فلما تكلم الشيخ عن الصفات وما فرّع الفلاسفة على هذه المسألة من أمور عقلية منافية للشرع والعقل أبطل حجتهم عقلاً، ثم ذكر بطلانها بالشرع وأنها تفريعات مبتدعة.
ثم قال: ([71] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn71)) وفرعوا من الكلام في صفات الله وأفعاله ما هو بدعة مخالفة للشرع وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فهي مخالفة للعقل كما هي مخالفة للشرع.
والذي نبهنا عليه هنا يعلم به دلالة العقل الصريح على ما جاءت به الرسل ولا ريب أن كثيراً من طوائف المسلمين يخطئ في كثير من دلائله ومسائله فلا يسوغ ولا يمكن نصر قوله مطلقاً بل الواجب أن لا يقال إلا الحق قال تعالى: "ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق". ([72] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn72))
وإذا كان المقصود نصر حق اتفق عليه أهل الملة أو رد باطل اتفقوا على أنه باطل نصر بالطريق الذي يفيد ذلك وإن لم يستقم دليله على طريقة طائفة من طوائف أهل القبلة بين كيف يمكن إثباته بطريقة مؤلفة من قولها وقول طائفة أخرى فإن تلك الطائفة أن توافق طائفة من طوائف المسلمين خير لها من أن تخرج عن دين الإسلام وكذلك أن توافق المعقول الصريح خير من أن تخرج عن المعقول بالكلية والقول كلما كان أفسد في الشرع كان أفسد في العقل فإن الحق لا يتناقض والرسل إنما أخبرت بالحق والله فطر عباده على معرفة الحق والرسل بعثت بتكميل الفطرة لا بتغيير الفطرة قال تعالى: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق". ([73] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn73))
فأخبر أنه سيريهم الآيات الأفقية والنفسية المبينة لأن القرآن الذي أخبر به عباده حق فتتطابق الدلالة البرهانية القرآنية والبرهانية العيانية ويتصادق موجب الشرع المنقول والنظر المعقول. انتهى كلامه.
ولما انتقد طريقة الجهمية والمعتزلة في الاستدلال على العدم والسكون، نقد تلك الطريقة عقلاً وبين خطأها عند جمهور المتكلمين ثم نفاها شرعاً وذكر أنها طريقة مبتدعة.
قال الشيخ: ([74] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn74)) ولكن الاستدلال على ذلك بالطريقة الجهمية المعتزلية طريقة الأعراض والحركة والسكون التي مبناها على أن الأجسام محدثة لكونها لا تخلو عن الحوادث وامتناع حوادث لا أول لها طريقة مبتدعة في الشرع باتفاق أهل العلم بالسنة وطريقة مخطرة مخوفة في العقل بل مذمومة عند طوائف كثيرة وإن لم يعلم بطلانها لكثرة مقدماتها وخفائها والنزاع فيها عند كثير من أهل النظر كالأشعري في رسالته إلى أهل الثغر ومن سلك سبيله في ذلك كالخطابي وأبي عمر الطلمنكي وغيرهم وهي طريقة باطلة في الشرع والعقل عند محققي الأئمة العالمين بحقائق المعقول والمسموع. انتهى كلامه.
ولما ذكر شيخ الإسلام رأي أكثر الفلاسفة في مسألة تقدم مادة العالم على صورته، قال: ([75] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn75)) وهذا موافق لما أخبرت به الرسل صلوات الله عليهم فإن الله أخبر أنه "خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء". ([76] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn76))
وأخبر أنه "استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض آئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين". ([77] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn77))
ثم ذكر الأحاديث الصحيحة الدالة على ذلك أيضاً، وبيّن أن الشرع والعقل متوافقين لا يفترقان ولا يتناقضان.
ولما ذكر مسألة أن الله تعالى ولو قدّر أن يعذب من يشاء لم يكن لأحد منعه، وناقش المسألة عقلياً ثم أثبت صحتها، ذكر بعد ذلك ما يوافقها من الآيات والأحاديث، ليثبت في ذلك أن العقل لا يتنافى مع الشرع، وأن كل ما يثبته العقل السليم فإنه ثابت شرعاً.
فقال: ([78] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn78)) كما قال تعالى: "قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعاً". ([79] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn79))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/273)
وهو سبحانه لو ناقش من ناقشه من خلقه يعذبه كما ثبت في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من نوقش الحساب عذب قالت قلت يا رسول الله أليس الله يقول: "فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحساب حساباً يسيراً". فقال: ذلك العرض ومن نوقش الحساب عذب.
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل.
وفي الحديث الذي رواه أبو داود وغيره: لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خيراً لهم من أعمالهم. انتهى كلامه.
وغير هذا من الأمثلة التي يطول الكلام بذكرها.
هذا أبرز ما ظهر لي من معالم منهجه في هذا الكتاب، ولعل من دقق النظر وعلل القراءة في صفحاته وفصوله استخرج من فوائده وفرائده أساليب أخرى من منهاجه، فرحمه الله تعالى، وأجزل له المثوبة.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فهرس الموضوعات
الموضوع رقم الصفحة
·مقدمة: ........................................... .................................................. .................. 1
·تمهيد: في سبب تأليف الكتاب: ........................................... .................................. 3
·منهج شيخ الإسلام في كتابه منهاج السنة: ............................................ .............. 5
·المطلب الأول: معرفة منشأ البدعة وكيفية تطورها والمراحل التي مرت فيها: ........... ......... 5
·المطلب الثاني: تقييمه العام للرافضة: .......................................... ......................... 8
-الأول: التقييم العقدي: ........................................... ........................................ 9
- والثاني: تقييم أصولهم العلمية والفكرية: ......................................... ................ 9
- الثالث: معرفة مواردهم العلمية والعقدية والفكرية: ......................................... . 10
-الرابع: المعرفة التامة بأقوال الخصوم وتفصيلات المسائل عند الفرق الأخرى، وأوجه الاتفاق والافتراق بينهم: ............................................ ................................... 11
·المطلب الثالث: الشمولية والاستطراد في مناقشة الأقوال بأوسع مما طرحه أصحاب الشبهة:14
·المطلب الرابع: طرق طرح مسائل النقاش عنده: ............................................. .... 16
-أولها: يبدأ بعرض الأمور المتفق عليها قبل مناقشة الأمور المختلف فيها: ................. ........... 16
- ثانيها: الاستدلال بكلام علماء السلف ممن خبروهم وعرفوهم: ............................ 16
- ثالثها: مقارنة أقوالهم بالفرق الأخرى والمفاضلة بينهم: ................................... 16
أولاً: مقارنة معتقداتهم بمعتقدات الخوارج وتفضيل الخوارج عليهم: ............................................ ...... 16
ثانياً: مقارنته إياهم بالمعتزلة وإبراز مدى التشابه بينهم: ............................................ ................... 17
ثالثاً: مقارنة معتقداتهم بالصوفية وتفضيل الصوفية عليهم: ............................................ ................ 18
رابعاً: مقارنة معتقداتهم بمعتقدات أهل السنة وتفضيل أهل السنة عليهم من كل وجه: .............................. 18
- رابعها: الاستدلال بكلام أهل الفرق على بعضها البعض: .................................... 18
- خامسها: مقارنة أقوالهم بأقوال أهل الكتاب من اليهود والنصارى والمفاضلة بينهم: 20
- سادسها: مقارنة معتقدات الفرق بعضها ببعض والمفاضلة بينها: ....................... 22
- سابعها: العدل مع الخصوم واتباع الحق في طرحه للمسائل: .............................. 23
- ثامنها: طرح جميع الاحتمالات العقلية ومناقشتها: ........................................ ... 24
- تاسعها: الاستدلال بالآيات والأحاديث: ........................................ ................... 25
- عاشرها: الاستدلال عليهم من أصل قولهم وبيان تناقضاتهم: .............................. 26
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/274)
-حادي عشرها: مناقشة أدلتهم النقلية من حيث الصحة والفساد، ثم مناقشتها عقلياً على فرض صحتها: ............................................ .................................................. ....................................... 27
- ثاني عشرها: تنويع الرد بين عقلي ونقلي وتاريخي بما يناسب الشبهة المطروحة: .... ........... 27
·المطلب الخامس: توظيف الأدلة العلمية ونتائج المناظرة فيما يستفاد منها في الأمور العملية:30
·المطلب السادس: ربط العقليات الثاتبة بالشرعيات، وإثبات أن الشرع والعقل لا يتناقضان:32
([1]) منهاج السنة النبوية، أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس، مؤسسة قرطبة، الطبعة الأولى، 1406، تحقيق: د. محمد رشاد سالم، [8مجلدات] 1/ 2، وسيشار له فيما بعد بـ"منهاج السنة النبوية".
([2]) المنتقى من منهاج الاعتدل في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال ص17 - 19، بتصرف، والكتاب مختصر لكتاب "منهاج السنة"، اختصره الحافظ أبو عبد الله محمد بن عثمان الذهبي، تحقيق محمد الدين الخطيب، [محلد].
([3]) منهاج السنة النبوية 1/ 13.
([4]) انظر منهاج السنة النبوية 1/ 318وما بعدها.
([5]) منهاج السنة النبوية 1/ 465.
([6]) انظر منهاج السنة النبوية 1/ 480وما بعدها.
([7]) منهاج السنة النبوية 2/ 217.
([8]) منهاج السنة النبوية 2/ 80 - 81.
([9]) منهاج السنة النبوية 8/ 10.
([10]) منهاج السنة النبوية 1/ 6.
([11]) منهاج السنة النبوية 1/ 8.
([12]) منهاج السنة النبوية 1/ 10،11.
([13]) منهاج السنة النبوية 1/ 38.
([14]) منهاج السنة النبوية 1/ 101.
([15]) منهاج السنة النبوية 1/ 58.
([16]) منهاج السنة النبوية 1/ 69.
([17]) منهاج السنة النبوية 1/ 128.
([18]) منهاج السنة النبوية 1/ 130.
([19]) انظر منهاج السنة النبوية 1/ 146.
([20]) منهاج السنة النبوية 1/ 129.
([21]) انظر منهاج السنة النبوية 1/ 239وما بعدها.
([22]) منهاج السنة النبوية 2/ 393.
([23]) منهاج السنة النبوية 8/ 247.
([24]) انظر منهاج السنة 1/ 145.
([25]) انظر منهاج السنة 1/ 173.
([26]) انظر منهاج السنة 1/ 210وما بعدها.
([27]) منهاج السنة النبوية 1/ 211.
([28]) انظر منهاج السنة النبوية 1/ 201وما بعدها.
([29]) انظر منهاج السنة النبوية 1/ 397وما بعدها.
([30]) منهاج السنة النبوية 1/ 22،23.
([31]) منهاج السنة النبوية 1/ 67،68.
([32]) منهاج السنة النبوية 2/ 63.
([33]) منهاج السنة النبوية 2/ 66.
([34]) منهاج السنة النبوية 1/ 70.
([35]) منهاج السنة النبوية 1/ 93.
([36]) منهاج السنة النبوية 1/ 466.
([37]) منهاج السنة النبوية 1/ 158.
([38]) انظر منهاج السنة النبوية 1/ 348.
([39]) منهاج السنة النبوية 1/ 445.
([40]) انظر منهاج السنة 6/ 430.
([41]) انظر منهاج السنة النبوية 2/ 62.
([42]) منهاج السنة النبوية 1/ 27.
([43]) منهاج السنة النبوية 1/ 104.
([44]) منهاج السنة النبوية 1/ 481،482.
([45]) انظر منهاج السنة النبوية 2/ 55.
([46]) منهاج السنة النبوية 1/ 356.
([47]) انظر منهاج السنة النبوية 1/ 319.
([48]) منهاج السنة النبوية 1/ 364.
([49]) منهاج السنة النبوية 1/ 410.
([50]) منهاج السنة النبوية 1/ 34.
([51]) منهاج السنة النبوية 1/ 36.
([52]) منهاج السنة النبوية 1/ 467،468.
([53]) منهاج السنة النبوية 7/ 392.
([54]) انظر منهاج السنة 1/ 445.
([55]) انظر منهاج السنة النبوية 6/ 430.
([56]) منهاج السنة النبوية 1/ 107،108.
([57]) منهاج السنة النبوية 7/ 449.
([58]) انظر منهاج السنة النبوية 1/ 488وما بعدها.
([59]) منهاج السنة النبوية 1/ 99.
([60]) منهاج السنة النبوية 1/ 120.
([61]) منهاج السنة النبوية 1/ 101.
([62]) منهاج السنة النبوية 1/ 110.
([63]) منهاج السنة النبوية 1/ 111،112.
([64]) منهاج السنة النبوية 1/ 534،535.
([65]) انظر منهاج السنة النبوية 5/ 53.
([66]) انظر منهاج السنة النبوية 2/ 51.
([67]) منهاج السنة النبوية 7/ 499،500.
([68]) منهاج السنة النبوية 1/ 66.
([69]) منهاج السنة النبوية 1/ 396.
([70]) انظر منهاج السنة النبوية 1/ 441.
([71]) منهاج السنة النبوية 1/ 300،301.
([72]) سورة الأعراف 169.
([73]) سورة فصلت 53.
([74]) منهاج السنة النبوية 1/ 303،304.
([75]) منهاج السنة النبوية 1/ 360.
([76]) سورة هود 7.
([77]) سورة فصلت 11.
([78]) منهاج السنة النبوية 1/ 468،469.
([79]) سورة المائدة 17.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[23 - 10 - 10, 07:37 م]ـ
جزاك الله خيرا يا فضيلة الدكتور
ـ[أنس سليمان النابلسي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 10:09 م]ـ
جزاك الله خيرا يا فضيلة الدكتور
وإياكم،
اللهم اغفر لي ولأخواني أجمعين، ونجنا برحمتك من القوم الظالمين
ـ[سلمان الحديدي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 01:46 م]ـ
اللهم اغفر لي ولأخواني أجمعين، ونجنا برحمتك من القوم الظالمين
__________________
ولست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/275)
ـ[سليمان محمد الشافعي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 01:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا فضيلة الدكتور و وفقك الله
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[03 - 11 - 10, 09:32 ص]ـ
والله بحث قيم وجيد
ـ[يوسف العبدالكريم]ــــــــ[17 - 11 - 10, 10:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الطرح العلمي الرائق
ـ[عبدالرحمن العُمري]ــــــــ[22 - 11 - 10, 12:57 ص]ـ
بارك الله في الكاتب ونفع بالكتابة ولاحرمنا وإياكم الأجر والثواب
ـ[نايف باعلوي]ــــــــ[22 - 11 - 10, 01:13 ص]ـ
هذا بحث فريد من المنهاج العظيم الذي كشف الرافضة الى الأبد - بوركت
ـ[نايف باعلوي]ــــــــ[22 - 11 - 10, 01:21 ص]ـ
الخطر القادم:
ثالوث: الرافضة + العلمانية + الصوفية
قال الشيخ سفر حفظه الله:
حربنا مع أهل الكتاب ساعة ...
ومع الزنادقة وأهل البدع إلى قيام الساعة!!
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[29 - 11 - 10, 02:59 م]ـ
هل تُرجِم (منهاج السنة) أو مختصره للحافظ الذهبي إلى اللغة الفارسية؟(66/276)
مقارنة بين قصة إبراهيم ابن أدهم من أوائل الصوفية و قصة بوذا
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 01:38 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أما بعد , فهذه قصتان تبين مدى تاثر الفكر الصوفي بالأديان الأخر , وقد نقلتها من كتاب الشيخ إحسان إلاهي ظهير التصوف المنشأ و المصدر رحمه الله بإختصار و تهذيب:
قصة إبراهيم ابن أدهم
ومما يذكر بيانا لشأنه الرفيع ومكانته السامية أنه كان من أبناء الملوك وملكا لبلخ , وتزوج من امرأته جميلة , وله ولد , ولكنه ترك الملك والزوجة والأولاد , وكل من كان يملكه , للنداء الغيبي , أو للقاء الخضر الذي لقنه ذلك , مثل ما ترك بوذا ملكه وزوجته , وابنه, وملاذ الدنيا وزخارفها طبقا بطبق , وحذو القذة بالقذة , خلافا لتعاليم الإسلام وأسوة الرسول وسيرة الصحابة , ولا يوجد له أي مثال في الكتاب ولا في السنة , ولا من السلف الصالح ومع ذلك يبجّل الصوفية ذكره , ولذلك يجعلونه قدوة يقتدى , ومثالا يحتذى , ويفتخرون بذكره وأحواله , مع أن أحواله تلك ليست إلا ناطقة بالبوذية المنسوخة الممسوخة التي لم ينزل الله بها من سلطان.
فنود أن نورد تلك الحكاية الصوفية الباطلة , من التصوف القديم الأصيل , ومن الصوفي الذي يعدّ من الأعلام والأقطاب مقارنة بقصة بوذا , المنقولة من الكتب البوذية , ولبيان أنها تشتمل على ترهات وأكاذيب فاحشة مكشوفة تنطق بكونها مختلفة موضوعة مكذوبة , وننقل هذه القصة من تذكرة صوفية قديمة (تذكرة الأولياء) لفريدالدين العطار , مقتبسين ترجمتها العربية من صادق نشأت:
(إن إبراهيم بن أدهم كان ملكا لبلخ , وتحت إمرته عالم , وكانوا يحملون أربعين سيفا من الذهب وأربعين عمودا من الذهب من أمامه ومن خلفه , وكان نائما ذات ليلة على السرير , فتحرك سقف البيت ليلا , كأنما يمشي أحد على السطح
, فنادى: من هذا .. ؟
فقال: صديق فقدت بعيرا أبحث عنه على هذا السقف
فقال: أيها الجاهل , أتبحث عن البعير فوق السطح ... ؟
فقال له: وأنت أيها الغافل تطلب الوصول إلى الله في ثياب حريرية وأنت نائم على سرير من ذهب ... ؟
فوقعت الهيبة في نفسه من هذا الكلام , واندلعت في قلبه نار , فلم يستطع النوم حتى الصباح , وعندما أشرق الصبح ذهب إلى الإيوان وجلس على السرير متحيرا مفكرا حزينا , ووقف أركان الدولة كل في مكانه واصطف الغلمان وأذنوا إذنا عاما , فدخل رجل مهيب من الباب بحيث لم يكن لأي أحد من الخدم أو الحشم الجرأة على أن يقول له من أنت , ولم ينبسوا ببنت شفه , وتقدم الرجل حتى واجه سرير إبراهيم
, فقال له: ماذا تريد .. ؟
قال: أنزل في هذا الرباط ,
قال: ليس هذا برباط , إنما هو قصري , وإنك لمجنون ,
فقال: لمن كان هذا القصر قبل هذا؟
قال: كان لأبي , قال وقبل ذلك ,
قال: كان ملكا لجدي ... وقبل ذلك؟
قال: ملكا لفلان ,
قال: أو ليس الرباط هو ما يحل به أحد و يغادره الآخر .. ؟
قال هذا و اختفى , وكان هو الخضر عليه السلام ,
فازدادت حرقة روح إبراهيم ولوعته , وازداد ألمه حدة نتيجة لهذه الحال , وازدادت هذه الحال من واحد إلى مائة ضعف , إذ أنه رأى أنه قد اجتمع ما شاهده نهارا مع ما وقع ليلا ولم يعرف مما سمع , ولم يعلم ماذا رأى اليوم ,
فقال: أسرجوا الجواد لأني أريد الذهاب للصيد , فقد حدث لي اليوم شيء لست أدري ما هو , فيا إلهي إلى أين تنتهي هذه الحال ... ؟ فأسرجوا له جوادا , وتوجه للصيد , فكان يتجول في البرية دهشا بحيث لم يعرف ماذا يفعل , فأنفصل عن جيشه وهو في تلك الحال من الدهش , فسمع صوتا في الطريق يقول له: انتبه , فانتبه , ولم يصغ إليه , وذهب وجاءه هذا النداء للمرة ثانية , فلم يعره سمعا للمرة الثالثة نفس ذلك النداء , فأبعد نفسه عنه , وسمع للمرة الرابعة من يقول انتبه قبل أن تنبه , ففقد صوابه تماما وفجأة ظهرت غزالة فشغل نفسه بها , فأخذت الغزالة تخاطبه قائلة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/277)
إنهم بعثوني لصيدك , وإنك لن تستطيع صيدي , ألهذا خلقت؟ أو بهذا أمرت؟ إنك خلقت للذي للذي تعمله وليس لك عمل آخر , فقال إبراهيم: ترى ما هذه الحال .... ؟ وأشاح بوجهه عن الغزالة , فأرتفع نفس ذلك الصوت الذي قد سمعه من الغزالة من قربوس السرج , فوقر في نفسه الخوف والفزع وأزداد كشفا , وحيث أن الحق تعالى أراد أن يتم الأمر ارتفع ذلك الصوت ثلاث مرات أخر من حلقة جيبه , وبلغ ذلك الكشف هنا حد الكمال , وأنفتح عليه الملكوت ونزل , وحصل له اليقين , فابتلت الملابس والجواد من ماء عينيه , وتاب توبة نصوحا , وانتحى ناحية من الطريق , فرأى راعيا يرتدي لبادا , وقد وضع قلنسوة من اللباد على رأسه , وأمامه الأغنام وأخذ منه اللباد ولبسه ووضع قلنسوة اللباد على رأسه وطفق يسير راجلا في الجبال والبراري هائما على وجهه ينوح من ذنوبه , ثم غادر المكان إلى أن بلغ نيسابور , فأخذ يبحث عن زاوية خالية يتعبد فيها حتى وصل إلى ذلك الغار المعروف واعتكف فيه تسعة أعوام.
قصة بوذا:
كانت قبيلة ساكياس تقطن في شمال بنارس , وهي التي ولد فيها بوذا أواسط القرن السادس قبل الميلاد , وقد مات في سنة 478 قبل الميلاد بعد أن عمر ثمانين عاما ,تزوج بوذا في سن التاسعة عشرة ابنة عمه , وكان في رغد وسعادة. وبينما كان يسير يوما إلى الصيد وهو في التاسعة والعشرين شاهد رجلا قد بلغ من الكبر منتهى الضعف والعجز , ورأى في وقت آخر شخصا مبتلى بمرض استعصى علاجه ويحتمل الآلام وبعد مدة أخرى تأثر واشمأز لرؤية منظر كريه لجثة في حالة من الفساد , وكان خادمه وصاحبه الوفي المسمى جانا يذكره وينبهه في كل هذه الحالات ويقول له هذا هو مصير حياة البشر وشاهد بوذا أحد النساك يمر عليه وهو في منتهى الراحة والأبهة والكرامة فسأل جانا ما حال هذا الرجل .. ؟ فحكى له جانا تفصيلا عن أخلاق الزهاد الذين أعرضوا عن كل شيء وعن أحوالهم , وقال له: إن هؤلاء الجماعة في سير وارتحال دائم وهم يعلمون الناس أثناء سياحتهم ورحلاتهم تعاليم هامة بالقول والعمل.
.
ووفد عليه رسول يوما في أثناء أزماعه العودة من النزهة وبشره بميلاد ولد هو أول مولود له ,فقال بوذا لنفسه في تلك الحالة النفسية المضطربه دون أن يشعر: ها هي ذي رابطة جديدة تربطني بالدنيا). والخلاصة أنه عاد إلى المدينة بينما كان المطربون يلتفون حوله. فطرب ورقص في تلك الليلة أقاربه وذوو رحمه فرحا بالمولود الجديد. لكن بوذا كان من الامتعاض والاضطراب بحيث لم يكترث بتلك الأوضاع أبدا. وأخيرا نهض من فراشه في آخر الليل كمن التهمت النار داره وأوعز إلى جانا أن يحضر له الفرس ومد رأسه في هذه الأثناء إلى غرفة زوجته وولده الوحيد من غير أن يوقظهما وعلى العتبة أخذ على نفسه عهدا ألا يعود إلى داره ما لم يصبح بوذا) أي (حكيما مستنيرا) وقال:
أذهب لأعود إليكم معلما وهاديا لا زوجا ووالدا) والخلاصة أنه خرج مع جانا وهام في البراري , وفي هذه اللحظة ظهر في السماء (مارا) أي الوسواس الكبير (إبليس أو النفس الأمارة) ووعده بالملك والعز في الدنيا بأسرها لكي يرجع عن عزمه لكنه لم يقع في شرك الوسوسة. فسار بوذا قليلا في تلك الليلة على شاطئ النهر ثم وهب لجانا جوهره وملابسه الفاخره وأعاده ومكث سبعة أيام بلياليها في غابة ثم التحق بخدمة برهمي يدعى (الارا) كان في تلك البقعة وأختار بعد ذلك صحبة برهمي آخر يسمى (أودراكا) وتعلم من هذين الرجلين حكمة وعلوم الهند كلها , ولكن قلبه لم يستقر بعد فذهب إلى غابة كانت في أحد الجبال , وهناك صحب خمسة من التلاميذ الذين كانوا يحيطون به ومارس التوبة والرياضات الشاقة ست سنين حتى اشتهر في تلك الناحية , فاعتزم لهذا أن يهجر ذلك المكان ولما قام ليذهب سقط على الأرض لشدة ضعفه وعجزه , وغاب عن وعيه بحيث ظن تلاميذه أنه فارق الحياة , ولكنه عاد إلى رشده فترك الرياضات الشاقة منذ ذلك الحين وأخذ يأكل طعامه بانتظام , ولما رأى التلاميذ الخمسة الذين كانوا في صحبته أنه مل من الرياضة نفضوا أيديهم من احترامه وتركوه وذهبوا بنارس.
أما بوذا فإنه ترك ملذات الدنيا وثروتها والمقام فيها حتى ينال الضمير والطمأنينة عن طريق التعلم والفلسفة وحكمة الآخرين فلم يستطع أن ينال بتلك الرياضة والتوبة طمأنينة القلب التي كان يصبوا إليها والحاصل أنه بقي حيران في أمره ذاهلا وفي نفس ذلك اليوم الذي تفرق فيه عن تلامذته مكث بوذا تحت شجرة يتأمل ويفكر في نفسه , ماذا يعمل ... ؟ وأي طريق يتبع .. ؟ وهاجمته وساوس كثيرة وتاقت نفسه إلى الزوجة والولد والجاه والثروة والترف والنعيم , واستمر هذا الكفاح والجهاد مع النفس حتى غروب الشمس. ونتيجة لهذا الكفاح اتصل) بنير فانا (وتأكد لديه أنه أصبح بوذا أي أنه نال الإشراق واستنار , وحينئذ نال بوذا ما كان يصبو إليه من الراحة والطمأنينة. لذلك عزم أن يمارس الإرشاد. وأن يعرض رغبته على الآخرين , وكان بوذا وقتئذ في الخامسة والثلاثين من عمره فقصد في بادئ الأمر أستاذيه الارا و أودراكا) ولكنه علم بعد , بأنهما قد توفيا , فذهب إلى تلامذته الخمسة من بنارس وأرشدهم وجعلهم من أتباعه , وآمن به أبوه وأمه وزوجته كذلك , ثم أمر زمرة من خواص مريديه أن يقوموا بإرشاد الناس.
فهذه هي خلاصة قصة بوذا , وهي عين ما ذكره الصوفية عن إبراهيم بن أدهم ابن الأمير البلخي الذي طلق الدنيا وتزيّا بزيّ الدراويش , وبلغ درجة أكابر الصوفية برياضته الطويلة , وتلك صورة طبق لأصل لما كانوا قد سمعوه عن حياة بوذا.(66/278)
سؤال يعجز من ينفي الاستواء اجابته
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[21 - 10 - 10, 04:27 م]ـ
نقول لمن يحرف الاستواء الى الاستيلاء متى استولى الله على العرش كما تزعمون (تعالى الله عما تصفون)؟ وجوابهم سيكون كما جاءت الاية (خلق السموات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش) اي بعد خلق السموات والارض.
فنقول لهم قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (ان الله قدر مقادير الخلائق قبل خلق السموات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء) متفق عليه
وهذا فيه تخالف وتضاد وتكذيب لله عز وجل.
شرح عقيدة اهل السنة والجماعة للشيخ عثمان الخميس بتصرف بسيط.
ـ[محمد بن عبدالله الشنو]ــــــــ[21 - 10 - 10, 04:57 م]ـ
شكرا لك أخي الموفق على هذه النقل الجميل
وفقك الله والشيخ عثمان ....(66/279)
القرآن لا خالق ولا مخلوق [طلب توضيح]
ـ[حنين السلفية]ــــــــ[21 - 10 - 10, 05:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه العبارة وجدتها منسوبة لجعفر بن محمد، ولأبيه علي بن الحسين رضي الله عنهم
وهذا نصها كما قرأته في معارج القبول باب: ذكر ما قاله أئمة السنة في مسألة القرآن وحكم الجهمية
سئل جعفر بن محمد عن القرآن فقال: ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله.
استشكل علىّ فهم قوله (ليس بخالق).
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 05:25 م]ـ
القرآن كلام الله وهو صفة ذاتية له , يتكلم متى شاء
أما الكلام الذي أودتيه فربما مبني على كلام آخر فالمرجو التأكد
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[21 - 10 - 10, 05:33 م]ـ
الكلام صفة الله والصفة لا هي عين الموصوف ولا غيره
فالصفة ليست هي عين الموصوف التي يفرضها الذهن مجردة بل هي غيرها وليست غير الموصوف بل الموصوف بصفاته شيئ واحد
واذا كانت الصفة معنى قائم بالذات امتنع ان تكون هي نفسها الموصوف فلا تدعى اي لا يقال يا قرءان الله اغثني كما قال شيخ الاسلام دعاء الصفة شرك لان الدعاء هو خاص بالاسماء المتضمنة للذات العلية والصفات الحسنى
وقوله ليس بخالق لان القرءان صفة والصفة لا تنفرد بالخلق من دون الموصوف اذا الخلق هو صفة لله قائمة بذات الله
وافعال الله قائمة بذات الله متعلقة بمشيئته
والله اعلم
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[21 - 10 - 10, 05:37 م]ـ
الكلام صفة الله والصفة لا هي عين الموصوف ولا غيره
فالصفة ليست هي عين الموصوف التي يفرضها الذهن مجردة بل هي غيرها وليست غير الموصوف بل الموصوف بصفاته شيئ واحد
واذا كانت الصفة معنى قائم بالذات امتنع ان تكون هي نفسها الموصوف فلا تدعى اي لا يقال يا قرءان الله اغثني كما قال شيخ الاسلام دعاء الصفة شرك لان الدعاء هو خاص بالاسماء المتضمنة للذات العلية والصفات الحسنى
وقوله ليس بخالق لان القرءان صفة والصفة لا تنفرد بالخلق من دون الموصوف اذا الخلق هو صفة لله قائمة بذات الله
وافعال الله قائمة بذات الله متعلقة بمشيئته ولابد من قيام الصفات بالذات فهي لا تنفك عنها فالاسم يدل على العلمية بالمطابقة وعلى الصفة بالتضمن فالصفة لا تفرد لا بالدعاء ولا بالعبادة وانما يقصد الاسم الذي يدل على الذات يتضمن للصفة
والله اعلم
ـ[أبو سهيل المصري]ــــــــ[22 - 10 - 10, 06:32 ص]ـ
قرأت هذا النص لابن حزم رحمه الله في الفصل في الملل والنحل
قال أبو محمد: ولما كان اسم القرآن يقع على خمسة أشياء وقوعاً مستوياً صحيحاً منها أربعة مخلوقة وواحد غير مخلوق لم يجز البتة لأحد أن يقول أن القرآن مخلوق ولا أن يقال أن كلام الله مخلوق لأن قائل هذا كاذب إذا أوقع صفة الخلق على ما لا يقع عليه مما يقع عليه اسم قرآن واسم كلام الله عز وجل ووجب ضرورة أن يقال أن القرآن لا خالق له ولا مخلوق وأن كلام الله تعالى لا خالق ولا مخلوق لأن الأربعة المسميات منه ليست خالقة ولا يجوز أن تطلق على القرآن ولا على كلام الله تعالى اسم خالق ولأن المعنى الخامس غير مخلوق ولا يجوز أن توضع صفة البعض على الكل الذي لا تعمه تلك الصفة بل واجب أن يطلق نفي تلك الصفة التي للبعض على الكل وكذاك لو قال قائل أن الأشياء كلها مخلوقة أو قال للحق مخلوق أو قال كل موجود مخلوق لقال الباطل لإن الله تعالى شيء موجود حق ليس مخلوقاً لكن إذا قال الله تعالى خالق كل شيء جاز ذلك لأنه قد أخرج بذكر الله تعالى أن المخلوق في كلامه الأشكال ومثال ذلك في ما بيننا أن ثياباً خمسة الأربعة منها حمر والخامس غير أحمر لكان من قال هذه الثياب حمر كاذباً ولكان من قال هذه الثياب ليست حمراً صادقاً وكذلك من قال الإنسان طبيب يعني كل إنسان لكان كاذباً ولو قال ليس الإنسان طبيباً يعني كل إنسان لكان صادقاً وكذلك لا يجوز أن يطلق أن الحق مخلوق ولا أن العلم مخلوق لأن اسم الحق يقع على الله تعالى وعلى كل موجود واسم العلم يقع على كل علم وعلى علم الله عز وجل وهو غير مخلوق لكن يقال الحق غير مخلوق والعلم غير مخلوق هكذا جملة فإذا بين فقيل كل حق دون الله تعالى فهو مخلوق وكل علم دون الله تعالى فهو مخلوق فهو كلام صحيح وهكذا لا يجوز أن يقال أن كلام الله مخلوق ولا أن القرآن مخلوق ولكن يقال علم الله غير مخلوق وكلام الله غير مخلوق والقرآن غير مخلوق ولو أن قائلاً قال أن الله مخلوق وهو يعني صوته المسموع أو الألف واللام والهاء أو الحبر التي كتبت هذه الكلمة به لكان في ظاهر قوله عند جميع الأمة كافراً ما لم يبين فيقول صوتي أو هذا الخط مخلوق.
ـ[أبو هشام الليبي]ــــــــ[22 - 10 - 10, 01:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيمجزى الله خيرا من سأل ومن أجاب، وللتبسيط أقول: إن القرءان صفةٌ لله سبحانه وتقدس - إذ هو كلامه -، فإن الصفة للموصوف لا تتصف بأفعاله بل يتصف هو بها، أو لا تتصف بصفاته بل يتصف هو بها فلا نقول القرءان شديد العقاب، ولله المثل الأعلى فلو قلنا: أكل محمد، لم يجز لنا أن نقول كلام محمد يأكل، إذ هي صفة لا يقوم بها فعل اختص به الموصوف بل غاية ما هنالك أن نثبت أن محمدا يأكل، ولله المثل الأعلى فغاية ما هنالك أن نثبت أن القرءان كلام الله وأن الله تكلم به حقيقة من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل، ولم يجز أن ينفرد القرءان بخلق ولا غيره من صفات الرب تعالى، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/280)
ـ[حنين السلفية]ــــــــ[25 - 10 - 10, 01:05 ص]ـ
القرآن كلام الله وهو صفة ذاتية له , يتكلم متى شاء
أما الكلام الذي أوردتيه فربما مبني على كلام آخر فالمرجو التأكد
بارك الله فيكم
هذا ما وجدته دون تعليق من الشيخ.
ـ[حنين السلفية]ــــــــ[25 - 10 - 10, 01:10 ص]ـ
واذا كانت الصفة معنى قائم بالذات امتنع ان تكون هي نفسها الموصوف فلا تدعى اي لا يقال يا قرءان الله اغثني كما قال شيخ الاسلام دعاء الصفة شرك لان الدعاء هو خاص بالاسماء المتضمنة للذات العلية والصفات الحسنى
أحسن الله إليكم
لكن لماذا جاز الحلف بصفات الله ولا يجوز الدعاء بها، كيف أفرق بين هذا وذاك؟
ـ[حنين السلفية]ــــــــ[25 - 10 - 10, 01:22 ص]ـ
ولما كان اسم القرآن يقع على خمسة أشياء وقوعاً مستوياً صحيحاً منها أربعة مخلوقة وواحد غير مخلوق لم يجز البتة لأحد أن يقول أن القرآن مخلوق ولا أن يقال أن كلام الله مخلوق لأن قائل هذا كاذب إذا أوقع صفة الخلق على ما لا يقع عليه مما يقع عليه اسم قرآن واسم كلام الله عز وجل ووجب ضرورة أن يقال أن القرآن لا خالق له ولا مخلوق وأن كلام الله تعالى لا خالق ولا مخلوق لأن الأربعة المسميات منه ليست خالقة ولا يجوز أن تطلق على القرآن ولا على كلام الله تعالى اسم خالق ولأن المعنى الخامس غير مخلوق ولا يجوز أن توضع صفة البعض على الكل الذي لا تعمه تلك الصفة بل واجب أن يطلق نفي تلك الصفة التي للبعض على الكل
جزاكم الله خير الجزاء على هذه الإضافة القيمة
سأرجع - إن شاء الله - للمصدر الذي ذكرتموه، فقوله بالنص (خمسة مسميات) غير واضحة.
ـ[حنين السلفية]ــــــــ[25 - 10 - 10, 01:27 ص]ـ
فإن الصفة للموصوف لا تتصف بأفعاله بل يتصف هو بها، أو لا تتصف بصفاته بل يتصف هو بها فلا نقول القرءان شديد العقاب
جزاكم الله خيرا
ونفع بكم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[25 - 10 - 10, 02:09 ص]ـ
أحسن الله إليكم
لكن لماذا جاز الحلف بصفات الله ولا يجوز الدعاء بها، كيف أفرق بين هذا وذاك؟
الذي لا يجوز هو دعاء الصفة، مثل: يا رحمة الله
أما الدعاء بها فيجوز، مثل: اللهم إني أسألك برحمتك
فهناك فرق بين دعائها والدعاء بها.
ـ[حنين السلفية]ــــــــ[25 - 10 - 10, 09:27 ص]ـ
الذي لا يجوز هو دعاء الصفة، مثل: يا رحمة الله
أما الدعاء بها فيجوز، مثل: اللهم إني أسألك برحمتك
فهناك فرق بين دعائها والدعاء بها.
بارك الله فيكِ أختي الكريمة
أعتذر فقد أخطأت في التعبير، إنما قصدت الفرق بين الحلف بصفات الله و دعائها (لا الدعاء بها).
بعد البحث في الملتقى وجدت هذه المشاركة ردا على السؤال
الحلف بصفات الله جائز ودعاء صفاته لا يجوز ........ لم؟؟؟؟
الجواب يكون بمعرفة الفرق بين باب الدعاء وباب الحلف، فإن باب الدعاء مبناه على الافتقار والمذلة التي تقوم بالداعي وأنه لا يدعو إلا من يقدر على الإجابة، الذي يملك الضر والنفع، وهذا لا يملكه إلا الله تعالى فلا يفتقر إلا إليه ولا يملك النفع والضر إلا هو سبحانه وتعالى، فمن هذا الباب لم يجز الدعاء إلا لله تعالى فصفاته لا تملك ضرًا ولا نفعًا لأن الصفة ليست هي عين الموصوف. وأما باب الحلف فمبناه على التعظيم فلا تحلف إلا بمعظم والله وصفاته كلها عظيمة فمن هذا الباب جاز الحلف بالصفة والله سبحانه وتعالى عظيم في ذاته عظيم في صفاته عظيم في أفعاله هذا الجواب الأول. ويقال ثانيًا: أنه قد ثبت في السنة أن النبي حلف ببعض الصفات لكن لم يرد قط أنه دعا صفة من الصفات وباب العبادة باب مبناه على الحظر والتوقيف، والله تعالى أعلى وأعلم.
من كتاب القواعذ المذاعة في مذهب أهل السنة والجماعة
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 01:03 ص]ـ
الحلف هو تأكيد شيء بعظيم و صفات الله كلها عظيمة , أما الدعاء فلا يجوز بصفات الله لأنك إذا دعوت الصفة جعلتها مستقلة، تجلب إليك الخير، وتدفع عنك الشر، وهذا يعني أنك جعلتها إلهاً مع الله , وهنا أمر يجب التنبه له هو أن صفات الله ثلاث أقسام
صفات ذاتية مثل العزة و الرحمة
صفات فعلية مثل النزول
صفات خبرية مثل الوجه و اليد
أما الصفات الذاتية فهي التي يحلف بها أما الصفات الفعلية و الخبرية , فهل يجوز أن نقول ونزول الله و يد الله
هذه مسألة يجب أن نسأل عنها أهل العلم
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[26 - 10 - 10, 10:43 ص]ـ
قال أبو محمد: ولما كان اسم القرآن يقع على خمسة أشياء وقوعاً مستوياً صحيحاً منها أربعة مخلوقة وواحد غير مخلوق
نفعكم الله، حبذا لو ذكرتم الأشياء الخمسة التي قصدها ابن حزم رحمة الله عليه.
ـ[سفيان ابو شيماء]ــــــــ[26 - 10 - 10, 06:59 م]ـ
أما الصفات الذاتية فهي التي يحلف بها أما الصفات الفعلية و الخبرية , فهل يجوز أن نقول ونزول الله و يد الله
هذه مسألة يجب أن نسأل عنها أهل العلم هده اجابة نقلها اخونا علي الفضلي
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى -:
[الحَلِف باسم من أسماء الله فهذه واضحة، مثل: والله، والرحمن، والعزيز، والسميع، وابصير، كذلك بصفة من صفاته مثل: وعزة الله لأفعلن كذا وكذا، أما الصفات الخبرية المحضة فلا يحلف بها إلا الوجه؛ فلا يحلف بيد الله مثلا ولا بعين الله، إلا الوجه، لأن الوجه يطلق على الذات كما في قوله تعالى: {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}، {كل شيء هالك إلا وجهه}.
فيجوز أن يحلف بوجه الله، فيقول: ووجه الله، أو بوجه الله لأفعلن كذا وكذا.
الأسماء إذن يحلف بها، الصفات المعنوية يحلف بها،
الصفات الخبرية المحضة كالوجه، واليدين، والعينين، واليدين، والساق، والقدم لا يحلف بها إلا الوجه، ووجه التفريق بينه وبين غيره أن الوجه يطلق على الذات، فلو قال: بوجه الله، فكأنما قال: بالله].
انتهى من تعليق الشيخ على " القواعد والأصول الجامعة "
قلت فاطلاق القول بانه يجوز الحلف بصفات الله مطلقا خطا كما نقلت اختنا حنين السلفية عن الاخ خالد الطيب و انما يرجع للتفصيل الدي دكره والدنا العلامة ابن عثيمين رحمة الله عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/281)
ـ[سفيان ابو شيماء]ــــــــ[26 - 10 - 10, 07:55 م]ـ
اما مسالة دعاء صفات الله فهدا لا مرية فيه و لا نقاش انه شرك و لكن قد يستشكل على بعض الاخوة حديث حديث ابن عمرو ((كان إذا دخل المسجد قال: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم))
فهدا يرجع فيه لما دكره الشيخ ابن عثيمين لكن نرجو من الاخوة جمع كلام اهل العلم بخصوص هدا الحديث
ـ[أبو سهيل المصري]ــــــــ[28 - 10 - 10, 06:01 ص]ـ
سأرجع - إن شاء الله - للمصدر الذي ذكرتموه، فقوله بالنص (خمسة مسميات) غير واضحة.
نفعكم الله، حبذا لو ذكرتم الأشياء الخمسة التي قصدها ابن حزم رحمة الله عليه.
نص كلام أبي محمد ابن حزم رحمه الله
ثم نقول أن قولنا القرآن وقولنا كلام الله لفظ مشترك يعبر به عن خمسة أشياء فنسمي الصوت المسموع الملفوظ به قرآناً ونقول أنه كلام الله تعالى على الحقيقة وبرهان ذلك هو قول الله عز وجل: «وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله» وقوله تعالى: «وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه» وقوله تعالى: «فاقرؤوا ما تيسر من القرآن» وأنكر على الكفار وصدق مؤمني الجن في قولهم: «إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد» فصح أن المسموع وهو الصوت الملفوظ به هو القرآن حقيقة وهو كلام الله تعالى حقيقة من خالف هذا فقد عاند القرآن ويسمى المفهوم من ذلك الصوت قرآناً وكلام الله على الحقيقة فإذا فسرنا الزكاة المذكورة في القرآن والصلاة والحج وغير ذلك قلنا في كل هذا كلام الله وهو القرآن ونسمي المصحف كله قرآناً وكلام الله وبرهاننا على ذلك قول الله عز وجل: «إنه لقرآن كريم في كتابٍ مكنون» وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض الحرب لئلا يناله العدو وقوله تعالى: «لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفاً مطهرة فيها كتب قيمة» وكتاب الله تعالى هو القرآن بإجماع الأمة فقد سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم المصحف قرآناً والقرآن كلام الله تعالى بإجماع الأمة فالمصحف كلام الله تعالى حقيقة لا مجازاً ونسمي المستقر في الصدور قرآناً ونقول أنه كلام الله تعالى برهاننا على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أمر بتعاهد القرآن وقال عليه السلام: «إنه أشد تفصياً من صدور الرجال من النعم من عقلها» وقال الله تعالى: «بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم» فالذي في الصدور هو القرآن وهو كلام الله على الحقيقة لا مجازاً ونقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن آية الكرسي أعظم آية في القرآن وأن أم القرآن فاتحة الكتاب لم ينزل في القرآن ولا في التوراة ولا في الإنجيل مثلها وأن قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن وقال الله عز وجل: «ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها» فإن قالوا إنما يتفاضل الأجر على قراءة ذلك قلنا لهم نعم ولا شك في ذلك ولا يكون التفاضل في شيء مما يكون فيه التفاضل إلا في الصفات التي هي أعراض في الموصوف بها وأما في الذوات فلا ونقول أيضا ًأن القرآن هو كلام الله تعالى وهو علمه وليس شيئاً غير الباري تعالى برهان ذلك قول الله عز وجل: «ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم» وقال تعالى: «وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته» وباليقين يدري كل ذي فهم أنه تعالى إنما عني سابق علمه الذي سلف بما ينفذه ويقضيه.
قال أبو محمد: فهذه خمسة معان يعبر عن كل معنى منها بأنه قرآن وأنه كلام الله ويخبر عن كل واحد منها إخباراً صحيحاً بأنه القرآن وانه كلام الله تعالى بنص القرآن والسنة الذين أجمع عليهما جميع الأمة وأما الصوت فهو هواء مندفع من الحلق والصدر والحنك واللسان والأسنان والشفتين إلى آذان السامعين وهو حروف الهجاء والهواء.
وحروف الهجاء والهواء كل ذلك مخلوق بلا خلاف قال الله عز وجل: «وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم» وقال تعالى: «بلسان عربي مبين» واللسان العربي ولسان كل قوم هي لغتهم واللسان واللغات كل ذلك مخلوق بلا شك والمعاني المعبر عنها بالكلام المؤلف من الحروف المؤلفة إنما هي الله تعالى والملائكة والنبيون وسموات وأرضون وما فيهما من الأشياء وصلاة وزكاة وذكر أمم خالية والجنة والنار وسائر الطاعات وسائر أعمال الدين وكل ذلك مخلوق حاشا الله وحده لا شريك له خالق كلما دونه وأما المصحف فإنما هو ورق من جلود الحيوان ومركب منها ومن مداد مؤلف من صمغ وزاج وعفص وماء وكل ذلك مخلوق وكذلك حركة اليد في خطه وحركة اللسان في قراءته واستقرار كل ذلك في النفوس هذه كلها أعراض مخلوقة وكذلك عيسى عليه السلام هو كلمة الله وهو مخلوق بلا شك قال الله تعالى: «بكلمة منه اسمه المسيح» وأما علم الله تعالى فلم يزل وهو كلام الله تعالى وهو القرآن وهو غير مخلوق وليس هو غير الله تعالى أصلاً ومن قال أن شيئاً غير الله تعالى لم يزل مع الله عز وجل فقد جعل لله عز وجل شريكاً ونقول أن لله عز وجل كلاماً حقيقة وأنه تعالى كلم موسى ومن كلم من الأنبياء والملائكة عليهم السلام تكليماً حقيقة لا مجازاً ولا يجوز أن يقال البتة أن الله تعالى متكلم لأنه لم يسم بذلك نفسه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/282)
ـ[فارس بن عامر]ــــــــ[28 - 10 - 10, 09:16 م]ـ
قال ابن القيم في النونية:
وأتى ابن حزم بعد ذلك فقال ما ... للناس قرآن ولا إثنان
بل أربع كل يسمى بالقرآ ... ن وذاك قول بين البطلان
هذا الذي يتلى وآخر ثابت ... في الرسم يدعى بالمصحف العثماني
والثالث محفوظ بين صدورنا ... هذي الثلاثة خليقة الرحمن
والرابع المعنى القديم كعلمه ... كل يعبر عنه بالقرآن
وأظنه قد رام شيئا لم يجد ... عنه عبارة ناطق ببيان
إن المعين ذو مراتب أربع ... عقلت فلا تخفى على إنسان
في العين ثم الذهن ثم اللفظ ... ثم الرسم حين تخطه ببنان
وعلى الجميع الاسم يطلق لكن ... الأولى به الموجود في الأعيان
بخلاف قول ابن الخطيب فإنه ... قد قال إن الوضع للأذهان
فالشيء واحد لا أربع ... فدهى ابن حزم قلة العرفان
ـ[فارس بن عامر]ــــــــ[28 - 10 - 10, 09:20 م]ـ
قال الشارح:
فقوله بل أربع كل يسمى بالقرآن هذا الذي يتلى والثاني المكتوب في المصاحف والثالث المحفوظ في الصدور والمراد بالرسم الخط وقوله هذه الثلاث خليقة الرحمن وهذا القول من أبطل الاقوال التي قيلت في القرآن ولذلك قال الناظم وذاك قول بين البطلان قوله والرابع المعنى القديم الخ كأنه والله أعلم وافق الاشاعرة والكلابية في إثبات المعنى النفسي وقد تقدم القول في المعنى النفسي بما أغنى عن الاعادة ....
فمذهب ابن حزم أن القرآن في المراتب الثلاثة مخلوق وهي وجوده العيني واللفظي والرسمي ولكن الاولى بالتسمية بالقرآن وهو وجوده العيني بقي عنده المعنى القديم فهو غير مخلوق كالعلم
انتهى بتصرف.
ـ[أمين بن أبي القاسم البوجليلي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 12:58 ص]ـ
بارك الله فيك،
ايذن لي بتصحيح بعض الأبيات التي لم يستقم فيها الوزن،
استبدلتُها بما أظنه الأصل:
قال ابن القيم في النونية:
وأتى ابن حزم بعد ذاك فقال ما ... للناس قرآن ولا إثنان
بل أربع كل يسمى بالقرآ ... ن وذاك قول بين البطلان
هذا الذي يتلى وآخر ثابت ... في الرسم يدعى المصحف العثماني
والثالث المحفوظ بين صدورنا ... هذي الثلاثة خلقة الرحمن
والرابع المعنى القديم كعلمه ... كل يعبر عنه بالقرآن
وأظنه قد رام شيئا لم يجد ... عنه عبارة ناطق ببيان
إن المعين ذو مراتب أربع ... عقلت فلا تخفى على إنسان
في العين ثم الذهن ثم اللفظ ثُـ ... م الرسم حين تخطه ببنان
وعلى الجميع الإسم يطلق لكن ... أولى به الموجود في الأعيان
بخلاف قول ابن الخطيب فإنه ... قد قال إن الوضع للأذهان
فالشيء شيء واحد لا أربع ... فدهى ابن حزم قلة العرفان
والله أعلم
ـ[أبو سهيل المصري]ــــــــ[29 - 10 - 10, 02:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي فارس على هذه الملاحظة الطيبة
ـ[فارس بن عامر]ــــــــ[29 - 10 - 10, 09:22 ص]ـ
جزاك الله خير أخي الفاضل: أمين بن أبي القاسم البوجليلي وفقك الله
وإنما حصل هذا الخطأ من نسخة الشاملة , لاني وضعتها على عجالة فنسختها ووضعتها وكنت أعلم أنه سيكون هناك أخطأ ,, فغفر الله لك على التصحيح
حياك الله أخي أبا سهيل المصري وجزاك الله مثله(66/283)
إخواني الكرام: عن طوفان نوح عليه السلام!
ـ[أبو عادل المنصوري]ــــــــ[21 - 10 - 10, 05:57 م]ـ
هل طوفان نوح كان عامًّا على الناس جميعًا؟؟ وإن كان، فهل كان نوحٌ عليه السلام رسولًا للناس كافة؟؟
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 11:04 م]ـ
أظن أنه كان عاما لأنه دعا الله فقال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا
و قال تعالى و جعلنا ذريته هم الباقين
فلم يبق الطوفان أحدا من الكفار.
ـ[أبو عادل المنصوري]ــــــــ[26 - 10 - 10, 07:24 م]ـ
أخي الكريم، فتبقى هذه الدلالة ظنية إن عارضها شيء يقيني قدّم ..
هل يوجد دليل قطعي على أنّ طوفان نوح عليه السلام شمل الأرض كلها؟؟ هل هذه المسألة محل إجماع؟؟ أهي من مسائل يسوغ فيها الخلاف؟؟
ـ[أبو عبدالله السكندري]ــــــــ[27 - 10 - 10, 04:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اظن أن المسألة ظنية كما قال الاخوة الأكارم
اولا: ايات عامة في نبوة نوح عليه السلام:
قال تعالي: "ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران على العالمين" ال عمران 33
قال تعالي: " انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده" النساء 163
قال تعالي: " ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل" الانعام 84
قال تعالي: " ولقد ارسلنا نوحا الى قومه فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما فاخذهم الطوفان وهم ظالمون " العنكبوت 14
ثانيا: ايات في ان النبوة في ذرية نوح عليه السلام:
قال تعالي:"ولقد ارسلنا نوحا وابراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون " الحديد 26
قال تعالي مخبرا عن موسي عليه السلام: " ذرية من حملنا مع نوح انه كان عبدا شكورا " الاسراء 3
قال تعالي: " اولئك الذين انعم الله عليهم من النبيين من ذرية ادم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية ابراهيم واسرائيل وممن هدينا واجتبينا اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا" مريم 58
ثالثا: ايات تخبر بانه ارسل الي قومه:
قال تعالي: " انا ارسلنا نوحا الى قومه ان انذر قومك من قبل ان ياتيهم عذاب اليم " نوح 1
قال تعالي " لقد ارسلنا نوحا الى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم " الاعراف 59
قال تعالي علي لسان هود عليه السلام: "اوعجبتم ان جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا الاء الله لعلكم تفلحون"
قال تعالي: "الم ياتهم نبا الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم ابراهيم واصحاب مدين والمؤتفكات اتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون" التوبة 70
قال تعالي: " واتل عليهم نبا نوح اذ قال لقومه يا قوم ان كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بايات الله فعلى الله توكلت فاجمعوا امركم وشركاءكم ثم لا يكن امركم عليكم غمة ثم اقضوا الي ولا تنظرون " يونس 71
قال تعالي: "ولقد ارسلنا نوحا الى قومه اني لكم نذير مبين" هود 25
قال تعالي: " واوحي الى نوح انه لن يؤمن من قومك الا من قد امن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون "هود 36
قال تعالي علي لسان شعيب عليه السلام: " ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي ان يصيبكم مثل ما اصاب قوم نوح او قوم هود او قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد " هود 89
قال تعالي: " الم ياتكم نبا الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا ايديهم في افواههم وقالوا انا كفرنا بما ارسلتم به وانا لفي شك مما تدعوننا اليه مريب" ابراهيم 9
قال تعالي:" ونوحا اذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه واهله من الكرب العظيم* وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ " الانبياء 76 - 77
قال تعالي:" وان يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود " الحج 42
قال تعالي: " ولقد ارسلنا نوحا الى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره افلا تتقون*فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ " المؤمنون 23 - 24
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/284)
قال تعالي: " وقوم نوح لما كذبوا الرسل اغرقناهم وجعلناهم للناس اية واعتدنا للظالمين عذابا اليما" الفرقان 37
قال تعالي: " كذبت قوم نوح المرسلين " الشعراء 105
قال تعالي: " ولقد ارسلنا نوحا الى قومه فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما فاخذهم الطوفان وهم ظالمون "
قال تعالي:" كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الاوتاد * وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الأَحْزَابُ " ص 12 - 13
قال تعالي: " كذبت قبلهم قوم نوح والاحزاب من بعدهم وهمت كل امة برسولهم لياخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فاخذتهم فكيف كان عقاب " غافر 5
قال تعالي علي لسان مؤمن قوم فرعون: " مثل داب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد " غافر 31
قال تعالي: " كذبت قبلهم قوم نوح واصحاب الرس وثمود * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ" ق 12 - 14
قال تعالي: " وقوم نوح من قبل انهم كانوا قوما فاسقين" الذاريات 46 (سورة الذاريات ترتب القوام الهالكة ترتيبا من الاقرب للابعد)
قال تعالي: " وقوم نوح من قبل انهم كانوا هم اظلم واطغى " النجم 52
قال تعالي: " كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر " القمر 9
وفي سورة المؤمنون استطراد باهلاك الاقوام التالية لقوم نوح عليه السلام
قال تعالي: " ولقد ارسلنا نوحا الى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره افلا تتقون*فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ *ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ * فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ*وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ *وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ*أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ *هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ *إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ*إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ*قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ*قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ*فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ*ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ*مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ*مَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِّقَوْمٍ لّا يُؤْمِنُونَ*ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ"" المؤمنون 23 - 45
والصيحة كانت علي ثمود ثم علي قوم شعيب عليه السلام ثم اصحاب الحجر
رابعا: ايات قد توحي بوجود امم خارجة عن الذين امنوا مع نوح:
قال تعالي: " قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى امم ممن معك وامم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب اليم" هود 48
قال تعالي: " وكم اهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا" الاسراء 17
خامسا: قد تدل علي هلاك كل اهل الارض:
ثم قوله تعالي " وقال نوح رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا " نوح 26
ويمكن الاجابة عن هذه الاية بان اهل الارض كانوا علي الايمان عدا قوم نوح
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 06:45 م]ـ
الجواب قوله تعالى و جعلنا ذريته هم الباقين
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 01:35 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/285)
قال بن حجر في الفتح /مجلد 1/ص 576/ طبعة دار الكتب العلمية
.............. ولا يعترض بان نوحا عليه السلام كان مبعوثا إلى أهل الأرض بعد الطوفان لأنه لم يبق من كان مؤمنا معه وقد كان مرسلا إليهم لأن هذا العموم لم يكن في أصل بعثته وإنما اتفق بالحادث الذي وقع وهو انحصار الخلق في الموجودين بعد هلاك سائر الناس وأما نبينا صلى الله عليه وسلم فعموم رسالته من أصل البعثة فثبت اختصاصه بذلك وأما قول أهل الموقف لنوح كما صح في حديث الشفاعة أنت أول رسول إلى أهل الأرض فليس المراد به عموم بعثته بل إثبات أولية إرساله وعلى تقدير أن يكون مرادا فهو مخصوص بتنصيصه سبحانه وتعالى في عدة آيات على أن إرسال نوح كان إلى قومه ولم يذكر أنه أرسل إلى غيرهم واستدل بعضهم لعموم بعثته بكونه دعا على جميع من في الأرض فأهلكوا بالغرق الا أهل السفينة ولو لم يكن مبعوثا إليهم لما أهلكوا لقوله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وقد ثبت أنه أول الرسل وأجيب بجواز أن يكون غيره أرسل إليهم في أثناء مدة نوح وعلم نوح بأنهم لم منوا فدعا على من لم يؤمن من قومه ومن غيرهم فأجيب وهذا جواب حسن لكن لم ينقل أنه نبيء في زمن نوح غيره ويحتمل أن يكون معنى الخصوصية لنبينا صلى الله عليه وسلم في ذلك بقاء شريعته إلى يوم القيامة ونوح وغيره بصدد أن يبعث نبي في زمانه أو بعد فينسخ بعض شريعته ويحتمل أن يكون دعاؤه قومه إلى التوحيد بلغ بقية الناس فتمادوا على الشرك فاستحقوا العقاب وإلى هذا نحا بن عطية في تفسير سورة هود قال وغير ممكن أن تكون نبوته لم تبلغ القريب والبعيد لطول مدته ووجهه بن دقيق العيد بأن توحيد الله تعالى يجوز أن يكون عاما في حق بعض الأنبياء وأن كان التزام فروع شريعته ليس عاما لأن منهم من قاتل غير قومه على الشرك ولو لم يكن التوحيد لازما لهم لم يقاتلهم ويحتمل أنه لم يكن في الأرض عند إرسال نوح إلا قوم نوح ..............
ـ[أبو عادل المنصوري]ــــــــ[31 - 10 - 10, 09:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا وجعله في ميزان حسناتكم
الذي تحصل لي هو أن هناك عدة أسئلة:
- هل أرسل نوح عليه السلام إلى أهل الأرض؟
الأصل أن الجواب لا.
- هل حلت عقوبة الطوفان بقوم نوح عليه السلام؟
الجواب نعم إجماعا.
- هل شمل الطوفان الأرض كلها؟
الظاهر من كلام العلماء أن الجواب نعم، ولكني لا أعرف في ذلك إجماعا، ولا دليلا صريحا من الكتاب والسنة.
- إن كان الطوفان شمل الأرض كلها فما بال بقية الناس؟
قيل إن قوم نوح كانوا هم أهل الأرض وهذا يرده الجواب الأول، وقيل نزلت بقوم نوح عقوبة وبغيرهم بلاء كما ينزل بالناس من غير عقوبة.
- عندما يقول مسلم إن الطوفان لم يكن عاما، هل يأثم؟
لا دليل.
هل هذه الخلاصة صحيحة؟؟؟
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 09:35 م]ـ
المهم أن تعتبر بقصة قوم نوح, قال تعالى إن في ذلك لآية, فهناك أشياء لا يضر جهلها , كلون بقرة بني اسرائيل و كلب أصحاب الكهف , أنصحك بقراءة مقدمة أصول التفسير لشيخ الإسلام بشرح العثيمين أو الطيار
ـ[أبو عادل المنصوري]ــــــــ[01 - 11 - 10, 02:36 ص]ـ
المسألة لها علاقة بعلوم الإحاثة والأحياء والجيولوجيا، وهي من مواطن النزاع مع الملاحدة، وليس السؤال عنها كالسؤال عن كلب أهل الكهف، ولون بقرة بني إسرائيل قد ذكر في القرآن، ومقصودك واضح لكن القضية ليست من فضول العلم ولها أبعاد خطيرة لا أحب إثارتها في موطن لا تُعرف فيه، لذلك أسأل عما أريد معرفته فحسب.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 11:15 ص]ـ
يا أخي وهل إذا أثبت لهم هذا سيؤمنون قال تعالى: و ما تغني الآيات و النذر عن قوم لا يؤمنون و قال:ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة و كلمهم الموتى و حشرنا عليهم كل شيئ قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله
والله قد طوى هذا العلم وكم أهلكنا من القرون من بعدنوح
فقد توصل الملاحدة إلى علم الذرة و قد سبحوا في الفضاء ولم يؤمنوا , فلماذا تسأل عن علم لم يبينه الله لرسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , فكل ما قيل هي مجرد احتمالات , والملاحدة لم يؤمنوا بالحقائق العلمية فكيف بالإحتمالات
وفقك الله أخي أبو عادل(66/286)
الاسئلة المفحمة للشيعة الرافضة
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[21 - 10 - 10, 08:50 م]ـ
- الاسئلة المفحمة للشيعة الرافضة -
- يعتقد الشيعة أن عليًا رضي الله عنه إمام معصوم، ثم نجده ـ باعترافهم ـ يزوج ابنته أم كلثوم «شقيقة الحسن والحسين» من عمر بن الخطاب رضي الله عنه!! () فيلزم الشيعة أحد أمرين أحلاهما مر:
الأول: أن عليًّا رضي الله عنه غير معصوم؛ لأنه زوج ابنته من كافر!، وهذا ما يناقض أساسات المذهب، بل يترتب عليه أن غيره من الأئمة غير معصومين.
والثاني: أن عمر رضي الله عنه مسلمٌ! قد ارتضى علي رضي الله عنه مصاهرته. وهذان جوابان محيّران.
2 - يزعم الشيعة أن أبابكر وعمر رضي الله عنهم كانا كافرين، ثم نجد أن عليًا رضي الله عنه وهو الإمام المعصوم عند الشيعة قد رضي بخلافتهما وبايعهما الواحد تلو الآخر ولم يخرج عليهما، وهذا يلزم منه أن عليًا غير معصوم، حيث أنه بايع كافرين ناصبَيْن ظالمَيْن إقراراً منه لهما، وهذا خارم للعصمة وعون للظالم على ظلمه، وهذا لا يقع من معصومٍ قط، أو أن فعله هو عين الصواب!! لأنهما خليفتان مؤمنان صادقان عادلان، فيكون الشيعة قد خالفوا إمامهم في تكفيرهما وسبهما ولعنهما وعدم الرضى بخلافتهما! فنقع في حيرة من أمرنا: إما أن نسلك سبيل أبي الحسن رضوان الله عليه أو نسلك سبيل شيعته العاصين؟!
3 - لقد تزوج علي رضي الله عنه بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها عدة نساء، أنجبن له عدداً من الأبناء، منهم: عباس بن علي بن أبي طالب، عبدالله بن علي بن أبي طالب، جعفر بن علي ابن أبي طالب، عثمان بن علي بن أبي طالب.
أمهم هي: «أم البنين بنت حزام بن دارم» ().
وأيضاً: عبيد الله بن علي بن أبي طالب، أبوبكر بن علي بن أبي طالب.
أمهم هي: «ليلى بنت مسعود الدارمية» ().
وأيضاً: يحيى بن علي بن أبي طالب، محمد الأصغر بن علي ابن أبي طالب، عون بن علي بن أبي طالب.
أمهم هي: «أسماء بنت عميس» ().
وأيضاً: رقية بنت علي بن أبي طالب، عمر بن علي بن أبي طالب ـ الذي توفي في الخامسة والثلاثين من عمره ـ.
وأمهما هي: «أم حبيب بنت ربيعة» ().
وأيضاً: أم الحسن بنت علي بن أبي طالب، رملة الكبرى بنت علي بن أبي طالب.
وأمهما هي: «أم مسعود بنت عروة بن مسعود الثقفى» ().
والسؤال: هل يسمي أبٌ فلذة كبده بأعدى أعدائه؟ فكيف إذا كان هذا الأب هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
فكيف يسمي علي رضي الله عنه أبناءه بأسماء من تزعمون أنهم كانوا أعداء له؟!
وهل يسمي الإنسان العاقل أحبابه بأسماء أعدائه؟!
وهل تعلمون أن عليًا أول قرشي يسمي أبا بكر وعمر وعثمان؟
4 - يروي صاحب كتاب (نهج البلاغة) ـ وهو كتاب معتمد عند الشيعة ـ أن عليًا رضي الله عنه استعفى من الخلافة وقال: «دعوني والتمسوا غيري»! () وهذا يدل على بطلان مذهب الشيعة، إذ كيف يستعفي منها، وتنصيبه إمامًا وخليفة أمر فرض من الله لازم ـ عندكم ـ كان يطالب به أبابكر ـ كما تزعمون ـ؟!
5 - يزعم الشيعة أن فاطمة رضي الله عنها بَضْعة المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أهينت في زمن أبي بكر رضي الله عنه وكسر ضلعها، وهمّ بحرق بيتها وإسقاط جنينها الذي أسموه المحسن!
والسؤال: أين علي رضي الله عنه عن هذا كله؟! ولماذا لم يأخذ بحقها، وهو الشجاع الكرار؟!
6
- لقد وجدنا كثيراً من سادة الصحابة أصهروا إلى أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام وتزوجوا منهم، والعكس بالعكس، لا سيما الشيخين منهم، كما هو متفقٌ عليه بين أهل التواريخ ونقلة الأخبار سُنة منهم أو شيعة.
فإنَّ النبي عليه الصلاة والسلام:
- تزوج عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنه.
- وتزوج حفصة بنت عمر رضي الله عنه.
- وزوج ابنتيه (رقية ثم أم كلثوم) لثالث الخلفاء الراشدين الجواد الحيِي عثمان بن عفان رضي الله عنهما، ولذلك لقِّب بذي النورين.- ثم ابنه أبان بن عثمان تزوج من أم كلثوم بنت عبدالله بن جعفر بن أبي طالب.
- ومروان بن أبان بن عثمان كان متزوجاً من أم القاسم ابنة الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
- ثم زيد بن عمرو بن عثمان كان متزوجاً من سكينة بنت الحسين.
- وعبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان كان متزوجاً من فاطمة بنت الحسين بن علي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/287)
ونكتفي بذكر الخلفاء الثلاثة من الصحابة، دون غيرهم من الصحابة الكرام الذين كانوا أيضاً مصاهرين لأهل البيت؛ لبيان أن أهل اليبت كانوا محبين لهم، ولذلك كانت هذه المصاهرات والوشائج ().
وكذلك وجدنا أن أهل البيت كانوا يسمون أبناءهم بأسماء أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام كما هو متفق عليه بين أهل التواريخ ونقلة الأخبار سُنة منهم أو شيعة.
فهذا علي رضي الله عنه كما في المصادر الشيعية يسمِّي أحد أبنائه من زوجته ليلى بنت مسعود الحنظلية باسم أبي بكر، وعلي رضي الله عنه أول من سمَّى ابنه بأبي بكر في بني هاشم ().
وكذلك الحسن بن علي سمَّى أبناءه: أبابكر وعبدالرحمن وطلحة وعبيدالله ().
و كذلك الحسن بن الحسن بن علي ().
وموسى الكاظم سمى ابنته عائشة ().وهناك من كان يكنى بأبي بكر من أهل البيت وليس له بإسم، مثل زين العابدين بن علي ()، وعلي بن موسى (الرضا) ().
أمَّا من سمَّى ابنه باسم عمر رضي الله عنه؛ فمنهم علي رضي الله عنه، سمَّى ابنه عمرَ الأكبر وأمه أم حبيب بنت ربيعة، وقد قتل بالطف مع أخيه الحسين رضي الله عنهم، والآخر عمر الأصغر وأمه الصهباء التغلبية، وهذا الأخير عُمِّرَ بعد إخوته فورثهم ().
وكذلك الحسن بن علي سمَّى ابنه أبا بكر وعمر ().
وكذلك علي بن الحسين بن علي ().
و كذلك علي زين العابدين
وكذلك موسى الكاظم
وكذلك الحسين بن زيد بن علي.
و كذلك إسحاق بن الحسن بن علي بن الحسين.
وكذلك الحسن بن علي بن الحسن بن الحسين بن الحسن.
وغيرهم كثير، لكن نكتفي بهذا القدر من المتقدمين من أهل البيت خشية الإطالة ().
أمَّا من سمَّى ابنته بعائشة فمنهم: موسى الكاظم ()، وعلي الهادي ().
و نكتفي بالشيخين رحمهم الله وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
7 - ذكر الكليني في كتاب الكافي: «أن الأئمة يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم» ().
ثم يذكر المجلسي في كتابه (بحار الأنوار) حديثاً يقول: «لم يكن إمام إلا مات مقتولاً أو مسموماً» ().
فإذا كان الإمام يعلم الغيب كما ذكر الكليني والحر العاملي، فسيعلم ما يقدم له من طعام وشراب، فإن كان مسموماً علم ما فيه من سم وتجنبه، فإن لم يتجنبه مات منتحراً؛ لأنه يعلم أن الطعام مسموم! فيكون قاتلا لنفسه، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن قاتل نفسه في النار! فهل يرضى الشيعة هذا للأئمة؟!
8 - لقد تنازل الحسن بن علي ـ رضي الله عنهما ـ لمعاوية ـ رضي الله عنه ـ وسالمه، في وقت كان يجتمع عنده من الأنصار والجيوش ما يمكنه من مواصلة القتال. وفي المقابل خرج أخوه الحسين ـ رضي الله عنه ـ على يزيد في قلة من أصحابه، في وقت كان يمكنه فيه الموادعة والمسالمة.
فلا يخلو أن يكون أحدهما على حق، والآخر على باطل؛ لأنه إن كان تنازل الحسن مع تمكنه من الحرب (حقاً) كان خروج الحسين مجرداً من القوة مع تمكنه من المسالمة (باطلاً)، وإن كان خروج الحسين مع ضعفه (حقاً) كان تنازل الحسن مع (قوته) باطلاً!
وهذا يضع الشيعة في موقف لا يحسدون عليه؛ لأنهم إن قالوا: إنهما جميعا على حق، جمعوا بين النقيضين، وهذا القول يهدم أصولهم. وإن قالوا ببطلان فعل الحسن لزمهم أن يقولوا ببطلان إمامته، وبطلان إمامته يبطل إمامة أبيه وعصمته؛ لأنه أوصى إليه، والإمام المعصوم لا يوصي إلا إلى إمام معصوم مثله حسب مذهبهم.
وإن قالوا ببطلان فعل الحسين لزمهم أن يقولوا ببطلان إمامته وعصمته، وبطلان إمامته وعصمته يبطل إمامة وعصمة جميع أبنائه وذريته؛ لأنه أصل إمامتهم وعن طريقه تسلسلت الإمامة، وإذا بطل الأصل بطل ما يتفرع عنه!
9 - ذكر الكليني في كتابه الكافي (): «حدثنا عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّالِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ هَاهُنَا أَحَدٌ يَسْمَعُ كَلَامِي، قَالَ فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّه) (عليه السلام) سِتْراً بَيْنَهُ وبَيْنَ بَيْتٍ آخَرَ فَاطَّلَعَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ، قَالَ: قلْتُ:جُعِلْتُ فداك ..... ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/288)
وإِنَّ عِنْدَنَا لَمُصْحَفَ فَاطِمَةَ (عليها السلام) ومَا يُدْرِيهِمْ مَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ (عليها السلام)، قَالَ: قُلْتُ: ومَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ (عليها السلام)؟ قَالَ:مُصْحَفٌ فِيهِ مِثْلُ قُرْآنِكُمْ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، واللَّهِ مَا فِيهِ مِنْ قُرْآنِكُمْ حَرْفٌ وَاحِدٌ، قَالَ: قُلْتُ:هَذَا واللَّهِ الْعِلْمُ، قَالَ:إِنَّهُ لَعِلْمٌ ومَا هُوَ بِذَاكَ». انتهى.
فهل كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يعرف مصحف فاطمة؟! إن كان لا يعرفه، فكيف عرفه آل البيت من دونه وهو رسول الله؟! وإن كان يعرفه فلماذا أخفاه عن الأمة؟! والله يقول: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} ـ[المائدة:67 - 77].
10 - في الجزء الأول من كتاب الكافي للكليني أسماء الرجال الذين نقلوا للشيعة أحاديث الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ونقلوا أقوال أهل البيت، ومنها الأسماء التالية:
مُفَضَّلِ بْنِ عُمَر، أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ، عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، عُمَرَ ابْنِ أُذَيْنَةَ، عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ابْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ، عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ، مُوسَى بْنِ عُمَرَ، الْعَبَّاسِ بْنِ عُمَرَ والجامع بين هذه الأسماء هو اسم عمر! سواء كان اسم الراوي أو اسم أبيه.
فلماذا تسمى هؤلاء باسم عمر؟!
11 - يقول سبحانه وتعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} ـ[البقرة:155 - 157].
ويقول-عز وجل-: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ} [البقرة:177].
وذكر في «نهج البلاغة»: «وقال علي رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مخاطبا إياه صلى الله عليه وسلم: لولا أنك نهيت عن الجزع وأمرت بالصبر لأنفدنا عليك ماء الشؤون» ().
وذكر أيضا: «أن علياً عليه السلام قال: من ضرب يده عند مصيبة على فخذه فقد حبط عمله» ().
وقد قال الحسين لأخته زينب في كربلاء كما نقله صاحب «منتهى الآمال» بالفارسية وترجمته بالعربية ():
«يا أختي، أحلفك بالله عليك أن تحافظي على هذا الحلف، إذا قتلت فلا تشقي عليّ الجيب، ولا تخمشي وجهك بأظفارك، ولا تنادي بالويل والثبور على شهادتي».ونقل أبو جعفر القمي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال فيما علم به أصحابه: «لا تلبسوا سوادا فإنه لباس فرعون» ().
وقد ورد في «تفسير الصافي» في تفسير آية {ـ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} ـ[الممتحنة:12] أن النبي صلى الله عليه وسلم بايع النساء على أن لا يسوِّدْن ثوباً ولا يشققن جيباً وأن لا ينادين بالويل.
وفي «فروع الكافي» للكليني أنه صلى الله عليه وسلم وصى فاطمة ـ رضي الله عنها ـ فقال: «إذا أنا مت فلا تخمشي وجهاً ولا ترخي عليّ شعراً ولا تنادي بالويل ولا تقيمي عليَّ نائحة» ().
وهذا شيخ الشيعة محمد بن الحسين بن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق يقول: «من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التي لم يسبق إليها:
«النياحة من عمل الجاهلية» (). كما يروي علماؤهم المجلسي والنوري والبروجردي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «صوتان ملعونان يبغضهما الله: إعوال عند مصيبة، وصوت عند نغمة؛ يعني النوح والغناء» ()
والسؤال بعد كل هذه الروايات:
لماذا يخالف الشيعة ما جاء فيها من حق؟! ومن نصدق: الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل البيت أم الملالي؟!
12 - إذا كان التطبير () والنواح وضرب الصدور له أجر عظيم كما يدعون ()،
فلماذا لا يطبر الملالي؟
13 - إذا كانت الشيعة تزعم أن الذين حضروا غدير خم آلاف الصحابة قد سمعوا جميعاً الوصية بالخلافة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة؛ فلماذا لم يأت واحد من آلاف الصحابة ويغضب لعلي ابن أبي طالب ولا حتى عمار بن ياسر ولا المقداد بن عمرو ولا سلمان الفارسي رضي الله عنهم فيقول: يا أبا بكر لماذا تغصب الخلافة من علي وأنت تعرف ماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم في غدير خم؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/289)
14 - لماذا لم يتكلم علي رضي الله عنه عندما طلب الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته أن يكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبداً، وهو الشجاع الذي لا يخشى إلا الله؟! وهو يعلم أن الساكت عن الحق شيطان أخرس!!
15 - أليست الشيعة تقول بأن معظم روايات الكافي ضعيفة؟! وليس لدينا صحيح إلا القرآن.
فكيف يدعون بعد هذا ـ كذباً وزوراً ـ أن التفسير الإلهي للقرآن موجود في كتاب معظم رواياته ضعيفة باعترافهم؟!
16 - العبودية لا تكون إلا لله وحده؛ يقول سبحانه وتعالى: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ} [الزمر:66]، فلماذا يتسمى الشيعة بعبد الحسين، وعبد علي، وعبد الزهراء، وعبد الإمام؟! ولماذا لم يسم الأئمة أبناءهم بعبد علي وعبدالزهراء؟
وهل يصح أن يكون معنى عبدالحسين (خادم الحسين) بعد استشهاد الحسين رضوان الله عليه؟ وهل يعقل أنه يقدم له الطعام والشراب ويصب له ماء الوضوء في قبره!!!
حتى يصير خادماً له .. ؟؟
17 - إذا كان علي رضي الله عنه يعلم أنه خليفة من الله منصوص عليه، فلماذا بايع أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم؟!
فان قلتم: إنه كان عاجزًا، فالعاجز لايصلح للإمامة؛ لأنها لا تكون إلا للقادر على أعبائها.
وإن قلتم: كان مستطيعًا ولكنه لم يفعل، فهذه خيانة.
والخائن لايصلح إماما! ولا يؤتمن على الرعية.
ـ وحاشاه من كل ذلك ـ
فما جوابكم إن كان لكم جواب صحيح .. ؟
18 - عندما تولى علي رضي الله عنه لم نجده خالف الخلفاء الراشدين قبله؛ فلم يخرج للناس قرآناً غير الذي عندهم، ولم ينكر على أحد منهم شيئاً، بل تواتر قوله على المنبر: «خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر» ولم يشرع المتعة، ولم يرد فدك، ولم يوجب المتعة في الحج على الناس، ولا عمم قول «حي على خير العمل» في الأذان، ولا حذف «الصلاة خير من النوم».
فلو كان أبوبكر وعمر رضي الله عنهما كافرين، قد غصبا الخلافة منه ـ كما تزعمون ـ فلماذا لم يبين ذلك، والسُلطة كانت بيده؟! بل نجده عكس ذلك، امتدحهما وأثنى عليهما.
فليسعكم ما وسعه، أو يلزمكم أن تقولوا بأنه خان الأمة ولم يبين لهم الأمر. وحاشاه من ذلك.
19 - يزعم الشيعة أن الخلفاء الراشدين كانوا كفاراً، فكيف أيدهم الله وفتح على أيديهم البلاد، وكان الإسلام عزيزاً مرهوبَ الجانب في عهدهم، حيث لم ير المسلمون عهدًا أعز الله فيه الإسلام أكثر من عهدهم.
فهل يتوافق هذا مع سنن الله القاضية بخذلان الكفرة والمنافقين؟!
وفي المقابل: رأينا أنه في عهد المعصوم الذي جعل الله ولايته رحمة للناس ـ كما تقولون ـ تفرقت الأمة وتقاتلت، حتى طمع الأعداء بالإسلام وأهله، فأي رحمة حصلت للأمة من ولاية المعصوم؟! إن كنتم تعقلون .. ؟!
20 - يزعم الشيعة أن معاوية ـ رضي الله عنه ـ كان كافرًا، ثم نجد أن الحسن بن علي رضي الله عنه قد تنازل له عن الخلافة ـ وهو الإمام المعصوم ـ، فيلزمهم أن يكون الحسن قد تنازل عن الخلافة لكافر، وهذا مخالف لعصمته! أو أن يكون معاوية مسلمًا!
____________ ______
:::
21 - هل سجد الرسول صلى الله عليه وسلم على التربة الحسينية التي يسجد عليها الشيعة؟!
إن قالوا: نعم،
قلنا: هذا كذب ورب الكعبة.
وإن قالوا: لم يسجد، قلنا: إذا كان كذلك، فهل أنتم أهدى من الرسول صلى الله عليه وسلم سبيلا؟
مع العلم أن مروياتهم تذكر أن جبريل أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحفنة من تراب كربلاء.
22 - يدعي الشيعة أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدوا بعد موته صلى الله عليه وسلم، وانقلبوا عليه.
والسؤال: هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ قبل موته ـ «شيعة اثني عشريّة»، ثم انقلبوا بعد موته صلى الله عليه وسلم إلى «أهل سنّة»؟
أم أنهم كانوا ـ قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم ـ «أهل سنّة»، ثم «انقلبوا شيعة اثني عشريّة»؟
لأن الانقلاب انتقالٌ من حالٍ إلى حال .. ؟!!
23 - من المعلوم أن الحسن رضي الله عنه هو ابن علي، وأمه فاطمة رضي الله عنهما، وهو من أهل الكساء عند الشيعة ()، ومن الأئمة المعصومين، شأنه في ذلك شأن أخيه الحسين رضي الله عنه، فلماذا انقطعت الإمامة عن أولاده واستمرت في أولاد الحسين؟!!
فأبوهما واحد وأمهما واحدة وكلاهما سيدان، ويزيد الحسن على الحسين بواحدة هي أنه قبله وأكبر منه سناً وهو بكر أبيه؟
هل من جواب مقنع؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/290)
24 - لماذا لم يُصل علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ بالناس صلاة واحدة في أيام مرض النبي صلى الله عليه وسلم الذي مات فيه، مادام هو الإمام من بعده ـ كما تزعمون ـ؟! فالإمامة الصغرى دليل على الإمامة الكُبْرى .. ؟
25 - أنتم تقولون: إن سبب غيبة إمامكم الثاني عشر في السرداب هو الخوف من الظَلَمة، فلماذا استمرت هذه الغيبة رغم زوال هذا الخطر بقيام بعض الدول الشيعية على مر التاريخ؛ كالعبيديين والبويهيين والصفويين، ومن آخر ذلك دولة إيران المعاصرة؟!
فلماذا لا يخرج الآن، والشيعة يستطيعون نصره وحمايته في دولتهم؟!
وأعدادهم بالملايين وهم يفْدونه بأرواحهم صباح مساء .. !!
26 - اصطحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الصديق أبا بكر في هجرته واستبقاه حياً وبالمقابل عرّض علي بن أبي طالب رضي الله عنه للموت والهلاك على فراشه ... فلو كان علي إماماً وصياً وخليفة منصوباً فهل يُعَرض للهلاك ويُسْتبقى أبو بكر وهو لو مات فلا ضرر على الإمامة ولا سلسلة الإمامة من موته ...
وهنا السؤال: أيهما أولى أن يبقى حياً لا تمسه شوكة أو يطرح على فراش الموت والهلاك ... ؟
وإن قلتم إنه ـ أي علي ـ يعلم الغيب، فأي فضل له في المبيت؟!.
27 - إن التقية لا تكون إلا بسبب الخوف. والخوف قسمان:
الأول: الخوف على النفس.
والثاني: خوف المشقة والإيذاء البدني والسب والشتم وهتك الحرمة.
أما الخوف على النفس فهو منتف في حق الأئمة لوجهين:
أحدهما: أن موت الأئمة الاثني عشر الطبيعي يكون باختيارهم ـ حسب زعمكم ـ.
وثانيهما: أن الأئمة يكون لهم علم بما كان ويكون، فهم يعلمون آجالهم وكيفيات موتهم وأوقاته بالتخصيص ـ كما تزعمون ـ
فقبل وقت الموت لن يخافوا على أنفسهم، ولا حاجة بهم إلى أن ينافقوا في دينهم ويغروا عوام المؤمنين.
أما القسم الثاني من الخوف؛ وهو خوف المشقة والإيذاء البدني والسب والشتم وهتك الحرمة فلاشك أن تحمل هذه الأمور والصبر عليها وظيفة العلماء، وأهل البيت النبوي أولى بتحمل ذلك في نصرة دين جدهم صلى الله عليه وسلم.
فلماذا التقية إذاً؟!
28 - إنما وجب نصب الإمام المعصوم ـ عند الشيعة ـ لغرض أن يزيل الظلم والشر عن جميع المدن والقرى، ويقيم العدل والقسط.
والسؤال: هل تقولون: إنه لم يزل في كل مدينة وقرية خلقها الله تعالى معصوم يدفع ظلم الناس أم لا؟ !
إن قلتم: لم يزل في كل مدينة وقرية خلقها الله تعالى معصوم. قيل لكم: هذه مكابرة ظاهرة، فهل في بلاد الكفار من المشركين وأهل الكتاب معصوم؟
وهل كان في الشام عند معاوية رضي الله عنه معصوم؟
وإن قلتم: بل نقول هو واحد، وله نواب في سائر المدائن والقرى.
قيل لكم: له نواب في جميع مدائن الأرض أم في بعضها؟
إن قلتم: في جميع مدائن الأرض وقراها. قيل لكم: هذه مكابرة مثل الأولى!
وإن قلتم: بل له نواب في بعض المدن والقرى.
قيل لكم: جميع المدن والقرى حاجتهم إلى المعصوم واحدة، فلماذا فرقتم بينهم؟!
29 - بوّب الكليني باباً مستقلاً في الكافي بعنوان (إنّ النساء لا يرثن من العقار شيئا)، روى فيه عن أبي جعفر قوله: «النساء لا يرثن من الأرض ولا من العقار شيئاً» ().وروى الطوسي في التهذيب () عن ميسر قوله: «سألت أبا عبد الله عليه السلام عن النساء ما لهن من الميراث؟
فقال: لهن قيمة الطوب والبناء والخشب والقصب فأما الأرض والعقار فلا ميراث لهن فيهما»
وعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: «النساء لا يرثن من الأرض ولا من العقار شيئاً» وعن عبد الملك بن أعين عن أحدهما عليهما السلام قال: «ليس للنساء من الدور والعقار شيئًا».
وليس في هذه الروايات تخصيص أو تقييد لا لفاطمة رضي الله عنها ولا غيرها.
وعلى هذا فإنه لا حق لفاطمة رضي الله عنها أن تطالب بميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ (حسب روايات المذهب الشيعي).
وأيضاً كل ما كان للرسول صلى الله عليه وسلم فهو للإمام، فعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد رفعه، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (ع)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خلق الله آدم وأقطعه الدنيا قطيعة، فما كان لآدم (ع) فلرسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان لرسول الله فهو للأئمة من آل محمد» ()
والإمام الأول بعد رسول الله حسب معتقد الشيعة هو علي رضي الله عنه، ولذا فالأحق بالمطالبة بأرض فدك هو علي رضي الله عنه،
وليس فاطمة رضي الله عنها، ولم نره فعل ذلك،
بل هو القائل: «ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل، ولباب هذا القمح، ونسائج هذا القز، ولكن هيهات أن يغلبني هواي وأن يقودني جشعي إلى تخير الأطعمة، ولعل بالحجاز واليمامة من لا طمع له في القرص، ولا عهد له بالشبع» ().
30 - لماذا قاتل أبو بكر رضي الله عنه المرتدين، وقال: لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه، بينما يقول الشيعة بأن عليًا رضي الله عنه، لم يخرج المصحف الذي كتبه عن الرسول صلى الله عليه وسلم خوفاً من أن يرتد الناس!!
وقد كان هو الخليفة، وله من الصفات والتأييد الإلهي كما يدعي الشيعة، ومع هذا يرفض أن يُخرج المصحف خوفاً من ارتداد الناس، ويرضى أن يدع الناس في الضلال، وأبو بكر يقاتل المرتدين على عقال بعير!!
منقول للفائدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/291)
ـ[أبو أنس السائر]ــــــــ[21 - 10 - 10, 09:36 م]ـ
جميل جدا لا حرمك الله الأجر وحبذا لو أكملت لنا هذه السلسبة من الأسئلة المفحمة لهم ...
ـ[أبو مالك الكويتي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 10:32 م]ـ
جزاك الله خيرآ
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 10:54 م]ـ
10 - في الجزء الأول من كتاب الكافي للكليني أسماء الرجال الذين نقلوا للشيعة أحاديث الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ونقلوا أقوال أهل البيت، ومنها الأسماء التالية:
مُفَضَّلِ بْنِ عُمَر، أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ، عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، عُمَرَ ابْنِ أُذَيْنَةَ، عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ابْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ، عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ، مُوسَى بْنِ عُمَرَ، الْعَبَّاسِ بْنِ عُمَرَ والجامع بين هذه الأسماء هو اسم عمر! سواء كان اسم الراوي أو اسم أبيه.
فلماذا تسمى هؤلاء باسم عمر؟!
بالنسبة للأسماء قرأت أغرب من ذلك فبعض رواتهم أسماءهم معاوية و عمرو.
16 - العبودية لا تكون إلا لله وحده؛ يقول سبحانه وتعالى: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ} [الزمر:66]، فلماذا يتسمى الشيعة بعبد الحسين، وعبد علي، وعبد الزهراء، وعبد الإمام؟! ولماذا لم يسم الأئمة أبناءهم بعبد علي وعبدالزهراء؟
و قد قال قصي إني سميت اثنين من أبنائي بأسماء آلهتي و واحد باسم داري و واحد باسمي ولم يكن عنده غير أربعة أولاد
و هم عبد مناف و عبد العزى و عبد الدار و عبد قصي
و جزاك الله خيرا على النقل و هناك محاضرة للشيخ حسن الحسيني ردا على ياسر الخبيث و هي ليست بجديدة بل قديمة في أوائل ظهور ذلك الأحمق المطاع نقل الشيخ الحسيني فيها نقولات عن أئمة أهل البيت من كتب الرافضة أنفسهم ككتاب بحار الأنوار كل هذه الروايات تمتدح الصديق و الفاروق و أظن أن عنوان المحاضرة الصديقان و آل البيت أو شيء من ذلك.
ـ[دار التدمرية]ــــــــ[22 - 10 - 10, 02:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[22 - 10 - 10, 11:51 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو بتال]ــــــــ[22 - 10 - 10, 11:12 م]ـ
شكر الله لك
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[15 - 11 - 10, 12:48 ص]ـ
علي رضي الله عنه وأرضاه أهلك الغالِ فيه فمن هو الغال؟
بسم الله الرحمن الرحيم ..
والحمدلله رب العالمين , و الصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله و صحبه ومن
سارعلى نهجهم إلي يوم الدين ..
وبالله وحدهـ نستعين ..
:::::
جاء في كتاب نهج البلاغة المنسوب لسيدنا علي رضي الله عنه وأرضاهـ 4/ 515 , تحقيق: محمد عبدهـ
, الناشر: دار المعرفه – لبنان ..
ما هذا نصه:-
قال عليه السلام:-
هلك فيّ رجلان: محب مفرط , وباهت مفتر.
وهذا مثل قوله عليه السلام:-
هلك فيّ رجلان: محب غال , ومبغض قال.
أهـ.
تساؤلتنا لمخالفينا من الشيعة هي ..
س 1/ ما هو الغلو؟؟
س 2/ من هو المحب الغال؟؟
والحمدلله رب العالمين ’’ [/ SIZE]
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[16 - 11 - 10, 10:28 م]ـ
بارك الله فيكم
وأسئلة أخرى
يذكر صاحب نهج البلاغة أن العباس وأبا سفيان بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أتيا علياً ليبايعاه فرفض وهؤلاء هم سادات بني هاشم وبني أمية أكبر عشائر قريش، فلماذا رفض علي إذا كانت خلافته أمر إلهي وأصل أصول الدين
وسؤال ثاني
هل كان العلويون أنفسهم يعرفون أن فيهم اثنا عشر معصوماً وإلا كيف كانت نقابة العلويين في الحسنيين لا في الحسينيين في القرون الأولى بل أكثر بايع محمداً ذا النفس الزكية فهل عرف متأخروا السبئية ما لم يعرفه العلويون الأوائل؟!
وسؤال ثالث
هل يستحق من لا يستطيع أن يحمي زوجته ومن يخفي كلام الله عن الناس أن يكون أميراً للمؤمنين
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[16 - 11 - 10, 11:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركآته ..
سؤال قرأته وتجلل في نفسي ..
لماذا لا يذكر أهل العمامات السود أثناء مجالس عزاء الحسين مقتل هؤلاء؟
عمر بن علي
أبو بكر بن علي بن أبي طالب
عثمان بن علي بن أبي طالب
أبو بكر بن الحسين بن علي
عمر بن الحسين بن علي
عثمان بن الحسين بن علي
أبو بكر بن الحسن بن علي
عمر بن الحسن بن علي
لماذا!
لماذا!
لماذا! يآشيعة آل البيت؟؟؟ كمآتزعمون ((وأنتم أقرب إلى نجوم السماء من حبهم)) ...
آليس هؤلاء من آل البيت؟؟؟
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[16 - 11 - 10, 11:47 م]ـ
- يعتقد الشيعة أن عليًا رضي الله عنه إمام معصوم، ثم نجده ـ باعترافهم ـ يزوج ابنته أم كلثوم «شقيقة الحسن والحسين» من عمر بن الخطاب رضي الله عنه!! () فيلزم الشيعة أحد أمرين أحلاهما مر:
الأول: أن عليًّا رضي الله عنه غير معصوم؛ لأنه زوج ابنته من كافر!، وهذا ما يناقض أساسات المذهب، بل يترتب عليه أن غيره من الأئمة غير معصومين.
والثاني: أن عمر رضي الله عنه مسلمٌ! قد ارتضى علي رضي الله عنه مصاهرته. وهذان جوابان محيّران.
يوجد جواب ثالث وهو ما نسبه الكلينى فى الفروع (2/ 141)، والحر العاملى فى وسائل الشيعة (433) كذبا وزوراً عن أبى عبد الله رضى الله عنه أنه قال: "إن ذلك فرج غصبناه"
فهل هذا هو حب آل البيت؟!!!!!!
فهل كان المرتضى أسد الله الغالب حيدر ذو الفقار أبو الحسنين، ذليلاً جباناً، تغتصب ابنته ولا يتحرك ساكناً -حاشاه- وأين كان الحسن والحسين، وأين كان بنو هاشم؟!!!!!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/292)
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[18 - 11 - 10, 05:08 م]ـ
أسئلة نصرانية موجهة للرافضة.
بامتداد تاريخ المسلمين تعرض الإسلام لهجمات شرسة .... دموية وفكرية ..
ولا زال يحارب إلى اليوم
وكما اختفى السيف الشيعي أمام أعداء الإسلام محبا للسلام.
.... فهل دافع الشيعة عن الإسلام باللسان حينما فقد السنان ..... وأين فما سمعنا بشيعي يدافع عن الإسلام ويدفع شبهات اليهود والنصارى: d أم أنه ليس لها إلا أبناء السنة وحسب
أنقل لكم بعض الأسئلة أتمنى من شيعة الباطل أن يجيبوا عليها ..
================1
قالت النصارى
نبيكم المحبوب محمد ((صلى الله عليه وسلم))
عصى ربه ... فعندكم في القرآن آية تقول
ولا تمسكوا بعصم الكوافر ....
وأخرى
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
ورسولكم أمسك بعصمة حبيبته عائشة ولم يجاهدها؟ وهي كافرة أو منافقة وفي كلا الحالتين لا يجوز عند المسلم الشيعي. فرسولكم عصى ربه إذا.
فما قول الشيعة؟
=============2
تقولون التوراة والأنجيل حرفا والقرآن لم يحرف وسلم من التحريف ......... وتأتون بآيات تفيد حفظ القرآن ...
فأين آية الشيخ والشيخة .... وقصة أمكم عائشة مع الداجن؟
======================
لأثبات التناقض في دينكم ((الأسلام))
تقولون
الصحابة بدلوا الدين وفي القرآن مدحهم فكيف هذا
فصحابة نبيكم لم يكونوا كأصحاب عيسى ...... فهم قد بدلوا الإسلام وغيروه وابتلعوا نص الإمامة لأبن عم نبيكم ...
وبالتالي:: هل يصح أن يثني الله على المبدلين لدينه أم أن القرآن محرف.
==============4
الإسلام نشره أصحاب محمد بالسيف والقوة .. زاعمين أنه جهاد ..... كيف وهم قد كفروا وارتدوا ... فهل هم طمعوا في الملك؟
==============5
عثمان بن عفان ومعاوية وسعيد بن العاص من بني أمية وهم الذين تولوا شأن القرآن إما
بالرأي أو الكتابة
فهل كتب القرآن أو أشار بجمعه ونشره بين الناس أحد أبناء الشجرة الملعونة
================6
لنبيكم بنات بنص كتابكم
فلماذا عصى محمد ربه وزوج عثمان الكافر .... مع أنه لا يجوز تزويج المسلمة بالكافر
هل من أجل ماله وشرف أمية
بالنسبة لأهل السنة ......... فليس هناك جهد في الرد.
__________________
وأضيف لها سؤال: ماذا لو سألك النصراني يا رافضي ... كيف تدعوني يا رافضي الى دين جميع مصادره
محرّفه؟ هل تريدني أن أترك نصرانيتي لأعتنق دينا مصادره مختفية عن الانظار منذ أكثر
من 1400 سنه ... !!!؟؟
قال النصراني:
يفتخر المسلمون ومنهم ((المسلمون الشيعة))
برعايتهم للقرآن وأنه لا يمسه إلا المطهرون وبالتالي لا يكتبه إلا المسلمون
أنا الآن أريد أن أكتب لهم القرآن وإن كنت كافرا بنظرتهم فالصحابة كتبوه ونشروه وهم كفار فما الفرق بيني وبينهم؟ ..... ((((أنا كافر وهم كفار))))
بل إني عندهم من أهل الكتاب والصحابة مرتدون فأنا أفضل وخير منهم (منقول)
__________________
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[18 - 11 - 10, 05:12 م]ـ
السؤال الأول:
هل تؤمن أيها الشيعي بالقضاء والقدر؟
إن قلت نعم سأقول لك لماذ تضرب نفسك وتجلد ظهرك وتصرخ وتبكي على الحسين؟
وإن قلت أنك لاتؤمن بالقضاء والقدر انتهى الأمر بإعتراضك على قضاء الله وعدم رضاك بحكمته.
السؤال الثاني:
من أمرك أيها الشيعي أن تفعل هذه الأفعال في عاشوراء؟
إن قلت الله ورسوله أمراني بهذا سأقول لك أين الدليل؟
وإن قلت لي لم يأمرك أحد سأقول لك هذه بدعة
وإن قلت أهل البيت أمروني سأطالبك أن تثبت من فعل هذا منهم؟
وإن قلت أني أعبر عن حبي لأهل البيت فسأقول لك إذاً كل المعممين يكرهون أهل البيت لأننا لانراهم يلطمون وأهل البيت يكرهون بعضهم بعضاً لأنه لا يوجد أحد منهم لطم وطبر على الآخر
السؤال الثالث:
هل خروج الحسين لكربلاء وقتله هناك عز للإسلام والمسلمين أم ذل للإسلام والمسلمين؟
إن قلت عز للإسلام سأقول لك ولماذ تبكي على يوم فيه عز للإسلام والمسلمين أيسوؤك أن ترى عز للإسلام؟
وإن قلت ذلاً للإسلام والمسلمين سأقول لك وهل نسمي الحسين مذل الإسلام والمسلمين؟
(لأن الحسين في معتقدك أيها الشيعي يعلم الغيب ومنها يكون الحسين قد علم أنه سيذل الإسلام والمسلمين.
السؤال الرابع:
مالذي استفاده الحسين رضي الله عنه من الخروج لكربلاء والموت هناك؟
إن قلت خرج ليثور على الظلم فسأقول لك ولماذا لم يخرج أبوه علي بن أبي طالب على من ظلموه؟ إما أن الحسين أعلم من أبيه أو أن أبيه لم يتعرض للظلم أو أن علي لم يكن شجاعاً ليثور على الظلم؟
ولماذا لم يخرج أخو الحسن على معاوية بل صالحه وسلمه البلاد والعباد فأي الثلاثة كان مصيباً؟
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[18 - 11 - 10, 06:59 م]ـ
http://www.almeshkat.net/books/list.php?cat=31
هذا الرابط فيه كتب تخص الرد علي الشيعة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/293)
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[20 - 11 - 10, 08:11 م]ـ
هل يعقل بأن علي بن ابي طالب الذي غار من السواك في ثغر فاطمه
لايغار من عمر بن الخطاب وهو يضرب فاطمه ويكسر ضلعها؟
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[20 - 11 - 10, 08:32 م]ـ
سؤال الى رافضي ماحكم عبادة الاصنام؟ </ STRONG>
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24
سورة نوح
هؤلاء قوم نوح
ولكن مالفرق بين قوم نوح والرافضه .. ؟
لايوجد فرق تشابهت قلوبهم ولا يوجد فرق
انظروا هنا
نحت لرأس الحسين رضي الله عنه
http://www.youtube.com/watch?v=yZSQCzDoDLw&feature=related (http://www.youtube.com/watch?v=yZSQCzDoDLw&feature=related)
اسئله/ كيف عرفتم شكله .. ؟
ماحكم عبادة الاصنام في دين الرافضه .. ؟
اجابة السؤال الاول:كقوم نوح وكما تسلسلوا في عبادة الصالحين تسلسلتم انت ايضا
السؤال الثاني: اذا كانت حلال فقد وقعتم في الشرك، لان محمدا صلى الله عليه وسلم بعث لتوحيد الله وافراده بالعباده كقوله تعالى ({لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا} سورة الكهف
واذا كانت حرام وجحدتم فعل ذلك، فهنا مقطع يبين لكم التمسح بالصنم الحسيني وفي هذا مشابهة بالنصارى.
اليكم المقطع الذي يثبت شرك الرافضه
http://www.youtube.com/watch?v=oyxyu984sX8&feature=related (http://www.youtube.com/watch?v=oyxyu984sX8&feature=related)
سؤال اخير اين عقولكم هل هي في السرداب .. ؟)
(منقول ... بتصرف)
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[21 - 11 - 10, 11:54 ص]ـ
أخي الكريم / صاحب الموضوع
هذه الأسئلة هي كتاب للشيخ / سليمان بن صالح الخراشي اسمه " أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق " و هو مطبوع و الله أعلم.
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[21 - 11 - 10, 04:28 م]ـ
انا لم أنسبها الي نفسي واكتب تحت الموضوع غالبا منقول وهذه الاسئلة منتشرة جدا وفي كتب كثيرة غير الذي ذكرت، غير المواقع والمنتديات التي تتبني مسالة الدفاع عن اهل السنة ولكن يااخي غرضي من هذا الموضوع، جمع اكبر قدر من الاسئلة في مقال واحد.ونرجو منك ان تتحفنا ببعض الاسئلة،حتي يكون هذا المقال في ميزان حسناتنا يوم القيامة. والله الموفق(66/294)
هل كان أبو بكر ابن العربي مخالفا للأشاعرة في بعض الصفات؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[21 - 10 - 10, 11:57 م]ـ
السلام عليكم
قال ابن العربي رحمه الله في "أحكام القرآن":
الْآيَةُ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ: قَوْله تَعَالَى:
{وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّك مَكْرُوهًا ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إلَيْكَ رَبُّكَ مِنْ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا}.
فِيهِ خَمْسُ مَسَائِلَ:
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى: قَوْلُهُ: {مَرَحًا}:فِيهِ أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ:
الْأَوَّلُ: مُتَكَبِّرًا.
الثَّانِي: بَطِرًا.
الثَّالِثُ: شَدِيدُ الْفَرَحِ.
الرَّابِعُ: النَّشَاطُ.
فَإِذَا تَتَبَّعْت هَذِهِ الْأَقْوَالَ وَجَدْتهَا مُتَقَارِبَةً، وَلَكِنَّهَا مُنْقَسِمَةٌ قِسْمَيْنِ مُخْتَلِفِينَ: أَحَدُهُمَا مَذْمُومٌ، وَالْآخَرُ مَحْمُودٌ؛ فَالتَّكَبُّرُ وَالْبَطَرُ مَذْمُومَانِ، وَالْفَرَحُ وَالنَّشَاطُ مَحْمُودَانِ؛ وَلِذَلِكَ يُوصَفُ اللَّهُ بِالْفَرَحِ، فَفِي الْحَدِيثِ: {لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ مِنْ رَجُلٍ} الْحَدِيثَ " وَالْكَسَلُ مَذْمُومٌ شَرْعًا، وَالنَّشَاطُ ضِدُّهُ.
وَقَدْ يَكُونُ التَّكَبُّرُ مَحْمُودًا، وَذَلِكَ عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ وَعَلَى الظَّلَمَةِ .. إلخ كلامه رحمه الله
فهنا أثبت ابن العربي صفة الفرح لله عز وجل
ومن المعلوم أن الأشاعرة لا يثبتون صفة الفرح لله عز وجل، لا متقدميهم ولا متأخريهم، فهل كان ابن العربي متفقا مع الأشاعرة في بعض الصفات ومخالفا لهم في أخرى؟
وهل كان منهجه في إثبات الصفات ونفيها مختلفا عن بقية الأشاعرة؟
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[22 - 10 - 10, 01:43 ص]ـ
بوركت
نعم ليس على صميم مذهب الأشاعرة وإن كان معظما لهم؛ فقد خالف شيخه الغزالي وشيخ شيخه الجويني في مسائل وانتقدهم في أخرى؛ ويظهر من صنيعه في كثير من آيات وأحاديث الصفات أنه يميل إلى التفويض، وفي العواصم يستقل بالنظر! رحمه الله رحمة واسعة.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[22 - 10 - 10, 02:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وفي العواصم يستقل بالنظر!
هل من توضيح لهذا الجزء؟ ماذا تقصد بـ (النظر)؟
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[23 - 10 - 10, 12:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
يعني له آراء خاصة ذهب إليها ليس له فيها سلف.
ينظر في ذلك "الآراء الكلامية للقاضي أبي بكر بن العربي" للدكتور عمار طالبي في جزءين؛ الأول لعمل المحقق والثاني كتاب العواصم والقواصم كاملا لابن العربي، والكتاب ليس بين يدي الآن وإلا نقلت منه ما يفي بالغرض.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 - 10 - 10, 02:14 ص]ـ
ينظر في ذلك "الآراء الكلامية للقاضي أبي بكر بن العربي" للدكتور عمار طالبي في جزءين؛ الأول لعمل المحقق والثاني كتاب العواصم والقواصم كاملا لابن العربي، والكتاب ليس بين يدي الآن وإلا نقلت منه ما يفي بالغرض.
جزاك الله خيرا
الكتاب عندي، حملته من احدى المواقع فهو متوفر على النت بصيغة بي دي اف (مصور)
وقد قرأت عدة ورقات منه ثم توقفت لانشغالي، ولا أجد وقتا الآن لقراءته، ولكن في المستقبل إن شاء الله.
ـ[ربى الجزائرية]ــــــــ[23 - 10 - 10, 04:03 م]ـ
الإمام إبن العربي المالكي من خيرة علمائنا الفضلاء، وهو أشعري العقيدة محض ومخالفته للأشعرية قليلة و لاتعتبر مقارنة بما انتصر لهم في كتابه العواصم وكتبه الاخي كشروح الموطأ والتفسير، وهو رحمه الله معروف بالنزعة الاستقلالية حتى في أرائه الفقهية والأصولية
وانصح الاخت الفاضلة بإكمال قراءة الكتاب ففيه من الفوائد ملا غنى عنه، وقد قام بعض المعاصرين ببتر الكتاب واخراج جزء منه وهو الجزء الاخير يذكر فيه الفتنة التي جرت بين الصحابة ولم يكلف المحقق نفسه التبيين الظاهر الى ان تحقيقه مقتطف فقط
وعن نقلك عن ابن العربي ففي فهمك اختاه قصور
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/295)
فَإِذَا تَتَبَّعْت هَذِهِ الْأَقْوَالَ وَجَدْتهَا مُتَقَارِبَةً، وَلَكِنَّهَا مُنْقَسِمَةٌ قِسْمَيْنِ مُخْتَلِفِينَ: أَحَدُهُمَا مَذْمُومٌ، وَالْآخَرُ مَحْمُودٌ؛ فَالتَّكَبُّرُ وَالْبَطَرُ مَذْمُومَانِ، وَالْفَرَحُ وَالنَّشَاطُ مَحْمُودَانِ؛ وَلِذَلِكَ يُوصَفُ اللَّهُ بِالْفَرَحِ
لان ابن العربي وان نسب الفرح كالاشاعرة الى المولى عز وجل ولكن كيف يفهمه او كيفية النسبة لان لفظ الفرح يحتمل عدة معاني فما اختيار القاضي هنا،لعلك تبحثين في كتبه الاخرى عنها
ـ[ربى الجزائرية]ــــــــ[23 - 10 - 10, 10:09 م]ـ
الاخت الفاضلة لعل هذا النص الصريح إثبات قوي في أن الامام إبن العربي من جهابذة الأشاعرة
النص الثاني من العواصم من القواصم ص 225 طبعة د. عمار طالبي
قال رحمه الله:
" فيقال لهم: علام تقولون أنه يفرح ويمشي و يهرول ويأتي و ينزل؟ فهل يجوع و يعطش و يمرض و يحتاج و يعري؟!!
فإن قالوا: لا
قلنا: فقد قال:" عبدي مرضت فلم تعدني، جعت فلم تطعمني، عطشت فلم تسقني " و في رواية:" استكسيتك فلم تكسني " فيقول: فكيف يكون ذلك و أنت رب العالمين؟! فيقول: كان ذلك بعبدي فلان و لو فعلت به ذلك لوجدتني عنده " في حديث طويل هذا معناه
فإن قالوا: لا نقول بهذه لأنها آفات، وهذه صفات
قلنا لهم: بل هي جوارح و أدوات و هي كلها نقص و آفات فإن هذه الجوارح كلها إنما وضعت للعبد جبلة لنقصه يتوصل و يتوسل بها إلي قصده، ومن له الحول و القوة و إذا أراد شيئا قال له: كن فيكون فلا آلة له ولا جارحة فكما أضاف هذه الألفاظ الجارحية عندنا إلي نفسه، كذلك أضاف البيت والدار إليه فهل بيته الذي هو الكعبة علي قدره أو أكبر منه؟! وهل يدخله أو لا؟!، وداره هل يسكنها أو يدخلها؟! و أنتم معاشر الغافلين أو قل الجاهلين و إن صرمتم، فأصب بالضالين الكافرين مقتل الخطاب، الصحيح فيهم:
الأرض كلها لله و المساجد لله و الكعبة بيت الله و الجنة دار الله، و إذا أراد الله أن يشرف بيتا أو دارا، أو آدم أو عيسي قال: إنه منه، و له، و بيده كان، و إلي جنبه يقعده، و علي عرشه ينزله معه، وكل ملك له فيده و رجله و قدمه و ذراعه و ساعده، و لا سيما إذا تصرف في طاعته ألا تري في الحديث الذي رويتم:" فساعد الله أشد وموساه أحد " فجعل له ساعدا وموسي، والإضافة واحدة، والكل صحيح المعني حق اهـ
وهو كلام محقق رائق، والحق أن كل المذاهب تغبط المالكية علي مثل هذا الإمام الجهبذ فرضي الله عنه وعن سائر أئمة أهل السنة والجماعة
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 - 10 - 10, 11:30 م]ـ
أختي الكريمة
لم يكن لدي شك في أنه أشعري قبل أن أقرأ كلامه ذاك، فجاء في نفسي أنه ربما يتبع عقيدة الأشاعرة في بعض الصفات وليس كلها
ولكن يظهر أنني أخطأت فهم قصده.
وهو كلام محقق رائق
هذا ليس صحيحا أختي الكريمة
فالسلف الصالح وأهل السنة والجماعة يمرون النصوص على ظاهرها، أمروها كما جاءت على ظاهرها بلا كيف
وحديث::" عبدي مرضت فلم تعدني .. " إلخ الحديث
واضح المعنى، فتفسيره في نصفه الثاني، فلا حاجة لتأويله، فليس فيه إثبات أي من تلك الصفات لله عز وجل.
أما حديث الفرح
فمعناه واضح من سياقه، فظاهره أن الفرح حقيقي وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه:
"لله أشد فرحا بتوبة عبده ... " الحديث
ففرح الله وُصف في الحديث بأنه أشد من فرح العبد، وفرح العبد حقيقي بلا شكل، وهذا دليل على أن فرح الله عز وجل حقيقي، ولكنه كيفية فرحه لا يعلمها إلا الله عز وجل وهي لا تشبه فرح المخلوقين.
فنحن نثبت الصفة لأن الله عز وجل أثبتها، وننفيها لأن الله عز وجل نفاها.
والفرح واليد .. إلخ ليست صفات نقص، لا في المخلوق ولا الخالق، بخلاف الجوع والمرض وعطش.
أما كون اليد جارحة، فذلك في كيفية يد المخلوقات، فلا تلزم ليد الله عز وجل
أما قولنا: بيت الله، وناقة الله
فهذه إضافة مخلوق إلى الخالق وهي إضافة تشريف وتكريم.
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[23 - 10 - 10, 11:40 م]ـ
الاخت الفاضلة لعل هذا النص الصريح إثبات قوي في أن الامام إبن العربي من جهابذة الأشاعرة
وهو كلام محقق رائق، والحق أن كل المذاهب تغبط المالكية علي مثل هذا الإمام الجهبذ فرضي الله عنه وعن سائر أئمة أهل السنة والجماعة
الإمام إبن العربي المالكي من خيرة علمائنا الفضلاء، وهو أشعري العقيدة محض ومخالفته للأشعرية قليلة
بسم الله الرحمن الرحيم
رحمكِ اللهُ في علاه،
هات ثلاثة علماء أشاعرة وافقوا الأشاعرة في كل المذهب (هذا إن كان لهم مذهب محدود)؟
أو
هات ثلاثة علماء أشاعرة ماتوا على أشعريتهم ولم يتوبوا قبل موتهم؟(66/296)
شكر وبشارة لطلبة عقيدة أهل السنة
ـ[أحمد محمد الحسني]ــــــــ[22 - 10 - 10, 11:02 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين
اما بعد فاشكر الإخوة الأعزاء القائمين على هذا المنتدى على ما أتاحوا لي من فرصة جد ثمينة علي وهي الانضمام إلى الكوكبة النيرة من أعضاء هذا المنتدى العلمي حقا، فشكرا لهم، سائلا الله لي ولهم التوفيق
أما البشارة فأول مشاركة لي إن شاء الله أن أعرض عليكم نظما رائعا للعقيدة الواسطية والتي نظمتها، لعل حفظها يسهل على طلبة العلم وسوف أزود المنتدى بأشياء أخرى تفيد طلبة العلم إن شاء الله، وذلك في حلقات متتالية، تقبلوا تقديراتي
ـ[أحمد محمد الحسني]ــــــــ[22 - 10 - 10, 11:55 م]ـ
واسطة الفريدة
للفقير إلى رحمة ربه
أحمد محمد بن محمد الحاج الحسني الأدرعي
غفر الله له ولوالديه
*******************
نظم
العقيدة الواسطية
لشيخ الإسلام
أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني
- رحمه الله -
ت728
بسم الله الرحمن الرحيم
حمدك يا من هو بي بر حفي ... بلطفه البادي ولطفه الخفي
أسألك اتباع خيرمرسل ... في منشطي ومكرهي ومكسل
فيا رحيم امنن علي باتباع ... سنته من دون ما أدنى ابتداع
وإنها منشودي الأسمى، ولا ... أبغي سواها ولها مني الولا
وإنني اشهد أن المصطفى ... بلغنا الهدي وأدى ووفى
والمهتدي ـ لا شك ـ عين المقتدي ... بسنة الهادي الإمام أحمد
عليه أفضل الصلاة والسلام ... بعد مخلوقات ربه السلام
...
لم يأل في التبيين للعقائد ... حبا له حبا له من قائد
والناس في باب العقائد فئام ... عز اجتماع شملهم فلا وئام
مابين مثبتين أو نفاة ... لما لرب العرش من صفات
والحق ما عليه اهل السنة ... وغيرهم يخبط في الدجنه
إذ أثبتوها دونما تمثيل ... ودون تكييف ولا تعطيل
فقد مضى الصحب بلا تنقيب ... عن كنه وصف الله أو تعقيب
بل آمنوا بالله في السماء ... وبالصفات الغر والأسماء
وأمسكوا عن الكلام ورأوا ... أن الألى استحلوه عن هدي نأوا
وبين ظهرانيهم كان الرسول ... وعنده لو سألوه كل سول
فلا بيان فوق ما للمصطفى ... وقد أبانها ووفى وكفى
ثم الذين بعدهم كذلك ... فانظر إلى قول الإمام مالك
إذ قال للبدعي لما سألا ... الاستوآ يعلم أما الكيف لا
ومثل هذه قولة بديعه ... عن شيخه نجم الهدى ربيعه
...
هذا، ولما كانت الايمه ... في الاتباع هم بدور الأمه
ولابن تيمية في المجال ... ما يفحم اللد من الرجال
فإنه ذوغيرة مشهورة ... على اعتقاد الفرقة المنصوره
فكم حمى الحمى بلا إلباس ... عن شبه اللبس أبو العباس
وسد بيبان الهوى كل جهه ... عن فرق التعطيل والمشبهه
فكان في حلوق آل الجهم ... وصنوه الجعد كمثل السهم
ياكم له في الباب من رسائل ... توضح الحق لكل سائل
كالواسطية التي أودعها ... معتقد السني إذ أبدعها
ونهج أهل السنة الأواسط ... حوت جوابا للسؤال الواسطي
وهي تفوق الدر حسنا فهب ... مسبوكها خط بماء الذهب
...
وحين إذ رأيتها كهف الأمان ** ونثرها في الحسن كاللول الثمان
دعت إلى نظامها دواعي ... في النفس كي أدنيها للواعي
فأقنعتني بأني عاجز ... ولا يجيد النظم إلا الراج
وعللت بكثرة الآيات ... فيها وهل تصلح للأبيات
فقلت لا علي، لو طال العدد ... آيا، فمن مولاي أرتجي المدد
فمدني ربي بما عودني ... من جوده علي مذ أوجدني
فتارة أسوق ما في الآيه ... من شاهد أبديه للنهايه
وتارة آتي ببعض وأحيل ... فنظم قيل الله جد مستحيل
فلم أزل بها إلى استدنائي ... فرع ثمار النظم وهو نائي
فسمها (واسطة الفريده ... في نظم واسطية العقيدة
وقد حوى الأصل وأداه، ورق ... كما حوى منثوره ذاك الورق
والله أسأل به كل انتفاع ... وفي غد أرجو به نيل ارتفاع
وها أنا بحول ربي أصول ... مقتديا بما لأصلي إذ يقول
ـ[حمد بن حنيف المري]ــــــــ[23 - 10 - 10, 02:06 م]ـ
بارك الله فيك(66/297)
نص عن المجاز (يوحنا الدمشقي)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[23 - 10 - 10, 02:13 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين،
جو النص:
يوحنا الدمشقي (توفي من 130 إلى 133 هـ تقريبا) (قبل 754 م قطعا كما في المصادر المسيحية) هو ذلك الكاهن الذي درج في بلاط الأمويين بدمشق، وكان متقنا للعربية والسريانية واليونانية، والذي يعتبر قديسا وأبا معتبرا في علم الأبائيات (الباترولوجي) المسيحي، وأبرز مؤلفاته (ينبوع المعرفة) وينقسم إلى ثلاثة أقسام (مقدمة فلسفية: تشتمل على تحديدات وتعريفات لاهوتية كالأقنوم والطبيعة .. ) و (مقدمة تاريخية) و (خلاصة لاهوتية).
وما يعنينا من ذلك الكتاب هاهنا (المقدمة التاريخية) أو ما تسمى في الدرس الكريستولوجي عندهم ب (مقدمة الهرطقات المائة) لأن يوحنا عمد إلى نص قديم لإبيفانيوس (ت بعد 403 م) عنوانه (باناريون) وهو نص تاريخي مفقود مشهور في علم التاريخ الكنسي المسيحي، ومعنى (باناريون) علبة الأدوية، رد فيه على ثمانين هرطقة وبدعة، فنقله يوحنا الدمشقي في مقدمة الهرطقات و زاد عليه عشرين هرطقة.
وقد ألف كتابه هذا باليونانية ـ رغم أنه ألف بدمشق ـ وذلك لما فيه من طعن على الإسلام ..
وفي الجملة فكتاب ينبوع المعرفة ليس موجودا برمته إلا في موسوعة الآباء اليونانية (160 مجلدا)، وليس له ترجمة عربية كاملة مطلقا، فقط طبع جزؤه الثالث في الخلاصة اللاهوتية المعروف ب (الإيمان الأرثوذوكسي) مختصرا باسم (المائة مقال) ـ لأن الخلاصة اللاهويتة كانت في مائة فصل ـ طبعة مكتبة المحبة المصرية، باختصار د ميخائيل ماكسي إسكندر ـ و قد أفسده كما هي سائر اختصاراته المخلة التجارية ـ واقتصر فيه على خمس وسبعين مقالة، وطبعته المكتبة البوليسية كاملا بلا اختصار، تعريب الأرشمندريت أدريانوس شكور.
ثم طبع منه جزء صغير (80 صفحة) من جزئه الثاني (الهرطقات المائة) بعنوان (الهرطقة المائة) 1997 دون دار نشر، ويقصد بالهرطقة المائة التي اقتصر عليها من كتاب يوحنا الدمشقي (الإسلام)، الذي يسميه تعمية بالإسماعيليين أو الهاجريين أو الساريين نسبة لسارة وهاجر، خوفا من الملاحقة ربما.
و (الهرطقة المائة) يشتمل نقدا توهميا للإسلام في صورة مناظرة بين مسيحي ومسلم، ثم اتبعه بنقد لأربع سور من القرآن، ثم أتبعه بتسعة نقاشات صغيرة بين مسلم ومسيحي (مفترضة) حول موضوعات مختلفة منها حرية الاختيار والعدل الإلهي وخلق الخير والشر (مشكلة القدر التي كانت ذائعة آنذاك في هذا العصر) ومنها حول طبيعة المسيح والكلمة والروح.
النص:
يقول في المحاورة (6) ص 71 ـ 73:
(عندما يسألك المسلم قائلا " أقوال الله هل هي مخلوقة أم غير مخلوقة؟ " المسلمون يطرحون علينا هذا السؤال الصعب جدا حتى يبرهنوا أن " كلمة الله " مخلوق، وهذا خطأ ـ فإن قلت " مخلوقة "، يقول لك: ها إنك تثبت بأن كلمة الله مخلوق ". أما إذا قلت: " غير مخلوقة "، يقول " كل أقوال الله الموجودة إنما هي غير مخلوقة، ولكنها ليست آلهة مع ذلك، ها إنك توافقني على أن المسيح الذي هو كلمة الله ليس هو الله ".
لأجل هذا السبب لن تجيبه بأنها مخلقة، كما ولن تجيبه بأنها غير مخلوقة، بل ستجيبه بهذا: " إنني أعترف بأن في الله " كلمة " واحدة أقنومية غير مخلوقة، كما اعترفت أنت بذلك، ولكنني لا أدعو كتابي بجملته أقوالا أو كلمات إلهية، بل أفعال أو بلاغات إلهية "، فإن قال لك المسلم " كيف حصل إذن أن قال داود:" كلام الرب كلام نقي " مز 12:7، ولم يقل " فعل الرب فعل نقي "، فقل إن النبي قد تكلم بالمعنى المجازي لا بالمعنى الحقيقي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/298)
فإن قال لك " ماذا تقصد بالمعنى المجازي والمعنى الحقيقي؟ " فقل له: " المعنى الحقيقي هو البينة المؤكدة للشيء ما، أما المعنى المجازي فبينة غير مؤكدة "، وإن قال لك المسلم " أويمكن للنبي أن يستعمل بينة غير مؤكدة؟ "، فقل له: " من عادة الأنبياء أن يشخصوا الجوامد ناسبين إليها عيونا وأفواها، مثلا: " البحر رأى فهرب " مز4 11:3، ليس للبحر عيون في الواقع، لأنه من الجوامد، ويسأله النبي من جديد على أنه كائن حي، فيقول: " مالك أيها البحر قد هربت .. " مز4 11:5، وأيضا:"يأكل سيفي لحما " تث 32:42، يقول الكتاب.
والحال أن فعل الأكل يطبق على فم يأكل ويشرب، وإذا استطاع سيف أن يقطع شيئا ما فلا يستطيع أن يشرب. وهكذا سمى النبي الأفعال كلاما بالمعنى المجازي، في حين أنها لم تكن أقوالا بالضبط بل أفعالا ".
الملاحظ:
1 ـ رغم كون النص يونانيا من حيث التأليف في الأصل، لكنه دال دلالة قطعية على وجود المعرفة بالمجاز المنقولة عن أرسطو كما هو ثابت في كتابه الخطابة و فن الشعر، دال على وجودها في قلب العاصمة الأموية في النصف الأول من القرن الثاني الهجري، أي قبل ولادة حنين بن إسحق العبادي بنحو نصف القرن الكاملة (194 ـ 260 هـ)، ومن بعده ابنه إسحق بن حنين (215 ـ 298 ه)، ويصعب جدا أن توجد تلك المعارف عند يوحنا الدمشقي بتأثيره المعرفي في ذلك الوقت واستخدامه في النقض على المسلمين دون انتقاله لغيره من تلاميذه والمتأثرين به ومن قامت بينه وبينهم حوارات.
ومن المعروف أن هذا أمر مترجح عند جل الباحثين، أن ثمة معارف وترجمات يونانية (قبلية) على حنين وإسحق، وإن ظل ذلك ترجيحا جمليا أو يستند إلى إحالات ترجع إلى وجادات قديمة مفقودة بدورها لترجمات أو نقولات قبل حنين، لكن ذلك النص بمثابة التدليل اليقيني على هذا الاتجاه.
2 ـ استخدام يوحنا للمجاز هاهنا هو بالمعنى الاصطلاحي عند المتأخرين، فهو بذلك سابق على من يذكرهم المتخصصون في أسبقية من ذكر المجاز من العرب ـ مع ملاحظة أنه كتب ماكتب باليونانية لكن يراعى ما ذكرته في النقطة الأولى من الكفاية في دلالته على وجود المفهوم في ذلك الوقت في دوائر علمية معينة في العالم العربي والإسلامي ـ.
3 ـ إنكار يوحنا في كلامه هذا أن يكون الكتاب (كلمات لله)، هو الاتجاه المعروف بالوحي الروحي، وهو ما يخالف الاتجاه المعروف بالوحي اللفظي أو الإملائي، ويوجد اتجاه آخر هو الاتجاه الميكانيكي في الوحي، وقوله هاهنا بكون الوحي بلاغا عن الله هو من إرهاصات الاتجاه الميكانيكي في الوحي، وهو ـ في نفسه ـ هرطقة عندهم.
4 ـ استعمل يوحنا ضروبا من التأويل والجدل، استعمل المعتزلة والأشعرية ضروبا من جنسها تماما!، فكلامه عن أن الكتاب (بلاغات إلهية) هو تعبير ركيك لقول الأشعرية بعدُ، إن الكتاب (عبارة أو حكاية) عن كلام الله!، واستعمال المسلم المتوهم في الاعتراض عليه لنص داود المزموري (كلام الرب كلام نقي)، هو جنس استدلال أهل السنة بقوله تعالى (حتى يسمع كلام الله) وما يشبهه!.
5 ـ وهذا النص تدليل بين على صحة كلام شيخ الإسلام، وسائر الاتجاه المعروف عند أهل العلم بتأثر المبتدعة عموما بالفلسفات والأديان السابقة، بل هو الذي يقوله الحديث المعروف عن اتباع سنن من قبلنا، ويدلل على بطلان رأي النشار ـ وما أكثرها ـ: " أما مشكلة خلق القرآن ونفي الصفات فقد تأثر فيهما أوائل المعتزلة بصاحبي منهج التأويل ـ الجعد بن درهم وجهم بن صفوان ـ. وقد اتُهم الجعد بن درهم بأنه تأثر بالمانوية عند ابن النديم، وبالصابئة والمسيحية عند ابن تيمية وغيره من المفكرين، وأن الجهم بن صفوان أخذ عن الجعد بن درهم وبالتالي قد تأثر بكل هذه المؤثرات الأجنبية، ونحن نعلم أن الرواقية كانت منتشرة لدى الكنائس الديصانية والمسيحية، فهل حدث تلاق في الأفكار؟ ليس هناك ما يثبت هذا على الإطلاق في العصر الأول، وليس هناك ما يصل جبرية الجهم بجبرية الرواقية، وليس ثم مشابهة بين فكرتي خلق القرآن ونفي الصفات، وبين أية عقيدة رواقية، إن محاولات تحقيق الصلات وتوكيدها من الصعوبة بمكان في هذا العهد المبكر. وقد لاحظنا من قبل أن جهم بن صفوان كان " خارجيا " بمعنى، وكان يشتعل حماسة للإسلام. ولا شك أن نسقه الفكري كان مختلفا عن مفكرين معاصرين، ولكن هل لنا أن نقول إنه على اتصال فكري بالمسيحيين أو الصابئة فلا يوجد ثمة دليل واحد " النشار 1/ 408
أقول: قتل الجعد سنة 124 هـ، وقتل الجهم سنة 128 هـ، ومات واصل سنة 131 هـ، ومات عمرو بن عبيد سنة 143 هـ، فكما ترى أن عتق المعتزلة والجهمية كانوا في النصف الأول من القرن الثاني كذلك، فوجود مثل تلك النقاشات والأساليب التي استخدمها يوحنا الدمشقي ومن بعده تلميذه يوسفيذورس (أبو قرة)، تؤكد حصول ذلك التأثير.
6 ـ يعزى إلى يوحنا أنه من المتوسعين في (التأويل) و (المجاز) هو من الشرقيين ومن قبله (إيكليمنت السكندري) و (أوريجانوس) و (أوغاسطين) من الغربيين، انظر (ابن تيمية وموقفه من التأويل للجلنيد 202 وما بعدها، ودائرة المعارف الكتابية مادة تأويل).
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/299)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 08:20 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
جزاك الله خيرا، موضوع مميز.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[26 - 10 - 10, 09:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الأزهري السلفي ..
شرفني مرورك ..
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[26 - 10 - 10, 10:37 ص]ـ
وقوله هاهنا بكون الوحي بلاغا عن الله هو من إرهاصات الاتجاه الميكانيكي في الوحي، وهو ـ في نفسه ـ هرطقة عندهم.
جزاك الله أيها المبارك على هذا الموضوع المبارك.
من قال أن القول بأن الوحى ليس لفظيا هرطقة عند النصارى؟
أليس هذا هو الاتجاه السائد الآن بين جماهير علماء النقد النصى من الكاثوليك والبروتستانت بغض النظر عن الأرثوذكسيين؟
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[26 - 10 - 10, 10:40 ص]ـ
"أفعال أو بلاغات إلهية"
ثم إذا فهمنا مقصده بالبلاغات الإلهية على وفق قول الأشاعرة ..
فكيف نفهم قوله " أفعال "؟
وماجوابك عن شبهته أخى الحبيب؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 11:23 ص]ـ
بارك الله فيك ..
1 - أشهر من سلط نظرية المجاز على الوحي هو فيلون السكندري وهو من أئمة هذه الطريقة.
2 - القراءة المتأنية لمؤلفات يوحنا الدمشقي ورسائه خاصة المطبوعة عن مخطوطات البحر الميت = تورث علماً يقنياً بأثره على المعتزلة، حتى إن له رسالة في القدر تتناص حججها ونصوصها تناصاً شبه تام مع كلام المعتزلة ..
3 - أئمة المعتزلة خاصة من أول طبقة أبي الهذيل كانوا ينقلون هذه الكتب وينظرون فيها بأنفسهم من غير احتياج لترجمان، وبنقلهم تلك البدع وتداولها بينهم وغمسها في مصنفاتهم في النحو والبلاغة = دخلت على غيرهم ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[26 - 10 - 10, 11:32 ص]ـ
جزاك الله أيها المبارك على هذا الموضوع المبارك.
من قال أن القول بأن الوحى ليس لفظيا هرطقة عند النصارى؟
أليس هذا هو الاتجاه السائد الآن بين جماهير علماء النقد النصى من الكاثوليك والبروتستانت بغض النظر عن الأرثوذكسيين؟
بارك الله فيك
هو اتجاه سائد بين كثير من علماء النقد النصي، وليس أكثرهم ..
ولكن لا يساعد عليه قول الآباء المتقدمين، وعندي من نقولهم الشيء الكثير يصرحون فيه أن من قال إن الرب لم يتكلم بالكتاب فإنه يعبد إلها أخرس، وعليه أن يعبد صنما، ونحو ذلك كثير.
و وفق ذلك تجد ميخائيل مينا ـ رغم مراوغاته الكثيرة في موسوعته عن اللاهوت المقارن ـ يذكر الاتجاهين ولا يستطيع أن يبرز أنه يقول إن الوحي روحي، وإن كان يومئ إلى ذلك، رغم أن اتجاه الأرثوذكسيين المعاصرين ـ بمن فيهم غريغوريوس في لاهوته العقيدي ـ على أن الوحي روحي ..
وهذا ـ عندي ـ يشبه تنكب الخلف عن طرق سلفهم ـ عموما ـ بحيث يكثر القول البدعي فيهم رغم كونه هرطقة في نفسه بغض النظر عن قائله ..
فكذا كثير من قول آبائهم المتقدمين صريحة في إثبات العلو الحسي لله، ثم لا تجد هذا قولا معروفا لطائفة مسيحية كبيرة الآن، بعد اتفاق أكثرهم أن الله في كل مكان ..
ولكن هذا لا يرفع عن القول وصفه بالهرطقة في نفسه ..
وكذا كثير من الأقوال التي تشيع هرطقية ـ في نفسها ـ بغض النظر عن قائلها ..
فهذا (نظير جيد) بطرك الأرثوذوكس الأقباط يملأ الفكر اللاهوتي الأرثوذكسي بكلام عن الخطية الجدية الأصلية، معتمدا طريقة (قضائية الخطية)، وهو بدعة بروتستانتية، أكثر من رد عليها هم الأرثوذوكس أنفسهم ـ سلف نظير جيد ـ،ولم يقل أحد من آبائهم بالخطية القضائية الموروثة بعينها لا جنسها قبل البروتستانت ..
ولذلك لم يخجل (لوقا حبيب بباوي) ـ الشجاع ـ من التصريح بهرطقة شنودة وخروجه عن التعليم القويم، ثم تكفيره (ابتسامة)، قبل أن تحرمه الكنيسة بدورها وتكفره ..
ومثله في ذلك (متى المسكين) ـ أعلم الأرثوذوكس المعاصرين ـ ومعروفة مواقفه ومواقف دير الأنبا مقار جميعا من شنودة، وبعضهم لهم كلام صريح في هرطقته، ولذا تم تحجيمه، وحرم شنودة أن يصلي عليه البابا ـ يعني نفسه ـ أو أي من القمامصة، خلافا للعرف الكنسي في الصلاة على قمص ومرشح سابق للكرسي البابوي قبل شنودة وأثناء عزله السابق ...
ومع ذلك فقد صار هذا تعليما للكنيسة الأرثوذكسية ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[26 - 10 - 10, 11:48 ص]ـ
"أفعال أو بلاغات إلهية"
ثم إذا فهمنا مقصده بالبلاغات الإلهية على وفق قول الأشاعرة ..
فكيف نفهم قوله " أفعال "؟
وماجوابك عن شبهته أخى الحبيب؟
بلاغات إلهية = المعنى من الله والنبي يبلغه
يشبه قول من قال من الأشاعرة إن القرآن كلام جبريل أو النبي عليه الصلاة والسلام
وأفعال إلهية = مفعولاته
والفعل هو المفعول، والمفعول مخلوق، فالأفعال الإلهية مخلوقة
وهذا تقرير يوافق فيه المعتزلة و الأشاعرة، فكلهم ينصون أنه لا تقوم بذاته أفعال حادثة لكنها غير مخلوقة، بل الأفعال هي عين المفعولات، ويصرحون أنها مخلوقة ..
وكلام يوحنا الدمشقي في القََدَر يفهم ذلك ..
ناهيك أن الرجل يعتقد ـ نصا في محاوراته وفي كتاب المائة مقال ـ أن الله (لا يفعل)، وأنه بعد اليوم السابع استراح فلم يعد يفعل شيئا مطلقا!
وهذا اتجاه معروف أيضا في مسألة (صلة الله بالعالم) وهي مسألة فلسفية، تبحث تارة تحت عناوين (قيام الحوادث بالله)، أو قيوميته تعالى، أو معنى الغنى التام والاحتياج التام، ومعنى العلة والمعلول، وسنخية العلة، إلى غير تلك المسائل التي بعضها فلسفي وبعضها كلامي، وكلها من حيث التناول بدعي! في الغالب.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/300)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[26 - 10 - 10, 11:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخ أبا فهر ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[26 - 10 - 10, 11:54 ص]ـ
أما الجواب عن شبهته فكما هي مسالك أهل السنة المعروفة
النقلية بإثبات الكلام لله ..
والعقلية التي منها طريقة التقسيم العقلي الحاصر (لا يخلو الحي من كونه متكلما أو أخرس .. ) وهو مسلك لا يتم على أصول الأشعرية في التحسين والتقبيح ..
وغير ذلك
ـ[ابو رائد المصري]ــــــــ[28 - 10 - 10, 11:31 م]ـ
بارك الله فيك
هو اتجاه سائد بين كثير من علماء النقد النصي، وليس أكثرهم ..
ولكن لا يساعد عليه قول الآباء المتقدمين، وعندي من نقولهم الشيء الكثير يصرحون فيه أن من قال إن الرب لم يتكلم بالكتاب فإنه يعبد إلها أخرس، وعليه أن يعبد صنما، ونحو ذلك كثير.
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على إثراء المنتدى بمثل هذا الطرح الطيب القيم، والذي استفزني أن أكتب وأشارك معكم في هذا المنتدى الذي يضم النخبة من أمثالكم.
أما القول بالوحي اللفظي فهو الأصل والعقيدة الراسخة لدى مسيحيي القرون السابقة حتى القرن السادس عشر وظهور البروتستناتية واطلاع العوام قبل العلماء على الاختلافات الجوهرية والمتنوعة بين مخطوطات وترجمات الكتاب المقدس، مما استحال معه التمسك بالقول بلفظية الوحي ومع هذا التشظي الكتابي - إن صح التعبير - وقد قال القس رضا عدلي في كتابه مقدمات اسفار الكتاب المقدس - العهد الجديد، وتحديداً بصفحة 53، 54 ما نصه:
" إن مئات العبارات مثل " قال الرب " " هكذا يقول الرب " تؤكد صدق عقيدة الوحي اللفظي.
أنا أعرف ان الله اكبر من أن يُحصر فى لغة! لكن ألم يكتب الله بإصبعة على لوحي الشريعة؟ " واللوحان هما صنعة الله والكتابة هى كتابة الله منقوشة على اللوحين
إن الذين لايؤمنون بالوحي اللفظي يؤمنون بإله أخرس!!! "
فهذا بروتستانتي معاصر ما زال يتمسك بالعقيدة القويمة للكنيسة الأولى!
ومثله الدكتور والقس الأرثوذكسي / اميل ماهر اسحاق في كتابه الكتاب المقدس اسلوب تفسيره وفقا لفكر الآباء القويم وذلك في صفحة 42 ما نصه:
" فالكتاب المقدس موحى به بكامله وحياً لفظياً. ومن كلام بولس الرسول نعرف أنه لايوجد جزء من كلام المكتوب فى أسفار الكتاب غير موحى به. لأنه يقول: " كل الكتاب موحى به من الله " (تيموتاس الثانية 3: 16) "
وتقبلوا تحياتي
أبورائد
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[28 - 10 - 10, 11:35 م]ـ
بارك الله فيكم ...
ومن دواعي سروري أن استفززناكم للمشاركة ونفع إخوانك، شيخي (اللاهوتي) المباشر أبا رائد ...
ـ[ابو رائد المصري]ــــــــ[28 - 10 - 10, 11:44 م]ـ
بلاغات إلهية = المعنى من الله والنبي يبلغه
وكلام يوحنا الدمشقي في القََدَر يفهم ذلك ..
ناهيك أن الرجل يعتقد ـ نصا في محاوراته وفي كتاب المائة مقال ـ أن الله (لا يفعل)، وأنه بعد اليوم السابع استراح فلم يعد يفعل شيئا مطلقا!
وهذا اتجاه معروف أيضا في مسألة (صلة الله بالعالم) وهي مسألة فلسفية، تبحث تارة تحت عناوين (قيام الحوادث بالله)، أو قيوميته تعالى، أو معنى الغنى التام والاحتياج التام، ومعنى العلة والمعلول، وسنخية العلة، إلى غير تلك المسائل التي بعضها فلسفي وبعضها كلامي، وكلها من حيث التناول بدعي! في الغالب.
والله أعلم
وهذا الكلام قاله العلامه ميخائيل مينا وهو أحد أكابر الأرثوذكس في موسوعته اللاهوتية علم اللاهوت وهي من أربعة مجلدات أعيد كتابتها مؤخراً على الآلة الكاتبة وهي مصورة ومنشورة على الشبكة العنكبوتية حيث قال في الجزء الثاني وفي صفحة 115 ما نصه:
" لقد اعتقدت فئة قليلة من العلماء أن النفوس أبدعت معاً منذ بدء العالم اعتماداً على قول الكتاب: [فاستراح الله في اليوم السابع من جميع عمله] [التكوين (2:2)] وهو رأي باطل لأن الله جل شأنه مازال يعمل دائماً باستمرار "
وهذا النص دليل على وجود فهوم متفاوتة لنصوص الكتاب المقدس ونرى أمثال المتأخر مينا يرد على مثل يوحنا الدمشقي ومن وافقه في فهم أن الله قد خلق مرة واحدة ثم توقف عن الخلق أبداً.
والله المستعان على ما يقولون.
وبالله التوفيق.
أبو رائد
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[29 - 10 - 10, 12:08 ص]ـ
وهذا هو نص يوحنا الدمشقي الذي يعنيه ميخائيل مينا بالفئة القليلة التي قالت بتوقف العمل الإلهي، و وصفه بالرأي الباطل ..
يقول في الهرطقة المائة ص 64: " المسلم: من الذي يكون الأجنة في أحشاء النساء؟ ـ المسلمون يقدمون لنا هذا السؤال الصعب جدا لابتغائهم أن يثبتوا بأن الله هو خالق الشر. فإذا أحبت بأن الله هو الذي يكون الجنين في حشا النساء، سيقول المسلم: " ها إن الله يساهم في الزنا والفسق "!
فأجاب المسيحي على ذلك قائلا: نحن لا نجد قطعا ما يثبت في الكتاب المقدس بأن الله كوّن أو خلق أي شيء بعد الأسبوع الأول لخلق العالم. وإذا كنت تعترض على ذلك فأظهر لي خليقة ما أو صنعة ما خلقها الله بعد هذا الأسبوع الأول. ولكنك لن تقدر على ذلك لأن كل الكائنات المنظورة قد خلقت في أثناء الأسبوع الأول.
وهكذا كون الله الإنسان إبان هذا الأسبوع الأول وأوصاه بأن يلد وأن يكون مولودا، عندما قال: " أثمروا واكثروا واملأوا الأرض " تك 1:28. وبما أن الإنسان كان كائنا حيا يملك زرعا حيا، فهذا الزرع قد نبت في امرأته الخاصة. وهكذا يلد الإنسانُ الإنسانَ كما يقول الكتاب المقدس: " و ولد آدم شيثا، وشيث ولد أنوش، وأنوش ولد قينان، و قينان ولد مهللئيل، ومهللئيل ولد يارد، ويارد ولد أخنوخ " تلك 5:3 ـ 20،. لكنه لا يقول إن الله كوّن شيثا أو أخنوخ أو أي أحد آخر. ومن هنا نعلم بأن آدم كان الوحيد الذي كونه الله حتما، أما أعقابه فقد ولدوا،وهم يلدون إلى الآن "!
ولكن قول ميخائيل مينا إن هذا قول باطل لفئة قليلة من العلماء، فهل تحفظ يا أبا رائد من قال بهذا القول الشاذ غير يوحنا الدمشقي؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/301)
ـ[ابو رائد المصري]ــــــــ[29 - 10 - 10, 12:41 ص]ـ
ولكن قول ميخائيل مينا إن هذا قول باطل لفئة قليلة من العلماء، فهل تحفظ يا أبا رائد من قال بهذا القول الشاذ غير يوحنا الدمشقي؟
حفظك الله شيخنا عمرو وبارك في علمك وعملك بل أنت شيخنا وتاج الرأس.
أما غير يوحنا الدمشقي فقد وقفت على نص عزيز للقديس إكليمندس السكندري المولود سنة 150 مسيحية تقريبا من والدين وثنيين، في مدينة "آثينا"، و منهم من قال في مدينة "الإسكندرية" وقد نقله عنه الأب جورج رحمة في موسوعتة الآبائية وفي الجزء السادس وتحديداً في صفحة 84، حيث قال ما نصه:
" فإن كليمنضوس يؤكد على أن الزمن هو أيضاً مخلوق. والله لم يخلق الكائنات في الزمن بل خلق كل شيء بفعل إرادة واحدة حيث قال: كوني فكانت. وهذا يعني أن الله أراد أن يكون كل شيء، وهكذا وجد كل شيء. وما كلام الكتاب المقدس على ان الله خلق مخلوقات في اليوم الأول، و مخلوقات اخرى في اليوم الثاني، و هكذا دواليك ... سوى طريقة بسيطة لتقريب ذلك الى العقل البشري، بينما الحقيقة هو أنه خلق كل شئ متزامناًَ بفعل ارادة واحد "
وهذا ما أقوى النصوص الدالة على المطلوب وهو من الأباء الذين يعتمد عليهم في إثبات صحة الكتاب المقدس ولا يخلو كتاب مسيحي من ذكر اسمه.
جزاكم الله خيراً وكل أهل المنتدى الرائع على ما تقدمون من وسيلة راقية للعلم والفهم الثاقب الذي نتمنى أن تشتعل جذوته بين طلبة العلم وأن يتوجهوا نحو التصدي لتلك المنابر التي تحاول النيل من ديننا الحنيف.
وبالله التوفيق
أبو رائد
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[29 - 10 - 10, 01:02 ص]ـ
بارك الله فيك يا علامة!
وهذا النقل عزيز جدا، لم أره قبلا، قيدته عندي ..
وكلامه عن الإرادة الواحدة يشبه كلام الأشاعرة عن نفس المسألة عن الإرادة القديمة وعدم قيام الإرادات الحادثة به!
وعلى سبيل الاستطراد، القول بعدم تجدد الفعل الإلهي والإرادة الإلهية مشكل جدا، ويشتمل تناقضا لاهوتيا صارخا وفق العقيدة النصرانية، إذ يلزم عليه عدم حدوث التجسد!، و كون التجسد قديما أو موجودا قبل مريم هو هرطقة خالصة لا شك فيها ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 01:26 ص]ـ
[وهذا ما أقوى النصوص الدالة على المطلوب وهو من الأباء الذين يعتمد عليهم في إثبات صحة الكتاب المقدس ولا يخلو كتاب مسيحي من ذكر اسمه]
لعل هذا بآخرة ..
وإلا فقد كان من المغضوب عليهم،وقد حذف بنديكت الرابع عشر اسمه من قائمة القديسين الرومانيين؛ لأخطائه في العقيدة ..
ـ[ابو رائد المصري]ــــــــ[29 - 10 - 10, 03:01 ص]ـ
[وهذا ما أقوى النصوص الدالة على المطلوب وهو من الأباء الذين يعتمد عليهم في إثبات صحة الكتاب المقدس ولا يخلو كتاب مسيحي من ذكر اسمه]
لعل هذا بآخرة ..
وإلا فقد كان من المغضوب عليهم،وقد حذف بنديكت الرابع عشر اسمه من قائمة القديسين الرومانيين؛ لأخطائه في العقيدة ..
حياكم الرحمن
أما حذف اسمه لأنه قال بعقيدة التابعية فأمر مشهور ومعروف
وعقيدة التابعية لمن لا يعرفها: هي اعتقاد أحقية الله الآب بالعبادة وأن يسوع المسيح الإله الابن هو إله أقل من الآب وأكبر من الروح القدس وأن الروح القدس إله ولكنه أقل من الآب والابن
ولكن هذه العقيدة لم ينفرد بها إكليمندس بل شاركه فيها آباء آخرين مثل:
أورجانوس
ترتليان
أيريناؤس
يوستينوس الشهيد
هيبوليتيس
وكل هؤلاء يستدل بهم المسيحيين على صحة الكتاب المقدس
وكونهم هراطقة عقدياً في إحدى العقائد المسيحية لا يمنعهم من استغلالهم في مناحي أخرى
براجمتية المسيحية يا مولانا (ابتسامة مقدسة)
بورائد
ـ[أبوعبدالله الحنبلي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 03:15 م]ـ
موضوع متميز جداً.
افتقدنا مثل هذا الطرح في ملتقانا منذ زمن.
جزاكم الله خيراً.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[29 - 10 - 10, 04:03 م]ـ
بارك الله فيك أبا عبد الله الحنبلي ..
شرفني مرورك ...
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 11:49 ص]ـ
لا اجد كيف اشكر الشيخين الكريمين عمرو و ابارائد على هذه المطارحة القيمة جدا .. و مساهمات الشيخ ابي فهر .. هناك شيء لفت انتباهي ايضا في مسألة الارادة الحادثة و الخلق و تأثيرها على بقية الفرق و العقائد .. لاحظت في النصوص المذكورة تاييدا قويا لقول من يقول بان العقائد الوثنية التي ادخلها الآباء على العقيدة المسيحية هي من اهم روافد الداروينية و انها ليست الا مظهرا من مظاهر الدفاع عنها في مجال الطبيعيات ..
ـ[ابو رائد المصري]ــــــــ[30 - 10 - 10, 11:28 م]ـ
لا اجد كيف اشكر الشيخين الكريمين عمرو و ابارائد على هذه المطارحة القيمة جدا .. و مساهمات الشيخ ابي فهر ..
الشكر لك على اهتمامك أخي المبارك حفظكم الله
أبو رائد
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[31 - 10 - 10, 05:09 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي البويحياوي
شرفني مرورك ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/302)
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 08:38 م]ـ
أخي جزاك الله كل خير و بارك بك و بعلمك
موضوع مميز
ـ[أبوفؤاد الأنصاري]ــــــــ[01 - 11 - 10, 03:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعدتموني أسعدكم الله في الدارين
ما زالت ولا زالت أمتنا بخير بأمثالكم نفع الله بكم
اللهم مكن لأمتي
جزاكم الله خيراً
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[01 - 11 - 10, 09:33 م]ـ
الفاضلان أبا سليمان العسيلي، أبا فؤاد الأنصاري ...
شرفني مروركما ...
ـ[عبدالرحمن آل منصور]ــــــــ[02 - 11 - 10, 07:09 ص]ـ
ماشاء الله تبارك الله موضوع في غاية التميز والروعة هذا الموضوع يد حديدية بقفاز مخملي قصمت به ظهر البعير أثابك الله وأجرك عليه
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[03 - 11 - 10, 10:09 ص]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الرحمن آل منصور ..
شرفني مرورك ..
ـ[أبو ليلى الفارسي]ــــــــ[04 - 11 - 10, 09:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يسعدني ويثلج صدري أن تكون أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك ردا على شيخي الحبيب عمرو بسيوني
جزاك الله خير الجزاء ورفع ذكرك في الدنيا والآخرة
كما أنتهز الفرصة لتذكيركم شيخنا الحبيب بما أوصانا به الدكتور أبو عبد الله
فلا تنسنا وتطل غيبتك عنا
وجزيتم الجنة
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 11 - 10, 12:37 م]ـ
حياك الله أخي أبا ليلى الفارسي
شرفني مرورك ..
أبشر! (ابتسامة)(66/303)
الاشاعرة عرض ونقد (اسالة لطلاب العلم)
ـ[احمد محمد علي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 03:14 ص]ـ
بدات الحمد لله بقرات كتاب الاشاعرة عرض ونقد للشيخ سفر الحوالي واعترضتني بعض الاسالة والاشكالات اتمنى من الاخوة ان يجيبوا عليها
1 - الشيخ ذكر اول واجب عند الاشاعرة النظر او القصد الى النظر طيب ما الفرق بين كلام الاشاعرة بوجوب معرفة العقيدة بلادلة وكلام اهل السنة من السلف بوجوب معرفة العقيدة بلادلة فان بعض السلف اوجبوا معرفة العقيدة بلادلة وكنت قد سمعت محاضرة للشيخ عبد الله الغنيمان اوجب فيها على الانسان معرفة الله بلادلة العقلية والنقلية وهناك من الائمة من اوجب معرفة العقيدة بلادلة فما الفرق بين هذا وكلام الاشاعرة
2 - نقل الشيخ قول الاشاعرة بان العقل يستحيل ان يتعارض مع النقل فان تعارض فان النقل يؤول طيب ما الفرق بين هذا الكلام وكلام شيخ الاسلام ان النقل اذا تعارض مع العقل فان ذلك قد يكون من جهة ان تفسير النقل لم يكن على الوجه الصحيح كلام شيخ الاسلام وكلام الاشاعرة يوصل الى نتيجة واحدة وهي عند التعارض الشك في تفسير النقل الثابت , نجد ذلك كثيرا في ايامنا هذه عند اهل الاعجاز العلمي فعند تعارض العلم مع ظواهر الايات والاحاديث القطعية فانهم في الغالب يلجاون الى التاويل
3 - في باب التاويل عند الاشاعرة ذكر الشيخ تاويلات الاشاعرة ولكن عند اهل السنة ايضا تاويل في باب الاسماء والصفات فان اهل السنة يثبتون اليد ولكن يقولون ان اليد ليست كيد المخلوقيين ماهو الدليل الذي جعل اهل السنة يفوضوا الكيفية الظاهر لدي انه العقل فما الفرق بين تاويلنا وتاويل الشاعرة
4 - ذكر الشيخ الزامات الزمها الباطنية الاشاعرة في باب التاويل وخصوصا تاويل البعث بانه بعث الارواح دون الاجسام وتاويل ايات الحلال والحرام ولكن الاشاعرة يقولون ان بعث الاجسام وايات الامر والنهي لايحيلها العقل فما هي القواعد العقلية التي الزم الباطنية بها الاشاعرة وجعلتهم يقولون باحالة العقل لهذه الامور
لو كانت الاجابة تتضمن ايات واحاديث وكلام للسلف يكون افضل
وجزاكم الله خير
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[23 - 10 - 10, 11:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حفظ الله الشيخ سفر وغفر ذنبه ورفع قدره،
1 - الشيخ ذكر اول واجب عند الاشاعرة النظر او القصد الى النظروجزاكم الله خير
غفر الله ذنبك،
قد بين الشيخ سفر حفظه الله تعالى أن الاشاعرة إنما يريدون بذلك الشك،والذي ألزمهم هذا هو أحد أئمتهم،القرطبي رحمه الله تعالى،قال صاحب الفتح:-
((
قَالَ الْقُرْطُبِيّ:
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْكَلَام إِلَّا مَسْأَلَتَانِ هُمَا مِنْ مَبَادِئِهِ لَكَانَ حَقِيقًا بِالذَّمِّ:
إِحْدَاهُمَا:-
قَوْل بَعْضهمْ إِنَّ أَوَّل وَاجِب الشَّكّ إِذْ هُوَ اللَّازِم عَنْ وُجُوب النَّظَر أَوْ الْقَصْد إِلَى النَّظَر، وَإِلَيْهِ أَشَارَ الْإِمَام بِقَوْلِهِ: رَكِبْت الْبَحْر.
ثَانِيَتهمَا:-
قَوْل جَمَاعَة مِنْهُمْ إِنَّ مَنْ لَمْ يَعْرِف اللَّه بِالطُّرُقِ الَّتِي رَتَّبُوهَا وَالْأَبْحَاث الَّتِي حَرَّرُوهَا لَمْ يَصِحّ إِيمَانه، حَتَّى لَقَدْ أَوْرَدَ عَلَى بَعْضهمْ أَنَّ هَذَا يَلْزَم مِنْهُ تَكْفِير أَبِيك وَأَسْلَافك وَجِيرَانك، فَقَالَ لَا تُشَنِّعُ عَلَيَّ بِكَثْرَةِ أَهْل النَّار، قَالَ وَقَدْ رَدَّ بَعْض مَنْ لَمْ يَقُلْ بِهِمَا عَلَى مَنْ قَالَ بِهِمَا بِطَرِيقٍ مِنْ الرَّدّ النَّظَرِيّ وَهُوَ خَطَأ مِنْهُ،
فَإِنَّ الْقَائِل بِالْمَسْأَلَتَيْن كَافِر شَرْعًا، لِجَعْلِهِ الشَّكّ فِي اللَّه وَاجِبًا
)).
طيب ما الفرق بين كلام الاشاعرة بوجوب معرفة العقيدة بلادلة وكلام اهل السنة من السلف بوجوب معرفة العقيدة بلادلة
وجزاكم الله خير
بارك الله فيك،
1 - كلام الأشاعرة في هذه المسألة ليس معرفة عقيدة،وإنما معرفة وجود الله، يعني أنك ولدت ولا تعرف عن الله شيئ، فيجب عليك أن تبدأ رحلة البحث عن الخالق،واستدلوا بقوله تعالى ((وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا)) ولهم في ذلك سلف وبئس السلف عندما استدلوا على خلق القرآن بقوله تعالى ((اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ)).
2 - الأشاعرة لا يطلبون منك أن تستدل على وجود الله بالكتاب والسنة،
لماذا؟ لأنك أصلاً لا تعلم عن وجود الله شيئ،فكيف تؤمن بالكتاب وهو مرسل ممن لا تعرف.
3 - الأشاعرة أدلتهم عقلية لا سمعية، حتى ما أثبتوه من الصفات السبع أدلتهم فيه عقلية وإثباته بالسمع مسلك ضعيف كما قال الغزالي في الاقتصاد في مسألة الكلام.
4 - كما ذكر الشيخ سفر حفظه الله تعالى باعترافهم هذه المسألة من أصول المعتزلة.والحمد لله.
فان بعض السلف اوجبوا معرفة العقيدة بلادلة وكنت قد سمعت محاضرة للشيخ عبد الله الغنيمان اوجب فيها على الانسان معرفة الله بلادلة العقلية والنقلية وهناك من الائمة من اوجب معرفة العقيدة بلادلة
وجزاكم الله خير
بارك الله فيك،
1 - عقيدة السلف توحيد ربوبية وتوحيد ألوهية وأسماء وصفات،
أم الأشاعرة فعقيدتهم حدوث وقدم وجواهر وأعراض وكلام يجلب الأمراض.
2 - السلف إن طلبوا الأدلة،طلبوا كتابا وسنة، أما الأشاعرة طلبوا أدلة عقلية ونظريات.
فما الفرق بين هذا وكلام الاشاعرة
وجزاكم الله خير
الأشاعرة ترتب عندهم على هذه المسألة خلاف كبير، هل يكفر أولا،هل يفسق أو لا، هل يأثم أو لا.
واجزم بأن أولاً مما يجبْ ... معرفة وفيه خلفٌ منتصبْ
والحمد لله رب العلمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/304)
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[23 - 10 - 10, 11:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
2 - نقل الشيخ قول الاشاعرة بان العقل يستحيل ان يتعارض مع النقل فان تعارض فان النقل يؤول
وجزاكم الله خير
المسألة طويلة جداً:
الأشاعرة: إذا تعارض العقل مع النقل يقدم العقل على النقل بجملة (التأويل) فيصبح العقل حاكما على الكتاب والسنة،فما وافق العقل قُبل، وأصبح ظاهراً محكما لا جدال فيه،وما خالف العقل أصبح ............. ،
ولله در ابن القيم إذ قال:-
ما زالت الشبهات تغزو قلبه ... حتى تشحط بينهن قتيلا
فتراه بالكلي والجزئي والذاتي ... والعرضي طول زمانه مشغولا
فإذا أتاه الوحي لم يأذن له ... ويقوم بين عداه مثيلا
ويقول تلك أدلة لفظية ... معزولة عن أن تكون دليلا
وإذا تمر عليه قال لها إذهبي ... نحو المجسم أو خذي التأويلا
وإذا أبت إلا النزول عليه كان ... لها القرى التحريف والتبديلا
وكلام شيخ الاسلام ان النقل اذا تعارض مع العقل فان ذلك قد يكون من جهة ان تفسير النقل لم يكن على الوجه الصحيح
وجزاكم الله خير
عند التعارض شيخ الاسلام يطعن بالعقل الذي تعارض عنده الكتاب مع العقل، لا يطعن بالكتاب،فعندما تقول أن هذا النص لا يراد به هكذا ولكن يراد به هكذا من غير قرينة،أصبح دالا على قلة الفصاحة واليلاغة،وقصره عن البلاغ للناس.
كلام شيخ الاسلام وكلام الاشاعرة يوصل الى نتيجة واحدة وهي عند التعارض الشك في تفسير النقل الثابت ,
وجزاكم الله خير
غفر الله ذنبك،
شتان شتان بين القولين
شيخ الاسلام: يدعو إلى تحكيم النقل على العقل.
الأشاعرة:يدعون إلى تحكيم العقل وحياءاً من الناس قبلوا بالنقل. (في الاسماء والصفات)
2, نجد ذلك كثيرا في ايامنا هذه عند اهل الاعجاز العلمي فعند تعارض العلم مع ظواهر الايات والاحاديث القطعية فانهم في الغالب يلجاون الى التاويل
وجزاكم الله خير
حبذا لو تكرم علينا أحد الشيوخ الكرام وتكلم بها.
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[23 - 10 - 10, 02:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في باب التاويل عند الاشاعرة ذكر الشيخ تاويلات الاشاعرة
وجزاكم الله خير
حفظ الله الشيخ سفر ما ألطف ألفاظه عندما عبر عن التحريف بالتأويل.
ولكن عند اهل السنة ايضا تاويل في باب الاسماء والصفات
وجزاكم الله خير
بارك الله فيك،
لم يثبت تأويل لأهل السنة حتى تأويل القدم بالشدة أو أي شيئ آخر ذكرها شيخ الاسلام وتأكدت في هذه المسألة من شيخي شاكر وقال:لم يثبت أي تأويل عن أهل السنة.
فان اهل السنة يثبتون اليد ولكن يقولون ان اليد ليست كيد المخلوقيين
وجزاكم الله خير
قولوهم (اليد ليست كيد المخلوقين) ليس تأويل وإنما تفويض الكيفية،فتفويض الكيفية واجب
ماهو الدليل الذي جعل اهل السنة يفوضوا الكيفية الظاهر لدي انه العقل فما الفرق بين تاويلنا وتاويل الشاعرة
وجزاكم الله خير
تأويل الأشاعرة هو عين التحريف،صرف اللفظ عن الظاهر من غير قرينة، كقولهم في (استوى على العرش):استولى
أما أهل السنة فليس عندهم،هذا التأويل الذي هو بمعنى التحريف
ـ[أبو سفر الشنقيطي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 02:45 م]ـ
أخي أحمد بارك الله فيك
لعلي أجيبك في وقت لاحق ان شاء الله
لكن أحببت أن أشير إلى أن أخي محمد فهمي تعجل في الجواب قليلا فادى الى ضعف الجواب والايضاح
فلذا اطلب منه ان يعيد مراجعة ما كتبه لعله يكفيني المؤونة
بارك الله فيه
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[13 - 11 - 10, 01:26 ص]ـ
أخي أحمد بارك الله فيك
لعلي أجيبك في وقت لاحق ان شاء الله
لكن أحببت أن أشير إلى أن أخي محمد فهمي تعجل في الجواب قليلا فادى الى ضعف الجواب والايضاح
فلذا اطلب منه ان يعيد مراجعة ما كتبه لعله يكفيني المؤونة
بارك الله فيه
بارك الله فيكم جميعا
لعلي أستفيد من استدراكاتك بارك الله فيك
ـ[محمد أبو عائشة]ــــــــ[13 - 11 - 10, 02:38 ص]ـ
معرفة الله تعالى عند أهل السنة: ضرورية فطرية
أما عند الأشاعرة: نظرية علمية(66/305)
هل يفنى كل الخلق عند قبض الأرض وطي السماء؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 - 10 - 10, 01:28 م]ـ
السلام عليكم
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ)
وفي بعض الروايات "أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ "
سؤالي:
هل في ذلك اليوم عندما يقبض الله الأرض ويطوي السماء كطي السجل للكتب، يفنى الخلق كلهم دون استثناء؟ بما في ذلك الجنة والنار والملائكة .. إلخ
أرجو ذكر الأدلة وأقوال العلماء في هذا
أحسن الله إليكم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[23 - 10 - 10, 02:20 م]ـ
يقول شيخ الإسلام رحمه الله:
(مسألة: خرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: «سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [48/ 14] فأين يكون الناس يومئذ يا رسول الله؟ قال «على الصراط».
فالأرض تبدل كما ثبت في الصحيحين: «أن الناس يحشرون على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقى ليس فيها علم لأحد» قال ابن مسعود
رضي الله عنه: هي أرض بيضاء كهيئة الفضة لم يعمل عليها خطيئة ولا سفك فيها دم حرام ويجمع الناس في صعيد واحد ينفذهم البصر، ويسمعهم الداعي، حفاة عراة، غرلا، كما خلقوا فيأخذ الناس من كرب ذلك اليوم وشدته حتى يلجمهم العرق. وبعضهم يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكذا عن مجاهد وغيره من السلف.
[متى تبدل الأرض وتطوى السموات، وأين الناس حينئذ؟ وتبديل الجلود]
فهذا الحديث وسائر الآثار تبين أن الناس يحشرون على الأرض المبدلة، والقرآن يوافق على ذلك، كقوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [48/ 14] وحشرهم وحسابهم يكون قبل الصراط؛ فإن الصراط عليه ينجون إلى الجنة ويسقط أهل النار فيها كما ثبت في الأحاديث.
وحديث عائشة رضي الله عنها المتقدم يدل على أن التبديل وهم على الصراط لكن البخاري لم يورده فلعله تركه لهذه العلة وغيرها؛ فإن سنده جيد.
أو يقال: تبدل الأرض قبل الصراط وعلى الصراط تبدل السموات. وأما قوله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} [104/ 21] فالطي غير التبديل، وقال تعالى: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [67/ 39]، وفي الصحيحين: «أنه يطوي السموات، ثم يأخذهن بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أنا الجبار، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟»، وفي لفظ: «يأخذ الجبار سمواته وأرضه بيده» وهو في أحاديث كثيرة.
فطي السموات لا ينافي أن يكون الخلق في موضعهم، وليس في شيء من الأحاديث أنهم يكونون عند الطي على الجسر كما روي ذلك وقد تبدل الأرض غير الأرض وإن كان في تلك الرواية ما فيها.
والذي لا ريب فيه أنه لابد من تبديلها، وطيها.
ومذهب السلف إثبات الصفات لله كما جاءت، إثباتا بلا تمثيل، وتنزيها بلا تعطيل.
وفي يوم القيامة تبدل الجلود في النار، كما أخبر سبحانه وبحمده. فقيل: إنه تغير الجلود في الصفات لا في الذات فكلما تغيرت الصفات صار هذا غير هذا وإن كان الأصل واحدا، وهذا كما تمد الأرض وتكون السماء كالمهل، وكما يعاد خلق الإنسان ويبقى طوله ستون ذراعا)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[23 - 10 - 10, 02:23 م]ـ
كما أن شيخ الإسلام ينص أنه لا شيء يدل على فناء العالم بالكلية، بل باستحالته فقط، كما ذكر فوق، وكما يقول في الصفدية: (كما أن الله في القرآن إنما أخبر بذلك فالذي جاءت به السنة مطابق لما في القرآن في المستقبل أخبر تعالى بالقيامة والحسنات والجنة والنار ولم يخبر بأن العالم يعدم ويفنى بحيث لا يبقى شيء بل أخبر باستحالة العالم
قال تعالى يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار سورة إبراهيم 48 وقال تعالى فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان سورة الرحمن 37 وقال تعالى يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن سورة المعارج 8: 9 وقال تعالى إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا 2 فكانت هباء منبثا وكنتم أزواجا ثلاثة سورة الواقعة 4 7 وقال تعالى يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش سورة القارعة 4 5 وقال تعالى إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت وإذا الجبال سيرت وإذا العشار عطلت وإذا الوحوش حشرت وإذا البحار سجرت سورة التكوير 1 6 وقال تعالى إذا السماء انفطرت وإذا الكواكب انتثرت وإذا البحار فجرت وإذا القبور بعثرت سورة الإنفطار 1 4 وقال إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت سورة الإنشقاق 1 4 وأمثال هذه النصوص التي تبين الإستحالة والتغير على السموات والأرض والجبال وأنها تستحيل أنواعا من الإستحالة لتعدد الأوقات)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/306)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[23 - 10 - 10, 02:34 م]ـ
وقال في جامع المسائل: (والمقصود الكلامُ على اسمه "القَيُّوم"، والتنبيهُ على بعضِ ما دلَّ عليه من المعارف والعلوم، فهو سبحانَه قَيُّومُ السماوات والأرض، لو أخذَتْه سِنَةٌ أو نومٌ لهلكتِ السماوات والأرض. والمخلوقُ ليس له من نفسِه شيء، بل الربُّ أبدعَ ذاتَه، فلا قِوَامَ لذاتِه بدون الربِّ، والمخلوق بذاتِه فقيرٌ إلى خالقِه، كما أن الخالقَ بذاتِه غنيٌّ عن المخلوق، فهو الأجَل الصَّمَدُ، والمخلوقُ لا يكون إلاّ فقيرا إليه، والخالقُ لا يكون إلاّ غنيّا عن المخلوق، وغِناهُ من لوازم ذاتِه، كما أن فَقْرَ المخلوقِ إلى خالقه من لوازم ذاتِه. وهذا المعنىَ مما يتعلق بقول الله: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) تعلُّقًا قويًّا.
والناسُ يشهدون إحداثه لمخلوقاتٍ كثيرة وإفناءَه لمخلوقاتٍ كثيرة، وهو سبحانَه يُحدِثُ ما يُحدِثُه من إرادةٍ يُحِيلُها ويُعدِمُها إلى شيء آخر، ويُفْنِي ما يُفنِيه بإحالتِه إلى شيء آخر، كما يُفنِي الميتَ بأن يَصِيرَ ترابًا.
وعلى هذا تترتبُ مسائل المعاد، فإن الكلام على النشأةِ الثانية فرعٌ عن النشأةِ الأولى، فمن لم يتصور الأولى فكيف يَعلم الثانية؟
قال تعالى: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62)). فهؤلاء غَلِطُوا في معرفة النشأة الأولى، فكانوا في معرفة النشأة الثانية أغلطَ، كما قد ذُكِرَ هذا في غير هذا الموضع.
وكان غلطهم لأنهم ظَنُّوا أن الله يُفنِي العالمَ كلَّه ولا يَبقَى موجودٌ إلاّ الله، كما قالوا: إنه لم يكن موجود إلاّ هو، فقَطَعوا بعَدَمِ كلِّ ما سوى الله. ثم اختلفوا، فقال الجهم: إنّه يُفْنِي العالمَ كلَّه، وإنّه وإن أعادَه فإنه يُفنِي الجنةَ والنارَ، فلا يَبقَى جنة ولا نار، لأن ذلك يَستلزمُ دوامَ الحوادث، وذلك عند الجهم ممتنع بنهايةٍ وبدايةٍ في الماضي والمستقبل. وقال الأكثرون منهم: بل هو إذا أعدمَ العالمَ بالكلية فإنه يُعِيدُه ولا يُفنِيه ثانيًا، بل الجنة باقية أبدًا، وفي النار قولان.
وهؤلاء قطعوا بإفناءِ العالم، وللنُّظَّار فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: القطع بإفنائه.
والثاني: التوقف في ذلك، وأنه جائز، لكن لا يُقطَع بوجودِه ولا عدمِه.
والثالث: القطع بأنه لا يُفنِيه. وهذا هو الصحيح، والقرآن يدلُّ على أن العالم يَستحيلُ من حالٍ إلى حالٍ، فتَنشَقُّ السماءُ فتَصير وردةً كالدِّهان، وتُسَيرُ الجبالُ وتُبَسُّ بَسًّا، وتُدَكُّ الأرضُ، وتُسَجَّرُ البحارُ، وتنكدرُ النجومُ وتتناثَر، وغير ذلك مما أخبر الله به في القرآن، لم يُخبِر بأنه يُعدِمُ كلَّ شيء، بل أخبارُه المستفيضةُ بأنه لا يُعدِمُ الموجوداتِ.
فقوله: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26)) أخبر فيه بفناءِ مَن على الأرض فقط، والفناءُ يُرادُ به الموتُ ولا يُرادُ به عَدَمُ ذَواتِهم، فإن الناس إذا ماتوا صارتْ أرواحُهم إلى حيثُ شاء الله من نعيمٍ وعذاب، وأبدانهم في القبور وغيرها، منها البالي وهو الأكثر، ومنها ما لا يًبْلَى كأبدان الأنبياء، والذي يَبْلَى يَبقَى منه عَجْبُ الذَّنَب، منه بَدَأ الخَلْقُ ومنه يُرَكَّبُ. فهؤلاء لما قالوا: إنّه يُفنِي جميع العالمِ وإنّ ذلك واقع وممكن، احتاجوا إلى تلك الأقوالِ الفاسدة، وإلاّ فالفناء الذي أخبرَ به القرآنُ هو الفناء المشهودُ بالاستحالة إلى مادة، كما كانَ الإحداثُ بالحق من مادة)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 02:38 م]ـ
وتفسير السلف لقوله تعالى (كل من عليها فان .. ) يفيد استحالة أن يفنى الخلق يوم القيامة.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[23 - 10 - 10, 02:42 م]ـ
أما الطي ...
(وسئل رحمه الله
عن قوله تعالى وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض وقوله تعالى يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب
فأجاب الحمد لله قال طوائف من العلماء أن قوله ما دامت السموات والأرض أراد بها سماء الجنة وأرض الجنة كما ثبت في الصحيحين عن النبي ص - أنه قال إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة وسقفه عرش الرحمن وقال بعض العلماء في قوله تعالى ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون هي أرض الجنة
وعلى هذا فلا منافاة بين انطواء هذه السماء وبقاء السماء التي هي سقف الجنة إذ كل ما علا فإنه يسمى في اللغة سماء كما يسمى السحاب سماء والسقف سماء
وأيضا فإن السموات وإن طويت وكانت كالمهل واستحالت عن صورتها فإن ذلك لا يوجب عدمها وفسادها بل أصلها باق بتحويلها من حال إلى حال كما قال تعالى يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وإذا بدلت فإنه لا يزال سماء دائمة وأرض دائمة والله أعلم)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/307)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 - 10 - 10, 04:33 م]ـ
جزاكم الله خيرًا
ـ[سليمان محمد الشافعي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 05:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سمعت بعض الناس و أظن من طلاب العلم يعتقدون بفناء الجنة مستدلين بقول الله تعالي (هو الأول و الآخر) و يقولون بأن الله تبارك و تعالي هو الآخر و إذا كان الجنة باقية فكيف يكون الله سبحانه و تعالي هو الآخر؟ يعني هناك تناقض بين الآخر و بقاء الجنة فلابد أن يكون الله سبحانه و تعالي هو الآخر لكي لا تبقي الجنة مع الله علي السوية.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[23 - 10 - 10, 05:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سمعت بعض الناس و أظن من طلاب العلم يعتقدون بفناء الجنة مستدلين بقول الله تعالي (هو الأول و الآخر) و يقولون بأن الله تبارك و تعالي هو الآخر و إذا كان الجنة باقية فكيف يكون الله سبحانه و تعالي هو الآخر؟ يعني هناك تناقض بين الآخر و بقاء الجنة فلابد أن يكون الله سبحانه و تعالي هو الآخر لكي لا تبقي الجنة مع الله علي السوية.
ذلك ليس قول طلاب علم ..
هذا قول الجهمية ...
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[23 - 10 - 10, 06:36 م]ـ
الأشياء التي لا تفنى ثمانية نظمها بعضهم ولعله السيوطي:
ثمانية حكم البقاء يعمها** من الخلق والباقون في حيز العدم.
هي العرش والكرسي ونار وجنة**وعجب وأرواح كذا اللوح والقلم.
وذكر الإمام ابن القيم في بداية النونية الكافية الشافية بعض هذه الأمور فقال:
والعرش والكرسي لا يفنيهما ... أيضا وإنهما لمخلوقان
والحور لا تفنى كذلك جنة ال ... مأوى وما فيها من الولدان
الخ ما ذكره رحمه الله.
وهو قد الذكر الحور والولدان ولم يذكرهما السيوطي لأن اسم الجنة يشمل كل ما فيها.
ملحوظة: عزا صاحب كتاب موسوعة الرد على الصوفية أبيات السيوطي الآنف ذكرها لابن القيم في النونية وهو وهم شنيع , إذ كيف تكون في نونيته وهي قافية ميمية ولعل سبب وهمه أن شارح النونية الشيخ ابن عيسى رحمه الله قد ذكر أبيات السيوطي هذه عند أبيات ابن القيم المذكورة.
ـ[سليمان محمد الشافعي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 08:07 م]ـ
ذلك ليس قول طلاب علم ..
هذا قول الجهمية ...
قولك صحيح و لكن أريد الرد علي هذه الأقول هل يقدر أحد أن يرد علي هذا القول و يشرح صفة الآخر(66/308)
سؤال خاص بموضوع الشفاعة
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[24 - 10 - 10, 02:34 ص]ـ
كيف يجمع ايها الاحبة بين الاحاديث التي ورد فيها شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في اهل الكبائر من امته.
وبين الادلة التي ورد فيها ان الملائكة يشفعون وان من اهل الكبائر من يخرج برحمة الله وفضله.
يعني اني فهمت من الادلة الاولى ان شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم عامة في كل مقترف لكبيرة.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[29 - 10 - 10, 05:10 م]ـ
هل شفاعة النبي صلى الله عليه و سلم عامة في كل اهل الكبائر
اظن انه سؤال مهم
ـ[أبو يحيى الأنصاري]ــــــــ[29 - 10 - 10, 08:01 م]ـ
أخرج الإمام مسلم في صحيحه: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ هِلَالٍ الْعَنَزِيُّ ح و حَدَّثَنَاه سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَاللَّفْظُ لَهُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ هِلَالٍ الْعَنَزِيُّ قَالَ انْطَلَقْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَتَشَفَّعْنَا بِثَابِتٍ فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي الضُّحَى فَاسْتَأْذَنَ لَنَا ثَابِتٌ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ وَأَجْلَسَ ثَابِتًا مَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّ إِخْوَانَكَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يَسْأَلُونَكَ أَنْ تُحَدِّثَهُمْ حَدِيثَ الشَّفَاعَةِ قَالَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ لَهُ اشْفَعْ لِذُرِّيَّتِكَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ خَلِيلُ اللَّهِ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللَّهِ فَيُؤْتَى مُوسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ فَيُؤتَى عِيسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُوتَى فَأَقُولُ أَنَا لَهَا فَأَنْطَلِقُ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي فَأَقُومُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ الْآنَ يُلْهِمُنِيهِ اللَّهُ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ لِي يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيُقَالُ انْطَلِقْ فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ بُرَّةٍ أَوْ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْهَا فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَرْجِعُ إِلَى رَبِّي فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ لِي يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيُقَالُ لِي انْطَلِقْ فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْهَا فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ إِلَى رَبِّي فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ لِي يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيُقَالُ لِي انْطَلِقْ فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِنْ مِثْقَالِ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْ النَّارِ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ
هَذَا حَدِيثُ أَنَسٍ الَّذِي أَنْبَأَنَا بِهِ فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَلَمَّا كُنَّا بِظَهْرِ الْجَبَّانِ قُلْنَا لَوْ مِلْنَا إِلَى الْحَسَنِ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ وَهُوَ مُسْتَخْفٍ فِي دَارِ أَبِي خَلِيفَةَ قَالَ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَقُلْنَا يَا أَبَا سَعِيدٍ جِئْنَا مِنْ عِنْدِ أَخِيكَ أَبِي حَمْزَةَ فَلَمْ نَسْمَعْ مِثْلَ حَدِيثٍ حَدَّثَنَاهُ فِي الشَّفَاعَةِ قَالَ هِيَهِ فَحَدَّثْنَاهُ الْحَدِيثَ فَقَالَ هِيَهِ قُلْنَا مَا زَادَنَا قَالَ قَدْ حَدَّثَنَا بِهِ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً وَهُوَ يَوْمَئِذٍ جَمِيعٌ وَلَقَدْ تَرَكَ شَيْئًا مَا أَدْرِي أَنَسِيَ الشَّيْخُ أَوْ كَرِهَ أَنْ يُحَدِّثَكُمْ فَتَتَّكِلُوا قُلْنَا لَهُ حَدِّثْنَا فَضَحِكَ وَقَالَ
{خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ}
مَا ذَكَرْتُ لَكُمْ هَذَا إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُحَدِّثَكُمُوهُ ثُمَّ أَرْجِعُ إِلَى رَبِّي فِي الرَّابِعَةِ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ لِي يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ لَيْسَ ذَاكَ لَكَ أَوْ قَالَ لَيْسَ ذَاكَ إِلَيْكَ وَلَكِنْ وَعِزَّتِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي وَجِبْرِيَائِي لَأُخْرِجَنَّ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ فَأَشْهَدُ عَلَى الْحَسَنِ أَنَّهُ حَدَّثَنَا بِهِ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أُرَاهُ قَالَ قَبْلَ عِشْرِينَ سَنَةً وَهُوَ يَوْمِئِذٍ جَمِيعٌ. أهـ
وهذا دليل والله أعلم أن هناك حالات خاصة يخرجها الله عز وجل برحمته وليس بشفاعة أحد , كما ورد في حديث الجهنميين عند البخاري ومسلم.(66/309)
(من لزم بابا من العلم وانقطع له فإنه يفتح) - لشيخ البلاغة العلامة محمد محمد أبو موسى
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[24 - 10 - 10, 02:35 ص]ـ
الحمد لله ..
أقدم إليكم إخواني الفضلاء هذا المقال الذي كتبه الأخ أبو فهر السلفي مع تصحيح للأخطاء التي وقعت قدر الإمكان, والله -تعالى- المستعان!
قال أبو فهر: ((هذه درة مضية وشذرة ذهبية انتزعتها من مقدمة الشيخ العلامة محمد محمد أبي موسى لكتابه الجديد: ((مراجعات في أصول الدرس البلاغي)).
والحق أنها مقالة ضافية، وتحفة تستحق الإشادة والإعجاب؛ فلم أجد والحال هذه أعز علي من إخواني في ملتقى أهل الحديث لأتحفهم بها راجيا انتفاعهم بها.
يقول -حفظه الله ورعاه- في كلام شريف يستحق أن تنتبه لألفاظه وتستيقظ لمعانيه:
((إنه من أهم ما يجب أن يكون هو أن نبذل فى دراسة علومنا القدر الذى بذله كل جيل من أجيال علمائنا الذين سبقونا بإحسان مع زيادة فى المجهود، وزيادة فى التحرير والتدقيق وزيادة فى إتقان الوسائل وتجويد العمل تتعادل هذه الزيادة مع التقدم السريع الذى تحققه الأجيال فى سباقها المحموم نحو التقدم والسبق والغلبة.
وكانت أجيالنا من العلماء الذين سبقونا يبذلون كل وقتهم وكدهم وجهدهم فى تقريب علم الأمة الى أجيالها وخلق السبل الميسرة للتواصل بين أهل الزمان الذى يعيش فيه العالم وبين العلم الذى شغل به، إيمانا منهم بضرورة أن تُقَارب هذه العلوم عقول الأجيال وأن تساكن نفوسهم وهم يمارسون ما يمارسون من بناء وتقدم؛ لأن روح الأمة وماهيتها وما تمتاز به بين الناس من خصوصية إنما هو فى هذه العلوم، وما تتضمن من قيم وأفكار ومعان ومبادئ وليس تقريب العلم من روح العصر بالأمر الهين ولا هو بتغيير فى أسلوب العلم ولغته وإنما تقريب العلم من روح العصر وأهل الزمن عمل أبعد من ذلك، ولا يقف أبداً عند اللغة لأنه إعمال العقل فى جوهر المعرفة، وتحوير فى هذا الجوهر وتعديل فى البناء الفكري حتى يتلاءم جوهر العلم مع الزمن الجديد وهذا جهاد آخر لا يقل عن جهاد الذين أسسوا، واستنبطوا، ثم هو نفسه تطوير للفكر وتجديد له وتحديث له، لأن إعمال العقل لا يكون أمر معتداً به ما لم ينفذ هذا العقل إلى حقائق العلم وينفث فيها من روحه، فيستحسن ما يستحسن من أفكار، ويطيل الكلام فيه ويكشف وجها من وجوه حسنه كان مغشى فى كلام من سبق، ويستهين بفكرة، ويغمض الكلام فيها وكانت بارزة فى كلام من سبق، وبذلك وغيره كثير يصير هذا العلم مصبوغاً بعقل هذا الباحث الذى درسه وقربه وأحضره لعصره ولهذا نري كل كتاب فى العلم الواحد والذى له ثوابت واحدة يتميز بتميز مصنفه، ويحمل روح كاتبه هذه الروح التى تصر على أن تظهر من وراء الثوابت الكثيرة والضوابط المطردة.
ولا يكون تقديم العلم إلى الزمن الذي نحن فيه تغييراً في الأسلوب فحسب إلا عند الملخصين للمعرفة والذين يأخذون ظواهرها ولا تتولج قلوبهم وعقولهم في حقائقها وجوهرها.
وقد قالوا: إن كتاب سيبويه مع جودته وأنه لم يشذ عنه شيء فى بابه حتى إن أبا الطيب اللغوي كان يسميه قرآن النحو، أقول: هو مع هذا قالوا فيه إنه كتب على شريطه زمانه قال بن كيسان: (نظرنا فى كتاب سيبويه فوجدناه فى الموضع الذى يستحقه، ووجدنا ألفاظه تحتاج إلى عبارة وإيضاح لأنه كتاب ألف فى زمان كان أهله يألفون مثل هذه الألفاظ؛ فاختصر على مذهبهم) انتهى كلام ابن كيسان. وقوله: (وجدنا ألفاظه تحتاج الى عبارة وإيضاح) لا أفهم منها غرابة الألفاظ لأن كتاب سيبويه ليس فيه ألفاظ غريبة وإنما الألفاظ هنا المراد بها صياغة الأفكار وتركيب الأفكار وأن الإيضاح المقصود هو إعادة تركيب الأفكار على الوجه الذى يفهمه أهل الزمان وإن سرَّ وروده فى كتاب سيبويه هو أن أهل زمانه كانوا يألفون هذه الأبنية أعنى أبنية الأفكار, ولذلك نجد أن الغموض الذى ذكره العلماء فى كتاب سيبويه وسأل فيه الأكابرُ الأكابرَ لم يكن راجعاً الى لفظ غريب وإنما كان راجعاً الى بيان مراد سيبويه من عبارته وراجع شروح سيبويه فى الأزمنة المتتابعة تجد كل شرح كأنه صناعة جديدة لعلم سيبويه أعني وعياً جديداً للمادة النحوية وبناء جديداً لها وهذا هو الذى يفسر لنا ولع أهل العلم بقراءة الكتاب حتى إن أحد نحاة الأندلس وهو عبد الله بن محمد بن عيسي كان يختم كتاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/310)
سيبويه فى كل خمسة عشر يوماً وهذا قاطع فى أن المراد ليس هو تحصيل المادة العلمية كما هى فى الكتاب وإنما المراد التدسس فى أعطاف هذه المادة لإستخراج ما خفى من علم الرجل وكان أبو جعفر النحاس يقول: (إن سيبويه جعل من كتابه شروحاً وجعل فيه مشتبهاً ليكون من استنبط ونظر فضل وعلى هذا خاطبهم الله عز وجل بالقرآن).
الذى أريده هو أن اللاحقين من علمائنا بذلوا من الجهد فى مزاولة وتحرير وتدقيق علم من سبقوهم الشيء الكثير حتى أنك لو قلت إنهم أكثر كدا وكدحاً ومزاولة وصبراً لم تتجاوز, وإن كانوا دائماً يعترفون بالتقصير وتقديم من سبق لأن هذا من خلق وطبع أهل العلم.
لا شك فى أن من شراح سيبويه وممن قرؤوا كتابه وعقبوا عليه من لا يقل فضلاً وعلماً عن سيبويه، ولا أتردد فى أن أبا سعيد السيرافي كان من طبقة سبويه فى عمله، وذكاءه ووعيه باللسان, وربما كان أوسع ميداناً من سيبويه لأنه كان مفسراً وفقيهاً ومفتياً, وقد وصفه أبو حيان بقوله: (كان أبو سعيد أجمع لشمل العلم وأنظم لمذاهب العرب وأدخل فى كل باب وأخرج من كل طريق وألزم للجادة الوسطى فى الدين والخلق وأقضى فى الأحكام وأفقه فى الفتوي).
أردت أن أؤكد أن الذين عالجوا نقل المعرفة من جيل الى جيل على الوجه الأفضل والأشمل والأمكن هم الذين طوروها من خلال هذه المعالجة وقد بذلوا فى ذلك جهوداً لا تقل عن جهود الذين استنبطوا واستخرجوا وأنهم كانوا يعانون التغلغل فى أعطاف المعرفة وفى جوهر المعرفة تغلغلاً يكشف لهم خبايها وسرها وفقهها وأن زماننا حرم من هذا الصبر والانقطاع وطول الملازمة وكل ذلك وما هو أكثر منه واجب فى تقريب العلوم واستمرار تيارها وتفاعلها وفعلها فى أجيال العامة والخاصة ومن الخطر أن يتوقف هذا التيار وخصوصاً بعد هجمات التغريب التى دخلت العلوم العربية والاسلامية وهى فى أحضان المخلصين لها.
الأصل أن يجتهد المشتغلون بعلم البلاغة فى زماننا اجتهاد عبد القاهر والزمخشري والرازي وأبو يعقوب وابن الأثير وابن أبى الأصبع وغيرهم وأن يجتهد النحاة اجتهاد الخليل وسيبويه ويونس والأخفش والصرفي وأبى على وأبى الفتح وأن يجتهد الفقهاء اجتهاد مالك والشافعي وأحمد ومن فى طبقتهم ولا يكون ذلك إلا بالانقطاع والصبر وطول الملابسة والصدق والإخلاص وهذا هو الطريق الذى لا طريق للناس سواه فى تطوير المعرفة ونموها وازدهارها وليس باللغو الكاذب الذى تراه من حولك وتسمعه.
وهذا الاجتهاد وهذا الصبر وهذا الإخلاص وهذا الصدق هو الذى تتخلق فى محيطه النقي الصادق عبقريات لا غنى لحياة الناس عنها وأن يكون ذلك فى كل ميادين المعرفة وإن لمن الشيء الذى يجب أن نتوقف عنده بحذر وخوف هو أن تنقطع سلسلة النجوم فى أى فرع من فروع المعرفة حتى لا نرى نابها مع كل عقد من الزمن فى كل باب من أبواب العلم.
إنه لمن المخيف بل والمرعب أن تنسى حياتنا ظهور النوابغ, وأن تغفل عن صناعتهم وأن تكون جامعتنا كالأرض الخراب ليس فيها إلا أصداء أصوات الآخرين فى كل فروع المعرفة وليس لهذا كله علة إلا علة واحدة هى أننا نسينا مذاهب العلماء فى الانقطاع لطلب العلم والصبر على ملازمة الدرس والمراجعة والصدق النقي فى طلب وجه الصواب وتخليص النفس من كل شيء إلا لهذا ولم تضع يد لبنة فى بناء المعرفة فى أي باب إلا بالصبر وطول المراجعة وطول الانقطاع والصدق وهؤلاء فى تاريخنا هم الشراة الذين اشترى الله منهم أنفسهم.
وهذا الانقطاع الواجب الذى لا بد أن يكون فى جمهرة الدارسين فى كل فرع من فروع المعرفة ليس من الترف وإنما هو من الواجب الذى لا سبيل إلى التخلي عنه وذلك لأن طبيعة المعرفة لا تكشف لنا عن جوهرها المكنون إلا بهذا الصبر وهذا الانقطاع وأن عبد الله بن محمد بن عيسي الأندلسي الذى كان يختم كتاب سيبويه كل خمسة عشر يوماً لم يكن عابثاً ولم يقتل فراغه بذلك وطول المراجعة لكتب العلماء تكشف جوانب؛ لأن مدد العلم لا ينقطع وشريعته دائماً زرقاء -كما يقول عبد القاهر- يعني فيها الجديد لكل من طلب العلم على وجهه ووجهه هو الانقطاع والصدق والصبر.
ومعنى قولهم أن العلم لا يؤتيك بعضه إلا إذا أتيته كلك أن العلم إذا أعطيته بعضك لا يعطيك شيئاً وما طالت مراجعاتي لباب إلا تكشفت به وجوه من المعاني لم تكن قبل طول المراجعة وتحصيل العلم وحده هو الخطوة الأولى والدرجة الأولي التى يجب أن يقف عليها عامة الناس وخاصتهم ثم تأتي المراقى بعد ذلك مرقاة فوق مرقاة وتمتد بامتداد الحياة وامتداد المراجعة والانقطاع والصبر والصدق.
هذا هو العاصم الذى يعصم عقل الأمة من الانزلاق فى مستنقع التبعية الفكرية التى تري كثيراً منا غارقاً فيها وهو مغتبط بتبعيته وعبوديته لعدوه الألد.
ولله فى خلقه شئون)).)) انتهى الموضوع.
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[24 - 10 - 10, 02:46 ص]ـ
عذرا على الإدراج الخطأ في هذا القسم, والرجاء نقله لقسم طلب العلم الشرعي أو ما يناسبه!
وشكرا سلفا ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/311)
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[27 - 10 - 10, 08:48 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73056(66/312)
[الكلب العاوي والجاهل الغاوي] كمال الحيدري " يكشف " عن ضعفه اللغوي وجهله العلمي .. !
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[24 - 10 - 10, 02:41 ص]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
كمال الحيدري ذاك المخلوق المنتفخ بالجهل المتهاوي ..
اغترّ به عوام الشيعة، وبكتبه الصفراء والبيضاء، وبدؤوا في محادثتنا في المنتديات والرومات عن إنجازات " كمال الحيدري "، وقد قام بعض الإخوة بجهودٍ مشكورة وأعمال مبرورة في نقض دعاويه وبيان جهله ومخازيه .. !!
فقلنا لهم: إن كمال الحيدري جاهل في النقليات وغبي في العقليات ..
فقالوا: كذبتم عليه وافتريتم وظلمتم لإنه فضحكم وكشف منهجكم الأموي .. !!
فأقول لهؤلاء المساكين: إليكم موضوع مُسْرِع، الذي تجدون فيه، حلاوة مَقْطَعٍ، ونَفَاسَة مَنزَعٍ، وعذوبةَ مَشرعٍ في كشف الجاهل بـ " اللغة " و " بكلام الأئمة " وهو " الكلب العاوي " المدعو " كمال الحيدري " المنتفخ بالجهل الهاوي .. !!
وسنعرض لكم مقطعًا صوتيًا، قدمه لنا أحد الموالين لكمال الحيدري، وجُعلت الغشاوة على عينه فلم يعلم أن ما قدمه هو سيف مصلت، نقضي به على " الحيدري " في مهده .. !!
ونرى تطاول " الحيدري " على الشيخ المفضال أبي معاذ محمود بن منصور الذي ألف كتاب " إسكات الكلاب العاوية " في نقض دعاوى المبتدعة الغاوية في خالنا معاوية ..
ووصف الحيدري الشيخ المفاضل بالجاهل " لغويا "، ورماه " بالغباء " على مرأى ومسمع من المشاهدين .. !!
[المقطع]:
تاريخ الحلقة: 23/ 5/2010
رابط الاستماع والمشاهدة:
من هنـ ـــــا ( http://www.safeshare.tv/v/OL711mcu_Uw)
يقول الحيدري: (الكتب التي كتبتموها أخيراً في الدفاع عن معاوية، وكتبتم كلمات واقعاً الإنسان مو فقط يشمئز بل أنه يخجل أن يقرأ عناوين هذه الكتب، أخيراً وقع كتاب في يدي وهو (إسكات الكلاب العاوية لفضائل خال المؤمنين معاوية) يعتبر من يختلف معه في الرأي من الكلاب العاوية، و لا أقل أن هذا الإنسان الجاهل لم يكن يعرف أن الكلاب لا تعوي وأن الكلاب تنبح، الغبي كان غبياً إلى هذه الدرجة حتى لا يعرف الفرق بين النباح وغيره .. )
.
[الرد على الكلب العاوي والجاهل الغاوي]
ينسب " كمال الحيدري " الجهل في اللغة والغباء في وضع العنوان إلى مؤلف الكتاب الشيخ محمود بن منصور حفظه الله كما سمعتم في المقطع السابق، وأن الكلب لا يعوي وإنما ينبح .. !!
وقبل أن نستعرض " معاجم اللغة " في الرد على " الحيدري " الجاهل، يعتبر عند ـ السبئية ـ الإمام علي في كتابه " نهج البلاغة " شيخ النحويين وأستاذ اللغويين وقدوة البلاغيين ..
وقد جهّزت " وثيقة " من كتاب " نهج البلاغة " في بيان جهل الغاوي " كمال الحيدري " في اللغة، وبعض النقولات الأخرى، لكي نبرز ضعف اطلاعه على كتبهم، وسوء اضطلاعه من مصادرهم .. !!
(الوثيقة):
http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي http://www14.0zz0.com/2010/10/22/13/966046968.jpg
http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي http://www4.0zz0.com/2010/10/22/13/185546998.jpg
يقول الإمام علي في وصيته لابنه الحسن عليهم السلام في ـ نهج البلاغة ـ ص583: [وَ إِيَّاكَ أَنْ تَغْتَرَّ بِمَا تَرَى مِنْ إِخْلاَدِ أَهْلِ اَلدُّنْيَا إِلَيْهَا وَ تَكَالُبِهِمْ عَلَيْهَا فَقَدْ نَبَّأَ اَللَّهُ عَنْهَا وَ نَعَتْ لَكَ نَفْسَهَا وَ تَكَشَّفَتْ لَكَ عَنْ مَسَاوِيهَا فَإِنَّمَا أَهْلُهَا كِلاَبٌ عَاوِيَة وَسِبَاعٌ ضَارِيَةٌ يَهِرُّ بَعْضُهَا بَعْضاً وَ يَأْكُلُ عَزِيزُهَا ذَلِيلَهَا وَ يَقْهَرُ كَبِيرُهَا صَغِيرَهَا]
وراجعوا أيضًا شروح نهج البلاغة للراوندي والتستري وابن أبي الحديد وغيرهم
ويقول العلامة الحلي في كتابه ـ تذكرة الفقهاء ـ (2/ 411): [لإن العزيز من العرب كان إذا انتجع بلدا مخضبا وافى بكلب على جبل ان كان به أو على نشق؟ ان لم يكن به ثم استعوى الكلب ووقف له من كل ناحية تسمع صوته بالعواء فحيث انتهى صوته حماه .. ]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/313)
ويقول العلامة الطريحي في كتابه ـ مجمع البحرين ـ (3/ 282): [عوى في الحديث: (كأني أسمع عواء أهل النار) يعني صياحهم. و (العواء) صوت السباع وهو بالكلب والذئب أخص، يقال: عوى الكلب يعوي عواء: صاح، فهو عاو. و (العواء) بالمد والتشديد: الكلب يعوي كثيرا]
(الكلب العاوي في كتب اللغة):
يقول الجوهري في كتابه ـ الصحاح ـ (6/ 2441) عند كلمة (عوى): [عوى الكلب والذئب وابن آوى يعوى عواء: صاح. وهو يعاوى الكلاب، أي يصايحها. وعويت الشعر والحبل عيا: لويته. وعويته أيضا تعوية .. ]
يقول ابن منظور في كتابه ـ لسان العرب ـ (16/ 107): [عوى: العوي: الذئب. عوى الكلب والذئب يعوي عيا وعواء وعوة وعوية، كلاهما نادر: لوى خطمه ثم صوت، وقيل: مد صوته ولم يفصح. واعتوى: كعوى، قال جرير: ألا إنما العكلي كلب، فقل له، إذا ما اعتوى: إخسأ وألق له عرقا وكذلك الأسد. الأزهري: عوت الكلاب والسباع تعوي عواء، وهو صوت تمده وليس بنبح، وقال أبو الجراح: الذئب يعوي، وأنشدني أعرابي: هذا أحق منزل بالترك، الذئب يعوي والغراب يبكي ... ]
ومن أراد المزيد.فليراجع المصادر اللغوية .. !!
[الخاتمة الكاوية]
بناءًا على ما سبق، نقول للحيدري واتباعه: إما أن الإمام علي رضي الله عنه وعلماء الشيعة و اللغة، جاهلون باللغة وأغبياء في صياغتهم، أو أن الحيدري هو الجاهل الغبي؟؟
فأيهّا تريدون؟!! وكلاهما مرٌ عليكم أيها المخالفون؟!!!
وقال شيخكم: أن إطلاق عنوان الكلاب العاوية يدعو إلى الاشمئزاز أو الخجل ..
وقال الإمام علي: فإنما أهل الدنيا كلابٌ عاوية وسباعُ ضاربة ..
فماذا أنتم فاعلون بشيخكم الجهول؟ أم أنها زلة من المعصوم؟!! http://www.rohamaa.com/vb/images/smilies/wink.gif
وأقول لهؤلاء المطبلون: هل عرفتم الآن سبب عدم إشغال الكثير من جهدنا ووقتنا في عدم الرد على الغوي الغبي الجاهل كمال الحيدري .. !!
وأن شيخكم مجرد ناعق مطبل مارق، لا يدري ما يخرج من فيه من البوائق .. !!
وأن العلامة صاحب الضربات الحيدرية يجهل بأبسط مفردات اللغة العربية .. !! http://www.rohamaa.com/vb/images/smilies/smile.gif
بل ويجهل ما ورد عن المعصوم في كتابه العظيم .. !! http://www.rohamaa.com/vb/images/smilies/rolleyes.gif
فهذه برقية عاجل لكل ـ مخالف منصف ـ بعد عرض هذه الردود الساحقة على كمال الحيدري الجاهل بكتب علماءه وألفاظ اللغة العربية أن يضع خطوته الأولى في طريق البحث عن الحق وأن لا ينظر لرغبات وشهوات الخلق ..
وأهدي هذا الجهد المتواضع والعمل السريع للمجاهد الكبير (نور الدين) الذي قدم الردود النافعة والتعقبات الجياد على " كمال الحيدري " وكشف جهالاته وضلالاته ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه الأبرار .. !!
كتبه
Abu Shaimaa almadani
المصدر: من هنا ( http://www.alsrdaab.com/vb/showthread.php?p=387418#post387418)
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[24 - 10 - 10, 02:43 ص]ـ
قلت معلقا على الموضوع الأصلي:
جزيت الخيرات أبا شيماء ..
ولا أقول إلا قبح الله وجهك الدميم يا حيدري فإنك ساعٍ إلى إغلاء الحجارة, وإن شككت في ذلك فاسمع قول الشاعر وهو ينكر علينا:
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا ... لأصبح الصخر مثقالا بدينار!!
ولكنك كلب يستحق الحجارة, ويرخص لك الغالي أيها الجاهل الغاوي!
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[25 - 10 - 10, 12:50 م]ـ
[مطالبة الكلب العاوي كمال الحيدري والمسؤولين عن [موقعه] بحذف العار الذي رُسِمَ على جبين شيخهم الجاهل الغاوي]
http://img834.imageshack.us/img834/1693/68300530.jpg
http://img834.imageshack.us/img834/1693/68300530.jpg (http://img834.imageshack.us/img834/1693/68300530.jpg)
ـ[أم سالم الجزائرية]ــــــــ[25 - 10 - 10, 08:06 م]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء"
هدانا الله وإياك أخانا أبا الأزهر السلفي
على ما كتبته عنوانا للمقال (الكلب العاوي والجاهل الغاوي)
والله لا أنسى مناسبة للموضوع ما فعله كتاب الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في أحد مشايخ الصوفية في الجزائر واكتاب عنوانه (إلى التصوف ياعباد اله) فالرجل اشترى الكتاب لأنه جذبه بعنوانه الرائق وتأثر بما فيه أيما تأثر
رزقنا الله اللين في القول والعمل.
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 02:54 ص]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء"
هدانا الله وإياك أخانا أبا الأزهر السلفي
على ما كتبته عنوانا للمقال (الكلب العاوي والجاهل الغاوي)
والله لا أنسى مناسبة للموضوع ما فعله كتاب الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في أحد مشايخ الصوفية في الجزائر واكتاب عنوانه (إلى التصوف ياعباد اله) فالرجل اشترى الكتاب لأنه جذبه بعنوانه الرائق وتأثر بما فيه أيما تأثر
رزقنا الله اللين في القول والعمل.
أختي أم سالم -وفقك الله- ..
الحديث لا يدل على ما ترمين إليه؛ لأن نفي المبالغ فيه لا يعني نفي الأقل, وقد وقع السب من خير البشر -صلى الله عليه وسلم-؛ فتأملي ..
ثم إن الرفق نافع في بابه, والشدة نافعة في بابها ولا تناقض, وهذه الردود مقصود بها أرذل أهل البدع على الإطلاق وهم غلاة الرافضة ذوو الفحش والفحشاء والسب واللعن غير المعهود بشريا!!
ثم من حاورنا بالجهل والشتم جازَ لنا أن نحاوره بالعلم والشتم؛ فلمَ الامتعاظ؟!
تأملي قول الحيدري عن أخينا أبي معاذ:
((و لا أقل أن هذا الإنسان الجاهل لم يكن يعرف أن الكلاب لا تعوي وأن الكلاب تنبح، الغبي كان غبياً إلى هذه الدرجة حتى لا يعرف الفرق بين النباح وغيره))
فها هو يصفه بالجاهل الغبي!!!
أليس هذا سبا صريحا؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/314)
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 03:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جزاك الله كل الخير يا اخي الكريم فأن هذا المعمم قدظهر نجمه منذ فتره قريبه وطار الرافضه به كأنه مهديهم المنتظر الثاني
ارجو من الاخوه طلاب العلم التواصل للرد علي شبهات المدعو كمال الحيدري في هذا المنتدي المبارك لاحقاق الحق وابطال الباطل
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 11:13 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
هل هذا الكلب العاوي هو شيخهم الابرز على الساحة الان؟ و هل أتهم هذا العاوي بالإتحاد و وحدة الوجود و هل صحت هذه التهم؟
فإن صحت، فلا اعتقد مثل هذا يناقش او يرد عليه في مسائل امير المؤمنين معاوية رضي الله عنه، او الرد على مهاتراته و دعواه ضد الأمويين،
بل من الأولى أن نبدأ في مسائل التوحيد، إن ثبت انه من أصحاب وحدة الوجود ..
ـ[أبو ياسر الحسني]ــــــــ[26 - 10 - 10, 02:04 م]ـ
ياليت لو نصون السنتنا و نترك هذا الانفعال المصطنع و نجيب و نفحم بعلم و المؤمن ليس بسباب و لا بطعان ..
أفحم الرافضي من دون أن تؤذي نفسك بسبك الذي تؤصل له تأصيلا خاطأ ..
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[26 - 10 - 10, 02:48 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله .. رد مفحم .. و هؤلاء لا يستطيعون المواجهة و ان واجهو لا يستطيعون الصمود .. و ننتظر الآن منهم الرد على هذا الرد النفيس .. و لا أدري هل هم سيردون على الأزهري السلفي أم سيردون على المعصوم؟!! ..
و يا حبيبينا الأزهري .. كنت تستطيع أن ترد عليهم رداً مفحماً مع حذف كلمة "الكلب العاوي" .. فهي ان لم تكن تضر لا تنفع .. بل قد تضر لأن الطرف الآخر-ولا أعني الحيدري و انما الشيعة عموماً- قد لا يتقبل مثل هذا السب و يَنفر من قَبول الحق بسببها .. و يجب علينا أن نعي عندما نرد أو نُناظر أننا في دعوة إلى الله .. و القول اللين مطلوب .. و لا شك عندي أنك تحفظ قول الله سبحانه و تعالى (و قولا له قولاً ليّنا) و تعرف من هو الآمر في هذه الآية و من هو المأمور .. و تعلم مدى كفر المدعو .. فمع ذلك أمرنا الله بالقول اللين .. و لا شك أن الشدة مطلوبة أحياناً و لكن أظن أنه لا داعي لاستخدام الشدة و أنت تعلم أن مقالك هذا سينتشر في بحر الانترنت و سيقرأه الشيعة و منهم المتعصب الذي أغلق عقله و منهم المتردد و المتشتت بين الحق و الباطل و هذا لو و رأى أن المقالة فيها قولٌ لين لكان ذلك أدعى لقبوله الحق ..
وفقك الله أخي الأزهري و سددك و جعلك غصة في حلق كل رافضي(66/315)
من هم مرجئة الفقهاء
ـ[البراء المقدسى]ــــــــ[24 - 10 - 10, 07:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هم مرجئة الفقهاء، ولماذا سموا بهذا الاسم، نريد طرحاً بالأدلة أو من كلامهم.
وتذكروا قول النبى صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيراً أو ليصمت ".
ـ[الفضلي النجدي]ــــــــ[24 - 10 - 10, 09:28 ص]ـ
مرجئة الفقهاء هم من فقهاء أهل السنة لكنهم وافقوا المرجئة متأولين فأخرجوا العمل عن مسمى الإيمان فلم يبدعهم أهل السنة لتأويلهم و لكنهم ردوا عليهم و نهوا عن اتباع مذهبهم هذا و أشهرهم الإمام أبو حنيفة و أتباعه الذين وافقوه على هذا المذهب
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[24 - 10 - 10, 01:32 م]ـ
احسن الله إليك أخي الفضلي النجدي
ماذا بالنسبة للقواعد عندهم، هل هي صحيحة؟ إن سألتهم عن الإيمان قالوا كما يقول اهل السنة، قول باللسان و عمل بالأركان و تصديق بالجنان؟ اليس كذلك؟
سؤال اخر، كيف جمع الإمام أبي حنيفة رحمه الله أرجاء الفقهاء و في نفس الوقت مذهبه من اشد المذاهب في تكفير منكر السنة او في تكفير من يستحل المعازف و الغناء .. هذا اشكل على العبد الفقير،
أفيدونا مأجورين،
ـ[الفضلي النجدي]ــــــــ[24 - 10 - 10, 02:17 م]ـ
بالنسبة للسؤال الأول هم لا يقولون عمل بالأركان هؤلاء أهل سنة أما السؤال الثاني و هو عن حكم التكفير فهم مثل أهل السنة و إنما خلافهم في الاسم فقط لهذا عذرهم أهل السنة بالتأويل و لم يبدعوهم فهم يكفرون الكفار لكن يردون ذلك للاستحلال لا للعمل
ـ[محمد بن إسماعيل]ــــــــ[24 - 10 - 10, 03:45 م]ـ
الفرق بين المرجئة ومرجئة الفقهاء
الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
السؤال ما الفرق بين المرجئة ومرجئة الفقهاء؟
الجواب الحمد لله، اسم المرجئة مأخوذ من الإرجاء، وهو التأخير وسمي المرجئة بذلك لتأخيرهم الأعمال عن مسمى الإيمان، وهم طوائف كثيرة، وأشهرهم الغلاة، وهم الذين يقولون: إن الإيمان هو المعرفة ـ أي معرفة الخالق ـ.
وهذا هو المشهور عن جهم بن صفوان إمام المعطلة نفاة الأسماء والصفات، وإمام الجبرية، وغلاة المرجئة.
والثانية: هم من يعرفون بمرجئة الفقهاء، وهم الذين يقولون: إن الإيمان هو تصديق بالقلب، أو هو التصديق بالقلب واللسان يعني مع الإقرار، وأما الأعمال الظاهرة والباطنة؛ فليست من الإيمان، ولكنهم يقولون: بوجوب الواجبات، وتحريم المحرمات، وأن ترك الواجبات أو فعل المحرمات مقتضي للعقاب الذي توعد الله به من عصاه، وبهذا يظهر الفرق بين مرجئة الفقهاء، وغيرهم خصوصا الغلاة، فإن مرجئة الفقهاء يقولون: إن الذنوب تضر صاحبها، وأما الغلاة فيقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الكفر طاعة. والله أعلم.
ـ[الفضلي النجدي]ــــــــ[24 - 10 - 10, 04:26 م]ـ
قطعت جهيزة قول كل خطيب
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[24 - 10 - 10, 10:47 م]ـ
هل يمكن الإحالة إلى بعض الكتب التي ذكرت الفرق ... مأجورين؟(66/316)
تريم الثقافة أم تريم الخرافة؟!
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[24 - 10 - 10, 05:40 م]ـ
تريم الثقافة أم تريم الخرافة؟!
للشيخ: عوض بن سالم حمدين - وفقه الله -
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه اجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
بمناسبة إشهار مدينة تريم التاريخية عاصمة للثقافة الإسلامية لهدا العام 2010م فوجدتها فرصة لنواكب الحدث، ونقلب صفحات تاريخ هده المدينة، فتاريخها تاريخ للحضرمي أينما وجد، ومادمنا بصدد الحديث عن الثقافة في هذه المدينة فقد أثارني مقال نشرته صحيفة الرشد للدكتور عبدالقادر علي باعيسى بعنوان [كأنك تسأل] لأتحدث في هدا الموضوع المعنون بـ (تريم الثقافة أم تريم الخرافة؟!).
والكل يتسأل وخاصة بعدما رأينا حفل الإحتفائية بمدينة تريم التاريخية , وكما يقول المثل: (الكتاب بائن من عنوانه)، فيبدو للناظر لهذا الحفل أن تريم كما قال الدكتور باعيسى عندما تسأل: (لماذا تريم تحتفي بالمشردين والمعتوهين؟ ولماذا تبدوا مقابرها أبهى من حدائقها؟ ولماذا ترتاب في الزائرين؟ كيف يجد الرائي نفسه أكثر تضامناً مع المقابر؟) حيث يتسأل الدكتور ـ ولكم أن تسألوا كما سأل الدكتور والسؤال مشروع ـ فالرائي لذلك الحفل يرى أن تريم طائفية المذهب ولاشيء غير ذلك!!
وهنا لنا وقفة مع ثقافة القوم في جل كتبهم وسنقف عند ذلك طويلا، ولكن هل تريم صبغت بصبغة القوم أم في الأمر مافيه من أمور تحتاج إلى الوقوف عندها؟
وأول وقفة نقفها هي أين العلماء والفقهاء والمحدثون والأدباء والشعراء من الحضارمة؟
فالإحتفائية لا توحي بشيئ من ذلك رغم أنهم كثر، بدليل قول صاحب الغرر ص77 (وقد حلّ العلويون تريم سنة 561هـ وكانت حين انتقلوا إليها في ذلك الزمان معمورة بالعلم والعلماء المصنفين!!) وفي نفس السياق قال ص82 (وكان بتريم حضرموت من جموع العلماء خلائق لا يحصون) وقال صاحب المشرع 1/ 128 (إن السادة في مدة استيطانهم ببيت جبير كانوا يكثرون الدخول إلى مدينة تريم، ويترددون في أرجائها تردد النسيم، فرأوها ذات رياض أريضة، وأهوية صحيحة مريضة، ووجدوا بها من أرباب العلوم والآداب وأصحاب الفهوم والألباب ما شغلهم عن الأهل والوطن، وأذهلهم عن كل خل صفي وسكن، فتدانوا منها ولاتداني المحبين وعانقوها ولا عناق العاشقين).
قال الأستاذ كرامة سليمان بامؤمن كما في كتابه الفكر والمجتمع بحضرموت ص157 معلقاً على كلام صاحب المشرع هذا بقوله (هؤلاء العلماء والأدباء لم يأتوا من فراغ فكري، ولم ينبتوا في حقل جهل وتخلف، بل أخذوا العلم والأدب عن أساتذة قبلهم مما ينفي ويدحض مقولة الحافظ السخاوي عن حضرموت بأنها من البلدان التي لا حديث بها يروى والذي احتج به بعض الباحثين العلويين ـ يقصد علوي بن طاهر الحداد ـ للإستدلال على أن النهضة العلمية بحضرموت كانت بفضل العلويين منكرين بذلك دور بل وجود علماء سنة قبل المهاجر أو بعده إلا بعدهم وبفضلهم).
وذكر الأستاذ بامؤمن عددا كبيرا من العلماء الحضارمة في القرن السادس وما قبله من القرون التي يعدها القوم من مجاهيل التاريخ الحضرمي كما يذكر أيضاً أن المذهب الإباضي أمتد نحو أربعمائة عام تقريباً من 128_591 هـ ولم يسمح للمذاهب الأخرى بالظهور والانتشار حتى فترة متأخرة، وليست محاضرتنا هذه لمناقشة هذا الأمر لكن لبأس أن نعرج قليلاً ونذكر بعض علماء السنة الذين كانت لهم مؤلفات ومدارس، ولهم نشاط في إحياء العلم ومنهم من كان له دور خارج مدينة تريم بل في الحواضر الإسلامية الأخرى بالعالم الإسلامي ومن أبرز هؤلاء:
1) مقرئ الحرمين أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن أبي مشيرح الحضرمي المجاور بمكة المكرمة وصاحب كتاب (المفيد في القراءات الثمان) والذي أختصره من كتاب التلخيص لإبي معشر، ومن أبرز تلاميذ هذا الإمام الإمام طاهر بن يحيى بن أبي الخير العمراني قرأ عليه في منتصف القرن السادس ترجم له ابن الجزري في طبقات القراء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/317)
2) الشيخ الإمام سالم بن فضل بن محمد بن عبد الكريم بافضل مدشن النهضة العلمية بتريم، وصاحب القصيدة الفكرية المشهورة التي بيّن فيها فكره وعقيدته، وقد أثنى عليه ناشر المذهب الشافعي الإمام محمد بن علي القلعي في قصيدته التي بعثها له من مرباط بظفار والتي يقول فيها:
فبسالم سلمت شريعة أحمد ... عما يود قناتها أو يكسر
جرت تريم على المجرة ذيلها ... عجباً وحق لها الفخار الأكبر
إلا إن أعداء النهضة العلمية بتريم كسروا قناتها بقتل هذا الإمام، والذي يعد أكبر علماء تريم على الإطلاق على حد قول السيد بن عبيد الله كما في إدام القوت ص496 وتشير إشارة ابن عبيد الله إلى أنه مات مقتولاً كما في مواضع من الإدام:
ـ أما الموضع الأول ففي ص 492 قال (أما الشيخ سالم بافضل فقد توفي شهيداً بتريم سنة 581 صرح بذلك العلامة الجليل عبد الله بن أبي بكر قدري باشعيب) فقد قال باشعيب كما في صلة الأهل:
والشيخ سالم الذي أحيا ... المدارس في الحجر
قتلوه ظلماً وهو في ... محرابه يتلو السور
ـ أما الموضع الثاني من الإدام ص493 قال (ولم يذكر ذلك الخطيب في الجوهر _ أي قتل الشيخ سالم _ مع أن مثل ذلك لا يخفى عليه، وليس بغريب منهم إغفاله فقد أغفلوا ذكر قتل السيد سالم بن بصري، والظاهر أن شهادة الشيخ سالم بافضل لم تكن على يد الغز أمراء الأيوبيين، إذ لو كانت على يدهم لم يكن مانع من ذكرهم كما ذكروا قتلهم لآل أكدر وغيرهم وفي نفس السياق قال (ولئن أشكل وجود أرباب العلوم لذلك العهد مع قول الخطيب في الجوهر إن العلم كاد أن يتلاشى حتى أحياه الشيخ بافضل المقتول بتريم 581 هـ.
ـ أما الموضع الثالث ففي ص 496 من الإدام قال وقد دللنا بالأصل _ يقصد بضائع التابوت _ على انحراف الشيخ سالم بافضل عن العلويين وانتفاء ذكره هنا يقصد في الجوهر بين محبيهم ومعظميهم مما يؤكده وهو أكبر علماء تريم لذلك العهد بل حضرموت على الإطلاق).
والعجيب أن القوم قد لفقوا في ترجمته ما لا يتفق وسيرته العلمية فانظر مثلا ما في صلة الأهل ص 44 نقلا عن الجوهر أنه يشفع كل يوم لسبعين معذبا ووقع لأحمد بن محمد المحضار وقت وروده إلى تريم زار ضريحه وقال نطلب منك أن تخصنا بهذا اليوم نحن وأهل قويرتنا ثم أخذته غيبة عن الحاضرين ثم أفاق وقال طلبت من الشيخ أن يجعل هذا اليوم لنا ولأولادنا وعائلتنا بالقويرة وأني أحصيتهم فكانوا سبعين نفرا فأجابنا إلى ذلك إ. هـ وملامح التلفيق بادية هنا ولا نطيل.
3) العالم الشحري أحمد بن محمد الحاسب والذي التقى به عمارة المؤرخ اليمني في عدن سنة 529هـ، وهو صاحب حل في مسألة بني زريق في الفرائض في المناسخة والتي بلغت خمسين بطناً، والقصة في المفيد في تاريخ عمارة معروفة.
4) وكذلك آل أكدر يحيى بن سالم أكدر وأخوه أحمد بن سالم اكدر الذين استشهدوا في تريم في فتنة الزنجيلي عام 576، وقاضي شبام أحمد بن إبراهيم باجحوش، والمحدث الهجراني الذي رحل في طلب الحديث، والإمام علي بن أحمد بامروان وعبد الله عبد الرحمن باعبيد صاحب الإكمال وباعيسى وآل باماجد وآل بكير وغيرهم كثير.
لا شك أن لدينا في حضرموت وحاضرتها تريم إلى جانب الحواضر الأخرى كانت تعج بالعلماء من أهل السنة، وكما تعرفون الكتب الفقهية ككتاب بامروان وشيخه الإمام القلعي تدرس كتبهم إلى اليوم، أما القوم فأبرز كتابهم هي كتب المناقب والتي ينشدون من ورائها الجاه المنفوخ! وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في منهاج السنة (والناس كذبوا في المناقب والمثالب) فأبرز كتبهم كتب المناقب هذه الكتب التي نستعرض بعض ما ورد فيها متسائلين لماذا تريم العلم والفقه والأدب تحتفي بالمعتوهين وبالمشردين على حد قول الدكتور باعيسى ولا تحتفي بالابن الشرعي الذي أوجده العلم الحقيقي؟
ولماذا ترتاب في الزائرين على حد قول الدكتور باعيسى؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/318)
وما دمنا بصدد استعراض كتب مناقب القوم ومآثرهم لا بأس أن نعرج على بعض الشخصيات التي أبرزوا دورها في الإحتفائية، لقد أظهروا للعالم أن المهاجر أحمد بن عيسى جد العلويين هو صاحب النهضة العلمية في تريم، لكن عند التفتيش والتقميش لم نجد لهذه الشخصية شيئا يذكر لا خطبة لا كتاب لاقصيدة لا فتوى لا درس بل ولا حتى نقل فقهي في كتب القوم أنفسهم، بل كما تذكر كتب القوم أنه بقي في منطقة معزولاً وشهد شاهد من أهلها وهو السيد بن عبيد الله حيث قال كما في الإدام ص435 (واقتصروا في الإمام أحمد بن عيسى على ذي العقل الكبير والقلب المستنير والعلم الغزير، لأجل السجع ولو كان واسع العلم لبسطوا القول فيه كما لم يكروا ولده عبيد الله ولا محمد صاحب الصومعة ولا علي العريضي ولا علي خالع قسم بعلم أصلاً).
وذكر في نفس السياق ص429 أن عبد الله بن عمر بامخرمة في الذيل على طبقات الشافعية للإسنوي لم يذكر فقيهاً من العلويين إلا الفقيه المقدم، وقال بأن أكثر مشايخ الفقيه المقدم من غير العلويين ومن أبرزهم عبدالله بن عبد الرحمن باعبيد صاحب الإكمال، والإمام العلامة علي بن احمد بامروان والإمام محمد بن أحمد بن أبي الحب، كما أن المؤرخ اليمني ابن سمرة الجعدي لم يذكر أحدا منهم مع ذكره لفقهاء تريم في القرن السادس.
ومع ما قدمه بامخرمة من شهادة للفقيه المقدم إلا أننا نفتقر إلى مايدل على أنه كتب أو خطب أو ألّف أو حتى نقل عنه في الفقه ما يدل على كزنه مقدما في الفقه قال ابن عبيد الله كما في الإدام ص (434) (ولا شاهد بشيء من ذلك على التوسع في العلم بإمارة المشاهدة فآلوا الجاه عند البوادي والعامة ...... ولا ينتسب منهم إلى العلم إلا القليل فأرى إنه مبالغ فيما ينسب منه إلى الأسلاف الطيبين).
أعتقد إن الصورة أصبحت واضحة وقد قراها ابن عبيد الله قبلنا، بل قال كما في الادام ص 492 (ثم إن المؤرخين يكثرون من علم المهاجر ومن بعده إلى علي بن علوي خالع قسم ويذهبون به إلى غايات بعيدة وللشك في مثل ذلك منافذ كثيرة).
ودرج القوم على هذا المنوال من مدح قومهم وإسباغ عليهم صفة العلم وما فوق العلم من الكرامة بل وأن منهم من هو شيخه الجن والإنس والملائكة كما ذكر ذلك صالح الحامد في تاريخ حضرموت الجزء الأول (ص 200).
فالكتب جل الكتب التي كتبها القوم هي كتب مناقب مزعومة ومن أبرزها:
1 - البرقه المشيقة.
2 - غرر البهاء الضوي.
3 - الجوهر الشفاف.
4 - المشرع الروي.
5 - العقد النبوي.
وهناك العشرات من هذه الكتب سنقف على ما في هذه الكتب من مخاطر على العقيدة السليمة بل وحتى على الأخلاق ولنبدأ من البرقة لكوننا بدأنا بالعلم والثقافة لنرى ثقافة القوم جاء في البرقة في (ص 105) في ترجمة الفقيه يقول السكران: (كان له حضرات محضورة ومشاهد مشهورة ومجالس مشهودة يحضرها الملائكة والأنبياء ورجال الغيب والخضر والأولياء والصالحون الأحياء بأجسامهم والأموات بأرواحهم .... !!!!) والنص هذا نفسه موجود في غرر البهاء الضوي (ص 153) وكذا في المشرع الجزء (2/ 10) ويقول بعضهم كما في الغرر (ص 152) http://www.dd-sunnah.net/forum/images/smilies/frown.gif ما نفضل على الفقيه محمد بن علي من الأولياء أحداً إلا أن يكون من الصحابة)، وهم بهذا يناقضون أنفسهم بل يفضلونه حتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإليكم النص من الجوهر الجزء 1/ 79 مخطوط قال: (كتب شيخ شيوخنا الشيخ محمد بن علي باعلوي إلى الشيخ سعد الدين الظفاري الشحري (يتحداه) لما أنكر عليه بعض الألفاظ التي تصدر منه فقال: (إنه عرج بي إلى سدرة المنتهى سبع مرات في ليلة واحدة وفي رواية سبعاً وعشرون مرةً وفي رواية سبعين مرة)!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/319)
علماً بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يعرج إلى السماء إلا مرة واحدة أرأيتم ثقافة القوم وفي (ص 95) من الجوهر: (عن الشيخ فضل بن عبد الله بافضل إنه كان يقول دابة الفقيه المقدم محمد بن علي تعرف طرق السماء كما تعرف طرق الأرض) ولا أريد أن أعلق على هذا الكلام غير أنني أحيلكم على الخبير بالقوم ابن عبيد الله قال كما في ديوانه المطبوع (ص 258): (وقد اتفق لي في شرخ الشباب أن أفضت في درسي كجاري عادتي في النعي على الخرافيين وتفنيد مزاعمهم وأنكرت قول بعضهم إن أتان الفقيه المقدم قدس سره كانت تعرج إلى السماء وتأتي بخبرها طرفي النهار مع أن البراق لا يقدر على ذلك فلو أنها حضرت ليلة المعراج لأغنت عن البراق لأن البراق لم يجاوز إيليا على الأصح) انتهى كلام ابن عبيد الله.
وفي سياق المعراج الصوفي من الحكاية نفسها ورد في الجوهر الشفاف ومثله في الغرر وشرح العينية أن رجلا من أهل السريرات والكرامات يقال له الفضل أتى من دمشق إلى الفقيه المقدم محمد بن علي وقال له ما أتيت إليك إلا لأعلمك أني ما وجدت جاثما على قلبك إلا الشيخ عبد الرحمن المقعد وأنت تحكم له فإنه رجل مكتسب وأنت صاحب نسبة فقال ما هذه النسبة قال سدرة المنتهى.
وقد علق الأستاذ كرامة سليمان في كتابه الفكر والمجتمع ص 234 على أن الانتساب إلى سدرة المنتهى فكرة شيعية، وذكر أن التشيع يستند على فكرة الاصطفاء التي تطرق البعض فيه وادعوا بنسبة الحسن والحسين إلى سدرة المنتهى وذلك لإضفاء خصائص غير بشرية لذرية الحسن والحسين تميزهم عن سائر المسلمين وترفعهم فوق البشر.
وقال بأن دعاة التخريب في العقيدة الإسلامية بآيات قرآنية وأحاديث نبوية فأولوها أو اختلقوا أحاديث بغرض تقديس أهل البيت، وذكر عن صاحب الغرر أن فاطمة نفسها هي خلاصة لعصارة فاكهة شجرة سدرة المنتهى التي قدمها جبريل للرسول عند مرافقته له ليلة الإسراء والمعراج وأوصاه بأن يأكلها هو وزوجته خديجة ويتغشاها فحملت في تلك الليلة بفاطمة التي هي من عصارة فاكهة سدرة المنتهى، قال وتتمادى الأسطورة العلوية وتعزز من النسبة إلى سدرة المنتهى فتروي هذه الحكاية.
وهكذا قذفت لنا هذه الكتب بالبلايا والرزايا التي تخالف الشرع وقد قال ابن عبيد الله في بلابل التغريد ص196 (وههنا مسألة فقد روي عن بعض من نجلهم أنه قال أوتيت علم الخضر أخرق السفينة وأقيم الجدار وأقطع رأس الغلام فقلنا أما السفينة والجدار فنعم إذ لا محظور فيهما ولا افتئات على الشريعة بهما وغاية الثاني بظاهره إحسان في غير محله يدرك بالفراسة أو بالكياسة وأما الأول فقد صرح الفقهاء بمثله وأما قطع رأس الغلام فمن دونه خرط القتاد وشيب الغراب وعود اللبن في الضرع إذ لا يتأتى غير الإلهام وليس بحجة في الشرع).
ولا نحن لا نسلم لابن عبيد الله حتى في الأوليين، والخضر نبي على أصح القولين وقد مات وبهما تنحل عقد الصوفية في اختصاص الأولياء بعلم يخالف الشرع، وأخيرا فتاريخنا الحضرمي مليء بالمفاخر الحضارية المؤكدة فإننا في غير حاجة إلى أن ننسب لأنفسنا من الأوهام الجوفاء والمزاعم الكاذبة ما نحن في غنى عنه وبالله
التوفيق.
كتبه/ عوض سالم حمدين
المصدر: هنا ( http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=99524)(66/320)
طلب ترشيح عنوان بحث قصير ...
ـ[عبدالله البدري]ــــــــ[24 - 10 - 10, 06:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أخواني في منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة .. أرجو مساعدتي في ترشيح عدة عناوين لبحوث
قصيرة أعملها حتى أفهم عقيدة أهل السنّة والجماعة بشكل طيب .. بحيث تكون هذه البحوث
تعرفني بشكل أعمق على عقيدة أهل السنة والجماعة، خاصة في الأبواب المهمة لأني أحس أن
الموضوع إذا كتبت فيه أفهمه بشكل أدق ...
ويا ليت أن لا يكتفي اي مشارك بعنوان واحد ..
دمتم سالمين ......
ـ[أبو عزام بن يوسف]ــــــــ[24 - 10 - 10, 11:27 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل: قد يكون التلخيص أنفع لك
فلخص شرحا من شروح الأصول الثلاثة كشرح الشيخ ابن عثيمين أو غيرها من الشروح الموثوقة
ولخص شرحا من شروح كشف الشبهات كشرح الشيخ ابن عثيمين أو الفوزان ونحوهما
و لخص شرحا من شروح كتاب التوحيد كفتح المجيد أو تيسير العزيز الحميد أو غيرهما وهي كثيرة جدا يصعب حصرها
وكذا شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي إن فرغت مما سبق
وكذا لخص أحد شروح العقيدة الواسطية كشرح الشيخ العثيمين
والمقصود عليك بالتلخيص لكتب العقيدة فهو أخصر للوقت وأسلم من الخطأ والله أعلم
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[25 - 10 - 10, 12:06 م]ـ
فكرة طيبة جزاك الله خير ....
وسأعمل بها بتلخيص أكثر من شرح ومن ثم جمعها، لكل كتاب من الكتب المذكورة ..
هل من مزيد ... !!
مع تحيات أخوك عبدالله البدري .. استعملت معرف الأخ وليد ... والله شاهد على ما أقول .. حتى لا يتهم الأخ وليد!!!(66/321)
الأسئلة الجلية في تقريب الدمُرية
ـ[أبو نواف السلفي]ــــــــ[24 - 10 - 10, 10:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد من الله علينا بفضله وكرمه من تلخيص كتاب تقريب التدمُرية للشيخ ابن عثيمين _ رحمه الله _
و هو من تلخيص شيخي الدكتور / عبدالله الصالحي _ غفر الله له ولوالديه _
وهو عبارة عن سؤال وجواب أخذناه من الشيخ وهو يشرح لنا العقيدة التدمُرية في معهد للقرآن و لقد كتبه شيخي بإسم ((الأسئلة الجلية في تقريب التدمُرية))
و هو من كتابتي و لعل يوجد هنالك أخطاء إملائيه فالمعذرة من ذلك ...
ملاحظة:
الشيخ إطلع على بعض هذه الأسئلة وعدلها وهو التلخيص لكن بعضها لم يطلع عليها إلا سريعاً.
فأرجوا من وجد خلل فيه أو تقصير فاليخبرني به .....
http://www.ooo11.com/vb/attachment.php?attachmentid=6&d=1280739077 (http://www.ooo11.com/vb/attachment.php?attachmentid=6&d=1280739077)
ـ[أبو نواف السلفي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 02:30 م]ـ
للرفع
ـ[أبو عبد المحسن المدني]ــــــــ[09 - 11 - 10, 07:29 ص]ـ
شكر الله سعي أخينا الفاضل أبو نواف على ما قدم وأسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في موازين حسناته وحبذا لو كان هذا الصنيع مع الحموية أيضا
ـ[محمد أبو عائشة]ــــــــ[09 - 11 - 10, 07:53 ص]ـ
بارك الله فيكم،
ـ[أبو نواف السلفي]ــــــــ[22 - 11 - 10, 04:59 م]ـ
شكراً لكما(66/322)
إنصاف شيخ الإسلام ابن تيمية للإمام الأشعري وللأشاعرة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - 10 - 10, 12:58 ص]ـ
إنصاف شيخ الإسلام ابن تيمية للإمام الأشعري وللأشاعرة
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
العدل والإنصاف منهج أهل السنة والجماعة في الحكم على الموافق و المخالف كما قال الحافظ الإمام وكيع بن الجراح: أهل العلم يكتبون مالهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلا مالهم.
ومن أئمة أهل السنة والجماعة الذي جمع بين العلم والعدل الإنصاف – والله حسيبه – شيخ الإسلام ابن تيمية العالم الرباني الذي جمع بين العلم والعمل؛ فعندما يقرأ المسلم الكلمات التي سطرها في التعامل مع المخالف والخصم والتي فيها العدل والإنصاف والرحمة ليعجب من هذا الإنصاف والرحمة والعدل مع شدة ما لاقى من أذية وحرب وهجوم؛ فعندما تقارن بين كلامه كلامهم تجد البون الشاسع والتفاوت الكبير؛ وقد قرر رحمه الله في ذلك منهج أهل السنة والجماعة بقوله:" ومع هذا فأهل السنة يستعملون معهم العدل والإنصاف, ولا يظلمونهم؛ فإن الظلم حرام مطلقا كما تقدم بل أهل السنة لكل طائفة من هؤلاء خير من بعضهم لبعض! بل هم للرافضة خير وأعدل من بعض الرافضة لبعض , وهذا مما يعترفون هم به ويقولون أنتم تنصفوننا ما لا ينصف بعضنا بعضا , .. ولا ريب أن المسلم العالم العادل أعدل عليهم وعلى بعضهم من بعض , والخوارج تكفر أهل الجماعة وكذلك أكثر المعتزلة يكفرون من خالفهم , وكذلك أكثر الرافضة ومن لم يكفر فسق , وكذلك أكثر أهل الأهواء يبتدعون رأيا ويكفرون من خالفهم فيه. وأهل السنة يتبعون الحق من ربهم الذي جاء به الرسول , ولا يكفرون من خالفهم فيه؛ بل هم أعلم بالحق وأرحم بالخلق كما وصف الله به المسلمين بقوله: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} آل عمران. قال أبو هريرة: كنتم خير الناس للناس. وأهل السنة نقاوة المسلمين فهم خير الناس للناس.
منهاج السنة (5|103)
وهذا الكلام ليس قولا بلا عمل بل هو قول يصدقه العمل والتطبيق؛ وهذا ما شهد له به القريب والبعيد الموافق والمخالف.
قال الذهبي: رأيت للأشعري كلمة أعجبتني وهي ثابتة رواها البيهقي، سمعت أبا حازم العبدوي، سمعت زاهر بن أحمد السرخسي يقول: لما قرب حضور أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد، دعاني فأتيته، فقال: أشهد على أني لا أكفر أحدا من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات.
قلت – أي الذهبي -: وبنحو هذا أدين، وكذا كان شيخنا ابن تيمية في أواخر أيامه يقول: أنا لا أكفر [أحدا] من الأمة، ويقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن "؛ فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم.
سير أعلام النبلاء (15|88)
قال ابن عبد الهادي: وسمعت الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله يذكر أن السلطان لما جلسا بالشباك أخرج من جيبه فتاوى لبعض الحاضرين في قتله واستفتاه في قتل بعضهم. قال: ففهمت مقصوده وأن عنده حنقا شديدا عليهم لما خلعوه وبايعوا الملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير.
فشرعت في مدحهم والثناء عليهم وشكرهم , وأن هؤلاء لو ذهبوا لم تجد مثلهم في دولتك؛ أما أنا فهم في حل من حقي ومن جهتي وسكنت ما عنده عليهم. قال: فكان القاضي زيد الدين ابن مخلوف قاضي المالكية يقول بعد ذلك: ما رأينا أتقى من ابن تيمية لم نبق ممكنا في السعي فيه ولما قدر علينا عفا عنا.!
العقود الدرية (298 - 299)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: هذا وأنا في سعة صدر لمن يخالفني؛ فإنه وإن تعدى حدود الله في بتكفير أو تفسيق أو افتراء أو عصبية جاهلية؛ فأنا لا أتعدى حدود الله فيه بل أضبط ما أقوله وأفعله وأزنه بميزان العدل وأجعله مؤتما بالكتاب الذي أنزله الله وجعله هدى للناس حاكما فيما اختلفوا فيه قال الله تعالى: {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه} وقال تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} الآية , وقال تعالى: {لقد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/323)
أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط} وذلك أنك ما جزيت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه.
مجموع الفتاوى (3|246)
ولذلك أحببت أن أنقل كلام هذا الحبر في الإمام الأشعري والأشاعرة ليقف عليه الموافق فيقتدي به , وليعرف المخالف فضل هذا الإمام , وليقف على عدله وإنصافه وليقارن ذلك بما يتفوه به بعض المعاصرين من سب وشتم وقدح في هذا الإمام الذي نشهد الله على محبته؛ وقد أشرت في ذلك إلى ثلاثة مباحث " ثناء شيخ الإسلام على الإمام الأشعري " , و" ثناء شيخ الإسلام على الأشاعرة "
و" بيان غلط من غلط على الإمام الأشعري وأخطأ ".
والله سبحانه نسأله التوفيق والسداد.
ثناء شيخ الإسلام على الإمام الأشعري
أ- ثناؤه عليه ودفاعه عنه
قال رحمه الله: وليس المقصود هنا إطلاق مدح شخص أو طائفة ولا إطلاق ذم ذلك؛فإن الصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة أنه قد يجتمع في الشخص الواحد والطائفة الواحدة ما يحمد به من الحسنات وما يذم به من السيئات وما لا يحمد به ولا يذم من المباحث والعفو عنه من الخطأ والنسيان بحيث يستحق الثواب على حسناته ويستحق العقاب على سيئاته بحيث لا يكون محمودا ولا مذموما على المباحات والمعفوات وهذا مذهب أهل السنة في فساق أهل القبلة ونحوهم
وإنما يخالف هذا الوعيدية من الخوارج والمعتزلة ونحوهم الذين يقولون من استحق المدح لم يستحق الثواب حتى يقولون: إن من دخل النار لا يخرج منها بل يخلد فيها وينكرون شفاعة محمد صلى الله عليه و سلم في أهل الكبائر قبل الدخول وبعده وينكرون خروج أحد من النار , وقد تواترت السنن عن النبي صلى الله عليه و سلم بخروج من يخرج من النار حتى يقول الله: [أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان] وبشافعة النبي صلى الله عليه و سلم لأهل الكبائر من أمته , ولهذا يكثر في الأمة من أئمة الأمراء وغيرهم من يجتمع فيه الأمران؛ فبعض الناس يقتصر على ذكر محاسنه ومدحه غلوا وهوى , وبعضهم يقتصر على ذكر مساويه غلوا وهوى , ودين الله بين بين الغالي فيه والجافي عنه وخيار الأمور أوسطها , ولا ريب أن للأشعري في الرد على أهل البدع كلاما حسنا هو من الكلام المقبول الذي يحمد قائله إذا أخلص فيه النية, وله أيضا كلام خالف به بعض السنة هو من الكلام المردود الذي يذم به قائله إذا أصر عليه بعد قيام الحجة , وإن كان الكلام الحسن لم يخلص فيه النية والكلام السيء كان صاحبه مجتهدا مخطئا مفتورا له خطأه لم يكن في واحد منهما مدح ولا ذم بل يحمد نفس الكلام المقبول الموافق للسنة ويذم الكلام المخالف للسنة , وإنما المقصود أن الأئمة المرجوع إليهم في الدين مخالفون للأشعري في مسألة الكلام وإن كانوا مع ذلك معظمين له في أمور أخرى وناهين عن لعنه وتكفيره ومادحين له بماله من المحاسن.
الفتاوى الكبرى (6|696)
وقال رحمه الله: وأنا قد أحضرت ما يبين اتفاق المذاهب فيما ذكرته وأحضرت كتاب تبيين كذب المفترى فيما ينسب إلى الشيخ أبى الحسن الأشعرى رحمه الله تأليف الحافظ أبى القاسم أبن عساكر رحمه الله
وقلت: لم يصنف في أخبار الأشعرى المحمودة كتاب مثل هذا وقد ذكر فيه لفظه الذي ذكره في كتابه الإبانة.
مجموع الفتاوى (3|182)
ب- ثناؤه عليه في بيان فضائح المعتزلة والرد عليهم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهذا مما مدح به الأشعري؛ فإنه بين من فضائح المعتزلة وتناقض أقوالهم , وفسادها ما لم يبينه غيره؛ لأنه كان منهم وكان قد درس الكلام على أبي على الجبائي أربعين سنة , وكان ذكيا ثم إنه رجع عنهم , وصنف في الرد عليهم ونصر في الصفات طريقة ابن كلاب؛ لأنها أقرب إلى الحق والسنة من قولهم ,ولم يعرف غيرها؛ فإنه لم يكن خبيرا بالسنة والحديث وأقوال الصحابة والتابعين وغيرهم وتفسير السلف للقرآن والعلم بالسنة المحضة إنما يستفاد من هذا , ولهذا يذكر في المقالات مقالة المعتزلة مفصلة يذكر قول كل واحد منهم , وما بينهم من النزاع في الدق والجل كما يحكى ابن أبي زيد مقالات أصحاب مالك وكما يحكي أبو الحسن القدوري اختلاف أصحاب أبي حنيفة ويذكر أيضا مقالات الخوارج والروافض لكن نقله لها من كتب أرباب المقالات لا عن مباشرة.
منهاج السنة (5|192)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/324)
وقال رحمه الله: وإن كنتم قد رددتم على المعتزلة حتى قيل: إن الأشعري حجرهم في قمع السمسمة؛ فهذا أيضا صحيح بما أبداه من تناقض أصولهم؛ فإنه كان خبيرا بمذاهبهم إذ كان من تلامذة أبي علي الجبائي وقرأ عليه أصول المعتزلة أربعين سنة ثم لما انتقل إلى طريقة أبي محمد عبد الله بن مسعود بن كلاب ,وهي أقرب إلى السنة من طريقة المعتزلة؛ فإنه يثبت الصفات والعلو ومباينة الله للمخلوقات ويجعل العلو يثبت بالعقل؛فكان الأشعري لخبرته بأصول المعتزلة أظهر من تناقضها وفسادها ما قمع به المعتزلة وبما أظهره من تناقض المعتزلة والرافضة والفلاسفة ونحوهم صار له من الحرمة والقدر ما صار له؛ فإن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما.
الفتاوى الكبرى (6|629)
وقال رحمه الله:: لا ريب أن قول ابن كلاب والأشعري ونحوهما من المثبتة للصفات ليس هو قول الجهمية، بل ولا المعتزلة، بل هؤلاء لهم مصنفات في الرد على الجهمية والمعتزلة وبيان تضليل من نفاها، بل هم تارة يكفرون الجهمية والمعتزلة، وتارة يضللونهم.
مجموع الفتاوى (12|202)
ج- ثناؤه عليه في الرد على الفلاسفة والباطنية غيرهم
قال رحمه الله: وقد بالغ في ذلك طوائف منهم القاضي أبو بكر بن العربي في العواصم والقواصم , وأصل ذلك تقريرهم أن الله خالق كل شيء ولا خالق غيره وهذا مذهب سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة , وهو أحسن ما امتاز به الأشعري عن طوائف المتكلمين , وبالغ في ذلك حتى جعل أخص أوصاف الرب القدرة على الاختراع , وزعم أن هذا معنى الإلهية , وفي الأصل رد على القدرية القائلين بأن الله تعالى لم يخلق أفعال الحيوان وعلى الفلاسفة وأتباعهم من أهل النجوم والطبع القائلين بفاعل غير الله ... .
بغية المرتاد (261|262)
د- ثناؤه عليه في سعة اطلاعه وعلمه
وقال رحمه الله: مع أنه من أعرف المتكلمين المصنفين في الاختلاف بذلك , وهو أعرف به من جميع أصحابه من القاضي أبي بكر وابن فورك وأبي إسحاق وهؤلاء أعلم به من أبي المعالي وذويه ومن الشهرستاني , ولهذا كان ما يذكره الشهرستاني من مذهب أهل السنة والحديث ناقصا عما يذكره الأشعري؛ فإن الأشعري أعلم من هؤلاء كلهم بذلك نقلا وتوجيها.
منهاج السنة (5|195)
وقال رحمه الله: الجواب أن يقال ما ينقله الشهرستاني وأمثاله من المصنفين في الممل والنحل عامته مما ينقله بعضهم عن بعض , وكثير من ذلك لم يحرر فيه أقوال المنقول عنهم , ولم يذكر الإسناد في عامة ما ينقله بل هو ينقل من كتب من صنف المقالات قبله مثل أبي عيسى الوراق , وهو من المصنفين للرافضة المتهمين في كثر مما ينقلونه ,ومثل أبي يحيى وغيرهما من الشيعة, وينقل أيضا من كتب بعض الزيدية والمعتزلة الطاعنين في كثير من الصحابة , ولهذا تجد نقل الأشعري أصح من نقل هؤلاء لأنه أعلم بالمقالات وأشد احترازا من كذب الكذابين فيها.
منهاج السنة (6|191)
هـ - ثناؤه عليه في إثباته للصفات الخبرية
وقال رحمه الله: ثم المثبتون للصفات؛ منهم من يثبت الصفات المعلومة بالسمع كما يثبت الصفات المعلومة بالعقل , وهذا قول أهل السنة الخاصة أهل الحديث ومن وافقهم ,وهو قول أئمة الفقهاء وقول أئمة الكلام من أهل الإثبات كأبي محمد بن كلاب وأبي العباس القلانسي وأبي الحسن الأشعري وأبي عبدالله بن مجاهد وأبي الحسن الطبري والقاضي أبي بكر بن الباقلاني ,ولم يختلف في ذلك قول الأشعري وقدماء أئمة أصحابه؛ لكن المتأخرون من أتباعه كأبي المعالي وغيره لا يثبتون إلا الصفات العقلية , وأما الخبرية؛ فمنهم من ينفيها , ومنهم من يتوقف فيها كالرازي والآمدي وغيرهما , ونفاة الصفات الخبرية منهم من يتأول نصوصها ومنهم من يفوض معناها إلى الله , وأما من أثبتها كالأشعري وأئمة أصحابه فهؤلاء يقولون تأويلها بما يقتضى نفيها تأويل باطل؛ فلا يكتفون بالتفويض بل يبطلون تأويلات النفاة , وقد ذكر الأشعري ذلك في عامة كتبه كالموجز والمقالات الكبير والمقالات الصغير والإبانة وغير ذلك , ولم يختلف في ذلك كلامه لكن طائفة ممن توافقه وممن تخالفه يحكون له قولا آخر أو تقول أظهر غير ما أبطن وكتبه تدل على بطلان هذين الظنين.
منهاج السنة (2|133)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/325)
وقال رحمه الله: وأما الأشعري فالمشهور عنه أن كليهما صفة خبرية وهو قول كثير من أتباع الأئمة الأربعة , وهو أول قولى القاضي أبي يعلى , وقول التميميين وغيرهم من أصحابه وكثير من متأخري أصحاب الأشعري أنكروا أن يكون الله فوق العرش أو في السماء , وهؤلاء الذين ينفون الصفات الخبرية كأبي المعالي وأتباعه؛ فإن الأشعري وأئمة أصحابه يثبتون الصفات الخبرية وهؤلاء ينفونها؛ فنفوا هذه الصفة لأنها على قول الأشعري من الصفات الخبرية.
منهاج السنة (2|191)
وقال رحمه الله: فيقال لا ريب أن قول ابن كلاب والأشعرى ونحوهما من المثبتة للصفات ليس هو قول الجهمية بل ولا المعتزلة بل هؤلاء لهم مصنفات في الرد على الجهمية والمعتزلة, وبيان تضليل من نفاها؛ بل هم تارة يكفرون الجهمية والمعتزلة وتارة يضللونهم لا سيما والجهم هو أعظم الناس نفيا للصفات بل وللأسماء الحسنى وقوله من جنس قول الباطنية القرامطة حتى ذكروا عنه أنه لا يسمى الله شيئا ولا غير ذلك من الأسماء التى يسمى بها المخلوق لأن ذلك بزعمه من التشبيه الممتنع ,وهذا قول القرامطة الباطنية وحكى عنه أنه لا يسميه إلا قادرا فاعلا لأن العبد عنده ليس بقادر ولا فاعل إذ كان هو رأس المجبرة وقوله فى الإيمان شر من قول المرجئة؛ فإنه لا يجعل الإيمان إلا مجرد تصديق القلب و ابن كلاب إمام الأشعرية أكثر مخالفة لجهم , وأقرب إلى السلف من الأشعرى نفسه والأشعرى أقرب إلى السلف من القاضى أبي بكر الباقلاني والقاضي أبو بكر وأمثاله أقرب إلى السلف من أبى المعالى وأتباعه؛ فإن هؤلاء نفوا الصفات كالاستواء والوجه واليدين ثم اختلفوا هل تتأول أو تفوض على قولين أو طريقين فأول قولي أبى المعالي هو تأويلها كما ذكر ذلك فى الإرشاد وآخر قوليه تحريم التأويل ذكر ذلك في الرسالة النظامية واستدل بإجماع السلف على أن التأويل ليس بسائغ ولا واجب.
وأما الأشعرى نفسه وأئمة أصحابه؛ فلم يختلف قولهم في إثبات الصفات الخبرية وفى الرد على من يتأولها كمن يقول استوى بمعنى استولى , وهذا مذكور فى كتبه كلها كالموجز الكبير و المقالات الصغيرة والكبيرة و الإبانة وغير ذلك وهكذا نقل سائر الناس عنه حتى المتأخرون كالرازى والآمدي ينقلون عنه إثبات الصفات الخبرية ولا يحكون عنه فى ذلك قولين.
فمن قال أن الأشعري كان ينفيها وأن له فى تأويلها قولين فقد افترى عليه , ولكن هذا فعل طائفة من متأخري أصحابه كأبى المعالى ونحوه؛ فإن هؤلاء ادخلوا فى مذهبه أشياء من أصول المعتزلة و الأشعري ابتلى بطائفتين طائفة تبغضه وطائفة تحبه كل منهما يكذب عليه , ويقول إنما صنف هذه الكتب تقية وإظهارا لموافقة أهل الحديث والسنة من الحنبلية وغيرهم , وهذا كذب على الرجل؛ فإنه لم يوجد له قول باطن يخالف الأقوال التى أظهرها ولا نقل أحد من خواص أصحابه ولا غيرهم عنه ما يناقض هذه الأقوال الموجودة فى مصنفاته فدعوى المدعي أنه كان يبطن خلاف ما يظهر دعوى مردودة شرعا وعقلا بل من تدبر كلامه فى هذا الباب فى مواضع تبين له قطعا أنه كان ينصر ما أظهره ولكن الذين يحبونه ويخالفونه فى إثبات الصفات الخبرية يقصدون نفى ذلك عنه لئلا يقال إنهم خالفوه مع كون ما ذهبوا إليه من السنة قد اقتدوا فيه بحجته التى على ذكرها يعولون وعليها يعتمدون.
و الفريق الآخر دفعوا عنه لكونهم رأوا المنتسبين إليه لا يظهرون إلا خلاف هذا القول, ولكونهم اتهموه بالتقية وليس كذلك بل هو انتصر للمسائل المشهورة عند أهل السنة التى خالفهم فيها المعتزلة كمسألة الرؤية و الكلام واثبات الصفات ونحو ذلك لكن كانت خبرته بالكلام خبرة مفصلة وخبرته بالسنة خبرة مجملة؛ فلذلك وافق المعتزلة فى بعض أصولهم التى التزموا لأجلها خلاف السنة واعتقد أنه يمكنه الجمع بين تلك الأصول وبين الانتصار للسنة كما فعل فى مسألة الرؤية والكلام والصفات الخبرية وغير ذلك, والمخالفون له من أهل السنة والحديث ومن المعتزلة والفلاسفة يقولون إنه متناقض وإن ما وافق فيه المعتزلة يناقض ما وافق فيه أهل السنة كما أن المعتزلة يتناقضون فيما نصروا فيه دين الإسلام؛ فإنهم بنوا كثيرا من الحجج على أصول تناقض كثيرا من دين الإسلام بل جمهور المخالفين للأشعرى من المثبتة والنفاة يقولون إنما قاله فى مسألة الرؤية والكلام معلوم الفساد بضرورة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/326)
العقل.
ولهذا يقول أتباعه إنه لم يوافقنا أحد من الطوائف على قولنا فى مسألة الرؤية والكلام فلما كان فى كلامه شوب من هذا وشوب من هذا صار يقول من يقول إن فيه نوعا من التجهم وأما من قال إن قوله قول جهم فقد قال الباطل , ومن قال إنه ليس فيه شىء من قول جهم فقد قال الباطل , والله يحب الكلام بعلم وعدل واعطاء كل ذي حق حقه وتنزيل الناس منازلهم. مجموع الفتاوى (12|202 - 205)
وقال رحمه الله: ثم قال: ذكر مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث وجملة قولهم: الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله وبما جاء من عند الله، وبما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يردون من ذلك شيئاً - إلى أن قال - وأن الله على عرشه كما قال: {الرحمن على العرش استوى} وأن له يدين بلا كيف كما قال تعالى: {لما خلقت بيدي} وأقروا أن لله علماً كما قال: {أنزله بعلمه} {وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه} وأثبتوا السمع والبصر؛ ولم ينفوا ذلك عن الله كما نفته المعتزلة، وقالوا: إنه لا يكون في الأرض خير ولا شر إلا ما شاء الله، وأن الأشياء تكون بمشيئة الله، كما قال: {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله} إلى أن قال: ويقولون إن القرآن كلام الله غير مخلوق، ويصدقون بالأحاديث التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل: " إن الله ينزل إلى سماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر فأغفر له " كما جاء في الحديث. ويقرون أن الله يجيء يوم القيامة كما قال: {وجاء ربك والملك صفاً صفا} وأن الله يقرب من خلقه كيف شاء كما قال: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} وذكر أشياء كثيرة، إلى أن قال: فهذه جملة ما يأمرون به ويستعملونه ويرونه، وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب. قال الأشعري أيضاً في مسألة الاستواء: قال أهل السنة وأصحاب الحديث ليس بجسم، ولا يشبه الأشياء، وأنه على عرشه كما قال {الرحمن على العرش استوى} ولا نتقدم بين يدي الله في القول، بل نقول استوى بلا كيف، وأنه له يدين بلا كيف كما قال تعالى {لما خلقت بيدي} وأن الله ينزل إلى سماء الدنيا كما جاء في الحديث. قال: وقالت المعتزلة استوى على عرشه بمعنى استولى. وقال الأشعري أيضاً في كتاب الإبانة في أصول الديانة في باب الاستواء إن قال قائل: ما تقولون في الاستواء؟ قيل: نقول له إن الله مستوٍ على عرشه كما قال {الرحمن على العرش استوى} وقال: {إليه يصعد الكلم الطيب}، وقال {بل رفعه الله إليه}، وقال حكاية عن فرعون {يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً} كذب فرعون موسى في قوله إن الله فوق السموات، وقال الله تعالى: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور} فالسموات فوقها العرش، وكل ما علا فهو سماء وليس إذا قال {أأمنتم من في السماء} يعني جميع السموات وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات ألا ترى أنه ذكر السموات فقال {وجعل القمر فيهن نوراً} ولم يردانه يملأ السموات جميعاً ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله مستوٍ على العرش الذي هو فوق السموات؛ فلولا أن الله على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش , وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية أن معنى استوى استولى وملك وقهر وأن الله في كل مكان وجحدوا أن يكون الله على عرشه كما قال أهل الحق , وذهبوا في الاستواء إلى القدرة؛فلو كان كما قالوا كان لا فرق بين العرش والأرض السابعة؛ لأن الله قادر على كل شيء والأرض فالله قادر عليها وعلى الحشوش والأخلية؛ فلو كان مستوياً على العرش بمعنى الاستيلاء لجاز أن يقال هو مستوٍ على الأشياء كلها وعلى الحشوش والأخلية فبطل أن يكون معنى الاستواء على العرش الاستيلاء الذي هو عام في الأشياء كلها، وقد نقل هذا عن الأشعري غير واحد من أئمة أصحابه كابن فورك والحافظ ابن عساكر في كتابه الذي جمعه في تبيين كذب المفتري فيما ينسب إلى الشيخ أبي الحسن الأشعري، وذكر اعتقاده الذي ذكره في الإبانة وقوله فيه: فإن قال قائل قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحلولية والرافضة والمرجئة فعرفونا قولكم الذي به تقولون، وديانتكم التي بها تدينون قيل له: قولنا الذي به نقول، وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/327)
صلى الله عليه وسلم، وما روي عن الصحابة والتابعين، وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون، وبما كان عليه أحمد بن حنبل نضر الله وجهه قائلون، ولما خالف فيه مجانبون لأنه الإمام الفاضل، والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق عند ظهور الضلال وأوضح المنهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك الشاكين ورحمة الله عليه من إمام مقدم وكبير مفهم على جميع أئمة المسلمين.
جامع الرسائل (1|97 - 98)
و- ثناؤه عليه في إتباعه مذهب الإمام أحمد وأخذه عن الحنابلة
قال رحمه الله: فإن الأشعري أخذ السنة بالبصرة عن زكريا بن يحيى الساجي ,وهو من علماء أهل الحديث المتبعين لأحمد ونحوه ثم لما قدم بغداد أخذ ممن كان بها ,ولهذا يوجد أكثر ألفاظه التي يذكرها عن أهل السنة والحديث؛إما ألفاظ زكريا عن أحمد في رسائله الجامعة في السنة ,وإلا فالأشعري لم يكن له خبرة بمذهب أهل السنة وأصحاب الحديث ,وإنما يعري أقوالهم من حيث الجملة لا يعرف تفاصيل أقوالهم وأقوال أئمتهم, وقد تصرف فيما نقله عنهم باجتهاده في مواضع يعرفها البصير.
الفتاوى الكبرى (6|696)
وقال رحمه الله: لكن الأشعري ونحوه أعظم موافقة للإمام أحمد بن حنبل ومن قبله من الأئمة في القرآن والصفات , وإن كان أبو محمد بن حزم في مسائل الإيمان والقدر أقوم من غيره وأعلم بالحديث وأكثر تعظيما له ولأهله من غيره؛ لكن قد خالط من أقوال الفلاسفة والمعتزلة في مسائل الصفات ما صرفه عن موافقة أهل الحديث في معاني مذهبهم في ذلك فوافق هؤلاء في اللفظ وهؤلاء في المعنى.
مجموع الفتاوى (4|19)
وقال رحمه الله: وكذلك أبو محمد بن حزم مع معرفته بالحديث وانتصاره لطريقة داود وأمثاله من نفاة القياس أصحاب الظاهر؛ قد بالغ في نفي الصفات وردها إلى العلم مع أنه لا يثبت علما هو صفة , ويزعم أن أسماء الله كالعليم والقدير ونحوهما لا تدل على العلم والقدرة , وينتسب إلى الأمام أحمد وأمثاله من أئمة السنة , ويدعي أن قوله هو قول أهل السنة والحديث , ويذم الأشعري وأصحابه ذما عظيما, ويدعي أنهم خرجوا عن مذهب السنة والحديث في الصفات.
ومن المعلوم الذي لا يمكن مدافعته أن مذهب الأشعري وأصحابه في مسائل الصفات أقرب إلى مذهب أهل السنة والحديث من مذهب ابن حزم وأمثاله في ذلك.
درء التعارض (3|28)
وقال رحمه الله: ولهذا كان القاضي أبو بكر بن الطيب يكتب في أجوبته أحياناً محمد بن الطيب الحنبلي كما كان يقول الأشعري إذ كان الأشعري وأصحابه منتسبين إلى أحمد بن حنبل وأمثاله من أئمة السنة، وكان الأشعري أقرب إلى مذهب أحمد بن حنبل وأهل السنة من كثير من المتأخرين المنتسبين إلى أحمد الذين مالوا إلى بعض كلام المعتزلة كابن عقيل وصدقة بن الحسين وابن الجوزي وأمثالهم.
جامع المسائل (1|216)
ز- ثناؤه عليه أنه أقرب إلى السلف وأهل الحديث من غيره.
قال رحمه الله: وهو دائماً ينصر في المسائل التي فيها النزاع بين أهل الحديث وغيرهم قول أهل الحديث، لكنه لم يكن خبيراً بمأخذهم، فينصره على ما يراه من الأصول التي تلقاها عن غيرها، فيقع في ذلك من التناقض ما ينكره هؤلاء هؤلاء، كما فعل في مسألة الإيمان.
مجموع الفتاوى (7|120)
ثناء شيخ الإسلام على الأشاعرة
أ- حرصه على تأليف القلوب بين الحنابلة والأشاعرة
قال رحمه الله: والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة, وأنا كنت من أعظم الناس تأليفا لقلوب المسلمين , وطلبا لاتفاق كلمتهم ,وإتباعا لما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله , وأزلت عامة ما كان في النفوس من الوحشة , وبينت لهم أن الأشعرى كان من أجل المتكلمين المنتسبين إلى الإمام أحمد رحمه الله ونحوه المنتصرين لطريقه كما يذكر الأشعرى ذلك فى كتبه.
وكما قال أبو إسحاق الشيرازى: إنما نفقت الأشعرية عند الناس بانتسابهم إلى الحنابلة , وكان أئمة الحنابلة المتقدمين كأبي بكر عبد العزيز وأبى الحسن التميمى ونحوهما يذكرون كلامه فى كتبهم بل كان عند متقدميهم كابن عقيل عند المتأخرين, لكن ابن عقيل له اختصاص بمعرفة الفقه وأصوله , وأما الأشعرى فهو أقرب إلى أصول أحمد من ابن عقيل واتبع لها؛ فإنه كلما كان عهد الإنسان بالسلف أقرب كان أعلم بالمعقول والمنقول.
مجموع الفتاوى (3|228)
ب- ثناؤه عليهم في الجملة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/328)
وقال رحمه الله: ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة وحسنات مبرورة , وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم , وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف لكن لما التبس عليهم هذا لأصل المأخوذ ابتداء عن المعتزلة وهم فضلاء عقلاء احتاجوا إلى طرده والتزام لوازمه؛ فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين وصار الناس بسبب ذلك: منهم من يعظمهم لما لهم من المحاسن والفضائل ومنهم من يذمهم لما وقع في كلامهم من البدع والباطل وخيار الأمور أوساطها.
وهذا لي مخصوصا بهؤلاء بل مثل هذا وقع لطوائف من أهل العلم والدين والله تعالى يتقبل من جميع عباده المؤمنين الحسنات ويتجاوز لهم عن السيئات {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم} (الحشر: 10)
ولا ريب أن من اجتهد في طلب الحق والدين من جهة الرسول صلى الله عليه و سلم وأخطأ في بعض ذلك فالله يغفر له خطأه تحقيقا للدعاء الذي استجابه الله لنبيه وللمؤمنين حيث قالوا: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} (البقرة: 286)
درء تعارض (1|283)
ويقول شيخ الإسلام في رده على ابن المطهر الحلي الرافضي، يرد عليه تشنيعه على الأشاعرة، ويعتذر لهم فيقول: إن غالب شناعته على الأشعرية ومن وافقهم، والأشعرية خير من المعتزلة والرافضة عند كل من يدري ما يقول، ويتقي الله فيما يقول .. وإذا قيل: إن في كلامهم وكلام من قد يوافقهم أحياناً من أصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم ما هو ضعيف، فكثير من ذلك الضعيف إنما تلقوه عن المعتزلة فهم أصل الخطأ في هذا الباب، وبعض ذلك أخطأوا فيه لإفراط المعتزلة في الخطأ، فقابلوهم مقابلة انحرفوا فيها، كالجيش الذي يقاتل الكفار فربما حصل منه إفراط وعدوان.
منهاج السنة (1|324) وموقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|255)
ج- ثناؤه عليهم في الرد على أهل البدع من المعتزلة والفلاسفة والملاحدة وغيرهم
وقال رحمه الله: وكذلك متكلمة أهل الإثبات مثل الكلابية والكرامية والأشعرية إنما قبلوا واتبعوا واستحمدوا إلى عموم الأمة بما أثبتوه من أصول الإيمان من إثبات الصانع وصفاته وإثبات النبوة , والرد على الكفار من المشركين وأهل الكتاب وبيان تناقض حججهم, وكذلك استحمدوا بما ردوه على الجهمية والمعتزلة والرافضة والقدرية من أنواع المقالات التي يخالفون فيها أهل السنة والجماعة
فحسناتهم نوعان إما موافقة أهل السنة والحديث, وإما الرد على من خالف السنة والحديث بيان تناقض حججهم , ولم يتبع أحد مذهب الأشعري ونحوه إلا لأحد هذين الوصفين أو كلاهما وكل من أحبه وانتصر له من المسلمين وعلمائهم؛ فإنما يحبه وينتصر له بذلك فالمصنف في مناقبه الدافع للطعن واللعن عنه كالبيهقي والقشيري أبي القاسم وابن عساكر الدمشقي إنما يحتجون لذلك بما يقوله من أقوال أهل السنة والحديث أو بما رده من أقوال مخالفهيم لا يحتجون له عند الأمة وعلمائها وأمرائها إلا بهذين الوصفين ,ولولا أنه كان من أقرب بني جنسه إلى ذلك لألحقوه بطبقته الذين لم يكونوا كذلك كشيخه الأول أبي علي وولده أبي هاشم.
لكن كان له من موافقة مذهب السنة والحديث في الصفات والقدر والإمامة والفضائل والشفاعة والحوض والصراط والميزان وله من الردود على المعتزلة والقدرية والرافضة والجهمية وبيان تناقضهم ما أوجب أن يمتاز بذلك عن أولئك ويعرف له حقه وقدره قد جعل الله لكل شيء قدرا وبما وافق فيه السنة والحديث صار له من القبول والأتباع ما صار لكن الموافقة التي فيها قهر المخالف وإظهار فساد قوله هي من جنس المجاهد المنتصر.
مجموع الفتاوى (4|12 - 13)
وقال رحمه الله: وقد صنف المسلمون في كشف أسرارهم، وهتك أستارهم كتباً كباراً وصغاراً، وجاهدوهم باللسان واليد، إذ كانوا أحق بذلك من اليهود والنصارى، ولو لم يكن إلا كتاب كشف الأسرار وهتك الأستار للقاضي أبي بكر محمد بن الطيب، وكتاب عبد الجبار بن أحمد، وكتاب أبي حامد الغزالي، وكلام أبي إسحاق، وكلام ابن فورك، والقاضي أبي يعلى، وابن عقيل، والشهرستاني، وغير هؤلاء مما يطول وصفه.
مجموع الفتاوى (9|143)
د- بيانه أنهم أقرب الطوائف إلى أهل السنة والحديث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/329)
قال رحمه الله: وأما من أثبت الصفات المعلومات بالعقل والسمع وإنما نازع في قيام الأمور الاختيارية به كابن كلاب ومن اتبعه فهؤلاء ليسوا جهمية بل وافقوا جهما في بعض قوله وإن كانوا خالفوه في بعضه وهؤلاء من أقرب الطوائف إلى السلف وأهل السنة والحديث
النبوات (143)
وقال رحمه الله: وأما ابن عقيل فإذا انحرف وقع فى كلامه مادة قوية معتزلية فى الصفات والقدر وكرامات الأولياء بحيث يكون الأشعرى أحسن قولا منه واقرب إلى السنة. فإن الأشعرى ما كان ينتسب إلا إلى مذهب أهل الحديث وإمامهم عنده أحمد بن حنبل , وقد ذكر أبو بكر عبدالعزيز وغيره فى مناظراته ما يقتضى أنه عنده من متكلمى أهل الحديث لم يجعله مباينا لهم ,وكانوا قديما متقاربين إلا أن فيهم من ينكر عليه ما قد ينكرونه على من خرج منهم إلى شىء من الكلام لما فى ذلك من البدعة مع انه فى أصل مقالته ليس على السنة المحضة بل هو مقصر عنها تقصيرا معروفا.
و الأشعرية فيما يثبتونه من السنة فرع على الحنبلية كما أن متكلمة الحنبلية فيما يحتجون به من القياس العقلى فرع عليهم , وإنما وقعت الفرقة بسبب فتنة القشيرى ولا ريب أن الأشعرية الخراسانيين كانوا قد انحرفوا إلى التعطيل وكثير من الحنبلية زادوا فى الإثبات.
وصنف القاضى أبو يعلى كتابه في إبطال التأويل رد فيه على ابن فورك شيخ القشيرى وكان الخليفة وغيره مائلين إليه فلما صار للقشيرية دولة بسبب السلاجقة جرت تلك الفتنة وأكثر الحق فيها كان مع الفرائية مع نوع من الباطل وكان مع القشيرية فيها نوع من الحق مع كثير من الباطل
مجموع الفتاوى (6|53 - 54)
وقال: وأما الأشعرية فلا يرون السيف موافقة لأهل الحديث وهم فى الجملة اقرب المتكلمين إلى مذهب أهل السنة والحديث.
مجموع الفتاوى (6|55)
وقال رحمه الله: وإن كان في كلامهم من الأدلة الصحيحة وموافقة السنة ما لا يوجد في كلام عامة الطوائف، فإنهم أقرب طوائف أهل الكلام إلى السنة والجماعة والحديث، وهو يعدون من أهل السنة والجماعة عند النظر إلى مثل المعتزلة والرافضة وغيرهم، بل هم أهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها هم المعتزلة والرافضة ونحوهم.
بيان تلبيس الجهمية (2|87)
هـ -ثناؤه على الباقلاني
وقال رحمه الله: وقال القاضى أبو بكر محمد بن الطيب الباقلانى المتكلم وهو أفضل المتكلمين المنتسبين إلى الأشعرى ليس فيهم مثله لا قبله ولا بعده قال فى كتاب الإبانة تصنيفه: فإن قال قائل فما الدليل على أن لله وجها ويدا؟ قيل له: قوله {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} وقوله تعالى: {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} فأثبت لنفسه وجها ويدا؛ فإن قال: فلم أنكرتم أن يكون وجهه ويده جارحة إن كنتم لا تعقلون وجها ويدا إلا جارحة.
قلنا: لا يجب هذا كما لا يجب إذا لم نعقل حيا عالما قادرا إلا جسما أن نقضى نحن وأنتم بذلك على الله سبحانه وتعالى , وكما لا يجب فى كل شيء كان قائما بذاته أن يكون جوهرا لأنا وإياكم لم نجد قائما بنفسه فى شاهدنا إلا كذلك , وكذلك الجواب لهم إن قالوا يجب أن يكون علمه وحياته وكلامه وسمعه وبصره وسائر صفات ذاته عرضا واعتلوا بالوجود.
وقال:فإن قال فهل تقولون أنه فى كل مكان!
قيل له: معاذ الله بل مستو على عرشه كما أخبر فى كتابه فقال {الرحمن على العرش استوى} وقال الله تعالى {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} وقال {أأمنتم من فى السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هى تمور} قال: ولو كان فى كل مكان لكان فى بطن الإنسان وفمه والحشوش والمواضع التى يرغب عن ذكرها ولوجب أن يزيد بزيادة الأمكنة إذا خلق منها ما لم يكن وينقص بنقصانها إذا بطل منها ما كان ولصح أن يرغب إليه إلى نحو الأرض والى خلفنا والى يميننا والى شمالنا وهذا قد أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة قائله
وقال أيضا فى هذا الكتاب: صفات ذاته التى لم يزل ولا يزال موصوفا بها هى الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة والبقاء والوجه والعينان واليدان والغضب والرضا.
وقال فى كتاب التمهيد كلاما أكثر من هذا لكن ليست النسخة حاضرة عندى وكلامه وكلام غيره من المتكلمين فى مثل هذا الباب كثير لمن يطلبه وان كنا مستغنين بالكتاب والسنة وآثار السلف عن كل كلام.
مجموع الفتاوى (5|98 - 99) ودرء التعارض (3|208)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/330)
و- ثناؤه على نظام الملك والجويني وغيرهم من أعيان الأشاعرة
قال رحمه الله: وكانت الرافضة والقرامطة- علماؤها وأمراؤها – قد استظهرت في أوائل الدولة السلجوقية، حتى غلبت على الشام والعراق، وأخرجت الخليفة القائم ببغداد إلى تكريت وحبسوه بها في فتنة البساسيري المشهورة، فجاءت بعد ذلك السلجوقية حتى هزموهم وفتحوا الشام والعراق، وقهروهم بخراسان وحجروهم بمصر، وكان في وقتهم من الوزراء مثل» نظام الملك «، ومن العلماء مثل أبي المعالي الجويني، فصاروا بما يقيمونه من السنة ويردونه من بدعة هؤلاء ونحوهم لهم من المكانة عند الأمة بحسب ذلك، وكذلك المتأخرون من أصحاب مالك الذين وافقهوه كأبي الوليد الباجي، والقاضي أبي بكر بن العربي ونحوهما، لا يعظمون إلا بموافقة السنة والحديث.
مجموع الفتاوي (4/ 18) وموقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|254)
قال الشيخ عبد الرحمن المحمود: والوزير نظام الملك الذي ذكره شيخ الإسلام يعتبر من أبرز من نصر المذهب الأشعري من خلال المدارس النظامية التي أنشأها في أنحاء متفرقة من العراق وخراسان، وهو يذكر فضله فيما قام به من دعم للسلاجقة السنة في مقابل البويهيين الشيعة، ولذلك مدح صلاح الدين الأيوبي – وقد كان يتبنى عقيدة الأشاعرة – فقال عن مصر:» ثم .. فتحها ملوك السنة مثل صلاح الدين، وظهرت فيها كلمة السنة المخالفة للرافضة.
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|254)
ز-ثناؤه على الجويني
قال الشيخ عبد الرحمن المحمود: أما الجويني فيدافع عنه على الرغم من كونه ممن مال إلى المعتزلة أكثر ممن سبقه من الأشاعرة، وبعد أن نقل عنه الأقوال في الكلام ونسبته إلى أهل السنة ما ليس من مذهبهم، رد عليه ابن تيمية وقال:» وأبو المعالي وأمثاله أجل من أن يتعمد الكذب، لكن القول المحكي قد يسمع من قائل لم يضبطه، وقد يكون القائل نفسه لم يحرر قولهم «ويحتج بأقواله ويصححها في معرض ردوده على الجهمية.
درء التعارض (2/ 310) وموقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|265)
ح-ثناؤه على الغزالي
قال الشيخ عبدالرحمن المحمود: بيانه أن الغزالي لا يتعمد الكذب، ولذلك لما نسب إلى الإمام أحمد أنه يقول بالتأويل رد عليه ابن تيمية بأنه:» نقله عن مجهول لا يعرف، وذلك المجهول أرسله إرسالاً عن أحمد، ولا يتنازع من يعرف أحمد وكلامه أن هذا كذب مفترى عليه، ونصوصه المنقولة عنه بنقل الثقات الأثبات، المتواتر عنه برد هذا الهذيان الذي نقله عنه، بل إذا كان أبو حامد ينقل عن رسول الله ? وعن الصحابة والتابعين من الأكاذيب لا يحصيه إلا الله، فكيف ما ينقله عن مثل أحمد «، ثم يعقب شيخ الإسلام مدافعاً عن الغزالي:» ولم يكن ممن يتعمد الكذب، كان أجلّ قدراً من ذلك، وكان من أعظم الناس ذكاء وطلباً للعلم وبحثاً عن الأمور، ولما قاله كان من أعظم الناس قصداً للحق، وله من الكلام الحسن المقبول أشياء عظيمة، بليغة، ومن حسن التقسيم والترتيب ما هو به من أحسن المصنفين، لكن كونه لم يصل إلى ما جاء به الرسول من الطرق الصحيحة كان ينقل ذلك بحسب ما بلغه لاسيما مع هذا الأصل، إذ جعل النبوات فرعاً على غيرها
كما أن شيخ الإسلام يعترف للغزالي بجهوده في ردوده على الفلاسفة، ويمتدحه كثيراً في ذلك، ولما احتج الفلاسفة على نفي الصفات بالتركيب وما يلزم رد عليهم الغزالي ووافقه ابن تيمية فقال: ما ذكره أبو حامد مستقيم، مبطل لقول الفلاسفة، وما ذكره ابن رشد إنما نشأ من جهة ما في اللفظ من الإجمال والاشتراك.
ثم قال مناقشاً ابن رشد: وهذه الطريق التي سلكها أبو حامد في مناظرته إخوانك وهي طريق صحيحة، وقد تبين أن ما ذكره أبو حامد عن احتجاجهم بلفظ المركب جواب صحيح «
ويقول ابن تيمية عن ابن رشد , وقد رد على أبي حامد في تهافت التهافت رداً أخطأ في كثير منه، والصواب مع أبي حامد .. وقد تكلمت على ذلك وبينت تحقيق ما قاله أبو حامد في ذلك من الصواب الموافق لأصول الإسلام، وخطأ ما خالفه من كلام ابن رشد وغيره من الفلاسفة، وإن ما قالوه من الحق الموافق للكتاب والسنة لا يرد، بل يقبل، وما قصر فيه أبو حامد من إفساد أقوالهم الفاسدة فيمكن رده بطريق أخرى يعان بها أبو حامد على قصده الصحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/331)
كما يمتدح شيخ الإسلام ردود الغزالي على الفلاسفة في مسألة إثبات الصانع وينقل ما ذكره من الطعن في طريقة ابن سينا وأمثاله، ثم يقول شيخ الإسلام معقباً: وهذا الوجه الذي ذكره أبو حامد أحسن فيه، وكنت قد كتبت على توحيد الفلاسفة ونفيهم الصفات كلاماً بينت فيه فساد كلامهم في طريقة التركيب قبل أن أقف على كلام أبي حامد، ثم رأيت أبا حامد قد تكلم بما يوافق ذلك الذي كتبته، كما يعترف له في مناسبات أخرى
مجموع الفتاوى (1/ 49 - 50)، ودرء التعارض (8/ 16، 10/ 135 - 152)، وشرح الأصفهانية (132) وموقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|265 - 267)
وذكر أيضا رجوعه في آخر عمره إلى الحديث، وأنه مات وهو يشتغل بالبخاري ومسلم
ويذكر أنه رجع» واستقر أمره على التلقي من طريقة أهل الحديث، بعد أن يأس من نيل مطلوبه من طريقة المتكلمين والمتفلسفة والمتصوفة أيضاً.
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|268)
ط-ثناؤه على الرازي
قال الشيخ عبد الرحمن المحمود: نظراً لأن الرازي ومن جاء بعده التصقوا بالفلسفة كثيراً، وانحرفوا عن أسلافهم الأشاعرة فقد كانت ردود ابن تيمية عليهم كثيرة وقوية، وكثيراً ما يوردها بنبرة قاسية تشبه ما يستخدمه من عبارات في ردوده على الفلاسفة والباطنية ومن شابههم من أهل الكفر والإلحاد، ومع ذلك فلم تخل مناقشاته له من الإنصاف حين يجد في كلامه ما هو حق، فهو يقول عنه بعد نقله لأحد آرائه ومناقشاته: قلت هذا هو الصواب، فإن بطلان الدور معلوم بالضرورة , ويقول عن إحدى مناقشاته للفلاسفة: فتبين أن الذي ألزمهم إياه أبو عبد الله الرازي إلزام لا محيد عنه، كما يمتدح ما ذكره من إبطال الحلول وإلزام النصارى , وكثيراً ما يذكر أن ما ذكره الرازي صحيح أو حق.
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|268)
وقال شيخ الإسلام: أبو عبد الله الرازي من أعظم الناس منازعة للكرامية حتى يذكر بينه وبينهم أنواع من ذلك وميله إلى المعتزلة والمتفلسفة أكثر من ميله إليهم واختلف كلامه في تكفيرهم وإن كان هو قد استقر أمره على أنه لا يكفر أحدا من أهل القبلة لا لهم ولا للمعتزلة ولا لأمثالهم.
درء التعارض (3|322)
وقال شيخ الإسلام: الكلام على هذا من وجوه
أحدها: أن هذا كذب على الأشعرية ليس فيهم من يقول إن الله ناقص بذاته كامل بغيره ولا قال الرازي ما ذكرته من الاعتراض عليهم بل هذا الإعتراض ذكره الرازي عمن اعترض به واستهجن الرازي ذكره.
منهاج السنة (2|483)
ي- ثناؤه على الآمدي والأبهري والأرموي من أئمة الأشاعرة المتأخرين
قال الشيخ عبدالرحمن المحمود: كمما يفعل ذلك مع الآمدي –أي المدح-، ويقول عنه: مع أنه من أفضل من تكلم من أبناء جنسه في هذه الأمور وأعرفهم بالكلام والفلسفة، كما يعترف لأثير الدين الأبهري، ويقول عن - الرازي، والآمدي، والأرموي: إنهم من أفضل بني جنسهم من المتأخرين، بل قال عن الآمدي: كان من أحسنهم إسلاماً وأمثلهم اعتقاداً.
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|269)
ك- موقفه مع المخالفين له في عصره
قال الشيخ عبدالرحمن المحمود: وقد مدح شيخ الإسلام القاضي بدر الدين ابن جماعة وأيده، ونقل السبكي في طبقاته أن تقي الدين ابن تيمية كان كثيراً ما يثني على والده تقي الدين السبكي، وأنه: كان لا يعظم أحداً من أهل العصر كتعظيمه له، كما ذكر في ترجمة علاء الدين الباجي -واسمه علي بن محمد بن عبد الرحمن - أنه: لما رآه ابن تيمية عظمه، ولم يجر بين يديه بلفظة، فأخذ الشيخ علاء الدين يقول: تكلم نبحث معك، وابن تيمية يقول: مثلي لا يتكلم بين يديك أنا وظيفتي الاستفادة منك.
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|270)
بيان غلط من غلط على الإمام الأشعري وأخطأ
وهنا نبين تغليط وتخطئة شيخ الإسلام ابن تيمية لمن نسب لمذهب الإمام الأشعري ما ليس فيه وبيان غلطه وخطئه.
أ- بيان غلط من نسب للإمام الأشعري عدم إثباته للصفات الخبرية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/332)
قال رحمه الله: ثم المثبتون للصفات منهم من يثبت الصفات المعلومة بالسمع كما يثبت الصفات المعلومة بالعقل , وهذا قول أهل السنة الخاصة أهل الحديث ومن وافقهم ,وهو قول أئمة الفقهاء وقول أئمة الكلام من أهل الإثبات كأبي محمد بن كلاب وأبي العباس القلانسي وأبي الحسن الأشعري وأبي عبدالله بن مجاهد وأبي الحسن الطبري والقاضي أبي بكر بن الباقلاني ولم يختلف في ذلك قول الأشعري وقدماء أئمة أصحابه؛ لكن المتأخرون من أتباعه كأبي المعالي وغيره لا يثبتون إلا الصفات العقلية , وأما الخبرية؛ فمنهم من ينفيها , ومنهم من يتوقف فيها كالرازي والآمدي وغيرهما , ونفاة الصفات الخبرية منهم من يتأول نصوصها ومنهم من يفوض معناها إلى الله , وأما من أثبتها كالأشعري وأئمة أصحابه فهؤلاء يقولون تأويلها بما يقتضى نفيها تأويل باطل؛ فلا يكتفون بالتفويض بل يبطلون تأويلات النفاة , وقد ذكر الأشعري ذلك في عامة كتبه كالموجز والمقالات الكبير والمقالات الصغير والإبانة وغير ذلك , ولم يختلف في ذلك كلامه لكن طائفة ممن توافقه وممن تخالفه يحكون له قولا آخر أو تقول أظهر غير ما أبطن وكتبه تدل على بطلان هذين الظنين.
منهاج السنة (2|133)
وقال رحمه الله: فيقال لا ريب أن قول ابن كلاب والأشعرى ونحوهما من المثبتة للصفات ليس هو قول الجهمية بل ولا المعتزلة بل هؤلاء لهم مصنفات في الرد على الجهمية والمعتزلة, وبيان تضليل من نفاها؛ بل هم تارة يكفرون الجهمية والمعتزلة وتارة يضللونهم لا سيما والجهم هو أعظم الناس نفيا للصفات بل وللأسماء الحسنى وقوله من جنس قول الباطنية القرامطة حتى ذكروا عنه أنه لا يسمى الله شيئا ولا غير ذلك من الأسماء التى يسمى بها المخلوق لأن ذلك بزعمه من التشبيه الممتنع ,وهذا قول القرامطة الباطنية وحكى عنه أنه لا يسميه إلا قادرا فاعلا لأن العبد عنده ليس بقادر ولا فاعل إذ كان هو رأس المجبرة وقوله فى الإيمان شر من قول المرجئة؛ فإنه لا يجعل الإيمان إلا مجرد تصديق القلب و ابن كلاب إمام الأشعرية أكثر مخالفة لجهم , وأقرب إلى السلف من الأشعرى نفسه والأشعرى أقرب إلى السلف من القاضى أبي بكر الباقلاني والقاضي أبو بكر وأمثاله أقرب إلى السلف من أبى المعالى وأتباعه؛ فإن هؤلاء نفوا الصفات كالاستواء والوجه واليدين ثم اختلفوا هل تتأول أو تفوض على قولين أو طريقين فأول قولي أبى المعالي هو تأويلها كما ذكر ذلك فى الإرشاد وآخر قوليه تحريم التأويل ذكر ذلك في الرسالة النظامية واستدل بإجماع السلف على أن التأويل ليس بسائغ ولا واجب.
وأما الأشعرى نفسه وأئمة أصحابه؛ فلم يختلف قولهم في إثبات الصفات الخبرية وفى الرد على من يتأولها كمن يقول استوى بمعنى استولى , وهذا مذكور فى كتبه كلها كالموجز الكبير و المقالات الصغيرة والكبيرة و الإبانة وغير ذلك وهكذا نقل سائر الناس عنه حتى المتأخرون كالرازى والآمدي ينقلون عنه إثبات الصفات الخبرية ولا يحكون عنه فى ذلك قولين.
فمن قال أن الأشعري كان ينفيها وأن له فى تأويلها قولين فقد افترى عليه , ولكن هذا فعل طائفة من متأخري أصحابه كأبى المعالى ونحوه؛ فإن هؤلاء ادخلوا فى مذهبه أشياء من أصول المعتزلة و الأشعري ابتلى بطائفتين طائفة تبغضه وطائفة تحبه كل منهما يكذب عليه , ويقول إنما صنف هذه الكتب تقية وإظهارا لموافقة أهل الحديث والسنة من الحنبلية وغيرهم , وهذا كذب على الرجل؛ فإنه لم يوجد له قول باطن يخالف الأقوال التى أظهرها ولا نقل أحد من خواص أصحابه ولا غيرهم عنه ما يناقض هذه الأقوال الموجودة فى مصنفاته فدعوى المدعي أنه كان يبطن خلاف ما يظهر دعوى مردودة شرعا وعقلا بل من تدبر كلامه فى هذا الباب فى مواضع تبين له قطعا أنه كان ينصر ما أظهره ولكن الذين يحبونه ويخالفونه فى إثبات الصفات الخبرية يقصدون نفى ذلك عنه لئلا يقال إنهم خالفوه مع كون ما ذهبوا إليه من السنة قد اقتدوا فيه بحجته التى على ذكرها يعولون وعليها يعتمدون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/333)
و الفريق الآخر دفعوا عنه لكونهم رأوا المنتسبين إليه لا يظهرون إلا خلاف هذا القول, ولكونهم اتهموه بالتقية وليس كذلك بل هو انتصر للمسائل المشهورة عند أهل السنة التى خالفهم فيها المعتزلة كمسألة الرؤية و الكلام واثبات الصفات ونحو ذلك لكن كانت خبرته بالكلام خبرة مفصلة وخبرته بالسنة خبرة مجملة؛ فلذلك وافق المعتزلة فى بعض أصولهم التى التزموا لأجلها خلاف السنة واعتقد أنه يمكنه الجمع بين تلك الأصول وبين الانتصار للسنة كما فعل فى مسألة الرؤية والكلام والصفات الخبرية وغير ذلك, والمخالفون له من أهل السنة والحديث ومن المعتزلة والفلاسفة يقولون إنه متناقض وإن ما وافق فيه المعتزلة يناقض ما وافق فيه أهل السنة كما أن المعتزلة يتناقضون فيما نصروا فيه دين الإسلام؛ فإنهم بنوا كثيرا من الحجج على أصول تناقض كثيرا من دين الإسلام بل جمهور المخالفين للأشعرى من المثبتة والنفاة يقولون إنما قاله فى مسألة الرؤية والكلام معلوم الفساد بضرورة العقل.
ولهذا يقول أتباعه إنه لم يوافقنا أحد من الطوائف على قولنا فى مسألة الرؤية والكلام فلما كان فى كلامه شوب من هذا وشوب من هذا صار يقول من يقول إن فيه نوعا من التجهم وأما من قال إن قوله قول جهم فقد قال الباطل , ومن قال إنه ليس فيه شىء من قول جهم فقد قال الباطل , والله يحب الكلام بعلم وعدل واعطاء كل ذي حق حقه وتنزيل الناس منازلهم. مجموع الفتاوى (12|202 - 205)
ب- بيان غلط من نسب إليه أن لفظ الوجود مقول بالاشتراك اللفظي
قال رحمه الله: فإن للناس ثلاثة أقوال قيل إن الوجود زائد على الماهية في الواجب والممكن كما يقول ذلك أبو هاشم وغيره وهو أحد قولي الرازي , وقد يقوله بعض النظار من أصحاب أحمد وغيرهم. وقيل بل الوجود في الخارج هو الحقيقة الثابتة في الخارج ليس هناك شيئان؛ وهذا قول الجمهور من أهل الإثبات , وهذا قول عامة النظار من مثبتة الصفات من أهل المذاهب الأربعة وغيرهم لكن ظن الشهرستاني والرازي والأمدي ونحوهم أن قائل هذا القول يقول: إن لفظ الوجود مقول بالاشتراك اللفظي ونقلوا ذلك عن الأشعري وغيره وهو غلط عليهم؛ فإن أصحاب هذا القول هم جماهير الخلق من الأولين والآخرين وليس فيهم من يقول بأن لفظ الوجود مقول بالاشتراك اللفظي إلا طائفة قليلة , وليس هذا قول الأشعري وأصحابه بل هم متفقون على أن الوجود ينقسم إلى قديم ومحدث واسم الوجود يعمهما لكن الأشعري ينفي الأحوال ويقول العموم والخصوص يعود إلى الأقوال ومقصوده أنه ليس في الخارج معنى كلي عام ليس مقصوده أن الذهن لا يقوم به معنى عام كلي.
منهاج السنة (8|22)
وقال رحمه الله: أما اللفظ فتنازعوا في الأسماء التي تسمى الله بها وتسمى بها عباده كالموجود والحي والعليم والقدير فقال بعضهم هي مقولة بالاشتراك اللفظي حذرا من إثبات قدر مشترك بينهما لأنهما إذا اشتركا في مسمى الوجود لزم أن يمتاز الواجب عن الممكن بشيء آخر فيكون مركبا وهذا قول بعض المتأخرين كالشهرستاني والرازي في أحد قوليهما وكالآمدي مع توقفه أحيانا وقد ذكر الرازي والآمدي ومن اتبعهما هذا القول عن الأشعري وأبي الحسين البصري وهو غلط عليهما.
منهاج (2|581)
ج- بيان غلط من نسب إليه أنه يقول بعدم قيام الصفات بذات الله
قال رحمه الله: أن يقال هذا القول المذكور ليس هو قول الأشعري ولا جمهور موافقيه إنما هو قول مثبتى الحال منهم الذين يقولون إن العالمية حال معللة بالعلم فيجعلون العلم يوجبه حال آخر ليس هو العلم بل هو كونه عالما , وهذا قول القاضي أبي بكر بن الطيب والقاضي أبي يعلى وأول قول أبي المعالي وأما جمهور مثبتة الصفات فيقولون إن العلم هو كونه عالما ويقولون لا يكون عالما إلا بعلم ولا قادرا إلا بقدرة أي يمتنع أن يكون عالما من لا علم له وأن يكون قادرا من لا قدرة له وأن يكون حيا من لا حياة له وعندهم علمه هو كونه عالما وقدرته هو كونه قادرا وحياته هو كونه حيا.
منهاج السنة (2|486)
د- بيان غلط من نسب إلى الأشعري أن يفسر الاستواء بالاستيلاء
قال رحمه الله: والمبطل لتأويل من تأول استوى بمعنى استولى وجوه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/334)
أحدها: أن هذا التفسير لم يفسره أحد من السلف من سائر المسلمين من الصحابة والتابعين؛ فإنه لم يفسره أحد فى الكتب الصحيحة عنهم بل أول من قال ذلك بعض الجهمية والمعتزلة كما ذكره أبو الحسن الأشعرى فى كتاب المقالات و كتاب الإبانة
مجموع الفتاوى (5|144)
هـ - بيان أن الأشعري في آخر كتبه رد دليل الأعراض الذي يستدل به الأشاعرة على إثبات حدوث العالم.
قال رحمه الله: بل الأشعرى نفسه ذكر في رسالته إلى أهل الثغر أن هذا الدليل الذى استدلوا به على حدوث العالم , وهو الاستدلال على حدوث الأجسام بحدوث أعراضها هو دليل محرم فى شرائع الأنبياء لم يستدل به أحد من الرسل وأتباعهم وذكر فى مصنف له آخر بيان عجز المعتزلة عن إقامة الدليل على نفى أنه جسم وأبو حامد الغزالى وغيره من أئمة النظر بينوا فساد طريق الفلاسفة التى نفوا بها الصفات وبينوا عجزهم عن إقامة دليل على نفى أنه جسم بل وعجزهم عن إقامة دليل على التوحيد وأنه لا يمكن نفى الجسم إلا بالطريق الأول الذى هو طريق المعتزلة الذى ذكر فيه الأشعرى ما ذكر.
مجموع الفتاوى (5|290)
وقال رحمه الله: وأما الذين يقولون نثبت الصانع والخالق ويقولون أنا نسلك غير هذه الطريق كالاستدلال بحدوث الصفات على الرب؛ فإن هذه تدل عليه من غير احتياج إلى ما التزمه أولئك والرازي قد ذكر هذه الطريق.
وأما الأشعري نفسه فلم يستدل بها بل فى اللمع ورسالته إلى الثغر استدل بالحوادث على حدوث ما قامت به كما ذكره فى النطفة بناء على امتناع حوادث لا أول لها ثم جعل حدوث تلك الجواهر التي ذكر أنه دل على حدوثها هو الدليل على ثبوت الصانع و هذه الطريق باطلة كما قد بين
وأما تلك فهي صحيحة لكن أفسدوها من جهة كونهم جعلوا لحوادث المشهود لهم حدوثها هي الأعراض فقط كما قد بينا هذا فى مواضع
مجموع الفتاوى (16|456 - 457)
ز- بيان غلط من نسب إلى الأشعري أنه يقول بوقوع التكليف بما لا يطاق في الشريعة
قال رحمه الله: قيل أن العبد لا يكون قادرا إلا حين الفعل , وأن القدرة لا تكون إلا مع الفعل كما يقوله أبو الحسن الأشعري , وكثير من نظار المثبتة للقدر؛ فعلى قول هؤلاء كل مكلف فهو حين التكليف قد كلف مالا يطيقه حينئذ , وإن كان قد يطيقه حين الفعل بقدرة يخلقها الله له وقت الفعل , ولكن هذا لا يطيقه لاشتغاله بضده وعدم القدرة المقارنة للفعل لا لكونه عاجزا عنه , وأما العاجز عن الفعل كالزمن العاجز عن المشي و الأعمى العاجز عن النظر و نحو ذلك؛ فهؤلاء لم يكلفوا بما يعجزون عنه و مثل هذا التكليف لم يكن واقعا فى الشريعة باتفاق طوائف المسلمين إلا شرذمة قليلة من المتأخرين ادعوا و قوع مثل هذا التكليف في الشريعة , و نقلوا ذلك عن الأشعري وأكثر أصحابه وهو خطأ عليهم.
مجموع الفتاوى (8|470)
ح- بيان خطأ من زعم أن الأشعري يقول أن الكلام المنسوب إلى الله هو كلام جبريل.
قال رحمه الله: ويظن أن هذا قول الأشعرى بناء على أن الكلام العربي لم يتكلم الله به عنده, وإنما كلامه معنى واحد قائم بذات الرب هو الأمر والخبر إن عبر عنه بالعربية كان قرآنا , وإن عبر عنه بالعبرانية كان توراة, وإن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلا , وهذا القول وإن كان قول ابن كلاب والقلانسى والأشعرى ونحوهم فلم يقولوا إن الكلام العربى كلام جبريل, ومن حكا هذا عن الأشعري نفسه فهو مجازف , وإنما قال طائفة من المنتسبين إليه
مجموع الفتاوى (12|557)
ط- بيان غلط من زعم أن الأشعري يرى التفاضل في كلام الله أو أنه يتبعض
قال رحمه الله: وأما نقل هذا القول عن الأشعري وموافقيه فغلط عليهم؛ إذ كلام الله عندهم ليس له كل و لا بعض و لا يجوز أن يقال هل يفضل بعضه بعضا أولا يفضل فامتناع التفاضل فيه عنده كامتناع التماثل , ولا يجوز أن يقال أنه متماثل ولا متفاضل إذ ذلك لا يكون إلا بين شيئين. مجموع الفتاوى (17|156)
ي- بيان غلط من نسب إلى الأشعري أنه يقول إن الله لم يكن قادرا على الفعل منذ الأزل
قال شيخ الإسلام: وأما قوله: (إنه قادر على الفعل لا يمنعه منه مانع) فكلامه يقتضي أنه لم يزل قادرا على الفعل لا يمنعه منه مانع , وهذا الذي قاله هو الذي عليه جماهير الناس , ولهذا أنكروا على من قال: لم يكن قادرا على الفعل في الأزل , وكان من يبغض الأشعري ينسب إليه هذا لتنفر عنه قلوب الناس , وأراد أبو محمد الجويني وغيره تبرئته من هذا القول كما قد ذكرناه في غير هذا الموضع.
درء التعارض (1|363)
هذا آخر ما سطره القلم والبحث في هذا الموضوع يحتمل أكثر مما ذكرنا لمن أراد التقصي , الله أعلم.
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[25 - 10 - 10, 11:23 ص]ـ
جزاك الله خيراً
نعم كلام صحيح، لكن عن أي أشعرية يا أخي يتحدث
عن الأشعرية المتبعيين لأهل السُنة والحديث في الجملة أمثال الأشعري والأصبهاني والباقلاني ونحوهم
أم يتكلم عن نفاة العلو والصفات والذين يقولون إن القرآن كلام محمد وغير ذلك من البدع!!
وما كتبه شيخ الاسلام في الرد عليهم أكثر بكثير مما نقلته أخي الكريم
وحسبك ما سطره شيخ الاسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى المجلد الخامس تحت عنوان "كتاب الرد على الطوائف الملحدة) فقد عقد فصلا كبيرا منه في الرد عليهم، وعلى الجويني وأغلظ عليهم في الرد.
وكذلك كلمة شيخ الاسلام الشهيرة حينما ألزموه بنفي العلو فقال: (أنا لو قلت بقولكم لكنت كافرا لكنكم لستم بكفار لأنكم عندي جهال)!!
وحينما ناظر اشعرياً فقالوا له: هل هو كافر، قال: بل قال كفرا
علام يدل هذا؟؟
بارك الله فيك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/335)
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[25 - 10 - 10, 12:42 م]ـ
أثابكم فضيلة الشيخ عبدالباسط، جمع قل أن يجده المرء في غير هذا المقال.
ولو تمم البحث بذكر مصنفات شيخ الاسلام في الرد على الأشاعرة وهي كثيرة بل تكاد أن تكون أكثر كتبه في الرد على أهل البدع هم المقصودون منها لتقلدهم في زمانه مناصب القضاء والفتيا ورئاسة المذاهب.
وأخشى أحد أمرين من دون هذا التتميم؛ أحدهما: أن يأتي من يتمسك بهذه الكلمات في التهوين من خلاف الأشاعرة لأهل السنة، وما أكثر هذا الصنف اليوم ممن لم يدرس عقيدة السلف بل غاية تحصيله قراءة كتب ثقافية لكتّاب ينسبون للدعوة، والآخر: أن يأتي آخر فيسيء الظن بكم، لعدم علمه بردودكم على بعض رؤوس الأشاعرة في عصرنا كسعيد فودة وغيره.
وإنصاف شيخ الاسلام رحمه الله الجلي في كتبه لم يمنعه من الرد على مخالفي عقيدة السلف كما تعلمون وبين في غير موضع أن أهل السنة يرحمون المخالف من جهة القدر مع ردهم عليه وتضليله وبغضه من جهة الشرع.
فالإنصاف والرحمة تجامعان البغض والتضليل والتعرية عند من كمل إيمانه الواجب وحقق التوحيد الواجب.
ومما لا يجهله طالب علم درس عقيدة السلف ونظر في كتب المعاصرين من هؤلاء القوم أو ناظر أحدهم عظم البون بينه وبين ما تقدم منهم؛ فتجد كثيرا منهم من معاصريينا يكذب ويتحرى الكذب ويبتر النصوص ويفتري الفرى الكبار على علمائنا ولا يتورع عن شيء لينصر بدعته، فهذا ينصف إنصافاً يليق بحاله ليس كالانصاف الأول.
وكان المنبغي والله أعلم ألا يعنون هكذا: الثناء على الرازي أو الأرموي .... ، لأن الثناء أعظم المدح بل هو الحمد المكرر؛ فلو عنونتم بعنوان (مقيد) يجمع من ذكرت جميعاً لكان والله أعلم أولى.
ولم أكتب هذا إلا تتميما لمقالكم جزاكم الله خيراً لا تخطئة.
نفع الله بكم.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 10 - 10, 12:47 م]ـ
حيا الله شيخنا الفاضل / عبد الباسط الغريب، بعد الانقطاع الطويل:).
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[25 - 10 - 10, 12:53 م]ـ
الحمد لله ..
الشيخ الفاضل عبد الباسط الغريب .. جزاك الله كل خير على الجهود الطيبة المباركة -إن شاء الله- التي تقدمها لأمة هي في أشد الحاجة لأن تربط بأكابرها؛ خصوصا بعد الاكتواء المرِّ بنيران الأصاغر والمتعالمين والحمقى والنوكى!!
والحق يقال: إن هذا الجمع الطيب لدرر شيخ الإسلام لهو أفضل من أن تمكث دهرا وأنت تقرر القواعد النظرية في الإنصاف التي يجب أن يسلكها أهل السنة تجاه المخالفين؛ فالعمل والحال أبلغ من التنظير والقال.
وكلي رجاء بأن يطالع هذا المقال بعضُ إخواننا السلفيين قبل إخواننا الأشاعرة -وفق الله الجميع-؛ ذلك أننا بُلينا بشدة مهلكة سرَتْ في أوصال طوائف من السلفيين؛ فصاروا سهاما مصوبة إلى نحور إخوانهم السلفيين بالتبديع والتضليل والتتبع للعثرات دون مراعاة المصالح والمفاسد, وما تمليه حالات التباين في المكان والزمان والأعيان!!
وأقول لهم تأملوا جيدا قول شيخ الإسلام الذي ورد في هذا الموضوع إذ يتحدث عن الأشاعرة قائلا:
((فإنهم أقرب طوائف أهل الكلام إلى السنة والجماعة والحديث، وهم يعدون من أهل السنة والجماعة عند النظر إلى مثل المعتزلة والرافضة وغيرهم، بل هم أهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها هم المعتزلة والرافضة ونحوهم.))
فها هنا راعى شيخ الإسلام المكان الذي تُرفع فيه رايات أهل البدع, وقابل بين الضررين, وتباينِ المسلكين فخَلُصَ إلى اعتباريَّة الأشاعرة بأنهم أهل السنة والجماعة في تلك البلاد, وهذا -لعمر الله- من شدة التوفيق والإنصاف والعلمية التي تمتع بها شيخ الإسلام, وليقارنْ إخواننا هذا الكلام بما يرتكبه البعضُ في حق إخوانهم السلفيين الذين يعيشون في البلاد التي تنتشر فيها البدع والضلالات؛ إذ يجعلون أولئك السلفيين كغيرهم من أهل البدع بحجة وجود بعض المخالفات اليسيرة؛ مُسَوِّين حالَ السلفيين في بلاد التوحيد -مثلا- مع حال السلفيين في العراق ونحوها دون مراعاة للمكان وقوة السنة فيه وضعفها!!!!
وكثيرا ما سمعنا إطلاق وصف الرافضي على خُلَّصِ أهل السنة والجماعة بسبب زلة -قد تيب منها- في حق بعض الصحابة لا ينفك عنها بشر مهما سما علمه!
على كل حال: أخي الكريم عبد الباسط الغريب .. لقد وقفت أثناء مطالعة المقال على أخطاء في الطباعة, وحاولت إصلاحها قد المستطاع بحسب علمي فقد أكون أصبت وقد لا!!
وإليكها ملوَّنة بالأحمر المخطوط تحته:
1 - ((فعندما تقارن بين كلامه وكلامهم تجد البون الشاسع والتفاوت الكبير))
2 - ((فإن الصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة أنه قد يجتمع في الشخص الواحد والطائفة الواحدة ما يحمد به من الحسنات وما يذم به من السيئات وما لا يحمد به ولا يذم من المباح والعفو عنه من الخطأ والنسيان بحيث يستحق الثواب على حسناته ويستحق العقاب على سيئاته بحيث لا يكون محمودا ولا مذموما على المباحات والمعفوات وهذا مذهب أهل السنة في فساق أهل القبلة ونحوهم.))
3 - ((وإن كان الكلام الحسن لم يخلص فيه النية والكلام السيء كان صاحبه مجتهدا مخطئا مغفورا له خطأه لم يكن في واحد منهما مدح ولا ذم))
4 - ((وهو من المصنفين للرافضة المتهمين في كثير مما ينقلونه))
5 - ((و- ثناؤه عليه في اتباعه مذهب الإمام أحمد وأخذه عن الحنابلة))
6 - ((وإنما يعرف أقوالهم من حيث الجملة لا يعرف تفاصيل أقوالهم وأقوال أئمتهم))
7 - ((وهذا ليس مخصوصا بهؤلاء بل مثل هذا وقع لطوائف من أهل العلم والدين))
8 - ((وهم يعدون من أهل السنة والجماعة عند النظر إلى مثل المعتزلة والرافضة وغيرهم))
هذا ما وقفت عليه, والله الموفق للصواب ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/336)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - 10 - 10, 11:33 م]ـ
الإخوة الكرام جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
أردت بمقالي هذا أولا بيان الفرق بين أهل السنة وبين مخالفيهم في العدل الإنصاف ولا يعني هذا أن نسكت عن الخطأ أو نداهن في مسائل العقيدة ولا في مسألة واحدة.
وبالنسبة للأخطاء فأنا أنقل من الشاملة وأصلح ما تقع عليه عيني فتكرار النظر في الكمبيوتر والكتابة على الكيبورد متعب للعينين وأنا أعلم أنه لا بد أن يفوتني تصويب بعض الكلمات ولكن أعلم أن الإخوة يعذرونني في مثل هذا لأن الهدف هو المضمون ومثل ذلك لا يسلم منه أحد
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[26 - 10 - 10, 12:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الباسط ..
ـ[أبو أنس السائر]ــــــــ[26 - 10 - 10, 01:19 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا المبارك على هذا الجمع المبارك.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 10 - 10, 07:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[سليمان محمد الشافعي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 01:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هل كان الإمام أبوالحسن الشعري شافعيا أم حنبليا؟ أنا سمعت أنه شافعي المذهب
ـ[عبد الرحمن المنير]ــــــــ[28 - 10 - 10, 12:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ
ـ[محمد أمين الهاشمي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 03:18 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[زياد الحامد]ــــــــ[29 - 10 - 10, 09:58 م]ـ
نقل هام جدا
ـ[هيثم الجمل]ــــــــ[30 - 10 - 10, 04:37 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيكم
ـ[عبد الرحمن بن أبي جمرة]ــــــــ[01 - 11 - 10, 01:01 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[02 - 11 - 10, 10:07 ص]ـ
أثابكم فضيلة الشيخ عبدالباسط، جمع قل أن يجده المرء في غير هذا المقال.
ولو تمم البحث بذكر مصنفات شيخ الاسلام في الرد على الأشاعرة وهي كثيرة بل تكاد أن تكون أكثر كتبه في الرد على أهل البدع هم المقصودون منها لتقلدهم في زمانه مناصب القضاء والفتيا ورئاسة المذاهب.
وأخشى أحد أمرين من دون هذا التتميم؛ أحدهما: أن يأتي من يتمسك بهذه الكلمات في التهوين من خلاف الأشاعرة لأهل السنة، وما أكثر هذا الصنف اليوم ممن لم يدرس عقيدة السلف بل غاية تحصيله قراءة كتب ثقافية لكتّاب ينسبون للدعوة، والآخر: أن يأتي آخر فيسيء الظن بكم، لعدم علمه بردودكم على بعض رؤوس الأشاعرة في عصرنا كسعيد فودة وغيره.
وإنصاف شيخ الاسلام رحمه الله الجلي في كتبه لم يمنعه من الرد على مخالفي عقيدة السلف كما تعلمون وبين في غير موضع أن أهل السنة يرحمون المخالف من جهة القدر مع ردهم عليه وتضليله وبغضه من جهة الشرع.
فالإنصاف والرحمة تجامعان البغض والتضليل والتعرية عند من كمل إيمانه الواجب وحقق التوحيد الواجب.
ومما لا يجهله طالب علم درس عقيدة السلف ونظر في كتب المعاصرين من هؤلاء القوم أو ناظر أحدهم عظم البون بينه وبين ما تقدم منهم؛ فتجد كثيرا منهم من معاصريينا يكذب ويتحرى الكذب ويبتر النصوص ويفتري الفرى الكبار على علمائنا ولا يتورع عن شيء لينصر بدعته، فهذا ينصف إنصافاً يليق بحاله ليس كالانصاف الأول.
وكان المنبغي والله أعلم ألا يعنون هكذا: الثناء على الرازي أو الأرموي .... ، لأن الثناء أعظم المدح بل هو الحمد المكرر؛ فلو عنونتم بعنوان (مقيد) يجمع من ذكرت جميعاً لكان والله أعلم أولى.
ولم أكتب هذا إلا تتميما لمقالكم جزاكم الله خيراً لا تخطئة.
نفع الله بكم.
علقت فأصبت وكتبت فأجدت ... فبارك الله فيك
ـ[مصطفاوي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 08:56 ص]ـ
هكذا إبن تيمية الأمام العلامة المحقق القدوة الذي جمع بين العلوم النقلية والعقلية وحسن الديانة فكان قدوة عصره ونبراس لأهل السنة والسلف إستمر نوره أكثر من سبعة قرون
إنه حقا شيخ الإسلام
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[11 - 11 - 10, 11:17 ص]ـ
ثمة قضية مهمة كان الوالد يتحدث عنها وهي أن الأشاعرة عرف دورهم القوي والممدوح إبان الحقبة السلجوقية ودورهم في محاربة الباطنية والرافظة والإسماعيلية كان واضحا، وقد بين ذلك بتفصيل الصلابي في كتابه عن السلاجقة، وهذا الدور المهم هو الذي أكسب أبو حامد الغزالي والجويني القابا مهمة لمحاربتهم للحركات الباطنية. أكثر من غيرهم.
أما في حقبة شيخ الإسلام فقد تعاضد الأشاعرة مع الولاة والحكام المماليك في محاربة الحنابلة وبعض أهل الحديث فكان موقفا سيئا كاد يشبه دور المعتزلة إبان محاربة الإمام أحمد وأهل الحديث، ولكنه أقل من ذلك.
وشيخ الإسلام كان لابد أن أن يعالج مشاكلهم التي شكلوها في مسائل العقيدة وأصبحت من المسلمات فكريا في العالم الإسلامي، وكان لابد من أن ينصفهم في ذات الوقت لأنه من صلب منهجه.
السلفيون المعاصرون - ولقلة الإنصاف في وقتنا الحاضر عند الجميع - ركزوا على نقد شيخ الإسلام للأشاعرة دون الموازنة - الموازنة التي رفضها كليا بعض الأخوة السلفيين- دون الموازنة بين نقده ومدحه.
ونحن اليوم بحاجة في كثير من مواجهتنا سوى مع دعاوى التغريب أو التنصير أو التشيع للأشاعرة فلماذا لا نكون موازنين بشكل ينفع أمتنا بالجملة ويضع الخلاف مع الأشاعرة في موضعه المحدد دون أن يهمله أو يعطيه أكبر من حقه.
جزى الله خير الجزاء صاحب المقال وجزى الله الأزهري كذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/337)
ـ[معاذ المزحم]ــــــــ[11 - 11 - 10, 04:55 م]ـ
ونحن اليوم بحاجة في كثير من مواجهتنا سوى مع دعاوى التغريب أو التنصير أو التشيع للأشاعرة فلماذا لا نكون موازنين بشكل ينفع أمتنا بالجملة ويضع الخلاف مع الأشاعرة في موضعه المحدد دون أن يهمله أو يعطيه أكبر من حقه.
جزى الله خير الجزاء صاحب المقال وجزى الله الأزهري كذلك.
هذا ما يريده صاحب الموضوع فشيئا شيئا حتى لا ينكر بعضنا على بعض نحن و الأشاعرة ثم بعد ذلك نقوله في حق الصوفية ثم الشيعة ثم النصارى ثم اليهود.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[14 - 11 - 10, 05:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
أخي الكريم ابن المزحم
شيخ الإسلام الذي سطر هذه الحروف هو الذي لم يدع للأشاعرة مسألة خالفوا فيها أهل السنة إلا نقدها
وهذا الذي أقررته في تعليقي بعد ذلك هدانا وهداك الله
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[15 - 11 - 10, 02:35 م]ـ
هذا ما يريده صاحب الموضوع فشيئا شيئا حتى لا ينكر بعضنا على بعض نحن و الأشاعرة ثم بعد ذلك نقوله في حق الصوفية ثم الشيعة ثم النصارى ثم اليهود.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال جل في علاه:- ((
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)).
هل تعلم كم كتب قلم صاحب الموضوع في نصر الكتاب والسنة؟
إتق الله، كيف تحكم على ما يريده صاحب الموضوع؟
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[15 - 11 - 10, 02:56 م]ـ
هذا ما يريده صاحب الموضوع فشيئا شيئا حتى لا ينكر بعضنا على بعض نحن و الأشاعرة ثم بعد ذلك نقوله في حق الصوفية ثم الشيعة ثم النصارى ثم اليهود.
تُعذرُ؛ لجهلك بالشيخ!
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[15 - 11 - 10, 03:22 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبدالإله المكي]ــــــــ[20 - 11 - 10, 07:27 م]ـ
قال ابن قدامة رحمه الله: ولا خلاف بين المسلمين أجمعين أن من جحد آية أو كلمة متفقا عليها أو حرفا متفقا عليه أنه كافر وقال علي رضي الله عنه من كفر بحرف منه فقد كفر به كله والأشعري يجحده كله ويقول ليس شيء منه قرآنا وإنما هو كلام جبريل ولا خلاف بين المسلمين كلهم في انهم يقولون قال الله كذا إذا أرادوا ان يخبروا عن آية أو يستشهدوا بكلمة من القرآن ويقرون كلهم بأن هذا قول الله وعند الأشعري ليس هذا قول الله وانما هو قول جبريل فكان ينبغي لهم أنهم يقولون قال جبريل أو قال النبي صلى الله عليه و سلم إذا حكوا آية ثم إنهم قد أقروا ان القرآن كلام الله غير مخلوق فإذا لم يكن القرآن هذا الكتاب العربي الذي سماه الله قرآنا فما القرآن عندهم وبأي شيء علموا أن غير هذا يسمى قرآنا فإن تسمية القرآن إنما تعلم من الشرع أو النص فأما العقل فلا يقتضي تسمية صفة ............
وقال أيضا رحمه الله: ويعلم يقينا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم واصحابه وتابعيهم ما كانوا يعتقدون في القرآن اعتقادا سوى اعتقاد المسلمين وانه هذا القرآن العربي الذي هو سور وآيات وهذا أمر لا يخفى على غير من أضله الله وإن تصور في عقولهم أن الحق خفي على رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلى أصحابه والتابعين بعدهم وعلى الأئمة الذين مهدوا الدين واقتدزا بسلفهم واقتدوا بهم من بعدهم وغطي عنهم الصواب ولم يتبين لهم الصحيح إلى أن جاء الأشعري فبينه وأوضح ما خفي على النبي صلى الله عليه و سلم وأمته وكشفه فهذه عقول سخيفة وآراء ضعيفة إذ يتصور فيها أن يضيع الحق عن النبي صلى الله عليه و سلم ويجده الأشعري ويغفل عنه كل الأمة وينتبه له دونهم وإن ساغ لهم هذا ساغ لسائر الكفار نسبتهم لنبينا عليه السلام وامته إلى أنهم ضاعوا عن الصواب وأضلوا عن الطريق وينبغي ان تكون شريعتهم غير شريعة محمد صلى الله عليه و سلم ودينهم غير دين الإسلام لأن دين الإسلام هو الذي جاء به محمد صلى الله عليه و سلم وهذا إنما جاء به الأشعري وإن رضوا هذا واعترفوا به خرجوا عن الإسلام بالكلية ............
وقال أيضا رحمه الله: عن عبد الله بن مسعود قال من قرأ القرآن أعطي بكل حرف زوجتين من الحور العين ولم تزل هذه الأخبار وهذه اللفظة متداولة منقولة بين الناس لا ينكرها منكر ولا يختلف فيها أحد إلى ان جاء الأشعري فأنكرها وخالف الخلق كلهم مسلمهم وكافرهم ولا تأثير لقوله عند أهل الحق ولا تترك الحقائق وقول رسول الله صلى الله عليه و سلم وإجماع الأمة لقول الأشعري إلا من سلبه الله التوفيق وأعمى بصيرته واضله عن سواء السبيل وقالوا أيضا قد قلتم إن الله يتكلم بصوت ولم يأت كتاب ولا سنة قلنا بل قد ورد به الكتاب والسنة وإجماع أهل الحق أما الكتاب فقول الله تعالى وكلم الله موسى تكليما النساء 164 وقوله تعالى منهم من كلم الله البقرة 254 وقوله سبحانه وتعالى وما كان لبشر ان يكلمه الله الآ وحيا أو من وراء حجاب الآية الشورى 51 وقوله تعالى وإذ نادى ربك موسى الشعراء 10 ولا خلاف بيننا أن موسى سمع كلام الله من الله بغير واسطة ولا يسمع إلا الصوت فإن الصوت هو ما يتأتى سماعه وقد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال إن الله يجمع الخلائق فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمع من قرب أنا الملك أنا الديان وذكر عبد الله بن أحمد انه قال سالت ابي فقلت يا ابه إن الجهمية يزعمون ان الله لا يتكلم بصوت فقال كذبوا إنما يريدون على التعطيل ..........
وقال أيضاً رحمه الله:
واتفق أهل السنة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق ولم يكن القرآن الذى دعوا إلى القول بخلقه سوى هذه السور التي سماها الله قرآنا عربيا وأنزلها على رسوله عليه السلام ولم يقع الخلاف في غيرها البتة وعند الأشعري أنها مخلوقة فقوله قول المعتزلة لا محالة إلا أنه يريد التلبيس فيقول في الظاهر قولا يوافق أهل الحق ثم يفسره بقول المعتزلة ............
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/338)
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[23 - 11 - 10, 06:27 م]ـ
والعودة إلى ما عليه جمهور الأمة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي الحبيب،
وما هو الذي عليه جمهور الأمة؟(66/339)
يريد أن يجرب الإسلام، فهل يسمح له؟!
ـ[أبو سعيد الكناني]ــــــــ[25 - 10 - 10, 08:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأفاضل، منذ فترة ليست بالطويلة ونحن نحاول دعوة احد الشباب -ممن هو لأبوين مسلمين لكنه عاش في بلاد الكفر منذ نشأته فاعتنق اللادينية بعد أن رأى صورة مشوهة عن الإسلام وغيره على حد وصفه- للإسلام، وقد ترقينا معه في شرح المفاهيم ودرء الشبهات بالتدريج، ثم هو الآن يقر على استحياء أن ما نقوله -ربما- كان الصواب، ويقول: لا أدري ما إذا كنت سأرتاح في هذا الدين وأستطيع مواصلة حياتي دون قيود أمل لا؟!!!، ويقول: أريد أن أجرب و أرى بعد ذلك.
فهل يسمح له بالتجربة، أم أن هذا لا يجوز قطعا، وما الحل في مثل هذه الحالة وجزاكم الله خيراً
ـ[أبوعزام المصرى]ــــــــ[25 - 10 - 10, 09:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخى الكريم
أرى أنه ما زالت تسيطر عليه بعض الشبهات فيبنبغى إزالتها
ويقوى عليه سلطان هواه فهو يريد الإنطلاق بلاقيود
فلابد من النصيحة الجيدة والتربية لصحيحة لدفع سيطرة هواه عليه
لأنه لودخل على حاله هذه فأشك أنه سيطول به المقام لغلبة هواه عليه
ونحن نعرف أن للإلتزام قيود على الهوى لايخضع لها إلا من تخلص من هواه وطلب الأجر فى الآخرة
فينبغى لكم ترسيخ معنى الأجر وعظم الجزاء فى الآخرة
حتى يسهل عليه قيادة نفسه فى طاعة الله
وإعلامه أن القيود التى يرفضها فى الدنيا طواعية سيفرض عليه أشد منها فى الآخرة كرها
وأن هذه القيود أو التى يظنها قيود وما هى كذلك إنما هى لرقى البشر والحفاظ عليهم من البهيمية والحيوانية التى يعيشها غير المسلمين
أعانكم الله على هواه ووفقكم لرضاه
ـ[أم فراس]ــــــــ[25 - 10 - 10, 06:29 م]ـ
وهل أصبح الإسلام حقلا للتجارب؟! يبدو لي ـ والله أعلم ـ أنه يسخر ليس إلاّ!
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[25 - 10 - 10, 09:09 م]ـ
احد الشباب -ممن هو لأبوين مسلمين لكنه عاش في بلاد الكفر منذ نشأته فاعتنق اللادينية بعد أن رأى صورة مشوهة عن الإسلام وغيره على حد وصفه- للإسلام
لعل بعضهم يتعظ بذلك
ـ[أبو سعيد الكناني]ــــــــ[25 - 10 - 10, 09:49 م]ـ
ليس المجال مجال سخرية -كما ذكرت الأخت الفاضلة -، بل هذا الشخص لم ير الإسلام إلا من منظور واحد فقط، وهو ذاك الذي نقل إليه في تلك البلاد الغربية التي تعج بالفساد والإنحلال، وفي ظل غياب الأبوين اللذين أذهبت الدنيا عقولهم،ربا هذا الشاب في مدارس تعرف -بالإليومنتي، وهي مدارس معروفة في الغرب تستبدل مادة الدين بالإلحاد، فيرجع ذاك الشاب لبيته في كل يوم وقد غرس في قلبه أن الكون لا خالق له، وأن الأديان ماهي إلا أمور وضعت لتقييد البشر، وأن الحرية المطلقة هي سر الحياة!!!
لذا ينبغي لمن يتعامل مع هذا الواقع من الدعاة أن يفهمه ابتداءً، وألا يلقي بالكلام جزافاً، واضعاً التبعة على أطراف غير موجودة أصلاً، وأما أن ننظر للموضوع من خلال رؤيتنا الخاصة ونحن نشأنا بين ظهراني المسلمين -ولله الحمد والمنة- وربينا والقرآن يطرق مسامعنا -لا أغاني الراب-، واشتد عودنا في المساجد ودور حفظ القرآن -لا الحانات وأماكن المجون- فليس هذا من الإنصاف في شيء، فهم لم يعرفوا الإسلام أصلا حتى يختاروه.
وسؤالي هنا أيها الأكارم حتى لا ينفلت منا لجام الحديث لغير ما قصدناه من طرح السؤال، هو عن التنظير الشرعي للمسألة وتأصيلها من جهة الدليل الشرعي
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[25 - 10 - 10, 10:19 م]ـ
الإسلام ليس محلاً للتجارب ... فمن دخل في الإسلام ليجربه فلا يقبل منه ذلك، بل إنه إذا عاد وانتكس فيعامل معاملة المرتد والعياذ بالله ...
كما قال الضحاك بن مزاحم لنصراني: لماذا لم تسلم؟ قال: لحب الخمر، قال: اسلم ثم شأنك بها ...
فلما اسلم قال له: ان شربت حددناك، وان ارتددت قتلناك، فثبت الرجل على الاسلام ...
فادعوا هذا الرجل بالحسنى وارفقوا به، لعله أن يعود ويرجع، ولكن لا يجعل الإسلام محلا للتجارب، أو أفكارًا قابلة للأخذ والرد والله أعلم ...
ـ[أبو سعيد الكناني]ــــــــ[25 - 10 - 10, 11:44 م]ـ
بوركت وننتظر مزيد من التفصيل
ـ[ابو علي الفلسطيني]ــــــــ[25 - 10 - 10, 11:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اقترح اخي الحبيب ان تستمروا معه في النقاش وان تجعلوه يطرح كل القضايا التي يشتبه فيها وتجيبوه عنها وان لا يعلن اسلامه الا بعد قناعة تامة ... فالامر جد ليس فيه هزل ... و ان يكن فيه خير يأت به الله تعالى باذنه ... والله اعلم
ـ[أبو بسام الدمشقي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 12:05 ص]ـ
الإسلام ليس محلاً للتجارب ... فمن دخل في الإسلام ليجربه فلا يقبل منه ذلك، بل إنه إذا عاد وانتكس فيعامل معاملة المرتد والعياذ بالله ...
كما قال الضحاك بن مزاحم لنصراني: لماذا لم تسلم؟ قال: لحب الخمر، قال: اسلم ثم شأنك بها ...
فلما اسلم قال له: ان شربت حددناك، وان ارتددت قتلناك، فثبت الرجل على الاسلام ...
فادعوا هذا الرجل بالحسنى وارفقوا به، لعله أن يعود ويرجع، ولكن لا يجعل الإسلام محلا للتجارب، أو أفكارًا قابلة للأخذ والرد والله أعلم ...
السلام عليكم أخي أبو علي:
كلامك هذا صحيح، ولكن هذا يقال في زمن عزة الإسلام، وزمن تطبيق حدود الله في الأرض وليس في هذا الزمان زمان الغربة
الرجل بالأصل كافر، وإن دخل الإسلام وارتد لن يتغير عليه شيء، ولن يسأله أحد ماذا تفعل
وأنا لا أقول أن الإسلام دين تجربة، ولكن الحكمة مطلوبة في هذه المواطن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/340)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[26 - 10 - 10, 01:00 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هل هذا الرجل مقتنع بالإسلام؟
بمعنى هل هو يؤمن بأن الإسلام هو الحق؟
وما يجعله مترددًا في اعتناقه اعتناقا كاملا هو أنه يجد صعوبة في الامتناع عن المحرمات؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 10 - 10, 01:26 ص]ـ
قل له أن يسلم فوراً ولو كان كارها ومتردداً ولا يجوز لأحد أن يطلب منه البقاء في حالة الكفر!
ـ[أبو سعيد الكناني]ــــــــ[26 - 10 - 10, 03:38 ص]ـ
يا أخوة بارك الله فيكم من يجيبنا يجيب بالدليل فأنا لا أسأل عن فتيا وإنما عن تأصيل شرعي
ـ[أبو سعيد الكناني]ــــــــ[26 - 10 - 10, 03:44 ص]ـ
أما عن السؤال عن مدى اقتناعه، وهل الإسلام بالنسبة له الدين الحق أم لا، فهو لم يكن يوما على دين غيره حتى بنتقل منه إلى الإسلام، وربما أمثال هؤلاء لم يصادفهم علماؤنا القدامى، فهو مع عدم اعتناقه للإسلام وكونه كافر -ولاشك- في نظرنا، إلا أنه لا يبدي أي عداء تجاه الإسلام والمسلمين، بل أذكر أنه أحد المرات اتصل بي وكان ذلك في رمضان و طلب مني إن كان لدي دروس أو أشياء تخص المسجد الذي أؤم الناس فيه يمكن أن يساعدني في إعدادها!!!!!!
وهذه من أوائل المرات التي تمر علي حالة كهذه وربما هذا فكر كفري جديد، هو الانتماء إلى فكر اللاشيء، فهو لا يحمل عداء لأي أحد، فقط مقتنع بأفكاره، ويظن أن علاقته بالله لا تحتاج لدين، بل فقط تحتاج منه أن يكون حسن السريرة طيب التعامل مع الناس فحسب، ومن أراد الإستفسار عن أي شيء فأنا على استعداد فيما يخص هذا الشخص
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 10 - 10, 09:38 ص]ـ
الرجل يُدعى للإسلام ولو كان يجد في نفسه ترددا بل كراهية للإسلام. قال الله تعالى: {بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون}
وفي مسند الإمام أحمد: حدثنا ابن أبي عدي عن حميد عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل أسلم قال أجدني كارها قال: أسلم وإن كنت كارها
وقال قتادة: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم لقي رجلا فقال له: " أسلم " فقال الرجل: إنك لتدعوني إلى أمر أنا له كاره. فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: " وإن كنت كارها ". وذكر لنا أنه لقي رجلا فقال له: " أسلم " فتصعده ذلك وكبر عليه، فقال له نبي الله: " أرأيت لو كنت في طريق وعر وعث، فلقيت رجلا تعرف وجهه، وتعرف نسبه، فدعاك إلى طريق واسع سهل، أكنت متبعه؟ " قال: نعم. فقال: " فوالذي نفس محمد بيده، إنك لفي أوعر من ذلك الطريق لو قد كنت عليه، وإني لأدعوك إلى أسهل من ذلك لو دعيت إليه ".
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[26 - 10 - 10, 10:51 ص]ـ
صدقت يا شيخ محمد الأمين
ينبغي أن يدخل في الاسلام لأنه حتى ولو لم يؤمن قلبه فإنه مع الاحساس بدفأ العبادة والصحبة الصالحة، مع الوقت سيكون مسلما قلباً وقالباً
وكان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من يُسلم تجربة أو كارهاً ولا يُنكر عليه النبي لأنه يعلم أن الاسلام سيدخل قلبه مع الوقت.
وهذا عملاً بقاعدة أخف الضررين!!
ـ[أبو سعيد الكناني]ــــــــ[26 - 10 - 10, 11:09 ص]ـ
بوركت شيخنا، والله الموفق ونسألكم الدعاء
ـ[أم فراس]ــــــــ[26 - 10 - 10, 02:23 م]ـ
...................
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[27 - 10 - 10, 08:31 ص]ـ
السلام عليكم أخي أبو علي:
كلامك هذا صحيح، ولكن هذا يقال في زمن عزة الإسلام، وزمن تطبيق حدود الله في الأرض وليس في هذا الزمان زمان الغربة
الرجل بالأصل كافر، وإن دخل الإسلام وارتد لن يتغير عليه شيء، ولن يسأله أحد ماذا تفعل
وأنا لا أقول أن الإسلام دين تجربة، ولكن الحكمة مطلوبة في هذه المواطن
صدقت أخي الفاضل: أبو بسام الدمشقي في كلامك، وزادك الله بصيرة ...(66/341)
ارجوا الرد في معنى قول (استثناء مفرغ من اعم الاحوال) في كتاب التوحيد
ـ[ندى صالح]ــــــــ[25 - 10 - 10, 09:36 م]ـ
شكر الله سعيكم وجعل اعمالكم ونياتكم خالصه لوجهه الكريم
لدي سؤال ارجوا الاجابه عليه؟؟
في قوله تعالى (الا ليعبدون) في كتاب القول المفيد وفتح المجيد في شرح كتاب التوحيد
للشيخ محمد بن عبد الوهاب ذكر الشيخ معنى هذا القول
انه استثناء مفرغ من اعم الاحوال فمامعنى هذا القول
بااااااارك الله فيكم(66/342)
من أبو القاسم عبد الكريم الذي روى عنه أبو يعلى في إبطال التأويلات؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[25 - 10 - 10, 11:15 م]ـ
السلام عليكم
قال أبو يعلى في "إبطال التأويلات":
((وأخرج إلي أبو القاسم عبد الكريم مقالة في أخبار الصفات، فروى بإسناده ... ))
من يقصد بـ"أبو القاسم عبد الكريم "؟
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[26 - 10 - 10, 01:08 ص]ـ
السلام عليكم
قال أبو يعلى في "إبطال التأويلات":
((وأخرج إلي أبو القاسم عبد الكريم مقالة في أخبار الصفات، فروى بإسناده ... ))
من يقصد بـ"أبو القاسم عبد الكريم "؟
وعليكم السلام ..
هو أبو القاسم القشيري صاحب الرسالة القشيرية وغيرها واسمه عبدالكريم بن هوازن ..
وفي أشياخ القاضي أبي يعلى رحمه الله ثلة كنيتهم أبو القاسم ومنهم:
أبو القاسم عيسى بن موسى السراج.
أبو القاسم بن حبابة
أبو القاسم عيسى بن علي الوزير.
أبو القاسم بن سويد.
أبو القاسم الصيدلاني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فائدة: هناك من علماء الحنابلة أبو القاسم عبدالعزيز وهو غير أبو بكر عبدالعزيز.
أبو القاسم عبدالعزيز: غلام الزجاج ,عبد العزيز بن احمد بن يعقوب أبو القاسم الحربي الواعظ الحنبلي ويعرف بغلام الزجاج حدث عن محمد بن الحسين الآجري المقيم كان بمكة حدثني عنه أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه وأبو محمد الخلال وذكر لي أبو طالب أنه سمع منه في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة وسألت عنه الخلال فقال كان أميا لا يكتب وكان قد جالس أهل العلم ولقي الشيوخ فحفظ عنهم.
أبو بكر عبدالعزيز: غلام الخلال, عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد بن معروف البغدادي توفي سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
ـ[عماد ابن عمر]ــــــــ[06 - 11 - 10, 10:50 ص]ـ
شكرا جزيلا وباركك الله على التساؤل وبارك في اخينا على الاجابة(66/343)
درر عقدية تيمية (5): بم يستدل المتكلمون على عقائدهم؟
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[26 - 10 - 10, 12:49 م]ـ
بم يستدل المتكلمون على عقائدهم؟
قال شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى (4/ 27 - 28):
إنَّ الْفَلَاسِفَةَ وَالْمُتَكَلِّمِين مِنْ أَعْظَمِ بَنِي آدَمَ حَشْوًا وَقَوْلًا لِلْبَاطِلِ وَتَكْذِيبًا لِلْحَقِّ فِي مَسَائِلِهِمْ وَدَلَائِلِهِمْ؛ لَا يَكَادُ - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - تَخْلُو لَهُمْ مَسْأَلَةٌ وَاحِدَةٌ عَنْ ذَلِكَ.
وَأَذْكُرُ أَنِّي قُلْت مَرَّةً لِبَعْضِ مَنْ كَانَ يَنْتَصِرُ لَهُمْ مِنْ الْمَشْغُوفِينَ بِهِمْ - وَأَنَا إذْ ذَاكَ صَغِيرٌ قَرِيبُ الْعَهْدِ مِنْ الِاحْتِلَامِ -:
كُلُّ مَا يَقُولُهُ هَؤُلَاءِ فَفِيهِ بَاطِلٌ إمَّا فِي الدَّلَائِلِ وَإِمَّا فِي الْمَسَائِلِ إمَّا أَنْ يَقُولُوا مَسْأَلَةً تَكُونُ حَقًّا لَكِنْ يُقِيمُونَ عَلَيْهَا أَدِلَّةً ضَعِيفَةً وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ الْمَسْأَلَةُ بَاطِلًا.
فَأَخَذَ ذَلِكَ الْمَشْغُوفُ بِهِمْ يُعَظِّمُ هَذَا وَذَكَرَ " مَسْأَلَةَ التَّوْحِيدِ " فَقُلْت: التَّوْحِيدُ حَقٌّ، لَكِنْ اُذْكُرْ مَا شِئْت مِنْ أَدِلَّتِهِمْ الَّتِي تَعْرِفُهَا حَتَّى أَذْكُرَ لَك مَا فِيهِ؛ فَذَكَرَ بَعْضَهَا بِحُرُوفِهِ حَتَّى فَهِمَ الْغَلَطَ وَذَهَبَ إلَى ابْنِهِ - وَكَانَ أَيْضًا مِنْ الْمُتَعَصِّبِينَ لَهُمْ - فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ قَالَ فَأَخَذَ يُعَظِّمُ ذَلِكَ عَلِيٌّ فَقُلْت: أَنَا لَا أَشُكُّ فِي التَّوْحِيدِ وَلَكِنْ أَشُكُّ فِي هَذَا الدَّلِيلِ الْمُعَيَّنِ. وَيَدُلُّك عَلَى ذَلِكَ أُمُورٌ: أَحَدُهَا: أَنَّك تَجِدُهُمْ أَعْظَمَ النَّاسِ شَكًّا وَاضْطِرَابًا وَأَضْعَفَ النَّاسِ عِلْمًا وَيَقِينًا وَهَذَا أَمْرٌ يَجِدُونَهُ فِي أَنْفُسِهِمْ وَيَشْهَدُهُ النَّاسُ مِنْهُمْ وَشَوَاهِدُ ذَلِكَ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ تُذْكَرَ هُنَا. وَإِنَّمَا فَضِيلَةُ أَحَدِهِمْ بِاقْتِدَارِهِ عَلَى الِاعْتِرَاضِ وَالْقَدْحِ وَالْجَدَلِ، وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ الِاعْتِرَاضَ وَالْقَدْحَ لَيْسَ بِعِلْمِ وَلَا فِيهِ مَنْفَعَةٌ وَأَحْسَنُ أَحْوَالِ صَاحِبِهِ أَنْ يَكُونَ بِمَنْزِلَةِ الْعَامِّيِّ وَإِنَّمَا الْعِلْمُ فِي جَوَابِ السُّؤَالِ؛ وَلِهَذَا تَجِدُ غَالِبَ حُجَجِهِمْ تَتَكَافَأُ إذْ كُلٌّ مِنْهُمْ يَقْدَحُ فِي أَدِلَّةِ الْآخَرِ.
وقال في درء التعارض (8/ 238):
ما يذكره أهل البدع من المتكلمة والمتفلسفة؛ فإما أن يكون طويلا لا يحتاج إليه، أو ناقصا لا يحصّل المقصود، وأن الطرق التي جاءت بها الرسل هي أكمل الطرق وأقربها وأنفعها وأن ما في الفطرة المكملة بالشرعة المنزلة يغني عن هذه الأمور المحدثة، وأن سالكيها يفوتهم من كمال المعرفة بصفات الله تعالى وأفعاله ما ينقصون به عن أهل الإيمان نقصاً عظيماً إذا عذروا بالجهل؛ وإلا كانوا من المستحقين للعذاب إذا خالفوا النص الذي قامت عليهم به الحجة فهم بين محروم ومأثوم.
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[26 - 10 - 10, 02:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[26 - 10 - 10, 05:11 م]ـ
وإياكما جزاكما الله خيراً.(66/344)
درر عقدية تيمية (6): كيف يعظم المتصوفةُ الأنبياء عليهم السلام؟!
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[26 - 10 - 10, 12:51 م]ـ
كيف يعظم المتصوفة الأنبياء؟!
قال شيخ الاسلام في الرد على البكري (ص274):
وعندهم تعظيم الأنبياء والصالحين من جنس تعظيم النصارى والمشركين يعظمونهم تعظيم ربوبية من جهة ما يرجونه في حصول مطالبهم من جهتهم؛ لا يعظمونهم لكونهم رسل الله الذين أمروا بطاعتهم فيجب أن يطاعوا فيما أمروا به وأن يقتدي بهم فيما يشرع التأسي بهم فيه، ويعرضون عن بعض طاعتهم والتأسي بهم ويقبلون على نوع من دعائهم وسؤالهم والإشراك بهم وهؤلاء بالنصارى أشبه منهم بالصابئة الفلاسفة لكن الجميع فيهم شرك.
وقال في الرافضة والمتصوفة في منهاج السنة (2/ 267 - 269):
وهم قصدوا تعظيم الأنبياء بجهل كما قصدت النصارى تعظيم المسيح وأحبارهم ورهبانهم بجهل فأشركوا بهم واتخذوهم أربابا من دون الله وأعرضوا عن اتباعهم فيما أمروهم به ونهوهم عنه، وكذلك الغلاة في العصمة يعرضون عما أمروا به من طاعة أمرهم والإقتداء بأفعالهم إلى ما نهوا عنه من الغلو والإشراك بهم فيتخذونهم أربابا من دون الله يستغيثون بهم في مغيبهم وبعد مماتهم وعند قبورهم ويدخلون فيما حرمه الله تعالى ورسوله من العبادات الشركية التي ضاهوا بها النصارى وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عند موته: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما فعلوه قالت عائشة رضي الله عنها ولولا ذلك لأبرز قبره ولكن كره أن يتخذ مسجدا، وفي الصحيحين أيضا: أنه ذكر له في مرضه كنيسة بأرض الحبشة وذكرحسنها وتصاوير فيها فقال: إن أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه التصاوير أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة، وفي صحيح مسلم عن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قبل أن يموت بخمس: ألا إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك وإني أبرأ إلى كل خليل من خليله ولو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن صاحبكم خليل الله، يعنى نفسه، وفي السنن عنه أنه قال: لا تتخذوا قبري عيدا وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني، وفي الموطأ وغيره أنه قال: اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وفي المسند وصحيح أبي حاتم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد، وفي صحيح مسلم عن أبي هياج الأسدي قال قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن لا أدع قبرا مشرفا إلا سويته ولا تمثالا إلا طمسته؛ فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأرسل علي في خلافته من يفعل مثل ما أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يسوى القبور المشرفة ويطمس التماثيل؛ فإن هذه وهذه من أسباب الشرك وعبادة الأوثان؛ قال الله تعالى: (لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا)،. قال غير واحد من السلف: كان هؤلاء قوما صالحين في قوم نوح فلما ماتوا وعكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم عبدوهم من دون الله؛ فالمشاهد المبنية على قبور الأنبياء والصالحين من العامة ومن أهل البيت كلها من البدع المحدثة المحرمة في دين الإسلام وإنما أمر الله أن يقصد لعبادته وحده لا شريك له المساجد لا المشاهد؛ قال الله تعالى: (قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين)،. وقال تعالى: (ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم فيها خالدون إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)، وقال تعالى: (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا)، ومثل هذا في القرآن كثير.
ـ[مبارك بن راشد الحثلان]ــــــــ[26 - 10 - 10, 12:59 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم,
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[26 - 10 - 10, 05:12 م]ـ
وإياكم أخي الكريم. جزيتم خيراً.(66/345)
أطروحة دكتوراه الشيخ د. محمد العريفي
ـ[سيف الدين السلفي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 05:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
عنوان الكتاب / موقف ابن تيمية من الصوفية
اسم المؤلف / محمد بن عبد الرحمن العريفي
الناشر / مكتبة دار المنهاج- الرياض
سنة الطبع/ 1430هـ/ ط أولى
نوع الكتاب/ أصله رسالة علمية لنيل درجة الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
عدد الأجزاء:/ 2 جزء
http://www.dorar.net/files/f211.jpg
التعريف بموضوع الكتاب:
ما زالت الصوفية قائمة في بلدان المسلمين لها أتباعها ومريدوها الذين ينضوون تحت طرقها الكثيرة التي عمت بلدان المسلمين ولقد خدع بها الكثيرون يظنون أن الصوفية هي الباب إلى الزهد والتخلي عن الدنيا والإقبال على الله فكان لابد من تجلية حقيقة الصوفية وما آل إليه أمر التصوف لا سيما إذا كان ذلك صادرا عن أحد الأئمة الراسخين في العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية
وقد جمع الدكتور محمد العريفي كلام شيخ الإسلام فيما يتعلق بالصوفية في كتابه (موقف ابن تيمية من الصوفية) في دراسة واسعة و مهد لدراسته بترجمة موجزة لشيخ الإسلام ثم الكلام عن الفرق نشأتها وأصولها عند شيخ الإسلام.
وعقد الكتاب في خمسة أبواب فأما الباب الأول فكان عن مصادر ابن تيمية ومنهجه في عرض آراء الفرق الإسلامية ومناقشتها وتقويمه لكتب المقالات.
ثم في الباب الثاني التعريف بالصوفية تناول ما يتعلق بالصوفية ونسبتها ونشأتها والأطوار التي مرت بها وأهم فرقها وأبرز رجالها ومصادرهم في التلقي.
وفي الباب الثالث عرض لآراء الصوفية في الاعتقاد مرورا بتوحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات والنبوة والولاية والكرامات واليوم الآخر والقدر وموقفهم من المعاصي ودرجاتها
وفي الباب الرابع تناول وسائل الطريق الصوفي كالخلوة والصمت والعزلة والجوع والسهر والأوراد والأذكار وتناول معالم الطريق الصوفي فتكلم عن المريد وآدابه والعهد والبيعة والتلقين والخرق والمرقعات والتعري
وفي الباب الخامس وهو آخر أبواب الكتاب تكلم عن موقف شيخ الإسلام من الصوفية عموما فذكر موقفه من مصنفاتهم وشخصياتهم وموقفه من رواياتهم ومروياتهم ثم عقد مقارنة إجمالية بين منهج ابن تيمية ومنهج غيره من المصنفين في عرض الصوفية.
وقد خلص المؤلف من خلال بحثه إلى أن الصوفية ابتغوا الهداية في غير الكتاب والسنة لذا ضلوا وأن تقديسهم للأشخاص كان السبب الرئيس في الوقوع في كثير من الضلالات والشركيات والبدع وهذه البدع نوعان إما عقدية أو سلوكية وأن شيخ الإسلام تولى الرد عليهم فيما خالفوا فيه أهل السنة مع إنصافه لخصومه وتفصيل لأحوالهم وعدم تعميم الأحكام عليهم وقبول ما لديهم من حق وإن كان قليلا.
وبعد هذا العرض لأبواب الكتاب ومباحثه التي بذل فيها المؤلف جهدا مشكورا في بيان حقيقة التصوف وموقف شيخ الإسلام منه نقول ما أحوج الأمة الإسلامية إلى أن تعود لكتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم ونبذ البدع التي فرقت الأمة إلى فرق وطرق وجماعات فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها
فهذا رابط لكتاب
" موقف ابن تيمية من الصوفية "
روابط التحميل:
الواجهة
http://ia700208.us.archive.org/14/items/waq96539/00_96539.pdf (http://ia700208.us.archive.org/14/items/waq96539/00_96539.pdf)
الجزء الأول
http://ia700208.us.archive.org/14/items/waq96539/01_96539.pdf (http://ia700208.us.archive.org/14/items/waq96539/01_96539.pdf)
الجزء الثاني
http://ia700208.us.archive.org/14/items/waq96539/02_96540.pdf (http://ia700208.us.archive.org/14/items/waq96539/02_96540.pdf)
قام بهذا العمل الجبار أخوكم أبو معاذ السلفي (السني الحضرمي) من موقع
www soufia-h net
لا تنسونا من خالص دعائكم.
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[26 - 10 - 10, 07:07 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[سيف الدين السلفي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 07:08 م]ـ
و فيك بارك الله أخي.(66/346)
أريد شرحا لكتاي شفاء العليل
ـ[أبو عائش السلفي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 08:08 م]ـ
هل يوجد شرح لكتاب شفاء العليل لابن القيم
ـ[أبو شيبة المصري]ــــــــ[26 - 10 - 10, 11:41 م]ـ
قرأت فى ترجمة الشيخ ياسر برهامي على الشبكة أنه شرحه، لكنى لم أعثر عليه(66/347)
درر عقدية لابن القيم (1): فضل كلمة التوحيد وأحوال قائليها في تحقيقها.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[26 - 10 - 10, 08:58 م]ـ
فضل كلمة التوحيد، وأحوال قائليها في تحقيقها.
قال ابن القيم رحمه الله في الداء والدواء (ص 456 - 458):
َهِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي قَامَتْ بِهَا الْأَرْضُ وَالسَّمَاوَاتُ، وَفَطَرَ اللَّهُ عَلَيْهَا جَمِيعَ الْمَخْلُوقَاتِ، وَعَلَيْهَا أُسِّسَتِ الْمِلَّةُ وَنُصِبَتِ الْقِبْلَةُ، وَجُرِّدَتْ سُيُوفُ الْجِهَادِ، وَهِيَ مَحْضُ حَقِّ اللَّهِ عَلَى جَمِيعِ الْعِبَادِ، وَهِيَ الْكَلِمَةُ الْعَاصِمَةُ لِلدَّمِ وَالْمَالِ وَالذُّرِّيَّةِ فِي هَذِهِ الدَّارِ، وَالْمُنْجِيَةُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَهِيَ الْمَنْشُورُ الَّذِي لَا يُدْخَلُ الْجَنَّةُ إِلَّا بِهِ، وَالْحَبْلُ الَّذِي لَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ مَنْ لَمْ يَتَعَلَّقْ بِسَبَبِهِ، وَهِيَ كَلِمَةُ الْإِسْلَامِ، وَمِفْتَاحُ دَارِ السَّلَامِ، وَبِهَا انْقَسَمَ النَّاسُ إِلَى شَقِيٍّ وَسَعِيدٍ، وَمَقْبُولٍ وَطَرِيدٍ، وَبِهَا انْفَصَلَتْ دَارُ الْكُفْرِ مِنْ دَارِ الْإِيمَانِ، وَتَمَيَّزَتْ دَارُ النَّعِيمِ مِنْ دَارِ الشَّقَاءِ وَالْهَوَانِ، وَهِيَ الْعَمُودُ الْحَامِلُ لِلْفَرْضِ وَالسُّنَّةِ، وَ مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.
وَرُوحُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ وَسِرُّهَا: إِفْرَادُ الرَّبِّ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ، وَتَبَارَكَ اسْمُهُ، وَتَعَالَى جَدُّهُ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُهُ - بِالْمَحَبَّةِ وَالْإِجْلَالِ وَالتَّعْظِيمِ وَالْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ وَتَوَابِعِ ذَلِكَ: مِنَ التَّوَكُّلِ وَالْإِنَابَةِ وَالرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ، فَلَا يُحَبُّ سِوَاهُ، وَكُلُّ مَا كَانَ يُحَبُّ غَيْرَهُ فَإِنَّمَا يُحَبُّ تَبَعًا لِمَحَبَّتِهِ، وَكَوْنِهِ وَسِيلَةً إِلَى زِيَادَةِ مَحَبَّتِهِ، وَلَا يُخَافُ سِوَاهُ، وَلَا يُرْجَى سِوَاهُ، وَلَا يُتَوَكَّلُ إِلَّا عَلَيْهِ، وَلَا يُرْغَبُ إِلَّا إِلَيْهِ، وَلَا يُرْهَبُ إِلَّا مِنْهُ، وَلَا يُحْلَفُ إِلَّا بِاسْمِهِ، وَلَا يُنْظَرُ إِلَّا لَهُ، وَلَا يُتَابُ إِلَّا إِلَيْهِ، وَلَا يُطَاعُ إِلَّا أَمْرُهُ، وَلَا يُتَحَسَّبُ إِلَّا بِهِ، وَلَا يُسْتَغَاثُ فِي الشَّدَائِدِ إِلَّا بِهِ، وَلَا يُلْتَجَأُ إِلَّا إِلَيْهِ، وَلَا يُسْجَدُ إِلَّا لَهُ، وَلَا يُذْبَحُ إِلَّا لَهُ وَبِاسْمِهِ، وَيَجْتَمِعُ ذَلِكَ فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ: أَنْ لَا يُعْبَدَ إِلَّا إِيَّاهُ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ.
فَهَذَا هُوَ تَحْقِيقُ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلِهَذَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَقِيقَةَ الشَّهَادَةِ، وَمُحَالٌ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ مَنْ تَحَقَّقَ بِحَقِيقَةِ هَذِهِ الشَّهَادَةِ وَقَامَ بِهَا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: (وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُون)؛ فَيَكُونُ قَائِمًا بِشَهَادَتِهِ فِي ظَاهِرِهِ وَبَاطِنِهِ، فِي قَلْبِهِ وَقَالَبِهِ.
فَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ تَكُونُ شَهَادَتُهُ مَيِّتَةً، وَمِنْهُمْ مَنْ تَكُونُ نَائِمَةً، إِذَا نُبِّهَتِ انْتَبَهَتْ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَكُونُ مُضْطَجِعَةً، وَمِنْهُمْ مَنْ تَكُونُ إِلَى الْقِيَامِ أَقْرَبَ، وَهِيَ فِي الْقَلْبِ بِمَنْزِلَةِ الرُّوحِ فِي الْبَدَنِ، فَرُوحٌ مَيِّتَةٌ، وَرُوحٌ مَرِيضَةٌ إِلَى الْمَوْتِ أَقْرَبُ، وَرُوحٌ إِلَى الْحَيَاةِ أَقْرَبُ، وَرُوحٌ صَحِيحَةٌ قَائِمَةٌ بِمَصَالِحِ الْبَدَنِ.(66/348)
قوادح في العَقِيدَةِ
ـ[أبو مارية الشامي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 09:13 م]ـ
قوادح في العَقِيدَةِ
مُحَاضَرَةٌ
لِسَمَاحَةِ الشَّيْخِ العَلامَةِ
عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ
ـ رحمه الله تعالى ـ
[شريط مفرغ]
قام بتنسيق المحاضرة ونشرها:
سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
ـ سَدَّدَهُ اللَّهُ فِيْمَا يُخْفِيْ وَيُبْدِيْ إِنَّهُ بِكُلِّ خَيْرٍ كَفِيْلٌ وَعَلَى كُلِّ شَئٍ وَكِيْلٌ ـ
المؤلفات في العقيدة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن العقيدة: هي ما يعقد عليه قلب المسلم، ويعتقده من الأمور الغيبية التي أخبر الله تعالى بها، والتي دعت إليها الرسل؛ وذلك لأنه متى اعتقدها فإنه يعمل بموجبها، وقد كثر كلام العلماء فيما يتعلق بالعقيدة، وكتبوا في ذلك كتابات كثيرة تدل على أن هذه العقيدة لها أهميتها ولها مكانتها؛ فنوصي بقراءة تلك الكتب، وتلك المؤلفات التي تتعلق بالعقيدة حتى يعلم المؤمن تمام ما يعتقده، وما يقوله بلسانه، وما يعقد عليه قلبه؛ وذلك لأنه في العهد النبوي، وعهد الصحابة -رضي الله عنهم- آمنوا بما أخبر الله تعالى به، ولم يحتاجوا إلى تفاصيل في أمور العقيدة؛ وذلك لأنهم عرفوا ما يعتقدونه وما يقولون به، ولكن حدثت بعدهم بعض القوادح وبعض المخالفات في أمر العقيدة؛ فاهتم العلماء بعد ذلك بكتابة رسائل تتعلق بالعقيدة ما بين مختصر وما بين متوسع.
نوصي بقراءة كتب السلف في أمور الاعتقاد سواء بهذا الاسم، أو بما يدل عليه كتب الإمام أحمد -رحمه الله- رسالة باسم السنة مطبوعة في المجلد الأول من طبقات الحنابلة، تدل على أنه -رحمه الله- لاحظ بعض المنكرات وبعض القوادح فكتب العقيدة السليمة؛ فنوصي بقراءتها، وله أيضا رسالة أُخرى باسم السنة مطبوعة أيضا، وعليها تعاليق، نوصي أيضا بقراءتها.
وكذلك كتب أحدُ أئمة السلف الإمام البربهاري رسالة أيضا باسم شرح السنة هذه أيضا تتعلق بالعقيدة، وكذلك كتب كثير من العلماء فيما يتعلق بالعقيدة، واشتهرت كتبٌ في العقيدة لغير أهل السنة، ومع ذلك انتشرت وتمكنت عقائد، ولكن فيها مخالفات، وفيها قوادح، هناك عقيدة اسمها الخريدة منظومة، ولكن فيها شيء من المخالفات، مطبوعة مع مجموع المتون، ولها أيضا شروح، وهناك عقيدة اسمها العقائد النسفية وفيها أيضا بعض القوادح، وبعض المخالفات وعليها شروح.
وهناك أيضا منظومة اسمها بدء الأمالي مطبوعة أيضا في كتاب مجموع المتون، وفيها بعض القوادح، وغيرها كثير، من أراد أن يكون على العقيدة السليمة الصحيحة اقتصر على كتب السلف، وعلى أيضا كتب من وافقهم من أئمة السنة، ومن أشهرها مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية؛ فنوصي بكتاب العقيدة الواسطية؛ فإنها عقيدة سليمة وافية بما يتعلق بالعقيدة، وله أيضا رسالة كبيرة اسمها الفتوى الحموية فيها أيضا أمر العقيدة، وفيها نقول عن الأئمة الذين تكلموا على أمر العقيدة.
وكذلك لتلميذه ابن القيم كتاب اسمه اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية فيها أيضا نصر السنة، وبيان من يخالف العقيدة، ولزميله الإمام الذهبي أيضا كتاب العلو يتعلق بأمر العقيدة، وهو كتاب مفيد، وقد اختصره الشيخ الألباني -رحمه الله- وطبع، وحذف منه المكرر ونحوه، وأصبح عمدة لمن يريد أن يعرف العقيدة الصحيحة، وغير ذلك من الكتب التي تتعلق بالعقيدة.
الإيمان باللَّهِ تعالى وأثره على الإنسان
ولا شك أن الأصل في العقيدة هو قول الله تعالى: ? الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ? [سورة البقرة، الآية: 3]؛ وذلك لأن العقيدة مبناها على الأمور الغيبية؛ أي التصديق بها، والجزم بأنها حق؛ لأن أدلتها قطعية، ولأن من خالف فيها ضعف إيمانه، وضعف اعتقاده، وكثرت مخالفاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/349)
الأصل في العقيدة الإيمان بالله تعالى، الإيمان بأن الله هو خالق الخلق، وهو رب العالمين، وهو مدبر الخلائق أجمعين، الإيمان بأنه الإله الحق والمعبود، لا معبود بحق غيره، والإيمان أيضا بأسمائه وصفاته، والإيمان بخبره، وما أخبر به، وكذلك أيضا الإيمان بالبعث بعد الموت، والجزاء على الأعمال والتطبيق بذلك كله، فمتى رسخت هذه العقيدة؛ الإيمان بالله واليوم الأخر في القلب على ما جاءت به النصوص الشرعية فإن العقيدة تكون قوية متينة، يكون لها آثارها.
فإذا رأيت الذي يتجرأ على المعاصي والمخالفات، ولا يبالي بنصوص الوعيد، ولا يخاف من عقاب الله تعالى فاعرف أن عقيدته ضعيفة، وكذلك إذا رأيت الذي يتهاون بالطاعات، ويترك الواجبات، ويتخلف عن الصلوات فأعلم أن عقيدته ضعيفة؛ إذن كيف تعرف قوي العقيدة؟ تعرفه بقوة إيمانه، وتعرفه بكثرة عباداته، وبتورعه عما حرم الله، إيمانه بالله تعالى واليوم الآخر يحمله على أن يواظب على الصلوات، يحمله على أن يفي بالواجبات، إيمانه بالله وباليوم الآخر يحمله على أن يترك المحرمات، وأن يبتعد عن المخالفات، وألا يرتكب السيئات والخطيئات، إذا كان كذلك فإنك تعرف قوة إيمانه؛ فترى الرجل مثلا الذي يسابق إلى المساجد، والذي يكثر من الصدقات، والذي يتورع عن المشتبهات وعن المحرمات، ويغض بصره عن النظر إلى العورات؛ فتقول هذا إيمانه قوي، هذا عقيدته راسخة.
وترى الرجل الذي يستمع الأغاني، وينظر مثلا إلى العورات، ويستبيح النظر إلى المحرمات، أو يتعاطى المسكرات أو المخدرات؛ فتقول هذا عقيدته ضعيفة، هذا إيمانه ضعيف؛ لو كان قوي الإيمان لابتعد عن هذه المحرمات؛ قوي الإيمان وقوي العقيدة يستحضر عقوبة الله تعالى، ويستحضر نظره دائما.
فمن أسباب رسوخ العقيدة وثباتها: قوة الإيمان بالله تعالى، وأدلة ذلك كثيرة: منها قول الله تعالى: ? الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ? [سورة الشعراء،الآيات: 218، 219، 220] فالذي يعتقد أن ربه يراه ولا يخفي عليه منه خافية لا يتجرأ على أن يخالف أمر الله، ولا على أن يرتكب ما نهى الله عنه.
ومنها قول الله تعالى: ? وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ? [سورة يونس، الآية: 61] أخبر بأنه لا يغيب عنه مثقال ذرة، لا يخفى عليه من أمور عباده خافية، وأنكم مهما كنتم ومهما تقلبتم فإنه تعالى يطلع عليكم، ويحصي عليكم أعمالكم، فمن كان يستحضر أن الله تعالى مطلع عليه فكيف يقدم على المعصية؟ وكيف يفعل الذنب الذي يعرف أن ربه حرمه وأنه قد توعد عليه بالعقوبة؟ إذا حدثته نفسه بأن يفعل فاحشة تذكر أن الله تعالى حرم هذه الفواحش بقوله تعالى: ? قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ? [سورة الأعراف، الآية: 33]؛ فيرجع إلى نفسه، ويقول: ألست ممن آمن بالله؟ ألست ممن أيقن بأن ربه يراه، فكيف أقدم على هذه الفاحشة، وأنا أعلم أن الله قد حرمها؟
إذا فعل ذلك فإنه يرتدع عن أن يفعل أية ذنب ولو كان صغيرا يصر عليه؛ بل يحجزه إيمانه ويقينه عن مثل هذه المحرمات وما أشبهها، في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت؛ يعني تستحضر أن ربك تعالى عالم بك وأنه يراقبك، وأنه يطلع على قلبك، وعلى ما فيه، تتذكر قول الله تعالى: ? وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ? [سورة ق، الآية: 16] إذا استحضرت ذلك فلا بد أن تحاسب نفسك، وأن ترتدع عن أية ذنب صغير أو كبير؛ لأنك تعرف أن ربك قد حرم هذه الذنوب، وأنه قد توعد بالعقوبة عليها، فلا يمكن أن يقدم عليها العاقل الذي يعرف الله تعالى ويعرف عظمته، ويعرف وعده ووعيده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/350)
ظهرت آثار ذلك على أهل الإيمان الصحيح، ذكروا: أن رجلا خلى بامرأة ليزني بها، فقال لها: أغلقي الأبواب، فلما أغلقت البواب قالت: بقي باب واحد ما هو؟ قالت: الذي بيننا وبين الله، ارتعد لذلك، وترك هذا؛ لأنه عرف أن الله تعالى لا يستر بصره حجاب، ولا يغلق دونه باب؛ فإنه عالم بالعباد.
وذكروا: أن رجلا راود امرأة على نفسها في ليلة مظلمة، فقال: ما يرانا إلا الكواكب فقالت: فأين مكوكبها؟؛ يعني أين الله الذي كوكبها؟ يعني خلقها وسيرها.
وجاء جماعة إلى راعي غنم وطلبوا منه أن يبيع، أو يعطيهم شاة من غنمه الذي هو يرعاها، فقالوا له: إذا سألك سيدك فقل أكلها الذئب، فقال ذلك الراعي: فأين الله؟ يعني أنني أكون بذلك قد كذبت، والله تعالى عالم بكذبي؛ فيكون ذلك من الكذب على الله. استحضر أن ربه سبحانه سيحاسبه على هذا، وأنه لا يخفى عليه من أمور عباده خافية.
وفي حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار يقول: «قال أحدهم: اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، وإني طلبتها إلى نفسها فأبت، فألمت بها سنة من السنين، فجاءت فأعطيتها مائة دينار، فلما قعدت بين رجليها قالت: يا عبد الله، اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه» لما قالت له هذه الموعظة عرف أن الله تعالى حرم ذلك عليه؛ فارتعدت فرائصه، وتاب وترك ما كان أعطاها، وأقلع عن هذا الفعل. هكذا يكون أثر هذا الاستحضار؛ أثر العقيدة التي رسخت في القلب تمنع أصحابها من أن يتجرءوا على المعصية.
قوادح في العقيدةِ
وإذا عرفنا هذه العقيدة وعرفنا آثارها فنعرف بعض القوادح التي تقدح في هذه العقيدة؛ إما أنها تنافيها أو تنقصها؛ حتى يتجنب ذلك المسلم المؤمن.
من القوادح: البدع؛ البدع تقدح في كمال التوحيد؛ أي البدع يعم البدع الاعتقادية والبدع العملية، وضابطها: كل شيء يخالف عقيدة المسلمين، ويخالف ما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم-.
«الخوارج»
حدث في عهد الصحابة بدعة التكفير، وهي مما يقدح في العقيدة؛ الخوارج صاروا يكفرون بالذنوب، ولذلك استحلوا قتال المسلمين؛ فكانوا بذلك مبتدعين يرون الذنب كفرا، يكفرون بالذنوب، ويعتقدون أن كل من عمل ذنبا وأصر عليه فإنه كافر، وهذه تقدح في العقيدة، وتقدح في التوحيد.
«إنكار القدر»
ومن البدع أيضا: بدعة إنكار القدر، وهي أيضا من القوادح تقدح في التوحيد، وتقدح في العقيدة، الذين ينكرون أن الله تعالى كتب المقادير في اللوح المحفوظ، أو علم ما يكون لا شك أنهم بذلك قدحوا في علم الله تعالى؛ قدحوا في علمه بالأمور المستقبلة، كالأمور الماضية؛ فيقولون: إن الله ليس بكل شيء عليم، إن الله لا يعلم الأشياء حتى تقع، لا يعلم الحوادث حتى تقع، وحتى تحدث، كذبوا بقوله تعالى: ? وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ? [سورة البقرة، الآية: 282] مع أنها عامة، هذا أيضا من القوادح في العقيدة.
«إنكار قدرة اللَّه عزّ وجلّ»
كذلك أيضا الذين ينكرون قدرة الله، الله تعالى أخبر بأنه على كل شيء قدير، فهناك عقيدة القدرية الذين يقولون: إن الله لا يقدر على كل شيء، وإنما يقدر على بعض الأشياء؛ ينكرون قدرة الله على الهداية والإضلال، ويقولون: العبد هو الذي يقدر، ولا يقدر الله تعالى أن يرده عما أراده، هذا أيضا قادح في العقيدة.
«الجبرية»
وكذلك أيضا الذين ينكرون شرع الله وأمره ونهيه، لا شك أن هذا قادح، وأنه بدعة وهم الذين يقولون: ليس للعباد قدرة على أفعالهم، وإنما هم بمنزلة المجبر؛ المجبور الذي ليس له اختيار، هذه عقيدة أهل الجبر؛ الجبرية، لا شك أيضا أنها تقدح في العقيدة؛ حيث إنهم يعتقدون أن العبد معذور، وأن العاصي مجبور على المعصية، وليس بملوم على ما يفعل من الذنوب، ويحتجون بالقدر، ويقول فيهم بعض العلماء:
وعند مراد الله تفنى كَمَيِّت
وعند مراد النفس تُسدي وتُلحد
وعند خلاف الأمر تحتج بالقضا
ظهيرا على الرحمن للجبر تزعم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/351)
أي تدعي أنك مجبور، هذه أيضا من القوادح الذين يحتجون بالقدر، نمر على أحدهم، فنأمره بالعبادة فيقول: أنا ما هداني الله، نقول له: اسأل ربك الهداية، وافعل ما تقدر عليه، تصر على ترك الصلاة وعلى فعل المعاصي، وتقول: ما هداني الله، لا شك أنك بذلك تعتبر معاندا، ولو كان كذلك لما لمت من يعاقبك، معلوم أنه لو ضربه أحد لانتقم ولانتصر، ولم يقل: هذا سلطه الله علي؛ بل يرد ذلك بما يقدر عليه، وإذا كان كذلك فلا عذر له في أن يقل: ما هداني الله، أو حتى يهديني الله.
«ادعاء أن القرآن مفترى»
كذلك أيضا من البدع الاعتقادية: التكذيب بكلام الله تعالى، واعتقاد أنه مفترى، أو أنه قول البشر، كالذين قالوا: ? إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ? [سورة المدثر، الآية: 25] أو قالوا: ? إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ? [سورة الأنعام، الآية: 25] أو ? قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى? [سورة القصص، الآية: 36] أو ما أشبه ذلك، كثيرون يدعون أن هذا القرآن من تأليف البشر؛ إما من قول محمد أو من اجتمع عليه مع غيره؛ ولذلك أنكر الله عليهم، ?وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ? [سورة الفرقان، الآية: 5] من قال ذلك فقد كذب بأن القرآن كلام الله؛ فيكون بذلك قد قدح في عقيدته.
«خلق القرآن»
وكذلك من القوادح: من يقول: إن القرآن مخلوق، وليس هو كلام الله، وإنما هو خلق من خلقه، كما خلق البشر، كما خلق السماء والأرض، ليس هو كلام الله، لا شك أن هؤلاء أيضا قدحوا في عقيدتهم؛ وذلك بإنكارهم كلام الله، وفي ذلك تنقص؛ تنقص للرب تعالى؛ بأنه لا يتكلم.
«إنكار صفات اللَّه تعالى»
ومن القوادح أيضا: إنكار صفات الله، الذين ينكرون أن الله سميع بصير، أن الله على كل شيء قدير، أن الله بكل شيء عليم هؤلاء أيضا قدحوا في عقيدتهم؛ لأن من أنكر ذلك فقد طعن في صفات الرب، وتنقصه تنقصا زائدا، ويظهر ذلك على كثير من المبتدعة الذين يعتقدون عقيدة المعتزلة وعقيدة الجهمية والمعطلة، وهم كثير، لا شك أن هؤلاء قدحوا، أو أتوا بما يقدح في عقيدتهم، وتفصيل ذلك موجود، والردود عليهم موجودة في كتب العلماء الذين ناقشوهم، والذين أثبتوا الأسماء والصفات، كما وردت مثل: كتاب الشريعة للآجري وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي والإبانة لابن بطة وغيرهم ممن توسعوا.
وكذلك أيضا كتب العلماء مثل: كتاب العقل والنقل لابن تيمية وكتاب الصواعق المرسلة لابن القيم؛ فقد ردوا على هؤلاء، ومع الأسف أنهم لا يزالون يناظرون، ويكتبون، وينكرون الكثير مما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ويطعنون بذلك في كتب أهل السنة، فقرأت لبعض المتأخرين كلاما يطعن فيه على البخاري ويقول: إن صحيح البخاري فيه أكاذيب، وفيه مفتريات، ثم يمثل بحديث النزول الذي يقول فيه: «ينزل ربنا إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر» وكأنه يقيس نزوله على نزول البشر، وما علم أن هذه الصفات من الصفات التي يثبتها أهل السنة، ويتوقفون عن تكييفها، هذا بلا شك من القوادح في العقيدة إنكار صفات الله تعالى، إنكار صفة المجيء، والنزول الذي أثبته الله، وكذلك أيضا إنكار صفة العلو والاستواء الذي أثبته الله وأثبتته الأحاديث، ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا بلا شك من القوادح في العقيدة.
وهكذا أيضا الذين ينكرون أن الله تعالى متكلم، وأنه يتكلم إذا شاء، فيقولون: إن الله لا يتكلم، أو إن كلامه المعاني، ليس الألفاظ، وليس الحروف وما أشبه ذلك، هذه من القوادح في أمور العقيدة.
«بدعة الأعياد»
والبدع كما تعرفون كثير، وأما البدع العملية فكونها تقدح في العقيدة؛ لأن فيها تنقص للنبي -صلى الله عليه وسلم- ومخالفة لأمره؛ فمثلا الذين يعملون أعيادا ليس لها أصل في السنة، يتهمون النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه ما بلغ الدين كما هو، ما بلغ الشريعة، وأن الدين ليس بكامل، وأنه بحاجة إلى إضافات، كإحياء الموالد؛ المولد النبوي، وليلة الإسراء، وصلاة الرغائب، وقيام ليلة النصف من شعبان، وما أشبه ذلك من هذه البدع، هذه لا أصل لها، ومن دان بها فكأنه يطعن على النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه ما فعلها، فيفضلون أنفسهم عليها، فيقولون: نحن عملنا هذا العمل الذي فيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/352)
حسنات والذي فيه أجر، والذي فيه ثواب وما أشبه ذلك، ينكرون في الحقيقة قول الله تعالى: ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ? [سورة المائدة، الآية: 3] وينكرون قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد» لا شك أيضا أن هذه من القوادح في العقيدة.
«السخرية بآيات اللَّه وبعباده وبالنبيِّ عليه الصلاة والسلام»
وكذلك أيضا من القوادح في العقيدة: السخرية بآيات الله تعالى، وبكلامه، وبشيء من دينه، وبما أمر به؛ فإن هذا من أكبر ما يقدح في العقيدة، وأحب أن أتوسع في هذا لبعض المناسبات، فنقول: إن الله تعالى أنكر على الذين يتمسخرون بشيء من دين الله، أو بأسمائه أو بصفاته أو ما أشبه ذلك، وعابهم وكفرهم في آيات كثيرة، نذكر شيئا منها قال الله تعالى: ? سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ ? [سورة البقرة، الآية: 211] إلى قوله: ? زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ? [سورة البقرة، الآية: 212] أخبر بأنه زين لهم هذا الأمر الذي هو الدنيا، وأنهم مع ذلك يسخرون من المؤمنين، لا شك أن هذا دليل على أن السخرية من المؤمنين من صفات الكفار، فمن سخر من المؤمنين فقد دخل في هذا الوعيد والعياذ بالله فيسخرون من الذين آمنوا ? وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ? [سورة البقرة، الآية: 212] إذا كان يوم القيامة فإنهم يكونون فوقهم، وأرفع منهم.
ومن الآيات أيضا قول الله تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ? [سورة المطففين، الآيتان: 29، 30] يضحكون منهم؛ بمعنى أنهم يتمسخرون من المؤمنين، ومن أعمالهم ونحو ذلك، وإذا مروا بهم يغمز بعضهم بعضا على وجه السخرية ? وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ *وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ ? [سورة المطففين، الآيتان: 30، 31] إذا انقلبوا إلى أهلهم فإذا هم يضحكون، ويتفكهون بما يقدرون عليه من السخرية بهؤلاء الضعفاء في نظرهم وما أشبه ذلك.
وكذلك أيضا يقول تعالى: ? وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ ? [سورة المطففين، الآية: 32] يضللون المؤمنين ? إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ ? [سورة المطففين، الآية: 32]؛ أي تائهون ضائعون، لا حظ لهم من الدنيا، ولا حظ لهم من الحياة التي نحن فيها؛ إنهم ضالون، قال الله تعالى: ? فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ? [سورة المطففين، الآية: 34]؛ يعني في يوم القيامة يرفع الله تعالى المؤمنين، ويضحكون منهم، ويقولون: هؤلاء هم الأخسرون أعمالا ? الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ? [سورة الكهف، الآية: 104] هؤلاء المتمسخرون ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم على خير، وما علموا أن أعمالهم وسخرياتهم صارت وبالا عليهم؛ حيث إنهم ضحكوا من عباد الله تعالى، فجزاهم الله بأن كانوا سخرية للمؤمنين، يقولون: هذا جزاء من سخر بالله تعالى وبآياته.
وكذلك ذكر الله تعالى توبيخ أهل النار، الذين يدخلون النار، ويقولون: ? رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ? [سورة المؤمنون، الآيتان: 106، 107] يقول الله لهم: ? اخْسَئُوا ?؛ يعني رد عليهم. ? اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي ? [سورة المؤمنون، الآيتان: 108، 109]؛ يعني المؤمنين حقا. ? يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ ? [سورة المؤمنون، الآيتان: 109، 110] هكذا أخبر أن المؤمنين الذين ? يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ? [سورة المؤمنون، الآية: 109] أن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/353)
أولئك الضالين يسخرون منهم، ويستهزئون بهم، ويضحكون من أفعالهم ? فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ ? [سورة المؤمنون، الآية: 110].
هذا الضحك أورثهم أن الله تعالى يقول لهم: ? اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ? لما كانوا يستهزئون بعباد الله الصالحين، وقد ذكر الله تعالى أن أهل النار يسخرون من أهل الجنة ويفقدونهم، قال الله تعالى عن أهل النار: ? وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ ? [سورة ص، الآية: 62]؛ يعني أين أولئك الذين كنا نعدهم من الأشرار، ونعدهم من الخاسرين؛ يعنون بذلك أهل الخير ? أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ? [سورة ص، الآية: 63] كنا نسخر منهم ونعدهم من الأشرار، ما لنا لا نراهم معنا في النار؟ ذلك لأنهم رفعهم الله تعالى، وثبتهم وأثابهم؛ فدل على أن هذا الاستهزاء وهذه السخرية من القوادح في العقيدة، وقد تصل إلى حد الكفر، الذين يسخرون بآيات الله، أو يسخرون بكلامه، أو يسخرون بعبادته، أو بعباده الصالحين، أو نحو ذلك لا شك أنهم يستحقون هذا الوعيد، أن الله يقول لهم:
? اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ إ * ِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ ? [سورة المؤمنون،الآيات: 108، 109، 110].
يدخل في ذلك الذين يستهزئون بالمصلين، أذكر أني أمرت أحدهم بالصلاة، فقال: تنفعك صلاتك -نعوذ بالله-؛ يعني استهزأ بالمصلين واستهزأ بالصلاة، وقال: كيف تنفعك صلاتك؟ ما نفعت صلاتك، خليها تنفعك لا شك أن هذا يعتبر استهزاء بهذه العبادة التي فرضها الله وجعلها ركنا من أركان الإسلام، وكذلك أيضا الذين إذا رأوا الذين يذهبون إلى المساجد سخروا منهم، لا شك أن هذا أيضا من الاستهزاء بالشرع.
وهكذا أيضا الذين يسخرون من المتصدقين الذين يتصدقون بما رزقهم الله تعالى تكون عاقبتهم أنهم يدخلون النار -والعياذ بالله- على هذا، ذكر في تفسير قول الله تعالى: ? فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ ? [سورة الصافات،الآيات: 50، 51، 52] قرأ هذا إنه لمن المصدِّقين أنه كان يسخر منه لما رآه يتصدق بأمواله التي أعطاه الله، والتي تفضل بها عليه، فلما كان في الأخرة دخل ذلك المستهزئ الذي يقول: أئنك لمن المصدِقين أو لمن المصدِّقين دخل النار، فيقول:
? إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ *يَقُولُ أئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ *أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ ? [سورة الصافات،الآيات: 51، 52، 53] ثم ? قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ? [سورة الصافات، الآيتان: 54، 55]؛ فأطلع في النار فعرفه، وقال: هذا هو صديقي الذي يسخر مني، فيقول: ? أئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ ? [سورة الصافات، الآية: 52] أو لمن المصدِّقين.
كذلك أيضا في سبب نزول قول الله تعالى: ? الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ? [سورة التوبة، الآية: 79] قالوا: إن أولاء بعضا من أولئك المستهزئين رأوا إنسانا تصدق بصدقة بمال كثير، فقالوا: هذا مرائي؛ فهذا معنى ? يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِين ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/354)
وجاء رجل بصدقة قليلة، فقالوا: إن الله لغني عن صدقة هذا؛ فأنزل الله: ? الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ? هذا جزاء الذين يسخرون من المؤمنين ويلمزونهم ويعيبونهم بما هو حق أن يمدحوا به، وقد توعد الله تعالى على ذلك بالويل في قوله تعالى: ? وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ? [سورة الهمزة، الآية: 1]؛ يعني أنه يستحق الويل. همزة؛ يعني يهمز ويلمز، ومثل ذلك قوله تعالى:
? هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ? [سورة القلم، الآية: 11]؛ يعني أنه يهمز؛ يعني يعيب ويخذل ويعيب ويسخر، وهذا من عيب هؤلاء، وقد ذكر في تفسير قول الله تعالى: ? وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ? [سورة التوبة، الآية: 65] أن بعضا من المنافقين قالوا: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء؛ فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآيات، فجاء رجل منهم فقال: إنما كنا نتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق فأخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- يرد عليه، يقول: ? أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ? [سورة التوبة، الآيتان: 65، 66].
أثبت أن لهم إيمانا، وأن هذه الكلمة صارت سببا في كفرهم لما قالوا: ما رأينا مثل قرائنا، ويريدون بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الذين جاهدوا معه، فيقولون: إنهم ليس لهم هم إلا بطونهم وفروجهم، وكذلك أيضا أنهم جبناء؛ يعني ليسوا جريئين في القتال أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء؛ فكان ذلك سببا في أن الله تعالى كفرهم، وحكم بأنهم كانوا مؤمنين فارتدوا وكفروا بعد إيمانهم.
وإذا عرفنا ذلك، فنقول: إن هذا يقع كثيرا وهو من أكبر القوادح في التوحيد، وفي العقيدة؛ حيث إن كثيرا لا يتفقدون الكلمة التي يتكلمون بها، فيذل بها أحدهم ولا يشعر بأنها تبلغ ما بلغت من الإثم، ومن الكفر -والعياذ بالله-؛ فكثيرا ما يحقد أحدهم فيسب الدين، ويسب العبادات، وما أشبه ذلك، وربما أيضا يضيفوا الدين إلى ذلك الذي يريدون سبته، فيقول أحدهم -والعياذ بالله- لعن الله دينك، أو لعن الله الدين الذي تفتخر به، أو تقتدي به، أو ما أشبه ذلك، لا شك أن هذا من أكبر القوادح في الشريعة ونحو ذلك.
وهكذا أيضا الاستهزاء بكلام الله تعالى، والسخرية منه، كما ذكر عن الذين يجعلون القرآن شعرا، قال الله تعالى: ? وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ * وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ? [سورة الحاقة، الآيتان: 41، 42] فالذين يجعلونه شعرا، أو كهانة، أو سحرا، أو نحو ذلك قد كذبوا الله تعالى وكذبوا نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
وهكذا أيضا من القوادح: السخرية بكلام الله تعالى، واتخاذه مثلا لهوا أو لعبا أو غناء أو مطربا أو نحو ذلك، كالذين يغنون بالقرآن؛ يعني يجعلونه غناء كالقصائد التي يغنى بها، فيضربون الطبول على ذلك، لا شك أن هذا أيضا قادح من أكبر القوادح في دين الله تعالى وفي العقيدة التي يعقد عليها قلب المؤمن؛ وذلك لأنه سخرية بكلام الله تعالى، الله أنزل هذا القرآن، وأمر بتلاوته، وأمر بتدبره وبقراءته، قال الله تعالى: ? اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ? [سورة العنكبوت، الآية: 45] أمر بتلاوته؛ يعني قراءته، وأمر باتباعه بقوله: ? اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ? [سورة الأعراف، الآية: 3] اتبعوه لعلكم تهتدون، أمرنا بأن نقرأه وبأن نتدبره وبأن نتبعه، فمن جعله شعرا أو غناء فقد جعله محل سخرية واستهزاء؛ فيكون بذلك ممن قدح في دينه، وقدح في عقيدته، وتعدى حده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/355)
وكذلك أيضا من سخر بشيء من آيات الله تعالى، أو بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر عن بعض الكتاب أنه كتب مرة يطعن في النبي -صلى الله عليه وسلم – ويقول: إنه بدوي، إنه كان يرعى الغنم، وأنه عاش في عهد ليس فيه تقدم، وليس فيه كذا وكذا، ولا شك أن هذا طعن في الدين؛ لأن هذا الدين جاءنا من قبل هذا النبي الكريم؛ فمن طعن فيه بأنه جاهل، أو بأنه بدوي لا يعرف شيئا، أو بأن هذا الذي جاء به من محادثة فكره، أو أنه مما خيل إليه، أو أنه يريد بذلك أن يكون له شهرة وأتباع ونحو ذلك؛ يعتبر قد كذب على الله، وكذب النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي جاء بهذا الدين الشرعي، وكذب القرآن، وكذب الشرع كله، لا شك أن هذا أيضا قادح في الدين، قادح في العقيدة، وهو ما ذكر في هذه الآية: ? قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ? [سورة التوبة، الآية: 65]؛ يعني الاستهزاء بالله تعالى الاستهزاء بأسمائه وصفاته، وكذلك الاستهزاء بكلامه والتنقص له؛ داخل أيضا في القوادح في الدين.
وكذلك أيضا الاستهزاء بالقرآن، كما ذكر الله تعالى عن الكفار الذين قالوا: ? إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ ? [سورة الفرقان، الآية: 4] والذين قالوا: ? إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ? [سورة النحل، الآية: 103] هؤلاء بلا شك أتوا بما يقدح في عقيدتهم وفي دينهم؛ فلأجل ذلك جعل الله مقالتهم مقالة كفرية، وكذلك أيضا هؤلاء الذين قدحوا في النبي -صلى الله عليه وسلم- وقالوا: إنه جاهل، أو إنه بدوي أو ما أشبه ذلك.
فنتذكر قبل نحو أربعين سنة أو قريبا منها أن هناك صحيفة يهودية سخرت بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وصورت صورته بصورة ديك، وقالوا: تحت هذه الصورة ده محمد أفندي المتجوز تسع؛ يعني على وجه السخرية أنه ليس له هم إلا بطنه وفرجه؛ ومع الأسف فإن هذه الصورة نقلتها أيضا صحيفة من صحف العرب، وإن لم يكونوا مسلمين؛ يعني حقا إلا مجرد التسمي فنشروها على أنها واقعية، لا شك أن هذا يعتبر كفرا وردة عن الإسلام -والعياذ بالله- إذا سخروا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فقد سخروا بالقرآن، وقد سخروا بالشريعة التي جاء بها، وقد سخروا بالتوحيد، وقد سخروا بالإسلام؛ فيكون ذلك تنقصا بهذا الدين كله، فأي قادح أكبر من هذا القادح الذي هو يقدح في دين الله تعالى، ويقدح في التوحيد، ويقدح في الإسلام كله؟
وكذلك أيضا يهدف كثيرا من السخرية والاستهزاء بآيات الله تعالى؛ الاستهزاء بشيء من أوامره ونواهيه، أو من أخباره؛ لأن الإيمان الكامل هو الإيمان بما أخبر الله تعالى به من الأمور الغيبية، فمن كذب بعذاب القبر مع ما ورد فيه من الأدلة فقد قدح في معتقده، ولو كان هذا من الأمور الغيبية يجب أن يؤمن به الإنسان، أن يصدق بأنه حق، كما وردت أدلته كثيرة وإن كنا لا نشاهده.
وكذلك أيضا من قدح في كتب الله المنزلة التي أنزلها على أنبيائه، ولم يؤمن بها حق الإيمان قدح ذلك أيضا في عقيدته، وكذلك من قدح أو أنكر شيئا من كتب الله المنزلة على أنبيائه، أو استهزأ بأحد من الرسل الذين أرسلهم إلى أممهم، والذين أنزل عليهم شرائعه من كذب أحدا منهم فقد كذبهم جميعا، والدليل قول الله تعالى: ? كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ? [سورة الشعراء، الآية: 105]؛ مع أنهم ما كذبوا إلا نوح فذكر أنهم كذبوا المرسلين، وكذلك بقية الأنبياء من كذب واحدا فقد كذب بالجميع.
«الطعن في الصَّحَابَةِ»
وهكذا أيضا لا شك أن من القوادح في العقيدة: القوادح في نقلتها، نقلة العقيدة، ونقلة الشريعة من هم؟ هم صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- هم الواسطة بيننا وبين الله، بأي شيء، من أي طريق أتانا هذا القرآن؟! ومن أي طريق عرفنا هذه الأحاديث؟! ومن أي واسطة عرفنا هذه الأحكام؟ والحلال والحرام إلا بواسطة صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- فمن قدح فيهم وعابهم فقد عاب الدين، وقدح في الإسلام كله؛ فإنه جاء بواسطة هؤلاء، من أين عرفنا أن الله تعالى أرسل هذا الرسول؟! إلا بواسطة الصحابة، هم الذين قالوا: إن الله تعالى أرسله، وأنه أجرى على يديه هذه المعجزات وهذه البراهين ونحوها، فمن قدح في الصحابة فقد قدح في النبي -صلى الله عليه وسلم -.
إعلام المسلمين بقوادح العقيدة وتحذيرهم منها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/356)
وكذلك أيضا وبعد أن ذكرنا هذه القوادح علينا أن ننتبه لها؛ فنحذرها، ونحذر منها إخواننا المسلمين:
فأولا: نعتني بكتب العقيدة قراءة وتفهما، وبالأخص عقائد أهل السنة، كالسلف الصالح -رحمهم الله- قبل أن تحدث البدع.
وثانيا: نحذر من قوادح المبتدعة؛ نحذر من التكفير الذي هو قادح كبدعة الخوارج، والتعطيل الذي هو إنكار الصفات كبدعة المعطلة، وإنكار القدر كبدعة القدرية، سواء إنكار قدرة الله أو إنكار حكمته، وكذلك أيضا إنكار نصوص الوعيد، والجزم بأن المعاصي ما تضر أهلها كبدعة أهل الإرجاء، أو إنكار فضل الصحابة وتكفيرهم كبدعة الرافضة؛ فإنها من أكبر القوادح في الدين؛ لأنها سبب في الطعن في عقيدة المسلمين، وعدم القناعة بها؛ وذلك لأن هذا الدين ما جاء إلا عن طريق الصحابة -رضي الله عنهم-.
وكذلك أيضا: الحذر من قول المتكلمين في القرآن، وأنه مخلوق، أو أنه سحر وأنه مفترى كقول المشركين، وما أشبه ذلك.
وهكذا أيضا: البدع العملية التي هي إحداث بدع ليست من الشرع، كإحياء ليلة المولد، أو ليلة النصف من شعبان، أو ليلة الإسراء، كما يقال أو ما أشبه ذلك من البدع التي ليست من شرع الله تعالى.
وهكذا أيضا: نحذر من السخرية بالله تعالى، وبآياته، وبرسله، وبكلامه، وبشيء من شريعته، وبشيء من عبادته؛ فإنها قد توصل إلى الكفر.
وهكذا أيضا: السخرية بالقرآن، واتخاذه مثلا هزؤا؛ يتخذوا آيات الله هزوا، السخرية من ذلك، وكذلك جعله غناء؛ يعني كشعر يتغنى به، ويستعمل في الغناء ونحوه.
وهكذا أيضا: نحذر من السخرية بالنبي -صلى الله عليه وسلم- والسخرية بالمؤمنين الذين هم أهل الإيمان حقا؛ فإن السخرية بهم تعتبر استهزاء بالله تعالى؛ وذلك لأنهم ما وصلوا إلى هذا المدح إلا بإيمانهم.
فنكتفي بهذا، ونوصي إخواننا بالتحقق من كتب العقيدة قراءة وتفهما، ونذكرهم بآثارها أن من آثار هذه العقيدة:
الأثر الصحيح هو: أنها تبعث على الأعمال الصالحة، وأنها تمنع من ارتكاب المحرمات، وأن المؤمن التقي الذي عقيدته راسخة قوية تعرفه بكثرة أعماله الصالحة، وبكثرة مسارعته إلى الخيرات، وبفعله للطاعات والواجبات، وتعرفه بورعه عن المحرمات، وبعده عن المشتبهات، فتقول: هذا قلبه قوي الإيمان، وهذا إيمانه راسخ وعقيدته ثابتة، وتعرف ضعيف الإيمان وضعيف العقيدة؛ إذا رأيته يفعل المعاصي، ويتهاون بالمحرمات، ويتهاون بأسباب العذاب التي توعد الله عليه العذاب الأخروي، الذي هو عذاب النار يتهاون بذلك، ويسخر؛ يعني فعليا من الوعيد، أو من النصوص من الوعيد أو نحو ذلك، ويفعل هذه المعاصي والمحرمات هكذا، فتعرف بذلك أنه ضعيف العقيدة؛ لو كان إيمانه، وعقيدته قوية لما تجرأ على هذه المحرمات، ولا ارتكب هذه الفواحش والمنكرات.
[أسئلة وأجوبة]
س: في هذا يقول مندوب مؤسسة الحرمين الخيرية يقول: نذكركم بإخواننا في أرض الأقصى نرجو أن تدعوا لهم، وأن تدعوا المصلين وغيرهم بالتبرع لهم.
ج: لا شك أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض، وإذا عرفنا أن إخوانا لنا من المسلمين من الموحدين المتمسكين بالدين أنهم مضطهدون فإننا ندعوا لهم بالنصر والتمكين، وكذلك أيضا نوصيهم بالتمسك بالدين، وهكذا أيضا نجمع لهم، أو نتبرع لهم بما تيسر من الأموال التي تساعدهم على كف عدوان المعتدين.
س: هذا يقول: هل جميع القوادح في العقيدة تكفر صاحبها أم أن بعضها يكفر وبعضها لا يكفر؟ وهل يوجد في هذا الزمان أحد من الفرق المبتدعة؟
ج: لا شك أنها تتفاوت، وهناك بدع يكون من آثارها أنها تخرج من الملة، كالذين قال الله تعالى: ? قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ? [سورة التوبة، الآية: 66] لما أنهم سخروا بقولهم ما رأينا مثل قرائنا إلى أخر ذلك.
وأما البدع العملية فلا تخرج من الملة، لأن لهم تأويل فيها، فيدعون أنها عمل صالح ولكن في الحقيقة أنهم يتهمون الشرع بأنه ناقص، وأنهم مكملون له، ولا نقول: إنهم بذلك يخرجون من الملة، ولا شك أن لكل قوم وارث، أن هناك من الخوارج موجودون في إفريقية وفي عمان ... الطائفة الإباضية يكفرون ولكن ما يطبقون، يقولون: إن من شرب الخمر فإنه كافر، ومع ذلك تباع الخمر عندهم علنا في دولة عمان ويقولون: إن القرآن مخلوق، وينكرون صفة رؤية الله تعالى، وينكرون صفاته الذاتية والفعلية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/357)
وكذلك أيضا في كثير من الدول العربية بقايا المعتزلة، وبقايا القدرية، وأما بدعة الرافضة فإنهم متمكنون وللأسف في كثير من الدول.
س: هذا يقول: أرجو منكم نصيحة وإرشادات لمن يجاهد نفسه؛ ليرتقي بإيمانه، وترسيخ عقيدته، ولكن نفسه في تراجع، ومازال يحاول ويجاهد، ولكن دون نتيجة إيجابية.
ج: نوصيه بأن يكثر من قراءة القرآن وتأمله؛ فذلك ممن يرسخ العقيدة، ونوصيه أيضا بقراءة كتب عقيدة أهل السنة، وتعاهدها؛ حتى يتأكد، وقراءة أيضا شروحها أو ما تيسر منها؛ فلعل ذلك يثبت عقيدته، ولعله بذلك تقوى أعماله إن شاء الله.
س: يقول هذا: قال أحد الشعراء في مدح النبي -صلى الله عليه وسلم-
أريتنا منبر الدنيا وغار حرا
وليلة القدر والإسراء للقمم
والحوض والكوثر الرقراق واسمه ...
أهداكها بارئ الأكوان والنسم
ج: لا شك أن في هذا شيئا من المبالغة، أما غار حراء فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعبد فيها قبل النبوة، ولم يأتيه بعدها؛ فدل على أنه ليس من الدين التعبد فيه، وأما ليلة الإسراء فإنها غير معلومة، وليس هناك دليل على تعيين أنها الليلة الفلانية، وإنما يظنون ظنا، لا شك أن هذا فيه شيء من البدعة، يشكل خطرا على البدعة، ولو قصد أنه رمز على الوحي.
فهذه الأبيات مذكورة في البردة ولا شك أن البردة فيها شيء كثير من الغلو؛ فلا يلتفت إليه.
س: يقول: هل الغناء بالقرآن الكريم من قوادح العقيدة؟
ج: نعم. هو قادح، قد يصل إلى الكفر إذا كان تكرر ذلك وصار عقيدة.
س: التجارة في المومياء؛ أي القديمة. العيش القديم حرام أم لا؟
ج: ينظر فيما قصد. الكتب التي تبحث في الفرق الضالة كثيرة، منها: كتاب الأشعري -رحمه الله- له كتاب في مقالات الإسلاميين، ذكر فيه كثيرا من العقائد في زمانه، وهو مطبوع، وهناك كتاب الفرق بين الفرق وهناك كتاب الملل والنحل لابن الشهرستاني تبين عقائد المنحرفة.
س: يقول: هناك من يقول: ساعة لربك وساعة لقلبك، يفسرها تفسير خاطئا.
ج: لعله إذا حملنا مقصده أنه على قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ساعة وساعة»؛ يعني أن الإنسان يعطي نفسه ساعة في راحته مع أهله فلا بأس بذلك؛ فقد قال عليه الصلاة و السلام: «ولكن ساعة وساعة»؛ ساعة لله تعالى أو وقتا تجعله لعبادة الله، ولكن إذا أحسنت القصد في راحة نفسك، وإعطائها ما تشتهي فإنها تكون كلها لله.
س: يقول: نريد تمرينا يقوي الإيمان عندما يحس الرجل أن إيمانه ضعيف.
ج: عليه أن يكثر من قراءة القرآن، ومن العبادة ومن قراءة كتب السنة، وكتب العقيدة؛ لعل ذلك يقوي إيمانه.
س: يقول: نصيحة للشباب وتوجيه لهم تنفعهم في دينهم.
ج: الشباب بحاجة إلى أنهم يتمرنون على العبادة والطاعة؛ فننصحهم بقراءة القرآن وحفظ ما تيسر منه، وننصحهم بقراءة كتب السلف الأئمة وكتب العلم التي تفيدهم، وننصحهم بقراءة كتب الآداب والأخلاق؛ لعل ذلك مما يؤثر في سيرتهم، وننصحهم بحماية أنفسهم عن المحرمات والمعاصي؛ لعلهم بذلك أن يتوبوا ويقوى إيمانهم.
س: يقول: في أحد المجلات تحت عنوان الله جل جلاله كلام أن الله بصير بلا بصر، سميع بلا سمع.
ج: هذه مقالة المعتزلة الذين يقولون: منهم من يقول: إن أسماء الله تعالى أعلام لا تفيد صفات، ومنهم من يصرح فيقول: سميع بلا سمع، بصير بلا بصر، قدير بلا قدرة تعالى الله عن ذلك، وهذا قد يعتبر قدحا في قدرة الله تعالى، واعتقاده قد يكون مكفرا.
س: يقول في الحديث: «إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان» يقول: لكن هناك البعض يعتاد المسجد، ويفعل المنكرات.
ج: المراد باعتياد المسجد: المواظبة على الصلوات دائما؛ فإن الذي يحمله عليها هو الإيمان؛ حيث لا تفوته صلواته بحيث يكون قلبه معلقا بالمساجد، فأما إذا كان يصلي، ولكنه يتأخر كثيرا، أو يصلي رياء، وتثقل عليه بعض الصلوات فذلك دليل على ضعف الإيمان.
س: يقول: كيف تربى في النفوس توحيد الربوبية؟
ج: يتربى بمعرفة قدرة الله تعالى، والتفكر في آياته، التفكر في مخلوقاته، كما أمرنا الله بذلك في قوله: ? إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ? [سورة الرعد، الآية: 3]،? أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ? [سورة الأعراف، الآية: 184]،? أَفَلَمْ يَنْظُرُوا ? [سورة ق، الآية: 6] في آيات كثيرة؛ لعلها مما تقوي الإيمان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/358)
س: أرغب في تلقي العلم فكيف السبيل؟
ج: نقول: تلقى العلم -إن شاء الله- في أية مكان عندنا، أو عند غيرنا؛ فمجالات العلماء ومجالسهم كثيرة.
س: هل في حضور الدروس في المساجد والمحاضرات وحلقات الذكر طريق طلب العلم؟
ج: نعم. لا شك أن الذين يأتون إلى المساجد التي فيها حلقات ومحاضرات، وقصدهم بذلك الاستفادة يدخلون في قوله: «من سلك طريقا يلتمس فيه علم».
س: يقول: هل استبعاد استجابة الدعاء من الله قدح في العقيدة؟ يعني الذي يقول: إن الله ما يستجيب دعاء فلان.
ج: هذا يعتبر اعتراضا على الله تعالى، لا شك أنه تحكم في الله مثل ما عاقب الله الذي قال: والله لا يغفر الله لفلان؛ كلمة أحبطت عمله دنياه وآخرته؛ الإنسان لا ييأس، والله تعالى يجيب دعوة من دعاه ولكن قد تتأخر الدعوة لسبب.
س: يقول: أعمل في شركة بها يهود من الكفار الهندوسيين، وكيف يجب التعامل معهم؟ هل يجوز نصحهم؟
ج: نعم. عليك أن تكون على حذر منهم، وأن تحذر من الانخداع بهم، وألا تعظمهم، وألا ترفع من شأنهم، وأن تحرص على تحقيرهم؛ فلا يتقدمون على المسلمين، ولا يجلسون في صدور المجالس، لا يجوز تصديرهم في المجالس، ولا القيام لهم، ولا بداءتهم بالسلام، ولا بكيف أصبحت، أو كيف أمسيت؟ أو كيف حالك؟ أو ما أشبه ذلك مما فيه توقير لهم؛ بل تظهر لهم البغضاء، ولكن هذا إذا أييست من اهتدائهم.
س: يقول: ما هو خطر هذا القول على العقيدة؛ حيث إنه منتشر انتشارا ملحوظا، وخاصة في الدول المجاورة إن الله يظلم الخلق؛ حيث إنه خلقهم، وقدر عليهم المعاصي وأدخلهم النار -والعياذ بالله-؟
ج: هذه مقالة بعض الجبرية، الذين يدعون أن الله ظلم الخلق إذا عذبهم، وقد كتب عليهم هذه المعاصي، والله تعالى نفى الظلم عن نفسه؛ فمن يقول: إن الله ظلم العباد حيث أوقعهم في المعاصي فقد كفر؛ لأن الله تعالى بين لهم وأعطاهم قدرة يزاولون بها الأعمال، هذه القدرة تمكنهم من أنهم يصلون ويصومون، وتمكنهم من أن يزنون ويلوطون، وأنهم يشربون الخمر ويسكرون. تمكنهم؛ فيكون لهم اختيار وبهذا الاختيار يعذبون أو ينعمون.
س: يقول: هل من يقول: قد يكون اليهود والنصارى على حق، أو الرافضة، أو يحبهم؟
ج: لا شك أن هذا من ضعف الإيمان الذي يدعيه مثل هؤلاء؛ وذلك لأن اليهود قد كفرهم الله تعالى ولعنهم، وكذلك النصارى.? لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ? [سورة المائدة، الآية: 78] وقال تعالى: ? بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ ? [سورة البقرة، الآية: 88] فكيف مع ذلك يقدسون، ويقال: إنهم على حق؟ وكذلك أيضا لا شك أن الرافضة إذا كانوا يكفرون الصحابة، ويطعنون في القرآن، ويشركون بالله أنهم على باطل؛ فمن زكاهم فقد أدخل في الإيمان ما ليس منه، وزكى من كفرهم الله وكفرهم رسوله.
س: هل من استحل المحرم كافر، كأن يقول: شرب الخمر ليس حراما، حلق اللحية ليس حراما، الاستماع للغناء وما شابه ذلك؟
ج: نعم. إذا استحل المحرم المعلوم بالضرورة تحريمه يعتبر كافرا؛ فهو أكفر، وأشد ذنبا من الذي يفعل الذنب وهو يعترف بأنه ذنب، فلو قال إنسان: الخمر حلال؛ لأنها شراب طيب، ولكني ما أشربها تنزها؟ نقول: قد كفرت بهذه المقالة، وكذلك لو قال مثلا: حلق اللحى حلال، ولكني لا أحلقه، نقول: إنك قد اعترضت على الشرع، وإن كان له تأويل فلا يصل إلى التحريف.
س: يقول: ما هي الموبقات السبع؟
ج: مذكورة في الحديث: «اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربى وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات» هذه من الموبقات، وهذه الأحاديث والآيات فيها معروفة مشهورة، ولكنها لا تصل إلى الكفر إلا مع الاستحلال إلا الشرك؛ الشرك والسحر ورد أنه كفر، وأما ما دون ذلك: كالقتل، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم فلا يصل إلى التكفير، ولكنه من الموبقات، والذنوب التي توعد الله عليها.
س: يقول: ما حكم الذي يقع على أشخاص يتسترون على ساحرة يقف؟
ج: معناه أنه من ستر على المعاصي فكأنه أقرها، نقول: إذا علمت بأحد من السحرة، أو الساحرات، وتحققت أنهم يعملون السحر فلا يجوز لك أن تستر عليهم؛ بل عليك أن ترفع بأمرهم حتى لا يفسدوا؛ لأنهم يفسدون في الأرض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/359)
س: يقول: من الأمور التي تهم الإنسان في العقيدة الذهاب إلى الرقات، والتعلق بها؛ يعني الذين يعلقون التعاليق والتمائم وما أشبهها، والتعلق بها -وكذلك منهم- وربطها في رقابهم التي في أغلبها، وكذلك الذهاب إلى الأطباء النفسيين لطب النفس، والأسباب المادية بالدعم، مع أن الأطباء النفسيين ينكرون المس والسحر والجن منذ القدم، ويطلبون.
ج: نقول: لا شك أن مثل هؤلاء يعتبرون قد وقعوا في ما يقدح في العقيدة؛ التعاليق التي تعلق في الرقبة كالتمائم ونحوها ورد الوعيد بأنها شرك ولو كانت من الأصغر؛ «من تعلق تميمة فقد أشرك» وهي ما يسمى بالحرز، أو بالحجاب؛ يعني ولو كان قد رخص بعض السلف في تعليق التمائم التي من القرآن، ولكن النصوص تدل على أن التمائم كلها شرك، وأنها مكروهة من القرآن وغير القرآن.
وكذلك أيضا لا شك أنه يجوز العلاج من السحر والمس والعين وما أشبهها، ولكن العلاج يكون بالقرآن -لا بالتعاليق وما أشبهها- بالقرآن، وبالأدعية، وبالأدوية المباحة ونحوها.
س: يقول: وما هي الأدوية التي تفيد؛ يعني كأنه يقول: إن هذه التعاليق، أو أن هؤلاء؛ أهل الرقى ونحوهم قد يحلون بعض السحر، وبعض الشياطين، وبعض الجن فهل هناك طريقة تقوم مقام عملهم؟
ج: نعم. الطريقة هي: أن نستعمل الرقية الشرعية؛ النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا» وقد أقر بعض الصحابة الذين رقوا بعض الأمور، وقال: «اعرضوا علي رقاكم من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه» فكل ذلك جائز إذا كانت الرقية بالأدعية الشرعية.
س: هذا يسأل: أيهما خلق الأول: القلم، أو العرش، أو الكرسي؟
ج: والصحيح أن العرش أول المخلوقات، وأن القلم لما كتب كان العرش موجودا؛ لما كتب مقادير الخلائق، وقوله:
«أول ما خلق الله القلم»؛ يعني بعد العرش؛ يعني من هذه المخلوقات. خلق القلم، وخلق اللوح وكتب فيه.
س: يقول: كثر في أيامنا هذا ما يسمى بالمولد النبوي.
ج: لا شك أنه ليس عليه دليل، والنبي -صلى الله عليه وسلم- ما فعله، ولا أمر به، وكذلك الصحابة، وكذلك التابعون وهم أهل الإيمان، وهم الذين يحبون النبي -صلى الله عليه وسلم- محبة دينية، ويتبعونه فيما جاء به، ولو كان حبه يستلزم الاحتفال بليلة مولده لما أخلوا بذلك؛ فلما لم يفعلوا دل ذلك على أنهم يعرفون أن هذا ليس من الدين، وأن محبته صلى الله عليه وسلم ليست في ليلة واحدة من السنة؛ بل آثارها تكون دائما في كل الأحوال، وفي كل السنوات، وفي كل الحياة؛ الذين يحبونه هم الذين يتبعونه قال الله تعالى: ? قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ? [سورة آل عمران، الآية: 31] فجعل محبة الله ومحبة نبيه علامتها اتباعه، والسير على نهجه، وكذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده، ووالده، والناس أجمعين» فنحن نحبه ونرجو أن ...
ـ[أحمد العنزي السلفي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 02:15 ص]ـ
جزاكم الله خير لي عودة للقراءة ان كان في العمر بقية
ـ[محمد أمين الهاشمي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 04:48 م]ـ
جزاكم الله خير(66/360)
دعوة جادة متجددة للمشاركة في سلسلتيّ: (درر عقدية تيمية)، (درر عقدية لابن القيم)
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[26 - 10 - 10, 09:48 م]ـ
دعوة جادة متجددة للمشاركة في سلسلتيّ: (درر عقدية تيمية)، (درر عقدية لابن القيم)
بسم الله، الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛.
فقد كنت -بفضل الله- قد ابتدأت في هذا المنتدى المبارك -إن شاء الله- سلسلتين أنقل فيهما فوائد عقدية تأصيلية لشيخ الاسلام وعلم الأعلام أبي العباس ابن تيمية، ولتلميذه الإمام الهمام إبن قيم الجوزية رضي الله عنهما، وقد بلغت في السلسلة الأولى إلى (7)، وفي الأخرى لم أعد (1).
وهأنا أدعو أخوتي طلبة العقيدة أن يشاركونني في هذا الخير، وهذا النقل الواعي مع أنه مجرد نقل أولى -والله أعلم- من إيراد فوائد من مفرغات الشروح المسجلة التي لم يراجعها المشايخ، أو إيراد فوائد من تلخيص الكاتب، على أن من المقالات التي تنشر في منتديات أهل السنة ما هو حري لأن يدرس دراسة ويراجع عند المعضلات، فهذا النوع لم أقصده في كلامي.
وأتمنى أن تتصف هذه الفوائد بصفاتٍ أُجملها:
1. أن تكون عقدية تأصيلية أو تنقض شبهة أو عقيدة معينة لإهل البدع.
2. أن يكون العنوان دالاً على ما تحته بالمطابقة.
3. أن يكون عزو الفائدة إلى كتب الشيخين موافقاً للمطبوع، وإن كانت طبعة دار عالم الفوائد فهو أولى.
4. .أن تتبع الترقيم حيث وصل الآن وفيما بعد حتى تولى العناية المرجوة.
5. خامسها رجاء؛ وهو ألا تكون الفائدة فيما قد يكثر حوله الجدل كجنس العمل أو التشريع العام أو العذر بالجهل أو عدمه في مسائل لا تخفى على البصير.
والنقول عن الشيخين كثيرة والحمد لله في الرسائل الجامعية، وما على الواقف عليها إلا أن يراجع النقل في مصدره ويعنون له بعنوان مطابق وينشره على بركة الله.
وفق الله طلبة العلم من أهل السنة لخدمة عقيدة السلف والذب عنها وإبراز ما خفي على بعضهم من حجج متينة وتقريرات رصينة، وأصول محكمة وردود مفحمة.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[27 - 10 - 10, 12:05 م]ـ
الدعوة قائمة طلبة العلم.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[28 - 10 - 10, 11:46 ص]ـ
قال تلميذ شيخ الاسلام العلامة عمر بن علي البزار في "الأعلام العلية في مناقب شيخ الاسلام ابن تيمية" (ص 32 - 35 (:
حدثني غير واحد من العلماء الفضلاء النبلاء الممعنين بالخوض في أقاويل المتكلمين؛ لإصابة الثواب وتمييز القشر من اللباب أن كلا منهم لم يزل حائرا في تجاذب أقوال الأصوليين ومعقولاتهم وانه لم يستقر في قلبه منها قول ولم يبن له من مضمونها حق بل رآها كلها موقعة في الحيرة والتضليل وجلها ممعن بتكلف الأدلة والتعليل وأنه كان خائفا على نفسه من الوقوع بسببها في التشكيك والتعطيل حتى من الله تعالى عليه بمطالعته مؤلفات هذا الإمام احمد ابن تيمية شيخ الإسلام وما أورده من النقليات والعقليات في هذا النظام فما هو إلا أن وقف عليها وفهمها فرآها موافقة للعقل السليم وعلمها حتى انجلى ما كان قد غشيه من أقوال المتكلمين من الظلام وزال عنه ما خاف أن يقع فيه من الشك وظفر بالمرام.
ومن أراد اختبار صحة ما قلته فليقف بعين الإنصاف العرية عن الحسد والانحراف إن شاء على مختصراته في هذا الشأن؛ ك"شرح الأصبهانية" ونحوها، وان شاء على مطولاته؛ ك"تخليص التلبيس من تأسيس التقديس" و"الموافقة بين العقل والنقل" و"منهاج الاستقامة والاعتدال"؛ فإنه والله يظفر بالحق والبيان ويستمسك بأوضح برهان ويزن حينئذ في ذلك بأصح ميزان.
ولقد اكثر رضي الله عنه التصنيف في الأصول فضلا عن غيره من بقية العلوم فسألته عن سبب ذلك والتمست منه تأليف نص في الفقه يجمع اختياراته وترجيحاته ليكون عمدة في الإفتاء فقال لي ما معناه: الفروع أمرها قريب ومن قلد المسلم فيها أحد العلماء المقلدين جاز له العمل بقوله ما لم يتيقن خطأه، وأما الأصول فإني رأيت أهل البدع والضلالات والأهواء كالمتفلسفة والباطنية والملاحدة والقائلين بوحدة الوجود والدهرية والقدرية والنصيرية والجهمية والحلولية والمعطلة والمجسمة والمشبهة والراوندية والكلابية والسليمية وغيرهم من أهل البدع قد تجاذبوا فيها بأزمة الضلال وبان لي أن كثيرا منهم إنما قصد إبطال الشريعة المقدسة المحمدية الظاهرة العلية على كل دين وان جمهورهم أوقع الناس في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/361)
التشكيك في أصول دينهم ولهذا قل أن سمعت أو رأيت معرضا عن الكتاب والسنة مقبلا على مقالاتهم إلا وقد تزندق أو صار على غير يقين في دينه واعتقاده.
فلما رأيت الأمر على ذلك بان لي أنه يجب على كل من يقدر على دفع شبههم وأباطيلهم وقطع حجتهم وأضاليلهم أن يبذل جهده ليكشف رذائلهم ويزيف دلائلهم ذبا عن الملة الحنيفية والسنة الصحيحة الجلية.
ولا والله ما رأيت فيهم أحدا ممن صنف في هذا الشأن وادعى علوم المقام إلا وقد ساعد بمضمون كلامه في هدم قواعد دين الإسلام، وسبب ذلك إعراضه عن الحق الواضح المبين وعن ما جاءت به الرسل الكرام عن رب العالمين واتباعه طرق الفلسفة في الاصطلاحات التي سموها بزعمهم حكميات وعقليات وإنما هي جهالات وضلالات وكونه التزمها معرضا عن غيرها أصلا ورأسا فغلبت عليه حتى غطت على عقله السليم فتخبط حتى خبط فيها عشوا ولم يفرق بين الحق والباطل وإلا فالله اعظم لطفاً بعباده أن لا يجعل لهم عقلا يقبل الحق ويثبته ويبطل الباطل وينفيه لكن عدم التوفيق وغلبة الهوى أوقع من أوقع في الضلال وقد جعل الله تعالى العقل السليم من الشوائب ميزانا يزن به العبد الواردات فيفرق به بين ما هو من قبيل الحق وما هو من قبيل الباطل ولم يبعث الله الرسل إلا إلى ذوي العقل ولم يقع التكليف إلا مع وجوده فكيف يقال انه مخالف لبعض ما جاءت به الرسل الكرام عن الله تعالى هذا باطل قطعا يشهد له كل عقل سليم لكن ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور، قال الشيخ الإمام قدس الله روحه: فهذا ونحوه هو الذي أوجب أنى صرفت جل همي إلى الأصول وألزمني أن أوردت مقالاتهم وأجبت عنها بما انعم الله تعالى به من الأجوبة النقلية والعقلية.
قلت: وقد أبان بحمد الله تعالى فيما الف فيها لكل بصير الحق من الباطل واعانة بتوفيقه حتى رد عليهم بدعهم وآراءهم وخدعهم واهواءهم مع الدلائل النقلية بالطريقة العقلية حتى يجيب عن كل شبهة من شبههم بعدة اجوبة جلية واضحة يعقلها كل ذي عقل صحيح ويشهد لصحتها كل عاقل رجيح.
فالحمد لله الذي منّ علينا برؤيته وصحبته فلقد جعله الله حجة على اهل هذا العصر المعرض غالب اهله عن قليله وكثيره لاشتغالهم بفاني الدنيا عما يحصل به باقي الاخرة؛ فلا حول ولا قوة الا بالله.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[01 - 11 - 10, 10:56 ص]ـ
لا بأس!.
أبشر من ود لو شارك ولم يسعفه وقته أن يشارك أن الدرة الثامنة من درر عقدية تيمية ستكون بإذن الله: المنتقى من "الفوائد المنتقاة من درء التعارض للشيخ أبي مالك العوضي جزاه الله خيراً" مبوبةً مرتبةً، وسأنشرها هنا بعد أيام بإذن الله تعالى.(66/362)
شرح علي سليم (اللبنانيّ) على نونيّة أبي محمد (القحطانيّ)
ـ[علي سَليم]ــــــــ[26 - 10 - 10, 10:37 م]ـ
الحمد الله ربّ العالمين و الصّلاة و السّلام على خاتم الرّسل أجمعين و على آله و صحبه الى يوم الدّين ..
أمّا بعد:
منذ أنْ القيتُ السّمع و البصر و تبعهما الفؤاد على نونيّة القحطانيّ أبو محمّد كانت تراودني نفسي القاصرة المذنبة أنْ تقدّمَ مِنْ مدادها شيئاً يسيراً لتُبَيّن ما أُبْهِمَ و تُبَسّط ما أُجْمِلَ علّها بذلك يرضى عنها خالقها فيعفو و يصفح ...
و للمتأمل في ذه القصيدة لنْ ينقلب اليه بصره خاسئاً إذ جمعتْ بين شتّى الفنون و العلوم انطلاقاً من العقيدة و مروراً بأحكام الفقه حتى التّاريخ ممّا يجعلها نونيّة عزيزة لا يختلف في فضلها اثنان ...
ناهيك عن كنه المؤلّف صاحب القصيدة إذ يتجسد فيه الأدب برمّته تراه يُحاكي ما سلف بلغة الحال و ذا ذوق رفيع لا يُدرك لذّته الاّ أهله ...
نسأل الله تعالى برحمته أنْ يتجاوز عنّا و عنكم فالقحطانيّ إنّه الرحمن الرحيم ....
قال يرحمه الله تعالى:
يَا مُنْزِلَ الآيَاتِ و الفُرقَانِ
بيْنِي وَ بينُكَ حُرْمَةُ القُرآنِ
بدأ يرحمه الله بيا المناداة يُخاطب منْ نزّل القرآن و آياته قال تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً) (الإنسان: 23)
و النّزول لا يكون الاّ منْ علوٍّ فالله فوق السماوات حيث العلوّ المطلق.
و الفرقان يُطلق على الكتب السّماويّة إذ بها يُفرق بين أهل الحقّ و الباطل و يُعرف الخبيث منَ الطّيب و يُميّز بين أهل الجنّة وأهل النّار قال تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) (الفرقان: 1)
و من بركة الفرقان كان مسمّى المفرّق خاصاً بالنبيّ صلى الله عليه و سلم إذ عُدَّ منْ أسمائه كما في الحديث الذي صحح الالباني.
و بعد مناداة القحطانيُّ ربَّه شرع في تبيان سبب المناداة فقال (بيْنِي وَ بينُكَ حُرْمَةُ القُرآنِ) و الحرمة ما لا يحلّ لك انتهاكه
و حرمة القرآن أنْ تُحلَّ حلاله و تُحرّم حرامه و هو العمل به ...
فأخذ يرحمه الله تعالى عهداً الزم به نفسه و جعله علانيّة و لسان حاله إذ رأيتموني مخالفاً ما عاهدتُ به ربّي فارموني عُرض الحائط و تكفيكم ذه حجّة لدحض حجج القحطانيّ في قصيدته.
و يا ليت شعري نأخذ عهداً في ظلمة الليل و نتعثّر به حتى نُنقضه ...
و شتّان بين منْ عاهد ربّه سرّاً و عاهده أمام الملأ و على رؤوس الأشهاد والخصوم!!!
إنّه حملٌ ثقيلٌ لا يُوفّق اليه الاّ منْ وفّقه الله تعالى و كان ذو ارادة قوية.
و قول الله تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب: 23) ليس عن القحطانيّ ببعيد إذ لم يُنقل الينا مع تربّص و ترصّد خصم القحطانيّ أنّه نقض عهده ...
ثمّ قال يرحمه الله تعالى:
اشْرَحْ بِهِ صَدْرِي لِمَعْرِفَةِ الهُدَى
وَاعْصِمْ بِهِ قَلبي مِنَ الشَّيْطَانِ
يتبع ان شاء الله
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 03:37 م]ـ
بارك الله فيكم. متابع لشرحكم ..
ـ[علي سَليم]ــــــــ[27 - 10 - 10, 06:19 م]ـ
بارك الله فيكم. متابع لشرحكم ..
و فيكم بارك الله تعالى ...
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[27 - 10 - 10, 06:38 م]ـ
رائع أكمل بارك الله فيك و جزاك الله خيرا
ـ[علي سَليم]ــــــــ[27 - 10 - 10, 06:40 م]ـ
رائع أكمل بارك الله فيك و جزاك الله خيرا
و فيك بارك الله تعالى .... غدا ان شاء الله نكمل ...
ـ[علي سَليم]ــــــــ[28 - 10 - 10, 09:02 م]ـ
ثمّ قال يرحمه الله تعالى:
اشْرَحْ بِهِ صَدْرِي لِمَعْرِفَةِ الهُدَى
وَاعْصِمْ بِهِ قَلبي مِنَ الشَّيْطَانِ
و بعد أن أخذ العهد على نفسه بأن يجعل القرآن الفيصل في حياته كلّها طلب العون من الله تعالى إذ لا توفيق الاّ منْ وفقه الله تعالى و منْ صدق في عهده أعانه الله تعالى على الإيفاء به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/363)
و مهما بلغ القحطانيّ فهو دون موسى عليه السلام مقاماً و فضلاً و كلما اقترب العبد مِن مقام العبودية كلما كان لسان حاله (أفلا أكون عبداًً شكوراً) و ذا كليم الله موسى عليه السلام قائلاً: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) (طه: 25) فكانت ذه المقولة فتْحُ الله بالنّسبة للقحطانيّ يرحمه الله حتى باتت نونيّته ..
بل امتنّ رافع السماء بغير عمدٍ على نبيّه خاتم الرسل صلى الله عليه و سلم بقوله (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) (الشرح: 1)
و عندما يلجأ العبد الى نفسه يهوى مهما ارتفع شأنه و علا كعبه
و خبر قارون ليس عنّا ببعيد ((قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) (القصص: 78)
فكانت عاقبة أمره (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ) (القصص: 81)
و منْ شرح الله صدره فهو على نورٍ و هداية فقال تعالى:
(فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ) (الأنعام: 125)
و يضمّ الصدر تلك المضغة التي إنْ صلحت صلح الجسد كلّه و إنْ فسدت فسد الجسد كلّه و لا يزال ينكّت بها نكتة سوداء حتى تسودّ و يسودّ لسوادها بقية الجوارح تبعاً لها و تظلّل بسوادها أشرف عضوٍ في العبد حيث به يعرف كنه و مسمّاه الا و هو الوجه فإمّا وجهاً يشعّ نوراً و إمّا وجهاً يصدق فيه قول الله تعالى: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) (آل عمران: 106)
اذا منْ شرح الله صدره يهتدي للهدى و منْ ضيّق الله صدره فأنّى له أنْ يهتدي ...
يتبع ان شاء الله تعالى ...(66/364)
حوار الأديان والحرب على العقيدة الإسلامية
ـ[أبو شيبة المصري]ــــــــ[26 - 10 - 10, 11:22 م]ـ
حوار الأديان والحرب على العقيدة الإسلامية
بعد فشل الحملات الصليبية على بلاد الإسلام, قام الأعداء بدراسة شاملة للمسلمين ودينهم وتاريخهم لمعرفة كيفية القضاء على الإسلام وأهله, ووجدوا أن تمسك المسلمين بدينهم هو أهم أسباب عزهم وقوتهم, فبتمسكهم بدينهم يصبح المسلمون يدا واحدة على أعدائهم ولا يظهر فيهم خلاف أو شقاق, وبتمسكهم بدينهم لا تجد الدنيا إلى قلوبهم سبيلا, فيبذلون كل غال ونفيس فى سبيل نشر هذا الدين. قال لويس التاسع ملك فرنسا الذي أسر في دار ابن لقمان بالمنصورة، في وثيقة محفوظة في دار الوثائق القومية في باريس:
"إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال حرب وانما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة باتباع ما يلي:
- إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين، واذا حدثت فليعمل على توسيع شقتها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف عاملاً في اضعاف المسلمين.
-عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية أن يقوم فيها حكم صالح.
-إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء، حتى تنفصل القاعدة عن القمة.
-الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه، يضحي في سبيل مبادئه
-العمل على الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة
-العمل على قيام دولة غربية في المنطقة العربية تمتد ما بين غزة جنوباً، انطاكية شمالاً، ثم تتجه شرقاً، وتمتد حتى تصل إلى الغرب".
ولما نظروا إلى سقوط الأندلس فى أيدي الأسبان وجدوا أن أعظم عامل ساعد على هزيمة المسلمين هو غياب العقيدة الإسلامية الصحيحة, فلما انتشرت فى أهل الأندلس البدع, وأغرقوا فى حب الدنيا وافتتنوا بها, ظهرت الخلافات والشقاقات بين المسلمين, ولجأوا إلى أعدائهم يناصرونهم على إخوانهم, فكانت الهزيمة, فكما روى لنا التاريخ أن الصليبيين بعثوا بأحد جواسيسهم إلى أرض الأندلس المسلمة، وبينما الجاسوس يتجول في أراضي المسلمين إذا به يرى غلاما يبكي وأخر بجواره يطيب من خاطره، فسأله الجاسوس: ما الذي يبكي صاحبك؟ فقال الشاب: يبكي لأنه كان يصيب عشرة أسهم من عشرة في الرمي، لكنه اليوم أصاب تسعة من عشرة. فأرسل الجاسوس إلى الصليبيين يخبرهم: ((لن تستطيعوا هزيمة هؤلاء القوم فلا تغزوهم)) , ومرت الأعوام وتغيرت الأحوال وتبدلت معها الهمم والهموم، وجاء الجاسوس الصليبي إلى أرض المسلمين مرة أخرى، فرأى شابين أحدهما يبكي والآخر يطيب خاطره، فسأله الجاسوس: ما الذي يبكي صاحبك؟ فأجابه: إنه يبكي لأن فتاته التي يحبها قد هجرته إلى غيره. فأرسل الجاسوس إلى قومه: ((أن اغزوهم الآن فإنهم مهزومون)).
فاستلهموا تلك التجربة وحاولوا تطبيقها على سائر البلاد الإسلامية, فعملوا على محاربة الثوابت الشرعية وزعزعتها فى نفوس المسلمين حتى يسهل عليهم القضاء على المسلمين.
فدارت الحرب بين الإسلام والكفر على عدة محاور، كان اهمها وأخطرها هو محور العقيدة الإسلامية، التى علموا أنها مصدر عز المسلمين وقوتهم, فإيمان المسلم بأنه على الحق وأن غيره على الباطل هو الذى يدفعه لنشر دينه, ويبث فى روحه الحماسة فيضحي بنفسه وبكل ما يملك لأجل إقامة الدين وتعبيد الناس به, فلجأوا إلى محاربتها وعملوا على هدمها.
كان من أول ما دعوا إليه هو حوار الأديان وهذا الحوار يتضمن مفاهيم عدة تختلف عن المراد الإسلامي من الحوار مع الكافرين؛ فالخطاب الإسلامي مع الكافرين هو خطاب الدعوة إلى الله تعالى وإلى تحكيم شرعه, مع بيان الحق والباطل وإعلان الانفصال بين الإسلام وبين غيره من الأديان, مع البراءة من الشرك وأهله, والجهاد فى سبيل الله لرفع كلمة الله فى الأرض.
أما حوار الأديان الذى يدعوننا إليه فهو عارٍ عن كل فضيلة, مشتمل على كل الزور والبهتان, فهذا الحوار يتضمن:
1 - دعوة (وحدة الأديان) , ويريدون بها: "الاعتقاد بصحة جميع المعتقدات الدينيّة، وصواب جميع العبادات، وأنها طرق إلى غاية واحدة", وهذا يتضمن تصويب جميع الأديان مع اعتبار الخلافات بينها فى مرتبة الاجتهادات الصحيحة فى الدين الواحد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/365)
2 - دعوة (توحيد الأديان) , ويعنون بها: "دمج جملة من الأديان والملل في دين واحد مستمد منها جميعاً، بحيث ينخلع أتباع تلك الأديان منها وينخرطون في الدين الملفق الجديد".
3 - دعوتي (التقارب بين الأديان) و (التسامح والتعايش) , ويحق بمقتضى هاتين الدعوتين للمرء أن يختار الدخول فى أى دين دونما إنكار.
ولا شك فى بطلان تلك الدعاوى كلها ومخالفتها لأصول الإسلام وقواعده, فهذه الدعاوى تقتضى:
1 - احترام الأديان الباطلة، أو احترام ما يسمى بالأديان السماوية كاليهودية والنصرانية، وذلك بعدم الطعن فيها، وبترك الجهر ببطلانها، وترك إطلاق اسم الكفر على من يدين بها، وهذا ما يعبر عنه بعضهم بـ " التعايش السلمي بين أهل الملل الثلاث", وتفسير هيمنة الإسلام عليها بأنه مراقب يرصد ما تجانب فيه الحق فقط, مع اعتبار الدعوة الإسلامية نوعا من التعدي على حرية الآخر وخصوصيته الفكرية والثقافية, واعتبار تنصير الشعوب المسلمة تحريرا للفكر وانطلاقا به نحو آفاق جديدة.
2 - القول بحرية التدين وإنكار حد الردة في الإسلام بزعم معارضته لحرية اختيار الإنسان للدين الذي يقتنع به، وجعل القاسم المشترك بين كل الأديان البيان العالمي لحقوق الإنسان.
3 - الدعوة للإخاء الإنساني, ويقتضى هدم عقيدة الولاء والبراء بالقول بعدم كراهية الكافرين, ويقتضى كذلك إنكار الحرب باسم الدين, مع تفسير الجهاد الإسلامي بأنه دفاع عن النفس فقط مع إنكار جهاد الطلب.
4 - المطالبة بالحرية الدينية للأقليات غير المسلمة في البلاد الإسلامية والتعامل معهم على أساس الوحدة الوطنية وليس على أساس المعتقد الديني، واقتراح الغرب الحل العلماني كأفضل حل لمشكلة الأقليات.
تاريخ دعوة الحوار بين الأديان:
بدأت هذه الدعوة مع ظهور الإسلام وانتشاره, وحذر الله بسحانه وتعالى عباده المؤمنين من محاولات اليهود والنصارى المستمرة لردهم عن دينهم؛ فقال - تعالى -: (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شئ قدير) , وقال - تعالى -: (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) , وقال - تعالى -: (وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين)؛
ثم خمدت هذه الدعوة , وعادت للظهور على يد دعاة وحدة الوجود والحلول والاتحاد أمثال الحلاج وابن عربي وابن سبعين وغيرهم من الملاحدة, وقد تصدى لهم علماء الإسلام فبينوا عوار دعوتهم وأخمدوها فى مهدها فحُفِظَ بهم الدين.
حوار الأديان فى العصر الحديث:
فى النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري, تبنت الماسونية رفع شعار الوحدة بين الأديان الثلاثة؛ الإسلام واليهودية والنصرانية, وقد انخدع بهم بعض الرموز الإسلامية حينها مثل جمال الدين الأفغاني, وتلميذه محمد عبده الذى أسس مع الشيعي ميرزا باقر الإيراني، الذي تنصر، ثم عاد إلى الإسلام، ومعهم ممثل جمال الأفغاني، وعدد من رجال الفكر , في بيروت جمعية باسم " جمعية التأليف والتقريب " موضوعها التقريب بين الأديان الثلاثة, وقد دخل في هذه الجمعية بعض الإيرانيين، وبعض الإنجليز، واليهود.
وبدءا من الربع الأخير من القرن الرابع عشر الهجري وحتى يومنا هذا, ظهرت دعوات التقارب بين الأديان بصورة أوسع من ذى قبل؛ فقد أنشأ القس " هوبكنز" فى أوائل الخمسينات من القرن الماضي, بدعم من المخابرات المركزية الأمريكية, " جمعية الصداقة الإسلامية المسيحية " فى " بحمدون " بلبنان, ثم ظهرت فى الستينات من جمعية " الإخاء الإسلامي المسيحي " بالمركز العام لجمعيات الشبان المسلمين بالقاهرة.
جاء هذا نتيجة توصيات الكنيسة الكاثوليكية في المجمع الفاتيكاني الثاني (1962 - 1965م) بتوسيع مفهوم الخلاص ليشمل النوع الإنساني بأكمله، ما يعنى إعطاء الضوء الأخضر لعمل المنظمات التنصيرية فى البلاد الإسلامية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/366)
ولهذا تكوّنت "لجنة الحوار بين الأديان" في الأزهر بعد طلب من الفاتيكان للحوار أكثر من مرة، رُفضت في بداية الأمر من شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود وقَبِل المشاركة بخطاب بعد ضغط من السادات ثم تم تشكيل اللجنة مؤخراً عندما تكرر الطلب من الفاتيكان في الحوار, فتم توقيع اتفاقية بين المؤسستين في مايو عام 1998م. وهذه اللجنة وفكرتها لم تكن موضع ترحيب من علماء الأزهر, وتزعم هذه المعارضة جبهة علماء الأزهر خاصة الدكتور يحيي إسماعيل, الأمين العام السابق للجبهة.
وظهرت دعوة إلى إنشاء ما يسمى بـ " مجمع الأديان " بوادى الراحة فى سيناء, ليضم كنيسة سانت كاترين, ومسجدا كبيرا, مع إنشاء معبد يهودي يجاورهما, وكرر هذه الدعوة فى العصر الحديث سيد القمني بدعوته لإنشاء كعبة جديدة فى سيناء تكون قبلة للأديان الثلاثة. كماصرح بعضهم بأنه أصدر كتابا يجمع بين دفتيه القرآن الكريم والتوراة والإنجيل, والله المستعان.
ودعا بابا الفاتيكان إلى إقامة صلاة مشتركة من ممثلي الأديان الثلاثة: الإسلاميين والكتابيين، وذلك بقرية: " أسِيس " في: " إيطاليا ". فأقيمت فيها بتاريخ: 27/ 10 / 1986 م , واعتبر البابا هذا اليوم عيد لكل الأديان, وتكررت هذه الصلاة تحت اسم صلاة روح القدس, منه ما أقيم فى اليابان على قمة جبل كيتو وحضره بعض ممثلى المؤسسات الإسلامية البارزة كما ذكر الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى.
ثم أقيمت عدة مؤتمرات للحوار بين الأديان؛ كان منها " المؤتمر الإبراهيمي " في قرطبة بتاريخ 12 - 15/ 2 فبراير 1987 م، بمشاركة أعداد من اليهود والنصارى، ومن المنتسبين للإسلام من القاديانيين والإسماعيليين. وكان انعقاده باسم: " مؤتمر الحوار الدولي للوحدة الإبراهيمية ". وافتتح لهذا الغرض معهد باسم: " معهد قرطبة لوحدة الأديان في أوربا ".وكان متولي ذلك: الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي. وكانت أهم نقطة في انعقاده، هي: إثبات الاشتراك واللقاء بين عدد من المنتسبين إلى الأديان. وتكررت هذه المؤتمرات كثيرا وشارك فيها عدد كبير من ممثلى المؤسسات الإسلامية الكبرى, وكان منها مؤتمر شرم الشيخ فى تسعينات القرن الماضى, وكان آخرها مؤتمر حوار الأديان بسويسرا أواخر العام 2009 م الذى بحث فيه المجتمعون نقاط الاشتراك بين الملل.
شهادة صادقة حول حوار الأديان:
وهذه شهادة واحد ممن اغتر بدعاوى حوار الأديان فى بادئ أمره, ثم لما تبين له زيف تلك الدعاوى تركها وأظهر سوءاتها, وهو الدكتور محمد عمارة, يقول الدكتور: (مع كل ذلك، فتجربتي مع الحوارات الدينية –وخاصة مع ممثلي النصرانية الغربية- تجربة سلبية، لا تبعث على رجاء آمال تُذكر من وراء هذه الحوارات التي تُقام لها الكثير من اللجان والمؤسسات، وتُعقد لها الكثير من المؤتمرات والندوات واللقاءات، ويُنفق عليها الكثير من الأموال). ثم ذكر أسباب عزوفه عن هذه الحوارات؛ فقال:
(أما السبب الثاني لعزوفي عن المشاركة في الحوارات الدينية –التي أُدعى إليها- فهو معرفتي بالمقاصد الحقيقية للآخرين من وراء الحوار الديني مع المسلمين، فهم يريدون التعرّف على الإسلام، وهذا حقهم إن لم يكن واجبهم، لكن لا ليتعايشوا معه، وإنما ليحذفوه ويطووا صفحته بتنصير المسلمين! بل إن وثائق مؤتمرات التدبير لتنصير المسلمين التي تتسابق في ميادينها كل الكنائس الغربية، تعترف –هذه الوثائق- بأن الحوار الديني –بالنسبة لهم- لا يعني التخلي عن "الجهود القسرية والواعية والمتعمدة والتكتيكية لجذب الناس من مجتمع ديني ما إلى آخر" بل ربما كان الحوار مرحلة من مراحل التنصير!
إذا كانت النصرانية الغربية تتوزعها كنيستان كبريان، الكاثوليكية، والبروتستانتية الإنجيلية، فإن فاتيكان الكاثوليكية –الذي أقام مؤسسات للحوار مع المسلمين، ودعا إلى كثير من مؤتمرات هذا الحوار- هو الذي رفع شعار: "إفريقيا نصرانية سنة 2000م"، فلما أزف الموعد، ولم يتحقق الوعد، مد أجل هذا الطمع إلى 2025م!! وهو الذي عقد مع الكيان الصهيوني المغتصب للقدس وفلسطين معاهدة في 30 - 12 - 1993م تحدثت عن العلاقة الفريدة بين الكاثوليكية وبين الشعب اليهودي، واعترفت بالأمر الواقع للاغتصاب، وأخذت كنائسها في القدس المحتلة تسجل نفسها وفقاً للقانون الإسرائيلي الذي ضم المدينة إلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/367)
إسرائيل سنة 1967م!! بل لقد ألزمت هذه المعاهدة كل الكنائس الكاثوليكية بما جاء فيها، أي أنها دعت وتدعو كل الملتزمين بسلطة الفاتيكان الدينية –حتى ولو كانوا مواطنين في وطن العروبة وعالم الإسلام- إلى خيانة قضاياهم الوطنية والقومية! وباسم هذه الكاثوليكية أعلن بابا الفاتيكان أن القدس هي الوطن الروحي لليهودية، وشعار الدولة اليهودية، بل وطلب الغفران من اليهود، وذلك بعد أن ظلت كنيسته قروناً متطاولة تبيع صكوك الغفران!
أما الكنيسة البروتستانتية الإنجيلية الغربية، فإنها هي التي فكرت ودبرت وقررت في وثائق مؤتمر كولورادو سنة 1978م:
"إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي تناقض مصادره الأصلية أسس النصرانية، وإن النظام الإسلامي هو أكثر النظم الدينية المتناسقة اجتماعياً وسياسياً، إنه حركة دينية معادية للنصرانية، مخططة تخطيطاً يفوق قدرة البشر، ونحن بحاجة إلى مئات المراكز تؤسس حول العالم بواسطة النصارى، للتركيز على الإسلام ليس فقط لخلق فهم أفضل للإسلام وللتعامل النصراني مع الإسلام، وإنما لتوصيل ذلك الفهم إلى المنصِّرين من أجل اختراق الإسلام في صدق ودهاء"!! ولقد سلك هذا المخطط –في سبيل تحقيق الاختراق للإسلام، وتنصير المسلمين- كل السبل اللا أخلاقية- التي لا تليق بأهل أي دين من الأديان- فتحدثت مقررات هذا المؤتمر عن العمل على اجتذاب الكنائس الشرقية الوطنية إلى خيانة شعوبها، والضلوع في مخطط اختراق الإسلام والثقافة الإسلامية للشعوب التي هي جزء وطني أصيل فيها، فقالت وثائق هذه المقررات: "لقد وطّدنا العزم على العمل بالاعتماد المتبادل مع كل النصارى والكنائس الموجودة في العالم الإسلامي، إن النصارى البروتستانت في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، منهمكون بصورة عميقة ومؤثرة في عملية تنصير المسلمين. ويجب أن تخرج الكنائس القومية من عزلتها، وتقتحم بعزم جديد ثقافات ومجتمعات المسلمين الذين تسعى إلى تنصيرهم، وعلى المواطنين النصارى في البلدان الإسلامية وإرساليات التنصير الأجنبية العمل معاً، بروح تامة من أجل الاعتماد المتبادل والتعاون المشترك لتنصير المسلمين".
فهم يريدون تحويل الأقليات الدينية في بلادنا إلى شركاء في هذا النشاط التنصيري، المعادي لشعوبهم وأمتهم!
كذلك قررت "بروتوكولات" هذا المؤتمر تدريب وتوظيف العمالة المدنية الأجنبية التي تعمل في البلاد الإسلامية لمحاربة الإسلام وتنصير المسلمين، وفي ذلك قالوا: "إنه على الرغم من وجود منصرين بروتستانت من أمريكا الشمالية في الخارج أكثر من أي وقت مضى، فإن عدد الأمريكيين الفنيين الذين يعيشون فيما وراء البحار يفوق عدد المنصرين بأكثر من 100 إلى 1، وهؤلاء يمكنهم أيضاً أن يعملوا مع المنصرين جنباً إلى جنب لتنصير العالم الإسلامي، وخاصة في البلاد التي تمنع حكوماتها التنصير العلني"!
كذلك دعت قرارات مؤتمر كولورادو إلى التركيز على أبناء المسلمين الذين يدرسون أو يعملون في البلاد الغربية، مستغلين عزلتهم عن المناخ الإسلامي لتحويلهم إلى "مزارع ومشاتل للنصرانية"، وذلك لإعادة غرسهم وغرس النصرانية في بلادهم عندما يعودون إليها، وعن ذلك قالوا: "يتزايد باطراد عدد المسلمين الذين يسافرون إلى الغرب؛ ولأنهم يفتقرون إلى الدعم التقليدي الذي توفره المجتمعات الإسلامية، ويعيشون نمطاً من الحياة مختلفاً –في ظل الثقافة العلمانية والمادية- فإن عقيدة الغالبية العظمى منهم تتعرض للتأثر.
وإذا كانت "تربة" المسلمين في بلادهم هي بالنسبة للتنصير "أرض صلبة، ووعرة" فإن بالإمكان إيجاد مزارع خصبة بين المسلمين المشتتين خارج بلادهم، حيث يتم الزرع والسقي لعمل فعال عندما يعاد زرعهم ثانية في تربة أوطانهم كمنصرين"!
بل إن بروتوكولات هذا المؤتمر التنصيري لتبلغ قمة اللا أخلاقية عندما تقرر أن صناعة الكوارث في العالم الإسلامي هي السبيل لإفقاد المسلمين توازنهم الذي يسهل عملية تحولهم عن الإسلام إلى النصرانية! فتقول هذه البروتوكولات:
"لكي يكون هناك تحول إلى النصرانية، فلابد من وجود أزمات ومشاكل وعوامل تدفع الناس، أفراداً وجماعات، خارج حالة التوازن التي اعتادوها. وقد تأتي هذه الأمور على شكل عوامل طبيعية، كالفقر والمرض والكوارث والحروب، وقد تكون معنوية، كالتفرقة العنصرية، أو الوضع الاجتماعي المتدني. وفي غياب مثل هذه الأوضاع المهيئة، فلن تكون هناك تحولات كبيرة إلى النصرانية .. إن تقديم العون لذوي الحاجة قد أصبح عملاً مهماً في عملية التنصير! وإن إحدى معجزات عصرنا أن احتياجات كثير من المجتمعات الإسلامية قد بدلت موقف حكوماتها التي كانت تناهض العمل التنصيري؛ فأصبحت أكثر تقبلا للنصارى "!
فهم –رغم مسوح رجال الدين- يسعون إلى صنع الكوارث في بلادنا، ليختل توازن المسلمين، وذلك حتى يبيعوا إسلامهم لقاء مأوى أو كسرة خبز أو جرعة دواء! وفيما حدث ويحدث لضحايا المجاعات والحروب الأهلية والتطهير العرقي –في البلاد الإسلامية- التطبيق العملي لهذا الذي قررته البروتوكولات، فهل يمكن أن يكون هناك حوار حقيقي ومثمر مع هؤلاء؟!
تلك بعض من الأسباب التي جعلتني متحفظاً على دعوات ومؤتمرات وندوات الحوار بين الإسلام والنصرانية الغربية، وهي أسباب دعمتها وأكدتها "تجارب حوارية" مارستها في لقاء تم في "قبرص" أواخر سبعينيات القرن العشرين، ووجدت يومها أن الكنيسة الأمريكية –التي ترعى هذا الحوار وتنفق عليه- قد اتخذت من إحدى القلاع التي بناها الصليبيون إبان حروبهم ضد المسلمين، "قاعدة" ومقراً لإدارة هذا الحوار؟!
ومؤتمر آخر للحوار حضرته في عمّان –بإطار المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية- مع الكنيسة الكاثوليكية في الثمانينيات وفيه حاولنا –عبثاً- انتزاع كلمة منهم تناصر قضايانا العادلة في القدس وفلسطين، فذهبت جهودنا أدراج الرياح! على حين كانوا يدعوننا إلى "علمنة" العالم الإسلامي لطي صفحة الإسلام كمنهاج للحياة الدنيا، تمهيداً لطي صفحته –بالتنصير- كمنهاج للحياة الآخرة! ومنذ ذلك التاريخ عزمت على الإعراض عن حضور "مسارح" هذا "الحوار"!). ا. هـ. ببعض التصرف.(66/368)
هل فسر الأشاعرة المتقدمون استوى بـ؟!
ـ[أبوفؤاد الأنصاري]ــــــــ[26 - 10 - 10, 11:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل قال الأشاعرة المتقدمون بهذا القول؟:
في تفسيرهم لـ استوى في قوله تعالى (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء .. )
بأنه: قصد إليها بإرادته! (1)
أم أنه لم يُسبق الزحيلي بهذا القول؟
____________________
(1) التفسير الوسيط، وهبة الزحيلي (1/ 21)
ـ[أحمد العنزي السلفي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 01:54 ص]ـ
الذي اعرفه بخصوص تفسيرهم لكلمة استوى هم انهم يأولون الكلمة بالزياده (الالف)
بمعنى استولى!! لكن الا يعقل هؤلاء هداهم الله ويتمعنوا ويتدبروا في النصوص!؟
فهل الكرسي كان لغير الله سبحانه ثم استولى عليه؟؟! اي اخذه بالقوه!! اليس هذا طعن في الله عز وجل!
هذا ما اعرفه عن المتأخرون لكن اتمنى الفائدة من موضوعك اخي الكريم وبأنتظار الجواب
ـ[فارس بن عامر]ــــــــ[27 - 10 - 10, 03:33 م]ـ
هذا التأويل مشهور عن بعض المتكلمة المنتسبين لاهل الحديث كابن الزاغوني وبعض اهل العربية كابن قتيبة , أما الاشاعرة فلا ادري عن نسبة هذا القول لهم إلا ان المذكور في تصانيفهم الاستيلاء
والله الموفق(66/369)
ما عقيدة ابن منظور، صاحب اللسان؟!
ـ[أسامة بن سعد الهادي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 08:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
قرأت اليوم في لسان العرب مادة: ق د م قول صاحبه رحمه الله: ((وفي الحديثِ: "حتى يَضَعَ رَبُّ العِزَّة فيها قَدَمَه" أي: الذينَ قَدَّمَهُم من الأشْرارِ، فَهُمْ قَدَمُ الله للنارِ، كما أنَّ الأخْيارَ قَدَمُهُ إلى الجَنَّةِ، أو وَضْعُ القَدَمِ مَثَلٌ للرَدْعِ والقَمْعِ، أي: يأتيها أمْرٌ يَكُفُّها عن طَلَبِ المَزيدِ.))
فهل من بيان لعقيدة المؤلف رحمه الله؟
بارك الله فيكم،،
ـ[عبدالله المورعي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 03:19 ص]ـ
لعلك تقرأ مقدمة كتابه لتقف على نصوص له تفهم منها عقيدته
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 03:34 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا كلام ابن الأثير في النهاية.
وليس لابن منظور في لسان العرب إلا الجمع والترتيب.
فلم يأت بشيء من عنده إلا في مواضع يسيرة جدا وأكثرها في غير اللغة.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 05:20 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أذكر أن الذهبي قال في ترجمته: كان عنده تشيُّع بلا رفض.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 05:38 م]ـ
سمعت أن لإحدى الأخوات تقوم بإعداد رسالة علمية بعنوان " الأخطاء العقدية في لسان العرب ".
ـ[عماد ابن عمر]ــــــــ[06 - 11 - 10, 10:48 ص]ـ
هل من كتب تتناول ابن منظور وكتابه؟
بارك الله فيكم
ـ[فايز أحمد الشافعي]ــــــــ[07 - 11 - 10, 08:22 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أذكر أن الذهبي قال في ترجمته: كان عنده تشيُّع بلا رفض.
هل تدلنا على الكتاب الذي استقيت منه هذه المعلومة جزاك الله خيرا(66/370)
بعض الموتى يُسأل فى قبره سؤالا والبعض سؤالين والبعض ثلاث؟
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[28 - 10 - 10, 01:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هل ثبت فى حديث صحيح أن بعض الموتى سيسأله ملك واحد فى القبر وبعضهم يسأله ملكان والبعض يُسئل سؤالا واحدا والبعض يُسئل سؤالين والبعض يُسئل ثلاثا
أرجو الافاده بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 01:04 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الذي أعرفه هو أن أسئلة القبر ثلاث , وقد ألف الشيخ عبد الوهاب الأصول الثلاث على هذه الأسئلة ولم يفرق بين الناس و الله أعلم
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[28 - 10 - 10, 01:30 ص]ـ
هذا ما أعرفه أيضا أخى لكنى سمعت أحد طلبة العلم يذكر هذا التقسيم فى شريط له وأحال على درس آخر له فصَّل فيه المسألة بالأدلة الشرعيه ولم أجد هذا الدرس فأردت معرفة النصوص التى وردت فى المسأله وهل هى صحيحة أم لا؟
وجزاك الله خيرا على تعليقك
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[29 - 10 - 10, 03:51 ص]ـ
أين الاخوه طلبة العلم الكرام ... أفيدونا بارك الله فيكم(66/371)
هل لها أصل (النبي انتهت رسالته بموته) عند الأشاعرة؟
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[28 - 10 - 10, 10:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو المساعدة فقد وقفت على مجموعة من الأقوال تذكر أن الأشاعرة يقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم انتهت رسالته بموته صلى الله عليه وسلم:
((منقول من تحقيق الشيخ علي الشبل حفظه الله تعالى للرسالة الواضحة ((كما نقل ابن الطاهر: ..... قال الهروي: وإنما ألعن من لم يعتقد أن الله زوجل في السماء،وأن القرآن في المصحف وان النبي اليوم نبي،ثم قام وانصرف))).
وقال ابن قدامة رحمه الله تعالى في البرهان في بيان القرآن ((وحقيقة مذهبهم: أن ما لله في الأرض قرآن،ولا في السماء إله،ولا أن محمداً رسول بل انقطعت رسالته بموته، وهم لا يظهرون هذا إلا لبعض الناس، فلو كان قولهم حقاً ظهروه بين المسلمين ولما احتاجوا إلى ستره))
وقال ابن قدامة في نهاية كتابه المناظرة عن أبي الحسن الطرازي (ت422هـ):
... ....
... ...
ولو قيل: النبوة كيف صارت؟ ... لقالوا: تلك طار بها الحمامُ
إذا قبض النبي فكيف تبقى ... نبوته؟ فديتكَ والسلامُ
فبارك الله فيكم فمن وقف على ها الكلام في كتبهم؟
،وبارك الله يكم
ـ[راجى يوسف]ــــــــ[29 - 10 - 10, 12:16 م]ـ
http://www.ikhwan.net/forum/showthread.php?139951- هل-ثبت-هذا-القول-عن-الباقلاني-أم-تهويل-من-ابن-حزم-أرجو-اجابة-الأخوة-العارفين(66/372)
الشيعه من هم؟؟ تفضل وأعرف الحقيقه ..
ـ[ابوعامر الحربي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 11:31 ص]ـ
http://www.mezan.net/forum/salam/1.gif
قول شيخ الإسلام بن تيمية في الرافضة
((والرافضة تحب التتار ودولتهم لأنه يحصل لهم بها من العز ما لا يحصل بدولة المسلمين، والرافضة هم معاونون للمشركين واليهود والنصارى على قتال المسلمين، وهم كانوا من أعظم الأسباب في دخول التتار قبل إسلامهم إلى أرض المشرق بخراسان والعراق والشام، وكانوا أعظم الناس معاونة لهم على أخذهم لبلاد الإسلام وقتل المسلمين وسبي حريمهم، وقضية ابن العلقمي وأمثاله مع الخليفة، وقضيتهم في حلب مع صاحب حلب مشهورة يعرفها عموم الناس ... وإذا غلب المسلمون النصارى والمشركين كان ذلك غصة عند الرافضة، وإذا غلب المشركون والنصارى المسلمين كان ذلك عيدا ومسرة عند الرافضة. ([1]) الفتاوى 28
هنا تفضل اخى
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=277
http://img512.imageshack.us/img512/5930/dgk45037yl1.jpg(66/373)
إيقاظ وتنبيه لدارسي القوانين
ـ[علي بن فايز بن مانع]ــــــــ[28 - 10 - 10, 12:30 م]ـ
الأخوة الأفاضل:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد تهافت كثير من الناس على دراسة القوانين الوضعية وتمجيدها بل السفر لأجل ذلك والإقامة بين ظهراني المشركين دون سبب مسوغ فنصيحة للخلق أذكرهم الله في صيانة الدين والوقت والنفس من الضياع وتوفيرها فيما يخدم دين الله عز وجل على سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مع لزوم طريق السلف الصالح في العلم والعمل والمنهج والسلوك.
وهذه فتوى للجنة الدائمة بالمملكة العربية السعودية في بيان حكم تعلم القوانين الوضعية
السؤال الثالث من الفتوى رقم (6901) فتاوى اللجنة 12/ 135.
س3: ما حكم تعلم القوانين الوضعية ومحاولة تطبيقها، مع الاعتراف بأن شرع الله أفضل منه؟ وما حكم تدريس تلك القوانين والفلسفة والمنطق وعلم النفس؟ حيث تحتوي على باطل كثير، كالخوض في ذات الله وصفاته وأسمائه، وفي التحليل والتحريم، وتحتوي على دراسة العقيدة الشيوعية، والوجودية، والإباحية، فما حكم المدرس والطالب؟ وخاصة إذا كانت مقررة على مستوى الدولة، والطالب والمدرس ليسا من طلاب العلم الشرعي، بل هم من عوام المسلمين، الذين لو شككوا قد يشكون، فإذا قيل لهم: هذا خطأ، قالوا: ماذا نفعل هذا باب للرزق وهذا طلب للعلم.
ج3: لا يجوز تعلم القوانين الوضعية لتطبيقها، ما دامت مخالفة لشرع الله، وتجوز دراستها وتعلمها لبيان ما فيها من دخل وانحراف عن الحق، ولبيان ما في الإسلام من العدل والاستقامة، والصلاح، وما فيه من غنى وكفاية لمصالح العباد. ولا يجوز لمسلم أن يدرس الفلسفة والقوانين الوضعية ونحوهما، إذا كان لا يقوى على تمييز حقها من باطلها خشية الفتنة والانحراف عن الصراط المستقيم، ويجوز لمن يهضمها ويقوى على فهمها بعد دراسة الكتاب والسنة؛ ليميز خبيثها من طيبها، وليحق الحق ويبطل الباطل، ما لم يشغله ذلك عما هو أوجب منه شرعا، وبهذا يعلم أنه لا يجوز تعميم تعليم ذلك في دور العلم ومعاهده، بل يكون لمن تأهل له من الخواص؛ ليقوموا بواجبهم الإسلامي من نصرة الحق ودحض الباطل.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن باز
ـ[محمد أمين الهاشمي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 03:19 م]ـ
بارك الله فيكم(66/374)
هل هناك اختلاف بين متقدمي الاشاعرة و متأخريهم؟
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 06:24 م]ـ
السلام عليكم اريد ان اعرف هل هناك اختلاف في الاقوال بين متقدمي الاشاعرة و متاخرهيم و المعاصرين و من منهم اقرب الى اهل السنة؟
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[28 - 10 - 10, 08:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
غفر الله ذنبك في السؤال خطا شنيع،هكذا يكون السؤال:
هل هناك توافق بين أئمة الأشاعرة متقدمين ومتأخرين؟
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 08:44 م]ـ
شكرا لك على التوضيح فانا مبتدئ و ليس لي علم و دراية
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[28 - 10 - 10, 09:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي الكريم،وإنما هي مداعبة،
هناك فروق كثيرة بين الأشاعرة في كل العصور،وإن شئت ذكرتها معك على باب المذاكرة،
أنتظر أمرك.
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 12:08 ص]ـ
نعم اخي بارك الله فيك فانا اريد ان اعرف الفروق بينهم
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[29 - 10 - 10, 11:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنبدأ إن شاء الله بمسألة الكلام لأهميتها،وقلَّ من يسمع قول الأشاعرة في هذه المسألة ولا ينفر،فهم كما قال ابن قدامة: ولا نعرف في أهل البدع طائفة يكتمون مقالتهم،ولا يتجاسرون على إظهارها، إلا الزنادقة والأشعرية.
والأهم قبل معرفة مذهب الأشاعرة معرفة مذهب أهل السنة والجماعة:
مذهب أهل السنة أن القرآن كلام الله،ليس مخلوق ومن قال مخلوق فقد كفر،وأن القرآن هو الآيات والكلمات والحروف الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وأن جبريل سمع من الله ثم أسمعه إلى محمد صلى الله عليه وسلم حسب الوقائع التي كانت تحصل وينزل القرآن بعدها.
((القرآن:قديم النوع، حادث الآحاد.
قديم النوع أي أن صفة الكلام قديمة وليست بمخلوقة،
حادث الآحاد:حادث تأتي بمعنى المخلوق وبمعنى المتجدد وهو المقصود هنا أي أن الله يتكلم ما شاء وقت ما شاء)).
وأن الله يتكلم بصوت وحرف، دليل الصوت في البخاري من حديث جابر ((فيناديهم بصوت)) والحرف ((بل ألف حرف ولام حرف)).
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[30 - 10 - 10, 12:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اختلافهم في طريقة الاستدلال على صفة الكلام:
ا- الأشعري-رحمه الله تعالى-:-يقول في الإبانة:
((
إن سأل السائل: عن الدليل على أن القرآن الكلام الله غير مخلوق.
قيل له: الدليل على ذلك قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ)،وأمر الله كلامه ..
)) (69)
قلتُ: ((
الأشعري رحمه الله تعالى في كتابه الإبانة أثبت الكلام لله من طريق القرآن
وكتاب الإبانة ثابت النسبة لأبي الحسن الأشعري فقد أثبته ابن عساكر فقال ((وتصانيفه بين اهل العلم مشهورة معروفة، وبالإجادة والاصابة للتحقيق عند المحققين موصوفة، ومن وقف على كتابه المسمى "الإبانة" عرف موضعه من العلم والديانة)) (التبيين 128))
وكذلك البيهقي في الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد وكلك الذهبي في العلو
)).
2 - فيرد الغزالي على الأشعري في الاقتصاد (ومن أراد إثبات الكلام بالإجماع،أو بقول الرسول،فقد سام نفسه خطة خسْفٍ، لأن الإجماع يستند إلى قول الرسول .... ))
والحمد لله رب العالمين
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 01:03 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[30 - 10 - 10, 01:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجويني رحمه الله تعالى يقول في اثبات صفة الكلام في النظامية:
((
كل جائز من صفات الخلق يستدل إلى صفة واجبة للخالق
))
أي في اثبات صفة الكلام.
فيرد الغزالي في الاقتصاد:
((
فهو في شطط
))
من أثبت صفة الكلام بهذه الطريقة.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 01:16 ص]ـ
و لكن هل الغزالي كان اشعريا و عن اي غزالي تتحدث هل ابي حامد ام محمد الغزالي العضو في الازهر
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[30 - 10 - 10, 01:21 ص]ـ
و لكن هل الغزالي كان اشعريا و عن اي غزالي تتحدث هل ابي حامد ام محمد الغزالي العضو في الازهر
بسم الله الرحمن الرحيم
الغزالي المقصود هو" أبو حامد محمد بن محمد الغزالي" (450 - 505) هـ، وكان إماماً من أئمة الأشاعرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/375)
ولكن حتى محمد الغزالي الذي في الأزهر لم يسلم، الحمد لله الذي عافانا.
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 01:32 ص]ـ
بارك الله فيك هذا يعني ان ابا حامد اكثر غلوا من سابقيه و الذي اعرفه ان الغزالي صوفي و الصوفية من المعطلة اذن هو من الاشاعرة المتصوفة لان منهم من هم اقرب الى المعتزلة و من اهل السنة من وافق الاشاعرة في بعض اقوالهم و هذا يوضح تضارب الاقوال في بعض المسائل
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[30 - 10 - 10, 01:44 ص]ـ
بارك الله فيك هذا يعني ان ابا حامد اكثر غلوا من سابقيه
قد يكون، ولكن من كان ضابط مذهبه العقل، فأنا له أن ينضبط.
الذي اعرفه ان الغزالي صوفي و الصوفية من المعطلة اذن هو من الاشاعرة المتصوفة
هذا النقل استفدته من أخي أبي نسببية
((
ولهذا إذا قرأت لأبي حامد ( http://audio.islam.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000276&spid=1119) كتاباً تجد أنه لا يرى فيه للعقل مقاماً؛ بل يعظم الإشراق، والنفس، وطريقة الصوفية، وتقرأ له كتاباً آخر فتجده فيه رجلاً عقلانياً، وتقرأ له كتاباً آخر فتجده فيه رجلاً واعظِاً .. وهكذا. وقد ظن بعض الباحثين أن الغزالي ( http://audio.islam.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000276&spid=1119) كانت له أطوار، وهكذا إذا أشكل عليهم مذهب رجل قالوا: كانت له أطوار، والحق أن هذا ليس من باب الأطوار، وقد أجاب الغزالي ( http://audio.islam.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000276&spid=1119) عن هذا الإشكال فقال: "فإن سألت عن المذهب فالمذهب ثلاثة: مذهب الجدل، الذي يجادل به المخالف للحق -في زعمه- فهذا يكون بالعقل وبعلم الكلام"، وهو أشعري في هذا المقام على طريقة المتأخرين من الأشاعرة، كأبي المعالي الجويني ( http://audio.islam.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000043&spid=1119) ومن سلك طريقتهم ممن خالف طريقة مؤسس المذهب أبي الحسن الأشعري ( http://audio.islam.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000039&spid=1119) . يقول: "وإن سألت عن مذهب العامة فهو وعظ الشريعة في الزواجر والدواعي، وإن سألت عن المذهب الحق، وهو اليقين السر بين العبد وبين ربه، فهو طريقة الصوفية". فأبو حامد ( http://audio.islam.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000276&spid=1119) يستعمل هذه الطرق، ولذلك لما رد على الفلسفة وكتب كتاب (التهافت) استعمل الطريقة الكلامية، وقال: "إننا نستعين بالمعتزلة في ردنا على هؤلاء".من شرح الغفيص حفظه الله تعالى))
لان منهم من هم اقرب الى المعتزلة و من اهل السنة من وافق الاشاعرة في بعض اقوالهم و هذا يوضح تضارب الاقوال في بعض المسائل
أخي إن شاء الله لن أذكر في هذه المشاركات إلا قول الأشاعرة فقط،وإذا ذكرت غيرهم نبهت على ذلك،
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 01:49 ص]ـ
بارك الله فيك لقد افدتني كثيرا يمكن المواصلة ان اردت
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[30 - 10 - 10, 01:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن شاء الله .....
ـ[أبو محمد الدمشقي المالكي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 01:57 ص]ـ
=عبد الرحمن الليبي;1394781] الذي اعرفه ان الغزالي صوفي و الصوفية من المعطلة
لا علاقة بين التصوف و التعطيل, نعم غالب التصوف فيه جبر أما التعطيل فلا تلازم بينه و بين التصوف.
لكن لما كان أكثر الأشاعرة (و هم معطلة) من الصوفية و العكس صحيح حصل هذا الربط. [/ SIZE]
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 10:40 ص]ـ
على حد علمي و الله اعلم انهم معطلة و الا لماذا يقولون عن اهل السنة بانهم مجسمة
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[31 - 10 - 10, 08:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الآمدي رحمه الله تعالى في نهاية الإقدام:-
((
قالت الأشعرية ذهب شيخنا الكلابي عبد الله بن سعيد إلى أن ....
))
والحمد لله رب العالمين
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:46 م]ـ
ماذا يعني هذا بارك الله فيك(66/376)
هل منظومة المرشد المعين لابن عاشر مخالفة للعقيدة؟
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 06:28 م]ـ
السلام عليكم سمعت ذات مرة انشادا لمنظومة المرشد المعين للضروري من امور الدين لابن عاشر لكني لم افهم اي عبارة منها لذلك ارجو منكم ان تخبروني اذا كانت مخالفة للعقيدة و اين توجد هذه المخالفة في هذا المتن خاصة و اني سمعت ان صاحب المنظومة عبد الواحد ابن عاشر من ائمة الاشاعرة؟
ـ[معز الأسود]ــــــــ[28 - 10 - 10, 06:50 م]ـ
منظومة ابن عاشر من المتون المعتمدة عند المالكية و قد حوت الكتب التالية
1 - كتاب أم القواعد
2 - كتاب الطهارة
3 - كتاب الصلاة
4 - كتاب الزكاة
5 - كتاب الصيام
6 - كتاب الحج
7 - كتاب التصوف
بالنسبة لكتاب أم القواعد و يمثل تقريبا ال45 بيت الأولى فهو عبارة على نظم في العقيدة الأشعرية?
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 07:01 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[سيف بن مداني بن عمر]ــــــــ[28 - 10 - 10, 09:53 م]ـ
ويري البعض انه نظم فيه صغرى الصغرى والله اعلم بذلك
ـ[أبو عائشة محمد]ــــــــ[31 - 10 - 10, 06:47 م]ـ
إذا بم تخنني الذاكرة أن ذلك هو عوانه الذي ذكرته (المرشد المعين)
المهم إذا أصبت عنوان الكتاب:
فمما يُستنكر فيه قوله:
في عقد الأشعري وفقه مالك**** وفي طريقة الجنيد السالك (أو كما قال)
أيضا أظن فيه حصرا لصفات الله عز وجل بستة عشرة صفة
واختصار الكلام.يمكنك الإستعاضة عن مثل هذا الكتاب بكتاب يكون أصله (في عقد مالك. أو في عقد أحمد ابن حمبل .. ) مما هو موافق لعقيدة أهل السنة والجماعة. فتسلم من دخن التأويل والتشبيه
والله تعالى أعلم(66/377)
ماهو افضل كتاب فى العقيدة
ـ[وسام المصرى]ــــــــ[29 - 10 - 10, 01:54 ص]ـ
ماهو افضل كتاب فى العقيدة
ـ[وسام المصرى]ــــــــ[29 - 10 - 10, 01:55 ص]ـ
اريد افضل شرح على كتاب التوحيد
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 08:28 م]ـ
فتح المجيد شرح كتاب التوحيد لعبد الرحمن بن حسن مع حاشية الشيخ محمد حامد الفقي
وكتاب معارج القبول لحافظ حكمي رائع
والله تعالى أعلم
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 08:39 م]ـ
كتب العقائد نوعان منها ما هو تأصيلي , ومنها ما هو دفاعي و هذا النوع يستعمل فيه أهل السنة و الجماعة بعض الألفاظ التي استعملها المبتدعة للرد عليهم.
فأي نوع تبحث عنه؟
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 08:48 م]ـ
الكتب المؤلفة في العقيدة فمن أحسنها (كتاب التوحيد) للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -، وشرحه لحفيديه الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد، والشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد، وهما: (تيسير العزيز الحميد)، و (فتح المجيد).
ومن ذلك: (مجموعة التوحيد) للشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله – و (كتاب الإيمان)، و (قاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة)، و (العقيدة الواسطية)، (والتدمرية)، و (الحموية)، وهذه الخمسة لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -.
ومن ذلك: (زاد المعاد في هدي خير العباد)، و (الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة)، و (اجتماع الجيوش الإسلامية)، و (القصيدة النونية)، و (إغاثة اللهفان من مكايد الشيطان)، وكل هذه الكتب الخمسة للعلامة ابن القيم - رحمه الله -.
ومن ذلك: (شرح الطحاوية) لابن أبي العز، و (منهاج السنة) لشيخ الإسلام ابن تيمية، و (اقتضاء الصراط المستقيم) له أيضا، و (كتاب التوحيد) لابن خزيمة، و (كتاب السنة) لعبد الله بن الإمام أحمد، و (الاعتصام) للشاطبي، وغيرها من كتب أهل السنة المؤلفة في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة.
ومن أجمع ذلك (فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية)، و (الدرر السنية في الفتاوى النجدية)، جمع العلامة الشيخ عبد الرحمن بن قاسم - رحمه الله -.
منقول من الشيخ ابن باز رحمه الله
ـ[هيثم الجمل]ــــــــ[30 - 10 - 10, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم
من الشروح الجميلة على كتاب التوحيد كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد لابن عثيمين
ـ[كريم إمام الجمل]ــــــــ[30 - 10 - 10, 12:25 ص]ـ
أفضل كتاب لشرح كتاب التوحيد هو مجموعة علماء لحفيد الشيخ وبن عثيمين وتعليق بن باز وغيرهم
وأفضل من كتب فى العقيدة والله أعلم
قديماً
شيخ الأسلام بن تيميه رحمه الله
وشيخ الأسلام بن القيم رحمه الله
حديثاً
العلامة بن عثيمين رحمه الله
العلامة محمود عبد الرازق الرضوانى حفظه الله
العلامة عمر الأشقر حفظه الله
والله أعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[31 - 10 - 10, 11:22 ص]ـ
المراد أنه إذا نظرت إلى الطحاوية التي راجت بين أدعياء السلفية لوجدنا فيه من الأعاجيب!
كلامك سخيفٌ، ولا ينطلي على أحد؛ وفيه رائحةٌ قذرةٌ مِن التعالمِ، ولبُوسٌ من التَّطاول.
ـ[أبو مصعب الروقي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 12:59 م]ـ
من أفضل شروح كتاب التوحيد في نظري القاصر
كتاب (التمهيد في شرح كتاب التوحيد) للشيخ / صالح آل الشيخ
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 09:17 م]ـ
هذه من المسائل المجملة يجب التفصيل فيها فلا نثبتها و لا ننفيها فماذا تعني بالحد و الجهة حتى أناقشك
ـ[أبوسهل العتيبي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:33 م]ـ
ياوسام وفقك الله أنت سألت وسأجيبك
كتاب الله أولا وأخيرا
تدبرا وتأملا وكثرة تلاوة وستجد نفسك بإذن الله قد تحصنت بحصن منيع في اعتقادك وفي معرفة الشبه والضلالات , وسيسهل عليك قراءة كتب العقيدة وكتب المخالفين والرد عليها كل ذلك بمنهجية متوازنة ذكرها الأخوة في مواضيع متفرقة في المنتدى
فمسكين والله من لاحظ له يوميا من القران (أقل مايمكن حزب كامل)
وفقك في الدنيا والاخرة
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:38 م]ـ
بالمعاني التي يقصدها الطحاوي
أضحكتني وذكرتني بالمفتي الذي ترك ابنه للفتوى فلما سئل أفي الله شك قال في المسألة قولان
اذهب حتى تتعلم و أنا في انتظارك
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:39 م]ـ
اما كتب السلف
فعليك بالسنة
لعبدالله وابن ابي عاصم والخلال واللالكائي
والشريعة للاجري والابانة لابن بطة
واما المتأخرين فلا اعدل بكتاب التوحيد للامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شيئا
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:44 م]ـ
ياوسام وفقك الله أنت سألت وسأجيبك
كتاب الله أولا وأخيرا
تدبرا وتأملا وكثرة تلاوة وستجد نفسك بإذن الله قد تحصنت بحصن منيع في اعتقادك وفي معرفة الشبه والضلالات , وسيسهل عليك قراءة كتب العقيدة وكتب المخالفين والرد عليها كل ذلك بمنهجية متوازنة ذكرها الأخوة في مواضيع متفرقة في المنتدى
فمسكين والله من لاحظ له يوميا من القران (أقل مايمكن حزب كامل)
وفقك في الدنيا والاخرة
لو كان القرآن كافيا لتحصين الشخص من الوقوع في الزلل فلماذا ألفت هذه العقائد , و هل العقائد إلا كلام الله و سنة رسوله, وهل نفع القرآن الفرق المبتدعة, أعرف من يختم القرآن كل ثلاث أيام و رغم ذلك لا يعرف العقيدة و قد يلتجأ إلى القبور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/378)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:52 م]ـ
بالمعاني التي يقصدها الطحاوي
لا نثبت إلا ما أثبته الشرع، ولا ننفي إلا ما نفاه الشرع، وهذه الألفاظ التي تسأل عنها من الألفاظ المجملة، التي يُستفسر صاحبها عن مراده منها، فإن ذكر معنى صحيحا، قبلنا منه المعنى ورددنا عليه اللفظ لعدم وروده، ومن ذكر معنى فاسدا رُد عليه اللفظ والمعنى جميعا.
ونحن لم نسألك عن هذا، ولم نصرح به، فالإجابة عن هذا نافلة من الكلام.
وأنت الذي صرحتَ بالموافقة على الطعن في الطحاوي ـبالصورة التي ذكرها العضو: حسن، وحذفته الإدارة مشكورةـ فهل توافق عليه؟
ـ[فياض محمد]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:53 م]ـ
العقيدة الطحاوية.
لمعة الاعتقاد للمقدسي.
عقيدة أهل الحديث للصابوني.
العقيدة الإسلامية وأسسها للميداني.
تبسيط العقائد الإسلامية لحسن أيوب.
عقيدة المسلم للغزالي.
العقائد الإسلامية لسيد سابق.
رحم الله الجميع.
منهج أهل السنة والجماعة في تدوين علم العقيدة د. ناصر الحنيني.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 11:08 م]ـ
العقيدة الطحاوية.
لمعة الاعتقاد للمقدسي.
عقيدة أهل الحديث للصابوني.
العقيدة الإسلامية وأسسها للميداني.
تبسيط العقائد الإسلامية لحسن أيوب.
عقيدة المسلم للغزالي.
العقائد الإسلامية لسيد سابق.
رحم الله الجميع.
منهج أهل السنة والجماعة في تدوين علم العقيدة د. ناصر الحنيني.
مالك تخلط السم بالعسل
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[31 - 10 - 10, 11:20 م]ـ
شرح منة الرحمن للشيخ ياسر برهامى كتاب مهم
ينصح به المبتدىء ولا يستعنى عنه المنتهى
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[31 - 10 - 10, 11:24 م]ـ
العقيدة الطحاوية.
لمعة الاعتقاد للمقدسي.
عقيدة أهل الحديث للصابوني.
العقيدة الإسلامية وأسسها للميداني.
تبسيط العقائد الإسلامية لحسن أيوب
هذا الكتاب خطير فقد قرر فيه ان عقيدة الشيعة هي التوحيد المحض.
عقيدة المسلم للغزالي.
؟؟؟؟ العقائد الإسلامية لسيد سابق.
؟؟؟؟ رحم الله الجميع.
منهج أهل السنة والجماعة في تدوين علم العقيدة د. ناصر الحنيني.
...........................
ـ[كريم إمام الجمل]ــــــــ[31 - 10 - 10, 11:25 م]ـ
السلام عليكم
أنا بقدر علمى الصغير والعلم عند الله أرشح كتب الشيخ محمود عبد الرازق الرضوانى المصرى وكتب الشيخ عمر الأشقر وكتب الشيخ ياسر برهامى حفظهم الله سمعت مشايخنا يوصون بهم دائماً وسمعتهم ايضاً يحذرون من كتاب عقيدة المسلم للغزالى رحمه الله "المدرسة العقلية "
ما قول أخونى من طلاب العلم
ـ[أبوسهل العتيبي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 11:25 م]ـ
لو كان القرآن كافيا لتحصين الشخص من الوقوع في الزلل فلماذا ألفت هذه العقائد , و هل العقائد إلا كلام الله و سنة رسوله, وهل نفع القرآن الفرق المبتدعة, أعرف من يختم القرآن كل ثلاث أيام و رغم ذلك لا يعرف العقيدة و قد يلتجأ إلى القبور.
ياأبا عبدالبر أنار الله بصيرتك
هل أنا قلت أن يقتصر على قراءة كتاب الله
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 11:44 م]ـ
أخي في الله,,
لن تجد أسلم ولا أفضل من هذا الكتاب
كتاب الله سبحانه وتعالى ((لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه))
عليك به وبفهم معاني وتدبره
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 11:46 م]ـ
يا أخي هذه مسألة عقيدة لا يقال فيها بالرأي , فلو قال كل برأيه لرشح المعتزلة كتبهم , دعونا من بنيات الطريق و لنتشبت بكبار أهل العلم
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 12:25 ص]ـ
ياأبا عبدالبر أنار الله بصيرتك
هل أنا قلت أن يقتصر على قراءة كتاب الله
بل كتاب الله كافي ومغني
قال الله ((ما فرطنا في الكتاب من شيء))
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 12:26 ص]ـ
وسنة رسوله , أما مافهمته من الآية فهو اللوح المحفوظ
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 12:31 ص]ـ
وسنة رسوله , أما مافهمته من الآية فهو اللوح المحفوظ
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 11:02 ص]ـ
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
قال الله تعالى: فاسألو أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون
فهناك علوم الآلة يجب تعلمها لفهم كتاب الله؟
و أنا أسأل الأخ دون أن يلتجأ إلى كتاب آخر أو أهل العلم:
أعط ثلاث آيات في توحيد الربوبية
ثلاث آيات في الألوهية
ما الفرق بين الشرك الأكبر و الأصغر
ثلاث آيات منسوخة
ثلاث آيات عامة مع ذكر المخصص
ثلاث آيات محكمة و ثلاث متشابهة
انتظر منك الإجابة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/379)
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 01:32 م]ـ
خذ يا أخي هذا الكلام القيم للعلاّمة ابن باز رحمه الله
السؤال: نرجو التفضل بإرشادنا إلى أهم كتب العقيدة؟
الجواب: أهم كتب العقيدة وأعظمها وأنفعها القرآن العظيم فهو أهم كتاب وأصدق كتاب وأعظم كتاب وأشرف كتاب، فعليك أن تعض عليه بالنواجذ وتكثر من تلاوته من أوله وآخره، فكله عقيدة وتوجيه إلى كل خير وتحذير من كل شر، فاقرأه بتدبر وعناية ورغبة في العلم واستقم على ما دل عليه قولا وعملا وعقيدة تجد فيه كل خير من أوله إلى آخره من الفاتحة إلى {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}
تأمل ذلك الكتاب العظيم وأكثر من تلاوته وتدبر معانيه، ففيه بيان العقيدة التي رضيها الله لك ورضيها للمؤمنين، ثم بعد ذلك عليك بكتب الحديث الشريف كالصحيحين وغيرهما، ثم كتب أهل العلم المعروفين بالعلم والفضل والعقيدة الصحيحة ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية، ومنها [العقيدة الواسطية] و [التدمرية] و [الحموية] و [منهاج السنة] و [مجموع الفتاوى]، و [عقيدة ابن أبي زيد القيرواني] وشرح ابن أبي العز [للعقيدة الطحاوية] فهو شرح مفيد.
ومن ذلك كتب ابن القيم رحمه الله فهذه كتب طيبة ومفيدة، ومنها كتاب [فتح المجيد] للشيخ عبد الرحمن بن حسن، و [كتاب التوحيد] للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب، و [كشف الشبهات]، و [ثلاثة الأصول] له أيضا، ومنها [الدرر السنية] المشتملة على فتاوى علماء نجد.
وأوصي طلبة العلم في ابتداء طلبهم أن يحفظوا كتاب الله عز وجل أو ما تيسر منه، وأن يحفظوا [كتاب التوحيد]، و [كشف الشبهات]، و [ثلاثة الأصول] و [العقيدة الواسطية] فهي مختصرة في بيان التوحيد بأقسامه الثلاثة، والعقيدة السلفية، وهذه هي العقيدة التي دعا إليها الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وهي عقيدة السلف، وهي عقيدة الدولة السعودية، وحقيقتها التمسك بالكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة في العقيدة والأحكام حسبما دل عليه كتاب الله عز وجل وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وما درج عليه الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان،
ويسميها بعض الناس العقيدة الوهابية ويحسب أنها عقيدة جديدة تخالف الكتاب والسنة، وليس الأمر كذلك وإنما هي العقيدة التي درج عليها سلف الأمة كما تقدم ولكن الأعداء لقبوها بهذا اللقب تنفيرا منها ومن أهلها، وبعض الناس فعل ذلك جهلا وتقليدا لغيره.
فينبغي لطالب العلم ألا يغتر بذلك وأن يعرف الحقيقة من كتبهم وما درجوا عليه لا من أقوال خصومهم ولا ممن يجهل عقيدتهم
نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
المصدر:
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء السابع
ـ[أبوسهل العتيبي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 10:07 م]ـ
بل كتاب الله كافي ومغني
قال الله ((ما فرطنا في الكتاب من شيء))
وكفى بالله وكتابه معينا وهاديا
ياأخي بسام حفظك الله من كل سوء
كتاب الله حث على العلم والتعلم وسؤال أهل الذكر ونشر العقيدة الصحيحة للناس وتبسيطها
فلا نخلط الأمور ونقصي بعضها من بعض
فكل العلوم تفئ إلى كتاب الله
ونصيحتي التي كانت لأخي وسام والتي دخلها التشويش هي ببساطة لا تنسى المنهل الأول أثناء دراستك للعقيدة واجعل له نصيبا وافرا من وقتك في طلب العلم.
وهناك مواضيع عديدة في الملتقى قد أشبعت هذا الموضوع بحثا فلعلك تجد مايناسبك
ورحم الله ابن باز وجميع علماء المسلمين
ولاحول ولاقوة إلا بالله
وفق الله جميع إخواني أهل السنة لنشر دين الله وبث العقيدة الصحيحة الصافية بين الناس
ـ[أبو سليمان السيوطى]ــــــــ[02 - 11 - 10, 02:17 م]ـ
بسم الله والصلاة على رسول الله (ص):-
1 - المنة شرح إعتقاد أهل السنة لفضيلة الدكتور ياسر برهامى
2 - فضل الغنى الحميد + فتح المجيد بشرح فضيلة الدكتور ياسر برهامى
3 - معارج القبول بشرح فضيلة الدكتور ياسر برهامى
4 - العقيدة الواسطية شرح فضيلة الوالد العلامة محمد بن صالح العثيميين
5 - رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب كلها
6 - كتب شيخ الإسلام بن تيمية
7 - كتاب الإيمان لكل من (البخارى - مسلم - البغوى)
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[02 - 11 - 10, 02:52 م]ـ
قلت:
بسم الله والصلاة على رسول الله (ص):-
أكملها ... بارك الله فيك:
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم):-
ـ[أبو يوسف السكندري]ــــــــ[03 - 11 - 10, 08:59 م]ـ
الكتب التى شرحها فضيلة الشيخ ياسر برهامى لابد من رد المجمل فيها للمبين حتى تعم الفائدة وكم من فائدة وفتح عجيب فى شرح الشيخ على كتب شيخ الاسلام خاصة فليحرص عليه غير مأمورين سدد الله مريد الهدى
ـ[فايز أحمد الشافعي]ــــــــ[04 - 11 - 10, 09:42 ص]ـ
عليك بكتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[04 - 11 - 10, 12:54 م]ـ
يظهر لي أخي الكريم وسام أنك مبتدئ في الطلب، فإن كان ظني صحيحا فإني أوصيك بكتاب جامع مانع هو أفضل ما رأيت في مسائل الاعتقاد على عقيدة أهل السنة و الجماعة في كل أبوابها و بأسلوب سهل ميسر دون تطويل، مع حشد للنصوص و الأدلة، و على طريقة السؤال و الجواب:
هو كتاب العلامة حافظ الحكمي رحمه الله:
أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة (200 سؤال و جواب في العقيدة)
http://www.mediafire.com/download.php?xmnwwmznwyr
أو من هنا:
http://www.4shared.com/file/96332242/cfbe1cd7/___.html
و أفضل طبعاته: مكتبة الرشد، تحقيق أحمد مدخلي.
عض عليه بالنواجذ و لا تتخذ غيره حتى تجاوزه فهما،و حفظا إن تيسر، فهو يكفيك عن غيره و غيره لا يكفي عنه، و هو مهم للمبتدئ و المنتهي على سواء.
و فقك الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/380)
ـ[وسام المصرى]ــــــــ[06 - 11 - 10, 12:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا(66/381)
هل من الرد على هذا كلام الممدوح؟
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 01:58 ص]ـ
السلام عليكم إخواني
هل من الرد على هذا كلام الممدوح؟
- كتاب السنة المنسوب لعبد الله بن الإمام أحمد.
هذا الكتاب حصل حوله جدل كبير نظرا لما حواه من تجسيم صريح وشكك غير واحد في نسبته لعبد الله بن أحمد.
أما عن نسبته لعبد الله بن أحمد ففي هذه النسبة نظر.
ففي الإسناد لعبد الله بن أحمد (كما في النسخة المحققة والمطبوعة بدار ابن القيم بالدمام تحقيق الدكتور محمد بن سعيد بن سالم القحطاني) رجلان هما:
1 - أبو النصر محمد بن الحسن بن سليمان السمسار.
2 - وشيخه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن خالد الهروي.
لا أثر لهما في كتب الرجال.
ومحاولة محقق الكتاب جعل الأول هو أبو بكر محمد بن الحسن بن سليمان السمسار، تسوية مكشوفة لا تفيد شيئا، فالأول جده سليمان وكنيته أبو النصر، والثاني جده أحمد وكنيته أبو بكر.
فهذان رجلان لا يعرفان في إسناد واحد فلا تثبت نسبة هذا الكتاب لمؤلفه.
والحق يقال: إن المحقق اعترف بإحدى العلتين المذكورتين.
وهي تكفي للحكم على الإسناد بالضعف.
أضف إلى ما تقدم أنه لا يوجد على مخطوطات الكتاب التي بين أيدينا أي أثر لسماعات.
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[30 - 10 - 10, 02:19 م]ـ
أخي الكريم لو قرأت الكتاب جيداً - أو حتى من أول وهلة - لن يخالج سرك شك أنه من تصنيف أبي عبد الرحمن ثم ما هو الذي نقموه على الكتاب؟ الرجل يروي بإسناده و هو ثقة حافظ بلا مثنوية فماذا عليه؟
ثم ما معنى كلامك: الكلام الممدوح فأنا لم أفهمها؟ هل تقصد الكلام الممجوج؟
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[30 - 10 - 10, 06:26 م]ـ
و في طبعة دار ابن رجب لم يتعرض المحقق لتراجم رجال إسناد الكتاب لا من قريب و لا من بعيد و كأن ذلك لا يعنيه فلله الأمر ..
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 02:32 ص]ـ
يعني كنت أظن أنه من التقول سعيد ممدوح (هو المبتدع المعروف)
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:09 ص]ـ
أخي العركي:
صيغة السؤال لا تساعد على ظنك هذا
و لا أعرف من الذي طعن في نسبة كتاب السنة إلى عبد الله من المتقدمين فقد ذكر المحقق لطبعة دار ابن رجب أن ابن الجوزي في العلل المتناهية و ابن رجب في التخويف من النار و ابن حجر في اللسان و في الإصابة قد نقلوا منه نصوصاً و لم يتعرضوا لذلك من قريب و لا من بعيد و الله أعلم.
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 05:48 م]ـ
نعم يا أخي و لكن إنما تعتمد على الدليل و هو إسناد صحيح
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[02 - 11 - 10, 10:38 ص]ـ
قد روى النجاد في جزء الرد على من يقول القرءان مخلوق نصوصاً عدة من كتاب السنة عن شيخه عبد الله و كذا روى الخطيب عدة نصوص في التاريخ و غيره من هذا الكتاب - و ليس في أسانيدهما هذان الرجلان بلا شك - و إذا راجعت تخريجات الأحاديث لا ترى أن عبد الله قد تفرد بأحاديث كثيرة بل أظنه لم يتفرد بأخبار مرفوعة أصلاً في هذا الكتاب و الأسانيد كلها مستقيمة مع الموجودة في الكتب الأخرى.
و الذي يشكك في نسبة كتاب السنة لعبد الله فهو - عندي - كمن يريد أن يطير و الله أعلم
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[02 - 11 - 10, 02:08 م]ـ
لا يشكك في نسبة كتاب السنة لعبدالله بن احمد رحمهما الله الا:
جهمي شرق باحاديث الصفات فسماها تجسيما كما فعل الكوثري وتبعه فئام
حنفي غاظه اجماع السلف على ذم ابي حنيفة
جاهل لايدري فليتعلم او ليسكت.
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[03 - 11 - 10, 12:11 ص]ـ
قد روى النجاد في جزء الرد على من يقول القرءان مخلوق نصوصاً عدة من كتاب السنة عن شيخه عبد الله و كذا روى الخطيب عدة نصوص في التاريخ و غيره من هذا الكتاب - و ليس في أسانيدهما هذان الرجلان بلا شك - و إذا راجعت تخريجات الأحاديث لا ترى أن عبد الله قد تفرد بأحاديث كثيرة بل أظنه لم يتفرد بأخبار مرفوعة أصلاً في هذا الكتاب و الأسانيد كلها مستقيمة مع الموجودة في الكتب الأخرى.
و الذي يشكك في نسبة كتاب السنة لعبد الله فهو - عندي - كمن يريد أن يطير و الله أعلم
نعم, و لكن إن يتفرد هذا الكتاب بحديث ما فكيف نقبله حين موجدان في إسناد الكتاب رجلان مجهلان؟(66/382)
دفاع القرطبي عن ابن عبدالبر من اعتداء جهلة الأشعرية!!
ـ[فيصل]ــــــــ[29 - 10 - 10, 03:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وأنا أفتش في بعض المشاركات القديمة وجدت هذه الفائدة التي أحببت وضعها هنا:
في سياق نقاش مع بعض الفضلاء حول طريقة القرطبي في بعض المواضع من كتبه في حكاية أقوال السلف بالأدلة، ثم المتكلمين، ومن ثم يختار مذهب المتكلمين.
04 06 2007, 01:41 AM
فائدة: ذكر أخي ... طبعة دار الصحابة لكتاب الأسنى وهي الطبعة المشهور لكنها طبعة ناقصة من الأول كما بين المحقق في المقدمة ج1/ 42 - 444 حيث ينقص الكتاب المقدمة المكونة من 32 فصلاً وبداية الشرح وقد بدأت المخطوطة مباشرة بقوله: ((ومنها الرحمن الرحيم .. ))
ثم طبع الكتاب طبعة مريبة!! طبعته المكتبة العصرية!! وهي طبعة كاملة للجزء الأول ولكن لم يطبع الجزء الثاني، أما ما رابني فيها فهو عدم ذكر المحقق معلومات المخطوطة وقد ذكر في مقدمته كيف كان متلهفاً على الحصول على المخطوطة لسنوات طوال ولكن لم يذكر أي معلومات عنها!! لماذا!؟ والأمر الآخر أن ترتيب الأسماء مخالف لترتيب الأسماء المذكورة في طبعة دار الصحابة، والله اعلم.
وفي هذه الطبعة نصوص قيمة لا توجد في الطبعة القديمة أنقل منها هذا النص:
قال القرطبي في الأسنى في شرحه لـ (ذو العرش) ص169 - 170: ((قال أبو عمر-يعني ابن عبد البر- رحمه الله: قال نعيم بن حماد: ينزل بذاته و [هو] على كرسيه، وهذا ليس بشيء عند أهل العلم من أهل السنة. لأن هذه كيفية وهم يفزعون منها لأنها لا تصلح إلا فيما يحاط به عياناً وقد جل الله تعالى عن ذلك علواً كبيراً. واحتج-أي ابن عبد البر- بأن الله تعالى فوق عرشه من غير تحديد ولا مماسة ولا تكييف بآيات وأخبار احتج بها قبله الشيخ أبو الحسن الأشعري في كتاب "الموجز" قال بعدها:
وقد زعمت المعتزلة بأن الله في كل شيء، فلزمها قول النصارى وأكثر وأخذ بردها على المعتزلة ثم ذكر قولين في معنى استوى على العرش، أحدهما: إن قال قائل فما الاستواء عندكم؟ قلنا: هو فعل كان به مستوياً على عرشه، ثم ذكر قولاً ثانياً.
ثم قال أبو الحسن:"وجوابي على الأول وهو أن الله سبحانه مستو على عرشه وأنه فوق الأشياء وأنه بائن منه بمعنى أنه لا تحل ولا يحلها ولا يماسها".
وقال أبو الحسن في آخر الفصل بعد كلام كثير مع المعتزلة وعلى الآيات: "ومما يدل على أن الله فوق الأشياء، وأنه مستو على عرشه كما أخبر في كتابه عن نفسه: أن المسلمين يشيرون بالدعاء إلى السماء وإلى جهة العلو ولا يشيرون إلى جهة الأرض وهذا إجماع منهم"
قلت: هذا كلام الشيخ أبي الحسن وهو الذي نقله أبو عمر واحتج به غير واحد من العلماء أن الله فوق عرشه كما ذكرنا، وإنما حملني على ذكر هذا لأن كثيراً من الأصوليين وجهلة المتفقهين يتأول على أبي عمر أنه حشوي قاعد ومجسم ظاهر، حتى أن بعض أشياخي أخبرني عمن لقيه أنه كان يقول ينبغي أن تقطع تلك الأوراق من كتبه أو تطمس!!.
وهذا كلام فيه تحامل لا يصدر مثله إلا عن تجاهل بما قالته قبله العلماء، وسطرته في كتبه الأئمة الفضلاء، وإنما كان عليه أن يبين ويوضح ويعلم، وهذا الترمذي أبو عيسى قد ذكر في كتابه عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث يريد أحاديث الصفات أقروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة.
وقال الخطابي في "شعار الدين": " ... وقد جرت عادة المسلمين وعامتهم بأن يدعو ربهم عند الابتهال والرغبة إليه، ويرفعوا أيديهم إلى السماء وذلك لاستفاضة العلم عندهم بأن المدعو سبحانه في السماء".
قلت: لما كانت السماء محلاً كريماً ومكاناً شريفاً وهو موضع التفضيل والتقدير ومهبط الوحي والتنزيل كان التوجه بالدعاء إليها كالصلاء إلى القبلة والله اعلم وأما الآيات والأخبار الواردة في معنى الفوقية والعلو فمتأولة على ما يأتي ذكرها في تضاعيف الأسماء .. !!)) انتهى المقصود والتحقيق سيء وقد أصلحت بعض الأغلاط الطباعية فيه.
والنص فيه فوائد منها:
1 - معرفة المصدر الذي نسب منه القول إلى أبي الحسن في أن الاستواء فعل فعله الله في العرش ولم يعرفه بعض العلماء كالعلامة المحمود في موقف ابن تيميه من الأشاعرة وغيره والمصدر كتابه الموجز كما نقل نص كلامه القرطبي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/383)
2 - نصوص صريحة في إثبات علو الله سبحانه عند الأشعري في الموجز والخطابي في شعار الدين
3 - بيان القرطبي جهل بعض الأشعرية بمذهب إمامهم في ذلك العصر حتى أن بعضهم أراد تقطيع ماكتبه ابن عبد البر!! ولم يعلم أن إمام المذهب وغيره لهم في إثبات العلو الكلام الكثير.
4 - تعمدت نقل المقطع الأخير حيث يوضح طريقة القرطبي العجيبة في المزج بين مذهب النفاة المتأوله والمثبته وفيه يظهر إختيارة أيضاً والله تعالى أعلم.
ـ[فيصل]ــــــــ[29 - 10 - 10, 03:21 م]ـ
أخي الكريم،
أولاً: لست بالذي يقول بأن القرطبي يقول بالعلو حتى أدافع عن هذا القول
ثانياً: الفوقية التي يقصدها مثبتة العلو من قدماء الأشعرية وقبلهم الكلابية هي أنه سبحانه على العرش فوق السماوات السبع حقيقة وهي ما ما فطر الله الخلائق عليه بحيث إذا كربهم أمر أو نزلت بهم شدة رفعوا وجوههم إلى السماء ورفعوا إليه الإيدي يستغيثون ربهم تبارك وتعالى، تأمل كلامهم هذا:
ومما يدل على أن الله فوق الأشياء، وأنه مستو على عرشه كما أخبر في كتابه عن نفسه: أن المسلمين يشيرون بالدعاء إلى السماء وإلى جهة العلو ولا يشيرون إلى جهة الأرض وهذا إجماع منهم
وتأمل هذا في سياق مناقضته للمعتزلة:
وقال حكاية عن فرعون أنه قال (يا هامان ابن لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى) فوقع قصد الكافر إلى الجهة التي أخبره موسى عنها ولذلك لم يطلبه في طول الأرض ولا عرضها ولم ينزل إلى طبقات الأرض السفلي فدل ما تلوناه من هذه الآي على أن الله سبحانه في السماء مستو على العرش ولو كان بكل مكان لم يكن لهذا التخصيص معنى ولا فيه فائدة وقد جرت عادة المسلمين خاصتهم وعامتهم بأن يدعوا ربهم عند الابتهال والرغبة إليه ويرفعوا أيديهم إلى السماء وذلك لاستفاضة العلم عندهم بأن ربهم المدعو في السماء سبحانه
تأمل كلام هذا أيضاً:
... لا تسأل أحدا من الناس عنه، عربيا ولا عجميا، ولا مؤمنا ولا كافرا فتقول: أين ربك؟ إلا قال: في السماء إن أفصح، أو أومأ بيده أو أشار بطرفه إن كان لا يفصح، لا يشير إلى غير ذلك من أرض ولا سهل ولا جبل، ولا رأينا أحدا داعيا له إلا رافعا يديه إلى السماء ..
وتأمل كلام هذا:
وأن قوله استوى بمعنى علا، كما يقال استوى على الفرس بمعنى علا عليه. وأما من قال أن الاستواء بمعنى الاستيلاء فقد أخطأ لأن الاستيلاء لا يكون إلا بعد المغالبة والمقاهرة، والله يتعالى عن أن يغالبه أحد.
وحمل الاستواء على العلو والارتفاع أولى ما قيل، كما يقال استوت الشمس في كبد السماء أي علت .... )) انتهى
أما الألفاظ المذكورة فالكلام فيها يطول ...
ـ[فيصل]ــــــــ[29 - 10 - 10, 05:59 م]ـ
حبة حبة يا أخي الكريم فرحات
لا يقصدون الفوقية الحقيقية التي لازمها ما يصرحون بنفيه كالكون في جهة
"ومما يدل على أن الله فوق الأشياء، وأنه مستو على عرشه كما أخبر في كتابه عن نفسه: أن المسلمين يشيرون بالدعاء إلى السماء وإلى جهة العلو ولا يشيرون إلى جهة الأرض وهذا إجماع منهم"
ما رأيك؟ أرجو التعليق
"وأن قوله استوى بمعنى علا، كما يقال استوى على الفرس بمعنى علا عليه. وأما من قال أن الاستواء بمعنى الاستيلاء فقد أخطأ لأن الاستيلاء لا يكون إلا بعد المغالبة والمقاهرة، والله يتعالى عن أن يغالبه أحد.
وحمل الاستواء على العلو والارتفاع أولى ما قيل، كما يقال استوت الشمس في كبد السماء أي علت "
هل يمكن لكل منصف أخي بركات أن يحمل ما خط بالأحمر على فوقية الشرف والمرتبة؟؟؟
أنظر هنا:
وقال حكاية عن فرعون أنه قال (يا هامان ابن لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى) فوقع قصد الكافر إلى الجهة التي أخبره موسى عنها ولذلك لم يطلبه في طول الأرض ولا عرضها ولم ينزل إلى طبقات الأرض السفلي فدل ما تلوناه من هذه الآي على أن الله سبحانه في السماء مستو على العرش ولو كان بكل مكان لم يكن لهذا التخصيص معنى ولا فيه فائدة وقد جرت عادة المسلمين خاصتهم وعامتهم بأن يدعوا ربهم عند الابتهال والرغبة إليه ويرفعوا أيديهم إلى السماء وذلك لاستفاضة العلم عندهم بأن ربهم المدعو في السماء سبحانه
أما المقصود بالحقيقية فهي ما فطر الله الخلائق عليه بحيث إذا كربهم أمر أو نزلت بهم شدة رفعوا وجوههم إلى السماء ورفعوا إليه الإيدي يستغيثون ربهم تبارك وتعالى وليست من قبيل الأفضلية والشرفية ونحوه من كلام النفاة واللوازم التي تراها جلية بينة فيها ألفاظ مجملة ينبغي التوقف على المراد منهاو فيها ما لا يلزم والكلابية على أي حال يقولون: لانلتزم ما ألزمتناه لأنه لا يقاس بخلقه ونفي هذه الأمور لا يلزم منها أننا لا نشير إلى الخالق حقيقة ومن الزمنا التناقض في هذا فيلزمه أكبر منه في ما أثبته ... الخ
وكون قولهم هذا مع نفيهم ذاك متناقض في نفسه عندك أخي الكريم فالكلام فيه أيا كان إتجاهه لا يعني تحريف أقوالهم والمكابرة في تحريفه
أما النزول والحركة وما في هذا الباب فهم فيه نفاة لتعلق المسألة بمسألة حلول الحوادث وعلاقتها بدليل ثبوت الصانع عندهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/384)
ـ[مهداوي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 07:44 م]ـ
بارك الله في علمك شيخنا فيصل وعودا حميدا إن شاء الله
ـ[فيصل]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:42 م]ـ
وفيك، عفا الله عني وعنك
===
يعتقد الأشعري هداني الله ومن يقرأ إلى الحق بإذنه أن الناس في هذه المسألة على قولين لا ثالث لهما:
الأول: القول الذي يحبه ويطرب لسماعه ويدافع عنه ويتعصب له حيث قرأه وحفظه مراراً في الحواشي والشروح والمختصرات والمحشيات وهو القول بأنه سبحانه ليس بحال في خلقه ولا مباين لهم، ليس بداخلهم وليس هو أيضاَ بخارجهم، فهو بذاته سبحانه ليس بذهن المرء وليس هو أيضا خارجاً عن ذهنه! إلخ
أما بأن يقال بأنه فوق العرش فوق السموات فهذا يجوز فقط بمعنى أنه تعالى أحسن وأفضل من العرش وأشرف من السموات!
القول الثاني: ما سوى ذلك وهم المجسمة لا غير!! على اختلاف أقولهم!
فإن سمع هذا الرجل بقول من يقول أن إمامهم الفلاني يقول بكذا وكذا وكذلك إمامهم الفلاني كذا وأقوالهم كثيرة، سلك أسرع حل لترتاح نفسه هو إدعاء الدس والتزوير!
فإن كان هذا المسلك صعب سارع بركوب ماهو أصعب منه وأعظم وهو تحريف أقوالهم على طريقة المتقرمطة بأنه يقصدون علو الشرف إلخ بحجة أنه قال في موضع آخر أنه سبحانه ليس بجسم ولا جوهر ومنزه عن الحوادث إلخ
وحجته أن الناس عنده على قولين فقط!!!!؟؟؟؟ على ما ألفه!(66/385)
هل يجوز استعمال الحديث في مثل هذا الموضع؟؟
ـ[أبو عبدالله العراقي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 03:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرجو من أهل العلم حفظهم الله تعالى أن يُجيبونني على
سؤالي هذا ...
هل يجوز أن نضع حديث في غير محله للمزاح أو الضحك ,,,
مثلاً: أحدهم قد رأى منظر قبيح وتشمئز النفس من رؤيته ..
فقام بنقل هذا المشهد لأصحابه وقد عاتبوه على فعل ذلك,
فكان جوابه هو بالحرف الواحد: من باب "حب لأخيك
ماتحب .. " يقصد الحديث ..
فهل يجوز هنا استعمال الحديث في هذه الحالة وهو بالطبع
يقصد الضحك والمزاح معهم ...
جزاكم الله خيرا ونسأل الله تعالى أن يحفظكم ويرعاكم
ـ[أبو عبدالله العراقي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 05:41 ص]ـ
.................................................. .
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 11:56 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته،
أردتَ كلام أهل العلم، و أنا لستُ منهم بطبيعة الحال، لكنّي أردت ذكر رأيي في المسألة. هذا الفعل يأتي من قلة تعظيم الشرع و أدلته ... و هو فعل قبيح و الله تعالى أعلم.
و أنا مع الأسف أرى كثيرا من إخواننا يمزحون بالنصوص لمجرد المرح، و حينما أرى أحدهم يمزح بآية أو حديث وُضع في غير موضعه أشعر بغضب شديد لا يفهمه القائل. فيجب علينا تعظيم أدلة الشرع و عدم إدخالها في مزاح قبيح ... و الله تعالى أعلم.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 01:07 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
قال ابن الجوزي في التلبيس:
قال ابن عقيل كان أبو اسحق الخراز صالحا وهو أول من لقنني كتاب الله وكان من عادته الإمساك عن الكلام في شهر رمضان فكان يخاطب بآي القرآن فيما يعرض إليه من الحوائج فيقول في أذنه أدخلوا عليهم الباب ويقول لابنه في عشية الصوم من بقلها وقثائها آمرا له أن يشتري البقل فقلت له هذا الذي تعتقده عبادة هو معصية فصعب عليه فقلت أن هذا القرآن العزيز أنزل في بيان أحكام شرعية فلا يستعمل في أغراض دنيوية وما هذا إلا بمثابة صرك السدر والأشنان في ورق المصحف أو توسدك له فهجرني ولم يصغ إلى الحجة. انتهى
والسنة مثل القرآن لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ألا إني أوتيت القرآن و مثله معه
والله أعلم
ـ[أم محمد]ــــــــ[29 - 10 - 10, 01:42 م]ـ
كما قال أخونا حفظه الله
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته،
أردتَ كلام أهل العلم، و أنا لستُ منهم بطبيعة الحال،.
لكني سأنقل كلامهم
س: استعمال بعض آيات القرآن في المزاح ما بين الأصدقاء، مثال:
(1) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ.
(2) ووُجوهٌ يومَئِذٍ عليها غَبَرَة.'
(3) سِيماهُم في وُجوهِهِمْ.
هل يجوزاستعمال هذه الآيات في المزاح ما بين الأصدقاء؟
الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد: لا يجوز استعمال آياتالقرآن في المزاح على أنَّها آياتٌ مِن القرآن، أمَّا إذا كانَتْ هناكَ كلماتٌدارجةٌ على اللِّسان، لا يُقصد بها حكايةُ آيةٍ مِن القرآن أو جملة منه؛ فيجوز.
وبالله التَّوفيق، وصلى الله على نبيِّنا محمَّد وآله وصحبهوسلَّم.
فتاوى اللّجنة الدَّائمة للبُحوث العلميَّة والإفتاء
http://www.dawatalhak.com/newsdetails.asp?id=674
( حكم ضرب الأمثال بالقرآن):
وسئل الشيخ: (محمد بن صالح العثيمين) - رحمه الله - عن حكم ذلك:
السؤال: بالنسبة لضرب الأمثال بالقرآن, مثلاً: يقول أحدهم لرجل احتال عليه: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ} [الأنفال:30] أو يقول: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء:142]؟
الجواب: ((إذا صح أن تنطبق الآية على هذا المعنى فلا بأس, لأن الرسول صلى الله عليه وسلم استشهد بالقرآن حينما خرج الحسن و الحسين يعثران في ثيابهما ثم نزل من المنبر, وأخذهما وجعلهما بين يديه, ثم قال: (صدق الله: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن:15]). لكن المهم أن تنطبق, أما أن تقول لرجل: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء:142] وهو مؤمن، فهذا لا يجوز, لأن هذه الآية في المنافقين)) انتهى.
المصدر: سلسلة (لقاء الباب المفتوح) شريط 111، الأسئلة.
منقول من موقع إسلام ويب (تسجيلات الشبكة الإسلامية) ..
********
((حكم استخدام الآيات القرآنية لضرب الأمثال)) لفضيلة الشيخ: (صالح بن فوزان الفوزان) - حفظه الله تعالى -:
رقم الفتوى: 1543
عنوان الفتوى: استخدام الآيات القرآنية لضرب الأمثال.
نص السؤال: نسمع كثيرًا من الإخوان يستخدمون الآيات القرآنية لضرب أمثلة كقوله تعالى: (لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ) [الغاشية: 7] وقوله: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ) [طه: 55] فهل هذا جائز أم لا؟ وإذا كان جائزًا ففي أي الحالات يمكن ذكرها وترديدها جزاكم الله خيرًا؟
نص الإجابة: لا بأس بالتمثل بالقرآن الكريم إذا كان لغرض صحيح كأن يقول: (هذا الشيء لا يسمن ولا يغني من جوع) أو يقول: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ) [طه: 55] إذا أراد التذكير بحالة الإنسان مع الأرض وأنه خلق منها ويعود إليها بعد الموت ثم يبعثه الله منها، فالتمثل بالقرآن الكريم إذا لم يكن على وجه السخرية والاستهزاء لا بأس به، أما إذا كان على وجه السخرية والاستهزاء فهذا يعتبر ردة عن الإسلام؛ لأن من استهزأ بالقرآن الكريم أو بشيء من ذكر الله - عز وجل - وهزل بشيء من ذلك فإنه يرتد عن دين الإسلام كما قال تعالى: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) [التوبة: 65 - 66] فيجب تعظيم القرآن واحترامه.
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Fata...px?PageID=1543 (http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Fata...px?PageID=1543)
راجع هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=169508 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=169508)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/386)
ـ[أبو عبدالله العراقي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 02:04 ص]ـ
محمد بن عبد الجليل الإدريسي + أبو عبد البر طارق دامي + أم محمد
جزاكم الله خيرا على التوضيح وأن شاء الله في ميزان حسناتكم ...
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[30 - 10 - 10, 02:07 م]ـ
و قد سئل مفتي المملكة - حفظه الله - قبل أيام في برنامج نور على الدرب عن من يسمي بنايته أو قصره بقصر الفردوس أو فندق عباد الرحمن و أشباه ذلك فأجاب بعدم جوازه و هذا أهون مما تسأل عنه بلا شك فهو أولى بعدم الجواز و الله أعلم.(66/387)
هل إخناتون أول مَن دعا إلى التوحيد؟
ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[29 - 10 - 10, 04:16 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
وبعد،
فمِن الأمور المنتشرة بين كثير مِن الناس القول بأن إخناتون (أحد ملوك المصريين القدماء) هو أول مَن دعا إلى التوحيد، ويعتقد الكثيرين أنَّ هذه حقيقة تاريخية مُسَلَّم بها.
ولهذا كان لابد مِن تجلية الأمر حمايةً لجناب التوحيد، وصيانةً لدين الله، ونُصحاً للأمَّة.
أولاً: معنى التوحيد
((التوحيد هو إفراد الله بالخَلْق والتدبر، وإخلاص العبادة له وترك عبادة ما سواه، وإثبات ما له مِن الأسماء الحسنى والصفات العليا، وتنزيهه عن النقص والعَيب)) [عقيدة التوحيد – د. صالح الفوزان (ص21)].
وعَرَّفه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بقوله: ((هو عبادة الله وحده لا شريك له، مع ما يتضمنه مِن أنه لا رب لشيء مِن الممكنات سواه)) [درء تعارُض العَقل والنَقْل (ج8، ص246)].
فمِن أقسام التوحيد:
- إفراد الله سبحانه وتعالى بأفعال الله، مِن خَلْق ورِزق وتقدير؛ وهو ما يُطلَق عليه "توحيد الربوبية". قال الله تعالى: ?إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ? [سورة الأعراف – الآية 54]، وقال تعالى: ?اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ? [سورة إبراهيم – الآية 32].
فلا يعتقد مسلم أن أحداً غير الله له القدرة على الخلق أو الرزق أو التصرف في الكون، أو غيرها مِن الأفعال التي لا يقدر عليها إلا الله.
- وهو إفراد الله سبحانه وتعالى بأفعال العِباد، مِن جميع أنواع العبادات الظاهرة والباطنة، وهو ما يُطلَق عليه "توحيد الألوهية". قال الله تعالى: ?وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ? [سورة الإسراء – الآية 23]، وقال تعالى: ?أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ? [سورة يس – الآيات 60، 61].
فلا ينبغي لمسلم أن يصرف أي نوع مِن أنواع العبادة إلا لله وحده.
وبهذا يتبين ((أنَّ توحيد الربوبية مستلزِمٌ لتوحيد الإلهية، بمعنى أن الإقرار بتوحيد الربوبية يوجِب الإقرار بتوحيد الإلهية والقيام به. فمَن عَرَفَ أنَّ الله ربه وخالقه ومدبر أموره وجب عليه أنْ يعبده وحده لا شريك له)) [الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد – د. صالح الفوزان (ص41)].
قال الله تعالى: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ? [سورة البقرة – الآيات 21، 22]، وقال تعالى: ?وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ? [سورة النحل – الآية 81]، وقال تعالى: ?أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ * أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ? [سورة النمل – الآيات 61، 62].
ثانياً: التوحيد هو الأصل والشرك أمر طاريء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/388)
فقد فطر الله سبحانه وتعالى الإنسان على توحيده والإيمان به، قال الله تعالى: ?فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ? [سورة الروم – الآية 30]، وقال تعالى: ?وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ? [سورة الأعراف – الآية 30]، ((فإنَّ الله تعالى فطر عباده على الدين الحنيف القَيِّم. فكل أحد مفطور على ذلك، ولكن الفطرة قد تُغَيَّر وتُبَدَّل، بما يطرأ على العقول مِن العقائد الفاسدة)) ِ [تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان – عبد الرحمن السعدي]. ((ولما كان هذا الشعور فطرياً كما تبين، وجدنا أصل الإيمان قدراً مشتركاً بين جميع الأمم وفي مختلف الأقاليم، وفي شتى عصور التاريخ، وإن كان الكثيرون قد انحرفوا عن الإيمان الصحيح وخلطوه بأوهام وأباطيل كدرت نقاؤه وأفسدت جوهره)) [حقيقة الإيمان – د. عمر بن عبد العزيز قريشي (ج1، ص133)].
وقد ((هبط آدم إلى الأرض، وأنشأ الله مِن ذريته أمة كانت على التوحيد الخالص .. وبعد أنْ كان الناس أمة واحدة على التوحيد حصل الزيغ والانحراف، وكان أول انحراف حدث هو الغُلُو في تعظيم الصالحين، ورفعهم إلى مرتبة الآلهة المعبودة .. وهكذا استمرت رحمة الله وعنايته ببني آدم كلما ضلوا وزاغوا أنزل إليهم هداه يضيء لهم الظلمات)) [العقيدة في الله – د. عمر سليمان الأشقر (ص294، 295)]، فالتوحيد دعوة الرُسُلِ أجمعين، قال الله تعالى: ?وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ? [سورة النحل – الآية 36].
ونخلُص مِن هذا أن البشرية كانت على التوحيد، ثم طرأ الشرك عليها، فأرسل الله الرُسُل مبشرين ومُنذِرين، يصححون للناس دينهم، ويقومون انحرافهم.
ثالثاً: عقيدة المصريين القدماء وعقيدة إخناتون
كان المصريون القدماء عُبَّاد أوثان ولم يكونوا موحدين، وقد قال الله تعالى حكايةً عن نبيه يوسف وهو يخاطب صاحبيه في السجن: ?إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ? [سورة يوسف - الآية 37]، ثم دعاهم إل عبادة الله فقال: ?يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ? [سورة يوسف - الآية 37]،
وقد ذكر الله تعالى في مواضع عديدة من كتابه الكريم حال قوم فرعون مِن الكفر والإعراض، ومِن ثَم عاقبة جرمهم، قال تعالى: ?ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ? [سورة الأعراف - الآية 103]، وقال تعالى: ?كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ? [سورة الأنفال - الآية 52].
ولم يؤمن لموسى إلا القليل، قال الله تعالى: ?فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ? [سورة يونس - الآية 83]، ومِن الذين آمنوا سحرة فرعون، قال تعالى: ?فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى? [سورة طه - الآية 70].
وقال الله حاكياً عن مؤمن آل فرعون الذي آمن بموسى وهو يخاطب قومه: ?وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ? [سورة غافر - الآية 34].
أما إخناتون، فقد دعا إلى عبادة الشمس مِن دون الله، فقال مخاطباً قرص الشمس: "ما أجمل مطلعك في أفق السماء، أي آتون الحي، مبدأ الحياة؛ فإذا ما أشرقت في الأفق الشرقي، ملأت الأرض كلها بجمالك". وقد كان إخناتون يرى "أنَّ الألوهية أكبر ما تكون في الشمس مصدر الضوء وكل ما على الأرض من حياة"، على حد وصف أحد الباحثين.
ومما هو جدير بالذِّكر أنَّ عبادة الكواكب والنجوم والأجرام السماوية كانت منتشرة قبل الميلاد بقرون في حضارات العراق القديمة وغيرها مِن الأمم.
فهل تُعَدُّ دعوة إخناتون هذه توحيداً؟ أم هي إحدى دعوات الوثنية وأحد أشكال الانحراف العقدي الذي أصاب البشرية عبر تاريخها؟ وهل الدعوة إلى عبادة الشمس وترك عبادة آمون يمكن أن يُطلَق عليها دعوة للتوحيد؟
رابعاً: بطلان القول أن إخناتون أول مَن دعا إلى التوحيد
ونخلُص مما سبق إلى أنَّ دعوة إخناتون هي دعوة وثنية تمثل سلسلة مِن الانحراف الذي أصاب البشرية، وتناقض وتختلف مع دعوة التوحيد التي دعا إليها أنبياء الله ورسله. فلا يجوز أن نُسمي الدعوة إلى عبادة غير الله "دعوة إلى توحيد"، بل هي الدعوة إلى الشرك بالله.
فإخناتون ليس أول من نادى بالتوحيد:
- لأنه لم يكن موحداً أصلاً، بل كان وثنياً يعبد الشمس من دون الله.
- ولأن البشرية كانت على التوحيد منذ عهد آدم، والشرك طرأ عليها، فأرسل الله الرسل لإعادة البشرية إلى الصراط المستقيم الذي حادوا عنه. فإذا كان إخناتون أول مَن دعا إلى التوحيد (ولا يجوز تسمية هذا توحيداً)، فإلام كان يدعو الرسل مِن قبله؟
وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه: حاتم الحاجري، عفا الله عنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/389)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[29 - 10 - 10, 01:23 م]ـ
في طرق التصنيف الحداثية للأديان، فإن إخناتون كان يقول بما يعرف بالتوحيد (المشوب) ..
وتعريف التوحيد المشوب في ذلك العلم: هو أن يعبد إلها واحدا، مع تجويزه عبادته غيره، بله واستحقاقه للعبادة ..
فهو لا إشكال عنده في كون كذا وكذا وكذا آلهة مستحقة للعبادة، ولا إشكال عنده في أن يعبد هذا فترة وهذا فترة، ولكنه لا يعبد أكثر من واحد في وقت واحد ..
وينسبون ـ وفق نصوص ونقوش قديمة ـ إخناتون إلى هذا الصنف من التوحيد ..
ـ[أم فراس]ــــــــ[29 - 10 - 10, 03:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[29 - 10 - 10, 04:00 م]ـ
بارك الله فيكم
راسلني بعض الأحبة في توثيق ما ذكرته بالأعلى لاحتياجه إليه في رسالة علمية ..
"
الوحدانية المشوبة Henotheism
( عبادة إله واحد، ولكن من غير إنكار لوجود آلهة أخرى): تركيز الانتباه على إله واحد بينما تظهر العديد من الآلهة في العقيدة أو الأسطورة. والكاثينوثيزم
قال الشيخ الألباني :
athenotheism مصطلح مشابه تقريبا يتعلق بصورة أدق بإله واحد كل مرة، والإله المعبود هو بالفعل الإله الوحيد بالنسبة للعابد. وعبادة الإله الواحد مع الإيمان بآلهة أخرى Monolatry تستخدم أيضا لعبادة إله واحد، بينما يسمح بوجود آلهة أخرى، أو لا يشكك في وجودهم)
ص 300
معجم الأديان (الدليل الكامل للأديان العالمية)
تحرير: جون ر، هينليس
ترجمة: هاشم أحمد أحمد
مراجعة وتقديم / عبد الرحمن الشيخ
المركز القومي للترجمة ـ القاهرة
ط1 ـ 2010 م
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 01:46 ص]ـ
الذي اعلمه و الله اعلم ان اخناتون دعى الى عبادة اله الشمس اتون (اعوذ بالله العظيم و استغفره) و لذلك سمى نفس اخ=عبد اتون=اله الشمس و لقد تعرض لمعارضة شديدة من كهنة معبد امون و لما توفي عاد ابنه توت عنخ امون الى عبادة امون و لا يوجد اي دليل ان اخناتون دعى الى التوحيد فالفراعنة كلهم كانوا كفارا دعوا الى الوثنية
ـ[أبو إلياس طه بن إبراهيم]ــــــــ[30 - 10 - 10, 08:13 ص]ـ
سؤال
لو كان غير موحد فكيف للنبى يوسف عليه السلام أن يدعوا للتوحيد وأن ينشره فى مصر وملك مصر وثنى؟؟!(66/390)
هل الأرض مسطحة أم كروية؟
ـ[أبو سحمان السلفي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 04:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت ردحاً من الزمن أقول بسطحية الأرض وعدم كرويتها, على مذهب الإمام القحطاني في نونيته ..
ولكني توصلت بعد ذلك إلى القول بكروية الأرض, وقد علمت أن الإمام ابن حزم, وشيخ الإسلام ابن تيمية, وغيرهم: قد اثبتوا كروية الأرض ..
ورأيت الشيخ محمد الأمين الشنقيطي يدعي إجماع المفسرين على كروية الأرض ..
فحبذا من الاخوة الأفاضل: أن يتكرموا علينا ببسط المسألة بشيء من التفصيل, وإسناد الأقوال إلى قائليها ..
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[29 - 10 - 10, 07:41 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=192857
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php/t-40154.html
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18488
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php/t-3255.html(66/391)
إشكال متعلق بقتل الجاسوس المسلم
ـ[احمد بن يوسف]ــــــــ[29 - 10 - 10, 02:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله جميعا
لعله أول أو ثاني موضوع أشارك به في هذا المنتدى الذي طالما استفدت أيما استفادة منه
جزاكم الله خيرا من مشايخ أو طلبة علم أو اخوة أفاضل قائمين علي هذا الصرح العلمي
لي إشكال
و هو بخصوص قتل الجاسوس المسلم
أولا حتي تكون الصورة واضحة لدى من يتقدم للاجابة
و لله الحمد انا مطلع علي كلام اهل العلم في الحكم علي الجاسوس المسلم او المسلم الذي يتجسس و يكون عين للكفار على المسلمين
لكن عندي إشكالية اظنها بسيطة لكن ينقصني خيط حتي تكتمل المنسوجة عندي
قالوا (كثير من الفقهاء) انه يقتل تعزيرا أعني الجاسوس
الإشكال أن بعض العلماء حكموا بكفره
اعلم أن مسألة قتله فيها أخذ ورد على حد علمي البسيط
و أرجو التوضيح لي ان كنت مخطيء و لو أردتم سوف انقل اقوال من قالوا بكفره
فلو قلنا انه يقتل تعزيرا إذا هو مسلم
و أما إن قلنا أنه ارتد وكفر فهو يقتل حدا لردته (صحيح؟؟) أم انه يختلف باختلاف الحكم عليه فمن قال بكفره يقتله ردة ومن قال بعدم كفره يقتله تعزيرا
هذا هو الاشكال
و أرجو التوضيح بشيء من بسط العبارة في قتله هل هو تعزيرا ام حدا لردته
ايضا هل وقع خلاف في كفر الجاسوس (اعني خلافا مبنيا على دليل بمعنى هل ثبت فيها نقولات عن الصحب الكرام بكفره او شيء من اجماع من القرون الاولى) ام انها قولا واحدا لان مسألة كفره ما زلت ابحث فيها و أعلم ان من العماء من يرى كفره ومنهم من يرى عدم كفره
بارك الله فيكم
ـ[احمد بن يوسف]ــــــــ[29 - 10 - 10, 04:25 م]ـ
بعض المشاركات حذفت كيف وا ماذا حدث لا ادري
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[29 - 10 - 10, 04:39 م]ـ
لا استطيع ان اكتب مرة اخر ي ما ذكرته لضيق وقتي ولكني احيلك الي شرح الشيخ صالح ال الشيخ لكتاب الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان ص 4
ـ[احمد بن يوسف]ــــــــ[29 - 10 - 10, 04:54 م]ـ
بارك الله فيك اخي لكن لماذا تم حذف المشاركات ايضا مر بي كلام الشيخ صالح من سنوات وفي شرحه ايضا ثلاثة الاصول تكلم عليها باختصار
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 05:11 م]ـ
لا ادري لماذا تحذف المشاركات دون إبلاغ أصحابها.فكم من مرة حذفت مشركاتي و لا أدري من يحذفها
ـ[أم فراس]ــــــــ[29 - 10 - 10, 09:35 م]ـ
أخي الكريم، أرجو الإطلاع على ما في هذه الروابط لعلّها تفيدك.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=131854
http://feqh.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=272&Words=%u0627%u0644%u062c%u0627%u0633%u0648%u0633&Level=exact&Type=phrase&SectionID=3(66/392)
(إِتْحَافُ طَلَبَةِ التَّوحيدِ بِفَوائدِ الشَّيْخِ هَانِي الجُبَيْرِ) عَلَى" كِتَابِ التَّوحيدِ ")
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 04:23 م]ـ
(إِتْحَافُ طَلَبَةِ التَّوحِيدِ بِفَوائدِ الشَّيْخِ هَانِي الجُبَيْرِ) عَلَى"كِتَابِ التَّوحِيدِ")
- أبو همامٍ السعديِّ الطائفيِّ –
الحمدِ لله ربِّ العالمينَ , ثم الصلاة على سيد المرسلين , وعلى آله وصحبه أجمعين , وبعدُ:
فلا يخفى على أحدٍ أهمية العقيدة الصحيحة لطالبِ العلمِ, كما لا يخفى أهمية التدوين لطالبِ العلمِ, فإنه يثْبتَ المَعلوم, ويضبطُ العلوم, ولا يخفى أهمية معرفة طالب العلم تقاسيم العلوم وأضربه, ومن هذا البابِ كنت أقرأ شرح كتاب التوحيدِ للشيخ الدكتور هاني الجبير ... فكنتُ أدوِّن الفوائدَ حتى أنهيتها –بفضلِ الله- ورأيتُ نشرها في "ملتقى أهل الحديث" وإن كان كثير من الفوائدِ معلومة عند الدارسين, وبلغتْ هذه الفوائد (خمسةً وخمسينَ) مرتبةً على ترتيب الشيخ الشرح.
الفائدةُ الأولى:
قسَّم الإمامُ ابن تيميه و ابن القيم وابن أبي العز الحنفي التوحيد إلى قسمين:
(1) توحيد المعرفة و الإثبات, و يقصدون به توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.
(2) توحيد القصد والطلب، و يقصدون به توحيد الألوهية.
و أكثر المتأخرين يقسمون التوحيد إلى ثلاثة أقسام:
(1) توحيد الربوبية.
(2) توحيد الألوهية.
(3) توحيد الأسماء والصفات.
الفائدةُ الثانيةُ:
الخلق الذي ينسب إلى غير الله تعالى معناه الخلق الناقص، الذي هو: تغيير الشيء من صورة إلى صورة، أما الخلق التام الكامل الذي هو: إيجاد الشيء من العدم فهذا خاص بالله تعالى، لا يوصف غير الله تعالى به.
الفائدةُ الثالثةُُ:
* التدبير ينقسم إلى قسمين:
(1) تدبير شرعي:
(2) تدبير كوني:
فالتدبير الكوني معناه أنه يدبر الأمر سبحانه و تعالى،فيحيي و يميت، و يغني و يفقر و يغني و يقني سبحانه و تعالى.
و التدبير الشرعي: معناه لا يحلل و لا يحرم و لا يوجب على العباد غيره سبحانه وتعالى، فمن خالف شيئاً من ذلك فقد نقض توحيد الربوبية.
الفائدةُ الرابعةُ:
* العبادة في الاصطلاح: عرف شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: أن العبادة إسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأفعال الظاهرة و الباطنة. ويقول الفقهاء من الحنابلة: أن العبادة هي كل ما أُمر به شرعاً من غير اقتضاء عقلي و لا اضطرار عرفي. و عرفها الشيخ محمد بن صالح العثيمين بأنها: التذلل لله محبةً و تعظيماً بفعل أوامره و اجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه. كما قال ابن القيم:
و عبادة الرحمن غاية حبه ... مع ذل عابده هما ركنان
فركنا العبادة: التذلل و المحبة.
الفائدةُ الخامسةُ:
· كتمان العلم على نوعين:
(1) كتمان تام: يعني كتمان مطلق بأن يكتم العلم و لا يبلغه لأحد، لغير مصلحة، و هذا هو المنهي عنه، وهو الذي يأثم فاعله.
(2) كتمان لمصلحة و مقصد: فهنا قال: (لا تبشرهم فيتكلوا)، فلا يبلغ الناس لئلا يُحدث هذا عندهم إتكالاً على هذا التوحيد و ربما فهماً ناقصاً له فيتركوا من ذلك العبادة.
الفائدةُ السادسةُ:
*س من لم يكن نشأ في بادية بعيدة , وكان بين المسلمين فهل يعذر؟
ج: الذي عليه أئمة الدعوة السلفية في نجد من عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب و تلامذته، و هو الذي يفتي به سماحته شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى، وعليه فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء: أن الإنسان لا يعذر بالجهل، ما دام قد بلغه القرآن، و يستدلون لذلك بقول النبي صلى الله عليه و سلم كما في صحيحه، في صحيح مسلم (و الذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودياً و لا نصرانياً ثم لا يؤمنوا بالذي أرسلت به إلا دخل النار)، وكذلك بقوله تعالى: (و أوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) فإن من بلغه القرآن فقد أنذر، و من أنذر فقد وجب عليه أن يعمل و إلا عوقب على ترك العمل، و هذا هو القول الأقرب للصواب بل الظاهر من حال السلف أن القول الثاني هو الأصح والأرجح.
الفائدةُ السابعةُ:
* الظلم على ثلاثة أنواع:
(1) النوع الأول الشرك: هو أعظم الظلم، الشرك بالله تعالى، فإن الله تعالى مستحق للعبادة فصرف العبادة لغير الله تعالى أعظم الظلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/393)
(2) النوع الثاني ظلم النفس:هو ظلم الإنسان لنفسه بفعله للمعاصي و ارتكابه لها.
(3) النوع الثالث ظلم الغير: فهو ظلم الإنسان لغيره باعتدائه عليه أو سلب حقه.
الفائدةُ الثامنةُ:
* معنى لا إله إلا الله: لا: نافية للجنس. إله: إسم مبني على الفتح في محل نصب إسم لا. و معنى إله يعني مألوه، و المألوه هو المعبود فإن تأله هو التعبد.
و "إله" هذا أسم لا يعني لا معبود. لا تحتاج إلى إسم و خبر فاسمها إله و الخبر: الحبر محذوف وفي تقدير هذا الخبر المحذوف خلاف بين الناس، فأما أهل السنة الذين اتبعوا منهج سلف هذه الأمة و عرفوا الحق بدليله: فإنهم لا يشكون أن الخبر المحذوف تقديره (حق) يعني لا إله حق إلا الله. و يقولون: إن معنى ذلك أنه توجد معبودات أخرى غير الله تعالى، لكنها غير حق. كمال قال تعالى: (ذلك بأن الله هو الحق و أن ما يدعون من دونه الباطل).
* أما غيرهم فقالوا "لا إله موجود" وقدَّروا الخبر محذوف تقديره (موجود) يعني أنه لا معبود موجود إلا الله، و هذا خطأ بلا ريب، فإنه لا شك أنه توجد معبودات كثيرة غير الله، وأكبر دليل لذلك، حال المشركين الذين بعث الله تعالى إليهم نبينا محمد صلى الله عليه و سلم وكانوا في زمنه، فإنهم كانوا يعبدون مع الله غيره، و يصرفون العبادة لغير الله تعالى، و هذا كافٍ في إبطال ما فهموه، و هذه المسألة التي قد نظن أنها من أوضح ما تكون، و قد وقع في الخطأ فيها علماء كبار.
الفائدةُ التاسعةُ:
* نظم شروط لا إله إلا الله الشيخ حافظ حكمي بقوله في سلم الأصول هذه الشروط لا بد من حفظها يقول:
العلم و اليقين والقبول و الإنقياد فادري ما أقول
و الصدق و الإخلاص و المحبة وفقك الله لما أحبه
و قد نظمها قبله بعضهم فقال:
علم يقين و إخلاص و صدقك مع محبة وانقياد و القبول لها
الفائدةُ العاشرةُ:
* مقتضى شهادة أن محمدا رسول الله خمسة أمور:
الأول: طاعة النبي صلى الله عليه و سلم.
الثاني: تصديقه فيما أخبر به.
الثالث: إجتناب ما نهى عنه.
الرابع: ألا تتعبد الله إلا بما شرعه لك صلى الله عليه و سلم.
الخامس: ألا تصرف له شيئاً من العبادة.
الفائدةُ الحاديةَ عشرة:
* (و روح منه) يعني روح ابتدأت من الله تعالى، خلقها الله تعالى و ما أُضيف إلى الله تعالى، يذكر أهل العلم له قاعدة، فيقولون:
(1) ما أُضيف إلى الله تعالى من عين قائمة بنفسها: مثل (أن عيسى روح من الله) كما قال تعالى: (ناقة الله وسقياها) يقول أهل العلم: إن كان هذا الشيء المضاف إلى الله عين قائمة بنفسها مستقلة فتكون من باب إضافة المخلوق إلى الخالق، فمعنى روح منه: روح مخلوقة من الله، و معنى (ناقة الله): يعني الناقة التي خلقها الله. و معنى (أن عيسى روح من الله): أي أنه مخلوق لله تعالى.
(2) أما إذا كان المضاف إلى الله تعالى معنىً يقوم بغيره متصلاً به: فهذا أيضاً من باب إضافة المخلوق إلى الخالق، مثل ما أضفنا إلى الله تعلى روح أو علم، نبي من أنبياء الله، كما في هذا الحديث، و روح منه، فهذه الروح لا تقوم بنفسها إنما تقوم بمن؟ بعيسى فتكون من باب أيضاً إضافة المخلوق إلى الخالق.
(3) الثالثة أن نضيف إلى الله تعالى صفةً لا تقوم بنفسها: مثل: كلام الله، و وجه الله، وقدرة الله، و عزة الله، فهذه من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، فتكون من صفات الله تعالى.
الفائدةُ الثانيةَ عشرةَ:
* معنى قوله صلى الله عليه و سلم (أدخله الجنة على ما كان من العمل) اختلف فيه أهل العلم على قولين:
(1) القول الأول: يعني على ما كان من عمله سواءً عمل صالحاً أو طيباً ما دام أتى بهذه الأمور فهو يدخل الجنة، فمهما فعل من المعاصي والذنوب فإنه يدخل الجنة، هذا هو المعنى الأول، على ما كان من العمل يعني مهما عمل من السيئات، فإنه يستحق دخول الجنة لتوحيده و شهادته و إيمانه بما سبق.
(2) القول الثاني: أن قوله صلى الله عليه و سلم (على ما كان من العمل) يعنى: حسب عمله أي أن دخوله للجنة حاصل إلا أنه إن كان عمله الصالح كثيراً دخل أعلى الجنة، و إن كان قليلاً فكان دون ذلك.، فالعمل الصالح يستحق عليه أعلى الجنان، و العمل الأقل يستحق عليه دون ذلك.
الفائدةُ الثالثةَ عشرةَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/394)
* عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (أن موسى قال: يا رب علمني شيئاً أذكرك و أدعوك به، قال: يا موسى قل لا إله إلا الله قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا، قال: يا موسى لو أن السموات السبع و عامرهن يعني من يقيم فيها و يسكنها، غيري فإن الله تعالى هو الذي تعبدنا بهذه الكلمة و ألأرضين السع في كفة و لا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله).
قال الشيخ هاني: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، و لكن يدل على معناه عدة أحاديث منها الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده:
عن أبي ذر أن نوحاً عليه السلام لما حضرته الوفاة جمع بنيه و أوصاهم أن يقولوا لا إله إلا الله، قال: فإنها لو وزنت بالسماوات و الأرض لرجحت بهن، إلا أن فيه الصقعب، وهو أيضاً ضعيف، و لكن معنى رجحان حسنة لا إله إلا الله معنى صحيح. فقد روى الترمذي و الحاكم و صححه، و وافقه الذهبي أن رجلاً يأتي يوم القيامة ينشر له تسعة و تسعون سجلاً كلها سيئات، فينظر إليها كل سجل مد البصر، فيقول له الله: أظلمك كتبتي؟ فيقول: لا. فيقول: ألك حسنة؟ قال فيهاب و يقول: لا. فيقال: بلى إنك لا تظلم، فيؤتى ببطاقة قد كتبت عليه لا إله إلا الله فيقول: و ما تفعل هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال: إنك لا تظلم، فتوضع في كفة الميزان الأخرى فترجح بهن و هذا الحديث يسمى "حديث البطاقة" و هو حديث صحيح.
الفائدةُ الرابعةَ عشرةَ:
تحقيق التوحيد على قسمين:
(1) تحقيق واجب.
(2) تحقيق مستحب.
التحقيق الواجب: هو أن يترك الإنسان الشرك بقسميه الأكبر و الأصغر و يترك البدع و يترك المعاصي و الكبائر.
أما التحقيق المستحب: فهو أن يصفي الإنسان قلبه و يرتفع به عن التعل بالمخلوقين أو المذلة لهم، أو طلب شئ منهم و هذا معنى أعظم
الفائدةُ الرابعةَ عشرةَ:
الشرك عند أهل العلم: هو مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله. و بعضهم يقول: الشرك أن تجعل لله نداً في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه و صفاته. و المعنى قريب لكن المعنى الأول أوضح، مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله. و الشرك يكون في الربوبية و يكون في الألوهية و يكون في الأسماء و لصفات.
الفائدةُ الخامسةَ عشرةَ:
* الشرك ينقسم إلى أقسام:
(1) القسم الأول هو الشرك الأكبر: و الشرك الأكبر يسميه بعض العلماء الشرك الظاهر، بعضهم يسميه الشرك الجلي، و المعنى واحد لكن المهم للطالب أن يعرف تنوع الأسماء للمسمى الواحد، فإذا قرأ في كتب أهل العلم لا يستغرب، فالشرك الأكبر سماه ابن القيم الشرك الظاهر، ويسميه بعضهم الشرك الجلي. تعريف الشرك الأكبر: أنه ما جاء في النصوص تسميته شركاً و كان متضمناً لخروج الإنسان عن دينه. وكل ما جاء في النصوص أنه شرك و تضمن خروج الإنسان عن دينه فهو الشرك الأكبر.
ومثال ذلك: صرف العبادات لغير الله فمن نذر لغير الله أو سجد لغير الله أو طاف على شئ بقصد العبادة فهو واقع في الشرك الأكبر، و ربما لن يستطيع الطالب أن يحيط بمعناه و يدركه إدراكاً تاماً إلا بدراسة هذا الكتاب، فإذا درس الكتاب كله وجد عنده تمييز للفرق بين النوعين.
(2) القسم الثاني هو الشرك الأصغر: قال بعض أهل العلم في تفسيره: هو ما جاء في النصوص تسميته شركاً و لم يبلغ حد العبادة، لم يبلغ أن يصل أن يصل إلى حد العبادة.
مثل قول النبي عليه الصلاة و السلام: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) فإن في هذا الحديث تسمية من حلف بغير الله بأنه مشرك، و الحلف بغير الله مجرد الحلف ليس عبادة، فهذا يكون من باب الشرك الأصغر. قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله في تفسيره للشرك الأصغر: هو كل عمل قولي أو فعلي وسيلة إلى الشرك الأكبر. كالرياء فإنه من وسائل الشرك الأكبر،وتعظيم المقبورين و الغلو في الصالحين، فإن الغلو فيهم و تعظيمهم وسيلة إلى الشرك الأكبر.
قالت اللجنة الدائمة في تعريفه: هو كل فعل نهى الله تعالى عنه و كان وسيلة إلى الشرك الأكبر و جاء في النصوص تسميته شركاً.
فجمعوا بين أنه سمي في النصوص بالشرك و بين أنه وسيلة و ذريعة إلى الشرك الأكبر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/395)
(3) القسم الثالث و هو الشرك الخفي: يذكره بعض أهل العلم و هو الشرك الخفي فيجعلونه قسماً ثالثاً و يجعلون الشرك ثلاثة أقسام (1) شرك أكبر (2) شرك أصغر (3) شرك خفي. مع أن ابن القيم رحمه الله تعالى جعل الشرك الأصغر يسمى بالشرك الخفي، فجعل الشرك الأصغر هو الخفي.
والحقيقة: أن هذا القول تؤيده الأدلة لأن النبي صلى الله عليه و سلم كما في الحديث الذي بين أيدينا قال: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي، فسئل عنه؟ قال: الرياء) فيدل على أن الرياء شرك أصغر و شرك خفي و أن المعنى واحد، لكن الشرك سمي خفياً باعتبار أن الشرك الأكبر أظهر منه، و سمي أصغراً باعتبار أن الشرك الذي هو صرف العبادة لغير الله أكبر منه. أم الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، فيرى أن الشرك الخفي يحصل في الشرك الأكبر و الأصغر. وكلامه رائع جميل: فإن الشرك الأكبر منه ما هو خفي و منه ما هو ظاهر، الشرك الأكبر قد يكون ظاهراً مثل صرف العبادة لغير الله مثل صرف الطواف و السجود لغير الله هذا ظاهر، و قد يكون الشرك الأكبر خفي مثل شرك المنافقين، فالمنافقون مشركون: لكن شركهم خفي. وقد يكون الشرك الأصغر طارئاً مثل: الحلف بغير الله, فالحلف بغير الله شرك أصغر ظاهر، و قد يكون الشرك الأصغر خفي مثل الرياء. هذا الكلام مجمل و إلا أن تفصيله يحتاج إلى تدقيق و وقفات، فالرياء قد يكون شرك أكبر و حلف بغير الله قد يكون شرك أكبر و كل هذا من حيث الجملة.
الفائدةُ الخامسةَ عشرةَ:
الشرك الأكبر له أنواع:
(1) النوع الأول شرك الدعاء: أي: صرف الدعاء لغير الله مثل من ندعو غير الله.
(2) النوع الثاني شرك القصد و الإرادة و النية: و ذلك بأن يقصد غير الله تعالى وقلنا أن الرياء يكون شرك أصغر و قد يكون شرك أكبر، فيكون شركاً أكبرَ إذا كان الرياء في أصل الإيمان، كإنسان ما أسلم و ما دخل في الإسلام إلا رياءًا، و قد يكون أيضاً شركاً أكبر إذا كان في جميع الأعمال الصالحة التي يفعلها الإنسان يفعلها وهو مرائي. و قد يكون أصغر إذا وقع في العمل المعين أو في بعض الأعمال فإذا وقع فيها الرياء كان هذا الرياء شرك أصغر.
(3) النوع الثالث شرك الطاعة: وعقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب باباً في هذا الكتاب، فقال: باب من أطاع الأمراء و العلماء في معصية الله فقد اتخذهم أرباباً من دون الله.
(4) النوع الرابع شرك المحبة: كما قال تعالى: (و من الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله و الذين آمنوا أشد حباً لله .. الآية). هذه الأنواع جمعها الناظم في بيتين من الشعر يقول الناظم و منه – يعني الشرك الأكبر-:
و منه شرك دعوةٍ و قصدِ كذاك طاعةٌ لظلمِ الْعبد
و مثله الإفراط في المحبة فأربعٌ ترديك للمذمة
الفائدةُ السَّادسةَ عشرةَ:
قوله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء). اختار شيخ الإسلام ابن تيميه أن هذا الشرك يدخل فيه الشرك الأكبر و الأصغر , أما ابن القيم فكما قدمنا في النونية يقول: هذه الآية خاصة بالشرك الأكبر، الذي هو صرف العبادة لغير الله، أما الشرك الأصغر فعنده أنه من جملة الذنوب التي يغفرها الله تعالى أن شاء لعبده.
الفائدةُ السَّابعة عشرةَ:
قوله تعالى: (و اجنبني و بنيَّ أن نعبد الأصنام) الأصنام: كل ما عبد من دون الله مما كان له صورة، فإذا صور شخص إنساناً أو طيراً -جعله على صورة – و عبده من دون الله فهذا صنم. أما الوثن: فهذا ما عبد من دون الله و ليس على صور. و لذا قال النبي صلى الله عليه و سلم لعدي بن حاتم الطائي لما رآه معلقاً صليباً – كان يعلق صليباً لأنه كان نصراني- قال: (ألق عنك هذا الوثن) فسمى الصليب وثناً لأنه يعظم و يعبد من دون الله و ليس على صورة.
الفائدةُ الثامنة عشرة:
* حديث لما سئل عن الشرك الأصغر؟ قال: الرياء (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر)، هذا الحديث حديث حسن، حسنه الحافظ بن حجر و قال الهيثمي عنه رجاله رجال الصحيح و صححه الألباني رحمه الله.
والرياء هو: أن يفعل العبد عملاً يقصد منه أن يراه الناس و هذا هو الرياء. أما التسميع: فهو أن يعمل عملاً يقصد أن يسمع به الناس، فيسمى الأول رياءً و يسمى الثاني سمعة.
الفائدةُ التاسعة عشرة:
الفرق بين الشرك الأكبر و الأصغر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/396)
(1) الشرك الأكبر يوجب الخلود في النار، بخلاف الأصغر فإنه يوجب التعذيب.
(2) الشرك الأكبر يخرج الإنسان من الإسلام. بخلاف الأصغر.
(3) أن الشرك الأكبر فيه صرف عبادة لغير الله, أما الشرك الأصغر فليس فيه صرف عبادة لغيرالله.
(4) أن الشرك الأصغر أقل من الشرك الأكبر، فالشرك الأكبر أعظم من الأصغر.
الفائدة العشرون:
* الحالة واحدة تكون فيه الدعوة إلى التوحيد مندوبه غير واجبة يذكرها أهل العلم و هذه الحالة هي: إذا ما غزا المسلمون الكفار وقد كان الكفار بلغتهم الدعوة، فلو حصل قتال بين المسلمين و الكفار وكان الكفار قد بلغتهم الدعوة إلى الإسلام، و عرفوا أن المسلون يريدون منهم الإسلام فهل يجب عليهم قبل القتال أن يدعوهم إلى التوحيد؟ لا يجب عليهم لكنه يستحب. ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم أغار على بين المصطلق وهم غارون (يعني وهم غافلون).
الفائدة الواحد والعشرون:
قول الله تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني) في هذه الكلمة قولان للمفسرين:
(1) القول الأول: أنا أدعو إلى الله و أتباعي و من تبعني يدعو إلى الله، و هذا يدل على أن الدعوة هي طريقة الأنبياء وطريقة من تبعهم.
(2) القول الآخر: أن المعنى أنا ومن اتبعني على بصيرة فيكون المراد فيها البصيرة المذكورة.
الفائدة الثانية والعشرون:
(أهمية استعداد الداعية قبل الدعوة إلى الله) إن النبي عليه الصلاة و السلام لما أرسله قال له (إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب) يعني ستأتي إلى قوم ليسوا من المشركين إنما من أهل الكتاب، و أهل الكتاب هم اليهود والنصارى، فإذا أتيت لهم فاستعد للمناظرة والدعوة، فإن عندهم كتاب يرون أنهم على أثارة من علم، و ليسوا مثل المشركين الذين لم يكن عندهم كتاب وحجة، وهذا يبين أهمية استعداد الداعية قبل الدعوة إلى الله.
الفائدة الثالثة والعشرون:
· في هذا الحديث يقول: (فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله و في رواية: أن يوحدوا الله) لم يذكر في هذا الحديث "صيام رمضان و لا الحج"، مع أن النبي صلى الله عليه و سلم أرسل معاذاً في آخر حياته بعد أن فرض الصيام و الحج! فلماذا لم تذكر في هذا الحديث؟ يقول بعض أهل العلم: أنها لم تذكر في الحديث لأنها اختصرها الراوي، أو كما قيل: إن من إلتزم بهذه فهو مستعد أن يلتزم بغيرها، أو لأنه لما أرسله قبل أن يحج النبي عليه الصلاة و السلام ولم يكن الوقت الذي جاء فيه وقت صيام و لا وقت حج، و لا يلزمهم أن يعرفوا حكم الصيام الحج حتى يأتي وقته.
الفائدة الرابعة والعشرون:
الكفر بما يعبد من دون الله بثلاثة أشياء:
(1) الكفر بالقلب: يعني يبغض ما يعبد من دون الله، بغض الكفر و أهل الكفر، و هذا واجب على كل مكلف لا يسقط عن أحد.
(2) الكفر باللسان: بأن يصرح بالعداوة لأهل الكفر و يصرح بتكفيرهم و يصرح ببغضه لهم، يصرح بأنه لا يعبد هذه الآلهة و أنه يكفر من يعبدها، و هذا واجب على كل مكلف لكنه يسقط بالإكراه.
(3) البغض بالأفعال: فأنت تكفر بما يعبدون من دون الله بالأفعال و ذلك بأن تجاهد أهل الكفر وتحاربهم وهذا يتبع فيه المصلحة كما يذكره أهل العلم في كتاب الجهاد.
الفائدة الخامسة والعشرون:
* ذكر المؤلف حديث عمران بن حصين يقول: (أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى رجلاً في يده خلقة من صفر) و هذا الحديث فيه ضعف لأنه من رواية عزرة المعافري عن الحسن عن عمران بن الحصين و عزرة روايته عن الحسن مرسلة ثمِّ إن الحسن اختلف أهل العلم هل لقي عمران بن حصين أو لا؟ و الذي اختاره جمع من المحققين: أنه لم يلق عمران وقد روي من حديث سعيد عن الحسن عن عمران، و سعيد عن الحسن هذا متصل إن شاء الله، لكنه يبقى فيه الإشكال في لقي الحسن لعمران فإن في لقائه إشكال.
ومعنى حلقة: يعني حديدة محنية دائرية هذه هي الحلقة. ومعنى الصفر: هو النحاس يعني حلقة أسورة مثلاً من النحاس و ضعها في يده.
الفائدة السادسة والعشرون:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/397)
* (من تعلق ودعة فلا ودع الله له) الودع: مثل الصدف يخرج من البحر و يعلقه بعض الناس من أجل دفع البلاء عن النفس هذا الودع الذي يشبه الصدف و يخرج من البحر. يقول النبي صلى الله عليه و سلم (و من تعلق ودعة فلا ودع الله له) يعني: لا تركه في دعة و راحة.بل دعاء من النبي عليه الصلاة والسلام أن يكون تعليقه للودع سببا لعدم الراحة عنده، و سبباً لحصول كثير من البلاء له.
الفائدة السابعة والعشرون:
· قوله تعالى (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون) معنى هذه الآية: أن كثيراً من الناس لا يؤمن بالله إلا و هو مشرك، فهو مؤمن بالله توحيد الربوبية و مع ذلك يشرك مع الله في الألوهية، فهو في الربوبية يعتقد أن الله تعالى هو الخالق الرازق، أما إذا جئنا في الألوهية فهو يصرف العبادة لغير الله سبحانه وتعالى.
الفائدة الثامنة والعشرون:
* نقول: من تعلق شيئاً من الخيوطِ أو الحلقاتِ فإنه لا يخلو:
(1) إما أن يعتقد أن هذا الأمر الذي علقه ينفع و يضر بنفسه، يعتقد أن الناب أو العين أو الودع أو الخيط يضر بنفسه، فهذا مشرك شرك أكبر في الربوبية، ولا يخلو من شرك أكبر في الألوهية لأنه إذا اعتقد هذا الاعتقاد فإنه سيعلق قلبه و رجاءه و توكله بهذا الشيء، فيكون صارفاً للتوكل و الرجاء – توكل العبادة و رجاء العبادة – لغير الله فيكون قد أشرك في الربوبية و الألوهية.
(2) أما لو اعتقد أن هذا الذي علقه لا ينفع و لا يضر بنفسه ـ وهو أظنه حال أكثر الناس ـ يقول إني أعرف أن هذا الناب و الودع و الخرز و غيره لا ينفع و لا يضر بنفسه بل الله تعالى هو النافع الضار، و لكه هذه سبب للشفاء، و سبب لرفع البلاء، فهذا مشرك شركاً أصغر، لا يخرج من الإسلام، و لكنه وقع في أمر هو أعظم من الكبائر ـ كبائر الذنوب_.
الفائدة التاسعة والعشرون:
* -تكميلٌ- لأنَّه يجب أن تفهم قاعدة الأسباب التي يذكرها أهل العلم:
(1) أن كل من أتخذ سبباً و هو ليس بسبب في الشرع و لا في القدر فقد أشرك شركاً أصغر.
(2) من اعتقد أن غير الله ينفع و يضر فهذا مشرك شرك أكبر.
(3) من اعتقد أن شيئاً من الأشياء أن شفاءه سببا شرعياً, كإنسان يعتقد أن العسل فيه شفاء، هل العسل سبب للشفاء؟ نعم بدليل الشرع لأن الله تعالى قال فيه شفاء، فهذا ليس بشرك لأن هذا سبب
(4) من اعتقد أن شيئاً من الأشياء أن شفاءه سببا قدراً, يعني جرى القدر على أن هذا الأمر سبب للشفاء، مثل ما لو إنسان أصابه صداع فاستعمل الدواء المسكن ـ حبوب الأدوية المسكنة ـ، أو كان في بطنه شيء فاستعمل دواء يسهل البطن هذه الأدوية تعرف في القدر، فهذه من اعتقد أنها سبب لا يكون واقعاً في الشرك.
(تنبيهٌ مهمٌ) بالنسبة للسبب القدري لا بد فيه من شرط: هو أن يكون أثره و علاقته ظاهرة. لأن بعض الناس يقول: أنا إذا وضعت خيط أو صليب وعلقتها على صدري ألاحظ في نفسي اطمئنان وراحة و سكون؟ نقول: أن هذا الأمر ليس بأمر ظاهر، بخلاف الدواء الذي نعرف كيف يعمل، و إنه يقاتل الجراثيم، أو أنه يسكن موضع الإحساس بالألم، فتأثير هذا السبب لا بد أن يكون طاهراَ.
لا بد لأجل أن نعتبر هذا سبباً أن يكون أمراً ظاهراً يمكن إدراكه، على كل نعرف من هذا أنه إذا اعتقد الإنسان أن شيئاً من الأشياء سبباً لحصول المقصود و لم يثبت أنه السبب لا في الشرع و لا في القدر، فقد وقع في شرك أصغر، أما إذا اعتقد أن هذا الشيء ينفع و يضر بنفسه فهو شرك أكبر في الربوبية، هذا هو مجمل هذا الباب، و إذا فهمت هذا ستفهم الباب الذي يليه بإذن الله.
الفائدة الثلاثون:
* (التمائم): شيء يعلق على الأولاد يتقون به لأجل اتقاء العين أو رفع بلاء.
(والرقى): هي التي تسمى العزائم، و خص منها الدليل ما خلا من الشرك، فقد رخص فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم من العين والحمة.
(التولة): هي شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها و الرجل إلى امرأته.
وفي الحديث "من تقلد وتراً" الوتر: مفرد أوتار، وهي/ التي تربط في القوس ليرمى بها السهم، كان الوتر إذا صار بالياً و لم يعد ينفع في رمي السهام بالقوس يأخذونه و يعلقونه على البعير، أو على الدواب لأجل ألا تصيبها العين، فإنها – يقولون – إذا نظر الإنسان إلى هذا الوتر البالي ذهبت عينه فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/398)
الفائدة الواحد والثلاثون:
* (أنواع التمائم) أن التمائم لا تخلو إما أن تكون من القرآن، أو من غير القرآن:
- فإن كانت من غير القرآن يعني إنسان يكتب أباطيل أو حروف يجمعه أو يكتب مثلثات أو مربعات، و يجعل فيها أرقام و حروف، أو نحو ذلك، هذه الأشياء التي يكتبها إذا لم تكن من القرآن، فإن اعتقد فيها النفع و الضر فهي شرك أكبر، و إن اعتقد أنها سبب فهو شرك أصغر.
- أما إذا كانت هذه التمائم مكتوب فيها آيات من القرآن، إذا كتب فيها آيات من القرآن، فهذه فيها خلاف بين السلف، فذهب عبد الله بن عمرو بن العاص إلى أنها مباحة، فإنه كان يعلق على أولاده إذا ناموا (قول النبي صلى الله عليه وسلم: أعوذ بعزة الله و قدرته) لأجل أن يدفع عنهم السوء حال نومهم.
أما ابن مسعود رضي الله تعالى عنه فكان يحرم تعليق التمائم سواءً من القرآن أو من غير القرآن.
وجمهور الفقهاء: ذهبوا مذهب عبد الله بن عمرو بن العاص، و يرون أن المعلق إذا كان من القرآن فهو مباح.
الفائدة الواحد والثلاثون:
* (رأي أئمة الدعوة في المسألة والسببُ) أما أئمة الدعوة الذين منهم السيخ محمد بن عبد الوهاب وتلامذته بعده _ وهو الذي عليه الفتوى الآن – يأخذون بقول إبن مسعود رضي الله تعالى عنه. و ذلك لثلاثة أمور:
(1) الأمر الأول: أن حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عه عام، إن التمائم شرك، فكل التمائم شرك، فتخصيص التمائم من القرآن من بينها يحتاج إلى دليل، و إذا لم يوجد دليل فيبقى على عمومه.
(2) الأمر الثاني: أن المنع من جميع التمائم يسد الباب على كل من أراد أن يلبس على الناس، فيدخل عليهم التمائم التي فيها الشعوذة و الشرك في هذه التمائم بدعوى أنها من القرآن، فيقولون نمنعها سداً لذريعة الشرك.
(3) الأمر الثالث: أن تعليق القرآن يفضي إلى امتهان كتاب الله، فإنه لا يؤمن أن تعلق على صبي و تصيبه النجاسة أو يدخل بها إلى الخلاء، أو يستعملها في غير شيء طاهر و هذا امتهان لكتاب الله، فحفظاً له يمنع من تعليق هذه التمائم. هذا هو حكم التمائم.
الفائدة الثانية والثلاثون:
* (شروطُ الرقيةِ) الرقية إذا وجد فيها ثلاثة شروط فهي مباحة:
(1) الشرطُ الأول: أن لا يكون فيها شرك أو مخالفة شرعية، لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم: (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً)، فإذا كان في الرقية شرك أو مخالفة شرعية فإنها لا تجوز
(2) الشرطُ الثاني: أن لا يعتقد الإنسان أنها تنفع و تضر بنفسها، بل يعتقد أن النافع والضار هو الله تعالى، و إنما هي سبب محض قد يحصل الشفاء و قد لا يحصل.
(3) الشرطُ الثالث: أن تكون بلسان عربي، وبألفاظ معلومة سواءً كانت الرقية بما ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم أو بما جاء في كتاب الله بأن يقرأ الإنسان آيات أو يقول الأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه و سلم نحو: (رب الناس أذهب البأس، اشف أنت الشافي) و نحوها, أو كانت بشيء لم يرد عن النبي صلى الله عليه و سلم، مثل إذا قال الشخص: بسم الله الشافي، بسم الله المعافي الله يشفيك، الله يعافيك، وقرأها على المريض، هذه الألفاظ لم ترد عن النبي عليه الصلاة والسلام، لكن ما دامت معروفة المعنى و ليس فيها شرك فلا بأس بها.
الفائدة الثالثة والثلاثون:
* التولة: هي التي يسميها بعض الناس الصرف أو يسموها العطف أو يسمونها السخرة. وهيَ: شيء تصنعه المرأة عند ساحر لأجل أن يحبها زوجها أكثر، أو يصنعه الرجل ليحبب المرأة إليه، و هذا ما دام عمل السحرة فإنه كفر كما قال تعالى: (وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر) و السحر كله كفر.
الفائدة الرابعة والثلاثون:
* حديث الإمام أحمد عن رويفع: (قال يا رويفع لعل الحياة تطول بك فأخبر الناس أن من عقد لحيته) معنى عقد اللحية فيها أقوال عند أهل العلم:
(1) قيل: عقد اللحية معناه "عقدها" بمعنى أن تنتفش بعد عقدها فيفعل ذلك تكبراً على الناس.
(2) وقيل: لأجل أن يجعدها بهذا العقد فيكون من فعل أهل التأنُّث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/399)
و الأقرب أن المراد بعقد اللحية: أن بعض الناس كانوا في الجاهلية إذا كانت لحيته جميلة يعقدا لأجل إذا رآها الناس لا يحسدونه على حسن لحيته، و هذا يقع عند بعض الناس، أن يقبح ثيابه و يجعل ملابسه سيئة لأجل لا يصيبها العين، فيعض الناس إذا كان عنده ولد جميل و خشي عليه من العين يلبسه ملابس سيئة أو يجعله غير مرتب الهيئة لأجل لا تصيبه العين.
الفائدة الخامسة والثلاثون:
* الأسباب لا بد فيها من ثلاثة أمور:
(1) الأمر الأول: أن يثبت كونها سبباً في الشرع أو في القدر، و قدمنا الكلام عليه وهذه أهم مسألة، و من فهمها فهم كثيراً من مسائل الاعتقاد.
(2) الأمر الثاني: لا بد أن يعتقد أن السبب لا ينفع ولا يضر بنفسه إنما ينفع و يضر بإذن الله تعالى، فالله تعالى هو النافع و حده و هذه أسباب محضة لوصول الإنسان إلى مقصوده.
(3) الأمر الثالث: ألا يستعملها وهو متوكل عليها بل يعتمد على الله تعالى، بعض الناس يفعل الأسباب و هو يتوكل و يعتمد عليها اعتماد افتقار إليها، فيرى أنه لو لم يستخدم هذا السبب فإنه ينقطع عن الوصول إلى مقصوده، كأن يعتقد أن الوظيفة التي هو يعمل فيها هذه هي سبب رزقه!!، و لا شك أنها سبب للرزق لكن لو كان يعتمد عليها اعتماد افتقار، ويرى أنه لو فصل منها فإنه لن يجد رزقاً!!! فهذا محذور في باب الأسباب ....
* بل الواجب عليه أن يعتقد أنها طريقٌ موصلٌ، و أن الله تعالى قيَّضها له، فإذا منعت منه فإن الله تعالى سيقيض له رزقاً من باب آخر، فكما كتب الله له هذا الباب يكتب له باباً آخر.
الفائدة السادسة والثلاثون:
التبرك: طلب البركة.
و البركة: في اللغة: هي كثرة الخير و ثبوته، و من ذلك بركة الماء، فإن بركة الماء تخالف الماء الجاري في أمرين: (1) كثرة الماء فيها. (2) ثبوته فيها.
الفائدة السابعة والثلاثون:
· ذكر المؤلف قوله تعالى: (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) سورة النجم.
(اللاَّت): رجل كان يلت لهم السويق يعجن السويق للحاج، فلما مات صوروا صورة على قبره ليذكروه بها فلما مر الزمن عبدوا هذه الصورة، و هي حجر نحت على شكله.
(العزى): كذلك صنم كان بين مكة والطائف.
(مناة): مأخوذ من منى, لكثرة ما يمنى ليّه من الدماء, لأنهم كانوا يذهبون إلى هذه الأصنام فيريقون عندها الدماء، يذبحون عندها الذبائح.
- فهذه أسماء أصنام وأوثان كان المشركون يعبدونها, ويصرفون العبادة لها وذلك لتعطيهم البركة، يطلبون البركة بصرف العبادة لها.
الفائدة الثامنة والثلاثون:
* (قواعد التبرك):
القاعد الأولى: أن لا تثبت البركة في شيء إلا بدليل: لا يثبتها أحد في شيء إلا بدليل، فإذا لم يدل دليل على ثبوت البركة في شيء فإننا لا نعتقد فيه البركة. فإذا اعتقد الإنسان في شيء أن فيه بركة و ليس عليه دليل فقد خالف هذه القاعدة.
القاعدة الثانية: إن التماس البركة فيما ثبتت فيه البركة يكون بالطرق المشروع: التماس البركة فيما ثبتت فيه هذه البركة شرعاً لا بد أن يكون بالطرق المشروعة.
الفائدة التاسعة والثلاثون:
* (أقسام التبرك) اعلم أن التبرك طلب البركة ينقسم إلى:
(1) تبرك شركي (2) تبرك بدعي (3) تبرك شرعي.
(1) التبرك الشركي: هو صرف العبادة لغير الله طلباً للبركة، كما يفعل المشركين في اللات والعزى ومناة فإنهم يصرفون لها العبادة طلباً للبركة. لو شخص ذبح، ذهب إلى قبر رجل صالح و ذبح لهذا القبر لتأتيه البركة، فهو صرف عبادة الذبح لغير الله طلباً لحصول البركة له، هذا هو التبرك الشركي.
(2) التبرك البدعي: اعتقاد البركة فيما لم تثبت فيه بدليل أو أن نلتمس البركة بغير الطرق الشرعية, و هو تبرك مبتدع في الدين، لكنه لا يخرج فاعله عن الإسلام، مثل: من يستلم جدران الحرم، أو يتمسح بمقام إبراهيم عليه السلام، فهذا الذي يتمسح بها طلباً للبركة يمسحها و يضعها على بدنه لتعمه البركة.
(3) التبرك الشرعي: وهو الذي تحققت فيه القاعدتان السالفتان: أن يثبت أن الشيء فيه بركة، و أن نتلمسها بالطرق الشرعية.
الفائدة الأربعون:
* (أنواع التبرك الشرعي الجائز المشروع):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/400)
(1) الأول التبرك بالذات: و هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإن من خصائص نبينا صلى الله عليه و سلم أن ذاته مباركة، و أنه يجوز لنا تلمس البركة بأبعاضه عليه الصلاة و السلام، يعني نأخذ من ريق النبي صلى الله عليه و سلم، و من شعره، ومن دمه، وهذا الأمر انتهى الآن لأن النبي صلى الله عليه و سلم قد مات، و آثاره انقطعت وفنيت، و إلا لو وجدت لكنا نتبرك بها، لكنها الآن قد انقطعت غير موجودة، وكل ما يدعى من آثار النبي صلى الله عليه وسلم فهو ضرب أوهام.
(2) الثاني التبرك ببعض الأمكنة: مثل المسجد الحرام، فإن الصلاة فيه تضاعف مائة ألف صلاة، و المسجد النبوي، فإن الصلاة فيه تضاعف بألف صلاة، و المسجد الأقصى، فإن الصلاة فيه مضاعفة، و يشرع فيه شد الرحل، وكل مسجد كذلك فإن الصلاة فيه مضاعفة عن الصلاة في البيت بخمس و عشرين ضعف. هذا الأمكنة مباركة بالشرع.
(3) الثالث التبرك ببعض الأزمنة: فإن الشرع جاء ببركة بعض الأزمنة، فرمضان مثلاً تضاعف فيه العمرة، فالعمرة فيه تعدل حجة، و شرع فيه نية الصيام والقيام و تكفير الذنوب، ومن ذلك عشرة من ذي الحجة، فإنها أيام مباركة العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى منها فيما سواه من الأيام.
(4) الرابع التبرك ببعض الأطعمة: النبي -صلى الله عليه و سلم- أخبرنا عن ماء زمزم، وأنها مباركة و أنها طعام طعم و شفاء سقم، و العسل كذلك فيه شفاء, وهذا من بركة العسل، و كذلك زيت الزيتون، فإن النبي -صلى الله عليه و سلم- قال: (كلوا من الزيتون و ادهنوا به فإنه من شجرة مباركة). و مثل اللبن فإن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا شرب اللبن، قال: (في بيتنا بركة).
(5) الخامس التبرك ببعض الأفعال: مثل طلب العلم، طلب العلم فيه بركة لآن الإنسان يحصل به أجراً عظيماً بطلبه للعلم، فطلب العلم أفضل من نوافل العبادات، و مثل الجهاد فإن في الجهاد فضلاً عظيماً و بركة كبيرة.
(6) السادس التبرك ببعض الهيئات: مثل الاجتماع على الطعام فأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (اجتمعوا على طعامكم، و اذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه)، و كذلك الأكل من جوانب الصحفة، فالنبي صلى الله عليه و سلم يقول: (كلوا من جانب الصحفة فإن البركة تنزل في أعلاها).
إضافةٌ: "وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه رضي الله عنه كما ذكر ابن سعد في الطبقات،: كان بعض الناس يذهب إلى الشجرة التي بايع عندها النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه بيعة الرضوان، فكان يلتمس الصلاة عندها، فقام عمر رضي الله عنه فتوعد الناس و قطعها، قطع هذه الشجرة و هذا لمنع التعلق بهذه الشجرة و طلب البركة منها، و هذا لأنه لم يشرع عن النبي صلى الله عليه و سلم، لم يرد عن المصطفى عليه الصلاة و السلام أنه التمس البركة بالصلاة عندها".
الفائدة الواحد والأربعون:
* أخرجَ مسلمٌ عن على رضي الله تعالى عنه الذي «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الأَرْضِ».
هذه الكلمات الأربع التي حدثه بها النبي صلى الله عليه و سلم:
(1) الأولى: (لعن الله من ذبح لغير الله) لأن الذبح لغير الله شرك أكبر ينافي التوحيد.
(2) الثانية: (لعن الله من لعن والديه) سواءً لعنهما مباشرةً، أو لعن والدي شخصاً آخر فهذا الشخص الآخر لعن والديه.
(3) الثالثة: (لعن الله من آوى محدثاً) يعني: تستَّر عليه و أخفاه عنده، و أيده و نصره.
(4) الرابعة: (لعن الله من غير منار الأرض) منار الأرض: هي العلامان, وتكون في موضعين:
1 - الأولى: تكون علامة لحفظ أو لتبيين حد أرض رجل لرجل آخر، تكون لرجلين أرض و بينهما يحددان علامات حتى لا يدخل أحدهما إلى الآخر، و لا يعتدي أحدهما على أملاك الآخر.
2 - الثاني: و تستعمل العلامات هذه أيضاً المنار لإيضاح الطرق للمسافرين، و بيان مواضع المياه و مواضع الراحة و نحو ذلك.
الفائدة الثاني والأربعون:
* ينقسم اللعن إلى قسمين: لعن تام و لعن ناقص.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/401)
1 - اللعن تام: هو خاص بأهل الشرك, ومعناه: إبعادهم عن رحمة الله مطلقاً فهم خالدون في النار، و هذه بالنسبة لهذا الحديث خاص بالجملة الأولى، و هي لعن الله من ذبح لغير الله.
2 - اللعن الناقص: بمعنى الطرد و الإبعاد عن رحمة الله حتى يعذب و يعاقب، ثم تشمله الرحمة بعد ذلك، و هذا يكون في كبائر الذنوب التي دون الشرك.
الفائدة الثالث والأربعون:
* ذكر المصنِّف حديث طارق بن شهاب في "قصة الذبابة" عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا وهمٌ من المؤلف أو أنه نقل هذا الحديث على بعض أهل العلم خطأً، فإن هذا الحديث أخرجه أحمد في كتاب ا لزهد من حديث طارق بن شهاب، عن سلمان رضي الله تعالى عنه، و لم يخرجه من حديث طارق مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه و سلم. فليس هذا الحديث من قول النبي صلى الله عليه و سلم، إنما هو من قول سلمان الصحابي موقوف عليه فهو من مسند سلمان لا طارق.
الفائدة الرابع والأربعون:
(الذبح لغير الله):
* المسألة الأولى: أن الذبح عموماً ينقسم إلى قسمين:
(1) ذبح عادة. (2) ذبح عبادة.
(1) ذبح العادة: هو ذبح البهائم بقصد الانتفاع بلحمها، أكلاً أو بيعاً أو نحو ذلك، كما لو جاء أنساناً صيف أو أراد أن يأكل هو و أولاده أو نحو ذلك.
(2) ذبح العبادة: يقصد به التقرب إلى الله تعالى بالذبح في الأضاحي و الهدي و نحو ذلك.
الفائدة الخامسة والأربعون:
* المسألة الثانية: الذبح قد يكون مستحباً عندَ إكرامِ الضيفِ, قد يكون مكروهاً عندَ الإسراف، وقد يكون مباحاً، وقد يكونُ محرماً كفراً, كأنْ يقع الذبح لا يقصد به الانتفاع من اللحم إنما التقرب والتعظيم للمذبوح له بنفس الذبح و هذا هو العبادة التي لا تصرف إلا لله تعالى!!
- فإن الله تعالى تتقرب إليه بنفس الذبح و هي عبادة لا تصرف إلا لله و من صرفها لغير الله فقد وقع في الشرك الأكبر، و الذبح لا يكون فيه شرك أصغر أبداً لأنه عبادة, فإما أن تذبح لله أو أن تذبح لغير الله، وصرف العبادةِ لغير الله شرك أكبر.
- من أمثلة الذبح لغير الله: ما يقع من بعض الناس يذبح إذا بنى بيتاً جديداً أو سكن في بيت جديد، يذبح ذبيحة بقصد أن يتخلق من الجن .. يقول: إذا ذبحت ذبيحة للجنِّ امتنعوا عن إيذائي وإضراري فهذا ذبح وقصده تعظيم الجن.
- ومثل من يذبح و يقدم الذبح قرباناً لبعض القبور.
- و مثلاً الذبح عند طلعة الولي، أو الحاكم، أو السلطان، يقصدون بهذا أن يكرموه و يعظموه بنفس الذبح لأنه لن يأكلَ عندهم!! و هذا من الشرك الأكبر كما قرره الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله.
الفائدة السابعة والأربعون:
* (المسألة ثالثة): العذر بالإكراه من خصائص ديننا، أما الأمم السابقة، فكان عندهم المكره لا يعذر، يدل لذلك حديث طارق بن شهاب في "قصة الذبابة". ويدل لذلكَ حادثة أصحاب الكهف، فإن أصحاب الكهف قالوا: (إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم و لن تفلحوا إذاً أبدا) فأصحاب الكهف ما ذهبوا إلى قومهم و قالوا نحن معكم بألسنتهم وأخفوا الأيمان في قلوبهم!!
- ويشهد لهذا "دليل الخطاب" في قول النبي صلى الله عليه و سلم (إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه)
الفائدة الثامنة والأربعون:
العيد: اسم لما يتكرر من الاجتماع المعتاد فعيد الفطر لأنه يتكرر كل سنة على وجه العادة والأضحى عيد كذلك، فهذه الأعياد تنقسم إلى قسمين:-
1 - أعياد زمانية:
2 - وأعياد مكانية:
* أعياد زمانية تنقسم أيضاً إلى قسمين:
1 - أعياد زمانية شرعية.
2 - أعياد زمانية بدعية.
* الأعياد الزمانية الشرعية هي:
1 - عيد الفطر.
2 - عيد الأضحى.
3 - الجمعة.
الأعياد الزمانية البدعية:
1 - نحو الاجتماع, لإقامة مولد للنبي صلى الله عليه و سلم، فإنه لم يشرع، و لم يكن من أعمال المصطفى عليه الصلاة و السلام.
2 - ومثل إقامة احتفال متكرر لشيء معين كولادة ولي أو رجل صالح أو أسبوع لذكرى أحد العباد الصالحين أو نحو ذلك.
الفائدة التاسعة والأربعون:
* أما الأعياد المكانية: فهي المكان الذي يعتاد الاجتماع فيه وهو ينقسم أيضاً إلى:-
1 - أعياد مكانية شرعية.
2 - أعياد مكانية بدعية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/402)
الأعياد المكانية الشرعية: هي عرفات ومزدلفة ومنى فإنها مكان يحصل فيه الاجتماع المتكرر المعتاد، و قد جاء الشرع بها فلذلك صارت اجتماعات مكانية و أعياد مكانية شرعية.
أما الأعياد المكانية البدعية: مثل اعتياد زيارة قبر النبي صلى الله عليه و سلم كل أسبوع، لو الإنسان جعل من عادته أن يزور القبر النبوي كل أسبوع، هذا عيد مكاني بدعي لم يكن من هي الصحابة أنهم يزورون قبر النبي صلى لله عليه و سلم كل أسبوع.
الفائدة الخمسون:
و النذر: في اللغة: الإلزام. وشرعاً: إلزام المكلف نفسه طاعة غير واجبة تعظيماً للمنذور له، فيلتزم المكلف بطاعة معينة تعظيماً للمنذور له.
والنذر لله –عبادة-، و يدل لذلك قوله تعالى: (يوفون بالنذر) وهذه الآية جاءت في سياق مدح والثناء على من يوف بالنذر, وإذا أثنى الله تعالى على من يوف بالنذر دل ذلك على أنه محبوب له، وكل شيء محبوب لله فهو عبادة. وكذلك قوله تعالى (وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه و ما للظالمين من أنصار) فإن قوله (فإن الله يعلمه) يعني فيجازيكم به، فإذا كان الله تعالى قرن النذر الإنفاق، وبين أن الله تعالى يجازي العبد على نذره دل على أن النذر عبادة، و إذا كان عبادة فإنها لا تصرف إلا لله تعالى.
- وفي هذا الزمن يوجد النذر لغير الله في كثير من المجتمعات المشركة، فيوجد من ينذر لأصحاب القبور كالبدوي في مصر مثلاً، وابن عربي في سوريا في بلاد الشام، أو علي بن أبي طالب رضي الله عنه في العراق، أو غيرها من القبور التي تعظم عند أهل الجهل والشرك، ويصرف النذر لها، وصرف النذر لها شرك أكر مخرجاً من الإسلام.
الفائدة الواحد والخمسون:
* الاستعاذة: معناه طلب الإعاذة، ومعنى الإستعاذة: طلب الحماية من المكروه، فإذا استعذت بشيء، طلبت من شيء أن يحميك من مكروه، قد استعذت به، قال تعالى (و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً) –تفسيرها-: يعني يطلبون من الجن أن يحموهم من المكروه، وقد كان من عادة الناس في الجاهلية إذا نزلوا الأودية وخافوا من تسلط الجن عليهم قالوا: نعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه. فهم يخاطبون الجن مع كون الجن لم يخاطبوهم أصلاً، و يطلبون منهم أن يحموهم من المكروه.
- قال تعالى (فزادوهم رهقا) قيل: معناها: زاد الإنس الجن رهقا، لما استعاذ الإنس بالجن تكبر الجن و استعظموا لأنهم رأوا الإنس يعوذون بهم. (هذا عند أكثر المفسرين).
- وقال بعض السلف: بل المعنى زاد الجن الإنس رهقاً .. والمعنى: أن الجن لما رأوا الإنس يخافون منهم ويعوذون بهم زادوا في إيذائهم والتسلط عليهم.
الفائدة الثانية الخمسون:
* (أعوذ): يعني التجئ و أحتمي و اعتصم. (بكلمات الله التامات): يعني الكاملات (من شر ما خلق) إذا قالها الإنسان لم يضره شيء حتى يرحل من ذلك المنزل، و سواء كان نزوله نزولا دائما، أو كان النزول مؤقتا طارئاً، وقد ذكر القرطبي -رحمه الله تعالى-: أن هذا الحديث مع كونه صحيحاً فإنه مجرب قال: فإني منذ سمعته ما تركت هذا الذكر في كل منزل أنزله، حتى لدغتني في ليلة من الليالي عقرب، فتفكرت في حالي فإذا أنا قد نسيت هذا الدعاء، و هذا من بركات هذا الدعاء النبوي الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته.
الفائدة الثالثة الخمسون:
* (أقسامُ الاستعاذةِ):
(1) القسم الأول الاستعاذة بالله تعالى: و هي عبادة من العبادات التي يؤجر فاعلها و يثاب عليها، و قد أمر الله تعالى نبيه بها، قال تعالى: (قل أعوذ برب الفلق). وقال: (قل أعوذ برب الناس)، فقد أمره أن يستعيذ بالله تعالى والذي هو رب الناس ورب الفلق.
(2) النوع الثاني الاستعاذة بصفة من صفات الله تعالى: أن يطلب الإنسان من صفة من صفات الله تعالى أن تحميه يقول: (أعوذ بكلمات الله التامات) فلا يدعو الصفة لأن دعاء الصفة شرك إنما يستعيذ بهذه الصفة، يقول: (أعوذ بكلمات الله التامات) كما جاء في هذا الحديث و نحو: (أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد و أحاذر) و مثل (أعوذ بنور وجهك) هذه كلها نصوص جاءت في الاستعاذة بصفة من صفات الله تعالى، فالإستعاذة بالصفة لا مانع منها، و من صفات الله تعالى: الكلام. والكلام صفة من صفات الله فيجوز للمسلم أن يستعيذ بها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/403)
(3) القسم الثالث الإستعاذة بالحي الحاضر القادر: هذه ثلاثة شروط, فإذا اجتمعت: فإنه يجوز للمسلم أن يستعيذ بالحي، الحي: أن لا يكون ميتاً .. الحاضر: أن لا يكون غائباً .. إذا كان الإنسان غير موجود، و ذهبت تناديه تقول: أعذني يا فلان، و فلان هذا في مكة و أنت في جدة، ليس حاضراً عندك، و لا يسمع صوتك، هذا ما دام ليس بحاضر عندك فلا تستعيذ به، القادر: أن لايكون عاجزاً .. لا بد أن يكون قادراً مثل إنسان يستعيذ بطفل من أسد هجم عليه، أو سبع فيستعيذ بطفل عنده، الطفل هذا لا يقدر أن يحمي نفسه حتى يعيذ غيره.
- و قد يستعيذ الإنسان بمكان يعيذه، و لا مانع منه أيضاً، مثل من خشي السيل من المطر فذهب إلى مكان مرتفع، و قد جاء في الحديث (يعوذ عائذ بالحرم)، يعني يحتمي رجل الحرم، و جاء في حديث الفتن في آخر الزمن (من استشرف لها استشرفت له، و من وجد معاذاً فليعذ به) يعني من وجد حماية عن الفتن فليحتمي عنها، و جاء في حديث المخزومية التي سرقت و ذهبت إلى أم سلمة فاستعاذت بها، ذهبت ألى أم سلمة و قالت أعوذ بك من قطع يدي.
(4) القسم الرابع الاستعاذة الأموات: أو بالأحياء غير القادرين أو غير الحاضرين، و هذه شرك أكبر مخرج من الإسلام، لأنها صرف للعبادة لغير الله تعالى، فإذا استعاذ إنسان بميت، صاحب قبر، قال: أعوذ بك من فلان الظالم. بهذه الكلمة يخرج من الإسلام، لأنه صرف العبادة لغير الله، أو استعاذ بحي غير حاضر و غير قادر، مثل إنسان يقيم في هذه البلاد فقال: أعوذ بالولي الفلاني الساكن في الرياض أو في مكة أو في المدينة، هذا الشخص لا يسمعه، و ليس حاضراً عنده، هذا أيضاً من الشرك الأكبر المخرج من الإسلام، لأن الإستعاذة عبادة أمر الله تعالى بها، والعبادة لا تصرف إلا لله.
الفائدة الرابعة والخمسون:
* ابن لهيعة ضعيف في حفظه فقد اختلف فيه المحدثون على ثلاثة أقوال:
1 - القول الأول: روايته ضعيفة مطلقاً.
2 - القول الثاني: روايته ضعيفة إلا إن رواها العبادلة الثلاثة و هم:-
(1) عبد الله بن المبارك.
(2) و عبد الله بن يزيد المقرئ.
(3) و عبد الله بن وهب.
3 - القول الثالث: أن روايته من قبيل الحديث الحسن.
و الصحيح من هذه، أن أبن لهيعة لا تقبل روايته إلا إن كانت من رواية العبادلة الثلاثة عنه، أما غير هذه الرواية فإنها ضعيفة، لأن هؤلاء رووا عنه قبل الاختلاط، فإن بن لهيعة تولى القضاء، و ضاعت كتبه فاختلط، فصارت روايته ضعيفة.
الفائدة الخامسة الخمسون:
* (حكم الإستغاثة بأنواعها) نقول:
1 - النوع الأول أن يستغث بالله تعالى: أن يطلب الإنسان من الله تعالى أن ينقذه من الشدة و الهلاك و هذا دأب الصالحين وسيمة المؤمنين، و عليه عمل الأنبياء و المرسلين -صلوات ربي وسلامه عليهم- فإنهم كانوا يستغيثون بالله تعالى عند الكربات. قال تعالى (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم).
2 - النوع الثاني أن يستغيث بالإنسان الحي الحاضر القادر: يستغيث، يطلب من إنسان حي قادر حاضر أن يغيثه و ينقذه من الهلاك، يغيثه من أسد يغيثه من ظالم، يغيثه من الغرق يغيثه من أي شدة.
-مثلاً: إنسان لا يعرف السباحة، فينادي شخص آخر فيقول: أغثني، فيقوم هذا فينقذه من الغرق، كما قال تعالى: (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه) فهنا أثبت الله تعالى أن هذا استغاث بموسى و كانت هذه الإستغاثة ليست بشرك، لأنه استغاث بحي حاضر قادر على إغاثته، فإنه كان قويا عليه الصلاة و السلام، و كان حاضراً، فلم تكن في استغاثته مانع.
3 - النوع الثالث أن يستغيث بالأموات أو الأحياء غير الحاضرين غير القادرين: و هذا من الشرك، و هو الذي كان يفعله المشركون يستغيثون بغير الله تعالى يستغيثون بالأموات، أو بالحي غير الحاضر.
- مثلاً: إنسان يغرق فيقول: يا بدوي أنقذني, أو يقول: يا ابن عربي أنجدني، أو يا مولانا فلان ساعدني، هذه الاستغاثة شرك أكبر مخرج من الإسلام لأنها صرف عبادة لغير الله و العبادة لا تصرف إلا لله.
و معنى لا إله إلا الله: يعني لا نصرف العبادة إلا لله فمن خالف هذا المعنى لم يكن مؤمناً بهذه الكلمة. فإذا استغاث إنسان بغير الله، استغاث بميت، أو بشخص غير حاضر أو غير قادر، فقد وقع في الشرك الأكبر.
, وأصلى و أسلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين،
وتمَّ في شهرِ ذي القعدةِ الموافق (22/ 11/1431هـ).
ـ[نايف محمد علي القطاع]ــــــــ[30 - 10 - 10, 07:17 ص]ـ
الفائدةُ السادسةُ:
*س من لم يكن نشأ في بادية بعيدة , وكان بين المسلمين فهل يعذر؟
ج: الذي عليه أئمة الدعوة السلفية في نجد من عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب و تلامذته، و هو الذي يفتي به سماحته شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى، وعليه فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء: أن الإنسان لا يعذر بالجهل، ما دام قد بلغه القرآن، و يستدلون لذلك بقول النبي صلى الله عليه و سلم كما في صحيحه، في صحيح مسلم (و الذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودياً و لا نصرانياً ثم لا يؤمنوا بالذي أرسلت به إلا دخل النار)، وكذلك بقوله تعالى: (و أوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) فإن من بلغه القرآن فقد أنذر، و من أنذر فقد وجب عليه أن يعمل و إلا عوقب على ترك العمل، و هذا هو القول الأقرب للصواب بل الظاهر من حال السلف أن القول الثاني هو الأصح والأرجح.
هذا الكلام غير واضح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/404)
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 02:20 م]ـ
الفائدةُ السادسةُ:
*س من لم يكن نشأ في بادية بعيدة , وكان بين المسلمين فهل يعذر؟
ج: الذي عليه أئمة الدعوة السلفية في نجد من عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب و تلامذته، و هو الذي يفتي به سماحته شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى، وعليه فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء: أن الإنسان لا يعذر بالجهل، ما دام قد بلغه القرآن، و يستدلون لذلك بقول النبي صلى الله عليه و سلم كما في صحيحه، في صحيح مسلم (و الذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودياً و لا نصرانياً ثم لا يؤمنوا بالذي أرسلت به إلا دخل النار)، وكذلك بقوله تعالى: (و أوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) فإن من بلغه القرآن فقد أنذر، و من أنذر فقد وجب عليه أن يعمل و إلا عوقب على ترك العمل، و هذا هو القول الأقرب للصواب بل الظاهر من حال السلف أن القول الثاني هو الأصح والأرجح.
هذا الكلام غير واضح
باركَ الله فيكَ ...
* الشيخ -حفظه الله- ذكرَ هذه المسألة , وذكر لأهلِ العلمِ قولان , ورجَّح القول الثاني -وهو ما عليهِ أئمة الدعوةِ السلفية-.
وهذا هو كلام الشيخ كلِّه في "مسألتنا":
الحالة الثانية -حالة الجهل-: يعذر في حالة الجهل بترك التوحيد، و في هذه المسألة خلاف و نزاع بين الناس و نبين ذلك بأن نقول إن من نشأ في بادية بعيدة أو كان حديث عهد بإسلام فإنه يعذر في ما ترك من واجبات الدين حتى و لو كانت من أمور التوحيد والعقيدة، لأنه معذور بذلك، ففي الحديث (كنا حدثاء عهد بكفر) أو (كنا حدثاء عهد بجاهلية) فحديث العهد الإسلام، و كذلك الذي نشأ في بادية بعيدة، يعذر في ما فعل، أما من لم يكن كذلك فقد اختلف فيه الناس على قولين:
القول الأول: أنه إن كان جاهلاً فإنه يعذر و لا يحكم عليه بالكفر، و يعذر فيما ترك من توحيد و فيما فعل من شرك، و هذا القول، قول منتشر في هذا الزمن، و يستدلون بذلك بقوله تعالى: (و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً).
و القول الثاني: و هو الذي عليه أئمة الدعوة السلفية في نجد من عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب و تلامذته، و هو الذي يفتي به سماحته شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى، وعليه فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء: أن الإنسان لا يعذر بالجهل، ما دام قد بلغه القرآن، و هلا عن شيء يعذر به في الفهم، كأن يكون إنسانا غير عربي و لا يمكنه أن بفهم اللسان العربي، أما من كان بفهم القرآن فإن بلوغ القرآن له يكفي في إقامة الحجة عليه، و يقتضي أنه لا يعذر بعد ذلك فيما فعل من شركيات، و يستدلون لذلك بقول النبي صلى الله عليه و سلم كما في صحيحه، في صحيح مسلم (و الذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودياً و لا نصرانياً ثم لا يؤمنوا بالذي أرسلت به إلا دخل النار)، و كذلك بقوله تعالى: (و أوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) فإن من بلغه القرآن فقد أنذر، و من أنذر فقد وجب عليه أن يعمل و إلا عوقب على ترك العمل، و هذا هو القول الأقرب للصواب و إن كان القول الأول فيه تخفيف على الناس، و لكن الظاهر من حال السلف أن القول الثاني هو الأصح والأرجح، و النبي عليه الصلاة السلام لا شك أنه لما بعث إلى المشركين كان فيهم من لم بفهم التوحيد، فقد أخبر الله تعالى عن حالهم بأنهم الأنعام بل هم أضل، و مع ذلك فقد كفرهم المصطفى عليه الصلاة و السلام، و عاملهم جميعاً بمقتضى أنهم قد فهموا كتاب الله لأنهم فهموا اللسان العربي و فهموا دعوته عليه الصلاة و السلام، هذا مجمل الكلام في هذا الباب. انتهى.
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[04 - 11 - 10, 03:32 ص]ـ
رجل هادى رزين وهو قاضى شرعى اليس هو د\ هانى الجبير
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[04 - 11 - 10, 02:22 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا همام.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[04 - 11 - 10, 02:27 م]ـ
رجل هادى رزين وهو قاضى شرعى اليس هو د\ هانى الجبير
نعم هو ـ بارك الله فيه ـ.
والشيخ ليس كبيرا في السن.
ـ[أبو أنس السائر]ــــــــ[04 - 11 - 10, 09:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا وللعلم فإن الشيخ بارع في التأصيل الشرعي ...
سمعت شرحه على منظومة سلم الوصول في العقيدة للإمام حافظ حكمي وهو من أروع الشروح لكنه لم يكمله.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[05 - 11 - 10, 12:24 ص]ـ
باركَ الله في الأخوة الأفاضل / الحنبلي. خليل الفائدة. زارع المدني. أبو أنس السائر.
ـ[أبو حمزة محمد آل مسلم]ــــــــ[05 - 11 - 10, 01:13 ص]ـ
أين أجد دروس الشيخ بارك الله فيك،و شرحه على كتاب التوحيد.؟
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[06 - 11 - 10, 02:06 ص]ـ
http://www.midad.me/arts/author/653
,
http://www.thinker-ar.com/vb/t133043.html
,
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=145135
,
http://aljubayr.com/
ملفاته على الشبكة(66/405)
شبهة اتهام اهل السنة بانهم مجسمةومشبهة: وكشفها للالباني
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[29 - 10 - 10, 04:26 م]ـ
[يقول الإمامُ العلامةُ المُحَدِّثُ محمد ناصر الدين الألباني ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/)- رحمه ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) رحمةً واسعة - في اختصاره لكتاب (العلو للعلي الغفار) للإمام الذهبي - رحمه ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/)- في الطبعة الأولى (المكتب الإسلامي) فوائد ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) نفيسة ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) غالية ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) ثمينة، فيها ردٌ على شبهات و من نسب لأهل السنة التجسيم أو التشبيه وردٌ على المشبهة والمجسمة، وهي كالتالي:-
(( ......
شبهات وجوابها
لقد اشتهر عند الخلف نسبة كل من يثبت الفوقية لله تعالى إلى أنه مشبه أو مجسم، أو أنه ينسب لله الجهة و المكان.فهذه ثلاثة أمور لابد من إزالة الشبهة عنها.
الشبهة الأولى: التشبيه.
يمكن أخذ الإجابة عن هذه الشبهة مما تقدم من النقول عن الأئمة، ومما سنره في نصوص الكتاب الآتية، أذكر الآن بعضها:-
1 - قال نعيم بن حماد الحافظ: من شبه الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) بخلقه، فقد كفر، ومن أنكر ما وصف به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف به نفسه، ولا رسولُه تشبيهاً.
2 - قال إسحاق بن راهويه: إنما يكون التشبيه إذا قال: يد مثل يدي أو سمع كسمعي، فهذا تشبيه، وأما إذا قال كما قال الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/): يد وسمع وبصر فلا يقول: كيف، ولا يقول: مثل، فهذا لا يكون تشبيهاً، قال تعالى: " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ".
ولو كان إثبات الفوقية لله تعالى معناه التشبيه، لكان كل من أثبت الصفات الأخرى لله تعالى ككونه حياً قديراً سميعاً بصيراً مشبهاً أيضاً، وهذا ما لا يقول به مسلم ممن ينتسبون اليوم إلى أهل السنة والجماعة خلافاً لنفات الصفات والمعتزلة وغيرهم، قال شيخ الإسلام في " منهاج السنة " (2/ 75):
" فالمعتزلة والجهمية ونحوهم من نفات الصفات يجعلون كل من أثبتها مجسماً مشبهاً، ومن هؤلاء من يعد من المجسمة والمشبهة الأئمة المشهورين كمالك والشافعي وأحمد وأصحابهم، كما ذكر ذلك أبو حاتم صاحب كتاب " الزينة " وغيره.
وشبهة هؤلاء، أن الأئمة المشهورين كلهم يثبتون الصفات لله تعالى ويقولون: أن القرآن كلام الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) ليس بمخلوق، ويقولون: ان الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) يُرى في الآخرة ".
هذا مذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أهل البيت وغيرهم.
ثم قال في ص 80:
" والمقصود هنا أن أهل السنة متفقون على أن الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) ليس كمثله شيء، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، ولكن لفظ التشبيه في كلام الناس لفظٌ مجمل، فإن أراد بنفي التشبيه ما نفاه القرآن، ودل عليه العقل فهذا حق، فإن خصائص الرب لا يماثله شيء من المخلوقات في شيء من صفاته .. ، وإن كان أراد بالتشبيه أنه لا يثبت لله شيء من الصفات، فلا يقال له علم، ولا قدرة ولا حياة، لأن العبد موصوفٌ بهذه الصفات، فيلزم ألا يقال له: حي، عليم، قدير لأن العبد يسمى بهذه الأسماء، وكذلك في كلامه وسمعه وبصره ورؤيته وغير ذلك، وهم يوافقون أهل السنة على أن الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) موجود حي عليم قادر، والمخلوق يقال له: موجود حي عليم قادر، ولا يقال: هذا تشبيه يجب نفيه."
الشبهة الثانية: الجهة
والجواب عنها ما قاله ابن تيمية في " التدمرية " (ص 45): قد يراد بـ" الجهة " شيء موجود غير الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/)، فيكون مخلوقاً كما إذا أريد بـ" الجهة " نفس العرش، أو نفس السماوات، وقد يراد به ما ليس بموجود غير الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) تعالى، كما إذا أريد بالجهة ما فوق العالم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/406)
وكما هو معلوم أنه ليس في النص إثبات لفظ الجهة ولا نفيه، كما فيه إثبات العلو والاستواء والفوقية و العروج إليه ونحو ذلك، وقد علم أن ما ثم موجود إلا الخالق والمخلوق، والخالق سبحانه وتعالى مباين للمخلوق، ليس في مخلوقاته شيء من ذاته، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته.
فيقال لمن نفى: أتريد بالجهة أنها شيء موجود مخلوق؟ فالله ليس داخلاً في المخلوقات، أم تريد بالجهة فوق العالم فلا ريب أن الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) فوق العالم.
وكذلك يقال لمن قال: أن الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) في جهة. أتريد بذلك أن الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) فوق العالم، أم تريد به أن الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) داخل في شيء من المخلوقات؟ فإن أرت الأول فهو حق، وإن أردت الثاني فهو باطل ".
ومنه يتبين أن لفظ الجهة غير وارد في الكتاب والسنة وعليه فلا ينبغي إثباتها، ولا نفيها، لأن في كل من الإثبات والنفي ما تقدم من المحذور، ولو لم يكن في إثبات الجهة إلا إفساح المجال للمخالف أن ينسب إلى متبني العلو مالا يقولون به، لكفى.
وكذلك لا ينبغي نفي الجهة توهماً من أن إثبات العلو لله تعالى يلزم منه إثبات الجهة، لأن في ذلك محاذير عديدة منها نفي الأدلة القاطعة على إثبات العلو لله تعالى.
ومنها نفي رؤية المؤمنين لربهم عز وجل يوم القيامة، فصرح بنفيها المعتزلة والشيعة، وعلل ابن المطهر الشيعي في " منهاجه " أو على الأقل متأخروهم الذين أثبتوا الرؤية فتناقضوا حين قالوا: " إنه لا يُرى إلا في جهة "! يعنون العلو! قال شيخ الإسلام في " منهاج السنة " (2/ 252):
" وجمهور الناس من مثبتة الرؤية و نفاتها يقولون: إن قول هؤلاء معلوم الفساد بضرورة العقل، كقولهم في الكلام، ولهذا يذكر أبو عبد الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) الرازي أنه لا يقول بقولهم في مسألة الكلام والرؤية أحد من طوائف المسلمين ".
ثم أخذ يرد على النفاة من المعتزلة والشيعة بكلام رصين متين فراجعه فإنه نفيس.
وجملة القول في الجهة أنه إن أريد بها أمر وجودي غير الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) كان مخلوقاً، والله تعالى فوق خلقه لا يحصره ولا يحيط به شيء من المخلوقات، فإنه بائن من المخلوقات، كما سيأتي في الكتاب عن جمع من الأئمة.
وإن أريد بـ" الجهة " أمر عدمي، وهو ما فوق العالم، فليس هناك إلا الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) وحده.
فهذا المعنى الأخير هو المراد في كلام المثبتين للعلو والناقلين عن السلف إثبات الجهة لله تعالى، كما في نقل القرطبي عنهم في آخر الكتاب.
وقال ابن رشد في " الكشف عن مناهج الأدلة " (ص66):
" (القول في جهة)، و أما هذه الصفة فلم يزل أهل الشريعة من أول الأمر يثبتونها لله سبحانه، حتى نفتها المعتزلة، ثم تبعهم على نفيها متأخروا الأشعرية كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله، وظواهر الشرع كلها تقتضي إثبات الجهة مثل قوله تعالى – ثم ذكر بعض الآيات المعروفة ثم قال – إلى غير ذلك من الآيات التي إن سلط التأويل عليها عاد الشرع كله مؤولاً، وإن قيل فيها أنها من المتشابهات، عاد الشرع كله متشابهاً، لأن الشرائع كلها متفقة على إن الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) في السماء، وأن منه تنزل الملائكة بالوحي إلى النبيين .... ".
الشبهة الثالثة: المكان
وإذا عرفت الجواب عن الشبهة السابقة ((الجهة))، يسهل عليك فهم الجواب عن هذه الشبهة، وهو أن يقال:
إما أن يراد بالمكان أمر وجودي، وهو الذي يتبادر لأذهان جماهير الناس اليوم، ويتوهمون أنه المراد بإثباتنا لله تبارك وتعالى صفة العلو.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/407)
فالجواب: أن الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) تعالى منزه على أن يكون في مكان بهذا الاعتبار، فهو تعالى لا تحوزه المخلوقات، إذ هو أعظم وأكبر، بل قد وسع كرسيه السماوات والأرض، وقد قال تعالى: (وما قدروا الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمنه)، وثبت في ((الصحيحين)) و غيرهما عن النبي صلى الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) عليه وسلم أنه قال: ((يقبض الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) بالأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض؟)).
وأما أن يراد بالمكان أمرٌ عدمي وهو ما وراء العالم من العلو، فالله تعالى فوق العالم، وليس في مكان بالمعنى الوجودي، كما كان قبل أن يخلق المخلوقات.
فإذا سمعت أو قرأت عن أحد الأئمة و العلماء نسبة المكان إليه تعالى. فاعلم أن المراد به معناه العدمي، يريدون به إثبات صفة العلو لله تعالى، والرد على الجهمية والمعطلة الذين نفوا عنه سبحانه هذه الصفة، ثم زعموا أنه في كل مكان بمعناه الوجودي، قال العلامة ابن القيِم في قصيدته ((النونية)) (2/ 446 - 447 المطبوعة مع شرحها ((توضيح المقاصد)) طبع المكتب الإسلامي).
[ poem=font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,darkred" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
والله أكبر ظاهر ما فوقه = شيء وشأن الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) أعظم شان
والله أكبر عرشه وسع السما = والأرض والكرسي ذا الأركان
وكذلك الكرسي قد وسع الطبا = ق السبع والأرضيين بالبرهان
والله فوق العرش والكرسي لا = تخفى عليه خواطر الإنسان
لاتحصروه في مكان إذ تقو = لوا: ربنا حقاً بكل مكان
نزهتموه بجهلكم عن عرشه = وحصرتموه في مكان ثان
لا تعدموه بقولكم: لاداخل = فينا ولا هو خارج الأكوان
الله أكبر هتكت أستاركم = وبدت لمن كانت له عينان
والله أكبر جل عن شبه وعن = مثل وعن تعطيل ذي الكفران
إذا أحطت علماً بكل ما سبق، استطعت بإذن الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) تعالى أن تفهم بيسر من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والآثار السلفية التي ساقها المؤلف رحمه ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) في هذا الباب الذي بين يديك ((مختصره)) أن المراد منها إنما هو معنى معروف ثابت لائق به تعالى ألا وهو علوه سبحانه على خلقه، واستواؤه على عرشه،على ما يليق بعظمته، وأنه مع ذلك ليس بجهةٍ ولا مكان، إذ هو خالق كل شيء، ومنه الجهة والمكان، وهو الغني عن العالمين وأن من فسرهما بالمعنى السلبي، فلا محذور منه، إلا أنه مع ذلك لا ينبغي إطلاق لفظة الجهة والمكان ولا إثباتهما، لعدم ورودهما في الكتاب والسنة، فمن نسبهما إلى الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) فهو مخطئ لفظاً إن أراد بها الإشارة إلى صفة العلو له تعالى، وإلا فهو مخطئ أيضاً إن أراد به حصره تعالى في مكان وجودي، أو تشبيهه تعالى بخلقه.
وكذلك لا يجوز نفي معناهما إطلاقاً إلا مع بيان المراد منهما لأنه قد يكون الموافق للكتاب والسنة، لأننا نعلم بالمشاهدة أن النفاة لهما إنما يعنون بهما نفي صفة العلو لله تعالى من جهة، ونسبة التجسيم والتشبيه للمؤمنين بها، ولذلك ترى الكوثري في تعليقاته يدندن دائماً حول ذلك، بل يلهج بنسبة التجسيم إلى شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في كل مناسبة، ثم تابعه على ذلك مؤلف ((فرقان القرآن)) في مواطن منه، قال في أحدها (ص 61) أن ابن تيمية شيخ إسلام أهل التجسيم! (ومن يضلل الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) فما له من هادٍ).
واتهام أهل البدع وأعداء السنن أهل الحديث بمثل هذه التهم قديم، منذ أن نشب الخلاف بينهم في بعض مسائل التوحيد والصفات الإلهية، وسترى في ترجمة الإمام أبي حاتم الرازي رحمه ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) تعالى قوله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/408)
((وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر، وعلامة الجهمية أن يسموا أهل السنة مشبهة، وعلامة القدرية (المعتزلة) أن يسموا أهل السنة مجبرة، وعلامة الزنادقة أن يسموا أهل الأثر حشوية)).
وأن افتراءهم على شيخ الإسلام ابن تيمية أنه قال بعد أن روى قوله صلى الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) عليه وسلم ((ينزل الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) إلى السماء الدنيا ... )) كنزولي هذا، معروف، وقد بيّن بطلان هذه الفرية شيخي في الإجازة الشيخ ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) راغب الطباخ في بعض أعداد مجلة المجمع العلمي بدمشق، ثم صديقنا العلامة الأستاذ الشيخ ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) محمد بهجة البيطار في كتابه ((ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية)).
ومن أسوأ ما افتراه بعضهم على الإمام شيخ الإسلام أبي إسماعيل الهروي الأنصاري ماذكره الحافظ المؤلف في ترجمته من ((تذكرة الحفاظ)) (3/ 358):
((لما قدم السلطان ألب أرسلان ((هراة)) في بعض قدماته؛ اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه، ودخلوا على أبي إسماعيل، وسلموا عليه وقالوا: ورد السلطان ونحن على عزم أن نخرج ونسلم عليه، فأحببنا أن نبدأ بالسلام عليك، وكانوا قد تواطئوا على أن حملوا معهم صنماً من نحاس صغيراً، وجعلوه في المحراب، تحت سجادة الشيخ ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/)، وخرجوا، وقام إلى خلوته، ودخلوا على السلطان، واستغاثوه من الأنصاري لأنه مجسم، وأنه يترك في محرابه صنماً يزعم أن الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) على صورته (!) وإن بعث السلطان يجده، فعظم ذلك على السلطان، وبعث غلاماً ومعه جماعة، فدخلوا الدار، وقصدوا المحراب، فأخذوا الصنم، ورجع الغلام بالصنم، فبعث السلطان من أحضر الأنصاري، فأتى، فرأى الصنم والعلماء، والسلطان قد اشتد غضبه، فقال السلطان له: ما هذا؟! قال: هذا صنم يعمل من الصفر شبه اللعبة. قال لست عن هذا أسألك. قال: فعمّ تسألني؟ قال: إن هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا، وأنك تقول أن الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) على صورته! فقال الأنصاري بصولة وصوت جهوري: (سبحانك هذا بهتان عظيم). فوقع في قلب السلطان أنهم كذبوا عليه، فأمر به فأُخرج إلى داره مكرماً، وقال لهم أصدقوني – وهددهم – فقالوا: نحن في يد هذا الرجل في بلية من استيلاءه علينا بالعامة، فأردنا أن نقطع شره عنا! فأمر بهم، ووكل (لعله: فكل) [1] بكل واحد منهم، وصادرهم)).
وختاماً أنقل إلى القراء الكرام فصلاً نافعاً من كلام الإمام أبي محمد الجويني في آخر رسالة ((الإستواء والفوقية)) في تقريب هذه المسألة إلى الأفهام بمعنى من علم الهيئة والفلك لمن عرفه قال:
((لا ريب أن أهل العلم حكموا بما اقتضته الهندسة، وحكمها صحيح لأنه ببرهان، لا يكابر الحسن فيه بأن الأرض في جوف العالم العلوي، وأن كرة الأرض في وسط السماء كبطيخة في جوف بطيخة، والسماء محيطة بها من جميع جوانبها، وأن سفل العالم هو جوف كرة الأرض، وهو المركز، وهو منتهى السفل والتحت، وما دونه لا يسما تحتاً، بل لا يكون تحتاً ويكون فوقاً، بحيث لو خرق المركز وهو أسفل العالم إلى تلك الجهة لكان الخرق إلى جهة فوق، ولو نفذ الخرق إلى جهة السماء من تلك الجهة الأخرى لصعد إلى جهة فوق [2].
وبرهان ذلك أنا لو فرضنا مسافراً سافر على كرة الأرض من جهة المشرق إلى جهة المغرب، وامتد مسافراً لمشى مسافراً على الكرة إلى حيث ابتدأ المسير، وقطع الكره مما يراه الناظر أسفل منه، وهو في سفره هذا لم يبرح الأرض تحته،والسناء فوقه، فالسماء التي يشاهدها الحس تحت الأرض هي فوق الأرض، لا تحتها، لأن السماء فوق الأرض بالذات، فكيف كانت السماء كانت فوق الأرض من أي جهة فرضتها. قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/409)
((وإذا كان هذا جسم – وهو السماء – علوها على الأرض بالذات فكيف من ليس كمثله شيء وعلوه على كل شيء بالذات كما قال تعالى (سبح اسم ربك الأعلى) وقد تكرر في القرآن المجيد ذكر الفوقية (يخافون ربهم من فوقهم) ... لان فوقيته سبحانه وعلوه على كل شيء ذاتي له، فهو العلي بالذات، والعلو صفته اللائقة به، كما أن السفول والرسوب والانحطاط ذاتي للأكوان عن رتبة ربوبيته وعظمته وعلوه. والعلو و السفول حد بين الخالق والمخلوق، يتميز به عنه هو سبحانه عليّ بالذات، وهو كما كان قبل خلق الأكوان، وما سواه مستقل عن الذات، وهو سبحانه العلي على عرشه، يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، ثم يعرج الأمر إليه، فيحيي هذا، ويميت هذا، ويمرض هذا، ويشفي هذا، ويعز هذا ويذل هذا، وهو الحي القيوم، القائم بنفسه، وكل شيء قائم به.
فرحم الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) عبداً وصلت إليه هذه الرسالة، ولم يعاجلها بالإنكار، وافتقر إلى ربه في كشف الحق آناء الليل [وأطراف] النهار، وتأمل النصوص في الصفات، وتأمل بعقله في نزولها، وفي المعنى الذي نزلت له، وما الذي أريد بعلمها من المخلوقات؟، ومن فتح الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) قلبه عرف أنه ليس المراد إلا معرفة الرب تعالى بها، والتوجه إليه منها، وإثباتها له بحقائقها وأعيانها، كما يليق بجلاله وعظمته، بلا تأويل ولا تعطيل، ولا تكيف ولا تمثيل، ولا جمود ولا وقوف. وفي ذلك بلاغ لمن تدبر، وكفاية لمن استبصر، إن شاء الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) تعالى)).
وقال رحمه ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) تعالى وأثابه خيراً مبيناً أثر هذه العقيدة الطيبة في قلب المؤمن بها:
((العبد إذا أيقن أن الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) تعالى فوق السماء، عال على عرشه بلا حصر ولا كيفية، وأنه الآن في صفاته كما كان في قدمه، صار لقلبه قبلة في صلاته وتوجهه ودعاءه، ومن لا يعرف ربه بأنه فوق سماواته على عرشه؛ فإنه يبقى ضائعاً لا يعرف وجهة معبوده، ولكن لو عرف بسمعه وبصره وقدمه، وتلك بلا هذا [الإيقان] معرفة ناقصة، بخلاف من عرف أن إلهه الذي يعبده فوق الأشياء، فإذا دخل في الصلاة وكبّر؛ توجه قلبه إلى جهة العرش، منزهاً ربه تعالى عن الحصر مفرداً له، كما أفرده بقدمه وأزليته، عالماً أن هذه الجهات من حدودنا ولوازمنا، ولا يمكننا الإشارة إلى ربنا في قدمه وأزليته إلا بها، لأننا محدثون، والمحدث لا بد له من إشارته إلى جهة، فتقع تلك الإشارة إلى ربه، كما يليق بعظمته، لا كما يتوهم هو من نفسه، ويعتقد أنه في علوه قريب من خلقه، هو معهم بعلمه وسمعه وبصره، و إحاطته وقدرته ومشيئته، و ذاته فوق الأشياء، فوق العرش، ومتى شعر قلبه بذلك في الصلاة أو التوجه أشرق قلبه، واستنار، وأضاء بأنوار المعرفة والإيمان، وعكسته أشعة العظمة على عقله وروحه ونفسه، فانشرح لذلك صدره، وقوي إيمانه ونزه ربه عن صفات خلقه من الحصر والحلول، وذاق حينذاك شيئاً من أذواق السابقين المقربين، بخلاف من لا يعرف وجهة معبوده، وتكون الجاذبة [3] راعية الغنم أعلم بالله منه، فإنها قالت: ((في السماء))، عرفته بأنه على السماء، فإن ((في)) تأتي بمعنى ((على))، فمن تكون الراعية أعلم بالله منه لكونه لا يعرف وجهة معبوده، فإنه لا يزال مظلم القلب، لا يستنير بأنوار المعرفة والإيمان.
ومن أنكر هذا القول فليؤمن به، وليجرب ولينظر إلى مولاه من فوق عرشه بقلبه، مبصراً من وجه، أعمى من وجه، مبصراً من جهة الإثبات والوجود والتحقيق، أعمى من جهة التحديد والحصر والتكييف، فإنه إذا عمل ذلك وجد ثمرته إن شاء الله ( http://www.vb.islam4m.com/t2161/) تعالى، ووجد نوره وبركته، عاجلاً وآجلاً، (ولا ينبئك مثل خبير)
[1] هكذا في طبعة المكتب الإسلامي ولعلها (فنكل).حمود
[2] قلت: وقد ذكر نحو هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في الرسالة ((العرشية)).
[3] هكذا في طبعة المكتب الإسلامي ولعلها الجارية.حمود
،انتهى النقل والله أسأل أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
ـ[ابو سمية الأثري]ــــــــ[01 - 11 - 10, 10:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفعنا بكم ان شاء الله
بل يؤمنون بان الله (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير)
فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة اهل السنة والجماعة الى قيام الساعة(66/410)
من من العلماء اشترط في تكفير اعيان غلاة القدرية اقامة الحجة
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[29 - 10 - 10, 05:04 م]ـ
..................
ذكر بعض طلبة العلم انه يشترط في تكفير اعيان غلاة القدرية الذين ينفون علم الله للاشياء قبل وقوعها اقامة الحجة عليهم.
علما اني بحت في المسالة فوجدت كلام الشيخ الدكتور يوسف الغفيص في شرحه للطحاوية وكذلك عبد العزيز الداخل. وانهم ذهبوا رحمهم الله الى ان اعيان القدرية الغلاة كفار لا يشترط اقامة الحجة في تكفيرهم.
فهل من مزيد من كلام اهل العلم في المسالة.(66/411)
معاني التأويل في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[ندا عبد الرحيم]ــــــــ[29 - 10 - 10, 05:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
معاني التأويل في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
كان ابن تيمية رحمه الله تعالى يرى الحديث عن قضية التأويل وفهمها يُعَدُّ حكماً فاصلاً في باب الاعتقاد بين المتبعين لمنهج السلف وبين المتبعين للمتكلمين ومنهج الخلف، لذا فمسألة التأويل تحتاج إلى تفصيل وبيان بحيث يُمكن لكل إنسان دَرَس اعتقاد أهل السنة والجماعة أن يُميِّز هذه القضية.
معنى التأويل لغة:
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى (مجموع الفتاوى)
التأويل مصدر أوله يؤوله تأويلاً، مثل حوَّل تحويلاَ، وعوَّل تعويلاً. وأوَّل يؤول تعديه آل يؤول أَوْلاً مثل حال يحول حولاً، وقولهم: آل يؤول: أي عاد إلى كذا ورجع إليه ومنه "المآل" وهو ما يؤول إليه الشيء، ويشاركه في الاشتقاق الأكبر "الموئل" فإنه من وأل وهذا من أول. والموئل المرجع، قال تعالى: "لن يجدوا من دونه موئلا". ومما يوافقه في اشتقاقه الأصغر "الآل" فإن آل الشخص من يؤول إليه؛ ولهذا لا يستعمل إلا في عظيم بحيث يكون المضاف إليه أعظم من المضاف، يصلح أن يؤول إليه الآل كآل إبراهيم وآل لوط وآل فرعون بخلاف الأهل.
معنى التأويل اصطلاحا
المعنى الأول: الحقيقة التي يؤول إليها الكلام
أي: هي دلالة اللفظ على كل ما وضع له، فكلمة التأويل تعني معرفة ما يريده المتكلم من كلامه تعني معرفة المدلول الذي يقصده والحقيقة التي يؤول إليها كلامه، والوصول إلى فهم مراد المتكلم، فهم لتأويل كلام
تأويل ما في القرآن من أخبار المعاد هو ما أخبر الله به فيه مما يكون: من القيامة والحساب والجزاء والجنة والنار ونحو ذلك. (يأتي بمعنى الحقيقة التي يؤول إليها الكلام).
كما قال الله تعالى: "هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق "
تأويله يعني وقوع ما أخبر الله تعالى به من جنة ونار وحساب وبعث ... وغيرذلك من الأشياء التي كذَّب بها الكافرون
وهذا النوع من التأويل (وهو الحقيقة التي يؤول إليها الكلام) يُستخدم في نوعي الكلام، الخبر والإنشاء (الأمر والنهي) فتأويل الخبر وقوعه، وتأويل الأمر تنفيذه
كما قال الله تعالى في قصة يوسف لما سجد أبواه وإخوته قال: "يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي
حقا " (يوسف 100) فجعل عين ما وجد في الخارج هو تأويل الرؤيا
وكما قال تعالى " قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ".
وقوله تعالى " فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله ". (7آل عمران)
وقوله تعالى " الرحمن على العرش استوي " فتأويل هذا الخبر وقوعه، ووقوعه أن الله تعالى على العرش بكيفية تليق بجلاله لا يعلمها إلا هو، أما الذين في قلوبهم زيغ فيبحثون عن الكيفية الغيبية التي لا يعلمها إلا الله،
ويقولون الاستواء معناه: الاسيلاء
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: " وأما لفظ التأويل في التنزيل فمعناه: الحقيقة التي يؤول إليها الخطاب وهي نفس الحقائق التي أخبر الله عنها فتأويل ما أخبر به عن اليوم الآخر هو نفس ما يكون في اليوم الآخر وتأويل ما أخبر به عن نفسه هو نفسه المقدسة الموصوفة بصفاته العلية وهذا التأويل هو الذي لا يعلمه إلا الله ولهذا كان السلف يقولون: الاستواء معلوم والكيف مجهول فيثبتون العلم بالاستواء وهو التأويل الذي بمعنى التفسير وهو معرفة المراد بالكلام حتى يتدبر ويعقل ويفقه ويقولون: الكيف مجهول وهو التأويل الذي انفرد الله بعلمه وهو الحقيقة التي لا يعلمها إلا هو".
الأدلة التي وردت في السنة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/412)
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي يُكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي" يتأول القرآن "، والمراد بقولها رضي الله عنها "يتأول القرآن": أي يُنفِّذ الأمر الذي ورد في قول الله تبارك وتعالى: “ إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره " (سورة النصر).
المعنى الثاني من معاني التأويل " التفسير ".
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى (الرسالة التدمرية)
"الثاني": أن التأويل بمعنى التفسير وهذا الغالب على اصطلاح المفسرين للقرآن كما يقول ابن جرير وأمثاله - من المصنفين في التفسير - واختلف علماء التأويل ومجاهد إمام المفسرين، قال الثوري: إذا جاءت التفسير عن مجاهد فحسبك به، وعلى تفسيره يعتمد الشافعى وأحمد والبخاري وغيرهما، فإذا ذكر أنه يعلم تأويل المتشابه فالمراد به معرفة تفسيره
المعنى الثاني للتأويل هو التفسير والبيان بأن يكون عندنا حقيقة ونفسرها بكلام، وهذا التأويل يُحمد حقُّه ويُردُّ باطله، وهذا المعنى ورد في السنة ولم يرد في القرآن،
والدليل على ذلك:
قوله صلى الله عليه وسلم لابن عباس" اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " فالتأويل هنا معناه التفسير والبيان
قوله تعالى " ولا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " قال ابن عباس رضي الله عنه " أنا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله، (أي: تفسيره، وبيانه)، فالكيفية هي الحقيقة التي يؤول إليها الكلام، والمعنى من التفسير والبيان.
وهذين المعنيين للتأويل هما الذين استمرا في عصر السلف الصالح
ثم ظهر معنً جديد للتأويل لم يكن موجودا قبل ذلك، ولم يعرفه الصحابة ولا تكلموا عنه
المعنى الثالث للتأويل هو صرف المعنى عن ظاهره بدليل (أو صرف اللفظ من المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح بدليل)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في التدمرية
فإن لفظ "التأويل" وهو اصطلاح كثير من المتأخرين من المتكلمين في الفقه وأصوله:
أن التأويل: هو صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به، وهذا هو الذي عناه أكثر من تكلم من المتأخرين في تأويل نصوص الصفات وترك تأويلها وهل ذلك محمود أو مذموم أو حق أو باطل؟
* مثال ذلك قوله تعالى " ونحن أقرب إليه من جبل الوريد " (ق16) المراد هنا قرب الملائكة، والدليل في صرف اللفظ عن ظاهره إلى هذا المعنى قوله تعالى بعدها " إذ يتلقا المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد " (ق17)
* مثال آخر قوله تعالى " فإذا قرأناه فاتبع قرآنه" (القيامة 18) المراد هنا جبريل، والدليل على صرف المعنى عن ظاهره
ما جاء في صحيح البخاري من حديث ابن عباس في قوله تعالى " لا تحرك به لسانك لتعجل به " قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، وكان مما يحرك شفتيه، فأنزل الله عز وجل " لا تحرك به لسانك لتعجل به، إنا علينا جمعه وقرآنه " قال جمعه لك " فإذا قرأناه فاتبع قرآنه " قال: فاستمع له وأنصت.
(عبَّر الله عن قراءة جبريل بقراءته سبحانه وتعالى لأنه هو الذي أمر جبريل عليه السلام.)
التأويل بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره بغير دليل
وصرف اللفظ من معنىً إلى آخر بغير دليل فهو تحريف. وهذا النوع هو الذي استخدمه المعطلة في تحريف الكلم عن مواضعه،وصرفوا معاني القرآن عن ظاهره بغير دليل فقالوا في قوله تعالى" الرحمن على العرش استوى " قالوا استوى أي: استولى
وهذا المعنى استحدثه الطوائف الضالة، وهو أن يصرفوا اللفظ الذي أراده رب العزة والجلال وأراد أن يفهم منه المخَاطَب شيئاً معيناً إلى معنىً آخر.
يقول صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر" فيقولون: المراد نزول الرحمة، نقول: الله سبحانه وتعالى ينزل كما يليق بجلاله، ولا نعلم كيفية نزوله
لذا قال ابن تيمية رحمه الله تعالى عن هذا النوع: " وأما التأويل بمعنى: صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح كتأويل من تأول: استوى بمعنى استولى ونحوه فهذا عند السلف والأئمة باطل لا حقيقة له بل هو من باب تحريف الكلم عن مواضعه والإلحاد في أسماء الله وآياته "
وقال رحمه الله:
"التحريف بالتأويل أقبح من التعطيل والتكييف والتمثيل، لأنه ما حرَّف إلا لأنه عطَّل، وما عطَّل إلا لأنه كيَّف ومثَّل"
وقال رحمه الله:
فلا يقال في مثل هذا التأويل: لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم، بل يقال فيه:” قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات والأرض سبحانه وتعالى عما يشركون " (يونس: 18) كتأويلات الجهمية والقرامطة الباطنية كتأويل من تأول الصلوات الخمس: بمعرفة أسرارهم، والصيام بكتمان أسرارهم، والحج: بزيارة شيوخهم، والإمام المبين: بعلي بن أبي طالب، وأئمة الكفر: بطلحة والزبير، والشجرة الملعونة في القرآن: ببني أمية، واللؤلؤ والمرجان: بالحسن والحسين، والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين: بأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، والبقرة: بعائشة، وفرعون: بالقلب، والنجم والقمر والشمس: بالنفس والعقل ونحو ذلك.
فهذه التأويلات من باب تحريف الكلم عن مواضعه والإلحاد في آيات الله وهي من باب الكذب على الله وعلى رسوله وكتابه ومثل هذه لا تجعل حقا حتى يقال إن الله استأثر بعلمها بل هي باطل مثل شهادة الزور ...... ، ثم قال: " وأصل وقوع أهل الضلال في مثل هذا التحريف الإعراض عن فهم كتاب الله تعالى كما فهمه الصحابة والتابعون ومعارضة ما دل عليه بما يناقضه وهذا هو من أعظم المحادة لله ولرسوله لكن على وجه النفاق والخداع.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/413)
ـ[هيثم الجمل]ــــــــ[30 - 10 - 10, 12:30 ص]ـ
نفع الله بكم(66/414)
إثبات تناقض الأشعرية في إثبات الصفات السبعة وتأويل الصفات الخبرية
ـ[ندا عبد الرحيم]ــــــــ[29 - 10 - 10, 05:51 م]ـ
إثبات تناقض الأشعرية في إثبات الصفات السبعة وتأويل الصفات الخبرية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
أما بعد:
صفات الله تعالى تنقسم إلى
صفات ثبوتية
أي أننا نثبت ما أثبته الله لنفسه وما أثبته رسوله صلى الله عليه وسلم سواء ورد بسياق الإثبات أو بسياق النفي، فقد قلنا بأن النفي عند السلف يتضمن كمال الضد، فلما يقول الله تبارك وتعالى:” ولا يظلم ربك أحدا " (الكهف:49) فهذا إثبات للعدل لأن نفي الظلم إثبات للعدل، فنفي الظلم عند السلف الصالح صفة ثبوتية أثبت فيها العدل
صفات سلبية
الصفات السلبية التي ذكرها القرآن هي كل ما نفاه الله عن نفسه فأثبت صفة في المقابل، فلا يوجد وصف ينفيه الله تعالى عن نفسه إلا وتضمن كمال المقابل، (البقرة:255) إثبات لكمال الحياة والقيومية, فقوله تعالى:” لا تأخذه سنة ولا نوم "، وقوله تعالى:”إن الله لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء" (آل عمران:5) إثبات لكمال العلم
وتنقسم الصفات الثبوتية إلى:
1) صفات ذاتية
مثل الوجه، واليدين، والعين، والقدم، الأصابع، السمع، العلو ...
2) صفات فعلية
مثل: المجيئ الإتيان، التعجب، السخط، النزول،
تقسيم الأشاعرة للصفات
أ).الصفات النفسية: كصفة الوجود، فالوجود صفة نفسية قائمة بذات الله.
ب).الصفات السلبية:أي أنها صفات مسلوبة عما سوى الله وهي:
1) القِدم
2) والبقاء
3) والمخالفة للحوادث (المخالفة للحوادث، يقولون عنها بأنها صفة سلبية أي أنها مسلوبة عن سائر البشر، فالبشر كلهم حوادث، وأما ربنا سبحانه وتعالى فليس بحادث.)
4) والقيام بالنفس
5) والوحدانية
وهم يقولون صفات سلبية دون إثبات المقابل، فيقولون بأن الله ليس بجسم ولا عرض ولا طويل ولا قصير .......
ج) صفات معنوية
ويسمونها الصفات المعنوية الثبوتية، أي أنها ثابتة لله، وهي سبعة.
يقولون: الفعل الحادث يدل على القدرة، والتخصيص يدل على الإرادة، والإتقان يدل على العلم، وهذه الثلاثة لا تكون إلا في حي، والحي لا بد أن يكون سميعاً بصيراً متكلماً.
هذا الكلام الذي قالوه مبني على دليل عقلي ويسمون ذلك بالقواطع العقلية أي أن العقل قطع بها
1) القدرة: الفعل الحادث يعني المخلوق، فنرى كل يوم مخلوقات تُخلق وتتبدل وتموت، فقالوا بأن الله سبحانه وتعالى موصوف بالقدرة لأنه فعل هذه الأشياء، فلا يمكن أن يفعل أحد مثل هذه الأشياء وهو عاجز
2) الإرادة: قالوا بأن الله تعالى يُنوِّع بين المخلوقات، فهذا جميل وهذا قبيح، وهذا غني وهذا فقير، وهذا أسود وهذا أبيض، فهناك تخصيص بين المخلوقات، وهذا التخصيص معناه أن من خصص أراد ذلك، فالتخصيص يدل على الإرادة
3) العلم: قالوا بأننا لم نر مخلوقاً من مخلوقات الله إلا وهو مُتقَن، فمعنى ذلك أن من صنعه موصوف بصفة العلم
4) الحياة: قالوا: لا يوجد أحد موصوف بالقدرة والإرادة والعلم إلا إذا كان حياً، لأن الميت لا يوصف بهذه الأوصاف
5) السمع والبصر والكلام: قالوا لم نر حياً إلا إذا كان سميعاً بصيراً متكلماً
هذه هي الصفات التي يثبتونها، أما باقي الصفات كالرضا والغضب والرحمة والاستواء والنزول ... وغير ذلك من الصفات فيسمونها بالصفات السمعية الخبرية، وقالوا بأن ظاهرها باطل يدل على التشبيه والجسمية، لا يثبته العقل ولا يدل عليه، فهذه الصفات عندهم إما أن تُؤَوَّل، وإما أن ُفوِّض
ـ[ندا عبد الرحيم]ــــــــ[29 - 10 - 10, 05:52 م]ـ
نقول:القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر.
لماذا أثبتم هذه الصفات السبع، ولم تثبتوا باقي الصفات الخبرية؟
قالوا: لو أثبتنا باقي الصفات الخبرية لوقعنا في التشبيه، فلا نثبت الغضب لأن الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام، والله منزَّه عن ذلك.
قول لهم: ماذا تقولون في الإرادة؟!! فالإرادة ميل القلب إلى شئ دون آخر.
فإن قالوا: هذه إرادة مخلوق، نقول: وهذا غضب مخلوق، فالقول في الصفات كالقول في البعض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/415)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأما قول القائل الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام، فلو قدر أن هذا هو حقيقة غضبنا، لم يلزم أن يكون غضب الله تعالى مثل غضبنا، كما أن حقيقة ذات الله ليست مثل ذاتنا، فليس هو مماثلاً لنا، لا لذاتنا ولا لأرواحنا، وصفاته كذاته"
فإن قالوا: الغضب هو غليان دم القلب لطلب الانتقام، والوجه هو ذو الأنف والشفتين واللسان والخد أو نحو ذلك، قيل لهم: إن كنتم تريدون غضب العبد ووجه العبد فوزانه أن يقال لكم: ولا يعقل بصر إلا ما كان بشحمة ولا سمع إلا ما كان بصماخ، ولا كلاما إلا ما كان بشفتين ولسان، ولا إرادة إلا ما كان لاجتلاب منفعة أو استدفاع مضرة، وأنتم تثبتون للرب السمع والبصر والكلام والإرادة على خلاف صفات العبد، فان كان ما تثبتونه مماثلا لصفات العبد لزمكم التمثيل في الجميع، وإن كنتم تثبتونه على الوجه اللائق بجلال الله تعالى من غير مماثلة بصفات المخلوقات فأثبتوا الجميع على هذا الوجه المحدود، ولا فرق بين صفة وصفة فان ما نفيتموه من الصفات يلزمكم فيه نظير ما أثبتموه،
نقول: إما أن تعطلوا الجميع وهو ممتنع، وإما أن تمثلوه بالمخلوقات وهو ممتنع، وإما أن تثبتوا الجميع على وجه يختص به لا يماثله فيه غيره، وحينئذ فلا فرق بين صفة وصفة، فالفرق بينهما بإثبات أحدهما ونفى الآخر فراراً من التشبيه والتجسيم، قول باطل يتضمن الفرق بين المتماثلين والتناقض في المقالتين"
قالوا بأن الصفات السبعة الثابتة لله ليست مثل صفات العبد.
نقول: وكذلك الاستواء وبقية الصفات ليست مثل صفات العبد، فإما أن تُثبت كل الصفات وإما أن تنفي الكل، فالقول في الصفات كالقول في بعض، وأما أن تأخذ البعض وتؤمن به وترد الباقي فهذا عمل اليهود الذين جعلوا القرآن عضين.
سبحانك اللهم ربنا وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
المراجع
المحاضرة الرابعة عشر المكتوبة
شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز
مجموع الفتاوي لشيخ الإسلام ابن تيمية
عقيدة القرآن والسنة د / خليل هراس
القول الرشيد في عقيدة التوحيد د / الوصيف على حزه(66/416)
محبة الصحابة لآل البيت
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 06:29 م]ـ
محبة الصحابة لآل البيت
قال ابن كثير في تفسيره لسورة الشورى: ولا ننكر الوصاة بأهل البيت والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخراً وحسبا ًونسباً ولاسيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية. ابن كثير 142/ 4الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأزواجه وصحبه أجمعين.
إن أهل السُّنَّة والجماعة وسَطٌ بين الإفراطِ والتَّفريط، والغلُوِّ والجَفاء في جميعِ مسائل الاعتقاد ومِن ذلك عقيدتهم في آل بيت الرَّسول صلى الله عليه وسلم فإنَّهم يَتوَلَّونَ كلَّ مسلمٍ ومسلمةٍ من نَسْل عبدالمطلِّب، وكذلك زوجات النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جميعاً، فيُحبُّون الجميعَ ويُثنون عليهم ويُنْزلونَهم منازلَهم التي يَستحقُّونَها بالعدلِ والإنصافِ لا بالهوى والتعسُّف، ويَعرِفون الفضلَ لِمَن جَمع اللهُ له بين شرِف الإيمانِ وشرَف النَّسَب، فمَن كان من أهل البيت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنَّهم يُحبُّونَه لإيمانِه وتقواه ولصُحبَتِه إيَّاه ولقرابَتِه منه صلى الله عليه وسلم.
ومَن لَم يكن منهم صحابيًّا فإنَّهم يُحبُّونَه لإيمانِه وتقواه ولقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويَرَون أنَّ شرَفَ النَّسَب تابعٌ لشرَف الإيمان، ومَن جمع اللهُ له بينهما فقد جمع له بين الحُسْنَيَيْن ومَن لَم يُوَفَّق للإيمان فإنَّ شرَفَ النَّسَب لا يُفيدُه شيئاً، وقال صلى الله عليه وسلم في آخر حديث طويلٍ رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: «ومَن بطَّأ به عملُه لَم يُسرع به نسبُه».
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: معناه أنَّ العملَ هو الذي يَبلُغُ بالعبدِ درجات الآخرة كما قال تعالى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} [الاحقاف: 19]، فمَن أبطأ به عملُه أن يبلُغَ به المنازلَ العاليةَ عند الله تعالى لَم يُسرِع به نسبُه فيبلغه تلك الدَّرجات فإنَّ اللهَ رتَّب الجزاءَ على الأعمال لا على الأنساب كما قال تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون:101].
وقد أمر الله تعالى بالمسارعةِ إلى مغفرتِه ورحمتِه بالأعمال كما قال: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِن رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلمُتَّقِين} [آل عمران: 133].
من هم أهل البيت؟
المرادِ بآل بيت النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هم مَن تَحرُم عليهم الصَّدقةُ وهم أزواجُه وذريَّتُه وكلُّ مسلمٍ ومسلمةٍ من نَسْل عبدالمطلب وهم بنُو هاشِم بن عبد مَناف.
ويدلُّ لدخول بنِي أعمامه في أهل بيته ما أخرجه مسلم عن عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب أنَّه ذهب هو والفضل بن عباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبان منه أن يُولِّيهما على الصَّدقةِ ليُصيبَا مِن المال ما يتزوَّجان به، فقال لهما صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الصَّدقة لا تنبغي لآل محمد إنَّما هي أوساخُ الناس» ثمَّ أمر بتزويجهما وإصداقهما من الخمس.
فأمَّا دخول أزواجه رضي الله عنهنَّ في آلِه صلى الله عليه وسلم فيدلُّ لذلك قول الله عزَّ وجلَّ: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِن ءَايَاتِ اللهِ وَالحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب: 33].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/417)
فإنَّ هذه الآيةَ تدلُّ على دخولِهنَّ حتماً لأنَّ سياقَ الآيات قبلها وبعدها خطابٌ لهنَّ، ولا يُنافي ذلك ما جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت: «خرج النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غداةً وعليه مِرْطٌ مُرَحَّل من شَعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثمَّ جاء الحُسين فدخل معه ثم جاءت فاطمةُ فأدخلها ثمَّ جاء عليٌّ فأدخله ثمَّ قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]» لأنَّ الآيةَ دالَّةٌ على دخولِهنَّ لكون الخطابِ في الآيات لهنَّ، ودخولُ عليٍّ وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم في الآيةِ دلَّت عليه السُّنَّةُ في هذا الحديث، وتخصيصُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لهؤلاء الأربعة رضي الله عنهم في هذا الحديث لا يدلُّ على قَصْرِ أهل بيته عليهم دون القرابات الأخرى وإنَّما يدلُّ على أنَّهم مِن أخصِّ أقاربه. وزوجاتُه صلى الله عليه وسلم داخلاتٌ تحت لفظ «الآل» لقوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الصَّدقةَ لا تَحلُّ لمحمَّدٍ ولا لآل محمَّد»، ويدلُّ لذلك أنَّهنَّ يُعطَيْن من الخُمس، وأيضاً ما رواه ابن أبي شيبة بإسنادٍ صحيح عن ابن أبي مُلَيكة: «أنَّ خالد بنَ سعيد بعث إلى عائشةَ ببقرةٍ من الصَّدقةِ فردَّتْها وقالت: إنَّا آلَ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لا تَحلُّ لنا الصَّدقة».
*روى الإمام أحمد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن رجل من أصحاب النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يقول: «اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وعلى أهل بيته وعلى أزواجِه وذريَّتِه كما صلَّيتَ على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ، وبارِك على محمَّدٍ وعلى أهل بيته وعلى أزواجِه وذريَّتِه كما بارَكتَ على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ» [رواه أحمد والطحاوي بسندٍ صحيح].
قال ابن القيم: "فجمع بين الأزواج والذريَّة والأهل، وإنَّما نصَّ عليهم بتعيينهم ليُبيِّن أنَّهم حقيقون بالدخول في الآل وأنَّهم ليسوا بخارجين منه بل هم أحقُّ مَن دخل فيه، وهذا كنظائره من عطف الخاصِّ على العام وعكسه تنبيهاً على شرفه وتخصيصاً له بالذِّكر من بين النوع لأنَّه أحقُّ أفراد النوع بالدخول فيه". أ هـ.
مكانة أهل البيت عند الصحابة
من دلائل هذه المكانة المميزة قول أبي بكر رضي الله عنه لعليٍّ رضي الله عنه: والذي نفسي بيدِه لَقرابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليَّ أنْ أَصِلَ من قرابَتِي. [رواه البخاري].
وعن ابن عمر عن أبي بكر رضي الله عنه قال: ارقُبُوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته. رواه البخاري
قال الحافظ ابن حجر في شرحه: "يخاطِبُ بذلك الناسَ ويوصيهم به والمراقبةُ للشيء المحافظةُ عليه، يقول: أحفظوه فيهم فلا تؤذوهم ولا تُسيئوا إليهم". أهـ.
وعن أنس رضي الله عنه: أنَّ عمر بن الخطاب كان إذا قُحِطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلب فقال: اللَّهمَّ إنَّا كنَّا نتوسَّل إليك بنبيِّنا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنَّا نتوسَّلُ إليك بعمِّ نبيِّنا فاسقِنا، قال: فيُسقَوْن أهـ.
والمرادُ بتوسُّل عمر رضي الله عنه بالعباس رضي الله عنه التوسُّلُ بدعائه كما جاء مبيَّناً في بعض الروايات.
قال عمر بن الخطاب للعباس رضي الله تعالى عنهما: والله لإِسلاَمُك يوم أسلمتَ كان أحبَّ إليَّ من إسلامِ الخطاب لو أسلَمَ لأنَّ إسلامَك كان أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب. وهو عند ابن سعد في (الطبقات).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إنَّ عمر بنَ الخطاب رضي الله عنه لَمَّا وضع ديوان العَطاءِ كتب الناسَ على قَدْرِ أنسابِهم فبدأ بأقربِهم فأقربهم نسباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا انقضت العربُ ذكر العَجَم، هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين وسائر الخلفاء من بَنِي أُميَّة ووَلَدِ العباس إلى أن تغيَّر الأمرُ بعد ذلك". أ هـ.
قال الذهبي في ترجمة العبَّاس: "كان العبَّاسُ إذا مرَّ بعمر أو بعثمان وهما راكبان نزلاَ حتى يُجاوِزهما إجلالاً لعمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم". أهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/418)
في (طبقات ابن سعد): عن فاطمة بنت علي بن أبي طالب أنَّ عمر بن عبدالعزيز قال لها: «يا ابنة علي، والله ما على ظهر الأرض أهلُ بيت أحبُّ إليَّ منكم، ولأَنتم أحبُّ إليَّ مِن أهل بيتِي».
وفي (الطبقات) لابن سعد عن سَعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه أنَّه قال: "ما رأيتُ أحضَرَ فهْماً ولا أَلَبَّ لُبًّا ولا أكثرَ علماً ولا أوسَعَ حِلْماً من ابن عباس، ولقد رأيتُ عمر بنَ الخطاب يدعوه للمعضلات". أهـ.
وفي صحيح البخاري بإسناده إلى الشعبي: "أنَّ ابنَ عمر رضي الله عنهما كان إذا سلَّم على ابن جعفر قال: السلام عليك يا ابنَ ذي الجناحين".
أمهات المؤمنين
إن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لأدلة شرعية كثيرة ذكرنا منها آية التطهير السابقة وأحاديث أخُر ونزيدها دليلاً آخر وهو: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي يقول فيه: «بُني على النبي صلى الله عليه وسلم بزينب بخبز ولحم، فأرسلت على الطعام داعياً ... فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق إلى حجرة عائشة فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله» [رواه البخاري].
ولعلنا نكتفي بالإشارة إلى شخصيتين من شخصيات أمهات المؤمنين هما خديجة وعائشة رضي الله عنهما.
أمُّ المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها:
ومِمَّا قاله ابنُ القيِّم عنها: أنَّ مِن خصائصها أنَّ اللهَ بعث إليها السلام مع جبريل عليه السلام وقال: «وهذه لَعَمرُ الله خاصَّة لَم تكن لسواها!». أ هـ.
وقال قبل ذلك: «ومنها (أي من خصائصها) أنَّها خيرُ نساء الأمَّة».
أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
قال فيها الذهبي: "ولَم يتزوَّج النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بكراً غيرها، ولا أحَبَّ امرأةً حُبَّها، ولا أعلمُ في أُمَّة محمد صلى الله عليه وسلم بل ولا في النساء مطلقاً امرأةً أعلمَ منها". أ هـ.
وفي السير عن عليِّ بن الأقْمَر قال: "كان مسروق إذا حدَّث عن عائشة قال: حدَّثتنِي الصِّدِّيقةُ بنتُ الصِّدِّيق، حبيبةُ حبيبِ الله، المُبرَّأةُ من فوق سبع سماوات فلَم أكذبها". أ هـ.
وذكر ابن القيم جملةً من خصائصها: "أنَّها كانت أحبَّ الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنَّه لَم يتزوَّج بِكراً غيرها، وأنَّ الوحيَ كان ينزل عليه وهو في لِحافِها، وأنَّه لَمَّا نزلت عليه آيةُ التَّخيير بدأ بها فخيَّرها فاختارت اللهَ ورسولَه، واستنَّ بها بقيَّةُ أزواجِه، وأنَّ اللهَ برَّأها بِما رماها به أهلُ الإفك، وأنزل في عُذرِها وبراءَتِها وَحْياً يُتلَى في محاريب المسلمين وصلواتِهم إلى يوم القيامة، وشهد لها بأنَّها مِن الطيِّبات، ووعدها المغفرةَ والرِّزقَ الكريم، ومع هذه المنزلة العليَّة تتواضعُ لله وتقول: ولَشأنِي في نفسي أهونُ مِن أن يُنزل الله فِيَّ قرآناً يُتلى.
وأنَّ أكابرَ الصحابةِ رضي الله عنهم إذا أشكل عليهم الأمرُ من الدِّين استفتَوْها فيجِدون علمَه عندها، وأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتها وفي يومِها وبين سَحْرِها ونَحرِها ودُفن في بيتِها، وأنَّ المَلَكَ أَرَى صورتَها للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قبل أن يتزوَّجها في سَرَقة حرير فقال: «إن يكن هذا من عند الله يُمضِه»، وأنَّ الناسَ كانوا يَتحرَّونَ بهداياهم يومَها مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيُتحِفونَه بما يُحبُّ في منزلِ أحبِّ نسائه إليه رضي الله عنهم أجمعين".
تحريم الانتساب إلى أهل البيت
قد كثُرَ في العرب والعجم الانتماءُ إلى هذا النَّسب، فمَن كان من أهل هذا البيت وهو مؤمنٌ فقد جمَع الله له بين شرف الإيمان وشرف النَّسب، ومَن ادَّعى هذا النَّسبَ الشريف وهو ليس من أهله فقد ارتكب أمراً محرَّماً وهو متشبِّعٌ بِما لَم يُعط وقد قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «المتشبِّعُ بِما لَم يُعْطَ كلابس ثوبَي زور» [رواه مسلمٌ].
وقد جاء في تحريمُ انتساب المرء إلى غير نسبِه ومِمَّا ورد في ذلك حديثُ أبي ذر رضي الله عنه أنَّه سَمع النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس مِن رجلٍ ادَّعى لغير أبيه وهو يَعلَمه إلاَّ كفر بالله، ومَن ادَّعى قوماً ليس له فيهم نسبٌ فليتبوَّأ مقعَدَه من النار» [رواه البخاريُّ ومسلم].
التابعين من أهل البيت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/419)
قال ابن تيمية: "وأمَّا عليُّ ابنُ الحُسين فمِن كبار التابعين وساداتهم علماً ودِيناً". أ هـ.
قال الزهري: "كان عليُّ بنُ الحُسين من أفضلِ أهلِ بيتِه وأحسنِهم طاعة وأحبِّهم إلى مروان بن الحَكَم وعبدالملك بن مروان". أ هـ.
قال ابنُ تيمية: "وكذلك أبو جعفر محمد بن علي مِن خيار أهل العلم والدِّين وقيل: إنَّما سُمِّي الباقر لأنَّه بَقَر العلمَ لا لأجل بَقْر السجود جبهتَه". أ هـ.
قال ابن سعد في الطبقات: "وكان عليُّ بنُ عبدالله بن عباس أصغرَ ولدِ أبيه سِنًّا، وكان أجملَ قرشيٍّ على وجه الأرض وأوسَمَه وأكثرَه صلاة وكان يُقال له السجَّاد لعبادتِه وفضلِه". أ هـ.
ثناء أهل العلم على جماعة من أهل البيت
قال أبو بكر الآجري: واجب على كل مؤمن ومؤمنة محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإكرامهم واحتمالهم وحسن مداراتهم والصبر عليهم والدعاء لهم. بتصرف من كتاب الشريعة ص832
قال ابن كثير في تفسيره لسورة الشورى: ولا ننكر الوصاة بأهل البيت والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخراً وحسبا ًونسباً ولاسيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية. ابن كثير 142/ 4
قال شُريح بن هانئ: «أتيتُ عائشةَ أسألها عن المسح على الخفين فقالت: عليك بابن أبي طالب فَسَلْه فإنَّه كان يُسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه فقال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثةَ أيامٍ ولياليَهنَّ للمسافر ويوماً وليلةً للمقيم» [رواه مسلمٌ].
قال ابن عبدالبر في (الاستيعاب) عن الشَّعبي قال: قال لي علقمة: تدري ما مَثَلُ عليٍّ في هذه الأمَّة؟ قلت: وما مثله؟ قال: مَثَلُ عيسى بن مريم أحبَّه قومٌ حتى هلكوا في حبِّه وأبغضه قومٌ حتى هلكوا في بغضه. أهـ.
قال ابن تيمية رحمه الله: "وعليٌّ رضي الله عنه ما زالاَ - أي أبو بكر وعمر - مُكرِمَين له غايةَ الإكرام بكلِّ طريق، مُقدِّمَيْن له بل ولسائر بَنِي هاشِم على غيرهم في العَطاءِ، مُقدِّمَيْن له في المرتبةِ والحرمةِ والمَحبَّةِ والموالاة والثناءِ والتعظيمِ كما يفعلان بنُظرائه، ويُفضِّلانه بما فضَّله الله عزَّ وجلَّ به على مَن ليس مثله، ولَم يُعرَف عنهما كلمةُ سوءٍ في عليٍّ قطُّ بل ولا في أحد من بَنِي هاشِم .. إلى أن قال: وكذلك عليٌّ رضي الله عنه قد تواتر عنه مِن مَحبَّتِهما وموالاتِهما وتعظيمِهما وتقديمِهما على سائر الأمَّة ما يُعلم به حالُه في ذلك، ولَم يُعرف عنه قطُّ كلمةُ سوءٍ في حقِّهما، ولا أنَّه كان أحقَّ بالأمر منهما، وهذا معروفٌ عند مَن عرف الأخبارَ الثابتةَ المتواترةَ عند الخاصَّة والعامة والمنقولة بأخبار الثقات". أهـ.
وقال أيضاً: "وأمَّا عليٌّ رضي الله عنه فأهل السُّنَّة يُحبُّونَه ويتولَّونه ويشهدون بأنَّه من الخلفاء الراشدين والأئمة المهديِّين". أهـ.
سلسلة العلامتين
"من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين "
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
وسبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك(66/420)
استفسار حول متقدمي ومتأخري الأشاعرة
ـ[زياد الطائي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 08:09 م]ـ
لماذا يعتبر الأمامين ابن حجر والنووي متأولين في عقيدتهما الأشعرية ويعتبرون من أهل السنة ولايقال هذا في متأخرة الأشاعرة والمعاصرين؟؟ أرجو إجابة شافية ومختصرة حتى نعرف كيف نرد عليهم ..
ـ[أبو إبراهيم ابن أحمد]ــــــــ[29 - 10 - 10, 11:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ زياد وفقني الله وإياك لطاعته وحسن الانقياد وبعد
فلعل هذا الرابط يشفي عليلاً أو يروي غليلاً
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68317&highlight=%c7%e1%c3%d4%da%d1%ed%c9
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 01:40 ص]ـ
تفضل اخي هذا كلام لفضيلة العلامة ابن عثيمين رحمه الله حول هذين الامامين رحمهما الله
وأضرب مثلاً بحافظين معتمدين موثوقين بين المسلمين وهما: النووي وابن حجر رحمهما الله تعالى.
فالنووي: لا نشك أن الرجل ناصح، وأن له قدم صدق في الإسلام، ويدل لذلك قبول مؤلفاته حتى إنك لا تجد مسجداً من مساجد المسلمين إلا ويقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين)
وهذا يدل على القبول، ولا شك أنه ناصح، ولكنه - رحمه الله - أخطأ في تأويل آيات الصفات حيث سلك فيها مسلك المؤولة، فهل نقول: إن الرجل مبتدع؟
نقول: قوله بدعة لكن هو غير مبتدع، لأنه في الحقيقة متأول، والمتأول إذا أخطأ مع اجتهاده فله أجر، فكيف نصفه بأنه مبتدع وننفر الناس منه، والقول غير القائل، فقد يقول الإنسان كلمة الكفر ولا يكفر.
أرأيتم الرجل الذي أضل راحلته حتى أيس منها، واضطجع تحت شجرة ينتظر الموت، فإذا بالناقة على رأسه، فأخذ بها وقال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، وهذه الكلمة كلمة كفر لكن هو لم يكفر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أَخطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَح" [205] أرأيتم الرجل يكره على الكفر قولاً أو فعلاً فهل يكفر؟
الجواب: لا، القول كفر والفعل كفر لكن هذا القائل أو الفاعل ليس بكافر لأنه مكره.
أرأيتم الرجل الذي كان مسرفاً على نفسه فقال لأهله: إذا مت فأحرقوني وذرُّوني في اليمِّ - أي البحر - فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً من العالمين [206]، ظن أنه بذلك ينجو من عذاب الله، وهذا شك في قدرة الله عزّ وجل، والشك في قدرة الله كفر، ولكن هذا الرجل لم يكفر.
جمعه الله عزّ وجل وسأله لماذا صنعت هذا؟ قال: مخافتك. وفي رواية أخرى: من خشيتك، فغفر الله له.
أما الحافظ الثاني: فهو ابن حجر- رحمه الله - وابن حجر حسب ما بلغ علمي متذبذب في الواقع، أحياناً يسلك مسلك السلف، وأحياناً يمشي على طريقة التأويل التي هي في نظرنا تحريف.
مثل هذين الرجلين هل يمكن أن نقدح فيهما؟
أبداً، لكننا لا نقبل خطأهما، خطؤهما شيء واجتهادهما شيء آخر.
أقول هذا لأنه نبتت نابتة قبل سنتين أو ثلاث تهاجم هذين الرجلين هجوماً عنيفاً، وتقول: يجب إحراق فتح الباري وإحراق شرح صحيح مسلم، -أعوذ بالله- كيف يجرؤ إنسان على هذا الكلام، لكنه الغرور والإعجاب بالنفس واحتقار الآخرين.
والبدعة المكفرة أو المفسقة لا نحكم على صاحبها أنه كافر أو فاسق حتى تقوم عليه الحجة، لقول الله تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) (القصص:59)
وقال عزّ وجل: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الاسراء: الآية15) ولو كان الإنسان يكفر ولو لم تقم عليه الحجة لكان يعذب، وقال عزّ وجل: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) (النساء: الآية165) والآيات في هذه كثيرة.
فعلينا أن نتئد وأن لا نتسرع، وأن لا نقول لشخص أتى ببدعة واحدة من آلاف السنن إنه رجل مبتدع.
وهل يصح أن ننسب هذين الرجلين وأمثالهما إلى الأشاعرة، ونقول: هما من الأشاعرة؟
الجواب: لا، لأن الأشاعرة لهم مذهب مستقل له كيان في الأسماء والصفات والإيمان وأحوال الآخرة.
وما أحسن ما كتبه أخونا سفر الحوالي عما علم من مذهبهم، لأن أكثر الناس لا يفهم عنهم إلا أنهم مخالفون للسلف في باب الأسماء والصفات، ولكن لهم خلافات كثيرة.
فإذا قال قائل بمسألة من مسائل الصفات بما يوافق مذهبهم فلا نقول: إنه أشعري.
أرأيتم لو أن إنساناً من الحنابلة اختار قولاً للشافعية فهل نقول إنه شافعي؟
الجواب: لا نقول إنه شافعي.
فانتبهوا لهذه المسائل الدقيقة، ولا تتسرعوا، ولا تتهاونوا باغتياب العلماء السابقين واللاحقين، لأن غيبة العالم ليست قدحاً في شخصه فقط، بل في شخصه وما يحمله من الشريعة، لأنه إذا ساء ظن الناس فيه فإنهم لن يقبلوا ما يقول من شريعة الله، وتكون المصيبة على الشريعة أكثر.
ثم إنكم ستجدون قوماً يسلكون هذا المسلك المشين فعليكم بنصحهم، وإذا وجد فيكم من لسانه منطلق في القول في العلماء فانصحوه وحذروه وقولوا له: اتق الله، أنت لم تُتَعَبَّد بهذا، وما الفائدة من أن تقول فلان فيه فلان فيه، بل قل: هذا القول فيه كذا وكذا بقطع النظر عن الأشخاص.
لكن قد يكون من الأفضل أن نذكر الشخص بما فيه لئلا يغتر الناس به، لكن لا على سبيل العموم هكذا في المجالس، لأنه ليس كل إنسان إذا ذكرت القول يفهم القائل، فذكر القائل جائز عند الضرورة، وإلا فالمهم إبطال القول الباطل، والله الموفق.(66/421)
زعم الملاحدة أن الصحابة حرضوا على الخليفة عثمان وشاركوا في قتله
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[29 - 10 - 10, 09:44 م]ـ
زعم الملاحدة أن الصحابة حرضوا على الخليفة عثمان وشاركوا في قتله
الشبهة: زعمت بعض الروايات أن الصحابة بالمدينة هم الذين حرّضوا رؤوس الفتنة على الثورة على عثمان، وكاتبوهم بالقدوم إليه لقتله،وأنهم شجّعوهم على ذلك،و رضوا بقتله. فهل هذا الزعم صحيح؟.
الجواب: أولا:
هذا زعم باطل، لأن الروايات [1] التي زعمت ذلك أسانيدها ضعيفة، و تخالفها روايات أخرى صحيحة الأسانيد [2].
· أولها –أي الضعيفة- ما ورد في كتاب الإمامة و السياسة [3] من أن رؤوس الفتنة عندما رجعوا إلى المدينة ثانية، اخرجوا كتابا للصحابة نسبوه إليهم، فحواه أنهم هم الذين كتبوه و أرسلوه إليهم يطلبون منهم المجيء إلى المدينة ليُخلّصونهم من عثمان الذي ظلم و بدّل السنة،و افسد الدين و الدنيا [4].و هذه الرواية غير صحيحة، لأن راويها ذكرها بلا إسناد،و هذا وحده كاف لردها كلية، لأنها فقدت شرطا أساسيا من شروط صحة الخبر و تحقيقه، و من ثم فهي تصبح مجرد دعوى فارغة، و الدعوى لا يعجز عنها أحد،و هي رأس مال المفاليسن علميا.
و لأنها أيضا هي نموذج للكتب المزوّرة التي زوّرها رؤوس الفتنة على الصحابة، و قد سبق و أن أثبتنا بالأخبار الصحيحة أن هؤلاء زوّروا كتبا على الصحابة [5]. و لأنها أيضا أن الذي رواها في كتاب الإمامة مجهول أو مشكوك فيه، لأن هذا الكتاب غير ثابت النسبة لابن قتيبة (ت276ه)، و مليء بالأخطاء، لذا فالراجح أن مؤلفه مجهول مغرض كذاب [6]، و كتاب هذه حالته لا يُوثق فيه.
· و الرواية الثانية مفادها أن الصحابة خذلوا عثمان بن عفان عندما حاصره الأشرار، و لم يُدافعوا عنه، فلما قُتل ندموا على فعلهم، ظنا منهم أن الأمر لا يبلغ إلى قتله [7]. و هذه الرواية إسنادها ضعيف، لأن من رجالها: محمد بن عمر الواقدي، و هو ضعيف متروك كذاب [8]. و أما متنها فهو الآخر ترده روايات صحيحة تثبت دفاع الصحابة عن عثمان،و عدم تواطئهم مع الأشرار [9].
· و الثالثة ما رواه المؤرخ اليعقوبي من أن طلحة و الزبير و عائشة هم أكثر الصحابة تأليبا على عثمان [10]. و خبره هذا مردود عليه، لأنه رواه بلا إسناد، و من ثم فهو مجرد زعم،و الزعم لا يعجز عنه أحد، و اليعقوبي نفسه غير ثقة، فهو معروف بأنه شيعي متعصب، ملأ كتابه بالأكاذيب و الأباطيل و الخرافات [11].
· و الرواية الرابعة مفادها أنه في سنه 34 هجرية تكاتب الصحابة فيما بينهم أن أقدموا إلى المدينة إن كنتم تريدون الجهاد، فالجهاد عندنا –أي في عثمان-، فكان الناس يطعنون في عثمان و ينالون منه،و الصحابة يسمعون ذلك و لا يُنكرونه، و لا يذبون عنه، إلا قلة قليلة منهم، كزيد بن ثابت،و كعب بن مالك [12]. و هذه الرواية هي كالروايات السابقة، إسنادها لا يصح، لأن فيه محمد بن عمر الواقدي،و هو متروك، كذاب، يمارس التقية [13]. و متنها ترده أخبار صحيحة يأتي ذكرا قريبا.
· و الخامسة مفادها أن الصحابة بالمدينة لما رأوا ما أحدث عثمان كتبوا إلى الصحابة الذين بالأمصار، أن تعالوا إلى الجهاد في المدينة، لتقيموا دين الإسلام، فعادوا و قتلوا عثمان، ثم تزعم الرواية أن عثمان قبل أن يُقتل أرسل إلى واليه بمصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح كتابا يأمره بمعاقبة وفد مصر القادم إليه، لكن الكتاب اكتشف و عادوا إليه ناقمين [14].
و هذا الخبر هو أيضا لا يصح، فإسناده فيه: محمد بن إسحاق بن يسار، و هو متهم بالكذب و يُدلّس، قال عنه الدارقطني لا يُحتج به،و ضعّفه يحيى بن معين،و وثّقه مرة أخرى [15]. و متنه مُنكر، لأنه سبق و أن أثبتنا أن الذي زوّر الكتاب الذي أظهره الأشرار، ليس عثمان،و لا كاتبه مروان، و إنما الأشرار هم الذين زوّروه [16]،و قد أثبتنا سابقا أن الذين قتلوا عثمان هم أهل مصر،و أن جبلة بن الأيهم هو الذي قتله بيده. كما أن هذا الخبر فيه تناقض صارخ، فهو يزعم أن الصحابة قدموا من الأمصار و قتلوا عثمان، ثم هو من جهة أخرى يقول أن وفد مصر حصر المدينة ثم رجع إلى بلده، و في الطريق عثروا على الكتاب فرجعوا إلى عثمان غاضبين عليه. و هذا يعني أنهم هم الذين قتلوا عثمان، و ليس الصحابة،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/422)
فهذا تناقض صارخ يدل على تلاعب الكذابين بهذا الخبر.
· و الرواية السادسة مفادها أن الأشرار لما حاصروا عثمان، حرّضهم الصحابة على منع الطعام و الشراب عنه [17].و هذا الخبر هو من أباطيل مؤلف كتاب الإمامة و السياسة المجهول، فقد رواه بلا إسناد [18]، و من ثم فهو مردو عليه، و متنه هو الآخر مُنكر ترده أخبار صحيحة في دفاع الصحابة على عثمان، سنذكرها قريبا إن شاء الله تعالى.
· و الأخيرة – أي السابعة- مفادها أن الصحابي عمار بن ياسر-رضي الله عنه –أيد قتل عثمان، عندما جاء التابعي مسروق إلى الأشتر النخعي و قال له عن عثمان: قتلتموه صواما قواما، فاتصل الأشتر بعمار و أخبره بالأمر، فقال عمار: إن عثمان جلدني، و سيّر أبا ذر الغفاري،و حمى الحمى، لذا قتلناه، فقال له مسروق: فو الله ما فعلتم واحدة من اثنين، ما عاقبتم بمثل ما عُوقبتم به،و ما صبرتم، فهو خير للصابرين، فسكت عمار و الأشتر، و كأنهما أُلقما حجرا [19].
و هذا الخبر هو الآخر لا يصح، لأن في إسناده: الحسن بن أبي جعفر الجفري، و مجالد بن سعيد، و هما ضعيفان [20]. و متنه فيه ما يدل على تحريفه و تلاعب الرواة به، و ذلك أنه زعم أن عمار بن ياسر قال أن عثمان سيّر أبا ذر الغفاري –أي أخرجه من المدينة - و هذا زعم باطل لأنه صحّ الخبر أن أبا ذر –رضي الله عنه- هو الذي اختار اعتزال الناس و الخروج إلى الربّذة بضواحي المدينة، و لم يُكرهه عثمان على ذلك [21].
و ثانيا
أن مما يُبطل دعوى مشاركة الصحابة في قتل عثمان و رضاهم بقتله، أنه توجد أخبار صحيحة [22] تنفي ذلك الزعم،
· أولها أنه صحّ الخبر أن عائشة أم المؤمنين،- رضي الله عنها- أنكرت قتل عثمان،و نفت أية مشاركة لها في قتله،و أنكرت أيضا أن تكون أرسلت كتبا إلى الأشرار ليثوروا على عثمان و يقتلونه،و قد تبيّن أن رؤوس الفتنة هم الذين زوّروا تلك الكتب و نسبوها للصحابة [23].
· و ثانيها أن عائشة لما سُئلت عمن قتل عثمان بن عفان، قالت،: ((قُتل مظلوما، لعن الله من قتله)) [24].
· و ثالثها أنه صحت الروايات عن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- أنه أنكر قتل عثمان، و نفى أن يكون له أي دور في قتله، من ذلك أنه قال يوم مقتل عثمان: ((اللهم لم أقتل و لم أمال)) [25]. و كان هو و عائشة يلعنان [26] قتلة عثمان [27]. و قد صح! الخبر [28] أنه قال: ((و الله ما قتلت عثمان،و لا أمرتُ بقتله،و لكن غُلبت)).
· و رابعها أنه صحّت الرواية [29] عن عبد الله بن عباس- رضي الله عنه- أنه كان ينهي عن قتل عثمان،و يُعظم شأنه [30].
· و الرواية الخامسة أنه صح الخبر [31] أن الصحابي عبد الله بن سلام- رضي الله عنه- كان ينهي الأشرار عن قتل عثمان، و يقول لهم: لا تقتلوا عثمان، فو الله لئن قتلتموه لا تصلوا جميعا أبدا)) [32]. و عندما قتلوه قال لهم [33]: ((يا أهل مصر، يا قتلة عثمان قتلتم أمير المؤمنين، أما و الله لا يزال عهد متلوف، و دم مسفوح)) [34].
· و الرواية السادسة [35] مفادها أنه لما حوصر عثمان في داره كان معه 700 شخص ليدافعوا عنه، كان من بينهم كثير من الصحابة و أبنائهم، كعبد الله بن عمر، و الحسن بن علي،و عبد الله بن الزبير، لكن عثمان أمرهم بعدم القتال [36].
· و السابعة –صححها المحقق- مفادها أنه لما حوصر عثمان بن عفان أرسل الأنصار الصحابي زيد بن ثابت –رضي الله عنه- إلى عثمان يُخبروه أنهم مستعدون للدفاع عنه بالسيف، فأبى عثمان القتال من أجله [37].
· و الرواية الثامنة [38] مفادها أن صفية أم المؤمنين –رضي الله عنها- خرجت لترد عن عثمان، فلقيها الأشتر النخعي فضرب وجه بغلتها حتى مالت، فقالت صفية لمولاها كِنانة: ((ردوني لا يفضحني هذا الكلب))، فلما رجعت وضعت خشبا بين منزلها و منزل عثمان ليُنقل عليه الطعام و الشراب)) [39] , فموقفها هذا مثال رائع لدفاع بعض أمهات المؤمنين عن الخليفة الشهيد عثمان بن عفان.
· و آخرها – أي السابعة – أنه ثبت مما سبق ذكره أن الذين ألبوا على عثمان، و ثاروا عليه و قتلوه، هم رؤوس الفتنة و أتباعهم،و ليس الصحابة رضي الله عنهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/423)
و الدليل الأول و القوي على عدم مشاركة الصحابة من السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار، أنه قد صح الحديث عن رسول الله-عليه الصلاة و السلام –أنه قال لعثمان: ((يا عثمان إن الله مُقمصك قميصا، فإن أرادك المنافقون على أن تخلعه فلا تخلعه)) [40]. فهذا الحديث الشريف نص على أن الذين ثاروا علىعثمان و قتلوه هم منافقون. و الصحابة الذين ذكرناهم ليسوا منافقين بشهادة القرآن الكريم فهم الذين قال الله تعالى فيهم: ((- {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} - سورة التوبة/100 - فهؤلاء الصحابة كلهم كانوا مؤمنين مشهود لهم بالإيمان،و ليسوا من المنافقين، و من ثم فليسوا هم الذين ثاروا على عثمان،و لا هم الذين قتلوه، لأن الذين فعلوا ذلك نص الحديث على أنهم من المنافقين.
الكتاب: رؤوس الفتنة في الثورة على الخليفة الشهيد عثمان بن عفان
للدكتور خالد كبير علال
مقتبس من شيكة الدفاع عن السنة
http://dsbook.dd-sunnah.net/viewbook-ddsunnah-275.html (http://dsbook.dd-sunnah.net/viewbook-ddsunnah-275.html)
[1] التي عثرتُ عليها.
[2] سيأتي ذكرها قريبا إن شاء الله.
[3] هذا الكتاب منسوب لابن قتيبة (ت 276ه)،و نسبته إليه غير ثابتة،و الراجح أنه مكذوب عليه، و ليس هنا مجال هذا الكتاب منسوب لابن قتيبة (ت 276ه)،و نسبته إليه غير ثابتة،و الراجح أنه مكذوب عليه، و ليس هنا مجال إثبات ذلك.
[4] الإمامة و السياسة، ج 1 ص: 52 - 53.
[5] انظر المبحث الثاني من هذا الفصل.
[6] ليس هنا مجال إثبات ذلك، لكن من يطالعه سيدرك ذلك بسهولة،و قد أنجزت بحثا حوله –لم يُنشر بعد- تبين لي من خلاله أن الكتاب ليس من لابن قتيبة، و إنما هو كتاب لمؤلف مجهول مغرض له ميول شيعية.
[7] ابن عساكر: تاريخ دمشق، ج 31 ص: 360.
[8] سبق تجريحه.
[9] سيأتي ذكرها قريبا.
[10] تاريخ اليعقوبي، ج2 ص: 123.
[11] من ذلك الرواية التي ذكرناها.
[12] الطبري: المصدر السابق، ج 2 ص: 644.
[13] ابن الجوزي: الضعفاء، ج 3 ص: 87.و الذهبي: الميزان، ج3 ص: 184.و ابن النديم: الفهرست،بيروت، دار المعرفة، 1978، ج1 ص: 144.
[14] الطبري: المصدر السابق، ج2 ص: 662.
[15] السيوطي: طبقات الحفاظ، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1403،ج 3 ص: 81.
[16] انظر المبحث الثاني من الفصل الثاني.
[17] الإمامة و السياسة، ج 1 ص: 57.
[18] لم يذكر لكل خبر إسناده، و إنما اكتفى في الغالب الأعم ذكر بذكر راويين زعم أنه حدث عنهما، و هما: ابن أبي مريم،و سعيد بن عفير، و كان يُكرر: قال: و ذكروا .. . أنظر: الإمامة و السياسة، موفم للنش، الجزائر، 1989، ج 1: 5، 81، 84، 85.و هذه طريقة يرفضها علم الجرح و التعديل، هذا فضلا على أن مؤلف الكتاب مجهول، مما يعني أن أخبار كتاب الإمامة و السياسة، ليس لها أسانيد صحيحة.
[19] الهيثمي: مجمع الزوائد، ج 9 ص: 94 - 95. و الطبراني: المعجم الكبير، ج 1 ص: 81.
[20] الذهبي: الميزان، ج 6 ص: 63.و ابن الجوزي: الضعفاء، ج3 ص: 35.و الهيثمي: مجمع الزوائد، ج9 ص: 94 - 95.
[21] أنظر: البخاري: الصحيح، حققه ديب البغا، ط3 بيروت، دار ابن كثير، 1987، ج2 ص: 509. و ابن سعد: الطبقات، ج 4 ص: 226.و الذهبي: السيّر، ج 2 ص: 60، 67.
[22] هذا فضلا على أن الروايات التي زعمت مشاركة الصحابة في قتل عثمان قد ناقشناها و أثبتنا بطلانها.
[23] انظر المبحث الثاني من الفصل الثاني.
[24] هذا الخبر صحيح الإسناد، على ما ذكره الهيثمي. مجمع الزوائد، ج 9 ص: 97.
[25] الخلال: السنة، ج 2 ص: 328.
[26] الخبر صحيح، و رجاله: عبد الله بن أحمد بن حنبل، و أبوه أحمد، و محمد بن الحنفية،و أبو معاوية، الضرير، و أبو مالك الأشجعي، و سالم بن أبي الجعد، و الثلاثة الأوائل، ثقات،و الباقون هم أيضا ثقات. انظر: الذهبي: السيّر، ج3 ص: 249، ج6 ص: 184، 249، ج5 ص: 108.
[27] عبد الله بن أحمد: فضائل الصحابة، ج1 ص: 455.
[28] رجاله هم: عبد الرزاق بن همام،و معمر بن راشد، و عبد الله بن طاوس، و أبوه طاوس، الأولان ثقتان مشهوران،و الأخيران هم أيضا ثقتان. انظر: ابن حجر: تهذيب التهذيب، ج 5 ص: 234. و التقريب، ج 1 ص: 281.
[29] الخبر صحيح على ما قاله محقق تاب السنة للخلال، ج 2 ص: 329.
[30] نفسه ج 2 ص: 329.
[31] صححه محقق كتاب السنة للخلال، ج2 ص: 335.
[32] نفسه، ج 2 ص: 335.
[33] الخبر صححه الهيثمي. مجمع الزوائد، ج9 ص: 93.
[34] الهيثمي: مجمع الزوائد، ج 9 ص: 93.
[35] صحيحة حسب المحقق. الخلال: نفس المصدر السابق، ج 2 ص: 334.
[36] نفسه، ج2 ص: 334.
[37] نفسه، ج2 ص: 333.
[38] صحيحة الإسناد،و رجالها: علي بن الجعد، و زهير بن معاوية، و كنانة مولى صفية؛ و هؤلاء ثقات. انظر: ابن حجر: التقريب، ج 1ص: 398.و الذهبي: تذكرة الحفاظ، ج 20 ص: 342.و العجلوني: معرفة الثقات، ج 2 ص: 228.
[39] علي بن الجعد: مسند ابن الجعد، ج1 ص: 390.
[40] أحمد بن حنبل: المسند، ج 6 ص: 86، 149. و أبو بكر الخلال: السنة، ج 2 ص: 321، و 326. و ابن ماجة: السنن، ج 1 ص: 41. و الألباني: الجامع الصغير، المكتب الإسلامي، بيروت، ج 1 ص: 1391.(66/424)
أفضل كتاب في علم أصول البدع
ـ[أبو سراج الدين]ــــــــ[29 - 10 - 10, 09:48 م]ـ
أفضل كتاب في علم أصول البدع
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[29 - 10 - 10, 10:09 م]ـ
الاعتصام للامام الشاطبي عض عليه بالنواجذ قال العلامة محمد رشيد رضا (الاعتصام لاند له في بابه فهو ممتع مشبع).وعليك بخلاصة هذا الكتاب ومختصره لمحمد احمد العدوي (اصول في البدع والسنن) ط\المكتب الاسلامي
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[30 - 10 - 10, 12:09 ص]ـ
هذا الموضوع قد تجده متفرقا في كتب العقيدة والسنة
وهناك كتاب قد تنتفع به غاية الانتفاع للشيخ ابراهيم الرحيلي حفظه الله
موقف اهل السنة والجماعة من اهل الاهواء والبدع
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 12:13 ص]ـ
هناك كتاب لعلي حسن علم أصول البدع
ـ[هيثم الجمل]ــــــــ[30 - 10 - 10, 12:27 ص]ـ
علمنا الله وإياكم العلم النافع
ـ[عادل عودة الحازمي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 01:04 ص]ـ
قواعد معرفة البدع لـ محمد الجيزاني
ـ[أبو يحيى الأنصاري]ــــــــ[30 - 10 - 10, 03:23 ص]ـ
وانظر أخي الكريم كتاب (حقيقة البدعة وأحكامها) لسعيد بن ناصر الغامدي في جزئين طبع مكتبة الرشد , وهي من أوسع ما كتب في البدعة وأقسامها وحكمها , على حسب علمي , والله أعلم.
ـ[ابو سمية الأثري]ــــــــ[01 - 11 - 10, 10:48 م]ـ
ارى الاعتصام للامام الشاطبي مع ان هناك كتب قيمة ماشاء الله
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[03 - 11 - 10, 06:58 م]ـ
و قد سمعت - أو قرأت - أن بعض المشايخ يثنون على كتاب " الإبداع في مضار الابتداع " للشيخ على محفوظ و يقولون أنه كتاب جيد جداً و أنا لم أقرأه حقيقةً و الله أعلم.(66/425)
استدلال الرافضة بحديث الاثني عشر إماما
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[29 - 10 - 10, 09:59 م]ـ
الشبهة: استدل الرافضة بالحديث الصحيح على ما ذهبوا إليه من وجود اثني عشر إماما معصوما تجب طاعتهم، ونص الحديث هو: «يكون اثنا عشر أميرا كلهم من قريش». متفق عليه.
الجواب:
أولا: ألفاظ الحديث:
«يكون اثنا عشر أميرا كلهم من قريش». متفق عليه.
«لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش». مسلم.
«لا يزال الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة، كلهم تجتمع عليهم الأمة».
والمتأمل في ألفاظ الأحاديث الصحيحة يجد فيها صفة خاصة لهؤلاء الاثني عشر، ألا وهي الخلافة والإمارة، ولذا فأين تحقق هذه الصفة في من زعم الرافضة الإمامة لهم، فما ولي الإمارة منهم سوى علي والحسن رضي الله عنهما من دون الباقين، وعليه يسقط الاحتجاج بالحديث من أصله، ويبقى الكلام فيه لتعدد الوجوه ليس أكثر.
أن ا
ثانيا: عز الدين ورفعته:
ومما أشار إليه الحديث لدين قائم وعزيز طالما ولي هؤلاء الاثنا عشر الخلافة والإمارة، ومن المعلوم قول الرافضة في حقبة الخلافة الراشدة فما بعدها فضلا عن تاريخ الإسلام المشرق الزاهي، فإن هذا التاريخ –في نظرهم- لا يعدو أن يكون مرتعا للظلم والجور والبغي والفساد الذي لن يرتفع إلا بخروج قائمهم المزعوم، وعليه فلا يقبل الاستدلال بهذا الحديث دليلا على إمامة أئمتهم مع حكمهم على الدين بعدم العزة والرفعة في زمانهم، لأنه تفريغ لمعناه ونفي لمحتواه.
ثم ألم يقولوا أن أئمتهم ما بين مقتول ومسموم ومحبوس.
فأين العزة وأين الرفعة؟!.
ألم يقولوا أن أئمتهم كانوا يمارسون التقية ويفتون بها في أخس القضايا!! نتيجة لحالة الخوف التي كانوا يعيشونها.
فأين العزة وأين الرفعة؟!.
ألم يقولوا أن أئمتهم قالوا: «أنتم على دين من كتمه أعزه الله».
فأين العزة وأين الرفعة؟!.
ثالثا: كلام أهل العلم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ومن ظن أن هؤلاء الاثنى عشر هم الذين تعتقد الرافضة إمامتهم فهو في غاية الجهل، فإن هؤلاء ليس فيهم من كان له سيف إلا علي بن أبي طالب ...... ، وأما سائر الأئمة غير علي فلم يكن لأحد منهم سيف، لا سيما المنتظر، بل هو عند من يقول بإمامته إما خائف عاجز، وإما هارب مختف من أكثر من أربعمائة سنة.وهو لم يهد ضالا، ولا أمر بمعروف، ولا نهى عن منكر، ولا نصر مظلوما، ولا أفتى أحدا في مسألة، ولاحكم في قضية، ولا يعرف له وجود. فأي فائدة حصلت من هذا لو كان موجودا؟ فضلا عن أن يكون الإسلام به عزيزاً.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الإسلام لا يزال عزيزا ولا يزال أمر هذه الأمة مستقيما حتى يتولى اثنا عشر خليفة، فلو كان المراد بهم هؤلاء الاثني عشر وآخرهم المنتظر -وهو موجود الآن إلى أن يظهر عندهم- كان الإسلام لم يزل عزيزا في الدولتين الأموية والعباسية وكان عزيزا وقد خرج الكفار بالمشرق والمغرب وفعلوا بالمسلمين ما يطول وصفه، وكان الإسلام لا يزال عزيزا إلى اليوم، وهذا خلاف ما دل عليه الحديث.
وأيضا فالإسلام عند الإمامية هو ما هم عليه وهم أذل فرق الأمة فليس في أهل الأهواء أذل من الرافضة ولا أكتم لقوله منهم ولا أكثر استعمالا للتقية منهم، وهم على زعمهم شيعة الاثني عشر، وهم في غاية الذل، فأي عز للإسلام بهؤلاء الاثني عشر على زعمهم).
منهاج السنة 8/ 173،174
ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: (هذا الحديث فيه دلالة على أنه لا بد من وجود اثني عشر خليفة عادلا، وليسوا هم بأئمة الشيعة الاثني عشر، فإن كثيرًا من أولئك لم يكن إليهم من الأمر شيء، فأما هؤلاء فإنهم يكونون من قريش، يَلُون فيعدلون).
تفسير القرآن العظيم6/ 78
رابعا: الأئمة عند الرافضة 13
قال الكليني: (محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام عن جابر بن عبدالله الانصاري قال: دخلت على فاطمة عليها السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الاوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر آخرهم القائم عليه السلام، ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي).1/ 533
وإذا ضممنا عليا رضي الله عنه إلى 12 من ولدها أصبح عددهم 13.
وللأسف لا يوجد في أحاديث أهل السنة 13 خليفة أو أميرا.
وفي الكافي أيضا: (محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن أبي سعيد العصفوري، عن عمرو بن ثابت، عن أبي الجاورد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني واثني عشر من ولدي وأنت يا علي زر الارض يعني أوتادها وجبالها، بنا أوتد الله الارض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الارض بأهلها ولم ينظروا). 1/ 535
وهنا يدخل معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصبحوا 14.
وما زالت الزيادة محتملة في عددهم.
خامسا: لا عبرة بالعدد
أخرج مسلم من حديث عمار رضي الله عنه: (فى أمتى اثنا عشر منافقا لا يدخلون الجنة). 7213.
فهل المنافقون في هذه الأمة اثنا عشر فقط أم أنهم أكثر؟!، وما يقال في هذا الحديث من حيث العدد يقال في الذي قبله.
فيقال إن عدد المنافقين أكثر ويقال أيضا: الأئمة أكثر من 12 ولكن لظهور العزة والرفعة في عهدهم خصهم بذكر عددهم، وإلا فبإمكاننا أن نسمي أكثر من 12 أميرا كان الإسلام عزيزا وظاهرا في عهدهم، وفي خلفاء بني عثمان الذين فتحوا أوروبا كفاية فضلا عمن سبقهم من خلفاء المسلمين، رحمهم الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/426)
ـ[أحمد العنزي السلفي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 10:30 م]ـ
بارك الله فيك اني اخوض الان حوار مع رافضي بخصوص هذا الحديث وتخبط واضح في ردوده
وقمت سابقاً بالمناظرة في احدى المنتديات اضعه هنا قد يكون فيه فائدة
http://al7ewar.net/forum/showthread.php?p=102921
ونفع الله بك ..
ـ[خالد سالم ابة الهيال]ــــــــ[30 - 10 - 10, 09:06 ص]ـ
نريد من اخينا ابي انس بيان من هم الائمة الاثنا عشر عند اهل السنة حتى تكتمل الفائدة
لمقابلة الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان " ولتستبين سبيل المجرمين " بارك الله فيك(66/427)
مصنفات الثقات فى الأسماء والصفات
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[29 - 10 - 10, 10:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
هذا الموضوع لجمع جل ما أُفرد فى باب الأسماء والصفات شرحا وقواعد، بشرط أن تكون وفقا لمنهج السلف الصالح.
أولا كتب المتقدمين:
1 - التوحيد: ابن منده (ط العلوم والحكم)
2 - التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل: ابن خزيمة (ط الرشد)
3 - الابانة عن أصول الديانة: أبى الحسن الأشعرى (جامعة الإمام)
4 - النصيحة فى صفات الرب: أحمد بن إبراهيم الواسطي (المكتب الإسلامى، ت: الشويش)
5 - النعوت الأسماء والصفات: النسائى (ط العبيكان)
6 - التدمرية: ابن تيمية (ط العبيكان)
7 - الحموية: ابن تيمية (التويجرى ط الصميعى)
8 - التسعينية: ابن تيمية (ط المعارف)
9 - القاعدة المراكشية: ابن تيمية (ط بن حزم)
10 - شرح حديث النزول: ابن تيمية (ت: محمد عبد الرحمن الخميس،ط العاصمة)
11 - النقض على بشر المريسى: الدارمى (ط الرشد)
12 - الرد على الجهمية: الدارمى (ت: بدر البدر، ط ابن الأثير)
13 - الصفات: الدارقطنى (ت: الغنيمان، مكتبة الدار)
14 - الرؤية: الدارقطنى (ط المنار)
15 - التصديق بالنظر إلى الله فى الأخرة: الآجرى (ط مؤسسة الرسالة)
16 - الأربعين فى صفات رب العالمين: الذهبى (ط العلوم والحكم)
17 - العلو للعلي العظيم: الذهبي (ت: البراك، ط الوطن)
18 - إبطال التأويلات لأخبار الصفات: أبو يعلى (ط دار إيلاف الدولية)
ثانيا كتب المتأخرين
19 - الجوائز والصلات من جمع الاسامي والصفات: ابي الخير نور الحسن القنوجي (ط الفاروقية)
20 - ولله الأسماء الحسنى: عبد العزيز بن ناصر الجليل (ط دار طيبة)
21 - أسماء الله الحسنى الواردة فى الكتب الستة: د. حصة الصغير (ط دار الوطن)
22 - كتاب الأسماء الحسنى والصفات العلى: عبدالهادي بن حسن وهبي (ط دار الدليل الأثرية)
23 - جهود الامام ابن القيم الجوزية في اثبات الاسماء والصفات: د. وليد العلي (ط دار البشائر الاسلامية)
24 - أسماء الله الحسنى للإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر الزرعي ابن القيم الجوزية: يوسف على بديوى، أيمن عبدالرزاقالشوا (ط دار ابن كثير)
25 - اسماء الله وصفاته من مؤلفات بن القيم: عماد زكى البارودى (ط التوفيقية)
26 - المرتبع الأسنى في رياض الأسماء الحسنى: عبدالعزيز الداخل جمعه من كتب ابن القيم (لا أعلم هل طبع أم لا؟)
27 - منهج ابن القيم فى شرح الأسماء الحسنى: مشرف الغامدي (ط ابن الجوزى)
28 - شرح الاسماء الحسنى من لسان العرب: جمع المكتب العلمى لدار الصحابة بمصر
29 - أسماء الله الحسنى: عبد الله الغصن (ط الوطن)
30 - اسماء الله وصفاته فى معتقد أهل السنة والجماعة: الأشقر (ط النفائس)
31 - أسماء الله الحسنى الهاديه إلي الله والمعرفه به: الأشقر (ط النفائس)
32 - المُجلى شرح القواعد المثلى: د. كاملة الكوارى (ط بن حزم)
33 - الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه: محمد أمان جامى (من يعلم أين طبع فليخبرنى)
34 - الصفات الإلهية: محمد بن خليفة التميمى (ط أضواء السلف)
35 - معتقد أهل السنة والجماعة فى أسماء الله الحسنى: محمد بن خليفة التميمى (ط أضواء السلف)
36 - معتقد أهل السنة والجماعة فى توحيد الأسماء والصفات: محمد بن خليفة التميمى (ط أضواء السلف)
37 - الآثار المروية فى صفة المعية: محمد بن خليفة التميمى (ط أضواء السلف)
38 - القواعد الطيبات فى الأسماء والصفات: أشرف عبد المقصود (جمع ثلاث رسائل: 1 - القواعد المهمات لابن القيم. 2 - منهج ودراسات لأيات الأسماء والصفات للشنقيطى 3 - فتح رب البرية للعثيمين) (ط أضواء السلف)
39 - النور الأسنى: أمين الأنصارى (ط العالمية)
40 - أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة: د. الرضوانى (ط السلسبيل)
41 - أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب المقدس دراسة مقارنة: د. الرضوانى (ط السلسبيل)
42 - مختصر القواعد السلفية فى الصفات الربانية: د. الرضوانى (ط السلسبيل)
43 - صفات الله عز وجل الواردة فى الكتاب والسنة: السقاف (ط بن القيم)
44 - المعانى الإيمانية فى شرح الأسماء الحسنى الربانية: وحيد بالى (ط بن رجب)
45 - القواعد الكلية للأسماء والصفات عند السلف: البريكان (ط بن القيم)
46 - الصفات الخبرية بين المثبتين والمؤلين: جابر السميرى (ط دار الكتب السودانية)
47 - أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة: سعيد بن وهف القحطانى
48 - الجامع لاسماء الله الحسنى (ابن القيم والقرطبى وابن كثيروالسعدى): جمع حامد احمد الطاهر (ط دار الفجر للتراث)
49 - العقيدة السلفية فى كلام رب البرية: عبد الله الجديع (ط الصميعى)
50 - النهج الأسمى فى شرح أسماء الله الحسنى: حمود آلحمد النجدى (ط الإمام الذهبى)
51 - عقيدة أهل الإيمان فى خلق آدم على صورة الرحمن: التويجرى (ط دار اللواء)
52 - إثبات علو الله ومباينته لخلقه: التويجرى (ط المعارف)
53 - المفسرون بين التأويل والإثبات: المغراوى (ط مؤسسة الرسالة)
54 - فقه الأسماء الحسنى: عبد الرزاق البدر (دار التوحيد)
55 - إستدراك وتعقيب على الشيخ شعيب الأرنؤوط فى تأويله بعض أحاديث الصفات: خالد بن عبد الرحمن بن حمد الشايع (علق عليه سماحة الشيخ بن باز رخمه الله) (ط بلنسية)
هذا ما أعلم، وأرجو من الاخوة المشاركة ليعظم النفع بإذن الله.
سأضع الروابط تبعاً إن شاء الله، لضيق الوقت والله المستعان.
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/428)
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[30 - 10 - 10, 08:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
أولا كتب المتقدمين:
1 - التوحيد: ابن منده (ط العلوم والحكم)
(الواجهة ( http://www.archive.org/download/ktmaaktmaa/ktmaa0.pdf)، مجلد 1 ( http://www.archive.org/download/ktmaaktmaa/ktmaa1.pdf)، مجلد 2 ( http://www.archive.org/download/ktmaaktmaa/ktmaa2.pdf)، مجلد 3 ( http://www.archive.org/download/ktmaaktmaa/ktmaa3.pdf) )
2- التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل: ابن خزيمة (ط الرشد) (اضغط هنا ( http://s203841464.onlinehome.us/waqfeya/books/23/19/tesrag.rar))
3- الابانة عن أصول الديانة: أبى الحسن الأشعرى (جامعة الإمام)
( http://ia331210.us.archive.org/1/ite...ari_usaimi.pdf (http://ia331210.us.archive.org/1/items/ibanahasharii/ibanah_ashari_usaimi.pdf))
ـ[طويلبة شنقيطية]ــــــــ[30 - 10 - 10, 08:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا وشكر سعيكم
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[30 - 10 - 10, 09:44 م]ـ
وجزاكم بالمثل.
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[31 - 10 - 10, 09:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
4 - النصيحة فى صفات الرب: أحمد بن إبراهيم الواسطي (المكتب الإسلامى، ت: الشويش)
(تحميل الكتاب ( http://ebooks.roro44.com/download-1225- النصيحة-في-صفات-الرب. html?sdi=1222))
5- النعوت الأسماء والصفات: النسائى (ط العبيكان)
(تحميل الكتاب ( http://ebooks.roro44.com/download-252- كتاب-النعوت-الأسماء-والصفات. html?sdi=252) )
6- التدمرية: ابن تيمية (ط العبيكان)
( http://www.archive.org/details/resta (http://www.archive.org/details/resta) )
7- الحموية: ابن تيمية (التويجرى ط الصميعى)
(الكتاب ( http://www.archive.org/download/hamawea/hamawea.pdf))
8- التسعينية: ابن تيمية (ط المعارف)
(اضغط هنا ( http://s203841464.onlinehome.us/waqfeya/books/08/0788/0788.rar))
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:24 م]ـ
جزاك الله خيرا
ومن كتب المتقدمين
دلائل التوحيد لأبي اسماعيل الهروي
اما كتاب الاشعري فليس من هذا الباب وقد رده عليه امام اهل السنة في زمانه البربهاري رحمه الله
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:28 م]ـ
إن كنت تقصد الإبانة؛ فماذا تنقم عليه؟
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[01 - 11 - 10, 11:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
9 - القاعدة المراكشية: ابن تيمية (ط بن حزم)
(اضغط هنا) ( http://books.islamway.com/1/ibn-taemeeah/almrekea.zip)
10- شرح حديث النزول: ابن تيمية (ت: محمد عبد الرحمن الخميس،ط العاصمة)
( http://www.4shared.com/********/ws-w...___1_____.html (http://www.4shared.com/********/ws-wb1xs/________-___________1_____.html))
11- النقض على بشر المريسى: الدارمى (ط الرشد)
(تنزيل) ( http://dc124.4shared.com/download/qxu65xcd/_____.rar)
12- الرد على الجهمية: الدارمى (ت: بدر البدر، ط ابن الأثير) (الكتاب ( http://www.archive.org/download/itsnmmfeitsnmmfe/rdga.pdf))
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
ـ[عبدالرحمن آل منصور]ــــــــ[02 - 11 - 10, 07:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[03 - 11 - 10, 03:11 ص]ـ
وجزاك أخى الحبيب
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[03 - 11 - 10, 03:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
13 - الصفات: الدارقطنى (ت: الغنيمان، بن الجوزى)
http://www.ktibat.com/showsubject-link-6.html
14- الرؤية: الدارقطنى (ط المنار)
(تنزيل الملف الآن)
15 - التصديق بالنظر إلى الله فى الأخرة: الآجرى (ط مؤسسة الرسالة)
(الكتاب ( http://www.archive.org/download/waq40472/40472.pdf))
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[05 - 11 - 10, 03:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
16 - الأربعين فى صفات رب العالمين: الذهبى (ط العلوم والحكم)
الكتاب ( http://www.archive.org/download/sunnasunna/asra.pdf)
17- العلو للعلي العظيم: الذهبي (ت: البراك، ط الوطن)
(الكتاب ( http://www.archive.org/download/waq25623/25623.pdf))
18- إبطال التأويلات لأخبار الصفات: أبو يعلى (ط دار إيلاف الدولية)
(الكتاب ( http://www.archive.org/download/itasitas/itas.pdf))
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/429)
ـ[عماد ابن عمر]ــــــــ[06 - 11 - 10, 10:25 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[07 - 11 - 10, 11:26 م]ـ
وفيك بارك أخى الحبيب
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[07 - 11 - 10, 11:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
إثبات صفة العلو
المؤلف: عبد الله أحمد بن قدامة المقدسي أبو محمد موفق الدين
المحقق: بدر بن عبد الله البدر
الناشر: الدار السلفية - الكويت
الكتاب ( http://www.archive.org/download/waq18296/18296.pdf)
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[10 - 11 - 10, 05:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
ثانيا كتب المتأخرين
19 - الجوائز والصلات من جمع الاسامي والصفات: ابي الخير نور الحسن القنوجي (ط الفاروقية) ( http://www.archive.org/download/jawa...at_kinawji.pdf)
20- ولله الأسماء الحسنى: عبد العزيز بن ناصر الجليل (ط دار طيبة)
<< اضغط هنا >> ( http://saaid.net/book/10/3154.rar)
21- أسماء الله الحسنى الواردة فى الكتب الستة: د. حصة الصغير (ط دار الوطن) ( http://www.kabah.info/uploaders/mohmsor/sharhasmaa.rar)
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
ـ[أبو سفيان بن غانم]ــــــــ[10 - 11 - 10, 05:30 م]ـ
بارك الله فيك أخى الفاضل
ولكن كتاب الرضوانى أسماء الله الحسنى فى الكتاب المقدس عقب عليه أهل العلم فقد جانبه الصواب
عندما قام بجمع الاسماء من الكتاب المدنس المحرف فأرجوا منك حذفه من الكتب المختارة. - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[10 - 11 - 10, 09:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
وفيك بارك أبا سفيان؛
أنت محق أن الكتاب ليس على شرط الموضوع، وأيضا عليه بعض المآخذ القليلة، لكن أيضا الشيخ حفظه الله توصل إلى بعض النتائج الجيدة من خلال هذا البحث؛ مثلاً:
النتيجة السابعة: الأسماء التسعة والتسعون التي وردت بنصها في الكتاب المقدس، منها ثلاثة وخمسون اسما تتضمن اسم الجلالة الله وردت بنصها في الأسماء الحسنى المطلقة في الإسلام والتي جاء بها رسول الله محمد النبي الأمي - صلى الله عليه وسلم -، وهي دليل قاطع على نبوته لا يقبل الشك أو الجدل، وهي: الرحيم الملك القدوس المهيمن العزيز الجبار الخالق البارئ المصور الأول الآخر السميع البصير المولى النصير القدير الكبير المتعال الواحد الحق القوي الحي القيوم العلي العظيم الواسع العليم الحكيم الغني القريب الغفور الولي الحميد المجيد الشهيد المليك القابض الباسط الرازق الديان القادر المالك الرقيب المحسن الشافي المعطي السيد الطيب الرءوف الرب الأعلى الإله.
النتيجة الثامنة: الأسماء التسعة والتسعون التي وردت بنصها في الكتاب المقدس، منها أيضا سبعة وعشرون اسما وردت في الإسلام، إما مطلقة تغير تصريفها في الكتاب المقدس، وإما أسماء مضافة ومقيدة، وهي مرتبة أبجديا ألف بائيا كما يلي: الأمين البار الثابت (1) الجليل الحافظ الحاكم الحنان الرافع الرحوم الساتر السند (2) الشديد الصادق الصالح الصانع الصبور العالم الغافر الغيور الكفيل المتَّكَل المسَبَّح المعين المنتقم النور الهادي الواهب.
النتيجة التاسعة: الأسماء التسعة والتسعون التي وردت بنصها في الكتاب المقدس، منها أيضا عشرون اسما متفقة مع ضوابط الإحصاء التي تقدمت، وهي أسماء لم ترد في الإسلام بنصها، ولا يصح تسمية الله بها عند المسلمين، ولكن يصح إطلاقها على الله من باب الأوصاف والأفعال والإخبار، وهي مرتبة أبجديا ألف بائيا كما يلي: الباقي الدائم الراضي الرهيب العادل العالي الفادي المانح المبارك المحارب المحب المخلص المخوف المرهوب المعبود المغدق المنجي المنعم المنقذ الموجود، وكثير من هذا الأسماء انتقل بشكل ما من النصارى إلى ألسنة عوم المسلمين.
النتيجة العاشرة: لا ندعي أن تلك الأسماء لا تزيد شيئا ولا تنقص عن العدد المذكور في النسخ الأصلية للكتاب المقدس ...........
فى المجمل البحث يستحق القرآءة، وإن كان لأهل العلم مآخذ على هذا البحث، فلتتحفنا بها.
(2،1) لا أعلم لهم أصل فى الأسماء المطلقة ولا المقيدة.
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[13 - 11 - 10, 07:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
25 - اسماء الله وصفاته من مؤلفات بن القيم: عماد زكى البارودى (ط التوفيقية)
اضغط هنا ( http://s203841464.onlinehome.us/waqfeya/books/01/0026.rar)
26- المرتبع الأسنى في رياض الأسماء الحسنى: عبدالعزيز الداخل جمعه من كتب ابن القيم (لا أعلم هل طبع أم لا؟)
( http://www.afaqattaiseer.com/murtaba.rar)
29- أسماء الله الحسنى: عبد الله الغصن (ط الوطن)
الكتاب ( http://www.archive.org/download/ekmkekmk/aah.pdf)
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/430)
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[13 - 11 - 10, 07:28 م]ـ
27 - منهج ابن القيم فى شرح الأسماء الحسنى: مشرف الغامدي (ط ابن الجوزى) ( http://www.mediafire.com/file/0mognjygn20/)
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[15 - 11 - 10, 09:35 م]ـ
كل عام وأنتم فى أحسن حال؛
تقبل منا ومنكم؛
عيد مبارك عليكم يا أهل الحديث.
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[22 - 11 - 10, 05:45 م]ـ
22 - كتاب الأسماء الحسنى والصفات العلى: عبدالهادي بن حسن وهبي (ط دار الدليل الأثرية) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/://www.waqfeya.com/book.php?bid=5406)
23- جهود الامام ابن القيم الجوزية في اثبات الاسماء والصفات: د. وليد العلي (ط دار البشائر الاسلامية) ( http://www.waqfeya.com/book.php?bid=5407)(66/431)
تعرف على الصوفية عن طريق سؤال و جواب
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 10:43 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته , وصلى الله على رسوله وعلى آله و صحبه
كثر الحديث على التصوف بين مادح ومدافع عنه وبين ذام , فتلبس الأمر على كثير من الشباب لدى أحببت أن أجمع هذا الموضوع حتى لا ينخدع احد بالصوفية, وجعلته على شكل سؤال رمزت له ب س ,و جواب رمزت له ب ج, وحاولت الاختصار قدر المستطاع حتى لا أمل القارئ.
اقتباس
قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس:إذا نظروا في باب الاعتقاد تفلسفوا وإذا نظروا في باب التزهد ترهبنوا
قال شيخ الإسلام في الفتاوى: فأخذوا مخ الفلسفة، وكسوه لحاء الشريعة.
س: كيف تناظر صوفيا؟
ج: لا تناقش معه الفروع , لكن ابدأ بالأصول لهدمها فمثلا ناقش معه مصادر التلقي عند الصوفية و قارنها بمصادر أهل السنة و الجماعة تجد اختلافا كبيرا, وهكذا تناقش كل من خالف الحق.
س: لماذا ننتقد الصوفية و نترك اليهود و النصارى و غيرهم من الملحدين؟
ج: الصوفية أمرهم يخفى على كثير من الناس فهم يلبسون ثياب الزهد ليخفوا به عقيدة فاسدة, فهم يهدمون حصوننا من الداخل, كما أنهم يدعون الناس إلى عبادة القبور و الاستغاثة بها و هذا شرك أكبر.
س: لماذا يلتبس أمر الصوفية على كثير من الناس؟
ج: لأنهم يستعملون التقية؟
روى الكلاباذي عن الجنيد أنه قال للشبلي:
نحن حبّرنا هذا العلم تحبيرا , ثم خبأناه في السراديب , فجئت أنت , فأظهرته على رؤوس الملأ.
فقال: أنا أقول وأنا أسمع , فهل في الجارين غيري
و نقل الشعراني عن سيده محمد الحنفي أنه قال:
وهاهنا كلام لو أبديناه لكم لخرجتم مجانين لكن نطويه عمن ليس من أهله
س: كيف بدأ التصوف؟
ج: كان مبدأ التصوف من أناس من البصرة أرادوا التقرب إلى الله فجاء زهدهم مخالفا لزهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
س: هل مدح شيخ الإسلام ابن تيمية التصوف؟
ج: شيخ الإسلام لم يمدح التصوف , و إنما وصف أناسا من البصرة من الزهاد و قال إن في كلامهم ما يقبل ويرد.
فقد قال في الفتاوى: من جعل طريق أحد من العلماء و الفقهاء أو طريق أحد العباد أو النساك خيرا من طريق الصحابة فهو مخطئ ضال مبتدع.
س: مما أشق اسم التصوف؟
ج: اختلف الصوفية وكل من بحث في التصوف عن اشتقاقه , إلى عدة أقوال حتى قال الشبلي: هذا الإسم الذي أطلق عليهم اختلف في أصله وفي مصدره.
س: ما هو التصوف؟
ج: الاختلاف في التصوف أكتر من الاختلاف في اشتقاقه , وقد ذكروا له أكثر من عشرين قولا , مما يدل على أنه من عند غير الله.
س: ما الفرق بين الزهد و التصوف؟
ج: قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس: فالتصوف مذهب معروف يزيد على الزهد ويدل على الفرق بينهما أن الزهد لم يذمه أحد وقد ذموا التصوف.
س: فهل يوجد تصوف سني؟
ج: لا يخلو التصوف أن يكون من الإسلام فالواجب التعبير بالألفاظ التي جاءت بها الشريعة مثل الإسلام و الإيمان و الإحسان, وإما أن يكون دخيلا على الإسلام وهو الصحيح كما سأبينه.
س: بماذا تأثر التصوف؟
ج: تأثر التصوف بعدة ديانات نذكر منها:
*الديانات الهندية مثل البوذية و البراهمة: أخذوا منها التقشف, و السياحة في الأرض و العري و الخلوة , وإتباع شيخ عارف.
*الفلسفة اليونانية: أخذوا منها الكشف و الذوق و الوجد وتنقية النفس لتصل إلى الملأ الأعلى.
*ديانات الفرس: أخذوا منها علم الباطن وتعظيم الولي لأن الفرس يعظمون ملوكهم.
*اليهودية: أخذوا منها البناء على القبور و زخرفتها والذكر بالمزامير و الخرافة مثل وؤيو الله و الملائكة.
*النصرانية: أخذوا منها التبتل , و الخلوة و الامتناع عن الزواج و لبس الخرقة و اتخذ الزوايا و التكايا و و الخانقاوات.
*الروافض: أخذوا منهم عصمة الولي و الأخذ عن الله مباشرة و علم الباطن و الظاهر و العام والخاص يعني أن الله يخص بعض الأولياء بالعلم اللدني
س: كم عدد الطرق الصوفية؟
ج: لا أستطيع حصرها لأنه كلما أدعى شخص أنه ولي أو أنه خاتم الأولياء اتخذ طريقة و زعم أن طريقته هي التي توصل إلى الجنة, و دعى إليها مريديه, و من هذه الطرق التيجانية و البوتشيشية و النقشبندية و القادرية , و الخلوتية و الملامتية .........
س: ما أفضل هذه الطرق؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/432)
ج: كل هذه الطرق تلتقي في ابن عربي الحاتمي صاحب وحدة الوجود, التي تقطر كتبه بالكفر, فهو شيخهم الأكبر و كبريتهم الأحمر, فهم يترضون عنه و يدعون الشباب لقراءة كتبه.
س: ما موقف العلماء من ابن عربي؟
ج: العلماء اتجاه ابن عربي ثلاثة أصناف:
*من قرأ كتبه وعرف ما فيها من الكفر فهؤلاء كفروه ,وللمزيد أنظر كتابي برهان الدين البقاعي مصرع التصوف و تنبيه الغبي إلى كفر ابن عربي
*من قرأ كتبه وعرف ما فيها وهو يدافع عنها , فهذا يدافع عن الكفر.
*من لم يقرأ كتبه وهو يدافع عنه فهذا قد يكون معذورا.
- س: هل نتأول كلام ابن عربي:
*ج: قال الشيخ القونوي: إنما يؤول كلام المعصومين
- س: ما هي مصادر التلقي عند الصوفية:
ج:*العلم اللدني
*لقاء الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة
*لقاء الخضر
*الهواتف والمنامات.
*الأحاديث الموضوعة , فإذا سمعت حديثا موضوعا ابحث في كتب الصوفية تجده.
*كلامهم للملائكة.
*حدثني قلبي عن ربي فهو أعلى سند عندهم ولا أدري ماذا يسميه المحدثون , لأن القلب لم يأت ذكره في كتب الجرح و التعديل. فهم يزعمون تكليم الله قال الشعراني عن الجنيد أنا منذ ثلاثين سنة أكلم الله.
س: إلى من تنتهي سلاسل الصوفية؟
ج: أغلب السلاسل الصوفية تنتهي إلى علي رضي الله عنه (أما كرم الله وجهه , و أمير المؤمنين فهي من الألفاظ التي تسربت لبعض أهل السنة من الرافضة).
س: و لماذا علي بن أبي طالب؟
هذا من تسربات الرافضة للصوفية ,و لأعتقادهم فيه اختصاصه بعلم لم يختص به أحد من الصحابة.
س:ما هو الذكر عند الصوفية؟
ج: الصوفية يأخذون ذكرهم من شيوخهم , فكل طريقة لها ذكر مخصوص , و لا يصح للمريد أن يذكر ذكرا حتى يأذن له الشيخ.
س: هل الزوايا و التكايا و الخانقاوات أمر بها الإسلام
ج: أمر الله بالمساجد أن ترفع و يذكر فيها اسمه أما الزاوايا و غيرها فهي مخالفة للدين من ستة أوجه ذكرها ابن الجوزي في تلبيس إبليس
س:كيف تنال الولاية عند الصوفية؟
ج:تنال الولاية عند الصوفية بالجوع و العري وقلة النوم و تعذيب النفس و رياضات أخرى
س: لماذا لجأ الصوفية لعلم الباطن؟
ج: لأنهم لم يجدوا لطرقهم دليلا من الكتاب و السنة , فلجئوا لعلم الباطن , لأن المبتدع يعتقد ثم يستدل , و لتأويل أقوالهم الكفرية التي نطق بها كبراؤهم.
س: هل يعلم الصوفية الغيب؟
ج: لم يكتف بعض الصوفية بمعرفة الغيب بل منهم من ادعى معرفة الأشياء الخمسة التي استأثر الله بعلمها:
ونقلوا عن الشبلي أنه قال:
لو دبت نملة سوداء على صخرة صماء في ليلة ظلماء ولم أشعر بها أو لم أعلم بها لقلت أنه ممكور بي.
وقد سْل عبد العزيز الدباغ عن الخمس الأشياء التي استأثر الله بعلمها هل يعلمها الرسول صلى الله عليه وسلم فأجاب.
كيف يخفى أمر الخمس عليه والواحد من أهل التصوف من أمته الشريفة لا يمكنه التصرف إلا بمعرفة هذه الخمس
س: هل يفرق الصوفية بين النبوة و الولاية؟
ج: لا يفرق الصوفية بينهما بل ادعى بعض الغلاة تفضيل الولي على النبي:
مقام النبوة في برزخ **************فويق الرسول ودون الولي
س:ماذا يعتقد المريدون في أوليائهم:
*العصمة: قال أبو الحسن الشاذلي إن من خواص القطب إمداد الله له بالرحمة والعصمة والخلافة والنيابة.
*وجوب اتخاذ شيخ عارف: قال الشعراني: ومن ادعى الطريق بلا شيخ كان شيخه إبليس
*رفع التكليف على أوليائهم
س:كيف يرهب الصوفية مريدهم؟
ج: سأكتفي بنقل قصة واحدة:
كان لبعض الأشياخ مجلس يفسر فيه القرآن العظيم فأبدله بمجلس قوال , فقال مريد بقلبه: كيف يبدل مجلس القرآن بمجلس قوال؟
فناداه الشيخ: يا فلان , من قال لشيخه: لم , لم يفلح. فقال المريد: التوبة.
س:هل يعتقد الصوفية التناسخ؟
ج: ذكره الشعراني عن صوفي أنه ظهر لأعدائه في هيئة أسد عظيم.
وكذلك ذكر المنوفي في جمهرته صوفيا كان يظهر في مظهر السباع والفيلة
س: ما هي مراتب الصوفية؟
*الغوث وهو موضع نظر الله من العالم في كل زمان و مكان وسمي بذلك لأنه يغيث الناس.
*الإمامان أحدهما يمين الغوث و الآخر عن يساره
*الأوتاد الأربعة.
*الأقطاب السبعة
*الأبدال الأربعين
*النجباء الثلاث مائة
وقد يختلف هذا الترتيب من صوفي لآخر.
انتهى
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 11:18 ص]ـ
المراجع
تلبيس إبليس ابن الجوزي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/433)
نظرات في التصوف على ضوء الكتاب و السنة أحمد حفو
التصوف المنشأ و المصدر إحسان إلهي ظهير
فتاوى شيخ الإسلام
إبطال القول بوحدة الوجود علي القاري
كتب الصوفية
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[30 - 10 - 10, 12:22 م]ـ
إليكم طائفة من الخرافات التي يسميها الصوفية كرامات عسى أن تزرع البسمة على وجوهكم -وشر البلية ما يضحك-
ولي الله الشرير
ذكر النبهاني في كتابه جامع كرامات الاولياء الجزء الثاني صفحه 20
عن شيخه الشعراني عن معاصره الولي الصوفي حبيب المجذوب
يقول الشعراني ((ان سيدي حبيب المجذوب ليس له كرامه الا في اذي الناس .... وكان كلما نظر الي
اذا مررت عليه حصل عندي قبض عظيم. ولم ازل ذلك النهار كله في تكدير.
فلما مات قال سيدي علي الخواص .. الحمد لله علي ذلك))
ولي الله المتمدد والمنكمش
ذكر النبهاني في كتابه جامع كرامات الاولياء الجزء الثاني ص23 عن تارك الصلاه
الولي حسن قضيب البان الموصلي
((قال السراج .. عن الشيخ العارف ابي الحسن علي القرشي دخلت علي الشيخ قضيب البان الموصلي
ببيته بالموصل فرائيته ملءالبيت فهالني ما رائيت من نموه الخارق ثم خرجت وعدت فرائيته في زاويه من زوايا البيت مثل العصفور ثم خرجت ثم عدت فرائيته كالعاده فسالته عن المرتين فقال ارئيت ذلك؟ قلت نعم
قال لابد ان تعمي فعمي قبل وفاته بقليل ((
--- ولي الله الفخاري
ذذكر نفس المصدر في ص 30
(قال صاحب (الوحيد) ---- من القوم من كان يخلي جسده ويصير كالفخار لا روح فيه
كما اخبرني عيسي بن مظفر عن الشيخ شمس الدين الاصبهاني الذي كان مدرسا وحاكما في قوص
ان رجلا كان يخلي نفسه ثلاثه ايام ثم يعود كما كان)
كلب يلبس زي الصوفية
قال الشعراني: ومنهم أبو محمد عبد الرحيم المغربي القناوي رضي الله عنه
!! وهو مِن أجلاء مشايخ مصر المشهورين وعظماء العارفين، صاحب الكرامات
الخارقة والأنفاس الصادقة له المحل الأرفع من مراتب القرب والمنهل العذب…
ومرّ مرَّةً عليه كلبٌ فقام له إجلالاً!! فقيل له في ذلك؟ فقال: رأيتُ في عنقه
خيطاً أزرق من زي الفقراء - أي: الصوفية- …ا. هـ. (طبقات الشعراني (1/ 57)
الكشف (ص445)
ولي متحضر مثل الغرب يسير والكلب في يده حتى في المسجد
قال الشعراني: ومنهم -أي: الأولياء- الشيخ أبو الخير الكليباتي رضي الله
عنه!! كان رضي الله عنه!! من الأولياء المعتقدين وله المكاشفات العظيمة مع
أهل مصر وأهل عصره… وكان أغلب وقته واضعاً وجهه في حِلَق الخلاء في ميضأة
جامع الحاكم!! ويدخل الجامع بالكلاب!!!.ا. هـ (طبقات الشعراني [2/ 143]،
الكشف [ص439]).
سأترك لكم وضع عنوان لهذه الكرامة
- قال الشعراني: ومنهم سيدي يوسف العجمي الكوراني رضي الله عنه!! وهو أول
مَن أحيا طريقة الجنيد رضي الله عنه!! بمصر… ولقد وقع بصره يوماً على كلبٍ،
فانقادتْ إليه جميعُ الكلاب، إنْ وقفَ وقفوا، وإنْ مشى مشَوا وأعلموا الشيخَ بذلك،
فأرسل خلف الكلب، وقال: (اخسأ) فرجعتْ عليه الكلابُ تعضُّه حتى هرب منها.
ووقع له مرةً أخرى: أنَّه خرج من خلوة الأربعين!! فوقع بصره على كلبٍ، فانقادتْ
إليه جميعُ الكلابِ، وصار النَّاس يهرعون إليه (إلى الكلب) في قضاء حوائجهم،
قال ابن عجيبة: كان الشيخ الفقيه عبد الرحمن بن سعيد من الفقهاء
والعلماء العاملين بينما هو يمشي في يومٍ شاتٍ كثيرِ الطين، فاستقبله كلبٌ يمشي
على الطريق التي كان عليها.
قال من رآه: رأيتُ الشيخ قد لصق بالحائط، وعمل للكلبِ طريقاً، ووقف ينتظره
ليجوز، فلما قرب منه الكلبُ، ترك مكانه الذي كان فيه ونزل أسفل، وترك الكلبَ
يمشي فوقه!! قال: فلما جاوز الكلب وصلتُ إليه فوجدتُه وعليه كآبة! فقلت له:
يا سيدي! رأيتُك الآن صنعتَ شيئاً استغربتُه! كيف رميتَ بنفسك في الطين وتركتَ
الكلبَ يمشي في الموضع النقي، فقال لي: بَعْدَ أَن عَملتُ له طريقاً تفكرتُ وقلتُ:
ترفَّعتُ على الكلبِ وجعلتُ نفسي أرفع منه؟! بل هو والله أرفع مني وأولى
بالكرامة!! لأني عصيتُ الله وأنا كثير الذنوب … وأنا الآن أخاف من الله ألا
يعفو عني لأني رفعتُ نفسي على مَن هو خير مني…ا. هـ (إيقاظ الهمم [335،338]
الكشف [ص477]).
أنعم صباحا يا سيادة الخنزير
قال أبو الهدى!! الرفاعي الخالدي الصيادي: وكان (أحمد الرفاعي) يبتدئ من
لقيه بالسلام، حتى الأنعام والكلاب!! وكان إذا رأى خنزيراً يقول له: أَنْعِم
صباحاً، فقيل له في ذلك، فقال: أعوِّد نفسي الجميل. ا.هـ. (قلادة الجواهر
[ص148]. الكشف [ص506]).
كرامة غريبة من نوعها
ذكر العلامة أحمد بن حسن العطاس عن أحد الأولياء المجاذيب مايلي:
(وكان بمكة عند باب السلام واحد من المجاذيب، وإذا خرج أحد من الناس ذكرا كان أو أنثى قبض على فرجه، ومن قبض على فرجه ذلك المجذوب لم يعص الله أبدا) .. !!
[مجموع كلام الحبيب أحمد بن حسن العطاس، لمحمد عوض بافضل ص 72] .. !!
ولي يعرف عدد أهل الجنة فاقرأ رعاك الله
قال المحدّث الصوفي أحمد بن صديق الغماري، في كتابه: جؤنة العطار في طرف الفوائد ونوادر الأخبار، مانصّه:
((قال العارف الشعراني رضي الله تعالى عنه في مقدمة كتابة (الفلك المشحون في أن التصوف هو ماتخلق به العلماء العاملون) في ترجمة أفضل الدين رضي الله تعالى عنه وكان يعرف أصحاب الجنة برؤية وجوههم وأهل النار برؤية وجوههم من غير رؤية أعمالهم .. فقلت له " متى عرفت ذلك " قال: من يوم (ألست بربكم) .. فقلت له: " فما عدد أهل الجنة الذين لاتمسهم النار .. ؟؟ فقال "مايحصل من ضرب ألف ألف في ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف تسع مرات وسدس في مثلها لايزيدون واحداً ولاينقصون .. فقلت:" فماعدد من يدخل النار من الكفار والموحدين .. ؟ فقال: هذا غيب لايعلمه إلا الله عز وجل ... )) انتهى من الجؤنة.
منقول من منتدى الشيخ فواز زمرلي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/434)
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 12:26 م]ـ
جزاك الله خيرا , ولي العزم أن أجمع القصص الغريبة للصوفية فهل ممكن المساعدة جزاك الله خيرا
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 08:07 م]ـ
جزاك الله خيرا , ولي العزم أن أجمع القصص الغريبة للصوفية فهل ممكن المساعدة جزاك الله خيرا
أبشر إخوانك في شبكة صوفية حضرموت سيساعدونك ويمدونك بالوثائق التي تريد
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 08:14 م]ـ
جزاك الله خيرا فأنا أكره الصوفية أفسدوا عقائد الناس ,وأضلوا الشباب إن كان عندك وثائق فالمرجو مساعدتي بها
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 08:42 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله في مجهودك يا أخي الحبيب
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 08:43 م]ـ
المرجو من عنده مراجع في التصوف أن يمدني بها و له الأجر
ـ[هيثم الجمل]ــــــــ[31 - 10 - 10, 01:11 ص]ـ
أدام الله بكم النفع
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 01:34 ص]ـ
لازال هناك المزيد إن شاء الله
ـ[أبو مصعب الروقي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 01:19 م]ـ
بوركتم
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 07:19 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 08:54 م]ـ
الإجتهاد ليس دليلا على الإستقامة فالخوارج أكثر إجتهادا من الصوفية و رغم ذلك هم كلاب النار, فالعبرة بالإتباع قال تعالى ليبلوكم أيكم أحسن عملا وليس أكثر عملا فتنبه رعاك الله
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 09:29 م]ـ
إذا كان الإنسان قد اجتهد في العبادة فأخطأ جهلا فقد يثاب على اجتهاده , ولكن يجب التنبيه على خطإه حتى لا يغتر به العوام, فإذا صححنا مذهب الصوفية فلماذا لا نصحح مذهب الخوارج و الجهمية و المعتزلة؟ فالكل مجتهد أما أنهم أصحاب اليمين أو من القربين فذلك علمه عند الله,
قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس
....... فان كان ذلك صحيحا عنهم توجه الرد عليهم إذ لا محاباة في الحق وإن لم يصح عنهم حذرنا من مثل هذا القول وذلك المذهب من أي شخص صدر فأما المشبهون بالقوم وليسوا منهم فأغلاطهم كثيرة ونحن نذكر بعض ما بلغنا من أغلاط القوم والله يعلم أننا لم نقصد ببيان غلط الغالط إلا تنزيه الشريعة والغيرة عليها من الدخل وما علينا من القائل والفاعل وإنما نؤدي بذلك أمانة العلم وما زال العلماء يبين كل واحد منهم غلط صاحبه قصدا لبيان الحق لا لإظهار عيب الغالط ولا اعتبار بقول جاهل يقول كيف يرد على فلان الزاهد المتبرك به لأن الانقياد إنما يكون إلى ما جاءت به الشريعة لا إلى الأشخاص وقد يكون الرجل من الأولياء وأهل الجنة وله غلطات فلا تمنع منزلته بيان ولله واعلم أن من نظر إلى تعظيم شخص ولم ينظر بالدليل إلى ما صدر عنه كان كمن ينظر إلى ما جرى على يد المسيح صلوات الله عليه من الأمور الخارقة ولم ينظر إليه فادعى فيه الالهية ولو نظر إليه وأنه لا يقوم إلا بالطعام لم يعطه إلا ما يستحقه
وقد أخبرنا اسماعيل بن أحمد السمرقندي باسناد إلى يحيى بن سعيد قال سألت شعبة وسفيان بن سعيد وسفيان بن عيينة ومالك بن أنس عن الرجل لا يحفظ أو يتهم في الحديث فقالوا جميعا يبين أمره وقد كان الامام أحمد بن حنبل يمدح الرجل ويبالغ ثم يذكر غلطه في الشيء بعد الشيء وقال نعم الرجل فلان لولا أن خلة فيه وقال عن سري السقطي الشيخ المعروف بطيب المطعم ثم حكى له عنه أنه قال أن الله عز وجل لما خلق الحروف سجدت الباء فقال نفروا الناس عنه.
ـ[أبو لين السوري]ــــــــ[31 - 10 - 10, 09:55 م]ـ
السلام عليكم:
أقتبس:
اليهودية: أخذوا منها البناء على القبور و زخرفتها والذكر بالمزامير و الخرافة مثل وؤيو الله و الملائكة. ((أنتهى))
بارك الله بك أستسمح أخي أبو عبد البر طارق الدامي بذكر قصة صغيرة
حدثت معنّا,,,
لي أخت مريضة بمرض يسمى ((التوحيد)) مرض له إختلافات بالدرجة ,,
والحمد لله هي من أخف الدرجات أسأل الله تعالى أن يشفيها,,,
فأنتم أدرى قلب الوالدين على أولادهم ومدى الألم الذي في القلب00
في إحدى المرات ذكر أبي قصتها أمام صديق له فنصحه صديقه بزياة الى شيخ ((صوفي)) عندنا في سوريا وإن أحببتم أذكر أسمه,,
فوالدي كالغريق المتعلق بقشة؟!
ذهبوا ليكتب لها أو يقرأ عليها كما ذكروا أنه يشفي!!!! العياذ بالله
عند وصولهم قالوا المريدين الموجودين هناك لأبي أنزل على يديك ورجليك أولا وقم بزيارة قبر والد الشيخ ومن ثم أذهب للشيخ وحاجتك مقضية؟!
فرفض أبي هذا الهراء وتركهم وهو منكر هذا,,,بعد أيام أرسلوا لأبي أنك إنسان مغضوب عليه ولا تتوفق بحياتك ومصيرك جهنم وبئس المصير يا ((وهابي ياسلفي ياملعون يامنكر أولياء الله الصالحين))؟!
أعتذر للإطالة وقد لا يكون هذا يخص الموضوع,,,فقط احببت أن أشارك مع أخي أبو عبد البر بارك الله به
السلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/435)
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:07 م]ـ
جزاك الله خيرا فقد قرأت هذا الكلام , و كادت الدموع تخرج من عيني, ألهذا وصل أمر المسلمين , ماذا ترك الصوفية لله, و هل جهنم بيد الشيخ , هناك بحث قمت به عنوانه مرة قالوا ساحر .... فقد يفيدك
ـ[أبو لين السوري]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:28 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك
هل لي بالرابط,,,تفضلا
وألتمس العذر منكم بخروجي عن سياق الموضوع
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:36 م]ـ
ستجد الموضوع في الأعلى إذهب إلى مشاركات جديدة
ـ[أبو لين السوري]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:44 م]ـ
وجدته وأضفت الإشتراك به
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:48 م]ـ
و أنت من أهل الجزاء ,عليك بالشيخ دمشقية فإني أحبه كثيرا و إذا لقيته أبلغه السلام مني لا تنس
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 11:01 م]ـ
الحجة في ما قاله الله و رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - و ليس في كلام أحد , الخوارج يحقر أحدنا صلاته أمام صلاتهم و هم أشد الناس عبادة و رغم ذلك كما قال الذي لاينطق عن الهوى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هم كلاب النار فهل نفعتهم كثرة العبادة مع سوء المعتقد. فهل نأخذ بكلام المعصوم أم بكلام ابن تيمية. أما ابن تيمية فاقرأ له كتاب الفرقان بين أولياء الرحمان و أولياء الشيطان. فكلام ابن تيمية مجمل مفصل في كلام آخر. فهل ابن تيمية مدح التصوف؟
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 11:29 م]ـ
الإمام مدح ناسا زهادا أرادو الزهد فأخطؤوا , و أين هذا الكلام حتى أرجع له و ماذا تقول في هذاالكلام لابن تيمية:
وهو الذي يبتلي به كثيرا - إما اعتقادا وإما حالا - طوائف من الصوفية والفقراء حتى يخرج من يخرج منهم إلى الإباحة للمحرمات وإسقاط الواجبات ورفع العقوبات وإن كان ذلك لا يستتب لهم وإنما يفعلونه عند موافقة أهوائهم كفعل المشركين من العرب ثم إذا خولف هوى أحد منهم قام في دفع ذلك متعديا للحدود غير واقف عند حد كما كانت تفعل المشركون أيضا. إذ هذه الطريقة تتناقض عند تعارض إرادات البشر
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 06:16 م]ـ
لماذا حذفت مشاركاتك و خرجت من الميدان , أجبنت على المواجهة , لماذا لم تجب على الأسئلة التي طرحتها عليك
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[16 - 11 - 10, 12:21 م]ـ
اخي الكريم صاحب الموضوع
قلت ان
- أغلب السلاسل الصوفية تنتهي إلى علي رضي الله عنه (أما كرم الله وجهه , و أمير المؤمنين فهي من الألفاظ التي تسربت لبعض أهل السنة من الرافضة).
ممكن توضح لي قولك في لفظة امير المؤمنين انها من الالفاظ التي تسربت لبعض اهل السنة من الرافضة.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[16 - 11 - 10, 12:38 م]ـ
جزاك الله خيرا على اهتمامك بالموضوع , وعلى فطنتك, و هذا مما يدل على ذكائك , أما عن أمير المؤمنين فالروافض الإثنا عشرية يعتقدون أن الأئمة 12 إمام و أولهم علي , فإفراد لقب الإمام لعلي دون أبو بكر و عمر و عثمان , مما يرسخ هذه العقيدة , فأنا لا أقول إن علي ليس بإمام بل هو إمام لكن كما قلت إفراد اللقب لعلي فقط مما تميز به الروافض , و قد جاء في شرح بلوغ المرام أن الشيخ العثيمين قد تكلم على السجود على سجادة بحجم وجه المصلي و قال هذا من شعار الروافض فليجتنب, و كما جاء في الآية يا أيها الذين آمنو ا لا تقولوا راعنا ....... الآية فلما كان اليهود يقصدون براعنا الرعونة نهاهم الله عنها , رغم أن راعنا قصد بها المسلمون راعي أحوالنا راجع تفسير ابن كثير
وفقك الله أخي أبو سعد
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[16 - 11 - 10, 10:46 م]ـ
س: لماذا يلتبس أمر الصوفية على كثير من الناس؟
ج: لأنهم يستعملون التقية؟
روى الكلاباذي عن الجنيد أنه قال للشبلي:
نحن حبّرنا هذا العلم تحبيرا , ثم خبأناه في السراديب , فجئت أنت , فأظهرته على رؤوس الملأ.
فقال: أنا أقول وأنا أسمع , فهل في الجارين غيري
و نقل الشعراني عن سيده محمد الحنفي أنه قال:
وهاهنا كلام لو أبديناه لكم لخرجتم مجانين لكن نطويه عمن ليس من أهله
لو لم يكن في كلامك غير هذا لاكتفى به العالم.
ولو لم يكن في كلامك هذا لما كان فيه فائدة تذكر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/436)
جزاك الله خيرا .. لقد كانت لدي رغبة في عمل مثل هذا من قبل لكن لم تكن لدي القدرة الانية أو الوقت الكافي له.
لكن لا تزال لدي فكرة أخرى ويسعدني عرضها لعل أحد ما يقوم بها أو يطورها.
الفكرة هي في عمل مجموعة مقالات عن التصوف والصوفية كالتالي:
تعرف على الصوفية في 5 دقائق
تعرف على الصوفية في 10 دقائق
تعرف على الصوفية في نصف ساعة
تعرف على الصوفية في ساعة واحدة فقط
تعرف على الصوفية في يوم واحد فقط
يمكن أيضا عمل رسالة صغيرة بعنوان:
تعرف على الصوفية في أسبوع
ويخصص كل فصل (يوم!) لباب مهم من أبواب التصوف.
قاعدة:
أي عمل بدون عرض التقية الصوفية لن يكون له قيمة كبيرة سيكون عملا ناقصا!! وبناء قابلا للهدم!!
تجربة شخصية:
كنت أعرف عن انحرافات الصوفية واعلم الفرق مجملا بين الصوفية بمعنى الزهاد و اصحاب البدع العملية وبين صوفية الرقص والفلسفة و عبادة القبور. ولكن يوما ما إلتقيت بصوفي على خلق "ظاهر" و مستوى علمي لطويلب علم. ولأنني أزدري الصوفية استغربت انتسابه للتصوف لكنه أخبرني بأنه "على صوفية الجنيد"!!
وشيئا فشيئا عرفت أن الرجل صوفي قبوري (لا يوجد صوفي غير قبوري اليوم أصلا والشاذ لا حكم له) وكان يكتم ذلك! بالاضافة إلى أنه كان يدافع عن ابن عربي بطريقة ماكرة (يجرح ويعدل)!
وكان يصرح بأنه أشعري طبعا ويخالف السلفية (بلغة علمية مؤدبة) ثم ظهر أنه كتلة حقد على أهل السنة بشكل غير عادي = من خلال مشايخه عرفت أن فودوي كوثري!
باختصار أن تبين أن الصوفية ضلال فيأتي الصوفي يقول لمن تحذره: " لا نحن على الصوفية الحقة! "
والعامي مسكين لا يعرف تقية الصوفية ولا كذبهم الصراح أحيانا. لكن عندما يعلم أن القوم يتعاملون بالتقية لن يأخذ كلامهم مأخذ الحقيقة.
التقية الاشعرية والصوفية ( http://www.asha3ira.co.cc/p/blog-page_24.html)
لي عودة إن شاء الله
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[16 - 11 - 10, 11:32 م]ـ
جزاك الله خيرا على الإهتمام بالموضوع , و على نصائحك الغالية و لكن عندي عزم على أن أعرف الروافض , ولكن مثل هذه البحوث تتطلب استقراء لمجموعة من الكتب و هذا يتطلب وقتا طويلا
أسأل الله أن يوفقني
سآخذ بنصائحك في المستقبل
ـ[أبو حذيفة الهلالي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 07:35 م]ـ
السلام عليكم اخي طارق انا معك
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 07:39 م]ـ
السلام عليك أخي اقد اشتقت لك كثيرا , المرحلة التي تمر بها في الدراسة لقد مررت بها , فما عليك إلا الصبر حتى تأخذ الشهادة , و من بد حاول أن تبحث عن مهنة التدريس فهي تخول لك وقتا كافيا لطلب العلم , هل عندك طريقة أخرى للإتصال مثل سكيب فيسبوك ..........
ـ[أبو حذيفة الهلالي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 07:46 م]ـ
بارك الله فيك انا ايضا اشتقت اليك ,نعم عندي الفيسبوك و الهوتمايل
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 07:54 م]ـ
ادخل ل tarik dami أنتظرك هناك
ـ[أبو حذيفة الهلالي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 07:59 م]ـ
في فيسبوك تقصد؟
ـ[أبو حذيفة الهلالي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 08:04 م]ـ
الان دخلت
انا محب الله المسلم
ـ[أبو لين السوري]ــــــــ[23 - 11 - 10, 09:47 م]ـ
جزاك الله خيرا على الإهتمام بالموضوع , و على نصائحك الغالية و لكن عندي عزم على أن أعرف الروافض , ولكن مثل هذه البحوث تتطلب استقراء لمجموعة من الكتب و هذا يتطلب وقتا طويلا
أسأل الله أن يوفقني
سآخذ بنصائحك في المستقبل
بارك الله بك أخي الفاضل وهذا مايوفر على الكثير وأسأل الله أن ينفع بك
ويسدد خطاك
لك الثواب عند الله تعالى
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 09:54 م]ـ
إن شاء الله أخي أبو لين
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 06:57 م]ـ
لو لم يكن في كلامك غير هذا لاكتفى به العالم.
ولو لم يكن في كلامك هذا لما كان فيه فائدة تذكر.
جزاك الله خيرا .. لقد كانت لدي رغبة في عمل مثل هذا من قبل لكن لم تكن لدي القدرة الانية أو الوقت الكافي له.
لكن لا تزال لدي فكرة أخرى ويسعدني عرضها لعل أحد ما يقوم بها أو يطورها.
الفكرة هي في عمل مجموعة مقالات عن التصوف والصوفية كالتالي:
تعرف على الصوفية في 5 دقائق
تعرف على الصوفية في 10 دقائق
تعرف على الصوفية في نصف ساعة
تعرف على الصوفية في ساعة واحدة فقط
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/437)
تعرف على الصوفية في يوم واحد فقط
يمكن أيضا عمل رسالة صغيرة بعنوان:
تعرف على الصوفية في أسبوع
ويخصص كل فصل (يوم!) لباب مهم من أبواب التصوف.
قاعدة:
أي عمل بدون عرض التقية الصوفية لن يكون له قيمة كبيرة سيكون عملا ناقصا!! وبناء قابلا للهدم!!
تجربة شخصية:
كنت أعرف عن انحرافات الصوفية واعلم الفرق مجملا بين الصوفية بمعنى الزهاد و اصحاب البدع العملية وبين صوفية الرقص والفلسفة و عبادة القبور. ولكن يوما ما إلتقيت بصوفي على خلق "ظاهر" و مستوى علمي لطويلب علم. ولأنني أزدري الصوفية استغربت انتسابه للتصوف لكنه أخبرني بأنه "على صوفية الجنيد"!!
وشيئا فشيئا عرفت أن الرجل صوفي قبوري (لا يوجد صوفي غير قبوري اليوم أصلا والشاذ لا حكم له) وكان يكتم ذلك! بالاضافة إلى أنه كان يدافع عن ابن عربي بطريقة ماكرة (يجرح ويعدل)!
وكان يصرح بأنه أشعري طبعا ويخالف السلفية (بلغة علمية مؤدبة) ثم ظهر أنه كتلة حقد على أهل السنة بشكل غير عادي = من خلال مشايخه عرفت أن فودوي كوثري!
باختصار أن تبين أن الصوفية ضلال فيأتي الصوفي يقول لمن تحذره: " لا نحن على الصوفية الحقة! "
والعامي مسكين لا يعرف تقية الصوفية ولا كذبهم الصراح أحيانا. لكن عندما يعلم أن القوم يتعاملون بالتقية لن يأخذ كلامهم مأخذ الحقيقة.
التقية الاشعرية والصوفية ( http://www.asha3ira.co.cc/p/blog-page_24.html)
لي عودة إن شاء الله
كان الله في عونك أخي ونفع بك
عن التقية الصوفية والرافضية
التقيَة
من الكتاب الفذ:
التصوف المنشأ والمصادر
الشيخ العلامة المجاهد: إحسان إلهي ظهير (رحمه الله)
حمل الكتاب: من هنا ( http://www.saaid.net/book/3/692.zip)
الجزء الأول: التقية عند الروافض
من أهم المبادئ الشيعية وأسسهم ومعتقداتهم الإخفاء والكتمان، وإظهار ما لا يعتقدونه في السر، وإعلان ما يبطنون خلافه، وهذا من أخطر ما يؤمن به الشيعة، ويميزهم من الطوائف المسلمة الأخرى، ويحول بينهم وبين الالتقاء بهم، لأنه لا يعلم ظاهرهم من باطنهم، وكذبهم من صدقهم، كما قال السيد محب الدين الخطيب:
(وأول موانع التجاوب الصادق بالإخلاص بيننا وبينهم ما يسمونه التقية، فإنها عقيدة دينية تبيح لهم التظاهر لنا بغير ما يبطنون، فينخدع سليم القلب منا بما يتظاهرون له به من رغبتهم في التفاهم والتقارب، وهم لا يريدون ذلك ولا يرضون به ولا يعملون له) [1] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn1) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(النفاق والزندقة في الرافضة أكثر منه في سائر الطوائف، بل لا بد لكل منهم من شعبة نفاق، فإن أساس النفاق الذي بني عليه الكذب، وأن يقول الرجل بلسانه ما ليس في قلبه كما أخبر الله تعالى عن المنافقين: أنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم.
والرافضة تجعل هذا من أصول دينها وتسميه التقية، وتحكي هذا عن أئمة أهل البيت الذين برأهم الله عن ذلك حتى يحكوا ذلك عن جعفر الصادق أنه قال: التقية ديني ودين آبائي، وقد نزّه الله المؤمنين من أهل البيت وغيرهم عن ذلك، بل كانوا من أعظم الناس صدقا وتحقيقا للإيمان، وكان دينهم التقوى، لا التقية) [2] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn2) .
فهناك روايات كثيرة فوق الحصر، التي أوردها الشيعة في كتبهم لاعتناق هذه العقيدة من أئمتهم المعصومين، ونحن أوردنا العديد منها في كتابنا الشيعة والسنة، وخصصنا بابا مستقلا لبيان هذا المبدأ وأهميته عند القوم، كما عقدنا فصلا مستقلا في كتابنا الجديد (بين الشيعة وأهل السنة) لهذا الموضوع، فمن أراد التعمق والتفصيل فليرجع إليهما، ولكن نذكر هنا روايتين عن القوم:
روى الكشي عن حسين بن معاذ بن مسلم النحوي: (عن أبي عبد الله (ع) قال:
(قال لي (أبو عبد الله): بلغني أنك تقعد في الجامع، فتفتي الناس؟ قال: قلت: نعم، وقد أردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج أني أقعد في الجامع، فيجيء الرجل، فيسألني عن الشيء فإذا عرفته بالخلاف أخبرته بما يقولون ... قال (أي معاذ بن مسلم) فقال لي (أبو عبد الله): اصنع كذا، فإني اصنع كذا) [3] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn3).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/438)
ورواية أخرى رواها الكليني عن جعفر أنه قال لأصحابه معلى بن خنيس: (يا معلى، أكتم لأمرنا ولا تذعه، فإنه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزه الله به في الدنيا، وجعله نورا بين عينيه في الآخرة، يقوده في الجنة.
يا معلىّ، من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذله الله به في الدنيا، ونزع النور من بين عينيه في الآخرة، وجعله ظلمة تقوده إلى النار.
يا معلى، إن التقية من ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له) [4] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn4) .
وعلى ذلك قال صدوقهم ابن بابويه القمي:
(اعتقادنا في التقية أنها واجبة، لا يجوز رفعها إلى أن يقوم القائم، ومن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الإمامية، وخالف الله ورسوله والأئمة) [5] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn5) .
وقال مفيدهم:
(التقية كتمان الحق وستر الاعتقاد فيه، ومكاتمة المخالفين، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررا في الدين أو الدنيا، وفرض ذلك إذن علم بالضرورة أو قوي في الظن) [6] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn6) .
فهذا هو معتقد الشيعة ومبدؤهم الذي اشتهروا به، وعيّروا عليه، وطعنوا فيه.
الجزء الثاني: التقية عند الصوفية
ولكن المتصوفة أخذوه بكامله عنهم، وزادوا عليهم حيث اتهموا رسول الله بتهمة برّأ الله ساحته عنها بقوله: {وما هو على الغيب بضنين} [7] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn7) .
واستندوا بحديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع علمهم بأنه هو القائل: (من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) [8] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn8) .
فقالوا:
(أمر الله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بكتم أشياء مما لا يسعه غيره للحديث المروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: أوتيت ليلة أسري بي ثلاثة علوم، فعلم أخذ عليّ في كتمه، وعلم خيّرت في تبليغه، وعلم أمرت بتبليغه.
فالعلم الذي أمر بتبليغه هو علم الشرائع، والعلم الذي خيّر في تبليغه هو علم الحقائق، والعلم الذي أخذ عليه في كتمه هو الأسرار الإلهية ولقد أودع الله جميع ذلك في القرآن. فالذي أمر بتبليغه ظاهر. والذي خيّر في تبليغه باطن لقوله (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) وقوله (وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق) وقوله (وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه) وقوله (ونفخت فيه من روحي) فإن جميع ذلك له وجه يدلّ على الحقائق ووجه يتعلق بالشرائع، فهو كالتخير، فمن كان فهمه إلهيا فقد بلغ ذلك، ومن لم يكن فهمه ذلك الفهم وكان مما لو فوجئ بالحقائق أنكرها، فإنه ما بلغ إليه ذلك لئلا يؤدي ذلك إلى ضلالته وشقاوته. والعلم الذي أخذ عليه في كتمه فإنه مودع في القرآن بطريق التأويل لغموض الكتم، فلا يعلم ذلك إلا من أشرف على نفس العلم أولا، وبطريق الكشف الإلهي، ثم سمع القرآن بعد ذلك، فإنه يعلم المحلّ الذي أودع الله فيه شيئا من العلم المأخوذ على النبي صلى الله عليه وسلم في كتمه وإليه الإشارة بقوله تعالى (وما يعلم تأويله إلا الله) على قراءة من وقف هنا، فالذي يطلع تأويله في نفسه هو المسمى بالله فافهم) [9] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn9) .
ويقول أبو نصر السراج الطوسي:
(إن حقائق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وما خصّه الله تعالى به من العلم، لو وضعت على الجبال لذابت إلا أنه كان يظهرها لهم على مقاديرهم) [10] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn10) .
أي لم يظهر النبي صلى الله عليه وسلم جميع العلوم التي كان قد خصه الله بها – حسب زعمهم – وذلك لأجل أن الناس لم يكونوا يقدرون على حملها ومعرفتها.
وبمثل ذلك نقل الشعراني عن سيده محمد الحنفي أنه قال:
(وههنا كلام لو أبديناه لكم لخرجتم مجانين لكن نطويه عمن ليس من أهله) [11] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn11) .
وهذا عين ما ذكره الشيعة عن جعفر بن الباقر أنه قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/439)
(إن عندنا والله سرا من سرّ الله، وعلما من علم الله، أمرنا الله بتبليغه، فبلّغنا من الله عز وجل ما أمرنا بتبليغه، فلم نجد له موضعا ولا أهلا ولا حمالة يحتملونه) [12] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn12) .
ونسبوا إلى علي رضي الله عنه أنه قال:
(إن أمرنا صعب مستصعب لا يحمله إلا عبد امتحن الله قلبه للإيمان، ولا يعي حديثنا إلا صدور أمينة، وأحلام رزينة) [13] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn13) .
أيضا (لا يحتمله ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا مؤمن أمتحن الله قلبه للإيمان) [14] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn14) .
هذا وأن الصوفية اتهموا أبا هريرة رضي الله عنه أنه قال:
(حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم جرابين من العلم: أما أحدهما فبثثته في الناس، وأما الآخر فلو بثثته لقطع مني هذا البلعوم) [15] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn15) .
كما كذبوا على عليّ بن الحسين زين العابدين أنه قال:
(يا ربّ جوهر علم لو أبوح به لقيل لي: أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي يرون أقبح ما يأتونه حسنا
إني لأكتم من علمي جواهره كي لا يرى الحق ذو جهل فيفتننا) [16] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn16) .
وقال النفزي الرندي:
(في قلوب الأحرار قبور الأسرار، والسر أمانة الله تعالى عند العبد، فافشى بالتعبير عنه خيانة، والله تعالى لا يحب الخائنين، وأيضا فإن الأمور المشهودة لا يستعمل فيها إلا الإشارة والإيماء، واستعمال العبارات فيها إفصاح بها وإشهار لها، وفي ذلك ابتذالها وإذاعتها، ثم إن العبارة عنها لا تزيدها إلا غموضا وانغلاقا، لأن الأمور الذوقية يستحيل إدراك حقائقها بالعبارات النطقية، فيؤدي ذلك إلى الإنكار والقدح في علوم السادة الأخيار.
قال أبو علي الروذباري رضي الله تعالى عنه: علمنا هذا إشارة، فإذا صار عبارة خفي) [17] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn17) .
وأما لسان الدين بن الخطيب فقال:
(حملة علم النبوة هم الذين عناهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل، قالوا: وهذا العلم هو الذي لا يجوز كشفه، ولا إذاعته ولا ادعاؤه، ومن كشفه وأذاعه وجب قتله واستحل دمه وينسبون في ذلك إلى خواص النبوة وخلفائها كثيرا كقوله:
يا ربّ جوهر علم لو أبوح به لقيل لي: أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي يرون أقبح ما يأتونه حسنا) [18] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn18).
وكان كبار المتصوفة يعملون بهذا المبدأ، ولم يكونوا يظهرون للناس علومهم وأفكارهم كما روى الكلاباذي عن الجنيد أنه قال للشبلي:
(نحن حبّرنا هذا العلم تحبيرا، ثم خبأناه في السراديب، فجئت أنت، فأظهرته على رؤوس الملأ.
فقال: أنا أقول وأنا أسمع، فهل في الجارين غيري) [19] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn19) .
ونقل الشعراني كذلك عن الجنيد أنه (كان يستر كلام أهل الطريق عمن ليس منهم، وكان يستتر بالفقه والإفتاء على مذهب أبي ثور، وكان إذا تكلم في علوم القوم أغلق باب داره، وجعل مفتاحه تحت وركه) [20] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn20) .
وأيضا روى عن الشاذلي أنه كان يقول:
(امتنعت عني الرؤيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم رأيته، فقلت: يا رسول الله، ماذ نبي؟ فقال: إنك لست بأهل لرؤيتنا لأنك تطلع الناس على أسرارنا) [21] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn21) .
والصوفية يكتمون آراءهم ومعتقداتهم عن غيرهم، ويوصون مريديهم في كتبهم ومؤلفاتهم التي كتبت للخاصة وخاصة الخاصة، فالصوفي الشهير عبد السلام الفيتوري يكتب في كتابه (الوصية الكبرى):
(إخواني، وسنذكر لكم كلاما في المغيبات لكن يجب الإمساك عنها إلا لأهله الذين يكتمونه، ولا ينبغي إظهاره للسفهاء الذين يلحقون به إلى الأمراء والجبابرة وأهل الدنيا) [22] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn22) .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/440)
وهناك نص مهم جدا ذكره الشعراني يقطع في هذا الموضوع فيقول:
وكان بعض العارفين يقول
(نحن قوم يحرم النظر في كتبنا على من لم يكن من أهل طريقتنا، وكذلك لا يجوز لأحد أن ينقل كلامنا إلا لمن يؤمن به، فمن نقله إلى من لا يؤمن به دخل هو والمنقول إليه جهنم الإنكار، وقد صرح بذلك أهل الله تعالى على رؤوس الأشهاد وقالوا:
من باح بالسرّ استحق القتل) [23] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn23) .
وقد ذكر الدباغ حكايات كثيرة عن الذين لم يكتموا السرّ فابتلاهم الله ببلايا عديدة، من القتل والصلب والحرق والعمى وغير ذلك [24] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn24) .
وكان منهم الحلاج، لأنه لم يقتل إلا لإفشاء سرّه [25] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn25) .
وكما يروون أن الخضر عبر على الحلاج وهو مصلوب، فقال له الحلاج:
(هذا جزاء أولياء الله؟
فقال له الخضر: نحن كتمنا فسلمنا، وأنت بحت فمتّ) [26] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn26) .
وكما رووا عن أبي بكر الشبلي أنه قال:
(كنت أنا والحسين بن منصور شيئا واحدا إلا أنه أظهر وكتمت) [27] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn27) .
وننقل أخيرا أن أحمد بن زروق، وابن عجيبة ذكرا عن الجنيدأنه كان يجيب عن المسألة الواحدة بجوابين مختلفين، فكان يجيب هذا بخلاف ما يجيب ذاك [28] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn28) .
هذا عين ما رواه الشيعة على محمد الباقر كما ذكر الكليني عن زرارة بن أعين أنه قال:
(سألت أبا جعفر عن مسألة فأجابني، ثم جاءه رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني. ثم جاء رجل آخر فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي، فلما خرج الرجلان قلت: يا ابن رسول الله، رجلان من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألان فأجبت كل واحد منهما بغير ما أجبت به صاحبه؟
فقال: يا زرارة، إن هذا خير لنا وأبقى لنا ولكم، ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدّقكم الناس علينا، ولكان أقل لبقائنا وبقائكم.
قال: ثم قلت لأبي عبد الله عليه السلام: شيعتكم لو حملتموهم على الأسنة أو على النار لمضوا وهم يخرجون من عندكم مختلفين، قال: فأجابني بمثل جواب أبيه) [29] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftn29) .
فهذا هو المبدأ الخطير الآخر الذي أخذه المتصوفة من الشيعة ليكونوا حزبا سرّيا يعمل في الخفاء لهدم مبادئ الإسلام وتعاليمه، ولتأسيس ديانة جديدة تعمل لتوهين القوى الإسلامية ونشاط المسلمين لنشر الكتاب والسنة، والتقاعد عن الجهاد والغزوات، وبناء المجتمع الإسلامي على أسس كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد وضعناه أمام الباحثين والقراء مع المقارنة بين أفكار الآخذين والذين أخذ عنهم، معتمدين على أوثق الكتب وأثبتها وأهمها لدى الطرفين.
قائمة المراجع:
[1] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref1) الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها مذهب الشيعة الإثني عشرية ص 8 الطبعة السادسة.
[2] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref2) منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية ج1 ص 159 ط باكستان.
[3] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref3) رجال الكشي ص 218 تحت ترجمة معاذ بن مسلم ط مؤسسة الأ‘لمي كربلاء العراق.
[4] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref4) الأصول من الكافي للكليني ج2 ص 223، 224 ط إيران.
[5] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref5) الاعتقادات لابن بابويه القمي ص 44.
[6] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref6) شرح اعتقادات الصدوق فضل التقية ص 241.
[7] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref7) التكوير الآية 24.
[8] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref8) رواه البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد وغيرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/441)
[9] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref9) الإنسان الكامل لعبد الكريم الجيلي ج1 ص 117 الطبعة الرابعة 1402 هـ مصر.
[10] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref10) كتاب اللمع للطوسي ص 159.
[11] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref11) طبقات الشعراني ج2 ص 98.
[12] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref12) الأصول من الكافي ج1 ص 402، أيضا بصائر الدرجات الكبرى للصفار ص 40.
[13] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref13) انظر نهج البلاغة.
[14] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref14) الأصول من الكافي ج1 ص 402.
[15] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref15) إيقاظ الهمم لابن عجيبة الحسني ص 145 ط مصر.
[16] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref16) أيضا.
[17] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref17) غيث المواهب العلية للنفزي الرندي ج1 ص 214.
[18] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref18) روضة التعريف بالحب الشريف ص 432.
[19] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref19) التعرف لمذهب أهل التصوف للكلاباذي ص 172 ط القاهرة.
[20] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref20) اليواقيت والجواهر للشعراني ج2 ص 93 ط مصطفى البابي الحلبي مصر 1378 هـ.
[21] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref21) انظر الطبقات للشعراني ج2 ص 75.
[22] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref22) الوصية الكبرى لعبد السلام الأسمر الفيتوري ص 105 " مكتبة النجاح طرابلس ليبيا الطبعة الأولى.
[23] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref23) اليواقيت والجواهر للشعراني ص17 ط مصطفى البابي الحلبي مصر.
[24] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref24) انظر الإبريز للدباغ ص 12.
[25] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref25) انظر تذكرة الأولياء لفريد الدين العطار ص 252 ط باكستان.
[26] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref26) شرح حال الأولياء لعز الدين المقدسي مخطوط ورقة 251.
[27] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref27) أربعة نصوص ص 19 بتحقيق ماسينيون ط باريس.
[28] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref28) انظر قواعد التصوف لابن زروق ص 11. ط القاهرة، أيضا إيقاظ الهمم لابن عجيبة ص 144.
[29] ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html#_ftnref29) الأصول من الكافي كتاب فضل العلم باب اختلاف الحديث ج 1 ص 65. ط طهران.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[27 - 11 - 10, 07:17 م]ـ
جزاك الله خيرا على الإضافات
ـ[طويلبة شنقيطية]ــــــــ[27 - 11 - 10, 07:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 05:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[29 - 11 - 10, 06:47 ص]ـ
وفيكم بارك الله أخي الحبيب
لعل القارئ بعدما ينتهي من مقالك الطيب يرغب في المزيد:
بسم الله
http://www.dorar.net/misc/firq.jpg (http://www.dorar.net/enc/firq) (http://www.dorar.net/enc/firq)
موسوعة الفرق ( http://www.dorar.net/enc/firq) » الباب العاشر: الصوفية
(رقم الفصل: عنوان الفصل)
1: أهمية دراسة فرقة الصوفية والتصوف. ( http://www.dorar.net/enc/firq/1887)
2: التعريف بالصوفية والتصوف لغة واصطلاحاً. ( http://www.dorar.net/enc/firq/1889)
3: هل توجد علاقة بين المتصوفة وأهل الصفة. ( http://www.dorar.net/enc/firq/1896)
4: نشأة التصوف وأطواره. ( http://www.dorar.net/enc/firq/1898)
5: أسماء الصوفية وسبب تسميتهم بها. ( http://www.dorar.net/enc/firq/1931)
6: المراتب والمصطلحات. ( http://www.dorar.net/enc/firq/1933)
7: أقسام التصوف. ( http://www.dorar.net/enc/firq/1950)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/442)
8: حقيقة التصوف. ( http://www.dorar.net/enc/firq/1963)
9: مصادر التصوف ومآخذه. ( http://www.dorar.net/enc/firq/1965)
10: التصوف عند الوثنيين وأهل الكتاب. ( http://www.dorar.net/enc/firq/1977)
11: الخلوات الصوفية ومنها الخلوات التجانية. ( http://www.dorar.net/enc/firq/1992)
12: كيفية الدخول في المذهب الصوفي. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2005)
13: أصول الصوفية. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2007)
14: إيضاحات لبعض الآراء الاعتقادية للصوفية. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2009)
15: التزكية بين أهل السنة والصوفية. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2016)
16: البدع العلمية للصوفية. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2025)
17: البدع العملية للصوفية. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2040)
18: الكشف الصوفي. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2051)
19: الشطحات الصوفية. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2070)
20: التكاليف في نظر الصوفية. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2072)
21: الذكر الجماعي. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2074)
22: الوجد والرقص عند الصوفية. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2091)
23: الكرامات وخوارق العادات عند الصوفية. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2093)
24: المعراج الصوفي. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2095)
25: الولاية الصوفية. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2100)
26: ختم الولاية. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2119)
27: القبورية وآثارها في واقع الأمة. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2128)
28: الديوان الصوفي الذي يحكم العالم. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2165)
29: قواعد التربية في المنهج الصوفي. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2194)
30: تراجم زعماء الصوفية. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2203)
31: موقف بعض العلماء من التصوف. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2205)
32: التشيع والتصوف. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2229)
33: أهم العوامل التي أدت إلى الانحرافات العقدية عند الصوفية. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2293)
34: التفسير عند الصوفية. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2306)
35: علاقة التصوف بالثورات السياسية على الحكام وبالتكفير والانقلابات. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2319) 36: الصوفية والسحر. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2321)
37: الصوفية وتدمير المجتمع الإسلامي. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2323)
38: أساليب مقاومة الزحف الصوفي. ( http://www.dorar.net/enc/firq/2348)
وهذا أيضا:
الأربعون في التصوف ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_9415.html%20)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[29 - 11 - 10, 07:43 ص]ـ
-بالمناسبة نقطة التناسخ لعلك أخي المبارك أردت "التشكل" فالتناسخ - حسب فهمي وبدون بحث - هو انتقال روح الشخص (الميت) من بدن الى آخر. فهل هذا صحيح؟
- أيضا قاعدة: التصوف اليوم = عبادة قبور. والسبب أن التصوف يرتكز على وجود واسطة بين العبد وربه وهو هنا الشيخ سواء حيا وميتا. وقوة الشيخ تزداد بعد موته!!
- الصوفي عادة ينتسب في العقيدة الى الاشاعرة أو الماتردية وفي الفقه الى أحد المذاهب الاربعة
يقول ابن عاشر وهو أشعري مالكي قبوري: في عقد الأشعري وفقه مالك ... وفي طريقة الجنيد السالك
لقد وجدت كثيرا من العوام لا يعلمون هذه المعلومة الاخيرة. والمعلومة الاولى - عبادة القبور - لم أكن سابقا أعلم ان الصوفية اليوم = عباد قبور.
- طرق انتشار التصوف:
كثيرة منها التظاهر بالخلق - التقية! - والارهاب الفكري - عمل الموالد فهي وسيلة عظيمة من وسائل التجنيد - التعبد بالموسيقى والغناء و الاناشيد في العبادة وهذا مما يجذب العوام وانشاء الزوايا وهي كرمز للاستيطان. وعموما بالبدع.
للفائدة:
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
الإرهاب الفكري من أقوى أسلحة القبورية
للشيخ أحمد بن حسن المعلم
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=5572
يقول الشيخ أحمد بن حسن المعلم في كتابة الرائع "القبورية" في مبحث أساليب القبورية في محاربة مخالفيها فصل (الإرهاب الفكري من أقوى أسلحة القبورية) ص 495 - 499:
وفيه مطلبان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/443)
المطلب الأول: تربية المجتمع على التسليم المطلق لأوليائهم وأقطابهم:
وهذه سمة أخرى من سمات الباطنية أن يربوا المجتمع بشكل عام على التسليم لهم وعدم معارضتهم، وأن المعارضة سبيل إلى الحرمان، وما أفلح من اعترض، والفوز والقبول في التسليم للقادة والأئمة والأولياء؛ وذلك أن علومهم الباطنة المزعومة لا يمكن إقامة الحجة عليها، فلا كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا عقل يمكن أن يدل عليها، فما بقي إلا أن يسلّم السامع، وأن يلغي عقله حتى لا يحرم، وكذلك تصرفاتهم المخالفة للشرع والعقل لا يمكن تبريرها إلا بذلك، ولو ذهبتُ أبحث عن الأمثلة، وأحصرها لضاقت عنها مساحة هذا المطلب، ولكن أضرب أمثلة قليلة تدل على أمثالها وأشكالها:
المثال الأول: في كتاب " السعادة الأبدية في الأنفاس العلية الحبشية "التي ألقاها صاحبها (علي الحبشي) في مجالسه التي كان يعقدها؛ لتعليم الناس وإرشادهم؛ ولتدريس وتربية طلابه، وتلقاها وجمعها أحد طلابه وهو (محسن بن عبدالله بن الحبيب الإمام محسن بن علوي السقاف)، وردت هذه الحكاية، قال: (وأورد الشيخ عبد العزيز الدباغ كلاماً في حسن الظن وكونه نافعاً، وإن لم يكن المعتقَد فيه متصفاً بذلك، فقال: كان رجل تاجراً وله مال كثير، فاشتاقت نفسه إلى ما مع الرجال أهل الكمال، وعزم أن يتجرد إلى الله، وينقطع إليه، وكان في البلد رجل مشهورٌ بالصلاح وتربية المريدين، وهو في الباطن على خلاف ذلك، فكان إذا رجع إلى خلوته يأتون إليه ناس من أصحابه على طريقته، فيلهون ويسكرون، فباع الرجل التاجر جميع ما معه وصيره نقداً، ثم سار إليه ومعه ذلك المال؛ ليتحكم له ويوصله إلى الله، فصادف وقت خلوته، فلما دق الباب أشرفت جارية، فقالت: من بالباب؟ فقال: عبدالعال، وكان واحد من أصحابه أهل الملاهي اسمه عبدالعال، فلما أخبرت الشيخ باسمه ظن أنه صاحبه، فقال لها: افتحي له الباب، فطلع الرجل، فوجد الجواري والشراب وآلات اللهو عنده، فما التفت إلى شيء قط بل جثا بين يدي الشيخ، فخجل لما رآه غير صاحبه، وهو يظهر الصلاح، فقال له: يا سيدي، أنا رجل أريد الطريق إلى الله، وأريد أن تسلّكني، وتدلني على الله، وهذا ما معي من المال، فلما وضعه بين يديه تقاصرا لخجل، فقال: إن الوظائف جميعها مشغولة إلا عمل في حديقة لنا بعيدة، خذ المكتل والمسحاة، وسر إليها، واشتغل فيها إلى أن يفتح الله عليك، فامتثل أمره، ولم يغير حسن ظنه فيه ما شاهده عنده، وحين وصل إلى الحديقة، ابتدأ في العمل، ومات أحد الأبدال في تلك الليلة، فاجتمعوا هم والقطب، فقالوا: من يصلح بدله؟ فقالوا: فلان، يعنون ذلك الرجل الذي في الحديقة؛ بسبب حسن ظنه، فدعوا منه، وقالوا له: خذ هيل بلا كيل، واتصل بربه، فاطلع على حالة شيخه، فقال: أنا قد أدركت مطلوبي، وهو يصطلح هو وربه) [1] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn1).
هذه هي التربية التي يربون بها أتباعهم، وينشئون عليها أجيالهم، فهل سيكون لدى خريج هذه المدارس أي غيرة أو نخوة تدفعه لإنكار منكراتهم، والاعتراض على أي شيء يقدمون عليه من أقوال أو أفعال مهما بلغت في القبح والسوء؟! وليس هذا هو المثال الوحيد، ولكن الأمثلة على ذلك كثيرة جداً.
المثال الثاني: ما ذكره الشلي، وهو يتحدث عن كرامات الأولياء ووجوب التسليم لهم فيها، وإن ظهر منهم أي مخالفة، فإنهم لاشك أن لهم في الباطن ما يسوِّغ ذلك، قال: (وأنا أورد قصة، فيها أبلغ زجر وآكد ردع من الإنكار على أولياء الله تعالى وأتمّ حث على اعتقادهم والتأدب معهم وحسن الظن بهم ما أمكن، وهي ما حكاه إمام الشافعية في زمنه " أبو سعيد عبدالله بن أبي عصرون " قال: دخلت بغداد في طلب العلم، فرافقت ابن السقاء بالنظامية، وكنا نزور الصالحين، وكان ببغداد رجل يقال له الغوث يظهر إذا شاء، فقصدنا زيارته، ومعنا الشيخ عبدالقادر الجيلاني، وهو يومئذ شاب، فقال ابن السقاء: لأسأله مسالة لا يدري جوابها، وقلت: لأسأله مسألة، وأنظر ما يقول، وقال الشيخ عبدالقادر: معاذ الله أن أسأله شيئاً وأنا بين يديه أنتظر بركته، فدخلنا عليه، فلم نره إلا بعد ساعة، فنظر إلى ابن السقاء مغضَباً، وقال: ويحك يا ابن السقاء تسألني مسألة لا أدري جوابها، وهي كذا وجوابها كذا، إني لأرى نار الكفر تتلهب فيك، ثم نظر إليّ وقال: يا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/444)
عبدالله تسألني؛ لتنظر ما أقول فيها وهي كذا وجوابها كذا، لتخران [2] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn2) عليك الدنيا إلى شحمة أذنيك بإساءة أدبك، ثم نظر إلى الشيخ عبدالقادر، وأدناه منه، وأكرمه، وقال له: يا عبد القادر، لقد أرضيت الله ورسوله بأدبك كأني أراك ببغداد، وقد صعدت الكرسي متكلماً على الملأ، وقلت: قدمي هذه على رقبة كل ولي، وكأني أرى الأولياء في وقتك، وقد حنوا رقابهم؛ إجلالاً لك، ثم غاب عنا، فلم نره بعد. قال: فأما الشيخ عبدالقادر فقد ظهرت أمارات قربه من الله، وأجمع عليه الخاص والعام، وقال: قدمي هذه على رقبة كل ولي، فأجابه في تلك الساعة أولياء الدنيا، قال جماعة: وأولياء الجن، وطأطأوا رؤوسهم وخضعوا إلا رجلاً بأصبهان فسُلِب حاله، وممن طأطأ رأسه أبو النجيب السهروردي، وأحمد الرفاعي، وأبو مدين، والشيخ عبدالرحيم القناوي، قال ابن أبي عصرون: وأما ابن السقاء فإنه اشتغل بالعلوم حتى فاق أهل زمانه، واشتهر بقطع من يناظره في جميع العلوم، وكان ذا لسان فصيح، وسمت مليح، فأدناه الخليفة، وبعثه رسولاً إلى ملك الروم، فأعجب به، وجمع له القسيسين، وناظرهم، فأفحمهم، وعظُم عند الملك، فأراد فتنته فتراءت له بنت الملك، فافتتن بها، فسأله أن يزوجها له، فقال: لا إلا أن تتنصر، فتنصر والعياذ بالله، وتزوجها، ثم مرض، فألقوه بالسوق يسأل القوت، فمر عليه من يعرفه، فقال له: ما هذا؟ فقال: فتنة حلّت بي بسببها ما ترى، فقال: هل تحفظ القرآن؟ قال: لا إلا قوله تعالى:] رُبَما يودُّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين [[3] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn3)، ثم جاز عليه وهو في النزع، فقلبه إلى القبلة، فاستدار عنها، فعاد فاستدار عنها، فخرجت روحه لغير القبلة، وكان يذكر كلام الغوث، ويعلم أنه أصيب بسببه. قال ابن أبي عصرون: وأما أنا فجئت إلى دمشق، فأحضرني السلطان نور الدين الشهيد، وأكرهني على ولاية الأوقاف، فوليتها، وأقبَلت علي الدنيا إقبالاً كثيراً، فقد صدق الغوث فينا كلنا انتهى.
فهذه الحكاية التي كادت تتواتر في المعنى بكثرة ناقليها وعدالتهم فيها أبلغ زجر عن الإنكار على أولياء الله تعالى خوفاً أن يقع المنكر فيما وقع فيه ابن السقاء نعوذ بالله من ذلك) [4] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn4).
قلت: هذه من خرافات القوم ولا يرهبنا وصفه لها بأنها كادت أن تتواتر، فأين أسانيده بذلك؟ ثم لو فرض تواترها، فلا تعدو أن تكون من أخبار الكهنة الذين يخبرون ببعض المغيبات، ويصدقون في بعضها؛ لأن الولي الحق ليس من شأنه أن يظهر متى شاء، ويختفي عن الأبصار متى شاء، وليس من شأنه أن يبشّر عبدالقادر بذلك العلو والاستكبار الذي يجعله يتحدى الأولياء ويقول: (قدمي على رقبة كل ولي)، ولكن الرجل قد بلغ بعض ما يريد من إقناع قرّائه بالتسليم للأولياء وعدم الاعتراض عليهم؛ لما يترتب على التسليم من الفوز والفلاح، وعلى الاعتراض من الطرد والحرمان.
المثال الثالث: ما نقله الشرجي عن أبي بكر بن أحمد بن دعسين في ترجمته أنه: (كان يقول: أقل درجات الإيمان أن تسلم للأولياء أحوالهم وأقوالهم وأفعالهم، فإن لم تعرف معناها، ولا اهتديت إليه، فاحمل جميع أمورهم على أحسن الأشياء وأعدلها، وما صح عنهم فسمع وطاعة وحب وكرامة) [5] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn5).
قلت: هذه أقل درجات الإيمان فما أعلاها يا ترى؟.
المثال الرابع: ما ذكره صاحب تذكير الناس، قال: (وقال سيدي أحمد: وقد أمدّ الله الوقت للشيخ عمر أبا مخرمة من بعد العصر إلى المغرب ثلاثين ألف سنة، فاستشكل بعضهم هذا، فقال له سيدي: أما في بالك حديث يوم القيامة طوله خمسون ألف سنة، وأنه يكون على المؤمن كأخف صلاة صلاها في الدنيا وهذا منه، فقيل له: وكيف صارت تلك المدة ليالي أو أياماً أو غير ذلك، فقال: هذا علم تصديق وإيمان، ما هو علم ها توه أشوفه) [6] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn6). فقوله: (هذا علم تصديق وإيمان ما هو علم هاتوه أشوفه)، واضح جداً أنه ليس من علم الدليل والحجة التي يصح أن يطالب بها السامع، وإنما هو علم تصديق وإيمان لا اعتراض وانتقاد، وقوله: (هاتوه أشوفه) يعني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/445)
أرني إياه حتى أنظر إليه.
المثال الخامس: من قواعدهم المسلّمة وكلماتهم الدارجة المنتشرة، قول عبدالله بن علوي الحداد:
وسلِّم لأهل الله في كل مُشْكِلٍ لديك، لديهم واضحٌ بالأدلةِ [7] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn7)
وقول الآخر:
وإذا لم تر الهلال فسلِّم لأناسٍ رأوه بالأبصار
هذه خمسة أمثلة تدل كلها على ما عنونا له في هذا المطلب، وهو تربية الأمة على الرضوخ والاستسلام وإلغاء العقول وتجاوز القواعد والأصول الشرعية؛ لأجل أن يمشي ما يريده القوم، ويسلم لهم ما يأتون من أقوال وأفعال دون حاجة إلى أدلة شرعية أو عقلية، وقد اقتصرتُ على هذه الأمثلة الخمسة مع وجود الكثير من الأمثلة في تراث صوفية اليمن، أما صوفية البلاد الأخرى فلا أخال قواعدها في هذا الموضوع خافية على المتابع لتواريخهم.
المطلب الثاني: استخدام الخرافة [8] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn8) والشعوذة [9] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn9) والاستعانة بالجن لإرهاب المخالف:
لقد سعى الصوفية والباطنية لترسيخ وتعميق القدرات الخارقة للأئمة والأولياء، حتى لقد بالغوا في ذلك، فوصفوهم بعلم الغيب وتصريف الكون والقدرة على إظهار الخوارق التي لم يُظهر مثلها الأنبياء، وأنهم قادرون على أن يتجزءوا بأجسادهم، وأن يكون الواحد منهم في عدة أماكن في آن واحد، وكل ذلك قد مر، حتى أصبح حكم الناس على صلاح الشخص هو إظهاره تلك الخوارق مع ادعاء الولاية، وعندما ترسَّخ ذلك في أذهان المجتمع، وتربى عليه، بادروا بافتراء الأكاذيب ورواية الخرافات عمن يريدون أن يسبغوا عليهم صفة الولاية حتى يقنعوا الناس بولايتهم، كما بادر طلاب الجاه والمناصب في الرياضات الموصلة إلى خرق العادات، وتعلموا أنواعاً من علوم السحر، حتى أتقنوا ذلك، وعملوا به، وعقدوا الصلح مع الجن؛ ليقوموا لهم بأعمال خارقة يطلعونهم على مغيبات واقعة، ثم جعلوا ذلك كله سلاحاً يشهرونه في وجه كل من يخالفهم، وينكر عليهم، وهذه عدة أمثلة توضح ذلك وتثبته:
المثال الأول: ما ذكره الشلي في ترجمة محمد بن علي مولى الدويلة، قال: (وتواجد يوماً بحضرة عمه الشيخ الإمام عبدالله بن علوي حتى غُشي عليه، ثم أقيمت الصلاة، فصلى معهم، فلما فرغوا، قال العارف بالله علي بن سلم لعمه عبدالله: صلى ابن أخيك بلا وضوء؛ لأنه زال عقله، فأخبره عمه بقول الفقيه علي بن سلم فقال: وعزة الحق إني توضأت، وشربت من الكوثر، ونفض لحيته، فتقاطر منها الماء، ثم قال: يا فقيه، نزل علينا شيء لو نزل على الجبال لدكت، ثم أنشأ يقول:
الحب حبي والحبيب حبيبي والسبق سبقي قبل كل مجيب
نوديت فأجبت المنادي مسرعاً وغطست في بحر الهوى وغدي بي
لي تسعة وثلاثة مع تسعة والعقد لي وحدي وعلا نصيبي
ما تعلموا أني المقدم في الملا ليلة سرى باليثربي سرى بي) [10] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn10).
فانظر إلى هذه الدعوى العريضة والتي برهانها أنه نفض لحيته، فتقاطر الماء منها، ولو كان ذلك الماء من ماء الكوثر، هل سيذهب هكذا هدراً ولا يعرف له ميزة عن غيره من المياه، ولا تظهر له رائحة، ولا يبقى في موضعه؟ إلى آخر ما يمكن أن يظهر من الدلائل، ثم أعجبُ لهذا الفقيه وسرعة تصديقه وتسليمه واقتناعه بما حكى هذا الرجل عن نفسه!.
المثال الثاني: ذكر الشلي في ترجمة الشيخ عمر المحضار أنه قال: (قال لابن أخيه الشيخ عبدالله العيدروس: أن رجلاً يغضب لغضبه جبار السماوات، وأشار إلى نفسه) [11] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn11)، ثم استدل الشلي على إثبات ذلك بقوله: (وكان إذا غضب على أحد أصابه الجذام وغيره من الأسقام بعد ثلاثة أيام، فقيل له: أما تخشى أن ينالك بهذا شيء؟ فقال: إني لم أدعُ على أحد، ولكني إذا غضبت على أحد، وقع في باطني نار لا تنطفئ إلا بعد ما يصيبه ذلك المرض، أو يتوب) [12] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn12).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/446)
هذه الحكاية الله أعلم بصحتها ولكن على فرض صحتها، فإنها رادع قوي لكل من يفكر أن يخالف هذا الشيخ، وربما كان ذلك من السحر إذ الصحيح أن الساحر قد يصيب المسحور بعوار واختلال في عقله أو في بدنه، والقصة بغضِّ النظر عن صحتها أو عدم صحتها فالغرض منها حاصل حين تُروى، ويتداولها الناس، فإنه يترتب عليها هيبة عظيمة من التعرض لإغضاب من يدّعي الولاية.
المثال الثالث: ما قدمناه في الباب الثاني في مطلب التصرف في الكون [13] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn13) عن " مرآة الجنان " [14] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn14) في قصة أحمد ابن أبي الجعد وسعيد بن عيسى العمودي، حيث ذكر أنه عندما أقام ابن أبي الجعد الشيخ سعيد؛ للإنصاف من نفسه، قال: (من أقامنا أقعدناه فقال الشيخ أحمد: ومن أقعدنا ابتليناه، فأصاب كل واحد منهما ما قال لصاحبه، وصار الشيخ أحمد مقعداً إلى أن لقي الله تعالى، وصار الشيخ سعيد مبتلىً في جسمه حتى لقي الله تعالى)، وهذه الحكاية تصب في نفس الغرض، وهو إرهاب الناس من التعرض للأولياء ومخالفتهم.
المثال الرابع: ما ذكره صاحب " تذكير الناس " عن أحمد بن حسن العطاس أنه ذكر حكاية طويلة منها أن عبدالرحمن بن مصطفى العيدروس دخل مصر، قال: (وحصلت بينه وبين أهل مصر مناظرة في الإمامة، وقال لهم: أنا أحق بها منكم؛ لِمَا اجتمعَ فيَّ من الشرف والعلم والتبرع، فقالوا له: لا نسلم لك إلا بدليل، فتوجه بحاله إلى القناديل التي في المسجد فابتلعها، فقالوا له: هذه ولاية، ومسلّمون لك فيها) [15] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn15).
والحكاية ظاهرة الدلالة على أن برهان الولاية هو هذه الخوارق التي لا يبعد أن تكون من السحر.
المثال الخامس: ما حكاه الشلي في ترجمة محمد بن علي مولى الدويلة، قال: (وأكثر أعماله قلبيات، وكان يخفي أعماله عن أصحابه حتى عن أهله، وربما اعترض عليه بعض من اتصف بالعلم وليس من أهله، حتى إن بعضهم قام يصلي، والسيد عنده نائم، فقال في نفسه: أنا ساجد وقائم وهذا مضطجع نائم، ويدّعون أنه قدوة للعالم. فلما سجد عجز عن رفع رأسه، فتاب عما وقع له في نفسه، فأمر صاحب الترجمة بعض من عنده بأن يرفع رأسه من السجود، ولما فرغ اعتذر إليه، وعاهده على أن لا يعود) [16] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn16).
فانظر إلى ما لقي هذا العالم من العقوبة والتأديب لقاء اعتراضه على هذا الولي، ثم كيف سلَّم له ولايته، وتاب من الاعتراض عليه.
المثالان السادس والسابع: ما تقدم [17] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn17) نقله عن " تاج الأعراس " في مطلب استخدام الجن حيث نقلنا هناك حكاية سالم العطاس الذي كان له جني، اسمه " مزنقب "، وكيف سلطه على تلك القبيلة التي أبت أن تستقبل الركب العطاسي حسب تعبير المؤلف: (فصرخ بهم مزنقب صرخات، روّع بها نساء القبيلة وأطفالها؛ مما اضطر رجال القبيلة إلى الرضوخ لآل العطاس واسترضائهم والاعتذار إليهم وضيافتهم).
وحكايته مع شريف مكة وكيف فجّر"مزنقب" الماء في مجلس الشريف مما اضطره للتسليم له كذلك.
=============
[1] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref1) كنوز السعادة ص (374 – 375).
[2] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref2) كذا في الأصل.
[3] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref3) سورة الحجر (2).
[4] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref4) المشرع (1/ 167).
[5] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref5) الطبقات ص (390).
[6] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref6) تذكير الناس ص (125).
[7] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref7) الدر المنظوم لذوي العقول والفهوم لعبدالله بن علوي الحداد ص (41)،طبع مطبعة المدني بالقاهرة سنة (1388هـ - 1968 م)
[8] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref8) تقدم تعريف الخرافة في الباب الثاني ص (364)
[9] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref9) الشعوذة: خفة في اليد وأخذ كالسحر، يرى الشيء بغير ما عليه أصله في رأي العين، وهو مُشعْوِذ، ومشعوَذ. انظر: القاموس المحيط ص (427).
[10] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref10) المشرع (1/ 200 - 201).
[11] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref11) المصدر السابق (2/ 242).
[12] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref12) المصدر السابق (2/ 242 - 243).
[13] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref13) انظر: ص (235).
[14] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref14) وانظر أيضاً: طبقات الخواص ص (73).
[15] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref15) تذكير الناس ص (129 - 130). و انظر: تاج الأعراس (1/ 342 - 343).
[16] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref16) المشرع (1/ 200).
[17] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref17) انظر ما تقدم ص (351).
__________________
موقع صوفية حضرموت
www.soufia-h.net (http://www.soufia-h.net/)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/447)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[29 - 11 - 10, 08:07 ص]ـ
بوركت شيخَنا أبا نسيبة
وفّقك الله وسدّد لك الرأيَ والرمي،،، اللهم آمين.(66/448)
فتاوى هامة لمن ينادى الكافر بأخى فى الأنسانية والوطنيه وصديقى وغيره
ـ[كريم إمام الجمل]ــــــــ[30 - 10 - 10, 12:27 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن تبع هداه ثم أما بعد
هذه فتاوى لعلماء فى مسائل تتعلق بنداء الكافر مثل أخى , أخى فى الأنسانية , أخى فى الوطنية ,صاحبى , سيدى , حضرتك ,الأخر , وغير ذلك
س: هل يجوز أن أقول للكافر ياسيد أو أكتب ذلك فى فاتورة مثلاً؟
ج:لا يقال للكافر: سيد، ولا للفاسق: سيد، لأنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تقولوا للمنافق سيدنا) فنهى النبي عليه الصلاة والسلام عن هذا الشيء، فلا نبغي للمؤمن أن يقول للكافر ولا للفاسق سيداً، لأن هذا وصف عظيم لا يليق بالكافر والفاسق، والسيد هو الرئيس والكبير والفقيه ـ فلا ينبغي أن يقال للكافر بالله أو المعروف بالمعاصي الظاهرة لا يقال له سيد، بل يدعى باسمه المعروف: فلان، أو: أبي فلان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في عبد الله بن أبي: (ما فعل أبو الحباب). فإن دعي بلقبه أو باسمه أو قيل فلان المدعو كذا وكذا فلا بأس ويكفي هذا، أما أن يقال السيد فلان، أو يأتي بما هو أعظم من ذلك، فلا يجوز لكونه فاسقاً معروفاً بالفسق، ولا حول ولا قوة إلا بالله " انتهى.
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله فتاوى نور على الدرب" (1/ 300). "
س:ما هي الأوصاف التي يُنادى بها على الكافر؟ وهل يجوز قول "أخي" و "سيدي "صديقى "؟
.
ج - لا يجوز مخاطبة الكافر بالألفاظ الشرعية الخاصة بالمسلمين، كلفظ " أخي "، ولا بالألفاظ التي فيها إظهار المودة كلفظ " صديقي "، ولا الألفاظ التي نهينا عن مخاطبة الكفار بها، كلفظ " سيِّد ".
وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
عن حكم قول: " أخي " لغير المسلم؟ وكذلك قول: " صديق " و " رفيق "؟ وحكم الضحك إلى الكفار لطلب المودة؟.:
ج:"أما قول: " يا أخي " لغير المسلم: فهذا حرام، ولا يجوز، إلا أن يكون أخاً له من النسب، أو الرضاع؛ وذلك لأنه إذا انتفت أخوة النسب والرضاع: لم يبق إلا أخوَّة الدين، والكافر ليس أخاً للمؤمن في دينه، وتذكر قول نبي الله تعالى نوح: (رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ).
وأما قول: "صديق "، " رفيق "، ونحوهما: فإذا كانت كلمة عابرة يقصد بها نداء من جهل اسمه منهم: فهذا لا بأس به، وإن قصد بها معناها تودداً وتقربّاً منهم: فقد قال الله تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ)، فكل كلمات التلطف التي يقصد بها الموادة: لا يجوز للمؤمن أن يخاطب بها أحداً من الكفار.
وكذلك الضحك إليهم لطلب الموادة بيننا وبينهم: لا يجوز، كما علمت من الآية الكريمة" انتهى. "مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " (3/ 42، 43).
*- وأما النهي عن قول "سيد"، أو "سيدي" لأحدٍ من الكفار: فقد جاء ذلك في نص صحيح. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لاَ تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدٌ، فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدًا فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ). رواه أبو داود (4977)، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود
وإذا كان هذا الحكم في المنافق فالكا فر مثله، وقد جعل النووي رحمه الله هذا الحكم شاملاً للفاسق، والظالم، والمبتدع، فقد بوَّب في كتابه "رياض الصالحين"، فقال: "باب النهي عن مخاطبة الفاسق والمبتدع ونحوهما بـ "سيِّد"، ونحوه ".
*وقال ابن القيم رحمه الله تحت فصل "خطاب الكتابي بسيدي ومولاي"
"وأما أن يُخاطب بـ "سيدنا"، و "مولانا"، ونحو ذلك: فحرام قطعاً، وفي الحديث المرفوع: (لا تقولوا للمنافق: سيدنا، فإن يكن سيدكم فقد أغضبتم ربكم) " انتهى. " أحكام أهل الذمة " (3/ 1322).
*وقال الشيخ حمود التويجري رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/449)
"ولا يجوز وصف أعداء الله تعالى بصفات الإجلال والتعظيم كالسيد، والعبقري، والسامي ونحو ذلك، لما رواه أبو داود والنسائي والبخاري في الأدب المفرد عن بريدة رضي الله عنه عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لاَ تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدٌ، فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدًا فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ). رواه أبو داود (4977)، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود) وقد قلَّت المبالاة بشأن هذا الحديث الشريف، حتى صار إطلاق اسم " السيد " ونحوه على كبراء الكفار، والمنافقين، مألوفاً عند كثير من المسلمين في هذه الأزمان، ومثل السيد " المستر " باللغة الإفرنجية، وأشد الناس مخالفة لهذا الحديث: أهل الإذاعات؛ لأنهم يجعلون كل مَن يستمع إلى إذاعاتهم من أصناف الكفار، والمنافقين، سادة، وسواء عندهم في ذلك الكبير، والصغير، والشريف، والوضيع، والذكر، والأنثى، بل الإناث هن المقدمات عندهم في المخاطبة بالسيادة، وفي الكثير من الأمور خلافاً لما شرعه الله من تأخيرهن. وبعض أهل الأمصار يسمُّون جميع نسائهم: " سيدات "، وسواء عندهم في ذلك المسلمة، والكافرة، والمنافقة، والصالحة، والطالحة.ويلي أهل الإذاعات في شدة المخالفة لحديث بريدة رضي الله عنه: أهل الجرائد، والمجلات، وما شابهها من الكتب العصرية؛ لأنهم لا يرون بموالاة أعداء الله، وموادتهم، وتعظيمهم بأساً، ولا يرون للحب في الله، والبغض في الله، والموالاة فيه، والمعاداة فيه: قدراً، وشأناً. " تحفة الإخوان بما جاء في الموالاة والمعاداة والحب والبغض والهجران ".ولا حرج من مناداة الكفار بأسمائهم أو "القرابة" – كما في قوله صلى الله عليه وسلم لعمِّه أبي طالب "يَا عَمُّ" -، أو "المسمَّى الوظيفي" – كـ "رئيس الجامعة"، أو "عميد الكلية"، كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم هرقل بـ " عظيم الروم " -، وغيرها من الأوصاف المباح مناداته بها.ثم ينبغي التنبيه إلى أن هذه الأحكام التي قررناها هي الأصل الذي يطالب به المسلم، ولكن قد يختلف الأمر باختلاف المصلحة المترتبة على مناداة الكافر بما قد يفهم منه تعظيمه، أو المفسدة المترتبة على عدم ذلك، فقد يكون الشخص قريباً جداً من الإسلام فمثل هذا لا بأس بتأليفه على الإسلام ويتسامح في حقه ما لا يتسامح في حق من عرف بالغلظة والشدة على المسلمين.
*وفي هذا يقول ابن القيم رحمه الله:
"ومدار هذا الباب وغيره مما تقدم على المصلحة الراجحة، فإن كان في كنيته وتمكينه من اللباس وترك الغيار [يعني: عدم تغير أسمائهم ولباسهم إذا تسموا بأسماء المسلمين ولبسوا لباسهم] والسلام عليه أيضاً ونحو ذلك تأليفاً له ورجاء إسلامه وإسلام غيره كان فعله أولى، كما يعطيه من مال الله لتألفه على الإسلام، فتألفه بذلك أولى.
وقد ذكر وكيع عن ابن عباس أنه كتب إلى رجل من أهل الكتاب: سلام عليك. ومَن تأمَّل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في تأليفهم الناس على الإسلام بكل طريق: تبيَّن له حقيقة الأمر، وعلِم أن كثيراً مِن هذه الأحكام التي ذكرناها - من الغيار، وغيره - تختلف باختلاف الزمان، والمكان، والعجز، والقدرة، والمصلحة، والمفسدة.ولهذا لم يغيرهم النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر رضي الله عنه، وغيرهم عمر رضي الله عنه.والنبي صلى الله عليه وسلم قال لأسقف نجران: أسلم أبا الحارث، تأليفاً له واستدعاء لإسلامه، ولا تعظيماً له وتوقيراً" انتهى "أحكام أهل الذمة" (2/ 524). والله أعلم الإسلام سؤال وجواب"للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله.
س:هل يصح تسمية النصارى بـ "المسيحيين"؟
ج:الحمد لله
لا شك أن الأفضل أن يسمون "نصارى" وبهذا الاسم جاء القرآن الكريم، ولم يطلق عليهم ولو في موضع واحد أنهم "مسيحيون" ولفظ "مسيحي" نسبةً إلى المسيح عيسى بن مريم عليه السلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/450)
وهذه النسبة غير صحيحة في الواقع، لأنهم لو كانوا أتباع المسيح حقاً لآمنوا أنه عبد الله ورسوله، ولآمنوا بالنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم، كما بشرهم بذلك المسيح نفسه، وأمرهم بالإيمان به، قال الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) الصف/6.فتبين بذلك أنهم ليسوا اتباعاً للمسيح عليه السلام حقيقةً.ولكن .. نظراً لأنه غلب إطلاق "مسيحي" على أتباع الديانة النصرانية، ولا يقصد كثير ممن يطلق هذا الاسم أنهم اتباعه حقيقةً، وإنما يريد فقط التعريف بهم، وأنهم ينسبون أنفسهم إليه، فلا حرج من استعماله، وممن استعمل هذا الاسم "مسيحي" من علمائنا: فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله، وفضيلة الشيخ صالح بن عبد الله الفوزان حفظه الله، وعلماء اللجنة الدائمة للإفتاء، كما يعلم ذلك من البحث في فتاواهم بكلمة "مسيحي".
وإن كان الأولى والأفضل استعمال اسم " النصارى".
فقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
شاع منذ زمن استخدام كلمة "مسيحي"، فهل الصحيح أن يقال: "مسيحي"، أو "نصراني"؟.
فأجاب:
"معنى " مسيحي " نسبة إلى المسيح بن مريم عليه السلام، وهم يزعمون أنهم ينتسبون إليه، وهو بريء منهم، وقد كذبوا؛ فإنه لم يقل لهم إنه ابن الله، ولكن قال: عبد الله ورسوله. فالأولى أن يقال لهم: " نصارى "، كما سماهم الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ) البقرة/ 113" انتهى.
" فتاوى الشيخ ابن باز " (5/ 387).
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
يَرِدُ على ألسنة بعض المسلمين كلمة " مسيحية " حتى إنهم لا يميزون بين كلمتَي " نصراني "، و " مسيحي "، حتى في الإعلام الآن يقولون عن النصارى: مسيحيين، فبدل أن يقولوا: هذا " نصراني "، يقولون: هذا " مسيحي "، فنرجو التوضيح لكلمة " المسيحية " هذه، وهل صحيحٌ أنها تطلق على ما ينتهجه النصارى اليوم؟.
فأجاب:
"الذي نرى أن نسمي " النصارى " بـ " النصارى "، كما سماهم الله عز وجل، وكما هو معروف في كتب العلماء السابقين، كانوا يسمونهم: " اليهود والنصارى "؛ لكن لما قويت الأمة النصرانية بتخاذل المسلمين: سَمَّوا أنفسهم بالمسيحيين؛ ليُضْفوا على ديانتهم الصبغة الشرعية، ولو باللفظ، وإلا فأنا على يقين أن المسيح عيسى بن مريم رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء منهم، وسيقول يوم القيامة إذا سأله الله: (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ) المائدة/ 116، سيقول: (سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ. مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ... ) المائدة/ 116، 117، إلى آخر الآية. سيقول هذا في جانب التوحيد، وإذا سئل عن الرسالة فسيقول: يا رب! إني قلت لهم: (يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) الصف/ 6، فهو مقرر للرسالات قَبْلَه، وللرسالة بَعْدَه عليه الصلاة والسلام، فأمر أمته بمضمون شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله؛ ولكن أمته كفََرَت ببشارته، وكفَرَت بما أتى به من التوحيد، فقالوا: (إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ) المائدة/ 73، وقالوا: (الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ) التوبة/ 30، وقالوا: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) المائدة/ 17، نسأل الله العافية. الحاصل: أني أقول: إن المسيح عيسى بن مريم بريءٌ منهم، ومما هم عليه من الدين اليوم، وعيسى بن مريم يُلْزِمهم بمقتضى رسالته من الله أن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/451)
يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ ليكونوا عباداً لله، قال الله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) آل عمران/ 64" انتهى.
" لقاءات الباب المفتوح " (43 / السؤال رقم 8).والله أعلم الإسلام سؤال وجواب للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله
*هذا وقد سمعت بأذنى العلامة المحدث مصطفى العدوى حفظه الله: يفتى على قناة الرحمة الفضائية "برنامج فتاوى الرحمة بأنه يأثم من تعمد قول مسيحى لمخالفتة لما جاء فى القراءن والسنة فقد سماهم الله ورسوله نصارى ولم يسميهم مسحين " انتهى
س:ما حكم أن نقول لغير المسلم " الأخ " بزعم أنها أخوة إنسانية أو وطنية وليس المقصود بها دينياً؟
ج:فإطلاق كلمة أخ على الكافر فيها تفصيل، فإن كان القائل يريدأخوة الدين فإن ذلك لا يجوز، وإن كان يريد أخوة النسب ولو النسب البعيد فلا بأسبذلك.
قالالقرطبيفي تفسير قوله تعالى: وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا {الأعراف: 65} قال ابن عباس: أيابن أبيهم وقيل أخاهم من القبيلة، وقيل أي بشرامن بني أبيهم آدم. وقال أيضا: وقيل له أخوهم لأنهمنهم وكانت القبيلة تجمعهم كما تقول يا أخا تميم. وقيل إنما قيل له أخوهم لأنه منبني آدم كما أنهم من بني آدم، وقال أيضا في تفسير قوله تعالى: إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ {الشعراء: 106} أي ابنأبيهموهي أخوة نسب لا أخوة دين وقيل هي أخوة المجانسة. اهـ.
ولكن ليحذر المسلم المستقيم العقيدة من كثرة إطلاق كملة أخ علىالكفار والمشركين والملحدين لغير حاجة من تأليف لقلوبهم على الإسلام أو اتقاء لشرهمفإن كثرة إطلاق كلمة أخ عليهم قد تؤدي إلى ميل قلب المؤمن لهم ومودتهم وعدم بغضهموإن مودة الكفار محرمة بل إنها تقدح في إيمان العبد. قال تعالى: لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَبِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُوَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْعَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍمِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَفِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَاإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {المجادلة 22} "فتاوى الشبكه الأسلامية " المفتى مركز الفتوى
س:هل يجوز مناداة العامل الأجنبي الغير مسلم باسم ((محمد)) حيث الدارج الآن عندمانذهب لمركز تجاري أو لمحطة بنزين أو غيرها ينادون بمحمد.
ج: لا يجوز امتهان هذا الاسم الشريف الكريم لغة ومعنى إلى هذا الحدّ حتى يُنادى به الكافر.
وقد كان بعض العلماء ممن صنّفوا في أسماء الرواة، يُقدّمون ذكر المحاميد (من تبدأ أسماؤهم بـ " محمد " كما صنع الإمام البخاري رحمه الله في كتابه التاريخ الكبير، فإنه قال: هذه الأسامي وُضِعت على (أ ب ت ث) وإنما بُدىء بـ (محمد) من بين حروف (أ ب ت ث) لحال النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن اسمه محمد صلى الله عليه وسلم. اهـ.
أما إذا كان يُنادى به عامل مسلم لابأس، فذلك لغلبة اسم محمد على كثير من أسماء الأعاجم؛ لأنهم يتبرّكون باسم محمد، فيجعلونه قبل أسمائهم! "الشيخ عبد الرحمنالسحيمشبكة المشكاةالإسلامية"
ج:نسمع بعض الدعاة وبعض أهل العلم يجوزون القول بالأخوة البشرية أو الإنسانية أو الآدمية، فهل يجوز هذا القول؟
ج:الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/452)
فالأخوة الإنسانية التي تقتضي نصح الناس ودعوتهم إلى الله وإرادة الخير لهم بالدخول في الإسلام لا يُمنع منها، لكن ما يطلق ويراد به المساواة بين البشر ولو اختلفت مللهم، والتصريح بمساواة الملل، والمحبة بين أصحابها مما يناقض نصوص الكتاب والسنة؛ فهذا من الموالاة التي حرَّمها الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة:51).فمعاني الحب، والرضا، والنصرة، والطاعة، والمتابعة، والتولية، والصداقة، والمعاونة على الأمر كلها من معاني الموالاة التي لا تجوز أن تُصرف للكفار، فلا مانع من أخوة يقال فيها: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ) (الأعراف:65)، ثم: (أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ) (هود:60)، فهل تراهم يقولون ذلك؟!
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف للشيخ ياسر برهامى حفظه الله
س:عندما أتكلم مع أحد النصارى وأريد أن أتألف قلبه فهل يجوز أن أخاطبه قائلاً: سيادتك أو حضرتك؟
ج:الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
ج:فلا يجوز سيادتك؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدٌ؛ فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدًا فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ -عَزَّ وَجَلَّ-) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني)، والكافر أولى, أما حضرتك؛ فلا مانع منها.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف للشيخ ياسر برهامى حفظه الله
س:أخ يتكلم مع النصارى على شبكة الإنترنت بقوله: "الإخوة المسيحيين"، ولما نصحته أنه لا توجد أخوة بيننا قال لي: "إنه توجد أخوة في الدين والوطن والنسب"، واستدل بقوله -تعالى-: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا) (هود:50)، (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا) (هود:61).
ج:الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلابد من الانتباه إلى أن هذه الأخوة في الوطن والنسب والإنسانية لا تقتضي مودة ولا موالاة، فإذا كان يخاطبهم بذلك مع كونِه يخبرهم بكفرهم، ويدعوهم إلى التوحيد والإيمان، وتَبَرَّأ من شركهم فلا بأس، أما أن يكلمهم بالأخوة ساكتًا عما وجب عليه من الدعوة والبيان ليفهموا من ذلك المحبة والمودة فهو مبطل.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف للشيخ ياسر برهامى حفظه الله
ج:هل يجوز أن يقول للكافر ياصاحبى كما قال النبى يوسف عليه السلام؟
أولاً مصاحبة الكافر حرام شرعاً لما فيها من الود والحب وغيره ومنداته بذلك مطلقاً حرام شرعاً فقد أفتى أنفاً العلامه بن باز رحمه الله وغيره على ذلك , وأما قول النبى يوسف فأنه صلى الله عليه وسلم لم يصاحب الكافرين ولكنه حبس معهم وقيد كلمة ياصاحبى بالسجن وذلك لحكمة وهى:
{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ} [يوسف:39]، وهذا من حسن الأدب في الخطاب، فيذكر هنا بشيء جامع له معهما، أي: يا صاحباي في السجن، وهذه لها أثرها في التأثير في النفوس، كما تقول: يَبْنَؤُمَّ! فتذكره بالرابطة التي بينك وبينه، أو: يا ابن أخي! يا ابن بلدي! يا مسلم مثلي! فكلها روابط تجعل النفس مؤهلة لقبول ما سيلقى عليها.
{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ}، يا من ابتليتما مثلي بالسجن! فهذه رابطة يثيرها يوسف صلى الله عليه وسلم، وهكذا ينبغي أن نثير الروابط التي تفتح الصدور عند الخطاب، فإن الأنفس جبلت على التقارب من مثيلها ونظيرها، {أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [يوسف:39]،"دروس مفرعة لتفسير سورة يوسف للشيخ مصطفى العدوى على المكتبه الشاملة " أذاًمن أراد أن يقول كما قال يوسف عليه السلام يفعل مثل ما فعل أيضاً أن يبين لهم أنهم كفار ويدعيهم إلى الاسلام وغير ذلك والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/453)
*وأما من أستدل من الأيات على أنهم أخوة لنا فى الأنسانية وغير ذلك فخطأ لأن القراءن يفسر بعضه بعضا وهذه الأيات كقول الله {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} ال عمران164 أى أخوهم من النسب ويعرفوه ويعرفوا أخلاقه وغير ذلك وكثير من المفسرين على ذلك.
{50 - 60} {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا}.أي: {وَ} أرسلنا {إِلَى عَادٍ} وهم القبيلة المعروفة في الأحقاف، من أرض اليمن، {أَخَاهُمْ} في النسب {هُودًا} ليتمكنوا من الأخذ عنه والعلم بصدقه.1/"383 تفسير السعدى "
*وأمَّا ما زعمه بعضهم بجواز أن يقولالمسلم للنصراني (أخي) واستدلَّ على ذلك بقوله _تعالى_: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَإِخْوَةٌ"، ثمَّ ذكر أنَّ النصراني مؤمن من وجه، والمسلم مؤمن بوجه آخر، فلا شكَّأنَّ هذا خطأ، لأنَّه _سبحانه وتعالى_ جلَّى هذه القضية بكل وضوح فقال عن الكفار: "وما هم بمؤمنين" وقال كذلك عنهم: "فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُاالزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ" (التوبة: من الآية11)، والذي يفهم من هذهالآية أنَّه لا أخوة سابقة بين دين الكفَّار ودين المسلمين إلا إذا دخلوا فيالإسلام فهم إخواننا لهم مالنا وعليهم ما علينا، ومن جميل ما قاله الشيخ/ محمد رشيدرضا – رحمه الله – حول هذه الآية: (وبهذه الأخوة يهدم كل ما كان بينكم وبينهم منعداوة، وهو نص في أن أخوَّة الدين تثبت بهذين الركنين، ولا تثبت بغيرهما مندونهما) تفسير المنار، لرشيد رضا (10/ 187 (
*وأخيراً أن لايجوز أن نعامل الكفار خلاف ما جاء به النبى من القراءن والسنه وأيضاً بفهم سلف الأمه مثلاً كلمة الأخر لماذا نطلقها عليهم وقد سماهم الله كفاراً وبهذا أفتى علماء كثير ومنهم العلامه الفوزان , أما أخى فى الوطنيه فالقوميين يريدون ذلك منا وأيضاً أخى فى الأنسانية فالماسونيه الجمعية الصهيونيه السريه المعروفة أيضاً تريد ذلك هم والعلمانيين يريدون تمييع عقيدة الولاء والبراء ولكن خطوة خطوة فليحذر الشباب من ذلك فى ينبغى قول مثل هذا إلا بضوابط كما ذكر العلماء أنفاً للمصلحة الراجحة والأضطرار وغيره من غير أن يفهم هذا النداء خطأ أو أن يكون على حساب الدين فالكفار كفار لا يرضوا عنا أبداً ما دمنا مسلمين حتى ولو جملناهم وهم يريدون ذلك لكى يقربوا المسافة كما قال الله عز وجل:
"وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ" أي: تضعف في أمرك فيضعفون، أوتلين لهم فيلينون) (11)، وذكر القرطبي – رحمه الله – على هذه الآية عدداً من الأقوالثم قال: (قلت: كلها _إن شاء الله_ صحيحة على مقتضى اللغة والمعنى، فإن الدهان: اللين والمصانعة، وقيل: مجاملة العدو وممايلته، وقيل: المقاربة في الكلام والتليينفي القول) (12). 12) تفسير القرطبي (18230.)
*ولله درُّ الشيخ الداعية/عبدالرحمن الدوسري ـ رحمه الله ـ حين حذرمن هذه الدعاوى المنحرفة، قائلا: ً (فانظر إلى إبراهيم إمام المسلمين ومن معه منالأنبياء كيف صرَّحوا بعداوة قومهم وبغضهم لأنَّ الله لا يبيح لهم موالاتهم أومؤاخاتهم باسم القومية لأي هدف كان حتى يتحقق فيهم الإيمان بالله قولاً وعملاًواعتقاداً. وأوجب الله علينا التأسي بهم، ذلك أنَّ مؤاخاة الكفار بأي شكل منالأشكال، ولأي غرض من الأغراض لا يكون أبداً إلا على حساب العقيدة والأخلاق بل لايكون إلا بخفض كلمة الله واطِّراح حكمه ونبذ حدوده ورفض وحيه، ومهما ادَّعوا منالأخوة الإنسانية والعمل لصالح الوطن ومقاومة أعدائه ونحو ذلك من التسهيلاتالمفرضة، فإنَّ المصير المحتوم للمسلمين هو ما ذكرناه من تجميد رسالة الله وإقامةحكم مناقض لإعلاء كلمته والجهاد الصحيح في سبيله وتحكيم شريعته.) مقطع من خاتمة للشيخ الدوسري على كتاب مفيد المستفيد في كفرتارك التوحيد للإمام: محمد بن عبدالوهاب ـ رحمه الله ـ ضمن كتاب عقيدة الموحدينوالرد على الضلال والمبتدعين للشيخ / عبدالله العبدلي الغامدي ـ رحمه الله ـصـ101) وأخيراً أرجو أن أكون قد وفقنى الله بهذا الجمع القليل والسلام عليكم.
ـ[هيثم الجمل]ــــــــ[31 - 10 - 10, 01:33 ص]ـ
أدام الله بكم النفع
ـ[كريم إمام الجمل]ــــــــ[31 - 10 - 10, 02:03 ص]ـ
اللهم آمين أخى بارك الله فيك وزادك الله حرصاً على العلم والسلام عليك
التوقيع
قال بن القيم رحمه الله {ياله من دين لو أن له رجال}(66/454)
أقوال السلف في ذم الرافضة
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 02:41 م]ـ
أقوال السلف في ذم الرافضة
قال العلامة أبو زرعة: «إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، لأن الرسول عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما يريد القوم أن يجرحوا في شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة» أخرجه الخطيب في "الكفاية" ص (49).
وقال الأمام أحمد رحمه الله: «من شتم (أي: الصحابة) أخاف عليه من الكفر، مثل الروافض». ثم قال: «من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن عليه أن يكون مَرَق من الدين».
وعن عبد الله بن الإمام أحمد قال: «سألت أبي عن الرجل شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: ما أراه على الإسلام» "السنة" للخلال (1/ 493).
وروى الخلال بسنده عن الإمام مالك أنه قال: «الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس له سهم، أو قال: نصيب في الإسلام».
وقال أبو عبد الرحمن النسائي صاحب "السنن الكبرى" كما في "تاريخ ابن عساكر" لما سئل عن معاوية، قال: «الإسلام كدار لها باب فباب الإسلام الصحابة فمن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام، كمن نقر الباب إنما يريد الدخول، قال: فمن أراد معاوية فإنما أراد الصحابة».
وقال القحطاني:
إن الروافض شر من وطئ الحصى ... من كل إنس ناطق أو جان
مدحوا النبي وخونوا أصحابه ... ورموهم بالظلم والعدوان
"النونية" ص (21)
وقال البربهاري: «واعلم أن من تناول أحدا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إنما أراد محمدا صلى الله عليه وسلم، وقد آذاه في قبره». "شرح السنة" ص (114).
وقال أبو بكر بن العربي: «ما رضيت النصارى واليهود في أصحاب موسى وعيسى ما رضيت الروافض في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حين حكموا عليهم بأنهم زنادقة، قد اتفقوا على الكفر والباطل». "العواصم" (2/ 192).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ ضمن حديثه عن الروافض: «والله يعلم _ وكفى بالله عليماً _ ليس في الطوائف المنتسبة إلى الإسلام _ مع بدعة وضلال _ شر منهم، لا أجهل، ولا أكذب، ولا أظلم، ولا أقرب إلى الكفر والفسق والعصيان، وأبعد عن حقائق الإيمان منهم». "منهاج السنة" (1/ 160).
ويقول: «وهؤلاء الرافضة: إما منافق، وإما جاهل، فلا يكون رافضي ولا جهمي إلا منافقاً أو جاهلاً بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يكون فيهم أحد عالماً بما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم مع الإيمان به، فإن مخالفتهم لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وكذبهم عليهم لا يخفى قط إلا على مفرط في الجهل السهو» , "منهاج السنة" أيضاً (1/ 161).
ويقول أيضا: «ثم من المعلوم لكل عاقل: أنه ليس في علماء المسلمين المشهورين أحد رافضي، بل كلهم متفقون على تجهيل الرافضة وتضليلهم، كتبهم كلها شاهدة بذلك، وهذه كتب الطوائف كلها تنطق بذلك، مع أنه لا أحد يلجئهم إلى ذكر الرافضة، وذكر جهلهم وضلالهم ... إلى أن قال: والله يعلم أني _ مع كثيرة بحثي، وتطلعي إلى معرفة أقوال الناس ومذاهبهم _ ما علمت رجلاً له في الأمة لسان الصدق يتهم بمذهب الإمامية، فضلاً عن أن يقال: إنه يعتقده في الباطن». "منهاج السنة" (4/ 130ـ131).
ويضيف قائلا: «فهل عُرف أحد من فضلاء أصحاب الشافعي، وأحمد، وأصحاب مالك كان رافضياً، يُعلم بالاضطرار أن كل فاضل منهم فإنه أشد الناس إنكاراً للرفض، وقد اتهم طائفة من أتباع الأئمة بالميل إلى نوع من الإعتزال، ولم يُعلم عن أحد منهم أتهم بالرفض لبعد الرفض عن طريق أهل العلم» "منهاج السنة" (4/ 135) ..
وبعد أقواله هذه قال: «فيما أذكر في هذا الكتاب من ذم الرافضة، وبيان كذبهم وجهلهم قليل من كثير مما أعرفه منهم، ولهم شر كبير أعرف تفصيله». "منهاج السنة" (1/ 160).
وقال ابن كثير في تفسيره (4/ 142): «إن الطائفة المخذولة الرافضة يعادون أفضل الصحابة، ويبغضونهم ويسبونهم عياذا بالله من ذلك، وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة، وقلوبهم منكوسة، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن إذ يسبون من رضي الله عنهم».
ـ[أم نور الدين]ــــــــ[30 - 10 - 10, 07:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا وكتب أجركم(66/455)
خطابان للتحدي موجهان الى الاشاعرة والى الصوفية (دمشقية)
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 04:06 م]ـ
الحمد لله والصلا ة والسلام على رسول الله
لدي خطابان هامان هما عبارة عن مطالبتين للمناظرة موجهين إلى الصوفية وإلى الأشاعرة:
الخطاب الأول الموجه الى الصوفية:
أستطيع القول من خلال خبرتي أن كل الملل والأديان يمكن أن تدافع عن معتقدها وتناظر عليه إلا الصوفية.
وهذا إنما أقوله من خلال خبرتي في الفرق والملل عموما ومن خلال تواجدي في مواقع المناظرات الصوتية كالبالتوك خصوصا.
فإنني لم أجد يوما صوفيا يقبل التحدي والمناظرة حول طريقته الصوفية.
فانظروا إلى أي حضيض من الضعف وصلت اليه طرقكم.
هم يمكن أن يناظروك حول البدعة والتأويل في الصفات مما اكتسبوه من زبايل علم الكلام.
وأرجو أن لا ينزعجوا بقولي زبايل فإن شيخهم القشيري وصف الله بأنه يكنس المزابل كما في رسالته القشيرية الصفحة 128.
هل يقبل رمز صوفي وشيخ لأحد الطرق يكون معروفا بمشيخته أن يناظرني حول الطريقة النقشبندية أو الطريقة الرفاعية أو الطريقة الشاذلية؟
أعتقد هذا لن يحصل.
وأنا لا أزال أنتظر مع يقيني التام بأنه لن يجرؤ أحد ويقبل التحدي مما يدل على هشاشة الطرق الصوفية ويقين أتباعها بأن طرقهم عبارة عن مجموعة خرافات وأوهام وأباطيل. بل وأنها من أسباب أكل العيش وخداع العوام.
الخطاب الثاني موجه الى الأشاعرة:
هل يعتقد الأشاعرة أن مشايخهم كأبي الحسن الأشعري والرازي يعتقدون بان الله له حد أم لا؟
أنا من خلال اطلاعي على أقوالهم أستطيع القول بأنهم كانوا يعتقدون ذلك.
فمن أراد ان تثكله أمه ويقبل مناظرتي حول إثبات مشايخ للحد في الله أمثال سعيد فودة وغيره من الدعاة إلى المذهب الأشعري فليفعل وانا مستعد لذلك إن شاء الله.
أحببت ان أطرح هذا التحدي من هذا الموقع المبارك المنافح عن سنة رسول الله.
ووالله إن من ينافح عن سنة رسول الله ويجاهد أهل البدع فهو من آل محمد.
فكما ان أتباع فرعون وأنصاره كانوا آل فرعون بهذا المعنى.
فكذلك من يجاهدون أهل البدع ويثبتون سنة رسول الله صلى الله عليه وآله فهم آل محمد بهذا المعنى وبالله التوفيق.
عبد الرحمن دمشقية
السبت 22 ذو القعدة 1431هـ
المصدر:
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=8028 (http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=8028)
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 07:22 م]ـ
أخي أبو أسامة عندي بحث اسمه تعرف على الصوفية عن طريق سؤال و جواب فقد يفيدك
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 08:06 م]ـ
أخي أبو أسامة عندي بحث اسمه تعرف على الصوفية عن طريق سؤال و جواب فقد يفيدك
طيب وفقك الله ما رأيك تنضم لكوكبة شبكة صوفية حضرموت وتنشر دررك هناك
وإن كان لاتحبذ ذلك فأنزل لي هنا بحثك وانا أتولى نشره هناك
محبك
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 08:12 م]ـ
أردت التسجيل في ذلك الملتقى و لكن لم أستطع هل اطلعت على الموضوع, للأسف لم يلق اهتماما رغم أني تعبت في جمعه إذا أردت نسخه و نشره فلك الأجر
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[03 - 11 - 10, 12:49 م]ـ
أردت التسجيل في ذلك الملتقى و لكن لم أستطع هل اطلعت على الموضوع, للأسف لم يلق اهتماما رغم أني تعبت في جمعه إذا أردت نسخه و نشره فلك الأجر
لماذا لم تستطيع التسجيل لعل الأسم طويل أم هناك سبب أخر؟؟؟؟(66/456)
مسألة الإستشفاء بكتاب الشفا للقاضي عياض
ـ[حكم علاء السامرائي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 02:01 ص]ـ
لقد لقي الشفا من العناية والشهرة ما لم تلقه باقي مؤلفاته، فلا غرو أن طارت شهرته في الآفاق (1).
وقد أثنى عليه العلماء، والمؤرخون المنصفون، وانتفع به الخاصة والعامة،
فلا يكاد يخلو منه بيت، أو مكتبة، أو مسجد. حتى إن الجند في المغرب والجزائر كانوا يقسمون-حين أدائهم الخدمة العسكرية-على البخاري والشفا (2).
وفي تونس تقسم النساء عادة قائلات: والشفا والبخاري (3).
وأن عامة المغاربة يقرنون بين الكتابين في تعظيم مكانتهما والتبرك والاستشفاء بهما.
ولقد بالغ الناس في تقديره والاهتمام به، ونسخ الأساطير والخرافات حوله. فقيل: لا يقع ضرر لمكان هو فيه، ولا تغرق سفينة تحمله، وأنه إذا قرأه مريض أو قرئ عليه شفاه الله، ومن ألمَّت به نائبة أو هول أو فزع فرج الله عليه بعد قراءته ... فحثوا على ضرورة توافر نسخة منه في كل خزانة (4).
ومما يدعوا إلى العجب أن بعض شرَّاحه أو المهتمين به أقروا بذلك وقرروه فقد نقل العدوي عن الشهاب الخفاجي (5) ((أنه ممن جرب بركته وشاهدها)) (6).
وأقر به العدوي، وكذلك محمد بن جعفر الكتاني (7)؛ فكان لهذه الاعتقادات أثر بالغ في الشعراء الذين مدحوا عياضاً وقرظوا كتابه، فقد ركزوا جميعاً على مسألة الاستشفاء بالكتاب (8).
______________________________ _____
(1) ينظر: مقدمة تحقيق الشفا: 10، وتكريم النبوة:66.
(2) ينظر: مقدمة تحقيق الشفا: 10، والقاضي عياض وجهوده:327.
(3) ينظر: تاريخ الأدب العربي: 6/ 268.
(4) ينظر: تكريم النبوة: 66.
(5) أحمد بن محمد بن عمر، شهاب الدين الخفاجي المصري، نسبة إلى قبيلة خفاجة، قاضي القضاة وصاحب التصانيف في الأدب واللغة، من أشهر كتبه (نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض) و (عناية القاضي وكفاية الراضي) توفي سنة 1069هـ. ينظر: الأعلام: 1/ 238.
(6) ينظر: المدد الفياض بنور الشفا للقاضي عياض، لحسن العدوي الحمزاوي (ت 1303هـ) القاهرة –
طبع حجر سنة 1276هـ: 1/ 4.
(7) ينظر: الرسالة المستطرفة: 106.
(8) ينظر: تكريم النبوة: 66.
*************************
فكيف يا أخوان نناقش هذه المسألة، ومن المعلوم ان هذا مخالف لإصول عقيدتنا، فكيف نرد على مثل هذه المواضيع. أرجوا المساعدة، ولكم جزيل الشكر.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 02:12 ص]ـ
كتاب الشفا مملوء بالأحديث الضعيفة أم تعظيم الكتب فهو الداء الذي لا يشفيه حتى كتاب الشفا ,فكتب ابن عربي صاحب وحدة الوجود معظمة عند أصحابها, فهل استشفى أحد من الصحابة بالصحائف التي كانت معهم وفيها أحاديث الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهي أعلى سندا من كتاب الشفا, فالاستشفاء يكون بالطرق الشرعية مثل قراءة القرآن و الأدعية. أما التجارب فلا تثبث بها الأحكام , ويكون بالطرق الطبية ,أما الحلف بالشفا فهو إن كان يعتقد أنه أعظم من الله فهو شرك أكبرأما إن لم يعتقد فهوشرك أصغر, فهؤلاء الذين يتبركون بالشفا عندهم خلل في مسألة التبرك فهم يتبركون بكل شيء يعظمونه
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[01 - 11 - 10, 11:08 ص]ـ
و لماذا لم تذكر من انتقد الكتاب كالذهبي - مثلاً - الذي قال أنه كتاب جيد لولا ما حشاه مصنفه بالواهيات عمل إمام لا نقد له في الحديث و لا ذوق (هذا أو معناه لأني أذكره من حفظي الآن).
و الكتاب - بلا شك - كتاب رائع جداً لكنه يحوي عدداً غير قليل من الأحاديث الباطلة و التأويلات الغريبة لبعض الأحاديث و الله يثيب مصنفه خيراً - إن شاء الله - على نيته.
ـ[ابو عبدالاله السلفي]ــــــــ[02 - 11 - 10, 11:53 م]ـ
ذكر عن شيخ الاسلام رحمه الله انه قال في حق كتاب الشفا لعياض
غلا هذا المغيربي
والله اعلم(66/457)
من هي الفرقة التي تقول بـ هذه العبارة؟؟
ـ[أم سلمة السلفيه]ــــــــ[31 - 10 - 10, 02:46 ص]ـ
ما هي الفرقة التي تقول بهذا القول؟؟
[أن الله - سبحانه وتعالى - يُعصى قهراً بغير اختياره ومشيئته]
مع الإشارة للمراجع الدالة على ذلك ..
بارك الله فيكم ونفع بكم
ويسر أمركم ..
...
ـ[عبدالله محمد المصري]ــــــــ[31 - 10 - 10, 07:48 ص]ـ
أظن القائل بذلك هم المعتزلة القدرية المثبتين للإرادة الشرعية النافين للإرادة الكونية القائلين بأن الله لا يخلق أفعال العباد ولا يريد لا المعصية ولا الطاعة بل العبد له محض الإرادة والمشيئة المستقلة.
لكن كونهم صرحوا بأن الله يعصى قسرا لا أدري إن كان أحدا من علمائهم نص عليه.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[31 - 10 - 10, 08:43 ص]ـ
لا أظن أن فرقة تقول هذا باللفظ، فلعل تلك النسبة على المعنى، أو على القول باللازم ..
وأشبه ما يكون بتلك المقالة هم الفلاسفة القائلون إن الله (موجب بالذات)، من غير مشيئة ولا اختيار ..
و نص شيخ الإسلام أن القول بأن الله (موجب بالذات) يشتمل على معنيين، صحيح وباطل،
فإن كان المراد أن ما يريده الله فإنه يجب أن يقع، وأن ذلك الشيء يفعله الله حقيقة بذاته، فهذا صحيح ..
وإن أريد أن الله يصدر عنه الفعل لا عن اختيار ومشيئة، بل على سبيل التولد والفيض، كإنتاج العلة الطبيعية للمعلول، فهذا باطل وهو قول الفلاسفة ..
ـ[أبوعبدالله الحنبلي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 09:30 ص]ـ
لا أظن أن فرقة تقول هذا باللفظ، فلعل تلك النسبة على المعنى، أو على القول باللازم ..
بارك الله فيك شيخنا الحبيب عمرو,
الذي يظهر هو ما تقول, من أن هذا لازم القول لبعض الفرق من القدرية النفاة.
ومثله قول شيخ الإسلام في رده على الحلي:
" ... أن يقال ما نقله عن الإمامية لم ينقله على وجهه فإنه من تمام قول قول الإمامية الذي حكاه وهو قول من وافق المعتزلة في توحيدهم وعدلهم من متأخري الشيعة أن الله لم يخلق شيئا من أفعال الحيوان لا الملائكة ولا الأنبياء ولا غيرهم بل هذه الحوادث التي تحدث تحدث بغير قدرته ولا خلقه
ومن قولهم أيضا إن الله تعالى لا يقدر أن يهدي ضالا ولا يقدر أن يضل مهتديا ولا يحتاج أحد من الخلق إلى أن يهديه الله بل الله قد هداهم هدى البيان وأما الاهتداء فهذا يهتدى بنفسه لا بمعونة الله له وهذا يهتدى بنفسه لا بمعونة الله له
ومن قولهم إن هدى الله للمؤمنين والكفار سواء ليس له على المؤمنين نعمة في الدين أعظم من نعمته على الكافرين بل قد هدى علي بن أبي طالب كما هدى أبا جهل بمنزلة الأب الذي يعطي أحد بنيه دراهم ويعطى الآخر مثلها لكن هذا أنفقها في طاعة الله وهذا في معصيته فليس للأب من الإنعام على هذا في دينه أكثر مما له من الإنعام على الآخر
ومن أقوالهم إنه يشاء الله مالا يكون ويكون مالا يشاء ... "
والله أعلم.
ـ[عبدالله محمد المصري]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:16 ص]ـ
ما دخل الموجب بالذات على اعتقاد الفلاسفة في سؤال الأخت؟
الموجب بالذات متعلق بأفعاله لكن هي تسأل عن معصية العباد له أي عن أفعال العباد ..
لذلك أظن أن المعتزلة أولى بهذه المقالة.
شكرا لكم وإن أخطأت فقوموني.
ـ[عبدالله محمد المصري]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:18 ص]ـ
لكن لا تقوموني بحد السيف بل بلين الكلام بلا حيف ((ابتسامة)).
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:27 ص]ـ
العبارة قد توافق عقيدة الفلاسفة الذين ينفون عن الله سبحانه القصد والاختيار والإرادة ..
وقد توافق عقيدة القدرية الذين ينفون عن الله خلق أفعال العباد ..
بل قد توافق عقيدة أهل السنة الذين يقولون إن المعاصي خلاف مشيئة الله الشرعية وأمره الشرعي ..
لكن لفظة (قهرًا) ترجح الخيار الثاني، والله أعلم.
ـ[عبدالله محمد المصري]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:32 ص]ـ
بارك الله فيك يا د هشام لكن الاختيار الثالث لك غير موفق لأنهم إذا أطلقوا المشيئة أريد بها الإرادة الكونية القدرية لا الدينية الشرعية على حد علمي .. ويدل على ذلك قولهم أي أهل السنة .. ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن , لذلك هم يقولون إرادة كونية قدرية وإرادة دينية شرعية ولا أعرف ان كان نص أحدهم على ان هناك مشيئة كونية قدرية ومشيئة دينية شرعية فلذلك لا ينبغي أن يعزى لأهل السنة مثل هذه العبارة الفاجرة.
ـ[أبوعبدالله الحنبلي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:45 ص]ـ
جزاك الله خيراً د. هشام,
بالنسبة لاحتمال نسبة هذه المقالة لأهل السنة بتقيدها بالإرادة الشرعية, فهذا باطل ظاهر البطلان, ولو صرح بأن مراده (أن الله يُعصى قهراً بغير اخيار ومشيئة شرعية).
ولذلك قال شيخ الإسلام:
" ... الوجه الثاني أن سائر أهل السنة الذين يقرون بالقدر ليس فيهم من يقول إن الله تعالى ليس بعدل ولا من يقول إنه ليس بحكيم ولا فيهم من يقول إنه يجوز أن يترك واجبا ولا أن يفعل قبيحا
فليس في المسلمين من يتكلم بمثل هذا الكلام الذي أطلقه ومن أطلقه كان كافرا مباح الدم باتفاق المسلمين" أهـ.
فالعبارة قبيحة جداً, يُفهم منها التنقص من ذات الله جل وعلا, فلا يُستدرك خللها إلا بنقض أصلها, وليس بقيد يُضاف لها.
عموماً غالب ظني أن العبارة ليست لمعين, بل هي من الإلزامات التي يُلزمها أهل السنة لنفاة القدر, ولا أظن أن هناك معتزلي أو قدري أو منسوب للإسلام يتفوه بمثل هذا, إلا أن تكون بدعته أخرجته إلى الزندقة المحضة, والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/458)
ـ[عبدالله محمد المصري]ــــــــ[31 - 10 - 10, 11:07 ص]ـ
وهاكم ما يؤيد رأيي ..
قال اللالكائي في اعتقاد أهل السنة: أخبرنا علي بن محمد بن عيسى أخبرنا علي بن محمد المصري ثنا إسحاق بن إبراهيم بن جابر قال ثنا سعيد بن أبي مريم قال ثنا الليث بن سعد قال
قال غيلان لربيعة يا أبا عثمان أيرضي الله عز و جل أن يعصي فقال له ربيعة أفيعصي قسرا؟؟
وغيلان هو غيلان الدمشقي القدري المعروف.
وقال ابن بطة العكبري الحنبلي في كتابه الإبانة:
حدثني أبو عمر محمد بن عبد الواحد النحوي صاحب اللغة قال أخبرني العطافي عن رجاله من الشيعة قال قلنا لجعفر بن محمد رحمه الله إن المعتزلة تنافرنا نفارا شديدا فقل لنا شيئا حتى نقاتلهم به فقال اكتبوا إن الله عز و جل لا يطاع قهرا ولا يعصى قسرا ..
وجزيتم خيرا
ـ[عبدالله محمد المصري]ــــــــ[31 - 10 - 10, 11:11 ص]ـ
وقد يؤخذ من نقل ابن بطة الأخيرة أن متقدمي الشيعة لم يكونوا قدرية نفاة بل كان بينهم وبين المعتزلة نفرة شديدة.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[31 - 10 - 10, 11:29 ص]ـ
قرأتها يعطي بدلا من يعصى ...
وعلى ذلك فهي تتنزل على المعتزلة لا غير ..
ـ[أم سلمة السلفيه]ــــــــ[01 - 11 - 10, 12:00 ص]ـ
...
جزاكم الله خيراً وكتب أجركم ..
وجعل ذلك في موازين الحساناات ..
..(66/459)
لا يستطيع أن يدخل المدينة النبوية إلا بعد إذن النبي???
ـ[أرسان السنجقي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 07:50 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
سمعت من أحد الداعاة في بلادنا أن الإنسان لا يستطيع أن يدخل المدينة النبوية إلا بعد إذن النبي??? من أين هذا??? و يعد في السلفيين و تخرج في الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية! هل هذا شرك أكبر مخرج من الملة?(66/460)
العدل والتوحيد بالجهات الظاهرية
ـ[د. عقيل المرعي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 10:39 م]ـ
الإخوة الكرام في ملتقى أهل الحديث،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
قرأت في مخطوط في مكتبة الأمبروزيانا في إيطاليا النص التالي: "اتفق الفراغ من رقم هذا القسم من كتاب المفتاح في علم المعاني والبيان في شهر شعبان المعظم الذي هو من شهور سنة تسع وعشرين وسبعمائة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلوات وأفضل التسليم بمدينة صنعاء بخط محمد بن حاتم بن عيسى بن محمد بن عبد الله بن محمد العود. وقد وقفه لله وفي سبيله وابتغاء مرضاته، على النية التي عرفها الله سبحانه، وجعل له الولاية في حياته وبعد وفاته إلى الصالح ممن يحدث ويولد من أولاده وأخيه وأولاده ما تناسلوا، الذكور إن كانوا، أو كانوا وليس فيهم صالح فالولاية فيه وإلى سائر كتبه إلى العلماء المدرسين الورعين القائلين بالعدل والتوحيد بالجهات الظاهرية، إلى أن يرث الله الأرض وهو خير الوارثين لا يباع ولا يورث ولا يبدل عن ذلك. فليعرف ذلك من وقف عليه وليدعوا لواقفه ولوالديه ولمن قرأ فيه ولمن دعا لهم بالمغفرة بخير الدنيا والآخرة وفقه الله وإيانا لما يرضيه وجعله وإيانا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون آمين أمين استجب يا أرحم الراحمين وصلواتُهُ على سيدنا محمدٍِ وآلِهِ وسلامُهُ".
وسؤالي هو: ماذا يعني بقوله العدل والتوحيد بالجهات الظاهرية؟
إذ لم أجد فيما بين يدي من كتب المعتزلة إشارة إلى هذا المعنى، لعله في كتب أخرى!
هل هناك من يرشدني إلى معنى العبارة التي استغلقت علي، كي أستطيع ترجمتها إلى الإيطالية على الوجه الصحيح.
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوعبدالله الحنبلي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 03:31 ص]ـ
هل من الممكن أن تضع صورة لهذا المقطع؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[01 - 11 - 10, 05:59 ص]ـ
الظاهر أن قوله بالجهات الظاهرية يقصد بها مصر وما حولها، نسبة للظاهر ركن الدين بيبرس ..
يقصد المدرسين بالديار المصرية ..
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[01 - 11 - 10, 06:31 ص]ـ
الظاهر أن قوله بالجهات الظاهرية يقصد بها مصر وما حولها، نسبة للظاهر ركن الدين بيبرس ..
يقصد المدرسين بالديار المصرية ..
ما أحسنها لولا ....
الإخوة الكرام في ملتقى أهل الحديث،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
قرأت في مخطوط في مكتبة الأمبروزيانا في إيطاليا النص التالي: " [ FONT=Traditional Arabic] اتفق الفراغ من رقم هذا القسم من كتاب المفتاح في علم المعاني والبيان في شهر شعبان المعظم الذي هو من شهور سنة تسع وعشرين وسبعمائة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلوات وأفضل التسليم بمدينة صنعاء
فقد توفي الظاهر رحمه الله 667 هـ
ـ[أبوعبدالله الحنبلي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 07:12 ص]ـ
هذا بعيد والله أعلم,
لأن:
1 - الكتاب خُط بصنعاء.
2 - نص الواقف أن الولاية في الكتاب وفي غيره تؤول إلى العلماء الورعين القائلين بالعدل والتوحيد, وهم إما معتزلة وإما زيدية.
فيبعد أن يقصد مصر لأنها يومئذ لم تكن داراً لأيهما, والأقرب أن يوقفه على علماء مذهبه المتركزين في اليمن أصلاً. والله أعلم.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[01 - 11 - 10, 08:37 ص]ـ
تاريخ وفاة الظاهر ليس مشكلة، وقد انتبهت إليه وإلى تاريخ الخط قبل كتابتي، لإمكان النسبة إليه ولو بعد موته لظهوره ومجده ..
وقصارى ما فيه أنه ناسخ نسخ نسخة من المفتاح، ولا يبعد أن يكون من استنسخه إياها من المدرسين خارج تلك الدور ..
وربما وقفه على غير أهل بلده، لأنه وقفه على ولده إن كانوا ذكورا وصالحين، ثم عدّى ذلك إلى خارج هؤلاء، فيحتمل أن يقفه على غير اليمنيين ...
وقد يراد بالجهات الظاهرية هاهنا = الدنيا
مقابلة بالجهات غير الظاهرية التي يقطن فيها الأولياء ونحوهم!
ـ[أبوعبدالله الحنبلي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 09:06 ص]ـ
لعلها ليست الظاهرية أصلاً, ولهذا طلبت وضع صورة المخطوط هنا للاطلاع.
فربما يُظهرها الله ويفتح بما لم يفتح به على قارئها.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[01 - 11 - 10, 02:45 م]ـ
تاريخ وفاة الظاهر ليس مشكلة، وقد انتبهت إليه وإلى تاريخ الخط قبل كتابتي، لإمكان النسبة إليه ولو بعد موته لظهوره ومجده ..
وقصارى ما فيه أنه ناسخ نسخ نسخة من المفتاح، ولا يبعد أن يكون من استنسخه إياها من المدرسين خارج تلك الدور ..
وربما وقفه على غير أهل بلده، لأنه وقفه على ولده إن كانوا ذكورا وصالحين، ثم عدّى ذلك إلى خارج هؤلاء، فيحتمل أن يقفه على غير اليمنيين ...
وقد يراد بالجهات الظاهرية هاهنا = الدنيا
مقابلة بالجهات غير الظاهرية التي يقطن فيها الأولياء ونحوهم!
أنت أنت لولا هذا الرد الذي سودته!!
ـ[د. عقيل المرعي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 05:02 م]ـ
هل من الممكن أن تضع صورة لهذا المقطع؟
جزاكم الله جميعا كل خير، لقد وضعت صورة عن الصفحة المقصودة، وأتمنى أن أكون قد نجحت في ذلك. وقد استفدت من تعليقاتكم جميعا، ولعلنا نصل إلى ما استغلق علي بعد وضع الصورة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=79563&stc=1&d=1288621300
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/461)
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[01 - 11 - 10, 05:06 م]ـ
كنت سطرت ردا ثم وجدت فحواه في كلام أخينا أبي عبدالله الحنبلي فحذفته وقوله أقرب لأن المدرسة الظاهرية لا ينتسب إليها أحد من المعتزلة والله اعلم.
ـ[د. عقيل المرعي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 05:20 م]ـ
ومن في المدرسة الظاهرية قائل بالتوحيد والعدل أصلا؟
عموما أخي السائل القائلين بالتوحيد والعدل هم المعتزلة ومن وافقهم ويبقى عليك ان تعلم ما مقصده بالجهات الظاهرية.
والحقيقة سياق الكلام يدل على ان مراده بعض الجهات في اليمن ويدل على هذا أمران:
1 - قوله: اتفق الفراغ من رقم هذا القسم من كتاب المفتاح في علم المعاني والبيان في شهر شعبان المعظم الذي هو من شهور سنة تسع وعشرين وسبعمائة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلوات وأفضل التسليم بمدينة صنعاء.
2 - أن الزيدية الموافقين للمعتزلة القائلين بالتوحيد والعدل يقطنون تلك المناطق.
ويُسأل أهل التاريخ والاخوة في أرض اليمن عن منطقة أو دولة تسمى الظاهرية.
والله أعلم.
نعم، جزاك الله خيرا! واضح أن الناسخ الواقف للكتاب هو من المعتزلة أو الزيدية والنسب بين الفرقتين واضح، وقد ظننت لأول وهلة أنه يقصد بالجهات الظاهرية تنزيه الحق سبحانه وتعالى عن الجهة أي عن إمكانية الرؤية بالعين الباصرة، وهو مذهب المعتزلة في ذلك. وقد ظننت أن يكون في كتب علم الكلام والعقيدة نص يوضح هذا؛ أما احتمال أنني قد أخطأت في قراءة النص فهذا وارد لا شك في ذلك، ولعل أحد الإخوة يهتدي إلى قراءة العبارة على وجهها السليم؛ ومع أنني ما زلت أنتظر ردا يشفي صدري من الإخوة رواد هذا الملتقى الخير، فإنني أكاد أطمئن إلى ما قلته، ما لم يأت أحد الإخوة بخير منه.
جزاك الله كل خير
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[01 - 11 - 10, 05:20 م]ـ
لعلها الطاهرية ..
ويكون في التاريخ إشكال، لكن الطاهريون كان لهم نفوذ على بعض الجهات قبل شيوع دولتهم ...
http://www.yemen-nic.info/*******s/History/detail.php?ID=1182
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[01 - 11 - 10, 05:50 م]ـ
ثم وقفت على قرية تسمى ظاهرة الشرف ويتخصرونها بالظاهرة في أرض اليمن فلعل النسبة إليها وننتظر أهل الفقه والحكمة اليمانيين ليخبرونا عن هذه القرية ومكانها وعن حال ساكنيها.
ـ[أبوعبدالله الحنبلي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 05:59 م]ـ
لعلها الطاهرية ..
ويكون في التاريخ إشكال، لكن الطاهريون كان لهم نفوذ على بعض الجهات قبل شيوع دولتهم ...
http://www.yemen-nic.info/*******s/History/detail.php?ID=1182
بارك الله فيك شيخنا عمرو,
لعلها الطاهرية كما قلتَ.
فالطاء مهملة وليست معجمة, وأما ما فوقها فهو أثر التصوير.
ويلاحظ الفرق بين ما فوق الطاء وإعجام أي حرف آخر, ستجد فرقاً بين كبيراً في حجم النقاط.
أما ما المراد بالطاهرية, فلا أعلم.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[01 - 11 - 10, 06:03 م]ـ
وفيك بارك أبا عبد الله الحنبلي ...
والبحث في هل للطاهريين نفوذ قبل شيوع الدولة في بعض الجهات يقع على عاتق الدكتور بقى (ابتسامة)
وحياك الله أبا الحسن الأثري (ابتسامة أخرى)
ـ[د. عقيل المرعي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 06:20 م]ـ
نعم شكرا لكم جميعا. هي الطاهرية بالطاء المهملة، والذي دعاني إلى قراءتها بالمعجمة هو ما يسمى بالعمى النفسي، أي عدم رؤية الأشياء الواضحة ظنا منا أنها أعقد من ذلك بكثير. ورحم الله رجلا أهدى إلي عيوبي. سأبحث عن الطاهرية وحيدا ما دام ذلك رأي الأخ عمرو بسيوني (ابتسامة)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[01 - 11 - 10, 06:23 م]ـ
حندور معاك برضو بس على خفيف ...
المهم أن المشكلة الأكبر حلت ...
ـ[د. عقيل المرعي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 07:12 م]ـ
نعم؛ بفضل الله ثم بفضل الإخوة المشاركين في هذا الملتقى القيم.
ـ[عماد ابن عمر]ــــــــ[06 - 11 - 10, 10:45 ص]ـ
بارك الله فيك اخي(66/462)
مبحث في التقية
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[01 - 11 - 10, 02:40 م]ـ
* التقية:
التقية في اللغة هي التقوى، فـ " التُّقاة وَالتقيَّة والتقوَى والاتِّقاءُ كلُّه واحدٌ " ()، وهي " الخشية والخوف " ().
أما معنى التقية عندهم فهي إظهار موافقة المخالفين حال خوف الضرر، وعدمه، فإذا خيف الضرر وجبت التقية، وإذا لم يخف الضرر فهي مستحبة!، يقول محمد تقي الموسوي الأصفهاني في كتابه (وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام) عند ذكره الوظائف المطلوبة من الشيعة زمن غيبة إمامهم: "أن يلتزم بالتقية من الأعداء - أي أهل السنة -، ومعنى التقية الواجبة هو أن يكتم عقيدته عند احتمال الضرر العقلاني على نفسه أو ماله أو مكانته وبأن يظهر خلاف عقيدته إذا اقتضى ذلك لسانه فيحفظ نفسه وماله ويضمر عقيدته الصحيحة في قلبه" ().فهذه هي الواجبة حال الخوف من الضرر.
أما التي ليست لخوف الضرر، وإنما هي لتحبيب المخالفين ومداهنتهم و مداراتهم فيقول الخميني: "فتارة تكون التقية خوفاً وأخرى تكون مداراة .. والمراد بالمدارة أن يكون المطلوب فيها نفس شمل الكلمة ووحدتها بتحبيب المخالفين وجر مودتهم من غير خوف ضرر كما في التقية خوفاً وسيأتي التعرض لها وأيضاً قد تكون التقية مطلوبة لغيرها وقد تكون مطلوبة لذاتها وهي التي بمعنى الكتمان في مقابل الإذاعة على تأمل فيه" ().
ويقول: "وليعلم أن المستفاد من تلك الروايات صحة العمل الذي يؤتى به تقية سواء كانت التقية لاختلاف بيننا وبينهم في الحكم كما في المسح على الخفين والإفطار لدى السقوط أو في ثبوت الموضوع الخارجي كالوقوف بعرفات اليوم الثامن لأجل ثبوت الهلال عندهم" ().
ـ منزلة التقية:
والتقية لها أهمية عظيمة في الدين عندهم، و ورد في الحث عليها والترغيب فيها، وإيجابها من الروايات الشيء الكثير، فروى الكليني في الكافي عن معمر بن خلاد قال: سألت أبا الحسن عن القيام للولاة فقال: قال أبو جعفر: "التقية من ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له" ().
وروى عن أبي عبد الله أنه قال: "يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له، والتقية في كل شيء إلا في النبيذ والمسح على الخفين" ().
وروى عن الصادق قال: "سمعت أبي يقول: لا والله ما على وجه الأرض شيء أحب إليَّ من التقية، يا حبيب إنه من كانت له تقية رفعه الله، يا حبيب من لم تكن له تقية وضعه الله، يا حبيب إن الناس إنما هم في هدنة فلو قد كان ذلك كان هذا" ().
وروى عن أبي عبد الله قال: "التقية ترس الله بينه وبين خلقه" ()، وروى عن أبي عبدي الله قال: "… أبى الله عز وجل لنا ولكم في دينه إلا التقية" ()، وروى عن أبي عبد الله قال: "كان أبي يقول: أي شيء أقر لعيني من التقية إن التقية جُنة المؤمن" ().
و عقد محمد بن الحسن بن الحر العاملي في وسائل الشيعة باباً بعنوان "باب وجوب الاعتناء والاهتمام بالتقية وقضاء حقوق الإخوان" ()، و باباً بعنوان "باب وجوب عشرة العامة بالتقية" ().
وروى الحر العاملي في وسائل الشيعة عن أمير المؤمنين قال: "التقية من أفضل أعمال المؤمنين" ()، وفي وسائل الشيعة عن علي بن الحسين قال: يغفر الله للمؤمن كل ذنب ويطهره منه في الدنيا والآخرة ما خلا ذنبين: ترك التقية وتضييع حقوق الإخوان" ()، و عن الصادق قال: "ليس منا من لم يلزم التقية" ()، وفي جامع الأخبار قال أبو عبد الله عليه الصلاة و السلام: "ليس من شيعة علي من لا يتقي" (). وفيه عن النبي: "تارك التقية كتارك الصلاة" ().!!
ويقول الصدوق: " "واعتقادنا في التقية أنها واجبة من تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة .. والتقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم فمن تركها قبل خروجه فقد خرج من دين الله وعن دين الإمامية وخالف الله ورسوله والأئمة" ().
فانظر إلى مبالغتهم وتهويلهم في شأنها، حيث رووا في أهميتها و وجوبها وأن تاركها ليس من الدين، أكثر مما رووا في ترك الصلاة والزكاة، وهكذا شأنهم مع كل الأصول البدعية التي يقررونها، فترى كأنهم يحاولون التغطية على ابتداعهم إياها بتهويل أمرها، واختراع الكذب ونفخه في الحث عليها والأمر بها.
ـ التقية والإكراه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/463)
وتجد منهم من يحاول التخلص من ذلك الإشكال ـ وهو تشريع النفاق وتسميته تقية ـ بأن هذا مشروع فقط لأجل الضرر، وهو أصل شرعي محكم ـ كما سنذكر الآن في الأدلة ـ، وهذا غلط، فإن التقية كما ذكرنا من كلام علمائهم ـ ومنهم الخميني ـ تشرع للحفظ من الضرر، وتشرع لمجرد التعمية وموافقة العامة والتودد إليهم، وتحبيبهم في التشيع، وهذا عين النفاق، بل لو لم يكن ذلك نفاقا، فلا نفاق على الأرض.
ومما يدل على أن التقية أعم من كونها ضررا، ما رواه الحر العاملي في وسائل الشيعة عن الصادق قال: "عليكم بالتقية فإنه ليس منا من لم يجعلها شعاره ودثاره مع من يأمنه لتكون سجية مع من يحذره" ().
ويقول الخميني: "ثم إنه لا يتوقف جواز هذه التقية بل وجوبها على الخوف على نفسه أو غيره بل الظاهر أو المصالح النوعية صارت سببا لإيجاب التقية من المخالفين فتجب التقية وكتمان السر لو كان مأمونا وغير خائف على نفسه" ().
ويقول أبو القاسم الخوئي: "وذلك لأن المستفاد من الأخبار الواردة في التقية إنما شرعت لأجل أن تختفي الشيعة عن المخالفين وألا يشتهروا بالتشيع أو الرفض ولأجل المداراة والمجاملة معهم ومن البين أن المكلف إذا أظهر مذهب الحنابلة عند الحنفي مثلا أو بالعكس حصل بذلك التخفي وعدم الاشتهار بالرفض والتشييع وتحققت المداراة والمجاملة معهم " ()
و سئل الخوئي: "ما المراد بالتقية في العبادات وهل يمكن اتصافها بالأحكام الخمسة، وهل هي في مورد احتمال خوف ضرر أم التجامل بالمظهر وعدم إلفات النظر؟
أجاب الخوئي: "أما في مورد احتمال الضرر بمخالفتها واجبة وفي الصلاة معهم ـ يقصد أهل السنة ـ فمستحبة مع عدم احتمال الضرر" ().
وأيضاً سئل كاظم الحائري:"ما هي حدود التقية المسوغة للعمل بها شرعاً وهل أن الأذى الكلامي وانتقاد المذهب والمضايقة من مسوغات العمل بالتقية؟
أجاب: "ينبغي للإنسان الشيعي أن يتعامل مع السني معاملة تؤدي إلى حسن ظنه بالشيعة لا إلى تنفره عن الشيعة" ().
ـ انتهاء التقية:
وينتهي العمل بالتقية في حالة خروج الإمام المنتظر ـ المهدي ـ كما أوردنا في بعض الروايات سابقا، ومن ذلك أيضا ما رواه العياشي والحر العاملي عن جعفر الصادق في تفسيره قوله عز وجل: (َفإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً) [الكهف: 98]. قال: "رفع التقية عند الكشف فينتقم من أعداء الله" ().
و يروي الحر العاملي عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام في حديث عن التقية قال: "من تركها قبل خروج قائمنا فليس منا" وكما يرويه الشعيري عن الصادق قال: "ومن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا" ().
فإذا خرج القائم تركت التقية، فروى الحر العاملي عن الحسن بن هارون قال: "كنت عند أبي عبد الله جالساً فسأله معلى بن خنيس أيسير الإمام القائم بخلاف سيرة علي قال: نعم وذلك أن عليا سار بالمن والكف لأنه علم أن شيعته سيظهر عليهم وإن القائم إذا قام سار فيهم بالسيف والسبي لأنه يعلم أن شيعته ?ن يظهر عليهم من بعده أبداً" ().
وفي الغيبة للنعماني عن أبي عبد الله قال: "إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف" ()، وأيضا عن أبي عبد الله قال: "ما بقى بيننا وبين العرب إلا الذبح وأومأ بيده إلى حلقه " ().
ويقول محمد صادق الصدر: "عن أبي جعفر قال: "إن الناس في هدنة نناكحهم ونوارثهم ونقيم عليهم الحدود ونؤدي أماناتهم حتى إذا قام القائم جاءت المزايلة" ويشرح معنى المزايلة فيقول: "هي المفارقة والمباينة بين أهل الحق وأهل الباطل" ().
التقية في الفقه الإمامي:
أ ـ الإشكالية:
وإشكالية احتمال أن يكون قول المعصوم صادرا عن التقية، من معضلات الاجتهاد الفقهي الإمامي.
ولذلك رووا غير رواية أن الصادق كان يفتي لأحدهم بفتوى، ولآخر بفتوى أخرى في المسألة، ولثالث بثالثة، ثم بين للمعترضين أنه إنما فعل ذلك كي يخالف بين الشيعة فلا يعرفوا.
واختلفوا في هل يجوز أن يفتي الإمام بقول ليس موجودا عند العامة لمحض المخالفة بين أصحابه، على قولين اختار يوسف البحراني منهما الجواز ().
ومن ثم فإن من أسباب الخلاف في الترجيح والاختيار احتمال كون النص مقولا على التقية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/464)
ولهم في ذلك طرائق، المشهور منها اعتماد ما يخالف العامة ()، وذلك مقتضى من لم يجوز أن يصدر عن المعصوم ما يخالف فيه العامة.
وخلاف المشهور العرض على كتاب الله وجعله ضابطا في ذلك، ونُسب إلى الكليني القول بـ (التخيير) وهو مشكل على طريقتهم في العصمة جدا، قال صاحب الحدائق: " واما بالنسبة إلى مثل زماننا هذا فالظاهر انه لا يتجه العمل بذلك على الاطلاق، لجواز ان يحصل العلم بان الثاني انما ورد على سبيل التقية والحال ان المكلف ليس في تقية، فانه يتحتم عليه العمل بالاول ولو لم يعلم كون الثاني يخصوصه تقية بل صار احتمالها قائما بالنسبة اليهما، فالواجب حينئذ هو التخيير أو الوقوف بناء على ظواهر الاخبار، أو الاحتياط كما ذكرناه. (الخامس) - المستفاد - من كلام ثقة الإسلام وعلم الاعلام (قدس سره) في ديباجة كتاب الكافي - ان مذهبه فيما اختلفت فيه الاخبار هو القول بالتخيير. ولم اعثر على من نقل ذلك مذهبا له مع ان عبارته (طاب ثراه) ظاهرة الدلالة طافحة المقالة، وشراح كلامه قد زيفوا عبارته واغفلوا مقالته. قال (قد): فاعلم يا أخي - أرشدك الله - أنه لا يسع أحدا تمييز شيء مما اختلفت الرواية فيه عن العلماء (عليهم السلام) برأيه الا على ما اطلقه العالم بقوله (عليه السلام): " اعرضوها على كتاب الله، فما وافق كتاب الله عزوجل فخذوه وما خالف كتاب الله فردوه وقوله (عليه السلام): " دعوا ما وافق القوم، فان الرشد في خلافهم " وقوله (عليه السلام): خذروا بالمجمع عليه، فان المجمع عليه لا ريب فيه " ونحن لا نعرف من جميع ذلك الا اقله، ولا نجد شيئا احوط ولا اوسع من رد علم ذلك كله إلى العالم، وقبول ما وسع من الامر فيه بقوله: " بايما اخذتم من باب التسليم وسعكم انتهى. وقوله (قدس سره): " ونحن لا نعرف .. إلى اخره) الظاهر ان معناه انا لا نعرف من كل من الضوابط الثلاث الا الاقل. " ().
وقال مقرا الإشكال: " واما مذهب العامة فلا يخفى - على الواقف على كتب السير والآثار والمتتبع للقصص والاخبار، وبه صرح ايضا جملة من علمائنا الابرار بل وعلماؤهم في ذلك المضمار ما عليه مذاهب العامة في الصدر السابق من الكثرة والانتشار، واستقرار مذهبهم على هذه الاربعة انما وقع في حدود سنة خمس وستين وستمائة، كما نقله المحدث الامين الاستربادي في كتاب الفوائد المدنية عن بعض علماء العامة، على ان المستفاد من الاخبار كما قدمنا تحقيقه في المقدمة الاولى وقوع التقية وان لم يكن على وفق شيء من اقوالهم واما المجمع عليه، فان اريد في الفتوى فهو ظاهر التعسر، لان كتب المتقدمين كلها مقصورة على نقل الاخبار كما لا يخفى على من راجع الموجود منها الان، ككتاب قرب الاسناد وكتاب على بن جعفر ومحاسن الرقي وبصائر الدرجات ونحوها ولتفرق الاصحاب وانزوائهم في زواية التقية في اكثر البلدان، وان اريد في الرواية بمعنى ان يكون مجمعا عليه في الاصول المكتوبة عنهم، ففيه انها قد اشتملت على الاخبار المتخالفة والاحاديث المتضادة فهي مشتركة في الوصف المذكور، وحينئذ فمتى لم تعلم هذه الامور على الحقيقة فالمعتمد عليها ربما يقع في المخالفة من حيث لا يشعر وتزل قدمه من حيث لا يبصر، فلا شيئ اسلم من الاخذ بما وسعوا فيه من باب التسليم لهم دون الجزم والحكم بكون ذلك هو الحكم الواقعي، فان فيه تحرزا عن القول على الله (سبحانه) بغير علم، وتخلصا من التهجم على الاحكام بغير بصيرة وفهم. وما اذكره بعض مشايخنا المعاصرين (نور الله مراقدهم) - من انه ليس الامر كذلك، قال: " فان الحق لا يشتبه بالباطل، والمطوق ليس كالعاطل، والشمس لا تستر بالنقاب، والشراب لا يلتبس بالسراب، وما ورد من التقية لا يكاد يخفى " انتهى - فالعبارة قشرية وتسجيعات من التحقيق عرية، كما لا يخقى على من عض على العلم بالاخبار بضرس قاطع، واعطى التأمل حقه فيما اوعدناه في هذه المواضع، كيف؟ وهو (قدس سره) في جملة مصنفاته وفتاويه يدور مدار الاحتياط خوفا من الوقوع في شبهت الاحتياط، قائلا في بعض مصنفاته: " ان مناط اكثر الاحكام لا يخلو من شوب وريب وتردد، لكثرة الاحتلافات في تعارض الادلة وتدافع الامارات، فلا ينبغي ترك الاحتياط للمجتهد فضلا عمن دونه " ()، قلت: والمراد ببعض مشايخه هاهنا شيخه أبو الحسن سليمان بن عبدالله الماحوزي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/465)
البحراني.
ب ـ الاختلاف في تحديد موارد التقية (تمثيل):
(نجاسة الخمر)
يقول أغلب الإمامية بنجاستها كالطوسي، وحملوا روايات الطهارة على التقية، و بالعكس قال المقدس الأردبيلي وحمل روايات النجاسة على التقية.
قال محمد باقر الصدر: " والتحقيق: أن المشهور في الفقه السني بمختلف مذاهبه هو الحكم بالنجاسة، حتى ذكر السيد المرتضى قدس سره أنه: " لا خلاف بين المسلمين في نجاسة الخمر إلا ما يحكى عن شذاذ لا اعتبار بقولهم "، وأكثر من نسب إليهم القول بالطهارة من فقهاء السنة ممل لا يمكن افتراض اتقاء الإمام الصادق عليه السلام منهم، فضلا عن الباقر (ع). فقد قيل: أن الطهارة أحد القولين للشافعي أو قئل الشافعية ومن الواضح أن ولادة الشافعي بعد وفاة الإمام الصادق، فلا معنى لاتقائه منه. ونسب القول بالطهارة إلى ليث بن سعد، وهو وإن كان معاصرا للإمام الصادق (ع) غير أنه كان يسكن في مصر، فهل يحتمل عادة أن الإمام وهو في الحجاز أو العراق يتقي من فقيه في مصر، ولا يعتنى بما ذهب إليه فقهاء الحجاز والعراق؟! وإذا افترضنا صدور بعض نصوص الطهارة من الإمام الباقر المتوفى سنة 114 ه كان عدم تعقل اتقائه من ليث في غاية الوضوح، لأن ليث ولد سنة 93 ه فيكون عمره حين وفاة الباقر عليه السلام حوالي عشرين عاما. ونسب القول بالطهارة إلى داود المولود سنة 202، وهو متأخر ولادة عن وفاة الإمام الصادق، فكيف يفرض الاتقاء منه؟! ونسب القول أيضا إلى ربيعة، وهو وإن كان معاصرا للإمام الصادق (ع) ولكنه كان فقيها منعزلا، ولم يتحقق له في حياته من المقام الرسمي أو الاجتماعي ما يناسب الاتقاء منه، خصوصا إذا قبلنا صدور بعض النصوص السابقة في الطهارة من الإمام الياقر الذي كان ربيعة شابا عند وفاته. وعليه فافتراض التقية بهذا المعنى غير محتمل عادة في نفسه، فضلا عن دعوى صدق عنوان ما وافق العامة على أخبار الطهارة." ().
وقال الأردبيلي: " الجمع بحمل ما يدل على وجوب الغسل على الاستحباب أولى من حمل ما يدل على عدمه على التقية " ()
وتعقبه الصدر فقال: " وهذا الوجه في غاية الغرابة والانحراف عن التفكير السليم إلى درجة لم أكن أرضى بأن يتفوه به فقيه، وذلك: أما أولا: فلأن ما دل على ترجيح المخالف للعامة على الموافق ناظر إلى الموافقة والمخالفة بلحاظ ما عليه تدين العامة وشرعهم، لا ما عليه عمل فساقهم وفجارهم. وأما ثانيا: فلأنه كيف يمكن أن نحتمل في الأئمة عليهم السلام أنهم ينزلون إلى مستوى الإفتاء بغير الواقع تبريرا لفسق الحكام، فإن مثل هذا لم يكن يصدر من المتعففين من فقهاء السنة أنفسهم، فكيف يصدر من أئمة أهل البيت؟! وما كان الأئمة يمارسونه من تقية مع الحكام إنما يرجع إلى التعامل معهم كحكام وعدم التجاهر بعدم صلاحيتهم للحاكمية لا تبريك فسقهم وفجورهم. وأما ثالثا: فلأن الخلفاء المعاصرين للإمام الصادق لم ينقل في التاريخ أنهم شربوا خمرا بل لم ينقل ذلك إلا عن شواذ الخلفاء وأشباه الخلفاء في عصور أخرى، ولم يتفق في زمان من تلك الأزمنة أن يكون قد بلغ استهتار الخليفة إلى درجة التجاهر بمساورة الخمر وشربه والتصدي للتنكيل بمن يفتي بنجاسته، وأي فائدة لشاربي الخمر في تطهيره مع التأكيد على حرمته؟! ونحن نلاحظ على عكس ما ادعي أن الأئمة عليهم السلام شنوا حملة شديدة ضد الفكرة القائلة بإباحة غير الخمر من أنواع الأنبذة التي يسكر كثيرها دون قليلها، ولم يؤثر عنهم أي تساهل في ذلك، فلو كان هناك اتجاه نحو مجاملة فسق السلاطين لاقتضى خلاف تلك الحملة، حتى روي عن الإمام الصادق (ع) في شأن النبيذ المسكر: والله إنه لشئ ما اتقيت فيه سلطانا ولا غيره " ()
*شبهات:
ويستندون في تقرير مبدأ التقية، وإلزام أهل السنة للقول به لبعض الأدلة الشرعية المحكمة، فمن القرآن كقوله تعالى: (لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً) [آل عمران: 28].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/466)
وقوله تعالى: (مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً) [النحل: 106]، وقوله تعالى: (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) [البقرة: 195]، وقوله تعالى: (إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً) [النساء: 98].
واستدلوا كذلك بالحديث فمنها الكلام على ما يتعلق بآية الإكراه من سبب نزولها في السنة فقال القرطبي: "وقد نزلت هذه الآية في عمار بن ياسر في قول أهل التفسير، لأنه قارب بعض ما ندبوه إليه، قال ابن عباس: أخذه المشركون، وأخذوا أباه وأمه سمية، وبلالا "وخبابا و " سالما " فعذبوهم، و ربطت سمية بين بعيرين، ووجئ قبلها بحربة، وقيل لها: إنك أسلمت من أجل الرجال، فقتلت وقتل زوجها ياسر، وهما أول قتيلين في الإسلام، وأما عمار فأعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها "، فشكاذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تجد قلبك؟، قال: مطمئن بالإيمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن عادوا فعد ().
وروى الترمذي عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خير عمار بين أمرين، إلا اختار أرشدهما ()، وفي هذا دليل على أن التقية التي اختارها عمار كانت أرشد هنا " ().
وقال البخاري تعليقا على قوله تعالى (إلا المستضعفين): " فعذر الله المستضعفين الذين لا يمتنعون من ترك ما أمر الله به والمكره لا يكون إلا مستضعفا غير ممتنع من فعل ما أمر به وقال الحسن التقية إلى يوم القيامة وقال ابن عباس فيمن يكرهه اللصوص فيطلق ليس بشيء وبه قال ابن عمر وابن الزبير والشعبي والحسن " ()
وروى البخاري في صحيحه (باب ما يجوز من اغتياب أهل الفساد والريب)، أن عائشة رضي الله عنها أخبرته، قالت: استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إئذنوا له، بئس أخو العشيرة، أو ابن العشيرة، فلما دخل ألان له الكلام، قلت: يا رسول الله، قلت الذي قلت، ثم ألنت له الكلام، قال: أي عائشة، إن شر الناس من تركه الناس - أو ودعه الناس - اتقاء فحشه.
وقال:" ويذكر عن أبي الدرداء: إنا لنكشر في وجوه قوم، وإن قلوبنا لتلعنهم " ().
*الجواب:
1 ـ لا خلاف بين المسلمين أجمعين = أن حصول الإكراه المؤثر على حرية إرادة الإنسان واختياره، من إتلاف النفس أو العضو أو المال أو الأهل = أنه يبيح له ضروبا من الأقوال و الأفعال: لولا ذلك الإكراه لكانت محرمة، ثم يدخل في مفهوم ذلك الإكراه وما يبيحه في كل حالة تفصيل كثير، لكن الشاهد أن هذا الأصل معتبر في الشرع، لا خلاف فيه، والأدلة عليه معروفة مشتهرة، كقوله تعالى (إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ) [النحل: 106]، واعتمد ذلك أهل العلم فشقوا من ذلك قاعدتين من قواعدهم الفقهية الخمس الكبرى وهما (المشقة تجلب التيسير)، و (الضرر يزال).
2 ـ إذا قررنا ذلك، فجعل مناط الاختلاف بين المسلمين والإمامية في اعتبار التقية أنها الإكراه = مغالطة محضة وتمويه، وإنما النزاع في التقية التي مفادها (إخفاء الدين)، ومنافقة الناس دون إكراه مؤثر، وإنما لمحض إخفاء الدين، أو لجلب مصالح دنيوية بحتة ببذل عوض ديني، أو لمجاملة المخالف أو مداراته، والكذب عليه وغشه في تبيين الحقائق الدينية الصحيحة، فهذا مما لا يجوز في دين الله، فالله أمر الناس بالدعوة إلى دينه، وإذاعته وإظهاره مع القدرة، ولم يجز الكذب على الله، والافتراء عليه، ولم يبح الشرع الكذب إلا في ثلاث () ليس منها تقريب الكفار إلى الدين!،وقد أسلفنا من الروايات والنقول عن الإمامية الشيء الكثير في استحباب التقية حال عدم الخوف والضرر، وأنها مطلوبة لاستمرار التشيع لذاته، ومما يدل على ذلك دلالة واضحة، ما رواه الكليني في الكافي عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله: "يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله ومن أذاعه أذله الله" ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/467)
وهذا ما يضاد كتاب الله صراحة، إذ يقول تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [التوبة: 33]، فالله أرسل رسوله بدين الإسلام ليظهره ظهورا حسيا ومعنويا على كل ماعداه من الأديان والآراء الباطلة، بينما نرى في رواية الكافي أن إظهار الدين الحق ـ بحسب الإمامية ـ يكون مجلبة للذل، وكتمه يكون عزا، وهذا لا يكون إلا في الآراء السرية الهدامة المخربة، ولذلك وجدنا في نقولات القوم كما نقلنا عن الخوئي وغيره أن من أغراض التقية مداراة المخالفين وتحبيبهم في التشيع، وذلك معناه أن المكلف إن اطلع على حقيقة التشيع دونما تقية فإنه لن يحبه، بل سيبغضه، لمناقضته الفطرة والشرع الثابت المستقيم.
3 ـ وعلى ذلك تفهم الأدلة المذكورة التي استخدمها الرافضة كشبهات لتجويز مبدأهم في التقية، فكل الآيات التي استدلوا بها إنما هي في المكره الخائف، أما ما استدلوا به من السنة كحديث (بئس أخو العشيرة) فالكلام فيه من وجهين:
الأول: أنه ليس في الحديث مداراة في الدين أصلا، فلا فيه إحلال حرام أو فعله، أو تحريم حلال أو تركه، بل قصارى ما فيه التبذل في أمر دنيوي كالهش والبش، لدفع مضرة فحش لسانه، قال الحافظ: " وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا بَذَلَ لَهُ مِنْ دُنْيَاهُ حُسْن عِشْرَته وَالرِّفْق فِي مُكَالَمَته وَمَعَ ذَلِكَ فَلَمْ يَمْدَحهُ بِقَوْلٍ فَلَمْ يُنَاقِض قَوْله فِيهِ فِعْله، فَإِنَّ قَوْله فِيهِ قَوْل حَقٌّ، وَفِعْله مَعَهُ حُسْن عَشْرَة " ()، فمعنى كلامه أن النبي بذل أمرا دنيويا تجاه أمر دنيوي، فليس في الأمر مدخل ديني، فلم يثن عليه، " ولم يمدحه النبي صلى الله عليه و سلم ولا ذكر أنه أثنى عليه في وجهه ولا في قفاه " ()، وإنما هش له وبش، بل نفس هذا الفعل من حسن الفعال التي أمر بها الشرع مطلقا إلا لحاجة يترتب عليها اقتضاء تركها، فذلك هو المداراة، وبين المداراة والمداهنة فرق، فـ "الْفَرْق بَيْنَ الْمُدَارَاة وَالْمُدَاهَنَة أَنَّ الْمُدَارَاة بَذْل الدُّنْيَا لِصَلَاحِ الدُّنْيَا أَوْ الدِّين أَوْ هُمَا مَعًا، وَهِيَ مُبَاحَة، وَرُبَّمَا اُسْتُحِبَّتْ، وَالْمُدَاهَنَة تَرْك الدِّين لِصَلَاحِ الدُّنْيَا، وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا بَذَلَ لَهُ مِنْ دُنْيَاهُ حُسْن عِشْرَته وَالرِّفْق فِي مُكَالَمَته " ()
الثاني: أن النبي إنما فعل ذلك معه ليتألفه على الإسلام، وتألف الكافر والفاسق للتوبة إلى الإسلام والطاعة جاء بها الشرع الشريف، واختص بها مصرفا للزكاة، وذلك التأليف إنما يكون بأمور دنيوية اتفاقا، وهكذا الذي في الحديث فأنه " إِنَّمَا تَأَلَّفَهُ بِشَيْءٍ مِنْ الدُّنْيَا مَعَ لِين الْكَلَام " ()، فأين هذا من مجاملة المخالفين بترك الفرائض و الواجبات، وفعل المحرمات، كما هو في دين الإمامية؟!.
ــــــــــــــ
هوامش:
() الأزهري في تهذيب اللغة 9/ 199
() المعجم الوسيط 2/ 1052
() وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام 43
() الرسائل 2/ 174
() الرسائل 2/ 196
() الكافي ـ باب التقية 2/ 219
() الكافي 2/ 217
() نفسه
() نفسه 2/ 220
() نفسه 2/ 218
() نفسه 2/ 220
() وسائل الشيعة 11/ 472
() نفسه بعنوان 11/ 470
() وسائل الشبيعة 11/ 473
() نفسه 11/ 474
() نفسه 11/ 466
() جامع الأخبار لمحمد بن محمد الشعيري 95
() نفسه
() الاعتقادات 104
() وسائل الشيعة 11/ 466
() الرسائل 2/ 201
() التنقيح شرح العروة الوثقى 4/ 323 - 333
() صراط النجاة في أجوبة الاستفتاءات 2/ 79
() الفتاوى المنتخبة 1/ 150
() تفسير العياشي 2/ 351، والحر في وسائل الشيعة 11/ 467
() إثبات الهداة 3/ 477
() جامع الأخبار 95
() وسائل الشيعة 11/ 57
() الغيبة 234
() نفسه 236
() تاريخ ما بعد الظهور 726
() الحدائق الناضرة 1/ 106
() في الدرر النجفية
() علل الشرائع للصدوق 354
() الحدائق الناضرة 1/ 106
() نفسه 1/ 107 - 108
() بحوث في شرح العروة الوثقة له 3/ 349
() زبدة البيان في أحكام القرآن للأردبيلي 43
() بحوث في شرح العروة الوثقى 3/ 350
() أخرجه الحاكم في المستدرك (3362)، والبيهقي في السنن الكبرى (16673) وغيرهما، وقال الحاكم على شرطهما و وافقه الذهبي.
() الترمذي (3799)، وأحمد (24864)، والمستدرك (5665) وصححه الألباني وشعيب.
() تفسير القرطبي 10/ 180
() صحيح البخاري 6/ 2542
() نفسه (5707)
() نفسه 5/ 2270، نكشر يعني تظهر أسنانا والمراد الضحك والبشر.
() لحديث المسند (1939) وغيره " لَا يَحِلُّ الْكَذِبُ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: يُحَدِّثُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا، وَالْكَذِبُ فِي الْحَرْبِ، وَالْكَذِبُ لِيُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ "
() الكافي 2/ 222
() فتح الباري 17/ 180
() شرح النووي على مسلم 8/ 403
() فتح الباري 17/ 180
() النووي على مسلم 8/ 403
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/468)
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[03 - 11 - 10, 10:34 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[أبو ليلى الفارسي]ــــــــ[04 - 11 - 10, 10:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الفاضل رفع الله قدرك
جزاك الله خيرا بحث رصين مسبوك العبارة نافع ماتع
جعله الله في ميزان حسناتكم يوم تلقونه
واسمحوا لي أن اشارك مشارك متواضعة فأنقل لكم ما رواه الصفار في بصائر الدرجات بسنده عن أبي عبد الله عليه السلام قال:"إن أمرنا سر في سر وسر مستسر وسر لا يفيد الا سر وسر على سر وسر مقنع بسر"
يا إلهي
سر في سر وسر مستسر وسر لا يفيد إلا سر وسر على سر وسر مقنع في سر!
من يعيدها عشرا فنعطيه جائزة؟ (ابتسامة)
لا أدري أهذا حديث أم أحجية؟
ولكن لا مفر من الاعتراف أن التقية هي سلاحهم الأقوى الذي تمكنوا بواسطته من الإبقاء على مذهبهم المهترئ والمتهالك
ولكن لا بد من دفع الثمن
فعاشوا أذلاء خاضعين يعللون انفسهم بالأماني وبأن المهدي سيأتي ناصرا لهم
ولا ادري كيف يرتجون النصر ممن هو أشد منهم تقية وخوفا
لا نقول إلا الحمد لله على نعمة الهداية ونعمة السنة ونعمة العزة
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 11 - 10, 01:43 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا حاتم السيوطي ..
بارك الله فيك أخي أبا ليلى الفارسي، وجزاك الله خيرا على النقل العجيب، وقد ضممته في الأصل عندي ..
ـ[أحمد شرارة]ــــــــ[14 - 11 - 10, 11:35 ص]ـ
بارك الله فيك بحث ماتع
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 01:36 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد شرارة ...
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[18 - 11 - 10, 03:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
أستفسر منكم عن شبهة أوردها أحد الأفاضل:
أن هناك ما يشبه النسخ عندهم،إذا اتفق آياتهم على مخالفة ما تقرر عندهم قبل ذلك فى كتبهم،فلهم الحق فى المخالفة، كما صنعوا من تحريم استعمال السكاكين فى اللطميات.
يقول -على لسان اثنين من آياتهم (لا أذكر الموسوى أم المنتظرى) - أن التقية لا يعمل بها الآن.
ثم يقول لنا: إن كان هذا القول (القول بتوقف العمل بالتقية) تقية فى ذاته،فالله أعلم بالسرائر ولنا الظواهر ولا نحاسب الناس على نياتهم.
فهل هذا الكلام له أساس من الصحة؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 06:56 م]ـ
القول بحظر التقية يطلق ويراد به أمران:
الأول: أن التقية لما كان مرجعها الخوف من البطش والضرر، إذا زال سببها، فلا يعمل بها الآن ..
وهذا كلام دعائي، مرجعه إلى التقية نفسها
لأن مورد التقية أعم من مورد الإكراه كما عرفت فوق.
الثاني: أنه بحصول الدولة والشوكة، يجب أن ينابذ المخالفون، ويكفرون، ويستحلون، وتحصل المزايلة، وعليه فتحرم التقية الآن.
والقول بحظر التقية الآن ـ بالمعنى الثاني هذا ـ هو قول غير معتبر في المذهب ...
وهو قول المرجعيات الأكثر تشددا في عالم التشيع، وهي مرجعية مجتبى الشيرازي، ويعدون المخالفين وهم الكثرة الكاثرة من علماء التشيع (بتريين) ضلال، والبترية اصطلاح رافضي يتوجه على علماء الضلال والسوء مطلقا، وقيل على فرقة مخصوصة من علماء السوء تنابذ المهدي وتنكره إذا خرج، والاستعمال بالأطلاق الأول أشهر.
و ممن يتبع نفس الخط الفكري (ياسر الحبيب)، وشيعته.
والله أعلم
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[18 - 11 - 10, 11:19 م]ـ
بارك الله فى علمكم(66/469)
من من الملكية و الشافعية قال بتحريم التوسل و الإستشفاع بالنبي؟
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 06:17 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
عندي سؤال مهم
من من الملكية و الشافعية قال بتحريم التوسل و الإستشفاع بالنبي و بأنه بدعة؟
عندنا هنا أهل البدع يكثرون في ضرب أقوال أئمة من أتباع المذاهب الأربع
و وجدنا كثير من أئمة الحنفية و الحنبلية قد ردوا على هاؤلاء المبتدعة
لكن عدنا إشكال بنسبة المذهبين: الشافعية و الملكية
أسألكم المساعدة
ـ[أبو موسى العركي]ــــــــ[03 - 11 - 10, 12:14 ص]ـ
رفع
.........
ـ[أم محمد]ــــــــ[03 - 11 - 10, 03:23 م]ـ
أريد فقط التنبيه أخي أن لا الإمام مالك و لا الإمام الشافعي ثبت عنهما خبر صحيح بجواز التوسل بجاه النبي صلى الله عليه و سلم و كل يؤخد من كلامه و يُرد إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم كما قال الإمام مالك رحمه الله و أما الثابت فهو الشفاعة و التوسل برسول الله صلى الله عليه و سلم في حياته و يوم القيامة
و أمافي الدنيا فقال ربنا عز و جل يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ.
قال الشنقيطي رحمه الله:
وعلى هذا القول الذي روي عن ابن عباس فالمعنى: (وَ?بْتَغُواْ إِلَيهِ ?لْوَسِيلَةَ): واطلبوا حاجتكم من الله؛ لأنه وحده هو الذي يقدر على إعطائها، ومما يبين معنى هذا الوجه قوله تعالى: (إِنَّ ?لَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ?للَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَ?بْتَغُواْ عِندَ ?للَّهِ ?لرِّزْقَ وَ?عْبُدُوهُ)، وقوله: (وَ?سْأَلُواْ ?للَّهَ مِن فَضْلِهِ)، وفي الحديث: (إذا سألتَ فاسأل الله) انتهى.
و الله أعلم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[03 - 11 - 10, 04:26 م]ـ
المتأخرون في حدود علمي: مفيش ..
حتى الشاطبي وابن الحاج ذهبت إليهما متأملا، فوجدتهما يقولان به ..
ولو أتي أحد بكلام لأحدهم في المنع، فهو في تقدير ظفر ...
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[09 - 11 - 10, 08:09 م]ـ
أخي أبو موسى العركي
قلت و وجدنا كثير من أئمة الحنفية و الحنبلية قد ردوا على هاؤلاء المبتدعة
لو جئتني بما وجدت من أقوال الحنفية فإني اعرف ان الحنفية في عامتها يجيزون التوسل
بارك الله فيك
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[09 - 11 - 10, 08:51 م]ـ
حمل أخي الكريم:
جهود المالكية في تقرير توحيد العبادة (رسالة علمية)
http://www.archive.org/download/itsnmmfeitsnmmfe/gmtte.pdf
مسائل العقيدة التي قررها المالكية
http://www.waqfeya.net/book.php?bid=3743
جهود الشافعية في تقرير توحيد العبادة (رسالة علمية)
http://www.4shared.com/file/89554612/f3507958/______.html
أو من هنا:
الجزء الأول:
http://www.4shared.com/document/YOPIpMkE/_______-____.html
الجزء الثاني:
http://www.4shared.com/document/EMktBUgH/_______-____.html
موضوع جيد: المالكية و المذهب الأشعري:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=14526&highlight=%DA%E1%E3%C7%C1+%C7%E1%E3%C7%E1%DF%ED%C9
كتاب على صيغة وورد: الرد على شبهة أن أكثر العلماء قالو بالتوسل:
http://www.alsoufia.com/popups/save_********aspx?file_no=281&folder_name=attach_files
كتاب: أهل السنة و الجماعة في المغرب و جهودهم في مقاومة الإنحرافات العقدية إلى نهاية القرن الثالث
http://www.4shared.com/document/bv-rtFgV/_______________3.html
كتاب: أهل السنة في المغرب و جهودهم في مقاومة الإنحرافات العقدية إلى نهاية القرن الخامس
الجزء الأول:
http://www.4shared.com/document/yU4Q2T8x/_________________-____.html
الجزء الثاني:
http://www.4shared.com/document/wq973-aO/_________________-____.html
علماء المغرب ومقاومتهم للبدع والتصوف والقبورية والمواسم (الكتاب مفيد و لكنه مصور على هيئة صور كل صورة بمفردها)
الجزء الأول:
http://www.alsoufia.com/popups/save_********aspx?file_no=247&folder_name=attach_files
الثاني:
http://www.alsoufia.com/popups/save_********aspx?file_no=298&folder_name=attach_files
أعانك الله و وفقك
ـ[ابو عبد الله سيد احمد]ــــــــ[22 - 11 - 10, 12:28 م]ـ
هده بحوث عظيمة جدا خاصة لنا اهل المغرب العربي فهل من ابحات او دروس اخرى افيدونا فالحاجة ماسة جزاكم الله خيرا(66/470)
لدي بحث بعنوان *الفرق الاسلامية في امريكا
ـ[المشتاقة الى الجنان]ــــــــ[01 - 11 - 10, 09:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. أعضاء الملتقى الكرام ارجو منكم مساعدتي. لدي بحث بعنوان *الفرق الاسلامية في امريكا * من لديه اي معلومة بخصوص هدا البحث يسعفني بها وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[02 - 11 - 10, 01:33 ص]ـ
تواصلي أختي الكريمة مع الدكتور فهد السنيدي في جامعة الملك سعود، فموضوعه في رسالة الماجستير: (أشهر الفرق الأمريكية المعاصرة المنتسبة إلى الإسلام)
وفقك الله
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[02 - 11 - 10, 07:49 ص]ـ
وهذا رابط الكتاب
http://www.alukah.net/Books/Files/Book_56/BookFile/%D8%A3%D8%B4%D9%87%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B 1%D9%82%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9% 83%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8 %B5%D8%B1%D8%A9.rar
ـ[المشتاقة الى الجنان]ــــــــ[03 - 11 - 10, 08:47 م]ـ
بارك الله فيكم وأحسن اليكم
معدرة اخي الفاضل لم انجح في تحميل الكتاب
لم يظهر لي باللغة العربية
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[03 - 11 - 10, 09:44 م]ـ
هذه النسخة ليست مصورة من الرسالة، بل هي محولة من ملف وورد، و تحتاج لبعض الخطوط التي كتبت بها، و لذلك لم تظهر لديك لأن الخطوط غير موجودة في جهازك.
لقد قمت برفع الكتاب لك في مستندات قوقل كمحاولة، يمكنك محاولة الإطلاع و إخبارنا بالنتيجة، آمل أن تنجح:
https://docs.google.com/fileview?id=0B1eOFTATWXEFZWQ1Y2E2YTUtMzc4MC00ZTAxL TkwZGYtNWU3ZDFjODg0ZTg0&hl=ar&authkey=CIv2jeMD
ـ[المشتاقة الى الجنان]ــــــــ[04 - 11 - 10, 02:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاضل
الحمد لله نجحت المحاولة
شكرا على المجهود الطيب
ـ[حامد تميم]ــــــــ[04 - 11 - 10, 02:45 ص]ـ
الأخت الكريمة المشتاقة إلى الجنة؛ إضافة لكتاب الدكتور فهد السنيدي هناك رسالة لبلال فليبس الامريكي، راجعى الموسوعة الميسرة للفرق والأديان والمذاهب الصادرة عن الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
ـ[المشتاقة الى الجنان]ــــــــ[04 - 11 - 10, 10:36 ص]ـ
الأخت الكريمة المشتاقة إلى الجنة؛ إضافة لكتاب الدكتور فهد السنيدي هناك رسالة لبلال فليبس الامريكي، راجعى الموسوعة الميسرة للفرق والأديان والمذاهب الصادرة عن الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
بارك الله في جهودكم الطيبة(66/471)
هل أهدى النبي للعزى شاةً عفراء قبل البعثة!؟
ـ[عبدالله بن عيسى]ــــــــ[02 - 11 - 10, 06:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت في كتاب ((الأصنام)) لأبي المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي (م 204)، في سياق حديثه عن "العُزّى" ما نصّه:
كانت أعظم الأصنام عند قريش. وكانوا يزورونها ويهدون لها ويتقربون عندها بالذبح.
وقد بلغنا أن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " ذكرها يوما، فقال: لقد أهديت للعزى شاةً عفراء، وأنا على دين قومي.
فهل المُهدي النبي صلى الله عليه وسلم أم أنّ الفعل مبني لما لم يُسمّ فاعله وأخطأ الكاتب في نصب شاة أم أنّ هناك شيء آخر ذهلت عنه!؟
ـ[أبو المنذر السلفي الأثري]ــــــــ[02 - 11 - 10, 08:41 ص]ـ
أخي الكريم لا يمكن أن يصح نسبة هذا للنبي صلى الله عليه وسلم
ولا يجوز لمسلم أن يعتقد مثل هذا فلعل الأمر كما قلت فيه خطأ معين،
ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم على دين قومه يوما دينهم هو الشرك والنبي نزهه الله عن الشرك حتى قبل البعثة،
وقد ذكر كثير من أهل العلم أن هذا الخبر موضوع وافتراء على النبي صلى الله عليه وسلم
ولم يذكر له أحد سندا وكل من رواه نقله عن الكلبي، طبعا الكلبي معروف لا يؤخذ عنه
ـ[أبو المنذر السلفي الأثري]ــــــــ[02 - 11 - 10, 09:00 ص]ـ
3 - ابْنُ الكَلْبِيِّ أَبُو المُنْذِرِ هِشَامُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّائِبِ
العَلاَّمَةُ، الأَخْبَارِيُّ، النَّسَّابَةُ الأَوْحَدُ، أَبُو المُنْذِرِ هِشَامُ ابْنُ الأَخْبَارِيِّ البَاهِرِ مُحَمَّدِ بنِ السَّائِبِ بنِ بِشْرٍ الكَلْبِيُّ، الكُوْفِيُّ، الشِّيْعِيُّ، أَحَدُ المَتْرُوْكِيْنَ كَأَبِيْهِ.
رَوَى عَنْ أَبِيْهِ كَثِيْراً.
وَعَنْ: مُجَالِدٍ، وَأَبِي مِخْنَفٍ لُوْطٍ، وَطَائِفَةٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ العَبَّاسُ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ، وَخَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ، وَابْنُ أَبِي السَّرِيِّ العَسْقَلاَنِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ المِقْدَامِ العِجْلِيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: إِنَّمَا كَانَ صَاحِبَ سَمَرٍ وَنَسَبٍ، مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَداً يُحَدِّثُ عَنْهُ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوْكُ الحَدِيْثِ. (10/ 102)
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: رَافِضِيٌّ، لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَدِ اتُّهِمَ فِي قَوْلِهِ: حَفِظْتُ القُرْآنَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ.
وَكَذَا قَوْلِهُ: نَسِيْتُ مَا لَمْ يَنْسَ أَحَدٌ: قَبَضْتُ عَلَى لِحْيَتِي، وَالمِرْآةُ بِيَدِي، لأَقُصَّ مَا فَضَلَ عَنِ القَبْضَةِ، فَنَسِيْتُ، وَقَصَّيْتُ مِنْ فَوقِ القَبْضَةِ.
وَلَهُ: كِتَابُ (الجَمْهَرَةِ) فِي النَّسَبِ، وَكِتَابُ (حِلْفِ الفُضُوْلِ) وَكِتَابُ (المُنَافَرَاتِ)، وَكِتَابُ (الكُنَى)، وَكِتَابُ (مُلُوْكِ الطَّوائِفِ)، وَكِتَابُ (مُلُوْكِ كِنْدَةَ).
وَتَصَانِيْفُهُ جَمَّةٌ، يُقَالُ: بَلَغَتْ مائَةً وَخَمْسِيْنَ مُصَنَّفاً.
وَكَانَ أَبُوْهُ مُفَسِّراً، وَلَكِنَّهُ لاَ يُوثَقُ بِهِ أَيْضاً، وَفِيْهِ رَفْضٌ كَابْنِهِ.
مَاتَ ابْنُ الكَلْبِيِّ عَلَى الصَّحِيْحِ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمائَتَيْنِ.
وَقِيْلَ: بَعْدَ ذَلِكَ بِقَلِيْلٍ، وَقَدْ ذَكَرْتُهُ فِي (مِيْزَانِ الاعْتِدَالِ).
وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ. (10/ 103)
ـ[عبدالله بن عيسى]ــــــــ[02 - 11 - 10, 04:26 م]ـ
شفيت الغليل يا أبا المُنذر فجزاك الله خيرا ...
قرأت الترجمة فضحكتُ بلا شعور.
علّامة .......... متروك
هاتان الصفتان لا تجتمعان في عصرنا حسب ما أعلم ..
والمتروك عندنا يُجرّد من كلمة "شيخ" دع عنك علامة ..
ـ[عبدالله بن عيسى]ــــــــ[04 - 11 - 10, 10:13 ص]ـ
العجيب يا أبا المُنذر أنّ القول بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان على دين قومه قرأته في سيرة ابن إسحاق أكثر من مرّة ومن ذلك على سبيل المثال: ((نا أحمد نا يونس عن ابن اسحق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر عن عثمان بن أبي سليمان عن نافع بن جبير بن مطعم قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو على دين قومه، وهو يقف على بعير له بعرفات، من بين قومه حتى يدفع معهم توفيقاً من الله عز وجل له)).
فهل لها معنى غير الظاهر!؟(66/472)
نريد من الجميع وضع بحوث شرعية حول وعد بلفور
ـ[عروه عبد الغني التميمي]ــــــــ[02 - 11 - 10, 11:37 ص]ـ
اليوم هو ذكرى وعد بلفور فيا حبذا أن يقوم الأخوة بوضع ابحاث شرعية حول هذه المسألة لأن هذا من من صميم عقيدة أهل السنة(66/473)
شبهة رافضية
ـ[زياد الطائي]ــــــــ[02 - 11 - 10, 02:54 م]ـ
يقوم الرافضة-اخزاهم الله- عندنا في العراق وخصوصاً في ايام عاشوراء ومايسموه ايام الأربعين بصنع الطعام ونحر الذبائح وتوزيعه على الناس وعندما يستنكر عليهم بأنهم اهلوه لغير الله يقولون نحن نصنعه ((لوجه الله بثواب ابي عبد الله الحسين)) .. فما هو الرد على هذه الشبهة؟؟ جزاكم الله خيرا ..
ـ[على عتريس المنياوى]ــــــــ[02 - 11 - 10, 04:03 م]ـ
ما معنى (بثواب أبى عبد الله الحسين؟)
معناها إهلال لغير الله
بمنتهى الصراحة
إن ثواب الحسين رضى الله عنه له وحده لا لهم
و هم يطمعون فيه!!
و لكن أكثر الناس لا يعقلون(66/474)
درر عقدية تيمية (8): مهذب الفوائد المنتقاة من درء التعارض للشيخ أبي مالك العوضي
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[02 - 11 - 10, 03:36 م]ـ
مهذب (الفوائد المنتقاة من درء التعارض للشيخ أبي مالك العوضي) الأجزاء (1 - 3)
فقد أعان الله الشيخ أبامالك العوضي -جزاه الله خيرا ونفع به- على قراءة سفر عظيم هو درء تعارض العقل والنقل لشيخ الاسلام وعلم الأعلام، ونشر ما انتقاه من فوائده في:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=159137
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=25486.
وقد ابتدأت بقراءة ما انتقى وتهذيبه وترتيبه، وهذا ما أعانني الله عليه في الأجزاء الثلاثة الأُول على أن أكمل -بعون الله- بعد عودتي من الحج، معترفاً بصعوبة العمل وقصوره؛ فإن ترتيب فوائد مأخوذة من سياق كلامٍ عامته في مقام الرد؛ فيه من العسر ما لا يخفى، كيف وأصل الكلام لمن تتلاحق الأفكار في بيانه وتتسابق في ذهنه رحمه الله ورضي عنه، فلعل المقاربة تكون عذرا لي عند طلبة العلم، وهذه المشاركة واحدة من سلسلة كنت ابتدأتها بعنوان: درر عقدية تيمية، وقد دعوت الاخوة للمشاركة فيها، ولعلي ألقى جواباً في القابل:
. http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=226240
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=66980
ولم أرتب مسائل الموضوع الواحد بل اكتفيت بإيرادها حسب وقوعها في مصدرها، وأرحب بكل توجيه وتسديد لعلي أستدركه حين ترتيب الفوائد كلها في سياق واحد.
**********
بم تكون العصمة من الضلال؟ وأي الفريقين أحق بها؟
54ج1
لكن ينبغي أن يعرف أن عامة من ضل في هذا الباب أو عجز فيه عن معرفة الحق؛ فإنما هو لتفريطه في اتباع ما جاء به الرسول وترك النظر والاستدلال الموصل إلي معرفته؛ فلما أعرضوا عن كتاب الله؛ ضلوا.
301ج2
ومن تدبر كلام أئمة السنة المشاهير في هذا الباب علم أنهم كانوا أدق الناس نظرا وأعلم الناس في هذا الباب بصحيح المنقول وصريح المعقول، وأن أقوالهم هي الموافقة للمنصوص والمعقول، ولهذا تأتلف ولا تختلف، وتتوافق ولا تتناقض، والذين خالفوهم لم يفهموا حقيقة أقوال السلف والأئمة فلم يعرفوا حقيقة المنصوص والمعقول، فتشعبت بهم الطرق.
ج3264
الناس قبلنا قد ذكروا له [التوحيد] من الأدلة العقلية اليقينية ما شاء الله، ولكن الإنسان يريد أن يعرف ما قاله الناس، وما سبقوا إليه، وبينا أيضا أن القرآن ذكر من ذلك ما هو خلاصة ما ذكره الناس، وفيه من بيان توحيد الإلهية ما لم يهتد إليه كثيرٌ من النظار ولا العباد، بل هو الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه.
ج3287
فلهذا صار كلما طال الزمان أورد المتأخرون أسولة سوفسطائية لم يذكرها المتقدمون.
**********
فوائد متعلقة بضلال الضالين
ج1233
وأكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء.
ج1277
ومن كان قصده متابعته من المؤمنين وأخطأ بعد اجتهاده الذي استفرغ به وسعه غفر الله له خطأه سواء كان خطؤه في المسائل العملية الخبرية، أو المسائل العلمية، فإنه ليس كل ما كان معلوما متيقنا لبعض الناس؛ يجب أن يكون معلوما متيقنا لغيره.
155ج2
وإذا كانت الدعوى خطأ لم تكن حجتها إلا باطلة، فإن الدليل لازم لمدلوله، ولازم الحق لا يكون إلا حقا.
ج2309
وكثيرا ما يكون الحق مقسوما بين المتنازعين في هذا الباب، فيكون في قول هذا حق وباطل وفي قول هذا حق وباطل، والحق بعضه مع هذا وبعضه مع هذا وهو مع ثالث غيرها، والعصمة إنما هي ثابتة لمجموع الأمة، ليست ثابتة لطائفة بعينها.
ج2311
وأبو المعالي وأمثاله أجل من أن يتعمد الكذب، لكن القول المحكي قد يسمع من قائل لم يضبطه، وقد يكون القائل نفسه لم يحرر قولهم، بل يذكر كلاما مجملا يتناول النقيضين، ولا يميز فيه بين لوازم أحدهما ولوازم الآخر، فيحكيه الحاكي مفصلا ولا يجمله إجمال القائل
........ وما كلُّ من قال قولا التزم لوازمه، بل عامة الخلق لا يلتزمون لوازم أقوالهم، فالحاكي يجعل ما يظنه من لوازم قوله هو أيضا من قوله، لا سيما إذا لم ينف القائل ما يظنه الحاكي لازما، فإنه يجعله قولا له بطريق الأولى.
315ج2
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/475)
ولا ريب أن الخطأ في دقيق العلم مغفور للأمة، وإن كان ذلك في المسائل العملية [كذا والصواب العلمية]، ولولا ذلك لهلك أكثر فضلاء الأمة، وإذا كان الله تعالى يغفر لمن جهل وجوب الصلاة وتحريم الخمر لكونه نشأ بأرض جهل مع كونه لم يطلب العلم، فالفاضل المجتهد في طلب العلم بحسب ما أدركه في زمانه ومكانه إذا كان مقصودُه متابعةَ الرسول بحسب إمكانه هو أحق بأن يتقبل الله حسناته ويثيبه على اجتهاداته ولا يؤاخذه بما أخطأه، تحقيقا لقوله تعالى: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا).
************
مقالات الفرق المخالفة لعقيدة السلف
أهل الكلام
* صفة أدلة المتكلمين وبراهينهم وذكر إشارات في نقضها*
ج16
ومثل هذا القانون الذي وضعه هؤلاء يضع كل فريق لأنفسهم قانونا فيما جاءت به الأنبياء عن الله، فيجعلون الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه هو ما ظنوا أن عقولهم عرفته، ويجعلون ما جاءت به الأنبياء تبعا له، فما وافق قانونهم قبلوه، وما خالفه لم يتبعوه، وهذا يشبه ما وضعته النصارى من أمانتهم التي جعلوها عقيدة إيمانهم، وردوا نصوص التوراة والإنجيل إليها، لكن تلك الأمانة اعتمدوا فيها على ما فهموه من نصوص الأنبياء أو ما بلغهم عنهم، وغلطوا في الفهم أو في تصديق الناقل كسائر الغالطين ممن يحتج بالسمعيات، فإن غلطه إما في الإسناد وإما في المتن؛ وأما هؤلاء؛ فوضعوا قوانينهم على ما رأوه بعقولهم، وقد غلطوا في الرأي والعقل.
فالنصارى أقرب إلى تعظيم الأنبياء والرسل من هؤلاء.
12ج1
وهم في أكثر ما يتأولونه قد يعلم عقلاؤهم علما يقينا أن الأنبياء لم يريدوا بقولهم ما حملوه عليه، وهؤلاء كثيرا ما يجعلون التأويل من باب دفع المعارض، فيقصدون حمل اللفظ على ما يمكن أن يريده متكلم بلفظه، لا يقصدون طلب مراد المتكلم به، وحمله على ما يناسب حاله، وكل تأويل لا يقصد به صاحبه بيان مراد المتكلم وتفسير كلامه بما يعرف به مراده وعلى الوجه الذي به يعرف مراده، فصاحبه كاذب على من تأول كلامه، ولهذا كان أكثرهم لا يجزمون بالتأويل، بل يقولون: يجوز أن يراد كذا، وغاية ما معهم إمكان احتمال اللفظ.
ج116
ومنهم من يقول: بل تجرى على ظاهرها وتحمل على ظاهرها ومع هذا فلا يعلم تأويلها إلا الله فيتناقضون حيث أثبتوا لها تأويلا يخالف ظاهرها وقالوا مع هذا إنها تحمل على ظاهرها وهذا ما أنكره ابن عقيل على شيخه القاضي أبي يعلى في كتاب ذم التأويل.
ج1120
والمقصود هنا أنه لو قدر أن الدليل يفتقر إلي مقدمات ولم يذكر القرآن إلا واحدة لم يكن قد ذكر الدليل إلا أن تكون البواقي واضحات لا تفتقر إلي مقدمات خفية؛ فإنه إنما يذكر للمخاطب من المقدمات ما يحتاج إليه دون ما لا يحتاج إليه، ومعلوم أن كون الأجسام متماثلة وأن الأجسام تستلزم الأعراض الحادثة وأن الحوادث لا أول لها؛ من أخفي الأمور وأحوجها إلي مقدمات خفية لو كان حقا وهذا ليس في القرآن.
ج1135
وليس لهم قانون يرجعون إليه في هذا الأمر من جهة الرسالة، بل هذا يقول: ما أثبته عقلك فأثبته وإلا فلا، وهذا يقول: ما أثبته كشْفك فأثبته وإلا فلا؛ فصار وجود الرسول صلي الله عليه وسلم عندهم كعدمه في المطالب الإلهية وعلم الربوبية، بل وجوده ـ على قولهم ـ أضر من عدمه لأنهم لم يستفيدوا من جهته شيئا واحتاجوا إلي أن يدفعوا ما جاء به؛ إما بتكذيب وإما بتفويض وإما بتأويل.
280ج1
كما بيّنا انتهاءهم في نفي الصفات والأفعال إلى حجة التركيب والتشبيه والاختصاص، وانتهاءهم في جحد القدر إلى تعارض الأمر والمشيئة، وانتهاءهم في مسألة حدوث العالم والمعاد إلى إنكار الأفعال.
ج1303
ونفاة الجوهر الفرد كثير من طوائف أهل الكلام وأهل الفلسفة، كالهشامية والنجارية والضرارية والكلابية وكثير من الكرامية.
374ج2
ولقائل أن يقول: الحجة والاعتراض مبني على أن الصفات اللازمة للحقيقة تنقسم إلى ذاتي وعرضي، كما يقوله من يقوله من أهل المنطق، فإن تقسيم الصفات اللازمة للحقيقة إلى ما هو ذاتي داخل في الحقيقة وما هو عرضي خارج عنها قول لا يقوم عليه دليل، بل الدليل يقوم على نقيضه، ولهذا لما لم يكن في نفس الأمر بينهما فرق لم يحدد المفرقون بينهما حدا يفصل بينهما، بل ما ذكروه من الضوابط منتقض، كما هو مبسوط في موضعه
390ج2
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/476)
ولا ريب أن هذه الأمور تلزم المستدلين بدليل الحركة والسكون لزوما لا محيد عنه، وإنما التبس مثلُ هذا؛ لأن الواحد من هؤلاء يبني على المقدمة الصحيحة في موضع، ويلتزم ما يناقضها في موضع آخر؛ فيظهر من تناقض أقوالهم ما يبين فسادها، لكن قد يكون ما أثبتوه في أحد الموضعين صحيحا متفقا عليه، فلا ينازعهم الناس فيه ولا في مقدماته، وقد تكون المقدمات فيها ضعف، لكن لكون النتيجة صحيحة يتساهل الناس في تسليم مقدماتها، وإنما يقع تحرير المقدمات والنزاع فيها إذا كانت النتيجة مورد نزاع.
ج317
وقد ذكرنا مثل هذا في غير موضع، وبيّنا أن لفظ الجزء والغير والافتقار والتركيب ألفاظٌ مجملة موهوا بها على الناس، فإذا فسر مرادهم بها ظهر فساده.
ج321
والذين فرقوا بين الصفات النفسية والمعنوية قالوا: القيام بالنفس والقدم ونحو ذلك من الصفات النفسية بخلاف العلم والقدرة؛ فإنهم نظروا إلى ما لا يمكن تقدير الذات في الذهن بدون تقديره فجعلوه من النفسية، وما يمكن تقديرها بدونه فجعلوه معنويا، ولا ريب أنه لا يعقل موجود قائم بنفسه ليس قائما بنفسه، بخلاف ما يقدر أنه عالم فإنه يمكن تقدير ذاته بدون العلم.
وهذا التقدير عاد إلى ما قدروه في أنفسهم، وإلا ففي نفس الأمر جميع صفات الرب اللازمة له هي صفات نفسية ذاتية، فهو عالم بنفسه وذاته وهو عالم بالعلم وهو قادر بنفسه وذاته، وهو قادر بالقدرة فله علم لازم لنفسه، وقدرة لازمة لنفسه، وليس ذلك خارجا عن مسمى اسم نفسه.
70ج3
وهؤلاء تجدهم مع كثرة كلامهم في النظريات والعقليات وتعظيمهم للعلم الإلهي الذي هو سيد العلوم وأعلاها وأشرفها وأسناها؛ لا يحققون ما هو المقصود منه، بل لا يحققون ما هو المعلوم لجماهير الخلائق، وإن أثبتوه طولوا فيه الطريق مع إمكان تقصيرها، بل قد يورثون الناس شكا فيما هو معلوم لهم بالفطرة الضرورية.
ج397
وهؤلاء كثيرا ما يغلطون؛ فيظنون أن المطلوب لا يمكن معرفته إلا بما ذكروه من الحد والدليل، وبسبب هذا الغلط يضل من يضل حتى يتوهم أن ذلك الطريق المعين إذا بطل انسد باب المعرفة.
97ج3
ولهذا لما بنى الآمدي وغيره على هذه الطريقة التي تعود إلى طريقة الإمكان، وبنوا طريقة الإمكان على نفي التسلسل؛ حصل ما حصل؛ فكان مثَلُ هؤلاء مثَل من عمد إلى أمراء المسلمين وجندهم الشجعان الذين يدفعون العدو ويقاتلونهم فقطعهم ومنعهم الرزق الذي به يجاهدون، وتركوا واحدا ظنا أنه يكفي في قتال العدو، وهو أضعف الجماعة وأعجزهم، ثم إنهم مع هذا قطعوا رزقه الذي به يستعين فلم يبق بإزاء العدو أحد.
ج3104
وهاتان المقدمتان: وهو أن كل حادث فلا بد له من محدث، وأن المحدث للموجود لا يكون إلا موجودا، مع أنهما معلومتان بالضرورة؛ فإن كثيرا من أهل الكلام أخذوا يقررون ذلك بأدلة نظرية ويحتجون على ذلك بأدلة وهي وإن كانت صحيحة لكن النتيجة أبين عند العقل من المقدمات؛ فيصير كمن يحد الأجلى بالأخفى، وهذا وإن كان قد يذمه كثير من الناس مطلقا؛ فقد ينتفع به في مواضع، مثل عناد المناظر ومنازعته في المقدمة الجلية، دون ما [هو] أخفى منها، ومثل حصول العلم بذلك من الطرق الدقيقة الخفية الطويلة لمن يرى أن حصوص العلم له بمثل هذه الطرق أعظم عنده وأحب إليه، وأنه إذا خوطب بالأدلة الواضحة المعروفة للعامة لم تكن مزية على العامة، ولمن يقصد بمخاطبته بمثل ذلك أن مثل هذه الطرق معروف معلوم عندنا لم ندعه عجزا وجهلا، وإنما أعرضنا عنه استغناء عنه بما هو خير منه، واشتغالا بما هو أنفع من تطويل لا يحتاج إليه إلى أمثال ذلك من المقاصد.
304ج3
وكذلك كون العلم ضروريا ونظريا والاعتقاد قطعيا وظنيا؛ أمور نسبية؛ فقد يكون الشيء قطعيا عند شخص وفي حال، وهو عند آخر وفي حال أخرى مجهول؛ فضلا عن أن يكون مظنونا، وقد يكون الشيء ضروريا لشخص وفي حال، ونظريا لشخص آخر وفي حال أخرى،
وأما ما أخبر به الرسول فإنه حق في نفسه لا يختلف باختلاف عقائد الناس وأحوالهم فهو الحق الذي لا يقبل النقيض؛ولهذا كل ما عارضه؛ فهو باطل مطلقا،
ومن هنا يتبين لك أن الذين بنوا أمورهم على مقدمات؛ إما ضرورية أو نظرية أو قطعية أو ظنية بنوها على أمور تقبل التغير والاستحالة؛ فإن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء وأما ما جاء به الرسول فهو حق لا يقبل النقيض بحال.
ج3308
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/477)
وقد سئل بعض السالكين طريقةَ هؤلاء كالرازي ونحوه؛ فقيل له: لِمَ لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم عند هذا الوسواس بالبرهان المبين لفساد التسلسل والدور بل أمر الاستعاذة؟؛ فأجاب بأن مثَل هذا مثَل من عرض له كلب ينبح عليه ليؤذيه ويقطع طريقة؛ فتارة يضربه بعصا، وتارة يطلب من صاحب الكلب أن يزجره قال: فالبرهان هو الطريق الأول وفيه صعوبة، والاستعاذة بالله هو الثاني وهو أسهل،
واعترض بعضهم على هذا الجواب بأن هذا يقتضي أن طريقة البرهان أقوى وأكمل وليس الأمر كذلك بل طريقة الاستعاذة أكمل وأقوى؛ فإن دفع الله للوسواس عن القلب أكمل من دفع الإنسان ذلك عن نفسه
فيقال: السؤال باطل وكل من جوابيه مبني على الباطل؛ فهو باطل؛ وذلك أن هذا الكلام مبناه على أن هذه الأسئلة الواردة على النفس تندفع بطريقين أحدهما البرهان والآخر الاستعاذة وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالاستعاذة وأن المبين لفساد الدور والتسلسل قطعه بطريق البرهان وأن طريقة البرهان تقطع الأسولة الواردة على النفس بدون ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بطريقة البرهان،.
وهذا خطأ من وجوه؛ بل النبي صلى الله عليه وسلم أمر بطريقة البرهان حيث يؤمر بها ودل على مجاميع البراهين التي يرجع إليها غاية نظر النظار، ودلَّ من البراهين على ما هو فوق استنباط النظار، والذي أمر به في دفع هذا الوسواس [ليس] هو الاستعاذة فقط، بل أمر بالإيمان وأمر بالاستعاذة وأمر بالانتهاء، ولا طريق إلى نيل المطلوب من النجاة والسعادة إلا بما أمر به لا طريق غير ذلك.
ج3310
والشبهات القادحة في تلك العلوم لا يمكن الجواب عنها بالبرهان؛ لأن غاية البرهان أن ينتهي إليها؛ فإذا وقع الشك فيها انقطع طريق النظر والبحث، ولهذا كان من أنكر العلوم الحسية والضرورية لم يناظر، بل إذا كان جاحدا معاندا عوقب حتى يعترف بالحق، وإن كان غالطا إما لفساد عرض لحسه أو عقله لعجزه عن فهم تلك العلوم وإما لنحو ذلك؛ فإنه يعالج بما يوجب حصول شروط العلم له وانتفاء موانعه؛ فإن عجز عن ذلك لفساد في طبيعته عولج بالأدوية الطبيعية أو بالدعاء والرقي والتوجه ونحو ذلك، وإلا ترك،
ولهذا اتفق العقلاء على أن كل شبهة تعرض لا يمكن إزالتها بالبرهان والنظر والاستدلال،- وإنما يخاطب بالبرهان والنظر والاستدلال من كانت عنده مقدمات علمية وكان ممن يمكنه أن ينظر فيها نظرا يفيده العلم بغيرها-؛ فمن لم يكن عنده مقدمات علمية أو لم يكن قادرا على النظر لم تمكن مخاطبتة بالنظر والاستدلال، وإذا تبين هذا فالوسوسة والشبهة القادحة في العلوم الضرورية لا تُزال بالبرهان بل متى فكر العبد ونظر ازداد ورودها على قلبه وقد يغلبه الوسواس حتى يعجز عن دفعه عن نفسه كما يعجز عن حل الشبهة السوفسطائية،
وهذا يزول بالاستعاذة بالله.
318ج3
ومما ينبغي أن يعرف في هذا المقام -وإن كنا قد نبهنا عليه في مواضع- أن كثيرا من العلوم تكون ضرورية فطرية؛ فإذا طلب المستدل أن يستدل عليها خفيت ووقع فيها شك؛ إما لما في ذلك من تطويل المقدمات، وإما لما في ذلك من خفائها، وإما لما في ذلك من كلا الأمرين،
والمستدل قد يعجز عن نظم دليل على ذلك؛ إما لعجزه عن تصوره، وإما لعجزه عن التعبير عنه فإنه ليس كل ما تصوره الإنسان أمكن كل أحد أن يعبر عنه باللسان، وقد يعجز المستمع عن فهمه ذلك الدليل، وإن أمكن نظم الدليل وفهمه فقد يحصل العجز عن إزالة الشبهات المعارضة إما من هذا وإما من هذا وإما منهما،
وهذا يقع في التصورات أكثر مما يقع في التصديقات؛ فكثير من الأمور المعروفة إذا حدت بحدود تميز بينها وبين المحدودات زادت خفاء بعد الوضوح لكونها أظهر عند العقل بدون ذلك الحد منها بذلك الحد، ولكن قد يكون في الأدلة والحدود من المنفعة ما قد نبه عليه غير مرة ولهذا تنوعت طرق الناس في الحدود والأدلة وتجد كثيرا من الناس يقدح في حدود غيره وأدلته، ثم يذكر هو حدودا وأدلةً يرد عليها إيرادات من جنس ما يرد على تلك أو من جنس آخر، وذلك لأن المقصود بالحدود: إن كان التمييز بين المحدود وبين غيره كانت الحدود الجامعة المانعة على أي صورة كانت مشتركة في حصول التمييز بها، وإن لم تكن جامعة مانعة كانت مشتركة في عدم حصول التمييز، وإن كان المطلوب بها تعريف المحدود فهذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/478)
لا يحصل بها مطلقا ولا يمتنع بها مطلقا بل يحصل لبعض الناس وفي بعض الأوقات دون بعض كما يحصل بالأسماء؛ فإن الحد تفصيل ما دل عليه الاسم بالإجمال فلا يمكن أن يقال: الاسم لا يعرف المسمى بحال ولا يمكن أن يقال يعرف به كل أحد كذلك الحد.
وإن قيل: إن المطلوب بالحد أن مجرد الحد يوجب أن المستمع له يتصور حقيقة المحدود التي لم يتصورها إلا بلفظ الحاد وأنه يتصورها بمجرد قول الحاد كما يظنه من يظنه من الناس بعض أهل المنطق وغيرهم فهذا خطأ كخطأ من يظن أن الأسماء توجب معرفة المسمى لمن تلك الأسماء بمجرد ذلك اللفظ،.
وقد بسط الكلام على هذا في موضعه وبينا ما عليه جمهور النظار من المسلمين واليهود والنصارى والمجوس والصابئين والمشركين من أن الحدود مقصودها: التمييز بين المحدود وغيره وأن ذلك يحصل بالوصف الملازم للمحدود طردا وعكسا الذي يلزم من ثبوته ثبوت المحدود ومن انتفائه انتفاؤه كما هو طريقة نظار المسلمين من جميع الطوائف مثل أبي على هاشم وأمثالهما ومثل أبي الحسن الأشعري والقاضي أبي بكر و أبي المعالي الجويني والقاضي أبي يعلى وأبي الوفاء ابن عقيل وأمثالهم.
427ج3
ليتأمل اللبيب كلام هؤلاء الذين يدعون من الحذق والتحقيق ما يدفعون به ما جاءت به الرسل؛ كيف يتكلمون في غاية حكمتهم ونهاية فلسفتهم بما يشبه كلام المجانين ويجعلون الحق المعلوم بالضرورة مردودا، والباطلَ الذي يعلم بطلانه بالضرورة مقبولاً بكلام فيه تلبيس وتدليس؛ فإنه ذكر ما يلزم مثبة الصفات وما يلزم نفاتها
فقال: يلزم النفاة أن تكون الصفات ترجع إلى ذات واحدة فيكون مفهوم العلم والقدرة والإرادة مفهوما واحدا وأن يكون العلم والعالم والقدرة والقادر والإرادة والمريد واحدا وقد قال إن هذا عسير
قلت: بل الواجب أن يقال: إن هذا مما يعلم فساده بضرورة.
452ج3
ولولا أن هذا ليس موضع بسط الكلام في مثل هذه الأمور، وإلا لكان ينبغي أن نبين أن مثل هذا الكلام من أسخف الكلام الذي ذمه السلف والأئمة وغيرهم من العقلاء؛ فإن هؤلاء يقولون: إن الله لا يمكن أن يفني شيئا من الأجسام والأعراض، بل طريق فنائها أنه لا يخلق الأعراض التي تحتاج إلى تجديد وإحداث دائما فإذا لم يحدثها عدمت الأجسام وفنيت بأنفسها لأنه لا وجود لها إلا بالأعراض ومثل هذا الكلام لو قاله الصبيان لضحك منهم.
*بطلان طريقة التنزيه بنفي التجسيم*
129ج1
فقد تبين أن قول من نفي الصفات أو شيئا منها لأن إثباتها تجسيم؛ قول لا يمكن أحدا أن يستدل به بل ولا يستدل أحد على تنزيه الرب عن شيء من النقائص بأن ذلك يستلزم التجسيم؛ لأنه لا بد أن يثبت شيئا يلزمه فيما أثبته نظير ما ألزمه غيره فيما نفاه، وإذا كان اللازم في الموضعين واحدا وما أجاب هو به أمكن المنازع له أن يجيب بمثله؛ لم يمكنه أن يثبت شيئا وينفي شيئا على هذا التقدير وإذا انتهي إلي التعطيل المحض كان ما لزمه من تجسيم الواجبِ بنفسه القديمِ أعظمَ من كل تجسيم نفاه؛ فعلم أن مثل هذا الاستدلال على النفي بما يستلزم التجسيم لا يسمن ولا يغني من جوع.
**************
*أعيان المتكلمين وتناقضهم وما آلوا إليه*
ج1/ 5
وكان يقول – يعني أبا بكر بن العربي -: شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر
ج1/ 158
وكثير من حذاق النظر حارَ في هذه المسائل، حتى أذكياء الطوائف كأبي الحسين البصري وأبي المعالي الجويني وأبي عبد الله بن الخطيب حاروا في مسألة الجوهر الفرد؛ فتوقفوا فيها تارة وإن كانوا قد يجزمون بها أخرى، فإن الواحد من هؤلاء تارة يجزم بالقولين المتناقضين في كتابين أو كتاب واحد وتارة يحار فيها، مع دعواهم أن القول الذي يقولونه قطعي برهاني عقلي لا يحتمل النقيض.
162ج1
وأبو الحسن الآمدي في عامة كتبه هو واقف في المسائل الكبار يزيّف حجج الطوائف، ويبقى حائرا واقفا.
376ج1
وقد رأيت من هذا عجائب؛ فقل أن رأيتُ حجة عقلية هائلة لمن عارض الشريعة قد انقدح لي وجه فسادها وطريق حلها؛ إلا رأيت بعد ذلك من أئمة تلك الطائفة من قد تفطن لفسادها وبيّنه ..
377ج1
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/479)
ولأن النفوس إذا علمت أن ذلك القول قاله من هو من أئمة المخالفين استأنست بذلك واطمأنت به ولأن ذلك يبين أن تلك المسألة فيها نزاع بين تلك الطائفة؛ فتنحلّ عقد الإصرار والتصميم على التقليد؛ فإن عامة الطوائف وإن ادعوا العقليات؛ فجمهورهم مقلدون لرؤوسهم فإذا رأوا الرؤوس قد تنازعوا واعترفوا بالحق انحلت عقدة الإصرار على التقليد.
ج1/ 131
الرازي وغيره من أعيان النظار اعترفوا بأن العلم بحدوث العالم لا يتوقف على الأدلة العقلية، بل يمكن معرفة صدق الرسول قبل العلم بهذه المسألة، ثم يعلم حدوث العالم بالسمع؛ فهؤلاء اعترفوا بإمكان كونها سمعية؛ فضلا عن وجوب كونها عقلية؛ فضلا عن كونها أصلا للسمع؛ فضلا عن كونها لا أصل للسمع سواها.
326ج1
فهؤلاء إذا ناظروا الفلاسفة في مسألة حدوث العالم لم يجيبوهم إلا بجواب المعتزلة، وهم دائما إذا ناظروا المعتزلة في مسائل القدر يحتجون عليهم بهذه الحجة التي احتجت بها الفلاسفة، فإن كانت هذه الحجة صحيحة؛ بطل احتجاجهم على المعتزلة؛ وإن كانت باطلة بطل جوابهم للفلاسفة.؛ وهذا غالب على المتفلسفة والمتكلمين المخالفين للكتاب والسنة تجدهم دائما يتناقضون فيحتجون بالحجة التي يزعمون أنها برهان باهر، ثم في موضع آخر يقولون: إن بديهة العقل يُعلم بها فساد هذه الحجة.
ج1/ 157
وأما المسائل المولدة؛ كمسألة الجوهر الفرد، وتماثل الأجسام، وبقاء الأعراض وغير ذلك؛ ففيها من النزاع بينهم ما يطول استقصاؤه، وكل منهم يدعي فيها القطع العقلي
... والبصريون أقرب إلى السنة والإثبات من البغداديين.
100ج2
وأبو بكر البيهقي موافق لابن الباقلاني في أصوله.
159ج2
أبو عبد الله الرازي غالب مادته في كلام المعتزلة ما يجده في كتب أبي الحسين البصري، وصاحبه محمود الخوارزمي وشيخه عبد الجبار الهمداني ونحوهم، وفي كلام الفلاسفة ما يجده في كتب ابن سينا وأبي البركات ونحوهما وفي مذهب الأشعري يعتمد على كتب أبي المعالي كالشامل ونحوه وبعض كتب القاضي أبي بكر وأمثاله، وهو ينقل أيضا من كلام الشهرستاني وأمثاله، وأما كتب القدماء كأبي الحسن الأشعري وأبي محمد بن كلاب وأمثالهما وكتب قدماء المعتزلة والنجارية والضرارية ونحوهم؛ فكتبه تدل على أنه لم يكن يعرف ما فيها، وكذلك مذهب طوائف الفلاسفة المتقدمين وإلا فهذا القول الذي حكاه عن أبي البركات هو قول أكثر قدماء الفلاسفة الذين كانوا قبل أرسطو وقول كثير منهم كما نقل ذلك أرباب المقالات عنهم فنقل أرباب المقالات الناقلون لاختلاف الفلاسفة في الباري ما هو؟ قالوا: قال سقراط وأفلاطون وأرسطو إن الباري لا يعبر عنه إلا بهو فقط.
174ج2
وأما أقوال أئمة الفقه والحديث والتصوف والتفسير وغيرهم من علماء المسلمين وكذلك كلام الصحابة والتابعين لهم بإحسان؛ فكلام الرازي يدل على أنه لم يكن مطلعا على ذلك.
307ج2
ولهذا يوجد كثير من المتأخرين المصنفين في المقالات والكلام يذكرون في أصل عظيم من أصول الإسلام الأقوال التي يعرفونها.، وأما القول المأثور عن السلف والأئمة الذي يجمع الصحيح من كل قول؛ فلا يعرفونه ولا يعرفون قائله، فالشهرستاني صنف الملل والنحل وذكر فيها من مقالات الأمم ما شاء الله، والقول المعروف عن السلف والأئمة لم يعرفه ولم يذكره، والقاضي أبو بكر وأبو المعالي والقاضي أبو يعلى وابن الزاغوني وأبو الحسين البصري ومحمد بن الهيثم ونحو هؤلاء من أعيان الفضلاء المصنفين، تجد أحدهم يذكر في مسألة القرآن أو نحوها عدة أقوال للأمة، ويختار واحدا منها، والقول الثابت عن السلف والأئمة كالإمام أحمد ونحوه من الأئمة لا يذكره الواحد منهم، مع أن عامة المنتسبين إلى السنة من جميع الطوائف يقولون: إنهم متبعون للأئمة كمالك والشافعي وأحمد وابن المبارك وحماد بن زيد وغيرهم، لا سيما الإمام أحمد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/480)
وقد رأيت من أتباع الأئمة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم من يقول أقوالا ويكفّر من خالفها وتكون الأقوال المخالفة هي أقوال أئمتهم بعينها، كما أنهم كثيرا ما ينكرون أقوالا ويكفرون من يقولها، وتكون منصوصة عن النبي لكثرة ما وقع من الاشتباه والاضطراب في هذا الباب، ولأن شبه الجهمية النفاة أثرت في قلوب كثير من الناس حتى صار الحق الذي جاء به الرسول –وهو المطابق للمعقول- لا يخطر ببالهم ولا يتصورونه، وصار في لوازم ذلك من العلم الدقيق ما لا يفهمه كثير من الناس، والمعنى المفهوم يعبَّر عنه بعباراتٍ فيها إجمال وإبهام يقع بسببها نزاع وخصام، والله تعالى يغفر لجميع المؤمنين والمؤمنات.
ج2/ 313
إذ المقصود هنا أن من أكابر الفضلاء من لا يعرف أقوال الأئمة في أكابر المسائل، لا أقوال أهل الحق ولا أهل الباطل، بل لم يعرف إلا بعض الأقوال المبتدعة في الإسلام، ومن المعلوم أن السلف والأئمة كان لهم قولٌ ليس هو قول المعتزلة ولا الكلابية ولا الكرامية، ولا هو قول المسمين بالحشوية؛ فأين ذلك القول؟ أكان أفضل الأمة وأعلمها وخير قرونها لا يعلمون في هذا حقا ولا باطلا؟!.
344ج2
بل نفس الرازي قد ذكر في مواضع من كتبه نقضَ ما ذكره في الأربعين ولم يُجب عن ذلك، كما قد حكينا كلامه في موضع آخر.
30ج3
فإما أن يكون الأرموي رأى كلامه وأنه صحيح فوافقه وإما أن يكون وافق الخاطر الخاطر كما يوافق الحافر الحافر أو أن يكون الأرموي والآمدي أخذا ذلك أو بعضه من كلام الرازي أو غيره، وهذا الاحتمال أرجح؛ فإن هذين وأمثالهما وقفوا على كتبه التي فيها هذه الحجج مع أن تضعيفها مما سبق هؤلاء إليه كثير من النظار، ومن تكلم من النظار ينظر ما تكلم به من قبله، فإما أن يكون أخذه عنه أو تشابهت قلوبهم،.
وبكل حال؛ فهما – مع الرازي ونحوه – من أفضل بني جنسهم من المتأخرين، فاتفاقهما دليل على قوة هذه المعارضات [أي على براهينهم]، لا سيما إذا كان الناظر فيها ممن له بصيرة من نفسه يعرف بها الحق من الباطل في ذلك، بل يكون تعظيمه لهذه البراهين لأن كثيرا من المتكلمين من هؤلاء وغيرهم اعتمد عليها في حدوث الأجسام، فإذا رأى هؤلاء وغيرهم من النظار قدح فيها وبين فسادها علم أن نفس النظار مختلفون في هذه المسالك، وأن هؤلاء الذين يحتجون بها هم بعينهم يقدحون فيها، وعلى القدح فيها استقر أمرهم، وكذلك غيرهم قدح فيها، كأبي حامد الغزالي وغيره.
76ج3
والقول بتماثل الأجسام في غاية الفساد، والرازي نفسه قد بين بطلان ذلك في غير موضع.
ج3/ 184
[تكلم عن الآمدي ومقدمة كتابه أبكار الأفكار]
ولكن من عدل عن الطرق الصحيحة الجلية القطعية القريبة البينة إلى طرق طويلة بعيدة؛ لم يؤمن عليه مثل هذا الانقطاع، كما [قد] نبه العلماء على ذلك غير مرة، وذكروا أن الطرق المبتدعة إما أن تكون مخطرة لطولها ودقتها، وإما أن تكون فاسدة، ولكن من سلك الطرق المخوفة وكانت طريقا صحيحة؛ فإنه يرجى له الوصول إلى المطلوب.
ولكن لمّا فعل هؤلاء ما فعلوا، وصاروا يعارضون بمضمون طرقهم صحيحَ المنقول وصريحَ المعقول، ويدّعون أن لا معرفة إلا من طريقهم أو لا يكون عالما كاملا إلا من عرف طريقهم؛ احتيج إلى تبيين ما فيها دفعا لمن يحارب الله ورسوله ويسعى في الأرض فسادا، وبيانا للطرق النافعة غير طريقهم، وبيانا لأن أهل العلم والإيمان عالمون بحقائق ما عندهم ليسوا عاجزين عن ذلك، ولكن من كان قادرا على قطع الطريق فترك ذلك إيمانا واحتسابا وطلبا للعدل والحق وجعل قوته في الجهاد في أعداء الله ورسوله كان خيرا ممن جعل ما أوتيه من القوة فيما يشبه قطع الطريق,
187ج3
مع أنه [الآمدي] من أكبر رؤوس طوائف أهل الكلام والفلسفة، بل قد يقال: إنه لم يكن فيهم في وقته مثله.
262ج3
ثم إن هؤلاء الفلاسفة يقولون – كما زعم الآمدي – إن كمال النفس الإنسانية هو الإحاطة بالمعقولات والعلم بالمجهولات، وهم مع هذا لم يعرفوا الموجود الواجب، فأي شيء عرفوه؟!
وقد بلغني بإسناد متصل عن بعض رؤوسهم؛ وهو الخونجي صاحب (كشف الأسرار في المنطق) وهو عند كثير منهم غاية في هذا الفن أنه قال عند الموت: أموت وما علمت شيئا إلا أن الممكن يفتقر إلى الواجب، ثم قال: الافتقار وصف عدمي، أموت وما علمت شيئا،.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/481)
وذكر الثقة عن هذا الآمدي أنه قال: (أمعنت النظر في الكلام وما استفدت منه شيئا إلا ما عليه العوام) أو كلاما هذا معناه، وذلك أن هذا الآمدي لم يقرر في كتبه لا التوحيد، ولا حدوث العالم، ولا إثبات واجب الوجود بل ذكر في التوحيد طرقا زيّفها، وذكر طريقة زعم أنه ابتكرها، وهي أضعف من غيرها.، وكان ابن عربي صاحب الفصوص والفتوحات وغيرهما يعظم طريقته ويقول: إن الطريقة التي ابتكرها في التوحيد طريقة عظيمة أو ما هو نحو هذا، حتى أفضى الأمر ببعض أعيان القضاة الذين نظروا في كلامه، إلى أن قال: التوحيد لا يقوم عليه دليل عقلي وإنما يعلم بالسمع، فقام عليه أهل بلده وسعوا في عقوبته وجرت له قصة،.
وكذلك الأصبهاني اجتمع بالشيخ إبراهيم الجعبري يوما فقال له: بت البارحة أفكر إلى الصباح في دليل على التوحيد سالم عن المعارض فما وجدته،.
وكذلك حدثني من قرأ على ابن واصل الحموي أنه قال: (أبيت بالليل وأستلقي على ظهري وأضع الملحفة على وجهي وأبيت أقابل أدلة هؤلاء بأدلة هؤلاء وبالعكس، وأصبح وما ترجح عندي شيء) كأنه يعني أدلة المتكلمين والفلاسفة.
ج3387
والآمدي نفسه قد بيّن بطلان قول من جعل الجواهر متماثلة.
444ج3
ولما كان كل من القولين معلوم الفساد بالضرورة -قول من أثبت ما لا يتميز بعضه عن بعض ومن أثبت ما ينقسم إلى غير نهاية-؛ توقف من توقف من أفاضل النظار فيه؛ فتوقف فيه أبو الحسين البصري وأبو المعالي الجويني في بعض كتبه وأبو عبد الله الرازي في نهايته.
*علو الفلاسفة عليهم بسبب تناقضهم*
ج1/ 203
ولهذا كان ابن النفيس المتطبب الفاضل يقول: ليس إلا مذهبان مذهب أهل الحديث أو مذهب الفلاسفة، فأما هؤلاء المتكلمون فقولهم ظاهر التناقض والاختلاف
[ينظر بيان التلبيس 2/ 376]
**************
*تأثر الأشاعرة بالمعتزلة*
250ج1
فلهذا صار الحذاق من متأخري الأشعرية على نفي الرؤية وموافقة المعتزلة، فإذا أطلقوها موافقةً لأهل السنة؛ فسروها بما تفسرها به المعتزلة وقالوا: النزاع بيننا وبين المعتزلة لفظي.
**************
*إفتراق الناس في صفة الكلام وبدعة الكلابية والأشعرية في القرآن*
83ج2
وقال الحافظ أبو نصر السجزي في رسالته المعروفة إلى أهل زبيد في الواجب من القول في القرآن: (اعلموا أرشدنا الله وإياكم أنه لم يكن خلاف بين الخلق على اختلاف نحلهم من أول الزمان إلى الوقت الذي ظهر فيه ابن كلاب والقلانسي والأشعري وأقرانهم الذين يتظاهرون بالرد على المعتزلة وهم معهم بل أخس حالا منهم في الباطن من أن الكلام لا يكون إلا حرفا وصوتا ذا تأليف واتساق، وإن اختلفت به اللغات وعبر عن هذا المعنى الأوائل الذين تكلموا في العقليات وقالوا الكلام حروف متسقة وأصوات مقطعة وقالت – يعني علماء العربية – الكلام اسم وفعل وحرف جاء لمعنى .... ؛فالإجماع منعقد بين العقلاء على كون الكلام حرفا وصوتا)
99ج2
بخلاف ما قاله ابن كلاب في مسألة الكلام، واتبعه عليه الأشعري، فإنه لم يسبق ابنَ كلاب إلى ذلك أحد، ولا وافقه عليه أحد من رؤوس الطوائف.
255ج2
ولهذا كان من يقول: إن كلام الله قائم بذاته متفقين على أن كلام الله غير مخلوق، ثم هم بعد هذا متنازعون على عدة أقوال:
هل يقال: إنه معنى واحد أو خمسة معان لم تزل قديمة كما يقوله ابن كلاب والأشعري
، أو أنه حروف وأصوات قديمة أزلية لم تزل قديمة كما يذكر عن ابن سالم وطائفة
، أو يقال: بل هو حروف وأصوات حادثة في ذاته بعد أن لم يكن متكلما كما يقوله ابن كرام وطائفة.
، أو يقال: إنه لم يزل متكلما إذا شاء، وإنه إذا شاء تكلم بصوت يسمع وتكلم بالحروف كما يذكر ذلك عن أهل الحديث والأئمة
، والمقصود هنا أن ما قام بذاته لا يسميه أحد منهم مخلوقا، سواء كان حادثا أو قديما.
ج2/ 329
والناس لهم في مسمى الكلام أربعة أقوال: أحدها: أنه اللفظ الدال على المعنى، والثاني: أنه المعنى المدلول عليه باللفظ، والثالث أنه مقول بالاشتراك على كل منهما، والرابع: أنه اسم لمجموعهما، وإن كان مع القرينة يراد به أحدهما، وهذا قول الأئمة وجمهور الناس.
***********
96ج2
قال الشيخ أبو الحسن [الكرجي]: وكان الشيخ أبو حامد الإسفرايني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام.
***********
*سبب من أسباب دخول عقائد الأشاعرة على بعض الناس*
102ج2
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/482)
ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساعٍ مشكورةٌ وحسنات مبرورة، وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف، لكن لما التبس عليهم هذا الأصل المأخوذ ابتداء عن المعتزلة وهم فضلاء عقلاء احتاجوا إلى طرده والتزام لوازمه، فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين، وصار الناس بسبب ذلك منهم من يعظمهم لما لهم من المحاسن والفضائل، ومنهم من يذمهم لما وقع في كلامهم من البدع والباطل، وخيار الأمور أوساطها.
************
*من مقالات بعض المتكلمين*
254ج2
ولكن الجهمية تقول: خلق علما لا في محل، والبصريون من المعتزلة يقولون: خلق إرادة وقدرة لا في محل، وطائفة منهم يقولون: خلق بخلق بعد خلق لا في محل، وهذه المقالات ونحوها مما يعلم فساده بصريح العقل.
264ج2
ولهذا أنكروا على من قال: لم يكن قادرا على الفعل في الأزل. وكان من يبغض الأشعري ينسب إليه هذا لتنفر عنه قلوب الناس وأراد أبو محمد الجويني وغيره تبرئته من هذا القول.
338ج2
ومعلوم أن المشهور عند أهل الكلام من عامة الطوائف أنهم يقسمون الصفات إلى صفات فعلية وغير فعلية، مع قول من يقول منهم: إن الأفعال لا تقوم به، فيجعلونه موصوفا بالأفعال، كما يقولون إنه موصوف بأنه خالق ورازق، وعندهم هذه أمور كائنة بعد أن لم تكن، ولما قال لهم من يقول بتسلسل الحوادث من الفلاسفة وغيرهم: الفعل إن كان صفة كمال لزم اتصافه به في الأزل، وإن كان صفة نقص امتنع اتصافه به في الأبد، أجابوا عن ذلك بأن الفعل ليس صفة كمال ولا نقص.
431ج3
والناس شنعوا على أبي الهذيل العلاف لما قال: إن الله عالم بعلم وعلمه نفسه ونسبوه إلى الخروج من العقل مع أن كلامه أقل تناقضا من كلام هؤلاء.
**********
*التفويض- وهو من مسالك أهل الكلام-*
ج1/ 205
فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد.
************
*الفلاسفة*
35ج1
وكما تزعمه الفلاسفة الصابئون من تولد العقول العشرة والنفوس الفلكية التسعة التي هم مضطربون فيها هل هي جواهر أو أعراض
...... لكن أكثرهم يجعلون النفوس الفلكية عرضا لا جوهرا قائما بنفسه.
ج14/ 2
والدليل أبدا يستلزم المدلول عليه، يجب طرده ولا يجب عكسه، بخلاف الحد، فإنه يجب طرده وعكسه.
وأما العلة فالعلة التامة يجب طردها بخلاف المقتضية.
ج1/ 122
وأما كون السماوات والأرض مخلوقتين محدثتين بعد العدم فهذا إنما نازع فيه طائفة قليلة من الكفار كأرسطو وأتباعه، وأما جمهور الفلاسفة مع عامة أصناف المشركين من الهند والعرب وغيرهم ومع المجوس وغيرهم ومع أهل الكتاب وغيرهم فهم متفقون على أن السماوات والأرض وما بينهما محدث مخلوق بعد أن لم يكن ولكن تنازعوا في مادة ذلك هل هي موجودة قبل هذا العالم؟ وهل كان قبله مدة ومادة أم هو أبدع ابتداء من غير تقدم مدة ولا مادة؟.
ج1/ 125
والمراد بالعالم في الاصطلاح هو كل ما سوى الله
152ج1
وأما كلامه [أرسطو] وكلام أتباعه: كالإسكندر الأفروديسي وبرقلس وثامسطيوس والفارابي وابن سينا والسهروردي المقتول وابن رشد الحفيد وأمثالهم في الإلهيات فما فيه من الخطأ الكثير والتقصير العظيم؛ ظاهر لجمهور عقلاء بني آدم بل في كلامهم من التناقض ما لا يكاد يستقصى.
304ج1
وقد وافق هؤلاء على إمكان وجود ما لا يتناهى في الماضي والمستقبل طوائفُ كثيرة ممن يقول بحدوث الأفلاك من المعتزلة والأشعرية والفلاسفة وأهل الحديث وغيرهم، فإن هؤلاء جوزوا حوادث لا أول لها، مع قولهم بأن الله أحدث السماوات والأرض بعد أن لم يكونا، وألزموهم بالأبد.
354ج1
فتبين أن الذي ألزمهم إياه أبو عبد الله الرازي لازم لا محيد عنه، وأن الأرموي لم يفهم حقيقة الإلزام فاعترض عليه بما لا يقدح فيه.
356ج1
وذلك لأن الحوادث مشهودة لا بد لها من إحداث محدث، وذلك الإحداث هو التأثير، فإن كان عدميا بطلت الحجة، وإن كان موجودا فإن كان قديما لزم حدوث الحوادث عن تأثير قديم فتبطل الحجة، وإن كان التأثير محدثا – والتقدير أن التسلسل ممتنع – فيلزم أن يكون حدث بتأثير محدث، فتبطل الحجة أيضا. وهذا جواب لا مخلص لهم عنه، به ينقطع شغبهم.
11ج3
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/483)
وإنما أثبت ممكنا ليس بحادث طائفة من متأخري الفلاسفة كابن سينا والرازي فلزمهم إشكالات لا محيص عنها – مع أنهم في كتبهم المنطقية يوافقون أرسطو وسلفهم – وهو أن الممكن الذي يقبل الوجود والعدم لا يكون إلا حادثا، وقد أنكر ابن رشد قولهم بأن الشيء الممكن الذي يقبل الوجود والعدم يكون قديما أزليا، وقال: لم يقل بهذا أحد من الفلاسفة قبل ابن سينا.
قلت: وابن سينا ذكر في الشفاء في مواضع أن الممكن الذي يقبل الوجود والعدم لا يكون إلا حادثا، فتناقض في ذلك تناقضا مبسوطا في غير هذا الموضع.
163ج3
والقول بوحدة الوجود قول حكاه أرسطو وأتباعه عن طائفة من الفلاسفة وأبطلوه.
*************
*أنواع التسلسل، مسألة تسلسل الحوادث وما يتصل بها*
ج1/ 321
ولفظ التسلسل يراد به التسلسل في العلل والفاعلين والمؤثرات بأن يكون للفاعل فاعل وللفاعل فاعل إلى ما لا نهاية له وهذا متفق على امتناعه بين العقلاء،.
والثاني: التسلسل في الآثار بأن يكون الحادث الثاني موقوفا على حادث قبله وذلك الحادث موقوف على حادث قبل ذلك وهلم جرا، فهذا في جوازه قولان مشهوران للعقلاء وأئمة السنة والحديث مع كثير من النظار أهل الكلام يجوزون ذلك وكثير من النظار وغيرهم يحيلون ذلك.
322ج1
وأما إذا قيل: لا يحدث حادث قط حتى يحدث حادث، فهذا ممتنع باتفاق العقلاء وصريح العقل، وقد يسمى هذا دورا
........ والتسلسل نوعان: تسلسل في العلل، وقد اتفق العلماء على إبطاله، وأما التسلسل في الشروط ففيه قولان مشهوران للعقلاء.
363ج1
ولكن لفظ التسلسل فيه إجمال واشتباه، كما في لفظ الدور، فإن الدور يراد بهالدور القَبْلي، وهو ممتنع بصريح العقل واتفاق العقلاء، ويراد به الدور المعي الاقتراني، وهو جائز بصريح العقل واتفاق العقلاء، ومن أطلق امتناع الدور فمراده الأول، أو هو غالط في الإطلاق.
ج1/ 367
وليس في أجزاء الزمان شيء قديم، وإن كان جنسه قديما، بل كل جزء من الزمان مسبوق بآخر، فليس من التأثيرات المعينة تأثير قديم كما ليس من أجزاء الزمن جزء قديم.
ج2/ 261
فإنا نعلم أن المفعول المنفصل لا يكون إلا بفعل والمخلوق لا يكون إلا بخلق قبل العلم بجواز التسلسل أو بطلانه.
264ج2
ولهذا أنكروا على من قال: لم يكن قادرا على الفعل في الأزل، وكان من يبغض الأشعري ينسب إليه هذا لتنفر عنه قلوب الناس وأراد أبو محمد الجويني وغيره تبرئته من هذا القول
278ج2
وإذا قال السلف والأئمة: إن الله لم يزل متكلما إذا شاء فقد أثبتوا أنه لم يتجدد له كونه متكلما، بل نفس تكلمه بمشيئته قديم، وإن كان يتكلم شيئا بعد شيء فتعاقب الكلام لا يقتضي حدوث نوعه إلا إذا وجب تناهي المقدورات المرادات، وهو المسمى بتناهي الحوادث والذي عليه السلف وجمهور الخلف أن المقدورات المرادات لا تتناهى، وهم بهذا نزهوه عن كونه كان عاجزا عن الكلام كالأخرس الذي لا يمكنه الكلام، وعن أنه كان ناقصا فصار كاملا، وأثبتوا مع ذلك أنه قادر على الكلام باختياره.
282ج2
التسلسل يراد به أمور، أحدها التسلسل في المؤثرات والفاعلين والعلل، وهذا باطل بصريح العقل واتفاق العقلاء، ومنها التسلسل في تمام كون المؤثر مؤثرا، وهذا [كالذي قبله] باطل بصريح العقل وقول جمهور العقلاء، ومنها التسلسل الذي في معنى الدور، مثل أن يقال: لا يحدث حادث أصلا حتى يحدث حادث، وهذا أيضا باطل بضرورة العقل واتفاق العقلاء.
ومنها: التسلسل في الآثار المتعاقبة وتمام التأثير في الشيء المعين، مثل أن يقال: لا يحدث هذا حتى يحدث قبله ولا يحدث هذا إلا ويحدث بعده وهلم جرا، وهذا فيه نزاع مشهور بين المسلمين وبين غيرهم من الطوائف، فمن المسلمين وغيرهم من جوزه في المستقبل دون الماضي.
وإذا عرفت هذه الأنواع، فهم قالوا: إذا لم يكن المؤثر تاما في الأزل لم يحدث عنه شيء حتى يحدث حادث به يتم كونه مؤثرا، إذ القول في ذلك الحادث كالقول في غيره، فيكون حقيقة الكلام أنه لا يحدث شيء ما حتى يحدث شيء، وهذا باطل بصريح العقل واتفاق العقلاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/484)
لكن هذا الدليل إن طلبوا به أنه لم يزل مؤثرا في شيء بعد شيء؛ فهذا يناقض قولهم، وهو حجة عليهم، وإن أرادوا أنه كان [في الأزل] مؤثرا تاما في الأزل لم تتجدد مؤثريته لزم من ذلك أنه لا يحدث عنه شيء بعد أن لم يكن حادثا، فيلزم أن لا يحدث في العالم شيء، ولهذا عارضهم الناس بالحوادث اليومية، وهذا لازم لا محيد لهم عنه، وهو يستلزم فساد حجتهم،.
وإن أرادوا أنه مؤثر في شيء معين فالحجة لا تدل على ذلك، وهو أيضا باطل من وجوه، كما قد بسط في موضع آخر، فالمؤثر التام يراد به المؤثر في كل شيء، والمؤثر في شيء معين، والمؤثر تأثيرا مطلقا في شيء بعد شيء، فالأول هو الذي يجعلونه موجب حجتهم، وهو يستلزم أن لا يحدث شيء، فعلم بطلان دلالة الحجة على ذلك. ويراد به التأثير في شيء بعد شيء، فهذا موجب الحجة، وهو يستلزم فساد قولهم، وأنه ليس في العالم شيء قديم، بل لا قديم إلا [الرب] رب العالمين. ويراد به التأثير في شيء معين، فالحجة لا تدل على هذا، فلم يحصل مطلوبهم بذلك، بل هذا باطل من وجوه أخرى.
فبهذا التقسيم ينكشف ما في هذا الباب من الإجمال والاشتباه، فكل حادث معين فيقال: هذا الحادث المعين إن كان مؤثره التام موجودا في الأزل لزم جواز تأخير الأثر عن مؤثره التام فبطل قولهم.
وإن قيل: بل لا بد أن يحدث تمام مؤثره عند حدوثه، فالقول في حدوث ذلك التمام كالقول في حدوث تمام الأول. وذلك يستلزم التسلسل في حدوث تمام التأثير. وهو باطل بصريح العقل، فيلزم على قولهم حدوث الحوادث بغير سبب حادث. وهذا أعظم مما أنكروه على المتكلمين من التسلسل.
342ج2
ومتنازعون في أن الأمور المتجددة الحادثة هل يمكن تسلسلها ودوامها في الماضي والمستقبل، أو في المستقبل دون الماضي، أو يجب تناهيها وانقطاعها في الماضي والمستقبل؟ على ثلاثة أقوال معروفة.
360ج2
وقد ذكر بعض الناس بين الماضي والمستقبل فرقا بمثال ذكره كما ذكره صاحب الإرشاد وغيره وهو أن المستقبل بمنزلة ما إذا قال قائل: لا أعطيك درهما إلا أعطيتك بعده درهما، وهذا كلام صحيح، والماضي بمنزلة أن يقول: لا أعطيك درهما إلا أعطيتك قبله درهما، وهذا كلام متناقض.
ج3/ 10
فليس كل حكم ثبت للذوات يحتاج إلى علة، إذ ذلك يفضي إلى تسلسل العلل وهو باطل باتفاق العلماء ..
38ج3
ولا تناقض بين اشتراكها في عدم الابتداء ووجود أشخاصها دائما إلا إذا قيل: يمتنع جنس الحوادث الدائمة ..
ج3/ 51
ثم ما لا يتناهى في المستقبل موجود باتفاق أهل الملل وعامة الفلاسفة، ولم ينازع في ذلك إلا من شذ كالجهم وأبي الهذيل ونحوهما ممن هو مسبوق بإجماع المسلمين محجوج بالكتاب والسنة، مخصوم بالأدلة العقلية مع مخالفة جماهير العقلاء من الأولين والآخرين.
60ج3
فتبين أن الجواب فيه مغلطة، وحقيقة الجواب [أي جواب الآمدي] أنه يجب الحكم على الجملة بما يحكم به على أفرادها، وقد بين هو وغيره فساد هذا الجواب، فإنه إذا كان بعض الجملة أزليا كان ذلك سلبا للأزلية عن أفراد الجنس ونفي الأزلية هو الحدوث فيصير معنى الكلام إذا كان كل واحد من الأفراد أو الأبعاض المتعاقبة حادثا وجب أن يكون الجنس المتعاقب حادثا وقد عرف فساد هذا الكلام.
65ج3
وكون المعلول والمفعول لا يكون مفعولا معلولا إلا بعد عدمه هو من القضايا الضرورية التي اتفق عليها عامة العقلاء من الأولين والآخرين.
110ج3
ولهذا اتفق العقلاء على أنه لا يجوز أن يكون كل من الشيئين فاعلا للآخر، لا بمعنى كونه علة فاعلة ولا بغير ذلك من المعاني، وأما كون كل من الشيئين شرطا للآخر فإنه يجوز، وهذا هو الدور المعي، وذاك هو الدور القبلي
ج3/ 117
والتسلسل الذي يسمى التسلسل في العلل والمعلولات والمؤثر والأثر والفاعل والمفعول والخالق والمخلوق هو ممتنع باتفاق العقلاء وبصريح المعقول، بل هو ممتنع في بديهة العقل بعد التصور، وهو الذي أمر النبي بالاستعاذة منه في قوله يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ فيقول الله، فيقول: من خلق الله، فإذا وجد ذلك أحدكم فليستعذ بالله ولينته.
157ج3
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/485)
واعلم أن تسلسل المؤثرات لما كان ممتنعا ظاهر الامتناع في فطر جميع العقلاء لم يكن متقدمو النظار يطيلون في تقريره لكن المتأخرون أخذوا يقررونه وكان من أسباب ذلك اشتباه التسلسل في الآثار التي هي الأفعال بالتسلسل في المؤثرين الذين هم الفاعلون
ج3/ 161
ومن أقدم من رأيته ذكر نفي التسلسل في إثبات واجب الوجود في المؤثرات خاصة دون الآثار ابن سينا، وهو بناه على نفي التسلسل في العلل فقط، ثم اتبعه من سلك طريقه كالسهروردي المقتول وأمثاله وكذلك الرازي والآمدي والطوسي وغيرهم.
178ج3
فثبت أنه إذا قدر سلسلة العلل والمعلولات كل منها ممكن فلا بد لها من أمر خارج عنها، وهذا أمر متفق عليه بين العقلاء وهو من أقوى العلوم اليقينية والمعارف القطعية.
ولولا أن طوائف من متأخري النظار طولوا في ذلك وشكك فيه بعضهم كالآمدي والأبهري لما بسطنا فيه الكلام.
ج3/ 289
فمن جوز وجود جسم قديم لم يزل متحركا لا يقول: إن شيئا معينا من الحركة قديم أزلي، بل يقول: نوع الحركة أزلي، وإن كان كل منها حادثا كائنا بعد أن لم يكن مسبوقا بالعدم.
ج3/ 301
وإنما يجوّز كونَ المفعول المعلول مقارنا لفاعله طائفة قليلة من الناس، كابن سينا والرازي ونحوهما.
****************
غلاة المتصوفة
ج1/ 319
كما حدثني نقيب الأشراف أنه قال للعفيف التلمساني أنت نصيري، فقال: نصير جزء مني.
******************
عقيدة أهل السنة في باب الصفات
*التأويل*
ج1/ 14
لفظ التأويل في القرآن يراد به ما يؤول الأمر إليه وإن كان موافقا لمدلول اللفظ ومفهومه في الظاهر، ويراد به تفسير الكلام وبيان معناه وإن كان موافقا له وهو اصطلاح المفسرين المتقدمين كمجاهد وغيره، ويراد به صرف اللفظ عن الإحتمال الراجح إلى الإحتمال المرجوح لدليل يقترن بذلك،
وتخصيص لفظ التأويل بهذا المعنى إنما يوجد في كلام بعض المتأخرين فأما الصحابة والتابعون لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين كالأئمة الأربعة وغيرهم؛ فلا يخصون لفظ التأويل بهذا المعنى بل يريدون بالتأويل المعنى الأول أو الثاني.
*حقيقة التمثيل الذي نفاه الله تعالى، و قاعدة القدر المشترك*
118ج1
وأما كون ماله حقيقة أو صفة أو قدر يكون بمجرد ذلك مماثلا لما له حقيقة أو صفة أو قدر؛ فهذا باطل عقلا وسمعا فليس في لغة العرب ولا غيرهم إطلاق لفظ المثل على مثل هذا، وإلا فليلزم أن يكون كل موصوف مماثلا لكل موصوف وكل ما له حقيقة مماثلا لكل ما له حقيقة وكل ما له قدر مماثلا لكل ما له قدر، وذلك يستلزم أن يكون كل موجود مماثلا لكل موجود وهذا ـ مع أنه في غاية الفساد والتناقض ـ لا يقوله عاقل؛ فإنه يستلزم التماثل في جميع الأشياء فلا يبقى شيئان مختلفان غير متماثلين قط وحينئذ فيلزم أن يكون الرب مماثلا لكل شيء فلا يجوز نفي مماثلة شيء من الأشياء عنه وذلك مناقض للسمع والعقل فصار حقيقة قولهم في نفي التماثل عنه يستلزم ثبوت مماثلة كل شيء له؛ فهم متناقضون مخالفون للشرع والعقل.
ج1/ 216
المطلق الكلي عند الناس وجوده في الأذهان لا في الأعيان فما هو مطلق كلي في أذهان الناس لا يوجد إلا معينا مشخصا متميزا في الأعيان وإنما سمي كليا لكونه في الذهن كليا، وأما في الخارج فلا يكون في الخارج ما هو كلي أصلا،
وهذا الأصل ينفع في عامة العلوم؛ فلهذا يتعدد ذكره في كلامنا بحسب الحاجة إليه فيحتاج أن يفهم في كل موضع يحتاج إليه فيه كما تقدم، وبسبب الغلط فيه ضل طوائف من الناس حتى في وجود الرب تعالى وجعلوه وجودا مطلقا إما بشرط الإطلاق وإما بغير شرط الإطلاق وكلاهما يمتنع وجوده في الخارج.
*مسألة اللفظ*
262ج1
وكان أهل الحديث قد افترقوا في ذلك فصار طائفة منهم يقولون: لفظنا بالقرآن غير مخلوق، ومرادهم أن القرآن المسموع غير مخلوق، وليس مرادهم صوت العبد، كما يذكر ذلك عن أبي حاتم الرازي ومحمد بن داود المصيصي وطوائف غير هؤلاء.
*إختلاف معنى الاستواء بحسب لزومه وتعديه، وتعين تفسيره بالعلو إذا عدي بعلى*
279ج1
فإذا قال القائل: استوى يحتمل خمسة عشر وجها أو أكثر أو أقل؛ كان غالطا فإن قول القائل: (استوى على كذا) له معنى وقوله (استوى إلى كذا) له معنى وقوله (استوى وكذا) له معنى وقوله (استوى) بلا حرف يتصل به له معنى، فمعانيه تنوعت بتنوع ما يتصل به من الصلات.
383ج3
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/486)
وأئمة أهل السنة والحديث من أصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم يثبتون الصفات الخبرية، لكن منهم من يقول: لا نثبت إلا ما في القرآن والسنة المتواترة، وما لم يقم دليل قاطع على إثباته نفيناه، كما يقوله ابن عقيل وغيره أحيانا، ومنهم من يقول: بل نثبتها بأخبار الآحاد المتلقاة بالقبول، ومنهم من يقول: نثبتها بالأخبار الصحيحة مطلقا، ومنهم من يقول: يعطى كل دليل حقه، فما كان قاطعا في الإثبات قطعنا بموجبه، وما كان راجحا لا قاطعا قلنا بموجبه، فلا نقطع في النفي والإثبات إلا بدليل يوجب القطع، وإذا قام دليل يرجح أحد الجانبين بينا رجحان أحد الجانبين، وهذا أصح الطرق.
*من أقوال أئمة أهل السنة*
71ج1
فقال أبو عبد الله [أحمد بن حنبل] كلما ابتدع رجل بدعة اتسع الناس في جوابها.
67ج2
[عثمان الدارمي:] لقد ميزت بين ما جمع الله، وجمعت بين ما ميز الله، ولا يجمع بين هذين التأويلين إلا كل جاهل بالكتاب والسنة
ج2/ 72
[عثمان الدارمي:] وقد أجمع أهل العلم بالأثر على أن لا يحتجوا بالكلبي في أدنى حلال ولا حرام.
86ج2
[السجزي:] ومن عُلِم منه خرقُ إجماع الكافة ومخالفة كل عقلي وسمعي قبله؛ لم يناظر بل يجانب ويقمع.
*******************
*النقل والعقل*
ج1/ 79
وإن كان أحد الدليلين المتعارضين قطعيا دون الآخر؛ فإنه يجب تقديمه باتفاق العقلاء، سواء كان هو السمعي أو العقلي؛ فإن الظن لا يرفع اليقين.
ج1/ 80
وإذا قدر أن يتعارض قطعي وظني لم ينازع عاقل في تقديم القطعي لكن كون السمعي لا يكون قطعيا؛ دونه خرط القتاد.
90ج1
وحينئذ فإذا كان المعارض للسمع من المعقولات ما [لعلها مما] لا يتوقف العلم بصحة السمع عليه لم يكن القدح فيه قدحا في أصل السمع، وهذا بيّن واضح، وليس القدح في بعض العقليات قدحا في جميعها كما أنه ليس القدح في بعض السمعيات قدحا في جميعها، ولا يلزم من صحة بعض العقليات صحة جميعها كما لا يلزم من صحة بعض السمعيات صحة جميعها
، وحينئذ فلا يلزم من صحة المعقولات التي تبني عليها معرفتنا بالسمع صحة غيرها من المعقولات ولا من فساد هذه فساد تلك فضلا عن صحة العقليات المناقضة للسمع.
ج1/ 133
الأدلة العقلية الصحيحة البينة التي لا ريب فيها، بل العلوم الفطرية الضرورية توافق ما أخبرت به الرسل لا تخالفه، وأن الأدلة العقلية الصحيحة جميعها موافقة للسمع لا تخالف شيئا من السمع وهذا ـ ولله الحمد ـ قد اعتبرتُه فيما ذكره عامة الطوائف فوجدت كل طائفة من طوائف النظار أهل العقليات لا يذكر أحد منهم في مسألة ما دليلا صحيحا يخالف ما أخبرت به الرسل بل يوافقه، حتى الفلاسفة القائلين بقدم العالم كأرسطو وأتباعه: ما يذكرونه من دليل صحيح عقلي فإنه لا يخالف ما أخبرت به الرسل بل يوافقه، وكذلك سائر طوائف النظار من أهل النفي والإثبات لا يذكرن دليلا عقليا في مسألة إلا والصحيح منه موافق لا مخالف.
ج1/ 137
بل الواجب أن ينظر في عين الدليلين المتعارضين فيقدم ما هو القطعي منهما، أو الراجح إن كانا ظنيين، سواء كان هو السمعي أو العقلي، ويبطل هذا الأصل الفاسد الذي هو ذريعة إلى الإلحاد.
138ج1
وهذا كما أن العامي إذا علم عين المفتي ودل غيره عليه وبين له أنه عالم مفت، ثم اختلف العامي الدال والمفتي وجب على المستفتي أن يقدم قول المفتي فإذا قال له العامي: أنا الأصل في علمك بأنه مفت فإذا قدمت قوله على قولي عند التعارض قدحت في الأصل الذي به علمت بأنه مفت؛ قال له المستفتي: أنت لما شهدت بأنه مفت ودللت على ذلك شهدت بوجوب تقليده دون تقليدك كما شهد به دليلك،وموافقتي لك في هذا العلم المعين لا يستلزم أني أوافقك في العلم بأعيان المسائل، وخطؤك فيما خالفت فيه المفتي الذي هو أعلم منك لا يستلزم خطأك في علمك بأنه مفت، وأنت إذا علمت أنه مفت باجتهاد وإستدلال ثم خالفته باجتهاد واستدلال كنت مخطئا في الاجتهاد والاستدلال الذي خالفت به من يجب عليك تقليده وإتباع قوله، وإن لم تكن مخطئا في الاجتهاد والاستدلال الذي [خالفت به من يجب عليك تقليده واتباع قوله، وإن لم تكن مخطئا في الاجتهاد والاستدلال الذي] به علمت أنه عالم مفت يجب عليك تقليده هذا مع علمه بأن المفتي يجوز عليه الخطأ والعقل يعلم أن الرسول صلي الله عليه وسلم معصوم في خبره عن الله تعالي لا يجوز عليه الخطأ فتقديمه قولَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/487)
المعصوم على ما يخالفه من استدلاله العقلي أولى من تقديم العامي قول المفتي على قوله الذي يخالفه.
141ج1
فإذا كان عقله يوجب أن ينقاد لطبيب يهودي فيما أخبره به من مقدرات من الأغذية والأشربة والأضمدة والمسهلات واستعمالها على وجه مخصوص مع ما في ذلك من الكلفة والألم لظنه أن هذا أعلم بهذا مني وأني إذا صدقته كان ذلك أقرب إلي حصول الشفاء لي مع علمه بأن الطبيب يخطئ كثيرا وأن كثيرا من الناس لا يشفى بما يصفه الطبيب بل قد يكون استعماله لما يصفه سببا في هلاكه ومع هذا فهو يقبل قوله ويقلده وإن كان ظنه واجتهاده يخالف وصفه؛ فكيف حال الخلق مع الرسل عليهم الصلاة والسلام؟!، والرسل صادقون مصدوقون لا يجوز أن يكون خبرهم على خلاف ما أخبروا به قط والذين يعارضون أقوالهم بعقولهم عندهم من الجهل والضلال ما لا يحصيه إلا ذو الجلال فكيف يجوز أن يعارض ما لم يخطئ قط بما لم يصب في معارضته له قط؟.
150ج1
بل لا يعلم حديث صحيح عن النبي في الأمر والنهي أجمع المسلمون على تركه إلا أن يكون له حديث صحيح يدل على أنه منسوخ.
ج1/ 168
والناس إذا تنازعوا في المعقول لم يكن قولُ طائفة لها مذهب حجة على أخرى، بل يرجع في ذلك إلى الفطر السليمة التي لم تتغير باعتقاد يغير فطرتها ولا هوى.
ج1171
وإذا تعارض دليلان أحدهما علمنا فساده والآخر لم نعلم فساده كان تقديم ما لم يعلم فساده أقرب إلى الصواب من تقديم ما يعلم فساده.
174ج1
فإن قيل: نحن نستدل بمخالفة العقل للسمع على أن دلالة السمع المخالفة له باطلة إما لكذب الناقل عن الرسول أو خطئه في النقل وإما لعدم دلالة قوله على ما يخالف العقل في محل النزاع
قيل: هذا معارض بأن يقال: نحن نستدل بمخالفة العقل للسمع على أن دلالة العقل المخالفة له باطلة بعض مقدماتها فإن مقدمات الأدلة العقلية المخالفة للسمع فيها من التطويل والخفاء والاشتباه والاختلاف والاضطراب ما يوجب أن يكون تطرق الفساد إليها أعظم من تطرقه إلى مقدمات الأدلة السمعية.
ج1/ 178
وطرق العلم ثلاثة: الحس والعقل والمركب منهما كالخبر.
194ج1
واعلم أن أهل الحق لا يطعنون في جنس الأدلة العقلية، ولا فيما علم العقل صحته، وإنما يطعنون فيما يدعي المعارض أنه يخالف الكتاب والسنة، وليس في ذلك ولله الحمد دليل صحيح في نفس الأمر، ولا دليل مقبول عند عامة العقلاء ولا دليل لم يقدح فيه بالعقل.
ج1/ 195
ومعلوم أن النقل المتواتر يفيد العلم اليقيني سواء كان التواتر لفظيا أو معنويا كتواتر شجاعة خالد وشعر حسان وتحديث أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم وفقه الأئمة الأربعة وعدل العمرين ومغازي النبي صلي الله عليه وسلم مع المشركين وقتاله أهل الكتاب وعدل كسري وطب جالينوس ونحو سيبويه يبين هذا أن أهل العلم والإيمان يعلمون من مراد الله ورسوله بكلامه أعظم مما يعلمه الأطباء من كلام جالينوس والنحاة من كلام سيبويه؛ فإذا كان من ادعى في كلام سيبويه وجالينوس ونحوهما ما يخالف ما عليه أهل العلم بالطب والنحو والحساب من كلامهم كان قوله معلوم البطلان؛ فمن ادعي في كلام الله ورسوله خلاف ما عليه أهل الإيمان كان قوله أظهر بطلانا وفسادا لأن هذا معصوم محفوظ.
208ج1
ولهذا كانوا يجعلون القرآن يحيط بكل ما يطلب من علم الدين، كما قال مسروق: ما نسأل أصحاب محمد عن شيء إلا وعلمه في القرآن، ولكن علمنا قصر عنه.
295ج1
وكلما أمعن الفاضل الذكي في معرفة أقوال هؤلاء الملاحدة ومن وافقهم في بعض أقوالهم من أهل البدع كنفاة بعض الصفات الذين يزعمون أن المعقول عارض كلام الرسول وأنه يجب تقديمه عليه؛ فإنه يتبين له أنه يعلم بالعقل الصريح ما يصدق ما أخبر به الرسول، وما به يتبين فساد ما يعارض ذلك.
***********
*فوائد في الاستدلال والحِجَاج*
22ج3
فما كان جوابا عن مواضع الإجماع كان جوابا في مورد النزاع.
97ج3
مع أن الحد والاستدلال بالأخفى قد يكون فيه منفعة من وجوه أخرى مثل من حصلت له شبهة أو معاندة في الأمر الجلي فيبين له بغيره لكون ذلك أظهر عنده؛ فإن الظهور والخفاء أمر نسبي إضافي، مثل من يكون من شأنه الاستخفاف بالأمور الواضحة البينة، فإذا كان الكلام طويلا مستغلقا هابه وعظمه، كما يوجد في جنس هؤلاء إلى غير ذلك من الفوائد.
ج3/ 161
لأن المستدل بدليل ليس عليه أن يذكر كل ما قد يخطر بقلوب الجهال من الاحتمالات وينفيه فإن هذا لا نهاية له، وإنما عليه أن ينفي من الاحتمالات ما ينقدح، ولا ريب أن انقداح الاحتمالات يختلف باختلاف الأحوال.، ولعل هذا هو السبب في أن بعض الناس يذكر في الأدلة من الاحتمالات التي ينفيها ما لا يحتاج غيره إلى ذلك، ولكن هذا لا ضابط له، كما أن الأسولة والمعارضات الفاسدة التي يمكن أن يوردها بعض الناس على الأدلة لا نهاية لها، فإن هذا من باب الخواطر الفاسدة، وهذا لا يحصيه أحد إلا الله تعالى، لكن إذا وقع مثل ذلك لناظر أو مناظر فإن الله ييسر من الهدى ما يبين له فساد ذلك، فإن هدايته لخلقه وإرشاده لهم هو بحسب حاجتهم إلى ذلك وبحسب قبولهم الهدى وطلبهم له قصدا وعملا.
******
تم ما قصدت إيراده من فوائد الأجزاء الثلاثة من درء التعارض لأبي العباس ابن تيمية رحمه الله ورضي عنه وجمعنا به في الفردوس الأعلى تحت لواء نبينا صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/488)
ـ[أبو عبد الله الحمادي]ــــــــ[03 - 11 - 10, 07:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا المجهود الطيب
ـ[فايز أحمد الشافعي]ــــــــ[03 - 11 - 10, 07:55 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء على هذا الجهد الطيب
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[03 - 11 - 10, 11:27 ص]ـ
وإياكم جزاكم الله خيرا أجمعين.
اعتذر عن دقة الخط لم أقصد أن يكون دقيقا هكذا.(66/489)
أثر الفُرس في بعض عقائد الشيعة
ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[02 - 11 - 10, 10:48 م]ـ
إن بعض الباحثين في عقائد فِرَق الشيعة – لا سيما الباطنية – يُلاحظون تشابهاً بينهم وبين الفُرس، بل أُطلِق اسم المجوس على القدرية أيضاً.
قال الأستاذ أحمد أمين في كتابه "فجر الإسلام" ص 276 - 278، نقلاً عن كتاب "الشيعة والتشيع – فرق وتاريخ" لإحسان إلهي ظهير: والحق أن التشيع كان مأوى لجأ إليه كل من أراد هدم الإسلام لعداوة أو حقد، ومن كان يريد إدخال تعاليم آبائه من يهودية ونصرانية وزرادشتية وهندية. وتستر بعض الفُرس بالتشيع وحاربوا الدولة الأموية وما في نفوسهم إلا الكُره للعرب ودولتهم، والسعي لاستقلالهم. ويستند أيضاً إلى ما ذهب إليه المقريزي في تعليله لاختفاء بعض الفُرس وراء الإسلام بعامة والتشيع بخاصة بمحاربة الإسلام؛ لأنهم كانوا أهل مُلك وعلوا على جميع الأمم، يعدون سائر الناس عبيداً لهم، فلما انتصر العرب المسلمون عليهم – وكانوا يعتبرون العرب أقل الأمم خطراً – تضاعفت لديهم المصيبة، فرأوا كيد الإسلام بالمحاربة عن طريق الحيلة لعجزهم عن المواجهة الصريحة المباشرة. قال الأستاذ أحمد أمين في كتابه "فجر الإسلام" ص 276 - 278، نقلاً عن كتاب "الشيعة والتشيع – فرق وتاريخ" لإحسان إلهي ظهير: فرأوا كيده على الحيلة أنجح، فأظهر قوم منهم الإسلام واستمالوا أهل التشيع بإظهار محبة أهل البيت واستبشاع ظلم علي رضي الله عنه، ثم سلكوا بهم مسالك شتى أخرجوهم بها عن طريق الهدى. ولكنهم لو فحصوا ما دار حول الخلافة منذ تولاها أبو بكر رضي الله عنه لعلموا أن علياً لم يُظلم كما يتوهمون، بل إنه بايع وأقر بخلافة الخلفاء قبله رضي الله عنهم جميعاً.
ويرى المُستشرق دوري أن الشيعة كانت في حقيقتها فرقة فارسية، مُستنداً إلى أن الفُرس لم يعرفوا غير مبدأ الوراثة في الحُكم، لهذا اعتقدوا أنه ما دام محمد صلى الله عليه وسلم لم يترك ولداً يرثه، فإن علياً رضي الله عنه هو الذي يجب أن يخلفه وأن الخلافة يجب أن تكون وراثية في آل علي رضي الله عنه، ويُضيف أيضاً أنهم اعتادوا أن يروا في ملوكهم أحفاداً مُنحدرين من أصلاب الآلهة الدنيا، فنقلوا هذا التوقير الوثني إلى علي رضي الله عنه وذريته. ويرى ذلك المُستشرق الألماني ولهوزن المُتعاطف مع الشيعة، فيذكر أنه لا سبيل للشك في أن آراء الشيعة كانت تُلائم الإيرانيين.
ولا نجد للشيعة سنداً يُعتد به في هذا الإنحراف العقدي، ولو درسوا التاريخ بأمانة لوجدوا الاعتراض التام عليه، إذ عَبَّر المغيرة بن شُعبة رضي الله عنه عن دهشته واعتراضه على اتخاذ الفُرس بعضهم أرباب بعض، حيث كان الأكاسرة يَدَّعون أنه يجري في عروقهم دم إلهي، ولذلك علق المُغيرة على ما لاحظه من تلك المظاهر مُخاطباً رُستم قائدهم: "وإن هذا الأمر لا يستقيم فيكم، فلا نفعله". مُعبراً بذلك عن عقيدة التوحيد التي تجعل المُسْلِم عبداً لله وحده.
ولما زحفت الزرادشتية على العالم الإسلامي في عصور متأخرة رأينا شيخ الإسلام ابن تيمية يُحذر من الوقوع في براثنها مُذَكِراً المُسلمين بالحديث الصحيح: "لتأخذن مأخذ الأمم قبلكم، شبراً بشبراً وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه" قالوا: فارس والروم؟ قال: "فمن غيرهما". ويرى شيخ الإسلام أن هذا الحديث ينطبق على كل من اتخذ عقيدة أو سلك سُلوكاً مُشابهاً لهاتين الأُمَّتين، ونحن نعلم أنهما في عقيدتهما يُعبِّران عن الشرك في جميع صُوره.
كتبه: أ. د. مصطفى حلمي، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكُلية دار العلوم، جامعة القاهرة.
من كتاب "الإسلام والأديان – دراسة مُقارنة".
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[03 - 11 - 10, 09:37 ص]ـ
ثمة أمور مهمة بذلك: مشابهة الشيعة للفرس معروفة إلا أن الإسلاميين لم يتبنوا قضية الشعوبية وتبناها التيار القومي، فهو يفسر كل عيب في التشيع للفارسية وهذه مبالغة.
كما أن الذي تبنوا الرد على التشيع دينيا (يسمون اصطلاحا الإسلاميون) تبنوا الأمور الدينية ورفضوا قضيىة الشعوبية.
هذه الإيام برز جمع وانتقاء من المنهجين وهو الصواب لفهم قضية التشيع. بشكل دقيق
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[03 - 11 - 10, 07:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أصبت الحقيقة, وأضف إلى ذلك مسألة المتعة عند الشيعة والشطح الجنسي, فهي وراثة موروثة من طبائع الفرس تماما بتمام. وفقكم الله(66/490)
واجبنا تجاه هجوم العلمانية و الليبرالية (المجيب/عبدالعزيز الطريفي)
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[03 - 11 - 10, 02:25 م]ـ
السؤال
لا يخفى عليكم ما يقوم به العلمانيون والليبراليون في هذا الوقت من هجوم شرس على ثوابت الأمة. فما الواجب تجاه هؤلاء؟
الجواب
العلمانية غربية المولد نشأت تمرداً على الكنيسة المحرفة، فبعدما حاولت الكنيسة التوفيق بين اللاهوت والعلم، وفشلت وخشيت التمرد من أهلها، لجأت إلى الفكر اليوناني إلى فلسفة أرسطو محاولة الاستنجاد بها، فقامت فلسفة تدعى السكولاستية ( scholasticism)
فبنو تجديدهم هذا على منطق أرسطو ومفهومه لما وراء الطبيعة، محاولين إخضاع الفلسفة للاهوت أو للتوفيق بينهما، وكان مَن رواد هذه الفكرة هو توما الأكويني، فقد حاول إقامة صلة بين العقل والدين المحرف بكل وسيلة وطريقة لما يبدو ظاهراً جلياً من شدة التنافر وعدم التقارب بين الكنيسة المفاهيم النصراينة المحرفة وبين العلم.
ولما نشط التنافر وكان هناك من يحيه من المناوئين لتوما الأكويني ومن حذا حذوة، بدأت تظهر ردود الفعل ضد هذه الفلسفة المسماة السكولاستية وضد منظريها.
حينها أخذت الفكرة الفلسفية تتجه نحو التصورات الدنيوية المعزولة عن اللاهوت أو عن الدين، بعد أن فشلت النصرانية المحرفة في تقديم أصول وأفكار تنسجم مع واقع متطلباتهم الجديدة أو مع واقع حياتهم الدنيا.
وتمخض هذا عن ظهور الحركة العلمانية
seular humanism
وهي تعني دنيوي علماني مرتبط بالدنيا غير مرتبط بعالم أخروي.
وهذه الحركة تهدف إلى ترسيخ التصور البهيمي الجاهلي وهو التصور الدنيوي معزولاً عن الآخرة، ووجدت هذه الفكرة قبولاً لدى الغرب وأغلب أتباعها هم من اللا دينين.
ثم أخذت هذه الحركة تمتد من تصور الحياة إلى الفلسفة الفكرية إلى السياسة والأدب، فهي تحرص على عزل التصور الديني المرتبط بالآخرة عن التصور الدنيوي مهما كان التصور الأخروي معاملة أو فكرة أو سياسة أو سلوكاً وغير ذلك.
وهي تركز بالدرجة الأولى على الحرية الفردية في الاختيار والتدبير، وأن العقل خلق ليختار لا ليحكم، ومنشأها في أوربا من إيطاليا ثم عمت أوربا ثم نقلت إلى أمريكا.
وكان أول من سيّس هذه الفكرة هو الإيطالي نيكو ميكايا فيلي في كتاب سماه (الأمير) ونصح فيه السلطان مهما كان موطنه أن يتخلى عن الأخلاق وما تمليه النواميس النصرانية أو العرفية وليعتمد على المصالح المادية والدنيوية ويدور معها حيث دارت إذا أراد ثبات سلطانه وبقاءه.
وهذا هو النهج السائد الآن في معاملة أغلب الدول سياسياً، وتحت هذه الدعوة انسحقت الأخلاق والقيم وحقوق الإنسان التي يدندن حولها كل من أراد مطمع في ضعيف.
ثم جاء من تأثر بهذه الفكرة من أبناء المسلمين ممن تربى تربية غربية إما بالإقامة بين ظهرانيهم أو بالدراسة أو بالمزاوجة وغير ذلك، وأخذوها عن جهالة وعدم تبصرة، صاحبها انبهار بما عليه الغرب فرسخ قواعدها، فكان في نفوسهم تلازم غير مشعور به بين الحضارة الغربية الصناعية وبين العلمانية.
وجهلوا أن الإسلام دين الله المحفوظ بحفظه جعله الله صالحاً لجميع الناس في جميع الأحوال، وليس فكرة وضعية تناسب يوماً دون آخر، وشخصاً دون آخر، فقلدوا العلمانية وجهلوا أصلها، وجهلوا شريعتهم وانصرفوا عنها.
فبدأوا الدعوة للحرية والدعوة للعلمانية والمروق من التعاليم والقيم الإسلامية، عن جهل وضياع فكري، وإعارة تامة للأذهان بطريقة بهيمية حيوانية.
ونتج عن هذا أن كانت الحضارة العلمانية الغربية أرفق من العلمانية العربية، فتصور العلمانيون العرب التلازم السابق ذكره بين العلمانية والحضارة الصناعية الغربية، نتج عنه المبالغة في الانخراط في الأخلاق الغربية والقيم، والبعد عن الدين، وكانت دعوتهم تدعوا للتأسي بالغرب خلقاً أكثر من دعوتهم للتأسي بالغرب صناعة وتحضراً تقنياً.
وقاموا بسلوك أي سبيلٍ لبلوغ الغاية وكان أعظم مسالكهم هوَ تزييف الحقائق فكانت الدعوة سريعة الانتشار لكنه سريعة الاندثار فتزييف الحقائق كتزييف النقود مربح جداً , لكنه خطيرٌ جداً، فصاحبه يسقط في يوم واحد، وتكسد تجارته.
فدعوتهم لامعة لكن لمعانها كسراب بقيعة، يدعون لنجاة الأمة والأخذ بها من الحضيض وليس لهم من دعوتهم إلا عباراتهم الجميلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/491)
وقد صدق الرافعي حينما قال في أمثالهم: هم يقولون أنّهم يريدون بآرائهم الأمة ومصالحها ومراشدها , ويقولون في ذلك بما يسعه طغيانهم على القول واتساعهم في الكلام واقتدارهم على الثرثرة, حتى إذا فتَّشت وحقَّقت لم تجد في أقوالهم إلا ذواتهم وأغراضهم وأهواءهم يريدون أن يبتلوا بها الناس في دينهم وأخلاقهم ولغتهم, كالمسلول يُصافحك ليُبلغك تحيته وسلامه , فلا يُبلِّغك إلا مرضه وأسباب موته.
فدعوا للحرية وهذا مطلب جاهلي قديم وإن غير مسماه طالب به قوم شعيب وجهال قريش، وبحثوا يريدون في كل حكم شرعي علة ظاهرة تقنع كل عقل مهما ضحل وقل فهمه، وإلا فالشرع متهم، ونسوا أن الحكمة لو كانت ظاهرة جلية في كل حكم، وقبلها كل عقل بلا أدنى تفكر، لأصبح لا يخالف الشرع إلا المجانين والسفهاء، ولا محل للابتلاء حينئذٍ.
فقد نهى شعيب قومه عن معاملات اقتصادية محرّمة فطلبوا الحرية، فقالوا: ما علاقة صلاتك ودينك باقتصادنا.
قال تعالى: (قالوا يشعيب أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد ءاباؤنآ أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد) ..
قال القرطبي: (قيل معنى أو أن نفعل في أموالنا مانشاء إذا تراضينا فيما بيننا بالبخس فلم تمنعنا منه إنك لأنت الحليم الرشيد يعنون عند نفسك بزعمك) روى ابن جرير قال: حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله قالوا: يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء. قال: نهاهم عن قطع الدنانير والدراهم فقالوا: إنما هي أموالنا نفعل فيها ما نشاء إن شئنا قطعناها وإن شئنا حرقناها وإن شئنا طرحناها
ونهى نبينا صلى الله عليه وسلم جهال قريش عن الربا، فقالوا: (إنما البيع مثل الربا
قال ابن كثير: (البيع مثل الربا أي هو نظيره فلم حرم هذا وأبيح هذا وهذا اعتراض منهم على الشرع أي هذا مثل هذا وقد أحل هذا وحرم هذا. انتهى كلام ابن كثير.
والواجب على المسلمين عامة في مواجهة هذا الفكر ورموزة:
1 - التحذير منه وبيان ما فيه من محادة الله ورسولة ومناقضته للفطرة الحقة.
2 - التحذير وبيان حال رموزه ومنظريه، لكي يكون الناس منهم على حذر.
ولأصحاب الفكر دعوات متنوعة، وأفكار متشعبة، ومن خلال قراءتي لكلامهم، والتأمل في أطروحاتهم، فإني لم أجد لهم حتى الآن أصلاً واحداً يسلم من النقض طرداً أو عكساً
ولو كان في المجال متسع لأوسعت الكلام في هذا الموضوع فإنه هام.
فتوى رقم 15388 من شبكة نور الاسلام
ـ[ابن بجاد العتيبي]ــــــــ[03 - 11 - 10, 05:52 م]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ ونفع بكما
والله أعلم أني سمعت الشيخ يقول: أنه قد كتب رسالة في المذاهب الفكرية المعاصرة ولكن مُنع من الطبع
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[04 - 11 - 10, 11:06 م]ـ
أهلاً بك أخي العتيبي
أظن اسم الرسالة "الحرية بين الفكر و الكفر"
و هي مُنعت من الطبع
و كلامي نقلاً عن سيرة الشيخ العملية
http://www.saaid.net/leqa/48.htm(66/492)
هل المجوس من اهل الكتاب
ـ[ابن سعد التيمي]ــــــــ[03 - 11 - 10, 04:45 م]ـ
السلام عليكم
الموضوع وما فيه هل المجوس من اهل الكتاب كما قال ابن حزم
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[04 - 11 - 10, 04:58 ص]ـ
ذكر أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه الاموال " باب أخذ الجزية من المجوس"
(72) حدثنا (الأشجعي)، وعبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن قيس بن مسلم، عن الحسن بن محمد، قال: «كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجوس هجر يدعوهم إلى الإسلام فمن أسلم قبل منه، ومن لا ضربت عليه الجزية في أن لا تؤكل (له ذبيحة) ولا تنكح (له) امرأة».
- أخرجه عبدالرزاق 6/ 69 رقم 10028، و10/ 326 رقم 19256،
- وابن أبي شيبة 6/ 432 رقم 32635، و 6/ 434 رقم 32650 حدثنا وكيع، ومن طريقه البيهقي 9/ 192 و9/ 284،
- وابن زنجويه 1/ 137 رقم 124 أنا أبو نعيم،
- ومسند الحارث في زوائد الهيثمي 2/ 690 رقم 675 حدثنا عبدالعزيز بن أبان،
* أربعتهم (عبدالرزاق ووكيع وأبو نعيم وعبدالعزيز بن أبان) عن سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن به.
* وعزاه السيوطي في الدر المنثور 3/ 412 إلى ابن أبي شيبة عن الحسن بن محمد وذكر الحديث.
* وعزاه الزيلعي في نصب الراية 3/ 323 إلى عبدالرزاق وابن أبي شيبة.
الحديث مرسل فالحسن بن محمد تابعي
حديث آخر::
حدثني يحيى بن سعيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: قال عمر: ما أدري ما أصنع بالمجوس، وليسوا (أهل) كتاب؟ فقال عبد الرحمن بن عوف رحمه الله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سنوا بهم سنة أهل الكتاب».
- أخرجه مالك في الموطأ كتاب الزكاة باب جزية أهل الكتاب 1/ 421 رقم 42، ومن طريقه الشافعي في الرسالة ص430 رقم 1182، ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي 9/ 189،
- وأخرجه عبدالرزاق 6/ 68 رقم 10025 قال أخبرنا ابن جريج،
- وابن أبي شيبة 2/ 435 رقم 10765 حدثنا حاتم بن إسماعيل، و6/ 432 رقم 32640 حدثنا ابن إدريس، ورقم 32641 حدثنا وكيع ثنا سفيان ومالك،
- والبزار 3/ 264 رقم 1056 من طريق مالك متصلا عن جده؛ وقال قد رواه جماعه عن جعفر عن أبيه ولم يقولوا عن جده وجده علي بن الحسين، والحديث مرسل ولا نعلم أحداً قال عن جعفر عن أبيه عن جده إلا أبو علي الحنفي عن مالك،
- وابن زنجويه 1/ 136 رقم 122 أنا أبو عاصم،
- وأبو يعلى 1/ 355 رقم 859 من طريق أبي عاصم،
- والبيهقي 9/ 189 من طريق ابن وهب أخبرني مالك بن أنس،
- وابن عبدالبر في التمهيد 7/ 97 من طريق أبو علي الحنفي قال حدثني مالك وزاد عن جده،
* كلهم (مالك وابن جريج وحاتم وابن إدريس وسفيان وأبو عاصم) عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسلا.
رجاله كلهم ثقات إلا أنه منقطع فمحمد بن علي بن الحسين لم يدرك عمرا ولا عبدالرحمن فهو منقطع الإسناد.
قال أبو عبيد: فعلى هذا تتابعت الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء بعده في العرب من أهل الشرك: أن من كان منهم ليس من أهل الكتاب فإنه لا يقبل منه إلا الإسلام أو القتل، كما قال الحسن، وأما العجم فتقبل منهم الجزية وإن لم يكونوا أهل كتاب، للسنة التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجوس، وليسوا بأهل كتاب، وقبلت بعده من الصابئين فأمر المسلمين على هذين الحكمين من العرب والعجم، وبذلك جاء التأويل أيضا مع السنة.
ـ[ابن سعد التيمي]ــــــــ[07 - 11 - 10, 01:38 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا علي هذا الرد ولكن نريد القول الثاني انت ذكرة قول المخالف لقول ابن حزم ولذين معهو من العلماء وجزاك الله خيرا(66/493)
أرجوا مساعدتكم (جذور المذاهب الغربية وأصول نشأتها)
ـ[الكوسج أبو عبدالعزيز]ــــــــ[03 - 11 - 10, 11:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي بارك الله في جهودكم
أطلب مساعدتكم لي في بحث بعنوان (جذور المذاهب الغربية وأصول نشأتها)
**بمراجع
**ومقالات
**أو رسائل جامعية
وفقكم الله لخدمة عباده
وأجزل لكم المثوبة
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[04 - 11 - 10, 07:51 ص]ـ
مذاهب فكرية معاصرة- محمد قطب
الانحرافات العقدية في أدب الحداثة وفكرها - رسالة جامعية
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[05 - 11 - 10, 04:51 م]ـ
هل هذا العنوان = عنوان بحثك؟
ـ[هيثم شبانه]ــــــــ[05 - 11 - 10, 05:48 م]ـ
العقيدة الدينية نشأتها وتطورها
للتحميل من هنا العقيدة الدينية نشأتها وتطورها ( http://www.4shared.com/get/SZAuZuxi/___online.html)
الدكتور: فرج الله عبدالباري رئيس قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين.
يتحدث الكتاب عن موضوع حيوي بالنسبة للإنسان - إذ يبحث موضوع الدين والتدين - ما هو مصدر الدين وبواعث التدين في نظر علماء الغرب الذين عرض المؤلف نظرياتهم - ونقد بعضهم لبعض ووقف المؤلف بوجه خاص مع القائلين بالتطور في العقيدة سواء من الغربيين أو من تأثر بهم من الباحثين المسلمين، وبين المؤلف الخطأ المنهجي الذي وقع فيه هؤلاء. وانتهى الكتاب إلى تقرير حقيقة مصدر الدين وبواعث التدين من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية وأنهما المصدر الوحيدان اللذان يؤخذ منهما الحديث عن نشأة الدين وبواعث التدين.
وناقش المؤلف أرباب الفكر الوضعي الذين يجعلون العلم بديلا عن الدين - وبين أنه لابد من الدين الحق مع العلم لكي تنقذ البشرية. وأن الدين الحق هو الإسلام بما احتوى عليه من تعاليم متسقة مع الفطرة من ناحية والعلم من جهة أخرى.
والكتاب يتكون من مقدمة وأربعة فصول:
الفصل الأول: مصطلحات تتعلق بالاعتقاد.
المبحث الأول: الدين في اللغة والاصطلاح.
المبحث الثاني: الدين وإطلاقاته في القرآن والسنة.
المبحث الثالث: دحض دعوى نجاة غير المسلم بعد ظهور الإسلام وبلوغه دعوته.
المبحث الرابع: الملة في الإصطلاح.
المبحث الخامس: النحلة في اللغة والإصطلاح.
المبحث السادس: الدين في اصطلاح الغربيين.
الفصل الثاني: مصدر الدين وبواعث التدين عند الغربيين ونقده.
المبحث الأول: دعوى أن الإنسان مصدر الدين.
المبحث الثاني: البواعث على التدين عند القائلين بأن الإنسان مصدر الدين وأهم النظريات في تفسير الباعث على التدين.
المبحث الثالث: تقويم هذه المذاهب.
الفصل الثالث: مصدر الدين وبواعث التدين عند جمهور المسلمين.
المبحث الأول: القرآن الكريم وحديثه عن مصدر الدين.
المبحث الثاني: البواعث على التدين عند جمهور المسلمين.
الفصل الرابع: العلم التنجريبي والدين.
المبحث الأول: المذهب الوضعي وشبهه في إنكار الدين.
المبحث الثاني: تقويم المذهب الوضعي.
ـ[هيثم شبانه]ــــــــ[05 - 11 - 10, 06:02 م]ـ
الاسلام في مواجهة المذاهب الغربية- محمد عزيز نظمي سالم
للتحميل من هنا تفضل ( http://www.4shared.com/document/UlwzvrQp/____-_________.htm)
الاسلام ومواجهة المذاهب الهدامة
للتحميل من هناتفضل ( http://www.4shared.com/document/rcFwf6jG/___.htm)
كواشف زيوف في المذاهب الفكرية المعاصرة-عبدالرحمن حبنكه
للتحميل من هناتفضل ( http://www.4shared.com/document/8EXk0vJC/__online.htm)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[05 - 11 - 10, 06:11 م]ـ
الفلسفة اليونانية هي أحد أهم جذور المذاهب الغربية.
فابحث في هذه المواضيع.
ـ[أبو عبدالله السكندري]ــــــــ[05 - 11 - 10, 08:10 م]ـ
العلمانية
رسالة الماجستير للدكتور سفر الحوالي
جذور الالحاد واسبابه
اد زينب عبد الحميد
(غير منضبط علي اصول اهل السنة ولكن فيه خط تاريخي زمني مهم لفهم التطور الفكري الغربي)
ـ[الكوسج أبو عبدالعزيز]ــــــــ[07 - 11 - 10, 07:18 م]ـ
جزاكم الله كل خير على هذه المراج التي استوعبت الموضوع
وبارك في أوقاتكم وأعمالكم
ـ[الكوسج أبو عبدالعزيز]ــــــــ[07 - 11 - 10, 07:19 م]ـ
جزاكم الله كل خير على هذه المراجع التي استوعبت الموضوع
وبارك في أوقاتكم وأعمالكم
ـ[الكوسج أبو عبدالعزيز]ــــــــ[23 - 11 - 10, 04:41 م]ـ
أرجوا تقييمكم، وتقويمكم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/494)
(جذور المذاهب الغربية وأصول نشأتها)
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، والصلاة والسلام على سيدنا وقائدنا محمد خاتم رسل الله، الذي اجتباه ربّه واصطفاه، وأرسله بخاتمة رسالاته للناس، فأظهر به وبمن اتّبعه بإحسان ... دينه الحقّ على الدين كلّه، وعلى كل فكرة ومذهب مناقض له، بالحجّة والبرهان، وبما يكتشف الناس على الدوام من سيّئات وويلات تطبيقات الأديان والمذاهب المخالفة.
أما بعد:
تعتزّ أوربا بجاهليتها المعاصرة اعتزازاً شديداً، وترى أنها شيء غير مسبوق في التاريخ، وأنه لا يتأتى لأمة في الوجود أن تبرز مثلها أو قريباً منها .. وترى أنها جماع الخير كله.
وفي أثناء اعتزازها تنسب نفسها أحياناً إلى المسيحية، فتتحدث في نبرة اعتزاز عما تسميه " الحضارة المسيحية "! Christian Civilization ولكنها تعود فتنسب نفسها إلى الحضارة الإغريقية الرومانية Greco - Roman وتقول: إن جذورها كلّها نابعة من هناك. وفي جميع الأحوال تنكر أثر الإسلام والحضارة الإسلامية في قيام " نهضتها " الحديثة، وتقدمها حتى استوت على قدميها.
والحقيقة أن هذه الجاهلية المعاصرة قد جمعت أصولاً متعددة وتأثرات شتّى، تجمع بين الخير والشرّ، وإن غلب عليها الشرّ في النهاية بسبب بعدها عن الله، وتمردها على كلّ شيء يأتي من طريق الوحي الرباني .. الأمر الذي دخلت من أجله في عداد الجاهليات، ولم ينفعها ما اشتملت عليه من جوانب الخير.
وإذا تتبعنا النشأة التاريخية للجاهلية المعاصرة فسيتبين لنا جذورها ومكوّناتها، والعناصر التي أثرت في تشكيلها على النحو الذي تشكلت به.
ومن الواضح أن الجذور الإغريقية الرومانية عميقة في التربة الأوربية، وأن الجاهلية المعاصرة تُعتبر بحقّ هي الوريثة للجاهلية الإغريقية والجاهلية الرومانية ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1))، والامتداد الحقيقيّ لهما، ولكن خمائر جديدة تفاعلت مع التراث الإغريقي الروماني، فكونت منه الواقع المعاصر، بحيث يُصبح قولنا إن أوربا اليوم هي الامتداد لذلك التراث قولاً ناقص الدلالة مع أنه صحيح في جملته.
file:///C:/DOCUME%7E1/sps/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif جذور المذاهب الغربية وأصول نشأتها:
1/ التأثر بالفلسفة (الجذور الإغريقية والرومانية):
إذا أردنا التحدث عن الفلسفة، فنحن نتحدث عن حقبة من أهم حقب التاريخ الغربي من حيث النتاج الفكري، تلك الحقبة هي حقبة الحضارة اليونانية ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2)).
لقد كانت لنشأة الفلسفة أبلغ الأثر في التاريخ الغربي والإسلامي على حد سواء؛ فقد ساهمت الفلسفة في تحريف العقيدة النصرانية أبان اعتناق الدولة الرومانية للمسيحية، كذلك كانت السبب الرئيس في ظهور الكثير من الفرق الإسلامية، والتي حاول أصحابها التوفيق بين فلسفة اليونان والعقيدة الإسلامية.
وهذه نبذة موجزة عن الفلسفة
1 - معنى الفلسفة.
2 - نشأة الفلسفة.
ما هي الفلسفة؟
وكلمة فلسفة ( philosophia) هي كلمة يونانية قديمة مركبة من مقطعين، هما" فيلو "بمعنى حب أو محبة، و"سوفيا "بمعنى حكمة، وتفسيرها: محبة الحكمة، فلما عُرِّبت قيل: فيلسوف؛ فالفيلسوف هو محب للحكمة، والمقصود بالحكمة: المعرفة العقلية، والإدراك الكلي لحقائق الوجود.
وبعبارة أخرى، الفيلسوف هو الإنسان الذي يبحث في ماهية الأشياء وأصولها وعلاقة بعضها ببعض، ولما كان الإنسان من طبيعته أن يفكر ويبحث على هذا النحو، فإن كلمة فيلسوف لم تُطلَق على كل إنسان، بل أُطلقت على المرء الذي من أهم أهدافه في حياته دراسة طبائع الأشياء وتعقلها، وكانت لديه قدرة إدراك الأشياء بسرعة معتمدًا على فكره الخاص، ومارس هذا العمل حتى أصبح وكأنه مهنة أو صنعة له سيطرت عليه معظم حياته.
مر مصطلح الفلسفة بعدة أطوار؛ وعلى هذا فإن تعريف (الفلسفة) يختلف باختلاف الأطوار والأزمان، كما أنه يختلف باختلاف الفلاسفة الذين وضعوا لها حدودًا وتعريفات، ومن تلك التعريفات [اليونانية منها]:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/495)
-1 عصر ما قبل سقراط: كان موضوع الفلسفة في هذا العصر يتناول الكون الطبيعي؛ ولذا فمحاولاتهم هي: معرفة الأصل الذي نشأ عنه هذا العالم الطبيعي المحسوس، فتعريف الفلسفة إذاً في هذا العصر هو: البحث في الوجود الطبيعي، وغايته ومصيره وعلل ظواهر الأشياء.
-2 عصر السوفسطائيين وسقراط: كان موضوع الفلسفة في هذا العصر قاصر على الإنسان ومعرفة الحقيقة، والحق والعدل والخير، ودراسة هذه القيم مبنية على التصور العقلي وحده ولا علاقة للحواس بها؛ أي أن الفلسفة عند سقراط قد اشتملت على بيان وتوضيح معاني الحق الخير والعدل.
فتعريف الفلسفة إذاً عند سقراط هو: البحث عن الحقائق بحثًا نظريًا، وخاصة الحقائق والمبادئ الخُلُقية؛ من خير وعدل وفضيلة.
-3 عصر أفلاطون: كان موضوع الفلسفة في هذا العصر يتناول جواهر الأشياء وحقائقها الثابتة التي لا تتغير، والتي يطلق عليها أفلاطون "عالم المُثُل"؛ فتعريف الفلسفة عند أفلاطون هي: البحث عن الأمور الأزلية، أو معرفة حقائق الأشياء ومعرفة الخير للإنسان.
4 - عصر أرسطو: يشمل كل المعرفة الإنسانية، أو بعبارة أخرى أصبحت الفلسفة مرادفة لمعنى العلم؛ فيندرج تحت الفلسفة جميع العلوم؛ من المنطق، والرياضة، والطبيعة، والأخلاق والسياسة.
وُتعرف الفلسفة عند أرسطو بأنها: العلم بالمبادئ الأولى التي تُفسَّر بها طبيعة الأشياء، أو هي البحث عن علل الأشياء وأصولها الأولى؛ أي العلة الأولى التي هي علة العلل ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3)).
نشأة الفلسفة
اختلف المؤرخون في أول من استخدم كلمة فلسفة؛ فحُكي أنه كريتس، كما يروي مؤرخو الفلسفة أن هذه الكلمة قد جرت على لسان بعض الفلاسفة، حيث نسب هؤلاء المؤرخون إلى فيثاغورث [حوالي 580 - 500 ق. م] أنه قال: إن الإنسان مهما بالغ في طلب الحكمة لا يمكن أن يكون حكيمًا، لأن الحكمة لا تضاف لغير الآلهة، وما أنا إلا فيلسوف ( PHILOSOPHOS) أي محب للحكمة؛ وحسب الإنسان شرفًا أن يحب الحكمة و يجدَّ في طلبها.
كما عزوا إلى سقراط أنه أطلق على منهجه كلمة فلسفة، وإلى بريكليس أنه قال: نحن نتفلسف بدون هوادة.
نشأت الفلسفة في بقاع عدة ولكنها اشتهرت في بلاد اليونان، أما بالنسبة لبداية نشأة التفكير الفلسفي، فقد نشأ أولًا في حضارات الشرق القديم؛ كالحضارة المصرية والفارسية، والبابلية، والهندية، والصينية، ولكنه كان مجموعة من الأساطير أو الملاحظات التجريبية التي دفعتهم إليها حاجتهم إلى الشراب والطعام والمسكن، واعتمدوا فيها على الأوهام.
ورغم اختلاف الباحثين في نشأة الفلسفة إلا أنهم أجمعوا على أن الفلسفة اليونانية كانت أعمق الفلسفات بحثًا، وأوسعها موضوعًا، وأحسنها تنظيمًا وترتيبًا، وقد استوى ساق الفلسفة على يد أفلاطون ومن بعده أرسطو.
س: ما هي المحطات أو اللحظات الكبرى لتاريخ الفلسفة؟
ج:يمكن وبإيجاز أن نذكر التطور العام للفلسفة عبر التاريخ, وهي على النحوالتالي:
*المرحلة القديمة
==< نشأت الفلسفة اليونانية في القرن 6 ق. م
==< فلسفة روما القديمة فقد ظهرت في نهاية (القرنين الثاني والأول ق. م.) وتطورت في خط مواز للفلسفة اليونانية أيام الامبراطورية الرومانية وحتى سقوطها (نهاية القرن الخامس وبداية القرن السادس للميلاد
*مرحلة العصور الوسطى
==< انتقال الفلسفة إلى أوروبا و العالم الإسلامي من القرن 5 إلى 15م
*المرحلة الحديثة ==< ارتباط الفلسفة الأوروبية بالعلم في القرن 17م
*المرحلة المعاصرة ==< ابتدأت من القرن 19 إلى يومنا هذا
file:///C:/DOCUME%7E1/sps/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif أ/الجذر الإغريقي:
لقد ورثت أوروبا من الجاهلية الإغريقية عبادة العقل، وعبادة الجسد في صورة جمال حسيّ، والروح الوثنية في النظر إلى الكون والحياة والإنسان،
وبصفة خاصة علاقة الصراع بين البشر والآلهة، حيث الآلهة تريد تدمير الإنسان، والإنسان يريد أن يُثبت ذاته بالتمرّد على الآلهة، وبذلك ظلت في لا شعور الأوربيين - تحت القشرة المسيحية الرقيقة - تلك النظرة الإغريقية إلى الله، تؤثر في وجدانهم نحوه، وتطبع إحساسهم الديني في الأعماق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/496)
وبهذا الدافع الخفي المطبوع في أعماق النفس الغربية - في أعماق اللاشعور - يحس الغربيون أن كل خطوة يخطوها " العلم " ترفع الإنسان فوق نفسه درجة، وتنزل الإله من عليائه بنفس القدر!
وتظل " المعركة " هكذا دائرة: كل فتح جديد من فتوحات العلم يخفض الإله ويرفع الإنسان، حتى تأتي اللحظة المرقوبة التي يتحلب لها ريق الغرب ويتلهف إليها، اللحظة التي " يخلق " فيها الإنسان الحياة، ويصبح هو الله!
وليس هذا التعبير من عندنا نصور به أفكار القوم. فهو نص تعبيرهم، قاله جوليان هكسلي في كتابه " الإنسان في العالم الحديث ". كما قاله غيره من العلماء الأوروبيين وهم ينددون بفكرة الله وفكرة الدين!
فلنا أن نقول أن " العقل الغربي " أصبح أصلاً في بناء ونشأة مذاهبهم المنحرفة
والحق أن الجاهلية الإغريقية اشتهرت بجهد فكريّ ضخم، متمثل في " الفلسفة " و " المنطق "، معنيٍّ بالتفكير في الكليات، واستنباط النظريات، ووضع القواعد التي يقوّم على أساسها الفكر. وهذه - في ذاتها - أدوات نافعة، بل هي ضرورية للحياة الفكرية السليمة، ولا يستطيع الفكر أن يرتقي إلى آفاقه العليا بغير الإلمام بتلك الأدوات واستخدامها في مجالها الصحيح.
ولكن المأخوذ على تلك الجاهلية ليس هو " إعمال العقل " إنما هو ما يمكن أن نسميه " عبادة العقل "، أي جعله هو المحكم في الأمور كلّها، وهو المرجع الذي تنتهي إليه " المعرفة " من كلّ جوانبها - وهو ما يبدو واضحاً في الجاهلية المعاصرة بشكل بارز.
فلقد جعلت الجاهلية الإغريقية الأمر كلّه موكولاً للعقل وحده .. فألّهته!
وصار العقل - عندها - هو المرجع الذي ترجع إليه في قضية الألوهية، وقضية الخلق، وقضية ما يكون بعد الموت، وقضية التشريع، وقضية المنهج الذي يحكم الحياة. في حين حولت الميدان الرئيسي للعقل - وهو النظر في الكون المادي والتعرف على خواصه، ومحاولة تسخير طاقاته - إلى نظريات ذهنية مجردة، لا تجّرب لمعرفة مدى صدقها وانطباقها على الواقع، إنما تُمرر على " العقل "، فإن رآها صحيحة فهي في حكمه صحيحة، بصرف النظر عن واقعها الحقيقي، وإن رآها - لأي سبب من الأسباب - غير صحيحة فهي في حكمه غير صحيحة، بصرف النظر عن واقعها الحقيقي!
file:///C:/DOCUME%7E1/sps/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif وحين حكّمت الجاهلية المعاصرة عقلها في قضية الألوهية، أدت بها عقلانيتها التجريبية إلى نفي وجود الله! لمجرد أن الله سبحانه وتعالى " لا تدركه الأبصار "، ولا يمكن إدراك وجوده بتجربة علمية معملية، على طريقة الكون الماديّ.
ب / الجذر الروماني
ورثت أوروبا من الجاهلية الرومانية عبادة الجسد في صورة شهوات حسيّة، وتزيين الحياة الدنيا لزيادة الاستمتاع الحسيّ بها إلى أقصى الغاية، ومن ثم الاهتمام البالغ بالعمارة المادية للأرض.
((وورثت منهما معاً نزعة الاستعمار، واستعباد الآخرين من أجل شهوة السيطرة من ناحية، ومن أجل زيادة الرفاهية الحسية من ناحية أخرى)).
file:///C:/DOCUME%7E1/sps/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image004.gif2/ الدين الكنسي المحرف:
file:///C:/DOCUME%7E1/sps/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image005.gif ففي الفترة التي سيطرت فيها جاهلية الدين الكنسي المحرف ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn4))، كانت الجذور الإغريقية الرومانية قد جفّت وكادت تموت، وساد أوربا الظلام الذي أحدثته جهالة الكنيسة وطغيانها، وتحريفها للدين المنزل، وتحويله من دين توحيد إلى دين تثليث وشرك.
(أ) تحريف الأناجيل:
لنعد إلى القرن الأول الميلادي حيث احتمال وجود الإنجيل أقوى وأرجح، فماذا نجد؟ يقول آدم كلارك أحد شارحي الأناجيل:
" محقق أن الأناجيل الكثيرة الكاذبة رائجة في أول القرون المسيحية وكثرة هذه الأحوال الغير صحيحة (كذا) هيجت لوقا على تحرير الإنجيل، ويوجد ذكر أكثر من سبعين من هذه الأناجيل الكاذبة والأجزاء الكثيرة من هذه الأناجيل باقية، وكان " فابرى سيوس " جمع الأناجيل وطبعها في ثلاث مجلدات" (( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn5)5)
هكذا قفز العدد من واحد إلى سبعين، و المسيحية لا تزال في مهدها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/497)
ثم كان عام 325 يمثل معلما من معالم التاريخ البارزة، ففيه عقد مجمع نيقية الذي ابتدئت به صفحة جديدة في تاريخ الديانات العالمية،ولم تكن نتائجه نزيهة وذلك بسببين:
الأول: أن من دعا إليه الإمبراطور الروماني " قسطنطين " إلى انعقاده وهو رجل وثني ظل وثنيا إلى أن عمد وهو على فراش الموت.
الثاني: حضر المجمع ألفان وثمانية وأربعون من البطاركة والأساقفة يمثلون مذاهب وشيعاً متناحرة، أبرزها فرقتان:
الموحدين، كما يدعون، أتباع آريوس، وكان عددهم يقارب سبعمائة عضو.
الثالوثيون، أتباع بولس، وكان عددهم حوالي ثلاثمائة وثمانية عشر عضواً.
ومعلوم أن وثنية قسطنطين ثالوثية، وهذه في حد ذاتها تمثل قوة معنوية للثالثوثيين، فكيف إذا أضيف إلى ذلك أنه جمع الثلاثمئة وثمانية عشر أسقفاً في مجلس خاص وجلس في وسطهم وأخذ خاتمة وسيفه وسلمه إليهم، وقال: " قد سلطتكم اليوم على مملكتى .. "
وكان أبرز قرارات المجمع القرار الذي اتخذه بشأن الأناجيل، وهو أن الأناجيل المعتمدة الصحيحة هي الأناجيل الأربعة المنسوبة لـ (متى، لوقا، مرقص، يوحنا) وأما ما عداها فمزيف مكذب تحرم قراءته ويجب حرقه وإبادته. وهذا بلا شك قرار جائر بحق الدين والتاريخ، ويستطيع المرء أن يحمل المجمع، أو هذا القرار خاصة، مسؤولية ضياع النسخة الأصلية من الإنجيل المنزل، لاسيما وأن الناظر إلى هذه الأناجيل يجد بينها من التضاد الشكلي والموضوعى ما يؤكد أنها ليست وحياً، بل ليست سيرة صادقة للمسيح عليه السلام.
إن اختيار أربعة مؤلفات من بين سبعين مؤلفا مع عدم إبداء أسباب تبرر ذلك، لهو إجراء قسرى، يعبر عن روح الرعونة والصلف اللذين لم ينفكا عن الكنيسة في أية حقبة من تاريخها، ولذلك فليس عجيباً أن يعاملها العاقون من أبنائها بمثل ذلك التطرف والغلو، وليت الأمر اقتصر على هذا، لكن الكنيسة لم تحفظ الأناجيل الأربعة نفسها من التحريف بعد أن فرضتها على أتباعها، وكان للأباطرة دخل في هذا التحريف، ولا لوم عليهم فإنما قلدوا الكنيسة في ذلك. يقول " لاندر " أحد مفسري الأناجيل:
" حكم على الأناجيل المقدسة جهالة مصنفها بأنها ليست حسنة بأمر السلطان أناسطيوس في الأيام التي كان فيها " مسالة " حاكماً في القسطنطينية فصححت مرة أخرى " (( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn6)6) . وهذا القول اعتراف بالغ الخطورة، فهو يقرر ثلاث حقائق تاريخية:
أن مؤلفي الأناجيل مجهولون، وظلوا كذلك حتى القرن الرابع الميلادي.
أن لأهواء الحكام وميولهم يداً فيما تعرضت له الأناجيل من تحريف باسم التصحيح.
أن التحوير والتعديل ظل يمارس في الأناجيل دون شعور بالحرج، مما يدل على أنه عادى مألوف، قد أورد الشيخ " رحمة الله الهندى " خمسة وأربعين شاهداً على التحريف بالزيادة في الأناجيل، مدعمة بالوثائق والاعترافات، نختار واحداً منها للتمثيل فقط.
" الآية الثالثة والخمسون من الباب السابع وإحدى عشر آية من الباب الثامن من إنجيل يوحنا إلحاقية (مضافة) قال هورن في الحاقية هذه الآيات: أرازمس وكالون وبيزا وكروتيس و ……… والآخرون من المصنفين الذين ذكرهم ونفينس وكوجز لا يسلمون صدق هذه الآيات " ثم قال:
" كرايز ستم وتهيو فلكت ونونسى كتبوا شروحا على هذا الإنجيل، فما شرحوا هذه الآيات، بل ما نقلوها في شروحهم، وكتب ترتولين وساى برن في باب الزنا والعفة وما تمسكا بهذه الآيات ولو كانت هذه الآيات في نسخها لذكراً أو تمسكا بها يقينا "
وقال وارد كتلك: " بعض القدماء اعترض على أول الباب الثامن من إنجيل يوحنا نورتن بأن هذه الآيات إلحاقية يقينا " (( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn7)7) .
file:///C:/DOCUME%7E1/sps/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image006.gif فهذه أثنتا عشرة فقرة، يكاد يكون هناك إجماع على إضافتها وغيرها كثير، ولا غرابة في ذلك، فليس لدينا حد فاصل بين كلام الله وكلام البشر، بل ليس هناك ضابط يعرف به كلام المسيح من كلام غيره، فالشك وارد على كل فقرة في الأناجيل إلى درجة أن أعظم المتعصبين لها لا يستطيع إقناع الباحث العلمي بسوى ذلك.
(ب) قضية الألوهية والشريعة:
* التحريف في الألوهية:-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/498)
إن عملية التحريف بدأت مبكرة حين كان الحواريون لا يزالون على قيد الحياة، كما أنها ابتدأت بموضوع ليس بالهين، وهو القول بأن للمسيح طبيعة إلهية، مع أن سيدنا عيسى عليه السلام – كما تعترف دائرة المعارف البريطانية –"لم تصدر عنه أي دعوى تفيد أنه من عنصر إلهي أو من عنصر أعلى من العنصر الإنساني المشترك " (( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn8)8)
وتتفق المصادر التاريخية – فيما نعلم – على أن اليد الطولى في التحريف كانت لمبشر من أتباع الحواريين،تسمية المسيحية المحرفة "بولس الرسول "، وهو الذي أثار موضوع ألوهية المسيح لأول مرة، مدعياً أنه "ابن الله " (( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn9)9) - تعالى عن ذلك – وكانت هذه الدعوى البذرة الأولى للتثليث.
* التحريف في الشريعة:
كان أول من سن سنة التنازل على الشريعة مقابل قبول العقيدة هو شاؤول (بولس) يقول برنتن: ((كانت العقبة الكبرى في وجه الأممين الذين وجدوا أسلوب الحياة المسيحية جذاباً قانون اليهود)) – أي شريعة التوراة – ثم يشرح برنتن كيف أن بولس زال هذه العقبة فأفتى بأن ((الإغريق والمصريين والرومان الذين يقبلون المسيحية في حل الختان وفي حل التقيد بحرفية القانون)) (( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn10)10) .
وبمرور الزمن أصبح هذا الانحراف منهجاً مقرراً اعتمدته الكنيسة بعد مجمع نيقية ففصلت بين العقيدة وبين الشريعة، بين الدين والدولة وقسمت الحياة البشرية دائرتين مغلقتين:
الأولى – (دينية) من اختصاص الله ويقتصر محتواها على نظام الاكليروس والرهبنة والمواعظ وتشريعات طفيفة لا تتعدى الأحوال الشخصية.
والأخرى – (دنيوية) من اختصاص قيصر وقانونه، ويحوى محيطها التنظيمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلاقات الدولية ونظم الحياة العامة.
file:///C:/DOCUME%7E1/sps/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image007.gif هذه القسمة الضيزى لم تجد الكنيسة غضاضة فيها، ولم تتحرج من جعل قيصر شريكاً لله في ملكه، بل اعظم من شريك، فقسمت الكون شطرين: شطر لله وشطر لقيصر، فما كان لله فهو يصل إلى قيصر وما كان لقيصر فلا يصل إلى الله.
3/ الاحتكاك بالمسلمين:
إن كتب التاريخ الأوربية لا تنكر أن الاحتكاك بالمسلمين، هو الذي أيقظ أوربا من سباتها - إلا غُلاة الغلاة منهم! – فقد كان هذا الاحتكاك هو الذي أشعرهم بما هم فيه من ظلام وتخلف، وحفزهم إلى إرادة الحياة، بعد أن كانوا قد أخلدوا إلى السّبات الذي يُشبه الموت.
فأخذت أوروبا من المسلمين المنهج التجريبي في البحث العلمي، الذي كان أساس كلّ التقدم العلمي الحديث، واستفادت من علومهم كلّها بما فيها الفيزياء والكيمياء والرياضيات والطبّ والفلك، كما استفادت من وسائلهم الحضارية الأخرى، (وأضافت إليها كثيراً بالطبع)، كما أخذت منهم روح التفكير الحرّ في مختلف مجالات الفكر، وروح المغامرة في فجاج الأرض واستكشاف مجاهيلها.
مراجع للتوسع
1.
[/ URL]([1]) نسميها جاهلية بالمقياس الرباني الذي أشرنا إليه آنفاً وهو الجهل بحقيقة الألوهية واتباع غير ما أنزل الله، وكتب التاريخ تسميها " حضارة " فتقول " الحضارة الإغريقية " و " الحضارة الرومانية " ونقول نحن: لا بأس! فهي " حضارة جاهلية " بالمعيار الرباني.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref1)(([2] يطلق على اليونانيون القدماء "إغريق "
[3] ("إن الفكر المنتمي لأرسطو ومن معه: هو الفكر القائم على الاستدلال العقلي البرهاني، ثم وضع عليه علم المنطق بعد ذلك، ثم تطور إلى أن وصل إلى العقل الجامد، وهو الذي أدى إلى الثورة التي حدثت، ثم وصل إلى اللامعقول." الفوائد العوالي من برنامج تاريخ العقيدة للشيخ الحوالي- عقيل الشمري-)
[ URL="http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref4"] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref3)([4]) هي جاهلية بنفس الاعتبار الذي أشرنا إليه آنفاً وإن كانت ترفع شعارات " الدين ".
(( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref5)5) إظهار الحق: 292، وانظر محمد رسولاً نبياً / عبد الرازق نوفل: 188.
(( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref6)6) إظهار الحق: 296.
(( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref7)7) اظهار الحق: 264.
(( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref8)8) عن الجفوة المفتعلة:15.
(( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref9)9) انظر رسالة بولس إلى أهل رومه صح 1:4 - 5.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref10)(10) لأفكار ورجال: 18.(66/499)
هل ارتد أحد من الصحابة؟
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[04 - 11 - 10, 11:35 ص]ـ
هل ارتد أحد من الصحابة؟
الشيخ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فإنه لا يصح أن أحدًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ارتدَّ بعد حادثة الإسراء، ولم يَرِد ذلك صراحة إلا في حديث منكر أخرجه الحاكم (3/ 62،63) وغيره، من طريق محمد بن كثير الصنعاني، عن معمر بن راشد، عن ابن شهاب الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: "لمّا أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد الأقصى، أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتدّ ناس ممن كانوا آمنوا به وصدّقوه ... " الحديث؛ قال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه؛ فإن محمد بن كثير صدوق)، والحاكم - كما هو معلوم - انتُقد كثيرًا على أحكامه على الأحاديث في "المستدرك"، ويظهر انتقاده هنا بوضوح؛ فإن محمد بن كثير هذا لم يخرج له أحد الشيخين شيئًا، ومع هذا فهو مضَعف من قِبَل حفظه، ويشتد ضعفه إذا روى عن معمر، وهذا من روايته عنه.
قال عبدالله ابن الإمام أحمد: "ذكر أبي محمدَ بن كثير فضعّفه جدًّا، وضعّف حديثه عن معمر جدًّا، وقال: هو منكر الحديث، وقال: يروي أشياءَ منكرة"؛ اهـ من "تهذيب الكمال" (26/ 331).
والصواب في هذا الحديث: رواية ابن جرير له في تفسيره (17/ 335) عن ابن شهاب الزهري، عن ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن مرسلًا، والمرسل من أنواع الضعيف، ومع ذلك فذكْرُ الارتداد لم يرد من قولهما، وإنما ذكره عبد الله بن وهب من قوله، وابن وهب هو الراوي للحديث عن يونس بن يزيد، عن الزهري.
فإن قيل: ورد خبر الارتداد أيضًا في حديث ابن عباس عند الإمام أحمد (1/ 374 رقم 3546)، والنسائي في "الكبرى" (11383)، وغيرهما، وصححه ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" (17)، وابن كثير في "التفسير" (5/ 26).
فالجواب: أن هذا الحديث ليس فيه دلالة على أنهم كانوا مؤمنين، ولفظه عند هؤلاء: "فقال ناس: نحن لا نصدّق محمدًا بما يقول، فارتدّوا كفارًا، فضرب الله أعناقهم مع أبي جهل ... " الحديث.
فقوله: "فارتدوا كفارًا" لا يدل على أنهم كانوا مؤمنين، وإنما يدل على أنهم بعد أن رأوا هذه الآية العجيبة؛ وهي أنهم تحدَّوُا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يثبت صدقه في أنه أسري به إلى بيت المقدس، ثم رجع في ليلة، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - يصف لهم بيت المقدس وصفًا دقيقًا، وهم يعلمون أنه لم يره، وأخبرهم بعِيرهم التي في الطريق، وهذه آية عظيمة تستوجب من كفار مكة الإيمان بصدق نبوّته - صلى الله عليه وسلم - ولكنهم مع هذا كله قالوا: نحن لا نصدق محمدًا بما يقول، فبدلًا من الإيمان ارتدّوا إلى كفرهم، وباقي الروايات التي ذُكرت في هذه الحادثة من غير هذا الطريق تدل على ما ذكرتُه، فليس فيها ذكر الارتداد، فضلاً عن التصريح بردّة بعض من كان آمن، على أن سند الحديث يحتاج إلى تأمل، يُشعر به قول ابن جرير الطبري في الموضع السابق من "تهذيب الآثار": "وهذا خبر عندنا صحيح سنده>
وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيمًا غير صحيح؛ لعلل:
إحداها: أنه خبر لا يعرف له مخرج يصح عن ابن عباس - على ما روي عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عنه - إلا من هذا الوجه، وإن كان قد روي بعض ذلك عن عكرمة، من غير حديث هلال بن خباب ... إلخ ما قال، والمهم منه ذكر العلة الأولى هذه، فالحديث يرويه هلال بن خبّاب، عن عكرمة، عن ابن عباس، وأحاديث الإسراء وردت عن جمع من الصحابة - رضي الله عنهم - استوعب ذكرَهم الحافظ ابن كثير في أول سورة الإسراء، ومنهم ابن عباس - رضي الله عنهما - ولم يرد في حديثِ أيٍّ منهم ذكر الردّة إلا في طريق عائشة الذي تقدم الكلام عنه، أو في هذه الرواية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/500)
وقد روي الحديث عن ابن عباس من خمس طرق - على ما ذكر ابن كثير - وبعضها في الصحيح، وليس في شيء من هذه الطرق ذكرُ الردّة؛ إلا في رواية عكرمة، ولم نجد هذه الرواية مروية عن عكرمة إلا من طريق هلال بن خبّاب، وتلاميذ عكرمة الذين رووا عنه السنّة كُثر، ولم يروِ أحد منهم هذا الذي رواه هلال بن خبّاب، وهم أكثر ملازمة لعكرمة من هلال، وأحاديثهم مخرّجة في الصحيح عنه، وأما هلال بن خبّاب فأعرض صاحبا الصحيح عن إخراج حديثه بالمرة؛ لأنه تغيّر قبل موته بسبب كبر سنّه، ومثله لا يحتمل منه التفرُّد بهذه الرواية، وفيها ما تقدم ذكره مما ينكر عليه من لفظها.
فهذا ما يتعلق بالرواية من حيث السندُ، أما نقدها من حيث المتنُ، فهي منكرة؛ للأسباب التالية:
(1) حديث أبي سفيان مع هرقل، وفيه سؤال هرقل لأبي سفيان - وكان حين ذلك مشركًا -: هل يرتد أحدٌ منهم - يعني أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم - سخطة لدينه بعد أن يدخله، قال أبو سفيان: لا.
فلو كانت حادثة الارتداد عن الإيمان صحيحة لما أقرّ أبو سفيان بذلك؛ بل كان يقول له: نعم، هناك من ارتدّ عن الإيمان به لمّا حصل كذا وكذا.
(2) في متن هذا الحديث من هذا الطريق ألفاظ أخرى منكرة تدل على عدم ثبوته؛ كقوله: "ورأى الدجال في صورته رؤيا عين، ليس رؤيا منام ... "، وذكر صفته، فلو كان - صلى الله عليه وسلم - رآه في تلك الليلة؛ لما التبس الأمر عليه بابن صيّاد بعد أن هاجر إلى المدينة، بل كان يعرفه بعد أن رآه رأيَ العين، وبالأخص ما ذكر في الحديث من علاماته التي لا تخفى، ومنها قوله: ((رأيته فيلمانيًّا أقمر هِجَانًا، إحدى عينيه قائمة كأنها كوكب دُرِّيّ، كأن شعر رأسه أغصان شجرة))، وبعض هذه الأوصاف من أنها لم تكن في ابن صياد، كذكر العين؛ فإن عينه كانت في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - سليمة، وإنما نَفَرت بعد ذلك كما يدلّ عليه حديث ابن عمر عند مسلم في "صحيحه" (2932).
(3) إن الصحابة كانوا وقت حادثة الإسراء قلة قليلة، معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم، وحفظت لنا كل الحوادث التي مرت بهم في تلك الفترة، فنقل إلينا خبر إسلامهم وتعذيبهم، وهجرتهم الأولى والثانية إلى الحبشة، ومن مات منهم، ومن ولد له، كلُّ ذلك باسم كلٍّ منهم، فلا يعقل أن يحدث لأحد منهم هذا الحدث - وهو الردة عن الإسلام - ثم لا ينقل لنا اسم أحد من هؤلاء المرتدين، فلم يُسمَّ لنا - من طريق صحيح أو ضعيف - اسم شخص على أنه ممن ارتد بعد حادثة الإسراء، ومعلوم أنه لا يمكن أن تنقل لنا أحداثٌ أقل من هذا شأنًا، ويترك ذكر ذلك.
(4) أن كل مؤمن برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - يؤمن بأن جبرائيل ينزل من السماء على قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - في لحظة، فكيف يستبعد أن يُسرى بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بيت المقدس في ليلة؟! ولذلك نُقل هذا المعنى عن أبي بكر - رضي الله عنه - في محاجّته للمشركين، وأنه قال لهم: أنا أصدّقه فيما هو أعظم من ذلك بخبر السماء يأتيه في لحظة.
فعُلِمَ من ذلك كله عدم صحة هذه الحادثة، ولشهرتها أطلنا القول فيها؛ تصحيحًا لأحداث السيرة، وبيانًا للحق،، والله أعلم.(67/1)
هل بنى الصحابة مسجداً على قبر أبي بصير؟
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[04 - 11 - 10, 11:41 ص]ـ
هل بنى الصحابة مسجداً على قبر أبي بصير؟
الشيخ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد
السؤال: اطلعت في بعض المواقع على حديث منسوب إلى مغازي موسى بن عقبة، أن أبا بصير - رضي الله عنه - لما توفي دُفن بسيف البحر، وبني على قبره مسجد، فما درجة صحة هذا الحديث؟ وهل يصلح دليلاً على جواز بناء المساجد على القبور؟ أفيدونا أفادكم الله، وجزاكم الله خيراً.
الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا الحديث المشار إليه رواه موسى بن عقبة، كما في "الاستيعاب" لابن عبد البر (1614 - 1613/ 4)، و"الاكتفاء" للكلاعي (2/ 184)، و"تاريخ الإسلام" للذهبي (2/ 400)، و"فتح الباري" لابن حجر (5/ 351).
ومن طريق موسى بن عقبة أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (4/ 172 - 175) فقال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، قال: أخبرنا أبو بكر بن عتَّاب العَبْدي، قال: حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة، (ح)، وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، قال: حدثنا جَدِّي، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا محمد بن فُلَيح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب - وهذا لفظ حديث القطان -، قال: ولما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة انفلت رجل من أهل الإسلام من ثقيف - يقال له: أبو بصير بن أسيد بن جارية الثقفي - من المشركين ... ، فذكر قصة أبي جندل وأبي بصير - رضي الله عنهما - المشهورة، وكيف قتل أبو بصير أحد الرجلين اللذين أخذاه من النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم خرج حتى أتى سيف البحر، وكيف انفلت أبو جندل بن سهيل من قريش، فلحق بأبي بصير، فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير، حتى اجتمعت منهم عصابة، فما سمعوا بِعِيرٍ خرجت لقريشٍ إلى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم، فأرسلت قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تناشده أن يرسل إلى أبي بصير وأصحابه ... ، وفي آخره قال: "وكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي جندل وأبي بصير يأمرهم أن يقدموا عليه، ويأمر من معهما ممن اتبعهما من المسلمين أن يرجعوا إلى بلادهم وأهليهم، ولا يعترضوا لأحدٍ مرَّ بهم من قريشٍ وعيرانها، فقدم كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زعموا - على أبي جندل وأبي بصير، وأبو بصير يموت، فمات وكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يده يقرؤه، فدفنه أبو جندل مكانه، وجعل عند قبره مسجدًا".
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ مدينة دمشق" (25/ 299 - 300) من طريق البيهقي السابق، ومن طريق الخطيب البغدادي، عن أبي الحسين بن الفضل القطان شيخ البيهقي، به.
والشاهد من هذه القصة: قوله: "وجعل عند قبره مسجدًا".
وهذا ليس فيه دلالة على جواز بناء المساجد على القبور؛ لأمرين:
الأول: أن هناك فرقًا بين قوله: ((على قبره))، وقوله: ((عند قبره))، فالمنهي عنه هو: ((بناء المساجد على القبور))، وليس ((عند القبور))؛ لما جاء في حديث عائشة - رضي الله عنها -: أن أم حبيبة وأم سلمة - رضي الله عنها - ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير، فذكرتا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدًا، وصوَّروا فيه تلك الصور، فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة". أخرجه البخاري (427)، ومسلم (528).
ومن المعلوم أن قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه - رضي الله عنهما - عند مسجده، ولو كان ذلك غير جائز لما قُبِروا هناك، فكان الأولى بهذا الْمُسْتَدِلِّ أن يستدِلَّ بهذا الذي هو أقوى وأصرح!!
ولكن الذي يظهر لي أنه وقع على خطأ جاء في الموضع السابق من "الاستيعاب" لابن عبد البر، فإن اللفظ عنده هناك جاء هكذا: ((فدفنه أبو جندل مكانه، وصلى عليه، وبنى على قبره مسجدًا)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/2)
وطريقة أهل السنة في مثل هذه المواضع أنهم يأخذون بالمحكم، ويردون إليه المتشابه، فقد نقل هذا النص عن موسى بن عقبة عدد من أهل العلم، وكلهم قالوا: ((عند قبره))، ومنهم الكلاعي، والذهبي، وابن حجر، وكذا رواه عنه البيهقي وابن عساكر بإسناديهما كما سبق، ولم أجد من ذكر أن موسى بن عقبة قال في روايته: ((على قبره))، سوى ما جاء في كتاب ابن عبد البر، وهذا يحتمل أن يكون خطأً من الطباعة، فلا بُدَّ من مراجعة نسخ الكتاب الخطِّيَّة، فإن وجد فيها كذلك فلَعَلَّه تصحيف من النُّسَّاخ، وربما كان من ابن عبد البر نفسه؛ فإنه ليس معصومًا من الزلل، وقد ذكر هو في "كتاب الاستذكار" (1/ 521): حديث سهو النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة، ثم قال: ((وفي هذا الحديث بيانُ أن أحدًا لا يسلم من الوهم والنسيان؛ لأنه إذا اعتَرَى ذلك الأنبياء، فغيرُهم بذلك أحرى)).
ونبَّه في "كتاب التمهيد" (1/ 366) على خطأ وقع فيه ابن شهاب الزهري بقوله: ((لا أعلم أحدًا من أهل العلم والحديث المصنِّفين فيه عوَّل على حديث ابن شهاب في قصة ذي اليدين؛ لاضطرابه فيه، وأنه لم يُتِمَّ له إسنادًا ولا متنًا، وإن كان إمامًا عظيمًا في هذا الشأن، فالغلط لا يسلم منه أحدٌ، والكمال ليس لمخلوق، وكلُّ أحد يؤخذ من قوله ويُترَك، إلا النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -)).
الأمر الثاني: أن موسى بن عقبة رواه عن الزهري مرسلاً، والمرسل ضعيف كما هو مقرر عند أهل الحديث، فلا تقوم بهذه الرواية حجة.
ويزداد ضعف هذه الرواية بكونها من مراسيل ابن شهاب الزهري، فإنها رديئة عند طائفة من أهل العلم بالحديث.
قال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص3): "حدثنا أحمد بن سنان؛ قال: كان يحيى بن سعيد القطان لا يرى إرسال الزهري وقتادة شيئًا، ويقول: هو بمنزلة الريح".
وقال أيضًا: ((قرئ على عباس الدوري، عن يحيى بن معين قال: مراسيل الزهري ليس بشيء)).
وروى ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (55/ 368) عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد قال: سمعت يحيى بن سعيد [يعني: القطان] يقول: ((مرسل الزهري شرٌّ من مرسل غيره؛ لأنه حافظ، وكلما قدر أن يُسَمِّيَ سَمَّى، وإنما يترك من لا يحسن أو يستجيز أن يُسَمِّيَه)).
وروى أيضًا هو والخطيب البغدادي في "الكفاية" (ص386) من طريق أحمد بن أبي شريح الرازي، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن إدريس الشافعي الذَّابَّ عن أهل السنة، والمنكر على أهل البدعة - رضوان الله عليه ورحمته - يقول: ((إرسال الزهري عندنا ليس بشيء، وذلك أنَّا نجده يروي عن سليمان بن أرقم)).
وفي لفظ؛ قال: سمعت الشافعي يقول: ((يقولون: نُحابي، ولو حابَيْنا لحابينا الزهري! وإرسال الزهري ليس بشيء، وذاك أنا نجده يروي عن سليمان بن أرقم)).
وسليمان بن أرقم هذا متروك الحديث، كما قال أبو داود وأبو حاتم والترمذي وأبو أحمد الحاكم والدارقطني وغيرهم، وقال البخاري: تركوه. انظر "تهذيب التهذيب" (148/ 4).
وروى ابن عساكر أيضًا (55/ 369) عن علي بن المديني ويعقوب بن شيبة أنهما قالا: ((مرسلات الزهري رديئة)).
ولما أورد الحافظ الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (339/ 5) بعض هذه الأقوال؛ قال: ((قلت: مراسيل الزهري كالمعضل؛ لأنه يكون قد سقط منه اثنان، ولا يسوغ أن نظن به أنه أسقط الصحابي فقط، ولو كان عنده عن صحابي لأوضحه، ولما عجز عن وصله، ولو أنه يقول: عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن عَدَّ مرسل الزهري كمرسل سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير ونحوهما، فإنه لم يَدْرِ ما يقول، نعم مرسله كمرسل قتادة ونحوه)).
هذا، وقد روى البخاري في "صحيحه" (2731 و2732) أصل قصة أبي بصير وأبي جندل ومن معهم رضي الله عنهم، ولم يذكر هذه اللفظة أصلاً، لا بلفظ ((عند قبره))، ولا غيره، ورواه متصلاً، فقال: حدثني عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرزاق. أخبرنا معمر، قال: أخبرني الزهري، قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة ومروان - يُصَدِّقُ كُلُّ واحد منهما حديثَ صاحبه - قالا: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية ... ، فذكر حديث صلح الحديبية بطوله، وفيه قصة أبي جندل وأبي بصير - رضي الله عنهما - المشهورة، وكيف قتل أبو بصير أحد الرجلين اللذين أخذاه من النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم خرج حتى أتى سيف البحر، وكيف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/3)
انفلت أبو جندل بن سهيل من قريش، فلحق بأبي بصير، فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير، حتى اجتمعت منهم عصابة، فما سمعوا بِعِيرٍ خرجت لقريشٍ إلى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم، فأرسلت قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تناشده بالله والرحم أن يرسل إلى أبي بصير وأصحابه: فمن أتاه فهو آمن، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم، فأنزل الله تعالى: ? وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ? [الفتح: 24] حتى بلغ: ? الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ ? [الفتح: 26] وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله، ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم، وحالوا بينهم وبين البيت.
هكذا رويت هذه القصة بالإسناد المتصل، ولم تذكر فيها وفاة أبي بصير - رضي الله عنه - ولا أنه بني على قبره مسجد.
ثم إن البخاري روى الحديث (2733) عقب هذه الرواية تعليقًا، فقال: وقال عقيل عن الزهري. قال عروة: فأخبرتني عائشة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يمتحنهن، وبلغنا أنه لما أنزل الله - تعالى - أن يردوا إلى المشركين ما أنفقوا على من هاجر من أزواجهم، وحكم على المسلمين أن لا يمسكوا بعصم الكوافر: أن عمر طلق امرأتين. وما نعلم أحدًا من المهاجرات ارتدَّت بعد إيمانها، وبلغنا أن أبا بصير بن أسيد الثقفي قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - مؤمنًا مهاجرًا في المدَّة، فكتب الأخنس بن شريق إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأله أبا بصير، فذكر الحديث. اهـ، وانظر (4182).
وأوضح الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (5/ 351) مراد البخاري بصنيعه هذا فقال: ((قوله: "قال عقيل، عن الزهري" تقدم موصولاً بتمامه في أول الشروط. وأراد المصنف بإيراده: بيان ما وقع في رواية معمر من الإدراج. قوله: "وبلغنا" هو مقول الزهري، وصله ابن مردويه في تفسيره من طريق عقيل. وقوله: "وبلغنا أن أبا بصير ... " إلخ، هو من قول الزهري أيضًا، والمراد به: أن قصة أبي بصير في رواية عقيل من مرسل الزهري، وفي رواية معمر موصولة إلى المسور، لكن قد تابع معمرًا على وصلها ابن إسحاق كما تقدَّم، وتابع عقيلاً الأوزاعي على إرسالها، فلعل الزهري كان يرسلها تارة، ويوصلها أخرى، والله أعلم)). وانظر "فتح الباري" (7/ 455) أيضًا.
وخلاصة ما تقدَّم: أنه لم يثبت في شيء من طرق هذا الحديث الصحيحة ذكر وفاة أبي بصير - واسمه: عُتْبَة بن أَسيد بن جارية - رضي الله عنه بسيف البحر، وأنه بُني عند قبره مسجد، وورد في طريق مرسلة ضعيفة أرسلها الزهري - وانفرد بها عن الزهري موسى بن عقبة -: ((فدفنه أبو جندل مكانه، وجعل عند قبره مسجدًا))، وهذه اللفظة لو ثبتت لم يكن فيها حُجَّة، فالمنهي عنه هو: ((بناء المساجد على القبور))، وليس ((عند القبور))، فكيف وهي لم تثبت؟!! والله أعلم.(67/4)
انا مارية وانا باحثة في الجامعة الاسلامية العالمية اسلام آباد في كلية اصول الدين.
ـ[غير مسجل]ــــــــ[04 - 11 - 10, 12:05 م]ـ
مارية.
--------------------------------
السلام عليكم
انا مارية وانا باحثة في الجامعة الاسلامية العالمية اسلام آباد في كلية اصول الدين.
أريد ان اسال السؤال يتعلق بالعقيدة:
هل النبي صلي الله عليه وسلم عنده علم الغيب؟
وما هو علم الغيب من ناحية الشرعية؟
ارجو منكم الجواب بالتفصيل
لان عندي مشكلة كبيرة حيث لا استطيع ان افهم هذه المسكلة لان في باكستان توجد آراء متعددة و مختلفة حول هذه المسئلة لان في الباكستان توجد فرق كثيرة.
وما هو موقف لعلماء السلف؟
الرجاء مساعدتي
سانتظر منكم عن الجواب ..
جزاكم الله خيرا كثيرا و شكرا ...
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - 11 - 10, 04:57 م]ـ
وعليكم السلام ..
http://www.binbaz.org.sa/mat/4201
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[04 - 11 - 10, 05:56 م]ـ
بارك الله فيك شيخ سليمان
دخلت لأجيب أختنا الكريمة فإذا بك قد أحلتها على مليء.(67/5)
تفسيق المخالف
ـ[عروه عبد الغني التميمي]ــــــــ[04 - 11 - 10, 12:48 م]ـ
صحيح ان العقيدة امر من الثوابت وينبغي على الاسلام أن يحافظ عليها غير أن هذا لا يبرر لبعضنا أن يشن هذه الحملات العنيفة على الاشاعرة والماتريدية بهذا الشكل الذي نحس ونحن قرأ لصاحبة أنه يتكلم عن صنف مقطوع بكفرهم, وأعتقد ان أمثال هذه القضايا ينبغي لهذا الملتقي الرائد أن يتجنبها لأنها قد أشبعت بحثا وتفصيلا فكل من يكتب فيها يقلد غيره ولن يقدر على الاتيان بجديد, ثم ان الأمة اليوم بحاجة الى جميع علمائها في الدفاع عن كرامتها ضد الحملات على البلدان الاسلامية وضد الشيعة الذين يغزون العالم الاسلامي, ولذا فإني أناشد كل من يكتب في هذا الملتقي أن يتقى الله ولا يبدأ بلمز وشتم شيوخ العالم الاسلامي لكونهم ليسوا سلفين, فكم من عالم خدم الدين وليس سلفي كأمثال الشيخ الفاضل القرضاوي الذي وان خالفناه في بعض ما يراه الا ان الرجل وقف وما زال يقف موقفا مشرفا من قضايا الأمة بل هي مواقف لم يقفها كثير من علمائنا الذين لهم باع في علم العقيدة السلفية غفر الله لهم, لذا دعونا نهتم بتوضيح العقيدة في اطار عدم التفسيق والتبديع والتكفير
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[04 - 11 - 10, 03:06 م]ـ
الأخ التميمي؛
أولا: يخلط بين الرد والتعرية وبين التكفير فينكر الأول وهو واجب بإنكاره للثاني وشتان ما بينهما.
ثانيا: يتوهم إستلزام قيام الأئمة قبلنا بالرد لسكوتنا اليوم وكأني به لا يرى أشعريا في الدنيا لشيء أصاب عيينه وكأن القوم هؤلاء مساكين لا يضللون الناس ويلبسون عليهم ويدعون لعقائدهم الباطلة ويحاربون من خالفهم أشد المحاربة.
ثالثاً يجعل الدفاع عن الحق والرد على الباطل تقليداً فهنيئا لنا بالتقليد إن كان كذلك.
رابعا: يتوهم أننا لو كففنا عن بيان ضلالهم لاتحدوا معنا ضد أعداء الاسلام؛ فاعلم يا حبيبي أن هؤلاء يحاربون أهل السنة أشد من محاربتهم لمن ذكرت وإذا خالفهم السني اتحدوا مع عدوه ولو كان ألد أعداء الاسلام، هذا لو سلمت لك بأن لهم جهوداً مخلصة في الرد على أعداء الاسلام من ملحدين ورافضة.
خامساً أين المواقف المشرفة التي لم يقفها علماؤنا من قضايا الأمة ووقفها غيرهم؟!
سادسا: لا تكون عقيدة إلا بولا وبراء في القلوب قبل الألسنة والأقلام فإن كان مخالفو السنة ليس فيهم مبتدع فمن المبتدع إذن؟ ّ!
ختاماً؛ من لم يكن مبينا للحق رادا للباطل فليكف شره عمن قام بالواجب حسب استطاعته.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[04 - 11 - 10, 04:11 م]ـ
في الكلام خلط بين التفسيق والتبديع ...
فمن قال إننا نفسق المبتدع، أو نبدع الفاسق؟
كيف يستوي الحكمان مع اختلاف المورد؟
الفسق مورده المعصية
والابتداع مورده البدعة
فإذا قلنا القاضي عبد الجبار الهمذاني معتزلي مبتدع
هل نقول بذلك إنه فاسق؟
الجهة منفكة لاختلاف المورد ..
فقد يكون الفاسق سنيا
وقد يكون المبتدع تقيا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - 11 - 10, 04:20 م]ـ
ويتحدان في البدعة التي لا يعذر صاحبها؛ لكونها معصية = فيكون مبتدعاً فاسقاً ..
ومنها تقع تسمية المبتدع بالفاسق في كلام أهل العلم فيقولون: بدعة مفسقة وبدعة مكفرة باعتبار النوع لا العين ..
ـ[عبدالله محمد المصري]ــــــــ[04 - 11 - 10, 04:46 م]ـ
لأن تكون البدعة موردا للفسق أولى من كون المعصية سببا له.
ومن قرأ كتب القضاء والحديث في مباحث العدالة تبين له ذلك أوضح بيان.
ـ[عروه عبد الغني التميمي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 02:38 م]ـ
اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض
ثم اما بعد
أشكر تفاعل الجميع أولا
غير أن البعض أخذ يبحث في مسألة التفسيق والتبديع والفرق بينهما
والموضوع ليس هنا فمن المسلم أن هناك فرق بين التفسيق وبين التبديع لكن محور نقاشنا هو الاسلوب الذي نتخذه نحن في تفسيق من لهم يد في الاسلام لا ينكره أحد
وقد قال بهذا شيخنا العلامة محمد الحسن ولد الدوو وقال انه لا يجوز القول بالطعن في الأشاعرة لأن فيه طعن بنص الاسلام بل في علم الحديث وهذا ما اذكره من محاضره له حفظه الله في سلسلة العلوم الشرعية
أما كلام الأخ عبد الملك الفاضل أن هؤلاء ليس لهم يد في الاسلام بل انهم يحاربون أهل السنة فلا أسلم له بهذا الا اذا اراد الشيعة وأذنابهم أما ان نقول بأن الأشاعرة والماتريدية يحاربون أهل السنة فو الله ان في هذا ظلم له اخي العزيز
أما الأخ العزيز أبو فهر فقد توصل الى تفسيقهم من حيث يدرى أو لا يدرى حين قال
تقع تسمية المبتدع بالفاسق في كلام أهل العلم
وهذا خطأ آخر
فمن من علماء المة فسق امام الحرمين أو الباقلاني أو النووي أو حجة الاسلام الغزالي
يا أخي الفاضل هناك فرق بين كلام العلماء بالمطلق وبين اسقاطه على الواقع
كل ما اريد قوله هنا نعطي كل الناس أقدارهم فنقول
لقد خدموا الاسلام وأخطئوا فيما مواضع ونتجاوز عن عثراتهم
لا ان نربي نشئنا اليوم على أن الأشاعرة شياطين على وجه الأرض
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/6)
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[06 - 11 - 10, 03:01 م]ـ
سددك الله لم تقرأ جيدا لا كلامي ولا كلام الاخوة ورجعت إلى الخلط.
نقلت عن شيخك الأشعري المتستر حينا المعلن أخرى أن الطعن في الاشاعرة طعن في الاسلام بل في الحديث؛ فليت شعري هل غدا الأشاعرة هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
أنا لم أقل أن بعض المتكلمين خدم بعض العلوم الشرعية ونفع الله ببعض ما كتبوا ولكن هذا لا يعني ألا يخرج الأشعري منهم عن الأشاعرة الضالين في باب الاعتقاد فيكون من أئمة أهل السنة يؤخذ عنه الاعتقاد، هذا شيء وذاك شيء.
صرح الأخ أبو فهر في كلامه أن الكلام في النوع لا في العين ويبدو أنك لا تقرأ.
تقول: أخطأوا في مواضع ونتجاوز عن عثراتهم، فأقول: ليس على الأرض أحد من أهل القبلة إلا وهو يدعى أنه يخدم الاسلام فهل نتجاوز عن عثراته هو يخدم الاسلام الذي هو عقيدته المبتدعة ليس الاسلام العتيق الذي أتم الله النعمة على عباده به، ثم كلامنا ليس فيما بينهم وبين الله حتى نتجاوز أو لا تنجاوز كلامنا في تضليلهم ومجانبتهم.
من الذي يربي النشء على أن الاشاعرة شياطين على وجه الأرض؟ دعك من إلزمات لاتقع إلا في ذهنك.
نعم نربيهم على خطئهم ومخالفتهم للصحابة والسلف رضي الله عنهم في (عامة) أبواب الاعتقاد.
لا تخرجنا عن الموضوع وتتعصب لشيخك وتذهب بالموضوع لمنحنى آخر أنت من ذكره في مواضع الاحتجاج.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[06 - 11 - 10, 03:03 م]ـ
أنا لم أقل أن بعض المتكلمين لم يخدم بعض العلوم الشرعية
ـ[عروه عبد الغني التميمي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 03:58 م]ـ
لو قلنا لطالب علم اقرأ هذا الكلام:
فاعلم يا حبيبي أن هؤلاء يحاربون أهل السنة أشد من محاربتهم لمن ذكرت وإذا خالفهم السني اتحدوا مع عدوه ولو كان ألد أعداء الاسلام، هذا لو سلمت لك بأن لهم جهوداً مخلصة في الرد على أعداء الاسلام من ملحدين ورافضة.
وهذا النص ايضا:
ليس على الأرض أحد من أهل القبلة إلا وهو يدعى أنه يخدم الاسلام فهل نتجاوز عن عثراته هو يخدم الاسلام الذي هو عقيدته المبتدعة ليس الاسلام العتيق الذي أتم الله النعمة على عباده به،
فإن الجواب الحتمي انه سيقول ان هذا الرجل يتحدث اما عن الشيعة أو البهائية أو القاديانية ,
ثم بالنسبة لأخ أبو الفهر
أنت تقول انه لم يقل ان التفسيق العين
وأنا فهمت خطأ
فيا صاحبي
هو من باب اقول واسمعي يا جاره
فإذا ما تحاورت أنت وشخص ثم قلت له
لست بعالم
فقد نعته بالجهل وان لم تصفه به لأن الحديث لا ينفصل عن بعضه البعض
ثم ما أدراك ان شيخنا العلامة ولد الدودو أشعري متستر ألا ترى أنك تتقول على الرجل بما لا تعلم
وليس للعلامة نص واضح بأنه أشعري
يبدو عليك التسرع اخي الحبيب وهذه طريقة لا يحمد لطالب العلم سلوكها حفظك الله(67/7)
منهج المدرسة الاسمرية القبورية الاشعرية في محاربة العقيدة السلفية
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[04 - 11 - 10, 06:42 م]ـ
بسم الله
هذا رد أحد الاشاعرة القبورية من المدرسة الاسمرية التي يعمل مؤسسها بمبدأ التقية ومنهج بولس و عبد الله بن سبأ.
ويناقش في منتداهم القبوري على أنه سلفي!!!
((يا ابا البراء تأمل لعلك تهتدي
لو لم يكن للسماء حدّ فاصل بينها وبين الأرض لاتحدا وامتزجا
كذلك لو لم يكن لرب حدّ من جهة العرش لاتحد به أو امتزج، وهو باطل.
وأيضا لو لم يكن للرب حدّ من جهة العرش لما وصل إليه الملائكة بعد العروج في السماء، وهو باطل بنص القرآن الذي يبين أن الملائكة تعرج إلى الله، أي إلى ذات الله.
فذات الله لها حد من جهة العرش الله أعلم به، ولها حد من باقي الجهات لأنه يستحيل أن يكون غير متناهيا.
ولا تقل لي بأنه يصير مخلوقا لأن شيخ الإسلام ابن تيمية قد بين أن الله أوجد لذاته ذلك الحد منذ الأزل، فلم يفتقر إلى غيره ليحده لأنه سبحانه حدّ ذاته بنفسه.
ومعلوم أن المخلوق هو الذي يفتقر لغيره لكي يحده.
والخالق لا يفتقر لغيره لكي يحده فهو يحد نفسه بنفسه لأنه الغني عن غيره، كما يوجد الحروف والأصوات في ذاته بنفسه ولا يفتقر إلى غيره ليحدث له الكلام مثلا.
العقيدة السلفية واضحة ناصعة لمن تأمل وابتعد عن شبهات المتكلمين.)) ا. هـ
انظروا الى اسلوب المدرسة الاسمرية الجديد في محاربة العقيدة السلفية.
حد الله لنفسه حدا وهو مثل كأنه خلق لنفسه حدا في الازل سبحانه!
فحاصل كلامهم كمن يقول أن الله مخلوق في الازل وأن كلامه مخلوق
وبالتالي فإن استنكرتم هذا فاذهبوا وقولوا أن لا حد لله وأنه لا يتكلم وأنه لا داخل العالم ولا خارجه.
والدليل لأن شيخ الاسلام ابن تيمية!!!
يريد تشويه صورة شيخ الاسلام رحمه الله يا له من حقد أسود.
وهذا الاشعري القبوري الاسمري المتستر ممن يقول أن الكون داخل ذات الله بدون ممازجة أو حلول. يعني نثبت -هو يقول- المعنى كالكرة الصغيرة في الكرة الكبيرة لكن لا نطلق لفظ الكرة لأنه لم يأت به نص!!!
وغرضه تشويه العقيدة السلفية جملة والضرب في اسم شيخ الاسلام و طريقته في الحجاج!
وللاسف هناك بعض الاخوة السلفيين في ذلك المنتدى القبوري لم ينتبه لهذا التلبيس فلم يحذر منه في نفس الموضوع.
سأترك الاخ عبد الله بن خميس تتبع هذا البولس فهو أعرف بشيخهم الاسمري.
وسأحتفظ بنسخة من الموضوع له.
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[04 - 11 - 10, 07:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله،وغفر ذنبكم.
ـ[صالح أبو إلياس]ــــــــ[04 - 11 - 10, 11:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[05 - 11 - 10, 12:47 ص]ـ
أعوذ بالله
ما هذا العفن الفكري؟!
الحمد لله على العافية اللهم لك الحمد(67/8)
خرافة منع عائشة الحسن من أن يدفن
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[04 - 11 - 10, 07:27 م]ـ
خرافة منع عائشة الحسن من أن يدفن
الشبهة: يزعم الرافضة أن الحسين لم جاء بأخيه الحسن ليدفنه إلى جانب جدّه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ركبت عائشة عليها السلام بغلة وخرجت تنادي وتقول: لا تدفنوا في بيتي من لا أحب.
الجواب: 1 أين مصدر هذه الأكاذيب وما مدى صحتها؟ فإن كانت عند هذا الطاعن الجرأة فلْيُرنا من أين استقى هذه السخافة، وإلا فباستطاعة أي أحمق أن يتقول على خير الناس ما يشاء من الهذيان!
2 لا شك في كذب هذه الروايات على أم المؤمنين بل وكل مايروى عنها في هذا الباب فهو كذب، فلم أجد لها أثر في أي من كتب أهل السنة، بل وجدت العكس، فقد أورد ابن الأثير في خبر وفاة الحسن بن عليّ رضي الله عنهما أن ((الحسن استأذن عائشة أي في دفن أخيه فأذنت له))
وفي الاستيعاب ((فلما مات الحسن أتى الحسين عائشة فطلب ذلك إليها فقالت: نعم وكرامة))! وفي البداية ((أن الحسن بعث يستأذن عائشة في ذلك فأذنت له))
فانظر أخي القارئ إلى الحق الواضح وكيف يحيف هذا الطاعن (التيجاني وأمثاله) عن ذلك ثم يدعي الإنصاف والعقلانية ولا حول ولا قوة إلا بالله.
3 أعداء الحسن بن عليّ رضي الله عنهما الحقيقيون هم الذين يزعمون أنهم له شيعة، وهم من أرذل الناس وأفسدهم وذلك باعتراف الشيعة الاثني عشرية أنفسهم، فيروي أبو منصور الطبرسي من أئمتهم عن الحسن بن علي قوله ((أرى والله أن معاوية خير لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي (!!) وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي، والله لئن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي واومن به في أهلي (!؟)، خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي وبيتي))!
فهؤلاء هم أعداء الحسن بن عليّ وليس عائشة.
كتاب: بل ضللت.
للشيخ خالد العسقلاني
http://dsbook.dd-sunnah.net/dd-sunnah-search.html (http://dsbook.dd-sunnah.net/dd-sunnah-search.html)(67/9)
بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[04 - 11 - 10, 10:32 م]ـ
بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
في المملكة العربية السعودية
في الدفاع عن أم المؤمنين
عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها
2 ذو القعدة 1431هـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية على ما تناقلته وسائل الإعلام من القذف والسب والطعن في عرض زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مكذباً للكتاب والسنة المطهرة وإحقاقاً للحق ودفعاً عن عرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الذي هو عرض النبي صلى الله عليه وسلم.
كتبت اللجنة البيان الآتي:
إن من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة وجوب محبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقيرهم والترضي عنهم فهم الذين صحبوا خاتم الأنبياء والمرسلين وهم الذين عايشوا نزول الوحي وهم الذين مدحهم الله في كتابه وأثنى عليهم المصطفى عليه الصلاة والسلام في سنته وكفى بذلك منقبة وفضيلة:
قال الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (التوبة: 100) وقال تعالى {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} (الفتح: 18) وقال تعالى {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ? وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} (الفتح: 29).
وثبت عنه عليه الصلاة والسلام كما عند البخاري ومسلم أنه قال: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (لاتسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) متفق عليه.
والأحاديث في تزكيتهم وذكر فضائلهم جماعة وأفراداً كثيرة جداً.
ومن أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة كذلك وجوب محبة آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة حقهم وتنزيلهم المنزلة اللائقة بهم فهم وصية رسول الله كما ثبت بذلك الخبر من قوله عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم (أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثاً) وقد روى البخاري ومسلم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال (والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي) وقال رضي الله عنه كذلك كما في صحيح البخاري ارقبوا محمداً في أهل بيته.
ولا شك أن أزواجه وذريته عليه الصلاة والسلام من أهل بيته ويدل لذلك قوله تعالى {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ? إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا *وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى? ? وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ? إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (الأحزاب 32 - 33).
ومن معتقد أهل السنة والجماعة أن المرء لا يبرأ من النفاق إلا بسلامة المعتقد في الصحابة وآل البيت يقول الطحاوي (ومن أحسن القول في أصحاب النبي وأزواجه الطاهرات من كل دنس وذرياته المقدسين من كل رجس فقد برئ من النفاق) وقال (ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان).
وبهذا يتبين أن سب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو التعرض لعرضه عليه الصلاة والسلام بقذف أزواجه جرم عظيم وخصوصاً الصديقة بنت الصديق وهي المبرأة من فوق سبع سماوات وكانت أحب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إليه وكانت أفقه نساء الأمة على الإطلاق فكان الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين إذا أشكل عليهم الأمر في الدين استفتوها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/10)
ومناقبها رضي الله عنها كثيرة مشهورة فقد وردت أحاديث صحيحة بخصائص انفردت بها عن سواها من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن ومنها:
1ـ مجيء الملك بصورتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في سرقة من حرير قبل زواجها به صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريتك في المنام ثلاث ليال جاءني بك الملك في سرقة من حرير فيقول هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت هي فأقول إن يكن هذا من عند الله يمضه.
2ـ ومن مناقبها رضي الله عنها أنها كانت أحب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وقد صرح بمحبتها لما سئل عن أحب الناس إليه فقد روى البخاري عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال فقلت أي الناس أحب إليك؟ قال عائشة قلت فمن الرجال قال أبوها.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله (وهذا خبر ثابت وما كان عليه الصلاة والسلام ليحب إلا طيبا وقد قال لو كنت متخذا خليلاً من هذه الأمة لا تخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخوة الإسلام أفضل فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أفضل رجل من أمته وأفضل امرأة من أمته فمن أبغض حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حري أن يكون بغيضاً إلى الله ورسوله وحبه عليه السلام لعائشة كان أمراً مستفيضاً).
3ـ ومن مناقبها رضي الله عنها نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في لحافها دون غيرها من نسائه عليه الصلاة والسلام فقد روى البخاري عن هشام بن عروة عن أبيه قال كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت عائشة فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن يا أم سلمة والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث كان أو حيث ما دار قالت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم قالت فأعرض عني فلما عاد إلي ذكرت له ذلك فأعرض عني. فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال يا أم سلمة لا توئذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي في لحاف امرأة منكن غيرها.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله (وهذا الجواب منه دال على أن فضل عائشة على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي وراء حبه لها وأن ذلك الأمر من أسباب حبه لها).
4ـ ومن مناقبها رضي الله عنها أن جبريل عليه السلام أرسل إليها سلامه مع النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام فقلت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى مالا أرى تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال النووي وفيه فضيلة ظاهرة لعائشة رضي الله عنها.
5ـ ومن مناقبها رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بتخييرها عند نزول آية التخيير وقرن ذلك بإرشادها إلى استشارة أبويها في ذلك الشأن لعلمه أن أبويها لا يأمرانها بفراقه فاختارت الله ورسوله والدار الآخرة فاستن بها بقية أزواجه صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بي فقال إني ذاكر لك أمراً فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك قالت وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بقراقه قالت ثم قال إن الله جل ثناؤه قال {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا *وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} (الأحزاب 28 - 29). قالت فقلت أفي هذا استأمر أبوي؟ فإني اريد الله ورسوله والدار الآخرة قالت ثم فعل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/11)
6ـ ومن مناقبها رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحرص على أن يمرض في بيتها فكانت وفاته صلى الله عليه وسلم بين سحرها ونحرها في يومها وجمع الله بين ريقه وريقها في آخر ساعة من ساعاته في الدنيا وأول ساعة من الآخرة ودفن في بيتها فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان في مرضه جعل يدور في نسائه ويقول أين أنا غداً؟ حرصاً على بيت عائشة قالت فلما كان يومي سكن وعند مسلم عنها أيضاً قالت إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفقد يقول أين أنا اليوم أين أنا غدا؟ استبطاء ليوم عائشة قالت فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري وروى البخاري أيضاً عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه يقول أين أنا غداً أين أنا غدا؟ يريد يوم عائشة فأذن له أزواجه يكون حيث شاء فكان في بيت عائشة حتى مات عندها قالت عائشة فمات في اليوم الذي يدور علي فيه في بيتي فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري وخالط ريقه ريقي ثم قالت دخل عبدالرحمن ابن ابي بكر ومعه سواك يستن به فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له (اعطني هذا السواك يا عبدالرحمن فأعطانيه فقضمته ثم مضغته فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به وهو مستند إلى صدري) وفي رواية أخرى بزيادة (فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة)
7ـ ومن مناقبها رضي الله عنها إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها من أصحاب الجنة فقد روى الحاكم بإسناده إلى (عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله من من أزواجك في الجنة؟ قال اما إنك منهن؟ قالت فخيل إلي آن ذاك أنه لم يتزوج بكراً غيري) وروى البخاري عن القاسم ابن محمد أن عائشة اشتكت فجاء ابن عباس فقال يا أم المؤمنين تقدمين على فرط صدق على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر وفي هذا فضيلة عظيمة لعائشة رضي الله عنها حيث قطع لها بدخول الجنة إذ لا يقول ذلك إلا بتوقيف.
8ـ ومن مناقبها رضي الله عنها ما رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ففي هذا الحديث يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن فضل عائشة زائد على النساء كزيادة فضل الثريد على غيره من الأطعمة.
9ـ ومن مناقبها رضي الله عنها نزول آيات من كتاب الله بسببها فمنها ما هو في شأنها خاصة ومنها ما هو على الأمة عامة فأما الآيات الخاصة بها والتي تدل على عظم شأنها ورفعة مكانتها شهادة الباري جل وعلا لها بالبراءة مما رميت به من الإفك والبهتان وهو قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ? لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ ? بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ? لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ? وَالَّذِي تَوَلَّى? كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (النور: 11) إلى قوله تعالى {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ? وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ? أُولَ?ئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ? لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} (النور: 26).
وقد قال بعض المحققين فيها أيضاً (ومن خصائصها أن الله سبحانه وتعالى برأها مما رماها به أهل الإفك وأنزل في عذرها وبراءتها وحياً يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة وشهد لها بأنها من الطيبات ووعدها المغفرة والرزق الكريم وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيراً لها ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شراً لها ولا خافضاً من شأنها بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها وصار لها ذكراً بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء فيالها من منقبة ما أجلها).
وبهذا وغيره يتبين فضلها ومنزلتها رضي الله عنها وأرضاها وأن قذفها بما هي بريئة منه تكذيب لصريح القرآن والسنة يخرج صاحبه من الملة كما أجمع على ذلك العلماء قاطبة ونقل هذا الإجماع عدد من أهل العلم.
فالواجب على كل مسلم محبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والترضي عنهم أجمعين وتوقيرهم ونشر محاسنهم والذب عن أعراضهم والإمساك عما شجر بينهم فهم بشر غير معصومين ولكن نحفظ فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتأدب معهم بأدب القرآن فنقول {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (الحشر: 10)
هدى الله الجميع لصراطه المستقيم واتباع سيد المرسلين وصحابته الغر الميامين والحمد لله رب العالمين.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو / أحمد بن علي سير المباركي عضو/ صالح بن فوزان الفوزان
عضو / محمد بن حسن آل الشيخ عضو/ عبدالله بن محمد الخنين
عضو / عبدالله بن محمد المطلق عضو/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير
الرئيس / عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/12)
ـ[صالح أبو إلياس]ــــــــ[04 - 11 - 10, 11:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا أبا أنس
ـ[احمد حمدى]ــــــــ[05 - 11 - 10, 12:30 ص]ـ
فداك عرضي ياأمي(67/13)
الموقف السلبي في مواجهة الصوفية
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[04 - 11 - 10, 11:45 م]ـ
الموقف السلبي في مواجهة الصوفية
وذلك بحجج هي أقبح من الصوفية، وهي متعددة، لكن أبرزها وأبشعها حجتان:
1 - قول من يقول: لا تفرقوا صفوف المسلمين. يقولها لمن يشرح للناس خطر الصوفية ويبين زيفها وضلالها؟!
والجواب على هذه الحجة الفاسدة هو قوله سبحانه: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} [آل عمران:103]، أي: إن جمع الصفوف يكون بالاعتصام بالقرآن والسنة اللذين هما حبل الله، وتفريق الصفوف يكون بالابتعاد عنهما.
وهذا الذي يقول لدعاة الحق: لا تفرقوا صفوف المسلمين، إنما يقدم العون الأكبر لاستشراء الداء وتفريق المسلمين وتمزيقهم، كما هو حاصل؛ وهو داخل في زمرة الموصوفين بالآية الكريمة: {كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة:79].
2 - قول من يقول: لا تكفر مسلماً! كيف تكفر رجلاً يشهد أن لا إله الا الله؟
والجواب على هذه الحجة الفاسدة هو أولاً: أن المسألة ليست مسألة تكفير مسلم، وإنما هي مسألة بيان الحق من الباطل والهدى من الضلال، ثم إن كل البلاء الذي أصاب الأمة ودمرها، جاء في الأساس على يد أناس يشهدون أن لا إله إلا الله ويضمرون ما يضمرون، وأكثرهم- إن لم يكونوا كلهم- مخلصون فيما جاءوا به ويعتقدون أنه الحق.
كما أن الواجب على المسلم أن يعرف الحق أولاً، كما يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (اعرفوا الحق تعرفوا أهله)، وطبعاً، إذا عرفنا الباطل نعرف أهله أيضاً، ويجب أن نعرفه لنعرفهم.
قد كان من واجب علماء المسلمين أن يدرسوا الصوفية دراسة واعية ثم ينبهوا الأمة إلى خطرها؛ لكن الذي حصل أن فطاحل العلماء كانوا لا ينظرون إلا إلى ظاهرها وإلى عباراتها المتداولة دون محاولة لتفهم حقيقة معانيها ومراميها، فما كان واضح الدلالة على وحدة الوجود، أي ما كان من عبارات الوحدة المطلقة، حكموا عليه بالكفر، وما كان غامضاً أولوه التأويل الحسن بحجة عدم تكفير المسلم؛ ولأنهم لم يحاولوا دراسة الصوفية بعمق، ولم يتنبهوا إلى تواصيهم بالتقية وكتمان السر عن غير أهله، وأن هذا السر كفر وزندقة!
وعدم دراستهم للصوفية جعلهم يرتكبون أخطاءً كان لها دور واضح في بقاء مسيرة التصوف لتفعل فعلتها التي فعلت، ومن هذه الأخطاء:
قولهم: إن في المتصوفة من يؤمن بوحدة الوجود، ومنهم من يقول بالاتحاد أو بالحلول، وفيهم الأتقياء الذين يسيرون على منهج الصوفية الحقة التي لا تؤمن بهذه الأمور.
وطبعاً؛ هذا كلام خطأ كله، فالصوفية مذهب واحد، وعقيدتها هي وحدة الوجود، ولا يوجد بين متصوفة المسلمين من يقول أو يعتقد بالاتحاد أو الحلول، (لا يوجد ولم يوجد)، كما أن الذين لا يعرفون وحدة الوجود بينهم هم السالكون الذين لم يبلغوا بعد محل ثقة الشيخ.
ومن هذه الأخطاء قولهم: إن في المتصوفة من يقول بالحقيقة المحمدية، ومنهم من لا يقول بها! وهذا خطأ كله؛ فالمتصوفون كلهم، حتى السالكون المبتدئون، تشرح لهم الحقيقة المحمدية ويؤمنون بها، وقد يسمونها أسماء أخرى، مثل: (أسبقية النور المحمدي، أو أول خلق الله ... ).
وقد استغل المتصوفة هذا الموقف، وصاروا كلهم يقولون عن أنفسهم وعن مشايخهم وأتباعهم وأمثالهم: إنهم على الصوفية الحقة، ثم ينهالون بالشتائم على الدخلاء على الصوفية وعلى المبتدعة الذين يقولون بالحلول والاتحاد، أو الذين يقولون بالوحدة المطلقة (أي: غير المقيدة بالرمز واللغز).
وهكذا بقيت مسيرة التصوف، وأوصلت الأمة إلى ما نراه الآن، مع العلم أنها الآن أقل سيطرة بكثير مما كانت عليه في قرون سابقة.
لكن بشيء من التدقيق، يتضح أن هاتين الحجتين السلبيتين هما أيضاً من نتاج الصوفية، ومن أساليب المتصوفة في الدفاع عن أنفسهم ومعتقدهم، حتى فشتا بين الأمة.
إن هذه الأمراض والمفاسد، ارتكزت في سريانها في الأمة على مرضين خبيثين بعثتهما الصوفية في الأمة، هما: الجهل والعقم الفكري.
الجهل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/14)
لولاه لما استطاعت هذه المفاسد - وغيرها- أن تجد لها مكاناً في المجتمعات الإسلامية، وقد رأينا في الفصول السابقة النصوص الكثيرة لأقطابهم وعارفيهم، التي يأمرون بها بالجهل والابتعاد عن العلم، بل وينفرون بها من مجرد معرفة القراءة والكتابة، وهي غيض من فيض، ولولا أن تلاوة القرآن فرض على المسلمين، ومعرفة الحلال والحرام فرض على فئة منهم، لنسيت القراءة والكتابة جملةً وتفصيلاً، والله وحده يعلم إلى ماذا كانت ستؤول إليه أحوال الأمة.
العقم الفكري:
نرى في مجتمعاتنا الحالية، الأمثلة الكثيرة الكثيرة على فرض الصوفية على المريدين أن يكونوا بين يدي الشيخ كالأموات بين أيدي الغاسلين، ورأينا، ونرى، كيف أن الفرد من المريدين لا يفكر لنفسه ولا لغيره، وإنما يذهب إلى الشيخ ليفكر له، ولا يطلب معرفة، بل يذهب إلى الشيخ ليفيض عليه من معارفه اللدنية، ولا يقضي أمراً حتى يرى الشيخ فيه رأيه ... إلخ.
كانت هذه حالة كل الأمة، إلا من رحم الله، بل إن هذا (الحال) صار (مقاماً) عالياً، حتى كانوا لا يحاولون، بل يتواصون بعدم محاولة فهم نصوص القرآن والسنة إلا من الشيخ، فإذا أخطأ الشيخ، فخطؤه خير من صوابك! وإذا كان جاهلاً، فجهله خير من علمك! وإذا ناقضت أقواله النصوص، فاتباع فهمه هو الإيمان، واتباع فهمك هو الضلال! وإذا تناقضت أقوال الشيوخ فيما بينهم، فكلهم من رسول الله مقتبس (بالكشف طبعاً) ... إلى آخر القائمة ... ومثل هذا موجود حتى الآن.
وبذلك سيطر العقم الفكري، بل الشلل الفكري على الأمة، حتى وصلت إلى ما هي عليه.
إن الله سبحانه وتعالى لم يظلم المسلمين عندما سلط عليهم الاستعمار. حاشاه سبحانه وتعالى من الظلم؛ وإذا كان الجزاء من جنس العمل، فقد كان الاستعمار هو الدواء النجس لتلك العلة الخبيثة.
وقد يسأل سائل: ألا يوجد في الصوفية إيجابيات؟ والجواب: نعم، لها إيجابيتان:
1 - الأدب الرمزي، إذ أن متصوفة المسلمين هم الذين ابتكروه لستر حقيقتهم، ولم ينتشر في العالم إلا بعدهم بقرون طويلة، ويظهر أن مبتكريه كانوا سابقين للجنيد في الزمان، لكن الجنيد هو الذي بلوره ووضع له القواعد والمصطلحات وكثيراً من عباراته التي يستعملونها.
2 - بعض التفاصيل التاريخية، حيث تقدم كتب المتصوفة صوراً من حياة المجتمعات الإسلامية وعاداتها لا نراها في غيرها، كما نستطيع من خلالها تفسير بعض إشارات الاستفهام التاريخية عند المسلمين وعند غيرهم أيضاً
ـ[محمد بن أحمد مصطفى]ــــــــ[12 - 11 - 10, 02:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[12 - 11 - 10, 03:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا
التصوف اليوم = عبادة القبور = عبادة الاموات
وأعظم سلاح للصوفية = التقية!
للاسف الكثير لا يعرف حقيقة الصوفية وخطرها على الاسلام والمسلمين
للمزيد: التقية الاشعرية والصوفية ( http://www.asha3ira.co.cc/p/blog-page_24.html)
ملاحظة: حبذا وضع المصدر للتوثيق و الاستزادة.
موسوعة الفرق» الباب العاشر: الصوفية» الفصل الخامس والثلاثون: الصوفية وتدمير المجتمع الإسلامي» المبحث الرابع: عوامل أخرى أدت إلى تمزيق الأمة» المطلب الثاني: الموقف السلبي في مواجهة الصوفية
المطلب الثاني: الموقف السلبي في مواجهة الصوفية ( http://dorar.org/enc/firq/2346)
ـ[أبو العلاء الحنبلي]ــــــــ[12 - 11 - 10, 10:13 ص]ـ
قريبا ردود العلامة الوكيل علي الصوفية مزلزلة تنشر لأول مرة(67/15)
طعن الكوثري في الإمام الشافغي.
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[05 - 11 - 10, 11:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فصل
الطعن في الإمام الشافعيِّ
وطعنَ في نسبِ الإمام الشافعيِّ المتفقِ عليه، وجعله من الموَالي لا من قريش، وقال: إنَّه جاهلٌ بالعربية وبالحديث، ضعيفٌ فيه، جاهلٌ بأحكام الفقه، وإنَّه خالف َ الإجماعَ في أربعِ مئة مسألة، وابتدع رد الاحتجاج بالمرسل، وإنَّه لذلك يصح أن يقول فيه المُنتقدُ ما شاء، وإنَّه ليس بأوثق رواةِ الموطأ عن مالك ....
قال الكوثريُّ في" إحقاق الحق-ص6":-
((بل الشافعي أيضاً ليس بقُرشي في بعض الروايات عند مسعود بن شيبة وغيرِه)).
وقال في كلامه على وجود قولين للإمام الشافعي –رضي الله عنه -
وقال في "التأنيب-ص23":-
((ومن تكافأت ِ الأدلة ُ في نظره، وقال قولين يكون له قولٌ، وحقٌ له أن يسكتَ لاعترافه بجهل الحكم، فضلاً عن أن يفتخر بذلك)).
وقال في التأنيب – ص28":-
((ومخالفةُ الآثار ملازمةٌ لمن يرد المراسيل المعمول بها، وهي شطر السنة، ورد المراسيل بدعة حدثت بعد المئتين –يعني ابتدعها الشافعيُّ -، كما نقله ابنُ عبد البر في المهيد عن ابن جرير، ومثله في أصول الباجي.
وقد نص ابن جرير على أن الشافعي خالف الإجماع في أربع مئة مسألةٍ، كما في الإحكام لابن حزم)).
وقال في " التأنيب –ص27":-
((وابن فارس هو الإمام المشهور في اللغة، وهو الذي قال عنه الميداني: إنه شرع يصلح ألفاظ الشافعي، فسئل عن ذلك فقال: هذا إصلاحُ الفاسد، فلما كثُر عليه أنفَ من مذهبه، وانتقل إلى مذهب مالك، فقيل له: هلَّا انتقلت إلى مذهب أبي حنيفة، قال: خفتُ أن يقال، إنما انتقل إليه طمعاً في الدنيا أو المناصب،. كما في "التعليم" لمسعود لبن شيبة)).
قلتُ – الغُماري-:- وكتاب التعليم هذا عيبةُ أكاذيبٍ وخرافاتٍ لرجلٍ كذابٍ وقحٍ، خبيثٍ، مُفرِطِ التعصب، مجهول العين والحال، كما قال عنه الحفاظ ..
بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري
تأليف أحمد بن محمد بن الصِّديق الغُماري
المتوفي (1380 هـ)
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[07 - 11 - 10, 06:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أفضل من رد على الجهمي الكوثري المعتزلي هو العلامة المعلمي اليماني رحمه الله في كتابه الماتع التنكيل وهو أفضل من رد الغماري
والكوثري قد طعن في عدد من الصحابة افلا يطعن في الشافعي والائمة رحمهم الله!! هذا من باب أولى
نسأل الله الفقه في الدين والرجوع إلى الحق والدليل
ـ[هاني الهاشمي]ــــــــ[07 - 11 - 10, 07:26 م]ـ
السلام عليكم
وهناك ايضاً رد على الكوثري وغيره ممن طعن في نسب الشافعي في كتاب ماتع قيم صدر مؤخراً للشيخ الشريف ابراهيم بن منصور الهاشمي الأمير تحت عنوان (اتحاف الامة بصحة قرشية الامام الشافعي فقيه الأمة , وتحقيق نسب امه الازدية لا الهاشمية)(67/16)
سَبْعُونَ (70) فَائِدَةً مِنْ شَرْحِ ثَلَاثَةِ الْأُصُولِ للعصيمِيِّ
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[05 - 11 - 10, 01:21 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هَذِهِ بَعْضُ الْفَوَائِدِ قَيَّدْتُهَا مِنْ تَقْرِيرَاتِ الشَّيْخِ الْجَلِيلِ الْمُتَفَنِّنِ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْعصيمِيِّ عَلَى شَرْحِ ثَلَاثَةِ الْأُصُولِ لِلْعَلَّامَةِ الْإِمَامِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَازٍ قَدَّسَ اللهُ رُوحَهُ وَنَوَّرَ ضَرِيحَهُ.
* فَائِدَةٌ 01: قال صَالِحٌ الْعَصِيمِيُّ:
ثَلَاثَةَ الْأُصُولِ حِفْظًا أَحْكِمَا **** مَعْ فَهْمِهَا كَيْ مَا تَكُونَ مُسْلِمًا
لِأَنَّهَا جَامِعَةٌ لِأَصْلِ مَا **** إِسْلَامُنَا بِهِ يَصِحُّ فَاعْلَمَا
* فَائِدَةٌ 02: ذكَر ابنُ بِشْر في عُنْوَانِ الْمَجْدِ؛ أنَّ إمام الدعوةِ لَمَّا تعاقدَ مع أميرِ الدِّرعيَّةِ مُحَمَّدِ بْنِ سُعُودٍ؛ أخذ عليه أن يُلزِمَ أهلَ الدِّرعيةِ بتعلُّم ثلاثةِ الأصُولِ.
وكان رحمه الله يكتُبُ إلى جميعِ النَّواحِي مِن أهلِ البُلدانِ أن يَسألُوا النَّاسَ عن هذه الأصُولِ الثَّلاثةِ في كلِّ مسجِدٍ بعدَ صلاة الصُّبْحِ أو بين العِشَاءيْنِ.
* فَائِدَةٌ 03: قال الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ الْعَنْقَرِيُّ في رِسَالةٍ: (وَاحرِصُوا على تعلُّمِ ثلاثَةِ الأصُولِ، فإنَّ الذي لا يَعْرِف دِينَه مِن جِنْسِ البهَائمِ)؛ وكان أهلُ العلم يَعدُّون تركَ تعَلُّمِها مِن المُنكرَات الوَاقعَةِ، كما قال بعضُ أئمةِ الدعوةِ النَّجديةِ في رسَالةٍ له مذكورةٍ في الدُّرَرِ السَّنِيَّةِ: (مِن المُنكرَاتِ الواقِعةِ: تركُ تعلُّمِ العلمِ، كثَلَاثةِ الأصُولِ).
* فَائِدَةٌ 04: ابْتُلِيَتِ الدَّعْوَةُ النَّجْدِيَّةُ بِطَائِفَتَيْنِ:
1 – طَائِفَةٌ جرَّدوهم مِن الانتسابِ إلى مذهب الحنَابلةِ، وسمَّوهم بالوهَّابيَّةِ؛ عَيْبًا لهم وشَيْنًا، ولم يكونُوا -رحمهم اللهُ- يدَّعُون هذا الاسمَ لهم، ولم يكُونُوا يَعرِفُون مِن هذا اللَّقبِ شَيئًا.
وليست الوَهَّابيةُ التي يُطلقُها خصُومُ الدَّعوةِ -قدِيمًا وحدِيثًا- إلَّا للتَّنفيرِ من اتباعِ الكتاب والسنةِ؛ كما قال الشَّيْخُ مُلَّا عِمْرَانَ أحَدُ علماءِ فارِسَ من إيَران:
إِنْ كَانَ تَابِعُ أَحْمَدٍ مُتَوَهِّبًا **** فَأَنَا الْمُقِرُّ بِأَنَّنِي وَهَّابِي
2 – وطَائِفَةٌ أخْرَى، وهم الذِين يُعَرُّون أئمَّة الدَّعوة مِن اتِّباع الدَّليلِ، ويَصفُونَهم بأنَّهم حنَابلةٌ مُتعصِّبُون؛ كما وقعَ في كلامِ بعْضِ المُتأخِّرينَ.
* فلم يكُنِ انْتِسَابُهم لمذْهَبِ الحنَابلةِ إلَّا لجِهةِ التَّفقُّهِ به، وإذا ظهَر لهم الدَّليلُ أخَذُوهُ ولو خالَفَ الْمَذْهبَ.
* فَائِدَةٌ 05: أَدِلَّةُ الِاعْتِقَادِ: الكتَابُ والسُّنةُ والإِجْماعُ؛ قالَ ابنُ الْقَيِّمِ:
وَالْعِلْمُ أَقْسَامٌ ثَلَاثٌ مَالَهَا **** مِنْ رَابِعٍ وَالْحَقُّ ذُو تِبْيَانِ
عِلْمٌ بِأَوْصَافِ الْإِلَهِ وَفِعْلِهِ **** وَكَذَلِكَ الْأَسْمَاءُ لِلرَّحْمَنِ
وَالْأَمْرُ وَالنَّهْيُ الذِي هُوَ دِينُهُ **** وَجَزَاؤُهُ يَوْمَ الْمَعَادِ الثَّانِي
وَالْكُلُّ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَنِ التِي **** جَاءَتْ عَنِ المَبْعُوثِ بِالْفُرْقَانِ
وَاللهِ مَا قَالَ امْرُؤٌ مُتَحَذْلِقٌ ***** بِسِوَاهُمَا إِلَّا مِنَ الْهَذَيَانِ
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[05 - 11 - 10, 01:24 م]ـ
* فَائِدَةٌ 06: مِن محَاسِن العِلْمِ: تَكْرارُ جُملِه المُهمَّة مرَّةً بعدَ مرَّةٍ.
* فَائِدَةٌ 07: مَن عرَضَ في بلدٍ ولَمْ يتَّخذها وطنًا، وإنَّما أقام فيهَا سِنينَ عدَّة؛ فمِثْلُ هذا لا يُنزَّلُ عليهِ وصْفُ البلدِ؛ وإنَّما يُقالُ فيه: نَزيلُ كذَا وكذا؛ كما يُقالُ: مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْبَصْرِيُّ نَزِيلُ اليمَنِ.
* فَائِدَةٌ 08: العِلْمُ شَرْعًا: إدراكُ خِطاب الشَّرعِ؛ والْعَمَلُ شَرْعًا: ظُهورُ صُورةِ خطابِ الشَّرعِ.
* وخِطابُ الشَّرعِ نوعَانِ:
1 – خِطَابٌ خَبَرِيٌّ؛ وظُهُورُ صُورتِهِ: بامتِثَالِ التَّصديقِ.
2 – خِطَابٌ طَلَبِيٌّ؛ وظُهُورُ صُورتِهِ: بِامتِثالِ الأمْرِ والنَّهيِ.
* فَائِدَةٌ 09: الدَّعْوَةُ شَرْعًا: هي طلَبُ النَّاسِ كافَّةٍ إلى اتِّباعِ سَبِيل الله الجَامعةِ للخيْرِ علَى بَصيرَةٍ.
* فَائِدَةٌ 10: الصَّبْرُ نوعَانِ:
1 – صَبْرٌ عَلَى الْحُكْمِ الْقَدَرِيِّ؛ والمُرادُ به: الأقْدَارُ المُؤلِمَةُ التي تَعْرِضُ للعَبْدِ.
2 – صَبْرٌ عَلَى الْحُكْمِ الشَّرْعِيِّ؛ ويَشْمَلُ الصَّبرَ على إتيَانِ المأمُورِ والصَّبْرَ على ترْكِ المَحْظُورِ.
* فَائِدَةٌ 11: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنَالَ الْمَعَالِي، فَلَابُدَّ أَنْ يَصْبِرَ فِيمَا يُعَانِي.
* فَائِدَةٌ 12: بيَّنَت سورَةُ العَصْرِ أنَّ الناسَ ينقَسِمُون إلى عَسْكرَيْنِ اثنَيْنِ، لا ثَالثَ لهُما:
1 – عَسْكَرُ السُّعَدَاءِ النَّاجِينَ؛ وهمُ الذين حَظَوْا بالصِّفاتِ الأربَعِ (الْمَذْكُورةِ فِي السُّورةِ).
2 – عَسْكَرُ الْهَلْكَى الْخَاسِرِينَ؛ وهم الذين لم يتحلوا بهذه الخصال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/17)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[05 - 11 - 10, 01:26 م]ـ
* فَائِدَةٌ 13: ذهَب جمَاعةٌ مِن أهلِ العِلْمِ إلى حَدِّ الْعِلْمِ الْوَاجِبِ: بأنَّ كلَّ ما وجَبَ العَمَلُ به؛ فتَقَدُّمُ العلمِ عليهِ واجِبٌ.
وقد ذكَرَ هذَا الْقَرَافِيُّ في الْفُرُوقِ، وابْنُ الْقَيِّمِ في مِفْتَاحِ دَارِ السَّعَادَةِ، والشَّيْخُ مُحَمَّد عَلِي بْنُ الْحُسَيْنِ في تَهْذِيبِ الْفُرُوقِ.
* فَائِدَةٌ 14: اجتمَع في نسَبِ الْبُخَارِيِّ: اسمُ الأنبيَاءِ الثَّلاثةِ في نسَبِ نبيِّنَا؛ فإنَّ نسَبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ يجتمِعُ فيه هؤلاءِ الثَّلاثةُ مِن الأنبياءِ؛ فمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان أبُوهُ القرِيبُ مِن الأنبياءِ: إِسْمَاعِيلَ، ووالُد إِسْمَاعِيلَ: هُو إِبْرَاهِيمُ.
وقد اجتمع هذا في الْبُخَارِيِّ رحمه الله، فهو مُحَمَّدُ بن إِسْمَاعِيلَ بن إِبْرَاهِيمَ.
* فَائِدَةٌ 15: الْعِبَادَةُ الشَّرْعِيَّةُ: امتثَالُ خِطابِ الشَّرعِ الْمُقتَرنِ بالحُبِّ والذُّلِّ.
* وبهذا يتبيَّن الفرقُ بينَ العِبادةِ الشَّرعيَّةِ وبين العبَادةِ البِدْعيَّةِ والشِّركيَّةِ، ويُقال في جِماعِ القَوْلِ فيهَا: أن تَعْلمَ أنَّ العبَادةَ إذا أُطلِقَت فهيَ: تَأَلُّهُ الْقَلْبِ مع الحب والذل.
فإذا سُئلتَ عن العبادة من غير نظر إلى المعبود الذي تعلقت به، فإن العبادة: تَأَلُّهُ الْقَلْبِ مَع الحُبِّ والذُّلِّ، وهي نوعانِ:
1 – تَأَلُّهُ الْقَلْبِ لغيْرِ الله، معَ حُبِّهِ والذلِّ له، وهذه هي الْعِبَادَةُ الشِّرْكِيَّةُ.
2 – تَأَلُّهُ الْقَلْبِ لله، مع حبه والذل له، وهذه نوعان:
1 – تَأَلُّهُ الْقَلْبِ لله بامْتِثالِ خِطابِ الشَّرْعِ، مع حبِّهِ والذلِّ له؛ وهذه هيَ الْعِبَادَةُ الشَّرْعِيَّةُ.
2 – تَأَلُّهُ الْقَلْبِ لله بامتِثَالِ غير خِطابِ الشَّرعِ، معَ حُبِّه والذُّلِّ له؛ وهذه هي الْعِبَادَةُ الْبِدْعِيَّةُ.
* فَائِدَةٌ 16: مَجْموعُ دلائلِ القرآنِ والسُّنةِ يدُلُّ على أنَّ الاستغاثةَ بالْمَخلوقِ جائزةٌ بخمسةِ شُروطٍ:
1 – أَنْ يَكُونَ الْمُسْتَغَاثُ بِهِ حيًّا؛ فلَا يُسْتَغَاثُ بميِّتٍ.
2 – أَنْ يَكُونَ الْمُسْتَغَاثُ بِهِ حاضِرًا؛ فلَا يُسْتَغَاثُ بغائِبٍ.
3 – أَنْ يَكُونَ الْمُسْتَغَاثُ بِهِ قادرا؛ فلَا يُسْتَغَاثُ بمخلُوقٍ فِيمَا لا يَقْدِر عليه إلَّا اللهُ.
4 – أن يُنظَر إلى هذا الْمُسْتَغَاثِ بِهِ نظَرَ سَببٍ؛ فإن شاءَ اللهُ أمْضَاهُ، وإن شاءَ سلَبَهُ السَّببيَّةَ.
* وإذا رفَع العبدُ نظرَ قلبِه فوقَ ما أُذِن فيه شَرعًا فيمَا يتعلَّقَ بالأسْبَاب؛ فإنَّه يقعُ في الشِّركِ؛ والمأذُونُ به في التَّعلُّقِ بالأسبابِ ما جاء في قولِ الله عزَّ وجلَّ: (وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ)؛ فدلَّت هذه الآية أنَّ الأسبابَ التي يتعاطاهَا العبادُ في بابِ الاستغاثَةِ أو غيرِه يُؤْذَنُ بها بأن تكُونَ مُنزَّلةً هذه الرُّتبةَ، وهي ما جمَعَت معنَيَيْنِ اثنَيْنِ:
1 - الِاسْتِبْشَارُ بِهَا.
2 - اطْمِئنَانُ القلْبِ بهَا.
* فإذا زادَ الالتفَاتُ إلى السَّببِ عن هذا القَدْرِ، كان خلافَ المأذُونِ به، ووقَع العَبْدُ في الشِّرْكِ، إمَّا الأكبَرِ أو الأصْغَرِ.
5 – أن تكُونَ اسْتِغَاثةُ العَبْدِ بالْمُسْتَغَاثِ به في شَيْءٍ مأذُونٍ به شَرْعًا.
* فَائِدَةٌ 17: مَنْ دعَا غائِبًا لا يَسمَعُ كلامَهُ؛ فإنَّه يكُونُ قد نزَّله مَنْزِلةَ الربِّ الذي يَسْمَعُ مَن بعُدَ كما يَسْمَع مَن قَرُبَ.
* فَائِدَةٌ 18: الشِّرْكُ الْأَكْبَرُ: هو صَرْفُ شيءٍ مِن حقُوقِ الله لغيْرِه يَخْرجُ به العبدُ مِن الإسْلَامِ.
* فَائِدَةٌ 19: ليسَ في القُرآنِ -بعدَ الأمْرِ بالتَّوحيدِ والنَّهيِ عن الشِّرك- مِن الأدلةِ أكثرُ مِن أدلَّةِ الولَاء والبراءِ؛ كما بيَّنَهُ حَمَدُ بْنُ عَتِيقٍ في بَيَانِ النَّجَاةِ وَالْفِكَاكِ مِنْ مُوَالَاةِ أَهْلِ الْإِشْرَاكِ.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[05 - 11 - 10, 01:28 م]ـ
* فَائِدَةٌ 20: النَّاسُ اليومِ في الولاءِ والبراءِ على ثلاثةِ أقسامٍ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/18)
1 – طَائِفَةٌ جَافِيَةٌ مِن المُنْتسِبينَ على الإسلامِ، يزعمُون الولاءَ للمُؤمنِين والبَراءَ من الْمُشْركينَ حربًا للإنسانيَّةِ ومُعَاداةً للحياةِ المدَنيَّةِ؛ وهؤلاءِ إمَّا مغمُوسُون في النِّفاقِ، وإمَّا مِن جُهَّال المُسلمِين الذينَ لا يدرُون ما يخرُجُ مِن رؤُوسِهم -وإن تعلَّمُوا القراءَةَ والكتَابةَ؛ فإنَّ الكتَابةَ شَيءٌ والعلمَ شيءٌ آخرُ-.
وإنما أُتِي هؤلاء؛ مِن اتِّباعِهم لِدِينِ المَغضُوبِ علَيهِم والضَّالِّينَ.
2 – طَائِفَةٌ غَالِيَةٌ؛ خرجَت بهذا الأصْلِ العظيمِ مِن الدِّيانةِ عن مَخْرجِه الذِي تُوجِبُهُ الشَّريعةُ الغرَّاءُ إلى ما تُمْليهِ الآراءُ والأهوَاءُ، بأن يُدخِلَ العبدُ في هذه الْمَسائلِ ما ليسَ منهَا، أو يَجعلَ ما هو منها فوقَ ما رتَّبَتْهُ الشَّريعةُ.
1 – فَمِثَالُ الْأَوَّلِ (أن يُدخِلَ العبدُ في هذه الْمَسائلِ ما ليسَ منهَا): مَن يَزْعُم أنَّ مِن الولاءِ للمُؤمِنينَ أن لا تَتعرَّضَ لأحدٍ أخطأَ منهُم؛ وهذا مقَالٌ منقُوضٌ بما تقرَّر عندَ أهل العِلْمِ من أنَّ الردَّ على الْمُخالِفِ مِن أهل الإسْلَام أصْلٌ مِن أصولِ الدِّينِ.
قال الْإِمَامُ أَحْمَدُ: (لَمْ يَزَلِ النَّاسُ يُخَالِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَيَرُدُّ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ).
2 – وَمِثَالُ الثَّانِي (أن يَجعلَ ما هو منها فوقَ ما رتَّبَتْهُ الشَّريعةُ): مَن يجعَلُ مِن الولاءِ الْمُطلَقِ للمُسْلمِين نُصْرةُ الْمَظلُومِ من الْمُسْلمِينَ في مُقابلِ عَدُوٍّ لغَيْرِهِ مِنَ الْمُسْلمِين مِيثَاقٌ معه بلَا قُدرَةٍ.
3 – طَائِفَةٌ أخذَت بالولاءِ والبراءِ؛ على ما تُوجِبُه الشَّريعةُ الغرَّاءُ، لا علَى ما تُمْليهِ الآراءُ والأهواءُ: فهُم يدِينُون للهِ بالولاءِ الْمُطلقِ للمُؤمنينَ، والبراءِ مِن الكفرَةِ والْمُشْركينَ، ويعْلَمُون أنَّ الْمؤمِنينَ أولياءُ اللهِ وأحِبَّاؤهُ، وأنَّ الكافرِين هم أعداءُ الله وخصُومه وهم الحزبُ الخاسِرونَ.
إلَّا أنَّهم يَجْرُون في أمْر الولاءِ للمُؤمنِين والبرَاءِ مِن الكافِرين كمَا بيَّنتْه الشَّريعةُ، فلا يزيدُون ولا يُنقِصون في هذا البابِ إلَّا بقَدْرِ ما جاءت به الشَّريعَةُ.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[05 - 11 - 10, 01:30 م]ـ
* فَائِدَةٌ 21: مِن أبوَابِ قَبولِ الأمرِ والنَّهيِ: أن يُقدَّمَ -بين يدَيْ هذا الأمْرِ والنَّهيِ- الدُّعاءُ للمأمُورِ والمَنْهيِّ.
* فَائِدَةٌ 22: الْحَنِيفِيَّةُ في الشَّرعِ تُطلق على مَعْنَيَينِ اثنَينِ:
1 – مَعْنًى عَامٌّ: وهو الإسلَامُ.
2 – معْنًى خَاصٌّ: وهو الإقبَالُ على اللهِ بالتَّوحيدِ والمَيْلُ عمَّا سِواهُ.
* فَائِدَةٌ 23: الْحَنِيفِيَّةُ: دِينُ جَمِيعِ الأنْبِيَاءِ؛ ولكِن أُضِيفت إلى إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ عليه السَّلامُ؛ لأنَّه أكْمَلُ الخلْقِ تحقِيقًا للتَّوحيدِ مع نبيِّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم؛ وإِبْرَاهِيمُ: الأبُ، ومُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: الِابنُ؛ فاستَحَقَّ أن تُنْسَبَ إلى الأَبِ دُون الابْنِ؛ فيقال: مِلَّةُ إِبْرَاهِيمَ على جهةِ التَّشْريفِ له؛ وإن كانَت هي ملَّةَ الأنبيَاء جَميعًا.
* قال الشَّيْخُ صَالِحٌ الْعَصِيمِيُّ في الْقَرِيضِ الْمُبْدَعِ:
وَمِلَّةُ التَّوْحِيدِ نَصًّا تُنْسَبُ **** إِلَى الْخَلِيلِ جَدِّنَا وَتُعْرَبُ
أَنْ تَلْزَمَ الْإِفْرَادَ بِالتَّمْجِيدِ **** للهِ رَبِّ الْعَرْشِ وَالْعَبِيدِ
فَتَعْبُدَ الْإِلَهَ بِالْإِخْلَاصِ **** مُسْتَمْسِكًا بِعُرْوَةِ الْخَلَاصِ
لِأَجْلِ ذَا بْرَاهِيمُ بِالْحَنِيفِ **** مُلَقَّبٌ مَعْ تَابِعٍ شَرِيفِ
* فَائِدَةٌ 24: يُطلقُ التَّوْحيدُ في الشَّرعِ على معنَيَينِ:
1 – مَعْنًى عامٌّ: وهو إفرَادُ الله بحقُوقِه، وحقوقُ الله ثلاثةٌ:
الْأَوَّلُ: حقُّ الرُّبوبِيةِ؛ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ)
الثَّانِي: حقُّ الألُوهيَّةِ؛ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: (فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ).
الثَّالِثُ: حقُّ الْأَسْماءِ والصِّفاتِ؛ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَللهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/19)
2 – مَعْنًى خَاصٌّ: وهو إفْرَادُ اللهِ بالعِبادَةِ، وإنَّما خُصَّ بالإفْرَادِ؛ لجَلالَتِه وعِظَم شأْنِهِ.
* فَائِدَةٌ 25: يُطلقُ الشِّرْكُ في الشَّرعِ على معنَيَينِ:
1 – مَعْنًى عامٌّ: وهو صَرْفُ شيءٍ مِن حقُوقِ اللهِ لغَيرِه؛ فمَن صرَفَ شَيئًا مِن الحقُوقِ الْمُتقدِّمةِ ولو قلِيلًا؛ فقد وقعَ في الشِّركِ.
2 – مَعْنًى خَاصٌّ: وهو صَرْفُ شيءٍ مِن أفعَالِ العِبادِ المُتقَرَّبِ بها إلى غَيْرِ اللهِ.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[05 - 11 - 10, 01:36 م]ـ
* فَائِدَةٌ 26: الْحَمْدُ: هو الإخبَارُ عن محاسِنِ المَحمُودِ معَ حُبِّه وتعظِيمِه؛ وقيلَ: هو الثَّناءُ؛ والأولُ: أصحُّ، وهو الذِي ارتَضَاهُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ وَابْنُ الْقَيِّمِ.
وأما الثَّنَاءُ: فهُو تَكرَارُ الْمحَامدِ مرَّةً بعد مرَّةٍ؛ كما بيَّنَ ذلك ابْنُ الْقَيِّمِ مُطوَّلًا في بَدَائِعِ الْفَوَائِدِ.
* فَائِدَةٌ 27: تُطْلقُ الآيَاتُ على معنَيَينِ:
1 –الْآيَاتُ الشَّرْعِيَّةُ: وهيَ الآياتُ المُنزَّلة على الأنبيَاء؛ ومنهُ: التَّوراةُ والإنجِيلُ والزَّبورُ والقُرآن.
2 – الْآيَاتُ الْكَوْنِيَّةُ: وهي الْمَخلُوقَاتُ التِي خلقَها اللهُ جلَّ وعلَا؛ ومنهُ: اللَّيلُ والنهارُ والشَّمسُ والقمَرُ.
* فَائِدَةٌ 28: للسَّلفِ أربعُ عبَاراتٍ في تَفْسِير الاستِواءِ:
1 – الْعُلُوُّ.
2 – الِارْتِفَاعُ.
3 – الصُّعُودُ.
4 – الِاسْتِقْرَارُ.
كما نصَّ عليه أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى؛ ثُمَّ تبِعَه طوَائفُ مِن أهل العِلْمِ.
* فَائِدَةٌ 29: جرَى على لسَان بعضِ أهل العلْمِ قولُهم في وصْفِ العَرْشِ: (هُو أفضَلُ المخلُوقاتِ)، وهذا غلَطٌ؛ فإنَّ أفضَل المخلُوقاتِ هو نبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.
* فَائِدَةٌ 30: لا يجُوزُ إطلاقُ (تَبَارَكَ فُلَانٌ)، وصيغةُ (تَبَارَكَ) لا تَصْلُحُ إلَّا للهِ؛ كما بيَّنه ابْنُ الْقَيِّمِ في بَدَائِعِ الْفَوَائِدِ.
* فَائِدَةٌ 31: ذهب جماعَةٌ مِن أهلِ العِلمِ إلى أنَّ مِن معانِي الرَّبِّ: المَعْبُودَ؛ مِن هؤلاء: الْقُرْطُبِيُّ، والسُّيُوطِيُّ في مُعْتَرَكِ الْأَقْرَانِ.
* ودلائِلُ اللُّغةِ على خلافِ هذَا القولِ؛ فإنَّ الرَّبَّ لا يُعرَفُ في لسَانِ العرَبِ بمَعْنَى الْمَعْبُودِ.
* فَائِدَةٌ 32: القُرآنُ الكريمُ طَافحٌ بأدلَّةِ الرُّبوبيَّةِ التي يُستفَادُ منها الإقرَارُ بالألُوهيَّةِ؛ فإنَّ مَن أقرَّ بالرَّبِّ سُبحانَه خالِقًا مُدبِّرا رازِقًا وجَب عليه أن يُقِرَّ به معْبُودًا مُستحِقًّا للعبادة.
وقد ذكَرَ ابْنُ الْوَزِيرِ في تَرْجِيحِ أَسَالِيبِ الْقُرْآنِ عَلَى أَسَالِيبِ الْيُونَانِ عن صاحب كتَاب مَذَاهِبِ السَّلَفِ: أنَّ في القرآنِ خَمسَمائةِ آيةٍ تدُلُّ على الرُّبوبيَّةِ.
وإنما مُلئ القُرآنُ الكريمُ بهذه الأدلَّةِ الدالَّة على هذا النَّوعِ؛ لأنَّ دلِيل الرُّبوبيَّةِ قَنطَرةٌ إلى دلِيلِ الألُوهيَّةِ.
* فَائِدَةٌ 33: النِّدُّ؛ ما اجتمَع فيه معنَيانِ:
1 – الشَّبَهُ والمُماثلَةُ.
2 – الضِّدُّ والمخالَفةُ.
فلا يكونُ الشَّيءُ نِدًّا لغيرهِ حتَّى يكُونَ شبِيهًا له مُماثِلًا؛ مع وجُود الْمخَالفةِ والضِّديَّةِ.
* فَائِدَةٌ 34: لَيْسَ مِنَ الْأدبِ أَنْ يَضَعَ طَالِبُ الْعِلْمِ كِتَابَهُ في الأَرْضِ، بَلْ يرفَعُه ويُكْرِمُه، وهكذَا كان أهلُ العلمِ لا يتسَاهلُون في هذهِ الأمُورِ ويَعدُّونَها مِن الأمُورِ العظِيمَةِ.
وقد دخلَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهُويَه على الْإِمَامِ أَحْمَدَ وبيَدِه كتابٌ، فألْقَى بهِ إسْحَاقُ إلى الأرْضِ؛ فغَضِبَ الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللهِ وقالَ: (أَهَكَذَا يُفْعَلُ بِكَلَامِ الْأَبْرَارِ؟!).
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[05 - 11 - 10, 01:37 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/20)
* فَائِدَةٌ 35: مِن أجمع الآياتِ التي اجتثَّت الشِّركَ مِن أصُولِه قولُ اللهِ تعالَى: (ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)؛ فإنَّ هذه الآية دلَّت على إبطالِ الشِّركِ من وجوهٍ أربعةٍ:
الْوَجْهُ الْأَوَّلُ: أنَّ اللهَ نفَى الْمُلْكَ عن غيرِه؛ فليسَ لغيرِه مما يُؤلَّه مِن الأوثانِ والأصنَامِ والأشجارِ والأحجارِ مُلْكٌ على وجْهِ الِاستقْلَال؛ وإنَّما الْمُلْكُ كلُّه للهِ الواحدِ القهَّار؛ كما قال تعالى: (تَبَارَكَ الذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ).
وقد نفَى اللهُ عنهم أقلَّ الْمُلْكِ بقولِه: (وَالذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ)، والقِطْمِيرُ في قولِ جُمْهورِ أهل العِلْمِ بالتَّفْسِيرِ كابْنِ عَبَّاسٍ وقَتَادَةَ ومُجَاهِدٍ: هي اللُّفافةُ التِي تكُونُ على نواةِ التَّمْر أو الرُّطَب.
الْوَجْهُ الثَّانِي: بيانُ أنَّ هذه الآيةَ مِنَ الأصنَامِ والأوثَانِ والأحجَارِ لا تسْمَع دُعاءَ مَن يدعُوهَا؛ وإذا كانت كذلكَ فهي غيرُ جَديرةٍ بأن تكُون مُؤَلَّهةً معظَّمة.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ: نفيُ الاستجابَةِ عنهَا ولو أمكَنَ السَّماعُ؛ فلو ظُنَّ أنَّ هذه الآلهةَ تسمَعُ، أو وقَع ذلك مِن شيءٍ منهَا كمدَّعي الولايَةِ، فإنَّه لا يحصُلُ منهم اسْتِجَابةٌ لداعِيهِم؛ لأنَّ الأمْرَ كلَّه للهِ.
الْوَجْهُ الرَّابِعُ: أنَّ هذه الآلهةَ الْمُعظَّمةَ يَنْقلِبُ وُدُّها يومَ القيامةِ عِداءً؛ بأن تَكْفُر بشِرْكِ مَن أشركَ بها.
* وهذه الآية من سُورةِ فاطِرٍ، تُشْبهُ قولَ الله تعالى في سورةِ الأَحْقَافِ: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ).
* فَائِدَةٌ 36: التَّعبيرُ بخِطاب الشَّرعِ أَوْلَى وأعظمُ من خِطَاب غيرِه؛ كما بيَّنه ابْنُ الْقَيِّمِ في آخرِ كتَابِه: إِعْلَامِ الْمُوَقِّعِينَ.
* فَائِدَةٌ 37: الألْفاظُ المنقُولةُ عن النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم في مَرتبَةِ الدُّعاءِ مع العبَادةِ: خَمْسَةُ أحادِيثَ:
1 – (الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ).
2 – (الدُّعَاءُ هِيَ الْعِبَادَةُ).
3 – (الدُّعَاءُ أَشْرَفُ الْعِبَادَةِ).
4 – (الدُّعَاءُ أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ).
5 – (الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ).
وهذه الأحادِيث لا يَثْبُتُ منها شَيءٌ إلَّا الأولُ.
* فَائِدَةٌ 38: لا يُقال: (وَفِي لَفْظٍ) (فِي رِوَايَةٍ)؛ إلا إذا كان هذا اللَّفظُ والروايةُ بعضَ الحديثِ المتقدِّمِ؛ والعُدولُ عن هذَا غلَطٌ.
* فَائِدَةٌ 39: دلَّ قولُ اللهِ تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) على أنَّ الدُّعاءَ عبادةٌ من أربعةِ وجوهٍ:
1 – الأمْرُ بهِ (ادْعُونِي)؛ وكلُّ ما أمَرَ اللهُ به فهو عبادَةٌ.
2 – الوَعْدُ باستِجابَةِ وعْدِ الدَّاعينَ (أَسْتَجِبْ لَكُمْ)؛ ولا تكُونُ الاستجَابةُ إلَّا في مَرْضيٍّ عندَ الله محبُوبٍ له، وكلُّ ما أحبَّهُ الله ورَضِيَه فهُو عِبادةٌ.
3 – التَّصْرِيحُ بذلكَ في قولِه: (عَنْ عِبَادَتِي).
4 – الوَعِيدُ الشَّديدُ في حقِّ مَن عدَلَ عن عبَادةِ الرَّبِّ جلَّ وعلَا واستَكْبَر، بأنَّ الله يُدخِلُه جهنَّمَ دَاخرًا أي: حَقِيرًا.
* فَائِدَةٌ 40: يُطلَقُ الدُّعاء في الشَّرعِ على مَعْنَيَينِ اثنَين:
1 – مَعْنًى عَامٌّ: وهو امتِثالُ خِطابِ الشَّرعِ حُبًّا للهِ وذُلًّا، وهو بهذا الْمَعْنَى يكونُ شاملًا للعبادَةِ كلِّها.
2 – مَعْنًى خَاصٌّ: وهو طلَبُ العبدِ ربَّهُ حُصولَ ما ينْفَعُه ودَوامَه، أو دَفْعَ ما يَضرُّه ورَفْعَه؛ وهو الذِي يُسمِّيه أهلُ العلمِ: دُعاءَ الطَّلَبِ.
* فَائِدَةٌ 41: مِن صُوَرِ الشِّرك في الدُّعاء: أن يَدْعُوَ العبدُ حاضِرًا لا يَقدِر على ذلكَ الشَّيءِ الذي يدعُوهُ فيه؛ لأنَّه مِن خصَائص الرَّبِّ جلَّ وعلا، أو يدعُوَ غائبًا أو ميِّتًا، ويَعتقِد أنَّه ينفَعُ مَن دَعَاهُ أو يضُرُّه؛ كلُّ هذا مِن الشِّرك باللهِ تعالَى.
كما وقَع مِن أهلِ الجاهليَّةِ الأُولَى، الذِين كانُوا يدعُون الأصنامَ ويزعُمُون أنَّها تَشفَعُ لهم عندَ الله تعَالَى، وهي لا قُوَّةَ لها على نفْعِ غيرِها، فَضلًا عن أن تَنْفعَ غَيرَها، ولو أُريدَ بها مَكْرُوهٌ لا تَنْصُر نَفسَها فَضلًا أن تَنْصُر غيرَها؛ ولذلك كان ادِّعاؤُهم بأنَّ هذه الأصنامَ شُفَعاءُ لهم عندَ الله مِن أعظَمِ الجهلِ والضَّلال؛ فقد جَهِلُوا حقيقَةَ الشَّافعِ -الوثَنِ والصَّنمِ-، كما جهِلُوا حقيقَةَ المشفُوعِ إليه وهو الرَّبُّ تبارَكَ وتعَالَى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/21)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[05 - 11 - 10, 01:40 م]ـ
* فَائِدَةٌ 42: للشَّفاعةِ شرطَانِ:
الشَّرْطُ الْأَوَّلُ: إذْنُ الله بالشَّفاعةِ؛ وهذا الإذْنُ نوعانِ:
أَحَدُهُمَا: الإذْنُ القَدرِيُّ بابْتِداءِ الشَّفاعةِ؛ إذا أذِنَ اللهُ بذلك لِمُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، ثمَّ يَتْبَعهُ الشُّفعاءُ.
ثَانِيهِمَا: الإذْنُ الشَّرعيُّ، بصَلاحيَّةِ الشَّافعِ أن يَشْفَع، وأهليَّةِ المشفُوعِ أن يُشفَع له.
الشَّرْطُ الثَّانِي: الرِّضَا عن الشَّافعِ والمشفُوعِ له.
* وقد قصَر بعضُ أهل العلم الرضَا على المشفُوعِ له؛ والذي يدلُّ عليه القرآنُ أنَّ الرضَا شرطٌ في الشَّافعِ والمشفُوعِ له؛ كما قال تعالى: (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى)؛ وحُذِفَ معمول (يَرْضَى) لِيَعُمَّ، فدلَّ هذا على اندراج الشَّافعِ والمَشْفُوعِ له في الرضَا.
فلابُدَّ مِن الرِّضَا عن الشَّافعِ والمَشْفُوعِ له؛ وهذا صريحُ عبارةِ جماعةٍ من الْمُحقِّقينَ، كأَبِي الْعَبَّاسِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ.
* فَائِدَةٌ 43: دلَّ قولُ اللهِ تعالى: (فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) على أنَّ الخوْفَ عبادةٌ من وَجْهَيْنِ:
الْأَوَّلُ: الأَمْرُ بهِ في قولِه: (وَخَافُونِ)، وكلُّ ما أمرَ الله بهِ فهو عبادةٌ.
الثَّانِي: تعليقُ وصْفِ الإيمَانِ علَى ذلك؛ في قولِه: (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
* فَائِدَةٌ 44: أجْمَعُ ما يُقال في قِسْمةِ الخوفِ؛ بأن يُقال: إنَّ الخوفَ يَنْقَسِم إلى قِسْمَين كبِيرَينِ:
الْقِسْمُ الْأَوَّلُ: خَوْفُ العبادَةِ، وهو الذِي ينْطَوِي على تألُّهِ القلْبِ؛ وهذا قسمَانِ:
1 – خَوْفُ الخالقِ، وهو توحِيدٌ.
2 – خوفُ الْمخْلُوقِ، وهو تندِيدٌ.
الْقِسْمُ الثَّانِي: خوفُ العَادةِ، وهو الذِي لا ينطَوِي على معنَى تألُّهِ القلْبِ، بل له أسبَابٌ توجِبُه؛ فالأصلُ فيه الجوازُ؛ إلَّا في حاليْنِ:
1 – أن يكون السَّببُ الْمُخوِّفُ ضَعيفًا؛ كمَن يخافُ مِن هوامِّ الأرض الضَّعيفةِ كالخُنفُساء مثلًا، فهذا جُبنٌ، وحُكمُهُ: الكَراهةُ، إلَّا أن يَتعلَّق بحقِّ الله مع القُدرة عليه فإنَّه يكونُ محرَّمًا.
2 – أن يكُون السَّببُ مُتوهَّمًا لا أصْلَ له؛ كمَن يخافُ من الظَّلامِ، لا لأجْلِ ما قد يكونُ فيه، بل للظَّلام ذاتِه، وهذا يكونُ شِركًا أصغرَ؛ لأنه جعلَ ما ليس بِسَببٍ سَببًا؛ فليسَ الظَّلامُ في نفسِه مُوجبًا للخَوفِ، لكن إن خافَ مِن شيءٍ يَقعُ في أثناء الظَّلام فهذا لا يكُون قادِحًا في توحِيدهِ.
* ويُشترَط في هذا النَّوع: انْتِفاءُ معرفَةِ سببِ التَّخويفِ؛ فإنَّ الإنسانَ قد يخاف من شيء لا يُخوِّف في الأصل لِعَدم معرفتِه به، فإذا لم تُوجد المعرِفةُ لم يكُن هذا مِن جُملةِ الشِّرك الأصغَر.
* فَائِدَةٌ 45: خَوْفُ السِّرِّ الذِي ذكرَه بعضُ أئمَّةِ الدَّعوة النَّجْديةِ؛ كالشَّيْخِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ في تَيْسِيرِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ، ثُمَّ تَبعَه جماعةٌ، لا يُريدُون به -كما فَهِمَه بعضُ أهل العَصْرِ واسْتنكرَه- بأنَّه هو الخوفُ الذِي يقع في الباطِنِ وفَهِمَ مِن (السِّرِّ) باطِنَ الإنسانِ، واعترضَ على ذلك بأنَّ الخوفَ أصْلًا محلُّه الباطنُ.
فإنَّ أئمةَ الدعوةِ لا يُريدُون هذا الْمَعْنَى، وإنَّما الْمُرادُ بالسِّرِّ: القُدرةُ على التأثيرِ؛ كما يعتقِدُه بعضُ أهلِ البدع والخرافةِ في معَظَّميهِم مِن أدعياءِ الأولياءِ، بأن يعتقِدُوا بأنَّ لهم قدرةً على التأثيرِ ولو بَعُدُوا؛ فمثلُ هذا يُقال فيه: خوف السِّرِّ.
* وهذا هو معنى السِّرِّ الذي يُذكَرُ في كلام أهل البدع؛ كما يُقال في دعائهم: (فُلانٌ قدَّس اللهُ سِرَّهُ)، فإن مرادَهم: عظَّم الله تأثيرَه في النَّفع والضُّرِّ.
* والْفُرقان بين دعاءِ أهل السنةِ وأهلِ البدعة في هذا الْمقَام؛ أنَّ أهلَ السنةِ يقولون في حقِّ الميِّتِ الْمُعظَّم: (قدَّس اللهُ رُوحَه) أي: نزَّهها وطَّهرها ورفعَ منزلَتَها؛ وأما أهلُ البدعِ: (فلان قدَّس اللهُ سِرَّهُ) ويُريدون به الْمَعْنَى الذِي تقدَّم.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[05 - 11 - 10, 01:44 م]ـ
* فَائِدَةٌ 46: دلَّ قولُ اللهِ تعالى: (وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) على أنَّ التَّوكُّلَ عبادةٌ من وَجْهَيْنِ:
الْأَوَّلُ: الأَمْرُ بهِ في قولِه: (وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا).
الثَّانِي: تعليقُ وصْفِ الإيمَانِ علَيْهِ؛ في قولِه: (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
* فَائِدَةٌ 47: إذا اقتَرنَ الخوفُ بالعملِ فهو: رَهْبَةٌ؛ وإذا اقترن الخوفُ بالعِلمِ فهو: خَشْيةٌ، وإذا اقترنَ الخوفُ بالخضُوع والذلِّ فهو: [خُشُوعٌ]؛ فتجتَمِع في الخوفِ الذِي هو هرُوبُ القلْبِ إلى اللهِ ذُعرًا وفزَعًا، ثم يتزَايدُ بعضُها عن بعضٍ بشيْءٍ مِن الأوصافِ يتغيَّر به حَقيقةُ الشيءِ.
* فَائِدَةٌ 48: ذكر ابْنُ الْقَيِّمِ في مَدَارِجِ السَّالِكِينَ أنَّ إنابةَ الخلقِ إلى ربِّهم تَنقَسِم إلى نَوعَيْنِ:
1 – إِنَابَةٍ إِلَى رُبُوبِيَّتِهِ؛ بالإقرارِ به رَبًّا مُدبِّرا رازِقًا محْيِيًا مُمِيتًا، وهذا مما تجتمِعُ عليه كلمةُ النَّاس جميعًا.
2 – إِنَابَةٍ إِلَى أُلُوهِيَّتِهِ؛ وهذا هو حظُّ أهلِ الإيمَانِ، فهم الذينَ يُنِيبُون إلى ربِّهم عزَّ وجلَّ تَألِيهًا وتعظِيما وتذَلُّلا له سبحَانهُ وتعالَى.
* فَائِدَةٌ 49: مِن قواعِدِ العبَادةِ: أنَّ العبَادةَ إذا تَعلَّقت بالقَلْبِ عَظُمَتْ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/22)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[05 - 11 - 10, 01:45 م]ـ
* فَائِدَةٌ 50: قولُ القائلِ: (يَا مُعِينُ أَعَنِّي) لا يجوزُ؛ لأنَّه ليسَ مِن أسماءِ الله: (الْمُعِين)؛ وقد نقلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ الإجماعَ على عدمِ جوازِ دُعاءِ الصِّفةِ كالرَّحمةِ والكرَمِ؛ وإذا كانَ هذا في الصِّفَةِ الْمَبْنِيَّةِ على التَّوْقِيفِ فما بَالُكَ بما كان جاريًا مَجْرَى الخبَر كالْمُعِينِ والذَّاتِ والشَّيْءِ والْمَوْجُودِ.
* فَائِدَةٌ 51: دلَّ قولُ اللهِ تعالى: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ) على أنَّ الاسْتِغاثةَ عبادةٌ من وَجْهَيْنِ:
الْأَوَّلُ: مدْحُ الْمُؤْمنينَ بهذَا؛ إذْ أخبرَ اللهُ تعالَى عنهُم بأنَّهم استغَاثُوا بهِ؛ في قولِه: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ)، ومَدْحُ العاملِ على عَمَلِه مُؤْذِنٌ بكَوْنِ العمَلِ محبُوبًا عندَ اللهِ، وكلُّ ما أحبَّهُ اللهُ فهو عبادَةٌ.
الثَّانِي: ترتيِبُ الِاستجابَةِ عليهَا؛ في قولِه: (فَاسْتَجَابَ لَكُمْ).
* فَائِدَةٌ 52: دلَّ قولُ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ: (لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ) على أنَّ الذَّبحَ عِبادةٌ: أنَّ الله ذمَّ مَن ذبَحَ لغيرِهِ بِلَعْنِه؛ فدَلَّ هذا على مَدْحِ مَن ذبَحَ تقرُّبًا إلى اللهِ.
* فَائِدَةٌ 53: استشْكَل جمَاعةٌ مِن أهل العِلْمِ الاسْتِدلالَ بقول الله تعالَى: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) على أنَّ النذْرَ عبادةٌ؛ لأنَّ الْمحَلَّ الْمَجْعُولَ هو الوفاءُ بالنَّذرِ، أمَّا عقْدُ النَّذْرِ نَفْسُه فليسَ بعبَادةٍ، حتَّى بلغَ القولُ بِبعضِهم -كما هو اختيَارُ شَيْخِ الْإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ- إلى أنَّ النذرَ محرَّمٌ، وجمهورُ العلماءِ على أنَّه مكروهٌ.
وإذا قيلَ: إنَّه مكروهٌ أو محرَّمٌ؛ فإنَّ ذلك يُشْكِلُ جدًّا على عدِّ النَّذرِ عِبَادةً، لأنَّ العِبَادةَ لا تخرُجُ -حالَ الطَّلب- على كَونِها واجبَةً أو مُستحبَّةً.
والمُختَارُ الذي تجتَمِعُ به الأدلَّةُ: أنَّ النذرَ يكُونُ عبادةً بشُروطٍ ثلاثةٍ:
1 – أن يكُونَ مُتعلِّقا بنَفْلٍ لا واجبٍ؛ فمَن نذرَ أن يصُومَ رمضانَ لم يكُن نذرُه عِبادةً يُمدح بها.
2 – أن يكونَ النَّذرُ معيَّنا غيرَ مُبهمٍ؛ لأنَّه إذا أُبْهِم لم يكن قُربة ففيهِ الكفَّارةٌ.
3 – أن لا يكُونَ هذا النَّذرُ مُعلَّقا في مُقابلِ نِعمةٍ، بل يكونُ مُطلَقًا مُرسلًا لا على وجْهِ العِوَضِ.
قال الشَّيْخُ صَالِحُ الْعَصِيمِيُّ جَامعًا هذهِ الشُّروطَ:
النَّذْرُ نَفْلُهُ بِلَا تَعْلِيقِ ***** مُعَيَّنًا عِبَادَةٌ تَحْقِيقِي
* فَائِدَةٌ 54: القدْرُ الواجبُ مِن معرفةِ الربِّ جلَّ وعلا يرجِعُ إلى أربعةِ أصُولٍ:
الْأَصْلُ الْأَوَّلُ: مَعرِفةُ وجُودِه؛ فتُؤمِن به موجُودًا غيرَ معدُومٍ.
الْأَصْلُ الثَّانِي: مَعرِفةُ ربُوبيَّتِه؛ فتُؤْمِنُ به رَبًّا له الأفعَالُ الكاملَةُ.
الْأَصْلُ الثَّالِثُ: مَعرِفةُ ألوهيته؛ فتؤمِنُ به إلَهًا معبُودا مُستحِقًّا للعبَادةِ، لا يَستحِقُّها سِواهُ.
الْأَصْلُ الرَّابِعُ: مَعرِفةُ أسمائِه وصفَاتِه؛ فتؤمِنُ بما أثْبَتَ اللهُ عزَّ وجل لنفسِهِ أو أثبتَهُ له رسُولُه صلَّى الله عليه وسلَّم مِن الأسماءِ والصِّفات.
وهذه الأصُولُ الأربعَةُ جامِعةٌ للقَدْرِ الواجبِ على الْمُسلِم مِن معرفةِ الرَّبِّ جلَّ وعلَا.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[05 - 11 - 10, 01:49 م]ـ
* فَائِدَةٌ 55: لا يصحُّ وصْفُ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بِـ: الشَّارِعِ أو الْمُشَرِّعِ؛ لأنَّ مَن تدبَّر آياتِ القُرآن التِي وردَ فيهَا ذِكْرُ الشَّرْعِ؛ ليس فيها نِسْبةُ الشَّرعِ لغيرِ اللهِ، فيُستَنبَطُ منها: أنَّ التَّشْرِيعَ حقٌّ للهِ وحْدَه؛ فمَن قال: شَرَعَ لنَا رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كذا وكَذَا؛ فقد أخطَأَ.
قال الشَّيْخُ صَالِحُ الْعَصِيمِيُّ:
الشَّرْعُ حَقُّ اللهِ دُونَ رَسُولِهِ **** مَنْ طَالَعَ الْقُرْآنَ دَلِيلَهَا وَجَدْ
فَمَا أَتَى فِي الذِّكْرِ قَطُّ: مُشَرِّعٌ **** أَحْكَامَنَا غَيْرُ الْوَاحِدِ الْأَحَدْ
وإذَا كان هذا مَمنُوعًا في حقِّ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فمَنْعُه في حقِّ غيرِه أَوْلَى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/23)
* فَائِدَةٌ 56: كان أهلُ العلمِ إذا ختمُوا الكتابَ، وتبيَّن لهم فَوْتٌ لم يقرؤُوه؛ رجَعُوا إلى قرَاءتِه.
وَمِنْ طَرِيفِ مَا يُذْكَرُ: ما اتَّفقَ مِن هذا لِلْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ؛ أنَّه قرأ صَحِيحَ مُسْلِمٍ على بعضِ الحُفَّاظِ، فلمَّا انتهَى منهُ كان بعْضُ مَن حَضرَ الكتابَ إلى آخرِه قد فاتَهُ شيءٌ يسِيرٌ مِن أوَّله، فرَغِبُوا مِن الْحَافِظِ أن يُعِيدَ قراءتَه، فأعَاد؛ فلمَّا فرغَ منه طلَبَ آخرُ فاتَهُ شَيءٌ يسِيرٌ أن يُعيدَه؛ قال الْحَافِظُ: فانتَهتْ قرَاءتِي حِينَئذٍ إلى قولِ الأعْرَابيِّ في كِتَابِ الْإِيمَانِ مِن صَحِيحِ مُسْلِمٍ: (وَاللهِ لَا أَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ وَلَا أَنْقُصُ)، فطلب بَعضُ الحاضِرينَ مِن الْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ أن يُواصلَ قِراءتَه لأجْل فَوْتٍ فاتَهُ، فقال: (وَاللهِ لَا أَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ وَلَا أَنْقُصُ).
* فَائِدَةٌ 57: الْإِحْسَانُ: إتقَانُ الباطِنِ والظَّاهرِ بعبَادةِ اللهِ في مقَامِ الْمُشَاهدَةِ أو الْمُراقَبةِ.
* فَائِدَةٌ 58: القدْرُ الواجِبُ مِن معرفةِ دِين الإسلَامِ يرجِعُ إلى ثلاثةِ أصُولٍ:
الْأَصْلُ الْأَوَّلُ: الِاعْتِقَادُ؛ وجِمَاعُهُ: أصُولُ الإيمانِ السِّتةِ.
الْأَصْلُ الثَّانِي: التَّرْكُ؛ وجِمَاعهُ: أصُولُ المحرَّماتِ، وهيَ الخمْسُ الكبرى التِي اتَّفقت عليها الْمِلَلُ جميعًا، وهي: الفوَاحشُ والإثمُ والبغيُ والشِّركُ والقولُ على اللهِ بغير علمٍ.
الْأَصْلُ الثَّالِثُ: الْفِعْلُ؛ وفعلُ العبدِ نوعانِ:
1 – فِعْلُهُ مع ربِّه، وجِمَاعُه: شرَائعُ الإسلامِ الظَّاهرةِ اللَّازمةِ له؛ كالطَّهارةِ والصَّلاة والصِّيامِ.
2 – فِعْلُه معَ غيرِه، وجِمَاعهُ: آدابُ المُعاشَرةِ والْمُعامَلةِ مع الْمَخلُوقِينَ.
* وتفصِيلُ كلِّ ما يجِبُ على كلِّ واحدٍ مِن النَّاس: اختلَفَ فيه أهلُ العلمِ اختِلافًا كثِيرًا، ويَعْسُر ضبطُه لاختلافِ النَّاس في أسبَابِ إيجَابِ العلمِ -كما ذكَر ابْنُ الْقَيِّمِ في مِفْتَاحِ دَارِ السَّعَادَةِ-.
ولكنْ؛ ضابِطُ العلمِ الواجبِ هو أنَّ كلَّ ما وجَبَ على الْمُسْلم ِالعَملُ به يَجبُ عليهِ أن يُقدِّم العلمَ به؛ كما اختَارهُ الْقَرَافِيُّ في الْفُرُوقِ، وابْنُ الْقَيِّمِ في مِفْتَاحِ دَارِ السَّعَادَةِ، ومُحَمَّدُ عَلِي بْنُ حُسَيْنٍ الْمَالِكِيُّ في تَهْذِيبِ الْفُرُوقِ.
* فَائِدَةٌ 59: لنَبيِّنا مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أسماءٌ كثِيرةٌ؛ وكثرَةُ الأسماء دالة على شرف المسمى، فكان من شرَفِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أن يكُونَ له مِن الأسماءِ ما ليسَ لغيرِهِ مِنَ الأنبِياءِ فَضْلًا عمَّن دُونَهُم مِن الخلقِ.
وقَد أُفردَ سَرْدُ أسمَائه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بمصنَّفاتٍ عدَّةٍ، منها: كِتَابٌ لِلْعَلَّامَةِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، اللغَويِّ المشهُورِ.
* فَائِدَةٌ 60: أشْهَرُ أسمَاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وأعظمُها وأفضَلُها -في أصحِّ قولَيْ أهلِ العلمِ-: هو (مُحَمَّدٌ) الاسمُ الذي سمَّاه به أهلُه، ونزَلَ به القرآنُ الكريمُ، وبعدهُ: (أَحْمَدُ)، فما دُونَه مِن الأسماء على حدٍّ سواءٍ.
* فَائِدَةٌ 61: اختلَف أهلُ العلمِ في اسم (قُرَيْشٍ)، فقيل: النَّضْرُ بْنُ كِنَانَةَ، فكلُّ مَن كان مِن نَسْلِه: قُرَشِيٌّ، وقيل: فِهْرُ بْنُ مَالِكٍ.
والقَوْلُ الأوَّلُ: أظهَرُ وأصحُّ.
* فَائِدَةٌ 62: تنْقَسمُ العرَبُ إلى قِسْمينِ:
1 – الْعَرَبُ البَائِدةُ؛ كـ: عَادٍ وثَمُودَ وجُرْهُمَ، في قبائلَ تِسعٍ انقضَتْ وانتَهَت مِن قبائلِ العرَب.
2 – الْعَرَبُ البَاقِيَةُ، وهم طَائفتَانِ:
1 - الْعَرَبُ الْمُسْتَعْرِبَةُ، ويُقال لهَا: الْعَدْنَانِيَّةُ.
2 - الْعَرَبُ الْعَارِبَةُ، ويُقال لها: الْقَحْطَانِيَّةُ.
وكِلَا هاتَيْنِ الطَّائفتَيْنِ هي مِن ذريَّةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الخَليلِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، وهو قولُ جماعةٍ مِن الْمُحقِّقينَ مِن الْمُتقَدِّمين والمُتأخِّرين، منهم: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، والزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، والْبُخَارِيُّ، وابْنُ حَجَرٍ في فَتْحِ الْبَارِي، والْإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، والْعَلَّامَةُ ابْنُ بَازٍ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/24)
قال الشَّيْخُ صَالِحُ الْعَصِيمِيُّ في مَعَاقِدِ الْأَنْسَابِ:
وَانْسُبْ جَمِيعَ الْعُرْبِ لِلذَّبِيحِ **** عَدْنَانَ مَعْ قَحْطَانَ فِي الصَّحِيحِ
فَهْوْ أَبُو قَحْطَانَ فِي قَوْلٍ علِيّ **** دَلِيلُهُ عِنْدَ الْبُخَارِي مُنْجَلِي
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[05 - 11 - 10, 01:55 م]ـ
* فَائِدَةٌ 63: يَنْقَسِم وَحْيُ البعثِ إلى قِسْمينِ:
1 – وَحْيُ النُّبوَّةِ.
2 – وَحْيُ الرِّسَالَةِ.
* فَائِدَةٌ 64: هجْرُ الأصنَامِ وسَائرِ الأوثَانِ يرجِعُ إلى أربعَةِ أصُولٍ:
1 – تَرْكُ تِلكَ الأوثانِ وَأَهْلِهَا.
2 – البرَاءةُ منها وَأَهْلِهَا؛ وفِي البَرَاءةِ: زِيادةٌ على التَّركِ.
3 – عَدَاوتُها وَأَهْلِهَا.
4 – فِرَاقُها وَأَهْلِهَا؛ وفي الفِراقِ قَدرٌ زائِدٌ على العدَاوةِ.
* فَائِدَةٌ 65: ينْبغِي أن يُنْفقَ العَبْدُ في التَّوحيدِ وقْتًا عظِيمًا، مُتعَلِّما ومُعلِّما؛ ولهذا كُرِّر الأمرُ على النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بتعلُّمِ التَّوحيدِ بعدَ هِجرَتِه إلى الْمَدينَةِ فقيلَ له: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)؛ وقد استنبَطَ إمامُ الدَّعوةِ مِن هذه الآيةِ في بعضِ رسَائلِه: الدَّلالةَ على جلالةِ التَّوحيدِ؛ حيثُ أُمر النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -وهو الذِي أقامَ في مكَّةَ ثلاثَ عشْرَةَ سنةً يدعُو النَّاسَ إلى التَّوحيدِ- أُمر بأن يَحْرِصَ على تعلُّمِ التَّوحيدِ.
فَمَا عليهِ فِئَامٌ مِن النَّاس مِن التَّهاوُن بأمْرِ التَّوحيدِ، وقولِهم: (التَّوحيدُ فَهِمْناهُ)، هو كما قال إمَامُ الدَّعْوَةِ في كَشْفِ الشُّبُهَاتِ: (وأمَّا قولُهم: التَّوْحِيدُ فَهِمْنَاهُ، فمِن أكبَرِ الجَهْلِ ومِن مكايِدِ الشَّيطانِ).
* فَائِدَةٌ 66: لا يُرادُ بتعلُّمِ التَّوحيدِ مُجرَّدُ المسائلِ التي تُذكَر في كتُبِه، وأرْفَعُ من ذلكَ: الِالتِفَاتُ إلى الحقَائقِ القَلبِيَّةِ بزيَادتِها وإنْصَاعِها وطَردِ كلِّ شائبَةٍ عنهَا.
* فَائِدَةٌ 67: أُمِر العَبدُ بأن تكُونَ آخرُ كلمةٍ مِن كلامهِ هي كَلمةَ التوحيدِ عند احْتِضَارِه، ولا يُوَفَّقُ إلى اللَّهَجِ بهذه الكلمةِ عند الِاحتِضَار إلَّا مَن امتلأَ قلبُه بإجْلَال التَّوحيدِ وتعظِيمِه؛ فإنَّ القُلوبَ ساعةَ الاحتِضَار تُعْصَرُ كما تُعصَرُ الآنيَةُ، فيَخْرُجُ ما فيهَا؛ فإذا عُصِرَ القَلْبُ وكان مليئًا بالتَّوحيدِ خرَجَ التَّوحِيدُ على لسَانِ المُتكلِّمِ؛ ولهذا كان النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يقولُ في ساعةِ الاحتِضار -مُعْلِنًا كمالَ التَّوحيدِ-: (بَلِ الرَّفِيقُ الأَعْلَى، بَلِ الرَّفِيقُ الأَعْلَى، بَلِ الرَّفِيقُ الأَعْلَى) مُعلِنًا الاسْتِغناءَ عنِ المَخَاليقِ، والفزعَ إلى ربِّهم جلَّ وعلَا.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[05 - 11 - 10, 01:57 م]ـ
* فَائِدَةٌ 68: تُطْلقُ (أُمُّ الْكِتَابِ) على معْنَيَينِ:
1 – مَعْنًى عَامٌّ، وهو اللَّوحُ الْمَحفُوظُ.
2 – مَعْنًى خَاصٌّ، وهي سورةُ الفَاتحَةِ؛ سُمِّيَت كذلك لأنَّها أجَلُّ ما في اللَّوْحِ الْمَحفُوظِ مِن كلامِ الرَّبِّ جلَّ وعلَا.
* فَائِدَةٌ 69: الهجْرَةُ في صَدْرِ الإسلامِ هِجرتَانِ:
1 – هِجْرةٌ مِن بلَدِ الخَوْفِ إلى بلَدِ الأمْنِ؛ وهيَ الهجرَةُ الأُولَى التي خرَج فيهَا بعضُ أصحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم من مكَّةَ متحوِّلين إلى الحبشَةِ؛ تحتَ حُكْمِ الْملِكِ العادِلِ: النَّجَاشِيِّ.
2 – هِجْرةٌ مِن بلَدِ الكُفْرِ إلى بَلَدِ الإسْلَامِ؛ وهيَ التي اتَّفقَت للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وأصحابِه بالخرُوجِ من مكَّةَ إلى المَدينَةِ بعدَمَا اشتَدَّ عليه أذَى قُرَيْشٍ.
* فَائِدَةٌ 70: القَدْرُ الواجِبُ مِنْ معْرِفَة النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، يرجِعُ إلى أربعةِ أصُولٍ:
الْأَصْلُ الْأَوَّلُ: مَعْرِفَةُ اسمِه الأوَّلِ (مُحَمَّدٍ) صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم؛ فلا يَضُرُّ الْمُسْلمَ الجهلُ ببقيَّةِ نَسَبِهِ.
الْأَصْلُ الثَّانِي: مَعْرِفَةُ أنَّه لم يكُن مَلِكًا مِن ملُوكِ الأَرْضِ، ولا مَلَكًا مِن ملائكَةِ الرَّحمنِ؛ بل كانَ بشَرًا اصطَفاهُ اللهُ واجتَباهُ، وأنزَل عليه الكتَابَ، وفضَّله بالرِّسالةِ.
الْأَصْلُ الثَّالِثُ: مَعْرِفَةُ أنه جاءنَا بالبَيِّنَاتِ والهدَى ودِينِ الحقِّ.
الْأَصْلُ الرَّابِعُ: مَعْرِفَةُ أنَّ الذِي دلَّ على صِدْقِه هو كتَابُ اللهِ.
* فَائِدَةٌ 71: الطَّاغُوتُ [علَى] صيغَة مِن صِيَغ الْمبَالغةِ؛ كالْمَلَكُوتِ والجَبَرُوتِ؛ وأحسَنُ ما قِيلَ في تَعْريفِه: (ما تجاوَزَ به العبْدُ حدَّهُ مِن معبُودٍ أو متبُوعٍ أو مُطاعٍ) وهذا التَّعْرِيفُ ذكرَهُ ابْنُ الْقَيِّمِ في أوائل كتابه إِعْلَامِ الْمُوَقِّعِينَ.
قال الشَّيْخُ صَالِحُ الْعَصِيمِيُّ:
وَفَسِّرِ الطَّاغُوتَ مَا تَجَاوَزَا **** بِهِ الْعُبَيْدُ حَدَّهُ مُجَاوِزًا
مَعْبُودًا اَوْ مَتْبُوعًا اَوْ مُطَاعَا **** مُحَقَّقًا مِنَ الْإِعْلَامِ ذَاعَا
أَنْوَاعُهُ ثَلَاثَةٌ تُشَاعُ: **** عِبَادَةٌ وَطَاعَةُ اتِّبَاعُ
* فَائِدَةٌ 72: يَجوزُ في قولِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (وَذُِرْوَةُ سَنَامِهِ) كَسْرُ الذَّالِ الْمُعْجمةِ وضَمُّهما، وهما لغَتانِ مشْهُورتَانِ، وذكر بعْضُ المُتأخِّرِين –كالشُّمُنِّي- لُغةً ثالثَةً وهيَ الفَتْحُ؛ فتكونُ على هذه اللُّغةِ مُثَلَّثًا: مَكْسُورًا ومَضْمُومًا ومَفْتُوحًا؛ إلَّا أنَّ الكَسْرَ والضَّمَّ أشْهرُ؛ وكأنَّ الفَتْحَ لُغةٌ رَدِيئةٌ؛ إذْ لم يذْكُرْهَا إلَّا بَعضُ المُتأخِّرينَ.
* فَائِدَةٌ 73: كلَّما كُرِّرت مسَائلُ التَّوحيدِ كان ذلك أنفَعَ للعبْدِ؛ فإنَّها تزدَادُ تحرِيرًا وبيَانًا، كما نَصَّ على هذا المَعْنَى شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ في الْقَاعِدَةِ الْجَلِيلَةِ فِي التَّوَسُّلِ وَالْوَسِيلَةِ.
وَهَذَا آخِرُ مَا قَيَّدْتُهُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/25)
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[05 - 11 - 10, 02:21 م]ـ
* فَائِدَةٌ 31: ذهب جماعَةٌ مِن أهلِ العِلمِ إلى أنَّ مِن معانِي الرَّبِّ: المَعْبُودَ؛ مِن هؤلاء: الْقُرْطُبِيُّ، والسُّيُوطِيُّ في مُعْتَرَكِ الْأَقْرَانِ.
* ودلائِلُ اللُّغةِ على خلافِ هذَا القولِ؛ فإنَّ الرَّبَّ لا يُعرَفُ في لسَانِ العرَبِ بمَعْنَى الْمَعْبُودِ.
بارك الله فيك، فوائد رائقة رائعة، نفع الله بك وبالشيخ صالح.
**
قول الشاعر:
أرب يبول الثعلبان برأسه ** لقد زل من بالت عليه الثعالب
أليس معنى الرب هنا المعبود، وبوركت.
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[05 - 11 - 10, 03:27 م]ـ
ددر تشد لها الرحال ..
جزاك الله الخيرات أخي التوناني, ونفع الله بالشيخ المتقن العصيمي ..
ـ[ابو صلاح السلفي]ــــــــ[05 - 11 - 10, 04:09 م]ـ
جزاك الله خيراً ياليت تضعها في ملف وورد حتى يتم تحميلها.
ـ[عبدالرحمن على عبدالفتاح]ــــــــ[05 - 11 - 10, 04:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا00أين الدرس الصوتى لهذه الدرر؟ .. بارك الله فيك , ونفع بك.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[06 - 11 - 10, 09:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على مروركم.
تَقْرِيرَاتِ الشَّيْخِ صَالِحِ الْعصيمِيِّ عَلَى شَرْحِ ثَلَاثَةِ الْأُصُولِ لِلْعَلَّامَةِ ابْنِ بَازٍ ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=5837)
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[06 - 11 - 10, 11:06 ص]ـ
جزيت خيرا
وبارك الله في الشيخ وفقه لكل خير
ليتكم تضعون المادة في ملف مستقل للفائدة
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[06 - 11 - 10, 12:06 م]ـ
جزاك الله خيراً ياليت تضعها في ملف وورد حتى يتم تحميلها.
جزيت خيرا
وبارك الله في الشيخ وفقه لكل خير
ليتكم تضعون المادة في ملف مستقل للفائدة
هَذَا مَا طَلَبْتُمُوهُ:
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 12:08 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب / زكرياء توناني.
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[06 - 11 - 10, 12:21 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي زكريا
ننتظر اتحافنا بالمزيد من الفوائد الموجودة بالكناشة التونانية -ابتسامة -
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[06 - 11 - 10, 12:23 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي زكريا
ننتظر اتحافنا بالمزيد من الفوائد الموجودة بالكناشة التونانية -ابتسامة -
يوجد الكثير -ولله الحمد- ولكن يحتاج إلى تنسيقٍ يليقُ بملتقى أهل الحديث.
جزاكم الله خيرا أخي أبا همام، وأخي أبا عبد الرحمن؛ على مروركم.
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 02:55 م]ـ
لمثل هذا يُرحل، جزاكَ الله خيراً، وباركَ فيكَ.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 05:02 م]ـ
* فَائِدَةٌ 56: كان أهلُ العلمِ إذا ختمُوا الكتابَ، وتبيَّن لهم فَوْتٌ لم يقرؤُوه؛ رجَعُوا إلى قرَاءتِه.
وَمِنْ طَرِيفِ مَا يُذْكَرُ: ما اتَّفقَ مِن هذا لِلْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ؛ أنَّه قرأ صَحِيحَ مُسْلِمٍ على بعضِ الحُفَّاظِ، فلمَّا انتهَى منهُ كان بعْضُ مَن حَضرَ الكتابَ إلى آخرِه قد فاتَهُ شيءٌ يسِيرٌ مِن أوَّله، فرَغِبُوا مِن الْحَافِظِ أن يُعِيدَ قراءتَه، فأعَاد؛ فلمَّا فرغَ منه طلَبَ آخرُ فاتَهُ شَيءٌ يسِيرٌ أن يُعيدَه؛ قال الْحَافِظُ: فانتَهتْ قرَاءتِي حِينَئذٍ إلى قولِ الأعْرَابيِّ في كِتَابِ الْإِيمَانِ مِن صَحِيحِ مُسْلِمٍ: (وَاللهِ لَا أَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ وَلَا أَنْقُصُ)، فطلب بَعضُ الحاضِرينَ مِن الْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ أن يُواصلَ قِراءتَه لأجْل فَوْتٍ فاتَهُ، فقال: (وَاللهِ لَا أَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ وَلَا أَنْقُصُ).
[/ INDENT][/INDENT]
أيها الإخوة، هل أحد يعرف مصدر هذه الفائدة؟
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 10:56 م]ـ
فوائد عظيمة جداً
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[06 - 11 - 10, 11:34 م]ـ
بارك الله في الإخوة.
أنا معْجَبٌ جدًّا بالشَّيخ صالح العَصيمي؛ فكلامُه قويٌّ متينٌ، ليسَ فيه حشْوٌ وركاكةٌ.
ـ[فايز أحمد الشافعي]ــــــــ[07 - 11 - 10, 08:17 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[أبو معاوية الأثري الجزائري]ــــــــ[07 - 11 - 10, 12:53 م]ـ
جزاكَ الله خيراً، وباركَ فيكَ.
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[07 - 11 - 10, 01:58 م]ـ
أخي زكرياء توناني نفع الله بك وبالشيخ صالح العصيمي ..
سؤال: أشكل علي قولك الشيخ صالح بن عبدالله العصيمي .. مع ما أعرف عن الشيخ المحقق صالح بن مقبل العصيمي وهو من أقضل من حقق كتاب التحقيق والإيضاح لمسائل الحج والعمرة لإبن باز.
فَائِدَةٌ 62: تنْقَسمُ العرَبُ إلى قِسْمينِ:
1 – الْعَرَبُ البَائِدةُ؛ كـ: عَادٍ وثَمُودَ وجُرْهُمَ، في قبائلَ تِسعٍ انقضَتْ وانتَهَت مِن قبائلِ العرَب.
2 – الْعَرَبُ البَاقِيَةُ، وهم طَائفتَانِ:
1 - الْعَرَبُ الْمُسْتَعْرِبَةُ، ويُقال لهَا: الْعَدْنَانِيَّةُ.
2 - الْعَرَبُ الْعَارِبَةُ، ويُقال لها: الْقَحْطَانِيَّةُ.
وكِلَا هاتَيْنِ الطَّائفتَيْنِ هي مِن ذريَّةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الخَليلِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، وهو قولُ جماعةٍ مِن الْمُحقِّقينَ مِن الْمُتقَدِّمين والمُتأخِّرين، منهم: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، والزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، والْبُخَارِيُّ، وابْنُ حَجَرٍ في فَتْحِ الْبَارِي، والْإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، والْعَلَّامَةُ ابْنُ بَازٍ.
ايضاً أشكل علي بأن العرب العاربة والمستعربة من ذرية إسماعيل عليه السلام. كيف ذلك؟
محمد صلى الله عليه وسلم من عرب عاربة من نسل عدنان، وذكر سبب التعريب لمن كان من ذرية إسماعيل العدنانية، قال ذلك فضيلة الشيخ صالح المغامسي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/26)
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[07 - 11 - 10, 03:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[07 - 11 - 10, 06:39 م]ـ
يوجد الكثير -ولله الحمد- ولكن يحتاج إلى تنسيقٍ يليقُ بملتقى أهل الحديث.
جزاكم الله خيرا أخي أبا همام، وأخي أبا عبد الرحمن؛ على مروركم.
نحن بانتظارها أخي الحبيب
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[07 - 11 - 10, 06:52 م]ـ
أ
ايضاً أشكل علي بأن العرب العاربة والمستعربة من ذرية إسماعيل عليه السلام. كيف ذلك؟
محمد صلى الله عليه وسلم من عرب عاربة من نسل عدنان، وذكر سبب التعريب لمن كان من ذرية إسماعيل العدنانية، قال ذلك فضيلة الشيخ صالح المغامسي
بل من عرب مستعربة؛ وقولُك: (وذكر سببَ التَّعريب ..... ) يدلُّ على ذلك.
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[07 - 11 - 10, 07:39 م]ـ
أخي زكرياء توناني نفع الله بك وبالشيخ صالح العصيمي ..
سؤال: أشكل علي قولك الشيخ صالح بن عبدالله العصيمي .. مع ما أعرف عن الشيخ المحقق صالح بن مقبل العصيمي وهو من أقضل من حقق كتاب التحقيق والإيضاح لمسائل الحج والعمرة لإبن باز.
الشيخُ المتفنّن / صالحُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ حَمَدٍ العُصَيميُّ، صاحب البرامجِ العلميَّةِ كـ (الدرس الواحد) و (اليوم الواحد) و (التعليم المستمر) و (تيسير العلم) وهي مبثوثة في الملتقى، والشيخ من عُتيبةَ.
وأما الشيخ صالح بن مقبل العصيمي فمن تميم.
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 08:41 ص]ـ
بل من عرب مستعربة؛ وقولُك: (وذكر سببَ التَّعريب ..... ) يدلُّ على ذلك.
نعم بارك الله فيك
محمد صلى الله عليه وسلم من عرب مستعربة وليس عاربة، وإنما كان سبق كتابة وخطأ مني، والدليل أني كما ذُكر، أنني ذكرت سبب ذكر الشيخ للتعريب.
لكن لا زال الإشكال قائم كيف يكون عرب مستعربة وعاربة من نسل إسماعيل عليه السلام
عرب مستعربة فهمناها لكن كيف تأتي معها عاربة فهذا مشكل.!!
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 08:44 ص]ـ
الشيخُ المتفنّن / صالحُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ حَمَدٍ العُصَيميُّ، صاحب البرامجِ العلميَّةِ كـ (الدرس الواحد) و (اليوم الواحد) و (التعليم المستمر) و (تيسير العلم) وهي مبثوثة في الملتقى، والشيخ من عُتيبةَ.
وأما الشيخ صالح بن مقبل العصيمي فمن تميم.
أحسن الله إليك وأزال عنك كل غمه .. نعم صالح بن مقبل عصيمي تميمي
ولي الشرف والسعد في معرفة صالح بن عبدالله العصيمي العتيبي.
ـ[عبد الرحمن بن أبي جمرة]ــــــــ[08 - 11 - 10, 01:51 م]ـ
فوائد نفيسة، حفظ الله الشيخ وبارك فيه ونفع بعلمه.
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[08 - 11 - 10, 03:01 م]ـ
أين أجد أشرطة دروس
الشيخ على الشبكة؟
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[08 - 11 - 10, 03:14 م]ـ
بارك الله فيكم.
فوائدُ قيِّمةٌ.
وهذا أبو عمرو، وذاك أبو عبد الإله؛ فافترقا كنيةً وأباً وقبيلةً.
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[08 - 11 - 10, 03:28 م]ـ
بارك الله فيكم
ممكن تجميعهم في ملف ورد
ـ[أبو تميم التميمي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 04:05 م]ـ
المشاركة الأصلية بواسطة زكرياء توناني http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/buttons/viewpost.gif (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1400925#post1400925)
* فَائِدَةٌ 31: ذهب جماعَةٌ مِن أهلِ العِلمِ إلى أنَّ مِن معانِي الرَّبِّ: المَعْبُودَ؛ مِن هؤلاء: الْقُرْطُبِيُّ، والسُّيُوطِيُّ في مُعْتَرَكِ الْأَقْرَانِ.
* ودلائِلُ اللُّغةِ على خلافِ هذَا القولِ؛ فإنَّ الرَّبَّ لا يُعرَفُ في لسَانِ العرَبِ بمَعْنَى الْمَعْبُودِ.
بارك الله فيك، فوائد رائقة رائعة، نفع الله بك وبالشيخ صالح.
**
قول الشاعر:
أرب يبول الثعلبان برأسه ** لقد زل من بالت عليه الثعالب
أليس معنى الرب هنا المعبود، وبوركت.
قال شيخنا العصيمي في آخر شرحٍ له على ثلاثة الأصول وأدلتها، عند قول شيخ الإسلام رحمه الله (والرب هو المعبود)، قال: أي: هو المستحق أن يكون معبودًا. فليس هذا تفسيرًا للفظ (الرب) فإن لفظ (الرب) لا يُطلق في لسان العرب على إرادة المعبود في أصح قولي أهل اللغة، ولكن تقدير الكلام: والرب هو المستحق أن يكون معبوداً وذلك للأمر بالعبادة في قوله (اعبدوا ربكم) مع ذكر الموجب للاستحقاق وهو التفرد بالربوبية المذكور في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الآية، فإن الإقرار بالربوبية يستلزم الإقرار بالألوهية كما بينه ابن كثير فيما نقله المصنف في معنى كلامه في التفسير فصار مقصود المصنف ههنا: بيان استحقاق الله للعبادة وأن موجب الاستحقاق كونه ربًا، ومن كان ربًا وجب أن يكون معبودًا. ا. هـ
هذا كلامه مفرَّغاً لم أتصرَّف فيه.
وفقكم الله.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[08 - 11 - 10, 05:10 م]ـ
بارك الله فيكم
ممكن تجميعهم في ملف ورد
لقد جمعتُ الفوائد في الوورد، كما في المشاركة رقم: 20.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1401740&postcount=20
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/27)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[08 - 11 - 10, 05:11 م]ـ
قال شيخنا العصيمي في آخر شرحٍ له على ثلاثة الأصول وأدلتها، عند قول شيخ الإسلام رحمه الله (والرب هو المعبود)، قال: أي: هو المستحق أن يكون معبودًا. فليس هذا تفسيرًا للفظ (الرب) فإن لفظ (الرب) لا يُطلق في لسان العرب على إرادة المعبود في أصح قولي أهل اللغة، ولكن تقدير الكلام: والرب هو المستحق أن يكون معبوداً وذلك للأمر بالعبادة في قوله (اعبدوا ربكم) مع ذكر الموجب للاستحقاق وهو التفرد بالربوبية المذكور في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الآية، فإن الإقرار بالربوبية يستلزم الإقرار بالألوهية كما بينه ابن كثير فيما نقله المصنف في معنى كلامه في التفسير فصار مقصود المصنف ههنا: بيان استحقاق الله للعبادة وأن موجب الاستحقاق كونه ربًا، ومن كان ربًا وجب أن يكون معبودًا. ا. هـ
هذا كلامه مفرَّغاً لم أتصرَّف فيه.
وفقكم الله.
يا أبا تميمٍ، وأين زكاةُ الشَّرحِ؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[08 - 11 - 10, 05:13 م]ـ
أين أجد أشرطة دروس
الشيخ على الشبكة؟
في البث الإسلامي المباشر، يوجد بها أكثر من 300 كتاب قد علَّقَ عليه الشيخ.
http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&tid=14
ـ[أبو تميم التميمي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 09:06 م]ـ
يا أبا تميمٍ، وأين زكاةُ الشَّرحِ؟
إذا بلغ النصاب!
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[09 - 11 - 10, 10:26 ص]ـ
إذا بلغ النصاب!
فوائد الشَّيْخِ من ذَهَبٍ؛ ولذلك ينبغي أن تُؤَدِّيَ زكاتَها إذا بلغَت عِشْرين مِثْقالًا (فَائدةً)!
ـ[أبو تميم التميمي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 01:17 م]ـ
فوائد الشَّيْخِ من ذَهَبٍ؛ ولذلك ينبغي أن تُؤَدِّيَ زكاتَها إذا بلغَت عِشْرين مِثْقالًا (فَائدةً)!
الذهبُ الخالص لا يُهان لهوَان حامله ومستخرجه، فلا يميزه ولا يُحسن حسابه، وعلى المزكِّي أن يُدرك هذا ويعرفه حقَّ المعرفة كيما يُخطئ الحساب!.
قال شيخنا العصيمي وفقه الله: أهم ما ينبغي معرفته:
1 - معرفة حقائق العبادات.
2 - معرفة كيفية دلالة الدليل على أن هذا عبادة دون غيره.
3 - معرفة أن ما يجعل منها تقربا لغير الله فهو شرك وتنديد.
وهذه المعارف قلَّ في كلام كثير من شراح ثلاثة الأصول، لأن الانشغال بشيء فوق المقصود يُضيعه، فالانشغال بتفسير الآية كلها أو بيان وجوه إعرابها، غير مقصود في تصنيف هذا الكتاب، والمقصود هو بيان حقيقة العبادة وكيفية كون ما ذُكر هو من العبادات بدليله. ا. هـ
وفقكم الله
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[09 - 11 - 10, 01:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 04:39 م]ـ
* فَائِدَةٌ 02: ذكَر ابنُ بِشْر في عُنْوَانِ الْمَجْدِ؛ أنَّ إمام الدعوةِ لَمَّا تعاقدَ مع أميرِ الدِّرعيَّةِ مُحَمَّدِ بْنِ سُعُودٍ؛ أخذ عليه أن يُلزِمَ أهلَ الدِّرعيةِ بتعلُّم ثلاثةِ الأصُولِ.
وكان رحمه الله يكتُبُ إلى جميعِ النَّواحِي مِن أهلِ البُلدانِ أن يَسألُوا النَّاسَ عن هذه الأصُولِ الثَّلاثةِ في كلِّ مسجِدٍ بعدَ صلاة الصُّبْحِ أو بين العِشَاءيْنِ.
بوركتم.
وللفائدة:
قرات في وصية أحد المهتمين في العلم والميسوري الحال في بريدة - الشيخ علي المطلق- كما ذكرها صالح العمري في كتابه (علماء آل سليم وتلامذتهم) ومن ضمن الوصية قال:
وعشرة الآلاف مصحف، وعشرة الآلاف ثلاثة الأصول.
أي بطباعتها وتوزيعها.
فرحمهم الله تعالى رحمة واسعة.
ـ[أبو تميم التميمي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 05:06 م]ـ
استدراك: وأنا أعِدك أيُّها المفضال زكي توناني متى بلغتُ النصاب، ووفقني الله لنشرهِ (مثلك) أن لا أدع شاردة ولا واردة إلا بثثتُها، بل هو من مقاصد طلب العلم، جعلني الله وإيَّاك منهم.
ولا أُخفيك أن شيخنا العصيمي كثيرًا ما يُحيل إلى الكتاب الذي منه جاءت دررك في شرحه على ثلاثة الأصول وأدلتها، ولا أعلم عنه شيئاً حتى يسَّر الله بك معرفة الكتاب وشرحه، مصحوبة بكنوز مستخرجة بلا كلفة ومؤونة، فجزاك الله كل خير.
وفقكم الله
ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[10 - 11 - 10, 09:20 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
بارك الله لك في وقتك وجهدك ونفع بك، وبرجاء رفع الدروس على موقع الأرشيف بصورة مرتبة؛ لأنها تقريباً غير مرتبة على البث المباشر
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[10 - 11 - 10, 09:37 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
بارك الله لك في وقتك وجهدك ونفع بك، وبرجاء رفع الدروس على موقع الأرشيف بصورة مرتبة؛ لأنها تقريباً غير مرتبة على البث المباشر
دروس الشيخ في برنامج الدرس الواحد لا تحتاج إلى ترتيب؛ ?ن كل درسٍ يحتوي على كتاب مستقل، إلا ما كان من شرح بعض الكتب التي يعقد فيها الشيخ مجلسَين أو ثلاثة.
ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[10 - 11 - 10, 09:50 ص]ـ
دروس شرح ثلاثة الأصول على الرابط الذي وضعته 6 دروس للكتاب، وحملت الدرس الأول وجدته رقم 3،، هل الخطأ عندي!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/28)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[10 - 11 - 10, 10:06 ص]ـ
لا أذكر ترتيبها، وهي 6 روابط، ولكنها في الحقيقة 3 مجالس، استمع ?وائل كل درس ورتِّبْهُ.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[13 - 11 - 10, 01:13 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
الله يبارك فيك وفي الشيخ العصيمي يا أخي زكرياء
فلا نزال نستفيد من مشاركاتكم منذ القدم
زادك الله وحرصا وَ عُد
:)
ـ[محمد أبو عائشة]ــــــــ[13 - 11 - 10, 02:43 ص]ـ
بارك الله فيكم،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[19 - 11 - 10, 11:53 ص]ـ
يُرفع؛ للفَائدةِ ....(67/29)
عشر ذي الحجة فضائلها والأعمال المستحبة فيها
ـ[ابوعامر الحربي]ــــــــ[05 - 11 - 10, 02:32 م]ـ
http://www.mezan.net/forum/salam/1.gif
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده … وبعد:
فمن فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم للطاعات، يستكثرون فيها من العمل الصالح، ويتنافسون فيها فيما يقربهم إلى ربهم، والسعيد من اغتنم تلك المواسم، ولم يجعلها تمر عليه مروراً عابراً. ومن هذه المواسم الفاضلة عشر ذي الحجة، وهي أيام شهد لها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا، وحث على العمل الصالح فيها؛ بل إن لله تعالى أقسم بها، وهذا وحده يكفيها شرقاً وفضلاً، إذ العظيم لا يقسم إلا بعظيم
وهذا يستدعي من العبد أن يجتهد فيها، ويكثر من الأعمال الصالحة، وأن يحسن استقبالها واغتنامها. وفي هذه الرسالة بيان لفضل عشر ذي الحجة وفضل العمل فيها، والأعمال المستحبة فيها. نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الاستفادة من هذه الأيام، وأن يعيننا على اغتنامها على الوجه الذي يرضيه
بأي شيء نستقبل عشر ذي الحجة؟
حري بالسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة، ومنها عشر ذي الحجة بأمور:
1 - التوبة الصادقة:
فعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ([النور:31].
2 - العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام:
فينبغي على المسلم أن يحرص حرصاً شديداً على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة، ومن عزم على شيء أعانه الله وهيأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل، ومن صدق الله صدقه الله، قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) العنكبوت
3 - البعد عن المعاصي:
فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته، وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه÷ فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق من النار فأحذر الوقوع في المعاصي في هذه الأيام وفي غيرها؟ ومن عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل.
فاحرص أخي المسلم على اغتنام هذه الأيام، وأحسن استقبالها قبل أن تفوتك فتندم، ولات ساعة مندم.
فضل عشر ذي الحجة1
- أن الله تعالى أقسم بها:
وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، قال تعالى (وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ). والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح.2 -
أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره:
قال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) [الحج:28] وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس.
3 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها افضل أيام الدنيا:
فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فضل أيام الدنيا أيام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب ([رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني]
4 - أن فيها يوم عرفة:
ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً، وقد تكلمنا عن فضل يوم عرفة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه في رسالة (الحج عرفة (0
5 - أن فيها يوم النحر:
وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء، قال صلى الله عليه وسلم (أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر) [رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني].
6 - اجتماع أمهات العبادة فيها:
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره).
فضل العمل في عشر ذي الحجة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/30)
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) [رواه البخاري].
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكرت له الأعمال فقال: ما من أيام العلم فيهن أفضل من هذه العشرـ قالوا: يا رسول الله، الجهاد في سبيل الله؟ فأكبره. فقال: ولا الجهاد إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل الله، ثم تكون مهجة نفسه فيه) [رواه أحمد وحسن إسناده الألباني].
فدل هذان الحديثان وغيرهما على أن كل عمل صالح يقع في أيام عشر ذي الحجة أحب إلى الله تعالى من نفسه إذا وقع في غيرها، وإذا كان العمل فيهن أحب إلى الله فهو أفضل عنده. ودل الحديثان أيضاً على أن العامل في هذه العشر أفضل من المجاهد في سبيل الله الذي رجع بنفسه وماله، وأن الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة تضاعف من غير استثناء شيء منها.
من الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة
إذا تبين لك أخي المسلم فضل العمل في عشر ذي الحجة على غيره من الأيام، وأن هذه المواسم نعمة وفضل من الله على عباده، وفرصة عظيمة يجب اغتنامها، إذ تبين لك كل هذا، فحري بك أن تخص هذه العشر بمزيد عناية واهتمام، وأن تحرص على مجاهدة نفسك بالطاعة فيها، وأن تكثر من أوجه الخير وأنواع الطاعات، فقد كان هذا هو حال السلف الصالح في مثل هذه المواسم، يقول أبو ثمان النهدي: كانوا ـ أي السلف ـ يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم.
ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها ويكثر منها في هذه الأيام ما يلي:
1 - أداء مناسك الحج والعمرة.
وهما افضل ما يعمل في عشر ذي الحجة، ومن يسر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) [متفق عليه].
والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم يخالطه إثم من رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصالحات والخيرات.
2 - الصيام:
وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة، بل هو من أفضلها، وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدره، فقال سبحانه في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) [متفق عليه].
وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه فقال: (صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده) [رواه مسلم].
وعليه فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح فيها. وقد ذهب إلى استحباب صيام العشر الإمام النووي وقال: صيامها مستحب استحباباً شديداً.
3 - الصلاة:
وهي من أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً، ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة، وعليه أن يكثر من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضل القربات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) [رواه البخاري].
4 - التكبير والتحميد والتهليل والذكر:
فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) [رواه أحمد]. وقال البخاري ك كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرها. وقال: وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً. وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً.
ويستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفع صوته به، وعليه أن يحذر من التكبير الجماعي حيث لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من السلف، والسنة أن يكبر كل واحد بمفرده.
5 - الصدقة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/31)
وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها فقال: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) [البقرة:254]، وقال صلى الله عليه وسلم (ما نقصت صدقة من مال) [رواه مسلم].
وهناك أعمال أخرى يستحب الإكثار منها في هذه الأيام بالإضافة إلى ما ذكر، نذكر منها على وجه التذكير ما يلي:
قراءة القرآن وتعلمه ـ والاستغفار ـ وبر الوالدين ـ وصلة الأرحام والأقارب ـ وإفشاء السلام وإطعام الطعام ـ والإصلاح بين الناس ـ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ وحفظ اللسان والفرج ـ والإحسان إلى الجيران ـ وإكرام الضيف ـ والإنفاق في سبيل الله ـ وإماطة الأذى عن الطريق ـ والنفقة على الزوجة والعيال ـ وكفالة الأيتام ـ وزيارة المرضى ـ وقضاء حوائج الإخوان ـ والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ـ وعدم إيذاء المسلمين ـ والرفق بالرعية ـ وصلة أصدقاء الوالدين ـ والدعاء للإخوان بظهر الغيب ـ وأداء الأمانات والوفاء بالعهد ـ والبر بالخالة والخالـ وإغاثة الملهوف ـ وغض البصر عن محارم الله ـ وإسباغ الوضوء ـ والدعاء بين الآذان والإقامة ـ وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة ـ والذهاب إلى المساجد والمحافظة على صلاة الجماعة ـ والمحافظة على السنن الراتبة ـ والحرص على صلاة العيد في المصلى ـ وذكر الله عقب الصلوات ـ والحرص على الكسب الحلال ـ وإدخال السرور على المسلمين ـ والشفقة بالضعفاء ـ واصطناع المعروف والدلالة على الخير ـ وسلامة الصدر وترك الشحناء ـ وتعليم الأولاد والبنات ـ والتعاون مع المسلمين فيما فيه خير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وهنا من اراد المزيد والفائده
http://saaid.net/mktarat/hajj/h1.jpg (http://saaid.net/mktarat/hajj/h10.htm)
http://saaid.net/twage3/131.gif
http://saaid.net/twage3/162.gif
http://saaid.net/twage3/163.gif
ـ[أبو حمزة الدمشقي]ــــــــ[05 - 11 - 10, 02:47 م]ـ
أخي أباعامر ..
بارك الله فيك ونفع بك.
اللهم أعنا على اغتنام هذه العشر(67/32)
هل الاستيلاء من معانى الاستواء؟
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[05 - 11 - 10, 03:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
هل صح فى اللغة أن الاستيلاء من معانى الاستواء؟
فمن المعلوم أننا نفرق بين دلالات اللفظ فى اللغة وبين مراد المتكلم من اللفظ فلعل اللفظ له أكثر من معنى فى اللغة لكن المتكلم يقصد معنى معينا من هذه المعانى وهذا المعنى المراد يُعرف بالقرائن أو السياق أو تصريح المتكلم بمقصوده من اللفظ وهكذا ..
الغرض المقصود هل الاستيلاء من معانى الاستواء لغة ولكن هذا المعنى غير مراد ... أم ان الستيلاء ليس من معانى الاستواء أصلا ...
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو يوسف السكندري]ــــــــ[06 - 11 - 10, 04:08 ص]ـ
أما هؤلاء الاشاعرة فقد استدلوا ببيت لشاعر نصرانى نص بعض علماء اللغة على عدم عربيته جنسا لكنى لاأذكر بعض من نص على ذلك الان فعسانى اذكره قريبا بإذن الله أما مستند هؤلاء الاشاعرة وغيرهم من المعطلة فلادليل غير هذا
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[06 - 11 - 10, 10:31 ص]ـ
أما هؤلاء الاشاعرة فقد استدلوا ببيت لشاعر نصرانى نص بعض علماء اللغة على عدم عربيته جنسا لكنى لاأذكر بعض من نص على ذلك الان فعسانى اذكره قريبا بإذن الله أما مستند هؤلاء الاشاعرة وغيرهم من المعطلة فلادليل غير هذا
لعله انتقل ذهنُك إلى بيتٍ للأخطل النصراني، وهو شاهدٌ للأشاعرة -فيما زعموا- على مسألة الكلام لا على الاستواء.
والشاهد الذي أشرتَ إليه هو قول الشاعر الذي لا يُعرَف:
قد استوى بشرٌ على العراق **** من غير سيف أو دم مهراقِ
* وقد أجاب عنه العلامة ابن عثيمين جوابًا بديعا في شرح الواسطية.
* وأما بيت الأخطل النصراني، فهو:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما **** جُعل اللسان على الفؤاد دليلا
ويُروى: (إن البيان لفي الفؤاد ... ).
وحكى ابن قدامة عن ابن الخشاب أنه اطلع على ديوان الأخطل القديم ولم يجد فيه هذا البيت.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 10:44 ص]ـ
هذه كتب اللغة بين أيدينا , من قال من العرب أن الإستواء بمعنى الإستيلاء
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[06 - 11 - 10, 12:11 م]ـ
هذه كتب اللغة بين أيدينا , من قال من العرب أن الإستواء بمعنى الإستيلاء
ذكره ابن منظور في لسان العرب!!!؛ واحتج له بالبيت الذي لا يُعرَف قائلُه!!!
ووجود الكلمة في المعاجم لا يعني صحَّتها عربيَّةً.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 12:19 م]ـ
انت تعرف عقيدة ابن منظور , و كيف نميز بين صحة الكلمة عربيا , هل نحتاج لسند؟ و هل كل بيت يجب أن يكون متصل الإسناد إلى قائله؟ ومن ليس له إلمام بلغة العرب ألا يستعمل المعاجم حتى يكون ناقدا؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[06 - 11 - 10, 12:25 م]ـ
أظن أن هذه المسألة قد بُحِثَت في الملتقى من قبلُ.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[06 - 11 - 10, 12:26 م]ـ
انت تعرف عقيدة ابن منظور , و كيف نميز بين صحة الكلمة عربيا , هل نحتاج لسند؟ و هل كل بيت يجب أن يكون متصل الإسناد إلى قائله؟ ومن ليس له إلمام بلغة العرب ألا يستعمل المعاجم حتى يكون ناقدا؟
لا تظنَّ فِيَّ أنني أقول إن الاستيلاء من معاني: الاستواء!!
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[06 - 11 - 10, 12:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الذهبيُّ في كتابِ العرش:-
((
فصل
الدليل على أن الله تعالى فوقَ العرش، فوقَ المخلوقات، مباينٌ لها، ليس بداخل في شيء منها، على أن علمه في كل مكان.
الكتاب، والسنة، وإجماع الصحابة، والتابعين، والأئمة المهديين.
[الأدلة من القرآن]
أما الكتاب:
فقوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}.
وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} في ستة مواضع.
1 - قال البخاري في صحيحه: قال مجاهد:
"استوى: علا على العرش".
2 - وقال إسحاق بن راهويه: سمعت بشر بن عمر قال: سمعت غير واحد من المفسرين يقول: " {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} أي ارتفع".
3 - وقال محمد بن جرير الطبري في قوله {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَن}:"أي علا وارتفع".
4 - وقال أبو عبيدة: "أي صعد".
ذكره البغوي في تفسيره.
5 - وقال الفراء: {ثُمَّ اسْتَوَى} أي صعد، قاله ابن عباس وهو كقولك: الرجل كان قاعداً ثم استوى قائما".
رواه عنه البيهقي في الصفات له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/33)
6 - وروى الدارقطني، عن إسحاق الكاذي قال: سمعت أبا العباس ثعلبا يقول في:
{اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}: "علا،
واستوى الوجه: اتصل،
واستوى القمر: امتلأ،
واستوى زيد وعمرو: تشابها،
واستوى إلى السماء: أقبل.
هذا الذي نعرف من كلام العرب"
7 - وقال داود بن علي: كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال: "ما معنى قوله: {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} "؟. قال: "هو على عرشه كما أخبر. فقال: با أبا عبد الله إنما معناه استولى. فقال: "اسكت لا يقال استولى على الشيء حتى يكون له مضاد فإذا غلب أحدهما قيل: استولى".
8 - وقال محمد بن أحمد بن النضر سمعت ابن الأعرابي صاحب اللغة يقول: أرادني ابن أبي دؤاد أن أطلب له في بعض لغات العرب ومعانيها {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} بمعنى استولى. فقلت: "والله ما يكون هذا ولا أصبته".
9 - وقال أبو العالية الرياحي: " {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} أي ارتفع".
نقله البخاري عنه في صحيحه.
10 - ورواه محمد بن جرير الطبري في تفسيره عن الربيع بن أنس عنه.
11 - وقال البغوي فيه: قال ابن عباس وأكثر مفسري السلف: ارتفع إلى السماء.
12 - وقال الخليل بن أحمد في {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء}: "ارتفع إلى السماء". رواه أبو عمر بن عبد البر في شرح الموطأ له.
وقال تعالى: {إِلِيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيّبُ}.
{إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}.
{بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ}.
{يَخَافُونَ رَبَّهُم مِنْ فَوْقِهِم}.
{يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيهِ}.
{أَأَمِنتُمْ مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأّرضَ}.
{ذِي الْمَعَارِجِ. تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ}.
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ. أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا}.
يعني: أظن موسى كاذباًَ أن إلهه في السماء، ولو لم يكن موسى عليه السلام يدعوه إلى إله في السماء لما قال هذا؛ إذ لو كان موسى قال له: إن الإله) الذي أدعوك إليه، ليس في السماء، لكان هذا القول من فروعون عبثاً، ولكان بناؤه القصر جنوناً.
))
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[06 - 11 - 10, 01:46 م]ـ
ذكر شيخ المفسرين الطبري رحمه الله أن الاستيلاء من معاني الاستواء عند قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
ثم قال بعدها: وأوْلى المعاني بقول الله جل ثناؤه:"ثم استوى إلى السماء فسوَّاهن"، علا عليهن وارتفع، فدبرهنّ بقدرته، وخلقهنّ سبع سموات .. الخ كلامه رحمه الله.
وقد أنكر ابن الأعرابي رحمه الله مجيئه بمعنى الاستيلاء والقصة ذكرها الحافظ في الفتح.
وهذه مشاركة قديمة لي تلخص الرد: المعترض على قوله الملك استولى ليته يبين أين موطن الخلل في العبارة .. مع العلم أن اعتراض الأئمة على تفسير الاستواء بالاستيلاء هو من وجهين أولهما أنه لم يرد في اللسان العربي وهذا قد يعكره ما نقله ابن جرير عن بعضهم .. والثاني أن الاستواء إذا فسر بالاستيلاء وكان الاستيلاء على العرش حاصلا بعد خلق السموات والأرض فحينئذ يكون العرش في فترة ممتنعا ليس في ملك الله ثم استولى عليه وهذا يلزمهم ... إلا إذا سفسطوا وتفذلكوا وذكروا أن ثم قد تأتي ولا يراد بها الترتيب ..
والمقصود هنا ما هو الخلل في قول القائل على الملك استولى إذا جردت من حرف العطف ثم؟
أنا أرى أنه لا خلل في العبارة بغض النظر عن قصد قائلها ومعتقده وإنما الحكم هنا على هذه الجملة لا غير.
ينظر هنا .. http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84135
والله أعلم.
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[06 - 11 - 10, 04:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا
حتى لو قلنا أن الاستيلاء من معانى الاستواء فهذا لايلزم منه انه مراد فى لسا ن الشارع اذ اللفظ يأتى فى اللغة وتتعدد دلالاته فمثلا كلمة رب تأتى بمعن السيد و الصاحب والمدبر وتأتى بمعانى أخرى فهل يصح أن يقال فى قول فرعون "أنا ربكم الأعلى" أنه يقصد أنا سيدكم لأنها تصح لغة!!!!
فلا اشكال عندى ان يكون الإستيلاء من معانى الاستواء فى اللغة
لكن هل قال بذلك أحد قبل الطبرى أو بعده
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[07 - 11 - 10, 06:05 م]ـ
قبحا لم نبذ الكتاب وراءه @@@@ واذا استدل يقول قال الأخطل
لا يعرف في اللغة أن استوى بمعنى استولى اما قول استوى بشر على العراق .. فيرد عليه بالبيت السابق
بل معانيها تدور في ارتفع وعلا وصعد واستقر
ولو افترض انها بمعنى الاستيلاء فهذا يلزم منه أن العرش لم يكن ملكا لله ثم استولى عليه
سبحانك ربي هذا بهتان عظيم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[08 - 11 - 10, 01:40 م]ـ
قبحا لم نبذ الكتاب وراءه @@@@ واذا استدل يقول قال الأخطل
لا يعرف في اللغة أن استوى بمعنى استولى اما قول استوى بشر على العراق .. فيرد عليه بالبيت السابق
لكنَّ بيتَ شَيْخِ الإسلام ابن تيمية -فيما نُسِبَ إليه- ذكره إشارةً لبيتِ الأخْطَلِ في الكلامِ لا في الاستواءِ.
فهل نُسِبَ: (قد استوى بشر على العراق) إلى الأخطلِ أيضًا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/34)
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[08 - 11 - 10, 04:45 م]ـ
.
فهل نُسِبَ: (قد استوى بشر على العراق) إلى الأخطلِ أيضًا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم، نسب إلى الأخطل بارك الله فيك،والناسب أحد علمائهم،وفي كتبهم أيضاً.
ولا أذكر الكتاب،ورفع الله قدرك.
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 05:38 م]ـ
وهذا قد يعكره ما نقله ابن جرير عن بعضهم ..
لا يعكره ... بل يزيدك يقينا بعدم صحة هذا المعنى وإليك النقل من تفسير الطبري قال رحمه الله (ومنها. الاحتياز والاستيلاء، كقولهم: استوى فلان على المملكة. بمعنى احتوى عليها وحازَها.) ولكنه لم ينسبه إلى أحد يعرف وإنما ذكره هكذا ولا عبرة فيه ..
)
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 05:42 م]ـ
ابن جرير قد نقل القول , وهل نقل القول يلزم منه أن صاحبه يعتقد ذلك القول؟
الجواب لا
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 05:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم، نسب إلى الأخطل بارك الله فيك،والناسب أحد علمائهم،وفي كتبهم أيضاً.
ولا أذكر الكتاب،ورفع الله قدرك.
قال ابن كثير في التعقيب علي هذا البيت: (هذا البيت تستدل به الجهمية علي أن الاستواء بمعني الاستيلاء، وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه وليس في بيت هذا النصراني حجة ولا دليل علي ذلك، ولا أراد الله عز وجل باستوائه علي عرشه استيلاءه عليه، ولا نجد أضعف من حجج الجهمية، حتى أداهم الإفلاس من الحجج إلي بيت هذا النصراني المقبوح) انظر البداية والنهاية 9/ 295
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[08 - 11 - 10, 05:50 م]ـ
قال شيخ الاسلام رحمه الله في الفتاوى 5/ 146
ثم استوى بشر على العراق ... من غير سيف ولا دم مهراق ...
ولم يثبت نقل صحيح أنه شعر عربى وكان غير واحد من أئمة اللغة أنكروه وقالوا انه بيت مصنوع لايعرف فى اللغة وقد علم انه لو احتج بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحتاج الى صحته فكيف ببيت من الشعر لا يعرف اسناده وقد طعن فيه أئمة اللغة وذكر عن الخليل كما ذكره ابو المظفر فى كتابه الافصاح قال سئل الخليل هل وجدت فى اللغة استوى بمعنى استولى فقال هذا ما لا تعرفه العرب ولا هو جائز فى لغتها وهو امام فى اللغة على ما عرف من حاله فحينئذ حمله على ما لا يعرف حمل باطل
الثامن أنه روى عن جماعة من أهل اللغة أنهم قالوا لا يجوز استوى بمعنى استولى الا فى حق من كان عاجزا ثم ظهر والله سبحانه لا يعجزه شىء والعرش لا يغالبه فى حال فامتنع أن يكون بمعنى استولى فاذا تبين هذا فقول الشاعر ... ثم استوى بشر على العراقلفظ مجازى لا يجوز حمل الكلام عليه الا مع قرينة تدل على ارادته واللفظ المشترك بطريق الاولى ومعلوم أنه ليس فى الخطاب قرينة أنه أراد بالآية الاستيلاء
وأيضا فأهل اللغة قالوا لا يكون استوى بمعنى استولى الا فيما كان منازعا مغالبا فاذا غلب أحدهما صاحبه قيل استولى والله لم ينازعه أحد فى العرش فلو ثبت استعماله فى هذا المعنى الأخص مع النزاع فى ارادة المعنى الأعم لم يجب حمله عليه بمجرد قول بعض أهل اللغة مع تنازعهم فيه وهؤلاء ادعوا أنه بمعنى استولى فى اللغة مطلقا والاستواء فى القرآن فى غير موضع مثل قوله استويت أنت ومن معك على الفلك واستوت على الجودى لتستووا على ظهوره وفى حديث عدى أن رسول الله أتى بدابته فلما وضع رجله فى الغرز قال بسم الله فلما استوى على ظهرها قال الحمد لله
التاسع أنه لو ثبت أنه من اللغة العربية لم يجب أن يكون من لغة العرب العرباء ولو كان من لفظ بعض العرب العرباء لم يجب أن يكون من لغة رسول الله وقوله ولو كان من لغته لكان بالمعنى المعروف فى الكتاب والسنة وهو الذى يراد به ولا يجوز أن يراد معنى آخر
العاشر أنه لو حمل على هذا المعنى لأدى الى محذور يجب تنزيه بعض الأئمةعنه فضلا عن الصحابة فضلا عن الله ورسوله فلو كان الكلام فى الكتاب والسنة كلاما نفهم منه معنى ويريدون به آخر لكان فى ذلك تدليس وتلبيس ومعاذ الله أن يكون ذلك فيجب أن يكون استعمال هذا الشاعر فى هذا اللفظ فى هذا المعنى ليس حقيقة بالاتفاق بل حقيقة فى غيره ولو كان حقيقة فيه للزم الاشتراك المجازى فيه واذا كان مجازا عن بعض العرب أو مجازا اخترعه من بعده أفتترك اللغة التى يخاطب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[08 - 11 - 10, 07:12 م]ـ
الأخوين أبا حمزة وأبا عبدالبر بارك الله فيكما .. محل البحث هل ثمة قائل بأن الاستواء يأتي في العربية بمعنى الاستيلاء أم لا وإذا ثبت أنه يأتي فمن قال بذلك؟
وليس الغرض ذكر ما يعتقده ابن جرير رحمه الله فهو قد أظهره في مشاركتي آنفا أنه اختار العلو والارتفاع.
وحينئذ فينظر إلى نقله فالنقل الذي نقله إنما هو عن لسان العرب فيما ذكر فقد قال: الاستواء في كلام العرب منصرف على وجوه ... إلى أن قال ومنها الاحتياز والاستيلاء. فليراجع عند الآية المذكورة من سورة البقرة.(67/35)
فوائد من سلسلة الإيمان بالقضاء والقدر للشيخ عبد الرحمن المحمود
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[05 - 11 - 10, 07:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
المحاضرة الأولى:
- (تاريخ إنكار القدر)
1 - بداية إنكار القدر: وقع فى عهد الصحابة على يد (غلاة القدرية) الذين أنكروا علم الله، ومن ثم أنكروا باقى المراتب، ورد عليهم الصحابة واشتد نكيرهم عليهم.
2 - ثم ظهرت طائفة أخرى أثبتت علم الله وأنكرت الإرادة ونشأ على إثر ذلك مقالة المعتزلة (العبد له إرادة مستقلة ويخلق أفعاله) وهؤلاء هم (القدرية).
3 - على الضد نشأت طائفة (الجبرية) على رأسهم الجهم بن صفوان فأنكر إرادة العبد وقدرته.
- (علاقة القدر بالشرع عند الجبرية والمعتزلة:
المعتزلة عظموا الأمر والنهى، فترتب على ذلك جعل إرادة العبد مستقلة وأنه مسؤول مسئولية تامة عن أفعاله، فمرتكب الكبيرة مخلد فى النار.
أما الجبرية فإنكارهم لإرادة العبد جعلهم لم يحاسبوه فى باب الأمر والنهى، فترتب عن ذلك ضلالهم فى مسألة الإيمان (الإرجاء) فالإيمان عندهم هو المعرفة ومن عرف ربه فهو مؤمن كامل الإيمان وإن لم يمتثل للأمر والنهى ويدخل الجنة.)
4 - فى أواخر القرن الثالث وبداية الرابع ظهرت الأشاعرة والماتريدية.
(الأشعرية):أنشأ أبو الحسن الأشعرى نظرية (الكسب)،ملخصها: أن للعبد قدرة غير مؤثرة فى فعله، وأن الفعل لا يُنسب إليه، وهذا نع إيمانهم بمراتب القدر الأربعة ... لكن قولهم هذا ينتهى لقول الجبرية.
(الماتريدية):قالوا للعبد إرادة مستقلة، ويخلق فعله.
فقيل لهم: هذا هو قول المعتزلة.
قالوا: لا، نثبت أيضاً إرادة الله، لكن هناك علاقة بين الإرادتين، لا موجودة ولا معدومة يفعلها العبد مستقلة عن إرادة الله.
يُلاحظ على هاتين الفرقتين أن تصورهم لتلك المسألة غير واضح وأقوالهم تنتهى إما إلى الجبرية أو المعتزلة.
5 - تبنت الصوفية المعاصرة قول الجبرية، وقالوا إن العبد لا يؤمن بمقام الربوبية إلا بعد شهود القدر والسير معه حيث سار.
والماركسية تعتبر أن الإنسان مجبور مكبل بنظم الحياة.
6 - تعريف القضاء والقدر:
القضاء لغة: يدل على إحكام الأمر وإتقانه وإنفاذه لجهته،
ويأتى بمعنى الأمر (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه)
الحكم (فاقض ما أنت قاض)
الإنهاء (وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر ... )
الإعلان (وقضينا إلى بنى إسرائيل فى الكتاب ... )
الموت (فوكزه موسى فقضى عليه ... )
القدر: لغة: يدل على مبنى الشىء ونهايته.
معناهما فى الاصطلاح: علم الله الأزلى بالأشياء قبل وقوعها،
وكتابته وإرادته لذلك،
ثم خلقه لذلك على وصف ما علم وكتبه وأراده.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[05 - 11 - 10, 08:58 م]ـ
المحاضرة الثانية.
-المعتزلة الذين أثبتوا علم الله وأنكروا المشيئة والخلق فى حق الله وأثبتوهما للعبد، يفترض فى إيمانهم بالعلم أن يكون هذا معارضاً لما أنكروه، لذا قال أئمة السلف: (ناظروا القدرية بالعلم، فإن أنكروه كفروا،وإن أقروا به خُصموا).
إذا أثبتّ علم الله، فهل فعل العبد وحريته فى الاختيار تمكنه من الخروج عن علم الله، هل يستطيع أن يخالف علم الله؟
فسيقول:لا، بل ما فى العلم الأزلى يقع.
فيُقال له: فما فائدة إرادة العبد وحريته إذن؟
لأن العبد مهما اختار فلن يخرج عن علم الله أبداً.
-التقادير المتعلقة بالعلم والكتابة:
1 - التقدير العام: المذكور عند خلق القلم.
2 - التقدير على البشر (أهل الجنة وأهل النار) عموماً حين كانوا فى ظهر آدم حين أخذ منهم الميثاق.
3 - التقدير المتعلق بكل شخص: عند أول تخليق النطفة فى رحم أمه .... فيسمى التقدير العمرى.
4 - التقدير السنوى الذى يكون فى ليلة القدر، تقدير كل ما يجرى فى هذه السنة إلى ليلة القدر التالية.
5 - التقدير اليومى: (كل يوم هو فى شأن)
قال عليه الصلاة والسلام: (من شأنه أن يغفر ذنباً ويفرج كرباً ويرفع قوماً ويخفض آخرين).
-عدل الله وتنزيهه عن الظلم:
1 - لكمال أسمائه وصفاته.
2 - لكمال غناه عن خلقه،وبالتالى فلا يحتاج أن يظلم العباد.
3 - لأن الله أخبرنا أنه ليس بظلام للعبيد.
-تعليل أفعال الله،وأن أفعال الله لحكمة أرادها:
اختلفت الطوائف على أقوال:
قول الأشعرية والجهمية: إيجاد الخلق والأمر والنهى،لا لعلة وإنما لمحض المشيئة وفرط الإرادة.
قول المعتزلة والرافضة: أن هذا لحكمة، وهذه لحكمة مخلوقة منفصلة عن الله ترجع إلى العبد.
قول أهل السنة: أن فعله لحكمة أرادها هو سبحانه.
- لا ينسب الشر إلى الله بوجه من الوجوه:
ما يوجد فى مخلوقات الله من شر ينظر إليه بثلاثة أمور:
1 - ما كان منسوباً إلى الله من الصفات وقضائه وقدره، فيُقطع بأنه خير.
2 - الشر يقع فى بعض المخلوقات المنفصلة عنه لكن لا ينسب إلى الله،كلدغ العقرب،فمع كون العقرب ولدغه مخلوقين إلا أن اللدغ لا ينسب إلى الله.
3 - ليس فى مخلوقات الله من شر محض، لأن الله لا يخلق شراً محضاً، وإنما شراً نسبياً.
فخلق إبليس (مادة الشر فى العالم) وإغوائه للكفار وتزيينه قتال المؤمنين ليس شراً محضاً، لأن بذلك القتال يقع الخير للمؤمنين بالجهاد والنصر أو الشهادة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/36)
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[05 - 11 - 10, 09:31 م]ـ
المحاضرة الثالثة.
-مذهب أهل السنة والجماعة أن الله لا يجب عليه فعل أصلاً، بل الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، خلافاً للمعتزلة الذين أوجبوا على الله الفعل كما أوجبوا عليه أن يفعل ما هو أصلح للعباد، وهذا باطل،لأن لو فعل ذلك لهدى الناس جميعاً لكن اقتضت حكمته هذا الاختلاف.
-مسألة الاستطاعة وهل للعبد قدرة؟
اختلفت الطوائف:
قول الجبرية: ليس للعبد قدرة، لا قبل الفعل ولا أثناء الفعل.
قول المعتزلة: إن الله مكن العبد من الاستطاعة، وهذه قبل الفعل، أى أنه يستطيع أن يفعل الشىء أو ضده، فيمكنه أن يطيع ويمكنه أن يعصى.
قول الأشاعرة: ليس للعبد استطاعة لا قبل الفعل ولا بعده، وإنما تكون مع الفعل، فالقدة توفيق من الله وهداية، وما يقع من العبد سموه كسباً.
قول أهل السنة: التفصيل:
1 - هناك استطاعة بمعنى الصحة والتمكن، وهذه قبل الفعل، وهى مناط التكليف والأمر والنهى.
قال تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً)
2 - الاستطاعة والتى يجب معها وجود الفعل، وهى الاستطاعة المصاحبة للفعل، وبها يتم الفعل.
قال تعالى (ما كنوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون)
وقوله ( ... وكانوا لا يستطيعون سمعاً)
فالكفار لا يستطيعون لانشغال قلوبهم بالكفر.
-مسألة أن الله لا يكلف العباد بما لايطيقون:
القول الأول:جواز تكليف ما لايطاق مطلقاً، وهو قول الجهمية،ووافقهم الأشاعرة لكن بصورة أخرى حيث جعلوا تكليف الكافر بالإيمان من تكليف ما لا يطاق.
القول الثانى: لا يجوز تكليف ما لا يطاق مطلقاً وهو قول المعتزلة.
القول الثالث: قول أهل السنة وفيه تفصيل:
1 - هناك امور مستحيلة لا يكلف الله الناس بها.
2 - أمور كالحج أو الصيام، فهى فى مقدور الناس لكن من عجز عنها تسقط.
تكليف الكافر بالإيمان من جملة تكليف ما يطاق.
مسألة قيام حجة الله تبارك وتعالى على عباده:
بعض الناس يقول كيف يقدر الله على الناس أموراً ثم يأمرهم وينهاهم؟!
الجواب:
1 - أن العبد له إرادة ومشيئة، فإذا فقدها لم يُكلف كالمكره.
2 - أن للعبد قدرة، وهى مناط الأمر والنهى.
3 - أن الله جعل التكليف منوطاً بالبلوغ.
4 - مع أن الله أعطى العبد الإرادة والقدرة والعقل، لم يجعل ذلك مناطاً للتكليف وإنما بقيام الحجة الرسالية.
5 - الجزم بأن الله لا يظلم مثقال ذرة.
(المعتزلة يجعلون العقل وحده كافياً للتكليف، فما استحسنه العقل أواستقبحه وجب الامتثال لذلك سواء دل عليه الرسالات أو لم تدل)
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[09 - 11 - 10, 03:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المحاضرة الرابعة.
س: كيف يمكن الجمع بين القول بأن الله خلق العباد وأفعالهم وبين أن العبد يفعل الفعل بقدرته؟
هل الفعل يقع بقدرة الله أم بقدرة العبد؟
ج: أقوال الفرق فى هذه المسألة:
1 - الجهمية: نفت قدرة العبد، ولأن خالق العباد وأفعالهم فإن الفعل يقع من الله وينسب إليه.
2 - المعتزلة: العبد يخلق فعله، فالفعل يقع بقدرته لا بقدرة الله.
3 - الأشاعرة: يقع الفعل بقدرة الله وقدرة العبد، ويمثلون لذلك بالشىء الثقيل الذى لا يستطيع شخص واحد حمله، فإن حمله أربعة لم يكن كل منهم مستقلاً بالحمل.
فإن الفعل يقع بقدرة الله وقدرة العبد على نوع معاونة.
4 - مذهب أهل السنة: الله خلق العباد وأفعالم، لكن مع ذلك فإن الفعل يُنسب إلى العبد لا إلى الله.
قمثلاً: إذا لدغ العقرب، فالعقرب ولدغه مخلوقان، لكن لا ينسب اللدغ لله،
الروائح منها الطيب ومنها الخبيث، لكن تنسب الروائح لصاحبها.
إذن الخلاصة: أفعال الخيرات وأفعال المعصية تُنسب للعبد وهى واقعة بفعله وقدرته حقيقة لكن العبد وفعله مخلوقان.
والذى أوقع من انحرف فى هذه المسألة فى الضلال هو ظنه أن كل ماهو مخلوق يُنسب إلى الله.
س: مسألة علاقة الإرادة بالمحبة، وهل كل ما أراده فقد أحبه؟
ج: أقوال الفرق:
1 - الجهمية: كل ما أراده الله فقد أحبه، ولأن قدر الله نافذ، فإن كل ما يقع من طاعة وعصيان فقد أحبه!
2 - المعتزلة: ثبت بالأدلة القطعية أن الله لا يحب الفسوق ولا المعاصى، ولأن ما أراده الله فقد أحبه، إذن المعاصى لا يريدها الله ولا يقدرها.
3 - أهل السنة يقسمون الإرادة إلى نوعين:
أ- إرادة كونية شاملة لكل ما يجرى فى الكون، وهذه ترادف المشيئة، وتدخل فيها الطاعات والمعاصى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/37)
ب-إرادة دينية شرعية: وهى المرادفة للمحبة وتختص بالطاعات،
أما المعاصى فالله لا يريدها ديناً وشرعاً.
س: هل يصح الاحتجاج بحديث (فحاج آدم موسى) فى صحة الاحتجاج بالقدر على المعاصى؟
ج: اختلف العلماء فى توجيه احتجاج آدم وتوجيه قول النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (فحاج آدم موسى)،
لكن الجواب الصحيح:
سؤال موسى لآدم ليس من باب عتابه على الذنب لأن آدم تاب والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، و لا يخفى هذا على نبى الله موسى.
وآدم عليه الصلام احتج بالقدر على مصيبة الإخراج من الجنة لا على الذنب، والاحتجاج بالقدر على المصائب مطلوب وعلى المعايب لا يجوز.
س: هل يجب الرضا بكل ما قدره الله؟
ج: أولاً: لم يرد دليل على وجوب الرضا بكل ما قدره الله، لأن ما فى مقدورات الله ما هو كفر وفسوق والله لا يرضى بها.
ثانياً: القضاء والقدر له وجهان:
-ما يتعلق بالله وأسمائه وصفاته،فهذا نرضى به كما نؤمن به.
- ما يتعلق بالعباد فما كان من طاعة نرضى به وما كان معصية فلا نرضى.
فالخلاصة (ما كان من الله نرضى به،
وما كان من العبد منه ما نرضى به ومنه ما لا نرضى به).
مسألة الإيمان بالقدر لا ينافى التوكل والأخذ بالأسباب:
كما أن التوكل على الله يكون مع الأخذ بالأسباب فكذلك إيمانك بالقدر يكون مع الأخذ بالأسباب.
لأن هذه المؤمنون بالقضاء والقدر يؤمنون أن للمسببات أسباباً فيفعلونها.
والمؤمن فى حياته ينازع القدر بالقدر على مقتضى الشرع لا على مقتضى الأهواء،
كما قال الجنيد: ( .... فنازعت أقدار الحق بالحق للحق)
فأقدار الحق:أى أقدار الله
بالحق: أى بما أمرنى الله به من الكتاب والسنة
للحق: أى لغاية الحق.
** (فلما كانت الأمة على عقيدة صافية كانت أمة منتجة، لم يورثها إيمانها بالقضاء والقدر كسلاً وتوانياً، وغنما أكسبها طمأنينية وهى تؤدى عملها)
مسألة:الدعاء وصلة الرحم وعلاقتهما بالقدر.
ورد عن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قوله: (لا يرد القدر إلا الدعاء) وقال أيضاً: (صلة الرحم تزيد فى العمر)
اختلف العلماء فى ذلك:
1 - منهم من يقول:نعم الدعاء وصلة الرحم يغيران القدر، وقالوا: مكتوب فى اللوح المحفوظ فلان يدعو فيستجاب له وفلان لا يدعو فلا يحدث الأمر،
وفلان يصل رحمه فيكون عمره كذا، أولا يصل فيكون عمره كذا.
2 - القول الثانى: القدر لا يتغير، فما كان مكتوباً باللوح المحفوظ فلا يتغير ولا يتبدل لأنه مكتوب وفق علم الله الذى أحاط بكل شىء، والله يعلم إذا كان فلان سيدعو أو يصل رحمه أم لا.
وتوجيه هذه الأحاديث أن يقال الدعاءو صلة الأرحام من الأسباب المأمور بها، فإذا فعلت السبب فقد يقع وقد لا يقع، كما تقول هذا الدواء يشفى من مرض كذا لكن قد يأخذه مريض فيشفى ويأخذه آخر فلا يشفى.
فإن قيل: فما فائدة الدعاء وصلة الرحم إذن؟
نقول:هما من الأسباب التى أنت مأمور بالأخذ بها.
فالأسباب:1 - المادية: قد يقع منها المسبب وقد لا يقع.
2 - الشرعية: قد يقع معها المسبب فتفوز مرتين، وقد لا يقع فلا تحرم أجر فعلك إياها.
س: قد يقول قائل: فما تقولون فى قوله (يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)؟
ج: اختلف العلماء على تفسير هذه الآية:
1 - القول الأول: منهم من جعلها فى نسخ أحكام الشريعة، فهى ليس فى باب القدر.
2 - القول الثانى: أنها فى باب القدر،ثم اختلفوا:
-منهم من قال نعم يقع المحو فى القدر كما ذكرنا فى مسألة الدعاء وصلة الرحم، أنه مكتوب فلان يدعو فيصل رحمه فيصبح عمره كذا أو لا يصل رحمه فيصبح عمره كذا،فكلا الأمرين مكتوب فى اللوح المحفوظ.
-لا يقع المحو فى اللوح المحفوظ لأنه مكتوب وفق علم الله، وإنما ما يتغير ما فى صحف الملائكة.
ـ[أبو حبيبة المصري]ــــــــ[10 - 11 - 10, 02:12 م]ـ
بارك الله فيك، وسلمت يمينك، وزاردك الله علمًا وعملًا، ورزقك الغخلاص في القول والعمل
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[10 - 11 - 10, 05:36 م]ـ
جزاكم الله خيراً .. آمين.
المحاضرة الخامسة والأخيرة:
الجزء الأول من المحاضرة: تضمن إجابة الشيخ لأسئلة وردت من دروس سابقة، ما كان فى موضوع القدر فقد أجاب عليه الشيخ مكرراً ما قد شرحه فى الدروس السابقة، وما كان خارج الموضوع فلم أدونه.
سأله أحد الإخوة عن كتاب (القضاء والقدر) للشيخ عمر الأشقر ... فأثنى عليه ونصح بقراءة سلسلة العقيدة للمؤلف.
الجزء الثانى:أثر الإيمان بالقضاء والقدر.
الجزء الثالث: كلمة موجزة عن مصادر العقيدة.
-الكتاب والسنة كمصدر لتلقى العقيدة ليست مصدراً علمياً جافاً،وإنما مصادر علمية إيمانية عملية، فهى تربط العقيدة بحياة الإنسان،فالعقيدة هى إيمان ويقين يتحول لعمل وعبادة.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[10 - 11 - 10, 05:39 م]ـ
أرسلت لبعض الأفاضل من مشايخ المنتدى على الخاص لمراجعة وتصويب ما كتبته، لكى لا يُنسب للشيخ أقوال خاطئة.
وأطلب من كل من رأى خللاً أن يصححه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/38)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 11 - 10, 10:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا، وشكر لك حرصك على نفع إخوانك ..
والفوائد ممتعة ومركزة ..
فقط في المحاضرة قول الشيخ حفظه الله:
(3 - الأشاعرة: يقع الفعل بقدرة الله وقدرة العبد، ويمثلون لذلك بالشىء الثقيل الذى لا يستطيع شخص واحد حمله، فإن حمله أربعة لم يكن كل منهم مستقلاً بالحمل.
فإن الفعل يقع بقدرة الله وقدرة العبد على نوع معاونة.)
فهذا محل خلاف بين الأشاعرة أنفسهم ..
وهذا لأن فهم الكسب عويص مستصعب ..
لكن القول إن الكسب هو تعلق القدرة بالمقدور بوجه ما، وهو الذي يعبر عنه: بما يترتب عليه الأثر مع تعذر الانفراد، هو قول بعضهم، وبعضهم يرى أنه لا تأثير أصلا لقدرة العبد، وأن المؤثر من كل وجه هو قدرة الباري فقط، أما العبد فمعنى قدرته على شيء مطلق الصلاحية والإمكانية أن يفعل، فإذا توجهت الإرادة إلى الشيء مع هذه الصلاحية التي يجعلونها هي القدرة على الفعل المخصوص ـ تحكما ـ يحصل الثواب، وإلا فلا، ومنهم من يثبت لقدرة العبد تأثيرا في الموجود، وهكذا ..
من التلخيص الجيد لذلك كلام الشهرستاني في نهاية الإقدام:
" وهذا تحقيق ما قاله الأستاذ أن كل فعل وقع على التعاون كان كسباً للمستعين وحقيقة الكسب من المكتسب هو وقوع الفعل بقدرته مع تعذر انفراده به وحقيقة الخلق هو وقوع الفعل بقدرته مع صحة انفراده به وهذا أيضاً شرح لما قاله الأستاذ أبو بكر أن الكسب هو أن تتعلق القدرة به على وجه ما وإن لم تتعلق به من جميع الوجوه والخلق هو أنشأ العين وإيجاد من العدم فلا فرق بين قوليهما وقول القاضي إلا أن ما سمياه وجهاً واعتباراً سماه القاضي صفةً وحالاً.
ونجا أبو الحسن رحمه الله حيث لم يثبت للقدرة الحادثة أثراً أصلاً غير اعتقاد العبد بتيسير الفعل عند سلامة الآلات وحدوث الاستطاعة والقدرة والكل من الله تعالى.
وغلا إمام الحرمين حيث أثبت للقدرة الحادثة أثراً هو الوجود غير أنه لم يثبت للعبد استقلالاً بالوجود ما لم يستند إلى سبب آخر ثم تتسلسل الأسباب في سلسلة الترقي إلى الباري سبحانه وهو الخالق المبدع المستقل بإبداعه من غير احتياج إلى سبب وإنما سلك في مسلك الفلاسفة حيث قالوا بتسلسل الأسباب وتأثير الوسائط الأعلى في القوابل الأدنى وإنما حمله على تقرير ذلك الاحتراز عن ركاكة الجبر "
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[12 - 11 - 10, 01:01 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء يا شيخنا الفاضل
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[14 - 11 - 10, 10:24 ص]ـ
جزاك الله خيراً(67/39)
هل الحلف بالله عبادة؟ مالدليل؟
ـ[أم تميم الجزائرية]ــــــــ[05 - 11 - 10, 09:45 م]ـ
إخواني حيّرتني مسألة في العقيدة: هل الحلف بالله (الحلف المشروع) عبادة؟ أين هو الأمر بها؟
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[05 - 11 - 10, 10:26 م]ـ
تثبت العبادة بأمور ليس محصورة بمجيئ الأمر بها هذا أولا.
ثانيا ثبت الأمر بالحلف بالله لكل من أراد الحلف في الحديث المتفق عليه عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ أَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فِي رَكْبٍ وَهُوَ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ فَنَادَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ فَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ وَإِلَّا فَلْيَصْمُتْ.، وغيره.
ومما يثبت أن الحلف عبادة ما جاء في نصةص كثيرة أن الحلف بغير الله شرك، وشرك الألوهية أو شرك العبادة تشريك فيما هو عبادة كما لا يخفى.
و يختص الحلف عن كثير من العبادات أنه لا يكون إلا عبادة، ومثله التوكل والذبح والنذر؛ فمجرد صرفه لغير الله شرك.
ـ[محمد الدلمي]ــــــــ[05 - 11 - 10, 10:40 م]ـ
قد يكون المراد من السؤال ... كيف اصبح الحلف عبادة؟
فله اجابات ... منها ان العبادة متضمنة لمعنى الخضوع و الحلف يشمل الاشهاد على صدق الحالف و التزامه بما حلف عليه .... و من كان يقدر على ادراك هذا الصدق في الاخبار او الوعد مهما تباعد المكان و تغير الزمان فهو مستحق لأن يخضع له و يلتجئ اليه و يتقى غضبه و يرتجى رضاه و كل هذا من معاني التعظيم التي لا تكون الا لله تعالى
و بهذا كان الحلف عبادة و قربة لمعاني التوحيد التي فيه
و الله اعلم
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[05 - 11 - 10, 10:43 م]ـ
الحلف هو تأكيد شيئ بمعظم , و تعظيم الله عبادة , إذن عند الحلف فأنت قد عظمت الله. و النتيجة أن الحلف عبادة
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[05 - 11 - 10, 11:16 م]ـ
سبق لي وان سالت عن المسالة ولا جواب
فناسب ان اذكر اهم ما اشكل علي في المسالة
العبادات تدور بين المستحب والواجب
فماذا تقولون في الحلف بالله هل هو مستحب او واجب واين الدليل
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[05 - 11 - 10, 11:28 م]ـ
واذا كان الحلف عبادة
كان الحلف بغير الله شرك اكبر
لان صرف العبادة لغير الله شرك اكبر بدون النظر الى الاعتقاد
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[05 - 11 - 10, 11:43 م]ـ
ليس شركا أكبر لانه جاءت كفارته ما رواه أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من حلف منكم فقال في حلفه: باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله، رواه مسلم أما إن اعتقد أن المقسوم علي أعظم من الله فهذا شرك اكبر.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[05 - 11 - 10, 11:58 م]ـ
اخي الكريم عندنا قاعدة كبرى وهي ان كل ما ثبت انه عبادة فصرفه لغير الله شرك اكبر. بدون النظر الى قصد و اعتقاد صاحبه.
فاذا حكمنا على الحلف انه عبادة لزم كفر من صرف هذه العبادة لغير الله الكفر الاكبر.
والله اعلم.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[06 - 11 - 10, 12:20 ص]ـ
بارك الله فيك هذه القاعدة الكبرى التي ذكرتها هكذا بحروفها أين وجدتها.
ما ثبت أنه عبادة فصرفه لغير الله شرك، وقد يكون أكبر وقد يكون أصغر.
نأتي للحلف؛ الحلف بغير الله شرك ((لفظي)) فإن قارنه إعتقاد التسوية صار إعتقادياً أكبر، ومن الشرك اللفظي التسوية بالواو ومن ذلك: قول: ما شاء الله وشئت ونحوها.
بهذا يزول ما استشكلته، ومن خالف في أن الحلف عبادة أو أن الحلف لغير الله شرك أصغر إلا باعتقاد؛ فعليه الدليل.
والله أعلم.
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[06 - 11 - 10, 12:25 ص]ـ
أخي أبو سعد
لديك قاعدة كبرى، و هناك أكبر منها: تخصيص العام، و تقييد المطلق
فالنبي صلى الله عليه و سلم أخبر عن الكفارة، فخصص.
و الأمر بالحلف بالله جاء في الصحيحين:
(ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت)
و أنصحك أخي أبو سعد:
لا تقرر حتى تعلم و تسأل، فالتقرير المسبق للمسائل العلمية يجعلك تتعامل مع النصوص الشرعية بطريقة خاطئة.
وفق الله الجميع
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[06 - 11 - 10, 12:36 ص]ـ
اخي الكريم انا ما قررت ولست اهلا لان اقرر ونصيحتك الغالية على العين والراس.
ذكرت اولا ان المسالة من المسائل التي اشكلت علي منذ مدة
ثم ذكرت وجه الاشكال
اخي الكريم
تقول ان كل ما ثبت انه عبادة فصرفه لغير الله شرك قاعدة ليست مطردة بل هي مخصصة. وذكرت حديث الكفارة.
ممكن اخي المرجع قبل ان اتكلم على المسالة.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[06 - 11 - 10, 12:47 ص]ـ
القاعدة مطردة ولكن ليست بالصيغة التي ذكرتها راجع مشاركتي السابقة.
والأخ يريد فيما يظهر أنها بالصيغة التي ذكرتها مخصصة، والتخصيص لا ينافي الاطراد.
فقد تكون القاعدة مطردة ومخصصة من بعض جهاتها، والأولى والله أعلم ألا يقال إنها مخصصة بل هي إما شرك أكبر أو شرك أصغر وهي عامة في كل منهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/40)
ـ[أبو عبد الله المقدسي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 01:09 ص]ـ
وقد أقسمَ النبيُّ- صلَّى اللهُ عَليْهِ وَسلَّم - عَلى ما أخْبَرَ بِهِ مِن الحَّقِّ في أكْثرِ مِنْ ثَمانينَ مَوضِعَاً وَهِيَ مَوجودَةٌ في الصّحاحِ والمَسانيْد.
- إعْلامُ المُوَّقِعين، 4/ 165
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[08 - 11 - 10, 09:07 م]ـ
أخي الحبيب أبو سعد و الإخوة جميعا:
أعتذر مقدما عن التأخر لظروف السفر و التنقل.
القاعدة التي نتفق عليها:
أن ما كان عبادة فصرفه لغير الله شرك.
ثم نأتي للتفصيل فنقول:
هل هو شرك أكبر أو أصغر؟
فنرجع لمسألة: الضابط في الشرك الأصغر، و كيف نميزه عن الأكبر، ثم إذا ضبطنا القاعدة طبقناها على مسألتنا هذه.
قال ابن تيمية: (زيارة القبور - (1/ 57)
وبالجملة فالقيام والقعود والركوع والسجود حق للواحد المعبود خالق السماوات والأرض وما كان حقا خالصا لله لم يكن لغيره فيه نصيب مثل الحلف بغير الله عز و جل وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت متفق عليه وقال أيضا من حلف بغير الله فقد أشرك فالعبادة كلها لله وحده لا شريك له)
و قال في موضع آخر:
(قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة - (2/ 91)
والحلف بالمخلوقات حرام عند الجمهور وهو مذهب أبي حنيفة، وأحد القولين في مذهب الشافعي وأحمد. وقد حكي إجماع الصحابة على ذلك.
وقيل: هي مكروهة كراهة تنزيه.
والأول أصح حتى قال عبد الله بن مسعود وعبد الله ابن عباس وعبد الله بن عمر: لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليَّ من أن أحلف بغير الله صادقاً. وذلك لأن الحلف بغير الله شرك، والشرك أعظم من الكذب)
و في موضع آخر:
مجموع الفتاوى (1/ 80)
(وليس لأحد أن يعبد إلا الله وحده فلا يصلي إلا لله ولا يصوم إلا لله ولا يحج إلا بيت الله ولا يتوكل إلا على الله ولا يخاف إلا الله ولا ينذر إلا لله ولا يحلف إلا بالله. وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت}. وفي السنن: {من حلف بغير الله فقد أشرك} وعن ابن مسعود " لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا " لأن الحلف بغير الله شرك والحلف بالله توحيد. وتوحيد معه كذب خير من شرك معه صدق ولهذا كان غاية الكذب أن يعدل بالشرك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم {عدلت شهادة الزور الإشراك بالله مرتين أو ثلاثا} وقرأ قوله تعالى {ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق} وإذا كان الحالف بغير الله قد أشرك فكيف الناذر لغير الله؟)
هذه النقول السابقة تقرر أن الحلف بغير الله شرك، و هي واضحة و صريحة بأدلتها، بقي تقرير أنه أصغر:
قال ابن عثيمين رحمه الله: (الحلف بغير الله ينقسم إلى قسمين:
الأول: أن يعتقد الحالف أن المحلوف به يستحق من التعظيم مثل ما يستحق الله، فهذا شرك أكبر.
الثاني: أن لا يعتقد ذلك فهو شرك أصغر) القول المفيد 3/ 219
و قال في موضع آخر: (و الحلف بغير الله شرك أكبر إن اعتقد أن المحلوف به مساو لله تعالى في التعظيم و العظمة، و إلا فهو شرك أصغر) القول المفيد 2/ 325
لعله اتضح الآن الحكم بقي التقعيد في التفريق بين الأكبر و الأصغر، فمما ذكره العلماء في ذلك: أن يأتي دليل يصرف هذا الفعل من الأكبر إلى الأصغر، كذكر كفارة، أو قرينة أو نحو ذلك، فالضابط مما اختلف فيه العلماء و لكن بجملته:
كل ما سمي شركا و لم يصل إلى الأكبر، أو كان وسيلة إلى الأكبر.
قاله السعدي في القول السديد 24 و 45، و اللجنة الدائمة 1/ 517.
نعود للحلف بغير الله و نطبق هذا التقعيد، يقول ابن عثيمين: (إن الشرك الأصغر كل شيء أطلق الشارع عليه أنه شرك و دلت النصوص على أنه ليس من الأكبر مثل: (من حلف بغير الله فقد أشرك) نقول: الشرك هنا أصغر لأنه دلت النصوص على أنه مجرد الحلف بغير الله لا يخرج من الملة) ثم ذكر ضوابط أخرى لبعض العلماء، انتهى من القول المفيد 1/ 207
آمل أن الصورة اتضحت، و أعتذر عن قلة العلم أو ضعف الفهم، و ربما بعض مشايخي في الملتقى لديهم إضافات أو تعقيب.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 09:38 م]ـ
قد قال رسول صلى الله عليه وسلم أفلح و أبيه , ;و هذا حلف بغير الله و قد مما أختلف العلماء في توجيههه.
أما التفريق بين العمل الذي يكون شركاً أكبر والعمل الذي يكون شركاً أصغر فهذا صعب؛ لأن العمل قد يكون ظاهره أنه صغير، وهو في نفس الأمر كبير، ويرجع إلى نية الإنسان ومقصده؛ ولهذا فالعلماء يعرفون الشرك الأصغر بالأمثلة، يقولون: مثل: الرياء، والحلف بغير الله، أو قول: (لولا الله وأنت)، (لولا الله وفلان)، و (أنا بالله وبك)، (توكلت على الله وعليك)، وما أشبه ذلك، وقد يكون هذا من الشرك الأكبر، وقد يكون من الشرك الأصغر، فليس الشرك الأصغر كل عمل يكون وسيلة إلى الشرك الأكبر، فهذا ضابط غير صحيح؛ لأن هناك أعمالاً تكون وسائل للشرك الأكبر، وليست من الشرك الأصغر.
ومن العلماء من يفرقون بينهما بالأحكام المترتبة عليهما فمثلا يقولون الشرك الأكبر مخرج من الملة, صاحبه مخلد في النار وهذا التعريف للحكم على الشركين الأصغر و الأكبر وليس للتمييز بينهما
و الله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/41)
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[08 - 11 - 10, 09:46 م]ـ
أخي أبو عبد البر:
الكلام هنا ليس عن الضابط في التفريق، هذا موضوع آخر لو ناقشناها انحرف الموضوع عن مساره الذي أراده كاتبه!
أصل الموضوع: الحلف بغير الله، أما الضابط فقد ذكرت أن هناك اختلاف و لكني كما تلاحظ أعرضت عن التفصيل و الذكر حتى لا ينحرف الموضوع.
أما قولك أن الضابط لا ينضبط: ربما، و لكن فاتك شيء أيها الكريم لعلك لم تتنبه له في الضابط و هو قولهم:
(كل ما سمي شركا)، فليس كل ما كان وسيلة للأكبر أصبح أصغرا و إلا دخلت جميع المعاصي ربما!!
لكن المقصود أن ما سمي في النصوص شركا و كان وسيلة للأكبر فتنبه يا حبيب.
أما حلف النبي صلى الله عليه و سلم فكما ذكرت أنت أن له توجيهات كثيرة، و لكني لا أعلم ما فائدة ذكرك له هنا بهذا الشكل!!
ليس له داعي إن لم تعقب، و إن قدر أنك عقبت فأنت قد أثرت إشكالا لم يسأل أحد عنه أصلا!!
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[08 - 11 - 10, 10:16 م]ـ
اخي العزيز
قلت ان صرف العبادة لغير الله شرك
ثم قلت انه قد يكون شرك اكبر وقد يكون شرك اصغر
ثم ذهبت تمثل بالحلف بغير الله
السؤال الموجه اليك الان اخي الكريم
من من العلماء قال بان صرف العبادة لغير الله قد تكون شرك اكبر وقد تكون شرك اصغر
فان الذي اعلمه من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم واجماع الامة سلفا وخلفا اقصد اهل السنة
ان من صرف عبادة لغير الله - اي عبادة كانت - فانه مشرك الشرك الاكبر الذي لا يغفره الله
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[08 - 11 - 10, 10:23 م]ـ
و لماذا أخي أبو سعد أسوق لك كلام ابن تيمية!؟
(قال ابن تيمية: (زيارة القبور - (1/ 57)
وبالجملة فالقيام والقعود والركوع والسجود حق للواحد المعبود خالق السماوات والأرض وما كان حقا خالصا لله لم يكن لغيره فيه نصيب مثل الحلف بغير الله عز و جل وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت متفق عليه وقال أيضا من حلف بغير الله فقد أشرك فالعبادة كلها لله وحده لا شريك له)
و في موضع آخر:
مجموع الفتاوى (1/ 80)
(وليس لأحد أن يعبد إلا الله وحده فلا يصلي إلا لله ولا يصوم إلا لله ولا يحج إلا بيت الله ولا يتوكل إلا على الله ولا يخاف إلا الله ولا ينذر إلا لله ولا يحلف إلا بالله)
فجعل الركوع و السجود و الحلف عبادة، ثم ذكرنا التفصيل في أن: الحلف أصغر، و لا شك أن الصلاة و الحج لغير الله أكبر.
أما حكايتك الإجماعات و غيره فأرجو منك أن تتروى أخي:
ما تقول في الرياء؟
أليس صرف للعبادة لغير الله؟ و ليس بأكبر، أليس كذلك؟
و كذلك من أراد بعمله الدنيا؟ ليس بأكبر، أليس كذلك؟
أما قولك (الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله) هذا محل اتفاق، و لكنه قد يوهم اختصاصه به، مع أن العلماء قد اختلفوا في الأصغر: هل يغفره الله أم لا؟ و رجح ابن تيمية: أنه لا يغفر لعموم الآية في الشرك (إن الله لا يغفر أن يشرك به)
و ليتك تفيدني أخي بما لديك في المسألة، أدلة، أو نقول، أو أقوال.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[08 - 11 - 10, 10:32 م]ـ
اخي الكريم شيخ الاسلام هل قال ان صرف العبادة لغير الله قد تكون شرك اصغر
ام قال ان الحلف بغير الله شرك اصغر
طيب انا اسالك الان شيخ الاسلام رحمه الله ذكر الصوم والحج والصلاة النذر والذبح والتوكل والحلف.
لماذا كل هذه العبادات صرفها لغير الله شرك اكبر بخلاف الحلف
اذكر لي السبب الذي جعلك تستثنيه من العبادات.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[08 - 11 - 10, 10:38 م]ـ
اخي استدلالك بالرياء غير صحيح
لان الرياء صورته انه يقوم يصلي لله لا للرجل فيزين صلاته لنظر الرجل ليس فيه صرف عبادة لغير الله.
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[08 - 11 - 10, 10:48 م]ـ
السياق ظاهر يا أخي الحبيب، هو يتكلم عن العبادة و ذكر أمثلة عليها و من بينها الحلف، أليس كذلك؟
ثم بينا أن الحلف أصغر أليس كذلك؟
أما (لماذا كل هذه العبادات صرفها لغير الله شرك أكبر بخلاف الحلف)؟
فنرجع إلى مسألة التفريق بين الأصغر و الأكبر، فنقول: يأتي نص يبين أنه أقل من الأكبر غير مخرج من الملة، مع خطره و عظيم شأنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/42)
فالذي جعلني أستثنيه - و لست أنا من استثناه بل العلماء فكما سبق أن منهم من قال بأنه مكروه للتنزيه و منهم من قال بالتحريم و أنه شرك أصغر و هو الصحيح كما في كلام ابن تيمية السابق - أقول الذي جعلنا نستثنيه هو الدليل الشرعي بأنه لا يكفر و أقوال العلماء في ذلك واضحة، بأن من حلف بغير الله لا يكفر، مع أن النبي صلى الله عليه و سلم سماه شركا كما في الحديث.
أعطيك مثال لعله يحل إشكال:
يقو النبي صلى الله عليه و سلم (سباب المسلم فسوق و قتاله كفر)، تأمل: قال مجرد (قتاله) كفر و ليس (قتله)، هل تكفر من يتقاتل من المسلمين؟
بالطبع لا.
لماذا استثنيت و الحديث صريح: (قتاله كفر)؟
نقول: قال تعالى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)
فبين أن الطائفين على الإيمان ولم يكفروا.
فنقول الحديث المقصود به (الكفر الأًصغر)، و هكذا.
و قارن ما ذكرت لك بالرياء، و العمل للدنيا، و الجهاد للغنيمة، و غيرها، صرف عبادة لغير الله و هي أصغر.
و تأويل ذلك فيما أحسب: أن هذه الأشياء ليست عبادة محضة، و لو كانت محضة لصارت أكبر مخرجة من الملة، و مثله الحلف - كما سبق - لو أراد تعظيم المحلوف به كتعظيمه لله كفر و لا شك، و لكن هذا الذي حلف بغير الله أخطأ في اللفظ مع صحة اعتقاده، فلو سألته مثلا: شرفك أو أمانتك أو الشيخ الذين حلفت بهم، أهم أعظم أم الله؟ لأجابك: بيقين: الله أعظم.
هذا ما أفهمه من النصوص و كلام العلماء، إن كان لديك استدراك - أو الإخوة - فأفيدونا بأدلة أو نقول عن العلماء، فالمرء يزل و يخطئ.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 10:48 م]ـ
أخي أبو عبد البر:
الكلام هنا ليس عن الضابط في التفريق، هذا موضوع آخر لو ناقشناها انحرف الموضوع عن مساره الذي أراده كاتبه!
أصل الموضوع: الحلف بغير الله، أما الضابط فقد ذكرت أن هناك اختلاف و لكني كما تلاحظ أعرضت عن التفصيل و الذكر حتى لا ينحرف الموضوع.
أما قولك أن الضابط لا ينضبط: ربما، و لكن فاتك شيء أيها الكريم لعلك لم تتنبه له في الضابط و هو قولهم:
(كل ما سمي شركا)، فليس كل ما كان وسيلة للأكبر أصبح أصغرا و إلا دخلت جميع المعاصي ربما!!
لكن المقصود أن ما سمي في النصوص شركا و كان وسيلة للأكبر فتنبه يا حبيب.
أما حلف النبي صلى الله عليه و سلم فكما ذكرت أنت أن له توجيهات كثيرة، و لكني لا أعلم ما فائدة ذكرك له هنا بهذا الشكل!!
ليس له داعي إن لم تعقب، و إن قدر أنك عقبت فأنت قد أثرت إشكالا لم يسأل أحد عنه أصلا!!
استدللت بحديث أفلح و أبيه , لان الأنبياء معصومون من الشرك الأكبر , أما أنك نسبت لي الخروج عن الموضوع فمن ابتدأ بذكر أقوال العلماء في التفريق بين الشرك الأكبر و الأصغر
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[08 - 11 - 10, 11:00 م]ـ
أخي: أبو عبد البر: و الأصغر؟!
ثم لم أذكر أقوال العلماء في التفريق، بل أشرت إليها و أجملتها كما سبق و أحجمت عن التفصيل.
و استدراكي عليك في ذكر حلف النبي صلى الله عليه و سلم، أن من يقرأ عبارتك بهذا الإيجاز ربما توهم الجواز! و لذلك قلت أنك لم تعقب و إن عقبت فأنت أثرت إشكالا لم يسأل عنه أحد.
بقي أمر أيها الحبيب:
هل ما زال لديك في الضابط استدراك؟
لأن هو أصل مشاركتك السابقة
أخي أبو سعد:
رأيت استداركك علي في الرياء بعد كتابة المشاركة السابقة، و الحمد لله أن الجواب جاء فيها مضمننا، و لكن أيضا:
ما الذي جعلك تخص الرياء (بتزيين العمل) فقط؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/43)
ابن رجب في جامع العلوم ذكر أقسام الرياء، فمما قاله: (و اعلم أن العمل لغير الله أقسام: فتارة يكون رياء محضا بحيث لا يراد به سوى مراآت المخلوقين كحال المنافقين ... و هذا الرياء المحض لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة و الصيام، و قد يصدر في الصدقة الواجبة أو الحج و غيرهما من الأعمال الظاهرة أو التي يتعدى نفعها فإن الإخلاص عزيز)
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[08 - 11 - 10, 11:00 م]ـ
سئل سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله
هل الحلف بغير الله شرك يخرج صاحبه من الملة؟
نرجو من سماحتكم التفضل بتوضيح أنواع الشرك وهل الحلف بغير الله شرك يخرج صاحبه من الملة؟
الشرك نوعان: شرك أكبر وشرك أصغر، فالشرك الأكبر: صرف العبادة لغير الله أو بعضها، كدعاء الأموات والاستغاثة بهم والنذر لهم أو للجن أو للملائكة هذا يقال له شرك أكبر، كما كانت قريش وغيرها من العرب يفعلون ذلك عند أصنامهم وأوثانهم، ومن ذلك جحد الإنسان أمراً معلوماً من الدين بالضرورة وجوباً أو تحريماً فمن جحده كان كافراً ومشركاً شركاً أكبر، كمن قال: الصلاة لا تجب على المكلفين من المسلمين، أو قال: الزكاة لا تجب على من عنده مال، أو قال: صوم رمضان لا يجب على المسلم المكلف، أو أحل ما حرمه الله كما هو معلوم من الدين بالضرورة، كأن يقول: الزنا حلال، أو شرب المسكر حلال، أو عقوق الوالدين حلال، أو السحر حلال، أو ما أشبه ذلك. فهذا يكون كافراً ومشركاً شركاً أكبر، القاعدة أن من صرف العبادة أو بعضها لغير الله من أصنام أو أوثان أو أموات أو غيرهم من الغائبين فإنه مشرك شركاً أكبر، وكذلك الحكم فيمن جحد ما أوجب الله، أو ما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة مما أجمع عليه المسلمون، فهذا يكون كافراً ومشركاً شركاً أكبر. وكل من أتى ناقضاً من نواقض الإسلام يكون مشركاً شركاً أكبر كما قلنا.
أما الشرك الأصغر فهو أنواع أيضاً: مثل الحلف بغير الله، والحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم، وبالأمانة، وبرأس فلان، وما أشبه ذلك، فهذا شرك أصغر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من حلف بشيء دون الله فقد أشرك)) [1] وهكذا الرياء، يقرأ للرياء أو يتصدق للرياء، فهذا شرك أصغر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الأصغر)) فسئل عنه فقال: ((الرياء)) [2]. وهكذا لو قال: ما شاء الله وشاء فلان بالواو أو لولا الله وفلان أو هذا من الله وفلان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله وحده ثم شاء فلان)) [3]. ولما قال رجل: يا رسول الله ما شاء الله وشئت، قال: ((أجعلتني لله نداً ما شاء الله وحده)) [4].
وقد يكون الشرك الأصغر شركاً أكبر إذا اعتقد صاحبه أن من حلف بغير الله أو قال: ما شاء الله وشاء فلان، فإن له التصرف في الكون، أو أن له إرادة تخرج عن إرادة الله وعن مشيئته سبحانه، أو أن له قدرة يضر وينفع من دون الله، أو اعتقد أنه يصلح أن يعبد من دون الله وأن يستغاث به، فإنه يكون بذلك مشركاً شركاً أكبر بهذا الاعتقاد.
أما إذا كان مجرد حلف بغير الله من دون اعتقاد آخر، لكن ينطق لسانه بالحلف بغير الله؛ تعظيماً لهذا الشخص، يرى أنه نبي أو صالح أو لأنه أبوه أو أمه وتعظيمها لذلك، أو ما أشبه ذلك فإنه يكون من الشرك الأصغر وليس من الشرك الأكبر.
[1] أخرجه أحمد في مسند المكثرين من الصحابة، مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما برقم 4886.
[2] أخرجه أحمد في باقي مسند الأنصار، باب حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه برقم 23119.
[3] أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب لا يقال خبثت نفسي برقم 4980، وأحمد في باقي مسند المكثرين، حديث حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم، برقم 22754.
[4] أخرجه أحمد في مسند بني هاشم، مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، إلا أنه قال: "عدلا" بدل "ندا" برقم 1842.
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[08 - 11 - 10, 11:11 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبو حاتم على هذه الإضافة النافعة، و ليت الإخوة يحذون حذوك في إثراء الموضوع بنقول العلماء الراسخين فالموضوع مهم و منتشر بين الناس، و الفائدة للجميع.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[08 - 11 - 10, 11:17 م]ـ
اخي الكريم اسال الله عز وجل ان يرزقني واياك العلم النافع والعمل الصالح المنجي في الدنيا والاخرة.
اخي العزيز قد سبق ان قلت في المشاركات الاولى ان المسالة من المسائل التي اشكلت علي
فانبه اخي الكريم و كل من يقرا في الموضوع اننا نتكلم في المسالة من باب المدارسة والمناقشة ليس الا.
تبين لي بعد متابعة مشاركاتك اخي الكريم اننا مختلفين في اصل المسالة - هل كل ما ثبت انه عبادة فصرفه لغير الله شرك اكبر - هل هذه القاعدة صحيحة مطردة ام لا.
فزعمت انت اخي الكريم عدم الاطراد وانه تخرج بعض العبادات.
وخالفتك انا وزعمت انها سليمة تعم كل الافراد. فيكفيك ان تعلم ان العمل من الشرك الاكبر في العبادة الذي لا يغفره الله ان تبحث على ذلك العمل في الكتاب والسنة هل هو عبادة ام لا. فاذا حكمت عليه انه عبادة فصرفه لغير الله شرك اكبر. وهذا من المسلمات عندي اخي الكريم.
فتعين علي وعليك اخي الكريم ان نرجع الى القاعدة في مظانها وننظر كلام العلماء فيها فانه اجدر ان نوفق الى الصواب باذن الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/44)
ـ[أم تميم الجزائرية]ــــــــ[08 - 11 - 10, 11:18 م]ـ
إلى الأخ أبو سعيد:
أولاً: جُزيت خيراً على اجابتك، فلا حرمك الله الأجر.
ثانياً: لم افهم وجه الدلالة من الحديث الذي ذكرته: " من كان حالفاً، فليحلف بالله أو ليصمت "
ألا ترى أن الحديث يدل بمفهومه على أنّ الحلف بالله رخصة، وليس أمراً مندوباً إليه
كأن مراد الحديث ـ والله أعلم ـ أن الأصل هو عدم الحلف، فإن كنتم فاعلين ولا بد فليكن حلفكم على هذا النحو.
لا سيما وقد جاءت النصوص بذم الاكثار من الحلف، (ولا تطع كل حلاف مهين)
ثالثاً: قولك: لما كان الحلف بغير الله شرك أكبر .. الخ هذا قياس العكس عند الأصوليين، وقد يُعترض عليك بأمرين:
1ــ أنه لا قياس في مسائل الاعتقاد.
2ـ حتى وإن سلمنا بأصل القياس في مسائل الاعتقاد فقياس العكس من أضعف أنواع القياس عند أهل الأصول، وهو غير حجة عند محققيهم.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 11:19 م]ـ
و ما الفرق في الحق إن كان من عالم أو طالب علم أو عامي او حتى يهودي , و حتى الشيطان ألم يقل صلى الله عليه وسلم صدقك وهو كذوب الم يقر الله بلقيس حين قالت , إن الملوك إذا دخلو قرية أفسدوها .... الآية , فقال الله وكذلك يفعلون. إن كنت لا تقبل لإلا من عالم فلا تطرح إشكالاتك هنا فاتصل بأهل العلم مباشرة.
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[08 - 11 - 10, 11:23 م]ـ
لا يا أخي الحبيب أبو سعد: لم أزعم عدم الاطراد!
و لكني زعمت أن توصيف (صرف العبادة لغير الله) مؤثر في الحكم، انظر ما كتبت سابقا:
(و تأويل ذلك فيما أحسب: أن هذه الأشياء ليست عبادة محضة، و لو كانت محضة لصارت أكبر مخرجة من الملة، و مثله الحلف - كما سبق - لو أراد تعظيم المحلوف به كتعظيمه لله كفر و لا شك، و لكن هذا الذي حلف بغير الله أخطأ في اللفظ مع صحة اعتقاده، فلو سألته مثلا: شرفك أو أمانتك أو الشيخ الذين حلفت بهم، أهم أعظم أم الله؟ لأجابك: بيقين: الله أعظم)
و لكن هذا التأويل بفهمي، و هو كاستنباط الحكمة عند الفقهاء، يعني كأن سأل يسأل: لماذا فرقت النصوص بين هذا و هذا و جعلت هذا أصغرا و هذا أكبرا؟ فكان هذا التفسير بحسب فهم أخيك.
و تقبل الله دعاءك، و أوافقك أن كلامي أيضا من باب المدارسة فلست أهلا للتقرير في مسألة مثل هذه، و أنا استزيدكم من كلام أهل العلم.
رفع الله قدرك يا أبا سعد
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[08 - 11 - 10, 11:25 م]ـ
لم أفهم يا أبا عبد البر؟! ماذا تريد أن تقول؟ آمل التوضيح.
- إن كنت أنا المخاطب -
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 11:32 م]ـ
انظر المشاركة 7 فقد قلت نفس قول ابن باز و لكن باختصار , وكل ما نقلته فهو كلام أهل العلم و أنت في كل مرة تعترض , ولما ذكر ابن باز , ما كان منك إلا التسليم و الخضوع.
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[08 - 11 - 10, 11:44 م]ـ
أبو عبد البر: أعترض على ماذا (الله يزوجك)!
لم أعترض عليك أبدا، و لكني (استدركت) تخطئتك للضابط في التفريق بين الأكبر و الأصغر، و نبهتك إلى عبارة ربما غفلت عنها فقط.
و (وودت) أنك لم تذكر (إشكال) حلف النبي صلى الله عليه و سلم، لأنه لم يسأل أحد عنه، فهو يزيد إشكالات المسألة، و لأنك لم تذكر توجيهات العلماء لهذا الحلف ربما يتصور بعض القراء جوازه.
فرددت علي: أنك أردت أنه ليس أكبرا لأن الأنبياء معصومون من الشرك الأكبر، فقلت لك: و الأصغر؟!
هذا كل ما في الأمر
وفقك الله للخير.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[08 - 11 - 10, 11:54 م]ـ
قلنا ان الحلف بغير الله يكون اكبر اذا صاحبه اعتقاد في المحلوف هل الكفر هنا يعود للربوبية ام للالوهية.
ولا يخفى عليكم ان ذلك الاعتقاد هو نفسه كفر اكبر سواء حلف ام لم يحلف
فالسؤال الان
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 11:57 م]ـ
قلنا ان الحلف بغير الله يكون اكبر اذا صاحبه اعتقاد في المحلوف هل الكفر هنا يعود للربوبية ام للالوهية.
ولا يخفى عليكم ان ذلك الاعتقاد هو نفسه كفر اكبر سواء حلف ام لم يحلف
فالسؤال الان
إذا أعطيتني ما الفرق بين توحيد الربوبية و الألوهية أعطيتك الجواب
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[09 - 11 - 10, 12:05 ص]ـ
أبو سعد:
عبادة الكفار لأصنامهم شرك في الألوهية؟ أم الربوبية؟ أم كليهما؟
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[09 - 11 - 10, 12:07 ص]ـ
الشرك في الالوهية او العبودية ان تصرف العبادة لغير الله
والشرك في الربوبية ان تعتقد في المخلوق ماهو من خصائص الرب جل وعلا من خلق اورزق اوتدبير او نفع اوضر اواحياء اواماتة ... الى اخر المعناني التي تعود الى معنى الربوبية
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[09 - 11 - 10, 12:10 ص]ـ
هو شرك في الالوهية وفي الربوبية بالازم
ـ[على عتريس المنياوى]ــــــــ[09 - 11 - 10, 12:15 ص]ـ
وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ ?10? هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ?11? مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ?12? عُتُلٍّ بَعْدَ ذَ?لِكَ زَنِيمٍ ?13?
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/45)
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 12:20 ص]ـ
أظن أن هذا الموضوع لن ينتهي , و سندخل في الرياء الذي نتناقش فيه. فقد بدأنا بالحلف و أصبحنا في الشرك , و لنجعل هذه اللآية مسك الختام , سبحناك اللهم و بحمدك أستغفرك و أتوب إليك.
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[09 - 11 - 10, 12:22 ص]ـ
أو ربما العكس، و حتى لا ندخل في إشكال نقول: هو شرك في الربوبية و الألوهية.
تعظيم الله هو من الألوهية، لأنه من أفعال العبد لا الرب، و لو افترضنا أنه من الربوبية باعتبار أنه لم يعتقد التعظيم إلا بسبب ما انقدح في نفسه من صفات الرب، فصار عندنا حالتان:
الأولى: أن هذا التعظيم شرك قلبي في الألوهية و الحلف الجزء العملي منه.
الثانية: -على الافتراض السابق بأنه ربوبية -الحالف إن اعتقد تعظيم غير الله أشرك في الربوبية، و صار الحلف عبادة أشرك في الألوهية، فصار مشرك في النوعين.
أليس كذلك؟
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[09 - 11 - 10, 12:28 ص]ـ
انت تحكم عليه بالكفر الاكبر لاجل الحلف ام لاجل الاعتقاد
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[09 - 11 - 10, 01:24 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبو حاتم على هذه الإضافة النافعة، و ليت الإخوة يحذون حذوك في إثراء الموضوع بنقول العلماء الراسخين فالموضوع مهم و منتشر بين الناس، و الفائدة للجميع.
وفيك بارك أخى
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[09 - 11 - 10, 07:26 م]ـ
اتفقنا على ان مجرد الحلف بغير الله اذا لم يصاحبه تعظيم للمحلوف به انه ليس من الشرك الاكبر
كما اتفقنا ان الحلف بغير الله يكون من الشرك الاكبر اذا صاحبه تعظيم للمحلوف به
ومما اتفقنا عليه ايضا ان ذلك التعظيم هو عبادة قلبية كسائر العبادات الاخرى صرفه لغير الله شرك اكبر سواء قارنه حلف بذاك المعظم ام لم يصاحبه.
فالذي افهمه من هذا ان مجرد الحلف اذا لم يصاحبه هذا التعظيم لم يكن عبادة. لانه لو كان هو في نفسه عبادة لما احتجنا في الحكم عليه بالشرك الاكبر لامر زائد على الحلف.
وافهم كذلك اننا حكمنا عليه بانه شرك اكبر لتضمنه للعبادة. بمعنى ان العبادة هنا هي التعظيم وليس مجرد الحلف.
والحلف بغير الله لا يكون دائما متضمنا لتعظيم المحلوف به التعظيم الذي يحق ان يقال فيه انه عبادة صرفها لغير الله يكون شركا اكبر.
فالحلف بالله عز وجل يكون عبادة اذا كان مع التعظيم.
يعني العبادة هي التعظيم وليس مجرد الحلف.
وكوني افرق بين الحلف والتعظيم لان الاخير عبادة مستقلة والحلف قد يكون مجرد عنها.
ولذا نهينا شرعا عن كثرة الحلف لانه ينافي تعظيم الله عز وجل.
والحكم على العمل بانه عبادة يحتاج فيه الى نص من الكتاب او السنة فالامر توقيفي و عدم الدليل البين في كونه عبادة يحبها الله عز وجل بل ورود عكس ذلك اي النهي عن الاكثار منه. فيكون الحلف بالله مذموما اذا لم يكن لمصلحة. والممدوح هو تعظيم الله عز وجل بلا حلف والله اعلم.
هذا فهمي للمسالة عرضته عليكم لعلي اوفق الى ما هو احسن منه
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[09 - 11 - 10, 08:00 م]ـ
أنا أحكم عليه بالكفر لكليهما
لأن التعظيم (الجزء الاعتقادي) و الحلف (الجزء العملي) المعبر عن ذلك الاعتقاد، فلا يمكنك فصلهما عن بعض.
في البداية الذي صرف الحلف من الشرك الأكبر إلى الأصغر، أن الحالف لا يعتقد التعظيم لله و لكنه أخطأ في اللفظ فنزلت مرتبة الإثم من الأكبر للأصغر، مثل من قال (ماشاء الله و شئت) أنكر عليه النبي صلى الله عليه و سلم و قال (أجلعتني لله ندا)، و لو أنه علم أنه يعتقد مساواته بالله لكفره بقوله الذي نبع من اعتقاده.
و مثاله فيما أحسب:
حديث من زار الكاهن:
في رواية (من زاره فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يوما) و في الأخرى (من زاره فسأله >فصدقه< فقد كفر بما أنزل على محمد)
في الحالة الثانية: هل تكفره بسبب تصديقه فقط؟ أم بسؤاله و تصديقه؟
أرى أن الصواب: الثاني، لأنه من المعلوم أن لو صدق أن الكاهن يعلم الغيب و هو في بيته جالس لكفر، و لكنه الآن جمع اعتقاد كفري و عبر عنه بهذا العمل و هو سؤال الكاهن فصار العمل كفريا.
و مثله الحلف: لو جعل شيئا مساويا لله في التعظيم لكفر لأجل هذا و لو لم يعمل شيئا، فإن عمل صار هذا العمل معبرا عن الاعتقاد الكفري فله حكمه.
و أوافقك يا أيها الحبيب أبو سعد فيما ذكرته في المشاركة الأخيرة،
مع تنبيه القراء الكرام أن هذا من سبيل المدارسة لا من سبيل التقرير، فهذا يسألون عنه العلماء الراسخين لا سيما في أبواب التوحيد.
و خلاصة الحكم كما قرر الراسخون من العلماء:
الحلف بغير الله شرك أصغر، فإن جعل هذا المحلوف به مساويا لله في التعظيم صار شركا أكبر.
و نستغفر الله من الزلل و هو أعلم و أحكم و أجل.
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[10 - 11 - 10, 10:10 ص]ـ
أظن أن هذا الموضوع لن ينتهي , و سندخل في الرياء الذي نتناقش فيه. فقد بدأنا بالحلف و أصبحنا في الشرك , و لنجعل هذه اللآية مسك الختام , سبحناك اللهم و بحمدك أستغفرك و أتوب إليك.
أخي أبو عبد البر وفقك الله تعالى
الصواب: سبحانك، و ما أظنك أُتيتَ إلا من السرعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/46)
ـ[محمد وهبة محمد]ــــــــ[11 - 11 - 10, 12:15 ص]ـ
الرسول صلى الله عليه وسلم نهانا عن الحلف بغير الله فقال: (من كان حالفاً فليحلف بالله وإلا فليصمت)
مما يدل على عظمة الله سبحانه وتعالى فذالك تعظيماً لله سبحانه وتعالى
ويكون الحلف عباده لأنك تذكر إسم الله "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"
وقال تعالى (فاذكرونى أذكركم واشكروا لى ولا تكفرون) صدق الله العظيم
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[11 - 11 - 10, 12:25 ص]ـ
الرسول صلى الله عليه وسلم نهانا عن الحلف بغير الله فقال: (من كان حالفاً فليحلف بالله وإلا فليصمت)
مما يدل على عظمة الله سبحانه وتعالى فذالك تعظيماً لله سبحانه وتعالى
ويكون الحلف عباده لأنك تذكر إسم الله "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"
وقال تعالى (فاذكرونى أذكركم واشكروا لى ولا تكفرون) صدق الله العظيم
جزاك الله خيرا على الإضافة
لكن من تعظيم الله تعظيم رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - و ذلك باتباعه. ولم يثبت عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قول صدق الله العظيم عند الإنتهاء من القرآن فتنبه
وفقك الله
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[11 - 11 - 10, 01:12 ص]ـ
سبق لي وان سالت عن المسالة ولا جواب
فناسب ان اذكر اهم ما اشكل علي في المسالة
العبادات تدور بين المستحب والواجب
فماذا تقولون في الحلف بالله هل هو مستحب او واجب واين الدليل
حكم الحلف ابتداءً جائز لأن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يأمر به ولم ينهى عنه.
أما الأحاديث التى فيها الأمر بالحلف بالله فظاهر جدا أنها متعلقة بكيفية الحلف لا أصله .... يعنى (ان أراد أحدكم أن يحلف-وهو جائز ابتداءً- فليحلف بالله أو ليصمت).وهذا أمر والأصل فيه الوجوب كما هو مقرر عند الأصوليين وثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه نهى عن الحلف الا بالله فدل أن الحلف بالله واجب وبغيره محرم وهذا كاف فى إثبات كونه عباده ... والله أعلم
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[11 - 11 - 10, 11:56 ص]ـ
يا إخوان المرأة سألت أن الحلف هل هو مما يتعبد به، إي هل أنها إذا ذكرت شيئا تؤكده بالحلف فتؤجر ليكون عبادة، أي أنها تريد أن تقول هو جائز أصلا.
أما ألأخوة ففرعوا موضوعا وحادوا عن السؤال.
هي لا تريد أن تقول أن الحلف بغيره ليس شركا!
بل تريد أن تقول أكثر من الحلف لأكثر من التعبد؟
والرجاء من المراقبين أن يوضحوا لأن الأخوة دخلوا في قضايا خارجة عن السؤال.
ـ[أم تميم الجزائرية]ــــــــ[11 - 11 - 10, 03:45 م]ـ
شكر الله سعيكم جميعاً
لكن تمنيت لو كانت هذه الجهود المباركة في مسألتنا (هل الحلف بالله عبادة)؟؟
وهل يُمكن اعتبار التعظيم دليلاً على كون الحلف بالله عبادة، مع أن التعظيم قد يتخلّف عن الحلف بالله وينفك عنه؟؟
أرجوا من الإخوة الأفاضل الرجوع إلى الموضوع لإفادتي، فالمسألة محيّرة؟، وهي أعسر من مسألة النذر ..
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[11 - 11 - 10, 06:21 م]ـ
شكر الله سعيكم جميعاً
لكن تمنيت لو كانت هذه الجهود المباركة في مسألتنا (هل الحلف بالله عبادة)؟؟
وهل يُمكن اعتبار التعظيم دليلاً على كون الحلف بالله عبادة، مع أن التعظيم قد يتخلّف عن الحلف بالله وينفك عنه؟؟
أرجوا من الإخوة الأفاضل الرجوع إلى الموضوع لإفادتي، فالمسألة محيّرة؟، وهي أعسر من مسألة النذر ..
الذى يظهر أختاه أن الحلف بالله عزوجل لا يندرج عندكِ تحت تعريف العبادة وهذا هو سبب الإشكال
فما هو تعريف العبادة عندكِ بارك الله فيكِ؟
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[11 - 11 - 10, 09:20 م]ـ
قال صالح آل الشيخ في هذه مفاهيمنا:
وقال المقريزي أيضاً (ص18 - 19):
(ومن خصائص الألوهية السجود، فمن سجد لغيره فقد شبهه به، ومنها التوكل، فمن توكل على غيره فقد شبهه به، ومنها التوبة، فمن تاب لغيره فقد شبهه به، ومنها الحلف باسمه فمن حلف بغيره فقد شبهه به، ومنها الذبح له فمن ذبح لغيره فقد شبهه به، ومنها حلق الرأس إلى غير ذلك ..............
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[11 - 11 - 10, 09:26 م]ـ
قال محمد بن عبد الرحمان الخميس في كتاب: أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة
ا
فالقسم والحلف بالله من تعظيمه، وتعظيمه عبادة، وإنما يكون الحلف بالله من تعظيمه مع الصدق وحفظ الإيمان عما يتضمن الاستهانة بالله. وقد تقدم قول الإمام أبي حنيفة: "لا يحلف إلا بالله متجردا بالتوحيد والإخلاص" 2
ـ[أم تميم الجزائرية]ــــــــ[12 - 11 - 10, 04:29 م]ـ
العبادة اسم جامع لكل ما يُحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفال
وكل ما أمر به الله فهو يُحبه، لكن أين الأمر بالحلف بالله في نصوص الوحيين؟
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[12 - 11 - 10, 04:41 م]ـ
العبادة تكون في ما يجتمع في قلب المسلم عند تعظيم الله بالحلف , و عندما يوفي بحلفه فقد عظم الله لأنه يخاف إن لم يوف بحلفه أن يعاقبه الله , و هناك مسألة و هي أن النذر منهي عنه و قد عد العلماء الوفاء به عبادة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/47)
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[13 - 11 - 10, 01:51 م]ـ
العبادة اسم جامع لكل ما يُحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفال
وكل ما أمر به الله فهو يُحبه، لكن أين الأمر بالحلف بالله في نصوص الوحيين؟
النصوص التى فيها الأمر بالحلف بالله عز وجل كثيره وقد سمى النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الحلف بغير الله شرك وهذه أحاديث أخرجها البخارى فى صحيحه قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك عمر بن الخطاب ـ وهو يسير في ركب يحلف بأبيه ـ فقال: (ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت).
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية قال: ذكر نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت) ..
حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ألا من كان حالفاً فلا يحلف إلاّ بالله، فكانت قريش تحلف بآبائها فقال: لا تحلفوا بآبائكم)
حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه أدرك عمر بن الخطاب في ركب وهو يحلف بأبيه فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفاً فليحلف بالله وإلاّ فليصمت)
حدثنا أبو نعيم حدثنا ورقاء عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تحلفوا بآبائكم، ومن كان حالفاً فليحلف بالله).
وأخرج الترمذي في جامعه قال حدثنا قتيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن الحسن بن عبيد الله عن سعد بن عبيدة أن ابن عمر سمع رجلاً يقول: لا والكعبة، فقال ابن عمر: لا يحلف بغير الله، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)
وروى النسائي وأبو داود بإسناده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تحلفوا بآبائكم، ولا بأمهاتكم، ولا بالأنداد، ولا تحلفوا إلا بالله، ولا تحلفوا إلا وأنتم صادقون).
كل هذه الأحاديث فيها الأمر بالحلف بالله والنهى عن الحلف بالأباء والأمهات والمخلوقات ........ والمتقرر عند الأصوليين أن الأصل فى الأمر الوجوب كما أن الأصل فى النهى التحريم وكل النصوص تأمر من أراد الحلف أن يحلف بالله وحده ولايحلف بغيره وأن الحلف بغيره من الشرك والكفر فإذا كان الحلف بغير الله شرك دل ذلك على أن الحلف بالله توحيد وهذا يحبه الله ويرضاه من العبد ويثيبه عليه بخلاف الحلف بغيره فهو يبغضه ويعاقب عليه بدليل النهى عنه وتسميته شركا .. وذنبا سماه الله شركا وكفرا ليس كذنب لم يسمه الله شركا ولا كفرا فإن كان ذلك كذلك دخل الحلف فى العبادة قطعاً بلا أدنى لبس
اذ العبادة هى اسم جامع ... لكل ما يرضى الإله السامع
(والحكم هنا أختاه متعلق بكيفية الحلف لا بأصله فالحلف ابتداءً جائز لا يتعلق به أمر ولا نهى لكن من أراد الحلف فيجب عليه وجوبا شرعيا أن يحلف بالله ويحرم عليه أن يحلف بغير الله. فتعلُق الأمر والنهى يكون بكيفية الحلف لابأصله) ..... والله أعلم(67/48)
نقد كبار علماء الحنابلة للتصوف و أهله
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[05 - 11 - 10, 11:50 م]ـ
يعتبر علماء الحنابلة من أكثر علماء أهل السنة انتقادا للتصوف وأهله، لأنهم ورثوا عن إمامهم موقفه المتشدد من الصوفية عندما ذم طريقتهم،و حذر من صحبتهم [1]. و لما رأوه في سلوكهم من انحرافات كثيرة عن الشرع [2].و من أشهرهم نقدا لهؤلاء ثلاثة من كبار علمائهم، هم: ابن عقيل، و ابن الجوزي، و ابن تيمية.
أولا: نقد ابن عقيل للتصوف و الصوفية:
انتقد أبو الوفاء بن عقيل (ت513 ه/1119م)، الصوفية في منهاجهم و سلوكياتهم، فمن ذلك أنه ذكر أن مما يسقط مشايخهم في عينيه،هو أن أحدهم إذا خوطب بمقتض الشرع قال:عادتي كذا و كذا.يشير إلى طريقة قد قننها لنفسه تخرج عن سمت الشرع؛فهو إذن مختلق طريقة،وكل مختلق مبتدع ولو كان في ترك السنن، لأن الاستمرار على تركها خذلان [3]. و أعاب عليهم كذلك تغيير أسماء بعض المحرمات،و اطلاق عليها عبارات أخرى، كقولهم في الاجتماع على الغناء: الأوقات،و في المعشوقة:أخت،و في المرأة المحبة:مريدة،وفي الرقص و الضرب:الوجد،وفي اللهوي والبطالة: رباط،و هذا تحريف و تمويه غير مباح شرعا [4].
و قارنهم بالمتكلمين فإنتهى إلى أن أهل الكلام يفسدون عقائد الناس،بتوهيمات شبهات العقول،و الصوفية يفسدون الأعمال،و يهدمون قوانين الأديان،و يحبون البطالات و سماع الأصوات ,و ما كان السلف الصالح على ذلك المنهاج،فقد كانوا في العقائد عبيد تسليم،و في الأعمال أرباب جد [5].و فضل عليهم أي الصوفية المتكلمين الذين يزلون الشك،أما هم فيوهمون التشبيه في مجال الصفات [6].وهو قد فضل عليهم المتكلمين لغلبة علم الكلام عليه لأن من طغى عليه النظر العقلي كان ذمه لمنحرفة العباد،أكثر من ذمه لمنحرفة المتكلمين [7].
واتخذ ابن عقيل موقفا حازما من دعوى الصوفية:يسلّم للشيخ حاله.فيرى أنها دعوى اتخذها مشايخ الصوفية للتسلطن بها على اتباعهم،و دفعا للاعتراض عليهم.وإلاّ فإن الاعتراض مشروع على كلّ إنسان، ألم ترى أن الصحاب- رضي الله عنهم –قد اعترضوا على النبيّ –عليه الصلاة و السلام –عندما أظهر لهم أشياء لم يفهموها يوم الحديبية.و حتى الملائكة تسألوا عندما قالوا لله تعالى: ((أتجعل فيها)) -سورة البقرة/ 30 - وقال موسى عليه السلام: ((أتهلكنا بما فعل السفهاء منا)) [8]-سورة الأعراف -/155 - .ثمّ أننا نجد شيخ رباط يخلوا بأمرد و يسمع منه أو من امرأة حرة الغناء،و يأكل الحرام و يرقص، ولا يسأل الفقهاء،ولا يبني أمره على الشرع و يتصرف انطلاقا من وجدانه و واقعاته، و يقول اتباعه: ((الشيخ يسلم إليه طريقته)). ثم قرر ابن عقيل أنه لا طرقة مع الشريعة ولم يبق لأحد معها قول،و ما جاءت هي إلاّ بهدم العوائد،و نقض الطرائق، و ((ما على الشريعة أضرّ من المتكلمين و المتصوفة)) [9].و على العكس منه نجد الفقيه تاج الدين السبكي الشافعي يدعوا إلي الاعتقاد في الصوفية و التسليم لهم في أحوالهم و حسن الظن بهم، و انتقد الفقهاء الذين يحكمون على ظاهر هؤلاء [10].
وردا عليه أقول: إن الله –عز و جل- قد أوجب على كل مسلم الخضوع لشرعه، ((فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم)) -سورة النساء/65 - و من ثم لا يحق للصوفية ن و لا لغيرهم من الناس أن يستثنوا أنفسهم من الخضوع للشرع و الاحتكام إليه.و أما انتقاده للفقهاء في حكمهم على الصوفية من خلال ظاهرهم، فهم على صواب و هو على خطأ، لأن الشريعة الإسلامية تحكم على الناس بناء على ظاهرهم، و تترك بواطنهم لعلام الغيوب، لذا كان الرسول-عليه الصلاة و السلام- يعامل المنافقين معاملة المسلمين، و هو يعلم ما يكنونه في صدورهم من كفر و نفاق و خداع [11]. لذا فإني أوافق ابن عقيل في اعتراضه على الصوفية،،و رده عليهم في دعوى: تسليم للشيخ حاله. لأن حجته في ذلك قوية دامغة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/49)
و أوجب ابن عقيل ذمهم-أي الصوفية- و وصفهم بأنهم: زنادقة في زي عباد شرهين،و مشبهة خلعاء. لأفعالهم المنكرة المخالفة للشرع، فهم يحبون البطالات و الاجتماع على الملذات، و ويعتمدون على بواطنهم و يتكلمون كالكهان،و يقول أحدهم: ((قال لي قلبي عن ربي)) [12]. و يستميلون المردان و النسوان بإلباسهم خرقة التصوف و جمعهم في السماعات. كما أنهم يفسدون قلوب النساء على أزواجهم،و يقبلون طعام الظلمة و الفساق، و لا عمل لهم في أربطتهم إلا الأكل و الرقص و الغناء، مع تمزيق الثياب،و الصعق و الزعق و التماوت، و تحريك الطباع و الرعونات بالأسجاع و الألحان [13]
ثانيا: نقد ابن الجوزي للتصوف و الصوفية:
اشتد الفقيه عبد الرحمن بن الجوزي (ت597 ه/1200م) في انتقاد الصوفية،و خصص لذمهم و انتقاد مذهبهم قسما كبيرا من كتابيه: تلبيس إبليس، و صيد الخاطر. فمن ذلك أنه أعاب عليهم تركهم للعلم و تنفير الناس منه، و اقتصار بعضهم على القليل منه ن بدعوى الاكتفاء بعلم الباطن، و لا حاجة للوسائط، و إنما هو: قلب و رب [14]. لذلك انحرف أكثرهم في عباداتهم،و قلت علومهم، و تكلموا في الشرع بآرائهم الفاسدة، فإذا أسندوا فإلى حديث ضعيف أو موضوع، أو يكونوا فهمهم منه رديئا؛ و إذا خاضوا في التفسير كان غالب كلامهم خطأ و هذيانا. و لجهلهم بالشرع و ابتداعهم بالرأي ابتكروا مذهبا زينه لهم هواهم، ثم تطلبوا له الدليل من الشرع، فاستدلوا بآيات لم يفهمونها،و بأحاديث لها أسباب و جمهورها لا يثبت [15].
و عن موقف الصوفية من العقل و النقل،و اعتزازهم بمذهبهم نقل ابن الجوزي عن الصوفي عبد الكريم القشيري (ت465 ه/1072م) قوله: ((حجج الصوفية أظهر من حجج كل أحد، و قواعد مذهبهم أقوى من قواعد كل مذهب، لأن الناس إما أصحاب نقل وأثر، وإما أرباب عقل و فكر، وشيوخ هذه الطائفة ارتقوا عن هذه الجملة، و الذي للناس غيب فلهم ظهور، فهم أهل الوصال،و الناس أهل الاستدلال)) ثم عقب عليه ابن الجوزي بقوله: ((من له أدنى فهم يعرف أن هذا الكلام تخليط، فإن من خرج عن النقل و العقل فليس بمعدود في الناس،و ليس أحد من الخلق إلا و هو مستدل.و ذكر الوصال حديث فارغ، فنسأل الله العصمة من تخليط المريدين و الأشياخ)) [16]. و ما قاله القشيري خطير جدا ينتهي بمن يأخذ به إلى إبعاد الشرع،و تعطيل العقل، ليعبد الله –بعد ذلك- على هواه، فلا يفرق بين الحلال و الحرام،و لا بين ما يجب لله ما لا يجب له، فيضل و يضل و يصدق عليه قوله تعالى: ((ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله)) -سورة القصص/50 - .
و أعاب على مشايخهم تكلمهم في القرآن الكريم بغير علم،و قولهم فيه خلاف أقوال المفسرين، فذكر أن الصوفي أبا عبد الرحمن السلمي (ت412 ه/1021م) صنف تفسيرا [17] جمع فيه أقوالا لهم أكثرها هذيان. منها أن الصوفي أبا القاسم بن محمد الجنيد البغدادي (ت298 ه/910م) فسر قوله تعالى: ((سنقرئك فلا تنسى)) -سورة الأعلى / 6 - بمعنى لا تنس العمل به.و فسر قوله تعالى: ((و درسوا ما فيه)) -سورة الأعراف/169 - بتركوا العمل به. وهذان التفسيران عند ابن الجوزي غير صحيحين ظاهرين الغلط، فقوله في الآية الأولى، هو خلاف إجماع العلماء، إذ فسرها على أن فيها نهي، و الصحيح إنما هو خبر لا نهي و تقديره: فما تنسى-أي فيها نهي- و لو كان نهيا لجزم الفعل.و أما قوله في الآية الثانية بأن معناها: تركوا العمل به ن فهو خطأ، لأن معناها الدرس الذي هو التلاوة، من قوله تعالى: ((بما كنتم تدرسون)) -سورة آل عمران /79 - ، لا من دروس الشيء الذي هو هلاكه [18]. ثم ختم ابن الجوزي تعقيباته على تفسيراتهم بقوله: ((و إنما العجب من هؤلاء –و كانوا يتورعون من الكلمة و اللقمة- كيف انبسطوا في تفسير القرآن الكريم إلى ما هذا حده)) [19].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/50)
و أشار ابن الجوزي إلى أن كبار مؤلفي الصوفية كالحارث بن أسد المحاسبي البغدادي (ت 243 ه/857م)،و أبي نعيم أحمد الصفهاني (ت430 ه/1038م)،و أبي حامد الغزالي (ت505 ه/1111م)، جمعوا في مصنفاتهم الأكاذيب و العجائب، و الاعتقادات الباطلة، والكلام المرذول، و ملؤوها بالأحاديث غير الصحيحة و الدقائق القبيحة، و أمروا فيها بأشياء مخالفة للشريعة، و لم يستندوا فيها على أصل، وغنما هي واقعات تلقفها بعضهم عن بعض، ثم دونوها و سموها علم الباطن [20].
و انتقدهم في بعض سلوكياتهم داخل الأربطة، فمنها أنهم أخلدوا فيها إلى البطالة،و أراحوا أنفسهم من طلب الرزق و إعادة العلم، و لا صلاة نافلة و لا قيام ليل. و إنما أكثر همهم التظاهر بالمرقعات و طلب الملذات،و سماع الأغاني من المردان،و المبالغة في المأكول و المشروب [21]. ثم قارنهم ابن الجوزي بمتقدميهم، فقال أن أولئك قد لبس عليهم الشيطان بتقليل الطعام،و عدم شرب الماء البارد؛و أما المتأخرون فقد لبس عليهم بكثرة الأكل و رفاهية العيش،و استراح هو من التعب و اشتغل بالتعجب منهم [22].
و أخذ ابن الجوزي على بعض مشايخ الصوفية الأوائل دعوتهم إلى الجوع و تقليل الطعام،و مجاهدة النفس بترك مباحاتها. و نبه إلى أن اتباع الشرع و ما كان عليه الصحابة أولى من اتباع هؤلاء، و أن النفس مطية، على الإنسان أن يرفق بها ليصل إلى مقصوده، فيعطيها ما يصلحها و يمنعها ما يضرها،و الحسم في حاجة ماسة إلى مختلف أنواع الغذاء [23]. وقوله هذا صحيح لأن الاعتدال في الأكل هو المطلوب، فلا إفراط و لا تفريط، لقوله تعالى: ((كلوا و اشربوا ولا تسرفوا)) -سورة الأعراف/31 - ،و لأن الجسم يتضرر من كثرة الأكل، كما يتضرر من قلته.و قد روي أن الصوفي أبا محمد بن شكر اليونيني البعلي (ت647 ه/1249م) داوم على خشونة العيش،و كثرة الجوع و المجاهدة ن فحصل له يبس أفسد مزاجه و أورثه تخيلات، فتارة يتخيل أن جماعة تريد اغتياله،و تارة يتوهم أنه اطلع على أماكن فيها كنوز و أموال كثيرة [24].
و انتقدهم كذلك في تميزهم بلباس الفوط المرقعات و تظاهرهم بها، و هو أمر مكروه و ليس من الشريعة لعدة و جوه، منها: أنهم لبسوها من غير فقر،و لم يلبس السلف الثياب المرقعات إلا ضرورة. و أنهم ادعوا الفقر و قد أمرنا بإظهار نعم الله علينا.و أنهم أظهروا الزهد-الذي قد يورث فيهم الكبر- و المطلوب منهم ستره [25].و في ذلك يروى أن عالما قال لجماعة من أصحاب المرقعات: ((إخواني إن كان لباسكم موافقا لسرائركم، لقد أحببتم أن يطلع الناس عليها،و إن كانت مخالفة لسرائركم، فقد هلكتم و رب الكعبة)) [26].و في حرصهم على ارتداء الخرق المرقعات، أشار ابن الجوزي إلى أنهم اختلقوا حديثا في لبسها، له إسناد متصل كله كذب و محال [27].
و يلاحظ على هؤلاء القوم أنهم بقدر حرصهم على التظاهر بالاهتمام بتطهير النفوس من أمراضها،و ترويضها على الصبر و القناعة بالقليل، فإنهم من جهة أخرى تبدوا عليهم جليا مظاهر الكبر و التعالي، و الاهتمام بالشكليات. فيدعون أنهم أرباب القلوب و البواطن و الوصال، و يزدرون أصحاب العقل و النقل، و يحرصون على التميز عن الناس بلباس صوفي مرقع. أوليس من الأحسن لقلوبهم و أخلاقهم، ستر أحوالهم و عدم التميز عن غيرهم بالمرقعات؟!.
و أشير هنا إلى أن المظاهر السلبية التي ذكرها ابن الجوزي عن الصوفية، قد وجدت قبل زمانه و استمرت إلى ما بعده. فمن ذلك أن حجة الإسلام أبا حامد الغزاليـ505 ه/1111م)، روى أنه لما شاعت دعاوى الصوفية العريضة بين العوام، كالعشق و المشاهدة، وارتفاع الحجاب، و الوصال المغني عن الأعمال الظاهرة، ترك أناس أعمالهم اليومية و تصوفوا، و أظهروا تلك الدعاوى و استلذوا مناخ البطالة [28]. و روى الفقيه تاج الدين السبكي (ت 771ه/1369م) أن الصوفية في عصره قد كثر عددهم ن واتخذوا الخوانق طريقا للدنيا، فارتدوا لباس الزور،و أكلوا الحشيش-المخدر-،و انهمكوا في طلب الملذات ن حتى قيل فيهم: ((أكلة بطلة سطلة، لا شغل و لا مشغلة))،و قيل كذلك: ((نعوذ بالله من العقرب و الفار، ومن الصوفي إذا عرف الدار)) [29].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/51)
و لم يكتف ابن الجوزي بانتقاد عوام الصوفية و ذمهم، بل انتقد كذلك خواصهم و أعلامهم، كأبي حامد الغزالي،و محمد بن طاهر المقدسي (ت507 ه/1113م)،و عبد القادر الجيلاني (ت 561 ه/1165م). ففيما يخص الغزالي فذكر عنه أنه خالط الصوفية،و أخذ بنصائحهم، ونظر في كتب قدمائهم، فاجتذبه ذلك كلية [30] و أبعده عن قانون الفقه. ثم تعجب منه كيف نزل من رتبة الفقيه إلى رتبة الصوفي؟! حتى أنه-أي الغزالي- قال: لا ينبغي للمريد إذا تاقت نفسه للجماع، أن يأكل و يجامع، فيعطيها شهوتين فتقوى عليه. و هذا-في نظر ابن الجوزي- مخالف للسنة، فقد جمع النبي-عليه الصلاة و السلام- في مأكله شهوتين، فأكل القثاء [31] بالرطب، وطاف على نسائه بغسل واحد. فهلا اقتصر على شهوة واحدة [32].
و تعجب منه في سلبيته تجاه الصوفية و أخذه بنصائحهم المخالفة للفقه، مع معرفته و فهمة. فمن ذلك أنه أخذ بنصيحة أحد كبار الصوفية أمره فيها بترك المواظبة على تلاوة القرآن الكريم،و أن لا يلتفت قلبه إلى أهل و ولد،و لا إلى مال و علم، و يتفرغ لقول: الله، الله،و يواظب عليه حتى يفتح بما فتح على الأنبياء و الأولياء [33]. ثم قال عنه أنه باع الفقه بالتصوف بأرخص الأثمان، عندما ذكر أشياء تخالف الشريعة و لم ينكرها، بل حكاها و استحسنها كوسيلة للتربية و التعليم، منها أنه روى أن بعض الشيوخ عن القيام في الليل، فلزم نفسه القيام على رأسه طول الليل لتطاوعه على القيام. و حكى أن عابدا كان شديد الحب للمال، فعالج نفسه بأن باع كل ما يملك، ورمي بالمال في البحر، ولم يفرقه على الناس خوفا على نفسه من الرياء، و رعونة النفس [34]. و إقدامهما على هذين الفعلين منكر مخالف للشريعة، فهي قد نهت عن إضاعة المال و إذاء الجسم، فالقيام على الرأس يؤدي إلى انعكاس الدم إليه، وهذا يضر بالإنسان و يسبب له أمراضا [35]. كما أن تصرف هذين الرجلين دافعه-على ما يبدو- الجهل أو حب المحمدة، أو كلاهما معا. فالذي جمع ماله-مثلا- و رماه في البحر خزفا من الرياء، كان في مقدوره البحث عن و سيلة أخري يربي بهتا نفسه و لا يضيع بها ماله، و إن أصر على التخلص منه، فليخرج به ليلا أو باكرا –في وقت لا يراه فيه الناس- و يتركه في أي طريق، ليأخذه الناس، أحسن له من أن يرميه في البحر.
و أما محمد بن طاهر المقدسي، فذكر عنه عبد الرحمن بن الجوزي أنه صنف كتابا في التصوف، يضحك ((من يراه،و يعجب من استشهاده على مذاهب الصوفية بالأحاديث التي لا تناسب ما يحتج له من نصرة الصوفية)) [36]. و روى عنه أنه كان يقول بمذهب الإباحية في النظر إلى المردان؛ وله قصيدة فيها التحلل من الشريعة، و مدح النصارى [37].و حكي عنه أنه قال: من سنن الصوفية التي ينفردون بها،و ينتسبون إليها، صلاة ركعتين بعد ارتداء الخرقة و التوبة، واحتج على ذلك بحديث الصحابي ثمامة بن آثال فإنه عندما أسلم أمره الرسول-صلى الله عليه وسلم- بالاغتسال. ثم عقب عليه بقوله: إن ما ذهب إليه ابن طاهر هو من أقبح الجهل، لأن ثمامة كان كافرا فأسلم، فوجب عليه الغسل؛ و ليس في الخبر صلاة ركعتين فيقاس عليها، و لا قال بها العلماء،فهذا ابتداع لا سنة. و من أقبح الأشياء قوله أن الصوفية ينفردون بسنن، فهي و إن كانت من الشرع فالمسلمون كلهم مطالبون بها، وإن لم تكن منه فهم الذين اخترعوها [38].
ثم أشار ابن الجوزي إلى أن العلماء الذين مدحوا ابن طاهر المقدسي، إنما أثنوا عليه لأجل حفظه للحديث، وإلا فالجرح أولى به. وتعجب من الحافظ أبي سعد عبد الكريم السمعاني (ت563 ه/1167م) من انتصاره لابن طاهر بلا شيء، إلا قوله: ((لعله تاب)) [39]. لكن المحدث محمد بن عبد الهادي المقدسي (ت744 ه/1343م) أنكر أن يكون ابن طاهر يقول بالإباحة المطلقة، لأنه من أهل الحديث المعظمين للآثار، لكنه أخطأ في إباحة السماع و النظر للمرد [40].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/52)
و آخرهم الشيخ عبد القادر الجيلاني، لم يكن على وفاق مع ابن الجوزي، فقد روى أن هذا الأخير كان يغض من قدره و لا ينصفه، و صنف كتابا في ذمه، نقم فيه عليه أشياء كثيرة [41]. لكنني لم أعثر لابن الجوزي على أي نقد أو ذم صريحين لعبد القادر الجيلاني؛و إن كان يوجد ما يوحي إلى أنه لم يكن على علاقة حسنة معه. فمن ذلك أنه ترجم له في كتابيه: مناقب الإمام أحمد، و المنتظم في تاريخ الملوك و الأمم، فلم يمدحه و لم يقدح فيه،و لم يترحم عليه،و سماه: عبد القادر، دون عبارة أخرى تدل على مكانته، كالشيخ، و الفقيه، و العالم، و جاءت ترجمته في ثمانية أسطر و كلمات [42]. و في هذا يقول المؤرخ الذهبي: ((و لم تسع مرارة ابن الجوزي بأن يترجمه بأكثر من هذا، لما في قلبه له من البغض، نعوذ بالله من الهوى)) [43].و هو-أي ابن الجوزي- و إن لم يتوسع في معظم تراجم عصره –الذين ذكرهم في تاريخه- فقد كان في إمكانه أن يذكر للشيخ الجيلاني ترجمة حافلة، مرصعة بجواهر كلامه الوعظي، لكنه لم يفعل ذلك؛ في حين ترجم لأبي الوفاء بن عقيل في ثلاث صفحات،و للوزير ابن هبيرة في نحو أربع صفحات [44].
فمها هي أسباب تنافر الرجلين و هما حنبليان بغداديان يجمعهما مذهب واحد، أصولا و فروعا؟ يبدو لي أن أهمها سببان، الأول هو التصوف، فإنه قد فرق بينهما، فالجيلاني قطب من أقطاب الصوفية، و ابن الجوزي من كبار العلماء المنتقدين للتصوف و الناقمين على أتباعه، لذا قيل أنه أنكر على الجيلاني تصرفات صدرت منه في كتابه الذي ذمه فيه.و الثاني هو الحسد، فيبدو أن ابن الجوزي كان يحسد الشيخ عبد القادر و ينافسه، لما له من جاه في بغداد و خارجها، مما دفعه إلى بغضه و عدم إنصافه. وهذا لا يليق بعالم مثله، و الجيلاني ليس من أقرانه، فهو بمثابة والده إذ يكبره بأكثر من خمس و ثلاثين سنة [45].
و عن سبب اشتداد ابن الجوزي في نقد الصوفية،يرى الحافظ ابن رجب الحنبلي أنه لما كان ابن الجوزي عظيم الخبرة بأحوال السلف الأول،و لما له من حظ من أذواق الصوفية و مشاركتهم في بعض معارفهم، اصبح لا يعذر المشايخ المتأخرين، في مخالفتهم لطريق المتقدمين، ويشتد في الإنكار عليهم. و من ساق المتأخرين مساق الأوائل و طالبهم بسيرتهم في العلم و العمل، و الورع و كمال الخشية، فلا ريب أنه يزدري المتأخرين، و يمقتهم و يهضم حقوقهم، فالأولى تنزيل الناس منازلهم،و توفيتهم حقوقهم، و معرفة مكانتهم ن و إقامة معاذيرهم [46]. وهذه مبالغة في تبرير سلوكيات هؤلاء و الاعتذار لهم؛ لأن ابن عقيل و ابن الجوزي-مثلا- قد أنكرا عليهم تصرفات كثيرة-سبق ذكرها- مناقضة للشرع، و ليس لهم فيها عذر مقبول، إلا الانحراف و اتباع الهوى، و الجهل بالشرع.
و أما الباحث زكي مبارك فقد علق على انتقادات ابن الجوزي للصوفية، بقوله: ((و قد شغل ابن الجوزي نفسه بتعقب الصوفية، فنقل عنهم حكايات غريبة؛ و علق عليها تعليقات تدل على بصر بدقائق علم النفس و الأخلاق)) [47] و ((قد أطلنا الاقتباس من ابن الجوزي لأن الصفحات التي كتبها في هذا الموضوع ن من خير ما قرأنا في الدرسات النفسية و الخلقية، لأنها تصور ما كان يعرض للصوفية من الحيرة المطبقة، في تفهم مسالك الرشد و الغي، ومعالم الهدى و الضلال)) [48]، ثم انتقل إلى التعريض بابن الجوزي فقال: ((و من الذي يضمن أن بكون ابن الجوزي صادقا في كل ما كتب عن مغامز الصوفية))،و ((أي مظهر للجبن و أقبح و أبشع أن تصنف الكتب الطوال العراض في مثالب الصوفية، على حين يترك الملوك الظالمون في العصور الماضية، بلا رقيب و لا حسيب؟ و ما وضع ابن الجوزي و أمثاله في نقد الاستبداد،و كان يعيش في عصر لا تحترم فيه ملكية،و لا تحتفظ حقوق؟ أين ما كتب هؤلاء المتفيهقون في الفساد الخلقي و الاجتماعي، الذي كان يندلع لهيبه من قصور الوزراء و الأمراء)) [49].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/53)
وأقول-ردا عليه-: إنه بالغ في تعظيم الأمر و نفخه،لأن ابن الجوزي لم يخص الصوفية بالانتقاد دون غيرهم من الطوائف، فقد انتقد المتكلمين و الفلاسفة، و الشيعة و الخوارج، و الفقهاء و الوعاظ، و الولاة و السلاطين، و القراء و عامة الناس [50].و لم يكن ساكتا عن كل ما يجري في مجتمعه، فكثيرا ما كان في مجالسه الوعظية ن يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر، ويحذر الناس و الأمراء و الأعيان من مغبة الظلم، و الانحراف عن الشرع [51].و كان أبو الوفاء بن عقيل ينكر على الصوفية و رجال الدولة على حد سواء، وله إلى بعضهم رسائل تحذير و انتقاد [52]. و للفقيه أبي الفضل بن أحمد العلثي الحنبلي (ت643 ه/1236م) مواقف شجاعة في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، على الخليفة ومن دونه من المسؤولين، و الفقهاء و الصوفية، فتعرض للمضايقات، ودخل السحن [53]. كما أنة كثيرا من الصوفية كانوا طرفا في اللعبة السياسية، لأن معظم أربطتهم بناها لهم الخلفاء و السلاطين و الأمراء، و أوقفوا عليها أوقافا كثيرة تضمن لهم فيها العيش الرغيد، و شجعوهم على مجالس الغناء؛ مقابل الولاء و الدعاء لهم بتخليد الملك و استمرار المدد.
كما أن ابن الجوزي لم ينفرد بانتقاد الصوفية و ذمهم، فقد انتقدهم ابن عقيل، و أبو حامد الغزالي، وتاج الدين السبكي [54]، وقال عنهم الأديب كمال الدين بن جعفر الأدفوي الشافعي (ت748 ه/1347م): إن الغفلة و الجهل فيهم كثير، و أن بعضهم ينكر بداهة العقول،و يؤمن باجتماع النقيضين لفرط جهلهم [55].و أنكر على طائفة منهم حضور مجالس الغناء بالشبابات و الدفوف، مع الرجال و النساء، و الشباب و المردان، و وصف أفعالهم هذه بأنها بدع فظيعة شنيعة [56].
ثالثا: نقد ابن تيمية للتصوف وأهله:
انتقد شيخ الإسلام بن تيمية الصوفية في منهاجهم الصوفي، فهم-في نظره- قد عظموا الإرادة القلبية و ذموا الهوى، و أهملوا النظر العقلي. ثم كثيرا منهم لم يميز بين الإرادة الشرعية الموافقة للكتاب و السنة، و بين الإرادة البدعية المخالفة لهما ز فهم على عكس المتكلمين الذين عظموا النظر، واعرضوا عن الإرادة القلبية، لكنهم مثل الصوفية في عدم الاعتصام بما جاء به الرسول-عليه الصلاة و السلام-. لكنه اعترف بأن في طريق الصوفية أمورا محمودة في الشرع، قد لا يعرفها منتقدوهم من المتكلمين [57].
و أشار إلى أن من أخطاء الصوفية أنه تقع لهم في بواطنهم أشياء، فيظنون أنها في الخارج؛ فمن ذلك أن جماعة منهم عندما يغلب عليهم الذكر و المحبة و المعرفة، و ينعكس ذلك على قلوبهم و يحصل لهم ذوق و استغراق، يظنون أن ما يجدونه في باطنهم أمرا مشهودا بعيونهم، فيدعون أنهم يرون الله تعالى بأبصارهم، و هذا غلط و ضلال، لأن أهل السنة متفقون على أن الله لا يراه أحد بعينيه في الدنيا، لما رواه مسلم من أن النبي-عليه الصلاة و السلام- قال: ((و اعلموا أن أحدا منكم لن ير ربه حتى يموت)) [58].
و انتقدهم في بعض سلوكياتهم، منها أن طائفة منهم تدعي أن أكل الحشيشة المخدرة تنشط على أداء الصلوات و تعين على استنباط العلوم و تصفية الذهن. حتى أنهم يسمونها معدن الفكر و الذكر،و محركة الغرام الساكن.و هذا كله من خدع النفس و مكر الشيطان بهؤلاء لأن تلك الحشيشة هي عمى للذهن،تجعل آكلها أبكما مجنونا لا يعي ما يقول [59]. و منها أنهم يروون احاديث في السماعي عن النبي-عليه الصلاة و السلام – ليست صحيحة،بل هي باطلة موضوعة باتفاق أهل العلم كقولهم أنه-عليه الصلاة والسلام-:تواجد حتى سقطت بردته و أنه مزق ثوبه،و أخذ جبريل بعضه و صعد به إلى السماء [60].
و أعاب ابن تيمية على أبي حامد الغزالي تقسيمه للذكر إلى ثلاثة مراتب،الأولى: قول العامة لا اله إلاّ الله. و الثانية: قول الخاصة الله، الله. و الثالثة: قول خاصة الخاصة، هو،هو.و بدّعه في ذلك لأن الذكر المفرد: الله،الله و المضمر: هو، هو بدعة في الشرع،و خطأ في القول و اللغة. لأن الاسم المفرد ليس هو كلاما، ولا إيمانا، ولا كفرا.و المضمر ليس بمشروع،ولا هو بكلام يعقل،ولا فيه إيمان،و هو معارض للشرع. لأنه قد ثبت في الصحيح أن النبي –صلى الله عليه و سلم- قال: ((أفضل الذكر بعد القرآن وهي من القرآن: سبحان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/54)
الله و الحمد لله، ولا إله إلاّ اللّه،و الله أكبر)) و في حديث آخر: ((أفضل الذكر لا اله إلاّ اللّه)) [61].
و كفّر ابن تيمية كبار الصوفية الإتحاديين القائلين بوحدة الوجود كعمر بن الفارض المصر (ت 632 ه /1234 م، و محي الدين بن عربي الطائي الأندلسي (ت 638 ه/ 1240 م) و قطب الدين بن سبعين الإشبيلي (ت 669 ه/ 1270 م،و عفيف الدين التلمساني (ت 690 ه/ 1291 م)،و عدهم من ملاحدة الإتحادية و جعل كفرهم أظم من كفر اليهود و النصارى.و ابن عربي مع كونه كافر فهو أقرب الإتحاديين إلى الإسلام،لما يوجد في أقواله كثير من الكلام الجيد،و لأنه لا يثبت على الاتحاد ثبات غيره،بل هو كثير الاضطراب فيه،و الله اعلم بما مات عليه [62].و ذكر ابن تيمية أن الشيخ العز بن عبد السلام كان قد كفر ابن عربي لقوله بقدم العالم، فبل أن يظهر قوله بوحدة الوجود، من أن العالم هو الله، و صورة له؛ و هذا أعظم من كفر القائلين بأزلية الكون. و حكى-أي ابن تيمية- عن نفسه أنه كان ممن يحسن الظن بابن عربي و يعظمه، لما في كتبه من فوائد، كما في الفتوحات المكية، و الدرة الفاخرة. لكنه غير رأيه فيه عندما اطلع على كتابه فصوص الحكم و نحوه، لما فيه من الكفر الباطن و الظاهر، وباطنه أقبح من ظاهره،و هو يمثل مذهب و حدة الوجود [63].
و يستنتج مما ذكرناه عن نقد علماء الحنابلة للتصوف وأهله-خلال القرنين:6 - 7ه/12 - 13م- أنهم وجهوا لهم انتقادات مست منهاجهم و سلوكياتهم، فانتقدوهم في أنهم أقاموا منهجهم على أساس من العاطفة و الإرادة القلبية، و لم يلتزموا بالشرع في تأسيسه و تقويمه، ولم يعطوا للعقل مكانته. و في سلوكياتهم أنكروا عليهم كثرة المظاهر السلبية المنتشرة بينهم، و المخالفة للشرع؛ الأمر الذي فتح مجالا واسعا لكبار علماء الحنابلة، من انتقادهم، و التشهير بهم، كما فعل ابن عقيل،و ابن الجوزي،و ابن تيمية، و هي مجهودات تصب كلها في تيار نشاطهم العلمي النقدي، الذي مس مختلف العلوم النقلية و العقلية و الأدبية.
-----------------------------------
[1] ابن الجوزي: تلبيس إبليس ص: 189.
[2] سنذكر بعضها فيما يأتي من هذا المبحث.
[3] ابن تيمية:درء تعارض العقل و النقل ج4 ص: 136.
[4] ابن الجوزي: تلبيس ابليس ص:391.
[5] نفس المصدر ص: 416.
[6] نفس المصدر ص:417.
[7] ابن تيمية:المصدر السابق ج4 ص:136، 137.
[8] ابن الجوزي: المصدر السابق ص:416
[9] ابن تيمية: المصدر السابق ج 4 ص:135.
[10] السبكي: معيد النعم ص: 88.
[11] انظر: ابن هشام: مختصر سيرة ابن هشام ص: 151، 184.
[12] ابن تيمية: المصدر السابق ج 4 ص: 134، 135.
[13] ابن الجوزي: المصدر السابق ص: 415.و ابن مفلح: الأداب الشرعية و المنح المرعية ج 2 ص: 333، 334.
[14] ابن الجوزي: نفس المصدر ص: 359.و صيد الخاطر ص: 339.
[15] نفس المصدر ص: 240، 371 و ما بعدها.و نفسه ص: 25، 27، 412.
[16] ابن الجوزي: تلبيس إبليس ص: 246.
[17] سماه حقائق التفسير، قال عنه الذهبي: ((أتى فيه بمصائب و تأويلات الباطنية))،و نقل عن الخطيب البغدادي، أن عبد الرحمن السلمي غير ثقة، كان يضع الأحاديث للصوفية. الذهبي: تذكرة الحفاظ ج 3 ص: 1046.
[18] ابن الجوزي: المصدر السابق ص: 370.
[19] نفس المصدر ص: 374:
[20] ابن الجوزي: المصدر السابق ص: 186 و ما بعدها.و صيد الخاطر ص: 470.
[21] ابن الجوزي: صيد الخاطر ص: 338، 411.
[22] ابن الجوزي: تلبيس إبليس ص: 232.
[23] نفس المصدر ص: 172، 173 ن 240.
[24] اليونيني: ذيل مرآة الزمان ج 3 ص: 135.
[25] ابن الجوزي:صيد الخاطر ص: 338.و تلبيس إبليس ص: 214.
[26] ابن الجوزي: تلبيس ص: 215.
[27] ابن الجوزي: نفس المصدر ص: 216.
[28] أبو حامد الغزالي: إحيار علوم الدين ج 1 ص: 61.
[29] السبكي: معيد النعم ص: 125.
[30] انتقل الغزالي إلى التصوف في سنة 486 ه/1093م. أبو بكر بن العربي: العواصم من القواصم ج 2 ص: 30.
[31] القثاء، هو ثمرة يشبه الفقوس. علي بن هادية: قاموس الطلاب الجديد ص: 815.
[32] ابن الجوزي: تلبيس إبليس ص: 240.
[33] ابن الجوزي: صيد الخاطر ص: 344.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/55)
[34] ابن الجوزي: تلبيس إبليس ص: 394.
[35] ابن الجوزي: المصدر السابق ص: 395.
[36] ابن الجوزي: المنتظم ج 9 ص: 178.
[37] نفسه ج 9 ص: 178. و الذهبي: تاريخ الإسلام ج: 501 - 520ه/ ص: 174.
[38] ابن الجوزي: تلبيس إبليس ص: 198.
[39] ابن الجوزي: المنتظم ج 9 ص: 178.
[40] محمد بن عبد الهادي: طبقات علماء الحديث ج 4 ص: 16.
[41] الذهبي: سير أعلام النبلاء ج 21 ص: 376. و ابن رجب: المصدر السابق ج 1 ص: 295.
[42] ابن الجوزي: المصدر السابق ج 10 ص: 219. و مناقب الإمام أحمد ص: 531.
[43] الذهبي: تاريخ الإسلام ج: 561 - 570ه/ ص: 89.
[44] انظر: ابن الجوزي: المنتظم ج 9 ص: 212 و ما بعدها.و 214 و ما بعدها.
[45] و لد الجيلاني في سنة 471 ه/ 1078م و ابن الجوزي و لد ما بين سنتي 507 - 510 ه/1113 - 1116م. ابن رجب: الذيل على طبقات الحنابلة ج 1 ص: 299.و ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب ج 4 ص: 329.
[46] ابن رجب: المصدر السابق ج 1 ص: 295.
[47] زكي مبارك: التصوف الإسلامي في الأدب و الأخلاق، بيروت المكتبة العصرية،ج 2 ص: 195.
[48] نفس المرجع ج 2 ص: 198 - 199.
[49] نفس المرجع ج 2 ص: 202، 204 - 205.
[50] انظر: تلبيس إبليس ص: 49 و ما بعدها.
[51] انظر: المنتظم: ج 10 ص: 263، 264، 265، 276، 270، 272،. ابن رجب: المصدر السابق ج 1 ص: 407، 408، 409، و ما بعدها.
[52] انظر: ابن الجوزي: نفس المصدر ج 9 ص: 86.
[53] ابن رجب: المصدر السابق ج 2 ص: 205.
[54] سبق ذكر أقوالهم
[55] الأدفوي: الطالع السعيد ص: 133، 653.
[56] نفس المصدر ص: 724.
[57] ابن تيمية: درء تعرض العقل و النقل ج 4 ص: 136 - 137.
[58] ابن تيمية: مجموع الفتاوى ج 5 ص: 490.
[59] ابن تيمية: التفسير الكبير ج 4 ص: 150.
[60] ابن تيمية: منهاج السنة ج 4 ص:116. و خلاف الأمة ص:117. 118.
[61] ابن تيمية: مجموع الفتاوى ج 10 ص:396.
[62] نفس المصدر ج 2 ص:143.
[63] نفس المصدر ج 2 ص " 131، 464، 465.
http://saaid.net/feraq/sufyah/103.htm
ـ[ابنة عبد الرحمن]ــــــــ[06 - 11 - 10, 09:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..(67/56)
أسباب وقوع الضلال في الأمم!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[05 - 11 - 10, 11:57 م]ـ
ذكر ابن سعدي رحمه الله أن سبب ضلال الضلال من الأمم ثلاثة أشياء:-
1 - العدول عن ألفاظ الأنبياء الصريحة المحكمةإلى الألفاظ المتشابهة المجملة.
2 - الاعتماد على ألفاظ تنقل عن الأنبياء يظنونها صدقا وهي كذب عليهم!!
3 - الظن بأن كل خارق للعادة كرامة ودليل على الولاية، مع أن كثيرا من الخوارق من الأحوال الشيطانية. انتهى بتصرف يسير(67/57)
هدم أدلة الرافضة وإمامتهم المزعومة وجعلناهم أئمة يقتدى بهم يا رافضة
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[05 - 11 - 10, 11:57 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
كم دأب الرافضة بمحاوالات فاشلة لأثبات الإمامة بأدلةٍ متشابهة من القرآن الكريم , وجعلوا كُلَ آية كريمة في القرآن الكريم فيها لفظ (الأئمة) أو (الإمامة) , جعلوا هذه الآيات المتشابهات دليلا على الإمامة , وقد بنوا دينهم على هذه المباني الهشة التي لا تثبت أبداً , بل إن الإمامة التي يؤمنون بها , ويحاولون أن يجعلوها تبقى متماسكة , ولكن فشل الرافضة في هذا الأمر , فسبحان الله من جعل الكذب وخلقهُ وجعل تسعة أعشاره للرافضة , وهذا برهان آخر من براهين الإمامة يسقطهُ أعلام الرافضة ويفسرونهُ بما يهدم هذا الدين فوق رؤس متبعيه.
يقول الحق تبارك وتعاالى:
(وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ?لَّذِينَ ?سْتُضْعِفُواْ فِي ?لأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ ?لْوَارِثِينَ ( http://java************************:Open_Menu()/))
تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق
{ونريد أن نمنَّ على الذين استضعفوا في الأرض} المعنى أن فرعون كان يريد إهلاك بني إسرائيل وإفناءهم ونحن نريد أن نمنَّ عليهم {ونجعلهم أئمة} أي قادة ورؤساء في الخير يقتدى بهم عن ابن عباس.
قلتُ: وهنا البرهان العظيم على نفي الأدلة القوية التي يسمونها (آية الولاية) , (إمامة إبراهيم) , (جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) , (آية الطاعة) , وهذه البراهن الجلي على أن الإمامة المراد بها في هذه الأية الكريمة إنما هي الإقتداء , وبهذا يسقط الإحتجاج بإمامة إبراهيم عليه السلام , وزعمهم أن المراد من الإمامة في (إني جاعلك للناس إماما) أنها الإمامة التي يؤمنون بها , ولكن هذا منفي في الآية الكريمة , وكذلك في تفسير هذه الآية الكريمة وفق مباني الرافضة إنما هو دليل على أن ما يحتجون بهِ هو ما تشابه من القرآن الكريم , وقوله تعالى (ونجعلهم أئمة) , أي نجعلهم أئمة يقتدى بهم , كذلك قولهُ تعالى لأبراهيم (إني جاعلك للناس إماما) , وهنا مراد أن الجعل هنا الإقتداء بالخير والقول والفعل , فسقط دين الرافضة على رؤوس أهلهِ.
تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق
{ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض} وهو عطف على قوله {يستضعف طائفة منهم} ونحن نريد أن نمن. وقال قتادة: يعنى من بني اسرائيل {ونجعلهم أئمة} يقتدى بهم {ونجعلهم الوارثين} لمن تقدمهم من قوم فرعون.
قلتُ: وهنا من الله تبارك وتعالى من على الذين إستضغفوا , وكما سبق المراد بذلك هم بنوا إسرائيل , وليس أهل البيت أيها الرافضة , فمن عجائب قول الرافضة وتفاسيرهم أنهم يقولون أن المستضعفون في الأرض هم بنوا إسرائيل , وهذه كتبهم وتفاسيرهم تخالفهم الرأي في هذه المسألة فالمراد من الآية الكريمة هم بنوا إسرائيل , ثم جعلهم الله تبارك وتعالى (أئمة يقتدى بهم) , فأسقط مشائخكم أعظم أدلتكم على الإمامة , وإحتجاجكم بما يحمل لفظ الإمام في القرآن لكريم , كذلك ينسف إستدلالكم على أن أهل البيت أئمة معصومون , بل إن المراد من الآية الكريمة (يقتدى بهم) , وهنا وإن سلمنا لكم بأن الآية نزلت في أهل البيت , لأتضح المقال , فإن كانت نزلت فيهم (فهم يقتدى بهم) , وهذا يعني أن العصمة منفيه عن أهل البيت , فهم أئمة يقتدى بهم , قد يقع منهم الخطأ هداكم الله تعالى , وهذا لا يبقى للعصمة بقية بإذن الله تعالى.
تفسير الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي (ت 1401 هـ) مصنف و مدقق
والمعنى: أن الظرف كان ظرف علو فرعون، وتفريقه بين الناس واستضعافه لبني إسرائيل استضعافاً يبيدهم ويفنيهم والحال أنَّا نريد أن ننعم على هؤلاء الذين استضعفوا من كل وجه نعمة تثقلهم وذلك بأن نجعلهم أئمة يقتدى بهم.
قلتُ: وهنا الطبطبائي يوافقنا الرأي بأن الإمامة هو من يقتدى بهِ , ويتبع بفعلهِ وقولهِ في الخير , وهنا نفي صريح للإمامة المزعومة كذلك العصمة , والأدلة التي تتمسكون بها في أن الإمامة أصل من الدين , وأعظم من النبوة وهذا الأمر من أجهل الجهل , وإعلموا أن المراد من الإمامة إنما هو الإقتداء , كما قال الله تبارك وتعالى لنبي الله إبراهيم بمعنى الآية الكريمة (إني جاعلك للناس إماماً يقتدى بك وتتبع في الخير والطاعات) وإن قلتم بما نقول فإنكم توافقونا على أن الإمامة هي فرع من الفروع لا أصل من الأصول , وهنا تفاسيركم توضح أن المراد من الإمامة إنما هو الإقتداء فبذلك تبطل إستدلالكم بالأدلة من القرآن الكريم على أن الإمامة أصل , وكذلك تبطل تعريفكم للإمامة , وتبطل الإمامة نفسها , فهي إمامة إقتداء لا إمامة سيادة في الدين وعصمة وما إلي ذلك من الترهات التي تؤمنون بها , ولا شك أنها عظيمة الشأن إلا أنها إقتداء , وإن وقع الخطأ من الإمام وخالف كلام الله وسنة النبي والصحابة ترك وهذا ما عليه نحن.
وصلي اللهم وسلم على الحبيب محمد وعلى أله وصحبه أجمعين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/58)
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[06 - 11 - 10, 12:02 ص]ـ
من بركة العلم عزو كل قول الي قائله هذا المقال مقتبس من شبكة الدفاع عن السنة(67/59)
رد الشيخ البراك على ابن عقيل الظاهري [بسبب توقفه في القرآن]
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 12:24 ص]ـ
من جريدة الجزيرة يوم الخميس 27/ 11/1431هـ
البراك يرد على الظاهري:
لا أجد عذراً لخطئكم العظيم إلاّ ضعف قواكم الفكرية!
الحمد لله وحده، أما بعد؛ فهذا مقال كتبته تصويباً لمسألة مهمة تعرَّض لها الأستاذ أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري فلم يحالفه الصواب فيها، وكنت بعثت باستدراكي إليه مع خطاب مني إليه لعله يصحح الخطأ، وحين لم يفعل فإني أقدمه إلى القراء اليوم مع خطابي إليه .. والله أسأل لي وله التوفيق والسداد، ولسائر المسلمين.
فضيلة الأستاذ - أبا عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري - وفقه الله،، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأبعث إليكم تعقيبي على بعض ما جاء في مقالكم في جريدة الجزيرة المنشور في 2 شعبان 1431هـ، بعنوان تحقيق أصولي، في كلامكم على القرآن، واختياركم التوقف في كونه مخلوقاً أو غير مخلوق، وقد رأيتُ - وفقكم الله - أن تطلعوا على هذا التعقيب، لتراجعوا المسألة وتصححوا ما وقعتم فيه من خطأ، وتنشروا ذلك في الأسبوعين القادمين بلغة واضحة ورجوع صريح، فإنه يجب عليكم ذلك، لأن هذه المسألة ليست مما يسع فيه الخلاف، والحق ضالة المؤمن، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «ولا يمنعنك قضاءٌ قضيت فيه اليوم فراجعت فيه رأيك فهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه الحق، فإن الحق قديم».
وإن بقيت على رأيك في التوقف - وأعيذك بالله من ذلك - فإني أرى أنه لا يسعني إلا نشر التعقيب، بياناً للحق، وبراءة للذمة، وقد كان في نيتي نشر التعقيب، ولكني آثرت - أولاً - مخاطبتكم وإطلاعكم .. وأسأل الله أن يشرح صدرك للحق، ويهديك إلى كل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوك - عبد الرحمن بن ناصر البراك
6 رمضان 1431هـ.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، فقد اطلعت على المقال المسهب للأستاذ أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري، المنشور في جريدة الجزيرة في الثاني من شعبان لعام 1431هـ، بعنوان تحقيق أصولي، وقد أفاض الكاتب في الحديث عن نفسه - كعادته - ولا سيما في مقالاته الأخيرة، لكن تميَّز هذا المقال بمراجعات حسنة في سيرته وفي تعامله مع الآخرين، وقد اعترف الأستاذ فيه بضعف ذاكرته وضعف قواه الفكرية.
ومما تضمنه المقال الحط من منزلة الإمامين ابن تيمية وابن القيم في علمهما واجتهادهما، وذلك كله من أجل تفضيل أبي عبد الرحمن لابن حزم وتعصبه له وغلوه فيه، ولا يعنيني في هذا المقام الدفاع عن الإمامين، فإنه لا يوافق أبا عبد الرحمن على ما قال إلا من له هوى وتحامل على الإمامين من خصومهما من طوائف المبتدعة، بل الذي يعنيني من هذا المقال كله قول أبي عبد الرحمن - هداه الله ووفقه - في نقده للمقلدين للإمام ابن تيمية فيما يجزمون به تقليداً له، قال: «ومن ذلك الجزم بأن القرآن غير مخلوق، ولا يحل الجزم بأنه خالق أو مخلوق، بل الواجب التوقُّف اتباعاً لتوقف السلف قبل الخلاف الذي بعضه اتباع لهم بإحسان، وبعضه خلاف لهم باجتهاد خاطئ» اهـ.
وهذ كلام منكر، يحمل في طياته تصويب مذهب الجهمية في القرآن الذي كفَّرهم به أئمة السنة، وهو قولهم: القرآن مخلوق، وردوا عليهم، وصاحوا بهم من أقطار الأرض، وإيضاح ذلك:
أن قوله: «الجزم بأن القرآن غير مخلوق» باطل؛ لأن من المعلوم بالضرورة أن الجزم بأن القرآن غير مخلوق هو مذهب أهل السنة والجماعة، وهو سبب محنتهم على أيدي المعتزلة، في عهد المأمون ومن بعده، وثبت في المحنة الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-، فلم يداهن ولم يتأول، فتبوأ منزلة إمام أهل السنة.
وأبو عبد الرحمن يرتضي في هذه المسألة العظيمة مذهب الواقفة، وهم طائفة من الجهمية، ارتضوا ألا يقولوا إن القرآن مخلوق ولا غير مخلوق، وهذا إما أن يكون شكًّا منهم أو نفاقًا مع أهل السنة، ولهذا عدَّهم الأئمة شرًّا من الجهمية المصرحين بمذهبهم، لأن مذهب الواقفة يمكن أن يروج لدى الأغرار والجهال، ومن المعلوم بداهة أن الشَّك في الحق كالتكذيب به، فالشاك في صدق الرسول كالمكذب له، فهكذا من يشك في أن القرآن غير مخلوق ولا يجزم، هو في حكم من يجزم بأن القرآن مخلوق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/60)
وقول أبي عبد الرحمن: «ولا يحل الجزم بأن القرآن خالق أو مخلوق، بل الواجب التوقُّف» صريح في أنه يذهب إلى وجوب التوقف في المسألتين في كون القرآن خالقاً، وفي كونه مخلوقاً، ومعنى ذلك أنه يجوز أن يكون القرآن خالقاً، ويجوز أن يكون مخلوقاً، وهذا باطل، بل الواجب الجزم بأن القرآن ليس بخالق، بل الله هو الخالق، والجزم بأن القرآن غير مخلوق؛ فإنه كلام الله، وكلامه سبحانه من صفاته، وليس شيء من صفاته مخلوقاً، ولهذا عُبِّر عن مذهب أهل السنة في القرآن بأنه كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وقد أجاب الأئمة -رحمهم الله-، كعلي بن الحسين وجعفر بن محمد وابن المبارك وابن مهدي حين سُئلوا عن القرآن، أجابوا بقولهم: إن القرآن ليس بخالق ولا مخلوق، كما نقله عنهم اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (ج:2 ص: 264 وما بعدها)، وذكر البيهقي في كتاب الاعتقاد (ص: 102) أن هذا «هو مذهب كافة أهل العلم قديماً وحديثاً، وذكر أسامي أئمتهم وكبرائهم الذين صرحوا بهذا، ورأوا استتابة من قال بخلافه» اهـ.
وقول أبي عبد الرحمن: «بل الواجب التوقُّف اتباعاً لتوقف السلف قبل الخلاف»، أقول فيه: غلط أبو عبد الرحمن - عفا الله عنه - في نسبة التوقف إلى السلف، ومن هم السلف إلا الصحابة والتابعون؟! ولو كان الأمر كما قال لكان الجازمون بأن القرآن كلام الله غير مخلوق قد ضلوا عن طريق السلف، وهذا ظاهر الفساد والبطلان، بل عبارة أبي عبد الرحمن تلك تقتضي ذلك، فإن الذين اختلفوا في القرآن ثلاث طوائف:
1 - أهل السنة الذين آمنوا بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، وجزموا بذلك.
2 - الجهمية الذين جحدوا صفات الله، وجزموا بأن القرآن مخلوق.
3 - الواقفة الذين لا يجزمون بشيء.
وتقدم حكم الطائفتين عند أهل السنة، وعبارة أبي عبد الرحمن تقتضي أن الواقفة هم أتباع السلف، كما تقتضي أن قول الجهمية - وهو الجزم بأن القرآن مخلوق - هو من قبيل الخطأ في الاجتهاد، وكذلك عنده أن الجزم بأن القرآن غير مخلوق هو من قبيل الخطأ في الاجتهاد، ولا يخفى ما في هذا من التسوية بين مذهب أهل السنة ومذهب المعتزلة الجهمية في المصدر والحكم.
وبعد؛ فلا أجد لأبي عبد الرحمن عذراً في هذا الخطأ العظيم إلا اعترافه بضعف ذاكرته، وضعف قواه الفكرية.
لكن سبق له في تباريحه في المجلة العربية (العدد 300) قوله: «كلمات الله ها هنا (يشير إلى ما في الحديث: أعوذ بكلمات الله التامات ... ) كنايةٌ عن مشيئته وقدرته وعلمه وحكمته وتدبيره جل جلاله» اهـ، وهذا عدول بالكلمات عن الحقيقة إلى المجاز، وكلماته سبحانه الكونية والشرعية كلها من كلامه الذي هو عند أهل السنة كلام الله حقيقة، ويستدلون على ذلك بمثل قوله عز وجل: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً} وقوله سبحانه: {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}.
وهذه المقولة من أبي عبد الرحمن تدل على أن لديه تشوشاً قديماً في مفهوم كلام الله، وأنا أدعوه إلى الرجوع والمراجعة في الكتب المصنفة في مذهب أهل السنة والرد على الجهمية؛ مثل شرح أصول السنة للالكائي، والسنة لعبد الله بن أحمد، والسنة للخلال، والإيمان لابن مندة، وعقيدة أصحاب الحديث لأبي عثمان الصابوني، وغيرها كثير لا تخفى على مثل أبي عبد الرحمن، أسأل الله أن يفتح عليَّ وعلى أبي عبد الرحمن ويبصِّرنا بالحق، وأن يمتِّعه بقواه الفكرية والبدنية، وأن يحسن لنا وله الخاتمة، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
عبد الرحمن بن ناصر البراك
ـ[أبو القاسم السلفي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 06:03 ص]ـ
جزاكم الله خير
ـ[أبو غانم المروي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 07:21 ص]ـ
رد جميل.
وفيه تلطف، والتماس للعذر، مع بيان الحق دون مواربة.
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 11:30 ص]ـ
اللهم أطل بعمر الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك على طاعتك و أسأله سبحانه ان يرد الاستاذ الفاضل ابن عقيل الظاهري الى الصواب
ـ[أبوالشيخ]ــــــــ[07 - 11 - 10, 10:13 ص]ـ
جزى الله العلامة الشيخ عبدالرحمن البراك خير الجزاء
وعفى الله عن الاستاذ ابن عقيل ... والمؤمل التنبه ممن يحضر مجالس ابن عقيل ألا تعلق في قلبه شبهة وفق الله الجميع
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 01:31 م]ـ
جزاك الله أخي أخي الفاضل عبدالله ووقانا الله وكل مسلم الفتن ما ظهر منها وما بطن.
رفع الله قدر العلّامة عبدالرحمن البراك ونفع الله به وجعله منارة هدى لكل ضال إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
بالمناسبة كتب الشيخ الفاضل د. عبدالعزيز آل عبداللطليف مقال ممتاز حول المسألة فأجاد وأفاد
ذكر ذلك في مجلة البيان عدد شوال لعام 1431هـ
بعنوان [لِمَ كان القول بخلَق القرآن كفراً؟] وقد اضفتها بتاريخ 19 - 10 - 10, 01:07
تفضلوا جميعاً http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=225100
فقد ذكر الشيخ حفظه مذهب السلف في المسألة، وذكر أمور لا تحصل لطالب علم مرة أخرى. فليتفضل طلبة العلم بزيارة الرابط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/61)
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[09 - 11 - 10, 06:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 07:04 ص]ـ
جزاكم الله خير
ـ[محمد أبو عائشة]ــــــــ[09 - 11 - 10, 07:46 ص]ـ
بارك الله فيكم، أبا إبراهيم
وبارك الله في الشيخ البراك و متع به.
مسألة القرآن، و صفة الكلام لله تعالى، لا ينتهي الكلام فيها و الخوض فيها من أهل البدع بين حين لآخر، فهي من أطول مسائل الصفات.
لذا ينبغي علينا العناية بها و الحرص على مراجعة كلام السلف فيها.
ومن أفضل من تكلم على هذه المسألة و جمع شواردها و أبطل شبهات القوم فيها:
العلامة ابن القيم في الصواعق المرسلة
و بالمناسبة فإن ابن القيم في النونية لما تكلم في هذه المسألة بلغت أبياتها ألف بيت فهي ألفية في صفة الكلام مسألة القرآن
ـ[أبو غانم المروي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 12:08 م]ـ
يرفع للفائدة، والرد على الواقفة.
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[09 - 11 - 10, 12:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[09 - 11 - 10, 01:40 م]ـ
في الحقيقة الشيخ البراك حفظه الله ومتعنا به لم يقدم حججا، بل قرر أصل عقيدتنا كمسلمات، وهي عندنا كذلك، ولم يناقش ما يستدل به الشيخ ابن عقيل، فهل تعتقد أن في هذا رد عليه أو إقناع له؟، بل الواجب علينا تبيين موضع الخلل في كلامه حتى يتبين له، والله أعلم ...
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[09 - 11 - 10, 01:54 م]ـ
بارك الله فيك أبا العباس ..
في الحقيقة لو أن المسالة يُحتمل أن تكون من المسائل ذات الخلاف السائغ لبذل الشيخ عبدالرحمن جهده في تحرير ألفاظ المدعو ابن عقيل ثم الرد عليها كما عهدناه , ولكن الأمر ليس كذلك أخي أبي العباس فاكتفى الشيخ حفظه الله بتقرير اليقين والحق ..
ولعلّ الأمر اتضح لك أخي الكريم ولك مني جزيل الشكر وبارك الله فيك
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[09 - 11 - 10, 01:57 م]ـ
أنا متضح عندي لكن الشيخ ابن عقيل لم يتضح شي عنده ...
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[09 - 11 - 10, 02:23 م]ـ
الحمد لله أن نوّر بصيرتك وأوضح لك الأمر من قبل ومن بعد ..
وأسأل الله أن يرينا الحق حقّاً وأن يرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً وأن يرزقنا اجتنابه
ابن عقيل الظاهري لا يحتاج إلى بيان الحق ولا يحتاج إلى تحرير ألفاظه وبيانها لأجله وإنما الرد والبيان لأمر المعتقد كان لأجل أن لايغتر أحد بكلام المذكور أعلاه ويتبين لك هذا جليّا أن الشيخ أيضاً اكتفى ببيان معتقد أهل السنة في هذا وأن ما قاله خلاف مذهبنا ..
وأسأل الله تعالى أن يعيده إلى رشده وأن يجعله إمام هدىً وحق ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 11 - 10, 06:49 م]ـ
أنا متضح عندي لكن الشيخ ابن عقيل لم يتضح شي عنده ...
لم يتضح له شيء لأنه مثقف صحافي إنشائي ...
وهذه مشكلة السلفيين التي يجب أن يتفطنوا لها فيما يستقبل من الأيام ...
وهي (استسمان ذي الورم)
وأذكر حين كنت في الرياض، وسألني أحدهم عن (لن تلحد) إن كنت قرأته، فقلت نعم (كتاب كويس)!
فكاد يقفز من مقعده، وكيف هذا (كويس بس)، وهذا أعظم ما ألف في موضوعه، وهو بيان تلبيس الجهمية الحديث؟!
فقلت: أنا في حدود ما أعلم وأفهم أن هذا الكتاب ـ وعموم كتب المؤلف ـ هي مقالات أدبية متعلمة ـ مشاكلة بالعلمية المتأدبة ـ ..
فهذه المشكلة الحقيقة، إذا سبك نكرة متعالم سطرين في شيء من علوم الآلة = فغر له الكثير الأفواه، وحسبوه السبكي والأنصاري والمحلي ..
وإذا نقش أحدهم كلمتين ذكر فيهما اسم فيلسوف، أو اسم مذهب غربي، وقع في قلب الجميع أنه منقذ السلفيين الذي سقط من السماء، ليرفع عنهم فرض الكفاية تجاه (الحاجات اللي ميعرفهوهاش) ..
فيجعلونه عالما، ثم يخلعون عليه العلامة ... ثم يقيمون الخلاف بينه وبين أهل العلم، ويصيرونه معتبرا!
وفي كلامه مواضع تجعل الحليم حيران، من الغرور والتعالم ـ مع خلو الوكاء ـ أحجمت أن أعقب عليها حتى لا ألغ فيه أكثر من هذا، كل ده ومش عاجبه الشيخ البراك!!
وفوق هذا كله للذين يتكلمون عن عدم الوقوع في الشيخ، ورد الحجة بالحجة، كأننا نتكلم في مسألة فروعية خلافية، ثم الخلاف فيها سائغ ..
كلام في مسألة انتهت من أكثر من ألف سنة، نأتي نحييها جذعة عشان نجيب على كلام رجل لا يدري ما يخرج من رأسه ..
وفوق فوق هذا الرجل أصلا كان في مندوحة من هذا كله، فلا هو معروف بالعلم، ولا بالتعليم والتدريس، ولا أحد استفتاه، أو اختبره في عقيدته في القرآن، بل قام من نفخة أو نفثة أو همزة فسطر ما سطر، فلا يلومن إلا نفسه، ولا يلوم أحد أحدا فيه!
ثم إن الرجل عندكم علامة (!) فبأي شيء تريدون أن يعذر بالجهل (!) في مسألة من أمات اعتقاد المسلمين!
بل والله لا أحبذ أن ينشغل الناس بالرد عليه ـ كما كتب بعض الإخوة أن بعض الفضلاء سينتدب موضوعا للرد عليه ـ بل مثل هذه الشناعات يزجر فاعلها، ويغلظ عليه في القول بالعدل والقسط، حتى يتوب، أو يبقى على حاله، ومثل كلام الشيخ البراك له كاف جدا لا يطلب أكثر منه في مثل هذا الموقف ..
والله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/62)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 07:16 م]ـ
أرى أن المغالطة المسيطرة على كلامه وربما على نظره في المسألة،هو خلطه بين سكوت الصحابة عن الكلام في هذه المسألة؛لعدم نشوء البدعة وبين توقفه ..
فيجعل سكوتهم توقفاً ..
وهذا خلط عظيم ومغالطة أعظم ..
وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم سكتوا عن أشياء كثيرة لم يتكلموا فيها؛لأنها كانت لديهم مسلمة لا يتصورون أن يذر فيها قرن بدعة ..
ولذلك لو قلب الناس الكتب ظهراً لبطن لم يجدوا لطبقات من الصحابة كلاماً في أبواب كثيرة من البدع = فهل يعني هذا أنهم كانوا متوقفين فيها لا يترجح عندهم ما هو الحق؟
اللهم بعداً للمغالطات جميعاً ..
بل لا يوجد باب من أبواب الدين إلا والصحابة مهتدون بمجموعهم إلى ما هو الحق فيه ..
والتوقف الذي يزعمه الشيخ ابن عقيل ليس سكوتاً،فالسكوت هو أن تسكت عن بيان ما هو بين عندك، أما التوقف فمعناه أنك لم تتبين ما هو الحق في المسألة أصلاً ..
وعمل طالب العلم إذا ما أثير النزاع أن يطلب من أدلة الوحي ما تدل عليه الأدلة الكلية والجزئية بحيث يقارب درجة فقه الصحابة بالنصوص التي جعلتهم يقولون إن كانوا قالوا أو يسكتون لعظم تبينهم للمسألة.
ولما ذر قرن بدعة خلق القرآن نظر أئمة السلف جميعهم في نصوص الوحي فوجدوها تدل دلالة قاطعة على أن القرآن كلام الله منه خرج وأن كلامه سبحانه صفته وهو سبحانه بصفاته الخالق العظيم لم يتسلط عليه خالق ليخلقه أو يخلق شيئاً منه وأنه سبحانه يخلق المخلوقات بكلامه ولا يكون كلامه الذي يخلق به مخلوقاً ..
وكان هذا بيناً جداً عند صحابة النبي صلى الله عليه وسلم لم يرتابوا فيه ولا حرضهم على الكلام فيه مبتدع، فسكوتهم من جنس سكوتهم عن شبه الملحدين والنصارى والمستشرقين التي ما ظنوا أن عاقلاً سيلفظ بشيء منها،أفنتوقف في شبههم إذاً؟!!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 11 - 10, 07:33 م]ـ
أبا فهر من أجل ذلك نقول إن من قرأ كلام الرجل المزبور فوق يتضح له أن هناك خللا عظيما ـ كما وصفت ـ في تصور الرجل لمسائل العلم أصلا ...
والعجيب أنه يقول إن اللالكائي أدنى المراجع إليه ـ أو لديه الله أعلم ـ ويعيب على البراك كيف بيشرح الواسطية والطحاوية وفتح الباري!!
و والله لو قرأ هذه الكتب مجرد قراءة لما قال هذا الكلام الذي يشين صاحبه ..(67/63)
هل يجوز الإشارة باليد أثناء الحديث عن الصفات
ـ[مصطفاوي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 08:40 ص]ـ
كلنا قد رأينا الشيخ أبوإسحاق الحويني علي قناة الناس وهو يتكلم عن صفة الإستواء لله تعالي فقال إستوي علي العرش أي علي وأرتفع وقبض إحدي يديه وبسط الأخري فوقها
وكلنا رأينا أيضا كيف شنع عليه الصوفية ورموه بالتجسيم
ولكني قرأت أحاديث عده ذكر فيها إشارة الرسول صلي الله عليه وسلم إلي أذنيه عينيه عندما قرأ (وكان الله سميعا بصيرا)
فهل أخطأ الشيخ في فعله؟ وإذا وجهنا فعله لبيان حقيقة الصفة -أي كأنه يقول كما أن علو يدي وإرتفاعها عن الأخري حقيقيا فكذلك علو الله حقيقي أيضا وإن أختلفت حقائق كل منهما عن الأخر - وليس لبيان كيفيتها فهل يكون هذا التوجيه صحيحا
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[06 - 11 - 10, 04:56 م]ـ
الأمر توقيفى لأن نصوص الصفات فى الكتاب والسنة كثيرة ولا أعلم أن النبى قرأ آية الإستواء أو غيرها من آيات الصفات وفعل كما فعل الشيخ حفظه الله ولو فعل لنقل الينا كما فى حديث السمع والبصر
والذى أعرفه أن أهل السنه لم يفهموا أن لله أذناً بدلالة هذا الحديث فلم يثبتوها صفةً-ولم ينفوها عنه سبحانه وتعالى- أما اثبات العين فالحديث ليس فيه ما يدل على ذلك وان كنا نثبت لله عين بنصوص أخرى .... فالحديث فيه اثبات صفة السمع والبصر لا الأذن والعين والفرق ظاهر
وبعض أهل العلم قال أنه يجوز فعل مثل هذا الذى فعله الشيخ حفظه الله أمام من يؤْمَن عليه الوقوع فى التشبيه والظاهر والله أعلم ان الأمر توقيفى ولا ينبغى التوسع فيه ...... والله أعلم
ـ[صالح بن عبد الله الشاطبي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 05:09 م]ـ
الإشارة من باب التقريب للمعنى جائزة, وقد منع منها بعض العلماء دفعاً للشبهة وهي التشبيه, ولكن الشيخ العلامة عبد العزيز الراجحي يشير بيديه أثنا حديثه عن النزول لله في الثلث الأخير ,فسُئل في ذلك فقال: لا بأس فهذا من باب التقريب لا للتشبيه , واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء, وحرك النبي صلى الله عليه وسلم أصبعيه.
وانظر فتوى العلامة الراجحي في شرحه للطحاوية.
هذا والله أعلم.
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[06 - 11 - 10, 05:34 م]ـ
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
ومِن ذلك أيضاً: "ما يكثُر السُّؤال عنه من بعض الطَّلبة، وهو: أنه ثَبَتَ عن النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ أنه لما قرأ قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا *} [النساء] أنَّه وَضَعَ إبهامَه وسبَّابته على أُذُنِهِ وعلى عينِهِ. فقال: هل يجوز أن أفعل مثل هذا؟
فجوابنا على هذا أنْ نقول: لا تفعلْه أمامَ العامَّة؛ لأن العامَّة ربَّما ينتقلون بسرعة إلى اعتقادِ المشابهة والمماثلة؛ بخلاف طالب العلم، ثم هذا فِعْلٌ مِن الرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ وليس أمراً، لم يقل: ضعوا أصابعكم على أعينكم وآذانكم، حتى نقول: لا بُدَّ مِن تنفيذِ أمْرِ الرَّسول، بل قَصَدَ بهذا تحقيق السَّمع والبصر، لا التعبُّد في ذلك فيما يظهر لنا، فلماذا نلزم أنفسنا ونكرِّر السؤال عن هذا من أجل أن نقوله أمام العامَّة؟
فالحاصلُ: أنه ينبغي لطالب العِلم أن يكون معلِّماً مربيًّا، والشيءُ الذي يُخشى منه الفتنة؛ وليس أمراً لازماً لا بُدَّ منه؛ ينبغي له أن يتجنَّبه.
وأشدُّ مِن ذلك ما يفعله بعضُ النَّاسِ، حين يسوق حديث: «إن قلوبَ بني آدم بين أصبعين مِن أصابعِ الرَّحمن» فيذهب يُمثِّل ذلك بضمِّ بعض أصابعه إلى بعض، مُمَثِّلاً بذلك كون القلب بين أصبعين من أصابع الله، وهذه جرأة عظيمة، وافتراءٌ على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإنه لم يمثِّل بذلك. وما الذي أدرى هذا المسكين المُمثِّلُ أن كون القلوب بين أصبعين من أصابع الله على هذا الوصف؟ فليتَّقِ الله ربَّه ولا يتجاوز ما جاء به القرآنُ والحديثُ. "الشرح الممتع (3/ 82) ط. ابن الجوزى
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[06 - 11 - 10, 06:14 م]ـ
كلام ممتع من عالم بحق رحمه الله رحمة واسعة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/64)
ـ[صالح البيضاني اليمني]ــــــــ[06 - 11 - 10, 06:19 م]ـ
حفظ الله الشيخ العلامة عبد العزيز الراجحي.
كلام ماتع جداً, رحم الله الشيخ ابن عثيمين رحمة واسعة.
ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[06 - 11 - 10, 10:28 م]ـ
وفي سنن ابن ماجه - (11/ 286)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ اللَّهُمَّ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَخَافُ عَلَيْنَا وَقَدْ آمَنَّا بِكَ وَصَدَّقْنَاكَ بِمَا جِئْتَ بِهِ فَقَالَ إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ يُقَلِّبُهَا
وَأَشَارَ الْأَعْمَشُ بِإِصْبَعَيْهِ
وفي الصفات للدارقطني - تحقيق علي ناصر فقيهي - (1/ 54)
حدَّثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن علي الدوري، ثنا محمد بن عثمان بن كرامة، ثنا عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك
قال: كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: "اللهم ثبت قلبي على دينك" فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله، أتخاف علينا وقد آمنا بك وصدقنا بما جئت به؟ فقال: " نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يقلبها" 3، وقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم
هكذا وأشار بإصبعه".
وفي نقض الدارمي - (1/ 380)
حدثنا يزيد بن عبد ربه الحمصي ثنا بقية بن الوليد عن عتبة بن أبي حكيم عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك
قال قال رسول الله والذي نفس محمد بيده لقلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن إذا شاء قال به هكذا وأمال يده وإذا شاء قال به هكذا
وأمال يده وإذا شاء ثبته
وفي اعتلال القلوب للخرائطي - (1/ 14)
حدثنا سعدان بن يزيد قال: حدثنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا حماد بن زيد، عن علي بن زيد، عن أم محمد، عن عائشة رضي الله عنها. وحدثنا الترقفي قال: حدثنا الفريابي، عن الثوري، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول: «يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على طاعتك»، فقلت: يا رسول الله، إنك تكثر أن تدعو بهذا الدعاء، هل تخشى؟ قال: «وما يؤمنني يا عائشة، وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الله تبارك وتعالى، إذا أراد أن يقلب قلب عبد له قلبه،
وقلب الوسطى والسبابة»
وفي الرد على الجهمية - لابن منده - (1/ 47)
أخبرنا الحسن بن محمد بن النضر ثنا اسماعيل بن يزيد ثنا خلاد بن يحيى ثنا سفيان عن الأعمشي عن أبي سفيان عن جابر
قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقيل يا رسول الله أتخاف علينا وقد آمنا بك وبما جئت به فقال إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن جل وعز يقلبها كيف يشاء هكذا
ووصف سفيان الثوري بالسبابة والوسطى فحركهما
قال ابن منده: (هذا حديث ثابت باتفاق وكذلك حديث النواس بن سمعان حديث ثابت رواه الأئمة المشاهير ممن لا يمكن الطعن على واحد منهم)
و قال الشيخ محمد بن الحسن الددو في سلسلة الأسماء والصفات - (3/ 5)
[أو تمثيل]: كذلك لا تمثل هذه الصفات، فلا يحل تمثيلها بشيء من خلقه، ومحل التمثيل فيها ما كان من نطقها، أما ما كان بالإشارة فلا يسمى تمثيلاً، كمن فسر قول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَة} [الزمر:67] فقبض أصابعه مثلاً، أو قال: (القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن) فمد إصبعيه، أو أشار بيده إلى السماء في إثبات صفة العلو فهذا لا يسمى تشبيهاً ولا تمثيلاً، وقد ورد منه في بعض النصوص ما يقتضي ذلك، كذلك وضع اليد على الأنف في حديث: (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) ونحو ذلك، فهذا لا يسمى تمثيلاً، والإشارة إلى ذلك يقصد بها تفهيم الناس معنى الصفة، ولا يقصد بها تشبيه ذلك بالمخلوق، فالتمثيل معناه: ذكر المثال أو المِثل، فالمثال منفي عن الله قطعاً لأنه لا مثل له، والمثل منه ما هو منفي، ومنه ما هو مثبت، فهو ينقسم إلى قسمين: الأول: مثل للتشبيه وهو منفي عنه قطعاً،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/65)
والثاني: مثَل للتفهيم) اهـ
ـــــــــــ
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[07 - 11 - 10, 01:16 ص]ـ
الإشارة من باب التقريب للمعنى جائزة, وقد منع منها بعض العلماء دفعاً للشبهة وهي التشبيه, ولكن الشيخ العلامة عبد العزيز الراجحي يشير بيديه أثنا حديثه عن النزول لله في الثلث الأخير ,فسُئل في ذلك فقال: لا بأس فهذا من باب التقريب لا للتشبيه , واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء, وحرك النبي صلى الله عليه وسلم أصبعيه.
وانظر فتوى العلامة الراجحي في شرحه للطحاوية.
هذا والله أعلم.
آخر من يدخل الجنة رجل. فهو يمشي مرة ويكبو مرة. وتسفعه النار مرة. فإذا ما جاوزها التفت إليها. فقال: تبارك الذي نجاني منك. لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين. فترفع له شجرة. فيقول: أي رب! أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها وأشرب من مائها. فيقول الله عز وجل: يا ابن آدم! لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها. فيقول: لا. يا رب! ويعاهده أن لا يسأله غيرها. وربه يعذره. لأنه يرى ما لا صبر له عليه. فيدنيه منها. فيستظل بظلها ويشرب من مائها. ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى. فيقول: أي رب! أدنني من هذه لأشرب من مائها وأستظل بظلها. لا أسألك غيرها. فيقول: يا ابن آدم! ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها؟ فيعاهده أن لا يسأله غيرها. وربه يعذره. لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها. فيستظل بظلها ويشرب من مائها. ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين. فيقول: أي رب! أدنني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها. لا أسألك غيرها. فيقول: يا ابن آدم! ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ قال: بلى. يا رب! هذه لا أسألك غيرها. وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليها. فيدنيه منها.
فإذا أدناه منها، فيسمع أصوات أهل الجنة، فيقول: أي رب! أدخلنيها. فيقول: يا ابن آدم! ما يصريني منك؟ أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟ قال: يا رب! أتستهزئ مني وأنت رب العالمين ".
فضحك ابن مسعود فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟
فقالوا: مم تضحك؟ قال: هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقالوا: مم تضحك يا رسول الله؟
قال " من ضحك رب العالمين حين قال: أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ فيقول: إني لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر ".
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 187
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وفيه دليل الجواز ولم يقل أحد يجب أن نضحك كلما نروي الحديث. فلا إنكار و الحكمة مطلوبة أيضا.
وكل من أنكر عليك -مطلقا- ضع هذا الحديث في وجهه ودعه يكفر الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه أو يبدعه!! فلم يكتف بالضحك فقط بل قال: ألا تسألوني مم أضحك؟
وأنا بعون الله سأحاول أن أضحك كلما أروي هذا الحديث نكاية في من ينكر .. ففي ذلك متعة خاصة الضحك على من ينقبض قلبه عندما تمر به أحاديث الصفات!
ـ[احمد حمدى]ــــــــ[07 - 11 - 10, 01:36 ص]ـ
هل حرك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اصبعيه وهو يقول (القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء)
حيث بالمشاركه رقم 6
ينفى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هذا , وببعض المشارركات تثبت هذا!
ـ[عبدالله بورغد]ــــــــ[08 - 11 - 10, 05:52 م]ـ
اقول ان سبب انكار مثل حركة اليد عند بيان صفات رب العالمين كما في الاحاديث السابقة سببه الجهل
والانسان عدو ما يجهل وكذا سببه عدم نشر مثل هذه المسائل عند عوام اهل السنة الذين ترسخ لديهم
توحيد الله تعالى في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته بشرط توضيح مثل هذه المسائل بالتدرج دون التوسع
فيها وينبغي ان يكون على المام جيد راسخ في علم الاسماء والصفات
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 06:25 م]ـ
مسألة:
ومن ذلك إشارة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى العلو في خطبته في حجة الوداع بأصبعه وبرأسه، كما في حديث جابر الطويل عند مسلم، وفيه: وقد تركت فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به، كتاب الله، وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: اللهم اشهد، اللهم اشهد. ثلاث مرات. وذكر الحديث.
وللبخاري من حديث ابن عباس في خطبته - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر، وفيه: ثم رفع رأسه، فقال: اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟ الحديث.
معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول
حافظ بن أحمد الحكي
دار ابن القيم
سنة النشر: 1415هـ / 1995م
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[12 - 11 - 10, 02:57 م]ـ
اذا جاء نهر الله بطل نهر معقل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/66)
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[12 - 11 - 10, 09:06 م]ـ
قال العلامة الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله في شرحه على التدمرية:
[وقد قال الله تعالى {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه} فرسول الله عليه الصلاة والسلام فيما أخبر عندما يقرأ هذه الآية هكذا يقول " مطويات بيمينه " يقبض ويبسط، بعض صغار الطلبة يستنكرون الإشارة ويستنكرون مثل هذا القبض وهذه الإشارة وهذا البسط، هذا شيء ثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا يراد بذلك التشبيه، يراد التوكيد، فالنبي عليه الصلاة والسلام أشار هكذا " وكان الله سميعا بصيرا " أشار هذه الإشارة، وأشار إلى السماء إلى الله سبحانه وتعالى في خطبة يوم عرفة لذلك استنكار بعض الناس الإشارات عند ذكر هذه النصوص إنكار يدل على الجهل لا ينبغي أن ينكَر ما فعله رسول الله عليه الصلاة والسلام وأما مبالغة علماء الكلام على الحكم بقطع الإصبع التي تشير فلينتبهوا لإصبع رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو أول من أشار، لا يتورطوا في الحكم بالقطع على إصبع رسول الله عليه الصلاة والسلام، هذا كلام جريء جدا يدل على الجهل، الشاهد الإشارة إلى العين إلى الأذن بالقبض والبسط هكذا إشارة إلى تأكيد هذه المعاني ليس فيها أدنى تشبيه لا يتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه يشبه ولا يتهم من اتبعه بأنه يشبه فليُنتبه لذلك .. ]
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[12 - 11 - 10, 11:27 م]ـ
وقال الإمام أحمد: حدثنا حسين بن حسن الأشقر، حدثنا أبو كدينة، عن عطاء عن أبي الضحى، عن ابن عباس قال: مر يهودي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس فقال: كيف تقول يا أبا القاسم: يوم يجعل الله السماء على ذه - وأشار بالسبابة - والأرض على ذه، والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه - كل ذلك يشير بإصبعه - قال: فأنزل الله - عز وجل -: (وما قدروا الله حق قدره) الآية.
------------------
من تفسير ابن كثير:
تفسير سورة الزمر» تفسير قوله تعالى " وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة
مسألة: الجزء السابع التحليل الموضوعي (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون (67)).
يقول تعالى: وما قدر المشركون الله حق قدره، حين عبدوا معه غيره، وهو العظيم الذي لا أعظم منه، القادر على كل شيء، المالك لكل شيء، وكل شيء تحت قهره وقدرته.
قال مجاهد: نزلت في قريش. وقال السدي: ما عظموه حق عظمته.
وقال محمد بن كعب: لو قدروه حق قدره ما كذبوه.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس [رضي الله عنهما]: (وما قدروا الله حق قدره) هم الكفار الذين لم يؤمنوا بقدرة الله [تعالى] عليهم، فمن آمن أن الله على كل شيء قدير، فقد قدر الله حق قدره، ومن لم يؤمن بذلك فلم يقدر الله حق قدره.
وقد وردت أحاديث كثيرة متعلقة بهذه الآية الكريمة، والطريق فيها وفي أمثالها مذهب السلف، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تحريف.
قال البخاري: قوله: (وما قدروا الله حق قدره) حدثنا آدم، حدثنا شيبان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد: إنا نجد أن الله - عز وجل - يجعل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع. فيقول: أنا الملك. فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه، تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة) الآية.
و [قد] رواه البخاري أيضا في غير هذا الموضع من صحيحه، والإمام أحمد، ومسلم، والترمذي والنسائي في التفسير من سننيهما، كلهم من حديث سليمان بن مهران الأعمش، عن إبراهيم عن عبيدة، عن [عبد الله] ابن مسعود - رضي الله عنه - بنحوه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/67)
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم عن علقمة، عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من أهل الكتاب، فقال: يا أبا القاسم، أبلغك أن الله [تعالى] يحمل الخلائق على إصبع، والسماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على [ص: 114] إصبع، والثرى على إصبع؟ قال: فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه. قال: وأنزل الله - عز وجل -: (وما قدروا الله حق قدره) إلى آخر الآية.
وهكذا رواه البخاري، ومسلم، والنسائي - من طرق - عن الأعمش به.
وقال الإمام أحمد: حدثنا حسين بن حسن الأشقر، حدثنا أبو كدينة، عن عطاء عن أبي الضحى، عن ابن عباس قال: مر يهودي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس فقال: كيف تقول يا أبا القاسم: يوم يجعل الله السماء على ذه - وأشار بالسبابة - والأرض على ذه، والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه - كل ذلك يشير بإصبعه - قال: فأنزل الله - عز وجل -: (وما قدروا الله حق قدره) الآية.
وكذا رواه الترمذي في التفسير عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، عن محمد بن الصلت، عن أبي جعفر، عن أبي كدينة يحيى بن المهلب، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى مسلم بن صبيح، به، وقال: حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
ثم قال البخاري: حدثنا سعيد بن عفير، حدثنا الليث، حدثنا عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يقبض الله الأرض، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض".
تفرد به من هذا الوجه، ورواه مسلم من وجه آخر.
وقال البخاري - في موضع آخر -: حدثنا مقدم بن محمد، حدثنا عمي القاسم بن يحيى، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله يقبض يوم القيامة الأرضين على إصبع، وتكون السماوات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك ".
تفرد به أيضا من هذا الوجه، ورواه مسلم من وجه آخر. وقد رواه الإمام أحمد من طريق أخرى بلفظ آخر أبسط من هذا السياق وأطول، فقال:
حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن عبيد الله بن مقسم، عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر: (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون) ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول هكذا بيده، يحركها يقبل بها ويدبر: " يمجد الرب نفسه: أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا [ص: 115] الملك، أنا العزيز، أنا الكريم ". فرجف برسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر حتى قلنا: ليخرن به.
وقد رواه مسلم، والنسائي، وابن ماجه من حديث عبد العزيز بن أبي حازم - زاد مسلم: ويعقوب بن عبد الرحمن، كلاهما عن أبي حازم، عن عبيد الله بن مقسم، عن ابن عمر، به، نحوه.
ولفظ مسلم - عن عبيد الله بن مقسم في هذا الحديث -: أنه نظر إلى عبد الله بن عمر كيف يحكي النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يأخذ الله سماواته وأرضيه بيده ويقول: أنا الملك، ويقبض أصابعه ويبسطها: أنا الملك، حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه، حتى إني لأقول: أساقط هو برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟.
وقال البزار: حدثنا سليمان بن سيف، حدثنا أبو علي الحنفي، حدثنا عباد المنقري، حدثني محمد بن المنكدر قال: حدثنا عبد الله بن عمر [رضي الله عنهما]، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية على المنبر: (وما قدروا الله حق قدره) حتى بلغ: (سبحانه وتعالى عما يشركون)، فقال المنبر هكذا، فجاء وذهب ثلاث مرات.
ورواه الإمام الحافظ أبو القاسم الطبراني من حديث عبيد بن عمير، عن عبد الله بن عمرو، وقال: صحيح.
وقال الطبراني في المعجم الكبير: حدثنا عبد الرحمن بن معاوية العتبي، حدثنا حيان بن نافع بن صخر بن جويرية، حدثنا سعيد بن سالم القداح، عن معمر بن الحسن، عن بكر بن خنيس، عن أبي شيبة، عن عبد الملك بن عمير، عن جرير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفر من أصحابه: " إني قارئ عليكم آيات من آخر سورة الزمر، فمن بكى منكم وجبت له الجنة "؟ فقرأها من عند قوله: (وما قدروا الله حق قدره)، إلى آخر السورة، فمنا من بكى، ومنا من لم يبك، فقال الذين لم يبكوا: يا رسول الله لقد جهدنا أن نبكي فلم نبك؟ فقال: " إني سأقرؤها عليكم فمن لم يبك فليتباك ". هذا حديث غريب جدا.
وأغرب منه ما رواه في المعجم الكبير أيضا: حدثنا هاشم بن مرثد، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي، حدثني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك [ص: 116] الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله تعالى يقول: ثلاث خلال غيبتهن عن عبادي، لو رآهن رجل ما عمل سوءا أبدا: لو كشفت غطائي فرآني حتى يستيقن ويعلم كيف أفعل بخلقي إذا أتيتهم، وقبضت السماوات بيدي، ثم قبضت الأرض والأرضين، ثم قلت: أنا الملك، من ذا الذي له الملك دوني؟ ثم أريتهم الجنة وما أعددت لهم فيها من كل خير، فيستيقنوها. وأريهم النار وما أعددت لهم فيها من كل شر فيستيقنوها، ولكن عمدا غيبت ذلك عنهم لأعلم كيف يعملون، وقد بينته لهم ".
وهذا إسناد متقارب، وهي نسخة تروى بها أحاديث جمة، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/68)
ـ[محمد أبو عائشة]ــــــــ[13 - 11 - 10, 12:17 ص]ـ
بارك الله فيكم
لقد أشبعتم الموضوع بحثا
ـ[مصطفاوي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 01:25 م]ـ
فهمت من مشاركات الأخوة السابقة أن الشيخ بن عثيمين رحمه الله أخطأ في الإنكار علي من يحرك إصبعيه مطلقا في حديث (يقلبهما كيف شاء) سواء أرد التشبيه أو أراد تأكيد المعني ظننا منه رحمه الله أن هذه الإشارة لم ترد عن النبي أو عن السلف رحمهم الله
وقد أتي الأخوة الكرام بنقولات من أفعال السلف وكذا أفعال النبي الكريم تثيت تحريك النبي أصبعيه عن هذا الحديث
وطبعا الغرض تأكيد المعني وتقريبه وليس التشبيه مطلقا
ولكن السؤال المتبقي إلي الأن بلا إجابه هل هذا الباب توقيفي أم يقاس عليه؟
وبعباره أخري هل لا يجوز الإشارة باليد في الحديث عن الصفة إلا إذا ورد بها نقل صحيح عن الرسول صلي الله عليه وسلم؟
وبعبارة ثالثة هل أخطأ الشيخ الحويني بالإشارة عند حديثه عن صفة الإستواء؟
أرجوا التفاعل من الأخوة
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[14 - 11 - 10, 02:39 م]ـ
فهمت من مشاركات الأخوة السابقة أن الشيخ بن عثيمين رحمه الله أخطأ في الإنكار علي من يحرك إصبعيه مطلقا في حديث (يقلبهما كيف شاء) سواء أرد التشبيه أو أراد تأكيد المعني ظننا منه رحمه الله أن هذه الإشارة لم ترد عن النبي أو عن السلف رحمهم الله
وقد أتي الأخوة الكرام بنقولات من أفعال السلف وكذا أفعال النبي الكريم تثيت تحريك النبي أصبعيه عن هذا الحديث
وطبعا الغرض تأكيد المعني وتقريبه وليس التشبيه مطلقا
ولكن السؤال المتبقي إلي الأن بلا إجابه هل هذا الباب توقيفي أم يقاس عليه؟
وبعباره أخري هل لا يجوز الإشارة باليد في الحديث عن الصفة إلا إذا ورد بها نقل صحيح عن الرسول صلي الله عليه وسلم؟
وبعبارة ثالثة هل أخطأ الشيخ الحويني بالإشارة عند حديثه عن صفة الإستواء؟
أرجوا التفاعل من الأخوة
الشيخ أبو إسحاق الحويني نفع الله به فعل هذا بناء على قول من قال بالجواز إستناداً لأفعال النبي صلى الله عليه وسلم المتقدم ذكرها ومنها ما هو في صحيح مسلم كما هو معلوم وأما كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى فهو على قول من قال بالمنع إستناداً على رد الشبهة في هذا وهي شبهة التجسيم والتكييف ..
وكلا القولين له وجاهته وقوته من حيث الأدلة ومن حيث القائلين به.
والله أعلم.
ـ[مصطفاوي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 04:23 م]ـ
الأخ ماجد المطرود ليس هذا بيت القصيد يا أخي
السؤال للمرة الرابعة (بالنسبة للقائلين للجواز إستنادا لأفعال النبي)
هل هذه الإشارة ((((توقيفية))) أم لا
هذا هو السؤال؟؟؟
ـ[مصطفاوي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 04:28 م]ـ
لم تفهم كلام الشيخ بن عثيمين جيدا
فهو منع الإشارة أمام العوام خوفا من شبهة التشبيه وإن كان يري في الأصل جوازها للحديث الوارد في إشارة النبي صلي الله عليه وسلم لعينيه وأذنه ولكنه شدد النكير علي الإشارة عند حديث (إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء) ظنا منه أنها لم ترد عن النبي صلي الله عليه وسلم
فالإشارة عند الشيخ العلامة بن عثيمين (((توقيفية)))
فما الصواب أهي توقيفية أم لا أثابكم الله
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[14 - 11 - 10, 06:04 م]ـ
وبعبارة ثالثة هل أخطأ الشيخ الحويني بالإشارة عند حديثه عن صفة الإستواء؟
أرجوا التفاعل من الأخوة
هذه بارك الله فيك عبارة من عباراتك التي سألتَ عنها وأجبتُ عنها.
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[14 - 11 - 10, 06:09 م]ـ
لم تفهم كلام الشيخ بن عثيمين جيدا
فهو منع الإشارة أمام العوام خوفا من شبهة التشبيه وإن كان يري في الأصل جوازها للحديث الوارد في إشارة النبي صلي الله عليه وسلم لعينيه وأذنه ولكنه شدد النكير علي الإشارة عند حديث (إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء) ظنا منه أنها لم ترد عن النبي صلي الله عليه وسلم
فالإشارة عند الشيخ العلامة بن عثيمين (((توقيفية)))
فما الصواب أهي توقيفية أم لا أثابكم الله
الأخ الكريم مصطفاوي راجع كلام الشيخ الذي في الشرح الممتع جيداً أفي كلامه ما مايدل على جواز الإشارة في الأصل كما نسبتَ ذلك إلىه ..
ـ[فايح المقاطي]ــــــــ[15 - 11 - 10, 11:01 م]ـ
جزاكم الله خير ياخواني على الفائدة
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[17 - 11 - 10, 11:49 م]ـ
النبي صلى الله عليه وسلم اشار امام من.
اشار امام اناس فطرهم سليمة تقرر عندهم ان الله عز وجل ليس كمثله شيء. و ان صفات الله عز وجل لا مجال للعقل في ان يكيفها او يتخيل حقيقتها. فلم يخشى عليهم صلى الله عليه وسلم سوء الفهم.
فاذا وجدت اناس على مثل هذه الحال فاقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم امامهم.
لانه قد تقرر انه يجوز كتمان العلم للمصلحة وكذلك درءا للمفسدة. وتعلمون اننا نخاطب الناس بما تفهم.
اقول هذا وللاسف لان كثير من عوام الناس قد تغيرت فطرهم وفسدت عقولهم بالشبهات والشهوات التي تاتي من هنا وهناك. فلا تكاد تجد عاميا لا يفرق عند ذكر بعض نصوص الصفات الغريبة عن سمعه. فكيف بالاشارة.
تخيل حال العامي امامك وانت تذكر بعض الصفات كالاصابع والرجل والانامل تعرف لما انكر الشيخ العثيمين رحمه الاشارة الى السمع والاذن امام العوام.
وتعرف انك مطالب ان تهيا عوام الناس على تقبل هذه العقائد قبل ان تبثها عليهم. بان تعلمهم الاصول العظام في هذه الباب.
ومن دعاء المؤمنين
ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا
فمن باب اولى ان تدعوا ربك ان لا يجعلك فتنة للذين امنوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/69)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[18 - 11 - 10, 11:08 م]ـ
هل فعل النبي صلى الله عليه وسلم توقيفي؟
التعليق: الجواب يوجد في السبب الذي من أجله فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الاشارات. فالاشارات أفعال تبين معاني الكلام. فإذا كانت الاشارات ليست تشبيها في بعض الكلام فليست هي تشبيها في البعض الآخر. فكما أن القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر. فالاشارة لتبيين معاني البعض كالاشارة في البعض الآخر. خاصة وان الافعال: كانت معنوية وذاتية: الضحك و الاصبع والقبض و الاشارة الى السماء.
ألا يبدو هذا مقبولا؟
أما مسألة المصالح والمفاسد فهذا باب آخر منفصل عما نحن فيه.(67/70)
اعاني من الرياء وحب الظهور
ـ[احمد محمد علي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 03:00 م]ـ
اخزلني في الله ان موضوع النية من مواضيع العقيدة لذلك فانا طرحت مشكلتي هنا
انا اعاني من الرياء وحب الظهور في طلب العلم الشرعي واجد لذة في مدح الناس ولا ادري كيف اتخلص منه فهل من كتاب او محاضرة مفيدة ونافعة
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 03:08 م]ـ
السلام عليك أخي في الله , كلنا نعاني من الرياء , و هل يسلم منه أحد , ولكن عليك بالمجاهدة , و هذه نصيحة شيخ الإسلام ابن القيم تدبرها جيدا:
الإخلاص وحب الثناء لا يجتمعان
لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت. فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبل على الطمع أولا فاذبحه بسكين اليأس، وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة، فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص.
فإن قلت: وما الذي يسهل علي ذبح الطمع، والزهد في الثناء والمدح؟ قلت: أما ذبح الطمع فيسهله عليك علمك يقينا أنه ليس من شيء يطمع فيه إلا وبيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره ولا يؤتي العبد منها شيئا سواه. وأما الزهد في الثناء والمدح فيسهله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين ويضر ذمه ويشين إلا الله وحده، كما قال ذلك الأعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم: إن مدحي زين وذمي شَيْن، فقال: ذلك الله عز وجل. فازهد في مدح من لا يزينك مدحه وفي ذم من لا يشينك ذمه، وارغب في مدح من كل الزين في مدحه وكل الشين في ذمه، ولن يقدر على ذلك إلا بالصبر واليقين فمتى فقدت الصبر واليقين كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب. قال تعالى: «فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون» سورة الروم: الآية رقم: 60، وقال تعالى: «وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون» السجدة: الآية رقم: 24
ـ[احمد محمد علي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 03:28 م]ـ
لا ادري اخي احيانا تراودني افكار ان اترك الطلب لاني لا اؤجر فيه
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[06 - 11 - 10, 03:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هَذهِ موعظةٌ لابنِ قيمِ الزمانِ، العالمِ الرَّباني، الدَّاعي بإحسانِ، محمدِ بنِ حسَّانِ
الرياء الداء والدواء ( http://download.media.islamway.net/lessons/hasan/017-Ria2.rm)
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 03:36 م]ـ
هذا من أساليب إبليس , لا تسمع له, فقد كنت مرة أصلي بالناس , فوسوس لي بحديث أول من تسعر بهم النار قارئ القرآن , فوصلت إلى حالة لا يعلمها إلا الله حتى هممت أن أرمي القرآن , فوسوس لي , وقال لي مافائدة هذا القرآن الذي سيكون سببك لدخول النار, ولكن قمت فصليت , وقلت في سجودي يا رب أنا مغلوب فانتصر , فجاء المدد من الله و تغلبت على إبليس بمعونة الله قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس:
وحكي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه ما تصنع بالشيطان إذا سول لك الخطايا قال أجاهده قال فإن عاد قال أجاهده قال فإن عاد قال أجاهده قال هذا يطول أرأيت إن مررت بغنم فنبحك كلبها أو منعك من العبور ما تصنع قال أكابده وأرده جهدي قال هذا يطول عليك ولكن استعن بصاحب الغنم يكفه عنك
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 03:36 م]ـ
إذا روادني هذا التفكير، نظرتُ إلى من هو أعلم مني، فاحتقرتُ نفسي وازدريتها!
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[06 - 11 - 10, 05:11 م]ـ
إذا روادني هذا التفكير، نظرتُ إلى من هو أعلم مني، فاحتقرتُ نفسي وازدريتها!
الأمر هو هذا.
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[06 - 11 - 10, 05:47 م]ـ
جالس من هو أعلى منك فى العلم والعمل ولا تجالس من هو دونك حتى لا ترى عملك عمل ولا علمك علم واستعن بالله ولا تعجز ....... وأنصحك بصيد الخاطر لابن الجوزى فان فيه طب قلبك ان شاء الله
ـ[احمد حمدى]ــــــــ[06 - 11 - 10, 05:55 م]ـ
انا ايضا اعانى من احلام اليقظه التى يتخللها دائما الرياء والاعجاب سواء كان اعجاب بعلم او لبس او ثقافه وا مكانه .. الخ مما يأتى بعقل الانسان من احلام يقظة
حتى انى اشعر بضيق وقد يصل الامر الى انى لا البس ما اراه حسنا , حتى لا يكون اعجاب بالنفس
فما السبيل لدفعها
وعندما ياتى الامر فى عقلى بان هذا حرام ويجب التوقف , فلا استطيع التوقف , فاشعر بضيق
ـ[أبو عبد المولى الجلاد]ــــــــ[06 - 11 - 10, 08:28 م]ـ
نسأل الله أن يرحمَ حالنا وأن يتجاوزَ عن تقصيرنا وإسرافنا في أمرنا ...
إليكم هذه المقاطع: للشّيخ محمد المختار الشنقيطي، لأصحابِ القلوب اليقظة المُبصرة:
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 08:41 م]ـ
هناك كتاب لحسين العوايشة اسمه الإخلاص و هو مهم, و راجع كتاب جامع العلوم و الحكم حديث إنما الأعمال بالنيات, و هناك محاضرة للدويش في الرياء ابحث عنها في طريق الإسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/71)
ـ[ابنة عبد الرحمن]ــــــــ[06 - 11 - 10, 09:11 م]ـ
إذا جمع الله الأولين والآخرين (على صعيد واحد) من النبيين والصديقن والشهداء والصالحين والعلماء الربانيين والعبّاد ..
فأين سيكون المُقام بينهم .. ومالعمل الذي قدّمناه وهو يؤهلنا لنكون من الآمنين يوم الفزع الأكبر ..
تصور ما سبق يجعلنا نعرف قدر أنفسنا .. ونقول: على أي شيء تتكبرين وبأي عملٍ تثِقين ..
والله المستعان ..
//
قال ابن السماك لعيسى بن موسى:
تواضعك في شرفك أشرف لك من شرفك.
//
وكان يقال:
اسمان متضادان بمعنى واحد: ((التواضع والشرف) 9
وكان مما قيل:
" فإن أعجبت بعقلك ففكر في كل فكرة سوء تحل بخاطرك وفي أضاليل الأماني الطائفة بك فإنك تعلم نقص عقلك حينئذ.
//
وإن أعجبت بآرائك فتفكر في سقطاتك واحفظها ولا تنسها وفي كل رأي قدرته صواباً فخرج بخلاف تقديرك وأصاب غيرك وأخطأت أنت. فإنك إن فعلت ذلك فأقل أحوالك أن يوازن سقوط رأيك بصوابه فتخرج لا لك ولا عليك والأغلب أن خطأك أكثر من صوابك وهكذا كل أحد من الناس بعد النبيين صلوات الله عليهم.
//
وإن أعجبت بعملك فتفكر في معاصيك وفي تقصيرك وفي معاشك ووجوهه فو الله لتجدن من ذلك ما يغلب على خيرك ويعفي على حسناتك فليطل همك حينئذ وأبدل من الْعُجْب تنقصاً لنفسك.
//
وإن أعجبت بعلمك فاعلم أنه لا خصلة لك فيه وأنه موهبة من الله مجردة وهبك إياها ربك تعالى فلا تقابلها بما يسخطه فلعله ينسيك ذلك بعلة يمتحنك بها تولد عليك نسيان ما علمت وحفظت.
//
ـ[ابنة عبد الرحمن]ــــــــ[06 - 11 - 10, 09:21 م]ـ
؛؛؛
قال الحافظ ابْنِ الْجَوْزِيِّ – رحمه الله -:
إذا تم علم الإنسان، لم ير لنفسه عملًا؛ وإنما يرى إنعام الموفق لذلك العمل، الذي يمنع العاقل أن يرى لنفسه عملًا، أو يعجب به، وذلك بأشياء: منها: أنه وفق لذلك العمل: {حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 7]، ومنها: أنه إذا قيس بالنعم، لم يف بمعشار عشرها، ومنها: أنه إذا لوحظت عظمة المخدوم، احتقر كل عمل وتعبد، هذا إذا سلم من شائبة، وخلص من غفلة.
فأما والغفلات تحيط به؛ فينبغي أن يغلب الحذر من رده، ويخاف العتاب على التقصير فيه، فيشتغل عن النظر إليه.
،،
وتأمل على الفطناء أحوالهم في ذلك: فالملائكة الذين يسبحون الليل والنهار، لا يفترون، قالوا: ما عبدناك حق عبادتك، والخليل عليه السلام يقول: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي} [الشعراء: 82]، وما أدل بتصبره على النار، وتسليمه الولد إلى الذبح.
،،
ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما منكم من ينجيه عمله"، قالوا: ولا أنت؟ قال: "ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته". وأبو بكر رضي الله عنه يقول: "وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله؟! " وعمر رضي الله عنه يقول: "لو أن لي طلاع الأرض، لافتديت بها من هول ما أمامي قبل أن أعلم ما الخبر"، وابن مسعود يقول: "ليتني إذا مت لا أبعث"، وعائشة رضي الله عنها تقول: "ليتني كنت نسيًا منسيًا". وهذا شأن جميع العقلاء، فرضي الله عن الجميع ..
،،،
صيد الخاطر ص 393
،،
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 09:31 م]ـ
عليك بتحري مواطن إجابة الدعوة كـ السجود وآخر الصلاة بعد التشهد والصلاة على رسول الله وقبل التسليم، ولا تلتفت إلى ما يلقيه الشيطان إليك بأنك تُرائي وتسمّع، ولا تأمن على نفسك من أعجابها بذاتها وما أدركت من العلم وما منّ الله عليها بالعمل، فكن بين الخوف من الرياء وبين عدم الإستسلام لما يلقيه الشيطان في روع كل فاعل خير وقائله ليصده عن فعل وقول الخير وهذا من أسما مطالب الشيطان.
فلو أن كل من حدثته نفسه بالرياء والتسميع بما عملت وقالت، ترك ما أراد قوله وفعله، لما بقي من يعلم الناس الخير والهدى، ولكن في المقابل جاهد نفسك وأعرف لها قدرها وبأن كل عمل صاحبه ريا فهو باطل مردود على صاحبه، فإذا حدثتك بالريا فقل لماذا أتعبك إذن وفي النهاية خاسرة، لكن حدثها بأن من أخلص فاز.
نسأل الله أن يكفينا شر أنفسنا وأن يأخذ بنواصينا للبر والتقوى إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[06 - 11 - 10, 09:46 م]ـ
أتمنى من الجميع (و من صاحب الموضوع خاصة)
أن يستمعوا إلى المحاضرة الرائعة "ما ذئبان جائعان"
للشيخ الكريم خالد بن عثمان السبت
وهي على هذا الرابط
ما ذئبان جائعان محاضرة للدكتور خالد السبت (نافعة جدا) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=156655)
فقد انتفعت بها جدا
جزى الله شيخنا عنا خير الجزاء
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 10:23 م]ـ
هل الشعور الذي يشعر الإنسان انه مخلص هل هو من الشيطان؟
تأتيني احوال اظن أنني مخلص وأني اقفلت كل الابواب وفي نفس الوقت اخشى أنني وقعت في الخطر؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/72)
ـ[مُحبة المدينة]ــــــــ[06 - 11 - 10, 11:14 م]ـ
الله المستعان
أحياناً يكون الرياء كدبيب النمل ونحن لا نشعُر ..
حمانا الله وإياكم من كيد الشيطان ..
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[06 - 11 - 10, 11:38 م]ـ
هل الشعور الذي يشعر الإنسان انه مخلص هل هو من الشيطان؟
تأتيني احوال اظن أنني مخلص وأني اقفلت كل الابواب وفي نفس الوقت اخشى أنني وقعت في الخطر؟
{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: يا رسول الله {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} أهو الرجل يزني ويشرب الخمر؟ قال: (لا يابنة الصديق ولكنه الرجل يصوم ويتصدق ويخاف ألا يقبل منه).
وعن الحسن قال: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} قال: يعملون ما عملوا من أعمال البر، وهم يخافون ألا ينجيهم ذلك من عذاب ربهم.
وقال الحسن أيضاً: إن المؤمن جمع إحساناً وشفقة، وإن المنافق جمع إساءة وأمناً، ثم تلا الحسن {إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [سورة المؤمنون] وقال المنافق: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي}.
وحكى ابن جرير قول سعيد بن جبير: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} يفعلون ما يفعلون وهم يعلمون أنهم صائرون إلى الموت وهي من المبشرات.
أي أنها علامة القبول للأعمال الصالحات فالخوف والوجل من أن يرد العمل دليلٌ على حقيقة إيمان العبد بوعد الله ووعيده، وهي أيضاً أعمال صالحة يُثاب عليها العبد كما يثاب على أعمال الجوارح، والخوف والوجل عندما تأتي بعد عمل صالح تكون من باب إلحاق العمل الصالح بعمل صالح آخر وهي علامة أخرى على قبول العمل.
فابشر يا اخي
ـ[احمد حمدى]ــــــــ[07 - 11 - 10, 12:05 ص]ـ
أتمنى من الجميع (و من صاحب الموضوع خاصة)
أن يستمعوا إلى المحاضرة الرائعة "ما ذئبان جائعان"
للشيخ الكريم خالد بن عثمان السبت
وهي على هذا الرابط
ما ذئبان جائعان محاضرة للدكتور خالد السبت (نافعة جدا) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=156655)
فقد انتفعت بها جدا
جزى الله شيخنا عنا خير الجزاء
والله اعلم الماده غير موجوده
ـ[احمد حمدى]ــــــــ[07 - 11 - 10, 12:07 ص]ـ
http://www.youtube.com/watch?v=Gvrn-JXubX8
ـ[عبد الله بن حسين الخلف]ــــــــ[07 - 11 - 10, 12:10 ص]ـ
اخي عليك بمقدمة كتاب رياض الصالحين تجد كيف يشرح لك الامام النووي رحمه الله تعالى عن كيفية دفع الحسد والرياء.
ـ[فايز أحمد الشافعي]ــــــــ[07 - 11 - 10, 08:16 ص]ـ
عليك بقراءة كتب الصالحين وسير السلف الغابرين يعينك- إن شاء الله- على الالتزام بالدين ومحاربة إبليس اللعين.
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[07 - 11 - 10, 10:29 ص]ـ
إذا روادني هذا التفكير، نظرتُ إلى من هو أعلم مني، فاحتقرتُ نفسي وازدريتها!
صدقت وبررت أخي الحبيب ..
كثير منا يراوده هذا التفكير دائماً ودوماً ومن منا يسلم من الكبر والرياء خاصة نحن معشر أبي شبر (صغار طلبة العلم) .. نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص والتواضع!
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[08 - 11 - 10, 12:25 ص]ـ
عليكم إخواني بما سطره ابن القيم في مدارج السالكين وخصوصا في منزلة الإخلاص ... وكم نقرأ عن طرق تجنب الرياء وملازمة الإخلاص ولا نجاة ولا سبيل إلا اللجأ بصدق إلى رب العالمين.
قال بعضهم: صدق اللجأ يكون مثل الغريق في لج البحر لم يبق شئ يتعلق به ولا له ملجأ إلا الله عز وجل.
ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[08 - 11 - 10, 02:33 ص]ـ
والله اعلم الماده غير موجوده
المادة موجودة بعدة روابط وكنت قد تخيرت إحداها لوضعه هنا
ولكنني لن أضعه (ابتسامة)
لأنني - حقا - أنصح بمشاهدة الموضوع لما فيه من الفائدة من كلام الإخوة الفضلاء ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=156655)
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 01:11 م]ـ
الدعاء و تحري أوقات الإجابة، أكثر من الدعاء و عليك بسهام الليل، فكما يقول أهل الصلاح و لست منهم بأن هذه السهام لم تخطئ هدفها يوماً،
كما أني استفدت كثيراً من طرح هذا الموضوع، اسأله سبحانه ان يجزيكم عنا ألف خير،
و لعل أبرز ما سيفيدنا عملياً هو ما قاله أخي في الله أبو الهمام البرقاوي حفظه الله،عندما يراودني هذا الأمر أن انظر الى من هم أعلم و أعلى مني، بل في الحقيقة انا لا شيء ولله المستعان،
أللهم أرحمني و أخواني، أللهم إنا ضعفاء و أنت القوي فأرحم ضعفنا و أنصرنا على إبليس اللعين و جنوده
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/73)
ـ[أبو مالك الحويني]ــــــــ[09 - 11 - 10, 11:26 م]ـ
انتبه فأنت على خطر شديد، لا أريد أن أهون عليك المصيبة لأنها مصيبة كبيرة فكل العمل الصالح يذهب هباء بالرياء.
أخي أنصحك بما يلي:
-الدعاء
-مساعدة الآخرين فهذه تكسبك التواضع
-مجاهدة النفس
أرجو أن لا أكون قد أثقلت عليك
السلام عليكم
ـ[أبو عبيدة الحربي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 06:59 م]ـ
عليك بسماع شريط الشيخ خالد السبت (ما ذئبان جائعان)
من أروع من تكلم في هذا المرض وعلاجه
ـ[أبوعمر الشتوي]ــــــــ[13 - 11 - 10, 01:18 م]ـ
فعلا إن الموضوع مهم للغاية وإلا ماأعظم الحرمان لشخص عمل وعمل حتى إذا وقف أمام الملك العلام فإذ بأعماله كلها تذهب هباء منثورا بسبب الرياء ...
ولكن تأملوا معي:
أن شخصا موظف في دائرة حكومية أوغيرها وهو مجد في العمل وينتهي من مهامه مبكرا، وهو في ذلك يريد إرضاء مديره لكي تأتيه العلاوات والترقيات والزيادة في الرواتب ...
فإني أسألكم سؤالا: هل سيبالي هذا الشخص بما يقوله من دونه أو من معه من مدح وثناء، فهل من المتوقع أن يصرف أعماله وتعبه لكي يمدحونه ويترك العمل لأجل المدير؟
بالتأكيد لا، فهو يعلم أنه لن ولم يستفد منهم شيئا، فسيبقى على ماهو عليه ...
ولله المثل الأعلى فالله أولى سبحانه ...
(فإذا عملت عملا لله فأنت تريد ماعند الله وليس ماعند الناس فلن ينفعونك الناس مثقال ذرة فتأمل)
ـ[أبو عزام بن يوسف]ــــــــ[14 - 11 - 10, 10:50 م]ـ
يروى أن عمر بن الخطاب كتب لأبي موسى كتابا وفيه ( .... من صلحت سريرته فيما بينه وبين الله أصلح ما بينه وبين الناس ومن تزين للدنيا بغير ما يعلم الله منه شانه الله).
ويروى عن عون بن عبدالله بن عتبة قال: كان أهل الخير يكتب بعضهم إلى بعض بهؤلاء الكلمات وتلقاهن بعضهم بعضا " من عمل لآخرته كفاه الله دنياه ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح ما بينه وبين الناس ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته ".(67/74)
ما معنى الوجود المطلق عند افلاسفة؟
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[06 - 11 - 10, 06:27 م]ـ
ما معنى الوجود المطلق عند الفلاسفه؟ وما معنى قول من يقول ان وجود الله ذهنى لا خارجى؟
ارجو التوضيح بتفصيل بارك الله فيكم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[06 - 11 - 10, 06:32 م]ـ
قال شيخ الإسلام:
(ثم منهم من قد يخرج منها إلى مذهب الجهمية الاتحادية والحلولية؛ فيقول: إن ذلك الوجه هو وجود الكائنات ووجه الله هو وجوده فيكون وجوده وجود الكائنات لا يميز بين الوجود الواجب والوجود الممكن - كما هو قول ابن عربي وابن سبعين ونحوهما - وهو لازم لمن جعل وجوده وجودا مطلقا لا يتميز بحقيقة تخصه سواء جعله وجودا مطلقا بشرط الإطلاق - كما يزعم ابن سينا ونحوه من المتفلسفة - أو جعله وجودا مطلقا لا بشرط - كما يقوله الاتحادية.
وهم يسلمون من القواعد العقلية - مما هو يعلم بضرورة العقل ما يوجب أن يكون الموجود - بشرط الإطلاق - إنما وجوده في الأذهان لا في الأعيان كالحيوان المطلق بشرط الإطلاق والإنسان المطلق بشرط الإطلاق ونحو ذلك. وأن المطلق لا بشرط ليس له حقيقة غير الوجود العيني والذهني ليس في الأعيان الموجودة وجود مطلق سوى أعيانها كما ليس في هذا الإنسان وهذا الإنسان إنسان مطلق وراء هذا الإنسان؛ فيكون وجود الرب على الأول ذهنيا وعلى الثاني نفس وجود المخلوقات. وقول الجهمية من المتقدمين والمتأخرين؛ لا يخرج عن هذين القولين؛ وهو حقيقة التعطيل؛ لكن هم يثبتونه أيضا. فيجمعون بين النفي والإثبات. فيبقون في الحيرة؛ ولهذا يجعلون الحيرة منتهى المعرفة ويروون عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا مكذوبا عليه {أعلمكم بالله أشدكم حيرة} وأنه قال: {اللهم زدني فيك تحيرا} ويجمعون بين النقيضين ملتزمين لذلك.
وهذا قول القرامطة الباطنية والاتحادية وهو لازم لقول الفلاسفة والمعتزلة وإن لم يصرح هؤلاء بالتزامه؛ بخلاف الباطنية والاتحادية من المتصوفة. فإنهم يصرحون بالتزامه ويذكرون ذلك عن الحلاج. والمقصود هنا أن يقال: أما كون وجود الخالق هو وجود المخلوق؛ فهذا كفر صريح باتفاق أهل الإيمان؛ وهو من أبطل الباطل في بديهة عقل كل إنسان وإن كان منتحلوه يزعمون أنه غاية التحقيق والعرفان وهذا مبسوط في غير هذا الموضع.)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[06 - 11 - 10, 06:36 م]ـ
ويعبر عن المذهب الأول:
بالوجود بشرط لا شيء ـ وهو مذهب الفلاسفة الذين يلزم من كلامهم أنه موجود ذهني لا يتعين في الخارج، إذ المتعين في الخارج يلزم في تعينه شرط، ولو كان مجرد الخارجية.
ويعبر عن الثاني:
بالوجود لا بشرط ـ وهو مذهب الاتحاديين ـ القائلين بالاتحاد العام ـ لا الخاص كاليعاقبة مثلا ـ ومعناه أن وجوده هو نفس وجود المخلوقات
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[06 - 11 - 10, 06:41 م]ـ
هل من أحد يقول أن وجود الله ذهنى ويصرح بهذا أم هذا لازم قولهم؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[06 - 11 - 10, 06:49 م]ـ
أما من هؤلاء فلا، وشيخ الإسلام ينص فوق أنهم رغم ذلك يثبتونه، يعني حقيقا خارجيا، ومن ثم يقعون في التناقض ..
أما في الفلسفات المعاصرة فنعم، منها ما يقول إن الله هو الحب والسلام وابتسامة الطفل ونحو ذلك، فكل هؤلاء يقولون لا جدوى ولا يمكن إثبات إله على أنه كائن فوقي، فهذا نفي للوجود الخارجي ..
ـ[أبو حاتم السيوطى]ــــــــ[06 - 11 - 10, 06:52 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع الله بك
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[06 - 11 - 10, 07:17 م]ـ
وإياك جزى(67/75)
أُختُكم في حاجةٍ لإرشادها لبعضِ من المؤلفات فَأعينوا.
ـ[أم مُجَاهِد]ــــــــ[06 - 11 - 10, 06:30 م]ـ
السلامُ عليكُم ورحمةُ الله وبركاتُهُ.
الأخوة والأخوات
باركَ اللهُ لكُم في وقتِكُم وبما علمكُم نفعكُم
فضلاً لاأمراً هلا أرشدتموني لأهم المؤلفات التي تتناولُ موقف كُلٍ من الكنائس الثلاث (الأرثوذكسية والكاثولوكيةوالبروستانتية) من نبوةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
وليتكُم بالأمرِ كرماً على عجلٍ تُرشِدون
جُزيتم الفِردوس
ـ[أم مُجَاهِد]ــــــــ[06 - 11 - 10, 07:36 م]ـ
أما منْ مُعِينٍ أيا إخوة الخير
وإن تعسر مُرادِي فما أبرزُ المُؤلفات في موقف النصارى من نبوتهِ صلى الله عليه وسلم التي تنصحون بالعودِ إليها
لكُم دعواتِي.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 07:54 م]ـ
هناك كتاب للأعظمي دراسات في البيهودية والنصرانية و بعض أديان الهند قد أشار لهذه المسالة وهو يأتي بالأدلة
ـ[أم مُجَاهِد]ــــــــ[06 - 11 - 10, 08:43 م]ـ
أجزل اللهُ مثابك وعن النارِ حرمك ووالديكَ ياأخي المُبارك
أرشدت لخيرٍ فجُزيت عني خير الجزاء عدا أنهُ لم يتناول في شيءٍ من مباحثه موقفُ تلك الكنائس من نُبوة المُصطفى عليه الصلاة والسلام،وهذا ذاتُهُ موطِنُ بحثي الذي أسعى في جمعِ أهم المصادر المُدونِ فيها عنهُ.
أما الأعظمي في مؤلفه قد عرف بتلك الفرقِ ومن ثُم عرضَ على أبرز مبادئ كُل فرقةٍ من تلك الكنائس
رفع اللهُ قدرك وزادك من فضله
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[06 - 11 - 10, 11:57 م]ـ
هل اطلعتي على هذه المكتبة؟
http://www.al-maktabeh.com/ar/index.php
لعلها تفيد.
ـ[أم مُجَاهِد]ــــــــ[07 - 11 - 10, 10:22 م]ـ
نعم جزاك الإلهُ خير الجزاء وبارككَ فإليها قد رجعت إلا أني لم أتحصل على شيءٍ فيها
أسألُ الله الإعانة
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[07 - 11 - 10, 10:50 م]ـ
هذا المقال قرأته من فترة، وبحثت عنه فوجدته
وأظن أن له تعلقا بموضوعك
http://www.islamonline.net/cs/Satellite/IslamOnline/IslamOnline/ar/IOLStudies_C/1278406767910/1278406725771/IOLStudies_C(67/76)
طلب- حاشيتى ابن مانع على الواسطية والطحاوية
ـ[عبدالرحمن على عبدالفتاح]ــــــــ[06 - 11 - 10, 10:49 م]ـ
هل من أخ كريم يتحفنا بهاتين الدرتين؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[06 - 11 - 10, 11:35 م]ـ
لقد انفتحت شهيَّتُك لدروس الشيخ صالح العصيمي؟ (ابتسامة)
لقد طلبتُ الكتابين منذ مدة طويلة في الملتقى، ولكن لم أعثر عليهما.
فلعلَّ أحدًا يتبرَّع بتصويرهما ورفعِهما.
ـ[عبدالرحمن على عبدالفتاح]ــــــــ[07 - 11 - 10, 01:38 ص]ـ
اى ,والله ,أنار الله بصيرتك , حقيقة نحن نحب الشيخ فى الله , ولعل أحد الاخوة يرفع لنا الحاشيتين بارك الله فيك يا أخانا الكريم (اعتذر الجهاز به بعض العطل , فلم أستطع كتابة علامات الترقيم كاملة)
ـ[حمد بن حنيف المري]ــــــــ[08 - 11 - 10, 08:16 ص]ـ
ابشر، ولكن بعد الحج أن شاء الله
ـ[عبدالرحمن على عبدالفتاح]ــــــــ[08 - 11 - 10, 09:55 ص]ـ
بشرك الله بالجنة , ورفع قدرك فى الدنيا والاخرة ,ويسر لك الحج وتقبله منك, وانا لمنتظرونك بعد الحج ان شاء الله
ـ[عبدالرحمن على عبدالفتاح]ــــــــ[27 - 11 - 10, 10:31 م]ـ
ها قد انتهى الحج, ونحن فى انتظار بشرى أخينا حمد, بارك الله فيه ..
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[28 - 11 - 10, 05:10 ص]ـ
حاشية ابن مانع على الطحاوية في المرفقات.
ـ[عبدالرحمن على عبدالفتاح]ــــــــ[28 - 11 - 10, 09:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ عبد العزيز, وجعل ذلك فى موازين حسناتكم
ـ[عبدالرحمن على عبدالفتاح]ــــــــ[28 - 11 - 10, 09:51 ص]ـ
ولكن ألا توجد حاشية ابن مانع على الواسطية, فيرفعها لنا أحد الاخوة .. بارك الله فيكم.(67/77)
هل قال أحد من أهل العلم بتكفير المعتزلة؟
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[07 - 11 - 10, 10:21 م]ـ
هل قال أحد من أهل العلم بتكفير المعتزلة؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[28 - 11 - 10, 03:15 م]ـ
للرفع والتذكير بارك الله فيكم
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[28 - 11 - 10, 03:39 م]ـ
ألم يترحم إمام السنة ابن حنبل علي بعضهم؟(67/78)
(2) طعن الكوثري في الإمام أحمد بن حنبل.
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[08 - 11 - 10, 01:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فصل
الطعن في الإمام أحمد بن حنبل
وقال عن أحمد بن حنبل في (ص 141) من تأنيبه ن ما نصه:-
((وليس بقليلٍ بين الفقهاء من لم يرض بتدوين أقوال أحمد في عداد أقوال الفقهاء باعتبار أنه محدث غير فقيه عنده، وأنَّى لغير الفقيه إبداءٌ لرأيٍ متزن ٍ في فقه الفقهاء)).
وقال عنه أيضاً في (ص143) عند تعرضه لذكر ما رواه الخطيب عن أحمد قال ((ما قول أبي حنيفة والبَعَرُ عندي إلا سواء))،ونصه:-
((والمصدر المضاف من ألفاظ العموم عند الفقهاء، فيكون لذلك اللفظ خطورةٌ بالغةٌ، لأن أبا حنيفة يعتقد في الله تعالى ما يكون خلافهُ كفراً أو بدعة شنيعةً عند من ألقى السمع وهو شهيد ن ومسائله في الفقه: غالبها مسائلُ إجماعيةٌ بين الأئمة المتبوعين، سبقهم أبو حنيفة في تدوينها، والقسم الجاري فيه النزاعُ منها قليلٌ، فيكون امتهان قوله في المسائل الاعتقادية، والمسائل الفقهية التي ما نازعَهُ فيها أحدٌ من المسلمين محضَ كفرٍ لا يصدر ممن له دينٌ، فيكون هذا طعناً في أحمد لا في أبي حنيفة.))
فيعلق الغُماري فيما بعد فيقول:-
ثم إنه حكم على أحمد بن حنبل بالكفر من لازم قوله بتدليس وتلبيس مكشوف ظاهر للعيان لا يحتاج إلى إيضاح، إذ كون الإضافة للاختصاص،وأنَّ المرادَ ما يختصُّ به من القول، وينسبُ إليه من الرأي من ضروريات مدلول اللغة العربية،ومقتضى تراكيبها عند عامة أهلها.
ويكذب نفسه بنفسه إذ يقول في (ص244) من "النكت":-
((وإلزام المرء بلازم قوله في النظر الملزِم تقويلٌ له بما لم يقُلهُ)).
يكمل الغُماري:-
فأنت تُقوِّل أحمد ما لم يقله، وتنسب إليه ما لم يخطر لشيطان على بالٍ،فما هذا التناقض؟!
ثم يقول الكوثري في تأنيبه (ص143)،ما نصه:-
((و قد ذكرتنا هذه الرواية بما رواه ابن الجوزي في مناقب أحمد عند ذكر صبره وتحمله للأذى بسنده عن بلال الآجري: أنه ذكر أبا حنيفة عندأحمد،فقال أحمد بيده هكذا، ثم نفضها.
ثم قال: فقلتُ:كان قول أبي حنيفة أكثر نفعاً من ملء الأرض من مثلك)).
قال الغُماري:-
وذكر في تعليقه – الكوثري-على هذه الحكاية: ((أنَّ لفظةَ "قول" تصفحت عن "بول" في نسخة المطبوع،ولا أدري هل هذا من غلط الطابع أو من ناسخ الأصل)).
قال الغُماري:-
يعني أن بلالاً الآجري قال لأحمد –رضي الله عنه-: كان بول أبي حنيفة .....
بيان تلبي المفتري محمد زاهد الكوثري
أحمد بن محمد الغماري
المتوفي 1380هـ
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[10 - 11 - 10, 05:21 م]ـ
قد طعن الكوثري في عامة أئمة الحديث كعبد الله بن أحمد و العقيلي و الدارقطني و البخاري و الذهبي و الحميدي و غيرهم من حفاظ الحديث فالدارقطني عنده أعمى ضال المعتقد و عبد الله بن أحمد قد بُلِي فيه الكذب و الحميدي - شيخ البخاري - كذاب و أكتفي بهذا و لا أكمل و الله الموعد.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[10 - 11 - 10, 06:23 م]ـ
جزى الله الاخوة خيرا على بيانهم
واما هذا المفتري الكوثري فكما قال الجوزجاني رحمه الله: قد فرغ منه منذ دهر.
وليت الاخوان (مع فضح الكوثري) يبينون شيئا من حال تلميذه ابوزاهد
او كما كان يكني نفسه (متخفيا) ابو حامد بن مرزوق!
وفق الله اهل السنة لفضخ المجرمين اعداء السنة.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[11 - 11 - 10, 05:39 ص]ـ
وليت الاخوان (مع فضح الكوثري) يبينون شيئا من حال تلميذه ابوزاهد
او كما كان يكني نفسه (متخفيا) ابو حامد بن مرزوق!
وفق الله اهل السنة لفضخ المجرمين اعداء السنة.
بارك الله فيكم
هلا تبينون لنا حاله
ـ[مسدد2]ــــــــ[11 - 11 - 10, 07:36 ص]ـ
بالنسبة لكتاب براءة الأشعريين، لمؤلفه منتحل اسم (أبو حامد بن مرزوق) فقد صرح محمد بن علوي المالكي أن شيخه محمد العربي بن التباني الجزائري هو المؤلف الحقيقي. أما الشيخ عبد الفتاح رحمه الله فلا علاقة له بالكتاب المذكور، وهذا معروف بين العلماء.
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[11 - 11 - 10, 11:48 ص]ـ
السلام عليكم دائما نقول الإنصاف مطلوب: أما الكوثري فهو معروف بتهجمه على أهل العلم، أما أن يلصق هذا بأبي غدة فصعب ربما باللوازم، لكن لازم المذهب ليس بمذهب فالرجاء عدم التهجم بشكل واسع، والله يقول لرجل وزوجته: (ولا تنسوا الفضل بينكم) فكيف بالعلم، والسؤال هل أنتقص عبد الفتاح العلماء؟ إن كان كذلك فينقد وإلا فلا.
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[11 - 11 - 10, 02:05 م]ـ
والسؤال هل أنتقص عبد الفتاح العلماء؟ إن كان كذلك فينقد وإلا فلا.
بسم الله الرحمن الرحيم
ما أذكره بارك اله فيكم
1 - ما كتبه شيخنا الألباني رحمه الله تعالى في مقدمة شرح الطَّحاوي.
1 - ما كتبه شيخنا بكر أبو زيد رحمه الله تعالى:-
في كتابه (عقيدة ابنِ زَيدٍ القيروانيِّ وعبث بعض المعاصرين بها).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/79)
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[11 - 11 - 10, 06:24 م]ـ
والسؤال هل أنتقص عبد الفتاح العلماء؟ إن كان كذلك فينقد وإلا فلا.
نعم انتقصوه وحذروا منه
وقد بينت طرفا من ذلك في
طليعة التنكيل بما في كتب وتعليقات عبدالفتاح ابو غدة من الاباطيل
((وضعت هنا اوله فتم حذفه))
واقول اجمالا تكلم فيه عدد من اهل العلم
1 - الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في مقدمته لكتاب براءة الامة لبكر ابوزيد وقد نص على ان ابو غدة نوصح الا انه اصر كفى الله المسلمين شره وامثاله
2 - الشيخ حمود التويجري رحمه الله في تحذير الاخوان من الاخطاء في مسألة القرآن وهي رد على رسالة عبدالفتاح مسألة خلق القرآن واثرها في علم الجرح والتعديل
3 - المحدث الألباني في مقدمة شرح الطحاوية ,وقد طبع مستقلا في رسالة صغيرة وفي غيرها من كتبه.
4 - الدكتور بكر ابو زيد في تحريف النصوص
وقد ذكر امثلة على تحريفه هو وشيوخه
وفي مقدة عقيدة ابن ابي زيد القيرواني
5 - الشيخ عبدالعزيز الربيعان في رسالته
السيف الصقيل العبقري على اباطيل تلميذ الكوثري
وغيرها ولو ترك الموضوع بدون حذف لأكملت باقي الطليعة
ثم التنكيل لكن القوم يحذفون والله الموعد
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[12 - 11 - 10, 03:34 ص]ـ
هل أبو حامد ابن مرزوق هذا هو الشيخ عبدالفتاح أبو غدة؟!!!
ـ[مسدد2]ــــــــ[12 - 11 - 10, 08:50 ص]ـ
قبل معرفة من هو ابو حامد بن مرزوق، طُرحت بعض الاسماء التي ظن البعض أنها قد تكون الأسماء الحقيقة خلف الاسم المنتحل، ومن هذه الاسماء قدّر البعض ان الشيخ عبد الفتاح رحمه الله يحتمل أن يكون منها. لكن بعد تصريح محمد علوي المالكي بأن شيخه محمد العربي التباني هو صاحب الكتاب، عندها سقطت بقية الاحتمالات وثبتت براءة الباقين من نسبة الكتاب.
هذا من جانب، ومن جانب آخر من يقرأ كتاب براءة الاشعريين و له معرفة بأسلوب الشيخ عبد الفتاح رحمه الله يعلم يقيناً أنه لا يوجد اشتراك بينهما، والشيخ عبد الفتاح له أسلوبه المميز، مثلما للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله أسلوبه المميز الذي تدرك بسهولة مفارقة غيره عنه.
بالاضافة الى الاختيارات العلمية، فإن الشيخ عبد الفتاح رحمه الله كما هو معلوم شديد الادب والحب للصحابة أجمعين، فلا يمكن أن يكتب أشياء مثل (أن معاوية رضي الله عنه أكرة سادات المسلمين على بيعة ابنه يزيد) فمثل هذا الكلام لا يقوله الشيخ عبد الفتاح رحمه الله ولا يعتقده أصلاً.
وبالمناسبة، كنتُ قد سألتُه رحمه الله إذا كان بالامكان من باب المباحثة مع الشيعة أن نذكر بعض أخطاء الصحابة فقال لا يمكن أبداً فهم وإن كانوا بشر لهم أخطاء لكن لهم فضل الصحبة ولا يتكلم عنهم بكلمة واحدة بل نجلهم ونحبهم، ومعاوية منهم وهو خال المؤمنين وكاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم وله مقامه وفضله.
فالذي يقرأ براءة الاشعريين ويعرف من هو الشيخ عبد الفتاح رحمه يعلم يقيناً ان علمه وعقله وأدبه لا يلتقيان مع بعض مواضيع أو طريقة الكتاب المنتحل، أو كليهما.(67/80)
مالمقصود في قول شيخ الإسلام أن شعيب كان على ملة قومه
ـ[محمد بن إدريس]ــــــــ[08 - 11 - 10, 06:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل يصح أن نقول أن نبي من الأنبياء كان كافراً و أسلم
الجزء 15 الصفحة 29 من كتاب مجموع الفتاوى (حسب الشاملة)
قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} ظَاهِرُهُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ شُعَيْبًا وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ كَانُوا عَلَى مِلَّةِ قَوْمِهِمْ؛ لِقَوْلِهِمْ: {أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} وَلِقَوْلِ شُعَيْبٍ: (أنَعُودُ فِيهَا {أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ}
وَلِقَوْلِهِ: {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ} فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا فِيهَا.
وَلِقَوْلِهِ: {بَعْدَ إذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا}.فَدَلَّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ أَنْجَاهُمْ مِنْهَا بَعْدَ التَّلَوُّثِ بِهَا
وَلِقَوْلِهِ: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ عَائِدًا عَلَى قَوْمِهِ؛ لِأَنَّهُ صَرَّحَ فِيهِ بِقَوْلِهِ: {لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ} وَلِأَنَّهُ هُوَ الْمُحَاوِرُ لَهُ بِقَوْلِهِ: {أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} إلَى آخِرِهَا وَهَذَا يَجِبُ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ الْمُتَكَلِّمُ وَمِثْلُ هَذَا فِي سُورَةِ إبْرَاهِيمَ {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ} الْآيَةُ.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 11:06 ص]ـ
يقول شيخ الإسلام: ((وأما قولهم إن شعيبا والرسل ما كانوا في ملتهم قط، وهي ملة الكفر = فهذا فيه نزاع مشهور،وبكل حال فهذا خبر يحتاج إلى دليل سمعي أو عقلي، وليس في أدلة الكتاب والسنة والإجماع ما يخبر بذلك،وأما العقل ففيه نزاع، والذي عليه نظار أهل السنة أنه ليس في العقل ما يمنع ذلك .... وأما تحقيق القول فيه فالله سبحانه إنما يصطفي لرسالته من كان من خيار قومه ... ومن نشأ بين قوم مشركين جهال لم يكن عليه منهم نقص ولا بغض ولا غضاضة إذا كان على مثل دينهم إذا كان عندهم معروفاً بالصدق والأمانة وفعل ما يعرفون وجوبه واجتناب ما يعرفون قبحه وقد قال تعالى: ((وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)) فلم يكن هؤلاء مستوجبين العذاب قبل الرسالة وإن كان لا هو ولا هم يعرفون ما أرسل به.
وفرق بين من يرتكب ما علم قبحه وبين من يفعل مالم يعرف؛فإن هذا الثاني لا يذمونه ولا يعيبون عليه ولا يكون فعله مما هم عليه منفراً عنه بخلاف الأول ... ))
وفصل الشيخ تفصيلاً طويلاً جداً فراجعه في ((تفسير آيات أشكلت)) (1/ 178 - 292).
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[08 - 11 - 10, 11:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك شيخنا ورفع قدرك.
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[08 - 11 - 10, 11:33 ص]ـ
شرح السنة للبغوي:
قَالَ: ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ، وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ.
هَذَا حَدِيثٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُثَنًّى، وَمُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ.
وقوله: من يكره أن يعود في الكفر فالعود: قد يكون بمعنى الرجوع إليه بعدما دخل في الإسلام، وقد يكون بمعنى المصير إليه ابتداء، ومنه قوله سبحانه وتعالى في قصة شعيب صلى الله عليه وسلم {أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} قال قوم معناه: لتصيرن إلى ملتنا،
لأن شعيبا لم يكن قط على الكفر.
وقيل: الخطاب مع أصحاب شعيب الذين دخلوا في دينه واتبعوه بعدما كانوا كفارا.
قال في فتح الباري:
قوله الذي يعود في هبته أي العائد في هبته إلى الموهوب وهو كقوله تعالى أو لتعودن في ملتنا قوله كالكلب يرجع في قيئه أهـ
قال الله تعالى
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ
أخي هؤلاء قالوا للرسل وليس لشعيب فقط فتأمل!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/81)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 12:33 م]ـ
وفيك بارك الله أخي محمد ..
وقد أورد الشيخ أقوال الذين منعوا أن شعيباً والرسل كانوا على ملة قومهم وأرجعها كله للخلل في باب العصمة وأن الأشبه بقول السلف في عصمة الأنبياء هو عدم منع ذلك ..
ومن بدائعه في ذلك قوله: أن العلماء اتفقوا على أن النبي ربما بعث ولا يعلم شيئاً عما أتت به الأنبياء قبله من النبوة والشرائع وأن عدم علمه بهم يستلزم عدم إقراره بهذه الرسل وأن هذا كفر،ولكنهم لا يؤاخذون به لجهلهم قبل أن يعلمهم الله.
والكلام كله يحتاج لتأمل طويل ..
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[08 - 11 - 10, 07:28 م]ـ
هل من سلف لابن تيمية رحمة الله في هذا التأويل
أم أن ابن تيمية رحمه الله لا يحتاج أن يكن له سلف
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 07:45 م]ـ
إخوة الإيمان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما تفسير قوله تعالى (ووجدك ضالاً فهدى)
وقوله تعالى (ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان)
وقوله تعالى (وإن كنت من قبله لمن الغافلين)
بارك الله فيكم
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[08 - 11 - 10, 09:18 م]ـ
نقلت: أخي الفاضل أب فهر
وقد أورد الشيخ أقوال الذين منعوا أن شعيباً والرسل كانوا على ملة قومهم وأرجعها كله للخلل في باب العصمة وأن الأشبه بقول السلف في عصمة الأنبياء هو عدم منع ذلك ..
ومن بدائعه في ذلك قوله: أن العلماء اتفقوا على أن النبي ربما بعث ولا يعلم شيئاً عما أتت به الأنبياء قبله من النبوة والشرائع وأن عدم علمه بهم يستلزم عدم إقراره بهذه الرسل وأن هذا كفر،ولكنهم لا يؤاخذون به لجهلهم قبل أن يعلمهم الله.
بارك الله في الجميع:
ارجعوا إلى تفسير العلماء للآية
ما قولهم فيها؟
من سبق ابن تيمة رحمه الله؟
من خلفه على ما قال هو؟
حرروها
أما أن نقف عند قوله دون تحرير ..... !!!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 11:20 م]ـ
أخي الفاضل فلاح ..
تكلم الشيخ عن هذه الآيات في الموضع المذكور ..
أخي أبا فاطمة:
هل قرأت كلام الشيخ كاملاً؟
اقرأه كاملاً ثم أجبني:
1 - ما هو قول السلف في مسألة عصمة الأنبياء؟
2 - هل نص أحد من السلف (الصحابة والتابعين وأتباعهم) على أن شعيباً لم يكن على ملة قومهم قبل البعثة؟
3 - هل كونه كان على ملة قومه ممتنع عقلاً؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 11 - 10, 01:31 م]ـ
أخي أبا فاطمة الموضوع هو عصمة الأنبياء نفسه
والكلام فيه على مرتبتين تشتملان على مراتب:
أ ـ قبل النبوة
ب ـ بعد النبوة
أ ـ قبل النبوة:
ـ الشرك
ـ الكبائر
ـ خسة النسب والدناءة والمنفرات
ب ـ بعد النبوة:
ـ الشرك
ـ الكبائر
ـ الصغائر
ـ المكروهات وخلاف الأولى
ـ خسة النسب والدناءة والمنفرات
ـ خوارم المروءة
ـ السهو و النسيان والخطأ الدنيوي المحض
ـ البلاغ والخطأ فيه (هل يمنع ابتداء أم يمنع استقراره؟)
ـ الاجتهاد
ـ العوارض البدنية كالمرض والسحر
فهذا منه ـ من حيث الثبوت والنفي ـ ماهو إجماعي، ومنه ماهو خلافي ـ خلافا معتبرا أو غير معتبر ـ، ومنه ما مستنده من حيث المنع والوقوع هو العقل أو الشرع أو هما.
فالشاهد أن المبحوث هو من مسائل العصمة التي يبحثها المتكلمون في كتبهم بذلك التفصيل ـ قد يختلفون فيه اختصارا أو تشقيقا ـ
وبالله التوفيق
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 02:30 م]ـ
أخي أبا فاطمة كلام شيخ الإسلام قرابة المائتي صفحة اقرأه أولاً؛لتحيط بجوانب المسألة ..
وكيف لا تريد أن تخرج عن كلام ابن تيمية وأنت لم تقرأه أصلاً؟!!
وأجابك الشيخ عمرو عن مسألة العصمة وأنها صلب البحث ..
والكلام عليه ليس تسرعاً؛فمن لم يفهم مذهب السلف فيها لم يفهم مسألتنا أصلاً، ومن لم يرد المسائل إلى أصولها = لم يفقهها ..
وأجبني بعد القراءة: هل نص أحد من السلف أن شعيباً لم يكن على ملة قومه؟
وهل تعرف أثراً واحداً في تفسير الآية المذكورة ذكر أن شعيباً لم يكن على ملة قومه؟
إذا كنت تبحث عن النقل فهل أفهم من هذا أنك لا تمنع عقلاً أن يكون النبي في ملة قومه قبل البعثة لكنك تبحث عن الدليل النقلي؟
كلامك عن تعود لا معنى له؛لأنه لا أحد ينكر أنها تأتي بالمعنيين،ولكن شيخ الإسلام وفق أصوله يميل إلى أنها في الآية على ظاهرها الذي هو عنده غالب استعمالها وهي بمعنى الرجوع لما كان عليه المرء وهذا هو غالب استعمالها بالاتفاق فلابد لك من قرينة صارفة على أصول الشيخ وجماهير أهل العلم ..
ولذلك يجب عليك أن تقرأ كلام الشيخ كاملاً فهذه أبسط أدوات البحث العلمي ونحن موجودون بعد ذلك والملتقى كذلك موجود والموضوع موجود بإذن الله ..
ـ[فيصل]ــــــــ[09 - 11 - 10, 10:05 م]ـ
جزاكم الله خير
وهذا النقل لا يتعلق بنقاشكم مباشرة لكنه إهداء لمن يكتب في منتداه يطعن في ابن تيميه بهذا وهو لا يعلم مذهبه وكلام كبارهم في المسألة:
((الأصل الخامس في عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
أما قبل النبوة: فقد قال القاضي أبو بكر: لا يمتنع عقلاً ولا سمعاً أن يصدر من النبي قبل نبوته معصية وسواء كانت صغيرة أو كبيرة إذ لا دلالة للمعجزة على عصمته قبل ظهورها على يده، بل ولا يمتنع عقلاً إرسال من أسلم بعد كفره، ووافقه عليه أكثر أصحابنا وكثير من المعتزلة
وقال الروافض وأكثر المعتزلة ... والأصح ما ذكره القاضي لأن السمع لا دلالة له على العصمة قبل البعثة ودلالة العقل فمبنية على الحسن والقبح ووجوب رعاية المصلحة وقد سبق إبطاله
وأما بعد النبوة ... )) أبكار الأفكار ج4 ص 143 وقد نقل ابن تيميه عنه في الفتاوي الجزء الثاني كلام آخر له
والباقلاني نقل كلامه جمع منهم ابن حزم في الدرة والسجزي في رسالته وابن تيميه وغيرهم ولم انشط لمراجعة كتبه التي عندي
وقد جوز هذا القول أيضا الغزالي في فيصل التفرقة ص69
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/82)