِيَةُ: درجَةٌ نَافلَةٌ، وحَقِيقَتُها: انجِذَابُ الرُّوحِ إلى اللهِ تعالَى توكُّلًا وإنَابةً ومحبَّةً ورَجاءً، وامْتِلاءُ القَلْبِ بتعْظِيمِ القلْبِ وإجْلَالِه، وكمَالُ الالْتِجَاء إليهِ.
* فَائِدَةٌ 18: قَدْ يَغْتَرُّ المُوحِّدُ بتَوحِيدهِ فيُعَاقبُ بسَلْبِهِ.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:04 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 19: أبْلَغُ آيةٍ في التَّخْوِيفِ مِنَ الشِّرْكِ: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ) مِن جِهتَيْنِ:
1 – مِن جِهةِ المُتَكلِّم بهَا، وهو إبْرَاهيمُ إمَامُ الحُنفَاءِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ؛ قال إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: ([وَ] مَنْ يَأْمَنُ الْبَلَاءَ بَعْدَ إِبْرَاهِيمَ؟).
2 – مِن جهةِ الْمَدْعُوِّ به؛ فإنَّ إبْرَاهِيمَ عليهِ السَّلامُ دعَا ربَّه بمُجَانَبةِ الشِّرْكِ؛ والدُّعاءُ بالْمُجانَبَةُ فيهَا مَزيدُ مبَاعدةٍ للمَنْهيِّ عنهُ.
* فَائِدَةٌ 20: إذَا وَرَدَ في الشَّرْعِ فِعْلُ الِاجْتِنَابِ؛ فلا يُرادُ به مُجَردُّ النَّهيِ عنهُ، وإنَّما يُرادُ به أمْرَانِ اثنَانِ:
1 – النَّهْيُ عَنْ ذلِكَ الفِعْلِ.
2 – الْمُبَاعدَةُ للأَسْبَابِ الْمُوصِلةِ إليهِ.
* فَائِدَةٌ 21: الشِّرْكُ في اللُّغةِ يَرجِعُ إلى أصْلَيْنِ:
1 – اقْتِرانٌ بالشَّيءِ وعَدمُ انْفِرادٍ.
2 – امْتِدَادٌ واستِقَامةٌ للطَّريقِ.
والمُرادُ في هذا الْمَوضِعِ هو الأصْلُ الأوَّل.
أمَّا الشِّرْكُ شَرْعًا: فَهُوَ صَرْفُ شَيْءٍ مِن حُقُوقِ اللهِ لِغَيْرِهِ.
* فَائِدَةٌ 22: يَنْقَسِمُ الشِّرْكُ بِاعْتِبَارِ تعلُّقِهِ بما يجِبُ للهِ عزَّ وجلَّ إلَى ثلاثةِ أقسَامٍ:
1 – شِرْكُ الرُّبُوبِيَّةِ.
2 – شِرْكُ الْأُلُوهِيَّةِ.
3 – شِرْكُ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ.
* فَائِدَةٌ 23: يَنْقَسِمُ الشِّرْكُ بِاعْتِبَارِ قَدْرِه إلى قِسْمينِ:
1 – الشِّرْكُ الْأَكْبَرُ: صَرْفُ شَيْءٍ مِن حُقُوقِ اللهِ لِغَيْرِهِ يَخْرُجُ بِهِ الْعَبْدُ مِنَ الْمِلَّةِ.
2 – الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ: صَرْفُ شَيْءٍ مِن حُقُوقِ اللهِ لِغَيْرِهِ لَا يَخْرُجُ بِهِ الْعَبْدُ مِنَ الْمِلَّةِ.
* فَائِدَةٌ 24: يَنْقَسِمُ الشِّرْكُ بِاعْتِبَارِ ظهُورِه وخفَائهِ إلَى قِسْمَينِ:
1 – شِرْكٌ جَلِيٌّ: وهُوَ الظَّاهرُ للعِيَانِ.
2 – شِرْكٌ خَفِيٌّ: وهو الغَائبُ عن العِيانِ.
فمثَالُ الأوَّلِ: الذَّبْحُ لغَيْرِ اللهِ، وقولُ: مَا شاءَ اللهُ وشِئْتَ، ومثالُ الثَّانِي: التَّوكُّلُ علَى غيرِ اللهِ، والرِّياءُ.
وقدْ يكُونُ كلٌّ مِنْهُما أكْبرَ أو أصْغرَ.
* فمَن جعَلَ الشِّرْكَ الأصْغَرَ هو الخفيَّ ففِي كلامِه نَظرٌ؛ لأنَّه أَصْغرُ باعْتِبَارِ قَدْرِه، وأمَّا الخفَاءُ فأمْرٌ آخَر لا تَعلُّقَ له بهَذَا المَأْخَذِ.
* فَائِدَةٌ 25: حَدَّ بَعْضُ أهلِ العِلْمِ الشِّرْكَ الأصْغرَ بأنَّه: (كُلُّ وَسِيلَةٍ تُوصِلُ إِلَى الشِّرْكِ).
وهذا ليْسَ بصَحيحٍ؛ لأنَّ هُناكَ مِن الوسَائلِ التِي قد تُفْضِي إلى الشِّركِ ولا تكُونُ مِن جُملَةِ الشِّركِ الأصْغَرِ، بل رُبَّما كانَ مأذُونًا بهَا؛ كصَلَاة النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علَى القَبْرِ كمَا ثبَتَ في الصَّحِيحِ؛ فإنَّ الصَّلاةَ علَى الجنَازَةِ في المَقْبرَةِ -فِي صُورَتِها الظَّاهرَةِ- قد تُفْضِي إلَى الوقُوعِ في الشِّرْكِ، ولكنْ لَمَّا كان التَّوهُّمُ فيهَا ضَعِيفًا جاءَ الشَّرْعُ بالْإِذْنِ بهَا.
ومثلُه: الدُّعاءُ للميِّتِ برَفْعِ اليَديْنِ عندَ قَبْرِهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/186)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:05 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 26: يَرجِعُ كمَالُ الإنْسَانِ إلى أصْلَيْنِ اثنَيْنِ كما ذكَره -ابْنُ تَيْمِيَّةَ وابْنُ الْقَيِّمِ وابْنُ رَجَبٍ وابْنُ حَجَرٍ في فَتْحِ الْبَارِي-:
الْأَوَّلُ: تكْمِيلُه لنَفسِهِ بالإِيمَانِ والعَمَلِ الصَّالحِ.
الثَّانِي: تَكْمِيلُهُ لغَيْرِه بالدَّعْوةِ والصَّبرِ.
وقَد ذكَرَ اللهُ جلَّ جلَالُه هاتَيْنِ الدَّرجَتَيْنِ في سُورةِ العَصْرِ؛ فقالَ جلَّ وعلَا في وصْفِ النَّاجِينَ السُّعداءِ: (إِلَّا الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).
* وإنَّما رُدَّ الكَمالُ إلى هذيْنِ الأصْلَيْنِ؛ لأنَّ للإنسَان قُوَّتَيْنِ:
1 – الْقُوَّةُ الْعِلْمِيَّةُ: ومَردُّها إلَى العِلْمِ والعمَلِ.
2 – الْقُوَّةُ الْعَمَلِيَّةُ: وَمَرَدُّها إلَى الدَّعوةِ والصَّبْرِ.
* فَائِدَةٌ 27: كلُّ دَعْوةٍ قامَت علَى التَّوحيدِ؛ ظهَرتْ ثِمَارُها وانتفَع النَّاسُ بها، وكلُّ دَعوةٍ لم تَقُم علَى هذا الأصْلِ لم تَجْنِ إلَّا الحَنْظلَ، ولا يزَالُ أتبَاعُها يَجُرُّون أذْيَالَ الخَيْبةِ في الدُّنيَا، ثُمَّ يُرَدُّونَ إلى ربِّهِم يومَ القيَامةِ فيُنبِّئُهم بما كَانُوا يعْمَلُونَ.
* فَائِدَةٌ 28: ذكَرَ ابْنُ سِعْدِيٍّ أنَّ قولَ الْإمَامِ الْمُجَدِّدِ: (بَابُ تَفْسِيرِ التَّوْحِيدِ وَشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهِ) هو عطْفٌ بينَ مُترَادِفَينِ.
ومُرادُه بالتَّرادُفِ هُنا: التَّرادُفُ النَّاقِصُ، الذي يَقعُ فيه اشْتِراكٌ في المَعْنَى بينَ اللَّفظَتَيْنِ، أمَّا التَّرادُفُ الكامِلُ الذِي تكُونُ فيه اللَّفظتَانِ مُتسَاوِيتَيْنِ في الْمَعْنَى مِن كُلِّ وجْهٍ إمَّا نَادرٌ أو معدُومٌ في لسَان العرَبِ؛ لأنَّ العرَب لا تضَعُ اسْمًا لشَيءٍ إلَّا وهيَ تُريدُ منه مَعْنًى لا تُريدُه بالِاسْمِ الآخَرِ.
* وهذهِ القَاعدَةُ نافِعةٌ في بيَان أسْماءِ الله وصِفاتِه؛ لأنَّ مِن النَّاس مَن يُفسِّر الأسْماءَ بَعْضَها ببَعْضٍ، أو الصِّفاتِ بَعضَها ببعْضٍ فَيقَعُ في الغلَطِ في الخبَرِ عن اللهِ سُبحَانهُ وتعَالَى، كمَن يُفسِّر الأسَفَ بالغَضَبِ في قوْلِ اللهِ تعالى: (فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ)، وهذا لا يكُون أبدًا؛ لأنَّ تَعْدِيدَ الِاسْمَِ أو الصِّفةِ للرَّبِّ عزَّ وجلَّ فيهِ تعْدِيدٌ لكمَالِه، وجَعْلُ الِاسْمِ بمَعْنَى الِاسْمِ، أو الصِّفةِ بمَعْنَى الصِّفةِ، فيه تقْلِيلٌ مِن كمَالِ الرَّبِّ سُبْحانَه وتعَالَى؛ فالغَضَبُ: صِفةٌ، والأَسَفُ: غَضبٌ وزيَادةٌ، ويُعبَّر عنهُ بـ: شِدَّةِ الغَضَبِ.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:07 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 29: قَوْلُ الْإِمَامِ الْمُجَدِّدِ: (بَابُ تَفْسِيرِ التَّوْحِيدِ وَشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهِ) هُو مِن عطْفِ الدَّالِّ على المَدْلُولِ؛ فإنَّ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهِ دَالَّةٌ عَلَى تَفْسِيرِ التَّوْحِيدِ، وتَفْسِيرُ التَّوْحِيدِ هو مَدْلُولُ هذِه الكَلمَةِ الطَّيِّبةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهِ.
* فَائِدَةٌ 30: بَوَّبَ الإِمامُ الْمُجِّدُدُ بَابًا قال فِيهِ: (بَابٌ مِنَ الشِّرْكِ لُبْسُ الْحَلْقَةِ وَالْخَيْطِ وَنَحْوِهِمَا لِرَفْعِ الْبَلَاءِ أَوْ دَفْعِهِ) وآخرَ هُوَ: (بَابُ مَا جَاءَ فِي الرُّقَى وَالتَّمَائِمِ).
[والتَّرْجمةُ الأُولَى داخلَةٌ فِي الثَّانِيَةِ، إذِ الأُولَى] اشْتملَت على نَوْعٍ مِن التَّمائمِ؛ ولِانتِشَارِ هذا النَّوعِ وفشُوِّه بينَ النَّاسِ خصَّهُ الْإِمامُ بتَرْجمةٍ مُسْتقِلَّةٍ.
* فَائِدَةٌ 31: الْأَسْبَابُ: الأَشْيَاءُ التِي يُتوَصَّلُ بهَا إلَى الْمَقْصُودِ، وتَنْقَسِمُ إلَى قِسْمَيْنِ:
1 – الْأَسْبَابُ الشَّرْعِيَّةُ: وَهِيَ التِي عُلِمَ نَفْعُهَا بِطَرِيقِ الشَّرْعِ؛ كالقُرآنِ والعَسَلِ.
2 – الْأَسْبَابُ الْقَدَرِيَّةُ: وَهِيَ التِي عُلِمَ نَفْعُهَا بِطَرِيقِ الْقَدَرِ؛ كمُسهِّلاتِ البَطْنِ ومُسكِّناتِ الصُّدَاعِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/187)
* وأَيُّما شَيْءٍ ادُّعِيَ فيهِ السَّبَبِيَّةُ فلابُدَّ مِن ثبُوتِ هذه الدَّعْوَى بأحدِ هذَينِ الطَّريقَيْنِ؛ وإذا لَمْ يُوجَد طريقٌ دالٌّ على صحَّةِ السَّببِيَّةِ عُلِم أنَّ هذا السَّببَ مُدَّعًى لا صِحةَ لَهُ.
ومِن الأسبَابِ المُدَّعاةَ: ما يدَّعيهِ بعضُ الرُّقاةِ مِن أنَّ جِلدَ الذِّئبِ نَافعٌ لطَرْدِ الجانِّ!! أو أنَّ الذِّئْبَ يأكُلُ الجانَّ؛ فهَذَا السَّببَ ليْسَ بصَحِيحٍ.
* فَائِدَةٌ 32: كلُّ تَعْلِيقٍ [سَوَاءٌ كانَ خَيْطًا أو حَلْقَةً أو نحوَ ذلكَ]: شِرْكٌ أَصْغَرُ.
ومَا يذكُرُه بَعْضُ أهلُ العلمِ مِن أنَّ التَّعاليقَ قد تكُونُ شِرْكًا أصْغَرَ وقَد تكُون شِرْكًا أكبَر؛ فهَذَا ليْسَ بالنَّظَرِ إلى نَفْسِ التَّعليقِ، بل بالنَّظرِ إلى مُرَادِ مُعلقِّهِ.
* فتَعْلِيقُ الحَلْقَةِ والخَيْطِ: شِرْكٌ أَصْغَرُ، أمَّا فَاعِلُها: فَقدْ يكُونُ مُشْركًا شركًا أَصْغرَ إذَا نظرَ إِليها نظَرَ سَببٍ، وأنَّ التَّقْدِير كلَّه بِيَدِ اللهِ سُبحانه، وقد يكُونُ وَاقعًا فِي الشِّرْكِ الأكْبَرِ إذا اعْتَقَد أنَّها تَدْفَع بِنَفْسِها وتَرْفَعُ.
* فَائِدَةٌ 33: كُلُّ شِرْكٍ أصْغَرَ يُمكِنُ رفْعُه إلَى الأكبَرِ بنِيَّةِ فاعلِه وإرَادتِه.
* فَائِدَةٌ 34: الرُّقَى: العُوذَةُ التي يُعَوَّذُ بها مِن الكلَامِ، وَالتَّمَائِمُ: مَا يُعلَّقُ لتَتْمِيمِ الأمْرِ؛ لجَلْبِ نَفْعٍ أو لدَفْعِ ضُرٍّ.
* وَالْفَرْقُ بَيْنَ الرُّقَى وَالتَّمَائِمِ: أنَّ التَّمَائِمَ: عُوذَةٌ مَكتُوبةٌ، والرُّقَى: عُوذَةٌ ملْفُوظَةٌ.
* فَائِدَةٌ 35: تَنْقَسِمُ التَّمائمُ إلى قِسْمَيْنِ:
1 – التَّمائِمُ الْمُحَرَّمةُ: وهي التَّعاليقُ التِي تكُونُ مِن القُرآنِ؛ فإنَّها محرَّمةٌ في أصَحِّ قَولَي أهْلِ العلمِ؛ لأمُورٍ:
1 – لعَدمِ توْقِيرِها.
2 – للدُّخُول بهَا فيما يُنزَّه عنه القُرآنُ.
3 – أنَّها لم تَرِد عن طريقِ الشَّرعِ.
* ولَا يُحكَم علَى هذا النَّوعِ بأنَّه شِرْكٌ؛ لأنَّ فيه الْتِفاتَ القلْبِ إلى شيءٍ مشْرُوعٍ، وهو القُرآنُ، والقُرآنُ: كلَام الله سُبحَانهُ الذِي هو صِفةٌ مِن صفَاتهِ.
وحُكِم بالتَّحْريمِ لأجْلِ ما ورَد مِن العمُومِ في ذمِّ التَّعاليقِ.
2 – التَّمائِمُ الشِّرْكِيَّةُ: وهي التَّعالِيقُ التِي ليْسَت مِن القُرآنِ.
* فَائِدَةٌ 36: تَنْقَسِمُ الرُّقَى إلى قِسْمَيْنِ:
1 – الرُّقَى الشَّرْعِيَّةُ: وقد أجْمعَ العُلماءُ -كما ذكَر ابْنُ حَجَرٍ في فَتْحِ الْبَارِي والسُّيُوطِيُّ في الْحَاوِي- على جوازِ الرُّقيَةِ بثلاثةِ شرُوطٍ:
1 – أنْ تكُونَ بالقُرآنِ أو بأسْماءِ الله وصفَاتِه.
2 – أن تَكُونَ باللِّسانِ العربِيِّ وبما يُعرَفُ معْنَاه.
3 – أن لا يُعتَقَدَ اسْتِقْلَالُها بالتأثِيرِ، بل هيَ خَاضِعةٌ لقدَرِ اللهِ سُبْحانَه وتعالَى.
* وإذا تخلَّفَت بعضُ هذه الشُّروطِ؛ فبَيْنَ أهلِ العِلْمِ نزَاعٌ في مشْرُوعيَّةِ الرُّقيَةِ حِينَئذٍ.
2 – الرُّقَى الشِّرْكِيَّةُ: وهي الرُقَى الْمُشْتمِلةُ علَى الشِّركِ، وإليهَا أشَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوْلِه: (لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ تَكُنْ شِرْكًا) رواه مُسْلِمٌ.
* والرُّقَى الشِّرْكِيَّةُ:
1 – قَدْ تَكُونُ مِن الشِّرْكِ الأكْبَرِ: إذا اشتَملَت على الاستِغاثةِ بالجنِّ والشَّياطينِ.
2 – وقد تكُون مِن الشِّركِ الأصغَرِ: إذا لم تَشتَمِلْ على ذلكَ، ولكنْ وقَع الِالتِفَاتُ إليهَا فوقَ الْمَأذُونِ به مِن الشَّرعِ في قاعِدَةِ السَّببِ، وهو الِاطمِئْنَانُ به والِاسْتِبْشَارُ بهِ.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:08 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 37: التَّبَرُّكُ: تَفَعُّلٌ مِن البرَكةِ، أي: طَلَبُ لهَا.
والْبَرَكَةُ: كثْرَةُ الخيْرِ وثُبُوتُهُ.
* فَائِدَةٌ 38: الْتِماسُ البرَكةِ لابُدَّ فيهِ مِن رعَايةِ قاعِدةِ التَّبرُّكِ، ومَردُّهَا إلى ثلَاثةِ أصُولٍ عظِيمةٍ:
1 – ثُبُوتُ الْبَرَكَةِ فِي الْمُتَبَرَّكِ بِهِ؛ وطريقُ العِلمِ بهذهِ البرَكةِ: إنَّما هُو أدلَّةُ السَّمعِ مِن أدلَّة القرآنِ والسُّنةِ؛ فلا يُحكَم علَى شيءٍ بأنَّه مُبارَكُ إلَّا لدَليلٍ ورَد في ذلكَ.
2 – وُجُوبُ الْتِمَاسِ الْبَرَكَةِ مِمَّا ثَبَتَتْ بَرَكَتُهُ وَفْقَ الطَّرِيقِ الذِي عَيَّنتْهُ الشَّرِيعَةُ؛ كالبَيْتِ الحرامِ فإنَّ التَّبرُّكَ به جاءَ بطُرقٍ بيَّنها الشَّرعُ الحكِيمُ كالطَّوافِ بِهِ وتَقْبِيلِ حجَرِه الأسوَدِ، واستِلامِ الرُّكنِ اليمَاني، وأشبَاه ذلك.
3 – أَنْ يُنْظَرَ إِلَى الْمُتَبَرَّكِ بِهِ نَظَرَ سَبَبٍ، ولا يُرفَعُ عن هذَا؛ لجَريانِه تحْتَ قَدرِ اللهِ سُبحَانهُ وتعالَى.
* فَائِدَةٌ 39: حُكْمُ التَّبرُّكِ: يَرجِع إلى قاعدَةِ السَّببِ؛ وقاعِدةُ السَّببِ المَأذُونِ فيه: أنْ يُطمأنَّ إِلَيه ويُستبْشَرَ به.
فإذَا زادَ عن هذَا القَدْرِ معَ اعْتِقادِ كونِه سبَبًا، فقَد وقَع في الشِّركِ الأصغَرِ.
أمَّا إنِ اعتَقدَ أنَّه مسْتَقلُّ بالتَّسْبِيبِ -مُسَبِّبٌ بنَفْسه- فيكُون واقعًا في الشِّركِ الأكبرِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/188)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:09 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 40: لَمْ يُصَرِّحِ الْمُصَنِّفُ بِحُكْمِ مَن ذبحَ لغيرِ اللهِ؛ إذْ قالَ: (بَابُ مَا جَاءَ فِي الذَّبْحِ لِغَيْرِ اللهِ)؛ معَ أنَّه صرَّحَ في نَظائرِ هذهِ التَّرجمةِ مِن الأَبْوابِ بعدَهُ بذلكَ؛ فقالَ: (بَابٌ مِنَ الشِّرْكِ النَّذْرُ لِغَيْرِ اللهِ)، (بَابٌ مِنَ الشِّرْكِ الِاسْتِعَاذَةُ بِغَيْرِ اللهِ)، (بَابٌ مِنَ الشِّرْكِ أَنْ يَسْتَغِيثَ بِغَيْرِ اللهِ أوْ َيَدْعُوَ غَيْرَه).
وإنَّما عَمَدَ الْمُصَنِّفُ إلَى هذَا؛ ليَكُونَ هذَا البَابُ تَوْطِئةً للمُتَلَقِّي بمَعرِفةِ أنَّ صَرْفَ العِبادَاتِ لغَيْرِ اللهِ يكُونُ شِرْكًا، فإذَا تَصَوَّرَ هذَا، سَهُلَ عَليْهِ حِينَئذٍ أن يَحْكُمَ علَى أنَّ صَرْفَ شَيءٍ مِن العِبادَاتِ لغَيْرِ اللهِ يكُونُ كذَلكَ.
* فَائِدَةٌ 41: شِرْكُ الذَّبْحِ نوْعَانِ:
1 – شِرْكُ ذَبْحٍ لِغَيْرِ اللهِ؛ لأنَّ الذَّبحَ يجِبُ أن يكُونَ له وحْدَهُ؛ كما قالَ اللهُ تعالَى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)، فإذَا ذُبحَ لغَيْرِ اللهِ شِرْكًا، وهو شِرْكٌ في الألُوهيَّةِ.
2 – شِرْكُ ذَبْحٍ بِغَيْرِ اللهِ؛ لأَنَّ الذَّبْحَ مأمُورٌ أن يَكُون باسْمِ اللهِ؛ كما قَالَ تَعَالَى: (فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ)؛ فإذَا ذُبِحَ بغَيْرِ اسْمِ اللهِ عزَّ وجلَّ -ولَو كانَ الذَّبْحُ لهُ-، كانَ ذلك شِرْكًا، وهو شِرْكٌ في الرُّبوبِيَّةِ، كمَنْ يَذبَحُ باسْمِ الْمَسِيحِ أو غيرِهِ -ولوِ اعتَقدَ أنَّ هذهِ الذَّبِيحةَ نَسِيكةٌ وقُربةٌ للربِّ جلَّ وعلَا-.
* وقد يجْتَمعُ هذَان النَّوعانِ، وقد يَنْفرِدُ أحَدُهُما عنِ الآخَرِ؛ فيتَحصَّلُ مِن هذا قِسْمةٌ ثُلاثِيَّةٌ في الذَّبْحِ لغَيْرِ الله وبغَيْرِ اسْمِه تعالَى.
* فَائِدَةٌ 42: (لَا) في قولِ الْإِمامِ الْمجَدِّدِ: (بَابٌ لَا يُذْبَحُ للهِ بِمَكَانٍ يُذْبَحُ فِيهِ لِغَيْرِ اللهِ) نافِيةٌ، ويجُوزُ أن تكُون ناهِيةً؛ كما ذك ذلك الْإِمَامُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ فِي تَيْسِيرِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ وَالْعَلَّامَةُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ في فَتْحِ الْمَجِيدِ، واسْتَظهرَ كونَها نَاهيةً.
ولو قِيلَ: إنَّها نافيَةٌ، فإنَّ النَّفْيَ يَتَضمَّن النَّهيَ؛ كما قالَ تعَالَى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ).
* فَائِدَةٌ 43: نُهِيَ عنِ الذَّبْحِ للهِ بمكَانٍ يُذْبَح فيه لغَيْرِ الله لأَمْرَيْنِ:
1 – تَوَقِّي مُشابَهةِ الْمُشْركِين فِيما يفْعَلُونَ مِن عِبادَاتِهم؛ لأنَّ الذَّابحَ للهِ في هذا الْمكَانِ الذِي يُذبَحُ فيهِ لغَيْرِ الله يُوهِم في الصُّورةِ الظَّاهرةِ وقُوعَ الاتِّفاقِ في الفِعْلِ.
2 – حَسْمُ مَوادِّ الشِّركِ، وغَلْقُ الوسَائلِ الْمُفْضيَةِ إليهِ.
* وفَاعلُ ذلكَ: قد وقَعَ في مُحرَّمٍ، ذَبِيحتُهُ حَرامٌ لا يجُوزُ أكْلُها؛ لأنَّه وقعَ فِي مُخالفَةِ الشَّريعَةِ في مُجانَبةِ هذَا الْمَوضِعِ -ولو كانَتْ مذْبُوحةً للهِ تعالَى-.
ويُلْغِزُونَ بِهذَا فيقُولونَ: مَا هِيَ الذَّبِيحَةُ التِي تُذْبَحُ للهِ وَبِاسْمِ اللهِ وَيَحْرُمُ أَكْلُهَا؟ هِيَ المَذْبوحةُ بِمكانٍ يُذْبَح فيهِ لغَيْرِ اللهِ.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:09 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 44: أيُّمَا شَيءٍ أُمِرَ بهِ، أو مُدِحَ فاعِلُه فهُو عبَادةٌ مِن العِبادَاتِ.
* فَائِدَةٌ 45: الأَصْلُ في العَطْفِ: أن يكُونَ للمُغايرَةِ؛ إمَّا لتَغايُرِ الذَّاتِ أو الصِّفَاتِ.
* فَائِدَةٌ 46: الْفَرْقُ بَيْنَ الدُّعَاءِ وَالِاسْتِغَاثَةِ: يَرجِعُ إلى النَّظَر في كَوْنِ الدُّعاءِ دُعاءَ عِبادةٍ أو دُعاءَ مَسْألةٍ.
1 – فإذَا كانَ الدُّعاءُ دُعاءَ [مَسْألةٍ]؛ وهُو المُتضَمِّنُ لسُؤالِ اللهِ جَلْبَ خَيْرٍ أو دَفْعَ ضُرٍّ؛ حِينَئذٍ يكُونُ الدُّعاءُ عامًّا والِاسْتِغَاثةُ خَاصَّةً، لأنَّها تكُون سُؤَالًا مخصُوصًا بوَقْتِ الشِّدَّةِ، ودُعَاء المَسْألةِ: هُو سؤَالٌ فِي كلِّ حِينٍ فِي الرَّخَاءِ أو الشِّدةِ.
2 – وإذَا كانَ الدُّعاءُ دُعاءَ عِبادةٍ؛ وهو امتثَالُ خطَابِ الشَّرعِ بالحُبِّ والذلِّ، كانَتِ الصِّلةُ بينَهُما [بَابٌ مِنَ الشِّرْكِ أَنْ يَسْتَغِيثَ بِغَيْرِ اللهِ أوْ َيَدْعُوَ غَيْرَهُ] مِن عَطْفِ العَامِّ على الخاصِّ؛ لأنَّ الِاستِغَاثةَ فَرْدٌ مِن أفْرادِ ما يُتعبَّدُ للهِ به.
* وكَيْفَما كانَ؛ فبَيْنَ الدُّعاءِ والِاستِغاثَةِ عمُومٌ وخصُوصٌ؛ فالدُّعاءُ: أعَمُّ، والِاستِغَاثةُ: أخَصُّ.
* فَائِدَةٌ 47: مِن مُقتَضَى الولَاءِ والبرَاء: تَرْكُ التَّسَمِّي بالأسْماءِ الخَاصَّةِ بالمُشْركِينَ.
* فَائِدَةٌ 48: ذَكَرَ إمامُ الدَّعوةِ في بعْضِ أجْوبتِه أنَّ أقَلَّ مُدةٍ ممكِنةٍ لدرَاسةِ التَّوحِيدِ هي أربَعُ سنَواتٍ؛ هذَا مع الدَّرْسِ الشَّديدِ، والتَّأكيدِ البَليغِ، وإدْمَانِ النَّظرِ في الْمَسائِلِ والكَشْفِ عنْهَا، وعَقْلِ دلَالاتِ النُّصوصِ علَى مسَائلِ التَّوحيدِ.
وأمَّا معَ درَاسةِ هذا العَصْرِ فإنَّهُ لا يُمكِن للإنسَانِ أن يَقِفَ علَى مسَائلهِ إلَّا بعْدَ عشَراتِ السِّنينَ، كيْفَ إذَا انْضَمَّ إلى ذلكَ ما غلَبَ على النَّاسِ مِن الهوَى والدُّنيَا والرُّكونِ إلى أهْلِ الكُفْرِ، والإعجَابِ بالْمقَالاتِ التِي تجْرِي علَى ألْسِنةِ ما يُسمَّى بالْمُثقَّفِينَ والْمُفكِّرينَ.
* فَائِدَةٌ 49: لَمَّا كان السَّلفُ على مَرتبَةٍ عظِيمةٍ مِن كمَالِ التَّوحيدِ؛ صارَ مِن أحْوَالهم مَا يَسْتَبْشعهُ بعضُ النَّاسِ، فقَدْ كانَ بعْضُ السَّلفِ إذَا مَرُّوا بأحَدٍ مِن أهْلِ الذِّمَّةِ غَطَّوْا وجُوهَهم كَراهيَّةَ أن ينْظُروا إلَى أحَدٍ من أهْلِ النَّارِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/189)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:12 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 50: بَيَّنَ إمَامُ الدَّعوَةِ مِن قولِهِ: (بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ) إلى قولِهِ: (بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ)؛ -بَيَّنَ- بَراهينَ التَّوحيدِ وأدلَّتَه.
* وقاعِدةُ برَاهينِ التَّوحيدِ النَّقليَّةِ والعَقليَّةِ ترجِعُ إلى أصْلٍ واحدٍ: وهو الفَرْقُ بين الخالِقِ والْمَخلُوقِ؛ فإنَّه مَن وقفَ على الفَرْقِ بين الخالِقِ والْمَخلُوقِ؛ تَمثَّلتْ له بَرَاهينُ التَّوحيدِ ظَاهِرةً جَلِيَّةً.
وهذا الأَصْلُ -وهُوَ الفَرْقُ بين الخالِقِ والْمَخلُوقِ- له رُكنَانِ:
1 – مَعْرِفَةُ كمَالِ الخَالِقِ ومَا يَليقُ بجَلالِه.
2 – مَعْرِفَةُ قدْرِ الْمَخْلُوقِ وما يُناسِبُ حَالَه.
* فَائِدَةٌ 51: اشْتملَ قولُ اللهِ تعالى: (حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) علَى بيَان ما يَليقُ بالرَّب جلَّ جلَالُه، وعلى بيَانِ ما يُناسِبُ حَال الْمَخْلُوقِ وهو الْملَائكَةُ.
1 – فأَمَّا ما يَلِيقُ بجَلالِ الربِّ جلَّ وعلَا فهُو ما انْطَوتْ عليهِ مِن التَّعظِيمِ في قولِ الْملَائكَةِ: (قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)؛ فأخْبَرُوا أنَّ قولَ اللهِ جلَّ وعلَا حقٌّ، وأنَّه سُبحَانهُ مُتَّصفٌ بالعلُوِّ والكبرِ.
2 – وأمَّا الدَّلالةُ علَى قدْرِ الْمَخلُوقِ، فذلكَ في حَال الْملَائكةِ؛ قال تعالَى: (حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ)، لبيَانِ ما يَعتَرِي أفْئدَةَ الْملَائكةِ مِن الرَّوعِ عنْدَ سمَاعِ كلَامِ الربِّ سُبحَانهُ، وما يَنْتَابُهم مِن تغَيُّر الحالِ.
* فَائِدَةٌ 52: الْمُشْركُون وقَعُوا في شِرْكِ الشَّفاعةِ؛ لأنَّهم أسْقطُوا الفَرْقَ بَيْنَ الْخَالِقِ وَالْمَخْلُوقِ فِيهَا، فجعَلُوا الشَّفاعةَ عندَ اللهِ سُبحَانه بمَنزِلةِ الشَّفاعةِ عندَ الْملُوك العاجِزينَ؛ فقَاسُوا الخَالقَ بالْمخْلُوقِ.
فإنَّ ملُوكَ أهلِ الأرْضِ يحتَاجُون إلى الشُّفعاءِ الذِينَ يُنبِّهُونَهُم علَى حاجةِ النَّاسِ ويَعطِفُونَ قلُوبَهُم عليهم، فألحَقُوا هذهِ الْمُشابَهةَ بالرَّبِّ تعالَى، فجعَلُوا الشَّفاعةَ عندَه كالشَّفاعةِ عند الْملُوكِ، فوقَعُوا في الغلَطِ علَى مقَامِ الرَّبِّ جلَّ جلالُه؛ إذْ أسْقَطُوا الفَرقَ بَيْنَ الْخَالِقِ وَالْمَخْلُوقِ في الشَّفاعةِ.
* فَائِدَةٌ 53: الشَّفاعَةُ في كتُبِ التَّوحيدِ إذا أُطْلِقَت يُراد بها: الشَّفاعةُ التِي عندَ اللهِ، وأمَّا الشَّفاعةُ التِي تكُونُ عند الْمخْلُوقِين فلَيْسَ محَلَّ بَحثِها كتُبُ التَّوحيدِ، وإنَّما يَبْحثُها الفقهاءُ.
* والشَّفَاعَةُ عِنْدَ اللهِ: هِيَ سُؤَالُ الشَّافِعِ للهِ تَعَالَى جَلْبَ خَيْرٍ لِلْمَشْفُوعِ لَهُ أَوْ دَفْعَ ضُرِّ عَنْهُ، وهذه الحقيقَةُ مُركَّبةٌ مِن أمورٍ أربعَةٍ:
1 – أنَّ الشَّفاعةَ طلَبٌ وسُؤالٌ ودُعاءٌ؛ فلابُدَّ أن يتَقدَّمَ بالشَّفاعةِ عند الله سُبحَانه طَالبُها وهو الشَّافعُ.
2 – أنَّ هذه الشَّفاعَةَ عنده سُبحَانهُ تَصْدُر مِن شَافعٍ وهو مَنْ أثْبتَ له حَقَّ الشَّفاعةِ في الكتَابِ والسُّنةِ.
3 – أنَّ هذَا السُّؤالَ مُتَوجَّهٌ بهِ إلى الرَّبِّ جلَّ وعلَا لا إلَى غَيْرِه؛ فلا يُقْصَدُ بطَلَبِ الشَّفاعَةِ إلَّا اللهُ، فمَن قصَد بالشَّفاعةِ غَيرَه فقد صَرفَ شيئًا مِن حقِّ الله تعالى لغَيرِه؛ لأنَّ الشَّفاعةَ مُلكُه ولَا تُطلَب إلَّا منهُ.
4 – أنَّ الْمُرادَ منهَا تَحصِيلُ نفْعٍ أو دفْعُ ضُرٍّ لِمَن شُفِعَ لهُ.
* فَائِدَةٌ 54: جاءَت مَسْألةٌ فِي الصَّحيحَينِ وهيَ: إثْباتُ أنَّ اللهَ تعالى يَشْفَعُ؛ فإنَّ أعظَمَ الشُّفعاءِ هو اللهُ تعالَى، فيَشْفَعُ الربُّ جلَّ وعلا لِمَن شاءَ عنْدَ نَفسِه؛ وهذا كقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ)؛ فإنَّ الرِّضَا والسَّخَط كِلَيْهِما مِن صفَات اللهِ تعالى، فاستَعاذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن هذه الصِّفةِ بتلك الصِّفةِ؛ وكذلك فإنَّ الربَّ جلَّ وعلَا يشْفَعُ عند نَفْسِه لِمَن يشَاءُ مِن خَلْقِه.
* فَائِدَةٌ 55: يُقالُ: (الْآيَتَانِ يُتَوَهَّمُ مِنْهُمَا التَّعَارُضُ)، ولا يُقالُ: (الْآيَتَانِ تُوهِمَانِ التَّعَارُضَ)؛ لأنَّ آيَ الكتَاِب لا يُوهِم شَيءٌ منهَا بَاطلًا، وإنَّما يكُون التَّوهُّمُ باعتبَار النَّاظِر.
* فَائِدَةٌ 56: قولُ بعضِ النَّاسِ عن أقوَالِ الصَّحابةِ: (إِذَا تَعَارَضَتْ تَسَاقَطَتْ) سُوءُ أدبٍ مع الصَّحابةِ رضْوانُ الله علَيْهم في جَلالةِ قَدْرِهم، وإنَّما يُقال: (إِذَا تَعَارَضَتْ ارْتَفَعت) أي: ارتفَعَتْ عن الاحتِجاجِ بها على وجْهِ الِاسْتِقلَالِ.
* فَائِدَةٌ 57: لَا يُفلِحُ في العِلْمِ إلَّا مَن كانَ مُتأدِّبًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/190)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:13 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 58: الْغُلُوُّ: هو مُجاوَزةُ الحدِّ الْمأذُونِ فيهِ؛ لأنَّ حدُودَ الله نوعَانِ:
1 – حدٌّ أُذِن به، فيُنْتَهَى إليهِ، وفيه قولُ اللهِ تعَالَى: (تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا).
2 – حَدٌّ نُهيَ عن قُربَانِه، فيُوقَف دُونَه، وهو الْمذْكُورُ في قولِه تعالَى: (تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا).
* والْغُلُوُّ: مُتعَلِّقٌ بالحدِّ الأوَّلِ، فيكونُ أصْلُه مَأذونًا فيهِ، ثُمَّ يتَمادَى التَّعظِيمُ بأصحَابهِ حتَّى يُبلِّغَهُم إلى مُجاوزَة الحدِّ الذِي أُذِن فيهِ.
* فَائِدَةٌ 59: ما يقَعُ مِن النَّاسِ عندَ القبُورِ ينْقَسِم إلى قِسْمَينِ:
1 – الْمَشْرُوعُ، وهو ما أَذِنَت به الشَّريعةُ ممَّا يرجِعُ إلى نفْعِ الزَّائر والمَزُور.
1 - أمَّا مَنْفَعَةُ الزائِرِ: فَبِتَرْقِيقِ قلْبِه وتذَكُّرِه الآخِرةَ والإحسَانِ إلى إخوَانِه.
2 - وأمَّا مَنْفَعَةُ الْمَزُورِ، فبِسَلامِ الزَّائرِ عليهِ، ودُعَائِه واستغْفَارِه لهُ.
2 – الْمَمْنُوعُ، وهو ثلاثَةُ أنواعٍ:
1 – مَا يَكُونُ شِرْكًا أَكْبَرَ: كالِاسْتغَاثةِ بالمقْبُورِين، ودُعَائهِم وطلَبِ الحوائِجِ منْهُم؛ فإنَّ هذَا كلَّهُ شِركٌ أَكْبرُ، لا فَرْقَ بينَ اعتِقَادِ فاعلِ ذلكَ أنَّهُم مُسْتقِلُّون بأنفُسِهم بالتَّأثيرِ أو وسَائطُ عند اللهِ تعالَى.
2 – مَا يَكُونُ شِرْكًا أَصْغَرَ: كمَن قصَدَ بُقعةً من هذه البِقَاعِ أو مشْهدًا مِن المشَاهدِ مِن قبُورِ الأولِياءِ والصَّالحينَ لِيَدْعُوَ اللهَ عندَها، فهو يرَى أنَّ الأَمْرَ كلَّه بيَدِ الله، لكنَّه اتَّخذَ سبَبًا غيرَ مشرُوعٍ للتَّبرُّكِ.
3 – مَا يَكُونُ حَرَامًا لَا يَبْلُغُ دَرَجَةَ الشِّرْكِ الْأَصْغَرِ وَلَا الْأَكْبَرِ: بإسْرَاجِ القبُورِ وزخرَفَتِها، وقد تكُونُ هذه الأفْعَالُ الْمُحرَّمةُ كبِيرةً وقد تكُونُ صَغِيرةً.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:14 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 60: خَصَّ الإمامُ الْمُجدِّدُ حمَايةَ جنَابِ التَّوحيدِ بالْمُصطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع كَونِها موجُودةً في كلامِ الله تعالَى؛ لأمْرينِ:
1 – أنَّ الْمُصطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان هو أولَ قَائمٍ بها في هذه الأُمةِ؛ فاستَحقَّ أن يُفْرد بالذِّكرِ في هذه التَّرجمةِ.
2 – لأنَّ كثِيرًا ممَّن زلَّ في بابِ التَّوحيدِ وقَع زَلَلُهُ في تعْظِيم النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والغُلوِّ فيه فوقَ القَدْرِ الذي أذِنت به الشَّريعةُ، فنَاسبَ الْمَقامُ تخْصِيصَ الْمُصطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالذِّكْر بيَانًا لجِهادِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حمايةِ التَّوحيدِ.
* فَائِدَةٌ 61: حِمَايَةُ الشَّريعةِ للتَّوحيدِ جاءت علَى ثلاثةِ أنواعٍ:
1 – حِمَايَةُ نَفْعٍ، وذلكَ بإمدَادِ القَلْبِ بالأسْبابِ التي تُقوِّي التَّوحيدَ وتُنمِّيه فيهِ.
2 – حِمَايَةُ دَفْعٍ، وذلِكَ بإحْرَازِ القَلْب مِن غوَائلِ الشِّرْكِ وحبَائلِه، وحسْمِ مَوادِّه، وسدِّ الذَّرائعِ الْمُوصلَةِ إليهِ.
3 – حِمَايَةُ رَفْعٍ، وذلكَ بالْإِرْشَادِ إلَى الأسْبَابِ التِي يُدفَعُ بهَا ضِدُّ التَّوحيدِ إذَا وقَعَ.
* ومِثَالُ ذَلِكَ: الْحَلِفُ، فإنَّ اللهَ تعَالى ونَبيَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمَوْها بهذه الأوجُهِ الثلاثةِ:
1 – فأمَّا حِمَايَةُ النَّفْعِ: فذلكَ في قولِ الله تعالَى: (وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ)، وقولِه: (وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ)؛ فإنَّ الإرشَادَ إلى حِفْظِ اليمِينِ وعدَمِ التَّساهُلِ بها، يَمُدُّ القَلبَ بقُوَّةٍ تمنَعُ العَبْدَ مِن التَّهاوُنِ في ذلكَ.
2 – وأما حِمَايَةُ الدَّفْعِ: ففِي قولِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -كما فِي الصَّحيحِ-: (لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ)؛ فنُهِي العَبْدُ عن هذهِ الغَائلةِ لِيُدْفَع عنهُ ما يُضعِف توحِيدَه.
3 – وأما حِمَايَةُ الرَّفْعِ: ففِي قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ حَلَفَ بِاللَّاتِ وَالعُزَّى فَلْيَقُلْ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللهُ)؛ فهذا إرشَادٌ إلى ما يُرفَعُ به ضدُّ التَّوحيدِ لَمَّا وقَعَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/191)
* فَائِدَةٌ 62: أحْسَنُ ما قِيلَ في حَدِّ الوثَنِ: اسْمٌ جامِعٌ لكلِّ ما عُبِد مِن دُون اللهِ.
* فَائِدَةٌ 63: الْوَثَنُ والصَّنَمُ إذا افتَرقَا دلَّ كلُّ واحدٍ منْهُما علَى الآخرِ، وإذا اجتَمعَا كان الصَّنمُ مخصُوصًا بمَا له صُورةٌ، والوثَنُ مخصُوصًا بما ليسَتْ له صورَةٌ، كما أفادَهُ الشَّيْخُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:15 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 64: سُمِّيت النَّمِيمةُ سِحْرًا لشَيْئينِ:
1 – بالنَّظَر إلَى مَبْدئِها؛ فإنَّها تكُونُ في سِرٍّ وخفَاءٍ، وكذلكَ العَزائمُ والرُّقى الشَّيطانيَّةُ إنَّما تُعْقَد في سِرٍّ وَخَفَاءٍ.
2 – بالنَّظَرِ إِلَى مُنْتَهَاهَا؛ وهو التَّفرِيقُ بينَ النَّاسِ، كالزَّوْجِ وزَوْجِه.
فلَمَّا وقَع الْمُشَاركَةُ للنَّميمَةِ معَ السِّحْرِ في الْمَبدَأِ والْمُنتَهَى سُمِّيَت حينَئذٍ سِحْرًا.
* فَائِدَةٌ 65: سُمِّي الحَلُّ بالنُّشرةِ؛ لأنَّ الِانتِشَارَ -فِي الأصْلِ-: التَّفرِيقُ، فكأنَّ الحالَّ للسِّحْرِ بنَشْرِه يُفرِّقُهُ عن الْمَسْحُور.
* فَائِدَةٌ 66: تَنْقسِمُ النُّشرَةُ إلى قِسْمَيْنِ [وهَذَا حَاصلُ كلَامِ ابْنِ الْقَيِّمِ]:
1 – حَلُّ السِّحْرِ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ، وَهُوَ مُحَرَّمٌ.
2 – حَلُّ السِّحْرِ بالرُّقَى والأَدْويَةِ الْمُبَاحةِ، فهَذَا جَائِزٌ.
* فَائِدَةٌ 67: تَشْترِكُ الطِّيَرةُ والسِّحْرُ: فِي الرُّكونِ إلَى دَعْوى عِلْمِ الغَيْبِ.
* فَائِدَةٌ 68: عرَّفَ بعضُ أهلِ العلمِ الطِّيَرَةَ بأنَّها: التَّشَاؤمُ بالطيُورِ والأسمَاءِ والألفَاظِ والبِقَاعِ والأَشْخَاصِ وغَيرِها.
وهذا التَّعرِيفُ لا تُسَاعِد عليهِ اللُّغَةُ؛ فإنَّ العَربَ لا يَقْصرُون الطِّيَرة علَى ما يُتشَاءَم بهِ، بل مَا يَحْمِلُ علَى الإقْدَامِ والإحْجَامِ عندَهم يُسمَّى: طِيَرَةً.
فالصَّحيحُ أن يُقالَ في الطِّيَرَةِ: إنَّها ما يُقصَدُ للحَمْلِ علَى الإقْدَامِ والإحْجَامِ.
* وأصْلُهُ عندَ العرَبِ: زجْرُ الطَّيْر، فإنَّ العرَبَ كانُوا إذَا أرَادُوا أمْرًا زجَرُوا الطَّيرَ، فإذَا أقْبَلتْ أقدَمُوا عليهِ، وإذَا أدْبَرَت أحْجَمُوا عليهِ.
* فَائِدَةٌ 69: ذُمَّتِ الطِّيَرَةُ فِي الشَّرِيعَةِ لِأَمْرَيْنِ:
1 – مَا فِي الرُّكونِ إليهَا مِن ضَعْفِ التَّوكُّلِ علَى اللهِ تعَالَى.
2 – مَا فيهَا مِن الإخْلَادِ إلَى سَببٍ غيرِ مُعتَدٍّ بهِ شَرْعًا ولا قَدَرًا.
وبهَذَا يتبيَّن أنَّ الطِّيَرَةَ مِن جُملةِ الشِّركِ الأصغَرِ إذَا جُعِلَ ما حَمَلَ على الإقْدَام أو الإحْجَامِ سبَبًا لذلكَ، مع أنَّه لم تَثْبُت سَبَبيَّتُه لا شَرْعًا ولا قَدَرًا، أمَّا إذا اعتقَدَ أنَّ الْمُتطيَّر به مُسْتقِلٌّ بالتَّأثيرِ تكُون الطِّيرةُ شِرْكًا أكبَر.
* فَائِدَةٌ 70: الفَألُ: (الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ)، ولا يَخْتصُّ الفَألُ بذلكَ، وإنَّما الكَلمَةُ أظْهَرُ أنواعِه.
ومِن صُوَرِ الفَألِ: الحَالُ الْحَسَنُ، أو الوجْهُ الْحَسَنُ، أو الْأمْرُ الْحَسَنُ.
* فَائِدَةٌ 71: الفَألُ ليْسَ مِن الطِّيرةِ في شيءٍ؛ لأنَّه ليسَ مُحرِّكًا على الْإِقْدَامِ أو الْإحْجَامِ، بل العَبْدُ قد تحَرَّك قبْلَ ذلك ثُمَّ سَمِعَ ما يُنشِئُ السُّرورَ والنَّشاطَ في ذلكَ فزَادَ إقدَامُه على الأمْرِ.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:17 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 72: ينْقَسِم التَّنجيمُ إلى نوعَيْنِ:
1 – عِلْمُ التَّأْثِيرِ: وهو اعتِقادُ تأثِيرِ هذه النُّجُوم على الحوَادثِ الكَونيَّةِ، وهذا النَّوعُ ينقَسِمُ إلى ثلاثةِ أقسَامٍ:
1 – اعتِقَادُ كونِها مستقلَّةً بالتأثيرِ بنفْسِها، مُدبِّرةً للكَوْن بحركَاتِها، وهذا كُفْرٌ مُخْرِجٌ من الدِّينِ بإجمَاع الْمُسْلمينَ، وهو شِرْكُ الصَّابئةِ الذِي بُعِث فيهِم إِبْرَاهِيمُ عليهِ السَّلامُ.
2 – اعْتِقَادُ كَوْنِهَا مُرْشِدةً للغَيْبِ دَالَّةً عليه مُفْصِحةً عنهُ بائْتلَافِها وافتِراقِها، وهذَا أيضًا كُفرٌ بإجمَاع أهْلِ الإسلَامِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/192)
3 – اعْتِقَادُ كونِهَا أسْبابًا للحوَادثِ غيرَ مُسْتقِلةٍ بالتَّأثيرِ، بل تابعَة لتَقْديرِ اللهِ سُبحانَه وتعَالى، وهذا القِسْمُ مما وقعَ فيه الِاختلافُ بينَ شَيْخِ الْإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ وأئمَّةِ الدَّعوةِ النَّجْدِيَّةِ؛ فإنَّ أَبَا الْعَبَّاسِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ يُصحِّحُ وُجودَ شيءٍ مِن حركَةِ الكوَاكب سبَبًا مُؤثِّرًا، بلْ قالَ: (ومَن زعمَ أنَّ حركاتِ الكوَاكبِ لا تأثِيرَ لها فهُو قولٌ بلَا علمٍ، وليسَ في النُّصُوص الشَّرعيةِ ما يدُلُّ عليهِ، بل النُّصُوصُ على خلافِه)، واستَدلَّ على ذلكَ بأدِلَّةٍ، منها ما جاءَ في الكسُوفِ الخسُوفِ مِن قولِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ يُخَوِّفُ اللهَ بِهِمَا عِبَادَهُ)، وبقولِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعَائِشَةَ لَمَّا رأَى القمَرَ: (تَعَوَّذِي بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الْغَاسِقِ إِذَا وَقَبَ).
وأمَّا أئمَّةُ الدَّعْوَةِ النَّجْدِيَّةِ فهُم مُطْبقُون علَى نفْيِ جَعْلِ الكوَاكبِ سبَبًا لشَيءٍ مِن الحوَادثِ.
* ولَعَلَّ سوَاءَ السَّبيلِ بينَ القَولَيْنِ بأنْ يُقالَ: إنَّ مِن حرَكَاتِ الكَواكِبِ ما يكُونُ سبَبًا لشيءٍ مِن الحوادِثِ، لا كلُّ حرَكاتِها، وإنَّما منعَ أئمةُ الدَّعوَةِ عدَّها أسبَابًا؛ لعَظِيم ما صَار إليه النَّاسُ مِن التَّعلُّقِ بها والرُّكُون إليْهَا؛ فحَسْمًا لِمادَّة الشِّرك وسَدًّا لذرِيعَتِه مَنَعُوا عَدَّ شيءٍ منهَا سبَبًا مِن الأسْبَابِ للحوَادثِ الكَونِيَّةِ.
إلَّا أنَّ الأدلَّةَ جاءَتْ بإثْبَاتِ التَّسْبيبِ في جُملةٍ مِن حركَاتِها لَا كلِّ حَركَاتِها.
2 – عِلْمُ التَّسْيِيرِ: وهو الِاستِدْلالُ بحركَاتِ الكوَاكبِ علَى ما يَحْتاجُ إليه النَّاسُ مِن الِاهتِداءِ إلَى القِبْلةِ والأوقَاتِ والجهَاتِ، فهذا جَائزٌ لا شَيءَ فيه في قولِ جُمهُور أهْلِ العِلْمِ.
* فَائِدَةٌ 73: تَعْلِيقُ الْأَمْطَارِ بِالْأَنْوَاءِ على ثلَاثةِ أقسَامٍ:
1 – تَعْلِيقُ تَسْبِيبٍ؛ بأنْ يَعتَقِد أنَّ النَّوءَ بنَفسِه مسَبِّبٌ للمطَر، مُفيضٌ له؛ وهذا شِرْكٌ أكْبرُ مُخْرِجٌ مِن الْملَّةِ.
2 – إِضَافَةُ سَبَبِيَّةٍ، بأنْ لَا يَعتَقِدَ أنَّ النَّوءَ مُسَبِّبٌ بنفسِهِ، وإنَّما هو سَبَبٌ للمَطرِ؛ وهذا شِرْكٌ أصغَرُ عند أئمَّةِ الدَّعوةِ النَّجديَّةِ، وفيهِ بَحْثٌ [أيْ: نَظَرٌ].
3 – إِضَافَةُ عَلَامَةٍ وَتَوْقِيتٍ، بأنْ لا يُرادَ -بإضَافةِ الْمطَرِ إلى النَّوءِ- كَوْنُ ذلك النَّوْءِ سبَبًا ولَا مُسبِّبًا له، وإنَّما هو علامَةٌ دالَّةٌ عليهَا، وهذا جَائزٌ لا تَثْرِيبَ علَى قائلِهِ؛ كما تقُولُ العربُ: (إِذَا طلَعَ سُهَيْلٌ فَلا تَأْمَنَنَّ السَّيْلَ)؛ لأنَّ ظهورَ سُهَيْلٍ عَلَامةٌ عَلَى وفُود السُّيولِ وكثرَتِها.
ومِن ذلِكَ قولُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا طَلَعَ النَّجْمُ ارْتَفَعَتِ الْعَاهَةُ عَنْ كُلِّ بَلَدٍ)، وهُو حدِيثٌ مُخرَّجٌ في مُسنَد أَحْمَدَ، وفَوَائِد تَمَّامٍ الرَّازِيِّ، والتَّدْوِينِ فِي تَارِيخِ قَزْوِين بأسَانيدَ يشُدُّ بعضُها بعضًا، وقد حَسَّنهُ جمَاعةٌ مِن أهلِ العلمِ.
والنَّجْمُ -فِي هذَا الحديثِ- هو الثُّرَيَّا؛ لأنَّ العرَبَ إذَا أطْلَقَت النَّجمَ لم تُرِد به إلَّا الثُّرَيَّا.
* لَطِيفَةٌ: مِن لَطِيفِ مَا يُذكَرُ ممَّا يتعلَّقُ بهذَا الحديثِ شَيْئَانِ اثْنانِ، يُبيِّنانِ أنَّ صِناعةَ العِلْمِ لا تُوقَفُ عندَ حَدٍّ، ولا ينْتَهِي شِبَعِ طالِبِ العِلْمِ منهُ حتَّى يكُونَ مُنتهَاهُ إلى الجنَّةِ.
أُولَاهُمَا: الْإِمَامُ الْبَاجِيُّ صرَّح في كتَابِه: الْمُنْتَقَى، بأنَّ هذا الحديثَ لا يُعرَفُ له مخْرَجٌ، ولا يُدْرَى عن سنَدِه، وهو مُتعَقَّبٌ بكَونِه مُخَرَّجًا في كتابٍ شهيرٍ هو مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ.
ثَانِيهِمَا: أنَّ جمَاعةً مِن الحفَّاظِ الكِبارِ، منهُم ابْنُ حَجَرٍ في فَتْحِ الْبَارِي، والْعَيْنِيُّ في عُمْدَةِ الْقَارِي، والسَّخَاوِيُّ في الْمَقَاصِدِ الْحَسَنَةِ، عزَوْا هذا الحديثَ لِسُنَنِ أَبِي دَاوُدَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/193)
قال الشَّيْخُ صَالِحٌ الْعَصيمِيُّ: (ولم أجِدْهُ في شيءٍ مِن نُسخِه، ولا رَأيْتُ أحدًا ممَّنْ صنَّفَ في أطرَافهِ ولا رجَالهِ ذكَرَ هذا الحديثَ؛ فمَنْ وجَد هذا الحديثَ فَلْيُفدْنَا بهِ وله منَّا جائزَةٌ عظِيمَةٌ!).
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:18 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 74: بدَأ الإمَامُ الْمُجدِّدُ في بيَانِ جُملةٍ مِن العِبادَات القَلبِيَّةِ بـ: (بَاب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ).
وإنَّما ابتَدأ ببَيانِ عبَادةِ الْمَحَبَّةِ لأنَّها أصلُ جميعِ أنوَاعِ العبُوديَّة؛ فإنَّ أعظَمَ صلَةٍ بينَ الخالِقِ والْمَخلُوقِ هي محَبةُ الخالِقِ لعَبْدِه، ومحبَّةُ العَبْدِ لربِّهِ سُبحَانهُ وتعالَى؛ ولذلكَ فإنَّ كلَّ عِبادةٍ لها حَدٌّ تنْتَهِي إليهِ، إلَّا عبادَةَ الْمَحبَّةِ، كما ذكَر ذلكَ ابْنُ رَجَبٍ في كتابهِ: التَّخْوِيفُ مِنَ النَّارِ وَالتَّعْرِيفُ بِحَالِ دَارِ الْبَوَارِ.
* فَائِدَةٌ 75: الْمَحَبَّةُ قسْمانِ:
1 – الْمَحَبَّةُ التِي لَا تَتَعَلَّقُ بِالْخِطَابِ الشَّرْعِيِّ ابْتِدَاءً، وهي الْمَحَبَّةُ الطبِيعيَّةُ، كمحبَّةِ الرَّجُلِ لولَدِه أو مالِه أو زَوجِه أو طعَامهِ أو نَومِه؛ فإنَّ هذه الْمَحَبَّةَ في أصْلِها لا يَتعلَّق بها خِطابُ الشَّرْعِ؛ لجرَيانِها مُوافِقَةً لطبائِعِ النَّاسِ، فهي ممَّا يشْتَرِكُ فيهَا الْمُؤمِنُ والكافرُ والبَرُّ والفاجِرُ.
2 – الْمَحَبَّةُ التِي يَتَعَلَّقُ بِهَا خِطَابُ الشَّرْعِ، فتَدُورُ معه أمْرًا ونَهيًا، وهذا القِسْمُ نوعانِ:
1 – الْمَحَبَّةُ الْمَشْرُوعَةُ؛ أيِ: التِي أَذِن بها الشَّرْعُ وأمَرَ، وتنقَسِمُ إلى قسْمَيْنِ:
1 – مَحَبَّةُ اللهِ.
2 – مَحَبَّةُ مَا يُحِبُّهُ اللهُ، ومنه: الْمَحَبَّةُ فيهِ.
2 - الْمَحَبَّةُ الْمَمْنُوعَةُ؛ أيِ: التِي منَعَ منْهَا الشَّارعُ، وَتَنْقَسِمُ إِلَى قِسْمَيْنِ:
1 – مَحَبَّةُ غَيْرِ اللهِ مَحَبَّةَ تَأْلِيهٍ وَتَعْظِيمٍ، وهي شِرْكٌ أكْبرُ مخْرِجٌ مِن الْمِلَّةِ.
2 – مَحَبَّةُ مَا يَكْرَهُهُ اللهُ وَيَأْبَاهُ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ، وهذه تَتنوَّع أحكَامُها بينَ الشِّرْكِ الأكبَرِ والأَصْغَرِ والتَّحْريمِ.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:19 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 76: الْخَوْفُ ينْقَسِمُ إلى قِسْمَيْنِ:
1 – الْخَوْفُ مِنَ الْخَالِقِ، وهذا نوعَانِ اثنَان:
1 – خَوْفٌ مِنَ الْخَالِقِ مَنْشَؤُهُ: تَعْظِيمُهُ وَإِجْلَالُهُ، وهذا خَوفُ كُمَّلِ الموَحِّدينَ.
2 - خَوْفٌ مِنَ الْخَالِقِ مَنْشَؤُهُ: خَشْيَةَ نِقْمَتِهِ وَسَوْطِ عَذَابِهِ، وهذَا ممَّا يُنافِي كَمالَ التَّوحيدِ الواجِبِ؛ فإنَّ اللهَ تعالَى لا يُخافُ لأجْلِ دفْعِ حلُولِ نِقَمِه وعَذابِه، بل يُخافُ تعالى تعْظِيما لشَأنِهِ وإجلَالًا لقَدرِه.
2 – الْخَوْفُ مِنَ الْمَخْلُوقِ، وهذا قسْمَانِ:
1 – خَوْفٌ مِنَ الْمَخْلُوقِ يَشْتَمِلُ على التَّألُّه لهُ، فهَذا شِرْكٌ أكبَرُ مُخرِجٌ مِن الْمِلَّةِ.
2 – خَوْفٌ مِنَ الْمَخْلُوقِ لِأَسْبَابٍ يَنْعَقِدُ بهَا، وهو الذِي يُسمَّى بالخوْفِ الطَّبيعِيِّ، وهذا ثلاثةُ أقْسَامٍ:
1 – أَنْ يَكُونَ سَبَبُ التَّخْوِيفِ ظَاهِرًا، كمَن يخافُ مِن سَبُعٍ أو حَيَّةٍ أو عدُوٍّ غَاشمٍ، فهذا لا يقْدَحُ في حالِ العبْدِ.
2 – أَنْ يَكُونَ سَبَبُ التَّخْوِيفِ ضَعِيفًا [كمَن يخافُ مِن هوامِّ الأرض الضَّعيفةِ كالخُنفُساء مثلًا، فهذا جُبنٌ، وحُكمُهُ: الكَراهةُ، إلَّا أن يَتعلَّق بحقِّ الله مع القُدرة عليه فإنَّه يكونُ محرَّمًا].
3 – [أَنْ يَكُونَ السَّبَبُ مُتَوَّهَّمًا لَا أَصْلَ لَهُ؛ كمَن يخافُ من الظَّلامِ، لا لأجْلِ ما قد يكونُ فيه، بل للظَّلام ذاتِه، وهذا يكونُ شِركًا أصغرَ؛ لأنه جعلَ ما ليس بِسَببٍ سَببًا؛ فليسَ الظَّلامُ في نفسِه مُوجبًا للخَوفِ، لكن إن خافَ مِن شيءٍ يَقعُ في أثناء الظَّلام فهذا لا يكُون قادِحًا في توحِيدهِ.
* ويُشترَط في هذا النَّوع: انْتِفاءُ معرفَةِ سببِ التَّخويفِ؛ فإنَّ الإنسانَ قد يخاف من شيء لا يُخوِّف في الأصل لِعَدم معرفتِه به، فإذا لم تُوجد المعرِفةُ لم يكُن هذا مِن جُملةِ الشِّرك الأصغَر] ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1411656#_ftn1)).
([1]) حَصَلَ هُنَا انْقِطَاعٌ فِي الصَّوْتِ؛ ولذلك أكلمتُ ما بين المعقوفينِ من فوائد شرح ثلاثة الأصول للعصيمي.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:21 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 77: لَا يزَالُ العبْدُ في خَوْفٍ ورجاءٍ حتَّى تَكمُلَ له عِبادتُه؛ كما قال الْإِمَامُ أَحْمَدُ: (الْخَوْفُ وَالرَّجَاءُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْجَنَاحَيْنِ لِلطَّائِرِ)؛ فكمَا أنَّ الطَّائرَ لا يقُوم طيَرانُه إلَّا بوجُودِهما جَميعًا، فكذلكَ عبَادةُ اللهِ لا تكُونُ إلَّا على هذه الصُّورةِ بأنْ يكُونَ العبدُ راجِيًا لربِّه خائفًا منهُ.
ورأسُ ذلكَ الطَّائرِ: هو محبَّةُ الربِّ جلَّ وعلا، الذي يُرشِدُه ويَسُوقهُ إلَى الِاستكثَارِ مِن محابِّ اللهِ ومرَاضِيه.
* فَائِدَةٌ 78: يُغَلَّبُ الخَوْفُ مِن اللهِ في حالِ السَّعةِ والرَّخاءِ، وَيُغَلَّبُ رجَاءُ اللهِ تعالَى في حالِ الشِّدةِ والضِّيقِ.
* فَائِدَةٌ 79: الرِّيَاءُ: إظهَارُ العبَادةِ ليَراهَا النَّاسُ فيَحْمَدُون صَاحبَها؛ كما قالهُ ابْنُ حجر في فتح الباري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/194)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:22 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 80: النِّيَّةُ تَتَعَلَّقُ بِهَا ثَلَاثُ مَرَاتِبَ:
الْأُولَى: مَرْتَبةٌ يُراد بها تَمْيِيزُ العملِ، أهُو عبَادةٌ أم عَادةٌ؟ وأيُّ العبَاداتِ هو إذَا كانَتِ الصُّورةُ منْهُنَّ واحِدةً؟
الثَّانِيَةُ: مَرْتَبةٌ يَتَمَيَّزُ بها الْمَقْصُودُ بالعَملِ، أهُو اللهُ أم غَيْرُه؟ ويدخُلُ تحتَها: الإخْلَاصُ والشِّرْكُ.
الثَّالِثَةُ: مَرتبَةٌ يَتَميَّز بها الْمَقْصُودُ مِن العمَلِ، أهو ثوَابُ الدُّنيَا أم ثوَابُ الآخرَةِ؟ أم ثوَابُ الدُّنيَا والآخرَةِ؟
* إذا عُلِم هذَا، فإنَّ العمَلَ لأجْلِ إرادَةِ الدُّنيَا إنَّما يتعَلَّقُ بالْمَرتبَة الثَّالثةِ، وهي نِيةٌ يتَميَّز بها الْمَقصُودُ مِن العمَلِ، أي: الثَّواب الْمُرتَّب عليهِ.
وهذا ينْقَسِمُ إلى قِسْمَيْنِ ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1411658#_ftn1)):
1 - أنْ يكُونَ عَمَلُ العَبْدِ كلُّه لأجْلِ إرادَةِ الدُّنيَا؛ وهذا شِرْكٌ أكبَرُ، وهذا العَملُ علَى هذا الوصْفِ لَا يَصْدُر مِن مؤمنٍ.
2 - العمَلُ لوَجْهِ الله ولأجْلِ الدُّنيَا، وله (عنْدَ ابْنِ سَعْدِيٍّ) صُورتَانِ:
1 – أنْ يتَسَاوَى القَصْدُ أو يتَقاربَا، وهذا يُنْقِص كَمالَ التَّوحيدِ.
2 – أن يَعمَلَ لله وحدَه، ويأخُذَ على عمَلِه جُعْلًا أي: عَطِيةً، فهذَا لا يَضُرُّ أخْذُه في إيمَانِ العَبْدِ وتوحِيدِه.
وفي جَعْلِ هذه الصُّورةِ من جُملةِ إرادَةِ العَبْدِ بعمَلهِ الدُّنيَا: نَظرٌ؛ لأنَّ مَقْصُودَ أهْلِ العِلْمِ مِن إرادَةِ العَبْدِ بعمَلِهِ الدُّنْيَا: انجِذَابُ الرُّوح إليهَا وتَعَلُّقُه بها، وهذا غيرُ موْجُودٍ في هذه الصُّورةِ].
* فَائِدَةٌ 81: ذكَرَ الْعَلَّامَةُ ابْنُ بَازٍ في تعْلِيقاتِه على كِتَابِ التَّوْحِيدِ أنَّ العملَ لإرادَةِ الدُّنيا ينقَسِمُ إلى قِسْمينِ اثنَيْنِ:
1 – أنْ يُريدَ العَبدُ ذلكَ بجمِيع عمَلهِ، فهذا شِركٌ أكبرُ، ولا يكونُ إلَّا مِن الْمُنافقِين.
2 – أن يُريدَ الدُّنيَا ببَعْضِ عمَلِه، كالصَّدقةِ أو الجهَادِ أو غيرِها، فهذَا يكونُ شِركًا أصغَرَ، ولا يكونُ مُحبِطًا لجمِيع عمَلِ صاحِبِه ولا مُخرِجًا له مِن الْمِلَّة.
([1]) حَصَلَ هُنَا انْقِطَاعٌ فِي الصَّوْتِ؛ فلْيُتأمَّل علَى أيِّ شَيءٍ ترجِعُ هذه القِسْمَةُ.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:23 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 82: ذَكَرَ شُرَّاحُ كِتَابِ التَّوْحِيدِ عند بابِ: (بَابُ مَنْ أَطَاعَ الْعُلَمَاءَ وَالْأُمَرَاءَ فِي تَحْرِيمِ مَا أَحَلَّ اللهُ أَوْ تَحْلِيلِ مَا حَرَّمَ اللهُ؛ فَقَدِ اتَّخَذَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ)، ذكَرُوا كلامَ أَبِي الْعَبَّاسِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ في جعْلِ هذه الطَّاعةِ على هذِه الصُّورةِ مُنْقسِمةً إلى قِسْمينِ:
1 – أنْ يُطيعَهُم في تحليلِ ما حرَّم اللهُ أو تحريمِ ما أحلَّ اللهُ، مع اعتِقَاد ذلكَ، فيَعتَقِدُ صِحَّةَ تحلِيلِ ما حرَّمُوه، وتحليلِ ما حلَّلُوه، وهذا شِرْكٌ أكبَرُ مُخْرِجٌ عن الْمِلَّةِ.
2 – أن يُوافِقَهُم في تحلِيلِ الحرَامِ وتحْرِيمِ الحلَالِ مِن غيرِ اعتِقادِ كَونِه كذلكَ، بل قَلْبُه مُنْضَمٌّ على اعتِقَادِ تحريمِ الحرَامِ وتحلِيلِ الحلالِ، ولكنَّه وافَقَهُم لهَوًى أو شَهْوةٍ أو شُبْهةٍ، وحِيَنئذٍ لا يكُون فِعْلُه شِرْكًا أكبرَ.
قال أَبُو الْعَبَّاسِ: (بَلْ فِعْلُهُ كَسَائِرِ الذُّنُوبِ).
وفيهِ إشكَالٌ: إذْ كيفَ يكُون العبدُ مأمُورًا في توحيدِه بأن يُطِيع اللهَ، ومُعْلنًا بأنَّ طاعةَ غيرِه شِركٌ به، ثُمَّ يكُون مُوافَقتُه لهؤلاءِ في الظَّاهرِ -معَ اعتِقَادهِ تحريمَ الحرامِ وتحليلَ الحلالِ- يكونُ كسائرِ الذُّنوبِ التي يَغْفِرُهَا اللهُ تعالَى.
ولَمْ أرَ -الشَّيْخُ صَالِحٌ الْعَصيمِيُّ- أحدًا مِن شُرَّاحِ كتاب التوحيد خرَجَ عنْ قَوْلةِ أَبِي الْعَبَّاسِ، ولَا نظَر فيهَا مع قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)، إلَّا الْعَلَامَةَ صَالِحًا الْفَوْزَان فِي إِعَانَةِ الْمُسْتَفِيدِ، فجزَمَ بأنَّ هذه الصُّورةَ شِرْكٌ أصغَرُ، وهو الصَّحيحُ.
* فَائِدَةٌ 83: التَّحاكُمُ إلَى الطَّاغُوتِ لا يكُون كُفْرًا مُخرجًا عن الْملَّةِ إلَّا إذا وُجِد فيه معْنَى الإرَادةِ، وهو: الرِّضَا والقَبُول والحُبِّ.
1 - فمَن تحَاكمَ إلَى غَيْرِ اللهِ عزَّ وجلَّ مُريدًا لهذا الحُكْمِ، راضِيًا بهِ، مُقَدِّمًا له على غَيْرِه؛ كانَ ذلكَ كُفْرًا أكبَر مُخرِجًا عنِ المِلَّة؛ لأنَّه لم يَكْفُر بالطَّاغُوتِ.
2 - وأمَّا إذا تحَاكَم إليهِ لَا علَى هذهِ الإرَادةِ، وإنَّما لأجْلِ الدُّنيَا -معَ عِلْمِه بأنَّ هذا الأمْرَ مُحَرَّمٌ غيرُ مأذُونٍ فيهِ، أو تحَاكَمَ إلى الطَّاغُوت مُكْرهًا مُلزَمًا به في الخاصِّ والعامِّ- فإنَّه لا يكُون بذلكَ كافرًا.
* فَائِدَةٌ 84: الْمَسَائلُ التِي تَتَّصِلُ بالحُكْمِ بغيرِ ما أنزَلَ اللهث مِن المسَائلِ العَظِيمةِ التِي عَظُم الْمُصَابُ بها بينَ الْمُسْلِمينَ؛ لكَثرَةِ كلامِ الجُهَّال فيهَا، والعِلْمُ نُقطَةٌ كَثَّرها الجَاهلُون، ولو سَكتَ الجاهِلُ لَقلَّ الخلافُ.
فنَبتَتْ نَوَابِتُ لا عِلْمَ لهم بالشَّريعَةِ، يتكَلَّمُون في هذه الْمَسَائلِ، لا يُحْسِنُ أحَدُهم إلَّا إيَّاهَا -وإحسَانُه لها مقْدُوحٌ فيه- إذْ كيْفَ يُحسِنُها مَن لا يُحسِنُ أصُولَ الدِّينِ؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/195)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:24 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 85: قولُ الْإِمَامِ الْمُجدِّدِ: (بَابُ مَنْ جَحَدَ شَيْئًا مِنَ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ) أيْ: فَقَدْ كَفَرَ؛ هكذَا ذكره الْعلَّامَةُ سُلَيْمَانُ الْحَمْدَان فِي الدُّرِّ النَّضيدِ.
إلَّا أنَّ صِحَّةَ هذا التَّقْديرِ تَرجِعُ إلى الْمُرادِ بِـ: الْجَحْدِ، فإنَّ جَحْدَ الأسماءِ والصِّفاتِ له معنَيانِ:
1 – جَحْدُ إنْكَارٍ، بأن يَنْفِيَ ما أثبَتهُ اللهُ أو أثْبَتَهُ رسُولُه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لهُ؛ فيكُونُ كَافرًا كُفْرًا أكبرَ خارِجًا مِن المِلَّةِ.
2 – جَحْدُ تأوِيلٍ، بأنْ يكُونَ الحاملُ عليهِ التَّأوِيلَ لا الإنكَارَ، وصاحبُ هذه الحالِ يتَنوَّع حكْمُه باعتبَار قُوَّةِ المُسوِّغ للتأوِيلِ:
1 – فإذَا كان التَّأويلُ سائِغًا، لم يكُن جَحْدُه على هذه الصُّورةِ مُخْرجًا له عنِ الإسْلَامِ.
2 – وإذَا كان تأوِيلُه لا مُسوِّغَ له، فإنَّه تَكْذِيبٌ في الحقِيقةِ.
ويُبَيِّنُ هذَا: مَن يزعُم أنَّ اليدَ للهِ تعالى هي القُوَّةُ؛ فإنَّ مِثْلَ هذَا لا يَكْفُرُ كُفرًا أكبرَ مُخْرِجًا من الْمِلَّةِ، لوجُود المُسوِّغ مِن العربيَّةِ للحَمْلِ على الْمَعْنَى -وإن كَانَ مردُودًا-، لَا إنِ ادَّعى أنَّ اليدَ للهِ تعَالى في قولِه: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ) هُما السَّماواتُ والأرضُ، أو الشَّمسُ والقمَرُ؛ لِعدَمِ وجُود الْمُسوِّغ الْمُعتَدِّ به في هذا القوْلِ، فيكُونُ على هذه الصُّورةِ مُلحَقًا بجَحْدِ الإنكَارِ، إذْ حَقيقَتُه تَكْذِيبُ الله تعالى في قولِه، فإنَّ العربَ لا تَعرِفُ اليدَ بهذا الْمَعْنَى.
* فَائِدَةٌ 86: النَّاسُ فِي مُقَابِلِ نِعْمَةِ اللهِ يَنْقَسِمُونَ إِلَى قِسْمَيْنِ:
1 – أَهْلُ الْإِنْكَارِ، الذينَ يُنكِرُون نِعمةَ اللهِ تعالى، ويُعلِنُون ذلكَ بألسَنتِهِم، وهؤلاء كُفَّارٌ خارجُون عن الْمِلَّة.
2 – أَهْلُ الْإِقْرَارِ، وهذا القسْمُ نوعَانِ:
1 – مَنْ أَقَرَّ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ بِهَذِهِ النِّعْمَةِ، وهذه حالُ كُمَّل الْمُوحِّدينَ.
2 – مَنْ أَقَرَّ بِقَلْبِهِ، وَأَضَافَهُ بِلِسَانِهِ إِلَى غَيْرِ اللهِ، كأنْ يُضيفَها إلى نَفْسِه أو سَعْيِه أو نَسَبِه أو حسَبِه، كما هو جَارٍ على ألْسِنةِ كَثيرٍ؛ وهذَا مِن جِنْسِ الشِّركِ الأصغَر في الألفاظِ.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:25 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 87: قسَّمَ ابْنُ سَعْدِيٍّ تَعَيُّنَ القنَاعةِ بالحَلِف باللهِ عزَّ وجلَّ إلى قِسْمينِ:
1 – أنْ تكُونَ تلكَ اليَمِينُ صادِرةً مِن معرُوفٍ بالصِّدقِ والعدَالةِ، فحِينئذٍ يَتعيَّن الرِّضَا.
2 – أن تكُونَ صادرةً مِمَّنْ عُرِف عنه الفجورُ والكذِبُ، وحِينَئذٍ لا تلْزَمُ القنَاعةُ بيَمينِه، ولا يكُون ذلك مخالِفًا لِما يجِبُ على العَبْدِ مِن تعظيمِ اللهِ سبحَانه وتعالَى.
هذا قولُ جُمْهُورِ أهْلِ العِلْمِ، ومِن أهلِ العِلْمِ مَن دَفعَ هذه القِسْمةَ، ورأى أنَّ مُقتضَى تعْظِيمِ اللهِ عزَّ وجلَّ الرِّضَا بحَلِفِ مَن حلَفَ به سَواءٌ كان معرُوفًا بالصِّدقِ أو ضدِّه؛ لأنَّ مرَدَّ التَّعظيمِ إلى كوْنِ اليمينِ باللهِ تعالَى، غير أنَّ هذا القَوْلَ ظَاهرُ الضَّعفِ؛ لأنَّ الصَّحابةَ رضوانُ الله عليهم أَبَوْا أن تحْلِفَ لهم يَهودُ خمْسِين يمِينًا في قصَّة مُحَيِّصَةَ وحُوَيِّصَةَ رضي اللهُ عنهُما لَمَّا قتَلَتْهُ يهودُ، فأبَى الصَّحابةُ رضوَانُ الله عليهم أيمَانَ خمْسِين مِنَ اليهُود ولم يُعنِّف عليهم رسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وكانُوا هم أحقَّ بتعظِيم اللهِ عزَّ وجلَّ، فعُلِم أنَّ القِسْمةَ التي ذكرَها ابْنُ سَعْدِيٍّ هي القِسمَةُ التي تُرشِد إليها الأدِلَّةُ.
* فَائِدَةٌ 88: الدَّهْرُ لا يَسْتقِلُّ بالأفعَالِ، وإنَّما هو ظرْفٌ لها؛ وإذا جرَى مِن العَبْدِ سَبٌّ للدَّهْرِ، كان ذلك منافيًا للتَّوحيدِ.
1 - وقد يكُونُ شرْكًا أكبرَ إذا اعتقَدَ أن الدَّهر مُسبِّب بنفسِهِ.
2 – وقد يَكُون شِرْكًا أصغَرَ إذ اعتقَدَ أنَّ الدَّهْرَ سبَبٌ، وأن التدبيرَ كلَّه لله تعالى.
* فَائِدَةٌ 89: سبُّ الدَّهرِ: هو شتْمُهُ؛ أمَّا الخبَر عن تصَاريفِه فليْسَ مِن جُملةِ سَبِّه؛ فوَصْفُ اليومِ بالسُّوءِ: لا شيءَ فيهِ؛ كما قالَ تعالى: (فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ)؛ فهذا خبرٌ عمَّا اكْتَنفَ ذلك اليومَ مِن التَّقديرِ.
* فَائِدَةٌ 90: الْهَزلُ: هو الْمَزْحُ بخِفَّةٍ، والهزَلُ والِاسْتِهْزَاءُ الْمُكَفِّرُ ينقَسِم إلى قسمَيْنِ:
1 – الِاسْتِهْزَاءُ المُكَفِّرُ حقيقةً، وهو الِاسْتِهْزَاءُ بالله وآياتِه ورسُولِه؛ لأنَّه نُصَّ على هؤلاء الثلاثةِ في قولِ الله عزَّ وجل: (قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ).
2 – الِاسْتِهْزَاءُ الْمُكفِّرُ حكمًا، وهو ما رجَع إلى المنصُوصِ عليه، كمَن يستَهْزئُ بشيءٍ مِن دينِ الله تعالَى؛ فإنَّه راجعٌ إلى الِاسْتِهْزَاءِ باللهِ وآياتهِ ورسُوله، فيكونُ له الحكمُ نَفسُه.
* وما خرجَ عن هذينِ النَّوعينِ:
قد يكُونُ فسْقًا لا يكْفُرُ بهِ العبدُ؛ كمنِ استهَزئ بصُورةِ أحدٍ مِن النَّاس الْمُتعلِّقةِ بالشَّريعة كاللِّحيةِ، فإنَّه يَسْتهزئُ بها على إرادَةِ تعلُّقها بذلك الشَّخصِ، لا مِن جهةِ كونِها مأمُورًا بها، فلا يكفُرُ؛ لأنه لم يسْتَهزِئ بها لأجْل كونِها دِينًا، وإنما لأجْلِ أنَّها لحيَةُ فلانٍ، وهذا فسْقٌ لِما فيه من السُّخريةِ بالمؤمِنينَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/196)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:26 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 91: بوَّب الإمَامُ الْمُجدِّدُ فقال: (بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي) وبعدَه: (بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا)، والفَرْقُ بينَهُما:
- أنَّ التَرجمةَ الأُولى مُتعلِّقةٌ بالنِّعمةِ المُسدَاة عقِبَ شِدَّةٍ وضرَّاء.
- وأمَّا التَّرجمةُ الثَّانيةُ فَمتعَلِّقةٌ بالنِّعْمَةِ الْمُسْدَاةِ ابْتِدَاءً.
* فَائِدَةٌ 92: الْوَاجِبُ عَلَى الْعَبْدِ فِي أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى شَيْئَانِ:
1 – دُعَاءُ اللهِ تَعَالَى بِهَا، وهذَا:
1 - يكونُ تَارةً دُعاءَ عِبادةٍ بشُهودِ معانِيها، واستِحضَار ما دلَّت عليهِ مِن الحقائِقِ العظِيمةِ.
2 - ويكُونُ دعاءَ مسْألةٍ بطلَبِ اللهِ بهَا، بأن يدعُوَ الإنسَانُ باسْمِ الرحمنِ والرَّحيمِ والرَّازقِ والكريمِ.
2 – تَرْكُ الْإِلْحَادِ فِيهَا، والإلْحَادُ: الْمَيْلُ بِهَا عَمَّا يَجِبُ فِيهَا.
وهذا الْمَيْلُ يتنوَّع إلى أنواعٍ كثيرةٍ، وقد اختلفَ أهلُ العلمِ في تعدِيدِها؛ إلَّا أنَها جميعًا ترجِعُ إلى: الْمَيْلِ بِهَا عَمَّا يَجِبُ فِيهَا.
وقدْ يخرُجُ الإلحادُ بصاحبِه مِن الإسلَامِ، وقد لا يَخرُجُ بصاحبِه منه؛ فمَن نفَى ما للهِ منَ الأسماءِ والصِّفات يكُون قد ألحَدَ إلحادًا خرجَ به عن الإسْلَامِ.
* فَائِدَةٌ 93: السَّلَامُ -مِن أسماءِ اللهِ معنَاهُ-: السَّالِمُ مِن كلِّ عيبٍ، الْمُتنَزِّهُ عن كلِّ نقْصٍ.
* فَائِدَةٌ 94: الخبَر بالسَّلامِ عن اللهِ مأذُونٌ به، مأمورٌ بِه في مواضِعهِ فِي الشَّريعةِ، وأمَّا إنْشَاءُ ذلك بقَوْلِ: السَّلَامُ على اللهِ؛ فقَد جاءتِ الشَّريعَةُ بالنَّهيِ عنه؛ لِمَا يتضمَّنُه مِن تنقُّصِ الربِّ جلَّ وعلا، إذْ يَجعَلُه مظِنَّةً للنَّقْصِ ومحَلًا قابِلًا للشَّرِّ يحتَاج إلى دُعاء الدَّاعي بأن يُسَلَّمَ مِن ذلك.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:27 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 95: مَطْلُوبَاتُ الْعَبْدِ فِي سُؤَالِهِ تَنْقَسِمُ إِلَى قِسْمَيْنِ:
1 – الْمطَالبُ التي تتَحقَّقُ منْفَعتُها، والْمَأمُورُ بهَا: هو الجَزْمُ بدُعاءِ الله تعالَى؛ وذلك: كالعَافيةِ والرِّزْقِ والصِّحَّةِ.
2 – الْمَسْئُولاتُ التِي لا يُعلَمُ تحقُّقُ الْمَنفَعةِ فيها، بل تكُون الْمَنفَعةُ متردِّدةً باختلافِ حالها؛ فيُرشَدُ العبدُ إلى ما فيه مَصْلَحتُه بأن يُعَلِّقهَا باختيَار اللهِ تعالى ومَشِيئتِه.
* فَائِدَةٌ 96: النَّهْيُ في قولِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ولا يقل أحدكم: عبدي وأمتي) للكراهَةِ في قول الجُمهُور، كما ذكَرهُ ابْنُ الْقَيِّمِ في زَادِ الْمَعَادِ وابْنُ حَجَرٍ في فَتْحِ الْبَارِي، وحُكيَ إجمَاعًا وفيه نَظرٌ.
* فَائِدَةٌ 97: بوَّب الإمَامُ الْمُجدِّدُ فقال: (بَابٌ لَا يُرَدُّ مَنْ سَأَلَ بِاللهِ)، وبعده: (بَابٌ لَا يُسْأَلُ بِوَجْهِ اللهِ إِلَّا الْجَنَّةَ)؛ والفَرقُ بينَهُما:
أنَّ الأُولى: تتَعلَّقُ بالمَسْؤُولِ، والثَّانيةَ: تتعَلَّق بالسَّائلِ.
* فالمَسؤُولُ: مأمورٌ بأنْ لا يَرُدَّ مَن سألَ باللهِ تعالَى، بل يُجِيبُه تعْظِيما لحقِّ اللهِ تعالَى إذا كانَ ذلك مُتَعَيِّنا مُمْكنًا، أمَّا إذا لم يكُن مُمْكنًا أو لا يَقْدِر العَبْدُ عليه فلا يُؤْمرُ بإجابَةِ سُؤالِ مَن سألَهُ.
* وأمَّا السَّائلُ فمَأمورٌ بأن يُعظِّمَ اللهَ تعالَى فلا يَسْألُ بوجْهِ اللهِ إلَّا الْمطَالبَ العظِيمةَ؛ مِن الجنَّةِ وما أوْصَل إليهَا، أمَّا مطالِبُ الدُّنيَا فإنَّ العَبْدَ لا يَسألها بوجْهِ اللهِ تعالَى؛ لِمَا في ذلك مِن مُنافاةِ تعظِيم الربِّ، فإنَّ العظيمَ إنَّما يُسألُ به في العظيمُ، ولا يُطلبُ مِن الْمَلِكِ شَيءٌ حقيرٌ.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:28 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 98: اسْتِعمَالُ (لَوْ) على ثلاثةِ أقسَامٍ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/197)
1 – الإتيَانُ بهذه اللَّفْظةِ على وجْهِ الإخْبَار؛ كما في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ)، وهذا القسْمُ جَائزٌ، فلِلعَبْدِ أن يُخبِر بها ما شاءَ، فإذا قُلْتَ: لو جِئتَني أكْرَمتُكَ؛ كان ذلك جَائزًا.
2 – أن يَقُولَها على وجْه التَّمنِّي للخَيْرِ أو الشَّرِّ؛ فإنْ قالَها مُتَمَنِّيا للخَيْرِ جازَ ذلك بلِ اسْتُحبَّ، ولو قالَها مُتمَنِّيا الشَّر حَرُمَ ذلك ومُنِعَ.
3 – أن يقُولَها على وجْهِ التَّندُّمِ والتَّحسُّرِ؛ وهذا القِسْمُ هو الحامِلُ لإيرَادِ الْإِمامِ الْمجَدِّد رحمه الله تعالى لـ: (بَاب مَا جَاءَ فِي اللَّوِّ) في كِتَابِ التَّوْحِيدِ؛ فإنَّ إيرادَ هذه الكَلمةِ (لَوْ) على وجْه التَّنَدُّمِ يَجِيءُ على ثلاثَةِ أنواعٍ:
1 – أن يقُولَها مُتَندِّما مُعارِضًا للحُكْمِ الشَّرعيِّ، كما في قولِه تعالى: (لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا).
2 – أن يقُولَها مُتَنَدِّما على وجْهِ الْمُعارَضةِ لِلْحُكْمِ القَدَريِّ، كما في قولهِ تعالَى: (لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا).
3 – أنْ يَقُولَها تَندُّما لا علَى وجهِ الْمُعارَضةِ لحُكْمِ الله الشَّرعيِّ والقَدرِيِّ، وإنَّما جَزعًا وتسَخُّطًا.
وهذه الأنوَاعُ الثَّلاثةُ الْمُنْدرجَةُ تحتَ القِسْمِ، كلُّها محرَّمةٌ، وقد تَترقَّى الحالُ بصَاحبِها -في بَعْضِ صُوَرِها- إلى الوقُوعِ في الشِّركِ؛ لِمَا في ذلك مِن مُنازعَةِ الله تعالى في حُكمِه القدَريِّ أو الشَّرْعِيِّ.
* فَائِدَةٌ 99: (بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الرِّيحِ): هذهِ التَّرْجمةُ لاحِقةٌ بسَبِّ الدَّهرِ؛ ولكن لَمَّا كانت الرِّيحُ مِن أكثَرِ أفرادِ حوَادثِ الدَّهرِ تَكرارًا وانتِشَارًا، والوقُوعُ في سبِّها مِمَّا تجْرِي به ألسِنةُ كَثيرٍ؛ أفردَهُ المُصنِّفُ رحمه اللهُ بالذِّكْرِ؛ والقَوْلُ فيه كالقولِ في سبِّ الدَّهر.
وقد تقدَّم: أنَّ السبَّ هو إنْشَاءُ القولِ باللَّعْنِ والشَّتمِ وغيرِه، وأمَّا مُجرَّدُ الخبَر فإنَّه غيرُ ممنُوعٍ منهُ، كما قال تعالَى: (بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ).
* فَائِدَةٌ 100: ظَنُّ الْجَاهِلِيَّةِ: هو ظنُّ غَيْرِ ما يَلِيقُ باللهِ؛ كما ذكره ابْنُ الْقَيِّمِ في زَادِ الْمَعَادِ.
1 - وهذَا الظنُّ قد يكُونُ كُفْرًا أكبرَ؛ كمَن يظُنُّ باللهِ تعالى أنَّ له صاحبةً وولدًا.
2 - وقد يكُونُ دُون ذلكَ لا يُخرِج مِن الْمِلَّةِ؛ كمَن يظُنُّ أنَّ مِن أسماءِ الله تعالى اسمًا لم يُسمِّ اللهُ به نفسَه، كاسْمِ: السَّاترِ أو الْمَوجُودِ أو الْمَطلُوبِ أو الْمَقصُودِ.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:29 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 101: مِن جُملةِ التَّنديدِ: اتِّخاذُ الصُّورِ الحيوَانيَّةِ، تَشَبُّها بخَلْقِ اللهِ وكَذِبًا على الخِلْقةِ الإلهيَّة، ومِن أجلِ هذا عقَدَ الْإِمَامُ الْمُجَدِّدُ بابَ: (مَا جَاءَ فِي الْمُصَوِّرِينَ)، كما أنَّ تعظيمَ الصُّورِ الحيوانيَّةِ مِن الوسائلِ الْمُفْضيةِ إلى الشِّرك؛ فصارَ إدخَال هذه التَّرجمةِ (بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُصَوِّرِينَ) في كتَابِ التَّوحيدِ راجعًا إلى هذين الْمَعنَيينِ:
1 – لِكَوْنِ التَّصويرِ مِن جُمْلَةِ التَّنْدِيدِ.
2 – ولكَوْنهِ مِن الوسائلِ الْمُفضِيةِ إلى الشِّرْك.
* فَائِدَةٌ 102: مِن تعْظِيم الربِّ جلَّ جلالُه: حِفْظُ اليمِين؛ كما قالَ تعالى: (وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ)، فَمَن حَفِظ يَمِينَه كان مُعظِّما للرَّبِّ عزَّ وجل، قائِمًا بتوحِيدِه، ومَن لم يَحْفَظ يَمِينَه فقد وقعَ فيما يُنافِي التَّوحيدَ: إمَّا مُنافيًا لأصلِه وإمَّا منافيًا لكمالِه.
* فَائِدَةٌ 103: تَعْظيمُ الله بِحِفْظِ اليمِين يكُون بخَمْسةِ أصُولٍ يتحقَّقُ بها حفظُ اليمِين:
1 – أن لا يَحْلِف إلَّا باللهِ.
2 – أنْ لَا يَحلِف بالله إلَّا إذا كان صَادقًا.
3 – تَرْكُ الإكثَارِ مِن الحَلِف.
4 – الْتِزامُ ما تَقْتضِيه اليَمِينُ إلَّا أن يرَى خيْرًا منهَا.
5 – الوَفاءُ بكفَّارتِها إذا حنَثَ فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/198)
* فَائِدَةٌ 104: قَوْلُ الْإِمَامِ الْمُجَدِّدِ (بَابُ مَا جَاءَ فِي ذِمَّةِ اللهِ وَذِمَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أي: بتَعظِيمها والوفاءِ بها، وعدمِ العَقْدِ بها ابتداءً -ولكنْ إذا عَقَد بها فإنه يجِبُ عليه أن يَفيَ بها تعظيمًا للربِّ سُبحَانه وتعالى-، والحذَرِ كلَّ الحَذَرِ من نَكْثِ هذه الذمَّةِ وإبطالِ ما دلَّت عليه مِنَ الالتزامِ حالَ الْمُعاهَدة معَ أحدٍ مِن الكُفارِ؛ لِما في ذلك مِن [تَهوينِ] الإسلامِ وعدمِ القيامِ بحقِّ الله وحقِّ رسُوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:30 ص]ـ
* فَائِدَةٌ 105: الْإِقْسَامُ عَلَى اللهِ يَجِيءُ عَلَى قِسْمَيْنِ:
1 – أن يكُونَ مِن بابِ العُجْبِ بالنَّفْسِ والإدْلَالِ على اللهِ؛ فهذا سُوءُ أدَبٍ معهُ، دالٌّ على قِلَّة تَعْظِيمِه، ووهَنِ توحِيدِ مَن قامَ به ذلك الحالُ.
2 – الإقْسَامُ على اللهِ لِتحَقُّق وقُوعِ المُقْسَمِ [عليه] أو قُوَّةِ الرَّجاءِ باللهِ عزَّ وجلَّ مع قَبُول المَحلِّ لذلكَ، وهذا القِسْمُ قد رخَّص فيه بَعْضُ أهل العلمِ إذا كان الْمَحلُّ قابِلًا والرجاءُ قوِيًّا، أو كانَ الأمرُ مُتَحَقَّقَ الوقوعِِ؛ ساغَ القَسَم على اللهِ سُبحانَه.
ولكِن لا يتهيَّأُ لبلُوغِ هذه الْمَرتبةِ إلَّا الأفْرَادُ مِن النَّاسِ، فَرْدًا بعد فَرْدٍ؛ لحاجَةِ العبدِ في ذلك إلى كمَالِ الدِّينِ وقوةِ اليقِينِ، وصِدْقِ الوُثوقِ بوعْدِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
* فَائِدَةٌ 106: الِاسْتِشْفَاعُ بِاللهِ عَلَى خَلْقِهِ؛ أي: أن يُجعلَ اللهُ جلَّ وعلا شَافِعًا يَشْفَع عند أحدٍ مِن الْمخَاليقِ فهو عَكسٌ لِما يجِبُ أن يكُون عليهِ الخلقُ مِن أن يكُون الشَّافعُ مخْلُوقًا يَشْفعُ لِمخْلُوقٍ عندَ اللهِ.
فَفِي هذا عَكسٌ لِمَا يَجِبُ مِن القضِيَّةِ؛ لأنَّ الله هو الكبيرُ الْمُتعَالِ الذي يُشْفَعُ عندهُ، وليسَ هو الشَّافِعَ عند غيرِه جلَّ وعلا، وفي ذلك إسَاءةٌ للأدَبِ مع الربِّ جلَّ وعلَا.
* فَائِدَةٌ 107: بوَّبَ الْإِمَامُ الْمُجَدِّدُ: (بَابُ مَا جَاءَ فِي حِمَايَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَنَابَ التَّوْحِيدِ وَسَدِّهِ كُلَّ طَرِيقٍ يُوصِلُ إِلَى الشِّرْكِ)، وبوب: (بَابُ مَا جَاءَ فِي حِمَايَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِمَى التَّوْحِيدِ وَسَدِّهِ طُرُقَ الشِّرْكِ)؛ والفَرْقُ بين التَّرجمتَيْنِ:
1 – فَالتَّرْجمةُ الأُولَى: مُتَعَلِّقَةٌ بِحِمَايَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلتَّوْحِيدِ مِنْ جِهَةِ الْأَفْعَالِ.
2 – والتَّرْجَمَةُ الثَّانيةُ: مُتَعَلِّقَةٌ بِحِمَايَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلتَّوْحِيدِ مِنْ جِهَةِ الْأَقْوَالِ.
* فَائِدَةٌ 108: ختَم الْإِمَامُ الْمُجَدِّدُ كِتَابَ التَّوْحِيدِ بـ: (بَابُ مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: (وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ))؛ ليُبيِّنَ فيها مُوجِبَ فقْدِ التوحيدِ وسببَ زوالِه، وهو عدمُ تقدير الله عزَّ وجلَّ.
فإنه استَفتَح الكِتابَ بذِكْرِ مُوجِبِ وجُود التَّوحيدِ وهو أَمْرُ اللهِ به، وكَوْنُه قَضاءَه ووصِيَّتَه لخلْقِه، فلَمَّا بلغَ آخِرَ الكتابَ؛ خَتَمَ بذِكْرِ مُوجِبِ فَقْدِ التَّوحيدِ وانعِدامِه مِن النَّاسِ؛ وهُو عدمُ تقدِيرِ اللهِ عزَّ و جلَّ.
وهذه التَّرجمةُ مِن محاسِن الردِّ في الخَتْم على البدءِ؛ فإنَّ بَينَ أوَّل ترجمةٍ وآخرِ ترجمةٍ مناسبةً ظاهرةً.
* فَائِدَةٌ 109: الرُّقيَةُ بكِتابةِ آياتٍ، ثُمَّ أمْر الْمَريضِ بوَضْعها في مَاء، ثُمَّ يَشْربُ الْمَريضُ هذا الْمَاءَ.
هذه الصُّورةُ جَائزةٌ، لأنَّها مِن الرُّقيةِ الشَّرعيةِ، إذْ أنَّها رُقيةٌ بالقُرآنِ، وثبَتَ هذا عن جماعَةٍ مِن السَّلفِ فمَن بَعدَهُم، ولم يُعْلَم عن أحدٍ مِن عُلماءِ الإسلَام إنْكَارُ ذلكَ.
ولكنَّ الرُّقى كُلَّما زَادَتْ وسَائطُها ضَعُفَ أثرُها؛ فإنَّ الرُّقيةَ الْمُباشِرةَ مِن العَبْدِ على نفْسِه تكُون أبلَغَ مِن الرُّقيةِ التي تكُونُ مِن غَيْرِه عليهِ؛ لأنَّه بنَفْسِه يُباشِرُ رُقْيَتَها، فإذَا كان غَيْرُه يُباشِر الرُّقيةَ صارَت وَاسِطة، وإذا كانَت هذه الواسطَةُ تَكتُب الرُّقيةَ في ورقةٍ ثُمَّ تُوضَعُ في ماءٍ ازدَادَتِ الوسَائطُ فضَعُفَ تَأْثِيرُهَا.
تَمَّ بِحَمْدِ اللهِ
ـ[محمدعبداللطيف غازي]ــــــــ[18 - 11 - 10, 01:23 م]ـ
جزاك الله خيرا على هدا الجهد المبدول واسال الله ان يبارك في علمك وعملك ولاتنسانا اخي المبارك بدعائك وتقبل الله منا ومنكم.
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[18 - 11 - 10, 01:53 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي زكريا
ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[18 - 11 - 10, 01:56 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
بارك الله لك في وقتك وجهدك ونفع بك، وننتظر الملف على ورد ليسهل طبعه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/199)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 02:07 م]ـ
الإخوة الأفاضل/
(محمد عبد اللطيف غازي).
(أبو عبد الرحمن الجزائري).
(محمد محمود أمين).
جزاكم الله خيرا.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[18 - 11 - 10, 05:24 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ زكرياء، وننتظر الملف كرماً منك.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:43 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ زكرياء، وننتظر الملف كرماً منك.
سأفعل إن شاء الله تعالى.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[19 - 11 - 10, 11:23 ص]ـ
هَذِه هِيَ الْفَوَائِدُ فِي مِلَفٍّ خَاصٍّ (تَجِدُهَا فِي الْمُرْفَقَاتِ):
* تنْبِيهٌ: الرَّجاء تَنْصيب الخطِّ الْمُرْفَق؛ لِتظْهَرَ النُّصوص فِي شَكلِها الأصلِيِّ.
ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[19 - 11 - 10, 12:03 م]ـ
شكر الله لك
لكن؛ بعد فك الملف وجدته شرح الأصول الثلاثة!!
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[19 - 11 - 10, 12:24 م]ـ
شكر الله لك
لكن؛ بعد فك الملف وجدته شرح الأصول الثلاثة!!
لقد تسرَّعْتُ .... قاتلَ اللهُ العجلةَ!!
هذا هو الملفُّ مُصحَّحًا، وأعتذرُ أشدَّ الاعتذَارِ.
ـ[عبدالرحمن على عبدالفتاح]ــــــــ[19 - 11 - 10, 11:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا, وجعل ذلك فى موازين حسناتكم
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[20 - 11 - 10, 07:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن بن أبي جمرة]ــــــــ[20 - 11 - 10, 11:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي زكريا على هذا الجهد الطيب، ونفع إخوانك،وكثير من طلاب العلم يبخلون بنشر ما قيدوه من فوائد عن مشايخهم، فعوقبوا بنزع البركة من علمهم.
أسأل الله أن يبارك في علمك وأن ينفع بك، وننتظر المزيد.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[20 - 11 - 10, 06:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا على المتابعة والتشجيع.
ـ[ابو عبد الله سيد احمد]ــــــــ[21 - 11 - 10, 12:10 م]ـ
هل شرح الشيخ العصيمي موجود اتحفونا به جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد السويد]ــــــــ[21 - 11 - 10, 03:43 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي زكريا، ونفع بك.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[21 - 11 - 10, 06:07 م]ـ
الإخوة الأفاضل/
(أبو عبد الله سيد أحمد).
(أحمد السيود)
بارك الله فيكم.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[21 - 11 - 10, 06:14 م]ـ
هل شرح الشيخ العصيمي موجود اتحفونا به جزاكم الله خيرا
الْقَوْلُ السَّدِيدُ فِي مَقَاصِدِ كِتَابِ التَّوْحِيدِ 1 ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=9382)
الْقَوْلُ السَّدِيدُ فِي مَقَاصِدِ كِتَابِ التَّوْحِيدِ 2 ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=9286)
الْقَوْلُ السَّدِيدُ فِي مَقَاصِدِ كِتَابِ التَّوْحِيدِ 3 ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=9278)
ـ[منير العطاوي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 01:02 م]ـ
* فَائِدَةٌ 01: مَوضُوعُ كِتابِ الْقَوْلِ السَّدِيدِ: هو بيَانُ موَاضِيعِ كِتَابِ التَّوْحِيدِ لِلْإِمَامِ الْمُجَدِّدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ.
وهذه المَوَاضِيعُ هي الْمُرادةُ بـ: (الْمَقَاصِدِ) في عُنوَانِ الكِتابِ.
مقاصد التوحيد للسعدي لم يكن بيانا لمواضيع كتاب التوحيد لابن عبد الوهاب ولا علاقة له به أبدا أبدا , وإنما هي مخاضرة ألقاها السعدي بعنوان مقاصد التوحيد , ثم بعد موته بسنين قام شيخان من تلاميذه بنتسيق هذه المحاضرة و الزيادة فيها وتفصيلها على كتاب التوحيد
والشيخ السعدي رحمه الله لا يعرف له شرح على شيء من كتب أئمة الدعوة النجدية , وكان متأثرا بشيخيه العمرو وابن جاسر , لم يخلص تماما مما عندهم من مضادة لأهل نجد
والله يتولانا ويتولاهم ويغفر لنا ولهم
ـ[منير العطاوي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 01:05 م]ـ
عفوا تكرر الرد مرة أخرى
ـ[أبوعبدالرحمن فهد]ــــــــ[24 - 11 - 10, 09:54 م]ـ
أخي منير معلوماتك غير دقيقة، وهذه أمور عتيقة! فقد طبع القول السديد في مقاصد التوحيد في مطبعة الإمام بمصر في حياة مؤلفه سنة 1367 قبل وفاته بتسع سنوات، وتوجد منه نسخة مهداة من الشيخ ابن سعدي إلى أحد المشايخ عليها خط ابن سعدي بالإهداء، وكان ابن سعدي يوصي بحفظ كتاب التوحيد كما في فتاويه، فما ذكر من كلام لا يثبت، وفيه أمور أخرى لا داعي لذكرها.
نعم طبع الكتاب أولا، وفيه تراجم أبواب كتاب التوحيد، وأشار ابن سعدي إلى أنه متعلق بكتاب التوحيد لإمام الدعوة، ولم يكن محاضرةً!! ثم أضاف إليه بعد وفاته علي الصالحي وابن سعيد نص كتاب التوحيد، هذه حقيقة الأمر، كما استفدته من شيخنا صالح بن عبد الله بن حمد العصيمي صاحب هذه الفوائد أعلاه.
ـ[منير العطاوي]ــــــــ[25 - 11 - 10, 01:42 م]ـ
أخي أبا عبد الرحمن فهد
أراك ترد علي في أشياء لم أقلها!! فلماذا؟
أنا لم أقل إن المحاضرة لم تطبع في حياة الشيخ ابن سعدي , لكنها طبعت على صورتها التي أرادها المؤلف مستقلة عن كتاب التوحيد لا على الصورة التي أرادها التلميذان النجيبان أن تكون شرحا لكتاب التوحيد!!
وقصدهم من هذا تلطيف الأجواء و إزالة الضباب لأن الشيخ ابن سعدي ليس له شرح على شيء من كتب أئمة الدعوة النجدية , فأرادا ـ جزاهما الله خيرا ـ أن تكون هذه المحاضرة شرحا إن لم يكن على كتاب التوحيد فليكن على مقاصد كتاب التوحيد.
و أنا لم أقل ـ بارك الله فيك ـ إن ابن سعدي لم يكن يوصي بحفظ كتاب التوحيد. و أنى لي أن أقول هذا!! و لكني قلت: إنه ليس له شرح على كتب أيمة الدعوة , هذا هو الذي قلته , فإن كنت تراه غير صحيح فهات لي شرحا واحدا له على كتاب أو رسالة من رسائلهم؟؟
أما خلاف ابن سعدي مع أهل نجد تأثرا منه بشيخيه فهذا أمر معروف ولا شيء في نشره , لأنه منتشر أصلا و مشهور بين الناس سيما أهل القصيم!! و لم يكف الشيخ اين سعدي حتى سمع من الملك عبد العزيز ـ رحمه الله تعالى ـ بعض الكلام , فعلم أن الأمر جد فسكت رحمه كرها منه للخلاف و انشعاب الصف
وجزاك الله خيرا
إن اردت المزيد من المعلومات فعند الشيخ محمد بن ناصر العبودي ـ مد الله في عمره ـ الخبر اليقين , وفي كتبه غير المتداولة بيان لحال أهل القصيم قديما , و موقفهم من دعوة راعي العارص!!
والسلام عليك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/200)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[25 - 11 - 10, 02:31 م]ـ
الأخ المكرم زكريا: جزاك الله خيراً على إفادتك وجهدك.
الأخ المكرم منير وفقه الله ورعاه، وأناله رضاه.
الكلام عن الشيخ السعدي وموقفه من الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومؤلفاته شابته مبالغات وإشاعات ومنافسات أقران وعصبية بلدان، والحسد أيضاً.
وهناك من كبار أصحابه ومنهم شيخنا عبد الله العقيل يردّ تلك الأقاويل، وقد أنكر على أحد المعاصرين كتابته في هذا ضمن ترجمة الشيخ محمد بن إبراهيم، فقد كان الشيخ السعدي ممن درّس كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكان يثني عليها كما يقول شيخنا، ولا يخالف منهجه، فهل يُحتاج لرد الأقاويل أكثر من هذا؟
مع ملاحظة أن الشيخ السعدي مقل أصلاً في التأليف في العقيدة وشروحاتها، وغالب كتبه في الفقهيات وغيرها من علوم الشريعة، وأما كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي أشيعت الأقاويل حول موقفه منها فهي عقدية، ولا يلزم العالم إن لم يشرح كتاباً عقدياً لشخص معيّن أنه يخالف أو يضاد، ولا يُنسب لساكت رأي، فضلاً أن منطوقه عكس ذلك.
والعلامة السعدي كان واسع الأفق والاطلاع بشكل عام، ولم يُلزم نفسه بكتب المتأخرين عموماً، بل كان يرجع لمن تقدم سواء في الفقه أو الاعتقاد، فكان يكثر النقل عن ابن تيمية وابن القيم والمرداوي، وهذه نفس أصول أئمة الدعوة، في حين كان كثيرون يقنعون بما ألفوه من المنتهى ودليل الطالب والزاد وما حولها، ولا يرقون لأصولها.
وفق الله الجميع، ورحم علماءنا وأسلافنا جميعاً.
ـ[منير العطاوي]ــــــــ[25 - 11 - 10, 06:46 م]ـ
أخي الكريم التكلة وفقك الله
لا شك عندي أن طلاب السعدي سينفون عن شيخهم كل شيء من شأنه أن يغبر غلى سمعة الشيخ رحمه الله , وما صنيعهم في كتاب مقاصد التوحيد وتفصيله بد الزيادة فيه على كتاب التوحيد إلا من هذا القبيل من باب تلطيف الأجواء , وهذا مقصد حسن لو صاحبه شيء من قول الحق.
أما الحسد والشائعات و التعصب للبلدان فهذا كلام ليس مقبولا أبدا , و يمكن أن يدافع به عن كل أحد ..
و ابن عثيمين من القصيم , و لم يقل عنه أحد مثل ما قيل عن شيخه ابن سعدي!!
والفوزان من القصيم وكذلك لم. . .
وغيرهم وغيرهم
وأهل عنيزة بعضهم إلى اليوم لا يزال يقول: لنا مدرستنا ولأهل الرياض و العارض مدرستهم!! سمعت هذا بأذني لا مرة ولا مرتين بل مرات كثيرة. يقولون من باب إظهار العلم لا من باب مضادة أهل الرياض.
وسمعت شيخا كبيرا عضوا في هيئة كبار العلماء من أكبرهم وأشهرهم , سمعته بأذني يقول: ابن سعدي لم يخلص من التأثر بشيخيه ـ يقصد العمرو وابن جاسر.
ولو تتبعت كتابات ابن سعدي رحمه الله لوجدت أن نظرته كانت عالمية , وكان يناقش كثيرا من القضايا التي يعنى بها غير أهل هذا البلد , وله مراسلات لمجلة المنار مجلة رشيد رضا وهي في مصر , و أهل الرياض قريبون منه ولا يلتقون إلا لحل الخلافات.
و أهل عنيزة أيضا كانوا يتطلعون للخارج ,أكثر من الدخل , و قد أوفدوا رجلا منهم للسودان لما ظهرت الحركة المهدية , لينظر لهم لعله يكون المهدي حقا , فذهب ورجع بالخيبة.
أمور عجيبة!!! صحيح , ولكن الحق فوق الجميع , أعاننا الله على قبوله والإذعان له.
وشكرا لك و أسأل الله أن يغفر لابن سعدي و أن يرحمنا و إياه
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[25 - 11 - 10, 07:05 م]ـ
منير، إنَّ من الكلامِ ما يَنفع، ومنه ما لا ينفع، ومنه ما يَضر، فانظر كلامك هذا وضعه في أي شيء شئتَ.
نعوذ بالله من شهوة الكلام.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[25 - 11 - 10, 07:25 م]ـ
أخي المكرم منير وفقنا الله وإياه لما يحبه ويرضاه.
كلامك عام ومجمل، وأما التفاصيل الدقيقة فلعلها بخلاف هذا الإجمال، وأنا أكرر أن القضية شابتها مبالغات وإشاعات ومنافسات أقران وعصبية بلدان، مع الحسد، وكونك فتحت باب البلدانيات فلا يخفاك أنه وُجد تنافس بين أهل القصيم أنفسهم، ولا سيما بريدة وعنيزة، ويغفر الله للجميع.
وعلى كل حال نعود لنقطة البحث: فالتهمة التي قيلت في الشيخ عامة، ودليلها ظني محض، ومع كونها ليست حجة قائمة بذاتها: فقد نفاها كبار طلاب الشيخ من العلماء أهل الثقة والديانة، فلا يحسن رمي كلامهم بجرة قلم (أو ضفطة كيبرود) لمجرد أنهم تلاميذه، بل هم أعرف الناس به، ونقلوا تدريسه وثناءه لكتب الإمام، واستنكارهم لما رُمي به، وللتذكير فمثل سماحة الشيخ العقيل هو أيضاً تلميذ العلامة عمر بن سليم، والعلامة المفتي محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ثم واقع الشيخ السعدي معروف، وموافقته العقدية معروفة، فماذا بقي من التهمة إلا اجترار كلام مهمل قديم ثبت بطلانه؟! فليس كل قول (قيل) صواباً، ولا يجيء التحقيق إلا بدراسة الأقوال وحظها من القوة وترجيح الصواب، وإذا ظهر واستبان فلا معنى لإعادة نبش ما عداه.
وتقبل وافر التحية والتقدير لشخصكم الكريم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/201)
ـ[منير العطاوي]ــــــــ[25 - 11 - 10, 09:08 م]ـ
أخي الكريم التكلة
أما عقيدة الشيخ فليست محل شك
و أما خلافه لأهل العارض فليس فيه شك
الشيخ اسماعيل ابن عتيق ذكر طرفا من هذا الخلاف , حضره الملك عبد العزيز وتهدد فيه و توعد , وكان ما كان مما لست أذكره!!
الشيخ العبودي هو أعرف الناس بأهل القصيم وليس ينفي هذا , بل يذكر مدارس أهل القصيم السلفية , والأخرى التي ليست كذلك , و يذكر أيضا أمورا كثيرة ليس يرضاها أهل القصيم.
فإن أنا تبعته و هو المؤرخ النسابة الرحالة الجغرافي الأديب العالم أكون مخطئا وقائلا بما لا ينفع!! و مصابا بشهوة الكلام!! التي ليس لها فطام!! سامحك الله يا عبد الرحمن.
ثم أيها الأخ الكريم التكلة أنت و أخي عبد الرحمن: إن كنتما تريان أن نبش مثل هذه القضايا غير مجد شيئا إلا التشويش و الحزازة , فأعرضوا عني , وسوف أسكت إكراما لكما
والسلام
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[25 - 11 - 10, 10:49 م]ـ
أخي المكرم منير وفقه الله ورعاه:
(ولا تزر وازرة وزر أخرى) فأنا أتحمل مسؤولية كلامي فقط، ولم أقل لك لا تتكلم وما شابهه.
للتجلية والتصحيح: فإن ما قاله الشيخ إسماعيل في كتابه ليس فيه تهديد ووعيد الملك عبد العزيز رحمه الله للعلامة السعدي رحمه الله في مسائل العقيدة، ولم يذكر هذا من قريب أو بعيد، إنما ذكر استدعاءه في أمر يأجوج ومأجوج، واستطرد الشيخ إسماعيل وجاء بقضية الخلاف المظنون من عنده، فلا دخل لإقحام الملك عبد العزيز في هذا الشأن، وهو سهو.
وأما قضية العلامة السعدي فنحن في معرض بحث وتحقيق علمي، وكلٌّ يدلي بحجته، وما من داعٍ لتفرع النقاش قبل الفراغ من تحرير موضع النقاش والاستطراد.
وتبسيطاً لعقدة البحث أقول:
هناك تهمة أُعلنت للشيخ السعدي، فكان علينا النظر في ثبوتها عليه، ثم يتفرع عن ذلك هل يُعتذر له أو غير ذلك، ولا أظن أحداً يخالف في هذا التأصيل.
فإذا بنا لا نجد نقلاً واحداً صريحاً صحيحاً عن الشيخ في هذه التهمة، نعم، لا أعرف بإسناد صحيح أن الشيخ صّرح بنقده لمؤلفات الإمام محمد بن عبد الوهاب، أو التنقص منها، ولا ذكر ذلك في مؤلفاته، أو نقله عنه تلامذته، فما مصدر التهمة إذاً؟
قيل: إنه بسبب عدم تأليفه لشرح متون الإمام العقدية! فهل هذا أمرٌ فاصلٌ في إثبات التهمة؟ إن أقوى ما يدل عليه ذلك هو ظنٌّ محض، والموقف الشرعي من الظن أنه أكذب الحديث، وبعضه إثم! وهذا يكفي لاطراحه.
ثم وجدنا فوق ذلك أن العلامة السعدي نص على مدح كتب الإمام ابن عبد الوهاب: كتابةً، ومشافهة حتى لخواص طلابه الذي كان يسرّ إليهم بأسراره، ودرّس بعض هذه الكتب كموقف عملي، وشرح كتاب التوحيد فعلا، وارتضى مساعدة طلابه في طبعه، كغيره من مؤلفاته التي ساعدوه بها، هذا هو الثابت عنه، والقول بأنه لتلطيف الأجواء وتعطيرها محض تخرص وظن كسابقه.
وفوق ذلك عرفنا من أحد كبار طلاب الشيخ استنكارهم لتلك التهمة ومن أشاعها، وهو سماحة الشيخ العقيل، وهو بالمناسبة لازم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مدة أطول من ملازمته للعلامة السعدي، وتلمذ على يد العلامة عمر بن سليم كبير علماء بريدة، ولا نقل عن أحدهما ولا عن غيرهما من الكبار هذه التهمة.
وبناء على تلك المحاكمة: لا يجد المتأمل إلا وجوب اطّراح التهمة والجزم ببطلانها التام، زد أنه من جهة الثمرة العملية لا يوجد أي فرق بين منهج العلامة والإمام، لا في الاعتقاد، ولا في مصادر التلقي، فما الفائدة في التنقيب عن القلوب والنيات للأموات، وبالظنون المحضة والتخرصات؟
وبعد ذلك أليس من حق علماء الأمة علينا إحسان الظن بهم، والتماس الأعذار لهم، والدفاع عن أعراضهم، أم نكون أتباعاً لأي دعوى تقال، ونتحمس لها لأي سبب كان، كترك التحقيق والتأمل في القضية، أو التعصب مع طائفة أو ضدها، ولهذا فثق تماماً أن الخلاف ليس شخصياً أبداً، وإنما محاولة لتحرير صحة التهمة من عدمها، في رجل نحبه في الله، واستفدنا من كتبه وعلمه.
فنسأل الله السداد في القول والعمل، وأن يجعل أهواءنا منضطبة بشرعه وعدله.
وغفر الله للجميع، ووفق لما يحب ويرضى.
ـ[منير العطاوي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 12:37 ص]ـ
أخي الكريم التكلة
أشكر لك حسن أسلوبك و جم أدبك
و كل ما ذكرته من ثناء على الشيخ ابن سعدي فهو حق قيل فيمن يستحق
و كل ما ذكرته عن تلميذه الكريم ابن عقيل و نفيه عن شيخه كل شائبة فحق أيضا , و لسنا ننكره
و ما ذكرته عن الشيخ ابن سعدي وثنائه على كتب الإمام المجدد فحق أيضا.
كل هذه أمور مسلمة , لسنا ننكرها نحن ولا أنت.
اتفقنا!!
بقي إذن أن ننظر في هذا الخلاف وهذه الجفوة بينه وبين أهل العارض , هل هي موجودة حقا!! أم هي محض أوهام و خيالات!!
فإن لم يكن هناك خلاف فقد انتهى الكلام بيننا و وقف البحث وليعد كل منا إلى بيته.
و إن كان هناك خلاف فللنظر ما هو سبب هذا الخلاف!! و كيف انتهى!! و من الذي كان سببا في إخماد الفتنة!!
الإشاعات كثيرة وشنيعة و أكثرها مطرح لا حض له في الثبوت
و أما ما ذكره ابن آل عتيق فهو أخف شيء و أهون شيء , وقد قال هو ذلك , قال إنه اطرح كثيرا من الأقوال التي وصلته بأسانيد و اختار رواية ظنها هي الأيسر و الأقرب في تهوين هذا الخلاف.
و قد غضب عليه كثيرون لأجل هذا , و كذبه آخرون , و الحق معه لا معهم , لأنه يروي بسند , وهم يكذبونه بلا سند ولا مستند.
و على كل: إن ثبت هذا عن الشيخ ابن سعدي فإنا نسأل الله أن يغفر لنا وله ويرحمنا و إياه , و إن لم تثبت عليه و كانت محض إشاعات و تحاسد فإثم ذلك على قائله , و نحن منه بريؤون.
و شكرا لك مرة أخرى على حسن أدبك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/202)
ـ[علي اسامة]ــــــــ[26 - 11 - 10, 02:49 ص]ـ
والله انها لفوائد تكتب بماء الذهب*
جزاك الله خيرا
ـ[الجعفري]ــــــــ[26 - 11 - 10, 06:27 ص]ـ
المتأمل في كتاب الشيخ السعدي رحمه الله لا يجد شكاً أنه متعلق بكتاب التوحيد وتعليقات عليه ..
وهي تعليقات كالحاشية عليه باسلوب موجز مفيد وجمة الفوائد ..
فرحم الله علماء الإسلام ..
أما ما ذكر من اختلاف ونحوه فالواجب اطراحه وعدم ذكره سواء ثبت أو لم يثبت ..
ولي تعليق هنا:
* فَائِدَةٌ 05: قسَّم العَلَّامَةُ ابْنُ سِعْدِيٍّ أحْكامَ الرَّبِّ جلَّ جلالهُ إلى ثلَاثةِ أقسَامٍ:
1 – أَحْكَامٌ شَرْعيَّةٌ.
2 – أَحْكَامٌ قَدَرِيَّةٌ.
3 – أَحْكَامٌ جَزَائِيَّةٌ؛ أيْ: ما يُرَتَّبُ مِن الجَزاءِ على العمَلِ بالثَّوَابِ والعقَابِ، والمَصِيرِ إلى الجنَّة والنَّارِ.
* وهذه القِسْمَةُ غيرُ مُنضَبطَةٍ؛ لأنَّ الأحْكَامَ الجزَائِيَّةَ تُردُّ إلى الأحكَامِ القدَريَّةِ؛ فإنَّ قدَرَ اللهِ سُبحَانهُ جَارٍ على العَبْدِ في الدُّنيَا والآخِرةِ، ومِن جرَيانِه فِي الآخِرةِ: جرَيَانُ الثَّوابِ والعِقَابِ ودخُولُ الجنَّةِ والنَّارِ.
فالمُخْتَارُ أنْ يُقالَ: إنَّ أحكَامَ الرَّبِّ تَنقَسِمُ إلَى قِسْمَيْنِ:
1 – أَحْكَامٌ شَرْعيَّةٌ؛ ومَحلُّها: الشَّرْعِ.
2 – أَحْكَامٌ قَدَرِيَّةٌ، ومَحَلُّهَا: القَدَرُ.
الذي يظهر لي أن كل الأحكام الثلاثة ترجع للقدر فكل شيء بقدر حتى ما شرعه الله على عباده
هو مما قدره عليهم وهو مكتوب عليهم وأراده منهم والإرادة كونية وشرعية كما هو مقرر معلوم ..
فتقسيم الشيخ في الأصل صحيح ويرد على التقسيم الثاني ما يرد على الأول ..
وفقنا الله لما يرضيه ..
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 02:45 م]ـ
* فَائِدَةٌ 05: قسَّم العَلَّامَةُ ابْنُ سِعْدِيٍّ أحْكامَ الرَّبِّ جلَّ جلالهُ إلى ثلَاثةِ أقسَامٍ:
1 – أَحْكَامٌ شَرْعيَّةٌ.
2 – أَحْكَامٌ قَدَرِيَّةٌ.
3 – أَحْكَامٌ جَزَائِيَّةٌ؛ أيْ: ما يُرَتَّبُ مِن الجَزاءِ على العمَلِ بالثَّوَابِ والعقَابِ، والمَصِيرِ إلى الجنَّة والنَّارِ.
* وهذه القِسْمَةُ غيرُ مُنضَبطَةٍ؛ لأنَّ الأحْكَامَ الجزَائِيَّةَ تُردُّ إلى الأحكَامِ القدَريَّةِ؛ فإنَّ قدَرَ اللهِ سُبحَانهُ جَارٍ على العَبْدِ في الدُّنيَا والآخِرةِ، ومِن جرَيانِه فِي الآخِرةِ: جرَيَانُ الثَّوابِ والعِقَابِ ودخُولُ الجنَّةِ والنَّارِ.
فالمُخْتَارُ أنْ يُقالَ: إنَّ أحكَامَ الرَّبِّ تَنقَسِمُ إلَى قِسْمَيْنِ:
1 – أَحْكَامٌ شَرْعيَّةٌ؛ ومَحلُّها: الشَّرْعِ.
2 – أَحْكَامٌ قَدَرِيَّةٌ، ومَحَلُّهَا: القَدَرُ.
وقد نظم ذلك شيخنا صاحب هذه الفوائد في شرحه على فتح الرحيم الملك العلام فقال:
حكمُ الإلهِ فاقْسِمَنْ لاثْنَينِ #####شَرْعِيِّة وقدرِ الدارينِ
قسمان لا ثلاثةٌ تعدُّ##### و ما يُرَى سِوَاهما يُرَدُ
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 02:49 م]ـ
بارك الله فيك أخي زكرياء على هذه الفوائد
ولك هذه الهدية خطبة لشيخنا تحدث فيها عن أعظم نعمة في تاريخ 8/ 10/1431
http://www.aqbas.com/audios/3016/%26Oslash%3B%26Oslash%3B%26Oslash%3B%26Oslash%3B-%26Oslash%3B%26Oslash%3B%26sup1%3B%26Oslash%3B%26U grave%3B%85-%26Ugrave%3B%86%26Oslash%3B%26sup1%3B%26Ugrave%3B% 85%26Oslash%3B--%26Ugrave%3B%84%26Ugrave%3B%84%26Oslash%3B%26Ugrav e%3B%8A%26Oslash%3B-%26Oslash%3B%26Oslash%3B%26Ugrave%3B%84%26Oslash%3 B-%26Oslash%3B%26Ugrave%3B%86-%26Oslash%3B%26sup1%3B%26Oslash%3B%26Oslash%3B%26O slash%3B%26Ugrave%3B%84%26Ugrave%3B%84%26Ugrave%3B %87-%26Oslash%3B%26Ugrave%3B%84%26Oslash%3B%26sup1%3B% 26Oslash%3B%26Ugrave%3B%8A%26Ugrave%3B%85%26Ugrave %3B%8A.html
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 04:23 م]ـ
* فَائِدَةٌ 64: سُمِّيت النَّمِيمةُ سِحْرًا لشَيْئينِ:
هي التميمة بلا ريب ..
جزاك الله كل خير على هذه الفوائد التي تشد إليها الرحال؛ لو كانوا يعلمون!
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 05:02 م]ـ
* فَائِدَةٌ 31: الْأَسْبَابُ: الأَشْيَاءُ التِي يُتوَصَّلُ بهَا إلَى الْمَقْصُودِ، وتَنْقَسِمُ إلَى قِسْمَيْنِ:
1 – الْأَسْبَابُ الشَّرْعِيَّةُ: وَهِيَ التِي عُلِمَ نَفْعُهَا بِطَرِيقِ الشَّرْعِ؛ كالقُرآنِ والعَسَلِ.
2 – الْأَسْبَابُ الْقَدَرِيَّةُ: وَهِيَ التِي عُلِمَ نَفْعُهَا بِطَرِيقِ الْقَدَرِ؛ كمُسهِّلاتِ البَطْنِ ومُسكِّناتِ الصُّدَاعِ.
لعل الصواب في القسم الثاني أن يسمى بالأسباب العاديَّة, وهي التي تكون طريق معرفتها العادةُ المطَّردة (التجربة الصحيحة) دونما دليل شرعي, وأما الأولى فقد تُعرف بالعادة أيضا ولكن جاء فيها دليل شرعي قاطع رافع لأي نزاع قد يكتنف المعارف العاديَّة, من مثل العسل فلا مانع يمنع من معرفة نفعه عادةً ومع هذا فقد يعتري هذه المعرفة لبس أو شك أو تنازع فجاء الدليل الشرعي رافعا لأي خلاف أو شك ولبس يحتمل عروضه للحكم العادي؛ فصار شرعيا بعد أن كان عاديا .. ((صدق الله, وكذب بطن أخيك)).
والله أعلى وأعلم, ورد العلم إليه أزكى وأسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/203)
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 05:08 م]ـ
بارك الله فيك أخي زكرياء على هذه الفوائد
ولك هذه الهدية خطبة لشيخنا تحدث فيها عن أعظم نعمة في تاريخ 8/ 10/1431
درَّة ثمينة -سلمت يداك- ..
ولا تبخل على إخوانك بالعناية الحثيثة بتسجيلات هذا المحقق البارع -حفظه الله-؛ فإن له في القلب منزلة يعلمها الله -تعالى- ..
جزاكما الله الخيرات والبركات ..
ـ[ابو عبد الله سيد احمد]ــــــــ[27 - 11 - 10, 06:49 م]ـ
الاخ زكريا توناني جزاك الله عنا كل خير على ما اتحفتنا به وجعله في ميزان حسناتك
ـ[الحارثي ابوسهل]ــــــــ[27 - 11 - 10, 09:30 م]ـ
* فَائِدَةٌ 01: مَوضُوعُ كِتابِ الْقَوْلِ السَّدِيدِ: هو بيَانُ موَاضِيعِ كِتَابِ التَّوْحِيدِ لِلْإِمَامِ الْمُجَدِّدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ.
وهذه المَوَاضِيعُ هي الْمُرادةُ بـ: (الْمَقَاصِدِ) في عُنوَانِ الكِتابِ.
مقاصد التوحيد للسعدي لم يكن بيانا لمواضيع كتاب التوحيد لابن عبد الوهاب ولا علاقة له به أبدا أبدا , وإنما هي مخاضرة ألقاها السعدي بعنوان مقاصد التوحيد , ثم بعد موته بسنين قام شيخان من تلاميذه بنتسيق هذه المحاضرة و الزيادة فيها وتفصيلها على كتاب التوحيد
والشيخ السعدي رحمه الله لا يعرف له شرح على شيء من كتب أئمة الدعوة النجدية , وكان متأثرا بشيخيه العمرو وابن جاسر , لم يخلص تماما مما عندهم من مضادة لأهل نجد
والله يتولانا ويتولاهم ويغفر لنا ولهم
عذرا أيها الأعزاء
ما سوّد به الأخ منير هنا عارٍ عن الصحة وفيه تجني وادعاء هو فيه إن لم يتب مسؤل عنه أمام الله، لأن الظلم ظلمات،
كان كلام الأخ منير في أول الأمر عن علاقة كتاب ابن سعدي بكتاب الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ثم لما حوقق وتبين الأمر حاد عن النقاش وتكلم عن مسألة أخرى لا علاقة لها بموضوع البحث!!
فالكلام عن العلاقة التي نفاها (أبداً أبداً) كذا كما في تسويده!
والكتاب المطبوع باسم القول المفيد هو من تأليف ابن سعدي وهذه يتفق معنا فيها منير!
ولكن هل له علاقة بكتاب التوحيد الذي ألفه الشيخ محمد بن عبدالوهاب؟؟
الكل يقول: نعم
ولكن الأخ منير له رأي آخر، وأنا حتى الساعة لا أعرف أحدا سبقه إلى هذا
الأخ منير سمع شيئا وظن آخر وكتب أمرا لا علاقة له بما سمع وظن!!
دعنا من هذا
هل قرأت الكتاب أخ منير؟؟
لا أظن
إقرأ:قال ابن سعدي ص:3 (سبق أن كتبنا تعليقاً لطيفاً في موضوعات كتاب التوحيد لشيخ الاسلام .... ) وهذا في تقديمه للطبعة الثانية منه حيث رأى إعادة طبعه مع التقديم له بمقدمة نافعة!
فهل كتبه ابن سعدي أم (قام شيخان من تلاميذه بنتسيق هذه المحاضرة و الزيادة فيها وتفصيلها على كتاب التوحيد)
أم أن هذه المقدمة من صنع الشيخين الفاضليين لتلطيف الجو!؟؟
وقف اخي منير على سبب طبعها مفردة أعني المحاضرة!!
ففي ص 207 من الأجوبة النافعة ط1 في رسالة ابن سعدي لتلميذه ابن عقيل:
(ذكرت وصول حاشية التوحيد لعبدالمحسن أبا بطين [متعهد بطبعها] وهل رأينا طبعها مفردة أو أم مع التوحيد؟
فالنظر راجع لكم، والمقصود حاصل، لأنها ليست على طريق الحواشي المعتادة التي يستدرك بها أو يفصل بها كلام معين وعبارة مخصوصة، وإنما هي تتكلم على وجه الإجمال عما احتوت عليه كل ترجمه، فهو يصلح كتاب مسقل، ويصلح [ ... لعلها ضمه] مع أصله، ولو أن نسخ التوحيد قليلة، رجحت طبعه مع أصله، ولكنها كثيرة، ولله الحمد جدا،وطبع الجميع يستدعي زيادة نفقة، وعلى كلٍ النظر راجع لكم في هذا.) انتهى منه
قلت: فيه غنية عن التعليق، فلقد بان لكل ذي عقل العلاقه بينهما، وأنها محاضرة!! كما ذكر الأخ منير ,وانها أبدا أبدا لا علاقة لها بالتوحيد،
إلا إن كان لمنير رأي أن هذه الرسالة من تأليف الشيخين الفاضلين لا من ابن سعدي لترطيب الجو وتلطيفه
أخي الكريم منير يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)
و أنزهك أن تكون بوقا لإبليس الذي يسعى جاهدا في التحريش
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[27 - 11 - 10, 09:53 م]ـ
هي التميمة بلا ريب ..
هي النميمة بلا ريب ...
تأمل بارك الله فيك الشيئين التي ذكرهما الشيخ صالح حفظه الله
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 12:12 ص]ـ
هي النميمة بلا ريب ...
تأمل بارك الله فيك الشيئين التي ذكرهما الشيخ صالح حفظه الله
صدقت, وما كان أقبح العجلة كيف فعلت بنا!!!
بارك الله فيك وجزاك كل خير ..(67/204)
تنبيه المسلمين العوام إلى ما عند الإثني عشرية من طوام
ـ[سعد الخييلي الدوسري]ــــــــ[18 - 11 - 10, 12:56 م]ـ
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=89&book=7490
تنبيه المسلمين العوام إلى ما عند الإثني عشرية من طوام للعبد الفقير سعد الدوسري،،،، وفكرت هذا البحث هي عرض عقيدة أهل السنة والجماعة أولاً في موضوع ما ثم عقيدة الرافضة في ذلك، فمثلاً أعرض عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن ثم آتي بعقيدة القوم في ذلك وهكذا دواليك وقد قدمت له بتنبيه حول تحذيرنا من الاثني عشريه مع وجود طوائف رافضيه آخرى كالاسماعيليه والنصيريه وغيرهما، ثم أفتتحته بست مقدمات على النحو التالي:
المقدمة الأولى: لماذا سموا أهل السنة والجماعة بهذا؟؟
المقدمة الثانية: لماذا سموا الإثنا عشرية بهذا وبالرافضة؟
المقدمة الثالثة: متى ظهر مذهب أهل السنة والجماعة؟
المقدمة الرابعة: متى ظهر مذهب الرافضة؟
المقدمة الخامسة: ماهي مصادر التلقي عند أهل السنة والجماعة؟
المقدمة السادسة: ماهي مصادر التلقي عند الرافضة؟
ثم تطرقت لثمان عقائد عند الرافضة الاثني عشرية هي من ابرزها وهي:
1ـ القرآن الكريم.
2ـ التوحيد.
3ـ الصحابة.
4ـ أمهات المؤمنين رضي الله عنهن.
5ـ الإمامة.
6ـ المهدي.
7ـ البداء.
8ـ التقية.
ثم ختت بمطلبين اثنين، وهما:
الأول:ابين فيه حقد الرافضه على اهل السنة.
الثاني: ابين فيه اعتراض من يقول انكم بالغتم في التحذير منهم والرد عليه.
ويعلم الله عز وجل اني ما حرصت على نشره الا بعد ما رأيت ان من المصلحه نشره لتحذير المخدوعين بهم، وما لي من العمل الا جمع الماده المبثوثه وتقريبها لاخواني واخواتي.(67/205)
[تعزية الشيخ الددو لآل الشيخ ابراهيم انياس وأتباع الطريقة التجانية]
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 09:37 م]ـ
تعزية الشيخ الددو لآل الشيخ ابراهيم انياس وأتباع الطريقة التجانية
الحمد لله رب العالمين وأصلي على من بعث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قد أتيناكم معزين مهنين واصلين ومحبين ومتواصلين، وليست أول مرة نزور فيها هذه المدينة المباركة، ونعد أنفسنا مع أهلها أينما كنا وأينما كانوا، فكما ذكر الشيخ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصفنا: "إننا يد واحدة على من سوانا"، ولإن حصلت مصيبة عظيمة لنا وللمسلمين .. فإنه حصلت نعمة أيضا كبيرة علينا وعلى المسلمين، فإن من فضل الله سبحانه وتعالى أن جعل الخلفاء خلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك كل مصاب من وراث النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذهب الله به يستخلف مكانه من يقوم بما كان يفعله ويؤديه كما يؤديه، ولا نقول لربنا إلا ما قال عروة بن الزبير رضي الله عنهما: "أيمنك لإن أخذت لقد أبقيت ولإن ابتليت لقد عافيت" .. رحم الله شيخنا وبيض وجهه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، ونسأل الله أن يكرم مشائخنا الباقين وشيخنا الخليفة وأن يديم نعمتهم وأن يواصل عطاءهم وأن يطيل أعمارهم في طاعة الله وأن يشفيهم من كل داء.
عزاؤنا في كل المصائب مصيبتنا الكبرى برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال الله له (إنك ميت وإنهم ميتون) وقال له: (أفإن مت فهم الخالدون) ومن عزائنا كذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الناس معادن كمعادن الذهب والفضة".
فقد جعل الله هنا في هذه المدينة المباركة معدنا من معادن الخير يتوارثه أهله لا ينفد ولا يبلى كلما نفدت طبقة كانت الطبقة التي بعدها أقوى وأنضب وما تتحمله الطبقات السابقة كي يزداد بزيادة أعداد الناس وبزيادة انتشار هذا النور المبارك ..
فالشيخ إبراهيم رحمة الله عليه امتد نوره من الصين شرقا إلى أمريكا غربا وشمالا إلى نهاية أوروبا وجنوبا إلى نهاية استوراليا وجنوب افريقيا ..
ولا يزال طلابه يزدادون وكذلك خلفه، وقد زرت هنا الشيخ الحاج عبد الله رحمة الله، ثم لقيت الشيخ أحمدو رحمة الله عليه، والحمد لله ها أنا ألقى المشايخ وأسر برؤيتهم، فهم خلف عن ذلك السلف المبارك .. نسأل الله أن يمد في أعمارهم وأن يمد في عمر الشيخ التجاني وأن يشفيه من كل داء، وأن يطيل عمره في طاعة الله ..
وتعزيتنا للمسلمين ليس لأهل "المدينة" ولا لأهل هذا المسجد .. تعزيتنا للمسلمين جميعا، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمع قلوب المسلمين على الحق.
ومن المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أن هذه الأمة مثلها كمثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره، فإذا جاءت مصيبة فإنه يأتي بعدها تشريف كبير وفضل عظيم وقد قال أحد العلماء:
لا تكره المكروه عند حلوله = = إن المكاره لم تزل متباينه
كم نعمة لا تستقل بشكرها = = لله في طي المكاره كامنه.
وفي هذا المكان وهذا المعدن النفيس الذي شرفنا الله به نحن أهل غرب أفريقيا فهذه الطريقة الطريقة التجانية ومجددها في هذا العصر الشيخ إبراهيم رحمة الله عليه نشر الله بها هذا الدين ولها أياد بيضاء على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لا ينكرها ولا يتنكر لها إلا مكابر.
وفضل هذا البلد أيضا حتى في أمور الدنيا على المسلمين فضل عظيم مع أمور الدين فقد صدق في أهل هذه المدينة قول الشاعر:
وفي كل حي قد خطت بنعمة = = فحق لشأس من نداك ذنوب.
ففضلهم سابغ ونعمتهم موفورة نسأل الله أن يتمها وأن يديمها.
وإذا كان هذا في العزاء؛ فنقول أيضا في التهنئة نظير ذلك فإن لله الأمر من قبل ومن بعد، وبيده الأمر كله، وإليه يرجع الأمر كله، ولا يمكن أن يسد باب فتحه فقد قال تعالى: (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده) وقد فتح الله هنا بابا للخير للمسلمين جميعا لأبيضهم وأسودهم وافريقيهم واوربيهم وغيرهم ..
وهذا الباب فتحه الله جل جلاله على مصراعيه وسيستمر ذلك إن شاء الله تعالى.
وقد قال زياد الأعجم:
إن المهالب لن يزال لها فتى = = يمري قوادم كل حرب لاقح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/206)
فكذلك لا يزال هذا الأمر قائم يتوارثه كل خلف عن خير سلف .. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتم هذه النعمة ويديمها، ونحن نهنئ شيخنا ونهنئ أنفسنا بخلافته ونهنئكم جميعا ونهنئ المسلمين بخلافته .. نسأل الله أن يمد في أيامه وأن يشفيه من كل داء.
كما أن الأمر الثالث الذي أتينا من أجله هو الاتصال بين المسلمين وليرى أعداء الإسلام أننا أمة محمد صلى الله عليه وسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، فهكذا يقتضي من ربنا جل جلاله فقد قال تعالى: (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) وهكذا يقتضي لنا حبيبنا وقائدنا ونبينا محمد صلى الله الله عليه وسلم؛ فقد قال فيما أخرج عنه الشيخان في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" وشبك بين أصابعه ..
فنحن والله يسرنا ما يسركم ويسوءنا ما يسوءكم، ووالله لا نعد مصيبتكم إلا مصيبة لنا كما أننا لا نعد نعمتكم إلا نعمة علينا وعلى المسلمين .. نسأل الله أن يديم نعمته عليكم.
ولذلك فهذه الأمة تبقى صخرة قوية على مر الزمان مهما أصابها من المصائب، ومهما تكالب عليها الأعداء فهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير الأمم وأقواها بالله ربها وبمحمد رسولها وبالقرآن كتابها وبهذا المنهج الصحيح الذي شرحه فضيلة الشيخ الآن وبينه وهو المنهج الذي ندين الله به ونرتضيه في كل زمان ومكان.
ولا شك أن كيد أعداء المسلمين لهذه الأمة من داخلها ومن خارجها عصيب وكثير، ولا شك أنهم يسعون للتحريش بين المسلمين وهذا شأن ابليس أيس أن يعبده المصلون ولكن بالتحريش بينهم فهو يسعى لذلك.
ولكن عرف أهل هذا المكان بالسعي لجمع الكلمة وتأليف القلوب وإكرام المسلمين، وقد قلت ذلك في أبيات سبقت في أيام الفتنة التي حصلت بين بعض الناس في موريتانيا والسينكال، فذكرت فيها هنا وأنشدتها بين يدي الشيخ الحاج عبد الله رحمة الله عليه.
فأهل هذه المدينة عرفوو بالسعي لرأب الصدع وجمع القلوب وتأليفها، ولا يبالون من يزورهم فما سمعناه الآن من الترحيب والتكريم نعلم أنه ليس يخص بنا، بل كل زائر يواجه هذا الإكرام أين كان بلده، وأيا كانت بشرته، وأيا كان لسانه، فهذا إكرام أهل هذا البلد الذي ربوا عليه وتربوا، وهو ديدنهم ودأبهم.
ولذلك لا شك أن هذا يحقق الهدف المنشود من رضوان الله جل جلاله وتأليف القلوب وجمع الكلمة، فقد أرسل الله كل رسله بأصلين عظيمين: الأصل الاول منهما: إقامة الدين، والأصل الثاني: توحيد الكلمة .. قال الله تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه).
فهذان اصلان: أن اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه.
إن زيارة هذا البلد دائما هي أمنية لنا وفي كل الأوقات ونسعى للوصول إليه .. وقد سألني فضيلة الشيخ عن التعب في المسافة فذكرت له قول الشاعر:
لا شر بعده لقاؤكم بشر.
وأنا أتذكر أيضا قول الشاعر:
إذا بلغتني وحملت رحلي = = عرابة فاشرقي بدم الوتين
رأيت عرابة الأوسي يسمو = = إلى الخيرات منقطع القرين.
ولا نملك لأهل هذا البلد إلا الدعاء فسأدعو وليؤمن الحاضرون ..
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظم سلطانك.
... إلى آخره
المصدر صوتيًا: http://www.4shared.com/audio/esVQQ351/dedew.html
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:52 م]ـ
وصلت الفكرة، والحق أحقُّ أن يُتَّبعَ، ولا نرفعُ أحدًا فوقَ الحقِّ.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[18 - 11 - 10, 11:11 م]ـ
كيف نستفيد نحن أهل السنة مما يقوم به الشيخ الددو؟ وهل هناك تجربة في التاريخ تؤيد المنهج الذي يقوم به؟
== تحديث ==
لقد وجدت أنه يصلي بصلاة الفاتح!!!
ـ[محمد بن عبدالله الشنو]ــــــــ[19 - 11 - 10, 12:12 ص]ـ
وبهذا المنهج الصحيح الذي شرحه فضيلة الشيخ الآن وبينه وهو المنهج الذي ندين الله به ونرتضيه في كل زمان ومكان.
: http://www.4shared.com/audio/esVQQ351/dedew.html
بودي لو أكرمتني أخي الناقل من الشيخ الذي يعني؟
وأنا والله ما علمت من الشيخ الددو إلا كل خير
ولما وصلني هذا الصوت راسلته ولم يجبني , وأنا بانتظار رده , والحق أحق أن يتبع ,
اسأل الله أن يلهمنا الصواب وأن يثبتنا عليه.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[19 - 11 - 10, 12:49 ص]ـ
اتقوا الله وأحسنوا الظن بالشيخ الددو
الم تعلموا أنه قد جاوز القنطرة!
((هذا لسان حال او مقال البعض))
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[19 - 11 - 10, 01:23 ص]ـ
وللعلم فإن الشيخ الددو قيل لي أنه في مكة المكرمة هذه الأيام؛ فإن كان عنده تبرير لما قال في تعزيته أو بالأحرى خطبته فليأتنا به.
ووالله ثم والله - ومن حلف بالله فصدقوه - إني لا أحب له ولا لغيره إلا ما أحب لنفسي وإني لأستغرب منه هذا.
ولعل أحد الإخوة يناصحه فالدين النصيحة.(67/207)
وعلم آدم الاسماء كلها - كيف نستفيد من الاية في الصفات؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[18 - 11 - 10, 10:48 م]ـ
بسم الله
قال تعالى: وعلم آدم الاسماء كلها.
كيف نستفيد من الاية أعلاه في الصفات؟ هل توجد مقالات بهذا الخصوص؟
الفكرة تدور في ذهني منذ فترة ولكن تجددت مرة أخرى عندما أقرأ من دعاوى الاشاعرة أن السماء اسم موضوع أو شيئا من هذا القبيل.
وبالمناسبة: كيف نستفيد من أن كل المفاهيم (العلوم الخ) التي نعرفها هي قديمة (أزلية) في علم الله تعالى؟ أيضا نستفيد منها في الصفات؟(67/208)
كيف الرد على امرأة تدعي أن معها قرين من الملائكة؟؟؟
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[19 - 11 - 10, 12:19 ص]ـ
أخبرتني احدى الاخوات أنها محسوده و أن الذي أصابها بالعين فلان وفلان!!
فسألتها: كيف علمتني أن فلان وفلان هم الذين حسدوك؟!
قالت: ذهبت لقارئه تقرأ علي وقالت لي أنت تعانين من نفس قويه قديمه ووصف الحساد كذا وكذا.!!!
قلت لها: كيف عرفت أشكال الحساد لدرجة أنها وصفت أشكالهم! هل هذه قارئه أم عرافه؟؟
قالت: عرفت أوصاف الحساد، لانه معها قرين من الملائكة!!! وليس من الجن!!!!
أيها المشايخ يا طلبة وطالبات العلم ارشدوني ما العمل مع هؤلاء الناس؟
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[19 - 11 - 10, 12:34 ص]ـ
هل قالت هذه القولة نظرا لما جاء في الحديث أم أنها رأت الملائكة
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[19 - 11 - 10, 12:39 ص]ـ
أخبرتني احدى الاخوات أنها محسوده و أن الذي أصابها بالعين فلان وفلان!!
فسألتها: كيف علمتني أن فلان وفلان هم الذين حسدوك؟!
قالت: ذهبت لقارئه تقرأ علي وقالت لي أنت تعانين من نفس قويه قديمه ووصف الحساد كذا وكذا.!!!
قلت لها: كيف عرفت أشكال الحساد لدرجة أنها وصفت أشكالهم! هل هذه قارئه أم عرافه؟؟
قالت: عرفت أوصاف الحساد، لانه معها قرين من الملائكة!!! وليس من الجن!!!!
أيها المشايخ يا طلبة وطالبات العلم ارشدوني ما العمل مع هؤلاء الناس؟
لم يثبت في الاسلام قط وجود مَلَك قرين!
بل المنصوص هو قرين الجن (وربما قرين الانس - لا أذكر).
نعم الملائكة قد تنزل لتصافح (لكن لم يحدث مع الصحابة وهم من هم) ولتسلم كما كانت تفعل مع الصحابي عمران بن حصين رضي الله عنه. لكن قرين؟ لم نسمع بهذا من قبل فلم يكون الملك قرينا والملائكة لا يعصون الله و يفعلون ما يؤمرون .... فهل أمر الله ذلك الملك ليكون قرينا لتلك المرأة في "حرفة" الكثير من أصحابها عرافون و مشعبذون و سحرة الخ؟
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[19 - 11 - 10, 12:52 ص]ـ
مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنْ الْجِنِّ , وَقَرِينُهُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ " , قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ , قَالَ: " وَإِيَّايَ , وَلَكِنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ (1) فلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ " (2)
(حم) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
" مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَّا بِيَدِهِ رَايَتَان، رَايَةٌ بِيَدِ مَلَكٍ، وَرَايَةٌ بِيَدِ شَيْطَانٍ، فَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُحِبُّ اللَّهُ اتَّبَعَهُ الْمَلَكُ بِرَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الْمَلَكِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ , وَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُسْخِطُ (3) اللَّهَ اتَّبَعَهُ الشَّيْطَانُ بِرَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الشَّيْطَانِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ " (4)
مِنْ وَظَائِفِ الْمَلَائِكَةِ التَّسْبِيحُ وَالتَّقْدِيسُ وَالصَّلَاة
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[19 - 11 - 10, 12:53 ص]ـ
أنصح بالإستماع لهذه الأشرطة
وقفة مع الجن ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=21)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[19 - 11 - 10, 02:24 ص]ـ
مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنْ الْجِنِّ , وَقَرِينُهُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ " , قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ , قَالَ: " وَإِيَّايَ , وَلَكِنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ (1) فلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ " (2)
(حم) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
" مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَّا بِيَدِهِ رَايَتَان، رَايَةٌ بِيَدِ مَلَكٍ، وَرَايَةٌ بِيَدِ شَيْطَانٍ، فَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُحِبُّ اللَّهُ اتَّبَعَهُ الْمَلَكُ بِرَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الْمَلَكِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ , وَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُسْخِطُ (3) اللَّهَ اتَّبَعَهُ الشَّيْطَانُ بِرَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الشَّيْطَانِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ " (4)
مِنْ وَظَائِفِ الْمَلَائِكَةِ التَّسْبِيحُ وَالتَّقْدِيسُ وَالصَّلَاة
جزاك الله خيرا .. أرجع عن قولي! فقد ثبت لفظ القرين الان. ومعلوم أن هناك ملائكة حفظة وأخرى كتبة لكن هؤلاء لا يقال في أحدهم أنه قرين للانسان بمقابل قرين الجان (الذي يخاطب و يأمر بأي شئ وربما يظهر). فهذا القرين الملكي بهذا المفهوم أين اثباته؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 11 - 10, 10:56 ص]ـ
الأصل عدم ذلك، ومن ادعى شيئا طولب بالإثبات، ولن تقدر على ذلك، فيبقى أنها كاذبة، وأن من يفعل هذا هو أهل الدجل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/209)
ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[19 - 11 - 10, 11:03 ص]ـ
ثمة فصل لهؤلاء في كتب الطب النفسي ...
فلهم شخصية تُفتتن بالقارئين والمنجمين وامثالهم:)، مع خليط من سوء الظن ... ونسبتهم في المجتمع ليست قليلة ...
قلة الابحاث المقارنة بين الموروث الديني، والامراض النفسية والشخصية التي تاخذ طابعاً دينياً جزء من مشكلة عويصة في مجتمعنا، ولم ار من يسلط الاضواء عليها ...
* مثلاً: يدعي المُصاب بالفصام في مجتمعنا انه نبي من الانبياء، او صالح مُقربٌ مستجاب الدعاء؛ ويكون هذا في الغرب الملكة اليزابيث:) او الاميرة ديانا:)، اما في المجتمع الشيعي فيمكن له ان يكون الامام المهدي او اليماني او الخراساني:) ... اي يتصبغ المصاب بصبغة دينية او ثقافية خاصة تحيطه ... وعلى جميع المتعاطين مع هؤلاء (مثل المشايخ) الانتباه لمثل هكذا امور ..
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[19 - 11 - 10, 11:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا .. أرجع عن قولي! فقد ثبت لفظ القرين الان. ومعلوم أن هناك ملائكة حفظة وأخرى كتبة لكن هؤلاء لا يقال في أحدهم أنه قرين للانسان بمقابل قرين الجان (الذي يخاطب و يأمر بأي شئ وربما يظهر). فهذا القرين الملكي بهذا المفهوم أين اثباته؟
وهل قرين الجن يرى حتى يرى قرين الملائكة
قال ابن القيم في إغاثة اللهفان:
إن للملك بقلب ابن آدم لمة وللشيطان لمة فلمة الملك: إيعاد بالخير وتصديق بالوعد ولمة الشيطان: إيعاد بالشر وتكذيب بالوعد ثم قرأ: الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء الآية [البقره: 268] فالملك والشيطان يتعاقبان على القلب تعاقب الليل والنهار فمن الناس من يكون ليله أطول من نهاره وآخر بضده ومنهم من يكون زمنه نهارا كله وآخر بضده نستعيذ بالله تعالى من شر الشيطان
سئل الشيخ العثيمين:
تشكل الملائكة على صورة البشر، ومن يراهم على صورتهم الحقيقية؟
السؤال:
هل صحيح أن الأطفال ينظرون إلى الملائكة؟
الجواب:
الحمد لله
خلق الله تعالى الإنسان من تراب، وخلق الجان من نار، وخلق الملائكة من نور، وقد ثبت بالنصوص القطعية أنه لا يمكن أن يرى الناس الجنَّ، إلا إن تشكلوا بصور أخرى كالبشر والبهائم، ولا تُرى الملائكة على أصل خلقتها من عامة الناس إلا وهي متشكلة على صور بشر.
وفي جواب السؤال رقم (70364) تفصيل وافٍ في استحالة رؤية الملائكة من قبَل عامة الناس على أصل خلقتها، وأن ذلك لم يكن لأحدٍ من هذه الأمة إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما تشكل الملائكة على صورة أحدٍ من البشر فقد ثبت ذلك في القرآن وصحيح السنَّة، وإذا جاء الملَك متشكلاًّ أمكن الجميع أن يروه، ولا فرق بين ذكر وأنثى، ولا صغير وكبير.
ولا يستطيع أحدٌ الجزم بأن ما يراه من الأشخاص أنه من الملائكة، فإن إثبات أنهم ملائكة متوقف على وحي من الله عز وجل، وأنَّى ذلك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
وقد تشكل الملائكة على صورة بشر وجاءوا لإبراهيم ولوط عليهما السلام فلم يعلما بحقيقتهما حتى أخبرتهم الملائكة، فغيرهم من الناس أولى بعدم تلك المعرفة.
ومن أدلة تشكل الملائكة، وإمكان رؤيتهم على هيئتهم المتشكَّلة:
1. قال تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا. فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا. قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا. قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا) مريم/16 - 19
2. وقال تعالى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ. إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ. فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ. فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ. فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ) الذاريات/24 - 28.
3. وقال تعالى: (وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ) هود/77.
4. عن عُمَر بْن الْخَطَّابِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ ... قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ.
رواه البخاري (8).
5. قصة اختبار الأبرص والأقرع والأعمى من بني إسرائيل، وفيها أن ملَكاً بعثه الله على صورة بشر ليخبرهم.
رواه البخاري (3277) ومسلم (2964). انتهى
قال شيخ الإسلام في الفتاوى
وَكَذَلِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ الْكَوَاكِبَ وَغَيْرَهَا مِنْ الْأَوْثَانِ تَتَنَزَّلُ عَلَى أَحَدِهِمْ رُوحٌ يَقُولُ هِيَ رُوحَانِيَّةُ الْكَوَاكِبِ وَيَظُنُّ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ الْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ يُغْوُونَ الْمُشْرِكِينَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/210)
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[19 - 11 - 10, 03:32 م]ـ
بارك الله فيكم على المشاركة
سؤالي أقصد به كيف أوضح لهؤلاء النسوة استغلال لمن يدعين أنهن قارئات، فعندما انكر عليهن تكون الردود: أنهن صاحبات تقوى ودين أنهن يأمرنهن بقراءة القرآن مع شراء بعض الدهون والزيوت منهن، وخاتمة الردود أن مع احداهن قرين من الملائكة!
المشكل أن هذه المرأة التي تدعي أن معها قرين من الملائكة، سببت تفكك وبغض بين العائلات بسبب تحديد أوصاف الحساد - ان كان فعلا هناك حاسد للمصابة- ومن ذلك تحديد الوجه ولون البشرة و السن ...
وعندما انكر عليهن ذلك ينظرن إلي أني أسئ الظن بهذه القارئة ذات الملاك؟؟؟
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[19 - 11 - 10, 04:17 م]ـ
استمعي للأشرطة التي أدرجتها في المشاركة 5
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[19 - 11 - 10, 05:29 م]ـ
قال لي بعض الإخوة أن أختَه ملتزمة وأنها تقرأ على أحدٍ فتقول: فلانٌ حاسدك ...
فقلتُ له: اسألها كيف تعرف ...
قال: سألتها فقالت: بعدما أنهي القراءة أتخيّل أنه فلان!!!!!!
قلتُ: عجبا!!!!
ـ[أبو البركات]ــــــــ[19 - 11 - 10, 07:37 م]ـ
الأصل عدم ذلك، ومن ادعى شيئا طولب بالإثبات، ولن تقدر على ذلك، فيبقى أنها كاذبة، وأن من يفعل هذا هو أهل الدجل.
أحسنتم، نعم الأصل فيمن أدعى معرفة مثل هذه الأمور أن يكون كذاب أو دجال ويطالب بالبينة لتعجيزه وفضحة أمام الآخرين.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 11 - 10, 01:36 ص]ـ
بارك الله فيكم
يا أختنا إن كنت في السعودية فبلغي عنها الهيئة وستكفين أمرها إن شاء الله، والعوام إذا تعلقوا بأمر فيصعب تفهيمهم العلم والأصول.
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[20 - 11 - 10, 02:47 م]ـ
يا أختنا إن كنت في السعودية فبلغي عنها الهيئة وستكفين أمرها إن شاء الله، والعوام إذا تعلقوا بأمر فيصعب تفهيمهم العلم والأصول.
لست من السعودية حفظها الله ..
والمشكل أن هذه المرأة من عائلة ذات منصب في البلد، ومن حولي ينكر علي إنكاري بحجة: الحرية الشخصية، القانون لا يحمي المغفلين!!!
فأخبرهم أن هذا ليس تدخل مني في شؤون الأخرين وإنما من باب إنكار المنكر.
في النهاية ليس بيدي عمل شئ إلا إنكار المنكر فقط. والله المستعان
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[20 - 11 - 10, 03:07 م]ـ
تغيير المنكر له ثلاث درجات إن لم تستطيعي بيدك فبلسانك فإن لم تستطيعي فبقلبك. أما عن المشعوذين ففي بلدنا لهم دور خاصة بهم و أرقام هاتف , و الغريب في الأمر أن المشعوذين يقال لهم الحاج فلان و الحاجة فلانة , ولا أدري هل للمشعوذين حج خاص بهم.
ـ[أبو المقدام الهلالي]ــــــــ[20 - 11 - 10, 05:59 م]ـ
قولي لهن: إن الملائكة لا تنم ولا تقطع الرحم.
ـ[محمد سليمان السلفي]ــــــــ[20 - 11 - 10, 06:39 م]ـ
الله المستعان
ـ[ابو اليمن ياسين الجزائري]ــــــــ[22 - 11 - 10, 12:04 م]ـ
هده امراة لاتدري ماتقول(67/211)
تهوك السبكي في إنكار (عروس القصائد في شموس العقائد)
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[19 - 11 - 10, 12:40 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد سيد المرسلين وعلى آله والتابعين.
وبعد:
فإن غلو السبكي (الابن) في الأشعرية، والطعن في مذهب أهل السنة معروفٌ مشهورٌ لكل من قرأ كتابه (طبقات الشافعية الكبرى)، [وهو في الجملة لونٌ عجيب وبناء غريب، تارة يسلك فيما ينصره ويقويه مسلك المجتهدين فيكون مخطئًا في ذلك الاجتهاد، ومرة يزعم فيما يقوله ويدعيه أنه من جملة المقلدين، فيكون من قلده مخطئًا في ذلك الإعتقاد ..... هذا مع أنه حمله إعجابه برأيه، وغلبة اتباع هواه على أنه نسب سوء الفهم والغلط في النقل إلى جماعة من العلماء الأعلام المعتمد عليهم في حكاية مذاهب الفقهاء ... ] (1) ولعل ذلك يتضح بذكر مثال يتضح به المقال، يُجَلّي حال الرجل، وهو ما ورد في ترجمة الإمام الكَرَجيّ الشافعيّ صاحب القصيدة المشهورة في السُّنة الملقبة بـ (عروس القصائد في شموس العقائد) المتوفى سنة 532 هـ، أسوقها هنا بإسهابٍ حتى يتبين لكل ذي لبٍّ مدى انحراف الرجل عن جادةِ الحقِ، بل والطعن في كل ما ليس أشعري!!
ترجمة الإمام أبي الحسن محمد بن عبدالملك الكَرَجيّ الشَّافعيّ:
قال الإمام الذهبي – رحمه الله تعالى -:
ولد سنة ثمانٍ وخمسين وأربع مئة، وسمع مكي بن منصور السَّلاَّر، وجده أبا منصور الكَرَجي. وسمع بهمَذَان أبا بكر بن فنجويه الدِّيْنَوَريّ، وغيره، وبإصبهان أحمد بن عبد الرحمن الذَّكْواني، وببغداد أبا الحسن ابن العَلاف، وابن بيان.
وحدَّث؛ روى عنه ابن السَّمعاني، وأبو موسى المدينيّ، وجماعة.
قال ابنُ السَّمعاني: رأيته بالكَرَج، إمامٌ، ورعٌ، فقيهٌ، مفتٍ، محدِّث خَيِّرٌ، أديبٌ، شاعر، أفنى عُمُره في جمع العلم ونشره، وكان لا يقنت في الفجر ويقول: قال الشَّافعيّ: إذا صح الحديث فاتركوا قولي وخُذُوا بالحديث. وقد صح عندي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك القنوت في صلاة الصُّبح.
وله القصيدة المشهورة في السُّنة، في نحو مئتي بيت، شرح فيها عقيدة السَّلف، وله تصانيف في المذهب والتَّفْسير. كتبتُ عنه الكثير، وتوفي في شعبان.
قلت: أولها:
محاسنُ جسمي بُدِّلَت بالمعايب === وشَيَّب فودي شوب وصل الحبائبِ
منها:
عقائدهم أنَّ الإله بذاته === على عرشه مع عِلمِهِ بالغوائبِ
ومنها:
ففي كَرَج –واللهِ- من خَوف أهلها === يذوبُ بها البِدعيُّ بأشرِّ ذائبِ
يموت ولا يقوى لإظهار بدعةٍ === مخافةَ حزِّ الرأسِ من كل جانبِ
ومن شعره:
العلم ما كان فيه قال حدَّثنا === وما سواه أغاليط وأظلامُ
دعائم الدين آياتٌ مبينةٌ === وبيناتٌ من الأخبار أعلام. اهـ
(تاريخ الإسلام) 11/ 578 - 579
وقد حاول تاج الدين السُّبكيّ الأشعري الطعن في صحة نسبة هذه القصيدة عندما ترجم لأبي الحسن الكَرَجي في (طبقات الشافعية الكبرى) حيث قال:
قال ابن السَّمعانيّ: وله قصيدةٌ بائيةٌ في السُّنة، شرح فيها اعتقاده، واعتقاد السَّلف تزيد على مئتي بيتٍ قرأتها عليه في داره بالكَرَج.
قلتُ [السُّبكيّ]: ثبت لنا بهذا الكلام - إن ثبت - أن ابن السَّمعانيّ قاله، أنَّ لهذا الرجل قصيدةً في الاعتقادِ على مذهب السلفِ، موافقةً للسُّنة، وابن السَّمعانيّ كان أشعريَّ العقيدة، فلا نعترف بأن القصيدة على السُّنة واعتقاد السَّلف، إلا إذا وافقت ما نعتقد أنه كذلك وهو رأيُ الأشعريّ.
إذا عرفت هذا فاعلم أنا وقفنا على قصيدةٍ تعزى إلى هذا الشيخ وتلقَّب بـ (عروس القصائد في شموس العقائد) نال فيها من أهل السُّنة، وباح بالتجسيم، فلا حيَّا الله معتقدها ولا حيَّى قائلها كائنًا من كان، وتكلَّم فيها في الأشعري أقبح كلامٍ، وافترى عليه أيَّ افتراء.
ثم رأيت شيخنا الذهبيَّ حكى كلام ابن السَّمعانيّ الذي حكيتُه ثم قال: قلت: أولها:
محاسنُ جسمي بُدِّلَت بالمعايبِ === وشَيَّب فودي شوبُ وصل الحبائبِ
ومنها:
عقائدهم أنَّ الإلهَ بذاتِه === على عرشه مع عِلمِهِ بالغوائبِ
ومنه:
ففي كَرَجٍ واللهِ من خَوف أهلها === يذوبُ بها البِدعيُّ بأشرِّ ذائبِ
يموت ولا يقوى لإظهار بدعةٍ === مخافةَ حزِّ الرأسِ من كل جانبِ
انتهى ما حكاه الذهبيّ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/212)
وكان يتمنى فيما أعرفه منه أن يحكي الأبيات الأخر، ذات الطَّامَّات الكُبَر، التي سأذكرها لك، ولكن يخشى صولةَ الشافعيّة، وسيف السنة المحمديَّة.
وأقول أولاً: أني ارتبت في أمر هذه القصيدة، وصحَّة نسبتها إلى هذا الرجل، وغلب على ظني أنها إما مكذوبةٌ عليه، كلُّها، أو بعضها، والذي يُرجِّح أنها مكذوبة عليه كلها أنَّ ابنَ الصلاح ترجم هذا الرجل، وحكى كلام ابن السَّمعانيّ، إلا فيما يتعلَّق بهذه القصيدة، فلم يذكره، فيجوز أن يكون ذلك قد دُسَّ في كتاب ابن السَّمعانيّ ليُصحح به نسبة القصيدة إلى الكَرَجيّ وقد جرى كثيرٌ مثل ذلك، ويؤيد هذه أيضًا أن ابن السَّمعانيّ ساق كثيرًا من شعره، ولم يذكر من هذه القصيدة بيتًا واحدًا، ولو كان قد قرأها عليه، لكان يُوشك أن يذكر ولو بعضها.اهـ
قلت: وهل ترد أقول الأئمة بمثل هذه التخرصات، والظنون البائرة؟!
ومما يدل على إثبات ابن الصلاح للقصيدة، وإسقاط كلام السبكيّ؛ قول شيخهِ الإمام الذهبيّ في كتاب (العلو للعلي العظيم): .... وكذا قال أبو الحسن الكَرَجيّ الشافعيّ في تلك القصيدة:
عقائدهم أن الإله بذاته ... على عرشه مع علمه بالغوائب
وعلى هذه القصيدةِ مكتوبٌ بخط العلاّمة تقي الدين ابن الصلاح هذه عقيدة أهل السنة وأصحاب الحديث. العلو 2 / ص1291
ثم حكى السُّبكيّ شيئًا من أبياتها فقال:
وخُبثُ مقالِ الأشعريِّ تخنثٌ === يضاهي تلوِّيه تلوِّي الشغازبِ
يُزين هذا الأشعريُّ مقاله === ويقشبه بالسمِّ ياشرَّ قاشبِ
فينفي تفاصيلاً ويثبت جملةً === كناقضةٍ من بعدِ شدِّ الذوائبِ
يؤوِّل آياتِ الصفاتِ برأيهِ === فجرأتُه في الدين جرأةُ خاربِ
ويجزم بالتأويلِ من سنن الهدى === ويخلبُ أغمارًا فأشئِم بخالبِ
إلى أن قال:
فهذا ما أردت حكايته منها ولو أمكن إعدامها من الوجود كان أولى والأغلب على الظن أنها ملفقة موضوعة وضع ما فيها من الخرافات من لا يستحي
ثم أقول قبح الله قائلها كائنا من كان وإن يكن هو هذا الكَرَجيّ فنحن نبرأ إلى الله منه إلا أني على قطع بأن ابن السَّمعانيّ لا يقرأ هذه الأبيات ولا يستحل روايتها وقد بينت لك من القرائن الدالة على أنها موضوعة ما فيه كفاية. اهـ بتصرف (طبقات الشافعية الكبرى) 6/ 137 - 146
ولك أن تعجب أخي القارىء من تعصب السبكي الذي جره إلى الطعن والافتراء على أئمة الدين!!
وقد أحسن الشيخ المحقق عبدالرحمن بن سليمان العثيمين بالرد على بعض ما جاء في كلام السبكي الأشعري؛ فقال:
ويظهر أن هذه القصيدة هي التي تسمى: " عروس القصائد في شموس العقائد " وقد أذهلت هذه القصيدة التاج السُّبكي فتخبط في الرد عليها، واستخدم عبارات سُوقية لا تناسب وقَار العلم قال:" نال فيها من أهل السنة [الأشاعرة] وباح بالتجسيم [مذهب السلف في الصفات] فلا حيَّا الله معتقدها ولا حيى قائلها كائنًا من كان، وتكلم فيها في الأشعري أقبح كلام وافترى عليه أي افتراء ". ونال السُّبكي من الذهبيّ، واعتقد أن القصيدة دُسَّت في كتاب ابن السَّمعاني، ثم طعن في مستوى القصيدة الفني والأدبي، واستجاد من الناحية الفنية ما كان من الأبيات لا يتناول عقيدة الأشاعرة، واستقبح ما تناول عقائدهم، قال:" وبعضها - وهو المشتمل على القبائح - في غاية الرداءة لا يرضى به من يحسن الشعر! وقال: وما أبرد هذا الشعر وأسمجه، وقال: " فإذا جمعها جامع أضلَّ ضلالاً مبينًا ... وقوله: فقبّحه الله ما أجرأه على الله. ثم قال:" فإن الأشاعرة إنما هم نفس أهل السنة أو هم أقرب الناس إلى أهل السنة!! " ألا ترى تردد السبكيّ في الأشاعرة؟! وتعرض في كلامه لشيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية ونقل من رد ابن الزملكاني عليه، كعادته في النيل من الشيخ بأدنى سبب.ثم قال في آخر كلامه: " فهذا ما أردت حكايته منها ولو أمكن إعدامها من الوجود كان أولى والأغلب على الظن أنها ملفقة موضوعة وضع ما فيها من الخرافات من لا يستحي
ثم أقول: قبّح الله قائلها كائنًا من كان وإن يكن هو هذا الكَرَجي فنحن نبرأ إلى الله منه، إلا أني على قطع بأن ابن السَّمعاني لا يقرأ هذه الأبيات ولا يستحل روايتها "
أقول أيضًا: هذا قول المتحير المضطرب الذي لا يدري ما يقول، وهو أَمَامَ شيخٍ شافعيِ المذهب من بني جلدته، محققٌ علاّمةٌ، محدَّثٌ، ينهج منهج السلف الصالح، مذهب أهل السنة والجماعة، ولولا أن القصيدة في غاية القوة والبيان، والتأثير في سامعها، لما انبرى السبكي للرد عليها؛ لذا لا يُلتفت إلى قول الصادر عن غير روية ٍ. وكلام السبكي كله مدخول يمكن الرد عليه بالتفصيل، وكيف يقطع بأن السمعاني لم يقرأها، هل يدَّعي علم الغيب؟! لا يُستبعد ذلك على أهل الكشف والزَّيفِ. اهـ ذيل طبقات الحنابلة 1/ 147 حاشية 3
ويصدق في هذا السبكيّ الأشعريّ الجلد قول الإمام محمد بن أحمد بن عبدالهادي في مقدمة كتابه المشهور (الصارم المنكي في الرد على السبكي): ورأيت مؤلف هذا الكتاب المذكور رجلاً مماريًا معجبًا برأيه، متبعًا لهواه ذاهبًا في كثيرٍ مما يعتقده إلى الأقوال الشاذة والآراء الساقطة، صائراً في أشياء مما يعتمده إلى الشبه النخيلة والحجج الداحضة، وربما خرق الإجماع في مواضع لم يُسبق إليها ولم يوافقه أحد من الأئمة عليها. اهـ
____________
(1) مقدمة الصارم المنكي في الرد على السبكي
منقول
http://www.mahaja.com/showthread.php?11816- تهوك-السبكي-في-إنكار- (-عروس-القصائد-في-شموس-العقائد-)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/213)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[19 - 11 - 10, 01:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا. وهذا السبكي القبوري الاشعري الذي طعن في شيخه الامام السلفي الحافظ الذهبي رحمه الله قال فيه عز الدين الكناني (819) هـ:
(هو رجل قليل الأدب، عديم الإنصاف, جاهل بأهل السنة ورتبهم) (الإعلان للسخاوي: 469 فما بعد) و (معجم الشافعية لابن عبد الهادي، الورقة: 48 47 (الظاهرية)) نقلا.
بالمناسبة: هل توجد رسالة ماجستير أو دكتوراه في السبكي الابن؟(67/214)
كلام لابن تيمية بمناسبة ما يعرف بـ ظهور العذراء
ـ[صهيب المصري]ــــــــ[19 - 11 - 10, 10:48 ص]ـ
قال الشيخ
وَ " الْأَسْوَدُ العنسي " الَّذِي ادَّعَى النُّبُوَّةَ كَانَ لَهُ مِنْ الشَّيَاطِينِ مَنْ يُخْبِرُهُ بِبَعْضِ الْأُمُورِ الْمُغَيَّبَةِ فَلَمَّا قَاتَلَهُ الْمُسْلِمُونَ كَانُوا يَخَافُونَ مِنْ الشَّيَاطِينِ أَنْ يُخْبِرُوهُ بِمَا يَقُولُونَ فِيهِ: حَتَّى أَعَانَتْهُمْ عَلَيْهِ امْرَأَتُهُ لَمَّا تَبَيَّنَ لَهَا كُفْرُهُ فَقَتَلُوهُ.
وَكَذَلِكَ " مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ " كَانَ مَعَهُ مِنْ الشَّيَاطِينِ مَنْ يُخْبِرُهُ. بِالْمُغَيَّبَاتِ وَيُعِينُهُ عَلَى بَعْضِ الْأُمُورِ وَأَمْثَالُ هَؤُلَاءِ كَثِيرُونَ مِثْلُ: الْحَارِثِ الدِّمَشْقِيِّ " الَّذِي خَرَجَ بِالشَّامِ زَمَنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَادَّعَى النُّبُوَّةَ وَكَانَتْ الشَّيَاطِينُ يُخْرِجُونَ رِجْلَيْهِ مِنْ الْقَيْدِ وَتَمْنَعُ السِّلَاحَ أَنْ يَنْفُذَ فِيهِ وَتُسَبِّحُ الرَّخَامَةُ إذَا مَسَحَهَا بِيَدِهِ وَكَانَ يَرَى النَّاسَ رِجَالًا وَرُكْبَانًا عَلَى خَيْلٍ فِي الْهَوَاءِ وَيَقُولُ: هِيَ الْمَلَائِكَةُ وَإِنَّمَا كَانُوا جِنًّا وَلَمَّا أَمْسَكَهُ الْمُسْلِمُونَ لِيَقْتُلُوهُ طَعَنَهُ الطَّاعِنُ بِالرُّمْحِ فَلَمْ يَنْفُذْ فِيهِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: إنَّك لَمْ تُسَمِّ اللَّهَ فَسَمَّى اللَّهَ فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ. وَهَكَذَا أَهْلُ " الْأَحْوَالِ الشَّيْطَانِيَّةِ " تَنْصَرِفُ عَنْهُمْ شَيَاطِينُهُمْ إذَا ذُكِرَ عِنْدَهُمْ مَا يَطْرُدُهَا مِثْلُ آيَةِ الْكُرْسِيِّ
المجموع
ـ[ابن سعد التيمي]ــــــــ[20 - 11 - 10, 01:53 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا على هذه الدرر ولكن أرت كلام الشيخ الاسلام هذا في اي كتاب نقلته
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[21 - 11 - 10, 11:48 ص]ـ
لكن أين الإشارة للعذراء في كلامه؟
وما هذه المناسبة أصلا؟
أفدنا بارك الله فيك
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[24 - 11 - 10, 07:12 م]ـ
المجموع
قد ذكر اخونا مصدر هذه الدره من كلام ابن تيميه، وهو من كتاب (الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان) وهو مطبوع ضمن المجموع كما ذكر اخونا.
اما مناسبته لظهور العذراء هو:
ان الشياطين تتشكل بصورة امراة وتقول انها العذراء،ومن المعلوم ان الشياطين تتشكل بصورة الاولياء لتضل جهال الناس،واعرف شخص شيعي عاقل لم يمنعه من الهدايه الا ان الشياطين جاءته في المنام على خيل عدد اثنا عشر فرسا عليها اثنا عشر فارس معمم،فقالوا له: نحن الائمه المعصومون،فثبت الرجل على ضلاله رغم دعوته الى الحق مع عقل فيه،فانظر كيف اضلت الشياطين هذا الرجل!
واعرف شخص اخر مريض جاءه الشيطان في صورة علي بن ابي طالب،فقال له: قم ومد له يده،فقام وهو نشيط،فزاد ثباته على الضلال.
واصل هذا الحديث الذي في صحيح مسلم:
(إِنِّى خَلَقْتُ عِبَادِى حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِى مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا).
والله الموفق.
ـ[محمد أحمد المطيري]ــــــــ[24 - 11 - 10, 08:32 م]ـ
والله يا اخوة نصارى اليوم لا يستطيعون حتى الاستعانة بالشياطين لظهور العذراء فراحوا يستخدمون الكشافات شديدة الاضائة واضواء الليزر فوق كنائسهم ليستخفوا باتباعهم كما حصل في أحد كنائس مصر منذ عهد قريب والفيديو موجود على اليوتيوب ويظهر فيه انقطاع التيار الكهربائي اثناء حصول "المعجزة" واذ بشخص يحمل الكشاف فوق الكنيسة
يعني ضالين مضلين ولكن لا يتقنون اضلالهم لشدة استخفافهم بأتباعهم
فالحمد لله على نعمة الهداية وعلى نعمة العقل(67/215)
هل الصفات الفعلية أزلية؟
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[19 - 11 - 10, 03:53 م]ـ
الحمد لله
صفات الله إما ذاتية وإما فعلية , وقد تكون أزلية النوع حادثة الأحاد.
لكن هل كل الصفات الفعلية أزلية , أو ثم تفصيل فيقال: بعضها أزلية النوع كالكلام مثلا من حيث النوع أزلي ومن حيث الأحاد حادث متجدد؟
وما كان كالاستواء والنزول والمجئ ليس أزليا إنما يدخل في كونه فعالا لما يريد؟
لكن قد يقول قائل: يشكل على ذلك أن الله تعالى لا يتصف إلا بما هو أزلي.
وأنه يمتنع أن يتعطل الله عن صفة من صفاته.
فإن قلنا له: المقصود أن الله لا يزال فعالا لما يريد يفعل ما يشاء متى شاء.
ربما قال: يلزمكم أن الله كان خالقا قبل أن يخلق (المسألة المعروفة بتسلسل الحوادث).
فهل يصح أن يقال له: إلزام باطل لكون صفة الخلق صفة ذاتية لا تنفك عن الله (تعالى) ,؟
فإن صح ما يقول هل يصح أن يقال: يلزمك أن تقول إن الله استوى على العرش قبل خلقه ونزل إلى السماء الدنيا قبل خلقها , - وربما لا يلزمه التقييد بالعرش أو السماء الدنيا ,-؟
فماذا ترَوْن؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[19 - 11 - 10, 04:34 م]ـ
إن كان المراد بالصفة الذاتية قيامها بالذات، فكل الصفات ذاتية بهذا الاعتبار ..
أما التقسيم إلى ذاتية وفعلية فالمراد به التفريق بين ما ينفك عن ذاته وما لا ينفك عن ذاته ..
فصفة الحياة لا تنفك عن ذاته
وصفة النزول تنفك عن ذاته
فالأولى ذاتية، والثانية فعلية ..
وليس معنى تسميتهم إياها فعلية أنها ليست ذاتية كما قد يتبادر ..
ولكنه من قبيل تسمية الشيء بأخص أوصافه ..
وكل صفات الله ـ ذاتية أو فعلية ـ ليست مخلوقة ...
ولكن مها ماهو يتجدد ويكون له حدوث يقوم بذاته، كالكلام والرضا والغضب، والاستواء والنزول.، وكل الصفات الفعلية، وبعض الصفات الذاتية وهي التي لها آحاد كالسمع والبصر والعلم على قول.
ومنه ما لا يتجدد وهي الصفات الذاتية التي ليس لها آحاد، كالحياة والعظمة ونحو ذلك ..
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[19 - 11 - 10, 05:20 م]ـ
أحسن الله إليك مولانا ,
ـ[عبد الرحمن بن أبي جمرة]ــــــــ[20 - 11 - 10, 12:08 م]ـ
الأولى في تعريف الصفات الذاتية أن نقول: هي التي لم يزل ولا يزال متصفا بها، كالسمع والبصر.
والصفات الفعلية: هي التي تتعلق بمشيئته إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها، كالاستواء على العرش
كما ذكره الشيخ العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- في مقدمة شرح لمعة الاعتقاد.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[20 - 11 - 10, 12:55 م]ـ
كلاهما واحد ..
قال الشيخ رحمه الله في شرح الواسطية:
" مثال ذلك: لما وصف الله نفسه بأن له عيناً، هل نقول: المراد بالعين الرؤية لا حقيقة العين؟ لو قلنا ذلك، ما وصفنا الله بما وصف به نفسه.
ولما وصف الله نفسه بأن له يدين: (بل يداه مبسوطتان ([المائدة: 64]، لو قلنا: إن الله تعالى ليس له يد حقيقة، بل المراد باليد ما يسبغه من النعم على عباده، فهل وصفنا الله بما وصف به نفسه؟ لا!
المبحث الخامس: عموم كلام المؤلف يشمل كل ما وصف الله به نفسه من الصفات الذاتية المعنوية والخبرية والصفات الفعلية.
فالصفات الذاتية هي التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها وهي نوعان: معنوية وخبرية:
فالمعنوية، مثل: الحياة، والعلم، القدرة، والحكمة ... وما أشبه ذلك، وهذا على سبيل التمثيل لا الحصر.
والخبرية، مثل: اليدين، والوجه، والعينين ... وما أشبه ذلك مما سماه، نظيره أبعاض وأجزاء لنا.
فالله تعالى لم يزل له يدان ووجه وعينان لم يحدث له شيء من ذلك بعد أن لم يكن، ولن ينفك عن شيء منه، كما أن الله لم يزل حياً ولا يزال حياً، لم يزل عالماً ولا يزال عالماً، ولم يزل قادراً ولا يزال قادراً ... وهكذا، يعنى ليس حياته تتجدد، ولا قدرته تتجدد، ولا سمعه يتجدد بل هو موصوف بهذا أزلاً وأبداً، وتجدد المسموع لا يستلزم تجدد السمع، فأنا مثلاً عندما أسمع الأذان الآن فهذا ليس معناه أنه حدث لي سمع جديد عند سماع الأذان بل هو منذ خلقه الله في لكن المسموع يتجدد وهذا لا أثر له في الصفة.
واصطلح العلماء رحمهم الله على أن يسموها الصفات الذاتية، قالوا: لأنها ملازمة للذات، لا تنفك عنها. والصفات الفعلية هي الصفات المتعلقة بمشيئته، وهي نوعان:
صفات لها سبب معلوم، مثل: الرضى، فالله عز وجل إذا وجد سبب الرضى، رضي، كما قال تعالى: (إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفار وإن تشكروا يرضه لكم ([الزمر: 7].
وصفات ليس لها سبب معلوم، مثل: النزول إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر. "
وقال في شرح السفارينية:
" لقسم الثاني من الصفات: صفات فعلية:
فهذه باعتبار الجنس صفة ذاتية لأن الله لم يزل ولا يزال فعالاً،
أفعاله لا تنقضي، وكذلك أقواله {قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدادا} (الكهف 109).
لكن آحاد الفعل أو نوع الفعل فهذا ينفك الله عنه يعني ليس لازماً لذاته،
مثال ذلك: النزول إلى السماء الدنيا هذا نوع وآحاد نوع،
لأنه لم يثبت له نظير قبل خلق السماء آحاد، لأنه يتجدد كل ليلة،
فالأفعال نوعها قد يكون حادثاً آحادها تكون حادثة لكن جنسها أزلي أبدي لأن الله لم يزل ولا يزال فعالاً،
النزول فعل نوعه حادث أفراده كل ليلة هذا آحاد،
وكذلك الاستواء على العرش نوع فهو باعتبار أصل الفعل صفة ذاتية وباعتبار النوع،
لأنه لم يكن إلا بعد خلق العرش يكون فعلياً،
أما آحادية فلا نستطيع أن نقول: آحادية لأن استواء الله على العرش ثابت،
ولا يمكن أن نقول: إن الله قد لا يستوي على العرش،
لا نقول هذا لأننا ليس عندنا علم بذلك الشيء،
بخلاف النزول إلى السماء الدنيا لما كان مقيدًا بزمن، قلنا: إنه يحدث كل ثلث ليلة بالنسبة للسماء الدنيا،
إذن قول المؤلف: (كذاك لا ينفك عن صفاته):
يجب أن يحمل على الصفات الذاتية والصفات الخبرية وعلى جنس الصفات الفعلية "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/216)
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[20 - 11 - 10, 01:32 م]ـ
لكن قد يقول قائل: يشكل على ذلك أن الله تعالى لا يتصف إلا بما هو أزلي.
وأنه يمتنع أن يتعطل الله عن صفة من صفاته.
فإن قلنا له: المقصود أن الله لا يزال فعالا لما يريد يفعل ما يشاء متى شاء.
ربما قال: يلزمكم أن الله كان خالقا قبل أن يخلق (المسألة المعروفة بتسلسل الحوادث).
فهل يصح أن يقال له: إلزام باطل لكون صفة الخلق صفة ذاتية لا تنفك عن الله (تعالى) ,؟
فإن صح ما يقول هل يصح أن يقال: يلزمك أن تقول إن الله استوى على العرش قبل خلقه ونزل إلى السماء الدنيا قبل خلقها , - وربما لا يلزمه التقييد بالعرش أو السماء الدنيا ,-؟
فماذا ترَوْن؟
ما الجواب عن هذا الإشكال يا مولانا
وهل للقائلين بعدم تسلسل الحوادث ان يقولوا الله يفعل متى شاء وكوننا نفينا عدم وجود عوالم قبل هذا ليس تعطيلا لصفة الخلق بل الله يفعل متى شاء الله وشاء الله خلق هذا العالم ولم يخلق قبله وليس هذا تعطيلا
أم ان هذا يا مولانا يرجع الى تقسيم الصفات الى لازمة ومتعدية
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن بن أبي جمرة]ــــــــ[20 - 11 - 10, 02:07 م]ـ
الذي يمكن أن يقال فيه: " ينفك عن الذات " في الصفات الفعلية هو آحاد الفعل، أما ذاته فلا يمكن انفكاكها.
ويدل على هذا ما نقلتَه من كلام الشيخ -رحمه الله- عن الصفات الفعلية: " فهذه باعتبار الجنس صفة ذاتية لأن الله لم يزل ولا يزال فعالاً ... لكن آحاد الفعل أو نوع الفعل فهذا ينفك الله عنه يعني ليس لازماً لذاته ".
ولذا اختار الشيخ التعريف الذي نقلتُه آنفا، وقد عبرت عنه بالأولى.
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[20 - 11 - 10, 03:59 م]ـ
إن كان المراد بالصفة الذاتية قيامها بالذات، فكل الصفات ذاتية بهذا الاعتبار ..
أما التقسيم إلى ذاتية وفعلية فالمراد به التفريق بين ما ينفك عن ذاته وما لا ينفك عن ذاته ..
فصفة الحياة لا تنفك عن ذاته
وصفة النزول تنفك عن ذاته
فالأولى ذاتية، والثانية فعلية ..
وليس معنى تسميتهم إياها فعلية أنها ليست ذاتية كما قد يتبادر ..
ولكنه من قبيل تسمية الشيء بأخص أوصافه ..
وكل صفات الله ـ ذاتية أو فعلية ـ ليست مخلوقة ...
ولكن مها ماهو يتجدد ويكون له حدوث يقوم بذاته، كالكلام والرضا والغضب، والاستواء والنزول.، وكل الصفات الفعلية، وبعض الصفات الذاتية وهي التي لها آحاد كالسمع والبصر والعلم على قول.
ـــــــــــــــــــ
ما قصدك مولانا بقولك ((كالسمع والبصر والعلم على قول)) ومن قال بهذا؟
ومقامك أرفع من أن ننبه على كون امتناع تجدد العلم والسمع والبصر وما شابه. مع إقرارنا بتجدد المعلوم , والمسموع , والمرئي. حفظك الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومنه ما لا يتجدد وهي الصفات الذاتية التي ليس لها آحاد، كالحياة والعظمة ونحو ذلك ..
ــــــــــــــــــــــــــــ
فهل ترى مولانا كبير فرق بين ما ذكرته - حفظك الله - وبين أن نقول: إن الصفات الفعلية أزلية النوع لا الأحاد؟ وإنه لا يلزم أن يكون الله تعالى قد نزل في الأزل أو جاء - وهي داخلة في كون الله فعَّالا لما يريد -؟
وعلى ذلك: يجوز أن يفعل الله ما لم يفعل نظيره من الأحاد ولم يخبرنا عنه , ولذلك لكونه يفعل ما يشاء - مع اعتبار أن الله يفعل ما يشاء متى شاء والأزلية في نوع الفعل لا في أحاده -؟
وحفظ الله مولانا الشيخ عمرو
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ما الجواب عن هذا الإشكال يا مولانا
ـــــــــــ
حياك الله أخي الحبيب
لا أدري أي الإشكالات تقصد ياحبيب.
وعلى كل
فنقطة الإلزام المفترضة في كوننا إذا قلنا: إن الصفات الفعلية حادثة الأحاد؟ يقول إذن تقولون إن الله يكتسب صفاته بما لم يكن أزلا.
وعلى ذلك فيجوز أن يوصف الله بالخلق قبل أن يخلق: يعني أن الله يسمى بالخالق ويوصف بالخلق (بفعله) قبل أن يخلق فيتعطل عن صفاته. يعني على الإلزام المفترض , ننفي تسلسل الحوادث الأزلية.
فكان ردي – على هذا الإشكال المفترض – أنه إلزام باطل لأن صفة الخلق صفة ذاتية لا تنفك عن الله , بخلاف الصفات الفعلية فهي تنفك عن الله. فالله يفعل ما يشاء متى شاء. فنوعها قديم وهو ذاتي من حيث هذا الاعتبار - كما أشار الشيخ عمرو , وهي بعينها مسألة التسلسل الأزلي للحوادث التي أبانها شيخ الإسلام - ,
ــــــــــــــــــــــــــــــ
وهل للقائلين بعدم تسلسل الحوادث ان يقولوا الله يفعل متى شاء وكوننا نفينا عدم وجود عوالم قبل هذا ليس تعطيلا لصفة الخلق بل الله يفعل متى شاء الله وشاء الله خلق هذا العالم ولم يخلق قبله وليس هذا تعطيلا
ـــــــــــــــــــ
اثبات صفة الخلق لا يعني العالم. لأن الصفة هنا ليست هي الموصوف – وليست بهذا الإطلاق لكن أقولها لهذا المقام فالصفة للموصوف , وقيل التوقف حتى يستبين قصد السائل – فالمقصود بصفة الخلق التخليق لا الخلق الذي هو المفعول , وقد سوَّت بينهما الجهمية فقالوا الصفة هي الموصوف , فالله عز وجل خلق في الأزل ولا يزال يخلق. وليس يصح قول الطحاوي: ((لَيْسَ بَعْدَ خَلْقِ الْخَلْقِ اسْتَفَادَ اسْمَ "الْخَالِقِ", بل الله خلق في الأزل (وهو التسلسل الأزلي للحوادث) -ونفاه الجهمية والأشاعرة,- ومازال يخلق ولايزال , ولا ينفك عنه صفة الخلق (وهو التسلسل المستقبلي) وأثبته الأشاعرة ونفاه الجهمية.
والله أعلم.
أم ان هذا يا مولانا يرجع الى تقسيم الصفات الى لازمة ومتعدية
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/217)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[20 - 11 - 10, 04:14 م]ـ
الصفات الفعلية جنسها قديم، وآحادها حادثة ..
و لكن هنا تحرير لهذا المقام:
كون الجنس قديما للصفات الفعلية: إما أن يراد به الصفات الفعلية عموما (أي كونه فعالا مطلقا)، أو الأنواع وآحادها (كالنزول مثلا) ..
فالصفات الفعلية من حيث العموم جنسها قديم ولا ينفك عنه أبدا ..
والصفات الفعلية من حيث الأنواع و آحادها جنسها قديم (يعني باعتبارها أفعالا)، لكنه حادث و ينفك، وهذا بيِّن ..
فوصف جنس النزول بكونه قديما، لا يعني أنه لا ينفك عنه لأن الجنس أمر اعتباري ذهني يعود على الأفعال التي هي جنس للنزول الذي هو نوع، وعلاقة الجنس بالنوع علاقة عموم وخصوص مطلق،والجنس لا يتحقق إلا بأنواعه و أفراده، فقبل كونه تعالى نازلا، فإنه لم يكن نازلا، فانفك عنه هذا النوع بانفكاك أول أفراده.
ولذلك قال الشيخ أنه " باعتبار الجنس صفة ذاتية لأن الله لم يزل ولا يزال فعالاً ... لكن آحاد الفعل أو نوع الفعل فهذا ينفك الله عنه يعني ليس لازماً لذاته "
فكلام الشيخ هاهنا عن جنس الصفات الفعلية، لأنه لم يزل فعالا، وهذا هو العموم المرضي عند أهل السنة، وهو معنى قولهم (الحي يلزم كونه فعالا)، كما يطلق شيخ الإسلام وغيره.
أما آحاد الصفات الفعلية أو نوعها (كأنواع النزول والاستواء) فهو قديم الجنس، حادث الآحاد، لكنه ينفك.
وهذا معنى الفعل أصلا، فكونه فعلا يقضي بأنه منفك، وهذا معنى قول أهل السنة (أنه حادث وليس مخلوقا).
ففيما سبق تدقيق مهم، تضمنه كلام الشيخ الذي نقلته وفق ما قلته أول مداخلة:
1 ـ الصفات الفعلية عموما = قديمة = لا تنفك عنه
بمعنى أنه يستحيل أن يعرى عن الفعل، لأنه الذي يعرى عن الفعل ميت، كما ثبت عن السلف.
2 ـ الصفات الفعلية كأنواع وآحاد = قديمة الجنس باعتبارها أفعالا = حادثة النوع والآحاد
بمعنى أن جنس النزول قديم، وجنسه اي الفعل، أي كونه فاعلا، لكنه كنوع من ذلك الجنس حادث، يفعله إذا شاء، وينفك عنه باعتبار نوعه وآحاده ..
مع ضرورة الالتفات أن الحدوث في ذلك كله ليس خلقا، فإنه يحدث وحدثه ليس كحدث المخلوق، فحدثه غير مخلوق تبارك وتعالى ..
وانظر إلى تفصيله هاهنا:
"القسم الثاني من الصفات: صفات فعلية:
فهذه باعتبار الجنس صفة ذاتية لأن الله لم يزل ولا يزال فعالاً،
أفعاله لا تنقضي، وكذلك أقواله {قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدادا} (الكهف 109).
لكن آحاد الفعل أو نوع الفعل فهذا ينفك الله عنه يعني ليس لازماً لذاته،
مثال ذلك: النزول إلى السماء الدنيا هذا نوع وآحاد نوع،
لأنه لم يثبت له نظير قبل خلق السماء آحاد، لأنه يتجدد كل ليلة،
فالأفعال نوعها قد يكون حادثاً آحادها تكون حادثة لكن جنسها أزلي أبدي لأن الله لم يزل ولا يزال فعالاً،النزول فعل نوعه حادث أفراده كل ليلة هذا آحاد،
وكذلك الاستواء على العرش نوع فهو باعتبار أصل الفعل صفة ذاتية وباعتبار النوع،
لأنه لم يكن إلا بعد خلق العرش يكون فعلياً،
أما آحادية فلا نستطيع أن نقول: آحادية لأن استواء الله على العرش ثابت،
ولا يمكن أن نقول: إن الله قد لا يستوي على العرش،
لا نقول هذا لأننا ليس عندنا علم بذلك الشيء،
بخلاف النزول إلى السماء الدنيا لما كان مقيدًا بزمن، قلنا: إنه يحدث كل ثلث ليلة بالنسبة للسماء الدنيا،
إذن قول المؤلف: (كذاك لا ينفك عن صفاته):
يجب أن يحمل على الصفات الذاتية والصفات الخبرية وعلى جنس الصفات الفعلية
"
والله أعلم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[20 - 11 - 10, 04:25 م]ـ
أما العلم، ففيه قولان مشهوران، هل يتجدد له علم بتجدد المعلوم أم لا، ففيه قولان، أحدهما ـ وهو ما أدين به ـ أنه يتجدد له علم بتجدد معلوماته، وهو ظاهر القرآن والحديث، وهو اختيار شيخ الإسلام.
مع اتفاق القولين أنه يعلم ما كان وما يكون وما لا يكون لو كان كيف كان يكون، علما سابقا محيطا، وانه لا يستفيد علما كان جاهلا به، سبحانه وتعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/218)
وكذلك السمع والبصر يطرد فيهما، ما يطرد في العلم، وهو ظاهر الشيخ في درء التعارض: " علم الرب القديم اللازم لذاته كعلمه بنفسه لا يقال: إنه صادر عنه ولا مفعول له بل هو كحياته ولكن ما يتجدد من سمع وبصر وعلم بالكائن كائنا فهذا من أثبته فإنه يمكن أن يجعله صادرا عنه "، فأطلقه على الإمكان.
وعندي أن القول بتجدد المعلومات والمسموعات والمبصرات، دون حدوث آحاد الصفة، نوع من القول بالتعلقات، والله أعلم.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[20 - 11 - 10, 04:35 م]ـ
ما الجواب عن هذا الإشكال يا مولانا
وهل للقائلين بعدم تسلسل الحوادث ان يقولوا الله يفعل متى شاء وكوننا نفينا عدم وجود عوالم قبل هذا ليس تعطيلا لصفة الخلق بل الله يفعل متى شاء الله وشاء الله خلق هذا العالم ولم يخلق قبله وليس هذا تعطيلا
أم ان هذا يا مولانا يرجع الى تقسيم الصفات الى لازمة ومتعدية
وجزاكم الله خيرا
مسألة تسلسل الحوادث فيها تفصيل، يهمله كثير من الدارسين ..
وهذا التفصيل يرجع إلى أن كلمة حوادث كلمة عامة، يعني أفعاله، والخلق نوع من جنس تلك الأفعال ..
فكثير من الناس يفهم أن مسألة (حوادث لا أول لها) = (مخلوقات لا أول لها)
وليس كذلك ..
1 ـ القول بحوادث لا اول لها، واجب على طريقة أهل السنة، لا يسوغ فيه خلاف، القائل بإنكاره جهمي معطل، لأن السلف فسروا (الحي) بالفعال، و نص أهل العلم أن الحي يلزم كونه فعالا، فالقائل بأنه كان ولا فعل له على الإطلاق، معطل تعطيلا محضا، لأن العاري عن الأفعال بعمومها ميت ليس حيا كما عرفت.
2 ـ القول بمخلوقات لا أول لها، هو تطبيق وتخصيص للمسألة السابقة، وفيها جزآن:
أ ـ القول بالإمكان والجواز في حقه = واجب، والخلاف فيه لا يسوغ، والمخالف فيه، كالمخالف في النقطة السابقة فهو جهمي معطل، لأن إنكاره له لا لخصوصه،ـ لأن الخصوص متعلق بالوقوع كما يأتي ـ، بل للعموم السابق.
ب ـ القول بوقوعه فعلا، فهذا يسوغ فيه الخلاف، و وقع فيه على قولين، ظاهر شيخ الإسلام عدم القطع، وإن كان يميل إلى وقوعه.
فمن يدفع هذا بالأدلة التي عنده (كأحاديث الأولية ونحو هذا) فهو داخل في الخلاف السائغ ..
ومن يدفع هذا بالإلزام بقدم العالم فهو:
أ ـ إما جهمي من الداخلين في النقطة 1
ب ـ لم يفهم المسألة أساسا
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 11 - 10, 07:41 م]ـ
السلام عليكم
لم أقرأ أغلب الردود لأن بعضها طويل والوقت ضيق، فأردت أن أجيب بجواب مختصر فيه ما فهمته من دراستي البسيطة لهذه المسألة، وأتمنى تصحيح أي خطأ وقعت فيه في جوابي حتى أستفيد وأتعلم، فما زلت في طور التعلم.
الحمد لله
صفات الله إما ذاتية وإما فعلية , وقد تكون أزلية النوع حادثة الأحاد.
لكن هل كل الصفات الفعلية أزلية , أو ثم تفصيل فيقال: بعضها أزلية النوع كالكلام مثلا من حيث النوع أزلي ومن حيث الأحاد حادث متجدد؟
وما كان كالاستواء والنزول والمجئ ليس أزليا إنما يدخل في كونه فعالا لما يريد؟
نعم هو كذلك
أنه يدخل في كونه فعال لما يريد، فهو متصف بالأفعال الإختيارية
لكن قد يقول قائل: يشكل على ذلك أن الله تعالى لا يتصف إلا بما هو أزلي.]
ليس في ذلك إشكال لأن اتصاف الله عز وجل بأنه فعال ما يريد: أزلي، فهذا هو النوع الذي هو أزلي، ثم الأفراد (النزول، الاستواء .. إلخ) حادثة.
وأنه يمتنع أن يتعطل الله عن صفة من صفاته.
عدم فعل الله عز وجل لفعل مُعين لا يعني أنه متعطل عنه، فالله يفعل ما يشاء متى شاء.
فإن قلنا له: المقصود أن الله لا يزال فعالا لما يريد يفعل ما يشاء متى شاء.
ربما قال: يلزمكم أن الله كان خالقا قبل أن يخلق (المسألة المعروفة بتسلسل الحوادث).
فهل يصح أن يقال له: إلزام باطل لكون صفة الخلق صفة ذاتية لا تنفك عن الله (تعالى) ,؟
صفة الخلق صفة ذاتية فعلية، فالذاتي أزلي لا ينفك عنه سبحانه، وهو النوع القديم، ثم أفراده أو أحاده؛ أي فعل الخلق (خلقه للمخلوقات) حادث، مثل ما أن الله عز وجل متصف بصفة الكلام منذ الأزل، ولكن أفراد كلامه (مثل كلامه لموسى عليه السلام) حادث.
فإن صح ما يقول هل يصح أن يقال: يلزمك أن تقول إن الله استوى على العرش قبل خلقه ونزل إلى السماء الدنيا قبل خلقها , - وربما لا يلزمه التقييد بالعرش أو السماء الدنيا ,-؟
[/ QUOTE]
لا يلزم ذلك لأنها ترجع لإتصافه سبحانه بالأفعال الإختيارية، بأنه فعال لما يريد، وصفته هذه أزلية، والأفعال المذكورة هي الآحاد الحادثة لهذه الصفة الأزلية.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[20 - 11 - 10, 08:00 م]ـ
العلم متعلق بالواجب والجائز والمستحيل والسمع والبصر ليس كذلك.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[20 - 11 - 10, 08:04 م]ـ
ولا يتجدد له سبحانه إلا علم الظهور.
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[20 - 11 - 10, 09:05 م]ـ
أحسن الله إليكم ولا أظن المسألة تحتاج إلى مزيد بيان , وإن كان قد تفرع عليها مسألة تجدد العلم والسمع والبصر , والله المستعان
والسلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/219)
ـ[ابو مهند العدناني]ــــــــ[24 - 11 - 10, 02:08 ص]ـ
العلم نوعان: علم بالشيء قبل كونه وعلم بالشيء بعد كونه.
فيعلمه قبل كونه: معدوما سيكون، ويعلمه بعد كونه: موجودا بعد عدمه.
فيعلمه موجودا كائنا بعد أن علم أنه سيكون.
وهو صريح القران في غير ما موضع، كما قال تعالى: إلا لنعلم من يتبع الرسول.
وكذلك السمع والبصر، فانه يسمع سمعا بعد سمع، ويبصر بصرا بعد بصر، فالسمع والبصر يتعلقان بالموجود، وهو قول أئمة الحديث والسلف، وهو صريح القران، كما قال تعالى: وقل اعملوا فسيرى الله عملكم.
والسين إذا دخلت على المضارع خلصته للاستقبال، فالفعل المضارع يدل على الحال والاستقبال، فإذا دخلت عليه السين لم يكن دالا على الحال والاستقبال، بل كان دالا على خصوص الاستقبال.
فيرى يدل على الحال والاستقبال، فإذا دخلت عليه السين أو سوف ارتفعت دلالته على الحال، ولم يكن دالا إلا على الرؤية المستقبلية.
فالله اخبر بأنه سيرى، وهو يدل على أن الرؤية لم تقع في الحال، بل ستقع في المستقبل.
ومن قال إن الاشاعرة وافقوا أهل السنة في إثبات سبع صفات فمراده اصل الإثبات، وألا هم لا يثبتون له إرادة بعد إرادة، ولا رؤية بعد رؤية ...
كل ذلك فرارا من لوازم: التكثر في الذات والتغير ...
وقال أبو البركات صاحب المعتبر: والتنزيه من هذا التنزيه، والإجلال من هذا الإجلال.
يقصد: تنزيهكم لله من هذا:هو الذي يجب أن ينزه عنه الله، وإجلالكم لله من هذا الذي جعلتموه تغيرا وتكثرا وحلولا للحوادث هو الذي يجب أن يجل الله عنه.
فهذا التنزيه الذي ادعيتموه هو الذي يجب أن ينزه عنه الله، لأنه يتضمن سلب الكمال عن صاحب الكمال المطلق.
ويجعلون هذه الأمور من باب النسب والإضافات، لأنها أمور عدمية، لا تستلزم تغيرا ولا تكثرا في الذات، وإثباتها على طريقة السلف يقتضي أن تكون أمورا وجودية، وهي تستلزم التغير والتكثر، فنزهوه عن الكمال الذي نطق به القران بعبارات مشتبهه.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 11 - 10, 12:27 م]ـ
الأخ العدناني،، أحسنتَ
وأورد بعض النقول في المسألة للاستفادة، مع العلم أن أكثر ما ناقش الشيخ فيها هذه المسألة في درء التعارض، في مناقشته لكلام ابن سينا وابن رشد وأبي البركات والغزالي عن العلم، وذكر فيه ما يبهر الألباب ...
فعن نسبة ذلك لبعض النظار غير الأثريين يقول في الدرء:
" وهذا قول أئمة أهل الإثبات وحذاقهم الذين يقولون: إن الله خالق أفعال العباد وهو أيضا يقول: إنه سبحانه مع علمه بما سيكون فإنه إذا كان يعلمه كائنا فعالميته متجددة
وابن عقيل يوافق على ذلك وكذلك الرازي وغيره وهذا موافق لقول من يقول بقيام الحوادث به وبعض حذاق المعتزلة نصر القول بعلو الله ومباينته لخلقه بالأدلة العقلية وأظنه من أصحاب أبي الحسين
وقد حكى ابن رشد ذلك عن أئمة الفلاسفة أبو البركات وغيره من الفلاسفة يختارون قيام الحوادث به كإرادات وعلوم متعاقبة وقد ذكروا ذلك وما هو أبلغ منه عن متقدمي الفلاسفة كما ذكرت أقوالهم في غير هذا الموضع وتقدم بعضها "
وقال في سياقة الخلاف وأصله هناك أيضا:
" وهذه المسألة: مسألة تعلق صفاته بالمخلوقات بعد وجودها تعلق العلم والسمع والبصر ونحو ذلك هي مسألة كبيرة.
والناس متفقون على تجدد نسب وإضافات لا تقوم بذات الرب وتنازعوا فيما يقوم بذات الرب وهذا كما تنازعوا في الاستواء ونحوه: هل هو مفعول للرب يحدثه في المخلوقات من غير قيام أمر به؟ أم يقوم به أمر؟ على القولين
فالكلابية والمعتزلة ينفون أن يقوم بالرب شيء من ذلك وأكثر أهل الحديث وكثير من أهل الكلام يجوزون ذلك وأما النسب والإضافات فتتجدد باتفاقهم و ابن عقيل يسمي هذه النسب والإضافات الأحوال ولعله سماها بذلك كما يسمى غيره كونه عالما وقادرا حالا معللة بالعلم والقدرة كما هي طريقة القاضي أبي بكر ومن وافقه كالقاضي أبي يعلى و ابن عقيل وغيرهما
وهؤلاء يقولون - تبعا لأبي هاشم - إن الحال لا موجودة ولا معدومة وكذلك هذه النسب والإضافات على قولهم أو أن يكون ابن عقيل شبه ذلك بالأحوال التي يثبتها أبو هاشم ويجعلها لا موجودة ولا معدومة كذلك هذه النسب والإضافات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/220)
ولأهل الحديث والتفسير والكلام وغيرهم من الكلام في هذه المسألة ما هو معروف ولهذا صار طائفة من أهل الكلام كهشام بن الحكم والجهم وأبي الحسين البصري والرازي وغيرهم - إلى إثبات أمور متجددة
والكلام على هذا متعلق بما ذكره الله في القرآن في غير موضع كقوله: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} [البقرة: 143]
وقوله تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} [آل عمران: 142]
وقوله: {وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء} [آل عمران: 140]
وقوله: {أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم} [آل عمران: 165] إلى قوله: {فبإذن الله وليعلم المؤمنين * وليعلم الذين نافقوا} [آل عمران: 165 - 166] الآية
وقوله: {ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا} [الكهف: 12]
وقوله: {ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} إلى قوله: {وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين} [العنكبوت: 3 - 11]
وغير ذلك في كتاب الله هذا مع اتفاق سلف الأمة وأئمتها على أن الله عالم بما سيكون قبل أن يكون
وقد نص الأئمة على أن من أنكر العلم القديم فهو كافر ومن هؤلاء غلاة القدرية الذين ينكرون علمه بأفعال العباد قبل أن يعملوها والقائلون بالبداء من الرافضة ونحوهم
وإنما المسألة الدقيقة أنه عند وجود المسموع والمرئي والمعلوم إذا سمعه ورآه علمه موجودا فهل هذا عين ما كان موجودا قبل وجود ذلك؟ أو هناك معنى زائد؟ "
وقال:
"وللنظار في جوابهم عن هذا طريقان منهم من يمنع المقدمة الاولى ومنهم من يمنع الثانية فالاول جواب كثير من المعتزلة والاشعري واصحابه وغيرهم ممن ينفي حلول الحوادث فادعى هؤلاء ان العلم بأن الشيء سيكون هو عين العلم بأنه قد كان وان المتجدد انما هو نسبته بين المعلوم والعلم لا امر ثبوتي والثاني جواب هشام وابن كرام وابي الحسين البصري وابي عبد الله بن الخطيب وطوائف غير هؤلاء قالوا لا محذور في هذا وانما المحذور في ان لا يعلم الشيء حتى يكون فان هذا يستلزم انه لم يكن عالما وانه احدث بلا علم وهذا قول باطل
وعامة من يستشكل الايات الواردة في هذا المعنى كقوله الا لنعلم حتى نعلم يتوهم ان هذا ينفي علمه السابق بأن سيكون وهذا جهل فان القران قد اخبر بأنه يعلم ما سيكون في غير موضع بل ابلغ من ذلك انه قدر مقادير الخلائق كلها وكتب ذلك قبل ان يخلقها فقد علم ما سيخلقه علما مفصلا وكتب ذلك واخبر بما اخبر به من ذلك قبل ان يكون وقد اخبر بعلمه المتقدم على وجوده ثم لما خلقه علمه كائنا مع علمه الذي تقدم انه سيكون فهذا هو الكمال وبذلك جاء القران في غير موضع بل وباثبات رؤية الرب له بعد وجوده كما قال تعالى وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون التوبة فأخبر انه سيرى اعمالهم
وقد دل الكتاب والسنة واتفاق سلف الامة ودلائل العقل على انه سميع بصير والسمع والبصر لا يتعلق بالمعدوم فاذا خلق الاشياء راها سبحانه واذا دعاه عباده سمع دعاءهم وسمع نجواهم كما قال تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاور كما المجادلة أي تشتكي اليه وهو يسمع التحاور والتحاور تراجع الكلام بينها وبين الرسول قالت عائشة سبحان الذي وسع سمعه الاصوات لقد كانت المجادلة تشتكي الى النبي ص - في جانب البيت وانه ليخفي على بعض كلامها فأنزل الله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما وكما قال تعالى لموسى وهارون لا تخافا انني معكما اسمع وارى طه وقال ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجويهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون الزخرف
وقد ذكر الله علمه بما سيكون بعد ان يكون في بضعة عشر موضعا في القران مع اخباره في مواضع اكثر من ذلك انه يعلم ما يكون قبل ان يكون وقد اخبر في القران من المستقبلات التي لم تكن بعد بما شاء الله "
وقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/221)
" روى عن ابن عباس في قوله الا لنعلم أي لنرى وروي لنميز وهكذا قال عامة المفسرين الا لنرى ونميز وكذلك قال جماعة من اهل العلم قالوا لنعلمه موجودا واقعا بعد ان كان قد علم انه سيكون ولفظ بعضهم قال العلم على منزلتين علم بالشيء قبل وجوده وعلم به بعد وجوده والحكم للعلم به بعد وجوده لانه يوجب الثواب والعقاب قال فمعنى قوله لنعلم أي لنعلم العلم الذي يستحق به العامل الثواب والعقاب ولا ريب انه كان عالما سبحانه بأنه سيكون لكن لم يكن المعلوم قد وجد وهذا كقوله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الارض يونس أي بما لم يوجد فانه لو وجد لعلمه فعلمه بأنه موجود ووجوده متلازمان يلزم من ثبوت احدهما ثبوت الآخر ومن انتفائه انتفاوه والكلام على هذا مبسوط في موضع اخر "
وقال:
" والله تعالى قد أخبر في كتابه بعلمه بما سيكون كالأمور التي أخبر بها قبل كونها فعلم أنه يعلم الأشياء قبل وجودها وأخبر أنه إذا وجدت علمها أيضا
كقوله {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} سورة البقرة 143
وفي القرآن من هذا بضعة عشر موضعا وقد روي عن ابن عباس وغيره إلا لنرى وقال طائفة من المفسرين إلا لنعلمه موجودا "
وقال:
" وأما قوله تعالى {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه}. وقوله: {لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا} ونحو ذلك فهذا هو العلم الذي يتعلق بالمعلوم بعد وجوده، وهو العلم الذي يترتب عليه المدح والذم والثواب والعقاب والأول هو العلم بأنه سيكون ومجرد ذلك العلم لا يترتب عليه مدح ولا ذم ولا ثواب ولا عقاب فإن هذا إنما يكون بعد وجود الأفعال. وقد روي عن ابن عباس أنه قال في هذا: لنرى. وكذلك المفسرون قالوا: لنعلمه موجودا بعد أن كنا نعلم أنه سيكون وهذا المتجدد فيه قولان مشهوران للنظار: منهم من يقول: المتجدد هو نسبة وإضافة بين العلم والمعلوم فقط وتلك نسبة عدمية. ومنهم من يقول: بل المتجدد علم بكون الشيء ووجوده وهذا العلم غير العلم بأنه سيكون وهذا كما في قوله: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} فقد أخبر بتجدد الرؤية فقيل نسبة عدمية وقيل المتجدد أمر ثبوتي. والكلام على القولين ومن قال هذا وهذا وحجج الفريقين قد بسطت في موضع آخر. وعامة السلف وأئمة السنة والحديث على أن المتجدد أمر ثبوتي كما دل عليه النص وهذا مما هجر أحمد بن حنبل الحارث المحاسبي على نفيه"
والمواضع أكثر، يمنع ضيق المقام، وبعد الكناشة من تقصيها.
وبالله التوفيق
ـ[فارس بن عامر]ــــــــ[26 - 11 - 10, 08:44 م]ـ
قول الشيخ ابن عثيمين "لكن آحاد الفعل أو نوع الفعل فهذا ينفك الله عنه يعني ليس لازماً لذاته، "
أذكر حينما نظرت في كلام الشيخ أثناء قرأتي لشرحه , وقعت هذه العبارة في نفسي , وعلقت بجانبها تعليقا مختصرا.
وحالصه أن إطلاق لفظ الإنفكاك على الصفات الفعلية فيه قدر من الإجمال الموهم للمباينة و لا اعني هنا المباينة العلمية فهذا حق في سائر أجناس الصفات وإنما المباينة المفارقة للذات , وهذا خلاف منصوص الإمام أحمد وكلام الشيخ الرئيس شيخ الاسلام ابن تيمية في البيان وفي الاصفهانية
قال الشيخ الرئيس ابن تيمية: ومعنى قولهم منه بدأ أي هو المتكلم به لم يخلقه في غيره كما قالت الجهمية من المعتزلة وغيرهم أنه بدأ من بعض المخلوقات وأنه سبحانه لم يقم به كلام ولم يرد السلف أنه كلام فارق ذاته فإن الكلام وغيره من الصفات لا تفارق الموصوف بل صفة المخلوق لا تفارقه وتنتقل إلى غيره فكيف تكون صفة الخالق تفارقه وتنتقل إلى غيره
وغير ذلك من العبارات التي للشيخ قدس الله روحه
والمقصود هنا أن هذه العبارة فيها قدر من الإجمال الموهم لمعنى هو خلاف اعتقاد اهل الحق
وعموما. ليس لمثلي أن يعترض على الشيخ محمد , والله الموفق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تنبيه: أطلقت لفظ الرئيس على شيخ الإسلام , لاني أرى انه حق به من ابن سينا
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[27 - 11 - 10, 09:19 م]ـ
نقول بذلك , بورك فيكم
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[28 - 11 - 10, 04:04 ص]ـ
ولا يتجدد له سبحانه إلا علم الظهور.
أما اكتساب علم جديد لم يعلمه أزلا فلا يجوز,, وعلم الظهور هذا هو الذي يترتب عليه الثواب والعقاب.
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[28 - 11 - 10, 06:05 ص]ـ
أما اكتساب علم جديد لم يعلمه أزلا فلا يجوز,, وعلم الظهور هذا هو الذي يترتب عليه الثواب والعقاب.
وهذا الظهور هل هو علم أم لا؟ وهل علمه (أي الظاهر) موجودا أم سيوجد؟
مع الانتباه لقول شيخ الإسلام في درء التعارض (5/ 179):
((وإنما المسألة الدقيقة أنه عند وجود المسموع والمرئي والمعلوم إذا سمعه ورآه علمه موجودا فهل هذا عين ما كان موجودا قبل وجود ذلك؟ أو هناك معنى زائد؟)) أهـ
((وهي ضمن ما أفادنا به الشيخ عمرو جزاه الله خيرا))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/222)
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[28 - 11 - 10, 07:33 ص]ـ
يا أبا صهيب بارك الله فيك.
صف لنا هذا المعنى الزائد فإن كان هو علم الظهور الذي أشرنا إليه و الذي يترتب عليه الجزاء فلا إشكال ,, وإن كان المعنى الزائد أمرا آخر فبينه لنا ..
وانظر إلى ما سطره يراع العلامة الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان حيث قال:
قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ} الآية. ظاهر هذه الآية قد يتوهم منه الجاهل أنه تعالى يستفيد بالاختبار علما لم يكن يعلمه، سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا بل هو تعالى عالم بكل ما سيكون قبل أن يكون. وقد بين أنه لا يستفيد بالاختبار علما لم يكن يعلمه بقوله جل وعلا: {وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [3/ 154]، فقوله: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}، بعد قوله: {وَلِيَبْتَلِيَ}، دليل قاطع على أنه لم يستفد بالاختبار شيئا لم يكن عالما به، سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا؛ لأن العليم بذات الصدور غني عن الاختبار وفي هذه الآية بيان عظيم لجميع الآيات التي يذكر الله فيها اختباره لخلقه، ومعنى {إِلَّا لِنَعْلَمَ} أي علما يترتب عليه الثواب والعقاب فلا ينافي أنه كان عالما به قبل ذلك، وفائدة الاختبار ظهور الأمر للناس. أما عالم السر والنجوى فهو عالم بكل ما سيكون كما لا يخفى. أ. هـ.
قال ابن كثير رحمه الله: والله سبحانه وتعالى يعلم ما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون (4). وهذا مجمع عليه عند أئمة السنة والجماعة؛ ولهذا يقول ابن عباس وغيره في مثل: {إِلا لِنَعْلَمَ} [البقرة: 143]: إلا لنرى؛ وذلك أن الرؤية إنما تتعلق بالموجود، والعلم أعم من الرؤية، فإنه [يتعلق] (5) بالمعدوم والموجود.
ومعنى كلام ابن كثير قد أشرت إليه في مداخلتي الأولى ..
فإن كنت قد فهمت من كلام شيخ الإسلام هذا الذي ذكرته لك فبها ونعمت وإن كان معنى آخرا فبينه لنا.
ولي عودة بعد ردك إن شاء الله.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[28 - 11 - 10, 07:36 ص]ـ
وأرى أن المشاركات الأخيرة هي لسؤال آخر غير سؤالك الأول وهو:هل الصفات الأزلية متجددة؟؟
وكان سؤالك هل الصفات الفعلية أزلية؟.
لكن لا ضير فلا تخلو المباحثة من فائدة.
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[28 - 11 - 10, 10:02 م]ـ
يا أبا صهيب بارك الله فيك.
صف لنا هذا المعنى الزائد فإن كان هو علم الظهور الذي أشرنا إليه و الذي يترتب عليه الجزاء فلا إشكال ,, وإن كان المعنى الزائد أمرا آخر فبينه لنا ..
وانظر إلى ما سطره يراع العلامة الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان حيث قال:
قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ} الآية. ظاهر هذه الآية قد يتوهم منه الجاهل أنه تعالى يستفيد بالاختبار علما لم يكن يعلمه، سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا بل هو تعالى عالم بكل ما سيكون قبل أن يكون. وقد بين أنه لا يستفيد بالاختبار علما لم يكن يعلمه بقوله جل وعلا: {وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [3/ 154]، فقوله: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}، بعد قوله: {وَلِيَبْتَلِيَ}، دليل قاطع على أنه لم يستفد بالاختبار شيئا لم يكن عالما به، سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا؛ لأن العليم بذات الصدور غني عن الاختبار وفي هذه الآية بيان عظيم لجميع الآيات التي يذكر الله فيها اختباره لخلقه، ومعنى {إِلَّا لِنَعْلَمَ} أي علما يترتب عليه الثواب والعقاب فلا ينافي أنه كان عالما به قبل ذلك، وفائدة الاختبار ظهور الأمر للناس. أما عالم السر والنجوى فهو عالم بكل ما سيكون كما لا يخفى. أ. هـ.
قال ابن كثير رحمه الله: والله سبحانه وتعالى يعلم ما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون (4). وهذا مجمع عليه عند أئمة السنة والجماعة؛ ولهذا يقول ابن عباس وغيره في مثل: {إِلا لِنَعْلَمَ} [البقرة: 143]: إلا لنرى؛ وذلك أن الرؤية إنما تتعلق بالموجود، والعلم أعم من الرؤية، فإنه [يتعلق] (5) بالمعدوم والموجود.
ومعنى كلام ابن كثير قد أشرت إليه في مداخلتي الأولى ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/223)
فإن كنت قد فهمت من كلام شيخ الإسلام هذا الذي ذكرته لك فبها ونعمت وإن كان معنى آخرا فبينه لنا.
ولي عودة بعد ردك إن شاء الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
حياك الله أخي الحبيب:
هذا المعنى الزائد هو علمه - تعالى- بكون المعلوم موجودا؛ ولم يكن يعلم قبلُ أنه موجود مع الإيمان بعلمه أنه سيكون؛ ولذلك قال شيخ الإسلام في الرد على المنطقيين (ص: 466/ 467):
ولفظ بعضهم قال العلم على منزلتين علم بالشيء قبل وجوده وعلم به بعد وجوده والحكم للعلم به بعد وجوده لانه يوجب الثواب والعقاب قال فمعنى قوله لنعلم أي لنعلم العلم الذي يستحق به العامل الثواب والعقاب ولا ريب انه كان عالما سبحانه بأنه سيكون لكن لم يكن المعلوم قد وجد وهذا كقوله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الارض يونس أي بما لم يوجد فانه لو وجد لعلمه فعلمه بأنه موجود ووجوده متلازمان يلزم من ثبوت احدهما ثبوت الآخر ومن انتفائه انتفاوه والكلام على هذا مبسوط في موضع اخر)) أهـ
فليس في الآيات ما ننكره بل ظاهر الآيات مراد وإن أشكل على بعض المنتسبين للقبلة.
في الرد على المنطقيين (ص: 464):
وعامة من يستشكل الايات الواردة في هذا المعنى كقوله الا لنعلم حتى نعلم يتوهم ان هذا ينفي علمه السابق بأن سيكون وهذا جهل فان القران قد اخبر بأنه يعلم ما سيكون في غير موضع بل ابلغ من ذلك انه قدر مقادير الخلائق كلها وكتب ذلك قبل ان يخلقها فقد علم ما سيخلقه علما مفصلا وكتب ذلك واخبر بما اخبر به من ذلك قبل ان يكون وقد اخبر بعلمه المتقدم على وجوده ثم لما خلقه علمه كائنا مع علمه الذي تقدم انه سيكون فهذا هو الكمال وبذلك جاء القران في غير موضع)) أهـ
ولم يتحرج الطبري من هذا قال عند قوله تعالى {لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ}؛ قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره: ليختبرنكم الله، أيها المؤمنون، ببعض الصيد في حال إحرامكم، كي يعلم أهلَ طاعة الله والإيمان به، والمنتهين إلى حدوده وأمره ونهيه،)) أهـ تفسير الطبري (10/ 584)
والمطلوب أن نحترز مما يلي:
- أن نقول إنه يعلم المستقبلات بعلم قديم لازم لذاته ولا يتجدد له عند وجود المعلومات نعت ولا صفة))
- أو أن نقول إنه لا يعلم المحدثات إلا بعد حدوثها وهذا أصل قول القدرية الذين يقولون لم يعلم أفعال العباد إلا بعد وجودها وأن الأمر أنف))
- أو أن نقول: إنه يعلمها قبل حدوثها ويعلمها بعلم آخر حين وجودها وهذا قد حكاه المتكلمون كأبي المعالي عن جهم))
- أو أن نقول كما قال أبو الحسين البصري قال بإثبات علوم متجددة في ذات الله بحسب تجدد المعلومات وكذلك أبو البركات صاحب المعتبر الإمام في الفلسفة))
وانظر رسالة: تحقيق مسألة علم الله ضمن جامع الرسائل جمع وتحقيق محمد رشاد سالم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأرى أن المشاركات الأخيرة هي لسؤال آخر غير سؤالك الأول وهو:هل الصفات الأزلية متجددة؟؟
وكان سؤالك هل الصفات الفعلية أزلية؟.
لكن لا ضير فلا تخلو المباحثة من فائدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صدقت وقد قلت فبلُ:
أحسن الله إليكم ولا أظن المسألة تحتاج إلى مزيد بيان , وإن كان قد تفرع عليها مسألة تجدد العلم والسمع والبصر , والله المستعان
والسلام عليكم
(أي تفرع على المباحثة في المسألة الكلام على مسألة تجدد العلم والسمع والبصر)
وسؤالي هذا:
[ QUOTE= أبو صهيب الحنبلى;1419226] وهذا الظهور هل هو علم أم لا؟ وهل علمه (أي الظاهر) موجودا أم سيوجد؟))
إنما كان في معنى كلام شيخ الإسلام السابق درء التعارض (5/ 179):
((وإنما المسألة الدقيقة أنه عند وجود المسموع والمرئي والمعلوم إذا سمعه ورآه علمه موجودا فهل هذا عين ما كان موجودا قبل وجود ذلك؟ أو هناك معنى زائد؟)) أهـ
ـــــــــــــــــــ
وللأمانة مداخلاتكم ساعدتني على تصور شيء من المسألة. ومعرفة مظانها أو بعض المظان , بورك فيكم , والسلام
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[28 - 11 - 10, 10:25 م]ـ
قبل أن أوضح لك المسألة كما وعدتك أن لي عودة فما الفرق بين العلم القديم بالشيء قبل وجوده والعلم الحادث بعد وجود المعلوم؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/224)
ونقلك عن الطبري لا يسعفك لأني سأوضح لك قول الطبري في مشاركتي القادمة بإذن الله وهو يخالف قول شيخ الإسلام وله مسلك آخر في أمثال هذه الآيات ..
لكن السؤال أظهر الفرق بين علمه القديم بالطوفان وعلمه بعد حدوث الطوفان ,, صف لي هذا العلم الحادث بعد حدوث الطوفان ما وجه الخلاف بينه وبين علمه الأول في الأزل وما معنى قولك علمه موجودا؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 10:34 م]ـ
((علم الرب تبارك وتعالى لا يجوز أن يكون مستفاداً من شيء من الموجودات، فإن علمه من لوازم ذاته، فعلم العبد يفتقر إلى سبب يحدثه، وإلى المعلوم، الذي هو الرب تعالى، أو بعض مخلوقاته، وعلم الرب لازم له، من جهة أن نفسه مستلزمة للعلم، والمعلوم: إما نفسه المقدسة، وإما معلوماته التي علمها قبل خلقها.
وهذه المسألة: مسألة تعلق صفاته بالمخلوقات بعد وجودها، تعلق العلم والسمع والبصر ونحو ذلك، هي مسألة كبيرة ...
والكلام على هذا متعلق بما ذكره الله في القرآن في غير موضع.
كقوله: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} [البقرة: 143].
وقوله تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} [آل عمران: 142].
وقوله: {وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء} [آل عمران: 140].
وقوله: {أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم} [آل عمران: 165] إلى قوله: {فبإذن الله وليعلم المؤمنين * وليعلم الذين نافقوا} [آل عمران: 165 - 166] الآية.
وقوله: {ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا} [الكهف: 12].
وقوله: {ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} إلى قوله: {وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين} [العنكبوت: 3 - 11].
وغير ذلك في كتاب الله.
هذا مع اتفاق سلف الأمة وأئمتها، على أن الله عالم بما سيكون قبل أن يكون.
وقد نص الأئمة على أن من أنكر العلم القديم فهو كافر.
ومن هؤلاء غلاة القدرية، الذين ينكرون علمه بأفعال العباد قبل أن يعملوها، والقائلون بالبداء من الرافضة ونحوهم.
مَذْهَبِ السَّلَفِ وَأَهْلِ الْحَدِيثِ أَنَّ اللَّهَ تَقُومُ بِهِ الْأُمُورُ الِاخْتِيَارِيَّةُ وَيَقُولُ إنَّهُ قَامَ بِهِ أَبْصَارُ مُتَجَدِّدَةٌ حِينَ تَجَدُّدِ الْمَرْئِيَّاتِ لَمْ تَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ وَقَامَ بِهِ عِلْمٌ بِأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ وُجِدَ [العلم الثاني] غَيْرُ الْعِلْمِ الَّذِي كَانَ أَوَّلًا أَنَّهُ سَيُوجَدُ [العلم الأول] كَمَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ عِدَّةُ آيَاتٍ فِي الْقُرْآنِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ} وَنَحْوُ ذَلِكَ فَهَذَا هُوَ الْعِلْمُ الَّذِي يَتَعَلَّقُ بِالْمَعْلُومِ بَعْدَ وُجُودِهِ، وَهُوَ الْعِلْمُ الَّذِي يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ الْمَدْحُ وَالذَّمُّ وَالثَّوَابُ وَالْعِقَابُ وَالْأَوَّلُ هُوَ الْعِلْمُ بِأَنَّهُ سَيَكُونُ وَمُجَرَّدُ ذَلِكَ الْعِلْمِ لَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مَدْحٌ وَلَا ذَمٌّ وَلَا ثَوَابٌ وَلَا عِقَابٌ فَإِنَّ هَذَا إنَّمَا يَكُونُ بَعْدَ وُجُودِ الْأَفْعَالِ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذَا: لِنَرَى. وَكَذَلِكَ الْمُفَسِّرُونَ قَالُوا: لِنَعْلَمَهُ مَوْجُودًا بَعْدَ أَنْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَكُونُ وَهَذَا الْمُتَجَدِّدُ فِيهِ قَوْلَانِ مَشْهُورَانِ لِلنُّظَّارِ [وليس لأهل السنة وليس لأهل السنة إلا قول واحد في المسألة]: مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: الْمُتَجَدِّدُ هُوَ نِسْبَةٌ وَإِضَافَةٌ بَيْنَ الْعِلْمِ وَالْمَعْلُومِ فَقَطْ وَتِلْكَ نِسْبَةٌ عَدَمِيَّةٌ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: بَلْ الْمُتَجَدِّدُ عِلْمٌ بِكَوْنِ الشَّيْءِ وَوُجُودِهِ وَهَذَا الْعِلْمُ غَيْرُ الْعِلْمِ بِأَنَّهُ سَيَكُونُ وَهَذَا كَمَا فِي قَوْلِهِ: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} فَقَدْ أَخْبَرَ بِتَجَدُّدِ الرُّؤْيَةِ فَقِيلَ نِسْبَةٌ عَدَمِيَّةٌ وَقِيلَ الْمُتَجَدِّدُ أَمْرٌ ثُبُوتِيٌّ. وَالْكَلَامُ عَلَى الْقَوْلَيْنِ وَمَنْ قَالَ هَذَا وَهَذَا وَحُجَجُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/225)
الْفَرِيقَيْنِ قَدْ بُسِطَتْ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ. وَعَامَّةُ السَّلَفِ وَأَئِمَّةُ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ عَلَى أَنَّ الْمُتَجَدِّدَ أَمْرٌ ثُبُوتِيٌّ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ النَّصُّ،وكون العلم متعلقاً بغيره، مثل كون القدرة متعلقة بغيره.
وكما أن القدرة صفة كمال، لا يقدح فيها أنه لا بد لها من مقدور، فالعلم كذلك وأولى، لأنه يتعلق بنفسه ويتعلق بغيره، والقدرة لا تكون قدرةً إلا على غيره.
ما ذكرناه من أن الأعيان الذين يتعلق بهم العلم والقدرة هم مخلوقاته، الذين لم يشركه أحد في خلقهم، وهم كلهم محتاجون إليه لا إلى غيره، فما في الوجود إلا نفسه ومخلوقاته، التي لا وجود لها إلا بنفسه، فلم يكن تعلق صفاته بمخلوقاته، بأعظم من تعلق ذاته بهم، وكما أن تعلق ذاته بهم هو من كماله لا من نقصه، فتعلق علمه وقدرته بهم كذلك، ومعلوم أن وجود ذاته دون لوازم ذاته ممتنع باتفاق العقلاء، فيمتنع عند المسلمين وجوده بدون علمه وقدرته. علم الشيء موجوداً بعد أن علمه معدوماً، وأن هذا الثاني فيه زيادة على الأول، فهؤلاء يقولون: لم يحصل المعلوم والعلم الثاني إلا بقدرته ومشيئته، فما استفاد شيئاً من غيره، ولا كمل بغير نفسه.
ويقولون: إن ما لا يكون إلا بمشيئته وقدرته، يمتنع وجوده في الأزل، ووجوده بقدرته ومشيئته أكمل من عدم وجوده، فوجوده على هذه الحال هو غاية الكمال، وعدم هذا الكمال هو النقص الذي يجب تنزيهه عنه، فإنه كمال ممكن الوجود لا نقص فيه، وكل ما كان كذلك كان واجباً له، إذ لو لم يكن واجباً له، لكان: إما ممتنعاً -وهو خلاف الفرض- أو ممكناً، وحينئذ فالمقتضى له هو ذاته بلوازمها، وقد وجد ذلك، فيجب وجوده، وإلا فيكون ممتنعاً.
وهو خلاف الفرض، وَإِنَّمَا الْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّهُ إذَا كَانَ يَسْمَعُ وَيُبْصِرُ [ويعلم] الْأَقْوَالَ وَالْأَعْمَالَ بَعْدَ أَنْ وُجِدَتْ؛ فَإِمَّا أَنْ يُقَالَ: إنَّهُ تَجَدُّدٌ وَكَانَ لَا يَسْمَعُهَا وَلَا يُبْصِرُهَا فَهُوَ بَعْدَ أَنْ خَلَقَهَا لَا يَسْمَعُهَا وَلَا يُبْصِرُهَا. وَإِنْ تَجَدَّدَ شَيْءٌ: فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ وُجُودًا أَوْ عَدَمًا؛ فَإِنْ كَانَ عَدَمًا فَلَمْ يَتَجَدَّدْ شَيْءٌ وَإِنْ كَانَ وُجُودًا: فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ قَائِمًا بِذَاتِ اللَّهِ أَوْ قَائِمًا بِذَاتِ غَيْرِهِ وَ " الثَّانِي)) يَسْتَلْزِمُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْغَيْرُ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ وَيَرَى فَيَتَعَيَّنُ أَنَّ ذَلِكَ السَّمْعَ وَالرُّؤْيَةَ الْمَوْجُودَيْنِ قَائِمٌ بِذَاتِ اللَّهِ وَهَذَا لَا حِيلَةَ فِيهِ.))
ملفق من: [درء التعارض 9/ 382 - 423]،و [ومجموع الفتاوى (8/ 496)]، (12/ 95)،و (6/ 228)].
وانظر: ((مجموع الفتاوى)) (6/ 105) وما بعدها.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[28 - 11 - 10, 10:47 م]ـ
حيا الله الشيخ أبا فهر وحيث نقلت ما لفقت من كلامه فهاك بيانه ..
((ونذكر من ذلك وجهين أحدهما لابن جرير والآخر للمحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره.
قال ابن جرير رحمه الله في قوله ?إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ? قال ?لِنَعْلَمَ? أضاف الله جل وعلا العلم لنفسه وذلك لأنه أراد (إلا ليعلم رسولي وأوليائي والمؤمنون) وذلك أن الله جل وعلا جمع هنا ونسبه لنفسه كما ينسب العظيم الشيء لنفسه وإن لم يباشره ومَثَلَ عليه بقول القائل (فتح عمر سواد العراق) و (فتح عمر فارس) يعني فتحه بجنوده، واستشهد لذلك واستدل عليه بالحديث المعروف الذي رواه مسلم - لكن طبعا ابن جرير لا يعزو لمسلم - قال الله (يا عبدي مرضت فلم تعدني و استقرضتك ولم تقرضني قال كيف أعودك وأنت رب العالمين قال ألم تعلم أن عبدي فلان مرض فلم تعده ولو عدته لوجدتني عنده) ساق بعض هذا باللفظ الذي يرويه ابن جرير رحمه الله قال هذا فيه أن الله جل وعلا أضاف الفعل لنفسه قال (مرضت فلم تعدني) (مرضت) والذي مرض هو عبده فيكون المعنى في قوله ?إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ? أي إلا ليعلم رسولي وأوليائي والمؤمنون ?مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ?.
والوجه الثاني أن العلم قسمان:
" علم باطن.
" وعلم ظاهر.
والله جل وعلا يعلم الأشياء قبل وقوعها ولكن علمه بالأشياء قبل وقوعها لا يحاسب عليه العباد ولا يذم العباد به
وإنما يحاسب العباد فيجزيهم على أعمالهم فيثيب المحسن ويعاقب المسيء إذا عملوا ذلك ظاهرا وصار علمه ظاهرا لأنه قبل أن يعملوه فليس من العدل أن يحاسبهم على شيء لم يعملوه، فلهذا قال جل وعلا ?إِلاَّ لِنَعْلَمَ? قال المحققون يعني إلا ليظهر ما علمناه، فيترتب على ظهور العلم المحاسبة لهم وجزاء المحسن الذي اتبع الرسول وجزاء المذنب المسيء المنافق الذي انقلب على عقبيه وهذا هو قول جمع من المحققين كشيخ الإسلام وغيره.
فالعلم هنا بمعنى الظهور ظهور العلم ?إِلاَّ لِنَعْلَمَ? يعني إلا ليظهر علمنا في هؤلاء، وهذا في المواضع التي في القرآن التي فيها إضافة العلم إلى الله جل وعلا للأمور بعد وقوعها ليس المراد أنه لا يعلم الأشياء إلا بعد وقوعها بل هو جل وعلا يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، وإنما المراد بقوله ?إِلاَّ لِنَعْلَمَ? ونظائر ذلك، مراده إلا ليظهر علمنا فيهم ذلك الظهور الذي يكون عليه المحاسبة والجزاء على ما عملوا. أ. هـ المراد من كلام الشيخ صالح آل الشيخ من شرحه على الواسطية
فيكون قوله ليظهر علمنا فيهم = لقول ابن عباس وغيره في تفسيره لنعلم:لنرى.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/226)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 10:52 م]ـ
كلام الشيخ أن العلم الثاني هو علم قائم بالله وليس مجرد ظهور للعلم الأول؛ فإن هذا الظهور ليس علماً ثانياً يقوم به سبحانه بل هو نفس التعلق الإضافي الذي زعمه ابن عقيل ..
وهو قول ضعيف ترده نصوص الوحي التي لا مدفع لها إلا بتحريف لا حجة عليه ..
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[28 - 11 - 10, 10:56 م]ـ
ليظهر علمنا فيهم =تفسير ابن عباس لنعلم: أي لنرى
هل توافق على هذه؟
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[28 - 11 - 10, 11:03 م]ـ
إن وافقت عليها فلا وجه لذكر كلام ابن عقيل فهو لا يعتقد قيام الصفات الاختيارية بذات الرب تعالى,,ونحن نقول إنه يتجدد له نعت بعد حدوث هذا المعلوم ,,وهذا النعت هو علم الظهور= الرؤية في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما.
سيمناه علم ظهور أو سميناه رؤية فلا يضير أما إن كان غير ذلك .. فما هو ذلك العلم الذي يعلمه تارة أخرى بعد أن علمه أزلا؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 11:09 م]ـ
مالم تثبت علما وجودياً بعد العلم القديم = فقولك نفسه قول ابن عقيل وغيره أن الذي يتجدد هو مجرد تعلق ..
وهذه الرؤية التي في قول ابن عباس هي رؤية وجودية وهي من جنس العلم، والعلم في موضع الرؤية والرؤية في موضع العلم في القرآن وكلام العرب كثير ..
والعلم المثبت نص عليه الشيخ وهو: ((قَامَ بِهِ أَبْصَارُ مُتَجَدِّدَةٌ حِينَ تَجَدُّدِ الْمَرْئِيَّاتِ لَمْ تَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ وَقَامَ بِهِ عِلْمٌ بِأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ وُجِدَ)).
الآن: سبق في علم الله القديم أن المرأة ستجادل عن زوجها ..
الآن لما جادلت وسمع الله جدالها تجدد له علم غير العلم القديم هو علم ملازم لهذا السمع يقتضي أن ما قدره الله وعلم أنه سيوجد بعلمه القديم قد وجد بالفعل أم لا؟
ـ[ابوسليم الاثرى]ــــــــ[28 - 11 - 10, 11:16 م]ـ
لكن قد يقول قائل: يشكل على ذلك أن الله تعالى لا يتصف إلا بما هو أزلي.
وأنه يمتنع أن يتعطل الله عن صفة من صفاته.
يقول الشيخ صالح ال شيخ:
ومن مذهب اهل السنة والحديث والاثر انه سبحانه يجوز ان يكون خلق انواعا من المخلوقات وانواعا من العوالم غير هذا العلم الذى نراه
فجنس مخلوقات الله عز وجل اعم من ان تكون هذه المخلوقات الموجودة الان
فلابد ان يكون ثم مخلوقات اوجدها الله وافناها ظهرت فيها اثار اسمائه وصفاته
فان اسماء الرب عز وجل وان صفات الرب عز وجل لابد ان يكون لها اثرها
لانه سبحانه فعال لما يريد
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[28 - 11 - 10, 11:29 م]ـ
الذي تجدد له هو السمع الموافق لعلمه القديم كما قال قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها,,فلا يتصور سماع الأصوات قبل خلقها ..
والذي تجدد له بعد حدوث الطوفان هو رؤية هذا الطوفان فلا تتصور رؤيته له قبل خلقه فعلم الظهور المتجدد هو الرؤية الموافقة للعلم القديم لا غير,, وإلا فسؤالي مازال قائما ما هو هذا العلم المتجدد الذي يعلمه تارة أخرى بعد أن علمه أزلا؟؟ إن لم يكن هو الرؤية فما هو؟
وأما قولك: وهذه الرؤية التي في قول ابن عباس هي رؤية وجودية وهي من جنس العلم، والعلم في موضع الرؤية والرؤية في موضع العلم في القرآن وكلام العرب كثير.
فقد أصبت بها كبد الحقيقة وهذا هو تفسير ابن عباس أن المتجدد في قوله لنعلم هو الرؤية لهذا المعلوم بعد إيجاده.
وهذا المذكور عن ابن عباس قد نقله القرطبي عن علي فقال:قوله تعالى: {إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ} قال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: معنى "لنعلم" لنرى. والعرب تضع العلم مكان الرؤية، والرؤية مكان العلم، كقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ} [الفيل: 1] بمعنى ألم تعلم.
أما قولك إن لم أثبت علما وجوديا أكون بذلك وافقت قول ابن عقيل فغلط لأني أثبت علما وجوديا هو الرؤية =علم الظهور,,وهو لا يثبت ذلك ولا يعتقد تجدد نعت لله تعالى بعد وجود هذا المعلوم أصلا.
والله أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - 11 - 10, 12:04 ص]ـ
الرؤية والسمع مستلزمان للعلم فإن كنت تثبت هذا العلم = فهو نفسه ما نقرره ..
أما إثبات رؤية وسمعاً يتجددان من غير علم = فكلام لا يقال ..
ولذلك من نفى تجدد العلم نفى تجدد السمع والرؤية،أما إثبات تجدد السمع والرؤية ونفي تجدد العلم فكلام لا معنى له ..
فلا يوجد في الشاهد أو في الغائب مثال واحد على رؤية وسمع لا يستلزمان علماً ..
مثال: أنا أعلم أنك ستأتيني يوم الثلاثاء القادم [هذا علم يما سيكون]
ثم أتى الثلاثاء فطرق الباب ففتحت فرأيتك = يستلزم ذلك حينها علمي بأنك أتيت بالفعل [علم بتحقق وقوع ما عُلم أنه سيكون]
فرؤية وسمع ما وقع مستلزمان لعلم حادث موافق للعلم القديم بأن ذلك سيقع ..
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[29 - 11 - 10, 12:08 ص]ـ
على أية حال أنا أقول إن العلم الحاصل الوجودي هو عين الرؤية لا قدرا زائدا عليها.
وبالنظر السريع في كلام الشيخ صالح آل الشيخ أرى أن كلامه يصب في نفس ما ذكرته.
والله أعلم(67/227)
أخي عبدالرحمن الداخل الكشاف لكتاب التوحيد
ـ[إبراهيم أبوكافته]ــــــــ[19 - 11 - 10, 04:35 م]ـ
في آخر ساعة من يوم الجمعة جزى الله من رفع هذا الكتاب كل خير
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[19 - 11 - 10, 04:40 م]ـ
لعلك تريد الشيخ: عبد العزيز الداخل.
ـ[إبراهيم أبوكافته]ــــــــ[20 - 11 - 10, 12:40 ص]ـ
يا أخ زكرياء حفظك الله سواء عبدالرحمن أو عبدالعزيز كلهم عبيد لله
المهم الكشاف للكتاب ولك دعوة بظهر الغيب
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[20 - 11 - 10, 06:46 ص]ـ
تجده هنا أخي الكريم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=228941(67/228)
طعنة عبدالله الحداد في صميم دعاوى قومه: من اعتقد أن للولي تأثير حيا أو ميتا فهو كافر
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[19 - 11 - 10, 07:50 م]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
طعنة عبدالله بن علوي الحداد العلوي في صميم دعاوى قومه
من اعتقد أن للولي تأثير حيا أو ميتا فهو كافر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
بعد أن نقلنا لكم موضوع تقسيم عبدالله بن علوي الحداد العلوي للتوحيد وخنس المتصوفة وسكتوا من هول الفضيحة .. !!
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=7948
ننقل لكم اليوم طعنة عبدالله بن علوي الحداد العلوي في صميم دعاوى قومه وعقائدهم الفاسدة وغلوهم بالأولياء .. !!
ينقل علوي بن طاهر الحداد عن " الإمام " الحداد المشهور " عبدالله بن علوي" حيث قال: ((وأما الغلو في الأولياء فسببه الجهل وقلة المعرفة بعقائد الدين وقد ينتهي ببعض الناس إلى أن يثبت لهم القدرة على الضر والنفع كما يثبت لله عزوجل، وهذا انتكاس على أم الرأس وفقد لحقيقة الإيمان والإسلام: قال الإمام العارف بالله محيي الطريق وداعي الفريق الحبيب عبدالله بن علوي الحداد العلوي: التصرف الحقيقي الذي هو التأثير والخلق والإيجاد لله تعالى وحده لاشريك له ولا تأثير للولي ولا غيره في شي قط لاحياً ولاميتاً، فمن اعتقد أن للولي أو غيره تأثيراً في شيء فهو كافر بالله تعالى انتهى)) .. [عقود الألماس بمناقب الإمام العارف بالله الحبيب أحمد بن حسن العطاس (1/ 47) نقلاً عن القبورية في اليمن للشيخ المعلم]
هذا النقل يثبت أن المتصوفة يعتقدون اعتقاداً منحرفاً في الأولياء بفقد حقيقة الإيمان والإسلام وأن من اعتقد أن للولي أوغيره تأثيراً في شيء فهو كافر بالله تعالى .. !!
والسؤال الآن: هل عبدالله بن علوي الحداد العلوي وهابي تكفيري؟؟
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.!!
الجمعة 12 ذو الحجة 1431هـ .. !!
http://www.soufia-h.net/showthread.php?p=43246#post43246
ـ[محمد سليمان السلفي]ــــــــ[20 - 11 - 10, 06:42 م]ـ
لاحول ولا قوة إلا بالله(67/229)
صدق وثبات في ساعة احتضار!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[19 - 11 - 10, 08:10 م]ـ
كان عمرو بن العاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يقول: عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لايصفه!! فلما نزل به الموت ذكره ابنه بقوله وقال: صفه. قال: بابني! الموت أجل من أن يوصف، ولكن سأصف لك؛ أجدني كأن جبال رضوى على عنقي، وكأن في جوفي الشوك، وأجدني كأن نفسي يخرج من إبره!! وفي هذه اللحظات والغمرات والسكرات ثبت عن عمرو بن العاص بسند قوي أنه كان يقول: (اللهم إنك أمرتنا فضيعنا، ونهيتنا فركبنا، فلا بريء فاعتذر، ولا عزيز فانتصر، ولكن لا إله إلا أنت!!) ومازال يقولها حتى مات!
ولاشك أن الثبات في هذه اللحظات دليل خير وصدق وحسن خاتمة، وإلا فكثير من المحتضرين تخونهم أنفسهم في هذا الوقت العصيب، وقد ذكر ابن القيم أن من عقوبات المعاصي القدرية أن النفس تخون صاحبها في هذا الوقت العصيب فيختم له بما كان عليه من معصية؛ وربما تعذر عليه النطق بالشهادة! حتى إنه قيل لبعض المحتضرين قل: لاإله إلا الله! فقال: آه آه لا أستطيع أن أقولها! وقيل لآخر قل لا إله إلا الله فجعل يهذي بالغناء، وقيل لثالث قل لا إله إلا الله فقال: كلما أردت أن أقولها فلساني يمسك عنها! وقيل لبعض الشحاذين قل لا إله إلا الله فجعل يقول: فلس لله، فلس لله، حتى قضى نحبه! وقيل لبعض المرابين ٌقل لإ إله إلا الله فقال خمسة بعشرة، وسبحان الله كم شاهد الناس من هذا عبرا والذي يخفى عليهم من أحوال المحتضرين أعظم وأعظم!! وصدق الله القائل (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء). الداء والدواء ص (62). بتصرف
ـ[محمد سليمان السلفي]ــــــــ[20 - 11 - 10, 06:41 م]ـ
نسأل الله حسن الخاتمة(67/230)
الكشاف التحليلي لمسائل كتاب التوحيد
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[20 - 11 - 10, 06:43 ص]ـ
الحمد لله الذي لا إله إلا هو، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فهذا الكشاف أعددته منذ سنوات، وهو جامع للمسائل المبثوثة في خمسة شروح انتخبتها من شروح كتاب التوحيد وهي: (تيسير العزيز الحميد، فتح المجيد، القول السديد، القول المفيد، شرح الشيخ صالح آل الشيخ)
وقد شغلت عن إكماله وتوضيح عناصره بشرح مقتضب، وكنت أرجي أن أقوم بذلك لكن لما كثر التسويف وطال انتظار بعض الأفاضل له رأيت نشره على وضعه هذا في المنتديات العلمية ليستفيد منه طلاب العلم، وأسأل الله التيسير والإعانة على حسن الإتمام في مقبل الأيام.
وقد يكون حافزاً للمتأهلين من طلاب العلم أن يكتبوا على ضوئه شرحاً متوسطاً موضحاً لمسائله، أو يفيدوا منه في دروسهم العلمية ليكون الشرح مكتمل العناصر وافياً بما يحتاجه طلاب العلم.
وقد قسمت الكتاب إلى ثمانية وأربعين درساً.
وهذا قسم مخصص لدراسة كتاب التوحيد هنا ( http://www.afaqattaiseer.com/vb/forumdisplay.php?f=32)
وفقكم الله لما يحب ويرضى.
ـ[أبو أسامة الحضرمي]ــــــــ[20 - 11 - 10, 10:07 ص]ـ
نفع الله بكم
جهد مبارك
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[20 - 11 - 10, 10:47 ص]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالعزيز الداخل جهد مشكور مبارك.
لكن لي ملاحظة, فإنه وإن كان تذكيرا للمنتهي المطلع على الشروح المذكورة فهو في الوقت نفسه لا يسهل المسائل على الطالب المبتدئ بل على العكس قد تجعله يستثقل الأمر في بدايته حين يتقلب من كتاب إلى آخر ليتركه لثالث وهكذا فهذا بالتجربة يمل وهو في بداية الطريق وفي الغالب لا يكمل ما ابتدأه وسرعان ما يطرح الجميع.
ولا أقصد مطلقا بارك الله فيك التقليل من هذا الجهد المبارك المشكور لكن لو أنك جعلت هذا الكشاف لفتح المجيد وحده أو لتيسير العزيز الحميد لكان أكثر فائدة للمبتدئين وأرسخ لمسائل التوحيد في قلوبهم من غير صرف للجهد إلى غير مقصد الكتاب من مسائل لغوية وأخرى فقهية وثالثة أصولية وهي وإن كانت في الكتب التي أشرت إليها لكن ليست في كثرتها كما في شرح الشيخ العثيمين رحمه الله.
وشيخ الإسلام رحمه الله لما وضع كتاب التوحيد بهذا الترتيب البديع مع الاختصار الرائق ما قصد منه إلا حفظ الطالب له واستحضار جل مسائل التوحيد وفهمه وإتفانه لدلائلها.
جزاكم الله خيرا مرة أخرى.
ـ[عبد الرحمن بن أبي جمرة]ــــــــ[20 - 11 - 10, 11:48 ص]ـ
لو وضع بجانب كل مسألة موضعها بذكر رقم الصفحة من الشرح المذكور لكان أنفع، وبارك الله فيكم.
ـ[إبراهيم أبوكافته]ــــــــ[20 - 11 - 10, 12:52 م]ـ
أشكر أخي الداخل على جهودك المبذولة وأعانك إتمام ما تريد إتمامه
وأبشرك وتلك عاجل بشرى المؤمن أني أستفدت من مشروعك الأكثر من رائع
فواصل وأيدك الله ويسر لك(67/231)
الرد المسبوك على علي المتروك / د. حمد الهاجري
ـ[زين العابدين]ــــــــ[20 - 11 - 10, 08:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مقالة كتبها فضيلة الشيخ الدكتور حمد بن محمد الجابر الهاجري, عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت, وهي بعنوان (الرد المسبوك على علي المتروك في دفاعه عن التمسح بالقبور) وهو رد على هذا الكاتب بمسألة حكم التمسح بالقبور وبقبر النبي صلى الله عليه وسلم, وهذا هو نص المقال:
-----------------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أما بعد:
فقد قرأت مقالا بعنوان " زيارة القبور بين الإباحة والتحريم " للكاتب علي يوسف المتروك في جريدة الوطن، يوم الأحد 29 جمادي الأولى 1430هـ الموافق 24/مايو / 2009م العدد 11987/ 6433 ـ السنة (48)، وظهر لي بعد قراءة المقال أن الكاتب استعمل اصطلاحات مجملة تحتمل معنى صحيحا وآخر فاسدا، كما أنه استدل بآية لا تصلح دليلا لما ذهب إليه من جواز اتخاذ المساجد على القبور، وترك أدلة كالشمس واضحة في رائعة النهار، واستدل بروايتين عن الإمام أحمد، فيهما تلبيس على عامة الناس و جهالهم، مع أن العلماء عندنا ـ أهل السنة والجماعة ـ يستدل لهم ولا يستدل بهم. لهذا كله كتبت هذا الرد ـ عسى الله أن ينفع به كاتبه ومن قرأه ـ وقد جاء الرد في النقاط الآتية:
أولا: عنوان مقال الكاتب على المتروك غير دقيق في التعبير عن المقال، حيث عنون له بـ (زيارة القبور بين الإباحة والتحريم)، وزيارة القبور مصطلح مجمل يحتاج إلى تفصيل، فأما الزيارة الشرعية للقبور، فلا أعرف أحدا من أهل السنة والجماعة يخالف في جواز زيارة الرجال للقبور الزيارة الشرعية، والتي تتضمن السلام على الميت والدعاء له والترحم عليه، ويدل عليه ما جاء عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها " رواه مسلم برقم (977) ورقم (1977).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ". رواه مسلم برقم (974).
وأما زيارة النساء للقبور فقد جاء النهي عنها كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور ". أخرجه الترمذي وابن ماجه وصححه الترمذي.
وأما الزيارة البدعية للقبور والتي تتضمن دعاء الميت والاستعانة والاستغاثة به وطلب الحوائج عنده، والذبح له والصلاة عند قبره والتبرك به، فهذه محرمة باتفاق أهل السنة والجماعة وذلك لقوله تعالى: (وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا) الجن: 18، وقوله سبحانه: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) الأنعام: 162 ـ 163.
وأما استدلال كاتب المقال بقوله تعالى: (قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) الكهف: 21. وأن هذا تأييد من القرآن بمشروعية التبرك بالقبور.
فيجاب عنه: بأنه غير صحيح، لأن سياق الآيات في بيان قصة أهل الكهف، وأنه وصل الحال بمن اطلع عليهم أن قالوا ابنوا عليهم مسجدا. وليس فيه إقرار لهم على هذا العمل. بل دلت السنة على تحريم اتخاذ المساجد على القبور كما جاء عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرضه الذي مات فيه: " لعن الله اليهود و النصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا " متفق عليه. بل في الآية إشارة إلى أن اتخاذ المساجد على القبور هو قول (الذين غلبوا على أمرهم) وليس هو قول منصوص ولا مأثور، بل هو قول أهل الغلبة من الملوك ونحوهم ممن قولهم وفعلهم ليس بحجة (راجع للاستزادة في تفسير الآية: تفسير ابن كثير وتيسير الكريم الرحمن للسعدي).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/232)
ثانيا: ما نقله الكاتب عن الإمام أحمد (أنه سئل عن الرجل يمس منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويتبرك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا، يريد بذلك التقرب إلى الله عز وجل؟ فقال الإمام أحمد: لا بأس بذلك).
فيجاب عنه بما يأتي:
أولا: أن بعض أصحاب أحمد بن حنبل استبعدوا ذلك، ويؤيده أن هناك روايتين عن الإمام أحمد نفسه تخالف ما نقله الكاتب عنه، وذلك أن الأثرم قال: قلت لأبي عبد الله ـ يعني الإمام أحمد ـ: قبر النبي صلى الله عليه وسلم يمس ويتمسح به؟ فقال أي الإمام أحمد: ما أعرف هذا.
وقيل للإمام أحمد: رأيت من أهل العلم من أهل المدينة لا يمسون ويقومون ناحية فيسلمون. قال أبو عبد الله ـ أي الإمام أحمد ـ: نعم وهكذا كان ابن عمر رضي الله عنهما يفعل. (انظر هاتين الروايتين في كتاب: المسائل الفقهية من كتاب الروايتين والوجهين للقاضي أبي يعلى 1/ 215، المغني 5/ 468).
وهاتان الروايتان تدلان على أن الإمام أحمد لا يرى مشروعية مس قبر النبي صلى الله عليه وسلم والتمسح به.
أضف إلى ذلك ما قطع و جزم به أئمة المذهب الحنبلي، وأكتفي بنقلين اثنين عن إمامين من أئمة الحنابلة المشهورين:
الأول: قال ابن قدامة في المغني 5/ 468: " ولا يستحب التمسح بحائط قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا تقبيله، قال أحمد: ما أعرف هذا ".
الثاني: قال المرداوي في الإنصاف مطبوع مع المقنع والشرح الكبير 9/ 277: " لا يستحب تمسحه بقبره عليه أفضل الصلاة والسلام على الصحيح من المذهب ".
ثانيا: على فرض صحة ما نقله الكاتب عن الإمام أحمد، فيجاب عنه بما يأتي:
1ـ أن أهل السنة والجماعة لا يعتقدون عصمة الأئمة والعلماء ـ خلافا للشيعة الإمامية ـ، بل يرونهم بشرا يصيبون ويخطئون، كما يرون أن الواجب على أتباع الأئمة والعلماء أن يأخذوا منهم ما وافقوا فيه الحق، وأن يتركوا ما خالفوا فيه الحق، مع احترامهم لعلمائهم وأئمتهم وإحسان ظنهم بهم وأنهم يتحرون ويجتهدون في الوصول إلى الحق إلا أنهم قد يصيبون وقد يخطئون.
ومن هؤلاء العلماء والأئمة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، فنقول: إن صح هذا النقل عنه، فهو مردود ـ مع احترامنا لهذا الإمام وإجلالنا له ـ، لأن العبادات في شريعتنا توقيفية، فأي عبادة أو قربة لم يدل عليها الكتاب والسنة، فهي بدعة محرمة.
2ـ أن غاية ما تدل عليه هذه الرواية عن أحمد مشروعية مس قبر النبي صلى الله عليه وسلم. أما تعدية مشروعية المسح إلى غير قبره عليه الصلاة والسلام، فلا تدل هذه الرواية عليه، إذ إن السؤال الذي وجه له عن قبره عليه الصلاة والسلام.
ثالثا: ما نقله العيني عن الإمام أحمد: " أنه غسل قميصا للشافعي، وشرب الماء الذي غسله به ".
فيجاب عنها: أن العيني رحمه الله لم يذكر لها سندا، ولا زمام لها ولا خطام، فهي من الحكايات المكذوبة على الإمام أحمد، كما نبه على ذلك الشيخ أبو بكر الجزائري المدرس بالمسجد النبوي الشريف في كتابه (وجاءوا يركضون صفحة 67)، والدكتور علي العلياني في كتابه (التبرك المشروع والتبرك الممنوع صفحة: 87 ـ 91).
ومما يؤكد كذب هذه القصة ما نقله ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه (الحكم الجديرة بالإذاعة صفحة 54): " من أن رجلا جاء إلى الإمام أحمد فمسح يده على ثيابه ومسح بهما وجهه، فغضب الإمام أحمد وأنكر ذلك أشد الإنكار وقال: عمن أخذتم هذا الأمر ". فلو كان ما نقله الكاتب عن الإمام أحمد صحيحا، لما غضب وأنكر أشد الإنكار على هذا الرجل.
رابعا: ماذا يريد الكاتب من هذا النقل عن الإمام أحمد؟ ولماذا لا ينقل أقوال الإمام أحمد في الشيعة وتحذيره من اعتقاداتهم؟ وهل سيقبله منه؟ كما قبل هذا النقل منه.
وأخيرا فإني أدعو الكاتب إلى تحري الأمانة والنقد العلمي، والنظر في السند والمتن، ثم بعد ذلك ينقل، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
وكتبه: د. حمد بن محمد الهاجري
ـ[محمد أبو عائشة]ــــــــ[21 - 11 - 10, 01:02 م]ـ
بارك الله في الدكتور حمد الهاجري
و وفقه في الدنيا و الآخرة
و رد كيد الرافضة في كل مكان.(67/233)
هل أجاب شيخ الإسلام عن الرازي في هذا؟
ـ[سامي علي]ــــــــ[20 - 11 - 10, 08:23 م]ـ
قال الرازي في اساس التقديس عند الحديث عن نفي الفوقية: (الفوقية الحاصلة بسبب الجهة ليست صفة المدح) اهـ
وقد ذكر بعضهم أن الحارس قد يكون فوق الأمير في البيت وليس في ذلك مدحٌ للحارس ولا تنقص للأمير.
هل رد على هذا شيخ الإسلام في نقض التأسيس واذا لم يرد فما هو الرد الصحيح على هذا الكلام.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[20 - 11 - 10, 09:30 م]ـ
الحمد لله ..
رد الشيخ على كلام قريب من هذا للرازي -سامحه الله- في درء التعارض.
حيث قال الرازي:
(والجواب: قوله: جهة فوق أشرف الجهات خطابي لا يثبت به العقليات) من لباب الأربعين.
قال الشيخ رادا في الدرء 7/ 5 - 7 طبعة رشاد سالم: (الطريق الرابع: أن يقال: قوله (جهة فوق أشرف الجهات خطابي) ليس كذلك وذلك لأنه قد ثبت بصريح المعقول أن الأمرين المتقابلين إذا كان أحدهما صفة كمال والآخر صفة نقص فإن الله يوصف بالكمال منهما دون النقص فلما تقابل الموت والحياة وصف بالحياة دون الموت ولما تقابل العلم والجهل وصف بالعلم دون الجهل ولما تقابل القدرة والعجز وصف بالقدرة دون العجز ولما تقابل الكلام والبكم وصف بالكلام دون البكم ولما تقابل السمع والبصر والصمم والعمى وصف بالسمع والبصر دون الصمم والعمى ولما تقابل الغنى والفقر وصف بالغنى دون الفقر ولما تقابل الوجود والعدم وصف بالوجود دون العدم ولما تقابل المباينة للعالم والمداخلة له وصف بالمباينة دون المداخلة وإذا كان مع المباينة لا يخلو إما أن يكون عاليا على العالم أو مسامتا له وجب أن يوصف بالعلو دون المسامتة فضلا عن السفول
والمنازع يسلم أنه موصوف بعلو المكانة وعلو القهر وعلو المكانة معناه أنه أكمل من العالم وعلوه القهر مضمونه أنه قادر على العالم فإذا كان مباينا للعالم كان من تمام علوه أن يكون فوق العالم لا محاذيا له ولا سافلا عنه ولما كان العلو صفة كمال كان ذلك كم لوازم ذاته فلا يكون مع وجود غيره إلا عاليا عليه لا يكون قط غير عال عليه
كما ثبت في الصحيح الذي في صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يقول في دعائه [أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء] الخ كلامه البديع رحمه الله.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[20 - 11 - 10, 10:01 م]ـ
قال الرازي في اساس التقديس عند الحديث عن نفي الفوقية: (الفوقية الحاصلة بسبب الجهة ليست صفة المدح) اهـ
وقد ذكر بعضهم أن الحارس قد يكون فوق الأمير في البيت وليس في ذلك مدحٌ للحارس ولا تنقص للأمير.
هل رد على هذا شيخ الإسلام في نقض التأسيس واذا لم يرد فما هو الرد الصحيح على هذا الكلام.
ردود الاشعرية من نوع الشبهات وأحيانا تكون سخيفة. الخلل في نوع القياس و الاجابة في سبب وجود الحارس!
فالحارس قد يكون فوق البيت لحاجة الامير الى حراسة ذلك الحارس. يعني الامير (محتاج) الى الحارس. فهل الله محتاج الى حراسة؟ وهذا بعينه نقص ذاتي للأمير!
فإذا كان الامير محتاج فهو مكره والله ليس مكرها ولا محتاجا حتى نقيس عليه بالعوارض والاقيسة الاشعرية المريضة.
الافضل أن يذهب الاشعري الى الامير ويقول له: هل ترغب أيها الامير (إذا كان غير *محتاج*) في أن يسكن هذا الحارس فوقك أم تحتك؟
أو أن يسأل الامير عن تسكين خادم له هل تريد أن يسكن فوقك أم تحتك؟!
بماذا سيجيب الأمير يا ترى؟ أظنه سيجيب السائل بالسياف!
ثم الله تعالى ليس محاطا في مكان يسكن فيه سبحانه مثل الامير المحاط بحيطان قصره حتى يقاس بقياس قصر الامير وفوق سطحه الحارس. فهذا خلل في القياس.
فالجهة العليا في نفسها شرف مجمع عليه عند كل العقلاء. ومن جادل في ذلك كمن يقول أن منصب الامير ليس فيه شرف لأن كل أمير محتاج إلى أن يتغوط!
الاشعري مثل السارق. يدخل من السور أو النافذة لكن ذلك لا يجعل السور بوابة أو النافذة بابا.
البوابة تبقى للشرف والشرفاء و السور للنقص والحقراء!!
هذا والله أعلم
ـ[سامي علي]ــــــــ[21 - 11 - 10, 04:24 م]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد على النقل
أخي الفاضل أبو نسيبة
جزيت خيراً على التوضيح في مسألة القياس، لكن ما الذي يدل على أن جلوس الشخص في الطابق العاشر أكمل وأفضل من جلوس آخر في الطابق الخامس مثلاً؟
ـ[أزهر الهند]ــــــــ[24 - 11 - 10, 05:38 م]ـ
ثبت بصريح المعقول أن الأمرين المتقابلين إذا كان أحدهما صفة كمال والآخر صفة نقص فإن الله يوصف بالكمال منهما دون النقص [/ SIZE][/SIZE]
هذه القاعدة ليست منضبطة , فليس كل ما نظنه كمالا يجب إثباته لله تعالى , فذو الساقين أكمل من ذي ساق واحد , والفحولة كمال في مقابلة العنة , وصاحب الزوجة أكمل من الأعزب , ولا يقول مسلم أن الكمال في هذه الأمثلة ثابت لله عز وجل. فينبغي تقييد القاعدة بأن كل ما هو ثابت لله تعالى فهو صفة كمال , وضده أو نقيضه صفة نقص.
لكن يبقى إشكال الرازي على هذا واردا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/234)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 11 - 10, 06:23 م]ـ
بل هي قاعدة شرعية قرآنية سنية سلفية عقلية، منضبطة صحيحة ....
وضابطها أن كل كمال ليس فيه نقص من وجه من الوجوه ثبت في حق المخلوق، فالخالق أولى به أولوية واجبة ..
أو كل كمال ممكن لا نقص فيه بوجه من الوجوه ثبت في حق المخلوق إمكانا، فإنه يثبت في حق الله وجوبا ..
وكون الساقين أكمل من الساق فهو موافق لتلك القاعدة، فإن ذا الساق الواحدة أشل أعرج أبتر مشوه، فهذا كمن يثبت لله عينا واحدة وهو العور بتمامه، أو يدا واحدة، وصاحبها أجذم أقطع، ودل الشرع على كل ذلك فاثبت العنين واليدين والقدمين.
فمثالك الأول غلط، لأنه كمال من كل وجه، ليس فيه نقص، ناهيك أن الشرع دل عليه.
أما الفحولة فمرتبطة بالجنس، وكذا صاحب الزوجة، فليس في العقل أنهما كمال من كل وجه، فإن الفحولة ارتباطها بتحصيل الرجل اشتهاءه، وعفة نفسه، وكثرة نكاحه، وهذا كمال نسبي ليس مطلقا، فتتعلق به النقائص من التوق والاحتياج والميل والاشتهاء، وكذا صاحب الزوجة لتحصيل منافع المرأة من الخدمة والعفة ومظنة حصول الولد لاستمرار الذكر والسعي في مصالحه ومصالح من لهم به تعلق بعد موته والدعاء له ونحوه، والباري ليس يحتاج ذلك ولا أقل منه، ولا يحتاج لخلقه أصلا، فكل هذا نفيه بالعقل استقلالا واجب، فكيف وقد أوجب الشرع نفيه، فأثبته صمدا ليس بأجوف ولا شهوة له، وأنه ليس له صاحبة ولا ولد، فنفيها مستفاد من العقل والشرع.
وبالله التوفيق
ـ[ابوعمر الجدعاني]ــــــــ[24 - 11 - 10, 09:29 م]ـ
بارك الله فيكم على التوضيح
يا شيخ عمرو افتقدناك كثيراً في برنامج المحادثة
وفقكم الله لكل خير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[سامي علي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 04:25 م]ـ
إخواني الفضلاء
محل النزاع هو في كون الفوقية صفة كمال .. كيف نثبت هذا عقلاً؟ كما قلت لكم من قبل كيف نثبت ان من سكن الطابق العاشر أكمل ممن سكن في الطابق الخامس أو من سكن أعلى الجبل أكمل ممن سكن في الوادي والسهل .. الخ
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 06:31 م]ـ
إخواني الفضلاء
محل النزاع هو في كون الفوقية صفة كمال .. كيف نثبت هذا عقلاً؟ كما قلت لكم من قبل كيف نثبت ان من سكن الطابق العاشر أكمل ممن سكن في الطابق الخامس أو من سكن أعلى الجبل أكمل ممن سكن في الوادي والسهل .. الخ
وجزاكم الله خيرا
رغم أن ردي السابق أراه كافيا بالنسبة لي هذا فضلا عن أن مسألة العلو فطرية لا يخالف فيها العقلاء -باستثناء المكابرين أصحاب العقائد المخالفة- إلا أن هناك مزيد إيضاح أتركه لوقته. فاحب أن أرى ردود غيري ممن أعلم مني بعد أن أنتهي - ولن أنتهي - مما في يدي من مواضيع مثل هذا الموضوع: ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/07/blog-post_7022.html)
ملاحظات عند مناقشة الاشاعرة الجهمية والقبوريين
http://www.asha3ira.co.cc/2010/07/blog-post_7022.html
ـ[سامي علي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 07:21 م]ـ
وفقك الله أخي أبو نسيبة وجزاك الله خيراً
أتمنى من الإخوة طلبة العلم توضيح المسألة أكثر من الناحية العقلية فقط.
ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[27 - 11 - 10, 08:22 ص]ـ
إخواني الفضلاء
محل النزاع هو في كون الفوقية صفة كمال .. كيف نثبت هذا عقلاً؟ كما قلت لكم من قبل كيف نثبت ان من سكن الطابق العاشر أكمل ممن سكن في الطابق الخامس أو من سكن أعلى الجبل أكمل ممن سكن في الوادي والسهل .. الخ
وجزاكم الله خيرا
سؤالك: كيف نثبت ان من سكن الطابق العاشر أكمل ممن سكن في الطابق الخامس؟!!
جوابه: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم). قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال (بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين) متفق عليه.
وقوله صلى الله عليه و سلم: (إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سالتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة - أراه - فوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة) قال محمد بن فليح عن أبيه (وفوقه عرش الرحمن) رواه البخاري من حديث أبي هريرة.
وسؤالك: كيف يكون من سكن أعلى الجبل أكمل ممن سكن في الوادي والسهل؟!!
جوابه: نقل لك الإخوة كلام شيخ الإسلام: (ثبت بصريح المعقول أن الأمرين المتقابلين إذا كان أحدهما صفة كمال والآخر صفة نقص فإن الله يوصف بالكمال منهما دون النقص فلما تقابل الموت والحياة وصف بالحياة دون الموت ولما تقابل العلم والجهل ... ) انتهى المقصود منه.
فلا بد من تقدير أمرين متقابلين، أحدهما صفة كمال والآخر صفة نقص، والعلو أكمل من السفول عند كل العقلاء لا يستوي العلو والسفول إلا عند المجانين، ألا ترى في المسابقات العالمية كيف يرفعون الفائز الأول في منصة أعلى من منصة الفائز الثاني ... وهكذا.
ومثالك المضروب: أيهما أكمل السكنى في الجبل أم السهل؟ غلط لا يصح ضربه هاهنا فعامة الناس تفضل السكنى في السهل على السكنى في الجبل ..
فهل يقال بأن السفول أفضل من العلو؟!!!
لا أحد يقول بهذا ... لأن عامة الناس تفضل السهل لأنه سهل بخلاف الجبل ووعورته.
وقد ذكر بعضهم أن الحارس قد يكون فوق الأمير في البيت وليس في ذلك مدحٌ للحارس ولا تنقص للأمير.
لو قدر أن الأمير والحارس كانا في مجلس واحد، وكان ثَمَّ كرسيان: مستوى أحدهما أعلى من مستوى الآخر، (والعالي منهما يمكن اعتلاؤه بلا مشقة) فهل جلوس الحارس في الأعلى والأمير في الأدنى يغض من مكانة الأمير أم لا؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/235)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[27 - 11 - 10, 03:49 م]ـ
وفقك الله أخي أبو نسيبة وجزاك الله خيراً
أتمنى من الإخوة طلبة العلم توضيح المسألة أكثر من الناحية العقلية فقط.
مشكور ضيفنا سامي
وجزا الله الاخ عبد الوهاب الاثري على مشاركته القيمة فقد استفدت منها.
لقد ذكر الضيف سامي
توضيح المسألة أكثر من الناحية العقلية فقط.
فإن كان الضيف أشعري فالذي أعلمه أن طلبه إما مستحيل! وإما أنه قد أجاب عليه الاخ الفاضل عبد الوهاب!
فالذي أعلمه عن الاشاعرة - في مسألة التحسين والتقبيح * - أن العقل لا يحسن ولا يقبح فكيف يسأل الاشعري هذا السؤال ابتداء؟!!
فمن المستحيل إجابة الاشعري وعقيدته في التحسين والتقبيح بهذا الشكل.
ولو قال كافر بأن السفول والانحطاط أفضل من العلو والشرف لما استطعنا أن نقنعه بعقيدة الاشعري!
أما إذا قُدِّرَ وآمن الكافر بالاسلام فعندها نقدم له رد الاخ عبد الوهاب وفيه الادلة الحديثية الشريفة حتى يتيقن أن الاعلى أفضل من الاسفل وأن الرفعة أفضل من الانحطاط.
* لم أدرسها ولكن هذا ما أفهمه بدون بحث وإن كان غير ذلك فهذه فرصة لكي نتعرف على عقيدة القوم.
وبالمناسبة هذا التعليق ليس هو ما أردت في مشاركتي السابقة.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[27 - 11 - 10, 04:38 م]ـ
وانظر إلى هذا الكلام من الرجل المقدم العظيم القدر عند القوم الغزّالي في كتابه الاقتصاد يقول:
... فكذلك التعظيم لله تعالى وضيعة على القلب فيها نجاته، وذلك أيضاً ينبغي أن تشترك فيه الجوارح، وبالقدر الذي يمكنه أن تحمل الجوارح، وتعظيم القلب بالإشارة إلى علو الرتبة على طريق المعرفة والاعتقاد وتعظيم الجوارح بالإشارة إلى جهة العلو الذي هو أعلى الجهات وأرفعها في الاعتقادات؛ فإن غاية تعظيم الجارحة استعمالها في الجهات، حتى أن من المعتاد المفهوم في المحاورات أن يفصح الإنسان عن علو رتبة غيره وعظيم ولايته فيقول: أمره في السماء السابعة، وهو إنما ينبه على علو الرتبة ولكن يستعير له علو المكان، وقد يشير برأسه إلى السماء في تعظيم من يريد تعظيم أمره، أي أمره في السماء، أي في العلو وتكون السماء عبارة عن العلو ... أ. هـ ص61 دار الحكمة.
وهو وإن كان ينكر العلو الحسي لكنه أقر بأن جهة العلو هي أشرف الجهات.
والله أعلم.
ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[27 - 11 - 10, 05:59 م]ـ
وجزا الله الاخ عبد الوهاب الاثري على مشاركته القيمة فقد استفدت منها.
الأخ أبا نسيبة السلفي
جزاك الله خيرا، وجعل ما تكتبون في ميزان أعمالكم.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[27 - 11 - 10, 06:25 م]ـ
آمين ولكم بالمثل أخي عبد الوهاب وللاخ أحمد الغريب
والان بعد النقل الصافع للاخ أحمد ماذا بقى للمتمشعرة من "وجه" يا ترى!!!
شكرا يا غزالي .. من فمك أدينك يا أشعري!!
ذكرني هذا الوضع بكلام شيخ الاسلام ابن تيمية في حق الروافض, قال رحمه الله: " (فما من حجة يسلكها الشيعي إلا وبازائها للسني حجة من جنسها أولى منها فإن السنة في الإسلام كالإسلام في الملل فما من حجة يسلكها كتابي إلا وللمسلم فيها ما هو أحق بالاتباع منها قال تعالى: (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا)،
لكن صاحب الهوى الذي له غرض في جهة إذا وجه له المخالف لهواه ثقل عليه سمعه واتباعه قال تعالى: (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالأرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ) " ا. هـ
إضافة:
خطر لي الان أن أسأل الاشاعرة طالما أنهم يعتقدون بالوضع اللغوي: أيهما سبق في الوضع , علو الرتبة (المكانـ ... ـــــــة) أم علو المكان؟
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[27 - 11 - 10, 06:52 م]ـ
وإياكم أخي أبا نسيبة جزيت خيرا.
ـ[سامي علي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 09:42 ص]ـ
الأخ الفاضل عبد الوهاب الأثري
كلامك انحل به الإشكال بارك الله فيك، أحسنت وأجدت وأفدت جزاك الله خيراً ..
الأخ الفاضل أبو نسيبة
أنا سلفي قح فلا تجعل انشغالك بالأشاعرة يقودك إلى سوء الظن بإخوانك غفر الله لك ..
ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[28 - 11 - 10, 03:35 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الوهاب الأثري
كلامك انحل به الإشكال بارك الله فيك، أحسنت وأجدت وأفدت جزاك الله خيراً ..
وأسأل الله أن يجمعني وأياك في فردوسه الأعلى.
وللفائدة:
دائما الأقوال المتابعة للنصوص خير من الأقوال المخالفة للنصوص.
والأقوال المتابعة للنصوص لا تخلو أحيانا من بعض الإيرادات الذهنية ومن بعض الإشكالات لكن ..
هذا الإشكال ينبغي أن يكون مجرد إشكال لا يعكر صفو النصوص
ولو كان معيار الصحة: هو خلو القول من الإشكالات،
لكان الأبعد عن الصحة هي الأقوال المخالفة للنصوص،
لأن ما عليها من الإشكالات والإيرادات أعظم وأكثر
من تلك الإيرادات التي ربما أوردها الذهن على الأقوال المتابعة للنصوص
ولاشك أن القول ذي الاعتراضات والإشكالات الأقل خير من القول المثخن بالإشكالات ..
هذا عند التسليم بأن ما يرد على الأقوال المتابعة للنصوص فعلا إشكال.(67/236)
أحتاج إلى كتاب في الإيمان بالآخرة
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[21 - 11 - 10, 01:13 ص]ـ
أحتاج إلى كتاب مختصر في الإيمان باليوم الآخر لنقرأه في وقت قصير مع الزملاء
حبذا لو كان مشكولا لأن بضاعتنا في اللغة العربية قليلة جدا
في حدود 50 ص
والله يبارك فيكم
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[21 - 11 - 10, 01:34 ص]ـ
هناك سلسلة مباركة لعمر سليمان الأشقر , سهلة الأسلوب
وهي تحتوي على
القيامة الصغرى
القيامة الكبرى
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[21 - 11 - 10, 01:46 ص]ـ
بارك الله فيك أخي
كأنه مطول قليلا
لو كان شيء أقصر
ـ[عبد الرحمن الربيعي]ــــــــ[21 - 11 - 10, 05:04 ص]ـ
السلام انا ابحث عن كتاب او كتب تتحدث عن المواضيع التالية
القبر
علامات الساعة
الحشر
الجنة
النار
وباختصار اريد كتبا تتحدث باسهاب في هذه المواضيع كلها وارجو ان تدلوني على اماكن وجودها على الشبكة
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[21 - 11 - 10, 06:25 ص]ـ
هناك كتاب شرح لمعة الاعتقاد لابن عثيمين وإذا رغبت أوسع قليلا فهناك كتاب أصول الايمان في ضوء الكتاب والسنة صادر عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة وهو قيم جدا
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[21 - 11 - 10, 10:25 ص]ـ
السلام انا ابحث عن كتاب او كتب تتحدث عن المواضيع التالية القبر علامات الساعة الحشر الجنة النار
وباختصار اريد كتبا تتحدث باسهاب في هذه المواضيع كلها وارجو ان تدلوني على اماكن وجودها على الشبكة
ستجد بُغيتك إن شاء الله في سلسلة العقيدة الإسلامية، في ثمانية كتب للدكتور عُمر الأشقر،
فهمو مرجع شامل جامع إن شاء الله تعالى للمتخصصين والعوام
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[21 - 11 - 10, 10:47 ص]ـ
وهذا الرابط لتحميلها بصيغة word
http://saaid.net/book/10/3224.rar
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[21 - 11 - 10, 11:47 ص]ـ
http://www.saaid.net/book/list.php?cat=81
التصنيف العام > المواعظ والرقائق
هنا كثيييييييير جدا جدا جدا
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[21 - 11 - 10, 01:43 م]ـ
أنظر كتب حسين العوايشة كتاب القبر و عذابه
الرابط
http://hadethmasr.com/showthread.php?t=968
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[21 - 11 - 10, 01:47 م]ـ
http://www.alsallaby.com/Books.aspx
كتب الدكتور علي بن محمد الصلابي من ضمنها الإيمان باليوم الآخر(67/237)
لما لم يخرج المأمون الإمام أحمد من الحبس؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[21 - 11 - 10, 01:48 ص]ـ
السلام عليكم
الإمام عبد العزيز الكناني في كتابه الحيدة (المختلف في صحة نسبته إليه)، ساق مناظرته لبشر المريسي في مجلس المأمون ..
وفي نهاية المناظرة يتغلب الإمام الكناني على بشر، فيُظهر المأمون تأييده للإمام عبد العزيز الكناني وبأن الحق ما قاله
في المقابل نجد أن المؤمون توفي والإمام أحمد في الحبس .. فكأن هذا يدلنا على أن المأمون لم يرجع عن معتقد المعتزلة (أي لأنه لم يخرج الإمام أحمد من الحبس)
فكيف نجمع بين هذا وهذا؟
ـ[عبدالله محمد المصري]ــــــــ[21 - 11 - 10, 03:18 ص]ـ
الذي أذكره أن الإمام أحمد مات قبل أن يلتقي المأمون أصلا بل دعا عليه فمات قبل أن يراه.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[21 - 11 - 10, 03:32 ص]ـ
الذي أذكره أن الإمام أحمد مات قبل أن يلتقي المأمون أصلا بل دعا عليه فمات قبل أن يراه.
المصدر!!!!!
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[21 - 11 - 10, 03:40 ص]ـ
المصدر!!!!!
كتب التراجم نصت على ذلك.
وسؤالك فعلا مشكل يحتاج إلى جواب.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[21 - 11 - 10, 03:57 ص]ـ
وما مصدرك أخانا المكي أنه لقيه؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - 11 - 10, 04:13 ص]ـ
عَن محَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: ((تَبيّنتُ الإِجَابَةَ فِي دَعْوَتَيْنِ: دَعَوتُ اللهَ أَنْ لاَ يَجمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَ المَأْمُوْنِ، وَدَعَوتُه أَنْ لاَ أَرَى المُتَوَكِّلَ. فلمْ أرَ المَأْمُوْنَ، مَاتَ بِالبَذَنْدُوْنِ، قُلْتُ: وَهُوَ نهرُ الرُّوْمِ)).
قال الذهبي: ((وَبَقِيَ أَحْمَدُ مَحبوساً بِالرَّقَّةِ حَتَّى بُوْيِعَ المُعْتَصِمُ إِثرَ مَوْتِ أَخِيْهِ، فَرُدَّ أَحْمَدُ إِلَى بَغْدَادَوَأَمَّا المُتَوَكِّلُ فَإِنَّه نَوَّهَ بِذكرِ الإِمَامِ أَحْمَدَ، وَالتمسَ الاجْتِمَاعَ بِهِ، فَلَمَّا أَنْ حضَرَ أَحْمَدُ دَارَ الخِلاَفَةِ بِسَامَرَّاءَ لِيُحَدِّثَ وَلَدَ المُتَوَكِّلِ وَيُبرِّك عَلَيْهِ، جلسَ لَهُ المُتَوَكِّلُ فِي طَاقَةٍ، حَتَّى نظرَ هُوَ وَأُمُّهُ مِنْهَا إِلَى أَحْمَدَ، وَلَمْ يَرَهُ أَحْمَدُ.)) [السير (11/ 242)].
ـ[ايوب الجزائري]ــــــــ[21 - 11 - 10, 12:55 م]ـ
رحم الله الامام احمد
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[21 - 11 - 10, 02:58 م]ـ
بارك الله فيكم
وما زال السؤال قائما
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[25 - 11 - 10, 11:20 ص]ـ
أما بالنسبة لكتاب الحيدة فقد ثبتت نسبته للإمام الكناني رحمه الله، ومن أراد التفصيل فليرجع لمقدمة الأستاذ: جميل صليبا، فطبعته أفضل طبعة للكتاب ...
وأما سؤالك أخي الفاضل: لِمَ لَمْ يرجع المأمون عن عقيدة المعتزلة بعد أن تبين له الحق؟
فقد أشكل علي ذلك قبل فترة، فسألت أحد مشائخي ممن له باع طويل في علم العقيدة، فأجابني حفظه الله بأن ذلك بسبب: اتباع الهوى والعياذ بالله ...
فهذا أبو طالب يقسم بالله أن دين الله هو ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يتبعه ...
فلا أستبعد أن سبب ذلك هو دخول حب الفلسفة وعلوم اليونان أثرت عليه وجعلته لا يتبع الحق مع ظهوره له ...
وأود أن أنبه الإخوة إلى أن مناظرة الكناني لبشر المريسي كانت في أول أيام الفتنة قبل أن يلزم المأمون العلماء بالقول بخلق القرآن، بدليل أن صاحب الشأن في هذه المناظرة هو: بشر المريسي، والذي ألزم العلماء بقول خلق القرآن هو تلميذه أحمد بن أبي دؤاد ...
وقد ذكر الأستاذ: جميل صليبا، في مقدمته أن الكناني رحمه الله التقى بالإمام أحمد حين الفتنة وصبره وثبته ...
وقد يرد إشكال وهو: لِمَ لَمْ يلزم المأمون الكناني بالقول بخلق القرآن بعد أن امتحن العلماء؟
جواب ذلك أن المأمون في بداية الفتنة وقبل الامتحان جرت عنده هذه المناظرة، وبعدها أَمّن الكناني على نفسه، فخشي إن امتحنه بعد ذلك يكون ناقضا لعهده مع الكناني ...
والله أعلم ورد العلم إليه أسلم ...
ولتراجع مقدمة الأستاذ ففيها حل لكثير من الإشكالات ...
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[25 - 11 - 10, 02:07 م]ـ
نعم كما ذكر الأخوان لم يلتق الإمام أحمد بالمأمون و عندها ينتفي السؤال أصلا.
ـ[أبوعبدالله الذماري اليماني]ــــــــ[26 - 11 - 10, 09:51 م]ـ
هل هناك رابط لكتاب الحيدة
بتحقيق الشيخ جميل وجزيتم الخير
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 10:22 م]ـ
أما بالنسبة لكتاب الحيدة فقد ثبتت نسبته للإمام الكناني رحمه الله، ومن أراد التفصيل فليرجع لمقدمة الأستاذ: جميل صليبا، فطبعته أفضل طبعة للكتاب ...
وأما سؤالك أخي الفاضل: لِمَ لَمْ يرجع المأمون عن عقيدة المعتزلة بعد أن تبين له الحق؟
فقد أشكل علي ذلك قبل فترة، فسألت أحد مشائخي ممن له باع طويل في علم العقيدة، فأجابني حفظه الله بأن ذلك بسبب: اتباع الهوى والعياذ بالله ...
فهذا أبو طالب يقسم بالله أن دين الله هو ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يتبعه ...
فلا أستبعد أن سبب ذلك هو دخول حب الفلسفة وعلوم اليونان أثرت عليه وجعلته لا يتبع الحق مع ظهوره له ...
وأود أن أنبه الإخوة إلى أن مناظرة الكناني لبشر المريسي كانت في أول أيام الفتنة قبل أن يلزم المأمون العلماء بالقول بخلق القرآن، بدليل أن صاحب الشأن في هذه المناظرة هو: بشر المريسي، والذي ألزم العلماء بقول خلق القرآن هو تلميذه أحمد بن أبي دؤاد ...
وقد ذكر الأستاذ: جميل صليبا، في مقدمته أن الكناني رحمه الله التقى بالإمام أحمد حين الفتنة وصبره وثبته ...
وقد يرد إشكال وهو: لِمَ لَمْ يلزم المأمون الكناني بالقول بخلق القرآن بعد أن امتحن العلماء؟
جواب ذلك أن المأمون في بداية الفتنة وقبل الامتحان جرت عنده هذه المناظرة، وبعدها أَمّن الكناني على نفسه، فخشي إن امتحنه بعد ذلك يكون ناقضا لعهده مع الكناني ...
والله أعلم ورد العلم إليه أسلم ...
ولتراجع مقدمة الأستاذ ففيها حل لكثير من الإشكالات ...
جزاك الله خير وبارك الله فيك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/238)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - 11 - 10, 06:59 م]ـ
أخي أبا علي ..
لم يُثبت الأستاذ جميل من الكتاب سوى ما يوازي عشر ورقات غير معينة، ورجح أن الباقي زيد على الكتاب ..
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[28 - 11 - 10, 02:36 م]ـ
شكر الله للجميع ...
وأما بالنسبة لأخي أبي فهر السلفي، فقد قرأت الكتاب ومقدمته للأستاذ جميل، ولم أستطع أن أتذكر كلامه في أنه أثبت عشر ورقات منه فقط ...
فأتحفنا بمزيد من التأكيد وفقك الله ...
وإذا كان قد أثبت عشر ورقات منه، فما هو الرابط بين هذا الإثبات وبين الموضوع الأصلي لأخي أبي ناصر؟؟، أرجو المزيد من التوضيح، جزاك الله خيرا ...
وأما بالنسبة لأخي أبا عبد الله الذماري فلم يتيسر لي وجود رابط له، ولكن ابحث عنه في شبكة الانترنت علّك تجده ...
وقد طَبَعَتْهُ بتحقيق الأستاذ المذكور دار صادر في بيروت ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 02:53 م]ـ
بارك الله فيك ..
تنبيهي متعلق بتقييد إطلاقك إثبات المناظرة ونسبة هذا الإطلاق للطبعة المذكورة، وليس بأصل الموضوع ..
قال الأستاذ جميل (ص/19): ((فقد صح عندي أن عبد العزيز الكناني وضع كتاباً اسمه الحيدة، لكن هذا الكتاب الذي أملاه على أصحابه بعد خروجه من مجلس المأمون كان لا يزيد على عشرة أوراق))
ثم ذكر حجته على هذا وأن الباقي زيد على الكتاب ..
ثم ذكر أن الزيادات نوعان:
الأول: زاده عبد العزيز نفسه بسطاً لرد الحجج التي شغب عليه بها بعد المجلس أيام المناظرات في المسألة.
الثاني: ما أضافه المريدون والمؤيدون والنساخ من زيادات لا تغير جوهر الكتاب.
وراجع كلامه بتمامه: (ص/19 - 23).(67/239)
تنبيه لطيف لابن عثيمين على خطأ لفظي شائع!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[22 - 11 - 10, 04:34 م]ـ
كثير من الناس إذا سألته ماعندك يافلان؟ قال: عندي كل خير! وقد نبه ابن عثيمين _ رحمه الله _ على أن هذا خطأ؛ فليس أحد من الناس عنده كل خير،وإنما عنده بعض خير. والصواب من القول أن تقول: عندي خير، كما قال ثمامة بن أثال 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - حين سأله النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ماعندك ياثمامة؟ قال: عندي خير!! وأقره النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على هذه الكلمة الطيبة؛ فينبغي أن يتنبه الحريص على تحري الصدق في كلامه لهذه الكلمة أ. ه ملخصا من شرح ابن عثيمين لصحيح مسلم
ـ[أبو عبد الله محمد بن جلال]ــــــــ[22 - 11 - 10, 04:59 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[22 - 11 - 10, 06:21 م]ـ
(كُل) من ألفاظ العموم وقد يُطلقها المسلم ويريد بها الخصوص
وهذا شائع بين الأنام ومعروف عند أهل الإسلام ولا يعدُّونه من الكذِب وسقط الكلام
ويتبيَّن مرادُ المُتكلّم من السياق
فلو قال لك رجلٌ عندك غداء
فقلتَ عندي كل خير
لمَا فهِم عاقلٌ أنك تريد جميع المآكل والمشارب بل هذه لا تتحصَّل لكل أحدٍ!
وفي المسند والنسائي وغيرهما عن أبي الأحوص عن أبيه أنه: أتى النبي صلى الله عليه و سلم في ثوب دون فقال له النبي صلى الله عليه و سلم ألك مال قال نعم (من كل المال) قال من أي المال قال قد آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق قال فإذا آتاك الله مالا فلير عليك أثر نعمة الله وكرامته)
فأقرَّه النبي صلى الله عليه وسلم على قوله (من كل المال) وفسّر الأموال بما ذكر وهي بعض الأموال وقد سمّى الله تعالى في القرآن المال خيراً
ـ[أبو عبد الله العلي]ــــــــ[22 - 11 - 10, 06:50 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[22 - 11 - 10, 09:13 م]ـ
مشاركه طيبة من أخ فاضل , رحم الله العلامة ابن عثيمين و نفعنا الله من علمه.
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 03:12 م]ـ
الأخ الكريم أبو العز النجدي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: -
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 03:14 م]ـ
الأخ الكريم أبو العز النجدي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: -
فأرى أن كلام هذا العالم الجليل ينبغي أن يكون له احترامه وتقديره وبخاصة أن كلمة عندي كل خير تفترق عن كلمة من كل المال من وجهين:-
1 - أن كلمة من كل المال سبقت بمن، وقد تتبعت روايات الحديث فوجدتها تفيد التبعيض لاالبيان.
2 - أن كلمة المال دخلت عليها أل العهدية فيكون المراد بها الخصوص أي المال المعهود عند الناس من إبل وبقر وغنم إلخ والاستفسار إنما هو للتوكيد من اقتنائه لأصناف المال المعهودة.
أما كلمة عندي كل خير ففيها حصر وعموم من كلمة كل ومن الإضافة للنكرة التي هي من صيغ العموم أيضا فظهر الفرق بين اللفظتين! ولاشك أن للشيخ مدارك أدق من مداركنا فينبغي ألا نبادر برد كلامه رحمه الله رحمة واسعة
ـ[أبو عبدالإله المكي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 04:19 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 09:32 ص]ـ
الأخ الكريم أبو العز النجدي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: -
فأرى أن كلام هذا العالم الجليل ينبغي أن يكون له احترامه وتقديره 00000000ولاشك أن للشيخ مدارك أدق من مداركنا فينبغي ألا نبادر برد كلامه رحمه الله رحمة واسعة
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم
- الشيخ كغيره من علماء المسلمين وهم تاجُ رؤوسِنا ومحطُّ احترامِنا
لكن كلٌ يؤخذ من قوله ويُرد إلا المصطفى صلى الله عليه وسلَّم إلا إذا كانت هذه العبارة لا تنسحب على المعاصرين فهذا شيئٌ آخر
- آمل أن لا نُشهر سيف الأدب والتقدير في وجه كل رادٍّ حتى لا يظن القارئ أني أسأتُ الأدب ودليلي من السُّنة وكلام العرب واضحٌ من كلامي
- أعيذك يا حبيب أن تجعَلَنا كعوام الرافضة والصُّوفية يُؤمرون بالسماع والأخذ من علمائهم دون نقاش وتردُّد كأن كلامهم وحيٌ من السماء
- حقيقةً لا أريد أن أناقش المسألة ونقل الأدلة حتى لا نُتَّهم بما ليس فينا زيادة على ذلك أن حذف المشاركة ليس ببعيد
والله يرعاك
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 11 - 10, 11:00 ص]ـ
الذي أراه صوابا أن الكلمة تطلق ولا يراد بها العموم مطلقا ..
بل كغيرها من العمومات التي تقع في كلام الناس، تخصص بالمخصصات الحالية والسياقية والعقلية ..
وهكذا كلام الناس كله على المسامحة والتوسع، وإلا فقياس ذلك حظر (كله تمام)، لأنه ليس كله تماما، لا من حيث الكلية ولا من حيث التمامية!
ونفس التركيب ورد في السنة بحضرة الرسول وأقره في حديث النعليين السبتيتين في المسند
عَنْ بَشِيرِ ابْنِ الْخَصَاصِيَةِ بَشِيرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كُنْتُ أُمَاشِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِذًا بِيَدِهِ فَقَالَ لِي يَا ابْنَ الْخَصَاصِيَةِ مَا أَصْبَحْتَ تَنْقِمُ عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَصْبَحْتَ تُمَاشِي رَسُولَهُ قَالَ أَحْسَبُهُ قَالَ آخِذًا بِيَدِهِ قَالَ قُلْتُ مَا أَصْبَحْتُ أَنْقِمُ عَلَى اللَّهِ شَيْئًا قَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ خَيْرٍ قَالَ فَأَتَيْنَا عَلَى قُبُورِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ لَقَدْ سَبَقَ هَؤُلَاءِ خَيْرًا كَثِيرًا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ أَتَيْنَا عَلَى قُبُورِ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ لَقَدْ أَدْرَكَ هَؤُلَاءِ خَيْرًا كَثِيرًا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُهَا قَالَ فَبَصُرَ بِرَجُلٍ يَمْشِي بَيْنَ الْمَقَابِرِ فِي نَعْلَيْهِ فَقَالَ وَيْحَكَ يَا صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ أَلْقِ سِبْتِيَّتَكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا فَنَظَرَ الرَّجُلُ فَلَمَّا رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلَعَ نَعْلَيْهِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/240)
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 02:43 م]ـ
الأخ الكريم أبو العز النجدي جزاك الله خيرا على اهتمامك ولكن لماذا هذه الحدة في الرد ومن الذي اتهمك بعدم التأدب مع الشيخ كل ماقلته هو التأني والتريث قبل الرد فربما كان للشيخ مدارك أدق من مداركنا؟ ثم مالمبرر لأن تلمز من يدعو لذلك بأنه كعوام الرافضة والصوفية؟ وأنا قد رردت على كلامك بحجة كما رددت على كلام الشيخ بحجة فيبقى الكلام في هذا السياق دون غمز أو لمز بارك الله فيك وإلا تركنا وجهة نظر الشيخ بين يدي القراء فلهم من العقول وحسن الإدراك ما يعرفون به الحق بإذن الله تعالى!
ـ[سليمان أحمد]ــــــــ[24 - 11 - 10, 04:41 م]ـ
الخطب سهل أيها الأحبة فما قصد أخونا النجدي إلا الفائدة فالعرب استخدمت الألفاظ العامة وأرادت بها الخصوص وشواهد هذا في القرآن وغيره {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم} {وأوتيت من كل شيء} {تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم}
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[25 - 11 - 10, 01:32 م]ـ
شيخي الكَرِيم عيسى السعدي أسعدك الله في الدَّارين وبارك الله فيك
إن كان آذاك كلامي فأعتذر منك رعاك الله
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[25 - 11 - 10, 02:01 م]ـ
أخي الكريم أبو العز النجدي ,وأنا كذلك أعتذر إليك إن كان في كلامي ما آذاك أو جرح مشاعرك، بارك الله فيك، وزادك الله من فضله(67/241)
من يرشح لي أهم الكتب التي تصدت للمستشرقين؟
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[22 - 11 - 10, 07:47 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
لو يرشح أحد الإخوة لي أهم الكتب التي تصدت للمستشرقين و أفراخهم من بني جلدتنا .... الحاقدين علي دين الحنفية دين الإسلام و الكتب تعرف بأساليبهم.
عندي مثلا كتاب أجنحة المكر الثلاثه للميداني -رحمه الله- لكن أريد كتب أخري أكثر تعمق .... ما قولكم في كتاب الإسقاط في مناهج المستشرقين و المبشرين لدكتور شوقي ابو خليل -رحمه الله-.
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[22 - 11 - 10, 10:58 م]ـ
السلام عليكم ابحث هنا ربما ستجد ما يفيدك
http://www.al-maktabeh.com/ar/list.php?cat=7
ـ[محمد ابن عمر المصرى]ــــــــ[23 - 11 - 10, 04:31 ص]ـ
كتب الشيخ عبدالعظيم الديب
وكتابين الغاره على العالم الاسلامى
>واقعنا المعاصر-اقرأ وبعده قرر ...
والشيخ محمد ابو شهبه
والافضل تقرير الشيخ ابو فهر رده الله سالما ...
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[23 - 11 - 10, 07:19 ص]ـ
كتاب "الاستشراق أهدافه ووسائله" ل محمد فتحى الزيادى، نصح به الشيخ عبد الله الهدلق
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[23 - 11 - 10, 08:12 م]ـ
بارك الله فيكم في إنتظار إقتراحات أخري ....(67/242)
المقصود بقول السلف "أمروها كما جاءت"
ـ[ندا عبد الرحيم]ــــــــ[22 - 11 - 10, 09:23 م]ـ
المقصود بقول السلف "أمروها كما جاءت"
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فالسلف ما كانوا يفوضون علم المعنى المراد، إنما كانوا يفوضون الكيفية.
وأما من قال بأن المعنى غير معلوم وأن السلف أرادوا ذلك، نقول: ما أراد السلف ذلك، وإنما كلامهم حُمِل على غير ما قصد.
سأل رجل الإمام مالك عن الإستواء فقال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة".
الإمام مالك يقول بأن الاستواء غير مجهول أي أنه معلوم المعنى، فالتفويض تفويض في الكيف
فالسلف يقولون: "استواء لا نعلم كيفيته"، ولا يصح أن نقول: "استواء لا نعلم معناه".
قول السلف: "أمروها كما جاءت"
قال ابن رجب رحمه الله تعالى:
"وأما طريقة أئمة أهل الحديث وسلف الامة: فهي الكف عن الكلام في ذلك من الطرفين وإقرارلنصوص وإمرارها كما جاءت، ونفي الكيفية عنها والتمثيل"
من الطرفين:أي التعطيل ن والتشبيه
إمرارها كما جاءت: أي بإثبات المعنى، بلا كيف، ولا تمثيل
قال الخطابي رحمه الله تعالى (في الأعلام):
مذهب السلف في أحاديث الصفات: الإيمان، وإجراؤها على ظاهرها، ونفي الكيفية عنها، ومن قال: الظاهر منها غير مراد، قيل له: الظاهر ظاهران: ظاهر يليق بالمخلوقين ويختص بهم، فهو غير مراد، وظاهر يليق بذي الجلال والإكرام، فهو مراد، ونفيه تعطيل.
فمراده رحمه الله إجراؤها على معناها الظاهر، وتفويض الكيف
وقال بعض أئمة الكلام من شيوخ الصوفية الذي يحسن به الظن
وأما أهل العلم والايمان، فيعلمون أن ذلك كله متلقى مماجاء به الرسول وأن ما جاء به من ذلك عن ربه فهو الحق الذي لا مزيد عليه، ولا عدول عنه، وأنه لا سبيل لتلقي الهدى إلا منه، وأنه ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله الصحيحة ما ظاهرة كفر أو تشبيه، أو مستحيل، بل كل ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله، فإنه حق وصدق، يجب اعتقاد ثبوته مع نفي التمثيل عنه، فكما أن الله ليس كمثله شيء في ذاته، فكذلك في صفاته. وما أشكل فهمه من ذلك، فإنه يقال فيه ما مدح الله الراسخين من أهل العلم، أنهم يقولون عند المتشابهات:” آمنا به كل من عند ربنا “ (آل عمران:7) وما أمر به رسول الله في متشابه الكتاب، أنه يرد إلى عالمه، والله يقول الحق ويهدي السبيل، وكلمة السلف وأئمة أهل الحديث متفقة على أن آيات الصفات وأحاديثها الصحيحة كلها تمر كما جاءت، من غير تشبيه ولا تمثيل، ولا تحريف ولا تعطيل.
سأل رجل الحسن عن شيء من صفة الرب سبحانه، فقال: أمروها بلا مثال
وقال الأوزاعي: سُئل مكحول والزهري عن تفسير هذه الأحاديث، فقالا: أمرها على ما جاءت، وقال الوليد بن مسلم: سألت الأوزاعي ومالكاً وسفيان وليثاً عن هذه الأحاديث التي فيها الصفة والقرآن، فقالوا: أمروها بلا كيف.
أي بإثبات المعنى الظاهر، وتفويض الكيف
وقال ابن عيينة: ما وصف الله به نفسه فقراءته تفسيره، ليس لأحد أن يفسره إلا الله.
فقراءته تفسير: أي أن المعنى الظاهر معلوم
ليس لأحد أن يفسره إلا الله: أي أن الكيفية لا يعلمها إلا الله
وقال موفق الدين بن قدامة في كتابه لمعة الإعتقاد
وعلى هذا درج السلف، وأئمة الخلف، كلهم متفقون على الإقرار، والإمرار، والإثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله، من غير تعرض لتأويل "
قال د / ناصر العقل حفظه الله في شرح هذه الفقرة
الإقرار: أي ما جاء عن الله وثبت عن رسوله نصدق به، نثبته نقر أنه حق
الإمرار: بمعنى أن نمره بلا مناقشة اعتراض، وبلا شبهات، وبلا تشكيك، نمره دون وقوف عند ما لا نعلمه، نمره على قالب الحق لا على قالب التخلص، فالإمرار هنا يعني التسليم
الإثبات: وهي تقرير لقاعدتي، الإقرار، والإمرار، وهي قاعدة احتياطية، فحينما قلنا ك الإقرار ن والإمرار فلا يعني ذلك عدم الإثبات
من غير تعرض لتأويله: التأويل هو خروج عن الإثبات في حقائق ألفاظ أسماء الله، وصفاته، وأفعاله إلى معاني محتملة.
والواجب أن نعلم ان كلام الله، وكلام رسوله حق على حقيقته على ما يليق بجلال الله، ولا نتعرض له بتشبيه ن ولا تمثيل، ولا بتأويل
وقال موفق الدين بن قدامة في كتابه لمعة الإعتقاد أيضا
وهكذا من لم يسعه ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ن والتابعين لهم بإحسان، والأئمة من بعدهم، والراسخين في العلم، من تلاوة آيات الصفات، وقرآءة أخبارها، وإمرارها كما جاءت، فلا وسع الله عليه.
قال د / ناصر العقل حفظه الله في شرح هذه الفقرة
بمعنى أنهم أهل تدبر للقرآن، وأهل فقه، وعلم راسخ، لم يكونوا يتلون القرآن تلاوة سطحية، بل كانوا يتدبرون القرآن والسنة، ولذلك هذه النصوص (نصوص العقيدة) أمَرُّهَا كما جاءت بالحق والبيان، ولم يمثلوا ن ولم يعطلوا، ولم يشبهوا
هذا الذي كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/243)
ـ[سفيان ابو شيماء]ــــــــ[23 - 11 - 10, 11:03 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو عبدالإله المكي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 04:48 م]ـ
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: مراد السلف بقولهم بلا كيف هو نفي التأويل فإنه التكييف الذي يزعمه أهل التأويل، فإنهم هم الذين يُثبتون كيفية تخالف الحقيقة فيقعون في ثلاثة محاذير نفي الحقيقة وإثبات التكييف بالتأويل وتعطيل الرب تعالى عن صفته التي أثبتها لنفسه وأما أهل الإثبات فليس أحد منهم يكيف ما أثبته الله لنفسه.
اجتماع الجيوش الإسلامية.
جزاكم الله خيرا
ـ[ندا عبد الرحيم]ــــــــ[23 - 11 - 10, 09:01 م]ـ
شكر الله كم مروركما(67/244)
نقد موقف ابن عقيل الظاهري من الوقف في القران
ـ[ابو مهند العدناني]ــــــــ[23 - 11 - 10, 03:25 ص]ـ
قال: ومن جزم بأن القرآن مخلوق لزمه أن القرآن خالق؛ إذْ لا ثالثَ مرفوعٌ بين خالق ومخلوق.
صوابه: من جزم بأن القران غير مخلوق لزمه ...
لكن الوفاء بموجب هذه الحجة يستلزم الجزم بكون القران مخلوقا، لأنه إذا كان القول بأن القران غير مخلوق يلزم منه كون القران خالقا، وليس هو خالقا بالاتفاق، وجب الجزم بكونه مخلوقا.
وبعبارة أخرى: إذا كان اللازم باطلا كان الملزوم باطلا.
فكيف يقول إن لازم هذا القول باطل ثم يتوقف في نفيه، فكل ما استلزم الباطل وجب إن يكون باطلا ضرورة.
وكل معتقد أفضى إلى الباطل فهو باطل قطعا.
فإذا كان القول بأن القران غير مخلوق يفضي إلى أن يكون القران خالقا، وهو باطل، فما أفضى إليه باطل.
وهو جزم بأنه يؤدي إلى الباطل ثم توقف فيه.
ثم هو يقول إن الجزم بأحد القولين من الغيب ثم يستدل على استلزام أحد القولين للمحال العقلي، والغيب الذي يجب التوقف فيه هو الذي لا يمكن نيله ببرهان شرعي أو عقلي، ولا يلزم من فرض وقوعه محال عقلي.
وهو قد أقام البرهان على استلزام أحدهما للمحال الشرعي والعقلي، وما كان مستلزما للمحال وجب القطع ببطلانه، لا التوقف فيه.
والتوقف فيه يعني: عدم جواز الجزم بأحد القولين، والتوقف مع الإقرار بكون أحد القولين مستلزما للباطل تناقض.
وجعل سنده في هذا الاستلزام هو ارتفاع الوسط الثالث، فقال:
إذْ لا ثالثَ مرفوعٌ بين خالق ومخلوق.
وصواب العبارة: إذ لا ثالث غير مرفوع بين خالق ومخلوق.
لأن الثالث المرفوع: هو الوسط الثالث الممتنع، أو الحالة الثالثة المستبعدة، وهي رفع النقيضين أو جمعهما، وهو هنا: أن يكون غير مخلوق وغير خالق.
وهو قال: لا ثالث مرفوع، أي: لا ثالث ممتنع، فتكون الحالة الثالثة غير ممتنعة، وهو يريد إثبات أن الحالة الثالثة ممتنعة.
والتوقف يستلزم تجويز وجود وسط ثالث غير مرفوع، أو الجزم بأنه مخلوق، وإلا مع الجزم بارتفاع الوسط الثالث لا يصح التوقف.
وحكى عنهم انتفاء هذا اللازم لوجود الوسط الثالث بين كونه غير مخلوق وغير خالق وهو كونه حادثا غير مخلوق.
وجعله مبنيا على أن الخلق الذي هو فعل الله محدث ولكنه غير مخلوق.
ومنعه بحجة أن فعل الله لا أول له ولا نهاية.
وجاء في كلامه: أن القرآن له بداية ونهاية بين دِفَّتي المصحف.
فيلزم على هذه المقدمات الجزم بأن القران مخلوق، لا التوقف كما هو مذهبه.
ويمكن نظم حجته على هذا الشكل:
كلام الله هل هو مخلوق أم لا: مبني على فعل الله هل هو محدث غير مخلوق، أم لا، لكن فعل الله غير محدث، لأنه أول بلا بداية، وآخر بلا نهاية، والمصحف له أول ونهاية، فيكون مخلوقا.
وهو قرر المقدمات الدالة على كونه مخلوقا، ثم توقف في النتيجة، وهذا تناقض ظاهر.
وقال: ثم يتعيَّن حينئذ على هذه الدعوى الباطلة أن القرآن يَخلق غيره.
ومقصوده بالدعوى إما نفس الدعوى المبحوثة وهي كون القران غير مخلوق، أو ما بُنيت عليه وهي كون فعل الله محدثا غير مخلوق، وأيا ما كان فوصفه لهذا القضية بالبطلان يناقض التوقف الذي يذهب إليه، لأنها إذا كانت باطلة أو مبنية على الباطل لم تكن قضية متوقفا فيها، بل مجزوما ببطلانها: موصوفة بالباطل، فكيف يجتمع في قضية واحدة الوصف بالبطلان والوصف بالتوقف.
ولا فرق بين أن توصف القضية بالبطلان أو يُوصف ما توقفت عليه بالبطلان، لأن ما أفضى إلى المحال محال، وما أفضى إلى الباطل وجب أن يكون باطلا ضرورة.
وهو وَصَفها بالبطلان ثم رتب عليها لازما ممتنعا وهو: أن القران يخلق غيره.
وإذا كان اللازم ممتنعا باطلا عقلا وشرعا، كان التوقف في ملزومه تركا لموجب الدليل، ومعاندة للحق.
ثم قال: كما أنه محدث بنص القرآن في سورتي الأنبياء والشعراء.
وتقدم أنه قال: لا يكون الشيء محدثا غير مخلوق.
واللازم من هاتين المقدمتين هو أن القران مخلوق، وهو يناقض التوقف الذي يذهب إليه.
ثم قال: وأن الكلام ليس صفة لله، بل صفته أنه يتكلم وفعله التكلم والتكليم.
فإذا كان التكليم فعله، فالكلام مفعوله، وقد قال قبل ذلك: وإنما يحدث بفعلِ الله مفعولُه.
فيكون القران مفعولا مخلوقا له.
والنتيجة المولدة من هاتين المقدمتين يناقض التوقف الذي يعتقده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/245)
ثم قال: ومن جزم بأنه مخلوق كالمعتزلة وقع في محذور لدى العرب، وهو وصف الكاذب بأنه يخلق كلامه.
وهو هنا يبطل القول الثاني ويرتب عليه محذورا لغويا، وما كان لازمه يفضي إلى محذور لم يجز التوقف فيه.
فإذا كان كلا القولين تلزم عنهما لوازم باطلة، كان التوقف صادرا عن تكافؤ الأدلة وتعارضها عنده، والتكافؤ بين الأدلة أمر نسبي، فقد يتكافأ عند الشخص ما لا يتكافأ عند غيره، فيكون مصدر التوقف العجز عن الترجيح، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولو قدر أن هذا هو سبب توقفه لم يجز له أن يأمر غيره بالتوقف، فليس كل من عجز عن الترجيح كان غيره عاجزا عن الترجيح.
ولكنه صرح بأن سبب التوقف هو كونه أمرا غيبيا، وقال: لا برهان لدينا على جواز إطلاق أحد الوصفين، وجعله مذهبا للصحابة، ولا يكون مذهبا لهم لأن الأدلة تعارضت عندهم.
وقال: ولا يترتب على الجزم بأي دعوى حكم شرعي، وإنما هو مُشاقَّة لسكوت السلف الأول، ومن جزم بإحدى الدعويين بعد الاختلاف فعمدته ميتافيزيقا علم الكلام المذموم في أمر غيبي يتعلق بالرب سبحانه، وعلمُ الكلام ليس سبيلاً لكشف الأمر المغيَّب.
فيقال: هذا الكلام متناقض، فمرة يقول لا يترتب على الجزم به حكم شرعي، ومرة يقيم الأدلة على اللوازم الباطلة اللازمة لكلا القولين، و يجعل الجزم بأحدهما مشاقة لسكوت السلف، وهو وإن لم يجزم بإثبات أحدهما لكنه جزم ببطلان كلا القولين، والجزم ببطلانهما ينافي السكوت الذي ينسبه للسلف، والسكوت مقتضاه الإمساك عن النفي والإثبات لعدم الدليل، وإما إذا دلل على بطلانهما فقد قابل الإثبات بالنفي، وعارض البدعة بالبدعة، وكان مشاقا لسكوت السلف، وإذا كان الجزم بأحد القولين معتمدا على ميتافيزيقا علم الكلام في أمر غيبي، فكذلك نفيهما.
والوقف الذي يأمر به فيما سكت عنه السلف نقضه بإبطال كلا القولين، وبجزمه بما سكت عنه السلف في الثنائية بين الذات والصفات، فجزم بأمر غيبي سكت عنه السلف، فلم يُنقل عنهم أنهم اثبتوا هذه الثنائية أو نفوها، ولم يُنقل عنهم أنهم قالوا هل يكون خلقه محدثا ولكنه غير مخلوق أم لا.
وحاصل النقد: أن الدعوى المطروحة هي وجوب الوقف، والاستدلال عليها يوجب الجزم ببطلان الوقف.
ودليل الوقف هو سكوت السلف، وما استدل به يناقض السكوت.(67/246)
رسالة السيوطي الصوفي في جواز وجود الولي بعدّة أماكن في وقتٍ واحد، بل ويزعم خادمه أن السيوطي خطا خطوات فانتقل من مصر إلى مكة!!
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 08:09 ص]ـ
رسالة السيوطي الصوفي في جواز وجود الولي بعدّة أماكن في وقتٍ واحد،
بل ويزعم خادمه أن السيوطي خطا خطوات فانتقل من مصر إلى مكة!!
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد، قال ابن العماد (ت 1089 هـ) في " شذرات الذهب في أخبار من ذهب " (8/ 130) – في ترجمة عبد القادر الدشطوطي (ت 924 هـ): ألف السيوطي بسببه تأليفاً في تطوّر الولي، ذكر في أوله أن سبب تأليفه أن رجلين من أصحاب الشيخ المذكور حلف كل واحد منهما أن الشيخ عبد القادر بات عنده ليلة كذا، فرُفِع إليه سؤال في حكم المسئلة، قال: فأرسلت إلى الشيخ عبد القادر وذكرت له القصة، فقال: لو قال أربعة أني بت عندهم لصدقوا! قال السيوطي: فأجبت بأنه لا يحنث واحد منهما، ثم حمل ذلك على تطوّر الولي، وهو جزء لطيف حافل نقل فيه كلام فحول العلماء كابن السبكي والقونوي وابن أبي المنصور وعبد الغفار القوصي واليافعي رضي الله تعالى عنهم وعنه. اهـ.
وقال نجم الدين الغزي (ت 1061 هـ) في " الكواكب السائرة في تراجم أعيان المئة العاشرة " (1/ 229): ذكر خادم الشيخ السيوطي محمد بن علي الحباك أن الشيخ قال له يوماً وقت القيلولة وهو عند زاوية الشيخ عبد الله الجيوشي بمصر بالقرافة: نريد أن نصلي العصر في مكة بشرط أن تكتم ذلك عليّ حتى أموت. قال: فقلت: نعم. قال: فأخذ بيدي، وقال: غمِّض عينيك، فغمّضتها، فرمل في نحو سبع وعشرين خطوة، ثم قال لي: افتح عينيك، فإذا نحن بباب المعلى، فزرنا أمنا خديجة، والفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة وغيرهم، ودخلت الحرم، فطفنا وشربنا من ماء زمزم، وجلسنا خلف المقام حتى صلينا العصر، وطفنا وشربنا من زمزم، ثم قال لي: يا فلان ليس العجب من طيئ الأرض لنا، وإنما العجب من كون أحد من أهل مصر المجاورين لم يعرفنا، ثم قال لي: إن شئت تمضي معي، وإن شئت تقم حتى يأتي الحاج. قال: فقلت: بل أذهب مع سيدي، فمشينا إلى باب المعلا، وقال لي: غمِّض عينيك، فغمّضتها، فهرول بي سبع خطوات، ثم قال لي: افتح عينيك، فإذا نحن بالقرب من الجيوشي، فنزلنا إلى سيدي عمر بن الفارض، ثم ركب الشيخ حمارته، وذهبنا إلى بيته في جامع طولون. اهـ.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[23 - 11 - 10, 09:39 ص]ـ
الجماعة دول كانوا بركة يا أبا معاوية ,, لا تعترض فتنطرد:))))
ـ[سفيان ابو شيماء]ــــــــ[23 - 11 - 10, 10:56 ص]ـ
السيوطي رحمه الله له زلات كبيرة و قد تراجع عن الكثير منها و قد اتلف بنفسه و احرق عديد كتبه و لم يوفق للباقي و قد دكر الشيخ الانصاري في كتابه الماتع بدعة الاحتفال بالمولد النبوي كلام قيم نحوه و نقل عديد من النصوص التي تدل على تخبطه و لعل فيما نقله اعظم مما دكر.
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 11:03 ص]ـ
أمثال هؤلاء يسهل عليهم الحج، اسرع من الطائرات النفاثة .. سبع و عشرين خطوة فقط الى مكة؟ ماشاء الله
إذا 50 خطوة تكفي للوصول الى ألاسكا ..
ـ[أبو يوسف السكندري]ــــــــ[23 - 11 - 10, 02:29 م]ـ
من لم يوفق لطريق السلف فإنه محبوس فى الخرافات والبدع لكن يبقى أن نترحم عليه على ما قدم للمسلمين من تراث أظنه نافع وإن اتهم بسرقة الكتب وبحاطب ليل وغيرها بقى شىء يذكر له من الخير والانصاف عزيز والمعصوم من عصمه الله وبقى الشكر الاعظم على اننا سلفيوا المعتقد أثريوا المنهج والتعبد ولله وحده الحمد والمنة
ـ[أبو عبدالإله المكي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 04:23 م]ـ
ومع هذا كله نسمع ونقرأ من يصف السيوطي بالإمام والحافظ والله المستعان
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 04:42 م]ـ
السيوطي من العلماء الذين نستفيذ من علمهم , نجتنب خطأهم و لاننسى فضلهم , نعم السيوطي له أخطاء نسأل الله أن يتجاوز عنها , و هذا لا يعني إسقاط الشخص
قال ابن القيم
جرد قلبك عن النفرة والميل ثم اعط النظر حقه ناظرا بعين الانصاف ولا تكن ممن ينظر في مقالة اصحابه ومن يحسن ظنه نظرا تاما بكل قلبه ثم ينظر في مقالة خصومه وممن يسيء ظنه به كنظر الشزر والملاحظة فالناظر بعين العداوة يرى المحاسن مساوئ والناظر بعين المحبة عكسه وما سلم من هذا الا من اراد الله كرامته وارتضاه لقبول الحق وقد قيل:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ... كما ان عين السخط تبدي المساويا
وقال آخر
نظروا بعين عداوة لو انها ... عين الرضا لاستحسنوا ما استقبحوا
فإذا كان هذا في نظر العين الذي يدرك الحسوسات ولا يتمكن من المكابرة فيها فما الظن بنظر القلب الذي يدرك المعاني التي هي عرضة المكابرة والله المستعان على معرفة الحق وقبوله ورد الباطل وعدم الاغترار به وقوله بأول عارض من شبهة هذا دليل ضعف عقله ومعرفته ......
و قال الذهبي في ميزان الإعتدال في ترجمة أبان بن ثعلب الكوفي
شيعي جلد لكنه صدوق فلنا صدقه و عليه بدعته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/247)
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[23 - 11 - 10, 06:13 م]ـ
ومع هذا كله نسمع ونقرأ من يصف السيوطي بالإمام والحافظ والله المستعان
من ناحية الحفظ فهذا مما لا أشك فيه فقد كان الرجل حافظاً أما الإمامة فلا تجئ من نفسي له رغم أنه صرح بأنه المجدد للدين على رأس ال 900 هـ بصراحة قاسية فقال: و ثم من ينفخ أشداقه و يدعي مناظرتي و يستجيش علي بمن لو اجتمع هو و هم في صعيد واحد ثم نفخت عليهم نفخة لجعلتهم هباءا منثوراً. هذا أو معناه فهو من الذاكرة و الله أعلم.(67/248)
أستقصاء للمنظومات العقائدية
ـ[أبو سفيان بن غانم]ــــــــ[23 - 11 - 10, 02:48 م]ـ
بارك الله فى الجميع
أريد من الاخوة الاماجد استقصاء للمنظومات العقائدية التى حفظت للامة عقيدتها الندية(67/249)
هل من إشكال في قول إبن عطاء السكندري؟
ـ[ابو عبد الرحمن القلموني]ــــــــ[23 - 11 - 10, 07:07 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
قرأت لإبن عطاء رحمه الله فيما يسمى بمتن الحكم العطائية هذا القول:
كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الَّذِي أَظْهَرَ كُلَّ شَيءٍ!
كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الَّذِي ظَهَرَ بِكُلِّ شَيءٍ!
كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الَّذِي ظَهَرَ في كُلِّ شَيءٍ!
كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الَّذِي ظَهَرَ لِكُلِّ شَيءٍ!
كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الظّاهِرُ قَبْلَ وُجودِ كُلِّ شَيءٍ!
كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ أَظْهَرُ مِنْ كُلِّ شَيءٍ!
كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الواحِدُ الَّذِي لَيْسَ مَعَهُ شَيءٌ!
كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ أَقْرَبُ إلَيْكَ مِنْ كُلِّ شَيءٍ!
وكَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَلولاهُ ما كانَ وُجودُ كُلِّ شَيءٍ!
يا عَجَباً كَيْفَ يَظْهَرُ الوُجودُ في العَدَمِ!
أَمْ كَيْفَ يَثْبُتُ الحادِثُ مَعَ مَنْ لَهُ وَصْفُ القِدَمِ!
فهل من إشكال عقائدي فيما قال بالأخص في العبارة الأخيرة؟
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[24 - 11 - 10, 06:24 م]ـ
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيراً من الناس.
يا أخي اقرأ في الصحيحين و سنن البيهقي تفلح إن شاء الله و لا تضع وقتك و دعك من كل هذا الخبط و الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.(67/250)
هل تعلمون أنّ أوّل مخترع للبلوتوث هو أحد أولياء الصوفية .. !!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 08:43 م]ـ
هل تعلمون أنّ أوّل مخترع للبلوتوث هو أحد أولياء الصوفية .. !!
جاء في كتاب تذكير الناس بكلام أحمد العطاس في الصفحة (48) ما نصّه: ((وقال رضي الله عنه: بلغنا أن السيد حاتم الأهدل كان حريصاً على مجلس الإخوان في الله، ويشق عليه فراقهم، وكان له مملوك أمَرَه أن يجلس بالباب، فإذا أراد أحد من إخوانه قضاء الحاجة والخلاء، نظر إلى ذلك العبد فينتقل الحدث إليه فيروح العبد إلى الخلاء وينوب عنه)).
وإنّي لَمُتسائلٌ ياعبادَ الله:
ـ هل قرأتم تحويل الغائط بالبلوتوث من إخوانه إلى ذلك العبد .. !!
ـ تُرى كيف عرف أن إخوانه جاءهم الغائط،،، هل يعلم الغيب .. !! أم ماذا؟؟؟
ـ النبي صلى الله عليه وسلم أحبّ عباد الله إلى الله، وأصحابه أحبّ الناس إليه وأقربهم منه، لماذا لم يصنع معهم مثل صُنع وليّكم لإخوانه .. !!؟؟؟
ـ معاشر المتصوفة: إلى متى سيبقى مشايخكم يستخفّون بعقولكم، ويجعلون منكم أضحوكة لعبادِ الله .. !!؟؟؟
ـ أليس منكم رجل رشيد،،، أما آن أوانكم لتحطّموا أغلال الخرافة التي أُسِرت بها قلوبكم .. !!
::: التوثيق:::
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/tadkeer_nas/48.jpg
والله وحده المستعان
وإنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[أبو عبد الله محمد بن جلال]ــــــــ[23 - 11 - 10, 08:59 م]ـ
(ابتسامة) جزاك الله؛ خير الجزاء.
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[23 - 11 - 10, 08:59 م]ـ
الله يكون فى عون العبد ده
أكيد طلعت عينه:)
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[23 - 11 - 10, 09:18 م]ـ
أضحك الله سنك أخي الفاضل.
ـ[وليد]ــــــــ[23 - 11 - 10, 09:45 م]ـ
الله يكون فى عون العبد ده
أكيد طلعت عينه:)
مش عينه اللي طلعت
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 09:52 م]ـ
الصوفية لهم خيال واسع , يصلح موضوعا لأفلام الخيال العلمي , فعندما كنت صغيرا كنت اشاهد الرسوم المتحركة فأستغرب أن الرجل يطير أو يتحول إلى حيوان, فلما كبرت و قرأت عن الصوفية وجدت أن الرسوم قصروا؟
لأن الصوفية عندهم عجائب لا يصدقها العقل فمنهم من يصلي كل صلاة في بلد و منهم من يقطع المسافات في مدة قصيرة, و لمزيد التعرف على غلو الصوفية يقرأ كتاب تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي لأحمد لوح فهو جيد
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[23 - 11 - 10, 10:58 م]ـ
أضحك الله أسنانكم إخوتي الفراتي و الدامي.
:)
ـ[أبوخالد]ــــــــ[24 - 11 - 10, 01:10 ص]ـ
لعله مركب أحد البرامج المساعدة، وذلك العبد ذاكرته 1تيرا (ابتسامة).
الحمدلله على نعمة العقل.
ونسأل الله الثبات على السنة والحق.
ـ[محمد بن إدريس]ــــــــ[24 - 11 - 10, 06:18 ص]ـ
أخي الحبيب لقد أبخستهم حقهم
ألا تعلم أن الجوال عندهم موجود في جدودهم قبل إكتشافه لكن الشبكة خاصة بالخاصة
قال لي أحدهم عن أحد أعلامهم اسمه الحارون كان يسحب دكة الشروال (خيط يربط على الخصر كي يتماسك الشروال=السروال) ليكلم الأقطاب والأنجاب الأحياء والأموات بلغة التهاتف
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 10:06 ص]ـ
الصوفية لهم خيال واسع , يصلح موضوعا لأفلام الخيال العلمي , فعندما كنت صغيرا كنت اشاهد الرسوم المتحركة فأستغرب أن الرجل يطير أو يتحول إلى حيوان, فلما كبرت و قرأت عن الصوفية وجدت أن الرسوم قصروا؟
أضحك الله سنك أخي الحبيب!
ونرجو من الإخوة البحث أكثر، لعلنا نجد أموراً -حديثة- اكتشفها الصوفيون قبل العصر الحديث -والله مش ابتسامة وبس؛ قهقهة ومسك بطن- والله المستعان!
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 10:45 ص]ـ
هل من عاقل يصدق هذا الكلام؟ شطحات غلاة الصوفية لم يسبقهم إليها أحد، هم أهل هذا الفن و خاصته،
أكثر ما لفت نظري ما ذكره الشيخ أبو عبد البر طارق دامي حفظه الله، بما يخص توسع خيال القوم و حنكتهم في صياغة القصص الخرافية التي لا تخطر على قلب بشر، هذا أمر لا بد أن مخرجي و سيناريست الأفلام يحسدونهم عليه ولله المستعان،
ـ[منير العطاوي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 12:50 ص]ـ
و أبلغ من ذلك
دع عنك أمر البلوتوث فما أهونه و انظر إلى القمر و الكواكب
إنهم يزعمون أن رواد الفضاء هم أقطاب الصوفيه القدماء حلت أرواحهم عن طريق التناسخ في رواد الفضاء الروس خاصة
والله المستعان
و كفر الصوفية أظهر من كفر النصارى , من شك فيه فليراجع دينه.
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 05:35 م]ـ
(ابتسامة) جزاك الله؛ خير الجزاء.
وإياكم
حياكم الله
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 06:38 م]ـ
مش عينه اللي طلعت
أقوى تعليق!
لقد جعلتني أضحك والله!
بارك الله فيك أخي الفراتي .. فالمنهج العقلي يسوغ كل أفعال الشياطين
فإذا قلت له هل هذا غير معقول يقول لك: هل عندك شك في قدرة الله تعالى؟!!!
هذا هو المنهج العقلي الصوفي
وبارك الله فيك أخي وليد!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/251)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[29 - 11 - 10, 08:08 ص]ـ
الله يكون فى عون العبد ده
أكيد طلعت عينه:)
صدقتَ
بارك الله فيك(67/252)
سؤال عن معنى الجارحة
ـ[أبوطلحة الجزائري]ــــــــ[23 - 11 - 10, 10:28 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
تناقشت مع أحد الأشاعرة فقال لي نحن أيضا نثبت الصفات لكن الفرق بيننا و بينكم (أي أهل السنة و الجماعة) أنكم تثبتون الجارحة مثال صفة اليد، قال نحن نثبتها (على حد قوله) و لكن لا نثبت الجارحة و لا نقول أن لله يد حقيقية.
من من الإخوة أو المشايخ يشرح لنا هذا الكلام؟ بارك الله في الجميع.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 10:41 م]ـ
الأشاعرة يؤولون صفة اليد بالنعمة هذا هو الإثبات عندهم
جاء في شرح السفارينية للعثيمين
هل خالف أحد من المسلمين في تفسير اليد بأنها اليد الحقيقية؟
الجواب: نعم،
خالف الأشاعرة وغيرهم من أهل التعطيل في إثبات اليد الحقيقية،
وقالوا: ليس لله يد حقيقية،
ومن أثبت لله يداً حقيقية فقد شبه الله بخلقه فهو كافر،
لو أثبت اليد الحقيقية لله أثبت أن الله جسم وأثبت أن له أبعاضاً وهذا حرام،
والله يقول: {فلا تضربوا لله الأمثال} (النحل 74).
وأنت إذا أثبت يداً حقيقية فقد ضربت له الأمثال، وقال: {ليس كمثله شيء} (الشورى 11).
وإذا أثبت له يداً حقيقية كذبت مقتضى هذا الخبر، وجعلت الله مثيلاً،
إذن ما المراد بها؟
الجواب: قالوا: المراد باليد النعمة.
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[28 - 11 - 10, 11:24 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
كلامه خلطٌ وكذب، وجناية على أهل السنة والجماعة.
والجارحة يعني بها: يدًا كيد المخلوقين.
فقوله:
لكن الفرق بيننا و بينكم (أي أهل السنة و الجماعة) أنكم تثبتون الجارحة مثال صفة اليد
هذا الكلام باطلٌ محض، وهو مذهب المُشبّهة الممثلة، الذين يشبّهون صفات الله بصفات خلقه، وليس من مذهب أهل السنة والجماعة في شيء.
أهل السنّة والجماعة يثبوت أنّ لله يدًا، على الوجه الذي يليق به سُبحانه، من غير تكييف ولا تمثيلٍ ولا تأويل ولا تعطيل، فهي إذن: ليست كيد خلقه؛ بل على الوجه الذي يليق به سبحانه؛ فإن كان التباين بين المخلوقات في الصّفات ظاهرٌ = فالتباين بين الخالق والمخلوق أولى وأظهر، والتباين في الذات يُلزم التباين في الصفات، قال تعالى: (ليس كمثله شيء).
قال نحن نثبتها (على حد قوله) و لكن لا نثبت الجارحة و لا نقول أن لله يد حقيقية.
بل هُم لا يثبتونها على ظاهرها، ويؤولونها تأويلات باطلة دون دليل، بـ النعمة أو القدرة إلخ
وهذا التأويل = (تحريف) وليس إثباتا، بل هو تعطيلٌ عن المعنى الحقيقيّ اللازم إثباته.
فقوله إذن ظاهر التناقض.
والله أعلم.
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[28 - 11 - 10, 11:42 ص]ـ
قال شيخ الإسلام في الحموية ـ نقلاً عن أبي سليمان الخطابي في رسالته "الغنية عن الكلام وأهله" ـ قال رحمه الله:
["فإذا قلنا يد وسمع وبصر وما أشبهها فإنما هي صفات أثبتها الله لنفسه،ولسنا نقول: إن معنى اليد القوة أو النعمة ولا معنى السمع والبصر العلم، ولا نقول إنها جوارح ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح وأدوات للفعل ونقول: إن القول إنما وجب بإثبات الصفات ; لأن التوقيف ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها لأن الله ليس كمثله شيء، وعلى هذا جرى قول السلف في أحاديث الصفات" هذا كله كلام الخطابي.
وهذا الكلام الذي ذكره الخطابي قد نقل نحوا منه من العلماء من لا يحصى عددهم مثل أبي بكر الإسماعيلي والإمام يحيى بن عمار السجزي وشيخ الإسلام أبي إسماعيل الهروي صاحب " منازل السائرين " و " ذم الكلام " وهو أشهر من أن يوصف وشيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني وأبي عمر بن عبد البر النمري إمام المغرب وغيرهم] اهـ كلام شيخ الإسلام.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[28 - 11 - 10, 12:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
تناقشت مع أحد الأشاعرة فقال لي نحن أيضا نثبت الصفات لكن الفرق بيننا و بينكم (أي أهل السنة و الجماعة) أنكم تثبتون الجارحة مثال صفة اليد، قال نحن نثبتها (على حد قوله) و لكن لا نثبت الجارحة و لا نقول أن لله يد حقيقية.
من من الإخوة أو المشايخ يشرح لنا هذا الكلام؟ بارك الله في الجميع.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأفضل أن تسأله هو: ما معنى "الجارحة"؟
فقد يكون فهمه لمعنى الكلمة غير فهمنا نحن
فإذا أعطاك تعريفا للـ"الجارحة"، ناقشه في تعريفه ذاك.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[28 - 11 - 10, 12:48 م]ـ
للفائدة:
معنى الجارحة في اللغة:
قال ابن دريد (ت. 321 هـ) في "الاشتقاق":
وجَرَّاحٌ فعَّال
واشتقاقه من شيئين: إمّا من الجَرْح بالحديد، أو جارحٌ من الكَسْب.
يقالُ فلانٌ جارحةُ أهلِه، أي كاسبهم.
وبه سمِّيت جوارح الإنسان: يداه، وعيناه، ورجلاه، ولسانه، وأذناه، اللواتي يكسبن له الخيرَ أو الشرّ.
وجوارحُ الطّير والكلاب من هذا، لأنَّها كواسبٌ على أهلها. وهو معنى قوله جل وعزّ: " ومَا عَلَّمتم مِنَ الجوارح مكلِّبِين ".
والاجتراح: الاكتساب
وقال في "جمهرة اللغة":
وجَرَحْتُ الرجلَ أجرحه جَرْحاً، والجمع الجِراح والجُروح. وفلان جارِحُ أهلِه وجارحةُ أهلِه، إذا كان كاسبَهم.
وسُمِّيت الطير والكلاب جَوارحَ لأنها تَجْرَح لأهلها، أي تكسب لهم.
وجَوارح الإنسان من هذا لأنهن يَجترحن له الخير أو الشَّرَّ، أي يكتسب بهنّ، نحو اليدين والرجلين والأذنين والعينين. وفي التنزيل: {أم حَسِبَ الذين اجترحوا السَّيِّئات}، أي: اكتسبوا، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/253)
ـ[أبوطلحة الجزائري]ــــــــ[29 - 11 - 10, 01:24 م]ـ
بارك الله في جميع الإخوة و الأخوات على هذه التوضيحات.(67/254)
هل الكُفَّار مُخاطَبون بفروع الشريعة أم لا؟
ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[23 - 11 - 10, 10:46 م]ـ
أجمع أهل العِلم على أنَّ الكفَّار مخاطَبون بأصول الشريعة؛ لأنَّ الله تعالى أمَرَهم بالإيمان (نَقَلَ الإجماع الزركشي، وابن النَّجَّار وغيرهم؛ انظر: البحر المحيط، للزركشي [ج1/ص379]، الإبهاج، للسبكي [ج1/ص177]، شرح الكوكب المنير، لابن النَّجَّار [ج1/ص502]).
ولكن وَقَعَ الخِلاف في فُروع الشريعة، فمِن أهل العِلم مَن قال: إنهم مخاطَبون بالفروع أيضاً، وهذا مذهب جمهور الأصوليين ونُقِلَ عن الإمامين الشافعي ومالك وأقوى الروايتَيْن عن الإمام أحمد، وهو قول جماعة مِن الحنفية، منهم الكرخي والجصَّاص، وهو مذهب المعتزلة أيضاً.
ومنهم مَن قال: إنهم إنهم غير مخاطَبين بها، وهو قول أكثر الحنفية، وأبي حامد الإسفراييني مِن الشافعية، وابن خويزمنداد مِن المالكية.
ومنهم مَن قال: مخاطَبون بالنواهي دون الأوامِر، وهو رواية عن أحمد، وإليه ذهب الجرجاني وابن حامِد، وأبو يعلى في المجرد. ومنهم مَن قال بالعكس، ومنهم مَن استثنى مِن الأوامر الجهاد، ومنهم مَن مَن ذَكَر الحُكم بالتكليف في المرتد دون الكافِر الأصلي، ومنهم مَن جَعَل غير الحربي مُكَلَّفاً واستثنى الحربي، ومنهم مَن اختار التوقف (انظر في هذه المسألة: المحصول، شرح اللُمَع، للشيرازي [ج1/ص277]، المستصفى، للغزالي [ج1/ص91]، شرح الكوكب المنير، لابن النَّجَّار [ج1/ص500]، الإبهاج، للسبكي [ج1/ص177]، روضة الناظِر مع نزهة الخاطِر، لابن بدران [ج1/ص170]).
ومهما يَكُن مِن أمر فلا ينبغي أنْ يُخْتَلَف على أنَّ مَن عاش مِن أهل الذمة بيننا أنه تجري عليهم أحكامنا في المعاملات والعقوبات.
والذين قالوا إنهم مخاطَبون بفروع الشريعة استدلُّوا بقول الله سبحانه وتعالى: ?مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ? [سورة المدثر – الآيات 42، 43]، وبقوله سبحانه وتعالى: ?وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ? [سورة فُصِّلَت – الآيات 6، 7]، فرَتَّب العقوبة على عدم إتيانهم الزكاة وأدائهم الصلاة، مع وصفهم بالشِّرك، فدَلَّ على تكليفهم بها.
وقد يعترض مُعتَرِض فيقول: كيف يخاطَبون بالصلاة والزكاة وليسوا أهلاً لها لأدائها؟ إذ ليس للمشرِك نية تصِح بها الأعمال.
أو يُقال: ما فائدة تكليفهم بالصلاة والزكاة مع فقدانهم شرطها – وهو النية – وهي متوقِفة على الإسلام؟
والجواب: أنَّ فائدة التكليف بها أنْ يزيد الله لهم العذاب والعقوبة في الآخِرة، فكما يُعاقَبون على ترك الإيمان، يُعاقَبون على ترك العبادات (انظر المحصول، للرازي [ج2/ص238])، لأن الله تعالى قال: ?وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً? [سورة الإسراء – الآية 15]، وقد جاءهم الرسول بالفروع كما جاءهم بالأصول.
فإذا اعترض مُعتَرِض فقال: لو أنها كانت تجب عليهم حال شركهم وكفرهم لأوجبنا عليهم القضاء بعد الإسلام، ولا قضاء عليهم بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الإسلام يَجُبُّ ما كان قبلُه، وإنَّ الهِجرة تَجُبُّ ما كان قبلها" (أخرجه أحمد في المسنَد [4/ 204، 198، 205]، والبيهقي في السُنَن الكُبرى [9/ 123]، مِن حديث عمرو بن العاص، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد [9/ 584]: رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثِقات).
فالجواب: أنَّ الشرع لم يوجِب عليهم القضاء تخفيفاً عليهم، ورفعاً للحرج، وتأليفاً لقلوبهم، إذن فهُم لا يؤمَرون بفعلها حال الكُفر ولا بقضائها إذا أسلموا، وإنما فائدة تكليفهم أنهم يُعاقَبون عليها في الآخِرة.
وقد رَجَّح الجُوَيْني هذا المذهب في البُرهان فقال: ((والذي نراه أنَّ الكُفَّار مأمورون بالتزام الشَرْع جُملةً، والقيام بمعالمه تفصيلاً)).
سؤال: هل يُطالَب الكُفَّار بحقوق الآدميين بعد الإسلام؟
الجواب: هذا فيه خِلاف بَيْن أهل العِلم. فمِنْهم مَن قال: يضمنون ويُكَلَّفون بذلك، ومِنْهم مَن قال: لا، لأنهم إذا طولِبوا بذلك سيكون بمثابة التنفير مِن الدين، لأنهم إذا علِموا أنهم إذا أسلموا اقتُصَّ مِنْهم، أو أُخِذَ ما في أيديهم مِن مال، فإنَّ ذلك قد يصُدهم عن الإسلام.
كتبه: فضيلة الشيخ د. محمد يسري
نائب رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة
مِن كتاب: أوضح العبارات في شرح المحلي مع الورقات(67/255)
البرهان في وجوب اللجوء إلى الواحد الديان
ـ[أبو مارية الشامي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 02:36 م]ـ
البرهان
في وجوب اللجوء إلى الواحد الديان
للشيخ
عبد الله بن عبد الرحمن السعد
حفظه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الثانية
الحمد لله المختص بالعبادة والدعاء، والصلاة والسلام على أفضل من قام لربه ودعا، أما بعد:
فقد سمعت في إحدى الإذاعات في أيام عاشوراء عام 1428هـ وكان المذيع يسأل بعض المتصلين فيقول لهم: ماذا تريدون من الحسين؟ فقال أحدهم: أريد من الحسين أن ينصر المسلمين.
فانظر إلى هذه الوثنية والتي هي من أمور الجاهلية الأولى، يطلب من مخلوق بعد أن توفاه الله بنحو أربع مائة وألف من السنين أن ينصر المسلمين، والحسين رضي الله عنه في حال حياته لم يستطع أن يدفع عن نفسه وعن آل بيته في حادثة قتله رضي الله عنه، فكيف بغيره؟!
وهذا من أشد أنواع الشرك بالله والعياذ بالله، بل هناك أشد منه فقد حدثتني إحدى النساء أنها عندما كانت في حال الوضع تستغيث فتقول: يا الله، يا الله، فقال لها الممرضة: قولي يا علي!
وقد قال الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام: (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ، وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [يونس: 106 - 107] وقال عز وجل أيضاً: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً) [الإسراء: 56]، فالمخلوق مهما بلغ من المكانة عند الله عز وجل فإنه لا يملك كشف الضر ولا تحويلاً، كما هو نص الآية الكريمة، وكما في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً، وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً، قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً، قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً، قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً، إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) [الجن: 18 - 23].
وقال تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً، الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) [الفرقان: 1 - 2].
أثنى الله جل وعلا على نفسه في هذه الآية الكريمة بخمس أمور، هي أدلة قاطعة على عظمته، واستحقاقه وحده لإخلاص العبادة له:
الأول منها: أنه هو الذي له ملك السموات والأرض.
الثاني: أنه لم يتخذ ولدا، سبحانه وتعالى على ذلك علواً كبيراً.
والثالث: أنه لا شريك له في ملكه.
والرابع: أنه هو خالق كل شيء.
والخامس: أنه قدر كل شيء خلقه تقديراً.
وقال تعالى: (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً) [الفرقان:3].
فبعد أن أثنى على نفسه جل وعلا بالأمور الخمسة المذكورة في الآية التي قبلها التي هي براهين قاطعة على أن المتصف بها هو المعبود وحده.
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن الآلهة التي يعبدها المشركون من دونه متصفة بستة أشياء:
الأول: أنها لا تخلق شيئاً، أي: لا تقدر على حلق شيء.
والثاني: أنها مخلوقة كلها، أي خلقها خالق كل شيء.
والثالث: أنها لا تملك لأنفسها ضرا ولا نفعا.
والرابع والخامس والسادس: أنها لا تملك موتا ولا حياة ولا نشورا. أي: بعثا بعد الموت.
واعلم بارك الله فيك أن أعظم العبادة دعاء الله جل وعلا، والاطراح بين يديه وإظهار الحاجة والفقر إليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/256)
ودليل ذلك ما رواه الترمذي (3372) بإسناد جيد من حديث يُسيع، عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة" قال الترمذي حسن صحيح.
ومع وضوح هذه القضية الوضوح التام في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم نجد أن كثيرا من الناس يعرضون عن دعاء الله عز وجل ويتعلقون بغيره، فمن ذلك ما يفعل عند القبور، يقول ابن القيم محمد بن أبي بكر:
"فمن مفاسد اتخاذها أعيادا: الصلاة إليها، والطواف بها، وتقبيلها واستلامها، وتعفير الخدود على ترابها، وعبادة أصحابها، والاستغاثة بهم وسؤالهم النصر والرزق والعافية، وقضاء الديون، وتفريج الكربات، وإغاثة اللهفات، وغير ذلك من أنواع الطلبات، التي كان عباد الأوثان يسألونها أوثانهم.
فلو رأيت غلاة المتخذين لها عيدا، وقد نزلوا عن الأكوار والدواب إذا رأوها من مكان بعيد فوضعوا لها الجباه، وقبلوا الأرض وكشفوا الرؤوس، وارتفعت أصواتهم بالضجيج، وتباكوا حتى تسمع لهم النشيج، ورأوا أنهم أربوا في الربح على الحجيج فاستغاثوا بمن لا يبدي ولا يعيد، ونادوا ولكن من مكان بعيد، حتى إذا دنوا منها صلوا عند القبر ركعتين، ورأوا أنهم قد أحرزوا من الأجر ولا أجر من صلى إلى القبلتين، فتراهم حول القبر ركعا سجدا يبتغون فضلا من الميت ورضوانا، وقد ملؤوا أكفهم خيبة وخسرانا، فلغير الله بل للشيطان ما يراق هناك من العبرات، ويرتفع من الأصوات، ويطلب من الميت من الحاجات ويسأل من تفريج الكربات، وإغناء ذوي الفاقات، ومعافاة أولي العاهات والبليات ثم انثنوا بعد ذلك حول القبر طائفين تشبيها له بالبيت الحرام الذي جعله الله مباركا وهدى للعالمين، ثم أخذوا في التقبيل والاستلام، أرأيت الحجر الأسود وما يفعل به وفد البيت الحرام، ثم عفوا لديه تلك الجباه والخدود، التي يعلم الله أنها لم تعفر كلك بين يديه في السجود، ثم كملوا مناسك حج القبر بالتقصير هناك والحلاق، واستمتعوا بخلاقهم من ذلك الوثن إذ لم يكن لهم عند الله من خلاق، وقربوا لذلك الوثن القرابين وكانت صلاتهم ونسكهم وقربانهم لغير الله رب العالمين، فلو رأيتهم يهنّي بعضهم بعضا ويقول أجزل الله لنا ولكم أجرا وافرا وحظا، فإذا رجعوا سألهم غلاة المتخلفين أن يبيع أحدهم ثواب حجة القبر بحج المتخلف إلى البيت الحرام، فيقول: لا، ولو بحجك كل عام.
هذا ولم نتجاوز فيما حكيناه عنهم، ولا استقصينا جميع بدعهم وضلالهم: إذ هي فوق ما يخطر بالبال، أو يدور في الخيال. وهكذا كان مبدأ عبادة الأصنام في قوم نوح وكل من شم أدنى رائحة من العلم والفقه يعلم أن من أهم الأمور سد الذريعة إلى هذا المحذور، وأن صاحب الشرع أعلم بعاقبة ما نهى عنه لما يؤول إليه، وأحكم في نهيه عنه وتوعده عليه، وأن الخير والهدى في اتباعه وطاعته، والشر والضلال في معصيته ومخالفته.
ورأيت لأبي الوفاء بن عقيل في ذلك فصلا حسنا، فذكرته بلفظه، قال: لما صعُبت التكاليف على الجهال والطغام عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها لأنفسهم، فسهلت عليهم إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم، قال: وهم عندي كفار بهذه الأوضاع، مثل تعظيم القبور وإكرامها بما نهى عنه الشرع من إيقاد النيران، وتقبيلها وتحليقها وخطاب الموتى بالحوائج وكتب الرقاع فيها يا مولاي افعل بي كذا وكذا، وأخذ تربتها تبركا وإفاضة الطيب على القبور وشد الرحال إليها، وإلقاء الخرق على الشجرة، اقتداء بمن عبد اللات والعزى، والويل عندهم لمن لم يقبل مشهد الكف، ولم يتمسح بآجُرّة مسجد الملموسة يوم الأربعاء".1
ومن ذلك ما قاله أحدهم مستغثياً بالرسول صلى الله عليه وسلم:
يا ملاذي يا منجدي يا منائي
يا معاذي يا مقصدي يا رجائي
يا نصيري يا عمدتي يا مجيري
يا خضيري يا عدتي يا شفائي
أدرك أدرك أغث أغث يا شفيعي
عند ربي واعطف وجد بالرضاء
أنت عوني وملجئي وغياثي
وجلا كربتي وأنت غنائي
فماذا ترك هذا لله من عبودية؟!
ويقول آخر:
بباب سهام سبعة من مشايخ
لقاصدهم ذخر وكنز لمقلل
فيونس إبراهيم مرزوق جبرتي
وأفلح صياد كذا ابن الرضى علي
زيارتهم نجح لكل حوائج
وفي الخلد سكنى للذي زار مقبل
قال مصطفى لطفي المنفلوطي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/257)
كتب إلي أحد علماء الهند كتابا يقول فيه: إنه اطلع غلى مؤلف ظهر حديثا بلغة (التأميل) وهي لغة الهنود الساكنين بناقور وملحقاتها بجنوب مدارس.
موضوعه: تاريخ حياة السيد عبد القادر الجيلاني، وذكر مناقبه وكراماته، فرأى فيه من الصفات والألقاب التي وصف بها الكاتب السيد عبد القادر ولقبه بها صفات وألقابا هي بمقام الألوهية أليق منها بمقام النبوة، فضلا عن مقام الولاية كقوله: (سيد السموات والأرض) و (النفاع الضرار) و (المتصرف في الأكوان) و (المطلع على أسرار الخليقة) و (محيي الموتى) و (مبدئ الأعمى والأبرص والأكمه) و (أمره من أمر الله) و (ماحي الذنوب) و (دافع البلاء) و (الرافع الواضع) و (صاحب الشريعة) و (صاحب الوجود التام) إلى كثير من أمثال هذه النعوت والألقاب.
ويقول الكاتب: إنه رأى في ذلك الكتاب فصلا يشرح فيه المؤلف الكيفية التي يجب أن يتكيف بها الزائر لقبر السيد عبد القادر الجيلاني يقول فيه:
"أول ما يجب على الزائر: أن يتوضأ وضوءا سابغا ثم يصلي ركعتين بخشوع واستحضار، ثم يتوجه إلى تلك الكعبة المشرفة، وبعد السلام على صاحب الضريح المعظم يقول:
يا صاحب الثقلين أغثني وأمدني بقضاء حاجتي وتفريج كربتي أغثني يا محيي الدين عبد القادر .. أغثني يا ولي عبد القادر أغثني يا سلطان عبد القادر .. أغثني يا بادشاه عبد القادر أغثني يا خوجة عبد القادر).
(يا حضرة الغوث الصمداني يا سيدي عبد القادر الجيلاني، عبدك ومريدك مظلوم عاجز محتاج إليك في جميع الأمور في الدين والدنيا والآخرة).
هذا ما كتبه إلي ذلك الكاتب .. ويعلم الله أني ما أتممت قراءة رسالته حتى دارت بي الأرض الفضاء وأظلمت الدنيا في عيني فما أبصر مما حولي شيئا حزنا وأسفا على ما آلت إليه حالة الإسلام بين أقوام أنكروه بعدما عرفوه ووضعوه بعدما رفعوه وذهبوا به مذاهب لا يعرفها ولا شأن له بها.
أي عين يجمل بها أن تستبقي في محاجرها قطرة واحدة من الدمع فلا تريقها أمام هذا المنظر المؤثر المحزن، منظر أولئك المسلمين وهم ركع سجد على أعتاب قبر ربما كان بينهم من هو خير من ساكنه في حياته، فأحرى أن يكون ذلك بعد مماته!
أي قلب يستطيع أن يستقر بين جنبي صاحبه ساعة واحدة فلا يطير جزعا حينما يرى المسلمين أصحاب دين التوحيد أكثر من المشركين إشراكا بالله وأوسعهم دائرة في تعدد الآلهة وكثرة المعبودات.
هذه صورة من صور نفوس المسلمين في عصر التوحيد، أما اليوم وقد داخل عقيدتهم ما داخلها من الشرك الباطن تارة والظاهر تارة أخرى فقد ذلت رقابهم وخفقت رؤوسهم وضرعت نفوسهم وأموالهم ومواطنهم وديارهم فأصبحوا من الخاسرين.
والله لن يسترجع المسلمون سالف مجدهم، ولن يبلغوا ما يريدون لأنفسهم من سعادة الحياة وهناءتها إلا إذا استرجعوا قبل ذلك ما أضاعوه من عقيدة التوحيد، وأن طلوع الشمس من مغربها وانصباب ماء النهر في منبعه أقرب من رجوع الإسلام إلى سالف مجده ما دام المسلمون يقفون بين يدي الجيلاني كما يقفون بين يدي الله، ويقولون للأول كما يقولون للثاني: "أنت المتصرف في الكائنات، وأنت سيد الأرضين والسموات".
إن الله أغير على نفسه من أن يسعد أقواما يزدرونه ويحتقرونه ويتخذونه وراءهم ظهريا، فإذا نزلت بهم جائحة أو ألمت بهم ملمة، ذكروا الحجر قبل أن يذكروه، ونادوا الجذع قبل أن ينادوه.
فهل تعلمون أن السلف الصالخ كانوا يجصصون قبرا أو يتوسلون بضريح؟ وهل تعلمون أن واحداً منهم وقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو قبر أحد من أصحابه وآل بيته يسأله قضاء حاجة أو تفريج همّ؟
وهل تعلمون أن الرفاعي والدسوقي والجيلاني والبدوي أكرم عند الله وأعظم وسيلة إليه من الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين؟
وهل تعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما نهى عن إقامة الصور والتماثيل نهى عنها عبثا ولعبا؟ أم مخافة أن تعيد للمسلمين جاهليتهم الأولى؟ وأي فرق بين الصور والتماثيل وبين الأضرحة والقبور ما دام كل منها يجر إلى الشرك ويفسد عقيدة التوحيد؟ " ا. هـ.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين.
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/258)
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداَ عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:
فإن مما انتشر بين الناس وذاع، دعاء غير الله –سبحانه وتعالى- فيما لا يقدر عليه إلا الله –عز وجل- في قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، وإغاثة اللهفات، وشفاء الأمراض، ورزق الأولاد، وهذا لا شك أنه محرم في دين الإسلام، بل هو من دين الجاهلية ومن الشرك بالله –عز وجل-.
والدليل على بطلان ذلك من عشرة أوجه:
الوجه الأول: أن الله –عز وجل- نهى عن دعاء غيره، فقال لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم: (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ) [يونس: 106]. وقال عز وجل: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ، وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ) [الأحقاف: 5 - 6]. وقال تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً) [الجن: 18]. والآيات في هذا المعنى كثيرة.
الوجه الثاني: أن الله –عز وجل- أمر بدعائه وحده دون ما سواه. فقال: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [غافر: 60]. وقال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186].
وقال تعالى:: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ) [النمل: 62] أي: هل هناك مع الله أحداً يستطيع ذلك سواه؟!! الجواب: لا، بل هو المتفرد وحده بذلك.
وقال تعالى: (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) [الأعراف: 29].
وقال تعالى: (هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [غافر: 65].
وقال تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ، وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف: 55 - 56].
وروى الترمذي بإسناد جيد من حديث قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني عن ابن عباس قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا غلام إني معلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف". قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
* * *
الوجه الثالث: أن الله –عز وجل- قد بيّن في كتابه العظيم أن من دعا غيره –تعالى- فقد وقع في الكفر والشرك بالله –عز وجل- فقال تعالى: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) [المؤمنون: 117]، فمن فعل ذلك فهو من الكافرين كما في الآية الكريمة.
وقال تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ، وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ) [الأحقاف: 5 - 6]، فبين –عز وجل- أنه لا أحد أظلم ممن دعا غير الله.
وقال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً) [الجن: 20]، أي: لا أشرك به في دعاء غيره من المخلوقين.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/259)
الوجه الرابع: أن الله –عز وجل- بين أن الخلق مهما بلغوا من المكانة عنده، فهم لا يقدرون على شيء، إلا ما أقدرهم عليه، وأنهم فقراء إليه، وأنهم بشر مثلهم ويعتريهم ما يعتري البشر، فيأكلون ويشربون ويمرضون ويموتون.
فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) [فاطر: 15]، وقال تعالى عن موسى عليه السلام: (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) [القصص: 42].
وقال تعالى عن إبراهيم –عليه السلام-: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) [الشعراء: 80].
وحكى عن عيسى –عليه السلام- وأمه أنهما كانا يأكلان الطعام، فقال: (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) [المائدة: 75]. وقال: (قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) [المائدة: 17]، وقال: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ) [الفرقان: 20].
وقال عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) [الزمر: 30]، وقال: (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً، إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) [الكهف: 23 - 24]، وقال: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) [الكهف: 110].
بل أخبر تعالى أن بعض الأنبياء قد قتله قومه، فقال: (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) [البقرة:87].
فالذي نصل إليه: أن الدعاء لا يكون إلا له –سبحانه وتعالى-؛ لأنه هو الرب القادر على كل شيء، والمتفرد بذلك دون من سواه من الخلق.
قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [الأعراف: 194]، وقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) [الحج: 73]، وقال: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً) [الفرقان: 65].
* * *
الوجه الخامس: أن الله –عز وجل- أخبر أن الأنبياء والرسل الكرام –عليهم الصلاة والسلام- والصالحين من عباده، بل والملائكة، أنهم لا يدعون غير الله –عز وجل- في جميع أمورهم ومختلف أحوالهم، فالواجب اتباعهم والاقتداء بهم.
فقال –تعالى- عن نبيه يونس –عليه السلام- لما كان في بطن الحوت: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء: 87 - 88].
وقال عن زكريا: (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 89 - 90].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/260)
وقال تعالى عن نبيه أيوب إذ دعاه، فقال: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) [الأنبياء: 83 - 84].
وقال تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ، رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [غافر: 7 - 8].
وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر: "اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد" فأخذ أبو بكر بيده، فقال: حسبك، فخرج وهو يقول: "سيهزم الجمع ويولون الدبر".
قال الحافظ في "الفتح": وعند الطبراني بإسناد حسن عن ابن مسعود قال: ما سمعنا مناشداً ينشد ضالة أشد مناشدة من محمد لربه يوم بدر: "اللهم إني أنشدك ما وعدتني".
* * *
الوجه السادس: أن الكون وما فيه كله لله تعالى وبيده وتحت تصرفه وتدبيره، إذن هو الذي يجب أن يدعى وحده؛ لأن الملك ملكه والخلق خلقه، والأمر أمره.
قال تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى، لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى) [طه: 5 - 6]، وقال تعالى: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [الحديد: 4]، وقال تعالى: (إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) [فاطر: 14]، وقال تعالى: (اللَّهُ الصَّمَدُ) [الإخلاص: 2]. والصمد: هو الذي تصمد إليه الخلائق في طلب حاجاتها.
* * *
الوجه السابع: أن الله تعالى ذكر عن أنبياءه ورسله الكرام –عليهم الصلاة والسلام- أنهم قد سألوا الله تعالى في بعض أمورهم فلم يستجب لهم، ولم يتحقق لهم مرادهم، كما قال تعالى عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) [القصص: 56]، وقال أيضاً: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ) [التوبة: 80]، وقال: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) [التوبة: 113].
وقال عن إبراهيم –عليه السلام-: (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ) [التوبة: 114]. ومعلوم أن الله تعالى لم يستجب لإبراهيم في هذا.
وقال عن نوح: (وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ، قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ، قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [هود: 45 - 47].
فكيف وهذه حالهم يُدعون من دون الله تعالى؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/261)
وانظر أيضاً إلى ما حصل يوم أحد، لما قاتل المسلمون بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين وأرادوا النصر عليهم، فلم يتم ذلك، مع ما بذلوه من الأسباب، وقد أنزل الله –عز وجل- آيات كثيرة في سورة آل عمران فيها تربية وتوجيه للمسلمين، بسبب ما حصل منهم.
وانظر أيضاً إلى ما حصل من علي بن أبي طالب رضي الله عنه في معركة صفين، حاول أن ينتصر على الطرف المقابل وبذل وسعه، فلم يتم له هذا المراد.
وهذا علي بن أبي طالب وابنه الحسين رضي الله عنهما لم يستطيعا أن يدفعا عن نفسيهما ولا عن أهل بيتهما ولا أن يردوا قدر الله السابق فيهم؛ فأين عقول هؤلاء الذين يدعون علياً والحسين من دون الله عز وجل.
فأين هؤلاء الذين يدعون علياً والحسين من دون الله –عز وجل-؟ لم يستطيعوا أن يدفعوا عن أنفسهم أو يردوا قدر الله السابق فيهم وعن أهل بيتهم.
وهذا أمر معلوم بالعقل لا يستطيع أحد من الناس أن ينفك عنه، وأمر مشاهد محسوس لا يمكن دفعه، وقد كان علي والحسين –رضي الله عنهما- يلجئون إلى ربهم في حالات الشدة ويدعونه، فعلى من يزعم محبتهم أن يسلك سبيلهم ويتبع طريقتهم.
وقد وصل الأمر ببعض الناس أنه في بيت الله الحرام وعند الكعبة، عندما أراد أن يقوم قال: يا علي؟! فسمعه بعض أهل العلم، فقال له: لو كنت في بيت أحد من الناس واحتجت إلى حاجة من البيت، هل تذهب إلى جار صاحب البيت أو تسأل صاحب البيت نفسه، فما كان منه إلا أن قال: أسأل صاحب البيت نفسه، فانظر بارك الله فيك أنه لم يستطع دفع ذلك، بل اعترف بالحق.
ولذا قال تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً) [الإسراء: 57].
وأضرب مثلاً آخر يعقله كل الناس: لو أن رجلاً أغناه الله –عز وجل- وأعطاه من الأموال الشيء الكثير وله أولاد، وكان دائماً يقول لأولاده: إذا احتجتم إلى شيء من المال أو الطعام أو الكساء فأخبروني، فكان هؤلاء الأولاد لا يطلبون منه، بل يذهبون إلى الجيران ويسألونهم، فهل فعلهم موافق للعقل؟! أو من السفه المنافي للعقل، وهذا فيما يتعلق بالخلق فكيف بالله –عز وجل- الذي له المثل الأعلى.
فعلى العبد أن يتجه إلى ربه الذي هو خالقه وسيده ومولاه في قضاء حاجاته وتفريج كرباته.
وقد يحتج بعض الناس بمعجزات الأنبياء –عليهم الصلاة والسلام- في دعاءهم من دون الله، وأن موسى –عليه السلام- مثلاً كان يضرب الحجر فيخرج منه الماء، وأن عيسى كان يحي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص.
فأقول جواباً عن ذلك:
أولاً: أن هذه المعجزات إنما هي من الله، قال تعالى: (قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ) [آل عمران: 49].
فعلى العبد أن يسأل الله الذي أعطى هذه المعجزات لهم.
ثانياً: أن هؤلاء الأنبياء –عليهم السلام- كانوا يسألون الله –عز وجل- كما تقدم في الآيات، فعليك يا أيها المرء أن تقتدي بهم، فهم القدوة والأسوة الحسنة.
ثالثاً: أن الأدلة السابقة واضحة في الدلالة على المنع من ذلك، بل حتى فيما يقدر عليه الإنسان الأولى بالمرء أن يبدأ بسؤال الله –عز وجل- أولاً.
وقد حكي عن أبي جعفر محمد الباقر –رحمه الله تعالى- أنه قال: من عرضت له حاجة إلى مخلوق، فليبداً بالله –عز وجل-.2
* * *
الوجه الثامن: أن الله –عز وجل- كما أمر عباده أن يدعوه وحده ونهى عن دعاء غيره، فهو يحب من عباده أن يدعوه ويستغيثوا به ويلجئوا إليه في جميع أمورهم ومختلف شؤونهم، فالدعاء عبادة محبوبة لله تعالى فالذي يدعو ربه تعالى يفعل شيئاً محبوباً له مقرّباً لديه، ودليل ذلك: الحديث القدسي، وهو حديث عظيم، قال –عليه الصلاة والسلام-: "ينزل ربنا في كل ليلة إلى سماء الدنيا، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ ".
وقد جاء هذا الحديث عن جمع من الصحابة، وهو مخرج في الصحيحين والسنن والمسانيد، وهو حديث صحيح متواتر، وللدارقطني جزء في طرق هذا الحديث ورواياته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/262)
فانظر إلى هذا الكرم الإلهي، يدعو عباده لكي يسألوه ويدعوه، وذلك في كل ليلة، وهو غني عنهم، فعلى العبد أن يغتنم هذا الكرم العظيم من قبل الرب –عز وجل- فيُكثر من دعائه، وسوف يجد انشراحاً في قلبه وراحة في نفسه، وزيادة في إيمانه.
قال تعالى: (وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) [النساء: 32].
وقد أخرج مسلم من حديث أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه –عز وجل- أنه قال: "يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي، كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم".
وفي "سنن ابن ماجه" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يسأل الله يغضب عليه" وقد قوّى هذا الحديث بعض أهل العلم، والحديث فيه ضعف، ولكن نصوص الكتاب والسنة تشهد لمعناه، فالذي لا يسأل الله تعالى مطلقاً ولا في شيء من أموره، لا شك أن الله تعالى يغضب عليه، لأنه لم يتخذ الله رباً وإلهاً، والدعاء: منه ما هو واجب مثل سؤال الله الهداية، لقوله تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) [الفاتحة: 6] وسؤال الله المغفرة، ومثل الدعاء بين السجدتين.
وقد نظم بعضهم هذا المعنى فقال:
الرب يغضب إن تركت سؤاله
وبني آدم حين يُسأل يغضب
وقال بعضهم:
أبا هانئ لا تسأل الناس والتمس
بكفيك فضل الله والله أوسع
ولو تسأل الناس التراب لأوشكوا
إذا قلت هاتوا أن يملوا ويمنعوا
* * *
الوجه التاسع: كما أن الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة دلت على منع سؤال غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، ففطرة الإنسان دلت على ذلك؛ لأن الله –عز وجل- فطر العباد على التوجه إليه ودعاءه في وقت الشدة وحلول المصيبة، وهذا في كل الناس حتى الكافر منهم، كما ذكر الله –تعالى- عن المشركين، فقال: (حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) [يونس: 22].
وقال عنهم: (وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُوراً) [الإسراء: 67].
بل حتى الحيوانات مفطورة على التوجه إلى ربها وفاطرها، قال تعالى عن هدهد سليمان –عليه السلام-: (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ، إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ، وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ) [النمل: 22 - 24].
فانظر كيف أنكر هذا الحيوان الطائر على هؤلاء الذين توجهوا لغير الله؛ لأن ذلك فطرة فطر الله –عز وجل- عليها جميع الخلق، إنسهم وجنهم وناطقهم وأعجمهم.
* * *
الوجه العاشر: كما أن الشرع والفطرة قد دلا على ذلك، فكذلك العقل كما تقدم، فالإنسان بعقله يعلم أن هؤلاء المدعوين مثله في الخلق والبشرية، فكيف يستغيث بهم من دون الله ويلتجئ إليهم ويسألهم الشفاء والرزق، وهم مثله؟
قال تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) [الكهف: 110]، وقال تعالى: (قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [إبراهيم: 11]، وتقدم في الآية: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/263)
[الأعراف: 194].
حتى فيما يقدر عليه العباد ويكون في وسعهم القيام به ينبغي سؤال الله تعالى، وقطع الالتفات إلى الخلق، لكن نجد –مع الأسف- أن بعض الناس إذا أصيب بمرض مثلاً ذهب إلى من برقيه، بينما كان ينبغي عليه أن يرقي نفسه ابتداء، وما من أحد من المسلمين –بحمد الله- إلا يستطيع أن يقرأ على نفسه بالفاتحة وآية الكرسي والمعوذات، ونحو ذلك من السور والآيات.
ولا يخفى أن الإنسان عندما يرقي نفسه بنفسه، لا شك أنه سوف يجتهد بالرقية، وتكون قراءاته بحضور قلب وتعلق بالله –عز وجل-، وهي أحرى بالإجابة، فكم من شخص رقى نفسه فشفاه الله –عز وجل-.
ومن ذلك أيضاً: أن بعض الناس إذا احتاج إلى وظيفة، أخذ يبحث عن واسطة، ولا يلجأ إلى ربه أولاً في أن ييسر له هذه الوظيفة، وأذكر هنا قصة واقعية سمعتها من إذاعة القرآن الكريم، وهي: أن شخصاً أراد وظيفة ما، فذهب إلى أصحاب الشأن، فلم يلتفتوا إليه، فضاق به الأمر، فذهب إلى أحد أهل العلم يريد شفاعته، فأرشده إلى اللجوء إلى الله –عز وجل-، فأخذ بنصيحته، فقام قبل الفجر، فأخذ يصلي ويدعو الله –عز وجل-، ثم بعد ذلك ذهب إلى من كان قد ذهب إليهم فيما سبق في طلب الوظيفة، فتيسرت له هذه الوظيفة، حتى قال له أحد المسؤولين الذين قد ذهب إليه في المرة الأولى ولم يلتفت إليه، قال له: أين أنت؟
بل أنك تجد بعض الناس حتى في الدعاء لنفسه يطلب من الناس أن يدعوا له، وربنا يقول: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: 60] وقال: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186].
وقد جاء عن بعض السلف –وهو أصبغ بن زيد الوراق- أنه قال: مكثت أنا ومن عندي ثلاثاً لم نطعم طعاماً، فخرجت إلي ابنتي الصغيرة، فقالت: يا أبت الجوع، فتركتها وأتيت الميضأة فتوضأت للصلاة وصليت ركعتين، ومددت يدي لأدعو فأنسيت ما كنت أحسنه في الدعاء، فقلت: اللهم إن كنت حرمتني الرزق فلا تحرمني الدعاء، فألهمت أن قلت: اللهم خشعت الأصوات لك، وضلت الأحلام فيك، وضاقت الأشياء دونك، وهرب كل شيء منك إليك، وتوكل كل مؤمن عليك، فأنت الرفيع في جلالك، وأنت البهي في جمالك، وأنت العلي في قدرك، يا من هو في علوه دان، وفي دنوه عال، وفي سلطانه قوي، صل على محمد وعلى آله محمد، وافتح علي منك رزقاً، لا تجعل علي فيه منة، ولا لك علي فيه في الآخرة تبعة، برحمتك يا أرحم الراحمين، ثم انصرفت إلى البيت، فإذا ابنتي الكبيرة قد قامت إلي وقالت: يا أبي قد جاء الساعة عمي بهذه الصرة من الدراهم، بجمل عليه دقيق، وجمل عليه من كل شيء في السوق، وقال: أقرؤوا أخي السلام، وقولوا له: إذا احتجت إلى شيء فادع بهذا الدعاء: تأتك حاجتك.
قال أصبغ: والله ما كان لي أخ قط، ولا أعرف من كان هذا القائل، ولكن الله على كل شيء قدير! والحمد لله رب العالمين؟!.3
قلت: وموضع العبرة في هذه القصة: أن هذا الرجل توجه إلى ربه، وصلى ركعتين، ومد يديه إليه، فجاءه الفرج سريعاً من قبل ربه عز وجل.
وهذه قصة ذكرها أبو محمد ابن حزم، وقعت لأبيه، وكان وزيراً لأحد الملوك في بلاد الأندلس، وهو المنصور بن أبي عامر، وهي قصة ثابتة، فقد قال ابن حزم: أخبرني هشام بن محمد عن أبي، أنه كان بين يدي المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر في بعض مجالسه العامة، فرفعت إليه رقعة استعطاف لأم رجل مسجون، كان ابن أبي عامر حنق عليه بجرم استعظمه، فلما قرأها اشتد غضبه، وقال: ذكرتني والله به، وأخذ القلم يوقع، وأراد أن يكتب: يُصلب، فكتب: يُطلق، ورمى الكتابة إلى الوزير، فأخذ أبوك القلم، وتناول رقعة، وجعل يكتب بمقتضى التوقيع إلى صاحب الشرط، فقال له ابن أبي عامر: ما هذا الذي تكتب؟ قال: بإطلاق فلان، فحرد وقال: من أمر بهذا؟ فناوله التوقيع، فلما رآه وقال: وهمت، ثم خط على ما كتب وأراد أن يكتب: يُصلب، فكتب: يُطلق، فأخذ والدك الرقعة، فلما رأى التوقيع: تمادى على ما بدأ به من الأمر بإطلاقه، ونظر إليه المنصور متمادياً على الكتاب! فقال: ما تكتب؟ قال: بإطلاق الرجل، فغضب غضباً أشد من الأول، وقال: من أمر بهذا؟ فناوله الرقعة، فرأى خطه، فخط على ما كتب، وأراد أن يكتب: يُصلب، فكتب: يطلق، فأخذ والدك الكتاب، فنظر ما وقع به، ثم تمادى فيما كان بدأ به، فقال له: ماذا تكتب؟ قال: بإطلاق الرجل وهذا الخطاب كان ثالثاً بذلك، فلما رآه عجب، وقال: نعم يطلق على رغمي، فمن أراد الله إطلاقه لا أقدر أنا على صنعه، أو كما قال.4
فانظر إلى هذا الملك أراد أن يكتب يُصلب فلم يمكنه الله عز وجل في ذلك مع حرصه في فعل ذلك ثلاثة وهو لا يستطيع أن يكتب ذلك ذات الأحرف الأربعة ففي جميعها يكتب يطلق بدل يصلب حتى انتبه في المرة الأخيرة فأمر بإخراجه وقال من أراد الله إطلاقه لا أقدر على صنعه. وصدق الله تعالى: (أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ)، ولعل أم هذا الرجل توجهت إلى الله عز وجل بالدعاء بإطلاق ولدها فاستجاب لها.
قال أبو العباس أحمد بن عبد الحليم: "وأصل سؤال الخلق الحاجات الدنيوية التي لا يجب عليهم فعلها، ليس واجباً على السائل ولا مستحباً، بل المأمور به سؤال الله تعالى والرغبة إليه والتوكل عليه، وسؤال الخلق في الأصل محرم، لكنه أبيح للضرورة، وتركه توكلاً على الله أفضل، قال تعالى: ((فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ، وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) [الشرح: 7 - 8]، أي: ارغب إلى الله لا إلى غيره".5
وبالله التوفيق
أملاه
الشيخ/ عبد الله بن عبد الرحمن السعد
1 - إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان 1/ 194 - 195.
2 - كتاب "المستغيثين بالله" لابن بشكوال ص (68
3 - كتاب "المستغيثين" لابن بشكوال ص (63).
4 - الإمام ابن حزم ص (80) للظاهري.
5 - "مجموع الفتاوى" (1/ 181).(67/264)
منهج التعامل مع المخالف - الشيخ سليمان الماجد
ـ[سمير فايد]ــــــــ[24 - 11 - 10, 05:33 م]ـ
كان من سنن الله تعالى في خلقه أن جعلهم مختلفين في أشياء كثيرة: في ألسنتهم وألوانهم، وفي طبائعهم وميولهم النفسي والعقلي والعاطفي، وفي آرائهم ونظراتهم في الدين والنفس والمجتمع وما يحيط بهم:
قال تعالى: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) " هود.
وقال سبحانه: "وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمْ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148) " البقرة.
وكان ذلك لحكم عظيمة من أوضحها: الابتلاء والامتحان؛ ليظهر من يُعَظِّم الحق ومن لا يُعَظِّمه، وليُعرف ـ أيضاً ـ جزاء العاصي والمطيع:
قال جل شأنه: "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) " المائدة.
ومن هذه الحِكَم: شحذُ العقل للمزيد من التدبر والتأمل في القرآن والنفس والآفاق.
والعلاقة بالمخالف من الأهمية بمكان؛ لأن اختلال ميزانها يؤدي إلى الاختلاف المذموم المفضي إلى فساد الأحوال غي الدين والدنيا.
قال الله عز وجل: "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) " آل عمران.
وكان مما امتن الله تعالى به على الرعيل الأول تآلف قلوبهم، ولهذا حذرهم من التفرق والاختلاف فقال الله تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) " آل عمران.
ولم يشرع النبي صلى الله عليه وسلم في بناء المجتمع والدولة ـ بعد هجرته ودخوله المدينة ـ إلا بعد أن آخى بين المهاجرين والأنصار.
إن الخلاف مضيق لآراء الناس ومواقفهم .. وعند المضايق يذهب اللب .. وإذا ذهب اللب فلا تسأل عن ضياع حقوق المخالف بل ضياع الحق نفسه في أحيان كثيرة.
فالرأي الذي يعلنه الشخص مرآة لعقله وفكره أو أتباعه أو متبوعيه .. والسائد عند كثير من الناس أن المخالفة والنقد انتقاص لعقله وتسفيه لرأيه وعدوان على محبيه .. وحينئذ يبدأ العدوان على المخالفين .. وهو عدوان ظاهره فيه الرحمة: محبة الحق، وباطنه فيه العذاب: محبة النفس والانتصار لها.
إن أخطر ما في العلاقة بالمخالف هو كثرة اضطراب الموازين في التعامل معه؛ مما يؤدي إلى العدوان عليه وظلمه وبخسه حقه، لاسيما إن كثيراً ممن يتكلم في مخالفه إنما يُحدِّث نفسه، أو يخاطب من هو على مثل رأيه؛ فلا يسمع إلا ثناء المعجبين بقوله؛ مما يزيده ضعفاً في بصيرته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/265)
وقد نبه الحق تبارك وتعالى إلى مثل ذلك في قوله جل شأنه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) " المائدة.
والمخالف هو كل من خالفك في أي شيء؛ فهو الوثني والملحد والكتابي والمرتد والمنافق والمبتدع بدعة اعتقادية والمبتدع بدعة عملية، وهو المنازع في المسائل الفقهية القطعية والظنية، وكذلك في المناهج المختلفة، سواء كانت دعوية أو سياسية أو عملية أو في أي صعيد. فكل من لا يرى رأيك أو عملك فهو لك مخالف.
وكل هؤلاء المخالفين ينبغي أن يعاملوا بقواعد العدل التي دلت عليه الشريعة. وإن كان الكلام هنا إنما هو على المخالفين من أهل القبلة.
وهذه أهم قواعد التعامل مع المخالف:
1. أن يعامل بعلم وخشية.
فمن أراد أن يعرف أثر العلم في كل شيء، ومنه التعامل مع المخالف؛ فلينظر إلى أثر الجهل: إنه وضع الشيء في غير موضعه، وهو الجمع بين المفترقات والتفريق بين المتماثلات، وإعطاء الشيء حكماً مبنياً على الوهم والشك.
ومن المعلوم أن حكم المرء لا يكون صحيحاً في شيء إلا بمعرفة دليل ما قال به، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه، ومنهج السلف في ذلك، والإجابة على أدلة المخالفين، ومتى ما فرط في شيء من ذلك فحكم على أحد أو أبدى رأياً فيه فقد اعتدى على المخالف بجهله، وحتى لو أصاب الحق في نفس الأمر فهو آثم لتفريطه، وهذا معنى ما قاله بعض أهل العلم: أخطأ وإن أصاب؛ كالقاضي يحكم بغير بينه ولا قرينة ولا إقرار فهو مخطئ آثم؛ وإن كان المتهم في نفس الأمر مجرماً.
وليس من العلم أن يقلد المرء غيره في الحكم على الآخرين وما يترتب عليه من التعامل معهم بهجر أو تنفير أو عقوبة، أو الحكم على أحد بكفر أو فسوق أو بدعة؛ فما كان قطعياً فلا تقليد فيه لظهوره، وما كان محل اجتهاد أهل العلم، أو مشكوكاً فيه لم يجز لأحد أن يخرج من المقطوع به وهو حرمة عرض المسلم، ولزوم وفائه جميع حقوقه بأمر مشكوك فيه لا يعرف وجهه ولا دليله، والعالم المستدل في أرائه ومواقفه قد يجد ما يُخرجه من العهدة، ويبرئ به الذمة، ولكن ما هي حال المقلد؟
والتقليد إنما أُبيح ـ على خلاف الأصل وهو وجوب النظر والاستدلال ـ أُبيح لدفع حاجة أو ضرورة في عبادة أو معاملة؛ فما هي الضرورة والحاجة في الحكم على الآخرين بحكم، أو معاملتهم بما يُخشى معه بخس أعظم حقوقهم؟
ولو فقه المسلمون خطر التقليد، ووكلوا علم ما لم يحققوه إلى العلماء الربانيين من أهل السنة، وجعلوا لهم القياد في مواجهة البدعة وأهلها لما وقع ما وقع من العدوان والظلم على المخالف وغيره؛ مما اختلت به الموازين واضطربت معه الأحكام وتشوهت به الصورة، وأعرض عن الحق بسببه فئام من الخلق.
قال الله تعالى: "وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ ?لأمْنِ أَوِ ?لْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ?? وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ?لرَّسُولِ وَإِلَى?? أُوْلِى ?لأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ?لَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ? وَلَوْلا فَضْلُ ?للَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ? لاتَّبَعْتُمُ ?لشَّيْطَـ?نَ إِلا قَلِيلا".
أما خشية الله تعالى فهي أعظم ثمرات العلم، ومن لم يورثه العلم خشية فما حصله ليس بعلم في حقيقته وروحه، وإنما هو صورته وجثمانه.
فأعظم وقاية للمسلم من أن يعتدي على غيره تصحيحُ أعمال القلوب من معرفة الله عز وجل وقدره حق قدره، وتعظيم أمره ونهيه والخوف منه، ومحبته، ومحبة دينه وأوليائه، وبغض الكفر والفسوق والبدعة وأوليائها، والإنابة والإخبات إليه، والحذر من عقوبات الجبار في الدنيا والآخرة؛ تورثه علماً بالله تعالى لا تؤثر فيه ـ مع رسوخ هذه المعاني في قلبه ـ حظوظ النفس وشهواتها وتعلقها بما حولها من محبوب أو متبوع، وإنما حرر قصده، وجرد وجهه لله وحده؛ ممتثلاً قوله تعالى: "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/266)
ولهذا سمى الباري تعالى المطاعات دون طاعته أنداداً؛ فقال جل شأنه: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ".
وكان من أعظم صفات العلماء هي الخشية والعمل المخلص، قال جل شأنه: "إنما يخشى الله من عباده العلماء" وقال الله تعالى: "أمن هو قانت آناء الليل يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وبعد حكايته رحمه الله أقوالاً للكرامية والمعتزلة والقدرية والمجبرة قال (8/ 96): ( .. والله يحب الكلام بعلم وعدل، ويكره الكلام بجهل وظلم) ..
.. (وقد حرم سبحانه الكلام بلا علم مطلقاً، وخص القول عليه بلا علم بالنهي؛ فقال تعالى: "وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً" [الإسراء: 36]، وقال تعالى: "قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْىَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" [الأعراف: 33]. وأمر بالعدل على أعداء المسلمين .. ) أهـ.
2. أن يكون التعامل بعدل وإنصاف.
فإن العدل فضيلة مطلقة؛ لا تقييد في فضله؛ فهو ممدوح في كل زمان وكل مكان، وكل حال، ممدوح من كل أحد، مع كل أحد، بخلاف كثير من الأخلاق؛ فإنه يلحقها الاستثناء والتقييد.
ولهذا اتفقت على فضله الشرائع والفطر والعقول، وما من أمة أو أهل ملة إلا يرون للعدل مقامه.
وبالعدل تحصيل العبودية لله وحده، وبه تُعطى الحقوق وتُرد المظالم، وبه تأتلف القلوب؛ لأن من أسباب الاختلاف الظلم والبغي والعدوان، وبه يُقبل القول، أو يعذر قائله، وبه تحصل الطمأنينة والاستقرار النفسي.
ثم ينتج عن ذلك ازدهار العمران المادي والمعنوي، ولهذا تلحظ تناسباً طردياً بين شيوع العدل وقوة العمران عند الأمم.
وكان العدل سبباً لإنزال الكتب وإرسال الرسل، قال الله تعالى: "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ".
وكان من أبرز سمات دعوة شعيب عليه السلام ـ بعد تقرير توحيد الله تعالى ـ إقامةُ القسط في الموازين والمكاييل، قال الله تعالى: "وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين".
فإذا كان هذا من أجل حفنة شعير أو قبضة حنطة فما بالك في مراد الله تعالى بالعدل في التعامل مع الآخرين والحكم عليهم؛ مما ترخص الأموال فداء له وهو عرض المرء وكرامته؟ ولهذا قال حسان:
أصوني عرضي بمالي لا أدنسُه لا بارك الله بعد العرض في المالِ
أحتال للمال إن أودى فأكسِبُه ولست للعرض إن أودي بمحتالِ
وكان للعادلين أعظم مكان، وأهيب مشهد؛ فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المقسطين عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن - وكلتا يديه يمين - الذين يعدلون في حكمهم وأهلهم وما ولوا ".
لقد كان لأهل العدل هذا المقام لأنه ليس دعوى مجردة، أو أمنية لا عزيمة معها، أو شعاراً لا معاناة في تحصيله؛ ولكنه أسباب تتراكم وتجتمع وجهود تُبذل؛ فمن حققها تحقق عنده العدل وإلا جار في تعامله مع الآخرين، وفي حكمه عليهم دون أن يشعر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/267)
وإذا أراد المرء أن يمتحن نفسه في العدل، وأن يمحص دعواه الإنصاف فليتحقق في نفسه أموراً إن وجدها كان حرياً بوصف العدل، وإن فقدها فهو على خطر:
فمنها: تحصيل العلم الشرعي؛ فتحقيق المسائل التي يُحكم بها على الآخرين ضروري لتحقيق العدل مع الناس، ومن قصّر في تحصيله فليس بمعذور أن يحكم أو يتعامل مع أحد بمعاملة يكرهها.
ومنها: التأني، وأن يجعل للزمن مجالاً قبل الكلام في حق شخص أو مؤسسة، وهذا التأني يكون في تخريج المناط وفي تحقيقه.
ومنها: العلم بواقع الحال، من معرفة حال الشخص الذي نتعامل معه، أو نحكم عليه من ناحية علمه وجهله بما فعله، والأسباب والدوافع لذلك الفعل، وأسباب المعذرة، ومعرفة ما لديه من حسنات قد تغمر ما بدا منه من خطأ أو زلل.
فهذا حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه فعل أمراً عظيماً بتسريب خبر توجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة لغزوها؛ فتأنى النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله عن الفعل أولاً بقوله: يَا حَاطِبُ مَا هَذَا؟، ثم سأله عن السبب؛ بقوله: "ما حملك على هذا"؟ وهذا يدل أن للأسباب والدوافع تأثيراً في الحكم، ثم أعفاه من العقوبة؛ حين وازن بين سيئاته وحسناته فقال: "وما أدراك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".
ومنها: اتهام النفس؛ فإنه بداية تلمس أسباب العدل، والوقوف على ما يعين عليه، ومتى كان المرء مزرياً على نفسه متهماً لها، يتوقع منها الخلل والزلل والهوى كان أبعد الناس عن الوقوع في الظلم والعدوان.
وإذا استرخى عن استشعار ذلك حل محله ظن الكمال والكِبْر؛ فيُزين الشيطان له عمله، ويزيده إغواء بأن يوهمه أن هذه الظنون هي الثقة بما ما معه من الحق، والعزة على أهل الباطل.
ومن اتهم نفسه رأى نفسه في كل وقت محتاجاً إلى التعرف على أسباب العدل، ورآها محتاجة إلى النصيحة والتقويم.
وإذا فرط في عمل القلب فقد وقع في الظلم والجور دون أن يعلم.
ومن أسباب العدل: أن ينظر إلى أعماله السابقة، وأحكامه السالفة، وكذلك أحوال الظلمة؛ فكثير من الناس يكون جوره وظلمه بسبب غضبه وتوتره واضطراره إلى علاج الحالة في ضيق من الزمان أو المكان، أو ضغط الأحوال والأشخاص الذين يحيطون به؛ فإذا تجرد من هذه المؤثرات فقد يظهر له جور أو ظلم أو عدوان؛ فإذا قومها فرأى فيها سداداً وتوفيقاً حمد الله تعالى عليه، وإن رأى غير ذلك راجع نفسه وذاكرها؛ حتى يقيمها على أمر الله، ومن ترك تقويم الماضي ومراجعته عاد إلى جوره مرة أخرى دون أن يشعر.
ومن أسبابه: الشجاعة الأدبية مع من يخافهم أو يحبهم أو يرجوهم؛ فهو قوي شجاع عند تكبير محبيه أو شماتة أعاديه؛ فإن جرب من نفسه ضعفاً عندها وخوراً في مواجهة ذلك فهو محل للحيف والظلم؛ فليكن على حذر.
ولهذا كانت البيعة العظيمة التي قال عنها عبادة بن الصامت رضي الله عنه: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكارهنا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله وعلى أن نقول بالعدل أين كنا لا نخاف في الله لومه لائم. رواه النسائي وهو صحيح، وأصله في "الصحيحين".
وتأمل في الشجاعة أمام المبغَضين قول الله تعالى: "وَلاَ يَجْرِمَنكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتقْوَى".
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في "منهاج السنة" (5/ 126، 127): ( .. ومعلوم أننا إذا تكلمنا فيمن هو دون الصحابة، مثل الملوك المختلفين علي الملك، والعلماء والمشايخ المختلفين في العلم والدين، وجب أن يكون الكلام بعلم وعدل، لا بظلم وجهل، وإن العدل واجب لكل أحد وعلي كل أحد في كل حال، والظلم محرم مطلقاً لا يباح بحال قط،قال تعالي: ?وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى?، وهذه الآية نزلت بسبب بغضهم للكفار، وهو بغضٌ مأمور به، فإن كان البغض الذي أمر الله به قد نهى صاحبه أن يظلم من أبغضه، فكيف في بغض مسلم بتأويل وشبهة أو بهوى نفس فهو أحق أن لا يظلم، بل يعدل عليه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/268)
والشجاعة وإن كانت خلقاً جبلياً إلا إنه يُمكن اكتسابه بالتعويد والتربية، وتدريب النفس عليه؛ فيحصل لطالب هذا الخلق من الشجاعة ما ليس عند آخرين من الشجاعة التي جبلوا عليها؛ بل أقوى منها، وفي هذا المعنى يقول صلى الله عليه وسلم: "إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ومن يتحر الخير يعطه ومن يتق الشر يوقه" حديث جيد رواه الدارقطني عن أبي هريرة.
ومن أسباب العدل: تصور آثار الظلم وعواقبه في الدنيا والآخرة:
فالظلم والجور يدوران حتى يعودان إلى من فعلهما، وبالظلم تشيع الفوضى، وتنتشر الشحناء، وتكون العقوبة في النفس والمال والولد.
ومن أسباب العدل: أن يجعل نفسه مكان من يتعامل معه أو يحكم عليه؛ فإذا كان في مكانه أراد منه في معاملته أو حكمه أن يكون قائماً بالقسط مستكملاً أسباب العدل؛ فإذا استشعر ذلك كان هو معه كذلك.
من كلام الإمام ابن تيمية في عدله مع المخالفين من أهل البدع:
قال رحمه الله بعد ذكر الغالين في الصوفية والجافين عنهم (11/ 17): (والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله؛ كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله؛ ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده، وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين، وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطىء، وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب. ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه، عاص لربه).
وقال في معرض كلامه على بلوغ نصوص الشريعة بعض أهل التصوف (5/ 252): ( .. بل هم متفاضلون في السمع والفهم كتفاضل معرفتهم، وإيمانُهم بحسب ذلك؛ حتى يثبت أحدهم أموراً كثيرة والآخر لا يثبتها).
.. (وهذا يبين لك أن هؤلاء كلهم مؤمنون بالله وكتابه ورسوله واليوم الآخر ـ وإن كانوا متفاضلين في الإيمان ـ إلاَّ من شاق الرَّسول من بعد ما تبين له الهدى واتبع غير سبيل المؤمنين) أهـ.
وقال (3/ 357): (وأما الخوارج فهم معروفون بالصدق، والروافض معروفون بالكذب. والخوارج مرقوا من الإسلام، وهؤلاء نابذوا الإسلام) ..
.. (وأما القدرية المحضة فهم خير من هؤلاء بكثير، وأقرب إلى الكتاب والسنة؛ لكن المعتزلة وغيرهم من القدرية هم جهمية أيضاً، وقد يكفرون من خالفهم، ويستحلون دماء المسلمين؛ فيقربون من أولئك) ..
.. (وأما المرجئة فليسوا من هذه البدع المغلظة؛ بل قد دخل في قولهم طوائف من أهل الفقه والعبادة، وما كانوا يعدون إلا من أهل السنة؛ حتى تغلظ أمرهم بما زادوه من الأقوال المغلظة).
وقال عن المعتزلة (13/ 97): ( .. والذي عليه عامتهم تعظيم علي وعائشة؛ فإنهم يقولون: إن هؤلاء تابوا من قتاله، وكلهم يتولى عثمان، ويعظمون أبا بكر وعمر، ويعظمون الذنوب؛ فهم يتحرون الصدق؛ كالخوارج، ولا يختلقون الكذب؛ كالرافضة، ولا يرون أيضاً اتخاذ دار غير دار الإسلام؛ كالخوارج، ولهم كتب في تفسير القرآن، ونصر الرسول، ولهم محاسن كثيرة .. ).
إلى أن قال ( .. والأشعرية ما ردوه من بدع المعتزلة والرافضة والجهمية وغيرهم، وبينوا ما بينوه من تناقضهم، وعظموا الحديث والسنة ومذهب الجماعة؛ فحصل بما قالوه من بيان تناقض أصحاب البدع الكبار وردهم ما انتفع به خلق كثير).
وذكر رحمه الله (3/ 353) في شرح حديث الافتراق أصلين في تكفير الفرق ثم قال: (ومن أهل البدع من يكون فيه إيمان باطنًا وظاهرًا، لكن فيه جهل وظلم؛ حتى أخطأ ما أخطأ من السنة؛ فهذا ليس بكافر ولا منافق، ثم قد يكون منه عدوان وظلم فيكون فاسقًا أو عاصيًا، وقد يكون مخطئًا متأولاً مغفورًا له خطأه، وقد يكون مع ذلك معه من الإيمان والتقوى ما يكون معه من ولاية الله بقدر إيمانه وتقواه) أهـ.
3. أن يُستبقى للمخالفين من أهل الشهادتين أصل صحة إسلامهم:
فلا يُحكم على معين منهم بكفر؛ بمجرد قوله الكفر أو فعله له قبل إقامة الحجة التي يكفر منكرها، وقبل اجتماع الشروط وانتفاء الموانع، ولا يُحكم عليه أيضاً بمجرد انتسابه إلى فرقة تقول الكفر أو تعمل به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/269)
أما تكفير المعين إذا قال الكفر أو فعله؛ فقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعد حكايته أقوال أهل السنة في تكفير الجهمية: ( .. وسبب هذا التنازع تعارض الأدلة فإنهم يرون أدلة توجب إلحاق أحكام الكفر بهم ثم إنهم يرون من الأعيان الذين قالوا تلك المقالات من قام به من الإيمان ما يمتنع أن يكون كافراً؛ فيتعارض عندهم الدليلان، وحقيقة الأمر أنهم أصابهم في ألفاظ العموم في كلام الأئمة ما أصاب الأولين في ألفاظ العموم في نصوص الشارع؛ كلما رأوهم قالوا: من قال كذا فهو كافر اعتقد المستمع أن هذا اللفظ شامل لكل من قاله، ولم يتدبروا أن التكفير له شروط وموانع، قد تنتفي في حق المعين، وأن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين؛ إلا إذا وُجِدت الشروط وانتفت الموانع؛ يبين هذا أن الإمام أحمد وعامة الأئمة الذين أطلقوا هذه العمومات لم يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه؛ فإن الإمام أحمد مثلاً قد باشر الجهمية الذين دعوه إلى خلق القرآن .. [وذكر دعوتهم للكفر وإكراههم للناس عليه ثم قال]: ومعلوم أن هذا من أغلظ التجهم؛ فإن الدعاء إلى المقالة أعظم من قولها، وإثابة قائلها وعقوبة تاركها أعظم من مجرد الدعاء إليها، والعقوبة بالقتل لقائلها أعظم من العقوبة بالضرب، ثم إن الإمام أحمد دعا للخليفة وغيره ممن ضربه وحبسه، واستغفر لهم وحللهم مما فعلوه به من الظلم والدعاء إلى القول الذي هو كفر، ولو كانوا مرتدين عن الإسلام لم يجز الاستغفار لهم؛ فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنة والاجماع، وهذه الأقوال والأعمال منه ومن غيره من الأئمة صريحة في أنهم لم يكفروا المعينين من الجهمية الذين كانوا يقولون: القرآن مخلوق، وأن الله لا يُرى في الآخرة، وقد نُقل عن أحمد ما يدل على أنه كفَّر به قوما معينين، فإما أن يُذكر عنه في المسألة روايتان ففيه نظر، أو يحمل الأمر على التفصيل؛ فيقال: من كُفِّر بعينه فلقيام الدليل على أنه وجدت فيه شروط التكفير، وانتفت موانعه، ومن لم يكفره بعينه فلانتفاء ذلك في حقه، هذا مع إطلاق قوله بالتكفير على سبيل العموم).
وهذا ظاهر في هدي النبي صلى الله عليه وسلم وطريقة أصحابه؛ فرغم وجود بل كثرة من قال الكفر أو فعله إلا في عهده إلا إنه لم تُجر عليهم أحكام الكفر ظاهراً؛ فأخذها المرجئة ولبراليو العصر ليقولوا: إنه لا أحكام للردة في الإسلام، وأخذها من نظر إلى العمومات بأنها تنطبق على كل قائل للكفر أو فاعل له، وأيضاً لكل منتسب إلى ملة الكفر من أهل القبلة. وأهل الحق قالوا أخذوا بالعمومات وبالهدي العملي له صلى الله عليه وسلم فقالوا بتحقق الردة والخروج من الملة بشروط ذلك.
أما تكفير المنتسب إلى ملة تقول الكفر أو تفعله من أهل القبلة بمجرد انتسابه إلى هذه الملة فيرى كثيرون أن هذا ظلم تأباه أصول الشريعة؛ لأن مقتضى هذا العدل أن نبقى على اليقين وهو إقرارهم ظاهرا بالشهادتين، وأن لا يؤاخذ المرء إلا بما أظهره هو مما يخالفها من قول أو فعل، ومن أمثلة ذلك ملة الرفض التي يُعلم بالضرورة أن المقالات التي يقولونها والعقائد التي ينتحلونها شرك أكبر في توحيد الربوبية والإلهية، وكفر أكبر في الأسماء والصفات، ولكن بعض المخالطين لهم في الدوائر الحكومية والشركات يأخذون الحكم بالعموم؛ ليكون حكماً لكل منتسب إلى ملة الرفض؛ بل يجرون أحكام الكفر بمجرد اسم الشخص أو عائلته أو بلدته.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (3/ 352و353) في شرح حديث الافتراق أصلين في تكفير الفرق؛ فقال: (أحدهما: أن يعلم أن الكافر في نفس الأمر من أهل الصلاة لا يكون إلا منافقًا؛ فإن الله منذ بعث محمدًا r وأنزل عليه القرآن، وهاجر إلى المدينة صار الناس ثلاثة أصناف: مؤمن به، وكافر به مظهرٌ الكفر، ومنافق مُسْتَخْفٍ بالكفر. ولهذا ذكر الله هذه الأصناف الثلاثة في أول سورة البقرة، وذكر أربع آيات في نعت المؤمنين، وآيتين في الكفار، وبضع عشر آية في المنافقين).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/270)
وقال: ( .. عامة المخطئين من هؤلاء تجري عليهم أحكام الإسلام التي تجري على غيرهم، هذا مع العلم بأن كثيراً من المبتدعة منافقون النفاق الأكبر وأولئك كفار في الدرك الأسفل من النار؛ فأكثر ما يوجد في الرافضة والجهمية ونحوهم زنادقة منافقون؛ بل أصل هذه البدع هم المنافقون الزنادقة ممن يكون أصل زندقته عن الصابئين والمشركين؛ فهؤلاء كفار في الباطن ومن عُلم حاله فهو كافر في الظاهر أيضا ... ومثل المنافقين المظهرين للإسلام فأنهم تجري عليهم أحكام الإسلام وهم في الآخرة كافرون؛ كما دل عليه القرآن في آيات متعددة. . . وإذا عرف هذا فتكفير المعين من هؤلاء الجهال وأمثالهم بحيث يُحكم عليه بأنه من الكفار لا يجوز الإقدام عليه إلا بعد أن تقوم على أحدهم الحجة الرسالية التي يتبين بها أنهم مخالفون للرسل وإن كانت هذه المقالة لا ريب أنها كفر، وهكذا الكلام في تكفير جميع المعينين؛ مع أن بعض هذه البدع أشد من بعض، وبعض المبتدعة يكون فيه من الإيمان ما ليس في بعض؛ فليس لأحد أن يُكفِّر أحداً من المسلمين، وإن أخطأ وغلط؛ حتى تقام عليه الحجة، وتبين له المحجة، ومن ثبت إيمانه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك؛ بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة).
وقال 28/ 474 رحمه الله بعد أن ذكر غالية الشيعة: ( .. يُقتلون باتفاق المسلمين، وهم الذين يعتقدون الإلهية والنبوة في علي وغيره، مثل النصيرية والإسماعيلية الذين يقال لهم بيت صاد وبيت سين، ومن دخل فيهم من المعطلة الذين ينكرون وجود الصانع، أو ينكرون القيامة، أو ينكرون ظواهر الشريعة؛ مثل الصلوات الخمس، وصيام شهر رمضان، وحج البيت الحرام، ويتأولون ذلك على معرفة أسرارهم، وكتمان أسرارهم، وزيارة شيوخهم، ويرون أن الخمر حلال لهم، ونكاح ذوات المحارم حلال لهم؛ فإن جميع هؤلاء الكفار أكفر من اليهود والنصارى؛ فإن لم يظهر عن أحدهم ذلك كان من المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار، ومن أظهر ذلك كان أشد من الكافرين كفراً .. ).
وقال تقي الدين السبكي في "قضاء الأرب في أسئلة حلب" (ص524) بعد أن قال بتكفير غلاة الرافضة والقدرية النفاة للعلم قال: ( .. ثم ذلك إما في شخص خاص، وشرطُه مع ذلك اعتراف الشخص به، وهيهات يحصل ذلك .. وإما في فرقة؛ فإنما يقال ذلك من حيث العلم الْجُمْلي، وأما على أناس بأعيانهم فلا سبيل إلى ذلك إلا بإقرار أو بينة، ولا يكفي أن يقال هذا من تلك الفرقة؛ لأنه مع الصعوبة من جهة ما قدمناه يتطرق إليه شيء آخر وهو أن غالب الفرق عوام لا يعرفون الاعتقاد وإنما يحبون مذهباً فينتمون إليه، من غير إحاطة بكنهه؛ فلو أقدمنا على تكفيرهم جر ذلك فساداً عظيماً باطلاً .. ).
وقال ابن مفلح في الفروع: ( .. وقال شيخنا: نصوصه صريحة على عدم كفر الخوارج والقدرية والمرجئة وغيرهم وإنما كفَّر الجهمية لا أعيانهم , قال: وطائفة تحكي عنه روايتين في تكفير أهل البدع مطلقا , حتى المرجئة والشيعة المفضلة لعلي قال: ومذاهب الأئمة أحمد وغيره مبنية على التفصيل بين النوع والعين).
وقال الإمام ابن القيم عن شهادة الفساق: ( .. فأما أهل البدع الموافقون لأهل الإسلام , ولكنهم مخالفون في بعض الأصول - كالرافضة والقدرية والجهمية وغلاة المرجئة ونحوهم. فهؤلاء أقسام: أحدها: الجاهل المقلد الذي لا بصيرة له , فهذا لا يكفر ولا يفسق , ولا ترد شهادته , إذا لم يكن قادرا على تعلم الهدى , وحكمه حكم المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا , فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم , وكان الله عفوا غفورا).
4. أن يكون الأصل في المخالف من أهل البدع بقاء حرمة المسلم:
فلا يُهجر ولا يُنفَّر من شخصه بقول أو فعل. إلا بشرطين: الأول: أن تكون مخالفته فيما لا يسوغ فيه الاجتهاد، والثاني: أن يكون الهجر نافعاً في قطع فساد مخالفته أو التقليل منه، أو زجر غيره عن مثل فعله. فإن لم يكن نافعاً وجب البقاء على هذا الأصل؛ لزوال السبب المبيح للخروج عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/271)
أما قول المخالف وفعله سواء كانا مبنيين على اجتهاد سائغ، أو تقليد جائز، أو على غير ذلك من المخالفة للقطعيات؛ فإن بيان دين الله وتعليم العلم والدعوة إليه من أعظم القرب وأحسن الأعمال؛ فكيف إذا كان هذا البيان دعوةً إلى أصل، أو توضيحاً لضروري؛ فإنه من أفضل الأعمال وأوجبها، وإنما قد يُراعى تأخير بيان بعض الأمور رعاية لمصلحة أعظم، أو مفسدة أشد؛ لمعنى في المخالف أو في غيره.
وهذا هو الذي تميز به أهل السنة والجماعة وهو أنهم جمعوا بين طرح منهجهم بجلاء لا يجاملون فيه أحداً من بيان مسائل الدين الكبار، ومحاربة البدع قولاً وفعلاً، وبين معاملة أشخاص المخالفين بما تقضيه الشريعة، ويحقق مقاصدها بقواعد المصالح والمفاسد والعدل والإنصاف، والرحمة الإحسان، وعلى ذلك مضى الأئمة، وكان من أبرز متأخريهم الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية؛ فلا ينقضي عجبك من تبحره وطول نفسه في إيضاح مسائل الدين ونقض شبه المخالفين، وهو مع ذلك حسن المعاملة للمخالفين تنظيراً وتطبيقاً.
قال رحمه الله في كلامه عن هجر المبتدع (28/ 210): ( .. فإذا لم يكن في هجرانه انزجار أحد ولا انتهاء أحد؛ بل بطلان كثير من الحسنات المأمور بها لم تكن هجرة مأموراً بها، كما ذكره أحمد عن أهل خراسان إذ ذاك: إنهم لم يكونوا يقوون بالجهمية. فإذا عجزوا عن إظهار العداوة لهم سقط الأمر بفعل هذه الحسنة. وكان مداراتهم فيه دفع الضرر عن المؤمن الضعيف، ولعله أن يكون فيه تأليف الفاجر القوي. وكذلك لما كثر القدر في أهل البصرة، فلو ترك رواية الحديث عنهم لاندرس العلم والسنن والآثار المحفوظة فيهم. فإذا تعذر إقامة الواجبات من العلم والجهاد وغير ذلك إلا بمن فيه بدعة مضرتها دون مضرة ترك ذلك الواجب: كان تحصيل مصلحة الواجب مع مفسدة مرجوحة معه خيراً من العكس. ولهذا كان الكلام في هذه المسائل فيه تفصيل) ..
.. (وكثير من أجوبة الإمام أحمد، وغيره من الأئمة، خرج على سؤال سائل قد عَلِم المسؤول حاله، أو خرج خطاباً لمعين قد علم حاله، فيكون بمنزلة قضايا الأعيان الصادرة عن الرسول صلى الله عليه وسلّم، إنما يثبت حكمها في نظيرها) ..
.. (فإن أقواماً جعلوا ذلك عاماً، فاستعملوا من الهجر والإنكار ما لم يؤمروا به، فلا يجب ولا يستحب، وربما تركوا به واجبات أو مستحبات وفعلوا به محرمات. وآخرون أعرضوا عن ذلك بالكلية، فلم يهجروا ما أمروا بهجره من السيئات البدعية .. ). أهـ المقصود من كلامه رحمه الله.
وقال رحمه الله في موضع آخر في نحو ذلك (10/ 365): ( .. وإنما قررت هذه القاعدة ليُحمل ذم السلف والعلماء للشيء على موضعه .. ).
وقال بعد ذكر بعض شطحات الصوفية (5/ 253): (وهذا يبين أن كل من أقر بالله فعنده من الإيمان بحسب ذلك، ثمَّ من لم تقم عليه الحجة بما جاءت به الأخبار لم يكفر بجحده، وهذا يبين أن عامة أهل الصلاة مؤمنون بالله ورسوله ـ وإن اختلفت اعتقاداتهم في معبودهم وصفاته ـ إلاَّ من كان منافقاً يظهر الإيمان بلسانه ويبطن الكفر بالرسول فهذا ليس بمؤمن، وكل من أظهر الإسلام ولم يكن منافقاً فهو مؤمن له من الإيمان بحسب ما أوتيه من ذلك، وهو ممن يخرج من النار ولو كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان، ويدخل في هذا جميع المتنازعين في الصفات والقدر على اختلاف عقائدهم) ..
.. (ولو كان لا يدخل الجنة إلا من يعرف الله كما يعرفه نبيه صلى الله عليه وسلّم لم تدخل أمته الجنة؛ فإنهم أو أكثرهم لا يستطيعون هذه المعرفة؛ بل يدخلونها، وتكون منازلهم متفاضلة بحسب إيمانهم ومعرفتهم، وإذا كان الرجل قد حصل له إيمان يعرف الله به، وأتى آخر بأكثر من ذلك عجز عنه لم يُحمَّل ما لا يطيق، وإن كان يحصل له بذلك فتنة لم يحدث بحديث يكون له فيه فتنة). أهـ.
وقال (28/ 206): (وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوتهم وضعفهم وقلتهم وكثرتهم؛ فإن المقصود به زجر المهجور وتأديبه ورجوع العامة عن مثل حاله؛ فإن كانت لمصلحة في ذلك راجحة بحيث يفضي هجره إلى ضعف الشر وخفيته كان مشروعاً، وإن كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك؛ بل يزيد الشر، والهاجر ضعيف، بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته، لم يشرع الهجر؛ بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر) ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/272)
. (والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلّم يتألف قوماً ويهجر آخرين. كما أن الثلاثة الذين خلفوا كانوا خيراً من أكثر المؤلفة قلوبهم؛ لمَّا كان أولئك كانوا سادة مطاعين في عشائرهم؛ فكانت المصلحة الدينية في تأليف قلوبهم، وهؤلاء كانوا مؤمنين، والمؤمنون سواهم كثير؛ فكان في هجرهم عز الدين، وتطهيرهم من ذنوبهم، وهذا كما أن المشروع في العدو القتال تارة، والمهادنة تارة، وأخذ الجزية تارة، كل ذلك بحسب الأحوال والمصالح) ..
.. (وجواب الأئمة كأحمد وغيره في هذا الباب مبني على هذا الأصل؛ ولهذا كان يفرق بين الأماكن التي كثرت فيها البدع؛ كما كثر القدر في البصرة، والتجهم بخراسان، والتشيع بالكوفة، وبين ما ليس كذلك، ويفرق بين الأئمة المطاعين وغيرهم، وإذا عرف مقصود الشريعة سلك في حصوله أوصل الطرق إليه).
ولهذا يرى هؤلاء أن أولى من ينطبق عليه هذا الحكم هم المنسوبون ـ بالتقليد ـ إلى بدعة الأشاعرة أو بعض البدع العملية كالموالد التي لا شرك فيها ولا غلو، ونحو ذلك مما انتشر في العالم الإسلامي ويرون في ذلك أشياء منها ما هو صحيح بل قطعي ظاهر ومنه ما هو محل اجتهاد بين أهل السنة قديما وحديثاً؛ فيرون أموراً:
1. أن ينصروا على من ظلمهم ولو من أهل الحق:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية فيمن رد على الجهمية في الفتنة (5/ 555): (وكان ممن انتدب للرد عليهم أبو محمد عبدالله بن سعيد بن كُلَّاب، وكان له فضل وعلم ودين. ومن قال: إنه ابتدع ما ابتدعه ليظهر دين النصارى في المسلمين ـ كما يذكره طائفة في مثالبه، ويذكرون أنه أوصى أخته بذلك ـ فهذا كذب عليه. وإنما افترى هذا عليه المعتزلة والجهمية الذين ردَّ عليهم؛ فإنهم يزعمون أن من أثبت الصفات فقد قال بقول النصارى. وقد ذكر مثل ذلك عنهم الإمام أحمد في الردَّ على الجهمية؛ وصار ينقل هذا من ليس من المعتزلة من السالمية، ويذكره أهل الحديث والفقهاء الَّذين ينفرون عنه لبدعته في القرآن؛ ويستعينون بمثل هذا الكلام الذي هو من افتراء الجهمية والمعتزلة عليه. ولا يعلم هؤلاء أن الذين ذموه بمثل هذا هم شرَّ منه، وهو خير وأقرب إلى السنة منهم).
2. أن يُستر ما لم يظهروه من المخالفات، ولا يُمتحنوا فيها:
جاء سير أعلام النبلاء 10/ 311 أن في قَامَ رَجُلٌ إلى البخاري، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِي اللَّفْظِ بِالْقُرْآنِ، مَخْلُوقٌ هُوَ أَمْ غَيْرُ مَخْلُوقٍ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ الْبُخَارِيُّ وَلَمْ يُجِبْهُ. فَأَعَادَ عَلَيْهِ الْقَوْلَ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الْبُخَارِيُّ، وَقَالَ: الْقُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَأَفْعَالُ الْعِبَادِ مَخْلُوقَةٌ وَالامْتِحَانُ بِدْعَةٌ.
3. أن لا يُهجروا ولا يقاطعوا:
لا سيما في مواقع نفوذ هذه الفرق؛ كالذي ذكره الإمام ابن تيمية عن مواقع نفوذ البدع المنتشرة في زمنه، وكذلك في غيرها إذا كان ذلك يؤدي إلى مفسدة أعظم؛ كحمله على التعصب لطريقة قومه، أو بحثه عمن يعينه ويتواصل معه، أو تؤدي إلى قطيعة ومنافرة دون تحقيق مصلحة الهجر في حقه، وأن رعاية مصلحة التأليف مع هذا أظهر من مصلحة هجره.
وفد مضى نقل كلام العلماء في ذلك.
4. أن يُعاونوا في وجوه الخير؛ إذا لم يوجد أمثل منهم.
كدعمهم في مراكز ومدارس أسلامية لا يعلِّمون فيها البدعة، لاسيما في بلاد الكفر، وقد لا يعتنون بمذهب السلف، ولكنهم يحمون في هذا البلد هوية المسلم من الذوبان في الكفار، أو يُعنون بدعوة الكفار، ويرى آخرون أن يُكتفى بعدم عرقلة مشروعاتهم أو صد الناس عنهم، أو تنفيرهم منهم مع عدم وجود البديل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/273)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (13/ 96): (وقد ذهب كثير من مبتدعة المسلمين من الرافضة والجهمية وغيرهم إلى بلاد الكفار فأسلم على يديه خلق كثير، وانتفعوا بذلك وصاروا مسلمين مبتدعين، وهو خير من أن يكونوا كفارًا. وكذلك بعض الملوك قد يغزوا غزوًا يظلم فيه المسلمين والكفار ويكون آثمًا بذلك، ومع هذا فيحصل به نفع خلق كثير كانوا كفارًا فصاروا مسلمين، وذلك كان شرًَا بالنسبة للقائم بالواجب، وأما بالنسبة إلى الكفار فهو خير .. ودخوله في حكم المسلمين خير من أن يبقى كافرًا؛ فانتقل إلى خير مما كان عليه .. ) أهـ.
ويرون أن لا يُمنع ولا ينفر آحاد المسلمين من الالتحاق بمثل هذه المدارس أو الجماعات حتى وإن كان فيها بعض البدع والمخالفات إذا لم يوجد غيرها قال الإمام ابن تيمية بعد ذكره للطرق الصوفية ومجموعاتهم:
(10/ 364): ( .. قد يقترن بالحسنات سيئات إما مغفورة، أو غير مغفورة، وقد يتعذر أو يتعسر على السالك سلوك الطريق المشروعة المحضة إلا بنوع من المحدث لعدم القائم بالطريق المشروعة علماً وعملاً؛ فإذا لم يحصل النور الصافي بأن لم يوجد إلا النور الذي ليس بصاف؛ وإلا بقي الإنسان في الظلمة؛ فلا ينبغي أن يعيب الرجل وينهي عن نور فيه ظلمة؛ إلا إذا حصل نور لا ظلمة فيه، وإلا فكم ممن عدل عن ذلك يخرج عن النور بالكلية؛ إذا خرج غيره عن ذلك؛ لما رآه في طرق الناس من الظلمة).
.. (وإنما قررت هذه القاعدة ليحمل ذم السلف والعلماء للشيء على موضعه، ويعرف أن العدول عن كمال خلافة النبوة المأمور به شرعا: تارة يكون لتقصير بترك الحسنات علما وعملاً، وتارة بعدوان بفعل السيئات علما وعملاً وكل من الأمرين قد يكون عن غلبة، وقد يكون مع قدرة. فالأول: قد يكون لعجز وقصور، وقد يكون مع قدرة وإمكان. والثاني: قد يكون مع حاجة وضرورة، وقد يكون مع غنى وسعة، وكل واحد من العاجز عن كمال الحسنات. والمضطر إلى بعض السيئات معذور .. ).
إلى أن قال: ( .. فهذا طريق الموازنة والمعادلة، ومن سلكه كان قائما بالقسط الذي أنزل الله له الكتاب والميزان).
5. أن لا يُنفر من كتبهم التي ألفوها في غير المخالفة:
ويقولون بأنه كان ولا يزال أهل السنة والجماعة يتتلمذون على العلماء الذين عرفوا ببدع ومخالفات في توحيد الإلهية والأسماء والصفات والبدع العملية، ويعتنون بكتبهم ويتهادونها؛ وربما شرحها بعضهم؛ كالذي فعله الإمام ابن القيم في شرحه منازل السائرين للهروي والذي بين فيه أخطاءه بتلطف، واعتذر له عن بعضها مما يُعد مخالفة كبيرة.
6. أن يُحسن بهم الظن ويُلتمس لهم العذر في المخالفة؛ ما أمكن ذلك.
لاجتهاد أو تقليد:
وقال رحمه الله في فيما نُسب إلى بعض الميتدعة من الشطحات ومستنكر الأقوال والأفعال، ومواقف الناس منهم كما في "الفتاوى" (10/ 378) قال: ( .. وقد يغلو كل واحد من هذين حتى يخرج بالأول إنكاره إلى التكفير والتفسيق في مواطن الاجتهاد، متبعاً لظاهر من أدلة الشريعة، ويخرج بالثاني إلى الإقرار بما يخالف دين الإسلام مما يعلم بالاضطرار أن الرسول جاء بخلافه، إتباعاً في زعم لما يشبه قصة موسى والخضر، والأول يكثر في الموسوية ومن انحرف منهم إلى يهودية و الثاني يكثر في العيسوية ومن انحرف منهم إلى نصرانية.
والأول: كثيراً ما يقع في ذوي العلم لكن مقروناً بقسوة وهوى. والثاني: كثيراً ما يقع في ذوي الرحمة لكن مقروناً بضلال وجهل. فأما الأمة الوسط: فلهم العلم والرحمة .. ) أهـ.
وقال (27/ 95): (وكان ابن فورك في مخاطبة السلطان قصد إظهار مخالفة الكرامية، كما قصد بنيسابور القيام على المعتزلة في استتابتهم، وكما كفرهم عند السلطان. ومن لم يعدل في خصومه ومنازعيه، ويعذرهم بالخطأ في الاجتهاد؛ بل ابتدع بدعة وعادى من خالفه فيها أو كفره: فإنه هو ظلم نفسه) ..
.. (وأهل السنة والعلم والإيمان يعلمون الحق ويرحمون الخلق، يتبعون الرسول فلا يبتدعون. ومن اجتهد فأخطأ خطأ يعذره فيه الرسول عذروه. وأهل البدع مثل الخوارج يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم ويستحلون دمه. وهؤلاء كل منهم يرد بدعة الآخرين، ولكن هو أيضاً مبتدع؛ فيرد بدعة ببدعة، وباطلاً بباطل).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/274)
وقال عن عقيدة وحدة الوجود (2/ 367): ( .. وأما الجهال الذين يحسنون الظن بقول هؤلاء ولا يفهمونه، ويعتقدون أنه من جنس كلام المشايخ العارفين، الذين يتكلمون بكلام صحيح لا يفهمه كثير من الناس؛ فهؤلاء تجد فيهم إسلامًا وإيمانًا ومتابعة للكتاب والسنة بحسب إيمانهم التقليدي .. ) أ. هـ.
* (23/ 346) بعد كلامه عن تكفير المعين قال: ( .. وهكذا الأقوال التي يُكفَّر قائلها قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق، وقد تكون عنده ولم تثبت، أو لم يتمكن من فهمها، وقد يكون عرضت له شبهات يعذره الله بها؛ فمن كان من المؤمنين مجتهداً في طلب الحقّ، وأخطأ فإن الله يغفر له خطأَه كائناً ما كان سواء كان في المسائل النظرية، أو العملية. هذا الذي عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجماهير أئمة الإسلام، وما قَسَموا المسائل إلى أصولٍ يَكْفُر بإنكارها، ومسائل فروع لا يَكْفُر بإنكارها؛ فأما التفريق بين نوع وتسميته مسائل الأصول وبين نوع آخر وتسميته مسائل الفروع فهذا الفرق ليس له أصل لا عن الصحابة، ولا عن التابعين لهم بإحسان، ولا أئمة الإسلام، وإنما هو مأخوذ عن المعتزلة وأمثالهم من أهل البدع .. ).
قال (10/ 371و372): (وإنما المقصود هنا: أن ما ثبت قبحه من البدع وغير البدع من المنهي عنه في الكتاب والسنة أو المخالف للكتاب والسنة إذا صدر عن شخص من الأشخاص فقد يكون على وجه يعذر فيه؛ إما لاجتهاد أو تقليد يعذر فيه، وإما لعدم قدرته) أهـ.
ثم قال (2/ 379): (ولكن لقولهم سر خفي وحقيقة باطنة لا يعرفها إلا خواص الخلق، وهذا السر أشد كفرًا وإلحاحًا من ظاهره، فإن مذهبهم فيه دقة وغموض وخفاء قد لا يفهمه كثير من الناس.
ولهذا تجد كثيرًا من عوام أهل الدين والخير والعبادة ينشد قصيدة ابن الفارض ويتواجد عليها ويعظمها، ظانًا أنها من كلام أهل التوحيد والمعرفة وهو لا يعلم مراد قائلها، وكذلك كلام هؤلاء يسمعه طوائف من المشهورين بالعلم والدين، فلا يفهمون حقيقته" أ. هـ.
وقال رحمه الله عن بعض العلماء المناظرين في البدع الاعتقادية (5/ 563): ( .. لكن لم يعرف هؤلاء حقيقة ما جاء به الرسول، وحصل اضطراب في المعقول به؛ فحصل نقص في معرفة السمع والعقل، وإن كان هذا النقص هو منتهى قدرة صاحبه لا يقدر على إزالته؛ فالعجز يكون عذرًا للإنسان في أن الله لا يعذبه إذا اجتهد الاجتهاد التام، هذا على قول السلف والأئمة في أن من اتقى الله ما استطاع إذا عجز عن معرفة بعض الحق لم يعذب به) ..
.. (وأما من قال من الجهمية ونحوهم: إنه قد يعذب العاجزين، ومن قال من المعتزلة ونحوهم من القدرية: إن كل مجتهد فإنه لا بد أن يعرف الحق، وإن من لم يعرفه فلتفريطه، لا لعجزه، فهما قولان ضعيفان، وبسببهما صارت الطوائف المختلفة من أهل القبلة يكفر بعضهم بعضاً، ويلعن بعضهم بعضاً) أ. هـ.
لغلبة أمر:
قال عن الذكر بتكرار لفظ الجلالة "الله" (10/ 567): (وما نقل عن أبي يزيد والنوري والشبلي وغيرهم من ذكر الاسم المجرد فمحمول على أنهم مغلوبون؛ فإن أحوالهم تشهد بذلك، مع أن المشايخ الذين هم أصح من هؤلاء وأكمل لم يذكروا إلا الكلمة التامة، وعند التنازع يجب الرد إلى الله والرسول؛ فليس فعل غير الرسول حجة على الإطلاق) أهـ.
وقال (5/ 484): (وقل طائفة من المتأخرين إلا وقع في كلامها نوع غلط لكثرة ما وقع من شبه أهل البدع، ولهذا يوجد في كثير من المصنفات في أصول الفقه وأصول الدين والفقه والزهد والتفسير والحديث من يذكر في الأصل العظيم عدة أقوال ويحكي من مقالات الناس ألوانًا، والقول الذي بعث الله به رسوله لا يذكره لعدم علمه به لا لكراهته لما عليه الرسول) أهـ.
مراعاة لقواعد المصالح والمفاسد:
وقال 19/ 218: ( .. وكثيراً ما يتولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضياً بل وإماماً وفي نفسه أمور من العدل يريد أن يعمل بها فلا يمكن ذلك، بل هناك من يمنعه ذلك، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها).
لجهل:
وقال (3/ 355) بعد ذكره وجهين لتغليط مقالات أهل البدع: (الثالث: أنهم يخالفون ما اتفقت عليه الملل كلها وأهل الفطر السليمة كلها؛ لكن مع هذا قد يخفي كثير من مقالاتهم على كثير من أهل الإيمان حتى يظن أن الحق معهم؛ لما يوردونه من الشبهات، ويكون أولئك المؤمنون مؤمنين بالله ورسوله باطنًا وظاهرًا؛ وإنما التبس عليهم واشتبه هذا كما التبس على غيرهم من أصناف المبتدعة؛ فهؤلاء ليسوا كفارًا قطعًا؛ بل يكون منهم الفاسق والعاصي؛ وقد يكون منهم المخطئ المغفور له؛ وقد يكون معه من الإيمان والتقوى ما يكون معه به من ولاية الله بقدر إيمانه وتقواه) أهـ.
لظهور البدعة وشيوع المخالفة:
وقال رحمه الله (3/ 239): (ومع هذا فقد يكثر أهل الأهواء في بعض الأمكنة والأزمنة؛ حتى يصير بسبب كثرة كلامهم مكافئًا ـ عند الجهال ـ لكلام أهل العلم والسنة؛ حتى يشتبه الأمر على من يتولى أمر هؤلاء؛ فيحتاج حينئذ إلى من يقوم بإظهار حجة الله وتبيينها حتى يكون العقوبة بعد الحجة .. وإلا فالعقوبة قبل الحجة ليست مشروعة) أ. هـ.(67/275)
هل يصح أن يقول العبد اللهم أجعلنا من المظلومين
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[25 - 11 - 10, 12:17 م]ـ
هل يصح أن يقول العبد اللهم أجعلنا من المظلومين؟
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[25 - 11 - 10, 01:24 م]ـ
بل هذا مما ينبغي أن يستعاذ منه لحديث (اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة وأعوذ بك أن أظلم أو أظلم) رواه أبوداود وغيره بسند صحيح. بل ينبغي أن يستعيذ منه العبد كلما خرج من منزله كما ثبت في دعاء الخروج من المنزل (بسم الله .... الحديث، وفيه: أو أظلم أو أظلم)
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[26 - 11 - 10, 07:16 م]ـ
عيسى عبدالله السعدي
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم(67/276)
ألا بيات المنسوبة للشافعي
ـ[الخولاني]ــــــــ[25 - 11 - 10, 02:41 م]ـ
دع الأيام تفعل ما تشاء
هل صح نسبتها للشافعي رحمه الله؟ وهل فيها ملاحظات عقدية؟ نرجوا من الإخوة الإفادة فأنها منشرة جدا
ـ[ابوعمرالتهامي]ــــــــ[27 - 11 - 10, 03:33 م]ـ
الجواب:
أحسن الله إليك، وبارك الله فيك.
ليس كل ما يُنسَب إلى الإمام الشافعي مِن شعر تكون نسبته صحيحة.
وهذه الأبيات نُسِبَت إلى الإمام الشافعي ونُسِبَت إلى غيره.
وإن كان مِن ملحظ فهو في قول: (دع الأيام تغدر كل حين)، فإن الأيام لا يُنسَب إليها غَدْر ولا وفاء؛ لأنها مَخلوقة عابرة، والله عَزّ وَجَلّ هو مُصرِّف الأمور ومُقدِّر الأقدار.
ويُمكن حَمْل الغَدر هنا على أهل الزمان وعلى مكْر الناس واحتيالهم، كما حُمِل قوله تعالى في قصة إخوة يوسف عليه الصلاة والسلام: (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا).
قال البغوي: أي: أهل القرية، وهي مِصر ... (وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا) أي: القافلة التي كنا فيها.
والله تعالى أعلم.
عبد الرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض
ـ[الخولاني]ــــــــ[28 - 11 - 10, 11:03 م]ـ
مشكور أخي الكريم المفضال أبي عمر على الفائدة.لكن يبقى الإشكال موجود في نسبتها هل صح أم لم يصح(67/277)
هل يجوز قول جل جلالك لأحد من الناس
ـ[محمد العقيلي]ــــــــ[25 - 11 - 10, 04:31 م]ـ
هل يجوز أن نقول لأحد جل جلالك وهل هناك أحد قالها من السابقين ولمن قيلت؟؟؟
ـ[محمد العقيلي]ــــــــ[27 - 11 - 10, 03:40 م]ـ
هل من مجيب بارك الله فيكم
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[27 - 11 - 10, 09:48 م]ـ
قال ابن القيم وهو يذكر حجة من قال باختصاص الصلاة والسلام للنبي صلى الله عليه وسلم:
الرابع أن الصلاة قد صارت مخصوصة في لسان الأمة بالنبي تذكر مع ذكر اسمه كما صار عز و جل وسبحانه وتعالى مخصوصا بالله عز و جل يذكر مع ذكر اسمه ولا يسوغ أن يستعمل ذلك لغيره فلا يقال محمد عز و جل ولا سبحانه وتعالى فلا يعطي المخلوق مرتبة الخالق فهكذا لا ينبغي أن يعطى غير النبي مرتبته فيقال قال فلان
وممكن أن ترجع إلى كلامه كاملا في جلاء الأفهام
فصل وهل يصلى على آله منفردين عنه(67/278)
نقد آل بسام لعقيدة الأمير الصنعاني
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[25 - 11 - 10, 08:28 م]ـ
نقد عبد الله آل بسام لعقيدة الأمير الصنعاني رحمهما الله
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه.
أما بعد، قال عبد الله بن عبد الرحمن آل بسام (ت 1423 هـ):
" كثير من أصحاب القلوب السليمة ينفون صحة الرجوع عن الشيخ الصنعاني، وينسبون تزوير الرجوع والقصيدة الناقضة إلى ابنه، ولكنني تحققت من عدد من الثقات، ومنهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس القضاء بأن رجوع الأمير الصنعاني حقيقة، وأن القصيدة الناقضة له وليست لابنه،
.... وقد قرأتُ في هذه السنة 1399 هـ بعض كتب الصنعاني، ومنها حاشية على شرح ابن دقيق العيد، فترجّح عندي رجوعه عن معتقده في الشيخ محمد (بن عبد الوهاب) رحمه الله،
كما أرجّح صدور العقيدة الناقضة عنه، فهو زيدي، وله قصيدة في سبِّ معاوية رضي الله عنه، ولا يرتاح لذكر آراء شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيّم؛ بينما يمجّد غيرهما، وله مسلك في الذات يخالف السلف،
وله كلمة بشعة في أن النبي صلى الله عليه وسلّم يُحسِن عشرة عائشة رضي الله عنها بما يشبه أنه يجيب رغباتها حتى في التشريع (قال أبو معاوية البيروتي: يشير إلى الحديث الذي رواه البخاري 4788 ومسلم 1464)؛ وهذا أمر خطير جدًّا، كما أنه يطعن في سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه بشكلٍ خفيٍّ؛ ففي " سبل السلام " عند شرح حديث قيام رمضان وقول عمر رضي الله عنه (نعمت البدعة)؛ قال الصنعاني: وأما قول (نعمت البدعة) فليس من البدعة ما يُمدَح؛ بل كلّ بدعة ضلالة!!
عفا الله عنه وسامحه ". اهـ
" علماء نجد خلال ثمانية قرون " (6/ 418 / ط. العاصمة)
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[28 - 11 - 10, 06:39 ص]ـ
هذه مثلبة نريد مزيدا من التوضيح بارك الله فيك.
الذي أعرفه أن القصيدة قيلت زورا عن الامام الصنعاني رحمه الله. والقرائن التي ذكرها الشيخ البسام رحمه الله تريد مزيدا من الايضاح.
ـ[ابو حسين اليافعي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 02:15 م]ـ
يا أخانا أبا معاوية - حفظك الله - ما الداعي في ما جئت به من الكلام بارك الله فيك؟
أمَّا الأبيات التي نسبت إلى الصنعاني في رجوعه عن رأيه في محمد بن عبد الوهاب - رحم الله الجميع - فهي ثابتة له كما نبَّه كثير من العلماء كالأكوع والعمراني وغيرهما.
ولا ضير - بارك الله فيك - فإنَّ هذا سببه من الإشاعات التي تقال بأنَّ الوهابية تقتل المسلمين بالظنَّة وتكفر المسلمين، وهذا الكلام كان مشهوراً يردده أعداء الدعوة فاغتر بذلك الإمام الصنعاني وقال تلك الأبيات ولكن معتقده هو هو - في التوحيد- ولم يغير ولم يبدل، ولا نقول: ما دام ثبتت الأبيات فهو زيدي ووو .. لا بد من العدل في ذلك حتى لا ننفر العامة عن دعوة التوحيد الذي مجددها بلا شك الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - واليوم ترى كيف تكالب الأعداء على هذه الدعوة ونحن نزيد في التأجيج والنفخ فيها.
وأمَّا قول الشيخ: بأنَّ"له قصيدة في سبِّ معاوية رضي الله عنه، ولا يرتاح لذكر آراء شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيّم؛ بينما يمجّد غيرهما، وله مسلك في الذات يخالف السلف" هذا لا بد من إثبات ذلك.
وثانياً: لا بد من كلمة أقولها: إنَّ هناك من يزيد وينقص في كلام هؤلاء - أقصد علماء اليمن كابن الوزير والصنعاني والمقبلي والشوكاني وغيرهم - وينسب لهم أقوالاً ما قالوها؛ لأنَّ التراث هناك لُعِب فيه وعُبث، والله المستعان.
ولهذا لابد من التحقق في أي كلام لهم إما بخطه أو خط مم يثق به - غير متعصب كابن الإمام الصنعاني فقد كان زيدياً -، ومن ذلك ما ذُكر من الأبيات في انتقاص الصحابي الجليل معاوية - رضي الله عنه - فلا بد من إثبات صحتها للإمام الصنعاني.
والكلام في هذا طويل جداً فحسبي ما ذكرت، والله المستعان.
ـ[فايح المقاطي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 02:31 م]ـ
الله المستعان
ـ[سمير محمود]ــــــــ[28 - 11 - 10, 05:03 م]ـ
هلا قرأتم كلام الأمير الصنعاني في كتاب الدر النضيد للشوكاني فما ذكره عنه العلامة الشوكاني هو نفس قول خصوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله جميعا ومخالفو الشيخ تُشنّع عليهم في كل فرصة فلما يعامل الشيخ الصنعاني بالامتياز؟ هو عالم من علمائنا ورحمه الله وجميع علماء الأمة المخلصين!(67/279)
علي بحث عن صور التنجيم والكهانة المعاصرة
ـ[مها بنت عبدالله]ــــــــ[25 - 11 - 10, 09:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ..
أيها الفضلاء،
ثمة أمر مستعجل، علي بحث عن صور التنجيم والكهانة المعاصرة
والسبت التسليم، والموقعان الذين أخال أنهما سيسدان الفراغ الكبير
أحدهما محجوب وهو موقع الشيخ البراك والآخر لا يعمل عندي وهو موقع
د. فوز كردي وهو مهم جدا ... هل لهما روابط آخرى؟!
الأمر الآخر: معرفة طريقة قراءة الفنجان والكف من أين؟
وجدت الفتاوى عنهما ولكن لم أجد التعريف بصورهما؟
وفقكم الله وسدد خطاكم
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 04:55 م]ـ
جزاك الله خير، موقع الشيخ البراك حجب، لكن فتحته بطريقه تحايليه على هذا الرابط، فلن يظهر الصور لكن يظهر النصوص وإن شاء الله تستفيدي هاك الرابط:
http://translate.google.com.sa/translate?js=n&prev=_t&hl=ar&ie=UTF-8&layout=2&eotf=1&sl=en&tl=ar&u=www.albrrak.net%2F&act=url
ـ[مها بنت عبدالله]ــــــــ[27 - 11 - 10, 11:07 م]ـ
كتب الله لكم الأجر والثواب يارب، وفرج الله كربكم
وفقك لكل خير يااارب
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 06:42 م]ـ
جزاك الله خير، ملاحظة مهمة بالنسبة للرابط قد تجدين بعض الكلمات متقدمة على التي بعدها بحكم أن هذا الرابط تحويل، فهو أحيانا يعكس بعض الكلمات، فأرجوا الانتباه لهذا، وفقك الله ..
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[28 - 11 - 10, 09:18 م]ـ
أجمل ملتقى هذا
ليس من حيث المضمون فقط
شكله أيضا جيد ومريح
أما كثير من المنتديات لا يمكن قراءتها إما لحجم الخط إو عدم وضوحه(67/280)
هلك في هذا اليوم الخميس 19 - 12 - 1431 هـ بدر الدين الحوثي زعيم المتمردين الحوثيين في اليمن
ـ[أبو عزام بن يوسف]ــــــــ[25 - 11 - 10, 11:28 م]ـ
توفي صباح هذا اليوم الخميس 19 - 12 - 1431 هـ بدر الدين الحوثي زعيم المتمردين الحوثيين و أبرز مرجعيات الطائفة الزيدية في اليمن عن عمر 86 سنة
وأصدر زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي نجل المرجع الهالك بيانا نعى فيه والده
ووصفه أحد أتباع بقوله (زعيمنا الروحي والأب المؤسس والمرجع الأول للطائفة الزيدية).
و الهالك يعتبر من أهم مرجعيات المذهب الزيدي في اليمن وله ثلاثة من الأولاد ممن عرفوا في الساحة الاعلامية و هم
1. حسين الحوثي زعيم الحوثيين السابق الذي قتل خلال المعارك مع القوات الحكومية
2. وعبد الملك الحوثي الزعيم العسكري والميداني للحوثيين في صعدة والذي تولى مهام شقيقه وخاض عدة حروب ضد القوات اليمنية والسعودية
3. ويحيى الحوثي المقيم في ألمانيا بعد الحرب الخامسة.
ـ[منير العطاوي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 12:15 ص]ـ
الحمد لله
شيطان أراح الله منه
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[26 - 11 - 10, 12:39 ص]ـ
من طعونات الزيدي الرافضي حسين بدر الدين الحوثي في الصحابة الكرام
كتبهاأبو إبراهيم الطاهري، في 9 أبريل 2008 الساعة: 11:24 ص
حسين بن بدر الدين الحوثي هو مؤسس الجماعة الحوثية في اليمن، وهي جماعة شيعية متعصبة دخلت في حرب طويلة مع الجيش اليمني، وقتل حسين الحوثي هذا في الفترة الأولى لهذه المعارك، ثم قاد الجماعة من بعده أبوه بدر الدين الحوثي، وقتل أيضا، ثم قادها بعده اثنين من إخوان حسين الحوثي وهما عبدالملك ويحيى الحوثي
وحسين الحوثي وعائلته هؤلاء زيدية رافضة من المتعصبين الذين يسبون الصحابة، وهذه بعض النقولات من كتب حسين الحوثي تبين المقصود، خاصة وأنه يعتبر الإمام الروحي للقوم.
يقول الزيدي الرافضي حسين الحوثي في الصفحة الثانية من تفسير سورة المائدة:
(معاوية سيئة من سيئات عمر، ليس معاوية بكله إلا سيئة من سيئات عمر بن الخطاب، وأبو بكر هو واحدة من سيئاته، عثمان واحدة من سيئاته، كل سيئة في الأمة هذه، كل ظلم وقع للأمة، وكل معاناة وقعت الأمة فيها المسئول عنها أبو بكر وعمر وعثمان .. )
ويقول عن بيعة أبي بكر الصديق في يوم السقيفة، في الصفحة الثالثة من تفسير السورة:
(ما زال شر تلك البيعة إلى الآن) ويضيف: (ما زلنا نحن المسلمين نعاني من آثارها إلى الآن…)
ويقول في نفس الصفحة:
(كارثة أبي بكر وعمر كانت هي سبب مشاكل المسلمين، ثم هي من غطى على أعينهم عن أن يعرفوا الحل والمخرج منها…)
وفي نفس المادة الصفحة السابعة والعشرون، يقول هذا الزائغ:
(فلهذا قلنا: من في قلبه ذرة من الولاية لأبي بكر وعمر لا يمكن أن يهتدي إلى الطريق التي تجعله فيها من أولئك الذين وصفهم الله بقوله "فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين"، ولن يكون من حزب الله لأنه قال فيما بعد "ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون" فلن يكون غالباً لأنه رفض أن يتولى الذين آمنوا الذي نزلت فيه الآية…)
وفي نفس المصدر يقول:
ولكن علي عليه السلام مهما كبر لديهم لا يساوي شيئاً بالنسبة لأبي بكر وعمر، وأبي بكر وعمر حتى آخر إنسان عربي، حتى آخر ذرة من البلاد العربية، حتى آخر قيمة من قيم الإسلام ومبادئه، أبو بكر وعمر لا يمكن أن يتخلوا عنهم، أليسوا متولين لأبي بكر وعمر أكثر من تولينا لعلي عليه السلام؟، يهتفون بأسمائهم في مساجدهم في مدراسهم، في جامعاتهم، في كتبهم يعلمون أطفالهم ونساءهم ويحاولون أن يُشرِّبوا من يلقوه في الطريق أبا بكر وعمر، أبا بكر وعمر في المسجد في السيارة في السوق في أي مكان…) ثم يقول: (فلهذا قلنا سابقاً إن مشكلة أبي بكر وعمر مشكلة خطيرة، هم وراء ما وصلت إليه الأمة، هم وراء العمى عن الحل، أليست طامة؟ هذه طامة، الحل هنا لكن من يتولى أبا بكر وعمر لا يرى حلاً، لا يعرف سبب المشكلة، ولا يعرف حل المشكلة…)
ومن ما يسميه تفسيرا لسورة آل عمران اخترت لكم المقتطفات التالية التي تدل على ضلاله…
يقول مبينا حقده على أئمة السنة، عند الآية 100 من السورة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/281)
(إنك لا تستطيع أن تعيش في ذهنيتك بدون أعلام، تعدل عن هذا لكنك ترجع تلقائياً إلى هذا أليس هذا الذي يحصل؟ متى ما جاء شخص كره السادة فإلى أين يذهب؟ يكون فاضي؟ تراه يميل إلى من إلى مقبل، الزنداني، ابن باز، ابن تيمية، البخاري، مسلم، أبو بكر، عثمان، وعائشة أليس هذا يحصل؟ لا يوجد إنسان فاضي من الأعلام، لا يمكن أن تكون فاضياً) ثم يقول: (المسألة من أساسها سنة بشرية فطرية لدى الإنسان يحتاج إلى أعلام سوءاً للحق أو للباطل والحق يحتاج إلى أعلام والباطل يحتاج إلى أعلام)
ويقول ذلك الضال الهالك متهما أهل السنة بمحاولة تلميع الوجه القبيح لأبي بكر وعمر رضوان الله عليهما:
(متى لمعنا أحدا من أهل البيت أو احتجنا أن نكذب من أجل أن نلمعه أمام الآخرين، لكن الآخرين يتمسكون بأناس منحطين!! يحتاجون في ذلك وقتا يضربون لهم "رنجاً" تارة أصفر وتارة أبيض من أجل أن يلمعه أمام الآخرين…) ثم قال: (السنة في تعب شديد وهم دائماً في تلميع لأبي بكر وعمر، حديث يأتي في علي عليه السلام فيحاولون بأي طريقة أن يدفعونه أن يركلونه حتى لا يسقط على أبي بكر فيقضي عليه! يحاولون في آيات القرآن كذلك! يقفزون من فوقها من أجل أن لا يلزم أن تكون في علي، فيكون علي أفضل من أبي بكر، أليس هذا يعني أن هناك أعلاما متعِبين أعلاما يرهقونك أعلاما تجد نفسك في موقف ضعف أعلاما تحتاج إلى أن تدافع عنهم) ثم يقول (تدافع من؟! تدافع القرآن؟! تدافع الرسول من أن يهجم عليهم) …
ويقول معرضا بأبي بكر وأنه ليس في المستوى المطلوب من الخيرية، متجاهلا الأحاديث الكثيرة في فضائله ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم له:
(لو كان أبو بكر بالشكل المطلوب الذي يمكن أن يكون أهلاً لأن يكون علماً لكانت تلك الأحاديث التي تأتي تدفعها هي له، لكان هو الذي سيرفع رسول الله يده يوم الغدير ويقول: (من كنت مولاه فهذا أبو بكر مولاه) ألم يكن بالإمكان أن يكون هذا، كان بالإمكان أن يكون هو الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى)، كان بإمكانه أن يكون هو الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: (أنا مدينه العلم وأبو بكر بابها) ألم يكن بالإمكان هذا…)
ويقول؛ لارحمه الله:
(اقرؤوا كتاب علوم القرآن للقطان لتجدوا فيه كيف تعرض القرآن الكريم لهزات لولا أنه محفوظ من قبل الله، لكانت فيه سور أخر، واحده لمعاوية وواحدة لعائشة وواحدة لأبي بكر وواحدة لعثمان) ثم يقول: (أعتقد أنه حفظه حتى ممن كانوا في زمن الرسول لأنهم بعد موته كانوا يشكلون خطورة عليه، كثيراً منهم ألم يعاصر النبي أليس صحابياً عمرو بن العاص؟! أليس صحابياً المغيرة بن شعبة وعائشة أليسوا صحابة؟! لكن لا يوجد مجال) …
ويقول الرافضي الهالك حسين بن بدر الدين الحوثي في وصف أمير المؤمنين الملهم بالحق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في تفسير سورة المائدة الصفحة 33:
(له أهداف أخرى وآمال أخرى، فهو لا يهمه أمر الأمة تضل أو لا تضل، فيحول بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين كتابة هذا الكتاب…) ثم يقول: (إذا فهذه النوعية هي التي لا تصلح إطلاقا أن تحمل لها ذرة ولاء، فعمر وكل من في فلكه ليسوا أمناء على الأمة، ولا يمكن أن يكونوا هم الأعلام الذين تقتدي بهم الأمة، ولا يمكن أن يؤيد الإسلام ولا كتابه ولا رسوله أن تلتف الأمة حول عمر ويكون علما كما يصنع الآخرون…)
ويقول يطعن في أمير المؤمنين ذي النورين النبويين عثمان بن عفان الأموي؛ في ملزمة بعنوان يوم القدس العالمي الجزء الأول صفحة 17:
(لكنهم -يعني أهل السنة- متى ما تحدثوا عن غزوة تبوك تراهم منشغلين بأن عثمان أعطى مبلغا كبيرا لتمويل هذه الغزوة، هذا هو المهم عندما يعرضوه في المناهج الدراسية، وعندما يتحدث أحد من الكتاب في السيرة أهم شيء أن يتحدث عما أعطاه عثمان من تمويل لهذه الغزوة، الذي هو معرض للشك وانعدام الواقعية في أنه أعطى فعلا…)
ـ[فايح المقاطي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 12:41 ص]ـ
الحمد لله
ـ[أبوخالد]ــــــــ[26 - 11 - 10, 01:01 ص]ـ
الحمد لله.
أسأل الله أن يتبعه بالقرامطة الجدد.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[26 - 11 - 10, 02:17 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
ـ[علي اسامة]ــــــــ[26 - 11 - 10, 02:45 ص]ـ
ما شاء الله ...
الحمدلله رب العالمين
ـ[عبدالرحمن آل منصور]ــــــــ[26 - 11 - 10, 08:28 ص]ـ
عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
ـ[أبو غانم المروي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 01:35 م]ـ
الحمد لله.
أسأل الله أن يهلك أتباعه ويقطع دابرهم.
ـ[عبدالله عمر الخطيب]ــــــــ[26 - 11 - 10, 04:15 م]ـ
الحمد لله
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[27 - 11 - 10, 07:43 م]ـ
الله أكبر و الحمدلله
و هذا الهالك على مذهب الرافضة و يكفر الشيخين.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[27 - 11 - 10, 07:50 م]ـ
بارك الله فيكم مختار الديرة
نسأل الله العفو والعافية وحسن الخاتمة وأن ينصر أهل السنة والجماعة ويخزي أهل البدعة والفرقة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/282)
ـ[العوضي]ــــــــ[27 - 11 - 10, 07:53 م]ـ
الحمد لله ...
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[28 - 11 - 10, 06:30 ص]ـ
الحمد لله الذي أراح العباد والبلاد من شره.
ويارب عليك بالباقين من الحوثيين والرافضة دمرهم شر تدمير.
ـ[ابو حسين اليافعي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 02:30 م]ـ
تنبيه: ما ذكره الأخ مختار أو مانقل من الكلام هو لابن بدر الدين - حسين - الذي قُتِل في المعارك، وأما المتوفى فهو أقل خبثاً من ابنه - والعجينة واحدة كما يقال - و لكنه كان يلمز في الصحابة ولا يصرح - كابنه - و كان مدبراً للشر والخروج عن الدولة في اليمن فهو الذي راسل أسياده في إيران وبعث ابنه حسين لإيران يدرس هناك وليتلقَّى الدعم من هناك، ويتظاهر بالسكوت - ولكن من تحت يحيك المكر - وحصل ما حصل من الخروج وقتل أهل السنة.
وأسأل الله جل وعلا أن يبصر الناس بمكر هؤلاء وأن يرد كيدهم في نحورهم.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[29 - 11 - 10, 08:44 ص]ـ
أسأل الله تعالى ان يهلك الباقي من الروافض وأتباعهم في فلسطين وكل بلاد المسلمين
ـ[أداس السوقي]ــــــــ[29 - 11 - 10, 09:44 ص]ـ
الحمد لله.
أسأل الله أن يعجل بالباقين من هذه الذرية الخبيثة إلى فرطهم السابق، وأن يريح اليمن والسعودية وكافة المسلمين من هؤلاء الخارجين عن الدين وعلى سلاطين المسلمين.
آمين.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[29 - 11 - 10, 10:05 ص]ـ
و الهالك من مُجيزي الرافضي مدعي التقارب حسن الصفار القطيفي .. و كان اسم الحوثي من ضمن المجيزين في موقع الصفار الرسمي و لما اعتدى الحوثي و اعوانه على بلادنا حَذف اسمه من موقعه.(67/283)
ويغفر مادون ذلك لمن يشاء.
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[25 - 11 - 10, 11:29 م]ـ
قال تعالى: {إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء}؛ فمن لقي الله تعالى على الشرك الأكبر فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار. وقد ذكر أهل العلم أن الشرك إذا أطلق كان المراد به الشرك الأكبر في الربوبية أو الألوهية أو الأسماء والصفات. وللعلماء ضوابط مشهورة في أفراد هذا الشرك؛ كضبط شرك الدعوة بدعاء غير الله فيما لايقد عليه إلا الله، وضبط شرك المحبة بتعلق المحبة الخاصة بغير الله تعالى وهكذا؛ فكل من لقي الله على هذا الشرك فليس من أهل المغفرة بمقتضى هذا النص المحكم! وهذا الحكم لايختص بالشرك الأكبر بل يعم الكفر الأكبر؛ ككفر التكذيب أو الشك أو الإعراض، ويعم كذلك النفاق الأكبر بمختلف صوره؛ كبغض الإسلام وأهله، والاستهزاء بشيئ من دين الله تعالى أو ثوابه أو عقابه. وإنما خص الشرك بالذكر، لغلبته في الوجود، أو يقال: إن الشرك من الألفاظ التي تتنوع دلالتها باعتبار الافراد والاقتران، فإذا أفرد الشرك دخل في مفهومه الكفر الأكبر والنفاق الأكبر، وإذا قرن بشيئ منها كان لكل واحد منها معنى يخصه. وهذه طريقة شيخ الإسلام ابن تيمية في الإيمان الكبير. فينبغي للمسلم الحذر من هذا الخطر؛ فإن من أمن منه فربما وقع فيه وهو لايشعر؛ قال تعالى: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام}؛ فإذا كان إمام الموحدين يخشاه على نفسه فما الظن بغيره! قال إبراهيم التيمي: (ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم)! وأول طريق لتوقي هذا الخطر الاهتمام الجاد بمعرفة أنواع الشرك والكفر والنفاق؛ فكثير من الناس لايولي هذا الجانب على خطورته كبير اهتمام!
وإذا كان أول الآية محكما لاشك في ذلك، فإن قوله {ويغفر مادون ذلك لمن يشاء} قد اشتبه على كثير من الناس؛ فحمله الخوارج والمعتزلة على صاحب الصغيرة، أو من تاب من الكبيرة! ولاشك في بطلان هذا المسلك؛ لأن الصغائر تكفر باجتناب الكبائر، قال تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ماتنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم}. أما التائب فلا فرق في حقه بين الشرك وغيره، قال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا}؛ فعمم وأطلق حين أراد التائبين، وهنا خص وعلق؛ خص الشرك بعدم المغفرة، وعلق مادونه على المشيئة، فعلم أن الآية في حق من لقي الله على كبيرة أوما في حكمها، وهي الصغائر مع الإصرار عند كثير من أهل العلم. وقد رفض الشوكاني تنزيل الصغيرة حال الإصرار منزلة الكبيرة؛ لضعف دليل الجمهور على ذلك.
وذهبت المرجئة إلى أنه في حق من لقي الله على كبيرة إلا أنهم جوزوا أن يغفر الله لهم كلهم، أو يعذبهم كلهم! وهذا ليس بصحيح؛ لأن الآية صريحة في وقوع المغفرة لبعض دون بعض! وهذا مقتضى أحاديث الشفاعة المتواترة؛ فإنها صريحة في تعذيب بعض عصاة الموحدين. أما غلاتهم فإنهم يقطعون بالمغفرة للجميع؛ أي أنهم يسقطون وعيد الكبائر جملة!!
أما أهل السنة والجماعة فإنهم وإن حملوا الآية على من لقي الله على كبيرة فإنهم مع ذلك يقطعون بالمغفرة لبعض وإنفاذ الوعيد في بعض إلا أنهم تنازعوا فيمن ينفذ فيه العقاب هل هو معلوم بمقتضى النصوص أو أن النصوص لم تحدد الصنف الذي يعاقب منهم؟ اختار الجمهور الثاني، وردوا أمر أصحاب الكبائر لمحض المشيئة المبنية على الحكمة، فالله وحدة يعلم أهل فضله وأهل عدله. وذهب ابن حزم وابن القيم ومال إلى ذلك ابن تيمية إلى أن هذه الآية مفسرة ومقيدة بنصوص الموازنة؛ فمن رجحت كبائره بحسناته فهو الصنف الذي لابد أن يعاقب , وإن كان مآله بعد ذلك إلى الجنة. وقد عقد ابن القيم في طريق الهجرتين مبحثا خاصا في طبقات المكلفين في الآخرة؛ ثم ذكرهم طبقة طبقة، وأفرد هؤلاء بطبقة أهل المحنة والبلية، أي الفئة التي لابد أن تعذب من أصحاب الكبائر!
والظاهر والله أعلم أن آيات الموازنة لايصح أن تكون قيدا في هذه الآية؛ لأنها تجري على طريقة القرآن الغالبة في ذكر السعداء الخلص والأشقياء الخلص دون المخلطين أصحاب الشائبتين؛ قال تعالى {ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون}؛ وهذا الحكم لاينطبق على صاحب الكبيرة بإجماع أهل السنة؛ فإنهم مجمعون على أنه لايخلد في النار أحد من أهل التوحيد. ولهذه الآية نظائر معروفة. ومن أقوى مايشكل على هذا القول إثبات الشفاعة فيمن استحق النار من أهل الكبائر ألا يدخلها إلا أن ابن القيم ذكر في تهذيب معالم السنن أنه لم يظفر على هذا النوع بدليل صحيح أ. ه أما حديث {شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي}؛ فعام؛ فقد يكون قبل الدخول أو بعده. والذي ينبغي للحريص على دينه الحذر من الكبائر؛ فصاحبها في خطر وأي خطر! والعجيب أنك ترى كثيرا من الناس يأتون الكبائر، ولاينظرون إلا إلى أن أهلها تحت المشيئة، مع غفلة أو تغافل لما ورد في شأن الكبائر من القوارع والزواجر! واختم كلامي بأن الكبيرة هي كل ماورد فيه حد أو وعيد خاص؛ كاللعن، والغضب، والحرمان من الجنة، أو الدخول في النار. والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.(67/284)
صرخة من إندنوسيا: أنقذونا!!!
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 06:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بإختصار: كنت البارحة في حفل تكريم الدعاة الذي أقامه برنامج (تواصل , الجسد الواحد) وكان من ضمن الفقرات , فقرة تقديم الدعاة لأنفسم , وكان من ضمن الدعاة داعية من إندنوسيا , فكان من ضمن مقاله: إندنوسيا تتعرض لحملة شرسة من قبل الشيعة , وهم في حاجة ماسة لكتب وأشرطة باللغة الإندنوسية لتعريف الشعب الإندنوسي بحقيقة هؤلاء الرافضة وحقيقة دينهم الفاسد.
فهبوا يا أسود السنة لإنقاذ إخوانكم في إندنوسيا.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[26 - 11 - 10, 06:46 ص]ـ
والله أحزنتني يا أخي بهذا الخبر.
لكن برأيك ما السبل والوسائل الجيدة لصد هذا البلاء .. ؟
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[26 - 11 - 10, 07:07 ص]ـ
الله المستعان .. هبوا يا أسود السنة!!
لقد أسمعت لو ناديت حيًّا ولكن لاحياة لمن تنادي
وخصوصا ضد الرافضة لا أدري لماذا هذا الجبن من قِبَلِ بعض الناس ألقربهم منا حسًّا أم لشئ آخر .. لا أدري ..
وقد شنت هذه الطائفةُ الضالة المضلةُ الكافرةُ بالله تعالى المكذبةُ لكلامه المدعيةُ حبه وحب نبيه صلى الله عليه وسلم .. شنّت هجوماً على دولٍ كثيرة وخصت بهذا الهجوم الدول الضعيفة في الديانة والضعيفة من ناحية قرب أهل السنة منهم قصد تأسيس أصول لهم في شتّى أنحاء العالم ومع هذا لم يبق المسلمون في دولهم صامتين وإنما نادوا وصرخوا ولكن أين المُجيب .. وأين الناصر .. وأين المُعين .. كلُّ هذه الصرخات ستبين مدى حب أهل السنة لربهم حيث أمرهم بالتعاون على البر والتقوى وأعظم ذلك هو التعاون على رفع راية التوحيد في أرض الله الواسعة حيث أمرهم بالدعوة إليه {ادع إلى سبيل ربّك .. } الآيةَ .. حيث نهاهم عن الخلود إلى الأرض والركون إليها حين ينادي منادِ الله فقال {ياأيّها الذين ءآمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثّاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل}.
والحُجّة قائمةٌ ابتداءً على أهل العلم وطلاب العلم ثم عموم الناس يجاهدون بالدعوة إلى الله بأموالهم وأنفسهم ..
ولا أهدم بهذا اجتهاد المجتهدين ولكني أفتقد كثيراً ممن قامت عليهم الحجّة فلم يقوموا عفا الله عنّا ..
والله هو المعين الأول والآخر وهو المستعان ..
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 04:51 م]ـ
بالنسبة للكتب رغم توفرها على الشبكة أما مصورة وإما نصية إلا أن تصفح الكتاب المطبوع لا غنى عنه عند أغلب الناس.
لكن بالنسبة للاشرطة فلا يوجد عذر إلا توفر التمويل. فالاشرطة تقنية قديمة وشبه منتهية الان. والانترنت ملئ بالتسجيلات الصوتية والمرئية ونشرها بالتقنية الحديثة أقل كلفة وأقل جهدا وأقل وقتا من طريقة الاشرطة.
وإن احتيج الى الاشرطة كما في المناطق النائية فالنسخ من الانترنت ممكن بل ويسير يستطيع القيام به الفتيان والفتيات الان.
كنت أبحث عن بعض الحجج العقلية بخصوص الصوفية فوجدت لقاء مفيدا جدا مع مهتدي سني الان وشيعي سابق. لست مطلعا على مذهب الروافض لكن اللقاء مفيد جدا وقد بحثت عن التسجيل بالصوت فلم أجده. لكنه مفرغ لمن رغب في القراءة.
(صحوة الشيخ / حسين بن فارس الشيخ)
وأهل البدع يتميزون بشيئين:
1 - العقل كمصدر تشريع
2 - التقية!
فمن رغب في دعوتهم فينبغي له الاهتمام بهاتين النقطتين من ضمن ما يهتم به.
وهذا اقتباس ينطبق على الروافض:
جزاك الله خيرا .. لقد كانت لدي رغبة في عمل مثل هذا من قبل لكن لم تكن لدي القدرة الانية أو الوقت الكافي له.
لكن لا تزال لدي فكرة أخرى ويسعدني عرضها لعل أحد ما يقوم بها أو يطورها.
الفكرة هي في عمل مجموعة مقالات عن التصوف والصوفية كالتالي:
تعرف على الصوفية في 5 دقائق
تعرف على الصوفية في 10 دقائق
تعرف على الصوفية في نصف ساعة
تعرف على الصوفية في ساعة واحدة فقط
تعرف على الصوفية في يوم واحد فقط
يمكن أيضا عمل رسالة صغيرة بعنوان:
تعرف على الصوفية في أسبوع
ويخصص كل فصل (يوم!) لباب مهم من أبواب التصوف.
قاعدة:
أي عمل بدون عرض التقية الصوفية لن يكون له قيمة كبيرة سيكون عملا ناقصا!! وبناء قابلا للهدم!!
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 10:38 م]ـ
بارك الله فيكم يا أهل السنة , أرى أن افضل طريقة هي الذهاب إلى المكتب التعاوني لتوعية الجالية - كل حسب منطقته - والتواصل مع الدعاة الإندنوسيين بخصوص طريقة إرسال الكتب والأشرطة التي باللغة الإندنوسية لهم , وأظن أن لديهم خبرة بالموضوع.
أخي ماجد الخير في أمة محمد صلى الله عليه ووسلم باقي إلى يوم القيامة , فلا تياس.
بارك الله فيك أهي السلفي.
ـ[أبو معاذ عبدالله]ــــــــ[26 - 11 - 10, 10:51 م]ـ
اسأل الله أن لا يعلي لهم راية، وأن يجعل كيدهم في نحورهم، وكل من حارب القرآن والسنة المطهرة الصحيحة.
هذا رقم مكتب دعوة الجاليات بالبديعة في الرياض 096614330888، الاتصال بهم وطلب الداعية الإندنوسي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/285)
ـ[طويلبة شنقيطية]ــــــــ[26 - 11 - 10, 11:25 م]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
أستودع الله دين إخواننا المسلمين
أسأل الله أن يرد كيد الرافضة و أن يحفض المسلمين السنة
وأن يعيذهم من الابتداع بعد الاتباع [/ B]
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[27 - 11 - 10, 01:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه مواقع تناقش التشيع والشيعة وتبين بطلان عقائدهم - أفادني بها أحد المشايخ الأفاضل - جزاه الله خيرًا -:
http://www.sultan.org/shia.html
ومنها هذا الموقع الإندونيسي:
http://www.hakekat.com/
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[27 - 11 - 10, 09:49 م]ـ
أحسنتم وبارك الله فيكم
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 11:14 م]ـ
هل ترجمت كتب كشف الشبهات والأصول الثلاثة وكتاب التوحيد ونواقض الإسلام لباقي اللغات؟
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[29 - 11 - 10, 04:11 ص]ـ
حفظ الله إخواننا وسخر لهم من يعلمهم دينهم , وأن يغفر لنا عجزنا
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[29 - 11 - 10, 02:06 م]ـ
200000حاج تقريباً حج في هذا العام من إندنوسيا تخيل رحمك الله
لو أن كل حاج رجع بكتيب أو مطوية عن العقيدة كيف يكون الحال بعد سنوات قليلة
************************************************** *
يمر في هذه الايام حجاج من إندنوسيا تقريباً أكثر من 1000حاج يومياً على مسجد الجفالي بجدة من قبل صلاة العصر وحتى العشاء فاين أهل جدة عنهم
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[29 - 11 - 10, 02:58 م]ـ
http://www.islamhouse.com/
في هذا الموقع باللغة الاندونيسية
الكتب 151
والصوتيات51
والمقالات اكثر من 400
ـ[أبو أنس المسلم]ــــــــ[29 - 11 - 10, 06:18 م]ـ
إذا ما استطعنا الدعوة هناك، لا نبخل بريال واحد نطبع كتيب و عشر هلالات مطوية.
جزء الله الكاتب خيراً على هذا التنبيه.(67/286)
القول بخلق القرآن كفر، للشيخ عبد العزيز العبد اللطيف.
ـ[أبو غانم المروي]ــــــــ[27 - 11 - 10, 02:53 ص]ـ
لِمَ كان القول بخلق القرآن كفراً؟
حكى الإمام اللالكائي (ت 418هـ) مقالة السلف الصالح: أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأن من قال بخلقه فهو كافر، وأسندها إلى خمس مائة وخمسين إماماً، سوى الصحابة الأخيار - رضي الله عنهم (1) - ثم قال:
«ولو اشتغلتُ بنقل قول المحدِّثين لبلغتْ أسماؤهم ألوفاً كثيرة، لكني اختصرت وحذفت الأسانيد للاختصار، ونُقلَتْ عن هؤلاء عصراً بعد عصر لا ينكِر عليهم مُنكِر، ومن أنكر قولهم استتابوه، أو أمروا بقتله، أو نفيه، أو صلبه (2)».
والأدلة على كون القرآن كلام الله غير مخلوق أكثر من أن تُحصَر، ومن ذلك أن الله - تعالى - فرق بين الخلق والأمر في قوله - تعالى -: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [الأعراف: 45]؛ فالخلق خلق الله، والأمر: القرآن.
كما فرَّق - سبحانه - بين عِلْمه وخَلْقه، فقال - عز وجل -: {الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الإنسَانَ} [الرحمن: 1 - 3]؛ فالقرآن عِلمُه، والإنسان خَلْقُه؛ فعلمه - تعالى - غير مخلوق. قال - سبحانه -: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} [آل عمران: 16]؛ فالعلم هاهنا هو القرآن.
وفي حديث خولة بيت حكيم - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله "صلى الله عليه وسلم" يقول: «من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شرِّ ما خلق، لم يضرَّه شيء حتى يرحل من منزله ذلك (3)».
فلكمات الله غير مخلوقة؛ إذ لا يُشرَع الاستعاذة بمخلوق، وإنما يستعاذ بالله - تعالى - وبأسمائه وصفاته.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي "صلى الله عليه وسلم" قال: «فَضْل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه (4)»؛ فلو كان كلام الله مخلوقاً لم يكن فضل ما بينه وبين سائر الكلام كفضل الله على خلقه، وليس شيء من المخلوقين من التفاوت في فضل ما بينهما كما بين الله وبين خَلْقِه (5)».
فالقول بخلق القرآن كفر ظاهر؛ إذ هو تكذيب لنصوص الوحيين، وإلحاد في أسماء الله وصفاته، وتعطيل لما يحب الله - عز وجل - من الكمال، أفيقال بعد هذا: إن هذه المسألة ليست من أصول الدين (6)؟
أيُظَن أن السلف الصالح يكفِّرون ويغلِّظون على من خالفهم في مسألة فروعية؟
أيُظَن أن الإمام أحمد بن حنبل يُعرِّض نفسه للتلف لأجل مسألة يسوغ فيها الخلاف؟
فلقد كابد الإمام أحمد السجن أكثر من عامين، وتخلَّى عنه الناس، وتوالت عليه السياط، وعانى الضرب الشديد حتى تخلَّعت يداه، وتفاقمت جروحه، ومُنِع من صلاة الجمعة والجماعة ... أفيكون ذلك كله لأجل أمر اجتهادي؟ رحم الله الإمام علياً بنَ المدني؛ إذ يقول: «أعز الله الدين بالصدِّيق يوم الردة، وبأحمد يوم المحنة (8)»، بل قال بِشْر الحافي بشأن الذين أجابوا في المحنة: «وددت أن رؤوسهم خُضِّبت بدمائهم، وأنهم لم يجيبوا».
والمقصود أن القول بخلق القرآن من أشنع الزندقة وأخبثها، وقد أدرك سلفنا الصالح فداحة هذه الزندقة ومآلاتها، وبيَّنوا مناقضتها لأصول الإسلام؛ سواء في الدلائل أو المسائل:
فأما الدلائل: فإن القول بخلق القرآن باعثُه القياس الفاسد والعقل المريح؛ فهو تحاكم وتسليم لعلم الكلام والابتداع، وإعراض واعتراض على نصوص الوحيين (أصدق الكلام وخير الهدي (9)).
لقد أكمل الله - تعالى - لأمة الإسلام الدين وأتم عليهم النعمة: «فنحن نعلم أن كل حق يحتاج الناس إليه في أصول دينهم لا بد أن يكون مما بيَّنه الرسول "صلى الله عليه وسلم"؛ فكيف يجوز أن يترك الرسول أصول الدين التي لا يتم الإيمان إلا بها لا يبينها للناس؟
وهذا مما احتج به علماء السُّنة على من دعاهم إلى قول الجهمية القائلين بخلق القرآن، وقالوا: إن هذا لو كان من الدين الذي يجب الدعاء إليه لعرَّفه الرسول "صلى الله عليه وسلم"، ودعا أمته إليه ... فكل من دعا إلى شيء من الدين بلا أصل من كتاب الله وسُنة رسوله لقد دعا إلى بدعته وضلالته (10)».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/287)
وأما مناقضتها لأصول الإسلام في مسائله: فهي تنقض أصلَي شهادة لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله "صلى الله عليه وسلم"؛ فالقول بخلق القرآن تعطيل لرب العالمين - عز وجل - وطعن في الرسالة وإبطال للشرائع ... وهذا قد جاء مبيَّناً في آثار السلف الصالح؛ فقد قال الإمام عبد الله بن إدريس: من قال القرآن مخلوق فقد أمات من الله شيئاً (10).
«وقال الإمام أحمد بن حنبل: إذا زعموا أن القرآن مخلوق فقد زعموا أن أسماء الله مخلوقة.
فأجاب أحمد بأنهم وإن لم يقولوا بخلق أسمائه فقولهم يتضمن ذلك، ونحن لا نشك في ذلك حتى نقف فيه (11)».
وقال عبد الله بن أيوب المخرمي: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال: إنه مخلوق، فقد أبطل الصوم والحج والجهاد وفرائض الله (12)».
وقد أوجز ابن تيمية هذا الطعن في الشهادتين لدى القائلين بخلق القرآن؛ فقال: «وكان أهل العلم والإيمان قد عرفوا باطن زندقتهم ونفاقَهم، وأن المقصود بقولهم: إن القرآن مخلوق أن الله لا يكلم ولا يتكلَّم، ولا قال ولا يقول، وبهذا تتعطل سائر الصفات: من العلم والسمع والبصر وسائر ما جاءتْ به الكتب الإلهية، وفيه أيضاً قدح في نفس الرسالة؛ فإن الرسل إنما جاءت بتبليغ كلام الله، فإذا قُدِح في أن الله يتكلم كان ذلك قدحاً في رسالة المرسلين، فعلموا أن في باطن ما جاؤوا به قدحاً عظيماً في كثير من أصلَي الإسلام: شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمداً رسول الله (13)».
لقد كانت مقالة الأشاعرة في القرآن أقلَّ انحرافاً من مقالة المعتزلة؛ فإن المعتزلة يزعمون أن القرآن مخلوق لفظاً ومعنىً، وأما الأشاعرة فيجعلون القرآن هو المعنى القائم بذات الله، وأما الحروف والأصوات فهي دالة عليه، وهي مخلوقة. ومع ذلك فإن مقالة الأشاعرة قد آلت بالمتأخرين منهم إلى القول بأن المصحف ليس فيه إلا المداد والورق، فامتهنوا القرآن وداسوه بأرجلهم (14).
وأخيراً فإن المتعين الرسوخ في فقه هذه المسألة الجليلة، وإظهارها بين الخلائق، وبيان عمق علم السلف، وحِدَّة أفهامهم، ودرايتهم بمآلات الأقوال ولوازمها، خلافاً لمن تنكَّب سبيلهم فهوَّن من شأن هذه المسألة، وخاض فيها بالباطل، وانتقص أهل السُّنة، فجمع بين الجهل والظلم، فلا عِلْم مصدَّق ولا عدل محقَّق. وبالله التوفيق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ?انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي: 2/ 312، 2/ 216 - 312.
[2] ?المرجع السابق: 2/ 312.
[3] ?أخرجه مسلم.
[4] ?أخرجه أحمد: 3/ 390، وأبو داود: (4734)، والترمذي: (2925) وصححه.
[5] ?انظر: الرد على الجهمية لعثمان الدارمي: ص 162.
[6] ?قالها بعض الذين أُشربوا البدعة كالمقبلي في العلم الشامخ، وأبي غدة في مسألة خلق القرآن، وتبعهم بعض متسننة هذا العصر، أرباب الترنح والتلفيق.
انظر في الرد عليهم: رسالة تنبيه الإخوان، لحمود التويجري، والمحنة وأثرها في منهج الإمام أحمد، لعبد الله الفوزان.
[7] ?طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى: 1/ 28.
[8] ?انظر: الأشاعرة عرض ونقد لسفر الحوالي: ص 64 - 66.
[9] ?الدرء لابن تيمية: 1/ 233 - 234 = باختصار.
[10] ?أخرجه ابن بطة في الإبانة (الرد على الجهمية): 2/ 44.
[11] ?التسعينية: 2/ 577 - 581.
[12] ?أخرجه ابن بطة في الإبانة (الرد على الجهمية): 1/ 352.
[13] ?بيان تلبيس الجهمية: 3/ 518 - 519، وانظر: شرح الأصفهانية (ت: مخلوف): ص 60، ومجموع الفتاوى: 12/ 7.
[14] ?انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية: 8/ 425.
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[27 - 11 - 10, 12:22 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو غانم المروي]ــــــــ[27 - 11 - 10, 01:12 م]ـ
جزاك الله خيرا
وإياك أخي العزيز.
ـ[أبو عبدالله العنبري التميمي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 02:40 م]ـ
حفظ الله الشيخ وثبته على الحق
بارك الله فيك
ـ[أبو غانم المروي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 11:01 م]ـ
آمين. وفيك بارك الله.(67/288)
إعانة المحتاج من كتاب المنهاج
ـ[ابوعامر الحربي]ــــــــ[27 - 11 - 10, 08:16 ص]ـ
http://www.mezan.net/forum/salam/1.gif
قال شيخ الإسلام رحمه الله: ولهذا أمرنا الله أن نقول في صلاتنا:} اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فالضال الذي لم يعرف الحق كالنصارى، والمغضوب عليه الغاوي الذي يعرف الحق ويعمل بخلافه كاليهود. والصراط المستقيم يتضمن معرفة الحق والعمل به، كما في الدعاء المأثور: اللهم أرني الحق حقاً ووفقني لاتباعه، وأرني الباطل باطلاً ووفقني لاجتنابه، ولا تجعله مشتبهاً علي فاتبع الهوى. ص 19 جـ (1)
س1 - ما قول شيخ الإسلام ابن تيمية في الرافضة؟
ج1 - هم أعظم ذوي الأهواء جهلاً وظلماً، يعادون خيار أولياء الله تعالى، من بعد النبيين، من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان – رضي الله عنهم ورضوا عنه – ويوالون الكفار والمنافقين من اليهود والنصارى والمشركين وأصناف الملحدين، كالنصيرية والإسماعيلية، وغيرهم من الضالين. ص 20 جـ (1)
س2 - هل هم متعاونون مع اليهود؟
ج2 - معاونتهم لليهود أمرٌ شهير. ص 21جـ (1)
س3 - يدعي البعض أنّ قلوبهم طيبة، ما قولكم؟
ج3 - من أعظم خُبث القلوب أن يكون في قلب العبد غلٌ لخيار المؤمنين وسادات أولياء الله بعد النبيين. ص 22 ج (1)
س4 - متى أطلق عليهم لقب الرافضة، ولماذا، ومن أطلقه؟
ج4 - من زمن خروج زيد افترقت الشيعة إلى رافضة وزيدية، فإنه لما سئل عن أبي بكر وعمر فترحم عليهما، رفضه قوم فقال لهم: رفضتموني. فسُمّوا رافضة لرفضهم إياه، وسُمّي من لم يرفضه من الشيعة زيدياً لانتسابهم إليه. ص 35 جـ (1)
س5 - ممن يتبرأ الرافضة؟
ج5 - يتبرءون من سائر أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلاّ نفراً قليلاً نحو بضعة عشر. ص 39 (1)
س6 - لماذا يكثر فيهم الكذب والجهل؟
ج6 - لما كان أصل مذهبهم مستند إلى جهل، كانوا أكثر الطوائف كذباً وجهلاً. ص 57 جـ (1).
س7 - بماذا امتاز الروافض؟
ج7 - اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد، على أنّ الرافضة أكذب الطوائف، والكذب فيهم قديم، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب. ص 59 جـ (1)
س8 - هل صحيح أنهم يقدسون الكذب والخداع وماذا يسمونه؟
ج8 يقولون , ديننا التّقيّة وهو: أن يقول أحدهم بلسانه خلاف ما في قلبه، وهذا هو الكذب والنفاق. ص 68 جـ (1).
س9 - ما هو موقف الرافضة من ولاة أمور المسلمين؟
ج9 - هم أعظم الناس مخالفة لولاة الأمور، وأبعد الناس عن طاعتهم إلاّ كرها. ص 111 جـ (1).
س10 - كيف تنظرون إلى أعمالهم؟
ج10 - أيُ سعي أضلُ من سعي من يتعب التعب الطويل، ويُكثر القال والقيل، ويفارق جماعة المسلمين، ويلعن السابقين والتابعين، ويعاون الكفار والمنافقين، ويحتال بأنواع الحيل، ويسلك ما أمكنه من السّبل، ويعتضد بشهود الزور، ويدلّي أتّباعه بحبل الغرور. ص 121 جـ (1)
س11 - إلى أي حدٍ بلغ الغلو عندهم فيمن زعموا أنهم أئمة لهم؟
ج11 - اتخذوهم أرباباً من دون الله. ص 474 جـ (1 (
س12 - هل الروافض من عبّاد القبور؟
ج12 - صنف شيخهم ابن النعمان كتاباً سمّاه مناسك المشاهد، جعل قبور المخلوقين تُحجُ كما تحج الكعبة. ص 476 جـ (1 (
س13 - هل من أصولهم الكذب والنفاق؟
ج13 - أخبر الله تعالى عن المنافقين أنّهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم والرافضة تجعل ذلك من أصول دينها وتسميه التّقيّة، وتحكي هذا عن أئمة أهل البيت الذين برأهم الله عن ذلك، حتى يحكوا ذلك عن جعفر الصادق أنه قال: التقية ديني ودين آبائي. وقد نزّه الله المؤمنين من أهل البيت وغيرهم عن ذلك، بل كانوا من أعظم الناس صدقاً وتحقيقاً للإيمان، وكان دينهم التقوى لا التقية. ص 46 ج (2 (
س14 - في أي أصناف الناس يوجد الرافضة؟
ج14 - أكثر ما تجد الرافضة: إمّا في الزنادقة المنافقين الملحدين، وإمّا في جهال ليس لهم علم بالمنقولات ولا بالمعقولات. ص 81 ج (2).
س15 - هل عند الرافضة زهد وجهاد إسلامي صحيح؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/289)
ج15 - حُبّهم للدنيا وحرصهم عليها ظاهر، ولهذا كاتبوا الحسين – رضي الله عنه – فلما أرسل إليهم ابن عمه ثم قدم بنفسه، غدروا به وباعوا الآخرة بالدنيا، وأسلموه إلى عدوه، وقاتلوا مع عدوه، فأي زهد عند هؤلاء وأي جهاد عندهم، وقد ذاق منهم علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – من الكاسات المرّة ما لا يعلمه إلاّ الله، حتّى دعا عليهم فقال: اللهم إني سئمتهم
وسئموني، فأبدلني بهم خيراً منهم، وأبدلهم بي شراً مني. ص 90 - 91 جـ (2).
س16 - هل هم من الضالين؟
ج16 - هل يوجد أضلّ من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ويوالون الكفار والمنافقين. ص 374 جـ (3)
س17 - ما موقفهم من المنكرات؟
ج17 - هم غالباً لا يتناهون عن منكر فعلوه، بل ديارهم أكثر البلاد منكراً من الظلم والفواحش وغير ذلك. ص 376 جـ (3)
س18 - ما موقفهم من الكفار؟
ج18 - هم دائماً يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم. ص 378 جـ (3).
س19 - ماذا أدخلوا في دين الله؟
ج19 - أدخلوا في دين الله من الكذب على رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ما لم يكذبه غيرهم، وردوا من الصدق ما لم يرده غيرهم، وحّرفوا القرآن تحريفاً لم يحرفه غيرهم. ص 404 جـ (3).
س20 - دعوى الرافضة متابعتهم لإجماع أهل البيت ما مدى صحتها؟
ج20 - لا ريب أنهم متفقون على مخالفة إجماع العترة النبوية، مع مخالفة إجماع الصحابة، فإنه لم يكن في العترة النبوية – بنو هاشم – على عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي – رضي الله عنهم – من يقول بإمامة الاثني عشر، ولا بعصمة أحد بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – ولا بكفر الخلفاء الثلاثة، بل ولا من يطعن في إمامتهم، بل ولا من ينكر الصفات، ولا من يكذب بالقدر. ص 406 - 407 جـ (3 (
س21 - نرغب في ذكركم لبعض الصفات الخاصة بطائفتهم؟
ج21 - الكذب فيهم،والتكذيب بالحق، وفرط الجهل، والتصديق بالمحالات وقلة العقل، والغلو في اتّباع الأهواء، والتعلق بالمجهولات، لا يوجد مثله في طائفة أخرى. ص 435 جـ (3)
س22 - لماذا يطعنون في الصحابة؟
ج22 - الرافضة يطعنون في الصحابة ونقلِهِم، وباطنُ أمرهم: الطعن في الرسالة. ص 463 جـ (3)
س23 - من الذي يوجّه الشيعة؟
ج 23 - الشيعة ليس لهم أئمة يباشرونهم بالخطاب، إلاّ شيوخهم الذين يأكلون أموالهم بالباطل، ويصدونهم عن سبيل الله. ص 488 جـ (3)
س24 - بماذا يأمُرُ شيوخُ الرافضة أتباعهم؟
ج24 - يأمرونهم بالإشراك بالله، وعبادة غير الله، ويصدونهم عن سبيل الله فيخرجون عن حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإنّ حقيقة التوحيد أن نعبد الله وحده، فلا يُدعى إلا هو، ولا يُخشى إلا هو، ولا يُتّقى إلا هو، ولا يُتوكل إلا عليه، ولا يكون الدين إلاّ له، لا لأحدٍ من الخلق، وأن لا نتخذ الملائكة والنبيين أرباباً، فكيف بالأئمة والشيوخ والعلماء والملوك وغيرهم. ص490 جـ (3)
س25 - ما حالهم مع الشهادة؟
ج25 - الرافضة إن شهدوا: شهدوا بما لا يعلمون، أو شهدوا بالزور الذي يعلمون أنه كذب، فهم كما قال الشافعي – رحمه الله –: ما رأيت قوماً أشهد بالزور من الرافضة. ص 502 جـ (3).
يتبع ان شاء الله ..
http://www.al-imama.net/vb/islame/images/he_03.gif
http://www.amazingupload.info/upload/images/97934870years.gif
http://img512.imageshack.us/img512/5930/dgk45037yl1.jpg(67/290)
بماذا نوجه قول من قال إن ابن تيمية يأتي بتفريعات لم يأت بها السلف
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[27 - 11 - 10, 12:12 م]ـ
هذه الكلمة سمعتها من رجل لاأحسبه إلا يحب ابن تيمية لكني لم أوافقه عليها
وقلت هذه التفريعات التي يأتي بها ابن تيمية رحمه الله إن دلت لفلإنما تدل على تبحره في صنوف العلم وما أتى به من علوم الكلام إنما جاء به في الرد على المتكلمين
أريد ردودكم بارك الله فيكم
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[29 - 11 - 10, 02:07 م]ـ
هل من مفيد
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[29 - 11 - 10, 03:25 م]ـ
أرى والله أعلم بالإضافة إلى ما ذكرتَ أخي المُبجّل من تبحّرِ شيخ الإسلام في أصناف العلوم، فإنّ هذا التوسّع ـ خاصّةً في الرَّد على الفِرق ـ مما اقتضاه الحال.
ولمّا كان المتكلمون والفلاسفة كثيرو التوسّع والاعتراض والرّد على أمور الشرع والأصول، نتيجة الاعتماد على المُعارض العقلي ـ القاصر ـ، وغيرها من شبههم الجمّة، جاءوا بتأويلات وتحريفات لنصوص الشرع ما لم يأتِ بها غيرهم، اقتضى هذا الرد عليهم وإلجامهم، ورميهم بدائهم، وقلب استشهادهم ضدهم، وهذة ميزةٌ لشيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ.
وعصرالسلف لم يحصل فيه ما حصلَ في العصور المتأخرة، من الترجمة للفلسفة وغيرها.
فتوجيهك صائبٌ، وفي محله ..
هذا رأيي، والله أعلم ..(67/291)
الدليل على أن ابن كثير لم يكن أشعريّا
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[27 - 11 - 10, 01:33 م]ـ
السلام عليكم
الدليل في أقوال ابن كثير رحمه الله في كتابيه "طبقات الشافعيين" و"البداية والنهاية":
1. قال رحمه الله في "طبقات الشافعيين" في ترجمة أبي الحسن الأشعري:
(قلتُ: ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري، رحمه الله، ثلاثة أحوال، أولها: حال الاعتزال، التي رجع عنها لا محالة، والحال الثاني: إثبات الصفات العقلية السبعة، وهي: الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام، وتأويل الخبرية كالوجه، واليدين، والقدم، والساق، ونحو ذلك، والحال الثالثة: إثبات ذلك كله من غير تكييف، ولا تشبيه، جريا على منوال السلف، وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخرا، وشرحه القاضي الباقلاني، ونقلها أبو القاسم ابن عساكر، وهي التي مال إليها الباقلاني، وإمام الحرمين، وغيرهما من أئمة الأصحاب المتقدمين، في أواخر أقوالهم، والله أعلم.)
أ - قوله: (الحال الثالث: إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه) يعني بـ"كله": الصفات التي ذكرها في الحال الثانية؛ العقلية والخبرية.
فإن قال قائل: قصد ابن كثير بذلك تفويض المعنى، أي أنهم فوضوا معاني تلك الصفات.
الجواب: إذا كان قصده تفويض المعنى فسيلزم من ذلك أنه يقول بتفويض معنى الصفات العقلية أيضا، حيث أنه قال "إثبات ذلك كله ... " فلم يستثني شيئا، فيشمل العقلية أيضا، ولم يفرق بينهما في طريقة الإثبات. فإما أن تقولوا بأن مقصوده هو إثبتها كلها على ظاهرها، أو إثباتها كلها إثبات لفظ فقط، مع تفويض معناها.
ومما يؤكد ما قلته في مقصود بـ"كله"، قوله في موضع آخر في "طبقات الشافعيين":
((قلتُ: أما طريقة الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري في الصفات بعد أن رجع عن الاعتزال، بل وبعد أن قدم بغداد، وأخذ عن أصحاب الحديث كزكريا الساجي وغيره، فإنها من أصح الطرق وللمذهب، فإنه يثبت الصفات العقلية والخبرية، ولا ينكر منها شيئًا، ولا يكيف منها شيئًا، وهذه طريقة السلف والأئمة من أهل السنة والجماعة، حشرنا الله في زمرتهم وأماتنا على اتباعهم ومحبتهم، إنه سميع الدعاء جواد كريم.))
فقال بأن الأشعري أثبت الصفات العقلية والخبرية، وقد ذكر في الموضع الذي قبله بأن الخبرية تشمل صفة الوجه واليدين .. إلخ.
ولاحظ أن ابن كثير رحمه الله ذكر مع الصفات الخبرية: "القدم" و"الساق"، وهي من الصفات التي لا يثبتها الأشاعرة لا قديما ولا حديثا، بخلاف الوجه واليدين والعينين، فإن الأشاعرة المتقدمين يثبتونها على ظاهرها كما قال الجويني في "الإرشاد"، أما القدم والساق فيأولونها.
قال الجويني رحمه الله في "الإرشاد" (ص155 و157 - 158):
(ذهب بعض أئمتنا إلى أن اليدين، والعينين، والوجه، صفات ثابتة للرب تعالى، والسبيل إلى إثباتها السمع دون قضية العقل، والذي يصح عندنا: حمل اليدين على القدرة، وحمل اليمين على
البصر، وحمل الوجه على الوجود. ومن أثبت هذه الصفات السمعية وصار إلى أنها زائدة على ما دلت عليه دلالات العقول ... ومن سلك من أصحابنا سبيل إثبات هذه الصفات بظواهر هذه الآيات، ألزمه سوق كلامه أن يجعل الاستواء والمجيء والنزول والجنب من الصفات تمسكا بالظاهر، فإن ساغ تأويلها فما يتفق عليه، لم يبعد أيضا طريق التأويل فيما ذكرناه.)
ب - قوله: (وهي طريقته في الإبانة ... وهي التي مال إليها الباقلاني وإمام الحرمين ... في أواخر أقوالهم ... )؛ قوله" (في أواخر أقوالهم) دليل على أنه قصد غير عقيدة الأشاعرة اليوم،
حيث أن الجويني رحمه الله كان في حياته على عقيدة أشاعرة اليوم، والعقيدة التي ذُكرت عنه في آخر حياته ليست هي عقيدة الأشاعرة، ولو كان ابن كثير رحمه الله يقصد بها عقيدة الأشاعرة لما قيدها بـ"آخر حياتهم".
وهذا يوضح مقصود ابن كثير رحمه الله من قوله بأنه "أشعري" فيما رُوي عنه - إن صح عنه-:
"ومن نوادره أنه وقع بينه وبين عماد الدين ابن كثير منازعة في تدريس الناس فقال له ابن كثير: "أنت تكرهني لأنني أشعري"، فقال له: لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في
قولك أنك أشعري وشيخك ابن تيمية."
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/292)
يقصد بذلك أنه على اعتقاد الأشعري في المرحلة الأخيرة من حياته عندما رجع إلى عقيدة السلف الصالح، والتي ذكرها في طبقات الشافعيين في الحالة الثالثة للأشعري.
2. مما يؤكد أن ابن كثير رحمه الله مُخالف لعقيدة الأشاعرة إثباته لصفة الخُلّة على الحقيقة، قال رحمه الله في "البداية والنهاية" (1/ 390):
({اجتباه} أي اختاره الله لنفسه واصطفاه لرسالته واتخذه خليلا وجمع له بين خيري الدنيا والآخرة وقال تعالى: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا} [النساء: 125]. يرغب تعالى في اتباع إبراهيم عليه السلام لانه كان على الدين القويم والصراط المستقيم. وقد قام بجميع ما أمره به ربه، ومدحه تعالى بذلك فقال: (وابراهيم الذي وفى) [النجم - 27]
ولهذا اتخذه الله خليلا والخلة هي: غاية المحبة كما قال بعضهم.
قد تخللت مسلك الروح مني * وبذا سمي الخليل خليلا
وهكذا نال هذه المنزلة خاتم الانبياء وسيد الرسل محمد صلوات الله وسلامه عليه كما ثبت في الصحيحين وغيرهما).
فالأشاعرة لا يثبتون خلة حقيقية لله عز وجل، ويقولون بأن خلة الله للعبد: نصره إياه، أو غير ذلك من التأويلات.
3. وكلامه الآتي أيضا دليل على أنه ليس بأشعري:
قال في "البداية والنهاية" (10/ 298):
ذكر أول المحنة والفتنة في هذه السنة كتب المأمون إلى نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره أن يمتحن القضاة والمحدثين بالقول بخلق القرآن وأن يرسل إليه جماعة منهم، وكتب إليه يستحثه في كتاب مطول وكتب غيره قد سردها ابن جرير كلها، ومضمونها الاحتجاج على أن القرآن محدث وكل محدث مخلوق، وهذا احتجاج لا يوافقه عليه كثير من المتكلمين فضلا
عن المحدثين، فإن القائلين بأن الله تعالى تقوم به الافعال الاختيارية لا يقولون بأن فعله تعالى القائم بذاته المقدسة مخلوق، بل لم يكن مخلوقا، بل يقولون هو محدث وليس بمخلوق، بل هو
كلام الله القائم بذاته المقدسة، وما كان قائما بذاته لا يكون مخلوقا، وقد قال الله تعالى (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) [الانبياء: 2] وقال تعالى (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا
للملائكة اسجدوا لآدم) [الاعراف: 11] فالامر بالسجود صدر منه بعد خلق آدم، فالكلام القائم بالذات ليس مخلوقا، وهذا له موضع آخر.
وقد صنف البخاري كتابا في هذا المعنى سماه خلق أفعال العباد.)
وما في كتاب "خلق أفعال العباد" في صفة الكلام لله عز وجل مُخالف لعقيدة الأشاعرة.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[27 - 11 - 10, 04:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وهذا يوضح مقصود ابن كثير رحمه الله من قوله بأنه "أشعري" فيما رُوي عنه - إن صح عنه-:
"ومن نوادره أنه وقع بينه وبين عماد الدين ابن كثير منازعة في تدريس الناس فقال له ابن كثير: "أنت تكرهني لأنني أشعري"، فقال له: لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في
قولك أنك أشعري وشيخك ابن تيمية."
يقصد بذلك أنه على اعتقاد الأشعري في المرحلة الأخيرة من حياته عندما رجع إلى عقيدة السلف الصالح، والتي ذكرها في طبقات الشافعيين في الحالة الثالثة للأشعري.
الباقلاني - وهو إمام أشعري - كان ينتسب إلى إمام أهل السنة الإمام أحمد رحمه الله فهل كان حنبليا أثريا!
وهذه مشاركة من الاخ العاصمي من الجزائر:
يقول الدكتور خالد بن علال الكبير (( ... وثانيا إنه كانت هناك تأثيرات فكرية متبادلة، بين بعض متكلمي الحنابلة و متكلمي الأشاعرة، في مجال أصول الدين، و كانت لأسرة التميميين الحنبلية، أقوال متقاربة مع أقوال أبي بكر الباقلاني،، الذي كان يكتب في بعض جواباته اسمه هكذا: محمد بن الطيب الحنبلي، و قد يكتبه هكذا: محمد بن الطيب الأشعري. و كان الحنبليان البغداديان أبو بكر غلام الخلال،و أبو الحسن التميمي يعدان أبا الحسن الأشعري من متكلمة أهل السنة الموافقين لمذهب السلف في الجملة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/293)
و ثالثا إن الأشاعرة الأوائل احتموا و تستروا بانتسابهم للحنابلة، و إظهار موافقتهم لمذهبهم –أي لمذهب الحنابلة-، و في هذا الشأن يقول شيخ الشافعية أبو إسحاق الشيرازي (ت476ه): ((إنما نفقت الأشعرية عند الناس بانتسابهم إلى الحنابلة))؛ و كان الباقلاني يكتب في بعض جواباته: محمد بن الطيب الحنبلي، و عندما رُفع أمره إلى الخليفة القادر بالله، و ضاق عليه الحال، تستر بالانتساب إلى الإمام أحمد بن حنبل، و أظهر موافقته له،و كان –أي الباقلاني- أحيإا ينتسب إلى الأئمة الثلاثة: مالك و الشافعي و احمد)) انتهى النقل عن كتاب الأزمة العقيدية بين الأشاعرة و أهل الحديث - خلال القرنين:5 - 6 الهجريين- مظاهرها، آثارها، أسبابها، و الحلول المقترحة لها
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=3797
فمعروف سطوة الاشاعرة والقبوريين في عصر ابن تيمية وابن كثير
ومن شواهد التاريخ:وشاية وعداء الصوفية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فقد قال القاضي مخلوف الصوفي القبوري والاشعري: (ما رأيت كريماً واسع الصدر مثل ابن تيمية فقد أثرنا الدولة ضده، ولكنه عفا عنا بعد المقدرة، حتى دافع عن أنفسنا وقام بحمايتنا، حرضنا عليه فلم نقدر عليه، وقدر علينا فصفح عنا وحاجج عنا)
وحكى ابن كثير في البداية:
"وكان للشيخ تقي الدين من الفقهاء جماعة يحسدونه لتقدمه عند الدولة وانفراده بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطاعة الناس له ومحبتهم له وكثرة أتباعه وقيامه في الحق وعلمه وعمله ثم وقع بدمشق خبط كثير وتشويش بسبب غيبة نائب السلطنة وطلب القاضي جماعة من أصحاب الشيخ وعزر بعضهم ثم اتفق ان الشيخ جمال الدين المزي الحافظ قرأ فصلا بالرد على الجهمية من كتاب أفعال العباد للبخاري تحت قبة النسر بعد قراءة ميعاد البخاري بسبب الاستسقاء فغضب بعض الفقهاء الحاضرين وشكاه إلى القاضي الشافعي ابن صصرى وكان عدو الشيخ فسجن المزي فبلغ الشيخ تقي الدين فتألم لذلك وذهب إلى السجن فأخرجه منه بنفسه وراح إلى القصر فوجد القاضي هنالك فتقاولا بسبب الشيخ جمال الدين المزي فحلف ابن صصرى لا بد أن يعيده إلى السجن وإلا عزل نفسه فأمر النائب باعادته تطييبا لقلب القاضي فحبسه عنده في القوصية أياما ثم أطلقه ولما قدم نائب السلطنة ذكر له الشيخ تقي الدين ما جرى في حقه وحق اصحابه في غيبته فتألم النائب لذلك ونادى في البلد أن لا يتكلم احد في العقائد ومن عاد إلى تلك حل ماله ودمه ورتبت داره وحانوته فسكنت الامور" ا. هـ منقولا
وفي محن ابن تيمية و المزي عبرة لابن كثير رحمهم الله تعالى!!!
أفيجوز للباقلاني - وهو خلاف الواقع * - ولا يجوز لابن كثير مع حكاية ابن كثير لتوبة الاشعري في الطور الثالث!!
* قال الامام الحافظ أبو نصر السجزي في رسالته إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت:
((وفي ضمن هذا إخفاء المذهب عن قوم وإظهاره لآخرين وهذا شبيه بالزندقة وبهذا الفعل منهم دخل كثير من العوام والمبتدئين في مذهبهم لأنهم يظهرون له الموافقة في الأول ويكذبون بما ينسب إليهم حتى يصطادوه فإذا وقع جروه قليلاً قليلاً حتى ينسلخ من السنة.
وكان أبو بكر الباقلاني من أكثرهم استعمالاً لهذه الطريقة وقد وشح كتبه بمدح أصحاب الحديث واستدل على الأقاويل بالأحاديث في الظاهر وأكثر الثناء على أحمد بن حنبل رحمة الله عليه وأشار في رسائل له إلى أنه كان يعرف الكلام وأنه لا خلاف بين أحمد والأشعري وهذا من رقة الدين وقلة الحياء.)) ا. هـ
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 06:39 ص]ـ
هذا رد وجدته للاخ موسى الكاظم يرد فيه على بعض القبوريين المتمشعرة أنقل بحرفه الشاهد منه:
((ما نقله الحافظ ابن حجر عن ابن كثير، فهو قال (ومن نوادره) ..... فهل تعتبر أنت النوادر حقيقة؟؟
ثم لو تعاملنا على هذه النوادر بمقاييس أهل الأثر، لتهاوت ولأصبحت عديمة القيمة، لأن ابن حجر لم يذكر من الذي حكى له هذه النوادر،، فمن حكاها له؟؟ لم يذكر ابن حجر
إذن فالخبر منقطع،!
ولا يصح الإعتداد به كما هو معلوم
وإذا افترضنا جدلا أنها صحيحة
فكلمة (نوادر) توحي بالفكاهة والمزاح، فكثيرا ما يحكي لنا بعض النوادر كانت مملؤة بالمزاح وليست الحقيقة، مثل الجاحظ عندما شحن كتابه (البخلاء) بالنوادر وغيرها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/294)
ودليل ذلك قول نجل ابن القيم: (لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك)
وأنا أقول: ما علاقة شعر الجسد بمذهب الأشاعرة؟؟؟ إلا أن يكون الأمر مجرد مزاحا لا أكثر ولا أقل!!
ثانيا:
سوف أنقل لك من كتب ابن كثير الدليل على سلفيته مما لا يدع مجالا للشك:
يقول ابن كثير في رسالته العقائد: ((فإذا نطق الكتاب العزيز و وردت الأخبار الصحيحة بإثبات السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة والعظمة والمشيئة والإرادة والقول والكلام والرضى والسخط والحب والبغض والفرح والضحك: وجب اعتقاد حقيقته، من غير تشبيه بشي من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين، والانتهاء إلى ما قاله الله سبحانه وتعالى ورسوله من غير إضافة ولا زيادة عليه، ولا تكييف له، ولا تشبيه، ولا تحريف، ولا تبديل، ولا تغيير، ولا إزالة لفظه عما تعرفه العرب وتصرفه عليه، والإمساك عما سوى ذلك) اهـ
ثالثا (والأهم):
ثم تأمل موقفه من ما حصل بين ابن تيمية والأشعرية في عصره - -تعرف مع أي جماعة هو، أنظر قوله:
((وبحثوا في "الحموية" وناقشوه في أماكن منها، فأجاب عنها بما أسكتهم بعد كلام كثير)) أسكت من؟ أسكت الأشعرية.!!
ويقول عن مناظرة شيخ الإسلام لهم في الواسطية: ((وقرئت عقيدة الشيخ تقي الدين "الواسطية" .. وحضر الشيخ صفي الدين الهندي، وتكلم مع الشيخ تقي الدين كلاماً كثيرا، لكن ساقيته لاطمت بحرا!!))
وقال أيضا ((وكتبوا في حقه-أي الآملي- محاضر بأشياء قادحة في الدين فرسم بصرفه عنهم وعومل بنظير ما كان يعامل به الناس، ومن جملة ذلك: قيامه على شيخالإسلام ابن تيميه، وافتراؤه عليه الكذب مع جهله وقله ورعه، فعجل الله له هذا الجزاء على يد أصحابه وأصدقائه جزاءً وفاقا))
من الذي إفترى، ومن الذي افتري عليه؟؟ لا تعليق!
طيب،، ما موقف ابن كثير من كتب أهل السنة (كتب التجسيم والحشو) كما تقولون عنها:
يقول ابن كثير في ترجمة ابن أبي عاصم حين قال: ((أبو بكر بن أبي عاصم صاحب السنة والمصنفات وهو: أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك ابن النبيل، له مصنفات في الحديث كثيرة، منها كتاب السنة في أحاديث الصفاتعلىطريق السلف))
علما بأن كتاب السنة لأبن أبي عاصم هذا فيه (باب) ((باب ذكر الكلام والصوت)
وقال في1/ 352وأخبار النزول دالة على أنه في السماء دون الأرض))
يقول ابن كثير معلقا على قول الذهبي (وللدارمي كتاب في الرد على الجهمية سمعناه وكتاب في الرد على بشر المريسي سمعناه، قلت-القائل ابن كثير-: ووقع لي سماعهما أيضاً ولله الحمدوالمنة)) فتأمل لو وقع لأشعري سماعهما هل سيقول ما قاله ابن كثير أم سيقع مصعوقاً من طحن الدارمي لمذهبه؟؟)) ا. هـ
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 08:43 ص]ـ
وهذا آخر
والجواب أن يقال:
أولاً: يقال اثبت العرش ثم انقش وهذا الكلام لا يثبت فقول ابن حجر ((من نوادره)) إلخ بلاغ غير متصل فلا يثبت عنه-مستفاد من أخي ابن وهب في الرد رقم6 -
ثانياً: هب أننا سلمنا بصحة العبارة فهي لا تنفعهم، فالخصوم -بل عامة العقلاء- على التسليم بأنه لو قال شخص -على سبيل المثال-أنا "سني" ورددها مراراً وكتبها في كتبه ونشرها بين الناس وهو مع ذلك يكفر الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم ويقول بنفي الصفات كلها وينفي الرؤية والعلو ونحو هذا، لم يفده هذا الزعم شيئا، لماذا؟ لأن مذهب أهل السنة له قواعد وأصول معروفة ومسائل مشهورة فليس الأمر مجرد لفظة تقال! ولو قالها مبتدع لفظاً ونقضها قولاً وعملا لم يفده هذا الزعم الكاذب شيئا!
الآن إن فهمنا هذا فللنظر في مسألتنا ولنجب على هذه الأسئلة بإنصاف:
هل قرر ابن كثير رحمه الله قط في كتبه ما يقرره الأشاعرة في عقائدهم المطولة والمختصرة من أن الله ليس فوق العرش ولا تحته ولا فوق السموات ولا داخل العالم ولا خارجه لا متصل ولا منفصل، لا يقرب منه شيء ولا ترفع إليه الأيدي ولا تتوجه له القلوب بالعلو كما فطرها الله عز وجل، وأن القرآن العربي مخلوق -عند التعليم فقط! - ولا يكلم ولا يتكلم ولا نادى ولا ينادي بل ولا يقوم به فعل البتة بل ما يضاف إليه جل وعلا من ذلك فإنما يعود معناه إلى أمر مخلوق منفصل عنه!!، وأن صفاته سبعة أو ثمانية والبقية تتأول أو تفوض نصوصها!!، وأن الله قد يفعل لا لحكمة، وأنه يجوز أن يفعل كل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/295)
مقدور لا ينزهونه عن شيء منه، فلو قدر رجلان "أحدهما مؤمن عالم عادل وصالح مصلح، والآخر مشرك كافر وجاهل ظالم وكاذب مفسد، ثم قدر أن ذلك المؤمن عوقب في الدنيا والآخرة، فأذل في الدنيا وقهر وأهلك ثم جعل في الآخرة في قعر جهنم خالداً مخلداً أبد الآبدين معذباً في النار وذلك الكافر الظالم أكرم في الدنيا والآخرة وجعل في الفردوس الأعلى أبد الآبدين!!! " كان هذا غاية العدل والرحمة عندهم!!، وأن ذات العبد محل لفعل الله فحسب فليس العبد هو الفاعل حقيقة ولا لقدرته تأثير في فعله بل هو مجرد محل!!، وان الإيمان مجرد تصديق القلب ومعرفته!! الخ الخ وهذا كله من اعتقاداتهم المعروفة التي عليها جمهورهم والتي هي أمور مشهورة في المذهب فليست هي هفوة من أحدهم كهفوة الجويني في علم الله!! أو هفوة الغزالي في قدرة الله!! أو هفوة الرازي في إرادة الله!! ونحو هذا،، والقاصمة بدعة الرازي أن الأدلة اللفظية--الكتاب والسنة-- لا تفيد اليقين إلا بشروط يستحيل تحققها!!! والتي تابعها عليه الكثير منهم، الخ الخ من هذه العقائد المخالفة صريح الكتاب والسنة وتنبذها الفطر السليمة بالمرة.
فهل قال ابن كثير قط بهذه الأباطيل؟؟؟
وهل رأيته يوماً في تفسيره أو غيره من المصنفات قد احتج بالجوهر والعرض والجسم والإمكان والعلة والخلاء إلخ خرابيط المتكلمين التي يسمونها قواطع عقلية وهي هلاوس بدعية لا أكثر ولا أقل؟
وهل قرأت له يوماً أن العقل يقدم على النقل عند التعارض وأن ظواهر نصوص الصفات ضلال وكفر تنفيها القواطع العقلية-يقصدون الهلاوس-؟
هل رأيته في مصنفاته أعرض عن توحيد الألوهية والعبادة وأنفق الصفحات في نقل الإشكالات الكثيرة والإيرادات الطويلة في إثبات وجود خالق واحد للعالم والذي يعلمه عامة الناس بضرورة الفطرة؟؟
وقد ذكر في كتبه كثيراً من كتب السنة والعقيدة السلفية، فهل قال أنها كتب وثنية وتجسيم؟ أم أثنى عليها وعلى عقيدة مصنفيها؟
وقد وقع في عصره أعظم المنازعات بين أهل السنة والأشعرية فما كان موقفه آنذاك؟ ومع من كان مع الأشعرية أم أهل السنة.؟
هذه الأسئلة إن أجبنا عليها بإنصاف عرفنا أن دعوى أشعرية ابن كثير دعوى باطلة وغير صحيحة ألبته.
فهذا الحافظ الأثري من أبعد الناس عن كلامياتهم وخبطهم وخرابيطهم وله حرص كبير على تقرير توحيد الألوهية وفي تفسيره لا يكاد يترك فرصة إلا ويذكر بتوحيد الألوهية فتراه يقول في تفسير فوله تعالى:
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}.
((يقول تعالى مقررا أنه لا إله إلا هو؛ لأن المشركين -الذين يعبدون معه غيره -معترفون أنه المستقل بخلق السموات والأرض والشمس والقمر، وتسخير الليل والنهار، وأنه الخالق الرازق لعباده، ومقدر آجالهم .. ، فذكر أنه المستبدُّ بخلق الأشياء المتفرد بتدبيرها، فإذا كان الأمر كذلك فلم يُعبد غيره؟ ولم يتوكل على غيره؟ فكما أنه الواحد في ملكه فليكن الواحد في عبادته، وكثيرًا ما يقرر تعالى مقام الإلهية بالاعتراف بتوحيد الربوبية. وقد كان المشركون يعترفون بذلك، كما كانوا يقولون في تلبيتهم: "لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك".))
وقال في تفسير قوله: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ}:
((هذا المقام في إثبات الربوبية وتوحيد الألوهية، فقال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} أي: أوجدوا من غير موجد؟ أم هم أوجدوا أنفسهم؟ أي: لا هذا ولا هذا، بل الله هو الذي خلقهم وأنشأهم بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا.)) إلخ وقال في موضع آخر: ((يحتج تعالى على المشركين باعترافهم بوحدانيته وربوبيته على وحدانية الإلهية)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/296)
ويقول: ((يقرر تعالى وحدانيته، واستقلاله بالخلق والتصرف والملك، ليرشد إلى أنه الذي لا إله إلا هو، ولا تنبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له؛ ولهذا قال لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين العابدين معه غيره، المعترفين له بالربوبية، وأنه لا شريك له فيها، ومع هذا فقد أشركوا معه في الإلهية، فعبدوا غيره معه، مع اعترافهم أن الذين عبدوهم لا يخلقون شيئًا، ولا يملكون شيئًا، ولا يستبدّون بشيء، بل اعتقدوا أنهم يقربونهم إليه زلفى: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3]))
وليس الأمر مقتصراً على تفسيره بل تجده حتى في تأريخه يذكر هذا الأمر العظيم الذي هو أصل الأصول وغاية المأمول قال في البداية والنهاية-عن طريق الشاملة-: ((وتقدم في الحديث: " نحن معشر الانبياء أولاد علات ديننا واحد وأمهاتنا شتى " والمعنى أن شرائعهم وإن اختلفت في الفروع، ونسخ بعضها بعضا حتى انتهى الجميع إلى ما شرع الله لمحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين إلا أن كل نبي بعثه الله فإنما دينه الاسلام، وهو التوحيد أن يعبد الله وحده لا شريك له كما قال الله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا يوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) [الانبياء: 25] وقال تعالى: (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون) [الزخرف: 45] وقال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة) الآية [النحل: 36] ... والمقصود أن الشرائع وإن تنوعت في أوقاتها إلا أن الجميع آمرة بعبادة الله وحده، لا شريك له وهو دين الاسلام الذي شرعه الله لجميع الانبياء، .. فدين الاسلام هو عبادة الله وحده لا شريك له، وهو الإخلاص له وحده دون ما سواه)) إلخ
وكيف لا يكون كذلك وهو رحمه الله صاحب تلخيص كتاب الاستغاثة لشيخه ابن تيميه ينظر مقدمة الاستغاثة ص85 - 90، فالحاصل أنك لا تجد في تفسيره أو غيره أنه قد احتج بالجوهر والعرض والجسم والإمكان والعلة والخلاء إلخ خرابيط المتكلمين ولا قال بأن العقل يقدم على النقل عند التعارض وأن ظواهر نصوص الصفات ضلال وكفر ولا أنفق الصفحات في نقل الإشكالات الكثيرة والإيرادات الطويلة في إثبات وجود خالق واحد للعالم وأهمل الألوهية بل على النقيض كما نقلنا، ولم نجده قد قال بأباطيلهم المشهورة التي ذكرناها آنفاً كقولهم لا داخل ولا خارج والكلام نفسي والقرآن العربي مخلوق إلخ.
أما موقفه من كتب السنة والسلف فتبين سلفيته بوضوح:وتأمل-على سبيل المثال- قوله في ترجمة ابن أبي عاصم حين قال: ((أبو بكر بن أبي عاصم صاحب السنة والمصنفات وهو: أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك ابن النبيل، له مصنفات في الحديث كثيرة، منها كتاب السنة في أحاديث الصفات على طريق السلف))
كتاب السنة هذا الذي هو عند الأشاعرة كتاب حشو وتجسيم ووثنية والذي أثبت فيه هذا الإمام السلفي العلو والصفات بما يصنفه الأشعري المبتدع في خانة"التجسيم! "
وقال فيه على سبيل المثال ((باب ما ذكر أن الله تعالى في سمائه دون أرضه)) ج1/ 342 وقال في1/ 352: ((وأخبار النزول دالة على أنه في السماء دون الأرض))
وقال ج1/ 358: ((باب ذكر الكلام والصوت والشخص وغير ذلك))
وتأمل حمده لله رب العالمين على أن وقع له سماع مصنفي الإمام حافظ المشرق عدو الجهمية والمعطلة المريسية عثمان بن سعيد الدارمي –النقض والرد-كما ذكر ذلك في ترجمته في طبقات الشافعية حين ذكر قول شيخه الذهبي: ((وللدارمي كتاب في الرد على الجهمية سمعناه وكتاب في الرد على بشر المريسي سمعناه، قلت-القائل ابن كثير-: ووقع لي سماعهما أيضاً ولله الحمد والمنة)) فتأمل لو وقع لأشعري سماعهما هل سيقول ما قاله ابن كثير أم سيقع مصعوقاً من طحن الدارمي لمذهبه؟؟
وتأمل قوله في بدء ترجمة الإمام أنه ((محدث هراة أحد الحفاظ والأعلام .. )) ونقل الكثير في الثناء عليه وعلى موقفه من المبتدعة هذا مع وقوفه على الكتابين وما فيهما مما يسمونه المعطلة تجسيم وحلول حوادث إلخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/297)
وهو -كشيخه الذهبي- كثيراً ما ينتهز الفرصة في تراجمه للأئمة فيُذكر بعقيدة المترجم له السلفية أو ينقل كلامه أو يبين توبة الأشعري أو حيرته ينظر ذلك على سبيل المثال في ترجمة شيخ الإسلام الصابوني الشافعي طبقاته ج1/ 352 وترجمة شيخ الشافعية في العراق محمد بن أحمد الترمذي ج 1/ 176وترجمة مجدد القرن الثالث أحد عظماء الشافعية الإمام ابن سريج ج1/ 185، وترجمة الحافظ ابن العطار الهمذاني -في البداية والنهاية- صاحب "فتيا وجوابها في ذكر الاعتقاد" -وفيها إثبات العلو وذم الكلام- وقال عنه أنه (صحيح الاعتقاد) وينظر ترجمة الكرجي الحافظ حيث قال: ((وله مصنفات كثيرة منها الفصول في أعتقاد الائمة الفحول، يذكر فيه مذاهب السلف في باب الاعتقاد، ويحكي فيه أشياء غريبة حسنة)) وغير هؤلاء كثير، وفي الجهة الأخرى ينظر ترجمة الجويني ج2/ 49 - 50 والرازي ج2/ 258 - 260 والغزالي في ج2/ 99 من الطبقات وقال فيها: ((ولما كان الغزالي رحمه الله قد أوغل في علم الكلام –وفي نسخة علوم كثيرة-وصنف في كثير منها واشتهرت، فصار من نظر في شيء منها يعتقد أنه كان يقول بذلك، وإنما قاله –والله أعلم- أثراً لا معتقداً، وقد رجع عن ذلك كله في آخر عمره إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والاشتغال بصحيح البخاري .. وقد كثر القيل والقال في مصنفاته والاستدراك عليها .. ثم نقل من رد عليه)) إلخ
وقوله أنه كان يصنف ولا يعتقد بما يصنفه قول بعيد وفيه نظر شديد ولكن رجوعه الذي ذكره بعد هذا هو الذي نعتقده في أمر الغزالي رحمه الله ولا يرتضيه الخصم.
وكذا ينقل ذم السلف لعلم الكلام ولا يتأوله كما فعل هذا من فعله من الأشعرية قال في ترجمة الشافعي من البداية والنهاية-من خلال الشاملة-:
((قال-يعني الشافعي-: لو علم الناس ما في الكلام من الاهواء لفروا منه كما يفرون من الاسد.
وقال: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد، ويطاف بهم في القبائل وينادى عليهم هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام.
وقال البويطي: سمعت الشافعي يقول: عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابا.
وقال: إذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث فكأنما رأيت رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، جزاهم الله خيرا، حفظوا لنا الاصل، فلهم علينا الفضل.
ومن شعره في هذا المعنى قوله: كل العلوم سوى القرآن مشغلة * إلا الحديث وإلا الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال: حدثنا * وما سوى ذاك وسواس الشياطين وكان يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر.
وقد روى عن الربيع وغير واحد من رؤوس أصحابه ما يدل على أنه كان يمر بآيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف، على طريق السلف.))
وتأمل هذا الكلام الأخير جيداً خصوصاً قوله ((ولا تحريف)) ولم يقل ((ولا تأويل)) تعرف مقدار متابعته لما قرره شيخه شيخ الإسلام ابن تيميه في هذا،فقوله ((ولا تعطيل ولاتحريف)) يعني ما قرره شيخه أنها لا تفوض ولا تحرف عن معانيه اللائقة بالله تعالى.
وله كلام جيد في بيان إفلاس الجهمية المؤولة، قال من البداية والنهاية-عبر الشاملة-:
والجهمية تستدل على الاستواء على العرش بأنه الاستيلاء ببيت الاخطل: قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق وليس فيه دليل، فإن هذا استدلال باطل من وجوه كثيرة، وقد كان الاخطل نصرانيا
ثم قال في موضع آخر:
((وكان الاخطل من نصارى العرب المتنصرة، قبحه الله وأبعد مثواه، وهو الذي أنشد بشر بن مروان قصيدته التي يقول فيها: قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق وهذا البيت تستدل به الجهمية على أن الاستواء على العرش بمعني الاستيلاء، وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه، وليس في بيت هذا النصراني حجة ولا دليل على ذلك، ولا أراد الله عز وجل باستوائه على عرشه استيلاءه عليه، تعالى الله عن قول الجهمية علوا كبيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/298)
فإنه إنما يقال استوى على الشئ إذ كان ذلك الشئ عاصيا عليه قبل استيلائه عليه، كاستيلاء بشر على العراق، واستيلاء الملك على المدينة بعد عصيانها عليه، وعرش الرب لم يكن ممتنعا عليه نفسا واحدا، حتى يقال استولى عليه، أو معنى الاستواء الاستيلاء، ولا تجد أضعف من حجج الجهمية، حتى أداهم الافلاس من الحجج إلى بيت هذا النصراني المقبوح وليس فيه حجة والله أعلم.))
وكثير من الأشعرية –كالجويني ومن وافقه وهم عامة المتأخرين- هم من يحتج بهذا البيت لتقرير التأويل، فتأمل وصف المحتج بهذا البيت-مطلقاً فهو لم يقيد- بالجهمية مع معرفته بأن عامة أشعرية عصره على هذا.
ثم تأمل موقفه من ما حصل بين أهل السنة والأشعرية في عصره -أعني بين ابن تيميه وخصومه-تعرف مع أي جماعة هو، أنظر قوله:
((وبحثوا في "الحموية" وناقشوه في أماكن منها، فأجاب عنها بما أسكتهم بعد كلام كثير)) أسكت من؟ أسكت الأشعرية.
ويقول عن مناظرة شيخ الإسلام لهم في الواسطية: ((وقرئت عقيدة الشيخ تقي الدين "الواسطية" .. وحضر الشيخ صفي الدين الهندي، وتكلم مع الشيخ تقي الدين كلاماً كثيرا، لكن ساقيته لاطمت بحرا!!)) والبحر هو البحر السني السلفي
وقوله: ((وفي ليلة عيد الفطر أحضر الامير سيف الدين سلار نائب مصر القضاة الثلاثة وجماعة من الفقهاء فالقضاة الشافعي والمالكي والحنفي، والفقهاء الباجي والجزري والنمراوي، وتكلموا في إخراج الشيخ تقي الدين بن تيمية من الحبس، فاشترط بعض الحاضرين عليه شروطا بذلك، منها أنه يلتزم بالرجوع عن بعض العقيدة وأرسلوا إليه ليحضر ليتكلموا معه في ذلك، فامتنع من الحضور وصمم، وتكررت الرسل إليه ست مرات، فصمم على عدم الحضور، ولم يلتفت إليهم ولم يعدهم شيئا، فطال عليهم المجلس فتفرقوا وانصرفوا غير مأجورين.))
وقوله: ((ثم اجتمعوا يوم الاحد بمرسوم السلطان جميع النهار، ولم يحضر أحد من القضاة بل اجتمع من الفقهاء خلق كثير، أكثر من كل يوم، منهم الفقيه نجم الدين بن رفع وعلاء الدين التاجي، وفخر الدين ابن بنت أبي سعد، وعز الدين النمراوي، وشمس الدين بن عدنان وجماعة من الفقهاء وطلبوا القضاة فاعتذروا بأعذار، بعضهم بالمرض، وبعضهم بغيره، لمعرفتهم بما ابن تيمية منطوي عليه من العلوم والأدلة، وأن أحدا من الحاضرين لا يطيقه، فقبل عذرهم نائب السلطنة ولم يكلفهم الحضور بعد أن رسم السلطان بحضورهم أو بفصل المجلس على خير، وبات الشيخ عند نائب السلطنة وجاء الامير حسام الدين مهنا يريد أن يستصحب الشيخ تقي الدين معه إلى دمشق، فأشار سلار بإقامة الشيخ بمصر عنده ليرى الناس فضله وعلمه، وينتفع الناس به ويشتغلوا عليه.))
(( .. وكتبوا في حقه-أي الآملي- محاضر بأشياء قادحة في الدين فرسم بصرفه عنهم وعومل بنظير ما كان يعامل به الناس، ومن جملة ذلك: قيامه على شيخ الإسلام ابن تيميه، وافتراؤه عليه الكذب مع جهله وقله ورعه، فعجل الله له هذا الجزاء على يد أصحابه وأصدقائه جزاءً وفاقا))
فتبين من هذا كله-وقد تركت الكثير- بطلان دعوى أنه أشعري وأنه من أشعريتهم براء!! فإما أن تكون العبارة لا تصح أو تكون على وجه المزاح كما ذكر أحد الأخوة، وإما أن يقال:
في الوجه الثالث: أنه قد تبين أنه ليس على مذهب الأشعرية الذي استقر عليه القوم فيجوز أن يكون قد نسب نفسه للأشعرية على اعتبار ما ورد في الإبانة وقد ذكر شيخه شيخ الإسلام أن من قال بما في الإبانة ولم يظهر مقالة تناقض ذلك فهو من أهل السنة (1)، وابن كثير قد نقل في طبقاته أن الأشعري مر بثلاثة أحوال معتزلي ثم كلابي ثم سلفي وقال: ((الحال الثانية إثبات الصفات العقلية السبعة .. وتأويل الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك والحال الثالثة إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جرياً على منوال السلف، وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخراً)) وهذه الإبانة هي التي ينقل منها شيوخه ابن تيميه والذهبي والتي يقول القوم أنها مدسوسة عليه وأن بها حشو وتجسيم واضح!!
الوجه الرابع: أن القوم أنفسهم اعترفوا بنفي نسبته للأشعرية ووصفوا معتقده بالفساد وأنه على طريقة واحدة هو وابن تيميه، فكيف يكونوا -هو وهم- جميعاً أشاعرة!!؟ ولو كان ابن كثير معهم لما قالوا هذا فيه فالحمد لله الذي أنطقهم بالحق،، وفي مقدمة "الإشارة في علم الكلام" للرازي تحقيق بعض أتباع سعيد فودة وبإشرافه هو وبتقديم علي جمعه مفتي مصر الأشعري فيه ص 32: ((ابن كثير والذهبي كانا على طريقة ابن تيميه في العقائد وإن كان ابن كثير أقل من الذهبي والذهبي أقل من شيخه، إلا أنهم يجمعهم طريقة واحدة في العقائد))، وأذكر أنني قرأت للكوثري-وسأبحث عن لفظه وموضعه إن شاء الله- أن ابن تيميه أفسد معتقد ابن كثير فابن كثير فاسد المعتقد عنده.
====
هذا ما يحضرني في جواب هذه الشبهة، أما أن المبتدعة يزعمون أن الذهبي وابن تيمية! إلخ على مذهبهم بسبب كلمة مبتورة هناك او هناك، فيقال: ينبغي أن تعلم أخي أن معرفة منهج أحد الأئمة في العقيدة يتطلب النظر في منهجه -من عامة كتبه- في مصدر التلقي وموقفه من تعارض العقل والنقل وخبر الآحاد في العقيدة على سبيل المثال، وموقفه من توحيد العبادة وكذا الأسماء والصفات خصوصاً المسائل الكبار كالعلو وكلام الله و الصفات الخبرية وكذلك عقيدته في الإيمان وعقيدة في القدر وأفعال العباد وغير ذلك، فليس الأمر مجرد كلمة تقتص عن سياقها وحسب!، ثم أهل السنة لا معصوم عندهم غير الأنبياء والرسل عليهم السلام، ولو غلط إمام سني في مسألة علمية أو عملية فلا يتابعوه عليها ولا يسوغوا الوقوع في الخطأ لمجرد أن ذاك الإمام قد زل فيها فالعبرة عندهم بالدليل، وهم كذلك لا يبدعوه لأجلها،، فالأمر كما يعبر أحد المشايخ بأن مذهب أهل السنة كالنهر الجاري والعلماء كالشجر المنتصب فيه ولو انكسر من أحدها غصن –وهي الزلة- فلا يتوقف النهر عن الجريان بل يبقى جار كما هو والغصن ما يلبث أن يتنحى.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/299)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 08:47 ص]ـ
وهذا ايضا
فائدة نفيسة:
قال الإمام الأثري الكبير الحافظ ابن كثير في البداية و النهاية الجزء 10 ص 298 في حوادث سنة 218 هـ:
" ذكر أول المحنة والفتنة في هذه السنة كتب المأمون إلى نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره أن يمتحن القضاة والمحدثين بالقول بخلق القرآن وأن يرسل إليه جماعة منهم، وكتب إليه يستحثه في كتاب مطول وكتب غيره قد سردها ابن جرير كلها، ومضمونها الاحتجاج على أن القرآن محدث وكل محدث مخلوق، وهذا احتجاج لا يوافقه عليه كثير من المتكلمين فضلا عن المحدثين، فإن القائلين بأن الله تعالى تقوم به الافعال الاختيارية لا يقولون بأن فعله تعالى القائم بذاته المقدسة مخلوق، بل لم يكن مخلوقا، بل يقولون هو محدث وليس بمخلوق، بل هو كلام الله القائم بذاته المقدسة، وما كان قائما بذاته لا يكون مخلوقا، وقد قال الله تعالى (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) [الانبياء: 2] وقال تعالى (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) [الاعراف: 11] فالامر بالسجود صدر منه بعد خلق آدم، فالكلام القائم بالذات ليس مخلوقا، وهذا له موضع آخر.
وقد صنف البخاري كتابا في هذا المعنى سماه خلق أفعال العباد. "
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 08:49 ص]ـ
وأخيرا .....
و قد ذكره الإمام العلامة جمال الدين يوسف بن حسن رحمه الله في كتابه جمع الجيوش عند ذكره لبعض الأئمة و العلماء و الأعيان ممن جانبوا الأشاعرة
فائدة:
قال ولي الدين أبو زرعة العراقي في الذيل على العبر في خبر من غبر عند كلامه عن الحافظ ابن كثير رحمه الله:
" و كانت له خصوصية بالشيخ تقي الدين ابن تيمية و مناضلة عنه و اتباع له في كثير من ارائه و كان يفتي برأيه في مسألة الطلاق و امتحن بسبب ذلك و أوذي " ص 360
و العراقي تلميذه , حضر عليه مع والده كما أخبر.(67/300)
أريد أخا (جاد) يذاكر معي كتاب التوحيد
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[27 - 11 - 10, 11:21 م]ـ
أريد أخا جاد في المذاكرة صادقا في وعده بالجلوس معي عبر الماسنجر لمذاكرة كتاب التوحيد فهل من معين من وافق يتواصل معي عن طريق الخاص حتى لا نضيع كثيرا من الوقت بارك الله فيكم(67/301)
د. ألفيه يوسف من تونس و تحليلها للحجاب:فصل الخطاب فى بدعة الحجاب والنقاب (دعوة للرد)
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[28 - 11 - 10, 01:49 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
سأكون ناقل لبعض الأفكار الهدامة التي تهاجم الدين في تونس و لكم زيف دكتورة أظلمت لديها قضايا العقول و التبست عندها مسائل النقول، فطفقت تخبط خبط عشواء , سافره تفتي في الدين كأنما ابن حنبل هذا الزمان و أقول يا دكتوره لك في هذا البيت عبرة لمن تقمصت ثوبا ليس لها:
كناطح صخرة يوما ليوهنها ..... فلم يضرها واوهى قرنه الوعل
النص:
يصر البعض على اتهام كل من ينتقد بدعة الحجاب والنقاب بأنه يهاجم الدين الإسلامى ذاته، ذلك بعد أن تم اختزال ديننا الحنيف فى العقود الثلاثة الماضية فى قطعة بالية من القماش، أصبحت بقدرة قادر رمزا للدين، بل وعموده وذروة سنامه .. ويتساءل هؤلاء: كيف تهاجمون الحجاب والنقاب وهما فريضة دينية، وفضيلة أخلاقية، أليس الأولى بكم أن تهاجموا السفور والتبرج؟
والحقيقة أن مجرد طرح السؤال بهذا الشكل يعكس جهلا شديدا بجوهر الدين الإسلامى الذى جرى استبداله مؤخرا بنصوص صماء يمكن تسليطها على الناس، والتسلط بها عليهم، إضافة إلى الجهل التام بمفهوم الحياة المدنية التى تختلف فى قواعدها وقيمها عن المجتمعات الإقطاعية والأبوية بأشكالها القبلية والعشائرية والقروية التى تربت عليها الأدمغة العربية، والتى يسعى الخطاب الدينى اليوم لإعادة إنتاجها وترسيخها من جديد فى عقول الناس.
إننا نهاجم العرى والإباحية بنفس القدر من الاستياء والاستنكار الذى نهاجم به الحجاب والنقاب؟ فكلاهما يمتهن المرأة ويجردها من إنسانيتها، ويتعامل معها كمادة للإثارة الجنسية، الإباحيون يكشفون جسدها من أجل الإثارة، والمتشددون يقومون بإخفائه، بل وإخفاء المرأة كلها، منعا للإثارة، فكلاهما ينطلق من نفس النظرة الدونية للمرأة، وكلاهما وجهان لعملة رديئة واحدة تنافى القيم الإنسانية والأخلاقية، وإذا كان ضحايا الإباحيين ينتهى بهن الحال كأوعية لإفراغ شهوات الرجال فى المواخير، فإن ضحايا المتشددين يواجهن نفس المصير ولكن على الأسرة الشرعية للأنكحة الفاسدة مثل المتعة والمسيار والفرند والونسة وغيرها.
ثانيا إن من يسىء للأديان هو الذى يتشح بردائها ويتحدث باسمها ويلصق بها ما يجعلها مضحكة بين العالمين، كالذى يدعى أن تشريع ضرب النساء معجزة قرآنية، والذى يدعو الموظفة لإرضاع زملائها وربة البيت لعقد نكاح متعة على الطباخ حتى تنتفى حرمة وجوده معها فى البيت، والذى يعارض الحد الأدنى لسن الزواج ويدعو لنكاح الأطفال دون العاشرة من العمر، وكذلك أيضا من يدعى أن الحجاب أو النقاب فريضة دينية، هؤلاء هم من يسيئون للأديان، وتصدينا لهم بالنقد أو حتى بالسخرية هو دفاع عن الدين وليس هجوما عليه.
ثالثا: إن الحجاب ليس فريضة دينية، ولا يعتد فى ذلك بإجماع مشايخ العقود الثلاثة الأخيرة (بفرض إجماعهم) لأنه إجماع المرتزقين من ترويج عادة صحراوية جعلوها رمزا لانتصار الوبر على الحضر ومقياسا لانتشار مذهبهم، ووجد الإخوان المسلمون ومشايخ السلف فى ترويجها وتوثيقا للعلاقة معهم بما يضمن تدفق الدعم والتمويل، كما وجدوا فيها وسيلة للتغلغل بين الناس، وأداة لحشد الأنصار، وعلامة لتمييز الأتباع، ومؤشرا لنفوذ سياسى يرفع قيمة الصفقات مع الأنظمة، فاشتروا بآيات الله ثمنا قليلا، وأخذوا فى ترويج بضاعتهم بين الناس.
المثير هنا أن هذا الإجماع المزعوم فى حد ذاته دليل على أن الحجاب لم يفرض فى القرآن والسنة، لأنه لو وجدت آيات أو أحاديث قطعية الثبوت والدلالة فى ذلك لما احتاج الأمر إلى اجتهاد العلماء وإجماعهم. فالآيات القطعية الدلالة تفسر نفسها بنفسها، فلا يقال مثلا أجمع العلماء على تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير، لماذا؟ لأن الله قد حرمها بآية قطعية الدلالة فلا حاجة إذن للعلماء. وإذا كانت حدود الله وأوامره ونواهيه لا تؤخذ شرعا إلا من آيات وأحاديث قطعية الثبوت والدلالة، يكون أى حديث عن فرض الحجاب ناهيك عن النقاب تنطعا فى الدين، وتغريرا بأهله المساكين، وتعريضا بأحكام الشرع المتين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/302)
لن نسهب فى بيان الطعون التى أهالها السلف الصالح على الحديث الوحيد "حديث أسماء بنت أبى بكر عن عائشة" الذى يستدل به المتشددون على أن المرأة كلها عورة، فيكفى أن من أخرجه "أبوداود" قد تبرأ منه فى سننه لأن راويه لم يعاصر عائشة، ويكفى أنه قد ورد بروايتين متضادتين، ويكفى أنه يتناقض مع أحاديث نبوية كثيرة متفق عليها، وأخيرا يكفيه أن جميع أئمة الحديث قد أبوا أن يضمنوه فى مصنفاتهم، ولم يخرجه غير أبوداود، رغم أنه كان معاصرا لهؤلاء وكان جميعهم ينقلون بعضهم عن بعض.
رابعا: إن الحجاب والنقاب مفسدة اجتماعية يفوق ضررها السفور والتبرج بمراحل كبيرة. فأقصى ما قد يفعله التبرج هو إثارة شهوات الرجال والنساء، وهذه مفسدة صغرى قررت المجتمعات الإنسانية أنها تستطيع أن تتحملها، وأن تتقبل خسائرها، وأن تواجهها بالتربية السليمة التى تغرس فى النشء فضائل الاعتداد والثقة بالنفس والاحتشام وغض البصر من جهة، وبالقانون الذى يلزم الجميع بضبط النفس واحترام خصوصية الغير من جهة أخرى، لأن البديل هو السماح لأجهزة أمنية أو دينية بالتدخل فى السلوك الشخصى للأفراد والتلصص عليهم ومراقبتهم وملاحقتهم واقتحام خصوصيتهم، وهو المفسدة الكبرى التى نهت عنها جميع الشرائع الدينية والوضعية.
ويتفق الإسلام تماما مع هذه النظرة العصرية، فلم يكن منع إثارة الشهوة هو هدف التشريع الأسمى بدليل عدم فرض الحجاب على الإماء المسلمات، رغم أن الإماء هن اللائى يبعن ويشترين بأغلى الأثمان لجمالهن وسحرهن وفتنتهن، بل وجعل الإسلام عورة الأمة خارج الصلاة كعورة الرجل، فلو كانت الأولوية لمنع الإثارة لكان الأولى تغطية الإماء أو حبسهن فى البيوت. أما التبرج فهو أساسا لفظ غير معرف، ولم ترد فى القرآن ولا فى السنة تعريفات محددة لألفاظ التبرج والزينة، ولكل فقيه مذهبه فى ذلك، فمن لا تخفى شعرها متبرجة فى نظر البعض، ومن لا تخفى وجهها متبرجة فى نظر غيرهم، بل وإظهار المرأة لعينيها أو ارتداؤها للبنطلون تبرج مؤثم عند آخرين. فالتبرج إذن مسألة نسبية، لا يمكن الاتفاق على تعريف لها، والتعامل معها لا يحتاج إلى مواجهة، بل إلى تربية سليمة وقانون حاسم كما بينا.
إن تحويل غطاء الرأس من عادة اجتماعية حرة إلى فريضة دينية ملزمة كانت له نتائج سلبية خطيرة على مستوى الأفراد والمجتمع، فترهيب الفتيات من الجنس الآخر، وإجبارهن على ارتداء الحجاب من الصغر هو نوع من التنبيه القسرى المبكر لغددهن الأنثوية، أكثر بكثير مما تحدثه الأغانى والأفلام المنفلتة فى الفضائيات ويؤدى إلى وضع الصغار من الجنسين فى حالة من المواجهة والتربص والترصد، عوضا عن تنمية روح الزمالة والصداقة والتعامل الإنسانى المجرد فيما بينهم.
كما أدى انتشار ثقافة الحجاب إلى إحلال التدين المظهرى محل التدين الحقيقى الذى كان سائدا بطبيعة الحال فى المجتمع، وإلى تفشى النفاق والرياء بين الناس، فالكثيرات أصبحن يرتدين الحجاب خوفا من الاتهام فى أخلاقهن وليس عن قناعة، وأخذت عصابات الدعارة تخفى فتياتها عن أعين الناس والشرطة خلف الحجاب، بعد أن كن مميزات ومحصورات فى المجتمع، فاطمأنت العواهر وازدهرت الدعارة. ناهيك عن إفساد الذوق العام، وإضعاف قيم الجمال مما انعكس سلبا على بقية عناصر منظومة القيم الاجتماعية.
وكان لاستشراء الحجاب ومن بعده النقاب أثر كبير فى منع الاختلاط الطبيعى والصحى بين الجنسين، فتفشت فى المجتمع أمراض اللواط والسحاق، وأصبحت جرائم التحرش الجنسى والاغتصاب وزنى المحارم من الأخبار العادية، وهى التى لم تعرف أى منها كظاهرة اجتماعية فى مجتمعنا قبل عصر ما يسمى بالصحوة الدينية المباركة.
وأخيرا يدعى هؤلاء أن ارتداء الحجاب حرية شخصية، فنقول لهم: إن معيار الحرية الشخصية هوالاختيار الحر بغير ضغط أو إكراه أو تهديد، فأين هو الاختيار الحر حين يقوم أناس لهم أغراض سياسية بتشويه ثقافة المجتمع السمحة وتسويق وجهة نظر دينية واحدة، وطرح القضية على الناس فى مجموعة من الاختيارات الفاسدة، فهى اختيار بين الجنة والنار، فمن لا تتحجب ستعذب فى نار جهنم، أو اختيار بين الفضيلة والعهر، فجميع نساء الأرض من غير المحجبات عاهرات أو ساقطات إلى آخر ما تمتلئ به الشرائط والكتب وخطب المساجد من أقذر الأوصاف بحق غير المحجبات، أو اختيار بين الرجولة والديوثة، فجميع رجال الدنيا من هنود وروس ويابانيين وأمريكان وأفريكان ديوث لأنهم لايحجبون نساؤهم ولاينقبونهن.
أين هى إذن حرية الاختيار التى منحت للأغلبية الأمية فى مصر حين تم ترهيبها وغسل عقول أفرادها بهذه الأغلوطات؟
ويصل الأمر إلى مستوى الجريمة الكاملة حين تمارس هذه السادية بحق الأطفال، الذين لا يملكون القدرة أو الشجاعة على المناقشة أو حتى على التساؤل، فأين هو حق الاختيار المتاح للأطفال الذين يتم اغتيال طفولتهن وتحجبهن أو تنقيبهن فى المرحلة الابتدائية؟ ليخرجن لنا بعد سنوات مروجات لهذا القالب الفكرى الذى صيغت فيه عقولهن، والويل كل الويل بل والموت لمن يجرؤ على الاعتراض، فهم لم يمنحوا حق الاعتراض لكى يمنحوه لغيرهم؟
إن أولئك المجرمين الذين يستغلون ضعف الطفولة وقلة حيلتها فيباغتونها ويسلبونها الحق فى التنشئة الطبيعية وفى الاختيار الحر يجب أن تطالهم يد القانون لتطبق عليهم عشرات المواد التى وضعت لتحمى أبناءنا من اغتصاب عقولهم وأجسادهم، وليس اغتصاب العقول بأقل جرما من اغتصاب الأجساد.
منقول من إحدي صفحاتها علي الفايس بوك ....
لك الله يا تونس
لأسف لا أحد يرد عليها ومن يتجرء علي الرد و إلا إتهم أنه متأسلم كما تردد هذه المتعالمه:
أنا أشتم بلا بيّنة إذن أنا متأسلم. أنا أسبّ النّاس اعتباطا إذن أنا متأسلم. أنا أشوّه سمعة الناس زورا وبهتانا إذن أنا متأسلم. أنا أتخفّى وراء اسماء مستعارة لأبعث برسائل تهديد إذن أنا متأسلم. أنا لا أقرأ البتة إذن أنا متأسلم. أنا أعتبر أني مسلم حقيقي وأن الآخرين المختلفين كاذبون ماسونيون متغربون كفار زنادقة صهيونيون إذن أنا ... متأسلم. مرحبا بالمتأسلمين في بلاد لم تقبلهم يوما عبر التاريخ. ولكن أنا لا أقرأ التاريخ إذن أنا متأسلم .....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/303)
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[28 - 11 - 10, 02:03 م]ـ
أرجوا من الأخ المشرف عدم حذف المشاركه و أعتذر عما فيها , لكن نحن في تونس في حاجة لبعض الردود علي أمثال هؤلاء ... و شكرا
تقبلوا مني إحترام شخصكم و شروط المنتدي ...(67/304)
ما الفرق بين الحلول، والاتحاد، والتناسخ، ووحدة الوجود؟
ـ[رمضان الغنام]ــــــــ[28 - 11 - 10, 10:22 م]ـ
السلام عليكم
ما الفرق بين هذه المصطلحات (الصوفية)
الحلول، الاتحاد، التناسخ،وحدة الوجود؟
وهل هناك رابط مشترك يربط بينها، أم أن كل مصطلح يدل على
أمر خاص؟
الرجاء الرد سريعا، ونسأل الله أن لنا و لكم السداد والتوفيق.
وأن يعيذنا وإياكم شر البدع والزيغ والفتن.
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[29 - 11 - 10, 04:06 ص]ـ
قال شيخ الإسلام:
((وذلك أن القسمة رباعية لأن من جعل الرب هو العبد حقيقة، فأما أن يقول بحلوله فيه أو اتحاده به، وعلى التقديرين فإما أن يجعل ذلك مختصاً ببعض الخلق كالمسيح أو يجعله عاماً لجميع الخلق. فهذه أربعة أقسام:
الأول: هو الحلول الخاص وهو قول النسطورية من النصارى ونحوهم ممن يقول: أن اللاهوت حل في الناسوت وتدرع به كحلول الماء في الإناء، وهؤلاء حققوا كفر النصارى بسبب مخالطتهم للمسلمين، وكان أولهم في زمن المأمون. وهذا قول من وافق هؤلاء النصارى من غالية هذه الأمة، كغالية الرافضة الذين يقولون أنه حل بعلي بن أبي طالب وأئمة أهل بيته، وغالية النساك الذين يقولون بالحلول في الأولياء ومن يعتقدون فيه الولاية، أو في بعضهم كالحلاج ويونس والحاكم ونحو هؤلاء.
والثاني: هو الاتحاد الخاص وهو قول يعقوبية النصارى وهم أخبث قولاً وهم السودان والقبط، يقولون أن اللاهوت والناسوت اختلطا وامتزجا كاختلاط اللبن بالماء، وهو قول من وافق هؤلاء من غالية المنتسبين إلى الإسلام.
جامع الرسائل
والثالث: هو الحلول العام، وهو القول الذي ذكره أئمة أهل السنة والحديث عن طائفة من الجهمية المتقدمين، وهو قول غالب متعبدة الجهمية الذين يقولون أن الله بذاته في كل مكان ويتمسكون بمتشابه القرآن كقوله (وهو الله في السموات وفي الأرض) وقوله (وهو معكم) والرد على هؤلاء كثير مشهور في كلام أئمة السنة وأهل المعرفة وعلماء الحديث.
الرابع: الاتحاد العام وهو قول هؤلاء الملاحدة الذين يزعمون أنه عين وجود الكائنات، وهؤلاء أكفر من اليهود والنصارى من وجهين: من جهة أن أولئك قالوا أن الرب يتحد بعبده الذي قربه واصطفاه بعد أن لم يكونا متحدين، وهؤلاء يقولون ما زال الرب هو العبد وغيره من المخلوقات ليس هو غيره (والثاني) من جهة أن أولئك خصوا ذلك بمن عظموه كالمسيح وهؤلاء جعلوا ذلك سارياً في الكلاب والخنازير والقذر والأوساخ، وإذا كان الله تعالى قال (لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح بن مريم) الآية. فكيف بمن قال أن الله هو الكفار والمنافقون والصبيان والمجانين والأنجاس والأنتان وكل شيء؟ وإذا كان الله قد رد قول اليهود والنصارى لما قالوا (نحن أبناء الله وأحباؤه) وقال لهم (قلم فلم يعذبكم بذنوبكم؟ بل أنتم بشر ممن خلق) الآية. فكيف بمن يزعم أن اليهود والنصارى هم أعيان وجود الرب الخالق ليسوا غيره ولا سواه؟ ولا يتصور أن يعذب إلا نفسه؟ وأن كل ناطق في الكون فهو عين السامع؟ كما في قوله صلى الله عليه وسلم " إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت بها أنفسها " وإن الناكح عين المنكوح،)) (ص: /243/ 242، بترقيم الشاملة آليا).
* وكنت قد رأيت ذكر هذه الفائدة قبل ذلك في الملتقى فرجعت إلى ما عزا إليه الأخ فرأيت الأمر كما قال. فجزاه الله خيرا.
وأما التناسخ:
قال ابن طاهر الاسفرايني في التبصير في الدين (ص: 136):
((الفرقة الثانية عشر: منهم أهل التناسخ وهم قوم من الفلاسفة قبل الإسلام وكان سقراط من جملتهم وكان في دولة الإسلام من أهل التناسخ فريقان فريق من جملة القدرية وفريق من غلاة الروافض وماني الثنوي قال بالتناسخ في بعض كتبه وذكر أن أرواح الصديقين إذا خرجت من أبدانهم اتصلت بعمود الصبح إلى ان تبلغ النور الذي فوق الفلك ويكونون في السرور دائما وأرواح أهل الضلالة تتناسخ في أجسام الحيوان فلا تزال تنتقل من حيوان إلى حيوان إلى أن يصفو من ظلمته فحينئذ يتوصل بالنور الذي فوق الفلك
وقوم من اليهود أيضا يقولون بتناسخ الأرواح ويقولون أنهم وجدوا في كتاب دانيال أن الله تعالى مسخ بخت نصر في سبع صور من صور الدواب والسباع
وأما الذين يقولون بالتناسخ من القدرية فهم أتباع أحمد بن خابط وكان من أصحاب النظام وكان ينتسب إليه ويقول بالطفرة وينفي الجزء الذي لا يتجزئ وكان يقول إن قدرة الله تعالى تنقطع حتى لا يقدر على أن يزيد في نعيم أهل الجنة شيئا ولا أن يزيد في عذاب أهل النار شيئا وكان انتسابه إليهم بهاتين المقالتين ثم زاد عليهم القول بمذهب أهل التناسخ وكان أحمد بن بانوش من أصحابه وكان ينتسب إليه ويقول بالتناسخ وبينهما خلاف كثير في مواضع وكان أحمد بن محمد القحطي في زمان الجبائي يجمع بين القول بالاعتزال والتناسخ وكان عبد الكريم ابن أبي العوجاء خال معن بن زائدة في السر على دين المانوية وكان يقول بالتناسخ وكان في الظاهر ينتسب إلى القدرية والرافضة ووضع كثيرا من الأحاديث اغتر بها الروافض وأفسد على الروافض صومهم ووضع لهم حسابا يغيرون به رءوس الشهور ونسب ذلك إلى جعفر بن محمد بن جعفر الصادق رضي الله عنه ولما ظهر خبر وضع الحساب أمر بقتله أبو جعفر محمد بن سليمان الهاشمي فصلب وبينهم خلاف كثير في معنى التناسخ)) أهـ ((التبصير في الدين (ص: 137:136)))
تنبيه:
*كل من قال بشيء بقولهم فهو منهم وإن اشتهر بالانتساب لغيرهم والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/305)
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[29 - 11 - 10, 10:53 ص]ـ
لتعضيد الفائدة: (*)
((1 - الاتحاد: يُنسب إلى هذه الكلمة فرقة تسمى الاتحادية التي تقول بأن الله هو هذه الأكوان، وعمموا الله بكل موجود في هذا الكون، وهؤلاء كما قال شارح النونية أكفر من النصارى؛ لأن النصارى قالوا إن الله هو المسيح بن مريم فقط، ولم يقولوا بأنه الأكوان جميعها، ولهذا أنشد ناظم النونية الإمام ابن القيّم أبياتا في ذلك قال فيها:
حاشا النصارى أن يكونوا مثله .. وهم الحمير وعابدوا الصلبان
هم خصصوه بالمسيح وأمه .. وأولاء ما صانوه عن حيوان
[وقالوا إن وجود المحدثات المخلوقات هو عين وجود الخالق، ليس غيره ولا سواه، وهذا هو الذي ابتدعه وانفرد به عن جميع من تقدمه من المشايخ والعلماء، وهو قول بقية الاتحادية].
---------------------
2 - التناسخ: ومعنى التناسخ هو أنْ تتكرر الأكوار والأدوار إلى ما لا نهاية له، ويحدث في كل دور مثل ما حدث في الأول، والثواب والعقاب في هذه الدار لا في دار أخرى لا عمل فيها، والأعمال التي نحن فيها إنما أجزية على أعمال سلفت منا في الأدوار الماضية، فالراحة والسرور والفرح والدعة التي نجدها هي مرتبة على أعمال البر التي سلفت منا في الأدوار الماضية، والضنك والكلفة التي نجدها هي مرتبة على أعمال الفجور.
وعقيدة التناسخ منقولة عن الصَّابئة وآمنَ بها خلق كثير، ويُنسب إليها المانوية والحرنانية وغيرهم من الفلاسفة.
----------------------
3 - الحلول: عقيدة الحلول لا ترتبط بفرقة أو طائفة معينة، بل هي معتقد طوائف عدة وفرق كثيرة أولها النصارى الذين قالوا بحلول اللاهوت أي الله في الناسوت أي عيسى ابن مريم، ثم تبعتهم الروافض الذين يقولون بحلول الذات الإلهية بعلي ابن أبي طالب، وجاء بعدهم طوائف من المعتزلة وسلكوا مسلك حلول الذات الإلهية في من يشاء من البشر.
من الذين اشتهروا بمذهب الحلول: الحلاج أبو المغيت الحسين بن منصور، وكان من أرض فارس من مدينة يقال لها البيضاء، وكان في بدء أمره مشغولا بكلام الصوفية، وكانت عباراته حينئذ من الجنس التي تسميه الصوفية الشطح، وهو الذي يحتمل معنيين أحدهما حسن محمود والآخر قبيح مذموم، وكان يدعي أنواع العلوم على الخصوص والعموم وافتتن به قوم من أهل بغداد وقوم من أهل طالقان خراسان.
- والحلول نوعان:
حلول خاص: وهو قول النسطورية من النصارى ونحوهم، ممن يقولون إن اللاهوت حلَّ في الناسوت كحلول الماء في الإناء، وهو قول الرافضة الذي يقولون أنه حلّ في علي بن أبي طالب.
والحلول العام: وهو القسول الذي ذكره أئمة أهل السنة عند طائفة الجهمية المتقدمين الذين يقولون إن الله بذاته في كل مكان.
---------------
4 - وحدة الوجود: هي عقيدة كثير من الصوفية، وهي قائمة على أن الله والوجود شيء واحد غير منقسم، وأنّ وجود هذا العالم هو عين وجود الله، وهو حقيقة وجود هذا العالم، فليس عندهم رب وعبد ولا مالك ومملوك، ولا راحم ولا مرحوم، ولا عابد ولا معبود، فالعابد هو نفسه المعبود)).
-------------
(*) يُنظر إلى:
[مُعجم ألفاظ العقيدة / عالم فالح] .. تقديم الشيخ: عبد الله بن جبرين ـ رحمه الله ـ.
ـ[أبو معاوية الأثري الجزائري]ــــــــ[30 - 11 - 10, 12:00 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[رمضان الغنام]ــــــــ[30 - 11 - 10, 12:16 ص]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة
:::::::::::::
ولكن بعد هذا العرض هل أستطيع القول أن كل من قال بالحلول، أو الاتحاد او التناسخ لابد وأن يكون معتقداً بوحدة الوجود.
بمعنى: هل كل هذه الاعتقادات مبنية على مبدأ وحدة الوجود؟
أم أن الرجل قد يقول بالتناسخ ولا يقول بالوحدة ... أو قول بالحلول والإتحاد ولا يقول بوحدة الوجود؟
وهل العكس كذلك صحيح كأن يقول بوحدة الوجود، ولا يقول بالحلول أو الاتحاد أو التناسخ؟
أرجوا الإفادة ... جزاكم الله خيرا
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[30 - 11 - 10, 05:56 ص]ـ
الحمد لله , وبعد
ليس ثم تلازم بين التناسخ , وبين الاتحاد والحلول؛ فالتناسخ علاقة بين الخلق والخلق ومفاده اتصال الأرواح وتكرار الأدوار إلى ما لا نهاية , أما الاتحاد والحلول فعلاقة بين الخالق والمخلوق , ويشترك الاتحادية والحلولية (على التفصيل السابق) في اعتقاد أن الرب هو العبد حقيقة, فالحلولية يقولون بحلول الرب في العبد فصارا واحدا , بخلاف الاتحادية فهم يجعلون الخالق هو عين المخلوق ولم يكن الخالق غير المخلوق حتى يحل فيه , ولذلك ينكرون أشد الإنكار على الاتحادية, وقيل يكفرونهم , وثم فائدة وهي أن كل من قال بقولهم انتسب إليهم بقدر شناعة قولته , وإن انتسب أو اشتهر نسبته إلي غيرهم ,
والله تعالى أعلم
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[30 - 11 - 10, 07:55 ص]ـ
---------------------
2 - التناسخ: ومعنى التناسخ هو أنْ تتكرر الأكوار والأدوار إلى ما لا نهاية له، ويحدث في كل دور مثل ما حدث في الأول، والثواب والعقاب في هذه الدار لا في دار أخرى لا عمل فيها، والأعمال التي نحن فيها إنما أجزية على أعمال سلفت منا في الأدوار الماضية، فالراحة والسرور والفرح والدعة التي نجدها هي مرتبة على أعمال البر التي سلفت منا في الأدوار الماضية، والضنك والكلفة التي نجدها هي مرتبة على أعمال الفجور.
وعقيدة التناسخ منقولة عن الصَّابئة وآمنَ بها خلق كثير، ويُنسب إليها المانوية والحرنانية وغيرهم من الفلاسفة.
----------------------
(*) يُنظر إلى:
[مُعجم ألفاظ العقيدة / عالم فالح] .. تقديم الشيخ: عبد الله بن جبرين ـ رحمه الله ـ.
مامعنى هذا: ويحدث في كل دور مثل ما حدث في الأول؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/306)
ـ[رمضان الغنام]ــــــــ[01 - 12 - 10, 06:34 ص]ـ
السلام عليكم
الأخ / أبو صهيب الحنبلى جزاك الله خيرا على هذا التوضيح
فقد بانت المسألة عندى ولله الحمد، بفضل الله ثم بفضل توضيحكم
........
ويحدث في كل دور مثل ما حدث في الأول؟
الدور = أي دورة حياة الإنسان منذ الولادة حتى الوفاة والله أعلم
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[01 - 12 - 10, 08:13 ص]ـ
حفظك الله أخي الحبيب , وأستفيد كما تستفيد(67/307)
من طلب المال بالكيمياء تزندق
ـ[ابوسليم الاثرى]ــــــــ[28 - 11 - 10, 10:55 م]ـ
ما معنى قول ابى يوسف رحمه الله:
(و من طلب المال بالكيمياء تزندق؟)
بارك الله فيكم
ـ[ابوسليم الاثرى]ــــــــ[28 - 11 - 10, 11:21 م]ـ
اقصد من طلب المال بالكيمياء افلس وليس تزندق
اعتذر عن الخطأ
ثم كيف يفلس؟
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[28 - 11 - 10, 11:34 م]ـ
الجملة هي:
{مَنْ طَلَبَ الْمَالَ بِالْكِيمْيَاءِ أَفْلَسَ وَمَنْ طَلَبَ الدِّينَ بِالْكَلَامِ تَزَنْدَقَ وَمَنْ طَلَبَ غَرَائِبَ الْحَدِيثِ كَذَبَ}
والكيمياء المقصودة قديما , عملية قلب المعادن والتراب - وما أدراكَ- إلى ذهب ,وفي هذا مضيعة للوقت والجهد والمال.
والله أعلم.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[28 - 11 - 10, 11:39 م]ـ
روابط قديمة ذات صلة:
- هل من مقالة تبين رأي علماء الأمة سلفا و خلفا في العلم (غير العلوم المتعلقة بالشريعة) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84370)
- هل لكلمة (الكيمياء) أصل في لغة العرب؟؟؟؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33172)(67/308)
إذا ما علونا واستوينا عليهم ... جعلناهم مرعى لنسرٍ وطائر
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[29 - 11 - 10, 12:03 ص]ـ
بسم الله
من أول من ذكر هذا البيت من الاشاعرة وما اسم الشاعر إن كان له أم؟ فلم أعلم بوجوده في سجال أهل السنة مع المعتزلة. والبيت يحتج به معتزلة العصر من الاشاعرة عباد القبور كالاحباش.
" وأورد السقاف بيتاً يحتج به لمقالته وهو قول الشاعر
إذا ما علونا واستوينا عليهم ... جعلناهم مرعى لنسرٍ وطائر
قلت أولاً هل هذا البيت مولد أم أصيل
ثانياً هو حجةٌ لنا إذ ان معنى المغالبة في البيت ظاهر
وهناك أدلةٌ أخرى على إبطال تفسير الإستواء بالإستيلاء بسطها ابن القيم في الصواعق المرسلة فمن أراد الإستزادة فليراجعها
ومن عجائب السقاف أنه تأول قول أبي العالية في تفسير الإستواء بالإرتفاع ((وفي البخاري تأويل أبي العالية الاستواء بالارتفاع فإن كان يريد إرتفاع الربوبية على رتبة العبودية بعلو الملك والسلطان والقهر والعظمة كما يقول الحافظ ابن جرير السلفي فتأويل مقبول لا ترفضه قواعد الشريعة ولا لغة العرب))
" ا. هـ
المصدر:تسفيه أدعياء التنزيه - نقض شبهات ابن الجوزي والسقاف حول نصوص الصفات / عبد الله الخليفي
( http://www.asha3ira.co.cc/2010/09/blog-post_4994.html)
ـ[الكهلاني]ــــــــ[29 - 11 - 10, 09:46 م]ـ
معاذ الله أن يكون هذا البيت السخيف المرذول لأحد ممن يحتج بشعره، إنما يريد الأشاعرة والجهمية أن يلحدوا في آيات الله.(67/309)
مطلوب مترجمين لموقع عقيدة السلف الصالح إلى اللغات التالية: الألمانية والفرنسية والتركية والأندونيسية
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[29 - 11 - 10, 10:59 ص]ـ
السلام عليكم
لمن لديه قدرة على ترجمة المقالات عقدية أو تراجم علماء في موقع:
www.as-salaf.com (http://www.as-salaf.com)
من اللغة العربية إلى إحدى اللغات المذكورة في العنوان (الألمانية أو الفرنسية أو التركية أو الأندونيسية)، فأرجو الرد على هذا الموضوع وذكر اللغة التي تستطيع الترجمة إليها.
وجزاكم الله خيرًا
ـ[أبو بسام الدمشقي]ــــــــ[29 - 11 - 10, 03:33 م]ـ
أتعلم حالياً اللغة الألمانية وعندما أتمكن منها أشارك إن شاء الله
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[01 - 12 - 10, 11:06 ص]ـ
جزاك الله خيرًا
قام شخص بترجمة مقال واحد للغة الألمانية:
http://as-salaf.com/article.php?aid=104&lang=en
قد تفيدك في تعلمك الترجمة للغة الألمانية
ـ[أبو بسام الدمشقي]ــــــــ[02 - 12 - 10, 08:13 م]ـ
أقرأه إن شاء الله بارك الله فيك(67/310)
خطورة قول: [طريقةُ السَّلفِ أسلمُ، وطريقةُ الخلف أعلمُ وأحكم] وبيان لوازمها الفاسدة.
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[29 - 11 - 10, 11:19 ص]ـ
قال الشيخ الجليل / محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ:
[وقد اشتبهت المسألة على بعض الناس وقال تلك العبارة الصادقة الكاذبة:
[طريقةُ السَّلف أسلم، وطريقةُ الخلف أعلمُ وأحكم]
فهذه العبارةُ صادقةٌ كاذبةٌ، صادقةٌ في الجملة الأولى، وكاذبةٌ في الجملة الثانية، فطريقةُ السلف أسلمُ بلا شكٍّ.
أما أن تكون طريقة الخلف أعلم وأحكم، فهذا مِنْ أكذب ما يكون مِنَ الكلام:
فـ (أولاً): هذه الكلمة مُتناقضة، فكيف يُقال: هذه أسلم والثانية أعلم وأحكم؟ فإنه إذا كانت السَّلامة كان العلم والحكمة، فالجاهلُ لا يَسلمُ أبدًا، والسَّفيه لا يسلمُ أبدًا، فالجاهلُ لا يُمكن أن يكون أسلم من العالم، ولا السفيه أسلم من الحكيم.
فإذا قررتَ بأنّ طريقة السلف أسلم؛ لزمك أن تُقرَّ بأنَّ طريقة السلف أعلمُ وأحكم.
(ثانيًا): بأيِّ وجهٍ يقولون: إنَّ طريقةَ السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم؟! فالسَّلف هم: الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والخلفاء الراشدون ـ والصحابة، والتابعون لهم بإحسانٍ من أئمة الهدى والحقّ، فهل تكون طريقة الخلف أعلم وأحكم من هؤلاء؟
وهل تكون طريقة المعتزلة والنظّار أعلم وأحكم من طريقة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ؟ هذا غيرُ معقولٍ أبدًا، ولو أنَّ إنسانًا ثبتَ على هذا لأخرجناه من الإسلام؛ لأنّ هذا من أعظم القدح في رسول الله وفي أصحابه.
كما قال شيخ الإسلام: ((أن يأتي أفراخ الصابئة والمشركين واليهود والنصاري، ثم يُقال: هم أعلم وأحكم من الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه فيما يتعلّق بأسماء الله وصفاته، فهذا شيء مُستحيلٌ)) انتهى كلامُ شيخ الإسلام.
وقد يُطلِق مثل هذه العبارة علماء أجلاء في أعيننا وأعينكم، وهم لو علموا مقتضى هذه العبارة ومُستلزماتها لما قالوها أبدًا، لكن قد تندرج على ألسنتهم من غير تروٍ وتمهّل، ويأخذها آخر عن أول، وإلا فلو تأملوا لوجدوها متناقضة باطلة يلزم عليها لوازم فاسدة.
ونحن نرميهم بدائهم، فإنّ زعماءهم ورؤساءهم كان منتهى أمرهم إلى الحيرة والقلق والشكّ.
قال بعضُ العلماء [وهو أبو حامد الغزالي]: " أكثرُ الناس شكًّا عند الموت أهلُ الكلام"، وهؤلاء هم الذين يدّعون أنهم أعلم وأحكم.
وقال الرّزاي وهو من رؤسائهم:
"لقد تأمّلتُ الطّرقَ الكلامية والمناهجَ الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً، ورأيتُ أقرب الطّرق طريقة القرآن" اهـ كلام الرزاي.
وهذا كلامٌ جيّدٌ، ودليلٌ واضحٌ على أنّ أهل الكلام لا ينتفعون بكلامٍ لا يشفي عليلا، ولا يروي غليلاً] اهـ
(من شرح القواعد المثلى لـ الشيخ العثيمين بتصرف يسير).
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[29 - 11 - 10, 02:46 م]ـ
أحسنت
وجزاك الله خيرا
ـ[ابوسليم الاثرى]ــــــــ[02 - 12 - 10, 02:52 ص]ـ
رحم الله العلامة العثيمين
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[02 - 12 - 10, 04:42 م]ـ
وقد أُدخِلت عبارة في الفتوى الحموية على شيخ الإسلام؛ حاصلها: أن هذه العبارة (كلام السلف أسلم ..... الخ) قد يُطلقها بعضهم ويُريد بها معنًى صحيحًا!!
وهي عبارة مدسوسة على شيخ الإسلام رحمه الله.
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[09 - 12 - 10, 08:09 ص]ـ
وبمثل كلامه هذا ـ رحمه الله ـ ذكره في: (فتح رب البرية في اختصار الفتوى الحموية) ...(67/311)
هل هذه العبارة صحية؟
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[29 - 11 - 10, 04:53 م]ـ
بلغ المسلمين أن الحرم
والكعبة مشتاقة لهم
هل هذه العبارة صحيحة؟
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[30 - 11 - 10, 07:45 ص]ـ
الحمد لله , وبعد:
تحتاج إلى دليل خاص وإن كان الجماد:
- له إدراك كما قال تعالى: {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} ومثله (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ).
- كما أنه يحن ويئن ويشتاق كما في الحديث:
((كان النبي صلى الله عليه و سلم يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر تحول إليه فحن الجذع فأتاه يمسح يده عليه)) أخرجه البخاري (3/ 1313).
- بل ويبكي كما قال ابن عطية في المحرر الوجيز (6/ 91، بترقيم الشاملة آليا) , عند قوله تعالى: ((فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ))
((نفت هذه الآية أن تكون السماء والأرض بكت على قوم فرعون، فاقتضى أن للسماء والأرض بكاء. واختلف المتأولون في معنى ذلك فقال علي بن أبي طالب وابن عباس ومجاهد وابن جبير: إن الرجل المؤمن إذا مات بكى عليه من الأرض موضع عبادته أربعين صباحاً، وبكى عليه من السماء موضع صعود عمله، قالوا فلم يكن في قوم فرعون مَن هذه حاله، فهذا معنى الآية. وقال السدي وعطاء: بكاء السماء: حمرة أطرافها. وقالوا إن السماء احمرت يوم قتل الحسين بن علي، وكان ذلك بكاء عليه، وهذا هو معنى الآية.)) أهـ
والله تعالى أعلم
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[02 - 12 - 10, 08:43 م]ـ
أبو صهيب الحنبلى
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 12 - 10, 10:18 م]ـ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُمْ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ أُحُدًا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ فَقَالَ اثْبُتْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ. صحيح البخاري
وفي صحيح البخاري أيضا: ثم أقبل حتى بدا له أحد، قال: (هذا جبل يحبنا ونحبه).
الفوائد المستفادة من الحديثين:
1 - جبل أحد رجف
2 - خاطبه النبي صلى الله عليه وسلم = امره بالثبات
3 - استجاب الجبل فثبت
4 - النبي صلى الله عليه وسلم يحب أحد = محبة
5 - جبل أحد يحبه! = محبة
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[05 - 12 - 10, 10:52 م]ـ
أبو نسيبة السلفي
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالله الرحابي]ــــــــ[07 - 12 - 10, 07:18 ص]ـ
تركها أولى أخي الفاضل
حفظكم الله جميعا(67/312)
كلام لابن عقيل في الاستغاثة
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[29 - 11 - 10, 11:43 م]ـ
كتب الشيخ ماجد بن سليمان الرسي العبارة التالية ولم ار مصدرا لها
وقال الإمام أبو الوفاء علي بن عقيل الحنبلي رحمه الله: إن من يعظم القبور ويخاطب الموتى بقضاء الحوائج، ويقول: يا مولاي ويا سيدي عبد القادر: (إفعل لي كذا)؛ هو كافر بهذه الأوضاع، ومن دعا ميتا وطلب قضاء الحوائج فهو كافر.
ولكني كنت اعرف أن الجيلاني عاش بعد ابن عقيل؟ هل أنا مخطئ؟
ـ[ابن سعد التيمي]ــــــــ[30 - 11 - 10, 01:47 ص]ـ
السلام عليكم
وهذا ميلاد الامام علي بن عقيل 431_513
وهذا ميلاد الامام عبد القادر الجيلاني 470_561
وبهذا يتضح ان الامام عبد القادر توفي بعد الامام علي بن عقيل
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[30 - 11 - 10, 01:58 ص]ـ
إذن هل يصح نسبة هذا الكلام لابن عقيل؟
وما معنى كلام الامام النووي في المجموع (ج8/ 274) كتاب صفة الحج، باب زيارة قبر الرسول صلى اللّه عليه وسلم: "ثم يرجع إلى موقفه الأول قُبالة وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه".
كيف يستشفع به إلى ربه؟
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[02 - 12 - 10, 08:03 م]ـ
للرفع
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 12 - 10, 08:26 م]ـ
إذن هل يصح نسبة هذا الكلام لابن عقيل؟
وما معنى كلام الامام النووي في المجموع (ج8/ 274) كتاب صفة الحج، باب زيارة قبر الرسول صلى اللّه عليه وسلم: "ثم يرجع إلى موقفه الأول قُبالة وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه".
كيف يستشفع به إلى ربه؟
يقول اللهم فشفعه في. ولا أدري عندما يقول يا محمد هل يعتقد في نفسه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) يسمعه (2) يدعو له كما لو كان حيا أو لا. ربما يعمل ذلك باعتبار أن النص كالشعيرة (مثل السلام على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد = السلام عليك أيها النبي).
ولفظ اللهم = توجه الى الله تعالى.
عليك بكتاب: التوسل أنواعه وأحكامه للامام الالباني رحمه الله.
وإن كنت على عجل أو لا تملك وقتا فلا أقل من أن تطلع على تلخيص له (مع العلم انني لم أطلع على التلخيص)
تلخيص كتاب التوسل أنواعه وأحكامه للألباني ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=161481)
وهذا للفائدة:
إلى طالب العلم: كيف تقنع العامي .. والله وتالله وبالله ما أظني قرأت أجمل من ... ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=230059)
ـ[أبومعاذ الاثري]ــــــــ[02 - 12 - 10, 08:43 م]ـ
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى ((وأن الوثني إذا قال: لا إله إلا الله فإن كان يزعم أن الوثن شريك لله تعالى صار كافرا وإن كان يري أن الله تعالى هو الخالق ويعظم الوثن لزعمه أنه يقربه إلى الله تعالى لم يكن مؤمناً حتى يتبرأ من عبادة الوثن)) (7/ 303) كتاب الردة من كتاب روضة الطالبين للنووي.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 12 - 10, 09:22 م]ـ
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى ((وأن الوثني إذا قال: لا إله إلا الله فإن كان يزعم أن الوثن شريك لله تعالى صار كافرا وإن كان يري أن الله تعالى هو الخالق ويعظم الوثن لزعمه أنه يقربه إلى الله تعالى لم يكن مؤمناً حتى يتبرأ من عبادة الوثن)) (7/ 303) كتاب الردة من كتاب روضة الطالبين للنووي.
جزاك الله خيرا على النقل المفيد!(67/313)
الادلة العقلية على فساد العقيدة الاشعرية
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[30 - 11 - 10, 10:48 ص]ـ
بسم الله
ليس المقصد عقلية صرفة إنما التركيز على الجانب العقلي للادلة النقلية. سأضرب بمثال أو اثنين.
المثال الاول: يتفق الاشاعرة - في الظاهر - أن مذهب السلف هو الصواب ولذا نطرح عليهم السؤال التالي: ما الخلاف بين السلف والمعتزلة والجهمية؟
"هل الخلاف بين السلف و المعتزلة في اثبات صفات اليد و الوجه و العين هو:
1 - في اللفظ؟
2 - في الكيفية؟
3 - ام في المعنى؟
فان قال في اللفظ فقد كذب لانه من المعلوم ان المعتزلة لم ينكروا آيات القرآن التي فيها ذكر الفاظ هذه الصفات
و ان قال في الكيفية فقد كذب لان السلف لم يتكلموا في الكيفية حتى يختلفوا مع المعتزلة بها
فثبت ان الخلاف في المعنى ......... و ان السلف اثبتوا معان لهذه الصفات تختلف عن التأويلات الباطلة التي ذكرها المعتزلة ............ وهو المطلوب" منقول عن: ابي عمر الأثري بتصرف يسير.
المثال الثاني: دين الله دين الفطرة لا دين النخبة .. فالاسلام دين أرسله للناس كافة العامي الفلاح والنجار قبل العالموالباحث ودين الاشاعرة دين نخبة كدين الفلاسفة والزنادقة. وهذا دليل يكفي لبطلانه
الغزالي يعترف: الاشاعرة لا يشكلون نسبة واحد من ألف في الامة الاسلامية:
قال الغزالي: (فإن قيل فلم لم يكشف الغطاء عن المراد بإطلاق لفظ الإله ولم يقل [الرسول صلى الله عليه وسلم] أنه موجود ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ولا هو داخل العالم ولا خارجه ولا متصل ولا منفصل ولا هو في مكان ولا هو في جهة بل الجهات كلها خالية عنه فهذا هو الحق عند قوم والإفصاح عنه كذلك كما فصح عنه المتكلمون ممكن ولم يكن في عبارته قصور ولا في رغبته في كشف الحق فتور ولا في معرفته نقصان
قلنا: من رأى هذا حقيقة الحق اعتذر بان هذا لو ذكره لنفر الناس عن قبوله ولبادروا بالإنكار وقالوا هذا عين المحال ووقعوا في التعطيل ولا خير في المبالغة في تنزيه ينتج التعطيل في حق الكافة إلا الأقلين وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم داعياً للخلق إلى سعادة الآخرة رحمة للعالمين، كيف ينطق بما فيه هلاك الأكثرين ... وأما إثبات موجود في الاعتقاد على ما ذكرناه من المبالغة في التنزيه شديد جداً بل لا يقبله واحد من الألف لا سيما الأمة الأمية)) إلجام العوام عن علم الكلام ص56 - 57
لذا صدق الامام ابن قدامة رحمه الله عندما قال في كتاب المناظرة في القرآن ص35: ولا نعرف في أهل البدع طائفة (يكتمون) مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة و (الأشعرية) ا. هـ
هناك الكثير غير هذا وباب الافكار واسع فأرجو الافادة. هذه الطريقة مفيدة جدا للعوام فالعوام لا يفهمون مصطلحاتكم ولا مصطلحات النخبة. ويضيع في الاحاديث وتاويلاتها والمسائل واستشكالاتها الخ. والشيخ أو الداعية قبل أن يكون شيخا أو داعية كان عاميا واللبيب تكفيه الاشارة.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[30 - 11 - 10, 10:55 ص]ـ
المثال الثالث: تفشي الصوفية القبورية في الفرقة الاشعرية مع نكير الاشاعرة المتقدمين على الصوفية.
المثال الرابع: توبة ائمة المذهب الاشعري من التأويل. والتوبة لا تكون إلا من باطل. هل يتوب المرء من حق؟!
والقوم لا يزالون يعتبرون التأويل ركنا في المذهب الاشعري. وبغض النظر عن كون التفويض تأويل إجمالي إلا أن ائمة المذهب تابوا من التأويل وهذا دليل يلزم القوم كونه باطل.
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[30 - 11 - 10, 06:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي الحبيب،
أشاعرةُ هذا الوقت لا يعلمون ضابطَ التأويلِ من التفويض
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[30 - 11 - 10, 08:49 م]ـ
وفيكم بارك الله أخي الحبيب محمد ونفع بكم
إن شاء الله مع كثرة النقاط سيجد نقطة ما يفهمها وتجعله يفكر!
بالمناسبة ليس كل الادلة العقلية لها نفس القوة. ولا يشترط في الدليل أن يكون مفحما!
ربما نقطة صغيرة تجعل من يقرأ يأتي بنقطة عظيمة الاهمية. وما قد يستصغره طالب العلم قد يستعظمه قليل العلم ويجعله يفكر.
ولا ينكر أحد أهمية الطرق العقلية في الدعوة والحوار والجدل خاصة في من يجهل السنة. فأدلة السنة مكلفة وأدلة العقل إقتصادية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/314)
قد تطرح حجة عقلية في سطر أو سطرين وقد يطرح أحدهم شبهة عقلية في سطر أو سطرين وتفي كل منهما بالغرض من حيث التأثير في عقل القارئ لأنه سيقرأ السطرين لكن يصعب أن تؤثر في القارئ عندما تأتيه بحجة من السنة لانك ستضطره الى قراءة مقال وليس سطرا أو اثنين وهذا غالبا ما لن يفعله. المجتمعات العربية خاصة والاسلامية عامة لا تقرأ.
والحجج العقلية في كل الاحوال مفيدة ويسهل عرضها كأدلة ثانوية داعمة مبينة مع الادلة السنية النقلية.
وههنا بعض النصائح المهمة من داعية شيعي سابق: الشيخ / حسين بن فارس:
((س 14/ ما الطرق المثلى لدعوة العامة من الشيعة لمذهب أهل السنة والجماعة؟؟
النصيحة الأولى .. المعاملة بالحسنى فكيف تريد أن تدعو الآخر شيعياً أو نصرانياً أو غير ذلك وأنت تعامله بغلظة وجفاء وأنت تبغض له الحق وأهله، فالداعية كالطبيب قد يرفض المريض نوعاً من الدواء فيتلطف به الطبيب مرة ومرتين فإن أصر على رفض الدواء بحث له عن دواء أخر يكون مقبولاً لديه.
النصيحة الثانية .. تعرف على حال من تدعوه فهؤلاء يظنون أنهم على الحق وأنك على الباطل، من هنا تبدأ وتنطلق، وللأسف يتوهم كثير منا أن هؤلاء يدركون أنهم على خطأ ويتعمدون ترك الحق عناداً فقط،
هذا الفهم يجعل كثير منا يبدأ الحوار بالأسلوب الخاطئ، وفي الموضوع الخاطئ، وفي الوقت الخاطئ فتكون النتيجة على خلاف المقصود.
النصيحة الثالثة .. ركز على القرآن، وابدأ به، فإن نجحت في إقناعه بحجية القرآن وأنه قد بين كل أصول الدين فهذا نصف الطريق.
النصيحة الرابعة .. ابتعد عن الأدلة الاحتمالية وركز على البراهين القطعية ففي القرآن من البراهين ما يحار أهل البدع أمامه.
النصيحة الخامسة .. العقل عندهم من مصادر التشريع، والحجج العقلية من أكثر الأشياء التي تؤثر فيهم خاصة إذا كانت قوية محكمة مختصرة .. فتسلح ببعض الحجج العقلية القوية.))
ومن يشك في أهمية الادلة العقلية والشبه العقلية فهو لا يعرف أهل البدع ولا مصادر تلقيهم ويجب عليه مراجعة أفكاره.(67/315)
كيف تحرج أشعريا!
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[30 - 11 - 10, 12:01 م]ـ
بسم الله
ما رأيكم في اختبار القطعية العقلية؟
16 - تحدي - اختبار: يدعي الاشاعرة الجهمية أنهم يؤمنون ببدعة الادلة القطعية اليقينية (وهي في الحقيقة أقيسة عقلية للخالق على المخلوق) فإن كان زعمهم يقيني قطعي حقا فهل يستطيع أشعري قبوري جهمي أن يكفر بالله إذا كان على العرش بذاته (كما هي عقيدة أهل السنة قاطبة والمسلمون عامة واهل الكتاب * بل حتى الاشاعرة الكلابية المتقدمون)؟؟!!
هذا فضلا عن أن اختلافهم في الصفات وكلٌ منهم يدعي القطعية في العقائد
فضلا - مرة أخرى- عن توبة بعض أعلامهم من عقيدتهم رغم أنهم يدعون القطعية!! فهل يتوب أحد من عقيدة قطعية!!!
ولتحرج الأشعري وتفضحه إذا كان ليس متيقنا مما يقوله بأن يقول التالي:
اللهم إن كنت فوق العرش بذاتك فإني كافر بك وحرم عليّ الجنة و أحشرني في قاع جهنم مع فرعون وهامان وقارون وأبي لهب خالدا مخلدا في النار!!!
فإذا فعلها فقد ضحى بحياته في الاخرة فهو غبي ويستحق ذلك لعناده فهو مثل فرعون .. وإن تهرب فاسخر منه ومن أدلته القطعية فقد ظهر كذبه ونفاقه (ابتسامة). هكذا تطحن الاشعري وتضربه على قفاه!!!
المصدر: ملاحظات عند مناقشة الاشاعرة الجهمية والقبوريين ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/07/blog-post_7022.html)
*
أشاعرة اليوم أشر قولا من اليهود والنصارى!
ذكر أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري (صاحب صحيح البخاري) في كتابه خلق أفعال العباد ج1ص30 باب ذكر أهل العلم للمعطلة وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: " الْجَهْمِيَّةُ أَشَرُّ قَوْلًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، قَدِ اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَأَهْلُ الْأَدْيَانِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الْعَرْشِ، وَقَالُوا هُمْ: لَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ شَيْءٌ "
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[30 - 11 - 10, 06:53 م]ـ
لا يا أخي
بل نسلم ويسلمون
رغم أني أكره هذه البدعة أشد الكره والعياذ بالله من التمشعر لكن أسجل رفضي لمثل هذا وهذا ليس من هدي النبي إلا ما كان مع نصارى نجران أما من هم من أهل القبلة فنسأل الله لهم الهداية ولا نوقعهم في مثل هذا فيخسروا آخرتهم والعياذ بالله
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[30 - 11 - 10, 07:07 م]ـ
لا يا أخي
بل نسلم ويسلمون
رغم أني أكره هذه البدعة أشد الكره والعياذ بالله من التمشعر لكن أسجل رفضي لمثل هذا وهذا ليس من هدي النبي إلا ما كان مع نصارى نجران أما من هم من أهل القبلة فنسأل الله لهم الهداية ولا نوقعهم في مثل هذا فيخسروا آخرتهم والعياذ بالله
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي بارك الله فيك لم ترفض؟
قد تكون هذه الكلمة هي الحق التي ترجعه إلى الحق، الأشاعرة يرون كفرك جهراً في كتبهم، ووالله ما نفقت عقيدتهم في بلاد الإسلام إلا بعد أن تراجعنا عن مهاجمتهم في كل جانب، فلا تحمل على أخيك فهو خير من أن يكون أبناء قريتك في المستقبل أشاعرة: لا إله في السماء.
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[30 - 11 - 10, 07:44 م]ـ
الرد عليهم وبيان عوار مذهبهم بالأدلة شيء واستعمال ألفاظ "هوشات الشوارع" شيء آخر.
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[30 - 11 - 10, 07:53 م]ـ
الرد عليهم وبيان عوار مذهبهم بالأدلة شيء واستعمال ألفاظ "هوشات الشوارع" شيء آخر.
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب،
هل تعتقد أن جميع الناس يفهمون الأدلة؟
مثال:-
لو سألت رجلاً:أين الله؟
قال الرجل:في كل مكان.
لو قلتَ ما قلت له، لن يرجع لأن هذا بالنسبة له هو الصواب،
قل له على تعبيرك "هوشات الشوارع" هل الله في الحمام؟ تراه يرجع ويستغفر ويقول لك في كل مكان بعلمه أم الله في السماء.
وبارك الله فيك.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[30 - 11 - 10, 09:31 م]ـ
الرد عليهم وبيان عوار مذهبهم بالأدلة شيء واستعمال ألفاظ "هوشات الشوارع" شيء آخر.
بارك الله فيك و في الاخ الحبيب محمد
لقد قام الاخ محمد بتبيين الهدف من هذه "الهوشات" مع التحفظ على لفظ الشوارع!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/316)
وأضيف على ما قال أخي محمد أن الهدف ليس الاشعري نفسه بالدرجة الأولى- على الاقل بالنسبة لي - فهدفي هو القارئ العامي الذي يقرأ حواري مع الاشعري. القارئ العامي لا يعرف ماذا يجري خلف الكواليس ولا يملك الكثير من المقومات!
هذا بالاضافة إلى أن الكثير من الاشاعرة سيفكر في هذه البدعة بنظارات أخرى لم يلبسها من قبل بعد أن يمر بالتجربة!.
والأشعري الذي تفيده هذه الاساليب هو الاشعري المبتدئ لا الذي غرق في بدعته. وأعيد المهم عندي القارئ الذي سيرى رد فعل الاشعري لا الاشعري نفسه.
واعلم أخي أبا اويس لم نعدم الحجة فنحن في حرب و كل سلاح جائز نستعمله ولكل مقام مقال. ولكل أشعري سلاح!
وأتوقع مع كونك طالب علم بعيد عما يجري أو لم تطلع على نشاط أهل البدع في المنتديات وأساليبهم. فقط أريدك أن تقوم بزيارة لا بل برحلة لمدة أسبوع في المنتديات الدينية العامة وحبذا لو تفاعلت فيها لاسبوع أو أكثر.
وأشكرك على مشاركتك فلعلها كانت سببا في إجابة اسئلة عرضت لبقية الزوار. أرجو أن تتفضل بزيارة مدونة: الاشاعرة .. الوجه الآخر ( http://www.asha3ira.co.cc)
ولعلك تفيدنا بشئ في هذا الرابط:
وفيكم بارك الله أخي الحبيب محمد ونفع بكم
إن شاء الله مع كثرة النقاط سيجد نقطة ما يفهمها وتجعله يفكر!
بالمناسبة ليس كل الادلة العقلية لها نفس القوة. ولا يشترط في الدليل أن يكون مفحما!
ربما نقطة صغيرة تجعل من يقرأ يأتي بنقطة عظيمة الاهمية. وما قد يستصغره طالب العلم قد يستعظمه قليل العلم ويجعله يفكر.
ولا ينكر أحد أهمية الطرق العقلية في الدعوة والحوار والجدل خاصة في من يجهل السنة. فأدلة السنة مكلفة وأدلة العقل إقتصادية
قد تطرح حجة عقلية في سطر أو سطرين وقد يطرح أحدهم شبهة عقلية في سطر أو سطرين وتفي كل منهما بالغرض من حيث التأثير في عقل القارئ لأنه سيقرأ السطرين لكن يصعب أن تؤثر في القارئ عندما تأتيه بحجة من السنة لانك ستضطره الى قراءة مقال وليس سطرا أو اثنين وهذا غالبا ما لن يفعله. المجتمعات العربية خاصة والاسلامية عامة لا تقرأ.
والحجج العقلية في كل الاحوال مفيدة ويسهل عرضها كأدلة ثانوية داعمة مبينة مع الادلة السنية النقلية.
وههنا بعض النصائح المهمة من داعية شيعي سابق: الشيخ / حسين بن فارس:
((س 14/ ما الطرق المثلى لدعوة العامة من الشيعة لمذهب أهل السنة والجماعة؟؟
النصيحة الأولى .. المعاملة بالحسنى فكيف تريد أن تدعو الآخر شيعياً أو نصرانياً أو غير ذلك وأنت تعامله بغلظة وجفاء وأنت تبغض له الحق وأهله، فالداعية كالطبيب قد يرفض المريض نوعاً من الدواء فيتلطف به الطبيب مرة ومرتين فإن أصر على رفض الدواء بحث له عن دواء أخر يكون مقبولاً لديه.
النصيحة الثانية .. تعرف على حال من تدعوه فهؤلاء يظنون أنهم على الحق وأنك على الباطل، من هنا تبدأ وتنطلق، وللأسف يتوهم كثير منا أن هؤلاء يدركون أنهم على خطأ ويتعمدون ترك الحق عناداً فقط،
هذا الفهم يجعل كثير منا يبدأ الحوار بالأسلوب الخاطئ، وفي الموضوع الخاطئ، وفي الوقت الخاطئ فتكون النتيجة على خلاف المقصود.
النصيحة الثالثة .. ركز على القرآن، وابدأ به، فإن نجحت في إقناعه بحجية القرآن وأنه قد بين كل أصول الدين فهذا نصف الطريق.
النصيحة الرابعة .. ابتعد عن الأدلة الاحتمالية وركز على البراهين القطعية ففي القرآن من البراهين ما يحار أهل البدع أمامه.
النصيحة الخامسة .. العقل عندهم من مصادر التشريع، والحجج العقلية من أكثر الأشياء التي تؤثر فيهم خاصة إذا كانت قوية محكمة مختصرة .. فتسلح ببعض الحجج العقلية القوية.))
ومن يشك في أهمية الادلة العقلية والشبه العقلية فهو لا يعرف أهل البدع ولا مصادر تلقيهم ويجب عليه مراجعة أفكاره.
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[01 - 12 - 10, 04:22 م]ـ
أخي الكريم، أظن أن الإقذاع في السب ينفر العامة والمبتدئين من الحق، وهذه خلاصة تجربتي في مناظرة أهل البدع التي بدأت بالأحباش قبل سبعة عشر عاما، وأعترف أن تفننهم في الشتم والتحقير والتهويل والكذب كان سببا لجذب بعض العامة إلى صفهم، لكن كثيرا من هؤلاء لم يستمروا معهم لما عرفوا حقيقتهم من خلال الاحتكاك بهم أو الرد عليهم.
أخي الكريم، إذا كان أهل البدع هكذا فلا يسوغ سوء أدبهم لنا أن نقلدهم في باطلهم، فنحن لنا أخلاقنا التي لا نتنازل عنها، فالأخلاق الحقيقية تظهر عند المحكات وليس في الرخاء.
وأختلف معك أخي في جواز استعمال كل الأسلحة؛ لأن شرف الخصومة يجذب للصف أصحاب الفطر السليمة من العامة والمخالفين، أما من تلوثت فطرهم فأعجبوا برديء القول وفاحشه فعلاجهم أولى من مسايرتهم. والله أعلم.
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[02 - 12 - 10, 08:31 ص]ـ
غير صحيح تعمد إحراج المخالف من اهل القبلة، فالأمر لو فطن له الكاتب لعلم انه امر دعوة وحرص على هداية الناس لا إحراج ولا مشاحنة وهو بعيد كل البعد عن المنهج النبوي. ألسنا ندرس في فقه الدعوة ان نحرص على هداية المخالف دون ان نجرح مشاعره ولو كان ملحدا؟. فالأمر اخي الحبيب ليس تسجيل موقف ونصر فحسب فهذا يزيد المخالف تمسكا بباطله ويبعد عنه طريق الحق والهداية.
أنصحك بكتاب (فقه الرد على المخالف) للشيخ / خالد السبت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/317)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 12 - 10, 03:46 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا اويس على إفادتك لنا بتجربتك ودون شك مفيدة لي وللقارئ هنا بغض النظر عن الموافقة أو المخالفة.
ولن أكتب إلا ما أؤمن به وليس قصدي المكابرة إن شاء الله كما لا يعني وجود رأي مخالف صوابه كله.
أخي الكريم، أظن أن الإقذاع في السب ينفر العامة والمبتدئين من الحق، وهذه خلاصة تجربتي في مناظرة أهل البدع التي بدأت بالأحباش قبل سبعة عشر عاما،
كلامك صحيح لكن ليس مطلقا ففي اعترافك أدناه وفرت علي عناء الرد بارك الله فيك. فقد وجدت من العامة من ينفر فعلا. ولكن الأمر يعتمد على (نوعية + كثرة) "السب". فليس كل سخرية فحشا إذا تنزلت وأعتبرت السخرية سبا وهذا ليس بشرط.
وأعترف أن تفننهم في الشتم والتحقير والتهويل والكذب كان سببا لجذب بعض العامة إلى صفهم، لكن كثيرا من هؤلاء لم يستمروا معهم لما عرفوا حقيقتهم من خلال الاحتكاك بهم أو الرد عليهم.
بارك الله فيك على قول الحق. ويكفيني منك اعترافك جزيت خيرا. فأعرف تأثير الحرب النفسية جيدا ولهذا أسلوبي يختلف عن أسلوبك.
وبالتالي عندي لا يشترط أن يكون جميع أهل السنة سواء. يعني واحد يقسو و الآخر يربت! (واحد معه العصا و الآخر معه الجزرة). وكما أقسو كثيرا مع المخالفين أترفق مع الآخرين.
مع العلم أنني لم أجد دليلا على قولك بأن الكثير منهم يرجع ولا يعني هذا عدم صحته على أرض الواقع. لكن المسألة ليست أمنيات. أريد الواقع أريد الجقيقة.
صحيح لقد علمت برجوع البعض منهم ونفرة الاخر لكن الذي أعرفه أقل من القليل. وبالتالي لم أجد دليلا.
فالاحباش يقومون بحرب نفسية شرسة وكثير من أساليبهم معروفة مستخدمة في مجالات أخرى غير دينية!
أخي الكريم، إذا كان أهل البدع هكذا فلا يسوغ سوء أدبهم لنا أن نقلدهم في باطلهم، فنحن لنا أخلاقنا التي لا نتنازل عنها، فالأخلاق الحقيقية تظهر عند المحكات وليس في الرخاء.
وأختلف معك أخي في جواز استعمال كل الأسلحة؛ لأن شرف الخصومة يجذب للصف أصحاب الفطر السليمة من العامة والمخالفين، أما من تلوثت فطرهم فأعجبوا برديء القول وفاحشه فعلاجهم أولى من مسايرتهم. والله أعلم.
ليست القسوة دائما سب. وليس كل سب فحش. يكفي عندي جواز الامر على فعله طالما أن له نتيجة أو احتمال فعاليته كبير. اما مسألة كونه لا يستسيغه البعض فلا يهمني كثيرا. الذي يهمني مفعول الدواء لا طعمه الكريه.
أخي الفاضل أبا أويس
سأصرح لك بقاعدة عندي أسير عليها تتعلق بالاخر:
1 - العامي: هو هدفي الاسمى من الدعوة. وهو يستحق كل رفق و عناية. ومحرم دعوته إلا بالرفق.
2 - المخالف الجاهل: وهذا يستحق الرفق ولو جهل عليك. بل جهله يفيدني في الدعوة لأنه عندما يجهل أرفق به فيكون الرفق به سببا في هدياته كما يكون نقطة في صالحي عند العامي الذي يطلع على الحوار.
3 - المخالف الداعي لبدعته: هذا كثيرا ما يكون معاندا. والحكمة تقضي بأن لا أستنزف مواردي من اجله. فالوقت والجهد الذي قد أصرفه فيه قد يكفي في تحصين أو هداية العشرات أو المئات من العوام والمخالفين الجهال.
خلاصة تجربتي وتأملي في ما يقوم به الصوفية خصوصا وأهل البدع عموما:
عندما يتعلق الأمر بنشر الدعوة فالصوفية ليسوا مغفلين بل أذكياء!
طريقتهم في الدعوة اقتصادية. فهم لا يضيعون جهودهم في دعوة المتسنين إنما يدعون العوام لذا ترى الصوفية تنتشر بسرعة.
عموما نحن نعيش حربا شرسة ومع أناس قساة أصحاب تقية وسأجرب كل الطرق والسبل الممكنة في التنفير من الصوفية فالمسألة عندي ليست مجرد دعوة كما قد تكون عند البعض. ليست المسألة مجرد دعوة وهداية صوفي. المسألة عندي أكبر من ذلك بكثير. القضية عندي هي في التصدي للصوفية. (الوقاية خير وأرخص وأسرع من العلاج)
لن أنتظر اليوم الذي أرى فيه الصوفي في أقاربي .. وبالتالي لن أترك عقيدتي والمخاطرة من أجل رأي ظني لاخ كريم مثلك قد يصيب وقد يخطئ.
والامر يستحق التجربة .. والله الموفق والمعين
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 12 - 10, 03:57 م]ـ
غير صحيح تعمد إحراج المخالف من اهل القبلة، فالأمر لو فطن له الكاتب لعلم انه امر دعوة وحرص على هداية الناس لا إحراج ولا مشاحنة وهو بعيد كل البعد عن المنهج النبوي. ألسنا ندرس في فقه الدعوة ان نحرص على هداية المخالف دون ان نجرح مشاعره ولو كان ملحدا؟. فالأمر اخي الحبيب ليس تسجيل موقف ونصر فحسب فهذا يزيد المخالف تمسكا بباطله ويبعد عنه طريق الحق والهداية.
أنصحك بكتاب (فقه الرد على المخالف) للشيخ / خالد السبت
جزاك الله خيرا أخي الكريم أسامة وبارك فيك .. لقد علقت على رأي الاخ الفاضل أبا أويس بما يغني عن المزيد. فارجع غير مأمور لتعرف مواصفات من أسعى في دعوته.
أحب هداية المخالف لكن ليس ذاك هدفي بارك الله فيك. هداية المخالف أمر ثانوي بالنسبة لي. أضحي بمخالف واحد وأكسب عشرة غير مخالفين.
إن شاء الله سأنظر يوما ما في أحد هذه الكتب رغم إطلاعي على مقالات في الدعوة و محاضرات كثيرة على مر السنون. لكن عندما تحصل على فرصة في وقت محدود فإما أن تنتهزها أو تتركها وتصرف وقتك في قراءة كتاب ما ولو كان مفيدا.
اليوم: أشعري = قبوري ... وبالتالي لن نسمح بعبادة القبور بعون الله وسنحاربها بكل قوة.
هذا والله اعلم(67/318)
رسالة ماجستير اراء العز بن عبد السلام العقدية (577هـ665م) عرض ونقد على ضوء عقيدة اهل السنة والجماعة
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 11 - 10, 01:19 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اراء العز بن عبد السلام العقدية (577هـ665م) عرض ونقد على ضوء عقيدة اهل السنة والجماعة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=80871&d=1291112332)
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[30 - 11 - 10, 06:16 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 11 - 10, 06:29 م]ـ
حياكم الله و بارك فيكم
ـ[أبو يوسف السلفى]ــــــــ[30 - 11 - 10, 07:00 م]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 11 - 10, 07:42 م]ـ
حياكم الله و بارك فيكم
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[30 - 11 - 10, 07:43 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[04 - 12 - 10, 11:53 م]ـ
حياكم الله و بياكم
و غفر لنا و لكم
و نسأل الله أن يتقبلها بقبول حسن
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[05 - 12 - 10, 12:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا
هل توجد رسالة بخصوص تاج الدين السبكي؟
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[05 - 12 - 10, 12:27 ص]ـ
حياكم الله و بارك فيكم
و بالنسبة لطلبك لا علم لي بذلك
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[05 - 12 - 10, 12:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم،
وسلمت يداكم على ما تمدوننا به من كتب ورسائل.
جزيتُم الفردوس الأعلى.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[05 - 12 - 10, 12:47 م]ـ
حياكم الله و بياكم
و غفر لنا و لكم
و نسأل الله أن يتقبلها بقبول حسن
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[09 - 12 - 10, 08:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا
هل توجد رسالة بخصوص تاج الدين السبكي؟
يوجد رسالة بخصوص أبي الحسن التقي السبكي والد التاج.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[16 - 12 - 10, 07:37 م]ـ
بارك الله فيك(67/319)
إلى طالب العلم: كيف تقنع العامي .. والله وتالله وبالله ما أظني قرأت أجمل من ...
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[30 - 11 - 10, 11:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أريد الاطالة بمقدمة وليس عندي مزيد وقت لها لكنني أطرح هذا الموضوع لكي يفيد طالب العلم في اختيار الاساليب المفيدة في دعوة العوام. ولكي يتفهم ويتعاون معنا طلبة العلم في التعليق العلمي المفيد على الموضوعات التي تهتم بدعوة العوام والتي نطرحها هنا في الملتقى.
هذا فقط مثال وإلا فهناك غيره ولكنه أعظمها وضوحا وفائدة عملية.
========================
النقض النقلي العقلي في جواز دعاء الأموات الصوفي بوجوب التواتر ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_1818.html)
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مقال - في طور التجهيز و متجدد - كان اعداده يجول في نفسي منذ أمد ولم أجد له عزيمة ووقت والان قد حان وقته و بإذن الله وعونه وتوفيقه سيتم فيه نقض عقيدة دعاء الاموات بطريقة نقلية عقلية مع التركيز على الجانب العقلي نصحا لله ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. وهو مبني على تعليق سابق من العبد الضعيف لأحد الاخوة.
التعليق السابق بتصرف يسير:
قال الباحث عن الحقيقة:
(أشكل عليّ ما قاله السيوطي وذلك في الجزء الثاني من [حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة] (ص 14) بعد أن نقل عن ابن الجوزي: أن الحاكم العبيدي وصل به ظلمه إلى أن يدعي الربوبية فصار قوم من الجهال إذا رأوه يقولون: يا واحد يا أحد يا محيي يا مميت، قال - أي السيوطي - بعد أن ذكر ذلك ما نصه: (قلت: كان في عصرنا أمير يقال له: ازدمر الطويل، اعتقاده قريب من اعتقاد الحاكم هذا، وكان يروم أن يتولى المملكة، فلو قدر الله ذلك فعل نحو ما فعله الحاكم، وقد أطلعني على ما في ضميره وطلب مني أن أكون معه على هذا الاعتقاد في الباطن إلى أن يوول إلى السلطنة، فيقوم في الخلق بالسيف حتى يوافقوه على اعتقاده، فضقت بذلك ذرعاً و ما زلت أتضرع إلى الله تعالى في هلاكه، وأن لا يوليه على المسلمين، وأستغيث بالنبي صلى الله عليه وسلم وأسأل فيه أرباب الأحوال حتى قتله الله، فلله الحمد على ذلك.))
ثم أضاف في رد على استفسار لي قائلا:
((والشكر موصولاً لك أخي أبو نسيبة على تأمينك على دعائي، ووالله إني باحث عن الحق والحقيقة ولكن بالدليل والبرهان لا غير، فالكل يدّعيها ولا نقول لهم إلا بقول الله (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)، علماً - ولله الحمد والمنة - أنه تبين لي بطلان ما عليه كثير من الصوفية من العقائد والأعمال بالبرهان والدليل فأنا لن أعتقد أو أتعبد الله إلا بالدليل والبرهان، وأشكركم مرة أخرى على حسن اجاباتكم وسعة صدركم على ما أطرحه من اشكالات واستفسارات فأنا أبحث عن الحق. وفقكم الله وجعلكم من الدالين على الخير والحق))
وعلق العبد الضعيف:
بسم الله
أسأل الله تعالى لي ولكم الهداية والرشاد. لم يأمرنا الله تعالى بأن نفتش في قلوب العباد. ولكن نعاملهم بما يظهرون لنا (وهذا ينطبق على ما يتفوه به "أولياء" الصوفية!! وما يزبرونه في كتبهم)
لو سألت صوفيا هل تبحث عن الحق؟ سيقول نعم ومن سيقول أبحث عن الباطل أو لا أبغي الحق ألا من استكبر. فصِدقُ الدعوى بين العبد وربه. وبما أنك تبحث عن الحق إن شاء الله وأزيد فأقول وبصدق:
أسألك أسئلة يفهمها العامي قبل العالم و المتعالم. فهدفي تناول الموضوع بطريقة سهلة ومن زاوية أخرى تناسب الجميع ان شاء الله بدون لغة المصطلحات.
يعلم الكفار قبل المسلمين عظم حب المسلمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم (انتبه أخي وفقك الله الى معنى -عظم- حب المسلمين وخاصة الصحابة لرسوله) حتى وصل الامر بهم الى المسارعة بالتبرك بنخامته صلى الله عليه وسلم
هل يعقل أن يصلنا التواتر بالتبرك به في حياته و (بعد موته) ولا يصل لنا (تواتر) الصحابة في الاستغاثة به (بعد موته)؟؟؟
هل تعلم كم عدد الصحابة؟ من صنف في الصحابة يكاد يصل الى عشرة ألاف صحابي لذا من المؤكد أنهم أضعاف هذا العدد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/320)
عشرة ألاف صحابي لم يستغيثوا برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته رغم مصيبة موته. هل تعلم أن اعظم مصيبة حلت بالامة هي موت رسولها ورغم هذه الفاجعة لم يستغيثوا به عندما مات؟ لا بل حار الصحابة في دفن نبيهم!! هل تعلم ما معنى أن يبقى نبيٌ دون دفن رغم ان الجنازة من السنة أن يُسارَع في دفنها!!!
لماذا لم يأتوا اليه صلى الله عليه وسلم وهو لا يزال فوق الارض ويستطيعون ليس مجرد مخاطبته بل ولمس يده ورأسه وتقبيله والتبرك به وهو ميت ((ولم يفعلووووووووووووووووا)) .. الا يقول لهم ادفنوني هنا او هناك باي وسيلة. ألا يسألونه؟
الصلاة عليه (صلى الله عليه وسلم) وصلت بالتواتر تجدها مبسوطة في كتب الفقه فكيف لا تصل الينا الاستغاثة به بعد موته؟؟؟؟
لو كان ذلك صحيحا لكانت الاستغاثة مثل (استغفر الله .. استغفر الله) .. (سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)!!!
هل وصلتنا استغاثة فاطمة رضي الله عنها بعد موته وهي أحب الناس اليه (ولا اعتقد أنك أو أنا نحبه كما كانت تحبه ابنته فاطمة رضي الله عنها التي كانت تقبله - فهل قبلته أنت أو أنا؟؟) من كان يراه في محياه أشد شوقا له وحبا له ممن لم يفعل فلو كانت الاستغاثة به جائزة (وليس فقط مستحبة) لسارع هذا الذي قبله فكان أول من يستغيث به.
الوقائع التي حدث للصحابة رضي الله عنهم التي تدفعهم دفعا لكي يستغيثوا به لا تحصى ورغم ذلك (وصلت الينا الوقائع) ولم (يصل الينا استغاثتهم به)
ومنها امامة ابي بكر
و النقاش حول حرب المرتدين
و الفتن في عهد عثمان
والفتن التي في عهد علي و عائشة ومعاوية
ومقتل الحسين
بصراحة معذرة: الفتن يصعب حصرها .. هل نسوا أن يذهبوا الى قبره و ينقل لنا (تنازعهم عند القبر!!!) علي يشكو الرسول خروج عائشة وهي تشكوه علي و معاوية يطلب الثأر لعثمان.
يا أخي لو كانت الاستغاثة شرعا لكان القبر ليلا نهارا في عهد الصحابة كالمحكمة قضايا و شكاوى و لتواتر مبيت الناس حول القبر لا يخرجون حتى تقضى حوائجهم بل لأقيم حرس عليه و لعمل عمر بن الخطاب (رضي الله عن كل الصحابة الذين ذكرتهم)
له نظاما كما نظم شئون الخلافة فعمل لها البريد!! وعمل بيت المال.
فكان مثلا: بيت القبر لاستقبال وتنظيم الشكاوى بسبب كثرة من يأتي للشكوى وطلب الرزق والشفاء من المرض و الاستغفار من المعاصي و ووووووو
إن عظم محبة الصحابة والتابعين وتابعيهم وائمة الهدى ممن سار على سبيل الصحابة تفرض تواتر الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم والا كان خلف هذه الامة احب الى نبيهم (واعظم اتباعا)
وكانت أيات الاتباع منقوضة وهذا بيّن البطلان لكل ذي عقل.
هذا الامر العظيم يلزم منه التواتر كالصلوات الخمس وكالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم. فكيف يغيب هذا الامر (الاستغاثة بعد الممات) فلا نجده في كتاب الله صريحا ولا في البخاري و لا مسلم ولا منقولا عن ابي بكر وعمر وعثمان وعلي و معاوية و فاطمة وعائشة و بقية الامهات والصحابة ال 10 ألاف. لا نريد حديثا ضعيفا او موضوعا قام بوضعه الوضاعون يرحمك الله.
نحن نتكلم عن أمر لو صح لقارب تواتره لا اله الا الله محمدا رسول الله ... ان لازم تصويب هذا الامر هو الطعن في رسول الله وصحابته فهل نقف وقفة باحث عن الحق لا عن خيط العنكبوت .. نحن أمرنا أن نستمسك ب (حبلٍ) لا ب (خيطِ) عنكبوتٍ!!!
مثل هذا الامر لن يتفرد به صحابي عن 10 ألاف صحابي آخر اعظم منه منزلة عند الله
وكما قال تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ) فهل الاستغاثة بالاموات (هذا الامر الجلل) محكم ونسوه؟؟؟
اعتقد أن الامر واضح ومشكلتنا أننا نفكر في أقوال فلان وفلان غير معصوم وننسى ما كان عليه الصحابة ولا نراهم بصورة أوسع صورة (غير ضيقة يرسمها حديث ضعيف أو موضوع أو حديث غير صريح)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 35/ 19 خلاصة الدرجة: صحيح
وقال ايضا:
ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك. وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة، قال من هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2641 خلاصة الدرجة: حسن
فما لم يكن عليه الصحابة فليس بدين أنما من سنن اليهود والنصارى
فعلق الاخ الفاضل الباحث عن الحقيقة - وفقنا الله وإياه - قائلا:
((والله وتالله وبالله ما أظني قرأت أجمل من هذا الكلام عن موضوع الإستغاثة بالأموات، فجزاك الله بخير ما جزى رجلاً دالاً أمته على الخير، ولو سمحت لي يا أخي الحبيب أبو نسيبة باستفسار: هل يمكن أن يكون خفي هذا الأمر على السيوطي؟ وهو قائل الكلام الجميل الذي نقله عنه أخونا الأثري الفراتي، ثم هل نعتبر السيوطي صرف عبادة من العبادات لغير الله وهي الإستغاثة بمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله؟ " ولا تنسى يا أخي أنني باحث بصدق عن الحق ".))
وتم اجابته في الرابط والله اعلم والحمد لله رب العالمين
المصدر: فائدة لربما لم ترها عينك من قبل (ياهل ترى ماحال المتوسلين بغير الله بعد رؤيتها) ( http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=166&page=2)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/321)
ـ[أحمد العنزي السلفي]ــــــــ[30 - 11 - 10, 11:21 م]ـ
رفع الله قدرك اخي الحبيب كلام عقلاني سليم .. وعلى قدر العقول نخاطب
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[01 - 12 - 10, 12:06 ص]ـ
ورفع الله قدركم واحسن اليكم أخي الحبيب أحمد العنزي السلفي
نعم كذلك أيها الفاضل.
من سمع كلام الشيخ الحويني عن - الصوفية العلمية* - سيعلم لماذا قال هذا العامي ما قال من استحسان للمقال.
* عندما تستمع الى التسجيل ركز على مسألة (هروب الزبون)!
مسكين هذا الزبون لذا يجب أخراجه من متاهة الاقوال والتصحيحات والتضيعفات ووضعه على رأس الجبل حيث يستطيع أن يرى أقرب وأبعد بوضوح
ـ[ابنة عبد الرحمن]ــــــــ[01 - 12 - 10, 12:28 ص]ـ
كلام نافع .. جزاكم الله خيرا ..
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[01 - 12 - 10, 10:15 ص]ـ
لي عودة إن شاء الله
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[01 - 12 - 10, 11:27 ص]ـ
كلام نافع .. جزاكم الله خيرا ..
وجزاكم الله بمثله ونفع بكم واحسن اليكم
بالمناسبة!
رسالة السيوطي الصوفي في جواز وجود الولي بعدّة أماكن في وقتٍ واحد، بل ويزعم خادمه أن السيوطي خطا خطوات فانتقل من مصر إلى مكة!! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=229309)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[03 - 12 - 10, 07:22 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب
ولازلتُ أذكر ذلك الكلام،،، فشكر الله لكم وجزاكم من كل خير.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[04 - 12 - 10, 08:00 م]ـ
وفيكم بارك الله أخي الحبيب الفراتي ونفع بجهودكم وجعل الحق على لسانكم
ألم تعد (أخاك) بشئ بارك الله فيك؟
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[04 - 12 - 10, 09:38 م]ـ
وفيكم بارك الله أخي الحبيب الفراتي ونفع بجهودكم وجعل الحق على لسانكم
ألم تعد (أخاك) بشئ بارك الله فيك؟
وفيكم يُبارك الله شيخي الحبيب
يبدو أني نسيت حفظكم الله،،، هلاّ ذكرتموني؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[04 - 12 - 10, 10:44 م]ـ
وفيكم يُبارك الله شيخي الحبيب
يبدو أني نسيت حفظكم الله،،، هلاّ ذكرتموني؟
بارك الله فيك أخي الفراتي وعفا عنا وعنك .. ألم تعلم أن أخاك لا علم ولا سن فكيف تتساهل بلفظ الشيخ في حقه؟
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[04 - 12 - 10, 11:38 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفراتي وعفا عنا وعنك .. ألم تعلم أن أخاك لا علم ولا سن فكيف تتساهل بلفظ الشيخ في حقه؟
حفظك الله وأكرمك ورفع قدرك في الدنيا والآخرة وزادك من فضله
حاضر كما تأمر
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[04 - 12 - 10, 11:50 م]ـ
فضلا لا أمرا أخي الحبيب ورفع قدركم وزادكم علما وعملا
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[04 - 12 - 10, 11:56 م]ـ
فضلا لا أمرا أخي الحبيب ورفع قدركم وزادكم علما وعملا
اللهم آمين
وإياكم.
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[10 - 12 - 10, 10:30 ص]ـ
بالفعل تكتب بماء الذهب
جزاكم الله خير(67/322)
تأويل الإمام أبي الحسن الاشعري لصفة الكلام كان من قبيل مغالطة الخصم لا على سبيل الاعتقاد .. شهد شاهد من اهلها .. بل من ائمتها
ـ[أبوعبدالله العرائشي المغربي]ــــــــ[01 - 12 - 10, 03:03 ص]ـ
تأويل الإمام أبي الحسن الاشعري لصفة الكلام كان من قبيل مغالطة الخصم لا على سبيل الاعتقاد .. شهد شاهد من اهلها .. بل من ائمتها
بسم الله الرحمن الرحيم.الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
اما بعد فهذا كلام للعلامة ابن بدران نقل فيه عن كتاب من اعظم كتب عقائد الاشاعرة المسماة "السنوسية" او "ام البراهين"بين فيه ان تاويل صفة الكلام وسائر الصفات التي ذكر الامام ابي الحسن الاشعري رحمه الله في ثنايا ردوده على المعتزلة كان من قبيل مغالطة الخصم لا على سبيل حكاية الاعتقاد الذي صرح به في أواخر كتبه
قال العلامة عبد القادر بدران في المدخل الى مذهب الامام احمد ص 15 (طبعة: دار الكتب العلمية)
اعلم أننا ذاكرون إن شاء الله ما كان عليه الإمام أحمد من الاعتقاد الذي هو مذهب الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين والسادة المحدثين رضوان الله عليهم ولسنا نذكر إلا ما نقله لنا الثقات من كلامه في هذا النوع ليستغني بذلك أتباعه عما ألف في علم العقائد عموما مما دخله التأويل والتعطيل والتشبيه والتمثيل أو حام حول الحلول والاتحاد أو كان من قبيل مغالطة الخصم في الجدل فظنه الغبي مذهبا لقائله فقلده به تقليدا أعمى فضل وأضل حيث إن مسالك الجدل غير مسالك الاعتقاد وأنت إذا طرحت التعصب ونظرت في كتب علماء الكلام الموثوق بهم بإنصاف وسبرت غورهم في عقائدهم تجدها راجعة إلى عقيدة السلف إما بالاضطرار وإما بصريح التصريح أو التلويح كما جرى لأبي الحسن الأشعري فإنه لما ألف الكتب في الرد على المعتزلة على طريقة فن الجدل أعلن أخيرا ببيان عقيدته في كتابه المسمى بالإنابة عن مذهب أهل الحق وصرح فيه بأن مذهبه مذهب الصحابة وتابعيهم بإحسان فمن فهم مقاصده أصبح سلفيا بحتا ومن لم يفهم موارده التقط مسائل كتبه التي رد بها على المعتزلة على علاتها وجعلها مذهبا له ونسبها إلى الأشعري وما رأيت أحدا من الأشاعرة كشف هذا المعنى ونادى بالصواب سوى الشيخ محمد بن يوسف السنوسي فإنه قال في شرح له صغير على عقيدته المشهورة المسماة ب"أم البراهين" عند الكلام على صفة الكلام ما نصه: "وكنه هذه الصفة يعني صفة الكلام وسائر صفات الله جل وعز محجوب عن العقل كالذات العلية فليس لأحد أن يخوض في الكنه بعد ما يجب لذاته سبحانه أو لصفاته وما يوجد في الكتب من التمثيل بالكلام النفسي إنما هو للرد على المعتزلة حيث قالوا إن الكلام لا يوجد من غير حرف ولا صوت فقال أهل السنة إنا نجد لنا كلاما نفسيا بلا حرف ولا صوت وفيه من كلام الفصحاء.
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما * * جعل اللسان على الفؤاد دليلا.
وما قصدوا إلا التمثيل من حيث الحرف والصوت فقط أما الحقيقة فجلت صفات الله أن يماثلها شيء من صفات خلقه فإن كلامنا النفسي فيه حروف متعاقبة تنعدم وتحدث ويوجد فيه تقديم وتأخير وترتيب وغير ذلك فاعرف هذا فقد زلت هنا أقدام لم تؤيد بنور من الملك العلام "هذا كلامه فقد صرح بالحق ولم يخش فيه لومة لائم
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[01 - 12 - 10, 03:23 ص]ـ
مسالك الجدل غير مسالك الاعتقاد
أحسنت بارك الله فيك .. نص عزيز
أنظر هنا بارك الله فيك
((
الوجوه الثلاثة للصوفي الاشعري - بشهادة ابي حامد الغزالي رحمه الله (وفيه شهادته بأن الاشاعرة عالة على المعتزلة!!)
وقد شاعت في القرن الرابع والخامس والسادس عند الصوفية أو الحكماء أو النظار نظرية تقول: (إن المذهب الشخصي للإنسان لا يلزم أن يكون واحداً)، ولهذا إذا قرأت لأبي حامد كتاباً تجد أنه لا يرى فيه للعقل مقاماً؛ بل يعظم الإشراق، والنفس، وطريقة الصوفية، وتقرأ له كتاباً آخر فتجده فيه رجلاً عقلانياً، وتقرأ له كتاباً آخر فتجده فيه رجلاً واعظِاً .. وهكذا. وقد ظن بعض الباحثين أن الغزالي كانت له أطوار، وهكذا إذا أشكل عليهم مذهب رجل قالوا: كانت له أطوار، والحق أن هذا ليس من باب الأطوار، وقد أجاب الغزاليعن هذا الإشكال فقال: "فإن سألت عن المذهب فالمذهب ثلاثة: مذهب الجدل، الذي يجادل به المخالف للحق -في زعمه- فهذا يكون بالعقل وبعلم الكلام"، وهو أشعري في هذا المقام على طريقة المتأخرين من الأشاعرة، كأبي المعالي الجويني ومن سلك طريقتهم ممن خالف طريقة مؤسس المذهب أبي الحسن الأشعري. يقول: "وإن سألت عن مذهب العامة فهو وعظ الشريعة في الزواجر والدواعي، وإن سألت عن المذهب الحق، وهو اليقين السر بين العبد وبين ربه، فهو طريقة الصوفية". فأبو حامد يستعمل هذه الطرق، ولذلك لما رد على الفلسفة وكتب كتاب (التهافت) استعمل الطريقة الكلامية، وقال: "إننا نستعين بالمعتزلة في ردنا على هؤلاء".
من شرح التدمرية الشريط السابع - د. يوسف الغفيص
))
المصدر: التقية الاشعرية ( http://www.asha3ira.co.cc/p/blog-page_24.html)
القوم في -حقيقة أنفسهم- مقرون بالحق
لكنهم ((نفاة)) مكابرون
والنتيجة لا يعرفون شيئا
إنما حياتهم في الاجتهاد في النفي
والنفي ليس بعلم
فهم جهلة
لكن هذا الفراغ كان سببا في دخول التصوف وعبادة القبور
في الجسد الاشعري
وجعلهم يقولون أن الولي صفاته من صفات الله تعالى
ولو كشف عن حقيقته لعبد من دون الله تعالى!!
كما صرح بذلك ابن عطاء السكندري ( http://www.saaid.net/feraq/sufyah/t/9.htm)
وهو واقع
فهم يعبدون الاموات
فالولي كالحي الذي لا يموت
تسأله يعطيك!!!
النتيجة الاتحاد
والتشبيه الذي فروا منه - وقعوا فيه وغرقوا
وللفائدة: "إنفصام الشخصية" عند المتكلمين الصوفية في صفة العلو الذاتية" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=218489)(67/323)
نريد إعداد موسوعة الرد على الاشاعرة للمكتبة الشاملة
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[01 - 12 - 10, 04:04 ص]ـ
بسم الله
هل من محاولة لعمل مكتبة في الرد على الاشاعرة بصيغة المكتبة الشاملة؟
ـ[أبوعبدالله العرائشي المغربي]ــــــــ[03 - 12 - 10, 02:48 ص]ـ
فكرة طيبة وجهد مشكور نسأل الله ان ييسر لكم ويبارك في جهودكم في الرد على مخانيث المعتزلة
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[03 - 12 - 10, 03:38 ص]ـ
نُؤيّد الفكرة أخي المكرم، ونحن جاهزون للمُساعدة فيما نستطيع ..
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[03 - 12 - 10, 11:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك
واقترح:-
1 - شرح ميسر لعقيدة الأشاعرة وبيان مخالفتهم للسلف التي لا تحصر مع بيان عقيدة السلف.
2 - في جمع التناقضات فيما بينهم.
3 - في الرد عليهم من الكتاب والسنة والسلف.
ولكن تكون مختصرة (قليلة الألفاظ كثيرة المعاني).
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[03 - 12 - 10, 07:17 م]ـ
بارك الله فيكم
فكرة رائعة جدا
وأقترح أن يتم ابتداءً فتح موضوع على هذا الملتقى نجمع فيه كل مانجده في الرد على الأشاعرة وتكون المرحلة التالية بأن يتم تحويل تلك المواد المجموعة إلى صيغة الشاملة.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[04 - 12 - 10, 11:00 م]ـ
السلام عليكم
لقد افتتحت الموضوع مستفهما وكمقترح مشروع ينبغي عمله. ولا يمكنني القيام به بمفردي أو أن أكون مشرفا عليه وذلك لارتباطي وظروف أخرى خاصة. وعناونه قد تصرف فيه المشرف عفا الله عنا وعنه!!
لكن لعل في هذا خيرا. يمكن لأي فرد منا أن يشارك بما يستطيع.
-الاخ الفاضل العرائشي بارك الله فيكم وننتظر منك المزيد من المشاركات النافعة.
-الاخت الكريمة القزيري بارك الله فيكم ونفع بكم. من المشرف وجود اخوات طالبات للعلم مثلكم ومثل الاخت أم أويس.
-الاخ الحبيب محمد جزاك الله خيرا وبارك فيكم. المشروع سهل إن شاء الله ألا وهو جمع الكتب المفيدة في الرد على الاشاعرة ووضعها في صيغة الشاملة لكي يسهل البحث فيها. ويمكن تطوير العمل لكي يصبح موسوعة مثل موسوعة الرد على الصوفية. فيها الكتب والمقالات و الكتب المصورة.
أما بالنسبة للمقال فكان فقد طرحته في الملتقى ولم أجد آذانا صاغية. والعبد ليس من طلبة العلم لكي يقوم به لوحده فالمسألة تحتاج الى علم وتوثيق من المصادر بالاضافة الى الوقت. لكن الفكرة مطلوبة ويمكن التعاون فيها المهم العزيمة والبداية. وكل صغير يكبر.
- أخي الحبيب الاثري الفراتي بارك الله في وقتك وعملك ومالك كما عهدتك خادما للسنة. اللهم زده علما وعملا وبارك فيه.
هذه بعض الكتب النصية كنت قد نشرتها في المدونة للتصفح يمكن البدء بها. وهناك غيرها من كتب الردود. وغيرها الكثير الكثير من كتب أهل العلم في العقيدة مثل التدمرية و شروحها و شرح الطحاوية و الواسطية و الفتوى الحموية و مجموع الفتاوى لشيخ الاسلام الخ.
كتب في الرد على الاشاعرة للتصفح في مدونة الاشاعرة الوجه الآخر ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/09/blog-post_02.html)
- أم البراهين لشبهات المعطّلين والمؤوّلين والمفوّضين لصفات الله رب العالمين/ عبد الله العلي
-الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن للشيخ عبد الهادي حسن وهبي
-الدفاع عن حديث الجارية /عبد الله الخليفي
-الأشاعرة في ميزان أهل السنة /نقدٌ لكتاب (أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم) تأليف فيصل بن قزار الجاسم
-الخلاصة المفيدة في إثبات معاني صفات الله الحميدة وإبطال طريقة التفويض / غالب الساقي
- قضية المحكم والمتشابه وأثرها على القول بالتفويض بحث من إعداد د/ محمود بن عبد الرازق
-المقالات الدمشقية في الدفاع عن ابن تيمية وكشف الضلالات الحبشية - عبد الرحمن دمشقية
-تسفيه أدعياء التنزيه / تصنيف عبدالله بن فهد الخليفي
ومن أراد تحميل الكتب المصورة والنصية فعليه بهذا الرابط:
-موسوعات في الرد على الاشاعرة و الصوفية وغيرهم ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/08/blog-post_7805.html)
- وهناك موسوعة أهل السنة في الرد على الاحباش و الاشاعرة للشيخ دمشقية. وللعلم أخوكم مبتدئ في الشاملة فلم أستخدمها من قبل استخدام عملي (مجرد استكشاف و تحويل نص الى صيغة ويب)
=== لقد تعبت في كتابة وارسال هذا التعليق!! ==== يبدو أن الموقع بطئ و زر العرض في محرر النصوص لا يعمل ====
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[05 - 12 - 10, 01:54 م]ـ
نفع الله إخواني كما ينفعون إخوانهم ..
وأخص الأخ أبي نسيبة ..
أنا أؤيد هذه الفكرة بشدة .. ومستعد للتعاون من الآن ..
وجميع مقالاتي عن الأشاعرة بعضها هنا .. وإن أردتم المزيد ..
فأقترح بتكوين لجنة للإنتقاء والإختصار والجمع .. يكون دورها جمع الموضوع الواحد من أكثر من مرجع ..
مثلا: مسألة كلام الله ليس بصوت ولا حرف عند الاشاعرة .. هذه تكلم عليها كل من كتب عن الاشاعرة ..
فدور اللجنة هو انتقاء أفضل وأوسع ما كتب وضمه إلى اموسوعة مع الإشارة في الهامش لكل المراجع التي ناقشت الموضوع ذاته ..
نفع الله بكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/324)
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[05 - 12 - 10, 07:31 م]ـ
فكرة طيبة بارك الله فيكم ..
ولتكن البداية بجمع الردود المنثورة في هذا الملتقى فهي كثيرة جدا,,
وأقترح للتسهيل أن تقسم الردود إلى أبواب وفقا لمسائل المعتقد المختلفة .. فيوزع العمل على أكثر من أخ كل يعلم ما عليه جمعه.
فلو أتينا مثلا لكلامهم في الصفات فيقسم العمل فيها فأخ يهتم بالرد عليهم في العلو وآخر في الصفات الخبرية وثالث في الاختيارية ورابع في منهجهم في الاستدلال بين العقل والنقل ... الخ
وهكذا قل في باقي أبواب العقيدة كالإيمان والقدر والنبوات وما يتعلق بها.
ثم تراجع هذه الردود مراجعة دقيقة من المهتمين ثم في النهاية يأتي دور الإخوة المبرمجين الذين يجهزونها للشاملة.
وفق الله الجميع.
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[09 - 12 - 10, 12:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله اخواني الكرام أحسن الله إليكم وسدد خطاكم أنا طالب علم مبتدأ وأريد المساعدة أنا عندي كل يوم ما يقارب خمسة ساعات فراغ فإن كنت أستطيع المساعدة بأي شكل كان فأرجوا التوجيه من حضراتكم ولكن كما قلت لكم أنا مبتدأ أريد توجيها في التحركات للعمل
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[09 - 12 - 10, 12:15 ص]ـ
مبتدئ عفوا
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[09 - 12 - 10, 03:49 ص]ـ
الاخوة الفضلاء عادل القطاوي و احمد الغريب و عبد الرحمن المنير
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم .. ستكون الموسوعة مفيدة جدا للجميع بعون الله تعالى طلبة العلم ومبتدئين امثالي. ليس في ذلك شك بل الطموحات كبيرة إن شاء الله.
ولا شك أن هناك الكثير ممن يريد مد يد العون ولكن تعيقه أسباب متنوعة يسر الله للجميع. بعض الصعوبات يمكن تذليلها وهي ما يخص الجوانب التقنية والمنهجية.
1 - طالما أن الموسوعة للشاملة فأول شئ ينبغي القيام به هو التعرف على المكتبة الشاملة وتحميل الرنامج (إما خالية من الكتب أو تحميل جميعها). وهذا لإستخدام المكتبة الشاملة (ينظر في الروابط الجانبية في هذا الرابط)
http://shamela.ws/help.php/page/1
2 - الشاملة تحتوي على الكثير من الكتب. وأول خطوة بالتالي تكون في فرز و إعداد قائمة بالكتب المراد إدراجها في موسوعتنا.
3 - الخطوة التالية: تصنيف الكتب المفرزة الى مجموعات. وهذا محل بحث كبير. هل ندخل كتب تقرير العقيدة وهل ندخل المعتزلة في الموسوعة. وهل يتوقف الامر على الصفات في المرحلة الاولى أم صفات وايمان. وماذا عن الالوهية (لو فتحنا الباب الاخير فسنتداخل مع موسوعة الرد على الصوفية).
الافضل أن يبدأ العمل صغيرا لكي ينجح. فالاكثار من الخيارات وتكبير الدائرة من معوقات النجاح سيما والمشاركون قلة.
لذا أرى أن نقتصر على الكتب المصنفة في الرد على الاشاعرة في الصفات فقط لا غير.
4 - ملاحظة: المهم أن نبدأ بالجمع حتى يتم استخدام الموسوعة. والمغزى من ذلك أن بعض من سيستخدم الموسوعة سيحتاج الى كتب أخرى وسيقوم بالتالي باضافة ما يحتاجه وبالتالي ستكبر الموسوعة تلقائيا مع استخدام طلبة العلم لها.
5 - من الآن (أو بعد الجمع المبدئي) يمكن لأحد الاخوة أن يتقدم ليكون منسقا للموسوعة.
6 - أحد مهام منسق الموسوعة أن يكون مسئولا عن تحديث قائمة الكتب التي ستكون معتمدة في الموسوعة. (يمكن لأي شخص أن يضيف ما يشاء لنسخته بداهة). لا نريد اعداد لجنة لأن هذا سيؤخر العمل. ولكن بعد أن تكبر الموسوعة سيتم تنقيحها بإشراف لجنة من طلبة العلم. المهم البداية الآن. وهذه اللجنة ستكون ممن المحتاجين او المستخدمين المستفيدين من الموسوعة. (والحاجة أم الاختراع)
7 - كما ان هناك بعض الكتب المصدرة للشاملة هناك أيضا التي لا تزال في صيغ وورد أو في صيغة كتب هتمل ( html) تنفيذية وغير تنفيذية. والعمل سيكون باستيرادها للشاملة وأرجو أن يتم اعداد مقال او وضع رابط لمقال جاهز يشرح العملية من الناحية الفنية للشاملة. وكل من يستطيع اعداد الكتب للشاملة فيحسن به أن يعلن عن اسم الكتاب الذي يريد استيراده ويبدأ في العمل عليه تجنبا للتكرار.
هذا والله اعلم
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[13 - 12 - 10, 08:50 م]ـ
شكر الله لك أبا نسيبة .. والشكر موصول للأخوة طراً ..
مما جاء في كلامك .. أن المشروع يبدأ صغيرا ليكبر .. وهذا كلام جيد ..
فلماذا لا نبدأ المشروع بملف وورد يجمع المادة العلمية منسقة ومرتبة ..
مثاله: وضع فهرس تفصيلي يبدا بالآتي:
تعريف من هم الأشعرية ومؤسسها ونشأتهم وأشهر رجالاتهم.
ثم نبدأ في عرض كلامهم في الايمان والنبوات والقرآن والصفات .. الخ
بطريقة: عرض كلامهم القديم والحديث في المسألة وأهم شبهاتهم .. ثم الرد عليها بالحجة الشرعية وكلام العلماء السلفيين من قديم وحديث ..
وليختار كل أخ بمبحث يعرفه ويفهمه ويعرف مصادره ..
وبعون الله لو بدأ المشروع كهذا (يعني ملف وورد حتى لو وصل إلى ألف صفحة)
سيكون من السهل أن يضمه الأخوة للشاملة ..
أو يخرجونه كموسوعة مستقلة وحينها يتسنى لنا وضع المؤلفات في الموضوع من ردود وغيره ..
هذا اقتراح .. وقد يكون خطأ ..
ولو صح هذا الاقتراح فلنبدأ بكتابة مقال اسمه (موسوعة الرد على الاشاعرة - جمع أعضاء ملتقى أهل الحديث)
وأول شيء يوضع فيه الفهرس او خطة البحث .. ثم نتناقش حول ترتيب الموضوعات لنصل كمجموعة إلى أفضل ترتيب لفهرس البحث ..
ثم تتبعه خطوات التنفيذ باختيار أول موضوع في الفهرس لتحريره ونقل الشبهات الأشعرية والرد عليها ..
وهلم جرا إلى آخر البحث ..
وياحبذا لو أفردت إدارة الملتقى منتدى خاصاً لموسوعة الرد على الاشاعرة ..
والله أعلم ..... وسامحونا على التطفل.
نفع الله بكم وسدد خطاكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/325)
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[13 - 12 - 10, 09:17 م]ـ
بارك الله الجهود وتقبلها.
مشروع مبارك.
جزى الله الاخوة خيرا جميعا، وأخص صاحبه الشيخ أبا نسبية والشيخين عادل القطاوي وأحمد الغريب على جدية إقتراحهما.
وأنا مستعد لخدمتكم فيما أستطيع وأقدر عليه؛ فالتعاون التعاون أحبتنا بارك الله فيكم ونفع بكم.
شيخ عادل بالنسبة لأول باب اقترحته وهو التعريف بالأشعرية لو يؤخر البحث فيه لأنه قائم على الجمع المجرد مع طوله وقد تتقاصر الهمم دونه في بداية المشروع.
فهل تتكرمون بكتابة خطة لهذا الباب أو لباب غيره من الأبواب التفصيلية فإن وافقتم لو حددتموه حتى يعمل كل أخ على كتابة خطة لباب آخر وأنا مستعد في ذلك ثم تعرض الخطة للتوجيه والتعديل.
اللهم لا حول ولا قوة إلا بك.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[13 - 12 - 10, 09:25 م]ـ
ولو صح هذا الاقتراح فلنبدأ بكتابة مقال اسمه (موسوعة الرد على الاشاعرة - جمع أعضاء ملتقى أهل الحديث)
.
الأخ أبو نسيبة هو الأولى بهذا الموضوع.
أين أنت يا أبا نسيبة
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[13 - 12 - 10, 09:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله اخواني الكرام أحسن الله إليكم وسدد خطاكم أنا طالب علم مبتدأ وأريد المساعدة أنا عندي كل يوم ما يقارب خمسة ساعات فراغ فإن كنت أستطيع المساعدة بأي شكل كان فأرجوا التوجيه من حضراتكم ولكن كما قلت لكم أنا مبتدأ أريد توجيها في التحركات للعمل
بارك الله الهمم العالية.
ـ[أبو يحيى العامري]ــــــــ[13 - 12 - 10, 10:06 م]ـ
الشيخ عبد الباسط يوسف الغريب له جهد في ذلك وهو عضو في الملتقى.(67/326)
أين قال ابن عقيل هذا الكلام؟
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[01 - 12 - 10, 05:08 م]ـ
السلام عليكم
قرأت في بعض الكتب قوله هكذا:
قال ابن عقيل: لما [صعبت] التكاليف على الجهال والطغام عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها لأنفسهم، فسهلت عليهم إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم، قال: وهم عندي كفار بهذه الأوضاع مثل تعظيم القبور وإكرامها بما نهى عنه الشرع من إيقاد النيران وتقبيلها وتخليقها وخطاب الموتى بالحوائج وكتب الرقاع فيها يا مولاي افعل بي كذا وكذا، وأخذ التراب تبركا وإفاضة الطيب على القبور وشد الرحال إليها وإلقاء الخرق على الشجر اقتداء بمن عبد اللات والعزى
و في بعضها هكذا:
قال ابن عقيل: لما [صعبت] التكاليف على الجهال والطغام عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها لأنفسهم، فسهلت عليهم إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم، قال: وهم عندي كفار بهذه الأوضاع مثل تعظيم القبور وإكرامها بما نهى عنه الشرع من إيقاد النيران وتقبيلها وتخليقها وخطاب الموتى بالألواح وكتب الرقاع فيها يا مولاي افعل بي كذا وكذا، وأخذ التراب تبركا وإفاضة الطيب على القبور وشد الرحال إليها وإلقاء الخرق على الشجر اقتداء بمن عبد اللات والعزى
فأين المصدر اي في اي كتاب ابن عقيل هذا
وهل قال خطاب الموتى بالحوائج او خطاب الموتى بالألواح؟
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[02 - 12 - 10, 08:03 م]ـ
للرفع
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[09 - 12 - 10, 12:38 ص]ـ
قال صاحب كتاب الكَشْف المُبْدِي أنه قاله في الفنون وهو مفقود والله أعلم
ونقله عنه ابن الجوزي في تلبيس ابليس بالألواح
وابن القيم في إغاثة اللهفان بالحوائج(67/327)
هل من منكر لبدعة المولد
ـ[أبو عبد السميع]ــــــــ[02 - 12 - 10, 01:32 ص]ـ
السلام عليكم
أبتلينا ببعض الصوفية الذين يعرضون عن الكتاب و السنة و يتمسكون بالشبهات و هم دائماً يحتجون علينا بأقوال العلماء المجيزين لعمل المولد و يخدعون بذالك العامة. فإن أنكرنا عليهم محتجين بقول الله و قول رسوله صلى الله عليه وسلم قالوا لنا بأن هؤلاء العلماء أعلم منكم بالنصوص و مع ذلك أجازوا هذه البدعة.
أريد أن أجمع أسماء العلماء الذين أنكروا هذه البدعة فأعينوا أخوكم و بارك الله فيكم
السلام عليكم(67/328)
الروافض زاد الاشاعرة والاحباش في التعطيل
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 12 - 10, 05:39 ص]ـ
بسم الله
لقد وجدت الان ردود جديدة لم آلفها من قبل يستخدمها أحد القبوريين في نفي العلو فلما بحثت وجدت أن مصدر هذه الردود موقع لشيخ رافضي. ومعلوم أن الروافض مجسمة بالامس ومعتزلة اليوم. وهذه الشبه يبدو أنها قديمة ومن كتاب اسمه: مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم الرسي عليه السلام 169 - 246 هـ .. (إمام للروافض)
[معاني في]
والله على العرش استوى، وهو عنه غير غائب وهو في السماوات العلى، وفي الأرض ولم يغب عنه نجوى، كذلك قال في كتابه:?أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور? [الملك: 16]. فأخبر أنه في السماء، وكذلك قال:?وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله? [الزمر: 84]. وكذلك قال:?وهو الله في السموات وفي الأرض? [الأنعام: 3].
و (في): لها معانٍ تختلف في اللغة، ليس شيء في شيء إلا وهو لا يخلو من أحد هذه المعاني التي نحن ذاكروها إن شاء الله.
1 - إما أن تكون فيه، بمعنى قول القائل: الناس في عامهم هذا مخصبون.
2 - أو يكون الشيء في الشي محوياً كاللبن في وعائه.
3 - أو يكون الشيء في الشيء كالحي في حياته.
4 - ويكون الشيء في الشيء كالأبيض في بياضه.
5 - ويكون الشيء في الشيء كالعبد في سلطان مولاه.
6 - ويكون الشيء في الشيء كالمرابط في رباطه، والغازي في غزاته، والباني في بنائه.
فاعرف هذه اللغات، كيف تتصرف في معانيها، وتتوجه في تصاريفها.
7 - وقد يكون أيضاً معنى (في): إنما هو مع. وفي القرآن مثل ذلك قول الله سبحانه:?ادخلوا في أممٍ قد خلت من قبلكم من الجن والإنس? [الأعراف: 38]. فمعنى قوله:?ادخلوا في أممٍ? أي مع أممٍ. وكذلك قال:?الذين حق عليهم القول في أمم?، يعني: مع أممٍ. ?وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين? [النمل: 19]. أي: مع عبادك الصالحين. وقال سبحانه:?في تسع آيات? [النمل: 12] أي: مع تسع آيات. وقال:?وجعل القمر فيهن نوراً? [نوح: 16] بمعنى: معهن.
8 - ومعنى آخر من تأويل (في): يكون تفسيره على ما قال الله تبارك:?ولأصلبنكم في جذوع النخل? [طه: 71] يعني: على جذوع النخل. وقال:?فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها? [الكهف: 42]. يعني: عليها. وقال:?يمشون في مساكنهم? [طه: 28]. يعني: يمرون على قراهم.
9 - ومعنى آخر من معاني (في): يكون تفسيره إلى. وذلك قوله عز وجل:?ألم تكن أرض الله واسعةً فتهاجروا فيها? [النساء: 97]. يعني: إليها.
10 - وقد يتجه تفسير (في): إلى معنى آخر، قال الله سبحانه في كتابه:?ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً? [الإسراء: 72]. أي: عن هذه النعمة، وعن ذكر آياتي، فهو في الآخرة أعمى.
11 - وقد يتجه على معنى آخر، في قول الله فيما أخبر عن فرعون، وقوله لموسى عليه السلام:?ولبثت فينا من عمرك سنين? [الشعراء: 12] أي: عندنا، وقال:?إنا لنراك فينا ضعيفاً? [هود: 91]. بمعنى: عندنا.
وقال تبارك وتعالى:?وهو معكم أينما كنتم? [الحديد: 4]. فالمعنى في ذلك كله على المشاهدة والتدبير لا على أنه في شيء يحويه، ولا على أنه مع شيء ملازقٍ له ولا أنه على شيء، كما الانسان على السرير، وعلى السطح، وقد خلا منه ما هو أسفل من ذلك.
ومن ذلك قول الشاعر:
وصرنا خاليين وليس معنا .... سوى رب البنيَّة والمقام
فمن أنكر ذلك وزعم أن ربه في مكان دون مكان! سئل في أي مكانٍ هو؟!
فإن قال: على العرش.
قيل له: أو ليس العرش غير السماوات والأرض؟! فقوله: نعم.
فيقال له: كيف قلت هو في السماء، وقد زعمت أنه على العرش، والعرش غير السماوات والأرض؟! وفي هذا ردٌّ لقول الله سبحانه:?وهو الله في السموات وفي الأرض? [الأنعام: 3].
وإن قالوا: إن العرش ليس في السماوات، ولكنه فوقها، عطلوا السماوات من العرش، وفي تعطيلهم السماوات من العرش تعطيل ما قالوا هو العرش دون ما سواها.
انتهى .....................
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/329)
قال ابن المبارك رحمه الله: إنا لنستطيع أن نحكي كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية ثم إنهم إذا أنكر عليهم سوء مذهبهم قالوا: لنا حجة من كتاب الله عز وجل فإذا قيل لهم: ما الحجة؟ قالوا: قال الله عز وجل: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا (1) وبقوله عز وجل: هو الأول والآخر والظاهر والباطن (2) إلى قوله: وهو معكم أين ما كنتم (3) فلبسوا على السامع منهم بما تأولوا، وفسروا القرآن على ما تهوى نفوسهم فضلوا وأضلوا، فمن سمعهم ممن جهل العلم ظن أن القول كما قالوه، وليس هو كما تأولوه عند أهل العلم والذي يذهب إليه أهل العلم: أن الله عز وجل سبحانه على عرشه فوق سماواته، وعلمه محيط بكل شيء، قد أحاط علمه بجميع ما خلق في السماوات العلا، وبجميع ما في سبع أرضين وما بينهما وما تحت الثرى، يعلم السر وأخفى، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ويعلم الخطرة والهمة، ويعلم ما توسوس به النفوس يسمع ويرى، ولا يعزب عن الله عز وجل مثقال ذرة في السماوات والأرضين وما بينهن، إلا وقد أحاط علمه به فهو على عرشه سبحانه العلي الأعلى ترفع إليه أعمال العباد، وهو أعلم بها من الملائكة الذين يرفعونها بالليل والنهار فإن قال قائل: فإيش معنى قوله: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم الآية التي بها يحتجون؟ قيل له: علمه عز وجل والله على عرشه، وعلمه محيط بهم، وبكل شيء من خلقه، كذا فسره أهل العلم والآية يدل أولها وآخرها على أنه العلم فإن قال قائل: كيف؟ قيل: قال الله عز وجل: ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم إلى آخر الآية ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم وابتدأ الله عز وجل الآية بالعلم، وختمها بالعلم، فعلمه عز وجل محيط بجميع خلقه، وهو على عرشه، وهذا قول المسلمين
المصدر: الشريعة للآجري» كِتَابُ التَّصْدِيقِ بِالنَّظَرِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ ... » بَابُ التَّحْذِيرِ مِنْ مَذَاهِبِ الْحُلُولِيَّةِ
أساليب الجهمية سلف الاشاعرة في محاربة أهل السنة بالتقية:
" وقد يستغرب القارئ الكريم إذا علم أن هذا الكيد الخفي هو سبيل قديم لأهل البدع الذين مردوا على النفاق؛ كما كشفه الإمام عثمان بن سعيد الدارمي (ت 280هـ) - رحمه الله - قائلاً: «بلغنا أن بعض أصحاب بشر المريسي قال: كيف تصنعون بهذه الأسانيد التي يحتجون بها علينا في ردِّ مذهبنا مما لا يمكن التكذيب بها؟ قال: لا تردُّوه فتفضحوا، ولكن غالطوهم بالتأويل، فتكونوا قد رددتم بلطف؛ إذ لم يمكنكم ردٌّ بعنف» " (الرد على بشر، ص 556.) من مقال: عنيف القول ولطيفه تجاه السلف للشيخ د/عبدالعزيز آل عبداللطيف
المصدر: التقية الاشعرية ( http://www.asha3ira.co.cc/p/blog-page_24.html)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 12 - 10, 02:17 م]ـ
لا شك في ان الرافضة عالة على الأحباش والاشاعرة والمعتزلة في اصولهم فلا شيء في عقائدهم إلا وقد اقتبس منهم الرافضة والله المستعان بارك الله فيك اخي الكريم
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[02 - 12 - 10, 05:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي الحبيب.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 12 - 10, 06:32 م]ـ
الاخوين الحبيبين أبا مسلم الفلسطيني و محمد فهمي
جزاكما الله خيرا على التعليق و الدعاء
لا شك أن الروافض و الاحباش و الاشاعرة جميعا عالة على المعتزلة. والروافض معتزلة في الصفات أما أشاعرة اليوم فهم أكثر اعتزالا من ذي قبل. والاحباش أكثر الاشاعرة المعاصرين اعتزالا فيما أعلم والله اعلم.
آه .. والاهم من ذلك أنهم قبوريون - جميعا. ومن كان أكثر اعتزالا كان أكثر شركا وشرا .... وقسوة.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[02 - 12 - 10, 11:38 م]ـ
عاد ابو نسيبة
عادت الردود على الاشاعرة
ابتسامة ياحياك الله
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 12 - 10, 11:57 م]ـ
الله يحيك ويبيك أخي الحبيب أبا هند ويبارك فيك
لقد رسمت الابتسامة في وجوهنا بمرورك الكريم حقيقة لا مجاملة.
لم نستطع أن ننتظر حتى نطلب العلم لذا جئنا نطلب النصرة!
وهذا الموضوع لم أقصد به الرد وإنما بيان تلبيس القوم و للعلم بما يجري (مع التعاون على الرد إن أمكن)
وإلا فالرد الذي أعتبره ردا حقيقيا أن يكشف وهاء تلبيسهم من كل وجه. مع عرض عقيدتنا و عقيدة القوم = عرض الحق وبجانبه الباطل وهذا من تمام الحجة.
وهذا يحتاج الى وقت فضلا عن العلم.(67/330)
الأيمان اولاً
ـ[ابو ريحانه]ــــــــ[02 - 12 - 10, 10:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ما الذى يمنع القلوب من الاتصال بالله؟ وما الذى يحول بينها وبين معرفته؟
مع أنه سبحانه وتعالى قريب غير بعيد كما قال عز وجل
"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"
فما سبب البعد والانقطاع والوحشة التى نشعر بها فى علاقتنا مع ربنا؟
يقول تعالى (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) فالران المحيط بالقلوب هو الذى يغلق الطريق بيها وبينه سبحانه وتعالى وحجم الجهد المطلوب لفتح الطرق المغلقة بين القلوب وخالقها يختلف من شخص لاخر حسب سمك ما يحيط بقلبه من اغلفة وظلمات.
فالقلب الحى يمكن ان نشبهه بالكنز المدفون فى باطن الارض والذى يختلف مكانه من شخص لاخر.
قد يجده البعض على مقربة منه وقد يحتاج البعض الاخر الى جهد أكبر ووقت اطول للوصول اليه
وقد يسال سائل: كيف يعرف الواحد منا انه قد وصل الى كنزه وان الطريق المسدود قد تم فتحه؟
اجاب القران على هذا التساؤل فى عدة مواضيع وبين العلامات التى يستدل الشخص بها على عودة الحياة الى قلبه
.منها قول الله تعالى (أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) سورة الانعام
وعن ابن مسعود قال: قلنا يارسول الله قول الله تعالى" أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورمِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"
كيف انشرح الصدر؟ قال (اذا دخل النور القلب انشرح الصدر وانفتح) قلنا يارسول الله وماعلامة ذلك؟ قال (الانابة الى دار الخلود والتجافى عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزول الموت
ومن هذه العلامات: وجل القلوب عند ذكر الله كما قال تعالى
"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"
فوجل القلوب عند ذكر الله من علامات عودة الحياة اليها والوجل هو الخوف والاضطراب والفزع وزيادة خفقان القلب وسرعة ضرباته
قالت ام الدرداء: انما الوجل فى القلب كاحتراق السعفة
ومنها ايضا: خشوع القلب عند ذكر الله عز وجل قال تعالى
"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ"
وخشوع القلب هو خضوعه وهبوطه وذلته وانكساره
يقول ابن القيم: والخشوع فى أصل اللغة: الانخفاض والذل والسكون قال الله تعالى
"وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ"
اى سكنت وذلت وخضعت ومنه وصف الارض بالخشوع وهو يبسها وانخفاضها وعدم ارتفاعها بالرى والنبات قال تعالى
" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَت"
ومنها: حضور القلب فى الذكر والصلاة وحصول المواطاة بينه وبين اللسان
ومنها: ان صاحب هذا القلب يجده حاضرا معه عندما يريده ويستدعيه وهذا ليس قاصرا على الصلاة وقراءة القران والذكر و الدعاء وحسب بل متى اراده وحده معه نابضا خاشعا رقيقا
ومنها زيادة خشوع القلب بعد كل عبادة كان فيها حاضرا كما قال تعالى
"وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً"
ومنها تذوق صاحبه طعم حلاوة الايمان وهى حلاوة لم يشعر بمثلها فى حياته
يقول رسول الله (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان: ان يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما وان يحب المراء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود فى الكفر بعد اذا انقذه الله منه كما يكره ان يلقى فى النهار) صحيح اخرجه بخارى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/331)
يقول الحسن البصرى تفقدوا الحلاوة فى ثلاثة أشياء: فى الصلاة وفى الذكر وفى قراءة القران فان وجدتم والافاعلموا ان الباب مغلق
ومن هذه العلامات ايضا: شعور صاحبه بالقرب الحقيقى من الله عز وجل -ويظهرذلك فى دعائه ومناجاته ... ويزداد هذا القرب يوما بعد يوما حتى يصل الى درجة الانس به سبحانه والتلذذ بمناجاته وترقب اوقات الخلوة.
يقول ابن القيم: اعلم ان القلب اذا خلا من الاهتمام بالدنيا والتعلق بما فيها من مال او رياسة او سورة وتعلق بالاخرة والاهتمام بها من تحصيل العدة والتأهب للقدوم على الله عز وجل - فذلك اول فتوحه وتباشير فجره فعند ذلك يتحرك قلبه لمعرفة مايرضى ربه منه فيفعله ويتقرب به اليه وما يسخطه فيجتنبه وهذا عنوان صدق ارادته فاذا تمكن من ذلك فتح له باب الانس بالخلوة والوحدة والاماكن الخالية التى تهدا فيها الاصوات والحركات فلا شئ اشوق اليه من ذلك فانها تجمع عليه قوى قلبه وارادته
وتسد عليه الابواب التى تفرق همه وتشتت قلبه فيأنس بها ويستوحش من الخلق .. ثم يفتح له باب حلاوة العبادة بحيث لا يكاد يشبع منها ويجد فيها من اللذة والراحة .. أضعاف ما كان يجده فى لذة اللهو واللعب ونيل الشهوات بحيث انه دخل فى الصلاة .. ود ان لا يخرج منها
ثم يفتح له باب حلاوة استماع كلام الله فلا يشبع منه واذا سمعه هدا قلبه به كما
يهدا الصبى اذا اعطى ما هو شديد المحبة له
فهذه وغيرها علامات لعودة الحياة الى القلب جاء ذكر - كما رأينا - فى القران وفى سنة الرسول الله
وتبقى نقطة جديرة بالملاحظة وهى: اننا وان لم نشعر بمثل هذه العلامات فليس معنى هذا اننا لسنا مؤمنين فالايمان موجود - بفضل الله - فى قلوبنا بل وتاتى على البعض منا لحظات يشعر فيها بقرب حقيقى من الله الا ان هذه اللحظات لا تستمر طويلا وهذا مما يؤكد ضرورة المضى قدما فى طريق هذه التربية لعلنا نصل من خلالها الى اليقظة المستمرة لقلوبنا
يقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
ان الذى لا يحمل قلبا حيا يقظا قد يتاثر بالطاعات والعبادات وبخاصة عند ادائها فى اجواء معينة - كرمضان والعمرة والحج - وقد يشعر فى هذه الاوقات بلذة وراحة وسعادة ولكنه تأثر وقتى سرعان ما يزول بعد الدخول فى دوامة الحياة ويمكن ان نشبهه بالنائم المستغرق فى نومه والذى قد ينتبه منه نتيجة تعرضه لمؤثر خارجى مفاجئ فيفيق لحظات ثم ما يلبث ان يعود لنومه اما صاحب القلب الحى فهو دائم اليقظة والانتباه ... وهذا هو
مستهدف هذه الرحلة
مقتطفات من كتاب (الايمان اولا) للشيخ الدكتور/ مجدي الهلالي.(67/332)
كيف تقارن ام المؤمنين عائشة بزوجات نوح ولوط عليهم السلام
ـ[فرج الدوسري]ــــــــ[02 - 12 - 10, 03:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيعة دائما يحتجون بالطعن في ام ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%C7%E1%E3%C4%E3%E4%ED%E4) المؤمنين ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%85%D9%86% D9%8A%D9%86) (http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%DA%C7%C6%D4%C9) عائشة ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D8%A9) بنت الصديق رضي الله عنهم بزوجة ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%E4%E6%CD) نوح ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%D9%86%D9%88%D8%AD) وزوجة لوط عليهما السلام ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%C7%E1%D3%E1%C7%E3) بأنهما كانتا زوجات لنبيين وقد خانتا
إمرأة ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%E4%E6%CD) نوح ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%D9%86%D9%88%D8%AD) وإمرأة لوط كانتا زوجات لانبياء الله قبل تلقيهم النبوة وعندما تلقى نبيا الله نبواتهم من الله لم تؤمن زوجاتهم كما هوا الابن الاكبر لنوح عليه السلام ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%C7%E1%D3%E1%C7%E3) لم يؤمن ومات كافراً دليل على ان زوجاتهم إختاروهم قبل تلقيهم الوحي.مع ان الخيانة في الدين إذ كفرتا فكانت امرأة ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%E4%E6%CD) نوح ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%D9%86%D9%88%D8%AD) تقول لقومه إنه مجنون. وأما زوجة لوط فكان تدل قومه علي أضيافه إذا نزلوا به ليلا بإيقاد النار. ونهاراً بالتدخين
وكما نلاحظ ان الخيانة كانت في حياة زوجيهما عليهما السلام
اما محمد عليه الصلاة والسلام إختار زوجات صالحات بعد تلقيه الرسالة من الله ماعدا خديجة رضي الله عنها التي آمنت به لانه تزوجها قبل النبوة.
أي زوجة تتزوج لوط أو ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%E4%E6%CD) نوح ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%D9%86%D9%88%D8%AD) فإنها إمرأة عادية ولكن أي زوجة تتزوج الرسول محمد فإنها تتحول إلي أما للمؤمنين جميعا بنص آية قرآنية حين قال الله تعالي: " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " (الأحزاب: 6)
فكيف يسمح الله تعالي لأن تكون ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%DA%C7%C6%D4%C9) عائشة ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D8%A9) أما للمؤمنين بنص آية قرآنية منه تعالي؟ لماذا لم يطلب الله تعالى وهو عالم الغيب بأن يطلق الرسول ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%DA%C7%C6%D4%C9) عائشة ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D8%A9) لينزع عنها هذه الصفة العظيمة؟
لماذا لم ينبه الله جل جلاله نبيه من عائشه؟؟
إذا فالله جل جلاله قد سمح لنبيه بالزواج من ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%DA%C7%C6%D4%C9) عائشة ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D8%A9) رضي الله عنها .. ! فلا يمكن للرسول صلى الله عليه وسلم ان يعصي ربه.
اما ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%E4%E6%CD) نوح ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%D9%86%D9%88%D8%AD) (http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%E6%E1%E6%D8) ولوط ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%D9%88%D9%84%D9%88%D8%B7) عليهما السلام ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%C7%E1%D3%E1%C7%E3) فقد تزوجا قبل ان تأتيهم الرسالة , ثم انه لا مقارنة بسيد المرسلين بأي نبي غيره
الله تعالي قد عاقب زوجات ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%E4%E6%CD) نوح ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%D9%86%D9%88%D8%AD) (http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%E6%E1%E6%D8) ولوط ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%D9%88%D9%84%D9%88%D8%B7) في حياة ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%E4%E6%CD) نوح ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%D9%86%D9%88%D8%AD) (http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%E6%E1%E6%D8) ولوط ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%D9%88%D9%84%D9%88%D8%B7) فلماذا لم يدمر علي ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%DA%C7%C6%D4%C9) عائشة ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D8%A9) أيضا في حياة الرسول لكي تكون عبرة لمن يعتبر؟
وكأن الروافض يقارنون الحسن بالأحسن , فيقولون بما ان زوجات ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%E4%E6%CD) نوح ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%D9%86%D9%88%D8%AD) (http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%E6%E1%E6%D8) ولوط ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%D9%88%D9%84%D9%88%D8%B7) خانتا فكيف بمحمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
وهذه المقارنة خاطئة فلايقارن الحسن بالأحسن إنما الأحسن بالحسن إلا إذا قالو ان ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%E4%E6%CD) نوح ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%D9%86%D9%88%D8%AD) (http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%E6%E1%E6%D8) ولوط ( http://www.hikm4.com/vb/tags.php?tag=%D9%88%D9%84%D9%88%D8%B7) افضل من محمد صلى الله عليه وسلم
http://www.hikm4.com/vb/showthread.php?t=8190
احترامي وتقديري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/333)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 12 - 10, 04:14 م]ـ
جزاك الله خيرا
الله سبحانه وتعالى اختار (*) عائشة رضي الله عنها لرسوله صلى الله عليه وسلم والله لا يختار له إلا الفضيلة وما كان خيرا له. وهي زوجته في الآخرة.
(*) عن عائشة قالت جاء بي جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خرقة حرير فقال هذه زوجتك في الدنيا والآخرة
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 7/ 1715 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[02 - 12 - 10, 08:00 م]ـ
على طريقتهم الفاسدة بالاستدلال ووضع الآيات بغير محلها، استدللنا بسورة المسد وكفر أبي لهب، على كفر حبيبهم أبي طالب!(67/334)
اليد والحياة .. الوضع اللغوي
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 12 - 10, 06:42 م]ـ
بسم الله
يزعم الاشاعرة والمعطلون عموما أن "معنى*" اليد في الوضع اللغوي هو الجارحة. وأتساءل ماذا يقولون عن الوضع اللغوي للحياة. بغض النظر عن الخلاف في مسألة الوضع اللغوي.
قال تعالى: وهو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا.
فالحياة بالنص القرآني مخلوقة. والنص القرآني الاخر في قوله تعالى: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) لا ينفع المعطلة في الاستدلال. لأنهم إن استدلوا به على الاستثناء يلزمهم أن يستثنوا في اليد وغير اليد. فماذا يقولون بخصوص الحياة؟ **
(*) من أفضل ما قرأت: اليد الجارحة في الحقيقة ليست معنى إنما كيفية. وأضيف: وقولهم إننا لا نعقل يدا الا الجارحة = لا نعقل كيفية إلا الجارحة.
(**) للعلم لم أبحث في المعاجم ولم أقم ببحث "علمي" في المسألة. ولعلي اختصرت الوقت بالسؤال هنا.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 12 - 10, 07:14 م]ـ
وماذا عن الوضع اللغوي لكل الصفات التي يثبتها أهل البدع من المعتزلة والاشاعرة؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 12 - 10, 08:37 م]ـ
وقرأت في موقع لأشعري مغربي يمدح فيه الامام الاشعري وانتصاراته على المعتزلة فذكر مناظرة له مع شيخه الجبائي منها ما كان على الاسماء. فسجلت هذه الملاحظة للتأمل فيها لاحقا لكن أضعها هنا طالما فتحت الموضوع:
ر
اثبات صفة اليد بلازم اثبات اسم الحكيم!
هذه مناظرة وجدتها لأحد الاشاعرة يفتخر بها ويريد أن يثبت بها أن الاشاعرة متبعون للسنة. وجه الالزام أن الله سمى نفسه بالحكيم وفي اللغة أصل الحكمة هو اللجام الذي تلجم به الدابة على ما قال الاشعري. فما الفرق بين دعوى نفي صفة اليد بذريعة أنها جارحة او اللفظ وضع للجارحة (بغض النظر عن بطلان هذا الادعاء: الوضع) وبين وضع الحكمة على اللجام؟ (قيدت والتأمل يترك لاحقا)
"المناظرة الأولى:
حول الأسماء الحسنى: لقد دارت هذه المناظرة بين الإمام المجدد أبي الحسن الأشعري وأبي علي الجبائي أحد أئمة الفكر الاعتزالي، وهي تظهر بجلاء مدى ارتباط المذهب الأشعري بالكتاب والسنة. قال الشيخ أبو الحسن الأشعري - رضي الله عنه- أتى رجل إلى الجبائي وأنا عنده، فقال له: لمَ منعتَ أن يتسمى الله الباري تعالى عاقلا؟ فقال الجبائي: لأن العاقل في اللغة مأخوذ من العقال، وهو المانع، فلما استحال المنع على الله تعالى لم نسمه عاقلا. قال أبو الحسن الأشعري: فقلت له: إن كانت العلة هذه، فلا يُسمى الباري تعالى حَكَما، لأن الحكمة في أصل اللغة مشتقة من حكمة اللجام، وهي الحديدة التي في فم الدابة، تمنعها من السير، ومنه سُمي الحاكم حاكما لمنعه من الظلم ... فقال الجبائي: فلم منعتَ أن تسمي الباري تعالى عاقلا؟ فقلت له الإمام الأشعري: من أجل أن التوقيف لم يرد به، وإنما أُخذت أسماؤه تعالى توقيفا، فلو ورد لم نمنعه ... وحسب رواية ابن السبكي: قال الإمام الأشعري للجبائي: لأن طريقي في أخذ أسماء الله الإذن الشرعي، دون القياس اللغوي، فأطلقت "حكيما" لأن الشرع أطلقه، ومنعت "عاقلا" لأن الشرع منعه، ولو أطلقه الشرع لأطلقته. فسكت الجبائي ولم يرد جوابا. نستنتج من هذه المناظرة التي أوردها صاحب عيون المناظرات مدى ارتباط المذهب الأشعري بالكتاب والسنة.
وأن أئمة العقيدة الأشعرية إنما يأخذون عقائدهم من الشرع الحكيم، ولا شيء غير الشرع الحكيم. لقد رأينا موقف الإمام أبا الحسن الأشعري رضي الله عنه في رفضه إطلاق اسم "عاقل" على الله تعالى، لأن الشرع الحكيم لم يأذن بإطلاق هذا الاسم على الخالق عز وجل. وفي المقابل يقبل بإطلاق اسم "حكيم" عليه سبحانه وتعالى، لأن الشرع الحكيم أطلق عليه ذلك. وعلى هذا الأساس يعتقد السادة الأشاعرة أن أسماءه تعالى توقيقية، أي يتوقف جواز إطلاق الأسماء عليه تعالى على ورودها في القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة. وإلى هذا يشير صاحب جوهرة التوحيد: واختير أن اسماه توقيفية * * كذا الصفات فاحفظ السمعية.
" ا. هـ
قال: وهي تظهر بجلاء مدى ارتباط المذهب الأشعري بالكتاب والسنة
لقد استدل بكلام الاشعري ليظهر أنه على السنة فهل سيلتزم بهذا في اليد وغيرها من الصفات؟
قال (وأن أئمة العقيدة الأشعرية إنما يأخذون عقائدهم من الشرع الحكيم، ولا شيء غير الشرع الحكيم.)
قلت هذا تلبيس. فالنصوص للاستئناس عندهم وللتلبيس على العامة. وإلا فهم يبدأون بالعقل ابتداء لا بالنص.(67/335)
الزام قوي من العلامة عبد القادر بدران للاشاعرة بطريقة جدلية كلامية في تأويلهم لصفات الكلام و اليد و الاستواء
ـ[أبوعبدالله العرائشي المغربي]ــــــــ[03 - 12 - 10, 02:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم وبراك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
اما بعد
فهذا الزام قوي من العلامة عبد القادر بدران للاشاعرة بطريقة جدلية كلامية في تأويلهم لصفات الكلام و اليد و الاستواء
قال رحمه الله: "ولي في هذا مسلك آخر وهو أن الأعيان إما جواهر وإما أعراض والكلام لا شك في أنه عرض يحتاج إلى محل يقوم به وهو الجوهر وهو يقتضي أن وجود الجوهر سابق على وجود العرض فإذا قلنا بالكلام النفسي لزم أن يكون ذلك العرض قائما بالجوهر وهو النفس ولزم منه إثبات النفس لله تعالى وحدوث الكلام ضرورة أن العرض حادث لا محالة وحينئذ فإما أن نبقي الكلام على ظاهره وندعي حدوث كلامه تعالى وثبوت النفسية له تعالى وهو خلاف المطلوب تنزيهه تعالى عن سمات الحوادث ويلزم منه أن الكلام صفة
لله تعالى قائمة بذاته وهو حادث والمركب من الحادث والقديم حادث وينتج الدليل أنه تعالى حادث وهو خلاف المدعى لأنه إقامة الدليل على قدم الصفات والذات معا وإما أن نجنح إلى التأويل فنقول كلام نفسي يليق بذاته فيقال له حينئذ قل من أول الأمر وكلم الله موسى تكليما بكلام يليق بذاته تعالى واقتصر على هذا ودع عنك ذلك التطويل الذي ليس هو من شأن البلغاء والعقلاء ومثل هذا يقال في تأويل اليد بالقدرة والاستواء بالاستيلاء فإن القدرة صفة مشتركة بين الخالق والمخلوق فإذا قلت بها لزمك أن تقول قدرة تليق بذاته تعالى فاطرح هذا وقل يد تليق بذاته تعالى وأيضا فالقدرة عرض تحتاج إلى أن تقوم بالجوهر ويلزم في ذلك ما لزم في صفة الكلام من الحدوث لله تعالى وأما الاستيلاء فإن مادته تقتضي سبق مستول سابق وأن الثاني قهر الأول واستولى على ما كان مستوليا عليه فليت شعري من كان المستولي أولا على العرش حتى إن الله تعالى قهره واستولى عليه ألا يرى أن قولهم استوى بشر على العراق ينادي على أن العراق لم يكن بيد بشر بل كان في يد غيره ثم إن بشرا غلب ذلك المستولي وضم العراق إليه أفيليق بشأن عاقل أن يصف ربه بتلك الصفات تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وحيث تبين أن الحق الصراح هو مذهب السلف وأن هذا المذهب ظهر على لسان الأئمة وأخصهم بذلك الإمام أحمد بن حنبل وجب علينا أن ننقل لطلاب اليقين كلامه بنصه ليهتدوا به إلى الصراط المستقيم"
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[04 - 12 - 10, 07:17 م]ـ
أخي الفاضل أبا عبد الله العرائشي
جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك ... مواضيعك نافعة وأستغرب عدم تعليق الاخوة عليها.
أرجو أن تشارك بالمزيد فقد انتفعت منها وخاصة هذه المشاركة فلم ادخل في هذا الباب بعد. إن استطعت ان تفيدنا أكثر فافعل بارك الله فيك نفع الله بك.
بالمناسبة:
لقد بحثت عن النقل الذي في مشاركتك في الانترنت فلم أجد أحدا سبقك الى نشره - حسب بحثي السريع. والله اعلم
ونشر الموضوع في مدونة الاشاعرة الوجه الآخر. ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/12/blog-post_04.html)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[05 - 12 - 10, 02:33 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
أرجو الدلالة على موضع كلامه مشكوراً.
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[05 - 12 - 10, 02:57 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[05 - 12 - 10, 02:59 م]ـ
جزاكم الله خيرًا وبرًّا, ورحم الله العلامة بدران, وكل علماء المسلمين الناصحين الربانيين!
ـ[أبو ياسر عبد الوهاب]ــــــــ[05 - 12 - 10, 04:36 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم والله نقل طيب وفائدة مهمة
أرجوا أن نستفيد من الكتاب مااسمه؟
ـ[نايف الشمري]ــــــــ[05 - 12 - 10, 11:27 م]ـ
جزاك الله خير ............
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[05 - 12 - 10, 11:43 م]ـ
هذا الكلام قرأته في المدخل لمذهب أحمد لابن بدران ..
ومقدمة هذا الكتاب نافعة
ـ[أبو ياسر عبد الوهاب]ــــــــ[06 - 12 - 10, 08:45 م]ـ
بارك الله فيك الشيخ عمرو
جزاك الله خيرا
ـ[أبوعبدالله العرائشي المغربي]ــــــــ[14 - 12 - 10, 01:50 ص]ـ
[ QUOTE= أبو نسيبة السلفي;1424090] أخي الفاضل أبا عبد الله العرائشي
جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك ... مواضيعك نافعة وأستغرب عدم تعليق الاخوة عليها.
QUOTE]
وجزاك اخي ابا نسيبة بالمثل فلكم اليد الطولى في الافادة في هذا الباب ومنكم نستفيد
اما ما يتعلق بالتعليق فوالله لا يهمني ذالك واكثر ما يهمني هو الاطلاع على المشاركة ..
اما الاخوة الذين سألوا عن اسم الكتاب فهو كما ذكر الاخ عمر بسيوني " المدخل الى فقه الامام احمد " المقدمةص 16 دار الكتب العلمية(67/336)
انتشار المذهب الاشعري في المغرب
ـ[أبوعبدالله العرائشي المغربي]ــــــــ[03 - 12 - 10, 03:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فكثير من الناس يظن ان الاشعرية مذهب متسامح مع المخالف ويقبل الحوار لكن التاريخ يشهد بدموية هذا المذهب وارهابه وعصبية معتنقيه وتكفيرهم لكل من خالفهم واستباحة دماء من ناوءهم فبعد ان كان المغرب بلدا امنا مطمئنا ينعمون تحت ظل دولة سنية سلفية مالكية جاء اصحاب هذا المذهب المشؤوم -الاشعري- فاذاقوا هذا البلد لباس الجوع والخوف فارعبوا الآمنين وسفكوا دماء المعصومين مما لا يحصي عددهم الا خالقهم
قال مؤرخ مصر المقريزي المتوفي 845 هـ في كتابه المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والاثار
بعد ان تكلم عن نشأة العقيدة الاشعرية وسبب انتشارها في المشرق عن طريق بعض الحكام الذين فرضوه على الامة وحملوها عليه:" .......... واتفق مع ذلك توجه أبي عبد الله محمد بن تومرت أحد رجالات المغرب إلى العراق، وأخذ عن أبي حامد الغزالي مذهب الأشعري، فلما عاد إلى بلاد المغرب وقام في المصامدة يفقههم ويعلمهم، وضع لهم عقيدة لقفها عنه عامتهم، ثم مات فخلفه بعد موته عبد المؤمن بن علي الميسي، وتلقب بأمير المؤمنين، وغلب على ممالك المغرب هو وأولاده من بعدمدة سنين، وتسموا بالموحدين، فلذلك صارت دولة الموحدين ببلاد المغرب تستبيح دماء من خالف عقيدة ابن تومرت، إذ هو عندهم الإمام المعلوم، المهدي المعصوم، فكم أراقوا بسبب ذلك من دماء خلائق لا يحصيها إلا الله خالقها سبحانه وتعالى، كما هو معروف في كتب التاريخ، فكان هذا هو السبب في اشتهار مذهب الأشعري وانتشاره في أمصار الإسلام، بحيث نسي غيره من المذاهب، وجهل حتى لم يبق اليوم مذهب يخالفه، إلا أن يكون مذهب الحنابلة أتباع الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه، فإنهم كانوا على ماكان عليه السلف، لايرون تأويل ماورد من الصفات، إلى أن كان بعد السبعمائة من سني الهجرة، اشتهر بدمشق وأعمالها تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحكم بن عبد السلام بن تيمية الحراني، فتصدى للانتصار لمذهب السلف وبالغ في الرد على مذهب الأشاعرة، وصدع بالنكير عليهم وعلى الرافضة، وعلى الصوفية، فافترق الناس فيه فريقان، فريق يقتدي به ويعول على أقواله ويعمل برأيه، ويرى أنه شيخ الإسلام وأجل حفاظ أهل الملة الإسلامية. وفريق يبدعه ويضلله ويزري عليه بإثباته الصفات، وينتقد عليه مسائل منها ما له فيه سلف، ومنها ما زعموا أنه خرق فيه الإجماع، ولم يكن له فيه سلف، وكانت له ولهم خطوب كثيرة، وحسابه وحسابهم على الله الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وله إلى وقتنا هذاعدةأتباع بالشام وقليل بمصر. هذا وبين الأشاعرة والماتريدية أتباع أبي منصورمحمد بن محمد بن محمود الماتريدي، وهم طائفة الفقهاء الحنفية مقلدو الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت، وصاحبيه أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الحضرمي، ومحمدبن الحسن الشيباني رضي الله عنهم، من الخلاف في العقائد ما هو مشهور في موضعه، وهو إذ تتبع يبلغ بضع عشرة مسألة، كان بسببها في أول الأمر تباين وتنافر، وقدح كل منهم في عقيدة الآخر، إلا أن الأمرآل آخرا إلى الإغضاء، ولله الحمد. فهذا أعز الله بيان ما كانت عليه عقائد الأمة من ابتداء الأمر إلى وقتنا هذا، قد فصلت فيه ما أجمله أهل الأخبار، وأجملت ما فصلوا، فدونك طالب العلم تناول ما قد بذلت فيه جهدي وأطلت بسببه سهري وكدي في تصفح دواوين الإسلام وكتب الأخبار، فقد وصل إليك صفوا ونلته عفوا بلا تكلف مشقة ولا بذل مجهول، ولكن الله يمن على من يشاء من عباده"
ـ[أبوعبدالله العرائشي المغربي]ــــــــ[14 - 12 - 10, 02:00 ص]ـ
اود من الاخ المشرف ان يغير عنوان هذه المشاركة بهذا العنوان:انتشار المذهب الاشعري في المغرب مقرون بالدموية والارهاب(67/337)
هل من شرح لدليل الأعراض وحدوث الأجسام؟
ـ[السلفي العنزي]ــــــــ[03 - 12 - 10, 04:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. في الطحاوية يذكر الطحاوي (رحمه الله) هذا الدليل وأشكل علي فهمه حقيقة .. فهل من توضيح لهذا الدليل وما المراجع المعاصرة تعرضت لتوضيحه.
بارك الله فيكم ..
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[03 - 12 - 10, 08:26 م]ـ
هنا تجد بيانه والرد عليه:
دليل الأعراض عند المتكلمين أصل بلية التعطيل
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=24457
نقض أكبر شبهتين للمعطلة؛ دليل التركيب ودليل الأعراض وحدوث الأجسام
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=65115
وفقكم الله.
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[06 - 12 - 10, 07:48 ص]ـ
بورك فيك كلام طيب
وقولك ((ولهذا شرع للعبد أن يستعيذ بصفات الله تبارك وتعالى لأنها لا تقوم بنفسها؛))
نعم الصفات لا تقوم بنفسها لكن لا يستعاذ بها وإن جاز القسم. وما جاء من الآثار فيها فهي من باب التوسل. والله أعلم.
ولم نعدم منك فائدة ,
كتب الله لك الأجر
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[06 - 12 - 10, 07:56 ص]ـ
أخي أباعبد الملك
بورك فيك كلام طيب ((أعني الرابط الثاني والأول لم أطلع عليه))
وقولك ((ولهذا شرع للعبد أن يستعيذ بصفات الله تبارك وتعالى لأنها لا تقوم بنفسها؛)) ليس بصحيح فالصفات لا يستعاذ بها وإن جاز القسم.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[06 - 12 - 10, 11:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا صهيب. ما ذكرته في المقال هو الصحيح
يتعلق بأسماء الله مشروعية خمسة أمور تشاركها الصفات بثلاثة منها، واليك الخمسة بالسبر والتقسيم:
الأول: الحلف بالصفة وهذا مشروع ومنه قوله: (قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين).
الثاني: التوسل بالصفة، وهذا مشروع، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: " اللهم يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث" وقوله: "اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما كانت الحياة خيراً لي" الحديث.
الثالث: دعاء الصفة كقول: يا رحمة الله أغيثيني، فهذا شرك باتفاق السلف كما نقله شيخ الاسلام في غير موضع من كتبه.
الرابع: التعبيد إلى الصفة، وهذا محرم.
خامسها محل البحث: الاستعاذة بالصفة، وهذا مشروع وفيه أدلة كثيرة منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" وغيره.
ففرق بين دعاء الصفة والتعوذ بالصفة، ولا يشكل هذا التفريق على كون الصفات لا تقوم بنفسها. والله أعلم.
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[09 - 12 - 10, 05:36 ص]ـ
أنا من وهم)) ولم نعدم منك فائدة ,
أخوك
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[09 - 12 - 10, 11:31 ص]ـ
أنت من أفاد بارك الله فيك أخي الكريم.
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[09 - 12 - 10, 06:58 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هاك شرحٌ يسيرٌ مُيسّرٌ، بعد الاستعانة بالله عز وجلّ:
دليل (الأعراض وحدوث الأجسام) أصله من المعتزلة، ولمّا عجز الأشاعرة والكلابية عن دفعه أثناء ردهم على للمعتزلة، سلّموا للمعتزلة ببعض أصوله، والتزموا لوازمه الفاسدة.
قسّم المتكلمون الموجودات الحادثة إلى:
جوهر وعرض.
فالجوهر: هو المُتحيز (أي الذي له حظٌ من المساحة)، القائمُ بذاته، وهو الذي يقبل العَرَض ..
والعَرض: هو ما يقوم بالجوهر، ولا يصح قيامه بذاته، أو ما يطرأ على الجوهر، مثاله: (الطعم، اللون إلخ) ..
مثال: لو قلنا ّالإنسان = جوهر ..
فما يقوم بالإنسان من: مرض أو لون أو نحوه = عَرض ..
وبناء على ما ذكرنا أعلاه، قالوا إنّ [الجسم]: هو المركب المؤلف من (جوهر) و (عرض) ..
ثم قالوا إنّ [الأجسام] لم تسبق الحوادث، أي أنها ليست قديمة، فلذا الأجسام=حادثة ..
فالعالم إذن حادثٌ بأسره، ولهذا قالوا: (حدوث العالم) ..
وهم يستدلون بهذا على أنَّ الله سبحانه لا يقبل حلول الحوادث؛ لأن ما قَبِلَ حدوث الحوادثِ فهو حادثٌ.
والردّ عليهم في هذه الألفاظ بسؤالهم عن (المعنى)، والتّوقف في (اللفظ)؛ فما لم يأتِ به الكتاب والسّنة من الألفاظ نتوقّف فيه، لا نثبته ولا ننفيه عن الله، بل نسألهم مثلاً:
# ماذا تعنون بلفظ (الجسم):
إن كان المقصود منه:
أ – الشيءُ المُركّبُ من أبعاضٍ وأجزاءٍ وجوارح وأشياء؛ فهذا باطلٌ ومُنتفٍ في حقِّ الله سُبحانه.
ب - إما إن كان المقصود منه أنه الشيءُ القائم بنفسه، المتّصف بصفاتِ؛ فهذا حقٌّ وصحيح.
وقولهم (حلول الحوادث):
إن كان المقصود منه:
- أن المخلوقات تحلّ في ذات الله؛ فهذا باطلٌ بلا شك، ومنتفٍ في حقّه سبحانه.
- وإن كان القصد أن الله يفعل ما يشاء في الوقت الذي يشاء؛ فهذا حقّ بلا شكِّ.
وهلّمَ جرا في بقية الألفاظ المبتدعة الحادثة، الأصل فيها عدم النّفي ولا الإثبات، بل التّوقف والسؤال عن المعنى؛ فإنّ كان المعنى حقّ: أثبتناه، وإن كان باطلاً: نفيناه.
هذا باختصارٍ، والله أعلم.
جزى الله خيرًا الإخوة الفضلاء ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/338)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 12 - 10, 08:36 م]ـ
جزاك الله خيرا:
1 ـ هاك شرحا يسيرا ميسرا ..
2 ـ أصل دليل الأعراض وحدوث الأجسام هو الجهمية، وعنهم أخذه المعتزلة، والجهم أخذه عن الصابئة.
3 ـ تقرير برهان الأعراض وحدوث الأجسام عند المتكلمين بالشكل الرباعي التالي:
أ ـ إثبات وجود العرض.
ب ـ إثبات حدوث العرض.
ج ـ إثبات امتناع خلو الجسم عن جنس الأعراض.
د ـ إثبات امتناع حوادث لا أول لها.
فسياقة البرهان إذا وصل إلى المرحلة الثالثة بامتناع خلو الجسم عن جنس الأعراض، بضميمة حذف امتناع تسلسل الأعراض إلى لا أول في المرحلة الرابعة، والتدليل على حدوث الأعراض كما في المرحلة الثانية،
تنتج: إما القول بقدم الأجسام بلا أعراض، وهو ما برهنوا على إبطاله في المقدمة الثالثة، أو القول بقدم الأجسام بلا خلو من الأعراض، وهم برهنوا على بطلان حوادث لا أول لها، أو حدوث الأجسام وهو المطلوب.
ولكل مرحلة من مراحل الشكل الرباعي تدليل من مقدمات ونتيجة، مما هو مبسوط في كتب الكلام، وتعقب جله شيخ الإسلام رحمه الله.
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[10 - 12 - 10, 04:06 م]ـ
كنتُ قد كتبت: هذا شرحٌ .. إلخ، فأبدلتُ بـ هاك، وذهلت عن تعديل بقية الجملة؛ فالمعذرة، وشكر الله لكم أخي الكريم ..
وفي الرّد تعمدتُ التيسير والتوضيح رجاء الفهم؛ فظاهرٌ أنّ الأخ الكريم السائل طالبٌ للتوضيح وتيسير المعلومة وليس سردها كاملة بتعقيدها ..
وجزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم ..(67/339)
شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[03 - 12 - 10, 05:21 م]ـ
http://as-salaf.com/article.php?aid=105&lang=ar (http://as-salaf.com/article.php?aid=105&lang=ar)
هل إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه؟
إعداد: أم عبد الله الميساوي
لـ «موقع عقيدة السلف الصالح» ( http://www.as-salaf.com/)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد
سيكون جواب هذا السؤال في عدة نقاط:
1. إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التشبيه، فكما لم يلزم من إثبات ذاتٍ حقيقية، وحياة حقيقية، وعلم حقيقي، تشبيه؛ فإنه لا يلزم التشبيه من إثبات باقي الصفات الثابتة في القرآن والسنة على الحقيقة؛ لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات يحذو حذوه.
قال أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني ( http://as-salaf.com/article.php?aid=87&lang=ar) ( ت. 535 هـ):
«قال أهل السنة: نَصِف الله بما وَصَف به نفسه، ونؤمن بذلك إذ كان طريق الشرع الاتباع لا الابتداع، مع تحقيقنا أن صفاته لا يشبهها صفات، وذاته لا يشبهها ذات، وقد نفى الله تعالى عن نفسه التشبيه بقوله: {ليس كمثله شيء} فمن شبه الله بخلقه فقد كفر؛ وأثبت لنفسه صفات فقال {وهو السميع البصير}. وليس في إثبات الصفات ما يُفضي إلى التشبيه، كما أنه ليس في إثبات الذات ما يفضي إلى التشبيه، وفي قوله: {ليس كمثله شيْءٌ} دليل على أنه ليس كذاته ذات، ولا كصفاته صفات.) (1)
2. لو كان إثباتها حقيقةً تشبيهًا، لكان النبي صلى الله عليه وسلم أول المشبّهين بفعله، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”آخر من يدخل الجنة رجل، فهو يمشي مرة، ويكْبُو مرة، وتسفَعُه النار مرة» إلى أن قال -صلى الله عليه وسلم-: ”ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأُوليَيْن، فيقول: أي رب، أدنِني من هذه لأستظل بظلها، وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها. فيقول: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ قال: بلى يا رب، هذه لا أسألك غيرها. وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليها، فيدنيه منها، فإذا أدناه منها سمِع أصوات أهل الجنة، فيقول: أي رب أدخلنيها. فيقول: يا ابن آدم، ما يَصْريني منك؟ أيُرضيك أن أعطيك الدنيا، ومثلها معها؟ قال: "يا رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ " “ فضحك ابن مسعود فقال: «ألا تسألوني ممّ أضحك؟» فقالوا: "مم تضحك؟ " قال: «هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم»، فقالوا: "ممّ تضحك يا رسول الله؟ " قال: ”من ضحك رب العالمين حين قال: أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ فيقول: إني لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر“. [صحيح مسلم وغيره]
ومقصود النبي صلى الله عليه وسلم من فعله هو تأكيد أن ضحك الله عز وجل حقيقي وليس أن ضحك الله عز وجل كضحكه صلى الله عليه وسلم، وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يشبه صفات الله عز وجل والله يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]؛ فهذا دليل على أن إثبات الصفات على الحقيقة ليس بتشبيه.
وانظر هذا المقال [رابط] ( http://as-salaf.com/article.php?aid=101&lang=ar) لمزيدٍ من الأمثلةِ المشابهةِ لهذا الحديث.
3. ما يلزم في المخلوق لا يلزم في الخالق، ويد الله (2) عز وجل هي الأصل، فهي صفة الله التي اتصف بها منذ الأزل قبل وجود أيدي المخلوقات، وأيدي المخلوقات محدثة، خلقها الله وسمَّاها باسم صفته وجعلها بكيفية تُناسب ذواتنا التي هي أجسام مركبة، أما صفات الله فهي على صفة تليق بذاته عز وجل، لا علم لنا بكيفيتها. وقد جعل الله لنا بعض الصفات التي توافق صفاته في الاسم لأجل الفهم فقط، حتى نعرف الله عز وجل - من غير إحاطة به-، وحتى نعظمه ونعبده حق عبادته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/340)
قال الإمام عبد العزيز الماجِشُون (ت. 164 هـ / من تابعي التابعين) في رسالته: «فأما الذي جحد ما وصف الرب من نفسه تعمُّقا وتكلفًا، فقد استهوته الشياطين في الأرض حيران، فصار يستدل بزعمه على جحد ما وصف الرب وسمَّى من نفسه، بأن قال: لا بُد إن كان له كذا مِن أن يكون له كذا، فعمِيَ عن البّيِّن بالخفي، فجحد ما سمَّى الرب من نفسه ... » ثم تكلم عن آيات وأحاديث رؤية الله يوم القيامة، وذكر مجموعة من نصوص الصفات كقوله تعالى {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]، وحديث ”لَا تَمْتَلِئُ النَّارُ حَتَّى يَضَعَ الْجَبَّارُ فِيهَا قَدَمَهُ“ وقوله سبحانه: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67]، ثم قال: «فوالله ما دلَّهم على عظم ما وصف به نفسه، وما تحيط به قبضته، إلا صغر نظيرها منهم عندهم – إنّ ذلك الذي أُلقِيَ في رُوعهم (3)، وخلق على معرفته قلوبهم، فما وصف الله من نفسه وسمّاه على لسان رسوله سميناه كما سماه، ولم نتكلف منه علم ما سواه، لا هذا، ولا هذا، ولا نجحد ما وصف، ولا نتكلف معرفة ما لم يصف.» (4)
وعن شقيق بن سلمة أن شريحًا قرأ: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} [الصافات: 12]؛ قال شريح: إن الله لا يعجب من شيء، إنما يعجب من لا يعلم. قال الأعمش: فذكرته لإبراهيم (النخعي / ت. 196 هـ) فقال: «إن شريحا كان يعجبه رأيه، إن عبد الله (بن مسعود) كان أعلم من شريح، وكان عبد الله يقرؤها {بل عجبتُ} (بضم التاء)» ا. هـ (5). أي أن الذي يعجب هو الله عز وجل.
قال أبو جعفر النحَّاس (ت. 338 هـ): «وهذا الذي قاله - أي شريح- لا يلزم، وبضم التاء قرأ علي بن أبي طالب وابن مسعود وابن عباس (رضي الله عنهم). ومعنى التعجب في اللغة: أن يُنكر الشيءُ ويَقِلَّ، فَيُتعجّب منه، فالله جل وعز العالم بالأشياء، وبما يكون، ولكن لا يقع التعجب إلا بعد الكون. فهو منه جل وعلا خلافُه من الآدميين؛ لأنه قد علمه قبلُ وبعدُ» (6). فلا يلزم أن يكون الله غير عالم بالشيءِ حتى يعجب منه، وإن كان ذلك لازمًا في المخلوق، فالله {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
4. أما الاعتراض على بعض الصفات الواردة في الكتاب والسنة على أنها جارحة وأعضاء، كصفة اليد والقَدم؛ فإن هذا من كيفية هذه الصفات في المخلوقين، والله ليس كمثله شيء، وكيفية صفات الله عز وجل من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا هو سبحانه، وواجبنا الإيمان والتسليم. ومثل هذه الاعتراضات لم تكن معروفة في عهد السلف رحمهم الله إلا عند المبتدعة كالجهمية والمعتزلة وغيرهم، أما السلف الصالح فكانوا يؤمنون بها كما جاءت، ويقولون عن كل الصفات: «أمروها كما جاءت بلا كيف ( http://as-salaf.com/article.php?aid=68&lang=ar)»، أي أمروها على ظاهرها دون السؤال عن تلك الصفة: كيف هي؟ بل يفوضون كيفيتها لله عز وجل.
صح عن الصحابي عبد الله بن عباس (ت. 68 هـ) –رضي الله عنه- أنه أنكر على من استنكر شيئا من نصوص الصفات بزعم أن الله منزه عما تدل عليه تلك الآيات أو الأحاديث؛ فروى عبد الرزاق في "مصنفه" ... أن طاووس بن كيسان قال: سمعت رجلاً يُحدث ابن عباس بحديث أبي هريرة: ”تحاجت الجنة والنار“، وفيه: ”فلا تمتلي حتى يضع رجله“ -أو قال: ” قدمه - فيها“؛ فقام رجل فانتفض، فقال ابن عباس –رضي الله عنه-: «ما فَرَقُ هؤلاء؟! يجدون عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه». (7)
قال الحافظ عثمان الدارمي ( http://as-salaf.com/article.php?aid=19&lang=ar) ( ت. 280 هـ) في رده على بِشر المريسي المعتزلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/341)
«فيقال لهذا المعارض: أما دعواك عليهم (أي أصحاب الحديث) أنهم ثبتوا له سمعا وبصرًا، فقد صدقت. وأما دعواك عليهم أنه كعينٍ وكسمعٍ فإنه كذب ادعيت عليهم؛ لأنه ليس كمثله شيء، ولا كصفاته صفة. وأما دعواك أنهم يقولون: "جارح مركب" فهذا كفر لا يقوله أحد من المسلمين، ولكنا نثبت له السمع والبصر والعين بلا تكييف، كما أثبته لنفسه فيما أنزل من كتابه، وأثبته له الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وهذا الذي تكرره مرة بعد مرة: جارح وعضو وما أشبهه، حشو وخرافات، وتشنيع لا يقوله أحد من العالمين: وقد روينا روايات السمع والبصر والعين في صدر هذا الكتاب بأسانيدها وألفاظها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنقول كما قال، ونعني بها كما عنى والتكييف عنا مرفوع، وذكر الجوارح والأعضاء تكلف منك وتشنيع» (8).
5. لا دليل من القرآن، أو السنة، أو أثر عن أحد من السلف على أن نصوص الصفات ليست على ظاهرها، ولا أن الصفات على المجاز وليس الحقيقة، ولا أن إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه، بل إن الجهمية كانوا ينفون ويؤولون الصفات لاعتقادهم أن إثباتها على الحقيقة تشبيه فسمَّاههم السلف: معطلة. أما قوله تعالى {ليس كمثله شيء}، فقد قال الحافظ عثمان الدارمي ( http://as-salaf.com/article.php?aid=19&lang=ar) رحمه الله: «ونحن نقول كما قال ابن عباس: ليس لله مثل ولا شبه، ولا كمثله شيء، ولا كصفاته صفة، فقولنا: {ليس كمثله شيء} أنه شيء أعظم الأشياء، وخالق الأشياء، وأحسن الأشياء، نور السموات والأرض. وقول الجهمية: {ليس كمثله شيء} يعنون أنه لا شيء ... واتخذوا قوله تعالى: {ليس كمثله شيء} دِلْسَةً على الجهال ليروجوا عليهم بها الضلال، كلمةُ حق يبتغى بها باطل. ولئن كان السفهاء في غلط من مذاهبهم، إن الفقهاء منهم على يقين» (9).
6. لو كان اعتقاد ظاهر النصوص تشبيهًا لحذر منه السلف الصالح، لأن الأصل في الكلام أن يكون على ظاهره، والناس يأخذون بظاهر الكلام ما لم يرد دليل على أن الظاهر غير مُراد.
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي (ت. 795 هـ) رحمه الله: «وزعموا أن ظاهر ما يدل عليه الكتاب والسنة تشبيه، وتجسيم، وضلال، واشتقّوا من ذلك -لمن آمن بما أنزل الله على رسوله- أسماء ما أنزلَ اللهُ بها من سلطان؛ بل هي افتراءٌ على الله، يُنفّرون بها عن الإيمان بالله ورسوله. وزعموا أنّ ما ورد في الكتاب والسنة من ذلك - مع كثرته وانتشاره - من باب التوسع والتجوز، وأنه يُحمل على مجازات اللغة المستبعدة، وهذا من أعظم أبواب القدحِ في الشريعة المحكمةِ المُطهّرةِ، وهو من جِنس حَمْل الباطنية نصوصَ الإخبار عن الغُيوبِ؛ كالمعاد والجنة والنار على التوسع والمجاز دون الحقيقة، وحملِهم نصوص الامر والنهي عن مثل ذلك، وهذا كله مروق عن دين الإسلام.
ولم ينه علماء السلف الصالح وأئمة الإسلام كالشافعي وأحمد وغيرهما عن الكلام، وحذّروا عنه، إلا خوفاً من الوقوع في مثل ذلك، ولو علم هؤلاء الأئمة أن حمل النصوص على ظاهرها كفر لوجب عليهم تبيينُ ذلك وتحذير الأمة منه؛ فإن ذلك من تمامِ نصيحةِ المسلمين، فكيف كان ينصحون الأمة فيما يتعلق بالاحكام العملية ويَدَعون نصيحتَهم فيما يتعلق بأصول الاعتقادات، هذا من أبطل الباطل) (10).
7. التشبيه يكون في الكيفية، وليس في إثبات الصفة التي أثبتها الله لنفسه وأثبتها له رسوله -صلى الله عليه وسلم- دون الخوض في كيفيتها؛ قال ابن عبد البر المالكي (ت. 463 هـ): (ومحال أن يكون من قال عن الله ما هو في كتابه منصوص مشبها إذا لم يكيف شيئا وأقر أنه ليس كمثله شيء). (11)
وقال ابن خزيمة ( http://as-salaf.com/article.php?aid=78&lang=ar) ( ت. 311هـ) رحمه الله، مُبيِّنًا أن إثبات الصفة على الحقيقة ليس بتشبيه:
«وزعمت الجهمية -عليهم لعائن الله- أن أهل السنة ومتبعي الآثار القائلين بكتاب ربهم وسنة نبيهم، المثبتين لله عز وجل من صفاته ما وصف الله به نفسه في محكم تنزيله المثبت بين الدفتين، وعلى لسان نبيه المصطفى بنقل العدل عن العدل موصولا إليه، مشبهة جهلا منهم بكتاب ربنا وسنة نبينا، وقلة معرفتهم بلغة العرب الذين بلغتهم خوطبنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/342)
وقد ذكرنا من الكتاب والسنة في ذكر وجه ربنا بما فيه الغنية والكفاية. ونزيده شرحًا فاسمعوا الآن أيها العقلاء: ما نذكر من جنس اللغة السائرة بين العرب، هل يقع اسم المشبهة على أهل الآثار ومتبعي السنن؟
نحن نقول وعلماؤنا جميعا في جميع الأقطار: أن لمعبودنا عز وجل وجهًا كما أعلمنا الله في محكم تنزيله، فذوّاه (12) بالجلال والإكرام، وحكم له بالبقاء، ونفى عنه الهلاك.
ونقول: إن لوجه ربنا عز وجل من النور والضياء والبهاء ما لو كشف حجابه لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره، محجوب عن أبصار أهل الدنيا، لا يراه بشر ما دام في الدنيا الفانية.
ونقول: إن وجه ربنا القديم لا يزال باقيا، فنفى عنه الهلاك والفناء.
ونقول: إن لبني آدم وجوها كتب الله عليها الهلاك، ونفى عنها الجلال والإكرام، غير موصوفة بالنور والضياء والبهاء التي وصف الله بها وجهه. تدرك وجوه بني آدم أبصار أهل الدنيا، لا تحرق لأحد شعرة فما فوقها لنفي السبحات عنها التي بيّنها نبينا المصطفى لوجه خالقنا.
ونقول: إن وجوه بني آدم محدثة مخلوقة، لم تكن فكوّنها الله بعد أن لم تكن مخلوقة، أوجدها بعد ما كانت عَدَمًا، وإن جميع وجوه بني آدم فانية غير باقية، تصير جميعا ميتًا، ثم تصير رميمًا، ثم ينشئها الله بعد ما قد صارت رميما، فتلقى من النشور والحشر والوقوف بين يدي خالقها في القيامة ومن المحاسبة بما قدمت يداه، وكسبه في الدنيا، ما لا يعلم صفته غير الخالق البارئ. ثم تصير إما إلى جنة منعمة فيها، أو إلى النار معذبة فيها، فهل يخطر -يا ذوى الحجا- ببال عاقل مركب فيه العقل، يفهم لغة العرب، ويعرف خطابها، ويعلم التشبيه، أن هذا الوجه شبيه بذاك الوجه؟
وهل ها هنا -أيها العقلاء- تشبيه وجه ربنا جل ثناؤه الذى هو كما وصفنا وبينا صفته من الكتاب والسنة بتشبيه وجوه بني آدم التي ذكرناها ووصفناها غير اتفاق اسم الوجه، وإيقاع اسم الوجه على وجه بني آدم كما سمّى الله وجهه وجها؟
ولو كان تشبيها من علمائنا لكان كل قائل: أن لبني آدم وجها، وللخنازير، والقردة، والكلاب، والسباع، والحمير، والبغال، والحيات، والعقارب، وجوهًا قد شبه وجوه بني آدم بوجوه الخنازير والقردة والكلاب وغيرها مما ذكرت. ولست أحسب أن أعقل الجهمية المعطلة عند نفسه، لو قال له أكرم الناس عليه: وجهك يشبه وجه الخنزير، والقرد، والدب، والكلب، والحمار، والبغل، ونحو هذا، إلا غضب، لأنه خرج من سوء الأدب في الفحش في المنطق من الشتم للمشبه وجهه بوجه ما ذكرنا، ولعله بعد يقذفه ويقذف أبويه.
ولست أحسب أن عاقلا يسمع هذا القائل المشبه وجه ابن آدم بوجوه ما ذكرنا إلا ويرميه بالكذب، والزور، والبهت، أو بِالعَتَهِ، والخبل، أو يحكم عليه بزوال العقل، ورفع القلم، لتشبيه وجه ابن آدم بوجوه ما ذكرنا. فتفكروا يا ذوى الألباب: أوجوه ما ذكرنا أقرب شبها بوجوه بني آدم أو وجه خالقنا بوجوه بني آدم؟
فإذا لم تطلق العرب تشبيه وجوه بني آدم بوجوه ما ذكرنا من السباع، واسم الوجه قد يقع على جميع وجوهها كما يقع اسم الوجه على وجوه بني آدم، فكيف يلزم أن يقال لنا: أنتم مشبهة؟
ووجوه بني آدم ووجوه ما ذكرنا من السباع والبهائم محدثة، كلها مخلوقة، قد قضى الله فناءها وهلاكها، وقد كانت عَدَمًا فكوّنها الله وخلقها وأحدثها. وجميع ما ذكرناه من السباع والبهائم لوجوهها أبصار، وخدود، وجباه، وأنوف، وألسنة، وأفواه، وأسنان، وشفاه؛ ولا يقول مركب فيه العقل لأحد من بني آدم: وجهك شبيه بوجه الخنزير، ولا عينك شبيهة بعين قرد، ولا فمك فم دب، ولا شفتاك كشفتي كلب، ولا خدك خد ذئب، إلا على المشاتمة كما يرمي الرامي الإنسان بما ليس فيه.
فإذا كان ما ذكرنا على ما وصفنا، ثبت عند العقلاء وأهل التمييز أن من رمى أهل الآثار، القائلين بكتاب ربهم وسنة نبيهم، بالتشبيه، فقد قال الباطل والكذب والزور والبهتان، وخالف الكتاب والسنة، وخرج من لسان العرب» (13).
للمزيد يُرجى مراجعة مقال: «ما هو التشبيه في صفات الله؟»:
http://as-salaf.com/article.php?aid=82 (http://as-salaf.com/article.php?aid=82)
مواضيع ذات صلة:
هل صفات الله حقيقية أم غير حقيقية؟ ( http://as-salaf.com/article.php?aid=101&lang=ar)
_______
(1) الحجة في بيان المحجة لاسماعيل الأصبهاني (ج2 ص186)
(2) من أدلة صفة اليد لله عز وجل قوله تعالى {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]
(3) رُوع القلب: ذِهنُه وخَلَدُه. يُقال: رجع إليه رُوعُه ورُواعُه إذا ذهب قلبه ثم تاب إليه. (كتاب العين للخليل الفراهيدي 2/ 242)
(4) نقله ابن تيمية في تلبيس الجهمية (ج2 ص167 - 168)، وفي رسالته العرشية (ج1 ص20)؛ ورواه ابن بطة في الإبانة بسنده إلى الماجشون؛ وروى اللالكائي جزءًا من الرسالة في كتابه "شرح اعتقاد أصول أهل السنة" (ج3 ص502) من طريق ابن أبي حاتم الذي رواه بسنده إلى الماجشون في كتابه "الرد على الجهمية".
(5) الأسماء والصفات للبيهقي (ج2 ص415)؛ وتفسير عبد الرزاق الصنعاني (ج2 ص142)؛ ومعاني القرآن للفراء (ج2 ص384)
(6) معاني القرآن للنحاس (ج6 ص16) تحقيق: محمد علي الصابوني.
(7) رواه عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه بسند رواته ثقات (ج11 ص423) تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي -الطبعة الأولى - منشورات المجلس العلمي؛ ورواه أيضا في تفسيره (ج2 ص239). ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (ج1 ص339)
(8) نقض الدارمي (ج2 ص688 - 689)
(9) نقض الدارمي (ج2 ص909 - 910)
(10) فتح الباري لابن رجب الحنبلي (ج7 ص230 - 231)
(11) الاستذكار لابن عبد البر (ج2 ص528)
(12) أي وصفه بـ «ذو»
(13) كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب لابن خزيمة (ج1 ص53)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/343)
ـ[منهاج السنة]ــــــــ[04 - 12 - 10, 03:34 م]ـ
"إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التشبيه، فكما لم يلزم من إثبات ذاتٍ حقيقية، وحياة حقيقية، وعلم حقيقي، تشبيه؛ فإنه لا يلزم التشبيه من إثبات باقي الصفات الثابتة في القرآن والسنة على الحقيقة؛ لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات يحذو حذوه."
السلام عليكم
الى الاخت الكريمة صاحبة المقال "أم عبد الله ش م"
الصواب اختي الكريمة في عكس هذا الكلام وهو انه "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التمثيل "
اما قولك "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التشبيه"
بل يتلزم لان التشبيه اعم من التمثيل ولو لم يكن هناك نوع من التشبيه لما فهمنا صفات الله وميزنها عن بعضها ومدحناه غليها ولا فهمنا معنى وجوده ولا نفي النقص عنه
والله اعلم
والسلام عليكم
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[04 - 12 - 10, 04:45 م]ـ
أخي المُكرم ـ حفظك الله ـ لعلك تقصد أن المماثلة تكون في جميع الأشياء، أما المشابهة فتكون في بعض الأشياء؛ لذلك فالأولى ـ كما قال الشيخ العثيمين ـ أن نُعبّر بنفي المُماثلة لا بنفي المُشابهة؛ لأمرين:
أولهما / أنّ نفي المماثلة هو المذكور في القرآن الكريم، وليس المشابهة (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) ..
ثانيًا / أنّ المشابهة تكون في بعض الأشياء، والله تعالى لم ينفِ مشاركة المخلوق له في كُلّ شيء، فمثلاً: لله وجودٌ، ولنا وجودٌ؛ فاشتركنا في أصل الوجودية، لكن اختلفنا في حقيقتها، فوجود الله لازمٌ (واجب) أبديٌّ، يستحيل عدمه.
وجودُ المخلوق جائز، وممكن عدمه؛ لذا فالمخلوق شابه الخالق في [أصل الصفة]، ولكنه مباينٌ في [حقيقتها] ..
والمقصود أن المُعطّلة احتجوا بنفي (المشابهة) على نفي جميع صفاته سُبحانه، وهي حجّة واهية ..
وأحسن ما يُردّ عليهم به باختصارٍ: أنّ تباينَ الذات يلزم تباين الصّفات ..
وهذا ظاهرٌ في التباين بين المخلوقات؛ فكيف بالخالق البارئ سُبحانه ..
جزى الله الأختَ الكريمة خيرَ الجزاء، ورفعَ شأنها ..
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[04 - 12 - 10, 06:25 م]ـ
السلام عليكم
الى الاخت الكريمة صاحبة المقال "أم عبد الله ش م"
الصواب اختي الكريمة في عكس هذا الكلام وهو انه "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التمثيل "
اما قولك "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التشبيه"
بل يتلزم لان التشبيه اعم من التمثيل ولو لم يكن هناك نوع من التشبيه لما فهمنا صفات الله وميزنها عن بعضها ومدحناه غليها ولا فهمنا معنى وجوده ولا نفي النقص عنه
والله اعلم
والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لي عودة إن شاء الله لمناقشة هذه النقطة
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[07 - 12 - 10, 10:44 ص]ـ
الصواب اختي الكريمة في عكس هذا الكلام وهو انه "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التمثيل "
اما قولك "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التشبيه"
بل يتلزم لان التشبيه اعم من التمثيل ولو لم يكن هناك نوع من التشبيه لما فهمنا صفات الله وميزنها عن بعضها ومدحناه غليها ولا فهمنا معنى وجوده ولا نفي النقص عنه
والله اعلم
والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله
اسمح لي أخي الكريم أن أختلف معك في هذا.
أولا: السلف الصالح استخدموا لفظ التشبيه ولم يعترضوا عليه حسب علمي:
روى الترمذي -رحمه الله- في سننه أن شيخه ابن راهويه -رحمه الله- قال: ((إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع. فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه ... ))
وقد وردت آثار عن بعض السلف في تفسير قوله تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65]؛ أي: شبها / شبيها.
ثانيا: الاشتراك في أصل المعنى لا يُسمى تشبيها، فالتشبيه يكون في الكيفية وليس أصل المعنى. حتى الأشاعرة لا يختلفون في هذا، فهم يثبتون لله أصل المعنى لصفة الحياة والعلم والقدرة .. إلخ، ولا يرون ذلك تشبيها.
ولو كان الاشتراك في أصل المعنى يُسمى تشبيها لجاز أن يُقال بأن وجوه بني آدم تشبه وجوه الخفافيش والأسماك والطيور والحشرات .. إلخ، وكذلك لجاز أن يقال بأن وجه كل إنسان يشبه وجه النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهذا كله ظاهر البطلان.
وقد نقلت كلاما لابن خزيمة رحمه الله في مقالي فيه بيان أن الاشتراك في أصل المعنى لا يوجب تشبيها، فلعلك تراجعه.
قال أبو عمر الطلمنكي رحمه الله في رده على الجهمية والعتزلة:
((قلنا: هذا خروج عن اللغة التي خوطبنا بها لأن المعقول في اللغة أن الإشتباه في اللغة لا تحصل بالتسمية، وإنما تشبيه الأشياء بأنفسها أو بهيئات فيها كالبياض بالبياض، والسواد بالسواد، والطويل بالطويل، والقصير بالقصير، ولو كانت الأسماء توجب إشتباها لاشتبهت الأشياء كلها لشمول إسم الشيء لها، وعموم تسمية الأشياء به ... ))
فالتشبيه يكون في الكيفية وليس أصل المعنى.
للمزيد فيما يتعلق بالتشبيه انظر المقال التالي:
(ليس كمثله شيء) ما هو التشبيه؟ ( http://as-salaf.com/article.php?aid=82&lang=ar)
.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/344)
ـ[منهاج السنة]ــــــــ[16 - 12 - 10, 06:27 م]ـ
السلام عليكم
الاخت الكريمة الاصطلاح الاول لكلمة التشبيه كان بمعنى التمثيل
اما عند المتاخرين من الاشاعرة والذي استقر عليه الاصطلاح هو ان التشبيه يتناول اي ععلاقة بين صفة الله وغيره
اما عن قولك اصل الصفة فكلام غير مفهم ارجو الايضاح من فضلك
وللكلام بقية و هذا ان شاء الله فقط زيادة بيان
ولي تعليق على كلام الشيخ العثيمين سانقله لك ان شاء الله
وهذا فقط عن الشيخ صالح ال الشيخ
فائدة عن الشيخ صالح آل الشيخ، حيث يقول: لم يُطلق أكثر السلف نفي التشبيه، وإنما أطلقوا نفي التمثيل؛ لأن الله جل جلاله قال ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ?.
ولفظ شبه والتشبيه لم يرد فيه النفي في الكتاب ولا في السنة فيما أعلم، وإنما ورد لفظ التمثيل ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ? وفرق ما بين التمثيل وما بين التشبيه؛ لأن التمثيل معناه المساواة هذا مثل هذا؛ يعني يساويه في صفة أو في صفات، أما التشبيه فهو من التشابه، وقد يكون التشابه كاملا، فيكون تمثيلا، وقد يكون التشابه ناقصا فيكون في كلّ المعنى أو في أصل المعنى على نحو ما فصلت لك.
فإذن إذا قيل لا نشبِّه فلا يندرج في ذلك إثبات أصل المعنى يعني التشابه في المعنى؛ لأنه لا يستقيم إثبات الصفات إلا بمشابهة في المعنى، ولكن ليس مشابهة في كل المعنى، ولا في الكيفية؛ لأن هذا تمثيل.
فلهذا لا يُطلق النفي للتشبيه، لا نقول التشبيه منتفيا مطلقا، كما يقوله من لا يحسن، بل يقال التمثيل منتفٍ مطلقا، أما التشبيه فنقول التشبيه منتف؛ الله سبحانه تعالى لا يماثله شيء ولا يشابهه شيء وينصرف هذا النفي للتشبيه في الكيفية أو في تمام المعنى في كماله
ـ[منهاج السنة]ــــــــ[16 - 12 - 10, 06:27 م]ـ
قال الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله-:التشبيه هو أن يجعل شيء شبها لشيء، فعملية الجعل هذه تشبيه، شبه تشبيها، والتشبيه قسمان يعني جعل الشبيه قسمان:
? جعْل الشبيه لله جل وعلا في صفاته كلها، أو في بعض صفاته، أو في تمام معنى الصفة ... ، يمكن أن تقول اختصارا أن يشبه الله جل وعلا بخلقه أو يشبه الخلق بالله جل وعلا في الكيفية كيفية الصفات أو كيفية الصفة أو في تمام معنى بعض الصفة.
? النوع الثاني من التشبيه أن تشبّه صفة الله جل وعلا بصفة خلقه في أصل المعنى دون تمامه؛ أن تشبه صفة الخالق جل وعلا بصفة المخلوق في بعض المعنى أو في أصل المعنى.
وهذان القسمان هل يُنفيان عن الله جل وعلا جميعا أو ينفى أحدهما عن الآخر؟ اختلف أهل العلم في ذلك.
الذي يوافق طريقة أهل السنة والجماعة أن ينفى الأول وهو المراد بالتمثيل دون نفي الثاني؛ لأن إثبات الصفات إثبات للصفة مع المعنى، والمعنى يشترك المخلوق مع الخالق فيه في أصل الصفة، في أصل المعنى دون كماله، كما أنه المخلوق يوصف بالوجود والله جل وعلا يوصف بالوجود فبينهما اشتراك في أصل المعنى دون تمامه ودون حقيقته، كذلك يوصف المخلوق بالسمع، والله جل وعلا يوصف بالسمع وللمخلوق سمع يناسبه، ولله جل وعلا سمع كامل متنزه عن النقائص .. وما يليق بجلاله وعظمته جل وعلا.
فتحصّل من هذا أن:
الأول متفق على منعه وهو التمثيل.
والثاني مختلف في إطلاقه بين أهل العلم، والأوْلى أن لا يُستعمل التشبيه إلا في معنى التمثيل حتى لا يظن الظان ممن لا يفهم طريقة أهل السنة والجماعة أنهم يتساهلون في مسألة التشبيه، فيصدِّقون أنهم مشبهة أو يؤكدون أنهم مشبهة.
وهذا ولو استعمله بعض أهل العلم كابن تيمية وغيره؛ ولكن أرادوا منه حقا وهو أن لا تنفى الصفات؛ ولكن من حيث الاستعمال لا تستعمل لا يقال أنه هناك تشبيه جائز أو أن من التشبيه ما هو حق هذا ليس كذلك.
لذلك لفظ التشبيه لم يأت في الكتاب والسنة منفيا، وإنما جاء نفي المثيل ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ? [الشورى:11]، ولكن لا نستعمل لفظ التشبيه، فالله جل وعلا ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته، وكذلك ليس له شبيه جل وعلا، وأهل التشبيه هم أهل الضلال.
....... فالمشبهة وهم الذين جعلوا صفات الله جل وعلا مشبهة لصفات خلقه، إما جميع الصفات كحال أهل التجسيم أو بعض الصفات، هؤلاء نتبرأ منهم وليس في طريقة أهل السنة لفظ تشبيه مثبتا، لا نقول قد يكون مثل ما استعمل بعض المعاصرين ممن لم يتحقق بطريقة أهل السنة والجماعة وأهل الحديث.(67/345)
هل هناك قبر في الجامع الأموي
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[03 - 12 - 10, 10:43 م]ـ
هل هناك قبر في الجامع الأموي؟
ومن المدفون فيه؟
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[03 - 12 - 10, 11:57 م]ـ
ليست لدي معلومة دقيقة
إلا أن الذي أعرفه أن المسجد الأموي فيه عدة قبور وليس قبرا واحدا
وفيه قبران أحدهما يُنسب لزكريا عليه السلام والآخر يُنسب ليحيى عليه السلام
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[03 - 12 - 10, 11:59 م]ـ
حكم الصلاة في الجامع الأموي بدمشق
السؤال س: في الجامع الأموي بدمشق قبران يزعمون أنهما قبري زكريا و يحيى - عليهما السلام -، والسؤال: هل يجوز الصلاة في هذا المسجد؟
الاجابة
المعروف المشهور أن زكريا و يحيى كانا في فلسطين وفي الأرض المُقدسة وقُرب المسجد الأقصى وأن يحيى قُتل هناك، ويتعذر عادة نقل الجثمان إلى دمشق لبُعد المسافة في ذلك الوقت وعدم الباعث إلى نقله، ومعلوم - أيضًا - أن الجامع الأموي بناه بهذه التوسعة الوليد بن عبد الملك أحد خُلفاء بني أُمية، وكان ذلك في عهد آخر الصحابة وأجلاء علماء التابعين الذين يعرفون تحريم الصلاة عند القبور والمنع من اتخاذ القبور مساجد فلا يُمكن أن يُدفن فيه قبر مُسلم أو نبيٍّ مع قوله - صلى الله عليه وسلم -: ألا فلا تتخذوا القبور مساجد؛ فإني أنهاكم عن ذلك وإذا كان في هذا المسجد قبران، فإنهما حدثا في القرون المتأخرة كالقرن التاسع، أو العاشر، أو ما بعدها، ويمكن أنهما قبرا رجلين صالحين، أو من أئمة الصوفية، وإذا تَحقق ذلك لزم نبشُهما، وإبعادهما عن المُصلى لحدوثهما بعد بناء المسجد بقرون طويلة، وإذا كان أهل المسجد يرون بقاءهما، وأنه سببٌ للبركة، ولقبول الصلاة ومُضاعفتها في هذا المسجد، فلا تجوز الصلاة في هذا المسجد، حتى تُنقل هذه القبور لثبوت النهي عن الصلاة في المقبرة، والنهي يقتضي التحريم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[04 - 12 - 10, 12:00 ص]ـ
رابط فتوى الشيخ ابن جبرين من موقعه
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=426&parent=584
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[04 - 12 - 10, 12:01 ص]ـ
ليس هناك مستند صحيح يدل على أن يحيى عليه السلام مدفون في الجامع الأموي، فضلا عن القول بأن الصحابة رأوا قبره وتركوه في المسجد، كما يدعيه البعض.
قال الشيخ الألباني رحمه الله: " ونحن نقطع ببطلان قولهم، وأن أحدا من الصحابة والتابعين لم ير قبرا ظاهرا في مسجد بني أمية أو غيره، بل غاية ما جاء فيه بعض الروايات عن زيد بن أرقم بن واقد: أنهم في أثناء العمليات وجدوا مغارة فيها صندوق فيه سفط (وعاء كامل) وفي السفط رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام مكتوب عليه: هذا رأي يحيى عليه السلام فأمر به الوليد فرد إلى المكان وقال: اجعلوا العمود الذي فوقه مغيرا من الأعمدة، فجعل عليه عمود مسبك بسفط الرأس. رواه أبو الحسن الربعي في فضائل الشام (33) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (ج 2 ق 9/ 10) وإسناده ضعيف جدا، فيه إبراهيم بن هشام الغساني كذبه أبو حاتم وأبو زرعة وقال الذهبي " متروك ".
ومع هذا فإننا نقطع أنه لم يكن في المسجد صورة قبر، حتى أواخر القرن الثاني؛ لِما أخرجه الربعي وابن عساكر، عن الوليد بن مسلم أنه سئل: أين بلغك رأس يحى بن زكريا؟ قال: بلغني أنه ثَم؛ وأشار بيده إلى العمود المسفط الرابع من الركن الشرقي، فهذا يدل على أنه لم يكن هناك قبر في عهد الوليد بن مسلم، وقد توفي سنة أربع وتسعين ومائة.
وأما كون ذلك الرأس هو رأس يحى عليه السلام فلا يمكن إثباته، ولذلك اختلف المؤرخون اختلافا كثيرا، وجمهورهم على أن رأس يحيى عليه السلام مدفون في مسجد حلب ليس في مسجد دمشق، كما حققه شيخنا في الإجازة العلامة محمد راغب الطباخ في بحث له نشره في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق (ج 1 ص 41 - 1482) تحت عنوان " رأس يحيى ورأس زكريا " فليراجعه من شاء.
ونحن لا يهمنا من الوجهة الشرعية ثبوت هذا أو ذاك، سواء عندنا أكان الرأس الكريم في هذا المسجد أو ذاك، بل لو تيقنا عدم وجوده في كل من المسجدين، فوجود صورة القبر فيهما كاف في المخالفة؛ لأن أحكام الشريعة المطهرة إنما تبنى على الظاهر لا الباطن كما هو معروف، وسيأتي ما يشهد لهذا من كلام بعض العلماء، وأشد ما تكون المخالفة إذا كان القبر في قبلة المسجد، كما هو الحال في مسجد حلب، ولا منكِر لذلك من علمائها ". انتهى. من "تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد" ص 63
عن موقع الإسلام سؤال وجواب باختصار
http://www.islam-qa.com/ar/ref/119178
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[04 - 12 - 10, 01:14 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[04 - 12 - 10, 01:16 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم
وفيكم يُبارك الله أخي الفاضل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/346)
ـ[محمد بن إدريس]ــــــــ[05 - 12 - 10, 06:03 ص]ـ
السلام عليكم
ثبت بالتحقق أن القبر مجرد بناء قبوري لا يمكن إثبات أن فيه أحد أو رأس نبي الله زكريا
فهل يجوز الصلاة في المسجد
ومسجد حلب يقال ان قطعة من جسم نبي الله زكريا فيه وهذا لا يصح والقبر في قبلة المسجد
حرمنا من الصلاة في المسجدين لوجود الشبهة ولظاهر القبور
أسأل الله
ان يعجل فرج مساجد المسلمين من أيدي العابثين ويطهرهم من الأوثان ........... آمين
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[05 - 12 - 10, 07:28 م]ـ
بارك الله فيكم
فهل من معلومة عن أول من بنى المسجد الأموي؟ وأين المنارة البيضاء التي ينزل عندها عيسى عليه السلام؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 12 - 10, 01:14 ص]ـ
القبر مزور فلا حرج في الصلاة في المسجد أما المنارة البيضاء فسبق الحديث عنها
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[06 - 12 - 10, 02:58 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم
لم أفهم قصدكم (القبر مزور)؟
ـ[محمد بن إدريس]ــــــــ[06 - 12 - 10, 05:47 م]ـ
القبر مزور ......
أي لا وجود لجسد أو قطعة جسد أو رأس لا لني الله يحيى ولا لغيره مجرد بناء فارغ
ـ[محمد بن إدريس]ــــــــ[06 - 12 - 10, 06:10 م]ـ
بارك الله فيكم
فهل من معلومة عن أول من بنى المسجد الأموي؟ وأين المنارة البيضاء التي ينزل عندها عيسى عليه السلام؟
http://up3.m5zn.com/photo/2009/5/19/11/npwcrzbg7.jpg/jpg
الجامع الأموي: مسجد في دمشق، يعتبر أهم معالم المدينة وأشهرها. أنشأه الوليد بن عبد الملك (708 - 714)، وساتقدم إليه الفنيين والصناع من سائر الأقاليم الإسلامية. كان في مكان المسجد معبد ثم كنيسة. يتكون من صحن كبير مستطيل في جوانبه أروقة، والديوان الرئيسي طوله 136 م وعرضه 37 م، وهو يتكون من ثلاثة أروقة (بلاطات) موازية للقبلة ارتفاعها 15 م ويقطعها رواق متوسط (مجاز) سقفه أعلى من سائر الأروقة بحوالي 8 م، وسقف المسجد على شكل جمالون. يعتبر الجامع الأموي، الذي يسمى احياناً بجامع بني أمية الكبير، من أعظم المساجد الإسلامية لرحابته وارتفاعه وجمال نسبة المعمارية وزخارف الفسيفساء المذهبة والملونة التي تغطي بعض أجزائه، وتمثل مناظر مختلفة من دمشق. وقد أثر تخطيط هذا الجامع في المساجد التي أنشئت في شمال أفريقيا والأندلس. تعرض المسجد خلال تاريخه الطويل لعدة حرائق أعوام 1166، 1174، 1247، 1248، 1401، 1479، 1653، 1718، 1890، 1893. جرت عليه آخر عمليات الترميم عام 1998.
أما المنارة البيضاء فعليك بهذا الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=158594
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[07 - 12 - 10, 12:21 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء(67/347)
شرك الاستشفاع
ـ[أبومعاذ الاثري]ــــــــ[04 - 12 - 10, 11:06 ص]ـ
حقيقة شرك الاستشفاع و كلام علماء الشافعية في ذلك:
شرك الشفاعة:
"وحقيقته: طلب الشفاعة من غير الله تعالى، على جهة أن المطلوب يملك الشفاعة ويستحق الإجابة على الله، وأن للشافع حقاً على الله تعالى، كما يكون من شفاعة من لهم جاه ومنزلة عند الملوك، فقد يجيبونهم إلى ما شفعوا فيه وإن كانوا يكرهون ذلك، وإنما أجابوهم رغبة أو رهبة، وذلك ولا شك تنقص لربوبية الله تعالى، وتقييد لإرادته ومشيئته سبحانه وتعالى.
فلا يملك أحد الشفاعة عنده إلا إذا أذن بذلك، أما أن يكون مجرد جاه الشافع ومنزلته موجبة لحصول المراد من الله، ومرجحاً في تحقيق المطلوب، أراد الله أو لم يرد، فهذا لا يكون. لأن نفاذ إرادة المخلوق على الخالق نوع ملك للمخلوق، وهي تقييد إرادة الخالق بينما هي إرادة مطلقة نافذة على جميع الخلق.
إنه عز وجل مالك الملك ورب جميع المخلوقات، وأن له التصريف والتدبير مطلقاً، وبذلك يعلم بطلان شرك اتخاذ الوسائط.
فمن أثبت لغير الله حق الشفاعة عند الله فقد قيد إرادة الله بإرادة المخلوق، وجعل إرادة المخلوق نافذة وحاكمة على إرادة الله سبحانه بينما المخلوق هو الذي لا يكون له فعل إلا بإرادة الله تعالى، فمشيئة المخلوق محكومة بمشيئة الله، وقد قال تعالى: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير /29].
فالعبد هو الذي تقيد مشيئته بمشيئة الله، وليس الله هو الذي تقيد مشيئته بمشيئة العبد.
ولأن مشيئة الله نافذة على كل مخلوق، وهو سبحانه لا مكره له، ولا استحقاق لأحد عليه، فمقتضى ذلك أن لا يكون لأحد حق الشفاعة عنده، بل الشفاعة لله وحده، يأذن فيها لمن يشاء ويمنعها عمن يشاء.
ولهذا نفى الله أن يكون غيره يملك الشفاعة من دونه في آيات كثيرة فقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ} [السجدة /4].
وقال تعالى: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ} [غافر / 18].
ويقول تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلا يَعْقِلُونَ {43} قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [43 - 44].
وقال تعالى: {لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ} [الأنعام /51].
ويقول تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [يونس/18]. والآيات في هذا المعنى كثيرة معلومة.
وقد فهم الوعيدية من الخوارج والمعتزلة هذه الآيات وأمثالها على أنها دالة على نفي الشفاعة مطلقاً، ولم يفرقوا بين الشفاعة المنفية التي هي بمعنى نفي ملكية الشفاعة بغير إذن الله واستحقاق الإجابة على الله، وبين الشفاعة التي يأذن فيها لمن يشاء من عباده كما وردت في ذلك نصوص أخرى.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في التفريق بين الشفاعة المنفية والشفاعة المثبتة: (الشفاعة المنفية هي الشفاعة المعروفة عند الناس عند الإطلاق، وهي أن يشفع الشفيع إلى غيره ابتداء فيقبل شفاعته. فأما إذا أذن له في أن يشفع فشفع، لم يكن مستقلاً بالشفاعة، بل يكون مطيعاً له أي تابعاً له في الشفاعة، وتكون شفاعته مقبولة
ويكون الأمر كله للآمر المسؤول) ().
والله مع أنه مالك الشفاعة فإنه قد يأذن فيها لمن يشاء من عباده، ولا يلزم من ذلك أن يكون المأذون له في الشفاعة قد ملكها مع الله، بل هي لله وحده قبل الإذن وبعده. وإنما يكرم بها الله بعض عباده ويشرفهم فيقبل شفاعتهم إذا كانت شفاعتهم عنده مرضية شرعاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/348)
كما أنه لا يلزم أن من أذن الله له في الشفاعة وأكرمه بذلك أن يكون الإذن له مطلقاً، لأنه لا فرق في الحقيقة بين ملكية الشفاعة والإذن المطلق فيها، وإنما يكون الإذن مقيداً في كل شفاعة على الخصوص.
ولهذا لم يقبل شفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أمه، ولا في أن يستغفر لبعض المنافقين، كما لم يؤذن لإبراهيم عليه السلام في أبيه، ولا لنوح عليه السلام في إبنه، مع أنهم أعظم الناس جاها ومنزلة عند الله، وإنما منع قبول الشفاعة منهم عدم رضى الله عن عمل المشفوع لهم، لكونهم على الكفر، وسيأتي الكلام عن هذا قريباً.
ومن كل ما تقدم تبين أن من جعل المرجح والأصل في قبول الشفاعة مجرد إرادة الشافع، وأنه يشفع عند الله كما يشفع خواص الملوك ومن لهم منزلة عندهم، فإنه يكون بذلك مشركاً، لأنه قد جعل على الله ضرورة من غيره، وقيد إرادة الله ومشيئته بإرادة المخلوق، مهما يكن جاهه ومنزلته عند الله ". من كتاب ضوابط التكفير عبدالله القرني بتصرف يسير
من كلام علماء الشافعية في شرك الاستشفاع:
قال تعالى ((والذين اتخذوا من دون الله أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)) الزمر (3) قال الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية: (أي إنما يحملهم على عبادتهم لهم أنهم عمدوا إلى أصنام اتخذوها على صورة الملائكة المقربين في زعمهم فعبدوا تلك الصور تنزيلا لذلك منزلة عبادتهم الملائكة ليشفعوا لهم عند الله تعالى في نصرهم ورزقهم وما ينوبهم من أمور الدنيا فأما المعاد فكانوا جاحدين له كافرين له، قال قتادة والسدي ومالك عن زيد بن أسلم وابن زيد ((إلا ليقربونا إلى الله زلفى)) إي ليشفعوا لنا ويقربونا عنده منزلة ولهذا كانوا جاحدين له كافرين يقولون في تلبيتهم إذا حجوا في جاهليتهم لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك، وهذه الشبهة هي التي اعتمدها المشركون في قديم الدهر وحديثة وجاءتهم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بردها والنهي عنها والدعوة إلى إفراد الله وحدة لا شريك له وأن هذا شيء اخترعه المشركون من عند أنفسهم لم يأذن الله فيه ولا رضي به، بل أبغضه ونهى عنه. وأخبر أن الملائكة التي في السموات من الملائكة المقربين وغيرهم كلهم عبيد خاضعون لله لا يشفعون عنده إلا بإذنه لمن ارتضى وليسوا عنده كالأمراء عند ملوكهم يشفعون عنده بغير إذنهم فيما أحبه الملوك وأبوه ((فلا تضربوا لله الأمثال)) تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا.
وذكر التفتازاني أن شرك المشركين وقع حين «مات منهم من هو كامل المرتبة عند الله اتخذوا تمثالاً على صورته وعظموه تشفعاً إلى الله تعالى وتوسلاً» شرح المقاصد (4/ 41).
وهذا ما يؤكده العلماء دائماً أن نوع شرك المشركين السابقين: هو شرك تشفع وتوسل بالصالحين ليقربوهم إلى الله زلفى. ? وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ ? [يونس18].
وقال ابن كثير في تفسير (قل لمن الأرض ومن فيها ان كنتم تعلمون) المؤمنون:84
" ولهذا قال لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين العابدين معه غيره المعترفين له بالربوبية وانه لا شريك له فيها، ومع هذا فقد أشركوا معه في الالهية فعبدوا غيره معه، مع اعترافهم ان الذين عبدوهم لا يخلقون شيئا ولا يملكون شيئا ولا يستبدون بشيء، بل اعتقدوا انهم يقربونهم اليه زلفى (ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى)
فقال (قل لمن الأرض ومن فيها) ... سيقولون الله) أي فيعترفون لك بأن ذلك لله وحده لا شريك له، فإذا كان ذلك (قل أفلا تذكرون) انه لا تنبغي العبادة الا للخالق الرازق لا لغيره ……. (قل فأنى تسحرون) أي فكيف تذهب عقولكم في عبادتكم معه غيره مع اعترافكم وعلمكم بذلك.) انتهى
وقال الفخر الرازي الشافعي رحمه الله في تفسيره (17/ 59):
((اختلفوا في أنهم قالوا في الأصنام أنهم شفعاؤنا عند الله ..... ))
فذكر صور منها قوله: ((ورابعها أنهم وضعوا هذه الأصنام والأوثان على صورة أنبيائهم وأكابرهم وزعموا متى اشتغلوا بعبادة هذه التماثيل فإن أولئك الأكابر تكون شفعاء لهم عند الله ونظيره في هذا الزمان اشتغال كثير من الخلق بتعظيم قبور ألأكابر على اعتقادهم أنهم إذا عظموا قبورهم فإنهم يكونون لهم شفعاء عند الله)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/349)
وقال أيضاً في تفسيره (25/ 254): ((واعلم أن المذاهب المفضية إلى الشرك أربعة ...... )) فذكر ثلاثة ثم قال ((رابعها قول من قال:أن نعبد الأصنام التي هي صور الملائكة ليشفعوا لنا فقال تعالى في إبطال قوله ((ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له)) فلا فائدة لعبادتكم غير الله فإن الله لا يأذن في الشفاعة لمن يعبد غيره فبطلبكم الشفاعة تفوتون على أنفسكم الشفاعة))
فتأمل:أن من طلب الشفاعة فوت على نفسه الشفاعة التي تكون يوم القيامة لأنها لا تنال إلا بالتوحيد.
وقال الفخر الرازي في تفسيره (26/ 283) عند قوله تعالى:
" الله يتوفى الأنفس … " الزمر: " ويحتمل ان يكون المراد بهذا: ان الدليل يدل على ان الواجب على العاقل ان يعبد إلها موصوفا بهذه القدرة وبهذه الحكمة، ولا يعبد الاوثان التي هي جمادات لا شعور لها ولا ادراك.
واعلم ان الكفار أوردوا على هذا الكلام سؤالا فقالوا: نحن لا نعبد هذه الأصنام لا عتقاد انها آلهة تضر وتنفع، وانما نعبدها لأجل انها تماثيل لأشخاص كانوا عند الله مقربين، فنحن نعبدها لأجل ان يصير اولئك الأكابر شفعاء لنا عند الله.
فأجاب الله تعالى بأن قال: (أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون)
وتقرير الجواب ان هؤلاء إما ان يطمعوا بتلك الشفاعة من هذه الاصنام، أو من اولئك العلماء والزهاد الذين جعلت هذه الاصنام تماثيل لها. (والاول) باطل؛ لان هذه الجمادات وهي الاصنام لا تملك شيئا ولا تعقل شيئا فكيف يعقل صدور الشفاعة عنها. (والثاني) باطل؛ لان في يوم القيامة لا يملك احد شيئا، ولا يقدر احد على الشفاعة الا بإذن الله، فيكون الشفيع في الحقيقة هو الله الذي يأذن في تلك الشفاعة، فكان الانشغال بعبادته اولى من الانشغال بعبادة غيره، وهذا هو المراد من قوله تعالى (قل لله الشفاعة جميعا) " انتهى
قال الرازي في (17/ 86) في تفسير قوله تعالى (قل من يرزقكم من السماء والارض ... ) يونس
" وهذا يدل على ان المخاطبين بهذا الكلام كانوا يعرفون الله ويقرون به، وهم الذين قالوا في عبادتهم للأصنام انها تقربهم الى الله زلفى، وانهم شفعاؤنا عند الله
وكانوا يعلمون ان هذه الأصنام لا تنفع ولا تضر فعند ذلك قال الرسول عليه السلام (فقل افلا تتقون) يعني: افلا تتقون ان تجعلوا هذه الاوثان شركاء لله في المعبودية، مع اعترافكم بأن كل الخيرات في الدنيا والآخرة انما تحصل من رحمة الله واحسانه، واعترافكم بأن هذه الأوثان لا تنفع ولا تضر ألبتة " انتهى
وقال الرازي في (26/ 277) في تفسير قوله تعالى (ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل …) الزمر
" وهذا مثل ضرب في غاية الحسن في تقبيح الشرك وتحسين التوحيد.
فإن قيل: هذا المثال لا ينطبق على عبادة الأصنام لأنها جمادات، فليس بينها منازعة ولا مشاكسة.
قلنا: ان عبدة الأصنام مختلفون. منهم من يقول هذه الأصنام تماثيل الكواكب السبعة …. ومنهم من يقول:
هذه الأصنام تماثيل الأشخاص من العلماء والزهاد الذين مضوا، فهم يعبدون هذه التماثيل لتصير أولئك الأشخاص من العلماء والزهاد شفعاء لهم عند الله،
والقائلون بهذ ا القول تزعم كل طائفة منهم ان المحق هو ذلك الرجل الذي هو على دينه وان من سواه مبطل، وعلى هذا التقدير ايضا ينطبق المثال. ".
وقال الشهرستاني ت:548 في " الملل والنحل " ص 653
" وصنف منهم أقروا بالخالق وابتداء الخلق ونوع من الإعادة، وانكروا الرسل وعبدوا الأصنام، وزعموا انهم شفعاؤهم عند الله في الآخرة، وحجوا اليها ونحروا لها الهدايا وقربوا القرابين، وتقربوا اليها بالمناسك والمشاعر وحللوا وحرموا، وهم الدهماء من العرب الا شرذمة منهم نذكرهم."
وقال ص 655
" ومن كان لا يعترف بهم - الملائكة- كان يقول: الشفيع والوسيلة منا إلى الله تعالى هم الأصنام المنصوبة، أما الأمر والشريعة من الله الينا فهو المنكر، فيعبدون الأصنام التي هي الوسائل: ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا ... "
وقال ص 696 - 702
" قال: ويطوفون بالبيت أسبوعا ويمسحون الحجر ويسعون بين الصفا والمروة ... وكانوا يلبون الا ان بعضهم كان يشرك في تلبيته في قوله: الا شريك هو لك تملكه وما ملك، ويقفون المواقف كلها ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/350)
وكانوا يهدون الهدايا ويرمون الجمار ... وكانوا يكفنون موتاهم ويصلون عليهم، وكانت صلاتهم اذا مات الرجل وحمل على سريره، يقوم وليه فيذكر محاسنه كلها ويثني عليه ثم يدفن ثم يقول: عليك رحمة الله ...
وكانوا يداومون على طهارات الفطرة التي ابتلي بها إبراهيم، وهي الكلمات العشر فأتمهن، خمس في الرأس وخمس في الجسد .. " انتهى
قال الإمام البغوي في تفسير هذه الآية: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) قال قتادة: وذلك أنهم إذا قيل لهم: من ربكم، ومن خلقكم، ومن خلق السموات والأرض؟ قالوا: الله، فيقال لهم: فما معنى عبادتكم الأوثان؟ قالوا: ليقربونا إلى الله زلفى، أي: قربى، وهو اسم أقيم في مقام المصدر: كأنه قال: إلا ليقربونا إلى الله تقريبًا ويشفعوا لنا عند الله، {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} يوم القيامة {فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} من أمر الدين {إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} لا يرشد لدينه من كذب فقال: إن الآلهة تشفع وكفى باتخاذ الآلهة دونه كذبًا [وكفرا] تفسير البغوي - (7/ 104)
قال الإمام الطبري رحمه الله (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) يقول تعالى ذكره: والذين اتخذوا من دون الله أولياء يَتَوَلَّوْنَهُم، ويعبدونهم من دون الله، يقولون لهم: ما نعبدكم أيها الآلهة إلا لتقربونا إلى الله زُلْفَى، قربة ومنزلة، وتشفعوا لنا عنده في حاجاتنا) تفسير الطبري - (21/ 251)
قال الإمام النسفي رحمه الله {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ} [الزمر: 3] أي آلهة وهو مبتدأ محذوف الخبر تقديره: والذين عبدوا الأصنام يقولون {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3] مصدر أي تقريباً {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} [الزمر: 3] بين المسلمين والمشركين {فِى مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [الزمر: 3] قيل: كان المسلمون إذا قالوا لهم من خلق السماوات والأرض؟ قالوا: الله، فإذا قالوا لهم: فما لكم تعبدون الأصنام؟ قالوا: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى). تفسير النسفى - (4/ 41)
وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى ((وأن الوثني إذا قال: لا إله إلا الله فإن كان يزعم أن الوثن شريك لله تعالى صار كافرا وإن كان يري أن الله تعالى هو الخالق ويعظم الوثن لزعمه أنه يقربه إلى الله تعالى لم يكن مؤمناً حتى يتبرأ من عبادة الوثن)) (7/ 303) كتاب الردة من كتاب روضة الطالبين للنووي.
واعلم أن الشفاعة الشرعية لاتكون إلا بعد أذن الله للشافع بالشفاعة ورضاه عن المشفوع له كما قال - عز وجل -: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255].
ولا يشفع في أحد إلا من بعد أن يأذن الله فيه كما قال - عز وجل -: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28] وهو لا يرضى إلا التوحيد كما قال - عز وجل -: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85].
فإذا كانت الشفاعة كلها لله، كما قال تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} [الزمر: 44] ولا تكون إلا من بعد إذنه، ولا يشفع النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا غيره في أحد حتى يأذن الله فيه، ولا يأذن إلا لأهل التوحيد. إذاً فأطلبها من الله فقل: اللهم لا تحرمني شفاعته، اللهم شفعه في، وأمثال هذا.
قال الطبري:
"في قوله عزوجل (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا) يقول تعالى ذكره: وكم من ملك في السموات لا تغني: كثير من ملائكة الله، لا تنفع شفاعتهم عند الله لمن شفعوا له شيئا، إلا أن يشفعوا له من بعد أن يأذن الله لهم بالشفاعة لمن يشاء منهم أن يشفعوا له ويرضى، يقول: ومن بعد أن يرضى لملائكته الذين يشفعون له أن يشفعوا له، فتنفعه حينئذ شفاعتهم، وإنما هذا توبيخ من الله تعالى ذكره لعبدة الأوثان والملأ من قريش وغيرهم الذين كانوا يقولون (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) فقال الله جلّ ذكره لهم: ما تنفع شفاعة ملائكتي الذين هم عندي لمن شفعوا له، إلا من بعد إذني لهم بالشفاعة له ورضاي، فكيف بشفاعة من دونهم، فأعلمهم أن شفاعة ما يعبدون من دونه غير نافعتهم".
قال النسفي: " في قوله عزوجل {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِى السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِى شَفَاعَتُهُمْ شيئا إِلا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَى} [النجم: 26] يعني أن أمر الشفاعة ضيق فإن الملائكة مع قربتهم وكثرتهم لو شفعوا بأجمعهم لأحد لم تغن شفاعتهم شيئاً قط، ولا تنفع إلا إذا شفعوا من بعد أن يأذن الله لهم في الشفاعة لمن يشاء الشفاعة له ويرضاه ويراه أهلاً لأن يشفع له فكيف تشفع الأصنام إليه لعبدتهم ".
وقد حكى ابن حجر الهيتمي إجماع الحنابلة على أن من يجعل بينه وبين الله تعالى وسائط يدعوهم ويسألهم كفر إجماعاً (). ولم يعترض الهيتمي على هذا الإجماع بل أقره وأورده مستحسنا له. انظر الإعلام بقواطع الإسلام 95(67/351)
الإمام البربهاري:مَثَل أصحاب البدع مَثَل العقارب .. !!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[04 - 12 - 10, 05:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال البربهاري: مَثَل أصحاب البدع مَثَل العقارب يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب ويُخرجون أذنابهم فإذا تمكّنوا لدَغوا، وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكنوا بلغوا ما يريدون.
طبقات الحنابلة - (2/ 41)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[04 - 12 - 10, 07:24 م]ـ
كل المناهج المبتدعة مناهج ذات تقية. وهم درجات في السُّمِّيَّة
لقد شاهدناه على الطبيعة و عرفناه في المنتديات فضلا عن قراءته في الكتب. الأمر وصل الى الكذب الصراح البواح لا التقية فقط. ثم يقول لك أنا صوفي (درجة الاحسان). ..... "ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا"
المفترض أنه يدعو إلى دين يحرم الكذب ويعاقب عليه!!!
التقية أعظم سلاح قبوري: التقية الصوفية والرافضية ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html)
ـ[عبدالله الرحابي]ــــــــ[07 - 12 - 10, 07:17 ص]ـ
كلام مبارك
جزاكم الله خيرا
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[10 - 12 - 10, 10:19 ص]ـ
بالفعل تكتب بماء الذهب
جزاكم الله خير
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[15 - 12 - 10, 05:51 ص]ـ
كل المناهج المبتدعة مناهج ذات تقية. وهم درجات في السُّمِّيَّة
لقد شاهدناه على الطبيعة و عرفناه في المنتديات فضلا عن قراءته في الكتب. الأمر وصل الى الكذب الصراح البواح لا التقية فقط. ثم يقول لك أنا صوفي (درجة الاحسان). ..... "ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا"
المفترض أنه يدعو إلى دين يحرم الكذب ويعاقب عليه!!!
التقية أعظم سلاح قبوري: التقية الصوفية والرافضية ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html)
بارك الله فيكم وجزاكم من كل خير(67/352)
دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب
ـ[نايف الشمري]ــــــــ[05 - 12 - 10, 04:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كنت في نقاش مع أحد الزملاء عن دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب وقال أنه لايوجد قبل دعوة الشيخ طواف على القبور أما التبرك وتعظيم قد يكون فيه , لكن هناك كانت غفلة عن الدين أما طواف على القبور لايوجد, قلت له كتب التاريخ تقول أن هناك كان شرك واضح وجلي, قال دعك من هذا هذه كتب المناصرين للدعوة اعطني مؤلف من غير الجزيرةالعربية رصد هذه الشركيات؟؟؟
أفيدونا يامشايخنا الفضلاء
ـ[الحارثي ابوسهل]ــــــــ[06 - 12 - 10, 09:17 ص]ـ
تاريخ الجبرتي فيه الكثير من ذلك، ولم يكن نجديا ولا (وهابيا) ولا حنبليا
ولو استعرضته لوقفت على الكثير من تلك المظاهر
وهناك رسالة صغيرة الحجم للشيخ القاضي عبدالله بن سليمان بن حميد رحمه الله استل منه كل ما يتعلق بالدعوة السلفية (التي يسمنوها ظلما الوهابية)
وهي مطبوعة قديما، وفي طريقها لطبعة جديدة
ـ[منير العطاوي]ــــــــ[06 - 12 - 10, 04:46 م]ـ
زميلك هذا لا يعي ما يقول , ولا أظنه إلا ضحية إعلام موجه , وإشاعات زائفة.
الطواف على القبور والأضرحة , وعبادتها من دون الله , كان موجودا قبل دعوة الشيخ , ولا يزال باقيا في غالب البلدان التي تسمى زروا بلدان العالم الإسلامي: كمصر , و الشام , واليمن , و غيرها.
فهل يستطيع زميلك هذا أن ينكر طواف كثير من أهل هذه البلدان اليوم على القبور!!!!! فإن أنكر بان كذبه ,وانقطع الكلام معه , وإن لم ينكر قلنا له: فما العجيب أن تكون جزيرة العرب إذ ذاك كغيرها!!! و جاءها الشيخ منكرا عليها وعلى غيرها , ولكن دعوته لم تنتشر إلا فيها وحدها , قضاء قضاه الله و رحمة منه , و أما سائر بلدان العالم المسمى إسلاميا فلا تزال على حالها قبل دعوة الإمام , من الشرك و الكفر بالله .. البصرة التي أخرج منها الشيخ طريد ا, لأجل دعوة الإسلام , هي هي البصرة التي نراها الآن , والأزهر هو هو الأزهر , لم يتغير إلا أنه يداري مصالحه الدنيوية الآن , و يسكت عن دول النفط ..
وأما كتابات مؤرخي هذا البلد عن بلدهم فهي أحرى بأن تكون أصدق من كتابات غيرهم , ممن لم يروا ولم يحضروا , وغاية أحدهم أن يكون ناقلا , وأهل مكة أدرى بشعابها .. ألم يكتب الخطيب البغدادي تاريخ بغداد وهو بغدادي!!! فهل قال أحد إن هذا عيب في المنهجية التاريخية!! بل على العكس هم يقبلون قول البلدي العصري أكثر من قول من لم يساكن , ولم يعاصر , لكن صاحبك هذا مجنون!!
و مع ذلك أيضا فإنه يوجد من المؤرخين خارج الجزيرة من ذكروا شيئا من هذا , كالجبرتي ـ وتاريخه لم يطبع كاملا كما استفدناه من هذا الملتقى ـ وغيره
فماذا يريد صاحبك بعد هذا من الأدلة!!!
وهناك كتاب هو رسالة علمية , تتحدث عن هذا الموضوع الذي تسأل عنه بعينه , عنوانها ((الانحرافات العقدية والعلمية في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريين)) لمؤلفها علي بن بخيت الزهراني , وهو كتاب جيد, ورسالة قيمة , قد تلكم عنها أهل مجلة البيان قديما و حاولوا التقليل من قيمتها بطريقة عجيبة , فعليك بها فسوف تجد فيها ما يشفي صدرك في هذه المسألة
والسلام
ـ[وليد]ــــــــ[06 - 12 - 10, 06:46 م]ـ
و أما سائر بلدان العالم المسمى إسلاميا فلا تزال على حالها قبل دعوة الإمام , من الشرك و الكفر بالله ..
أعوذ بالله
لا حول ولا قوة إلا بالله
لم تقول هذا أخي الكريم؟
لم ترمي الناس بالكفر؟
هلا على الأقل نسبتهم للجهل
ـ[منير العطاوي]ــــــــ[06 - 12 - 10, 10:28 م]ـ
أخي الكريم وليد: لست أنفي عنهم الجهل , بل هم عندي ـ من أشرك منهم ـ أضل من الأنعام , كما قال تعالى في وصف المشركين.
وبيان حال الأمة وما وقعت فيه من الانحراف مفيد من نواح عدة:
1 ـ ظهور مصداق ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم مما سيقع في هذه الأمة من الزيغ , والضلال , والبدع.
2 ـ ظهور مصداق الرسول صلى الله عليه وسلم في ذكره أن هذه الأمة هي أشبه الأمم ببني إسرائيل , فكل ما وقع عند اليهود ابناء عمنا فهو واقع بنا , غير أننا نخنلف عنهم بأمرين:
أ ـ حفظ كتابنا من التحريف اللفظي بحفظ الله له , و هم قد حرفوا لفظ كتابهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/353)
ب ـ بقاء طائفة منا ـ ولو قلت على الحق ظاهرة , و هم قد انحرفوا جميعا.
أما ما عدا ذلك مما وجد عند اليهود فسوف يكون عنندنا مثله , كما هو حال غالب الدول العربية لمن تأمل و كان ذا قلب يعي.
3 ـ أن في ذكر أحوال الأمة المزرية بيانا , و إظهارا لجهود المصلحين , وفي كتم ذلك ظلم لهم , وهظم لجهودهم.
4 ـ أن في بيان ذلك إشعارا للمسلم بعظم المسؤولية , وخطورة الأمر , فيأخذ نفسه بالحذر من الاغترار بالكثرة , وفي ضد ذلك تغرير بالناس , و تخدير لهم.
5 ـ و الخامس هو أهون شيء: بيان حال كثير من الدعاة الإسلاميين , وأنهم كأحبار بني إسرائيل , يتخذون الدين مطية لشهواتهم. فإذا رأيتهم يتكلمون يما يعلمون أن الجماهير تطرب له ليكسبوا ودهم , وتعظيمهم , و يتركون الكلام في حق الله وهو التوحيد , فاعلم أنهم أحبار و رهبان سواء بسواء.
هاك بعض الأمثلة:
في كتاب (وصف أفريقيا) ذكر مؤلفه , وهو من أهل القرن العاشر الهجري , ذكر بعض ما كانت عليه مصر إذ ذاك , من كفر و شرك لا مزيد عليه: صوفي يتعرض لامرأة شابة حسناء , في شارع مزدحم من شوارع القاهرة , قد خرجت من الحمام توا , فأعجبه حسنها ونظارتها , فأرادها على نفسها فلم تمتنع هي , فدفعها فتدافعت , و حصل ذلك على قارعة الطريق , أمام مرأى النظارة .. ثم أخبر الناس زوجها وبشروه بأن أحد الأولياء قد واقع امرأته .. افتدري ماذا فعل الزوج المسكين!! عمل حفلة ودعا إليها الناس!! أ رأيت!!
وفي المغرب في عاصمتها ذكر أن الزنا والدعارة بالنساء , و الصبيان ـ أيضا ـ يجاهر به في الشوارع و يحدث علنا , و ما من نكير!!
وقس على ذلك , وقد قال أبو العلاء:
ماخص مصر وباء وحدها @@@ بل كائن في كل أرض وبا
و دعاة القنوات اليوم أوهموا الشباب , بل أوهموا الناس كلهم , أن انحراف الأخلاق في العالم المسمى إسلاميا , إنما حدث بعد احتكاكنا بالحضارة الغربية!! و هذه خدعة كبرى , قد انطلت على كثير من الناس بل على غالبهم , مع أن الأمر على خلاف ذلك.
و في فمي ماء من الاستطراد إلى ذكر بعض الأمور.
والسلام عليك.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[06 - 12 - 10, 11:04 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
الملتقى في حاجة لهذه المواضيع
فقد ظن البعض أن مذهب اهل الحديث التخريج وغفل عن التوحيد!
ـ[أبو ياسر السوسي]ــــــــ[09 - 12 - 10, 02:19 ص]ـ
أخي بارك الله فيك يمكنك الاستفادة من الموضوعات المبثوثة في هذا الرابط
http://saaid.net/monawein/index.htm(67/354)
هل هذه الأدعية مشروعة؟
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[06 - 12 - 10, 07:19 م]ـ
قرأة سورة الضحى واستحضار الانسان مايريد وان يكون واثق بان الله يقضى حاجته ثمقرأة سورة الشرح واعتبارها رد من الله على الطلب وانه بعد العسر يسر وبعد ذلك قراه سورة الكوثر وهي انجاز لما وعده الله بسوره الضحى؟؟
2/ان اذا تعسر امر او تعطلت حاجه قراه سورة الفتح والشرح والنصر والاخلاص ثم الدعا بـ<اللهم يافتاح ياوهاب ياواسع يانافع ياحي ياقيوم ياذا الجلال
والاكرام افتح باليسر والتسهيل مقاصد حاجتي وبلغني نوال غاياتي لا إله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين اللهم انت ثقتي وعليك اعتمادي فأسلك بحق
استجابه فعسى الله ان ياتي بالفتح ان تعجل فرجك علي عاجل وان تفتح لي بفتحك قريب ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالخير وانت خير الفاتحين اللهم بك
استفتحنا بك وارتبقنا بشارتك فافتح علينا بفتح <ان تستفتحوا فقد جائكم الفتح > اللهم اقطع عني كل عارض يعترضني من العوارض الانسية والجنية والروحيه
عن اتمام مقاصدي بإنفتاح نصر واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد >
3/دعا يقال بعد ركعتين في جوف اللبيل لقضا الحاجه وهو< اللهم يامسبب الاسباب اللهم يامفتح الابواب اللهم ياسامع الاصوات اللهم يامجيب الدعوات اللهم ياقاضي الحاجات <ويقول حاجته> أقضي حاجتي واغنني بفضلك عمن سواك
هل هذه الأدعية مشروعة؟
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[06 - 12 - 10, 11:59 م]ـ
لم يصحّ في جميع ما ذكرته حديثاً , بل بعضه من المبتكرات ... كما أفاده بعض مشايخنا.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[20 - 12 - 10, 10:18 ص]ـ
أبو همام السعدي
بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[20 - 12 - 10, 11:13 ص]ـ
إذا أردت مصدر هذه الأذكار فعليك بكتب الصوفية فهم أصحاب العجائب و الغرائب فكل هذا لا يصح , فالأذكار تثبت بالكتاب و السنة وليس بالتجارب
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[21 - 12 - 10, 05:11 ص]ـ
من اطلع على السنة لعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يكثر السجع, ولا يقول الشعر أو لا يتعمده على أحد القولين. وليس في كلامه التكلف بل أوتي جوامع الكلم.
والحمد لله.(67/355)
البحث عن كتاب "تيسير ذي الجلال والإكرام بشرح نواقض الإسلام"
ـ[أبو علي القحطاني]ــــــــ[06 - 12 - 10, 08:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحبتي أهل العقيدة الصافية -وفقنا الله وإياكم وثبتنا على دينه- أريد كتاب "تيسير ذي الجلال والإكرام بشرح نواقض الإسلام" للقحطاني.
وجزاكم الله خير.(67/356)
«رفض» الخرافة «وشيعة» الدجال (الشيخ: عبدالعزيز آل عبداللطيف)
ـ[أبو علي القحطاني]ــــــــ[06 - 12 - 10, 09:11 م]ـ
ساق آية الله البرقعي حكايةً واقعيةً فقال: (ذهبتْ ناقةٌ داخل صحن الإمام الرضا في مشهد خرسان فأحاطها الناس، وأحدثوا صخباً، وقالوا: إن الناقة أتت لزيارة الإمام، وبدؤوا يجزُّون شعرها تبرُّكاً بها، وآذوها بذلك حتى ماتت.
وبعد ذلك جاء أحد علماء الشيعة ومجتهديهم إلى بيتي وسألني: ماذا تقول في هذه المعجزة وأن الناقة أتت إلى الزيارة؛ هل تنكر ذلك؟ فسألتُه: لماذا تراها أتت تلك الناقة بالذات ولم تأتِ غيرُها؟ هنا أجابني ذلك المجتهد: إن هذه الناقة كانت شيعية، وبقيَّة النوق سنِّية) [1].
ولئن كانت هذه الواقعة تكشف عن خَواء الوجدان والإيمان عند الرافضة؛ إذ جانبوا الإيمان والتقوى، فحُرمُوا ولاية الله - تعالى - وأجدبوا من كرامات الأولياء والصالحين؛ ولذا هوَّلوا من شأن هذه الناقة (المنكوبة بغلوهم وتبرُّكهم)، وقد أبان ابن تيمية - رحمه الله - عن ذلك بقوله: (لكن الرافضة لجهلهم وظلمهم وبُعدهم عن طريق أولياء الله، ليس لهم من كرامات الأولياء المتقين ما يُعتدُّ به؛ فهم لإفلاسهم منها إذا سمعوا شيئاً من خوارق العادات عظَّموه تعظيم المفلس للقليل من النقد، والجائع للكسرة من الخبز) [2].
لئن كان الأمر كذلك، فإن الأشنع من ذلك كله، هو أن مذهب الرافضة لا يروج إلا بالأساطير والأوهام، والخرافات والأكاذيب؛ فهم مولعون بالأفك والبهتان، وإنكار الضروريات والقطعيات؛ فيكذِّبون النقول الصحيحة، ويصادمون العقول الصريحة، ويناقضون الفطر السويَّة؛ (فالقوم من أكذب الناس في النقليات، ومن أجهل الناس في العقليات، ويصدقون من المنقول بما يعلم العلماء بالاضطرار أنه من الأباطيل، ويكذِّبون بالمعلوم من الاضطرار المتواتر أعظم تواتر في الأمة جيلاً بعد جيل) [3]
وشغب الرافضة لا ينقضي، ونزقهم وفجورهم في الخصومة فوق الحسبان؛ لا سيما في هذه الأزمان، ولا ريب أن مدافعتهم ومجالدتهم من أجلِّ القربات وأنفع الطاعات؛ إلا أن آكد أوجه المدافعة وأنكاها: كشف عوار أصل الإمامة وبيان تناقضه وتهافته؛ فالإمامة أهم أصول الرافضة؛ (فهي الأصل الذي تدور عليه أحاديثهم، وترجع إليه عقائدهم، وتلمس أثره في فقههم وأصولهم، وتفاسيرهم وسائر علومهم) [4].
فسراب الإمام الغائب المعدوم هو دين القوم المتهافت، وسعيهم الكادح، وهو الذي أفسد دينهم، وطمس عقولهم، واستنزف أموالهم.
وإذا تبيَّن أهمية نقض هذا الأصل، فلا يصلح أن تُبَعثَر جهود أهل السُّنة تجاه الرافضة في الانهماك في مدافعة جزئيات متفرقة أو مسائل متعددة.
وقد فطن علماؤنا إلى نقض هذا الأصل ونسفه، وتنوَّعت أساليبهم في هذا الشأن.
فمما حرره القاضي أبو يعلى في بطلان (الإمامة) قوله: (الإمام منصوب للذبِّ عن حريم المسلمين، ولينصر الحق، ويدفع الباطل، وينتصف المظلوم من الظالم، ويبيِّن الحلال من الحرام، ويقاتل عن دين الله، ويقيم الناس على الطريقة المستقيمة، وهذه المعاني معدومة في المعدوم الذي لا يوجد في بَرٍّ ولا بحر، ولا سهل ولا جبل. ولأن هذه الطائفة تقول:
إنَّ أحداً لا يعرف حقيقة دينه إلا بأن يأخذه من إمامه، ولو كان كذلك لم يُحجَب عنهم؛ لأن في ذلك تكليف ما لا يطاق؛ لأنه كلَّفهم الاقتداء بمن قد أحال بينهم وبينه من غير دليل.
وما هم في دعواهم (إمامة الغائب المعدوم) إلا كقول بعض الصبيان:
زعم الزاعم في بلدتنا ** جمل في كوَّة البيت دخلْ
قلت: لا أعلم ما بلدتكم ** هذه الكوَّة فادخل يا جملْ» [5]
وأورد ابن حزم اضطراب الرافضة في شأن الإمام المعدوم، ثم قال: (وكل هذا هَوَس، ولم يُعقِب الحسن [6] المذكور لا ذكراً ولا أنثى، فهذا أول نَوْك (حمق) الشيعة، ومفتاح عظيماتهم، وأخفُّها، وإن كانت مهلكة) [7].
وناظر ابنُ تيمية أحد شيوخ الرافضة بشأن الإمامة، فكان مما سطَّره ما يلي: (قلتُ له: فأنا وأنت طالبان للعلم والحق، وهم يقولون: من لم يؤمن بالمنتظر فهو كافر؛ فهذا المنتظر: هل رأيته؟ أو رأيتَ من رآه؟ أو تعرف شيئاً من كلامه الذي قاله هو؟ أو ما أمر به أو ما نهى عنه مأخوذاً كما يؤخذ عن الأئمة؟ قال: لا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/357)
قلت: فأي فائدة في إيماننا هذا؟ وأي لطف يحصل لنا بهذا؟ ثم كيف يجوز أن يكلِّفنا الله بطاعة شخص، ونحن لا نعلم ما يأمرنا به، ولا ما ينهانا عنه، ولا طريق لنا إلى معرفة ذلك بوجه من الوجوه؟ وهم من أشد الناس إنكاراً لتكليف ما لا يطاق؛ فهل يكون في تكليف ما لا يطاق أبلغ من هذا؟) [8].
وحدِّث ابن القيم عن خرافة المنتظر فقال: (إنه الحاضر في الأمصار، الغائب عن الأبصار، دخل سرداب سامِرَّاء طفلاً صغيراً، فلم ترَه بعد ذلك عين، ولم يُحَسَّ فيه بخبر، ولا أمر، وهم ينتظرونه كل يوم ... ثم يرجعون بالخيبة والحرامان، فهذا دأبهم ودأبه ... لقد أصبح هؤلاء عاراً على بني آدم، وضحكة يسخر منهم كلُّ عاقل) [9].
وقد أطال عبد العزيز الدهلوي في الرد على أصل الإمامة وشبهاتهم، وكشف عن اضطرابهم واختلافهم في ذلك؛ فدعواهم أن الإمام الغائب اختفى خوفاً من القتل، منقوض بقولهم: إن موت الأئمة باختيارهم [10].
وأما قولهم عدم تصرف الإمام لأجل كثرة الفساد وقلة الأنصار، فأجاب عنه الدهلوي قائلاً: (قد كثر محبُّوه وناصروه في زمن الدولة الصفوية أكثر من رمل الصحاري والحصى، والاختفاء منافٍ لمنصب الإمامة الذي مبناه على الشجاعة والجرأة؛ فهلاَّ خرج وصبر واستقام إلى أن ظفر؟) [11].
وقال الدهلوي في موضع آخر: (والحق من تأمَّل في هذا المذهب تأمُّلاً صادقاً، فقد علم باليقين أن سبيل النجاة في هذا المذهب مسدود، وطريق الخلاص من مضيق التعارض فيه مفقود؛ فبالضرورة يتركه ... وذلك أن الشيعة لهم روايات كثيرة متعارضة عن أئمتهم؛ بحيث يروون عن كل إمام كلاماً مخالفاً للإمام الآخر، ومخالفاً لكتاب الله وسُنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -) [12].
ومن غلوِّ الرافضة في الأئمة: مقالتهم بالحلول والاتحاد؛ فإن عقيدة الحلول ووحدة الوجود قد عَلِقت بعقولهم؛ فزعموا أن الله - تعالى - والأئمة قد اختلطوا وامتزجوا – تعالى الله عما يقول الظالمون علوّاً كبيراً – فنسب الكليني في الكافي إلى جعفر الصادق أنه قال: (ثم مَسَحَنا بيمينه، فأفضى نوره فينا ... ولكن الله خلطنا بنفسه) [13].
وإذا كان الرافضة أرباب وَلَه وغرام بأنماط الدجل والخرافات، ثم هم يقررون اتحاد الخالق بالمخلوق، ويدَّعون الإلهية والتدبير المطلق لأئمتهم؛ فكيف إذا خرج الدجال الأكبر الأعور بخوارقه الهائلة، ودعواه العريضة بأنه الله؟
ولما ذكر ابن تيمية طَرَفاً من الأحاديث الصحيحة في الاستعاذة من فتنة الدجال، أشار إلى أتباع الدجال وشيعته فقال: (وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أمر أصحابه بهذا التعوُّذ خارج الصلاة أيضاً، وقد جاء مطلقاً ومقيَّداً في الصلاة. ومعلوم أن ما ذُكِر معه من عذاب جهنم، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات، أُمر به كل مصلٍّ؛ إذ هذه الفتن مجرية على كل أحد، ولا نجاة إلا بالنجاة منها، فدلَّ على أن فتنة الدجال كذلك، ولو لم تصب فتنته إلا مجرد الذين يدركونه لم يؤمر بذلك كلُ الخلق، مع العلم بأن جماهير العباد لا يدركونه، ولا يدركه إلا أقلُّ القليل من الناس المأمورين بهذا الدعاء، وهكذا إنذار الأنبياء إياه أممَهم - حتى أنذر نوح قومه - يقتضي تخويف عموم فتنته، وإن تأخَّر وجود شخصه حتى يقتلَه المسيح بن مريم، عليه السلام. وكثيراً ما كان يقع في قلبي أن هؤلاء الطائفة ونحوهم أحق الناس باتباع الدجال؛ فإن القائلين بالاتحاد والحلول - كقول النصارى في المسيح، والغالية الهالكة في عليٍّ أو فيه وفي غيره؛ كما ذهب إلى ذلك طوائف من غلاة الشيعة وغلاة المتصوفة - لا يمتنع على قولهم أن يكون الدجال ونحوه هو الله) [14].
وأخيراً فلا بد من تبديد هذه الظلمات ودحضها، وإظهار نور الوحي والسُّنة، وتبليغ رسالات الله – تعالى – ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، ثم دعوة الرافضة والنظر إليهم بعين الرحمة والإشفاق، وحثِّهم على إعمال عقولهم، وتحريرها من رِقِّ استبداد الملالي والآيات؛ فإن البحث والتحقيق، والنظر والتفكير يعقبه الإيمان الصحيح وبرد اليقين، وكما قال أحد عقلاء الشيعة (آية الله الخوئيني): (بعد خمسين سنة من البحث والمطالعة ومعرفة الإسلام والبحث في مختلف المذاهب الفلسفية والعرفانية وأفكار الغلاة ومختلف المذاهب، وصلتُ إلى النتيجة: أن حقيقة الدين هو القرآن الكريم؛ فإن القرآن يدعونا مراراً إلى قراءته والتدبُّر والتفكر فيه. وسبب كل هذا الضلال والحيرة هو عدم قراءة القرآن والتدبر في القرآن) [15].
وكان يقول: (تركتُ منصباً بعدما كنتُ مرجعاً للمذهب كالآخرين ابتغاء وجه الله. لو لم أترك لكنت خائناً، لن أكون من أهل التزوير، ولن آخذ أموالاً من الناس، ولن أكون إلى ترويج المذهب، بل سأكون موحداً ومتبعاً للإسلام) [16].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] كسر الصنم: ص 250.
[2] منهاج السنة النبوية: 203/ 8.
[3] منهاج السنة النبوية: 8/ 1.
[4] أصول مذهب الشيعة للقفاري: 653/ 2.
[5] المعتمد في أصول الدين: ص 259 = باخصار.
[6] أي: الحسن العسكري (الإمام الحادي عشر عند الرافضة).
[7] الفِصَل في الملل والنحل: 181/ 4.
[8] منهاج السنة: 102/ 1 - 103.
[9] المنار المنيف: ص 152.
[10] مختصر التحفة الإثني عشرية: ص 118.
[11] مختصر التحفة الإثني عشرية: ص 119.
[12] المرجع السابق: ص 190.
[13] انظر: أصول مذهب الشيعة للقفاري: 2/ 518 - 520.
[14] السبعينية (بغية المرتاد): ص 514.
[15] أعلام التصحيح والاعتدال لخالد البديوي: ص 229.
[16] المرجع السابق: ص 230.
[مجلة البيان].
المرجع: الموقع الرسمي للشيخ http://www.alabdulltif.net/ أيقونة: المقالات العلمية.(67/358)
ما هي عقيد النسفي صاحب مدارك التنزيل
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[07 - 12 - 10, 07:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ألا يوحي قول النسفي هذا على القول بأن كلام الله مخلوق:
{وكلّمه ربّه} بلا واسطة ولا كيفية. وروي أنه كان يسمع الكلام من كل جهة. وذكر الشيخ في التأويلات أن موسى عليه السلام سمع صوتاً دالاً على كلام الله تعالى، وكان اختصاصه باعتبار أنه أسمعه صوتاً تولى تخليقه من غير أن يكون ذلك الصوت مكتسباً لأحد من الخلق، وغيره يسمع صوتاً مكتسباً للعباد فيفهم منه كلام الله تعالى،
وما هي عقيدته الظاهرة في تفسيره؟
وهل يوجد رسالة علمية عن هذا التفسير أو هذا الرجل؟
أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[07 - 12 - 10, 08:59 ص]ـ
حنفي ماتريدي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=222670
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=104017
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[07 - 12 - 10, 10:35 ص]ـ
ياريت توضح يرحمكم الله
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[08 - 12 - 10, 11:57 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم وأيدك بنصره(67/359)
هل يعتد بنقل ابن تيمية في نقله عن الفلاسفة و المناطقة
ـ[العربي محمد الأمين الغليزاني]ــــــــ[08 - 12 - 10, 04:31 م]ـ
هل يعتد بنقل ابن تيمية في نقله عن الفلاسفة و المناطقة؟؟؟؟؟
لقد رأيت في الموقع مشاركات تنصح بالرجوع إلى كتب المخالفين عند الرد عليهم و لا يكتفى بالاعتماد على الردود فقط لأساب ذكرت في محلها
فهل هذا ينطبق على كتابات و ردود شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على المخالفين عموما و على الفلاسفة و المناطقة خصوصا.
و ذلك لأني رايت كثيرا من يردد قول أن الذين يأخذون عن ابن تيمية لم يرجعوا إلى كتب مخالفيه و لم يحققوا الكلام عنهم.
و هنا سؤال يرد هل يجب أن أنظر في كلام ابن تيمية ثم أنظر ثانيا في كتب مخالفيه (أو العكس المهم النظر) حتى أستطيع أن أتبنى قوله أم يكفي أن أعتمد أنه من علماء السلف الجبال و آخذ ما توصل إليه رغبة في السلامة لأن الإنسان لا يأمن على نفسه من ولوج الشبه إلى قلبه ثم لا يجد لها شفاء.
لأن بعظهم يشترط شرطا (أظنه عسير التحقير و هو ضد السلامة أيضا) مفاده لا تنكر أقوالهم الباطلة حتى تعلم علم اليقين بمآخذ ابن تيمية (أو غيره).
فهل من خبير يدلنا وإن كان هناك نقول عن الفحول فيا حبذ.
ـ[محمود الرشيد]ــــــــ[09 - 12 - 10, 05:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم أولا اخي العزيز ابن تيمية رحمه الله جاوز القنطرة من حيث التثبت من نقولاته وقد مر على وفاته قرونا كثيرة ولم يتهم بتحوير نقل او تحريفه او بتره وهذا وحده يكفى وهذا على العموم
واما قضية الفلاسفة والمنطق فقد نقل احد الاخوة عن بعض اهل العلم ما ملخصه
انه وبعد دخول ابي حامد الغزالي رحمه الله في بطن علم المنطق والفلسفة وعدم استطاعته الخروج منه كما نص على ذلك تلميذه ابن العربي المالكي رحمه الله بعد ذلك اصبح علم الفلسفة والمنطق علما مسلما لا احد يستطيع أن يقارعة او ينازله حتى قيض الله لهذا الامر شيخ الاسلام حقا وصدقا ابن تيمية فكسر علمهم بسلاحهم كما أشار ابن القيم في نونيته ومنذ ذلك الحين وهم في اندحار ونزول ولم تقم لهم قائمة في بلاد الاسلام ولو دققت في كلام ابن تيمية رحمه الله لوجدته عند كل رد عليهم يبين بطلان مذاهبهم بأدلة عقلية من جنس علمهم ويبين تناقض وتضارب ما يسمونه براهين وأدلة ويبين وجوه مخالفة مذاهبهم لقواعد الشريعة في الاصول والفروع فهو ليس مجرد ناقل رحمه الله بل محقق مدقق مقعد ولا يترك اي امر مهما صغر الا بينه وجلاه مبينا ما يلزم من فساد اقوالهم وقواعدهم على دين الله الحنيف فرأيي أن لاتتعب نفسك فقد كفيت المؤنة ومن رجل ثقة امام علم عالم عامل لا يشق له غبار هذا باختصار شديد
والسلام
ـ[أبو البركات]ــــــــ[10 - 12 - 10, 12:13 ص]ـ
نعم يعتد به فهو ثقة منصف في ردوده ونقولاته
ـ[الباحث]ــــــــ[11 - 12 - 10, 07:12 ص]ـ
شيخ الإسلام موثوق به عند أهل السنة والجماعة، ولكن في مقام المناظرة مع المخالفين لا بد من توثيق ما ينقله شيخ الإسلام، لأن المخالفين لا يثقون بنقولاته.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 12 - 10, 08:42 ص]ـ
من حيث أمانة النقل فنعم ..
ومن حيث فهم كلامهم وبيان ما فيه من حق وباطل، فكلام شيخ الإسلام في الرد عليهم فيه بلغة ومقنع وزيادة لمريد الاقتصار على ذلك ...
أما من أراد التوسع و التخصص فلا يغنيه ذلك أبدا عن قراءة كلامهم نفسه ...
ولكن بعد قراءته الردود عليها لا قبلها ..
ـ[ابو حفص الجزائري]ــــــــ[11 - 12 - 10, 09:17 ص]ـ
و مما اتهم به الكوثري و محققا التمهيد - الخضيري وأبي زيدة -ابن تيمية في نقولاته: نقله كلام الباقلاني في الاستواء لكن الله بين أمانته برجل نصراني حقق كتاب التمهيد و النص موجود في طبعة مكارثي من التمهيد، -انظر موقف ابن تيمية من الأشاعرة- فتبين أنّ نقول ابن تيمية أمينة و إن شكك الحاسدون
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[11 - 12 - 10, 10:12 ص]ـ
الشيخ العلامة المحقق أحمد شاكر رحمه الله في آخر كتابه كلمة الحق قال إن شيخ الإسلام ابن تيمية ثقة ثبت موثوق فيما ينقل، ولم يطعن فيه أحد لا من أتباعه ولا من خصومه.
وهذا الظن في شيخ الإسلام. . وقد استمر الأمر على ما حكى الشيخ أحمد شاكر.
لكن الأمر بدأ بالاختلاف منذ ظهور المبتدع سيء الذكر واللسان الوقح الصفيق محمد زاهد الكوثري عامله الله بعدله.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[11 - 12 - 10, 08:05 م]ـ
الشيخ العلامة المحقق أحمد شاكر رحمه الله في آخر كتابه كلمة الحق قال إن شيخ الإسلام ابن تيمية ثقة ثبت موثوق فيما ينقل، ولم يطعن فيه أحد لا من أتباعه ولا من خصومه.
وهذا الظن في شيخ الإسلام. . وقد استمر الأمر على ما حكى الشيخ أحمد شاكر.
لكن الأمر بدأ بالاختلاف منذ ظهور المبتدع سيء الذكر واللسان الوقح الصفيق محمد زاهد الكوثري عامله الله بعدله.
حتى مع ظهور المبتدع الكوثري لم يزد شيخ الاسلام الا توثيقا وخاصة بعد فضيحة تحقيق ابي رية وصاحبه واتهامهم لشيخ الاسلام زورا
اقصى ما يحاولون العبث به هو محاولة التشكيك في نقولات شيخ الاسلام من كتب لم تحقق ولم تطبع او كتب مفقودة وهو صنيع الكوثري وبعض اتباعه لكن الله يفضحهم بظهور الحق وطباعة الكتب واخراجها بالشكل الصحيح
والصحيح ان بن تيمية يحتج به اكثر من اي عالم اخر كالذهبي وبن حجر وغيرهم وبالطبع اكثر من علماء الكلام والفلسفة الذين سبقوه.(67/360)
ما حكم قول: سلام تام بوجود مولانا الإمام
ـ[فارس المغربي]ــــــــ[08 - 12 - 10, 10:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى مشايخنا الفضلاء
ما حكم قول: " سلام تام بوجود مولانا الإمام "، بدل تحية الإسلام (السلام عليكم ورحمة الله)،؟
هذا عند كتابة رسالة أو شيئ من هذا القبيل.
أفيدونا مأجورين أثابكم الله(67/361)
موضوع مطرو ح للنقاش
ـ[أبو ياسر السوسي]ــــــــ[09 - 12 - 10, 02:05 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته كثيرا ما نسمع يا اخوتي من يقول نحن منهجنا في التصوف منهج معتدل وقد درجنا في مسائل السلوك على ما كان عليه الائمة قبل المائة الرابعة و أن شيخ الاسلام ابن تيمية من المتصوفة المعتدلين أو ممن ينتهج التصوف السني
أريد آراء الاخوان حول مدى صحة هذه العوى لدى من نعاصرهم من أهل التصوف
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[09 - 12 - 10, 09:54 ص]ـ
أنظر الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=226663(67/362)
أصول معتقد أهل السنة في أسماء الله وصفاته من كلام الأئمة قبل شيخ الاسلام ابن تيمية
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[09 - 12 - 10, 11:34 ص]ـ
أصول معتقد أهل السنة في باب الصفات من كلام الأئمة قبل شيخ الاسلام ابن تيمية
هذه أصول معتقد أهل السنة في باب عظيمٍ عظمت فيه مخالفة فرق أهل القبلة للحق الذي دل عليه الكتاب وصحيح السنة وأجمع عليه السلف الصالح، ثمانية أصول مشفوعة بما يقررها من كلام الأئمة قبل شيخ الاسلام ابن تيمية الذي نتهم اليوم بأننا نقلده فيما ابتدع من أصول في هذا الباب وغيره؛ ليعلم الموافق والمخالف أن ساداتنا الأئمة الأربعة ومشايخهم وأقرانهم وأتباعهم بحق على وفاق في باب أصول الدين وباب الأسماء والصفات لاجتماعهم على التمسك بالوحيين ولزومهما، حق مبين سخر الله تبارك وتعالى بعضَ وراث نبيه صلى الله عليه وسلم في العصور المتأخرة للذب عنه والدعوة إليه وبذل الوسع في كشف ضلال مخالفيه، ومن أولئك شيخ الاسلام وعلم الأعلام أبو العباس ابن تيمية رضي الله عنه وعن أئمتنا من قبل ومن بعد وجمعنا بهم تحت لواء نبينا صلوات ربي وسلامه عليه.
الأصل الأول: أسماء الله وصفاته توقيفية.
قال الامام أحمد رحمه الله (241):
نعبد الله بصفاته كما وصف به نفسه قد أجمل الصفة لنفسه ولا نتعدى القرآن والحديث فنقول كما قال ونصفه كما وصف نفسه ولا نتعدى ذلك، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ولا نزيل عنه تعالى ذكره صفة من صفاته لشناعة شنعت ولا نزيل ما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوة بعبده يوم القيامة ووضع كنفه عليه هذا كله يدل على أن الله يرى في الآخرة، والتحديد في هذا بدعة والتسليم لله بأمره ولم يزل الله متكلما عالما غفورا عالم الغيب والشهادة عالم الغيوب فهذه صفات الله وصف بها نفسه لا تدفع ولا ترد. رواه الامام ابن بطة في الابانة.
وقال الامام عبدالعزيز الكناني (240) في الحيدة (ص 47):
إن على الناس كلهم جميعا أن يثبتوا ما أثبت الله، وينفوا ما نفى الله، ويمسكوا عما أمسك الله عنه.
وقال الامام البربهاري (329) في شرح السنة (فقرة 9):
واعلم رحمك الله أن الكلام في الرب تعالى محدث وهو بدعة وضلالة، ولا يتكلم في الرب إلا بما وصف به نفسه عز و جل في القرآن وما بين رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه.
وقال الامام ابن بطة العكبري (387) في الإبانة:
اعلم رحمك الله أن العصمة في الدين أن تنتهي حيث انتهى بك؛ فلا تجاوز ما قد حد لك؛ فإن من قوام الدين معرفة المعروف وإنكار المنكر؛ فما بسطت عليه المعرفة وسكنت إليه الأفئدة وذكر أصله في الكتاب والسنة وتوارثت علمه الأمة؛ فلا تخافن في ذكره وصفته من ربك ما وصف من نفسه عبثا ولا تتكلفن لما وصف لك من ذلك قدرا، وما أنكرته نفسك ولم تجد ذكره في كتاب ربك ولا في الحديث عن نبيك من ذكر صفة ربك؛ فلا تتكلفن علمه بعقلك ولا تصفه بلسانك واصمت عنه كما صمت الرب عنه من نفسه؛ فإن تكلفك معرفة ما لم يصف من نفسه مثل إنكارك ما وصف منها؛ فكما أعظمت ما جحد الجاحدون مما وصفه من نفسه؛ فكذلك أعظم تكلف ما وصف الواصفون مما لم يصف منها.
وقال الامام السجزي (444) في رسالته لأهل زبيد في الحرف والصوت (ص 121):
وقد اتفقت الأئمة على أنّ الصفات لا تؤخذ إلا توقيفاً، وكذلك شرحها لا يجوز إلا بتوقيف.
وقال الامام ابن عبد البر (463) في التمهيد (7/ 137):
لَا نُسَمِّيهِ وَلَا نَصِفُهُ، وَلَا نُطْلِقُ عَلَيْهِ إِلَّا مَا سَمَّى بِهِ نَفْسَهُ عَلَى مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ مِنْ وَصْفِهِ لِنَفْسِهِ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَلَا نَدْفَعُ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ؛ لِأَنَّهُ دَفْعٌ لِلْقُرْآنِ.
وقال (7/ 145):
مَا غَابَ عَنِ الْعُيُونِ فَلَا يَصِفُهُ ذَوُو الْعُقُولِ إِلَّا بِخَبَرٍ، وَلَا خَبَرَ فِي صِفَاتِ اللَّهِ إِلَّا مَا وَصَفَ نَفْسَهُ بِهِ فِي كِتَابِهِ أَوْ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا نَتَعَدَّى ذَلِكَ إِلَى تَشْبِيهٍ أَوْ قِيَاسٍ أَوْ تَمْثِيلٍ أَوْ تَنْظِيرٍ فَإِنَّهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.
وقال الامام السمعاني (471) في قواطع الأدلة (1/ 28):
الأصل في اسامي الرب تعالى هو التوقيف، ولا توقيف في وصف الله تعالى بالعقل فلا يوصف به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/363)
الأصل الثاني: إثبات ما وصف الله به نفسه من الصفات في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم - وصح السند عنه- واجبٌ.
قال حنبل بن اسحاق قال سالت: أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن الاحاديث التي تروي عن النبي؛ "ان الله ينزل الي السماء الدنيا" فقال ابو عبد الله: نؤمن بها ونصدق بها ولا نرد شيئا منها اذا كانت اسانيد صحاح، ولا نرد علي رسول الله قوله، ونعلم ان ما جاء به الرسول حق. رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (برقم 777).
وقال الامام اسحاق بن راهوية (238):
: دخلت على ابن طاهر فقال: ما هذه الأحاديث؛ يروون أن الله ينزل إلى السماء الدنيا؟ قلت: نعم، رواها الثقات الذين يروون الأحكام فقال: ينزل ويدع عرشه؟ فقلت: يقدر أن ينزل من غير أن يخلو منه العرش؟ قال: نعم، قلت: فلم تتكلم في هذا. ذكره الذهبي في العلو للعلي العظيم (484).
وقال عباد بن العوام: قدم علينا شَريك [القاضي (277)] فسألناه عن الحديث: إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان قلنا إن قوما ينكرون هذه الاحاديث قال: فما يقولون؟ قلنا: يطعنون فيها فقال: إن الذين جاءوا بهذه الاحاديث هم الذين جاءوا بالقرأن وبأن الصلوات خمس وبحج البيت وبصوم رمضان فما نعرف الله إلا بهذه الأحاديث. رواه عبدالله بن أحمد في السنة (برقم 508).
وقال إمام الأئمة ابن خزيمة (311) في كتاب التوحيد (1/ 137):
لا نصف معبودنا إلا بما وصف به نفسه إما في كتاب الله أو على لسان نبيه بنقل العدل عن العدل موصولا إليه، لا نحتج بالمراسيل ولا بالأخبار الواهية، ولا نحتج أيضا في صفات معبودنا بالآراء والمقاييس.
وقال الامام الآجري (360) في الشريعة (2/ 1068) بعد ذكره أحاديث في الصفات:
هذه السنن كلها نؤمن بها، ولا نقول فيها: كيف؟ والذين نقلوا هذه السنن هم الذين نقلوا إلينا السنن في الطهارة، وفي الصلاة، والزكاة، والصيام، الحج، والجهاد، وسائر الأحكام من الحلال والحرام، فقبلها العلماء منهم أحسن قبول، ولا يرد هذه السنن إلا من يذهب مذهب المعتزلة، فمن عارض فيها أو ردها، أو قال: كيف؟ فاتهموه واحذروه.
وقال الامام قوام السنة الأصبهاني في الحجة (2/ 214 - 215):
قال لنا الإمام أبو المظفر السمعاني (371):
فصل ونشتغل الآن بالجواب عن قولهم فيما سبق: إن أخبار الآحاد لا تقبل فيما طريقه العلم، وهذا رأس شغب المبتدعة في رد الأخبار، وطلب الدليل من النظر، والاعتبار؛ فنقول وبالله التوفيق: إن الخبر إذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه الثقات والأئمة، وأسندوه خلفهم عن سلفهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلقته الأمة بالقبول، فإنه يوجب العلم فيما سبيله العلم، وهذا قول عامة أهل الحديث والمتقنين من القائمين على السنة، وإنما هذا القول الذي يذكر أن خبر الواحد لا يفيد العلم بحال، ولا بد من نقله بطريق التواتر لوقوع العلم به، شيء اختراعته القدرية والمعتزلة، وكان قصدهم منه رد الأخبار، وتلقفه منهم بعض الفقهاء الذين لم يكن لهم علم في العلم وقد ثابت، ولم يقفوا على مقصودهم من هذا القول، ولو أنصف الفرق من الأمة لأقروا بأن خبر الواحد يوجب العلم.
وقال الامام ابن بطة (387) في الابانة:
اعلموا رحمكم الله أن من صفات المؤمنين من أهل الحق؛ تصديقَ الآثار الصحيحة وتلقيها بالقبول وترك الاعتراض عليها بالقياس ومواضعه القول بالآراء والأهواء؛ فإن الإيمان تصديق والمؤمن هو المصدق، قال الله عز و جل: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)؛ فمن علامات المؤمنين أن يصفوا الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله مما نقلته العلماء ورواه الثقات من أهل النقل الذين هم الحجة فيما رووه من الحلال والحرام والسنن والآثار ولا يقال فيما صح عن رسول الله: كيف ولا لم، بل يتبعون ولا يبتدعون ويسلمون ولا يعارضون ويتيقنون ولا يشكون ولا يرتابون؛ فكان مما صح عن النبي رواه أهل العدالة ومن يلزم المؤمنين قبول روايته وترك مخالفته: أن الله تعالى يضحك فلا ينكر ذلك ولا يجحده إلا مبتدع مذموم الحال عند العلماء داخل في الفرق المذمومة وأهل المذاهب المهجورة عصمنا الله وإياكم من كل بدعة وضلالة برحمته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/364)
وقال الامام ابن عبدالبر (463) في جامع بيان العلم وفضله (ص 943):
ليس في الاعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء منصوصا في كتاب الله أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أجمعت عليه الأمة وما جاء من أخبار الآحاد في ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يناظر فيه.
الأصل الثالث: ظواهر نصوص الأسماء والصفات حقٌ يجب اعتقاده.
قال الوليد بن مسلم: سألت الاوزاعي (157) وسفيان الثوري (161) ومالك بن أنس (179) عن هذه الاحاديث التي فيها ذكر الرؤيه فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف. رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (برقم 930).
و سأل بشر بن السري حمادَ بن زيد (179) فقال: يا أبا إسماعيل الحديث الذي جاء ينزل الله عز و جل إلى السماء الدنيا؟ قال: حق كل ذلك كيف شاء الله. رواه ابن بطة في الابانة.
وقال الامام الترمذي (279) في جامعه (عقب حديث 662):
وَقَدْ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِى هَذَا الْحَدِيثِ وَمَا يُشْبِهُ هَذَا مِنَ الرِّوَايَاتِ مِنَ الصِّفَاتِ وَنُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالُوا: قَدْ تَثْبُتُ الرِّوَايَاتُ فِى هَذَا وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلاَ يُتَوَهَّمُ وَلاَ يُقَالُ كَيْفَ هَكَذَا رُوِىَ عَنْ مَالِكٍ (179) وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (198) وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ (181) أَنَّهُمْ قَالُوا فِى هَذِهِ الأَحَادِيثِ أَمِرُّوهَا بِلاَ كَيْفٍ،. وَهَكَذَا قَوْلُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ. وَأَمَّا الْجَهْمِيَّةُ فَأَنْكَرَتْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَقَالُوا هَذَا تَشْبِيهٌ. وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِى غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِهِ الْيَدَ وَالسَّمْعَ وَالْبَصَرَ؛ فَتَأَوَّلَتِ الْجَهْمِيَّةُ هَذِهِ الآيَاتِ فَفَسَّرُوهَا عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَ أَهْلُ الْعِلْمِ وَقَالُوا إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ آدَمَ بِيَدِهِ. وَقَالُوا: إِنَّ مَعْنَى الْيَدِ هَا هُنَا الْقُوَّةُ.
وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [بن راهويه (238)]: إِنَّمَا يَكُونُ التَّشْبِيهُ إِذَا قَالَ يَدٌ كَيَدٍ أَوْ مِثْلُ يَدٍ أَوْ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ. فَإِذَا قَالَ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ؛ فَهَذَا التَّشْبِيهُ، وَأَمَّا إِذَا قَالَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَدٌ وَسَمْعٌ وَبَصَرٌ وَلاَ يَقُولُ كَيْفَ وَلاَ يَقُولُ مِثْلُ سَمْعٍ وَلاَ كَسَمْعٍ؛ فَهَذَا لاَ يَكُونُ تَشْبِيهًا وَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِى كِتَابِهِ: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
و قال الامام نُعيم بن حماد (228):
من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر؛ وليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيهاً. رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (برقم 963) والذهبي في العرش (برقم 209).
وقال الامام عثمان بن سعيد الدارمي (280) في النقض على المريسي (1/ 345):
القرآن عربي مبين تصرف معانيه إلى أشهر ما تعرفه العرب في لغاتها وأعمها عندهم؛ فإن تأول متأول مثلك جاهل في شيء منه خصوصاً أو صرفه إلى معنى بعيد عن العموم بلا أثر؛ فعليه البينة على دعواه، وإلا فهو على العموم أبدا كما قال الله تعالى.
وقال الامام ابن جرير الطبري (310) في التبصير في معالم الدين (ص 140):
فإن قال لنا قائلٌ: فما الصواب من القول في معاني هذه الصفات التي ذكرت، وجاء ببعضها كتاب الله -عز وجل- ووحيه، وجاء ببعضها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قيل: الصواب من هذا القول عندنا، أن نثبت حقائقها على ما نعرف من جهة الإثبات ونفي التشبيه، كما نفى ذلك عن نفسه -جل ثناؤه- فقال: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
وقال الإمام أبو عمر الطلمنكي (429) المالكي في كتاب الوصول إلى معرفة الأصول كما في العلو للذهبي (566):
أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله: (وهو معكم أينما كنتم) ونحو ذلك من القرآن أنه علمه وأن الله تعالى فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/365)
وقال أهل السنة في قوله: (الرحمن على العرش استوى): إن الإستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز؛ فقد قال قوم من المعتزلة والجهمية: لا يجوز أن يسمى الله عزوجل بهذه الإسماء على الحقيقة ويسمى بها المخلوق؛ فنفوا عن الله الحقائق من أسمائه وأثبتوها لخلقه ..
وقال الامام السجزي (444) في رسالته لأهل زبيد في الحرف والصوت (ص152):
الواجب أن يعلم أن الله تعالى إذا وصف نفسه بصفة هي معقولة عند العرب، والخطاب ورد بها عليهم بما يتعارفون بينهم ولم يبين سبحانه أنها بخلاف ما يعقلونه، ولا فسرها النبي صلى الله عليه وسلم لما أداها بتفسير يخالف الظاهر؛ فهي على يعقلونه ويتعارفونه.
وقال الامام أبوعثمان الصابوني (449) في عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص23):
وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت بها الأخبار الصحاح من السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة، والعزة والعظمة والإرادة، والمشيئة والقول والكلام، والرضا والسخط والحياة، واليقظة والفرح والضحك وغرها من غير تشبيه لشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين، بل ينتهون فيها إلى ما قاله الله تعالى، وقاله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من غير زيادة عليه ولا إضافة إليه، ولا تكييف له ولا تشبيه، ولا تحريف ولا تبديل ولا تغيير، ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب، وتضعه عليه بتأويل منكر، ويجرونه على الظاهر.
وقَالَ الامام أَبُو عُمَرَ ابن عبدالبر (463) في التمهيد (7/ 129 - 131):
قَالَتِ الْجَمَاعَةُ وَهُوَ مِنْ حُجَّتِهِمْ عَلَى الْمُعْتَزِلَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ فِي قَوْلِهِمْ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَلَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ مَا قَالُوهُ أَهْلُ الْحَقِّ فِي ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ) وَقَوْلُهُ: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) وَقَوْلُهُ: (إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا) وَقَوْلُهُ تَبَارَكَ اسْمُهُ: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ) وَقَالَ: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ) وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) وَهَذَا مِنَ الْعُلُوِّ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: (الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) وَ (الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) وَ (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ) وَ (يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ)، وَالْجَهْمِيُّ يَزْعُمُ أَنَّهُ أَسْفَلَ، وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ) وَقَوْلُهُ: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ) وَقَالَ لِعِيسَى: (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ) وَقَالَ: (بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ) وَقَالَ: (فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) وَقَالَ: (وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ) وَقَالَ: (لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ)، وَالْعُرُوجُ: هُوَ الصُّعُودُ، وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ) فَمَعْنَاهُ: مَنْ عَلَى السَّمَاءِ، يَعْنِي: عَلَى الْعَرْشِ، وَقَدْ يَكُونُ " فِي " بِمَعْنَى " عَلَى "، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) أَيْ عَلَى الْأَرْضِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ)، وَهَذَا كُلُّهُ يُعَضِّدُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ)، وَمَا كَانَ مِثْلَهُ مِمَّا تَلَوْنَا مِنَ الْآيَاتِ فِي هَذَا الْبَابِ، وَهَذِهِ الْآيَاتُ كُلُّهَا وَاضِحَاتٌ فِي إِبْطَالِ قَوْلِ الْمُعْتَزِلَةِ، وَأَمَّا ادِّعَاؤُهُمُ الْمَجَازَ فِي الِاسْتِوَاءِ، وَقَوْلُهُمْ فِي تَأْوِيلِ اسْتَوَى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/366)
اسْتَوْلَى فَلَا مَعْنَى لَهُ ظَاهِرٌ فِي اللُّغَةِ، وَمَعْنَى الِاسْتِيلَاءِ فِي اللُّغَةِ الْمُغَالَبَةُ، وَاللَّهُ لَا يُغَالِبُهُ وَلَا يَعْلُوهُ أَحَدٌ، وَهُوَ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ، وَمِنْ حَقِّ الْكَلَامِ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى حَقِيقَتِهِ حَتَّى تَتَّفِقَ الْأُمَّةُ أَنَّهُ أُرِيدَ بِهِ الْمَجَازُ؛ إِذْ لَا سَبِيلَ إِلَى اتِّبَاعِ مَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا مِنْ رَبِّنَا إِلَّا عَلَى ذَلِكَ، وَإِنَّمَا يُوَجَّهُ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الْأَشْهَرِ وَالْأَظْهَرِ مِنْ وُجُوهِهِ مَا لَمْ يَمْنَعْ مِنْ ذَلِكَ مَا يَجِبُ لَهُ التَّسْلِيمُ، وَلَوْ سَاغَ ادِّعَاءُ الْمَجَازِ لِكُلِّ مُدَّعٍ؛ مَا ثَبَتَ شَيْءٌ مِنَ الْعِبَارَاتِ، وَجَلَّ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- عَنْ أَنْ يُخَاطِبَ إِلَّا بِمَا تَفْهَمُهُ الْعَرَبُ فِي مَعْهُودٍ مُخَاطَبَاتِهَا مِمَّا يَصِحُّ مَعْنَاهُ عِنْدَ السَّامِعِينَ، وَالِاسْتِوَاءُ مَعْلُومٌ فِي اللُّغَةِ وَمَفْهُومٌ، وَهُوَ الْعُلُوُّ وَالِارْتِفَاعُ عَلَى الشَّيْءِ، وَالِاسْتِقْرَارُ وَالتَّمَكُّنُ فِيهِ، قَال َأَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (اسْتَوَى) قَالَ: عَلَا قَالَ: وَتَقُولُ الْعَرَبُ: اسْتَوَيْتُ فَوْقَ الدَّابَّةِ، وَاسْتَوَيْتُ فَوْقَ الْبَيْتِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: اسْتَوَى أَيِ انْتَهَى شَبَابُهُ وَاسْتَقَرَّ فَلَمْ يَكُنْ فِي شَبَابِهِ مَزِيدٌ.
إلى أن قال (7/ 145):
أَهْلُ السُّنَّةِ مُجْمِعُونَ عَلَى الْإِقْرَارِ بِالصِّفَاتِ الْوَارِدَةِ كُلِّهَا فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَالْإِيمَانِ بِهَا، وَحَمْلِهَا عَلَى الْحَقِيقَةِ لَا عَلَى الْمَجَازِ إِلَّا أَنَّهُمْ لَا يُكَيِّفُونَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، وَلَا يَحُدُّونَ فِيهِ صِفَةً مَحْصُورَةً، وَأَمَّا أَهْلُ الْبِدَعِ وَالْجَهْمِيَّةُ وَالْمُعْتَزِلَةُ كُلُّهَا وَالْخَوَارِجُ فَكُلُّهُمْ يُنْكِرُهَا، وَلَا يَحْمِلُ شَيْئًا مِنْهَا عَلَى الْحَقِيقَةِ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّ مَنْ أَقَرَّ بِهَا مُشَبِّهٌ، وَهُمْ عِنْدَ مَنْ أَثْبَتَهَا نَافُونَ لِلْمَعْبُودِ، وَالْحَقُّ فِيمَا قَالَهُ الْقَائِلُونَ بِمَا نَطَقَ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ وَسُنَّةُ رَسُولِهِ، وَهُمْ أَئِمَّةُ الْجَمَاعَةِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ.
وقال الامام قوام السنة الأصبهاني (535) في الحجة في بيان المحجة (2/ 186):
قال أهل السنة: نصف الله بما وصف به نفسه، ونؤمن بذلك إذ كان طريق الشرع الاتباع لا الابتداع، مع تحقيقنا أن صفاته لا يشبهها صفات، وذاته لا يشبهها ذات، وقد نفى الله تعالى عن نفسه التشبيه بقوله: (ليس كمثله شيء)؛ فمن شبه الله بخلقه فقد كفر، وأثبت لنفسه صفات فقال: (وهو السميع البصير)، وليس في إثبات الصفات ما يفضي إلى التشبيه، كما أنه ليس في إثبات الذات ما يفضي إلى التشبيه، وفي قوله: (ليس كمثله شيْءٌ) دليل على أنه ليس كذاته ذات، ولا كصفاته صفات.
الأصل الرابع: الإضافة تمنع تماثل المسميين ولو اتفق الإسمان، وتمنع تماثل الموصوفين في صفةٍ ما ولو اتفقت الصفتان.
قال الامام البخاري (256) في خلق أفعال العباد (ص 182):
وإن الله عز و جل ينادي بصوت يسمعه من بَعُد كما يسمعه من قَرُب؛ فليس هذا لغير الله جل ذكره، قال أبو عبد الله: وفي هذا دليل أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق؛ لأن صوت الله جل ذكره يسمع من بعد كما يسمع من قُرب وأن الملائكة يصعقون من صوته فإذا تنادى الملائكة لم يصعقوا وقال عز و جل: (فلا تجعلوا لله أندادا)؛ فليس لصفة الله ند ولا مثل ولا يوجد شيء من صفاته في المخلوقين.
و قال الامام عثمان بن سعيد الدارمي (280) في النقض على بشر المريسي (1/ 303):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/367)
إنما نصفه بالأسماء لا بالتكييف ولا بالتشبيه كما يقال: إنه ملك كريم عليم حكيم حليم رحيم لطيف مؤمن عزيز جبار متكبر، وقد يجوز أن يدعى البشر ببعض هذه الأسماء وإن كانت مخالفة لصفاتهم فالأسماء فيها متفقة، والتشبيه والكيفية مفترقة كما يقال: ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء؛ يعني في الشبه والطعم والذوق والمنظر واللون؛ فإذا كان كذلك؛ فالله أبعد من الشبه وأبعد؛ فإن كنا مشبهة عندك أن وحدنا الله إلها واحدا بصفات أخذناها عنه وعن كتابه فوصفناه بما وصف به نفسه في كتابه؛ فالله في دعواكم أول المشبهين بنفسه ثم رسوله الذي أنبأنا ذلك عنه؛ فلا تظلموا أنفسكم ولا تكابروا العلم إذ جهلتموه فإن التسمية في التشبيه بعيدة.
وقال الامام أبو بكر ابن خزيمة (311) في كتاب التوحيد (1/ 58 - 65):
والله قد ثبت لنفسه أنه يسمع ويرى، والمعطلة من الجهمية تنكر كل صفة لله وصف بها نفسه في محكم تنزيله أو على لسان نبيه لجهلهم بالعلم، وذلك أنهم وجدوا في القرآن أن الله قد أوقع أسماء من أسماء صفاته على بعض خلقه؛ فتوهموا لجهلهم بالعلم أن من وصف الله بتلك الصفة التي وصف الله بها نفسه قد شبهه بخلقه.
أقول: وجدت الله وصف نفسه في غير موضع من كتابه فأعلم عباده المؤمنين أنه سميع بصير فقال (وهو السميع البصير) وذكر عز و جل الإنسان فقال: (فجعلناه سميعا وبصيرا) وأعلمنا جل وعلا أنه يرى فقال: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) وقال لموسى وهارون عليهما السلام: (إنني معكما أسمع وأرى)؛ فأعلم عز و جل أنه يرى أعمال بني آدم وأن رسوله وهو بشر يرى أعمالهم أيضا وقال: (أو لم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء) وبنو آدم يرون أيضا الطير مسخرات في جو السماء وقال عز و جل: (واصنع الفلك بأعيننا) وقال (تجرى بأعيننا) وقال (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) فثبت ربنا عز و جل لنفسه عينا وثبت لبني آدم أعينا فقال: (ترى أعينهم تفيض من الدمع)؛ فقد خبرنا ربنا أن له عينا وأعلمنا أن لبني آدم أعينا وقال لإبليس عليه لعنة الله: (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى) وقال: (بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) وقال (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه) فثبت ربنا جل وعلا لنفسه يدين وخبرنا أن لنبي آدم يدين فقال: (وذلك بما قدمت أيديكم) وقال (ذلك بما قدمت يداك) وقال (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) وقال (الرحمن على العرش استوى)، وخبرنا أن ركبان الدواب يستوون على ظهورها وقال في ذكر سفينة نوح: (واستوت على الجودى) أفيلزم ذوى الحجا عند هؤلاء الفسقة أن من ثبت لله ما ثبت الله في هذا الآى أن يكون مشبها خالقه بخلقه حاش لله أن يكون هذا تشبيها كما ادعوا لجهلهم بالعلم.
نحن نقول: إن الله سميع بصير كما أعلمنا خالقنا وبارؤنا ونقول: من له سمع وبصر من بني آدم فهو سميع بصير ولا نقول أن هذا تشبيه المخلوق بالخالق، ونقول: إن لله عز و جل يدين يمينين لا شمال فيهما قد أعلمنا الله تبارك وتعالى أن له يدين وخبرنا نبينا أنهما يمينان لا شمال فيهما ونقول: إن من كان من بني آدم سليم الجوارح والأعضاء فله يدان يمين وشمال، ولا نقول: إن يد المخلوقين كيد الخالق عز ربنا عن أن تكون يده كيد خلقه وقد سمى الله لنا نفسه عزيزا وسمى بعض الملوك عزيزا فقال: (وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه) وسمى إخوة يوسف أخاهم يوسف عزيزا (فقالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا) وقال (قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر) فليس عزة خالقنا العزة التي هي صفة من صفات ذاته كعزة المخلوقين الذين أعزهم الله بها، ولو كان كل اسم سمى الله لنا به نفسه وأوقع ذلك الاسم على بعض خلقه كان ذلك تشبيه الخالق بالمخلوق على ما توهم هؤلاء الجهلة من الجهمية لكان كل من قرأ القرآن وصدقة بقلبه أنه قرآن ووحي وتنزيل قد شبه خالقه بخلقه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/368)
وقد أعلمنا ربنا تبارك وتعالى أنه الملك وسمى بعض عبيده ملكا فقال: (وقال الملك ائتوني به) وأعلمنا جل جلاله أنه العظيم وسمى بعض عبيدة عظيما فقال (وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) وسمى الله بعض خلقه عظيما فقال (وهو رب العرش العظيم) فالله العظيم وأوقع اسم العظيم على عرشه والعرش مخلوق وربنا الجبار المتكبر فقال: (السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر) وسمى بعض الكفار متكبرا جبارا فقال (كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) وبارؤنا عز و جل الحفيظ العليم وخبرنا أن يوسف عليه السلام قال للملك: (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) وقال: (وبشروه بغلام عليم) وقال (بغلام حليم) فالحليم والعليم اسمان لمعبودنا جل وعلا قد سمى الله بهما بعض بني آدم، ولو لزم يا ذوى الحجا أهل السنة والآثار إذا أثبتوا لمعبودهم يدين كما ثبتهما الله لنفسه وثبتوا له نفسا عز ربنا وجل وأنه سميع بصير يسمع ويرى ما ادعى هؤلاء الجهلة عليهم أنهم مشبهة للزم كل من سمى الله ملكا أو عظيما ورؤوفا ورحيما وجبارا ومتكبرا أنه قد شبه خالقه عز و جل بخلقه حاش لله أن يكون من وصف الله جل وعلا بما وصف الله به نفسه في كتابه أو على لسان نبيه المصطفى مشبها خالقه بخلقه؛ فأما احتجاج الجهمية على أهل السنة والآثار في هذا النحو بقوله: (ليس كمثله شيء) فمن القائل: إن لخالقنا مثلا أو إن له شبيها؟! وهذا من التمويه على الرعاع والسفل يموهون بمثل هذا على الجهال يوهمونهم أن من وصف الله بما وصف به نفسه في محكم تنزيله أو على لسان نبيه فقد شبه الخالق بالمخلوق وكيف يكون يا ذوى الحجا خلقه مثله
نقول: الله القديم لم يزل والخلق محدث مربوب والله الرازق والخلق مرزوقون والله الدائم الباقي وخلقه هالك غير باق والله الغني عن جميع خلقه والخلق فقراء إلى الله خالقهم، وليس في تسميتنا بعض الخلق ببعض أسامي الله بموجب عند العقلاء الذين يعقلون عن الله خطابه أن يقال: إنكم شبهتم الله بخلقه إذ أوقعتم بعض أسامي الله على خلقه.
إلى أن قال (1/ 79 - 80):
وكل من فهم عن الله خطابه يعلم أن هذه الأسامي التي هي لله تعالى أسامي بين الله ذلك في كتابه وعلى لسان نبيه مما قد أوقع تلك الأسامي على بعض المخلوقين ليس على معنى تشبيه المخلوق بالخالق لأن الأسامي قد تتفق وتختلف المعاني.
وقال الامام أبو عبد الله ابن مندة (395) في كتاب التوحيد ومعرفة اسماء الله (1/ 256):
ذكر آية تدل على وحدانية الخالق بأنه خلق الخلق وجعلهم سميعا وبصيرا يسمعون ويبصرون وهي من الأسماء المستعارة من أسماء الله تعالى لخلقه ليعرفوا نعمة الله تعالى عليهم بذلك، فتسمى بالسميع البصير وسمى عبده سميعا بصيرا؛ فاتفقت الأسماء واختلفت المعاني إذ لم يشبه من جميع الجهات قال الله تعالى منبها على قدرته على ذلك: (فجعلناه سميعا بصيرا، إما شاكرا وإما كفورا) وقال عز وجل: (قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون).
وقال الامام أبو عمر الطلمنكي (429) في كتابه الوصول إلى معرفة الأصول كما في العلو للذهبي (566):
قال أهل السنة في قوله: (الرحمن على العرش استوى): إن الإستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز فقد قال قوم من المعتزلة والجهمية لا يجوز أن يسمى الله عزوجل بهذه الإسماء على الحقيقة ويسمى بها المخلوق؛ فنفوا عن الله الحقائق من أسمائه وأثبتوها لخلقه فإذا سئلوا: ما حملهم على هذا الزيغ قالوا: الإجتماع في التسمية يوجب التشبيه، قلنا: هذا خروج عن اللغة التي خوطبنا بها لأن المعقول في اللغة أن الإشتباه في اللغة لا تحصل بالتسمية، وإنما تشبيه الأشياء بأنفسها أو بهيئات فيها كالبياض بالبياض والسواد بالسواد والطويل بالطويل والقصير بالقصير، ولو كانت الأسماء توجب إشتباها لاشتبهت الأشياء كلها لشمول إسم الشيء لها وعموم تسمية الأشياء به؛ فنسألهم أتقولون: إن الله موجود فإن قالوا: نعم قيل لهم: يلزمكم على دعواكم أن يكون مشبها للموجودين، وإن قالوا موجود ولا يوجب وجوده الإشتباه بينه وبين الموجودات، قلنا فكذلك هو حي عالم قادر مريد سميع بصير متكلم يعني ولا يلزم إشتباهه بمن اتصف بهذه الصفات ..
وقال الامام ابن قدامة المقدسي (620) في تحريم النظر في كتب الكلام (ص 57 - 58):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/369)
طائفة المتكلمين والمبتدعة تمسكوا بنفي التشبيه توسلاً إلى عيب أهل الآثار وإبطال الأخبار، وإلا فمن أي وجه حصل التشبيه؟، إن كان التشبيه حاصلا من المشاركة في الأسماء والألفاظ؛ فقد شبهوا الله تعالى حيث أثبتوا له صفات من السمع والبصر والعلم والقدرة والإرادة والحياة مع المشاركة في ألفاظها.
ولله تسعة وتسعون اسما ليس فيها ما لا يسمى به غيره إلا اسم الله تعالى والرحمن وسائرها يسمى بها غيره سبحانه وتعالى ولم يكن ذلك تشبيها ولا تجسيما
ثم كيف يعملون في الآيات الواردة في الصفات فهل لهم سبيل إلى ردها أو طريق في إبطالها أو يثبتونها مع التشبيه في زعمهم ولقد علموا إن شاء الله أن لا تشبيه في شيء من هذا ولكنهم قبحهم الله تعالى يبهتون ولا يستحيون.
وإن كان الله تعالى قد أعمى قلوبهم حتى ظنوا ذلك فما هو ببعيد
فقد رأينا من ينسب قول الله تعالى وقول رسوله إلينا على وجه العيب لنا بها فيقول أنتم تقولون: الرحمن على العرش استوى، وأنتم تقولون: وكلم الله موسى تكليما وأنتم تقولون: ينزل الله كل ليلة إلى سماء الدنيا
وهذا كلام الله تبارك وتعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وكلام رسوله حملتهم العصبية وعمى القلب على أن جعلوه كلاما لنا ثم عابوه علينا
ومن عاب كتاب الله عز و جل وسنة رسوله فليس بمسلم، ومن جعل كلام الله عز و جل كلاماً لغيره فهو جاهل غبي.
الأصل الخامس: نفي الصفة متضمن ثبوت نقيضها من النقائص
قال الامام أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ (193):
إِنَّمَا يُحَاوِلُونَ الْجَهْمِيَّةُ أَنْ لَيْسَ فِي السَّمَاءِ شَيْءٌ. رواه الخلال في السنة (1776).
وقال الامام عبدالرحمن بن مهدي (198):
ليس في أصحاب الأهواء شر من أصحاب جهم يدورون على أن يقولوا ليس في السماء شيء، أرى والله ألا يناكحوا ولا يوارثوا. رواه عبدالله في السنة (147).
وقال الامام عثمان بن سعيد الدارمي (280) في النقض على بشر المريسي (1/ 301 - 303):
فقد جمعت أيها المريسي في دعواك هذه جهلا وكفرا، أما الكفر؛ فتشبيهك الله تعالى بالأعمى الذي لا يبصر ولا يرى ...... ،وكيف استجزت أن تسمي أهل السنة وأهل المعرفة بصفات الله المقدسة مشبهةًُ إذ وصفوا الله بما وصف به نفسه في كتابه بالأشياء التي أسماؤها موجودة في صفات بني آدم بلا تكييف، وأنت قد شبهت إلهك في يديه وسمعه وبصره بأعمى وأقطع وتوهمت في معبودك ما توهمت في الأعمى والأقطع؛ فمعبودك في دعواك مجدع منقوص أعمى لا بصر له وأبكم لا كلام له وأصم لا سمع له وأجذم لا يدان له ومقعد لا حراك به وليس هذا بصفة إله المصلين؛ فأنت أوحش مذهبا في تشبيهك إلهك بهؤلاء العميان والمقطوعين أم هؤلاء الذين سميتهم مشبهة أن وصفوه بما وصف به نفسه بلا تشبيه؟ فلولا أنها كلمة هي محنة الجهمية التي بها ينبزون المؤمنين ما سمينا مشبها غيرك لسماجة ما شبهت ومثلت.
وقال في خطبة كتابه الرد على الجهمية:
الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات و لا في الأرض يعلم سر خلقه وجهرهم ويعلم ما يكسبون، نحمده بجميع محامده ونصفه بما وصف به نفسه ووصفه به الرسول؛ فهو الله الرحمن الرحيم قريب مجيب متكلم قائل وشاءٍ مريد فعال لما يريد الأول قبل كل شيء والآخر بعد كل شيء له الأمر من قبل ومن بعد وله الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين وله الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم يقبض ويبسط ويتكلم ويرضى ويسخط ويغضب ويحب ويبغض ويكره ويضحك ويأمر وينهى ذو الوجه الكريم والسمع السميع والبصر البصير والكلام المبين واليدين والقبضتين والقدرة والسلطان والعظمة والعلم الأزلي لم يزل كذلك ولا يزال استوى على عرشه فبان من خلقه لا تخفى عليه منهم خافية علمه بهم محيط وبصره فيهم نافذ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير؛ فبهذا الرب نؤمن وإياه نعبد وله نصلي ونسجد؛ فمن قصد بعبادته إلى إله بخلاف هذه الصفات فإنما يعبد غير الله وليس معبوده بإله؛ كفرانه لا غفرانه.
وقال قوام السنة الاصبهاني (535) في الحجة (2/ 137):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/370)
إذا بطل السمع حصل الصمم، وإذا بطل البصر حصل العمى، فيكون الله تعالى في قول من يثبت السميع ولا يثبت السمع، سميعاً أصم وبصيراً أعمى، كما تقول في القدير والعليم، فيبطل الصفات كلها وتكون ألفاظاً لا معاني لها، ويكون الله تعالى خالياً عن الصفات والأسماء التي هي صفات -تعالى الله عما يقول المعطلة-.
الأصل السادس: نصوص الصفات محكمة ليست متشابهة؛ فصفات الله معلومة المعنى من لغة العرب، وإنما جهل العباد بكيفياتها.
عن سفيان بن عيينة قال: سئل ربيعة عن قوله: (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى؟ قال: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق. رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (برقم 665).
و عن جعفر بن عبد الله قال: جاء رجل إلى مالك بن أنس؛ فقال: يا أبا عبد الله (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى؟، قال: فما رأيت مالكا وجد من شيء كموجدته من مقالته وعلاه الرحضاء -يعني العرق- قال: واطرق القوم وجعلوا ينتظرون ما يأتي منه فيه، قال فسري عن مالك فقال: الكيف غير معقول والاستواء منه غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة؛ فإني أخاف أن تكون ضالا وأمر به فأُخرج. رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (برقم 664).
الأصل السابع: القول في بعض الصفات كالقول في بعض
قال الامام خطيب أهل السنة ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (ص 322):
والذي عندي والله تعالى أعلم أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين، وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن ونحن نؤمن بالجميع ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد.
وقال الامام أبوعثمان الصابوني (449) في عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص23):
وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت بها الأخبار الصحاح من السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة، والعزة والعظمة والإرادة، والمشيئة والقول والكلام، والرضا والسخط والحياة، واليقظة والفرح والضحك وغيرها من غير تشبيه لشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين، بل ينتهون فيها إلى ما قاله الله تعالى، وقاله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من غير زيادة عليه ولا إضافة إليه، ولا تكييف له ولا تشبيه، ولا تحريف ولا تبديل ولا تغيير، ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب، وتضعه عليه بتأويل منكر، ويجرونه على الظاهر.
وقال الامام ابن عبدالبر (463) في التمهيد (7/ 143):
أَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: يَنْزِلُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا؛ فَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ التَّنَازُعَ فِيهِ، وَالَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ أَئِمَّةِ أَهْلِ السُّنَّةِ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: يَنْزِلُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُصَدِّقُونَ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَلَا يُكَيِّفُونَ، وَالْقَوْلُ فِي كَيْفِيَّةِ النُّزُولِ كَالْقَوْلِ فِي كَيْفِيَّةِ الِاسْتِوَاءِ وَالْمَجِيءِ، وَالْحُجَّةُ فِي ذَلِكَ وَاحِدَةٌ.
الأصل الثامن: القول في الصفات كالقول في الذات.
قال الامام أبو سليمان الخطابي (388) في الغنية عن الكلام وأهله كما الفتوى الحموية (ص 362 - 363):
فأما ما سألت عنه من الصفات، وما جاء منها في الكتاب والسنة، فإن مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها، وقد نفاها قوم فأبطلوا ما أثبته الله، وحققها قوم من المثبتين، فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف، وإنما القصد في السلوك الطريقة المستقيمة بين الأمرين، ودين الله تعالى بين الغالي فيه والمقصر عنه، والأصل في هذا: أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، يحتذى في ذلك حذوه وأمثاله، فإذا كان معلومًا أن إثبات الباري سبحانه إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف ..
وقال الامام الخطيب البغدادي (463) في جوابه لأهل دمشق في الصفات (ص 64):
أما الكلام في الصفات؛ فإن ما رُوِي منها في السنن الصحاح مذهب السلف رضوان الله عليهم إثباتها, وإجراؤها على ظواهرها, ونفي الكيفية والتشبيه عنها، وقد نفاها قوم فأبطلوا ما أثبته الله سبحانه, وحققها من المثبتين قوم فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف.
والقصد إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين , ودين الله بين الغالي فيه, والمقصر عنه، والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات, ويحتذي في ذلك حذوه ومثاله؛ فإذا كان معلوما أن إثبات رب العالمين عز وجل إنما هو إثبات وجود, لا إثبات كيفية , فكذلك إثبات صفاته, إنما هو إثبات وجود, لا إثبات تحديد وتكييف.
وقال الامام البغوي (516) بعد ذكره نصوصاً في الصفات في شرح السنة (1/ 70):
فهذه ونظائرها صفات لله تعالى ورد بها السمع يجب الإيمان بها وإمرارها على ظاهرها معرضا فيها عن التأويل، مجتنبا عن التشبيه، معتقدا أن الباري سبحانه وتعالى لا يشبه شيء من صفاته صفات الخلق،كما لا تشبه ذاته ذوات الخلق، قال الله سبحانه وتعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
وقال الامام قوام السنة الأصبهاني (535) في الحجة (1/ 175):
والطريقة المحمودة هي الطريقة المتوسطة بين الأمرين، وهذا لأن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات، وإثبات الذات إثبات وجود، لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات الصفات وإنما أثبتناها لأن التوقيف ورد بها، وعلى هذا مضى السلف.
وقال (2/ 186):
وليس في إثبات الصفات ما يفضي إلى التشبيه، كما أنه ليس في إثبات الذات ما يفضي إلى التشبيه، وفي قوله: (ليس كمثله شيْءٌ) دليل على أنه ليس كذاته ذات، ولا كصفاته صفات.
استفدت بعض النقول من كتاب "القواعد والضوابط السلفية في أسماء وصفات رب البرية" للشيخ أحمد النجار جزاه الله خيراً وأثابه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/371)
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[10 - 12 - 10, 08:52 م]ـ
هذا رابط فيه نقول عن الأئمة الأربعة رحمهم الله ورضي عنهم في إثبات الصفات؛ به تعظم الفائدة بإذن الله:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=205430
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[10 - 12 - 10, 08:53 م]ـ
هذا رابط فيه نقول عن الأئمة الأربعة رحمهم الله ورضي عنهم في إثبات الصفات؛ به تعظم الفائدة بإذن الله:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=205430
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[18 - 12 - 10, 04:19 م]ـ
للفائدة(67/372)
اثنا عشر إجماعاً على علو الله على خلقه
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[09 - 12 - 10, 11:36 ص]ـ
اثنا عشر إجماعاً على علو الله تعالى على خلقه
كنت قد وقفت على مقال بعنوان: أحد عشر إجماعا في إثبات علو الله على خلقه -جزى الله كاتبه خيرا-على هذا الرابط:
http://www.saaid.net/Doat/almuwahid/2.htm.
وقد نظرت فيه فوجدت بعض ما أورده غير صريح بنقل الإجماع فحذفته وزدت نقولاً أخرى فكانت اثني عشر، وهذه بين يديك مرتبة على سني وفيات قائليها:.
1. الامام اسحاق بن راهويه (238)
قال رحمه الله: قال الله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة.
ذكر اسناده الحافظ الذهبي في العلو (برقم 487) وصححه المحدث الألباني في مختصره.
قال الذهبي: اسمع ويحك إلى هذا الإمام كيف نقل الإجماع على هذه المسألة.
2.الامام قتيبة بن سعيد (150 - 240) هـ
قال رحمه الله: "هذا قول الائمة في الإسلام والسنة والجماعة: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه، كما قال جل جلاله: (الرحمن على العرش استوى) ".
ذكر اسناده الحافظ الذهبي في العلو (برقم 470) وصححه المحدث الألباني في مختصره.
قال الذهبي: فهذا قتيبة في امامته وصدقه قد نقل الإجماع على المسألة، وقد لقي مالكا والليث وحماد بن زيد والكبار، وعمر دهرا وازدحم الحفاظ على بابه.
3و4. الإمام أبو زرعة ت264 هـ والإمام أبو حاتم الرازيان ت 277 هـ
قال ابن أبى حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان في ذلك؟
فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا وشاما ويمنا فكان مذهبهم:
الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.…وأن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف أحاط بكل شيء علما (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (
رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (برقم 321).
5. الامام عثمان بن سعيد الدارمي (280)
قال رحمه الله في النقض على بشر المريسي (ص154):
وقد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله تعالى فوق عرشه فوق سمواته.
وقال رحمه الله في الرد على الجهمية (ص64):
والأحاديث عن رسول الله وعن أصحابه والتابعين ومن بعدهم في هذا أكثر من أن يحصيها كتابنا هذا غير أنا قد اختصرنا من ذلك ما يستدل به أولوا الألباب أن الأمة كلها والأمم السالفة قبلها لم يكونوا يشكون في معرفة الله تعالى أنه فوق السماء بائن من خلقه غير هذه العصابة الزائغة عن الحق المخالفة للكتاب وأثارات العلم كلها حتى لقد عرف ذلك كثير من كفار الأمم وفراعنتهم.
6. الامام: زكريا الساجي ت 307 هـ
قال رحمه الله: "القول في السنة التي رأيت عليها أصحابنا أهل الحديث الذين لقيناهم أن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء ".
رواه ابن بطه كما في العلو للذهبي (برقم 524).
قال الذهبي: وكان الساجي شيخ البصرة وحافظها وعنه اخذ أبو الحسن الاشعري علم الحديث ومقالات أهل السنة.
7. الامام ابن أبي زيد القيرواني (386)
قال رحمه الله في الجامع في السنن والآداب والمغازي والتاريخ (ص 107 - 108):
فمما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة، ومن السنن التي خلافها بدعة وضلالة؛ أن الله تبارك اسمه له الأسماء الحسنى والصفات العلى لم يزل بجميع صفاته ..... وأنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه وأنه في كل مكان بعلمه.
8. الامام ابن بطة العكبري (304 - 387) هـ
قال رحمه الله في كتابه الإبانة عن شريعة الفرقة والناجية:
"باب الإيمان بأن الله على عرشه بائن من خلقه وعلمه محيط بخلقه
أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين وجميع أهل العلم من المؤمنين أن الله تبارك وتعالى على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع خلقه
ولا يأبى ذلك ولا ينكره إلا من انتحل مذاهب الحلولية وهم قوم زاغت قلوبهم واستهوتهم الشياطين فمرقوا من الدين وقالوا: إن الله ذاته لا يخلو منه مكان". انتهى
9. الإمام أبو عمر الطلمنكي الأندلسي (339 - 429) هـ
قال رحمه الله في كتابه: الوصول إلى معرفة الأصول كما في العلو للذهبي (566):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/373)
" أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله: وهو معكم أينما كنتم. ونحو ذلك من القرآن: أنه علمه، وأن الله تعالى فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء، وقال: قال أهل السنة في قوله:الرحمن على العرش استوى: إن الاستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز.".
10. شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني (372 - 449)
قال رحمه الله في عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص36 - 37): ويعتقد أصحاب الحديث ويشهدون أن الله فوق سبع سمواته على عرشه كما نطق كتابه وعلماء الأمة واعيان الأئمة من السلف، لم يختلفوا أن الله على عرشه وعرشه فوق سمواته ".
11. الحافظ أبو نعيم الأصبهاني (336 - 430)
قال رحمه الله في كتاب الاعتقاد له كما في العلو للذهبي (برقم 561)
" طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة، ومما اعتقدوه:
أن الله لم يزل كاملا بجميع صفاته القديمة، لا يزول ولا يحول …. وأن القرآن في جميع الجهات مقروءا ومتلوا ومحفوظا ومسموعا ومكتوبا وملفوظا: كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة… وأن الأحاديث التي ثبتت في العرش واستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل، وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم، وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه". انتهى.
قال الذهبي: " فقد نقل هذا الإمام الإجماع على هذا القول ولله الحمد، وكان حافظ العجم في زمانه بلا نزاع … ذكره ابن عساكر الحافظ في أصحاب أبى الحسن الاشعري".
12. الإمام أبو نصر السجزي (ت 444 هـ)
قال رحمه الله في كتابه الإبانة كما في العلو للذهبي (برقم 569):
" فأئمتنا كسفيان الثوري ومالك وسفيان بن عيينة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وعبد الله بن المبارك وفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وان علمه بكل مكان وانه يرى يوم القيامة بالأبصار فوق العرش وأنه ينزل إلى سماء الدنيا وأنه يغضب ويرضى ويتكلم بما شاء فمن خالف شيئا من ذلك فهو منهم بريء وهم منه براء ".
ـ[ابوسفر هيلات]ــــــــ[10 - 12 - 10, 02:19 ص]ـ
اقسم بالله عندي طفلة عمرها ثلاث سنوات سمعتها باذني تقول لصاحبة لها إبزقي تحت على الشيطان لا تبزقي لفوق لانه الله فوق وعلى هذا اصبح عندنا ثلاث عشر إجماعا على علو الله على خلقه فما رايكم بارك الله بكم
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[10 - 12 - 10, 08:56 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم وأنبت ابنتك نباتاً حسناً.
هذه دلالة الفطرة وليست من باب الإجماع وهي دليل عظيم من أدلة صفة العلو وكلام الأئمة في التنبيه عليه كثير.
ـ[ابوسفر هيلات]ــــــــ[10 - 12 - 10, 11:42 م]ـ
أخي ابو عبدالملك ما اردت الا المداعية بكلمة اجماع ثالث عشر ولم اجد ابتسامة ارفقها في كلامي ربي يحفظك ويرفعك ويعطيك الخير ويباعد عنك الشر
ـ[محمود الرشيد]ــــــــ[11 - 12 - 10, 09:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اقسم بالله عندي طفلة عمرها ثلاث سنوات سمعتها باذني تقول لصاحبة لها إبزقي تحت على الشيطان لا تبزقي لفوق لانه الله فوق وعلى هذا اصبح عندنا ثلاث عشر إجماعا على علو الله على خلقه فما رايكم بارك الله بكم
بارك الله لك بها وفيها وعليها فطرة الاطفال كإيمان العجائز هههههههههههههههههههههه ولإجماعها حفظها الله أحب الينا من كل ما يسمي _ زورا وبهتانا_ تحقيقا علميا يخالف هذا المذهب المنقول عمن ذكر من الأئمة رحمهم الله
والسلام
ـ[ابوسفر هيلات]ــــــــ[16 - 12 - 10, 04:32 ص]ـ
الله يبارك فيك ويحفظك من كل سوء جزاك الله خيرا(67/374)
بعض الناس يذهب إلى المدينة لقصد زيارة القبر النبوي، فما حكم هذا العمل؟
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[09 - 12 - 10, 05:26 م]ـ
بعض الناس يذهب إلى المدينة لقصد زيارة القبر النبوي، فما حكم هذا العمل؟
الجواب: لا يجوز هذا القصد، وإنما يجوز السفر إلى المدينة لقصد الصلاة في المسجد النبوي فهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، والصلاة فيه بألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.
وقد ورد النهي عن شد الرحال لغير المساجد الثلاثة: المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى فيدخل في النهي سائر البقاع والقبور، فلا تقصد للصلاة فيها أو التبرك بها أو التعبد فيها.
وأما الأمر بزيارة القبور، فإن الحكمة فيه تذكر الآخرة، وهو يحصل بقبور أي بلد، فإنها لا تخلو قرية غالبا من وجود مقابر بفنائها، فزيارة تلك القبور تذكر بالآخرة، وينتفع الأموات بالدعاء لهم.
فأما القبر النبوي فقد ورد النهي عن اتخاذه عيدا، أي: تكرار زيارته كما يتكرر العيد، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «لا تتخذوا قبري عيدا، وصلوا علي حيث كنتم، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم» وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ما من مسلم يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام» فيعم ذلك المسلم من قريب أو بعيد.
وأما الأحاديث التي في فضل زيارة قبره -عليه الصلاة والسلام- فكلها ضعيفة أو موضوعة، مثل قوله: من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي، وقوله: من زار قبري، أو قال: من زارني كنت له شفيعا أو شهيدا، وقوله: من زار قبري وجبت له شفاعتي، وقوله: من حج ولم يزرني فقد جفاني. وكلها باطلة لا أصل لها، وقد بين العلماء بطلانها، كما في الرد على الأخنائي لشيخ الإسلام ابن تيمية والرد على السبكي لابن عبد الهادي والرد على النبهاني للألوسي ولا يغتر بمن يروج هذه الأحاديث ويترجمها.
ولا يفهم أن منع زيارته حط من قدره، فإن محبته -عليه السلام- ثابتة في قلوب أتباعه، ولا ينقصها بُعدهم عن قبره. والله أعلم.
من كتاب
فتاوى في التّوحيد
لسَمَاحَةِ الشَّيْخِ العلاّمةِ
د. عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ
قام بتنسيق الكتاب ?ونشره:
سَلمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ(67/375)
الكفر عند أهل السنة والجماعة ومخالفيهم
ـ[عبد الواحد المغربي]ــــــــ[09 - 12 - 10, 05:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة و السّلام على رسولنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين.
اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و على جميع الصحابة و امهات المؤمنين.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الكفر عند أهل السنة والجماعة ومخالفيهم
علي بن عبد العزيز الشبل
ضمن البحث: مسألة الإيمان، دراسة تأصيلية
الحمد لله، هذا البحث في الحقيقة هو نتيجة البحث في الإيمان من حيث مسماه وتعريفه، وأركانه وزيادته ونقصانه، بل وعلاقته بالإسلام في حالي الاجتماع والافتراق، وبين يدي ذلك أمهد بتمهيد إجمالي حول معنى الإيمان عند أهل السنة ومخالفيهم كما وصف شيخ الإسلام ابن تيمية قولهم في الإيمان في العقيدة الواسطية بأنهم وسط في باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية.
* فالإيمان عند أهل السنة والجماعة: قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان، يزيد بطاعة الرحمن، وينقص بمعصيته وطاعة الشيطان.
* أما الإيمان عند الوعيدية من الخوارج الحرورية والمعتزلة: فهو قول وعمل واعتقاد لا يزيد ولا ينقص، بل هو كلٌّ إذا زال بعضه زال جميعه، ولذا فالخوارج يكفِّرون بالذنب في الدنيا، ويخلدون صاحبه في النار في الآخرة، والمعتزلة لا يجعلون مؤمناً في الدنيا، بل إنه في منزلة بين المنزلتين، فهو خرج من الإيمان ولم يدخل إلى الكفر، لكنهم يخلدونه في الآخرة في النار، موافقين في الحكم الأخروي الخوارج.
* أما الطرف الآخر فهم المرجئة، وهم على مراتب في انحرافهم في الإيمان والكفر.
1 - فغلاتهم، وهم الجهمية، فالإيمان عندهم هو معرفة الله، وبالتالي الكفر هو: الجهل بالله، فيكون إبليس وفرعون ونحوهم مؤمنون، وهذا أقبح المذاهب في الإيمان، وهم المرجئة المحضة الخالصة.
2 - والأشاعرة والمتكلمون، الإيمان عندهم هو تصديق القلب. فيكون الكفر هو التكذيب ومازاد عليه كالجحود.
3 - والكرّامية فالإيمان عندهم: قول اللسان، والكفر عندئذ بعدمه!
4 - وأخف طوائف المرجئة: مرجئة الفقهاء، أو مرجئة العراق وهم من قالوا إن الإيمان: قول اللسان وتصديق القلب فقط، فخطؤهم في إخراج العمل من الإيمان.
وبين المذهبين الأخيرين قول أبي منصور الماتريدي، وهو رواية عن أبي حنيفة أن قول اللسان ركن زائد، ليس بأصلي، والأصلي اعتقاد القلب فقط!
فلابد لك- أيها القارئ- من فهم قول أهل السنة وقول مخالفيهم حقاً لتحذره وتسلم منه قولاً وعملاً وقصداً.
أهمية الموضوع:
1 - وأهمية البحث في موضوع الكفر وبيانه تكمن في وجوب الحذر منه والبعد عنه، فهو علامة شقاوة العبد في الدنيا والآخرة. وهو أيضاً أعظم الذنوب والآثام وأشدها خطراً وأعظمها وقعاً وأثراً، وهو أخوف ما يخافه ويحذره المؤمنون، وفي ذلك نصوص من الوحيين كثيرة جداً منها قوله - تعالى - في سورة المائدة: وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِى الآخِرَةِ مِنَ الْخِاسِرِينَ [المائدة:5]، وفي سورة النساء يقول عز وجل: يَا أيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ءَامِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِى نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِى أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الأَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالآً بَعِيداً [النساء:136]. ويقول سبحانه في سورة البقرة: وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ السَبِيلِ [البقرة:108].
2 - ومن أهمية موضوع الكفر أن عاقبته في الآخرة خلود صاحبه في النار، ودوام عذاب جهنم عليه فيها أبداً، حيث نصَّ الله على ذلك الخلود المؤبد لهم في عذابه في ثلاثة مواضع من كتابه المنزل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/376)
* أولها في آخر سورة النساء، حيث قال عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً * ِإنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً [النساء: 167 - 169].
* وثانيهما في آخر سورة الأحزاب يقول سبحانه: يَسْئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً * إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرَا * خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا لاَّ يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا [الأحزاب:63 - 65].
* وثالثها وفي آخر سورة الجن وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَالآية. وحديث الخلود لأهل الجنة بالجنة، ولأهل النار فيها بذبح الكبش في صورة الموت، حديث مشهور معروف.
مع ما رتب الله على الكفر من العذاب الشديد والسعير السرمدي، وسخطه وعقوبته ما يضيق هذا الموضع عن بسطه وتعداد أنواعه المذكورة في كلامه تعالى القرآن.
*ويدل عليه قوله سبحانه في سورة فاطر: وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِى كُلَّ كَفُورٍ [فاطر:36].
3 - ومن أهمية هذا الموضوع، موضوع الكفر أنه قسيمُ الإيمان في مسألة الأسماء والأحكام في اسم العبد في الدنيا هل هو مؤمن أو كافر؟ ثم حكم ذلك المترتب عليه في الآخرة أمن أهل الجنة؟ أم من أهل النار؟.
ولو لم يكن من أهمية البحث هذا إلا بيان جلالة هذه المسألة: مسألة الأسماء والأحكام، لكفى بذلك، وحسبك به!، وقد لفت علماء الإسلام في تصانيفهم ومؤلفاتهم الانتباه إلى موضوع الإيمان والرد على المرجئة من جهة، والرد على الوعيدية من الخوارج والمعتزلة من جهة أخرى.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في (الكيلانية:12/ 468) ضمن الفتاوى في معرض بيانه لموضوع الكفر والتكفير وعلاقته بالهدى، وأسبابه ودواعيه، ومنهج المبتدعة فيه: "فصل: إذا تبين ذلك فاعلم أن مسائل التكفير والتفسيق هي من مسائل الأسماء والأحكام التي يتعلق بها الوعد والوعيد في الدار الآخرة، وتتعلق بها الموالاة والمعاداة، والقتل والعصمة وغير ذلك في الدار الدنيا، فإن الله سبحانه أوجب الجنة للمؤمنين، وحرم الجنة على الكافرين، وهذا من الأحكام الكلية في كل وقت ومكان .. ".
وبنحو هذا ما لخصه الحافظ ابن رجب في شرحه لحديث جبرائيل عليه السلام في الإسلام والإيمان والإحسان حيث يقول:
"وهذه المسائل: أعني مسائل الأسماء والإيمان، والكفر والنفاق، مسائل عظيمة جداً، فإن الله عز وجل علَّق بهذه الأسماء السعادة والشقاوة واستحقاق الجنة والنار، والاختلاف في مسمياتها أول اختلاف وقع في هذه الأمة، وهو خلاف الخوارج للصحابة، حيث أخرج الخوارج عصاة الموحدين من الإسلام بالكلية، وأدخلوهم في دائرة الكفر، وعاملوهم معاملة الكفار، واستحلوا بذلك دماء المسلمين وأقوالهم، ثم حدث بعدهم خلاف المعتزلة وقولهم بالمنزلة بين المنزلتين، ثم حدث خلاف المرجئة وقولهم: إن الفاسق مؤمن كامل الإيمان، وقد صنف العلماء قديماً وحديثاً في هذه المسائل تصانيف متعددة .. "اهـ.
هذا طرف مهم من أهمية موضوع الكفر والإيمان، والتبصر فيهما وتعلم مسائلهما وإدراك ذلك إدراكاَ جيداً، مع الحذر الشديد من الانزلاق في مهاوي التكفير والتبديع والتفسيق، أو الحكم على المعَيَّن بكمال إيمان، أو جنة أو نارٍ إلا من شهد له النص الشريف من الوحيين بذلك، فهذه قاعدة أصيلة من قواعد أهل السنة والجماعة، بل ومن أصول عقائدهم.
الكفر ومعناه:
بعد تبين أهمية معرفة الكفر وتأكده على المسلم الحريص على نجاته وسلامة دينه وعاقبته، اعلم- رحمك الله- أن الكفر له في أصل معناه عدة معانٍ:
-منها الستر والتغطية، ومنه سُمي الزُّرَّاع كفاراً لأنهم يغطون البذر في الأرض، كما قال تعالى: كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا [الحديد:20].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/377)
-ومنه الجحود والرد كقوله تعالى: فَلَمَّا جَآءَهُم مَّاعَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَافِرِينَ [البقرة:89]. وكذا جحود النعم في قوله تعالى: فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِى وَلاَتَكَفُرُونِ [البقرة:152].
-ومنه التبرؤ والبراءة، كما ذكر الله ذلك عن الكافرين بعضهم مع بعض يوم القيامة في قوله من سورة العنكبوت: ثُمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَالَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ
أما المعنى الشرعي الاصطلاحي للكفر فهو: في موارد نصوص الوحيين الكثيرة التي تجعل الكفر في عدم الإيمان أو عدم التوحيد أو الوقوع في الشرك والردة ..
فالإيمان والكفر متى حصل أحدهما حصولاً كاملاً انتفى الآخر، أما إذا وقع أحدهما ناقصاً اشترك معه الآخر في هذا النقص.
ولما كان شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- وهو من هو في علمه وفهمه وترسمه منهج السلف الصالح – اعتنى بهذه المسألة العقدية عناية واضحة في تصانيفه، فإني أنقل لك بعض كلامه هاهنا:
1 - فقال في قاعدة في الفتاوى (20/ 86): "الكفر عدم الإيمان باتفاق المسلمين سواء اعتقد نقيضه وتكلم به، أو لم يعتقد شيئاً ولم يتكلم، ولا فرق في ذلك بين مذهب أهل السنة والجماعة الذين يجعلون الإيمان قولاً وعملاً بالباطن والظاهر، وقول من يجعله نفس اعتقاد القلب كقول الجهمية وأكثر الأشعرية، أو إقرار اللسان كقول الكرامية، أو جميعها كقول فقهاء المرجئة وبعض الأشعرية، فإن هؤلاء مع أهل الحديث، وجمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنبلية وعامة الصوفية وطوائف من أهل الكلام من متكلمي السنة وغير متكلمي السنة من المعتزلة والخوارج وغيرهم، متفقون على أن من لم يؤمن بعد قيام الحجة عليه بالرسالة فهو كافر، سواء كان مكذبا أو مرتاباً أو معرضاً أو مستكبراً أو متردداً أو غير ذلك" اهـ.
فبيَّن الشيخ أن الكفر يكون بالاعتقاد أو بعدمه، فلم ينحصر بالتكذيب، بل وأيضاً هو في الارتياب أو الإعراض أو الاستكبار أو التردد.
3 - ويقول تلميذه ابن القيم في كتاب الصلاة (53): " ... فالكفر والإيمان متقابلان إذا زال أحدهما خلفه الآخر" اهـ.
4 - ويقول شيخ الإسلام رحمه الله في درء التعارض في معرض رده على المتكلمين في أصول التكفير عندهم (1/ 242): " ... فإنه ليس في الشرع أن من خالف مالا يعلم إلا بالعقل يكفر، وإنما الكفر يكون بتكذيب الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما أخبر به، أو الامتناع عن متابعته مع العلم بصدقه، مثل كفر فرعون واليهود ونحوهم .. " اهـ.
فهنا الكفر يكون بالتكذيب تارة ويكون بغيره تارات، وليس الكفر محصوراً ومقيداً بالتكذيب، فإن الامتناع عن متابعة الرسول يكون كفراً حتى لو لم يصاحبه تكذيب، فإن فرعون يعلم صدق موسى في رسالته كما ذكر الله -عز وجل- عنهم بقوله عنهم في سورة النمل: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ.
وفي سورة الإسراء يقول الله -عز وجل- عن موسى لفرعون: قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَآ أَنزَلَ هَؤُلآءِ إِلاَّ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّى لأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا.
وكذا اليهود وأهل الكتاب يعلمون صدق الرسول -صلى الله عليه وسلم-: بل ويعرفونه أشد من معرفتهم لأبنائهم، كما يقول -عز وجل- في سورة البقرة: الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهمُ الْكِتَابَ يَعْرِفونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ.
فالكفر يكون بالتكذيب والجحود ويكون بغيره من الإعراض والشك والاستكبار .... " اهـ.
5 - ويقول – رحمه الله- في أول "الكيلانية" من مجموع الفتاوى 12/ 335: " ... فإن الكفر عدم الإيمان بالله ورسله، سواء كان معه تكذيب، أو لم يكن معه تكذيب، بل شك وريب، أو إعراض عن هذا كله حسداً أو كبراً أو اتباعاً لبعض الأهواء الصارفة عن اتباع الرسالة، وإن كان الكافر المكذب أعظم كفراً، وكذلك الجاحد المكذب حسداً مع استيقان صدق الرسل، والسور المكية كلها خطاب مع هؤلاء".
قواعد مهمة في معرفة أنواع الكفر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/378)
وهذه القاعدة في أصلها جنس تشمل عدة قواعد وضوابط لا بد من معرفتها قبل ذكر أنواع الكفر بالقلب والقول والعمل، حيث يترتب على فهم هذه القواعد والضوابط فهم موضوع الكفر والتكفير عند أهل السنة والجماعة، واطراد قواعدهم وأصولهم فيه وعدم اضطرابها، وهذه القواعد والضوابط هي كالتالي:
1 - الكفر اصطلاح وحكم شرعي محضٌ مرده إلى الله في كتابه، وإلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- في سنته الصحيحة الثابتة عنه، وليس مبناه على الهوى والتشهي وسوء الظن أو فاسد الفهم، فمن كفَّرهم الله أو كفَّرهم رسوله -صلى الله عليه وسلم- عيناً أو جنساً أو وصفاً وجب وتعَّين تكفيرهم، وما لا فلا، وليس لأحد ابتداء تكفيرهم دون مستند شرعي صحيح وصريح.
-فممن كُفِّر في النص الشريف وحياً على سبيل التعيين: إبليس وفرعون.
-وممن كُفِّر جنساً: المشركون واليهود والنصارى والمجوس ونحوهم.
-وممن كُفِّر وصفاً: المستهزئ بالله أو بآياته أو برسوله، والمحكِّم لغير ما أنزل الله، والساحر والكاهن ومدعي علم الغيب ونحوهم.
2 - أن الكفر كالإيمان له شعب كثيرة، فكما صحَّ في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان).
وفي لفظ في البخاري: (الإيمان بضع وستون شعبة ... الحديث)، وهو في مسلم أيضا، وكذلك الكفر له شعب وأنواع كثيرة، ضابطها ما سُميَّ شرعاً في الوحيين من كتاب الله وسنة رسوله كفراً، دون تسمية غيرهما، ولذا يقرر ابن القيم -رحمه الله- في كتاب الصلاة ص (53 - 54):
"فصل: معرفة الصواب في هذه المسألة مبني على معرفة حقيقة الإيمان والكفر، ثم يصح النفي والإثبات بعد ذلك، فالكفر والإيمان متقابلان إذا زال أحدهما، خلفه الآخر، ولما كان الإيمان أصلاً له شعب متعددة، وكل شعبة منها تسمى إيماناً، فالصلاة من الإيمان، وكذلك الزكاة والحج والصيام، والأعمال الباطنة كالحياء، والتوكل، والخشية من الله، والإنابة إليه حتى تنتهي هذه الشعب إلى إماطة الأذى عن الطريق، فإنه شعبة من شعب الإيمان، وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها كشعبة الشهادة، ومنها ما لا يزول بزوالها كترك إماطة الأذى عن الطريق، وبينهما شعب متفاوتة تفاوتاً عظيماً، منها ما يلحق بشعبة الشهادة، ويكون إليها أقرب، ومنها ما يلحق بشعبة إماطة الأذى، ويكون إليها أقرب، وكذلك الكفر ذو أصل وشعب، فكما أن شعب الإيمان إيمان، فشعب الكفر كفر، والحياء شعبة من الإيمان، وقلة الحياء شعبة من شعب الكفر، والصدق شعبة من شعب الإيمان، والكذب شعبة من شعب الكفر، والصلاة والزكاة والحج والصيام من شعب الإيمان، والحكم بغير ما أنزل الله من شعب الكفر، والمعاصي كلها من شعب الكفر، كما أن الطاعات كلها من شعب الإيمان.
وشعب الإيمان قسمان: قولية وفعلية، وكذلك شعب الكفر نوعان: قولية وفعلية، ومن شعب الإيمان القولية: شعبة يوجب زوالها زوال الإيمان، فكذلك من شعبه الفعلية ما يوجب زوال الإيمان، وكذلك شعب الكفر القولية والفعلية، فكما يكفر الإتيان بكلمة الكفر اختياراً، وهي شعبة من شعب الكفر، فكذلك يكفر بفعل شعبة من شعبه كالسجود للصنم، والاستهانة بالمصحف، فهذا أصل.
وههنا أصل آخر، وهو أن حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل، والقول قسمان: قول القلب، وهو الاعتقاد، وقول اللسان، وهو التكلم بكلمة الإسلام، والعمل قسمان: عمل القلب، وهو نيته وإخلاصه، وعمل الجوارح، فإذا زالت هذه الأربعة، زال الإيمان بكماله، وإذا زال تصديق القلب، لم تنفع بقية الأجزاء، فإن تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة، وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق، فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة، فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان، وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب، وهو محبته وانقياده، كما لم ينفع إبليس وفرعون وقومه واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول، بل ويقرون به سراً وجهراً ويقولون: ليس بكاذب، ولكن لا نتبعه، ولا نؤمن به، وإذا كان الإيمان يزول بزوال عمل القلب، فغير مستنكر أن يزول بزوال أعظم أعمال الجوارح، ولاسيما إذا كان ملزوماً لعدم محبة القلب وانقياده الذي هو ملزوم لعدم التصديق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/379)
الجازم كما تقدم تقريره، فإنه يلزم من عدم طاعة القلب عدم طاعة الجوارح، إذ لو أطاع القلب وانقاد، أطاعت الجوارح، وانقادت، ويلزم من عدم طاعته وانقياده عدم التصديق المستلزم للطاعة، وهو حقيقة الإيمان، فإن الإيمان ليس مجرد التصديق، كما تقدم بيانه، وإنما هو التصديق المستلزم للطاعة والانقياد، وهكذا الهدى ليس هو مجرد معرفة الحق وتبيِّنه، بل هو معرفته المستلزمة لاتباعة، والعمل بموجبه، وإن سمي الأول هدى، فليس هو الهدى التام المستلزم للاهتداء، كما أن اعتقاد التصديق، وإن سمي تصديقاً، فليس هو التصديق المستلزم للإيمان، فعليك بمراجعة هذا الأصل ومراعاته" اهـ.
*ملاحظة وتنبيه:
ولما كان الكفر شعباً كثيرة، فإن هذه الشعب متفاوتة، الكفر فيها درجات، فمنها الكفر الأكبر كسب الله ورسوله ودينه، ومنها الكفر الأصغر كسب المسلم وقتله والنياحة، كما أن الكفر الأكبر، شعبه متفاوتة أيضاً تفاوتاً واضحاً، وكل من نوعي الكفر الأكبر والأصغر على مراتب بعضها أشد من بعض، ولذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية كما في الفتاوى (20/ 87): "واعلم أن الكفر بعضه أغلظ من بعض، فالكافر المكذب أعظم جرماً من الكافر غير المكذب؛ فإنه جمع بين ترك الإيمان المأمور به، وبين التكذيب المنهي عنه، ومن كفر وكذَّب وحارب الله ورسوله والمؤمنين بيده أو لسانه، أعظم ممن اقتصر على مجرد الكفر والتكذيب، ومن كفر وقتل وزنا وسرق وصد وحارب كان أعظم جرماً" اهـ.
3 - أن الكفر نوعان: كفر أكبر مخرج عن الملة، ومحبط للعمل، وموجب للخلود في النار، ولا يُغفر لصاحبه، وينفى عن صاحبه اسم الإيمان أصلاً وكمالاً، كالسحر وسب الله أو رسوله أو دينه أو كتابه أو الإعراض عن دين الله .. !!.
وكفر أصغر لا يخرج من الملة ولا يحبط العمل ولا يوجب الخلود في النار، وهو تحت مشيئة الله في مغفرته، ولا ينافي أصل الإيمان، بل ينافي كماله الواجب، وهو حكم الكبائر من الذنوب، كالنياحة على الميت، والطعن في الأنساب، وقتال المسلم .. الخ.
-كما أن الشرك والظلم والفسق والنفاق نوعان أكبر وأصغر.
وهذا الأمر مشهور معروف بين العلماء قد تواردوا عليه، ولا أظن ذا علم ينكره، أو يتطرق إليه شك فيه.
ومضى في النقل السابق عن ابن القيم في كتابه (الصلاة) ما يؤيده.
4 - أنه هناك علاقة بين الكفر الأكبر والشرك الأكبر، وهي علاقة عموم وخصوص، فكل شرك كفر وليس كل كفر شركاً، فالذبح لغير الله والنذر له والخوف منه خوف عبادة شرك مع الله في تلك العبادات، وهو كفر أكبر مخرج عن الملة، ومناقض للإيمان، أما سب الله ورسوله ودينه أو الاستخفاف بشرعه أو بالمصحف ونحو ذلك فهو كفر مخرج عن الملة، ولا يعد شركاً في الاصطلاح، وكذلك الإعراض أو الاستكبار أو الشك والارتياب فهو كفر أكبر ولا يُسمى شركاً.
5 - أن الكفر ورد في موارده المعتبرة في نصوص الوحيين الشريفين: كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- يرد على صورتين:
1 - مُعرَّفاً بالألف واللام، فالمراد به الكفر المعهود أو المستغرق في الكفر، وهو المخرج من الملة.
2 - ويأتي منكراً غير مُعرَّف لا بالألف واللام، ولا بالإضافة والتخصيص.
فلا يعد بالصورة الثانية كفراً أكبر، بل الأصل فيه أنه كفر أصغر لا يخرج من الملة.
ومثل الفرق بين تلك الصورتين للفظة الكفر، كذلك هناك فرق بين الاسم المطلق للكفر، وبين مطلق اسم الكفر، كما قلنا سابقاً، والمطلب العاشر في الفرق بين الإيمان المطلق ومطلق الإيمان.
وهذا المعنى هو ما قرَّره الشيخ أبو العباس ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 237 - 238) حيث يقول:
"وروى مسلم في صحيحه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اثنتان في الناس هما بهم كفر)، أي: هاتان الخصلتان هما كفرٌ قائم بالناس، ففي الخصلتين كفر، حيث كانتا من أعمال الكفار، وهما قائمتان بالناس، لكن ليس كل من قام به شعبة من شعب الكفر يصير كافراً الكفر المطلق، حتى يقوم به حقيقة الكفر.
كما أنه ليس كل من قام به شعبة من شعب الإيمان يصير مؤمناً، حتى يقوم به أصل الإيمان وفرق بين الكفر المعرف باللام، كما في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ليس بين العبد وبين الكفر أو الشرك إلا ترك الصلاة)، وبين كفر مُنكرٍ في الإثبات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/380)
وفرق أيضاً بين معنى الاسم المطلق إذا قيل: كافر، أو مؤمن، وبين المعنى المطلق للاسم في جميع موارده، كما في قوله: (لا ترجعوا بعدي كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض).
فقوله: (يضرب بعضكم رقاب بعض) تفسير الكفار في هذا الموضع، وهؤلاء يُسمون كفاراً تسمية مقيدة، ولا يدخلون في الاسم المطلق إذا قيل: كافر، ومؤمن.
كما أن قوله تعالى: مِن مَّآءٍ دَافقٍ سمى المني ماء تسمية مقيدة، ولم يدخل في الاسم المطلق حيث قال: فلَمْ تَجِدُوا مَآءً فَتَيَمَّمُوا .. ".
6 - أن أهل السنة والجماعة يعظمون لفظ التكفير جداً، ويجعلونه حقاً لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- فقط، فلا يجوز ولا يسوغ عندهم تكفير أحدٍ إلا من كفره الله أو كفره رسوله.
ولذا يقول الطحاوي في عقيدته المشهورة المتداولة: "ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله. ولا نقول لا يضر مع الإيمان ذنب لمن عمله".
وكذا قرره ابن تيمية في عقيدته: الواسطية المتلقاه بالقبول، حيث يقول:
"فصل، ومن أصول أهل السنة: أن الدين والإيمان قول وعمل: قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح، وأن الإيمان يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، وهم مع ذلك لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر، كما يفعله الخوارج؛ بل الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي .. " إلى آخر الفصل.
وإنما أهل البدع والأهواء هم الذين شعارهم تكفير من خالفهم فضلاً عن لمزهم وتعييرهم، ولذا يقول- رحمه الله-في الكيلانية 12/ 466: "وليس لأحد أن يكفر أحداً من المسلمين وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة، وتبين له المحجة، ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك، بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة.
فصل: وأما تكفير قائل هذا القول فهو مبني على أصل لابد من التنبيه عليه، فإنه بسبب عدم ضبطه اضطربت الأمة اضطراباً كثيراً في تكفير أهل البدع والأهواء كما اضطربوا قديماً وحديثاً في سلب الإيمان عن أهل الفجور والكبائر، وصار كثير من أهل البدع مثل الخوارج والروافض والقدرية والجهمية ويعتقدون اعتقاداً هو ضلال يرونه هو الحق، ويرون كفر من خالفهم في ذلك، فيصير فيهم شوب قوي من أهل الكتاب في كفرهم بالحق وظلمهم للخلق- ولعل أكثر هؤلاء المكفرين يُكفِّر بـ (المقالة) التي لا تفهم حقيقتها ولا تعرف حجتها، وبإزاء هؤلاء المكفرين بالباطل أقوام لا يعرفون اعتقاد أهل السنة والجماعة كما يجب، أو يعرفون بعضه ويجهلون بعضه، وما عرفوه منه قد لا يبينونه للناس بل يكتمونه، ولا ينهون عن البدع المخالفة للكتاب والسنة، ولا يذمون أهل البدع ويعاقبونهم، بل لعلهم يذمون الكلام في السنة وأصول الدين ذماً مطلقاً، لا يفرقون فيه بين ما دلَّ عليه الكتاب والسنة والإجماع، وما يقوله أهل البدع والفرقة، أو يقرُّون الجميع على مناهجهم المختلفة، كما يُقرَّ العلماء في مواضع الاجتهاد التي يسوغ فيها النزاع، وهذه الطريقة قد تغلب على كثير من المرجئة وبعض المتفقهة والمتصوفة والمتفلسفة، كما تغلب الأولى على كثير من أهل الأهواء والكلام، وكلا هاتين الطريقتين منحرفة خارجة عن الكتاب والسنة" أهـ.
والمقصود أن المبتدعة على تنوع مشاربهم وتباين أصولهم ومناهجهم يروج عندهم تكفير مخالفيهم عند أدنى مخالفة، في حين يتحرج أهل السنة والجماعة من تكفير المخالف حرجا شديداً؛ لأن التكفير حكم شرعي، وهو حق لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهو خطيرٌ في الآثم ديناً وعاقبة، ولذا فهم لا يؤاخذون بلوازم الأقوال في التكفير حتى يكون الكفر صريحاً لا لبس فيه، كما لا يعولون في التكفير على الظنون والأوهام والأهواء، وإنما المُعوَّل عليه عندهم الأمر البواح الذي لهم فيه من الله سلطان وحجة ظاهرة وبرهان.
7 - أن أهل السنة الجماعة يفرقون بين الكفر المطلق والكفر المُعيَّن بالكفر الأكبر مطلقاً على غير معنيين، ولهم شروط وضوابط وتورَّع وديانة في إيقاعه على المعينين، فإنهم يرون كفر المعين يقع عليه بنفسه، وأهم هذه الشروط في إيقاع الكفر الأكبر عليه بلوغ الحجة عليه، واندفاع الشبهة عنه، وممن اعتنى بهذه المسألة تفصيلاً أئمة الدعوة النجدية من الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فأبناؤه وتلاميذهم، فإنهم أجلوها وحقَّقُوها تحقيقاً لا تكاد تجده عند غيرهم، ويضيق المقام- في الواقع –عن تتبع كلامهم وجمعه هنا فالحمد لله.
وههنا أمر مهم لابد من التفطن له وهو أن ثمة فرقاً بين مراحل ثلاث في الكفر المخرج عن الملة والموجب للردة، وهي:
1 - تعيين أن هذا الجرم من الكفر الأكبر، بالدلائل الشرعية.
2 - ثم مرحلة تكفير المعيَّن المواقع لهذا الجرم؛ باجتماع الشروط فيه وانتفاء الموانع عنه، وهو مناط بالقضاة الشرعيين أصالة.
3 - ثم مرحلة ثالثة بعدم القطع له بعد الموت بالخلود في النار، مع إجراء أحكام الكفر عليه في أحكام الدنيا، والله أعلم.
المصدر:
http://www.al-aqidah.com
منقول(67/381)
أفضل الكتب في توحيد الربوبية
ـ[أرسان السنجقي]ــــــــ[09 - 12 - 10, 10:59 م]ـ
ما أفضل الكتب في توحيد الربوبية؟؟؟
نحن المسلمون, نعيش في بلاد الكفر في الغرب, فنحتاج كثيرا إلى أدلة قوية في إثبات وجود الله و ربوبيته, خاصة في البلاد الشيوعية سابقا, فنحتاج إلى كتب قيمة قوية المنهج و الأسلوب العلمي مثل الرسائل الجامعية, فأفيدونا جزاكم الله خيرا ...
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[10 - 12 - 10, 01:35 ص]ـ
عليك بـ:
1 - كتب الإعجاز العلمي، وأخص منها ما يتعلق بآيات الله في الكون الإنسان
2 - كتاب (الإسلام يتحدى) لوحيد الدين خان، وهو متوفر على الشبكة
3 - كتاب (الله يتجلى في عصر العلم) لمجموعة علماء أمريكيين.
4 - كتاب (العلم يدعو للإيمان) أ. كريسي موريسون.
ـ[أرسان السنجقي]ــــــــ[11 - 12 - 10, 03:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هل من مزيد?
ـ[طالبة الاكاديميه]ــــــــ[11 - 12 - 10, 08:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[معاذ عبدالرحمن]ــــــــ[11 - 12 - 10, 10:07 م]ـ
ما أفضل الكتب في توحيد الربوبية؟؟؟
نحن المسلمون, نعيش في بلاد الكفر في الغرب, فنحتاج كثيرا إلى أدلة قوية في إثبات وجود الله و ربوبيته, خاصة في البلاد الشيوعية سابقا, فنحتاج إلى كتب قيمة قوية المنهج و الأسلوب العلمي مثل الرسائل الجامعية, فأفيدونا جزاكم الله خيرا ...
اظن ان موقع هارون يحيى (على ما فيه) فيه نفع كثير فى هذاالباب وبكل اللغات وتجد كتب وافلام وثائقية
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[11 - 12 - 10, 10:45 م]ـ
الرسائل الجامعية
وقد تضمنت أربعتها مباحث كبيرة في أدلة الربوبية ووجود الله ولا تستهن بها لما تتوهمه من عنواينها:
1. الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد للدكتور سعود العريفي
. http://majles.alukah.net/showthread.php?t=31091
2. منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله للشيخ الدكتور خالد عبداللطيف نور.
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=5194
3. منهج السلف والمتكلمين في موافقة العقل للنقل للدكتور جابر إدريس علي أمير
http://waqfeya.net/book.php?bid=1946
4. الشرك في القديم والحديث للشيخ أبي بكر زكريا.
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=835
البحوث المحكمة:
.معنى الربوبية وأدلتها وأحكامها وإبطال الإلحاد فيها لفضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالرحمن أبوسيف الجهني، مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود عدد11من صفحة 14 إلى 49.
http://www.aqeeda.org/index.php?page=ebook&action=book&book=545
ومن الكتب الجيدة في موضوع وجود الله من ناحية فيزيائية كتاب الفيزياء ووجود الخالق لجعفر شيخ إدريس.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37232
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=1311
والله أعلم.
ـ[فايح المقاطي]ــــــــ[11 - 12 - 10, 11:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[13 - 12 - 10, 08:36 ص]ـ
لم أطلع على محتويات الكتب التالية إنما حاولت أن أساعدك بينما كنت أبحث عن بعض الكتب.
أدلة الفلاسفة على وجود الله (دراسة نقدية)
http://www.4shared.com/file/j0GoNI7N/________.html
الأدلة القواطع والبراهين في إبطال أصول الملحدين.
pdf http://www.4shared.com/document/ptOwZ6kN/______.html
صراع مع الملاحدة حتى العظم - حبنكه.
pdf http://www.4shared.com/document/2xewa5Ak/_____-_.html
ولعلك تنظر هنا بارك الله فيك:
كتب العقائد والأديان والملل - على موقع الفورشيرد ( http://www.kt-b.com/articles-action-listarticles-id-24.htm)
ـ[أرسان السنجقي]ــــــــ[13 - 12 - 10, 11:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا
إن اطلعتم على كتاب قيم في هذا الباب فأفيدونا
ـ[أبو فهر الأثري]ــــــــ[14 - 12 - 10, 01:33 ص]ـ
كتاب توحيد الربوبية لشيخ الاسلام ابن تيمية
وهو المجلد الثاني من مجموع الفتاوى
ـ[أبو فهر الأثري]ــــــــ[14 - 12 - 10, 01:34 ص]ـ
كتاب توحيد الربوبية لشيخ الاسلام ابن تيمية
وهو المجلد الثاني من مجموع الفتاوى
ـ[أحمد بن عبدالمحسن]ــــــــ[15 - 12 - 10, 02:52 م]ـ
الشيخ عبدالمجيد الزنداني له جهود بارزة في هذا الميدان وقد رأيت له برنامجا تلفازيا أظن اسمه حقائق الإيمان يناقش فيه الملحدين بالعقل.(67/382)
كلام أُشكل عليّ للشيخ صالح آل شيخ
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[10 - 12 - 10, 07:32 م]ـ
في الدرس الثاني من شرح كتاب التوحيد على موقع طريق الإسلام , يقول الشيخ شارحا حديث النبي صلى الله عليه و سلم " .... و من لقيه يشرك به شيئا دخل النار "
" هل يدخل الشرك الأصغر في الموازنة أم لا؟ ذكرت لك في أول الدرس أن الشرك الأصغر يدخل في الموازنة؛ موازنة الحسنات والسيئات، وأنه إذا رَجَحت حسناته أنه لا يعذَّب على الشرك الأصغر؛ لكن هذا ليس في كل الخلق؛ لكن منهم من يعذب على الشرك الأصغر لأن الموازنة بين الحسنات والسيئات ليست في كل الخَلْق وليست في كل الذنوب؛ بل قد يكون من الذنوب ما يستوجب النار ولو رَجَحت الحسنات على السيِّئات، فإنه يستوجب الجنة ولكن لابد من أن يطهَّر في النار. "
ما الدليل على هذا الكلام جزاكم الله خيرا!
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[11 - 12 - 10, 12:54 م]ـ
هل من مجيب؟؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 12 - 10, 06:21 م]ـ
الذي يظهر لي أن كلام الشيخ ليس مخصوصا بذنب معين أو جنس معين من الذنوب ليطالب بدليل خاص ..
قضية كلام الشيخ أنه لابد من إنفاذ الوعيد في جنس العصاة ..
وعلى ذلك فليس كل العصاة تذهب سيئاتهم المستوجبة للعقوية بزيادة الحسنات، بل يكون من الخلق من تفضل حسناته على سيئاته وينفذ فيه الوعيد على ذنبه، سواء أكان سرقة أو قتلا أو قطيعة رحم إلخ ...
وذلك راجع لمشيئته تبارك وتعالى، التي لا تنفك عنها حكمته ورحمته ...
فالشرك الأصغر داخل من جنس ذلك الذنب الذي قد يعذب عليه وقد لا يعذب عليه، ولكن من حيث الجملة فإن الوعيد ينفذ في بعض المتلبسين به ..
وهذا على مذهب الشيخ في أن الشرك الأصغر من جملة الذنوب التي هي تحت المشيئة ...
ومن أهل العلم من يرى الشرك الأصغر ليس داخلا تحت المشيئة، فيجب إنفاذ العقوبة، لعموم الأدلة فيه ..
وهي مسألة مناقشة ..
والله أعلم
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[11 - 12 - 10, 08:21 م]ـ
إذا استنثينا مسألة الشرك فإنه من ثقلت موازينه ورجحت حسناته وفضلت عن سيئاته فإنه ناج من أهل الثواب لا يعذب ولا يجوز القول بأن بعض الموحدين ترجح حسناتهم ومع ذلك فإنهم يعذبون على ذنوبهم بدعوى صدق إنفاذ الوعيد في بعض الخلق.
وهذا هو قول أهل السنة والجماعة.
قال العلامة ابن القيم في طريق الهجرتين:
الطبقةالحادية عشرة
طبقة أقوام خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فعملوا حسنات وكبائر ولقوا الله مصرين عليها غير تائبين منها لكن حسناتهم أغلب من سيئاتهم فإذا وزنت بها ورجحت كفة الحسنات فهؤلاء أيضا ناجون فائزون قال تعالى والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون قال حذيفة وعبدالله بن مسعود وغيرهما من الصحابة يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف فمن رجحت حسناته على سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن رجحت سيئاته على حسناته بواحدة دخل النار ومن استوت حسناته وسيئاته فهو من أهل الأعراف
وسئل شيخ الإسلام رحمه الله عن:
رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَعْمَلُ عَمَلًا يَسْتَوْجِبُ أَنْ يُبْنَى لَهُ قَصْرٌ فِي الْجَنَّةِ وَيُغْرَسُ لَهُ غِرَاسٌ بِاسْمِهِ. ثُمَّ يَعْمَلُ ذُنُوبًا يَسْتَوْجِبُ بِهَا النَّارَ فَإِذَا دَخَلَ النَّارَ كَيْفَ يَكُونُ اسْمُهُ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ وَهُوَ فِي النَّارِ.
فَأَجَابَ:
إنْ تَابَ عَنْ ذُنُوبِهِ تَوْبَةً نَصُوحًا، فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لَهُ وَلَا يَحْرِمُهُ مَا كَانَ وَعَدَهُ؛ بَلْ يُعْطِيه ذَلِكَ. وَإِنْ لَمْ يَتُبْ وُزِنَتْ حَسَنَاتُهُ وَسَيِّئَاتُهُ فَإِنْ رَجَحَتْ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ كَانَ مَنْ أَهْلِ الثَّوَابِ وَإِنْ رَجَحَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ كَانَ مَنْ أَهْلِ الْعَذَابِ. وَمَا أُعِدَّ لَهُ مِنْ الثَّوَابِ يُحْبَطُ حِينَئِذٍ بِالسَّيِّئَاتِ الَّتِي زَادَتْ عَلَى حَسَنَاتِهِ كَمَا أَنَّهُ إذَا عَمِلَ سَيِّئَاتٍ اسْتَحَقَّ بِهَا النَّارَ ثُمَّ عَمِلَ بَعْدَهَا حَسَنَاتٍ: تَذْهَبُ السَّيِّئَاتُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
وهذا الموافق لصريح القرآن والسنة.
وأما صدق إنفاذ الوعيد في جنس العصاة فهو لا شك حاصل وكائن لكن لا يجوز حمله ألبتة على من رجحت حسناته بل يحمل على قوم عصاة رجحت سيئاتهم على حسناتهم.
وإذا كان أهل الأعراف الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم -على القول الصحيح- لا يجوز القول بأنهم يعذبون على ذنوبهم ,, فمن باب أولى من رجحت حسناته.
وبهذا يتبين أن من رجحت حسناته على سيئاته كان من أهل السعادة والنعيم نسأل الله من فضله.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 12 - 10, 10:04 م]ـ
نعم هذا خطأ،،
بارك الله فيك ..
ويبقى النظر في كلام الشيخ ..
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[11 - 12 - 10, 10:36 م]ـ
لم أجد حلا للإشكال بعد التأمل في كلام الشيخ حفظه الله ..
فهنا أمران لا ثالث لهما:
إما أن يقال: إن الشرك الأصغر لا يغفر بل يعذب به صاحبه ولا يدخل في الموازنة أصلا .. وقد أشار شيخ الإسلام إلى مثل هذا في الرد على البكري فقال: وقد يقال الشرك لا يغفر منه شيء لا أكبر و لا أصغر على مقتضى عموم القرآن و إن كان صاحب الشرك الأصغر يموت مسلما لكن شركه لا يغفر له بل يعاقب عليه وإن دخل بعد ذلك الجنة.
وإما أن يقال: إن الشرك الأصغر من جنس الذنوب الداخلة في الموازنة مع الحسنات, وحينئذ فإن رجحت كفة الحسنات فهو من أهل الثواب والنعيم بلا سابقة عذاب في جهنم.
والشيخ أراد أن يوفق بين القولين وهذا المشكل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/383)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 12 - 10, 10:51 م]ـ
و و جدت لابن قاسم رأيا وسطا ـ وإن كان غريبا ـ وهو أن الشرك الأصغر لا يغفر إلا بالتوبة، ولكنه يدخل في الموازنة، فإن رجحت الحسنات دخل الجنة ...
فجمع بين أنه لا يغفر، وبين أنه يدخل الموازنة، ولكنه مشى على الأصل في دخول الجنة ..
فعلى ذلك لا فرق بين الكبيرة والشرك الأصغر إلا أن الكبيرة قد تمحى بحسنات ماحية أو شفاعة أو مصائب إلخ، والشرك الأصغر لا يكون فيه شيء من ذلك ..
فيجتمعان في المحو بالتوبة، ويفترقان فيما عداها ...
وكلاهما يدخل الموازنة ..
وإن كان ظاهر كلام من يقول إن الأصغر لا يغفر إلا بالتوبة أنه لا يدخل تحت المشيئة، ولا يدخل في الموازنة، لأنه عنده يجب أن يعاقب عليه قبل دخوله الجنة، فلا معنى لدخوله في الموازنة ..
لكنه هنا التزم أنه لا يغفر، وإن كان يمكن أن يدخل صاحبه الجنة دون أن يغفر له، إن رجحت حسناته ..
وهذا فيه نظر، والله أعلم
فقال في حاشيته على كتاب التوحيد:
" والأصغر هو ما أتى في النصوص أنه شرك،، ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر، وحكمه أنه لا يغفر لصاحبه إلا بالتوبة لعموم (إن الله لا يغفر أن يشرك به) وأنه يحبط العمل الذي قارنه، ولا يوجب التخليد في النار، ولاينقل عن الملة، ويدخل تحت الموازنة، إن حصل معه حسنات راجحة على ذنوبه دخل الجنة وإلا دخل النار)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 12 - 10, 10:53 م]ـ
و و جدت لابن قاسم رأيا وسطا ـ وإن كان غريبا ـ وهو أن الشرك الأصغر لا يغفر إلا بالتوبة، ولكنه يدخل في الموازنة، فإن رجحت الحسنات دخل الجنة ...
فجمع بين أنه لا يغفر، وبين أنه يدخل الموازنة، ولكنه مشى على الأصل في دخول الجنة ..
فعلى ذلك لا فرق بين الكبيرة والشرك الأصغر إلا أن الكبيرة قد تمحى بحسنات ماحية أو شفاعة أو مصائب إلخ، والشرك الأصغر لا يكون فيه شيء من ذلك ..
فيجتمعان في المحو بالتوبة، ويفترقان فيما عداها ...
وكلاهما يدخل الموازنة ..
وإن كان ظاهر كلام من يقول إن الأصغر لا يغفر إلا بالتوبة أنه لا يدخل تحت المشيئة، ولا يدخل في الموازنة، لأنه عنده يجب أن يعاقب عليه قبل دخوله الجنة، فلا معنى لدخوله في الموازنة ..
لكنه هنا التزم أنه لا يغفر، وإن كان يمكن أن يدخل صاحبه الجنة دون أن يغفر له، إن رجحت حسناته ..
وهذا فيه نظر، والله أعلم
فقال في حاشيته على كتاب التوحيد:
" والأصغر هو ما أتى في النصوص أنه شرك،، ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر، وحكمه أنه لا يغفر لصاحبه إلا بالتوبة لعموم (إن الله لا يغفر أن يشرك به) وأنه يحبط العمل الذي قارنه، ولا يوجب التخليد في النار، ولاينقل عن الملة، ويدخل تحت الموازنة، إن حصل معه حسنات راجحة على ذنوبه دخل الجنة وإلا دخل النار " 50 - 51
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[11 - 12 - 10, 11:46 م]ـ
في نظري أنه لا تعارض في كلام الشيخ ابن قاسم رحمه الله ..
فقوله لا يغفر إلا بالتوبة بمعنى أنه يكون لا محالة في كفة السيئات إن لم يتب صاحبه منه فهو ذنب كباقي الذنوب الموزونة التي لم تغفر سواء كانت من الكبائر أو الصغائر ..
بمعنى أن الشرك إن لم يتب صاحبه منه فلا سبيل إلى مغفرته حتى تحصل الموازنة فإن رجحت كفة الحسنات نجا.
يدل على هذا الفهم أن ثمة جمع من أهل العلم قالوا إن الكبائر لا تغفر إلا بالتوبة وعده ابن عبدالبر إجماعا ورجحه ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم وذكر أنه قول الجمهور فقال: (والصحيح قول الجمهور أن الكبائر لا تكفر بدون التوبة لأن التوبة فرض على العباد .. ).ومع ذلك فقد قال في شرحه للحديث الثامن عشر: (وأمَّا في الآخرة، فيُوازَنُ بين الحسنات والسيئات، ويقُصُّ بعضُها من بعضٍ، فمن رجحت حسناتُه على سيئاته، فقد نجا، ودخل الجنَّة، وسواء في هذا الصغائر والكبائر .. ) فمع ميله إلى قول من قال إن الكبائر لا تغفر إلا بالتوبة قال بدخولها في الموازنة وحكم بالنجاة إن رجحت الحسنات ..
فيكون معنى عدم المغفرة في كلامه أنها تبقى في عنقه لا يخلص من تبعتها حتى توزن. والله أعلم وهذا نفسه كلام الشيخ ابن قاسم -فيما يظهر لي- والله أعلم.
ملحوظة رجح شيخ الإسلام أن الكبائر تغفر بغير التوبة كالحسنات الماحية ورد على من قال:
إن الحسنات تكفر الصغائر دون الكبائر.
وذكر عدة أوجه في رد كلامهم يراجع في الإيمان الأوسط لأهميته.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[12 - 12 - 10, 12:05 ص]ـ
وهذا سؤال لشيخنا العلامة الراجحي وأجاب الشيخ -حفظه الله- بمثل ما ذكرته في الجمع ..
قولكم - حفظكم الله - في الشرك الأصغر: إنه لا يغفر، أي: سيعذب صاحبه، ثم قلتم: أنه داخل تحت الموازنة بين الحسنات والسيئات، فنرجو الجمع بين القولين؟
نعم يعذب به إذا رجحت السيئات كما سبق، إذا رجحت السيئات عذب به، وإن رجحت الحسنات يسقط ما يقابله من الحسنات ولا يعذب به، فإذا كانت الحسنات كثيرة صار مغمورا، فيها كتوحيد كثير وإخلاص كثير في جانب شرك قليل، فهو لا يغفر، إما يعذب به، وإما يسقط ما يقابله من حسنات، فإذا كانت الحسنات كثيرة سقط ما يقابله، وإذا كانت السيئات راجحة عذب بها، وقال بعض أهل العلم: إنه كالكبائر تحت مشيئة الله، لكن ظاهر النصوص والتأدب مع القرآن بأنه داخل قوله: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/384)
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[12 - 12 - 10, 12:08 ص]ـ
وهذا كلام محكم للشيخ صال آل الشيخ من شرحه على كتاب التوحيد لعله يحل كلامه المشكل أعلاه ويكون حاكما عليه.
قال:
فإذا علم العبد المسلم أن الشرك بأنواعه لا يغفر، وأنه مؤاخذ به، وأن الصلاة إلى الصلاة، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان: لا تكفر ذنب الوقوع في الشرك الأصغر، فيجب أن يعظم في قلبه الخوف منه. فإن قيل: فبماذا يغفر إذا؟ فالجواب أنه لا يغفر إلا بالتوبة فقط، فإن لم يتب فثمة الموازنة بين الحسنات والسيئات، ولكن ما ظنكم بسيئة فيها التشريك بالله مع حسنات؟ فمن ينجو من ذلك؟!! لا ريب أنه (لا) ينجو إلا من عظمت حسناته، فزادت على سيئة ما وقع فيه من أنواع الشرك. ولا شك أن هذا يوجب الخوف الشديد من الشرك بعامة؛ لأن المرء يكون على خطر عظيم إذ وُزنت حسناته وسيئاته، ثم كان في سيئاته نوع من أنواع الشرك، لأن من المعلوم وأن الشرك بأنواعه من حيث الجنس أعظم من كبائر الأعمال المعروفة.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 12 - 10, 12:24 ص]ـ
لا أظن ذلك من وجهين:
الأول: أنه يصعب في تقديري أن يكون الشيخ ابن قاسم لا يقول بقول شيخ الإسلام في محو الكبائر بالأسباب العشرة.
الثاني: أنه يستدل على ذلك بخصوص آية الشرك، فهذا عنده خاص بالشرك ولذا استدل عليه بالدليل المخصوص، ولم يستدل بالعموم في الكبائر، وإلا لم يكن له قدر زائد على كل الكبائر، إلا مجرد إحباط العمل المقارن، وهذا لا يسلم الشيخ به، لأنه يحكي إجماع أهل السنة على أن الشرك الأصغرأعظم من كل الكبائر.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[12 - 12 - 10, 12:32 ص]ـ
كلام الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله هو عين كلام الشيخ ابن قاسم ,, وتأويله كما ذكرته وإلا لزم التناقض.
والله أعلم.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 12 - 10, 01:04 ص]ـ
القياس المطرد أن من يرى للشرك الأصغر خصيصة أنه لا يغفر، ويوجب العقوبة، أنه لا يدخل الميزان ..
وأن من يراه كغيره من الكبائر، يدخل تحت المشيئة، فيجعله يوزن ...
أما المسلك الذي وضحه الشيخ الراجحي ويمكن أن يحمل عليه كلام ابن قاسم:
فيظهر لي أن خلاصته أنهم يقولون: لو رجحت حسناته لم يؤثر هذا الشرك
ولو رجحت السيئات وليس فيها شرك فهو تحت المشيئة
ولو رجحت السيئات وفهيا شرك وجبت العقوبة
وهذا مسلك صعب
لكن لا شك أنه غير المسلك الأول الذي فيه حمل كلام ابن قاسم على قول الجمهور في الكبيرة
لأن الشرك عندهم غير سائر الكبائر ..
فليس كلام ابن قاسم ولا كلام الراجحي في عموم كون الشرك الأصغر كبيرة، ولكن في خصوص كونه شركا أصغر ..
ويصعب جدا أن يكون الشيخان لا يقولان بكلام شيخ الإسلام في الأسباب العشرة التي تمنع نفوذ الوعيد في الكبيرة، بل هما يقولان به، لكن الشرك الصغر مخصوص من ذلك عندهم بالدليل ..
والله أعلم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 12 - 10, 01:25 ص]ـ
و وجدت الشيخ ينص على الأسباب العشرة في شرحه على الطحاوية ...
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[12 - 12 - 10, 01:27 ص]ـ
هذا الكلام قد يتوجه لو قلنا إن المغفرة بالمشيئة تكون بعد الموازنة,, أما إذا قلنا إنها قبل الموازنة فكلامهم صحيح مطرد كما هو الحال في الكبائر على الوجه الذي ذكرتُه.
حتى لو قلنا إنهم يقولون بقول شيخ الإسلام رحمه الله في أسباب تكفير الذنوب وعموم الكبائر واستثنينا منها الشرك الأصغر.
فإن ذلك حاصل قبل الموازنة وأما ما بقي من ذنوب لتوزن فحينئذ إن رجحت كفة السيئات فإنه معذب على قدر هذه الذنوب ولا تبقى إلا الشفاعة في الخروج من النار.
والله أعلم.(67/385)
شبهة في تحليل الغناء؟
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[10 - 12 - 10, 08:54 م]ـ
شبهة في تحليل الغناء؟
قال قائلهم الأصل في الغناء الحل
ولم يرد دليل بالنص في تحريمه مثل الخمر وغيره من المحرمات ,
فمثلا لم يرد نص من السنة يقول وحرم الغناء
وقد أباحه رئيس علماء المسلمين اليوم وهو الشيخ القرضاوي.
نريد رد وافي على شبهتهم بارك الله فيكم.
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[10 - 12 - 10, 08:56 م]ـ
عليك بكتاب الرد على القرضاوي و الجديع
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[10 - 12 - 10, 09:12 م]ـ
و هل هذه تساوي شبهة, و هل كل مسألة يجب أن تأتي باسمها في السنة , فلو غيرنا اسم الخمر باسم شراب الروح فهل يكون حلالا , و ماهو دليل تحريم الحشيش و العقاقير التي هي أشد من الخمر , و لقد جاء عن النبي ليأتين على أمتي زمان يستحلون فيه الحر و الحرير و المعازف. أم مسألة التحليل و التحريم فهي للهو للرسول و ليست للقرضاوي , ومن جعله رئيسا على العلماء أنظر ردود أهل العلم على القرضاوي
و ما أظن هذه المشاركة إلا انها ستحذف لأنها تنقذ الإخوان المسلمين
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[10 - 12 - 10, 09:15 م]ـ
[ SIZE=6] وقد أباحه رئيس علماء المسلمين اليوم وهو الشيخ القرضاوي. .
من هذه الكلمة يتضح جهل صاحبك هداه الله فمن جعله رئيساً!!!!؟
لكن قل له إن (رئيس) أهل السنة والجماعة:أحمد بن حنبل رحمه الله يحرمه
وأنصحك بكتاب الريح القاصف في الرد على أهل الغناء والمعازف
لذياب الغامدي فهو رد قوي ورصين ومؤصل تأصيلاً علمياً
ثم هؤلاء عجيب أمرهم الحديث في البخاري ويقولون لا يوجد حديث صحيح!!!!!!
أما من يقول الحديث معلق وقد رأى كلام العلماء المحدثين وقد وصلوه كابن حجر وغيره فهو صاحب هوى
لا أستطيع الدخول في النيات لكن يستحيل أن يأتي طالب علم يجيز المعازف إلا أن يكون صاحب هوى
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[10 - 12 - 10, 09:18 م]ـ
وسوف أنقل لك مقتطفات في سند الحديث من كلام أهل العلم لاحقاً
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[10 - 12 - 10, 10:17 م]ـ
نصيحة لا تعدل عنها
استمع لهذه المحاضرة
الغناء في الميزان ( http://www.islamway.net/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=57000)
المحاضر / عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[10 - 12 - 10, 10:21 م]ـ
من هذه الكلمة يتضح جهل صاحبك هداه الله فمن جعله رئيساً!!!!؟
لكن قل له إن (رئيس) أهل السنة والجماعة:أحمد بن حنبل رحمه الله يحرمه
وأنصحك بكتاب الريح القاصف في الرد على أهل الغناء والمعازف
لذياب الغامدي فهو رد قوي ورصين ومؤصل تأصيلاً علمياً
ثم هؤلاء عجيب أمرهم الحديث في البخاري ويقولون لا يوجد حديث صحيح!!!!!!
أما من يقول الحديث معلق وقد رأى كلام العلماء المحدثين وقد وصلوه كابن حجر وغيره فهو صاحب هوى
لا أستطيع الدخول في النيات لكن يستحيل أن يأتي طالب علم يجيز المعازف إلا أن يكون صاحب هوى
جزاك الله خيرا
رد جميل
هم يريدون حديث فيه النص بالغناء وليس المعازف
مثلا يأتي حديث بهذا المعنى وحرم عليكم الغناء
بوركت
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[10 - 12 - 10, 10:26 م]ـ
نصيحة لا تعدل عنها
استمع لهذه المحاضرة
الغناء في الميزان ( http://www.islamway.net/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=57000)
المحاضر / عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي
جزاك الله خيرا
سمعت هذه المحاضرة وأنا مقتنع بتحريم الغناء لكن القوم عندهم شبه في ذلك.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[10 - 12 - 10, 10:29 م]ـ
عليك بكتاب الرد على القرضاوي و الجديع
جزاك الله خيرا. وبارك فيك
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[10 - 12 - 10, 10:31 م]ـ
وسوف أنقل لك مقتطفات في سند الحديث من كلام أهل العلم لاحقاً
جزاك الله خيرا
فقد أتيت لهم بكلام العلماء حول الحديث وسنده لأبن القيم والألباني وغيرهم من أهل العلم.
ولكنهم يثيرون الشبه فقط؟
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[10 - 12 - 10, 10:35 م]ـ
و هل هذه تساوي شبهة, و هل كل مسألة يجب أن تأتي باسمها في السنة , فلو غيرنا اسم الخمر باسم شراب الروح فهل يكون حلالا , و ماهو دليل تحريم الحشيش و العقاقير التي هي أشد من الخمر , و لقد جاء عن النبي ليأتين على أمتي زمان يستحلون فيه الحر و الحرير و المعازف. أم مسألة التحليل و التحريم فهي للهو للرسول و ليست للقرضاوي , ومن جعله رئيسا على العلماء أنظر ردود أهل العلم على القرضاوي
و ما أظن هذه المشاركة إلا انها ستحذف لأنها تنقذ الإخوان المسلمين
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
هم يقولون هاتوا حديث واحد بالنص يقول حرم عليكم الغناء
لايوجد نصوص تذكر الغناء صحيحة كما يزعمون
فوجب الرد عليهم بالحجة والبيان.
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[10 - 12 - 10, 10:37 م]ـ
قال الله تعالى في سورة لقمان: " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله "، قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء، وقال مجاهد رحمه الله: اللهو الطبل (تفسير الطبري 21/ 40)، وقال الحسن البصري رحمه الله: نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير (تفسير ابن كثير 3/ 451)، وقال السعدي رحمه الله: فدخل في هذا كل كلام محرم، وكل لغو وباطل، وهذيان من الأقوال المرغبة في الكفر والعصيان، ومن أقوال الرادين على الحق المجادلين بالباطل ليدحضوا به الحق، ومن غيبة ونميمة وكذب وشتم وسب، ومن غناء ومزامير شيطان، ومن الماجريات الملهية التي لا نفع فيها في دين ولا دنيا (تفسير السعدي 6/ 150)، قال ابن القيم رحمه الله: (ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود، قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: " ومن الناس من يشتري لهو الحديث "، فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات -، وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء.
هذا دليل كاف وشاف على تحريم الغناء.(67/386)
سلسلة كشف شبهات الصوفية
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[10 - 12 - 10, 09:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذه سلسلة لكشف شبهات الصوفية والرد عليها وأسأل الله التوفيق فيها وستضم ردودا لأهل العلم على شبهات الصوفية.
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[10 - 12 - 10, 09:19 م]ـ
في شبهة حصر القبوري النهي عن اتخاذ القبر مسجدًا
بالصلاة عليه أو إليه
للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
ففي معرض فقه معنى «اتخاذ القبور مساجد» أراد القبوري ?هداه الله? أن يحصره في الصلاة على القبور بمعنى السجود عليها، وكذا في استقبالها بالصلاة والدعاء، مستندًا إلى أنّ فهم العلماء لأحاديث النهي محصورة في هذين المعنيين، وأخرج بذلك المسجد الذي به ضريح، وقصد الصلاة فيه من معنى اتخاذ القبر مسجدًا، ثمّ ناقض كلامه في الأخير عند بيانه لحكم العلماء الفحول من أصحاب المذاهب الأربعة على الصلاة في مسجد فيه ضريح، حيث يقول ?هداه الله? ما نصُّه:
[واتخاذ القبر مسجدًا الذي ورد فيه النهي عن النبيِّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم؛ ليس هو ما ذكرنا من بناء المسجد بجوار ضريح مُتَّصل به أو منفصل عنه، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» (1 - أخرجه البخاري في «صحيحه» (1/ 446)، ومسلم في «صحيحه»: (1/ 376) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_1')))، وفي رواية لمسلم بلفظ: «قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ» (2 - أخرجه مسلم في «صحيحه»: (1/ 377) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_2'))). بزيادة: «وصالحيهم».
فعلماء الأُمَّة لم يفهموا من هذا الحديث أنَّ المقصود النهي عن اتصال المسجد بضريح نبي أو صالح، وإنما فسروا اتخاذ القبر مسجدًا التفسير الصحيح، وهو أن يُجعل القبر نفسه مكانًا للسجود، ويسجد عليه الساجد لمن في القبر عبادة له، كما فعل اليهود والنصارى؛ حيث قال تعالى: ?اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ? [التوبة: 31]، فهذا هو معنى السجود الذي استوجب اللعن، أو جعل القبر قِبلَةً دون القبلة المشروعة، كما يفعل أهل الكتاب؛ حيث يتوجَّهون بالصلاة إلى قبور أحبارهم ورهبانهم، فتلك الصور هي التي فهمها علماء الأُمَّة من النهي عن اتخاذ القبور مساجد.
فكان ينبغي على المسلمين أن يعرفوا الصورة المنهي عنها، لا أن ينظروا إلى ما فعله المسلمون في مساجدهم، ثمَّ يقولون: إنَّ الحديث ورد في المسلمين، فهذا فعل الخوارج والعياذ بالله، كما قال ابن عمر رضي الله عنه ذهبوا إلى آيات نزلت في المشركين، فجعلوها في المسلمين. فليست هناك كنيسة للنصارى ولا معبد لليهود على هيئة مساجد المسلمين التي بها أضرحة، والتي يصرُّ بعضهم أنَّ الحديث جاء في هذه الصورة.
ولكن العلماء فهموا المراد بنظر ثاقبٍ وهو ما اتضح في شروحهم لهذه الأحاديث، فها هو الشيخ السندي يقول بشأن هذا الحديث: «ومراده بذلك أن يحذِّر أُمَّته أن يصنعوا بقبره ما صنع اليهود والنصارى بقبور أنبيائهم من اتخاذهم تلك القبور مساجد، إمَّا بالسجود إليها تعظيمًا أو بجعلها قِبلةً، يتوجَّهون في الصلاة نحوها، قيل: ومجرَّد اتخاذ مسجد في جوار صالح تبرُّكًا غير ممنوع (3 - «حاشية السندي»: (2/ 41) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_3')))».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/387)
وقد نقل العلاَّمة ابن حجر العسقلاني وغيرُه من شُرَّاح السُّنن قول البيضاوي؛ حيث قال: «قال البيضاوي: لما كانت اليهود يسجدون لقبور الأنبياء؛ تعظيمًا لشأنهم، ويجعلونها قِبلة، ويتوجَّهون في الصلاة نحوها فاتخذوها أوثانًا، لَعَنَهم الله، ومنع المسلمين عن مثل ذلك، ونهاهم عنه، أمَّا من اتخذ مسجدًا بجوار صالح أو صلى في مقبرته وقصد به الاستظهار بروحه، ووصول أثر من آثار عبادته إليه، لا التعظيم له، والتوجُّه فلا حرج عليه، ألا ترى أنَّ مدفن إسماعيل في المسجد الحرام ثمَّ الحطيم؟ ثمَّ إنَّ ذلك المسجد أفضل مكان يتحرى المصلي بصلاته، والنهي عن الصلاة في المقابر مختص بالمنبوشة لما فيها من النجاسة. انتهى» (4 - «فتح الباري»: (1/ 524)، و «شرح الزرقاني»: (4/ 290)، و «فيض القدير»: (4/ 466) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_4'))).
وقد نقل كذلك المباركفوري في شرحه لجامع الإمام الترمذي قول التوربشتي فقال: «قال التوربشتي هو مخرج على الوجهين: أحدهما: كانوا يسجدون لقبور الأنبياء تعظيمًا لهم وقصد العبادة في ذلك. وثانيهما: أنهم كانوا يتحرَّون الصلاة في مدافن الأنبياء، والتوجُّه إلى قبورهم في حالة الصلاة والعبادة لله؛ نظرًا منهم أنَّ ذلك الصنيع أعظم موقعًا عند الله لاشتماله على الأمرين» (5 - «تحفة الأحوذي» للمباركفوري: (2/ 226) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_5'))).
وممَّا سبق يتبيَّن أنَّ حكم الصلاة بالمسجد الذي به ضريح يكون، إذا كان القبر في مكان مُنعزِل عن المسجد، أي: لا يصلى فيه، فالصلاة في المسجد الذي يجاوره صحيحة، ولا حرمة ولا كراهة فيها، أمَّا إذا كان القبر في داخل المسجد، فإنَّ الصلاة باطلة ومحرَّمة على مذهب أحمد بن حنبل، جائزة وصحيحة عند الأئمة الثلاثة، غاية الأمر أنهم قالوا: يكره أن يكون القبر أمام المصلى؛ لما فيه من التشبه بالصلاة إليه، والله تعالى أعلى وأعلم].
فالجواب على القبوري ?هداه الله? بحصره النهي عن اتخاذ القبر مسجدًا بالصلاة عليه وإليه فقط ما يلي:
1? تفسير ورود الصورة المنهي عنها في حديث لعن اليهود والنصارى في اتخاذ قبور أنبيائهم مساجد على من يجعل القبر نفسه مكانًا للسجود، ويسجد عليه الساجد لمن في القبر عبادة له، أو جعل القبر قبلة دون القبلة المشروعة تفسير لا شك في صحته، وللمعنيين شواهد لأحاديث عدة ثابتة عن النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لم يُعرِّج عليها القبوري ?هداه الله? وسأورد بعضًا منها على الوجه التالي:
? أمَّا المعنى الأول من معاني اتخاذ القبر مسجدًا والسجود لها فإنه يشهد لهذا المعنى:
• قوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تُصَلُّوا إِلَى قَبْرِ، وَلاَ تُصَلُّوا عَلَى قَبْرِ» (6 - أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير»: (11/ 376)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (3/ 13) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_6'))).
• « نَهْيُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبْنَى عَلَى القُبُورِ، أَوْ يُقْعَدَ عَلَيْهَا، أَوْ يُصَلَّى عَلَيْهَا» (7 - أخرجه أبو يعلى في «مسنده»: (2/ 297)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (3/ 191): «رجاله ثقات»، وصححه الألباني في «تحذير الساجد»: (29) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_7'))).
• « نَهْيُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلاَةِ إِلَى القُبُورِ» (8 - أخرجه ابن حبان في «صحيحه»: (6/ 93)، من حديث أنس رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع»: (6893) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_8'))).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/388)
- أمَّا المعنى الثاني من معاني الاتخاذ: وهو السجود إليها واستقبالها بالصلاة والدعاء فيشهد له النهي الصريح في قوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تَجْلِسُوا عَلَى القُبُورِ، وَلاَ تُصَلُّوا إِلَيْهَا» (9 - أخرجه مسلم كتاب «الجنائز»: (1/ 430)، رقم: (972)، والنسائي كتاب «القبلة»: (760)، وأحمد: (4/ 135)، من حديث أبي مرثد الغنوي رضي الله عنه (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_9')))، ويؤيِّده فهم الصحابة رضي الله عنهم، فقد ثبت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كُنْتُ أُصَلِّي قَرِيبًا مِنْ قَبْرٍ فَرَآنِي عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: «القَبْر، القَبْر»، فَرَفَعْتُ بَصَرِي إِلَى السَّمَاءِ وَأَنَا أَحْسَبُهُ يَقُولُ: القَمَرَ» (10 - أخرجه البخاري تعليقا: كتاب «الصلاة»، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية ويتخذ مكانها مساجد: (1/ 111)، قال ابن حجر في «فتح الباري» (1/ 659): «رويناه موصولا في كتاب الصلاة لأبي نعيم شيخ البخاري ... وله طرق أخرى بينتها في «تعليق التعليق»» (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_10')))، وعند عبد الرزاق بزيادة: «إِنَّمَا أَقُول القَبْرَ، لاَ تُصَلِّ إِلَيْهِ» (11 - «المصنف» لعبد الرزاق الصنعاني: (1/ 404)، والأثر صححه الألباني في: «تحذير الساجد»: (35) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_11'))).
فهذا المعنى والذي قبله استدلّ لهما القبوري ?هداه الله? بكلام السِّندي والبيضاوي وما نقله المباركفوري عن قول التوربتشي، فهما صحيحان بلا شكّ لدلالة النصوص الحديثية والآثار عليهما لكنهما لا يمثلان ?في حقيقة الأمر? سوى مفهومين لمعنى اتخاذ القبور مساجد، ومفهومه أوسع من ذلك، قال الصنعاني ?رحمه الله?: «واتخاذ القبور مساجد أعمُّ من أن يكون بمعنى الصلاة إليها أو بمعنى الصلاة عليها» (12 - «سبل السلام» للصنعاني: (1/ 317 - 318) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_12')))، وقال ?أيضًا?: «والمراد من الاتخاذ أعمّ من أن يكون ابتداعًا أو اتباعًا فاليهود ابتدعت والنصارى اتبعت» (13 - نفس المصدر السابق (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_13'))).
قلت: بل إنَّ الأحاديث الصحيحة المتقدِّمة المتضمِّنة للوعيد الشديد تشمل ?باللزوم? معنى ثالثًا في النهي عن اتخاذ القبور مساجد وهو البناء عليها، ووجه اللزوم من السجود إليها بناء المساجد عليها على غرار ما يلزم من بناء المساجد عليها السجود إليها، ذلك لأنّ الشارع «إذا أمر ببناء المساجد فهو يأمر ?ضمنًا? بالصلاة فيها؛ لأنها هي المقصودة بالبناء، وكذلك إذا نهى عن بناء المساجد على القبور، فهو ينهى ?ضمنًا? عن الصلاة فيها؛ لأنها هي المقصودة بالبناء أيضًا، وهذا بيِّن لا يخفى على العاقل» (14 - «تحذير الساجد» للألباني: (43) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_14')))، وقد بيَّنه المناوي ?رحمه الله? في معرض شرحه للحديث حيث قال: «أي: اتخذوها جهة قبلتهم مع اعتقادهم الباطل، وإن اتخاذها مساجد لازم، لاتخاذ المساجد عليها كعكسه، وهذا بين به سبب لعنهم لما فيه من المغالاة في التعظيم» (15 - «فيض القدير» للمناوي: (4/ 466) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_15')))، هذا، وقد ترجم الإمام البخاري ?رحمه الله? لمعنى هذا الحديث بقوله: «باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور» (16 - «صحيح البخاري» بشرح فتح الباري: (3/ 200) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_16')))، قال ابن حجر ?رحمه الله?: «قال الكرماني: مفاد الحديث منع اتخاد القبر مسجدًا، ومدلول الترجمة اتخاذ المسجد على القبر، ومفهومهما متغاير، ويجاب بأنهما متلازمان وإن تغاير المفهوم» (17 - «فتح الباري» لابن حجر: (3/ 201) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_17'))).
وبناءً على تفسيره لمعنى اتخاذ القبر مسجدًا أن يجعل القبر مكانًا للسجود فإنه ?فضلاً عن شموله لبناء المسجد عليه بطريق اللزوم كما تقدَّم من أقوال أهل العلم? فقد صحَّ ?عن طريق النقل? ما يثبت النهي الصريح لبناء المساجد على القبور بالنصوص الحديثية التالية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/389)
أولاً: قوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، ثُمَّ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللهِ» (18 - أخرجه البخاري كتاب «المساجد»، باب الصلاة في البيعة: (1/ 112)، ومسلم كتاب «المساجد ومواضع الصلاة»: (1/ 239) رقم: (528)، من حديث عائشة رضي الله عنها (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_18')))، والحديث صريح بأنَّ من أسباب كونهم شرار الخلق بناء المساجد على قبور الصالحين، قال ابن رجب ?رحمه الله?: «هذا الحديث يدلُّ على تحريم بناء المساجد على قبور الصالحين» (19 - «فتح الباري» لابن رجب: (3/ 197) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_19')))، وهذا المعنى الذي أشارت إليه عائشة رضي الله عنها بقولها: «فَلَوْلاَ ذَاكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ، غَيْرَ أَنَّهُ خَشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا» (20 - أخرجه البخاري كتاب «الجنائز»، باب ما جاء في قبر النبي وأبي بكر وعمر فأقبره: (1/ 333)، ومسلم كتاب «المساجد ومواضع الصلاة»: (1/ 239)، رقم: (529)، من حديث عائشة رضي الله عنها (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_20')))، أي: لولا مخافة الوقوع في اللعن الذي استحقَّه اليهود والنصارى بسبب اتخاذهم القبور مساجد لجعل قبره صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في أرضٍ بارزةٍ ظاهرةٍ مكشوفةٍ، فإنَّ الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدًا، وكُلُّ موضع يُصلَّى فيه يُسمَّى مسجدًا كما قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «جُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا» (21 - أخرجه البخاري كتاب «التيمم»، باب التيمم: (1/ 87)، ومسلم كتاب «المساجد ومواضع الصلاة»: (1/ 236)، رقم: (521)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_21'))).
ثانيًا: قوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لَعَنَ اللهُ زَائِرَاتِ القُبُورِ، المُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا المَسَاجِدَ وَالسُّرَجَ» (22 - أخرجه أبو داود كتاب «الجنائز»، باب في زيارة النساء القبور: (3236)، والترمذي كتاب «الصلاة»، باب ما جاء في كراهية أن يتخذ على القبر مسجدا: (320)، وأحمد: (3108)، من حديث أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما، والحديث بهذا السياق ضعيف، قال ابن رجب الحنبلي في «فتح الباري» (3/ 201): «وقال مسلم في كتاب التفصيل: هذا الحديث ليس بثابت، وأبو صالح باذام قد اتقى الناس حديثه، ولا يثبت له سماع من ابن عباس». لكن ورد له شواهد تقويه في «لعن زائرات القبور»، مثل الحديث الذي أخرجه الترمذي (1056) وغيره: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ زَوَّارَاتِ القُبُورِ»، وأخرى في «اتخاذ المساجد على القبور» وقد تواتر ذلك عنه صلى الله عليه وآله وسلم. انظر: «الإرواء»: (3/ 212)، و «السلسلة الضعيفة»: (1/ 393) للألباني (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_22')))، قال ابن تيمية ?رحمه الله?: «ويحرم الإسراج على القبور، واتخاذ المساجد عليها، وبنيها ويتعيَّن إزالتها، ولا أعلم فيه خلافًا بين العلماء المعروفين» (23 - «اختيارات ابن تيمية» للبعلي: (81) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_23'))).
ثالثًا: «نَهْيُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجَصَّصَ القَبْرُ، وَأَنْ يُقْعَدَ عَلَيْهِ، وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ» (24 - أخرجه مسلم كتاب «الجنائز»: (1/ 430)، رقم: (970)، وأبو داود كتاب «الجنائز»، باب في البناء على القبر: (3225)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_24')))، والحديث دلَّ على أنَّ البناء على القبر مُنهَى عنه مطلقًا يسيرًا كان أو كثيرًا، بل الكثير والكبير أحرى بالنهي من طريق فحوى الخطاب؛ لأنَّ البناء اليسير على القبر منهى عنه كالقبة مثلاً فيدخل في النهي عن بناء الكبير كالمسجد دخولاً أولويًّا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/390)
ولهذا لا يجتمع في دين الإسلام قبر ومسجد مُطلقًا، ولا فرق ?في المحذور? بين بناء المسجد على القبر أو إدخال القبر في المسجد، وضمن هذا المنظور السُّنِّي يقول ابن القيم ?رحمه الله? «فلا يجتمع في دين الإسلام مسجد وقبر، بل أيُّهما طرأ على الآخر منع منه، وكان الحكم للسابق، فلو وضعَا معًا لم يجز، ولا يصح هذا الوقف ولا يجوز، ولا تصحُّ الصلاة في هذا المسجد لنهي رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم عن ذلك، ولعنه من اتخذ القبر مسجدًا أو أوقد عليه سراجًا، فهذا دين الإسلام الذي بعث الله به رسوله ونبيه، وغربته بين الناس كما ترى» (25 - «زاد المعاد» لابن القيم: (3/ 572) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_25')))، ونقل المناوي عن الحافظ العراقي في هذا المعنى بقوله: «قال الزين العراقي: والظاهر أنه لا فرق، فلو بنى مسجدًا بقصد أن يدفن في بعضه دخل في اللعنة، بل يحرم الدفن في المسجد، وإن شرط أن يدفن فيه لم يَصِحَّ الشرطُ لمخالفته لمقتضى وقفه مسجدًا» (26 - «فيض القدير» للمناوي: (5/ 274) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_26'))).
هذا، وأمَّا ما استظهر به القبوري ?هداه الله? من كلام البيضاوي بقوله: «أمَّا من اتخذ مسجدًا بجوار صالح أو صَلَّى في مقبرته وقصد به الاستظهار بروحه، ووصل أثر من آثار عبادته إليه، لا التعظيم له والتوجه فلا حرج عليه، ألا ترى أنَّ مدفن إسماعيل في المسجد الحرام ثمَّ الحطيم؟ ثمَّ إنَّ ذلك المسجد أفضل مكان يتحرَّى المصلي بصلاته، والنهي عن الصلاة في المقابر مختصٌّ بالمنبوشة لما فيها من النجاسة».
فجوابه من ثلاث جهات:
الأولى: أنَّ تقرير الجواز مخالف لعموم الأدلة الناهية عن الصلاة في المقبرة وما يلحق بها من المساجد المبنية على القبور، قال الألوسي: «هذا، واستدلَّ بالآية على جواز البناء على قبور الصلحاء واتخاذ مسجد عليها وجواز الصلاة فيها، وممَّن ذكر ذلك الشهاب الخفاجي في حواشيه على البيضاوي وهو قول باطل عاطل فاسد كاسد» (27 - «تفسير الألوسي»: (11/ 196) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_27')))، ثمَّ استدلَّ على ذلك بالأخبار الصحيحة والآثار الصريحة على فساد هذا المعتقد.
الثانية: أنَّ تعليل النهي عن الصلاة في المقابر بالنجاسة الحِسِّية غير ظاهر مع أنَّ المؤمن لا ينجس حيًّا أو ميّتًا، كما ثبت في الحديث (28 - عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه في بعض طريق المدينة وهو جنب فانخنس منه فذهب فاغتسل ثم جاء فقال: «أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟» قال: كنت جنبا فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة، فقال: «سُبْحَانَ اللهِ إِنَّ المسْلِمَ لاَ يَنْجُسُ». أخرجه البخاري: (1/ 75)، ومسلم: (1/ 175). وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «المسْلِمُ لاَ يَنْجُسُ حَيًّا وَلاَ مَيِّتًا» أخرجه البخاري معلقا: (1/ 300)، ووصله ابن أبي شيبة: (2/ 469) انظر: «فتح الباري» لابن حجر: (1/ 33) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_28')))، وإنما ورد النهي سدًّا للذريعة خشية أن يُعبَدَ فيها المقبور لقرينة خبر: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ» (29 - أخرجه أحمد في «مسنده»: (7352)، وأبو يعلى في «مسنده»: (1/ 312)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وصحح إسناده الألباني في «تحذير الساجد»: (22) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_29')))، فكان النهيُ لأجل نجاسة الشِّرك اللاحقة بمن عصاه، وهي نجاسة معنوية، قال الصنعاني ?رحمه الله? متعقِّبًا على البيضاوي «قوله: «لا لتعظيم له»، يقال: قصد التبرك به تعظيم له، ثمّ أحاديث النهي مطلقة ولا دليل على التعليل بما ذكر، والظاهر أنّ العلة سدّ الذريعة والبعد عن التشبُّه بعبدة الأوثان، الذين يعظِّمون الجمادات التي لا تنفع ولا تضرُّ، ولما في إنفاق المال في ذلك من العبث والتبذير الخالي عن النفع بالكلية؛ ولأنه سبب لإيقاد السرج عليها الملعون فاعله، ومفاسد ما يبنى على القبور من المشاهد والقباب لا تحصر» (30 - «سبل السلام» للصنعاني: (1/ 318) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_30'))).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/391)
وقال ابن القيم ?رحمه الله?: «وبالجملة: فمن له معرفة بالشرك وأسبابه وذرائعه، وفهم عن الرسول صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم مقاصده، جزم جزمًا لا يحتمل النقيض أنَّ هذه المبالغة منه باللعن والنهي بصيغتيه: صيغة: «لا تفعلوا»، وصيغة: «إني أنهاكم»، ليس لأجل النجاسة، بل هو لأجل نجاسة الشرك اللاحقة بمن عصاه، وارتكب ما عنه نهاه، واتبع هواه، ولم يخش ربه ومولاه، وقلَّ نصيبه أو عدم عن تحقيق شهادة أن لا إله إلاَّ الله، فإنَّ هذا وأمثاله من النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم صيانة لحمى التوحيد أن يلحقه شرك ويغشاه، وتجريد له وغضب لربه أن يعدل به سواه» (31 - «إغاثة اللهفان» لابن القيم: (1/ 189) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_31'))).
- أمَّا قول البيضاوي: «ألا ترى أنَّ مدفن إسماعيل في المسجد الحرام ثمَّ الحطيم؟».
• فجوابه من جهة عدم التسليم بصحة الدعوى أولاً، ثمَّ من جهة التسليم ?جدلاً? بصحَّتها ثانيًا على ما يأتي:
الجهة الأولى: إنَّ دعوى وجود قبر إسماعيل عليه السلام أو غيره من الأنبياء الكرام مدفونين في المسجد الحرام تحتاج إلى نقلٍ صحيحٍ مؤيّدٍ يصح الاستدلال به، وهو مفتقر إليه لعدم ثبوت أي خبر مرفوع في الدواوين المعروفة، قال الألباني ?رحمه الله?: «وذلك من أعظم علامات كون الحديث ضعيفًا بل موضوعًا عند بعض المحقِّقين، وغاية ما روي في ذلك آثار معضلات، بأسانيد واهيات موقوفات، أخرجها الأزرقي في «أخبار مكة»، فلا يلتفت إليها وإن ساقها بعض المبتدعة مساق المسلمات» (32 - «تحذير الساجد» للألباني: (109 - 110) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_32'))).
الجهة الثانية: وعلى فرض بصحة الآثار ووجود قبور الأنبياء الكرام فإن العبرة في هذه المسألة بالقبور المشرفة والمرتفعة بأن يبنى عليها أو تشرف بكبر الأعلام التي توضع عليها وهي «النصب» أو «النصائب» أو تشرف بالتلوين أو برفع تراب القبر عما حوله فيكون بيِّنًا ظاهرًا كما هو حال الأضرحة والقباب؛ لأنّ القبور المشرفة يزداد الغلو فيها وتقع مفاسد الشركيات والوثنيات عندها وقد جاء في صحيح مسلم عن أبي الهيَّاج قال: قال لي عليٌّ: «أَلاَ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ لاَ تَدَعَ صُورَةً إِلاَّ طَمَسْتَهَا، وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ» (33 - أخرجه مسلم كتاب «الجنائز»: (1/ 429) رقم: (969)، وأحمد: (1/ 96)، من حديث علي رضي الله عنه (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_33'))).
وعليه فلا يصح الاستدلال بهذه الآثار على جواز اتخاذ المساجد على القبور –ولو كانت حقيقية? لاندراسها وخفائها وعدم ظهورها، إذ المعلوم ضرورة أن الأرض كلها مقبرة الأحياء كما قال تعالى: ?أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا، أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا? [المرسلات: 25، 26]، وإذا افترقت الصورتان في معنى الظهور والبروز والإشراف فلا مجال للتسوية بينهما أو نفي الفارق عنهما.
وقد ورد هذا المعنى في جواب علي القاري ?رحمه الله? على من ذكر أن صورة قبر إسماعيل عليه السلام في الحجر تحت الميزاب، وأن في الحطيم بين الحجر الأسود وزمزم قبر سبعين نبيًّا حيث قال: «وفيه أنّ صورة قبر إسماعيل عليه السلام وغيره مندرسة فلا يصلح الاستدلال» (34 - «مرقاة المفاتيح» للقاري: (2/ 416) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_34'))).
- وأمَّا قوله: «ثمَّ إنَّ ذلك المسجد أفضل مكان يتحرَّى المصلي لصلاته».
فجوابه أنه: من الخطإ البيِّن الاعتقاد أنَّ فضيلة المسجد الحرام عن سائر المساجد إنما طرأت بدفن إسماعيل عليه السلام، ولو مع فرض التسليم بصحة الآثار الواردة بدفنه فيه فلم يثبت أي دليل يُفصح عن حدوث فضيلته بالطروء، ولم ينقل ذلك أحد من السلف، بل فضيلة المسجد الحرام مرتبطة به وأصيلة فيه، ومؤكدة منذ أن رفع إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام القواعد من البيت كما في قوله تعالى: ?وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ? [البقرة: 127]، وقوله تعالى: ?وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/392)
وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ? [البقرة: 125]، فشأن المسجد الحرام في التصاق الفضيلة به كشأن فضيلة المسجد النبوي، فإن أجر الصلاة فيه بألف صلاة بإخبار النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدفن فيه أحد.
هذا، وقد ساق القبوري ?هداه الله? فهم العلماء لمعنى اتخاذ القبر مسجدا بالصلاة عليه أو إليه أي من غير أن يفهموا ?في زعمه? من نص الحديث: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» (35 - أخرجه البخاري كتاب «الجنائز»، باب ما جاء في قبر النبي وأبي بكر وعمر فأقبره: (1/ 333)، ومسلم كتاب «المساجد ومواضع الصلاة»: (1/ 239)، رقم: (529)، من حديث عائشة رضي الله عنها (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_35'))) النهي عن بناء المساجد وقصد الصلاة فيها ثمّ تناقض في آخر رده عند نقله عن أئمة المذاهب بتحريم الصلاة في المسجد الذي به قبر أو ضريح وبطلانها على مذهب أحمد بن حنبل وكراهتها عند الأئمة الثلاثة، فمن أين يأتي التحريم والكراهة إذا لم يفهموا من الحديث النهي عن بناء المساجد على القبور يا ترى؟!!
وقد نقلتُ ?فيما مضى? تصريح عامة الطوائف والمذاهب بالنهي عن بناء المساجد عليها متابعة منهم للسنة الصحيحة الصريحة من غير اختلاف بين الأئمة المعروفين، وإن أطلقت طائفةٌ منهم لفظ «الكراهة» فإنه ينبغي حمله على الكراهة التحريمية إحسانًا بالظن بالعلماء، ولأنه هو المعنى الشرعي في الاستعمال القرآني فيحمل عليه لا على المعنى الاصطلاحي في الأصول عند المتأخرين، ومن الاستعمال القرآني للفظ «الكراهة» بمعنى «التحريم» قوله تعالى: ?وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ? [الحجرات: 7]، كما ذكر الله تعالى -أيضًا- بعد النهي عن قتل الأولاد، وقربان الزنا، وقتل النفس، وغير ذلك، هذا المعنى بقوله تعالى: ?كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا? [الإسراء: 38]، أي: محرمًا؛ لأن هذه المذكورات والتي قبلها كلها محرمات، ويؤيد ذلك أن الأصل في النهي عند مالك والشافعي وأحمد وغيرهم يحمل على التحريم إلا إذا دل دليل يصرف النهي إلى التنزيه ولا صارف استظهروه في الأحاديث الناهية بتحريم بناء المساجد على القبور.
وفي هذا المعنى من حمل لفظ «الكراهة» عند الأئمة المتقدِّمين على «التحريم» عند الإطلاق ما ذكره ابن القيم ?رحمه الله? عن الإمام الشافعي ?رحمه الله? فيمن أراد نسبة القول إليه بإباحة تزوج الرجل من بنته من الزنا بدعوى تصريحه بكراهة ذلك، وأنَّ الكراهة لا تنافي الجواز إذا ما حملت على التَّنْزِيه فيقول ?رحمه الله?: «ومن هذا ?أيضًا? أنه نصّ على كراهة تزوج الرجل ابنته من ماء الزنا، ولم يقل قط إنه مباح ولا جائز، والذي يليق بجلاله وإمامته ومنصبه الذي أجلَّه الله به من الدين أنَّ هذا للكراهة منه على وجه التحريم، وأطلق لفظ «الكراهة»؛ لأنَّ الحرام يكرهه الله ورسوله، وقد قال تعالى عقب ذكر ما حرمه من المحرمات من عند قوله: ?وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ? إلى قوله: ?فلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا? إلى قوله: ?وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ? إلى قوله: ?وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى? إلى قوله: ?وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالحَقِّ? إلى قوله: ?وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ? إلى قوله: ?وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ? إلى آخر الآيات، ثمَّ قال: ?كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوها?، وفي الصحيح: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ المَالِ» (36 - أخرجه البخاري «الزكاة»، باب قول الله تعالى: «لا يسألون الناس إلحافا»، وكم الغنى: (1/ 357)، ومسلم كتاب «الأقضية»: (2/ 820)، رقم: (1715)، من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_36'))).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/393)