ـ[محمد حماصه]ــــــــ[30 - 09 - 10, 01:24 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
وقطع الله لسان هذا الخبيث الحيدرى.
ـ[عبدالله البدري]ــــــــ[30 - 09 - 10, 10:57 م]ـ
بارك الله فيك ...
وجزاك الله خيرًا ...
ومن باب الفائدة .. سمعت أن (خاسر الخبيث) كفر هذا الحيدري لأنه يقول بوحدة الوجود .. وأنا سمعت الحيدري وهو يمدح نفسه بدراسة الفلسفة عند عالم شيعي على ما أظن آخر اسمه هو (الآملي) وسمعت مجتبى الشيرازي وهو إمام خاسر الخبيث وقدوته حتى في (تقذير اللسان) بأبشع الألفاظ يكفر أحد المراجع الشيعية لأنه يقول بوحدة الوجود .. مما جعلني أتساءل هل نحن نتعامل مع باطنية صرفة بمعنى أنهم يتبنون الفلسفة وخاصة مذهب وحدة الوجود وهذا من خلال دراستهم للفلسفة في (مواخيرهم) العلمية!!
ـ[خالد سالم ابة الهيال]ــــــــ[01 - 10 - 10, 09:38 ص]ـ
ناشدتكم الله ياعلماء اهل السنة والجماعة الرد على حفيد ابن سبأ الحيدري في قنوات صفا أو وصال بالصوت والصورة.
لقد لبس الحيدري على الناس عقائدهم بأسلوب البهرجة والتهويل ورمي الشبه والقاذورات على عقائدنا وبيته ومنهجه مليء بالنجاسات والاوساخ كحال القائل " رمتني بدائها وانسلت "
طفح الكيل وبلغ السيل الزبى وتجاوز الظالمون العدا وعلماؤنا صامتون, هم يصفوننا في مواقعهم ومنتدياتهم بأهل السمنة والمجاعة , ونحن نتابعه يعرض شاحنه من الكتب امامه يقرأ من الطبعة والصفحة وأجهزة القناة تعرض اسم الكتاب والمؤلف, ترى وراء ذلك التحضير والاعداد والتصوير بشكل ملفت وتتعجب من (جلد الفاسق وعجز الثقة)
لاعذر لكم امام الله يا علماءنا أين الشيخ الدمشقية أين الشيخ البراك أين الشيخ العرعور اين الشيخ الزغبي.
أخي الفاضل وليد: جزيت خيرا على هذه الأدلة , لكن لا بد من عرضها على الملايين في قناة صفا ووصال ,حتى تعم الفائدة للناس " وكذلك نفصل الايات ولتستبين سبيل المجرمين "
ـ[ابو سارة الغائب]ــــــــ[01 - 10 - 10, 01:23 م]ـ
ناشدتكم الله ياعلماء اهل السنة والجماعة الرد على حفيد ابن سبأ الحيدري في قنوات صفا أو وصال بالصوت والصورة.
لقد لبس الحيدري على الناس عقائدهم بأسلوب البهرجة والتهويل ورمي الشبه والقاذورات على عقائدنا وبيته ومنهجه مليء بالنجاسات والاوساخ كحال القائل " رمتني بدائها وانسلت "
طفح الكيل وبلغ السيل الزبى وتجاوز الظالمون العدا وعلماؤنا صامتون, هم يصفوننا في مواقعهم ومنتدياتهم بأهل السمنة والمجاعة , ونحن نتابعه يعرض شاحنه من الكتب امامه يقرأ من الطبعة والصفحة وأجهزة القناة تعرض اسم الكتاب والمؤلف, ترى وراء ذلك التحضير والاعداد والتصوير بشكل ملفت وتتعجب من (جلد الفاسق وعجز الثقة)
لاعذر لكم امام الله يا علماءنا أين الشيخ الدمشقية أين الشيخ البراك أين الشيخ العرعور اين الشيخ الزغبي.
أخي الفاضل وليد: جزيت خيرا على هذه الأدلة , لكن لا بد من عرضها على الملايين في قناة صفا ووصال ,حتى تعم الفائدة للناس " وكذلك نفصل الايات ولتستبين سبيل المجرمين "
لا تقل اين العلماء
لان الشيخ دمشقية والشيخ عدنان وقناة المستقلة دعوا هذا الفاشل للمناظرة واعطائه ضعفي وقتهم لكنه فضل الهروب لانه سينكشف من اول حلقة
ـ[ابوعمر الجدعاني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 03:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في شيخنا الحبيب وليد الدلبحي (بن حجر) وكتب الله لك الاجر
اما عن هذا الزنديق كمال الحيدري فهو متطفل على كتب غيره مثل المرجعات وبعض الكتب الاخر ممن وافقهم الدين المجوسي من امثال كتب الاحباش والاشاعرة والمتصوفة التي تكلم عن شيخا الاسلام بن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب فاخذ هذا المتعالم كل كلامه
لذلك لا نجده يعطي المجال ابداً في الرد عليه في بعض ما يطرح نجد منهم اما قطع الخط ام خفض الصوت
والحمد لله ان اهل السنة والجماعة لا يتابعونه ابداً ربما الشريحة البالتوكيه فقط من تعرفه وتعرف افلاسه وجهله المقيت المطبق
نسال الله السلامة والعافية والتوفيق
ولا تنس احبابك يا شيخنا الحبيب في غرفة مصر والشيعة للرد على الرافضة وبيان حالهم وكفرهم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 07:03 م]ـ
بارك الله فيكم ونهيب بمشايخنا أن يتفرغوا لهذا الدجال فهو اليوم فارسهم ومجادلهم ويستخدموا لقائاته والرد عليه وتبيين كذبه
ـ[د/ألفا]ــــــــ[08 - 10 - 10, 07:29 ص]ـ
نعم الرجل يلقي شبهات يجب الرد عليها امام الملأ كما يلقي هو شبهاته امام الملأ لكي لا يتاثر به قليلو العلم بالعقيدة السليمة ويتهم اهل السنة وبن تيمية بالتجسيم.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 11:54 م]ـ
و كنت أسمع بعض الإخوة يقول هو متمكن من الفلسفة و علم الإقناع فلو نوقش و هُزم لكان نصرا كبيرا للسنة.(65/463)
((نظم القريض في كفر ياسر البغيض))
ـ[أبو سهل الزياتي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 09:21 م]ـ
((نظم القريض في كفر ياسر البغيض))
الحمد لله رب العالمين، ناصر الموحدين، ومهلك الكافرين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، هازم الملحدين، وكاسر شوكة المرتدين، نبينا محمدٍ، وعلى آله الطاهرين، وصحابته المنتجبين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، ومن تبعهم بإحسانٍ واستنَّ بسنتهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيعلم كثيرٌ من الإخوة أنَّ المدعو ياسر الحبيب الرافضي السبئي الخبيث له مواقف صريحة صارخة في إساءته إلى دين الإسلام والاستخفاف به، ولا أدل على ذلك من طعنه في الصحابة الكرام - رضوان الله عنهم أجمعين- وسبهم ولعنهم والحكم عليهم بالردة والكفر- عياذاً بالله-، وكذلك تكفيره لبعض زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم- العفيفات الطاهرات، ووصفهن بما لا يليق كأمنا عائشة وحفصة - رضي الله عنهنَّ-.
وفي هذه الأيام العصيبة يحتفل هذا الوغد النذل احتفالاً كبيراً - وهو في بلاد الغرب- بما أسماه - فُضَّ فُوهُ-: "هلاك عائشة، ودخولها النار"، ويكتب في إعلانٍ مضيء بالأنوار في الحفل: "عائشة في النار". وهو يصرح في هذا الحفل ويقول: بأنها الآن في النار، بل في قعر النار، وأنها معلقةٌ من رجليها. ويصفها بالمجون والفسق والتسكع في الطرقات. ويقول بأنها هي التي قتلت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وسمته بالسم الزعاف. ويقول أنها كافرة، وملحدة، وظالمة- استغفر الله العظيم من هذا الكفر-.
ولما كان هذا الرافضي يصرح بهذه الأمور، فهو كافرٌ مرتدٌّ عن دين الإسلام، ولا يشك في ذلك عاميٍّ مسلمٍ عاقلٍ فضلاً عن عالمٍ أو طالب علم. ولأن هذا الأمر من أخطر الأمور المناقضة لشريعة الإسلام، ويتضمن ألواناً من الكفر البواح والردة الصريحة عن الإسلام من جانبٍ، وكذلك تهز مشاعر المسلمين، وتجرح أفئدتهم وتكلم قلوبهم من جانبٍ آخر جاشت قريحتي المكلومة، وتدفقت عاطفتي المخطومة فأنشدت هذه القصيدة المتواضعة رداً على هذا الرافضي، وسميتها: "نظم القريض في كفر ياسر البغيض"، فقلت فيها:
1 - الْحَمْدُ للهِ الْمَلِيكُ الْقَادِرُ ... رَبٌّ عَظِيمٌ مَالِكٌ دَيَّانِ
2 - ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ... مَا نَاحَ قُمْرِيٌّ عَلَى اْلأَغْصَانِ
3 - وَالصَّحْبِ وَاْلآلِ الْكِرَامِ خِصَالِهِمْ ... وَكَذَاكَ زَوْجَاتٍ رُزِقْنَ جِنَانِ
4 - وَعَلَى جَمِيعِ السَّالِكِينَ سَبِيلَهُمْ ... حَتَّى تَشِيبَ مَفَارِقُ الْوِلْدَانِ
5 - إِنَّ الرَّوَافِضَ أَوْغَلُوا فِي غَيِّهِمْ ... وَتَتَايَعُوا فِي الظُّلْمِ وَالشَّنَآنِ
6 - تَرَكُوا التَّقِيَّةَ أَظْهَرُوا كُفْرَانَهُمْ ... فَاللهُ يُجْلِي مَا حَوَى "الْقُمْرَانِ"
7 - إِبْلِيسُكُمْ خِنْزِيرُكُمْ هُوَ "يَاسِرٌ" ... فِي يَوْمِ خِزْيٍ بَاءَ بِالْخُسْرَانِ
8 - إِبْنُ الْبَغِيضِ يَقِيءُ فِي أَقْتَابِهِ ... بِالطَّعْنِ فِي زَوْجِ النَّبِي الْعَدْنَانِي
9 - أَعْنِي بِهَا الْحَمْرَاءَ فِي تَصْغِيرِهَا ... بَحْرُ الْعُلُومِ وَسَيْدَةُ النِّسْوَانِ
10 - هَذَا الْخَبِيثُ وَقَدْ تَجَاسَرَ مُعْلِناً ... لِلْكُفْرِ بَعْدَ بَرَاءَةِ الْقُرْآنِ
11 - فِي سَبِّ عَائِشَةِ اْلأَبِيَّةِ أُمُّنَا ... وَالطَّعْنِ فِيهَا بِتُهْمَةِ الْبُهْتَانِ
12 - أَتَسُبُّ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مُكَذِّباً ... لِلَّهِ ثُمَّ رَسُولِهِ الرَّبَّانِي؟
13 - وَتُنَاقِضُ اْلإِجْمَاعَ أَمْرٌ وَاضِحٌ؟ ... فَالْكُفْرُ فِيكَ وَمِنْكَ يَا شَيْطَانِ
14 - فَالْقَدْحُ فِيهَا مُلاَزِمٌ لِلطَّعْنِ فِي ... شَخْصِ النَّبِيِّ وَعِرْضِهِ الْمُنْصَانِ
15 - لَوْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِالْكِتَابِ مُصَدِّقاً ... خُذْ آيَةَ التَّطْهِيرِ دُونَ تَوَانِ
16 - فَالرَّجْسُ أَمْرٌ ذَاهِبٌ عَنْ أَهْلِهِ ... جَاءَ التَّطَهُّرُ دُونَمَا نُكْرَانِ
17 - أَزْوَاجُ هَذَا الُمُجْتَبَى مِنْ آلِهِ ... صَلَّى اْلإِلَهُ عَلَيْهِ فِي اْلأَكْوَانِ
18 - فِي آيَةِ اْلأَحْزَابِ جَاءَ سِيَاقُهَا ... يُعْطِي اللَّبَيبَ قَرِينَةَ الْبُرْهَانِ
19 - سَبَبُ النُّزُولِ الْقَطْعِي فِي تَحْقِيقِهِ ... جَاءَ الْمُبَاهِلُ مُهْلِكٌ لِلْجَانِي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/464)
20 - إِنْ لَمْ يَكُنْ أَزْوَاجَهُ مِنْ أَهْلِهِ ... قُلْ لِي بِرَبِّكَ هَلْ يَصِحُّ لِسَانِ؟
21 - هَذَا اعْتِرَافُ"الْخَوْئِي" شَيْخُ جُدُودِكُمْ ... بِشُمُولِ لَفْظِ اْلأَهْلِ لِلنِّسْوَانِ
22 - فَـ"صِرَاطُ مَنْجَاةٍ" فَمِنْ تَصْنِيفِهِ ... ارْجِعْ إِلَيْهِ مُسَارِعاً فِي اْلآنِ
23 - أَفَبَعْدَ هَذَا تَخُوضُ فِي تَكْفِيرِهَا ... مِنْ وَصْمِ إِلْحَادٍ وَظُلْمٍ بَانِي؟
24 - وَتَقُولُ أَنَّ النَّارَ مُفْتَرَشٌ لَهَا ... وَاْلآنُ عِنْدَكَ فِي لَظَى النَّيرَانِ؟
25 - بَلْ قُلْتَ فِي قَاعِ الْجَحِيمِ قَرَارَهَا ... مَرْبُوطَةٌ مِنْ سَاقِهَا الْهَلْكَانِ
26 - وَيَكُونُ أَهْلُ النَّارِ أَتْبَاعٌ لَهَا ... لِتَذُوقَ حَرَّ لَهِيبِهَا الْوَلَهَانِ؟
27 - وَتَقُولُ أُقْسِمُ بِاْلإِلَهِ حَقِيقَةً ... وَالرَّبُّ يَسْأَلُنِي عَنِ الْبُهْتَانِ؟
28 - اللهُ أَكْبَرُ قَدْ أَثِرْتَ سِنَانَنَا ... جَاءَ الْحُسَامُ مُهَنَّدٌ فَنَّانِ
29 - وَاللهِ مَا نَطَقَ النَّصَارَى بِذَلِكُمْ ... حَتَّى الْيَهُودُ وَعَابِدِي اْلأَوْثَانِ
30 - إِبْلِيسُ لَمْ يَجْرُؤْ عَلَى هَذَا الْهُرَاء ... لَوْ كَانَ يَسْمَعُ لاَذَ بِالْحِيتَانِ
31 - فَلَقَدْ كَفَرْتَ بِلاَ خِلاَفَ يَشُوبُنَا ... وَخَرَجْتَ مِنْ دِينٍ وَمِنْ إِيمَانِ
32 - وَاْلإسْمُ كَانَ مُنَوِّراً فِي أَصْلِهِ ... فَاسْوَدَّ مِنْ رِجْسٍ وَمِنْ أَدْرَانِ
33 - فَالْيَاءُ رَمْزٌ لِلْصَّهَايِنَةِ الْعِدَاء ... أَلِفُ افْتِرَاءِ الْكِذْبِ كَاْلإِيمَانِ
34 - وَالسِّينُ سَبُّ الصَّحْبِ فِي رَأْدِالضُّحَى ... بِالرَّاءِ رَفْضٌ مَذْهَبُ الدِّهْقَانِ
35 - يَا شِيعَةَ الرَّفْضِ الطُّغَاةِ تَبَاعَدُوا ... عَنْ كُلِّ كُفْرٍ يَسْحَقُ اْلإِيمَانِ
36 - كَذَّبْتُمُ الْقُرْآنَ كُفْراً وَادَّعَيْـ ... ـتُمْ فِيهِ تَحْرِيفٌ كَذَا نُقْصَانِ
37 - وَالسُّنُّةُ الْغَرَّاءِ لاَ مَعْنَى لَهَا ... هَذَا الْبُخَارِي وَصِنْوَهُ هَذَيَانِ
38 - إِجْمَاعُ أَهْلِ الْعِلْمِ مَحْضِ خُرَافَةٍ ... هَذِي اْلأُصُولُ فَكَيْفَ بِاْلأَغْصَانِ؟
39 - وَغُلُوِّكُمْ فِي أَئِمَّةٍ قَدْ سَاءَنَا ... أَدْهَشْتُمُ الْبَطْرِيكَ وَالرُّهْبَانِ
40 - وَالطَّعْنُ فِي رَبِّ الْعِبَادِ بِقَوْلِكُمْ ... إِنْ البَدَاءَ عَقِيدَةُ اْلإِيمَانِ
41 - كَفَّرْتُمُ الصَّحْبَ الْكِرَامَ صَرَاحَةً ... فِي رِدَّةِ الشَّيْخَيْنِ قُلْ عُثْمَانِ
42 - لَمْ يَنْجُ مِنْ تِلْكَ الضَّغِينَةِ وَاحِدٌ ... إِلاَّ ثَلاَثَةُ أَوْ يَكُونُوا ثَمَانِ
43 - يَا يَاسِرُ الْمَقْبُوحُ يَعْسُوبُ الرَّدَى ... قَدْ سُدَّ فَاهَكَ شُلَّتِ الرِّجْلاَنِ
44 - أَتَقُولُ أَنَّ الْفِسْقَ شِيمَةُ عَائِشَةْ ... وَكَذَا الْمُجُونِ رَزِيَّةُ الْجُعْلاَنِ؟
45 - قَدْ شَاهَ ذَاكَ الْوَجْهُ فِي ظُلُمَاتِهِ ... أَقْصِرْ فَدُونَكَ سَخْطَةُ الرَّحْمَنِ
46 - فَاللهُ بَرَّأَهَا وَعَظَّمَّ شَأْنَهَا ... فِي عَشْرِ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ
47 - فِي سُورَةِ النُّورِ الْكَرِيمَةِ مُعْلِناً ... عَنْ طُهْرِهَا وَعَفَافِهَا الْمُزْدَانِ
48 - سَنُقِيمُ حُجَّتَنَا عَلَيْكَ تَنَزُّلاً ... مِنْ كُتْبِ قَوْمِكَ شِيعَةُ الْبَحْرَانِي
49 - فَالطَّبْرَسِيُّ يَسُوقُ فِي تَفْسِيرِهِ ... سَبَبَ النُّزُولِ بَرَاءَةَ الرَّحْمَنِ
50 - وَيَقُولُ أَنَّ نُزُولَهَا فِي عَائِشَةْ ... فِي دَحْضِ بُهْتَانِ النِّفَاقِ الشَّانِي
51 - أَمَّا "بِحَارُ الْمَجْلِسِيِّ" فَطَافِحَةْ ... فِي ذِكْرِ هَذَا اْلأَمْرُ قَوْلٌ ثَانِي
52 - قَدْ صَانَهَا الْمَوْلَى الْكَرِيمُ وَخَصَّهَا ... بِخَصَائِصٍ مَشْدُودَةِ اْلأَرْكَانِ
53 - فَشَهَادَةُ التَّنْزِيلِ جَاءَ خِطَابُهَا ... فِي اْلآيِيِ نَقْرَؤُهَا بِكُلِّ زَمَانِ
54 - هِيَ حَبَّةُ الْعِقْدِ الْفَرِيدِ ِلأَنَّهَا ... بِكْرٌ تُفَاخِرُ فِيهِ فِي الْقَمَرَانِ
55 - وَأَحَبُّ زَوْجٍ لِلنَّبِيِّ بِلاَ مِرَاء ... مَنْ ذَا يُوَازِي الْجَوْهَرَ الرَّنَانِ
56 - زَوْجُ النَّبِيِّ تُحَبُّهُ وَيُحِبُّهَا ... قَدْ غَابَ عَنْهَا يُفِيضُ بِالرِّضْوَانِ
57 - مَاتَ النَّبِيُّ وَرَأْسَهُ فِي سَحْرِهَا ... فِي يَوْمِهَا الْمَعْقُودِ بِالرُّجْحَانِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/465)
58 - قَدْ كَانَ دَفْنُ رَسُولِنَا فِي بَيْتِهَا ... فَكَفَاهَا فَضْلاً بُقْعَةُ اْلأَكْفَانِ
59 - رِيقُ النَّبِيِّ وَرِيقُهَا امْتَزَجَا مَعاً ... فَالْمُسْتَحِيلُ تَبَاعُدِ الْمَاءَانِ
60 - حَازَتْ عُلُوماً قَدْ تَقَاصَرَ دُونَهَا ... جُلُّ الرِّجَالِ وَخَاضَتِ الْبَحْرَانِ
61 - أَمَّا الْفَصَاحَةُ فَهْيَ تَمْلِكُ سِرَّهَا ... قَدْ فَاقَتِ الْعُرْبَ الْقُدَامَى مَعَانِي
62 - وَرِوَايَةُ اْلآثَارِ أَصْلُ كَلاَمِهَا ... لاَ لَنْ تُدَانِيهَا النِّسَاء لاَءَانِ
63 - هِيَ خَيْرُ هَذَا الْجَمْعُ مِنْ زَوْجَاتِهِ ... مَنْ مَاتَ عَنْهُنَّ الرَّسُولُ الْحَانِي
64 - مَنْ كَانَ يَحْتَرِفُ الرِّيَاضَةَ عِنْدَهُ؟ ... بِنْتُ السِّبَاقِ وَفْلْذَةُ الْفِرْسَانِ
65 - فَاللهُ رَبُّ الْخَلْقِ قَدْ أَخْتَارَهَا ... جَاءَ الْمَلاَكُ بِصُورَةِ اْلأَلْوَانِ
66 - حُبِّي لَهَا فَرْضٌ صَرِيحٌ وَاجِبٌ ... قَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي الصَّحِيحِ الثَّانِي
67 - فِي لَمْزِهَا الْكُفْرُ الصُّرَاحُ وَرِدَّةٌ ... لِوُضُوحِ ذَاكَ اْلأَمْرُ فِي التِّبْيَانِ
68 - هَذَا الْخَوَارِزْمِيُّ فِي "كَافِيِّهِ" ... يُفْتِي بِذَاكَ لِمَذْهَبِ اْلإِخْوَانِ
69 - يَا يَاسِرَ اْلإِلْحَادِ فِي أَيَّامِنَا ... تَاللهِ كُفْرُكَ حَيَّرَ الْعَلْمَانِي
70 - أَتَقُولُ سُمُّ رَسِولِنَا مِنْ فِعْلِهَا ... وَتَقُولُ تَقْتُلُ سَيِّدَ اْلإِنْسَانِ
71 - بِاللهِ مَنْ سَمَّ الرَّسُولَ سِوَاكُمُ ... سَبَأُ الْيَهُودِ وَشِيعَةُ الْغِرْبَانِ
72 - يَا يَاسِرَ اْلأَضْغَانِ أَقْصِرْ وَانْتَهِي ... عَبْدُ الْمَجُوسِ وَسَيِّدُ الْخِرْفَانِ
73 - أَتَقُولُ أَنَّ الْكِذْبَ أَصْلُ حَدِيثِهَا ... عَنْ سَيِّدِ الثَّقَلِينِ فِي الْكَوْنَانِ؟
74 - أَتُرِيدُ أَنْ تَسْقِي النَّزِيهَ لَجَاجَةً ... مِنْ دَائِكَ الْمَرْكُوزِ فِي اْلأَعْكَانِ؟
75 - مَنْ كَانَ أَكْذَبُ فِي النُّقُولِ سِوَاكُمُ؟ ... فَلْيَشْهَدَ التَّارِيخُ فِي الْمِيدَانِ
76 - شُبُهَاتُ قَوْلِكَ تُرُّهَاتُ خَمِيسِكُمْ ... فَالْهَرْطَقَاتُ تَطِيحُ فِي الْمِيزَانِ
77 - مِنْ كُلِّ تَدْلِيسٍ وَكْذْبٍ وَافْتِرَاء ... فِي كُلِّ قَاعِدَةٍ لَهَا قَرْنَانِ
78 - فَنَرَاكَ فِي كُلِّ النُّقُولِ مُقَرْمِطٌ ... وَمُسَفْسِطٌ فِي الْعَقْلِ بِالسَّيْلاَنِ
ـ[مصطفى سلامه]ــــــــ[28 - 09 - 10, 09:37 م]ـ
بيض الله وجهك وجعلها في صحيفة اعمالك
ـ[أبو وئام]ــــــــ[28 - 09 - 10, 10:01 م]ـ
بارك الله فيكم
وكل يوم يظهر الرافضة كفرهم وقد كانوا يخفونه تحت ستار التقية قاتلهم الله
ملاحظة: ليس هذا القسم صالحا لموضوعك فرجاء انقله إلى قسم العقيدة
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[28 - 09 - 10, 11:13 م]ـ
((نظم القريض في كفر ياسر البغيض))
72 - يَا يَاسِرَ اْلأَضْغَانِ أَقْصِرْ وَانْتَهِي ... عَبْدُ الْمَجُوسِ وَسَيِّدُ الْخِرْفَانِ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما شاء الله لا قوة إلا بالله، أسأل الله أن يفتح عليك فالنظم عذب رائق من كاتب لبق حاذق،وفحواه غزيرة بالمعلومات العزيزة،
أسأل الله أن يبارك فيك ويغفر ذنبك.
ـ[سالم العبدالله]ــــــــ[29 - 09 - 10, 01:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا وغفر لك وجمعك مع ام المؤمنين في جنات النعيم يا أبا سهل ..
نظم رائع في غاية الروعة والسلاسه ..
مادامت تملك هذه المقدرة على النظم .. فلم لا تنظم لنا مختصر التحرير (ابتسامه)؟
ـ[أبو سهل الزياتي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 01:55 ص]ـ
الإخوة الفضلاء: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر لكم عظيم ثنائكم على القصيدة وناظمها خيراً.
أقول: ولكن نسبةً للاستعجال في نشر القصيدة، ولأنني قد أنجزتها اليوم مع الانشغالات الأخرى؛ فقد وجدت فيها بعض الأخطاء في التشكيل؛ ولذلك فأنا الآن قد شرعت في مراجعتها، وسأنزلها على الوضع الأحسن - إن شاء الله تعالى-.
ـ[أبو ياسر الحسني]ــــــــ[29 - 09 - 10, 05:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
أخي الحبيب جزاك الله خيرا و أتمنى أن تصلح بعض الأخطاء النحوية وهناك كسر في بيت أو أكثر ليزداد نظمك جمالا ..
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[29 - 09 - 10, 09:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا وغفر لك وجمعك مع ام المؤمنين في جنات النعيم يا أبا سهل ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/466)
نظم رائع في غاية الروعة والسلاسه ..
مادامت تملك هذه المقدرة على النظم .. فلم لا تنظم لنا مختصر التحرير (ابتسامه)؟
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد نظم مختصر التحرير العلامة محمد محفوظ الشنقيطي وهو الآن في التفريغ على منتدى شذرات شنقيطية.
ـ[أبو سهل الزياتي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 11:40 ص]ـ
((نظم القريض في كفر ياسر البغيض))
الحمدُ للهِ ربَّ العالمين، ناصرِ الموحدينَ، ومهلكِ الكافرينَ، والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسلينَ، هازمِ الملحدين، وكاسرِ شوكةِ المرتدينَ، نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله الطاهرين، وصحابتهِ المنتجبينَ، وعلى أزواجهِ أمهاتِ المؤمنينَ، ومن تبعهم بإحسانٍ واستنَّ بسنتهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيعلم كثيرٌ من الإخوة أنَّ المدعو ياسر الحبيب الرافضي السبئي الخبيث له مواقفٌ صريحةٌ صارخةٌ في إساءتِهِ إلى دينِ الإسلامِ والاستخفافِ به، ولا أدل على ذلك من طعنهِ في الصحابةِ الكرام - رضوان الله عنهم أجمعين- وسبِّهم ولعنِهم والحكمِ عليهم بالردّةِ والكفرِ- عياذاً بالله-، وكذلك تكفيره لبعض زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم- العفيفات الطاهرات، ووصفهن بما لا يليق كأمِّنَا عائشة وحفصة - رضي الله عنهنَّ-.
وفي هذه الأيام العصيبة يحتفل هذا الوغد النذل احتفالاً كبيراً - وهو في بلاد الغرب- بما أسماه - فُضَّ فُوهُ-: "هلاك عائشة، ودخولها النار"، ويكتب في إعلانٍ مضيء بالأنوار في الحفل: "عائشة في النار". وهو يصرح في هذا الحفل ويقول: بأنها الآن في النار، بل في قعر النار، وأنها معلقةٌ من رجليها. ويصفها بالمجون والفسق والتسكع في الطرقات. ويقول بأنها هي التي قتلت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وسمته بالسم الزعاف. ويقول أنها كافرة، وملحدة، وظالمة- استغفر الله العظيم من هذا الكفر-.
ولما كان هذا الرافضي يصرح بهذه الأمور، فهو كافرٌ مرتدٌّ عن دين الإسلام، ولا يشك في ذلك عاميٌّ مسلمٌ عاقلٌ فضلاً عن عالمٍ أو طالبِ علم. ولأن هذا الأمر من أخطر الأمور المناقضة لشريعة الإسلام، ويتضمن ألواناً من الكفر البواح والردة الصريحة عن الإسلام من جانبٍ، وكذلك تهز مشاعر المسلمين، وتجرح أفئدتهم وتكلم قلوبهم من جانبٍ آخر جاشت قريحتي المكلومة، وتدفقت عاطفتي المخطومة فأنشدت هذه القصيدة المتواضعة رداً على هذا الرافضي، وسميتها: "نظم القريض في كفر ياسر البغيض"، فقلت فيها:
1 - الْحَمْدُ للهِ الْمَلِيكِ الْقَادِرِ ... رَبٍّ عَظِيمٍ مَالِكٍ دَيَّانِ
2 - ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ... مَا نَاحَ قُمْرِيٌّ عَلَى اْلأَغْصَانِ
3 - وَالصَّحْبِ وَاْلآلِ الْكِرَامِ خِصَالِهِمْ ... وَكَذَاكَ زَوْجَاتٍ رُزِقْنَ جِنَانِ
4 - وَعَلَى جَمِيعِ السَّالِكِينَ سَبِيلَهُمْ ... حَتَّى تَشِيبَ مَفَارِقُ الْوِلْدَانِ
5 - إِنَّ الرَّوَافِضَ أَوْغَلُوا فِي غَيِّهِمْ ... وَتَتَايَعُوا فِي الظُّلْمِ وَالشَّنَآنِ
6 - تَرَكُوا التَّقِيَّةَ أَظْهَرُوا كُفْرَانَهُمْ ... فَاللهُ يُجْلِي مَا حَوَى "الْقُمْرَانِ"
7 - إِبْلِيسُكُمْ خِنْزِيرُكُمْ هُوَ "يَاسِرٌ" ... فِي يَوْمِ خِزْيٍ بَاءَ بِالْخُسْرَانِ
8 - ابْنُ الْبَغِيضِ يَقِيءُ فِي أَقْتَابِهِ ... بِالطَّعْنِ فِي زَوْجِ النَّبِي الْعَدْنَانِي
9 - أَعْنِي بِهَا الْحَمْرَاءَ فِي تَصْغِيرِهَا ... بَحْرُ الْعُلُومِ وَسَيْدَةُ النِّسْوَانِ
10 - هَذَا الْخَبِيثُ وَقَدْ تَجَاسَرَ مُعْلِناً ... لِلْكُفْرِ بَعْدَ بَرَاءَةِ الْقُرْآنِ
11 - فِي سَبِّ عَائِشَةَ اْلأَبِيَّةِ أُمُّنَا ... وَالطَّعْنِ فِيهَا بِتُهْمَةِ الْبُهْتَانِ
12 - أَتَسُبُّ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مُكَذِّباً ... لِلَّهِ ثُمَّ رَسُولِهِ الرَّبَّانِي؟
13 - وَتُنَاقِضُ اْلإِجْمَاعَ أَمْراً وَاضِحاً؟ ... فَالْكُفْرُ فِيكَ وَمِنْكَ يَا شَيْطَانِ
14 - فَالْقَدْحُ فِيهَا مُلاَزِمٌ لِلطَّعْنِ فِي ... شَخْصِ النَّبِيِّ وَعِرْضِهِ الْمُنْصَانِ
15 - لَوْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِالْكِتَابِ مُصَدِّقاً ... خُذْ آيَةَ التَّطْهِيرِ دُونَ تَوَانِ
16 - فَالرَّجْسُ أَمْرٌ ذَاهِبٌ عَنْ أَهْلِهِ ... جَاءَ التَّطَهُّرُ دُونَمَا نُكْرَانِ
17 - أَزْوَاجُ هَذَا الُمُجْتَبَى مِنْ آلِهِ ... صَلَّى اْلإِلَهُ عَلَيْهِ فِي اْلأَكْوَانِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/467)
18 - فِي آيَةِ اْلأَحْزَابِ جَاءَ سِيَاقُهَا ... يُعْطِي اللَّبَيبَ قَرِينَةَ الْبُرْهَانِ
19 - سَبَبُ النُّزُولِ الْقَطْعِي فِي تَحْقِيقِهِ ... جَاءَ الْمُبَاهِلُ مُهْلِكٌ لِلْجَانِي
20 - إِنْ لَمْ يَكُنْ أَزْوَاجُهُ مِنْ أَهْلِهِ ... قُلْ لِي بِرَبِّكَ هَلْ يَصِحُّ لِسَانِ؟
21 - هَذَا اعْتِرَافُ"الْخَوْئِي" شَيْخُ جُدُودِكُمْ ... بِشُمُولِ لَفْظِ اْلأَهْلِ لِلنِّسْوَانِ
22 - فَـ"صِرَاطُ مَنْجَاةٍ" فَمِنْ تَصْنِيفِهِ ... ارْجِعْ إِلَيْهِ مُسَارِعاً فِي اْلآنِ
23 - أَفَبَعْدَ هَذَا تَخُوضُ فِي تَكْفِيرِهَا ... مِنْ وَصْمِ إِلْحَادٍ وَظُلْمٍ بَانِي؟
24 - وَتَقُولُ أَنَّ النَّارَ مُفْتَرَشٌ لَهَا ... وَاْلآنُ عِنْدَكَ فِي لَظَى النَّيرَانِ؟
25 - بَلْ قُلْتَ فِي قَاعِ الْجَحِيمِ قَرَارُهَا ... مَرْبُوطَةً مِنْ سَاقِهَا الْهَلْكَانِ
26 - وَيَكُونُ أَهْلُ النَّارِ أَتْبَاعاً لَهَا ... لِتَذُوقَ حَرَّ لَهِيبِهَا الْوَلَهَانِ؟
27 - وَتَقُولُ أُقْسِمُ بِاْلإِلَهِ حَقِيقَةً ... وَالرَّبُّ يَسْأَلُنِي عَنِ الْبُهْتَانِ؟
28 - اللهُ أَكْبَرُ قَدْ أَثِرْتَ سِنَانَنَا ... جَاءَ الْحُسَامُ مُهَنَّدٌ فَنَّانِ
29 - وَاللهِ مَا نَطَقَ النَّصَارَى بِذَلِكُمْ ... حَتَّى الْيَهُودُ وَعَابِدِو اْلأَوْثَانِ
30 - إِبْلِيسُ لَمْ يَجْرُؤْ عَلَى هَذَا الْهُرَاء ... لَوْ كَانَ يَسْمَعُ لاَذَ بِالْحِيتَانِ
31 - فَلَقَدْ كَفَرْتَ بِلاَ خِلاَفَ يَشُوبُنَا ... وَخَرَجْتَ مِنْ دِينٍ وَمِنْ إِيمَانِ
32 - وَاْلإِسْمُ كَانَ مُنَوِّراً فِي أَصْلِهِ ... فَاسْوَدَّ مِنْ رِجْسٍ وَمِنْ أَدْرَانِ
33 - فَالْيَاءُ رَمْزٌ لِلْصَّهَايِنَةِ الْعِدَاء ... أَلِفُ افْتِرَاءِ الْكِذْبِ كَاْلإِيمَانِ
34 - وَالسِّينُ سَبُّ الصَّحْبِ فِي رَأْدِ الضُّحَى ... بِالرَّاءِ رَفْضٌ مَذْهَبُ الدِّهْقَانِ
35 - يَا شِيعَةَ الرَّفْضِ الطُّغَاةَ تَبَاعَدُوا ... عَنْ كُلِّ كُفْرٍ يَسْحَقُ اْلإِيمَانِ
36 - كَذَّبْتُمُ الْقُرْآنَ كُفْراً وَادَّعَيْـ ... ـتُمْ فِيهِ تَحْرِيفٌ كَذَا نُقْصَانِ
37 - وَالسُّنُّةُ الْغَرَّاءِ لاَ مَعْنَى لَهَا ... هَذَا الْبُخَارِي وَصِنْوَهُ هَذَيَانِ
38 - إِجْمَاعُ أَهْلِ الْعِلْمِ مَحْضِ خُرَافَةٍ ... هَذِي اْلأُصُولُ فَكَيْفَ بِاْلأَغْصَانِ؟
39 - وَغُلُوِّكُمْ فِي أَئِمَّةٍ قَدْ سَاءَنَا ... أَدْهَشْتُمُ الْبَطْرِيكَ وَالرُّهْبَانِ
40 - وَالطَّعْنُ فِي رَبِّ الْعِبَادِ بِقَوْلِكُمْ ... إِنْ البَدَاءَ عَقِيدَةُ اْلإِيمَانِ
41 - كَفَّرْتُمُ الصَّحْبَ الْكِرَامَ صَرَاحَةً ... فِي رِدَّةِ الشَّيْخَيْنِ قُلْ عُثْمَانِ
42 - لَمْ يَنْجُ مِنْ تِلْكَ الضَّغِينَةِ وَاحِدٌ ... إِلاَّ ثَلاَثَةُ أَوْ يَكُونُوا ثَمَانِ
43 - يَا يَاسِرُ الْمَقْبُوحُ يَعْسُوبُ الرَّدَى ... قَدْ سُدَّ فَاهُكَ شُلَّتِ الرِّجْلاَنِ
44 - أَتَقُولُ أَنَّ الْفِسْقَ شِيمَةُ عَائِشَةْ ... وَكَذَا الْمُجُونَ رَزِيَّةُ الْجُعْلاَنِ؟
45 - قَدْ شَاهَ ذَاكَ الْوَجْهُ فِي ظُلُمَاتِهِ ... أَقْصِرْ فَدُونَكَ سَخْطَةُ الرَّحْمَنِ
46 - فَاللهُ بَرَّأَهَا وَعَظَّمَّ شَأْنَهَا ... فِي عَشْرِ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ
47 - فِي سُورَةِ النُّورِ الْكَرِيمَةِ مُعْلِناً ... عَنْ طُهْرِهَا وَعَفَافِهَا الْمُزْدَانِ
48 - سَنُقِيمُ حُجَّتَنَا عَلَيْكَ تَنَزُّلاً ... مِنْ كُتْبِ قَوْمِكَ شِيعَةُ الْبَحْرَانِي
49 - فَالطَّبْرَسِيُّ يَسُوقُ فِي تَفْسِيرِهِ ... سَبَبَ النُّزُولِ بَرَاءَةَ الرَّحْمَنِ
50 - وَيَقُولُ أَنَّ نُزُولَهَا فِي عَائِشَةْ ... فِي دَحْضِ بُهْتَانِ النِّفَاقِ الشَّانِي
51 - أَمَّا "بِحَارُ الْمَجْلِسِيِّ" فَطَافِحَةْ ... فِي ذِكْرِ هَذَا اْلأَمْرِ قَوْلٌ ثَانِي
52 - قَدْ صَانَهَا الْمَوْلَى الْكَرِيمُ وَخَصَّهَا ... بِخَصَائِصٍ مَشْدُودَةِ اْلأَرْكَانِ
53 - فَشَهَادَةُ التَّنْزِيلِ جَاءَ خِطَابُهَا ... فِي اْلآيِيِ نَقْرَؤُهَا بِكُلِّ زَمَانِ
54 - هِيَ حَبَّةُ الْعِقْدِ الْفَرِيدِ ِلأَنَّهَا ... بِكْرٌ تُفَاخِرُ فِيهِ فِي الْقَمَرَانِ
55 - وَأَحَبُّ زَوْجٍ لِلنَّبِيِّ بِلاَ مِرَاء ... مَنْ ذَا يُوَازِي الْجَوْهَرَ الرَّنَانِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/468)
56 - زَوْجُ النَّبِيِّ تُحَبُّهُ وَيُحِبُّهَا ... قَدْ غَابَ عَنْهَا يُفِيضُ بِالرِّضْوَانِ
57 - مَاتَ النَّبِيُّ وَرَأْسُهُ فِي سَحْرِهَا ... فِي يَوْمِهَا الْمَعْقُودِ بِالرُّجْحَانِ
58 - قَدْ كَانَ دَفْنُ رَسُولِنَا فِي بَيْتِهَا ... فَكَفَاهَا فَضْلاً بُقْعَةُ اْلأَكْفَانِ
59 - رِيقُ النَّبِيِّ وَرِيقُهَا امْتَزَجَا مَعاً ... فَالْمُسْتَحِيلُ تَبَاعُدِ الْمَاءَانِ
60 - حَازَتْ عُلُوماً قَدْ تَقَاصَرَ دُونَهَا ... جُلُّ الرِّجَالِ وَخَاضَتِ الْبَحْرَانِ
61 - أَمَّا الْفَصَاحَةُ فَهْيَ تَمْلِكُ سِرَّهَا ... قَدْ فَاقَتِ الْعُرْبَ الْقُدَامَى مَعَانِي
62 - وَرِوَايَةُ اْلآثَارِ أَصْلُ كَلاَمِهَا ... لاَ لَنْ تُدَانِيهَا النِّسَاء لاَءَانِ
63 - هِيَ خَيْرُ هَذَا الْجَمْعُ مِنْ زَوْجَاتِهِ ... مَنْ مَاتَ عَنْهُنَّ الرَّسُولُ الْحَانِي
64 - مَنْ كَانَ يَحْتَرِفُ الرِّيَاضَةَ عِنْدَهُ؟ ... بِنْتُ السِّبَاقِ وَفْلْذَةُ الْفِرْسَانِ
65 - فَاللهُ رَبُّ الْخَلْقِ قَدْ أَخْتَارَهَا ... جَاءَ الْمَلاَكُ بِصُورَةِ اْلأَلْوَانِ
66 - حُبِّي لَهَا فَرْضٌ صَرِيحٌ وَاجِبٌ ... قَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي الصَّحِيحِ الثَّانِي
67 - فِي لَمْزِهَا الْكُفْرُ الصُّرَاحُ وَرِدَّةٌ ... لِوُضُوحِ ذَاكَ اْلأَمْرُ فِي التِّبْيَانِ
68 - هَذَا الْخَوَارِزْمِيُّ فِي "كَافِيِّهِ" ... يُفْتِي بِذَاكَ لِمَذْهَبِ اْلإِخْوَانِ
69 - يَا يَاسِرَ اْلإِلْحَادِ فِي أَيَّامِنَا ... تَاللهِ كُفْرُكَ حَيَّرَ الْعَلْمَانِي
70 - أَتَقُولُ سُمُّ رَسِولِنَا مِنْ فِعْلِهَا ... وَتَقُولُ تَقْتُلُ سَيِّدَ اْلإِنْسَانِ
71 - بِاللهِ مَنْ سَمَّ الرَّسُولَ سِوَاكُمُ ... سَبَأُ الْيَهُودِ وَشِيعَةُ الْغِرْبَانِ
72 - يَا يَاسِرَ اْلأَضْغَانِ أَقْصِرْ وَانْتَهِي ... عَبْدَ الْمَجُوسِ وَسَيِّدَ الْخِرْفَانِ
73 - أَتَقُولُ أَنَّ الْكِذْبَ أَصْلُ حَدِيثِهَا ... عَنْ سَيِّدِ الثَّقَلِينِ فِي الْكَوْنَانِ؟
74 - أَتُرِيدُ أَنْ تَسْقِي النَّزِيهَ لَجَاجَةً ... مِنْ دَائِكَ الْمَرْكُوزِ فِي اْلأَعْكَانِ؟
75 - مَنْ كَانَ أَكْذَبُ فِي النُّقُولِ سِوَاكُمُ؟ ... فَلْيَشْهَدُ التَّارِيخُ فِي الْمِيدَانِ
76 - شُبُهَاتُ قَوْلِكَ تُرُّهَاتُ خَمِيسِكُمْ ... فَالْهَرْطَقَاتُ تَطِيحُ فِي الْمِيزَانِ
77 - مِنْ كُلِّ تَدْلِيسٍ وَكْذْبٍ وَافْتِرَاء ... فِي كُلِّ قَاعِدَةٍ لَهَا قَرْنَانِ
78 - فَنَرَاكَ فِي كُلِّ النُّقُولِ مُقَرْمِطٌ ... وَمُسَفْسِطٌ فِي الْعَقْلِ بِالسَّيْلاَنِ
نظمها: أبو سهل طه بن الطيب بن المحجوب الزياتي
وكان الفراغ من مراجعتها في صبيحة يوم الأربعاء 20شوال 1431هـ ـ الموافق 29 ديسمبر 2010م
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 04:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[29 - 09 - 10, 05:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا ولا فض فوك
ـ[بنت المدينة]ــــــــ[29 - 09 - 10, 07:05 م]ـ
بارك الله فيك
ونصر أهل السنة
وخذل كل من أراد الاسلام وأهله بشر
ـ[بنت المدينة]ــــــــ[29 - 09 - 10, 07:09 م]ـ
أتسأل ما هذا الدين الذي كله سب ولعن؟؟؟
وعلى من أفضل هذا الأمه
فالحمد الذي عافانا مما ابتلا به غيرنا ونسأل العافية لنا ولكم
ـ[أم الفضل السلفية]ــــــــ[30 - 09 - 10, 04:02 م]ـ
بوركت ....
ـ[أيمن صارم]ــــــــ[03 - 10 - 10, 08:39 م]ـ
جزيت خيرا أخي المبارك
عليه من الله ما يستحق في الدنيا و الآخرة
ـ[زياد الطائي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 11:30 م]ـ
سلمت يمينك اخي ولعن الله ياسر الحبيب ومن والاه ومن رضي بفعله ومن سكت عنه راضيا ولارحم فيهم مغرز ابرة ..(65/469)
ما معنى هذا الكلام
ـ[صهيب المصري]ــــــــ[28 - 09 - 10, 11:32 م]ـ
ولقد عجب بعض الأصحاب لما ذكرت لهم أني حين حللت في رومة تبركت بزيارة قبر القديس بطرس توهما منهم بكون قبره في كنيسة رومة فبينت لهم أنه أحد الحواريين أصحاب المسيح عيسى عليه السلام.
__________________________
الكتاب:التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد»
المؤلف: محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى: 1393هـ)
الناشر: الدار التونسية للنشر - تونس
سنة النشر: 1984 هـ
عدد الأجزاء: 30 (والجزء رقم 8 في قسمين)
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو مذيل بالحواشي، وضمن خدمة مقارنة التفاسير]
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[29 - 09 - 10, 12:05 ص]ـ
قال رحمه الله قبل ذلك: فإن كثيرا من الناس يتوهم أن سلف الأمم التي ضلت كانوا مثلهم في الضلال.
فاراد ان يثبت ان بعض الانبياء قوم امنو به وصدقوا برسالته وماتو على ذلك .. من اجل ذلك زار القبر
فأراد ان يثبت لهم ان ذلك من الحوارى وانه مؤمن بما جاء به عيسى عليه السلام وليس هو على مله دين النصارى اليوم فعظموه وبنو على قبره كنيسه
كما قال هو رحمه الله فى الكهف:
وقد كان اتخاذ المساجد على قبور الصالحين من سنة النصارى، ونهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عائشة رضي الله عنها: ولولا ذلك لأبرز قبره، أي لأبرز في المسجد النبوي ولم يجعل وراء جدار الحجرة.
واتخاذ المساجد على القبور، والصلاة فيها منهي عنه، لأن ذلك ذريعة إلى عبادة صاحب القبر أو شبيه بفعل من يعبدون صالحي ملتهم
والله اعلم
اجتهاد منى فان كان خطأ فمنى والشيطان وان كان صوابا فمن الله وحده(65/470)
سؤال لأهل العلم: كيف نزل الإنجيل
ـ[أبو شهد العراقي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 07:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سئلت من إحدى قريباتي سؤالاً وددت طرحه على أهل العلم , وقد يكون هذا السؤال من باب الجهل به لا يضر!!! والسؤال هو:
كيف نزل الإنجيل هل بهيئة ألواح أم صحف أم غيرها؟ أفيدونا بارك الله فيكم وجزيتم خيراً
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[29 - 09 - 10, 10:22 ص]ـ
سؤال طالما دار بخاطري نظرا لمحاورتي للنصارى في البالتوك.
والذي أميل إليه أنه نزل جملة واحدة على سيدنا عيسى عليه السلام , وهل نزل مكتوبا كالتوراة أم لا؟ أيضا اميل إلى أنه لم ينزل مكتوبا لأن المنصوص على نزوله مكتوبا: التوراة , وامتن الله على سيدنا موسى عليه السلام بذلك.
والدليل أنه نزل جملة واحدة هو: أن لفظ نزل في القران الكريم لم يرد إلا للقران الكريم ولفظ أنزل ورد للقرآن وغيره , والفرق بين الإنزال والتنزيل: (أن الإنزال دفعي والتنزيل تدريجي) دليلك لفهم القرآن المجيد ص16
أما عن علاقة الإنجيل الذي نزل على عيسى عليه السلام بالأناجيل الموجودة حاليا فلها بحث آخر.(65/471)
إشكال وقع لي حول التنجيم
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[29 - 09 - 10, 11:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعلوم حرمة التنجيم الذي هو الاستدلال بالنجوم وحركاتها على أحداث أرضية
وأن النجوم خلقت كزينة وعلامات ورجوما للشياطين وهي لا تضر ولا تنفع
لكن وردت بعض الأثار تثبت صدق ما جاءت به المنجمون
جاء في حديث هرقل: إني أجد ملك الختان قد ظهر، فقال له أصحابه: لا يهمنَّك هذا، فإنما تختتن اليهود فاقتلهم، فبينما هم على ذلك، وإذا برسول رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء بكتابه، فأمر به أن يكشف وينظر هل هو مختون؟ فوجد مختونًا، فلما أخبره أنَّ العرب تختتن، قال: هذا ملك هذه الأمة.
فكيف نحل هذا الإشكال جزاكم الله خير؟
ـ[أبو محمد عباد]ــــــــ[29 - 09 - 10, 12:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
التنجيم محرم على أهل الكتاب كما هو محرم على المسلمين - وهرقل من الروم وهم من النصارى أهل الكتاب - إنما كان التنجيم من عمل الفرس والأمم الوثنية الأخرى
النص الذي أوردته لا يشير إلى الاستدلال بالنجوم ولكنه يشير إلى قول هرقل: إني أجد ملك الختان قد ظهر - وأما كيفية ذلك أي كيف وجد ملك الختان فلم تحدد في النص
حسب فهمي للنص لا يمكن أن توجد مجموعات من النجوم تصف ظهور ملك الختان أو مكتوب عليها هذا نجم ملك الختان - ولكن يمكن أن يرى هرقل رؤيا منامية كما رآها ملك مصر وفسرها نبي الله يوسف عليه السلام - ولكن ليس عندي دليل يؤكد ذلك من النص نفسه
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
ـ[أبو محمد عباد]ــــــــ[29 - 09 - 10, 12:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن إحدى آيات الله الواضحات ودلائل نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن دينه جاء بما يخالف كثيراً مما أتى به أهل الكتاب ويبين ويصحح ما اختلفوا فيه - ومع وضوح وتماسك القصص القرآني فقد خالف أهل الكتاب في كثير مما ذهبوا إليه ورد عليهم الكثير من التحريف والتبديل في تفاصيل قصصهم
وكذلك فلم يداهن أو يصانع الأمم الأخرى من المشركين في العلوم التي تحترمها وتعلي شأنها مثل علم النتجيم فقد كانت أمم كالفرس والعرب تعلي شأن التنجيم وتعتمد عليه وكانت ملوك تلك الأمم تحتفي بالمنجمين وتصدقهم بل وتقدس أقوالهم وتجعلها جزءاً من الدين
وجاء الإسلام من الله تعالى ليمسح كل تراث التنجيم وأهله بجرة قلم وليلقي به في قمامة الخرافات وفي العلوم التي لا تنفع صاحبها بل تضره - وجاء ليؤكد أن علم الغيب عند الله وحده يطلع عليه من يشاء بالقدر الذي يشاء سبحانه
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[29 - 09 - 10, 01:43 م]ـ
أخونا الحبيب جزاك الله خيرا
سمعت كثير من المشايخ يقولون أن ملك الختان يعني نجم الختان
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[29 - 09 - 10, 01:50 م]ـ
فتح الباري - ابن حجر - (1/ 41)
وقوله ينظر في النجوم إن جعلتها خبرا ثانيا صح لأنه كان ينظر في الامرين وإن جعلتها تفسيرا للأول فالكهانة تارة تستند إلى إلقاء الشياطين وتارة تستفاد من أحكام النجوم وكان كل من الامرين في الجاهلية شائعا ذائعا إلى أن أظهر الله الإسلام فانكسرت شوكتهم وأنكر الشرع الاعتماد عليهم وكان ما اطلع عليه هرقل من ذلك بمقتضى حساب المنجمين أنهم زعموا أن المولد النبوي كان بقران العلويين ببرج العقرب وهما يقترنان في كل عشرين سنة مرة إلى أن تستوفى المثلثة بروجها في ستين سنة فكان ابتداء العشرين الأولى المولد النبوي في القران المذكور وعند تمام العشرين الثانية مجيء جبريل بالوحي وعند تمام الثالثة فتح خيبر وعمرة القضية التي جرت فتح مكة وظهور الإسلام وفي تلك الأيام رأى هرقل ما رأى ومن جملة ما ذكروه أيضا أن برج العقرب مائي وهو دليل ملك القوم الذين يختتنون فكان ذلك دليلا على انتقال الملك إلى العرب وأما اليهود فليسوا مرادا هنا لأن هذا لمن ينقل إليه الملك لا لمن انقضى ملكه فإن قيل كيف ساغ للبخاري إيراد هذا الخبر المشعر بتقوية أمر المنجمين والاعتماد على ما تدل عليه احكامهم فالجواب أنه لم يقصد ذلك بل قصد أن يبين أن الإشارات بالنبي صلى الله عليه و سلم جاءت من كل طريق وعلى لسان كل فريق من كاهن أو منجم محق أو مبطل أنسى أو جنى وهذا من أبدع ما يشير إليه عالم أو يجنح إليه محتج
ـ[أبو محمد عباد]ــــــــ[29 - 09 - 10, 02:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يكن لي علم أو اطلاع على شرح ابن حجر رحمه الله
وإنما قرأت النص كما ورد في الحديث وتذكرت قول الله سبحانه وتعالى: (قال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات)
وقارنت بين النصين: إني أرى سبع بقرات سمان - إني أجد ملك الختان قد ظهر
وليس من الممكن بواسطة النجوم أن يرى أحد الختان أو ملك الختان لأن هذا التفصيل يتعلق بجسم الإنسان بل وموضع محدد منه - ولكن يمكن ذلك عن طريق الرؤيا
ومع ذلك فكل ما ذكرته من سبيلي في الاستدلال أعود عنه في مقابل قول أهل العلم رحمهم الله - فأنا من عامة الناس ولست متخصصاً في الحديث وتفسيره - وربما كانت هناك أحاديث أخرى في الصحاح الستة عند أهل العلم تعضد هذا الحديث وتبين المقصود بقول هرقل (إني أجد) إن كان من المؤكد أن قوله عن طريق التنجيم - وليس لدي اطلاع على هذه الأحاديث
والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/472)
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[29 - 09 - 10, 08:36 م]ـ
فتح الباري - ابن حجر - (1/ 41)
وقوله ينظر في النجوم إن جعلتها خبرا ثانيا صح لأنه كان ينظر في الامرين وإن جعلتها تفسيرا للأول فالكهانة تارة تستند إلى إلقاء الشياطين وتارة تستفاد من أحكام النجوم وكان كل من الامرين في الجاهلية شائعا ذائعا إلى أن أظهر الله الإسلام فانكسرت شوكتهم وأنكر الشرع الاعتماد عليهم وكان ما اطلع عليه هرقل من ذلك بمقتضى حساب المنجمين أنهم زعموا أن المولد النبوي كان بقران العلويين ببرج العقرب وهما يقترنان في كل عشرين سنة مرة إلى أن تستوفى المثلثة بروجها في ستين سنة فكان ابتداء العشرين الأولى المولد النبوي في القران المذكور وعند تمام العشرين الثانية مجيء جبريل بالوحي وعند تمام الثالثة فتح خيبر وعمرة القضية التي جرت فتح مكة وظهور الإسلام وفي تلك الأيام رأى هرقل ما رأى ومن جملة ما ذكروه أيضا أن برج العقرب مائي وهو دليل ملك القوم الذين يختتنون فكان ذلك دليلا على انتقال الملك إلى العرب وأما اليهود فليسوا مرادا هنا لأن هذا لمن ينقل إليه الملك لا لمن انقضى ملكه فإن قيل كيف ساغ للبخاري إيراد هذا الخبر المشعر بتقوية أمر المنجمين والاعتماد على ما تدل عليه احكامهم فالجواب أنه لم يقصد ذلك بل قصد أن يبين أن الإشارات بالنبي صلى الله عليه و سلم جاءت من كل طريق وعلى لسان كل فريق من كاهن أو منجم محق أو مبطل أنسى أو جنى وهذا من أبدع ما يشير إليه عالم أو يجنح إليه محتج
الكهانة التي هي الاستعانة بالشياطين سراق السمع انتهت ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد
لكن مسألة التنجيم والنظر في النجوم
الإشكال عندي إذا كانت لا تفيد ولا تصدق فلم وكيف ظهر ملك الختان كما قال هرقل؟
وإن كانت تفيد وتصدق كيف نوفق بين النهي عن التصديق في النجوم وبين هذا الأمر؟
وجزاك الله خيرا وأخونا أبو محمد
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[30 - 09 - 10, 01:07 م]ـ
انتظار ملك الختان ليس من باب التنجيم أصلاً
بل هو جزء من العقيدة اليهودية
وقد بدأ ضلال النصارى بإنكارهم للختان، فصارت الشريعة الموسوية منسوخة عندهم البتة، ولا يجتمع إنكار الختان مع انتظار نبي أو فارقليط
وبقيت طوائف من النصارى حيرى في هذا الأمر، ومنهم هرقل فيما يبدو
وقد أشار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابه إليه (عليك إثم الإريسيين)
وأما رؤية هرقل لقرب زمانه فقد تكون رؤيا منام أو فراسة أو تنجيماً
وكلام ابن حجر رحمه الله غير منسوب إلى مصدره، والغالب أنه منقول من كتب أهل التنجيم من المسلمين الذين يزعمون بعد وقوع الحوادث أنهم قد عرفوها قبل وقوعها
أي: لم يثبت أنهم أخبروا هرقل بذلك
ـ[أبو سفر الشنقيطي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 03:15 م]ـ
أرجو من الاخوة عدم الرد ع الاسئلة اذا لم يكن لديهم علم فيها، فهذا علم فاتقوا الله فيه ولا تتسابقوا ثم تتعذروا بما ليس هو بعذر
اما بالنسبة للجواب عن الاشكال فكالاتي:
النصوص الواردة في التنجيم نوعان:
نصوص محرمة له
نصوص مكذبة له
واشكالك اخي لا يرد على النوع الاول لانه لا يلزم من النهي عن الشيء عدم تاثيره
اما النوع الثاني-ويمثل له بحديث (كذب المنجمون ولو صدقوا) -ففي الادلة ما يثبت صدق بعض التنجيم، وان كان اكثره لا يصدق، ومما يدل على ذلك قوله (ولو صدقوا)
فكونه يصدق في قضية لا يعني انه جائز
ـ[أبو محمد عباد]ــــــــ[04 - 11 - 10, 09:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم إذن - وأشكر نصحك الذي وقع مني في محله - جزاك الله خيراً
والسلام عليكم(65/473)
حكم السجود أمام الصنم ـ للشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[29 - 09 - 10, 12:38 م]ـ
السؤال:
ما قول أهل العلم في قول من يقرر أن السجود قدام الصنم لا يكون كفرا وشركا، ولو أقر بلسانه أنه يسجد للصنم، أو أظهر بهذا السجود موافقة المشركين على دينهم مادام أنه في الباطن لم يقصد السجود، ويقرر أن المشرك الوثني لو عرف صحة دين الإسلام وأقر به لكنها مداهنة لقومه وخوفا من الملامة والعيب يسجد معهم ــ طوعا ــ لأوثانهم، ويذبح لها ويطوف بها ويظهر تعظيمها، ولا يصرح بالبراءة منها، فمثل هذا لا يحكم بكفره مع كونه لآثما.
وربما احتج هذا المقرِّر بكلام متشابه منسوب لشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله
فما تقولون في ذلكم؟ حفظكم الله.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، أما بعد:
فإن من المعلوم أن الكفر والإيمان يتعلقان بالظاهر والباطن، والناس بهذا الاعتبار أربعة أقسام:
القسم الأوّل: مؤمن ظاهراً وباطناً.
القسم الثاني: كافر ظاهراً وباطناً.
القسم الثالث: مؤمن ظاهراً لا باطناً، وهو المنافق، وهذه الأقسام هي التي ذكرها الله في أول سورة البقرة، وفي مواضع أخرى من القرآن.
وأما القسم الرابع فهو مَن أظهر الكفر قولاً أو فعلاً مكرهاً وقلبه مطمئن بالإيمان، كالرجل من آل فرعون الذي يكتم إيمانه خوفاً من فرعون وملئه، ومثل الذي نزلت فيهم هذه الآية: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْد إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلِيهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (النحل)، فدل هذا الاستثناء على أن من أظهر الكفر بقول، أو فعل وهو غير مكره، بل هازلاً أو مداهناً أو طامعاً فهو ممن شرح بالكفر صدراً، لأن ما أظهره من الكفر هو فيه مختار، والاختيار إنما يكون مع شرح الصدر، فيكون ممن كفر ظاهراً وباطنًا، ولهذا قال تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْد إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً} الآية قال شيخ الإسلام: ((وهذه الآية مما يدل على فساد قول جهم ومن اتبعه، فإن الله جعل كل من تكلم بالكفر من أهل وعيد الكفار، إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان، فإن قيل فقد قال تعالى: (ولكن من شرح بالكفر صدرًا) قيل: وهذا موافق لأولها فإنه من كفر من غير إكراه فقد شرح بالكفر صدرا، وإلا ناقص أولَ الآية آخرهُا)) (مجموع الفتاوى) (7/ 220).
إذا ثبت هذا فمَن أظهر الموافقة للمشركين بأن دعوه للسجود لصنمهم أو الذبح له فأجابهم طائعاً مختاراً لأي غرض من الأغراض، وزعم أنه إنما سجد لله وذبح لله فهو ممن كفر بالله وشرح بالكفر صدراً، وأبلغ من هذا أن من أقرَّ للمشركين بأنه يسجد لصنمهم ويذبح له ثم يدعي أنه يكذب عليهم، وهذا مثل من يقول لليهود أو النصارى أو المشركين: إن الدين الذي أنتم عليه حق، ويزعم أنه يفعل ذلك لتبقى منزلته عندهم فيبقى معظمًا محترمًا، أو لينال حظاً من الحظوظ الدنيوية على أيديهم، فكل هؤلاء داخلون في عموم قوله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْد إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلِيهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} فلم يستثن من الوصف بالكفر والوعيد إلا المكره.
ولو كان مَن أظهر الكفر مختارا ًلا يعد كافراً ظاهراً وباطناً لما حكم الله بالكفر على المستهزئين في قوله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهِزئُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} (التوبة)، قال شيخ الإسلام تعليقًا على هذه الآيات: (فقد أخبر أنهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم إنا تكلمنا بالكفر من غير اعتقاد له، بل كنا نخوض ونلعب، وبين أن الاستهزاء بآيات الله كفر ولا يكون هذا إلا ممن شرح صدره بهذا الكلام، ولو كان الإيمان في قلبه منعه أن يتكلم بهذا الكلام)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/474)
الموضع السابق.
وكذلك يلزم ـ على القول بأن من أظهر الكفر مختارًا لا يكون كافرًا في الباطن ـ أن من صدَّق الرسول باطناً بل وظاهراً ولكن قال: لا أتبعه بل أعاديه وأحاربه، لأني لا أستطيع أن أخالف أهل ملتي، لا يعد كافراً في الباطن وهذا قول غلاة المرجئة الجهمية، وهو أفسد أقوال المرجئه، وفساده معلوم من دين الإسلام بالضرورة، ولو كان الأمر كما يزعمون لما كفر الجاحدون الذين قال الله فيهم {فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ} (الأنعام)، قال شيخ الإسلام: (والمحبة تستلزم الإرادة، والإرادة التامة مع القدرة تستلزم الفعل، فيمتنع أن يكون الإنسان محباً لله ورسوله مريداً لما يحبه الله ورسوله إرادة جازمة مع قدرته على ذلك وهو لا يفعله، فإذا لم يتكلم الإنسان بالإيمان مع قدرته دل على أنه ليس في قلبه الإيمان الواجب الذي فرضه الله عليه، ومن هنا يظهر خطأ قول جهم بن صفوان ومن اتبعه حيث ظنوا أن الإيمان مجرد تصديق القلب وعلمه، لم يجعلوا أعمال القلب من الإيمان وظنوا أنه قد يكون الإنسان مؤمناً كامل الإيمان بقلبه وهو مع هذا يسب الله ورسوله، ويعادي الله ورسوله، ويعادي أولياء الله، ويوالي أعداء الله، ويقتل الأنبياء، ويهدم المساجد، ويهين المصاحف، ويكرم الكفار غاية الكرامة، ويهين المؤمنين غاية الإهانة، قالوا: هذا كلها معاص لا تنافي الإيمان الذي في قلبه، بل يفعل هذا وهو في الباطن عند الله مؤمن)) مجموع الفتاوى (7/ 188).
وأما ما يتعلق به من يزعم أن السجود أمام الصنم موافقةً للمشركين لا يكون شركاً من قول شيخ الإسلام رحمه الله: (وما كان كفراً من الأعمال الظاهرة؛ كالسجود للأوثان، وسب الرسول، ونحو ذلك، فإنما ذلك لكونه مستلزماً لكفر الباطن، وإلا فلو قدر أنه سجد قدام وثن ولم يقصد بقلبه السجود له، بل قصد السجود لله بقلبه، لم يكن ذلك كفراً، وقد يباح ذلك إذا كان بين مشركين يخافهم على نفسه فيوافقهم في الفعل الظاهر، ويقصد بقلبه السجود لله، كما ذُكر أن بعض علماء المسلمين وعلماء أهل الكتاب فعل نحو ذلك مع قوم من المشركين حتى دعاهم إلى الإسلام فاسلموا على يديه، ولم يظهر منافرتهم في أول الأمر) لا يمكن حمله على من يسجد مجاملة أو طمعاً، بل مراد الشيخ من تعمد السجود لله قدام وثن موهماً للمشركين أنه يسجد لصنمهم خوفاً منهم لقوله: (وقد يباح ذلك إذا كان بين مشركين يخافهم على نفسه).
وأما قوله: (كما ذكر أن بعض علماء المسلمين وعلماء أهل الكتاب فعل نحو ذلك مع قوم من المشركين حتى دعاهم إلى الإسلام فأسلموا على يديه، ولم يظهر منافرتهم في أول الأمر).
ففيه إشكال من وجهين:
الأوَّل: قوله: (علماء أهل الكتاب) حيث قرنهم بعلماء المسلمين، ومعلوم أن علماء أهل الكتاب لن يدعوا المشركين إلى الإسلام، وقد قال في آخر كلامه: (حتى دعاهم إلى الإسلام فأسلموا).
والجواب:
أن يقال أراد بعلماء أهل الكتاب من كان يكتم إيمانه بين قومه المشركين كالنصارى فهم مسلمون في الباطن وإن كانوا في الظاهر معدودين في أهل الكتاب، كما يذكر شيخ الإسلام هذا الصنف في تفسير بعض الآيات كقوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلِه لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إَنَّ اللهَ سَرِيعُ الحِسَابِ}.
أو يقال: أراد بهم علماء أهل الكتاب قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، وأراد بالإسلام الإسلام العام الذي هو دين الرسل كلهم.
وقد كان منهم من يكتم إيمانه خوفاً ويتلطف في الدعوة إلى الإسلام، كما أخبر الله عن مؤمن آل فرعون، فقد كان يكتم إيمانه بموسى عليه السلام، ومع ذلك دعا قومه على التوحيد والإيمان باليوم الآخر.
وعلى هذا فالحامل لهم على السجود قدام الصنم هو الخوف من قومهم.
الوجه الثاني: من الإشكال قوله: (ولم يظهر منافرتهم في أول الأمر).
يشعر بأنهم فعلوا السجود قدام الصنم تألفاً لهم من أجل دعوتهم لا خوفاً منهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/475)
والجواب: أنّ هذه العبارة إذا بنيت على ما قبلها اقتضى ذلك أن الذي لم يظهر المنافرة كان الحامل له على عدم المنافرة هو الخوف منهم، وآثر الرخصة بترك الصدع والمجاهرة التي تنفرهم ليتمكن من دعوتهم كما صنع مؤمن آل فرعون.
وعلى هذا؛ فالشيخ رحمه الله لا يدل كلامه على جواز السجود قدام الصنم اختياراً من أجل دعوة المشركين على الإسلام، وإنما يعذر من فعل ذلك خوفًا.
وبعد:
فمن سجد قدام الصنم خوفاً كان معذوراً بالإكراه، ومن كان جاهلاً وسجد قدام الصنم متأوِّلاً تأليف المشركين من أجل دعوتهم كان معذوراً للتأويل؛ فإن تعمد السجود قدام الصنم حرام، بل هو كفر إذا كان إظهاراً لموافقة المشركين على شركهم، ولا يعذر في ذلك إلا من كان خائفاً أو متأولاً، تأليفهم كما تقدم.
وكلام الشيخ صريح بأن كفر الباطن أصل الكفر الظاهر، فما كان كفراً من الأقوال والأعمال الظاهرة؛ كسب الرسول صلى الله عليه وسلم والسجود للوثن فإنه مستلزم لكفر الباطن، ومعنى ذلك أن سب الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصدر إلا عمَّن هو كافر في الباطن كفرَ التكذيب أو كفر الإباء، وكذلك السجود للوثن لا يكون إلا مع كفر الباطن، ولكن كون السجود للوثن إنما يتعين بإقرار الساجد ولو كان كاذباً، وكذلك إذا أظهر الموافقة للمشركين، كما إذا دعوه للسجود لصنمهم فأجابهم، أو قاموا للسجود فقام وسجد معهم، فكل هذه من أنواع الكفر الظاهر ومن صدرت منه فهو كافر ظاهراً وباطناً إلا أن يكون مكرهاً لقوله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْد إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً} الآية، ومعنى الآية –والله أعلم- أن من أظهر الكفر فهو كافر إلا أن يكون مكرهاً وقلبه مطمئن بالإيمان، وأمّا السجود قدام الصنم الذي لم تدل القرائن القولية أو الحالية على أنه سجود للصنم، فمن أظهر أنه يسجد للصنم، أو دلت القرائن على ذلك فإنه كافر، وإن قصد السجود لله، إلا أن يكون مكرهاً كما تقدم.
وأمّا السجود لله قدام الصنم من غير أن يقوم دليل يقتضي أنه سجود للصنم فهو حرام، لأنه تشبه بالمشركين، فإن وقع ذلك خوفاً منهم فيُغتفر للعذر، فيعذر للتأويل وإن كان لا يجوز أن يتخذ وسيلة للدعوة إلى الله، فإن ما كان في نفسه حراماً لا يجوز أن يدخل في وسائل الدعوة، ففيما أباح الله وشرع غنية وكفاية عمّا حرم، كما جاء في الحديث: (إنّ الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها).
وقال سبحانه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبَّكَ بِالْحِكْمَةِ} وليس من الحكمة دعوة المشركين بإظهار الموافقة لهم فيما هو من دينهم، فإن ذلك مما يرضون به ويحتجون به على من أنكر عليهم شركهم، وليس لهذا المسلك في الدعوة مستند من كتاب ولا سنة، بل قد دل القرآن على أنّ من أسس الدعوة الصدع بالحق مع القدرة على ذلك قال تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنْ الْمشرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الْذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً آخرَ فَسَوفَ يَعْلَمُونَ} (الشعراء)، والله أعلم.
ومما تقدم يتبين خطأ هذا المقرِّر أن السجود قدام الصنم لا يكون كفراً وشركاً ولو أقر بلسانه أنه يسجد للصنم، أو أظهر بهذا السجود موافقة المشركين على دينهم ما دام أنه في الباطن لم يقصد السجود للصنم.
وأقبح من هذا زعم هذا المقرر –كما ورد في السؤال- أن المشرك الوثني لو عرف صحة دين الإسلام وأقر به لكنه مداهنةً لقومه، وخوفاً من الملامة والعيب يسجد معهم –طوعاً- لأوثانهم ويذبح لها، ويطوف بها، ويظهر تعظيمها، ولا يصرح بالبراءة منها فمثل هذا لا يحكم بكفره مع كونه آثماً، وهذا القول منكر عظيم، وهو يشبه قول جهم، أو هو حقيقة قول جهم في الإرجاء، وذلك لما تقدم من أنّ إظهار الموافقة للمشركين على دينهم بقولٍ أو فعلٍ لأي سبب من الأسباب إلّا الإكراه هو كفر في ذاته فيكفر باطناً وظاهراً من صدر منه ذلك، إلا أن يكون مكرهاً لعموم قوله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْد إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ ... } الآية.
فعلى هذا المقرر أن يراجع نفسه وأن يستهدي ربه؛ فإن المقام خطر، لأن ما يقرره من أعظم ما يجرئ الجاهلين وأهل الأهواء على التفوه بالكفر ومداهنة الكافرين، مما يفضي بهم إلى الانسلاخ من دين الإسلام تعلقًا بمثل هذه الشبهات، فيكون المقرِّر بما قرره هو السبب في ضلالهم.
هذا ونسأل الله أن يلهمنا وإيّاه الصواب، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن لا يجعله متلبساً علينا فنضل.
وصلى الله وسلم على محمد.
ـ[ناصر قليل]ــــــــ[29 - 09 - 10, 02:58 م]ـ
جزاكم الله خير ونفع بكم
ـ[السليماني]ــــــــ[30 - 09 - 10, 02:18 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[30 - 09 - 10, 02:51 م]ـ
جزاكم الله خير ونفع بكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/476)
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[30 - 09 - 10, 08:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا إخوة،
وحفظ الله الشيخ المبارك عبدالرحمن البراك.
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 08:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن معاذ]ــــــــ[06 - 10 - 10, 09:32 ص]ـ
جزاك يالشيخ البراك على ماأجدت وأفدت.
ـ[موقع الروائع الدعوية]ــــــــ[06 - 10 - 10, 11:08 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خير
ـ[أبو معاذ الحنبلي السلفي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 02:03 م]ـ
جزا الله شيخنا البراك على هذا التوضيح
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 05:55 م]ـ
جزاك الله خير، وجزى الله الشيخ العلامة البراك عنا كل خير ورفع الله قدر تلامذته الذين يشرون علمه وعلى رأسهم الشيخ عبد الرحمن السديس حفظه الله الذي له فضل علينا بعد الله عز وجل في تحقيقه لبعض كتب الشيخ كالعقيدة الواسطية والطحاوية، فاستفدنا منها أيما استفادة ...
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[07 - 10 - 10, 03:54 م]ـ
وجزاكم الله خيرا،
حياكم الله.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[08 - 10 - 10, 11:46 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو عمار الأذرعي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 11:17 ص]ـ
جزى الله العلامة البراك أحسن الجزاء .. فهذا هو الذي تنطق به الأدلة، والذي ينبغي أن لا يُختلف فيه ..
والله الموفق للصواب.
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 02:20 م]ـ
للرفع(65/477)
للتحميل: كتاب بروتكولات آيات قم حول الإعتداء على الحرمين الشريفين pdf
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[29 - 09 - 10, 10:38 م]ـ
الكتاب: بروتكولات آيات قُم حول الحرمين الشريفين pdf
( كتاب يكشف الخطط السرية لشيعة كسرى للعدون على أرض الحرمين)
تأليف: الدكتور عبد الله الغفاري
طبعة: بدون
سنة: بدون
عدد الصفحات: 158 ورقة
لتحميل الكتاب: اضغط هنا ( http://www.4shared.com/file/46036816/2ac05975/Qum_Protocols.html)
ـ[زياد الطائي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 12:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا ..
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 10:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا ..(65/478)
من روائع المقالات: ((مقترح لصد الهجمة الليبرالية في بلاد التوحيد))
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 03:00 ص]ـ
مقترح لصد الهجمة الليبرالية
إبراهيم بن محمد الحقيل
-حفظه الله-
لا تخطئ عينُ المتابع للشأن السعودي الهجمةَ الليبرالية على الإسلام وحَمَلته ودُعاته ومؤسساته، مستخدمين كلَّ الطرق والوسائل الكفيلة بتحقيق أهدافهم التغريبيَّة، سواء كانت وسائلهم مشروعةً أم غير مشروعة، أخلاقيةً أم غير أخلاقية، فالافتراءُ والكذب والغش والتدليس والبهتان من الواجبات في الدِّين الليبرالي العربي - وخصوصًا السعودي - إذا كانت تحقِّق أهدافَهم، والانقلاب على المبادئ الليبرالية المعلنة من نحو: مصادرة الرأي الآخر، وتكميم الأفواه، وإقصاء الخصوم، وتحريض القوى السياسية الداخلية والخارجية على استئصالهم - يعدُّ من الفروض إذا كان يحقق المقصود.
وكلُّ هذه الأخلاق الرذيلة، والقِيَم المنحطّة التي تخلَّق بها الليبراليون السعوديون في معركتهم مع دين الإسلام وحملته ودعاته وعلمائه، تصبح من فضائل الأخلاق، ومن أوجب الواجبات على طريقة مكيافيللي ونيتشة ووليم جيمس وجون ديوي، وأمثالهم من رموز التسويغية والنفعية.
ومن المتفَق عليه عند الجميع - عدا الليبراليين وهم يكابرون - أن مجتمعنا السعوديَّ ينحاز إلى أهل العلم والدعوة، ويثق بهم، ولا يَقبَل قولَ غيرهم، حتى أرباب الشهوات ممن لا يحملون فكرًا منحرفًا تراهم يقفون مع أهل العلم والدعوة والحِسبة، ولو كانوا يضيِّقون عليهم في شهواتهم المحرَّمة.
ومن الملاحَظ أن الليبراليين ومن عاوَنَهم في إفسادهم، يراهنون على فئة الصامتين - وهي الأكثر - ويستغلُّون صمْتها في الكذب عليها، ويستخدمون سلبيتَها في تحقيق أهدافهم؛ وذلك حين يزعمون أن من يعارض مشروعاتِهم التغريبيةَ هم فئةٌ قليلة من المتشدِّدين فقط، مصوِّرين للناس وللغربيين أن المجتمع كلَّه يقف معهم، وأن إرهاب المؤسسات الدينية، وتطرُّف العلماء والدعاة والمحتسبين هو الحائل دون عَجَلةِ التحديث والتطوير على النمط الغربي المبيح للمحرَّمات، مدَّعين أنهم فئة قليلة لا تمثِّل المجتمع، ويستدلُّون على ذلك بصمتِ كثيرٍ من الناس، ووقوفِهم من معركة الليبراليين مع الإسلام موقفَ المتفرجين.
والمقترح الذي أرى أنه ناجعٌ جدًّا، ويضرب التيارَ الليبرالي في مقتل، ويؤجِّل مشروعاته التغريبية: هو إنطاقُ الفئة الصامتة من المجتمع، وتحريكها من السلبية إلى الإيجابية؛ فإن الأمر يتعلَّق بدِينهم وأخلاقهم، وبيوتهم ونسائهم، وبناتهم وأبنائهم، فكم عدد الأخيار والغيورين والمنحازين لهم من الرجال والنساء، وخصوصًا الموظفين والأكاديميين في الكليات الشرعية، وفي الكليات التجريبية، وفي التعليم العالي من طلاب الجامعات، وفي التعليم العام من المدرسين والمدرسات، وكم سيكون عدد المقالات لو كتب كلُّ واحد منهم مقالاً كلَّ أسبوع أو كل شهر يردُّ فيه العدوان عن الدين وحملته والْتزم بذلك؟! بحيث إذا نُشِر مقالٌ واحد للمفسدين من الليبراليين تُنتهَك فيه حُرمةُ الشريعة، أو يُنال من حملتها، أو أَنطقوا من يحرِّف الأحكامَ ويبدِّلها لهم، كُتبت مئات المقالات المنكِرة عليه في حمْلةٍ احتسابية تلقائية تتدفَّق عبر الإنترنت، منها ما يناقش فكرتَه عقلاً ويدحضها، ومنها ما يبيِّن حُكمَها الشرعي، ومنها الوعْظي الذي يعظ كاتبَها ويعظ من يقرؤون له، وأقلُّها من يتَّخذ موقفًا رافضًا لها, ولو أن يكون المقال في صفحة واحدة، ويذكر الكاتب اسمه الصريح وعمله أو مكان دراسته؛ لقطع الطريق على الليبراليين بادِّعاء الأسماء المجهولة؛ لأنهم تخلَّقوا بالكذب والافتراء، وكان بعضهم يكتبون بأسماء نسائية مستعارة، ويظنُّون أن الناس مثلهم فيرمونهم بدائِهم؛ ولذلك فوائدُ عدة، من أهمها:
1 - براءة الذمَّة بإنكار المنكَر، والتواصي بالحق، والتعاون على البرِّ والتقوى، والتناهي عن الإثم والعدوان، وأيُّ عدوانٍ أعظم من عدوان الليبراليين على جلال الله - تعالى - وعلى شريعته الغراء، وحَمَلتها الأخيار؟!
2 - إعطاء صورة حقيقية عن المجتمع السعودي، تُظهِر تديُّنَه وانحيازه للعلماء والدعاة، وتعرّي الليبراليين الذين ملؤوا الدنيا ضجيجيًا وكذبًا مدَّعين أن الناس معهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/479)
3 - إسقاط الرموز الليبرالية، وكسْر معنوياتها؛ فإن المقالاتِ الكثيرةَ إذا تواردتْ على الكاتب الذي قال منكَرًا أرهبتْه، وجعلتْه يعيد حساباتِه في مواجهة مجتمعٍ كامل، ويكفي دليلاً على ذلك انزعاجُ الليبراليين من الإنترنت؛ لأنهم عاجزون عن السيطرة عليه، ويسمُّون من يناهضونهم فيه: خفافيش الظلام، مع محاولاتهم الدؤوب لإغلاق المواقع الكاشفة لفكْرهم، ولو أحصينا المقالات التي تنتقد الواحدَ منهم حينما يقول منكرًا، لوجدناها قليلةً لا تبلغ في بعض الأحيان عشر مقالات، ومع ذلك تؤثِّر فيهم كثيرًا، فكيف لو أُغرِقت شبكة الإنترنت بمئات المقالات - بل بالآلاف - على كل منكَر يقولونه، وبأقلام متعددة ومتجدِّدة، بأسماء صريحة؟!
4 - تعطيل المشروعات التغريبية التخريبية للبلاد والعباد؛ ذلك أن التجاذب السياسي الداخلي ليس يخفَى على متابعٍ، وحجةُ التيار التغريبي أن الناس لا يمانعون من الإصلاح على الطريقة التغريبية، كما أن حجة الممانعين من التيار الآخر أن الوقت لا يناسب ذلك، أو أن بعض الخطوات التغريبية لا تناسب المجتمعَ، وإغراقُ الإنترنت بالمقالات المناهضة للتغريب، ولكتَّاب السوء في الصحافة يقوِّي تيارَ الممانعين، ويثبت نظريتهم، ويعطِّل المشروع التغريبي، أو على الأقل يؤجِّله.
5 - تخفيف ضغْط القوى الخارجية، فمن المعلوم أن الليبراليين في دعوتهم للتغريب، وضغطهم على الحكومة في تمرير مشروعاتهم وتبنِّيها، ينطلقون من توجيه المؤسسات الغربية ودعمها لهم ومتابعتها لمطالبهم، والليبراليون عملاء فيها، إنْ بالأُجرة والوعود المعسولة بالتمكين لهم في البلاد، وإنْ بالتطوع لخدمة الباطل وتدمير البلاد وإفساد العباد.
وهذه المؤسسات الغربية التي تدفع عمليةَ التغريب في المملكة، تُتابع ما يجري في المجتمع السعودي من صراعٍ فكري، وتجاذب سياسي، وترسم منهجيتَها وخططها بناءً على ذلك، وإغراقُ الإنترنت بالمقالات المناهضة للمشروع التغريبي يجعل هذه المؤسساتِ تعيد حساباتِها، وتخفِّف الضغطَ، ولربما ضغطتْ بالاتجاه الآخر ضد الليبراليين؛ للمحافظة على المصالح الغربية، وخاصة الأمريكية؛ ولئلا يؤدِّي تماديهم إلى انتحار مشروعهم.
لا بد أن نعلم أن أمريكا بعد انفرادها بزعامة العالم، تتعامل مع الدول الأخرى وفق خطين متوازيين:
أولهما: تحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية.
ثانيهما: تسويق فكرها الرأسمالي الليبرالي، ومحاولة فرضه على الجميع.
فإذا حصل تعارُضٌ بين هذين الركنين في السياسة الأمريكية، فإن تحقيق مصالحها يقدَّم على تسويق فكرها، وهو ما كانت تتعامل به أمريكا مع المملكة قبل انفرادها بزعامة العالم.
وبما أن العصابة الليبرالية في المملكة تستمدُّ قوَّتَها من المؤسسات الغربية، وبالأخص الأمريكية، فلا بد من الضغط الشعبي عبرَ الكتابة على التوجُّه التغريبي داخل المملكة؛ لتخفِّف أمريكا من ضغطها، ولتتخلَّى عن سياستها في دعم الأقلية الليبرالية المنحرفة على حساب الأكثرية، وأحسب أن إغراق الإنترنت بالمقالات المناهضة للمشروع التغريبي سيحقِّق الضغط الشعبي بشكل كبير، ويقنع الراصدَ الغربي والأمريكي بكفِّ عملائه.
لقد كانت سياسة أمريكا قبل ثلاثة عقود تتَّجه إلى المصالحة مع الحكومات التي تتعامل معها، ولا تلتفت إلى الشعوب؛ لأن تعامُلَها مع الحكومات يحقق لها مصالحَها، لكن بعد سقوط من لا يتوقع سقوطهم في ثورات شعبية عارمة - شاه إيران، وتشاوشيسكو رومانيا - راجعتْ أمريكا حساباتها تجاه الشعوب، وكانت تحرص على الاستقرار في الدول التي لها فيها مصالح، وتحاول كسْبَ شعوبها، وتسويقُ القيم الأمريكية، وضخّها لقنوات الترفيه المجانية، وإنشاء قنوات لها في المنطقة، ودعْم القنوات العربية الموالية لها - يدلُّ على هذا التوجُّه؛ بقصد صياغة العقول من جديد، وإمالتها للثقافة الأمريكية، أو على الأقل تحييدها عن معارضتها، ولا يمكن أن تغامر أمريكا بمصالحها لحساب تسويق فكرها، كما يدل على ذلك تاريخُها وسياستها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/480)
وإذا كان ذلك كذلك، فإن مؤسسات الرصد الغربية عامة، والأمريكية خاصة، إذا رأت الغضبَ الشعبي عن طريق إغراق الإنترنت بالمقالات المناهضة للتوجُّه التغريبي في المملكة، ستقدِّم مصالحها على تسويق فكرها، وتخفف من ضغوطها التغريبية، وتتخلى عن أتباعها، أو تأمرُهم بتخفيف حملتهم على الإسلام وعلمائه ودعاته؛ فالضغطُ الشعبي عن طريق الكتابة له أثرٌ كبير في تغيير القناعات، وتعطيل المشروعات التغريبية، ودحْر من يقوم عليها من المفسدين.
والملاحظ أن العصابة الصحفية حين تتآلب على عالمٍ أو داعية، وتؤلِّب القوى السياسيةَ الداخلية والخارجية عليه في عشرات المقالات بتنسيق تام، وحملات منظَّمة تستهدف فيها شخصيات مؤثِّرة في مقاومة المد التغريبي، فإنها تُقدِّم هذا الافتراء للقوى المؤثِّرة داخليًّا وخارجيًّا على أنه مَطالبُ شعبيةٌ لتكميم أفواه المعارضين للمشروع التغريبي وإقصائهم واستئصالهم، وفي ضخ مئات المقالات المناهضة لذلك فضحٌ للصحافة، وإثبات أنها لا تمثِّل إلا نفسها؛ بدليل أن الحملة المناهضة لها أقوى بكثير مما تنشره في صحفها.
إننا - يا معشر القراء والقارئات - نعيش في مرحلةٍ مفصلية لها ما بعدها، فإما أن ينجح الليبراليون في تمرير مشروعاتهم وفرضها على الناس بالقوة، كما حاولوا في السينما والاختلاط - ولا يزالون - وإما أن يندحر مشروعُهم ويَسقط تحت الرايات الاحتسابية، التي انبرى لها عددٌ من العلماء الربانيين، والدعاة المخلصين لدينهم وأمَّتهم وبلادهم، والأخيار الذين يؤيدونهم، والليبراليون مستميتون في استغلال الأوضاع الداخلية والخارجية لتحقيق ما يريدون بأسرع وقت، والمسؤوليةُ ليست خاصةً بفئة من الناس دون أخرى؛ بل يجب على المجتمع كلِّه حماية بيضة الإسلام، والمحافظة على سمْت المجتمع ومظهره الديني.
ماذا سيقول الصامتون لله - تعالى - يوم القيامة وهم يستطيعون أن يذبُّوا عن الإسلام بأقلامهم وألسنتهم؟! وهل ينفعهم ندمُهم وأسفهم وأساهم حين تخرج بناتُهم عن طوعهم، فيُخلع حجابها، ويُغرَّب عقلها، ويُعتدى على عفافها، وهم لا يملكون حيلة تجاههن؟!
ولا يقولَنَّ أحدٌ: لن يقع ذلك؛ ففي مصر والشام ودول المغرب من المحافظة على الحجاب، ومنع الاختلاط، وصلاح المجتمع قبل مائة سنة ما يوازي مجتمعَنا الآن؛ بل ويفوقه، ثم ماذا كان حالهم حين خذل الناسُ علماءهم ودعاتهم في مقاومة المدِّ التغريبي، الذي أفسد دينَهم وبيوتهم ونساءهم، ولم يُصلِح لهم دنياهم؟! فهم في الفقر والحاجة والتخلُّف يرسفون، وما أشدَّ ضياعَ الدين والدنيا على الناس! وهو ما يسعى إليه الليبراليون.
ويمكن أن يُعزى صمت الأكثرية إلى أسباب، أهمها:
1 - الخوف من الإرهاب الليبرالي الذي حوَّل الصحافة إلى محارقَ نازيةٍ لمن يقف في وجوههم، أو يناقش أفكارهم؛ فيختار كثير الناس السلامةَ على المواجهة.
2 - أن من يقومون بالدفاع عن بيضة الإسلام، ويكشفون حقيقة المشروعات الليبرالية التغريبية من العلماء والدعاة والكتاب الغيورين - قد أدَّوا فرض الكفاية، ورفعوا الحرج عن البقية.
3 - عدم محبة كثير من الناس للكتابة، أو ضعفهم فيها، وبعضهم يريد أن يكتب شيئًا عاليًا جدًّا أو لا يكتب أبدًا، أو الكسل عن ذلك أو التسويف.
4 - دعوى بعضهم أنه لو كتب لا تنشر الصحفُ والمجلات له.
وكل هذه تعليلاتٌ عليلة، وأسباب لن ترفع الإثمَ عن أصحابها، ولن تعذرهم أمام الله - تعالى - وأمام أمَّتهم، وأمام التاريخ.
ومن أهل الإسلام فئةُ الأحلام الوردية، ودعاة التقارب مع كل أحدٍ إلا مع إخوانهم، والمحذِّرون من الاصطفاف مع أي الفريقين، وأكثر مواقفهم سلبية جدًّا، وتصبُّ في مصلحة التيار الليبرالي في الغالب، وليتهم سكتوا حين لم يحسنوا أن ينطقوا بالحق.
تفعيل الضغط الشعبي:
قد يقتنع كثيرٌ من قرَّاء هذا المقال بما فيه، ويريدون خطوات عملية في هذا السبيل، والذي أراه:
1 - أن يلتزم كلُّ واحد من قرَّائه بكتابة مقالٍ كلَّ أسبوع مناهضٍ للمشروع التغريبي، سواء كان تأصيلاً أم ردًّا، أم بيانًا لخطر خطوة تغريبية، أم نصرة لعالم أو داعية ممن نالوا منه.
2 - إذا جهر أحد الصحفيين بمنكرٍ من القول يتطاول فيه على الشريعة أو حملتها، فليسجل موقفًا بمقالة - ولو قصيرةً من صفحة واحدة أو أكثر - وينشرها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/481)
3 - يلتزم كل واحد باستكتاب عشرة من معارفه، سواء كانوا أكاديميين، أم موظفين، أم مدرسين، أم طلاب جامعات، رجالاً ونساء، ويفضل إن كان الموضوع المثار يخص المرأة أن يغلَّب جانب النساء في الكتابة فيه؛ لأن القضية تخصهن، وعليه أن يتابعهم في كتابة المقالات ويسعى في نشرها لهم، ويشجِّعهم بعد النشر بنقل التعليقات على مقاله وأصدائه.
ومع الوقت، ستنتقل مقاومة المد التغريبي من مرحلة الفردية إلى الجماعية، وتتحوَّل من كونها عبئًا ملقًى على عاتق قلة من العلماء والدعاة والمحتسبين، لتصبح ثقافةَ مجتمعٍ كامل.
4 - تفعيل نشر المقالات في أكثر المنتديات الإسلامية والمنتديات العامة؛ كالمنتديات الثقافية، والنسائية، والمجلات الإلكترونية؛ بل حتى منتديات الجامعات والمدارس والمدن والقبائل وغيرها، ولا سيما أن أكثر المنتديات لا يتطلَّب تنزيلُ الموضوع فيها سوى التسجيل المجاني، وبإمكان الواحد أن يسجل في مائة منتدى، وينزل مقالاته فيها، وحبذا لو ينبري لذلك طائفةٌ ممن يتقنون التعامل مع الإنترنت، ومن فوائد ذلك:
أ- إطلاع أكبر عددٍ ممكن من القراء عليه، وحشدهم ضد التغريب والتخريب في بلادنا.
ب- قطع الطريق على سياسة حجب المواقع التي تنشر المقالاتِ المناهضةَ للمشروع التغريبي، أو اختراقها وتدميرها؛ لأن مواقع النشر إن كانت محدودة أمكن للمفسدين السيطرة عليها، وأما إن كانت كثيرة جدًّا، فلا يمكن السيطرة عليها.
ج- تعويد الناس على ثقافة الاحتساب؛ لأن المقالات المحتسبة على المفسدين إذا غزتْ كلَّ المنتديات جرَّأت الخائفين، ونشَّطت المتثاقلين، وقوَّتْ عزمَ الخائرين على المشاركة والاحتساب.
5 - عمل دعايات للمقالات المميزة والقوية، وذلك بنشر روابطها في المواقع التي لم تنشر فيها، وتوزيعها عن طريق القوائم البريدية على أوسع نطاق.
وليصطف أهلُّ الحق ضد أهل الباطل، وليعلنوا البراءة من مشروعاتهم التخريبية التي تُسرَّب للمجتمع باسم الإصلاح، ولنحذر من أن نكون غثاء كغثاء السيل، والله الموفق.
17 جمادى الثانية 1431هـ
المصدر: الألوكة. ( http://www.alukah.net/Personal_Pages/0/21123/)
ـ[السليماني]ــــــــ[30 - 09 - 10, 02:13 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[محمدالصغير]ــــــــ[01 - 10 - 10, 01:51 ص]ـ
أثابك الله،،
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 12:04 ص]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم، والله حسيبنا عليهم ونعم الوكيل، فكرة رائعة، فاليبرالي استخدم نفوذه الإعلامي في سبيل توجيه فكره بفلسفة قد يجدون من تنطلي عليه أفكارهم وليس قد بل وجدوا غُفُل بكثرة والله المستعان بحكم أنهم يدافعون عن راغباتهم وشهواتهم، لكن الانترنت بفضل الله عز وجل صارت متنفس عظيم لأهل الخير، بل أجزم أنها تؤثر كثيرا على الناس، وتستطيع من خلالها الرد على خرافاتهم، فلينهض أهل الصلاح إلى هذه الفكرة وتنبني الرد على كل شاردة وواردة (محتسبين الأجر من الكريم الرحيم) ..
سأنقل هذا إلى ملتقى أهل الدعوة إلى الله عز وجل إن شاء الله، لتعميم الفائدة، نفع الله بك ..
ـ[محمد السالم]ــــــــ[02 - 10 - 10, 12:52 ص]ـ
الأستاذ إبراهيم الحقيل سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أخي الكريم،،، قد بلوت الليبراليين، وبلوت أخبارهم وأيامهم عن قرب وملامسة، وناظرتهم أياما وناظروني أياما وساعات، وأتبعبتهم وأزعجتهم وازعجوني، ولم تنتهي الحكاية بيننا أبدا.
أخي الكريم،،،
نحن نستخدم الفضاء الإعلامي ليس لذات الإعلام، بل الإعلام وسيلة تستعمل لأجل إيصال الكلمة إلى الشريحة الأكثر في المجتمع، وهي شريحة العوام من الناس.
أخي الكريم لا بد أن تنتبه إلى هذه المقدمة كي تتضح الأمور على حقيقتها، فإذا فهمت هذه الحقيقة سهل عليك ما بعد ذلك.
إنه ليس أنفع للعوام من الناس من نشر العلم الشرعي الصحيح بين فئاته، والدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة.
إن الحركة العلمية الشرعية في المجتمع إذا نهضت بها أنت، ونهض بها إخوانك، ووجد من الناس إقبال على العلم الشرعي وحرص عليه، سوف يكون لهذه الحركة ما بعدها من القوة العلمية والقوة الدعوية.
إن المصالحة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة يوم الحديبية أسماها القرآن فتحا مبينا، وما ذلك إلا بسبب تيسر سبل الدعوة إلى الله تعالى، مع أن المعارض وهم الكفار ما يزالون يشوشون على دعوة محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومع ذلك لم يلتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أذى هؤلاء المشركين، وإنما التفت إلى الفضاء الواسع من الناس ليس للدفاع عن دينه بقدر ما كانت الدعوة لشرح وتعليم دينه عليه السلام.
فأنت يا أخي لو أوجدت لي 100 طالب علم مؤصل يحفظ كتاب الله، وسنة نبيه وعنده إدراك لأصول الدين وفروعه ومعرفة باستنباط الأحكام الشرعية لكان مشروعك هذا ضربة في مفصل الكيان الليبرالي.
أخي الكريم،،، لا يهولنك الدعم الغربي لليبرالية الإلحادية، الأيام دول، كن واثقا بربك، لا يكن عبد المطلب في جاهليته أفقه منك حين قال لأبرهة: إن للبيت رب يحميه، أما الإبل فأنا أحميها.
يا أخي الكريم،،،
لن تستطيع تكميم أفواه الليبراليين، وحتى لو اشتريت الإعلام بجميع أموالك فلن تستطيع على ذلك، ولكن يمكنك أن توجد طلبة العلم الذين هم عماد المستقبل، وحملة علم الشريعة يورثونه من بعدهم،،، والأيام كما قلت لك دول.
هذه نصيحة محب مجرب فخذها نفعني الله وإياك بها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/482)
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 01:33 م]ـ
الإخوة الفضلا .. جزاكم الله خيراً جميعاً ..
أخي محمد السالم .. تم نقل رسالتكم للشيخ إبراهيم -وفقه الله- عن طريق وضعها ضمن التعليقات على مقاله الكريم في شبكة الألوكة ( http://www.alukah.net/Personal_Pages/0/21123/)..
والله الموفق ..
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 02:53 م]ـ
أخي محمد السالم، كلام جميل، نفع الله بك، لكن مالمانع بتبني الجمع بين الرد وبين التأصيل ونشر الدعوة، فلا أرى هناك تعارض، فطالب العلم يدافع عن دينه ويرد الشبهات ويتعلم وينشر العلم الشرعي الصحيح، ألا ترى أن هناك أناس تشربون شبهات أولئك الليبراليين فكم قتيل لهم بسبب عدم الراد على فكرهم وخرافاتهم، فإذا لم يوجد من يفندها ويتتبعها فقد تنتشر أكثر وأكثر، لكن إن كثر الرد عليها وتفنيدها من قبل الناصحين أصبح العامي قبل طالب العلم يدرك تمام الإدراك الطريق الصحيح، ولنا في شيخ الإسلام ابن تيمية قدوة، حيث سخره الله ليس لأهل زمانه للرد على فرق شتى بل حتى الآن لا زلنا وسيزال الناس بإذن الله ينتفعون بردوده وبتفنيده شبهات البطالين، ولله الحمد والمنة، الخلاصة لا مانع من الجمع بين الأمرين الرد والتأصيل الشرعي الصحيح ونشر الدعوة فليس ثمت تعارض البتة، نفع الله بالجميع.
ـ[أبو سعود إبراهيم]ــــــــ[02 - 10 - 10, 02:53 م]ـ
اللهم انصر مَن نصر الدين،، اللهم انصر مَن نصر الدين، اللهم عليك بمن حارب الدين،، اللهم آمين ..
ـ[محمد السالم]ــــــــ[02 - 10 - 10, 11:15 م]ـ
أخي الكريم أبا البراء القصيمي
ليس هناك مانع من الرد أبدا، ولكن بعض الناس _ وهذا للأسف كثير _ ينشغل بالرد عن التأصيل، بمعنى أنه يتعلم كلمة أو كلمتين في الرد على هؤلاء فيظن أن هذا هو كل العلم وينطلق ويشرق وفي الحقيقة هو لم يتأصل ولم يتعلم ولا يمكنه أن يكون في يوم من الأيام معلما لجيل آخر جديد.
ابن تيمية رحمه الله كان عالما من الطراز الأول ولم يكن عاميا أو كما يسميهم الاستاذ الحقيل " الفئة الصامتة " الذين هم جل المجتمع، بمعنى أنهم غير ذوي العلم فتأمل حفظك الله.
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 02:28 ص]ـ
تتميماً للفائدة ننقل جواب الشيخ الحقيل على كلام الأخ محمد السالم -وفقهما الله- ..
قال فضيلته -حفظه الله وسدده-:
((حياك الله تعالى يا أبا الأزهر ويا أخ محمد السالم، وشكر لكما غيرتكما وتعليقكما على ما كتبت، وأفيدك يا أخ محمد بما يلي:
1 - كما أنك خبرت الليبراليين وناقشتهم فعلت أنا ذلك مع مسئولين وصحفيين، ومع منظرين وأتباع، وأزعم أني أعرف طريقة تفكيرهم، فهم يريدون اختطاف الدول والشعوب، أما اختطاف الدول فعن طريق النفاذ إلى عقول المسئولين وقلوبهم، وأما اختطاف الشعوب فعن طريق إسكات من يعارض مشاريعهم، بالترغيب والترهيب، وتقرير ما يريدون بلا حسيب ولا رقيب ولا محتسب عليهم، وانظر إلى الحملة المسعورة على المحتسبين وخاصة المشايخ البراك والأحمد والمنجد يتبين لك ذلك ..
فإذا كانت أعداد المحتسبين بالآلاف سقط مشروعهم تحت الأقدام لأنهم يستطيعون إسكات عشرة لكن لا يقدرون على إسكات ألف وأكثر، وهذا ما يعالجه مقالي ..
2 - كلامك عن شراء الإعلام مبالغ فيه وهو خارج سياق المقال أصلا.
3 - مقترحك الذي تفضلت به لا يتعارض مع ما ذكرت أنا في المقال، فلا يمنع وجود علماء وطلاب علم يعلمون الناس، مع وجود آخرين لمواجهة هؤلاء المفسدين الذين يريدون السطو على عقائد الناس وعباداتهم وأخلاقهم وبيوتهم، وكل يعمل في مجاله.
بل حتى الواحد من الناس قد يجمع بين الأمرين كما فعل المشايخ العباد والبراك والمنجد والأحمد، فهم يدرسون والناس ويعلمونهم دينهم ويحتسبون على أرباب المنكرات، ولم يحدث تعارض عندهم في ذلك.
4 - لا أوافقك على ترك أهل المنكرات يسرحون دون إنكار بحجة تعليم الناس الشريعة - مع أنه لا يوجد تعارض أصلا - ولو قيل بقولك لتعطلت نصوص النهي المنكر، ونكون أخذنا فقط بنصوص الأمر بالمعروف، ولم يقل أحد من أهل الإسلام بأن أخذ أحدهما يلزم منه إبطال الآخر إلا الليبراليين فإنهم يقررون ترك النهي المنكر.
5 - استدلالك بصلح الحديبية على الاهتمام بالدعوة والتعليم وترك المنافقين ليس في محلة من أوجه كثيرة، منها:
أ- أن آية السيف آخر الأمرين.
ب- ومنها أن صلح الحديبية كان مع مشركين منحازين عن المسلمين فلا ضرر منهم ما داموا بعيدين، ولم يكن مع منافقين في داخل الصف، وعليك ليصح استدلالك أن تأتي بصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المنافقين، فهل تجد ذلك؟؟
ت- ومنها أن المشركين لما نقضوا العهد حاربهم النبي صلى الله عليه وسلم، وفئة الليبراليين تنقض العهد مع الله تعالى ومع دينه ومع المسلمين وتعارض الشريعة في كل يوم، فهل يترك الاحتساب عليهم، والرد على ضلالاتهم، وتحذير الناس منهم بحجة أن صلح الحديبية مكن للدعوة؟؟ لا أظن أن استدلالك في محله.
وفقك الله تعالى لكل خير ... ))(65/483)
شبهة يزعم الملحدون أنها أعجزت المسلمين
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 10:51 ص]ـ
السلام عليكم يا أهل الإختصاص
وبعد في هذه شبهة أخشى أن تأثر على ضعفاء القلوب إن طرقت سمعهم دون سابق إنذار
ل لماذا يرسل الله ثلاثة رسل إلى قرية واحدة ويترك قارة بأكملها مأهولة بملايين البشر دون إرسال ولا رسول واحد .. هذا ما طرحه أحدهم وقال إنه أعجز المسلمين
قلت ومن أدراه أنه لم يرسل رسلا هناك؟؟؟ سبحان الله وهل عدم ذكر شيء يستلزم نفيه؟؟ وهل ذكر الله الرسل كلهم في كتابه قطعا لا
الحاصل بإنتظار الجواب الشافي على هذا بارك الله فيكم
ـ[ابو جودى المصرى]ــــــــ[30 - 09 - 10, 11:11 ص]ـ
الرسول بمثابة الطبيب يعالج امراض الامة التى ارسل اليها
و لما كانت امة اليهود امة بها الكثير من الامراض مثل الكبر و العند و غيرها ارسل اليها الله الكثير من الرسل لهم
بالمثل
هذه الامة كانت ذات امراض كثيرة لا نعلمها لذلك ارسل الله ثلاث رسول
و الامر فى الاول و الاخر الى الله عز و جل
ـ[سنا]ــــــــ[30 - 09 - 10, 04:54 م]ـ
لماذا يرسل الله ثلاثة رسل إلى قرية واحدة ويترك قارة بأكملها مأهولة بملايين البشر دون إرسال ولا رسول واحد ..
من المقصود بالقرية هذه وما القارة المقصودة هنا - أيضا -؟
وبكل الأحوال .. فقول الله عز وجل: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ} هذه الآية تشير إلى أننا لا نعلم كل الرسل الذين أُرسِلوا للناس وعلى هذا فليس من الممكن أن يدعي أي شخص بأن الله ترك قارة بأكملها دون نبي ..
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[30 - 09 - 10, 06:15 م]ـ
الرد المفحم له هو أن تذكر له قول الله:
(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا).
فالذي لم يصله البلاغ ولا البيان غير معذب ولا معاقب حتى تقوم عليه الحجة.
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 06:18 م]ـ
يا اخي هؤلاء لا يؤمنون بالقرآن لكن قال تعالى في محكم آياته (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)
ـ[سنا]ــــــــ[01 - 10 - 10, 11:03 ص]ـ
يا اخي هؤلاء لا يؤمنون بالقرآن لكن قال تعالى في محكم آياته (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)
حتى الكفار الذين دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم للإسلام لا يؤمنون بالقرآن ولكن هذا لم يمنع النبي عليه الصلاة والسلام من الاحتجاج عليهم بالقرآن الكريم ..
ـ[أبو موسى البهوتى]ــــــــ[03 - 10 - 10, 05:05 م]ـ
اما انا فأرى والرأى مذمة ان هذا عدل ومنطقى جدا ان تكون منطقة كالجزيرة العربية وما حولها مهد الرسالات خاصة وهى مركز الحضارات منذ القدم وحتى الحضارات التالية لها كالروم والفرس واليونان كل قد جاء لنقل العلوم والثقافة وبالتالى الدين, وكذلك لو تمكن الدين فى هذه المنطقة وقوى يمكن ان ينتقل بسهولة الى العالم اجمع والدليل انتشار الأديان السماوية الثلاثة خلال تاريخها الى العالم اجمع. لكن انظر مثلا لدين كالبوذية فقد عم المنطقة المتاخمة فقط. فاختيار المنطقة العربية دليل على صدق الوحى والرسالة وكل هذه حجج عقلية وتلك الشبهة لا تنفع ذلك الملحد يوم يرد النار ويكفى فى هذا قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (16)} [الشورى: 16]
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[03 - 10 - 10, 05:37 م]ـ
أولا: لا بد من إثبات الشبهة بطرفيها:
أ - الطرف الأول مثبت ولا شك وهو أن الله تعالى أرسل ثلاث رسل إلى قرية واحدة.
ب - الطرف الثاني: وهو أن هناك قارة باكملها لم يرسل لها رسول.
من أين له هذا؟
إذا استدل عليه بأن القرآن الكريم لم يذكر رسلا إلى قارة معينة؛ فهو محجوج من وجهين:
1 - أن القرآن الكريم نص على أنه لم يقص جميع الرسل على محمد صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: "ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك"
فما المانع أن يكون الرسل إلى تلك القارة من الذين لم يقصصوا علينا؟
ولا يمكن أن يعترض بأنه لا يؤمن بالقرآن لأنه استدل به في هذا الوجه؛ فكيف يستدل بشيء لا يؤمن به؟
2 - أنه لا يوجد في القرآن الكريم إثبات أن الله تعالى لم يرسل إلى قارة معينة رسلا.
وإذا استدل عليه بالعلم التجريبي فهو ظني لا قطعي؛ فليأت بأدلته العلمية وعندها سيجد الإجابة بإذن الله تعالى من طلبة العلم في هذه الأمة.
وأترك ثانيا وثالثا لوقت آخر إن شاء الله تعالى.
ـ[زياد الطائي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 12:20 ص]ـ
بما أنه استدل بالقرآن فهو ملزم بإجابة من القرآن والا فهم اساساً لايؤمنون بالقرآن ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)) وعلى اية حال فشبههم اوهى من بيت العنكبوت وما احمقهم هؤلاء .. لعنهم الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/484)
ـ[أبو حذيفة الأثري]ــــــــ[04 - 10 - 10, 10:17 ص]ـ
وجدت هذا في منتدى التوحيد، وفيه ردا تفصيليا على شبهة أوردها أحد الملحدين تماثل الشبهة المطروحة في الموضوع ولكن بصيفة مختلفة قليلا:
http://www.eltwhed.com/vb/showpost.php?p=193092&postcount=6
جزى الله صاحب الرد خير الجزاء وأجزله، فقد أجاد وأفاد وكفانا مؤونة البحث عن رد على فرخ الإلحاد.
ـ[أبو سالم الجامع]ــــــــ[04 - 10 - 10, 10:52 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
هذا الرد ليس للملحدين بل هي لضعاف القلوب من المسلمين (فلست مهتما بالملاحدة لانهم لو ارادو الحق لوجدوه)
يجب عليك يا مسلم انت تحفظ هذه الاية {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} وكفا بها من آية
والسلام عليكم
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 12:58 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
هذا الرد ليس للملحدين بل هي لضعاف القلوب من المسلمين (فلست مهتما بالملاحدة لانهم لو ارادو الحق لوجدوه)
يجب عليك يا مسلم انت تحفظ هذه الاية {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} وكفا بها من آية
والسلام عليكم
أخي الفاضل هذا بالنسبة للمؤمنين فيما بينهم أما في مناظرات أو في رد شبهة علقت بذهن مسلم وقلبه فأسلوبك غير فعال بل يزيده شك لعدم الإجابة الشافية والحمد لله قد سبقت الإجابة وأسلوبك أخي الفاضل لو طبقه الشيعي أو النصراني لإنعكف على نفسه ولن يصل له الحق بنفس الحجة التي ذكرتها أنت
فبحمد لله لسنا مسلمين بالوراثة فقط بارك الله فيك
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[05 - 10 - 10, 02:32 ص]ـ
لعلكم نسيتم قول الله:
{وإن من أمة إلا خلا فيها نذير}
وليس مستبعدا أن يكون الله قد أرسل إليهم رسلا من فئة {لم نقصصهم عليك}
ـ[أبو سالم الجامع]ــــــــ[05 - 10 - 10, 10:49 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
اخي المساكني التونسي
صدقت في كلامك وانا اتفق معك
لكن كلامي لم يكن موجها لا للملحد ولا لمن علقت في قلبه شبهه انا اقصد من سيقرأ الموضوع وربما تأتيه ريبة فقط
وانا ما زلت ارى ان ما قلت انت صحيح
والسلام عليكم
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 12:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك:)
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[06 - 10 - 10, 01:12 ص]ـ
الشبهة عولجت بالرد في منتدى التوحيد وأظنك نقلتها من هناك فراجعها هناك
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[06 - 10 - 10, 06:34 م]ـ
قال تعالى: " قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكاً رسولاً"
قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير:
ومعنى قوله (لو كان في الأرض ملائكة يمشون) الخ: أن الله يرسل الرسول للقوم من نوعهم للتمكن من المخالطة لأن اتحاد النوع هو قوام تيسير المعاشرة قال تعالى (ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا) أي في صورة رجل ليمكن التخاطب بينه وبين الناس
وجملة (يمشون) وصف ل (ملائكة)
و (مطمئنين) حال. والمطمئن: الساكن. وأريد به هنا المتمكن غير المضطرب أي مشي قرار في الأرض أي لو كان في الأرض ملائكة قاطنون على الأرض غير نازلين برسالة للرسل أنزلنا عليهم ملكا
ولما كان المشي والاطمئنان في الأرض من صفة الإنسان آل المعنى إلى: لو كنتم ملائكة لنزلنا عليكم من السماء ملكا فلما كنتم بشرا أرسلنا إليكم بشرا مثلكم
وفي تفسير فتح القدير للشوكانى:أى لو وجد وثبت أن فى الأرض -بدل من فيها من البشر -ملائكة يمشون على الأقدام كما يمشى الإنس مطمئنين مستقرين فيها ساكنين بها.قال الزجاج:مطمئنين مستوطنين فى الأرض ومعنى الطمأنينة السكون فالمراد هاهنا المقام والإستيطان.
مجرد تنبيه للاخوة الكرام
ـ[ال مسكي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 06:53 م]ـ
والله لا أجد لهذا الأخرق من الملاحدة إلا كمن يطلب أن يصيب الغيث كل أرض حتى لو كان قاع البحار أو كهوف الجبال قال الله ربنا جل جلاله في أمثالهم من قبل: " وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49) وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا (50) وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) " أهم يقسمون رحمة ربك سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.(65/485)
للتحميل: كتاب السبئية أخطر الحركات الهدامة في صدر الإسلام pdf
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[30 - 09 - 10, 01:15 م]ـ
الكتاب: السبئية ومؤسسها عبد الله بن سبأ اليهودي أخطر الحركات الهدامة في صدر الإسلام pdf
تأليف: الدكتوره نادية حسني صقر
طبعة: مكتبة النهضة المصرية
الطبعة: الأولى
سنة: 1411هـ
عدد الصفحات: 158 ورقة
لتحميل الكتاب: اضغط هنا ( http://www.archive.org/download/frq14/131.pdf)
ملاحظة: الكتاب من جامعة المنيا بمصر كلية الدراسات العربية؛ وجاء فيه أن عبد الله بن سبأ من يهود صنعاء الذين باليمن؛ وهو مؤسس ديانة إلوهية علي والغيبة والعصمة؛ واليهودية دخلت اليمن عن طريق الكاهنان الذين قدم بهم التبع اليماني من يثرب؛ كما ذكر مؤرخ اليمن ونسابتها الحسن الهمداني (ت: 300هـ) وغيره من جماهرة المؤرخين؛ ولا زالت الديانة اليهودية باليمن حتى اليوم.
ـ[السليماني]ــــــــ[30 - 09 - 10, 02:14 م]ـ
وفقك الله
فهو بداية الرافضة والخوارج والزنادقة ....
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 12:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
وإن شاء الله سأفرد موضوع عن نسب عبد الله بن سبأ.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 11:19 ص]ـ
جزى الله خيرا الدكتورة على هذا الكتاب الماتع(65/486)
قصيدة ابن القيم في الرد على النصارى
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 06:30 م]ـ
اعباد المسيح لنا سؤال
نريد جوابه ممن وعاه
اذا مات الاله بصنع قوم
اماتوه فما هذا الاله؟
وهل ارضاه ما نالوه منه؟
فبشراهم اذا نالوا رضاه
وان سخط الذي فعلوه فيه
فقوتهم اذا اوهت قواه
وهل بقي الوجود بلا اله
سميع يستجيب لمن دعاه؟
وهل خلت الطباق السبع لما
ثوى تحت التراب وقد علاه؟
وهل خلت العوالم من اله
يدبرها وقد سمرت يداه
وكيف تخلت الأملاك عنه
بنصرهم وقد سمعوا بكاه؟
وكيف اطاقت الخشبات حمل الاله
الحق شد على قفاه
وكيف دنا الحديد اليه حتى
يخالطه ويلحق اذاه؟
وكيف تمكنت ايدي عداه
وطالت حيث قد صفعوا قفاه؟
وهل عاد المسيح الى الحياة
ام المحيي له رب سواه
ويا عجبا لقبر ضم ربا
واعجب منه بطن قد حواه
اقام هناك تسعا من شهور
لدى الظلمات من حيض غذاه
وشق الفرج مولودا صغيرا
ضعيفا فاتحا للثدي فاه
وياكل ثم يشرب ثم يأتي
بلازم ذاك هل هذا اله؟
تعالى الله عن افك النصارى
سيسأل كلهم عما افتراه
اعباد الصليب لأي معنى
يعظم او يقبح من رماه
وهل تقضي العقول بغير كسر
واحراق له ولمن بغاه
اذا ركب الاله عليه كرها
وقد شدت لتسمير يداه
فذاك المركب الملعون حقا
فدسه لا تبسه اذ تراه
يهان عليه رب الخلق طرا
وتعبده؟ فأنك من عداه
فان عظمته من اجل ان قد
حوى رب العباد وقد علاه
وقد فقد الصليب فان رأينا
له شكلا تذكرنا سناه
فهلا للقبور سجدت طرا
لضم القبر ربك في حشاه؟
فيا عبد المسيح افق فهذا
بدايته وهذا منتهاه
فعلا قصيدة رائعة مفحمة
و لمن اراد الاستماع لها بصوت شجي فليدخل الى هذا الرابط
http://khayma.com/tajweed/taha/ebnalqayem.mp3
رحم الله العلامة ابن القيم
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[30 - 09 - 10, 07:49 م]ـ
جزاك الله خيرا ولكن أين هي في كتب ابن القيم منصوصا على انها له أو أحد نص على أنها لابن القيم رحمه الله
لاني رأيتها في اغاثة اللهفان فقط ولا أدري هل هي له أم لا
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 08:34 م]ـ
انا ايضا رايتها في كتاب اغاثة اللهفان و لكن هذا منتهى علمي بها
ـ[سنا]ــــــــ[01 - 10 - 10, 11:06 ص]ـ
فعلا رد مفحم .. رحمه الله رحمة واسعه
بوركتم(65/487)
حينما يكون الكبراء كذابين فماذا تتوقع من الصغار؟
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[30 - 09 - 10, 09:59 م]ـ
إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ.
وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد:
وقفت على أحد الأحاديث الموضوعة فوجدت صاحب الكتاب ذكرها في "فضائل الخمسة في الصحاح الستة"،فلما رجعت للكتاب وجدته لرافضي جلد، ولنبحر في هذا الكتاب المشحون بالأحاديث الموضوعة المكذوبة والضعيفة الواهية والتي هي أكثر مادة الكتاب.
1 - لاحظوا معي عنوان الكتاب:
http://i11.servimg.com/u/f11/13/71/70/71/19-01-10.gif
يعني الرافضي الكذاب عنون على أن ما في الكتاب هو من الصحاح الستة ويقصد بها:
1 - صحيح البخاري
2 - صحيح مسلم
3 - سنن أبي داود
4 - سنن الترمذي
5 - سنن النسائي
6 - سنن ابن ماجة
لكن هل التزم الرافضي المحترق بعنوان الكتاب؟
قال الرافضي المحترق في مقدمة الكتاب:
http://i11.servimg.com/u/f11/13/71/70/71/19-01-12.gif
اذن الرافضي المحترق أراد من العنوان فقط التستر على الروايات الموضوعة التي حشا بها الكتاب، وبالتالي قال: وغيرها من الكتب المعتبرة، قبح الله الكذب وأهله. أين الالتزام بعنوان الكتاب يا رافضي؟
وسأوضح لاحقا ما هي الكتب التي اعتمد عليها غير الكتب الستة الآنفة الذكر، لتعرفوا تدليس هذا الرافضي المحترق.
وها هي مقدمة المجمع الذي قدم للكتاب من قم الايرانية:
http://i11.servimg.com/u/f11/13/71/70/71/19-01-11.gif
سبحان الله 6 كتب أصبحت أكثر من 46 كتابا؟؟؟؟؟
يتبع باذن الله
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[30 - 09 - 10, 10:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل الاسترسال في الموضوع أود الرد على بعض الشبهات التي ذكرها الرافضي، حيث زعم أن الكتب الستة مقطوع بصحتها، وهذا الكلام لا يقوله الا جاهل، بل نقول بأن المقطوع بصحته فقط صحيح البخاريوصحيح مسلم، وما سواهما من السنن الأربعة فيها الصحيح والضعيف والموضوع، وقد أحصى الأخ الفاضل محمد شومان الرملي حفظه الله الأحاديث الموضوعة المكذوبة في السنن الأربعة فبلغت 66 حديثا، وسأضع صورة الكتاب مع تعليقه حفظه الله:
http://i11.servimg.com/u/f11/13/71/70/71/uouo_u12.gif
عدد الأحاديث الضعيفة والموضوعة في سنن ابن ماجة:948 حديثا.
عدد الأحاديث الضعيفة والموضوعة في سنن أبي داود:561 حديثا.
وان شاء الله سأحصي عدد الأحاديث الضعيفة في سنن الترمذي والنسائي.
اذن أين كلام الدجال الذي زعم أن كل ما في السنن الأربعة صحيح مقطوع بصحته
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[30 - 09 - 10, 10:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ستعرفون اخوتي أن التزوير والبتر والكذب وعدم الأمانة العلمية هي عقيدة الرافضة بامتياز:
قال الرافضي سيد مرتضى الحسيني الفيروز آبادي المدلس:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/12-02-10.gif
لقد قام الرافضي ببتر الكلام كما بينته بالأسهم، تعرفون لماذا؟ سوف تتفاجؤون .....
1 - الرواية كاملة تحكم على الرافضة، الذين يسبون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، أنهم كلهم في النار وأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه سوف لن يسمح لهم بجواز الصراط،،لذلك بترها الرافضي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/488)
2 - الرواية فيها أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يكن ليرضى لو أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لم يجعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الخليفة من بعده.
3 - الرواية فيها وصف للشيخين بأنهما سيدا كهول أهل الجنة بعد النبيين لذلك بترها الرافضي.
بعد أن بينا بتر الرافضي للنص وسبب ذلك، نرجع الى شيء آخر وهو التعليق على الرواية:
1 - الرافضي في عنوان الكتاب ذكر أنه سيذكر فضائل الخمسة من الصحاح الستة، فما باله أدخل كتاب:"تاريخ بغداد"؟ أين الالتزام بعنوان كتابه؟
2 - الرافضي بتر حكم الخطيب البغدادي رحمه الله على الرواية بأنها موضوعة. أين هي الأمانة العلمية في نقل الكلام؟
واليكم الرواية كاملة مصورة من كتاب: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي رحمه الله:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/ooouso10.gif
ولمن لا تظهر له الوثيقة بسبب ضعف الاتصال، هذه هي الرواية:
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر العطار أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن لؤلؤ الساجي أخبرنا عمر بن واصل بالبصرة سنة ثلاثمائة قال سمعت سهل بن عبد الله في سنة مائتين وخمسين بالبصرة يقول أخبرني محمد بن سوار خالي حدثنا مالك بن دينار أخبرنا الحسن بن أبي الحسن البصري عن أنس بن مالك قال لما حضرت وفاة أبي بكر الصديق سمعت علي بن أبي طالب يقول المتفرسون في الناس أربعة امرأتان ورجلان فاما المرأة الأولة فصفرا بنت شعيب لما تفرست في موسى قال الله في قصتها يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين والرجل الأول الملك العزيز على عهد يوسف والقوم فيه من الزاهدين قال الله تعالى وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا واما المرأة الثانية فخديجة ابنة خويلد لما تفرست في النبي صلى الله عليه و سلم وقالت لعمها قد تنسمت روحي روح محمد بن عبد الله إنه نبي لهذه الأمة فزوجني منه وأما الرجل الآخر فأبو بكر الصديق لما حضرته الوفاة قال لي إني قد تفرست في أن أجعل الأمر من بعدي في عمر بن الخطاب فقلت له إن تجعلها في غيره لن نرضى به فقال سررتني والله لأسرنك في نفسك بما سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت وما هو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن على الصراط لعقبة لا يجوزها أحد إلا بجواز من علي بن أبي طالب فقال علي: له أفلا أسرك في نفسك وفي عمر بما سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ فقال ما هو فقلت قال لي يا علي لا تكتب جوازا لمن سب أبا بكر وعمر فإنهما سيدا كهول أهل الجنة بعد النبيين قال أنس فلما أفضت الخلافة إلى عمر قال لي علي يا أنس إني طالعت مجاري القلم من الله تعالى في الكون فلم يكن لي أن أرضى بغير ما جرى في سابق علم الله وإرادته خوفا من أن يكون مني اعتراض على الله وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أنا خاتم الأنبياء وأنت يا علي خاتم الأولياء. هذا الحديث موضوع من عمل القصاص وضعه عمر بن واصل أو وضع عليه والله أعلم. [تاريخ بغداد ج10 ص 356]
وللمعلومية فالرواية موضوعة كما حكم عليها راويها الخطيب البغدادي وكذلك حكم عليها بالوضع ابن الجوزي كما في الوثيقة وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان [339/ 5].
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[30 - 09 - 10, 10:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
سوف أعرج على مؤلف احتج به صاحب الكتاب كثيرا وهو الامام نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي صاحب كتاب (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد)،وكما نبهنا من قبل فهذا الكتاب أيضا ليس من الصحاح الستة كما في عنوان الكتاب، ومعروف أيضا أن هذا الكتاب ألفه صاحبه الامام الهيثمي وجمع فيه زوائد مسند الإمام أحمد وأبي يعلى الموصلي وأبي بكر البزار ومعاجيم الطبراني الثلاثة، ويحكم على الأحاديث تصحيحا وتضعيفا، فماذا فعل الفيروز آبادي المدلس؟ فخشية افتضاح أمره قام بحذف أحكام الهيثمي على الروايات، لأن أغلب الروايات التي استدل بها اما ضعيفة أو موضوعة، أو في اسنادها مجهول أو أكثر [وفيهم من لا أعرفهم].وقد صورت بعض الروايات [9] وان كان العدد كثيرا جدا، لكن هذه تعطيك فكرة عن الباقي، وعلقت أسفلها داخل اطار بالأحمر، حيث أذكر كلام الهيثمي كاملا، وقد سطرت بخط متقطع تحت الكلام الذي حذفه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/489)
الرافضي.
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/110.png
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/210.png
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/310.png
والحمد لله رب العالمين.
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[30 - 09 - 10, 10:16 م]ـ
ومع كتاب آخر اعتمد عليه الرافضي الفيروز آبادي المدلس الكذاب، وطبعا هو ليس من الصحاح الستة التي عنون الرافضي كتابه بها، الكتاب هو:"الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة" لابن حجر الهيتمي، مع أن الكتاب هو أصلا عمل مؤلفه للرد على الرافضة الزنادقة كما هو واضح من عنوان الكتاب وكما ذكر الهيتمي في مقدمة الكتاب، ومما قاله:" ومما يرشدك إلى أن ما نسبوه-أي الرافضة- إليهم-أي أهل البيت- كذب مختلق عليهم أنهم لم ينقلوا شيئا منه بإسناد عرفت رجاله ولا عدلت نقلته وإنما هو شيء من إفكهم وحمقهم وجهلهم وافترائهم على الله سبحانه وتعالى فإياك أن تدع الصحيح وتتبع السقيم"،وقال أيضا:"فقاتل الله الرافضة ما أجهلهم وأحمقهم "،وقال أيضا:"أكابر أهل البيت بريؤون من عجائب كذب وافتراء الرافضة" وقال أيضا:"أولئك المبتدعة الرافضة ليسوا من شيعة علي وذريته بل من أعدائهم "،وأيضا:"الفرقة المسماة بالشيعة الآن إنما هم شيعة إبليس لأنه استولى على عقولهم فأضلها ضلالا مبينا ".
هذا هو بعض ما قال الهيتمي في الرافضة، اذن فالكتاب مخصص للرد على ترهاتهم، فماذا فعل الرافضي؟ كالعادة، يأتي بالرواية من الكتاب ويحذف حكم ابن حجر الهيتمي عليها، للتلبيس على الناس. ألا لعنة الله على الكاذبين، وسأختار بعض النصوص:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/210.gif
في هذه الرواية حذف الرافضي بقية كلام الهيتمي وهو: [بل جنح الذهبي إلى الحكم على ذلك بالوضع].
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/310.gif
هنا أيضا الرافضي فعل نفس الشيء، وكلام الهيتمي كاملا: [وفي رواية سندها ضعيف جدا].
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/14-02-10.gif
وهنا أيضا نفس الأسلوب الرافضي ففي هذه الرواية قد حكم الهيتمي على الرواية قائلا: [وهو ضعيف] فحذفها الرافضي للتلبيس.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[30 - 09 - 10, 10:23 م]ـ
من الكتب التي اعتمد عليها الرافضي المدلس الكذاب بحق، ميزان الاعتدال في نقد الرجال للامام أبي عبد الله الذهبي، وأريد التنبيه الى أن هذا الكتاب هو كتاب جرح وتعديل،وليس من الصحاح الستة التي عنون بها المؤلف كتابه، وقد ذكر الذهبي في المقدمة التالي:"وقد احتوى كتابي هذا على ذكر الكذابين الوضاعين المتعمدين قاتلهم الله، وعلى الكاذبين في أنهم سمعوا ولم يكونوا سمعوا، ثم على المتهمين بالوضع أو بالتزوير، ثم على الكذابين في لهجتهم لا في الحديث النبوى، ثم على المتروكين الهلكى الذين كثر خطؤهم وترك حديثهم ولم يعتمد على روايتهم، ثم على الحفاظ الذين في دينهم رقة، وفي عدالتهم وهن، ثم على المحدثين الضعفاء من قبل حفظم، فلهم غلط وأوهام، ولم يترك حديثهم، بل يقبل ما رووه في الشواهد والاعتبار بهم لا في الاصول والحلال والحرام، ثم على المحدثين الصادقين أو الشيوخ المستورين الذين فيهم لين ولم يبلغوا رتبة الاثبات المتقنين، ثم على خلق كثير من المجهولين ممن ينص أبو حاتم الرازي على أنه مجهول، أو يقول غيره: لا يعرف أو فيه جهالة أو يجهل، أو نحو ذلك من العبارات التى تدل على عدم شهرة الشيخ بالصدق، إذ المجهول غير محتج به، ثم على الثقات الاثبات الذين فيهم بدعة، أو الثقات الذين تكلم فيهم من لا يلتفت إلى كلامه في ذلك الثقة، لكونه تعنت فيه، وخالف الجمهور من أولى النقد والتحرير، فإنا لا ندعى العصمة من السهو والخطأ في الاجتهاد في غير الانبياء". ميزان الاعتدال [ج1/ص3].
وقد اخترت بعض الروايات [8] التي تعطيك فكرة عن الباقي، وتنوع تدليس وكذب الرافضي بين حذف تضعيف الذهبي للروايات وبالعكس زعم ان الذهبي يصحح الروايات وهو بريء من ذلك:
1 - قال الرافضي الكذاب:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/510.gif
هنا كذب الرافضي على الامام الذهبي وزعم أنه صحح الرواية، مع أن الذهبي علق على الرواية قائلا: "هذا منكر جدا".
2 - قال الرافضي الكذاب: http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/610.gif
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/490)
وهنا أيضا يكذب الرافضي على الامام الذهبي ويزعم أنه صحح الحديث،مع أن الامام الذهبي ذكر هذه الرواية من كلام ابن حبان وهذا هو النص:"قال ابن حبان: مات سنة خمسين ومائتين كان داعية إلى الرفض، ومع ذلك يروى المناكير عن المشاهير، فاستحق الترك، وهو الذى روى عن شريك، عن عاصم، عن زر، عن عبدالله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم معاوية على منبرى فاقتلوه". فأين تصحيح الذهبي للرواية يا كذاب؟
3 - قال الرافضي الكذاب:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/410.gif
هنا كذب الرافضي كذب على الامام الذهبي وزعم أنه صحح الرواية،ألا لعنة الله على الكاذبين، وهذا كلام الذهبي كاملا، لتعرفوا كذب الرافضي. قال الامام الذهبي:"5057 - عبد السلام بن عجلان. كناه مسلم أبا الخليل، وكناه غيره أبا الجليل - بالجيم. حدث عنه بدل بن المحبر. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وتوقف غيره في الاحتجاج به، عن بدل بن المحبر، عن عبد السلام بن عجلان، عن أبى يزيد المدنى، عن أبى هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول شخص يدخل الجنة فاطمة. خرجه أبو صالح الموذن في مناقب فاطمة".
4 - قال الرافضي:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/810.gif وكالعادة بتر حكم الذهبي على الرواية حيث قال:"غريب منكر".
5 - قال الرافضي:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/710.gif
وكالعادة بتر حكم الذهبي على الرواية حيث قال:"هذا حديث غريب جدا".
6 - -قال الرافضي:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/311.gif
لقد قام الرافضي هنا أيضا بحذف تضعيف الذهبي للرواية حيث قال:"هذا حديث منكر".
7 - قال الرافضي:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/211.gif
لقد قام الرافضي هنا أيضا بحذف تضعيف الذهبي للرواية حيث قال:"غريب منكر".
8 - قال الرافضي:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/112.gif
لقد قام الرافضي بحذف تعليق الذهبي على الرواية مضعفا حيث قال:"قلت: الفضل لا أعرفه".
http://vb.arabseyes.com/uploaded/15269_1162760664.gif
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[30 - 09 - 10, 10:27 م]ـ
http://www.alasad.net/card/images/small/61.gif
من الكتب التي استدل بها الرافضي صاحب الكتاب كثيرا:"الاصابة في تمييز الصحابة للحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله "،وقد تنوع نقل الرافضي كما عودنا بين الخيانة العلمية وبتر النصوص وبتر أحكام الحافظ ابن حجر على الروايات، وأذكر أن هذا الكتاب أيضا ليس من الصحاح الستة التي عنون بها الرافضي كتابه.
وقد اخترت فقط (5) نصوص، التي تنبيك عن الباقي:
1 - قال الرافضي:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/113.gif
هنا قام الرافضي ببترتضعيف ابن حجر وغيره للرواية، وهذا كلامه، وقد لونت بالأحمر الجزء المحذوف من الرافضي:
[إسماعيل بن عياش عن محمد بن عياض عن أبيه عن العباس بن بزيع عن أبيه مرفوعا تزيين الجنة بالحسن والحسين وفيه لا يدخلك مراء ولابخيل وفي إسناده مجاهيل قال أبو موسى هذا غريب جدا]
2 - قال الرافضي:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/212.gif
هنا قام الرافضي بعملية بتر وحذف رهيبة، للاستدلال بهذه الرواية المتهالكة، وقد لونت ما حذفه الرافضي:
[في حديث لأنس ضعيف السند ذكره الخطيب في المؤتلف من طريق القاسم بن خليفة حدثنا أبو يحيى التيمي إسماعيل بن إبراهيم عن مطير أبي خالد عن أنس بن مالك قال كنا إذا أردنا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن شيء أمرنا عليا أو سلمان أو ثابت بن معاذ لأنهم كانوا اجرأ أصحابه عليه فلما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح فذكر حديثا منكرا في فضل علي فيه إنه أخي ووزيري وخليفتي في أهل بيتي وخير من أخلف بعدي قال الخطيب مطير مجهول قلت وأبو يحيى التيمي ضعيف جدا]
3 - قال الرافضي:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/312.gif
هنا قام الرافضي ببتر حكم الرواية، وذكر أن الدارقطني رواه،لكن المدلس حتى حكم الدارقطني على الرواية بتره، وهذا الكلام كاملا:
[عن جابر الجعفي عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن الأخضر بن أبي الأخضر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أنا أقاتل على تنزيل القرآن وعلي يقاتل على تأويله وقال بن السكن هو غير مشهور في الصحابة وفي إسناد حديثه نظر وأشار الدار قطني إلى أن جابرا تفرد به وجابر رافضي].
4 - قال الرافضي:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/411.gif
هنا أيضا حذف الرافضي حكم ابن حجر على الرواية وسألونه:
[أبو ليلى الغفاري ذكره أبو أحمد وابن منده وغيرهما وأخرجوا من طريق إسحاق بن بشر الأسدي أحد المتروكين عن خالد بن الحارث عن عوف عن الحسن عن أبي ليلى الغفاري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول سيكون من بعدي فتنة فإذا كان ذلك فألزموا علي بن أبي طالب فإنه أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وهو الصديق الأكبر وهو فاروق هذه الأمة وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين].
5 - قال الرافضي:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/18-02-10.gif
هنا قام الرافضي ببتر حكم ثلاث علماء على الرواية بأنها ضعيفة ومكذوبة، قبح الله الكذب، وحذف اسم العقيلي من المصادر، واليكم الكلام كاملا:
[وقد أخرجه العقيلي في ترجمة موسى بن القاسم من الضعفاء وابن منده من رواية علي بن هاشم بن البريد حدثني أبي حدثنا موسى بن القاسم حدثتني ليلى الغفارية قالت كنت أغزو مع النبي صلى الله عليه و سلم فأداوي الجرحى وأقوم على المرضى فلما خرج علي إلى البصرة خرجت معه فلما رأيت عائشة أتيتها فقلت هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم فضيلة في علي قالت نعم دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو معي وعليه جرد قطيفة فجلس بيننا فقلت أما وجدت مكانا هو أوسع لك من هذا فقال النبي صلى عليه وآله وسلم يا عائشة دعي لي أخي فإنه أول الناس إسلاما وآخر الناس بن عهدا وأول الناس لي لقيا يوم القيامة قال العقيلي لا يعرف إلا لموسى بن القاسم قال النجاري لا يتابع عليه انتهى وفي سنده عبد السلام بن صالح أبو الصلت وقد كذبوه].
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/491)
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[30 - 09 - 10, 10:33 م]ـ
من الكتب التي استدل بها الرافضي في كتابه، كتاب:"الكامل في ضعفاء الرجال"،للإمام الحافط أبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني مع أن هذا الكتاب فقط مخصص لذكر الرواة الوضاعين والكذابين والضعفاء وذكر رواياتهم، فكيف يحتج بهذه الروايات؟،لكن هذا هو حال الرافضة الكذابين، عليهم من الله ما يستحقون، مع أن الامام ابن عدي ذكر في مقدمة كتابه [ج1/ص1و2]:
[وذاكرا في كتابي هذا كل من ذكر بضرب من الضعف .. وذاكر لكل رجل منهم مما رواه ما يضعف من أجله، أو يلحقه بروايته]
اللبيب من الاشارة يفهم، وشتان بين عنوان الكتاب"فضائل الخمسة من الصحاح الستة" والكتب التي يستدل بالروايات منها!!!!!!
وسأعرج على بعض الروايات (6):
1 - قال الرافضي:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/115.gif
هذه الرواية قال فيها ابن عدي:"وهذا باطل"،لكن الرافضي لم يذكرها، وكذلك هذه الرواية ذكرها في ترجمة "محمد بن المغيرة الشهرزوري " وقال عنه:"يسرق الحديث وهو عندي ممن يضع الحديث"،اذن هذا هو حكم ابن عدي على الرواية وعلى راويها بأنه وضاع.
2 - قال الرافضي:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/213.gif
هذا الحديث ذكره ابن عدي في ترجمة"احمد بن سالم بن خالد بن جابر بن سمرة أبو سمرة" وقال فيه:"كوفي ليس بالمعروف وله أحاديث مناكير "،اذن فراوي هذا الحديث مجهول وأحاديثه منكرة.
3 - قال الرافضي:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/313.gif
هذه الرواية ذكرها ابن عدي في ترجمة عبد الله بن حكيم أبو بكر الداهري الضبي،وذكر أقوال العلماء فيه:
" أخبرنا إسماعيل بن موسى الحاسب ثنا جبارة حدثني أبو بكر عبد الله بن حكيم البصري الضبي وحدثنا بن أبي عصمة ثنا أحمد بن أبي يحيى سمعت يحيى يقول أبو بكر الداهري ليس بشئ
ثنا علي بن أحمد بن سليمان ثنا بن أبي مريم سألت يحيى بن معين عن أبي بكر الداهري فقال ليس بثقة
ثنا بن حماد ثنا العباس عن يحيى قال أبو بكر الداهري ليس حديثه بشئ
ثنا بن أبي عصمة ثنا أحمد بن أبي يحيى سئل أحمد بن حنبل عن أبي بكر الداهري وأنا أسمع يروي عن سفيان قال يروي أحاديث مناكير ليس هو بشيء
سمعت بن حماد يقول قال السعدي أبو بكر الداهري كذاب مصرح وقال النسائي أبو بكر الداهري ليس بثقة ".
وفي الأخير حكم عليه وعلى رواياته قائلا:"والذي رويت للداهري حتى من هذه الأحاديث التي ذكرتها فكلها لا يتابع أحد الداهري عليه وله غير ما ذكرت من الحديث كذلك أيضا منكر الحديث "
هذا هو حال الرواية وحال راويها، والله المستعان.
للعلم فالرواية كاملة:"عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يبغض الأنصار الا منافق ومن أبغض أهل البيت فهو منافق ومن أبغض أبا بكر وعمر فهو منافق"
4 - قال الرافضي:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/412.gif
هذه الرواية وصفها ابن عدي بالمنكرة، ووصف راويها قائلا:"ولعيسى بن عبد الله هذا غير ما ذكرت وعامة ما يرويه لا يتابع عليه ".
5 - قال الرافضي:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/511.gif
وصف صاحب هذه الرواية بالتالي:"ولمحمد بن عبيد الله غير ما ذكرت من الحديث وهو كوفي ويروي عنه الكوفيون وغيرهم وهو في عداد شيعة الكوفة ويروي من الفضائل أشياء لا يتابع عليها"
وقد ذكر كذلك أقوال العلماء من قبله فيه، حيث قال:
"محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن داود بن الحصين قال بن معين: ليس هو بشئ ولا ابنه معمر
سمعت بن حماد يذكره عن البخاري حدثنا الجنيدي ثنا البخاري قال ثنا محمد بن عبيد الله بن أبي رافع مولى النبي عن داود بن الحصين منكر الحديث يروي عن علي بن هاشم ومندل حدثنا بن حماد ثنا عباس عن يحيى قال بن أبي رافع الذي يحدث عنه حبان بن علي ليس حديثه بشئ"
6 - قال الرافضي:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/611.gif
ذكر ابن عدي هذه الرواية في ترجمة "حماد بن يحيى بن المختار" وذكر أنه شيعي غير معروف [مجهول].
والحمد لله رب العالمين
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[30 - 09 - 10, 10:36 م]ـ
http://i225.photobucket.com/albums/dd117/ABIDO777/v012.gif
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/492)
ونكمل الموضوع مع الرافضي المدلس، الذي زعم في عنوان كتابه أنه استدل من الصحاح الستة، التي انقلبت في الكتاب الى كتب معمولة للضعفاء وجمع رواياتهم، والآن مع كتاب آخر استدل به الرافضي وهو كتاب عمله مؤلفه لجمع اسماء الضعفاء ورواياتهم، فجاء المدلس ونقل هذه الروايات الضعيفة واستدل بها،ليخدع الناس وما خدع الا نفسه المريضة. الكتاب هو:"الضعفاء ومن نسب الى الكذب ووضع الحديث، ومن غلب على حديثه الوهم، ومن يتهم في بعض حديثه، ومجهول روى ما لا يتابع عليه، وصاحب بدعة يغلو فيها ويدعو اليها وان كانت حاله في الحديث مستقيمة"،هذا هو عنوان الكتاب كاملا، أما اختصارا فيسمى "ضعفاء العقيلي"،أما المدلس الرافضي فلم يذكر لا الاسم الكامل للكتاب ولا حتى المختصر، بل حذف كلمة"ضعفاء" وترك فقط"العقيلي" لكي لا ينفضح. أما صاحب الكتاب فهو الامام العلم الحجة أبو جعفر العقيلي رحمه الله. وكما عودنا الرافضي الحذف والتدليس، وقد اقتصرت فقط على ثلاث روايات تنبيك عن الباقي، مع ان كل الروايات هي ضعيفة كما هو ظاهر من عنوان الكتاب:
1 - قال الرافضي:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/116.gif
هذه الرواية ذكرها العقيلي في ترجمة احد الرواة الضعفاء:"أشعث بن عم حسن بن صالح كوفي كان له مذهب ليس ممن يضبط الحديث ".
2 - قال الرافضي: http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/214.gif
قال العقيلي معلقا على هذه الرواية:"ولا يروى هذا المتن من وجه يثبت"
3 - قال الرافضي:
http://i61.servimg.com/u/f61/13/71/70/71/314.gif
هنا وضعت السهم الأحمر لبيان ان هناك عملية حذف قام بها الرافضي، هذه الرواية ذكرها العقيلي في ترجمة أحد الضعفاء،وهذا كلامه وقد لونت ما حذفه الرافضي بالاحمر، لانه صاحب الترجمة وقد لونت بالازرق حكم العقيلي عليه وعلى روايته المتهالكة، وهذه الترجمة كاملة مع الرواية:
" خلف بن مبارك كوفى لا يتابع على حديثه وهو مجهول بالنقل حدثناه إبراهيم بن عبد الله الفارسي قال حدثنا محمد بن يحيى بن الضريس الفيدى قال حدثنا خلف بن مباركقال حدثنا شريك عن أبى إسحاق عن الحارث عن علي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أعطيت في علي خمس خصال لم يعطها ربي في أحد قبلى أما خصلة منها فإنه يقضى ديني ويوارى عورتى واما الثانية فإنه الذائد عن حوضى واما الثالثة فإنه متكئ لي في طريق الحشر يوم القيامة وأما الرابعة فإن لوائى معه يوم القيامة وتحته آدم وما ولد وأما الخامسة فإني لا أخشى أن يكون زان بعد إحصان ولا كافر بعد إيمان ليس له من حديث أبى إسحاق أصل ولا من حديث شريك وقد روى بإسناد لين ".
http://vb.arabseyes.com/uploaded/15269_1162760664.gif
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[30 - 09 - 10, 11:00 م]ـ
بارك الله فيك ............... وكذالك نفصل الايات ولتستبين سبيل المجرمين
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[05 - 10 - 10, 12:30 م]ـ
جهد طيب، نفع الله بك
بعد التمام اجمعه في صورة كتاب للرد على المسكين الرافضي في كتابه هذا
وكتب الرافضة التي على تلك الشاكلة لا تحصى كثرة، لو تتبعت كتابا كتابا للرد عليها، ماصلى الإنسان ولا نام!
ولكن جل كلامهم متشابه منقول، بعضهم ينقل من بعض، ويجندون العشرات من المساكين الصغار يبحثون ويفتشون، ليخرج المؤلف في المجلدات الكبار ليوضع عليها اسم آية الله العظمى فلان، مما يقطع الناظر أنه ليس من تأليفه ولا اطلاعه، مثل موسوعة الغدير ونحوها من الكتب الجماعية!
ـ[محمود المصري]ــــــــ[05 - 10 - 10, 04:26 م]ـ
لو تتبعت كتابا كتابا للرد عليها، ماصلى الإنسان ولا نام!
أضحك الله سنك أخي عمرو ... حقا صدقت
وبارك الله فيكم أخي الكريم كاوا محمد ... اسأل الله أن يبارك في مجهوداتك ... لعلي أنشط في المستقبل القريب في ترجمة بعض ما تفضلت به ... إن يسر الله هذا الأمر فسأعلمك وأستشيركم قبلها وأحيل إليكم وإلى موقعكم
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 06:25 م]ـ
لله درك أخي كاوا فأنت على ثغر، واصل، ولعلك تجمعه كما طلب الإخوة في ملف خاص حتى يتسنى لنا نشره ويبقى أزمان طويلة ..
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[21 - 11 - 10, 04:32 م]ـ
http://img403.imageshack.us/img403/1861/wwwm77gcom486qw6.gif
ـ[العجيزي]ــــــــ[21 - 11 - 10, 05:39 م]ـ
تم قراءة جزء من الرد علي هذا الرجل ولي عوده لقراءة ما تبقي(65/493)
من المعروف أن العقيدة هي التي تحفز المسلم طبعا العقيدة السليمة تحفزه على العمل والنشاط
ـ[محمد السلفي المقدسي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 11:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعروف أن العقيدة هي التي تحفز المسلم طبعا العقيدة السليمة تحفزه على العمل والنشاط
لكن سؤالي هو عندما لا تؤدي العقيدة العمل المطلوب والنشاط المطلوب أو وظيفته المطلوبة فكيف يعزز عمله ويعيد نشاطه
هل يبحث عن مزيد من البراهين على وجود الله أم عن طريق المزيد من العمل والتعبد؟
وسؤالي الثاني
هل الأشاعرة يختلفون مع السلف في الإيمان عند السلف الإيمان ما وقر في القلب وصدقته الجوارح أو هو تصديق بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان
فهل الأشاعرة متفقين مع السلف في هذا المفهوم ام لا
سؤال ثالث
ما علاقة المذاهب الفقهية بالعقائد أو بصيغة أخرى أسمع أن السلف حنابلة والمالكية والشافعية أشاعرة والحنفية ماتريدية
بل أحيانا أسمع أحدهم عندما يقسم أهل السنة يقول حنابلة وأشاعرة وماتريدية فهل هذا التقسيم صحيح أم كيف
سؤال رابع
هل الأختلاف حول أقسام المعاصي إلي كبائر وصغائر إختلاف بين المذاهب الفقهية الأربعة أم بين الفرق من ناحية عقدية يعني هل هو إختلاف فقهي أم إختلاف بين السلف والأشاعرة وغيرهم من ناحية عقدية
كمان سؤال خامس
متى تم تدوين أو تقنين أو كتابة عقيدة السلف بالتحديد بهذه الصورة التي نراها بالكتب الآن وكذلك الأشاعرة متى ظهروا وأيضا الماتريدية يعني السنة بالتحديد أو تقريبا
أجيبونا رحمكم الله يا طلبة العلم
ـ[محمد السلفي المقدسي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 11:20 م]ـ
أجيبونا يا طلبة العلم
رحمكم الله وأدخلكم جنته
ـ[محمد السلفي المقدسي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 01:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للرفع لعله أحد يجيبنا
ـ[محمد السلفي المقدسي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 05:32 م]ـ
وينكم يا طلبة العلم
أجيبونا
إذا مش عارفين كل الأسئلة أجيبوني على جزء منها(65/494)
قولهم: ما جاد الزمان بمثله؟؟
ـ[السني]ــــــــ[01 - 10 - 10, 12:49 ص]ـ
إذا أرادوا مدح إنسان أو عالم قالوا ذلك، ففي قلبي من هذه العبارة شيء.
فما قولكم دام فضلكم؟؟
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 01:27 ص]ـ
لاشك أن الكلمة إذا أخذت على ظاهرها وعمومها فهي خطيرة جدا؛ لما في ذلك من نسبة الخلق للزمان وتفضيل الممدوح على البشر جميعا بما في ذلك الأنبياء!!
ولكن يبدو أن مقصد قائلها ماوجد في زمن الممدوح مثله! فقرينة الحال تقيد مثل هذه العمومات والاطلاقات! وحينئذ يبقى النظر في صدق القائل؟ ومايدريه لعل في زمنه من هو خير منه؛ فهذا موسى وهو نبي مكلم خفي عليه أن في زمانه من هو أعلم منه! ثم مايدري هذا القائل لعل الممدوح أقل مما ظن بكثير، أوخلاف ماظن! ولهذا يجب على الانسان أن يتورع في المدح؛ حذرا من المزالق المذكورة، واتباعا لنبيه الذي حذر من المدح وذم أهله في نصوص كثيرة يعلمها الخاص والعام، ولكننا للأسف نغفل عنها كثيرا فترى كثيرا منا يكيل المدح بلا حساب!!
ـ[السني]ــــــــ[01 - 10 - 10, 11:28 ص]ـ
سددك الله ونفع بك
الأصل أن الكلام يؤخذ على ظاهره، والكلام - من غير النظر لقصد قائله - يجب أن يُرد، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتساهل في ذلك، ولا يخفاك إنكاره على المتكلم في مواطن عدة.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[01 - 10 - 10, 12:27 م]ـ
القائل لهذه العبارة يقصد زمانة الذي يعيش فيه. وليس الزمان كله. وهو من المبالغة في المديح.(65/495)
الأدلة الندية في إثبات نبوة خير البرية - بسام زوَادي
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[01 - 10 - 10, 02:11 م]ـ
الأدلة الندية في إثبات نبوة خير البرية
بِقَلَمْ
بَسَّامْ زَوَادي
المُشْرِف عَلى مَوْقِع
) www.call-to-monotheism.com(
تَرْجَمَهُ وَدققَهُ وَحرَّره
أيمن بن خالد الشافعي
المقال في الملف المرفق
.
ـ[محمد السالم]ــــــــ[02 - 10 - 10, 01:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا
قرات المقال من أوله إلى آخره، وأدعو للكاتب أن يجزيه الله كل خير، ويوفقه لكل خير.
مقال نافع بحق.
ـ[أدهم سيد]ــــــــ[02 - 10 - 10, 08:55 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أحمد السويد]ــــــــ[02 - 10 - 10, 11:48 ص]ـ
ما شاء الله!
أين أجد النسخة الإنجليزية منه؟ فقد يشتد الاحتياج إليه في النقاشات مع غير المسلمين، علمًا بأن الموقع المحال إليه لا يعمل.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 - 10 - 10, 12:52 م]ـ
هذا هو رابط الموقع:
http://www.call-to-monotheism.com
وبريد الأخ بسام موجود في الملف فيمكنك مراسلته وسؤاله عن النسخة باللغة الأنجليزية فهي النسخة الأصل.
ـ[أحمد السويد]ــــــــ[02 - 10 - 10, 10:10 م]ـ
شكرًا على الإفادة، وسأبحث عن النسخة الإنجليزية في موقع الشيخ بسام، فالرابط الجديد وجدته يعمل.
شكر الله لكم.(65/496)
سؤال في العقيدة
ـ[عبد الرحمن ابوبندر]ــــــــ[01 - 10 - 10, 08:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة المشائخ
س/هناك من يقول (ياليت بنقل الكعبة من مكة وحتى .... أو يقول أتمنى أن تكون الكعبة في ...... ويذكر أي مكان ويتمنى ان تكون المشاعر المقدسة كذلك) وغيرها مثل هذه العبارات هل هذا الكلام يعاقب عليه الشخص أم لا
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 02:30 ص]ـ
ما أراه إلا اعتراض على قدر الله وحكمة الله ... !!!
ـ[سفيان ابو شيماء]ــــــــ[02 - 10 - 10, 02:23 م]ـ
مثل هدا لا اراه الا جاهل فيبين له خطر قوله و احكام الله ليس اعتباطية و لا عبثية و ان العبادات توقيفية لا بالشهوى و لا بالعاطفة و لا مزاجية
فالله سبحانه عليم خبير حكيم لطيف فيبين لهدا معنى هده الاسماء لعله يتوقف على هراءه(65/497)
الإسلام دين ودولة
ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[02 - 10 - 10, 11:42 م]ـ
فكما بَيَّنَ الإسلام علاقة العبد بربِّه واتصاله به وآدابه معه، بَيَّنَ أنواع التصرفات مِن البيع والتأجير والمشاركات، والعقود الخيرية مِن الأوقاف والوصايا والهدايا.
كما بَيَّنَ أحكام النكاح والعلاقات الزوجية، مِن الشروط والعِشرة والنفقات والفُرقة الزوجية، وآدابها وأحكامها والعِدَد ومتعلقاتها، ثم ما تُحْفَظ به النفس مِن عقوبة الجنايات كالقصاص والدِّيات والحُدود.
ثم تطبيق هذه الأحكام وتنفيذها مِن أبواب القضاء وأحكامه.
فقد نَظَّمَ الإسلام العلاقات بين الناس، في أسواقهم ومزارعهم وأسفارهم وبيوتهم وشوارعهم. فلم يَدَع شيئاً يحتاجون إليه في شؤونهم إلا بَيَّنَه، بأعدل نظام وأحسن ترتيب.
فالناس يحتاج بعضهم إلى بعض في هذه الحياة الدنيا، لأن الإنسان مدنيٌ بطبعه، يحتاج إلى صاحبه كما أن صاحبه محتاج إليه. ولا بد مِن قانون عادِل يَسُن لهم طُرُق المعاملات، وإلا حَلَّت الفوضى وتفاقم الشر، وأصبحت وسائل الحياة وسائل للهلاك والدمار.
وبِسَنِّ هذه القوانين مِن الحكيم العليم بيانٌ لما في الإسلام مِن رغبةٍ في العمل ومحبةٍ للكسبِ بأنواع التصرفات المباحة، حِفظاً للنفس وإعماراً للكون.
فهو دينِ الحركة والنشاط والعمل، يحُث عليه ويأمر به، ويجعله نوعاً مِن الجهاد في سبيل الله، وقِسماً مِن العبادات، يكره الكسل والخمول والاتكال على الغَيْر، قال الله تعالى: ?وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى? [سورة النَّجْم – الآية 39]، وقال تعالى: ?فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ? [سورة الجُمُعة – الآية 10].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((التاجر الصَّدوق يُحشَر يوم القيامة مع الصِدِّيقين والشهداء)) رواه الترمذي (1209)، والدارمي (2/ 247)، والدارقطني (3/ 7)، وفي العِلل (1156)، وضَعَّفَه الألباني في ضعيف الترمذي.
والنصوص في هذا كثيرة مستفيضة.
والإسلام بهذه الأحكام التي سَنَّ بها المعاملات وآدابها، أعطى كلَّ ذي حقٍ حقه، بالقِسط والعَدْل، ووَجَّه كلَّ ذي طبع إلى ما يلائمه مِن الأعمال، ليَعْمُر الكَوْن بالقيام بشتى طُرُقِ الحياة المباحة.
ثم يأتي مَن يهْرِف بما لا يعرِف وينعق بما لا يسمع، فينعي على الإسلام، ويرميه جهلاً بأن نُظُمَه غَيْر كافية للحياة المدنية والتقدم الحضاري، فلابُد مِن استبدالها أو تطعيمها بشيء مِن القوانين البشرية الوضعية.
يُريدون بذلك حُكْم الجاهلية الذي تَخَلَّقت به الوحوش الضارية مِن أعداء البشرية، الذين سفكوا الدماء، وقتلوا الأبرياء، وأيموا النساء، وأيتموا الصِّغار وآذوا الضعفاء، وأكلوا أموال الفقراء بحكم الطاغوت وشريعة الغاب.
وهذه النُظُم الجائرة وتلك الأحكام القاطعة الظالمة، هي النُّظُم الملائمة عندهم للوقت الحاضر، والصالحة لمقتضيات الحياة الحديثة، والأوضاع المتجددة.
أما الشريعة السماوية والدستور الإلهي الذي سُنَّ مِن قِبَل حكيمٍ خبيرٍ، عالمٍ بأحوال البشر في حاضرهم ومستقبلهم ليكون النظام الأفضل، فهو غير صالح عند هؤلاء الذين يبغون حُكْم الجاهلية، قال الله تعالى: ?أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ? [سورة المائدة – الآية 50].
بَصَّر اللهُ المسلمين بما ينفعهم، وأعادهم إلى حظيرة دينهم، وأعزهم به وأعزه بهم، إنه حميدٌ مجيد، سميعٌ قريب.
كتبه: عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام
مِن كتاب: تيسير العلام شرح عمدة الأحكام لعبد الغني المقدسي(65/498)
(مصحف البحر الميت) مقال لإبراهيم السكران حول محمد أركون.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[03 - 10 - 10, 08:47 ص]ـ
السلام عليكم
هذا مقال للشيخ ابراهيم السكران وفقه الله حول محمد أركون الذي أخذه الموت قبل فترة بسيطة.
يقول الشيخ:-
الحمدلله وبعد،،
ماذا يجري في الصحافة السعودية هذه الأيام؟ حسناً .. تأمل معي هذا التصفيق الحار في الصحافة السعودية:
- (أعتقد دون مبالغة أن أركون المجدد الأكبر للإسلام في عصرنا الراهن) [الشرق الأوسط، 16 سبتمبر 2010]
- (أركون من الكبار الذين كانوا يجاهدون في بث النور، وإحلاله محل الظلمة الكالحة في عالمنا العربي) [الوطن، 18سبتمبر 2010]
- (يظل أركون مشعلاً حقيقياً) [الوطن، 17 سبتمبر 2010]
- (يهدف أركون إلى استخلاص التجربة الروحية الكبرى للإسلام وتنقيتها من كل ما علق بها على مدار تاريخ المسلمين) [الرياض، 19سبتمبر2010]
- (أركون أول من قدم نقدا للتفكير الخرافي المعارض للمعرفة، وبدد هيمنة الأسطورة في العقل العربي-الإسلامي) [الرياض، 16سبتمبر2010]
- (أركون أحد حكماء المسلمين الكبار) [الشرق الأوسط، 17 سبتمبر 2010]
- (خلال الأيام الثلاثة الأخيرة اشتغلت بكل ما كان متاحاً، ورقياً أو إلكترونياً، بتوديع ثقافتنا لرمز عالمي مثل الراحل الأخير محمد أركون) [الوطن 19سبتمبر2010]
- (أركون أحد هذه الهامات الفكرية من المشهد الثقافي والفكري العربي) [صحيفة اليوم، 19 سبتمبر2010]
- (عمل محمد أركون طوال أكثر من نصف قرن على تقديم قراءة جديدة للإسلام، قراءة تستند إلى مرجعيات ومناهج علمية) [الحياة 16 سبتمبر2010]
- (ساهمت -أفكار أركون- بقوة في الدفاع عن القيم الإسلامية النبيلة) [الشرق الأوسط، 16سبتمبر 2010]
- (نجح أركون في العودة بالإسلام إلى طابعه الإنساني) [الشرق الأوسط 18سبتمبر 2010]
هذه نماذج فقط، ويمكن مراجعة الصحافة السعودية خلال الأسبوع الماضي لتسمع أضعاف هذه الطبول.
حسناً .. لماذا هذه الدعاية الصحفية السعودية لأركون؟ ماذا وراء هذا الإمعان في التلميع والمغالاة في ألفاظ المديح لشخصية محمد أركون؟ لماذا تعرض الصحافة السعودية أركون باعتباره: المجدد الأكبر، المجاهد لبث النور ومكافحة الظلام، المشعل الحقيقي، حكيم الاسلام الكبير، الهامة الفكرية، معيد الاسلام لطابعه الانساني، صاحب المنهج العلمي في دراسة الإسلام، الخ الخ؟
ماذا وراء حفلة الإطراء هذه ياترى؟ لماذا تسكب هذه الأوصاف التبجيلية بهذه الحمولة المتجاوزة للوزن المسموح به؟ هذا قطعاً ليس ممارسة عفوية، وليس حدثاً عشوائياً غير مفهوم، بل هذا التمجيد إنما هو لاعتبارات تتعلق بفكر هذا الشخص الممجّد ذاته، هذا يعني أننا لا يمكن أن نصل لتفسير هذه الدعاية إلا بمعرفة ماذا يريد أركون نفسه؟
إذن لننتقل إلى إلقاء الضوء على شئ من أفكار أركون، وقبل أن ننتقل لذلك أحب التنويه إلى أنني تعمدت إغفال أسماء الكتّاب لهذه الشواهد الصحفية السابقة لأنني لست معنياً بآحاد وأفراد هؤلاء الكتّاب، وإنما المراد تفسير كامل البنية الإعلامية السعودية وكيف تصنع مثل هذه التوجهات، نريد تناول الإعلام السعودي كنظام ينتج المعرفة بطريقةٍ ما ويروجها للقارئ المحلي، ولذلك جعلت الشواهد السابقة معمّاة الكاتب عمداً لتجريدها من ارتباطاتها الآحادية والفردية، وتحويلها إلى مجرد نماذج لنظام إعلامي.
-مشروع مصحف البحر الميت:
جوهر مشروع أركون هو (إعادة دراسة القرآن على ضوء العلوم الإنسانية)، ويتصور البروفيسور محمد أركون أنه لا يوجد اليوم على وجه الأرض نص صحيح للقرآن، وأن النص القرآني الموجود اليوم نص محرّف، وأن النص الأصلي شبه مفقود، لكن ما الحل في نظر أركون؟ من أطرف مشروعات أركون لحل هذه المشكلة التي يراها أنه لا يمكن أن نصل للنص الصحيح للقرآن إلا إذا وصلنا إلى مخطوطات موجودة في البحر الميت، هذه المخطوطات اللاهوتية في البحر الميت ستوصلنا إلى النص الصحيح للقرآن، كما يقول أركون:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/499)
(لنذكر الآن المهام العاجلة التي تتطلبها أية مراجعة نقدية للنص القرآني .. ، أي نقد القصة الرسمية لتشكيل القرآن، هذا يتطلب منا الرجوع إلى كل الوثائق التاريخية سواءً كانت ذات أصل شيعي أم خارجي أم سني، هكذا نتجنب كل حذف تيولوجي لطرف ضد آخر، بعدها نواجه ليس فقط مسألة إعادة قراءة هذه الوثائق، وإنما أيضاً محاولة البحث عن وثائق أخرى ممكنة الوجود كوثائق البحر الميت التي اكتشفت مؤخراً) [تاريخية الفكر العربي الإسلامي، أركون، 290]
إذن المصحف الموجود بين أيدينا مصحف ناقص، ونحتاج إلى مصحف مبني على مخطوطات البحر الميت.
ليس ذلك فقط، بل يرى أركون أن جزءاً من القرآن موجود في خزائن غامضة في الهند واليمن، وإذا استطعنا الوصول لهذه الخزائن فربما أمكننا إعادة كتابة القرآن، كما يقول أركون:
(يفيدنا في ذلك أيضاً سبر المكتبات الخاصة عند دروز سوريا، أو إسماعيلية الهند، أو زيدية اليمن، أو علوية المغرب، يوجد هناك في تلك المكتبات القصية وثائق نائمة متمنعة، مقفل عليها بالرتاج، الشئ الوحيد الذي يعزينا في عدم إمكانية الوصول إليها الآن هو معرفتنا بأنها محروسة جيداً) [تاريخية الفكر العربي الإسلامي، أركون، 291].
أركون حزين لأن الآيات القرآنية التي يمتلكها الرافضة في خزائن سرية في الهند واليمن لا نستطيع الوصول إليها لمعرفة النص الصحيح للقرآن، لكن أركون –أيضاً- للأمانة، ليس حزيناً جداً، لأن هذه الخزائن الخطيرة مربوطة بحراسات مشددة، فربما يفتحها الرافضة لنا يوماً فنصل للنص الصحيح للقرآن.
حسناً .. لدينا الآن مصدران هامان لمعرفة نص القرآن الصحيح بحسب أركون، أولهما: مخطوطات البحر الميت، والثانية: الخزائن السرية في الهند واليمن.
وأنا أقرأ هذا الكلام لأركون لا أدري لماذا تذكرت كتباً كانت منذ زمن تباع على الأرصفة عناوينها: مثلث برمودا، لغز يحير العالم، الأطباق الطائرة ومخلوقات الفضاء، تنبؤات نوستراداموس، الخ الخ.
ويرى أركون أن هناك مخطوطات ثمينة تدلنا على النصوص المفقودة للقرآن قد تم تدميرها، كما يقول:
) يبدو لي أنه من الأفضل أن نستخلص الدروس والعبر من الحالة اللامرجوع عنها، والتي نتجت عن التدمير المنتظم لكل الوثائق الثيمنة الخاصة بالقرآن، اللهم إلا إذا عثرنا على مخطوطات جديدة توضح لنا تاريخ النص وكيفية تشكله بشكل أفضل) [الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، أركون، 45]
ولكون أركون يتحدث كثيراً عن مخطوطات مفقودة وأخطاء في نص القرآن؛ فإنه يعتقد أننا يجب أن ننجز "طبعة محققة" من القرآن تتجاوز أخطاء النسخ الموجودة بين أيدينا اليوم، ولكنه يتحسر أن المستشرقين المعاصرين لم يعودوا يفعلون ذلك كما كان يفعله قدماء المستشرقين، كما يقول أركون:
(المعركة التي جرت من أجل تقديم طبعة نقدية محققة عن النص القرآني؛ لم يعد الباحثون يواصلونها اليوم بنفس الجرأة كما كان عليه الحال في زمن نولدكة الألماني وبلاشير الفرنسي) [الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، أركون، 44]
وهذه المشكلة التي يعتقدها أركون حول ضياع القرآن ليست وليدة العصر بل هي مبكرة، فهو يرى أن علماء الإسلام قاموا بالتلاعب القراءات القرآنية لصناعة نص منسجم، كما يقول أركون:
(نحن نعلم كيف أنهم راحوا يشذبون "قراءات القرآن" تدريجياً، لكي تصبح متشابهة أو منسجمة مع بعضها بعضاً، لكي يتم التوصل إلى إجماع أرثوذكسي) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 111].
وفي أحد كتبه عقد مبحثاً بعنوان (فرضيات الخطاب الإسلامي المعاصر) وذكر منها الفرضية التالية: (الفرضية الأولى: أن الصحة التاريخية للمصحف قد تأكدت منذ الجمع الذي تم في خلافة عثمان، وكل تشكيك بظروف هذا التشكيل يعتبر زندقة)، ثم انتقد هذه التي يسميها فرضية وقال (إن طراز وجود الإسلام في التاريخ مرتبط بالحفاظ على هذه الفرضيات، على الرغم من التكذيب القاطع الذي تلقاه من جهة الواقع والنقد العلمي الحديث معاً) [الفكر الاسلامي قراءة علمية، أركون، 66]
فهو يرى أن حفظ القرآن وصحة جمعه ليس عقيدة إسلامية، بل "فرضية" يكذبها الواقع والنقد العلمي.
ومن أسباب ضياع نص القرآن -كما يتصور أركون- أن الصحابة لم يكونوا أمناء في نقل القرآن من قراءة الرسول إلى التدوين، كما يقول أركون:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/500)
(الخطاب القرآني-وهو- البلاغ الشفهي من الرسول في مواقف استدعت الخطاب، ولن تنقل جميعها بأمانة إلى المدونة الرسمية المغلقة) [نافذة على الإسلام، أركون، 65].
ويشير أركون دوماً إلى هذه القضية، وهي أن جمع القرآن فيه خلل يجب تصحيحه، كما يقول:
(نحن نجد أنفسنا اليوم عاجزين أكثر من أي وقت مضى عن فتح الإضبارات التي أغلقت منذ القرنين الثالث والرابع الهجريين والتي تخص المصحف وتشكله) [الفكر الاسلامي قراءة علمية، أركون، 30].
ماسبق يدور حول تصور أركون لنقل القرآن، وأنه نقل محرف، وهو يكثر من طرق هذا الموضوع بصيغ متنوعة، لكن السؤال الآخر: دعنا مما يرى أركون أنه مفقود، ما رأي أركون في الموجود من القرآن حالياً؟
أما بالنسبة لمحتوى القرآن الموجود حالياً، فيرى أركون أن النبي –صلى الله عليه وسلم- اقتبس من الأساطير الموجودة في عصره وأدخلها باعتبارها قرآن، كما يقول أركون:
(إن أساطير غلغامش، والاسكندر الكبير، والسبعة النائمين في الكهف؛ تجد لها أصداء واضحة في القرآن) [الفكر الاسلامي قراءة علمية، 84].
ويرى أركون أن هذا هو عامة أسلوب النبي في القرآن وهو أسلوب استعمال الأساطير للتأثير على الأتباع، كما يقول:
(ينبغي القيام بتحليل بنيوي لتبيين كيف أن القرآن ينجز أو يبلور بنفس طريقة الفكر الأسطوري الذي يشتغل على أساطير قديمة متبعثرة) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 203].
ويتصور أركون أن القصص التي في القرآن أخذها النبي من التوراة مع شئ من التصرف والتعديل، كما يقول:
(مهمة التحليل التاريخي لا تتركز في الكشف عن المؤثرات التي أتت من مصدر موثوق وصحيح وهو التوراة، وبالتالي إدانة الأخطاء والتشويهات والإلغاءات والإضافات التي يمكن أن توجد في النسخة القرآنية بالقياس إلى النسخة التوراتية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 130].
وأما المعلومات الأخرى التي تضمنها القرآن فيرى أركون أننا لو درسنا التاريخ لوجدنا أن القرآن فيه مغالطات تاريخية وأخطاء في تصوير الواقع، كما يقول أركون:
(ينبغي القيام بنقد تاريخي لتحديد أنواع الخلط، والحذف، والإضافة، والمغالطات التاريخية؛ التي أحدثتها الروايات القرآنية بالقياس إلى معطيات التاريخ الواقعي المحسوس) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 203]
ويرى أركون أن القرآن ظلم المشركين وقسا عليهم دون مبرر، حيث أقصاهم ولم يقدم أي مسوغات لهذا الإقصاء، كما يقول أركون:
(نلاحظ أن وصف المعارضين يختزل إلى كلمة واحدة هي "المشركون" لقد رُمُوا كلياً ونهائياً وبشكل عنيف، في ساحة الشر والسلب والموت، دون أن يقدم النص القرآني أي تفسير أو تعليل لهذا الرفض والطرد) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 96].
ويرفض أركون المقولة التي تقول إن المشكلة في الاسلاميين المتطرفين وليست في القرآن، بل يرى أن القرآن هو المسؤول عن إنتاج التطرف، كما يقول أركون:
(إن الأرثوذكسيات الحالية، أقصد الحركات الاسلاموية الناشطة حالياً، إذ تغلب دكتاتورية الغاية السياسية؛ هي في الواقع مخلصة لسورة التوبة، شكلاً ومضموناً، روحاً ولفظاً) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 96]
ويؤكد أركون بشكل متكرر عن مسؤولية القرآن فيما يرى هو أنه تطرف إسلاموي، كما يقول أركون:
(إن الحركات الإسلاموية المعاصرة، بدأً من الإخوان المسلمين، وانتهاءً بالمحاربين الإيرانيين، مروراً بالتنظيمات الأكثر هيجاناً وعنفاً كالتكفير والهجرة؛ تشهد كلها بشكل ساطع على ديمومة النموذج القرآني وفعاليته، على الأقل من الناحية التعبوية والتجييشية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 106].
وفي مواضع أخرى يؤكد أركون أن القول بأن المشكلة في الاسلاميين وليست في القرآن، أن هذا تعامي عن أصل المشكلة، بل المشكلة عنده في القرآن ذاته، يصرح أركون بشكل أعم حول مسؤولية القرآن عن إنتاج التطرف فيقول:
(إنه لشئ أساسي أن نفهم أنه منذ المرحلة القرآنية راحت تتجمع وتتشكل كل عناصر الأرثوذكسية الإسلامية الصارمة) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 96].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/1)
وأما مسألة العنف فأركون يرى أنها ليست مجرد قراءة إسلاموية للقرآن كما يقوله كثير من العلمانيين، بل أركون يرى أن القرآن هو الذي يولد العنف، ولذلك لما استعرض قوله تعالى في سورة التوبة "فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد" قال أركون:
(لقد اخترت الانطلاق من هذه الآية لأنها تشكل بالنسبة لسورة التوبة؛ الذروة القصوى للعنف الموجه لخدمة المطلق، الله المطلق) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 93]
وأما مايقوله العلمانيون من أن العلوم الدينية تضاد العقل، فأركون يرى أن المشكلة ليست في علماء هذه العلوم الدينية، وإنما المشكلة في القرآن نفسه، فالقرآن هو المسؤول عن إنتاج علوم تضاد العقل، كما يقول أركون:
(لقد لعب القرآن الدور الحاسم الذي نعرفه في توسع وانتشار ما لا نزال نمارسه الآن تحت اسم العلوم الدينية بصفتها مضادة للعلوم العقلية) [قضايا في نقد العقل الديني، أركون، 58].
ويزيد أركون حدة التصعيد في التنديد بالقرآن ويرى أن أسلوب القرآن أسلوب متشنج ومكرر كما يقول عن أسلوب القرآن في سورة التوبة أنه:
(يأتي تارةً على هيئة تكرار زائد، أو تبسيطات، أو تشنجات قاسية، تطلبتها طبيعة الظرف التاريخي، كما هو الحال في سورتنا هذه) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 103].
ويرى أركون أن النقد الفيلولوجي استطاع أن يكشف القصور في أسلوب القرآن كما يقول:
(لقد ذهب النقد الفيلولوجي إلى حد التقاط وكشف النواقص الأسلوبية في القرآن) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 201].
ولأركون موقف معروف من النقد الفيلولوجي، فهو يرى أنه مفيد، لكن يجب عدم الاقتصار عليه.
ولذلك لا يجد أركون أي حرج نفسي في أن يصف القرآن بأنه "فوضوي" بلغة إزرائية كما يقول:
(بالنسبة لعقولنا الحديثة المعتادة على منهجية معينة في التأليف والإنشاء والعرض القائم على المحاجّة المنطقية؛ فإن نص المصحف وطريقة ترتيبه تدهشنا بفوضاها) [الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، أركون، 86].
حسناً .. سنتوقف عن عرض المزيد من الشواهد حول موقف أركون من كون القرآن قد ضاع منه الكثير، وما تبقى منه أسطوري ويبث العنف ويضاد العقل، سنتوقف لنطرح سؤالاً آخر يبدوا لي أنه الآن يدور في ذهن القارئ بشكل ملح، السؤال هو: كيف يتجرأ أركون على القرآن بهذا الشكل؟ ما الذي يجعله يندفع في إدانة القرآن بهذه البساطة؟
في تقديري الشخصي أن السبب الجوهري الذي يجعل أركون يتعامل مع القرآن بهذه الحدة والتشنج هو أنه غير مقتنع أن هذا القرآن من الله -جل وعلا- أصلاً، فأركون يستغرب كثيراً ممن يعتقد أن هذا القرآن كلام نزل من الله، ولذلك يقول أركون مثلاً:
(أصبحوا يقدمون الخطاب القرآني، لكي يُتلى ويُقرأ ويُعاش، وكأنه الكلام الأبدي الموحى به من قبل إله متعالٍ) [الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، أركون، 146]
فصحة نسبة القرآن إلى الله يعتبرها أركون معضلة، تشابه معضلات النصارى التي لم يجدوا لها حلاً، حيث يقول أركون:
(معضلة عويصة مشتركة لدى المسيحية والإسلام، أقصد تاريخية بعث يسوع المسيح، والصحة الإلهية للقرآن) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 45].
ولذلك يعتبر أركون أن مسألة نسبة القرآن إلى الله هي "مزاعم تقليدية" يجب تجاوزها، كما يقول:
(لكي أفتتح حقلاً جديداً من التفكير تصبح فيه المزاعم التقليدية للمسيحية والإسلام معاً مُتَجاوزة، عن طريق دراسة مشاكل ماقبل البعث، والصحة الإلهية للقرآن) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 46]
ويشير أركون إلى الأدلة التي استدل بها القرآن والنبي –صلى الله عليه وسلم- على صحة نسبة القرآن إلى الله، وهي كون هذا القرآن "معجز" لا يأتي به بشر، ولكن أركون يرى أن هذا دليل غير كافٍ للاعتقاد بكون القرآن من الله، وإنما هذه –بحسب رأيه- مجرد تبجيل للقرآن من أتباعه، كما يقول أركون:
(نلاحظ أن كل نظرية الإعجاز، أو الأصل الإلهي للقرآن؛ تشهد على الانتقال السري الخفي من مشكلة فكرية مثارة في الحالتين، أي حالة البعث وحالة القرآن؛ إلى حلول تبريرية وتبجيلية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 47]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/2)
ولكن الذي يدهش أركون أن المسلمين لا يعيرون هذه القضية شأناً، بل يعيشون مع القرآن ويستهدون به ولا يشكّون في نسبته إلى الله، ولايشكل لهم أزمة، فهو يلاحظ أن المسلمين متجاوزين لهذا السؤال أصلاً، وهذا أمر يزعج أركون، لأنه غير مقتنع بذلك، ويريد أن تكون للمسألة صدى، يريد أن يعتبر المسلمون أن هذا سؤال ملح فعلاً ولا يوجد فيه يراهين حقيقية، كما يقول أركون:
(وبسبب أن القرآن قد أصبح حقيقة معاشة من قبل المسلمين، على كل مستويات الوجود الفردي والجماعي، فإن أي تساؤل يتعلق بمدى صحته كوثيقة تاريخية يصبح مسألة ثانوية أوهامشية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 129].
تهميش هذا السؤال، والاعتقاد الجازم بأن القرآن من الله؛ أمر كرر أركون تأذيه منه.
وتبعاً لكونه يستغرب من اعتقاد المسلمين بنسبة القرآن إلى الله، فهو -أيضاً- يستغرب وبنفس الدرجة كون المسلمين يعتقدون أن الشريعة من الله، كما يقول أركون:
(السؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف حصل أن اقتنع ملايين البشر أن الشريعة ذات أصل إلهي؟) [تاريخية الفكر العربي الإسلامي، أركون، 296].
وهاتان القضيتان السابقتان كانتا واضحتان بشكل مبكر لدى أركون؛ أعني صحة نقل القرآن إلينا عبر المصحف، وصحة نسبة هذا القرآن إلى الله، فكلا المسألتين كان أركون يعاني فيهما من توترات وشكوك وارتيابات، كما يقول في توضيح العناية بكلا المسألتين:
(ينبغي التمييز بين الصحة التاريخية للمصحف، والصحة الإلهية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 83]
أعتقد أن سلسلة الأسئلة سوف تتابع، دعنا ننتقل إلى سؤال أعلى من السؤال السابق: طالما أن أركون يرى أنه لايوجد براهين كافية على صحة نسبة القرآن إلى الله، (وأظن أن مسألة الصحة الإلهية للقرآن هي أول بحث نشره ولست متأكداً من ذلك)، فإن السؤال الذي يلي ذلك: هل أركون إذن مؤمن بالله، أم لديه إشكالية في هذا الأمر أيضاً؟
الحقيقة أن أي قارئ لكتابات أركون يدرك أن الرجل كان لديه قلقاً كبيراً حيال مسألة الإيمان بالله، تارة يقترب من هذا السؤال بشكل مباشر، وتارة يرى أنه سؤال غير مهم، سواءً إيجاباً أو سلباً، وإنما المهم الوظيفة التي يؤديها الاعتقاد (المنهج الوظيفي في دراسة الأديان)، ومع ذلك كله فلا يرتاب قارئ لكتابات أركون أن الرجل كان يعاني من حيرة شديدة في هذا الموضوع تلمس حرارتها بين السطور.
سأضرب بعض الأمثلة التي توحي بهذه الحيرة، ففي أحد المواضع من كتبه كان أركون يعتبر أن مفهوم (الله) إنما اخترعه النبي والصحابة ليصارعوا به خصومهم السياسيين في الجزيرة، كما يقول أركون:
(نلاحظ أن الجماعة الجديدة الطالعة قد بلورت مفهوم "الله" من جديد، ليس من أجل مضامينه الخاصة الصرفة، وإنما بالدرجة الأولى من أجل تسفيه طريقة استخدامه من قبل أهل الكتاب) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 101].
ولذلك يرى أركون أنه لا وجود "فعلي" لإله ثابت في الخارج، وإنما هو وجود ذهني في عقول الناس يتغير طبقاً لتغير تصوراتهم الذهنية، كما يقول أركون:
(على عكس ما تظن المسلمة التقليدية التي تفترض وجود إله حي ومتعالٍ وثابت لا يتغير؛ فإن مفهوم "الله" لا ينجوا من ضغط التاريخية وتأثيرها، أقصد أنه خاضع للتحول والتغير بتغير العصور والأزمان) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 102].
وتحويل مفهوم (الله) إلى معنى ذهني مجرد لا وجود له في الخارج اتجاه مطروق بكثرة في الفلسفات الإلهية القديمة (يمكن مطالعة مناقشة الإمام ابن تيمية لهذه القضية في الصفدية حين تعرض لقول ابن سينا أن واجب الوجود هو المطلق بشرط الإطلاق: 1/ 297 تحقيق رشاد سالم.)
ونتيجة لهذه الحيرة الأركونية في مسألة وجود الله فإن أركون لا يجد غضاضة في التعبير عن الله بألفاظ غير مؤدبة، وهذا كثير في كتبه، ومن أمثلة ذلك قوله:
(الله نفسه ينخرط مباشرة، حتى في المعارك السياسية، ضد أعدائه) [الفكر الاسلامي قراءة علمية، أركون، 147]
مثل هذه الأساليب في التعامل مع القرآن، ومع الله جل وعلا؛ لا تدع مجالاً للشك أن الكاتب يعاني من قلق كبير في الإيمان بهذه القضايا، يستحيل أن يكون القلب معموراً بالإيمان ويتلفظ بعبارات غير مؤدبة تجاه ربه، وكتاب ربه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/3)
حسناً .. أخي القارئ ضع في ذهنك الآن ما يقوله أركون من أن: القرآن بعضه مفقود في خزائن الرافضة في الهند واليمن، وأن علماء الإسلام تلاعبوا بالقراءات القرآنية، وأن الصحابة لم يكونوا أمناء في تدوين القرآن، وأن النبي أدخل في القرآن الأساطير، وقصص التوراة بعد أن شوهها، وأن القرآن فيه مغالطات تاريخية، وأن القرآن قسا على المشركين دون مبرر، وأن القرآن هو الذي ينتج التطرف، والعنف، ومضادة العقل، وأن أسلوب القرآن فيه قصور وتكرار زائد وتشنج، وأنه لا يوجد أدلة على صحة نسبة القرآن إلى الله.
ضع ما سبق كله في ذهنك، ثم استحضر كيف عرضت الصحافة السعودية أركون بأنه المجدد الأكبر للإسلام، وأحد المجاهدين لمكافحة الظلام وإحلال النور في عالمنا العربي، وأنه مشعل حقيقي، وأنه أحد حكماء الاسلام الكبار، وأحد الهامات الفكرية، والمدافع عن القيم النبيلة.
أعرف أخي الكريم أن جوفك يتقاطر مرارةً الآن، وحُق لك ذلك والله، فليس سهلاً أن ترى صحافة بلاد الحرمين وجزيرة الإسلام ومنطلق دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب تبجل وتلمع وتكرم من يهين كتاب الله جل وعلا.
أعرف أنك –يا أخي الكريم- تتساءل الآن كما تساءلتُ مثلك: إلى أين يريد أن يذهب بنا هذا الإعلام التغريبي ياترى؟ حتى كتاب الله لم يعد له كرامة؟
على أية حال .. الشواهد والمعطيات حول موقف أركون من القرآن كثيرة، وكثيرة جداً، بسب أن أساس ما يسمى مشروع أركون إنما يدور حول القرآن، بمعنى آخر فإن ما يسمى مشروع أركون يرتكز كله حول هدف ووسيلة، فأما (الهدف) فهو: تحرير المسلمين من القرآن ليستطيعوا أن يصلوا إلى الحداثة، وأما (الوسيلة) لتحقيق هذا الهدف فهي: تطبيق العلوم الإنسانية على القرآن، لنحقق ماحققه الغرب في تجاوز الكتاب المقدس. هذا باختصار مكثف كل ماتدور حوله كتابات أركون.
ولكن برغم كثرة كلامه حول القرآن إلا أننا يجب فعلاً أن نتوقف عن عرض المزيد من الشواهد، فأظن القارئ المسلم المعظم لله وكتابه لم يعد يطيق أكثر من ذلك، وإنني أشعر أن لهيب الغيرة لله وكتابه قد بلغت غايتها في قلب القارئ الآن، لذلك من الأفضل أن ننتقل لسؤال آخر:
ما هو تفسير تشكُّل تصورات وعقيدة أركون بهذه الصورة شديدة الحدة تجاه القرآن ذاته؟ لماذا أعلن أركون الحرب على القرآن منذ أكثر من نصف قرن؟ هذا سؤال يحتاج فعلاً إلى إجابة، وفي تقديري الشخصي أن هناك ثلاثة عوامل صاغت، أو وجّهت على الأقل، بوصلة اعتقادات أركون إلى هذا الاتجاه، وهي: (الطفولة الكنسية، والتشرب الاستشراقي، والعقدة العرقية) وسنحاول إلقاء الضوء على هذه العوامل الثلاث في المحاور القادمة.
-مفعول الطفولة الكنسية:
في عام 1868 م أنشأ الكاردينال الكاثوليكي "لافيجري" جمعية علنية في الجزائر عُرِفت باسم الآباء البيض ( White Fathers) ، وسبب تسميتهم بهذا الإسم أنهم قرروا أن يلبسوا أردية بيضاء بهدف التناغم مع البيئة الاجتماعية، فأُطلِق عليهم هذا الاسم، ولهم صور فوتوغرافية مبكرة نشروها في كتبهم التي كتبوها عن هذه الحركة يظهرون فيها بهذه الأردية البيضاء.
وقد كتب عن هذه الجمعية بغزارة كلا الطرفين، أعني مؤرخي الجزائر ومؤرخي الكنيسة على حد سواء، وممن كتب عنها مؤرخ الجزائر الأشهر ابوالقاسم سعد الله صاحب الموسوعات في تاريخ الجزائر (تاريخ الجزائر الثقافي عشر مجلدات، أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر خمس مجلدات، وغيرها)، وكُتِب عن تاريخ لافيجري منشئ الجمعية كتب خاصة مثل دراسة الأستاذ سعيدي مزيان، وهي رسالة ماجستير بعنوان (النشاط التنصيري للكاردينال لافيجري في الجزائر).
وكان الآباء البيض –كما جاء في تاريخهم- يستهدفون مناطق البربر (منطقة القبائل) بعناية أكثر، وفي مدينة وهران (شمال غرب الجزائر) أنشأ الآباء البيض مدارس لتحقيق أغراضهم ضمن أنشطة أخرى.
والحقيقة أن الكتابات عن نشأة أركون وطفولته محدودة، ولكن الباحثة د. أورسولا قامت بإعداد رسالتها للدكتوراة عن أركون في جامعة هامبورج في ألمانيا، ثم طرحت خلاصة لهذه الدراسة باللغة الانجليزية ضمن كتاب يرصد النشاط العلماني في الأوساط السنية، بعنوان:
( Modern Muslim intellectuals and the Quran ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/4)
عرضت الدكتورة أورسولا فصلاً استعرضت فيه السيرة الذاتية لأركون، وتبرز أهمية هذه السيرة من جهتين: أن أركون هو أحد مدراء المعهد الذي رعى الدراسة، وأن الباحثة أخذت من أركون مباشرة عبر حوارات ومراسلات كما ذكرت ذلك.
في هذه السيرة الهامة ( p.127) يذكر أركون بأنه من (البربر)، وأنه ولد في عام 1928م في قرية (تاوريرت ميمون) ونشأ في عائلة فقيرة، وكان والده يملك متجراً صغيراً في قرية اسمها (عين الأربعاء) شرق وهران، فاضطر ابنه محمد أن ينتقل مع أبيه، ويحكي أركون عن نفسه بأن هذه القرية التي انتقل إليها كانت قرية غنية بالمستوطنين الفرنسيين وأنه عاش فيها "صدمة ثقافية"، ولما انتقل إلى هناك درس في مدرسة "الآباء البيض" التبشيرية، والأهم من ذلك كله أن أركون شرح مشاعره تجاه تللك المدرسة حيث يرى أنه (عند المقارنة بين تلك الدروس المحفزة في مدرسة الآباء البيض مع الجامعة، فإن الجامعة تبدو كصحراء فكرية) [ p.128].
وقد لفت أركون انتباه المبشرين، وظهرت محطة أخرى من الرعاية الكنسية، وهي دور المستشرق/المبشّر لويس ماسينيون، فبعد محطة (الآباء البيض) جاءت محطة (المبشر ماسينيون)، وماسينيون ليس مستشرقاً علمانياً ككثير من المستشرقين، بل الحقيقة أن أكثر مشاهير المستشرقين علمانيين، لكن ماسينيون لم يكن كذلك أبداً، بل كان مجاهراً بكاثوليكيته والدعوة إليها وقيادة مؤسسات تبشيرية بكل وضوح، وكان من أهم الأفكار التي يروجها ماسينيون، واشتهر بذلك، هو إمكانية تأصيل المسيحية من داخل الإسلام ذاته، أي الاستدلال على عقائد المسيحية بالقرآن، ولذلك كان الراحل ادوارد سعيد، برغم أنه معجب بموسوعية ماسينيون، إلا أنه تحدث عن "تدينه العميق" ثم قال عنه:
(ماسينيون يؤمن بإمكان اختراق عالم الإسلام، لا من طريق الدراسة العلمية فحسب، بل بتكريس النفس لجميع أنشطة ذلك العالم، ولم يكن أقلها أهمية عالم المسيحية الشرقية داخل عالم الإسلام، وكان ماسينيون يشجع بحرارة إحدى جماعاتها الفرعية، وهي جمعية البدلية الخيرية الكاثوليكية) [الاستشراق، إدوارد سعيد، ص 411، ترجمة عناني].
ولما رأى ماسينيون الحلاج صوفياً تأملياً انتهت حياته بالصلب، استولى عليه نموذج الحلاج باعتباره شبيها بما يعتقده في المسيح، وهو أنه ضحى بنفسه للصلب، فكرس سنوات كثيرة لجمع المادة عنه، وأخرجها في كتاب موسوعي ترجم إلى اللغة العربية (شرح مراحل تأليف الكتاب ع. بدوي في موسوعته)، وكان ماسينيون يرى أن الحلاج هو أعظم إنسان في الإسلام، وأنه استطاع أن يتفوق على النبي محمد الذي لم يقبل الصلب، يشرح إدوارد سعيد دلالات هذه الفكرة لدى ماسينيون قائلاً:
(كان ماسينيون يرى أن الشخص المثالي هو الحلاج، الذي حاول تحرير ذاته بسعيه ووصوله آخر الأمر إلى الصلب، وإن محمداً رفض عمداً الفرصة التي أتيحت له بسد الفجوة التي تفصله عن الله، ومن ثم فإن إنجاز الحلاج يتمثل في تمكنه من تحقيق الوحدة الصوفية مع الإله) [الاستشراق، إدوارد سعيد، 413، ت عناني].
وأما المنصب السياسي الذي كان يعمل فيه ماسينيون فهو مستشار الادارة الفرنسية الاستعمارية للشؤون الاسلامية، ويبدأ الدور الذي لعبه ماسينيون في كون ماسينيون هو الذي تدخل شخصياً لكي ينتقل أركون إلى السوربون، ودرس هناك على ماسينيون وغيره، ولما أعلنت وفاة أركون كان من أطرف ما في الأمر أن الذي أعلن الوفاة لوسائل الإعلام هو الأب المسيحي كريستيان ديلورم، وهو الذي شرح حيثيات وصية أركون بأن يدفن في المغرب، وليس في الجزائر، ووصفته وسائل الإعلام بأن الأب ديلورم مقرّب من أركون، وكان مما قاله ديلورم (أن أركون درس في السوربون بتدخل من الدكتور ماسينيون)، وهذا كان ظاهراً في إعلانات وفاته في وسائل الإعلام في الأسبوع الماضي.
ثم لما درس لدى ماسينيون في باريس ظهرت آثار أفكار ماسينيون على أركون، مثل مركزية مفهوم الديانات الابراهيمية، وانتقاص اللغة العربية، والكتابة عن الحركات السرية، فكل هذه المشاغل التي عمل عليها ماسينيون رددها أركون لاحقاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/5)
حسناً .. حين نضع هذا الاهتمام الذي كثفه ماسينيون تجاه أركون في كفة، حيث تدخل ليدرس أركون في السوربون، ونقارن في الكفة الأخرى الاضطهاد الذي كثفه ماسينيون ضد مالك بن نبي بسبب توجهاته الإسلامية، فإن الصورة ستكون أكثر وضوحاً.
وقد روى مالك بن نبي قصة الضغوط والعراقيل والملاحقات التي نفذها ماسينيون ضده بشكل مختصر في كتابه القديم (مذكرات شاهد للقرن) وشرحها باستفاضة في كتابه الصادر أخيراً بعد موته (العفن) وهو جزء من سيرته الذاتية.
بدأ اضطهاد ماسينيون لمالك بن نبي بعد أن ألقى مالك بن نبي محاضرة في باريس على الطلبة الجزائريين والعرب بعنوان (لماذا نحن مسلمون؟) عام 1931هـ، وبعد ثلاثة أيام وصل إلى مالك رجل أمن، عرفه بهويته، وقال له: من الذي ينفق عليك؟ فقال له مالك: والدي. ثم انصرف رجل الأمن مباشرة.
ثم تلقى مالك استدعاء من ماسينيون، فاستغرب مالك بن نبي من صيغة الدعوة من كونها غير مباشرة وفيها فوقية، فلم يأبه لها. وبعد زمن قصير وصل إلى مالك خبر من أبيه في الجزائر يخبره فيه أنه يعاني من مضايقات في عمله ويحتاج تدخل ماسينيون لإصلاح وضعه، وانتهت هذه المضايقات بخروج أبيه من وظيفته وضياع حقوقه وهو في الثمانين من العمر.
يقول مالك بن نبي بمرارة عن حادثة رجل الأمن:
(لم أضع في ذهني أي صلة بين هذا الحادث التافه ومحاضرتي أمام الطلبة، وخصوصاً بينه وبين مركز أبي الموظف الصغير بالجزائر ... ، فتحطمت السمكة الصغيرة رخوة لينة بفتور على شفتي ماسينيون) [مذكرات شاهد للقرن، مالك بن نبي، 237 - 242].
دعنا نتوقف هاهنا لنتأمل الاستنتاجات المتوقعة، هذه الرعاية الكنسية لأركون منذ محطة الآباء البيض، ومروراً بمحطة ماسينيون، وخصوصاً دعم ماسينيون لأركون وحربه على مالك بن نبي، وانتهاءً بعلاقات أركون العميقة مع رجال الدين النصارى في باريس.
ماذا يمكن أن نستنتج من هذه المعطيات؟ أعتقد أن القول بأن أركون لديه ميول تنصيرية هو أطروحة في غاية السطحية، خصوصاً لمن طالع كتابات أركون وما فيها من العلمانية الجذرية التي تستخف بالأديان كلها.
إذن ليس هذا هو أثر هذه النشأة والدعم النصراني، وإنما مفعولها يقع في مستوى آخر، وهو أن هذه النشأة والدعم الكنسي منذ طفولته المبكرة وحتى إجراءات دراسته في فرنسا كان لها أثر جوهري في (تقويض الحواجز الإيمانية بين أركون والقرآن)، وهذا من أهم العوامل التي تفسر اندفاعه في التنديد بالقرآن والسخرية بمحتواه وأسلوبه، فالإخاء المبكر مع هؤلاء المنصرين وشكوكهم المستمرة في نسبة القرآن إلى الله، وأن النبي –صلى الله عليه وسلم- أخذه من التوراة والانجيل، وأن القرآن هو مصدر العنف؛ هذه الأفكار النصرانية كلها امتصها أركون وكررها في كتاباته، وإن كان في صيغة علماني لا نصراني.
-إعادة إنتاج الاستشراق:
تشرّب أركون كتابات المستشرقين، ثم أعاد إنتاجها في صيغ مختلفة، والجميل في الأمر أن أركون لا يخفي أبداً مديونيته الباهضة للمستشرقين، بل يجاهر بأنه لم يفهم القرآن إلا من دراسات نولدكة وطبقته، كما يقول أركون مثلاً:
((تقدم الدراسات القرآنية قد تم بفضل التبحر الأكاديمي الاستشراقي منذ القرن التاسع عشر) [الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، أركون، 70].
ويؤكد دوماً الدعوة إلى تبني نتائج المستشرقين في نقد القرآن وشكرهم عليها، كما يقول أركون في لغة هتافية:
(لنكن متواضعين في ذات الوقت ولنعترف بمكتسبات العلم الاستشراقي وانجازاته، ولذا فإني أحيي بكل اعتراف بالجميل جهود ومكتسبات رواد الاستشراق) [الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، أركون، 32].
وحاول أركون أن يعرض قائمة بأسماء الدراسات التي طورت الدراسات القرآنية (يعني بالتطوير محاولة إثبات أن نص القرآن محرف، أو أن الموجود منه أخذه النبي محمد من التوراة والانجيل، الخ) ولكن حين عرض هذه الأسماء التي تزيد على اسم عشرين باحثاً، تفطن إلى أن كل الأسماء المذكورة هم باحثون مستشرقون! ويبدوا أنه شعر بالحرج، ولذلك وبعد عدة صفحات رجع وقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/6)
(كنت قد ذكرت آنفاً لائحة بأسماء الباحثين الرواد، الذين ساهموا في الدراسات القرآنية بشكل علمي، وأدوا إلى تقدمها، وإلى تقدم معرفتنا العلمية بالقرآن، وربما كان القارئ قد لاحظ أني لم أذكر إلا أسماء مستشرقين، وعدم ذكري لأي مفكر مسلم يكفي لإلغاء دراستي هذه، أو الحط من قيمتها في نظر المؤمنين الأرثوذكسيين) [الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، أركون، 39].
ولا يتوقف الأمر عند القرآن بل حتى العقيدة الإسلامية (التي يسميها التيولوجيا) يرى أنها تحتاج لإعادة نظر بعد أن درسها المستشرقون، كما يقول أركون:
(فيما يخص الإسلام، فإننا نجد أن أعمال هنري لاوست وهنري كوربان؛ تكفي للإقناع بالحاجة الملحة إلى افتتاح تفكير تيولوجي آخر ومختلف قائم على أسس جديدة كلياً) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 121].
والتيولوجيا في نظر أركون هي كما يقول (علم أصول الدين يطابق ما نسميه اليوم بالتيولوجيا) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 171].
وهكذا فإن أصول الدين تحتاج عند أركون لإعادة قراءة بعد أبحاث المستشرقَين لاوست وكوربان.
حسناً .. لماذا يرفض المسلمون دراسات المستشرقين التشكيكية حول القرآن؟ هذا سؤال أرّق اركون، وطرحه في أكثر من موضع من كتاباته، وهو يرى أن المسلمين يرفضون هذه الدراسات الاستشراقية لأنها لا تدعم الأساطير التي يؤمنون بها! كما يقول أركون:
(من هنا نفهم السر في رفض المسلمين، بالأمس واليوم، للعلم الاستشراقي المطبّق على دراسة الحديث والسيرة والقرآن، فهذا العلم يحط من قدر المعرفة الأسطورية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 175].
ويتحدث أركون بلغة حزينة مأتمية شفقةً على المسلمين لماذا يرفضون دراسات المستشرقين التي تشكك في القرآن، كتب أركون في هذه الشأن مقطوعات رثاء مبكية فعلاً، يرثي فيها لحالة المسلمين في يقينهم بالقرآن، ورفضهم تشكيكات المستشرقين، يقول أركون:
(حتّامَ يستطيع المسلمون أن يستمروا في تجاهل الأبحاث الأكثر خصوبةً وتجديداً؟ قصدت بالطبع أبحاث العلماء الغربيين الذين يدعونهم بالمستشرقين، أقول ذلك وأنا أفكر بأبحاث نولدكة، وجوزيف شاخت، وجوينبول عن الحديث النبوي، وغيرهم كثير، كلهم متجاهلون تماماً من قبل المسلمين، أو يُهاجمون من قبل الفكر الإسلامي دون تمييز. حتّامَ يُهملون، أو يُمررون تحت ستار من الصمت، أو يحذفون كلياً من الساحة الثقافية العربية أو الإسلامية؟ هل يمكن أن يستمر هذا الوضع إلى أبد الآبدين؟ ولمصلحة من؟) [قضايا في نقد العقل الديني، أركون، 54]
بعد هذه المقطوعة البكائية لأركون، وهذا اللطم والتفجع على عدم قبول المسلمين لتشكيكات المستشرقين في القرآن والسنة؛ من المهم التنويه إلى أن أركون برغم أنه يتظاهر أحياناً بنقد (الاستشراق الفيلولوجي) في مقابل الانتصار لما يسميه (الاسلاميات التطبيقية) أي تطبيق كامل العلوم الإنسانية، لا الاقتصار فقط على المنهج الألسني الفيلولوجي كما اعتاد على ذلك الاستشراق التقليدي؛ إلا أنه ومع ذلك كله فهو لا يعتبر الاستشراق التقليدي تجاوز في نقد الاسلام، بل يعتبره قصر في النقد فقط!
لنأخذ أمثلة على ذلك: تجد خطاً جديداً من "بعض" المستشرقين الجدد يسعون لأن يكونوا منصفين مع الإسلام، ويتجاوزوا خطأ الاستشراق التقليدي، فتراهم يثنون على بعض جوانب الإسلام، كثنائهم على عظمة القرآن وأخلاقياته، وهذا الأمر يؤلم أركون، فهو لا يريد أي إنصاف للإسلام والقرآن، يريد المستشرقين أن يمارسوا نقداً جذرياً، تأمل معي كيف يلوم أركون هذه الظاهرة الجديدة، ويعاتبهم لارتكابهم جريمة إنصاف، كما يقول:
(نسجل هنا ظهور كتب عديدة في المكتبات الفرنسية والانكليزية وغيرها، مكرسة للاسلام التقليدي والثوري، إنها مؤلفات مجامِلة وتبجيلية، وهي تؤخر من مجئ لحظة التجديد للفكر الإسلامي) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 110].
وتجد "بعض" المستشرقين، وخصوصاً المتأخرين منهم، يحاول أن يكون محايداً في قضايا شرعية معينة، فينقل فيها أقوال علماء الإسلام دون أن يتدخل ليبدي رأياً شرعياً، باعتباره مجرد قائ من الخارج، هذا الأمر يزعج أركون جداً، فهو يحرض المستشرقين على أن لا ينقلوا آراء علماء الإسلام، ويطلب منهم التدخل وإنتاج عقيدة وفقه شرعيين، يقول أركون عن هذا الاتجاه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/7)
(فيما يخص المستشرقين فقد لاحظنا ميلهم إلى مجرد نقل ما يقوله المسلمون عن الإسلام، من اللغة العربية إلى اللغات الأوروبية، بشكل موضوعي، ولكنهم لا ينخرطون في المراجعات والتجديدات المنهجية والابستمولوجية التي أصبحت ضرورية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 110].
من المزعج لأركون جداً أن يقترف المستشرق جناية الموضوعية مع الإسلام!
وهذا ليس خاصاً بالمستشرقين، بل أي مفكر غربي يكتب كلاماً فيه بعض الإنصاف للإسلام والقرآن يهاجمه أركون مباشرة، كما يقول مثلاً:
(نلاحظ اليوم ظهور تيار آيديولوجي في الغرب، يدّعي الانتماء إلى المراسيم الجامعية، والتمسك بالقيم الأكاديمية في البحث، ولكنه ينشر ويعمم في اللغات الأجنبية شعارات الخطاب الإسلامي المعاصر، وكلامه الردئ المبتذل. أفكر هنا بالمؤلفات التبجيلية التي كتبها معتنقون جدد للإسلام كروجيه غارودي مثلاً) [تاريخية الفكر العربي الإسلامي، أركون، ص14، وحاشية ص 43].
على أية حال .. فالمراد أن ما يصنعه أركون من نقد في بعض الأحيان للاستشراق، وخصوصاً الاستشراق التقليدي، ليس في جوهره تراجعاً عن التطاول الاستشراقي على القرآن، بل هو رغبة في زيادة التطاول، فهو مزايدة من أركون على المستشرقين، باتجاه المزيد من التهجم على القرآن، والتشكيك فيه.
ومن هذه الكتب الاستشراقية الحاقدة يبني أركون تصوراته، ولا يرى أي غضاضة في الإشادة والتنويه بها، بل يزايد عليها ويطلب منها المزيد والمزيد من التهجم.
أعتقد أن السؤال الموضوعي هاهنا: وما الإشكال في هذه الدراسات الاستشراقية التي ينوه بها أركون؟
الحقيقة أن هذا سؤال موضوعي يستحق الجواب عنه، لكن يستحيل قطعاً في هذه الورقة المختصرة عرض كل الشواهد على لا علمية هذا الطابور الطويل من المستشرقين الذي يجرجره أركون معه في كتبه، وأن دراساتهم مبنية على الشكوك المحضة والتلفيق والخلط، ومتأثرة بالمحضن الاستعماري والتبشيري الذي يمولها.
ولكن من الممكن أن نعرض نماذج مختصرة على ذلك، فلنأخذ أشهر رمز يؤكد أركون أنه لم يفهم القرآن فهماً علمياً إلا بعد قراءة كتابه، وهو تيودور نولدكة ( Theodor Noldeke) المتوفي عام 1930م، والذي دشن موسوعة (تاريخ القرآن) والذي أصله رسالته للدكتوراة التي أنجزها عام (1858م) وقد اهتم بهذا العمل وواصل تطويره شفالي وفيشر وبرجشتر، ومن بعدهم بلاشير، وغيرهم كثير.
سنأخذ عينات من هذا الكتاب المؤثر على عقول أجيال المستشرقين الغربيين، ومعيدي إنتاج الاستشراق من العرب، حيث يعتبرون هذا الكتاب أرقى دراسة استشراقية حول القرآن، خذ مثلاً نماذج من الكتاب حتى تعرف مدى الجدية العلمية:
(في حين أن سورة الفاتحة تظهِر قرباً كبيراً من الصلوات اليهودية والمسيحية، فإن لسورتي القسم –الفلق والناس- خلفية وثنية واضحة، إن الذي وضع هذه الصلوات في مكانها الحالي في القرآن أراد لها أن تكون نوعاً من جدار حماية له) [تاريخ القرآن، نولدكة، 274]
يشكك نولدكة في صحة كون الفاتحة والفلق والناس من القرآن، ويرى أن الفاتحة مأخوذة من اليهود والنصارى، والفلق والناس مأخوذتان من الوثنية العربية.
ويقول نولدكة عن آية الرجم التي نسخ لفظها وبقي حكمها:
(لا يمكن أن تكون هذه الآية المسماة آية الرجم من القرآن لأن هذه القوانين الجزائية الرهيبة لم تظهر إلا بعد موت محمد) [تاريخ القرآن، نولدكة، 276].
يفترض أن رجم الزاني المحصن عقوبة تم اختراعها بعد وفاة النبي –صلى الله عليه وسلم- ولذلك لا يمكن تكون آية الرجم آية منسوخة لفظاً من القرآن.
ومن المسائل التي أظهر نولدكة عناية بتفسيرها هي: ما سر اختيار ابوبكر لزيد بن ثابت ليجمع القرآن؟ ويفترض نولدكه من جملة خيالاته أن ذلك بسبب أن زيد بن ثابت شاب صغير وسيكون ابوبكر قادراً على تطويعه بخلاف الموظفين كبار السن، يقول نولدكة:
(أما عن شباب زيد بن ثابت فثمة تفهم عند الدارسين لهذا الموضوع، إذا ينتظر المرء من شاب مطاوعة أكبر لأوامر الخليفة، من موظف كبير في السن وعنيد) [تاريخ القرآن، نولدكة، 251].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/8)
وضمن محاولة نولدكة للتشكيك في جمع القرآن في عهد أبي بكر افترض نولدكة قصة خيالية للوصول لذلك، وهي أن قصة جمع أبي بكر للقرآن قصة تمت صناعتها وفبركتها في سياق الصراع مع عثمان بن عفان، لتجريده من منقبة السبق! يقول نولدكة:
(بعد أن اضطر المؤمنون إلى التكيف مع الحقيقة المرة، وهي أن عثمان بن عفان، الحاكم العاجز وغير المحبوب، قد أصبح الأب الروحي للنسخة الرسمية للقرآن، أرادوا، على الأقل، منطلق المساواة، أن ينسبوا لسلفه، الذي يفوقه أهمية بمقدار كبير، جزءاً مما سبق من عمل على هذه النسخة) [تاريخ القرآن، نولدكة، 255].
هكذا يلاحظ القارئ أن البحث العلمي صار رخيصاً جداً، مجرد فرضيات وخيالات وشكوك وتوجسات، دون أية براهين أو معطيات حقيقية، ويعاملون الرواية المنخولة في البخاري التي تجالد في تمحيصها فحول المحدثين، بنفس الموثوقية التي يعاملون بها رواية نسجها الأصفهاني في كتاب الأغاني ذات مساء عليل، ويضيفون لذلك ما يتيسر من توهمات؛ ويسمون هذه العشوائية تطوراً في البحث العلمي!
هذا الكتاب ذي النزعة الروائية التخيلية، أعني كتاب نولدكة عن تاريخ القرآن، هو الذي يقول عنه أركون بأنه زوده بـ"الفهم العلمي" للقرآن، ويتحسر بأن الجهود توقفت عن مواصلة مسار نولدكة!
على أية حال .. ماسبق كان عرضاً موجزاً لكيفية تشرب أركون للخطاب الاستشراقي في أسوأ صوره، وكيف أصبح يعيد إنتاج هذا الخطاب الاستشراقي في شكوكه التقليدية بصحة القرآن في نسبته إلى الله، وصحة نقل الصحابة له.
-العقدة العرقية:
يشكل (البربر) في الجزائر أحد أعمدة الإسلام الذين نصروه واعتزوا به، وكان منهم فقهاء تضلعوا في العربية والعلوم الشرعية، وواسطة العقد في هؤلاء فقيه الإصلاح الشيخ عبدالحميد بن باديس، وكان البربر –أيضاً- من أول من رفع راية الجهاد في سبيل الله ضد الاستعمار الفرنسي ومن أشهرها ثورة المقراني، ولهم فضائل ومناقب كثيرة لا يجحدها إلا مكابر.
ولكن كان هناك في الجزائر "بعض" الصراعات العرقية النابعة من شُعب الجاهلية والتي شجعها الاستعمار الفرنسي بكثافة لاستغلالها في بسط هيمنته، ونشأ في ثنايا هذه الظروف اتجاه علماني بربري حاقد لديه عقدة عرقية ضد الإسلام واللغة العربية باعتبارها دين ولغة العرب.
والحقيقة أن قراءة سلوكيات أركون تجاه القرآن واللغة العربية، ومشاعره التي نقلها عن نشأته؛ توحي بأنه كان يعاني من هذه العقدة العرقية ضد الإسلام واللغة العربية، يحكي أركون عن نفسه أنه (عندما انتقل إلى قرية عين الأربعاء واجه لأول مرة التهميش والازدراء لكونه ليس من الناطقين بالعربية ولا من الناطقين بالفرنسية، وكان عليه أن يعالج هذا الصراع الداخلي لهذا التمييز، سواءً كان هذا الرفض بسبب النظام الاستعماري، أو بسبب صراع المكانة الاجتماعية المختلفة بين الجزائريين العرب والجزائريين البربر).
[ U. Gunther, Mohammed Arkoun, p.127]
ولذلك تجد كثيراً لدى أركون لمز اللغة العربية بسبب ارتباطها بالمفاهيم العقدية القرآنية، ويرى أنها مفاهيم ثقيلة تقيدها، في مقابل تفخيم شأن الفرنسية وحيويتها، يقول مثلاً:
(سوف يشيعون في الوقت ذاته العقبات المعرفية المتعلقة بالإرث اللاهوتي الثقيل للغة التي اختارها الله في القرآن، كانت هذه المحاجة قد ضغطت دائماً بشكل إيجابي لصالح التصور الذي يمتلكه العرب-المسلمون عن الدين واللغة) [قضايا في نقد العقل الديني، أركون، 41]
وقد شرح مالك بن نبي –رحمه الله- شيئاً من ظروف ومعطيات تلك المرحلة، وكيف كانت المؤسسة الاستعمارية الفرنسية تغذي المشاعر العرقية لدى البربر ضد الإسلام، لصناعة ذراع بربري يخدم أغراضها الاستعمارية، يقول مالك بن نبي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/9)
(بدأت باريس تعد عدتها لاستقبال زوار معرض المستعمرات، افتتح المعرض بعد أسابيع، وكان الزائر الذي يدخل من الباب الرئيسي يشاهد على يساره جناحاً لـ"الآباء البيض"، تعرض فيه نسخ العهد القديم والجديد، ويوزع فيه كتاب بعنوان "الرسائل الجزائرية" يتناول صاحبه المحامي الجزائري التقاليد الاسلامية بنقد فيه التشويه والتشنيع، كأنما أراد به الزلفى لدى الآباء البيض، وكان الأمر الأهم في المعرض بالنسبة للزوار الجزائريين كان بلا ريب كتاب "الرسائل الجزائرية" لأنه يندرج في تلك الملابسات التي كانت فيها الإدارة الاستعمارية تهئ "الظهير البربري" كخطوة أولى لتنصير مراكش) [مذكرات شاهد للقرن، مالك بن نبي، 228 - 232، مختصراً].
وهذه العقدة العرقية التي كان يعانيها أركون ضد العرب ولغة العرب ودين العرب؛ ربما تكون هي التي دفعته بشدة إلى تبني الهوية الفرنسية (هوية الغالب) للانتقام من الهوية العربية (هوية المغلوب)، وتشرب أركون للهوية الفرنسية بكل مكوناتها وأحاسيسها عملية غريبة فعلاً، وهي تستحق دراسة نفسانية، حتى أن أركون يتمثل نفس مشاعر الغرور الفرنسية في مواجهة بقية الهويات الغربية، ففي أحد كتبه التي ترجمت من الفرنسية إلى الانجليزية يمارس فيها ذات الاستعلاء الفرنسي التقليدي على القارئ الانجلوساكسوني، حيث يقول فيها مخاطباً الناطقين بالانجليزية:
(القراء باللغة بالانجليزية قد يكون يكونون أقل ألفة لهذه المفاهيم من القراء باللغة الفرنسية، وهذا عائد لكون الطلاب في المدارس الفرنسية يدرسون شيئاً من الفلسفة في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية).
[ M. Arkoun, The Unthought in Contemporary Islamic Thought, 2002, pp. 15-16]
حتى أمريكا وبريطانيا واستراليا وكندا الخ لم تسلم من مزايدة أركون على الفلسفة الفرنسية، والنمط الفرنسي في المعرفة والفكر والتعليم!
ولكن العبودية تظل عبودية، والرق يظل رقاً، فحين نستعيد التاريخ ونتذكر أنه في الوقت الذي طُرِدت فرنسا وانتهى استعمارها للجزائر عام 1962م لم يكن أركون حينذاك صغيراً، بل كان عمره آنذاك 34 سنة، أي أنه عاش ثلث قرن تحت إهانة الاستعمار الفرنسي لهويته الجزائرية، ومع ذلك يتشرب هوية المستعمر بطريقة في غاية الغرابة.
كيف يبلغ الوضع بالمرء أن يحتضن في قلبه سيف من استعمره؟ لا أشك أن أركون كان مصاباً بمتلازمة استوكهولم ( Stockholm Syndrome)، ولذلك حين انتقده بعض الفرنسيين لمقالته عن قضية سلمان رشدي عام 1989م؛ طاش لبه وأصابته نوبة غضب غريبة، لماذا؟ لأنه يستنكر كيف يطعنون في ولائه للفرنسيين؟ وقد شرح ذلك مطولاً في كتابه (الإسلام، أوروبا، الغرب) وقد قال فيه كلاماً ذا دلالات عميقة على عمق مشاعر العبودية والرق التي يعيشها أركون في علاقته مع الفرنسيين، حيث يقول:
(في الوقت الذي دعوا إلى نبذي وعدم التسامح معي، راحوا يدعون للتسامح مع سلمان رشدي، وهذا موقف نفساني شبه مرضي، أو ردّ فعل عنيف تقفه الثقافة الفرنسية في كل مرة تجد نفسها في مواجهة أحد الأصوات المنحرفة لبعض أبناء مستعمراتها السابقة، لقد عشت لمدة شهور طويلة بعد تلك الحادثة حالة المنبوذ، يمكن للفرنسي الأصلي أن ينتقد أشياء كثيرة دون أن يحاسبه أحد، لكن الفرنسي ذا الأصل الأجنبي مُطالَب دائماً بتقديم أمارات الولاء والطاعة والعرفان الجميل) [الاسلام أوروبا الغرب، أركون، 105]
على أية حال .. هذه العوامل الثلاث –في تقديري الشخصي- هي من أهم العوامل التي صاغت تفكير أركون وحركته بهذا الاتجاه، وهي الطفولة الكنسية، والتشرب الاستشراقي، والعقدة العرقية.
لننتقل الآن إلى محاولة فهم الدور الذي لعبه أركون في فرنسا بعد ذلك.
-مفكر أم سياسي؟:
في أواسط عام 1426هـ تقريباً التقيت بمفكر فرنسي مشهور متعاطف مع الحركات الإسلامية ويتحدث العربية، وطوال اللقاء لم أسأله إلا سؤالاً واحداً: ما هو موقع أركون في الساحة الثقافية الفرنسية؟ فتحفظ في الجواب أولاً، ثم قال كلاماً معناه أن أركون يعرض خدماته على الحكومة لخدمة أهدافها الثقافية، هذا معنى كلامه ولا أتذكر عبارته بالضبط.
منذ قال لي هذا المفكر هذه العبارة، بدأت أتنبه لمعطيات كثيرة لم أكن أتنبه لها مسبقاً حول شخصية أركون والدور الذي يقوم به. فمثلاً:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/10)
ما سبب الكثرة المفرطة للجان الحكومية الفرنسية التي يعمل فيها أركون؟ لماذا توظفه الحكومة بهذا الشكل؟ ومنها لجنة الحكماء العشرين التي وضعه شيراك فيها، والتي أقرت منع النقاب، ودافع هو عن هذا القرار الإجرامي في وسائل الإعلام.
ما سبب كون أركون يكثر في كتبه من القول بأن هذا مشروع ضخم، ولكنه يحتاج إلى باحثين ومؤسسات، وسيكون له دور كبير في علمنة المسلمين، الخ هذه الرسالة التي توحي بطلب التمويل يوجهها لمن؟
ماسبب كون أركون يدخل بنفسه على المسؤولين الفرنسيين الكبار يطالب بإقامة مؤسسات بحثية لمشروعاته كما يقول عن نفسه (طلبت لقاء "ميتران" في قصر الاليزيه لكي أشرح له ضرورة تأسيس معهد كبير للدراسات الإسلامية في فرنسا على غرار المعهد الكاثوليكي أو المعهد البروتستانتي) [صحيفة الراية القطرية، 21فبراير2010]
ما سر هذا النفوذ لأركون في المؤسسات الأكاديمية الفرنسية حتى أنه يملك الترشيحات للمفكرين العرب الذين ينسجمون مع توجهاته؟
يذكر بعض المراقبين أنه لما انتشر في المغرب علاقة أركون بالتمويلات الفرنسية نشط كثير من المرتزقة في الثناء على أركون ومحاولة الارتباط به، وقد نقل هذه الظاهرة المخزية المفكر الإسلامي المغاربي محمد بريش، فحين بدأ يلمع نجم أركون مطلع الثمانينات لفت ذلك نظر الدكتور بريش، فبدأ برصد كتاباته باللغة الفرنسية وحضر دروسه بل وذهب لبعض أقاربه وسألهم عنه، ثم أنجز دراسة بدأ بنشرها على شكل حلقات في مجلة الهدى، وعمر هذه الدراسة الآن أكثر من ربع قرن! يقول الدكتور بريش شارحاً ظروف بحثه:
(هذه الورقات حررت سنة 1985 ميلادية، كانت الغاية منها الوقوف في وجه تيار يريد أن يحد من بلورة شعب الدراسات الإسلامية حديثة النشأة في الجامعات بالمغرب، والملاحظ من فجاءة نمو نشاط أركون على أصعدة متعددة، ولمعان إعلامي مصاحب له، أن الأستاذ قد امتطى الفرس المسرج له من منبر السربون لإنجاز بعض المهام هي في الأساس فكرية، لكنها بفضل ما حشد لها من وسائل وترويج أضحت إيديولوجية، وازداد الأمر لدي إلحاحا لما علمت أن عددا من الأساتذة يرغبون في تسجيل أطروحة الدكتوراه بإشراف الأستاذ الفاضل لمجرد الحظوة بمباركة الجهات التي تدعمه) [د. بريش، حاشية على بحث: دراسة فكر الدكتور أركون]
مفكر وباحث مشهور بحجم جورج طرابيشي يتحدث عن أركون بصيغة توحي بالنفوذ السياسي لأركون، كما يقول طرابيشي: (قُيّض لي إثر هجرتي إلى فرنسا عام 1984 أن ألتقيت أركون شخصياً وأن أحظى بموافقته لتقديم أطروحة دكتوراه إلى السوربون تحت إشرافه) [الحياة 16سبتمبر 2010]
وتزداد هذه الملاحظات السابقة تعزيزاً إذا استحضرنا الفارق الجوهري بين تعامل (السياسي الفرنسي) مع أركون، وتعامل (المثقف الفرنسي) مع أركون، فالسياسي الفرنسي شديد الاهتمام بأركون ويضعه في مناصب ولجان حكومية كثيرة، بينما المثقفون الفرنسيون لا يعيرونه اهتماماً، كما نراهم -مثلاً- شديدي الحفاوة بإدوارد سعيد، وقد روى أركون مرارته الشديد من إهمال المثقفين الفرنسيين لدراساته، واعتبارهم أن دراسات أركون ليس فيها إضافة، بل هي تكرار لما يقوله الفرنسيون أنفسهم، يقول أركون عن المثقفين الفرنسيين:
(يقولون لي –بشكل انتقادي ومعاكس-: ما الذي تفعله أنت؟ أنت تردد بشكل ناقص الأفكار والمواقع والانتقادات نفسها التي كنا نحن الغربيين قد بلورناها تجاه تراثنا الديني منذ زمن طويل، أنت لم تأت بشئ جديد، كل ما تفعله شئ تافه، مللنا منه، عفا عليه الزمن) [قضايا في نقد العقل الديني، أركون، 23]
ويعبر أركون عن موقف المثقفين الفرنسيين وعدم احترامهم لبحوث أركون بصيغة أخرى فيقول:
(نلاحظ أن المثقفين الغربيين، أو قسماً كبيراً منهم، يحاولون جاهدين التقليل من أهمية مشروعي، بل واعتباره تحصيل حاصل) [قضايا في نقد العقل الديني، أركون، 31].
بل وعبّر أركون عن ازدراء المثقفين الفرنسيين له بطريقة تستدر الرحمة بصراحة، حيث يقول:
(عندما قدمت هذا المشروع لأول مرة عام 1984 م لم أكن قد وصلت إلى هذا المستوى من المرارة والخيبة فيما يخص العلاقة مع الباحثين الغربيين) [قضايا في نقد العقل الديني، أركون، 32].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/11)
حين نوازن بين عناية المؤسسة السياسية الفرنسية بأركون، في مقابل ازدراء المثقفين الفرنسيين لأركون واعتباره ليس لديه جديد ولا إضافة؛ فإن ذلك يطرح السؤال من جديد: هل أركون مفكر أم سياسي؟ هل هذا الحضور لأركون بسبب مؤهلات فكرية أم بسبب دور سياسي معين يقوم به؟
ومن تأمل هذه المعطيات السابقة ورأى التمجيد والتبجيل والتقديس الذي يريقه هاشم صالح على هوامش أركون، وكيف يصف بالعبقرية كلاماً عادياً جداً لأركون، وكيف يتظاهر هاشم صالح بالدهشة من كلام أركون العادي الذي يعرفه هاشم صالح قبل أن يقوله أركون أصلاً، وكيف وقف نفسه على ترجمة كتب أركون، برغم أن هاشم صالح قارئ جاد وليس بحاجة "فكرية" إلى هذا الدور التبعي الذي يقوم به وراء أركون؛ من تأمل ذلك كله فإنه سيتذكر حتماً عبارة الدكتور بريش، وأن هاشم صالح ليس جاداً أبداً في هذا الثناء، وإنما يبحث عن حظوة الجهات التي تدعم أركون لا أقل ولا أكثر.
ويتردد السؤال بصيغة أخرى: هل أركون "مثقف" أم مجرد "مدير ثقافي" تستعمله المؤسسة السياسية الفرنسية لترويج الآيديولوجية الفرنكفونية؟ ليس لدي جواب حاسم عن هذه الإشكالية، لكنها مجرد تساؤلات ومؤشرات تعزز ملاحظة ذلك المفكر الفرنسي.
أعتقد أننا أطلنا في استعراض الظروف التي شكلت أفكار أركون، والدور الذي يلعبه في الساحة الفرنسية، دعنا نعود إلى مناقشة بعض المكونات الفكرية لكتابات أركون.
-دعوى ابتكار (الإسلاميات التطبيقية):
يكثر أركون من القول بأنه أول من نقد الاستشراق التقليدي بكونه لم يستفد من التطور في مناهج العلوم الإنسانية، وأن أركون لهذا الغرض سبك مفهوم (الإسلاميات التطبيقية) أي التي تطبِّق جميع مفاهيم العلوم الإنسانية، في مقابل (الاستشراق الكلاسيكي) الذي يستخدم مناهج تقليدية وخصوصاً الفيلولوجيا، أو المنهج الوصفي المحض فقط، ويُغرِق أركون في الثناء على نفسه بهذا الذي يراه منجزاً وسبقاً.
ويشير أركون كثيراً إلى الفرق بين الإسلاميات التطبيقية كما يقترحها، والاسلاميات الكلاسيكية كما يعمل عليها المستشرقون، كقول أركون مثلاً:
(من أجل أن نحدد مفهوم "الاسلاميات التطبيقية" فإنه من اللازم أن نذكر بالمساهمات التي قدمتها ماسنسميه "الاسلاميات الكلاسيكية") [تاريخية الفكر العربي الإسلامي، أركون، 51].
ومن هذا التمدح الذي يكثر منه أركون قوله:
(دعوت إلى تجديد جذري لمنهجية الاستشراق الكلاسيكي، وإلى تطبيق أحدث مناهج العلوم الإنسانية على التراث العربي الإسلامي، ولكن لا سميع لمن تنادي، فزملائي المستشرقين لا يزالون مصرين على عدم الاكتراث) [قضايا في نقد العقل الديني، أركون، 82].
حسناً .. عبارة (الإسلاميات التطبيقية)،مصطلحاً ومضموناً، كلها مطروقة قبل أركون، ولم يأت بجديد، بل هوكلام مستهلك.
فأما عبارة (الإسلاميات التطبيقية) من حيث المصطلح، فهي كانت مجرد تطبيق مباشر لفكرة الفرنسي باستيد، وليس فيها أي ابتكار، فبعد أن أصدر الانثروبولجي الفرنسي باستيد كتابه الشهير (الانثروبولوجيا التطبيقية) عام 1971 كتب أركون بعده مقالة بعنوان (في الاسلاميات التطبيقية) عام1976.
يشير الدكتور واردينبيرج -المتخصص في الإسلاميات- إلى ذلك، ويلمح إلى أن هذا المفهوم تحصيل حاصل، فيقول:
(أركون ربما سبك تعبير "الإسلاميات التطبيقية" بالقياس إلى تعبير "الانثروبولوجيا التطبيقية"، والتي كان الانثروبولوجي الفرنسي روجر باستيد أنتجها. بطريقةٍ ما، كل الاسلاميات، التي ليست أكاديمية نظرية، تشكل نوعاً من المعرفة "التطبيقية"، علاوةً على ذلك حتى المعرفة النظرية تلعب دوراً في المجتمع، وفي العلاقة بين الناس من مجتمعات مختلفة)
[ J. Waardenburg, Islam: historical, social, and political perspectives, p. 156 ]
ويقول الدكتور كريستين –محاضر الدراسات الإسلامية في كلية الملك في لندن- في بحثه عن الإسلام والتهجين الثقافي حين تعرض لأركون:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/12)
(برنامج "الإسلاميات التطبيقية" تم طرحه أولاً في عام 1973، ثم استفاض فيه أركون في مقالة بعنوان "لأجل إسلاميات تطبيقية" عام 1984. بينما كان هذا اللقب مأخوذاً من روجر باستيد "الانثروبولوجيا التطبيقية" عام 1973، فإن البرنامج التصوري يعتمد على الاستعارة من نطاق واسع من منجزات العلوم الإنسانية الغربية في القرن العشرين).
[ C.
قال الشيخ الألباني :
ersten, Islam, cultural hybridity and cosmopolitanism, JIGS]
وفي أول دراسة طرحها أركون في باريس عن مفهوم الإسلاميات التطبيقية؛ عقد فقرة بعنوان (مفهوم الإسلاميات التطبيقية) ابتدأها باقتباس مكون من أربعة أسطر من كتاب روجر باستيد (الانثروبولوجيا التطبيقية) مستنداً إليه في توضيح الفرق بين العلم والتطبيق، ثم قال أركون:
(لن نستعرض هنا كل التحليلات التي قدمها روجيه باستيد، لكننا ندعو القارئ بإلحاح إلى العودة إليها) [تاريخية الفكر العربي الإسلامي، أركون، 54].
حسناً .. دعنا الآن من استعارة أركون للمصطلح من باستيد بشكل حرفي ومباشر، ولننظر في المحتوى والمضمون للفكرة، وهي نقد الاستشراق التقليدي بكونه متخلف عن ثورة العلوم الإنسانية، فهذه الفكرة –أيضاً- مطروقة قبل أركون، ففي الخمسينات والستينات كانت العلوم الإنسانية مزاج العصر، وكُتِب عن ذلك في شتى الاتجاهات.
وفي تقديري أن النقد الأهم هو ورقة عالم الاجتماع المصري (أنور عبدالملك) التي نشرها مطلع الستينات ونقد فيها الاستشراق التقليدي في جملة قضايا ومنها تخلف الاستشراق التقليدي عن تطور مناهج البحث العلمي في العلوم الإنسانية، وكان لهذه الورقة أصداءً حادة في الطرفين المؤيد والمعارض، وسماها بعض المراقبين الطلقة الأولى في نقد الاستشراق، والمؤرخون لنقد الاستشراق، وما يسمى (مدرسة النقد مابعد الكولونيالي) يشيرون دوماً إلى ورقة أنور عبدالملك باعتبارها افتتاحية هذا الاتجاه.
ففي شتاء عام 1963 نشر أنور عبدالملك أطروحته (الاستشراق في أزمة) في مجلة (ديوجين)، وهذه الورقة التاريخية تضمنت أربع قضايا أساسية: أثر المحضن الاستعماري لأبحاث الاستشراق، وخلل المستشرقين العلمي في طريقة جمع المعلومات والبيانات عن الشرق، وأن التحولات الدولية الجذرية (حركات التحرر، وظهور القوميات والدول الاشتراكية، الخ) تستوجب إعادة فهم الشرق من جديد، وقصور أدوات ومناهج الاستشراق عن تطور العلوم الإنسانية والاجتماعية.
ومما جاء في ورقة أنور عبد الملك قوله:
(أصبح المختصون –بل حتى عموم الناس- واعين فجأةً بالفجوة الزمنية، ليس بين علم الاستشراق والمادة المدروسة فقط، ولكن –أيضا-ً بين مفاهيم ومناهج وأدوات العمل في العلوم الانسانية والاجتماعية وتلك المستعملة في الاستشراق، الاستشراق التقليدي وجد نفسه غير متواكب مع تطور البحث العلمي، من أجل ذلك يجب التفكير في مجمل الإشكالية بصورة جديدة)
[ A. Abdel-Malek, Orientalism in crisis, Diogenes, 1963, p.112]
وكان هذا هو روح تلك المرحلة أصلاً، حتى أنه في نفس الفترة التاريخية فإن مؤتمر المستشرقين غير اسمه من الاستشراق إلى العلوم الإنسانية، كما ينقل الباحث هوبينتي في بحثه عن ماضي وحاضر الاستشراق فيقول:
(في باريس في 1973 غير المؤتمر عنوانه من "المؤتمر الدولي للمستشرقين" إلى "المؤتمر الدولي للعلوم الإنسانية في آسيا وشمال أفريقيا")
[ T. Hubinette, Orientalism past and present]
لكن هناك طبعاً فارق جذري بين دعوة أنور عبد الملك المبكرة، ودعوة أركون اللاحقة، فأنور عبد الملك يرى أن ثورة العلوم الإنسانية والاجتماعية تفضح تجني الاستشراق على المسلمين، بينما أركون يرى أن ثورة العلوم الإنسانية تفتح المزيد للمستشرقين لإدانة المسلمين وتاريخهم وقرآنهم.
الوعي بتخلف مناهج المستشرقين عن ثورة الانثروبولوجيا أول من طرحه -فيما أعلم- هو الرائد أنور عبدالملك، ولكن شتان بين من يرى أن التطور العلمي يكشف تجني المستشرقين، وبين من يرى أن التطور العلمي يتيح المزيد من التجني للمستشرقين.
فلا أدري سر هذا التمدح الذي أصم أركون آذاننا به، طالما أن المصطلح والمضمون، كلاهما؛ مسبوقان، وبكثافة؟!
-إشكالية تطبيق العلوم الإنسانية على الوحي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/13)
بغض النظر عن كون أركون مسبوق بنقد تخلف مناهج المستشرقين عن تطور العلوم الإنسانية، وبغض النظر عن كون أركون لم يقدم أي تطبيق حقيقي منظم لهذه الدعوة، بغض النظر عن ذلك كله؛ إلا أن هناك في هذه الدعوة الأركونية ثلاث إشكاليات قاتلة لم يستطع أركون ولا مشايعوه تقديم أي جواب مقنع حولها، وهي (الاستعمال الاستسلاحي، إهدار هامش التحيز، وتغييب خلافية المفاهيم) وسنستعرضها فيما يلي:
-الإشكالية الأولى: استعمال أركون لمفاهيم العلوم الإنسانية هو استعمال (استسلاحي) وليس استعمال (علمي) بتاتاً، أعني أنه لا يستخدم هذه المفاهيم العلمية للوصول لتفسير "علمي" لقضايا التراث، وإنما يستعملها كأسلحة وذخيرة للنكاية بما يسميه الإسلام السياسي، فالنتيجة موجودة مسبقاً، وإنما شعار العلوم الإنسانية هاهنا مجرد (استغلال) لوهج تطورها المعاصر.
أعني أن تحويل العلوم الإنسانية إلى أدوات قتالية ضد القرآن، هذا صنيع عقلية تبحث عن إحراز أهداف حركية/علمانية وليست تبحث عن العلم، ولذلك كان شحرور يدعي أنه يستخدم الرياضيات (نظرية المجموعات) ضد الخطاب الشرعي، وكان الماركسيون يدعون أنهم يستعملون الاقتصاد ضد الفكر الاسلامي، ونصر ابوزيد يدعي أنه يستخدم الهرمنيوطيقيا، وكل هذا دجل خالص وإنما هو استغلال علمانوي لأجزاء من بعض العلوم للتظاهر بالعلمية، وهكذا.
ونتيجةً لهذا التوظيف العلمانوي للعلوم الإنسانية تجد أركون يستبعد من العلوم الانسانية ما يتعارض مع آيديولوجيته العلمانية، كمثال على ذلك: أية أبحاث في علم النفس تثبت أثر الإيمان بالغيب على الاستقرار النفسي والتطور فإنه يتحاشاها، لأنه يبحث عن ما يدين هذه الغيبيات لا ما يعززها، وهكذا أي أبحاث إنسانية تثبت عظمة النص القرآني يستبعدها، لأنه يريد إدانة القرآن فقط.
الطريف في الأمر فعلاً أن أركون يعيب على الإسلاميين أصحاب مشروع (أسلمة المعرفة) الذي تبناه المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ويرى أن جهدهم هو (أدلجة للعلوم الإنسانية) لأنهم يستخدمونها في سبيل خدمة الفكر الإسلامي، بينما ما يقوم به أركون من أدلجة للعلوم الإنسانية واستعمالها في محاربة الفكر الإسلامي، فإنه يرى ذلك كله لا صلة له بالأدلجة!
وبسبب هذه العقلية القتالية المستعجلة فإن تصور أركون لمفاهيم العلوم الإنسانية، وتصويره لها؛ هو تصور تبسيطي ومختزل وتغلب عليه النزعة العدائية بسبب أنه قرأ هذه المفاهيم ليس بعقلية موضوعية تنشد العلم، وإنما قرأها تحت ضغط التفتيش عن أي سند لتهديم القرآن، وأي قارئ لكتاب موجز في اللسانيات أو الانثروبولوجيا أو القانون أو الاقتصاد ونحوها يدرك مباشرة حجم الاختزال والتسطيح الذي يمارسه أركون حول مفاهيم العلوم الإنسانية، وهوعرض فوضوي وفيه كثير من الخلط.
خذ مثالاً على تبسيطية وتسطيح مفاهيم العلوم الإنسانية لدى أركون، يقول:
(إن معارفنا التقليدية غير الدقيقة ينبغي تجاوزها كما ينصحنا بذلك غاستون باشلار) [تاريخية الفكر العربي الإسلامي، أركون، 44].
سألتك بالله هل رأيت تسطيحاً أكثر من ذلك؟! تجاوز "المعرفة غير الدقيقة" هذه بدهية لدى كل المفكرين في كل الحضارات، وليست هذه فكرة لباشلار!
هذا لا يختلف عن شخص يقول لك: (الشيخ ابن باز يقول يجب أن نؤمن بالاسلام)! الإيمان بالإسلام بدهية عند كل علماء المسلمين.
ثم ما هذه الصيغة التربوية في عرض فكرة باشلار "كما ينصحنا بذلك باشلار"؟!
العلوم الانسانية المعاصرة علوم غزيرة وفيها تفاصيل هائلة متفاوتة، وهذا الاستعراض العشوائي السطحي لبعض مفاهيمها في كتابات أركون هو عرض ضار للمعرفة والعلمية، ويقوض الثقافة بشكل عام.
ولذلك حين قرأت مرةً قول الناقد علي حرب (صاحب الحواشي والهوامش على مشروعات الفكر العربي!) ورأيت كيف انخدع بتلخيصات أركون المختزلة تألمت كثيراً لتدهور ما يسمى الفكر العربي إلى هذا الدرك، يقول علي حرب:
(لا بد أن أعترف بأني ممن يتوفرون على قراءة أركون ومطالعة كتبه وتتبع نتاجه، وأنا أفيد منه فائدة مزدوجة، يتمثل وجهها الأول في اطلاعي من خلال قراءته على مالم يتح لي الاطلاع عليه من نتاجات الفكر الغربي المعاصر، ذلك بأن أركون يستعرض في مقالاته معظم الكشوفات الراهنة في علوم الإنسان) [نقد النص، علي حرب، 71].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/14)
يا حسرةً على من يسمون أنفسهم "المفكرين العرب"! صار يتلقى العلوم الإنسانية من تلخيصات أركون العشوائية والمليئة بالخلط والتشويه الآيديولوجي، ثم لا يجد في نفسه غضاضة أن يذم التقليد ويدعوا للاجتهاد ويشنع على طلاب العلوم الشرعية أنهم "عقول نقلية"!
-الإشكالية الثانية: أركون يتجاهل ويتهرب بشكل مستمر من المشكلة الجوهرية المطروحة حول (تحيز العلوم الإنسانية الغربية)، لا يستطيع القارئ الموضوعي أن يخفي رثاءه وهو يرى تعامل أركون مع مفاهيم العلوم الإنسانية باعتبارها أطعمة مسبقة الصنع جاهزة للتناول مباشرة.
ومشكلة التحيز في الانثروبولوجيا الغربية مشكلة عميقة استدعت الكثير من التأكيد من كثير من المفكرين النابهين، تأمل فيما يقوله الراحل ادوارد سعيد منذ نهاية السبعينات عن حجم التسييس في العلوم الاجتماعية:
(بل إن العلوم السياسية وعلم الاقتصاد وعلم الاجتماع في الدراسات الأكاديمية الحديثة هي علوم آيديولوجية، ومن هنا كان التسليم بأن دراساتهم دراسات "سياسية") [الاستشراق، ادوارد سعيد، ت عناني، 54].
ولذلك فإن الدكتور المسيري مطلع التسعينات قاد انتفاضة ثقافية (طبقاً لتعبير هويدي) للكشف التفصيلي عن جوانب التحيز في العلوم الإنسانية الغربية المعاصرة، وتمخض عن هذه الاجتماعات والمؤتمرات التي نفذوها في الرياض ثم القاهرة أن جمعوا خلاصة أبحاثهم في (سبعة مجلدات) كان عنوانها العام (إشكالية التحيز) وهي مطبوعة، وقد روى المسيري قصة تلك الاجتماعات ومن حضرها من المفكرين السعوديين بشكل خاص في بداية المشروع في كتابه (رحلتي الفكرية، ص456). ومما قاله المسيري في الخطاب الذي وجّه للمشاركين في المؤتمر:
(ثمة إحساس غامر لدى الكثير من العلماء العرب بأن المناهج التي يتم استخدامها في الوقت الحاضر في العلوم العربية والإنسانية ليست محايدة تماماً، لعله قد حان الوقت لكي يتم الإفصاح عن هذه الاجتهادات الفردية بشكل أكثر وضوحاً وتحديداً) [رحلتي الفكرية، المسيري، 457].
ومن أكثر المفكرين السعوديين وعياً بقضية التحيز في العلوم الإنسانية الغربية الناقد الأدبي الدكتور سعد البازعي، وهوعلامة بارزة في هذا المجال، ومن كتبه المهمه في هذا السياق: كتاب استقبال الآخر 2004، وكتاب المكون اليهودي في الحضارة الغربية 2003. وقد اعتنى د. البازعي بتحليل التسليم المطلق بفكرة عالمية المناهج والمفاهيم الغربية، وربما العيب الوحيد في كتابات البازعي هو الوقار الأكاديمي المفرط الذي يحرم شريحة كبيرة من القراء من الاستفادة من كتاباته.
بل حتى المستشرقين التقليديين أنفسهم أكثر وعياً من أركون بمشكلة التحيز في العلوم الإنسانية، فهذا مكسيم ردونسون أحد أشهر المدافعين عن الاستشراق ضد نقاده، ومن خصوم ادوارد سعيد، ومع ذلك يقول عن تحيز العلوم الإنسانية:
(العلوم الاجتماعية والإنسانية -مثلاً- مشروطة بالمجتمع الذي يعيش به المؤلف، وبأفكار عصره بالذات، وبأفكاره هو) [مكسيم رودنسون، حوار أجراه حسين الشيخ ونشر في مجلة أرابيسك]
-الإشكالية الثالثة: هذه العلوم الإنسانية، أوبشكل أدق كثير من مفاهيم العلوم الإنسانية، هي مفاهيم خلافية بشكل حاد، وليست حقائق مثبتة معملياً.
خذ مثلاً على ذلك أحد أكثر مصطلحين يدوران في كتابات أركون وهو مصطلح "التفكيك"، فهو مفهوم خلافي كلياً، فبينما يرى أركون أن التفكيك مفهوم علمي جبّار، ومن أعظم منجزات العلوم الانسانية، ويجب استخدامه عاجلاً في حفر التراث، تجد مفكرين غربيين كثيرين يغالون في الاستهتار بمفهوم التفكيك وأنه عبثي، ربما أكثر من قرأت له من هذا الاتجاه الناقد الايطالي المشهور إمبرتو إيكو، فقد وصل به الإزراء لمفهوم التفكيك أن اعتبره حالة "هرمسية"، وأن اعتبار التأويل لا متناهي يقتضي أن كل الأفكار صحيحة حتى لو تناقضت، وهذا يقوض مبادئ العقلانية المؤسسة للحضارة الغربية (التأويل بين السيميائيات والتفكيكية، إمبرتو إيكو، ترجمة بنكراد).
الفيلسوف الأمريكي المشهور والمعاصر "جون سيرل" سبق أن تحدث بتهكم عن تفكيكية دريدا وأسلوبه في الكتابة، يقول سيرل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/15)
(ميشيل فوكو ذات مرة صوّر أسلوب درّيدا بأنه يمارس "إرهاب الغموض"، نص دريدا مكتوب بلغة غامضة جداً لدرجة أنك لا تستطيع أن تستنتج بالضبط ماهي الأطروحة؟، لذلك هو "غامض"، وبعد ذلك إذا أراد الشخص أن ينتقد الكتاب سيقول له دريدا: "أنت أسأت فهمي، أنت مغفل"، لذلك هو "إرهابي")
[ J. Searl, The word turned upside down, NYRB, 1983]
والحقيقة أن هذه العبارة المتضمنة لتندر الفيلسوفين فوكو وسيرل بأطروحة دريدا عبارة شائعة في هذا المجال، والمراد من ذلك فقط طرح نموذج كاشف لحجم الخلاف داخل هذه السياقات الفكرية، مما يجعل شعار الاستعجال في تطبيق الإنسانيات على الوحي شعار فيه فهم متواضع لواقع الانثروبولوجيا الغربية، ومافيها من النزاع حول هذه المفاهيم ذاتها.
بل يصل أمر الجدل الخلافي داخل الانسانيات إلى تولُّد صراع سياسي حول اتجاهات العلوم الإنسانية، فكل مدرسة سياسية تدعم التيارات والمدارس الانثروبولوجية التي تحقق أغراضها، وهذه الظاهرة واقعةٌ باعتراف أحد المبهورين بالغرب ذاته، كما يقول هاشم صالح في اعتراف أليم:
(من المعروف أن آيديولوجيا اليمين الفرنسي، انظر جريدة الفيغارو وكل المؤسسات الضخمة الملحقة بها، تحارب بعنف العلوم الإنسانية والاجتماعية الحديثة، وخصوصاً إذا كانت ذات توجه يساري وتحرري عميق، فهي تروج –مثلاً- لأفكار ريمون بودون، عالم الاجتماع الرسمي المرتبط بالأجهزة الشرعية، وتحارب بيير بورديو الخارج على شرعية اليمين والمفكك لآيديولوجيته) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، هامش لهاشم صالح، 178].
لاحظ أن المفكرين الفرنسيين الكبار، مثل بورديو وريمون، خاضعون لتجاذبات سياسية، بكل ما تملكه تلك القوى من مؤسسات ضخمة، لو تأمل أركون ومشايعوه بشكل كافٍ في مثل هذه الظواهر لاستوعبوا إشكالية أن العلوم الانسانية الغربية هي استجابة أولاً لإشكاليات العقل الغربي وظروفه ومطامحه وتوازناته، وبالتالي فهي مفاهيم خلافية، وفيها احتمالات واسعة للتحيز، و وهذا يفرض جهداً مضاعفاً في فحص مفاهيم العلوم الغربية، وليس الاندفاع في الهتاف بضرورة تطبيقها مباشرة كما يصنع أركون.
وربما يتضح الفرق أكثر لو قارنّا تسطيح أركون للعلوم الإنسانية، مع مفكرين عرب آخرين تعاملوا مع العلوم الإنسانية بجدية وعلمية، خذ مثلاً الدكتورة المعروفة يمنى الخولي في كتابها (مشكلة العلوم الإنسانية: تقنينها وإمكانية حلها) عام 1990، فقد تعاملت مع العلوم الإنسانية في أساساتها المعرفية ذاتها وناقشتها بجدية، فإذا قارنا ذلك بالتسطيح الأركوني استبانت الصورة بشكل أوضح.
على أية حال .. هذه الإشكاليات الثلاث (الاستعمال الاستسلاحي، وإهدار هامش التحيز، وتغييب خلافية المفاهيم) لم يجب عنها أركون، ولا مشايعوه، إلى الآن، وإنما هم في غاية الاندفاع وبطريقة هتافية لتطبيق العلوم الإنسانية على القرآن حتى نتخلص منه ونصل للحداثة!
كم هو مثير للشفقة أن ترى أركون ومشايعيه لا يتحدثون إلا عن (تطبيق، تنفيذ، تفعيل) مفاهيم العلوم الإنسانية، وكأننا عبيد مسترقّون لا حق لنا في مناقشة هذه المفاهيم الغربية، أصبحت مهمتنا فقط أن نبادر، وعلى وجه الاستعجال، إلى تطبيق هذه المفاهيم الانثروبولوجية على التراث.
حسناً .. توقفوا قليلاً، أليس من حقنا قبل أن نندفع في تطبيق هذه المفاهيم أن نناقش مدى علميتها وموضوعيتها؟ أليس من حقنا أن نقترح مفاهيم بديلة؟ أليس من حقنا أن نعدل بالإضافة والحذف والشطب في عناصر هذه المفاهيم لتتوافق مع قناعاتنا؟
أركون ومشايعوه يريدون منا أن نكون (مندوب مبيعات) دورنا فقط هو توصيل (منتجات الانثروبولوجيا الغربية) إلى المستهلكين بأوسع نطاق ممكن، ولا حق لنا كمندوبي مبيعات الاعتراض على مواصفات المنتج، فهذا حق حصري للمصنع الغربي فقط!
والمراد أن مواجهة خطاب أركون وزمرته يجب أن تكون مواجهة مزدوجة: تخليص التراث الإسلامي من تحريفهم إياه لإسقاطه، وتخليص العلوم الإنسانية من تحريفهم لها لخدمة أغراضهم العلمانية التقليدية.
-بحوث "يجب أن نبحث":
منذ السبعينيات وأركون يقول لدي برنامج عمل لتطبيق العلوم الإنسانية، يجب أن نطبق العلوم الإنسانية، يجب أن ندشن، يجب ويجب ويجب .. الخ. منذ أربعين سنة وهو يردد وجوبيات البحث، ولكنه لم يبحث فعلاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/16)
حسناً .. تفضل يا أركون وقدم لنا تطبيقاً للعلوم الإنسانية على التراث، لا يقدم لك شيئاً، وإنما يطرح عمومات، مع عشرات المرادفات للفظة يجب، ويفترض، وندشن، ونبدأ وهكذا.
كل مايقوله أركون هو "إعلانات بحوث" وليس "بحوث فعلية"، يبدوا أن أركون لم يفرق جيداً بين معنى قولنا (فلان بحث المسألة) وقولنا (فلان يقول يجب أن نبحث المسألة)، كل ما يفعله أركون ينتمي للجملة الثانية، وهو توزيع واجبات البحوث بأقصى كثافة ممكنة، هذا كل شئ .. خذ مثلاً بعض الأمثلة:
(بالطبع فإني لن أستطيع إنجاز هذا المشروع الكبير والعويص كله في هذه الدراسة وحدها، وإنما سوف أقدم بعض المعالم والصوى الضرورية التي لا بد منها لإنجاز مسار طويل عريض) [الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، أركون، 86].
ويتحدث عن نصوصه البحثية فيقول:
(ليست النصوص المجموعة بين دفتي هذا الكتاب إلا معالم على الطريق الطويل والصعب، لتأسيس تاريخ منفتح وتطبيقي للفكر الإسلامي) [تاريخية الفكر العربي الإسلامي، أركون، 11].
ويتحدث مرةً أخرى عن وجوبيات البحث:
(ينبغي أن نقوم بنقد جذري لكل التراث ضمن الخط الذي افتتحه –مثلاً- الفيلسوف بول ريكور في كتابيه: فن السرد، والزمن والحكاية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 174].
وهكذا يستمر على هذا الأسلوب، وبسبب أن كل كتاب جديد لأركون، ينتظر فيه القراء وعوده الواسعة بتطبيق العلوم الإنسانية على التراث؛ يكتشفون مجدداً أن الكتاب هو إعادة لنفس النغمة "يجب أن نطبق العلوم الإنسانية على التراث"، وبسبب ذلك فقد تعرض أركون لنقد لاذع، وقد كشف ذلك في أحد كتبه يقول:
(كان قرائي يعيبون علي دائماً أني أتوقف كثيراً وطويلاً عند الاعتبارات النظرية والمنهجية، دون أن أقدم أمثلة تطبيقية مقنعة على هذه التنظيرات) [قضايا في نقد العقل الديني، أركون، 52].
وبدلاً من أن يقدم ما وعد به خلال أربعين سنة، راح أركون في كل كتاب جديد يلخص بعض كلام المستشرقين التقليدي في التطاول على القرآن، ويضيف إليه تعديد مجرد لطابور مصطلحات أنثروبولوجية لإيهام القارئ أن هناك شيئاً خطيراً مدهشاً يملكه أركون!
آمل عزيزي القارئ أن تستمتع بحجم التمثيل في الشاهد التالي، وتأمل محاولة خداع القارئ بأن هناك شيئاً مدهشاً خطيراً لا يستوعبه، يقول أركون:
(الذي يرسخ مجموعة أطروحات ومفاهيم مجمعة وملخصة داخل الميتافيزيك الكلاسيكي، نذكر من هذه المفاهيم: الانطولوجيا المتعالية، والزمن البروميثيوسي للتقدم المطرد، والتطور المطرد أو المثالي، ثم مفهوم التنمية بعدئذ، ومفهوم الفضاء المحسوس للإنتاجية، والعقل العلماني أو الدنيوي الذي يمنح الشرعية ثم الإدارة القمعية للأجساد الراغبة مع المونتاجات أو التركيبات الاستيهامية والهلوسية والتي تتيح ظهور الرجال العظام، أقصد الدولة والأمة القومية الحديثة) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 50].
أعرف عزيزي القارئ أنك غارق في الضحك الآن، لكن صدقني أنه لا يلجأ لمثل هذه المسرحيات الاصطلاحية إلا شخص خالي الوفاض من مضامين حقيقية يقدمها.
إذا كان هذا هو النقد الفكري فهوعملية رخيصة جداً، أستطيع أنا بالمقابل أن ألتقط من معاجم العلوم الإنسانية قافلة مصطلحات مع عبارات من مثل يجب أن نبحث وأن نستفيد من العلوم الإنسانية إلخ. ولأضرب على ذلك مثالاً يوضح سهولة التلاعب بمثل ذلك، أستطيع شخصياً أن أقول:
(إن الخطاب العلماني والليبرالي العربي، حتى في أكثر مستوياته جذرية؛ لا يزال غير قادر على التعامل بشكل صحيح مع الغرب والدولة العربية والخطاب الديني، وهذا ناتج عن تدهور ميكانيزمات الفهم نتيجة عدم استثمار فتوحات العلوم الإنسانية المعاصرة، نحن بحاجة ماسة وسريعة لتوظيف نظرية "الالتباسات المترسبة"، ومفهوم "فيتيشية السلعة"، ومحاولة فهم ما يسمى "آلية الإقفال" وعلاقتها بالتطورات الفكرية للمجتمع، الواقع اليوم يؤكد –بما لا مجال للشك فيه- دور "الاستعارات العضوانية" وآلية "الدراما المقدسة"، في صياغة أكثر المظاهر تعقيداً، لذا لا بد من التمييز الملح بين الجانسبينية المتطرفة والمعتدلة، إن فشلنا في ضبط توازنات الخطاب عائد لبعدنا عن الخصوبة التي يقدمها اليوم علم اللغة العصبي (نيورولينجويستيك) وما يمكن أن يقدمه لنا من فهم علمي لما يسمى ألسنياً "مخزن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/17)
العلامات" ... الخ الخ).
ألا تلاحظ؟ العملية رخيصة جداً، وربما تسألني من أين أتيت بهذه المصطلحات؟ أبداً، التقطت من الرف بجانبي قاموساً للعلوم الإنسانية وانتزعت منه بعض المصطلحات ذات الصلة بالقضايا الفكرية، وبنفس الوقت "ذات الرنين الاصطلاحي".
طبعاً لا أنا، ولا غيري من الإسلاميين يرضى أن ينزل إلى هذا المستوى من الخداع، وإنما يتقبل القيام بهذا الدور من تنازل عن أخلاقيات العلم.
وما يكتبه أركون برغم أنه مجرد إعلانات بحوث، ففيه تكرار وإعادة بطريقة مثيرة للسآمة بشكل عجيب، فكل كلام أركون الكثير، والكثير جدا؛ لا يخرج عن إعادة تقليب وعرض متكرر لعدة مصطلحات لا تتجاوز العشرة مثل: الأسطورة، اللامفكر فيه، المخيال، الابستيما، التقديس، الأرثوذكسية الإسلامية، مجتمعات الكتاب، التاريخانية، وجوب الاستفادة من العلوم الإنسانية!
وكل كتبه التي بلغت العشرات هي تنويع وتقليب، واعادة عرض، وتكرار، وتوسيع ثم اختصار، واختصار ثم توسيع، لهذه المصطلحات المحدودة، وهكذا، ولذلك قراءة أي كتاب لأركون تعني ضمناً قراءة الكتاب الآخر.
بل لو أعطيت شخصاً صفحتان فيهما تعريف لهذه المصطلحات فسيعتبر كلام أركون عجن للمعجون!
-الخداع اللغوي:
لي صديق حميم بيني وبينه أخوة علمية قديمة، قلت له مرةً: يا أخي استغرب من حفاوة بعض الشباب بكتابات أركون، كلها خداع لغوي وتلاعب لفظي. فقال لي: هل من المعقول ذلك، هل من المعقول أن يكون كلامه فارغ ومع ذلك يتحدث عنه الإعلام وله قراء الخ؟
حسناً دعني أضرب لك بعض الأمثلة التي تبرهن أن مايفعله أركون وأمثاله مجرد خداع لغوي لا يحتوي أي قيمة علمية حقيقية.
دعنا نضرب مثالاً من المظلة العامة لمشروعه (الإسلاميات التطبيقية)، ومثالاً من أكثر أداة إجرائية يستعملها وهي (اللامفكر فيه).
فأما شعار (الإسلاميات التطبيقية) التي يتمدح أركون بأنه اخترعها، والتي يعني بها تطبيق العلوم الإنسانية على التراث، فأستطيع أنا شخصياً أن أكذب على الناس وأتظاهر بأن لدي مشروع فكري تجديدي وأسميه (الإسلاميات التجريبية) وتعني تطبيق العلوم الطبيعية على التراث، فأركون دعا لتطبيق العلوم الإنسانية، وأنا سأدعوا لتطبيق العلوم الطبيعية، سنضع في البرنامج مختبرات ومعامل لتمحيص وفحص كل الدعاوى التراثية حسب أحدث نظريات الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا وآليات القياس والرصد، سنقوم بتجارب معملية مثلاً لفحص صحة دخول الجني في الإنسي؟ ونقوم بوضع تجارب لرجل وامرأة في حالة خلوة ونختبر بأحدث الآليات المخبرية هل هناك فعلاً شيطان يقوم بدور الثالث بينهما؟ ونقوم بتصميم رحلات فضائية لاستكشاف صحة مايقوله القرآن عن انشقاق القمر ورجم الشياطين بالشهب وأنه لا فطور في السماء الخ الخ وهكذا سنضع كل القضايا الشرعية الغيبية والعملية تحت مجهر مختبرات العلوم الطبيعية وستكون ثورة في فهم الإسلام على أسس علمية.
وسأقول حينها في مقدمة هذا البرنامج المزيف، أو في خطبة المؤتمر: لقد حان الوقت، أكثر من أي زمن مضى، وبشكل ملح وعاجل، لنستثمر العلوم الطبيعية في تمحيص الخطابات الدينية المطمورة، لا وقت لدينا لمجاملة الأورثوذكسية الإسلامية، بمثل ذلك، وبمثل ذلك فقط؛ سنضع خطواتنا الأولى في درب الحداثة!
هذه القصة المتخيلة السابقة أردت بها أن أوضح أن الغدر بالقراء البسطاء أمر ميسور، والتظاهر بالانتساب للعلوم الحديثة من أجل تمرير الزندقة شأن ممكن، لكن الإنسان النبيل يرفض أن يستغل العلوم المعاصرة لتمرير قناعات علمانية متطرفة.
تعال لننظر في المثال الثاني وهو أكثر مصطلح يردده أركون، أعني مصطلح (اللامفكر فيه)، وأول كتاب صدر لأركون بالانجليزية كان عنوانه (اللامفكر فيه)، لو تأملت في هذا المصطلح الذي يدعي أركون أن فيه مضامين جديدة، لاكتشفت أنه ليس فيه أي جديد، أي جديد بتاتاً.
فهذا المصطلح هو نفسه حين نقول (هذه مسألة غير مطروقة) (هذا سؤال لم يُبحث) (لم يسبق أن طرح أحد هذه الإشكالية) الخ، فمالجديد في هذا المفهوم، كل ما في الأمر بدلاً من أن تقول: لم يطرح ولم يطرق، تقول: اللامفكر فيه، فلا داعي للتهويل واستدعاء الانبهار بافتعال واضح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/18)
سواء سميتها: اللامطروق، أو اللامبحوث، اللامُتنبه إليه، أو المهمّش، أو المقموع، أو التفكير خارج الصندوق الخ، فالقضية لا تعدوا مجرد اشتقاق لفظي لممارسة علمية معروفة منذ الأزل، فالخداع اللغوي يوهم القارئ البسيط أن اللفظ الجديد يقتضي أن فيه محتوى جديد!
ثم إن تطبيق أركون لهذا المفهوم تطبيق مضحك، فهو دوماً يخلط بين أمرين (اللامفكر فيه) و (المفكر فيه لكنه مرفوض)، فيجعل الثاني لامفكراً فيه، وهذا خطأ محض، وسأضرب مثالاً لتوضيح ذلك:
أشهر وأكثر تطبيق لهذا المفهوم يكرره في كتبه قوله أن: مسألة الخطأ في تدوين القرآن وجمعه هو من اللامفكر فيه، وهذا بصراحة سذاجة علمية خالصة، فمسألة احتمال تحريف القرآن أثناء جمعه مسألة مبحوثة بكثافة، وفيها سجالات كثيرة بين أهل السنة وخصومهم، ورد أهل العلم على هذه الأطروحة بكثرة، وفيها عشرات الرسائل الجامعية في مناقشة المستشرقين في هذه القضية، فكيف تكون أطروحة لا مفكراً فيها؟! لو قال أنها أطروحة مفكر فيها لكنها مرفوضة لكان كلامه صحيحاً.
ثم إننا نستطيع أن نشتق ألفاظ جديدة لممارسات معروفة مسبقاً وندعي أن هذا تجديداً كما يفعل أركون، فبخصوص هذا المصطلح (اللامفكر فيه) الذي لا يعني شيئاً أكثر من معنى (غير مطروق) نستطيع أن نأتي لممارسة معروفة في البحث العلمي وهي ضرورة مراعاة الزمن في الإفتاء بالأحكام الشرعية، وأي فتوى شرعية لم يراع فيه الزمن فهي مختلة، حسناً سنشتق لفظاً جديداً لهذه الممارسة وسنسميه (اللامزمن) ونعني به أي حكم شرعي لم يراع فيه الزمن، وسنطالب يإعادة قراءة التراث على ضوء مفهوم (اللامزمن) من أجل تخليص التراث من أي حكم شرعي يناقض مفهوم (اللامزمن)، وننتج المقالات تلو المقالات في عبقرية هذا المفهوم وكونه (مفهوم شغال)! فهل يقبل طالب علم يحترم نفسه أن يلعب هذا الدور التمثيلي؟!
والمراد من هذه الأمثلة إثبات أن الخداع اللغوي لإيهام القراء أن اللفظ الجديد يعني أن فيه محتوى جديد عملية ميسورة، لكن تأباها النفوس السامية.
سلوكيات غريبة:
يتمتع أركون بسلوكيات في غاية الغرابة، تقلص من احترامه لدى القارئ، خذ بعض الأمثلة:
نحن نعرف أن العلوم الانسانية والاجتماعية علوم متفرعة تتشظى باستمرار، فعلم الاجتماع –مثلاً- يتفرع إلى فروع ثانوية في كل منها نتاج هائل من البحوث، وكذلك اللسانيات والاقتصاد والقانون والنقد الأدبي والعلوم السياسية الخ، ولذلك تجد مثلاً متخصص مشهور في القانون تسأله بعض الأسئلة فيقول بكل ثقة "ليس لدي تصور أنا متخصص فقط في الحقل الفلاني من القانون، يمكنك أن تسأل فلان"، وهذه الظاهرة واجهتها كثيراً لدى المتخصصين الغربيين، وهي ظاهرة طبيعية، فغزارة النتاج البحثي المعاصر في العلوم الحديثة فرض ظاهرة جديدة وهي أن المتخصص في علم واحد لا يستطيع ملاحقة بحوث ذلك العلم بذاته، فيحتاج إلى التخصص داخل التخصص.
ولكن أركون –ماشاء الله تبارك الله- يدعي بأنه يطلع على "جميع البحوث" التي تكتب عن "جميع فروع" العلوم الإنسانية والاجتماعية، بـ "جميع اللغات" الغربية، لكن ليس لديه وقت لنقلها للغة العربية، ولذلك يترك مهمة النقل للعربية للمترجمين، كما يقول عن نفسه:
(لم يتسع لي الوقت مع الأسف لأقوم بعملين مهمين مجهدين في وقت واحد وهما: متابعة التيارات العلمية المختلفة في العلوم الإنسانية والاجتماعية بالاطلاع على جميع مايصدر من كتب باللغات الغربية، ثم إيجاد المصطلحات اللازمة لنقل أجهزة المفهومات المتجددة والمتحولة من كل لغة من اللغات الأصلية، الانجليزية والفرنسية والألمانية خاصةً، إلى العربية، إني أعترف بأهمية هذا العمل، ولا أزال أقوم به في محاضراتي الجامعية) [تاريخية الفكر العربي الإسلامي، 7].
لا أعرف مفكراً غربياً معاصراً لديه من الصفاقة ما يكفي لإطلاق هذه الدعوى، إن من يقول هذا الكلام هو المسؤول الأول عن تسرب الشك في صدقية الكاتب لدى القارئ، هذا لا يورثنا الشك فقط فيما لم يعرضه أركون من العلوم الإنسانية، بل يورثنا الشك –أيضاً- فيما يعرضه من هذه العلوم هل اطلع عليها بشكل كافي أم مجملات وعمومات لإيهام القارئ بالاطلاع؟، فالصدقية إذا انهارت أكلت الأخضر واليابس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/19)
العلم الواحد من العلوم الإنسانية لا يمكن متابعة بحوثه الغزيرة في الدوريات العلمية بلغة واحدة كالانجليزية، فكيف يدّعي أركون أنه يطلع على "جميع" البحوث، عن "جميع" العلوم الإنسانية، بـ"جميع اللغات" الغربية!
والقارئ لكتابات أركون السطحية يكتشف بسهولة حجم الاندفاع في هذا التمدح، حتى أن الكاتب العلماني المحارب محمد المزوغي (المشغول بإسقاط ابويعرب) يقول عن أركون:
(المُتتبع لفكر أركون يستطيع بسهولة أن يحدس الحقيقة التالية: وهي أن مصادره الأساسية لا تتعدى مجال الفكر الفرنسي، وما يُدعّم ذلك هو التطابق الواضح بين أطروحاته الفكرية، وخلاصة أعمال أولئك المفكرين) [العقل في التاريخ، محمد المزوغي].
هذه دعوى ممكنة جداً، وهي أن أركون متابع لمجمل الأطروحات "الفكرية" في الساحة الفرنسية، أما الاطلاع على "العلوم الإنسانية" بجميع فروعها ولغاتها الغربية؛ فهذا دجلٌ محض تمنيت أن أركون لم يورط نفسه فيه.
ومن سلوكيات أركون الغريبة -أيضاً- محاولة فرض نفسه على الباحثين الآخرين بالقوة، تجده كثيراً يعاتب الباحثين بطريقة غير لائقة لماذا لم يشيروا إليه؟! خذ بعض الأمثلة:
يقول أركون عن المفكر المغربي المعروف عبدالله العروي:
(بعد أن اطلعت على كتاب العروي "مفهوم العقل" وجدت أن نقاط الاتفاق بيننا في ما يخص التوجهات الأساسية عديدة جداً، إلى درجة أني دهشت لأنه لم يشِر إلى أي كتاب من كتبي، أو إلى أي فكرة من أفكاري) [قضايا في نقد العقل الديني، أركون، 56].
وفي حادثة أخرى فإن الباحثة العلمانية دلال البزري روت قصة تحضيرها ومناقشتها لرسالتها الدكتوراة في فرنسا، وكان في لجنة المناقشة أركون، ومما قالته الكاتبة:
(أركون يأخذ على اطروحتي أموراً لا تأتي على بالي، مثل عدم تطرّقها إلى كتبه .. ، يتابع ويستفيض بعرض نتاج معرفته هو، واستنكاره الشديد غالباً لعدم ورود ذكره في أطروحتي) [المستقبل اللبنانية، 26سبتمبر 2010].
وثمة سلوكيات غريبة أخرى لا مجال لعرضها.
-الاعتراف المر:
برغم العلمانية الإلحادية المتطرفة التي يتبناها أركون، وبرغم حقده على القرآن، وبرغم كراهيته الشديدة للتيار الإسلامي؛ إلا أن الإسلاميين فرضوا أنفسهم بتميزهم، ولذلك اضطر أركون –برغم حقده- إلى أن يعترف بأن الاسلاميين سبّاقين إلى العلوم النافعة حتى لو كانت في المجتمع الغربي، يقول أركون عن إقبال الإسلاميين على العلوم الطبيعية:
(نلاحظ مثلاً أن دارسي العلوم الفيزيائية والرياضية والطبية وغيرها ينخرطون في صفوف هذه التيارات –أي الإسلامية- أكثر بكثير من المختصين بعلوم الإنسان والمجتمع، وقد عرفنا أثناء المعارك والاشتباكات التي جرت في جامعات تونس والجزائر والقاهرة الخ أن المتعصبين والمتزمتين ينتمون بشكل خاص إلى كليات العلوم، إنها ظاهرة تستحق التأمل والتفكير) [تاريخية الفكر العربي الإسلامي، أركون، 26].
وفي موضع آخر يؤكد أركون هذا الاعتراف فيقول:
(نحن نعرف أن الكثير من طلاب الكليات العلمية والتقنية ينتسبون للحركات الأصولية السلفية) [الفكر الإسلامي: قراءة علمية، 181]
حسناً يا مسيو أركون، طالما أن الإسلاميين المعظمين للقرآن يتسابقون إلى العلوم الطبيعية والتقنية النافعة، فهذا ينسف جذرياً كل ما تقوله من أن القرآن يقف حائلاً بيننا وبين التقدم، هذا ينسف كل ما تقوله من أن الفكر الإسلامي ضد التقدم، طالما أن الإسلاميين المعظمين للقرآن أكثر استيعاباً منك للفيزياء والهندسة والطب والتقنية الخ فهذا يعني أنك أنت المتخلف وهم المتقدمون!
-تكفير الغزالي والقرضاوي لأركون:
في منتصف الثمانينات كان الأستاذ (مولود قاسم) نظم ملتقى اسمه (ملتقى الفكر الإسلامي)، في مدينة بجاية الجزائرية، وكان عن الغزو الثقافي، وكان من ضمن الضيوف الشيخ محمد الغزالي وأركون، ووجه الغزالي –تغمده الله برحمته- نقداً حاداً لأركون، وقال له إن كنت تعتقد هذه العبارة (عبارة وردت في ترجمة عادل العوا لكتابه الأول) فأنت مرتد، وغضب أركون حينها، واحتد النزاع.
وقد تكلم الكتّاب الجزائريون شهود ذلك الملتقى كثيراً عن تلك الحادثة، يقول الكاتب الجزائري أمين الزاوي الكاتب في جريدة الفجر الجزائرية المعروفة، يقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/20)
(كان محمد أركون حدثا فكريا في كل مشاركاته في دورات ملتقى الفكر الإسلامي الذي كان ينظمه المرحوم مولود قاسم بالجزائر، كانت نقاشاته مع الشيخ الغزالي إشارة فارقة للاختلاف بين فكرين يعيشان داخل مجتمع واحد ويدرسان متنا واحدا، لقد كفر الشيخ الغزالي محمد أركون وهو ما يؤكد قصور الفكر الديني) [صحيفة الفجر الجزائرية، 15سبتمبر2010]
وكان الشيخ يوسف القرضاوي ينشر في صحيفة الخبر الجزائرية سلسلة مذكرات له، وفي أحد تلك الحلقات قال عن أركون أنه لايؤمن بالشريعة الإسلامية، فثارت ثائرة الكتاب العلمانيين في الجزائر، فتحت عنوان (القرضاوي يكفِّر أركون) كتبت صحيفة الفجر الجزائرية:
(جزم الدكتور يوسف القرضاوي، في مذكراته التي تنشرها يومية "الخبر" بأن البروفيسور محمد أركون المتخصص في دراسات الفكر الإسلامي، لا يؤمن بالشريعة الإسلامية .. ، القرضاوي يستخف بقامة فكرية بحجم أركون، فيطلق عليه رصاصة الرحمة، متهما إيّاه بالخروج من ملة الإسلام) [الفجر الجزائرية، 15سبتمبر2010].
وفي حادثة أخرى تكلم الشيخ القرضاوي عن معاداة أركون للنصوص الشرعية فقال:
(هناك صنف آخر يقفون ضد النصّوص بدعوى أخرى، يعني هم ضد المقاصد، يقولون إن دعاة الشريعة يستخدمون المقاصد حيلة لتطبيق الشريعة؛ وهذه المدرسة الأركونية، محمد أركون والجماعة الذين يعيشون في فرنسا ويعتمدون على اللسانيات وعلى غيرها) [الموقع الرسمي للقرضاوي]
-خلاصات أخيرة:
بعد هذه الجولة حول كتابات أركون فإنني أتألم كثيراً من ضحايا الدعاية الإعلامية، فحين أرى شباناً وفتياناً صغاراً يتحدثون أو يكتبون، ويتناقشون طويلاً، ويرددون عبارات من نوع: (قراءة في مشروع أركون)، و (دراسة تحليلية في خطاب أركون)، (مفهوم كذا عند أركون)، و أركون يرى وأركون لا يرى، .. الخ الخ فوالله إنه لتهبط علي غيوم الغبن والرثاء كيف استطاع الاعلام التغريبي أن يخدع هؤلاء المساكين ويضيعون أعمارهم العلمية الثمينة في دردشات "يجب أن نبحث" و "مصحف البحر الميت"؟!
أو يأتيك بعض المخدوعين يقول "نحتاج دراسات فكرية معمقة عن أركون وعن فلان وفلان" .. ووالله لا نحتاج دراسات فكرية عنهم ولا غيره، بل نحتاج فقط أن نوضح للقارئ المسلم الدجل الفكري الذي يمارسه هؤلاء، وحجم الجهل الفظيع عندهم سواءً بالعلوم الإنسانية المعاصرة أو بالتراث الإسلامي، لكي لا تتصرم الفترة الذهبية للتحصيل العلمي عند الشباب المسلم في ملاحقة هلوسات فكرية يكتبها بعض المرتزقة.
إذا كنا سنعتبر دردشات صاحب (مصحف البحر الميت) و كتابات (يجب أن نبحث)؛ أبحاثاً فكرية تستحق الدراسة والمناقشة والتحليل؛ فهذه بحد ذاتها مشاركة في صناعة الوهم، ياجماعة افتحوا عقولكم والله لا مشروع ولا خطاب ولا غيره .. ليس إلا متملق يتزلف أسياده الفرنسيين ليضعوه في مناصب أكاديمية ويمولونه مالياً باعتباره مهندس العلاقة مع الباحثين الذين سيقنعون المسلمين بالتبعية لفرنسا!
لو كان لي من أمر الدعوة الإسلامية شيئاً لأوصيت جميع الدعاة بتكثيف الكلام عن أهمية استعمال (العقل)، لم ينخدع شبابنا بجهلة الفرنكفونيين إلا بسبب ضعف استعمال العقل .. ولا يبتعد الشاب عن القرآن وينهمك في هذه الترهات الفكرية إلا بسبب ضعف استعمال العقل .. ولا يستسلم الإنسان للشهوات برغم عاقبتها إلا بسبب ضعف استعمال العقل لحظة الخطيئة .. ولذلك لا عجب أن كرر القرآن وأعاد وأبدى لمبدأ (أفلا يعقلون) ..
أخي الغالي على نفسي، يا من لازلتَ تستعمل الدهشة في التعامل مع أمثال هذه الكتابات الفكرية، أرجوك "حرك عقلك" قليلاً، وستكتشف أن هذه الترهات لا تستحق منك الدهشة بتاتاً، فلا تضيع عمرك العلمي الثمين.
لا شك أن المشهد مؤلم جداً، رجلٌ يهين القرآن، ويدعي أنه محرف وأن الصحابة لم يكونوا أمناء في نقله، وأننا نحتاج مخطوطات في البحر الميت وخزائن الرافضة في الهند واليمن لنصل للنص الصحيح للقرآن، ثم بعد ذلك، بعد ذلك كله، يكرّم في صحافتنا، ويقدم باعتباره المجدد الأكبر، من يجاهد لبث النور ومكافحة الظلام، أحد حكماء الإسلام الكبار، المشعل الحقيقي، الهامة الفكرية، الخ.
ثم يقولون لك بعد ذلك، وبكل براءة ومسكنة: ليس هناك أي تغريب، سبحان الله أين التغريب؟! إنما هو تنمية وتطوير!
بل أتدري ما هو أكثر إيلاماً من ذلك؟ تفضل اقرأ هذا الخبر من صحيفة الجزيرة السعودية:
(تحتفي "الاثنينة" بدار الأستاذ عبدالمقصود خوجة في جدة مساء يوم الاثنين 25/ 12/1427هـ بالأستاذ الدكتور محمد أركون، المفكر الإسلامي المعروف والبروفيسور الفخري بجامعة السوربون بباريس، وذلك تكريماً له ولمشواره العلمي والعملي، وإسهاماً في توثيق تلك المسيرة الطويلة ضمن فعاليات "الاثنينة") [الجزيرة، 11يناير2007].
رجل يعلن الحرب على القرآن يكرم بأموال سعودية، وفي محفل عام، على جزيرة الإسلام ..
معركتنا مع الإعلام التغريبي ليست معركة حول مسائل اجتهادية، بل هي معركة حول القرآن والسنة ذاتهما، فتارة يصرحون بتعظيم من يهينهما، وتارة يغمغمون ويتدثرون بالخلاف الفقهي، أو يستأجرون أي منتسب للدين من اصقاع العالم، حتى لو كان موظف إداري في جامع الزيتونة؛ لكي يقدم فتوى تناسب أي قرار تغريبي يطبخ في مكانٍ ما.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
(أفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الرعد، 19].
ابوعمر / إبراهيم السكران
شوال 1431هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/21)
ـ[أداس السوقي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 09:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا، الحمد لله على أن للحدود حراسا، وأن لنا رجالا مرابطين على الثغور.
كيلا تتسلل إلى عقول شبابنا هذه الأفكار الهدامة.
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[03 - 10 - 10, 10:04 ص]ـ
اللهم لك الحمد
جزاك الله خير
ـ[أمين بن أبي القاسم البوجليلي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 10:38 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[القاسم بن محمد]ــــــــ[03 - 10 - 10, 03:46 م]ـ
بارك الله فيك
أخي أمين البيت في توقيعك لِمَن هوَ؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[03 - 10 - 10, 04:08 م]ـ
أخي أمين البيت في توقيعك لِمَن هوَ؟
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?61716-%E3%E4-%C7%E1%DE%C7%C6%E1-%BF
ـ[القاسم بن محمد]ــــــــ[03 - 10 - 10, 05:55 م]ـ
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?61716-%E3%E4-%C7%E1%DE%C7%C6%E1-%BF
شكراً لك يا زكرياء.
أظن الصواب: غَصَّ بفتح الغين. والذي استوقفني عند البيت أنه كالمأخوذ من قول
عدي بن زيد العبادي:
لو بِغيْر الماءِ حلقي شَرِقٌ كنتُ كالغَصّانِ بالماء اعْتِصاري
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 06:01 م]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم، حقا إن أولئك الملاحدة وجدوا أقزاماً يروجون لهم خرافتهم وجعلوهم مطية من خلال صحفهم أو إعلامهم بشكل عام، والله المستعان، شكر الله لك وللشيخ أولا ورفع الله قدره، فقد ذب ورد على ذلك الخرافي وفند شبهاته وخزعبلاته، والحمد لله أن سخر لنا أمثال هؤلاء العلماء وطلاب العلم الذين يدركون كثيرا مما يدور حولهم، ثم بحكمة ورحمة بالناس وبفضلٍ من الله يدحضون شبهاتهم.
بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ. . .
وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا.
والله تعالى أعلم.(66/22)
ما حكم من تطاول على عرش الرحمن
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 12:00 م]ـ
ما حكم إمام وخطيب يدَّعي أن قبر رسول الله صلى الله عليه وسشلم أفضل من عرش الرحمن؟؟؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[03 - 10 - 10, 02:04 م]ـ
هذا ليس تطاولا على عرش الرحمن!
هو قول لكثير من المتأخرين أن البقعة الماسة لجسده ـ وليس عموم القبر ـ أفضل البقاع مطلقا، حتى العرش!
وأول من يحضرني أنه ذكره القاضي عياض على ما أظن
والحاصل أنه بغض النظر عن كون هذا القول غلطا أو صوابا، إلا أنه لا يمكن إطلاق القول في مسألة كهذه أنه تطاول على العرش ..
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 06:48 م]ـ
بارك الله فيكم
هل من دليل شرعي على هذا الكلام أم أنه كلام مبتدع، مستند إلى عقليات الغلاةـ وإلا لكان كرسي سليمان ومقام ابراهيم ومنبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكل ما لامس أجساد الأنبياء كلها أفضل من عرش الجبار ملك يوم الدين وكرسيه الذي وسع السماوات والأرض وهكذا اصبح عرش الجبار محل استهتار الغلاة
ـ[عبد العزيز محمد الحازمي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 08:08 م]ـ
اخوي دليلهم ان محمد صلوات ربي وسلامه عليه افضل الخلق
والعرش مخلوق من مخلوقات الله عز وجل فبذلك قالو محمد صلى الله عليه وسلم افضل من العرش وحملة العرش
والكعبه ولذلك اورد الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه بدائع الفوائد اثرا عن ابن عقيل الحنبلي وهو
قال ابن عقيل: سألني سائل أيما أفضل حجرة النبي أم الكعبة؟
فقلت: إن أردت مجرد الحجرة فالكعبة أفضل،
وإن أردت وهو فيها فلا والله ولا العرش وحملته ولا جنه عدن ولا الأفلاك الدائرة
لأن بالحجرة جسدا لو وزن بالكونين لرجح))
والله اعلم(66/23)
حقيقة علم الوفق
ـ[عبدالرحمن طالب]ــــــــ[03 - 10 - 10, 11:50 م]ـ
أحد الفضلاء استشكل عليه حقيقة علم الوفق وطلب طرحه في المنتدى ليفيدنا أحد المطلعين وقد اشار اليه صاحب أبجد العلوم ولم يوضحه ومما قال عنه "وكتبت جوابا عن سؤال ورد إلي من أهل البصرة في هذا الزمان وحاصله النهي عن استعمال الوفق وكونه نوعا من السحر وقسما من الشرك والله أعلم "فمن كان لديه إطلاع حول هذا العلم يفيدنا به(66/24)
حول نسبة حدوث النعم لغير الله
ـ[البدر العتيبي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 03:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باب (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون)
بعد قراءتي شرح السعدي والفوزان وابن عثيمين حصل عندي أشكال أرجو أفادتي
وهو أنني فهمت من كلام السعدي والفوزان عدم جواز نسبة حدوث النعم لغير الله ولم يستثنوا لا
سبب حسي ولا شرعي , وقرأت في القول المفيد وفهمت جواز أن يقول أو أن تنسب النعمة
للسبب الحسي أو الشرعي ولكن شرط عدم تناسي المنعم ,هل الشيخ يجيز قول نجونا من
الخطر بسبب مهارة السائق بدون ذكر لله ولكن مع وجود الأعتقاد بأن الله هو المنعم.
هل معنا هذا أنه يوجد أختلاف أو خلاف في المسألة بين السعدي والفوزان وبين ابن عثيمين.
رحم الله جميع علماء المسلمين وأمد في عمر الأحياء ونفع بهم
جزاكم الله خير
ـ[البدر العتيبي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 08:11 م]ـ
أين باذلين العلم
مالمشكلة هل كلامي غير مفهوم
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[07 - 10 - 10, 08:37 م]ـ
الشرك في التوكل ــ فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله ــ
التوكل في اللغة معناه: الاعتماد والتفويض، وهو من عمل القلب، يقال: توكل في الأمر: إذا ضمن القيام به، ووكلت أمري إلى فلان: إذا اعتمدت عليه.
والتوكل على الله من أعظم أنواع العبادة التي يجب إخلاصها لله؛ قال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
والتوكل على غير الله تعالى أقسام:
أحدها: التوكل في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله؛ كالتوكل على الأموات والغائبين ونحوهم من الطواغيت في تحقيق المطالب من النصر والحفظ والرزق أو الشفاعة؛ فهذا شرك أكبر.
الثاني: التوكل في الأسباب الظاهرة؛ كمن يتوكل على سلطان أو أمير أو أي شخص حي قادر فيما أقدره الله من عطاء أو دفع أذى ونحو ذلك؛ فهذا شرك أصغر؛ لأنه اعتماد على الشخص.
الثالث: التوكل الذي هو إنابة الإنسان من يقوم بعمل عنه مما يقدر عليه كبيع وشراء؛ فهذا جائز، ولكن ليس له أن يعتمد عليه في حصول ما وكل إليه فيه، بل يتوكل على الله في تيسير أموره التي يطلبها بنفسه أو نائبه؛ لأن توكيل الشخص في تحصيل الأمور الجائزة من جملة الأسباب، والأسباب لا يعتمد عليها، وإنما يعتمد على الله سبحانه الذي هو مسبب الأسباب وموجد السبب والمسبب.
والتوكل على الله في دفع المضار وتحصيل الأرزاق وما لا يقدر عليه إلا هو من أعظم أنواع العبادة، والتوكل على غيره في ذلك شرك أكبر؛ قال الله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}؛ فأمر الله سبحانه بالتوكل عليه وحده، لأن تقديم المعمول يفيد الحصر، وجعل التوكل عليه شرطا في الإيمان كما جعله شرطا في الإسلام في قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ}؛ فدل على انتفاء الإيمان والإسلام عمن لم يتوكل على الله أو توكل على غيره فيما لا يقدر عليه إلا هو من أصحاب القبور والأضرحة وسائر الأوثان.
فالتوكل على الله فريضة يجب إخلاصها لله، وهو أجمع أنواع العبادة، وأعلى مقامات التوحيد وأعظمها وأجلها؛ لما ينشأ عنه من الأعمال الصالحة؛ فإنه إذا اعتمد على الله في جميع أموره الدينية والدنيوية دون كل ما سواه؛ صح إخلاصه ومعاملته مع الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وما رجا أحد مخلوقا ولا توكل عليه إلا خاب ظنه فيه. . . " انتهى.
والتوكل على الله من أعظم منازل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}؛ فلا يحصل كمال التوحيد بأنواعه الثلاثة إلا بكمال التوكل على الله سبحانه؛ قال الله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا}، والآيات في الأمر به كثيرة جدا، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/25)
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في قوله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}: " فجعل التوكل على الله شرطا في الإيمان، فدل على انتفاء الإيمان عند انتفائه، وكلما قوي إيمان العبد؛ كان توكله أقوى، وإذا ضعف الإيمان؛ ضعف التوكل، وإذا كان التوكل ضعيفا؛ كان دليلا على ضعف الإيمان ولا بد، والله تعالى في مواضع من كتابه يجمع بين التوكل والعبادة، وبين التوكل والإيمان، وبين التوكل والتقوى، وبين التوكل والإسلام، وبين التوكل والهداية؛ فظهر أن التوكل أصل لجميع مقامات الإيمان والإحسان لجميع أعمال الإسلام، وأن منزلته منها كمنزلة الرأس من الجسد؛ فكما لا يقوم الرأس إلا على البدن؛ فكذلك لا يقوم الإيمان ومقاماته وأعماله إلا على ساق التوكل ".
وقد جعل الله التوكل عليه من أبرز صفات المؤمنين، فقال سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}؛ أي: يعتمدون عليه بقلوبهم؛ فلا يرجون سواه. وفي الآية وصف المؤمنين حقا بثلاثة مقامات من مقامات الإحسان، وهي: الخوف، وزيادة الإيمان، والتوكل على الله وحده.
والتوكل على الله سبحانه لا ينافي السعي في الأسباب والأخذ بها؛ فإن الله سبحانه وتعالى قدر مقدورات مربوطة بأسباب، وقد أمر الله تبارك وتعالى بتعاطي الأسباب مع أمره بالتوكل؛ فالأخذ بالأسباب طاعة لله؛ لأن الله أمر بذلك، وهو من عمل الجوارح، والتوكل من عمل القلب، وهو إيمان بالله:
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} وقال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}
وقال تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}
قال بعض العلماء: " من طعن في الحركة- يعني: في السعي والكسب والأخذ بالأسباب-؛ فقد طعن في السنة، ومن طعن في التوكل؛ فقد طعن في الإيمان ".
قال الإمام ابن رجب رحمه الله: " والأعمال التي يعملها العبد ثلاثة أقسام:
أحدها. الطاعات التي أمر الله بها عباده وجعلها سببا للنجاة من النار ودخول الجنة؛ فهذا لا بد من فعله مع التوكل على الله فيه والاستعانة به عليه؛ فإنه لا حول ولا قوة إلا به، وما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن؛ فمن قصر في شيء من ذلك؛ استحق العقوبة في الدنيا والآخرة قدرا وشرعا. قال يوسف بن أسباط: " يقال: اعمل عمل رجل لا ينجيه إلا عمله، وتوكل توكل رجل لا يصيبه إلا ما كتب له ".
والثاني. ما أجرى الله العادة به في الدنيا وأمر عباده بتعاطيه؛ كالأكل عند الجوع، والشرب عند العطش، والاستظلال من الحر، والتدفئة من البرد. . . ونحو ذلك؛ فهذا أيضا واجب على العبد تعاطي أسبابه، ومن قصر فيه حتى تضرر بتركه مع القدرة على استعماله؛ فهو مفرط يستحق العقوبة، لكن الله سبحانه وتعالى يقوي بعض عباده من ذلك على ما لا يقوي عليه غيره؛ فإذا عمل بمقتضى قوته التي اختص بها عن غيره؛ فلا حرج عليه، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يواصل في صيامه، وينهى عن ذلك أصحابه، ويقول لهم: (إني لست كهيئتكم، إني أطعم وأسقى)، وقد كان كثير من السلف لهم من القوة على ترك الطعام والشراب ما ليس لغيرهم؛ فمن كان له قوة، فعمل بمقتضى قوته، ولم يضعفه ذلك عن طاعة الله؛ فلا حرج عليه، ومن كلف نفسه حتى أضعفها عن بعض الواجبات؛ فإنه ينكر عليه ذلك.
والقسم الثالث. ما أجرى الله العادة به في الدنيا في الأعم الأغلب. . . ".
إلى أن قال: " وقد روي عن ابن عباس قال: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ويقولون: نحن متوكلون! فيحجون، فيأتون مكة، ويسألون الناس. . . فأنزل الله هذه الآية: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}
وقد سئل أحمد رحمه الله عمن يقعد ولا يكتسب ويقول: توكلت على الله؛ فقال: ينبغي للناس كلهم يتوكلون على الله، ولكن يعودون على أنفسهم بالكسب، وقد كان الأنبياء يؤجرون أنفسهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤجر نفسه وأبو بكر وعمر، ولم يقولوا نقعد حتى يرزقنا الله، وقال الله تعالى: {فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}
وخرج الترمذي من حديث أنس؛ قال: (قال رجل يا رسول الله! أعقلها وأتوكل؟ أو أطلقها وأتوكل؟ قال اعقلها وتوكل).
وهذا كله إشارة إلى أن التوكل لا ينافي الإتيان بالأسباب المباحة، بل قد يكون جمعها أفضل، وقد لقي عمر بن الخطاب جماعة من أهل اليمن، فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلون. قال: بل أنتم المتأكلون! إنما المتوكل الذي يلقي حبه في الأرض ويتوكل على الله.
المصدر:
الارشاد إلى صحيح الاعتقاد (ص 78)
لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/26)
ـ[البدر العتيبي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 09:59 ص]ـ
الله يجزاك خير ويعلي مقامك دنيا وأخرة
ـ[البدر العتيبي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 01:43 م]ـ
نريد زيادة فائدة من محتسب يفيد أو يحيل لمن يفيد سواء كتاب أو موقع متخصص
ـ[أبا المنذرالسلفي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 07:44 م]ـ
يقول الشيخ صالح ال الشيخ في التمهيد لشرح كتاب التوحيد:
والواجب على العباد أن ينسبوا النعم إلى الله -جل وعلا- لأنه هو الذي يسدي النعم، قال جل وعلا: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} [النحل:53] وقال جل وعلا: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا} [النحل: 83] فالواجب على العبد المسلم أن ينسب النعم إسداء وتضلاً وإنعاماً لله -جل وعلا- وأن يتعلق قلبه بالذي جعل تلك النعم تصل إليه.
والناس أو الخلق أو الأسباب إنما هي فضل من الله -جل وعلا- جعلها أسباباً، وما فلان من الناس إلا سبب أوصل الله إليك النفع عن طريقه، أما النافع في الحقيقة فهو الله -جل وعلا- فإذا اندفعت عنك نقمة، فالذي دفعها هو الله -جل وعلا- بواسطة ذلك المخلوق، آدمياً كان أو غير آدمي، فيجب نسبة النعم إلى الله -جل وعلا- فلا تنسب نعمة لغيره سبحانه، ومن نسبها لغيره سبحانه فهو داخل في قول الله جل وعلا: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا} [النحل: 83].
وأما الحديث الذي في الصحيح من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل: هل نفعت عمك أبا طالب بشيء؟ قال: "هو في ضحضاح من النار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار" (1) فقوله عليه الصلاة والسلام: "لولا أنا" هذا فيه ذكرٌ لعمله -عليه الصلاة والسلام- وافترق عن قول القائل: لولا فلان لحصل كذا من جهتين.
الجهة الأولى: أن ذلك القائل هو الذي حصل له النعمة، أو اندفعت عنه النقمة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- هنا يخبر عن صنيعه بعمه، وأن عمَّه اندفعت عنه بعض النقمة، فذلك النهي في المتحدث الذي تعلق قلبه بالذي نفعه أو دفعه عنه الضر، وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لولا أنا" فهو إخبار عن نفعه لغيره، فليس فيه تعلق القلب في اندفاع النقمة، أو حصول النعمة بغير الله -جل وعلا- هذا وجه، فتكون العلة التي من أجلها نُهي عن قول: لولا كذا لما فيها من نسبة النعمة إلى غير الله من جهة تعلق القلب بذلك الذي حصّل له النعمة، وهذا غير وارد في قول النبي عليه الصلاة والسلام: "لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار" لأنه عليه الصلاة والسلام ليس هو الذي حصلت له النعمة، وإنما هو مخبِر عن فعله لعمه.
الوجه الثاني في ذلك: أن النبي عليه الصلاة والسلام قد بيَّن أن نفعه لعمّه من جهة الشفاعة، فهو يشفع لعمه حتى يكون في ضحضاح من نار، فقوله: "لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار" يعني: لولا شفاعتي.
ومعلوم بنصوص الشرع أنه عليه الصلاة والسلام يُكرم بالشفاعة، ويُعطى الشفاعة، فهو سائل، وهو سبب من الأسباب، والمتقضل حقيقة هو الله جل وعلا، فكأنه قال عليه الصلاة والسلام -بضميمة علمنا أنه يشفع لعمه- كأنه قال: لولا أن الله شفَّعني فيه لكان في الدرك الأسفل من النار. فليس فيه -بالوجهين جميعاً- تعليق للقلب لغير الله -جل وعلا- في حصول النعم أو اندفاع النقم، مما يكون في قول القائل: لولا فلان لحصل كذا، أو لولا السيارة لحصل كذا، أو لولا الطيار لحصل كذا، أو لولا البيت كان محصناً لحصل كذا ونحو ذلك مما فيه تعلق قلب من حصلت له النعمة بالمخلوقين، والله أعلم.
ـ[البدر العتيبي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 09:07 م]ـ
أبا المنذر جزاك الله خير,
هل ما نقلته من كلامك موجود في التمهيد بداية من قول
وأما الحديث الذي في الصحيح من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل: هل نفعت عمك أبا طالب بشيء؟ قال: "هو في ضحضاح من النار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار" (1) فقوله عليه الصلاة والسلام: "لولا أنا" هذا فيه ذكرٌ لعمله -عليه الصلاة والسلام- وافترق عن قول القائل: لولا فلان لحصل كذا من جهتين.
الجهة الأولى: أن ذلك القائل هو الذي حصل له النعمة، أو اندفعت عنه النقمة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- هنا يخبر عن صنيعه بعمه، وأن عمَّه اندفعت عنه بعض النقمة، فذلك النهي في المتحدث الذي تعلق قلبه بالذي نفعه أو دفعه عنه الضر، وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لولا أنا" فهو إخبار عن نفعه لغيره، فليس فيه تعلق القلب في اندفاع النقمة، أو حصول النعمة بغير الله -جل وعلا- هذا وجه، فتكون العلة التي من أجلها نُهي عن قول: لولا كذا لما فيها من نسبة النعمة إلى غير الله من جهة تعلق القلب بذلك الذي حصّل له النعمة، وهذا غير وارد في قول النبي عليه الصلاة والسلام: "لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار" لأنه عليه الصلاة والسلام ليس هو الذي حصلت له النعمة، وإنما هو مخبِر عن فعله لعمه.
الوجه الثاني في ذلك: أن النبي عليه الصلاة والسلام قد بيَّن أن نفعه لعمّه من جهة الشفاعة، فهو يشفع لعمه حتى يكون في ضحضاح من نار، فقوله: "لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار" يعني: لولا شفاعتي.
ومعلوم بنصوص الشرع أنه عليه الصلاة والسلام يُكرم بالشفاعة، ويُعطى الشفاعة، فهو سائل، وهو سبب من الأسباب، والمتقضل حقيقة هو الله جل وعلا، فكأنه قال عليه الصلاة والسلام -بضميمة علمنا أنه يشفع لعمه- كأنه قال: لولا أن الله شفَّعني فيه لكان في الدرك الأسفل من النار. فليس فيه -بالوجهين جميعاً- تعليق للقلب لغير الله -جل وعلا- في حصول النعم أو اندفاع النقم، مما يكون في قول القائل: لولا فلان لحصل كذا، أو لولا السيارة لحصل كذا، أو لولا الطيار لحصل كذا، أو لولا البيت كان محصناً لحصل كذا ونحو ذلك مما فيه تعلق قلب من حصلت له النعمة بالمخلوقين، والله أعلم.
هل هذا الكلام مذكور في التمهيد لان كتاب التمهيد سبق وأن طالعته وهذا الكلام غير موجود في الشرح لهذا الباب والطبعة طبعة دار التوحيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/27)
ـ[أبوسفيان زهيرعبدالله السلفى]ــــــــ[09 - 10 - 10, 01:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا
نفع الله بكم ورزقكم رضاه
ـ[البدر العتيبي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 08:33 ص]ـ
وأما الحديث الذي في الصحيح من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل: هل نفعت عمك أبا طالب بشيء؟ قال: "هو في ضحضاح من النار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار"
وما ذكرت من قول الرسول في الأعلى هذا من الأدلة التي ذكرها اب عثيمين ,وأنا قد أستفدت مما نقلت فلعلك
تتواصل ولك الشكر
ـ[أبا المنذرالسلفي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 10:30 ص]ـ
أبا المنذر جزاك الله خير,
هل ما نقلته من كلامك موجود في التمهيد بداية من قول
هل هذا الكلام مذكور في التمهيد لان كتاب التمهيد سبق وأن طالعته وهذا الكلام غير موجود في الشرح لهذا الباب والطبعة طبعة دار التوحيد
و جزاك أنت أيضاً ...
نعم الكلام موجود في المفيد لكن ليس في شرح الباب ... عندي موجود في الشاملة
في باب أسئلة و فوائد في اخر الكتاب ... ص 392
ـ[أبا المنذرالسلفي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 10:35 ص]ـ
وأما الحديث الذي في الصحيح من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل: هل نفعت عمك أبا طالب بشيء؟ قال: "هو في ضحضاح من النار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار"
وما ذكرت من قول الرسول في الأعلى هذا من الأدلة التي ذكرها اب عثيمين ,وأنا قد أستفدت مما نقلت فلعلك
تتواصل ولك الشكر
اسف على التأخر في الرد أخي ...
ولكن ملخص القول مما فهمته في المسألة أنه يجوز نسبة النعم لغير الله على سبيل الإخبار ليس على سبيل التعلق القلبي .....
ـ[البدر العتيبي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 03:50 م]ـ
أبا النمذر جزاك الله خير
وهذا ما فهمته أنه يجوز أن تنسب النعم لغير الله سوء من باب الاخبار الصادق أو مجرد أضافة باللسان لسبب حسي أو مجرد أضافة باللسان لسبب شرعي,
وأسف على الأخذ من وقتك
ـ[أبا المنذرالسلفي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 04:48 م]ـ
أبا النمذر جزاك الله خير
وهذا ما فهمته أنه يجوز أن تنسب النعم لغير الله سوء من باب الاخبار الصادق أو مجرد أضافة باللسان لسبب حسي أو مجرد أضافة باللسان لسبب شرعي,
وأسف على الأخذ من وقتك
وفيك بارك ....
العفو يا اخي لم أقصد ذلك .....
ـ[البدر العتيبي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 05:27 م]ـ
سبب الموضوع أنني أجد في نفسي أنه لا مانع من نسبة النعمة لغير الله نطقا مع الأعتقاد أن المنعم هو الله وكنت في مجلس وكان هناك أخ
ذو شهادة علمية شرعية وأخ أخر محب للعلم وسألت ,هل يجوز أن يقول المسلم في الأخبار عن حاله عند
حصول له نعمة أو أندفاع نقمة أن يضيف النعم للسبب بدون ذكر الله عز وجل وضربت مثلا
وهو أذا مرض المسلم وشفي وسأل عن حاله فقال شفيت بعد تناول الدواء هل يجوز قوله هذا, أو هل يجب عليه
أن يقول بفضل الله ثم بعد تناول الدواء ,فقال المحب للعلم وطالبه الله أعلم وسألت الأخ الثاني فقال هذا تنطع
يقصد قولي هل يجب أن يقول بفضل الله ثم بعد تناول الدواء
وبعد النظر في كلام أهل العلم وجدت التفصيل التالي وهو لابن عثيمين في القول المفيد والمختصر في العقيدة
للشيخ خالد المشيقح
1 - شرك أكبر اذا اعتقد أن هذا المنعم استقلال من دون الله, أو أضافة النعمة الى من لا يملك المباشرة كالأموات
2 - ان يضيف النعمة الى سبب صحيح مع التفات قلب صاحب النعمة لغير الله فالتفت الى السبب ,ونسى
المسبب الذي هو الله عزوجل وذكر الشيخ حديث زيد بن خالد الجهني حينما صلى النبي بهم في الحديبية صلاة
الصبح على اثر سماء
3 - اضافة النعمة الى السبب الحقيقي الصحيح فهذا جائز, مع أطمئنان القلب الى المنعم الحقيقي الذي هو الله
عز وجل, وأن هذا السبب المباشر انما هو من الله وانعامه فهذا جائز.
هذا التقسيم نقلته من كتاب الشيخ المشيقح جزاه الله خير والشيخ محمد تقسيمه قريب من تقسيم
المشيقح, ولكن ابن عثيمين والشيخ المشيقح ماصرحوا في كلامهم نصا بجواز بأضافة النعم لغير الله. وأظنه تأدب
من الشيخين لمقام الله عز وجل
هذا فهمي أرجو أنني لم أثقل على أخواني بهذا الموضوع
ثم أنظروا كمال التوحيد أصبح تنطع وهذا قول حامل شهادة جامعية شرعية بتقدير عالي وقوله هذا جهلا منه ,وأذناب الغرب والجهلة
يقولون لاداعي لتدريس التوحيد التوحيد معروف(66/28)
هل يثبت الأشاعرة هذه الصفات؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[04 - 10 - 10, 03:54 م]ـ
السلام عليكم
هل يُثبت الأشاعرة الصفات التالية:
- العظمة
- العزة
- الجلال
- الكبرياء
أم أنهم يؤولونها؟
ما قولهم في هذه الصفات؟
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[05 - 10 - 10, 02:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
هل يُثبت الأشاعرة الصفات التالية:
- العظمة
- العزة
- الجلال
- الكبرياء
لا، فهم لا يثبتون إلا سبعة أو ثمانية أو ما شئت فما كان ضابطه العقل لا ينضبط.
السلام عليكم
أم أنهم يؤولونها؟
أكيد، ديدنهم التأويل، أو الأصح التحريف،وهو عندهم من القربات لله تعالى أي الأنشغال به.
السلام عليكم
ما قولهم في هذه الصفات؟
قولي ما شئت فهو الصواب والحق، بشرط أن تعيديها إلى الصفات السبعة فاللغة واسعة وتحمل.
ـ[أبو النعمان النجار]ــــــــ[08 - 10 - 10, 12:23 ص]ـ
أختي الكريمة
السادة الاشاعرة يثبتون لله كل صفات الكمال الواردة في الكتاب والسنة أما الصفات السبع في الصفات الأساسية
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 12:36 ص]ـ
أختي الكريمة
السادة الاشاعرة يثبتون لله كل صفات الكمال الواردة في الكتاب والسنة أما الصفات السبع في الصفات الأساسية
طيب يا سيد نجار:
هل يثبتون استواء الله على عرشه؟
هل يثبتون نزوله كل ليلة إلى السماء الدنيا؟
هل يثبتون لله الغضب والرضى؟
إن كانوا لا يثبتونها فلا يخلو:
إما أن تكون هذه الصفات نقص وليست كمال كما قلتَ فلا يثبتونها. وحاشا كتاب الله وسنة نبيه عن النقص.
وإما أن تكون هذه الصفات الواردة في الكتاب والسنة غير مفهومة المعنى والمراد فنحتاج إلى أمر غير الكتاب والسنة يدلنا عليها.
أليس كذلك؟؟
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[08 - 10 - 10, 09:42 ص]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو النعمان النجار
أختي الكريمة
السادة الاشاعرة يثبتون لله كل صفات الكمال الواردة في الكتاب والسنة أما الصفات السبع في الصفات الأساسية
بسم الله الرحمن الرحيم
نجار ليس لك فتات هنا اذهب وابحث في ملتقيات أسيادك ,هناك ستجد من إذا كتبت حرف صفق وزغرد أما هنا فيوجد من يحفظ معتقدك الجهمي أكثر منك ومن شيخك الجهميز
" السادة الأشاعرة"
هل نسيت أن تقيد بأهل السنة والجماعة، والله او لم يكن عندكم إلا التسمية لكفى دليلا على بدعتكم،متى جاء الأشعري رحمه الله تعالى،وهل كان في القرون الثلاثة الأولى نقص لتنتسبوا لرجل هم منكم كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
" يثبتون لله كل الصفات الواردة"
ما هذا الكذب على السادة الأشاعرة، إثبات هذه الصفات يقتضي إلى الكفر فظاهر الكتاب والسنة الكفر فمن أصول الكفر كما قال السنوسي في الكبرى:
" سادساً: التمسك في أصول العقائد بمجرد ظواهر الكتاب والسنة من غير عرضها على البراهين العقلية والقواطع الشرعية "
فما أنزل الله من هدى للناس بل أنزل ما ظاهره الكفر وهنا قيد الكفر بعرضه على البراهين العقلية وأطلقها الصاوي في حاشيته على الجلالين.
"في الكتاب والسنة"
قال الرازي -رحمه الله تعالى- فقد قال ابن حجر -رحمه الله تعالى- في الميزان ((وأوصى بوصية تدل على انه حسن اعتقاده)) وقال الذهبي -رحمه الله تعالى- ((وقد بدت في تواليفه بلايا عظيمة وسحر وانحرفات عن السنة، والله يعفو عنه فأنه توفي على طريقة مرضية)):
علمكم بالكتاب والسنة كما قال الرازي عن الغيبيات
((
غراب الآن على منارة الاسكندرية
))
"أما الصفات السبع في الصفات الأساسية"
إتق الله لماذا تعود وتكذب على السادة الأشاعرة فمنهم من أثبت غير ذلك بل وأكثر من ذلك فكل سيد من أسيادكم أثبت أمرا جديدا لم يثبته أحد قبله
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 02:05 م]ـ
الرفق يا أخ محمد فهمي!
هذا ليس أسلوبا يهدي ..
بل إن لم يكن للهداية طريق، فالأخوة باقية، والرجل ما هجم ولا تطاول.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 03:19 م]ـ
السلام عليكم
هل يُثبت الأشاعرة الصفات التالية:
- العظمة
- العزة
- الجلال
- الكبرياء
أم أنهم يؤولونها؟
ما قولهم في هذه الصفات؟
قال الجرجاني الماتريدي: (870 - الصفات الذاتية هي ما يوصف الله بها ولا يوصف بضدها نحو القدرة والعزة والعظمة وغيرها
871 - الصفات الفعلية هي ما يجوز أن يوصف الله بضده كالرضا والرحمة والسخط والغضب ونحوها)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 03:24 م]ـ
وقال علي القاري في شرح الفقه الأكبر: (أما عند الأشعرية فالفرق بينهما أن مايلزم من نفيه نقيضه فهو من صفات الذات فإنك لو نفيت الحياة يلزم الموت ولو نفيت القدرة يلزم العجز وكذا العلم مع الجهل ومالايلزم من نفيه نقيضه فهو من صفات الفعل فلو نفيت الإحياء أو الإماتة أو الخلق أو الرزق لم يلزم منه نقيضه ...
وعندنا ـ يعني الماتريدية ـ أن كل ماوصف به ولا يجوز أن يوصف بضده فهو من صفات الذات كالقدرة والعلم والعزة والعظمة وكل مايجوز أن يوصف به وبضده فهو من صفات الفعل كالرأفة والرحمة والسخط والغضب)
فعلى هذا فعلى المذهبين هي من صفات الذات.
ملاحظة: صفات الأفعال عند الأشعرية مخلوقة، لأن الفعل هو المفعول.
وصفات الأفعال عند الماتريدية ليست مخلوقة باعتبارها ترجع كلها لصفة واحدة هي (التكوين) وهي قديمة عندهم، وهو أقرب إلى الحق من قول الأشاعرة، وإن كان مبتدعا غلطا من وجوه أخرى كثيرة.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/29)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 06:59 م]ـ
قال الشهرستاني في الملل في فصل الصفاتية: (اعلم أن جماعة كبيرة من السلف كانوا يثبتون لله تعالى صفات أزلية من العلم والقدرة والحياة والإرادة والسمع والبصر والكلام والجلال والإكرام والجود والإنعام والعزة والعظمة ولا يفرقون بين صفات الذات وصفات الفعل بل يسوقون الكلام سوقا واحدا)
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[08 - 10 - 10, 07:26 م]ـ
الرفق يا أخ محمد فهمي!
هذا ليس أسلوبا يهدي ..
بل إن لم يكن للهداية طريق، فالأخوة باقية، والرجل ما هجم ولا تطاول.
لا رفق مع المبتدعة
---------------------------------اقتباس -------------------------------
قال الإمام البغوي ـ رحمه الله ـ في شرح السنة (1/ ص224):
(فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلاً يتعاطى شيئاً من الأهواء والبدع معتقداً، أو يتهاون بشيء من السنن؛ أن يهجره ويتبرأ منه، ويتركه حياً وميتاً؛ فلا يسلم عليه إذا لقيه ولا يجيبه إذا ابتدأ؛ إلى أن يترك بدعته ويراجع الحق).
وقال شيخ الإسلام بن تيمية ــ رحمه الله ــ كما في مجموع الفتاوى (24/ ص292):
(ومن كان مبتدعاً ظاهر البدعة وجب الإنكار عليه، ومن الإنكار المشروع أن يهجر حتى يتوب، ومن الهجر امتناع أهل الدين من الصلاة عليه؛ لينزجر من يتشبه بطريقته ويدعوا إليه، وقد أمر بمثل هذا مالك بن أنس وأحمد بن حنبل وغيرهما).
ويقول الإمام العلامة بن القيم رحمه الله تعالى في (إعلام الموقعين) (4/ 304):
(وقد كان السلف الطيب يشتد نكيرهم وغضبهم على من عارض حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم برأي أو قياس أو استحسان أو قول أحد من الناس كائناً من كان ويهجرون فاعل ذلك).
وقال الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ في رسالته إلى أهل (القصيم) مبيناً عقيدته:
(وأرى هجر أهل البدع، ومباينتهم حتى يتوبوا، وأحكم عليهم بالظاهر، وأكل سرائرهم إلى الله؛ وأعتقد: أن كل محدثة في الدين بدعة).
(الدرر السنية / 1 / ص 33).
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 07:36 م]ـ
مشكلة ..
لا تنافي بين الإنكار على المبتدع، والرفق معه
والتغليظ على المبتدع إنما هو المبتدع الذي يعلم أنه متبع للهوى لا متحر للحق ..
أما هجره من عدمه .. فأمر طويل لا يمكن ابتساره بالكليمات التي نقلت، ومذهب شيخ الإسلام فيها أنها مصلحية، ليست مطلقة ..
يقول الشيخ رحمه الله: (فلابد من العلم بالمعروف والمنكر والتمييز بينهما. ولا بد من العلم بحال المأمور والمنهي، ومن الصلاح أن يأتي بالأمر والنهي بالصراط المستقيم، وهو أقرب الطرق إلى حصول المقصود.
ولابد في ذلك من الرفق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا كان العنف في شيء إلا شانه». وقال: «إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف»)
وقال في حكايته مساجلاته مع ضروب من المبتدعة: (فصل: فلما نهيتهم عن ذلك أظهروا الموافقة والطاعة ومضت على ذلك مدة والناس يذكرون عنهم الإصرار على الابتداع في الدين، وإظهار ما يخالف شرعة المسلمين، ويطلبون الإيقاع بهم، وأنا أسلك مسلك الرفق والأناة، وأنتظر الرجوع والفيئة، وأؤخر الخطاب إلى أن يحضر ذلك الشيخ المسجد الجامع وكان قد كتب إلي كتاباً بعد كتاب فيه احتجاج واعتذار، وعتب وآثار وهو كلام باطل لا تقوم به حجة، بل إما أحاديث موضوعة، أو إسرائيليات غير مشروعة، وحقيقة الأمر الصد عن سبيل الله وأكل أموال الناس بالباطل فقلت لهم: الجواب يكون بالخطاب ... إلى آخر كلامه رحمه الله)
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[08 - 10 - 10, 08:59 م]ـ
الأثار في ذالك عديده أخي الفاضل في مجانبة أهل البدع و لا داعي لذكرها و أهل البدع درجات: هناك الجاهل و هناك المقلد الجاهل و هناك المصر علي الجهل و من أهل البدع من يدعوا إلي بدعته و ينشرها.
هذا الأخ المسلم أبو النعمان النجار لا يعلم حاله و لست لا أنا و لا أنت أخي الفاضل عمر بسيوني من العلم أن ندعي تحصين أنفسنا من الشبهات و البدع.
و لك في سلفك الصالح أقوم منهج و هم أكثر الناس خوفا علي أنفسهم و عقيدتهم:
كان الإمام الحسن البصري - رحمه الله -
يقول: (لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم)
وقال الإمام ابن المبارك - رحمة الله -:
( .. وإياك أن تجالس صاحب بدعة)
وقال أبو قلابة:
(لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة أو يلبسوا في الدين بعض ما لبس عليهم)
ولخص الإمام الصابوني مذهب السلف في ذلك فقال:
(ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه ولا يحبونهم ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم ولايصحبونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرت بالقلوب ضرت وجرت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرت .. )
ثم نقل إجماع السلف على ذلك حيث قال - رحمة الله -: ( .. واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخراجهم وإبعادهم وإقصائهم، والتباعد منهم ومن مصاحبتهم .. )،
وممن نقل الإجماع على ذلك القاضي أبو يعلى - رحمه الله - حيث قال:
(أجمع الصحابة، والتابعون على مقاطعة المبتدعة) ......
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/30)
ـ[أبو محمد الدمشقي المالكي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 09:28 م]ـ
أخي أبا جاد الأخ عمرو بسيوني على حق
أما هجر المبتدعة فله أحكامه و لا يكفي أن تستشهد بأقوال السلف ثم تطبيقها على إطلاقها
مثال لو أنك هجرت أشعريا في سوريا لكنت أنت المهجور, فالهجر مطلوب إذا كانت السنة منتشرة ................... و هناك أمور غير هذه يجب مراعاتها أيضا
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 10:29 م]ـ
الإخوة الفضلاء أنا أعرضت عن التمام ـ على إمكانه لي ـ لئلا نخرج موضوع الأخت الفاضلة عن مقصوده ..
فليتنا لا نحرفه عن مساره
ومن كان له فائدة في لب المقصود فليدرجها
والحمد لله على إحسانه
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[08 - 10 - 10, 10:35 م]ـ
هذه الآثار ليست على إطلاقها كما هو بين، فقد ناظر أهل العلم أعمدة المبتدعة كما جرى فى فتنة خلق القرآن مع أبى دؤاد وغيره، وفرق بين كبار المبتدعة وعوامهم ..
فكبارهم يناظرون لاستئصال ضررهم .. وعوامهم يدعون لينجوا من بدعتهم ..
فلو ترك عوام المبتدعة، فكيف تنشر عقيدة السلف؟ تخاطب من بها إذا أخى المهاجر؟
هل تخاطب بها السلفى أصلا؟ وتترك هذا الواقع فى البدعة المنغمس بها؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[09 - 10 - 10, 11:40 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
خاصة أخونا الفاضل عمرو بسيوني لأنه نقل من كلامهم من كتبهم
والحقيقة كنت أفكر في أن أسأل هذا السؤال في منتدياتهم لأنني أريد أن أخذه منهم هم فهو لبحث أقوم به فيجب أن يكون من كتبهم أو من أفواه مشايخهم
والحمد لله لم أضطر لذلك فقد انضم أحدهم للملتقى ليجيب على سؤالي
ولكن أحتاج منه أن يوضح أكثر فجوابه مُبهم
أختي الكريمة
السادة الاشاعرة يثبتون لله كل صفات الكمال الواردة في الكتاب والسنة أما الصفات السبع في الصفات الأساسية
ما معنى أن الصفات السبع أساسية؟
هل تقصد بذلك أن جميع الصفات غير السبع الأساسية ترجع إلى هذه السبع الصفات؟
مثل أن صفة الخلق ترجع إلى صفة الإرادة بمعنى أن خلق الله للأشياء هو إرادته وجودها؟
فحينها الخلق ليس صفة لله في الحقيقة، هي فقط متعلق صفة أزلية هي الإرادة
فإذا كان هذا ما تقصده بـ"الأساسية"
فإلى ماذا ترجع العظمة والعزة؟
أرجو توضيح عقيدة الأشاعرة في هذا
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 02:44 م]ـ
الأشاعرة يعنون بالصفات السبع أنها صفات لها معنى زائد على الذات، لذا يسمون الصفات السبع صفات المعاني.
أما العظمة والعزة وغيرها فهي عندهم ليست صفات وإنما هي من باب الإضافات وهي عندهم جائزة الإطلاق على الله تعالى وليست من باب إثبات صفات له.
يقول اللقاني في شرح الجوهرة المخطوط (اعلم أنَّه لا خلاف بين الناس في وصفه تعالى بالسلوب والإضافات والأفعال ككونه تعالى واحدًا، وليس في جهة، وعليًّا وعظيمًا وقبل كلِّ شيء وبعده وأولاً وآخرًا وقابضًا وباسطًا إذ لا تقتضي ثبوت صفاتٍ له تعالى)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 03:51 م]ـ
لكن الإضافية من الصفات عندهم كذلك على ما أتذكر
إنما الإضافية التي توصف بأنها ليست صفة هي (الفعلية)
ولا يخفاكم أن الإضافية عندهم منها ما هو فعلي وما ليس فعليا
فما كان فعليا كالخلق والرزق فهو صفة فعل، وقد يعبرون عنها بالإضافية، وهذه ليست صفة في الحقيقة، بل هي أمر أعتباري خارجي، وهي مخلوقة كما ذكرنا فوق
أما الإضافية التي ليست فعلية كالعظمة والأولية و الفوقية ـ المعنية عندهم ـ و نحو ذلك فهي وإن كانت انتزاعية لكنها ليست مخلوقة عندهم، بل هي من الصفات الذاتية
كما نقلت من كلام الجرجاني والقاري فوق
وهناك نقل للرازي لا أذكر موضعه إن وجدته نقلته إن شاء الله
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[09 - 10 - 10, 04:48 م]ـ
يقول اللقاني في شرح الجوهرة المخطوط (اعلم أنَّه لا خلاف بين الناس في وصفه تعالى بالسلوب والإضافات والأفعال ككونه تعالى واحدًا، وليس في جهة، وعليًّا وعظيمًا وقبل كلِّ شيء وبعده وأولاً وآخرًا وقابضًا وباسطًا إذ لا تقتضي ثبوت صفاتٍ له تعالى)
هل معنى هذا أنهم لا يثبتون العلو صفة لله عز وجل من أي وجه من الوجوه حتى علو المكانة؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[09 - 10 - 10, 04:55 م]ـ
أما الإضافية التي ليست فعلية كالعظمة والأولية و الفوقية ـ المعنية عندهم ـ و نحو ذلك فهي وإن كانت انتزاعية لكنها ليست مخلوقة عندهم، بل هي من الصفات الذاتية
كما نقلت من كلام الجرجاني والقاري فوق
إذا ما قضية كونهم يثبتون سبعة صفات فقط؟
ولماذا يذكرونها هي في كتبهم دون الأخرى كالعظمة والعلو وما شابهها
وأمر آخر
هل كل الصفات التي سألتُ عنها يلزم من عدم الاتصاف بها نقيضها؟
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[09 - 10 - 10, 09:23 م]ـ
هل معنى هذا أنهم لا يثبتون العلو صفة لله عز وجل من أي وجه من الوجوه حتى علو المكانة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم، فهم لا يثبتون صفة العلو كصفة حقيقية، ويأولونها عفواً يحرفونها بعلو المكانة والقهر،وهذا تحريف للكتاب والسنة وتكذيب أيضاً، وتكذيب للسلف فقد سئل ابن المبارك ((خلق أفعال العباد)) فأجاب:
((
وَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ تَعْرِفُ رَبَّنَا؟ قَالَ: فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ عَلَى عَرْشِهِ.
))
وعندهم أي الأشاعرة من أثبت صفة العلو حقيقة فقد كفر لأنه شبه الله بالخلق،ولهذا عندما يقولون أن الله ليس في جهة فهم ينفون العلو، فالله عندهم لا داخل العالم ولاخارجه ولا .. ولا ... ولا ... ،ففروا من تشبيه الله بالخلق فشبهوه بالعدم وهذا أورده شيخ الاسلام في التدمرية، ولهذا يجب التحرز من الألفاظ المجملة كالجهة والحيز ..... ، فهم يدسون السم بالعسل،ولكن عندهم من أشار إلى الله بإصبعه أي إلى السماء فقد كفر وشبه الله بخلقه، ولكن ماذا يفعلون مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، الحمد لله الذي عافانا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/31)
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[09 - 10 - 10, 09:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا ما قضية كونهم يثبتون سبعة صفات فقط؟
1 - قلت سابقاً أن بينهم اختلاف في عدد الصفات التي يثبتونها.
2 - متأخري الأشاعرة (بعدما قصرت قريحتهم عن التفكير والتنظير) لم يزيدوا على السبعة شيئ
3 - جمعها السفاريني -رحمه الله تعالى:
له الحياة والكلام والبصر .. سمع إرادة وعلم واقتدر
4 - لأن العقل أثبتها ولم يثبت غيرها حتى قال الغزالي -رحمه الله تعالى- في الاقتصاد في صفة الكلام أن اثبات صفة الكلام بالإجماع أو بقول الرسول صلى الله عليه وسلم فقد سام نفسه خطة خسف (مسلك ضعيف)، ثم أخذ يعلل كالعادة،ولا حول ولا قوة إلا بالله.
5 - أما القضية فهي تقديس العقل حتى أصبح حاكماً على الله ورسوله صلى الله عيه وسلم.
ولماذا يذكرونها هي في كتبهم دون الأخرى كالعظمة والعلو وما شابهها
لأن هذه الصفات أثبتها العقل والباقي لم يثبتها العقل،
سبحان الله لو قلنا لهم إن صفة الرحمة لله ثابتة
قالوا: هذا تشبيه لله بخلقه،
قلنا: أليس الخلق يسمع،فانفوا صفة السمع عن الله.
قالوا:العقل أثبت السمع من دون تشبيه، أما صفة الرحمة فهي تشبيه،فتنفى عن الله.
وهنا نعلم أن مصدر التلقي عند الأشاعرة هو العقل لا الكتاب والسنة، وانا للعقل أن ينضبط.
وأمر آخر
هل كل الصفات التي سألتُ عنها يلزم من عدم الاتصاف بها نقيضها؟
الصفات التي سألتي عنها فيها اختلاف بينهم عظيم هل هي موجودة من الأزل أم لا ((أي مخلوقة))،والأمر جلل.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 09:59 م]ـ
تحرير معنى الإضافة من الصفة يزيل الإشكال الحاصل.
فالإضافة للذات هي بالنسبة لغيرها من الذوات، كالقِدم مثلاً عندهم قدم إضافي، كقدم الأب بالنسبة للابن.
الحاصل أن هذه الإشكالات التي ترِدُ عليهم هي من الردود والإجابات التي يمكن أن تلقى عليهم كنوع من بيان التناقض والتفريق بين المتماثلات ونحو ذلك.
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[09 - 10 - 10, 10:10 م]ـ
الحاصل أن هذه الإشكالات التي ترِدُ عليهم هي من الردود والإجابات التي يمكن أن تلقى عليهم كنوع من بيان التناقض والتفريق بين المتماثلات ونحو ذلك.
بسم الله الرحمن الرحيم
غفر الله ذنبك لا،ليست هذه الإشكالات من الردود عليهم فمن غاص في كتبهم وجدها،
هم يعترفون بوجود مشاكل عظيمة في المذهب وأذكر
قول البيجوري في شرحه على الجوهرة بعدما ذكر مسألة أسماء الله هل هي مخلوقة أم لا؟ وبعد أن ذكر كلاما طويلا قال ((وبالجملة هذا المبحث لم يصفُ))
وقول العز بن عبد السلام في مسألة الكلام ((فقال: ما هذا بأول إشكال ورد على مذهب الأشعري))
وقول الرازي عند وفاته ((أن أشرف العلوم العلم بالله .... ولكن عليه ثلاث عقد))
،وتجدهم يردون على بعضهم البعض،
فالحمد لله الذي عافانا.
وبارك الله فيك
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 10:17 م]ـ
لا تعارضَ بين ما ذكرتُ وما ذكرتَ.
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[09 - 10 - 10, 10:21 م]ـ
لا تعارضَ بين ما ذكرتُ وما ذكرتَ.
بسم الله الرحمن الرحيم
انا اعتذر إن أسأت وبارك الله فيك.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 10:53 م]ـ
لم تسئ أيها المبارك، بل أنت محسن.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[10 - 10 - 10, 12:10 ص]ـ
تحرير معنى الإضافة من الصفة يزيل الإشكال الحاصل.
فالإضافة للذات هي بالنسبة لغيرها من الذوات، كالقِدم مثلاً عندهم قدم إضافي، كقدم الأب بالنسبة للابن.
الحاصل أن هذه الإشكالات التي ترِدُ عليهم هي من الردود والإجابات التي يمكن أن تلقى عليهم كنوع من بيان التناقض والتفريق بين المتماثلات ونحو ذلك.
أحسنتَ ..(66/32)
القول بالصرفة
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[04 - 10 - 10, 09:14 م]ـ
السلام عليكم
شاهدت في إحدى الحصص التلفزيونية التي كان يلقيها الشيخ طارق السويدان هفوة كبيرة أظن أنه لم ينتبه ولم ينبهه أحد لها وهي من عقائد المعتزلة الباطلة ألا وهو القول بالصرفة فذكر أن العرب على فصاحتهم وبلاغة كلامهم عجزوا عن الإتيان بمثل القرآن لأنهم صرفوا عن ذلك وحيل بينهم وبين هذا الفعل
وهذا لا شك أنه تنقص من القرآن لأن العرب لم تصرف بل عجزت حقيقة عن الإتيان بمثله فإعجاز القرآن نابع من ذاته لا من أمر خارج عنه
أرجو المزيد منكم حول هذا الموضوع وبارك الله فيكم.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[04 - 10 - 10, 09:30 م]ـ
الذي اعرفه انه لم ينفرد المعتزلة بهذا القول ومنهم من جمع بين القولين وعلى كل حال فالمسالة كثير عناء
والله اعلم
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[05 - 10 - 10, 03:19 م]ـ
http://n-alshreef.blogspot.com/2008/06/blog-post_4440.html
http://uqu.edu.sa/page/ar/118453
ـ[خالد مبارك عريج]ــــــــ[05 - 10 - 10, 03:36 م]ـ
الصرفة مذهب باطل قال به بعض المعتزلة كالجاحظ و غيره,
و السويدان لا يمثل وجهة النظر السنية.
و قد رد عليهم العلامة محمود محمد شاكر في (مداخل إعجاز القران) ص 56_61
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[05 - 10 - 10, 08:49 م]ـ
الدكتور طارق السويدان ليس بشيخ
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[05 - 10 - 10, 09:32 م]ـ
القول بالصرفة مصادم للإجماع من كون القرآن معجزًا بنفسه. [قاله القرطبي بمعناه في مقدمات تفسيره]
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[05 - 10 - 10, 09:34 م]ـ
الدكتور طارق السويدان ليس بشيخ
صار كل من تكلم في الدين ولو قدحًا يُسمى: شَيْخًا.
لقد هزلت حتى بدا من هزالها ******** كلاها وحتى سامها كلُّ مفلسِ
ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[05 - 10 - 10, 09:58 م]ـ
القول بالصرفة قولٌ باطل قال به النظام من المعتزلة ووافقه المرتضى من الشيعة.
ولا عجب أن يكرر هذا القول السويدان الذي يُمثل طائفة من الدعاة الذين لا علاقة لهم بالعلم الشرعي، والذين يتبع جهلهم وضلالهم كثير من العوام، والله المستعان.
((وهذا القول باطل من وجوه:
أولاً: إنه لو صح لكان الإعجاز في الصرفة لا في القرآن ذاته، وهو باطل بالإجماع.
ثانياً: إنه لو صح لكان تعجيزاً لا إعجازاً؛ لأنه يكون بمثابة ما لو قطعنا لسان إنسان وكلفناه بالكلام، فهو من باب التعجيز وليس من باب العجز.
ثالثاً: قوله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [سورة الإسراء - الآية 88]، فإنه يدل على عجزهم مع بقاء قدرتهم، ولو سُلِبوا القدرة لم يبق فائدة لاجتماعهم فإنه يصبح بمنزلة اجتماع الموتى، وليس عجز الموتى بالأمر الكبير الذي يُحتفل بذكره.)) انتهى من كتاب "محاضرات في علوم القرآن" ص169 لـ: أ. د. صلاح الصاوي ود. محمد سالم.
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[06 - 10 - 10, 12:24 ص]ـ
بارك الله في الجميع
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 04:16 م]ـ
قال الرافعي في (إعجاز القرآن) (102):
((وعلى الجملة فإن القول بالصرفة لا يختلف عن قول العرب فيه:
(إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ) (24).
وهذا زعم رده الله على أهله, وأكذَبهم فيه, وجعل القول به ضرباً من العمى .. (أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ) (15).
فاعتبر ذلك بعضه ببعضه فهو كالشيء الواحد.)) انتهى
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[06 - 10 - 10, 05:17 م]ـ
الدكتور طارق السويدان ليس بشيخ
نعم، اعرفوا للناس أقدارهم
ـ[مازن حامد]ــــــــ[09 - 10 - 10, 12:10 م]ـ
إن أقوى ما يبطل القول بالصرفه هو الواقع نفسه حيث تجرأ بعض السفهاء على محاوله تقليد القرآن فخرجت محاولاتهم بليدةً تافهه متهافته مثل مسيلمه بن حبيب الكذاب و قد نسبت بعض المحاولات لبعض أساطين الأدب كإبن المقفع و المعري و غيرهم و غالب الظن أن بعض الأدعياء ألصقها فيهم إلصاقا لأن بعضهم كان متهما في دينه عند الناس و إلا فلا يتصور أنهم يرتضون مثل هذا الكلام السخيف على أنفسهم و مكانتهم الأدبيه بغض النظر عن دينهم.(66/33)
قول البخاري -رحمه الله-؟
ـ[عبدالرحمن آل منصور]ــــــــ[05 - 10 - 10, 05:51 ص]ـ
السلام عليكم
صحيح البخاري ط دار المعرفة
كتاب التفسير، باب سورة القصص قوله تعالى {كل شئ هالك إلا وجهه}. إلا ملكه؟
هل هذا قول البخاري -رحمه الله-؟
ـ[أبو حاتم الدمياطي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 06:24 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=97757 قد يفيدك هذا(66/34)
فوائد منتقاة من كلام شيخ الاسلام في كتابه الايمان
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[05 - 10 - 10, 03:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الفوائد التي مرت معي اثناء قرائتي لكتاب الايمان لشيخ الاسلام ابي العباس ابن تيمية رحمه الله واذكر كلامه رحمه الله ورقم الصفحة والكتاب معي طبعة دار الحديث تحقيق عصام الدين.
معنى حسن الخلق ص 8:
قال ابن تيمية رحمه الله: قيل للحسن البصري ما حسن الخلق؟ قال بذل الندى وكف الاذى زطلاقة الوجه.
الاعمال الظاهرة من الايمان ص 8:
وذكر رحمه الله انه جاء في الاحاديث الصحيحة ان الاعمال الظاهرة من الايمان كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق
صلاح الجسد بصلاح القلب بخلاف العكس:
قال رحمه الله: فمن صلح قلبه صلح جسده قطعا بخلاف العكس. وقال سفيان بن عيينة: كان العلماء فيما مضى يكتب بعضهم الى بعض بهؤلاء الكلمات: من اصلح سريرته اصلح الله علانيته ومن اصلح ما بينه وبين الله اصلح الله ما بينه وبين النا ومن عمللاخرته كفاه الله امر دنياه. رواه ابن ابي الدنيا في كتاب لاخلاص.
ذكر الاسلام والايمان مجتمعان ومفترقان:
وقال رحمه الله: فلما ذُكر الايمان مع الاسلام جعل الاسلام هو الاعمال الظاهرة: الشهادتين والصلاة والزكاة والصيام والحج وجعل الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وهكذا في الحديث الذي رواه احمد عن انس عن النبي صلى لله عليه وسلم انه قال: الاسلام علانية والايمان في القلب. قال المحقق في الهامش: اخرجه احمد والنسائي وابو يعلى وذكر ان الشيخ الالباني ضعف الحديث في ضعيف الجامع وفي تخريجه على رح الطحاوية. انتهى بتصرف مني والله يغفر لي.
ثم قال ابن تيمية رحمه الله: واذا ذكر اسم الايمان مجردا دخل فيه الاسلام والاعمال الصالحة كقوله في حديث الشعب: الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق. وكذلك سائر الاحاديث التي يجعل فيها اعمال البر من الايمان. ص 14
ثم ذكررحمه الله فائدة عظيمة ونفسية اذكرها باختصار قال: ثم ان نفي الايمان عند عدمها (قلت يقصد اعمال البر) دل على انها واجبة وان ذكر فضل ايمان صاحبها ولم ينف ايمانه دل على انها مستحبة. فان الله ورسوله لا ينفى اسم مسمى امرٍ امر الله به ورسوله الا اذا ترك بعض واجباته كقوله: لا صلاة الا بام القران) وقوله: لا ايمان لمن لا امانة له ولا دين لمن لا عهد له.
الى ان قال: فمن قال ان النفي هو الكمال فان اراد انه نفى الكمال الذي يذم تاركه ويتعرض للعقوبة فقد صدق وان اراد انه نفى الكمال المستحب فهذا لم يقع قط في كلام الله ورسوله ولا يجوز ان يقع. ص 14و 15
معنى الوجل في اللغة هو الخوف ص18:
قال رحمه الله: الوجل في اللغة هو الخوف يقال: حمرة الخجل وصفرة الوجل ومنه قوله تعالى: والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون) قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله هو الرجل يزني ويسرق ويخاف ان يعاقب؟ قال: لا يا بنت الصديق هو الرجل يصلى ويصوم ويتصدق ويخاف الا يُقبل منه. ص 18
تفسير قوله تعالى: اذا ذكر الله ولت قلوبهم) ص18
قال ابن تيمية رحمه الله: قال السدي: هو الرجل يريد ان يظلم او يهم بمعصية فينزع عنه.
قال مجاهد وغيره من المفسرين هو الرجل يهم بالمعصية فيذكر مقامه بين يدي الله فيتركها خوفا من الله.
اصل كل خير في الدنيا والاخرة الخوف من الله ص 19
ونقل عن سهل بن عبد الله انه قال: ليس بين العبد وبين الله حجاب اغلظ من الدعوى ولا طريق اليه اقرب من الافتقار واصل كل خير في الدنيا والاخرة الخوف من الله.
معنى قوله تعالى: انما يخشى الله من عباده العلماء ص 19
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/35)
قال رحمه الله: والمعنى انه لا يخشاه الا عالم فقد اخبر الله ان كل من خشي الله فهو عالم كما في قوله تعالى: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) والخشية ابدا متضمنة للرجاء ولولا ذلك لكانت قنوطا كما ان الرجاء يستلزم الخوف ولولا ذلك لكان امنا فاهل الخوف لله والرجاء له هم اهل العلم الذين مدحهم الله.
العلماء ثلاثة ص 20
قال رحمه الله: وقد روي عن ابي حيان التيمي انه قال: العلماء ثلاثة فعالم بالله ليس عالما بامر الله وعالم بأمر الله وليس عالما بالله وعالم بالله عالم بأمر الله, فالعالم بالله هو الذي يخافه والعالم بامر الله هو الذي يعلم امره ونهيه.
نصر الدنيا وثواب الاخرة لاهل الخوف ص 20:
(فأوحى إاليهم ربهم لنُهلكن الظالمين *ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد) وقال (ولمن خاف مقام ربه جنتان) فوعد بنصر الدنيا وثواب الاخرة لاهل الخوف.
معنى قول الله تعالى: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ) ص 20
قال ابو العالية: سألت اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقالوا لي: كل من عصى الله فهو جاهل وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب وكذلك قال سائر المفسرين. قال مجاهد: كل عاص فهو جاهل حين معصيته.
ثم ذكر ابن تيمية كلام الزجاج وقال: فقد جعل الزجاج الجهل اما عدم العلم بعاقبة الفعل واما فساد الارادة وقد يقال هما متلازمان وهذا مبسوط في الكلام مع الجهمية.
والمقصود هنا ان كل عاص لله فهو جاهل وكل خائف منه فهو عالم مطيع لله, وانما يكون جاهلا لنقص خوفه من الله اذ لو تم خوفه لم يعص ومنه قول ابن مسعود: كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار بالله حهلا.
العلم نوعان ص 21:
جاء في مرسل الحسن البصري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: العلم علمان فعلم القلب وعلم على اللسان فعلم القلب هو العلم النافع وعلم اللسان حجة الله على عباده.
من هو العاقل؟ ص 22:
قال رحمه الله: فلا يسمى عاقلا الا من عرف الخير فطلبه والشر فتركه ولهذا قال اصحاب النار: (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ)
ـ[محي الدين كمال عباس]ــــــــ[11 - 10 - 10, 08:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[أبو عمر الضيفي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 10:54 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو أحمد القثامي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 10:57 م]ـ
جزاك الله خيرا , وحبذا لو راجعت الآيات المكتوبة ففيها أخطاءٌ مطبعية ...
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:16 م]ـ
هي بسبب اني نقلت المشاركة من وورد فوقع ذلك الاشكال في دخل كلكات في بعضها البعض ولهذا لو قدر الاخوة القائمون على المنتدى بتصحيحها
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[12 - 10 - 10, 12:20 م]ـ
الخشوع وما يتضمنه ص 25:
و الخشوع يتضمن معنيين. أحدهما: التواضع والذل. والثاني: السكون والطمأنينة. وذلك مستلزم للين القلب المنافي للقسوة، فخشوع القلب يتضمن عبوديته لله وطمأنينته أيضا، ولهذا كان الخشوع في الصلاة يتضمن هذا وهذا التواضع والسكون.
وعن ابن عباس في قوله- تعالى-: {الذين هم في صلاتهم خاشعون}. قال: "مخبتون أذلاء". وعن الحسن وقتادة: "خائفون ".وعن مقاتل: " متواضعون". وعن على:" الخشوع في القلب وان تلين للمرء المسلم كنفك ولا تلتفت يمينا ولا شمالاً. وقال مجاهد:"غض البصر وخفض الجناح"
خشوع النفاق ص 26:
و خشوع الجسد تبع لخشوع القلب إذا لم يكن الرجل مرائيا يظهر ما ليس في قلبه كما روى تعوذوا بالله من خشوع النفاق، وهو أن يرى الجسد خاشعا، والقلب خاليا لاهيا. فهو سبحانه استبطأ المؤمنين بقوله: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق} فدعاهم إلى خشوع القلب لذكره وما نزل من كتابه. ونهاهم أن يكونوا كالذين طال عليهم الأمد فقست قلوبهم، وهؤلاء هم الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا. وكذلك قال في الآية الأخرى {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم ألي ذكر الله} والذين يخشون ربهم، هم الذين إذا ذكر الله تعالى وجلت قلوبهم
ـ[أبو أحمد القثامي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 12:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا , ونريد الاستزادة ..
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[15 - 10 - 10, 02:05 ص]ـ
الشهوة والغضب مبدأ السيئات ص 28:
{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}، فإذا طاف بقلوبهم طائف من الشيطان تذكروا، فيبصرون. قال سعيد بن جُبَيْر: هو الرجل يغضب الغَضْبَة، فيذكر الله، فيَكْظِم الغَيْظ. وقال لَيْثُ عن مجاهد: هو الرجل يَهِمُّ بالذنب، فيذكر الله، فيدعه. والشهوة والغضب مبدأ السيئات، فإذا أبصر رجع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/36)
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[15 - 10 - 10, 11:18 ص]ـ
أريد أن أتطفل على إخواني ها هنا، وأعلِمهم ـ وهم أعلم مني ـ أن كتاب شيخ الإسلام (الإيمان) قد اختصره شيخ الإسلام الثاني المجدد: محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله وجعل ما قام به هو وشيخ الإسلام الأول من نصرة لدين الله وإماتة للشرك وأهله في موازين حسناتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون ـ ...
أقول: قد اختصره الإمام محمد بن عبد الوهاب في مجلد لطيف، وأسماه (مختصر الإيمان الكبير) وطبع في دار المنهاج بالرياض، بتحقيق: الشبراوي بن أبي المعاطي ـ جزاه الله خيراً ـ
ومن العجائب والعجائب جمة: أن يتعاقب على الكلام في هذا الأصل العظيم (الإيمان) أعظم مجددين للأمة الإسلامية من القرن الثامن حتى القرن الثالث عشر ...
وإن رغمت أنوف أعداء الدعوة السلفية
إن كان تابع أحمد متوهبًا .... فأنا المقر بأنني وهابي
ـ[شاهين]ــــــــ[16 - 10 - 10, 09:09 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[راكان عبدالله]ــــــــ[17 - 10 - 10, 02:56 ص]ـ
جزاك الله خيراً(66/37)
الشرح الثاني للعقيدة الواسطية للشيخ ابن عثيمين
ـ[الدغيلبي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 10:11 م]ـ
هذا تفريغ للشرح الثاني للعقيدة الواسطية للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله مع الأسئلة وفيه من الفوائد ما ليس في الشرح المطبوع أسأل الله أن ينفع به ويجزي من سعى في نشره خير الجزاء.
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 10:54 م]ـ
رحم الله العلامة ابن عثيمين وبارك الله فيك أخي الدغيلبي
ـ[فهد مبروك]ــــــــ[06 - 10 - 10, 10:53 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع الله به الاسلام والمسلمين ..
رحم الله الشيخ ابن عثيمين كم خلف وخلف
من العلم.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[10 - 10 - 10, 07:20 ص]ـ
بارك الله فيك.
احسنت.
ـ[أبو عمر الضيفي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:05 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الحكيم حمادي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 08:09 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[حسن المفضلي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 11:32 م]ـ
بوركت أخي
وكتب الله لك الأجر
ـ[أبو ابراهيم الحربي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 08:14 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفعنا الله بعلوم شيخنا محمد بن عثيمن رحمه الله آمين
ـ[أبو حمزة محمد آل مسلم]ــــــــ[20 - 10 - 10, 04:13 م]ـ
أخى ممكن رابط الشرح الصوتى؟
ـ[الدغيلبي]ــــــــ[20 - 10 - 10, 11:40 م]ـ
جزاكم الله خيراٍ جميعاً وبارك فيكم.
ـ[الدغيلبي]ــــــــ[20 - 10 - 10, 11:43 م]ـ
أخى ممكن رابط الشرح الصوتى؟
هذا تفريغ للأشرطة الصوتية (الكاسيت) ولا أعلم أخي الكريم إن كان منشور على الشبكة.
ـ[أبو حمزة محمد آل مسلم]ــــــــ[25 - 10 - 10, 05:09 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[فايز أحمد الشافعي]ــــــــ[03 - 11 - 10, 08:01 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبدالله محمد المصري]ــــــــ[03 - 11 - 10, 11:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن على عبدالفتاح]ــــــــ[04 - 11 - 10, 05:26 م]ـ
بارك الله فيكم ..(66/38)
ما حكم الدعاء بهذا الدعاء (اللهم صلى على محمد النبى الأمى بعدد كل معلوم لك)
ـ[أبو إلياس طه بن إبراهيم]ــــــــ[06 - 10 - 10, 01:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم الدعاء بهذا الدعاء
(اللهم صلى على محمد النبى الأمى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعدد كل معلوم لك)
وهل يجوز لنا أن نقول بعدد كل معلوم لك؟
أليس يوحى هذا اللفظ أن علم الله له نهاية أو حد؟
وهناك شبهات وبلابل تترتب على ذلك.
فما الجواب جزاكم الله خيرا
ـ[محمد عبد الرحمن الفلسطيني]ــــــــ[10 - 10 - 10, 09:22 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
لا اعرف الجواب, و لكن أردت أن انبه على خطأ وهو أن كلمة "صلي" التي كتبت في
اللهم صلى على محمد النبى الأمى http://ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif بعدد كل معلوم لك
المفرود ان تكون صل بدون "ي" على اخره لانه أمر و يحذف حرف العلة من اخره
ـ[أبو عمر الضيفي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:03 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو إلياس طه بن إبراهيم]ــــــــ[30 - 10 - 10, 07:38 ص]ـ
أين الإخوة الأكارم
ـ[أبو يوسف السكندري]ــــــــ[03 - 11 - 10, 09:33 م]ـ
عليك بما ثبت من الدعاء واياك ان تحيد عن دعاء ثابت فى كتاب اوسنة او صحب او سلف صلحاء واياك والتعدى فى الدعاء فإنه العبادة
ـ[أبو إلياس طه بن إبراهيم]ــــــــ[03 - 11 - 10, 09:45 م]ـ
عليك بما ثبت من الدعاء واياك ان تحيد عن دعاء ثابت فى كتاب اوسنة او صحب او سلف صلحاء واياك والتعدى فى الدعاء فإنه العبادة
جزاك الله خيرا
أنا أسألك ع حكم الدعاء بهذا الدعاء وما طلبت منك نصيحه ياغالى!!!!
ما حكم الدعاء به؟ وهل فيه خطأ؟ إذا كان عندك جواب فاكتبه وإلا فجزاك الله خيرا.
ما زال الأمر قائم ولم يجيبنا أحد.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[03 - 11 - 10, 10:13 م]ـ
لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً [الجن: 28]
ـ[أبو يوسف السكندري]ــــــــ[06 - 11 - 10, 04:18 ص]ـ
لوددت أبا إلياس ألا أقلقك بقولى ولكنى تسرعت حمية على سنة محمد صلى الله عليه وسلم وأظننى أخطأت لكن الاجابة سأذكرها قريبا من قول عالم معتبر سدد الله خطاك وثبتنى وإياك
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 06:41 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما حكم الدعاء بهذا الدعاء (اللهم صلي على محمد النبى الأمى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعدد كل معلوم لك) الصحيح كما وضّح الأخ محمدالفلسطيني، أن تقول: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ .. بحذف حرف العلة (الياء) لأن إضافته تأنيث للمخاطَب والمخاطَب هنا هو الله جل وعلا، ونظير ذلك ما قاله تعالى {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} ونظيره ايضا ما جاء في تعليم النبي صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة عليه كما في التشهد الأخير من الصلاة. (كلمة صَلِّ تأتي فعل أمر وفعل طلب فعندما يكون المخاطب بها الله تكون فعل طلب وعندما يكون المخاطب بها غير الله فعل أمر) فتنبه
وهل يجوز لنا أن نقول بعدد كل معلوم لك؟ عبارة بعدد كل معلوم، مفهومها بأن علم الله مقيد بعدد معين وأن هناك عدد غير داخل في علم الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وهو القائل سبحانه {وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} جاء في تفسير [البغوي] أي أحاطه علمه بكل شيء. وفي تفسير [القرطبي] أي علم ما كان وما يكون. وفي تفسير [ابن كثير] أي فإنه يعلم كل شيء، وقد أحاط بكل شيء علمًا.
قلت: وكلمة شيء نكرة تدل على العموم
أليس يوحى هذا اللفظ أن علم الله له نهاية أو حد؟ بلى.
الخلاصة: من قال عبارتك التي سئلت عنها متعمداً عالماً بمعناها فهو على خطر عظيم، وينبغي عليك أخي سؤال من تبرأ الذمة بتقليده من العلماء الراسخين في العلم المعتبرين أصحاب العقيدة الصافية السليمة. هذا والله أعلم
فائدة: قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: عليك الدعاء الوارد ودع عن الجمل الشوارد أو نحوه .. بمعنى إذا أردت السلامة من الوقوع في الأعتداء في الدعاء فعليك بما ثبت عن المصطفى ودع عنك ما قاله غيره فإنه أحوط لك.
ـ[احمد بن كنانة]ــــــــ[06 - 11 - 10, 10:14 ص]ـ
السلام عليكم
رُغم أن الدعاء لله تعالي (الذكر) يكون بالسنة، والعبادة فيه توقيفية
هناك إشكال جاءني .. في حرمة العبارة المذكورة
__________________________________________________ _________________
أليس الله بكل شئ عليم، ووسع ربنا كل شئ علما، فهو سبحانه يعلم كل العدد
فقولنا (بعدد كل معلوم لديك) ... أي بعدد ما علمته وأنت تعلم كل شئ سبحانك
فيظهر لي أن العبارة ليست تدل علي نقص علم الله .. حاشا لله
كقولنا اللهم صل علي محمد بعدد ما خطاه قلمك وأحصاه كتابك
وقولنا في الذكر (سبحان الله وبحمده، عدد خلقه ... )
والله يقول (يزيد في الخلق ما يشاء) الآية ..
فلا يقول قائل: قولنا "عدد خلقه" يوحي بأن خلق الله له حد ..
بل المراد منه ... كثرة العدد .. وليس تحديده ..
والله أعلم
فأرجوا الرد علي هذا الكلام نفعنا الله بكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/39)
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 10:51 ص]ـ
فقولنا (بعدد كل معلوم لديك) ... أي بعدد ما علمته وأنت تعلم كل شئ سبحانك
فيظهر لي أن العبارة ليست تدل على نقص علم الله .. حاشا لله
كقولنا اللهم صل علي محمد بعدد ما خطاه قلمك وأحصاه كتابك
وقولنا في الذكر (سبحان الله وبحمده، عدد خلقه ... )
والله يقول (يزيد في الخلق ما يشاء) الآية ..
فلا يقول قائل: قولنا "عدد خلقه" يوحي بأن خلق الله له حد ..
بل المراد منه ... كثرة العدد .. وليس تحديده ..
وعليكم السلام .. أخي العزيز أحمد بن كنانة ..
سئلت فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري بعد قراءتي لمشاركتك عن طريق الأتصال به الآن فذكرت له العبارة وقلت هل توهم بأن هناك عدد يعلمه الله وعدد لا يعلمه الله قال: نعم؛ قلت: إذن ينهى عنها قال: نعم.
تنبيه: الشيخ قد لا يكون معروف للكثير، لكن إليكم موقع الشيخ: www.albahre.com (http://www.albahre.com) ليتم التعرف عليه أكثر.
أما قولك أخي المبارك: فلا يقول قائل: قولنا "عدد خلقه" يوحي بأن خلق الله له حد .. بل المراد منه ... كثرة العدد .. وليس تحديده .. فهذا قياس مع الفارق، إذ أن مقولة صاحبنا توهم بأن علم الله محدد بعدد كقوله (عدد ما هو معلوم لك) ولا سيما لا يعضدها نص شرعي، أما قولنا عدد خلقه فهذه صحيحة كقولي اللهم أعفر لأخي أحمد بن كنانة عدد خلقك .. إلخ. فالله أعلم بعدد خلقة ولم أحدده ولم أذكر عبارة توهد التحديد ولا سيما بأن العبارة يعضدها نص شرعي صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فتنبه
أخيراً العلم عند الله وقولي خطأ يحتمل الصواب.
ـ[احمد بن كنانة]ــــــــ[08 - 11 - 10, 02:36 ص]ـ
اتضح لي الفرق الذي في القياس .. والعبارة ليست في السنة
بارك الله فيك
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 08:32 ص]ـ
اتضح لي الفرق الذي في القياس .. والعبارة ليست في السنة
بارك الله فيك
وفيك بارك الله .. ما لونه أحمر أشكل علي، فما هي العبارة التي ليست في السنة
عبارة: (عدد ما هو معلوم لك) أم (عدد خلقه)؟
ـ[احمد بن كنانة]ــــــــ[09 - 11 - 10, 03:59 ص]ـ
أقصد بكلامي
ان الفرق بين العبارة اتضح .. وكذا أن العبارة التي أى بها الأخ ليس في السنة فليس لنا بها حاجة
وهي (عدد ما هو معلوم لك)
طبعا (ابتسامة)
مع العلم أني سألت بعض العامة من الناس - وانا منهم - عن العبارة المذكورة
ماذا تفهم منها
فلم يفهموا منها ما ذكرته من (التوهم) بأن هناك عدد يعلمه الله .. وعدد لا يعلمه -سبحانه وتعالي-
وقالوا .. المقصود أن الله عنده كل العدد .. الخ
وبينت لهم ان الإلتزام بهذا الدعاء في العبادة بشكل يستمر بدعة لأنه لم يرد في السنة
وبارك الله فيك
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 10:06 ص]ـ
مع العلم أني سألت بعض العامة من الناس - وانا منهم - عن العبارة المذكورة، ماذا تفهم منها، فلم يفهموا منها ما ذكرته من (التوهم) بأن هناك عدد يعلمه الله .. وعدد لا يعلمه -سبحانه وتعالي- وقالوا .. المقصود أن الله عنده كل العدد .. الخ
كذلك أنا سألت بعض العامة، وقالوا: بالتوهم .. لكن تنبه العامة يستأنس بهم في مثل هذا وليس يعتمد عليهم فليس كل العامة سواء في مستوى الإدارك.
وبينت لهم ان الإلتزام بهذا الدعاء في العبادة بشكل يستمر بدعة لأنه لم يرد في السنة
لفظة (عدد ماهو معلوم لك) يمنع منها البته، وليس من قالها بشكل مستمر. فتنبه.
ثم تنبيه آخر
ليس كل دعاء غير وارد في الكتاب والسنة لا يجوز وأنه بدعة، لكن الأحوط أن لا تدعو الله إلا بما ورد عن رسول الله ففيه البركة وهو من جوامع الدعاء. ولو دعاء مسلم ربه بدعاء غير ما ورد في الكتاب والسنة جائز؛ لكن بشرط أن لا تشتمل ألفاظ الدعاء على محظورات مثل الاعتداء في الدعاء وأن يكون صحيح المعنى.
مثال: قولي /
اللهم أرزقني الإخلاص والقبول وموافقة السنة في القول والعلم .. هذا لم يرد لا في الكتاب ولا في السنة بهذا اللفظ، لكنه لا يخالف النصوص ومعناه صحيح.
مثال آخر لا يجوز /
قال زيد " اللهم لا أسال رد القضاء ولكن اللطف فيه " هذا سوء أدب مع الله ومعنا ذلك كأن زيد يقول يا ربي لا أسألك أن ترد ما قضيت علي وقدرته، ولكن أسألك أن تلطف فيه .. وقد جاء في الحديث (لا يرد القضاء إلا الدعاء) (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة) (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء) (الدعاء مخ العبادة) فادعو الله بأن يجنبك كل مكروه، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يكفيك كل من به شر، فهذا دعاء طيب، وقد يرد الله عنك إن علم صدق وإلحاحك عليه بهذا الدعاء أمور قدرها عليك من مصائب الدنيا.
تنبيه قول: (اللهم لا أسال رد القضاء ولكن اللطف فيه)
ليس حديثا عن رسول الله وإنما انتشر وشاع بين الناس وفيه سوء أدب مع الله.
أكرر عبارة الشيخ ابن عثيمين:
" عليك بالدعاء الوارد ودع عنك الجمل الشوارد "
أخيراً اتمنى أن ما قلته واضح لك وللقارئ العزيز، فمن أشكل عليه شيء فيما قلت فليطرح إشكاله ولا يستحي طلب الحق ومعرفته بصفته المراده، فإن الله لا يستحي من الحق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/40)
ـ[احمد بن كنانة]ــــــــ[09 - 11 - 10, 06:34 م]ـ
نفعنا الله بكم(66/41)
(وأزواجه أمهاتهم) د. محمد بن خالد الفاضل
ـ[أبو فراس السليماني]ــــــــ[06 - 10 - 10, 09:25 ص]ـ
http://www.ansaaar.com/eb3ab59bea.gif
( وأزواجه أمهاتهم)
الثلاثاء 05, أكتوبر 2010
د. محمد بن خالد الفاضل
لجينيات ـ هذا العنوان جزء من الآية الكريمة:
(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم
وأزواجه أمهاتهم ... )
(سورة الأحزاب آية 6)،
وهي نص قاطع محكم على أن أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم
كلهن دون استثناء أمهات للمؤمنين،
ومن لوازم هذا أن من رفض أمومة إحداهن
فقد أخرج نفسه من دائرة المؤمنين،
وقد حفظ لنا التاريخ أفرادا وفئات من المنافقين والطائفيين
يطعنون في أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق،
وقد شرفها الله وبرأها مما قاله المنافقون فيها في حياتها رضي الله عنها،
كما برأها مما سيقوله من بعدهم إلى يوم القيامة
والله تعالى عليم حكيم يعلم ما كان وما سيكون إلى يوم
القيامة،
وفي سابق علمه وحكمته أنه سيخرج من المنافقين والباطنيين
من يؤلف المؤلفات ويخرج الأشرطة والصوتيات
في الطعن في عرض أم المؤمنين،
ولهذا قال الله تعالى في آخر الآيات التي برأها بها في سورة النور:
( ... والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات
أولئك مبرؤون مما يقولون
لهم مغفرة ورزق كريم)
(الآية: 26) ,
وقد وردت الآية بالفعل المضارع (يقولون)
وهو يدل على التجدد والاستقبال،
ولم ترد بالفعل الماضي (قالوا)
فالله تعالى أراد – وهو أعلم – تبرئتها – رضي الله عنها-
مما قيل ومما سيقال إلى يوم القيامة،
وهذه شهادة عظيمة لهذه الصديقة الطاهرة.
وكما أن الآية الأولى تخرج من يطعن في أم المؤمنين
من أمومتها ثم من المؤمنين،
فإن إحدى آيات البراءة في سورة النور تخرج الطاعن فيها من المؤمنين،
وهي في قوله تعالى:
(يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا
إن كنتم مؤمنين)
(الآية: 17)،
ومعنى ذلك أن من كرر الطعن بعد آيات البراءة
فهو ليس من المؤمنين،
وعلى هذا أجمع علماء الإسلام المعتد بهم،
وهذه نصوص صريحة تتضمن ما تقشعر منه الأبدان،
فإن أضفت إليها أيضا قوله تعالى:
(وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله
ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا
إن ذلكم كان عند الله عظيما)
(سورة الأحزاب آية: 53)
ظهر لك استعظام الله سبحانه وتعالى لإيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
أو نكاح أزواجه من بعده،
وإذا كان الله قد منع واستعظم نكاح أزواجه من بعده
بالحلال،
فكيف يتصور مسلم حصول ذلك بالحرام،
نعوذ بالله من الزندقة والردة،
ولو نظرت إلى قوله تعالى:
(لا يحل لك النساء من بعد
ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن
إلا ما ملكت يمينك
وكان الله على كل شي رقيبا)
(الأحزاب: 52) ,
لعرفت أن اختيار زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم كان بتدبير إلهي ,
ولذا حرم سبحانه على رسوله الزواج بعدهن أو تبديلهن،
ولم يجعل له صلى الله عليه وسلم يدا في ذلك،
وهذا تأكيد لما رواه البخاري
من أن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من عائشة
كان باختيار من الله سبحانه وتعالى
عندما جاءه الملك بها في المنام في سرقة من حرير
(أي مغطاة بقطعة من حرير) ثلاث مرات
ورآها الرسول صلى الله عليه وسلم وعرفها وقال:
إن يك هذا من عند الله يمضه،
وقد أمضاه سبحانه.
وقد صح أيضا أن عائشة رضي الله عنها
من زوجاته صلى الله عليه وسلم في الجنة ,
فهل يليق بعد هذا أن يتعرض لها بسوء
من في قلبه مثقال ذرة من إيمان.
والحديث عن فضائل عائشة رضي الله عنها
بابه واسع وفيه مؤلفات ,
ويكفيها فخراً
أن الله سبحانه اختار لرسوله صلى الله عليه وسلم
أن يموت على صدرها ,
وأن يختلط ريقه بريقها عبر السواك
وهو يلفظ أنفاسه الطاهرة الأخيرة ,
عليه الصلاة والسلام.
د. محمد بن خالد الفاضل
جامعة الأمير سلطان
الرياض – 26/ 10 / 1431 هـ
http://www.lojainiat.com/index.cfm?(66/42)
الغلو كما يكون في التشدد يكون في التساهل للعلامة صالح الفوزان حفظه الله
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 03:42 ص]ـ
الغلو كما يكون في التشدد يكون في التساهل
الحمد لله، وبعد: فقد كثرت الحملات والاستنكارات على الغلو في الدين. وهي حملات واستنكارات بحق؛ لأن الغلو في الدين منهي عنه في الكتاب والسنة والإجماع، قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ)، وفي الآية الأخرى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " وإياكم والغلو؛ فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو".
والغلو في الدين: هو الزيادة عن الحد المشروع فيه، وقد يكون غلواً في العبادة كحال الثلاثة الذين قال أحدهم: أصلي ولا أنام، وقال الثاني: أصوم ولا أفطر، وقال الثالث: لا أتزوج النساء، ويكون غلواً في الأحكام بأن يجعل المستحب بمنزلة الواجب ويكون غلواً بالحكم على مرتكب الكبيرة التي هي دون الشرك بالكفر والخروج من الملة، وقد يكون غلواً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كغلو المعتزلة بخروجهم على ولاة أمور المسلمين بحجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكالغلو في التحليل والتحريم بأن يحرم الحلال أو يحلل الحرام؛ فالغلو في الدين بجميع أنواعه محرم وقد يخرج من الدين ويسبب الهلاك كما أهلك من كان قبلنا ولا أحد يشك في ذلك ممن أتاه الله الفقه في الدين والبصيرة في الأحكام فأنزل الأمور في منازلها.
ولكن هناك من هو على النقيض من غلو الزيادة في ا لدين فهناك من غلا في التساهل وا لتسامح في الدين ولا شك أن ديننا دين السماحة ورفع الحرج والاعتدال. ولكن يجب أن يكون هذا التسامح في حدود ما شرعه الله من الأخذ بالرخص الشرعية عند الحاجة إليها والدين كله ولله الحمد ليس فيه أصار ولا أغلال: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا)، (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)، (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ)، ولكن الغلو في التسامح يكون بالخروج عما شرعه الله وهذا لا يسمى تسامحاً وإنما هو الحرج نفسه؛ فإلغاء أصل الولاء والبراء في الإسلام والتسوية بين المسلم والكافر بحجة التسامح، وإلغاء تطبيق نواقض الإسلام على من انطبقت عليه كلها أو بعضها، والتسوية بين الأديان – كالتسوية بين الإسلام واليهودية والنصرانية-، بل بين الأديان كلها من وثنية والحادية والقول بأن لا إله إلا الله لا تقتضي الكفر بالطاغوت ولا تنفي ما عدا الإسلام من الأديان الباطلة كما تفوه به بعض الكتاب في بعض صحفنا المحلية كل هذه الأمثلة غلو في التساهل والتسامح؛ يجب إنكاره. كما يجب إنكار الغلو في الزيادة في الدين. بل قد يكون الغلو في التسامح والتساهل أشد خطراً من الغلو بالزيادة في الدين؛ لأن الغلو في التساهل والتسامح إلى حد يجعل الدين الكافر مساوياً للدين الحق كفر بإجماع المسلمين بخلاف الغلو في الزيادة فإن كثيراً من العلماء يرى أنه ضلال ولا يصل إلى حد الكفر، وقد ذكر العلماء أن من نواقض الإسلام من لم يكفر الكافر أو يشك في كفره.
فعلى من وقع في هذه الزلات الخطرة أن يتبصر في أمره ويراجع الصواب فإن الرجوع إلى الحق فضيلة. والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه: صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
http://www.alfawzan.ws/node/2295
ـ[خالد مبارك عريج]ــــــــ[07 - 10 - 10, 06:52 م]ـ
حفظ الله أسد السنة و قامع البدعة شيخنا العلامة صالح الفوزان
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[07 - 10 - 10, 06:56 م]ـ
بارك الله في الشيخ الفوزان و في علمه
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 05:57 م]ـ
حفظ الله أسد السنة و قامع البدعة شيخنا العلامة صالح الفوزان
آمين
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 05:57 م]ـ
بارك الله في الشيخ الفوزان و في علمه
آمين
ـ[أبو عمر الضيفي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:00 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:20 م]ـ
وكما قال فضيلة الشيخ: عبد العزيز بن مرزوق الطريفي حفظه الله أن المشكلة عندنا ليست في الغلو في الدين، وإن كان الغلو مذمومًا، ولكن حال الناس في هذا العصر لا يشكو من الغلو، بل الغلو فيهم قليل بالنسبة إلى التساهل وتمييع مسائل الدين والثوابت، وأنها مما يسع فيها الخلاف وتقبُّل الرأي الآخر، فبَليتُنا في هؤلاء الذين ميّعوا مسائل الدين باسم الوسطية والاعتدال!!! ...
فالملاحظ في حال الناس الآن يجد التساهل أكثر بكثير من الغلو ... هذا ملخص ما سمعته من فضيلته حفظه الله وأدامه غصة في حلق كل ليبرالي وعلماني ...
وإن عجبي ليعظم عندما أرى من يتكلم في أمر الوسطية والاعتدال، وأنها هي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ـ وصدق في هذا ـ ولكنه رجل لا يمت للعلم ولا لأهله بصلة، بل هو حالق للحيته، مرتكب كثيرًا من المخالفات ...
فياليت شعري أفلا يعلم هذا الجاهل المتعالم أنه يسب ويقدح في خير البشرية، إذ كيف يزعم أن حلق اللحى وإسبال الثياب هي من سماحة دين الإسلام، وإطالة اللحى وتقصير الثياب إلى نصف الساقين من التشدد والغلو المذمومين، فهو يرمي سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام بالتشدد والغلو!!!
فيا ويلهم من الله ... يا ويلهم من الله ...
ولكن ما يسعنا إلا أن نقول (سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْألُونَ)
وما من كاتب إلا سيفنى ..... ويبقي الدهر ما كتبت يداهُ
فلا تكتب بكفك غير شيء ..... يسرك في القيامة أن تراهُ
إضاءة: عن أبي الذيال رحمه الله: (تعلم "لا أدري"، فإنك إن قلت "لا أدري"، علموك حتى تدري، وإن قلت "أدري" سألوك حتى لا تدري) ...
وقال بعضهم: (من أخطأ "لا أدري" أصيبت مقاتله) ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/43)
ـ[عبدالملك العتيبي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 03:40 م]ـ
ان المصيبة الواقعة الآن بالأمة وبالمسلمين و الأكثر هي مصيبة الارجاء و ليست مصيبة الغلو , و في كلٍ شر ..
الله أسأل أن يبرم لأمة الاسلام أمراً رشدا::
ـ[السليماني]ــــــــ[19 - 10 - 10, 02:37 م]ـ
حفظ الله الشيخ الفوزان
والغلو ظاهرة موجودة سواء غلو في التكفير بغير حق
او الإرجاء ....
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 06:06 ص]ـ
حفظ الله الشيخ الفوزان ونفع بكلماته، وكفانا الله شر الغلو في التكفير والإرجاء
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 03:57 م]ـ
حفظ الله الشيخ الفوزان
والغلو ظاهرة موجودة سواء غلو في التكفير بغير حق
او الإرجاء ....
آمين
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 03:58 م]ـ
حفظ الله الشيخ الفوزان ونفع بكلماته، وكفانا الله شر الغلو في التكفير والإرجاء
آمين
ـ[خالد الغنامي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 09:40 ص]ـ
والغلو في الأحكام على الأشخاص ليس بأقل من ما ذكرتم!!
وبخاصة إذا أنعدم الورع ..
نسأل الله السلامة والعافية ..
وجزاك الله خيراً(66/44)
غلو الأشاعرة في التكفير (1)
ـ[أبو معاذ الحنبلي السلفي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 12:32 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد: لا يفتأ الأشاعرة _ في مجالسهم الخاصة والعامة ومواقعهم ومنتدياتهم ومؤلفاتهم ومحاضراتهم _ من نبز أهل السنة والجماعة بالغلو في التكفير، والتسرع في رمي المخالفين لهم به، مستغلين جهل كثير من الناس بقواعد أهل السنة في التكفير وضوابطهم في ذلك وعدم تحريرهم الفرق بين الكفر المطلق والكفر المقيد مما دفعهم إلى نسبة الغلو إلى أهل السنة والجماعة في التكفير، وجعلوا هذا فاكهة مجالسهم وسلاحهم في تنفير الناس عن المنهج السلفي الرباني، وصوروه للناس على أنه منهج قائم على الغلو في التكفير و التشدد والتزمت وعدم قبول الرأي الآخر وأنه لا عذر عندهم _ لمن تلبس بالكفر _ لجاهلٍ أو متأول ٍ أو مكرهٍ أو غير قاصد للكفر .. ، فراجت بضاعتهم _ للأ سف _ على الصم البكم العمي الذين لا يعقلون ممن لم يُؤتوا حظا من البحث والتحقيق، فأخذوا يرددون صداهم ويتقيؤون أقوالهم بين العوام والطوام، فوغروا قلوب من لا علم عنده على هذا المنهج السمح الكريم _ زورا وبهتانا _ و أظهروه على خلاف ما هو عليه في نفس الأمر، فإلى الله المشتكى .. ولست _ في هذا البحث المختصر _ بصدد بيان زيف كلامهم وباطل ادعائهم فهذا له موضع آخر، غير أني أريد أن ألفت نظر إخواني إلى نقطة منهجية مهمة جدا وهي: أن فرقة الأشاعرة من أعظم فرق أهل الكلام _ إن لم تكن أعظمها على الإطلاق_ غلوا في التكفير وتعسفا في رمي المخالفين لهم به، وإن بدا لبعض الناس _ نتيجة لإرجاء القوم _ أنهم بعيدون عن هذا الوصم، وهذه شهادة أسوقها _ للتدليل على كلامي_ من أحد أعظم أساطين هذا المذهب في هذا العصر وهو أستاذنا الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، يشهد _ عن بُعد _ على غلو أصحابه في تكفير أئمة المسلمين وعلمائهم قائلا:
((ونحن نعجب عندما نجد غلاة يكفرون ابن تيمية رحمه الله ويقولون إنه كان مجسداً، ولقد بحثت طويلاً كي أجد الفكرة أو الكلمة التي كتبها أو قالها ابن تيمية والتي تدل على تجسيده فيما نقله السبكي أو غيره فلم أجد كلاماً في هذا قط، كل ما وجدته أنه في فتواه يقول: ((إن لله يد كما قال واستوى على العرش كما قال وله عين كما قال)) ثم أضاف البوطي: (ورجعت إلى آخر ما كتبه أبو الحسن الأشعري وهو كتاب (الإبانة) فرأيته يقول كما يقول ابن تيمية واقرؤوا كتاب الإمام أبي الحسن الأشعري (الإبانة) الذي يقول فيه نؤمن أن الله يداً كما قال وأنه استوى على العرش كما قال. إذن فلماذا نحاول أن نعظم وهماً لا وجود له؟ ولماذا نحاول أن ننفخ في نار شقاق؟ والله سبحانه وتعالى سيحاسبنا على ذلك)) انتهى كلامه، ندوة اتجاهات الفكر الإسلامي المعاصر 264 - 265 مجموعة محاضرات ألقيت في البحرين عام 1985م)) أهـ.
قلت: ومن هؤلاء الغلاة الذين تنكر عليهم سوى أئمة وأقطاب الأشاعرة من أمثال: السبكي وابنه و الهيتمي والعلائي والكوثري وووووووووو، وعلى كل حال فهذه كتب الأشاعرة في متناول الأيدي تشهد على غلوهم في تكفير أهل السنة والجماعة وأئمتهم وعلمائهم، إلا أن الخطورة في منهج الأشاعرة في التكفير _ وهذا هو مرادي من هذا البحث_ تكمن في أنهم يكفرون المسلمين بقضايا هي من محض هذا الدين الحنيف ومن مقاصده العظيمة و أصوله العلمية و ضروراته القطعية وبشهادة كبرائهم وعلمائهم، وهنا تكمن الخطورة، وحتى لا نطيل الكلام و نُتهم بمجرد الإنشاء، سأضع بين أيديكم نماذج من منهجهم التكفيري الذي أشرت إليه:
1_ علو الله على خلقه واستواؤه على عرشه: هذه الصفة العظيمة من أكثر الصفات ذكرا في القرآن والسنة وقد تضافرت الآي والأحاديث على إثباتها لله تعالى _وبشهادة أئمة الأشاعرة _ وأطبق على ذلك كل من يعتد بعقله وفطرته، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فهذا كتاب الله من أوله إلى آخره وسنة رسوله _ صلى الله عليه وسلم _ من أولها إلى آخرها، ثم عامة كلام الصحابة والتابعين ثم كلام سائر الأئمة مملوءٌ بما هو إما نصٌ وإما ظاهرٌ في أنّ الله _ سبحانه وتعالى _ هو العلي الأعلى، وهو فوق كل شيء، وأنه فوق العرش، وأنه فوق السماء، مثل قوله تعالى: (إليه يصعد الكلم الطيب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/45)
والعمل الصالح يرفعه) (فاطر: 10) (إني متوفيك ورافعك إلي) (آل عمران:55) _ ثم ذكر بعض الأدلة _ ثم قال: إلى أمثال ذلك مما لا يكاد يحصى إلا بكلفة، وفي الأحاديث الصحاح والحسان مالا يحصى إلا بكلفة، مثل قصة معراج الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ إلى ربه، ونزول الملائكة من عند الله وصعودها إليه ... وذكر جملة من الأحاديث، ثم قال: إلى أمثال ذلك مما لا يحصيه إلى الله، مما هو من أبلغ المتواترات اللفظية والمعنوية، التي تورث علما يقينا من أبلغ العلوم الضرورية أن الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ المبلغ عن الله ألقى إلى أمته المدعوين أن الله سبحانه على العرش، وأنه فوق السماء، كما فطر على ذلك جميع الأمم، عربهم وعجمهم في الجاهلية والإسلام إلا من اجتالته الشياطين عن فطرته، ثم عن السلف في ذلك من الأقوال مالم لو جمع لبلغ مئين أو ألوفا ... ) اهـ (الحموية ضمن مجموع الفتاوى: 5/ 14_15، وانظر: التسعينية 3/ 954_ 958).
ونقل _ رحمه الله _ عن بعض أكابر أصحاب الشافعي أنه قال: (في القرآن ألف دليل او يزيد على أن الله تعالى عالٍ على الخلق، وأنه فوق عباده) وقال غيره: (فيه ثلاثمائة دليل تدل على ذلك ... ) اهـ (مجموع الفتاوى: 5/ 121_ 126، وانظر: الصواعق المرسلة: 4/ 1279)
وقد ذكر ابن القيم _ رحمه الله _ في النونية واحدا وعشرين نوعا من أنواع الأدلة، وتحت كل نوع أكثر من دليل. وقال: يا قومِ والله العظيم لِقولنا ألفٌ تدلُّ عليه بل ألفان
عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الأولى وذوق حلاوة الإيمان
كلٌّ يدلُّ بأنه سبحانه فوق السماء مباينُ الأكوان (انظر: النونية 1/ 396_ 534، مع شرح ابن عيسى، توضيح المقاصد)، ونقل _ رحمه الله _ اتفاق أهل الإسلام على إثبات علو الله تعالى على عرشه وفوقيته، ونقل حكاية الإجماع عن ستة من أكابر علماء المسلمين، (مختصر الصواعق:2/ 416_ 418)
وهذا الذي ذكره أهل العلم في تقرير علو الله على خلقه واستوائه على عرشه يقرره ويثبته كبار علماء وأساطين الأشاعرة والماتريدية، فهم يقرون استفاضة الأدلة على علو الله على خلقه، ويقرون _ ثانيا _ إجماع السلف على ذلك، ويقرون _ ثالثا _ صعوبة فهم مذهبهم الملفق من أن الله لا داخل العلم ولا خارجه، ورغم ذلك نجد جمهورهم يكفرون من أثبت صفة العلو لله تعالى وهنا الطامة:
1_ قال التفتازاني: _ بعد تعطيله لصفة العلو بأصول وقواعد أسلافه الفلاسفة _: (فإن قيل: إذا كان الدين الحق نفي الحيز والجهة [يعني نفي علو الله على عرشه وفوقيته] فما بال الكتب السماوية والأحاديث النبوية مشعرة في مواضع لا تحصى بثبوت ذلك من غير أن يقع في موضع واحد تصريح بنفي ذلك؟
أجاب التفتازاني بأنه (لما كان التنزيه عن الجهة مما تقصر عنه عقول العامة حتى تكاد تجزم بنفي ما ليس في الجهة: كان الأنسب في خطاباتهم والأقرب إلى إصلاحهم والأليق بدعوتهم إلى الحق ما يكون ظاهراً في التشبيه، وكون الصانع في أشرف الجهات مع تنبيهات دقيقة على التنزيه المطلق عما هو من سمة الحدوث) اهـ (شرح المقاصد 2/ 50)
قلت: يالله للعجب من قول هذا الرجل وهذيانه، فهو يقرر أن الأدلة مستفيضة على علو الله لا تحصى، وأنه لم يرد دليل _ ولو في موضع واحد قط _ خلاف ذلك، وأن العقول تجزم بنفي ماليس في جهة، وأن جهة العلو من أشرف الجهات، ثم بعد ذلك يعطل هذه الصفة لله، ولا يكتفي بذلك بل ويضلل ويكفر من أثبتها، والأدهى من ذلك كله أنه ينسب للشارع المراوغة والتدليس في خطاباته وأنه خاطب الناس بما ظاهره التشبيه والتجسيم _ عياذا بالله تعالى _ ولم يوضح لهم التنزيه الحقيقي _ على قواعد المتكلمين _ لماذا؟ لأن عقول الناس تضيق عن تنزيه الله لأنهم مشبهة فاقتضت الحكمة أن يُخاطبوا بما ظاهره الكفر والضلال!!! نسأل الله العافية والسلامة. اللهم سلم سلم، والشاهد من كلامه هو إقراره باستفاضة الأدلة على علو الله تعالى
2_ قال القرطبي _ رحمه الله _ بعدما ذكر مذهب المعطلة نفاة العلو لله تعالى: (وقد كان السلف الأُول لا يقولون بنفي الجهة، ولا ينطقون بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله، كما نطق كتابه وأخبرت رسله، ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنّه استوى على عرشه حقيقة ... ، وإنما جهلوا كيفية الاستواء) (الجامع لأحكام القرآن 7/ 219 - 220)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/46)
وقال كذلك _ رحمه الله وغفر له _ في كتابه (الأسنى شرح أسماء الله الحسنى 2/ 132) بعد أن ذكر أقوال العلماء في استواء الله على عرشه: (وأظهر هذه الأقوال ـ وإن كنت لا أقول به ولا أختاره ـ ماتظاهرت عليه الآي والأخبار أن الله سبحانه على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه بلا كيف، بائن من جميع خلقه هذا جملة مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات حسب ماتقدم) اهـ
قلت: غفر الله للإمام وعفا عنه فقد أقرّ أن إثبات العلو لله تعالى مما تضافرت عليه آي القرآن والأخبار، وأنه مذهب السلف من الصحابة والتابعين وأصحاب القرون المفضلة، ثم عدل عن منهجهم وحاد عن سبيلهم وتنكب طريقهم ليختار مذهب أهل الكلام المذموم ويرضى لنفسه مخالفة ما تظاهر عليه آي والأخبار .. اللهم نعوذ بك من الهوى. والشاهد من كلامه إقراره باستفاضة الأدلة بعلو الله تعالى على خلقه وأنه مذهب السلف
3_ وقال الغزالي: (فإن قيل فلم لم يكشف الغطاء عن المراد بإطلاق لفظ الإله، ولم يقل-أي الرسول- إنَّه موجود ليس بجسم، ولا جوهر، ولا عرض، ولا هو داخل العالم، ولا خارجه، ولا متصل، ولا منفصل، ولا هو في مكان، ولا هو في جهة، بل الجهات كلها خالية عنه، فهذا هو الحق عند قوم، والإفصاح عنه كذلك كما أفصح عنه المتكلمون ممكن، ولم يكن في عبارته-صلى الله عليه وسلم- قصور، ولا في رغبته في كشفه الحق فتور، ولا في معرفته نقصا قلنا:
من رأى هذا حقيقة الحق اعتذر بأنَّه إذا ذكره لَنَفَرَ الناسُ عن قبوله، ولبادروا بالإنكار، وقالوا: هذا عين المحال ووقعوا في التعطيل، ولا خير في المبالغة في تنزيهٍ يُنتج التعطيل في حق الكافة إلا الأقلين، وقد بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- داعيًا للحق، إلى سعادة الآخرة، رحمة للعالمين، كيف [يـ] نطق بما فيه هلاك الأكثرين، بل أمر أنْ لا يُكلم الناس إلا على قدر عقولهم ... وأما إثبات موجود في الاعتقاد على ما ذكرناه من المبالغة في التنزيه شديد جدًا بل لا يقبله واحد من الألف لاسيَّما الأمة الأمية العربية ا. هـ (إلجام العوام عن علم الكلام" ص41 - 41)
قلت: وكلام الغزالي أشبه بهذيان صاحبه الأول من أن فطر الناس مجبولة على التشبيه والتجسيم ولو خاطبهم الله بالتنزيه الذي _ لا تقبله عقولهم وفطرهم _ لنفروا عن الإسلام فكان الأنسب أن يخاطبهم بخلاف الحق وضد الهدى إلى أن يتعلموا قواعد التنزيه _ على يد المتكلمين _ ثم بعد ذلك يُخاطبون بالتنزيه الحقيقي .. اللهم نعوذ بك من الحور بعد الكور. والشاهد من كلامه إقراره بعدم مجيء النبي _ صلى الله عليه وسلم _ بالتعطيل وان النصوص طافحة بالإثبات الذي هو تشبيه وتجسيم عنده وعند أصحابه، ولم ينبه النبي _ صلى الله عليه وسلم _ على ذلك حتى لا ينفر الناس عن الإسلام على حد زعمه
وهذا القدر من كلام الأشاعرة كاف فيما أريد إثباته _ وأقوالهم في ذلك كثيرة يضيق بها المقام _، والآن _ وبعد أن أقرّ أئمة الأشاعرة أنفسهم _ بتضافر آي القرآن و الأخبار بعلوّ على خلقه، ونقلهم إجماع السلف وأصحاب القرون المفضلة على ذلك، فما هو حكم معتقد الجهة عندهم؟ أو بعبارةٍ سلفية: ما هو حكم معتقد علو الله على خلقه واستوائه على عرشه عند الأشاعرة؟ وهذا هو مرادي من هذا البحث، إليك أقوالهم:
1_ قال أبو القاسم القشيري الأشعري الصوفي (465هـ) في رسالته (الرسالة القشيرية ص5) ما نصه: (سمعتُ الإمام أبا بكر ابن فورك رحمه الله تعالى يقول: سمعتُ أبا عثمان المغربي يقول: كنتُ أعتقدُ شيئًا من حديث الجهة، فلما قدِمتُ بغداد زال ذلك عن قلبي فكتبتُ إلى أصحابنا بمكة: إني أسلمتُ الآن إسلامًا جديدًا) اهـ.
2_ وقال أبو المعين النسفي الحنفي الماتريدي (508هـ) في (تبصرة الأدلة 1/ 169): ("والله تعالى نفى المماثلة بين ذاته وبين غيره من الأشياء، فيكون القول بإثبات المكان له ردًّا لهذا النص المحكم ـ أي قوله تعالى: {ليس كمثله شىء} ـ الذي لا احتمال فيه لوَجْهٍ ما سوى ظاهره، ورادُّ النص كافر، عصمنا الله عن ذلك" اهـ.
3_ وقال ابن نُجَيْم الحنفي الماتريدي (970هـ) في (البحر الرائق: باب أحكام المرتدين 5/ 129): (ويكفر بإثبات المكان لله تعالى، فإن قال: الله في السماء، فإن قصد حكاية ما جاء في ظاهر الأخبار لا يكفر، وإن أراد المكان كفر".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/47)
4_ وقال ابن حجر الهيتمي الشافعي الأشعري (974هـ) في (المنهاج القويم ص:224):"واعلم أن القَرَافي وغيره حكوا عن الشافعي ومالك وأحمد وأبي حنيفة رضي الله عنهم القول بكفر القائلين بالجهة والتجسيم، وهم حقيقون بذلك) اهـ.
قلت: هذه كتب ورسائل الإمام احمد _ رضي الله عنه _ وأصحابه طافحة بالرد على نفاة العلو وكلامهم في ذلك أشهر من أن نتكلف في نقله، وكذلك أقوال الأئمة الثلاثة وأصحابهم _ممن لم يتلوث بعلم الكلام _ بإثبات العلو مستفيضة في الكتب التي عنيت بنقل أقوال السلف ومذاهبهم ككتاب: شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي وغيرها، وعليه فنقل القرافي وتقليد الهيتمي له عن الأئمة تكفيرهم من قال بالعلو كذبة باردة يهزئ منها كل من عرف منهج أولئك الأئمة، وقد قيل: إذا كذبت فاكذب بما هو ممكن
5_ وقال ملاّ علي القاري الحنفي الماتريدي (1014هـ) في (مرقاة المفاتيح 3/ 300): (بل قال جمع منهم ـ أي من السلف بزعمه ـ ومن الخلف إن معتقد الجهة كافر كما صرح به العراقي، وقال: إنه قول لأبي حنيفة ومالك والشافعي والأشعري والباقلاني" اهـ.
قلت: وهذا الهذيان أشبه بالذي قبله، فالمشهور عن أبي الحسن الأشعري في (الإبانة) الذي أثبته له كبار أصحابه قوله بإثبات العلو وكذلك الباقلاني هو ممن يثبت العلو
6_ وقال عبد الغني النابلسي الحنفي الماتريدي (1143هـ) في (الفتح الرباني والفيض الرحماني ص124) ما نصه:"وأما أقسام الكفر فهي بحسب الشرع ثلاثة أقسام ترجع جميع أنواع الكفر إليها، وهي: التشبيه، والتعطيل، والتكذيب ... وأما التشبيه: فهو الاعتقاد بأن الله تعالى يشبه شيئًا من خلقه، كالذين يعتقدون أن الله تعالى جسمٌ فوق العرش، أو يعتقدون أن له يدَين بمعنى الجارحتين، وأن له الصورة الفلانية أو على الكيفية الفلانية، أو أنه نور يتصوره العقل، أو أنه في السماء، أو في جهة من الجهات الست .... " اهـ
7_ وقال الكوثري جهمي العصر (1371 هـ) وكلامه في ذلك كثير جدا: (إن القول بإثبات الجهة له تعالى كفر عند الأئمة الأربعة هداة الأمة كما نقل عنهم العراقي على ما في "شرح المشكاة" لعلي القاري (اهـ
وهذا الهذيان كالذي قبله فلا حاجة للتعليق عليه
8_ وأخيراً أختم بقول صاحب أشهر كتاب عند الأشاعرة في هذا العصر والذي يُدّرس في المعاهد العلمية والكليات الشرعية وفي الحلقات والمساجد وهو شرح الباجوري على نظم اللقاني المعروف بجوهرة التوحيد: قال عند قول الناظم: مستحيل ضد ذي الصفات في حقه كالكون في الجهات
قال: (اعلم أن معتقد الجهة لا يكفر كما قاله العز بن عبد السلام، وقيده النووي بكونه من العامة، وابن أبي جمرة بعسر فهم نفيها، وفصل بعضهم فقال إن اعتقد جهة العلو لم يكفر لأن جهة العلو فيها شرف ورفعة في الجملة، وإن اعتقد جهة السفل كفر لأن جهة السفل فيها خسة ودناءة) اهـ
قلت: هذا كان أهونهم حيث نقل _ على الأقل _ خلافهم في تكفير معتقد الجهة وتفصيل بعضهم، فمنهم من لم يكفر، ومنهم من قيد عدم التكفير بكونه من العامة فقط، ومنهم من لم يكفر لصعوبة القول بنفي الجهة عن الله، ومنهم من لم يكفر من اثبت العلو دون السفل لشرف جهة العلو ورفعته .. إلى آخر هذيانهم
وبعد ... فهذه النقول تأكد صحة ما قلته عن الأشاعرة من أنهم أكثر فرق القبلة غلوا وتعسفا في التكفير، وأنهم يكفرون الأمة بقضايا هي من محض هذا الدين الحنيف ومن مقاصده العظيمة و ضروراته القطعية وبشهادة كبراؤهم وعلماؤهم كما قررت ذلك في أول الكلام، وهكذا يظهر لكل منصف عاقل مدى غلو الأشاعرة في التكفير وتعسفهم في إطلاقه على أئمة المسلمين وعامتهم وأنهم أحق بوصف الغلاة من السلفيين الذين هم أعلم الناس بأصول التكفير والتبديع والتفسيق وأضبطهم لقواعده وأورعهم في إطلاقه , هذا والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[07 - 10 - 10, 09:03 م]ـ
جزيت خيرا ..
عرض موفق وترتيب ممتاز وبداية قوية.
وفقك الله
ـ[وليد]ــــــــ[07 - 10 - 10, 10:17 م]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[07 - 10 - 10, 10:50 م]ـ
جزاك الله خيراً
رائع رائع
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 01:01 ص]ـ
أحسن الله إليك.
وكلام البوطي جميل جدًا، وليته ينتشر بشكل واسع بين محبيه وطلابه.
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[08 - 10 - 10, 01:44 ص]ـ
شكرا لكم على تعبكم فى النقل يبدو ان هذا الرجل
يعود الى الحق ان تبين له ذلك شكرا لانصافه
ـ[د/ألفا]ــــــــ[08 - 10 - 10, 07:59 ص]ـ
جزيت كل الخير
من اعجب ما قرات فى مقالكم نقلا عن عبد الغني النابلسي الحنفي قوله: (((و أنه في السماء، أو في جهة من الجهات الست.)))) أي ان من اعتقد هذا فهو يكفر , إذن أين الله فى نظر هؤلاء القوم؟؟؟ هل هو عدم ليس بموجود؟؟؟
هم بقولهم هذا ينكرون -متأولين- كثيرا من الآيات القرآنية التي جاءت تثبت لله علو مكانه وانه فى السماء وانه مستوي على عرشه وأن هو العلي الكبير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/48)
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 12:46 م]ـ
جزيت كل الخير
من اعجب ما قرات فى مقالكم نقلا عن عبد الغني النابلسي الحنفي قوله: (((و أنه في السماء، أو في جهة من الجهات الست.)))) أي ان من اعتقد هذا فهو يكفر , إذن أين الله فى نظر هؤلاء القوم؟؟؟ هل هو عدم ليس بموجود؟؟؟
هم بقولهم هذا ينكرون -متأولين- كثيرا من الآيات القرآنية التي جاءت تثبت لله علو مكانه وانه فى السماء وانه مستوي على عرشه وأن هو العلي الكبير.
رحم الله شيخ الاسلام بن تيمية و رحم والديه، عندما قال مشبِّه يعبد صنماً، والمعطّل يعبد عدماً
و نحمد الله على العفو و العافية، و على العقول و الفطرة السليمة التي رزقنا اياها، اللهم لك الحمد،
إنه لمن غاية السخافة أن يقدم المرء عقله (المخلوق) على كلام و شرع الخالق جل في علاه، و يجعله ميزاناً و كأن العقل المخلوق نداً لله و العياذ بالله من هذا البهتان،
شرعنا الحنيف، و دين الله يوافق العقل السليم ولله الحمد، اما العقول التي شذت، و كأنها تقول، أيعقل أن يكون لله يدا ً؟! لا لا مستحيل!! او وجها ً؟ لا يعقل، فالإنسان وجه و يد ..
عطلوا بذلك كلام الله العليم، الذي هو أعلم بنفسه مناً جل في علاه،
فهؤلاء أستبدلوا الذي هو خير بالذي هو أدنى ... !
فنقول لهؤلاء، هل الانسان موجود؟ سيقولون نعم .. فنقول هل الله موجود؟
ان قالوا لا، كفروا، و ان قالوا نعم، سنقول لهم .. رعاكم الله على قواعدكم (العقلية) انتم وقعتوا بالكفر، حيث ان الله موجود و كذلك الإنسان موجود .. اليس هذا تشبيه على زعمكم؟
ام ان وجود الله غير وجود الإنسان؟ و لا يقاس الخالق على المخلوق؟
و يقاس على هذا كل الصفات ولله الحمد، كذا اليد و الوجه و العين و الساق و كل الصفات الثابت في القرأن و السنة ..
القاعدة اللازمة، رحمك الله يا شيخ الاسلام ..
الحمد لله على نعمة أهل السنة،
و أجزل المثوبة لكتابة الموضوع و حفظه في الدارين، و رحم والديه و من قرأ الموضوع، أمين
ـ[أبو عمار الأذرعي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 11:28 ص]ـ
أخي أبو معاذ: الدكتور البوطي يقرر هذا أحياناً، وأخرى يقرر شيئاً غيره، فانظر مثلاً كلامه في مسألة إثبات قدرة للعباد على أفعالهم، كيف راح يعتذر للغزالي حيث وافق أهل السنة في هذه المسألة .. و لم يجد عذراً لشيخ الإسلام ابن تيمية.! هذا سمعته منه في أكثر من مجلس. وأظنّه أشار إليه في كتابه (كبرى اليقينيات الكونية).
بل هو متورط في التكفير بنبز السلفيين بما يستلزمه، كقوله: هؤلاء لواستشعرت أفئدتهم محبة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لما منعوا التوسل به!!
وغير ذلك من المجازفات، وهي كثيرة ..
والله يهدي إلى سواء السبيل.
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 01:33 م]ـ
بل هو متورط في التكفير بنبز السلفيين بما يستلزمه، كقوله: هؤلاء لواستشعرت أفئدتهم محبة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لما منعوا التوسل به!! الله المستعان، ألهذا الحد وصل هذيان القوم؟
يعني عندما لا نتخذ الرسول وسيلة من دون الله، او واسطة بين العبد و ربه، يكون هذا نقص في استشعار محبة الرسول؟ سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم ..
طيب لو جاز التوسل بالنبي بعد موته على حد زعمه و تكون هذه المرتبة في قمة المحبة للرسول صلى الله عليه و سلم، الا يترك هذا الامر أدنى استشعار بأن الأفئدة عُلقت على غير الله، و صُرفت الى المخلوقات؟
الحمد لله على نعمة أهل السنة و الجماعة، ولله ما بعدها نعمة
اخي أبو عمار الأذرعي الفاضل رحمه الله والديك، اتمنى لو تتحفنا بنقولات عن الرجل، و قوله في مسألة أفعال العباد، الرجل قدري أم جبري؟
ـ[أبو معاذ الحنبلي السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 07:30 م]ـ
أخي أبو عمار الأذرعي _ وفقك الله لكل خير _ أنا ما سقت كلام هذا الرجل للدفاع عنه أو لتبرير أقواله ونفي التهمة عنه _ أبدا_ بل منابذة هذا الرجل للسلفيين ورموزه وعداوته لهم مشهورة ... وإنما استشهدت بكلامه لإثبات غلو أصحابه الأشاعرة في التكفير من باب: (وشهد شاهد من أهلها) ... ومع ذلك لم أجد حتى ساعتي هذه _ وقد قرأت كتبه المقررة عندنا في كلية الشريعة بجامعة دمشق وحضرت دروسه العقدية في مسجد الإيمان _ لم أجد له تصريحا بتكفير شيخ الإسلام ابن تيمية بل الثابت عنه خلاف ذلك، يترحم عليه ويعتذر له ويتأول له كما نقلت ذلك عنه في المقالة وكذلك مشاركته في قناة المستقلة ودفاعه عن شيخ الإسلام ابن تيمية مما يحمد عليه وهو مسجل .. وقد سبحانه: (ولا يجرمنكم شنآن قومٍ على أن لا تعدلو اعدلوا هو أقرب للتقوى) والله أعلم
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 04:43 م]ـ
أخي الكريم أبو معاذ حفظك الله،
شاهدت البوطي مرات قليلة عبر التلفاز، الرجل أشعري العقيدة، لمست بأن لديه تصوف،
و لكن مسألة مهمة يجب الوقوف عندها و هي معتقد الرجل في القدر .. هل هو قدري أم جبري؟ و كذلك مسألة التصوف لديه هل يعتبر من الغلاة اصحاب الشطحات أم ان التصوف لديه بدرجة اقل؟
و ما هي مرتبته العلمية في بلده،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/49)
ـ[أبو معاذ الحنبلي السلفي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 07:25 م]ـ
أخي أبو مسلم _ وفقك الله لطاعته_ بخصوص ما سألتَ عن أستاذنا البوطي فأقول وبالله أستعين:
أولا: بالنسبة لعقيدته في القدر فهو كأصحابه يقول ببدعة (الكسب الأشعري) وهي في مآلها جبرية محضة كما قال المحققون من أهل السنة، لأنها تنفي أي تأثير للعبد في إيجاد الفعل، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " والأشعرية غلب عليهم أنهم مرجئة في باب " الأسماء والأحكام " جبرية في " باب القدر" وأما في الصفات فليسوا جهمية محضة بل فيهم نوع من التجهم " (مجموع الفتاوى:5/ 66) بل أئمة الأشاعرة أنفسهم صرّحوا بأنّ كسبهم هذا جبريٌ محض: فقد ذكر الشهرستاني أن أصحاب المقالات "عدوا أبا الحسن الأشعري موافقاً للجهم بن صفوان في الجبر " (الملل والنحل 1: 110) والجهم جبري خالص يري أن العبد مضطر مجبور فيما يفعل، وأن الأفعال تنسب إليه مجازاً كما يقال: أثمرت الشجرة وجري الماء وتحرك الحجر.
قال: "وعلى أصل أبي الحسن الأشعري فإنه لا تأثير للقدرة في الإحداث" (نفس المصدر)
وانتقد السرهندي مذهب الأشعري النافي لتأثير العبد في قدرته، وأعتبره داخلاً في دائرة الجبر الحقيقي، وأن كثيرين من ضعيفي الهمة يحتجون بعقيدة الأشعري في القدر ويمليون إلى مذهبه لهذا السبب. (مكتوبات الإمام الرباني 331)، و لذلك _ ولدفع تهمة الجبر عنهم_ اضطربوا اضطرابا شديدا في حدّه وتعريفه.
ولهذا تجد المرتضي الزبيدي يصف مسألة الكسب بأنها " من معضلات المسائل التي حارت فيها أفكار المتقدمين ولم تحصل على طائل في تحقيق المتأخرين – حتى قال السعد التفتازاني في شرح العقائد بأن فحول أهل السنة عجزوا عن تحقيق معناه " (إتحاف السادة المتقين 2/ 169)
و الرازي يحدد الكسب الأشعري بأنه " اسم بلا مسمي " (محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين 199) ووصفه ابن عذبه بأنه " صعب دقيق " (الروضة البهية فيما بين الأشاعرة والماتريدية 42)
وصرح الجويني بتخبط مذهب الأشعري في مسألة القدرة قائلاً " ومذهب أبي الحسن مختبط عندي في هذه المسألة ... فقد لاح سقوط مذهبه في كل تقدير " (العقيدة النظامية 32)
ثانيا: أما عن تصوفه فلا يعلم عنه حتى الآن أنه منتسب لطريقة صوفية معينة إلا أنه في سلوكه وعباداته وطقوسه صوفيٌّ محض، ويحضر مجالسهم، ويشهد أذكارهم، ويحتفي ببدعهم، ويتأوّل لكبار زنادقتهم كابن عربي وابن الفارض وعبد الغني النابلسي وغيرهم من رؤوس أهل وحدة الوجود، ويشرح كتبهم، فالنزعة الصوفية عليه ظاهرة .. أما كفريات التصوف وشطحاتهم فلم أجد له كلاما صريحا في ذلك بل كثيرا ما يحذر من أقوالهم وخاصة كتب ابن عربي مع اعتقاده بصلاحهم وولايتهم. نسأل الله العافية
ثالثا: أما بالنسبة لسؤالك عن مرتبته العلمية في بلده، فلا أدري ما تقصد بذلك، إن كنت تريد قبوله بين الناس فالرجل يحظى بجمهورٍ واسع في سوريا الشام _ حرسها الله _ وفي غيرها من البلدان العربية والإسلامية ..
ـ[أبو معاذ الحنبلي السلفي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 07:28 م]ـ
أخي أبو مسلم _ وفقك الله لطاعته_ بخصوص ما سألتَ عن أستاذنا البوطي فأقول وبالله أستعين:
أولا: بالنسبة لعقيدته في القدر فهو كأصحابه يقول ببدعة (الكسب الأشعري) وهي في مآلها جبرية محضة كما قال المحققون من أهل السنة، لأنها تنفي أي تأثير للعبد في إيجاد الفعل، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " والأشعرية غلب عليهم أنهم مرجئة في باب " الأسماء والأحكام " جبرية في " باب القدر" وأما في الصفات فليسوا جهمية محضة بل فيهم نوع من التجهم " (مجموع الفتاوى:5/ 66) بل أئمة الأشاعرة أنفسهم صرّحوا بأنّ كسبهم هذا جبريٌ محض: فقد ذكر الشهرستاني أن أصحاب المقالات "عدوا أبا الحسن الأشعري موافقاً للجهم بن صفوان في الجبر " (الملل والنحل 1: 110) والجهم جبري خالص يري أن العبد مضطر مجبور فيما يفعل، وأن الأفعال تنسب إليه مجازاً كما يقال: أثمرت الشجرة وجري الماء وتحرك الحجر.
قال: "وعلى أصل أبي الحسن الأشعري فإنه لا تأثير للقدرة في الإحداث" (نفس المصدر)
وانتقد السرهندي مذهب الأشعري النافي لتأثير العبد في قدرته، وأعتبره داخلاً في دائرة الجبر الحقيقي، وأن كثيرين من ضعيفي الهمة يحتجون بعقيدة الأشعري في القدر ويمليون إلى مذهبه لهذا السبب. (مكتوبات الإمام الرباني 331)، و لذلك _ ولدفع تهمة الجبر عنهم_ اضطربوا اضطرابا شديدا في حدّه وتعريفه.
ولهذا تجد المرتضي الزبيدي يصف مسألة الكسب بأنها " من معضلات المسائل التي حارت فيها أفكار المتقدمين ولم تحصل على طائل في تحقيق المتأخرين – حتى قال السعد التفتازاني في شرح العقائد بأن فحول أهل السنة عجزوا عن تحقيق معناه " (إتحاف السادة المتقين 2/ 169)
و الرازي يحدد الكسب الأشعري بأنه " اسم بلا مسمي " (محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين 199) ووصفه ابن عذبه بأنه " صعب دقيق " (الروضة البهية فيما بين الأشاعرة والماتريدية 42)
وصرح الجويني بتخبط مذهب الأشعري في مسألة القدرة قائلاً " ومذهب أبي الحسن مختبط عندي في هذه المسألة ... فقد لاح سقوط مذهبه في كل تقدير " (العقيدة النظامية 32)
ثانيا: أما عن تصوفه فلا يعلم عنه حتى الآن أنه منتسب لطريقة صوفية معينة إلا أنه في سلوكه وعباداته وطقوسه صوفيٌّ محض، ويحضر مجالسهم، ويشهد أذكارهم، ويحتفي ببدعهم، ويتأوّل لكبار زنادقتهم كابن عربي وابن الفارض وعبد الغني النابلسي وغيرهم من رؤوس أهل وحدة الوجود، ويشرح كتبهم، فالنزعة الصوفية عليه ظاهرة .. أما كفريات التصوف وشطحاتهم فلم أجد له كلاما صريحا في ذلك بل كثيرا ما يحذر من أقوالهم وخاصة كتب ابن عربي مع اعتقاده بصلاحهم وولايتهم. نسأل الله العافية
ثالثا: أما بالنسبة لسؤالك عن مرتبته العلمية في بلده، فلا أدري ما تقصد بذلك، إن كنت تريد قبوله بين الناس فالرجل يحظى بجمهورٍ واسع في سوريا الشام _ حرسها الله _ وفي غيرها من البلدان العربية والإسلامية ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/50)
ـ[أبو عمر الضيفي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 10:45 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 12:17 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الحبيب أبو معاذ، ولله إنه لأمر محزن ولله المستعان، أسأل الله ان يهدينا و إياه الى سواء السبيل،
أكثر ما أحزنني هو تأوله لأبن عربي و أمثاله من أصحاب وحدة الوجود، لا ادري كيف يتأول لمثل هؤلاء،
و في نفس الوقت الرجل يشرح كتبهم (كما ذكرت اخي الفاضل) و يحذر من قرأتها في نفس الوقت و لله المستعان،
عجبت لحال أهل البدع، حيث يجمع أحدهم أشكال و ألوان من البدع(66/51)
هل يرى الملائكةُ ربَّهم يوم القيامة؟
ـ[الأثري 44]ــــــــ[07 - 10 - 10, 06:26 م]ـ
السلام عليكم
المشايخ الكرام ...
الأخوة الفضلاء ....
كما هو معلوم لدى الشخص أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة رؤية حقيقة ينظرون بها إلى وجه ربهم.
كل مؤمن من أهل الجنة يرى ربه بعيني رأسه, "للذين أحسنوا الحسنى وزيادة", ومن المعلوم أن الله قال عن الكافرين: إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون" , والناظر إلى هاتين الآيتين يرى أن هذه الأدلة لا تنص على ذكر شيء من خبر الملائكة ولا دخولهم فيها
.
والسؤال: هل يرى الملائكة ربهم يوم القيامة, إذ إن الظاهر أن الكلام لا يشملهم؟
وهل هناك أدلة على إثبات رؤيتهم لربهم يوم القيامة, وهل منع أحد من أهل العلم الخوضَ في هذه المسألة بالتنصيص عليها نفسِها؟
وحياكم الله.
ـ[اسامة عبد الرافع]ــــــــ[08 - 10 - 10, 12:28 م]ـ
أخي الكريم:
الكفرة محجوبون عن رؤية الله , أما غير الكفرة فيرون الله تعالى سواء كانوا بشرا أو جنا أو ملائكة
ـ[الأثري 44]ــــــــ[08 - 10 - 10, 10:57 م]ـ
با أخي اتق الله وهل يكون الملائكة كفرة, تب إلى الله يا أخي وهل هناك من قال بأن من الملائكة كافرين, أليس هم الذين قال الله عنهم: " لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون".
وعلى هذا فاعلم أن العلماء اختلفوا في مسألة: ألنبيونَ خيرٌ أو الملائكةُ" ومنهم من رجح الملائكةَ,
ما بالك وهم مقارنون مع النبيين في هذه المسألة.
لزاماً أعدِ النظر ولا تكتب إلا بعلم , خصوصاً في مثل هذه المسائل العقدية الحساسة.
وأنا منتظر إجاباتٍ ومشاركاتِ أخرى.
فهلموا يا رجال العلم والعقيدة.
ـ[أبوسفيان زهيرعبدالله السلفى]ــــــــ[08 - 10 - 10, 11:23 م]ـ
أخي الكريم:
الكفرة محجوبون عن رؤية الله , أما غير الكفرة فيرون الله تعالى سواء كانوا بشرا أو جنا أو ملائكة
هل فى هذه العباره الاشاره لكفر الملائكه
الأخ أسامه عبد الرافع (حفظه الله) لم يقصد ذلك أبدا ..........
ـ[الأثري 44]ــــــــ[08 - 10 - 10, 11:37 م]ـ
إذن ما ذا يقصد؟ , ألا تراه قد جعلهم في محل الاحتمالية؟!.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 12:12 ص]ـ
با أخي اتق الله وهل يكون الملائكة كفرة, تب إلى الله يا أخي.
أخي الفاضل، لم يقصد الأخ ولا طرفة عين في أن من الملائكة كفرة!!، من أين فهمت أنه يقصد هذا، نعوذ بالله، بل قوله الكفرة محجوبون عن رؤية الله واضح في أنه يقول بأن الملائكة ترى الله عز وجل لأنه يستحيل فيهم الكفر، هذا مفهوم كلامه ومن فهم غير ذلك فقد اساء الظن وعليه التوبة!! لأنه حمل كلام أخيه محملا في غير محله!!،.
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 12:16 ص]ـ
لا ليس فيه احتمالية؛ فكلام الأخ واضح: وهو أن كل من ليس بكافر فإنه يرى ربه يوم القيامة.
ولكن هل هذا الكلام صحيح على إطلاقه؟ وأين هم المنافقون هل هم كفار في مصطلح الآخرة مسلمون في الظاهر في الدنيا؟
وأين الأدلة على هذا الكلام؟
هذا ما ينبغي أن تعلق به على كلام الأخ؛ وعلينا أن نحسن الظن بما يكتبه الإخوة وخاصة إذا كان ظاهرا في الخير في التعبير اللغوي.
والذي أتذكره في دراستي لبعض الأمور العقدية الدقيقة - وهي قديمة - أن الملائكة يرون ربهم يوم القيامة كما المؤمنون من الإنس والجن؛ ولكني لا أتذكر الأدلة على ذلك.
والكلام العاري من الأدلة لا فائدة فيه.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبو النصر المنصوري]ــــــــ[09 - 10 - 10, 01:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احسانا بالظن لاخوينا كليهما
اولا احسانا باخينا اسامة فهو بريء مما نسبه اليه اخونا ابو الفرج ولا خطا في كلامه
ثانيا احسانا باخينا ابي الفرج فهو فهم فهما خاطئا لكنه غيور جزاه الله خيرافظن ان الاخ اسامة اخطا فعاتبه
ولا تثريب على الجميع يغفر الله لهم
ـ[اسامة عبد الرافع]ــــــــ[09 - 10 - 10, 12:12 م]ـ
الأخ (أبو الفرج الأثري):
غفر الله لك , هل أحد من الخلق وحتى الكفرة منهم كاليهود والنصارى يشك في إيمان الملائكة؟
قصدي من جوابي: أن المؤمنين كلهم (بشرا وجنا وملائكة) يرون الله تعالى غدا يوم القيامة.
وإلى الإخوة الأحبة كل من وضح وبين ورفع اللبس , جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم.
وإليك هذه الفتوى من الشبكة الإسلامية حول هذا الموضوع على وجه السرعة:
من الشبكة الإسلامية / رقم الفتوى - 38881
هل الملائكة ترى الله في الدنيا أم لا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أن الله محتجب عن خلقه بمن فيهم الملائكة بأنوار عزه وجلاله وأشعة عظمته وكبريائه،
قال الحافظ: وذلك الحجاب الذي تدهش دونه العقول وتبهت الأبصار وتتحير البصائر، فلو كشفه فتجلى لما وراءه بحقائق الصفات وعظمة الذات، لم يبق مخلوق إلا احترق ولا منظور إلا اضمحل. انتهى.
وما ذكرهالحافظ هو شرح لحديث: حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه. رواه مسلم.
وبهذا تعلم أن الملائكة لا يرون الله تعالى في الدنيا لعموم الحديث المتقدم،
أما في الآخرة، فقد اختلف أهل العلم في ذلك، والأرجح أنهم يرون الله عز وجل في الجنة،
جاء في مطالب أولي النهى: ويرون الله تعالى هم أي الجن والملائكة،
قيل لابن عباس كل من دخل الجنة يرى الله، قال: نعم. انتهى.
وقال الخادمي في بريقة محموديه: إن الأرجح أنهم يرون الله تعالى. انتهى. والله أعلم.
.................................................(66/52)
عاجل .. مساعدة في انتفاء أركان اسلام و إيمان عن الرافضة
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[07 - 10 - 10, 07:40 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخوتي الأفاضل .. اعينوني على جمل الأدلة لإثبات ما سأورده هنا
لو استطعنا اثبات أن الروافض تنتفي عندهم الأشياء التالي ذكرها
(من أركان الإسلام)
1 - لا يعبدون الله و حده و أن محمد عندهم ليس خاتم الرسل أي انهم فعليًا ينفون الشهادتين
2 - أنهم يصلون غير صلاة الإسلام و على غير صفة أهل الإسلام
3 - ان الحج عندهم ليس حج الكعبة و أن حج الكعبة يأتي بعد حج أماكن أخرى
(من أركان الإيمان)
4 - أنهم يطعنون في رب العالمين و يسيئون الأدب و الإعتقاد فيه
5 - أنهم يخطئون الملائكة و يعتقدون أنهم لا يفعلون ما يؤمرون على النحو الواجب
6 - أنهم يقولون بتحريف القرآن و يكذبون القرىن الذي بين يدينا و الذي قال في رب العالمين: "إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون"
7 - أنهم يكذبون على رسول الله و يخونونه و يكفرون أهله و أصحابه و أنهم يقولون في أنبياء الله تعالى غير قول الحق
على سبيل المثال لا الحصر: "المسيح يتشرف بان يكون عبدًا لعلي بن أبي طالب"
طلب مني تقديم البراهين على هذه النقاط السبعة .. ستركم الله و زادكم علمًا .. أعينوا أخوكم الجاهل .. عسى الله أن يشرح صدر مسلم للحق(66/53)
جمع مادة موضوع عن نعمة السنة
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[07 - 10 - 10, 08:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأريد جمع مادة علمية عن نعمة السنة وسبل الثبات عليها وسبل إعظام هذه النعمة في النفوس، وكلمات وعظية في أهمية هذه النعمة، فحبذا لو تعاون الإخوة في جمع شيء حول هذا الموضوع المهم، مقال أو موضوع أو رسالة أو رابط صوتي، مع التنبيه إلى أن المراد بالسنة هي التي في مقابل البدعة، وجزاكم الله خيرًا.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 11:39 ص]ـ
عليك يا أخي بكتاب الاعتصام للشاطبي/ تحقيق مشهور حسن فهو فريد و نفيس
ـ[أبو عمر الضيفي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:02 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:17 م]ـ
أسال الله لك التوفيق(66/54)
من أثار الطرق الصوفية صرف الناس عن الأذكار الصحيحة / للدكتور عبدالله السهلي
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 12:57 ص]ـ
من أثار الطرق الصوفية صرف الناس عن الأذكار الصحيحة
للدكتور عبدالله بن دجين السهلي
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=7487
الدعاء هو العبادة، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أدعية الصباح والمساء، ودعاء دخول المنزل، وكل ما يتعلق بأحوال المسلم.
وعلى هذا ذهب أهل السنة والإتباع فجمعوا أحاديث الأذكار الصحيحة،في مؤلفات قديمة وحديثة ومنها على سبيل المثال: الدعاء للطبراني، والدعوات الكبير للبيهقي، وعمل اليوم والليلية للنسائي وغيرها كثير، وأما الصوفية فلجهلهم بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وانصرافهم عن العلم، جمع متقدموهم بعض الأذكار التي زعموا أنهم أخذواها عن الخضرـ وهو في حقيقة الحال شيطان يلعب بهم ليضلهم عن السبيل ـ دون أسانيد أو تمحيص، مثل أبي طالب المكي الذي جمع بعض الأذكار فيها ما يصح، وغالبها مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم،وفيها اسماء اعجمية لاتعرف، وحروف مقطعة واسماء لا يصح اطلاقها على الرب تعالى، ونقل الغزالي هذه الأدعية عن أبي طالب، وحذف ما بقي من أسانيدها مثل دعاء إبراهيم بن أدهم ([1] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn1))، وجمع الأدعية في كتاب الدعوات في الإحياء، وجعل لكل دعاء عنواناً باسم المروي عنه ([2] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn2)).
ثم تتابعت الطرق الصوفية واصبح لكل طريقة ذكر معين، لايخلو ورد منها من دعاء الجن والشياطين كما تقدم بيانه، مثل قولهم: في أوراد القادرية «ياطهلفوش انقطع الرجاء إلا منك، وسدت الطرق إلا إليك» وطهلفوش اسم شيطان، وفيها: «ايتنوخ، ياملوخ، …. يا مهباش» ([3] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn3)) ، فهذه أسماء شياطين، وفيها «يامن هو أحون» ([4] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn4))، وفي أورد الشاذلية قال المرسي في حزبه:» أحون، قاف، أدم، حم، ها، آمين، كهيعص «([5] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn5))، وفي أوراد الدسوقي: «اللهم اخضع لي من يراني من الجن والإنس، طهور بدعق محببة، صورة، محببة، سقاطيم أحون» ([6] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn6)) ، وفي أوراد البدوي «أحمى حميثا طميثا» ([7] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn7)) ، وفيها «بدعق، محببة، صورة محببة، سقفاطيس أحون» ([8] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn8))، وأحون اسم شيطان وقد ورد في أوراد القادرية والشاذلية والدسوقية والبدوية وغيرهم، لاحظ كيف تكرر عندهم، وقد أشار لهذا د. عامر النجار وغيره ([9] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn9))، بل بعض الطرق الحديثة النشأة يصرحون بدعاء الجن كالطريقة الختمية ([10] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn10))، وكذلك الطريقة السمانية ([11] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn11))، وغيرهما من الطرق الصوفية، وفي أورادهم الدعاء للوقوع في الشرك مثل: " اللهم انشلني من أوحال التوحيد وألقني في بحار الوحدة "، وفيها حروف لاتعرف، وأشياء غامضة، وتراكيب لاتستقيم في اللغة.
وهذه الأدعية فيها ضلالات كثيرة، منها:
1 - اشتمالها على الشرك في دعاء غير الله، والشرك في إلزامهم للمريد أثناء الذكر أن يستحضر صورة الشيخ في القلب، ويتصور أن عموداً من النور يخرج من قلب الشيخ ويدخل قلب المريد ويسمونه استمداداً، أي أن الشيخ يهدي القلب ويمده بالهداية وهذا كفر صريح ([12] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn12)) .
2- أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى الاعتداء في الدعاء ([13] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn13)) ، وهذه الأدعية اشتملت على الاعتداء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/55)
فهذه الأدعية لايستجاب لها لم اشتملت عليه، ولها أضرار أخرى ومفاسد كثيرة ([14] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn14)) .
وقد أنكر العلماء هذه الأدعية إنكاراً شديداً، وجعلوها من موانع الإجابة، قال القرطبي عن موانع الإجابة «ومنها أن يدعو بما ليس في الكتاب والسنة، فيتخير ألفاظاً مفقرة وكلمات مسجعة، وقد وجدها في كراريس لاأصل لها، ولا معول عليها، فيجعلها شعاره ويترك ما دعا به الرسول صلى الله عليه وكل هذا يمنع استجابة الدعاء» ([15] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn15)) .
وقال الخطابي: «وقد أولع العامة بأدعية منكرة اخترعوها، وأسماء سموها، ما أنزل الله بها من سلطان» ([16] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn16))، وقال أبو بكر ابن العربي المالكي عن هذه الأدعية «احذر منها، ولايدعون أحد منكم إلا بما في الكتب الخمسة وهي كتاب البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي فهذه الكتب هي بدء الإسلام،… ولا يقولون أحد اختار دعاء كذا فإن الله قد اختار له وأرسل بذلك إلى الخلق رسوله» ([17] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn17)) .
وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتزام النص في الدعاء، عن البراء بن عازب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم به» قال: فرددتها علي النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت ورسولك قال: «لا ونبيك الذي أرسلت» ([18] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn18)).
وأقل حالاتها دعاء من لا يعرف، وقد نص العلماء على عدم جواز الدعاء بما لايعرف.
ومن الصوفية من جعل ورده أفضل من القرآن الكريم، مثل صلاة الفاتح عند التجانية، وكلهم زعموا أن هذه الأذكار مما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، كما زعم ذلك الشاذلي، والميرغني شيخ الختمية، و التجاني وغيرهم، فأعرضوا عما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما اجتمعت الأمة عليه، وينكبون على ما اشتمل على الشرك الأكبر المخرج من الملة لدعائهم الجن والشياطين وتحريفهم كلام الله تعالى بهذه الحروف المقطعة، والكذب على رسول الله وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من كذب علي متعمداً فليتبؤ مقعده من النار» ([19] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn19))، ونجزم يقينا أن هذه الأذكار من وحي الشياطين كما تقدم قول ابن عباس رضي الله عنه في دعوى المختار الثقفي نزول الوحي عليه، وأنها كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس في كتب الصوفية ذكراً للأذكار النبوية، والأذكار التي علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة كلها توحيد وإخلاص مثل ما جاء عن عبد الله بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أمسى قال أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له»، زاد في رواية «له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم أسألك خير هذه الليلة وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها اللهم إني أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر اللهم إني أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر» ([20] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn20)).
وعن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهم لك أسلمت وبك أمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون» ([21] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn21)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/56)
وعن أبان بن عثمان قال سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات، لم يضره شئ» ([22] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn22)). قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب، وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال حين يمسي رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا كان حقا على الله أن يرضيه» ([23] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn23))، قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
ففي هذه الأدعية النبوية الربانية تحقيق العبودية لله تعالى، وصلاح العبد في الدنيا والآخرة، ووضوح المعنى، وغير ذلك مما لا يحصيه هذا المقام.
وأدعية هؤلاء الصوفية كلها ظلمة وضلال وتعلق بالباطل، وليس للمسلم أن يتخذ دعاءً من غير الوارد في الكتاب والسنة بحيث يصير ذلك شعاراً له يداوم عليه ([24] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn24)) .
والعجيب أن مذهب الصوفية في الدعاء أنه لا يجلب به منفعة ولا يدفع مضرة، ومنهم من قال: إن الدعاء عبادة محضة، ومنهم من قال: إن الدعاء من حظ العامة، وأما مقامات الخواص فهي ترك الدعاء والتوكل نظراً للقدر ([25] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn25))، وهذا مذهب أئمتهم كأبي طالب المكي والغزالي وقد ذكرا بعض الحكايات التي تنهى عن الدعاء، على سبيل الاستدلال بها، فيقول أبو طالب حدثونا عن بشر الحافي:» قال: رأيت بعبادان رجلاً قد قطعه البلاء، وقد سالت حدقتاه على خديه، وهو في ذلك كثير الذكر عظيم الشكر لله، قال: وإذا هو قد صرع من حبة به، فوضعت رأسه على حجري، وجعلت أسأل الله صلى الله عليه وسلم كشف ما به، وأدعو له، فأفاق فسمع دعائي، فقال: من هذا الفضولي الذي يدخل بيني وبين ربي ويعترض عليه في نعمه علي؟ قال: ونحى رأسه «([26] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn26)).
وروى حكاية أخرى فقال:» إن بعض هذه الطائفة ضاع ولده وكان صغيراً ثلاثة أيام لا يعرف له خبراً، فقيل له لو سألت الله أن يرده عليك، فقال: اعتراضي عليه فيما قضى أشد من ذهاب ولدي «([27] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn27)).
وقد رد عليها العلماء، فلما نقل هذه الحكايات أبو حامد رد عليه ابن الجوزي, فقال:» لقد طال تعجبي من أبي حامد كيف يحكي هذه الأشياء في معرض الاستحسان والرضى عن قائلها، وهو يدري أن الدعاء والسؤال ليس باعتراض «([28] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn28)).
والدعاء أمر الله به عباده، وفيه فوائد أخرى غير حصول المطلوب منها:
دفع السوء عن الداعي، أو يدخر الرب ـ سبحانه ـ له الدعوى كما روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:» ما من مسلم يدعو دعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذا نكثر؟ قال: الله أكثر «([29] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn29)).
ـــــــــــــــــ
([1]) انظر: القوت جـ1/ 133، والإحياء جـ1/ 476.
([2]) انظر: الإحياء جـ1/ 471 - 476.
([3]) انظر: ورد الجلالة للقادرية ص179، ملحق بالطرق الصوفية في مصر د. عامر النجار.
([4]) انظر: دعاء سورة الواقعة للقادرية ص180، ملحق بالطرق الصوفية في مصر د. عامر النجار.
([5]) لطائف المنن ص257.
([6]) انظر: الحزب الكبير للدسوقي ص196، ملحق بالطرق الصوفية في مصر د. عامر النجار.
([7]) انظر: حزب البدوي ص168، ملحق بالطرق الصوفية في مصر د. عامر النجار.
([8]) انظر: حزب البدوي ص169، ملحق بالطرق الصوفية في مصر د. عامر النجار.
([9]) انظر: هامش الطرق الصوفية له ص168،180.
([10]) انظر: الختمية د. أحمد جلي ص125.
([11]) انظر: الإطاحة بعرش أكابر الجالين ص115 - 118.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/57)
([12]) انظر: الدعاء ومنزلته من العقيدة الإسلامية للعروسي ج1/ 661.
([13]) الحديث أخرجه أبو داود ج2/ 161رقم 1480، والإمام أحمد في المسند ج1/ 171، 183، وصححه الألباني في صحيح الجامع ج3/ 218 رقم 3565.
([14]) انظر: الدعاء ومنزلة من العقيدة الإسلامية ج1/ 660.
([15]) الجامع لإحكام القرآن ج7/ 226.
([16]) انظر: شأن الدعاء للخطابي ت/ أحمد الدقاق ص16، الناشر دار الثقافة العربية دمشق ط/ الثالثة 1412هـ.
([17]) انظر: أحكام القرآن لابن العربي ج2/ 816 ط/ دار المعرفة بيروت.
([18]) انظر: أخرجه البخاري في (كتاب الوضوء، باب فضل من بات على الوضوء) جـ1/ 97، رقم الحديث 244.
([19]) أخرجه البخاري في (كتاب العلم، باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم) جـ1/ 52، رقم 107.
([20]) أخرجه مسلم في (كتاب الذكر والدعاء باب التسبيح أول النهار وعند النوم) جـ4/ 2088، رقم 2723.
([21]) أخرجه مسلم (كتاب الذكر والدعاء باب التسبيح أول النهار وعند النوم) جـ4/ 2086، رقم 2717.
([22]) أخرجه الترمذي في (أبواب الدعاء، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى) جـ5/ 465، رقم 3388.
([23]) أخرجه الترمذي في (أبواب الدعاء، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى) جـ5/ 465، رقم 3389.
([24]) انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 22/ 511.
([25]) انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 8/ 192، وجـ8/ 530 - 531، والتحفة العراقية ضمن مجموع فتاوى ابن تيمية 10/ 22 ومدارج السالكين جـ3/ 109 والدعاء ومنزلته من العقيدة ص318.
[26] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftnref26)([26]) القوت جـ2/ 71.
([27]) القوت جـ2/ 71، وانظر: جـ2/ 116.
([28]) تلبيس إبليس ص353.
([29]) أخرجه الإمام أحمد في المسند جـ17/ 213 - 214 حديث رقم 11133، ت/ شعيب الأرنؤوط ط/ الأولى 1418هـ الناشر مؤسسة الرسالة-بيروت، وقال المحقق إسناده جيد، والحاكم في المستدرك جـ1/ 493 (ط/ دار المعرفة-بيروت وبذيله التلخيص للذهبي) وقال: صحيح الإسناد إلا أن الشيخين لم يخرجاه عن علي بن علي الرفاعي، وقال الذهبي في التلخيص: صحيح، وأخرجه ابن أبي شيبه في المصنف جـ10/ 201 حديث رقم 9219 ت/مختار الندوى ط/ الأولى 1401هـ الناشر دار السلفية بالهند، وقد أخرجه غيرهم، وقد صححه ابن حجر في فتح الباري جـ11/ 115.(66/58)
صوفية حضرموت تقبل توبتهم بعد موتهم وفي قبورهم .. [وثيقة] .. !!
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 08:56 ص]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
صوفية حضرموت تقبل توبتهم بعد موتهم وفي قبورهم
قال الله تعالى ((إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)) [النساء:17] أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كل شيء عصي الله به فهو جهالة، سواء كان عمدا أو غيره، وأن كل ما كان قبل الموت فهو قريب .. !!
إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ثبت ذلك في أحاديث كثيرة، قال صلى الله عليه وسلم ((إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر))، فأما إذا عاين الملك، وحشرجت الروح في الصدر، وبلغت الحلقوم، وغرغرت النفس صاعدة في الغلاصم فلا توبة مقبولة حينئذ ولا فكاك ولا خلاص ((وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ)) [النساء:18] .. !!
وهكذا يخبرنا الله سبحانه وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم أن مجال التوبة مفتوح مالم تغرغر النفس .. !!
وإذا غرغرت فإن باب التوبة يغلق .. !!
ولكن .. !!
مشايخ صوفية حضرموت يحادون الله ورسوله، ويعارضون كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .. !!
ويقولون أن التوبة تقبل حتى بعد مماتهم وفي قبورهم .. !!
ورد في كتاب " تحفة الأحباب " تأليف (العلامة النحوي) عمر بن علوي بن أبي بكر الكاف " ما نصه:
((وقال رضي الله عنه: كان الحبيب عيدروس بن أحمد بن علي، بن شهاب يقول: ومما أخبرني شيخي ملاذي عبدالله بن أحمد باسودان: أن الفقيه المقدم طلب من ربه لأولاده ثلاثة أشياء:
أن لايموت أحدهم إلا وهو عند رأسه.
وأن لايموت أحدهم إلا وهو مستور.
وأن تقبل توبتهم ولو في القبر.
فأجاب الله طلبه.
ثم قال الحبيب علوي: وكنا نسمع من العم أبي بكر بن عبدالله الخرد أنها تقبل توبتهم ولو في القبر، كما ذكر الحبيب عيدروس بن أحمد المذكور) .. [225 – 226] .. !!
.. :: شاهدوا الوثائق:: ..
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/t7faa7baab/0.jpg (http://www.soufia-h.net/)
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/t7faa7baab/226-225.jpg (http://www.soufia-h.net/)
الله سبحانه وتعالى أخبرنا في كتابه أنه لايقبل التوبة عند الموت وهؤلاء يقولون أن الله أجاب له طلبه .. !!
فهل نصدق كتاب ربنا وأقوال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أم نصدق هؤلاء الدجالون الأفاكون .. !!
أفتروا على الله أم بهم جنّة،، هؤلاء يكذبون على الله ولاحول ولاقوة إلا بالله .. !!
(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ) (144) سورة الأنعام .. !!
وقال سبحانه مبيناً عاقبة من يكذب عليه (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ) (60) سورة الزمر .. !!
ياصوفية حضرموت أليس فيكم رجل رشيد .. !!
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين .. !!
الجمعة 29 شوال 1431هـ .. !!
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=7570
ـ[علي محمد الزين]ــــــــ[08 - 10 - 10, 10:19 ص]ـ
اكرمك الله با أخي الحبيب وأعزك وجزاك خيرا على همتك ولكن أود أن أقول أني سمعت عن صوفية حضرموت وزرتهم بعد ذلك فوجدتهم من اشد الناس اتباعا للسنة المطهرة وفيهم العلماء الصالحين وهم من آل البيت المعتدلين وما ذكرته خطامنهم لا يخرجهم من الدين لانهم لا يشركون مع الله أحدا بل هو خطأ وهذا كلام واحد او اثنين منهم فلا نحكم على الكل ولنعلم أن اجدادهم هم الذين أدخلوا الاسلام الى شرق اسيا وهم على نفس المنهج وأعرف أحد شيوخهم المتأخرين اسلم عليى يديه مئة الف انسان في شرق افريقيا وهذا موثق فهم يدعون الناس الى الله ويدلون الناس على الله سبحانه وان كان لهم اخطاء فمن ذا الذي يخلو من الخطأ حتى ابن القيم مثلا عندما يذكر في كتابه الروح شيئا من الاحاديث الموضوعة ويذكر استحباب قراءة القرءان عند القبور و كرامات كبيرة لشيخه ابن تيميه وحكى عنه انه اخبره بهجوم التتار قبل ان يهم بالحركه وغير ذلك ولكن مع ذلك هو مخطئ ولكن لا ننزل من مرتبته ونقدح فيه لان كل انسان يخطئ ويصيب أرجوا ان تسمعوا لهذا الكلام وتتفهموه
قال الامام الشافعي رحمه الله
لأن أدخل ألف كافر للإسلام بشبهة واحده أحب إلي من ان اخرج مسلما من الاسلام بالف شبهه
محبكم وانا مستعد لتوضيح ما أشكل بالادلة ان شاء الله لمن يطلب الحق ويريد ان يلتمس لاخوانه الاعذار
وأن لاننسى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم (أذكركم الله في أهل بيتي)
قال تعالى (قل لا اسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/59)
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 10:30 ص]ـ
فالمسألة ليس شيخ أخطأ او إثنين المسألة مسألة منهج بدعي كفري يعتقدونه به من البلايا والرزايا مالله بها عليم
ونحن نعلمهم جيدا وعشنا معهم ولنا أطلاع على كتبهم
الأخ علي محمد الزين هل أطلعت على مؤلفات صوفية حضرموت؟
هل تستطيع أن تذكر لنا أمهات كتب صوفية حضرموت؟؟
ـ[علي محمد الزين]ــــــــ[08 - 10 - 10, 03:37 م]ـ
بارك الله فيك يا اخي الكريم اطلعت على مؤلفاتهم كثيرا وزرتهم وأكثر مؤلفاتهم في الفقه الشافعي
وفي النصائح والتزكية وكثير من كتبهم على منهج الامام الغزالي في الإحياء وغير ذلك
فمنها
1ــ النصائح الدينية للحداد والدعوة التامة والحكم وغيرها للحداد
2ــ وشرح حديث جبريل لطاهر بن حسين
3ــ وشرح سيد الاستغفار للحبشي
4ـ ومجموع عبدالله بن حسين بن طاهر
5ـ وشرح الزبد في الفقه الشافعي للجفري
6ـ وشفاء السقيم في الحديث للهدار
7ـ وأورادهم اكثرها مستقاه من النبي صلى الله عليه وسلم منها الورد اللطيف للحداد الذي أثنى عليه وأوصى بقراءته الشيخ العثيمين كما ستجده في القوقل
وهناك كتب كثيرة في الفرائض والاصول والاسانيد والسلوك وغيرها
فقد أثرو التراث الحضرمي بالعلوم الشرعية وغيرها والان لا يوجد تدريس للمذهب الشافعي كما هو في حضرموت
انا اذكر هذه الايجابيات لانني لست مطالبا باظهار السلبيات بل بحسن الظن واظهر الجميل
جزاك الله خيرا
ـ[خالد السيناوي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 04:17 م]ـ
ائتني بثناء الشيخ العثيمين ..
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 04:31 م]ـ
لأباس ماهذه المشاركات إلا محاولة تلميع لصوفية حضرموت
سترى مايسرك لكن قبل ذلك تقول:
7ـ وأورادهم اكثرها مستقاه من النبي صلى الله عليه وسلم منها الورد اللطيف للحداد الذي أثنى عليه وأوصى بقراءته الشيخ العثيمين كما ستجده في القوقل
أين ذكر ذلك الشيخ أبن عثيمين أعطني مصدر واضح ليس عليه غبار وليس كلام جرائد لأناس مجهولين
وما أكثر كتب الشيخ وفتاويه وصوتياته
تفضل أعطنا المصدر
واتمنى أن لايكون شيخك جوجل فهو يكذب فلاتنقل عنه الكذب
ـ[علي محمد الزين]ــــــــ[08 - 10 - 10, 07:34 م]ـ
اخي العزيز اولا صوفية حضرموت ماذا سيستفيدو مني ان انا دافعت اوشتمت او قصدت التلميع او غير ذلك ولكن ماقصدي الا جمع الشمل والتماس الاعذار والذب عن المسلمين
فإني والله حاولت ان أستخرج من صوفية حضرموت تكفيرا لأحد من السلفية فلم اصل لنتيجه بل يقولون لا نكفر أحدا وإن كفرنا وذلك ان دل على شيء يدل على عدم اتباع الهوى ان شاء الله وان كانو على خطأ فإنهم لا يعملون عملا الا بدليل وإن فهموه خطأ المهم هناك دليل فلا نشتم او نكفر أحد لشبهة الدليل
ثانيا بالنسبة لثناء الشيخ ابن عثيمين على الورد موجود على منتدى الحوار الاسلامي
ومثل هذا الأمر لا يحتاج إلى تدقيق في صحة النقل لانه لا فائدة كبيرة من تأييد الشيخ ابن عثيمين
لماذا؟ لأن الأذكار التي في هذا كلها في البخاري ومسلم والأذكار للنووي فهي واردة ولا يحتاج الوارد للتأييد فهو مؤيد فاقرأ الورد لترى مافيه وشكرا
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 11:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[خالد السيناوي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 12:10 ص]ـ
قرأت ما كتب في موقع الحوار الإسلامي
وهو كما يقال: لا يعدوا الهراء!!
سؤال مهم لك ولمشتركي الحوار الإسلامي: هل تقبلون كلام ابن عثيمين في غير هذه المسألة؟!
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 05:27 ص]ـ
الأخ: علي محمد الزين لنكون صريحين هل أنت صوفي؟؟
فإني والله حاولت ان أستخرج من صوفية حضرموت تكفيرا لأحد من السلفية فلم اصل لنتيجه بل يقولون لا نكفر أحدا
يا أخي وهل معنى أنهم لايكفرون أحد أن منهجم صحيح؟؟؟؟
عندهم عقائد كفرية وشركية ومسطرة في كتبهم فهل حاولت البحث عن عقائدهم ومعرفتهم عن قرب؟؟؟
وإليك تكفير علامتهم الحداد للشيخ محمد بن عبدالوهاب وأنظر إلى هذه المفتريات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/60)
يقول ((فمن ذلك انه يضمر دعوى النبوة وتظهر عليها قرائتها بلسان الحال لابلسان المقال لئلا تنفر عنه الناس ويشهد بذلك ماذكره العلماء من أن ابن عبدالوهاب كان في أول أمره مولعا بمطالعة أخبار من أدعى النبوة كاذا كمسيلمة وسجاح الأسود العنسي وطليحة الاسدي وأضرابهم وأن أباه عبدالوهاب كان رجلا صالحا وانه تفرس في ولده هذا الشقاء من حين صباه وكان يبغضه بغضا شديدا ويقول سيظهر منه فساد عظيم ومن ذلك أن كان ينتقص النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً بعبارات مختلفة ومنها قوله فيه أنه طارش بمعنى أن غايه أمره أنه كالطارش الذي يرسل إلى اناس في أمر فيبلغهم إياه ثم ينصرف ومنها قوله أني نظرت في قصة الحديبية فوجدت فيها كذا وكذا كذبه غلى غير ذلك مما يشبه هذا حتى أن اتباعهم يفعلون ذلك أيضا ويعلم بذلك ويظهر عليه الرضا به حتى كان بعضهم يقول عصايا خير من محمد لانها ينتفع بها بقتل الحية ونحوها ومحمد قد مات ولم يبق فيه نفع أصلا وإنما هو طارش ومضى بهذا يكفر عند المذاهب الأربعة)) [مصباح الأنام وجلاء الظلام في رد شبه البدعي النجدي الذي أضل بها]
وإليك بعض أقوال مشايخكهم في الطعن بكل المسلمين الغير منتمين لطريقة آل باعلوي:
ورد في كتاب الفوائد السنية مانصه ((وقال رضي الله عنه: سادتنا آل أبي علوي أمورهم مرتبة على السنة والعوائد الحسنة ومن خرج منها فهو قليل خير)) [: ص 262].
وقالوا بعد أن مدحوا طريقتهم وزكوها وجعلوها صراط الله المستقيم: ((وما خالف طريقة آل أبي علوي حيث يضادها فهو من السبل المتفرقة عن سبيل الله)) [الفوائد السنية: ص 295].
بل يتهمون أهل اليمن بالبدعة:
الكتاب: [تثبيت الفؤاد بذكر كلام عبدالله ابن علوي الحداد]،تأليف: [أحمد بن الحسن بن عبدالله الحداد باعلوي]
جاء في الكتاب من اقوال عبدالله الحداد ((وقال رضي الله عنه: ماعاد في هذا الزمان، ولا أحسن من طريقة آل باعلوي وقد أقرًّ لهم بذلك أهل اليمن مع بدعتهم، وأهل الحرمين مع شرفهم، ومابقى المفاضلة إلا بينهم بعضهم بعضاً، وهي طريقة نبوية، ولايستمد بعضهم عن بعض , فإن حصل لهم مدد من غيرهم فهو بواسطة أحد منهم)) .. [ج1/ ص 59]
وماهي هذه البدعة التي تلبس بها كل أهل اليمن وتطهر منها آل باعلوي؟؟؟؟؟؟!!!!!!
وإليك هذا الحديث المفترى الذي يرويه الحداد عن النبي للطعن بالشيخ محمد بن عبدالوهاب وهذا نص الحديث ((عن العباس بن عبدالمطلب رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم سيخرج في ثاني عشر قرناً في وادي حنيفه رجل كهيئة الثور لايزال يلعق براطمه في قوياء يكثر في زمانه الهرج والمرج يستحلون أموال المسلمين ويتخذونها بينهم متجراً، ويستحلون دماء المسلمين ويتخذونها بينهم مفخراً وهي فتنة يعتز فيها الأرذلون والسفل تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه إلى أخر الحديث، وهو طويل وله شواهد توقي معناه وان لم يعرف نخرجه وأصرح من ذلك أن هذا المغرور محمد بن عبدالوهاب من تميم ويحتمل أنه من عقب ذي الخويصرة التميمي)) [مصباح الأنام وجلاء الظلام في رد شبه البدعي النجدي الذي أضل بها]
يكذب على النبي ويضع الحديث للطعن بمن يخالفهم.
وذلك ان دل على شيء يدل على عدم اتباع الهوى ان شاء الله وان كانو على خطأ فإنهم لا يعملون عملا الا بدليل وإن فهموه خطأ المهم هناك دليل فلا نشتم او نكفر أحد لشبهة الدليل
أي دليل هداك الله حالهم كحال بقية المتصوفة إفتراء تدليس كذب للترويج لطريقتهم المبتدعة
خذ أمثلة وإلا في جعبتنا مئات الأقوال من كتبهم
جاء في كتاب تذكير الناسقول جامع الكتاب (قال سيدي رضي الله عنه – يقصد أحمد العطاس -:واستشار الحبيب عمر العطاس تلميذه الشيخ علي باراس في الحج، فقال له الحبيب عمر: قربة ماء تأتي بها لأولادي خير لك من ستمائة حجة وعمرة مقبولة) [تذكير الناس ص 263].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/61)
ومن كرامات عبد الله باعلوي ((إن رجلا انشد أبياتاً تتعلق بالبعث والحساب فتواجد صاحب الترجمة وخر مغشياً عليه فلما أفاق قال للرجل أعد الأبيات فقال الرجل بشرط أن تضمن لي الجنة فقال ليس ذلك إلي ولكن أطلب ما شئت من المال فقال الرجل ما أريد إلا الجنة فقال إن حصل لنا شي ما كرهنا ودعا له بالجنة فحسنت حالة الرجل وانتقل إلى رحمة الله وشيعه صاحب الترجمة وحضر دفنه وجلس عند قبره ساعة فتغير وجهه ثم ضحك واستبشر فسئل عن ذلك فقال إن الرجل لما سألاه الملكان عن ربه فقال شيخي با علوي فتعبت لذلك فسألاه أيضاً فأجاب بذلك فقالا مرحباً بك وشيخك عبد الله با علوي قال بعضهم هكذا ينبغي إن يكون الشيخ يحفظ مريده حتى بعد موته)) المشرع الروي في مناقب السادة الكرام آل با علوي (1/ 188)
((وسُئل أحمد الرملي عن مسألة وهو راكب على بغلته، فأطرق، وطأطأ رأسه إلى الأرض والتفت يمنه ويسرة ثم رفع رأسه وأجاب السائل. فسأله ذلك السائل عما صنع، فقال له: إنك لما سألتني لم يكن لي علم بها، فتصفحت كتب المشرق والمغرب فلم أظفر بها ثم نظرت اللوح المحفوظ فلم أجدها، ثم أخبرني قلبي عن ربي، أو قال نزل بها ملك)) [تذكير الناس (ص 25)
وإليك هذه الخرافة المضحكة:
ورد في كتاب [شرح الصدور] في سياق الحديث عن مسجد سرجيس بتريم ما نصه: (في ذلك المسجد خلوة الشيخ سعد بن علي مدحج وكان يعبد الله فيها مدة حياته حتى أنه يوما أتى عنده صبي صغير جدا فسلم عليه، وكان ذلك في ضحوة النهار، والمسجد خالي من الخلق، فتعجب ورد السلام، وقال له من أنت؟ قال أنا أبو بكر العدني بن عبد الله العيدروس، فقال من أين أقبلت؟ قال من بطن أمي، قال: ما حملك على ذلك؟
قال إن أمي غصبت على والدي لما قال لها بانسمي المولود الذي في بطنك أبا بكر وهي تريد الاسم عمر مثل أبيها المحضار وذلك بعد موت الشيخ عمر المحضار بقليل فشق عليها المخالفة من الوالد فأطلب من فضلك أن تسير إليهم وتخبرهم أن اسمي في اللوح المحفوظ أبو بكر العدني لأجل يطمئن قبل والدتي فقال الشيخ سعد: متى با تخرج للدنيا؟
فقال: عاد معي ثلاثة أسطر في اللوح المحفوظ با أطالعهن وعند غلاقهن أخرج إن شاء الله تعالى.
فخرج الشيخ سعد من حينه إلى عند الشيخ العيدروس فوجدهم كما قال العدني فأخبرهم بالخبر فبهتوا لمجيئه في ذلك الوقت ولتكلم المولود له فرضيت والدته وقالت إني أحسست خفة في بطني بعد كلامي مع والده ثم رجع كما هو) .. [صفحة 149] .. !!
ثانيا بالنسبة لثناء الشيخ ابن عثيمين على الورد موجود على منتدى الحوار الاسلامي
ومثل هذا الأمر لا يحتاج إلى تدقيق في صحة النقل لانه لا فائدة كبيرة من تأييد الشيخ ابن عثيمين
أولا: هل هذا هو الحوار العلمي وهل هكذا هي الإستدلالات عندكم؟؟؟؟؟؟
ثانيا: منتدى الخوار الإسلامي منتدى صوفي محترق ونعرفه من زمان ويطعنون ليل ونهار بمشايخ الأمة ومنهم الشيخ أبن عثيمين رحمه الله ويتهمونه بالتجسيم وغيرها
ثالثاً: المسألة ليس صحة نقل أو غيره المسأله إفتراء وكذب هؤلاء المتصوفة على الشيخ أبن عثيمين بأنه يزكي كتاب الحداد للترويج له ويستدلون على ذلك بشيخهم جوجل كما نقلت أنت عنه
ـ[محمود الحلبي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 06:35 ص]ـ
أخي محمد علي الزين:
أتمنى أن يكون كلامك صحيحا، ولكن الواقع يضاد كلامك، وموقع صوفية حضرموت مليء بأخطاء صوفية حضرموت، ومن لقيناه منهم يحمل نفس الأفكار والمعتقدات، ويكفينا ما طالعنا به الحبيب الجفري والحبايب الآخرين من المصائب فإلى الله المشتكى.
شاهد بالفيديو ضلالات وشركيات الشيخ الصوفي عبدالقادر السقاف
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=957
وهناك المزيد إن شئت ...(66/62)
فائدة: العلوم خمسة
ـ[اسامة عبد الرافع]ــــــــ[08 - 10 - 10, 12:24 م]ـ
فائدة:
ذكر الإمام الذهبي في كتابه المشهور (سير أعلام النبلاء) في ترجمته لـ يحيى بن عمار الإمام المحدث الواعظ يقول:
العلوم خمسة:
1 - علم هو حياة الدين وهو علم التوحيد
2 - وعلم هو قوت الدين وهو العظة والذكر
3 - وعلم هو دواء الدين وهو الفقه
4 - وعلم هو داء الدين وهو أخبار ما وقع بين السلف
5 - وعلم هو هلاك الدين وهو الكلام
قلت: وعلم الأوائل.
ـ[فريد جمال]ــــــــ[09 - 10 - 10, 08:07 م]ـ
بارك الله فيك
ولكن ماذا تقصد قلت: وعلم الأوائل.
ـ[اسامة عبد الرافع]ــــــــ[11 - 10 - 10, 12:31 م]ـ
بارك الله فيك
ولكن ماذا تقصد قلت: وعلم الأوائل.
..................................
أخي الكريم:
الكلام (قلت: ........ ) للإمام الذهبي - رحمه الله -
وربما يقصد بـ " علم الأوائل " بعلوم الأمم السابقة قبل الإسلام كعلم الفلسفة والمنطق وو ... التي عندما أهتم بها بعض المسلمين جرت على الأمة المصائب وابتعدت عن نبع النبوة الصافي , والله أعلم.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 12:33 م]ـ
هل كلمت قلت قول الذهبي أو صاحب الفائدة
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[11 - 10 - 10, 02:26 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
جزاكم الله خيرا، فائدة طيبة حقا.
ـ[أبو عمر الضيفي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 10:50 م]ـ
جزاك الله خيرا(66/63)
افتراءات جديدة للصوفية على شيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[العوضي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 01:30 م]ـ
افتراءات جديدة للصوفية على شيخ الإسلام ابن تيمية
د. عطية عدلان
(1)
ما أكثر الذين يمسكون بالأقلام ليسطروا وينشروا!
وما أندر الذين يقدرون رسالة القلم ويحترمون أمانة الكتابة والنشر!
أحد أنصار الصوفية المعاصرين – ويدعى محمود صبيح - استل قلماً مُتَورِّماً منتفخاً، وراح يُسَوِّدُ بقَيءِ هذا القلم صفحات كانت بيضاء نقية، وخرج على الخلق بكتابين لا يدري المبتلى بهما أيهما أسوأ من الآخر، الأول بعنوان: (أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله وأهل بيته) الآخر بعنوان: (خصوصية وبشرية النبي عند قتلة الحسين)، اتهم فيهما شيخ الإسلام بتنقيص آل البيت، وبأنه يحمل ضغناً على علي وفاطمة وذريتهما، وقد طبع هذين الكتابين الشاذين بدار تسمى دار الركن والمقام، وتولت مؤسسة الأهرام نشر الكتابين على نطاق واسع بمصر، ومؤخراً جاء على الشبكة العنكبوتية أن الشيعة في أماكن تواجدهم ببعض البلدان العربية يوزعون هذين الكتابين ويحتجون بهما على أهل السنة.
وقبل أن أرد على المؤلف فيما زعمه وافتراه أسوق للقارئ هذه النصوص المتفرقة من كلام شيخ الإسلام، والتى قرر فيها عقيدة أهل السنة في آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم؛ للتأكيد على أنه ناطق بالصدق، وناهج منهج الوسط والاعتدال في هذه المسألة الخطيرة.
يقول ابن تيمية رحمه الله: "ولهذا اتفق أهل السنة والجماعة على رعاية حقوق الصحابة والقرابة، وتبرءوا من الناصبة الذين يكفرون علياً بن أبي طالب ويفسقونه، ويتنقصون بحرمه آل البيت، ومثل من كان يعاديهم علي الملك أو يعرض عن حقوقهم الواجبة أو يغلو في تعظيم يزيد بن معاوية بغير حق، وتبرأوا من الرافضة الذين يطعنون على الصحابة " ([1]).
وبصدد شرحه لأصول أهل السنة يقول: "ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خُم: "أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي" ([2]) .... ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة .... ويتبرأون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، ومن طريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل، ويمسكون عما شجر بين الصحابة ([3]).
ويقول في منهاج السنة:"وأما أهل السنة فيقولون ويتكلمون بعدل وعلم، وليسوا من أهل الجهل ولا من أهل الأهواء، ويتبرأون من طريقة الروافض والنواصب جميعاً ويعرفون قدر الصحابة وفضلهم ومناقبهم ويرعون حقوق أهل البيت" ([4]).
وقال مثنياً على آل البيت:"ولما بين سبحانه أنه يريد أن يذهب الرجس عن أهل بيته ويطهرهم تطهيراً دعا النبي صلى الله عليه وسلم أقرب أهل بيته وأعظمهم اختصاصاً به، وهم علي وفاطمة رضي الله عنها، وسيدي شباب أهل الجنة، فجمع الله لهم بين أن قضى لهم بالتطهير، وبين أن قضى لهم بكمال دعاء النبي صلى الله عليه وسلم" ([5]).
ويقول مبيناً قدر علي رضي الله عنه وأحقيته بالإمامة:"وكتب أهل السنة من جميع الطوائف مملوءة بذكر فضائله ومناقبه، وبذم الذين يظلمونه من جميع الفرق، وهم ينكرون علي من سبه، كارهون لذلك ... وأهل السنة من أشد الناس بغضاً وكراهة لأن يتعرض له بقتال أو سبّ، بل هم كلهم متفقون على أنه أجل قدراً وأحق بالإمامة وأفضل عند الله وعند رسوله من معاوية رضي الله عنه وأبيه وأخيه " ([6]).
ويدلل على أحقية علي بالإمامة فيقول:" وأما قوله "تَقْتُلُهُمْ أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ" فهذا دليل على أن علياً ومن معه كان أولى بالحق إذ ذاك من الطائفة الأخرى." ([7]).
ويقول في منهاج السنة: "وعلىّ ومن م
عه أولى بالحق من معاوية وأصحابه، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " تَمْرُقُ مَارِقَةٌ فِي فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ فَيَلِي قَتْلَهُمْ أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ" ([8]) فدل هذا الحديث على أن علياً أولى بالحق ممن قاتله" ([9]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/64)
ويقول عن الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ومن ذلك أن اليوم الذي هو يوم عاشوراء، الذي أكرم الله فيه سبط رسوله وأحد سيدي شباب أهل الجنة بالشهادة على أيدي من قتله من الفجرة الأشقياء، وكان ذلك مصيبة من أعظم المصائب التي وقعت في الإسلام ... ولا ريب أن ذلك إنما فعله الله كرامة للحسين رضي الله عنه ورفعاً لدرجته ومنزلته عند الله، وتبليغاً له منازل الشهداء، وإلحاقاً له بأهل بيته الذين ابتلوا بأصناف البلاء" ([10]).
وهذه أمثلة من أقواله عن ذرية عليّ رضي الله عنه:
"وأما علياً بن الحسين فمن كبار التابعين، وساداتهم علماً وديناً، وأخذ عن أبيه وابن عباس وروى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن ويحيى بن سعيد الأنصاري والزهري وله من الخشوع وصدقة السر وغير ذلك من الفضائل ما هو معروف" ([11]).
"وجعفر الصادق رضي الله عنه من خيار أهل العلم " ([12]).
"وكذلك أبو جعفر محمد بن علي من خيار أهل العلم والدين وأما كونه أعلم أهل زمانه فهذا يحتاج إلى دليل، والزهري من أقرانه وهو عند الناس أعلم منه" ([13]).
ولم يكتف ابن تيمية رحمه الله بتقرير عقيدة أهل السنة في آل البيت والثناء والترحم عليهم، وإنما هب للذب عنهم، ورد المطاعن التي وجهت إليهم ظلماً وعدواناً.
فيقول في منهاج السنة: "وتولى علىُّ على أثر ذلك والفتنة قائمة، وهو عند كثير من الناس متلطخ بدم عثمان، والله يعلم براءته مما نسبه إليه الكاذبون عليه المبغضون له، وكذلك براءته مما نسبه إليه الغالون فيه المبغضون لغيره من الصحابة، فإن علياً لم يعن على قتل عثمان ولا رضي به كماثبت عنه وهو الصادق." ([14]) ويقول في مجموع الفتاوى:"وهؤلاء الذين نصبوا العداوة لعلي ومن والاه، وهم الذين استحلوا قتله وجعلوه كافراً، وقتله أحد رؤوسهم عبدالرحمن بن ملجم المرداي، فهؤلاء النواصب الخوارج المارقون " ([15]).
وكما انتصب ابن تيمية للدفاع عن آل البيت ضد الخوارج والنواصب، انتصب كذلك للدفاع عنهم ضد الشيعة الذين ألصقوا بهم من التهم والمناكر الكثير والكثير بسبب غلوهم وجدلهمواتباعهم للهوى فمن ذلك -مثلاً -قوله:"والرافضة تجعل هذا من أصول دينها وتسميه التقية، وتحكي هذا عن أئمة أهل البيت الذين برأهم الله من ذلك، حتى يحكوا عن جعفر الصادق أنه قال: التقية ديني ودين آبائى وقد نزه الله المؤمنين من أهل البيت وغيرهم عن ذلك، بل كانوا من أعظم الناس صدقاً وتحقيقاً للإيمان، وكان دينهم التقوى لا التقية" ([16]) وقوله في منهاج السنة "من المصائب التي ابتلى بها ولد الحسين انتساب الرافضة إليهم، وتعظيمهم ومدحهم لهم؛ فإنهم يمدحونهم بما ليس بمدح، ويدعون لهم دعاوى لا حجة لها، ويذكرون من الكلام ما لو لم يعرف فضلهم من غير كلام الرافضة لكان ما تذكره الرافضة أشبه بالقدح منه بالمدح" ([17]).
ولما وجد ابن تيمية رحمه الله أن حق آل البيت سيضيع بين الغالين والجافين طفق يحرر موقفهم تحريراً دقيقاً، وينفض عنهم ما يغبش صورتهم من إفراط الغالين وتفريط الجافين. وينزههم عن مدح الروافض وقدح النواصب. فمن ذلك -مثلاً- قوله في منهاج السنة:"ولهذا كان في علي رضي الله عنه شبه من المسيح: قوم غلو فيه فوق قدره، وقوم نقصوه دون قدره، فهم كاليهود" ([18]).
وقوله في مجموع الفتاوى:"وأهل الكوفة فيهم طائفتان، طائفة رافضة يظهرون موالاة أهل البيت، وهم في الباطن إما ملاحدة زنادقة وإما جهال أصحاب هوى، وطائفة ناصبة تبغض علياً وأصحابه لما جرى من القتال في الفتنة ما جرى، وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "إَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا، وَمُبِيرًا" ([19])، فكان الكذاب هو المختار بن أبي عبيد الثقفي، وكان يظهر موالاة أهل البيت والانتصار لهم ... وأما المبير فهو الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان منحرفاً عن علي وأصحابه، فكان هذا من النواصب، والأول من الخوارج" ([20]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/65)
وكذلك قوله عن اختلاف الناس في مقتل الحسين: "وصار الناس في مقتل الحسين رضي الله عنه طرفين ووسط، أحد الطرفين يقول: أنه قتل بحق؛ فإنه أراد أن يشق عصا المسلمين ويفرق جماعتهم .. والطرف الثانى قالوا بل كان هو الإمام الواجب طاعته والذي لا ينفذ أمر من أمور الإيمان إلا به ولا تصلي جماعة ولا جمعة إلا خلف من يوليه ولا يجاهد عدو إلا بإذنه ونحو ذلك، أما الوسط فهم أهل السنة الذين لا يقولون لا هذا ولا هذا، بل يقولون: قتل مظلوماً شهيداً ولم يكن متولياً لأمر الأمة" ([21]).
هذه النماذج المتفرقة من كلام شيخ الإسلام شاهدة على ضبطه الدقيق للمسألة وتعظيمه الشديد لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومن أراد المزيد فليراجع كتب شيخ الإسلام، وبخاصة كتابه القيم: (منهاج السنة).
فأين هي أخطاء ابن تيمية التي دعت (الكاتب!) إلى إطلاق هذه العناوين التي تشبه عناوين الصحف الصفراء:"ابن تيمية يطعن في دين علي رضي الله عنه .. " "طعن ابن تيمية في خلافة علي رضي الله عنه واتهمه بالفساد." "هان دم الحسين على ابن تيمية" "تنقيص ابن تيمية لآل البيت." "تنقبص ابن تيمية للإمام جعفر الصادق." ... الخ.
وأين هي أخطاء ابن تيمية التي استدعت من جوف قلم (المؤلف!) ذلك (الطفح) الكريه:"لا أدرى ماذا في قلب ابن تيمية وصدره وما يحمله للإمام علي." "والله إن الصدر ليضيق، احكم أنت على ابن تيمية " "وكم من مبغض لآل البيت يريد قتل الحسين وأهل بيته وبعد شهادته لا يطيق حتى سماع أسمائهم." ... الخ.
ولا يملك الباحث المنصف - إذا طالع كلام شيخ الإسلام عن آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم - إلا أن يسلم بأنه أفضل من تكلم في حقهم بكلام عدل وسط لا غلو فيه ولا جفاء، وبأن ردوده على الروافض والنواصب كانت ردوداً علمية غاية في الدقة والإتقان، وبأنه استطاع بحسن عرضه وجمال أسلوبه ووفرة أدلته أن يبلغ بالمسألة مبلغاً لا مزيد عليه.
لذلك كان عجيباً وغريباً ومدهشاً ذلك الموقف الذي وقفه المؤلف من كلام شيخ الإسلام، وكان مزعجاً ومستهجناً ومثيراً للاشمئزاز ذلك الكلام الذي اشتمل على حشد هائل من المهاترات والمغالطات، وكان مقيتاً ومملولاً وممجوجاً ذلك العمل الذي قام به هذا الرجل نقده لابن تيمية.
وبرغم أن ما قدمناه من النقول عن كتب ابن تيمية كاف في دفع الاتهام عنه؛ إلا أننا سنزيد المسألة وضوحاً باستعراض أقوال هذا (الناقد!) والرد عليها، مع بيان المسالك الدقيقة التي سلكها شيخ الإسلام في حديثه عن آل البيت، والتي وجد فيها الحاسدون عليه مدخلاً للنيل منه والتطاول عليه. وهذا ما سوف يكون بإذن الله ............. (يتبع)
ــــــــــــــــــــ
([1]) مجموع فتاوى ابن تيمية (28/ 492).
([2]) رواه البخاري ()، ومسلم (4429)، والنسائي في الكبرى (7869)، والدرامي في السنن (3221)، أحمد في المسند (18843)، والطبراني في الكبير (4883)، وابن خزيمه في صحيحه (2200)، وابن أبى عاصم في السنة (1330)، والبيهقى في الكبرى (2630) "صحيح".
[3]) مجموع الفتاوى (3/ 154).
([4]) منهاج السنة (2/ 71).
[5]) حقوق آل البيت (ص72).
([6]) منهاج السنة (4/ 395).
([7]) مجموع الفتاوى (4/ 447 - 448).
([8]) رواه مسلم (1064)، و سنن أبي داود (4667)، والنسائي في الكبرى (8557)، وأحمد في المسند (11293)، وأبو يعلى في مسنده (1246) "صحيح".
([9]) منهاج السنة (7/ 57).
(10) حقوق آل البيت (ص44 - 45).
(11) منهاج السنة (4/ 49).
([12]) السابق (4/ 52).
([13]) السابق (4/ 50 - 51).
([14]) السابق (7/ 452).
([15]) مجموع الفتاوى (3/ 468).
([16]) مجموع الفتاوي (2/ 46).
([17]) منهاج السنة (4/ 55).
([18]) السابق (4/ 19).
([19]) رواه مسلم (4621)، والحاكم في المستدرك (6383)، والطبراني في الكبير (19799)، وأبوداود الطيالسى في مسنده (1735)، والبيهقى في دلائل النبوة (2831) "صحيح".
([20]) مجموع الفتاوى (25/ 300 - 301).
([21]) منهاج السنة (4/ 553 - 554).
ـ[العوضي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 01:32 م]ـ
(2)
ما زلنا مع الصوفي المعاصر (محمود صبيح) الذي نسب نفسه على واجهة كتابيه الغريبين إلى الأشراف، والذي لم ينتهج نهجاً شريفاً في انتقاده لشيخ الإسلام ابن تيمية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/66)
لقد ترك الكاتب النصوص المحكمة من كلام ابن تيمية رحمه الله، والتي لا تحتمل تأويلاً -وقد قدمنا بعضها- وراح يلف ويدور حول مقاطع من كلامه، اقتطعها بعجلة، وجعل يضغط عليها لتولد ما يوافق ما يختلج في صدره من الغضب غير المبرر على شيخ الإسلام، ثم طفق يعلق عليها بجمل لا ترضي إلا كل أجوف موتور.
وسوف يتبين لنا عند استعراض المقاطع التي علق عليها أن ما انتقده على ابن تيمية لم يكن سوى أوهاماً سرابية، لا أساس لها من الصحة.
ولكن قبل أن أستعرض هذه المقاطع - أو بعضها - ينبغي أن أعود إلى الوراء لأجلي باختصار الواقع الذي قال فيه ابن تيمية ما قال.
فمن المعلوم أن الشيعة كانوا يمثلون خطراً كبيراً على السنة وعلى العقيدة بما يشيعونه من طعون على الصحابة والخلفاء الراشدين، يقابلها غلو فاحش في آل البيت.
وكان ابن تيمية من أشهر من تصدى لهذا الخطر الداهم، وألف كتابه الشهير (منهاج السنة) في الرد على ابن مطهر الشيعي الذي طعن في الصحابة، وشكك في خلافة الخلفاء الراشدين، وغلا غلواً فاحشاً في حق آل البيت ورفعهم فوق الخلفاء. وأطال الكلام عن الأئمة الاثني عشر، ورفع كل واحد منهم فوق جميع أهل زمانه.
ومن تأمل كلام ابن تيمية رحمه الله يجده قد نهج نهجاً دقيقاً في رده على ابن المطهر، وتجلى هذا النهج في عدة مسالك، بعضها أوعر من بعض.
المسلك الأول: هو أن ابن تيمية رحمه الله جمع المطاعن التي طعن بها الشيعة الروافض على أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وغيرهم من الصحابة، وقابلها بالمطاعن التي طعن بها النواصب والخوارج على عليّ وفاطمة وآل البيت؛ ليبين للروافض أن ما قيل عن الصحابة قيل أكثر منه عن آل البيت، وكله كذب، فليس من العقل ولا من الدين أن نرضى بالكذب لنهدم به الخصوم؛ فإن هذا سيؤدي إلى هدم الجميع.
وكذلك أيضاً قابل ما ذكره الروافض عن فضائل ومناقب آل البيت بما ذكرته الروايات الصحيحة عن فضائل ومناقب الصحابة؛ ليبين للروافض أن ما ذكر من مناقب آل البيت ذكر أكثر منه في أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم؛ فليس من الصواب تأخير من قدمه الصحابة ولا تقديم من أخروه، بل الصواب أن نؤمن ونسلم بأن ترتيب الخلفاء الراشدين على ما كان عليه هو الحق والعدل.
والهدف والثمرة من هذه الموازنة أن نسلم بأن الجميع - من الصحابة والقرابة - أهل عدل وفضل، مع تقديم أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، ونفض كل ما قيل عن الصحابة وآل البيت من الأكاذيب والافتراءات.
وهذا من السهل إدراكه بمجرد استعراض كلام شيخ الإسلام كله في المسألة ورد متشابهه إلى محكمه، لكن الناقد (الشريف!) لم يكن عنده من الدوافع ما يحمله على هذا المنهج المنصف العادل، فطفق ينهش من بين السطور مزعاً متفرقة ثم يعلق عليها بما لا يرضي إلا مرضى القلوب.
فمن النماذج التي علق عليها قول ابن تيمية رحمه الله:"وعليّ رضي الله عنه لم يخص أحداً من أقاربه بعطاء ولكن ابتدأ بالقتال لمن لم يكن مبتدئاً بالقتال حتى قتل بينهم ألوف مؤلفة من المسلمين، وإن كان ما فعله هو متأول فيه تأويلاً وافقه عليه طائفة من العلماء وقالوا إن هؤلاء بغاة والله تعالى أمر بقتل البغاة. لكن نازعه أكثر العلماء." ([1]).
ساق المؤلف هذا الكلام لشيخ الإسلام ثم علق عليه قائلاً " اتهامات ابن تيمية لحكم الإمام علي رضي الله عنه وعلمه ومواقفه وخصائصه ثم أخيراً اتهامه بالفساد واضحة وجلية، وابن تيمية ينسب إلى العلم، ولو كان من العوام لعذر واستتيب." ([2]).
ثم أخذ يسوق الأدلة على أن علياً أولى بالحق، وأنه أجدر بالإمامة ([3]).
وللرد على هذه الإيرادات أقول:
أولاً: لم يكن هناك داع لإيراد ما أورده من الأدلة علي أحقية علي رضي الله عنه؛ لأن ابن تيمية رحمه الله لم ينكرها، وليس في العبارة السابقة ما يدل على إنكاره لها.
ومما يؤكد ذلك أقواله الواضحة في مواضع كثيرة، منها قوله: "وأهل السنة من أشد الناس بغضاً وكراهية لأن يتعرض له بقتال أو سب، بل هم كلهم متفقون على أنه أجل قدراً وأحق بالإمامة، وأفضل عند الله ورسوله من معاوية وأبيه وأخيه " ([4]).
وقوله:"وأما قوله "يَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ "فهذا دليل على أن علياً ومن معه كان أولى بالحق إذ ذاك من الطائفة الأخرى" ([5]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/67)
ثانياً: أن ابن تيمية أورد هذا الكلام في صدد رده على ابن المطهر الشيعي الذي عاب على عثمان أنه أعطى أقاربه، واعتبر هذا من النقائص الخارمة، وبني على هذا أنه لم يكن يستحق الإمامة، وأن علياً كان أولى منه بها؛ وعليه فيجب أن يفهم النص في سياق الموضوع كله، عندئذ سيفهم أن ابن تيمية لم يرد الحط من شأن علي رضي الله عنه، وإنما قصد إبطال دعوى الرافضي بمقابلتها بدعوى خصمه، بمعنى أنه لو فرضنا أنه يلزم من اجتهاد عثمان في إعطائه بعض أقاربه تنقيصه وذمَّه كما زعم الروافض، لكان هذا الفرض مقابلاً بفرض آخر وهو أنه يلزم من ابتداء علي بالقتال حسب اجتهاده تنقيصه وذمَّه كما قالت النواصب، ولكننا نعتقد أنه كان متأولاً، وكذلك كان عثمان، وكلاهما مأجور غير مأزور.
ومن النماذج كذلك قول ابن تيمية رحمه الله:"ولم يحصل بالقتال لا مصلحة الدين ولا مصلحة الدنيا، ولا قوتل في خلافته كافر ولا فرح مسلم، فإن علياً لا يفرح بالفتنة بين المسلمين، وشيعته لم تفرح بها لأنها لم تغلب، والذين قاتلوه أيضاً لم يزالوا في كرب وشدة، وإذا كنا ندفع من يقدح في علي من الخوارج مع ظهور هذه الشبهة فلأن ندفع من يقدح في أبي بكر وعمر بطريق الأولى والأحرى، وإن جاز أن يظن بأبي بكر أنه قاصداً للرئاسة بالباطل - مع أنه لم يعرف منه إلا ضد ذلك - فالظن بمن قاتل علي الولاية ولم يحصل له مقصوده أولى وأحرى" ([6]).
وقوله أيضاً:"ومن المعلوم أن الخلفاء الثلاثة اتفقت عليهم المسلمون، وكان السيف في زمانهم مسلولاً على الكفار مكفوفاً عن أهل الإسلام، وأما على فلم يتفق المسلمون على مبايعته، بل وقعت الفتنة تلك المدة، وكان السيف في تلك المدة مكفوفاً عن الكفار مسلولاً على أهل الإسلام، فاقتصار المقتصر على ذكر عليّ وحده دون من سبقه هو ترك لذكر الأمة وقت اجتماع المسلمين وانتصارهم على عدوهم، واقتصار على ذكر الإمام الذي كان إماماً وقت الفتنة في بلاد المسلمين، لاشتغال المسلمين بعضهم ببعض، وهو ترك لذكر الخلافة التامة الكاملة واقتصار على ذكر الخلافة التي لم تتم ولم تحصل مقصودها" ([7]).
وهذا الكلام مسوق في الرد على الشيعة الروافض الذين لا يعتدون بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان، ولا يذكرون إلا خلافة عليّ وليس في الكلام أدنى تنقيص لعلي رضي الله عنه؛ لا نه يسير علي نفس المنهج، ولكن بالموازنة بين عهدين: عهد أبي بكر وعمر وعثمان، وعهد علي رضي الله عنهم أجمعين؛ وذلك لإثبات أنهم كانوا أولى منه بالإمامة، وأن إمامتهم حق، وللرد على ابن المطهر الشيعي الذي أبطل إمامتهم.
والملاحظ أن المؤلف تعامل مع هذين النصين بمنتهي السوء، فأما النص الأول فلم يورد منه إلا قول ابن تيمية: "ولم يحصل بالقتال لا مصلحة الذين ولا مصلحة الدنيا، ولا قوتل في خلافته كافر ولا فرح مسلم "وذلك ليظهر السياق وكأنه ذم محض، وهذا مسلك في العلم مشين. وأما النص الثاني فقد أسقط منه عبارة لا يفهم كلام ابن تيمية على وجهه الصحيح إلا بها، وهي قوله: "فاقتصار المقتصر على ذكر عليّ وحده دون من سبقه هو ترك لذكر الأمة وقت اجتماع المسلمين وانتصارهم على عدوهم، واقتصار على ذكر الإمام الذي كان إماماً وقت الفتنة في بلاد المسلمين، لاشتغال المسلمين بعضهم ببعض" وهذا كاف في إبطال دعواه وتقويضها من أصولها.
ومن النماذج التي أوردها المؤلف وعلق عليها أيضاً قول ابن تيمية "لم يكن لعلي في الإسلام أثر حسن إلا ولغيره من الصحابة مثله، ولبعضهم آثار أعظم من آثاره، وهذا معلوم لمن عرف السيرة الصحيحة الثابتة بالنقل، وأما من يأخذ بنقل الكذابين وأحاديث الطرقيين فباب الكذب مفتوح" ([8]).
وأورد المؤلف كلام ابن تيمية السابق ثم أخذ يعلق عليه بنقل كلام ابن حجر رحمه الله تعالى في الإصابة عن خصائص عليّ رضي الله عنه، وهو يريد أن يقول بأنها ما دامت خصائص فلا يصح أن يشاركه فيها أحد، وبالتالي يكون كلام ابن تيمية خطأ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/68)
ونقول: إن الاختلاف بين ابن حجر وابن تيمية لم يكن إلا في التسمية، فالأول سماها خصائص، والثاني سماها فضائل ومناقب، ولا شك أن تسمية ابن تيمية أدق؛ لأن القول بأنها خصائص ينفي اتصاف سائر الصحابة بها؛ لأن علياً رضي الله عنه لم يختص دون سائر الصحابة -مثلاً- بأنه "رَجُلٍ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟ " ([9]) كما جاء في الحديث، وهذا لا ينقص من شأن ابن حجر؛ لأن ابن حجر كان بصدد جمع الأخبار الواردة في عليّ، أما ابن تيمية فكان بصدد الموازنة والتدقيق وتصحيح المصطلحات، وربما لو تبدل موقفهما لتبدلت المصطلحات والاستعمالات.
المسلك الثاني: وانتقل المؤلف إلي نوع آخر من كلام شيخ الإسلام، واستطاع المؤلف أن يستغل فيه دقة المسلك ليشغب على المقصود، ويضلل القارئ ويوهمه أن في الكلام تنقيصا لآل البيت الكرام.
وهو أن ابن تيمية رحمه الله لاحظ أن الروافض انساقت مع العصبية والغلو في آل البيت؛ مما انعكس على كثير من المبادئ الإسلامية بالإبطال، فانتصب لتقريرها ونفض الغبش عنها، ومثل هذا الموقف يكون الكلام فيه في غاية الدقة والحساسية؛ لأنه تقديم للمبادئ على الأشخاص، فقد يفهم من هذا من لا يحسن الفهم أن فيه تنقيص للأشخاص.
من هذه المبادئ مبدأ: أن الناس يسبقون بالعمل لا بالنسب، وأن تفاضلهم عند الله تعالى بالتقوى لا بالقرابة، هذا المبدأ الإسلامي العظيم قرره القرآن الكريم، وقررته كذلك السنة المباركة، يقول الله تعالى:? إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ? ويقول النبي صلى الله عليه وسلم "لاَ فَضْلَ لِعَرَبيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبيٍّ، وَلاَ لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلاَ لأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلاَ بالتَّقْوَى" ([10]).
ولكن الشيعة جعلوا مجرد القرابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مسوغ للتقديم بقطع النظر عن السبق في الإيمان والعمل الصالح؛ فجاء كلام ابن تيمية في كثير من المواضع مذكراً ومقرراً للمبدأ الصحيح. فكان مما قاله في هذا الصدد:"ولهذا حصل لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم إذا قنتن لله ورسوله وعملن صالحاً، لا لمجرد المصاهرة، بل لكمال الطاعة، كما أنهن لو أتين بفاحشة مبينة لضوعف لهن العذاب ضعفين لقبح المعصية" ([11]).
وقال أيضاً: وكذلك قول"اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ وَغَضَبِي عَلَى مَنْ أَهْرَقَ دَمِي وَآذَانِي فِي عِتْرَتِي" ([12]) كلام لا ينقله عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينسبه إليه إلا جاهل؛ فإن العاصم لدم الحسن والحسين وغيرهم من الإيمان والتقوى أعظم من مجرد القرابة، ولو كان الرجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأتى بما يبيح قتله أوقطعه لكان ذلك جائزاً بإجماع المسلمين" ([13]).
ومن أقواله أيضاً في هذا الصدد:"وفي أعمام النبي صلى الله عليه وسلم وبني عمه جماعة مؤمنون صحبوه كحمزة والعباس والفضل وكربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب وحمزة أفضل من العباس، وعلي وجعفر أفضل من غيرهما، وعلي أفضل من العباس؛ فعلم أن الفضل بالإيمان والتقوى لا بالنسب .. " ([14]).
"ولهذا كان أفضل الخلق أولياؤه المتقون وأما أقاربه ففيهم المؤمن والكافر والبر والفاجر؛ فإن كان فاضل منهم كعلي والحسن والحسين فتفضيلهم بما فيهم من الإيمان والتقوى، وهم أولياؤه بهذا الاعتبار لا بمجرد النسب، فأولياؤه أعظم درجة من آله " ([15]).
ولكن هذه الأقوال لشيخ الإسلام لم تعجب المؤلف برغم أنها في غاية الاتساق مع النصوص الشرعية، وليس فيها أدنى إساءة لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وانطلق يثير الزوابع بهذه الصرخات: "ابن تيمية يقلل من جناب النبيصلى الله عليه وسلم ويدعي أن الأجر العظيم لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم ليس بسبب زواجهم منه ولكن بسبب تقواهم" ([16]).
" قول ابن تيمية لم يقله مسلم من قبله. وماله وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم." ([17]).
"انظر إلى مغالطات ابن تيمية وما في نفسه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته " ([18]).
"هل يريد ابن تيمية أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:توكلوا على الله واذبحوا أهل بيتي" ([19]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/69)
ومن المبادئ المقررة في دين الله تقريراً لا يقبل الشك: مبدأ سيادة الحق على الخلق، وأن الحق لا يدور حول أشخاص سوى شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم باعتباره مبلغ عن الله تعالى؛ لذلك لا يتصور أن يكون رضي الله وغضبه تابعاً لرضى شخص أو غضبه، ولا أن تكون موالاته ومعاداته تابعة أو دائرة حولشخصمن الأشخاص، اللهم إلا إذا كان ذلك للحق الذي يمثله ويتولاه هذا الشخص.
لكن الشيعة في دفعة العصبية والغلو زعموا أن الحق يدور مع علي حيث دار، وأن من والى علياً فقد والى الله ومن عادى علياً فقد عادى الله، وأن من أرضى فاطمة فقد أرضى الله ومن عاداها فقد عادى الله، بقطع النظر عن السبب؛ لذلك اعتبروا من لم يكن مع علي كان هالكاً ومن تقدم عليه في الخلافة كان لله عدواً، ومن حرم فاطمة ميراثها من أبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأغضبها فقد استحق غضب الله وعقابه، بقطع النظر عن اجتهاده. وساقوا في ذلك أحاديث لم تصح، ذكرها ابن المطهر في كتابه.
فرد ابن تيمية على هذه المزاعم ودافع عن المبادئ التي داستها جحافل الشيعة في مسيرة الغلو الفاحش.
فكان من أقواله التي لم يرض عنها سيادة (المؤلف الناقد!) ما يلي:"وأيضاً فالحق لا يدورمع شخص غيرالنبي صلى الله عليه وسلم، ولودارالحق مع على حيثمادارلوج بأن يكون معصوماً كالنبي صلى الله عليه وسلم، وهم من جهلهم يدعون ذلك، ولكن من علمأنه لم يكن بأولى بالعصمة من أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم - وليس فيهم من هو معصوم -علم كذبهم." ([20]).
" وأما قوله: "اللَّهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَلاهُ."الخ فهذا ليس في شيء من الأمهات إلا في الترمذي، وليس فيه إلا:من كنت مولاه فعلي مولاه، وأما الزيادة فليست في الحديث وسئل عنها الإمام أحمد فقال:: زيادة كوفية، ولا ريب أنها كذب. وكذلك قوله اللهم وال من والاه وعاد من عاداه مخالف لأصل الإسلام، فإن القرآن الكريم قد بين أن المؤمنين أخوة مع قتالهم وبغي بعضهم على بعض" ([21]).
"وأما قوله ورووا جميعاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا فاطمة: "إِنَّ اللَّهَ يَغْضَبُ لِغَضَبِكِ، وَيَرْضَى لِرَضَاكِ" ([22]) فهذا كذب، ما رووا هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف هذا في شيء في كتب الحديث المعروفة، ولا له إسناد معروف عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا صحيح ولا حسن، ونحن إذا شهدنا لفاطمة بالجنة وبأن الله يرضى عنها فنحن لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة وسعيد وعبدالرحمن بن عوف بذلك نشهد ونشهد. ومن يرضى الله عنه ورسوله لا يضره غضب أحد من الخلق كائناً من كان." ([23]).
أورد المؤلف هذه النصوص الثلاثة من كلام شيخ الإسلام في كتابه السيئ "أخطاء ابن تيمية." وتعامل مع النص الأخير بطريقة سيئة؛ إذ أسقط من سياقه عبارة لها أثر كبير في المعنى العام. مع أنه قال قبل أن ينقل تلك النصوص: "قال ما نصه"!!.
وكان من تعليقاته الغريبة أنه قال:" ماذا يضر ابن تيمية في أن الله يغضب لغضب فاطمة رضي الله عنها بضعة رسول الله ويرضى لرضاها." ([24]).
وهو تعليق في غاية السماجة، لأن ابن تيمية هنا يقرر مبدأ، ويدافع عن قضية هي من ثوابت هذا الدين، والجواب بمثل هذا التساؤل نشاز في الشكل والموضوع.
ولا يحق لأحد أن يزايد على البضعة النبوية المباركة بهذه الطريقة المنكرة، والتذرع بالدفاع عن الأشراف للنيل من الناس يعتبر تزيداً فاحشاً عليهم، وربما لو كانوا أحياء لأغضبهم أشد الغضب هذا التزيد المرفوض.
وعبثاً حاول (المؤلف!) تصحيح حديث: "إِنَّ اللَّهَ يَغْضَبُ لِغَضَبِكِ، وَيَرْضَى لِرَضَاكِ ".
ولا يمكن أن تسعفه هذه المحاولات اليائسة البائسة، وعلق على النص الثاني قائلاً: "ما هو هذا الأصل من أصول الإسلام الذي خالفه قول النبي صلى الله عليه وسلم "اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَلاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ" ([25])، هل هو الصلاة أم الزكاة أم الحج؟ للأسف يفتح ابن تيمية الباب على مصراعيه للزنادقة " ([26]).
وياله من تعليق عجيب مثير للدهشة!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/70)
هل الرجل لا يعرف من أصول الإسلام إلا الصلاة و الزكاة والحج،؟! إن الأصل الذي يخالفه هذا الحديث هو أن الولاء والبراء يكون على أساس الحق لا الخلق، وهو أصل عريق من أصول الإسلام منبثق من أصل أعرق وهو: أن الحق لا يدور على الأشخاص، وإنما يوزن الأشخاص وتحدد مقاديرهم بحسب موافقتهم أو مخالفتهم للحق، وبدرجة قربهم أو بعدهم عن الحق.
هذه بعض المسالك الوعرة التي سلكها شيخ الإسلام في ردوده على ابن المطهر الشيعي والتي أحسن المؤلف الناقد استغلالها والنفاذ منها للنيل من علم من أعلام الأمة، وسوف نتعرض لباقي المسالك وباقي التعليقات في الحلقة القادمة بإذن الله. ..... (يتبع)
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) السابق.
[2]) أخطاء تيمية (ص 108).
([3]) السابق (ص 108 - 111).
[4]) منهاج السنة (4/ 395).
([5]) مجموع الفتاوى (4/ 448).
[6]) منهاج السنة (4/ 454).
([7]) السابق (4/ 161 - 162).
([8]) السابق (7/ 199).
([9]) رواه الترمذي في السنن (1625)، والنسائي في الكبرى (7845)، وابن أبى شيبة في المصنف (30427)، وأحمد في فضائل الصحابة (888)، وابن سعد في الطبقات (1704)، وابن عساكر في التاريخ (16874)، و الذهبي في تاريخ الإسلام (1684) "إسناده حسن".
([10]) رواه أحمد في المسند (22873)، وأبو نعيم في الحلية (3498)، والبيهقى في الشعب (4891) "صحيح".
([11]) منهاج السنة النبوية (8/ 216).
([12]) الكامل في الضعفاء لابن عدي (7670)، تذكرة الموضوعات للفتنى (674) حديث موضوع 0.
([13]) منهاج السنة (4/ 586).
([14]) منهاج السنة (4/ 169).
([15]) منهاج السنة (4/ 778).
[16]) أخطاء ابن تيمية (ص 67).
([17]) السابق.
([18]) السابق (ص71).
([19]) السابق (ص154).
([20]) منهاج السنة (4/ 241).
([21]) السابق (4/ 217).
([22]) رواه الحاكم في المستدرك (4687)، والطبراني في الكبير (180)، وابن أبى عاصم في الآحاد والمثاني (2656)، والهيثمي في مجمع الزوائد (15204) , المتقي الهندي فىكنز العمال (37728) "إسناده ضعيف" فيه الحسين بن زيد الهاشمي وهو ضعيف الحديث.
([23]) منهاج السنة (4/ 248 - 249).
([24]) أخطاء ابن تيمية (ص51).
([25]) الحاكم في المستدرك (5585) وهو بلفظ ولاه لا والاه.
([26]) أخطاء ابن تيمية.
ـ[العوضي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 01:34 م]ـ
(3)
هذه هي آخر الحلقات التي نرد فيها على افتراءات محمود صبيح على شيخ الإسلام ابن تيمية، تلك الافتراءات التي صارت تستغل من قبل الجيوب الشيعية والبؤر الرافضية في البلاد العربية ضد أهل السنة، وقد تحدثنا في الحلقة الماضية عن مسلكين من المسالك الدقيقة التي سلكها الإمام ابن تيمية في رده على ابن المطهر، والتي استطاع أن ينفذ منها صبيح إلى ما يريد من التشويش على هذا الإمام الفذ، والآن نتحدث عن مسلكين آخرين.
المسلك الثالث: ومن المسالك الدقيقة التي سلكها ابن تيمية في رده على ابن المطهر، وفي عيبه على الشيعة أنه تصدى لغلوهم في حق علي وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يسلم من يقف هذا الموقف من أن يظن به التنقيص لمن وقع الغلو في حقهم.
وأضرب على ذلك مثالاً مما ساقه المؤلف ونقله عن ابن تيمية: يقول ابن تيمية رحمة الله عليه معترضاً على غلو الشيعة في الحسين رضي الله عنه:"ومن ذلك أن بعضهم لا يوقد خشب الطرفاء؛ لأنه بلغه أن دم الحسين وقع على شجرة من الطرفاء، ومعلوم أن تلك الشجرة بعينها لا يكره وقودها ولو كان عليها من أي دم كان، فكيف بسائر الشجر الذي لم يصبه الدم" ([1]).
وهذا كلام لا غبار عليه، وليس فيه أدنى تنقيص للحسين رضي الله عنه، ولا يعتبر ترك جميع خشب الطرفاء تعظيماً له. ولا يمكن أن يأتي أحد بدليل على كراهية إيقاد هذا الخشب فضلاً عن أن يأتي بدليل على حرمته، ومن ثم لا يصح أن يتواطأ الناس على هذا؛ لأنه مدخل إلى الوثنية وعبادة الشجر بعد عبادة البشر.
ولكن المؤلف عندما ساق هذا النص اندفع في ثورة محمومة يطلق عباراته المعهودة التي ترعد وتبرق ولكن لا تبض بقطرة نافعة. من مثل قوله:
"هان على ابن تيمية دم الحسين" ([2]).
" استهتر به ابن تيمية وهان عليه دمه" ([3]).
"هل تظن أن الشجرة التي عليها دم الحسين يمكن أن توقد أصلاً" ([4]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/71)
"أتظن لو تزندقت وأوقدت جزءاً من الشجرة التي سال عليها دم الحسين - ولن توقد - ترى أيحبك جد الحسين صلى الله عليه وسلم " ([5])!!.
"هل يجوز لنا أن نقول: أحرق الله من يريد أن يحرق دم الحسين" ([6]).
أرأيتم إلى أي حدّ يتشنج القلم في يد الرجل! ويدفق في ثورته المفتعلة قيئاً كريها وخليطاً مستقذراً من الغلو الفاحش والإفراط الزائد!
لقد حذر الله تعالى ورسوله من الغلو؛ لأنه باب من أبواب الانحراف عن الحق، يقول الله سبحانه وتعالى ? يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق ? [النساء: 171] ويقول ? يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ? ويقول صلى الله عليه وسلم "وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ .. فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ" ([7]).
ومن مظاهر غلو الشيعة في آل البيت: أنهم زعموا في كل واحد من هؤلاء الأئمة أنه أزهد وأعلم أهل زمانه، فدفع ابن تيمية هذه المزاعم، ومنها: أنهم زعموا أن أئمة الفقه الأربعة: أبا حنيفة ومالك والشافعي وأحمد أخذوا الفقه عن جعفر الصادق؛ فرد ابن تيمية قائلاً: "فهؤلاء الأئمة الأربعة ليس فيهم من أخذ عن جعفر الصادق شيئاً من قواعد الفقه، ولكن رووا عنه أحاديث كما رووا عن غيره، وأحاديث غيره أضعاف أحاديثه، وليس بين حديث الزهري وحديثه نسبة لا في القوة ولا في الكثرة، وقد استراب البخاري في بعض حديثه لما بلغه عن يحيى بن سعيد القطان فيه كلام فلم يخرج له، ولم يكذب على أحد ما كذب على جعفر مع براءته " ([8]).
إن هذا الغلو في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم مرفوض ولا يرضاه الله ولا رسوله ولا يرضاه كذلك آل البيت الكرام. ومن الملاحظ أن الغلو في آل البيت كان سمة لكثير من الفرق الضالة، وكان ستاراً لكثير من الهدامين في تاريخ الإسلام.
فهذا عبد الله بن سبأ الذي أشعل نار الفتنة في الأمة، ودبر لقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه تستر بالتشيع لعلي رضي الله عنه، وغلا فيه غلواً كبيراً، حيث زعم " أنه لم يمت، وأنه رفع إلى السماء، وأن الرعد صوته، والبرق تبسمه" ([9]) وادعى أنه سيرجع ويملأ الأرض عدلاً ([10]).
إلى غير ذلك من الترهات الفارغة.
والنصيريه الملاحدة نسبوا إلى علي أنه قال كنت ولياً وآدم بين الماء والطين، فهو عندهم خاتم الأولياء كما أن محمداً خاتم الأنبياء ([11]) ويعتقدون أن الحق يظهر بصورة علي وذريته ونطق بألسنتهم؛ لذا سموا بالإلهية ([12]).
وهذا أحد الصوفية يوافق الشيعة في غلوهم فيقول: "أن علي بن أبي طالب أخذ البيعة الخاصة بطريق الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقن بها ابنه الحسن ثم الحسين" ([13]).
وأما ابن المطهر فهو على خطه لا يحيد عنه، يقول: "وأما المطاعن في الجماعة -يعني الصحابة- فقد نقل الجمهور منها أشياء كثيرة، حتى صنف الكلبي كتاباً في مثالب الصحابة ولم يذكر فيه منقصة واحدة لآل البيت" ([14]).
ومن تتبع أقوال الشيعة والصوفية فسيجد الكثير والكثير من الغلو الخارج عن حد الاعتدال.
المسلك الرابع: ومن المسالك الدقيقة التي سلكها شيخ الإسلام في رده على ابن المطهر الشيعي أنه حاول أن يدفع عن آل البيت كثيراً مما نسبه إليهم الشيعة، من الأقوال والأفعال التي إن اطلع عليها من لا يعرف فضلهم وقدرهم فقد ينسبهم إلى النقصان، من ذلك أن ابن المطهر عندما زعم أن فاطمة رضي الله عنها أقسمت ألا تكلم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما حتى تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتشتكي إليه، رد ابن تيمية على هذا الزعم الباطل قائلاً: "وكذلك ما ذكره من حلفها أنها لا تكلمه ولا صاحبه حتى تلقى أباها وتشتكي إليه أمر لا يليق أن يذكر عن فاطمة رضي الله عنها، فإن الشكوى إنما تكون إلى الله سبحانه وتعالى .. " ([15]).
وبرغم أن الإجلال والإكبار للسيدة فاطمة رضي الله عنها ظاهر وواضح على عبارة ابن تيمية إلا أن الرغبة العارمة للتهجم عند المؤلف لم تتركه، فها هو يعلق على كلام شيخ الإسلام بهذا التعليق الطافح بالعدوانية: "جاوز ابن تيمية حدوده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع السيدة فاطمة رضي الله عنها، ومن هو ابن تيمية حتى يقرر للسيدة فاطمة الكاملة ما يليق أن تقوله وتفعله" ([16]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/72)
وإنني أتعجب من هذا الأسلوب الذي يمارسه المؤلف على قرائه! إن السياق ليس فيه البتة ما يدل على أن ابن تيمية يستنكر على فاطمة أو يقرر لها ما يليق ومالا يليق، إنما استنكار ابن تيمية ليس على فاطمة، ولم يقل ابن تيمية: "لا يليق أن يصدر عن فاطمة" وإنما قال: "لا يليق أن يذكر عن فاطمة" فهو إذن في موقف الدفاع عنها، وليس في موقف النقد والاستنكار لما تفعله.
هذه هي أهم المسالك التي سلكها ابن تيمية رحمه الله في رده على ابن المطهر الشيعي، وقد ثبت أنها مسالك دقيقة، والكلام فيها في غاية الحساسية، ويحتاج إلى سعة أفق ورحابة صدر وإلى رعاية للنص وأمانة علمية عند النقل، لكن الناقد (الشريف!) لم يستطع أن يرقى إلى مستوى النقد العلمي الصحيح، ولا أن يترسم خطى المنهج العلمي القويم، فكانت النتيجة أنه عبأ طيشاً في قراطيس، وراح ينثره على رؤوس الخلائق.
وتبقى ظاهرة الاجتزاء السيئ للنصوص، والقص المشوه لمعانيها ومقاصدها هي الأبرز في هذين الكتابين المشحونين بالأعاجيب. عندي منها الكثير والكثير سوى ما ذكرنا، ولكنني أعرضت عنه خشية الإطالة.
وفي ختام هذه السلسلة أذكر بما أوردته في الحلقة الأولى من نصوص لابن تيمية، فيها تعظيم لآل البيت، هذه النصوص تعتبر محكمات في هذا الباب الخطير، فليرجع إليه القارئ الكريم ليزداد يقيناً مع يقينه بأن شيخ الإسلام لم يكن إلا معظماً لآل البيت الكرام، وعارفاً لفضلهم وسبقهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
([1]) منهاج السنة (1/ 55).
([2]) أخطاء ابن تيمية (ص 118).
([3]) السابق (ص119).
([4]) السابق (ص121).
([5]) السابق (ص122).
([6]) السابق (ص122).
([7]) رواه النسائي في الصغرى (3023)، وابن ماجة في السنن (3028)، أحمد في المسند (3122)، وابن حبان في صحيحه (3959)، والطبراني في الكبير (12589)، وأبويعلى في مسنده (2398)، والبيهقى في الكبرى (8865) "صحيح".
([8]) منهاج السنة (7/ 533 - 534).
(9) دراسات في الفرق والمذاهب القديمة والمعاصرة (ص10).
([10]) السابق (ص53).
([11]) السابق (ص67).
([12]) دراسات في الفرق والمذاهب القديمة والمعاصرة (ص107)
([13]) جمهرة الأولياء (1/ 89).
([14]) منهاج السنة (5/ 81).
([15]) السابق (4/ 244).
([16] أخطاء ابن تيمية (ص31).
الرابط - موقع صزفية حضرموت ( http://www.soufia-h.net/showthread.php?p=39805#post39805)(66/73)
من ظلم الرافضة وما اظلمهم أنهم يظلمون حتى في الاضرحة
ـ[خالد سالم ابة الهيال]ــــــــ[09 - 10 - 10, 03:12 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
من ظلم الرافضة وما أظلمهم
أنهم يظلمون حتى في الأضرحة .. !!
فمن المعلوم أن من القتلى مع الشهيد السعيد
الحسين بن علي -رضي الله عنه-
إخوانه من أبيه
أبو بكر بن علي بن أبي طالب
عمر بن علي بن أبي طالب
عثمان بن علي بن أبي طالب
والعباس بن علي بن أبي طالب
وكربلاء لا يوجد بها
إلا ضريح الحسين بن علي
وضريح العباس بن علي
مع أن العباس بن علي
لم تكن أمه فاطمة الزهراء رضي الله عنها
حتى نقول هذه ميزة خاصة بأبناء فاطمة
ونسكت .. !!
ولذلك أطالب جميع المراجع والآيات العظمى والحوزات
بأحد أمرين لا ثالث لهما:
الأمر الأول:
أن يبنى ضريح ثالث لأبي بكر بن علي بن أبي طالب
ويبنى ضريح رابع لعمر بن علي بن أبي طالب
ويبنى ضريح خامس لعثمان بن علي بن أبي طالب
أسوةً
بضريح العباس بن علي بن أبي طالب .. !!
أو يختاروا
الأمرالثاني:
أن يهدم ضريح العباس بن علي بن أبي طالب
أسوة بباقي إخوته
ويبقى فقط ضريح الحسين بن علي لأنه ابن فاطمة الزهراء
فإن لم تفعلوا فقد فرقتم بين المتماثلين
وصرتم قدوة للظالمين
وأرباب هوىً خبيث لعين ... !!!
.............
إن تم رفض الأمرين السابقين
فهنا أمر ثالث لعلكم تفعلونه
فنعذركم قليلاً
وهو إقامة ضريح
لـ (عمر بن الحسين بن علي بن أبي طالب)
المقتول بين يدي أبيه
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 12:36 ص]ـ
صدقت!!
ولكني سمعت أحدهم يقول بأن الرئيس العراقي صدام حسين أمر بكتابة كل أسماء شهداء معركة كربلاء بالذهب في ضريح الحسين عليه السلام و رضي عنه من الداخل.
و ذكر الراوي أنه وجد بين الأسماء عمر بن علي و عمر بن الحسين و غيرهم.(66/74)
حديث ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة
ـ[فراس يزن]ــــــــ[09 - 10 - 10, 09:41 م]ـ
حديث ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة
وروي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة وفي رواية: قيل: فمن الناجية؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي رواه جماعة من الأئمة.
سؤالي ايها الافاضل ...
كلها في النار إلا واحده ..
هل حصل فيها اشكال؟؟؟
هل صحيح كلها في النار ..
وكيف فهم اهل العلم هذا الحديث ..
بارك الله فيكم ..
ـ[أبو السها]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:23 ص]ـ
راجع أخي هذا الرابط، وأنصحك بالاستماع إلى السلسلة كلها يتضح لك ما كان خافيا عليك بحول الله وقدرته:
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=1119&read=1&lg=660
ـ[أبومريم المصري]ــــــــ[11 - 10 - 10, 05:20 ص]ـ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى في بيان هذا الأمر:
" وَكَانَ مَجْمُوعُ مَا اعْتَرَضَ بِهِ الْمُنَازِعُونَ الْمُعَانِدُونَ بَعْدَ انْقِضَاءِ قِرَاءَةِ جَمِيعِهَا وَالْبَحْثِ فِيهَا عَنْ أَرْبَعَةِ أَسْئِلَةٍ: - الْأَوَّلُ: قَوْلُنَا وَمِنْ أُصُولِ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ: أَنَّ الْإِيمَانَ وَالدِّينَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ قَوْلُ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَعَمَلُ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَالْجَوَارِحِ. قَالُوا: فَإِذَا قِيلَ إنَّ هَذَا مِنْ أُصُولِ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ خَرَجَ عَنْ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ مَنْ لَمْ يَقُلْ بِذَلِكَ: مِثْلُ أَصْحَابِنَا الْمُتَكَلِّمِينَ الَّذِينَ يَقُولُونَ إنَّ الْإِيمَانَ هُوَ التَّصْدِيقُ وَمَنْ يَقُولُ الْإِيمَانُ هُوَ التَّصْدِيقُ وَالْإِقْرَارُ وَإِذَا لَمْ يَكُونُوا مِنْ النَّاجِينَ: لَزِمَ أَنْ يَكُونُوا هَالِكِينَ. "
و بعد أن عرض رحمه الله بعض الإشكالات و دفعها أجاب عن هذا الأمر بقوله رحمه الله:
" فَأَجَبْتهمْ عَنْ الْأَسْئِلَةِ بِأَنَّ قَوْلِي اعْتِقَادُ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ هِيَ الْفِرْقَةُ الَّتِي وَصَفَهَا النَّبِيُّ بِالنَّجَاةِ حَيْثُ قَالَ: " {تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَهِيَ مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي}. فَهَذَا الِاعْتِقَادُ: هُوَ الْمَأْثُورُ عَنْ النَّبِيِّ وَأَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَهُمْ وَمَنْ اتَّبَعَهُمْ الْفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ أَنَّهُ قَالَ: الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَكُلُّ مَا ذَكَرْته فِي ذَلِكَ فَإِنَّهُ مَأْثُورٌ عَنْ الصَّحَابَةِ بِالْأَسَانِيدِ الثَّابِتَةِ لَفْظُهُ وَمَعْنَاهُ وَإِذَا خَالَفَهُمْ مَنْ بَعْدَهُمْ لِمَا يَضُرُّ فِي ذَلِكَ. ثُمَّ قُلْت لَهُمْ: وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ خَالَفَ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا الِاعْتِقَادِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هَالِكًا فَإِنَّ الْمُنَازِعَ قَدْ يَكُونُ مُجْتَهِدًا مُخْطِئًا يَغْفِرُ اللَّهُ خَطَأَهُ وَقَدْ لَا يَكُونُ بَلَغَهُ فِي ذَلِكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا تَقُومُ بِهِ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ وَقَدْ يَكُونُ لَهُ مِنْ الْحَسَنَاتِ مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ سَيِّئَاتِهِ، وَإِذَا كَانَتْ أَلْفَاظُ الْوَعِيدِ الْمُتَنَاوَلَةُ لَهُ لَا يَجِبُ أَنْ يَدْخُلَ فِيهَا الْمُتَأَوِّلُ وَالْقَانِتُ وَذُو الْحَسَنَاتِ الْمَاحِيَةِ وَالْمَغْفُورُ لَهُ وَغَيْرُ ذَلِكَ: فَهَذَا أَوْلَى، بَلْ مُوجِبُ هَذَا الْكَلَامِ أَنَّ مَنْ اعْتَقَدَ ذَلِكَ نَجَا فِي هَذَا الِاعْتِقَادِ وَمَنْ اعْتَقَدَ ضِدَّهُ فَقَدْ يَكُونُ نَاجِيًا وَقَدْ لَا يَكُونُ نَاجِيًا كَمَا يُقَالُ مَنْ صَمَتَ نَجَا. "
و هذا النقل يوضح توجيه شيخ الإسلام لهذا الحديث.
وفقنا الله و إياكم لما يحبه و يرضاه.
ـ[فراس يزن]ــــــــ[11 - 10 - 10, 03:14 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أبو السها .. وفيك كذلك أخي أبو مريم المصري ..
بالنسبة للسلسلة أبو السها أطلعت على المكتوبة منها المائدة رفعت كثير من الاشكال عندي .. واجابت على كثير من التساؤلات .. ولكن بودي بارك الله فيكم .. لو تدلونني على كتب استقي منها الاجابة .. لدي بحث في ذلك ولا يكفيني مادة مسموعة .. بارك الله فيكم ونفع بعلمكم ..
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 04:59 م]ـ
بن تيمية هذا العالم الفقيه الرباني، أسال الله العلي العظيم أن يحشرني مع أبو العباس بن تيمية في الفردوس الأعلى ..
الكلام يتساقط على إستحياء عندما يحاول أن يصف مكانة بن تيمية العلمية او تحديد مقدار ذكاء الرجل و حنكته و بلاغته، كلامه الرائع و شرحه الماتع على الحديث يدل على مدى علم الرجل و ذكاءه و فقه و بحثه عن الحق ..
بل ان من السخافة ان يتحدث من هم أمثالي (ولله المستعان) عن علم من أعلام الإسلام و إمام من أئمة المسلمين
أخي أبو مريم المصري أسأل الله العظيم أن يجزيك عنا ألف خير على النقل الممتع،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/75)
ـ[أبو عمر الضيفي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 10:49 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:09 ص]ـ
يوجد جزء صغير للشيخ سليم الهلالي اسمه: نصح الأمة في فهم حديث افتراق الأمة.
ـ[عماد ابن عمر]ــــــــ[06 - 11 - 10, 11:02 ص]ـ
بارك الله فيكم يا اخوان
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[06 - 11 - 10, 01:44 م]ـ
بن تيمية هذا العالم الفقيه الرباني، أسال الله العلي العظيم أن يحشرني مع أبو العباس بن تيمية في الفردوس الأعلى ..
الكلام يتساقط على إستحياء عندما يحاول أن يصف مكانة بن تيمية العلمية او تحديد مقدار ذكاء الرجل و حنكته و بلاغته، كلامه الرائع و شرحه الماتع على الحديث يدل على مدى علم الرجل و ذكاءه و فقه و بحثه عن الحق ..
بل ان من السخافة ان يتحدث من هم أمثالي (ولله المستعان) عن علم من أعلام الإسلام و إمام من أئمة المسلمين
أخي أبو مريم المصري أسأل الله العظيم أن يجزيك عنا ألف خير على النقل الممتع،
اخي ابو مسلم
اجعل دعائك ان يحشرك الله مع النبي صلى الله عليه وسلم تحت لوائه
وشيخ الاسلام رحمه الله نحسبه من الأئمة العاملين السالكين سبيله لكن لا نجزم لأحد بجنة ولا نار الا من شهد الله له او رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك
وفقك الله وشفى امك(66/76)
مصافحة أولى: الموافقات بين عباد القبور
ـ[محمد ابن الشيبه الشهري]ــــــــ[10 - 10 - 10, 01:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مصافحة أولى: الموافقات بين عباد القبور
تنبيه: هذا المقال يحتاج منك إلى قراءة مركزة لمدة 10 دقائق فقط
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه وأستنّ بسنته إلى يوم الدين .. أما بعد:
دعونا نبدأ القصة من البداية
فهذا رجل صالح عند قومه كان يسمى اللّات، كان يلتّ السويق للحجاج قبل الإسلام فلما مات وضع محبوه صنما يكون له شعارا كهذا الذي ترونه ــ مثلا ــ وسموه باسمه.
[ RIGHT] و هذا أيضا صحابي جليل معروف يسمى الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما قُتل شهيدا على أيدي شيعته في كربلاء فوضعوا على قبره ــ كما يزعمون ــ ضريحا كهذا.
http://2.bp.blogspot.com/_WisR0cE9STE/S7upr4It3CI/AAAAAAAAAQw/bBU09iJSwMU/s320/1230140364.jpg
وأيضا هذا رجل صالح معروف بعلمه وصلاحه اسمه عبدالقادر الجيلاني مات فوضع محبوه على قبره ضريحا كهذا.
http://3.bp.blogspot.com/_WisR0cE9STE/S7upsA2JP6I/AAAAAAAAAQ4/9_3PMe_0hWc/s320/images.jpg
من هنا، دعونا نمضي سويا إلى الهدف المنشود
فنرى أولا أن هناك توافقا ملموسا في أن كلا من الأمثلة الثلاثة تعبّر عن رجال صالحين عند قومهم، عندما ماتوا وضع محبوهم لهم شعارات تدل عليهم إما صنما أو ضريحا أو بناء أو غير ذلك.
....................
أيضا الثلاثة يعتقد فيهم مريدوهم أنهم رجال صالحون.
....................
اللّات مثلا
بعد ما مات شيّد محبوه له صنما يكون له شعارا، أصبحوا يأتون إليه ويدعونه ويحلفون به، كأن يقول أحدهم يا لات أغثني، أو يا لات أدركني، أو مدد يا لات، أو يُقسمون به فيقولون واللات أو باللات.
وكذلك نجد الذين يذهبون إلى ضريح الحسين رضي الله تعالى عنه أو إلى ضريح الجيلاني رحمه الله تعالى يدعونهما بأسمائهما فيقولون يا حسين أدركني يا جيلاني أغثني مدد يا حسين مدد يا جيلاني، و يُقسمون بهم فيقولون والحسين أو ورأس الحسين، أو وسيدي عبد القادر.
....................
أيضا نجد أن مشركي العرب كانوا ينذرون ويذبحون للّات، وكذلك نجد الذين يذهبون إلى ضريح الحسين أو إلى ضريح الجيلاني يذبحون وينذرون لهم.
....................
سبحان الله .. ما سر هذا التوافق؟
....................
الغريب في الأمر
أن مشركي العرب الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقرّون أن الله تعالى هو الخالق الرازق المحيي المميت الذي يدبر الأمر مع أنهم كانوا يعبدون اللات ويدعونه من دون الله ويذبحون له القرابين ولكنّهم كانوا يقولون إنا لا نفعل هذه الأفعال التعبدية إلا لعلّه، وهي أنا نجعل هذا الصنم الذي يمثل الرجل الصالح واسطة بيننا وبين الله يقربنا إليه وأنّا لا نريد من ذلك إلا الجاه والشفاعة، كما قال الله تعالى عنهم (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ).
لاحظ أنه سمى الأفعال التي يقومون بها للأصنام من الدعاء والنذر والذبح عبادة ولاحظ أيضا أنهم أرادوا بهذه الأعمال الجاه والشفاعة عند الله و لم يريدوها للأصنام.
كما أن الذين يذهبون إلى الحسين و الجيلاني يعتقدون أيضا أن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر و يفعلون نفس أفاعيل من يذهبون إلى اللات مع الحسين والجيلاني ولا يريدون من ذلك أيضا إلا الجاه والشفاعة.
فيا ترى ما الفرق بين من يدعو اللات ومن يدعو الحسين والجيلاني؟
....................
فإن قلت لي؟
يا أخي من أين أتيت بهذه الفرية العظيمة، كفار قريش الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا يعتقدون أن الله تعالى هو الخالق الرازق المحيي المميت وهو الذي يدبر الأمر، وأنهم يقولون أنّا لا نعبد الأصنام إلا لتقربنا إلى الله.
قلت لك:
على رسلك، فلم آت بشيء من عندي، تأمل قول الله تبارك تعالى عنهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/77)
(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ).
وقوله تعالى (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) فذكر الله سبحانه وتعالى عنهم أنهم يعتقدون أن الله تعالى هو الخالق الرازق وأنهم لا يريدون بعبادتهم الأصنام إلا أن تقربهم إلى الله تعالى زلفى.
....................
يا ترى ما سر هذا التوافق؟
كيف يقاتل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مشركي العرب وهم يعتقدون أن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر وأنهم لا يسألون اللات إلا لطلب الجاه والشفاعة عند الله؟
وكذلك هم الذين يذهبون إلى ضريح الحسين أو إلى ضريح الجيلاني يعتقدون أن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر وأنهم إنما يسألونهم ويذبحون لهم وينذرون لهم لطلب الجاه والشفاعة عند الله، فهل يُعقل أن يكون الدعاء والذبح والنذر للحسين و الجيلاني جائزا والدعاء والذبح والنذر للات شركا؟
ولكن قد يقول قائل: أيه الوهابي، ألا تعلم أن مشركي العرب كانوا ينادون الأصنام وهي حجارة ونحن ننادي رجالا صالحين.
قلت:
لهذا أتيت باللات مثالا فهو عند مشركي العرب رجل صالح يلتُّ السويق للحجاج فلما مات وضعوا له صنما ليكون شعارا له يدعونه عنده ويذبحون له وينذرون، وكذلك أنتم وضعتم للحسين والجيلاني أضرحة تكون شعارا لهم تدعونهم عندها وتذبحون لهم وتنذرون.
كما أن الأصنام التي كانت في عهد نوح عليه السلام هي لرجال صالحين أيضا، ودا وسواعا ويغوث ويعوق نسرا، بدليل ما ورد عند البخاري رحمه الله تعالى (عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا صَارَتْ الْأَوْثَانُ الَّتِي كَانَتْ فِي قَوْمِ نُوحٍ فِي الْعَرَبِ بَعْدُ أَمَّا وَدٌّ كَانَتْ لِكَلْبٍ بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ وَأَمَّا سُوَاعٌ كَانَتْ لِهُذَيْلٍ وَأَمَّا يَغُوثُ فَكَانَتْ لِمُرَادٍ ثُمَّ لِبَنِي غُطَيْفٍ بِالْجَوْفِ عِنْدَ سَبَإٍ وَأَمَّا يَعُوقُ فَكَانَتْ لِهَمْدَانَ وَأَمَّا نَسْرٌ فَكَانَتْ لِحِمْيَرَ لِآلِ ذِي الْكَلَاعِ أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ أَنْ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمْ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ فَفَعَلُوا فَلَمْ تُعْبَدْ حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ الْعِلْمُ عُبِدَتْ)
إذاً هؤلاء رجال صالحون ماتوا فوُضعت الأصنام شعارا لهم، وهؤلاء أيضا رجال صالحون ماتوا فوضعت الأضرحة شعارا لهم فأين الاختلاف؟
....................
قد يقول قائل
هل أنت مجنون، كيف تسوينا بمشركي العرب في كل ما سبق، نحن إذا دعونا الحسين أو الجيلاني فإنا لا نريد منهم ولكننا نريد من الله ولكننا نجعلهم شفعاء لنا عند الله، أما مشركي العرب فهم يدعون الأصنام ويريدون منهم!!
قلت:
بل هم يريدون من الله أيضا لا من أصنامهم كما قال الله تعالى عنهم (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) فهم في الأصل يريدون القرب من الله بنص القرآن كما ترى.
وقوله تعالى (وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ).
فأين الفرق قلي بربك، بين من يقول يا لات أغثني ومن يقول يا حسين أغثني ويا جيلاني أغثني؟؟؟
....................
فإن قال لي صوفي أو رافضي، نحن (مسلمون) نقول لا اله إلا الله، و مشركوا العرب لا يقولون لا اله إلا الله ولا يعترفون بها فكيف نكون وهم سواء؟
قلت: هذا صحيح
هم لا يقولونها؛ لأنهم أفقه منكم بمرادها، وسأخبرك لماذا هم افقه منكم بمرادها بعد قليل.
ولكن دعني أتفق أنا وإياك أولا على معنى لا اله إلا الله، هل معناها: لا خالق ولا رازق ولا مدبر بحق إلا الله.
فإن قلت لي: نعم هذا هو معنى لا اله إلا الله
قلت لك:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/78)
يرد على هذا المعنى إشكال، وهو أن هذا المعنى لم ينكره مشركوا العرب بل هم مقرّون به أفضل من بعض من ينتسب للإسلام اليوم فهم يقولون كما قال الله تعالى عنهم: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ) ويقول في آية أخرى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) وفي آية أخرى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ).
إذا أصبح هنا توافق آخر وهو أن مشركي العرب مقرّين غير جاحدين بالمعنى الذي تعتقدونه للا اله إلا الله، وعلى هذا فلا يمكن أن يكون هذا معنى لا اله إلا الله الذي يريده الله تعالى من الناس، وإلا لما قاتل النبي صلى الله عليه وسلم مشركي العرب فالمعنى الذي تعتقدونه للا اله إلا الله لا ينفعكم كما أنه لم ينفع مشركي العرب.
إذا طالما أن قولنا بأن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر ليس معنى لا اله إلا الله المراد، فلا بد أنه ذلك المعنى الذي أنكر الله تعالى فعله على المشركين وسماه شركا وهو دعاء الأصنام و الذبح لها و النذر لها و الخوف منها و القسم بها و كل ما يطلق عليه مسمى عبادة مع العلم أنهم يريدون بعبادتهم للأصنام طلب الجاه والشفاعة كما قررنا آنفا.
وهو ذات المعنى أيضا الذي نُنْكِرُهُ اليوم على من يذهبون إلى ضريح الحسين و الجيلاني والأفعال التي يفعلونها عند ضريحهما هي نفس أفعال مشركي العرب عند أصنامهم، مع أنهم يعتقدون أن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر وأن الحسين و الجيلاني لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا، ولكنهم يدعونهم وينذرون لهم لطب الجاه والشفاعة.
فسمى الله تعالى الأول مع مشركي العرب شركا، أفلا يكون الثاني شركا وهو مطابق للأول تماما من كل الوجوه؟
....................
أما لماذا مشركي العرب افقه بمعنى لا اله إلا الله ممن ينذرون ويذبحون; للحسين والجيلاني، ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم دعاهم إلى لا اله إلا الله فقال لهم (قولوا لا اله إلا الله تفلحوا) فأبوا وعاندوا وقالوا كما قال الله تعالى عنهم (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) فعلموا أنهم لو أقرّوا بمعنى لا اله إلا الله الصحيح أنه لا يجوز لهم أبداً أن يدعوا أو ينذروا أو يذبحوا أو يصرفوا أي نوع من أنواع العبادة لغير الله كما يفعلون مع اللات والعُزّى لذلك لم يعترفوا بها.
بينما بعض من ينتسب للإسلام اليوم لا يفتر لسانه من ذكر لا اله إلا الله ومع ذلك فهو لا يفهم معناها الصحيح كما فهمه مشركوا العرب، لذا تجده يذهب إلى قبر الولي الفلاني فيدعوه من دون الله وتجده يذبح للولي الفلاني وينذر لآخر، فمن هنا علمنا أن مشركي العرب أفقه بمعنى لا اله إلا الله من بعض من ينتسب للإسلام اليوم.
....................
فإن قال لي قائل: الدعاء الذي ندعوه للحسين والجيلاني ليس بعبادة.
قلت له:
بل إن الدعاء عباده أمرنا الله تعالى بها في كتابه فقال (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً) وقال (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) بل هو أخص أنواع العبادة فقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم (الدعاء هو العبادة).
وأنت قد علمت أن العبادات عمل محض لله إذا صرفت شيئا منها لغير الله تعالى أصحبت مشركا، كما أنك لو ذبحت لغير الله للجن أو لأصحاب القبور أشركت، لأن الله تعالى يقول (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) والنسك المقصود به الذبح فكذلك الدعاء لو صرفت منه شيء لغير الله أصبحت مشركا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/79)
إذا عرفت الآن أن الدعاء عبادة وكذلك الذبح فقس عليهما جميع أنواع العبادات، كلها لا يجوز صرفها إلا لله تعالى، فإذا صرفت جزء منها لغير الله تعالى أصبحت مشركا بالله تعالى بصرفك هذا الجزء لمن لا يستحقه، وبهذا يتضح لك المعنى الحقيقي للا إله إلا الله وهو: لا معبود يستحق العبادة إلا الله.
فإذا علمت هذا، عرفت أن ذهابك إلى قبر الحسين أو قبر الجيلاني لدعائهم أو الذبح لهم أو النذر لهم أو غير ذلك من العبادات هو شرك بالله تعالى لأن هذه الأعمال خاصة بالله سبحانه وتعالى وقد توعد الله تعالى من أشرك به ومات على شركه بعدم مغفرة ذنبه وأنه خالد مخلد في النار كما قال تعالى (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) فالأمر خطير .. خطير جدا
وقال سبحانه (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا)
فإذا كنت تعتقد أن الشرك لا يكون إلا في أفعال الرب كالخلق والرزق والتدبير فقد علمت أن مشركي العرب لم يكن شركهم الذي كفّرهم الله تعالى به من هذا القبيل بل لا تكاد تجد إنسانا يقول أن أحدا يخلق مع الله أو يرزق مع الله أو غير ذلك من أفعال الله سبحانه وتعالى، عرفت بعد ذلك حق المعرفة أن الشرك لا بد أن يكون في غير أفعال الرب أيضا.
فإن قلت لي فيم يكون الشرك أيضا؟
قلت لك إن الشرك يكون في العمل الذي أنكره الله تعالى على مشركي العرب وسماهم به مشركين وهو الشرك في أفعال العباد كالصلاة والدعاء والنذر والخوف والمحبة والرجاء والاستغاثة وغيرها من العبادات.
....................
ثم تأمل
أنه لو كان معنى لا اله إلا الله هو لا خالق ولا رازق ولا مدبر بحق إلا الله لما كان في إرسال النبي صلى الله عليه وسلم فائدة للعرب إذ هم مقرون بهذا المعنى ولكن لمّا كان المعنى الصحيح للا إله إلا الله هو: لا معبود بحق إلا الله عرفت أن العبادات التي صرفها العرب لغير الله مثل الخوف والرجاء والمحبة والنذر والاستغاثة والذبح وغيرها من العبادات لأصنامهم مثل اللّات و العزّى أصبحوا بهذا الفعل مشركين مستحقين لمقت الله وعذابه مع أنهم لم يصرفوها لهم إلا لطلب الجاه والشفاعة.
وعرفت أيضا أن الله تعالى أرسل نبيه صلى الله عليه وسلم لتصحيح هذه العبادات بصرفها إلى الله تعالى مباشرة دون أن يجعلوا بينهم وبين الله وسطاء.
....................
فقل معي لا اله الا الله مخلصا من قلبك تائبا إلى الله تعالى فمن قالها مخلصا من قلبه عاملا بمقتضاها محققا لشروطها دخل بإذن الله تعالى الجنة وحرّمه الله تعالى على النار كما قال صلى الله عليه وسلم (فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)
ابدأ حياتك من جديد مع الله سبحانه وتعالى، لا تدعو غيره، ولا تذبح لغيره، ولا تنذر لغيره ولا تُقسم بغيره ولا تصرف أي عبادة لغير الله سبحانه وتعالى.
فكيف تذهب إلى أصحاب القبور وتسألهم أن يشفعوا لك عند الله تعالى وهم محتاجين إلى الله تعالى مثلك ألسنا نذهب إلى البقيع الذي فيه قبور كبار الصحابة رضي الله تعالى عنهم وندعوا لهم كما كان النبي صلى الله تعالى يدعوا لهم بقوله (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله للاحقون أسأل الله لنا ولكم العافية)
انتبه ... نحن نسأل الله تعالى لهم العافية فهم محتاجون للعافية من الله تعالى كما أننا محتاجون لها من الله تعالى، أفندع من يملك العافية ونسألها ممن هو محتاج لها؟
ومثله لو قلت لي إن الله تعالى يقول عن الشهداء أنهم (أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) لذا فأنا أسألهم ليكونوا واسطة بيني وبين الله تعالى.
فأقول لك: هل تأملت أن الله تعالى يقول عنهم (يُرْزَقُونَ) ولم يقل (يَرْزَقُونَ) أي أنهم محتاجين إلى الله تعالى لأن يرزقهم كما أنك أنت محتاج له فلماذا لا تدعو الله تعالى الذي يملك الرزق وتدع من يحتاج مثلك إلى الرزق.
أخيرا أذكرك بقول الله تبارك وتعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) أفتترك القريب المجيب وتدعو البشر المحتاج إلى الله؟
وقوله تعالى (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ) فإن قلت لي إن الحسين والجيلاني يجيبون المضطر إذا دعاهم بأن يشفعوا له عند الله!!
أكملت لك الجزء المتبقي من الآية وقلت لك: (أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) فكن من الله تعالى قريب وأبدأ حياتك مع الله من جديد.
أسأل الله تعالى أن يرزقني وإياك الإخلاص في العبادة وأن يجعلنا من الموحدين الصادقين وممن سار على نهج سيد المرسلين إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
....................
كتبه الفقير إلى عفو ربه
محمد ابن الشيبه الشهري
alfqir-ela-allah@hotmail.com (alfqir-ela-allah@hotmail.com)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/80)
ـ[محمد عبد العزيز البطي بوطيبان]ــــــــ[12 - 10 - 10, 01:17 م]ـ
جزاك الله خير أخي الفاضل هذه دعوة طيبة لإعمال العقول في فهم نصوص القرآن فهل من مدكر!!
ـ[محمد ابن الشيبه الشهري]ــــــــ[21 - 10 - 10, 06:01 م]ـ
جزاك الله خير أخي الفاضل هذه دعوة طيبة لإعمال العقول في فهم نصوص القرآن فهل من مدكر!!
وإياك اخي الكريم
شاكر لك المرور ونسأل الله تعالى أن يتقبل من الجميع صالح اعمالهم
ـ[محمد ابن الشيبه الشهري]ــــــــ[25 - 10 - 10, 11:52 م]ـ
لمزيد اطلاع
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 01:05 م]ـ
جزاك الله عنا و عن الأمة الإسلامية الخير كله لمنافحتك عن الامر الذي لأجله خلق الله الأرض و من عليها، و لأجله أرسل جل في علاه الرسل مبشرين و منذرين، و لأجله سالت الدماء، و لأجله نتنفس ولله الحمد، الا و هو التوحيد، جعلنا الله من أهل التوحيد الخالص حتى الممات و رزقنا الإخلاص في القول و العمل أللهم أمين،
بحث ماتع و معلومات قيمة، أنصحك أخي بنشر هذا البحث في العديد من المنتديات و خصوصاً منتديات أهل البدع كالصوفية،
لا أدري كيف لهؤلاء القوم أن ينسبوا أنفسهم للإسلام و هم يفعلون ما تشمئز منه القلوب و تقشعر منه الجلود، ولله المستعان،
لقد سبق و كلمت بعض غلاتهم في بلدنا، كدت أن أصاب بالقيء (أعزكم الله) من كلامه ولله المستعان،
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 03:39 م]ـ
بارك الله فيكم عن هذا المقال الرائع ..(66/81)
العلاقة بين العقل والنقل- 2
ـ[عبده نصر الداودي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:37 ص]ـ
الدورة العلمية في العقيدة الإسلامية
للدكتور / محمود عبد الرازق الرضواني
حفظه الله تعالى
مسجد الصحابة – عين شمس
المحاضرة الثانية
الإثنين 8 ربيع الآخر 1429
14 إبريل 2008
موضوع المحاضرة:
العلاقة بين العقل والنقل
عناصر المحاضرة:
? مقدمة
? هل يمكن أن يتعارض العقل مع النقل؟
? ماذا لو حدث تعارض بين العقل والنقل؟
? السبب الأول في حدوث التعارض بين العقل والنقل أن النقل لم يثبت.
? السبب الثاني في حدوث التعارض بين العقل والنقل أن العقل لم يفهم النقل.
? إذا حدث تعارض بين العقل والنقل، فأيهما يُقدَّم عند السلف وعند الخلف.
• مقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجه إلى يوم الدين، أما بعد:
في هذه المحاضرة بإذن الله تعالى نستكمل الحديث عن العلاقة بين العقل والنقل، كنا قد تحدثنا في المحاضرة الماضية عن عدة عناصر وهي:
• المقصود بالعقل.
• الغاية الرئيسية من وجود العقل.
• حدود المعرفة بالعقل.
• العتبات المطلقة للحواس الخمس.
• انعدام رؤية الأشياء يكون بسببين اثنين.
• مدارك اليقين العقلي.
• المقصود بالنقل.
وسوف نتحدث بإذن الله تبارك وتعالى في هذه المحاضرة عن إمكانية التعارض بين العقل والنقل، وكيف أن الهداية في قيادة النقل للعقل.
ولا أُخفي عليكم، من المحاضرات الأساسية التي لا يستغني عنها داعٍ ولا طالب علم ولا أي متخصص دراسة العلاقة بين العقل والنقل وبتفصيل، لماذا؟
لأنها تضبط الفطرة، وتجعل الإنسان إنساناً سوياً يُمكن التفاهم معه، وأما إن كانت مقاييس العقل والنقل منحلَّة لا نستطيع أن نضبطها، فكيف نستطيع أن يفهم بعضنا بعضاً أو نفهم كلام الله الذي نزل في كتابه وفي سنة رسوله؟
ولذلك نحن نركِّز على هذه المحاضرات حتى نضبط الفطرة، بحيث أن المحاضرات التي ستأتي بإذن الله تعالى بعد ذلك ستقع على القلب، وسنعلم أن ما ورد في كتاب الله يتوافق مع عقل الإنسان وفطرته، فالإسلام دين الفطرة.
فستجد في كل المحاضرات أن هناك تقديماً للنقل على العقل، وبالرغم من ذلك تجدها تقع على الفطرة وعلى القلب وعلى العقل بحيث لا تجد أي تعارض يُذكر، وهذا لسلامة النظرة إلى العقل وعلاقته بالنقل.
• هل يمكن أن يتعارض العقل مع النقل؟
هناك عبارة جمعتها من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في هذا الموضوع وهي:
"العقل الصريح لا يُعارض النقل الصحيح، بل يشهد له ويؤيده لأن المصدر واحد فالذي خلق العقل هو الذي أرسل إليه النقل، ومن المحال أن يُرسل إليه ما يُفسده ".
العقل الصريح هو الواضح الذي يتعامل مع الأسباب بوضوح، ويتعرف على مدارك اليقين، ولا يختلف عليه اثنان.
النقل الصحيح يتمثل في القرآن، وما صحَّ عن نبينا.
معنى "يشهد له ويؤيده" أن العقل يشهد لصحة النقل ويؤيده.
وإذا دققت في هذه العبارة ستجد أنها منطقية جداً وسليمة جداً، فالعقل خلقه الله سبحانه وتعالى، وهو العليم بكيفية هذا العقل، لأنه تابع للروح، والإنسان لا يعلم كيفية عقله ولا يعلم كيفية روحه التي بين جنبيه، فالعقل والروح في داخل الإنسان وذاته ويعجز عن التعرف على كيفية روحه وكيفية عقله، فالذي خلق الإنسان وسوَّاه وصنعه هو الذي وضع هذا العقل في قلبه، فأنزل إليه نظاماً يسير عليه، فمن المحال أن الذي يصنع صنعة يُرسل إليها منهجاً يُفسدها، والإنسان لا يقبل ذلك على نفسه، فمثلاً المصانع التي تُنتج الأجهزة الكهربائية تضع مع كل جهاز دليل التشغيل، ودليل التشغيل عبارة عن نظام منقول ممن صنع هذا الجهاز يقول لك فيه: عليك أن تلتزم بنظام التشغيل حتى لا تفسد الصنعة، ونضمن لك سلامة الجهاز لمدة عام مثلاً، فإذا التزم أحدٌ بهذا النظام هل تفسد الصنعة؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/82)
ولذلك نقول: لا يمكن على الإطلاق أن يتعارض النقل الصحيح مع العقل الصريح، فالعقل الصريح غريزة وضعها الله في قلوب الممتحنين من عباده، فأنزل نقلاً منقولاً من الله إلى جبريل ونقله جبريل إلى رسول الله، ونقله رسول الله إلينا، وتأكدنا فعلاً أنه نقل صحيح، إما من خلال القرآن أو ما صحَّ عن نبينا، فطالما أن القضية كذلك، فأعقل الناس الذي يطلب السلامة لنفسه والسلامة لهذه الآلة الموجودة داخل البدن والسلامة للبدن والسلامة للأمة كلها هو الذي يلتزم بكتاب الله وبسنة رسوله ?.
فالإنسان إذا صنع صنعة لا يُرسل معها دليلاً يُفسد الصنعة، ولو فعل ذلك لَعُدَّ ذلك عيباً، فإذا كان ذلك فيما بين البشر، فكيف بخالق البشر الذي صنعهم وعدَّلهم وجعلهم في هذه الهيئة القويمة أن يُنزل منهجاً من السماء يلتزم به الإنسان فتفشل الصنعة؟!
إذاً، من يقول بأن التزامه بالشرع يؤدي إلى الرجعية أو ما شابه ذلك، هذا لا يفهم نفسه ولا يفهم عقله ولا يفهم شيئاً في الحياة على الإطلاق، ولكنه تربَّى على أن ما يراه بعقله هو الصواب، والحقيقة ليست كذلك، بل العقل يقول أن الحماية تكون في ما نزل من عند الله، ولذلك كان من المحال أن يضل الإنسان أو يشقى أو يعيش معيشة ضنكاً إذا اتبع هداية الله تعالى، قال سبحانه وتعالى: (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى) (طه:123).
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: "كل ما يدل عليه الكتاب والسنة فإنه موافق لصريح المعقول، والعقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح، ولكن كثيراً من الناس يغلطون إما في هذا وإما في هذا، فمن عرف قول الرسول ومراده به كان عارفاً بالأدلة الشرعية، وليس في المعقول ما يخالف المنقول".
أي: ليس في العقل الصريح ما يخالف النقل الصحيح.
ويقول أيضاً: "من قال بموجب نصوص القرآن والسنة أمكنه أن يناظر الفلاسفة مناظرة عقلية يقطعهم بها ويتبين له أن العقل الصريح مطابق للسمع الصحيح".
من قال بموجب نصوص القرآن والسنة: يعني التزم بما ورد في القرآن والسنة نصاً.
ولاحظ أن ابن تيمية رحمه الله تعالى ذكر هنا "السمع" بدلاً من "النقل"، فالسمع أو النقل أو الخبر أو الوحي كل ذلك معناه واحد وهو ما جاءنا عن الله في الكتاب أو في السنة.
وقال أيضاً في مجموع الفتاوى: "العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح، كما أن المنقول عن الأنبياء عليهم السلام لا يخالف بعضه بعضاً".
فما نزل على النبي لا يخالف حقيقة ما نزل على عيسى وعلى موسى وعلى سائر الأنبياء، لماذا؟
لأن المصدر واحد، فالذي خلق العقل هو الذي أرسل إليه النقل.
ثم قال رحمه الله تعالى: "لكن كثيراً من الناس يظن تناقض ذلك، وهؤلاء من الذين اختلفوا في الكتاب، وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد"
وسبب الاختلاف أنهم قدموا عقولهم على المنقول، وبدأوا يؤخرون كتاب الله، ولا يُمكن أن الله سبحانه وتعالى يُنزل إلينا كلاماً ونظاماً ودستوراً لنسير عليه ونلتزم به ثم إذا التزم الإنسان به يفسد، بل الفساد في عكسه، بل أغلب الذين كفروا بالله سبب كفرهم أهواؤهم وعقولهم، قال تعالى: (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (آل عمران: 101)، والاعتصام بالله هو الاعتصام بالكتاب والسنة، وإذا تركت الكتاب والسنة فلا تأمن على نفسك، والإنسان قد يصل بسبب بُعده عن الله إلى الكفر والضلال، والتعامل مع الحق سبحانه وتعالى من قِبَل الحق الواجب من عباده إليه، وهو حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، فلو شاء الله تعالى لألزمنا قهراً، كما قال تعالى: (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً) (مريم:93)، فأنت عبد لله شئت أم أبيت، ولكن لأنك في دنيا ابتلاء واختبار ترك الله لك مجالاً في مسألة اختيار الكفر أو الإيمان، (إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً. إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) (الإنسان: 2 - 3)، فترك الله تعالى لك الخيار حتى تتحمل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/83)
المسئولية، فأنزل الله تعالى لك هداية لتلزم بها، فإن أبيت فتحمَّل المسئولية، ولكن من حق العبودية وما أوجب الله عليك أن تلتزم بالأوامر الشرعية إلزاماً، ولو شاء الحق سبحانه وتعالى لألزمك بها إلزاماً، ولكن القضية أن الله تعالى كما أنه قدير هو أيضاً حكيم، له الحكمة البالغة وله الحجة البالغة على خلقه، خلق الدنيا للابتلاء، والابتلاء يترتب عليه الجزاء في الجنة أو في النار.
قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ) (البقرة:170)، فما أنزل الله هو النقل، وما ألفوا عليه آباءهم مصدره العقل، كما فعل كفار قريش الذين جحدوا رسول الله ورأوا بعقولهم أن المصلحة في أن تبقى قريش على ما هي عليه فيرتفع السادة ويبقى العبيد أذلاء، فنظروا إلى مصلحة ضيقة، في حين أنهم لو كانوا استجابوا لرسول الله واستجابوا للنقل واتبعوا رسول الله لسادوا الأمم.
فإذا نظرت بالعقل ستجد أن الكمال في النقل وفي اتباعه، وهذا ستجده كثيراً في كتاب الله.
وقال تعالى في شأن من وَصَل إلى قِمَّة الكفر الذين يقولون لغيرهم: اتبعوا سبيلنا وستحيون في رغدٍ:) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ)، فهؤلاء يقودون أنفسهم بأهوائهم وعقولهم، وسبيل الحق سبحانه وتعالى يتمثل في النقل، الذي فيه الهداية والكمال، قال تعالى: (وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) (العنكبوت:12).
وللنظر إلى ما حدث من المتكلمين في قضية الأسماء والصفات، يظل الواحد منهم سنين طويلة ويصنف عشرات الكتب حتى يقول للناس بأن نصوص الشرع ظاهرها باطل، فاصرفوها عن ظاهرها، أوِّلوا أو فوِّضوا أو عطِّلوا ... ، وفي النهاية يقول:
نهاية إقدام العقول عِقال وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا وغاية دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
ثم يقول: "لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) [طه: 5] (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) (فاطر: 10)،وأقرأ في النفي: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشورى: 11] (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) [طه: 110]، ومن جرب مثل تجربتي، عرف مثل معرفتي"
وكذلك قال تعالى: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) (يس:20)
فاتباع المرسلين هو اتباع للنقل لا للعقل، (اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ) فالذي يتبع النقل على هداية، وأما الذي يتبع العقل فإنه إن كان على هداية في جزء فهو على ضلال في أكثر الأجزاء، ولذلك نقول: لا يمكن أبداً أن يتعارض العقل الصريح مع النقل الصحيح.
(ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ) (محمد:3) فسمى المنقول حقاً، وسمَّى اتباع العقول والأهواء باطلاً لأنه غير معصوم، فعدم الرغبة في أن تكون تابعاً للنقل يعني أنك لا ترغب في الإسلام ولا ترغب في اتباع النبي، وهذا معناه كفر والعياذ بالله، ونحن نضرب أمثلة لبيان الفرق بين مذهب الباطل ومذهب الحق، فأهل الكفر تدفعهم المصلحة والأهواء فيظنون بالخطأ العقلي أن المصلحة تكون في كذا وكذا، في حين أن المصلحة الحقيقية التي أنزلها الحق سبحانه وتعالى إلينا تتمثل في اتباع الرسل والأنبياء لأن هذا فيه الكمال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/84)
وربنا سبحانه وتعالى مدح من اتبع طريقة الرسل والأنبياء فقال: (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا) (مريم:58)، كل هؤلاء يتبعون المنقول، لأن آدم نزل كأول رسول جاء بهداية من الله، وربنا سبحانه وتعالى وضع له شرائعاً وأحكاماً يسير عليها هو وذريته من بعده، وجاء من بعده نوح وإبراهيم وإسرائيل (يعقوب) وأولاد يعقوب (بنو إسرائيل)، وممن هدى الله واجتبى من المؤمنين (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً) فهم يدركون فيها الحكمة.
ولذلك نقول بأن أجمل شئ في العقيدة أن تُدرك حكمة الله في الأشياء وتؤمن بطلاقة القدرة، فتشعر بأن الشئ وضعه الله سبحانه وتعالى في موضعه ولحكمة أرادها، ويوم أن تصل إلى هذا الشعور ستشعر بنور في قلبك تُميِّز به بين أشياء لا يستطيعها غيرك، وساعتها على الإنسان أن يحمد ربه على هذه النعمة، فأكبر نعمة يصل إليها الإنسان هي نعمة الإيمان التي يتلمس فيها الحكمة ويفعل الشئ وهو سعيد بفعله، سعيد بقربه من ربه، سعيد بلذة الإيمان وهو يسجد لله، وهذا الإحساس نسأل الحق سبحانه وتعالى أن يديمه علينا وأن يوفقنا إليه وأن نموت عليه.
ثم قال تعالى:) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً)، فإذاً لا يُضيع أحد الصلاة بحجة أنها تعوق عن العمل، بل على الإنسان أن ينظر كيف عبد النبي الله، ومكَّن الله تعالى له ومكَّن لأمته، فالأسباب خلقها الله سبحانه وتعالى.
وكذلك فإن حملة العرش يستغفرون للذين آمنوا: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) (غافر:7)، فاتباع سبيل الله تعالى هو اتباع النقل، فيستغفر للمتبعين للنقل حملة العرش والطوَّافون حول العرش.
فإذا أراد الإنسان أن يستشير أحداً لفعل شئ، فإنه يبحث عمَّن يدله من البشر، فماذا إن كان الدليل ورد في التنزيل من عند رب العباد على رسول الله؟!
• ماذا لو حدث تعارض بين العقل والنقل؟
نرجع للعبارة المأخوذة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
"العقل الصريح لا يُعارض النقل الصحيح، بل يشهد له ويؤيده لأن المصدر واحد، فالذي خلق العقل هو الذي أرسل إليه النقل، ومن المحال أن يُرسل إليه ما يُفسده، وإذا حدث تعارض بين العقل والنقل فذلك لسببين، لا ثالث لهما، إما أن النقل لم يثبت وإما أن العقل لم يفهم النقل"
فلا يمكن أن يتعارض العقل الصريح مع النقل الصحيح، وضربنا مثلاً لذلك بقياس الأولى، وهو أن هذا لا يفعله إنسانٌ، أن يصنع صنعة ويضع نظاماً ودليلاً لتشغيلها فتفسد، فكيف بالحق سبحانه وتعالى؟!، من باب أولى إذا أنزل نظاماً لتوجيه صنعته يأخذ بالإنسان إلى آخرته وجنته لا يُمكن أن يتعارض عقل الإنسان مع هذا النظام المتمثل في النقل الصحيح الثابت.
ولو حدث تعارض بين العقل والنقل، فهذا لسببين اثنين:
o عدم ثبوت النقل
والمرجعية في عدم ثبوت النقل إلى علم الحديث، وليس إلى العقل، فلا يقول أحد: إذاً، أسمع الحديث فأحكم عليه بالصحة أو بالضعف عن طريق العقل.
نقول: لا، ولكن إذا جاء حديث تعارض مع العقل، فالواجب أن أتأكد أولاً عن طريق علم الحديث أن هذا الحديث صحيح، فأرجع إلى قواعد المحدثين، وهل هو منقول برواية العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة؟ فإن كان، ننتقل إلى السبب الثاني.
o عدم فهم العقل للنقل
• السبب الأول في حدوث التعارض بين العقل والنقل أن النقل لم يثبت:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/85)
الإنسان بعقله يستطيع أن يُدرك أشياءً يشعر بها أنه يستحيل أن يكون الرسول قال مثل هذا الكلام، ولذلك نقول بأنه من الأهمية بمكان أن يستطيع طالب العلم أن يُميِّز بين الحديث الصحيح والحديث الضعيف، وتعريف الحديث الصحيح هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة.
ولكن قد تجد حديثاً يشتمل على مجازفات شديدة جداً، ومن أمثلة ذلك:
• حديث: "من قال لا إله إلا الله خلق الله من تلك الكلمة طائراً، له سبعون ألف لسان، ولكل لسان سبون ألف لغة يستغفرون الله له"
فالإنسان عندما يسمع هذا الحديث يشعر بأن هذه مجازفات، وأغلب من يصنع هذه الأحاديث غلاة الصوفية، ويقولون: نحن لا نكذب على الرسول، وإنما نكذب له حتى نحبب الناس في دينه.
نقول: قد تواتر عن النبي أنه قال: "من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار"، فالكلام الذي تقولونه إن كان خبراً فيتطلب التصديق، فتكون عقيدة مبنية على خبر كاذب، وقد جعلتم هذا الكلام وحياً، وهو ليس بوحي.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "أمثال هذه المجازفات الباردة لا يخلو حال واضعها من أحد أمرين:
o إما أن يكون في غاية الجهل والحمق.
o وإما أن يكون زنديقاً.
• حديث: "الباذنجان لما أُكل له".
قد صحَّ عن النبي أنه قال: "ماء زمزم لما شُرب له"، وماء زمزم فيه خاصية عجز الأطباء عن تحليلها، والذي يشرب منها يشعر بِشَبَع ورِيٍّ وهي سبب في الشفاء، فيقول الأطباء: "فيها خصائص عديدة ومعادن عجيبة لا نعلم أصلها "، وأما الباذنجان فنعمة من نِعم الله، ولكن لا يجوز أن نقول بأنه لِمَا أُكِل له.
• حديث: "الباذنجان شفاء من كل داء".
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: " قبَّح الله من وضع ذلك، فإن هذا لو قاله بعض جهلة الأطباء لسخر منه الناس؟، فكيف يكون كلاماً نبوياً؟!، ولو أكل الباذنجان للحمى والبرد وكثير من الأمراض لم يزده الباذنجان إلا شدة في المرض، ولو أكله فقير ليستغني لم يُفده غِنى، أو جاهل ليتعلم لم يُفده العلم".
فهذا تعارض بين العقل والنقل، والسبب في ذلك عدم ثبوت النقل.
• حديث: "إذا عطس الرجل عند الحديث فهو دليل صدقه".
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "ولو عطس مئة ألف مرة وهو يروي حديثاً مكذوباً عن رسول الله ما قُبل منه".
فهذا أيضاً يُعارض العقل،والسبب أنه ليس من كلام رسول الله.
• حديث:"عليكم بالعَدس، فإنه مبارك يُرقق القلب، ويُكثر الدمع، قُدِّس فيه سبعون نبياً".
سئل عبد الله بن المبارك عن هذا الحديث، وقيل له: إنه يُروى عنك، قال ابن المبارك: "عني؟؟!!، ما أرفع شيئاً في العدس، إنه شهوة اليهود".
الله سبحانه وتعالى سمَّى العدس أدنى، قال: (قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) (البقرة: 61)، وهذا لما قال اليهود لموسى ?: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) فالخير هو المَن والسلوى، فالقرآن فيه أن العدس أدنى، ويأتي من ينسب إلى النبي هذا الحديث المكذوب، فالعدس نعمة من نعم الله، ولكن ليس هذا الحديث من كلام النبي.
• حديث: "اشربوا على الطعام تشبعوا، فإن الشرب على الطعام يفسده ويمنع من استقراره في المعدة ومن كمال نضجه".
• حديث: "لو كان الأرز رجلاً لكان حليماً، ما أكله جائع إلا أشبعه".
• حديث: "لو يعلم الناس ما في الحلبة لاشتروها بوزنها ذهباً".
• حديث: "بئست البقلة الجرجير، من أكل منها ليلاً بات ونفسه تُنازعه، كلوها نهاراً وكُفُّوا عنها ليلاً".
• حديث: "فضل الكرات على سائر البقول كفضل البُر على الحبوب ".
• حديث: "من أكل فولةً بقشرها أخذ الله منه من الداء مثلها".
• حديث: "لا تسبُّوا الديك فإنه صديقي، ولو يعلم بنو آدم ما في صوته لاشتروا ريشه ولحمه بالذهب".
فهذه كلها من الأشياء التي تُعارض العقل، وهي ليست من المنقول.
• حديث: "إذا غضب الله تعالى أنزل الوحي بالفارسية، وإذا رضي أنزله بالعربية".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/86)
• حديث: "من ولد له مولوداً فسمَّاه محمداً تبركاً كان هو والولد في الجنة".
• حديث: "ما من مسلم دنا من زوجته وهو ينوي إن حبلت منه يسميه محمداً إلا رزقه الله ولداً ذكرأً".
• حديث: "إن الناس يوم القيامة يُدعَون بأمهاتهم، لا بآبائهم".
والإمام البخاري رحمه الله تعالى بوَّب في صحيحه باب "ما يُدعى الناس يوم القيامة بآبائهم، وأورد فيه حديث في ذكر يوم القيامة فيه "أين فلان بن فلان".
فماذا يصنع العاقل إذا سمع خطيباً، يذكر في مرة حديثاً مرفوعاً إلى رسول الله: "إن أول ما خلق الله القلم، قال: وما أكتب؟، قال: اكتب كل شئ هو كائن إلى يوم القيامة، فجرى بما هو كائن إلى الأبد"، ثم يسمعه مرة أخرى يروى حديثا آخر: "أول ما خلق الله العقل، فقال له: أقبل، فأقبل، ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً أشرف منك"، ثم ثالثاً فيه: "أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر".
لا شك أن العاقل يقف حائراً بين هذه الروايات، أيُّ الأشياء خلق أولاً؟ وسيبعث ذلك في نفسه شكاً كما أنه من الخطأ التوفيق بين هذه الروايات قبل البحث عن ثبوتها، وكان يجب على من نقل هذه الروايات أن يتثبت من صحتها أولاً:
- أما الحديث الأول فثابت صحيح رواه الترمذي وصححه الألباني.
- وأما الحديث الثاني فموضوع باتفاق، كما ذكر العجلونى في كشف الخفاء ومزيل الإلباس، وكما ذُكر في الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة.
- وأما الحديث الثالث فموضوع رواه عبد الرزاق بسنده عن جابر بن عبد الله ?، قال: قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء، قال: يا جابر، إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك، خلقه من نوره، فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله، ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم، ولا جنة ولا نار، ولا ملك، ولا سماء ولا أرض، ولا شمس ولا قمر، ولا جني ولا إنسي، فلما أراد أن يخلق الخلق، قسم ذلك النور أربعة أجزاء، فخلق من الجزء الأول القلم، ومن الثاني اللوح، ومن الثالث العرش، ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء، فخلق من الجزء الأول حملة العرش، ومن الثاني الكرسي، ومن الثالث باقي الملائكة، ثم قسم الجزء أربعة أجزاء، فخلق من الأول نور أبصار المؤمنين، ومن الثاني نور قلوبهم وهي المعرفة بالله، ومن الثالث نور أنسهم وهو التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله ...............
هذه الأحاديث الموضوعة نقلها بعض الناس متوسعين في نقل هذه الروايات وفي النقل عن الإسرائيليات وما شابه ذلك، وأما بالنسبة لنا كدعاة على منهج أهل السنة والجماعة علينا أن نحافظ على سنة رسول الله، على الأقل لا ننقل إلا الصحيح، وإلا سيتعارض العقل مع النقل، وقد يستخدم أحد هذا في الطعن على السنة، كما حدث ممن أنكر الشفاعة وقال بأنها وساطة ومحسوبية والتي رواها كُتَّاب التاريخ والسير كالبخاري ومسلم.
فأمثال هؤلاء لأنهم لا يفهمون العلاقة بين العقل والنقل يشككون في الثوابت.
• السبب الثاني في حدوث التعارض بين العقل والنقل أن العقل لم يفهم النقل:
إن قال قائل: قلتم بأن التعارض سببه عدم ثبوت النقل، فماذا لو كانت آيات في القرآن بينها تعارض؟
نقول له: لا، ليس بينها تعارض، وإنما العيب في عقلك أنت، فلا تتعجل، ولا تُقدِّم عقلك على كتاب الله، لأن الذي أنزل هذا الكلام قال في شأنه:) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ) (فصلت:42)، والذي أنزله العليم الحكيم الخبير، ولا يُمكن أن يُنزل كلاماً إلى البشر يتعارض مع عقولهم، فالمصدر واحد، فالذي خلق العقل هو الذي أرسل إليه النقل.
فالسبب الثاني في حدوث التعارض بين العقل والنقل هو أن العقل لم يفهم النقل، ومن أمثلة ذلك:
• يقول قائل: هل يصح أن تقول بأن الله سبحانه وتعالى على العرش بمقتضى قوله: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه:5)، وفي السماء بمقتضى قوله: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) (الملك:16)، وفي الآفاق وفي كل مكان بمقتضى قوله: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) (الحديد:4)؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/87)
نقول: هذا ليس بتعارض، ولذلك جمع الله سبحانه وتعالى بين هذه الثلاثة في آية واحدة، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الحديد:4)، فمعنى في السماء أنه على العرش، فبعد السماء السابعة الماء، وبعد الماء العرش، وفوق العرش رب العالمين، والله من فوق عرشه يسمع السرَّ وأخفى في سائر خلقه، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ) (آل عمران:5)، فالله فوق عرشه، وهو في السماء وهو معنا أينما كنَّا، ولكن الإشكال في أنهم يتخيلون الله على أنه شخص، وبسبب هذا التشبيه الذي يأتي إلى أذهانهم ينكرون النصوص.
وانظر إلى كلام أبي الحسن الأشعري -الذي تُنسب إليه طائفة الأشعرية- في كتاب الإبانة: "فإن قال قائل: ما تقولون في الاستواء؟، قيل له: إن الله يستوي على عرشه استواءً يليق به"، فلم يقل رحمه الله: "استولى"، بل قال بأن من يقولون بأن استوى تعني "استولى" جهمية وحرورية ومعتزلة.
وقال رحمه الله: "فالسماوات فوق العرش، فلما كان العرش فوق السماوات قال: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) لأنه مستوٍ على العرش الذي فوق السماوات، وكل ما علا فهو سماء والعرش أعلى السماوات".
فأعلى سماء فوقنا العرش، وفوق السماء السابعة ماء، وفوق الماء العرش، والله فوق العرش.
فإن قال قائل: ما شكل العرش؟
نقول: لا نعلم، فحتى نعلم بذلك يلزم أمران، إما أن نراه بأعيننا، وهذا لم يحدث، وقد قال النبي: "تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت".
فالشئ لا يُعرف إلا برؤيته أو برؤية مثيله، ولا يوجد مثيل لعرش الله سبحانه وتعالى، ولا يوجد مثيل لله، قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى:11)، فهناك كيفية يعلمها الله سبحانه وتعالى، أما نحن فلا نعلم الكيفية، ولكن نؤمن بها، فهناك كيفية لاستواء الله جل جلاله يعلمها هو ولا نعلمها نحن.
ثم قال أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى: " وليس إذا قال: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) يعني جميع السماوات وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السماوات، ألا ترى الله تعالى ذكر السماوات فقال تعالى: (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً) (نوح:16)، ولم يُرد أن القمر يملأهن جميعا وأنه فيهن جميعاً، ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله تعالى مستو على العرش الذي هو فوق السماوات فلولا أن الله عز و جل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش كما لا يحطونها إذا دعوا إلى الأرض"
وكتاب الإبانة عن أصول الديانة لأبي الحسن الأشعرى من أروع ما كُتب في عقيدة أهل السنة والجماعة، وليحرص طالب العلم على اقتنائه.
فهذا مثال للتعارض بين العقل والنقل سببه أن العقل لم يفهم النقل، فإذا حدث هذا، على الإنسان أن ينسب الخطأ إلى نفسه ويُقدِّس كلام الله ولا يتجرأ عليه، ويسأل أهل العلم، فهو بذلك قد اتقى الله بأن ردَّ العيب إلى نفسه ونزَّه كلام ربه، والله تعالى قال: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ) (البقرة:282)، فيفهم في هذه الحالة ما أُشكل عليه، وأما لو تجرأ وقدَّم عقله على كتاب ربه فلن يفهم وسيزداد في الضلالة، كما قال تعالى: (قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً) (مريم:75).
• ومثال ذلك أيضاً تشكيك بعض أتباع المستشرقين من الإسلاميين أساتذة الجامعات وشيوخ الفضائيات في حديث الذباب الذي رواه البخاري بسنده عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أن رسولَ الله قال: "إذا وقعَ الذبابُ في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه، فإن في إحدى جناحيه داء وفي الآخر شفاء".
فأخذوا يطعنون في هذا الحديث ويقولون: "إن العقل لا يقبل هذا"، حتى أثبت الطب الحديث أن هذا حق فصدقوا بهذا الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/88)
نقول: طالما أنه وحي ثابت بمنهج أهل الحديث فهو حديث صحيح والذي فيه حق، وكون العلم يعجز عن اكتشاف ذلك، فالعيب في عقل الإنسان، وليس في كلام النبي.
فهذا الحديث من معجزات النبي الطبية التي يجب أن يسجلها له تاريخ الطب بأحرف ذهبية، فالذباب عليه بكتيريا في أحد جناحيه، ومضادات هذه البكتريا تتكون في الجناح الآخر، ونحن نعلم أنه إذا أصاب البدن فيروسات فإن أفضل علاج له هو المضادات التي يفرزها الجسم لمقاومة هذه الفيروسات، وهذا هو أنجح علاج وإلا ينتشر المرض، فالذباب نفسه يفرز مادة مضادة قاتلة للبكتيريا الموجودة فيه، فمن الذي علَّم النبي هذا الكلام؟! فهذا وحي نزل من السماء.
وهذا الذباب نعمة من الله تعالى، فهو مقياس لعامل النظافة، فإذا وقع عدد قليل من الذباب على جسم الإنسان فإنها تنقل ميكروبات خفيفة، وعندما تصل هذه الميكروبات إلى الجسم يقوم بعمل حماية تلقائية، فتتعرف كرات الدم البيضاء على الميكروبات، حتى إذا هجم ميكروب بهذه النوعية بعد ذلك، يكون الجسم مستعداً له، فهذا تطعيم تلقائي من قِبَل الحق، فانظر إلى الحكمة، فالله سبحانه وتعالى يحمي الإنسان بمثل هذه الأشياء، وأما إن هجم الذباب على الإنسان فتكاثرت الميكروبات عليه حتى غلبت كرات الدم البيضاء، حينئذ يُصاب الإنسان بالمرض، وفي هذه الحالة يكون الإنسان هو المتسبب في هذا لأنه لم يحرص على النظافة.
فالله سبحانه وتعالى لا يفعل فعلاً إلا وهو خير يعود عليك، وقال نبينا: "والشر ليس إليك".
• ابن رشد الفيلسوف صاحب كتاب " بداية المجتهد ونهاية المقتصد " كان يقول: هنا أدلة الشرع متعارضة، ونقدم العقل على النقل فيها.
ومن أمثلة ذلك: قوله سبحانه وتعالى: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُل كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) (النساء:78)، فالحسنة والسيئة من عند الله على عكس كلام المنافقين، وفي الآية التي بعدها يقول تعالى: (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً) (النساء:79)، فلماذا أنكر عليهم أولاً؟، فهل السيئة من عند الله أم من عند العبد إذا خالف؟، يقول: هذا تعارض، فنقدم العقل على النقل.
نقول: لا يوجد أي تعارض على الإطلاق لأن هناك حسنة وسيئة بالمعنى الكوني، وحسنة وسيئة بالمعنى الشرعي، الحسنة والسيئة التي بالمعنى الكوني أن الله يخلق الشر والخير، قال تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (الأنبياء:35)، فهزيمة الإنسان في المعركة هي سيئة بالنسبة له، ولكنها يمكن أن تكون خيراً،قال تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ) (البقرة:216)، فالنعمة أو النقمة ابتلاء من الله، وهذا على اعتبار المعنى الكوني في ابتلاء العباد.
وأما على المعنى الشرعي، فإن خالف أحد الشرع فهو المسئول لوقوعه في العصيان، ولذلك يقول تعالى: (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) أي ما أصابك من توفيق إلى طاعة فمن الله، ولذلك فإن موافقة العبد للإرادة الشرعية موافقة أيضاً للإرادة الكونية، وأما لو خالف العبد الإرادة الشرعية فإن الإرادة الكونية ستقع عليه.
فلا تعارض، فإذا نظرت إلى وجه من وجوه التوحيد، وهو معنى الربوبية التي بها يخلق الأشياء، (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) (التغابن:2)، ولكن الذي يتحمل الوزر هو العاصي الذي عصى الله وخالف شرعه، فما أصابه من سيئة فبسبب مخالفته، وأما لو أطاع فسيصبح في خير (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) (الأعراف:96)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/89)
• ومن أمثلة ذلك أيضاً قوله تعالى: (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) (القصص:56) فالخطاب هنا للرسول، فالهداية هنا منفية عن رسول الله، وفي آية أخرى يقول تعالى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الشورى:52) فأثبت الهداية للنبي، فهل هذا تعارض؟
بالطبع لا، وعلى من يرى في الآيتين تعارضاً أن يعيب عقله، فالهداية المنفية عن رسول الله هي الهداية الكونية التي كتب الله فيها في اللوح المحفوظ أهل الجنة وأهل النار، فالرسول ? لا يعلمها ولا قدَّرها، وأما المثبت للرسول فالهداية الشرعية، (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي) أي تُبين وتُرشد.
• وكذلك يقول قائل: اقرأ في القرآن قوله تعالى: (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النحل:74)، ويقول أيضاً: (فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَأُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى:11)، ويقول في آية أخرى: (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى) (النحل:60)، ويقول: (وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الروم:27)، فهل يُضرب لله المثل أم لا؟
نقول: قبل أن تُقْدِم على أن تُقَدِّم عقلك على كتاب الله وتشك في كلام الله اسأل، قال تعالى: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النحل:43)، فلا تعارض بين الآيات، فالله سبحانه وتعالى لا يجوز في حقه نوعين من القياس، ويجوز في حقه نوع من القياس، فلا يجوز في حق الله قياس التمثيل وقياس الشمول، فقوله تعالى: (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ) (النحل:74) ينطبق على قياس التمثيل والشمول، وأما قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى) (النحل:60) هذا قياس الأولى، فالغيبيات تُقاس بقياس الأولى، أما عالم الشهادة فيُقاس بقياس التمثيل والشمول.
• وكذلك قال تعالى في آية: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ. أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) (الواقعة:63 - 64) فنفى عنهم الزراعة، وفي آية أخرى يقول: (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) (الفتح:29) فسماهم زراعاً، وقال يوسف ?: (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً) (يوسف:47)، هل هذا تعارض؟
نقول: باعتبار أن الله هو خالق الأسباب وهو الذي رتبها، وهو الذي يخلق النتيجة على سببها، والعلة التي تؤدي إلى معلولها، فالله هو الذي زرع حقيقةً، وباعتبار أن العبد يأخذ بالأسباب التي خلقها رب العزة والجلال سمَّاه زارعاً، فهذه بالنظر إلى توحيد الربوبية، وهذه بالنظر إلى توحيد الألوهية، وليس هناك أي تعارض.
• وكذلك قال تعالى: (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ) (الأنفال:17) فالذي قتل المشركين هنا هو الله، وفي آية أخرى يقول: (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ) (البقرة:191)
نقول: الآية الأولى باعتبار النظر إلى الربوبية وأن الله هو الذي خلق الأسباب، وأنه سبحانه وفَّق في الرمي (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى)، وباعتبار أن العبد يأخذ بالتشريع والتكليف ويأخذ بالأسباب سمَّاه الله قاتلاً.
وهناك بعض النقاط سنتكلم عنها في المحاضرة القادمة، وهي:
- أيهما يُقدَّم على الآخر عند التعارض: العقل أم النقل؟
- من الذي يُقدم العقل على النقل؟
- من الذي يُقدم النقل على العقل؟
- كيف نُوصِّف التوصيف اللائق الذي كان عليه السلف وكان عليه الخلف؟
- هل العقل أصل في ثبوت النقل، أم أنه أصل في التعرف على النقل؟
- أيهما يُحسِّن أو يُقِّبح؟ هل العقل له دور في التحسين والتقبيح؟
- إذا قُدِّم العقل على النقل في باب الأخبار والغيبيات، كيف تظهر بدع الاعتقادات؟
- إذا قُدِّم العقل على النقل في باب الأوامر والشرائع والأحكام، كيف تظهر بدع العبادات؟
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.(66/90)
العقل والنقل بين السلف والخلف
ـ[عبده نصر الداودي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:46 ص]ـ
الدورة العلمية في العقيدة الإسلامية
للدكتور / محمود عبد الرازق الرضواني
حفظه الله تعالى
مسجد الصحابة – عين شمس
المحاضرة الثالثة
الإثنين 15 ربيع الآخر 1429
21 إبريل 2008
موضوع المحاضرة:
العقل والنقل بين السلف والخلف
عناصر المحاضرة:
• مقدمة
• تحديد ضوابط مصطلح السلف والخلف.
• هل العقل أصل في ثبوت النقل أم العقل أصل في العلم بالنقل؟
• هل العقل مطية للنقل أم أن النقل مطية للعقل؟
• متى يُقدَّم العقل ومتى يُقدَّم النقل؟
• ظهور البدعة سببه حدوث خلل في مسألة تقديم العقل على النقل.
• الأصول الخمسة عند المعتزلة.
• بدع العبادات سبب ظهورها تقديم العقل على النقل في باب الشرائع والأحكام
البحث المطلوب:
أمثلة لبدع الاعتقادات والعبادات.
• مقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين، أما بعد:
في محاضرة الليلة بإذن الله تعالى سوف نتحدث عن بعض العناصر المتعلقة بموضوع العلاقة بين العقل والنقل، نحاول أن نستوفي الموضوع من جميع الجوانب، كنا تحدثنا في المحاضرتين الماضيتين عن:
• المقصود بالعقل والغاية الرئيسية من وجوده.
• حدود المعرفة بالعقل.
• العتبات المطلقة للحواس الخمس.
• مدارك اليقين العقلي.
• المقصود بالنقل.
• العلاقة بين العقل والنقل، وهل يٌمكن أن يتعارض العقل مع النقل.
وذكرنا عبارة هامة يجب أن تُحفظ وهي:
"العقل الصريح لا يُعارض النقل الصحيح، بل يشهد له ويؤيده لأن المصدر واحد فالذي خلق العقل هو الذي أرسل إليه النقل، ومن المحال أن يُرسل إليه ما يُفسده، وإذا حدث تعارض بين العقل والنقل فذلك لسببين، لا ثالث لهما، إما أن النقل لم يثبت وإما أن العقل لم يفهم النقل".
هذه أصولٌ للعقيدة، فلن تجد إنساناً فطرته سليمة وعقله واضح يختلف معك في هذا، فالذي صنع العقل هو الله، والذي أنزل إليه النقل الممثل في الكتاب والسنة كنظام يسير عليه الإنسان فيَسلم في الدنيا والآخرة هو الله،فمن المحال أن يُرسل إلى صنعته منهجاً يُفسدها، فالإنسان لا يقبلها على نفسه، فكيف يقبلها على رب العزة والجلال؟
فأي واحد من المخالفين سيتفق معك على هذا المبدأ، وسنرتب على ذلك أموراً أخرى.
قضية تقديم العقل على النقل هي التي تُحدد نوعية الناس، وقد اخترنا أن نبدأ هذه المحاضرات بهذا الموضوع لأن ذلك سيجعلنا على أصولٍ نتفق عليها، فأي عاقل لن يختلف معنا على هذه الأصول، فإذا لم يكن الكلام واقعاً على القلب والإنسان يشعر بمنطقيته تجد أن هناك نفوراً وتكثر الأسئلة، وأما إن كان الكلام واقعاً على القلب تقل الأسئلة وتجد أن ما في صدرك يتفق مع كتاب ربك وترى الأمور في منتهى التوافق، وهذا ما نريده، فنحن نريد أن نصل إلى الحق سوياً ولا نريد أن نختلف، فالله سبحانه وتعالى ابتلانا في هذه الحياة بقضية اتباع الشرائع والأحكام، وهو سبحانه وتعالى قادرٌ أن يجعل الناس أمةً واحدة (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) (هود:118 - 119)، فالاختلاف سيحدث بالتقدير الكوني، فيُنزل الله منهجاً وشرعاً وهو النقل، وينظر في ابتلاء العقول، هل سيتبعون النقل؟ فإن اتبعوا النقل فهؤلاء رحمهم الله تبارك وتعالى (إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ)، فهذا هو المنهج، فهل ستسير خلف عقلك أو تتبع شرع ربك؟، فإن اتبعت الشرع فستسلم، ولكن الله قادر على أن يجعل الناس كلهم أمة واحدة كالملائكة.
• تحديد ضوابط مصطلح السلف والخلف.
1. مصطلح "السلف"
السلف في اللغة معناه: ما مضى.
وأما في الاصطلاح فيُطلق على من توفر فيه أمران:
o الأمر الأول: العامل الزمني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/91)
أن يدرك الفترة الزمنية المسماة بعصر خير القرون، والتي قال فيها الرسول: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"، يقول راوي الحديث: فلا أدري أذكر بعد "قرني" قرنين أو ثلاثة.
وهذه الفترة الزمنية حددها العلماء بأنها من بعد وفاة النبي إلى سنة 221 هـ، وهذه السنة كان فيها انتقال المذهب الرسمي للدولة الإسلامية من المذهب السلفي إلى المذهب المعتزلي.
فالعصر الذهبي للسلف الصالح كان بداية من عصر النبوة حتى السنة التي فرض فيها المأمون بن هارون الرشيد بدعة القول بخلق القرآن، وأصبح المذهب الرسمي للدولة هو مذهب المعتزلة في العقيدة.
o الأمر الثاني: العامل المنهجي:
أن يُقدِّم النقل على العقل عند التعارض، فمن قدَّم النقل على العقل عند التعارض وأدرك عصر خير القرون يقال عنه: من علماء السلف، فعصر خير القرون هو عصر الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، فلا يُطلق لفظ "سلف" على المعاصرين، فالمعاصرون لا يُطلق عليهم السلف اصطلاحاً.
وقد قلنا أنه لا تعارض بين العقل الصريح والنقل الصحيح، ولو حدث تعارض فسببه عدم ثبوت النقل أو عدم فهم العقل للنقل، فإن لم يفهم أحد النقل وقال: "أنا أقدم كلام الله على كلامي"، فهذا يقال عنه بأنه على منهج السلف، أو بأنه خير خلف لخير سلف.
هل كان هناك من يُقدِّم العقل على النقل في عصر خير القرون؟
نعم، وسنعلم قصتهم في المحاضرات القادمة إن شاء الله تعالى.
2. مصطلح الخلف:
الخلف في اللغة معناه: من أعقب السلف في الزمن.
وأما في الاصطلاح فيُطلق على من توفر فيه أمران:
• الأمر الأول: العامل الزمني:
وهو أن يعقب عصر خير القرون، فمن جاء بعد عصر خير القرون فقد تحقق فيه الشرط الأول من مصطلح "الخلف"، ويبدأ من عصر المعتزلة ثم عصر المتكلمين الأشاعرة والماتريدية ويستمر حتى وقتنا هذا.
• الأمر الثاني: العامل المنهجي:
أن يُقدِّم العقل على النقل عند التعارض.
إذاً، من قدَّم النقل على العقل عند التعارض: سلفي في المنهج.
ومن قدَّم النقل على العقل عند التعارض وأدرك عصر خير القرون: سلفي في الاصطلاح.
فابن تيمية رحمه الله تعالى ليس من السلف اصطلاحاً، ولكنه على منهج السلف، فهو خير خلفٍ لخير سلف، أما علماء السلف فهم الذين كانوا في عصر خير القرون، فلا يقال عن أحد المعاصرين أنه من علماء السلف، بل يقال بأنه على منهج السلف على قدر ما فيه من تصديق الخبر وتنفيذ الأمر.
فابن تيمية رحمه الله تعالى من الخلف زمناً، ومن السلف منهجاً، ولكنه ليس من الخلف اصطلاحاً ولا من السلف اصطلاحاً، أما الأئمة أمثال أحمد والشافعي وسفيان، فمن علماء السلف اصطلاحاً.
وقد يوجد من يتحقق فيه العامل الزمني للسلف، ولا يتحقق فيه العامل المنهجي مثل الجهم بن صفوان، فقد كان الجهم يُقدِّم العقل على النقل وعاش في عصر خير القرون، وهو أساس البدعة في أمة محمد.
والشيخ ابن باز رحمه الله تعالى خير خلف لخير سلف، فقد جاء بعد عصر السلف، فهو من الخلف زمناً، ولكنه من السلف منهجاً.
في الحقيقة، من أجمل الكتب التي قرأتها كتاب "درء تعارض العقل مع النقل" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، ولما تقرأ في هذا الكتاب تشعر أن الذي كتبه شخص موسوعي، ولذلك تجد أن الكثيرين غير قادرين على استيعاب كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى بسبب تبحره، فتجد الشخص لا يفهم كلام شيخ الإسلام فيتهمه اتهامات خطيرة جداً.
• هل العقل أصل في ثبوت النقل أم العقل أصل في العلم بالنقل؟
لماذا يُقدَّم العقل على النقل عند أصحاب المدرسة العقلية؟
قالوا: نحن نُقدِّم العقل على النقل لأن العقل أصلٌ في ثبوت النقل، فلولا العقل ما ثبت النقل، فلو تعارضت الأدلة السمعية مع الأدلة العقلية والقواطع العقلية، فإننا نُقدِّم القواطع العقلية على الأدلة السمعية، فالعقل هو الذي عرَّفنا على النقل، فلولا العقل ما ثبت النقل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/92)
والإمام الرازي الذي يعتبر إمام مذهب الخلف وهو صاحب القيادة فيه، وإن كان قد رجع عنه قبل موته، يقول: "إذا تعارضت الأدلة السمعية والعقلية أو السمع والعقل أو النقل والعقل أو الظواهر النقلية والقواطع العقلية – فعلى زعمهم يستحيل الجمع بين العقل والنقل لأنه اجتماع بين ضدين – يجب أن نُقدِّم العقل على النقل لأن العقل أصل النقل، فلو قدمنا النقل على العقل فقد قدحنا في العقل الذي هو أصل في ثبوت النقل".
يقولون: العقل هو الذي عرفنا على الوحي، وبالعقل عرفنا بأن محمداً رسول الله، فكيف نقدم كلام الرسول على العقل؟
يقول لهم ابن تيمية رحمه الله تعالى: العقل أصل في العلم بالنقل، ليس أصلاً في ثبوته، لأن النقل ثابت قبل وجود العقل.
فالنقل موجود في اللوح المحفوظ قبل ما تُخلق العقول وقبل ما تُخلق البشرية كلها، فالله يقول: (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ. وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ. إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ. فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ) (الواقعة:75 - 78)، والكتاب المكنون هو اللوح المحفوظ، (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ. تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ. أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ. وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ)، فلو كذَّبوا به هل سيؤثر ذلك في النقل؟ أبداً، فالضرر سيقع على من يُكذِّب بالنقل، والله تعالى يقول: (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ. أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ. وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ) (الزخرف:4 - 6)، فمن أُرسل إلى الأولين من الأنبياء والمرسلين، هل جاءوا بالعقل أم بالنقل؟ جاءوا بالنقل، قال تعالى: (وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ. فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ) فالذين كذَّبوا بالرسول هل أثَّر تكذيبهم في صدق الرسول؟! فالرسول صادق والنقل ثابت سواء صدَّقت أم كذبت، فالعيب فيك وفي عقلك، فإن آمنت سيعود الصلاح عليك، وإن كذَّبت فسيعود الضرر عليك.
ويستدل ابن تيمية رحمه الله تعالى بحديث ابن عباس ? في صحيح البخاري قال: خرج علينا النبي يوما فقال: "عرضت علي الأمم فجعل يمر النبي معه الرجل والنبي معه الرجلان والنبي معه الرهط والنبي ليس معه أحد .......... " فلم يُصدق بالرسول الذي جاء من عند الله إلا رجل واحد أو اثنان أو ثلاثة أو رهط، وجاء نبي ولم يصدقه أي أحد، فهل لأن كل البشر كذبوه أن النقل لم يثبت والرسول ليس بصادق؟؟!!
إذاً قولهم بأن العقل أصل في ثبوت النقل كلام باطل، بل العقل أصل في التعرف على النقل، في العلم بالنقل، فالعقلاء لما سمعوا كلام الرسل أيقنوا به وصدقوه، ولذلك استجابوا لموسى بكثرة، واستجابوا لنبينا.
ثم قال: "ورأيت سواداً كثيراً سد الأفق فرجوت أن يكون أمتي فقيل هذا موسى وقومه ثم قيل لي انظر فرأيت سواداً كثيراً سد الأفق فقيل لي انظر هكذا وهكذا فرأيت سواداً كثيراً سد الأفق فقيل هؤلاء أمتك ومع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ".
فالعقل أصل في العلم بالنقل، وليس أصلاً في ثبوته، لأن النقل ثابت قبل وجود العقل،فهو موجود في اللوح المحفوظ، والرسل صادقون في بلاغهم عن ربهم صدَّق الناس أو لم يُصدقوا، فالضرر أو النفع يعود على الناس، وليس على أصل الرسالة، فكيف يُقال بأن العقل هو الذي عرَّفني بالنقل ولذلك نقدِّم العقل على ما جاء به الرسول؟! كيف وأن الرسول صادق؟ فإن لم تصدق به، فالعيب في ذهنك وعقلك وليس في كلام رب العزة والجلال، ولذلك كان السلف يعلمون أن ما أخبر الله به حق، وأن الله تبارك وتعالى ما أنزل هذا الكتاب إلا لهداية الناس، فلو ظنَّ أحد أن عقله أو الواقع الذي يراه يتعارض مع كتاب الله، فالعيب في عقله، أما كلام الله تبارك وتعالى فحق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/93)
روى الإمامان البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي سعيد الخدري قال: جاء رجل إلى النبى فقال: إن أخى استطلق بطنه، فقال رسول الله: "اسقه عسلاً"، فسقاه ثم جاءه فقال إنى سقيته عسلا فلم يزده إلا استطلاقاً، فقال له ثلاث مرات ثم جاء الرابعة فقال "اسقه عسلا " فقال: لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقاً، فقال رسول الله: "صدق الله وكذب بطن أخيك". فسقاه فبرأ.
ويقول ابن تيمية رحمه الله تعالى وهو يرد على الفخر الرازي: "عدم علمنا بالحقائق لا ينفي ثبوتها في أنفسنا، فما أخبر به الصادق المصدوق صلي الله عليه وسلم هو ثابت في نفس الأمر سواء علمنا صدقه أو لم نعلمه،و من أرسله الله تعالي إلي الناس فهو رسوله سواء علم الناس أنه رسول أو لم يعلموا وما أخبر به فهو حق وإن لم يصدقه الناس وما أمر به عن الله فالله أمر به وإن لم يطعه الناس".
فإن أمر الرسول بفعل شئ ولم يستجب أحد، هل معنى ذلك أن الأمر باطل؟!
ولذلك نقول: لا تغتر بالكثرة، ومن المواقف التي تُحكى عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى عندما فرضوا على الناس بدعة القول بخلق القرآن، وألزموا الناس بالسيف، فمن لم يقل بأن القرآن مخلوق يُقتل، واختبروا العلماء ولم يثبت إلا الإمام أحمد ومحمد بن نوح، أنه في يوم من الأيام أُخرج أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح من سجن بغداد متوجهين إلي الخليفة المأمون، وكان بطرسوس أحد المدن في شمال الشام تقع على نهر طرسوس، حيث كان المأمون وقتها في طريقه لغزو الروم، فأكَّد إسحاق بن إبراهيم قيودهما وجمعهما في الحديد في سلسلة واحدة وعلى بعير واحد متعادلين، الإمام أحمد في ناحية ومحمد بن نوح في الناحية الأخرى، في صورة مذرية مشينة تدل على مدي الغضب الذي هيمن على المأمون ونائبه، ومدي الثبات الذي عليه إمام أهل السنة وصاحبه، وفي الطريق قيل لأحمد: ألا تري الباطل كيف ظهر على الحق؟ قال: كلا، إن ظهور الباطل على الحق أن تنتقل قلوب الرجال من الهدي إلي الضلال، وقلوبنا بعد لازمة للحق.
ونصره الله سبحانه وتعالى، ولو كان الإمام أحمد رحمه الله تعالى وافقهم على ما يريدون لكان إجماعاً، لأنه الوحيد في هذه الأمة الذي وقف هذا الموقف، والنبي يقول: "لا تجتمع أمتي على ضلالة"، ودعا الله تعالى على المأمون فاستجاب الله تعالى له، ما أن انتهى من دعائه إلا استجاب الله له، ومات المأمون في نفس الليلة.
فأكد ذلك للناس أن الله ينصر من كان على الحق وإن كان واحداً، فليس الأمر بالكثرة، فلو أن نبياً جاء بشرع الله ولم يستجب الناس، فعلى الإنسان ألا يتبع الكثرة ولكن يتبع الحق والدليل.
ونحن نقول هذا الكلام حتى تميزوا هذه القضية يا إخوان، فليس لنا ثقة إلا فيما جاء به الشيخ من الدليل، سواء من القرآن أو ما ثبت عن النبي، وما عدا ذلك لا يلزمنا، فالحق لا يُعرف بالرجال، ولكن يُعرف الرجال بالحق.
ولنضرب مثالاً ذكره ابن تيمية رحمه الله تعالى ليبين أن العقل أصل في العلم بالنقل وليس أصلاً في ثبوت النقل:
لو أراد أحد أن يسأل عن طبيب متخصص في مرض خطير، فدلَّه رجل عامي على طبيب متخصص وأثنى عليه وعلى مهارته، فهل هذا الرجل العامي هنا بمثابة الطبيب أم أنه دالٌ على الطبيب؟ دالٌ على الطبيب.
فذهب المريض إلى الطبيب وأعطاه علاجاً لمرضه، فلَم يُعجب هذا الرجل العامي، فقال للمريض: لا تسمع لهذا الطبيب، واسمع لي أنا، فأنا الذي دللت عليه.
فهنا تعارض قول العامي مع قول الطبيب، فلا يقول المريض: سألتزم بما يقوله لي العامي، لأنه هو الذي دلَّني على الطبيب.
ولذلك يقال لهذا العامي: طالما أنك دللت على هذا الطبيب المتخصص، فهذه شهادة منك على أنه هو المرجع، ولست أنت المرجع لأنك دللت عليه.
إذاً، لا يقال بأنه إذا تعارض العقل مع النقل نتبع العقل لأنه صدَّق بالنقل.
فهذا هو المثل الذي ضربه شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في درء تعارض العقل والنقل، وهو كلام جميل جداً.
• هل العقل مطية للنقل أم أن النقل مطية للعقل؟
أي من الذي يوجِّه الآخر ويهيمن عليه؟، فنقول: "مطية" كمن يمسك بدابة ويسوقها، فمن الذي يسوق الآخر؟ هل العقل هو الذي يسوق النقل أم أن النقل هو الذي يسوق العقل؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/94)
العقل مطية للنقل، فالنقل هو الذي يوجهه، فطريقة السلف الصالح أننا نحمل النقل فوق رؤوسنا، ونجعل أنفسنا مطية لكتاب ربنا، فإذا قال أحد: سآخذ من القرآن ما يعجبني، فهو بذلك يريد أن يوجِّه النقل حسبما يشاء، وهذا خطر كبير جداً على فهم طريقة السلف الصالح.
• متى يُقدَّم العقل ومتى يُقدَّم النقل؟
إن قال قائل: هل معنى هذا الكلام أن يكون الإنسان متحجراً، عنده جمود عقلي، لا يفكر؟
نقول: لا، لأن الشرع (المتمثل في الكتاب والسنة) لما أنزله الله على ألسنة الرسل راعى فيه هذه المسألة وهذه الجزئية.
فمتى يُقدَّم العقل على النقل ومتى يُقدَّم النقل على العقل؟ أو نقول: أيهما يحكم على الأشياء بالحسن والقبح، العقل أم النقل؟
هذه مسألة من أهم المسائل التي تضبط قضايا العقيدة، فهل الشرع جاء بتقديم النقل فقط وإلغاء العقل؟ وهل منهج السلف مبني على الجمود العقلي؟
نقول: لا، بل إن فيه قمة الإبداع العقلي، لماذا؟
إن مسألة تمييز الحسن والقبيح، وأن نفعل كذا ولا نفعل كذا معتمدة على المصلحة، وهذه المسألة موجودة في البشر لا يستطيع أحد أن يدفعها عن نفسه، فمن الذي يحدد الضوابط التي نميز بها بين الحسن والقبيح؟
إن قلنا بأن العقل هو الذي يحدد هذه الضوابط، فسيظهر ما يسمى بالقانون الوضعي، فالقانون الوضعي عبارة عن أن مجموعة من العقلاء اجتمعوا ووضعوا نظاماً، وقالوا للناس بأن يفعلوا كذا ولا يفعلوا كذا، ففي أي دولة يجب أن يكون هناك مجموعة من القوانين تحدد ضوابط الخير والشر، فبالنسبة للقوانين الوضعية الذي يحدد هذه الضوابط هم البشر، فالقوانين الوضعية كلها تجعل مرجعية الحكم على الأشياء بالحسن والقبح إلى العقل، ولذلك تختلف الأمور، فتجد في الدول الغربية يباح الزنا واللواط ويباح شرب الخمر، ولذلك جاءت أمراض لا حصر لها، وكل ما كان القانون أقرب إلى الشرع والنقل كلما كان فيه عصمة.
فالله لما يقول لنا: افعلوا كذا، ولا تفعلوا كذا، فإنه يحدد الحسن فعلاً، لأن المصلحة في ذلك لا ترجع إلى الله تعالى، وإنما ترجع إلى العبد نفسه، في حين أن الذين يضعون القوانين الوضعية أحياناً ما يضعون هذه القوانين لمصلحتهم، وليس لمصلحة الناس، فقد تتغير كل هذه القوانين في لحظة لمصلحة من وضعها، أما رب العزة والجلال فليس له مصلحة في أن يقول لك افعل كذا أو لا تفعل كذا، فالنفع سيعود عليك، ولذلك فالقوانين في الإسلام شرعية، (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ) (يوسف:40)، وهذا ينبغي أن يكون إلزاماً، لأنه سبحانه رب والكل عبد له، وإذا نظرنا إلى ذلك نظرة عقلية فسنجد أن العقل يقول بأن توجيه الخالق للمخلوق أفضل من توجيه المخلوق للمخلوق، فالحسن والقبح مرده إلى النقل، وشتَّان بين قانون شرعي وقانون وضعي.
إن قال قائل: هل هذا مطلق؟ بمعنى أن العقل ليس له دور في التمييز؟
نقول: لا، له دور، فدور العقل في أنه يؤيد النقل في ذلك، فيقول بأن قوانين السماء التي نزلت من عند الله هي أفضل لي.
الأحكام التكليفية تنقسم إلى خمسة أحكام:
1. الواجب: هو ما أمر به الشرع على سبيل الحتم والإلزام.
أو: هو ما يُثاب على فعله ويُعاقب على تركه، مثل: الصلاة والزكاة، قال تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) (البقرة:110).
2. المندوب (المستحب): هو ما أمر به الشرع لا على سبيل الحتم والإلزام.
أو: ما يُثاب على فعله ولا يُعاقب على تركه، مثل الصلاة قبل المغرب، فقد قال: صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب، ثم قال: "لمن شاء"، فطالما أنه خيَّر فيها، فالأمر يكون للاستحباب.
3. الحرام: هو ما نهى عنه الشرع على سبيل الحتم والإلزام.
مثل قوله تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) (الإسراء:32).
4. المكروه: هو ما نهى عنه الشرع لا على سبيل الحتم والإلزام.
مثل نهيه عن أكل البصل والثوم.
5. المباح: وهو ما يُخيَّر فيه بين الفعل والترك، فلا يُثاب على فعله ولا يُعاقب على تركه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/95)
الأحكام الشرعية التكليفية (الواجبات والمستحبات والمحرمات والمكروهات) القيادة فيها للنقل والعقل تابع يشهد لها ويؤيدها، فالله أمر بالصلاة، ففيها خير كثير، والعقل يؤيد ذلك، ولنضرب لذلك مثالاً: في فرنسا يدخل الناس يصلون صلاة الجماعة، فتجد رجالاً ونساءً أمام المسجد غير مسلمين يفعلون كما يفعل المسلمون في قيامهم وركوعهم وسجودهم، لماذا يفعلون ذلك؟
لأن أطباء المفاصل قالوا لهم بأن علاج خشونة المفاصل هو أداء ما يفعله المسلمون في صلاتهم خمس مرات يومياً.
فهم يُعملون عقولهم فقط، ويقومون بأفعال الصلاة دون الإيمان بها، ولكن لأن العقل رأى أن الصلاة تساعد في علاج الإنسان فعلوا ذلك، فهذا فيه دلالة العقل على صحة ما ورد في النقل، وبالإضافة إلى أن ذلك ذكر لله وخضوع وحالة إيمانية جميلة يشعر بها الإنسان عندما يصلي.
وأما المباحات، فالقيادة فيها للعقل والنقل تابع يؤيدها.
أخرج مسلم رحمه الله تعالى من حديث رافع بن خديج ? قال: قدم نبى الله المدينة وهم يَأبُرُون النخل (يلقحون النخل) ....
ففي وقت معين يلقحون النخل بأن يضعوا الطلع من النخلة الذكر في النخلة الأنثى حتى يحدث التلقيح الذي يحدث في النبات.
فقال: "ما تصنعون؟ " قالوا: كنا نصنعه قال: "لعلكم لو لم تفعلوا كان خيراً "، فتركوه فنفضت أو فنقصت (وفي رواية: فخرج شيصاً)، فذكروا ذلك له فقال: "إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشىء من دينكم فخذوا به ..... "
ففي حالة الواجب أو المستحب أو المحرم أو المكروه وجب الالتزام بالنقل.
قال: وإذا أمرتكم بشىء من رأى فإنما أنا بشر، أنتم أعلم بأمر دنياكم"
فهنا يُقدَّم صاحب الخبرة والعقل، ففي المباح يُقَدَّم العقل.
فمثلاً، إذا لم يكن هناك طبيب كفء في مجال معين إلا طبيب نصراني عنده خبرة، فلا يقول أحد: لن أذهب إليه ولو مت، فإن هذا جهل، لأن الله سبحانه وتعالى جعلها أسباباً، ولا عصبية في ذلك، فكون الطبيب غير مسلم لا يعني أن أحاربه فيما منَّ الله تبارك وتعالى به عليه، وإن لم يكن له أجر في الآخرة على ذلك، ولكنه يُقدَّم لأنه صاحب خبرة وكفاءة.
• ظهور البدعة سببه حدوث خلل في مسألة تقديم العقل على النقل.
إذا قُدِّم العقل على النقل في موطن تقديم النقل على العقل تظهر البدعة، ففي باب الشرع المتمثل في الواجبات والمستحبات والمحرمات والمكروهات القيادة فيه للنقل، وفي باب الشرع أمرنا الله أن نُصدِّق خبره، فطالما أن هناك أمر إلزامي بتصديق خبر الله فلا يجوز تقديم العقل على خبر الله، لأن الله سبحانه وتعالى أعلم بنفسه منا، فلو قدَّم إنسان عقله على تصديقه لخبر الله فقد خالف أمر الله في تصديق خبره.
فلو قدَّم العقل على النقل في باب الأخبار ظهرت بدع الاعتقادات، فالله تعرفنا على وجوده بالعقل من خلال الأسباب كما قال الأعرابي: "البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج، ألا تدل على اللطيف الخبير"، فهذه الآثار دلَّت على خالقها، وتعرفنا على وجوده بالعقل، ولكن إذا أردنا أن نتعرف على أسماء الله وأوصافه يجب علينا أن نرجع للنقل، فلو أن الله لم يُرسل نقلاً ليعرفنا به ما عرفناه بعقولنا أبداً، ولضلَّ الناس.
فإذا أراد أحد أن يتبع عقله في التعرف على أسماء الله وصفاته، فسيقول مثلاً: هل الله له اسم أم لا؟ هل يُسمَّى الله عاقلاً؟، فيقول: لا يصلح، لأن العقل مشتق من العِقال، والعِقال معناه الربط، والربط في حق الله محال، إذاً هل يُسمَّى حكيماً؟ فالله يجب أن يكون حكيماً، ولكن الحكيم مشتق من حكمة اللجام، وحكمة اللجام هي الحديدة التي توضع في فم الدابة لتمنعها من الحركة، فلا يُسمَّى الله حكيماً، فهل يُسمَّى سميعاً؟ لا، لأنه لو كان سميعاً لكان بأذن .................
ثم يقول: إذاً، أفضل شئ ألا نثبت لله أي صفة.
وهذا هو مذهب المعتزلة، فمذهب المعتزلة مبني على نفي أوصاف الله، فيقولون: "ليس له سمع ولا بصر ولا حياة ... "، فيثبتون الذات وينفون الأوصاف، ويسمون ذلك بالتوحيد.
نقول: هذا ليس توحيداً، هذا بدعة في الاعتقاد.
الأصول الخمسة عند المعتزلة.
1. التوحيد.
2. العدل.
3. المنزلة بين المنزلتين.
4. إنفاذ الوعيد.
5. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/96)
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى عن المعتزلة: حكمي في أهل الكلام أن يُضربوا بالجريد والنعال، ويُطاف بهم في العشائر والقبائل ويُقال: هذا جزاء من ترك كتاب الله وسنة رسوله وأقبل على علم الكلام.
التوحيد عندهم يقتضي نفي صفات الحق سبحانه وتعالى، فنحن نريد أن نعرف الله ولم نره، فيجب أن يأتينا خبر من الله تعالى يُعرِّفنا بنفسه، والمفروض علينا تصديق هذا الخبر.
وأما المعتزلة فيقولون: لا تصدق، لأنك لو أثبت صفة لله تعالى لأشبه المخلوقات، فلو أثبتنا لله تعالى السمع لأثبتنا له الأذن.
نقول: الإنسان يسمع بأذن لأننا نراه ونرى كيفية سمعه، ولا يشترط لكل شئ يسمع أن تكون له أذن، فالمسجلات الحديثة تسمع الصوت وتسجله بدون أذن، فالله تعالى يسمع ولكن لا نعلم الكيفية، والذي يسأل عن الكيفية مبتدع.
جاء رجل للإمام مالك وقال له: "الرحمن على العرش استوى"، كيف استوى؟
فكيف للإمام مالك أن يجيب عن هذا السؤال؟!، فلكي يجيب الإمام عن هذا السؤال يلزم أمران: إما أن يراه أو أن يرى مثيله، والرسول يقول: "تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت"، ولا يوجد مثيلٌ لله جل وعلا، قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى:11)، فهناك كيفية لسمع الله تعالى يعلمها الله ولا نعلمها نحن لأننا لم نرها.
فإن قال قائل: ما هو شكل العرش؟
نقول: لا نعلم، وسنعلم ذلك بإذن الله تعالى في الآخرة، قال تعالى: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) (الحاقة:17)، وقال: "سبعة يظلهم الله في عرشه، يوم لا ظل إلا ظله ... "، وقال: "فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش".
فأطرق الإمام مالك رحمه الله تعالى وعلاه الرحضاء (أي: العرق) وقال له: الاستواء معلوم (أي: معلومٌ معناه أنه علا وارتفع فوق عرشه كما أخبر عن نفسه) والكيف مجهول (أي مجهول لنا، فهناك كيفية معلومة لله، فلو نفى أحد الكيفية فقد نفى الصفة) والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعاً، ثم أُمر به فأُخرج.
فهذا لأنه أراد أن يُقدِّم عقله على كتاب ربه في باب الخبر، والمفروض أن يُقدَّم النقل على العقل.
فالتوحيد عند المعتزلة هو نفي أوصاف الله، وهذا يدل على فساد عقولهم، فلو قام أحد بين الناس وقال: ابني لا نظير له، فقيل له: في أي شئ؟، فقال: "ليس له أي صفة"، فهل هذا مدح؟؟، هذا هو مذهب المعتزلة، بخلاف ما إذا قال: ابني لا نظير له في علمه وأخلاقه، فبذلك وحَّده في وصف.
فالله تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)، في ماذا؟ قال تعالى: (وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، فليس كمثله شئ في سمعه وبصره، والمعتزلي نفسه لا يفرح إذا قال له أحد: أنت ليس لك أي صفة، ولا يقبل ذلك على نفسه، فكيف نقبل ذلك على ربنا سبحانه وتعالى؟!، فيقولون بأن التوحيد هو أن تثبت الأسماء وتنفي الصفات.
والعدل عندهم بأن تقول بأن الله لم يخلق أفعال العباد، وأن العبد هو الذي يخلق فعله.
أما المنزلة بين المنزلتين فبدعة عقلية أيضاً، فمرتكب الكبيرة عندهم لا مسلم ولا كافر، وإنما هو في منزلة بين المنزلتين، وأما في الآخرة فهو في النار مخلَّد، لماذا؟
لإنفاذ الوعيد، فطالما أن الله قال بأنه سيدخل النار فسيدخل النار، ولذلك أنكروا الشفاعة وأنه من الممكن أن يخرج ناس من النار، مع أن الأمة قد أجمعت على الشفاعة.
وأما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالمعروف هو مذهب المعتزلة الذي فيه تقديم العقل على النقل، والمنكر هو أن تقدم النقل على العقل، فجعلوا مذهب السلف منكراً، فهذه من بدع العقائد، وسببها تقديم العقل على النقل في باب الأخبار.
وكذلك من أمثلة بدع العقائد، بدعة الأشعرية الذين قالوا بإثبات سبع صفات ونفي الباقي، لماذا؟
قالوا: لأن العقل دلَّ عليهم، وأما الباقي فموهمة للتشبيه:
وكل نص أوهم التشبيه أوِّله أو فَوِّض ورُم تنزيهاً
• بدع العبادات سبب ظهورها تقديم العقل على النقل في باب الشرائع والأحكام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/97)
فإذا قُدِّم العقل على النقل في باب الواجبات والمستحبات والمحرمات والمكروهات تظهر بدع العبادات، وهذا كثيرٌ جداً، فهناك بدع في الصلاة وبدع في الزكاة وبدع في الصيام ... ، وهذه البدع سببها أن الرسول أمر بأوامر، فترك هؤلاء منهج الرسول وبعقولهم فعلوا أشياءً بحسن نية يظنون أنها أفضل من كلام الرسول، ومن أمثلة ذلك:
قراءة سورة الفاتحة للأموات، فالنبي لما ذهب لزيارة الأموات قال: "السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين، أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، غفر الله لنا ولكم"، فهذا الذي قاله النبي،ولم يقرأ الفاتحة.
ولذلك يقال لمن يفعل ذلك: إن كانت قراءة الفاتحة أفضل من كلام الرسول، فأنتم تتهمون الرسول بالتقصير، وحاشاه، وإن كان كلام الرسول أفضل، فقد تركت الأفضل وذهبت خلف عقلك، ولنضرب مثالاً للتوضيح:
رجل اشترى الطابق السابع في عمارة، وأجَّر عمالاً لتجهيز هذا الطابق، فقرر رئيس العمال أن يُجهز الطابق الأول بدلاً من الطابق السابع، وأنهى تجهيز الطابق الأول بإتقان ودقة، فعند عودة صاحب الطابق السابع أخبروه بأنهم قاموا بتجهيز الطابق الأول، فقال لهم: إذاً، الأجرة تأخذونها من صاحب الدور الأول.
فلا يوجد عاقل يفعل مثل ما فعل هؤلاء العمال، وهذا في أمور الدنيا، فلماذا في أمور الدين لا يُلتزم بالشرائع والأحكام، فالله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً له وموافقاً لسنة النبي.
قال شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل الصابوني: "علامات أهل البدع على أهلها بادية ظاهرة، وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي واحتقارهم لهم،واستخفافهم بهم، وتسميتهم إياهم حشوية وجهلة، وظاهرية ومشبِّهة اعتقاداً منهم في أخبار رسول الله أنها بمعزل عن العلم، وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة ووساوس صدورهم المظلمة وهواجس قلوبهم الخالية من الخير وكلماتهم وحججهم الباطلة".
والإمام أحمد بن سنان القطان يقول: "ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يُبغض أهل الحديث، فإذا ابتدع الرجل نُزعت حلاوة الحديث من قلبه".
ويقول الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى: "صاحب البدعة لا تأمنه على دينك، ولا تشاوره في أمرك، ولا تجلس إليه، ومن جلس إلى صاحب بدعة أورثه الله العمى ".
وقال ابن المبارك رحمه الله تعالى: " اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يداً فيحبه قلبي".
ونختم المحاضرة بهذه القصة: بعدما مات الخليفة المأمون بسبب دعاء أحمد بن حنبل عليه، تولى الخلافة من بعده المعتصم، وكان المأمون قد أوصى المعتصم قبل موته بأن يسير على مذهبه وألا يترك أحمد بن حنبل حتى يجيبه إلى القول بخلق القرآن، فسجنه لمدة ثلاث سنوات، وناظروه في آخر خمسة أيام من رمضان، فكانوا يأتون له بكلام عقلي، فيرد عليهم بالقرآن والسنة، فكان مما احتج عليهم أحمد في مناظرته لهم بين يدي الخليفة المعتصم حديث الرؤية، الذي رواه بسنده عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال: " كنا عند النبي، فنظر إلى القمر ليلة - يعني البدر – فقال: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا". وأحاديث الرؤية من الأحاديث المتواترة، لكن لما سمع الحديث قاضي القضاة أحمد ابن أبي دؤاد انصرف متوجها إلي على بن المديني، وهو من كبار المحدثين، مستغلاً أزمته ومحنته وانقطاع راتبه من الدولة لمدة عامين بسبب وقفته للحق وعدم الاستجابة إلي القول بخلق القرآن، أعطاه عشرة آلاف درهم وما تأخر من مستحقاته، وقال لعلى: هذه هدية من أمير المؤمنين، ثم قال له: يا أبا الحسن ما تقول في حديث الرؤية؟ قال على: حديث صحيح، قال قاضي القضاة: هل عندك فيه شيء؟
قال على: يعفني القاضي من هذا، قال قاضي القضاة: يا أبا الحسن هذه حاجة الدهر فاجعل مخرجاً لضعفه، ولم يزل به حتى قال على: في الإسناد من لا يعول عليه ولا على ما يرويه وهو قيس بن حازم إنما كان أعرابياً، ففرح ابن أبي دؤاد وذهب مسرعا إلي مجلس المعتصم يجرح قيساً وينفي صحة الحديث، فعلم أحمد جهله، لأن المحدثين جميعا يعدلون قيساً فهو من أجود التابعين إسناداً.
ولذلك تأمل في عبارة ابن المبارك رحمه الله تعالى: " اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يداً فأحبه".
قال الأوزاعي رحمه الله تعالى: " لا تمكنوا صاحب بدعة من جدل، فيُورث قلوبكم من فتنته ارتياباً".
قال ابن الماجشون رحمه الله تعالى: "سمعت مالكاً يقول: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة، لأن الله يقول (اليوم أكملت لكم دينكم)، فما لم يكن يومئذٍ ديناً فلا يكون اليوم ديناً".
إذاً، تقديم العقل على النقل في باب الأخبار يؤدي إلى بدع في الاعتقادات، وتقديم العقل على النقل في باب الأوامر يؤدي إلى بدع العبادات.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.(66/98)
طريقة الصحابة في فهم العقيدة
ـ[عبده نصر الداودي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:57 ص]ـ
الدورة العلمية في العقيدة الإسلامية
للدكتور / محمود عبد الرازق الرضواني
حفظه الله تعالى
مسجد الصحابة – عين شمس
المحاضرة الرابعة
الإثنين 22 ربيع الآخر 1429
28 إبريل 2008
موضوع المحاضرة:
طريقة الصحابة في فهم العقيدة
عناصر المحاضرة:
• مقدمة
• منهج الصحابة والتابعين في فهم القرآن والسنة.
• موقف الصحابة من خبر الله ورسوله.
• موقف الصحابة من أمر الله ورسوله.
• ما معنى الإيمان في حديث سفيان؟
• تلخيص لما ذُكر في المحاضرة.
البحث المطلوب:
أمثلة لتصديق الخبر وتنفيذ الطلب من أقوال السلف.
• مقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين، أما بعد:
في هذه المحاضرة بإذن الله تبارك تعالى سوف نتعرض إلى قضية الفهم السلفي الصحيح لموضوع العقيدة وطريقة الصحابة في فهم الاعتقاد.
نحن تحدثنا في المحاضرة الماضية عن قضية العقل والنقل، واستوفينا تقريباً المعلومات التي لا يستغني عنها طالب العلم، وخصوصاً في قضية العلاقة بين العقل والنقل، وعلمنا بأن الذي يقدم النقل على العقل هم السلف الصالح، وأن الذي يقدم العقل على النقل هم الخلف أو المتكلمون، وقد بدأنا بقضية العلاقة بين العقل والنقل لأنها أساسية في فهم باب العقيدة، وعدم فهمها هو سبب الخلاف بين السنة والبدعة، سواء بدعة اعتقاد أو بدعة عبادات، فبدعة الاعتقاد سببها تقديم العقل على النقل، وكذلك بدعة العبادات سببها تقديم العقل على النقل.
فإذا فهمنا العلاقة بين العقل والنقل جيداً نستطيع أن نتلاشى أي بدعة بإذن الله تعالى فيما سيأتي في باب الاعتقاد، والحمد لله أننا قد وفيناها حقها بالشكل اللائق.
نريد أن نتعرف على طريقة السلف الصالح الذين هم أهل السنة والجماعة، وكنا قد تحدثنا عن مصطلح السلف في المحاضرة الماضية، فمصطلح السلف يطلق على كل من أدرك عصر خير القرون وقدَّم النقل على العقل، وهذا في الجيل الأول، جيل الصحابة والتابعين وتابعي التابعين إلى انتهاء عصر الإمام أحمد بن حنبل والإمام الشافعي عندما فُرضت المحنة على العباد سنة 221هـ.
وسنتحدث في هذه المحاضرة عن كيفية فهم الصحابة للعقيدة، فسنتكلم عن:
- قضية العقيدة من خلال تصديق الخبر وتنفيذ الطلب.
- موقف الصحابة من خبر الله ورسوله.
- موقف الصحابة من أمر الله تبارك وتعالى.
- الإيمان كما ورد في حديث سفيان.
- أركان الإيمان باعتبار تصديق الأخبار، وباعتبار تنفيذ الأمر.
- كيف ظهرت البدعة في أمة محمد بالشكل الفعَّال الذي أدَّى إلى اختلاف المسلمين، وكان أبرزها بدعة الجهم بن صفوان.
وعلى طلبة العلم أن يستوعبوا هذه العناصر، لأنها أصول، وسنعلم فيما بعد مدى أهميتها، فشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عندما يتكلم في موضوعات ضخمة وكبيرة يبدأ بهذه القضايا، فيؤسس أبواب العقيدة على أصول، فيقول مثلاً إذا كان الكلام في باب الأسماء والصفات: "هذا من باب تصديق الخبر"، فإذا اتفق إنسان معنا على تصديق خبر الله ورسوله ينتهي الإشكال.
• منهج الصحابة والتابعين في فهم القرآن والسنة.
نحن نريد أن نفهم العقيدة كما فهمها أصحاب النبي، صحيح أننا نحيا في بيئة فيها أفكار وجماعات وطوائف من شيعة وصوفية وخوارج وأشعرية وماتريدية ....... ، بالإضافة إلى المستجدات التي حدثت بسبب الغزو الفكري والمذاهب المعاصرة كالعلمانية والشيوعية والماركسية ........ وغير ذلك من المذاهب التي لا حصر لها، ولكننا نريد أن نرجع إلى فهم الصحابة.
فإن قال قائل: أنا أريد أن أفهم العقيدة بدون تعقيد، كما فهمها أصحاب النبي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/99)
نقول: هذا هو الذي نبدأ به مع عامة الناس، لأن عامة الناس فطرتهم على الإسلام، فإن الذي ينطق بـ "لا إله إلا الله"، ويشهد بألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، يقول: "يا رب أنت معبودي بحق، إن أخبرتني عن شئ فسأصدقه، وإن أمرتني بشئ سأنفذه"، ولا يوجد أي مسلم سيختلف معنا في هذه القضية.
فالكلام الذي نزل على رسول الله سواء قرآن أو سنة ينقسم إلى قسمين اثنين، وهذا هو أيضاً تقسيم الكلام العربي:
- القسم الأول: الأخبار.
فالخبر هو ما يحتمل الصدق أو الكذب، ويتطلب منا التصديق.
- القسم الثاني: الإنشاء أو الطلب أو الأمر.
وهو ما لا يحتمل الصدق ولا الكذب، ولكن يتطلب التنفيذ.
كان الصحابة في طريقتهم أنهم لو سمعوا خبراً عن الله يصدقونه، فإذا أردت أن تجعل أحداً يفهم قضية العقيدة بسهولة فاجعله يفهم قضية الخبر والأمر، فقل له: الخبر يتطلب منا التصديق، والأمر يتطلب التنفيذ.
فالذي يقول: "لا إله إلا الله، لا معبود بحق إلا الله، أنت ربي ومعبودي، لا معبود لي سواك، إن أخبرتني عن شئ صدقته، وإن أمرتني بشئ نفذته" يدخل الجنة، وكل من يقول "لا إله إلا الله" على هذا المعنى يدخل الجنة، ومن كان آخر كلامه "لا إله إلا الله" على هذا المعنى يدخل الجنة.
وقد بين ابن القيم رحمه الله تعالى أن أساس التوحيد والهداية التي منَّ الله بها على عباده يقوم على تصديق خبر الله من غير اعتراض شبهة، وامتثال أمره من غير اعتراض شهوة، ثم يقول: "وعلى هذين الأصلين مدار الإيمان، وهما تصديق الخبر وطاعة الأمر"
وتصديق خبر الله يجب أن يصل إلى حد اليقين، فثاني شرط من شروط "لا إله إلا الله" هو اليقين.
فشروط لا إله إلا الله سبعة وهي:
علم يقين وإخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها
وزِيد ثامنها الكفران منك بما سوى الإله من الأشياء قد أُلِِه
فثاني شرط بعد العلم هو اليقين المنافي للشك، فاليقين يكون في باب الخبر، فالصحابة كانوا في تصديقهم لخبر الله على يقين.
فمثلاً: إذا فقد رجل ابنه، وأخذ يبحث عنه سنين حتى يأس، ثم قابله رجل بعد أربع سنوات فقال له: "لقد وجدوا ابنك الذي فقدته"، فهذا خبر، وعندما يقع هذا الخبر على القلب فإنه إما أن يُصدِّق وإما أن يُكذِّب، فإن كانت نسبة التكذيب أكثر من التصديق سُمِّي ذلك عند علماء الأصول وهماً، فهذا الرجل حدث له وهم، لأنه قد بذل مجهوداً كبيراً في البحث عن ابنه قبل ذلك.
فإن جاء رجل آخر وأكَّد لهذا الأب هذا الخبر، فبذلك تزيد نسبة التصديق، فيتحول ما في نفسه من الوهم إلى الشك، وهو استواء نسبة التصديق مع نسبة التكذيب، فإن زادت نسبة التصديق في القلب عن التكذيب (حتى لو كانت نسبة التكذيب واحد بالمائة) يتحول ما في نفسه إلى الظن، وأما إذا امتلأ القلب بالتصديق وانتفى التكذيب تماماً فقد وصل إلى اليقين.
فتعريف علم اليقين الذي هو شرط من شروط "لا إله إلا الله" أن الله لو أخبرك عن شئ صدقت به تصديقاً يقينياً، قال تعالى: (كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ) (التكاثر:5)، فسماه تعالى "علم اليقين" على هذا الأساس، ولا يوجد مسلم عنده ظن في خبر الله تعالى أو خبر رسوله، فلكي يكون مسلماً يجب أن يكون عنده علم اليقين.
• الوهم: أن تكون نسبة التكذيب بالخبر أكبر من التصديق.
• الشك: استواء نسبة التصديق مع نسبة التكذيب.
• الظن: أن تكون نسبة التصديق بالخبر أكبر من التكذيب، ولو كانت نسبة التكذيب قليلة جداً.
• اليقين: أن يمتلئ القلب بالتصديق، بحيث لا تبقى نسبة للتكذيب على الإطلاق، وهذا اسمه علم اليقين، فإذا قال النبي بأن القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، فإن المسلم على يقين بأن ما أخبر به حق، فالمسلم لا ينزل عن اليقين، صحيح أن اليقين قد يضعف، ولكن لا يخرج المسلم عن اليقين، فخروجه عن اليقين خروج عن الإسلام.
وسنضرب بعض الأمثلة للتوضيح:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/100)
• قال تعالى: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ) فالنصارى أنفسهم عندهم شك في صلب المسيح، والشك هو استواء نسبة التصديق مع نسبة التكذيب، (مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ) كأن يرجح أحد لهم القضية ويكلمهم حتى يكون نسبة التصديق أكبر من نسبة التكذيب، والله تعالى يقول: (وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) (النساء:157)، فاليقين نفى لشيئين: الشك والظن، ومن باب أولى ينفي الوهم.
• قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنَّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ) (الجاثية:32)، فأثبتوا لأنفسهم الظن، ونفوا عن أنفسهم اليقين، فلا يصدقون تصديقاً جازماً.
فالعقيدة الصحيحة تتمثل في تصديق خبر الله ورسوله تصديقاً يقينياً، فالخبر يتطلب التصديق، ومشكلة المخالفين في هذا الباب أنهم لا يريدون أن يصدقوا بخبر الله كما أراد الله ورسوله، فعلماء السلف الذين وقفوا أمام المعتزلة كانوا يقولون لهم: لماذا تحرفون الكلم عن مواضعه؟، فالله سبحانه وتعالى أراد أن تصدق خبره في اسمه وفي وصفه، فالله يخبر بأنه يتكلم، وهم يقولون: لا يتكلم، يقول تعالى بأنه يسمع، وهم يقولون: لا يسمع، يقول تعالى بأنه على العرش، وهم يقولون: لا ليس على العرش، يقول تعالى بأنه ينزل إلى السماء الدنيا، وهم يقولون: لا ينزل .............. ، إذاً، أين التصديق؟؟
قلنا بأن تعريف الخبر هو ما يحتمل الصدق والكذب، وأما خبر الله تعالى فليس له إلا وجه واحد عند المسلم وهو علم اليقين.
فهؤلاء الذين كانوا يقولون: (إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنَّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ) (الجاثية:32)،انظر لقولهم عندما عُذِّبوا في النار، قال تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ) (السجدة:12)، وهذا هو الذي كان مطلوباً منهم في الدنيا.
إذاً العقيدة مبنية على اليقين في خبر الله، لأنك لو أيقنت بخبر الله سوف تُهيئ نفسك وتُهيئ حياتك على هذه اليقينيات لا الظنيات، فقبل ما تُقدِم على الحرام تخاف من النار لأن عندك يقين في النار، وأما الذي لا يخاف من النار تجد أن عنده جرأة على المحرمات،ومثل هذا لا يعرف شيئاً عن دينه، وليس عنده يقين في خبر الله، وهؤلاء كثرة يحتاجون إلى إعادة النظر، فيقال لهم: أيخبر الله عن شئ، فلا تصدقه؟
• قال تعالى: (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) (يوسف:25 - 26) فهذا خبر، والخبر يتطلب التصديق، والخبر يحتمل الصدق أو الكذب، فيوسف أخبر، والله لما أخبرنا بكل ما ورد في كتابه وفي سنة رسوله أبان الأدلة على صدق نبيه، وقال: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت: 53)، وكم من آية في كتاب الله، وكم من آية شاهدها أصحاب رسول الله دفعتهم إلى اليقين، فنحن ما رأينا رسول الله، ولكنَّا نؤمن به كأننا نراه رأي العين حقيقة، ونصدق كل كلمة نطق بها محمد بن عبد الله،وهذا يُضاعف الأجر لمن لم يره، فالصحابة رأوا الماء ينبع من بين أصابعه، ورأوا آيات ومعجزات، ولكن من آمن ممن سيأتي بعدهم ممن لم ير نبينا، وكان إيمانه على تصديق خبر الله ورسوله، وعلى تنفيذ أمره فقد فهم العقيدة كما فهمها أصحاب النبي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/101)
• قال تعالى: (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ) (النمل:22)
• موقف الصحابة من خبر الله ورسوله
- روى الإمام البخاري من حديث ابن عباس ? أنه قال: لما نزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (الشعراء: 214)، صعد النبي على الصفا فجعل ينادي يا بني فهر يا بني عدي لبطون قريش حتى اجتمعوا فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش فقال: "أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ ".
فهذا خبر، والخبر يتطلب التصديق، فالذي كان يريده النبي أن يصدقوه، فباب الغيبيات كله من باب الأخبار ويتطلب التصديق.
فمن قال في هذا الباب: "إن الظاهر غير مراد، فلا تصدق، فهذا الكلام لا يُفهم منه خبر الله ورسوله"
نقول له: كلامك لا يلزمنا، فالذي أخبرنا هو الله، فنحن نصدق خبر الله.
وقد تجد من يقول: "لا يجوز أن يُسأل عن الله بـ (أين) لأن (أين) للمكان "، مع أن النبي في حديث معاوية بن الحكم السلمي يقول للجارية: "أين الله؟ "، قالت: "في السماء"،قال:"أعتقها فإنها مؤمنة"، فالرسول يقول: أين الله؟، ويأتي أستاذ دكتور ويقول: لا يُسأل عن الله بـ"أين"، فمن نصدق؟!
فلو عرضنا هذا الأمر على إنسان بسيط من العوام سيقول: أنا أصدق كلام ربنا، ولا يلزمني كلام أحد.
فقال: "أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ "،قالوا: نعم ما جربنا عليك إلا صدقاً،قال:"فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد"، فقال أبو لهب: تباً لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فنزلت (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ) (المسد:1 - 2).
فكذبوه من أول وهلة، مع أنهم اعترفوا بأنه ما أخبر إلا صدقاً.
- والصحابة من شدة يقينهم كانوا يرون التقصير في مراتب اليقين ربما يُنزلهم إلى شئ من الظن أو الشك أو الوهم، فقد كانوا على يقين بخبر الله ورسوله، وانظر الحديث الذي رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن أبى عثمان النهدى عن حنظلة الأسيدى قال: - وكان من كتاب رسول الله - لقينى أبو بكر، فقال: كيف أنت يا حنظلة؟، قلت: نافق حنظلة، قال: سبحان الله ما تقول؟، قلت: نكون عند رسول الله يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأى عين فإذا خرجنا من عند رسول الله عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا.
فيريد أن يقول: أين اليقين الذي كان يشعر به المرء كأنه يرى الجنة والنار رأي عين؟
نقول: إن الوضع الذي يكون عليه بين أولاده هو علم اليقين، وأما الوضع الذي يكون عليه وهو عند رسول الله وفي الصلاة والذكر هو عين اليقين أو حق اليقين، وهذه مرتبة أعلى، فالمسلم يتقلب بين ثلاث منازل:
o علم اليقين
o عين اليقين
o حق اليقين
ويضربون مثلاً لذلك بالعسل: فمن سمع عن وجود العسل فهو في علم اليقين، فإذا رآه بعينه فقد انتقل إلى عين اليقين، ولما يتذوقه بلسانه ينتقل إلى حق اليقين، وهذه هي الأمثلة التي يضربونها ليفرقوا بين علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين.
فحنظلة ? يتمنى أن يكون في منزلة عين اليقين وحق اليقين.
قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا. فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله، قلت: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله: وما ذاك؟، قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأى عين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا. فقال رسول الله: "والذى نفسى بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندى وفى الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفى طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة". ثلاث مرات.
فالمقصود بقوله: "ساعة وساعة" أنه يتقلب بين منازل اليقين: علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين، ولكن لا ينزل للظن، فالمسلم لا ينزل إلى الظن أبداً، ومن رحمة الله تعالى أنه جعل هذه المنازل.
وأما عند غلاة الصوفية فيقولون أن العابد الحق الذي وصل إلى فناء الحرية لا بد أن يفنى عن شهود السِّوى، فكأنه لا يرى أحد أمامه سوى الله، فيمكن أن يصطدم بجدار وهو يسير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/102)
نقول: هذه ليست عبادة النبي، فالمسلم في حال التجارة والبيع والشراء يكون في علم اليقين، فيوقن بأن ما أخبر الله به حق، ولكنه لا يتفكر في الجنة والنار أثناء عملية البيع والشراء، وأما غلاة الصوفية فيقول أحدهم بأنه بسبب شدة فنائه عن الكون، وبسبب مشاهدته للحق سبحانه وتعالى لا يستطيع أن يُميز عدد ركعات الصلاة، فيستأجر من يعد له الركعات.
نقول: لو كان كل الناس بهذه الطريقة لعاشوا في غياب عن الوعي، أهذا هو الدين؟؟!!
ويروون بأن أبا يزيد البسطامي كان جالساً عند الجنيدي المحمد، فأرادت امرأة الجنيدي أن تمر، فقال لها الجنيدي: "مرِّي، فلن يراك " – أي أنه حدث له ما يسمونه بالفناء- فمرت المرأة، فسأل الجنيدي أبا يزيد: هل رأيت شيئاً يمر؟، قال أبو يزيد: لا، أبداً.
نقول: هذا الذي يقولونه يؤدي إلى هدم الشرائع والأحكام، ما أنزل الله هذه الشرائع إلا لنتعامل معها، وأما أن يأتي أحد في وقت من الأوقات فيقول: هذه الشرائع لا تصلح إلا للعامة، وأما الخاصة فلا، نقول له: ليس أفضل من رسول الله، ومن يأت بشئ لم يأت به الرسول فهو مبتدع، سواء في باب الاعتقاد أو في باب العبادات.
إذا وصل الشخص إلى مرتبة عليا كعين اليقين وحق اليقين بحيث يرى الأمور حقائق بعينه، لن يكون هناك مسألة الغيب، لأنه يرى الملائكة، ويمكن أن يصافحهم، كما أخبر النبي، ولذلك كان النبي يرى أشياءً من الغيب ويرى الملائكة ويرى الجنة والنار في عُرض الحائط، وهذا من شدة اليقين، لأن عالم الغيب حق، وما حجبه الله سبحانه وتعالى عنَّا إلا لابتلائنا، فينبغي في باب الأخبار أن نصدق الله في خبره تصديقاً يقينياً جازماً.
- روى الإمامان البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي سعيد الخدري ? قال: جاء رجل إلى النبى فقال: إن أخى استطلق بطنه، فقال رسول الله: "اسقه عسلاً"، فسقاه ثم جاءه فقال إنى سقيته عسلا فلم يزده إلا استطلاقاً، فقال له ثلاث مرات ثم جاء الرابعة فقال «اسقه عسلا». فقال: لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقاً، فقال رسول الله: «صدق الله وكذب بطن أخيك». فسقاه فبرأ.
فنأخذ من نص كلام النبي أن ما أخبر الله به حق، حتى لو اجتمع أهل الأرض على خلافه، فالله يقول: (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل:69)، فالله سبحانه وتعالى هو الذي خلق النحل، ويعلم أن العسل فيه شفاء للناس.
فمثلاً قال الله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (يس:38)، فيقول قائل: "الشمس ثابتة"، وفي فترة من الفترات جاء بعض المفتونين بهذه الحضارات الفارغة فقال: "ثبت أن الشمس ثابتة، كبف تقولون أن الشمس تجري؟ " وأخذوا يطعنون في القرآن، وكان الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى يقول في وقتها: هم المخطئون، الشمس تجري.
وبعد فترة اكتشفوا بأن الشمس وما يدور حولها يسير في فلك آخر لا يعلمون له بداية ولا نهاية، والشمس تجري، وقد روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى من حديث أبي ذر ? قال: كنت مع النبي ? في المسجد عند غروب الشمس فقال: "يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس". قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)
فإن قيل: كيف يتم ذلك؟
نقول: لا نعلم، هذه أشياء غيبية، أو حقائق عقولنا قاصرة عن إدراكها.
- وكذلك لما أخذوا يطعنون في حديث الذبابة وقالوا: كيف نغمس الذبابة في الإناء؟.
والنبي يقول: "إذا وقعَ الذبابُ في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه، فإن في إحدى جناحيه داء وفي الآخر شفاء"
وهذه الآن حقيقة علمية اكتشفوها، فالمسلم يجب أن يكون عنده ثقة في كلام الله وكلام رسوله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/103)
- أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة ? قال: صلى رسول الله صلاة الصبح ثم أقبل على الناس فقال "بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها فقالت: إنا لم نخلق لهذا، إنما خُلقنا للحرث" فقال الناس: سبحان الله بقرة تكلم، فقال: "فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر" وما هما ثمَّ، وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب فذهب منها بشاة فطلبه حتى كأنه استنقذها منه، فقال له الذئب هذا "استنقذتها مني فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري"، فقال الناس: سبحان الله ذئب يتكلم، قال: "فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر"، وما هما ثَمَّ.
فبين لهم النبي أن أبا بكر وعمر يصدقان النبي في كل خبر يُخبر به عن الغيبيات.
ما معنى "ضعف اليقين"؟
ضعف اليقين أن يكون الإنسان عنده علم اليقين، ولكنه لم يصل لدرجة عين اليقين ولا حق اليقين، فهو مشغول في الدنيا، فقد يزل ويعصي الله ويُقصر.
إذا صدٌّق الشخص بخبر الله تصديقاً يبلغ حد اليقين فقد حقق الركن الأول في باب الاعتقاد، وهو باب الأخبار، وسنعلم بإذن الله تعالى أن تصديق خبر الله هو الإيمان باعتبار تصديق الأخبار.
الإيمان ركنان: ركن يتعلق بتصديق الأخبار وركن يتعلق بتنفيذ الأوامر، والسبب في أن قضية الإيمان والحكم على الناس بالتكفير أو عدم التكفير قضية شائكة هو أنها لم تتضح عند الناس، فهناك إيمان يتعلق بباب الأخبار، وهناك إيمان يتعلق بباب الأمر.
والإيمان الذي يتعلق بباب الأخبار له ستة أركان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، فهذه كلها غيبيات، فنحن لم نر ربنا ولم نر الملائكة ولا الكتب التي نزلت في السماء ولا اللوح المحفوظ، ولم نر الرسل، فالرسل رآهم من عاصروهم، وأما بالنسبة لنا فهم غيبيات، ولم ير أحد منا شيئاً من اليوم الآخر ولا من عذاب القبر ولا نعيمه، وكذلك القدر مكتوب في اللوح المحفوظ لا يعلم أحد عنه شيئاً.
فهذه الأركان الستة هي أركان الإيمان باعتبار تصديق الأخبار، وهذه الأركان مرتبة بدقة، فالرسول ? لما رتبها، رتبها لأنها تحمل سر الحياة، فالحياة كلها تبدأ من الإيمان بالله وتنتهي عند الإيمان بالقدر، كيف؟
أن تؤمن بالله الذي أنزل ملائكته بكتبه على رسله ليحذروا الناس مما سيحدث في اليوم الآخر، فإذا انتهى الناس إلى اليوم الآخر وأصبح فريق في الجنة وفريق في السعير فقد تم قدر الله كما كتبه في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، فمضى قدر الله وظهرت حكمة الله في عباده، وعدل الله فيمن عذَّبه، وفضله على من أنعم عليه.
التوحيد الذي يتعلق بتصديق الأخبار له عدة أسماء:
1. توحيد العلم والخبر.
2. توحيد المعرفة والإثبات.
3. توحيد الربوبية والأسماء والصفات.
4. توحيد الوسيلة.
• موقف الصحابة من أمر الله ورسوله.
باب الأمر لا يحتمل الصدق والكذب، فالأمر يتطلب التنفيذ.
فإذا قال رجل لابنه: اسقني ماءً، هل يقول له الابن: "إني أصدقك يا أبي"؟ هل يُعقل هذا؟
إنَّ هذا هو الذي يحدث من الناس، يقال لأحدهم: قم للصلاة، فيقول: "أنا مؤمن، وأعلم أن الله حق وهو الذي خلقني ورزقني، وهو الذي يُحيي ويميت"، نقول: الخبر يتطلب التصديق، والأمر يتطلب التنفيذ، فإن قلت: "لا" في باب الأمر، فأنت مكذب بباب الأمر، وهو الذي عناه النبي بقوله: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن"، فهذا في باب العمل أو تنفيذ الأمر، وأما في باب الخبر فيمكن أن يكون مصدقاً وعلى علم يقين.
قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) (المرسلات:48 - 49) فسماهم الله تعالى مكذبين على اعتبار أنهم ليسوا بصادقين، فلو كان عندهم يقين لقاموا إلى الصلاة، فالذي لا ينفذ أمر الله ويقول بأنه مؤمن كاذب.
الطلب لا يحتمل الصدق أو الكذب ولكن يتطلب التنفيذ، وسنرى ماذا كان يفعل الصحابة مع الأمر.
• قال تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور:63) والأمر على درجات، فالواجب واجب، والمستحب مستحب والمباح مباح، والأمر بالترك بإلزام هو المحرم، وبلا إلزام فالمكروه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/104)
• روى مسلم من حديث عبادة بن الصامت ? قال: " بايعنا رسول الله ? على السمع والطاعة فى العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف فى الله لومة لائم "
فكانوا يبايعون رسول الله على تنفيذ أمره، وأيضاً على تصديق خبره.
قلنا أن الإيمان في باب الخبر فيه ستة أركان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وأما الإيمان في باب الأمر فله ثلاثة أركان، فتنفيذ الأمر يكون بالقلب واللسان والجوارح، فحتى تؤدي أمر الله يلزم اشتراك القلب واللسان والجوارح، فأي عمل أساسه النية، قال: " إنما الأعمال بالنيات"، فعمل بلا نية لا يُقبل، فالعمل يحتاج النية، والنية محلها القلب، فيجب أن يقوم القلب بوظيفته.
فأركان الإيمان باعتبار تنفيذ الأمر ثلاثة عند أهل السنة، يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح، وباب تنفيذ الأمر هو توحيد العبادة أو توحيد الألوهية.
التوحيد الذي يتعلق بتنفيذ الأمر له عدة أسماء:
1. توحيد الألوهية.
2. توحيد العبادة.
3. توحيد القصد والطلب.
4. توحيد الإرادة.
5. توحيد الشرع والقدر.
6. توحيد الغاية.
فهذه هي الأسماء المتعلقة بنوع التوحيد المتعلق بتنفيذ الأمر، فتوحيد العبادة هو طاعة الله بامتثال ما أمر به على ألسنة الرسل، فمن نفَّذ الأمر فقد وحَّد الله في العبادة، لأن ربنا سبحانه وتعالى أمرنا بأن نوحده في العبادة، والعبادة قول جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
إذاً، ستعود قضايا التوحيد إلى بابين اثنين:
الباب الأول: تصديق الخبر
الباب الثاني: تنفيذ الأمر
فالباب الأول يسمونه الإيمان باعتبار تصديق الأخبار، والباب الثاني يسمونه الإيمان باعتبار تنفيذ الأمر، والإيمان باعتبار تنفيذ الأمر يُطلق عليه مصطلح "الإسلام".
فإذا قيل: ما الفرق بين الإسلام والإيمان؟
قال تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا) (الحجرات:14)، وقال تعالى: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (الذاريات: 35 – 36)، وفي القاعدة العقائدية: الإسلام والإيمان إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا، كيف نفهم هذا؟
الإيمان له ركنان، ركن يتعلق بتصديق الأخبار وركن يتعلق بتنفيذ الأمر، فالركن الذي يتعلق بتنفيذ الأمر هو الذي يُطلق عليه الإسلام، وهو الذي ورد في حديث جبريل لما جاء للنبي في صورة أعرابي، قال عمر ?: بينما نحن عند رسول الله ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبى فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرنى عن الإسلام. فقال رسول الله: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا" .....
فالشهادة قول اللسان مع عمل القلب، وإقامة الصلاة بالقلب واللسان والجوارح، فالنية محلها القلب، والتكبير يكون باللسان، والركوع والسجود عمل للجوارح، فأداء الصلاة يكون بالأركان الثلاثة وكذا الزكاة وكذا الصيام وكذا الحج.
فهذا هو المقصود بالإسلام.
وقد يأتي الإسلام بمعنى الإيمان في باب الأمر، فمن نفَّذ أمر الله المفروض أن يُصدق خبر الله، ولذلك يقال: توحيد العبادة يدل على توحيد الربوبية بالتضمن، فطالما أنه وحَّد الله في العبادة، وعبد الله وسجد له فقد صدَّق أنه الإله الحق، وأنه الرب سبحانه وتعالى من فوق عرشه، وأن له العظمة في اسمه ووصفه، ولكن من صدَّق أن الله هو الحق وصدَّق بخبر الله قد يُنفَِّذ وقد لا يُنفِّذ.
ولذلك نقول: قد يأتي الإسلام بمعنى الإيمان في باب الأمر، ولكن يُطلق الإيمان اصطلاحاً على باب الأخبار: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره،وسيأتي شرح هذا الكلام كله بالتفصيل إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/105)
إذاً، قلنا بأن باب الأمر يتطلب التنفيذ، فإذا تكلمنا عن قضية التوحيد والشرك وغير ذلك في باب العبادة، فالكلام يكون في باب تنفيذ الأمر، وإذا تكلمنا عن توحيد الربوبية والأسماء والصفات يكون الكلام في باب تصديق الخبر، فالذي يُصدِّق الخبر وينفذ الأمر يكون على مذهب السلف، وإذا ناقشت أي واحد من المخالفين بهذا المنطق، فماذا سيقول لك؟؟! فأنا أريد أن أصدق خبر الله، فهل ربي سيخبرني بأشياء باطلة؟ بالطبع لا.
ولذلك نقول له: فكل ما يخبر الله به حق، وأنا أصدق بهذا الحق، ولا يحتاج القرآن وصاية منك، فلا تقول لنا بأن ظاهر القرآن باطل وغير مراد ويجب أن يُصرف عن ظاهره، فنحن نصدق خبر الله وخبر رسوله.
وفي قضية خلق القرآن، جاء إسحاق بن إبراهيم والي الخليفة على بغداد بالرقعة التي مكتوب فيها "أشهد أن الله واحد أحد فرد صمد لم يكن قبله شيء ولا بعده شيء ولا يشبهه شيء من خلقه في معني من المعاني ولا وجه من الوجوه" وقال للإمام أحمد:أتشهد على ما في هذه الرقعة؟، قال الإمام أحمد: أقول: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشوري:11) ورفض ما في الرقعة لاشتمالها على حق وباطل، قال أحد الحاضرين من المعتزلة ينبئ عن جهله بصفات الله ? يقال له ابن البكاء الصغير، قال لإسحاق: يا أمير إنه يقول سميع بأذن بصير بعين، قال إسحاق لأحمد: ماذا أردت بقولك: "وهو السميع البصير"، قال أحمد مفحماً لهما: أردت منها ما أراده الله ورسوله.
فما الذي سيقولونه؟ فهو يقول لهم بأنه يصدق الله في خبره، فقد أخبر الله تعالى بأنه يسمع ويبصر، وقال بأنه ليس كمثله شئ، لا في سمعه ولا في بصره، وأما أن تقول: "سميع بأذن"، فالخطأ منك أنت، فالله ما أخبرنا كيف يسمع، وأخبرنا بأنه يسمع بكيفية يعلمها هو ولا نعلمها نحن وليس كمثله شئ فيها.
فاعتصم أحمد رحمه الله تعالى بالقرآن والسنة، فصدَّق خبر الله على مراد الله ورسوله.
نرجع إلى الكلام حول طريقة الصحابة في تنفيذ الأمر. ومن أمثلة ذلك:
• ما رواه البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عن أبي هريرة ? أنه قال: آلله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل.
وهذا يصدق فيه قول الله تعالى: (يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً) (البقرة:273)، فقد كان يمكن أن يخبره بأنه جائع وأنه يحتاج إلى الطعام.
ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي أبو القاسم فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي ثم قال: "يا أبا هر". قلت: لبيك يا رسول الله، قال: "الحق".
ولننظر إلى حال أبي هريرة ? وقد وصل به الجوع إلى درجة أنه يربط الحجر على بطنه، إذا ابتلي بأمر من أوامر الله ماذا يصنع؟
ومضى فاتبعته فدخل فأستأذن فأذن لي فدخل فوجد لبنا في قدح فقال: "من أين هذا اللبن؟ "، قالوا أهداه لك فلان أو فلانة، قال: "أبا هر"، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: "الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي".
وأكبر عدد لأهل الصفة وردت به الآثار هو ثلاثمائة وستون، وأقل عدد هو قرابة الثمانين، وقد كانوا مجموعة من فقراء المهاجرين جاءوا بعد أن ازدحمت المدينة ازدحاماً شديداً، وكانت الموارد الإقتصادية قليلة ولا يجدون عملاً، ولم يجدوا مكاناً ينزلون فيه، فكانوا يقيمون في المسجد، وكان النبي يطعمهم مما يأتيه.
قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاء أمرني فكنت أنا أعطيهم وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/106)
وطاعة الله ورسوله تؤدي إلى البركة، فهذا ابتلاء، والله سبحانه وتعالى قادر على أن يرزق ما يشاء ما يشاء من ألوان النعيم، وهذا هو مصير أهل الطاعة في الجنة، قال تعالى: (لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) (ق:35)
فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت، قال: "يا أبا هر"، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: "خذ فأعطهم"، قال: فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح.
فشرب كل هذا العدد، إذاً ليست المشكلة عندنا اقتصادية، ولكن القضية في طاعة الله ورسوله.
حتى انتهيت إلى النبي وقد روي القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم، فقال: "أبا هر"، قلت: لبيك يا رسول الله، قال "بقيت أنا وأنت". قلت: صدقت يا رسول الله، قال: " اقعد فاشرب"، فقعدت فشربت، فقال: "اشرب"، فشربت، فما زال يقول: "اشرب"، حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا، قال: "فأرني". فأعطيته القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة.
• روى الإمام مالك في موطأه من حديث ابن أبي مليكة: أن عمر بن الخطاب ? مر بامرأة مجذومة وهي تطوف بالبيت فقال لها: يا أمة الله لا تؤذي الناس لو جلست في بيتك، فجلست فمر بها رجل بعد ذلك فقال لها: إن الذي كان قد نهاك قد مات فاخرجي،فقالت: ما كنت لأطيعه حياً وأعصيه ميتاً.
وقد أمرها عمر ? بذلك طاعة لله، وحرصاً على المسلمين، فهو أمير المؤمنين، ويلزم الناس السمع والطاعة له، فهي جلست في بيتها طاعة لله وليس طاعة لعمر، لأنه لو أمرها بمعصية الله فلن تطيعه، ففي طاعتها لعمر طاعة لرب عمر، فما بالك بالأمر الذي أمر به رب عمر ورسول الله بالنسبة لهؤلاء؟
• ما معنى الإيمان في حديث سفيان؟
روى مسلم من حديث سفيان بن عبد الله الثقفي: قلت يا رسول الله قل لى فى الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك - وفى حديث أبى أسامة غيرك - قال "قل آمنت بالله فاستقم".
فقل: "آمنت بالله "، إن كان خبراً صدقه، وإن كان أمراً نفِّذه، واستقم على ذلك إلى يوم أن تموت، وهذه هي العقيدة بمنتهى السهولة، دون زيادة ولا كلام كثير، وإنما نبحث عن هذه الأمور التي سنتكلم فيها من أجل الحفاظ على هذه العقيدة، بل إن كل السلف الصالح وكل من جاء بعدهم، وكل ما كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى للحفاظ على هذه العقيدة، وكيف يفهم الناس أن الذي عليهم في باب الخبر هو التصديق، والذي عليهم في باب الأمر هو التنفيذ.
فإن قال لك قائل: ما هذه التقسيمات التي تتحدثون عنها، توحيد ألوهية وتوحيد ربوبية وتوحيد أسماء وصفات، من أين أتيتم بها؟
نقول: هل تتفق معي أن تصدق خبر الله وأن تنفذ أمره؟
سيقول: نعم، أتفق معك على هذا.
نقول: الله يقول: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه:5)
يقول: لا، لو كان على العرش لكان محمولاً، فالآية ظاهرها مستحيل و ...
نقول: الله على العرش، ولكننا لا نعلم كيفية استوائه على العرش، فالله تعالى هو الذي يعلم الكيفية، فنحن لم نره ولم نر له مثيلاً، فالله تعالى يقول: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشوري:11)، وسوف نتحدث عن ذلك في بيان قواعد مذهب السلف حتى نوضح الفطرة السليمة التي تتمثل في فهم أصحاب محمد بن عبد الله لقضايا العقيدة، فالخبر يُصدَّق والأمر يُنفَّذ.
وابن تيمية رحمه الله تعالى في أول الرسالة التدمرية والتي هي من أصعب ما كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مسألة الأسماء والصفات يقول: "الكلام فى باب التوحيد والصفات هو من باب الخبر الدائر بين النفى والإثبات، والكلام فى الشرع والقدر هو من باب الطلب والإرادة الدائر بين الإرادة والمحبة وبين الكراهة والبغض نفياً وإثباتاً "
يعني: هل ستنفذ مراد الله وتطيع أمره أم أنك ستقول بأنك تكره هذا الكلام ولا تحبه؟، فتنفيذ الأمر يجب أن يكون عن محبة، فالعبادة هي طاعة الله عن محبة، قال تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) (الإنسان:8).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/107)
ثم قال رحمه الله تعالى: " والإنسان يجد فى نفسه الفرق بين النفى والإثبات والتصديق والتكذيب وبين الحب والبغض والحض والمنع حتى ان الفرق بين هذا النوع وبين النوع الآخر معروف عند العامة والخاصة ومعروف عند أصناف المتكلمين فى العلم كما ذكر ذلك الفقهاء فى كتاب الأيمان وكما ذكره المقسمون للكلام من اهل النظر والنحو والبيان فذكروا أن الكلام نوعان خبر وانشاء والخبر دائر بين النفى والاثبات والأنشاء أمر أو نهى أو اباحة، وإذا كان كذلك فلا بد للعبد أن يثبت لله ما يجب اثباته له من صفات الكمال وينفى عنه ما يجب نفيه عنه مما يضاد هذه الحال ولا بد له فى أحكامه".
• تلخيص لما ذكرناه في المحاضرة:
o كلام الله تعالى نزل بلغة العرب، وينقسم إلى قسمين: خبر يتطلب التصديق، وأمر يتطلب التنفيذ.
o الخبر يتطلب التصديق الذي يبلغ حد اليقين، فينفي الوهم (وهو أن تكون نسبة التكذيب بالخبر أكبر من التصديق) والشك (وهو استواء نسبة التصديق مع نسبة التكذيب) والظن (وهو أن تكون نسبة التصديق بالخبر أكبر من التكذيب).
o علم اليقين هو امتلاء القلب بالتصديق المطلق، وهناك مرتبة أعلى وهي عين اليقين، ومرتبة أعلى وهي حق اليقين.
o أركان الإيمان باعتبار تصديق الأخبار ستة: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وهذه فيها سر الحياة، مرتبة ترتيباً نبوياً: أن تؤمن بالله الذي أنزل ملائكته بكتبه على رسله ليحذروا الناس مما سيحدث في اليوم الآخر، فإذا انتهى الناس إلى اليوم الآخر وأصبح فريق في الجنة وفريق في السعير فقد تم قدر الله كما كتبه في اللوح المحفوظ.
o التوحيد الذي يتعلق بتصديق الأخبار له عدة أسماء:
1. توحيد العلم والخبر.
2. توحيد المعرفة والإثبات.
3. توحيد الربوبية والأسماء والصفات.
4. توحيد الوسيلة.
o أمر الله يتطلب التنفيذ، وله ثلاثة أركان، فيكون بالقلب واللسان والجوارح.
o الإيمان في باب الأمر هو الإسلام الذي ورد في حديث جبريل ?، والإسلام له خمسة أركان: شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً، وهذه يجب أن تُنفَّذ بالقلب واللسان والجوارح.
o التوحيد الذي يتعلق بتنفيذ الأمر له عدة أسماء:
1. توحيد الألوهية.
2. توحيد العبادة.
3. توحيد القصد والطلب.
4. توحيد الإرادة.
5. توحيد الشرع والقدر.
6. توحيد الغاية.
السلف الصالح لما تكلموا عن قضية الإيمان كانت معتمدة على تصديق الخبر وتنفيذ الأمر، وظلوا على هذا الحال، لا يقدمون العقل على النقل لو تعارضت عقولهم مع المنقول عن رسول الله، بل يقدمون كتاب الله وسنة رسوله، إن كان خبراً صدقوه،وإن كان أمراً نفذوه، واتهموا عقولهم إن لم يفهموا، ولا يبتدع أحد منهم في دين الله لا بدعة اعتقاد ولا بدعة عبادات، حتى ظهر الجهم بن صفوان، وهذا الرجل هو أول من أسس المذهب العقلي وابتدع في باب الاعتقاد بدعة ظلَّت آثارها حتى وقتنا هذا في جميع الطوائف، إلا من اعتصم بمنهج الصحابة، وهو المنهج السلفي، فستجد أن الشيعة عندهم فكر التجهم وكذلك عند الخوارج والمتكلمين، وكذلك المعتزلة.
ونحن نريد أن نستوعب التسلسل الذي حدث قبل أن نبدأ في باب الاعتقاد.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
ـ[أبوعزام المصرى]ــــــــ[11 - 10 - 10, 08:05 ص]ـ
الإخوة الكرام
ماهكذا
يذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
.
- كيف ظهرت البدعة في أمة محمد بالشكل الفعَّال الذي أدَّى إلى اختلاف المسلمين، وكان أبرزها بدعة الجهم بن صفوان.
.
فرجاء لايجوز مثل هذا أبدا بحال
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[11 - 10 - 10, 07:13 م]ـ
استفدت من المحاضرة الكثير جزاك الله خيرا،
فهل لها من باقية؟
ـ[أبو عمر الضيفي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 10:47 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبده نصر الداودي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:22 م]ـ
الأخ أبو عزام أنا والله الذي لاإله إلا غيره مامنعني من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الموضوع إلا أنني حاولت كثيرًا اقتباس رمز الصلاة عليه صلوات الله وسلامه علي ولكن وجدت أنني كلما ضغطت عليها ظهر لي هذا الشكل في كل مرة صاد صاد صاد مجتمعة في شكل لايرضي فآثرت حذفها رعاية لجناب النبي صلى الله عليه وسلم من إيجادها هكذا لأنني حديث إدراج مواضيع في الملتقى ونصيحة ياأخي الحبيب فلقد سمعت من شيخي المبارك أبي اسحاق الحويني مباشرة منه أثناء حضوري الدرس لديه في كفر الشيخ منذ عدة سنوات قال بارك الله فيه: الأصل في المسلم حسن الظن إلا في الراوي فإنه إذا تحمل حديث النبي صلى ال d
ـ[أبوعزام المصرى]ــــــــ[12 - 10 - 10, 12:09 ص]ـ
أخى الكريم عبده
من جهة إحسان الظن
فلايظن بالمسلم إلاخيرا فلاوجه لئن نسيىء الظن بك أخى
ولكن الأمر ليس محصورا فى الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم فقط
وكان يجب عليك إذا لم تجدها فى المختصرات أن تكتبها بنفسك
وليس هذا وحسب وجهة إعتراضى
ولكن يضاف لها ذكر النبى الكريم صلى الله عليه وآله وسلم باسمه المجرد
فقلت
أمة محمد
ويجب عليك وصفه بالرسالة أو بالنبوة أما باسمه المجرد كما فعلت فهذا لايصح مطلقا
ومن هنا كان ردى عليك
حفظك الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/108)
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[12 - 10 - 10, 12:33 ص]ـ
حاولت كثيرًا اقتباس رمز الصلاة عليه صلوات الله وسلامه علي ولكن وجدت أنني كلما ضغطت عليها ظهر لي هذا الشكل في كل مرة صاد صاد صاد مجتمعة في شكل لايرضي فآثرت حذفها رعاية لجناب النبي صلى الله عليه وسلم من إيجادها هكذا d
شكر الله تعظيمك لنبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،
أحيطك علما أن تلك الحروف (صاد صاد صاد)، تراها كذلك،
لكن حين تعتمد مشاركتك تُرى بالشكل الصحيح
وفقك الله(66/109)
أريد شرح معانى هذه الأسماء
ـ[أبوعزام المصرى]ــــــــ[11 - 10 - 10, 08:29 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن ولاه
الإخوة الكرام شيوخ المنتدى
حفظكم الله ورعاكم
أريد منكم شرح معانى النص النبوى الشريف
(((اللهم أنت الأول فليس قبلك شئ وأنت الآخر فليس بعدك شئ وأنت الظاهر فليس فوقك شئ وأنت الباطن فليس دونك)))
وماهى أقوال السلف و السادة العلماء من أهل السنة فى شرحها
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوعزام المصرى]ــــــــ[12 - 10 - 10, 12:13 ص]ـ
إلى الإخوة الكرام طلبة العلم
هلا تواصلنا معا
حتى نصل إلى نشر المعانى الصحيحة لهذه الأسماء الحسنى
فنرجو التواصل
حفظكم الله
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[12 - 10 - 10, 01:16 ص]ـ
مدار هذه الاسماء الاربعة على الاحاطة وهي على قسمين
زمانية ومكانية فاحاطة اوليته بالقبل واحاطت اخريته بالبعد واحاطت ظاهريته وباطنيته بكل ظاهر و باطن
فالاول قدمه والاخر بقائه والظاهر علوه وعظمته والباطن قربه ودنوه
والقريب قريب لمعنى الباطن فعلوه لا ينافي قربه وقد اكد الاحاطة في اية الحديد *هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم* والحديث الذي ذكرت انما هو تفسير للاية
وقال الشيخ صالح ال الشيخ
قوله جل وعلا ?هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ? وهذه الآية من الآيات العظيمة التي فيها أربعة أسماء لله جل وعلا وهي: " الْأَوَّلُ "" وَالْآخِرُ "" وَالظَّاهِرُ "" وَالْبَاطِنُ "، فهذه كلها أسماء لله جل وعلا.
والاسمان الأولان يطلقان غير متلازمين، وأما الاسمان الآخران فإنهما يطلقان متلازمين،فـ " َالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ " يعني " َالْبَاطِنُ " لا يطلق إلا ومعه " َالظَّاهِرُ " وذلك لأن كمال ما يشتمل عليه هذا الاسم من الصفة يكمل باسم الله جل وعلا " َالظَّاهِرُ " مثل
" النافع " و " الضار " فإن اسم الله جل وعلا " الضار " لا يطلق إلا مقترنا مع اسم الله " النافع " وذلك لأن كماله إنما يظهر مع الاسم الآخر، وهذا له نظائر في أسماء الله جل وعلا الحسنى، فمنها ما يطلق على وجه الانفراد ومنها ما يطلق على وجه الاقتران ولا يطلق على وجه الانفراد.
هنا في قوله ?هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ? هذه أسماء فسرها النبي عليه الصلاة والسلام في ثنائه على ربه في دعائه بالليل حيث قال عليه الصلاة والسلام " اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء " خرجه مسلم وغيره وهذا الحديث فيه تفسير واضح لهذه الأسماء الأربعة.
الاسم الأول: قال عليه الصلاة والسلام " أنت الأول فليس قبلك شيء " يعني أن لله جل جلاله سبق الأشياء، بل كل شيء موجود إنما هو أثر من آثار أولية الله جل وعلا، يعني أن سبْق الله جل وعلا على كل شيء كل شيء بعده جل وعلا إنما صدر عنه، هو الخالق له وهو الذي جعله شيئا مذكورا، فهو سبحانه " الْأَوَّلُ " وليس قبله شيء، و (أوليته) سبحانه بمعنى (الأزلية) يعني أنه جل وعلا لم يزل، وكلمة أزلية، هذه منحوتة من الكلمتين (لم) (يزل) فقيل فيها أزلية وتفسيرها (لم يزل) فالله جل وعلا (أول) بمعنى لم يزل بذاته ولم يزل بأسمائه ولم يزل بصفاته، فهو سبحانه (أول) في ذاته فليس قبل ذاته شيء، وهو (أول) جل وعلا بصفاته وبأسمائه جل وعلا وبأفعاله، فإن أسماء الله تبارك وتعالى، وإن صفات الله جل وعلا لم يكتسبها جل وعلا اكتسابا بعد حصول الخلق، كما هو الحال في المخلوقين، فإن الصفة أو الاسم في المخلوق إنما تكون بعد اكتسابه للصفة، فيقال فلان كاتب بعد أن حصلت منه الكتابة، وفلان قادر أو قدير بمعنى أنه حصلت منه هذه القدرة يعني في أجناسها وهكذا، فلان صانع صنع الشيء بمعنى حصلت منه، حصل منه ذلك، وقد يطلق على المخلوق الصفة قبل فعله لها بمعنى كونه قابلا لها، كما يقال في الإنسان حين ولادته إنه ناطق بمعنى أنه يقبل ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/110)
والله جل وعلا لم يزل بذاته ولم يزل بأسمائه ولم يزل بصفاته ولم يزل بأفعاله، يعني أن أسماء الله جل وعلا فيها صفة (الأولية) كما أن ذاته جل وعلا لها صفة (الأولية) فكذلك أسماء الله جل وعلا كذلك صفاته كذلك أفعاله، يعني أن الله جل وعلا هو " الْأَوَّلُ " بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وهذا يعني أنه جل وعلا - كما يعبر طائفة من أهل العلم - سبق الأشياء، وهذا السبْق وإن كان يجوز من باب الإخبار لكن لا يفهم أنه من باب الصفة أو من باب الإطلاق الوارد، بل الذي ورد في ذلك إنما هو الأولية، الله جل وعلا (أول).
وهذه الآية بينها النبي صلى الله عليه وسلم " أنت الأول فيس قبلك شيء " يعني أنه جل وعلا إنما كانت الأشياء بإيجاده لها وبخلقه لها وبصنعه لها، فهو جل وعلا أوجد الأشياء ولهذا تكون الأشياء حادثة.
قوله هنا عن الله جل وعلا " الْأَوَّلُ " يعني الذي لا يوصف بأنه حادث ولهذا قال بعض الناس إن معنى الأول أنه هو معنى اسم الله الذي سموه به (القديم)، قالوا إن (الأولية) هي (القِدَم) وهذا غير صحيح، لأن القديم وإن كان يحتمل الأزلية لكنها احتمال من الاحتمالات، وذلك أن اسم القديم يطلق في العربية ـ وجاء استعماله أيضا في القرآن ـ على نحوين:
- الأول: أن يكون مطلقا، يعني من الزمن، يعني قِدم على جميع الأشياء.
- ومنها أن يكون قدما نسبيا، يعني أن يكون قديم ـ يعني إطلاق اللفظ ـ قديم على بعض الأشياء.
الأول واضح، والثاني كقوله تعالى " حتى عاد كالعرجون القديم " قال " أنتم وآباؤكم الأقدمون " وهذا فيه قِدم نسبي، ولهذا لما احتمل هذا اللفظ أن يكون فيه المعنيان ـ معنى القِدم المطلق والقِدم النسبي ـ لم يصح أن يطلق في أسماء الله جل وعلا وأن يقال إن من أسمائه القديم، وذلك للاحتمال.
فأسماء الله جل وعلا كلها حسنى، كلها أسماء كمال، وأما الاسم الذي يحتمل شيئين فإنه لا يطلق في أسماء الله جل وعلا وليس من أسماء الله الحسنى، وهذا مثل (الصانع) ومثل (المريد) وأشباه ذلك.
أما الصفات أو الآثار ـ آثار الصفات ـ هذا قد يطلق عليها أنها قديمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " أعوذ بوجهك الكريم وسلطانك القديم " وهذا أخص من أن يكون اطلاق اسم (القديم) عليه جل وعلا، بل هو إطلاق على بعض ما له جل وعلا " أعوذ بوجهك الكريم وسلطانك القديم " فـ (القديم) ليس نعتا لله جل وعلا، بل نعت للسطان، ولهذا لا يصح أن يقال إن من أسماء الله جل وعلا (القديم) لهذا الأمر.
" الْأَوَّلُ " أعظم ـ اسم الله " الْأَوَّلُ " ـ أعظم وأجل من القديم، وهو الذي جاء في الكتاب والسنة وهو الذي يشتمل على أنواع (الأولية) للذات والأسماء والصفات والأفعال، تبارك ربنا وتعالى وتقدس.
قال جل وعلا " وَالْآخِرُ " " َالْآخِرُ " كما فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنه الذي " ليس بعده شيء " يعني الذي يبقى بعد ذهاب الأشياء كما قال سبحانه " كل شيء هالك إلا وجهه " ويقول جل وعلا في سورة غافر " لمن الملك اليوم " ثم يجيب نفسه جل وعلا بقوله " لله الواحد القهار " فكل شيء إلى الفناء والهلاك وهو جل وعلا " َالْآخِرُ " الذي يبقى بعد فناء الأشياء، وهذا لا شك دليل عظمته وقهره وجبروته وملكه للأشياء وأن كل شيء في هذا الملكوت إنما هو بتدبيره يحيي من يشاء ويميت من يشاء وهو جل وعلا " الْأَوَّلُ " الذي له الأزلية و " َالْآخِرُ " الذي له السرمدية جل وعلا.
قال هنا " وأنت الآخر فليس بعدك شيء " وآخريته جل وعلا المراد منها هذا الي وصف، وأما نعيم أهل الجنة وما هم فيه فإن النصوص أطلقت أنهم خالدون فيها أبدا لأن أهل الجنة يخلدون فيها أبدا، وأهل النار النصوص جاء فيه الاطلاق بأن أهل النار خالدون فيها أبدا، وهذه الأبدية لا تنافي كون الله جل وعلا آخرا، لأن آخريته جل وعلا معناه الذي " ليس بعده شيء " وهو جل وعلا يهلك المخلوقات جميعا ويبقى جل وعلا وحده ويقول " أنا الملك أنا الجبار أين ملوك الأرض؟ " لمن الملك اليوم؟ " ثم يجيب نفسه الجليلة العظيمة جل وعلا بقوله " لله الواحد القهار ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/111)
قال سبحانه وتعالى هنا " وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ " " الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ " اسمان لاستغراق الزمان، استغراق الزمان كله من مبتدئه إلى منتهاه، فلو تُصُوِّر أن للزمان ابتداء فالله جل وعلا (أول) هو قبل ذلك، ولو تُصُوِّر أن للزمان انتهاء فإن الله جل وعلا (آخر) أي بعد ذلك، فإذن الزمان مستغرق في هذين الاسمين" الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ " واسم الله " الْأَوَّلُ " واسم الله " َالْآخِرُ " دلالتهما أكثر وأعظم من دلالة الزمان، يعني أن الزمان جميعا لو تُصُوِّر له ابتداء وله انتهاء فإن هذين الاسمين لله تبارك وتعالى تسع ذلك الزمان كله وغيره، يعني أن الزمان لو تُصُوِّر أنه موجود بكماله ـ زمان لا بداية له وزمان لا نهاية له ـ فالله جل وعلا ليس قبله شيء والله جل وعلا ليس بعده شيء لا الزمان ولا غيره.
قال سبحانه وتعالى هنا " وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ " وهذان اسمان لعلو الله وفوقيته، فـ " َالظَّاهِرُ " كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله " أنت الظاهر فليس فوقك شيء " والمراد بالظهور هنا (العلو) و (الفوقية) كما فسره عليه الصلاة والسلام، و (علوه) جل وعلا و (فوقيته) الذاتية هي معنى كونه جل وعلا ظاهرا " الظاهر فليس فوقك شيء " يعني " الظَّاهِرُ " بذاته، لأن معنى (ظهر على الشيء): علا عليه، كما قال سبحانه " فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا " " فما استطاعوا أن يظهروه " يعني أن يعلوا على السُّد الذي جُعل بين يأجوج ومأجوج وغيرهم.
قال هنا " وَالظَّاهِرُ " فإذن الظهور هنا هو كونه جل وعلا فوق كل شيء يعني بذلك (علو الذات) (فوقية الذات) وأنه جل وعلا مستو على عرشه فوق خلقه أجمعين، وليس المراد بالظهور هنا ظهور أثر الصنعة، " الظَّاهِرُ " يعني الذي ظهرت آثار صنعته ودلت الأشياء عليه كما قال الشاعر:
وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد
ليس المراد ذلك، بل الظهور هنا كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله " فليس فوقك شيء " ويحتمل أن يكون في معنى الظهور على الصفات، لأن اسم " الظَّاهِرُ " اسم فاعل (ظاهر) دخلت عليه الألف واللام فدخول الألف واللام على أسماء الفاعلين يدل على عموم ما اشتمل عليه الاسم ـ اسم الفاعل ـ من المصدر، واسم الفاعل (ظاهر) اشتمل على مصدر وهو الظهور، و (الظهور) بمعنى (الفوقية) يكون (فوقية ذات وفوقية صفات) يعني أن يكون (الظهور): (ظهور ذات) كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أن يكون أيضا مشتملا على (ظهور الصفات) يعني على أن صفاته جل وعلا فوق كل الصفات لأن العلو كما ذكرت لكم سابقا والفوقية تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
- علو الذات وفوقية الذات.
- وعلو القدر وفوقية القدر.
- وعلو القهر وفوقية قهر.
ومن أهل السنة أي من العلماء من يقول: العلو قسمان، يعني هذا تقسيم والمعنى واحد.
منهم من يقول: العلو قسمان والفوقية قسمان:
- علو الصفات.
- وعلو الذات.
وعلو الصفات يدخل فيها جميع أنواع الصفات والتي منها (القدر) و (القهر) والتوفيق بين القولين أن مَن قال من أهل السنة وهم الأكثر يعني خصوا العلو والفوقية بالثلاثة أقسام هذه ـ فوقية الذات وفوقية القدر وفوقية القهر ـ أن (القدر) و (القهر) هؤلاء قد نازع فيهما ـ يعني هذان المصدران وهاتان الصفتان ـ نازع فيها أهل البدع، فقال طائفة من أهل البدع: نقول بفوقية القدر والقهر دون غيرها من الفوقيات ودون غيرها من أنواع العلو، أما علو سائر الصفات فهذا متفق عليه، وهم لما نصوا على إثبات هذين دون إثبات علو الذات وفوقية الذات احتاج أهل السنة إلى أن يقسموا الفوقية إلى هذه الثلاث وهي:
- فوقية وعلو الذات.
- وفوقية وعلو القدر.
- وفوقية وعلو القهر.
باعتبار أن المبتدعة أثبتوا علو القدر وعلو القهر ونفوا علو الذات، وإلا فإننا نقول إن صفات الله جل وعلا كلَّها عُلا، له الصفات العلا، كما أن له الأسماء الحسنى، فكل صفاته هي العليا جل وعلا، فإذن العلو يُقسم إلى: علو ذات وعلو صفات، ويقسم أيضا: علو ذات وعلو قدر وعلو قهر. الثاني هذا علو الذات وعلو القهر والقدر هو الأكثر في كتب أهل السنة مراعاه لحال المبتدعة في نفيهم لذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/112)
" الظَّاهِرُ " لا شك في قول النبي صلى الله عليه وسلم " وأنت الظاهر فليس فوقك شيء " يدل على علو الذات ويدل على استوائه جل وعلا على عرشه، لكن دلالته على الاستواء دلالة لزوم بضميمة ما جاء في الآيات من ذلك.
قوله " وَالْبَاطِنُ "، اسم الله " الْبَاطِنُ " فسره النبي عليه الصلاة والسلام بأنه الذي " ليس دونه شيء " واختلف العلماء والمفسرون في هذا الاسم كثيرا، والذي عليه أهل التحقيق أن يقال: إن اسم الله " الْبَاطِنُ " يوقف فيه على تفسير النبي صلى الله عليه وسلم دون غيره لأنه اسم لا تُفسره اللغة ولا يفسره السياق ويحتاج في تفسيره إلى معرفة كلام المعصوم له، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام " وأنت الباطن فليس دونك شيء " وهذا التفسير حُمل على أن معنى البُطون (القرب) والقرب في هذا يُعنى به القرب العام من المخلوقات، والقرب العام من المخلوقات لا بد أن يفهم مع اسم الله " الظَّاهِرُ " لأن القرب العام من المخلوقات إما أن يكون قربا بالذات، وإما أن يكون قربا بالصفات، فإذا كان قربا بالذات ناقض هذا قوله " الظَّاهِرُ " فلا بد أن يكون قربا بالصفات، ولهذا قالوا إن " الْبَاطِنُ " اسم لقرب الله جل وعلا، وقربه نوعان:
- قرب عام في الإحاطة والعلم والقدرة ـ وهذا تمثيل بهذه الصفات ـ.
- وقرب خاص من أوليائه بالإجابة وبنصرهم ونحو ذلك بسماع دعائهم إلى آخره.
إذن لفظ " الْبَاطِنُ " ينتبه إلى أنه لا يُدخل كثيرا في بحثه ولا في تفصيل الكلام عليه لأنه مزِلّة أقدام، " الْبَاطِنُ "، ومن هذا الاسم دخل كثيرا من غلاة الصوفية في أنواع من الضلال في الاعتقادات حتى وصلوا في تفسيرهم لاسم الله " الْبَاطِنُ " إلى القول بالوحدة والقول بالحلول والاتحاد. أحسن تفسير له بل التفسير الذي يتعين تفسيرا دون غيره هو قول النبي عليه الصلاة والسلام " أنت الباطن فليس دونك شيء " فسره أهل السنة بأنه يدل على قرب الله جل وعلا، قرب الإحاطة والعلم والقدرة ونحو ذلك.
قال سبحانه وتعالى بعدها " وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " وهذا فيه إثبات أن متعَلّق العلم هو كل شيء، قد تقدم لك أن كلمة (شيء) في نصوص الكتاب والسنة أنها تفسر بأنها (ما يصح أن يُعلم) " وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " ما يصح أن يعلم، سواء أكان واقعا أم لم يكن واقعا، سواء أكان ماضيا أم كان حاضرا أم مستقبلا، وسواء أكان مقدَّرا أم حاضرا ـ يعني غير مقدر ـ
إذن قوله " وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " هذا يشمل كل شيء، ولهذا استدل به أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم على بطلان قول القدرية الذين يقولون إن الأمر أنُف ـ مستأنف ـ وأن الله جل جلاله لا يعلم الأشياء إلا بعد وقوعها تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، وكذلك رُد به قول طائفة من الفلاسفة الذين يقولون إن الله يعلم الأمور الكلية دون التفصيلات والجزئيات، كل هذا يرده قوله " وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ".
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[12 - 10 - 10, 01:17 ص]ـ
مدار هذه الاسماء الاربعة على الاحاطة وهي على قسمين
زمانية ومكانية فاحاطة اوليته بالقبل واحاطت اخريته بالبعد واحاطت ظاهريته وباطنيته بكل ظاهر و باطن
فالاول قدمه والاخر بقائه والظاهر علوه وعظمته والباطن قربه ودنوه
والقريب قريب لمعنى الباطن فعلوه لا ينافي قربه وقد اكد الاحاطة في اية الحديد *هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم* والحديث الذي ذكرت انما هو تفسير للاية
وقال الشيخ صالح ال الشيخ
قوله جل وعلا ?هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ? وهذه الآية من الآيات العظيمة التي فيها أربعة أسماء لله جل وعلا وهي: " الْأَوَّلُ "" وَالْآخِرُ "" وَالظَّاهِرُ "" وَالْبَاطِنُ "، فهذه كلها أسماء لله جل وعلا.
والاسمان الأولان يطلقان غير متلازمين، وأما الاسمان الآخران فإنهما يطلقان متلازمين،فـ " َالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ " يعني " َالْبَاطِنُ " لا يطلق إلا ومعه " َالظَّاهِرُ " وذلك لأن كمال ما يشتمل عليه هذا الاسم من الصفة يكمل باسم الله جل وعلا " َالظَّاهِرُ " مثل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/113)
" النافع " و " الضار " فإن اسم الله جل وعلا " الضار " لا يطلق إلا مقترنا مع اسم الله " النافع " وذلك لأن كماله إنما يظهر مع الاسم الآخر، وهذا له نظائر في أسماء الله جل وعلا الحسنى، فمنها ما يطلق على وجه الانفراد ومنها ما يطلق على وجه الاقتران ولا يطلق على وجه الانفراد.
هنا في قوله ?هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ? هذه أسماء فسرها النبي عليه الصلاة والسلام في ثنائه على ربه في دعائه بالليل حيث قال عليه الصلاة والسلام " اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء " خرجه مسلم وغيره وهذا الحديث فيه تفسير واضح لهذه الأسماء الأربعة.
الاسم الأول: قال عليه الصلاة والسلام " أنت الأول فليس قبلك شيء " يعني أن لله جل جلاله سبق الأشياء، بل كل شيء موجود إنما هو أثر من آثار أولية الله جل وعلا، يعني أن سبْق الله جل وعلا على كل شيء كل شيء بعده جل وعلا إنما صدر عنه، هو الخالق له وهو الذي جعله شيئا مذكورا، فهو سبحانه " الْأَوَّلُ " وليس قبله شيء، و (أوليته) سبحانه بمعنى (الأزلية) يعني أنه جل وعلا لم يزل، وكلمة أزلية، هذه منحوتة من الكلمتين (لم) (يزل) فقيل فيها أزلية وتفسيرها (لم يزل) فالله جل وعلا (أول) بمعنى لم يزل بذاته ولم يزل بأسمائه ولم يزل بصفاته، فهو سبحانه (أول) في ذاته فليس قبل ذاته شيء، وهو (أول) جل وعلا بصفاته وبأسمائه جل وعلا وبأفعاله، فإن أسماء الله تبارك وتعالى، وإن صفات الله جل وعلا لم يكتسبها جل وعلا اكتسابا بعد حصول الخلق، كما هو الحال في المخلوقين، فإن الصفة أو الاسم في المخلوق إنما تكون بعد اكتسابه للصفة، فيقال فلان كاتب بعد أن حصلت منه الكتابة، وفلان قادر أو قدير بمعنى أنه حصلت منه هذه القدرة يعني في أجناسها وهكذا، فلان صانع صنع الشيء بمعنى حصلت منه، حصل منه ذلك، وقد يطلق على المخلوق الصفة قبل فعله لها بمعنى كونه قابلا لها، كما يقال في الإنسان حين ولادته إنه ناطق بمعنى أنه يقبل ذلك.
والله جل وعلا لم يزل بذاته ولم يزل بأسمائه ولم يزل بصفاته ولم يزل بأفعاله، يعني أن أسماء الله جل وعلا فيها صفة (الأولية) كما أن ذاته جل وعلا لها صفة (الأولية) فكذلك أسماء الله جل وعلا كذلك صفاته كذلك أفعاله، يعني أن الله جل وعلا هو " الْأَوَّلُ " بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وهذا يعني أنه جل وعلا - كما يعبر طائفة من أهل العلم - سبق الأشياء، وهذا السبْق وإن كان يجوز من باب الإخبار لكن لا يفهم أنه من باب الصفة أو من باب الإطلاق الوارد، بل الذي ورد في ذلك إنما هو الأولية، الله جل وعلا (أول).
وهذه الآية بينها النبي صلى الله عليه وسلم " أنت الأول فيس قبلك شيء " يعني أنه جل وعلا إنما كانت الأشياء بإيجاده لها وبخلقه لها وبصنعه لها، فهو جل وعلا أوجد الأشياء ولهذا تكون الأشياء حادثة.
قوله هنا عن الله جل وعلا " الْأَوَّلُ " يعني الذي لا يوصف بأنه حادث ولهذا قال بعض الناس إن معنى الأول أنه هو معنى اسم الله الذي سموه به (القديم)، قالوا إن (الأولية) هي (القِدَم) وهذا غير صحيح، لأن القديم وإن كان يحتمل الأزلية لكنها احتمال من الاحتمالات، وذلك أن اسم القديم يطلق في العربية ـ وجاء استعماله أيضا في القرآن ـ على نحوين:
- الأول: أن يكون مطلقا، يعني من الزمن، يعني قِدم على جميع الأشياء.
- ومنها أن يكون قدما نسبيا، يعني أن يكون قديم ـ يعني إطلاق اللفظ ـ قديم على بعض الأشياء.
الأول واضح، والثاني كقوله تعالى " حتى عاد كالعرجون القديم " قال " أنتم وآباؤكم الأقدمون " وهذا فيه قِدم نسبي، ولهذا لما احتمل هذا اللفظ أن يكون فيه المعنيان ـ معنى القِدم المطلق والقِدم النسبي ـ لم يصح أن يطلق في أسماء الله جل وعلا وأن يقال إن من أسمائه القديم، وذلك للاحتمال.
فأسماء الله جل وعلا كلها حسنى، كلها أسماء كمال، وأما الاسم الذي يحتمل شيئين فإنه لا يطلق في أسماء الله جل وعلا وليس من أسماء الله الحسنى، وهذا مثل (الصانع) ومثل (المريد) وأشباه ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/114)
أما الصفات أو الآثار ـ آثار الصفات ـ هذا قد يطلق عليها أنها قديمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " أعوذ بوجهك الكريم وسلطانك القديم " وهذا أخص من أن يكون اطلاق اسم (القديم) عليه جل وعلا، بل هو إطلاق على بعض ما له جل وعلا " أعوذ بوجهك الكريم وسلطانك القديم " فـ (القديم) ليس نعتا لله جل وعلا، بل نعت للسطان، ولهذا لا يصح أن يقال إن من أسماء الله جل وعلا (القديم) لهذا الأمر.
" الْأَوَّلُ " أعظم ـ اسم الله " الْأَوَّلُ " ـ أعظم وأجل من القديم، وهو الذي جاء في الكتاب والسنة وهو الذي يشتمل على أنواع (الأولية) للذات والأسماء والصفات والأفعال، تبارك ربنا وتعالى وتقدس.
قال جل وعلا " وَالْآخِرُ " " َالْآخِرُ " كما فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنه الذي " ليس بعده شيء " يعني الذي يبقى بعد ذهاب الأشياء كما قال سبحانه " كل شيء هالك إلا وجهه " ويقول جل وعلا في سورة غافر " لمن الملك اليوم " ثم يجيب نفسه جل وعلا بقوله " لله الواحد القهار " فكل شيء إلى الفناء والهلاك وهو جل وعلا " َالْآخِرُ " الذي يبقى بعد فناء الأشياء، وهذا لا شك دليل عظمته وقهره وجبروته وملكه للأشياء وأن كل شيء في هذا الملكوت إنما هو بتدبيره يحيي من يشاء ويميت من يشاء وهو جل وعلا " الْأَوَّلُ " الذي له الأزلية و " َالْآخِرُ " الذي له السرمدية جل وعلا.
قال هنا " وأنت الآخر فليس بعدك شيء " وآخريته جل وعلا المراد منها هذا الي وصف، وأما نعيم أهل الجنة وما هم فيه فإن النصوص أطلقت أنهم خالدون فيها أبدا لأن أهل الجنة يخلدون فيها أبدا، وأهل النار النصوص جاء فيه الاطلاق بأن أهل النار خالدون فيها أبدا، وهذه الأبدية لا تنافي كون الله جل وعلا آخرا، لأن آخريته جل وعلا معناه الذي " ليس بعده شيء " وهو جل وعلا يهلك المخلوقات جميعا ويبقى جل وعلا وحده ويقول " أنا الملك أنا الجبار أين ملوك الأرض؟ " لمن الملك اليوم؟ " ثم يجيب نفسه الجليلة العظيمة جل وعلا بقوله " لله الواحد القهار ".
قال سبحانه وتعالى هنا " وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ " " الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ " اسمان لاستغراق الزمان، استغراق الزمان كله من مبتدئه إلى منتهاه، فلو تُصُوِّر أن للزمان ابتداء فالله جل وعلا (أول) هو قبل ذلك، ولو تُصُوِّر أن للزمان انتهاء فإن الله جل وعلا (آخر) أي بعد ذلك، فإذن الزمان مستغرق في هذين الاسمين" الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ " واسم الله " الْأَوَّلُ " واسم الله " َالْآخِرُ " دلالتهما أكثر وأعظم من دلالة الزمان، يعني أن الزمان جميعا لو تُصُوِّر له ابتداء وله انتهاء فإن هذين الاسمين لله تبارك وتعالى تسع ذلك الزمان كله وغيره، يعني أن الزمان لو تُصُوِّر أنه موجود بكماله ـ زمان لا بداية له وزمان لا نهاية له ـ فالله جل وعلا ليس قبله شيء والله جل وعلا ليس بعده شيء لا الزمان ولا غيره.
قال سبحانه وتعالى هنا " وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ " وهذان اسمان لعلو الله وفوقيته، فـ " َالظَّاهِرُ " كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله " أنت الظاهر فليس فوقك شيء " والمراد بالظهور هنا (العلو) و (الفوقية) كما فسره عليه الصلاة والسلام، و (علوه) جل وعلا و (فوقيته) الذاتية هي معنى كونه جل وعلا ظاهرا " الظاهر فليس فوقك شيء " يعني " الظَّاهِرُ " بذاته، لأن معنى (ظهر على الشيء): علا عليه، كما قال سبحانه " فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا " " فما استطاعوا أن يظهروه " يعني أن يعلوا على السُّد الذي جُعل بين يأجوج ومأجوج وغيرهم.
قال هنا " وَالظَّاهِرُ " فإذن الظهور هنا هو كونه جل وعلا فوق كل شيء يعني بذلك (علو الذات) (فوقية الذات) وأنه جل وعلا مستو على عرشه فوق خلقه أجمعين، وليس المراد بالظهور هنا ظهور أثر الصنعة، " الظَّاهِرُ " يعني الذي ظهرت آثار صنعته ودلت الأشياء عليه كما قال الشاعر:
وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/115)
ليس المراد ذلك، بل الظهور هنا كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله " فليس فوقك شيء " ويحتمل أن يكون في معنى الظهور على الصفات، لأن اسم " الظَّاهِرُ " اسم فاعل (ظاهر) دخلت عليه الألف واللام فدخول الألف واللام على أسماء الفاعلين يدل على عموم ما اشتمل عليه الاسم ـ اسم الفاعل ـ من المصدر، واسم الفاعل (ظاهر) اشتمل على مصدر وهو الظهور، و (الظهور) بمعنى (الفوقية) يكون (فوقية ذات وفوقية صفات) يعني أن يكون (الظهور): (ظهور ذات) كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أن يكون أيضا مشتملا على (ظهور الصفات) يعني على أن صفاته جل وعلا فوق كل الصفات لأن العلو كما ذكرت لكم سابقا والفوقية تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
- علو الذات وفوقية الذات.
- وعلو القدر وفوقية القدر.
- وعلو القهر وفوقية قهر.
ومن أهل السنة أي من العلماء من يقول: العلو قسمان، يعني هذا تقسيم والمعنى واحد.
منهم من يقول: العلو قسمان والفوقية قسمان:
- علو الصفات.
- وعلو الذات.
وعلو الصفات يدخل فيها جميع أنواع الصفات والتي منها (القدر) و (القهر) والتوفيق بين القولين أن مَن قال من أهل السنة وهم الأكثر يعني خصوا العلو والفوقية بالثلاثة أقسام هذه ـ فوقية الذات وفوقية القدر وفوقية القهر ـ أن (القدر) و (القهر) هؤلاء قد نازع فيهما ـ يعني هذان المصدران وهاتان الصفتان ـ نازع فيها أهل البدع، فقال طائفة من أهل البدع: نقول بفوقية القدر والقهر دون غيرها من الفوقيات ودون غيرها من أنواع العلو، أما علو سائر الصفات فهذا متفق عليه، وهم لما نصوا على إثبات هذين دون إثبات علو الذات وفوقية الذات احتاج أهل السنة إلى أن يقسموا الفوقية إلى هذه الثلاث وهي:
- فوقية وعلو الذات.
- وفوقية وعلو القدر.
- وفوقية وعلو القهر.
باعتبار أن المبتدعة أثبتوا علو القدر وعلو القهر ونفوا علو الذات، وإلا فإننا نقول إن صفات الله جل وعلا كلَّها عُلا، له الصفات العلا، كما أن له الأسماء الحسنى، فكل صفاته هي العليا جل وعلا، فإذن العلو يُقسم إلى: علو ذات وعلو صفات، ويقسم أيضا: علو ذات وعلو قدر وعلو قهر. الثاني هذا علو الذات وعلو القهر والقدر هو الأكثر في كتب أهل السنة مراعاه لحال المبتدعة في نفيهم لذلك.
" الظَّاهِرُ " لا شك في قول النبي صلى الله عليه وسلم " وأنت الظاهر فليس فوقك شيء " يدل على علو الذات ويدل على استوائه جل وعلا على عرشه، لكن دلالته على الاستواء دلالة لزوم بضميمة ما جاء في الآيات من ذلك.
قوله " وَالْبَاطِنُ "، اسم الله " الْبَاطِنُ " فسره النبي عليه الصلاة والسلام بأنه الذي " ليس دونه شيء " واختلف العلماء والمفسرون في هذا الاسم كثيرا، والذي عليه أهل التحقيق أن يقال: إن اسم الله " الْبَاطِنُ " يوقف فيه على تفسير النبي صلى الله عليه وسلم دون غيره لأنه اسم لا تُفسره اللغة ولا يفسره السياق ويحتاج في تفسيره إلى معرفة كلام المعصوم له، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام " وأنت الباطن فليس دونك شيء " وهذا التفسير حُمل على أن معنى البُطون (القرب) والقرب في هذا يُعنى به القرب العام من المخلوقات، والقرب العام من المخلوقات لا بد أن يفهم مع اسم الله " الظَّاهِرُ " لأن القرب العام من المخلوقات إما أن يكون قربا بالذات، وإما أن يكون قربا بالصفات، فإذا كان قربا بالذات ناقض هذا قوله " الظَّاهِرُ " فلا بد أن يكون قربا بالصفات، ولهذا قالوا إن " الْبَاطِنُ " اسم لقرب الله جل وعلا، وقربه نوعان:
- قرب عام في الإحاطة والعلم والقدرة ـ وهذا تمثيل بهذه الصفات ـ.
- وقرب خاص من أوليائه بالإجابة وبنصرهم ونحو ذلك بسماع دعائهم إلى آخره.
إذن لفظ " الْبَاطِنُ " ينتبه إلى أنه لا يُدخل كثيرا في بحثه ولا في تفصيل الكلام عليه لأنه مزِلّة أقدام، " الْبَاطِنُ "، ومن هذا الاسم دخل كثيرا من غلاة الصوفية في أنواع من الضلال في الاعتقادات حتى وصلوا في تفسيرهم لاسم الله " الْبَاطِنُ " إلى القول بالوحدة والقول بالحلول والاتحاد. أحسن تفسير له بل التفسير الذي يتعين تفسيرا دون غيره هو قول النبي عليه الصلاة والسلام " أنت الباطن فليس دونك شيء " فسره أهل السنة بأنه يدل على قرب الله جل وعلا، قرب الإحاطة والعلم والقدرة ونحو ذلك.
قال سبحانه وتعالى بعدها " وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " وهذا فيه إثبات أن متعَلّق العلم هو كل شيء، قد تقدم لك أن كلمة (شيء) في نصوص الكتاب والسنة أنها تفسر بأنها (ما يصح أن يُعلم) " وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " ما يصح أن يعلم، سواء أكان واقعا أم لم يكن واقعا، سواء أكان ماضيا أم كان حاضرا أم مستقبلا، وسواء أكان مقدَّرا أم حاضرا ـ يعني غير مقدر ـ
إذن قوله " وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " هذا يشمل كل شيء، ولهذا استدل به أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم على بطلان قول القدرية الذين يقولون إن الأمر أنُف ـ مستأنف ـ وأن الله جل جلاله لا يعلم الأشياء إلا بعد وقوعها تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، وكذلك رُد به قول طائفة من الفلاسفة الذين يقولون إن الله يعلم الأمور الكلية دون التفصيلات والجزئيات، كل هذا يرده قوله " وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/116)
ـ[علي الريفي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 04:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي أبا هند وأحسن إليك على هذه الفوائد الجمة، غير أن ما أثار انتباهي وأنا أقرأ موضوعك القيم هو أن أسماء الله الحسنى في اعتقاد السلف موقوفة على النص، فلا يكون الاسم صحيحا ومعتبرا إلا إذا ورد اسما صريحا من غير اشتقاق ولا بناء في آية قرآنية أو حديث نبوي شريف صحيح، لكن رغم ذلك أوردت على سبيل التوضيح العبارة التالية: "مثل" النافع " و " الضار " فإن اسم الله جل وعلا " الضار " لا يطلق إلا مقترنا مع اسم الله " النافع " فاعتبرت الضار من أسماء الله الحسنى فهل من توضيح لهذه المسألة سيما وأن اسم الضار لم يثبت لا في آية قرآنية ولا في حديث نبوي شريف.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[13 - 10 - 10, 01:31 م]ـ
بارك الله فيك وانبه ان الكلام اعلاه لسماحة الشيخ صالح ال الشيخ فهو انما اراد مقابلة المعاني لا التحقيق في اسمية الضار فالسياق والسباق محكم وانما المادة ملقاة في شرح للواسطية فانما قصد التمثيل فحسب
اما هل الضار من اسماء الله فاليك الفتوى
السؤال:
هل اسما "الضار" و "المذل" من أسماء الله الحسنى أم لا؟ أفتونا مأجورين وجزاكم الله خيراً.
المفتي: عبد الرحمن بن ناصر البراك
الإجابة:
الحمد لله، "الضار" ليس من أسماء الله، بل من أسمائه التي ورد ذكرها في بعض الروايات "النافع الضار"، يعني الكلمتان اسم واحد، فهو سبحانه وتعالى "النافع الضار"؛ لأنه سبحانه وتعالى هو خالق كل شيء، خالق الخير والشر، وهو سبحانه وتعالى الذي لا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يدفع بالسيئات إلا هو، ولا يكون في ملكه إلا ما يشاء، ومن الإيمان: الإيمان بالقدر خيره وشره، فلا يجوز أن يقال: "إن الله تعالى هو الضار"، بل يقال: "هو النافع الضار"، وهو الذي يعز ويذل؛ يعز من يشاء ويذل من يشاء.
وليس من أسمائه "المذل"، ولا أذكر أنه ورد اسم "المعز المذل" في سرد أسمائه الحسنى؛ بل الذي ورد في القرآن: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:26]، والله أعلم.
وقد جرى على لسان العلماء والمحققين ما جرى على لسان الشيخ ومن ذلك ما جاء عن ابن القيم
قال ابن القيم رحمه الله: " إن أسماءه تعالى منها ما يطلق عليه مفردا ومقترنا بغيره، وهو غالب الأسماء. كالقدير والسميع والبصير والعزيز والحكيم، وهذا يسوغ أن يُدعى به مفردا ومقترنا بغيره، فتقول: يا عزيز، يا حليم، يا غفور، يا رحيم. وأن يفرد كل اسم، وكذلك في الثناء عليه والخبر عنه بما يسوغ لك الإفراد والجمع.
ومنها ما لا يطلق عليه بمفرده، بل مقرونا بمقابله كالمانع والضار والمنتقم، فلا يجوز أن يفرد هذا عن مقابله، فإنه مقرون بالمعطي والنافع والعفو. فهو المعطي المانع الضار النافع المنتقم العفو المعز المذل، لأن الكمال في اقتران كل اسم من هذه بما يقابله، م، عطاء ومنعا، ونفعا وضرا،وعفوا وانتقاما. لأنه يراد به أنه المنفرد بالربوبية وتدبير الخلق والتصرف فيه؛ وأما أن يثنى عليه بمجرد المنع والانتقام والإضرار فلا يسوغ. فهذه الأسماء المزدوجة تجري مجرى الاسم الواحد الذي يمتنع فصل بعض حروفه عن بعض، ولذلك لم تجيء مفردة ولم تطلق عليه إلا مقترنة فاعلمه. فلو قلت: يا مذل، يا ضار، يا مانع، وأخبرت بذلك لم تكن مثنيا عليه، ولا حامدا له حتى تذكر مقابلها " انتهى من "بدائع الفوائد" (1/ 132)
ـ[أبوعزام المصرى]ــــــــ[13 - 10 - 10, 03:49 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن ولاه وبعد
الأخ الكريم/ أبو هند محمد الجزائرى
من المتفق عليه أن الأسماء الأربعة تدل على الزمانية والمكانية
فهذا صحيح فالله محيط بكل شىء
وأما تفسير الباطن بالقرب أو بالعلم فهذا يخالف المقابلة لاسم الظاهر
وهذا ما قاله الإمام ابن تيمية فى مجموع الفتاوى ودرء تعارض العقل والنقل وبيان تلبيس الجهمية
فقد بين الإمام أن المراد الإحاطة مع العلو أى العلو المطلق
وروى فيه شرح الحديث الذى رواه الإمام الترمذى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/117)
ولو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السابعة لهبط على الله ........... وهذا فى دلالة على الإحاطة المطلقة بالخلق
ومن المعلوم أن اسم الظاهر بينه النبى الكريم بقوله ليس فوقك شىء ومقابله الباطن ومن المعروف أن المقابل للفوقية هو أن يكون المعنى وأنت الباطن الذى ليس تحتك شىء
وهذا ما ذهب الإمام ابن تيمية وتابعه عليه الإمام ابن القيم فى شرحهما للحديث الذى رواه الإمام مسلم فى بيان الأسماء الأربعة وذهب إلى أن القول بأن الباطن هو العلم أو القرب فوصف ذلك بأنه مما يطابق كلام الجهمية ولايوافق السايق النبوى الشارح لدلالة الأسماء
وهذا المعنى يتفق حقيقة مع سياق الصحيح للحديث
فالله هو الأول الذى ليس قبله شىء وفى مقابله هو الآخر الذى ليس بعده شىء
وهو الظاهر الذى ليس فوقه شىء وفى مقابله هو الباطن الذى ليس دونه (تحته) شىء
وهو الأقرب للسياق النبوى للحديث أما تفسير الباطن بالقرب أو بالعلم فغير صحيح تماما
فالتفسير بالقرب سيفضى إلى القول بالحلول ويفتح الطريق للقائلين بأن الله فى كل مكان وهذا مخالف تماما لمذهب أهل السنة والجماعة
وأما التفسير بالعلم فبعيد تماما وليس فيه زيادة فائدة فى معنى العلم لأن الدال على العلم اسم الله العليم
ومن المعلوم أن لكل أسم من أسماء الله الحسنى معنى خاص به ودلالة يتفرد به دون باقى الأسماء مع إشتراكهم فى الدلالة على ذات الله
فتفسير اسم الباطن بالعلم ليس فائدة وليس فيه زيادة معنى عن باقى الأسماء الحسنى
ولذلك ذهب الشيخ ابن تيمية إلى تفسير معنى الباطن فليس دونك شىء إلى القول بأن معنلها ليس تحتك شىء
ودلل على ذلك بلإحاطة المطلق والعلو المطلق وكلام الشيخ فى عدة مواضع من مؤلفاته
مجموع الفتاوى ........ درء تعارض العقل والنقل ............ بيان تلبيس الجهمية
وهذا يتفق تماما مع قول العلماء الراسخين بأنها أى الأسماء الأربعة زمانية ومكانية
فنرجو المراجعة
وعلى تواصل ............ حفظك الله
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[15 - 10 - 10, 09:21 ص]ـ
أخي المبارك ـ حفظك الله ـ انظر فضلاً إلى ما سطّره الإمام ابن القيم في شرح هذه الأسماء، في مطلع كتابه الماتع: [طريق الهجرتين] ..
ـ[أبوعزام المصرى]ــــــــ[17 - 10 - 10, 08:18 ص]ـ
الأخت الكريمة
حفظك الله
ما قاله الإمام ابن القيم فى غالب كتبه هو ما ذهب إليه الشيخ ابن تيمية
وكذلك فى طريق الهجرتين
فإن كان به ما خالف ما قلت أنا فانقليه هنا لنناقشه
دمت بخير
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[17 - 10 - 10, 11:10 ص]ـ
أخي النبيل ـ يحفظك الرحمن ـ كان كلامي مُوجَّها لطارح السؤال حيثُ لم يتسنَّ لي قراءة جميع المشاركات، فلم أنتبه إلى أن كاتب المشاركة هو نفسه السائل؛ فلم نعتد ذلك ..
فالمعذرة والعفو ..
والذي كتبته أختك توجيهًا وليس استدراكًا، فالمقصد نشر الفائدة، ببيان المعاني الحقّة الصائبة ..
والله يرعاك ويتولاك، ويكلأك بحفظه ورحمته ..(66/118)
للتحميل: كتاب هذا هو الكافي للشيعة؛ للشيخ طه الدليمي pdf
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:46 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=78973&stc=1&d=1286825551
كتاب: هذا هو الكافي pdf
تأليف: الشيخ الدكتور طه بن حامد الدليمي العراقي
طبعة: بدون
الطبعة: الأولى
سنة: بدون
عدد الصفحات: 186 ورقة
لتحميل الكتاب: اضغط هنا ( http://www.dd-sunnah.net/uploads/books/this-is-kafi.rar)
ملاحظة: من أحسن الكتب التي نقضت عمدة كتب الشيعة (الكافي في أصول دين المجوس).
ـ[أبو عبدالعزيز الرفاعي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 03:34 م]ـ
بارك الله فيك، وأخيراً وجدت هذا الكتاب ..
ـ[اسامة عبد الرافع]ــــــــ[13 - 10 - 10, 10:40 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا كثيرا
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 11:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الله العثمان]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:21 م]ـ
بارك الله فيك ووفق الشيخ الدليمي.
ـ[عبد الله الشريف]ــــــــ[16 - 10 - 10, 10:43 م]ـ
حفظك الله، وبارك الله في الشيخ.
ـ[راكان عبدالله]ــــــــ[17 - 10 - 10, 02:55 ص]ـ
جزاك الله خيراً(66/119)
افتتاحية مجلة الراصد: (ببركة نصرة أم المؤمنين .. تصدع التشيع الديني!!)
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 03:34 ص]ـ
من المقرر عند المؤمنين أن من تكريم الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم أن جعل له أصحاباً هم خير البشر بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وجعل له من النساء زوجات هن خير النساء وجعلهن أمهات للمؤمنين رضي الله عنهن.
كما أن من المقرر عند المؤمنين أن خير أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وأن أحب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم إليه هي عائشة الصديقة رضي الله عنها.
ومن المقرر أيضاً عند المؤمنين أن آل الصديق قوم مباركون، فحين تأخر الجيش الإسلامي وهو يبحث عن عقد ضاع لأم المؤمنين فقدوا الماء، فأنزل الله عز وجل إباحة التيمم بدلاً عن الوضوء، تيسيراً وتخفيفاً ورحمة بالمؤمنين، فقال أسيد بن حضير رضي الله عنه: "ما هذا بأول بركتكم يا آل أبي بكر".
وقد شاهد المؤمنون الكثير من مواقف بركة آل أبي بكر كموقفه رضي الله عنه يوم مصيبة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، حين قاد المؤمنين إلى بر الأمان وتجاوز بهم المحنة، أو موقفه الحازم حين الردة، فكان يقينه وتوكله على الله عز وجل سبباً لحماية الإسلام ونصرة الدين وبداية مسيرة الفتوحات المباركة.
واليوم نرى بأم أعيننا كيف أن بركة تولي ونصرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها والدفاع عنها قد صدَّع التشيع الديني الزائف، وأرغم قادته وكبراءه على الفرار والتراجع، كيف لا وقد أعلن الله عز وجل الحرب على من تعرض لأوليائه الصالحين كما في الحديث القدسي: "من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب"، ولا شك ولا ريب أن أم المؤمنين من سادات الأولياء ومقدميهم، فمن الشرف العظيم أن نكون جميعاً في ركب الدفاع المبارك عنها.
لكن اليوم ومع جريمة الخبيث في لندن، وبركة الدفاع عن أم المؤمنين فقد تصدع التشيع الديني، حيث انكشف الغطاء عن حقدهم ومكرهم ونفاقهم، فقد ظهر للمسلمين أجمع حقيقة معتقداتهم التي كانوا ولا يزالون ينكرونها، فقد فضحهم هذا الخبيث بتطاوله، وتواطئم على تهوين جريمته، كما فضحتهم القنوات الفضائية المجاهدة كالمستقلة وصفا ووصال وأخواتهن، حين أطلعت العالم كله على حقيقة عقائدهم وحقيقة مواقف علمائهم المعاصرين بالصوت والصورة، ومن خلال المناظرة والمحاورة، التي لا سلاح لهم فيها إلا الكذب والتزوير، والهروب والخداع والتدليس والتلبيس.
إن الكثير من المسلمين كان يقدم حسن الظن بالشيعة، ويعتقد أنهم معتدلون رافضون للغلو والتطرف الذي كان في أسلافهم، لكنهم اليوم اسيقظوا وأدركوا كم كانوا واهمين.
فقد أدركوا أن الغلو القديم لا يزال هو المنبع الذي يغترفون منه عقائدهم وأفكارهم، وهذا الغلو هو مدار دينهم وأصل معتقدهم، يستوي في ذلك العربي والإيراني، والمتشدد والمعتدل، والعالم والسياسي.
ولقد أدركوا اليوم أيضاً حقيقة هذا التشيع الذي عانى المسلمون منه قروناً طويلة، من بث للكفر والنفاق، أو سب وشتم للمؤمنين والأخيار، أو تعاون مع الكفار والفجار، أو تسلط بالقتل والتعذيب والاضطهاد، كما أدركوا أن التشيع كلما تم التسامح معه طغى وتجبر، وظن أن الساحة قد أصبحت له فيتمدد بالاعتداء الديني مثل ياسر الخبيث، أو الاعتداء السياسي مثل جزر القمر، أو الأمني كما في البحرين، أو العسكري كما في بيروت.
وبسبب هذا الانفضاح العالمي لعقائد التشيع الديني، أرغم بعض قادتهم ومراجعهم على التدخل بالإنكار لجريمة الخبيث، في محاولة لرأب ما تصدع من كيد بنوه عبر سنين مديدة ومؤامرات كثيرة، لكي لا يضيع منهم ما حققوه من مكاسب ومصالح.
ولذلك لجأ بعض قادتهم للتبرؤ من فعل الخبيث، وهذه خطوة دفاعية لمحاولة امتصاص الهبّة الإسلامية، وتنفيس الغضب وحصر المشكلة في قضية فردية معزولة، وهذا يشابه سياسة اليهود حين حرقوا المسجد الأقصي ولا يزالون يدنسونه من حين لآخر، ومن ثم يزعمون أنها حادثة فردية معزولة قام بها مجنون أو مختل عقلياً!!
والواجب اليوم على أبناء أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مواصلة مسيرة الدفاع عن أولياء الله وجهاد المنافقين لهدم التشيع الديني ومن بعده التشيع السياسي، عبر الخطوات التالية:
1 - بيان أن تكفير وسب وشتم عائشة رضي الله عنها أصل متفق عليه بين شيعة اليوم، من خلال إظهار أقوال وكتابات مراجعهم المعاصرين، ومن خلال أقوال المتشيعين اليوم، لتأكيد أن جوهر التشيع الذي يدعى له المسلمون هو سب الصحابة وأمهات المؤمنين.
2 - بيان التدليس والتلبيس في البيانات التي صدرت من بعض الشيعة في الإنكار على الخبيث، حيث خلت من الاعتراف بإيمان عائشة وفضلها، كما خلت من التبرؤ من فكرة التكفير والشتم التي يقوم معتقدهم عليها، لتركز على الفاعل الخبيث فحسب.
3 - مطالبة الشيعة بالتبرؤ من كافة معتنقي التكفير والشتم لعائشة رضي الله عنها، قديماً وحديثاً كالمجلسي والخميني وغيرهم لأن الجريمة واحدة، إن كانوا صادقين.
4 - مطالبة الشيعة بعقاب من تطاول من أفرادهم - وهم كثر لا بارك الله فيهم -على أمهات المؤمنين والصحابة رضي الله عنهم.
5 - مطالبة الشيعة - وخاصة خامنئي - بخطوات عملية في نشر فضائل عائشة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن وسائر الصحابة، باللغة الفارسية وعبر وسائل الإعلام العامة إن كانوا صادقين.
6 - مطالبة دعاة التقريب والتحالف السياسي بحمل إيران والشيعة على عدم الاعتداء على الصحابة وأمهات المؤمنين، وعدم الاعتداء على سنة إيران أو جيرانهم في البحرين والإمارات واليمن ولبنان وغيرها.
فإن عجزوا عن ذلك وإيران ترفع شعارات الوحدة وتبحث عن حلفاء لها تستخدمهم في صراعها على التفوذ مع الغرب، فكيف سيكون حالها حين تفرض هيمنتها وسلطانها؟؟
المصدر: من هنا ( http://alrased.net/site/topics/view/1962)
لتحميل العدد (89) كاملًا: اضغط هنا ( http://alrased.net/_files/Al_Rased_89.rar)(66/120)
قصيدة شعرية في الذب عن أم المؤمنين فداها أبي وأمي
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 10 - 10, 03:52 م]ـ
هذه قصيدة ارسلها إلي الأخ أحمد عباس أحد المعارف الأحبة، راجيا نشرها في الملتقى طلبا للثواب
روحي فداها
دموع الحزن ويلك لا تجفي ... وأبدي جهرة ما كنت اخفي
يراعي قم واسمع كل صب ... قصائد صغتها من نحر حرف
فلا سلمت يدي ان لم اسقها ... مقلدة ولو وافيت حتفي
اذا انا لم اصغها صارمات ... فأف للقصائد ثم أف
اناضل فيك يا امي وروحي ... ولو جندلت سالفتي وكفي
فأنت الطهر والشرف الموفى ... وفيك اتى الكتاب بخير وصف
الا قطعت لسان حين قالت ... مقال البهت انك لم تعفي
فداك ابي وأمي يا حميرا ... رسول الله يا بنت الموفي
فداك الأهل والأبنا ونفسي ... وكل موحد اضحى بصفي
اذا مدوا لأمي كف لؤم ... مددت لهم بحد السيف كفي
فها قد جائك الأبناء زحفا ... وصرختهم بأهل الزيف: [يكفي]
بنو بنيان باطلهم ولكن ... بناء الزور موعود بنسف
حصان انت يا امي رزان ... بأبيات لحسان تٌحَفِي
فعرض المصطفى عرضي ونفسي ... لعرض المصطفى تفدي بلهف
اما سمع الروافض حب طه ... لها اذ لم يكن للحب يخفي
نفوس حينما خبثت تبدى ... تعفنها ليطفح فوق سقف
لقد جرحو مشاعرنا وأدمو ... محاجرنا فيا عيني سفي
ولكنا اسود ان تبدت ... فلا تخشى بأن تُلقى بحتف
اسود بنيك يا أمي فقري ... بهم عينا اتو في لمح طرف
الا قل للبغيض رماك ربي ... بقارعة مزلزلة وخسف
تلمع باطلا ليصير حقا ... لعمري ما الحقيقة مثل زيف
ستلقى شر خاتمة وتبلى ... بداء ليس الا الموت يشفي
بني امي فهبو مثل ريح ... تفت سراب باطلهم وتخفي
كطير في السمآء لها ازيز ... تصيرهم كمأكولات عصف
وام المؤمنين وان تمادوا ... كشمس لن يغطوها بسعف
كطود حاولت ذرات نمل ... بأن تنفيه ماذا عل تنفي
يظل الطود طودا في شموخ ... ويبقى النمل نملا تحت خفي
وفي ختم صلاة الله تغشى ... امام الرسل ما قفى المقفي
تعم الال والاصحاب جمعا ... وازواج النبي بكل حرف
للشاعر اليمني المقيم حاليا في الكويت أحمد عباس المتوكل
ـ[أبو إياس الوردي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 09:57 م]ـ
أحسن الله إليك وسدد الله تعالى قولك وفعلك على هذه القصيدة الرائعة الواجبة في الذود عن فراش أطهر مخلوق صلوات الله وسلامه عليه وإن شاء الله تعالى بأن من انبرى للدفاع عن أفضل جيل عرفه التاريخ فإن الله تعالى يريد به خيرا والعكس بالعكس ومضمون ذلك يذكره بعض أهل العلم
ـ[محمد براء]ــــــــ[12 - 10 - 10, 10:14 م]ـ
جزى الله خيراً الناظم والناقل
فداك ابي وأمي يا حميرا ... رسول الله يا بنت الموفي
قال ابن القيم في ((المنار المنيف)) ص60: "وكل حديث فيه: يا حميراء، أو ذكر الحميراء: فهو كذب مختلق ".
ـ[أم محمد]ــــــــ[12 - 10 - 10, 10:30 م]ـ
جزى الله خيراً الناظم والناقل
قال ابن القيم في ((المنار المنيف)) ص60: "وكل حديث فيه: يا حميراء، أو ذكر الحميراء: فهو كذب مختلق ".
لا يا أخي بل يوجد استثناء
دخل الحبشة المسجد يلعبون فقال لي يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم فقلت نعم فقام على الباب وجئته فوضعت ذقني على عاتقه فأسندت وجهي إلى خده قالت ومن قولهم يومئذ أبا القاسم طيبا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبك فقلت يا رسول الله لا تعجل فقام لي ثم قال حسبك فقلت لا تعجل يا رسول الله قالت وما لي حب النظر إليهم ولكن أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه
الراوي: عائشة المحدث: الألباني ( http://www.ahlalhdeeth.com/mhd/1420)- المصدر: السلسلة الصحيحة ( http://www.ahlalhdeeth.com/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 7/ 818
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
دخلت الحبشة المسجد يلعبون في المسجد فقال يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم فقلت نعم فقام بالباب وحيدته فوضعت ذقني على عاتقه وأسندت وجهي إلى خده قالت ومن قولهم يومئذ أبا القاسم طيبا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبك فقلت لا تعجل يا رسول الله فقام لي ثم قال حسبك قلت لا تعجل يا رسول الله قالت وما لي حب النظر إليهم ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه
الراوي: عائشة المحدث: ابن القطان ( http://www.ahlalhdeeth.com/mhd/628)- المصدر: أحكام النظر ( http://www.ahlalhdeeth.com/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 360
خلاصة حكم المحدث: صحيح
دخل الحبشة يلعبون، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا حميراء أتحبين أن تنظرين إليهم؟ فقلت: نعم الراوي: عائشة المحدث: ابن حجر العسقلاني ( http://www.ahlalhdeeth.com/mhd/852)- المصدر: فتح الباري لابن حجر ( http://www.ahlalhdeeth.com/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 2/ 515
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
يا حميراء! أتحبين أن تنظري إليهم؟! يعني: إلى لعب الحبشة ورقصهم في المسجد الراوي: عائشة المحدث: الألباني ( http://www.ahlalhdeeth.com/mhd/1420)- المصدر: السلسلة الصحيحة ( http://www.ahlalhdeeth.com/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 3277
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح رجاله ثقات
قلت لا تعجل مرتين وفيه فقال: يا حميراء.
الراوي: عائشة المحدث: العراقي ( http://www.ahlalhdeeth.com/mhd/806)- المصدر: تخريج الإحياء ( http://www.ahlalhdeeth.com/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 2/ 57
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
بارك الله في الشاعر و الناقل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/121)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 10 - 10, 08:49 ص]ـ
ممن نص على ذلك الحافظ رحمه الله: (فِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْهَا " دَخَلَ الْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا حُمَيْرَاءُ أَتُحِبِّينَ أَنْ تَنْظُرِي إِلَيْهِمْ؟ فَقُلْت: نَعَمْ " إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ وَلَمْ أَرَ فِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ ذِكْرَ الْحُمَيْرَاءِ إِلَّا فِي هَذَا.)
واستدرك السيوطي حديثا آخر فقال في شرح ابن ماجة: (قال بعضهم كل حديث ورد فيه الحميراء ضعيف واستثنى من ذلك ما أخرجه الحاكم من طريق عبد الجبار بن الورد عن عمار الذهبي عن سالم بن أبي الجعد عن أم سلمة قالت ذكر النبي خروج بعض أمهات المؤمنين فضحكت عائشة فقال انظري يا حميراء وان لا تكوني أنت الحديث قال الحاكم صحيح على شرط البخاري ومسلم)، قلت: وإسناده محتمل.
قلت: والقول إن جميع ما فيه يا حميرا كذب أو موضوع متعقب من جهة أخرى، وهي أن منه الضعيف.
والله أعلم
ـ[محمد براء]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:40 ص]ـ
وقد تعقب ابنَ القيم الشيخُ عبد الفتاح أبو غدة وهو محقق الطبعة التي عزوت إليها ونقل هذا التعقب عن الزرقاني ..
لكنني كنت حافظاً لهذا النقل عن ابن القيم منذ زمن غير متحقق من صحته، فأخذته من الشاملة دون مراجعة، والله يغفر لي ..(66/122)
ما حكم تسمية الإنسان بـ عليم؟
ـ[أبو عمر الأزهري]ــــــــ[12 - 10 - 10, 04:18 م]ـ
ذلك لأن إيميلي الشخصي
aleim
فما حكم هذا
أرجو الإفادة ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 10 - 10, 05:01 م]ـ
ما جاز الاتصاف به، جاز التسمي به
(قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم)
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[12 - 10 - 10, 11:20 م]ـ
ما جاز الاتصاف به، جاز التسمي به
(قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم)
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك وغفر ذنبك ورفع قدرك
قال تعالى ((
وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ))
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 12:54 ص]ـ
القاعدة هي أن كل اسم فيه تزكية لا يسمى به والدليل هو:
- حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ زَيْنَبَ كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ فَقِيلَ تُزَكِّي نَفْسَهَا فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ
البخاري
وأنا لا أدري هل تنطبق هذه على اسم عليم
انصحك بكتاب تسمية المولود للشيخ بكر أبو زيد
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 10 - 10, 09:04 ص]ـ
إن كان من قبيل التزكية، فنعم هو ممنوع
لكن في بعض البلدان مثل الباكستان وماليزيا تنتشر عندهم مثل تلك الأسماء كرحيم وعليم وحليم وزاهد ونحو ذلك ..
فينظر في كل محل بحسبه ..
وحديث برة فيه أنه قيل إنها تزكي نفسها ..
فإناطة الحكم بإرادة التزكية، أو اشتهارها بحسب العرف، لذا بم يثبت أنه نهى عن (مبارك) و (فلاح)، و (خير) ونحو ذلك، على سبيل الإطلاق ..
قال ابن القيم: (وفي سنن أبي داود من حديث جابر بن عبد الله قال أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينهى أن يسمى ب يعلى وبركة وأفلح ويسار ونافع وبنحو ذلك ثم رأيته سكت بعد عنها فلم يقل شيئا ثم قبض ولم ينه عن ذلك ثم أراد عمر أن ينهى عن ذلك ثم تركه وقال أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن عبيد عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن عشت إن شاء الله أنهى أمتي أن يسموا نافعا وأفلح وبركة" قال الأعمش لا أدري أذكر نافعا أم لا
وفي سنن ابن ماجة من حديث أبي الزبير عن جابر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن عشت إن شاء الله لأنهين أمتي أن يسموا رباحا ونجيحا وأفلح ويسارا" قلت وفي معنى هذا مبارك ومفلح وخير وسرور ونعمة وما أشبه ذلك فإن المعنى الذي كره له النبي صلى الله عليه وسلم التسمية بتلك الأربع موجود فيها فانه يقال أعندك خير أعندك سرور أعندك نعمة فيقول لا فتشمئز القلوب من ذلك وتتطير به وتدخل في باب المنطق المكروه
وفي الحديث أنه كره أن يقال خرج من عند برة مع أن فيه معنى آخر يقتضي النهي وهو تزكية النفس بأنه مبارك ومفلح وقد لا يكون كذلك كما روى أبو داود في سننه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسمى برة وقال لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم وفي سنن ابن ماجة عن أبي هريرة أن زينب كان اسمها برة فقيل تزكي نفسها فسماها النبي صلى الله عليه وسلم زينب)، قلت عزاه الإمام ابن القيم لابن ماجة، وهو في البخاري ومسلم، والله أعلم.
وبالله التوفيق(66/123)
ما الفرق بين قولنا [بلا كَيف] و [الكيف مجهول]
ـ[ابو عبد الرحمن القلموني]ــــــــ[13 - 10 - 10, 12:07 ص]ـ
السلام عَلَيْكم
عندي استفسار حول قول فلان في الصفات [بلا كيف] و قول [الكيف مجهول].
ماذا يلزم من كلتا العبارتين؟
خصوصاً أنّ الرواية الصحيحة للإمام مالك انّ الكَيف غير معقول في سياق الحديث عن معنى الإستواء.
ملاحظة: بعض الأشاعرة يصرّون على قول [بلا كَيف]، لكني لم أدر الى ماذا يريدون الوصول من هذا.
وبارك الله بكم.
ـ[بن عفان]ــــــــ[13 - 10 - 10, 01:07 ص]ـ
الكيف مجهول
هو قول أهل السُنة
إذ أننا نُثبت المعنى دون تكييف، فالله سبحانه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
أمَّا: بلا كيف
فهو قول المعطلة من الأشاعرة والماتريدية
فهم بذلك القول يريدون نفي الكيفية بتأويل الصفة، وتفسيرها على غير حقيقتها وظاهرها اللائق بالله عز وجل.
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[13 - 10 - 10, 01:46 ص]ـ
ملاحظة: بعض الأشاعرة يصرّون على قول [بلا كَيف]، لكني لم أدر الى ماذا يريدون الوصول من هذا. لعلهم يريدون الوصول إلى تعطيل هذه الصفات وتأويلها ونفيها عن الله سبحانه وتعالى، فنفي الكيفية يلزم نفي الصفة، كما أن إثباتها يلزم منه إثباتُ كيفيةٍ لها ..
ونحن نثبت لله ـ سبحانه وتعالى ـ ما أثبته لنفسه من غير تعطيل ولا تشبيه ولا تكييف ولا تمثيل، على الوجه اللائق به سبحانه، ونجهل الإحاطة بكيفية الصفات ..
قال تعالى: [ولا يحيطون به علمًا] ..
وهذا مخلص معنى قول الإمام مالك ـ رحمه الله ـ، والله أعلم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[13 - 10 - 10, 01:58 ص]ـ
ما ذكره الأخ بن عفان - سامحه الله -: غلط فاحش.
لأن مقولة: (بلا كيف) ثابتة عن جماعة من أئمة السنة وليست: " قول المعطلة من الأشاعرة والماتريدية " - كما زعم -!
قال الإمامان أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان رحمهما الله تعالى في عقيدتهما: " أَدْرَكْنَا الْعُلَمَاءَ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ: حِجَازًا وَعِرَاقًا وَمِصْرَ وَشَامًا ويَمَنًا؛ فَكَانَ مِنْ مَذَاهِبِهِمْ: أَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ. وَالْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ مُنَزَّلٌ؛ غَيْرُ مَخْلُوقٍ بِجَمِيعِ جِهَاتِهِ إلَى أَنْ قَالَ: وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ وَعَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَا كَيْفٍ ".
وهذه العقيدة مشهورة أخرجها اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، وذكرها الذهبي في العلو.
وقال الإمام أبو عيسى الترمذي في ((سننه)) بعد أن ذكر حديث: " إن الله يقبلُ الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره ": " وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا: قد تثبت الروايات في هذا، ويؤمن بها، ولا يتوهم ولا يقال كيف؟
هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك؛ أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمروها بلا كيف.
وهذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة ".
وروى اللالكائي عن الوليد بن مسلم، قال: سألت الأوزاعي وسفيان الثوري ومالك بن أنس عن هذه الأحاديث التي فيها ذكر الرؤية، فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف.
فعلم إذاً: أن هذه المقولة مقولة سنية سلفية وليست: "قول المعطلة من الأشاعرة والماتريدية "!!
أما الجواب عن سؤال الأخ:
أن كلتا المقولتين: " الكيف مجهول "، و " بلا كيف " صحيحة ثابتة عن أئمة السنة، ومراد أهل السنة بها: نفي العلم بالكيفية، لا نفي وجودها في نفس الأمر.
وهذا النفي مرده إلى أصل معروف من أصول الشريعة، وهو حرمة القول على الله تعالى بلا علم، فكيفية نزول الله تعالى لم يخبرنا الله تعالى بها، فنفينا العلم بها، فقلنا: ينزل بلا كيف، واستواء الله تعالى لم يعلمنا الله به فنفينا علمنا به فقلنا: الاستواء معلوم والكيف مجهول .. وهكذا ..
وانظر شرح الشيخ ابن عثيمين على الواسطية (1/ 98 - 99) ففيه فائدة.
وفي هذا المبحث أسئلة دقيقة، لكن أرجو أن يكون في ما ذكرته جواب على سؤال الأخ.
أما سؤالك الثاني: " بعض الأشاعرة يصرّون على قول [بلا كَيف]، لكني لم أدر الى ماذا يريدون الوصول من هذا ".
فالجواب: أنهم يريدون من الاستدلال بمثل هذه الروايات الوصول إلى نسبة عقيدة (التفويض) إلى السلف، وأنى لهم؟! فنصوص السلف صريحة في إثبات الصفات بمعانيها اللائقة لله تعالى، ومثل هذه النصوص حجة عليهم لا لهم؛ مثلاً: يقول شيخ الإسلام رحمه الله: " لَوْ لَمْ يَكُنْ مَعْنَى الِاسْتِوَاءِ فِي الْآيَةِ مَعْلُومًا لَمْ يَحْتَجْ أَنْ يَقُولَ: الْكَيْفُ مَجْهُولٌ لِأَنَّ نَفْيَ الْعِلْمِ بِالْكَيْفِ لَا يَنْفِي إلَّا مَا قَدْ عُلِمَ أَصْلُهُ كَمَا نَقُولُ إنَّا نُقِرُّ بِاَللَّهِ وَنُؤْمِنُ بِهِ وَلَا نَعْلَمُ كَيْفَ هُوَ ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/124)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[13 - 10 - 10, 02:03 ص]ـ
السلام عَلَيْكم
عندي استفسار حول قول فلان في الصفات [بلا كيف] و قول [الكيف مجهول].
ماذا يلزم من كلتا العبارتين؟
"بلا كيفَ " أي: بلا سؤال "كيفَ؟ "
لأن الكيف مجهول .. أي غير معلوم لنا
في الرابط التالي مقال فيه شرح لمعنى قول السلف: بلا كيف
عقيدة السلف في الصفات: معنى قولهم "بلا كيف" ( http://www.as-salaf.com/article.php?aid=75&lang=ar)
خصوصاً أنّ الرواية الصحيحة للإمام مالك انّ الكَيف غير معقول في سياق الحديث عن معنى الإستواء.
الكيف غير معقول أي أنه مجهول فالعقل معناه العلم والفهم
انظر الرابط التالي للمزيد:
http://www.as-salaf.com/article.php?aid=76&lang=ar
ملاحظة: بعض الأشاعرة يصرّون على قول [بلا كَيف]، لكني لم أدر الى ماذا يريدون الوصول من هذا.
وبارك الله بكم.
كما قال الإخوة والأخوات
هم يريدون بها نفي الكيفية
فهم يفسرونها بغير المعنى الذي قصده السلف الصالح عندما قالوا: بلا كيفَ
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[13 - 10 - 10, 02:18 ص]ـ
[بلا كيف]
يمكننا القول باختصار أن مقصد المبتدعة: نفي الكيفية.
أما السلف ـ رحمهم الله ـ فمقصدهم من ذلك: نفي العلم بالكيفية.
وفقك الله لاتباع الحقّ أيها الأخ الكريم ..
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[13 - 10 - 10, 02:05 م]ـ
بارك الله فيكم
التكيف هو اقحام العقل القاصر في معرفة كيفية الرب العليم الكامل ومحال ان تدرك العقول كنه صفات الرب سبحانه وتعالى
وللعقول حدود لا تجاوزها ***********والعجز عن درك الادراك ادراك
وعليه قول اهل السنة بلا كيف اي نفي علم المخلوق بالكيفية فاثباتهم للصفات اثبات وجود لا اثبات تكيف وكيفية الصفات لم يخاطبنا الله بها لقصر عقولنا عن ادراكها
واما صفات الله لها كيفية تليق بالله جل وعلى اذا لو نفيت هذه الكيفية لانتفت حقيقة الصفة لانه لا توجد صفة بدون كيفية وهذا مراد الاشاعرة من نفي الكيف مطلقا للتوصل الى نفي الصفة ويقصدون راسا الصفات الاختيارية التي يلزم منها حلول الحوادث بالله على زعمهم
والله اعلم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[13 - 10 - 10, 04:06 م]ـ
العبارتان صحيحتان ولا تعارض بينهما.
والقول بأن عبارة: (بلا كيف) عبارة المعطلة من الأشاعرة والماتريدية؛ فيه نظرٌ، فقد استعملها كثير من الأئمة؛ قال ابن أبي داود في حائية السنة:
وقل ينزل الجبار في كل ليلة **** بلا كيف جل الواحد المتمدح
لكن ربما يُعتذر ?خينا (بن عفان): أنه يقصد أنَّ المعطلة يطلقون هذه العبارة ويريدون بها معنى فاسدا.
ومع ذلك؛ كان الأولى أن لا يقال: هذه عبارة المعطلة.
ـ[أبو عمر وعائشة]ــــــــ[13 - 10 - 10, 06:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا
استفدت ولله الحمد من اغلب المشاركات
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 07:00 م]ـ
أخي في الله يجب التفريق بين مسألتين وهما الكيف و المعنى
فأهل السنة و الجماعة يثبتون المعنى و ينفون الكيف فمثلا
استوى على العرش يعني على و ارتفع فهذا يثبثه أهل السنة
ولكن كيف استوى فهذا نفوض أمره لله
أما الألفاظ المجملة التي تأتي من المبتدعة فيجب التفصيل فيها
فمثلا بلا كيف إذا قصد بها نفي المعنى فهذا خطأ
أما إذا قصدبه نفي الكيفية فصحيح
المرجوأن تكون الإجابة صائبة
فإن كان هناك خطأ فالمرجوا توجيهي
ـ[ابو عبد الرحمن القلموني]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:21 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله بكم جميعاً.
واخص بالشكر الاخ محمد براء، فعلاً استفدت منكم جميعاً
ـ[محمد براء]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:22 م]ـ
شكر الله لك
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:12 ص]ـ
أخي في الله يجب التفريق بين مسألتين وهما الكيف و المعنى
فأهل السنة و الجماعة يثبتون المعنى و ينفون الكيف فمثلا
استوى على العرش يعني على و ارتفع فهذا يثبثه أهل السنة
ولكن كيف استوى فهذا نفوض أمره لله
أما الألفاظ المجملة التي تأتي من المبتدعة فيجب التفصيل فيها
فمثلا بلا كيف إذا قصد بها نفي المعنى فهذا خطأ
أما إذا قصدبه نفي الكيفية فصحيح
المرجوأن تكون الإجابة صائبة
فإن كان هناك خطأ فالمرجوا توجيهي
أخي المبارك ـ حفظك الله ـ ..
قولك ـ وفقك الله ـ: (أما إن قصد به نفي الكيفية فصحيح)
قولٌ غير صائب ..
مقصد أهل السنة والجماعة نفي العلم بالكيفية، لا نفي وجودها؛ إذ نفي الكيفية يلزم منه نفي حقيقة الصفة كذلك، فليس ثمّة صفة بغير كيفية ..
ونحن نعتقد أن لصفات الله تعالى كيفية لا نحيط علمًا بها ..
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى: [العلم بكيفية الصفة فرع على العلم بكيفية الموصوف، فإن كان الموصوف لا تعلم كيفيته امتنع أن تعلم كيفية الصفة]
آمل أن يكون الأمر قد اتضح ..
وفقكم الرحمن وبارك علمكم
ـ[ابو عبد الرحمن القلموني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:30 م]ـ
السلام عليكم
فقط آخر سؤال لأكون قد ضبطت المسألة على الشكل الصحيح.
قولنا بلا كيف [تعني انّه يوجد كيف ولكنه مجهول]
وبالتالي:
بلا كيف= الكيف مجهول
وكلتا العبارتين وردتا عن سلفنا الصالح. وتعني اثبات المعنى و تفويض الكيف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/125)
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:42 م]ـ
السلام عليكم
فقط آخر سؤال لأكون قد ضبطت المسألة على الشكل الصحيح.
قولنا بلا كيف [تعني انّه يوجد كيف ولكنه مجهول]
وبالتالي:
بلا كيف= الكيف مجهول
وكلتا العبارتين وردتا عن سلفنا الصالح. وتعني اثبات المعنى و تفويض الكيف.
بارك الله فيك
كما سبق العبارتان متساويتان الكيف مجهول =الكيف غير معلوم=بلا كيف معلوم للخلق
وهذا لا ينفي ان لصفات الله كيفية تقوم عليها ونحن نقطع الطمع في ادراك الكيفية لاننا لم نخاطب بها ولم نكلف بالتنقيب والبحث عنها كما فال ابن ابي زيد القرواني في رسالته *لا يبلغ كنه صفته الواصفون ولا يحيط بامره المتفكرون يعتبر المتفكرون باياته ولا يتفكرون في ماهية ذاته
ولان التفكر في الماهية يورث القلب الشك والكفر
والله اعلم
ـ[ابو عبد الرحمن القلموني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:45 م]ـ
حياك الله اخانا الفاضل ابا هند.
الاهم في المواضيع هي الخلاصات المفيدة.:)
جزاكم الله كل خير.
ان شاء الله عندي استفسار ثاني بخصوص الصفات. لكن انا في طريق صياغة السؤال على النحو الصحيح.
السلام عليكم
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:04 م]ـ
نشكر الاخ الفاضل ابو الحسنات الدمشقى
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 05:26 م]ـ
أخي المبارك ـ حفظك الله ـ ..
قولك ـ وفقك الله ـ: (أما إن قصد به نفي الكيفية فصحيح)
قولٌ غير صائب ..
مقصد أهل السنة والجماعة نفي العلم بالكيفية، لا نفي وجودها؛ إذ نفي الكيفية يلزم منه نفي حقيقة الصفة كذلك، فليس ثمّة صفة بغير كيفية ..
ونحن نعتقد أن لصفات الله تعالى كيفية لا نحيط علمًا بها ..
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى: [العلم بكيفية الصفة فرع على العلم بكيفية الموصوف، فإن كان الموصوف لا تعلم كيفيته امتنع أن تعلم كيفية الصفة]
آمل أن يكون الأمر قد اتضح ..
وفقكم الرحمن وبارك علمكم
جزاك الله خيرا على هذا التوضيح
.
ـ[حنفى شعبان]ــــــــ[17 - 10 - 10, 05:54 م]ـ
فربى لاشبيه ولا مثيل له ... وهو رب الكيف والكيف مجهول ... وهو فوق الفوق لا فوق له وبمعية ... علمه فى كل النواحى لا يزول ... جل ذاتا وصفاتا وتعالى وسما عما يقول الجهول
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 06:01 م]ـ
المرجو إرشادي من أين أتيت بهذه العبارات أم هي من كيسك
ـ[كريم إمام الجمل]ــــــــ[18 - 10 - 10, 12:20 ص]ـ
السلام عليكم
يمكننا القول باختصار أن مقصد المبتدعة: نفي الكيفية "تفويض الصفات والعلم بها".
أما السلف ـ رحمهم الله ـ فمقصدهم من ذلك: نفي العلم بالكيفية "تفويض العلم بالكيفية فقط مع إثبات الصفات ".
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 12:53 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله
اسأعطيك مثالا توضيحيا
ينزل ربنا نثبت لله النزول
ولكن كيف نزل هذه نفوضها إلى الله فهو الذي يعلم كيف ينزل
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[18 - 10 - 10, 02:41 ص]ـ
السلام عليكم
يمكننا القول باختصار أن مقصد المبتدعة: نفي الكيفية "تفويض الصفات والعلم بها".
أما السلف ـ رحمهم الله ـ فمقصدهم من ذلك: نفي العلم بالكيفية "تفويض العلم بالكيفية فقط مع إثبات الصفات ".
ما ذكرتَ أخي الشريف، هو مذهب المفوّضة خاصة، أما مذهب المبتدعة الأشاعرة الذي ذكره السائل الكريم = تأويل معظم الصفات وفق ما يقتضيه العقل القاصر، وصرفها عن ظاهرها، بحجة نفي مشابة الله لخلقه، أو عدم حلول الحوادث في الله ..
وهذا فيه تفصيل كثير؛ فليُنظر إلى شرح الواسطية وغيرها لأهل العلم الأجلاء ..
ـ[كريم إمام الجمل]ــــــــ[18 - 10 - 10, 02:49 ص]ـ
السلام عليك أختى الفاضلة أحسنت فيما قلت وجزاك الله خيراً(66/126)
أفيدوني حول كتاب (المنقذ من الضلال) لأبي حامد الغزالي
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[13 - 10 - 10, 09:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، والذي أخرج المرعى، فجعله غثاء أحوى، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على البشير النذير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى زوجاته أمهات المؤمنين، وعلى صحابته الكرام الميامين، أئمة الدين، من بهم أظهر الله الإسلام وأعزه، ونسف بهم عرش الكفر وهزه، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ... أما بعدُ:
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ...
لقد طُلب مني (إلزامًا لا اختيارًا) اختصارَ كتابِ (المنقذ من الضلال) لأبي حامد الغزالي المتوفى سنة (505هـ) ـ رحمه الله وغفر له ـ.
وقد علمنا مشائخنا وعلماؤنا ـ حفظ الله الأحياء منهم، وغفر لميتهم ـ أن أباحامد الغزالي ـ رحمه الله وغفر له ـ وإن كان من أهل العلم، لكنه قد خلط وأخطأ في مسائل كثيرة، وخاصة في باب الأسماء والصفات، فقد كان سالكًا في ذلك طريقة الفلاسفة وأهل الكلام، فمن أجل ذلك أصبح في حيرة من أمره، ولكنه في آخر عمره حاول الرجوع إلى مذهب أهل السنة، وتعب في ذلك، وما ذاك إلا لأنه ـ كما قال عنه (فيما أحسب) شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ـ: ابتلع الفلسفة، فلما أراد أن يتقيّأها لم يستطع، وقد توفي رحمه الله وصحيح البخاري على صدره، مثله مثل الفخر الرازي الذي قال عند موته: واليوم أموت على عقيدة عجائز نيسابور!!! غفر الله للجميع ...
شاهد المقال:
أني وإن كنت أعلم حال أبي حامد؛ لكن ليس عندي خلفية عن هذا الكتاب، لا عن محتواه، ولا عن طبعاته، ولا عن أي شيء فيه ...
فأرجو من إخواني طلبة العلم في هذا الملتقى المبارك، أن يسعفوني بمعلومات عن هذا الكتاب، وعن آرائهم فيه، وهل فيه أخطاء شنيعة، أم ليس فيه شيء ...
ورحم الله رجلاً أعان أخاه المسلم على حاجته ...
إضاءة: عن أبي الذيال رحمه الله: (تعلم "لا أدري"، فإنك إن قلت "لا أدري"، علموك حتى تدري، وإن قلت "أدري" سألوك حتى لا تدري) ...
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 11:17 ص]ـ
هو كتيب صغير للغزالي (سبعون أو ثمانون صفحة)
يذكر فيه قصة إبحاره نحو الحقيقة، وأنه مشى مع الفلاسفة والمتكلمين والباطنية والصوفية حتى يحصل الحقيقة الفطرية ..
و يحدد الفترة التي أصيب فيها بالسفسطة في العقليات والحسيات (وضرب مثال الظل الساكن ومثال الكوكب الذي مثل الدينار) ...
ثم يقرر وصوله للحقيقة عن طريق الكشف ..
ثم يقسم الطرق التي سلكها إلى أربع طرق (المتكلمون، والباطنية والفلاسفة والصوفية)
ثم يذكر قصته مختصرة مع كل فريق، وخلاصة رأيه فيه وحط في ذكره على الفلاسفة بكلام منه الجيد ..
وانتصر للصوفية وطرقها في الكشف من الرياضات والخلوات والعزلة ونحوها ..
فأفضل ما يستفاد من هذا الكتاب ـ في نظري ـ كلامه عن الفلاسفة وتقسيمه لعلومهم، وذكره لمعاقد النقد لكل علم من علومهم ...
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[14 - 10 - 10, 11:40 ص]ـ
شكر الله سعيك أخي الفاضل: عمرو بسيوني ...
وجعل ما كتبته في ميزان حسناتك ...
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:39 م]ـ
ما كتبته لك هو اختصار لأفكار الكتاب الرئيسة تقريبا ..
لو طعمت كل فكرة بنقل أو اثنين، ونظرت في تقسيمه لعلوم الفلاسفة، يتم لك مقالك ...
وعفوا لأنني لم أقرأ موضوعك بعناية، وأنك ستختصر الكتاب، وإنما فهمت أنك ستقرأه فقط ...
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:11 م]ـ
شكر الله لك كل مافعلته ...
وسأستفيد من تلخيصك لأفكار الكتاب أثناء الاختصار ... ولن أنسى معروفك علي أخي الفاضل الكريم: عمرو بسيوني ...
فما فعلتَه من تلخيصك لأفكار الكتاب، هو أعظم إحسان تفعله لي ...
شكر الله لك مسعاك ... وجعل الجنة مثوانا ومثواك ...
إضاءة: عن أبي الذيال رحمه الله: (تعلم "لا أدري"، فإنك إن قلت "لا أدري"، علموك حتى تدري، وإن قلت "أدري" سألوك حتى لا تدري) ...
وقال بعضهم: (من أخطأ "لا أدري" أصيبت مقاتله) ...
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:17 م]ـ
أهلا وسهلا ..
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[15 - 10 - 10, 01:22 ص]ـ
في مقدمة رواية حي بن يقظان لابن الطفيل كلام مهم جدا عن هذا الكتاب، فجيد لو راجعته.
وعندي كلام حول الكتاب قد يفيدك في بحثك، فإن كان لديك متسع من الوقت فإني أتشرف بتواصلك معي على هذا البريد:
al.fasel@hotmail.com
ـ[عبدالله المورعي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 04:26 ص]ـ
انظر شرح الأصفهانية, لشيخ الإسلام ص: (580) طبعة المنهاج, ففيها خلاصة هذا الكتاب
وصنف في ضمن كتب التراجم الذاتية, كما في النظائر (34) للشيخ بكر أبو زيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/127)
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[15 - 10 - 10, 10:47 ص]ـ
أخي الفاضل: أبو عبد الله الفاصل ...
شكر الله لك صنيعك ولا حرمك الأجر ...
ولكن أخي الفاضل: ما هي مقدمة رواية حي بن يقظان لابن الطفيل وأين أجدها؟؟
وأما ما كان عندك من معلومات حول هذا الكتاب فأرسله لي مشكورًا مأجورًا ـ إن شاء الله ـ على هذا البريد:
a.sn1400@hotmail.com
أسأل الله أن يوفقك، وأن يجعلك إمامًا للمتقين، وقدوة للعاملين، وأن يرزقك النية الصالحة ...
أخي الكريم: عبد الله المورعي ...
لقد رجعت إلى ما قاله شيخ الإسلام وأعجوبة الزمان العلامة الهمام: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية ـ رحمه الله ـ في شرحه للأصبهانية، بتحقيق الشيخ: محمد عودة السعوي، والتي طبعته دار المنهاج، فوجدت كلامه شافيًا كافيًا وافيًا، وفيم العجب: إذا كان مؤلفه شيخ الإسلام!! ...
جزاك الله خير ما جزى أخًا عن أخيه، ورزقني وإياك العلم النافع والعمل الصالح، والنية الخالصة ...
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبَهمُ ..... لطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
إضاءة: عن أبي الذيال رحمه الله: (تعلم "لا أدري"، فإنك إن قلت "لا أدري"، علموك حتى تدري، وإن قلت "أدري" سألوك حتى لا تدري) ...
وقال بعضهم: (من أخطأ "لا أدري" أصيبت مقاتله) ...(66/128)
ترجمة مختصرة لشيخ الإسلام ابن تيميه
ـ[محمود المقدسي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 10:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو أن يكون الجميع بخير وعافية.
وجزاكم الله خيراً على جهودكم الطيبة.
ويشرفني الانتساب إلى منتداكم الكريم.
وهذه أول مشاركة لي ..
فأحببت أن تكون ترجمة مختصرة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وقد بحثت عن ترجمة له في هذا المنتدى الكريم فلم أجد ... وهذه الترجمة كنت قد جمعتها من مدة.
شيخ الإسلام ابن تيميه
1.اسمه وكنيته.
هو شيخ الإسلام تقي الدين (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1) أبو العباس أحمد بن الشيخ الإمام العلامة شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم ابن الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام مجد الدين أبي البركات عبد السلام بن أبي محمد عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله ابن تيمية الحراني ثمّ الدمشقي.
فإذا أطلق (شيخ الإسلام) فالمقصود به هو.
وعند الحنابلة إذا قالوا (الشيخ تقي الدين) فالمقصود به هو.
إذا أطلق (ابن تيمية) فكذلك.
- ومن تيميه؟
قال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي: قيل إن جده محمد بن الخضر حجّ على درب تيماء فرأى هناك طفلة، فلما رجع وجد امرأته قد ولدت له بنتاً، فقال: يا تيمية يا تيمية، فلقب بذلك.
قال ابن النجار ذكر لنا أن جده محمداً كانت أمه تسمى تيمية وكانت واعظة، فنسب إليها وعرف به.
(العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ص 18)
2.ولادته:
ولد سنة إحدى وستين وستمائة بحرّان (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2) ، وسافر والداه به وبإخوته إلى الشام عند جور التتار .. وقدموا دمشق في أثناء سنة سبع وستين وستمائة .. وُلد في بيت علم ودين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref1) قال الإمام ابن القيم: الكنية: كأبي فلان وأم فلان، وإن لم يُصّدر بذلك فهو الاسم كزيد وعمرو، وهذا هو الذي كانت تعرفه العرب وعليه مدار مخاطباتهم، وأما فلان الدين وعز الدين وعز الدولة وبهاء الدولة فإنهم لم يكونوا يعرفون ذلك وإنما أتى هذا من قبل العجم.
(تحفة المودود 86)
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref2) قال ياقوت الحموي: هي مدينة عظيمة مشهورة من جزيرة أقور وهي قصبة ديار مضر بينها وبين الرها يوم وبين الرقة يومان وهي على طريق الموصل والشام والروم، قيل: سميت بهاران أخي إبراهيم عليه السلام لأنه أول من بناها فعُرّبت فقيل: حران، وذكر قوم أنها أول مدينة بنيت على الأرض بعد الطوفان، وكانت منازل الصابئة وهم الحرانيون ... فتحت في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. وينسب إليها جماعة كثيرة من أهل العلم ولها تاريخ. (معجم البلدان 2/ 235)
وهي مدينة قديمة جداً تقع شمالي أرض الجزيرة، بالقرب من منابع نهر "البليخ" أحد روافد نهر الفرات على خط طول 39 شرقاً وعرض 37 شمالاً وغربي مدينة رأس عين، وشمالي مدينة الرَّقة وإلى جنوب غرب مدينة الرُّها ويقرب عمرها الآن أكثر من ثلاثة آلاف سنة ..
ـ[محمود المقدسي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:17 ص]ـ
3.والده وجدّه.
والده: الشيخ شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم ..
وُلد سنة سبع وعشرين وستمائة بحرّان .. وتوفي سنة اثنتين وثمانين وستمائة بدمشق.
قال الذهبي: قرأ المذهب حتى أتقنه على والده ودرس وأفتى وصنّف، وصار شيخ البلد بعد أبيه.
وكان الشيخ شهاب الدين من أنجم الهدى، وإنما اختفى بين نور القمر وضوء الشمس.
قال ابن رجب: يشير إلى أبيه وابنه، فإنّ فضائله وعلومه انغمرت بين فضائلهما وعلومهما.
(الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 310)
وأما جده، فهو: مجد الدين أبي البركات عبد السلام .. الإمام المقرئ المُحدّث المفسّر فقيه الوقت وأحد الأعلام.
- وُلد مجد الدين سنة تسعين وخمسمائة – تقريباً – بحرّان .. وتوفي سنة ثلاث وخمسين وستمائة.
- ومجد الدين من أعيان المذهب، قال الإمام ابن رجب: وأهل زماننا ومن قبلهم إنما يرجعون في الفقه من جهة الشيوخ والكتب إلى الشيخين: الموفق و المجد.
(الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 323)
- قال شيخ الإسلام: كان جدنا عجباً في سرد المتون، وحفظ مذاهب الناس وإيرادها بلا كلفة.
وقال العلامة ابن حمدان: كنت أطالع على درس الشيخ - المجد - وما أبقي ممكناً فإذا أصبحت وحضرت، ينقل أشياء كثيرة لم أعرفها قبل.
(سير أعلام النبلاء 23/ 292)
- وكان شديد الحرص على الوقت.
قال ابن القيم: حدثني أخو شيخنا عبد الرحمن بن تيمية عن أبيه قال: كان الجد إذا دخل الخلاء يقول لي اقرأ في هذا الكتاب وارفع صوتك حتى اسمع وأعرف. (روضة المحبين 70)
قلتُ: وممن كان يفعل مثل هذا ابن أبي حاتم.
سُئل عبد الرحمن بن أبي حاتم عن اتفاق كثرة السماع له وسؤالاته لأبيه.
فقال: ربما كان يأكل وأقرأ عليه، ويمشي وأقرأ عليه، ويدخل الخلاء وأقرأ عليه، ويدخل البيت في طلب الشيء وأقرأ عليه. (سير أعلام النبلاء 13/ 251)
وكانوا يفعلون ذلك من شدة محبتهم للعلم.
قال الإمام ابن القيم: وأما عشاق العلم فأعظم شغفاً به وعشقاً له من كل عاشق بمعشوقه وكثير منهم لا يشغله عنه أجمل صورة .. وحدثني شيخنا قال: ابتدأني مرض فقال لي الطبيب إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض فقلت له: لا أصبر على ذلك وأنا أحاكمك إلى علمك أليست النفس إذا فرحت وسرت قويت الطبيعة فدفعت المرض فقال: بلى، فقلت له: فإن نفسي تسر بالعلم فتقوى به الطبيعة فأجد راحة، فقال: هذا خارج عن علاجنا أو كما قال. (روضة المحبين 69 - 70)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/129)
ـ[محمود المقدسي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:21 ص]ـ
4.علمه.
- شيوخه الذين سمع منهم أكثر من مائتي شيخ.
- وسمع مسند الإمام أحمد بن حنبل مرات، وسمع الكتب الستة الكبار، والأجزاء، ومن مسموعاته: معجم الطبراني الكبير، وعني بالحديث، وقرأ ونسخ وتعلم الخط والحساب في المكتب، وحفظ القرآن، وأقبل على الفقه، وقرأ العربية على ابن عبد القوي ثم فهمها وأخذ يتأمل كتاب سيبويه حتى فهم في النحو وأقبل على التفسير إقبالاً كلياً حتى حاز فيه قصب السبق، وأحكم أصول الفقه وغير ذلك.
هذا كله وهو بعد ابن بضع عشرة سنة فانبهر أهل دمشق من فرط ذكائه وسيلان ذهنه وقوة حافظته وسرعة إدراكه.
- واتفق أن بعض مشايخ العلماء بحلب قدم إلى دمشق وقال سمعت في البلاد بصبي يقال له احمد بن تيمية وأنه سريع الحفظ وقد جئت قاصدا لعلي أراه ..
- قال الإمام الذهبي: نشأ الشيخ تقي الدين رحمه الله في تصوّن تام وعفاف وتأله وتعبد واقتصاد في الملبس والمأكل، وكان يحضر المدارس والمحافل في صغره ويناظر ويفحم الكبار، ويأتي بما يتحير منه أعيان البلد في العلم، فأفتى وله تسع عشرة سنة بل أقل، وشرع في الجمع والتأليف من ذلك الوقت، وأكب على الاشتغال، ومات والده وكان من كبار الحنابلة وأئمتهم، فدرس بعده بوظائفه وله إحدى وعشرون سنة ... وتقدم في علم التفسير والأصول وجميع علوم الإسلام أصولها وفروعها ودقها وجلها ..... وله خبرة تامة في الرجال، وجرحهم وتعديلهم، ومعرفة بفنون الحديث، والصحيح والسقيم، مع حفظه لمتونه الذي انفرد به، فلا يبلغ أحد في العصر رتبته، ولا يقاربه، وهو عجيب في استحضاره، واستخراج الحجج منه، وإليه المنتهى في عزوه إلى الكتب الستة، بحيث يصدق عليه أن يقال: كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث ... واشتهر أمره وبعد صيته في العالم ..
(العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية / محمد بن أحمد بن عبد الهادي ص 40)
- وقال العلامة كمال الدين بن الزملكاني: كان إذا سئل عن فن من العلم ظنّ الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن وحكم أن أحدا لا يعرفه مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك، ولا يعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه، ولا تكلم في علم من العلوم سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله والمنسوبين إليه.
- وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي: وبلغني من طريق صحيح عن ابن الزملكاني أنه سئل عن الشيخ، فقال: لم يُر من خمسمائة أحفظ منه.
(الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 392)
ـ[محمود المقدسي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:23 ص]ـ
5 - جهاده:
كان رحمه الله تعالى قائماً بأمر الجهاد، وله في ذلك مواقف كثيرة، فمن ذلك:
قال الإمام ابن كثير:
-ولما كان يوم الجمعة سابع عشر شوال سنة (697) عمل الشيخ تقي الدين بن تيمية ميعاداً في الجهاد وحرض فيه وبالغ في أجور المجاهدين وكان ميعاداً حافلاً جليلا.
- ذكر في أحداث سنة (699): واقترب جيش التتر وأرسل قبجق إلى نائب القلعة ليسلمها إلى التتر فامتنع أرجواش من ذلك أشد الامتناع فجمع له قبجق أعيان البلد فكلموه أيضا فلم يجبهم إلى ذلك وصمم على ترك تسليمها إليهم وبها عين تطرف فان الشيخ تقي الدين بن تيمية أرسل إلى نائب القلعة يقول له ذلك لو لم يبق فيها إلا حجر واحد فلا تسلمهم ذلك إن استطعت وكان في ذلك مصلحة عظيمة لأهل الشام.
- قال ابن كثير: وقعة شقحب (702): ندبه العسكر الشامي أن يسير إلى السلطان يستحثه على السير إلى دمشق فسار إليه فحثه على المجيء إلى دمشق بعد أن كاد يرجع إلى مصر فجاء هو وإياه جميعا فسأله السلطان أن يقف معه في معركة القتال فقال له الشيخ السنة أن يقف الرجل تحت راية قومه ونحن من جيش الشام لا نقف إلا معهم وحرض السلطان على القتال وبشره بالنصر وجعل يحلف بالله الذي لا إله إلا هو إنكم منصورون عليهم في هذه المرة. فيقول له الأمراء: قل إن شاء الله، فيقول: إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا وأفتى الناس بالفطر مدة قتالهم وأفطر هو أيضا. وكان يدور على الأجناد والأمراء فيأكل من شيء معه في يده ليعلمهم أن إفطارهم ليتقوا وعلى القتال أفضل فيأكل الناس وكان يتأول في الشاميين قوله صلى الله عليه وسلم إنكم ملاقوا العدوّ غدا والفطر أقوى لكم فعزم عليهم في الفطر عام الفتح كما في حديث أبي سعيد الخدري ..
واستظهر المسلمون عليهم ولله الحمد والمنة .. دخل الشيخ تقي الدين بن تيمية البلد ومعه أصحابه من الجهاد
ففرح الناس به ودعوا له وهنؤه بما يسر الله على يديه من الخير.
(البداية والنهاية 14/ 25)
-وقال عمر بن علي بن موسى البزّار: وأخبر غير واحد أن الشيخ رضي الله عنه كان إذا حضر مع عسكر المسلمين في جهاد يكون بينهم واقيتهم وقطب ثباتهم إن رأى من بعضهم هلعا أو رقة أو جبانة شجعه وثبته وبشره ووعده بالنصر والظفر والغنيمة وبين له فضل الجهاد والمجاهدين وإنزال الله عليهم السكينة وكان إذا ركب الخيل يتحنك ويجول في العدو كأعظم الشجعان ويقوم كأثبت الفرسان ويكبر تكبيرا انكي في العدو من كثير من الفتك بهم ويخوض فيهم خوض رجل لا يخاف الموت.
وحدثوا أنهم رأوا منه في فتح عكة أموراً من الشجاعة يعجز الواصف عن وصفها قالوا ولقد كان السبب في تملك المسلمين إياها بفعله ومشورته وحسن نظره. (الأعلام العلية ص 67)
- وجاهد رحمه الله تعالى بقلمه، فردّ على اليهود والنصارى والفلاسفة وعلى طوائف أهل البدع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/130)
ـ[محمود المقدسي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:25 ص]ـ
6.قيامه بالأمر بالمعروف ونهيه عن المنكر:
- له رسائل إلى البحرين، وإلى ملوك العرب، وإلى ثغور الشام إلى طرابلس وغيرها بمصالح تتعلق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
(العقود الدرية ص 66)
- قال الإمام ابن كثير:
واقعة عساف النصراني:
كان هذا الرجل من أهل السويداء قد شهد عليه جماعة أنه سب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد استجار عساف هذا بابن أحمد بن حجي أمير آل علي فاجتمع الشيخ تقي الدين بن تيمية والشيخ زين الدين الفارقي شيخ دار الحديث، فدخلا على الأمير عز الدين أيبك الحموي نائب السلطنة .. وصنف الشيخ تقي الدين ابن تيمية في هذه الواقعة كتابه الصارم المسلول على ساب الرسول.
(البداية والنهاية 13/ 336)
ـ[محمود المقدسي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:27 ص]ـ
7.زهده في المناصب:
- قال ابن رجب: عرض عليه قضاء القضاة قبل التسعين، ومشيخة الشيوخ، فلم يقبل شيئاً من ذلك. (الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 310)
- وقال البزّار: أخبرني من لا اتهمه أن الشيخ رضي الله عنه حين وشي به إلى السلطان المعظم الملك الناصر محمد أحضره بين يديه، قال فكان من جملة كلامه: إنني أخبرت انك قد أطاعك الناس وأن في نفسك أخذ الملك فلم يكترث به، بل قال له بنفس مطمئنة وقلب ثابت وصوت عال سمعه كثير ممن حضر: أنا أفعل ذلك، والله إن ملكك وملك المغل لا يساوي عندي فلسين.
فتبسم السلطان لذلك، وأجابه في مقابلته بما أوقع الله له في قلبه من الهيبة العظيمة إنك والله لصادق وإن الذي وشيء بك إلي كاذب.
(الأعلام العلية ص 72)
ـ[محمود المقدسي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:30 ص]ـ
8 - حاله:
قال ابن القيم: سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: أن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة. وقال لي مرة: ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري إن رحت فهي معي لا تفارقني إن حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة.
وكان يقول في محبسه في القلعة: لو بذلت ملء هذه القاعة ذهباً ما عدل عندي شكر هذه النعمة أو قال ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير ونحو هذا.
وكان يقول في سجوده وهو محبوس: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ما شاء الله.
وقال لي مرة: المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى والمأسور من أسره هواه.
ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال: {فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب}.
وعلم الله ما رأيت أحداً أطيب عيشاً منه قط مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشاً وأشرحهم صدرا وأقواهم قلباً وأسرهم نفساً تلوح نضرة النعيم على وجهه وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحاً وقوةً ويقيناً وطمأنينة، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه وفتح لهم أبوابها في دار العمل فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليه. (الوابل الصيب ص 67)
- وكان رحمه الله تعالى من أورع الناس وأزهدهم وأكرمهم.
ـ[محمود المقدسي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:33 ص]ـ
9.ثناء العلماء عليه.
- ابن دقيق العيد:
لما وفد شيخ الإسلام على مصر سنة (700) اجتمع بالشيخ أعيان البلد ومنهم الإمام تقي الدين ابن دقيق العيد (ت702) فسمع كلام الشيخ تقي الدين ابن تيمية، وقال له بعد سماع كلامه: ما كنت أظن أن الله تعالى بقي يخلق مثلك. وقال أيضاً: لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلاً العلوم كلها بين عينيه يأخذ منها ما يريد ويدع ما يريد. (الرد الوافر ص 59)
- قال ابن كثير: وجدت بخط ابن الزملكاني انه قال: اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها وان له اليد الطولي في حسن التصنيف وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتدين وكتب على تصنيف له هذه الأبيات:
ماذا يقول الواصفون له ... وصفاته جلت عن الحصر
هو حجة لله قاهرة ... هو بيننا أعجوبة الدهر
هو آية في الخلق ظاهرة ... أنوارها أربت على الفجر
وهذا الثناء عليه وكان عمره يومئذ نحو الثلاثين سنة.
(البداية والنهاية 14/ 137)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/131)
- وقال عنه أيضاً ابن الزملكاني: الإمام العالم العلامة الأوحد الحافظ المجتهد الزاهد العابد القدوة إمام الأئمة قدوة الأمة علامة العلماء وارث الأنبياء آخر المجتهدين أوحد علماء الدين بركة الإسلام حجة الأعلام قامع المبتدعين محي السنة ومن عظمت به لله علينا المنة وقامت به على أعدائه الحجة واستبانت ببركته وهديه.
- أبو حيان النحوي:
قال القاضي الفاضل ابن فضل الله العمري: ولما سافر ابن تيمية على البريد سنة سبعمائة وحض أهل مصر
على الجهاد في سبيل الله وأغلظ في القول للسلطان والأمراء، ثم رتب له في مدة مقامه بالقاهرة في كل يوم دينار وتحفة وجاءته بقجة قماش فلم يقبل من ذلك شيئا، قال: وحضر عنده شيخنا أبو حيان وكان علامة وقته في النحو، فقال: ما رأت عيناي مثل ابن تيمية، ثم مدحه أبو حيان على البديهة في المجلس: خير البرية نور دونه القمر ... حبر تسربل منه دهره حبرا ... بحر تقاذف من أمواجه الدرر ... قام ابن تيمية في نصر شرعتنا ... مقام سيد تيم إذ عصت مضر ... فأظهر الحق إذ آثاره درست ... وأخمد الشر إذ طارت له الشرر ... كنا نحدث عن حبر يجيء فها ... أنت الإمام الذي قد كان ينتظر ...
قال ثم دار بينهما كلام فيه ذكر سيبويه، فقال ابن تيمية فيه كلاما نافره عليه أبو حيان وقطعه بسببه، ثم عاد من أكثر الناس ذما له واتخذه له ذنبا لا يغفر.
وقال الشيخ زين الدين ابن رجب في كتابه الطبقات عن هذه الأبيات: ويقال إن أبا حيان لم يقل أبياتا خيرا منها ولا أفحل.
وهذه القصة ذكرها الحافظ العلامة ابن كثير في تاريخه وهي أن أبا حيان تكلم مع الشيخ تقي الدين ابن تيمية في مسألة في النحو فقطعه ابن تيمية فيها فذكر أبو حيان كلام سيبويه فقال ابن تيمية: يفشر سيبويه، أسيبويه نبي النحو أرسله الله به حتى يكون معصوما، سيبويه أخطأ في القرآن في ثمانين موضعاً لا تفهمها أنت ولا هو. (الشهادة الزكية ص 32)
- الذهبي: شيخنا الإمام العالم العلامة الأوحد شيخ الإسلام مفتي الفرق قدوة الأمة أعجوبة الزمان بحر العلوم حبر القرآن تقي الدين سيد العباد أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني رضي الله تعالى عنه .... وهو أكبر من أن ينبه مثلي على نعوته، فلو حلفت بين الركن والمقام لحلفت إني ما
رأيت بعيني مثله ولا والله ما رأى هو مثل نفسه في العلم. (الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 310)
ـ[محمود المقدسي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:51 ص]ـ
10.صبره على المحن:
سُجن شيخ الإسلام رحمه الله سبع مرات لمدد متفاوتة، بلغت جملتها خمس سنوات، أسبابها كلها واهيات، فهي نتيجة حسد، ووشاية، وسعايات.
المرّة الأولى: في دمشق عام 693، كانت مدتها قليلة، وفائدتها كبيرة، وثمرتها جليلة؛ سببها واقعةعساف النصراني، وكان من نتيجة هذه الحادثة أن ألف شيخ الإسلام: (الصارم المسلول على شاتم الرسول).
الثانية: كانت في القاهرة، وكانت مدتها سنة ونصف، ابتداءً من رمضان سنة 705 إلى ربيع أول 707.
وسببها كما ذكره الحافظابن كثير في حوادث 705، كان مسألة العرش، ومسألةالكلام، ومسألة النزول.
الثالثة: كانت بمصر أيضاًولمدة قليلة، أسبوعين من شهر شوّال سنة 707. وسببها أنه ألف كتاباًفي الاستغاثة، المعروف بالرد على البكري، لهذا استعدى عليه الصوفية بالقاهرة، فكونله مجلس، فمنهم من برأه ومنهم من أدانه.
الرابعة: بمصر أيضاً ولمدةشهرين أو أزيد، من آخر شهر شوال 707، إلى أول سنة 708.
وكانت تلك السجنةبسبب مؤامرة تولاها نصر المنبجي، مستغلاً صلته بالحاكم الجاشنكير.
الخامسة: كانت بالإسكندرية من بداية شهر ربيع الأول سنة709، ولمدة سبعة شهور، وهي بمكيدة من نصر المنبجيوالجاشنكير.
ولكن الله يدافع عن الذين آمنوا، فما هي إلا شهور حتى رجع الملكالناصر محمد بن قلاوون، فأفرج عن الشيخ، واستدعاهمن الإسكندرية إلى القاهرة، وأكرمه، وأجله، واستفتى الشيخ في قتل المشايخ الذينكانوا سعوا به إلى الجاشنكير وأرادوا قتله بعد سجنه، ولكن الشيخ رحمه الله فهم مرادالسلطان، وأنه يريد أن يتخلص منهم انتقاماً لنفسه، فشرع الشيخ في مدحهم والثناءعليهم، وقال: إن هؤلاء أفضل ما في مملكتك، فإن قتلتهم فلا تجد بديلاً عنهم؛ وقالله: أما أنا فهم في حل من جهتي. ولهذا قال ابن مخلوف قاضي المالكية فيزمانه، وكان من المحرضين عليه، بعد ذلك: ما رأينا أتقى من ابن تيمية، لم نبق ممكناًفي السعي فيه، ولما قدر علينا عفا عنا.
وبعدها نزل الشيخ القاهرة، وتردد عليه الخلق على اختلاف طبقاتهم يسألونه، ويستفتونه،ويحرضونه على خصومه، وما فتئ يقول: أنا أحللت كل من آذاني، ومن آذى اللهَ ورسولهفالله ينتقم منه.
ثم عاد إلى دمشق بصحبة السلطان لملاقاة التتار بعد غيبة منها دامت سبع سنين، سجن فيها أربع مرات ولمدة سنتينونصف.
السادسة: كانت بدمشق سنة 720 ولمدة ستة أشهر تقريباً، بسبب الحلف بالطلاق
السابعة: بدمشق لمدة عامين وثلاثة أشهر ونصف تقريباً، ابتداءً من شهر شعبان سنة 726 إلى حين وفاته سنة 728، حيث أخرجت جنازته من سجن القلعة؛ وكانت بسبب مسألة .. وقد فُتح عليه في هذه المرة من الفتوح الربانية، والعلوم النافعة،والعبادة الخالصة، هذا بجانب العديد من الرسائل والفتاوى، على الرغم من حرمانه منكتبه وأدوات الكتابة، فكان يكتب من حفظه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/132)
ـ[محمود المقدسي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 12:01 م]ـ
11.وفاته ودفنه
ولما أخرج ما عنده من الكتب والأوراق - في سجننته الأخيرة بدمشق - أقبل الشيخ بعد إخراجها على العبادة والتلاوة والتذكر والتهجد حتى أتاه اليقين.
وختم القرآن مدة إقامته بالقلعة ثمانين أو إحدى وثمانين ختمه، انتهى في آخر ختمة إلى آخر اقتربت الساعة: (إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر). (العقود الدرية ص 384)
- قال الحافظ ابن كثير في أحداث سنة (728):
قال الشيخ علم الدين البرزالي: وفي ليلة الاثنين العشرين من ذي العقدة توفي الشيخ الإمام العالم العلم العلامة الفقيه الحافظ الزاهد العابد المجاهد القدوة شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن شيخنا الإمام العلامة المفتي شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم ابن الشيخ الإمام شيخ الإسلام أبي البركات عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم محمد بن الخضر بن محمد ابن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني ثم الدمشقي بقلعة دمشق بالقاعة التي كان محبوسا بها وحضر جمع كثير إلى القلعة وأذن لهم في الدخول عليه وجلس جماعة عنده قبل الغسل ثم انصرفوا ثم حضر جماعة من النساء ثم انصرفن واقتصروا على من يغسله.
فلما فرغ من غسله اخرج ثم اجتمع الخلق بالقلعة والطريق إلى الجامع وامتلأ الجامع أيضا! والكلاسة وباب البريد وباب الساعات إلى باب اللبادين والغوارة وحضرت الجنازة في الساعة الرابعة من النهار أو نحو ذلك ووضعت في الجامع والجند قد احتاطوا بها يحفظونها من الناس من شدة الزحام وصُلي عليه أولا بالقلعة تقدم في الصلاة عليه أولا الشيخ محمد بن تمام ثم صلى عليه بالجامع الأموي عقيب صلاة الظهر وقد تضاعف اجتماع الناس على ما تقدم ذكره ثم تزياد الجمع إلى أن ضاقت الرحاب والأزقة والأسواق بأهلها ومن فيها ثم حمل بعد أن صلى عليه حُمل على الرؤوس والأصابع وخرج النعش به من باب البريد واشتد الزحام وعلت الأصوات بالبكاء والنحيب والترحم عليه والثناء والدعاء له وألقى الناس على نعشه مناديلهم وإعمائهم وثيابهم وذهبت النعال من أرجل الناس وقباقيبهم ومناديل وعمائم لا يلتفتون إليها لشغلهم بالنظر إلى الجنازة وصار النعش على الرؤوس تارة يتقدم وتارة يتأخر وتارة يقف حتى تمر الناس وخرج الناس من الجامع من أبوابه كلها وهي شديدة الزحام كل باب أشد زحمة من الآخر ثم خرج الناس من أبواب البلد جميعها من شدة الزحام فيها لكن كان معظم الزحام من الأبواب الأربعة باب الفرج الذي أخرجت منه الجنازة وباب الفراديس وباب النصر وباب الجابية وعظم الأمر بسوق الخيل وتضاعف الخلق وكثر الناس ووضعت الجنازة هناك وتقدم للصلاة عليه هناك أخوه زين الدين عبد الرحمن فلما قضيت الصلاة حمل إلى مقبرة الصوفية فدفن إلى جانب أخيه شرف الدين عبد الله رحمهما الله وكان دفنه قبل العصر بيسير وذلك من كثرة من يأتي ويصلي عليه من أهل البساتين وأهل الغوطة وأهل القرى وغيرهم وأغلق الناس حوانيتهم ولم يتخلف عن الحضور إلا من هو عاجز عن الحضور مع الترحم والدعاء له وأنه لو قدر ما تخلف وحضر نساء كثيرات بحيث حزرن بخمسة عشر ألف امرأة غير اللاتي كن على الاسطحة وغيرهن الجميع يترحمن ويبكين عليه فيما قيل وأما الرجال فحزروا بستين ألفا إلى مائة ألف إلى أكثر من ذلك إلى مائتي ألف وشرب جماعة الماء الذي فضل من غسله واقتسم جماعة بقية السدر الذي غسل به وقيل إن الطاقية التي كانت على رأسه دفع فيها خمسمائة درهما وحصل في الجنازة ضجيج وبكاء كثير وتضرع وختمت له ختمات كثيرة بالصالحية وبالبلد وتردد الناس إلى قبره أياما كثيرة ليلا ونهارا يبيتون عنده ويصبحون ورئيت له منامات صالحة كثيرة ورثاه جماعة بقصائد جمة. (البداية والنهاية 14/ 131)
- قال أهل التاريخ لم يسمع في جنازة بمثل هذا الجمع إلا جنازة الإمام أحمد بن حنبل.
قال الدارقطني: سمعت أبا سهل بن زياد القطان يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم الجنائز.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: حزر الحزارون المصلين على جنازة أحمد، فبلغ العدد بحزرهم ألف ألف وسبعمائة ألف سوى الذين كانوا في السفن. (الشهادة الزكية ص 66)
- قال ابن رجب: وصُلي عليه صلاة الغائب في غالب بلاد الإسلام القريبة والبعيدة حتى في بلاد اليمن والصين، وأخبر المسافرون أنه نودي بأقصى الصين للصلاة عليه يوم الجمعة الصلاة على ترجمان القرآن. (ذيل طبقات الحنابلة 2/ 327)
- قال الإمام الذهبي يرثي شيخ الإسلام:
يا موت خذ من أردت أو فدع ... محوت رسم العلوم والورع
أخذت شيخ الإسلام وانفصمت ... عرى التقى واشتفى منه أولو البدع
غيّبت بحراً مفسراً جبلاً ... حبراً تقياً مجانب الشيع
فإن يحدث فمسلم ثقة ... وإن يناظر فصاحب اللمع
وإن يخض نحو سيبويه يفه ... بكل معنى من الفن مخترع
وصار عالي الإسناد حافظه ... كشعبة أو سعيد الضبعي
والفقه فيه فكان مجتهداً ... وذا جهاد عار من الجزع
وجوده الحاتمي مشتهر ... وزهده القادري في الطمع
أسكنه الله في الجنان ولا ... زال علياً في أجمل الخلع
مع مالك الإمام وأحمد ... والنعمان والشافعي والخلعي
مضى ابن تيمية وموعده ... مع خصمه يوم نفخة الفزع.
(الرد الوافر 1/ 35)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/133)
ـ[عبد الحكيم حمادي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 08:06 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو حوّاء]ــــــــ[15 - 10 - 10, 03:10 م]ـ
أحسن الله إليك أخي المقدسي،
أوردت ترجمة حق لها أن تورد، وجديرٌ بها أن تذكر فتسرد.
لكن لدي استفسار بسيط علك أو أحد من الأخوه أن يجيبوني عليه، وهو:
يقال أن شيخ الإسلام مات ولم يتزوج لأن العلم شغله عن ذلك، فهل هذا صحيح؟
وشكر الله لكم.
ـ[محمود المقدسي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 09:11 ص]ـ
يقال أن شيخ الإسلام مات ولم يتزوج لأن العلم شغله عن ذلك، فهل هذا صحيح؟
وشكر الله لكم.
نعم أخي الكريم، المعروف أن شيخ الإسلام لم يتزوج، لكن كون انشغاله بالعلم هو السبب المباشر في ذلك؟
هذا فيه نظر، فطالب العلم أو العالم قد يتأخر في الزواج، لكن الانشغال بالعلم لا يمنعه من ذلك ..
ولم أقف على كلام له أو لمن عاصره يذكر سبب عدم زواجه، لكن من نظر في تراجم شيخ الإسلام، لعله يجد السبب، فمن ذلك:
- فقره وقلة ذات يده.
- سجنه لعدة مرّات.
- تنقله ما بين الشام ومصر.
- لعله كان يؤخر فكرة الزواج .. لكن بدت أمور عظيمة خاصّة وعامّة حالت بينه وبين ذلك.
وقد كان رحمه الله يريد أشياء يفعلها، لكن كان يؤجلها لانشغاله بأمور ضرورية لا يمكن إهمالها .. فمن ذلك رسالة كتبها من مصر لوالدته بالشام، يقول فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
من أحمد بن تيمية إلى الوالدة السعيدة أقر الله عينيها بنعمه وأسبغ عليها جزيل كرمه وجعلها من خيار إمائه وخدمه. سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته. فإنا نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو وهو للحمد أهل وهو على كل شيء قدير، ونسأله أن يصلي على خاتم النبيين وإمام المتقين محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما.
كتابي إليكم عن نعم من الله عظيمة ومنن كريمة وآلاء جسيمة نشكر الله عليها ونسأله المزيد من فضله. ونعم الله كلما جاءت في نمو وازدياد وأياديه جلت عن التعداد. وتعلمون أن مقامنا الساعة في هذه البلاد إنما هو لأمور ضرورية متى أهملناها فسد علينا أمر الدين والدنيا. ولسنا والله مختارين للبعد عنكم ولو حملتنا الطيور لسرنا إليكم، ولكن الغائب عذره معه. وأنتم لو اطلعتم على باطن الأمور فإنكم - ولله الحمد - ما تختارون الساعة إلا ذلك. ولم نعزم على المقام والاستيطان شهراً واحداً، بل كل يوم نستخير الله لنا ولكم. وادعوا لنا بالخيرة، فنسأل الله العظيم أن يخير لنا ولكم وللمسلمين ما فيه الخيرة في خير وعافية. ومع هذا فقد فتح الله من أبواب الخير والرحمة والهداية والبركة ما لم يكن يخطر بالبال ولا يدور في الخيال. ونحن في كل وقت مهمومون بالسفر مستخيرون الله سبحانه وتعالى. فلا يظن الظان أنا نؤثر على قربكم شيئاً من أمور الدنيا قط. بل ولا نؤثر من أمور الدين ما يكون قربكم أرجح منه. ولكن ثم أمور كبار نخاف الضرر الخاص والعام من إهمالها. والشاهد يرى ما لا يرى الغائب. والمطلوب كثرة الدعاء بالخيرة فإن الله يعلم ولا نعلم ويقدر
ولا نقدر وهو علام الغيوب. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " {من سعادة ابن آدم استخارته الله ورضاه بما يقسم الله له ومن شقاوة ابن آدم: ترك استخارته الله وسخطه بما يقسم الله له} والتاجر يكون مسافرا فيخاف ضياع بعض ماله فيحتاج أن يقيم حتى يستوفيه وما نحن فيه أمر يجل عن الوصف ولا حول ولا قوة إلا بالله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كثيرا كثيرا وعلى سائر من في البيت من الكبار والصغار وسائر الجيران والأهل والأصحاب واحداً واحداً والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
(مجموع الفتاوى 28/ 48)
والله تعالى أعلم
ـ[مكتب الحسام للصف]ــــــــ[17 - 10 - 10, 11:47 ص]ـ
ترجمة مختصرة جدًّا
(ابن تيمية)
هو: أحمد بن عبد الحليم بن عبد ابن تيمية، الحراني، ثم الدمشقي، الحنبلي، شيخ الإسلام (تقي الدين أبو العباس) محدث، حافظ، مفسر، فقيه، مجتهد، مشارك في أنواع من العلوم، ولد في حران سنة 661هـ، ومات معتقلًا بقلعة دمشق سنة 728هـ. من مصنفاته الكثيرة: مجموعة فتاويه، السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية. (الأعلام للزركلي: 1/ 144).
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[17 - 10 - 10, 07:00 م]ـ
بارك الله فيك وجعلك الله من امثاله
ـ[د كاظم العسكري]ــــــــ[17 - 10 - 10, 07:38 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
قرأت تعريفكم للإمام ابن تيمية، جزاكم الله خيراً.
فهل لكم أن تخبرونا عن رأيه الصريح في رؤية الباري عزّ و جل.
مع الشكر الجزيل
ـ[محمود المقدسي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 08:48 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم.
بالنسبة لقول شيخ الإسلام في رؤية الله عز وجل، فهو قول أهل السنة والجماعة.
لو تفصح عن المطلوب أكثر ...
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[18 - 10 - 10, 11:24 م]ـ
ترجمة مختصرة جدًّا
(ابن تيمية)
هو: أحمد بن عبد الحليم بن عبد ابن تيمية، الحراني، ثم الدمشقي، الحنبلي، شيخ الإسلام (تقي الدين أبو العباس) محدث، حافظ، مفسر، فقيه، مجتهد، مشارك في أنواع من العلوم، ولد في حران سنة 661هـ، ومات معتقلًا بقلعة دمشق سنة 728هـ. من مصنفاته الكثيرة: مجموعة فتاويه، السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية. (الأعلام للزركلي: 1/ 144).
هل هذه ترجمته لشيخ الاسلام ام انك اختصرتها اخي المفضال؟
فان كانت هذه ترجمته في الاعلام فما الذي حمله رحمه الله على ان يُترجم لشيخ الاسلام بهذه الترجمة المختصرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/134)
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[18 - 10 - 10, 11:25 م]ـ
شيخ الاسلام يثبت الرؤيا لله عز وجل ونقل اجماع السلف على ذلك وهذا امر لا يخفى على من له ادنى علم بكتب شيخ الاسلام فكيف خفي عليك هذا ايها المبارك العسكري؟(66/135)
الرافضة أوسخ الناس!!!! كذا قال أبو عبيد
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:16 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
قد بدا لي فكرة موضوع و هو أن يذكر الأخوة رواد الملتقى الأقوال النادرة و المستحسنة التي ذم بها العلماء فرقة الرافضة و لا أعلم إن كان مثل هذا الموضوع قد طرح من قبل أو لا؟
و أبدأ بحمد الله فأقول:
قال الإمام بن الإمام عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني في كتاب السنة له:
حدثني عباس بن محمد الدوري، سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول:
كلمت الناس و كلمت أهل الكتاب فلم أر قوماً أوسخ و لا أقذر و لا أطفس من الرافضة، و لقد نفيت ثلاثة رجال - إذ كنت بالثغر قاضياً - جهميين و رافضياً، أو رافضيين و جهمياً و قلت: مثلكم لا يجاور أهل الثغور. اهـ من كتاب السنة.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 09:44 م]ـ
هذا رد كتبته في موضوع ذبائح الرافضة
الشيخ محمد بن إبرهيم لما سئل عن ذبائح الرافضة أجاب بكلمة واحدة كما هو موجود في فتاويه قال:
يخسون
.
ـ[محمد البغدادي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 02:07 ص]ـ
حكم أكل ذبائح من يدعون الحسن والحسين وعليا عند الشدائد
فتوى رقم (1661):
س: إن السائل وجماعة معه في الحدود الشمالية مجاورون للمراكز العراقية، وهناك جماعة على مذهب الجعفرية، ومنهم من امتنع عن أكل ذبائحهم، ومنهم من أكل، ونقول: هل يحل لنا أن نأكل منها، علما بأنهم يدعون عليا والحسن والحسين وسائر ساداتهم في الشدة والرخاء؟
ج: إذا كان الأمر كما ذكر السائل من أن الجماعة الذين لديه من الجعفرية يدعون عليا والحسن والحسين وسادتهم فهم مشركون مرتدون عن الإسلام والعياذ بالله، لا يحل الأكل من ذبائحهم؛ لأنها ميتة ولو ذكروا عليها اسم الله.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
السؤال الأول من الفتوى رقم (3008):
س1: أنا من قبيلة تسكن في الحدود الشمالية ومختلطين نحن وقبائل من العراق ومذهبهم شيعة وثنية يعبدون قببا ويسمونها بـ: بالحسن والحسين وعلي وإذا قام أحدهم قال: يا علي يا حسين، وقد خالطهم البعض من قبائلنا في النكاح وفي كل الأحوال، وقد وعظتهم لم يسمعوا وهم في القرايا والمناصيب، وأنا ما عندي أعظهم بعلم ولكن إني أكره ذلك ولا أخالطهم، وقد سمعت أن ذبحهم لا يؤكل وهؤلاء يأكلون ذبحهم ولم يتقيدوا، ونطلب من سماحتكم توضيح الواجب نحو ما ذكرنا.
ج1: إذا كان الواقع كما ذكرت من دعائهم عليا والحسن والحسين ونحوهم فهم مشركون شركا أكبر يخرج من ملة الإسلام، فلا يحل أن نزوجهم المسلمات، ولا يحل لنا أن نتزوج من نسائهم، ولا يحل لنا أن نأكل من ذبائحهم، قال الله تعالى: {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (1)
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة البقرة الآية 221
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[17 - 10 - 10, 07:00 ص]ـ
حدثني عباس بن محمد الدوري، سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول:
كلمت الناس و كلمت أهل الكتاب فلم أر قوماً أوسخ و لا أقذر و لا أطفس من الرافضة، و لقد نفيت ثلاثة رجال - إذ كنت بالثغر قاضياً - جهميين و رافضياً، أو رافضيين و جهمياً و قلت: مثلكم لا يجاور أهل الثغور. اهـ من كتاب السنة. - انظر كيف طُمس هذا النص في «سير أعلام النبلاء» (10/ 504 - ط 1):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=79100&stc=1&d=1287284166
قد بدا لي فكرة موضوع و هو أن يذكر الأخوة رواد الملتقى الأقوال النادرة و المستحسنة التي ذم بها العلماء فرقة الرافضة - قال ابن طاهر المقدسي في «المنثور من الحكايات والسؤالات» (ص 41 - ت عزون):
«سمعت عبد المؤمن بن عبد الصمد الزاهد بتنيس يقول: كان عندنا بتنيس رجل رافضي، وكان على طريق مسكنه كلب يعبر عليه كل من بالمحلة من كبير وصغير فلا يتأذى به، إلى أن يعبر ذلك الرافضي فيقوم ويمزق ثيابه ويعقره، إلى أن كثر ذلك منه واشتهر به، فشكا إلى صاحب السلطان وكان من أهل مذهبه، فبعث من ضرب الكلب وأخرجه من المحلة. ففي بعض الأيام نظر الكلب إلى ذلك الرجل الرافضي وهو جالس على بعض الدكاكين في السوق، فصعد على ظهر السوق وحاذى الرافضي وخرئ عليه، فخرج الرجل من تنيس من خجالته. فلما حكى لي الشيخ عبد المؤمن هذه الحكاية وكان في مجلسه جماعةٌ من أهل البلد، فكلهم عرفوا الحكاية وصاحبها، وحكاها لي، وهي عندهم مشهورة بتنيس». اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/136)
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[17 - 10 - 10, 11:36 ص]ـ
أخي / إبراهيم الإبياري .. جزاك الله خيراً
قال عبد الله في السنة:
حدثني محمد بن يحيى بن أبي سمينة نا ابن أبي زائدة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال:
" ما رأيت قوماً أحمق من الشيعة لو أردت أن يملأوا بيتي هذا ورقاً لملأوه ". اهـ
و قال أيضاً:
حدثني محمد بن يحيى بن أبي سمينة نا ابن أبي زائدة عن أبيه و إسماعيل بن أبي خالد و مالك بن مغول كلهم عن الشعبي قال:
" لو كانت الشيعة من الطير لكانت رخماً، و لو كانت من البهائم لكانت حمراً ". اهـ
ـ[محمد البغدادي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 01:21 م]ـ
ذكر ابن كثير في تفسيره (8/ 242):
وقال أحمد بن سليمان النجاد في أماليه، حدثنا أسلم بن سهل بحشل، حدثنا علي بن الحسن بن سليمان -هو أبو الشعثاء الحضرمي، شيخ مسلم-حدثنا أبو معاوية قال: سمعتُ الأعمش يقول: تروح إلينا جني، فقلت له: ما أحب الطعام إليكم؟ فقال الأرز. قال: فأتيناهم به، فجعلت أرى اللقم ترفع ولا أرى أحدا. فقلت: فيكم من هذه الأهواء التي فينا؟ قال: نعم. قلت: فما الرافضة فيكم؟ قال شرنا. عرضت هذا الإسناد على شيخنا الحافظ أبي الحجاج المِزِّي فقال: هذا إسناد صحيح إلى الأعمش.
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[17 - 10 - 10, 02:21 م]ـ
أخي البغدادي جزاك الله خيراً
و قد نقل بدر الدين الشبلي في كتابه " آكام المرجان " هذا النص بالسند و نقل عن شيخه المزي نحو ما نقله ابن كثير عنه و لله الحمد و الإسناد صحيح و الجرح المذكور في النجاد و بحشل ليس بشيء عند التحقيق و الله أعلم.
ـ[محمود المقدسي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 03:12 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -:
وأما تكفيرهم وتخليدهم - يعني الخوارج - ففيه أيضاً للعلماء قولان مشهوران، وهم روايتان عن أحمد، والقولان في الخوارج والمارقين من الحرورية والرافضة ونحوهم.والصحيح أنّ هذه الأقوال التي يقولونها التي يعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول كفر، وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضا، وقد ذكرت دلائل ذلك في غير هذا الموضع، لكن تكفير الواحد المعين منهم والحكم بتخليده في النار موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه، فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والوعيد والتكفير والتفسيق ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذي لا معارض له. الفتاوى 28/ 500
وقال في منهاج السنة:
الرافضة إما منافق وإما جاهل، فلا يكون رافضي ولا جهمي إلا منافقاً أو جاهلاً بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يكون فيهم أحد عالماً بما جاء به الرسول مع الإيمان به، فإن مخالفتهم لما جاء به الرسول وكذبهم عليه لا يخفى قط إلا على مفرط في الجهل والهوى. 3/ 40 ط. القديمة
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[18 - 10 - 10, 04:29 م]ـ
قال الامام ابو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري:
"لا أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي أم صليت خلف اليهود والنصارى، ولا يُسلم عليهم ولا يعادون ولا يُناكحون ولا يُشهدون ولا تؤكل ذبائحهم"
قال عبد الرحمن بن مهدي: هما ملتان الجهمية والرافضة
خلق أفعال العباد صـ13
ـ[دار التدمرية]ــــــــ[22 - 10 - 10, 02:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله بن مبارك العاصمي]ــــــــ[22 - 10 - 10, 03:30 ص]ـ
بارك الله فيك(66/137)
أرجو الرد عاجلاً بشأن كتاب (المنقذ من الضلال) لأبي حامد الغزالي ...
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[13 - 10 - 10, 05:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الفضلاء طلبة العلم في هذا المنتدى المبارك ...
هذا النداء الثاني أوجهه إليكم بشأن كتاب (المنقذ من الضلال) لأبي حامد الغزالي ـ رحمه الله وعفا عنه ـ ...
فليس لدي أي خلفية حول هذا الكتاب لا عن منهجه أو أخطائه التي وقع فيها ـ إن وُجِدت ـ ولا عما يتحدث عنه ولا عن طبعاته وأفضلها ...
فلا تبخلوا على أخيكم المسلم، فهو في أمَسِّ الحاجة إلى ذلك ...
ورحم الله رجلاً أعان أخاه المسلم على ما يريد، ولا حرمه الأجر ...
إضاءة: عن أبي الذيال رحمه الله: (تعلم "لا أدري"، فإنك إن قلت "لا أدري"، علموك حتى تدري، وإن قلت "أدري" سألوك حتى لا تدري) ...
وقال بعضهم: (من أخطأ "لا أدري" أصيبت مقاتله) ...
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 06:22 م]ـ
أخي الفاضل سمعت الشيخ محمد إسماعيل المقدم يقول حين ذكر إسم هذا الكتاب أن أسماء كتب الإمام الغزالي براقة جدا والمحتوى لا يطابق العنوان البتة هذا ما أتذكره بالمعنى والعهد بكلامه بعيد والله تعالى أعلم
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[14 - 10 - 10, 11:36 ص]ـ
جزيت خيرًا أخي الفاضل: المساكني التونسي ...(66/138)
موقف أئمة الأشاعرة من ظواهر القرآن الكريم والسنة الصحيحة
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 12:03 ص]ـ
موقف أئمة الأشاعرة من ظواهر القرآن الكريم والسنة الصحيحة
إن المتأخرين من أئمة الأشاعرة تكاد تكون كلمتهم مجمعة على أن ظواهر القرآن الكريم والسنة المتواترة لا تفيد اليقين, وإنما تفيد الظن, - فضلا عن أخبار الآحاد-؛ وما هذا سبيله عندهم لا يحتج به في المسائل العقدية, ويتضح ذلك من خلال النقاط التالية:
أولا: وصفهم لدلالة نصوص القرآن الكريم والسنة الصحيحة بأنها ليست قطعية.
قال أبو عبد الله الرازي / بعد أن ساق نصوصا من القرآن والسنة: ((تلك الدلائل النقلية التي تمسكتم بها ليست قطعية)) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1))
وقال سيف الدين الآمدي /: ((وبالجملة فطريق الاستدلال في هذا الباب بالنصوص المذكورة لا يخرج عن الظن والتخمين, وهو غير مكتفى به في اليقينيات)) ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2))
وقال السعد التفتازاني /: ((لو قصد إثبات مجرد الوجوب دون أن يكون بدليل قطعي لكفى التمسك بظواهر النصوص كقوله تعالى چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? چ الروم: 50)) ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn3))
وقال /: ((لما امتنع تصديق النقل لاستلزامه تكذيب العقل الذي هو الأصل ثبت أنه لا يفيد العلم)) ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn4))
فقد صرح أئمة الأشاعرة بأن نصوص القرآن والسنة التي أنزلها الله ليهتدي بها الناس, ويعتقدوا ما فيها, لا تفيد اليقين, وإنما غاية ما تدل عليه هو الظن والتخمين, وزعموا أنه لو صدقنا الله ورسوله r فيما أخبرا به مما زعموا معارضته للعقل لا ستلزم ذلك تكذيب العقل.
وبالتالي لم تكن هذه النصوص حجة, ويلزم من قولهم هذا أن يكون الله أنزلها عبثا, ولا فائدة فيها إلا أجر التلاوة, كما يلزم أن يكون العقل أعظم من كلام الله ورسوله r.
منقول من رسالة" تبصير ذوي العقول بحقيقة مذهب الأشاعرة في الاستدلال بكلام الله والرسول "
مطبوعة بدار النصيحة بالمدينة النبوية
[/ URL]([1])- أساس التقديس (ص113)
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref1)([2])- أبكار الأفكار (1/ 280)
([3]) - شرح المقاصد (1/ 268)
[ URL="http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref4"] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref3)([4])- شرح المقاصد (1/ 283)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:57 ص]ـ
اشترطوا لإفادتها اليقين شروطا مفادها العدم
قال الرازي في محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين: (مسألة: الدليل اللفظي لا يفيد اليقين إلا عند تيقن أمور عشرة:
عصمة رواة مفردات تلك الألفاظ
وصحة إعرابها وتصريفها
وعدم الاشتراك
والمجاز
والتخصيص بالأشخاص
والأزمنة
وعدم الإضمار
والتقديم والتأخير
وعدم المعارض العقلي الذي لو كان لرجح .. ) 142
وقد تأسف عليه شيخ الإسلام و وصفه وصفا مريرا، فقال عن مقالته تلك: (وَكَانَ كَثِيرٌ مِمَّنْ يَنْتَسِبُ إلَى الْإِسْلَامِ فِيهِ مِنْ النِّفَاقِ وَالرِّدَّةِ مَا أَوْجَبَ تَسْلِيطَ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلَ الْكِتَابِ عَلَى بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ. فَتَجِدُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيَّ يَطْعَنُ فِي دَلَالَةِ الْأَدِلَّةِ اللَّفْظِيَّةِ عَلَى الْيَقِينِ وَفِي إفَادَةِ الْأَخْبَارِ لِلْعِلْمِ. وَهَذَانِ هُمَا مُقَدِّمَتَا الزَّنْدَقَةِ كَمَا قَدَّمْنَاهُ. ثُمَّ يَعْتَمِدُ فِيمَا أَقَرَّ بِهِ مِنْ أُمُورِ الْإِسْلَامِ عَلَى مَا عُلِمَ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ مِثْلُ الْعِبَادَاتِ وَالْمُحَرَّمَاتِ الظَّاهِرَةِ وَكَذَلِكَ الْإِقْرَارُ بِمَعَادِ الْأَجْسَادِ - بَعْدَ الِاطِّلَاعِ عَلَى التَّفَاسِيرِ وَالْأَحَادِيثِ - يَجْعَلُ الْعِلْمَ بِذَلِكَ مُسْتَفَادًا مِنْ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ؛ فَلَا يُعَطِّلُ تَعْطِيلَ الْفَلَاسِفَةِ؛ الصَّابِئِينَ وَلَا يُقِرُّ إقْرَارَ الْحُنَفَاءِ الْعُلَمَاءِ الْمُؤْمِنِينَ)
وقال (وَأَيْضًا فَمَنْ جَرَّبَ مَا يَقُولُونَهُ وَيَقُولُهُ غَيْرُهُمْ وَجَدَ الصَّوَابَ مَعَهُمْ وَالْخَطَأَ مَعَ مُخَالِفِيهِمْ كَمَا قَالَ الرازي - مَعَ أَنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ طَعْنًا فِي الْأَدِلَّةِ السَّمْعِيَّةِ حَتَّى ابْتَدَعَ قَوْلًا مَا عُرِفَ بِهِ قَائِلٌ مَشْهُور غَيْرَهُ وَهُوَ أَنَّهَا لَا تُفِيدُ الْيَقِينَ وَمَعَ هَذَا فَإِنَّهُ يَقُولُ - لَقَدْ تَأَمَّلْت الطُّرُقَ الْكَلَامِيَّةَ وَالْمَنَاهِجَ الْفَلْسَفِيَّةَ فَمَا رَأَيْتهَا تَشْفِي عَلِيلًا وَلَا تَرْوِي غَلِيلًا وَوَجَدْت أَقْرَبَ الطُّرُقِ طَرِيقَةَ الْقُرْآنِ أَقْرَأُ فِي الْإِثْبَاتِ {إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وَأَقْرَأُ فِي النَّفْيِ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} قَالَ: وَمَنْ جَرَّبَ مِثْلَ تَجْرِبَتِي عَرَفَ مِثْلَ مَعْرِفَتِي)
وقال (وأما الرازي وأمثاله فقد زادوا في ذلك على المعتزلة فإن المعتزلة لا تقول إن الأدلة السمعية لا تفيد اليقين بل يقولون إنها تفيد اليقين ويستدلون بها أعظم مما يستدل بها هؤلاء)
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/139)
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[15 - 10 - 10, 04:20 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[15 - 10 - 10, 08:24 م]ـ
وللفائدة ... فكتاب الشيخ: سفر بن عبد الرحمن الحوالي (منهج الأشاعرة في العقيدة) على رغم اختصاره، قد حوى الكثير من ذلك، ورد عليهم بأقى الردود وأبهرها ...
فعليكم بالكتاب فقد نصحنا علماؤنا ومشائخنا به ...
إضاءة: عن أبي الذيال رحمه الله: (تعلم "لا أدري"، فإنك إن قلت "لا أدري"، علموك حتى تدري، وإن قلت "أدري" سألوك حتى لا تدري) ...
وقال بعضهم: (من أخطأ "لا أدري" أصيبت مقاتله) ...
ـ[ابو عبد الله سيد احمد]ــــــــ[16 - 10 - 10, 12:33 م]ـ
انصخ اخوانى بهدا الموقع www.asharis.com فهو رائع فى كشف الاشاعرة والرد عليهم وكدلك المعتزلة والصوفية
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[18 - 10 - 10, 11:20 م]ـ
هناك رسالة في الجامعة الاسلامية موضوعها في بيان تناقض الأشاعرة(66/140)
رد شبهة أن الإمام مالك معطل [مؤول]!
ـ[فيصل]ــــــــ[14 - 10 - 10, 04:21 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين ...
فهذا جواب جمعته في الرد على شبهة تتداول بخصوص كلام الإمام مالك في حديث الصورة اسأل الله أن ينفع به
الشبهة: قال بعضهم: زعمتم أن الإمام مالك ممن يمر نصوص الصفات كما جاءت بلا تأويل ولا تعطيل ولا تكييف، وليس عندكم مما تتمسكون به في هذا الباب إلا كلامه في الاستواء وقد ورد في كتبه المالكية ما يدل على أنه متأول منزه!!، حيث أنكر التحديث بحديث الصورة فما جوابكم؟
والجواب على هذه الشبهة من وجوه:
الوجه الأول أن يقال:
للإمام مالك كتاب عظيم تعرفه الأمة، وهو موطأه الشهير، شحنه بجملة من أحاديث الصفات منها حديث النزول وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا .. ))
ومنها حديث الضحك وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيقاتل فيستشهد))
ومنها حديث الجارية وسؤاله لها" أين الله؟ فقالت “في السماء”
قال أبو عمر ابن عبد البر الحافظ المالكي في شرحه لرواية إمامه هذه: ((معاني هذا الحديث واضحة يستغنى عن الكلام فيها وأما قوله: "أين الله فقالت في السماء" فعلى هذا أهل الحق لقول الله عز وجل: {أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} ولقوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ} ولقوله: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} ومثل هذا في القرآن كثير قد أتينا عليه في باب ابن شهاب في حديث النزول وفيه رد على المعتزلة وبيان لتأويل قول الله عز وجل: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ولم يزل المسلمون في كل زمان إذا دهمهم أمر وكربهم غم يرفعون وجوههم وأيديهم إلى السماء رغبة إلى الله عز وجل في الكف عنهم)). انتهى المراد من كلام الحافظ وهو مجرد استطراد.
ومنها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تبارك وتعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح على ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت ... )) إلخ الحديث
وقد اعترف الباجي المالكي–وفيه أشعرية- على أنه يقتضي أن له تعالى يميناً، فقال في شرحه على الموطأ: ((وقول النبي صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه “يقتضي” أن الباري تعالى موصوف بأن له يمينا قال الله تبارك وتعالى "والسماوات مطويات بيمينه" .. )) إلخ
ومنها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تصدق بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيبا كان إنما يضعها في كف الرحمن يربيها ... الحديث
وغير ذلك من أحاديث الموطأ، وكذلك روى غيرها خارج الموطأ مثل ما روى الإمام مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {لما قضى الله الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي} رواه البخاري وغيره عنه
وروى البخاري أيضاً في صحيحه عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إن الله يقبض يوم القيامة الأرضين وتكون السموات بيمينه ثم يقول أنا الملك} قال البخاري: رواه سعيد عن مالك.
وروى ابن القاسم -كما سيأتي لاحقاً موضعه- أن شيخه مالك روى عن ابن أبي حازم عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "إن دون الله يوم القيامة سبعين ألف حجاب، حجب من ظلمة ما يفتقها بصر شيء إلخ" وسيأتي بتمامه إن شاء الله.
إذا علم هذا، فيقال في بيان هذا الوجه:
هذا كتابه الموطأ الذي كتبه بخطه، وأملاه على طلبته، وقرأه من صبوته إلى مشيخته، روى فيه الأحاديث التي يزعم هؤلاء أن ظاهرها التشبيه وما يعترف المخالف بأنها مقتضية لإثبات الصفات، ولم يتأول شيئاً من ذلك، ولا أعقبها بنفي أو تحريف لظاهرها، وقد ظل يرويها ويحدث بها مرة بعد مرة على مدى أربعين عاماً والزائرون والوفود لا يحصون كثرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم- رد الكثيري على السقاف ص103 - ، وقد أقرأ موطئه عمره كله ليله ونهاره، ورواه عنه ألف رجل أو يزيدون، وأملاه على تلاميذه وقرأه على الناس من كل بلد، فما تأول شيئا من هذا ولا ورد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/141)
عنه قط إنكاراً أو تحريفاً لظاهرها ولو كان حقاً ما يدعون من أن منهجه التأويل –بشقيه المجمل أو المفصل-!! لما جاز أن يترك هذه الأحاديث على ظاهرها طوال هذه السنين ولصح عنه ولو رواية واحدة صريحة –على التنزل الشديد-في تأويل ظواهر هذه النصوص التي مر ذكرها، فعلم بالضرورة ما تواتر عنه أن منهجه هو إمرار آيات وأحاديث الصفات كما جاءت.
الوجه الثاني وهو في بيان أن هذا التواتر لا يصح أن يعارض برواية آحاد:
قال ابن العربي –وهو مالكي أشعري- في الجزء الخامس من عارضته في الكلام على نهيه صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن ما نصه:
((ولا يفوتكم ما وصيتكم به مراراً من أن مذهب مالك المعول عليه ما في موطئه، أقرأه عمره كله، فما قال لصاحب أو أجاب به سائلاً لا يعارض ما أقرأه ليله ونهاره عمره كله، ورواه عنه ألف رجل أو يزيدون))
وقال في الجزء الأول من الأحكام في الكلام على قوله تعالى: ((والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم)) ما نصه:
((وتركب على هذا ما إذا زنى بامرأة، هل يثبت زناه حرمة في فروعها وأصولها؟ عن مالك في ذلك روايتان!!
ودع من روى، وما روي،أقام مالك عمره كله يقرأ عليه الموطأ ويقرأه لم يختلف قوله فيه: إن الحرام لا يحرم الحلال، ولا شك في ذلك، وقد بيناها في مسائل الخلاف، والله أعلم))
وقال في الجزء الثاني من أحكامه في الكلام على قوله تعالى: ((وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا)) ما نصه:
((وقد روي عن مالك أن الزنا يحرم المصاهرة، وهذا كتابه الموطأ الذي كتبه بخطه، وأملاه على طلبته، وقرأه من صبوته إلى مشيخته لم يغير فيه ذلك، ولا قال فيه قولا آخر.واكتبوا عني هكذا.
وابن القاسم الذي يحرم المصاهرة بالزنا قرئ ضد ذلك عليه في الموطأ، فلا يترك الظاهر للباطن، ولا القول المروي من ألف للمروي من واحد، وآحاد، وقد قررنا ذلك في مسائل الخلاف.))
وقال في الكلام على قوله تعالى: "أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا" ما نصه:
((وقال آخرون: وقت المغرب يكون من الغروب إلى مغيب الشفق؛ لأنه غسق كله، وهو المشهور من مذهب مالك وقوله في موطئه الذي قرأه طول عمره، وأملاه حياته))
وقال في الكلام على قوله تعالى: ((حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم)) ما نصه:
((اختلف قول مالك في هذه الأشياء؛ فروي عنه أنه لا يؤكل إلا ما كان بذكاة صحيحة.
والذي في الموطأ عنه أنه إن كان ذبحها ونفسها يجري وهي تطرف فليأكلها، وهذا هو الصحيح من قوله الذي كتبه بيده، وقرأه على الناس من كل بلد عمره، فهو أولى من الروايات الغابرة)) انتهى المراد.
فالحاصل أن الراوية التي يستدلون بها إن صحت سنداً -وقد تكلم بعض أهل العلم في سند هذا الأثر لكن نحن هنا نتكلم على القول بصحته- فلا تعدوا كونها رواية آحاد فلو سلمنا أن دلالتها كما زعموا لكان المنهج العلمي الصحيح تقديم ما تواتر عنه على ما جاء من رواية الآحاد، التي إن صحت فلها -كما سيأتي- تفسير صحيح متوافق مع ما تواتر عنه كما جاء هذا عن بعض أئمة المالكية أنفسهم!!.
فنقول في خلاصة هذا الوجه ما قاله ابن العربي: "ما قال لصاحب أو أجاب به سائلاً لا يعارض منهجه في موطأه الذي أقرأه ليله ونهاره وعمره كله، ورواه عنه ألف رجل أو يزيدون، فدع من روى، وما روى، ولا تترك الظاهر للباطن، ولا القول المروي من ألف للمروي من واحد"!!!.
ويضاف لهذا ما نورده في:
الوجه الثالث: وهو أن هذا هو ما رواه عنه تلاميذه وفهمه عنه الأئمة الكبار ممن جاء من بعدهم من أهل تلك العصور، بل حتى خصوم السنة اعترفوا بهذا!:
جاء بسند صحيح لا غبار عليه عن الإمام مالك: رواه جماعة (1) عن الهيثم بن خارجه (ثقة) عن الوليد بن مسلم (ثقة) أنه قال: سألت مالك بن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد والأوزاعي عن الأخبار التي جاءت في الصفات فقالوا: أمروها كما جاءت، وفي رواية قالوا: أمرها كما جاءت بلا كيف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/142)
هذا هو منهجه المشهور المعروف المتواتر: الإمرار المتضمن للإيمان والإقرار بلا تأويل ولا تكييف في ما صح عنده من نصوص الصفات جميعاً لا بعضاً دون بعض كما هي طريقة الكلابية والأشعرية.
وقال الإمام الترمذي في سننه: ((هذا حديث حسن صحيح وقد روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد هاهنا القوة و قال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}))
تأمل نقل هذا الإمام الهمام لمنهج الإمام مالك في آيات وأحاديث الصفات في سننه الذي هو من دواوين الإسلام.
وقد كرر هذا فقال في موضع آخر: ((هذا حديث حسن صحيح وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم روايات كثيرة مثل هذا ما يذكر فيه أمر الرؤية أن الناس يرون ربهم وذكر القدم وما أشبه هذه الأشياء والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه ومعنى قوله في الحديث فيعرفهم نفسه يعني يتجلى لهم))
وقال إمام المالكية في وقته، وقدوتهم، وجامع مذهب مالك، وشارح أقواله، الذي كان يعرف بمالك الصغير ابن أبي زيد المالكي في كتابه الجامع ص137 - 149 ما نصه:
((فمما اجتمعت الأئمة عليه من أمور الديانة، ومن السنن التي خلافها بدعة وضلالة؛ أن الله تبارك وتعالى له الأسماء الحسنى، والصفات العلى لم يزل بجميع صفاته وهو سبحانه وتعالى، موصوف بأن له علما وقدرة وإرادة ومشيئة، لم يزل بجميع صفاته وأسمائه، له الأسماء الحسنى، والصفات العلى، أحاط علما بجميع ما برأ قبل كونه،وفطر الأشياء بإرادته وقوله (إنما أمرنا إذا أراد شيئا أن نقول له كن فيكون) وأن كلامه صفة من صفاته، ليس بمخلوق فيبيد، ولا صفة لمخلوق فينفد، وأن الله عز وجل كلم موسى بذاته، وأسمعه كلامه لاكلاما قام في غيره.
وأنه يسمع ويرى ويقبض ويبسط
وأن يديه مبسوطتان، والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه
وأن يديه غير نعمتيه في ذلك، وفي قوله سبحانه (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي)
وأنه يجيء يوم القيامة "بعد أن لم يكن جائيا" (والملك صفا صفا) لعرض الأمم وحسابها وعقوبتها وثوابها، فيغفر لمن يشاء من المذنبين، ويعذب منهم من يشاء
وأن الله تبارك وتعالى يرضى عن الطائعين، ويحب التوابين ويسخط على من كفر به ويغضب فلا يقوم شيء لغضبه
وأنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه ... وأنه سبحانه يكلم العبد يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان ... إلى أن قال: وكل ما قدمنا ذكره فهو قول أهل السنة وأئمة السنة في الفقه والحديث على ما بيناه
وكله قول مالك فمنه منصوص من قوله ومنه معلوم من مذهبه))
تأمل الجملة الأخيرة ترى أن هذا نقل وفهم مالك الصغير لمذهب إمامه مالك الكبير؟ أفنصدقهم أم نصدق ابن أبي زيد ومعه صنيع مالك عمره كله والروايات الكثيرة عنه؟ وقد روى ابن أبي زيد هذه الرواية التي يتعلق بها الخصم في نفس كتابه هذا!!
وتأمل ما عُلم بالأزرق تعرف تقصد الإمام ابن أبي زيد مخالفة بدع كلابية عصره!
وجاء عن الإمام إثباته للعلو:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/143)
فقد صح عن تلميذه ابن نافع الصائغ الذي لازم مالك أربعين سنة وهو الذي خلفه في مجلسه بعد ابن كنانة وقد صار مفتي المدينة بعده، وقد تُكلم في حفظه للحديث، لكنه من أعلم الناس بالإمام مالك، وهو الذي سمع منه سحنون وكبار أتباع أصحاب مالك والذي سماعه مقرون بسماع أشهب في العتبية وهو الذي ذكره وروايته في المدونة، قيل لمالك من لهذا الأمر بعدك؟ قال لابن نافع.
أقول: قد صح عن ابن نافع تلميذه هذا أنه قال: قال مالك: ((الله في السماء وعلمه في كل مكان)) (2)
وهذا الأثر صريح في إثباته للعلو وتفريقه بين الذات والعلم فخص الذات بالسماء وأما العلم فهو شاملاً كل مكان لا يخفى عليه خافيه، وهكذا يقول مثل كلام الإمام مالك هذا من يثبت العلو-على خلاف متأخري الأشعرية وأضرابهم الذين لا يمكن أن ينطقوا بهذا- كما قال الحافظ ابن عبد البر في الاستذكار:
((وأما قوله في هذا الحديث للجارية أين الله فعلى ذلك جماعة أهل السنة وهم أهل الحديث ورواته المتفقهون فيه وسائر نقلته كلهم يقول ما قال الله تعالى في كتابه! (الرحمن على العرش استوى) [طه 5] “وأن الله عز وجل في السماء وعلمه في كل مكان” وهو ظاهر القران في قوله عز وجل ((ءامنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور)) [الملك 16] وبقوله عز وجل (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) [فاطر 10] وقوله (تعرج الملائكة والروح إليه) [المعارج 4] ... ولم يزل المسلمون إذا دهمهم أمر يقلقهم فزعوا إلى ربهم فرفعوا أيديهم وأوجههم نحو السماء يدعونه ومخالفونا ينسبونا في ذلك إلى التشبيه والله المستعان ومن قال بما نطق به القران فلا عيب عليه عند ذوي الألباب))
وقد احتج بقول مالك هذا تلميذه ابن الصائغ نفسه لما سأل عن قول الجهمية في القرآن: فقد روى عبد الله في السنة 1/ 174 وعنه النجاد في "الرد على من يقول القرآن مخلوق": عن سريج بن النعمان أنه قال:
"سألت عبدالله بن نافع وقلت له إن قبلنا من يقول القرآن مخلوق؟
فاستعظم ذلك ولم يزل متوجعا حزينا يسترجع، قال عبدالله بن نافع: ((قال مالك من قال القرآن مخلوق يؤدب ويحبس حتى تعلم منه التوبة وقال مالك الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وقال مالك الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو من علمه مكان وقال مالك القرآن كلام الله عز و جل)) وهكذا قال عبد الله بن نافع في هذا كله"
تأمل احتجاج التلميذ بكلام شيخه مالك على مخالفة الجهمية لأهل السنة.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في " القاعدة المراكشية " أن المالكية وغير المالكية نقلوا عن مالك أنه قال: الله في السماء، وعلمه في كل مكان، حتى ذكر ذلك مكي خطيب قرطبة في " كتاب التفسير " الذي جمعه من كلام مالك، ونقله أبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر بن عبد البر، وابن أبي زيد في المختصر , وغير واحد ونقله أيضاً عن مالك غير هؤلاء ممن لا يحصى عددهم مثل الإمام أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله وأبو داود والأثرم والخلال والآجري وابن بطة وطوائف غير هؤلاء من المصنفين في السنة - إلى أن قال: وكلام أئمة المالكية وقدمائهم في الإثبات كثير مشهور حتى علماؤهم حكوا إجماع أهل السنة والجماعة على أن الله بذاته فوق عرشه انتهى.
وقد مر عن العلامة ابن أبي زيد قوله نقلاً عن مالك ومذهبه ((وأنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه))
وقد قال تلميذ ابن أبي زيد: العلامة الفقيه أبو بكر محمد بن موهب المالكي في شرحه لرسالة شيخه الإمام أبي محمد بن أبي زيد المالكي:
((أما قوله إنه فوق عرشه المجيد بذاته فمعنى فوق وعلى عند جميع العرب واحد وفي الكتاب والسنة تصديق ذلك وهو قوله تعالى ثم استوى على العرش وقال "الرحمن على العرش استوى" وقال "يخافون ربهم من فوقهم" وساق حديث الجارية والمعراج إلى سدرة المنتهى ...
إلى أن قال: وقد تأتي لفظة في، في لغة العرب بمعنى فوق كقوله "فأمشوا في مناكبها" و "في جذوع النخل" و "أأمنتم من في السماء"،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/144)
قال أهل التأويل يريد فوقها "وهو قول مالك مما فهمه عمن أدرك من التابعين مما فهموه عن الصحابة مما فهموه عن النبي أن الله في السماء" يعني فوقها وعليها فلذلك قال الشيخ أبو محمد إنه فوق عرشه ثم بين أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته .. )) العلو للذهبي2/ 1366 باختصار وفي بيان التلبيس لابن تيميه بتمامه1/ 175 - 179
وقد احتج بهذا الأثر على إثبات العلو الإمام الداني المالكي في الرسالة الوافية ص56 وغيره.
ومما جاء عن الإمام مالك إثباته لصفة اليدين والوجه، فقد قال تلميذه ابن القاسم كما في النوادر والزيادات14/ 553 لابن أبي زيد - ونحوه في البيان والتحصيل16/ 400 ونحوه أيضاً عند ابن أبي زمنين المالكي في أصول السنة ص75 – ما نصه:
"لا ينبغي لأحد أن يصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه، ولا يشبه كذلك بشيء، وليقل: له يدان كما وصف نفسه، وله وجه كما وصف نفسه، تقف عند ما في الكتاب، لأن الله سبحانه لا مثل له ولا شبيه ولا نظير له)) انتهى المراد وستأتي بقيته حيث سنحتاجها لاحقاً.
وقد جعل ابن رشد الجد كلام ابن القاسم هذا رواية عن مالك كما في البيان والتحصيل16/ 401.
ومما جاء عن الإمام مالك إثباته للحجب الحقيقية: ففي البيان والتحصيل 18/ 478 - 479 من كتاب "بع ولا نقص عليك" في رؤية الله عز وجل يوم القيامة وهو كذلك في الجامع لابن أبي زيد ص156 بشيء من الإختصار:
((قال ابن القاسم: قال أبو السمح لمالك: يا أبا عبد الله أنرى الله يوم القيامة؟ قال نعم، نجد الله تعالى يقول: "وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة" ويقول لقوم: "كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون"
قال: وحدثني ابن أبي حازم عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "إن دون الله يوم القيامة سبعين ألف حجاب، حجب من ظلمة ما يفتقها بصر شيء، وحجب من نور ما يستطيع بصرها شيء، وإن منها لحجاباً من ماء لا يسمع صوت ذلك الماء أحد لا يربط الله عز وجل على قلبه إلا خلع" انتهى
فتأمل بعد ذكره لآية إثبات الرؤية للمؤمنين وآية إثبات الحجب عن الكافرين رواية الإمام مالك لهذا الحديث الذي فيه إثبات حجب حقيقية (ظلمة ونور وماء) بين الله وخلقه مما يخالف عقيدة الجهمية (نفاة المباينة الحقيقة) وعلى هذا مشى أتباعه السلفيين كما قال ابن زمنين المالكي في كتابه أصول السنة ص106: ((باب الإيمان بالحجب: ومن قول أهل السنة: أن الله عز وجل [بائن] من خلقه، محتجب عنهم بالحجب، فتعالى الله عما يقول الظالمون، (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا).)) إلخ وقد نقله ابن تيميه في الحموية.
وفي جامع الإمام الفقيه عبد الله بن عبد الحكم المصري (تلميذ من تلامذة مالك) ص163 - ورواه بلفظ آخر ابن أبي زمنين المالكي في أصول السنة ص113 - جاء ما نصه:
((وقد سئل مالك عما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ينزل ربنا في كل ليلة إلى سماء الدنيا فقال:"ترسل [أي تروى] هذه الأحاديث كما جاءت")) وهذه هي الرواية الصحيحة عنه بخلاف رواية تأويل النزول الواهية!
وفيما مضى كفاية إن شاء الله، وقد اعترف بتواتر هذا عنه المخالف أيضاً فهذا الكوثري في حاشيته على الانتقاء لابن عبد البر ص35 يقول: ((المتواتر عنه عدم الخوض في الصفات وفيما ليس تحته عمل كما كان عليه عمل أهل المدينة على ما في شرح السنة للالكائي وغيره)) و عدم الخوض يتضمن الإمرار والإقرار بما جاءت به النصوص لا ما يريد الكوثري من نفي الإثبات! كيف ورواية ما ظاهره الكفر-كما زعموا- وإرساله كما جاء من غير تعقيب بما ينفي الباطل نقص في حقه وحاشاه!
الوجه الرابع: [/ U][/COLOR]
أما ما يخص كلامه في آية الاستواء فلو لم يأتي عنه إلا هو لكفى!! فهو قول قد تلقته الأمة بالقبول ولم ينكره منكر بل صار أصلا كبيرا من أصول أهل السنة والجماعة، وهو قول ينبغي طرده في بقية الصفات فلا يظن بالإمام مالك التناقض!
وقد ذكر صاحب "الأثر المشهور عن الإمام مالك" ص100 وبعدها بعض كلام للعلماء و أهل الكلام في التنويه بكلام الإمام مالك أو جعله قاعدة، ومما ذكره:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/145)
قال الإمام أبو سعيد الدارمي عقِب روايته لهذا الأثر في كتابه الرد على الجهمية ص66 - 67: "وصدق مالك، لا يُعقل منه كيف، ولا يُجهل منه الاستواء، والقرآن ينطق ببعض ذلك في غير آية".
وقال الإمام والحافظ الكبير أبو عمر الطلمنكي المالكي: "وقول مالك من أنبل جواب وقع في هذه المسألة وأشدّه استيعاباً؛ لأنَّ فيه نبذ التكييف وإثبات الاستواء المعقول، وقد ائتمَّ أهل العلم بقوله واستجادوه واستحسنوه" شرح حديث النزول ص391.
قال الذهبي بعد أن ذكره: ((وهو قول أهل السنة قاطبة، أن كيفية الاستواء لا نعقلها بل نجهلها، وأن استواءه معلوم، كما أخبر في كتابه، وأنه كما يليق به، لا نتعمق ولا نتحذلق، لا نخوض في لوازم ذلك نفياً ولا إثباتاً، بل نسكت ونقف، كما وقف السلف، ونعلم أنه لو كان له تأويل، لبادر إلى بيانه الصحابة والتابعون، ولما وسعهم إقراره وإمراره، والسكوت عنه، ونعلم يقيناً مع ذلك أن الله جل جلاله، لا مثل له في صفاته، ولا في استوائه، ولا في نزوله، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً)) مختصر العلو ص141 - 142.
وقال ابن تيميه: "وقد تلقى الناس هذا الكلام بالقبول، فليس في أهل السنة من ينكره " المجموع13/ 309.
وقال أيضاً: "فإنَّه قد رُوي من غير وجه أنَّ سائلاً سأل مالكاً عن قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟، فأطرق مالك حتى علاه الرحضاء ثم قال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا رجل سوء، ثم أمر به فأُخرج، ومثل هذا الجواب ثابت عن ربيعة شيخ مالك، وقد رُوي هذا الجواب عن أمِّ سلمة - رضي الله عنها - موقوفاً ومرفوعاً، ولكن ليس إسناده مما يُعتمد عليه، وهكذا سائر الأئمة قولهم يُوافق قول مالك في أنّا لا نعلم كيفية استوائه كما لا نعلم كيفية ذاته، ولكن نعلم المعنى الذي دلَّ عليه الخطاب، فنعلم معنى الاستواء، ولا نعلم كيفيته، وكذلك نعلم معنى النزول ولا نعلم كيفيته، ونعلم معنى السمع والبصر والعلم والقدرة، ولا نعلم كيفية ذلك، ونعلم معنى الرحمة والغضب والرضا والفرح والضحك ولا نعلم كيفية ذلك"شرح حديث النزول ص132 - 133.
وقال العلاّمة ابن القيم رحمه الله: "وهذا الجواب من مالك رضي الله عنه شافٍ، عامّ في جميع مسائل الصفات، فمن سأل عن قوله: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأرَى} كيف يسمع ويرى؟، أجيب بهذا الجواب بعينه، فقيل له: السمع والبصر معلوم، والكيف غير معقول، وكذلك من سأل عن العلم، والحياة، والقدرة، والإرادة، والنزول، والغضب، والرضى، والرحمة، والضحك، وغير ذلك، فمعانيها كلها مفهومة، وأما كيفيتها فغير معقولة؛ إذ تعقُّل الكيفية فرع العلم بكيفية الذات وكنهها، فإذا كان ذلك غير معقول للبشر، فكيف يعقل لهم كيفية الصفات؟!.والعصمة النافعة في هذا الباب: أن يوصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل تثبِتُ له الأسماء والصفات، وتنفِي عنه مشابهة المخلوقات. فيكون إثباتُك منزَّهاً عن التشبيه، ونفيُك منزَّهاً عن التعطيل، فمن نفى حقيقة الاستواء فهو معطِّل، ومن شبّهه باستواء المخلوق على المخلوق فهو ممثِّل، ومن قال: استواء ليس كمثله شيءٌ فهو الموحِّد المنزِّه. وهكذا الكلام في السمع والبصر والحياة والإرادة والقدرة واليد والوجه والرضى والغضب والنزول والضحك، وسائر ما وصف الله به نفسه" مدارج السالكين 2/ 86.
وقال ملا علي القاري: "ونِعم ما قال الإمام مالك - رحمه الله - حيث سُئل عن ذلك الاستواء، فقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة، والإيمان به واجب، وهذه طريقة السلف وهي أسلم، والله أعلم"شرح الفقه الأكبر ص38.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/146)
وقال أبو المعالي الجويني في الرسالة النظامية ص33 ط الأزهرية: (ومما استُحسن من كلام مالك أنَّه سُئل عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى}: كيف استوى؟، فقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، فلتُجرَ آية الاستواء والمجيء وقوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}، وقوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} وقوله: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} وما صح من أخبار الرسول كخبر النزول وغيره على ما ذكرنا)) وقال البيهقي بعد روايته لأثر مالك في الاعتقاد ص119: ((وعلى مثل هذا درج أكثر علمائنا في مسألة الاستواء وفي مسألة المجيء والإتيان والنزول))
ومما يضاف لما ذكره صاحب "الأثر المشهور" ما صنعه الإمام الحافظ قوام السنة التيمي الأصبهاني في الحجة 2/ 275 - 179 حيث جعل هذا الكلام قاعدة لغيرها من الصفات-وفي كلامه نقض صريح للتفويض- فقال في كلام ذهبي جميل:
(( ... قال أهل السنة: الاستواء هو العلو: قال الله تعالى (فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك) وليس للاستواء في كلام العرب معنى إلا ما ذكرنا، وإذا لم يجز الأوجه الثلاثة لم يبق إلا الاستواء الذي هو معلوم كونه، مجهول كيفيته، واستواء نوح على السفينة معلوم كونه، معلوم كيفيته لأنه صفة له، وصفات المخلوقين معلومة كيفيتها. واستواء الله على العرش غير معلوم كيفيته لأن المخلوق لا يعلم كيفية صفات الخالق لأنه غيب ولا يعلم الغيب إلا الله، ولأن الخالق إذا لم يشبه ذاته ذات المخلوق لم يشبه صفاته صفات المخلوق فثبت أن الاستواء معلوم، والعلم بكيفيته معدوم فعلمه موكول إلى الله تعالى، كما قال: (وما يعلم تأويله إلا الله). وكذلك القول فيما يضارع هذه الصفات كقوله تعالى: (لما خلقت بيدي) وقوله: (بل يداه مبسوطتان) وقوله: (ويبقى وجه ربك) وقول النبي " حتى يضع الجبار فيها قدمه" وقوله: "إن أحدكم يأتي بصدقته فيضعها في كف الرحمن" وقوله:"يضع السماوات على أصبع، والأرضين، على أصبع" وأمثال هذه الأحاديث، فإذا تدبره متدبر، ولم يتعصب بأن له صحة ذلك وأن الإيمان واجب، وأن البحث عن كيفية ذلك باطل. وهذا لأن اليد في كلام العرب تأتي بمعنى القوة يقال لفلان يد في هذا الأمر أي: قوة وهذا المعنى لا يجوز في قوله: (لما خلقت بيدي) وقوله (بل يداه مبسوطتان) لأنه لا يقال: لله قوتان. .. إلى أن قال ..... فإذا لم تحتمل الأوجه التي ذكرنا لم يبق إلا اليد المعلوم كونها، والمجهولة كيفيتها، ونحن نعلم يد المخلوق وكيفيتها لأنا نشاهدها ونعاينها فنعرفها، ونعلم أحوالها، ولا نعلم كيفية يد الله تعالى، لأنها لا تشبه يد المخلوق، وعلم كيفيتها علم الغيب ولا يعلم الغيب إلا الله تعالى، بل نعلم كونها معلومة لقوله تعالى، وذكره لها فقط، ولا نعلم كيفية ذلك وتأويلها، وهكذا قوله: (ويبقى وجه ربك) للوجه في كلام العرب معان منها الجاه والقدر. يقال: لفلان عند الناس وجه حسن، أي: جاه وقدر. وهذا المعنى لا يجوز في هذا الموضع لأنه لا يجوز أن يقال: لله تعالى جاه وقدر عند غيره، فلا يقال: ويبقى جاه ربك، وقدر ربك .. إلى أن قال .. فإذا لم يجز حمل الوجه على الأوجه التي ذكرناها بقي أن يقال: هو الوجه الذي تعرفه العرب، وكونه معلوماً بقوله تعالى، وكيفيته مجهولة. وكذلك قوله: "حتى يضع الجبار فيها قدمه"، وقوله: "حتى يضعه في كف الرحمن" وللقدم معان، وللكف معان، وليس يحتمل الحديث شيئاً من ذلك إلا ما هو المعروف في كلام العرب فهو معلوم بالحديث مجهول الكيفية، وكذلك القول في الأصبع، والأصبع في كلام العرب تقع على النعمة والأثر الحسن. . . وهذا المعنى لا يجوز في هذا الحديث فكون الأصبع معلوماً بقوله صلى الله عليه وسلم، وكيفيته مجهوله، وكذلك القول في جميع الصفات يجب الإيمان به، ويترك الخوض في تأويله، وإدراك كيفيته.)) وقد ذكر كلام مالك في موضع سابق ومنه اقتبس بعض ألفاظه. وأيضاً قد احتج الإمام البغوي في "شرح السنة" بكلام مالك مع غيره من الآثار في إثبات صفات الله عز وجل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/147)
هذا بعض كلام من استحسن كلام مالك أو جعله قاعدة لغيرها من الصفات أما من احتج به على إثبات العلو فكثير كالسجزي والعمراني والداني وابن عبد البر وعبد الغني المقدسي والموفق وغيرهم من أئمة السنة وكذا من أورده وحرفه من أهل الكلام كالغزالي والشهرستاني والأيجي وغيرهم ولا نطيل بنقل كلامهم، وكل هؤلاء قبلوه على اختلاف مشاربهم وأقاويلهم، قال البرزلي في فتاواه 6/ 202 وهو في الفتاوى الحديثية لابن حجر المكي أيضاً ص54: ((واختلف في تأويل قول مالك المذكور فصرفه ابن عبد البرّ إلى مذهبه، وظاهر حكاية غيره أنه وقف عن الكلام فيها كمذهب الواقفية، ومنهم من نحا به مذهب المتكلمين)) إلخ وابن عبد البر لم يصرفه لمذهبه بل هو نفسه مذهب مالك وأهل السنة وظاهر الأثر وأيضاً قوله " الله في السماء وعلمه في كل مكان" يدل على ذلك.
والحاصل أن قول مالك لم ينكره منكر -فيما أعلم- من المنتسبين للسنة على إختلاف مشاربهم بل كلهم قبلوه.
ويضاف لهذا ما نذكره في:
الوجه الخامس أن يقال:
لو كان منهج الإمام التأويل بقسميه لذمه أئمة أهل الحديث ولأخرجوه من جملتهم فـ"الإمام مالك كبير القدر جدا عند أهل الحديث (شيوخه وأصحابه وتلاميذه وتلاميذهم)،ولم يذكروه إلا بكل جميل ولم يحفظ عنهم كلمة واحدة في أنه خالف منهجهم مع شدة كلامهم وتنفيرهم من أهل البدع وعدم محابتهم لأحد، النتيجة القطعية: أنه على مذهبهم ومشربه" من كلام الشيخ عبد الرحمن السديس في ملتقى أهل الحديث.
وقد يقال في المقابل أن جل المعتزلة يدخل عامة الأئمة مثل مالك وأصحابه وغيرهم من الأئمة في قسم المشبهة والمجسمة كما ذكر ذلك أبو حاتم صاحب كتاب الزينة وغيره ولو كان الإمام جهمي له كلام في التحريف لعدوه من أئمتهم أو على الأقل لحاجوا به أهل السنة في المغرب وغيره حين كانت الصراعات العنيفة تدور بين المعتزلة والسنة آنذاك.
الوجه السادس وفيه يبدأ الكلام على بطلان تفسيرهم للأثر فيقال:
الناس في هذا النص على قولين: قول من يرى أن هذا الأثر لا يدل على أن منهجه التأويل وسيأتي تفسيرهم للأثر.
والقول الآخر وهو قول بعض الكلابية ومن تأثر بهم أو من غلط من غيرهم: وهو أن هذا الأثر يدل على أن الإمام لا يرى بقاء نصوص الصفات الخبرية على ظاهرها، فهو من المأولة! وقد مضى الرد على هذا القول من وجوه كصنيعه في الموطأ و ما روي عنه في الإثبات ومن نقل الأئمة عنه إلخ ما ذكرنا وفي هذا الوجه نزيدها بطلاناً من خلال نفس هذا الأثر فنقول:
قد جاء إثبات الصفات الخبرية من تلميذ الإمام مالك في نفس سياق هذا الأثر فكيف يكون يدل على أنه من المتأولة؟؟؟ هذا والله عجيب!؟
والنص كاملاً هو كما في النوادر والزيادات14/ 553 لابن أبي زيد - ونحوه في البيان والتحصيل16/ 400 ونحوه أيضاً عند ابن أبي زمنين المالكي في أصول السنة ص75 – ما نصه:
"لا ينبغي لأحد أن يصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه، ولا يشبه كذلك بشيء، وليقل: له يدان كما وصف نفسه، وله وجه كما وصف نفسه، تقف عند ما في الكتاب، لأن الله سبحانه لا مثل له ولا شبيه ولا نظير له، ولا يروي أحد مثل هذه الأحاديث مثل "إن الله خلق آدم على صورته" ونحو ذلك من الأحاديث وأعظم مالك أن يتحدث أحد بمثل هذه الأحاديث)).
فهذا تلميذه يبين لنا أن كلام مالك هذا لا يعني عدم إثبات ما صح من الصفات كالوجه واليدين بالطريقة التي يعرفها أهل السنة قاطبة-رد الكثيري على السقاف ص105 - ، فكيف يزعم زاعم أن هذا النص يدل على تأويل الصفات؟؟
لا شك أن هذا لا جواب لهم عليه إلا بتكلف فاضح!
الوجه السابع:
ومما يشكل على استدلالهم هذا أيضاً ما جاء في العتبية-كما في البيان والتحصيل18/ 504وجامع ابن أبي زيد ص157 - قال: ((سألت مالكا عن الحديث الذي جاء في جنازة سعد بن معاذ في العرش فقال لا تتحدثن به وما يدعو الإنسان إلى أن يحدث به وهو يرى ما فيه من التغرير))
فهذا مالك أيضاً ينكر التحديث بحديث اهتزاز العرش لسعد بن معاذ، فهل يقولون فيه ما قالوه بحديث الصورة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/148)
فإن التزموا بأنه فعل ذلك لـ"أن ظاهره باطل"!! وهو يعتقد التأويل -بأحد قسميه- ويلتزم صرف ظاهر النص عند العوام أو غيرهم لئلا يفتنوا!! لكان هذا قول ظاهر البطلان، فلو كان الأمر حقاً على ما يقولون لكان النهي عن التحديث بحديث الضحك وحديث النزول وحديث الجارية ومسح اليمين إلخ أولى وأحرى بمراحل من النهي عن التحديث بحديث اهتزاز العرش لمعاذ رضي الله عنه!!!
بل يلزم نهي الناس عن قراءة القرآن لما فيه من آيات الصفات التي هي أقرب لما ينكرونه من حديث معاذ!!
وقد وصل الحال بابن الحاج في المدخل في فهمه للأثر -المشار إليه في أصل الموضوع- حتى أنه قال: ((فكيف يقرأ ذلك على رءوس العوام والنساء حضور يسمعن فالغالب والحالة هذه أنهم يدخلون وهم مؤمنون فيخرجون وهم مفتتنون!! ... [و] إن كان ولا بد من ذكر الأحاديث التي توقع في القلب معنى من التشبيه!!! فلا بد من شيخ عارف عالم بالسنة ومعاني ما احتوى عليه كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكون مع ذلك جهير الصوت يسمعه القريب والبعيد فيحل مشكلها ويبين معناها))!!!
فأين يا ترى كلام مالك رحمه الله في تأويل الأحاديث التي موطأه التي كان يقرأها كل عمره!!؟؟؟ ولم لم ينهى عن روايتها إلا مقرونة بنفي ظواهرها!؟
يقول ابن حجر في الفتح-عن الشاملة- رداً على ابن رشد الجد: ((والذي يظهر أن مالكا ما نهى عنه لهذا إذ لو خشي من هذا لما اسند في الموطأ حديث "ينزل الله إلى سماء الدنيا"!! لأنه "أصرح" في الحركة من اهتزاز العرش ...
ويحتمل الفرق بأن حديث سعد ما ثبت عنده فأمر بالكف عن التحدث به بخلاف حديث النزول فإنه ثابت فرواه ووكل أمره إلى فهم أولي العلم الذين يسمعون في القران استوى على العرش ونحو ذلك)) تأمل إحالته لما ورد في القرآن في لفتة مهمة لما أشرنا له سابقاً.
والحاصل أن توهم التشبيه-كما زعموا- متحقق في الأحاديث التي رواها مالك بل هو أصرح فيها من هذا الحديث، ومع هذا رواها مالك ولم يتكلم بإبطال ظاهرها المزعوم هذا بشيء!! بل تكلم بتأكيد ظاهرها الباطل عندهم فقال: ((الله في السماء وعلمه في كل مكان)) وغير ذلك، فظهر لكل منصف أن سبب الإنكار ليس هو مجرد توهم التشبيه ولكن سبب إنكاره هو ما نبينه في الوجه الأخير من هذا الرد وهو:
الوجه الثامن:
وهو أن مالكاً رحمه الله إنما نهى عن التحديث بها لأنها لم تثبت عنده-رد الكثيري ص104 - وهو قول:
1 - ابن القاسم تلميذه حيث قال: ((وكان مالك يعظم أن يحدث أحد بهذه الأحاديث التي فيها "أن الله خلق آدم على صورته" وضعفها)) أصول السنة ص75 والبيان والتحصيل16/ 400
2 - أبو بكر الأبهري المالكي في شرح جامع ابن عبد الحكم ص162 حيث قال: ((إنما كره أن نتحدث بهذه الأشياء من قبيل أنها ليست صحيحة الإسناد عنده، ولا يجوز أن تضاف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتحدث عنه ما ليس بصحيح الرواية عنه)) وذكر وجهاَ آخر باطل.
3 - الذهبي في السير حيث قال ما نصه: ((أنكر الإمام ذلك، لأنه لم يثبت عنده، ولا اتصل به، فهو معذور، كما أن صاحبي " الصحيحين " معذوران في إخراج ذلك))
4 - الحافظ ابن حجر قال فيما ذكرناه آنفا في حديث اهتزاز العرش: ((حديث سعد ما ثبت عنده فأمر بالكف عن التحدث به))
ولنهيه عن التحديث تفسير آخر: وهو أنه إنما نهى أن يتحدث بهذه النصوص لمن يفتنه ذلك ولا يحتمله عقله فهو:
# ليس نهياً عاماً عن التحديث بها.
# ولا فعل ذلك لأنه يرى ظاهرها باطلاً ينبغي تأويله.
بل نهى عن التحديث بها لمن يفتنه الحديث فيكذب بحق أو يصدق بباطل، فيعتقد اعتقاداً فاسداً أو يرد اعتقاداً صحيحاً وهو قول:
1 - شيخ الإسلام ابن تيميه حيث قال في جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية ص158 ما نصه:
((كان في السلف من يترك روايته-يعني حديث الصورة- فإن مالكاً روي عنه أنه لما بلغه أن محمد بن عجلان حدث به كره ذلك، وقال: إنما هو صاحب أمراء .. [و] إنما كره مالك ذلك لأن العلم الذي قد يكون فتنة للمستمع لا ينبغي للعالم أن يحدثه به لأنه مضرة بل فتنة وأن يكون بلغه لمن لا يفتتن به، لوجوب تبليغ العلم ولئلا يكتم ما أنزل الله من البينات والهدى ... [وذكر آثاراً في هذا منها] ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/149)
قال ابن مسعود ما من رجل يحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم .. ولذلك كان الإمام أحمد وغيره من الأئمة إذا خشية فتنة بعض المستمعين بسماع الحديث لم يحدثوه، وهذا الأدب مما لا يتنازع فيه العلماء ...
وقد سأل رجل ابن عباس عن تفسير قوله تعالى: ((الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن)) فلم يجبه وقال: "ما يمنعك أني لو أخبرتك بتفسيرها لكفرت؟ وكفرك بها تكذيبك بها" ...
وسأل بعضهم زر بن حبيش عن حديث عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل وله ستمائة جناح فلم يحدثه ....
وقول مالك في ابن عجلان هو صاحب أمراء كأنه –والله أعلم- يريد بذلك أن جلساء الملوك لا يضعون العلم مواضعه وإنما يقولون ما عنده [م] مطلقاً لطلب التقرب إلى الملوك أو لغير ذلك، من غير تمييز بين ما ينتفع به الملوك وما لا ينتفعون به)) انتهى المراد والذي وجدته لمالك أنه قال في أبي الزناد أنه "لم يزل عاملا لهؤلاء حتي مات وكان صاحب عمال يتبعهم" والله أعلم.
وقال ابن تيميه في التسعينية3/ 935 - 936: ((بل يكره-يعني مالك- أن يتحدث بذلك لمن يفتنه ذلك ولا يحمله عقله كما قال ابن مسعود ما من رجل يحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم .. كره التحدث بذلك حديثاَ يفتن المستمع الذي لا يحمل عقله ذلك ... أما أن يقال إن الأئمة أعرضوا عن هذه الأحاديث مطلقا فهذا بهتان عظيم))
2 - قال ابن عبد البر في التمهيد 7/ 150: ((وإنما كره ذلك مالك خشية الخوض في التشبيه بكيف "هاهنا")) وقوله هاهنا فيه دلالة خصوص قوله ذاك بدليل أن ابن عبد البر قال في جامع بيان العلم وفضله 2/ 195 ما نصه: ((وقد روينا عن مالك بن أنس، والأوزاعي، وسفيان بن سعيد، وسفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد، في الأحاديث في الصفات أنهم كلهم قالوا: أمّروها كما جاءت، نحو حديث التنزل وحديث: "إن الله خلق آدم على صورته"، وأنه يدخل قدمه في جهنم، وما كان مثل هذه الأحاديث)) تأمل نقله عن إمامه-ومعه كبار أئمة المثبتة- في حديث الصورة الإمرار كما جاء، كما في حديث الرؤية والنزول ونحوه.
3 - وفي كلام القاضي عياض-وفيه تأثر بالكلابية- كلام لعله يقرب من هذا القول حيث قال: وكره مالك أن يحدث بها عوام الناس الذين لا يعرفون وجهه ولا تبلغه عقولهم فينكروه أو يضعوه في غير موضعه.
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 04:55 م]ـ
الحمد لله وحده ...
بارك الله في شيخنا فيصل.
لم أقرأ الموضوع، لكن سارعت بالترحيب بالشيخ الغائب، لا حرمه الله ولا حرمنا من إفادته إخوانه.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 08:59 م]ـ
الحمد لله وحده ...
ثم قرأت الموضوع فوجدته درة استحقت أن تحفظ من الضياع، وأن تقرأ مرارًا فيتأمل ما فيها من بلاغة الرد وحسنه.
ثم إنني أحسب الشيخ فيصلا - والله حسيبه - على خير، ولا أزكيه على الله.
وأسأل الله العظيم أن يزيده علما وهدى وتقى، وأن يرزقه الإخلاص التام الذي به تكتب الحسنات تامات غير ناقصات.
آمين.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[15 - 10 - 10, 05:13 م]ـ
رد تام مستوف، فيه علم كثير
حزاك الله خيرا يا شيخ فيصل
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[16 - 10 - 10, 07:53 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
لا حرمناك
ـ[فيصل]ــــــــ[17 - 10 - 10, 09:22 ص]ـ
أخي الأزهري السلفي، جزاك الله خيراً على دعائك وعلى ترحيبك وقد والله استسمنت ذا ورم ونفخت في غير ضرم أسأل الله أن يجعلني خيراً مما تظن وأن يوفقك ويبارك لك في علمك وأدبك
أخي عمرو وأبو الفداء، وإياكم
ـ[فيصل]ــــــــ[17 - 10 - 10, 10:13 م]ـ
والموضوع قديم وأصله من مشاركة في هذا المنتدى المبارك-منتدى أهل الحديث - ثم وضعته في موضوع:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=317380
ـ[أبوعزام المصرى]ــــــــ[18 - 10 - 10, 06:58 م]ـ
الأخ الكريم فيصل
حفظه الله
معذرة
هل العنوان هكذا صحيح!؟
معطل مأول
أم الصحيح
معطل مؤول
دمت بخير
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[18 - 10 - 10, 07:47 م]ـ
قالوا التفويض في السلف أشيع، هل هذا صحيح؟
وهل التفويض هنا بمعنى التفويض الذي أنكره ابن تيمية؟
ـ[أبوطلحة الجزائري]ــــــــ[19 - 10 - 10, 05:10 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، جزى الله الشيخ فيصل على هذا البحث الرائع خير الجزاء و اذا تفضل فليزودنا بعنوانه الإلكتروني للتواصل معه لأن في مسجدنا امام أشعري و يدعي أن الأشاعرة هم أهل السنة و الجماعة و يأتي بالكثير من الشبهات و نحن بحاجة للمساعدة من اخوة متمكنين لرد شبهاته. و الله الموفق.
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[20 - 10 - 10, 04:22 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[فيصل]ــــــــ[21 - 10 - 10, 04:30 م]ـ
أخي لطفي وبإختصار: تفويض سلف الأمة الصالح هو الإمرار المتضمن للإيمان والإقرار بلا تأويل ولا تكييف في ما صح وثبت عندهم من نصوص الصفات جميعاً لا بعضاً دون بعض
تفويض الأشعرية الذين ينسبونه زوراً وبهتانا للسلف هو هو التأويل لكنه تأويل إجمالي لبعض نصوص الصفات دون بعض ودون تحديد المعنى المعين!
الأخ أبو طلحة، وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته، أنا لست بأهل لهذا وليس عندي والله وقت ولا طاقة ولكن في هذا المنتدى ستجد بغيتك فقط ضع موضوعك وستجد من يتصدى له بإذن الله
الأخ كاوا محمد: وفيك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/150)
ـ[أبو عادل المنصوري]ــــــــ[21 - 10 - 10, 05:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ربيع الحافظ]ــــــــ[22 - 10 - 10, 02:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوعزام المصرى]ــــــــ[23 - 10 - 10, 08:34 ص]ـ
عنوان الموضوع لايصح لغويا
الصحيح كما نقلت قبل
العنوان الخطأ
رد شبهة أن الإمام مالك معطل مأول
وهى وإن صحت فلغة شاذة
والصحيح أو الأصح أن يقال
رد شبهة أن الإمام مالك معطل مؤول
ـ[سلمان الحديدي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 01:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا عن الاسلام والمسلمين ووفقكم لكل خير
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 12:40 ص]ـ
عنوان الموضوع لايصح لغويا
الصحيح كما نقلت قبل
العنوان الخطأ
رد شبهة أن الإمام مالك معطل مأول
وهى وإن صحت فلغة شاذة
والصحيح أو الأصح أن يقال
رد شبهة أن الإمام مالك معطل مؤول
الحمد لله وحده ...
ليس ثم فارق بين الاثنين، إنما هو اختلاف في كتابة الهمزة حسب، ويجوز نطقها على الصواب مع الرسم الأول، ويختار بعض من صنف في طريقة رسم الهمزة عدم جواز توالي المتماثلات مطلقا، فعندهم لا يصح كتابة الهمزة على واو بعدها واو كما تفضلت.
ولعلك لو صححتَ (مالك) إلى (مالكًا) لكان أقرب، والظاهر إن شاء الله أن الرفع لا يخلو من وجه أيضًا.
والأمر قريب، وجزاك الله خيرًا.
ـ[فارس بن عامر]ــــــــ[27 - 10 - 10, 03:22 م]ـ
قال شيخ الاسلام رحمه الله في الجواب عن ما روي عن مالك في تأويل النزول - والاثر المروي عنه ذكره ابن عبد البر و الذهبي في السير -: وكذلك ذكرت هذه رواية عن مالك رويت من طريق كاتبه حبيب بن أبي حبيب ; لكن هذا كذاب باتفاق أهل العلم بالنقل لا يقبل أحد منهم نقله عن مالك. ورويت من طريق أخرى ذكرها ابن عبد البر وفي إسنادها من لا نعرفه.
[شرح حديث النزول / 210] ط: العاصمة
ـ[فيصل]ــــــــ[29 - 10 - 10, 02:23 ص]ـ
جزيتم خيراً
ـ[حفيظ التلمساني السلفي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 02:34 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك شيخنا الفاضل فيصل على ما أوردته من أدلة ومع أني لم أقرأ الكتاب كاملا إلا شيئا قليلا من البداية
فكفتني حقيقة.
فأنا لا أبحث في مثل هذه الأمور.
فقط أثبث ما أثبته الله لنفسه وأنفي ما نفاه الله سبحانه وعقيدتي في كل هذا أنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
والله أعلم
جزاكم الله شيخنا كل خير للدب عن حرمات الله وموفق شيخنا لما هو آت.
دمتم في حفظ الله ورعايته
وصل اللهم وسلم على نبي الأمة محمد وآله.
ـ[فيصل]ــــــــ[09 - 11 - 10, 10:15 م]ـ
وإياكم
ـ[محمد أبو عائشة]ــــــــ[12 - 11 - 10, 11:00 م]ـ
تميما للفائدة، أذكر مسألتين لصيقتين بالموضوع:
المسألة الأولى: صفة الصورة لله تعالى: ومذهب السلف هو إثبات الصورة وأنها صفة من صفات الله تعالى، الثابتة في أحاديث كثيرة، ومنها حديث أبي سعيد الخدري - الطويل - وفيه: «فيأتيهم الجبار في صورته التي رأوه فيها أول مرة، فيقول: أنا ربكم» رواه البخاري (ح7439) ومسلم (ح183).
وجاء في مختصر طبقات الحنابلة (ص159): قال المروذي: حدثني عبد الصمد بن يحيى الدهقان قال لي شاذان: اذهب إلى أبي عبد الله فقل: ترى أن أحدث بحديث قتادة عن عكرمة عن ابن عباس: «رأيت ربي - عز وجل- في صورة شاب» قال: فأتيت أبا عبد الله فقلت له، فقال لي: قل له يحدث به، فقد حدث به العلماء.
وقال القاضي أبو يعلى الفراء في كتابه: إبطال التأويلات (1/ 261) في تعليقه على حديث: «رأيت ربي في أحسن صورة»؛ قال: اعلم أن الكلام في هذا الخبر يتعلق به فصول: أحدها جواز إطلاق الصورة عليه.
وانظر في مسألة الصورة: بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (6/ 355)، وتعريف أهل الإيمان بصحة حديث: «صورة الرحمن» للشيخ حماد الأنصاري، وعقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن للشيخ حمود التويجري.
المسألة الثانية: رؤية الله تعالى في المنام: فالذي عليه مذهب السلف، جواز رؤية الله تعالى في المنام، ولكن لا يعتقد في نفسه أن الله مثل ما رأى في المنام، قال شيخ الإسلام: وقد يرى المؤمن ربه في المنام في صور متنوعة على قدر إيمانه ويقينه، فإذا كان إيمانه صحيحاً لم يره إلا في صورة حسنة، وإذا كان في إيمانه نقص رأى ما يشبه إيمانه، ورؤيا المنام لها حكم غير رؤيا الحقيقة في اليقظة، ولها تعبير وتأويل لما فيها من الأمثال المضروبة للحقائق. مجموع الفتاوى (3/ 390).
ـ[ابو مونيا]ــــــــ[13 - 11 - 10, 09:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخي ابو عائشة الله يحفظك هل حقا كان ابو الوليد الباجي اشعريا رحمه الله
ـ[ابو مونيا]ــــــــ[13 - 11 - 10, 09:17 م]ـ
وقد اعترف الباجي المالكي–وفيه أشعرية- على أنه يقتضي أن له تعالى يميناً، فقال في شرحه على الموطأ: ((وقول النبي صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه “يقتضي” أن الباري تعالى موصوف بأن له يمينا قال الله تبارك وتعالى "والسماوات مطويات بيمينه".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/151)
ـ[فيصل]ــــــــ[25 - 11 - 10, 02:34 م]ـ
وجاء في مختصر طبقات الحنابلة (ص159): قال المروذي: حدثني عبد الصمد بن يحيى الدهقان قال لي شاذان: اذهب إلى أبي عبد الله فقل: ترى أن أحدث بحديث قتادة عن عكرمة عن ابن عباس: «رأيت ربي - عز وجل- في صورة شاب» قال: فأتيت أبا عبد الله فقلت له، فقال لي: قل له يحدث به، فقد حدث به العلماء.
.
جزاك الله خيراً أخي محمد على إضافتك ولكن هذا الحديث أعني حديث ابن عباس وكذلك أيضاً حديث أم طفيل بطرقهما المتعددة إنما فيهما أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه في المنام في صورة شاب وفي حديث ابن عباس زيادة أمرد وجعد قطط.
فلو اضفت هذا الأثر إلى مسألتك الثانية في (رؤية الله تعالى في المنام) لكن هو الأولى
أما الأثر عن أحمد ففي سنده الدهقان لم أجد له ترجمة وقد ثبت عن أحمد بأسانيد صحيحة في الكلام عن صفة الصورة الشيء الكثير ينظر كتاب المسائل والرسائل عن الإمام أحمد ج1 ص356 وبعدها
يتبع
ـ[فيصل]ــــــــ[25 - 11 - 10, 03:50 م]ـ
تكررت المشاركة
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[27 - 11 - 10, 12:01 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، وسقى الله أيامك في (أنا المسلم).
أحبك في الله أخي.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[27 - 11 - 10, 12:09 ص]ـ
بارك الله فيك أخي(66/152)
اتحاف العباد بما في تقريب التدمرية من الفوائد
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[14 - 10 - 10, 11:18 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه ومن تبعهم الى يوم الدين اما بعد
هذه بعض الفوائد جمعتها واختصرتها اثناء قرائتي لكتاب تقريب التدمرية للامام الفقيه العلامة الشيخ محمد بن صالح ابن العثيمين عليه رحمة الله ومن باب رجاء الاجر والمثوبة من الله عز وجل قررت ان انقلها لاخواني بالمنتدى لعل الله ان يجعلها في ميزان حسناتي ويغفر لي بها خطيئتي يوم الدين وان ينفع الله بها من قراها فاسال الله ان لا يحرمنا الاجر العظيم واليكم الفوائد:
الحلقة الاولى:
الفائدة الاولى: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بين للناس ما نُزل اليهم من ربهم بيانا كاملا شاملا في دقيق امورهم وجليلها وظاهرها وخفيها.
2) قال شيخ الاسلام ابن تيمية: واعلم ان عامة البدع المتعلقة بالعلوم والعبادات انما وقع في الامة في اواخر خلافة الخلفاء الراشدين الى ان قال رحمه الله: فصار كلامهم (اهل البدع كالمرجئة والقدرية والخوارج) في الطاعة والمعصية والمؤمن والفاسق ولم يتكلموا بعد في ربهم ولا في صفاته الا في اواخر عصر صغار التابعين من حين اواخر الدولة الاموية حين شرع القرن الثال تابعو التابعين ينقرض اكثرهم. فان الاعتبار بالقرون الثلاثة بجمهور اهل القرن وهم وسطه. وجمهور الصحابة انقرضوا بانقراض خلافة الخلفاء الاربعة حتى انه لم يكن بقي من اهل البدر الا نفر قليل وجمهور التابعين باحسان انقرضوا في اواخر عصر اصاغر الصحابة في امارة ابن الزبير وعبد الملك وجمهور تابعي التابعين في اواخر الدولة الاموية واوائل الدولة العباسية.
قال ابو قتادة: وما ذهب اليه ابن تيمية في بيان منهم القرون الثلاثة المفضلة هو نفس ما ذهب اليه النووي والحافظ ابن حجر وابو الطيب وهو ما رجحه ابن باز وغيرهم رحمهم الله اجمعين.
3) الفرق بين الخبروالطلب في حقيقتيهما وحكمهكا معلوم، فالواجب على العباد إزاء خبر الله ورسوله: التصديق والايمان به على ما اراد الله ورسوله تصديقا لا تكذيب معه وايمانا لا كفر معه.
والواجب على العباد ازاء الطلب: امتثاله على الوجه الذي اراد الله ورسوله من غيرغلو ولا تقصير فيقومون بالمأمور ويجتنبون المحظور.
4) الاصل الاول في الصفات: ان يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله اثباتا بلا تمثيل وتنزيها بلا تعطيل كما جمع الله تعالى بينهما في قوله: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) الشورى:11
5) الجمع بين النفي والاثبات في باب الصفات هو حقيقة التوحيد فيه
6) واعلم ان الصفات الثبوتية التي وصف الله بها نفسه كلها صفات كمال والغالب فيها التفصيل لانه كلما اكثر الاخبار عنها وتنوعت دلالتها ظهر من كمال الموصوف بها ما لم يكن معلوما من قبل.
7) واما الصفات المنفية التي نفاها عن نفسه فكلها صفات نقص لا تليق به كالعجز والظلم ومماثلة المخلوقين والغالب فيها الاجمال لان ذلك ابلغ في تعظيم الموصوف واكمل في التنزيه.
8) وقد ياتي التفصيل في الصفات المنفية لاسباب منها:
ا-نفي ما ادعاه في حقه الكاذبون المفترون كقوله تعالى: (ما اتخذ الله من ولد وما كان معه إله)
ب-دفع توهم نقص في كماله كقوله تعالى: (ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب)
9) واعلم ان الاشتراك في الاسماء والصفات لا يستلزم تماثل المسميات والموصوفات كما دل على ذلك السمع والعقل والحس
ـ[أبو سليمان الجندى الأثرى]ــــــــ[15 - 10 - 10, 05:25 ص]ـ
بارك الله فيكم أخونا الحبيب أبو قتادة , و جزاكم الله خيراً
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[15 - 10 - 10, 10:49 ص]ـ
10) الزائغون عن سبيل الرسل واتباعهم في اسماء الله وصفاته قسمان: ممثلة ومعطلة. وكل منهم غلا في جانب وقصر في جانب فالممثلة غلو في جانب الإثبات والمعطلة غلو في جانب النفي وقصروا في جانب الإثبات، فخرج كل منهم عن الإعتدال في الجانبين.
11) القول في بعض الصفات كالقول في بعض) اي ان من اثبت شيئا مما اثبته الله لنفسه من الصفات أُلزم بإثبات الباقي ومن نفى شيئا منه أُلزم بنفي ما أثبته والا كان متناقضا.
12) القول في الصفات كالقول في الذات) يعني من اثبت لله ذاتا لا تماثل ذوات المخلوقين لزمه ان يثبت له صفات لا تماثل صفات المخلوقين، لأن القول في الصفات كالقول في الذات و هذا الاصل يخاطب به اهل التمثيل واهل التعطيل من المعتزلة ونحوهم.
13) القول الفصل المطرد السالم من التناقض ما كان عليه سلف الامة وائمتها من إثبات ما اثبته لنفسه من الاسماء والصفات إثباتا بلا تمثيل وتنزيها بلا تعطيل وإجراء النصوص على ظاهرها على الوجه اللائق بالله عز وجل من غير تحريف ولا تعطيل وتكييف ولا تمثيل.
14) إن الله تعالى موصوف بالنفي والإثبات كما قال الله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وانما جمع الله تعالى لنفسه بين النفي والاثبات لانه لا يتم كمال الموصوف الا بنفي صفات النقص، وإثبات صفات الكمال.
15) علم الله تعالى كامل شامل لكل صغير وكبير وقريب وبعيد لم يسبقه جهل ولا يلحقه نسيان.
16) وقدرته كاملة لم تسبق بعجز ولا يلحقها تعب.
17) وحياته حياة كاملة مستلزمة لكل صفات الكمال لم يسبقها عدم ولا يلحقها فناء.
18) كل صفة نفاها الله تعالى عن نفسه فإنها متضمنة لشيئين:
أ-انتفاء تلك الصفة
ب-ثبوت كمال ضدها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/153)
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[16 - 10 - 10, 12:55 ص]ـ
19) القاعدة الثانية: ما اخبر الله تعالى به في كتابه او اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم وجب علينا الايمان به سواء عرفنا معناه ام لم نعرفه. لانه اجتمع في خبر الله ورسوله كمال العلم وكمال الصدق وكمال البيان وكمال القصد والارادة وهذه هي مقومات قبول الخبر.
20) وكذلك ما ثبت باتفاق سلف الامة وجب قبوله.
21) واما ما تنازع فيه المتأخرون مما ليس في الكتاب والسنة و لا عند سلف الامة فليس لاحد، بل وليس لاحد ان يثبت لفظهاو ينفيه لعدم ورود السمع به وليس له ان يقبل معناه او يرده حتى يعلم المراد منه، فإن كان حقا وجب قبوله وان كان باطلا وجب رده.
22) القاعدة الثالثة في اجراء النصوص على ظاهرها. وظاهرها ما يتبادر منها من المعاني بحسب ما تضاف اليه وما يحتف بها من القرائن.
23) والواجب في النصوص اجراؤها على ظاهرها بدون تحريف لقوله تعالى: (وإنه لتنزيل رب العالمين*نزل به الروح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين*بلسان عربي مبين) فاذا كان الله تعالى انزله باللسان العربي من اجل عقله وفهمه وامرنا باتباعه وجب علينا اجراؤه على ظاهره بمقتضى ذلك اللسان العربي الا ان تمنع منه حقيقة شرعية.
24) وقد اتفق سلف الامة وائمتها على ان نصوص الصفات تجري على ظاهرها اللائق بالله عز وجل من غير تحريف وان ظاهرها لا يقتضي تمثيل الخالق بالمخلوق.
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[16 - 10 - 10, 06:08 م]ـ
25) قوله تعالى: تجري باعيننا) ليس ظاهرها ان السفينة تجري في عين الله سبحانه وتعالى وهذا المعنى فاسد وغير مراد ودعوى ذلك مردودة اي دعوى ان هذا هو الظاهر) من جهة التركيب اللفظي ومن جهة المعنى فاما من جهة التركيب اللفظي فانه ذاا قال قائل: فلان يسير بعيني) لم يفهم احد من هذا التركيب انه يسير داخل عينه ولو ادعى مدع ان هذا ظاهر لفظه لضحك منه السفهاء فضلا عن العقلاء وانما يُفهم منه ان عينيه تصحبه بالنظر والرعاية لان الباء هنا للمصاحبة وليست للظرفية.
واما المعنى فالمعلوم ان نوحا عليه السلام كان في الارض وانه صنع السفينة في الارض وجرت على الماء في الارض. انتهى بتصرف مني. (وهذا عادتي في ذكر هذه الفوائد ان شاء الله اني لا اذكر كلامه كله انما احاول ان اختصره قدر الامكان) 26) كثير من الناس يتوهم في بعض الصفات التي دلّت عليها النصوص انها تماثل صفات المخلوقين ثم يريد ينفي ذلك الوهم فيقع في اربعة محاذير:
الاول: انه فهم من النصوص صفاتٍ تماثل صفات المخلوقين فظن ان مدلول النصوص هو التمثيل.
الثاني: انه نفى عن النصوص ما دلّت عليه من المعاني الصحيحة واثبت لها معاني من عنده لا يدل عليها ظاهر اللفظ.
الثالث: انه نفى ما دلت عليه النصوص من الصفات بغير علم.
الرابع: انه وصف الله بنقيض تلك الصفات التي نفاها عن الله.
فيكون قد جمع بين النفي والتمثيل وبين التحريف والتعطيل.
27) ما اخبرنا الله به عن نفسه معلوم لنا من جهة ومجهول من جهة.
معلوم لنا من جهة المعنى ومجهول لنا من جهة الكيفية.
28) حث الله على تدبر القرآن كله ولم يستثن شيئا منه, ووبّخ من لم يتدبره وبيّن ان الحكمة من انزاله ان يتدبره الذي انزل اليهم ويتعظ به اصحاب العقول ولولا ان له معنى يعلم بالتدبر لكان الحثّ على تدبره من لغو القول ولكان الاشتغال بتدبره من اضاعة الوقت ولفاتت الحكمة من انزاله ولما حسن التوبيخ على تركه.
والحث على تدبر القران شامل لتدبر جميع آياته الخبرية العلمية والحكمية العملية.
قلت: وهذا رد على المفوضة الذين يفوضون معاني ايات الصفات, ويبين مدى فساد منهجهم وقد ردّ عليهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة لطيفة سمّيت بالقاعدة المراكشية.
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[18 - 10 - 10, 04:25 م]ـ
بارك الله في اجتهادك
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[20 - 10 - 10, 03:11 م]ـ
29) التأويل لغة: ترجيع الشيء الى الغاية المرادة منه من الأول وهو الرجوع.
وفي الاصطلاح: ردّ الكلام إلى الغاية المرادة منه بشرح معناه او حصول مقتضاه.
30) التاويل يُطلق على ثلاث معان:
الاول: التفسير وهو توضيح الكلام بذكر معناه المراد به, ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: اللهم فقه في الدين وعلّمه التاويل) صحيح اخرجه احمد
المعنى الثاني: مآل الكلام الى حقيقته, فان كان خبرا فتاويله نفس الحقيقة المخبر عنه ومنه قول الله تعالى: هل ينظرون إلا تأويله)
وان كان التاويل طلبا فتاويله امتثال المطلوب ومنه قول عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربّنا وبحمدك اللهم اغفر لي) يتأول القرآن) متفق عليه
المعنى الثالث للتاويل: صرف اللفظ عن المعنى الراجح الى المعنى المرجوح لدليل يقتضيه. وان شئت فقل: صرف اللفظ عن ظاهره الى معنى يخالف الظاهر لدليل يقتضيه. وهذا اصطلاح كثير من المتاخرين.
وهذا الاصطلاح هل هو محمود ام مذموم؟
والتحقيق: انه ان دل عليه دليل صحيح فهو حق محمود يُعمل به ويكون من المعنى الاول للتاويل وهو التفسير.
وان لم يدل عليه دليل صحيح كان باطلا مذموما وجديرا بان يسمى تحريفا لا تأويلا.
31) بيان معنى قول الله تعالى: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنّا به كلّ من عند ربّنا)
فالاية تحتمل امرين:
فان كان الوقف على الله فالتأويل هنا بمعنى مآل الكلام الى حقيقته فهذه الحقائق التي اخبر الله بها عن نفسه وعن اليوم الاخر لا يعلمها الا الله عز وجل.
وان كان على قراءة الوصل فالمراد به التفسير لان تفسيره معلوم للراسخين في العلم فلا يختص علمه بالله تعالى, ولهذا كان ابن عباس رضي الله عنه يقول: انا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله
قلت: من اراد التوسع في معنى التأويل فعليه بتفسير شيخ الاسلام ابن تيمية لسورة الاخلاص
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/154)
ـ[عماد ابن عمر]ــــــــ[06 - 11 - 10, 10:54 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم(66/155)
أكثر من 330 سؤال من الشيخ العرعور الى الشيعة
ـ[أبو العباس الشمري]ــــــــ[14 - 10 - 10, 11:33 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
فنرجو من احد طلاب الشيخ الحبيب عدنان العرعور حفظه الله من مكر الشيعة
ان يذكرنا بهذه الاسئلة مفرغة كلها حتى نستفيد منها فالشيخ يذكر عددها الان على قناة صفا وقال عرضناها على علماء الرافضة ... فلا ندري اين نجدها
فمن يخبرنا عنها وله الدعاء من اهل الحديث
وفق الله الجميع
ـ[أبو العباس الشمري]ــــــــ[15 - 10 - 10, 02:03 ص]ـ
ارجو الرد والمشاركة وعندي انا اكثر من 30 سوال فقط
ـ[محمد يوسف ادم]ــــــــ[16 - 10 - 10, 05:50 م]ـ
جزاك الله خيرا
يمكنك البدء في طرح هذ الاسئلة
ـ[ابوعمرالتهامي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 01:39 ص]ـ
بسم الله
هل الامام علي رضي الله عنه معصوم
لماذا بايع علي ابو بكر وعمر وعثمان ولماذا زوج بنته ام كلثوم من عمر رضي الله عنه اليس هذا ينافي العصمه
وبهذا سقطت العصمة كلها
هذا ولديه كثير واظنها لم تدون
ومنها
السؤال: هل للحسين ولاية تكوينية ويستطيع أن يخلق؟؟ وفي اي وقت؟
سؤال مادليل الامامه من القران والسنة
سؤال مادليل ان الائمه معصومين من القران والسنه
سؤال مادليل ان على حجة الله والامة 12معصوم حجة الله من القران والسنة
سؤال مادليل جمعكم لصلاة كل يوم وبدون سفر نريد دليل من القران والسنة
والكثير الكثير(66/156)
موسوعة الغزو الفكري والثقافي وآثاره على المسلمين
ـ[أبو عمر التلمساني]ــــــــ[15 - 10 - 10, 01:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موسوعة الغزو الفكري والثقافي وآثاره على المسلمين/ علي بن نايف الشحود
قال المؤلف:
أما بعد:
فمنذ سقوط الخلافة الإسلامية قد تعرض العالم الإسلامي إلى غزو عسكري وفكري وثقافي واقتصادي وحضاري شامل
ورحل الغزو العسكري في أكثر الأمكنة، ولكن بقي الغزو الفكري والثقافي في بلاد الإسلام.
وهناك جيوش من المفكرين والمنظرين ووسائل الإسلام والتي تكرس هذا الغزو وتدافع عنه دفاع المستميت.
==================
ولكن بفضل الله تعالى قد تفطن أناس من المسلمين نوَّرَ اللهُ تعالى أبصارهم وبصائرهم، فحذروا الأمة الإسلامية، من مغبة هذا الغزو، وبينوا آثاره الخبيثة، وكشفوا زيفه أمثال مصطفى صادق الرافعي والغمراوي ومحمد خضر الحسين والمودوي والندوي ومحمد محمد حسين وأنور الجندي وعبد الرحمن حسن حبنكة ومحمد قطب والسيد والعلامة ابن باز وابن عثمين وغيرهم رحم الله الجميع وأعلى مقامهم في الدارين
وكذلك طلابهم وهم كثر بفضل الله تعالى، فجزاهم الله تعالى عنا خير الجزاء
==================
وفي هذه الموسوعة فيها كشف لحقيقة هذا الغزو وبيان أخطاره، وتحذير الأمة من شره، والرد عليه وعلى مروِّجيه بين ظهرانينا لعل الكثيرين يصحون من هذا السهاد.
والمشكلة الأخطر اليوم أن هؤلاء الضالين هم الذين يتصدرون وسائل الإعلام المرئية وغير المرئية، وتحت مسميات شتى ينفثون سمومهم في جسم هذه الأمة، تحت ستار ما يسمَّى -زورا- بالحرية والديمقراطية وغيرهما من أفكار وافدة.
ومن الصعب جدا على عامة الناس الاطلاع على حقيقة هؤلاء وخاصة من خلال النت، وذلك لكثرة المواقع التي تؤيد هذا التيار الخطير، إما لعدم قدرتهم على تمييز الغث من السمين أو لعدم وجود نت عندهم أو لانخداعهم بوسائل الإعلام المسمومة.
فهذه الموسوعة فيها خلاصة ما كتبه الأخيار الأبرار من هذه الأمة دفاعاً عن دينهم ورسالتهم الربانية الخالدة.
================
ولم أقسمها لأبواب ومباحث كما هي العادة، وإنما جمعتها وتركتها كما هي وقمت بفهرستها المفصلة، وهي عبارة عن اثني عشر جزءا تزيد عن عشرة آلاف صفحة ..
للتحميل:
http://www.seedfly.com/2f1097bexsza
طريقة التحميل:
http://lh4.ggpht.com/_Ugx0-nRohtU/T
قال الشيخ الألباني :
-NBPm8psI/AAAAAAAAABE/kgTVaLg1a3M/s640/1.JPG(66/157)
من سب عائشة فأمه هاوية.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 02:18 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته والصلاة و السلام على رسولنا محمد خير الأنام و على صحابته الكرام.وعلى رأسهم أبو بكر الصديق و عمر الفاروق و عثمان ذو النورين و علي حِب رسول الله صلى الله عليه وسلم و على أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين و نخص منهم أمنا عائشة رضي الله عنها المبرأة من فوق سبع سماوات , أما بعد:
فهذه فتوى فيمن سب أمنا عائشة:
قال أبو محمد رحمه الله: نا أحمد بن اسماعيل بن دليم الحضرمي نا محمد بن أحمد ابن الخلاص نا محمد بن القاسم بن شعبان نا الحسن بن علي الهاشمي نى محمد بن سليمان الباغندي نا هشام بن عمار قال: سمعت مالك بن أنس يقول من سب أبا بكر.
وعمر جلد ومن سب عائشة قتل قيل له: لم يقتل في عائشة؟ قال: لان الله تعالى يقول في عائشة رضي الله عنها: (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا ان كنتم مؤمنين) قال مالك: فمن رماها فقد خالف القرآن ومن خالف القرآن قتل ,قال أبو محمد رحمه الله: قول مالك هاهنا صحيح وهي ردة تامة وتكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها وكذلك القول في سائر أمهات المؤمنين ولا فرق لان الله تعالى يقول: (الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون) فكلهن مبرءات من قول إفك والحمد لله رب العالمين
المحلى لابن حزم / المكتبة الشاملة
قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: سَمِعْت مَالِكًا يَقُولُ: مَنْ سَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ جُلِدَ وَمَنْ سَبَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قُتِلَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِيهَا {يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} فَمَنْ رَمَاهَا فَقَدْ خَالَفَ الْقُرْآنَ وَمَنْ خَالَفَ الْقُرْآنَ قُتِلَ قَالَ ابْنُ حَزْمٍ هَذَا قَوْلٌ صَحِيحٌ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ سَمِعْت عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ دَخَلْت عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ لِي أَتَعْرِفُ حَدِيثًا مُسْنَدًا فِيمَنْ سَبَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُقْتَلُ قُلْت نَعَمْ فَذَكَرْت لَهُ حَدِيثَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بُلْقِينَ قَالَ {كَانَ رَجُلٌ شَتَمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يَكْفِينِي عَدُوًّا لِي فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: أَنَا، فَبَعَثَهُ إلَيْهِ فَقَتَلَهُ} فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: لَيْسَ هَذَا مُسْنَدًا هُوَ عَنْ رَجُلٍ فَقُلْت: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِهَذَا يَعْرِفُ هَذَا الرَّجُلُ وَقَدْ بَايَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَعْرُوفٌ فَأَمَرَ لِي بِأَلْفِ دِينَارٍ؛ قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: هَذَا صَحِيحٌ نُدِينُ بِهِ كُفْرَ مَنْ سَبَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فتاوى تقي الدين السبكي/ المكتبة الشاملة
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[17 - 10 - 10, 11:40 ص]ـ
أخي / أبو عبد البر جزاك الله خيراً
و في آخر شفاء عياض أبواب في حكم من سب الصحابة - و عائشة خصوصاً - فيها أقوال و نقول مهمة عن العلماء و لله الحمد.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 12:01 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة القيمة.
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[17 - 10 - 10, 01:21 م]ـ
و جزاك بمثله و زيادة(66/158)
قوي على الاشاعرة في تفسيرهم الغضب بالانتقام او ارادته لابن عثيمين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 02:42 م]ـ
رد قوي على الاشاعرة في تفسيرهم الغضب في صفات الله
بالانتقام اوبارادته والمحبة بالانعام اوبارادته
للعلامة ابن عثيمين رحمه الله حيث قال:
الاية الثالثة: قوله: {فلما اسفونا انتقمنا منهم} [الزخرف: 55].
* {اسفونا}، يعني: اعضبونا واسخطونا.
* {فلما}: هنا شرطية، فعل الشرط فيها: {اسفونا}، وجوابه: {انتقمنا منهم}.
ففيها رد على من فسروا السخط والغضب بالانتقام، لان اهل التعطيل من الاشعرية وغيرهم يقولون: ان المراد بالسخط والغضب الانتقام، او ارادة الانتقام، ولا يفسرون السخط والغضب بصفة من صفات الله يتصف بها هو نفسه، فيقولون: غضبه، اي انتقامه، او بالارادة لانهم يقرون بها، ولا يفسرونه بانه صفة ثابتة لله على وجه الحقيقة تليق به.
ونحن نقول لهم: بل السخط والغضب غير الانتقام، والانتقام نتيجة الغضب والسخط، كما نقول: ان الثواب نتيجة الرضى، فالله سبحانه وتعالى يسخط على هؤلاء القوم ويغضب عليهم ثم ينتقم منهم.
واذا قالوا: ان العقل يمنع ثبوت السخط والغضب لله عز وجل.
فاننا نجيبهم بما سبق في صفة الرضى، لان الباب واحد.
ونقول: بل العقل يدل على السخط والغضب، فان الانتقام من المجرمين وتعذيب الكافرين دليل على السخط والغضب، وليس دليلاً على الرضى، ولا على انتفاء الغضب والسخط.
ونقول: هذه الاية: {فلما اسفونا انتقمنا منهم} [الزخرف: 55]: ترد عليكم، لانه جعل الانتقام غير الغضب، لان الشرط غير المشروط.
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[15 - 10 - 10, 08:18 م]ـ
الله أكبر ...
رد قاطع ملجم ...
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده ... (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتيَ خيرًا كثيرًا) ...
رحمك الله يا ابن عثيمين فلقد فقدتك عنيزة وأهلها ... بل والأمة أجمع ...
إضاءة: عن أبي الذيال رحمه الله: (تعلم "لا أدري"، فإنك إن قلت "لا أدري"، علموك حتى تدري، وإن قلت "أدري" سألوك حتى لا تدري) ...
وقال بعضهم: (من أخطأ "لا أدري" أصيبت مقاتله) ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 07:50 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[عزام الاحسائي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 02:34 م]ـ
رحم الله العلامة اين عثيمين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 09:45 م]ـ
بارك الله فيك و رحم الله العلامة اين عثيمين(66/159)
أبحث عن منهجية لدراسة العقيدة
ـ[عبد الله الكندري]ــــــــ[15 - 10 - 10, 03:24 م]ـ
اخواني الافاضل أريد منهجية لدراسة العقيدة والتوحيد؟؟؟
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 03:37 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته: لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه
اعلم رحمك الله أن العقيدة والتوحيد أهم ما يبدأ به طالب العلم فالرسول صلى الله عليه وسلم دعى13 سنة للتوحيد, وهذه نبذةمن الكتب أوصيك بها
*الأصول الثلاثة للشيخ عبد الوهاب مع شرح العثيمين أو صالح آل الشيخ (هناك شرح مسموع لهما)
*كتاب التوحيد للشيخ عبد الوهاب مع شرح العثيمين أو صالح آل الشيخ (هناك شرح مسموع لهما)
*الاسطية لشيخ الإسلام ابنتيمية مع شرح العثيمين أو صالح آل الشيخ (هناك شرح مسموع لهما)
ثم الطحاوية , فإذا رسخت قدمك في التوحيد فأدخل المطولات مثل كتب ورسائل شيخ الإسلام ابن تيمية
وفقك الله
ـ[ابو ناصر الحنبلي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 03:41 م]ـ
بل عليك ب مجملات العقيدة
ك مجمل اعتقاد اهل السنة
او شرح السنة للبربهاري
عقيدة السلف للصابوني
لمعة الاعتقاد
الواسطية
ثم بعد ذلك التوحيد
ثم كشف الشبهات
ثم الطحاوية
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[15 - 10 - 10, 03:46 م]ـ
تفضل هذا المنهج لجميع الفنون:
--
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, الرحمن الرحيم, مالك يوم الدين
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
هذه خطة مقترحة تتكون من سبعة مستويات, قام بإعدادها
الشيخ (الدكتور) /عبد الرحمن بن عايد العايد جزاه الله خير
وقد عرضها الشيخ على عدد من العلماء قبل ظهورها بهذه الصيغة
وبه نستعين اللهم اخلص نوايانا وارزقنا الصواب
المستوى الأول
1/ حفظ المفصل من الحجرات إلى الناس
2/ تفسير المفصل من (زبدة التفسير، تفسير السعدي، التفسير الميسر, تفسير الجزائري)
3/ بعض الأذكار والأدعية (أذكار الصباح والمساء، أذكار الصلاة، الأذكار التي تتكرر ويحتاج المسلم إلى معرفتها، وكذلك بعض الأدعية {يستفاد من كتاب الدعاء للشيخ للقحطاني})
4/ تحفة الأطفال
أ / فتح الأقفال (اعتناء سمير القاضي)
ب / تقريب المنال (دمشقية)
ج / شرح الضباع (باعتناء اشرف عبد المقصود)
5/ الأصول الثلاثة (نسخة مشكولة)
أ / شرح الأصول الثلاثة (للشيخ عبد العزيز ابن باز) اعتناء (علي المري)
ب / شرح ثلاثة الأصول للشيخ محمد ابن عثيمين
ج / حاشية ابن قاسم
د / أشرطة للشيخ صالح الفوزان (8)
هـ / أشرطة للشيخ صالح آل الشيخ (6)
و / أشرطة للشيخ محمد الفراج (10)
ز / أشرطة للشيخ عمر العيد (10)
ح / أشرطة للشيخ عبد الرحمن البراك
ط / أشرطة للشيخ عبد الله السعد
6/ كشف الشبهات (نسخة محققة)
أ / شرح الشيخ ابن إبراهيم (جمع و ترتيب ابن قاسم)
ب / شرح الشيخ محمد ابن عثيمين (فهد السليمان) (دار الثريا)
ج / شرح الشيخ صالح الفوزان (عادل الفريدان)
د / تعليقات على كشف الشبهات (للشيخ عبد العزيز آل عبد اللطيف) (دار الوطن)
هـ/ أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز (3)
و / أشرطة الشيخ صالح آل الشيخ (16)
ز / أشرطة الشيخ عبد العزيز الراجحي
ح / أشرطة الشيخ عبد الله السعد
7/ الآجرومية (نسخة محققة)
أ / شرح المكودي (عبد الرحمن بن علي)
ب / شرح خالد الأزهري و علية حاشية أبي النجا
ج / حاشية ابن قاسم
د / التحفة السنية لمحمد محي الدين عبد الحميد
هـ/ شرح حسين بن علي الكفراوي، اعتناء باوزير
و / شرح الشيخ عبد الله بن الشيخ العشماوي (حاشية على متن الآجرومية)
ح / أشرطة الشيخ عبد الله ابن جبرين (6)
ط / أشرطة الشيخ محمد ابن عثيمين (16) و نسخة أخرى (25)
ي / أشرطة الشيخ محمد الفاضل (11)
8/ الأربعون النووية و تكملتها لابن رجب
أ / شرح النووي
ب / شرح ابن دقيق العيد
ج/ جامع العلوم و الحكم (لابن رجب) تحقيق: الأرناؤوط
د / أشرطة الشيخ محمد ابن عثيمين (15)
هـ/أشرطة الشيخ محمد المنجد (43)
و / أشرطة الشيخ صالح آل الشيخ (10)
ز / أشرطة الشيخ عبد الله ابن جبرين
ح / أشرطة الشيخ عبد الله السعد
9/ القواعد الأربع
أ / أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز
ب / أشرطة الشيخ صالح الفوزان
ج / أشرطة صالح آل الشيخ
د / أشرطة الشيخ محمد أمان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/160)
هـ/أشرطة الشيخ عبد العزيز الراجحي
و / أشرطة الشيخ عبد الرحمن البراك
ز / مذكرة الشيخ سليمان العلوان
ح / مذكرة الشيخ عبد الله السعد
المستوى الثاني
1/ حفظ البقرة وآل عمران مع فهم تفسيرهما
2/ مقدمة ابن تيميه في أصول التفسير
أ / شرح الشيخ محمد ابن عثيمين (دار الوطن)
ب / حاشية ابن قاسم
ج / أشرطة الشيخ محمد المديفر
د / أشرطة الشيخ عبد الله ابن جبرين
3/ الجزرية (نسخة محققة)
أ / الحواشي المفهمة لشرح المقدمة لابن الجزري. (طبعة الميمنية)
ب / أشرطة الشيخ إبراهيم الدوسري (7)
4/ التوحيد: (نسخة مشكولة)
أ / تيسير العزيز الحميد.
ب / فتح المجيد تحقيق: الفريان
ج / قرة عيون الموحدين تحقيق: الأنصاري
د / فتح الله الحميد المجيد تحقيق: الشيخ بكر أبو زيد (المؤيد)
هـ/ القول السديد للشيخ السعدي
و / الدر النضيد للشيخ سليمان الحمدان
ز / حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم
ح / الجديد (شرح كتاب التوحيد للشيخ القرعاوي)
ط / التعليق المفيد للشيخ عبد العزيز ابن باز
ي / القول المفيد للشيخ محمد ابن عثيمين
ك / التعليق المفيد للشيخ صالح الفوزان (مقرر التوحيد للمعاهد في المرحلة المتوسطة)
ل / أشرطة الشيخ عبد الله ابن حميد (37)
م / أشرطة الشيخ عبد الله ابن جبرين (21)
ن / أشرطة الشيخ صالح الفوزان (82)
س / التمهيد للشيخ صالح آل الشيخ (21)
ع / أشرطة الشيخ عبد الرحمن البراك (12)
ف / فوائد في شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد العزيز السدحان (دار المسلم)
ص / تخريج أحاديث منتقدة في كتاب التوحيد للبهلال (دار الأثر).
ق / النهج السديد لجاسم الدوسري.
5/ البيقونية
أ / القلائد العنبرية للتوزي الزبيدي تحقيق: على عبد الحميد
ب / شرح المنظومة البيقونية للشيخ محمد ابن عثيمين (الرشد)
ج / الأمالي المكية للشيخ سليمان العلوان (الجلالين)
د / التعليقات الأثرية (على عبد الحميد)
هـ/ الثمرات الجنية للشيخ عبد الله ابن حبرين
و / التقريرات السنية للمشاط
6/ تنوير البصائر للسعدي
7/ الورقات (نسخة محققة)
أ / شرح المحلي
ب/ الأنجم الزاهرات للمارديني تحقيق: النملة
ج / التعليقات على متن الورقات للجطيلي
د / شرح الشيخ عبد الله الفوزان الطبعة: الثالثة.
هـ / اشرطه الشيخ عبد الله ابن جبرين (15)
و / أشرطة الشيخ عطية سالم (11)
ز / أشرطة الشيخ صالح آل الشيخ (5)
ح / أشرطة الشيخ ابن قاسم (13)
ط / أشرطة الشيخ محمد ابن عثيمين على نظم الورقات (8)
المستوى الثالث
1/ حفظ من النساء إلى نهاية الأعراف مع فهم التفسير
2/ لمعة الاعتقاد (نسخة محققة)
أ / شرح الشيخ محمد ابن عثيمين تحقيق: أشرف عبد المقصود
ب / الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد للشيخ عبد الله ابن جبرين (دار طيبة)
ج / أشرطة الشيخ صالح آل الشيخ (3)
د / أشرطة الشيخ عبد الرحمن المحمود (10)
هـ/ أشرطة الشيخ عبد العزيز الراجحي
ح / أشرطة الشيخ ناصر العقل
3/ نخبة الفكر
أ / نزهة النظر لابن حجر تحقيق:علي الحميد (ابن الجوزي)
ب / اليواقيت و الدرر للمناوي تحقيق: ربيع السعودي (الرشد)
ج / حاشية ابن قطلوبغا وحاشية الكمال لأبي شريف تحقيق: الناصر (الوطن)
د / شرح الشيخ سعد الحميد
هـ / أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز ()
و / أشرطة الشيخ محمد ابن عثيمين (25) وشرح ثاني (16) و ثالث (6)
ز / أشرطة الشيخ عبد الله ابن جبرين (8)
ح / أشرطة الشيخ عبد الكريم الخضير (16)
أو نظمها قصب السكر للصنعاني
أ / شرح الصنعاني.
ب / سَح المطر لعبد الكريم مراد الأثري.
4/ عمدة الأحكام
أ / إحكام الأحكام لابن دقيق العيد تحقيق: الفقي وأحمد شاكر
ب / تنبيه الأفهام للشيخ محمد ابن عثيمين (جامعة الإمام)
ج / تيسير العلام للشيخ عبد الله البسام
د / أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز (20)
هـ/ أشرطة الشيخ عبد الله ابن جبرين (72)
5/ قواعد السعدي (روضة الفوائد)
6/ زاد المستقنع (ت: علي الهندي) النهضة الحديثة (مكة)
أ / الروض المربع (دار الوطن)
ب/ الشرح الممتع للشيخ محمد ابن عثيمين
ج / السلسبيل للشيخ البليهي
د / الإرشاد إلى توضيح مسائل الزاد للشيخ صالح للفوزان (منهج المعاهد العلمية)
هـ/ أشرطة الشيخ عبد الله ابن جبرين (78)
و/ أشرطة الشيخ محمد ابن عثيمين (295)
أو دليل الطالب
أ / منار السبيل محقق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/161)
ب / نيل المآرب لابن أبى تغلب تحقيق: محمد الأشقر (الفلاح الكويت)
ج / أشرطة الشيخ عبد الله ابن جبرين (120)
د / إرواء الغليل للشيخ الألباني، وله تكميل للشيخ صالح آل الشيخ، وله ترتيب لطالب بن محمود.
أو عمدة الفقه
أ / العدة شرح العمدة (نسخة محققة)
ب / حاشية الشيخ ابن بسام على العدة.
ج / الوردة شرح العمدة للشيخ لعبد الكريم الغضية.
د / أشرطة الشيخ عبد العزيز الراجحي
7/ قطر الندى (نسخة محققة)
أ / شرح قطر الندى لابن هشام اعتناء محي الدين عبد الحميد
ب / تعجيل الندى للشيخ عبد الله الفوزان
8/
أ / شذا العرف.
ب / دروس التصريف لمحي الدين عبد الحميد.
المستوى الرابع
1/ حفظ من الأنفال إلى نهاية الإسراء مع فهم التفسير
2/ القواعد الحسان للسعدي
أ / شرح الشيخ محمد ابن عثيمين أشرطة (12)
3/ مجموعة التجويد لعبد العزيز قارئ
4/ مباحث في علوم القرآن
5/ الواسطية (تعليق ابن مانع)
أ / الروضة الندية لابن فياض (دار الوطن)
ب / التنبيهات السنية للرشيد
ج / التنبيهات اللطيفة للشيخ السعدي تحقيق: علي عبد الحميد دار ابن القيم
د / شرح العقيدة الواسطية لخليل هراس
هـ/شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح الفوزان
و / شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد ابن عثيمين
ز / التعليقات الزكية للشيخ عبد الله ابن جبرين دار الوطن
ح / أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز (4)
ط / أشرطة الشيخ عبد الرحمن البراك (10)
ي / أشرطة الشيخ صالح آل الشيخ (30)
ك / أشرطة الشيخ عبد العزيز الراجحي
6/ الرحبية
أ / الفوائد الشنشورية و عليه حاشية الباجوري (التحفة الخيرية)
ب / شرح الرحبية لسبط المارديني و علية حاشية البقري (اعتناء مصطفى البغا) (القلم)
ج / حاشية ابن قاسم
د / أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز (14)
هـ/ أشرطة الشيخ عطية سالم (9)
و / أشرطة الشيخ عبد الله ابن جبرين
7/ الجامع لمسائل أصول الفقه للشيخ النملة.
المستوى الخامس
1/ حفظ من سورة الكهف إلى نهاية الروم مع التفسير
2/ مناهل العرفان للشيخ خالد السبت
3/ الحموية الكبرى: تحقيق: حمد التويجري
أ / فتح رب البرية للشيخ محمد ابن عثيمين
ب/ أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز (5)
ج / أشرطة الشيخ محمد ابن عثيمين (14)
د / أشرطة الشيخ صالح آل الشيخ (11)
هـ / أشرطة الشيخ عبد العزيز الراجحي
4/ مقدمة ابن الصلاح ت: نور الدين عتر أو الطباخ
أ / التقييد و الإيضاح للعراقي
ب / النكت على ابن الصلاح لابن حجر تحقيق: ربيع هادي
ج / تدريب الراوي للسيوطي (نسخة محققة)
د / اختصار علوم الحديث لابن كثير و شرحه الباعث الحثيث لأحمد شاكر و تعليق الشيخ الألباني (دار العاصمة).
5/ بلوغ المرام:
أ / سبل السلام تحقيق صبحي الحلاق
ب / توضيح الأحكام للشيخ ابن بسام الطبعة: الثانية
ج / أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز (61)
د / أشرطة الشيخ محمد ابن عثيمين (246)
هـ/ أشرطة الشيخ صالح الفوزان
و / أشرطة الشيخ عبد الله الفوزان
6/ الوجيز (للبورنو)
7/ روضة الناظر تحقيق السعيد أو النملة
أ / مذكرة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
ب / شرح إتحاف ذوي البصائر الشيخ النملة (دار العاصمة)
ج / نزهة الخاطر العاطر لابن بدران
المستوى السادس
1/ حفظ من سورة لقمان إلى نهاية سورة الفتح مع التفسير
2/ الشاطبية (حرز الأماني) تصحيح محمد عبد الدايم خميس
أ / إبراز المعاني لأبي شامه تحقيق: محمود عبد الخالق
ب / الوافي في شرح الشاطبية عبد الفتاح القاضي
3/ الطحاوية (نسخة مشكولة)
أ / شرح بن أبي العز تحقيق: الشيخ عبد الله التركي
ب / شرح العقيدة الطحاوية الميسر للشيخ للخميس
ج / أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز (32)
د / أشرطة الشيخ عبد الله بن جبرين (84)
هـ/ أشرطة الشيخ سفر الحوالي (253)
و / أشرطة الشيخ عبد الرحمن البراك
ز / أشرطة الشيخ عبد العزيز الراجحي
ح / أشرطة الشيخ ناصر العقل
4/ ما بقي من الأذكار (الأذكار للنووي محقق)
5/ مختصر الخرقي: (دار السلام)
أ / المقنع في شرح الخرقي لابن البنا تحقيق: عبد العزيز البعيمي (الرشد)
ب / شرح الزركشي تحقيق: الشيخ عبد الله ابن جبرين
ج / المغني تحقيق: الشيخ عبد الله التركي
د / الدر النقي لابن عبد الهادي تحقيق: رضوان غريبة (في لغة هذا المتن)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/162)
6/ الأشباه و النظائر للسيوطي و ابن نجيم وابن الوكيل
7/ ألفية ابن مالك:
أ / شرح ابن الناظم ت: عبد الحميد السيد (دار الجيل)
ب / شرح ابن هشام أوضح المسالك وعليه شروح محي الدين عبد الحميد
ج / زاد الطالب من أوضح المسالك لفهمي قطب الدين النجار
د / شرح ابن عقيل ت: محي الدين عبد الحميد
هـ/ شرح المكودي عبد الرحمن بن علي
و / منهج السالك للأشموني وعليه حاشية الصبان ت: محي الدين عبد الحمي
ز / أشرطة الشيخ محمد ابن عثيمين (62) قديم وجديد (29)
ح / أشرطة الشيخ محمد الفاضل (25)
المستوى السابع
1/ أ / طيبة النشر.
ب / إتحاف الفضلاء (في القراءات)
2/ التدمرية تحقيق: السعوي
أ / التحفة المهدية تحقيق: الشيخ عبد الرحمن المحمود
ب / تقريب التدمرية للشيخ محمد ابن عثيمين
ج / توضيح مقاصد المصطلحات العلمية للشيخ الخميس (الصميعي)
د / مذكرة الشيخ محمد ابن عثيمين في شرحها
هـ/ أشرطة الشيخ محمد ابن عثيمين (20)
و / أشرطة الشيخ عبد الرحمن البراك (40)
3/ ألفية الحديث للعراقي
أ / شرح التبصرة والتذكرة للعراقي ويسمى فتح المغيث
ب / فتح المغيث للسخاوي تحقيق: علي بن حسين علي
ج / فتح الباقي لزكريا الأنصاري تحقيق: حافظ ثناء الله الدهلوي
4/ المنتقى (الفقي أو محب الدين الخطيب)
أ / نيل الأوطار للشوكاني طبعة دار الحديث نشر دار زمزم بالرياض
ب / أشرطة الشيخ محمد بن عثيمين (53)
5/ موسوعة القواعد الفقهية للبورنو
6/ تخريج الفروع على الأصول للزنجاني أو التمهيد للإسنوي
كيفية الاستفادة من الخطة
1/ لابد من الإخلاص في طلب العلم لأنه عبادة وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات …)، بل إن عدم الإخلاص في طلب العلم الشرعي يعرض صاحبه للوعيد الشديد، يقول صلى الله عليه وسلم (من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة) وعرف الجنة يعني ريحها.
2/ العمل بما تعلم لان ثمرة العلم العمل، يقول صلى الله عليه وسلم (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه). وقال علي رضي الله عنه (هتف العلم بالعمل فان أجابه وإلا ارتحل).
وعدم العمل بالعلم استكثار من حجج الله عليك، والعمل بالعلم أقوى وسائل تثبيته.
3/ الجدول لا يغني عن المشايخ ويدعو إلى التعلم من الكتب فقط، و إنما هو كالدليل لك من أين تبدأ وإلى أي حلق العلم تتجه، لان الاعتماد على الكتب فقط خطأ. قال الشافعي (من تفقه من بطون الكتب ضيع الأحكام) وقيل (من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه). ولذا لابد من اختيار الشيخ القادر على شرح هذا المتن الموثوق في علمه وديانته.
4/ لا تستعجل الثمرة: بعض الإخوة يطلب العلم شهراً ويريد أن يكون عالماً ولذا تجده يتنقل من حلقة إلى أخرى بحجة أن الشيخ لا يتوسع، مع انه لا يحتمل توسع الشيخ ولن يفهمه.
5/ إياك والغرور والعجب، العلم يزيد في تواضع الشخص وقد قيل (المتواضع من طلاب العلم أكثر علماً، كما أن المكان المنخفض أكثر البقاع ماء).
أقول هذا لان بعض الإخوة يتعلم حكماً أو حديثاً فتجده قد نفخ نفسه وأصبح يخطئ العلماء ويبدي هو أرائه، أنا أرى أن الحكم كذا وكذا، والشيخ الفلاني أخطأ لأنه لم يتصور القضية وكل هذا لأنه أُعجب بما عنده من علم قليل.
ومن دخله العجب والغرور قد يصاب بالكبر وربما انحرف عن الطريق فصار علمه حجة عليه.
6/ إياك والتسويف: سأبدأ مع بداية الأسبوع القادم أو حين ينتهي عملي هذا ويجعل لنفسه عوائق بتسويفه لا تنتهي لأنه ما إن ينتهي عائق حتى يأتي آخر.
7/ الجدول راعى التدرج وترتيب الأولويات، وهما عنصران هامان في طلب العلم.
8/ الجدول مقسم كل مستوى إلى سبعة أقسام ليجعل كل قسم في يوم من أيام الأسبوع.
9/ الجدول عام ليس خاصا بعلم واحد، وبإمكانك بعد ذلك التوسع في التخصص الذي يناسبك.
10/ قد يكون للمتن الواحد أكثر من شرح، وقد تتفاوت هذه الشروح من حيث السهولة والصعوبة، وقد ذكرت لك مجموعة من شروح المتن قدر المكان، فابدأ بالأسهل منها وتدرج حتى تتقن فهم هذا المتن، ولا يلزم الإطلاع على جميع شروح المتن الواحد (اضرب مثلا كتاب التوحيد).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/163)
11/ الطريقة المقترحة هي أن تحفظ المتن المراد ثم تسمعه على الشيخ لضبط هذا المتن، فان استعصى الحفظ فكرره حتى ترسخ معانيه في قلبك.
ثم قراءة شرح درس اليوم مثلاً قبل أن يشرحه الشيخ مع وضع الأسئلة التي تدور في ذهنك ثم الاستماع لشرح الشيخ والتعليق معه سواء على هامش المتن أو الشرح أو في دفتر خاص، ثم الاستفسار بأدب عما يدور في ذهنك من أسئلة ثم مراجعته مرة أخرى بعد شرحه.
12/ إذا استغلق عليك متن أو علم فدعه للوقت المناسب.
إذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع
13/ لا يعني المستوى أن لا تنتقل إلى ما بعده حتى تنهيه، و إنما بإمكانك أن تأخذ من المستوى الثاني وأنت لا تزال في المستوى الأول، وذلك بعد أن تنهي متناً من متون المستوى الأول، فمثلا لو أنهيت ثلاثة الأصول وكشف الشبهات من المستوى الأول ولكن بقي متون أخرى من المستوى الأول، لا تقف و إنما خذ مثلاً من المستوى الثاني كتاب التوحيد، وكل ما انتهى متن خذ بدلاً عنه من المستوى الذي يليه.
14/ التقسيم اجتهادي وليس ملزماً فبإمكانك إبدال شيء مكان شيء آخر ولكن لابد من مراعاة التدرج، فلا تبدأ مثلاً بألفية العراقي قبل نخبة الفكر.
15/ لا تتجاوز متناً حتى تتقنه.
16/ لابد من المراجعة حتى ولو ذهبت عن هذا المتن.
17/ لابد من مراعاة الزمن، بحيث لا تمكث في المستوى وقتاً يمكنك أن تنهيه قبله، ولا يعني هذا الاستعجال، لا تذهب عن المتن حتى تتقنه ولكن لا يعني هذا الكسل والتراخي.
18/ يحسن اغتنام وقت الراحة أو الأوقات التي يكون الذهن فيها مجهداً يحسن اغتنامها في قراءة كتب السيرة والتأريخ والأدب والشعر والبلاغة والفتاوى ولا سيما المعاصرة، والمجلات الإسلامية للإطلاع على أحوال العالم الإسلامي والاستفادة مما ينشر فيها.
19/ لابد من الانتباه لما يرقق القلب، إذ قد يقسو مع البحث وكثرة القراءة فيحتاج إلى تعاهده بالمرققات.
20/ يحسن بمكتبات المساجد أو مكاتب الدعوة توفير المواد من متون وشروح من كتب و أشرطة وإتاحة استعارتها أو الاستفادة منها لمن يريدها.
كتب هذه الأسطر الشيخ / عبد الرحمن بن عايد العايد جزاه الله خيرا.
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[15 - 10 - 10, 04:25 م]ـ
[ QUOTE= أبو زارع المدني;1380706]
5/ الأصول الثلاثة (نسخة مشكولة)
أ / شرح الأصول الثلاثة (للشيخ عبد العزيز ابن باز) اعتناء (علي المري)
ب / شرح ثلاثة الأصول للشيخ محمد ابن عثيمين
ج / حاشية ابن قاسم
د / أشرطة للشيخ صالح الفوزان (8)
هـ / أشرطة للشيخ صالح آل الشيخ (6)
و / أشرطة للشيخ محمد الفراج (10)
ز / أشرطة للشيخ عمر العيد (10)
ح / أشرطة للشيخ عبد الرحمن البراك
ط / أشرطة للشيخ عبد الله السعد
6/ كشف الشبهات (نسخة محققة)
أ / شرح الشيخ ابن إبراهيم (جمع و ترتيب ابن قاسم)
ب / شرح الشيخ محمد ابن عثيمين (فهد السليمان) (دار الثريا)
ج / شرح الشيخ صالح الفوزان (عادل الفريدان)
د / تعليقات على كشف الشبهات (للشيخ عبد العزيز آل عبد اللطيف) (دار الوطن)
هـ/ أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز (3)
و / أشرطة الشيخ صالح آل الشيخ (16)
ز / أشرطة الشيخ عبد العزيز الراجحي
ح / أشرطة الشيخ عبد الله السعد
7/ الآجرومية (نسخة محققة)
أ / شرح المكودي (عبد الرحمن بن علي)
ب / شرح خالد الأزهري و علية حاشية أبي النجا
ج / حاشية ابن قاسم
د / التحفة السنية لمحمد محي الدين عبد الحميد
هـ/ شرح حسين بن علي الكفراوي، اعتناء باوزير
و / شرح الشيخ عبد الله بن الشيخ العشماوي (حاشية على متن الآجرومية)
ح / أشرطة الشيخ عبد الله ابن جبرين (6)
ط / أشرطة الشيخ محمد ابن عثيمين (16) و نسخة أخرى (25)
ي / أشرطة الشيخ محمد الفاضل (11)
8/ الأربعون النووية و تكملتها لابن رجب
أ / شرح النووي
ب / شرح ابن دقيق العيد
ج/ جامع العلوم و الحكم (لابن رجب) تحقيق: الأرناؤوط
د / أشرطة الشيخ محمد ابن عثيمين (15)
هـ/أشرطة الشيخ محمد المنجد (43)
و / أشرطة الشيخ صالح آل الشيخ (10)
ز / أشرطة الشيخ عبد الله ابن جبرين
ح / أشرطة الشيخ عبد الله السعد
9/ القواعد الأربع
أ / أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز
ب / أشرطة الشيخ صالح الفوزان
ج / أشرطة صالح آل الشيخ
د / أشرطة الشيخ محمد أمان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/164)
هـ/أشرطة الشيخ عبد العزيز الراجحي
و / أشرطة الشيخ عبد الرحمن البراك
ز / مذكرة الشيخ سليمان العلوان
ح / مذكرة الشيخ عبد الله السعد
المستوى الثاني
1/ حفظ البقرة وآل عمران مع فهم تفسيرهما
2/ مقدمة ابن تيميه في أصول التفسير
أ / شرح الشيخ محمد ابن عثيمين (دار الوطن)
ب / حاشية ابن قاسم
ج / أشرطة الشيخ محمد المديفر
د / أشرطة الشيخ عبد الله ابن جبرين
3/ الجزرية (نسخة محققة)
أ / الحواشي المفهمة لشرح المقدمة لابن الجزري. (طبعة الميمنية)
ب / أشرطة الشيخ إبراهيم الدوسري (7)
4/ التوحيد: (نسخة مشكولة)
أ / تيسير العزيز الحميد.
ب / فتح المجيد تحقيق: الفريان
ج / قرة عيون الموحدين تحقيق: الأنصاري
د / فتح الله الحميد المجيد تحقيق: الشيخ بكر أبو زيد (المؤيد)
هـ/ القول السديد للشيخ السعدي
و / الدر النضيد للشيخ سليمان الحمدان
ز / حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم
ح / الجديد (شرح كتاب التوحيد للشيخ القرعاوي)
ط / التعليق المفيد للشيخ عبد العزيز ابن باز
ي / القول المفيد للشيخ محمد ابن عثيمين
ك / التعليق المفيد للشيخ صالح الفوزان (مقرر التوحيد للمعاهد في المرحلة المتوسطة)
ل / أشرطة الشيخ عبد الله ابن حميد (37)
م / أشرطة الشيخ عبد الله ابن جبرين (21)
ن / أشرطة الشيخ صالح الفوزان (82)
س / التمهيد للشيخ صالح آل الشيخ (21)
ع / أشرطة الشيخ عبد الرحمن البراك (12)
ف / فوائد في شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد العزيز السدحان (دار المسلم)
ص / تخريج أحاديث منتقدة في كتاب التوحيد للبهلال (دار الأثر).
ق / النهج السديد لجاسم الدوسري.
5/ البيقونية
أ / القلائد العنبرية للتوزي الزبيدي تحقيق: على عبد الحميد
ب / شرح المنظومة البيقونية للشيخ محمد ابن عثيمين (الرشد)
ج / الأمالي المكية للشيخ سليمان العلوان (الجلالين)
د / التعليقات الأثرية (على عبد الحميد)
هـ/ الثمرات الجنية للشيخ عبد الله ابن حبرين
و / التقريرات السنية للمشاط
6/ تنوير البصائر للسعدي
7/ الورقات (نسخة محققة)
أ / شرح المحلي
ب/ الأنجم الزاهرات للمارديني تحقيق: النملة
ج / التعليقات على متن الورقات للجطيلي
د / شرح الشيخ عبد الله الفوزان الطبعة: الثالثة.
هـ / اشرطه الشيخ عبد الله ابن جبرين (15)
و / أشرطة الشيخ عطية سالم (11)
ز / أشرطة الشيخ صالح آل الشيخ (5)
ح / أشرطة الشيخ ابن قاسم (13)
ط / أشرطة الشيخ محمد ابن عثيمين على نظم الورقات (8)
المستوى الثالث
1/ حفظ من النساء إلى نهاية الأعراف مع فهم التفسير
2/ لمعة الاعتقاد (نسخة محققة)
أ / شرح الشيخ محمد ابن عثيمين تحقيق: أشرف عبد المقصود
ب / الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد للشيخ عبد الله ابن جبرين (دار طيبة)
ج / أشرطة الشيخ صالح آل الشيخ (3)
د / أشرطة الشيخ عبد الرحمن المحمود (10)
هـ/ أشرطة الشيخ عبد العزيز الراجحي
ح / أشرطة الشيخ ناصر العقل
3/ نخبة الفكر
أ / نزهة النظر لابن حجر تحقيق:علي الحميد (ابن الجوزي)
ب / اليواقيت و الدرر للمناوي تحقيق: ربيع السعودي (الرشد)
ج / حاشية ابن قطلوبغا وحاشية الكمال لأبي شريف تحقيق: الناصر (الوطن)
د / شرح الشيخ سعد الحميد
هـ / أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز ()
و / أشرطة الشيخ محمد ابن عثيمين (25) وشرح ثاني (16) و ثالث (6)
ز / أشرطة الشيخ عبد الله ابن جبرين (8)
ح / أشرطة الشيخ عبد الكريم الخضير (16)
أو نظمها قصب السكر للصنعاني
أ / شرح الصنعاني.
ب / سَح المطر لعبد الكريم مراد الأثري.
4/ عمدة الأحكام
أ / إحكام الأحكام لابن دقيق العيد تحقيق: الفقي وأحمد شاكر
ب / تنبيه الأفهام للشيخ محمد ابن عثيمين (جامعة الإمام)
ج / تيسير العلام للشيخ عبد الله البسام
د / أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز (20)
هـ/ أشرطة الشيخ عبد الله ابن جبرين (72)
5/ قواعد السعدي (روضة الفوائد)
6/ زاد المستقنع (ت: علي الهندي) النهضة الحديثة (مكة)
أ / الروض المربع (دار الوطن)
ب/ الشرح الممتع للشيخ محمد ابن عثيمين
ج / السلسبيل للشيخ البليهي
د / الإرشاد إلى توضيح مسائل الزاد للشيخ صالح للفوزان (منهج المعاهد العلمية)
هـ/ أشرطة الشيخ عبد الله ابن جبرين (78)
و/ أشرطة الشيخ محمد ابن عثيمين (295)
أو دليل الطالب
أ / منار السبيل محقق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/165)
ب / نيل المآرب لابن أبى تغلب تحقيق: محمد الأشقر (الفلاح الكويت)
ج / أشرطة الشيخ عبد الله ابن جبرين (120)
د / إرواء الغليل للشيخ الألباني، وله تكميل للشيخ صالح آل الشيخ، وله ترتيب لطالب بن محمود.
أو عمدة الفقه
أ / العدة شرح العمدة (نسخة محققة)
ب / حاشية الشيخ ابن بسام على العدة.
ج / الوردة شرح العمدة للشيخ لعبد الكريم الغضية.
د / أشرطة الشيخ عبد العزيز الراجحي
7/ قطر الندى (نسخة محققة)
أ / شرح قطر الندى لابن هشام اعتناء محي الدين عبد الحميد
ب / تعجيل الندى للشيخ عبد الله الفوزان
8/
أ / شذا العرف.
ب / دروس التصريف لمحي الدين عبد الحميد.
المستوى الرابع
1/ حفظ من الأنفال إلى نهاية الإسراء مع فهم التفسير
2/ القواعد الحسان للسعدي
أ / شرح الشيخ محمد ابن عثيمين أشرطة (12)
3/ مجموعة التجويد لعبد العزيز قارئ
4/ مباحث في علوم القرآن
5/ الواسطية (تعليق ابن مانع)
أ / الروضة الندية لابن فياض (دار الوطن)
ب / التنبيهات السنية للرشيد
ج / التنبيهات اللطيفة للشيخ السعدي تحقيق: علي عبد الحميد دار ابن القيم
د / شرح العقيدة الواسطية لخليل هراس
هـ/شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح الفوزان
و / شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد ابن عثيمين
ز / التعليقات الزكية للشيخ عبد الله ابن جبرين دار الوطن
ح / أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز (4)
ط / أشرطة الشيخ عبد الرحمن البراك (10)
ي / أشرطة الشيخ صالح آل الشيخ (30)
ك / أشرطة الشيخ عبد العزيز الراجحي
6/ الرحبية
أ / الفوائد الشنشورية و عليه حاشية الباجوري (التحفة الخيرية)
ب / شرح الرحبية لسبط المارديني و علية حاشية البقري (اعتناء مصطفى البغا) (القلم)
ج / حاشية ابن قاسم
د / أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز (14)
هـ/ أشرطة الشيخ عطية سالم (9)
و / أشرطة الشيخ عبد الله ابن جبرين
7/ الجامع لمسائل أصول الفقه للشيخ النملة.
المستوى الخامس
1/ حفظ من سورة الكهف إلى نهاية الروم مع التفسير
2/ مناهل العرفان للشيخ خالد السبت
3/ الحموية الكبرى: تحقيق: حمد التويجري
أ / فتح رب البرية للشيخ محمد ابن عثيمين
ب/ أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز (5)
ج / أشرطة الشيخ محمد ابن عثيمين (14)
د / أشرطة الشيخ صالح آل الشيخ (11)
هـ / أشرطة الشيخ عبد العزيز الراجحي
4/ مقدمة ابن الصلاح ت: نور الدين عتر أو الطباخ
أ / التقييد و الإيضاح للعراقي
ب / النكت على ابن الصلاح لابن حجر تحقيق: ربيع هادي
ج / تدريب الراوي للسيوطي (نسخة محققة)
د / اختصار علوم الحديث لابن كثير و شرحه الباعث الحثيث لأحمد شاكر و تعليق الشيخ الألباني (دار العاصمة).
5/ بلوغ المرام:
أ / سبل السلام تحقيق صبحي الحلاق
ب / توضيح الأحكام للشيخ ابن بسام الطبعة: الثانية
ج / أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز (61)
د / أشرطة الشيخ محمد ابن عثيمين (246)
هـ/ أشرطة الشيخ صالح الفوزان
و / أشرطة الشيخ عبد الله الفوزان
6/ الوجيز (للبورنو)
7/ روضة الناظر تحقيق السعيد أو النملة
أ / مذكرة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
ب / شرح إتحاف ذوي البصائر الشيخ النملة (دار العاصمة)
ج / نزهة الخاطر العاطر لابن بدران
المستوى السادس
1/ حفظ من سورة لقمان إلى نهاية سورة الفتح مع التفسير
2/ الشاطبية (حرز الأماني) تصحيح محمد عبد الدايم خميس
أ / إبراز المعاني لأبي شامه تحقيق: محمود عبد الخالق
ب / الوافي في شرح الشاطبية عبد الفتاح القاضي
3/ الطحاوية (نسخة مشكولة)
أ / شرح بن أبي العز تحقيق: الشيخ عبد الله التركي
ب / شرح العقيدة الطحاوية الميسر للشيخ للخميس
ج / أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز (32)
د / أشرطة الشيخ عبد الله بن جبرين (84)
هـ/ أشرطة الشيخ سفر الحوالي (253)
و / أشرطة الشيخ عبد الرحمن البراك
ز / أشرطة الشيخ عبد العزيز الراجحي
ح / أشرطة الشيخ ناصر العقل
4/ ما بقي من الأذكار (الأذكار للنووي محقق)
5/ مختصر الخرقي: (دار السلام)
أ / المقنع في شرح الخرقي لابن البنا تحقيق: عبد العزيز البعيمي (الرشد)
ب / شرح الزركشي تحقيق: الشيخ عبد الله ابن جبرين
ج / المغني تحقيق: الشيخ عبد الله التركي
د / الدر النقي لابن عبد الهادي تحقيق: رضوان غريبة (في لغة هذا المتن)
6/ الأشباه و النظائر للسيوطي و ابن نجيم وابن الوكيل
7/ ألفية ابن مالك:
أ / شرح ابن الناظم ت: عبد الحميد السيد (دار الجيل)
ب / شرح ابن هشام أوضح المسالك وعليه شروح محي الدين عبد الحميد
ج / زاد الطالب من أوضح المسالك لفهمي قطب الدين النجار
د / شرح ابن عقيل ت: محي الدين عبد الحميد
هـ/ شرح المكودي عبد الرحمن بن علي
و / منهج السالك للأشموني وعليه حاشية الصبان ت: محي الدين عبد الحمي
ز / أشرطة الشيخ محمد ابن عثيمين (62) قديم وجديد (29)
ح / أشرطة الشيخ محمد الفاضل (25)
المستوى السابع
1/ أ / طيبة النشر.
ب / إتحاف الفضلاء (في القراءات)
2/ التدمرية تحقيق: السعوي
أ / التحفة المهدية تحقيق: الشيخ عبد الرحمن المحمود
ب / تقريب التدمرية للشيخ محمد ابن عثيمين
ج / توضيح مقاصد المصطلحات العلمية للشيخ الخميس (الصميعي)
د / مذكرة الشيخ محمد ابن عثيمين في شرحها
هـ/ أشرطة الشيخ محمد ابن عثيمين (20)
و / أشرطة الشيخ عبد الرحمن البراك (40)
3/ ألفية الحديث للعراقي
أ / شرح التبصرة والتذكرة للعراقي ويسمى فتح المغيث
ب / فتح المغيث للسخاوي تحقيق: علي بن حسين علي
ج / فتح الباقي لزكريا الأنصاري تحقيق: حافظ ثناء الله الدهلوي
هل يدرس الطالب كل هذه الشروح للمتن الواحد؟!!!!!!!!!!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/166)
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[18 - 10 - 10, 04:50 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[18 - 10 - 10, 05:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اسمع هذا الدرس وهو للحازمي حفظه الله تعالى، أول درس في شرح العقيدة الواسطية
http://www.alhazmy.net/save_********aspx?file_no=989&article_no=1084&file_read_count=2511&folder_name=sound_files
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 10 - 10, 05:08 م]ـ
التوحيد: ثلاثة الأصول، القواعد الأربع، كتاب التوحيد، كشف الشبهات.
العقيدة العامة: لمعة الاعتقاد، الواسطية، الطحاوية، الحموية، التدمرية.
ثم يجد من نفسه معرفة لما يصلح له.
ـ[محمد ابن عمر المصرى]ــــــــ[18 - 10 - 10, 07:04 م]ـ
سلم الاعتقاد ( http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=trdhsegk&PHPSESSID=810b0f2388fe818e668f6df71748fbbd)
- الشيخ احمد بن عبد الرحمن القاضى
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[18 - 10 - 10, 08:45 م]ـ
العقيدة العامة:1 - شرح لمعة الاعتقاد للشيخ محمد بن صالح العثيمين.
2 - شرح العقيدة الواسطية للشيخ عبد الرحمن البراك.
3 - شرح العقيدة الطحاوية للشيخ عبد الرحمن البراك.
توحيد العبادة: 1 - شرح ثلاثة الأصول وأدلتها للشيخ صالح آل الشيخ.
2 - شرح كتاب التوحيد للشيخ صالح آل الشيخ.
3 - شرح كشف الشبهات للشيخ صالح آل الشيخ.
ـ[شاهين أحمد]ــــــــ[18 - 10 - 10, 09:40 م]ـ
حكم من مات قبل البعثة، أو قبل أن يصله الدين
د. عبد العزيز بن أحمد البجادي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد كان السلف يتحاشون الخوض في مسألتي أهل الفترة، وأطفال المشركين، حتى لقد روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما وبعضهم يرفعه أنه قال: " لا يزال أمر هذه الأمة مواتياً أو مقارباً حتى يتكلموا أو ينظروا في الأطفال والقدر "، وكان ابن المبارك لما سمع قول ابن عباس - رضي الله عنهما - هذا قال: " أفيسكت الإنسان على الجهل؟ " فقيل له: فتأمر بالكلام؟ فسكت، ولما تكلم ربيعة الرأي في أطفال المشركين قال القاسم بن محمد " إذا الله انتهى عن شيء فانتهوا وقفوا عنده" قال الراوي: " فكأنما كانت ناراً فانطفأت ".
وكأن من منع الخوض في ذلك رأى أن العلم فيه مشتبه، ومتى اشتبه العلم وجب الإمساك بإجماع أهل السنة، ولهذا قال ابن القيم - رحمه الله - عن قول ابن عباس - رضي الله عنهما -: " وبالجملة فإنما يدل على ذم من تكلم فيهم بغير علم، أو ضرب الأحاديث فيهم بعضها ببعض، كما فعل مع الذين أنكر كلامهم في القدر، وأما من تكلم فيهم بعلم وحق فلا يذم".
إذا علم ذلك فقد تحصل من أقوال العلماء في مسألتي أهل الفترة، والأطفال ما يزول به الاشتباه، ويندفع الحرج عن البحث فيه، فأقول مستعيناً بالله:
المسألة الأولى:
الحكم فيمن مات قبل البعثة، فمن كانت هذه حاله فهو من أهل الفترة، ويلحق به من مات قبل أن يصله الدين، والفترة هي الزمن الذي يكون بين رسولين، فلم يدخل أهلها في رسالة الأول، ولم يدركوا رسالة الثاني، قال - تعالى -: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير)، وقد كانت الفترة بين عيسى ومحمد - صلى الله عليه وسلم - ستمائة سنة على ما في صحيح البخاري.
فمن كان من أهل الفترة فإما أن يكون قد بلغته دعوة نبي سابق، وإما أن لا يكون كذلك، فإن كان قد بلغته وآمن بها كقس بن ساعدة، وزيد بن عمرو بن نفيل كان من أهل التوحيد بلا نزاع، وقد جاء عند البيهقي بإسناد صحيح عن أسماء أنها قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل وهو مسند ظهره إلى الكعبة، وهو يقول: ما منكم اليوم أحد على دين إبراهيم غيري، وكان يقول: إلهي إله إبراهيم، وديني دين إبراهيم، قال: وذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: " يبعث يوم القيامة أمة وحده بيني وبين عيسى"
وإن كان ممن بلغته الدعوة فلم يؤمن بها، كعمرو بن لحي الخزاعي فهو من أهل النار، وقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعاً: " رأيت عمرو بن عامر بن لحي الخزاعي يجر قصبه في النار وكان أول من سيب السوائب"
وأما من لم تبلغه دعوة نبي ففي الحكم عليه بالنار قولان:
القول الأول: أنه في النار، وهو قول المعتزلة، وجه في مذهب أبي حنيفة قال به بعض أصحابه الماتريدية، واحتجوا لذلك بأمور:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/167)
أحدها: عموم الآيات القاضية بأن من مات كافراً فهو في النار، كقول الله - تعالى -: (ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً)، وقوله - تعالى -: (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به)، وقوله - تعالى -: (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون، وقوله - تعالى -: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
والجواب: أن هذه العمومات مخصوصة بقول الله - تعالى -: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) وبغير ذلك مما يأتي بيانه - إن شاء الله -.
الثاني: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عند مسلم مرفوعاً: " استأذنت ربي أن أستغفر لأمي، فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها، فأذن لي "، فلو لم تكن من أهل النار لأذن له.
والجواب: أن منع الاستغفار لكونها مشركة، ولا نزاع في أنها مشركة، لكن النزاع في مصير مشركي أهل الفترة.
الثالث: حديث أنس عند مسلم: أن رجلاً قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: " في النار "، فلما قفا دعاه، فقال: " إن أبي وأباك في النار"، ففي هذا الحديث تصريح بأن كافر أهل الفترة في النار.
الجواب: أن الحديث متناول لاثنين فقط، فيحتمل أنهما حصل لهما اطلاع على دعوة نبي سابق خارج الجزيرة أو في أطرافها، ولا يبعد ذلك عمن عرف بالرحلة للتجارة أو لغير ذلك، وأما ما عدا هما من مشركي أهل الفترة فباقون على حكم قول الله -تعالى -" (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)
القول الثاني: أنه ناج وهو قول جمهور السلف، الأئمة الأربعة وغيرهم وأبي الحسن الأشعري وأصحابه، وابن تيمية، وابن القيم، وابن كثير، وابن حجر، وغيرهم، واحتجوا لقولهم بأمرين:
أحدها: عموم الآيات الدالة على أن ا لله لا يعذب أحداً قبل ورود الرسل، كقوله - تعالى -: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)، وقوله - تعالى -: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)، وقوله - تعالى -: (كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير)، وقوله - تعالى -: (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا)، وقوله - تعالى -: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير)
الثاني: حديث سعد بن عبادة في الصحيحين مرفوعاً: " ولا أحد أحب إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين "
ثم إن هؤلاء القائلين بنجاتهم مختلفون هل يدخلون الجنة أو يمتحنون في عرصات القيامة، فيؤجج لهم نار، فيؤمرون بدخولها، فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً، ومن لم يدخلها فقد عصى الله، فيدخله الله فيها؟
وسبب خلافهم حديث الأسود بن سريع عند أحمد مرفوعاً: " أربعة يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئاً، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة " فأما الأصم فيقول: ربي لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً، وما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطيعُنه، فيرسل إليهم: أن ادخلوا النار " قال: فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً ".
فلو ثبت هذا الحديث لكان فاصلا في النزاع الأول والنزاع الثاني، ولكنه معتل المتن والإسناد، أما اعتلال المتن فهو أن فيه تكليفاً بالمحال، وهو دخول النار، والله - سبحانه - لا يكلف نفساً إلا وسعها، وأما اعتلال الإسناد فهو الاختلاف على معاذ بن هشام، فقد رواه مرة عن أبيه عن قتادة، عن الأحنف، عن الأسود بن سريع ومرة عن أبيه، عن الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة وكلتا الروايتين عند أحمد، وعلى التسليم بعدم الاختلاف فإن قتادة والحسن ثقتان مدلسان وقد عنعنا في روايتهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/168)
وأما ما ورد في معنى هذا الحديث مرفوعاً عن أنس عند أبي يعلى والبزار، وعن أبي سعيد عند البزار، وعن معاذ عند الطبراني، فلم يسلم إسناد أحدهما من ضعيف أو متروك. وبذلك يظهر أن الدليل مع من حكم بنجاة أهل الفترة دون امتحان لهم في الآخرة، لأن الأصل عدمه، ولم يثبت في شيء من نصوص الوحيين، لا سيما وقد تضمن تكليفاً بالمحال، بل قال القرطبي: " إنه لا يقتضي ما تعطيه الشريعة من أن الآخرة ليست دار تكليف "، وقال الحليمي: " ليس هذا الحديث بثابت، وهو مخالف لأصول المسلمين، لأن الآخرة ليست بدار امتحان" والله -تعالى- أعلم.
المسألة الثانية: حكم من مات طفلا، فليس بين العلماء نزاع في أن الطفل من أطفال المسلمين إذا مات أنه في الجنة، نقل الإجماع في ذلك الإمام أحمد، وأكده جماعة كابن تيمية وغيره، إلا أن النووي نقله إجماع من يعتد به، وكأنه نظر إلى نزاع الحمادين وابن المبارك وإسحاق وبعض المتكلمة، فقد نقل عنهم التوقف في ذلك، لحديث عائشة - رضي الله عنها - عند مسلم قالت: توفي صبي من الأنصار، فقلت: طوبى له، عصفور من عصافير الجنة، لم يعمل بالسوء، ولم يدركه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أو غير ذلك يا عائشة! إن الله خلق للجنة أهلاً، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلاً، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم.
وقد أجاب جماعة من العلماء بأن الحديث محمول على الزجر عن التسرع في القطع من غير دليل، أو بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبل علمه أنهم في الجنة، ثم قال: ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الجنة بفضل رحمته إياهم "، أخرجه البخاري من حديث أنس.
ولم يتنازع العلماء أن من مات من أطفال المسلمين له في الدنيا حكم المسلمين، وإنما خالف مالك في ذلك إذا كان أبوه كافراً وأمه مسلمة فلم يجعل له حكم المسلم، والجمهور على أنه له حكم المسلم ما دام أحد والديه مسلماً.
وأما من يموت من أطفال المشركين فلم يشتهر بين السلف خلاف في الحكم عليهم بالكفر، وإنما الخلاف المشهور عنهم في الحكم عليهم بالنار أو الجنة، والمأثور عنهم في ذلك أقوال، لكنها تجتمع عند التأمل في قولين:
القول الأول: أنهم في النار، وهو قول جماعة من المتكلمة وأهل التفسير، وخطّأ السبكيُ النوويَ في نسبته هذا القول إلى الأكثر، وغلّط ابن تيمية من عزاه إلى أحمد، وإنما هو قول أبي يعلى من أصحابه، ودليل هذا القول أمور:
أحدها: قول الله -تعالى-: (وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً، إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً)، فإذا كان الكافر لا يلد إلا كافراً كان الوالد والمولود في النار.
والجواب: أن نوحاً -عليه السلام- يئس من أن يلقى أحداً من قومه يؤمن بما جاء به، ومعلوم أن الأطفال لا يعرض عليهم الدين صغاراً حتى يكبروا، وإنما أيقن نوح أن كل من يلده قومه يرد رسالة ربه بعدما يبلغ الحنث، فأطلق وصف الكفر عليه باعتبار ما سيكون.
الثاني: قول النبي صلى الله عليه وسلم: " الوائدة والموؤودة في النار "، وفي لفظ: " إلا أن تدرك الوائدة الإسلام، فيغفر الله لها؟ "
ومعلوم أن الموؤدة من أطفال المشركين وقد حكم عليها النبي صلى الله عليه وسلم بالنار.
والجواب: أن الحديث أخرجه أبو داود من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي مرسلاً، ثم علقه أبو داود عن زكريا، عن أبي إسحاق السبيعي عن الشعبي، عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعاً،- وبهذا لو لم يكن معلقاً - وهو كذلك عند الطبراني في الكبير من طريق ضعيفة - لما صح الاحتجاج به لاختلاط أبي إسحاق، لا سيما وقد خالفه داود بن أبي هند عند أحمد، فجعله من مسند سلمة بن يزيد، لا من مسند ابن مسعود، وكأن حديث ابن أبي هند حرياً بالقبول لولا أن إسماعيل بن أبي خالد خالفه - كما في علل الدار قطني - فرواه عن الشعبي عن ابني أبي مليكة، دون ذكر لعلقمة ولا لابن مسعود، وله طرق عن غير الشعبي عند أحمد والبزار وغيرهما مضطربة، فتبين بذلك أنه لا يصح له إسناد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/169)
لكن لو سلم بصحة إسناده فإنه - كما يقول ابن عبد البر- محتمل أن يكون خرج على جواب السائل في عين مقصوده، فكانت الإشارة إليها، يريد أنها مثل الغلام الذي قتله الخضر، وهو كذلك فإنه برواية أحمد بلفظ: "إن أمنا مليكة كانت تصل الرحم، وتقري الضيف، وتفعل وتفعل، هلكت في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئاً؟ قال: "لا"، قال: فإنها كانت وأدت أختاً لنا في الجاهلية، فهل ذلك نافعها شيئاً، قال: الوائدة والموؤدة في النار، إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فبعفو الله عنها ".
الثالث: حديث عائشة عند أحمد: أنها ذكرت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أطفال المشركين، فقال: " إن شئت أسمعتك تضاغيهم في النار: أي أصواتهم.
الجواب: أنه من رواية أبي عقيل بن المتوكل عن بُهَيَّة، عن عائشة، وأبو عقيل ضعيف فلا حجة في حديثه.
الرابع: حديث علي، قال: سألت خديجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ولدين لها في الجاهلية فقال: "هما في النار "، فلما رأى الكراهية في وجهها قال: " لو رأيت مكانهما أبغضتهما "، قالت: يا رسول الله فولداي منك؟ قال: " في الجنة "، ثم قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: " إن المسلمين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار" ثم قرأ: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين".
والجواب: أن هذا الحديث أخرجه أحمد من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن زاذان، عن علي، ومحمد بن عثمان مجهول، وزاذان لم يدرك علياً فلا حجة في هذا الحديث.
القول الثاني:] أنهم ناجون، وهو قول مالك، وإحدى الروايتين عن أبي حنيفة وأحمد، واختاره كثير من المحققين، كالبخاري، وابن حزم وابن تيمية وابن القيم وابن حجر، وغيرهم ودليلهم أمور
أحدها: عموم الآيات القاضية بأن الله لا يعذب من لم يرسل إليه رسولاً، وقد تقدم سردها.
الثاني: قول الله -تعالى-: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، فكيف يعذب الله الأطفال لأجل شرك آبائهم؟
الثالث: حديث سمرة عند البخاري مرفوعا: " والشيخ في أصل الشجرة إبراهيم عليه السلام، والصبيان حوله فأولاد الناس "، وأولاد الناس " لفظ عام يشمل أولاد المسلمين وأولاد المشركين.
وقد اختلف أصحاب هذا القول، هل يدخلون الجنة، أو يمتحنون بنار تؤجج لهم، كما في المسألة السابقة؟ والقول في هذه استدلالاً وجواباً كالقول في تلك، وقد ترجح هناك أن الامتحان لم يثبت بدليل صحيح فلا يصح القول به، وهو كذلك هنا، وقد قال ابن عبد البر في الحديث المسوق هناك: " ليس من أحاديث الأئمة الفقهاء، وهو أصل عظيم، والقطع فيه بمثل هذه الأحاديث ضعيف في العلم والنظر، مع أنه عارضها ما هو أقوى منها".
هذا وقد نقل عن بعض المتقدمين التوقف عن اختيار قول في هذه المسألة، فسكت بعضهم، وقال آخرون: الله أعلم بهم، وقال آخرون: هم تحت المشيئة، تأولاً لحديث أبي هريرة في الصحيحين مرفوعاً:" الله أعلم بما كانوا عاملين "، وليس السكوت عند المحققين قولاً، ثم إن المراد بالحديث: أن الله يعلم ما سيعملونه لو عاشوا، أو أن الله يعلم ما سيعملونه عند الامتحان في الآخرة، على القولين في إثبات الامتحان وليس المراد به أن النبي صلى الله عليه وسلم قد توقف في أمرهم.
وأما ما نقل عن بعضهم أن أطفال المشركين من أهل الأعراف، فليس قولاً مخالفاً للقولين المتقدمين، لأن الأعراف ليست قراراً، فأهلها يؤولون إما إلى الجنة، وإما إلى النار.
قال ابن تيمية:" لا أعرفه عن خبر، ولا أثر، ولا يعارضه ما مر من قوله تعالى: (ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً) لأنه مختص بحي عاش منهم إلى أن يبلغ"، وقال السبكي: " هذا القول لا أعرفه، ولا أعرف حديثاً ورد به، ولا قاله أحد من العلماء فيما علمت".
وأما ما نقل عن بعضهم أنهم خدم لأهل الجنة فليس قولاً، وإنما فيه حديث عن أنس وسمرة مرفوعاً، وعن سلمان موقوفاً، وعن طاؤوس مرسلاً، ولم يصح فيه شيء،فأما حديث أنس فأخرجه أبو داود الطيالسي وأبو يعلى من طريق يزيد الرقاشي، عن أنس، والرقاشي ضعيف، وأخرجه الطبراني في الأوسط من طريق مقاتل بن سليمان، عن قتادة، عنه، ومقاتل قد أجمعوا على تركه، وأما حديث سمرة فأخرجه الطبراني في الكبير والأوسط من طريق عباد بن منصور، عن أبي رجاء، عنه، وعباد ضعيف، وأما حديث سلمان فأخرجه معمر في الجامع عن قتادة، عن الحسن، عنه، وقتادة والحسن قد عنعنا في الإسناد وهما مدلسان، ولو صح فهو موقوف على سلمان، وأما حديث طاؤوس فأخرجه معمر في الجامع عن ابن طاؤوس عن أبيه، وهو مرسل، قال بن القيم:" روي فيه حديث لا يثبت".
والحاصل: أن القول الثاني أظهر القولين، وهو أنهم ناجون، وأنه لا يصح الجزم بأنهم يمتحنون يوم القيامة، بل التحقيق نفي وقوعه،والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
كتبه د. عبدالعزيز البجادي جامعة القصيم(66/170)
مجهول الدين في بلاد الكفر
ـ[مشرف عبدالرحمن]ــــــــ[15 - 10 - 10, 04:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأعضاء:- ماحكم مجهول الدين في بلاد الكفر؟؟
ـ[أبوفؤاد الأنصاري]ــــــــ[18 - 10 - 10, 02:53 ص]ـ
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته
إن كان حياً يُعمل بالتبين والتحري.
و إن كان غير ذلك يُعمل بالاستصحاب - أي حكمه حكم أهل بلدة، " وذلك إنما يكون في الأمور التي لا يحصل عليها التنازع، ولا يُلحق الضرر بحقوق الآخرين كالصلاة عليه ودفنه، أما إذا حصل فيها تنازع وخصومة وإثبات الحقوق كالتنازع في ميراثه عند اختلاف الورثة في دينه فلا يصح استصحاب الأصل، بل لا بد من البحث والتحري والتبين بالاعتماد على البينات والشهود " (1)
والله تعالى وأعلم
غفرانك ربنا
____________________________
(1) قواعد في بيان حقيقة الإيمان عند أهل السنة والجماعة. عادل الشيخاني (320)(66/171)
موضوع عن تعارض العقل السليم مع النصوص الشرعية مع ذكر مثالين
ـ[أم عبدالرؤوف]ــــــــ[15 - 10 - 10, 05:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد الاجابة على هذا السؤال في أسرع وقت
وجزاكم الله خيراً.
موضوع عن تعارض العقل السليم مع النصوص الشرعية مع ذكر مثالين؟؟
ـ[سعد الخييلي الدوسري]ــــــــ[05 - 11 - 10, 04:46 م]ـ
قال شيخنا وليد بن راشد السعيدان في كتابه الممتع [القواعد المذاعة في مذهب أهل السنة والجماعة] ما نصه: " القاعدة الثانية [[لا يتعارض نصٌ صحيح وعقلٌ صريح]]
نعم إنه لا يمكن أن يتعارضا أبدًا؛ لأن الذي أنزل النص من كتابٍ وسنةٍ هو الذي خلق العقل، وهو أعلم بما يقول من غيره، وأحسن حديثًا، وأصدق قيلاً من خلقه، فإذا وُجِد ما يوهم التعارض بين النصوص والعقول فلا تخلو من أحد أمرين: إما أن يكون النص غير صحيحٍ، فيجب حينئذٍ البحث عن صحة النص، وإذا قلنا (البحث عن صحة النص) فنعني به إذا كان النص من السنة، أما إذا كان النص من القرآن فلا يأتي البحث عن الصحة؛ لأن القرآن كله متواتر، فإذا بحثنا عن ثبوت النص فوجدناه ثابتًا بالسند الصحيح فننتقل إلى الحالة الثانية وهي: صراحة العقل، وهو أن من شروط البحث في معنى النص الصحيح أن يكون الباحث فيه ذا عقلٍ سليم في التفكير، معتقدًا لمنهج أهل السنة والجماعة، لاسيما إذا كان النص المبحوث فيه من نصوص الصفات.
فإذا توفرت صحة النص وسلامة العقل فوالله الذي لا إله غيره أنه لا يمكن أبدًا أن يكون هناك تعارض ولا تناقض، والدليل على ذلك أن كل الذين ادعوا التعارض بين العقل والنقل كلهم من أهل البدع والضلال، ولا نعرف حرفًا واحدًا من خلاف التضاد بين السلف في مسائل الاعتقاد التي تستحق أن تكون من مسائل الاعتقاد؛ كل هذا لتوفر هذين الشرطين، صحة النص وسلامة العقل من الآفات الدخيلة عليه.
وهذه قاعدة مهمة في مذهب أهل السنة والجماعة؛ حتى أفردها شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية بمؤلف خاص وهو كتابه الكبير المفيد المستصعب (درء تعارض العقل والنقل).
وكما قلنا سابقًا أن النقل لا يمكن أن يأتي بما يتعارض مع العقل وإنما يأتي أحيانًا بما يحار فيه العقل، فما ضَلَّ من ضَلَّ من أهل الضلال إلا لأنهم جوزوا وقوع هذا التعارض، فيا لله العجب كم جرّوا على الإسلام من بلية، وفتحوا لأعداء الإسلام بهذا الكلام من باب، والقوم لا يدرون أن النتن من عقولهم لا من النصوص - حاشا وكلا - إنما عقولهم الفاسدة هي التي تقرمط في السمعيات وتسفسط في العقليات، فلقد أمر الله تعالى بتدبر كتابه الكريم في أكثر من آية، فلو قلنا بهذه المعارضة لما كان للأمر بالتدبر فائدة مع قيام هذه المعارضة، فأهل السنة عندهم أصلان مهمان لا بد من فهمهما: الأول: أن النقل أصل والعقل وسيلة لفهمه. الثانية: أنه لا يمكن أن يتعارض نص ثبتت صحته وعقل ثبتت صراحته.
وحتى تتضح هذه القاعدة أكثر فسأذكر لك - إن شاء الله تعالى - بعض ما أوردوه في بعض النصوص التي ادعوا أنها تعارض العقول، ونبين أن هذه النصوص إن ثبتت صحتها فإنها لا يمكن أن تعارض العقل.
فمنها: قال الله تعالى: (ءأمنتم من في السماء). وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للجارية: ((أين الله؟)). قالت: (في السماء).
فقال أهل الضلال: لو أخذنا بظاهر هذا الحديث والآية للزم من ذلك أن يكون الله تعالى في داخل السماء، أي أن السماء تضله؛ لأن حرف (في) في اللغة العربية للظرفية، كذا قالوا وبئس ما قالوا، وما قالوا ذلك إلا لجهلهم باللغة العربية.
والجواب على ذلك من وجهين: بالمنع والتسليم، فأما المنع فيقال: نحن نمنع أن تكون (في) هنا للظرفية، بل هي بمعنى على؛ فإن (في) تأتي في اللغة العربية بمعنى على، ومصداق ذلك قول الله تعالى: (لأصلبنكم في جذوع النخل) أي على جذوع النخل، ولا يفهم أحد من هذه الآية أن فرعون – عليه لعنة الله تعالى – سوف يحفر لهم داخل الجذع ويصلبهم فيها، وكذلك قوله تعالى: (فسيحوا في الأرض) أي عليها، ولا يفهم أحد أنهم أُمِرُوا بأن يحفروا في داخل الأرض ويسيحوا فيها، ومن فهم ذلك من الآيتين فهو من الأغبياء، فكذلك الآية التي معنا معناها: على السماء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/172)
وأما الجواب بالتسليم فنقول: سلمنا أن المراد بـ (في) هو الظرفية لكن لا نسلم أن المراد بـ (السماء) هي ذات الأطباق الزرقاء بل المراد بها العلو، فإن كل ما علاك فهو سماءٌ، ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى (وأنزلنا من السماء ماءً) والماء لا ينزل من السماء الزرقاء بل من السحاب المسخر بين السماء والأرض، فعلى هذا لا يكون في الآية ما يتعارض مع العقل، بل هي موافقة له كل الموافقة؛ لأن العقل السليم يفرض صفة العلو المطلق لله تعالى.
ومنها: ما يُروى عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ((الحجر الأسود يمين الله تعالى في الأرض فمن قبله وصافحه فكأنما قبل يد الله تعالى وصافح يمينه)). فقالوا: هذا الحديث يتعارض مع العقل؛ لأنه يثبت عقيدة الحلولية وأن الله تعالى حال معنا، فهو يثبت أن أحدًا يصافح الله تعالى.
والجواب أن يقال: لا تحكموا قبل النظر في صحة الدليل والنظر في صراحة العقل، فهذا الكلام إذا نظرنا له من ناحية سنده مرفوعًا فهو إسناد مظلم لا يجوز معه نسبة هذا الكلام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما يُعرف موقوفًا على ابن عباس - رضي الله عنه -، إذًا فقدْ فقدَ هذا الكلام شرطًا من الشروط وهو صحة السند، لكن نقول: هذا الكلام من ابن عباس ليس للرأي فيه مجال، وابن عباس لا يأخذ من أهل الكتاب، فله حكم الرفع. والقاعدة عند أهل السنة تقول: إذا قال الصحابي قولاً ليس للرأي فيه مجال، ولم يكن يأخذ عن أهل الكتاب فله حكم الرفع، وفيه قال الناظم:
وغيرهم واحكم له بالرفع بشرطه الآتي فخذه وارع
إن لم يكن للرأي فيه معتنق ولم يكن يأخذ عمن قد سبق
بل هذا الأثر لا يتعارض مع العقل حتى وإن كان من كلام ابن عباس - رضي الله عنه - وذلك من وجوه:
أولها: أن ابن عباس قال: (يمين الله تعالى في الأرض)، ولم يطلق هذه اليمين فهي يمين مقيدة بأنها في الأرض، ويمين الله تعالى ليست في الأرض وإنما هي في السماء، فعلم أنه لم يرد حقيقة يمين الله تعالى.
والثاني: أنه قال: (فمن صافحه وقبله فكأنما صافح) وهذا في اللغة أسلوب تشبيه، ومن المعلوم بالعقل أن المشبه ليس هو المشبه به، فدل هذا على أنه أراد التقريب فقط لا إرادة التمثيل، أي إن الذي يقبل الحجر كأنه بمنزلة من قبَّل يد الله تعالى، ومن صافح الحجر فهو بمنزلة من صافح يمين الله تعالى؛ وذلك لأن عادة الملوك إذا دخل عليهم رعاياهم قبلوا أيديهم ولله المثل الأعلى ونستغفر الله تعالى ونتوب إليه.
ومنها: قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((إني أجدُ نَفَسَ الرحمن من قِبَل اليمن)) فقالوا لنا: قد وقعتم وقعةً لا تخرجون منها، فإننا لو أخذنا بظاهر هذا الحديث فنحن حلولية ولا شك، إذ فيه إثبات أن الرحمن حال ببعض مخلوقاته، قلنا: لستم أيها الأغبياء من يوقع أهل السنة في شبهاتكم، فإنها كما قال الخطابي:
حججٌ تهافت كالزجاج تخالها حقاً وكل كاسر مكسور
فلننظر أولاً في صحة الدليل ودرجة ثبوته فنظرناه، فوجدناه في غاية الصحة، فلما تأكدنا من ثبوته نرجع إلى حقيقة معناه فوجدناه من أعظم الأدلة على صحة قاعدتنا من أنه لا يمكن أن يتعارض عقل صريح ونقل صحيح، وبيان ذلك: أن الذي أوجب لكم الإشكال في هذا الحديث هو كلمة (نفس) وتحسبونها من النفس المعروف، وهذا جهل منكم، بل هي من نَفَّس يُنفِّس تنفيسًا، أي من التفريج، أي إن تفريج الله لعباده يكون من قبل اليمن، وهذا هو الذي حصل، فإن الله تعالى نفس على عباده في حروب الردة بأهل اليمن، فهم أهل إيمانٍ وحكمة، فعلى هذا المعنى الصحيح الذي هو ظاهر اللفظ لا يكون في الحديث أي إشكال ولله الحمد والمنة.
ومنها: قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((قال الله تعالى: عبدي مرضت فلم تعدني ... جعت فلم تطعمني ... استسقيت فلم تسقني)).
فقالوا: لئن فررتم من الحديث الأول فلن تفروا من هذا، فإن هذا الحديث معارض للعقل من كل وجه فإن العقل يوجب لله تعالى صفات الكمال وهذا الحديث فيه وصف الله تعالى بالجوع والضمأ والمرض فالواجب هو اطراحه، كذا قالوا ولبئس ما قالوا، هذا هو دأب القوم يجعلون عقولهم الناقصة وأهوائهم النتنة حاكمة على نصوص الكتاب والسنة فأي نص يعارضها رموا به عُرض الحائط غير آبهين به.
والجواب عما ذكروه أن يقال: الدليل لنا لا لكم؛ فالسند مثل الشمس فقد رواه مسلم، وأما معناه الصحيح، فيفسره آخر الحديث، فإن في آخره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أما علمت أن عبدي فلان مرض فلم تعده أما إنك لو عدته لوجدتني عنده، أما علمت أن عبدي فلان استطعمك فلم تطعمه أما إنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، أما علمت أن عبدي فلان استسقاك فلم تسقه أما إنك لو أسقيته لوجدت ذلك عندي)) فهذا الكلام فيه تصريح لأهل العقول السليمة أن الله تعالى لم يمرض ولم يجع ولم يضمأ وإنما الذي جاع هو المخلوق والذي عطش واستطعم هو المخلوق، فهذا موافق للعقل السليم أتم الموافقة، والفروع على هذه القاعدة كثيرة وإنما المقصود الإشارة، والله تعالى أعلم. "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/173)
ـ[خليل]ــــــــ[11 - 11 - 10, 09:42 م]ـ
dsgl,,,,,,,,,h
يسلمووووووووووووووا
ارجو تزويدي بخطة بحث من 40 صفحة فى موضوع تعارض العقل مع النقل
واكن ممنون لكم احبتي
ـ[خليل]ــــــــ[11 - 11 - 10, 09:43 م]ـ
dsgl,,,,,,,,,h
يسلمووووووووووووووا
ارجو تزويدي بخطة بحث من 40 صفحة فى موضوع تعارض العقل مع النقل
واكن ممنون لكم احبتي
على ايميلي frekoom32@hotmail.com
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 11 - 10, 10:14 م]ـ
أهلا بك ـ ابتسامة ترحاب
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[11 - 11 - 10, 10:25 م]ـ
موضوع عن تعارض العقل السليم مع النصوص الشرعية مع ذكر مثالين؟؟
هذا سؤال من الأخت الكريمة، ولكن هل كان المقصود منه على الظاهر لان لا يوجد عاقل مسلم يؤمن بمثل هذه الترهات.
نتمنى من الأخت ان تبين مرادها وهل هو على الظاهر ام سؤال مقدر.
___________
رَأيتُكِ اليَوْمَ يا بَغَدَاْدَ بَعَدَ خَمْسةَ عَشرَ سنةً فِرَاْقاً وَكَاْنَ لاِزَمَاً. [هذا ماجرى لي اليوم] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=227381)
مَادةُ الإسلاميةِ فِي العراقِ اصْبَحَتْ مَادةً رافضيةً ووافقوا على كتابةِ سيرةِ السيدة عائشة وسعد بن ابي وقاص. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=226976)
المقدمه المنطقية التي لايسع الطالب جهلها - قسم التصديقات - ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=174006)
معذرة للدكتور محمد العريفي كلمة لا بد أن أقولها في الأحداث ( http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=94345) (http://www.dd-sunnah.net/forum/defaa/images/misc/multipage.gif 1 (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=94345)2 (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=94345&page=2)3 (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=94345&page=3)4 (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=94345&page=4))
ـ[منهاج السنة]ــــــــ[17 - 11 - 10, 03:57 م]ـ
السلام عليكم
موضوع تعارض العقل مع النقل مسخرة واستهتار برؤوس العقلاء
1 - هذا الموضةع لم يظهر حتى ترجمت الكتب اليونانية الى العربية
.... وعندها اصبح هنا اعتقاد جاء به الرسول واخر جاء في كتب اليونان
..... وما في كتب اليونان فقط ترف فكري وتقدير عقلي لعام الغيب ولا يستند هذا التصور الى شيئ
علمي معتبر ..... والدنب ليس دنب الفلاسفة في التكلم على عالم الغيب لانهم لم يكن لهم نبي
فجحدوا ما جاء به ........... فهذا جهد مقل
ولكن الذنب كل الذنب من جعل قول من باشر الغيب ونقله لنا وهو رسول الله وجعل قوله صلى الله
عليه وسلم يساوي قول افلطون وارسطو ..... اصحاب الرجم بالغيب
2 - ومن الزور كل الزور جعل النصوص المنقولة عن الفلاسفة وهي فقط اخبار عن عالم الغيب
وتسميتها عقلا بدون ادنى نظر في هذا الاصطلاح الجائر
وتسمية ما جاء به الرسول نقل فقط .............. وهو فقط محض لصطلاح لا يمت للواقع والحق
والمنطق والعلم بشيئ
بل ما جاء به رسول الله هو عين العقل والنقل الصحيح بالدليل العلمي والمنطقي الفطري
وفي هذا ما يكفي والله اعلم
والسلام عليكم
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[17 - 11 - 10, 04:02 م]ـ
مثال عن تعارض عقل سقيم لنص صحيح
قال العقلانيون الكلب الأسود شيطان
فقاموا بتشريح كلبين فلم يجدوا بينهما فرقا
قالوا النتيجة الكلب الأسود ليس شيطان
و ما أظن هذه فكرة إلا انها للشيطان
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 10:38 ص]ـ
قال ابن القيم - رحمه الله - في الصواعق المرسلة: 4/ 1208.1207:
وأما الجهل بالعقل فإنه لا يتصور أن يعارض العقل الصحيح الوحي أبدا ولكن الجاهل يظن أن تلك الشبهة عقلية وهي جهلية خيالية من جنس شبه السوفسطائية فالحاصل أنه إن عارض ما فهمه من النص بما هو الباطل كان جاهلا بالوحي ومدلوله وإن عارض مدلوله وحقيقته
التي دل عليها فهو جاهل بالعقل فلا يتصور أن يجتمع لهذا المعارض علم بالوحي والعقل أصلا بل إما أن يكون جاهلا بهما وهو الأغلب على هؤلاء أو بأحدهما ولسنا ندفع معرفتهم ببعض العقليات المشتركة بين المسلمين واليهود والنصارى والمجوس وعباد الأصنام بل ولا ندفع تبريزهم فيها وحذقهم بها وإنما نبين بالبراهين الواضحة أنهم من أجهل الناس بالعقليات المتعلقة بأسماء الرب وصفاته وأفعاله كما هم جهال بوحيه وبما جاءت به رسله وقد نفى الله سبحانه السمع والعقل عمن أعرض عن رسله فكيف بمن عارض ما جاءوا به وأخبر سبحانه أنه لا بد أن يظهر لهم في معادهم أنهم لم يكونوا من أهل السمع ولا من أهل العقل
أن هؤلاء المعارضين كما تقدم هم صنفان ملاحدة دهرية ومعطلة جهمية والملاحدة الدهرية أصل معارضتهم تكذيب الرسل والطعن فميا جاءوا به فهم خصوم الرسل في الأصل وهؤلاء الجهمية المعطلة قولهم مأخوذ من قول أولئك بعينه وطريقتهم مشتقة من طريقتهم بل كلماتهم واحدة ولكن أولئك سلكوا المعارضة بين العقل ونفس الرسالة وهؤلاء سلكوا المعارضة بين العقل وبين أشرف ما جاءت به الرسل وأفضله وأجله فتأمل موافقة الجهمية لفرعون خصم موسى وعدوه فإنه ..... الخ) أ. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/174)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 11:04 ص]ـ
بارك الله في الجميع وفي الاخ الدوسري على النقل الطيب
السلام عليكم
موضوع تعارض العقل مع النقل مسخرة واستهتار برؤوس العقلاء
1 - هذا الموضةع لم يظهر حتى ترجمت الكتب اليونانية الى العربية
.... وعندها اصبح هنا اعتقاد جاء به الرسول واخر جاء في كتب اليونان
..... وما في كتب اليونان فقط ترف فكري وتقدير عقلي لعام الغيب ولا يستند هذا التصور الى شيئ
علمي معتبر ..... والدنب ليس دنب الفلاسفة في التكلم على عالم الغيب لانهم لم يكن لهم نبي
فجحدوا ما جاء به ........... فهذا جهد مقل
ولكن الذنب كل الذنب من جعل قول من باشر الغيب ونقله لنا وهو رسول الله وجعل قوله صلى الله
عليه وسلم يساوي قول افلطون وارسطو ..... اصحاب الرجم بالغيب
2 - ومن الزور كل الزور جعل النصوص المنقولة عن الفلاسفة وهي فقط اخبار عن عالم الغيب
وتسميتها عقلا بدون ادنى نظر في هذا الاصطلاح الجائر
وتسمية ما جاء به الرسول نقل فقط .............. وهو فقط محض لصطلاح لا يمت للواقع والحق
والمنطق والعلم بشيئ
بل ما جاء به رسول الله هو عين العقل والنقل الصحيح بالدليل العلمي والمنطقي الفطري
وفي هذا ما يكفي والله اعلم
والسلام عليكم
بارك الله فيكم
إنما يريدون أن يروا ربهم جهرة وإلا أولوا!
يقال بالانجليزية:
Seeing is believing
يعني حرفيا: الرؤية إيمان .. وبصيغة أخرى: الشئ الظاهر للعيان هو المقنع المستوجب للتصديق.
لذلك المؤولة يؤولون الغيبيات الى الظواهر المحسوسة التي يدركونها حتى يقيسوا عليها. فههنا إما تحريف وإما نفي وتفويض = النتيجة لا إيمان بالغيب!
فعلا هم ماديون من هذا الوجه. Seeing is believing !!!(66/175)
تاريخ المذهب العقلي
ـ[عبده نصر الداودي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 08:43 م]ـ
الدورة العلمية في العقيدة الإسلامية
للدكتور / محمود عبد الرازق الرضواني
حفظه الله تعالى
مسجد الصحابة – عين شمس
المحاضرة الخامسة
الإثنين 29 ربيع الآخر 1429
5 مايو 2008
موضوع المحاضرة:
تاريخ المذهب العقلي
عناصر المحاضرة:
• مقدمة.
• بدعة الجهمية وظهور المدرسة العقلية.
• الرد على شبهة السمنية.
• كيف ظهرت المعتزلة؟ وقوة انتشار المدرسة العقلية
• شرح الأصول الخمسة عند المعتزلة.
• كيف ظهرت البدعة الكبرى؟
البحث المطلوب:
تعريف بالجهمية والمعتزلة فيما لا يزيد عن عشر صفحات
• مقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين، أما بعد:
في محاضرة الليلة سوف نتحدث بإذن الله تعالى عن تاريخ المذهب العقلي، وهذا مهم جداً، إننا حتى الآن نتحدث عن مقدمات أساسية لا يستغني عنها طالب العلم، ويجب أن تكون هذه المقدمات واضحة حتى إذا ما بدأنا في الحديث عن معتقد أهل السنة والجماعة سواء كان في موضوعات التوحيد أو تقسيمات التوحيد أو شرح أنواع التوحيد أو أشياء من هذا القبيل نكون قد أخذنا الخلفيات اللازمة والتصورات المطلوبة لاستيعاب هذه الأمور.
سوف نتحدث في هذه المحاضرة عن عدة نقاط:
• بدعة الجهمية وظهور المدرسة العقلية.
• الرد على شبهة السمنية.
• كيف ظهرت المعتزلة؟ وقوة انتشار المدرسة العقلية.
• شرح الأصول الخمسة عند المعتزلة.
• كيف ظهرت البدعة الكبرى؟
?????????????
• بدعة الجهمية وظهور المدرسة العقلية.
ظهر في التاريخ الإسلامي ما يُسمَّى بالمدرسة العقلية، وتجد من يقول: أنا من أصحاب المدرسة العقلية، فماذا يقصد بالمدرسة العقلية؟ هل القصد هو تعظيم العقل أم تقديم العقل على النقل؟
المذهب العقلي يُسمَّى بمذهب التعطيل، وهذا المذهب كان سبباً في ابتلاء الأمة الإسلامية فترة طويلة وعصيبة وشديدة، وفي وقت من الأوقات قُتل بسبب هذا المذهب آلاف من الناس.
شرحنا في المحاضرة السابقة طريقة الصحابة في فهم الكتاب والسنة، وهي معتمدة على تصديق الخبر وتنفيذ الأمر، وما أيسرها من عقيدة، فالصحابة والتابعون وتابعو التابعين وكل من أدرك عصر خير القرون وقدَّم النقل على العقل عند التعارض يطلق عليه اسم السلف اصطلاحاً.
في فترة خير القرون التي نصَّ عليها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بقوله: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم " كان الصحابة جميعاً على تصديق الخبر وتنفيذ الأمر، ولم يُنغِّص عليهم إلا ما حدث من الابتلاءات كمقتل عثمان وموقعة الجمل وصفين، وكان هناك في هذه المحنة مَن تمسَّك بالحق وهناك من ضلَّ، فظهرت فرقة الخوارج، ثم من بعد ذلك الشيعة، ولكن لم يكن لهم تأثير قوي في هذه الفترة، فلم يكن لهم التواجد الذي له شأن يؤثر في الأمة الإسلامية كما هو الحال الآن من تمثيل الشيعة لنسبة كبيرة من العالم الإسلامي، وكذا الخوارج والفرق التي ظهرت بعد ذلك كالصوفية باختلاف أنواعها.
ولكن المذهب الذي نريد أن نتكلم عنه هو المذهب العقلي الذي أثَّر في تكوين شخصية المنتمين إلى أهل السنة، فهؤلاء تأثروا بهذا المذهب، وهم إخواننا ويعيشون بيننا، وما زالوا متأثرين بهذا المذهب تحت ما يسمى بالمدرسة العقلية أو تعظيم العقل، فلو تعارض العقل مع النقل يقدمون عقولهم على كتاب ربهم، ويأخذون من كتاب ربهم ما يوافق عقولهم.
فما هي أساس القضية؟ ومن الذي بدأها؟ ومتى بدأها؟ ومتى ظهرت؟ هذا يحتاج إلى توضيح.
البداية كانت عند رجل يُسمَّى الجهم بن صفوان في نهاية الربع الأول من القرن الثاني (توفى ما بين عام 125 إلى 128، على اختلاف في تحديد سنة الوفاة).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/176)
والجهم بن صفوان هو أساس البلاء وسبب الشقاء وحامل لواء مقدمي الآراء على كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فهو أول من ابتدع ذلك، وتأثير الجهم امتد إلى وقتنا هذا، فيُقال لمن يُقدم عقله على كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: هذا فيه خصلة من خصال الجهمية، أو أنه متجهم.
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يرد هذه المدرسة - والتي تقول بمقالة التعطيل، فتعطل أوصاف الحق سبحانه وتعالى، وترد كلام الله تاريخ المذهب العقلي
بحجة أنه لو أثبتنا كلام الله سوف تظهر لوازم باطلة – إلى أساسين:
الأساس الأول: رجل اسمه الجعد بن درهم، وهذا الشخص تعلم على يد اليهود، فأخذ مقالة التعطيل لكلام الله تعالى من اليهود وتلامذة اليهود، ومن المشركين وضُلال الصابئين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "أصل مقالة التعطيل للصفات إنما هو مأخوذ عن تلامذة اليهود والمشركين وضلال الصابئين، فان أول من حفظ عنه أنه قال هذه المقالة في الإسلام أعنى أن الله سبحانه وتعالى ليس على العرش حقيقة، وأن معنى استوى بمعنى استولى ونحو ذلك هو الجعد بن درهم، وأخذها عنه الجهم ابن صفوان وأظهرها فنسبت مقالة الجهمية إليه، وقد قيل إن الجعد أخذ مقالته عن أبان بن سمعان وأخذها أبان عن طالوت بن أخت لبيد بن الأعصم، وأخذها طالوت من لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر الذي سحر النبي"
وقصة سحر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على يد لبيد بن الأعصم معروفة، فبعدما قضى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على اليهود في المدينة - على بني قينقاع وبني قريظة وبني النضير- وشتتهم، ظهر حقدهم الدفين، هم لا يستطيعون أن يفعلوا في الأمة شيئاً، فأرادوا أن يشوهوا فكرها عن طريق دس الشبهات، فقد رأى اليهود النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ينتصر، والله سبحانه وتعالى يرفع من شأنه، ويذل من شأن اليهود ويقضي عليهم، فظهر حقدهم، فكان من لبيد بن الأعصم الساحر اليهودي أنه سحر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وبعض الناس يفهمون هذه القضية فهماً خاطئاً، فيقولون: كيف يُسحر نبي؟
نقول: كل الروايات في هذه القصة رويت عن عائشة رضي الله عنها، ففي صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سحر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله ...........
ما معنى هذا؟
بعض الناس عمموا القول في هذا، وقالوا: ما دام أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يُخيَّل إليه أشياء، إذاً هناك شك في الوحي.
نقول: هذا الكلام غير صحيح إطلاقاً، بسبب أن كل الروايات عن عائشة رضي الله عنها، وفسرت بعض الروايات أنها رضي الله عنها كانت تقصد الجماع، فقالت: "كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله"، فمثلاً يقول لها: يا عائشة، إني على جنابة، فتقول له: لا، لم يحدث.
فانظر إلى أدب أهل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، حتى تعبر رضي الله عنها بمثل هذه الألفاظ.
...... حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ......
أي: أخذ يدعو ويدعو حتى يصرف الله عنه هذا الذي يحدث،فهو - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يكن يعلم أن هذا من السحر، حتى أخبره الله تعالى، إذاً قضية سحر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا علاقة لها بالوحي، فلا يقال بأن الوحي فيه شك، بل القضية في أنه كان يُخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله، والمقصود بذلك الجنابة من الجماع.
ثم قال: "يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل؟ فقال: مطبوب، قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم ....
طبَّه: أي سحره، فكلمة "طبَّ" قد تأتي بمعنى: "أبرأ"، وقد تأتي بمعنى " أمرض".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/177)
ولذلك، فلأن كلمة "طبَّ" من المعاني المنقسمة، قلنا بأن "الطبيب" من الأسماء المقيدة لله تعالى التي لا بد أن تُقيَّد بموضع الكمال في حق رب العزة والجلال، وهذا سنعلمه عندما نتحدث عن قضية الأسماء الحسنى بإذن الله تبارك وتعالى.
..... قال: في أي شيء؟ قال: في مُشْطٍ ومُشَاطَة وَجُفِّ طلع نخلة ذكر. قال: وأين هو؟، قال: في بئر ذروان".
وهذا بئر من الآبار وضع فيه السحر، فأخذ بعض شعرات من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وكلَّف الشياطين بأن يحاولوا إيذاء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولكن أنَّّى لهم ذلك، فالله تعالى يقول: (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) (المائدة:67)، وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن الشيطان القرين: "إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير"، ولكن هناك وساوس شياطينية تأتي من خلال الشياطين التي تعمل مع السحرة، فهناك قرين ملازم وهناك شياطين حرة طليقة تتعامل مع السحرة، وأمثال هؤلاء هم الذين قاموا بهذه الفعلة.
فأتاها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في ناس من أصحابه فجاء فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحناء أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين". قلت يا رسول الله أفلا استخرجته؟ قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "قد عافاني الله ........
وفي هذا دليل على أنه لا يُشترط أن يُخرج السحر (أو ما يُسمَّى بالعَمَل) حتى يبرأ المسحور، فلو تعوذ الإنسان بالله تبارك وتعالى وقرأ المعوذات ينفك عنه السحر بإذن الله تعالى.
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "قد عافاني الله فكرهت أن أثور على الناس فيه شرا". فأمر بها فدفنت.
أي حتى لا يُفتن الناس بقضية استخراج مثل هذه الأشياء وتصبح سنة متبعة.
لبيد بن الأعصم هذا كان دائماً ما يبث الأفكار السيئة والشبهات إلى تلاميذه، فنُقلت إلى شخص اسمه الجعد بن درهم، وقد زعم الجعد بن درهم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلم موسى تكليماً ونفى ذلك صراحةً، فأقاموا عليه الحد، ومات مقتولاً، وأصبح مشهوراً في التاريخ الإسلامي أنه هو الضحية التي ضحَّى بها خالد بن عبد الله القسري لما خطب الناس وقال: "ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم؛ فإنه يزعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسي تكليما" ثم نزل فذبحه، وكان ذلك بعد أن استفتى علماء زمانه من السلف الصالح وحكموا عليه بأن ما يقوله تكذيب بكلام الله، فمات الجعد يوم عيد الأضحى، ومدح الناس الأمير أنه ضحى بهذا الرجل الذي نفى كلام الله تعالى وعطله.
ولم يشتهر الجعد بن درهم كاشتهار الجهم بن صفوان، فالجهم تأثر بالجعد وتعلم منه مقولة التعطيل ولكنه لم يكن يُصرِّح، والجهم بن صفوان كان ذو لسان لبق في الكلام، وكان متحذلقاً كثير الكلام والجدال، ولم يكن له علم ولا مجالسة لأهل العلم، وكان الجهم يتكلم بأفكار الجعد من أن الله تعالى ليس موصوفاً بصفة ... إلى غير ذلك.
• الرد على شبهة السمنية.
الأساس الثاني:
قلنا أن الطريق الأول الذي أخذ الجهم بدعته منه هو طريق يهودي، وأما الطريق الثاني فهو طريق وثني، ففي يوم من الأيام مر الجهم على ناس من المشركين من عبدة الكواكب يقال لهم السُّمنية نسبة إلى قرية بالهند تسمى سُومَانت، فقالوا له: "يا جهم نكلمك ونناظرك فإن ظهرت حجتنا عليك دخلت في ديننا، وإن ظهرت حجتك علينا دخلنا في دينك"، ولم يكن الجهم أهلاً للمناظرة، فقالوا: هذا ربك الذي تعبده، هل يُرى؟ فقال: لا، قالوا: هل يُسمع؟، قال: لا، قالوا: هل يُحس أو يُمس؟ قال: لا، قالوا: فما يدريك أنه إله؟
نقول: إنه يأتي على الإنسان وقت من الأوقات ويتمنى أن يرى جواباً شافياً لمثل هذا السؤال، فإذا سئلت: هل يُرى ربك؟ فإن كنت لا تعلم الإجابة فقل الله أعلم، فالله سبحانه وتعالى يقول: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النحل:43)، ولو كان الجهم سأل أهل الذكر لم تكن هناك مشكلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/178)
فإذا سئلت: هل يُرى ربك؟، فقل: إن الله لا يُرى في الدنيا ابتلاءً، ويُرى في الآخرة جزاءً، وهذا هو قول أهل السنة والجماعة المعتمد على الأدلة النقلية، فالرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت"، فمن قال لك بأنه رأى الله في الدنيا، فقل له: "أنت غير صادق في كلامك"، لأن النص واضح، فلا نراه في الدنيا تحقيقاً لمعاني الابتلاء، وهو أن الله تعالى استخلفنا في أرضه، ولا يصح الابتلاء والاستخلاف في الأرض والإنسان يرى الله تعالى، ولن يكون هناك معنىً للإيمان حينئذٍ، فلن تصح الحكمة، قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (الملك:2)، وأما في الآخرة فيراه المؤمنون (ونسأل الله أن نكون منهم جميعاً) تحقيقاً لمعاني الجزاء، فيُكرم الله أهل طاعته بجنته ورؤيته كما قال تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ. إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة:22 - 23)، وقال تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) (يونس:26)، وتواتر عن نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته "، إذاً، المؤمنون يرون ربهم في الآخرة، أما في الدنيا فلا يراه أحد، وثبت في عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم يرونه في أرض المحشر في عرصات القيامة، وفي جنته أيام الجمع وفي العيدين، وهذا له تفصيل سيأتي في باب الحديث عن الرؤية.
فالله سبحانه وتعالى لايُرى يقظة ولا في المنام، فكلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عام: " تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت"، وأما القول بأن الإمام أحمد رأى ربه فغير صحيح، فالإمام أحمد إمام أهل السنة، وهو أدرى الناس بقضايا التوحيد والصفات، فقد عُذِّب فيها وضُرب ثمانين جلدة، وكان ذلك بسبب مذهب الجهمية.
مكث الجهم أربعين يوماً لا يصلي، وقال: لا أصلي لمن لا أعرفه، ثم توصل إلى حجة بعقله، فقال للسمنية: الروح التي في الجسد،هل تُرى؟، قالوا: لا، فقال لهم: هل تُسمع؟، قالوا: لا، قال: هل تُحس أو تُمس؟ قالوا: لا، قال: فكذلك الله، هو في العالم كالروح في الجسد، فهو في كل مكان، هو هذا الهواء، هو في كل شئ.
فظهرت عقيدة أن الله تعالى في كل مكان بذاته، والإجابة التي أجابها الجهم بن صفوان إجابة عقلية، فأفحمهم، وانقطع السمنية، ففُتن الجهم، فقد رأى أنه بعقله قطع حجة السمنية، وبدأ بعد ذلك يقرأ القرآن، فلما جلس مع القرآن جلس معه لا ليسمع القرآن فيصدق خبره ويُنفِّذ أمره، وإنما ليرى هل القرآن يؤيد كلامه أم أنه يُعارض كلامه، فهو يريد أن يجعل النقل مطية للعقل، وطريقة السلف أن العقل مطية للنقل.
قال أبو معاذ البلخي: "كان جهم على معبر ترمذ ـ بلد من نواحي إيران ـ وكان رجلا كوفي الأصل فصيح اللسان، لم يكن له علم ولا مجالسه لأهل العلم، وكان قد تناقل كلام المتكلمين وكلمه السمنية، فقالوا له: صف لنا ربك الذي تعبده؟ فدخل البيت لا يخرج كذا وكذا، ثم خرج عليهم بعد أيام فقال: هو هذا الهواء مع كل شيء وفي كل شيء، ولا يخلو منه شيء"
فإذا سئل العامة: أين الله؟، ستجد أن عامة الناس – إن كانوا على فطرتهم- سيقولون: الله في السماء، ولكن لأنهم تأثروا بمذهب المدرسة العقلية يقولون: "هو في كل مكان"،وأصل هذه الإجابة عقلية قالها الجهم بن صفوان، فلو قيل لمن أجاب بهذه الإجابة العقلية: هل الله في الحمام أو في الأماكن التي يأبى أن يتواجد فيها الإنسان؟ لسكت، فمن يرضى لربه أن يكون في كل مكان ويُفهم منه هذا الكلام؟، وأما الإجابة النقلية فهي أن الله سبحانه وتعالى في السماء على عرشه، فأعلى سماء العرش، والعرش فوق الماء، والماء فوق السماء السابعة، والله فوق عرشه كما أخبر، وأشار إليه نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ففي خطبة حجة الوداع، قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للصحابة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: «وأنتم تسألون عنى فما أنتم قائلون». قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس «اللهم اشهد اللهم اشهد».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/179)
ثلاث مرات
فأشار - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى ربه الذي هو فوق العرش استوى، وهو من فوق عرشه مطلع على خلقه، لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء، وهو معكم أينما كنتم، وهذه كانت عقيدة الصحابة والتابعين وتابعي التابعين وعقيدة السلف أجمعين ليس بينهم مخالف، وحتى عقيدة الإمام أبي الحسن الأشعري، فالله فوق عرشه كما أخبر، وإذا قال: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) فإنه يعني مَن على العرش، لأن أعلى سماء العرش، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، ويعلم ما نحن عليه، يقلب القلوب من فوق عرشه، يدبر الأمر في خلقه من فوق عرشه، هو رب العالمين من فوق عرشه، يُمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه من فوق عرشه، وهذه هي عقيدة أهل السنة
وأما الجهم بن صفوان فابتدع بدعة، وقال بأن الله في كل مكان، فالقول بأن الله في كل مكان عقيدة جهمية، وليست عقيدة سلفية.
فقرأ الجهم في القرآن لا ليسلم لكل ما ورد، فالمفترض أن المسلم يقرأ القرآن ليصدق خبره وينفذ أمره، لا ليأخذ من القرآن ما يوافق هواه، ومذهب الجهم هذا أدى إلى ظهور البدع في أمة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فتقديم العقل على النقل في باب الخبر يؤدي إلى ظهور بدع العقائد، وتقديم العقل على النقل في باب الأمر يؤدي إلى ظهور بدع العبادات، وكل الطوائف التي تفرقت وتحزبت ستجد أنها تحزبت إما بسبب تقديم العقل على النقل في باب الخبر، وإما بسبب تقديم العقل على النقل في باب الأمر.
فالجهم بن صفوان نظر إلى القرآن، فما ظن أنه يوافق رأيه من النصوص احتج به، وما ظن أنه يخالف مذهبه منها أنكرها وعطلها عن مدلولها، فوجد قوله تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) (الحديد:4) فأخذه حجة لرأيه في الحلول والاتحاد، وكذلك قوله: (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الأنعام:103)، فبنى عليه نفي صفات الله وتعطيلها، وأما الآيات التي تخالف مذهبه فسنرى ماذا فعل فيها.
قال أبو نعيم البلخي وكان قد أدرك جهماً: "كان للجهم صاحب يكرمه ويقدمه على غيره فإذا هو قد هجره وخاصمه فقلت له: لقد كان يكرمك، فقال: إنه جاء منه ما لا يتحمل، بينما هو يقرأ سورة طه والمصحف في حجره إذ أتى على هذه الآية: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه:5) ..
هذه الآية معناها أن الله تعالى فوق العرش، وليس في كل مكان، فهذه الآية تعارض عقل الجهم بن صفوان، وعلى المسلم أن يُصدق خبر الله تعالى، فإن قيل كيف استوى؟، نقول: لا نعلم، فالرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت"، فلم نره، ولا يوجد له مثيل حتى نقول بأنه مثل فلان، فهناك كيفية لاستواء الله تعالى على عرشه، ولكن لا يعلمها إلا الله.
قال: "لو وجدت السبيل إلى أن أحكها من المصحف لفعلت"
فهذا هو تقديم العقل على النقل، بل إنه تقديس للعقل ومحو للنقل.
قال صاحبه: فاحتملت هذه، ثم إنه بينما يقرأ آية أخرى إذ قال: ما أظرف محمداً حين قالها.
فالجهم لما قال بأن الله في العالم كالروح في الجسد، وأنه في كل مكان وليس له ذات مستقلة فوق عرشه، بدأ ينفي أوصاف الله، وعنده خلفية من الجعد بن درهم، فنفى صفة الكلام عن الله، وقال بأنه لو كان متكلماً لكان له فم ولسان، وهذا كذب وكلام باطل، فالله تعالى يتكلم كما يليق بجلاله، ولا ندري كيف يتكلم، فنفى صفة الكلام، فقوله: "ما أظرف محمداً حين قالها" يعني أنه ينسب القرآن إلى محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فيقول: (إن هذا إلا قول البشر)، والله تعالى قد توعد من قال ذلك فقال: (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ. لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ) (المدثر:26 - 28).
فإذا كان الله لا يتكلم على حسب اعتقاد الجهمية، فالقرآن كلام من؟ قالوا: كلام محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ومحمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مخلوق باتفاق، ووصف المخلوق مخلوق، فكلام المخلوق مخلوق وعزة المخلوق مخلوقة ... وهكذا، فهو بذاته وصفاته مخلوق.
فقالوا: "والقرآن كلام محمد، فالقرآن مخلوق "، فظهرت بذلك بدعة القول بخلق القرآن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/180)
فالقول بخلق القرآن سببه أن الجهم بن صفوان نسب القرآن إلى محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولم ينسبه إلى الله، فقال بأن القرآن كلام محمد، ومحمد مخلوق، فالقرآن أيضاً مخلوق.
فمن قال بأن القرآن مخلوق فإنه ينفي صفات الله، ومن قال بأن القرآن غير مخلوق فإنه يثبت الصفات لله، فالقول بخلق القرآن يعني نفي صفات الله تعالى، فوقف الإمام أحمد لهم وقال: "لن أنفي صفات الله "، فعذبوه وسجنوه وضربوه وهو ثابت ويقول بأن كلام الله صفة من صفاته.
ثم بينما هو يقرأ القصص والمصحف في حجره إذ مر بذكر موسى عليه السلام فدفع المصحف بيديه ورجليه، وقال: أي شيء هذا؟ ذكره هنا فلم يتم ذكره وذكره هنا فلم يتم ذكره"
فالمذهب العقلي أدى به إلى أنه ينفي ويكذب بكلام الله صراحةً، ولذلك كفروا الجهم بن صفوان لأنه ينفي أوصاف الله ويكذب بكلام الله ويتجرأ على كلام الله، بخلاف معطلة اليوم الذين يقولون بأن الله ليس على العرش أو أنه يتكلم بكلام نفسي ولكن لا ينفون كلام الله وإنما يقولون: نحن نؤول.
قال أبو القاسم اللالكائي: "ولا خلاف بين الأمة أن أول من قال القرآن مخلوق جعد بن درهم ثم جهم بن صفوان"
وهناك أيضاً أمور ابتدعها الجهم بن صفوان مثل قوله بأن الإنسان مسير وليس بمخير، وأن الإيمان بالله أن تعلم بأن الله موجود مهما فعلت من أفعال الكفر، وأن الجنة والنار تفنيان بعد دخول أهلهما حتى لا يبقى موجود سوى الله تعالى.
قال أبو الحسن الأشعري: "قول الجهمية الذي تفرد به جهم القول بأن الجنة والنار تبيدان وتفنيان، وأن الإيمان هو المعرفة بالله فقط، والكفر هو الجهل به فقط وأنه لا فعل لأحد في الحقيقة إلا لله وحده، وأنه هو الفاعل، وأن الناس إنما تنسب إليهم أفعالهم على المجاز، كما يقال: تحركت الشجرة ودارت السفينة وزالت الشمس وإنما فعل ذلك بالشجرة والسفينة والشمس الله سبحانه وتعالى، وكان جهم ينتحل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
وكان جهم يقف على الجذامى ويشاهد ما هو فيه من البلايا ويقول: "أرحم الراحمين يفعل مثل هذا"، يعني أنه ليس هناك رحمة في الحقيقة ولا حكمة، وأن الأمر راجع إلى الجبر وإلى محض المشيئة الخالية عن الحكمة والرحمة.
وقد انتقل الجهم بن صفوان إلى ترمذ أحد البلدان في إيران، وبدأ الدعوة لمذهبه فانتشرت فيها عقائد الإنكار والتعطيل لكلام الله، ثم وجد لدعوته أتباعاً ومريدين من العامة والدهماء والجاهلين في مدن أخرى من مدن إيران، ثم انتشرت أفكاره في بغداد وبقية البلدان، وقد مات مقتولاً، قتله سالم بن الأحوز في آخر أيام الدولة الأموية.
فالجهم قدَّم العقل على النقل، ونظر إلى كتاب الله فأخذ من كتاب الله ما يوافق عقله وهواه، وعطَّل ما يخالف رأيه.
فمثلاً قوله تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) (الزمر:62) يستدلون به على أن القرآن مخلوق، فهو أخذ هذه الآية لا لأنه يصدق بخبر الله، ولكن لأنها تؤيد عقله وهواه، فالاحتجاج بالكتاب والسنة هنا ليس دليلاً أولياً، وإنما هو دليل ثانوي.
وسنوضح بإذن الله تعالى التلبيس الذي يحدث من بعض المؤلفين من أصحاب المدرسة العقلية، فتجدهم يقدمون الدليل النقلي حتى يخفوا على العامة مذهبهم.
وقد تفرعت من فرقة الجهمية فرق عديدة انقسمت إلى أكثر من عشر فرق كل فرقة اتخذت لنفسها مسلكاً فكرياً خاصاً وعقيدة مستقلة، لكن أبرز عقائد الجهمية هي:
1. القول بنفي صفات الله تعالى.
2. أن الإنسان لا يقدر على شيء، وهو مجبور مسير مقهور في فعله لا يوصف بالاستطاعة والقدرة.
3. أن الجنة والنار تفنيان.
4. أن الإيمان هو معرفة الله حتى لو كفر الإنسان باللسان.
5. قولهم بأن القرآن مخلوق.
والقصد مما سبق أن الجهم بن صفوان زعم أن من وصف الله بشيء مما وصف به نفسه في كتابه أو في سنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فهو مشبه، وأن التوحيد يكمن في نفي هذه الصفات متمسكاً بزعمه بقول الله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى:11) سواء كان النفي نفياً واضحاً، أو كان بتأويل القرآن على غير معناه وليِّ أعناق النصوص بغير ما تحتمل، فزعم الجهم أن الله في كل مكان كالروح في الجسد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/181)
وهذا كلام باطل من جميع الوجوه لأن الله سبحانه وتعالى لا يحل في مخلوقاته فقد ثبت أنه بذاته في السماء فوق العرش، وعرشه فوق الماء، والماء فوق السماء السابعة، وهو سبحانه في سمائه يدبر أمر مخلوقاته ويعلم ما هم عليه.
قال أبو عمر الطلمنكي: "أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) (الحديد:4) ونحو ذلك من القرآن أنه علمه وأن الله تعالى فوق السماوات بذاته مستو على عرشه كيف شاء، وقال أهل السنة في قوله: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه:5): إن الاستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز".
وقال أبو زرعة الرازي: "إن الله تعالى على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بلا كيف أحاط بكل شيء علما، وإنه تبارك وتعالى يرى في الآخرة يراه أهل الجنة بأبصارهم ويسمعون كلامه كيف شاء وكما شاء".
وقال أبو نعيم الأصبهاني: "طريقتنا طريقة المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة، ثم قال: فما اعتقدوه أن الأحاديث التي ثبتت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في العرش واستواء الله يقولون بها ويثبتونها من غير تمثيل ولا تشبيه ولا تكييف، وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه، لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم، وهو مستو على عرشه في سمائه دون أرضه وخلقه ..
وقال أيضا: "وأجمعوا أن الله فوق سماواته عال على عرشه مستو عليه لا مستول عليه كما تقول الجهمية أنه بكل مكان خلافا لما نزل في كتابه".
وقال أبو الحسن الأشعري عند قوله (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ): (السماوات فوقها العرش، ولما كان العرش فوق السماوات، قال أأمنتم من في السماء لأنه على العرش الذي فوق السماوات، وكل ما علا فهو سماء والعرش أعلى السماوات، وليس إذا قال: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) يعني جميع السماوات، وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السماوات).
وقال يحى بن معاذ الرازي: "إن الله على العرش بائن من خلقه، قد أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، لا يشك في هذه المقالة إلا جهمي رديء أو هالك مرتاب يمزج الله بخلقه ويخلط منه الذات بالأقذار والأنتان".
ما المقصود بقوله تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)؟
ربنا سبحانه وتعالى معنا من فوق عرشه، ولا يلزم من ذلك أن الله ترك عرشه ونزل بين الناس، والذي يفهم ذلك شخص يتخيل ربنا سبحانه وتعالى إنساناً، وهذا من جهله بوصف الرحمن، فالله سبحانه وتعالى ليس كمثله شئ، وهو فوق عرشه، ومن فوق العرش معنا بمعية عامة ومعية خاصة، وسنعلم ذلك بالتفصيل، فقد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للصديق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - "لا تحزن إن الله معنا"، هل يعني ذلك أن الله في الغار؟!
الله تعالى ضرب مثلاً لبني إسرائيل بسبب اتباعهم لأهوائهم ولعقولهم دون النظر إلى كتاب ربهم، فقال:) مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الجمعة:5)
قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للصديق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - "لا تحزن إن الله معنا"، هذا معناه أن الله سبحانه وتعالى معهم يؤيدهم وينصرهم من فوق عرشه، ومعهم يُقلب الأسباب لحظة بلحظة لتأييد نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فأعمى أبصار الكافرين حين نظروا إلى الغار، فقلب المؤمن وقلب الكافر بيد الله يقلبه كيف يشاء من فوق عرشه، (إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ. هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ) (آل عمران:5)، وهذه هي عقيدة السلف الصالح، فإذا أتى الشيطان لك وقال لك: ما هو شكل العرش؟ وكيف استوى الله عليه؟ فاستعذ بالله منه.
وسنعلم بعد ذلك أن الممثل يعبد صنماً، والمعطل يعبد عدماً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/182)
بدأ الجهم بن صفوان في نشر آرائه في كل مكان، وظن أنه لما غلب السمنية بعقله أنه فعل ما لم يفعله أحد، فكانت فتنة، فقد أفحم المشركين بعقله، ولكن نصره هذا كان كارثة على المؤمنين، وانظر إلى المعتصم بن هارون الرشيد عندما آذى الروم امرأةً مسلمة في تركيا فقالت: وامعتصماه، فقال لها: لبيك يا أختاه، وحرَّك الجيوش الجرارة لنصرة المرأة المسلمة، وفي نفس الوقت يعذب الإمام أحمد حتى يقول بخلق القرآن.
فبدأ الجهم برأيه هذا ينشر فكره في الأمة، وانظر إلى ما فُتن به عندما ظن أنه نصر الأمة بهزيمته للمشركين بعقله، إذاً، لا يثق المرء إلا في الدليل والرجوع إلى الأصول وتقديم المنقول على المعقول، وهذا هو منهج أهل السنة والجماعة، أما أن يأتي شخص ويقول لنا: خذوا من القرآن كذا، ولا تأخذوا كذا، نقول له: كلامك لا يلزمنا، فنحن نريد أن نتربى على أصول العقيدة، على أصول منهج أهل السنة والجماعة، فإذا علمت الشئ بدليله ستجد أن الكلام يقع على القلب والفطرة.
ذكرنا قبل ذلك قصة المرأة التي ذهبت لأبي حنيفة وقالت له: أنت تكلم الناس في الفقه، وأن يفعلوا كذا ولا يفعلوا كذا، فأين الله الذي تعبده؟، فخرج عليهم الإمام أبو حنيفة وقال: "إن الله فوق عرشه، وعلمه في كل مكان"، وصنف رحمه الله تعالى كتاباً سماه "الفقه الأكبر"، فالفقه الأكبر هو أن تتعلم أصول الدين، وسنتكلم في المحاضرة القادمة على المصطلحات التي أُطلقت على علم التوحيد، ومن ضمن هذه المصطلحات مصطلح "أصول الدين"، وأصول الدين هي أن ننظر إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (أو مايسمى بالنقل أو الوحي أو السمع أو الشرع أو الخبر) فنصدق خبره وننفذ أمره، فأصول العقيدة هي تصديق الخبر وتنفيذ الأمر، فتصديق الخبر وضحه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بمصطلح الإيمان في حديث جبريل عليه السلام وهو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وأن تؤمن بالقدر خيره وشره.
وتنفيذ الأمر هو الإسلام وهو الأركان الخمسة التي وردت في حديث جبريل.
• كيف ظهرت المعتزلة؟ وقوة انتشار المدرسة العقلية
في أيام الحسن البصري رحمه الله تعالى – وهو إمام من أئمة السلف المعروفين – ظهر شخص اسمه واصل بن عطاء، وكان أحد تلامذة الحسن البصري، وكان مفوهاً وبليغاً، وكان عنده عيب في حرف الراء، فلا يستطيع أن ينطق بحرف الراء، فكان ينطق الراء غيناً، فمثلاً: عبارة "شراب بارد" ينطقها هكذا: "شغاب باغد"، فكان يحاول أن ينتقي الكلمات التي ليس بها حرف الراء، ويتكلم بمنتهى البلاغة والفصاحة، فكان يخلص كلامه وينقيه من حرف الراء لقدرته العجيبة على انتقاء الكلام حتى قال أحد الشعراء من أتباعه يمدحه:
عليم بإبدال الحروف وقامع .......... لكل خطيب يقلب الحق باطله
وقال آخر:
ويجعل البر قمحا في تصرفه ........ وخالف الراء حتى احتال للشعر
ولم يُطِقْ مطراً والقَولُ يَعْجُلُه .......... فعاذ بالغيث إشفاقاً من المطر
كان الحسن البصري رحمه الله تعالى بين طلابه في حلقته، فجاء إلى الحلقة رجل من عامة المسلمين وقال: يا إمام، ما تقول في مرتكب الكبيرة؟ هل هو مؤمن أم كافر؟
فقام واصل بن عطاء وقال: أنا أقول هو في منزلة بين المنزلتين (أي أنه خرج من الإيمان ولم يدخل في الكفر)
وهذا هو الأصل الثالث من أصول المعتزلة، فجعل واصل بن عطاء ذلك أصلاً، وألَّف فيه مجلداً كاملاً، فمرتكب الكبيرة في الدنيا عند المعتزلة خرج من الإيمان ولم يدخل في الكفر.
فتكلم واصل بن عطاء بلا أدب ولا حياء بين يدي شيخه، وأجاب بإجابة عقلية وليست نقلية.
وأما الإجابة النقلية والتي كان من المتوقع أن يجيب بها الحسن رحمه الله تعالى هي أن مرتكب الكبيرة مسلم فاسق لا يخرج عن الملة، فمرتكب الكبيرة (كالزاني والسارق والمرتشي وقاتل النفس) مسلم، والحد يكفر عنه عقوبته، وإن تاب تاب الله عليه، وإن لم يتب فهو من المسلمين، في الآخرة تحت مشيئة الله، لأن الله تعالى قال: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) (النساء:48)، فطالما أنه مصدق بكلام الله تعالى، ويأتي إلى الأمر ويعصى، فهو تحت مشيئة الله، إن شاء عذبه وطهره ثم أخرجه من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/183)
النار بشفاعة المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وإن شاء عفا عنه، فأهل الكبائر يخرجون من النار بالشفاعة، وهذا ثابت في النصوص، فيمكن أن يغفر الله له ابتداءً ويدخله الجنة، ويمكن أن يعذبه حتى يتطهر من ذنبه ثم يُدخله الجنة، لكنه لا يُخلَّد في النار.
وأما عند المعتزلة فهو في الدنيا في منزلة بين المنزلتين، بين الإيمان والكفر، وأما في الآخرة فهو مخلد في النار لا يخرج منها أبداً.
إذاً، ماذا يقول المعتزلة في أحاديث الشفاعة؟
يقولون: الشفاعة محسوبية، وليس في الإسلام محسوبية، فتطاولوا على البخاري وتطاولوا على مسلم، وتطاولوا على الأخبار.
فالمعتزلة ردوا الأخبار، وتجد من يقول بأن هذه الأخبار آحاد، لا تفيد اليقين في أمور الاعتقاد، بل هي ظنيات.
نقول: كيف هذا؟ ماذا نقول إذاً في الصلاة والصوم وغير ذلك من العبادات التي ثبتت بأخبار الآحاد؟!! أنقول عنها بأنها ظنيات؟!!، فطعنوا في البخاري وطعنوا في مسلم وأنكروا الشفاعة تحت مسمى إنفاذ الوعيد، فقالوا بأن الله تعالى إذا توعد الكافرين وتوعد العصاة لا يجوز أن يخلف وعيده.
نقول: هل أنتم تتكلمون عن بشر أم تتكلمون عن الله تعالى؟!! فالله تعالى إذا فعل فعلاً فإنه يحقق الحكمة من فعله، وهو غني عن العالمين، وله مطلق القدرة، وهو القدير وهو الحكيم.
ولما أجاب واصل بهذه الطريقة دون احترام لشيخه ودون علم أو نظر في كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، نظر له الطلاب نظرة سيئة، فقام واعتزل مجلس الحسن وجلس إلى سارية من سواري المسجد في البصرة، وانضم إليه بعد ذلك رجل آخر يقال له عمرو بن عبيد، واجتمع إلى واصل بن عطاء أراذل الناس من أتباع الجهم بن صفوان، فكان الحسن البصري يقول: اعتزلنا واصل، اعتزلنا واصل، وكان بقية طلاب العلم من تلاميذ الحسن البصري يطلقون عليهم المعتزلة، فارتسم عليهم هذا الاصطلاح عند عامة المسلمين.
فأصبحت المعتزلة امتداداً للجهمية، وظهر فِكر الجهم بن صفوان بشكل جديد يُسمى بفكر المعتزلة، وكانوا في البداية مجموعة صغيرة، ولم يظهر لهم تأثير قوي، بل كان تأثيرهم محدوداً، فمتى ظهر التأثير الكبير لفكر المعتزلة؟
أصَّل المعتزلة الأصول الخمسة لهم، واقتنع بكلامهم أحد أمراء بني العباس وهو المأمون بن هارون الرشيد، وكان رؤوس المعتزلة حينئذ بشر المريسي وأحمد بن أبي دؤاد وآخرين، وانضم إليهم المأمون بن هارون الرشيد قبل أن يتولى الخلافة وأقنعوه بكلامهم، وتحت مسمى الزهد والورع والتقوى والصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انخدع المأمون بكلامهم، فلما مات هارون الرشيد وتولى الخلافة من بعده المأمون بن هارون جعلهم بطانته والقضاة والوزراء، فقالوا له: أتترك الأمة على ضلال؟ وأقنعوه بأن يفرض على الناس مذهب المعتزلة والقول بخلق القرآن، فظهرت بدعة القول بخلق القرآن، وتحول المذهب السُّني السلفي، فانتهى عصر خير القرون، وبدأ عصر يقدمون فيه العقل على النقل، وفرضوا على الناس هذا الأمر بسلاح القوة، فقد قتل المأمون والمعتصم والواثق وبطانتهم كأحمد بن أبي دؤاد قاضي القضاة آلافاً من المسلمين ممن قالوا بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، والله يتكلم كما يليق بجلاله، ونثبت ما أثبته الله لنفسه، ونصدق الله في خبره وننفذ أمره، فكانوا يُقتلون، فقُتل في هذه المحنة أناسٌ لا حصر لهم بسبب هؤلاء المعتزلة أصحاب العقول.
• شرح الأصول الخمسة عند المعتزلة.
الأصول الخمسة عند المعتزلة هي:
1. التوحيد
2. العدل
3. المنزلة بين المنزلتين
4. إنفاذ الوعيد
5. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وهذه شعارات رنانة خبيثة، وكان الخليفة المأمون يقول بأنه حريص على الأمة حتى لا تتفرق، ويقول: "إن حشو الرعية وسفلة الناس لا يفهمون كلام الله، ويجب على خليفة المسلمين أن يُلزمهم بالحق الذي يراه الخليفة "، فألزم الناس بالقول بخلق القرآن على أساس أن هذا هو الحق.
أولاً: التوحيد
التوحيد عند المعتزلة هدم للتوحيد الذي ورد في كتاب الله وفي سنة رسوله ?، فما الفرق بين التوحيد عند المعتزلة والتوحيد عند أهل السنة؟
سنضرب مثالاً للتوضيح:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/184)
إذا وقف رجل وسط مدرسة وأراد أن يمدح ابنه فقال: "ابني لا نظير له"، فهذه العبارة تحمل انفراداً وتوحداً وتمييزاً لابنه عن الآخرين، ولكن بأي شئ يُميزه؟، فقال له الناس: في أي شئ؟ لا نظير له في ماذا؟
فقال: ليس له أي صفة.
قالوا: كيف هذا؟
قال: لأنه لو كان له صفة، لكان من الممكن أن يكون أحد مثله.
هذا الكلام لا يقوله أحد من العقلاء، فهو بذلك أفرده بلا وصف، وهذا هو توحيد المعتزلة.
وأما لو قال: ابني لا نظير له، فقيل له: في أي شئ؟ فقال: "في علمه، فهو أعلم طالب في المدرسة"، فهو بذلك أثبت له صفة العلم، وميَّزه عن باقي الطلاب بصفة العلم، فهو بذلك أفرده وميَّزه بوصف، فحتى يميزه يجب أن يفرده بوصفٍ تَميَّز به عن الباقي، فالله تعالى يقول: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) في ماذا؟
قال: (وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) فالله تعالى ليس كمثله شئ في سمعه وبصره، فسمعه سبحانه مطلق، فمن فوق عرشه يسمع كل شئ، قال تعالى: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (المجادلة:1)، وأما سمع البشر فمحدود، فيستطيع الإنسان أن يدرك صوت دقة ساعة في ظروف هادئة تماماً على بعد 20 قدماً، ولو ابتعدت أكثر من ذلك لا يستطيع أن يسمعها، فهذا هو الفارق بين سمع الخالق وسمع المخلوق، إذاً الله تعالى ليس كمثله شئ في سمعه، قال تعالى: (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً) (مريم:65)، فالله تعالى ليس كمثله شئ في سمعه ولا في بصره ولا في قوته ولا في مُلكه ولا في غناه ولا في أسمائه وصفاته.
إذاً، لن يكون التوحيد توحيداً إلا بإثبات الصفات، فالمعتزلي لا يقبل أن يقول له أحد: "أنت ليس لك أي صفة"، ومع ذلك يقبل أن يقول ذلك على الله جل وعلا.
فالتوحيد عند المعتزلة أن تثبت الأسماء لله تعالى وأن تنفي جميع الصفات، وليس هذا هو التوحيد الذي تعلمه الصحابة من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فالله سبحانه وتعالى عند المعتزلة ليس له أي صفة، فيقولون: نحن لا نثبت لله الصفات، لأننا لو أثبتنا له الصفات فقد شبهناه، فلو قلنا بأن له سمعاً، فقد أثبتنا له الأذن.
نقول لهم: الله تعالى لما قال: (وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) هل يريد بذلك سمعه أم سمع الإنسان؟!، فالله تعالى يسمع كما يليق بجلاله، وليس كما يليق بالإنسان.
فلما يقول تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه:5) فإنه يتكلم عن استوائه هو سبحانه وتعالى، فإذا تخيل أحد استواء إنسان ونفى استواء الحق سبحانه وتعالى بحجة أنه سبحانه لو كان على العرش لكان محمولاً، فالعيب في عقله هو، لماذا يتخيل المخلوق عندما يسمع وصف الخالق؟
فإذا قلنا "طائر كبير" وتخيل أحد فيلاً، بحجة أن الطائر موجود والفيل موجود، فهذا ليس بعاقل أبداً.
وكذلك إذا قال تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه:5) وتخيل أحد استواء سليمان، فماذا نقول له؟!!
فإن قيل: كيف استوى؟، نقول: لا نعلم، لأننا لم نره، وليس له مثيل حتى نقول بأنه مثل فلان، ولذلك قال الإمام مالك رحمه الله تعالى: " الاستواء معلوم والكيف مجهول" أي أن الاستواء حقيقة موجودة وكيفيته مجهول لنا، معلوم لله تعالى، وهم يقولون: لا تثبت الاستواء، نزِّه الله عن التشبيه.
نقول: أيكون كلام الله سبحانه وتعالى تشبيهاً؟! أيخاطبنا الله تعالى بألغاز وكلام يؤدي إلى الكفر والضلال؟؟!! أهذا اعتقاد أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟؟، فهؤلاء لا يفهمون كتاب الله تعالى كما فهمه أصحاب محمد بن عبد الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولذلك إذا نظرنا إلى قواعد مذهب السلف نجد أن أول القواعد التوحيد وثاني القواعد إثبات الصفات، فلا توحيد بغير إثبات الصفات، فالتوحيد بغير إثبات الصفات هو كما تقول لشخص: أنت ليس لك أي صفة، لأنني أريد أن أنزهك عن مشابهة المخلوقات.
فهذا الكلام لا يقوله العقلاء، وإنما إذا أردت أن تمدح هذا الشخص تقول: ليس لك مثيل في كرمك، في أخلاقك، في بصيرتك ...... ، فتثبت له صفة، فالمدح يكون بإثبات الصفات لا بنفيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/185)
فالتوحيد عند المعتزلة هو نفي الصفات، وهذا هو الأصل الأول عند المعتزلة، فقالوا بأن الله ليس على العرش ولا في السماء ولا يأتي لفصل القضاء وليس له وجه، وليس له يد، وليس له عين .......... وكل ما أخبر الله به ليس على الحقيقة.
ولذلك كان المعتزلة عندهم شجاعة في التعطيل، والتعطيل نفي، ولكن ابن تيمية رحمه الله تعالى سماهم معطلة، لأن عندهم حسن نية في نفيهم للصفات، فسماهم معطلة حتى لا يُكفرهم، وكذلك الإمام أحمد رحمه الله تعالى لم يكفرهم لأنهم قوم سوء وجهلة، معذورون بجهلهم وحماقتهم، ولكن جهلهم جهل مركب، فالجهل نوعان:
جهل بسيط: وهو أنك لا تعلم المعلومة فتُعرَّف لك.
جهل مركب: وهو الذي يَصْدُق فيه قول الله تعالى: (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) (الكهف:104)
وابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب "درء تعارض العقل مع النقل" يضرب مثلاً للجهل البسيط بقوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (النور: 39)، وللجهل المركب بقوله تعالى: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) (النور:40).
فهذا هو التوحيد عند المعتزلة، وهو مذهب ضلالة كما ترون، وسوف يأتي الكلام عن مذهب المعتزلة في قضية الأسماء الحسنى، وأنهم هم القائلون بجواز أن نسمي الله تعالى بعقولنا وبجواز الاشتقاق (وهو أن يُشتق من الفعل اسم)، وأما سائر الطوائف في الأمة الإسلامية -حتى الضالة منها- قالوا بأن الأسماء توقيفية على النص، وأن الاسم يجب أن يرد بنصه في الكتاب أو في السنة.
فالإنسان لا يقبل أن يناديه أحد بغير اسمه أو أن يُغير أحد في اسمه، فكيف يقبل ذلك على رب العزة والجلال ويُقال بأنه لا فارق بين "الساتر" و"الستير"؟
إذاً، عرفنا الآن الفرق بين التوحيد عند المعتزلة والتوحيد عند السلف، فالتوحيد عند السلف توحيد يؤدي إلى إثبات الصفات، وهذا هو الذي استمات الإمام أحمد في الدفاع عنه، والتوحيد عند المعتزلة يؤدي إلى نفي الصفات.
والخليفة المأمون كان يُسمي توحيد المعتزلة بـ"حقيقة التوحيد"، مع أنه على العكس من التوحيد عند السلف الصالح.
ثانياً: العدل
ما هو العدل عند المعتزلة؟
يقولون:إن الله لا يرضى بالظلم، فلا يمكن أن يكون الله تعالى قدَّر العذاب على الكافر، لأن هذا يُعتبر ظلماً، والله سبحانه وتعالى لا يظلم أحداً، فلا بد من العدل، إذاً، الله لم يُقدِّر مقادير الخلائق قبل أن يخلقهم، والعبد هو الذي يخلق فعله.
نقول: الله تعالى يقول: (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) (الأعراف:54)، وقال تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (الزمر:62)، فهذه الآية يحتجون بها على كون القرآن مخلوقاً، وأما في باب القضاء والقدر وأن الله تعالى خلق أفعال العباد سواء كانت طاعة أو معصية يقولون بأن الله لا يخلق أفعال العباد، فهذا تناقض، فهم بذلك جعلوا آلهة أخرى مع الله تعالى، ولذلك صنَّف الإمام البخاري رحمه الله تعالى كتاب "خلق أفعال العباد" ليرد على المعتزلة الذين يقولون بأن العبد هو الذي يخلق فعله.
فالعبد مخلوق، وأفعال العبد مخلوقة، قال تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) (الصافات:96)
ولنطرح هذا السؤال: إذا قدَّر الله تعالى على رجلٍٍ أن يكون من أهل النار، وأطاع هذا الرجل رب العزة والجلال طول الحياة، هل سيدخل الجنة أم سيدخل النار؟
من قال بأنه سيدخل النار يريد أن يُمضي القدرة، وأن الله سبحانه وتعالى قدير، فما كتبه في اللوح سوف يكون، فآمن بقدرة الله، وأن من كتبه الله من أهل الجنة فسيدخل الجنة، ومن كتبه من أهل النار فسيدخل النار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/186)
فإذا نظرنا إلى الجانب الآخر، فإن هذا الرجل لو كتبه الله من أهل النار وأطاع رب العزة والجلال، ثم عذبه الله تعالى لكان هذا ظلماً، إذاً من قال بأنه سيدخل النار ينفي الحكمة، لأن الحكمة تقتضي ألا يُعذَِّب أحداً إلا بذنب اقترفه، قال تعالى: (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) (الكهف:49)، فيجب أن تؤمن بأن الله حكيم وتؤمن بأنه قدير، فتجمع في إيمانك بين الحكمة والقدرة.
فأهل السنة يؤمنون بأن الله على كل شئ قدير، وبأن ما كتبه في اللوح المحفوظ سوف يتم، فالله تعالى حكيم لا يظلم أحداً من خلقه.
كيف نجمع بين الحكمة والقدرة؟
نرجع للسؤال الذي ذكرناه: إذا قدَّر الله تعالى على رجلٍٍ أن يكون من أهل النار، وأطاع هذا الرجل رب العزة والجلال طول الحياة، هل سيدخل الجنة أم سيدخل النار؟
الذي يُغلِّب جانب القدرة يقول: سيدخل النار، وأما المعتزلة فيقولون: هذا ظلم، وينفون التقدير السابق، فنفوا بذلك أصلاً من أصول الإيمان وهو الإيمان بالقضاء والقدر.
نقول: إن الذي سأل هذا السؤال قد أخطأ خطأً عظيماً، فمن أدراه بأن هذا الرجل من أهل النار؟ فقد يكون من أهل الجنة، لأن الله تعالى أخفى المُقدَّر الذي كتبه ولم يُظهره، فالقدر سر الله في خلقه، فلا نستطيع أن نقطع لإنسانٍ بأنه من أهل الجنة أو أنه من أهل النار، لأننا لم نطلع على ما في اللوح، والله سبحانه وتعالى من حكمته أخفى التقدير الأزلي، فلا يطلع عليه ملك مقرَّب ولا نبي مرسل، والإجماع على ذلك.
قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى: "وأصل القدر سر الله في خلقه، لم يُطلع عليه ملكاً مقرباً، ولا نبياً مرسلاً"، فلم يطلع أحد على ما في اللوح المحفوظ، حتى تصح الحكمة، فالإنسان ليس أمامه إلا أن يأخذ بالأسباب، قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "اعملوا، فكلٌ ميسر لما خُلق له".
وإذا قلت: إذا نزل أحد من بطن أمه، وكتب الله على وجهه "كافر بالله مهما أطاع"، هل يدخل الجنة أم النار؟
الإجابة هي: يدخل النار، ويكون هذا ظلماً، لكن لا ينزل أحد من بطن أمه وهو يعلم قدره، فلا يعلم الغيب إلا الله، فأخفاه الله تعالى في اللوح المحفوظ، فنؤمن بقدر الله ونعمل بشرع الله، ولذلك جاء سراقة بن مالك بن جعشم قال: يا رسول الله بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، فيما العمل اليوم أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أم فيما نستقبل؟ قال "لا، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير". قال: ففيم العمل؟، فقال «اعملوا فكل ميسر لما خلق له" وقرأ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هذه الآية: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى. وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى. وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى)
فإذا أردت الجنة عليك أن تأخذ بالأسباب التي توصلك إليها، فأطع الله واستعن بالله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - واسأله العصمة والتوفيق والهداية، وستدخل الجنة بإذن الله تعالى، ولا تشغل نفسك بما في اللوح، فلا نعلم ما في اللوح إلا بعد أن يقع،والذي يقع نقول فيه: قدّر الله وما شاء فعل، فنرضى بالمُقدَّر ونقول: نعتصم بشرع ربنا ونرجع إليه، ونستغفر الله من ذنوبنا إن عصينا، ونتمسك بالطاعة ونستمر على ذلك، ونسأل الله ذلك إلى أن نموت.
وسنأخذ في المحاضرة القادمة أن توحيد الألوهية يُسمى بـ"توحيد الشرع والقدر"، فلا بد أن نؤمن بقدر الله وأن نعمل بشرع الله.
وأما العدل عند المعتزلة فهو أنه ليس هناك تقدير، والعبد هو الذي يخلق فعله.
نقول: هم بذلك جعلوا خالقاً مع الله تعالى، فالعدل عند المعتزلة ليس عدلاً، وإنما هو قمة الظلم، فلا يريدون الإيمان بتقدير الله تعالى السابق، ولا يؤمنون باسمه القدير، ولا بصفة القدرة، فهم قدرية نفوا التقدير السابق.
وخرج في مقابل ذلك مذهب الجبرية الذين قالوا بأن الإنسان مسيَّر، فآمنوا بالقدرة ونفوا الحكمة.
أما أهل السنة والجماعة فقد آمنوا بتقدير الله وحكمة الله معاً، فهو القدير وهو أيضاً الحكيم، فآمنوا بجميع أسمائه وجميع أوصافه، فصدقوا الله في خبره ونفذوا أمر الله حين طلبه منهم، وهذا هو معتقد أهل السنة والجماعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/187)
ثالثاً: المنزلة بين المنزلتين
عرفنا أن حكم مرتكب الكبيرة عند المعتزلة في الدنيا أنه ليس بمؤمن ولا كافر، وأما عند أهل السنة فهو مسلم عاصٍ، وعند الخوارج كافر بالله.
رابعاً: إنفاذ الوعيد
وأما حكم مرتكب الكبيرة في الآخرة، فيأتي الأصل الرابع عند المعتزلة وهو إنفاذ الوعيد وأن مرتكب الكبيرة مخلد في النار، وأما عند السلف فهو تحت المشيئة، فيمكن أن يغفر الله له ابتداءً ويُدخله الجنة، ويُمكن أن يعذبه في النار ثم يُطهره ويُخرجه بشفاعة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وأما الخوارج فيتفقون مع المعتزلة في أنه مخلد في النار، ولذلك ينفي الخوارج والمعتزلة الشفاعة، لأن مذهبهم أن الذي يدخل النار لا يخرج منها.
وقد صدر لنا كتاب بعنوان: "إثبات الشفاعة لصاحب المقام المحمود والرد على الدكتور مصطفى محمود"، وهو كتاب طيب لطالب العلم في مسألة الشفاعة.
خامساً: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
والمعروف عند المعتزلة هو الأصول الخمسة، والمنكر ما عداها، فكل مذهب السلف عندهم منكر، فمن كان على مذهب المعتزلة وعلى اعتقادهم يُحذِّر من السلف، فيسمي مذهب السلف منكراً ويُسمي مذهب المعتزلة معروفاً، فليس كل من يقول بأنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر نصدقه وننساق وراءه، فالذي يحدد هو الدليل، فأين الخبر فنصدقه وأين الأمر فننفذه.
فهذه هي الأصول الخمسة عند المعتزلة، والمأمون بن هارون أعجبه هذا الكلام، فلما تولى الخلافة فرض على الناس بدعة القول بخلق القرآن.
• كيف ظهرت البدعة الكبرى؟
تصادق المأمون بن هارون مع بشر بن غياث المريسي وأحمد بن أبي دؤاد، وقالوا بأن الله لا يتكلم، وفرضوا على الناس بدعة القول بخلق القرآن، وبسبب هذا الحمق من الخليفة المأمون وما فعله بالعلماء والمحدثين وبدعة القول بخلق القرآن التي كتبها على المساجد في كل مكان: "لا إله إلا الله رب القرآن المخلوق"، أدى ذلك بالأمة الإسلامية إلى أن يظهر جيل من الشباب لا يعرفون السنة، لا يعرفون إلا مذهب المعتزلة، وظهر المذهب العقلي وانتشر، وأصبح مذهب المعتزلة هو الأصل، والذي يتكلم عن السنة هو الشاذ والمبتدع.
جاء الإمام أبو الحسن الأشعري يُعيد الناس إلى مذهب السنة، فلم ترجع الأوضاع إلى ما كانت عليه في عصر السلف، فكان هناك خير فيه دخن، فظهر مذهب المتكلمين الأشعرية.
أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى أعلن براءته من مذهب المعتزلة، وأما الأشعرية فإنهم أرادوا التوفيق بين مذهب السلف ومذهب المعتزلة، يقدمون العقل على النقل، ويأخذون بالنصوص التي وردت في القرآن والسنة،هل أخذوا بالنصوص كلها؟
لا، قالوا: "نأخذ منها ما وافق العقل"، فالمعتزلة نفوا جميع الصفات، وهم أخذوا بسبع صفات، ويسمونها بالصفات الثبوتية " الفعل الحادث يدل على القدرة، والتخصيص يدل على الإرادة، والإتقان يدل على العلم، وهذه الثلاثة لا تكون إلا في حي، والحي لا بد أن يكون سميعاً بصيراً متكلماً، وأتوا بأدلة هذه الصفات من القرآن والسنة، وأما باقي الصفات فقالوا بأنها نصوص موهمة للتشبيه والجسمية:
وكل نص أوهم التشبيه أوِّله أو فوِّض ورُم تنزيهاً
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.(66/188)
معنى " لا إله إلا الله" ومقتضاها
ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[16 - 10 - 10, 12:09 ص]ـ
معنى لا إله إلا الله، لا معبود بحق إلا إلهٌ واحدٌ، وهو الله وحده لا شريك له؛ لأنه المستحق للعبادة، فتضمنت هذه الكلمة العظيمة أن ما سوى الله من سائر المعبودات ليس بإلهٍ حق وأنه باطل؛ لأنه لا يستحق العبادة.
ولهذا كثيرًا ما يَرِدُ الأمر بعبادة الله مقرونًا بنفْي عبادة ما سواه؛ لأن عبادة الله لا تصح مع إشراك غيره معه، قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [سورة النساء – الآية 36]. وقال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [سورة البقرة – الآية 256]. وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [سورة النحل – الآية 36]. وقال صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد مِن دون الله حرم دمه وماله" رواه مسلم.وكل رسول يقول لقومه: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [سورة الأعراف – الآية 59]. إلى غير ذلك من الأدلة.
قال الإمام ابن رجب رحمه الله: وتحقيق هذا المعنى وإيضاحه أن قول العبد "لا إله إلا الله" يقتضي أن لا إله له غير الله، والإله هو الذي يُطاع فلا يُعصى هيبةً له وإجلالاً، ومحبةً وخوفًا ورجاءً، وتوكلاً عليه وسؤالاً منه ودعاءً له، ولا يَصلُح ذلك كله إلا لله عز وجل.
ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لكفار قريش: قولوا لا إله إلا الله، قالوا: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [سورة ص – الآية 5]. ففهموا من هذه الكلمة أنها تُبطل عبادة الأصنام كلها، وتحصر العبادة لله وحده، وهم لا يريدون ذلك، فتبين بهذا المعنى أن معنى لا إله إلا الله ومقتضاها إفراد الله بالعبادة، وترك عبادة ما سواه، فإذا قال العبد "لا إله إلا الله" فقد أعلن وجوب إفراد الله بالعبادة، وبطلان عبادة ما سواه، والقبور والأولياء والصالحين، وبهذا يبطل ما يعتقده عباد القبور اليوم وأشباههم من أن معنى لا إله إلا الله هو الإقرار بأن الله موجود، أو أنه هو الخالق القادر على الاختراع وأشباه ذلك، أو أن معناها لا حاكمية إلا لله. ويظنون أن من اعتقد ذلك وفَسَّر به "لا إله إلا الله" فقد حقق التوحيد المطلق ولو فعل ما فعل من عبادة غير الله والاعتقاد بالأموات، والتقرب إليهم بالذبائح والنذور والطواف بقبورهم والتبرك بتربتهم، وما شعر هؤلاء أن كفار العرب الأولين يشاركونهم في هذا الاعتقاد، ويعرفون أن الله هو الخالق القادر على الاختراع، ويقِرُّون بذلك وأنهم ما عبدوا غيره إلا لزعمهم أنهم يقربونهم إلى الله زلفى لا أنهم يخلقون ويرزقون. فالحاكمية جزء من معنى لا إله إلا الله وليست هي معناها الحقيقي المطلوب، فلا يكفي الحكم بالشريعة في الحقوق والحدود والخصومات مع وجود الشرك في العبادة.
ولو كان معنى لا إله إلا الله ما زعمه هؤلاء لم يكن بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين المشركين نزاع، بل كانوا يبادرون إلى إجابة الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قال لهم: أقِروا بأن الله هو القادر على الاختراع، أو أقِروا أن الله موجود، أو قال لهم: تحاكموا إلى الشريعة في الدماء والأموال والحقوق وسكت عن العبادة، لكن القوم وهم أهل اللسان العربي فهموا أنهم إذا قالوا "لا إله إلا الله" فقد أقروا ببطلان عبادة الأصنام، وأن هذه الكلمة ليست مجرد لفظ لا معنى له، ولهذا نفروا منها وقالوا: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [سورة ص – الآية 5]. كما قال الله عنهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ} [سورة الصافات – الآيات 35، 36].
فعرفوا أن لا إله إلا الله تقتضي ترك عبادة ما سوى الله وإفراد الله بالعبادة، وأنهم لو قالوها واستمروا على عبادة الأصنام لتناقضوا مع أنفسهم وهم يأنفون من التناقض، وعُبَّاد القبور اليوم لا يأنفون من هذا التناقض الشنيع، فهم يقولون لا إله إلا الله، ثم ينقضونها بعبادة الأموات والتقرب إلى الأضرحة بأنواع من العبادات.
كتبه: فضيلة الشيخ د. صالح الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء
مِن كِتاب: معنى لا إله إلا الله.
http://www.alfawzan.ws (http://www.alfawzan.ws/)
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[18 - 10 - 10, 04:38 م]ـ
بارك الله فيك(66/189)
من أثار الطرق الصوفية صرف الناس عن الأذكار الصحيحة / للدكتور عبدالله بن دجين السهلي
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 12:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من أثار الطرق الصوفية صرف الناس عن الأذكار الصحيحة
للدكتور عبدالله بن دجين السهلي
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=7487 (http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=7487)
*****************************
الدعاء هو العبادة، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أدعية الصباح والمساء، ودعاء دخول المنزل، وكل ما يتعلق بأحوال المسلم.
وعلى هذا ذهب أهل السنة والإتباع فجمعوا أحاديث الأذكار الصحيحة،في مؤلفات قديمة وحديثة ومنها على سبيل المثال: الدعاء للطبراني، والدعوات الكبير للبيهقي، وعمل اليوم والليلية للنسائي وغيرها كثير، وأما الصوفية فلجهلهم بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وانصرافهم عن العلم، جمع متقدموهم بعض الأذكار التي زعموا أنهم أخذواها عن الخضرـ وهو في حقيقة الحال شيطان يلعب بهم ليضلهم عن السبيل ـ دون أسانيد أو تمحيص، مثل أبي طالب المكي الذي جمع بعض الأذكار فيها ما يصح، وغالبها مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم،وفيها اسماء اعجمية لاتعرف، وحروف مقطعة واسماء لا يصح اطلاقها على الرب تعالى، ونقل الغزالي هذه الأدعية عن أبي طالب، وحذف ما بقي من أسانيدها مثل دعاء إبراهيم بن أدهم ([1] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn1))، وجمع الأدعية في كتاب الدعوات في الإحياء، وجعل لكل دعاء عنواناً باسم المروي عنه ([2] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn2)).
ثم تتابعت الطرق الصوفية واصبح لكل طريقة ذكر معين، لايخلو ورد منها من دعاء الجن والشياطين كما تقدم بيانه، مثل قولهم: في أوراد القادرية «ياطهلفوش انقطع الرجاء إلا منك، وسدت الطرق إلا إليك» وطهلفوش اسم شيطان، وفيها: «ايتنوخ، ياملوخ، …. يا مهباش» ([3] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn3)) ، فهذه أسماء شياطين، وفيها «يامن هو أحون» ([4] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn4))، وفي أورد الشاذلية قال المرسي في حزبه:» أحون، قاف، أدم، حم، ها، آمين، كهيعص «([5] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn5))، وفي أوراد الدسوقي: «اللهم اخضع لي من يراني من الجن والإنس، طهور بدعق محببة، صورة، محببة، سقاطيم أحون» ([6] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn6)) ، وفي أوراد البدوي «أحمى حميثا طميثا» ([7] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn7)) ، وفيها «بدعق، محببة، صورة محببة، سقفاطيس أحون» ([8] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn8))، وأحون اسم شيطان وقد ورد في أوراد القادرية والشاذلية والدسوقية والبدوية وغيرهم، لاحظ كيف تكرر عندهم، وقد أشار لهذا د. عامر النجار وغيره ([9] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn9))، بل بعض الطرق الحديثة النشأة يصرحون بدعاء الجن كالطريقة الختمية ([10] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn10))، وكذلك الطريقة السمانية ([11] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn11))، وغيرهما من الطرق الصوفية، وفي أورادهم الدعاء للوقوع في الشرك مثل: " اللهم انشلني من أوحال التوحيد وألقني في بحار الوحدة "، وفيها حروف لاتعرف، وأشياء غامضة، وتراكيب لاتستقيم في اللغة.
وهذه الأدعية فيها ضلالات كثيرة، منها:
1 - اشتمالها على الشرك في دعاء غير الله، والشرك في إلزامهم للمريد أثناء الذكر أن يستحضر صورة الشيخ في القلب، ويتصور أن عموداً من النور يخرج من قلب الشيخ ويدخل قلب المريد ويسمونه استمداداً، أي أن الشيخ يهدي القلب ويمده بالهداية وهذا كفر صريح ([12] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn12)) .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/190)
2 - أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى الاعتداء في الدعاء ([13] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn13)) ، وهذه الأدعية اشتملت على الاعتداء.
فهذه الأدعية لايستجاب لها لم اشتملت عليه، ولها أضرار أخرى ومفاسد كثيرة ([14] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn14)) .
وقد أنكر العلماء هذه الأدعية إنكاراً شديداً، وجعلوها من موانع الإجابة، قال القرطبي عن موانع الإجابة «ومنها أن يدعو بما ليس في الكتاب والسنة، فيتخير ألفاظاً مفقرة وكلمات مسجعة، وقد وجدها في كراريس لاأصل لها، ولا معول عليها، فيجعلها شعاره ويترك ما دعا به الرسول صلى الله عليه وكل هذا يمنع استجابة الدعاء» ([15] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn15)) .
وقال الخطابي: «وقد أولع العامة بأدعية منكرة اخترعوها، وأسماء سموها، ما أنزل الله بها من سلطان» ([16] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn16))، وقال أبو بكر ابن العربي المالكي عن هذه الأدعية «احذر منها، ولايدعون أحد منكم إلا بما في الكتب الخمسة وهي كتاب البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي فهذه الكتب هي بدء الإسلام،… ولا يقولون أحد اختار دعاء كذا فإن الله قد اختار له وأرسل بذلك إلى الخلق رسوله» ([17] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn17)) .
وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتزام النص في الدعاء، عن البراء بن عازب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم به» قال: فرددتها علي النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت ورسولك قال: «لا ونبيك الذي أرسلت» ([18] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn18)).
وأقل حالاتها دعاء من لا يعرف، وقد نص العلماء على عدم جواز الدعاء بما لايعرف.
ومن الصوفية من جعل ورده أفضل من القرآن الكريم، مثل صلاة الفاتح عند التجانية، وكلهم زعموا أن هذه الأذكار مما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، كما زعم ذلك الشاذلي، والميرغني شيخ الختمية، و التجاني وغيرهم، فأعرضوا عما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما اجتمعت الأمة عليه، وينكبون على ما اشتمل على الشرك الأكبر المخرج من الملة لدعائهم الجن والشياطين وتحريفهم كلام الله تعالى بهذه الحروف المقطعة، والكذب على رسول الله وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من كذب علي متعمداً فليتبؤ مقعده من النار» ([19] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn19))، ونجزم يقينا أن هذه الأذكار من وحي الشياطين كما تقدم قول ابن عباس رضي الله عنه في دعوى المختار الثقفي نزول الوحي عليه، وأنها كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس في كتب الصوفية ذكراً للأذكار النبوية، والأذكار التي علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة كلها توحيد وإخلاص مثل ما جاء عن عبد الله بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أمسى قال أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له»، زاد في رواية «له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم أسألك خير هذه الليلة وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها اللهم إني أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر اللهم إني أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر» ([20] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn20)).
وعن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهم لك أسلمت وبك أمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون» ([21] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn21)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/191)
وعن أبان بن عثمان قال سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات، لم يضره شئ» ([22] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn22)). قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب، وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال حين يمسي رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا كان حقا على الله أن يرضيه» ([23] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn23))، قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
ففي هذه الأدعية النبوية الربانية تحقيق العبودية لله تعالى، وصلاح العبد في الدنيا والآخرة، ووضوح المعنى، وغير ذلك مما لا يحصيه هذا المقام.
وأدعية هؤلاء الصوفية كلها ظلمة وضلال وتعلق بالباطل، وليس للمسلم أن يتخذ دعاءً من غير الوارد في الكتاب والسنة بحيث يصير ذلك شعاراً له يداوم عليه ([24] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn24)) .
والعجيب أن مذهب الصوفية في الدعاء أنه لا يجلب به منفعة ولا يدفع مضرة، ومنهم من قال: إن الدعاء عبادة محضة، ومنهم من قال: إن الدعاء من حظ العامة، وأما مقامات الخواص فهي ترك الدعاء والتوكل نظراً للقدر ([25] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn25))، وهذا مذهب أئمتهم كأبي طالب المكي والغزالي وقد ذكرا بعض الحكايات التي تنهى عن الدعاء، على سبيل الاستدلال بها، فيقول أبو طالب حدثونا عن بشر الحافي:» قال: رأيت بعبادان رجلاً قد قطعه البلاء، وقد سالت حدقتاه على خديه، وهو في ذلك كثير الذكر عظيم الشكر لله، قال: وإذا هو قد صرع من حبة به، فوضعت رأسه على حجري، وجعلت أسأل الله صلى الله عليه وسلم كشف ما به، وأدعو له، فأفاق فسمع دعائي، فقال: من هذا الفضولي الذي يدخل بيني وبين ربي ويعترض عليه في نعمه علي؟ قال: ونحى رأسه «([26] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn26)).
وروى حكاية أخرى فقال:» إن بعض هذه الطائفة ضاع ولده وكان صغيراً ثلاثة أيام لا يعرف له خبراً، فقيل له لو سألت الله أن يرده عليك، فقال: اعتراضي عليه فيما قضى أشد من ذهاب ولدي «([27] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn27)).
وقد رد عليها العلماء، فلما نقل هذه الحكايات أبو حامد رد عليه ابن الجوزي, فقال:» لقد طال تعجبي من أبي حامد كيف يحكي هذه الأشياء في معرض الاستحسان والرضى عن قائلها، وهو يدري أن الدعاء والسؤال ليس باعتراض «([28] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn28)).
والدعاء أمر الله به عباده، وفيه فوائد أخرى غير حصول المطلوب منها:
دفع السوء عن الداعي، أو يدخر الرب ـ سبحانه ـ له الدعوى كما روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:» ما من مسلم يدعو دعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذا نكثر؟ قال: الله أكثر «([29] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftn29)).
ـــــــــــــــــ
([1]) انظر: القوت جـ1/ 133، والإحياء جـ1/ 476.
([2]) انظر: الإحياء جـ1/ 471 - 476.
([3]) انظر: ورد الجلالة للقادرية ص179، ملحق بالطرق الصوفية في مصر د. عامر النجار.
([4]) انظر: دعاء سورة الواقعة للقادرية ص180، ملحق بالطرق الصوفية في مصر د. عامر النجار.
([5]) لطائف المنن ص257.
([6]) انظر: الحزب الكبير للدسوقي ص196، ملحق بالطرق الصوفية في مصر د. عامر النجار.
([7]) انظر: حزب البدوي ص168، ملحق بالطرق الصوفية في مصر د. عامر النجار.
([8]) انظر: حزب البدوي ص169، ملحق بالطرق الصوفية في مصر د. عامر النجار.
([9]) انظر: هامش الطرق الصوفية له ص168،180.
([10]) انظر: الختمية د. أحمد جلي ص125.
([11]) انظر: الإطاحة بعرش أكابر الجالين ص115 - 118.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/192)
([12]) انظر: الدعاء ومنزلته من العقيدة الإسلامية للعروسي ج1/ 661.
([13]) الحديث أخرجه أبو داود ج2/ 161رقم 1480، والإمام أحمد في المسند ج1/ 171، 183، وصححه الألباني في صحيح الجامع ج3/ 218 رقم 3565.
([14]) انظر: الدعاء ومنزلة من العقيدة الإسلامية ج1/ 660.
([15]) الجامع لإحكام القرآن ج7/ 226.
([16]) انظر: شأن الدعاء للخطابي ت/ أحمد الدقاق ص16، الناشر دار الثقافة العربية دمشق ط/ الثالثة 1412هـ.
([17]) انظر: أحكام القرآن لابن العربي ج2/ 816 ط/ دار المعرفة بيروت.
([18]) انظر: أخرجه البخاري في (كتاب الوضوء، باب فضل من بات على الوضوء) جـ1/ 97، رقم الحديث 244.
([19]) أخرجه البخاري في (كتاب العلم، باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم) جـ1/ 52، رقم 107.
([20]) أخرجه مسلم في (كتاب الذكر والدعاء باب التسبيح أول النهار وعند النوم) جـ4/ 2088، رقم 2723.
([21]) أخرجه مسلم (كتاب الذكر والدعاء باب التسبيح أول النهار وعند النوم) جـ4/ 2086، رقم 2717.
([22]) أخرجه الترمذي في (أبواب الدعاء، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى) جـ5/ 465، رقم 3388.
([23]) أخرجه الترمذي في (أبواب الدعاء، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى) جـ5/ 465، رقم 3389.
([24]) انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 22/ 511.
([25]) انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 8/ 192، وجـ8/ 530 - 531، والتحفة العراقية ضمن مجموع فتاوى ابن تيمية 10/ 22 ومدارج السالكين جـ3/ 109 والدعاء ومنزلته من العقيدة ص318.
[26] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=107#_ftnref26)([26]) القوت جـ2/ 71.
([27]) القوت جـ2/ 71، وانظر: جـ2/ 116.
([28]) تلبيس إبليس ص353.
([29]) أخرجه الإمام أحمد في المسند جـ17/ 213 - 214 حديث رقم 11133، ت/ شعيب الأرنؤوط ط/ الأولى 1418هـ الناشر مؤسسة الرسالة-بيروت، وقال المحقق إسناده جيد، والحاكم في المستدرك جـ1/ 493 (ط/ دار المعرفة-بيروت وبذيله التلخيص للذهبي) وقال: صحيح الإسناد إلا أن الشيخين لم يخرجاه عن علي بن علي الرفاعي، وقال الذهبي في التلخيص: صحيح، وأخرجه ابن أبي شيبه في المصنف جـ10/ 201 حديث رقم 9219 ت/مختار الندوى ط/ الأولى 1401هـ الناشر دار السلفية بالهند، وقد أخرجه غيرهم، وقد صححه ابن حجر في فتح الباري جـ11/ 115.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 03:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا(66/193)
علم التوحيد وأنواعه وتصنيفاته
ـ[عبده نصر الداودي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 07:29 ص]ـ
الدورة العلمية في العقيدة الإسلامية
للدكتور / محمود عبد الرازق الرضواني
حفظه الله تعالى
مسجد الصحابة – عين شمس
المحاضرة السادسة
الإثنين 7 جماد الأول 1429
12 مايو 2008
موضوع المحاضرة:
علم التوحيد وأنواعه وتصنيفاته
عناصر المحاضرة:
• مقدمة.
• المقصود بعلم التوحيد لغة واصطلاحا.
• المصطلحات التي تدل على علم التوحيد.
• مفهوم الألوهية بين السلف ومخالفيهم.
• تصنيف التوحيد إلى نوعين والمصطلحات التي أطلقت على كل نوع.
البحث المطلوب:
تحديد شواهد أنواع التوحيد في جزء تبارك
• مقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين، أما بعد:
نواصل في المحاضرة السادسة الحديث عن علم التوحيد وأنواعه وتصنيفاته، سنتحدث بإذن الله تعالى عن:
• المقصود بعلم التوحيد لغة واصطلاحا.
• المصطلحات التي تدل على علم التوحيد.
• مفهوم الألوهية بين السلف ومخالفيهم.
• تصنيف التوحيد إلى نوعين والمصطلحات التي أطلقت على كل نوع.
بداية من هذه المحاضرة – بإذن الله تعالى – سيكون الكلام أكثر صبغة علمية، والمحاضرات الماضية كانت ضرورية لضبط المنطق والفطرة العقلية والفطرة الإيمانية، ثم نبدأ بعد ذلك الحديث عن المنهج العلمي.
• المقصود بعلم التوحيد لغة واصطلاحاً.
التوحيد لغة: مصدر وَحَّدَ يوحد أي أفرد الشيء يفرده، فالتوحيد في أصله معناه الإفراد، إفراد شئ بشئ عن شئ، فمثلاً: نُفرد إنساناً عن باقي الإنسانية بشئ يتميز به، بوصف ينفرد به.
فالمتوحد هو المنفرد بوصفه، المباين لغيره، فهو متميز عن الآخرين ومنفرد عنهم.
والمقصود بتوحيد الصحابة رضي الله عنهم لربهم أنهم أفردوا الله عن غيره بما أثبته لنفسه من أنواع الكمال في العبودية والربوبية والأسماء والصفات، فهو وحده رب العالمين المستحق للعبادة، فلا يوجد أحد يحق له أن يُعبد من دون الله، فهذا الاستحقاق خاص برب العزة والجلال، قال تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5)، وربنا سبحانه وتعالى أيضاً هو المنفرد بأسمائه وأوصافه كما قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى:11)، وهو أيضاً المنفرد بالخلق والملك والتدبير والتقدير كما قال سبحانه وتعالى: (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (الأعراف:54)، (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) (طه:50)، (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (الزمر:62)، هذا وصف ربنا تبارك وتعالى، ولن تجد هذا الوصف في سواه.
أما علم التوحيد اصطلاحاً: "هو علم يُعرف به طريقة الصحابة والتابعين في توحيد الله بالعبودية وإثبات العقائد الإيمانية بأدلتها النقلية والعقلية، والرد على المتبدعين في العبادات والمخالفين في الاعتقادات بالأدلة النقلية والعقلية".
شرح التعريف:
"علم يعرف به طريقة الصحابة والتابعين": فهؤلاء هم خير القرون، وقد خصصنا الصحابة بالذكر على أساس أن تكون العقيدة صافية نقية كما كان عليها أصحاب محمد بن عبد الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
"في توحيد الله بالعبودية": لأن هذا هو التوحيد الذي من أجله نزلت الكتب وأرسلت الرسل.
"وإثبات العقائد الإيمانية ": المقصود بالعقائد الإيمانية هو ما يعتقده الشخص في باب الغيبيات، في كل ما جاءنا عن رب العزة والجلال من أخبار.
"بأدلتها النقلية والعقلية ": فالأدلة النقلية أولاً، ثم الأدلة العقلية، فنحن نقدم النقل على العقل، ولا نلغي العقل في أن يُثبت هذه العقائد، ولكن ليؤيد النقل لا ليعارضه، فالشخص يستخدم عقله لخدمة كتاب الله، لا ليعارض كتاب الله ويجعل كتاب الله على ما يراه هو بعقله فيقول: نأخذ هذا ونرد هذا، كما رأينا في قصة الجهم بن صفوان والمعتزلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/194)
"والرد على المتبدعين في العبادات": أي المبتدعين في باب الأوامر، فإذا قدَّم أحد عقله على كتاب الله في باب الأوامر التكليفية فسيبتدع في دين الله.
"والمخالفين في الاعتقادات بالأدلة النقلية والعقلية "
وقد اخترت هذا التعريف من مجموع تعريفات كثيرة جداً تحدث عنها المتكلمون وكثير ممن خاضوا في علم الكلام، ولكننا أردنا التعريف المعبِّر فعلاً ويتطابق صدقاً مع واقع الحال الذي كان عليه أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
• المصطلحات التي تدل على علم التوحيد.
نتحدث الآن عن المصطلحات التي أُطلقت على علم التوحيد عبر التاريخ الإسلامي، بحيث أنك لو قرأت في كتاب أو سمعت هذا الاصطلاح تعلم أن المقصود هو علم التوحيد.
هل علم التوحيد كان معروفاً كعلمٍ في أيام الصحابة والتابعين؟، إنك تجد من يقول: هذه العلوم كعلم الحديث وعلم الفقه وأصول الفقه وعلم التفسير وعلم القراءات لم تكن معروفة على أيام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فلماذا نحتاج لها؟
نقول: جميع العلوم جاءت بعد عصر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، لكن لها أصول دعا إليها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فلا بد لكل علم من العلوم أن نرى مستنده الشرعي، فهل هناك مستند ورد في الوحي يدعونا إلى أن ننشئ علماً كاملاً ونقوم على خدمته تحت مسمى علم التوحيد أو علم الفقه أو علم الحديث؟ فمن المهم أن نعرف أصل هذه العلوم، وهل هناك مستندٌ شرعي يُجوِّز لنا أن نقوم في الدين بهذا العلم ونُنشئه؟ فتجد من يقول: "هذه العلوم التي تتحدثون فيها مستحدثة، فمن الذي قال بأن التوحيد نوعان أو ثلاثة؟ لم يكن الصحابة يعرفون هذا".
ولذلك فإننا سنبحث في الشرع عن المستند الشرعي الذي يُخولنا في أن ننشئ علماً كاملاً نخدم به كتاب الله عز وجل، فقد بحثت في كل العلوم فوجدت بأن لها أصلاً في الشرع كما سنرى، فما هو مستند علم التوحيد؟
النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: "إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى".
فمعاذ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - سيذهب ليدعوهم إلى علم التوحيد، فيجب أن يكون معاذ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مؤهلاً وعلى قمة العلم الذي يستطيع أن يدعو به هؤلاء، خصوصاً أنه سيذهب إلى قوم من أهل الكتاب،إذاً، هو 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - خبير في علم التوحيد، وإلا لما أرسله رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، والنص هنا على علم التوحيد بالاسم، والمقصود هنا بالتوحيد توحيد العبادة، ففي رواية قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى"، وفي رواية أخرى: " فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله "، فنفهم من مجموع الروايتين أن المقصود هنا توحيد العبادة، ويتبين من ذلك أن مصطلح توحيد العبادة كان معروفاً على عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
فمصطلح توحيد العبادة لم يُنشئه محمد بن عبد الوهاب أو ابن تيمية كما يقولون، وإنما هو نص نبوي، فمن قال بأن توحيد العبادة لم يكن معروفاً عند السلف الصالح فقد أخطأ، فالإمام البخاري رحمه الله تعالى أفرد باباً في الصحيح في كتاب التوحيد قال فيه: (باب ما جاء في دعاء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى)، فلو قام أناس خدموا علم التوحيد وتوحيد العبادة وتحدثوا عنه بكل ما استطاعوا، فالذي دعاهم إلى ذلك هو رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وأما علم الحديث والجرح والتعديل والحفاظ على سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والتثبت من نقلها برواية العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة، هل له مستند شرعي؟
نقول: علم الحديث أنشأوه اسماً ورَسماً عملاً بقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " حدثوا عني ولا حرج"، فلما يقوم العلماء بوضع علم لنقل الحديث عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وضبطه فلهم مستند شرعي، فالذي جوَّز لهم هذا هو رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/195)
وأما علم الفقه فموجود مستنده في الدين، فقد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين"، فالفقه في الدين له مستند شرعي، والله سبحانه وتعالى يقول: (فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (التوبة:122) فعلم الفقه وأصول الفقه علم شرعي وله مستند شرعي موجود في الشرع.
وأما بالنسبة لعلم اللغة فالله تعالى يقول: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً) (يوسف:2) فيجب أن نتعلم اللغة العربية التي نفهم بها كلام الله عز وجل.
إذاً، جميع العلوم الشرعية لها مستند شرعي إلا علم التصوف، وقد صنفت كتاباً اسمه "التصوف، هل له أصل في الكتاب والسنة؟ " فهل هناك نص عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دعا فيه إلى التصوف؟
هناك عدة أقوال في أصل كلمة التصوف:
1. قالوا بأنها نسبة إلى الصوف
والصوف لم يكن أحب الثياب إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وإنما كان أحب الثياب إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الحبرة، وهي بردة مصنوعة من القطن أو الكتان.
2. قالوا بأنها نسبة إلى الصف الأول
مع أن الصوفية يقولون بأنه من آدابهم أنهم لا يحبون الصلاة في جماعة ولا الصلاة في الصف الأول، وهذا هو نص كلامهم في كتاب اللمع للسراج الطوسي، فلماذا لا يحبون الصلاة في الصف الأول؟
يقولون لأن الناس تزدحم للصلاة في الصف الأول طلباً للأجر والعوض، وهم يعبدون الله لا طمعاً في جنته ولا خوفاً من ناره.
3. قالوا بأنها نسبة إلى الصفاء والنقاء
نقول: لو كانت كذلك لكانت النسبة: "صافيّ" وليس "صوفي".
4. قالوا بأنها نسبة إلى أهل الصفة
نقول: لو كانت كذلك لكانت النسبة: "صُفِّي" وليس "صوفي".
فالعلم الوحيد الذي ليس له مستند شرعي هو علم التصوف، فلو قالوا: هو علم الأخلاق، نقول: لماذا قلنا إذاً بأنه علم التصوف ولم نقل بأنه علم الأخلاق، ولو قالوا: الصوفية هم أهل الإحسان، نقول: الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه، وأهل الإحسان الذين وصلوا للدرجات العليا لم يسمهم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صوفية.
ومن أراد المزيد حول هذا الموضوع فليرجع إلى كتاب: "التصوف، هل له أصل في الكتاب والسنة؟ "، ففيه بسط وشرح لهذا الموضوع.
ما هي أبرز المصطلحات التي أطلقت على علم التوحيد؟
1. علم التوحيد
وقد تتابع أهل العلم عبر القرون المختلفة على التأليف في هذا الفن تحت مصطلح التوحيد سواء كانوا من السلفيين أو ممن خالفهم من المتكلمين، ومن أمثلة ذلك:
• الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة (ت:311) ألف كتاباً على نهج السلف الصالح عنون له: (كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب سبحانه وتعالى)
وسنة 311 هجرية كان متواجد فيها آثار مذهب المعتزلة، فالمعتزلة كانوا مسيطرين على البلاد الإسلامية، واستمر أثر المعتزلة، وكان أول أصولهم هو "التوحيد" الذي خالفوا به منهج السلف الصالح، فرد عليهم السلف الصالح، ولذلك قال ابن خزيمة رحمه الله تعالى: "كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب سبحانه وتعالى"، فليس التوحيد هو نفي صفات الرب، فصنف ابن خزيمة هذا الكتاب للرد على المعتزلة.
• وكتب أبو منصور الماتريدي (ت:333) كتابا سماه: (التوحيد) وانتهج فيه طريقة المتكلمين الذين يقدمون العقل في إثبات الحجج والبراهين، وهذا الكتاب لا يقرأ فيه طالب العلم إلا بعد أن يدرس أصول الاعتقاد.
وقد بقي اصطلاح (علم التوحيد) دائراً بين المتقدمين والمتأخرين إلى عصرنا الحاضر، وتجدر الإشارة إلى كتابين أُلفا تحت ذلك الاصطلاح في القرنين الماضيين، وهما:
• (كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد) للشيخ محمد بن عبد الوهاب (ت:1206)
• رسالة التوحيد للشيخ محمد عبده (ت:1323)، وهو على المذهب الأشعري.
فبقي اصطلاح علم التوحيد من أيام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى الآن.
2. علم العقيدة:
العقيدة هي الأساس الذي يحرك أي إنسان وأي أمة، فالذي يحرك الشعوب علم العقيدة، فإما أن يتحرك الإنسان على عقيدة صحيحة، وإما أن يتحرك على عقيدة الجهل والهوى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/196)
فالعقيدة هي عقد القلب على تصديق خبر الرب وتنفيذ أمره، والإيمان به إيماناً لا يقبل الشك مع الثبات عليه.
والعقيدة في الأصل تكون متعلقة بباب تصديق الخبر، والاستعداد لتنفيذ الأمر، فلو قال لك أحد: "الطريق من هنا مغلق" فهذا خبر، فلو صدقت هذا الخبر فقد حدث في القلب اعتقاد بصحة الخبر سيؤدي إلى أن تنوي بأنك إذا قمت سوف تذهب من طريق آخر، وإن لم تصدق بهذا الخبر فلن يحدث اعتقاد، وسيكون اعتقادك أن القائل ليس بصادق.
فالعقيدة عقد القلب على تصديق الخبر والاستعداد لتنفيذ الأمر، فالمسلم عنده عقيدة، يقول: يا رب أنت معبودي بحق، فأنا قد عقدت في قلبي عقداً على تصديق خبر الله عز وجل وعلى تنفيذ أمره، فمن قال "لا إله إلا الله" يعني لا معبود بحق إلا الله على هذه النية قد عقد عَقداً على أن يُصدق خبر الله وأن يُنفذ أمره، ولا يأتي أحد ويشككه في عقيدته فيستجيب له، فالعقيدة لا بد من الثبات عليها وعدم الشك فيها والبقاء عليها إلى يوم الممات، وهو ما عبر عنه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في حديث سفيان بن عبد الله الثقفي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بقوله: " قل آمنت بالله ثم استقم"، قال تعالى: (وَالْعَصْرِ. إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا)، فالإيمان يقتضي تصديق الخبر وتنفيذ الأمر، (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) هذا هو تنفيذ الأمر، (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) والثبات على ذلك إلى يوم الممات، وهذه هي العقيدة.
وهناك كتب كثيرة كُتبت باستخدام مصطلح علم العقيدة، ومن أمثلة ذلك:
• الإمام أحمد بن حنبل (ت:241) له كتاب بعنوان: (العقيدة)، كتبه ليرد على المعتزلة لما خربوا في العقيدة.
• كتاب: (العقيدة الطحاوية) للإمام أبي جعفر بن سلامة الأزدي الطحاوي (ت:321)، والتي شرحها الإمام ابن أبي العز الحنفي.
• كتاب: (اعتقاد أئمة الحديث) لأبي بكر الإسماعيلي (ت:371).
وهذه الفترة كان فيها ظهور المذهب الأشعري، ونهاية عصر المعتزلة، وضياع معاني التوحيد بسبب سيطرة المذهب العقلي على يد المعتزلة، فجعل ذلك السلف يكتبون هذه المؤلفات ليبينوا اعتقاد الصحابة ويحافظوا عليه، وهذا هو القصد الذي استمر فيه جميع العلماء، ما كتبوا في التوحيد وما قسموا التوحيد هذه التقسيمات إلا ليحافظوا على اعتقاد الصحابة، ونحن والله ما جئنا واجتمعنا في هذا المسجد إلا لذلك، وهي رسالة نحملها ويحملها من جاء بعدنا إلى من سيأتي، لأن هذه هي خلاصة الحياة أو الغاية من الحياة، توحيد رب العزة والجلال، فنسأل الله أن نحيا على التوحيد وأن نموت على التوحيد.
إن مصطلح العقيدة أصبح سمت يميز الأشخاص، فيقال: فلان على عقيدة صحيحة، فالعقيدة إن لم تكن صحيحة تنغص على صاحبها حتى لو كان من أشهر الناس ومن أعلم الناس، وعلى سبيل المثال: كتاب مفاتيح الغيب للفخر الرازي، مجلدات كثيرة في علم التفسير، ولكن بسبب أنه على المنهج الكلامي الأشعري ومذهب التأويل يُعرض الناس عن كلامه الجيد، وهذا بسبب الخلل في باب الاعتقاد، وكذلك كتاب الكشاف للزمخشري، فالزمخشري عالم لغة ولكنه معتزلي، فبسبب آرائه الاعتزالية ضيع جمال الجانب اللغوي الذي أبدع فيه في هذا الكتاب.
فهناك كتب كثيرة ضاعت، وضاعت مجهودات أصحابها بسبب اعتقاداتهم التي خالفت منهج السلف الصالح، وأما لو كان المؤلف عقيدته عقيدة سليمة وكتب أي كتاب، فستتلهف عليه الناس، لأن العقيدة سمت.
• كتاب: (الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف وأصحاب الحديث) للإمام البيهقي (ت:458).
• كتاب (العقيدة الواسطية) لشيخ الإسلام ابن تيمية (ت:728).
• كتاب: (عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة) للشيخ محمد بن عبد الوهاب (ت:1206).
وهناك أيضاً كتب كتبت في العقائد، ولكن على المنهج المخالف، ومن أمثلة ذلك:
• كتب أبو حامد الغزالي (ت:505) كتابه المسمي: (قواعد العقائد).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/197)
• (العقيدة الأصفهانية) التي ألفها الشيخ أبو عبد الله شمس الدين الأصفهاني (ت:688) وهو أحد رؤوس علماء الكلام، وكان المذهب الأشعري سائداً في البلاد الإسلامية، وله قوة بحيث إذا خالفه أحد يمكن أن يُسجن، فلو رد ابن تيمية رحمه الله تعالى على الأصفهاني لاعترض عليه الناس اعتراضاً شديداً وقالوا: كيف يرد هذا على الأصفهاني؟، وانظر إلى شأن ابن تيمية رحمه الله تعالى الآن!!، فالله تعالى رفع الحق، وقد كان ابن تيمية رحمه الله تعالى في وقتها نكرة بالنسبة للأصفهاني.
فَرُدُّ ابن تيمية رحمه الله تعالى على الأصفهاني وقتها كان يُمكن أن يضيع دعوته، فألف ابن تيمية رحمه الله تعالى كتاباً بعنوان: (شرح العقيدة الأصفهانية)، وداخل الشرح ينقد العقيدة ويرد عليها.
وهذا الكتاب – كتاب شرح العقيدة الأصفهانية لابن تيمية رحمه الله تعالى- من الكتب التي لها عمق رائع، ومستوىً عالٍ.
3. الفقه الأكبر:
الفقه الأكبر يُطلق على علم العقيدة، والذي أطلق هذا المصطلح هو الإمام أبو حنيفة (ت:150). إذاً، هذا المصطلح قديم جداً، وكتاب الفقه الأكبر للإمام أبي حنيفة صغير جداً لا يصل إلى ثلاثين أو أربعين صفحة، والمجلدات الكثيرة المتعددة في الفقه الحنفي يسميها الفقه الأصغر، فالعقيدة يسميها الفقه الأكبر، وكل الشرائع والأحكام يسميها الفقه الأصغر، لأنه بدون الفقه الأكبر لا يُفهم الفقه الأصغر ولا يُقبل، فإذا كان المرء بغير عقيدة صحيحة لن تنفعه العبادة، قال تعالى: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً) (الفرقان:23).
الجعد بن درهم (ت:125) هو أول من قال بخلق القرآن ونفي أوصاف الله بحجة التنزيه والتوحيد ونفي التشبيه، وقد تبني فكره تلميذه الجهم بن صفوان (ت:128)، فأدرك الجهم والجعد الفترة التي كان فيها الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى، وقد انتشر في وقت الإمام أبي حنيفة نفي الصفات ونفي علو الله على خلقه، والقول بأن الله تعالى في كل مكان بذاته، فألَّف رحمه الله تعالى كتاب "الفقه الأكبر"، وأصبح هذا المصطلح معروفاً من يومها، وقال رحمه الله تعالى فيه: "الفقه الأكبر في الدين خير من الفقه في العلم، ولأن يتفقه الرجل كيف يعبد ربه تعالى خير من أن يجمع العلم الكثير".
وسألوه: ما تقول فيمن يقول: لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض؟، قال: هو كافر، لأن الله قال: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه:5)، قيل له: فإن قال: الرحمن على العرش استوى، لكن لا أعرف العرش في السماء أم في الأرض؟ قال: هو كافر، لأن الله تعالى أخبرنا أن عرشه على الماء، والماء فوق السماء، والله يُدعى من أعلى لا من أسفل.
4. السنة:
مصطلح السنة له عدة مدلولات، فكيف نعلم أن السنة المقصود بها هو علم العقيدة.
السنة تطلق في مقابل الشيعة، فلفظ السنة هنا يشمل كل الطوائف التي تقدس كتاب الله وسنة رسوله وترى عدالة الصحابة والترضي عنهم كالأشعرية والصوفية، والخوارج يطلق عليهم اسم السنة في مقابل الشيعة، فمثلاً المذهب الرسمي في عُمان هو مذهب الإباضية الخوارج، والمذهب الإباضي في عُمان يُطلَق عليهم اسم السنة على اعتبار أنهم عكس الشيعة.
ويُطلق السنة أيضاً في مقابل الأشعرية، وهذا هو المقصود بالاصطلاح هنا، فالسنة هنا كاصطلاح معناها إثبات السنة، فالمراد إثبات ما ورد في النصوص في البخاري ومسلم مما ورد في صفات الله، فيُسمَّى ذلك السنة، لأن المعتزلة كانوا يُنكرون السنة ويطعنون فيها ويقولون بأنها أحاديث آحاد لا تفيد اليقين في أمور الاعتقاد، ويطعنون في الأحاديث ويقولون بأنها لم تثبت ولا يؤخذ منها عقيدة، فكان الأئمة يقولون بإثبات السنة، حتى إن أبا طالب المكي (وقد كان صوفياً على عقيدة أهل السنة) يقول: "فإنَّا قوم متبعون نقفو الأثر، غير مبتدعين بالرأي والمعقول نرد به الخبر، وفي رد أخبار الصفات بطلان لشرائع الأحكام ...... ".
فيقول رحمه الله تعالى بأننا لو رددنا أخبار الصفات (كأحاديث الرؤية وحديث النزول والأحاديث التي أثبت الله تعالى فيها صفة الكلام والوجه واليد وما شابه ذلك) فقد طعنَّا بذلك في شرائع الأحكام كالصلاة والزكاة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/198)
قال رحمه الله تعالى: " ...... لأن الناقلين إلينا ذلك هم الذين نقلوا شرائع الدين وأحكام الإيمان".
فالإسلام عبارة عن أخبار وأوامر، فالأمر يتطلب التنفيذ والخبر يتطلب التصديق، والذي نقل لنا الأخبار والأوامر هم الصحابة رضي الله عنهم، فلو كذبناهم في باب الأخبار، فإن ذلك يعني أنهم كذبوا على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في باب الأوامر، وهذا لا يكون، ولذلك فإننا نترضى عن الصحابة رضي الله عنهم كما قال تعالى: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) (التوبة:100)، وأما الشيعة فيطعنون فيهم، والطعن فيهم طعن في الشرع والدين، لأن هذه الشرائع وهذه الأحكام نقلوها إلينا كما نقلوا أخبار الصفات.
فعلم العقيدة هو علم السنة، والإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى بيَّن ذلك في كتاب أصول السنة فقال في مقدمته: "أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والإقتداء بهم، وترك البدع وكل بدعة فهي ضلالة، وترك الخصومات في الدين والسنة تفسر القرآن وهي دلائل القرآن، وليس في السنة قياس، ولا تضرب لها الأمثال، ولا تدرك بالعقول ولا الأهواء، إنما هو الإتباع وترك الهوى، ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقبلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها الإيمان بالقدر خيره وشره، والتصديق بالأحاديث فيه والإيمان بها لا يقال لم ولا كيف؟ "
وهناك كتب كثيرة كُتبت باسم السنة في مسائل التوحيد والعقيدة تمييزاً لها عن أصول المعتزلة التي أسفرت عن تعطيل السنة وردها، ومن أمثلة ذلك:
• كتاب أصول السنة لأحمد بن حنبل (ت:241)
• الإمام الحافظ أبو بكر بن أبي عاصم الشيباني (ت:287) كتب في الرد على المعتزلة كتاباً سماه: (السنة) حيث جاءت مسائله عن الإيمان بالقدر ورؤية الله تعالى في الآخرة ومسائل أخرى في صفات الله تعالى يقف منها أهل الاعتزال موقف التعطيل.
• كتاب (صريح السنة) لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت:310) قال فيه: "فأول ما نبدأ بالقول فيه من ذلك عندنا، القرآن كلام الله وتنزيله إذ كان من معاني توحيده، فالصواب من القول في ذلك عندنا أنه كلام الله غير مخلوق كيف كتب وحيث تلي وفي أي موضع قرئ .. فمن قال غير ذلك أو ادعي أن قرآنا في الأرض أو في السماء سوى القرآن الذي نتلوه بألسنتنا ونكتبه في مصاحفنا، أو اعتقد غير ذلك بقلبه، أو أضمره في نفسه، أو قاله بلسانه دائنا به فهو بالله كافر حلال الدم بريء من الله والله منه بريء".
فانظر كيف كانوا أشداء في الحق، مع أن الإمام أحمد رحمه الله تعالى لم يُكفر المعتزلة، وكذلك ابن تيمية رحمه الله تعالى لم يكفر الطوائف الأخرى، وبذلك نعلم خطأ من يقول بأن ابن تيمية كان يُكفر الناس، فابن تيمية رحمه الله تعالى لم يثبت عنه أنه كفَّر طائفة من الطوائف ولا تكفير شخص معين، ولكنه في كلامه يرد على هذه الطوائف، فنحن جئنا لنأخذ بأيدي الناس إلى الحق، لا لنذبح الناس.
• كتاب (السنة) لأبي عبد الله بن نصر المروزي (ت:294).
• كتاب (السنة) لأبي بكر الخلال (ت:311).
• كتاب (شرح السنة) لأبي محمد الحسن بن على بن خلف البربهاري (ت:329).
كل هؤلاء كانوا يتحدثون عن السنة كاصطلاح يرادف معنى التوحيد والعقيدة.
5. الإيمان:
أطلق مصطلح الإيمان على مسائل التوحيد والعقيدة لأنها قضايا تتعلق بتصديق القلب واستعداده للعمل، وهذان ركنان أساسيان في صلاح الإنسان، وقد تداول علماء السلف ذلك الاصطلاح منذ وقت مبكر وأطلقوه على مؤلفاتهم، فمن ذلك:
• كتاب: (الإيمان ومعالمه وسنته واستكمال درجاته) لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت:223).
فالإيمان هو العقيدة، وهذا كان معروفاً عند الصحابة رضي الله عنهم، فكان عندهم مصطلحات الإسلام والإيمان والإحسان، ففي حديث جبريل عليه السلام قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم"، فالدين إسلام وإيمان وإحسان، فالإسلام تنفيذ الأمر، والإيمان تصديق الخبر، وقد قلنا بأن الإيمان قد يُطلق على تصديق الخبر وتنفيذ الأمر.
• كتاب (الإيمان) لمحمد بن يحيي بن أبي عمر العدني (ت:243).
• كتاب (الإيمان) لمحمد بن إسحاق بن يحيي بن منده (ت:395).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/199)
• كتاب (الإيمان وأصوله) لأبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي (ت:429).
• كتاب (شعب الإيمان) لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت:458).
• كتابان لشيخ الإسلام ابن تيمية (ت:728) وهما (الإيمان الأوسط) و (الإيمان الأكبر).
• كتاب (تنبيه الوسنان إلى شعب الإيمان) للشيخ زين الدين عمر بن أحمد الشماع الحلبي (ت:936).
6. أصول الدين:
أركان الدين هي التي حددها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في حديث جبريل عليه السلام، وهي الإيمان والإسلام والإحسان، وقد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في آخر الحديث: "هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم"، وأما مصطلح "أصول الدين" - الذي أُنشئت على أساسه الكليات الموجودة الآن والتي تسمى بكليات الدعوة وأصول الدين – فهو مصطلح أشعري،فكل من ألَّف في أصول الدين كان على مذهب الأشاعرة والمعتزلة والمتكلمين إلا أبا الحسن الأشعري، فله كتاب اسمه " الإبانة عن أصول الديانة" وهو على منهج السلف الصالح.
لماذا سموه بـ"أصول الدين"؟
لأنهم وضعوا أصولاً عقلية، - سنتعرف عليها بالتفصيل بإذن الله تعالى- وهذه الأصول العقلية نظروا إليها على أنها قواطع يقينية، فما جاء في الشرع يوافق هذه الأصول أخذوا به كدليل ثانوي، وما خالف عطلوه، ويقولون عن هذا التعطيل بأنه تأويل.
فكتبوا في أصول الدين على أن أصول الدين هي القواطع العقلية، وأما باقي الأخبار التي وردت في الكتاب والسنة فيسمونها أصولاً ظنية، ويقولون: لا نقدم الظني على القطعي أو اليقيني، فسموا "أصول الدين" على هذا الاعتبار، فأصل مصطلح أصول الدين من المتكلمين وليس من السلف.
ومن أمثلة من كتب في أصول الدين:
• أول من عرف عنه هذا الاصطلاح هو أبو القاسم عبد الله بن أحمد البلخي (ت:319) إذ أنه ألف كتاباً سماه: (أوائل الأدلة في أصول الدين)، وهذا كان في نهاية عصر المعتزلة وظهور المذهب الأشعري، وقام بشرحه أبو بكر بن فورك الأصبهاني (ت:406)، وكلاهما ضليعان في المذهب الأشعري.
• ألف أبو سعد عبد الرحمن بن محمد النيسابوري (ت:478) كتاباً سماه: (الغنية في أصول الدين)، نسجه أيضا على طريقة الأشعرية ومنهجهم، قال في بدايته: "فصل في بيان العبارات المصطلح عليها بين أهل الأصول منها: العالم هو اسم لكل موجود سوى الله تعالى، وينقسم قسمين: جواهر وأعراض، فالجوهر كل ذي حجم متحيز، والحيز تقدير المكان، ومعناه أنه لا يجوز أن يكون عين ذلك الجوهر حيث هو، وأما العرض فالمعاني القائمة بالجواهر كالطعوم والروائح والألوان، والجوهر الفرد هو الجزء الذي لا يتصور تجزئته عقلا، ولا تقدير تجزئته وهما، وأما الجسم فهو المؤلف، وأقل الجسم جوهران بينهما تأليف ... الخ".
• ألف جمال الدين أحمد بن سعيد (ت:593) كتابا سماه: (أصول الدين) انتهج فيه مذهب المتكلمين من الأشعرية وطريقتهم في الغيبيات، ومما جاء فيه: "فصل صانع العالم لا يقال له: أين هو؟ لأن أين يستخبر به عن المكان ولا مكان له" مع أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال للجارية: أين الله؟، فهل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان مخطئاً؟!!
• كتاب (الأربعين في أصول الدين) للإمام فخر الدين محمد بن عمر الرازي (ت:606)، وهو أحد أعمدة المذهب الأشعري، وقال حاجي خليفة عن كتاب فخر الدين الرازي (الأربعين في أصول الدين): "ألفه لولده محمد ورتبه على أربعين مسألة من مسائل الكلام".
7. الشريعة:
فنجد كتاب الشريعة للآجري، ومن المعلوم أن الشريعة المقصود بها تنفيذ الأوامر، ولكن الآجري رحمه الله تعالى جعل الشريعة علماً على العقيدة على اعتبار أن الشريعة لن تُقبل من العبد إلا إذا كان على عقيدة سليمة في باب الخبر، ولذلك يقول رحمه الله تعالى في هذا الكتاب: " كتاب الإيمان والتصديق بأن الله عز وجل كلم موسى عليه السلام، الحمد لله المحمود على كل حال، وصلى الله على محمد النبي وعلى آله وسلم أما بعد فإنه من ادعى أنه مسلم ثم زعم أن الله عز وجل لم يكلم موسى فقد كفر، يستتاب فإن تاب وإلا قتل فإن قال قائل: لم؟ قيل: لأنه رد القرآن وجحده، ورد السنة، وخالف جميع علماء المسلمين، وزاغ عن الحق، وكان ممن قال الله عز وجل: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/200)
تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) (النساء:115)، وأما الحجة عليهم من القرآن: فإن الله جل وعز قال في سورة النساء: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً) (النساء:164) وقال عز وجل في سورة الأعراف: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ) (الأعراف:143)، وقال عز وجل: (إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي) (الأعراف:144)
وقال في نهاية الكتاب: "وبهذا وبجميع ما رسمته في كتابنا هذا وهو كتاب الشريعة ثلاثة وعشرون جزءا ندين الله عز وجل، وننصح إخواننا من أهل السنة والجماعة، من أهل القرآن وأهل الحديث وأهل الفقه وجميع المستورين في ذلك؛ فمن قبل فحظه من الخير إن شاء الله، ومن رغب عنه أو عن شيء منه فنعوذ بالله منه، وأقول له كما قال نبي من أنبياء الله عز وجل لقومه لما نصحهم فقال: (فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) (غافر:44).
8. علم الكلام:
يتبين من الاسم أن هذا المصطلح ليس على منهج السلف، فلماذا سموه بعلم الكلام؟، لسببين:
السبب الأول: نسبة إلى ما اشتهر من الجدل حول مسألة كلام الله.
السبب الثاني: لأنهم أخذوا كلام اليونان وترجموه إلى اللغة العربية، ثم أخذوا هذه الأصول العقلية وبدأوا ينظرون بها إلى كتاب الله، كما حدث مع الجهم بن صفوان والجعد بن درهم وواصل بن عطاء وعمرو بن عبيد.
فلما ترجموا هذه الفلسفة اليونانية إلى اللغة العربية، فتنت المعتزلة وأخذوها كأصول، ثم ظهرت الأصول الخمسة وبدأوا يذكرون الكلام في نظام سفسطة لا تؤدي إلى شئ، ولذلك وقف لهم أهل السنة وقفة شديدة.
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: "وقد تنوعت أحوال المتكلمين وأفضى الكلام بأكثرهم إلى الشكوك وببعضهم إلى الإلحاد، ولم تسكت القدماء من فقهاء هذه الأمة عن الكلام عجزا ولكنهم رأوا أنه لا يشفي غليلا ثم يرد الصحيح عليلا، فأمسكوا عنه ونهوا عن الخوض فيه، حتى قال الشافعي رحمه الله: لأن يبتلى العبد بكل ما نهى الله عنه ما عدا الشرك خير له من أن ينظر في الكلام ... وقال: حكمي في علماء الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام، وقال أحمد بن حنبل: لا يفلح صاحب كلام أبدا، علماء الكلام زنادقة"
ولأحمد بن حنبل رحمه الله تعالى كتاباً اسمه "الرد على الزنادقة والجهمية"، ويقصد بالزنادقة علماء الكلام، فكانوا يسمونهم زنادقة على اعتبار أنهم كانوا يتكلمون كلاماً يؤدي إلى هدم السنة، كما ابتدعوا في التوحيد معنىً غير المعنى المعروف، وقد حذر أتباع السلف الصالح من علم الكلام وألفوا كتباً في ذمه وتقبيحه، ومن ذلك:
• كتاب (تحريم النظر في كتب الكلام) لأبي محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة.
ولذلك قالوا: "من أخذ العلم بالكلام تزندق، ومن طلب المال بالكيمياء أفلس"، فقد كان قديماً يأتي بعض الناس بماء الذهب، ويخدعون عامة الناس بطلاء المعدن بماء الذهب ويبيعونه على أنه ذهب، وعندما يُكشف أمرهم، يُذهب بهم إلى السجن، فيُفلسون، فهذا هو المقصود بالكيمياء.
وفي المقابل تجد من كَتب ليحذر من صعوبة علم الكلام وأنه للخواص، كما فعل أبو حامد الغزالي في كتابه: (إلجام العوام عن علم الكلام)
وقد ألفت كتب كثيرة من قبل المتكلمين في هذا العلم معتبرين إياه علم التوحيد الأمثل، فمن ذلك:
• كتاب (نهاية الإقدام في علم الكلام) لأبي الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني (ت:548).
• كتاب (الداعي إلى الإسلام في أصول علم الكلام)، لأبي البركات بن محمد الدفع (ت:577)
• كتاب (مطية النقل وعطية العقل في علم الكلام) لمحمد بن إبراهيم الصوفي (ت:622).
• كتاب (غاية المرام في علم الكلام) لسيف الدين أبي الحسن الآمدي (631).
• كتاب (زبدة الكلام في علم الكلام) لصفي الدين الهندي (ت:715).
• كتاب (المواقف في علم الكلام) للعلامة عضد الدين الإيجي (ت:756)
• كتاب (علم الكرام في علم الكلام) للشيخ زين الدين المالطي (ت:788).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/201)
فكل هؤلاء تكلموا في علم الكلام، والمقصود بذلك نصرة المذهب الأشعري على مذهب السنة، على اعتبار أن هذا هو أصول الدين، وهذا هو المذهب الحق.
فهذه هي المصطلحات التي أُطلقت على علم التوحيد، وقد ذكرناها في كتاب: "المختصر المفيد في علة تصنيف التوحيد".
• مفهوم الألوهية بين السلف ومخالفيهم.
نحن نذكر هذه التقسيمات حتى إذا بدأنا في بيان معتقد أهل السنة والجماعة تكون عند طالب العلم الخلفية الكافية التي يستطيع أن يستوعب بها ما سيأتي.
هل كل من يقول: "لا إله إلا الله" على عقيدة صحيحة؟
نقول: لا، الذي يقول: "لا إله إلا الله" يكون على عقيدة صحيحة إذا كان المقصود بـ"لا إله إلا الله": لا معبود بحق إلا الله، فالذي على هذه العقيدة هو على منهج الصحابة والتابعين، على منهج السلف الصالح خير القرون، لأن التوحيد المطلوب هو توحيد العبادة، فالله تعالى يقول: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً) (التوبة:31) فالمقصود بالتوحيد هنا هو توحيد العبادة، لا معبود بحق إلا الله، والمعبود هو الذي يُصدَّق في خبره وهو الذي يُطاع في أمره، فالذي يقول " لا إله إلا الله" تنفعه إذا كان على هذا المعنى، فيقول: يا رب، أنا على استعداد إن أخبرتني صدَّقت، وإن أمرتني نفذت، قال تعالى: (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) (طه:14)، وقال سبحانه وتعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء: 25)،وقال: (وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (القصص: 88)، وقال تعالى: (هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (غافر: 65)، وقال تعالى: (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً) (المزمل: 9)
ومما ورد في سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في بيان معنى لا إله إلا الله وأنه لا معبود بحق سواه حديث بعث معاذ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - إلى اليمن برواياته المختلفة، فقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لمعاذ لما بعثه إلى اليمن: " إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى"، وفي رواية أخرى قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله"، فالتوحيد المقصود هو توحيد العبادة، والذي جعلنا نعرف أن توحيد العبادة هو "لا إله إلا الله" الرواية الثالثة، وفيها يقول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه: شهادة ألا إله إلا الله"، إذاً شهادة ألا إله إلا الله معناها: لا معبود بحق إلا الله، أو توحيد العبادة لله.
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: "لا إله إلا أنت فيه إثبات انفراده بالإلهية، والإلهية تتضمن كمال علمه وقدرته ورحمته وحكمته ففيها إثبات إحسانه إلى العباد، فإن الإله هو المألوه والمألوه هو الذي يستحق أن يعبد، وكونه يستحق أن يعبد هو بما اتصف به من الصفات التي تستلزمك أن يكون هو المحبوب غاية الحب، المخضوع له غاية الخضوع، والعبادة تتضمن غاية الحب بغاية الذل".
معنى "لا إله إلا الله" عند المتكلمين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/202)
نحن نقول ذلك، لأن هناك من فسَّر "لا إله إلا الله" بمعانٍ أخرى، فالمتكلمون لما فسروا "لا إله إلا الله" فسروها بمعنى الخالقية وقالوا: "لا خالق إلا الله"، فيقولون في كتبهم: الكلام على مباحث الألوهية، وإذا نظرت إلى الألوهية التي يتكلمون عنها لا تجدهم يتكلمون عن توحيد العبادة، وإنما يتكلمون عن إثبات وجود الخالق، وأن الخالق يمتنع أن يكون إلهين، وأن هناك خالقاً واحداً للكون، وكيفية إثبات سبع صفات وتعطيل الباقي، وأن التوحيد معناه نفي الصفات لأن إثبات الصفات تشبيه ........... إلى آخره، فهذه هي مباحث الألوهية، فهل هذا هو معنى الألوهية؟
نقول: لا، توحيد الألوهية معناه: لا معبود بحق إلا الله، وأما إقرار الناس بوجود خالق للكون أمر فطري لا يحتاج إلى دليل، ولذلك روى البخاري من حديث أبي سفيان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لما سأله هرقل ملك الروم عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: ماذا يأمركم؟ قلت: يقول اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة.
وأما إثبات الخالقية لله تعالى فهو أمر فطري في النفوس، حتى عند المشركين، قال تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) (الزمر:38) فكانوا يؤمنون بأن الله هو الخالق المدبر، وكانوا يتخذون الآلهة الأخرى وسائط وشفعاء، قال تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) (الزمر:3)، وأما ساعة الشدة فلا يلجأون إلا إلى الله، ولذلك لما دخل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مكة أمَّن الناس جميعاً إلا أربعة نفر وامرأتين، وكان منهم عكرمة بن أبي جهل، فهرب عكرمة وركب البحر، فأصابت السفينة عاصفة شديدة، فقال أصحاب السفينة لركابها: "أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئاً ها هنا "، أي توجهوا إلى ربكم وحده ولا تشركوا به، فلما سمع عكرمة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - هذا الكلام قال: "والله لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص، لا ينجني في البر غيره " ثم قال: "اللهم إن لك عليَّ عهداً، إن أنت عافيتني مما أنا فيه، أن آتي محمداً فلأجدنه عفواً كريماً"، وبالفعل نجاه الله تعالى، وجاء إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأسلم، وأصبح أحد المجاهدين الذين فتحوا الفتوحات.
فكانوا يشركون بالله وقت الرخاء، ووقت الشدة يوحدون، ولذلك فإن من وحَّد الله في العبادة أثبت أنه الخالق، لكن من أثبت أن الله هو الخالق يمكن ألا يوحد الله في العبادة، فتجد من يؤمن بأن الله هو الخالق الرازق ولكن إذا قيل له: قم إلى الصلاة، يأبى، فهو عنده توحيد ربوبية، وليس عنده توحيد ألوهية ولا توحيد عبادة.
فالمفروض أن تستجيب الأمة لتوحيد العبادة، وليس أن يُدرَّس للطلاب توحيد الألوهية على أن الله تعالى هو الخالق، فما من أحد إلا ويعلم أن الله هو الخالق، قال تعالى: (قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) (إبراهيم:10)، وقال تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) (العنكبوت:61)، حتى فرعون قال له موسى عليه السلام: (قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً) (الإسراء:102)، وقال تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (النمل: 14)، فالناس تعرف بقلوبها أن هناك خالقاً للكون، فإذا قلت: "لا إله إلا الله" بمعنى أنه لا خالق إلا الله، فليس هذا هو المعنى السلفي.
فالسلف يقولون بأن "لا إله إلا الله " معناها: لا معبود بحق إلا الله، والخلف يقولون بأن معناها: لا خالق إلا الله.
معنى "لا إله إلا الله" عند الصوفية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/203)
وأما الصوفية فيقولون بأن معنى "لا إله إلا الله": لا موجود إلا الله، وهؤلاء هم غلاة الصوفية كابن عربي، وأما عوام الصوفية فتراهم يأخذون من هنا ومن هناك، وأما أوائل الصوفية فكانوا في العقيدة وفي باب الصفات على عقيدة الإمام أحمد بن حنبل، حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كان يدافع عنهم.
الإمام القشيري (صاحب الرسالة القشيرية) حاول أن ينسب أوائل الصوفية إلى المذهب الأشعري، وهؤلاء وقفوا مع الإمام أحمد ضد المعتزلة، وكتبوا كلاماً رائعاً في نصرة المذهب السلفي، فألف ابن تيمية رحمه الله تعالى كتاب "الاستقامة" في مجلدين ليرد على القشيري، ويبين أن المشايخ (أي أوائل الصوفية، فقد كانوا يسمون بالمشايخ) عقيدتهم عقيدة سلفية، ونصرهم نصراً مؤزراً، فصحيح أنه رحمه الله تعالى يُخالف الصوفية وحدثت إشكالات كثيرة بينه وبينهم ومناظرات، لكن لم يمنعه ذلك أن يقول كلمة الحق في هؤلاء.
فأبو طالب المكي كان صوفياً، وسهل بن عبد الله التستري كان صوفياً، ونحن نذكر كلاماً لهم.
وكذلك أبو عبد الله بن خفيف الشيرازي له كتاب في العقيدة رائع، وإن كان له ابتداعات في باب العبادات، فنحن نقول: الحق يؤخذ والباطل يُرد، وهذا هو منهج الوسطية، فكان الصوفية الأوائل على منهج السلف الصالح.
فغلاة الصوفية يقولون: لا موجود إلا الله، ما معنى هذا؟
يقولون بأن العالم الذي نعيش فيه هو الله، ويضربون مثالاً لذلك، وهو مَثَل المرآة، فالشخص إذا وقف أمام المرآة يعرف نفسه أكثر، ويرى أوصافاً في نفسه لم يكن يراها إلا من خلال المرآة، فغلاة الصوفية يقولون: هذه المخلوقات هي المرآة، وربنا يرى نفسه ومتجلٍ في هذه الكثرة التي تظهر في المرآة، فإن أراد أن يرى نفسه جباراً منتقماً يظهر في صورة فرعون، وإن أراد أن يرى نفسه رحيماً يتجلى في صورة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وإن أراد أن يرى نفسه جميلاً يتجلى في صورة المرأة، فيقولون: المرأة هي أكمل تجلي لله، لأن فيها الجمال كله (تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً).
فيقولون بأن الله هو السماء بما فيها من شمس وقمر ونجوم، وهو السحاب الذي نراه بين السماء والأرض عند الصفاء والغيوم لا فرق بين الأنداد والأضداد، ولا فرق بين الرب والعباد، فالعابد عندهم هو المعبود والذاكر هو المذكور، كما يقول ابن عربي: "ما في الوجود مثل، ما في الوجود ضد، فإن الوجود حقيقة واحدة والشيء لا يضاد نفس"
فالله عندهم يظهر في صورة شخص منتقم، في صورة عالم، في صورة بوذي، في صورة صنم .......... ويقولون بأن هذه صور وتجليات يظهر فيها الحق.
ولذلك يقول ابن عربي:
لقد كنت قبل اليوم أُنكر صاحبي إذا لم يكن دينه إلى ديني دان
لقد صار قلبي اليوم قابلاً كل شرعةٍ فمرعىً لغزلان، ودير لرهبان
وبيت لأوثان، وكعبة طائفٍ وألواح توراة، ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنَّى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني
فصحح ابن عربي دين اليهود ودين النصارى ودين البوذيين ودين المجوس .......... ، ولذلك هذا الرجل يحبه أعداء الإسلام، ولذلك وقفوا بجانب المستشرقين لما طبعوا كتب الصوفية حتى يوزعونها مجاناً على العالم الإسلامي.
وكان يقول أيضا:
فإنا أعبدٌ حقا وإن الله مولانا وإنا عينه فاعلم إذا ما قلت إنسانا
أي أن الإنسان هو الله، وهو المعبود بحق،لأن الله تعالى تجلى فيه
فلا تحجب بإنسان فقد أعطاك برهانا فكن حقا وكن خلقا تكن بالله رحمانا
فكن حقاً: أي إلهاً، وكن خلقاً: أي الصورة التي تجلى فيها.
فهذا هدم للدين تحت مسمى " لا إله إلا الله".
معنى "لا إله إلا الله" عند الفلاسفة:
وأما الفلاسفة فيقولون بأن "لا إله إلا الله" معناها: لا علة إلا الله، فيقولون بأن الله تعالى هو العلة الأولى وليس بمعلول، فما معنى العلة والمعلول؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/204)
هذا في الأصل يُطلق على السبب والنتيجة، فالإنسان يضع البذرة في الأرض، وهذه البذرة تسمى سبباً، فتُخرج نبتة، وهذه النبتة يسمونها نتيجة سببها البذرة، فالبذرة علة أو سبب والنبتة معلول أو نتيجة، فالعلة تؤدي إلى معلول، أو السبب يؤدي إلى نتيجة، ثم إن النبتة نفسها تنقلب وتصبح علة لظهور الثمرة، فالثمرة نتيجة والنبتة سبب، ثم إن الثمرة أصبحت علة، وذلك لوجود البذرة بداخلها، فكل معلول قبله علة، وكل علة كانت معلولاً لعلة، فهذه كلها أسباب، ولذلك يقال: خذ بالأسباب، لأنها تؤدي إلى النتائج، لأنك لن تصل إلى النتيجة إلا إذا أخذت بالأسباب.
والله تعالى هو الذي خلق البذرة وهو الذي خلق النبتة، ولكن الله تعالى لن يخلق لك النبتة إلا إذا أخذت بالأسباب ووضعت البذرة التي خلقها الله تعالى، فخالق العلل والأسباب هو الله تعالى، لكن هل الله تعالى سبب أدى إلى نتيجة؟
لا، هو خالق السبب والنتيجة، وأما الفلاسفة فيريدون أن يجعلوا الله تعالى هو العلة الأولى كالبذرة التي أخرجت النبتة، فيقولون بأن الله تعالى هو العلة الأولى التي صدرت عنها العلل كلها.
نقول لهم: الله تعالى ليس بعلة، وإنما هو خلق الأشياء وخلق الأسباب من فوق عرشه، ولا يخضع لنظام التولد الذي تسير عليه الحياة، فالله تعالى قال: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. اللَّهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)، أي أنه لا يخضع للأسباب والعلل، فليس بمولود لأنه ليس له والد، فالوالد علة والمولود معلول، فالأب سبب في وجود الولد، فلا يوجد ولد أتى بلا أب، ولكن لو شاء الله أوجده بلا أب، حتى يبين لنا سبحانه أنه ليس بعلة من العلل كما يقول الفلاسفة، فالله سبحانه وتعالى هو خالق العلل.
ومن ثم، فإن الله تعالى صانع كل شيء بقدرته، وعلة كل شيء صُنْعُه، ولا علة لصنعه، وهو سبحانه وتعالى واحد أحد، وتر صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، وليس الإله علة وجود الأشياء وإنما العلة صفاته الفاعلة.
معنى "علة كل شئ صنعه": أي أنه بصناعته للأشياء صنع العلل، ولكن هو نفسه ليس بعلة.
إذاً، ليس كل من يقول: "لا إله إلا الله " معناها: لا معبود بحق إلا الله، فالسلف فقط هم الذين عبروا عن منهج أهل السنة والجماعة الذي ورد في كتاب الله وفي سنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأن التوحيد معناه توحيد العبادة.
• تصنيف التوحيد إلى نوعين والمصطلحات التي أطلقت على كل نوع.
التوحيد يُصنَّف إلى نوعين أو ثلاثة من باب بيان ما في الكتاب والسنة.
التوحيد نوعان: النوع الأول له عدة مصطلحات أطلقت في الشرع، فالتوحيد الذي أطلق في باب الأمر له عدة مصطلحات وهي:
1. توحيد العبادة
2. توحيد الألوهية
3. توحيد الغاية
4. توحيد القصد والطلب
5. توحيد الإرادة
6. توحيد الشرع والقدر
وهذه المصطلحات جمعتها من تراث أهل العلم الذين تكلموا في معتقد السلف الصالح على مدار التاريخ، فيستخدمون هذه المصطلحات للتعبير عن النوع الأول من أنواع التوحيد والذي هو توحيد العبادة.
ما سبب هذه التسميات؟
- سُمي بتوحيد الغاية على اعتبار أن هذا هو الغاية من خلق الإنسان، قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات:56)، ولذلك سمي توحيد العبادة.
- وسمي توحيد القصد والطلب لأنه يتعلق بنية الإنسان في الحياة، فالرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"، إذاً، هو متعلق بقصدك وطلبك في الحياة أو ما يُطلب منك شرعاً، هل ستنفذه أم لا.
لأن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا جاء للناس وقال لهم:صدقوني في خبر الله، فصدقوه ولم يكلفهم بأوامر الله وتشريعاته وتركهم على ما هم عليه يعبدون الأوثان والأصنام، هل كانت ستتغير مكة وينتشر الإسلام؟!!!
إذاً، ليس الإيمان مجرد تصديق القلب وقول اللسان، بل لا بد من عمل الجوارح والأركان، لأن بعض الناس يقولون: المطلوب أن يصدِّق العبد بقلبه ويقول: "لا إله إلا الله".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/205)
نقول: إذا كان الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - طلب من الناس ذلك، وقالوا كلهم "لا إله إلا الله"، ولم يستجب أحد لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالعمل، هل كان سيهاجر أحد إلى المدينة؟، وهل كان أحد سيدخل في الإسلام ويقاتل في سبيل الله ويفتح الدنيا؟؟!! بل إن مكة كانت ستظل على ما هي عليه، فليس هذا دين التوحيد، إنما التوحيد في الاستجابة والعبادة والعمل، فالإيمان تصديق بالجنان وقول باللسان وعمل بالجوارح والأركان.
- وسُمِّي أيضاً بتوحيد الألوهية لأنه معنى قول العبد: لا إله إلا الله، فقد تقدم أن الإله هو المألوه المعبود بالمحبة والخشية والإجلال والتعظيم وجميع أنواع العبادة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "توحيد العبادة هو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، أن يقصد الله بالعبادة ويريده بذلك دون ما سواه وهذا هو الإسلام، فإن الإسلام يتضمن أصلين: أحدهما: الاستسلام لله، والثاني: أن يكون ذلك له سالما، فلا يشركه أحد في الإسلام له وهذا هو الاستسلام لله دون ما سوا".
- وسمِّي أيضاً توحيد الإرادة لأن من وحَّد الله في العبادة تطابقت إرادته مع إرادة الله الشرعية مع إرادة الله الكونية، وإرادة الله الشرعية هي الأوامر والأحكام التكليفية، فإرادة العبد انطبقت مع إرادة الله الشرعية، وتنطبق تلقائياً مع إرادة الله الكونية والتي هي مشيئته سبحانه وتعالى.
فيحدث هنا توافق بين الإرادات، إرادة العبد مع الإرادة الشرعية مع الإرادة الكونية، فلما تتوافق الإرادات يظهر مصطلح التوفيق، فيوفق الله عبده لطاعته.
جار رجل إلى سهل بن عبد الله التستري رحمه الله تعالى (ت:293) وقال له: ما تقول فيمن قال: "أنا كالباب لا أتحرك إلا أن يحركني "؟، أي أنه يسير وفق مراد الله، لا يخالف إرادة الله سبحانه وتعالى
قال سهل رحمه الله تعالى: "لا يقول هذا إلا صديق أو زنديق"
فالصدِّيق هو الذي وافقت إرادته إرادة الله الشرعية، وتوافق مع إرادة الله الكونية، لأن كل ما قدَّره الله يقع، فهو لا يتحرك إلا على مراد الله الشرعي، وهو ما ذكره الله تعالى في الحديث القدسي: "وما تقرب إليَّ عبدي بشئ أحب إليَّ مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به" فيوفقه الله في سمعه فلا يسمع إلا ما يُرضي الله، وهذه هي قمة الطاعة والإيمان.
وأما الزنديق فإنه يخالف شرع الله، ويقول: أنا أفعل ما شاءه الله، فيسرق ويقتل وينهب ويقول: هذه مشيئة ربنا، كالسارق الذي جاء إلى عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأراد عمر أن يقطع يده، فقال: سرقت بمشيئة الله، قال عمر: وأنا أقطع يدك بمشيئة الله وإرادته.
وقد ظهر هذا المذهب الجبري في نهاية عصر الصحابة رضي الله عنهم،وقد كان ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يدعو الناس إلى التوحيد، وحدثت واقعة أن رجلاً من أصحاب هذا المذهب دخل على أهله فجأة فوجد رجلاً مع امرأته، فهمَّ أن يأخذ بالسيف ليقتله، فقالت له امرأته: أتركت التوحيد وذهبت خلف مذهب ابن عباس؟ ألا تعلم أن كل شئ بقضاء وقدر؟، فقال: تبت إلى الله.
أهذا هو التوحيد؟؟!!
إذاً، سُمي هذا التوحيد بتوحيد الإرادة لتوافق إرادة العبد مع إرادة الله الشرعية، وأما إرادة الله الكونية فستقع لا محالة، سواء اختار العبد الطاعة أو اختار المعصية.
- وسمي هذا التوحيد بتوحيد الشرع والقدر لأن العبد لا يَسلم إلا إذا آمن بقدر الله وعمل بشرع الله، فيؤمن بأن كل شئ سيقع وفق ما قدَّر رب العزة والجلال، ولا يجوز أن يقول: سأعمل بالشرع ولا أؤمن بالقدر، فمن قال سآخذ بالأسباب، ولكن ليس هناك قدر، فهذا يتبع مذهب المعتزلة القدرية، وأما من يقول: أنا أؤمن بالقدر ولا أعمل بالشرع فهو على مذهب الجبرية، وأما مذهب السلف فمذهب وسطية، أن تؤمن بقدر الله وتعمل بشرع الله،فتأخذ بالأسباب وتتوكل على الله، فالتوكل على الله بدايته في الاعتماد على الله تعالى الذي بيده المقادير، ثم الأخذ بالأسباب، ثم الرضا بالنتائج.
وأما النوع الثاني من التوحيد الذي يتعلق بباب الخبر له أيضاً عدة مصطلحات أطلقت في الشرع وهي:
1. توحيد الوسيلة.
2. توحيد الربوبية والأسماء والصفات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/206)
3. توحيد المعرفة والإثبات.
4. توحيد العلم والخبر.
ما سبب هذه التسميات؟
- سُمِّي بتوحيد الوسيلة لأن المعرفة بهذا التوحيد حجة لأن يُنفذ العبد الغاية من خلقه، ولا يكفي إثباته لدخول الجنة، فلو قال أحد: أنا أؤمن بأن الله خالق وأن له الأسماء وله الصفات، ولم يعبد الله تعالى ولم يوحد الله في العبادة لا يدخل الجنة، فعند البخاري من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى" فالحصول على الجنة سببه الطاعة والعبادة، فالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "من أطاعني دخل الجنة"، ولم يقل: من آمن بأن الله هو الخالق وآمن بالأسماء والصفات.
إذاً، فالإيمان بالربوبية وبالأسماء والصفات سُمي بتوحيد الوسيلة على اعتبار أن العبد إذا وحَّد الله في هذا النوع من التوحيد يجب عليه أن يُنفِّذ النوع الآخر وهو توحيد الغاية أو توحيد الألوهية.
أما من يجعل غايته من التوحيد البحث عن وجود الله والتعرف على أوصافه بقوانين العقل أو الذوق، كما هو الحال عند الجهمية والصوفية وأحفادهم من المعتزلة والأشعرية والماتريدية أو حتى بالرجوع إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فهذا كله عند السلف وسيلة لتحقيق العبادة من خلال معرفة المعبود، فتوحيد العبادة يدل على توحيد الربوبية والأسماء والصفات بالتضمن، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "وأما توحيد الربوبية الذي أقر به المسلم والكافر وقرره أهل الكلام في كتبهم فلا يكفي وحده، بل هو الحجة عليهم كما بين ذلك سبحانه في كتابه الكريم في عدة مواضع، ولهذا كان حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا"
- وسُمي بتوحيد العلم والخبر لأن إثبات هذا النوع من التوحيد غير مبني على العقل وتقديم العقل على النقل، ولكنه مبني على العلم بالأخبار التي جاءتنا عن الله تعالى، فيأتينا الخبر فنصدقه، فباب المعرفة بهذا النوع من التوحيد هو النقل، فمعرفة أسماء الله وأوصافه والقضاء والقدر يكون عن طريق النقل، وسُمي توحيد المعرفة والإثبات على هذا الأساس.
وهذه الاصطلاحات ظهرت كرد فعل على كلام المعتزلة الذين قالوا أننا نعرف التوحيد عن طريق العقل، فنقول لهم: لا، التوحيد ومعرفة الأسماء والصفات عن طريق النقل، فلا بد من تصديق الخبر، فطريق المعرفة هو أن تُثبت ما أثبته الله لنفسه، فسمي بتوحيد المعرفة والإثبات، أي توحيد الله تعالى عن طريق إثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، وهذا ما سنعرفه بعد ذلك.
وسُمي بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات لأنه مبني على أن تُثبت ربوبية الله لخلقه، بأنه الخالق الذي دبَّر الأشياء بتدبيره الكوني والشرعي، لأن معنى الربوبية يقوم على هذين الركنين، وكذلك توحيد الأسماء والصفات بسبب أنه ليس هناك آية من الآيات إلا وستجد فيها إما دعوة إلى توحيد العبادة أو توحيد الربوبية أو توحيد الأسماء والصفات.
نكتفي بذلك، ونلتقي في المحاضرة القادمة بإذن الله تعالى، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[16 - 10 - 10, 02:22 م]ـ
هل لك ان تعطينا رابط تحميل المسموع بارك الله فيك
ـ[أبو عبد الله أحمد بن محمد]ــــــــ[17 - 10 - 10, 01:44 م]ـ
من أول من قسم التوحيد
وهل أمرنا الله ورسوله بقسيم التوحيد
وما هو حكم هذا التقسيم
وقد روي عن معاوية بن أبي سفيان أنه قال على المنبر:
بلغني أن أقواما يحدوثونكم أحاديث ليست في كتاب الله ولا في سنة رسول الله فأولئك جهالكم
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[17 - 10 - 10, 01:58 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...CA%E6%CD%ED%CF
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5102
روابط ذات صلة
افتح لتستفيد وترفع عنك الاشكال بارك الله فيك(66/207)
أكل ذبيحة الرافضة
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[16 - 10 - 10, 12:18 م]ـ
(2015)
فضيلة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين ـ وفقه الله لكل خير في الدنيا والآخرة ـ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبعد:
سؤال: هل يجوز للمسلم المتبع لسنة النبي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يأكل من ذبائح الرافضة ومجالستهم ومؤانستهم على الطعام والشراب، علمًا بأن البعض قد يرى أن أكل ذبائحهم إنما هي من باب الدعوة والتودد لهم، أفتونا مأجورين … أدام الله عزكم.
الجواب: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
لا يجوز أكل ذبائحهم ولو ذكروا عليها اسم الله تعالى ولو حلت ذبائح اليهود والنصارى التي يذكرون عليها اسم الله؛ فإن المشركين لا تحل ذبائحهم ومعلوم أن الرافضة مشركون حيث يعبدون علي بن أبي طالب وزوجته فاطمة وابنيه الحسن والحسين ويبالغون في مدح علي حتى يرفعوه إلى مقام الربوبية كما تدل على ذلك كتبهم وأشرطتهم وأشعارهم وخطبهم وكما سمعناهم يدعون عليًا وأولاده حتى في المطاف وفي عرفات وفي سائر الأوقات وهذا شرك صريح يحبط الأعمال لقوله تعالى: ?ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك من الظالمين وأن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو? وقد قال تعالى: ?ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون? وقال: ?لئن أشركت ليحبطن عملك? فالمشرك لا يقر على شركة ولو بذل الجزية بل يقاتل حتى يتوب أو يموت وشرك الرافضة أمر واضح يشترك فيه عوامهم وخواصهم وأيضًا فإن الرافضة يطعنون في القرآن ويدّعون أنه محرف وقد ألف بعض المتأخرين كتابًا سماه فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب يعني القرآن الكريم فهم يدعون أن الصحابة حذفوا منه أكثر من ثلثيه ومن ذلك ما يتعلق بفضائل أهل البيت وبالولاية والعهد لعلي ـ رضي الله عنه ـ ولاشك أن هذا طعن في الدين وتكذيب للقرآن لقوله تعالى: ?وإنا له لحافظون? وإذا كان محرفًا ناقصًا لم تقم لله الحجة على العباد ولم يحفظه الله لهم وهو خلاف الإجماع وقد كذبوا على جعفر الصادق ـ رضي الله عنه ـ وزعموا أن عنده مصحف فاطمة ما فيه من مصحفكم حرف واحد ثم إنهم يطعنون في الصحابة ويكفرون أكابرهم كالخلفاء الثلاثة ولا يثبتون إلا أفرادًا قلة نحو العشرة ولاشك أن تكفيرهم لهم طعن في الكتاب والسنة والشريعة التي جاءتنا بواسطتهم فإذا كانوا كفارًا ومرتدين فالشريعة غير محفوظة في اعتقادهم ثم لهم اعتقاد مكفر وهو تعطيلهم للصفات الذاتية والفعلية كالجهمية ولهذه الاعتقادات يجب بغضهم وهجرهم وتحرم موالاتهم وهم أعداء لأهل السنة فيجب الحذر منهم. كفى الله شرهم ورد كيدهم في نحورهم. وصلى الله على محمد.
قاله وأملاه
عبد الله عبد الرحمن الجبرين
28/ 4/1417 هـ
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 12:43 م]ـ
رحم الله الإمام العلامة بن جبرين، و جمعنا به في الفردوس الأعلى،
نِعم العالم كان رحمه الله، لم يخف في الله لومة لائم ..
من المعلوم أن الشيخ رحمه الله يرى أن الشيعة كفار، و لا ادري من من أهل العلم المعاصرين أنتصر لهذا القول غير الشيخ بن جبرين، (أتمنى لو تفيدونا بأهل العلم الذين أنتصروا لهذا القول) ..
للشيخ إجتهاده رحمه الله، و لكن الذي أدين به لله أن الشيعة كطائفة و معتقد كفري مما لا شك فيه، و لكن أن نحكم على أعيانهم (عوامهم) بأنهم كفار، أرى أن هذا من الإجحاف ولله تعالى أعلى و أعلم ..
أما أمير المؤمنين البخاري رحمه الله و فتواه عن أكل ذبائح الرافضة و الجهمية قال: لا يسلم عليهم ولا يناكحون ولا تؤكل ذبائحهم". أ. هـ كتاب خلق أفعال العباد ص125]
على ما أعتقد أن ظاهر مذهب البخاري ولله أعلم تكفير الرافضة، أليس كذلك؟
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[16 - 10 - 10, 02:18 م]ـ
رحم الله الإمام العلامة بن جبرين، و جمعنا به في الفردوس الأعلى،
نِعم العالم كان رحمه الله، لم يخف في الله لومة لائم ..
من المعلوم أن الشيخ رحمه الله يرى أن الشيعة كفار، و لا ادري من من أهل العلم المعاصرين أنتصر لهذا القول غير الشيخ بن جبرين، (أتمنى لو تفيدونا بأهل العلم الذين أنتصروا لهذا القول) ..
للشيخ إجتهاده رحمه الله، و لكن الذي أدين به لله أن الشيعة كطائفة و معتقد كفري مما لا شك فيه، و لكن أن نحكم على أعيانهم (عوامهم) بأنهم كفار، أرى أن هذا من الإجحاف ولله تعالى أعلى و أعلم ..
أما أمير المؤمنين البخاري رحمه الله و فتواه عن أكل ذبائح الرافضة و الجهمية قال: لا يسلم عليهم ولا يناكحون ولا تؤكل ذبائحهم". أ. هـ كتاب خلق أفعال العباد ص125]
على ما أعتقد أن ظاهر مذهب البخاري ولله أعلم تكفير الرافضة، أليس كذلك؟
الرد على كلامك
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2008/02/07/121870.html
وايضا
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=87377
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/208)
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 03:16 م]ـ
أخي الفاضل رحم الله والديك و نفعنا اللهم بعلمك في الدارين،
أخي الحبيب انا لم أعلق على مسألة حكم أكل ذبيحة الرافضة سلبا أو إيجابا، انا فقط نقلت عن الإمام البخاري كلامه عن حكم أكل ذبيحة الرافضة،
أنا إنما علقت على فتوى الشيخ بن جبرين رحمه الله في تكفير الشيعة على الأعيان و سألت عن أهل العلم الذين عاصروا الشيخ بن جبرين و سلكوا مسلكه في تكفير الشيعة كأعيان، هذا كل ما في الامر،
اما مسألة أكل ذبيحة الرافضة لم أعلق عليها، و تبقى مسألة تكفيرهم على الأعيان أو تكفيرهم كطائفة المسألة الأهم في تحديد حكم أكل ذبيحتهم فيما بعد،
المسألة تتعلق في مذهب المفتي في العذر بالجهل، ولله تعالى أعلى و أعلم
و أسأل الله ان يرحم بن جبرين و يعفو عنه، فقد كان إماما يُقتدى به، و علم من أعلام المسلمين، و رجل من رجاله، و لم يخف في الله لومة لائم و له مواقف سنتذكرها عبر التاريخ،
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 03:37 م]ـ
الشيخ محمد بن إبرهيم لما سئل عن ذبائح الرافضة أجاب بكلمة واحدة كما هو موجود في فتاويه قال:
يخسون
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 03:49 م]ـ
رحم الله العلامة محمد بن إبراهيم، لو كنت معاصراً للشيخ رحمه الله، لما رضيت الا ان اكون خادما عنده .. رحمه الله
ـ[محمد البغدادي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 08:34 م]ـ
قرأت على شيخنا المسند المعمر السامرائي وأجازني وهو يروي بعموم إجازته عن الشيخ الصاعقة عن الشيخ سليمان بن سحمان مناولة قال:رحمه الله تعالى في رسالة ارسلها الى الشيخ عبد الكريم في الدرر السنية في الفتاوى النجدية (8/ 266) وهي تبين عقيدة الشيخ عبد الكريم وانه يرى كفر تارك العمل وإن اقر بالشهادتين ولم يجحد الفرائض وإليك نص الشيخ سليمان بن سحمان الى الشيخ عبد الكريم حيث قال:
"بسم الله الرحمن رسالة الرحيم، من سليمان بن سحمان الى عبد الكريم بن السيد عباس سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: وصل إلي منك جملة خطوط تذكر فيها التنصل من هذه الفتوى المنسوبة اليك وتزعم انها مكذوبة عليك وتبرأ الى الله منها وممن قالها وهذا بخلاف ما حدثني به الشيخ عبد الله بن بليهد لما قدم الهند واجتمع بك وعرض عليك الفتوى التي افتيت بها في حل ذبائح الصلب وكفار البوادي بمجرد النطق بالشهادتين وانتسابهم الى دين الاسلام مع ترك الصلاة والصوم والحج وارتكاب جميع المحارم التي حرمها الله ورسوله، وذكر لي انك ستكتب التوبة والرجوع عما قلت فيها فلما جائتنا رسائلك فإذا هي بخلاف ما ذكره الشيخ عنك ولا يخفى عليك ان الذي كتبناه انما في الرد على هذه الشبهات التي شبه بها هذا المفتري على أهل الاسلام وزعم انها مما امر الله به ورسوله وليس المقصود الرد عليك نفسك فانما هو على هذه الورطات العظيمة والشبهات المدلهمة الوخيمة وليس المقصود الاعظم بالرد على من اباح ذبائح الصلب فقط لانه من المعلوم عند جميع المسلمين انهم كفار وانها لا تباح ذبائحهم وانما المقصود بالرد على من افتى بهذه الفتوى لامور:
أحدها ان دعوى من افتى بهذه الفتوى "ان من تلفظ بالشهادتين يكون مسلما تؤكل ذبيحته وان كان مع ذلك لا يصلي ولا يزكي ولا يصوم ولا يحج ويرتكب مع ذلك جميع الكبائر وقد تبين لك انه لابد من معرفة شهادة ان لااله الا الله والعمل بمقتضاها من القيام نهذة الاركان الاربعة وهؤلاء الصلب الذين احل ذبائحهم وشهد لهم بلاسلام لايعرفون معنى لااله الا الله ولا عملوا بمقتضاها وقد حكم لهم بغير ما أمر به الله ورسوله
الامر الثاني انه زعم ان من انتسب الى الاسلام يكون مسلما بمجرد أنتسابة اليه فعلا زعمه ان عباد القبور اليوم ممن يدعون الانبياء والاولياء والصالحين وسائر من كفر بالله وشرك به ممن تلفظ بالشهادتين انهم سلمون بمجرد انتسابهم الى الاسلام تحل نسائهم وتاكل ذبائحمهم وقد تبين لك ما امر الله به فيهم ورسوله من تكفيرهم وعدم اسلامهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/209)
الامر الثالث انه زعم ان الرجل يكون مسلما بنفسه لا باعتقاده وارادته وقوله وعمله وزعم ان هذا القول لشيخ الاسلام ابن تيمية وهو نقل محرف متصرف فيه كما بيناه في الرد وان هذا لايقوله عالم ولو ان ان هذا الرجل من اهل العلم والمعرفة العالمين بمدارك الاحكام لعلم ان اخر العبارة يناقض تحريفهم وماتصرفوا منها فان قوله رحمه الله وكل حكم علق باسماء الدين من اسلام وايمان وكفر ونفاق وردة وتهود وتنصر انما يثبت لمن اتصف بالصفات الموجبة لذلك فهذا يناقض ما حرفوه بقولهم هو حكم يتعلق بنفسه لاباعتقاده وارادته وقوله وعمله فان هذه الاوصاف من الايمان والاسلام والكفر والنفاق والردة وغيرها هي الموجبة لكونه مسلما او يهوديا او نصرانيا.
الامر الرابع انه زعم ان من اشرك بالله وكفر به مسالما بمجرد انتسابه الى الاسلام قياسا على اليهود والنصارى لان الله احل ذبائحهم ونسائهم بمجرد انتسابهم الى الكتاب وان الله سماهم اهل الكتاب مع انهم لم يعملوا بما في التوراة والانجيل مما امر الله به فكذللك تحل ذبيحة من ارتد عن الاسلام وكفر بالله واشرك به من هذه الامة على زعمه وان لم يعملوا بما امر االه به من الصلاة والزكاة والصيام والحج بمجرد انتسابه الى الاسلام.
الامر الخامس انه قاس هولاء الصلب وكفار البدوة اللذين لم يملوا بشء من شرائع الاسلام ولم ياتمروا بشي من الاوامر ولم ينتهوا عن شيئ من المناهي الا بمجرد التلفظ بالشهادتين وقد كان من المعلوم بالضرورة ان الله قد اكمل لنا الدين واتم لنا شرائع الاسلام وقد بلغ رسول الله البلاغ المبين فقاسهم على الاعراب الذين قالوا اول ما دخلوا في الاسلام ءامنا فقال الله} قل لم تؤمنوا ولكن
قولوا اسلمنا) {
الامر السادس انة ذكر في اخر جوابه أن ذبيحة المرتد لاتؤكل عند جمهور العلماء الا ماذكر عن اسحق وسفيان الثوري، وقد ذكر العلماء في باب حكم المرتد انه هو الذي يكفر بعد اسلامة وقد كان من المعلوم أنهم ذكروا أشياء مما يكون به الرجل مرتدا عن الاسلام وان كان مع ذلك يتلفظ بالشهادتين وينتسب الى الاسلام كما هو مذكور في باب حكم المرتد وغيره فنقض ماذكره العلماء في هذا الباب بأنه يكون مسلما بمجرد أنتسابه الى الاسلام والتلفظ بالشهادتين
الامر السابع انه استدل في جوابه على اسلام الصلبة الذي لايصلون ولايزكون ولايصومون ولايحجون لانهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله وينتسبون الى الاسلام بما في الصحيحين أن رسول الله قال ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله الا الله واني رسول الله فاذا قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله عز وجل)) وان مجرد التلفظ بالشهادتين يكتفى به في عصمة المال والدم ويكون مسلما وان لم يصل ويزك ويصم ويحج، وقد أشكل هذا على عمر بن الخطاب رضي االه عنه فقال ياخليفة رسول الله كيف تقاتل الناس؟ الحديث فقال ابو بكر: ألم يقل ((الا بحقها)) فان الزكاة من حقها والله لو منعوني عنافا يؤدونها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم:لقاتلتهم على منعها قال عمر فوالله ماهو ان لا ان رايت الله قد شرح صدر ابي بكر للقتال فعلمت انه الحق فوافق عمر ابا بكر واتفق الصحابة كلهم على ذلك وقاتلوا من منع الزكاة وادخلوهم في حكم اهل الردة فكيف بمن أضاف الي ذلك ترك الصلاة والصيام والحج فهذا اولى بالكفر والردة عن الاسلام فمن ترك الزكاة وحدها فناقض مااجمع عليه اصحاب رسول الله صلىالله عليهوسلم من تكفير هولاء وجعلهم مسلمين بمجرد التلفظ بالشهادتين
الامر الثامن انه استدل على حل ذبائح الكفار من الصلبة وغيرهم بقوله في الحديث لما سئل صلى الله عليه وسلم ان اناسا ياتوننا باللحمان ولاندري اسموا الله عليها أم لا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((سموا الله عليها ثم كلوها)) وهذا انما هو في حل ذبائح البادية الذين اسلموا وكانوا حديثي عهد بكفر ولا يدرى اذكر اسم الله عليها ام لا؟ فامرهم اذا شكوا في ذلك ان يذكروا اسم الله وياكلوا فناقض هذا مامر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم من الامر باكل ذبيحة المسلم الذي لايدرى اذكر اسم الله علياه ام لا بحل ذبائح من كفر بالله واشرك به وارتد عن الاسلام وليس الكلام مع هذا في مجرد التسمية على الذبيحة وانما الكلام معه في تحريم ذبيحة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/210)
المرتد وقد ذكر اهل العلم انها لاتباح بحال سواء ذكر اسم الله عليها او لم يذكره
الامر التاسع انه استدل على اسلام من كفر بالله واشرك به وعلى حل ذبائحهم بقوله صلى الله عليه وسلم ((من كفر مسلما فقد كفر)) فمن كفر هولاء الصلب التاركين للصلاة والزكاة والصيام والحج وحرم ذبائحمه فقد كفر المسلمين ومنه كفر مسلما وحرم ذبيحته فقد كفر عند هذا المفتي وايضا قلنا جواب ثان عن قولك من كفر مسلما فقد كفر فيقال لك صحح نسبة هذا الحديث الى قائل معروف يحتج بقوله ويكفينا في قبوله اذا كان له وجود في دواوين التي صنفها الحفاظ اهل الحديث فان لم تجد اصلا لهذا اللفظ فكيف تحكيه جازما به وماكان كذلك فلا ينهض للاحتجاج به نعم قد ثبت في الصحيح عن ابى ذر ((من دعا رجلا بالكفر او قال ياعدوا الله وليس كذلك الا حار عليه)) فليتامل قوله ((وليس كذلك)) ومعنى قوله ((حار عليه)) اى رجع وغاية مافي هذا الحديث الوعيد الشديد اذا لم يكن خصمه كذلك
الامر العاشر ان الكفار الذين كانوا على عهد النبي r كانوا يعرفون معنى لااله الا الله وانها تنفى جميع مايعبد من دون الله وتثبت العبادة لله وحده لاشريك له وهذا لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((قولوا لا اله الا الله (قالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشى عجاب) فابوا عن اللفظ بهذا، واما عباد القبور اليوم فانهم يشهدون ان لا اله الا الله وان مجمدا رسول الله ومع ذلك يدعون الانبياء والاولياء والصالحين ويستشفعون بهم في المهمات والملمات ويلجؤن اليهم في جميع الطلبات والرغبات ويطلبون منهم قضاء الحاجات وكشف الكربات واغاثة اللهفات، وبزعم هذا واضرابه من الجهال انهم مسلمون بمجرد التلفظ بالشهادتين والانتساب الى الاسلام سبحانك هذا بهتان عظيم
الامر الحادي عشر انه زعم فيما نقله عن الامام العماد بن كثير من تفسيره حيث قال هم الذين اسلموا حقا وصدقا لا نفاقا ولا خوفا ولكنهم لم يعملوا بامر من الاوامر ولم يجتنبوا الكبائر والمناهي وهذا قول جمهور الصحابة والتابعين وهو الراجح انتهى، وهذا كذب وافتراء على ابن كثير رحمة الله فانة لم يذكر هذا بلفظة بل حرفه وتصرف فيه كما هو مذكور في الرد وهذا يناقض ما ذكره شيخ الاسلام في كتاب الايمان قال رحمة الله بعد كلام له وأما ما ذكره احمد فاتبع فية الزهري حيث قال فكانوا يرون الاسلام الكلمة والايمان العمل في حديث سعد بن أبي وقاص وهذا على وجهين فانة قد يراد به الكلمة بترابها من الاعمال الظاهر وهذا هو الاسلام الذي بينه رسول الله حيث قال ((الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت)) وقد تراد الكلمة فقط من غير فعل الواجبات الظاهرة وليس هذا هو الذي جعله النبي الاسلام لكن قد يقال اسلام الاعراب كان من هذا فقال وغيرهم كانوا اذا اسلموا على عهد النبي الزموا بالاعمال الظاهرة الصلاة والزكاة والصام والحج ولم يكن احد يترك بمجرد الكلمة بل كان من اظهر المعصية يعاقب عليها انتهى، فناقض هذا ما ذكره اهل العلم مع الكذب عليهم بقوله ولكنهم لم يعملوا بامر من الاوامر ولم يجتنب الكبائر والمناهي ثم لم يكتف بذلك حتى زعم ان هذا هو قول جمهور الصحابة والتابعين وهو الراجح
الامر الثاني عشر انه زعم ان شيخ الاسلام ابن تيمية صرح في الاختيارات انه قال واذا انكروا شيئا من اركان الاسلام والايمان غير الشهادتين جهلا لا يقال بردتهم وهذا كذب على شيخ الاسلام لم يقله في الاختيارات بهذا اللفظ الذي نسبه اليه والذي في الاختيارات ومن شك في صفة من صفات الله تعالى ومثله لا يجهلها فمرتد وان كان مثله يجهلها فليس ولهذا لم يكفر النبي الرجل الشاك في قدرة الله واعادته لانه لايكون كافرا الا بعد الرسالة فهذا واضعاف اضعافه وهو الذي حملنا على هذه الشبهات وتغيير هذه المنكرات التي هي من اعظم السيئات الموبقات ولا يسعنا مع القدرة على انكارها الرد على من قالها السكوت عليها لان الله سبحانه وتعالى اوجب علينا نصر الدين وفرضه علينا كما قال ابن القيم رحمه الله:
هذا ونصر الدين فرض لازم
لا للكفاية بل على الاعيان
بيد واما بالسان فان عجز
ت فبالتوجه والدعا بجنان
وأما قولك (وإني اشهد الله على محبتك ومحبة المشايخ ما دمتم متمسكين بالكتاب والسنة وهذا القول ليس فيه محاباة ولا تقية لاني ما زلت سابقا ولاحقا مشددا النكير على المبتدعة ويشهد لي بذلك الوقائع التي وقعت بالكويت وبغداد مع المبتدعة) فاقول اما ما رفع لك من الانكار على الجهمية وغيرهم من المبتدعة وانتسابك الى اهل هذه الدعوة المحمدية ومحبة المشايخ فلولا هذا لكان جوابك عندنا غير ماترى، وأما ماذكرت من جهة الرسالة المسمات بحقيقة المذهب الوهابي فهي موجودة عندنا موجودة منسوبة الى ابن دخيل صاحب القصيم مع ما فيها من الاجمال والقصور والتقصير والكذب في بعضها كقوله ان علماء اهل نجد يحرمون التنباك على العامة ويكرهونة على للخاصة وقولة واعهد منهم الان الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف وكان شاعرا بليغا وذكر من شعره كيت وكيت وهذا كلة كذب لا أصل له")).إ. هـ
ومن المعلوم أن القول بالتحريم هي الأصل عند أئمة الدعوة النجدية رحمهم الله تعالى(66/211)
5 أسئلة محتاج للإجابة عليها من طلاب العلم
ـ[محمد السلفي المقدسي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 05:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعروف أن العقيدة هي التي تحفز المسلم طبعا العقيدة السليمة تحفزه على العمل والنشاط
لكن سؤالي هو عندما لا تؤدي العقيدة العمل المطلوب والنشاط المطلوب أو وظيفته المطلوبة فكيف يعزز عمله ويعيد نشاطه
هل يبحث عن مزيد من البراهين على وجود الله أم عن طريق المزيد من العمل والتعبد؟
وسؤالي الثاني
هل الأشاعرة يختلفون مع السلف في الإيمان عند السلف الإيمان ما وقر في القلب وصدقته الجوارح أو هو تصديق بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان
فهل الأشاعرة متفقين مع السلف في هذا المفهوم ام لا
سؤال ثالث
ما علاقة المذاهب الفقهية بالعقائد أو بصيغة أخرى أسمع أن السلف حنابلة والمالكية والشافعية أشاعرة والحنفية ماتريدية
بل أحيانا أسمع أحدهم عندما يقسم أهل السنة يقول حنابلة وأشاعرة وماتريدية فهل هذا التقسيم صحيح أم كيف
سؤال رابع
هل الأختلاف حول أقسام المعاصي إلي كبائر وصغائر إختلاف بين المذاهب الفقهية الأربعة أم بين الفرق من ناحية عقدية يعني هل هو إختلاف فقهي أم إختلاف بين السلف والأشاعرة وغيرهم من ناحية عقدية
كمان سؤال خامس
متى تم تدوين أو تقنين أو كتابة عقيدة السلف بالتحديد بهذه الصورة التي نراها بالكتب الآن وكذلك الأشاعرة متى ظهروا وأيضا الماتريدية يعني السنة بالتحديد أو تقريبا
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 03:35 م]ـ
وعليكم السلام و رحمة الله وبركانه أسئلتك كثيرة وتحتاج لمجلدات
و لكن سأجيبك برؤوس الأقلام
نعم العقيدة هي الباعثة على العمل , ولكن سوء العقيدة يظهر أثره على العمل , قال شيخ الإسلام (بالمعنى)
ما كانت أحد عقيدته فاسدة إلا ظهر ذلك في عمله, فعليك مراجعة ما تعتقده, ثم العمل به, أما الأدلة العقلية لا تزيدك إلا ضلالا , أفي الله شك
الأشاعرة يخالفون أهل السنة و الجماعة في كثير من الأنواع. ارجع إلى شرح الطحاوية لابن العز
أما اختلاف المذاهب الأربعة فهو في المسائل الفقهية وليس في العقيدة إلا ما كان من أبي حنيفة في مسألة الإيمان ’أنصحك بالرجوع لرفع الملام عن الأئمة الأعلام لابن تيمية
أما الكبائر و الصغائر فالأئمة متفقون على أن صاحب الكبيرة غير مخلد في النار , الخلاف عقائدي بين أهل السنة و الخوارج و المعتزلة
أما تاريخ العقيدة فأن عندي كتاب للشيخ المغراوي من علماء المغرب ذكر فيه التاريخ لأنشاء مصنفات العقيدة
أرجو أن يكون الله وفقني
ـ[أبو بسام الدمشقي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 03:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أما بالنسبة للسؤال الأول فإن مما يعين على علو الهمة في العمل والتعبد هو (قراءة سير الصالحين) فعندما تقرأ سيرهم العطرة وتقتبس منها فإن ذلك يدفعك على مثابرة العمل، هذا مما تعلمته من العلامة المحدث أبي إسحاق الحويني، وأنصحك بكتاب سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي، فهذا الكتاب حجة في هذا الشأن وقد كتب الله القبول لهذا الكتاب وما ذاك إلا بإخلاص مؤلفه رحمه الله، وليس من الضروري أن تشتري الكتاب لأنه كبير، فيمكنك أن تحمله من الشبكة على شكل كتاب إلكتروني رائع
والله ولي التوفيق
ـ[أبو بسام الدمشقي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 03:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أما بالنسبة للسؤال الأول فإن مما يعين على علو الهمة في العمل والتعبد هو (قراءة سير الصالحين) فعندما تقرأ سيرهم العطرة وتقتبس منها فإن ذلك يدفعك على مثابرة العمل، هذا مما تعلمته من العلامة المحدث أبي إسحاق الحويني، وأنصحك بكتاب سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي، فهذا الكتاب حجة في هذا الشأن وقد كتب الله القبول لهذا الكتاب وما ذاك إلا بإخلاص مؤلفه رحمه الله، وليس من الضروري أن تشتري الكتاب لأنه كبير، فيمكنك أن تحمله من الشبكة على شكل كتاب إلكتروني رائع
والله ولي التوفيق
ـ[أبو بسام الدمشقي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 04:01 م]ـ
بالنسبة للسؤال الثاني:
الإيمان عند السلف: قول وعمل
الإيمان عند الأشاعرة: اعتقاد، أما العمل عندهم فهو شرط كمال، وبذلك فهم يختلفون مع السلف في مفهوم الإيمان
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 04:10 م]ـ
الإيمان اعتقاد و قول و عمل
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[17 - 10 - 10, 05:15 م]ـ
بالنسبة للسؤال الثاني:
الإيمان عند السلف: قول وعمل
الإيمان عند الأشاعرة: اعتقاد، أما العمل عندهم فهو شرط كمال، وبذلك فهم يختلفون مع السلف في مفهوم الإيمان
الإيمان اعتقاد و قول و عمل
لا منافاة بين العبارتين؛ وكلاهما جاء عن السلف.
فمن قال: (قول وعمل) مراده: قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح.
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[17 - 10 - 10, 05:22 م]ـ
بارك الله فيكم والله لقدصدقت لا يحرك النفس للعمل الا العقيدة الصافية التي لا يشوبها شئ ولقد رأيت ذلك في نفسي اخوكم في الله من السودان كايدقاسم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/212)
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[17 - 10 - 10, 09:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل: أما بالنسبة للسؤال الثالث فأقول مستعينًا بالله وحده: ...
اعلم أخي وفقني الله وإياك وجميع المسلمين أن هذا التقسيم غلط كبير بل وفاحش، عندما يقال أن الحنابلة هم السلف والمالكية والشافعية أشاعرة ... إلخ، فليس الأمر على ما يظن هؤلاء، فها هو ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ وهو من أعلام الحنابلة، لديه خلط كبير في بعض مسائل الاعتقاد، كما سمعت ذلك من فضيلة الشيخ العلامة عبد الكريم بن عبد الله الخضير حفظه الله، ومثل ابن الجوزي كثير من حنابلة نَجْد ممن شَرَقَ بدعوة الإمام مجدد القرن الثاني عشر والثالث عشر محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وجمعنا وإياه وجميع المسلمين في جنته ...
وها هو ابن كثير رحمه الله تعالى وهو من أعلام الشافعية كان على مذهب السلف في أبواب العقائد وممن ناصر ونافح عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ...
وها هو ابن عبد البر المالكي رحمه الله ورضي عنه كان على عقيدة أهل السنة والجماعة ...
وها هو الإمام ابن أبي العز الحنفي رحمه الله وقبله الطحاوي كانا على عقيدة سلفية صافية، وراجع كتاب: (جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية) لشمس الدين السلفي الأفغاني، ط: دار الصميعي بالرياض ...
ولعل قائل هذه المقولة إنما يقصد بكلامه هذا فترة أو عصرًا من العصور غلب على أهل ذلك المذهب تلك العقائد، وهذا وارد، أو أنه يقصد أن ذلك هو الغالب في القرون المتأخرة، وهو غير منتظم ...
ولعل البعض لما رأى إمامنا إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل رحمه الله ورضي عنه وما قام به من نصرة للدين وأهله، ثم أتى من بعده شيخ الإسلام علم الأعلام الهمام أحمد بن تيمية رحمه الله، وما قام به الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب من نصرة للتوحيد وإبطال للشرك وأهله ثم تتابع على ذلك طلابه وبنوه إلى وقتنا الحاضر، ظن أن دين الله لا ينصره ولا يكون على العقيدة الصحيحة إلا الحنابلة!!!، وهذا غلط وخلط كبير ...
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء الصراط ...
إضاءة: عن أبي الذيال رحمه الله: (تعلم "لا أدري"، فإنك إن قلت "لا أدري"، علموك حتى تدري، وإن قلت "أدري" سألوك حتى لا تدري) ...
وقال بعضهم: (من أخطأ "لا أدري" أصيبت مقاتله) ...
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 12:06 م]ـ
الخلاف فى الكبائر و الصغائر خلاف فردى
يختلف فيه فقيه و آخر فى نفس المذهب، لا علاقة له بالمذهب الفقهى أو المدرسه العقديه
بل و قد تختلف الكبائر و الصغائر من زمن لآخر
فإنه متى انتشرت صغيرة و شاعت صارت من الطوام الأكابر
شاع إطلاق البصر فصارمن الطوام الأكابر و شاع التبرج فصار فتنة كقطع الليل المظلم، و قديما لم يكن يسمع المسلمون بهذا، و صار الولد غيظ أبيه و بر الأب من المنكرات
صار القابض على دينه كالقابض على الجمر
فما حولنا من صغائر ما هو إلا فتن كقطع الليل الأسود
و إنا لله و إنا إليه راجعون
يجب التنبه أن الأخ سأل على مرتكب الكبيرة هل هو مخلد في النار فهذا هو الخلاف بين أهل السنة و المبتدعة
أما أن الكبائر هل هي محدودة أم معدودة فهذا موضوع آخر
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 12:28 م]ـ
ولكن هو سأل سؤالا عقائديا بين أهل السنة و الأشاعرة فربما أن الأخ يريد ذلك و الخلاصة
أن الخلاف في مصير مرتكب الكبيرة هل هو مخلد أم لا فهو بين أهل السنة و الجماعة و المبتدعة
أما في الفرق بين الكبائر و الصغائر فهو إختلاف في التعريف هل هي محدودة أم معدودة.
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[19 - 10 - 10, 12:15 م]ـ
من المعروف أن العقيدة هي التي تحفز المسلم طبعا العقيدة السليمة تحفزه على العمل والنشاط
طبعا، هذا يتعلق بطريقة العقيدة، وكيفية فهمها، فهي ليست مجرد "كم" من المعلومات وتلقين الشُبه والردود عليها،
" ففرق بين أن ترى الرأي وتعتقده: أن تراه هو أن تدخله في دائرة معلوماتك، أما اعتقاده فهو تشرب قلبك له، وجريانه في عروقك، وهب الجوارح للعمل بمقتضاه " (من معنى كلام لأحمد أمين) ولذلك هناك من الناس من يحفظ العقيدة علما، ويحيط بمسائلها لا تند عنه منها شاردة، ولعله يُدرسها سنوات طوال لكنه إذا دارت الدوائر انقلب على وجهه!
(ذكرني كلامي هذا برجل ناظرته عبر skype، كان مسلما فيما يزعم وتنصر، وأخبرني فيما أخبرني أنه يعرف الإسلام جيدا فقد كان يُدرس مادة التربية الإسلامية لست أذكر كم سنة قال ... !!
نعوذ بالله من الخذلان
قال الدكتور عمر الأشقر:
(عندما كنت طالبا في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وأخذت في دراسة العقيدة، شعرت أن هناك شيئا غائبا، فبدأت أسأل العلماء، أقول أنا أدرس العقيدة وأتعمق معكم فيها، لكن لا أشعر بها، ولا أحس بها، سألت أحدهم فقال: استمر في العلم وستصل، فجعلت أقرأ الكتب وأتعلم والحال كما هو حتى وقعت في يوم من الأيام على كلام لشيخ الإسلام يقول- في معناه - هذا الذي نطرحه في العقيدة ونتدارسه في الكتب إنما هو قواعد في العقيدة وليست العقيدة، أما إن أردت العقيدة فعليك بالقرآن، فهو العقيدة الصحيحة) (سمعته عن الدكتور طارق السويدان عنه)
لكن سؤالي هو عندما لا تؤدي العقيدة العمل المطلوب والنشاط المطلوب أو وظيفته المطلوبة فكيف يعزز عمله ويعيد نشاطه، هل يبحث عن مزيد من البراهين على وجود الله أم عن طريق المزيد من العمل والتعبد؟
قد يكون العكس هو الصحيح، بمعنى الاجتهاد في العبادة والعمل قد يورث القلب استقامة وورعا وهمة، فالكثيرمن الناس ينتظر حتى يقوى إيمانه حتى يقوم الليل أو يصوم التطوع أو يُكثر من قراءة القرآن، فيظل يرقب تلك الحالة الإيمانية ولعلها تتأخر فلا ينشط،
جرب العكس، اجتهد في العبادة والعمل ولا تيأس ولا تستعجل، تقول أصلي من الليل ولا أشعر بالخشوع ولا يأتيني البكاء، فتدع القيام إلى حين يأتيك " الخشوع "، وهذا من كيد الشيطان، لكن استمر وواظب على العمل واحرص عليه، فيوشك من يكثر قرع باب الله أن يُفتح له،
وفقني الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/213)
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[20 - 10 - 10, 06:48 م]ـ
هذا غير صحيح فالخوارج أشد الناس عبادة و رغم ذلك هم كلاب النار, قال صلى الله عليه و سلم ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله, ومعلوم أن العقيدة الصحيحة هي التي تصلح القلب, فتنبعث الجوارح للعمل, قال تعالى لو كانا فيهما آلهة إلا الله لفسدتا.
ـ[فهد العنزي]ــــــــ[20 - 10 - 10, 07:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكن سؤالي هو عندما لا تؤدي العقيدة العمل المطلوب والنشاط المطلوب أو وظيفته المطلوبة فكيف يعزز عمله ويعيد نشاطه
هل يبحث عن مزيد من البراهين على وجود الله أم عن طريق المزيد من العمل والتعبد؟
يا أخي ..
قد سبق لي هذا التساؤل من قبل , فبدأت بالبحث وقلت , فيه زيادة يقين , وزيادة إيمان , ووووو ...
ولكن توصلت في آخر المطاف , إلى أن الجواب هو:
وكيف يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل
عليك بملازمةالعلماء الراسخين وطلاب العلم المخلصين ..
ففي ذلك خير عظيم ..
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[20 - 10 - 10, 09:25 م]ـ
أفيدك بعلمي القاصر:
السؤال الأول:
لاشك أن العقيدة لها أثر في العمل، و لكن ماذا نعني بذلك؟
نعني بذلك أن من يعتقد أن العمل ركن من الإيمان لا يمكن أن يتخلى عنه، بعكس من رآه خارج ماهيته فإنه يتهاون به لا محالة
و في الجانب الأخلاقي أيضا:
العقيدة الصحيحة تجبرك على حسن الخلق و السلوك - وليس هذا محل التفصيل -، بعكس من كان برجماتيا مثلا!
و لكن العلم لا يكفي فقط، فالصوفية ربما فاقوك في العمل و الخوارج و الغلاة كذلك، مع عقيدة فاسدة لديهم، إذن نحتاج لشيء آخر هو (الرقائق) و (الموعظة) و (التذكرة) و (تلاوة القرآن) ... الخ.
السؤال الثاني:
الفرق كبير بين الأشاعرة و السلف، فالأشاعرة في الحقيقة على مذهب الجهم في الإيمان و إن اختلفت العبارة فالحقيقة واحدة، فأولئك يقولون: هو المعرفة، و هؤلاء التصديق، و إذا أردت معرفة ذلك حقا فسيظهر في مسألة التكفير عندهم جليا.
و الخلاصة: أن السلف يعتبرون العمل جزء من ماهية الإيمان و ليس (أثرا) فتنبه، و قد نبه على هذا شيخ الإسلام بن تيمية، و قد ذكر شيخنا د/ عبد العزيز العبد اللطيف مسألة هامة يخطئ فيها كثير من طلبة العلم و السبب التعميم في العبارة، و هي قولهم:
(أن العمل من آثار الإيمان)
فنقول: إن كنت تقصد أنه شيء خارج عن الإيمان فهذا خطأ، و إن كنت تقصد أنه جزء من الإيمان فهذا صحيح.
المسألة الثالثة:
العقائد لا شك أنها تختلف عن المذاهب الفقهية، و من المعلوم يقينا أن الأئمة الأربعة كانوا على اعتقاد السلف الصحيح - على تفصيل في أبي حنيفة -، و لكن لما كان ابن حنبل رأسا في تقرير العقيدة لما حصل الإنحراف صار أتباعه أرباب الاعتقاد الصحيح ينسبون له فيقال لمن صح اعتقاده: هذا حنبلي.
على الرغم أن من الحنابلة - و هم قلة - من انحرف كابن الجوزي و غيره.
و صار أرباب الكلام يتغلغلون في المذاهب الفقهية الأخرى حتى طبعت بهم، و أثروا في أصول الفقه بمنهجم الكلامي الفاسد.
المسألة الرابعة:
هو اختلاف عقدي في الأصل، بين أهل السنة و الوعيدية (الخوارج و المعتزلة)، و لكن ربما دخل اللبس الفقهي من حيث التوصيف و التطبيق، و لكن من حيث التنظير فالفقهاء يرون المعاصي كبائر و صغائر، و يختلفون كما سبق في تحديدها.
المسألة الخامسة:
راجع كتاب (تاريخ تدوين العقيدة السلفية) لعبد السلام بن برجس العبد الكريم، ط الصميعي، حيث أول كتاب تاريخيا ذكره لحماد بن سلمة في الصفات و قد توفي سنة 167 هـ، و انظر كتاب (منهج أهل السنة والجماعة في تدوين علم العقيدة (إلى نهاية القرن الثالث الهجري)) للدكتور ناصر الحنيني و هو رسالته العلمية.
طبعا هذا إذا عرفنا أن هذا تصنيف مستقل، بينما تجد معتقد السلف و أقوالهم و تقريراتهم في كتب التفسير و الحديث.
أما نشأة الأشعرية و الماتريدية فلها كلام طويل مختصره:
أن الأشعري مر بأطوار، و الأشعرية مرت بأطوار.
الأشعري كان معتزليا أربعين سنة، ثم ترك الاعتزال و صار كلابيا، ثم عاد لمذهب السلف - على كلام في هذا - و آخر كتبه كان على مذهب السلف و هو الإبانة، و الأشاعرة الآن لا يعترفون به، و يتبعون الأشعري في طوره الثاني، و الرجل معذور في آخر حياته لأن العمر لم يسعفه بالتحقيق و التدقيق في العقيدة الصحيحة.
أما الأشعرية: فقد كانت في طور كما قررها الأشعري في طوره الثاني، ثم نشر المذهب الباقلاني، ثم ادخل الغزالي التصوف في الأشعرية، و أدخل الجويني الاعتزال في الأشعرية، و أدخل الرازي الفلسفة في الأشعرية، فاستقرت على هذا الآن، و لعلك تلحظ في الأشاعرة المعاصرين شغفهم بالفلسفة و تبجيلهم للفلاسفة اليونانيين و المنتسبين للإسلام، و الله المستعان.
الأشعرية و الماتريدية الفرق بينها قليل، لأن كليهما تفرع عن الكلابية، انتشرت الأشعرية في العرب و الماتريدية في العجم.
ملاحظة أخيرة لعلها تصيب شيئا في نفسك:
العقيدة الصحيحة تجدها ظاهرة جلية في القرآن و السنة، و تنسف كل السفسطة التي يقررها الأشاعرة اليوم، و من قرأ كتبهم المعتمدة التي يدرسونها اليوم تيقن أن الله لم ينزل هذا و لم يأمر به، بل دين الله سهل ميسر، يعرفه الأعرابي، و يؤمن به العامي، و هم أنفسهم لم يفهموا مذهبهم و اختلفوا فيه، فجعلوا أنفسهم في ضنك و ضيق و تقعر لا تجده في كلام الله و رسوله،و لا يحتاج أن أطيل بذكر أمثلة لذلك.
هذا على سبيل المدارسة معكم أيها الإخوة فجودوا بالتصحيح و التوضيح
و فقك الله أيها الحبيب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/214)
ـ[إبراهيم بن فتحي المحلاوي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 12:45 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
جواب السؤال الأول والله أعلم يكون بأمور:
1 - الاهتمام بصحة المعتقد المبنى على الكتاب والسنة بطريقة وفهم السلف الصالح والبعد عن المعتقدات الفاسدة.
2 - سل نفسك بعد المسألة التى درستها: ما أثرها على فى طريق سيرى إلى الله تعالى.
3 - الدعاء والاستعانة بالله تعالى فى تحصيل ثمرة تلك المسألة.
4 - حاول استحضار هذه العقيدة وتفعيلها فى حياتك. فمثلا: إذا دعتك نفسك إلى النظرالمحرم إلى النساء تذكر اسم الله الرقيب وما يحمله من معان {إن الله كان عليكم رقيبا} وهكذا.
5 - سل المشايخ المعروفين بصحة المعتقد وسلامة المنهج عن كيفية تحصيل ذلك.
6 - الاهتمام بجانب العبادة خاصة عباااادة السر ولا تنس الذكر المشروع ففيه عجائب.
7 - قراءة سير السلف والتأمل فى مواقفهم وربطها بالعقيدة.
ولا تنسى أن لتحصيل العلم جانبان مهمان:
الأول: البذل والأخذ بالأسباب كطلب العلم والأخذ عن المشايخ والقراءة وغيرها.
الثانى: التوفيق والفتح من الله تعالى.
أسأل الله تعالى باسمه الفتاح أن يفتح لنا ابواب فضله. آمين.
ـ[أبو العلا السلفي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 09:23 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ ابراهيم
ـ[أبو عبدالله العراقي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 10:15 م]ـ
حاولت أن أنشأ موضوع لكن لم أستطع ولا أعلم السبب فقررت أن أضع مشاركتي هنا .. وعذراً على ذلك ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد ..
أعضاء منتدى (ملتقى أهل الحديث) ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كلما بحثتُ عن صحةِ حديث أو سؤال في محرك البحث إلا ويقودني المحرك إلى هذا المنتدى
فأجد فيه ضالتي فقررتُ أن أنظم إلى هذا الملتقى كي نستفيد من أهل العلم ..
و هذه هي المشاركة الأولى لي في هذا المنتدى والتي سوف استفتحها ببعض الأسئلة, فنرجو
من أصحاب العلم أن يشفقوا عليّ بالإجابة عليها وكذلك أني كثير الأسئلة ... فنسأل الله
تعالى أن يبارك في علمكم وأن ينفعنا به ...
وأسئلتي هي:
السؤال الأول:/ كم كان عمر أمنا عائشة - رضي الله عنها - عندما خطبها المصطفى صلى الله عليه وسلم.؟ وكم عمرها حين تزوجها؟ وفي أي سنه؟
السؤال الثاني: / كم عدد الأحاديث النبوية التي روتها عائشة في صحيح البخاري ومسلم؟؟
السؤال الثالث: / من هو الصحابي الذي أتُهم في حادثة الإفك؟
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[فهد الفارس]ــــــــ[25 - 10 - 10, 11:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي السائل
أنصحك بكتاب منهج الاشاعرة في العقيدة للشيخ سفر الحوالي
فان كتاب قيم يذكر جميع الاشكالات عندك
وفقكم الله
ـ[أبو شيبة المصري]ــــــــ[27 - 10 - 10, 09:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعروف أن العقيدة هي التي تحفز المسلم طبعا العقيدة السليمة تحفزه على العمل والنشاط
لكن سؤالي هو عندما لا تؤدي العقيدة العمل المطلوب والنشاط المطلوب أو وظيفته المطلوبة فكيف يعزز عمله ويعيد نشاطه
هل يبحث عن مزيد من البراهين على وجود الله أم عن طريق المزيد من العمل والتعبد؟
إجابة على سؤالك أخى الكريم، لا بد وأن نوضح نقطة مهمة، وهى أن العقيدة ليست محصورة فى مجموعة الضوابط والقواعد التى وضعها العلماء لضبط مسائل الاعتقاد، وليست فى شروط وموانع التكفير وقضايا الإيمان والكفر، بل إن كل ذلك قد يندرج تحت اسم قواعد أو ضوابط العقيدة أو أصول السنة كما سماه السلف رضوان الله عليهم.
أما علم العقيدة فإنه العلم بأسماء الله تعالى وصفاته وربوبيته وألوهيته وإفراده وحده بالعبادة وسائر أركان الإيمان.
يقول فضيلة الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم -حفظه الله- فى محاضرته ((السلفية منهج ملزم لكل مسلم)):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/215)
" هنا نقطة مهمة جداً، وهي تهتم ببذل النصيحة للسلفيين أسداها فضيلة الدكتور عمر الأشقر ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=337&ftp=alam&id=1003181&spid=337) حفظه الله تعالى، وهي بعنوان: ضرورة التفريق بين العقيدة وبين ضوابطها، يقول الدكتور الأشقر ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=337&ftp=alam&id=1003181&spid=337) حفظه الله تعالى: هنا أمر عظيم لا بد أن يتنبه إليه، ألا وهو الفارق بين العقيدة وبين القواعد والضوابط التي وضعها علماؤنا في تمييز معتقد أهل السنة حماية لهم من أن يلتمس بغيره، ومخافة أن يضل المسلمون في باب الاعتقاد، والاعتقاد: هو العلم بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر، وقد تكفل الكتاب والسنة بتوضيح هذه الأصول توضيحاً ليس عنه بديل. لا بد من أجل أن تدرس العقيدة وتكون مؤمناً مستحقاً لوصف الإيمان أن تعرف كيف تؤمن بالله؟ كيف تؤمن بأركان الإيمان الستة؟ أما ضوابط الاعتقاد: فهي تلك القواعد المنهجية التي تعصم صاحبها من الضلال في باب الاعتقاد، وقد وضع علماء أهل السنة والجماعة هذه القواعد في مقابل انحرافات الفرق الإسلامية في مجال الاعتقاد، فإن عامة المتون التي ألفت أو الكتب التي ألفت في شرح عقيدة أهل السنة والجماعة هي تدور حول قضايا أصول الدين في مقابلة الانحراف في هذه القضايا، وهي أحياناً لا تستوعب جميع القضايا، إنما فقط تخص القضايا التي تحقق اختلافاً في العقيدة، فيأتي بعقيدة أهل السنة والرد على البدع الضالة في نفس هذه العقيدة، فهذه الضوابط في غاية الأهمية لأنها تعصم من الانحراف في مجال الاعتقاد، وتحصن المسلم ضد تلك الانحرافات وذلك الضلال، فالعالم بهذه الضوابط يعرف كيف يرد على شبهات الخصوم ودحضها، وتحتاج دراستها إلى وقت طويل، لكن يقول الدكتور الأشقر ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=337&ftp=alam&id=1003181&spid=337) : وأحب أن أقرر هنا أن هذه الضوابط والقواعد مع عظيم أهميتها لا يمكن أن توجد العقيدة الحية النابضة الدافعة إلى العمل والجهاد والمجاهدة، إن العقيدة التي ننشد إقرارها في أعماق النفوس وخفايا القلوب لا يمكن أن تبنيها القواعد الجافة، والضوابط المقننة، إن هذه الضوابط كالحائط الذي يوضع على حافة الطريق ليمنع السالكين من الخروج عن الجادة السوية، ولكن الحواجز التي تحجز السالكين عن الانحراف لا يمكن أن تمنح السالكين القوة الدافعة التي تجعلهم ينطلقون في مسارهم بالسرعة المطلوبة؛ إن الذي يوجد القوة الدافعة النابضة في أعماق النفوس لون آخر من العقيدة، وأعني بذلك العقيدة التي تقوم على العلم الذي يسوقه القرآن والسنة في الحديث عن الله وعظمته وقدرته، ورحمته وهدايته، وأفعاله في خلقه. وهو نقل هذه المسألة عن السفاريني ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=337&ftp=alam&id=1000351&spid=337) حيث يقول: فما ينبغي أن يعلم أن القواعد الكلامية ما رتبت هذا الترتيب وبوبت هذا الترتيب لتؤخذ منها الاعتقادات الإسلامية والقواعد الدينية، بل المقصود منها ليس إلا دفع شبه الخصوم، ودحض نهج أهل البدع والضلال. ثم يقول الدكتور الأشقر ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=337&ftp=alam&id=1003181&spid=337) : وإذا كان الأمر على ما بينت فإن مسايرة العاملين بالإسلام تحتاج إلى شيء من المراجعة والتدقيق، فليس العقائديون هم الذين يعلمون ضوابط العقيدة وحدها، ويعنون بها عنايةً كبيرة، ثم يظنون أنهم حققوا المطلوب، وأصبحوا الفئة المختارة المتميزة عن غيرها، إن معرفة الضوابط والعلم بها أمر ضروري ولكنه لا يكفي، والذي يجب أن تشغل به الجماعات ويشتغل به الأفراد شغلاً كبيراً هو بناء المعرفة الواسعة بالله، وملائكته، ورسله، وكتبه، واليوم الآخر، والقدر. تعرفون مجموعة الدكتور الأشقر ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=337&ftp=alam&id=1003181&spid=337) ( العقيدة في ضوء الكتاب والسنة) هذه هي العقيدة، وبعض كتب التوحيد تفصل الاعتقاد مثل معارج القبول مثلاً، وبعض الكتب العقدية فيها بعض الزلل، وهي لا تكفي في استيعاب العقيدة التي تتفاعل مع الخلق كما قال تبارك وتعالى في شأن المؤمنين: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[ المعارج:26 - 27] فالإشفاق يحصل من التصديق الذي يترتب عن التأثر بهذه النصوص."
ـ[محمد بن سليم]ــــــــ[27 - 10 - 10, 11:46 م]ـ
طبعا، هذا يتعلق بطريقة العقيدة، وكيفية فهمها، فهي ليست مجرد "كم" من المعلومات وتلقين الشُبه والردود عليها،
" ففرق بين أن ترى الرأي وتعتقده: أن تراه هو أن تدخله في دائرة معلوماتك، أما اعتقاده فهو تشرب قلبك له، وجريانه في عروقك، وهب الجوارح للعمل بمقتضاه " (من معنى كلام لأحمد أمين) ولذلك هناك من الناس من يحفظ العقيدة علما، ويحيط بمسائلها لا تند عنه منها شاردة، ولعله يُدرسها سنوات طوال لكنه إذا دارت الدوائر انقلب على وجهه!
(ذكرني كلامي هذا برجل ناظرته عبر skype، كان مسلما فيما يزعم وتنصر، وأخبرني فيما أخبرني أنه يعرف الإسلام جيدا فقد كان يُدرس مادة التربية الإسلامية لست أذكر كم سنة قال ... !!
نعوذ بالله من الخذلان
الله أكبر .. كلام مؤثر
جزاك الله خيراً شيخنا الكريم(66/216)
استفسار عن تحقيق كتاب الشريعة للاجري
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[16 - 10 - 10, 06:05 م]ـ
هل هناك من حقق كتاب الشريعة للامام ابي بكر الآجري الشافعي غير محمد بن الحسن
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[17 - 10 - 10, 09:58 م]ـ
أفضل تحقيق خرج لكتاب الشريعة للآجري ـ فيما أعلم ـ هو تحقيق الشيخ: عبد الله بن عمر الدميجي، وهو تحقيق نفيس في بابه، قدمه لرسالة الدكتوراه ـ فيما أذكر ـ، وقد طبعته دار الوطن للنشر بالرياض في ستة مجلدات، ولا أظن أن هناك أفضل من هذا التحقيق وهذه الطبعة، فعليك بها حفظك الله ...
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[17 - 10 - 10, 10:25 م]ـ
الشيخ: عبد الله بن عمر الدميجي،، فعليك بها حفظك الله ...
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ عبد الله بن عمر الدميجي رجل صاحب ديانة،في شروحه لا تجده يترك أدنى فرصة ليقدم موعظة،حتى أثناء ردوده على أهل البدع تجده يقدم موعظة، أسأل الله أن يبارك فيه.(66/217)
معنى شهادة "أن مُحَمَّدَاً رَسول الله"
ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[17 - 10 - 10, 12:38 ص]ـ
معنى شهادة "أن مُحَمَّدَاً رَسول الله" هو االإقرار باللسان والإيمان بالقلب بأن مُحمد بن عبد الله القُرَشي الهاشمي رسول الله – عز وجل – إلى جميع الخلق من الجِن والإنس كما قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [سورة الذاريات – الآية 56] ولا عِبادة لله تعالى إلا عن طريق الوحي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [سورة الفرقان – الآية 1].
ومُقتضى هذه الشهادة أن تُصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر، وأن تمتثل أمره فيما أمر، وأن تجتنب ما نهى عنه وزجر، وأن لا تعبد الله إلا بِما شَرَع.
ومُقتضى هذه الشهادة أيضاً أن لا تعتقد أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم حقاً في الربوبية وتصريف الكون، أو حقاً في العبادة، بل هو صلى الله عليه وسلم عبدٌ لا يُعْبَد ورسولٌ لا يُكَذَّب، ولا يملك لنفسه ولا لغيره شيئاً من النفع أو الضُّر إلا ما شاء الله كما قال الله تعالى: {قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ} [سورة الأنعام – الآية 50]. فهو عبدٌ مأمور يَتَّبِع ما أُمِر به، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا} [سورة الجِّن – الآيات 21، 22]، وقال سُبحانه: {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [سورة الأعراف – الآية 188].
وبهذا تعلم أنه لا يستحق العبادة لا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مَن دونه مِن المخلوقين، وأن العبادة ليست إلا لله تعالى وحده. قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [سورة الأنعام – الآيات 162، 163]. وأن حقه صلى الله عليه وسلم أن تُنزِِله المنزلة التي أنزله الله تعالى إياها وهو أنه عبد الله ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه.
كتبه: فضيلة الشيخ العَلامة محمد بن صالح العُثَيمين، رحمه الله
من كِتاب: شرح "الثلاثة أصول" للشيخ المُجَدِّد محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله.(66/218)
هل الضار اسم لله
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 07:50 ص]ـ
هل اسم الضار من أسماء الله الحسنى .. ؟؟؟؟
وماهي كتب العقيدة التي ورد فيها هذا الاسم .. ؟؟؟؟
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[17 - 10 - 10, 08:07 ص]ـ
ذكرها كل من الخطابي والحليمي والبيهقي وابن العربي والقرطبي والشرباصي ونور الحسن خان كل في كتابه المتعلق بالاسماء والصفات
ودليلهم " قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا "
فالضار والنافع اسمان من أسماء الله
وهذا الاسم لا يطلق على الله بمفرده بل مقرونا بمقابله وهو النافع لان الكمال في اقتران كل اسم منها بما يقابله
فالاسماء (النافع الضار) هنا يجري مجرى الاسم الواحد الذي يمتنع فصل حروفه عن بعض فهي وان تعددت جارية مجرى الاسم الواحد ولذا لا تطلع عليه الا مقترنة
مستفاد من الشيخ د محمد خليفة التميمي في كتابه معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى
ص 264
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 11:55 ص]ـ
بارك الله فيك ...
بعض الناس يقول هذا اسمٌ لايليق بالذات المقدسة ..
فماجواب مشائخنا الكرام؟؟؟
ـ[كريم إمام الجمل]ــــــــ[18 - 10 - 10, 12:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نعم من قال بعدم الأشتقاق من الأسماء الحسنى يقولون لا يصح نقلاً ولا عقلاً وإنما يجعلونه صفة لله ومقيدة. "فإن كثيرا من الأسماء المشتهرة على ألسنة الناس هي في الحقيقة صفات أفعال وليست أسماء، ونحن قد علمنا من مذهب السلف الصالح أن أسماء الله الحسنى توقيفية لا بد فيها من أدلة قرآنية أو ما صح عن رسول الله ? في السنة النبوية، وليست أسماء الله مسألة عقلية اجتهادية يشتق فيها الإنسان لربه من أوصافه وأفعاله ما يشاء من الأسماء، فكثير من العلماء لاسيما من أدرج الأسماء في حديث الترمذي وابن ماجة والحاكم جعلوا المرجعية في علمية الاسم إلى أنفسهم وليس إلى النص الثابت في الكتاب والسنة، وهذا يعارض ما اتفق عليه السلف في كون الأسماء الحسنى توقيفية.
ومثال الأسماء التي تدخل تحت هذه النوعية، تسميتهم لله عز وجل بالمعز المذل الخافض الرافع المبديء المعيد الضار النافع المنتقم المميت الباعث الباقي العدل المحصي المقسط المغني، فمن الذي سمى الله بهذه الأسماء؟
وكذلك الضار النافع استندوا فيه إلى المفهوم من قوله تعالى: ? قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ ? [الأعراف:188]، أو ما ورد عند الترمذي وصححه الألباني من حديث ابن عباس (أن النبي ? قال له: (وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ) (44).
وإن كان معناهما صحيحا لكنهما لم يردا في القرآن أو السنة صراحةً ولم يُذكر في الآية أو الحديث النص على الاسم أو حتى الفعل، ولم أجد في القرآن أو في السنة إلا ما ورد عند البخاري من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها قَالَتْ: (فَمَا كَانَتْ مِنْ خُطْبَتِهِمَا مِنْ خُطْبَةٍ إِلاَّ نَفَعَ اللَّهُ بِهَا، لَقَدْ خَوَّفَ عُمَرُ النَّاسَ وَإِنَّ فِيهِمْ لَنِفَاقًا فَرَدَّهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ) (45)، وهذا أيضا لا يكفي في إثبات الاسم، أما الضار فالجميع استند إلى المفهوم من الآية والحديث فيشترط في إحصاء الأسماء أن يرد النص مرادا به العلمية ومتميزا بعلامات الاسمية المعروفة في اللغة كأن يدخل على الاسم حرف الجر كما ورد في قوله تعالى: ? وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ? [الفرقان:58]، وقوله: ? تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ? [فصلت:2]، أو يرد الاسم منونا فالتنوين من علامات الاسمية كقوله تعالى: ? بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ? [سبأ:15]، وقوله: ? وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً ? [النساء:17] "راجع الأسماء الحسنى للعلامة محمود عبد الرازق الرضوانى المصرى وله موقع على الشبكة والله اعلى واعلم
ـ[نايف باعلوي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 04:00 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/219)
أنظر كتاب: قاموس الأسماء العربية الموسع لشفيق الأرناؤوط .. والمؤلف بدأ بعد توطئة الكتاب بأسماء الله الحسنى التسعة والتسعين ودلالتها التي سمى بها نفسه و , وورد بها الحديث - ومن أسماء الله الحسنى - الضار: ينزل غضبه على من عصاه
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 12:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نعم من قال بعدم الأشتقاق من الأسماء الحسنى يقولون لا يصح نقلاً ولا عقلاً وإنما يجعلونه صفة لله ومقيدة. "فإن كثيرا من الأسماء المشتهرة على ألسنة الناس هي في الحقيقة صفات أفعال وليست أسماء، ونحن قد علمنا من مذهب السلف الصالح أن أسماء الله الحسنى توقيفية لا بد فيها من أدلة قرآنية أو ما صح عن رسول الله ? في السنة النبوية، وليست أسماء الله مسألة عقلية اجتهادية يشتق فيها الإنسان لربه من أوصافه وأفعاله ما يشاء من الأسماء، فكثير من العلماء لاسيما من أدرج الأسماء في حديث الترمذي وابن ماجة والحاكم جعلوا المرجعية في علمية الاسم إلى أنفسهم وليس إلى النص الثابت في الكتاب والسنة، وهذا يعارض ما اتفق عليه السلف في كون الأسماء الحسنى توقيفية.
ومثال الأسماء التي تدخل تحت هذه النوعية، تسميتهم لله عز وجل بالمعز المذل الخافض الرافع المبديء المعيد الضار النافع المنتقم المميت الباعث الباقي العدل المحصي المقسط المغني، فمن الذي سمى الله بهذه الأسماء؟
وكذلك الضار النافع استندوا فيه إلى المفهوم من قوله تعالى: ? قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ ? [الأعراف:188]، أو ما ورد عند الترمذي وصححه الألباني من حديث ابن عباس (أن النبي ? قال له: (وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ) (44).
وإن كان معناهما صحيحا لكنهما لم يردا في القرآن أو السنة صراحةً ولم يُذكر في الآية أو الحديث النص على الاسم أو حتى الفعل، ولم أجد في القرآن أو في السنة إلا ما ورد عند البخاري من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها قَالَتْ: (فَمَا كَانَتْ مِنْ خُطْبَتِهِمَا مِنْ خُطْبَةٍ إِلاَّ نَفَعَ اللَّهُ بِهَا، لَقَدْ خَوَّفَ عُمَرُ النَّاسَ وَإِنَّ فِيهِمْ لَنِفَاقًا فَرَدَّهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ) (45)، وهذا أيضا لا يكفي في إثبات الاسم، أما الضار فالجميع استند إلى المفهوم من الآية والحديث فيشترط في إحصاء الأسماء أن يرد النص مرادا به العلمية ومتميزا بعلامات الاسمية المعروفة في اللغة كأن يدخل على الاسم حرف الجر كما ورد في قوله تعالى: ? وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ? [الفرقان:58]، وقوله: ? تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ? [فصلت:2]، أو يرد الاسم منونا فالتنوين من علامات الاسمية كقوله تعالى: ? بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ? [سبأ:15]، وقوله: ? وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً ? [النساء:17] "راجع الأسماء الحسنى للعلامة محمود عبد الرازق الرضوانى المصرى وله موقع على الشبكة والله اعلى واعلم
بارك الله فيك .. ///
ـ[كريم إمام الجمل]ــــــــ[18 - 10 - 10, 01:02 م]ـ
السلام عليك أخى الحبيب وفيك بارك , إن مسألة أشتقاق الأسماء الحسنى من مسائل الفروع المختلف فيها والراجح عدم الأشتقاق للأدلة الكثيرة "من أرادها فليراجع كتاب الأسماء الحسنى للعلامة محمود عبد الرازق الرضوانى " ولكن لاننكر على من أخذ بالأشتقاق فله منا النصيحة الطيبة وجزاكم الله كل خير
ـ[إبراهيم بن فتحي المحلاوي]ــــــــ[22 - 10 - 10, 11:36 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد.
1 - اتفق العلماء على جواز إطلاق الأسماء والصفات إذا ورد بها الإذن من الشارع.
2 - اتفق العلماء على امتناع تسمية الله تعالى إذا ورد المنع.
3 - إذا لم يوجد إذن ولا منع فالخلاف حاصل بين العلماء على أقوال:
الأول: أن أسماء الله توقيفية وهذا مذهب أهل السنة.
الثانى: أن أسماء الله ليست توقيفية وهذا قول المعتزلة. فعلى قولهم يجوز أن يسمى الله تعالى بكل اسم إذا كان متصفا بمعناه ولم يوهم نقصا وإن لم يرد توقيف من الشارع.
الثالث: التوقف وعدم الجزم بالمنع أو الجواز وهو قول إمام الحرمين.
والراجح القول الأول.
*من المعلوم من قواعد الأسماء الحسنى:
أن كل اسم متضمن للصفة التى دل عليها وليس العكس. فالوقوف على ماجاء فى الكتاب والسنة هو المتعين والله أعلم وجزاكم الله خيرا.
ـ[فهد الفارس]ــــــــ[25 - 10 - 10, 07:08 م]ـ
السلام عليكم
أقول ان أس الخلاف في اثبات هذا الاسم النافع الضار في حديث سرد الاسماء الحسنى الذي رواه الترمذي وقد ضعفه المحدثين لانه من طريق الوليد بن مسلم
وللفائده انه ذكر شيخ الاسلام على انه لايطلق لفظ الضار من غير النافع
ولكم جزيل الشكر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/220)
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[26 - 10 - 10, 09:54 م]ـ
ذكر الاسم مقرونا بالنافع؛ شيخ الاسلام في الاستغاثة (الرد على البكري)(66/221)
غلوّ الأشاعرة في التكفير (2)
ـ[أبو معاذ الحنبلي السلفي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 11:05 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ... وبعد
ذكرتُ في المقالة السابقة أن فرقة الأشاعرة من أعظم فرق أهل الكلام المذموم _ إن لم تكن أعظمها_ غلوّاً في تكفير المسلمين وتسرّعا في رمي مخالفيهم به، وبيّنتُ أنّ خطورة منهجهم التكفيري _ الذي فارقوا به غيرهم من الغلاة _ يكمن في تكفير المسلمين بقضايا ومسائل هي من محض هذا الدين ومن ضرورياته القطعية التي استفاضت عليها أدلة الكتاب والسنة وأجمع عليها سلف الأمة، ودللت على ذلك بمسألة: (علوّ الله على خلقه واستوائه على عرشه) ونقلت عن بعض أئمة الأشاعرة إقراراهم بتواتر الأدلة القطعية من الكتاب والسنة والإجماع والعقل على إثبات علوّ الله على خلقه .. ثم رأينا_ بعد ذلك _ حكم الأشاعرة على من أثبت لله هذا الذي استفاضت عليه أدلة الكتاب والسنة وأجمع عليه سلف الأمة. وفي هذه المقالة أستأنف ما كنتُ قد بدأت به من إثبات تكفير الأشاعرة للمسلمين بقضايا هي من محض هذا الدين .. حيث قرّر الأشاعرة تبعا لأسلافهم المعتزلة _ وهذا هو موضوع البحث _ أنّ الله لا تقوم به الصفات الاختيارية وهي أفعاله المتعلقة بمشيئته واختياره، لدليلٍ عقليٍّ مزعوم هم أولُّ من طعنوا به وبيّنوا فساده وبطلانه، وعطلّوا لأجله مئات الأدلة من القرآن والسنة التي أثبتت لله صفاته الاختيارية، بيد أنّهم لم يكتفوا بردّ كل هذه النصوص وتعطيل الصفات بل ذهب بهم الشطط والغلو إلى أبعد من ذلك حيث كفرّوا وضلّلوا _ وهذه هي الخطورة في منهجهم التكفيري _ كل من أثبت لله هذا الذي نفوه، وهذه كتبهم طافحة _ وقد امتلئت بها المكتبات_ بتكفير وتضليل من أثبت لله ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسوله _ صلى الله عليه وسلم _ وما أثبته له سلفنا الصالح _ رضي الله عنهم _، وقد زعم الجويني أنّ إثبات الصفات الاختيارية _ والتي يسمونها بحلول الحوادث_ "نص مذهب المجوس" (لمع الأدلة: ص96)، وما تكفيرهم لشيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ وتلاميذه وأتباعه وأحبابه إلا من هذا الباب .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم .. وهذه جملة يسيرة من أدلة الصفات الاختيارية أسوقها إجمالا _وإلا لو بسطت أفرادها لاحتجت لمجلدات_ لأثبتَ أنّ تكفير الأشاعرة للمسلمين قد بلغ إلى أسفل دركات الغلو والشطط والتعسف .. ثم أعرضُ بعد ذلك دليلهم المزعوم الذي ردوا به الأدلة وكفّروا من أجله المسلمين، ثم أبيّن اختلافهم واضطرابهم فيه، وبعد ذلك أذكر أقوال أئمتهم ومحققيهم في بطلانه وفساده، وأخيرا أنقل اعتراف الرازي بأن إثبات الصفات الاختيارية يلزم الأشاعرة وجميع الفرق وإن أنكروه باللسان ..
أولا: أدلة الصفات الاختيارية: قلت: قد دلّ على إثباتها القرآن والسنة والإجماع واللغة والعقل:
أولاً: القرآن: دلّ على إثباتها في أكثر من ثلاثمائة موضع (أنظر: منهاج السنة 2/ 390، مجموع الفتاوى:6/ 233،وهي في جامع الرسائل"رسالة في الصفات الاختيارية"، شرح الأصفهانية: ص256_ إلى ص278 ت: السعوي)، بل إنّها أكثر من أن تُحصر؛ (أنظر: درء التعارض2/ 147، الصواعق المرسلة2/ 429) وهي معلومة للجميع ومنها:
_ آياتُ تكليم الله تعالى لموسى ونداؤه، وتوقيت النداء بقوله: (فلمّا) وبقوله: (وإذ) الدالان على أنّه كان في وقت مخصوص لم ينادهِ قبل ذلك. _ آياتُ وأحاديث تكليم الله للناس يوم القيامة_ وهي بالعشرات_: (ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين) وتوقيتُ ذلك بالظرف (اليوم) الدالة على وقت مخصوص لم ينادهِ قبل ذلك. _ ومنها الآيات الدالة على المجيء والإتيان والخلق والرزق والإحياء والإماتة والغضب والمحبة والرضا والرحمة والكلام والاستواء ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/222)
ثانيا: السنة: قال شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله_ في شرح الأصفهانية: (وأما الأحاديث الدالة على هذا الأصل التي في الصحاح والسنن والمسانيد و غيرها عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ فأكثر من أن يحصيها واحد) ثم سرد بعضها: ومنها _ الحديث المتفق على صحته عن زيد بن خالد قال: صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فقال:" أتدرون ماذا قال ربكم الليلة ... الحديث" _ وقوله: _صلى الله عليه وسلم _ في حديث الشفاعة المتفق على صحته:" ... إنّ ربي قد غضب اليوم غضباً شديدا، لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله" _ وقوله في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري وأبو داوود وغيرهم:" إنّ الله يحدثُ من أمره ما يشاء، وأنّ مما أحدث أن لا تتكلموا في الصلاة" _ وقوله في الحديث المتفق على صحته:"يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر وكلاهما يدخل الجنة" _ وقوله في الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم في صحيحه وغيره:" يقول الله تعالى: قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ... فإذا قال العبد: (الحمد لله ربّ العالمين) قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال: (الرحمن الرحيم) قال الله: أثنى عليّ عبدي، فإذا قال: (مالك يوم الدين) قال الله: هذه الآية بيني وبين عبدي نصفين ... الحديث" وغيرها كثير أكثر من أن يحصى ..
ثالثا: الإجماع: قال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _:"لا يمكن أحد أن ينقل عن محمد (_صلى الله عليه وسلم_) ولا عن إخوانه المرسلين، ما يدّلُ على قول النفاة لا نصاً ولا ظاهراً، بل الكتب الإلهية المتواترة عنهم، والأحاديث المتواترة عنهم، تدل على نقيض قول النفاة، وتوافق قول أهل الإثبات، وكذلك الصحابة والتابعون لهم بإحسان وأئمة المسلمين، وأرباب المذاهب الأربعة، وشيوخ المسلمين المتقدمين، لا يمكن أحد أن ينقل نقلا صحيحا عن أحد منهم بما يوافق قول النفاة، فنقل مثل هذا عن أهل الملة خطأ ظاهر (أي نفي الصفات الاختيارية) ولكن أهل الكلام والنظر من أهل الملة تنازعوا في هذا الأصل لمّا حدث مذهب الجهمية نفاة الصفات، وذلك بعد المائة الأولى في أواخر عصر التابعين، ولم يكن قبل هذا يُعرف في أهل الملة من يقول بنفي الصفات ولا بنفي الأمور الاختيارية القائمة بذاته، ولمّا حصل هذا أنكر السلف عليهم كما هو متواتر معروف" اهـ (درء التعارض4/ 23_34، وانظر: منهاج السنة2/ 390)
رابعا: اللغة: قال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _:"فإنّ أهل اللغة العربية التي نزل بها القرآن، بل وغيرها من اللغات متفقون على أنّ الإنسان إذا قال: (قام فلان وقعد) وقال: (أكل فلان الطعام وشرب الشراب) فإنّه لابدّ أن يكون في الفعل المتعدي إلى المفعول به ما في الفعل اللازم وزيادة، إذ كلتا الجملتين فعلية وكلاهما فيه فعل وفاعل، والثانية امتازت بزيادة المفعول، فكما أنه في الفعل اللازم معنا فعل وفاعل ففي الجملة المتعدية معنا فعل وفاعل وزيادة مفعول به، ولو قال قائل: الجملة الثانية ليس فيها فعل قائم بالفاعل كما في الجملة الأولى، بل الفعل الذي هو (أكل) و (شرب) نصب المفعول من غير تعلق بالفاعل أولاً لكان كلامه معلوم الفساد، بل يقال: هذا الفعل تعلق بالفاعل أولاً، كتعلق (قام) و (قعد) ثم تعدى إلى المفعول، ففيه مافي الفعل اللازم وزيادة التعدي، وهذا واضح لا يتنازع فيه اثنان من أهل اللسان، فقوله تعالى: (هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش) (الحديد:4) تضمن فعلين: أولهما متعد إلى المفعول به، والثاني مقتصر لا يتعدى، فإذا كان الثاني وهو قوله تعالى: (ثم استوى) فعلا متعلقا بالفاعل، فقوله: (خلق) كذلك بلا نزاع بين أهل العربية، ولو قال قائل: (خلق) لم يتعلق بالفاعل، بل نصب المفعول به ابتداءً لكان جاهلا، بل في (خلق) ضمير يعود إلى الفاعل كما في (استوى) " اهـ (درء التعارض:2/ 4)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/223)
خامساً: العقل: ودلّ على إثباتها من ثلاثة وجوه: الأول: الاستدلال بأنه سبحانه مستحق لصفات الكمال _ بقطع النظر عن كونها ثابتة في المخلوقات_ وذلك لامتناع النقص عليه بوجه من الوجوه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية "فإذا عرضنا على العقل الصريح من يقدر على الفعل القائم به والمنفصل عنه، ومن لا يقدر على أحدهما، علم أنّ الأول أكمل .. " (أنظر النص بطوله في: درء التعارض:2/ 220) ثانيا: الاستدلال بما في المخلوقات من كمال على أنّ الخالق أحق به، وأنه يمتنع أن يكون مضاهيا للناقص، فإنه كل كمال اتصف به المخلوق من غير استلزامه النقص فالخالق أحق به، وكل نقص تنزّه عنه المخلوق فالخالق أولى بالتنّزه عنه، وأيضا فكل كمال في المخلوق فهو مستفاد من الخالق وواهب الكمال أولى بالاتصاف به، ومن نفى عنه الفعل فقد شبهه بالجمادات والموات وغيرها من صفات النقص، (أنظر: مجموع الفتاوى 6/ 92_94، والأصفهانية ص98) ثالثا: أنه لو لم يتصف بصفات الكمال لاستلزم ذلك اتصافه بنقائضها، فإنّ الصفات الاختيارية من الكلام والنزول وغير ذلك، وكذلك العلم والقدرة والسمع والبصر صفات كمال فلو لم يتصف بها لاتصف بنقائضها من الجهل والعجز والصم والبكم والخرس وهذه صفات نقص يتنزّه عنها الخالق سبحانه. (أنظر للتوسع كلام شيخ الإسلام في المصادر السابقة)
ثانيا: أدلة نفاة الصفات الاختيارية ومناقشتها:
قلت: ليس لنفاة الصفات الاختيارية دليل نقلي واحد صريح يعتمدون عليه، بل الأدلة النقلية والعقلية كلها تدل على نقيض قولهم، غاية استدلالهم هو ما يعرف بـ (دليل حدوث الأجسام) وهذا الدليل هو المسلك المشهور للمعتزلة، وأخذه عنهم جمهور الأشاعرة والماتريدية. (أنظر: نقض التأسيس 1/ 257_258، ودرء التعارض9/ 132)، وخلاصة هذا الدليل أنّ هؤلاء قالوا: لا يُعرفُ صدق الرسول حتى يعرف إثبات الصانع، ولا يعرف إثبات الصانع حتى يعرف حدوث العالم، ولا يعلم حدوث العالم إلا بما به يعلم حدوث الأجسام، ثم استدلوا على حدوث الأجسام بأنها لا تخلوا من الحوادث _ أو أنها مستلزمة للأعراض أو بعضها_ ثم قالوا: وما لم يخل من الحوادث فهو حادث. هذا خلاصة دليلهم وقد جعلوه أصل الدين حتى قالوا: إنه لا يمكن معرفة الله وتصديق رسوله إلا بهذه الطريق. (أنظر: أصول الدين للبغدادي ص338)، فصارت هذه الطريق أصل الدين، وقاعدة المعرفة، وأساس الإيمان عندهم، لا يحصل إيمان ولا دين ولا علم بالصانع إلا بها، وصار المحافظة على لوازمها أهم الأمور عندهم .. وهذا الدليل _ والذي تلقوّه تلقّي المسلّمات_ لم يتفقوا على مقدمة واحدة من مقدماته. (أنظر: موقف ابن تيمية من الأشاعرة للمحمود 3/ 984)، وبيان ذلك: أنّ هؤلاء بعد أن سلّموا أنّ إثبات الصانع لا يعلم إلا بحدوث العالم، وحدوث العالم لا يعلم إلا بما به يعلم حدوث الأجسام، اختلفوا في كيفية تقرير حدوث الأجسام:
فطائفة: قالت: إنّ الجسم لا يخلو عن الحوادث، وما لم يخل من الحوادث فهو حادث.
وطائفة ثانية: قالت: إنّ الجسم لا يخلو من كل جنس من أجناس الأعراض وقالوا: إنّ القابل للشيء لايخلو عنه وعن ضده، ثم قالوا: والعرض لا يبقى زمانين، فتكون الأعراض كلها حادثة شيئا بعد شيء، والأجسام لا تخلو منها. وهذا المسلك هو المسلك المشهور للأشاعرة والذي رجحه الآمدي وردّ ما عداه، وهناك أقوال أخرى في كيفية تقرير حدوث الأجسام نقتصر على ما ذكرنا لضيق المقام، ولأن قول الطائفة الأولى والثانية هو المشهور عند الأشاعرة. وهؤلاء قد تنازعوا في مقدمات دليلهم:
ففي المقدمة الأولى وهي: أنّ الجسم لا يخلو عن الحوادث، اختلفوا فيها:
_ ففريق منهم قال: الجسم لا يخلو من الحركة والسكون، وهما حادثان. وهذه طريقة المعتزلة، وذكرها الرازي (الأربعين في أصول الدين ص13).
_ وفريق قال: إنّ الأجسام لا تخلو من الاجتماع والافتراق، وهما حادثان، وهذه طريقة الأشعري وغيره، وهذا القول مبني على القول بالجوهر الفرد الذي يقوم على أنّ الأجسام مركبة من الجواهر المفردة _ من جوهرين فأكثر_ فالجواهر إما مجتمعة أو متفرقة، ومن لم يقل بالجوهر الفرد لا يلزمه هذا الدليل، والأشاعرة مختلفون في إثبات الجوهر الفرد، فأكثرهم يثبته، وفيهم من ينفيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/224)
_ والطائفة الثانية: قالت: _موافقة على المقدمة الأولى_: إنّ الجسم لا يخلو من كل جنس من أجناس الأعراض، فخالفوا أقوال الطائفة الأولى، لأن كل فريق ألزم الجسم أنواعا محددة من الأعراض، وكذا قولهم_ وهي المقدمة الثانية للطائفة الثانية_: إنّ العرض لا يبقى زمانين كثير من العقلاء قالوا: إنّ هذا باطل ضرورة.
_ وفي المقدمة الثانية وهي قولهم: ما لم يخلو من الحوادث فهو حادث. فقد تنوعت عباراتهم فيها:
_ فتارة يقولون مالم يخلو من الحوادث لم يسبقها، ومالم يسبق الحوادث فهو حادث.
_ وتارة يقولون: ما لم يسبق الحوادث _ أو ما لم يخلو منها_ لا يكون إلا معها أو بعدها، وما لا يكون إلا مع الحوادث أو بعدها فهو حادث.
ثم بعض هؤلاء: لا يقرر هذه المقدمة بناء على ظهورها لأنهم يفخمون من الحوادث أنّ جملتها حادثة بعد أن لم تكن.
_ وفريق منهم: انتبه إلى أنّ الدليل لم يستكمل بعد، لأنّ ما ذكروه من الدليل لم يدل إلا على أنّ الأجسام مقارنة لجنس الحوادث، فإذا قدر أنّ الحوادث دائمة، توجد شيئا بعد شيء دائما لم يلزم أن يكون ما لم يسبقها حادثا, فلهذا صار كثير منهم يحتاجون إلى بيان امتناع حوادث لا أول لها.
ومن هذا العرض لأقوال هؤلاء حول دليلهم الذي زعموا أنه لا يمكن إثبات الصانع إلا به، والتزموا لأجله لوازم باطلة خالفوا بها الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة_ من هذا العرض يتبين أنهم لم يتفقوا على مقدمة واحدة من مقدمات دليلهم:
_ فاختلفوا في الصفات هل هي أعراض فيحب نفيها، أو ليست بأعراض، فذهبت المعتزلة إلى أنّ الصفات أعراض فيجب نفيها عن الله تعالى، لأن ما قامت به الصفات قامت به الأعراض، وما قامت به الأعراض فهو حادث، فجاءت الكلابية والأشاعرة _ الذين تلقفوا هذا الدليل من المعتزلة_ فقالوا بإثبات الصفات، وقالوا لا نسميها أعراضا، لكن الصفات الاختيارية حوادث فيجب نفيها طردا لهذا الدليل.
_ واختلفوا في الأعراض والحوادث هل تكون شاملة أو مخصوصة بأنواع منها.
_ واختلفوا في الجوهر الفرد.
_ واختلفوا هل العرض يبقى زمانين أم لا ..
و من عجيب أمر القوم أنهم _ علاوةً على اختلافهم واضطرابهم فيه_ قد صرّح بعضهم ببطلان مسالك أئمتهم في تقرير هذا الدليل وبيّنوا فساده وصعوبته وطول مقدماته ..
1_ قال الغزالي:" فليت شعري متى نقل عن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ أو عن الصحابة _ رضي الله عنهم _ إحضار أعرابي أسلم، وقوله له: الدليل على أنّ العالم حادث: أنّه لا يخلو من الأعراض، وما لم يخلو عن الحوادث فهو حادث .. " (فيصل التفرقة: ص127، 202، 203)، فالغزالي بهذا الكلام ينسف بنيان أصحابه متسائلا في إبطاله أنه لو كان واجبا _ كما يزعمون _ لبلّغه رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ فيما بلغ 2_ وقال الآمدي: وقد عرض لهذا الدليل وأبطله بقوله: "وهو عند التحقيق سرابٌ غير حقيقة" (غاية المرام: ص260)؛ وقد ضعّف جميع أدلة أصحابه في مسألة حلول الحوادث واحداً تلو الآخر. (أنظر: غاية المرام ص187_191)؛ وإن كان قد رجح نفيها بدليلٍ اختاره وهو قولهم: أنّ الجسم لا يخلو من كل جنس من أجناس الأعراض وقالوا: إنّ القابل للشيء لايخلو عنه وعن ضده، ثم قالوا: والعرض لا يبقى زمانين، فتكون الأعراض كلها حادثة شيئا بعد شيء، والأجسام لا تخلو منها. (انظر: المصدر نفسه ص191)؛ والرازي وأمثاله لم يعتمدوا هذا المسلك، لأنه مبني على أنّ الأعراض ممتنعة البقاء، وهذه مقدمة خالف فيها جمهور العقلاء، وقالوا: إنّ قائليها مخالفون للحس ولضروة العقل، فرأى أنّ الاعتماد عليها في حدوث الأجسام في غاية الضعف: (أنظر: درء التعارض2/ 389_390، ومجموع الفتاوى 5/ 215_ 216)؛ والآمدي بدوره قدح في الطرق التي اعتمد عليها الرازي كلها. (أنظر: درء التعارض 4/ 267_268، شرح الأصفهانية ص (88) ت: السعوي، ومجموع الفتاوى 12/ 140_141)، وكذلك الأرموي قدح في طرق الرازي كلها، فقد ذكر الرازي خمسة براهين على حدوث العالم، طعن الأرموي في كل واحد منها؛ (أنظرها مع قدح الآرموي فيها في: درء التعارض، البرهان الأول:2/ 344)، والثاني:3/ 3_4، والثالث:3/ 4_8، والرابع:3/ 8_18، والخامس:3 _18_23)؛ وقال شيخ الإسلام معقبا:3/ 23 "والمقصود هنا أنّ هذه البراهين الخمسة التي احتج بها على حدوث الأجسام قد بيّن أصحابه المعظمون له ضعفها، بل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/225)
هو نفسه _ أي الرازي _ أيضا بيّن ضعفها في كتب أخرى مثل: المطالب العالية، وهي آخر ما صنفه، وجمع فيها غاية علومه، والمباحث المشرقية، وجعل منتهى نظره وبحثه تضعيفها" اهـ
وقد انتقد دليل الأعراض وحدوث الأجسام العديد من أئمة الأشاعرة غير هؤلاء (أنظر: مجموع الفتاوى 5/ 543_ 544)، درء التعارض: 7/ 288، 211، 312)
قلت: فهذه نماذج من أقوال متقدمي الأشاعرة ومتأخريهم تبيّن كيف أنّ هؤلاء الأعلام انتقدوا هذا الدليل الذي جعله كثير منهم الأساس الذي يقوم عليه دين الإسلام.
ومما لا يكاد يقضى منه العجب أنهم رغم تبجحهم بدليلهم هذا، وجلعهمإياه الأساس في معرفة الصانع، وسلِّهِم سيفَ التكفير والتبديع على من خالفهم فيه، أنهم همأنفسهم – وبإقرار كبيرهم وفخر دينهم الرازي – يلزمهم القولُ بحلول الحوادث!! فقد سطّر الحافظ اعتراف الفخر الرازي في المطالب العالية بأن قول من قال: "إنه تعالى متكلم بكلام يقوم بذاته وبمشيئته واختياره هو أصح الأقوال نقلاً وعقلاً" (فتح الباري 13/ 455).
وصرّح الرازي في (الأربعين في أصول الدين) بأن "أكثر العقلاء يقولون بقيام الحوادث بالرب وإن أنكروه باللسان _ فأبو علي وأبو هاشم من المعتزلة وأتباعهما قالوا بإرادة حادثة لا في محل. وأبو الحسين البصري يثبت في ذاته تعالى علوماً متجددة بحسب تجدد المعلومات.
_ والأشعرية يثبتون نسخ الحكم، ويثبتون للعلم والقدرة تعلقات حادثة.
_ والفلاسفة يقولون بأن الإضافات وهي القبلية والبعدية موجودة في الأعيان. فيكون الله مع كل حادث". ثم انتهى إلى القول:" وذلك الوصف الإضافي حدث في ذاته" (الأربعين في أصول الدين للرازي 118)
وبعد ... فهذا دليل الأشاعرة _الذي صدعوا به رؤوسنا _ قد تناوشته معاول الهدم والإبطال من داخل صفهم، وراغوا عليه ضربا باليمين إبطالا وإفسادا ..
ولسائلٍ أن يسأل الأشاعرة بعد ذلك:
بأي دليلٍ عطلّتم أفعال الله تعالى الدالة على كماله وعظمته؟
وبأي دليل رددتم ما يربوا على أكثر من ثلاثمائة دليل على إثبات أفعال الله تعالى القائمة بذاته المتعلقة بمشيئته واختياره؟
وبأي دليلٍ كفرّتم وبدّعتم مخالفيكم الذين لا ذنب لهم سوى إثباتهم ما أثبته الله لنفسه؟
سيجيب الأشعري بجوابه المشهور _ وليس في جعبته غيره _ أنّ هذه الأفعال حادثة ولو قامت به الحوادث لم يخلو منها وما لم يخلوا من الحوادث فهو حادث ...
فنقول حينئذ: هذه أقوال أئمتكم وكبراؤكم تنادي بإبطال هذا الدليل الذي اعتمدتموه، فهم أولُّ من ردّ هذا الدليل، وطعن به، وعابه، وبيّن فساده وبطلانه، وصعوبته، وكثرة مقدماته، ولوازمه الباطل ... بل صرّح كبيركم وفخركم أنّ إثبات الصفات الاختيارية يلزمكم لزوما لا محيد لكم عنه وإن كابرتم عقولكم وأنكرتموه بألسنتكم، فلا مناص لكم عن القول به حتى على أصولكم وقواعدكم كما حقق ذلك كبيركم وفخكم الرازي ..
فيا ليت شعري هل للأشعري بعد ذلك حجةٌ في إثبات دليلٍ هم أول من طعن به!! فضلا عن إقناع الآخرين به فضلا عن تكفير من لم يسلم له به!! (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور). وصلى الله على نبينا محمد وعلى لآله وصحبه وسلم. ويتبع إن شاء الله(66/226)
يا بني اركب معنا
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 12:21 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم قال شيخ الإسلام في الفتاوى: وَذَلِكَ أَنَّ السُّنَّةَ - كَمَا قَالَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ - مِثْلُ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ.
وها أنذا أقدم لك سفينة النجاة الكتاب والسنة بهم السلف الصالح ,فأركب قبل أن تغرق في بحر الأهواء ,ولا تقل سآوي إلى جماعة أو حزب, فلا عاصم اليوم من الفتن إلا من تشبت بالكتاب و السنة بفهم سافنا الصالح:
1 نعبد الله لا تشرك به شيئا.
2 ونؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر ونؤمن بالقدر خيره و شره
3 نثبت لله ما أثبته لنفسه من الأسماء و الصفات دون تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل, ليس كمثله شيء و هو السميع البصير.
4 القرآن كلام الله تكلم به حقيقة.
5 المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة.
6 نؤمن بأخبار الرسول صلى الله عليه وسلم ولا نفرق بين الآحاد و المتواتر سواء في العقيدة أو الأحكام.
7 الإيمان اعتقاد و قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
8 نؤمن بالبعث بعد الموت وبكل ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم , من الصراط و تطاير الصحف و الميزان و الشفاعة وغير ذلك.
9 لا نجزم لأحد من أهل القبلة بجنة ولا نار إلا من جزم له الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا نكفر أهل القبلة بالكبائر.
10الجنة النار مخلوقتان لا تفنيان.
11محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وهو مبعوث لجميع الناس , جنهم وانسهم.
12 نترضى على خير هذه الأمة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم , ونطهر ألسنتا من ذكر ما وقع بينهم , ونعتقد أنهم مجتهدون مأجورون, و نتبرأ ممن يكفرهم أو يسبهم.
13 أزواج رسول صلى الله عليه وسلم لله أمهات المؤمنين في الجنة , نترضى عليهم ونحترمهم , و نتبرأ ممن لمزهم أو غمزهم.
14نتبرأ من أهل البدع , ولا نقرأ كتبهم.
15نأمر بالمعروف و ننهى عن المنكر في ما أوجبته الشريعة , لكن لا نخرج على ولاة الأمور أبرارا كانوا أو فجارا, ونقيم الحج والجهاد والجمع والأعياد معهم.
فهذه سفينة النجاة تحملك إلى الجنة إن شاء الله ,فاركب قبل أن تغرق في طوفان الفتن و الأهواء
والسلام عليكم ورحمة وبركاته
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[17 - 10 - 10, 05:50 م]ـ
نعم والله هي سفينة النجاة بارك الله فيك اخي ابو عبد البر
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 09:39 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي قاسم(66/227)
سؤال حول دليل التمانع
ـ[ندى صالح]ــــــــ[17 - 10 - 10, 03:14 م]ـ
اتمنى ان تساعدوني في معرفه هذا السؤال والبحث عنه
قال الله تعالى (لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا) هذه الايه بعض المتكلمين تدل على دليل التمانع ورد اهل العلم هذا القول وقالوا هو ليس مقصود بالربوبيه وانما توحيد الالوهيه
المطلوووب: ماهو النص الراجح هل جاءت لاثبات الربوبيه ام الالوهيه؟؟؟؟
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[19 - 10 - 10, 03:28 م]ـ
الراجح أنها في الألوهية ولهذا قال آلهةولم يقل أرباب وأيضا لوكانت في الربوبية لقال لم توجدا ولكنه قال لفسدتا وهذا فساد بعد الوجود فعلم أن المراد الفساد الناشئ من عبادة غير الله وأن الشرك في الألوهية من أعظم اسباب الفساد وهو الذي وقعت فيه أكثر الأمم بخلاف شرك الربوبية فهو قليل نادر بل إنه على الوجه الذي قال به المتكلمون وتخيلوا أن الآية جاءت لرده لايعرف عن طائفة معروفة من بني آدم؛ فلم يقل أحد منهم بإثبات ربين متكافئين في الصفات والأفعال! وإذا أردت مزيد بسط فراجعي كتاب الأدلة العقلية لسعود العريفي فهو نافع في هذا الجانب والله الموفق
ـ[ندى صالح]ــــــــ[19 - 10 - 10, 03:47 م]ـ
جزاااااااك الله خيرا
ونفع بعلمك وجعله خالصا لوجهه الكريم
ـ[ندى صالح]ــــــــ[19 - 10 - 10, 03:52 م]ـ
لكن هناك ملاحظه بسسيطه
هل الكلام الذي ذكرته موجود في كتاب الادله العقليه
ارجوا الرد في اقرب وقت
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[19 - 10 - 10, 03:58 م]ـ
حرره المشرف لوجود مخالفات عقدية في النقل
ـ[ندى صالح]ــــــــ[19 - 10 - 10, 04:13 م]ـ
اثابكم الله
اشكركم على جهودكم وتفاعلكم
تَمسَّكْ بحَبْلِ اللهِ واتَّبِع الهُدَى ولا تَكُ بِدْعيا لعلك تفلحٌ
ودن بكتاب الله والسنن التي أتت عن رسول الله تنجو وتربحٌ
ـ[أبو عبدالله السكندري]ــــــــ[19 - 10 - 10, 07:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
دليل التمانع هو من الادلة العقلية و يدل علي عدة مدلولات اصطلح عليها العلماء
وهو من ادلة المتكلمين الماخوذ من اليونان
بالاضافة الي ان الاية تاتي في سياق الانكار لنفي فكرة تعدد الالهة الحقة بالاستدلال بعدم فساد السموات والارض
والالهة الحقة ان وجدت فقد استحقت ان تعبد بلوازم وهي لزوم الوهيتها لربوبيتها
بمعني انها لو خلقت ورزقت وحاسبت تستحق ان تعبد
فلما امتنعت اللوازم انتفت الوهينها
والا فقد عبد البشر كل شئ تقريبا
ودليله من القران
"ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق"
فاتي بتوحيد الالوهية مستدلا له بلازمه وهو توحيد الربوبية
فالجمع بين القولين اقرب عندي
فالاية مذكور فيها توحيد الالوهية (استحقاق الله للعبادة وحده)
لتلازمه مع توحيد الربوبية
للشيخ سفر الحوالي تعليقات علي هذا المضمون في شرحه علي الطحاوية
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******id=4412#fouaid208
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[19 - 10 - 10, 11:25 م]ـ
ومن الدرر أن دليل التمانع فيه رد على المعتزلة القدرية القائلين بوجود خالق غير الله ..
وهذا الدليل تكلم عنه شيخ الإسلام في منهاج السنة في نحو من ثلاثين صفحة ابتداء من 3/ 304 فما بعدها.
وما ذكره الأخ أبو عبدالله السكندري من ارتباط توحيد الربوبية بالإلهية قد ذكره الشيخ في غضون حديثه فليراجع هذا المبحث ففيه علم غزير.
ملحوظة: بعض الإيرادات التي وردت على الدليل ودفعها شيء الإسلام بطريقته الفذة قد استفاد منها سعيد فودة في بعض كتبه في ذكره لدليل التمانع دون عزو منه لشيخ الإسلام ولا عجب ممن عُهِد عنه الكذب أن تظهر منه السرقة.
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[20 - 10 - 10, 08:56 ص]ـ
الكلام الذي ذكرت موجود بمعناه في اول الطحاوية وموجود بشكل اوسع في الكتاب الذي اشرت بالرجوع اليه(66/228)
مهدي إيران المنتظر وتدمير الكيان الصهيوني
ـ[أبو فراس السليماني]ــــــــ[17 - 10 - 10, 03:14 م]ـ
مهدي إيران المنتظر
وتدمير الكيان الصهيوني
الهيثم زعفان
15 - 10 - 2010
في كلمته مساء الأربعاء 13 أكتوبر 2010 ووسط أقرانه الشيعة بجنوب لبنان طمأن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الكيان الصهيوني، عند حديثه عن تحرير فلسطين،
وذلك بإرجائه التحرير وتدمير الكيان الصهيوني لحين ظهور مهدي الشيعة المنتظر وأن "المهدي المنتظر سيأتي إلى (هنا) وبرفقته السيد المسيح" في إشارة لتدميرهما الكيان الصهيوني.
وكنت قد بينت من قبل عبر ثلاثة مقالات متتالية بصحيفة المصريون ومن خلال المصادر الشيعية الأصلية
أن اعتقاد الشيعة في المسجد الأقصى أنه في السماء الرابعة وليس في فلسطين،
ومن ثم فإنه لا توجد قضية عقدية في فلسطين يحارب الشيعة من أجلها الصهاينة،
وأن الرهان على إيران في محاربة الصهاينة رهان خاسر.
لكن بأي حال ولفهم هذا "المهدي المنتظر" الذي يتشبث به نجاد وكافة أقرانه الفرس والشيعة،
قمت بتحليل محتوى البرامج المتعلقة بالمهدي المنتظر عند الشيعة في التليفزيون الرسمي الإيراني،
وتبين لي أن التليفزيون الإيراني يأتي بروايات أهل السنة ويسقطها على إمامهم الغائب،
ليثبت من خلال كتب السنة وجود مهدي منتظر، وهذا لا خلاف فيه،
لكنهم يدلسون ويقفزون فوق الرواية السنية حول طبيعة المهدي وفقاً للرؤية السنية،
ويطرحون الروايات الشيعية المعنية بمهديهم المنتظر،
فيقول أحدهم (تشبث بحديث الرسول الذي قال:
سيظهر رجل من ولدي يواطئ اسمه اسمي،
وحرّفه هؤلاء السادة بنو الحسن،
حرّفوا هذا الحديث وأضافوا إليه واسم أبيه اسم أبي،
ليطبقوه على محمد بن عبد الله).
ويبين التلفزيون الإيراني أن مهديهم المنتظر محمد بن الحسن العسكري ذلك الطفل المسردب في السرداب منذ 1200 سنة وعمره حينها خمس سنوات
قد " أخفي حمله، وأخفيت ولادته، وأخفيت نشأته الأولى في ظل -من أدعوا أنه- والده في الخمس سنين التي عاشها معه،
إلا الخواص الخواص من شيعة الإمام، بحيث أن الآخرين يأسوا من أن يكون للإمام العسكري ولد،
حتى أن أبيه عندما ذهب من الدنيا كان السلطان والناس يعتقدون بأنه لا ولد له.
ويتشابه هذا الطفل (كما في الروايات الشيعية) في ولادته ولادة نبي الله موسى على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام".
ويضيف التليفزيون الرسمي الإيراني
" أن الروايات الشيعية تدل على أن للإمام محمد بن الحسن العسكري فعاليات كثيرة،
فهو الحافظ الأول لهذا الدين في عصر غيبته،
وقد ورد عن هذا الإمام في الروايات
أنه يشهد موسم الحج كل عام،
ويرى الناس ويرى ما يحدث لهم،
وأنه لطالما أنجى أناساً في الصحاري
تاهوا وهم يسافرون إلى موسم الحج،
إما من خلال شخصه، أو من خلال بعض العاملين بين يديه،
فقد ورد في الروايات أنه يعيش في طيبة،
وهو اسم آخر للمدينة المنورة،
وورد أيضاً أن الإمام يغيث الملهوفين
(وأنه تعرض عليه أعمال العباد شأنه شأن آبائه).
إذن الإمام يقوم بكثير من الفعاليات في عصر الغيبة،
غيبته ليست ابتعاداً عن مسرح الأحداث،
غيبته لأن الناس (عموم الناس) لا يعرفون شخصه،
من هنا يعيش بينهم ومعهم،
وقد يحضر أسواقهم كما ورد في الروايات،
إلا أننا لا نشخصه لأنه ليست لدينا صورة فوتوغرافية عن الإمام،
ولم نكن قد شاهدناه من قبل فمن الطبيعي جداً أننا عندما نشاهده نشاهد شخصاً لا نعرف أنه هو الإمام،
إذن هذه نقطة حساسة ومهمة وكأننا نحن الغائبون وليس هو،
هو الحاضر وهو المشاهد،
من هنا غيبة الإمام تختلف عن غيبة الشخص بالمعنى المتعارف للغيبة.
والنقطة التربوية الهامة في حضور الإمام موسم الحج كل سنة،
هي أن المأمومين بإمامة هذا الإمام إذا استحضروا هذا المعنى وهم في موسم الحج فسيختلف حالهم المعنوي،
إذ يطوفون بطوافه، ويسعون بسعيه،
ويقفون بوقوفه في عرفة، وفي مزدلفة،
ويرجمون الجمرات برجمه،
فتصعد أعمالهم مع أعماله إلى الله (سبحانه وتعالى) ".
هكذا قال التليفزيون الإيراني
ولو كذبوا ذلك فسيجدون الفيديو في كافة المنابر الإعلامية.
أما عن زواج هذا الطفل والذي عمره 1200 سنة الآن ونسله
فيقول التليفزيون الرسمي الإيراني
"الحقيقة الروايات ساكتة عن هذا الأمر،
ساكتة عن مسألة زواج الإمام،
وساكتة عن ذريته،
واسكتوا عما سكت عنه الله.
لماذا نحن نفتش عن أمور لسنا مكلفين بالإيمان بها والاعتقاد بها،
خصوصاً أنها سوف تجر أسئلة
ولا تكون الأجوبة قطعية).
والسؤال الذي يفرض نفسه الآن
إذا كان هذا المهدي ووفقاً للتليفزيون الإيراني الرسمي يعيش بيننا ولكننا لا نراه،
فبالتأكيد أن من يعتقد في ذلك من الشيعة واثق أن مهديهم مطلع عما يحدث بفلسطين المحتلة وشعبها المحاصر والمسجد الأقصى الحزين،
فلماذا لا يهب هذا الطفل المتخفي لنصرة الأقصى والمسلمين حوله،
وتدمير الكيان الصهيوني طالما أنه بنظرهم أنجى أناساً في الصحاري،
وأنه يغيث الملهوفين؟
أما أن الأمر أجله الفرس
لظهور السيد المسيح عليه السلام؟.
إنني لا أستطيع أن أقول بعد كل ما سبق
إلا أن الكيان الفارسي يستخف بنا،
ويتلاعب بقضية الأمة في فلسطين،
فلن ينصر القضية إلا من يعظمون حرمات الله
والصهاينة يدركون ذلك جيداً،
وأن كل ما يقال عن مدمر الكيان الصهيوني
هذا الطفل المسردب الحاضر الغائب
الذي يدعون بالتعجيل بفرجه،
هي خرافات مسلية لا سند لها،
لو حكيت للأطفال في عمر الخمس سنوات قبل النوم
لتسردبوا في اللحاف حتى الصباح.
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=41044 (http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=41044)(66/229)
السؤال هل القرآن مخلوق أم لا
ـ[صالح شيخ ديومبيرا]ــــــــ[17 - 10 - 10, 07:16 م]ـ
هل القرآن مخلوق أم لا
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 07:23 م]ـ
القرآن كلام الله غير مخلوق فهو صفة له
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 02:22 م]ـ
هل القرآن مخلوق أم لا
الأستاذ: صالح شيخ ديومبيرا
هب أنك عرفت أنه غير مخلوق أو مخلوق وهو ليس كذلك بدلالة النصوص .. ! مالفائدة التي ترجوها من طرح هذا السؤال؟
تنبيه: الليلة بإذن الله تعالى سوف آتي بما يفحم الأولين والآخرين ممن قالوا بأنه مخلوق، وهو ليس كذلك، بل غير مخلوق.
انتظروني
ـ[صالح شيخ ديومبيرا]ــــــــ[18 - 10 - 10, 03:06 م]ـ
السبب الذي جعلني أطرح هذا السؤال لأن الناس عندنا يحلفون بالقرآن،قال رسول صلى الله عليه وسلم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت. إن كان مخلوقا فلايجوز الحلف به إن كان كلام الله هل يجوز الحلف به أم لا؟
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[18 - 10 - 10, 03:13 م]ـ
السبب الذي جعلني أطرح هذا السؤال لأن الناس عندنا يحلفون بالقرآن،قال رسول صلى الله عليه وسلم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت. إن كان مخلوقا فلايجوز الحلف به إن كان كلام الله هل يجوز الحلف به أم لا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يضر حبيبي في الله سل ما شئت
وهناك عدة رسائل لابن قدامة رحمه الله تعالى في هذه المسألةمنها (الصراط المستقيم في اثبات الحرف القديم) (ومناظرة في القرآن) و (رسالة في القرآن) وغيرها
نعم،هو كلام الله وجائز الحلف بكلام الله،ولكن لا يقصد الدفتين والورق والمداد يحلف بكلام الله.
ـ[صالح شيخ ديومبيرا]ــــــــ[18 - 10 - 10, 03:36 م]ـ
أشكوكم شيخ محمد فهمي محمد شري على جوابكم
ما المراد بقولكم،ولكن لا يقصد الدفتين والورق والمداد يحلف بكلام الله.
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[19 - 10 - 10, 01:27 ص]ـ
هل القرآن مخلوق أم لا
تفضل كما وعدتك ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=225100
ـ[محمد حمدي عبد الوهاب]ــــــــ[19 - 10 - 10, 01:43 ص]ـ
اطلعت علي الرابط في المشاركة السابقة
ولكن هل هناك توضيح أكثر من هذا
و ما الذي يترتب علي كون القران مخلوقا؟
ولماذا يكون الموضوع بهذه الأهمية
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[19 - 10 - 10, 01:47 ص]ـ
ما الذي يترتب علي كون القران مخلوقا؟
ولماذا يكون الموضوع بهذه الأهمية
القرآن كلام الله غير مخلوق، فلا تُفرِّع على افتراض أصلٍ باطلٍ.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[19 - 10 - 10, 01:50 ص]ـ
ولماذا يكون الموضوع بهذه الأهمية
يا أخي قد قُطعت الرقاب ?جل هذه المسألة، وابْتُلِي بها الأئمة.
وصنِّفت فيها المصنَّفات.
وحكم أهل العلم على من قال بأن القرآن مخلوقٌ بالكفر.
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[19 - 10 - 10, 10:51 ص]ـ
اطلعت علي الرابط في المشاركة السابقة
ولكن هل هناك توضيح أكثر من هذا
و ما الذي يترتب علي كون القران مخلوقا؟
ولماذا يكون الموضوع بهذه الأهمية
حياك الله أخي الفاضل: محمد حمدي تشرفت باطلاعك .. ولكي تفهم المسألة أكثر كرر القراءة فمع التكرار يفتح الله عليك؛ وهي طريقة من طرق الفهم السليم مع دعاء الله ـ عز وجل ـ أن يفتح عليك في فهم المسألة.
وجواباً على سؤالك: القول بخلق القرآن كفر ظاهر؛ إذ هو تكذيب لنصوص الوحيين، وإلحاد في أسماء الله وصفاته، وتعطيل لما يحب الله ـ عز وجل ـ من الكمال [مقتبس من أصل الموضوع في الرابط أعلاه]
بمعنى يترتب عليه أن صاحبه يكفر، ويعتبر مكذب لنصوص القرآن والسنة، وإلحاد في أسماء الله وصفاته، وتعطيل لما يحب الله ـ عز وجل ـ من الكمال؛ إذ أنه ـ جل في علاه ـ منزه من كل نقص وعن كل عيب.
ـ[محمد حمدي عبد الوهاب]ــــــــ[19 - 10 - 10, 11:24 ص]ـ
يا أخي قد قُطعت الرقاب ?جل هذه المسألة، وابْتُلِي بها الأئمة.
وصنِّفت فيها المصنَّفات.
وحكم أهل العلم على من قال بأن القرآن مخلوقٌ بالكفر.
بارك الله فيك أخي الفاضل
هذا هو سؤالي
لماذا قطعت الرقاب في هذه المسألة؟
أنا لا أجادل عن المسألة فليس لي علم بها ولكني أسأل
فمن كان لديه جواب أو توضيح فليتفضل به مشكورا مأجورا بإذن الله تعالي وليحتسبه عند الله من العلم النافع الذي ينفع الانسان بعد موته
ـ[محمد حمدي عبد الوهاب]ــــــــ[19 - 10 - 10, 11:42 ص]ـ
وجواباً على سؤالك: [مقتبس من أصل الموضوع في الرابط أعلاه]
بمعنى يترتب عليه أن صاحبه يكفر، ويعتبر مكذب لنصوص القرآن والسنة، وإلحاد في أسماء الله وصفاته، وتعطيل لما يحب الله ـ عز وجل ـ من الكمال؛ إذ أنه ـ جل في علاه ـ منزه من كل نقص وعن كل عيب.
لا ريب أن المخالف في هذه المسألة لديه من الأدلة ما يستند إليه
ولديه ما يدفع به تلك الأدلة
فلا أظن -والله أعلم- أنه يصح أن يطلق عليه مكذب لنصوص الوحيين فهذا كفر أكبر بلا شك
ولكنه ربما كان متأولا -أنا لا أقرر ولكنني أستفهم-
وأيضا هو يظن أنه ينزه الله عز وجل بذلك بل قد يتهمنا بأننا نحن من نشبه الله بخلقه
---------------------------------------------------------------------------------------
وقال عبدالله بن أيوب المخرمي: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال: إنه مخلوق فقد أبطل الصوم والحج والجهاد وفرائض الله [أخرجه ابن بطة في الإبانة (الرد على الجهمية):1/ 352]
هذه هي إجابة سؤالى من الرابط الذى أشرت إليه أخى الحبيب
ولكن ما وجه هذا القول إن كان صحيحا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/230)
ـ[إبراهيم بن حسن]ــــــــ[19 - 10 - 10, 12:33 م]ـ
اطلعت علي الرابط في المشاركة السابقة
ولكن هل هناك توضيح أكثر من هذا
و ما الذي يترتب علي كون القران مخلوقا؟
ولماذا يكون الموضوع بهذه الأهمية
يا أخي الكريم ليس الأمر بهذه البساطة كما تتصور.
سأضرب لك مثالا , الله تعالى له صفات كريمة و أفعال , و أنت تأتي لصفة من صفاته و تقول عنها أنها مخلوقة و كل مخلوق ناقص , فتنفي عن الله تلك الصفة التي يتصف بها و تجعلها مخلوقة.
فهذا من أعظم الظلم في حق الله و هو كفر.
ـ[محمد حمدي عبد الوهاب]ــــــــ[19 - 10 - 10, 01:08 م]ـ
يا أخي الكريم ليس الأمر بهذه البساطة كما تتصور.
سأضرب لك مثالا , الله تعالى له صفات كريمة و أفعال , و أنت تأتي لصفة من صفاته و تقول عنها أنها مخلوقة و كل مخلوق ناقص , فتنفي عن الله تلك الصفة التي يتصف بها و تجعلها مخلوقة.
فهذا من أعظم الظلم في حق الله و هو كفر.
بارك الله فيك أخى الفاضل وزادني واياك علما
هذا توضيح جميل
وقد يترتب عليه أن من قال بأن القرآن مخلوق
و كل مخلوق ناقص
فيكون هذا مدخلا للطعن بالقرآن
----------------------------------------------------------------
بارك الله فيك وفي الأخوة الأفاضل جميعا
هل هناك مزيد توضيح؟
ـ[سفيان ابو شيماء]ــــــــ[19 - 10 - 10, 01:18 م]ـ
اخي الكريم دلت النصوص الصريحة الصحيحة القطعية التي لا تحتمل تاويل على ان الله متصف بصفة الكلام لقوله تعالى قال الله تعالى: - و كلم الله موسى تكليما - و قوله سبحانه يا موسى اني اصطفيتك على الناس برسالاتي و بكلامي -و قوله تعالى -و ناديناه من جانب الطور الأيمن و قربناه نجيا -
فادا اعتقدت اخي الكريم ان الله متصف بصفة الكلام نبين لك ثانيا ان القران كلام الله غير مخلوق
لقوله تعالى {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ}
قوله تعالى: (وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً)
و لم يقل الله خلقناه خلقا فتدبر
وله صلّى الله عليه وسلّم - وهو يعرض نفسه على الناس في الموقف -: "ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي؛ فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي عزّ وجل"
و قوله صلى الله عليه و سلم ادا تكلم الله بالوحي سمع صوته اهل السماء ... -الحديث- و معلوم ان القران وحي
ثالثا اخي الكريم اجماع اهل السنة قاطبة
روى من طريق أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدِّين، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما يعتقدان من ذلك فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازاً وعِراقاً وشاماً ويَمَناً، فكان من مذهبهم:
والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته ..
والمرجئة والمبتدعة ضلال
والقدرية المبتدعة ضلال
فمن أنكر منهم أن الله عز وجل لا يعلم ما لم يكن قبل أن يكون فهو كافر
وأن الجهمية كفار
وأن الرافضة رفضوا الإسلام
والخوارج مراق
ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرا ينقل عن الملة ومن شك في كفره ممن فَهِم فهو كافر
و من اعتقد ان القران مخلوق و حلف به فقد اشرك لقوله صلى الله عليه و سلم من حلف بغير الله فقد اشرك و في رواية كفر
اما من خالف عقيدة اهل السنة فاستند الى ادلة هي اوهن من بيت العنكبوت
قال الله تعالى- مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ- و ليس المراد هنا محدث اي مخلوق
قال الشيخ بكر أبو زيد في معجم المناهي اللفظية: قال الله تعالى: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ. {الأنبياء: 2}. أي إن الله تعالى تكلَّم بالقرآن بمشيئته بعد أن لم يتكلم به بعينه، وإن كان قد تكلم بغيره قبل ذلك، ولم يزل سبحانه متكلماً إذا شاء، فالقرآن محدث بهذا المعنى. أما تسمية المبتدعة له محدثاً بمعنى مخلوق فهذا باطل، لا يقول به إلا الجهمية والمعتزلة. فهذا الإطلاق بهذا الاعتبار لا يجوز
قلت و المراد اخي بقوله سبحانه محدث اي حديث فهو بقدرته و مشيئته سبحانه او أنزل منجما بحسب الوقائع
و لهدا قال اهل العلم ان الكلام قديم النوع حادث الاحاد
قديم النوع اي ان الله متصف به ازلا و ابدا حادث الاحاد اي متى شاء تكلم
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[19 - 10 - 10, 01:50 م]ـ
حياك الله أخانا الفاضل أبا شيماء .. أشكر لك إضافتك لما يهم حول مسألة خلق القرآن من عدمها .. فقد أجدت وأصبت ووفقت في النقل إن شاء الله ..
فلا يسعني إلا أن أهديك ما كتبه الشيخ الدكتور عبدالعزيز آل عبداللطيف حول المسألة لتضمه مع ما معك من علم حول المسألة ..
موفق وبارك الله فيك.
تفضل: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=225100
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/231)
ـ[أبو الفتح الإسكندري]ــــــــ[19 - 10 - 10, 02:03 م]ـ
بسم الله
الإخوة الأفاضل
الأخ بين و وضح أنه ما سأل إلا ليعلم حكم من يقسم بالقرآن،و حين بينتُ له ما المقصود بذلك مسحتم ردي، فسبحان الله!
على الأقل يا أحبة .. لا تشتتوا الأخ الكريم بنقاشكم الذي لم يطلبه، و بينوا له المسألة التي مسحتموها.
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[19 - 10 - 10, 02:34 م]ـ
جواباً على سؤال الأخ حول الحلف بالقرآن بعد أن نقلنا تقرير العلماء بأن القرآن كلام الله وغير مخلوق بل هو صفه من صفاته ..
أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية فتوى رقم (436) المجلد الأولى صفحة رقم 338 - 342 حول مسألة الحلف بالقرآن هل تجوز أو لا؟
الجواب:وأما الحلف بالقرآن فليس من هذا الباب [أي ليس من باب الحلف بغير الله]؛ لأن القرآن من كلام الله وكلامه جل وعلا صفة من صفاته، واليمين الشرعية: [أي الجائزة] هي اليمين بالله [أي الحلف بالله] أو اسم من أسمائه [أي الحلف باسم من أسماءه كقولك: " والعزيز " والرزاق"] أو صفة من صفاته [أي الحلف بصفة من صفاته كقولك: وكبرياء الله أو وجبروت الله]، قال صلى الله عليه وسلم: كما عند الإمام أحمد (2/ 7)، والبخاري (3/ 162) و (7/ 221)، و [مسلم بشرح النووي] (11/ 105، 106)، والترمذي (4/ 110). ((من كان كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت)) أخرجه البخاري، عن عمر.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
عبد الله بن سليمان بن منيع
عضو
عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان
نائب رئيس اللجنة
عبد الرزاق عفيفي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتوى ثانية من هيئة كبار العلماء في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والأفتاء ليطمئن قلبك
الفتوى رقم (9688) المجلد الأول رقم الصحفة: 358
السؤال رقم 7: هل يجوز الحلف بالقرآن، وهل يجوز الحلف بغير الله؟
الجواب: يجوز الحلف بالقرآن؛ لأنه كلام الله، وكلامه صفة من صفاته تعالى، أما الحلف بغير الله فلا يجوز؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من حلف بغير الله فقد أشرك)) سنن أبو داود الأيمان والنذور (3251)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 69) ..
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
عبد الله بن غديان
نائب رئيس اللجنة
عبد الرزاق عفيفي
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـ[محمد حمدي عبد الوهاب]ــــــــ[19 - 10 - 10, 02:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخوانى
ـ[سفيان ابو شيماء]ــــــــ[19 - 10 - 10, 03:41 م]ـ
بارك الله فيك اخي عبد الله المجمعي
و بالفعل الرابط فيه فوائد قيمة جاري تقييدها
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[19 - 10 - 10, 11:47 م]ـ
بارك الله فيك اخي عبد الله المجمعي
و بالفعل الرابط فيه فوائد قيمة جاري تقييدها
جزاكم الله خيرا
وفيك بارك الله ونفع بك
ـ[أبو الفتح الإسكندري]ــــــــ[20 - 10 - 10, 06:42 م]ـ
بارك الله فيك أخانا عبد الله المجمعي
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 11:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخوانى
نفع الله بك ..
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 11:29 ص]ـ
بارك الله فيك أخانا عبد الله المجمعي
وفيك بارك الله أخانا أبا الفتح الإسكندري
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 - 10 - 10, 11:39 ص]ـ
ما المراد بقولكم،ولكن لا يقصد الدفتين والورق والمداد يحلف بكلام الله.
أي لا يقصد بحلفه الورق الذي كُتب عليه كلام الله، ولا المداد الذي كتب به الكلام
بل يقصد بحلفه الكلام نفسه.
ـ[علي سَليم]ــــــــ[23 - 10 - 10, 03:40 م]ـ
كما تفضل الاخوة جزاهم الله خيرا تبينا و لله الحمد:
بيد كلام الله تعالى صفة له و صفاته كلها حسنة كاملة ... و الفرق بين صفات الخالق و المخلوق هو الكمال من عدمه ...
ثم كل مخلوق سيفنى و ينتهي و حاشا لكلام الله تعالى الفناء و الانتهاء ...
هذا باختصار ...(66/232)
خمسة أشياء ينبغي أن يفرح العاقل بها
ـ[أبو فراس السليماني]ــــــــ[17 - 10 - 10, 10:48 م]ـ
خمسة أشياء
ينبغي أن يفرح العاقل بها
{اعلم: أن في كل فقر، ومرض، وخوف، وبلاء في الدنيا،
خمسة أشياء ينبغي أن يفرح العاقل بها، ويشكر عليها:
أحدها:
أن كل مصيبة ومرض يتصور أن يكون عليها أكثر منها؛
لأن مقدورات الله تعالى لا تتناهى،
فلو ضاعفها الله عز وجل على العبد، فما كان يمنعه؟
فليشكر إذ لم يكن أعظم
الثاني:
أن المصيبة لم تكن في الدين.
قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-:
ما ابتليت ببلاء إلا كان لله تعالى علي فيه أربع نعم:
- إذ لم يكن في ديني.
- وإذ لم يكن أعظم.
- وإذ لم أحرم الرضا به.
- وإذ أرجو الثواب عليه.
قال رجل لسهل بن عبد الله:
دخل اللص بيتي وأخذ متاعي،
فقال: اشكر الله تعالى،
لو دخل الشيطان قلبك، فأفسد إيمانك،
ماذا كنت تصنع؟
ومن استحق أن يضربك مائة سوط،
فاقتصر على عشرة؛
فهو مستحق للشكر.
الثالث:
أن ما من عقوبة إلا كان يتصور أن تؤخر إلى الآخرة،
ومصائب الدنيا يتسلى عنها فتخف،
ومصيبة الآخرة دائمة،
وإن لم تدم؛ فلا سبيل إلى تخفيفها،
ومن عجلت عقوبته في الدنيا؛ لم يعاقب ثانيا،
كذا ورد في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم -.
وفي " صحيح مسلم ":
(إن كل ما يصاب به المسلم يكون كفارة له،
حتى النكبة ينكبها، والشوكة يشاكها)
الرابع:
أن هذه المصيبة كانت مكتوبة عليه في أم الكتاب،
ولم يكن بد من وصولها إليه،
فقد وصلت واستراح منها، فهي نعمة.
الخامس:
أن ثوابها أكثر منها، فإن مصائب الدنيا طرق إلى الآخرة،
كما يكون المنع من أسباب اللعب نعمة في حق الصبي،
فإنه لو خلي واللعب؛ لكان يمنعه ذلك من العلم والأدب،
فكان يخسر طول عمره،
وكذلك المال والأهل والأقارب والأعضاء،
قد تكون سببا لهلاكه،
فالملحدون غدا يتمنون أن لو كانوا مجانين وصبيانا،
ولم يتصرفوا بعقولهم في دين الله تعالى،
فما من شيء من هذه الأسباب يوجد من العبد،
إلا ويتصور أن يكون له في ذلك خيرة دينية،
فعليه أن يحسن الظن بالله -عز وجل-،
ويقدر الخيرة فيما أصابه،
ويشكر الله تعالى عليه،
فإن حكمة الله تعالى واسعة،
وهو أعلم بمصالح العباد منهم،
وغدا يشكره العباد على البلاء إذا رأوا ثوابه،
كما يشكر الصبي بعد البلوغ أستاذه وأباه على ضربه وتأديبه،
إذ رأى ثمرة ما استفاد من التأديب.
والبلاء تأديب من الله تعالى،
ولطفه بعباده أتم وأوفى من عناية الآباء بالأولاد
وفي الحديث:
(لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له).
منقوووول
جزى الله تعالى كاتبها خيرا
ـ[الشيخ الدكتور يحيى فاضل عباس]ــــــــ[22 - 10 - 10, 08:37 م]ـ
بارك الله فيك على هذه الموعضة
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[22 - 10 - 10, 09:04 م]ـ
بوركت بوركت
ـ[أبو فراس السليماني]ــــــــ[24 - 10 - 10, 05:58 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا إخواني الكرام
وبارك الله فيكم وأحسن إليكم(66/233)
افتتاح غرفة الشيخ دمشقية بالبالتوك للرد على الصوفية والأشاعرة والأحباش
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[18 - 10 - 10, 02:01 م]ـ
بشرى
افتتاح غرفة الشيخ عبدالرحمن دمشقية بالبالتوك للرد على الصوفية والأشاعرة والأحباش باسم:
لبنان أنصار الحق.
http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=110
والمنتدى الرسمي للغرفة: شبكة صوفية حضرموت.
وهذا هو البث المباشر للغرفة من على البالتوك، لمن يريد الإستماع خارج البالتوك
http://wdoo7.com/anssar/index.htm
ـ[أبو حمزة محمد آل مسلم]ــــــــ[18 - 10 - 10, 02:55 م]ـ
مبارك علينا و عليكم غرفة الشيخ الكريم عبد الرحمن.
ـ[أبو يحيى الصحيح المغربي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 04:39 م]ـ
مبارك أخي وأسأل الله تعالى الثبات على الحق للقائمين عليها
ـ[وليد]ــــــــ[19 - 10 - 10, 01:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[19 - 10 - 10, 09:31 م]ـ
من الله نستمد القوة والحول في الرد على أهل البدع أعداء عقيدة السلف وإن تباينوا في دركة ضلالتهم.
لغرفة الشيخ منتدى في شبكة صوفية حضرموت أرجو أن تدخله أيها التهامي هداك الله وتناصحه وتبين خطأه في الرد على سادتك الأشاعرة، وتبين جهود الأشاعرة في الرد على الرافضة، وموقفهم من رافضة عصرنا.
ـ[أدهم سيد]ــــــــ[20 - 10 - 10, 10:44 ص]ـ
مبارك فتح الغرفة اسأل الله العظيم أن يبارك في كل القائمين عليها وأن ينصركم لإظهار الحق
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[23 - 10 - 10, 05:30 م]ـ
جديد الغرفة جاهز للتحميل:
رد الشيخ عبدالرحمن دمشقية على افتراءات شيخ الأزهر أحمد الطيب التي نسبها لأهل السنة حول الشيعة وانه لافرق بين أهل السنة والشيعة إلا بالإمامة فقط!!.
رد الشيخ دمشقية على افتراءات الرافضي كمال الحيدري.
http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=111(66/234)
درر عقدية تيمية (1): ليس كل ما كان سبباً كونياً يجوز تعاطيه
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[19 - 10 - 10, 11:57 م]ـ
ليس كل ما كان سبباً كونياً يجوز تعاطيه .... مما يبطل تلبيس الشياطين على القبوريين
قال شيخ الاسلام في الرد على البكري (ص221 - 226):
نحن لا ننازع في إثبات ما أثبته الله من الأسباب و الحكم لكن من هو الذي جعل الاستغاثة بالمخلوق و دعاءه سببا في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله تعالى؟!
ومن الذي قال: إنك إذا استغثت بميت أو غائب من البشر نبيا كان أو غير نبي كان ذلك سببا في حصول الرزق و النصر و الهدى وغير ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله تعالى؟!
ومن الذي شرع ذلك و أمر به؟!
ومن الذي فعل ذلك من الأنبياء و الصحابة و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين؟!
فإن هذا المقام يحتاج إلى مقدمتين:
إحداهما: إن هذه الأسباب لحصول المطالب التي لا يقدر عليها إلا الله تعالى
و الثانية: أن هذه الأسباب مشروعة لا يحرم فعلها فإنه ليس كل ما كان سببا كونيا يجوز تعاطيه؛ فإن قتل المسافر قد يكون سببا لأخذ ماله، و كلاهما محرم، و الدخول في دين النصارى قد يكون سببا لمال يعطونه، وهو محرم، و شهادة الزور قد تكون سببا لمال يؤخذ من المشهود له وهو حرام، و كثير من الفواحش و الظلم قد يكون سببا لنيل مطالب، وهو محرم، و السحر و الكهانة سبب في بعض المطالب وهو محرم، و كذلك الشرك في مثل دعوة الكواكب و الشياطين و عبادة البشر قد يكون سببا لبعض المطالب وهو محرم فإن الله تعالى حرم من الأسباب ما كانت مفسدته راجحة على مصلحته وإن كان يحصل به بعض الأغراض أحيانا.
وهذا المقام مما يظهر به ضلال هؤلاء المشركين خلقا و أمرا؛ فإنهم مطالبون بالأدلة الشرعية على أن الله عز و جل شرع لخلقه أن يسألوا ميتا أو غائبا و أن يستغيثوا به سواء كان ذلك عند قبره أو لم يكن عند قبره، والله تعالى حي عالم قادر لا يغيب كفى به شهيدا وكفى به عليما، وهم لا يقدرون على ذلك، بل نقول في الوجه السادس:
سؤال الميت و الغائب نبيا كان أو غيره من المحرمات المنكرة باتفاق أئمة المسلمين لم يأمر الله به ولا رسوله ولا فعله أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا استحبه أحد من أئمة المسلمين
وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين المسلمين أن أحدا منهم ما كان يقول إذا نزلت به ترة أو عرضت له حاجة لميت: يا سيدي فلان أنا في حسبك أو اقض حاجتي، كما يقول بعض هؤلاء المشركين لمن يدعونهم من الموتى و الغائبين
ولا أحد من الصحابة رضي الله عنهم استغاث بالنبي صلى الله عليه و سلم بعد موته ولا بغيره من الأنبياء لا عند قبورهم ولا إذا بعدوا عنها وقد كانوا يقفون تلك المواقف العظام في مقابلة المشركين في القتال و يشتد البأس بهم و يظنون الظنون ومع هذا لم يستغث أحد منهم بنبي ولا غيره من المخلوقين ولا أقسموا بمخلوق على الله أصلا.
ولا كانوا يقصدون الدعاء عند قبور الأنبياء ولا قبور غير الأنبياء ولا الصلاة عندها
وقد كره العلماء كمالك و غيره أن يقوم الرجل عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم يدعو لنفسه و ذكروا أن هذا من البدع التي لم يفعلها السلف.
و أما ما يروى عن بعضهم أنه قال: قبر معروف الترياق المجرب، وقول بعضهم: فلان يدعى عند قبره و قول بعض الشيوخ لمريده: إذا كانت لك إلى الله حاجة فاستغث بي أو قال استغث عند قبري ونحو ذلك؛ فإن هذا قد وقع فيه كثير من المتأخرين و أتباعهم، و كثير من هؤلاء إذا استغاث بالشيخ رأى صورته و ربما قضى بعض حاجته؛ فيظن أنه الشيخ نفسه أو أنه ملك تصور على صورته و أن هذا من كراماته؛ فيزداد به شركا وفيه مغالاة، ولا يعلم أن هذا من جنس ما تفعله الشياطين بعباد الأوثان حيث تتراءى أحيانا لمن تعبدها و تخاطبهم ببعض الأمور الغائبة و تقضي لهم بعض الطلبات، ولكن هذه الأمور كلها بدع محدثة في الإسلام بعد القرون الثلاثة المفضلة
و كذلك المساجد المبنية على القبور التي تسمى "المشاهد" المحدثة في الإسلام و السفر إليها محدث في الإسلام لم يكن من ذلك شيء في القرون الثلاثة المفضلة
بل ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لعن الله اليهود و النصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما فعلوا قالت عائشة رضي الله عنها ولولا ذلك لأبرز قبره ولكن كره أن يتخذ مسجداً،و ثبت في الصحيح عنه أنه قال قبل أن يموت بخمس: إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك"،وقد تقدم في الجواب؛ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أجدبوا استسقى بالعباس وقال اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا و إنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا
فلم يذهبوا إلى القبور ولا توسلوا بميت ولا غائب بل توسلوا بالعباس كما كانوا يتوسلون بالنبي صلى الله عليه و سلم وكان توسلهم به توسلهم بدعائه كالإمام مع المأموم، وهذا تعذر بموته.
فأما قول القائل عند ميت من الأنبياء و الصالحين: اللهم إني أسألك بفلان أو بجاه فلان أو بحرمة فلان فهذا لم ينقل عن النبي صلى الله عليه و سلم ولا عن الصحابة ولا عن التابعين وقد نص غير واحد من العلماء أنه لا يجوز و نقل عن بعضهم جوازه
فكيف يقول القائل للميت: أنا أستغيث بك و أستجير بك و أنا في حسبك أو سل لي الله و نحو ذلك.
فتبين أن هذا ليس من الأسباب المشروعة، ولو قدر أن له تأثير؛ ا فكيف إذا لم يكن له تأثير صالح بل مفسدته راجحة على مصلحته كأمثاله من دعاء غير الله تعالى
و ذلك أن من الناس الذين يستغيثون بغائب ميت من تتمثل له الشياطين وربما كانت على صورة ذلك الغائب و ربما كلمته وربما قضت له أحيانا بعض حوائجه كما تفعل شياطين الأصنام بعبادها وهذا مما قد جرى لغير واحد فينبغي أن يعرف هذا. انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/235)
ـ[عمر عيسى]ــــــــ[26 - 10 - 10, 03:34 م]ـ
بوركت اخي نريد المزيد من هذة المقالات الرائعة
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[26 - 10 - 10, 05:10 م]ـ
وفيك بارك الله أخي الفاضل.(66/236)
درر عقدية تيمية (2): لماذا إذا نفى أهل العلم أن يشرك أحد بالله خصوا الأنبياء بالنفي؟
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[19 - 10 - 10, 11:58 م]ـ
لماذا إذا نفى الأئمة أن يشرك أحد بالله خصوا الأنبياء والملائكة عليهم الصلاة والسلام بالنفي؟
قال شيخ الاسلام في الرد على البكري (ص230 - 235):
إذا كان النفي لا يصلح لمخلوق فذكرتَ الأنبياء والملائكة على سبيل تحقيق النفي العام؛ كان هذا من أحسن الكلام وكان هذا من باب التنبيه كما يقال: لا تجوز العبادة إلا لله تعالى لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل؛ فينبه بنفيها عن الأعلى على انتفائها عمن هو دونهم بطريق الأولى
وكذلك إذا كان المخصوص بالذكر ممن قد حصل فيه غلو كما يقال: ليس في الصحابة معصوم لا علي ولا غيره وليس في النبيين إله لا المسيح ولا غيره؛ فهذا أحسن
فالمخصص إذا كان فيه فائدة مطلوبة كان حسنا، ومنه قوله تعالى: (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى أم للإنسان ما تمنى فلله الآخرة والأولى وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى)
فنفى سبحانه أن تغني شفاعة الملائكة الذين في السماء إلا من بعد إذنه تنبيهاً بذلك على أن من دونهم أولى أن لا تغني شفاعتهم؛ فإن المشركين كانوا يقولون عن الأصنام إنها تشفع لهم؛ قال تعالى: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون)
ولا يجوز أن يكون الكلام تنقيصا بالملائكة ولذلك قال تعالى: (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسوله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبرفسيحشرهم إليه جميعا)؛ فإنه لما كان الكلام في إثبات توحيد الله تعالى والنهى عن الغلو في الدين الذي فيه تشبيه المخلوق بالخالق قال: (لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون) بعد أن قال: (إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه)
وقال في الآية الأخرى: (ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام) الآية فنسبه إلى أمه- وهذا قد جرى في القرآن في غير موضع- فنسبه إلى أمه؛ لينفي نسبته إلى غيرها؛ فلا ينسب إلى الله تعالى أنه ابنه ولا إلى أب من البشر كما زعمت النصارى الغالية فيه ولا كما زعمت اليهود الكافرة به
وأبلغ من هذا قوله تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا)؛ فذكر أهل الأرض جميعا وخص المسيح وأمه بالذكر من أنه إن أراد إهلاكهم لن يملك أحد لهم منه شيئا؛ لأن المسيح وأمه اتخذوا إلهين كما قال تعالى: (وإذا قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله)؛ فكان التخصيص بالذكر لينفي هذا الشرك و الغلو الذي وقع في المسيح وأمه ولم يكن ذلك من باب التنقيص بالمسيح و أمه، بل كان التخصيص لأجل أن الكلام وقع في ذلك المعين؛ فالتخصيص للحاجة إلى ذكر المخصوص و العلم به أو لأجل التنبيه به على ما سواه، و لهذا لا يكون التخصيص في هذا مفهومه مخالفة بنفي نقيض الحكم عن ما سواه و حتى الذي يسمى دليل الخطاب للتخصيص؛ لم يكن للاختصاص بالحكم
وقال تعالى: (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب و الحكم و النبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب و بما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة و النبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون)؛ فتخصيص الملائكة و النبيين بالذكر تنبيه على من دونهم فإنه أن لا يأمر باتخاذ الصالحين أربابا بطريق الأولى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/237)
ومن هذا الباب: قوله صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح: " لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله قيل ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه و فضل" فكان تخصيصه بالذكر لتحقيق العموم وإن هذا النفي يتناول أفضل الخلق فلا يظن أحد غيره أن يدخل الجنة بعمله
و كذلك قوله في الحديث الصحيح: " ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الملائكة وقرينة منه الجن قالوا و إياك يا رسول الله قال و إياي إلا أن الله تعالى أعانني عليه فأسلم" و منه قوله تعالى: (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين)؛ فذكر هذا الوعيد في الملائكة و خصهم بالذكر تنبيها على أن دعوى الإلهية لا تجوز لأحد من المخلوقين لا ملك ولا غيره و أنه لو قُدّر وقوع ذلك من ملك من الملائكة لكان جزاؤه جهنم فكيف من دونهم و هذا التخصيص أفرد الله تعالى بالإلهية
ومنه قوله تعالى في الأنبياء: (ومن آبائهم و ذرياتهم و إخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون)؛ والأنبياء معصومون من الشرك ولكن المقصود بيان أن الشرك لو صدر من أفضل الخلق لأحبط عمله فكيف بغيره
وكذلك قوله لنبيه عليه الصلاة و السلام: (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين)؛ مع أن الشرك منه ممتنع لكن بين بذلك أنه إذا قدر وجوده كان مستلزما لحبوط عمل المشرك وخسرانه كائنا من كان، وخوطب بذلك أفضل الخلق لبيان عظم هذا الذنب لا لغض قدر المخاطب كما قال تعالى: (ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين)؛ ليبين سبحانه أنه ينتقم ممن يكذب في الرسالة كائنا من كان وأنه لو قدر أنه غيّر الرسالة لانتقم منه والمقصود نفي هذا التقدير لانتفاء لازمه
وكذلك قوله تعالى: (أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشإ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته)، وفي الحديث المعروف: "إن الله تعالى لو عذب أهل سماواته وأرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خيرا من أعمالهم"؛فهذا من بيان عدل الرب سبحانه وتعالى وإحسانه وتقصير الخلق عن واجب حقه حتى الملائكة والأنبياء وغيرهم وأنه لو عذبهم لم يكن ظالما لهم فكيف بمن دونهم، وهذا باب واسع انتهى.(66/238)
درر عقدية تيمية (3): أصول ضلال القبوريين في باب الاستغاثة
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[19 - 10 - 10, 11:59 م]ـ
أصول ضلال القبوريين في باب الاستغاثة
قال شيخ الاسلام في الرد على البكري (ص244):
الاستغاثة طلب الغوث كالاستغاثة و الانتصار، وذلك ثابت في حياته [صلى الله عليه وسلم]، وهو ثابت عند هذا الضال - أي البكري- بعد موته بثبوتها في حياته لأنه عند الله في مزيد دائم لا ينقص جاهه؛ فدخل عليه الخطأ من وجوه:
منها: أنه جعل المتوسل به بعد موته في الدعاء مستغيثاً به، وهذا لا يعرف في لغة أحد من الأمم لا حقيقة ولا مجازا، مع دعواه الإجماع على ذلك و أن المستغاث به هو المسؤول المطلوب منه لا المسؤول به.
والثاني: ظنه أن توسل الصحابة به [صلى الله عليه وسلم] في حياته كان توسلاً بذاته؛ لا بدعائه و شفاعته؛ فيكون التوسل به بعد موته كذلك، وهذا غلط، لكنه يوافقه عليه طائفة من الناس؛ بخلاف الأول فإني ما علمت أحدا وافقه عليه.
الثالث: أنه أدرج سؤاله أيضا في الاستغاثة به، و هذا صحيح جائز في حياته، وقد سوى في ذلك بين محياه و مماته، وهنا أصاب في لفظ الاستغاثة لكنه أخطأ في التسوية بين المحيا و الممات، وهذا ما علمته ينقل عن أحد من العلماء ..
ـ[عمر عيسى]ــــــــ[26 - 10 - 10, 03:31 م]ـ
بارك الله فيك(66/239)
درر عقدية تيمية (4): بم يستدل المتصوفة على عقائدهم؟
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[20 - 10 - 10, 12:00 ص]ـ
بم يستدل المتصوفة على عقائدهم؟
قال شيخ الاسلام في الرد على البكري (ص384):
وأما أولئك الضلّال أشباه المشركين النصارى؛ فعمدتهم إما أحاديث ضعيفة أو موضوعة أو منقولات عمن لا يحتج بقوله؛ إما أن يكون كذباً عليه وإما أن يكون غلطاً منه؛ إذ هي نقلٌ غير مصدق عن قائل ٍ غير معصوم، وإن اعتصموا بشيء مما ثبت عن الرسول [صلى الله عليه وسلم] حرفوا الكلم عن مواضعه وتمسكوا بمتشابهه وتركوا محكمه كما يفعل النصارى ..
وقال (ص245 - 246):
وهؤلاء ليس لهم مستند شرعي من كتاب أو سنة أو قول عن الصحابة و الأئمة، و هؤلاء ليس عندهم إلا قول طائفة من الشيوخ: إذا كانت لكم حاجة فاستغيثوا بي و تعالوا إلى قبري، و نحو ذلك مما فيه تصويبه لأصحابه بالاستغاثة به حيا و ميتا، ومنه قول طائفة أخرى: قبر معروف ترياق مجرب والدعاء عند قبر الشيخ فلان مجاب، ونحو ذلك، وحجتهم: أن طائفة من الناس استغاثوا بحي أو ميت فرأوه قد أتى في الهواء و قضى بعض تلك الحوائج و أخبر ببعض ما سئل عنه، و هذا كثير واقع في المشركين الذين يدعون الملائكة و الأنبياء و الصالحين و الكواكب و الأوثان؛ فإن الشياطين كثيرا ما تتمثل لهم فيرونها قد تخاطب أحدهم ولا يراها،ولو ذكرت ما أعلم من الوقائع الموجودة في زماننا من هذا لطال هذا المقام.
و كلما كان القوم أعظم جهلا و ضلالا كانت هذه الأحوال الشيطانية عندهم أكثر، وقد يأتي الشيطان أحدهم بمال أو طعام أو لباس أو غير ذلك وهو لا يرى أحدا أتاه به؛ فيحسب ذلك كرامة، و إنما هي من الشيطان، و سببه شركه بالله تعالى و خروجه عن طاعة الله و رسوله إلى طاعة الشياطين؛ فأضلتهم الشياطين بذلك كما كانت تضل عباد الأصنام و مثل هذه الأحوال لا تكون من كرامات أولياء الله تعالى المتقين.(66/240)
هل هي داخلة في عذاب القبر؟؟
ـ[فهد العنزي]ــــــــ[20 - 10 - 10, 12:15 ص]ـ
أخوتي الأفاضل ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في الحديث: في واقعة دفن سعد بن معاذ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (تَضَايَقَ عَلَى صَاحِبِكُمُ القَبْرُ، وَضُمَّ ضَمَّةً لَوْ نَجَا مِنْهَا أَحَدٌ لَنَجَا هُوَ، ثُمَّ فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ).
ولكن هل هذه (الضمة) من عذاب القبر؟
حيث أني قرأت كلاما للذهبي، ما نصه:
قُلْتُ: هَذِهِ الضَّمَّةُ لَيْسَتْ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ فِي شَيْءٍ، بَلْ هُوَ أَمْرٌ يَجِدُهُ المُؤْمِنُ، كَمَا يَجِدُ أَلَمَ فَقْدِ وَلَدِهِ وَحَمِيْمِهِ فِي الدُّنْيَا، وَكَمَا يَجِدُ مِنْ أَلَمِ مَرَضِهِ، وَأَلَمِ خُرُوْجِ نَفْسِهِ، وَأَلَمِ سُؤَالِهِ فِي قَبْرِهِ وَامْتِحَانِهِ، وَأَلَمِ تَأَثُّرِهِ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ، وَأَلَمِ قِيَامِهِ مِنْ قَبْرِهِ، وَأَلَمِ المَوْقِفِ وَهَوْلِهِ، وَأَلَمِ الوُرُوْدِ عَلَى النَّارِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَهَذِهِ الأَرَاجِيْفُ كُلُّهَا قَدْ تَنَالُ العَبْدَ، وَمَا هِيَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَلاَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّم قَطُّ، وَلَكِنَّ العَبْدَ التَّقِيَّ يَرْفُقُ اللهُ بِهِ فِي بَعْضِ ذَلِكَ أَوْ كُلِّهِ، وَلاَ رَاحَةَ لِلْمُؤْمِنِ دُوْنَ لِقَاءِ رَبِّهِ.
سير أعلام النبلاء - (1/ 250)
* وإن كانت من عذاب القبر , أفلا يكون سعد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - من الشهداء؟
وفقكم المولى.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[20 - 10 - 10, 08:24 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حاشية السيوطي على النسائي
الْمُؤْمِن الْمُطِيع لَا يَكُون لَهُ عَذَاب الْقَبْر وَيَكُون لَهُ ضَغْطَة الْقَبْر فَيَجِد هَوْل ذَلِكَ وَخَوْفه لِمَا أَنَّهُ تَنَعَّمَ بِنِعْمَةِ اللَّه وَلَمْ يَشْكُر النِّعْمَة وَرَوَى اِبْن أَبِي الدُّنْيَا عَنْ مُحَمَّد التَّيْمِيِّ قَالَ كَانَ يُقَال إِنَّ ضَمَّة الْقَبْر إِنَّمَا أَصْلهَا أَنَّهَا أُمّهمْ وَمِنْهَا خُلِقُوا فَغَابُوا عَنْهَا الْغَيْبَة الطَّوِيلَة فَلَمَّا رُدَّ إِلَيْهَا أَوْلَادهَا ضَمَّتْهُمْ ضَمَّة الْوَالِدَة غَابَ عَنْهَا وَلَدهَا ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْهَا فَمَنْ كَانَ لِلَّهِ مُطِيعًا ضَمَّتْهُ بِرَأْفَةٍ وَرِفْق وَمَنْ كَانَ عَاصِيًا ضَمَّتْهُ بِعُنْفٍ سَخَطًا مِنْهَا عَلَيْهِ لِرَبِّهَا.
قال المناوي
أي ينضم (حتى يلتقي عليه) بشدة وعنف (وتختلف أضلاعه) من شدة الضغط وقضية هذا الحديث أن الضم مخصوص بالكافر والفاسق وأن المؤمن المطيع لا ينضم عليه وصريح ما ذكر في قصة سعد بن معاذ وقوله لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا سعد خلافه، ويمكن الجواب بأن المؤمن الكامل ينضم عليه ثم ينفرج عنه سريعا والمؤمن العاصي يطول ضمه ثم يتراخى عنه بعد وأن الكافر يدوم ضمه أو يكاد أن يدوم وبذلك يحصل التوفيق بين الحديثين ويزول التعارض من البين فتدبره فإني لم أره
تنبيه:
قال ابن حجر في الفتح:
َلمْ يُعْرَف اِسْم الْمَقْبُورَيْنِ وَلَا أَحَدهمَا، وَالظَّاهِر أَنَّ ذَلِكَ كَانَ عَلَى عَمْد مِنْ الرُّوَاة لِقَصْدِ السَّتْر عَلَيْهِمَا، وَهُوَ عَمَل مُسْتَحْسَن. وَيَنْبَغِي أَنْ لَا يُبَالَغ فِي الْفَحْص عَنْ تَسْمِيَة مَنْ وَقَعَ فِي حَقّه مَا يُذَمّ بِهِ. وَمَا حَكَاهُ الْقُرْطُبِيّ فِي التَّذْكِرَة وَضَعَّفَهُ عَنْ بَعْضهمْ أَنَّ أَحَدهمَا سَعْد بْن مُعَاذ فَهُوَ قَوْل بَاطِل لَا يَنْبَغِي ذِكْره إِلَّا مَقْرُونًا بِبَيَانِهِ. وَمِمَّا يَدُلّ عَلَى بُطْلَان الْحِكَايَة الْمَذْكُورَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَضَرَ دَفْن سَعْد بْن مُعَاذ كَمَا ثَبَتَ فِي الْحَدِيث الصَّحِيح، وَأَمَّا قِصَّة الْمَقْبُورَيْنِ فَفِي حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ عِنْد أَحْمَد أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمْ " مَنْ دَفَنْتُمْ الْيَوْم هَاهُنَا؟ " فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَحْضُرهُمَا، وَإِنَّمَا ذَكَرْت هَذَا ذَبًّا عَنْ هَذَا السَّيِّد الَّذِي سَمَّاهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " سَيِّدًا " وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ " قُومُوا إِلَى سَيِّدكُمْ " وَقَالَ " إِنَّ حُكْمه قَدْ وَافَقَ حُكْم اللَّه " وَقَالَ " إِنَّ عَرْش الرَّحْمَن اِهْتَزَّ لِمَوْتِهِ " إِلَى غَيْر ذَلِكَ مِنْ مَنَاقِبه الْجَلِيلَة، خَشْيَة أَنْ يَغْتَرّ نَاقِص الْعِلْم بِمَا ذَكَرَهُ الْقُرْطُبِيّ فَيَعْتَقِدَ صِحَّة ذَلِكَ وَهُوَ بَاطِل
ـ[فهد العنزي]ــــــــ[25 - 10 - 10, 10:51 م]ـ
بارك الله فيك ..
وللفائدة: قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح لمعة الاعتقاد:
((كذلك ضغطة القبر حقّ لا يسلم منها أحد، لا المسلم ولا غير المسلم؛ فالكافر يضغط حتى تختلف أضلاعه عذابا، وأما المؤمن فيضغطه القبر، قال أهل العلم: ضمة القبر للمسلم كضمة الحبيب للحبيب يصله منها بعض الأذى، ولكنها ضمة حبيب لحبيبه. يعني أن ضمة القبر حق، ولكنها للمؤمن ضمة حب، وللكافر ضمة بغض وعذاب، وهذا كله يضعه جل وعلا ويخلقه جل وعلا في الأرض، فتضم هذا وتضم هذا، وفرق بين تلك الضمّة وتلك الضمّة.))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/241)
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[25 - 10 - 10, 10:57 م]ـ
وأنت من أهل الجزاء , لقد استفدت كثيرا من سؤالك
ـ[أبو ضياء الغزاوي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 01:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا التوضيح(66/242)
ارجو الشرح المبسط للسبب مع التمثيل، لكيفية معرفة البدعة؟
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[20 - 10 - 10, 12:18 ص]ـ
*كيفية معرفة البدعة:
1) السبب.
2) الجنس.
3) القدر.
4) الكيفية.
5) الزمان.
6) المكان.
ارجو شرح [السبب] مع التمثيل؟
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[20 - 10 - 10, 12:37 ص]ـ
هذا شرحها والتمثيل لها من كتاب المقدمات العشر في نقض أصول صوفية العصر للشيخ عبدالعزيز الريس:
أ- السبب: جعلت الشريعة المطهرة دخول الخلاء سبباً لقول " اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " كما أخرج السبعة عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلَّم إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " فلو أن أحداً جعل دخول الخلاء سبباً لقول " غفرانك " لوقع في البدعة.
ب- الجنس: جعلت الشريعة بهيمة الأنعام جنساً للأضاحي فلو أن أحداً جعل الدجاج جنساً للأضاحي لوقع في البدعة.
جـ - القدر (العدد): جعلت الشريعة المطهَّرة السعي بين الصفا والمروة سبعاً فلو أن أحداً زاد أو أنقص مُتعمِّداً مُتعبِّداً لله بذلك لوقع في البدعة.
د- الزمان – جعلت الشريعة المطهَّرة للوقوف بعرفة وقتاً له بدايةٌ ونهايةٌ فمن وقف بها متعبِّداً لله بذلك قبل الوقت أو بعده وقع في البدعة.
هـ – المكان: جعلت الشريعة للاعتكاف مكاناً وهو المسجد كما قال تعالى ? ولا تُباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد … ? فلو أن أحداً اعتكف في غير المسجد لما صحَّ اعتكافه ولصار بدعةً.
و – الصفة: (الكيفية) ويُراعى في الصفة أمورٌ:
1 - صفة الفعل في الظاهر: كصفة طواف رسول الله صلى الله عليه وسلَّم من أنه جعل الكعبة عن شماله كما دل على ذلك حديث جابر في صحيح مسلم، فلو أن أحداً طاف وجعل البيت عن يمينه لكان فعله بدعة.
2 - صفة الفعل من جهة القصد والتَّبَع: فما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قصداً يُفعل قصداً وما فعله تَبَعاً يُفعل تَبَعاً والمخالفة في ذلك بجعل التابع مقصوداً أو المقصود تابعاً من جملة البدع المحدثة .........
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[20 - 10 - 10, 01:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عماد ابن عمر]ــــــــ[06 - 11 - 10, 10:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 11:38 ص]ـ
عليك بكاتب الإعتصام للشاطبي و إن كان صعبا , فكلما صعبت المعلومة كلما رسخت في الدهن, واحرصي على الطبعة التي حققها مشهور حسن(66/243)
أرجو الأفاده
ـ[أبو الحسن محمد بن حسن]ــــــــ[20 - 10 - 10, 07:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قد سمعت احد المشايخ يقول ان الأمامان الجليان النووى وابن حجر رحمهما الله قد رجعا عن عقيدة الأشاعره فى تأويل الصفات فهل أحد من أخواني بعرف شئ فى هذه المسأله؟ وهل فيها بحث ترشدوني إليه فإنى أبحث فى هذه المسأله وجزاكم الله خيرا وعلمني الله وأياكم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[20 - 10 - 10, 07:50 م]ـ
الدلائل الوفية
في تحقيق عقيدة الإمام النووي
أسلفية أم خلفية
تأليف (هو في الأصل محاضرة صوتية، قام أحد طلاب العلم بتفريغها)
مشهور حسن آل سلمان
http://www.ahlalathr.com/vb/images/smilies/cool.gif رُفع الكتاب على موقع الشيخ مشهور بحجم 24 ميجا تقريبًا، فتم تقليص حجمه ليصل إلى 776 كيلو بايت.
http://www.wadod.org/uber/uploads/large-nawawi.jpg
حمل من هنا ( http://www.mashhoor.net/inside/Books/nawawi.zip)
ـ[أبو الحسن محمد بن حسن]ــــــــ[21 - 10 - 10, 12:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخى وبارك الله فيك وفى علمك وفى وقتك(66/244)
مقولة: [كُلّ ما خطر ببالك؛ فإنّ الله بخلاف ذلك] مُبتدعة مُجملة ..
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[20 - 10 - 10, 11:01 م]ـ
قال فضيلة الشيخ العلامة البراك في شرحه على الطحاوية:
(ويقول بعض المُتكلمين: [كُلُّ ما خطرَ ببالك، فإنَّ الله تعالى بخلاف ذلك]
وهذا كلامٌ مُبتدع لم يأتِ في نصٍ مِنْ كتابٍ ولا سنةٍ، فيجبُ أن يُحكم عليه بحكم الألفاظ المُبتدعة المُجملة.
[كُلّ ما خطر ببالك]: إن أراد من الكيفيات فصحيحٌ، والله بخلاف ذلك؛ لأنّ كُلّ ما يخطر ببالك من الكيفيات فإنه راجعٌ إلى شيء من المخلوقات، والله تعالى بخلاف ذلك، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}
فكيفية ذات الربّ وصفاته لا سبيل للعباد إلى معرفتها.
أما ما خطر ببالك من أنه فوق السموات فهذا علم وحق، وليس بخاطر، ويجب الإيمان بأنه فوق السموات، وما يخطرُ ببالك أنه ـ سبحانه وتعالى ـ ينزل كما أخبر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهذا حقٌّ، فكل ما يخطر ببالك من المعاني الثابتة فهو حقٌّ.
إذن؛ هذا التعبيرُ لا يصحُّ على الإطلاق، فهو لفظٌ مُبتدع مُجمل، فلا بدّ فيه من التفصيل، فالخواطر إما أن تكون مما يعلم بطلانه، أو مما يعلم صحته، أو مما لا يعلم صحته ولا بطلانه، فيمسك عنه، ولا يُقال: إنّ الله بخلاف ذلك.) اهـ
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[20 - 10 - 10, 11:16 م]ـ
تنبيه هام من راسخ نسأل الله له الخاتمة الحسنة و أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[21 - 10 - 10, 12:28 ص]ـ
ممن قال هذه المقولة الإمام الموفق ابن قدامة في لمعة الإعتقاد ..
ـ[حنين السلفية]ــــــــ[21 - 10 - 10, 01:43 ص]ـ
جزاكِ الله خيرا أختنا نور على هذا التنبيه المهم
بوركتِ وزادك الله علما.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[21 - 10 - 10, 02:05 ص]ـ
ذكر أبو القاسم القشيري هذه المقالة في رسالته القشيرية.
والشيخ القشيري رحمه الله كان صوفيا متأثرا إلى حد بعيد بمعتقد الأشعرية فأبو بكر بن فورك وأبو إسحاق الإسفراييني ممن تلقى عنهم المعتقد.
وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام في الاستقامة وعلق على رسالته , ولما وصل إلى قول القشيري - رحمه الله-:
ما تصوّر في الأذهان فهو بخلافه. علق شيخ الإسلام قائلا:
وأما قوله ما تصور في الأذهان فهو بخلافه فهو كلام مجمل ومعناه الصحيح أن حقيقة الرب لا يتصورها العبد من تصور شيئا اعتقد انه حقيقة الرب فالله بخلاف ذلك والمعنى الباطل أن يقال كلما تصوره العبد وعقله فهو مخالف للحق فليس الأمر كذلك.
والله أعلم.
ـ[أبو حسن التهامي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 11:37 ص]ـ
حرره المشرف للتعالم الحاصل في المشاركة
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[21 - 10 - 10, 12:05 م]ـ
أخي ابو الحسن
هذا على إحسان الظن منك يا صاحب العقيدة الصافية
و لكننا نتعامل مع أقوام قد فسدت عقولهم فأصبح لزاما علينا توضيح الواضحات، و بيان البدهيات، و بالمثال يتضح المقال:
مسألة (ظواهر النصوص هل هي مرادة أم غير مرادة)؟
المسلم بفطرته سيجيب: أكيد أنها مرادة، لأن الله قد أوضح لنا الدين و لم يجعل فيه خفاء، بل هو ظاهر، و المراد من كلامه ظاهر.
و لكن حين نتناقش مع أصحاب مجازات و تأويلات أصبحنا نقول:
هذه العبارة مجملة، إن كان المخالف قصد كذا فحكمها كذا، و إن قصد كذا فكذا.
فاعتراضك في محله إن كنت تخاطب صاحب فطرة سليمة لم تتلوث، فيستجب معك على الفور: الله فوق الوصف و لا يمكن للعقول إدراكه.
هذا صحيح في كيفيات الصفات، لكن ما رأيك إن أراد القائل بهذا أننا لا يمكن نعرف صفاته نهائيا! فلا ندري هل هو في العلو أم لا! و هل هو مستو أم لا! فأراد نفي الصفات بهذه العبارة، حينئذ لزمنا التفصيل و البيان، و هذا ما ذكره الشيخ.
وفقك الله أيها الحبيب
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[21 - 10 - 10, 01:55 م]ـ
أخي ابو الحسن
هذا على إحسان الظن منك يا صاحب العقيدة الصافية
و لكننا نتعامل مع أقوام قد فسدت عقولهم فأصبح لزاما علينا توضيح الواضحات، و بيان البدهيات،
فاعتراضك في محله إن كنت تخاطب صاحب فطرة سليمة لم تتلوث، فيستجب معك على الفور: الله فوق الوصف و لا يمكن للعقول إدراكه.
وفقك الله أيها الحبيب
أصبت فأحسنت وبارك الله فيك
ـ[أبو حسن التهامي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 03:16 م]ـ
بارك الله فيك أخوي أبو فيصل ..
كنت أفهم مني لكلام الشيخ , فجزاك وجزى الله الشيخ خيراً.
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[22 - 10 - 10, 01:42 ص]ـ
شكر الله لكم وأحسن إليكم أيها الأكارم الأجلاء ..
ـ[أبو هشام الليبي]ــــــــ[22 - 10 - 10, 01:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[فهد العنزي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 09:57 م]ـ
لفتة تستحق الإشادة ..
بورك فيكم
ـ[أحمد عبد الجواد الحارس]ــــــــ[28 - 10 - 10, 01:31 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين
وبعد:
جزى الله فضيلة الشيخ العلامة البراك خيرا وجزى الناقل ايضا خيرا
ولكن اذا اذنتم لى احبتى فقد حكم الشيخ على الكلمة فى البداية بالبدعة وهذا حكم باطلاق ثم بين الشيخ التفصيل فظهر فيها جانب موافق للحق والصواب وقد سمعنا هذه الكلمة من أئمة أهل السنة فى هذا الزمان وتعلمناها من كتبهم وكتب غيرهم وهذا فى معرض الكلام عن تكييف صفات الله تبارك وتعالى
فالسؤال الان؟
هل هذا التفصيل للكلمة ولمرادها عند اهل السنة الذين تكلموا بها لا ينقد هذا الاطلاق الذى حكم به الشيخ حفظه الله؟
فقد قال الشيخ وفقه الله ((ويقول بعض المُتكلمين: [كُلُّ ما خطرَ ببالك، فإنَّ الله تعالى بخلاف ذلك]
وهذا كلامٌ مُبتدع لم يأتِ في نصٍ مِنْ كتابٍ ولا سنةٍ، فيجبُ أن يُحكم عليه بحكم الألفاظ المُبتدعة المُجملة.).
والله الموفق للصواب والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/245)
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[28 - 10 - 10, 11:06 ص]ـ
أخي أحمد
الابتداع المقصود كما بينه الشيخ هو انه لم يرد في الكتاب و السنة، ليس معنى هذا أن صاحبه آثم، بل معناه: أن الكلمة حادثة لم تكن معهودة، ثم ننتقل بعد ذلك إلى التفصيل المذكور.
و هذا مثل مسألة (التكليف بما لايطاق)، هل الله يكلف بما لا يطاق؟
قال ابن تيمية: هذه كلمة مبتدعة لم تأت في الكتاب و السنة و لم تعهد في المسلمين، ثم ذكر التفصيل فيها رحمه الله.
و مثل هذا كثير، فمثلا لو قال قائل: أنا أنفي عن الله التجسيم؟
قلنا له: التجسيم لفظ مبتدع لم يرد في الكتاب و لا في السنة و لم يستعمله الصحابة، فماذا تقصد به؟
فإن قال: أقصد أن الله ليس له يد و لا وجه و لا في العلو و لا هو مستو ... الخ، قلنا: هذا معنى مبتدع.
و إن قال: أقصد أن الله ليس كمثله شيء، قلنا: هذا معنى صحيح، لكن تعبيرك عنه (بالتجسيم) خاطئ، و نأمره بأن يستخدم المصطلح الشرعي الذي أخبرنا الله به (ليس كمثله شيء) فهو محكم و شرعي، بخلاف ذلك المبتدع الموهم.
و المقصود:
أن الابتداع هنا هو: الاتيان بشيء جديد، يحتاج لحكم خاص و تفصيل خاص، و المصطلحات الشرعية فيها كفاية و إحكام يغنينا عن هذه التعابير الملبسة و الموهمة.
آمل أن المسألة اتضحت، و الإخوة قد يفيدون أكثر مني.
ـ[أحمد عبد الجواد الحارس]ــــــــ[28 - 10 - 10, 04:32 م]ـ
أخي أحمد
الابتداع المقصود كما بينه الشيخ هو انه لم يرد في الكتاب و السنة، ليس معنى هذا أن صاحبه آثم، بل معناه: أن الكلمة حادثة لم تكن معهودة، ثم ننتقل بعد ذلك إلى التفصيل المذكور.
و هذا مثل مسألة (التكليف بما لايطاق)، هل الله يكلف بما لا يطاق؟
قال ابن تيمية: هذه كلمة مبتدعة لم تأت في الكتاب و السنة و لم تعهد في المسلمين، ثم ذكر التفصيل فيها رحمه الله.
و مثل هذا كثير، فمثلا لو قال قائل: أنا أنفي عن الله التجسيم؟
قلنا له: التجسيم لفظ مبتدع لم يرد في الكتاب و لا في السنة و لم يستعمله الصحابة، فماذا تقصد به؟
فإن قال: أقصد أن الله ليس له يد و لا وجه و لا في العلو و لا هو مستو ... الخ، قلنا: هذا معنى مبتدع.
و إن قال: أقصد أن الله ليس كمثله شيء، قلنا: هذا معنى صحيح، لكن تعبيرك عنه (بالتجسيم) خاطئ، و نأمره بأن يستخدم المصطلح الشرعي الذي أخبرنا الله به (ليس كمثله شيء) فهو محكم و شرعي، بخلاف ذلك المبتدع الموهم.
و المقصود:
أن الابتداع هنا هو: الاتيان بشيء جديد، يحتاج لحكم خاص و تفصيل خاص، و المصطلحات الشرعية فيها كفاية و إحكام يغنينا عن هذه التعابير الملبسة و الموهمة.
آمل أن المسألة اتضحت، و الإخوة قد يفيدون أكثر مني.
جزاك الله عنى خيرا اخى الحبيب أبو الفيصل
فقد بينت وأوضحت فأحسنت
جزاك الله خيرا واجزل لك المثوبة فى الدنيا والاخرة(66/246)
أسأل عن الطريقة المحمدية الشاذلية وإمامها محمد زكى إبراهيم
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[21 - 10 - 10, 07:34 ص]ـ
أسأل عنها، فهل يعرف أحد شىء عن منهجهم ومدى صدق دعواهم فى استقصائهم منهج السلف؟
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 11:35 ص]ـ
هذا كتاب لأحدِ إخواننا في الأردن اسمه " التنبيهات السنية في مزلة الشاذلية" للشيخ سامر شفيق العتوم , فلا أدري إن كان هذا ما تريده أولا!
وهذه مقدمة المؤلف -حفظه الله-:
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتد ومن يظلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. وبعد: فإن خير الكلام كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون [1] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8997562466999983252#_ftn1).
يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم [2] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8997562466999983252#_ftn2) .
يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً [3] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8997562466999983252#_ftn3).
أما بعد، فقد سألني بعض إخواني أن أكتب رسالة أتحدث فيها عن الطريقة الشاذلية موضحاً فيها أهم خطوطها العريضة و معالمها البارزة متحرياً أن أعدل ما استطعت لقوله تعالى " ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " [4] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8997562466999983252#_ftn4) فأجبتهم لذلك مستعيناً بالله أن يهدينا سواء السبيل.
فكان هذا العمل الذي أسميته (التنبيهات السُّنيّة في مزِلّة الشاذلية) أسأل الله أن يكون خالصاً لوجهه وأن ينفع به. إنه مولى ذلك والقادر عليه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
أخوكم
أبو عبد الله
_______________________
اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك أنت تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم [5] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8997562466999983252#_ftn5)
الطريقة الشاذلية
الطريقة الشاذلية: هي إحدى الطرق الصوفية المنتشرة في بلاد المغرب العربي وبلاد الشام ومصر والسودان وبعض البلاد الإسلامية وتعد من أكثر الطرق سهولة وانتشاراً وتنسب إلى مؤسسها أبي الحسن الشاذلي593 هـ.
و الطرق الصوفية وإن تعددت فهي فرقة واحدة تجمعها مبادئ عامة قلما تختلف فيما بينها وإنما كان الخلاف بينها في طريقة التربية الروحية والرياضات المعتمدة لدى مشايخهم للوصول إلى درجة القطبانية [6] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8997562466999983252#_ftn6) أو الفناء [7] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8997562466999983252#_ftn7) عن وجود السوى [8] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8997562466999983252#_ftn8) على حد قولهم التي هي هدف كل صوفي متأولين بذلك حديث جبريل عليه السلام في الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه.
ترجمة أبي الحسن الشاذلي مؤسس الطريقة الشاذليةكما ذكرها أتباعه [9] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8997562466999983252#_ftn9):
هو علي بن عبدالله بن عبد الجبار بن يوسف أو الحسن الهذلي الشاذلي نسبة إلى شاذله في المغرب ولد في قرية غمارة القريبة من سبته في المغرب سنة 593هـ، نسب إلى شاذلة وهي قرية قريبة من غمارة التي ولد فيها ويورد الشاذلية كما في كتاب المفاخر العلية حكاية عن شيخهم يقولون: سأل أبو الحسن الشاذلي ربه: يا رب لم أسميتني بالشاذلي ولست من شاذله؟ فأجابه ربه عز وجل: حتى تكون الشاذَّ لي (بتشديد الذال).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/247)
بدأ حياته في التصوف سائحاً في الأرض يبحث عن قطب زمانه صاحب الوقت كما تزعم الصوفية فوجد شيخه ابن مشيش مختبئاً في رأس جبل في مغارة برباطة بعد رحلة شاقة رحل فيها إلى بغداد فقال: كنت أطلب القطب فقال لي الشيخ أبو الفتح تطلب القطب بالعراق وهو في بلادك.ارجع إلى بلدك تجده فرجعت إلى بلدي فاجتمعت بشيخي وأستاذي القطب الغوث أبي محمد عبد السلام بن مشيش وقيل بن بشيش وبعد أن اغتسل في بطن الوادي وتجرد من علمه وعمله وصعد إلى قطبه المختبئ وإذ بالقطب هابط إليه، فقال: مرحباً بعلي بن عبدالله بن عبد الجبار وذكر نسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: يا علي طلعت إلينا فقيراً من علمك وعملك فأخذت منا غنى الدنيا والآخرة قال: فأخذتني الدهشة وأقمت عنده أياماً إلى أن فتح الله بصيرتي وهنا أصبح الشاذلي قطب زمانه وغوث أوانه. أصبح صاحب الخلافة الكبرى والولاية العظمى القطب الفرداني الغوث الصمداني كما يصفونه وذلك لأن الولاية عند الصوفية [10] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8997562466999983252#_ftn10) مراحل ولها رتب وطبقات وسوف أذكرها لاحقاً إن شاء الله.
و عبد السلام بن مشيش هو أجل شيوخ الشاذلي لم يكتب كتابا قط يقول كتبي أصحابي كان في شَعَف الجبال معتزلاً، رَأَسَ القطبانية حتى جاء الشاذلي الذي أستلم الخلافة القطبانية منه ثم ألقى خرقة التصوف المزعومة [11] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8997562466999983252#_ftn11) إلى تلميذه أبي العباس المرسي وهكذا إلى قطب آخر إلى يومنا هذا ولا بد أن يكون القطب واحداً في زمانه وطريق معرفته عندهم هي المكاشفة أو رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة أو مناماً أو وصية الشيخ، ذكر الشعراني في طبقاته قال: تأخذون علمكم ميتاً عن ميت ونأخذ علمنا عن الحي الذي لا يموت.
وكثيراً ما يتنازع أتباع الشيخ بعد موت قطبهم على القطب المنتظر فينقسمون طرائق قدداً و لذا يكون عندهم في الزمان الواحد مئات الأقطاب مع أنهم يقولون أن القطب في وقته واحد ويسمونه صاحب الزمان أو صاحب الوقت، كل حزب بما لديهم فرحون ويوجد الآن حوالي تسعين إلى مئة طريق من طرق الشاذلة كل شيخ يزعم أنه قطب الزمان وغوثه.
[1] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8997562466999983252#_ftnref1) آل عمران 102
[2] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8997562466999983252#_ftnref2) الجح 1
[3] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8997562466999983252#_ftnref3) الأحزاب 70، 71
[4] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8997562466999983252#_ftnref4) المائدة 8
[5] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8997562466999983252#_ftnref5) أخرجه ابو داود باب ما يستفتح به الصلاة
[6] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8997562466999983252#_ftnref6) القطب هو رأس الأولياء عند الصوفية ويعتبرونه موضع نظر الله من العالم له التصرف المطلق في الكون والنظر في اللوح المحفوظ وهو واحد في كل زمان، للمزيد راجع باب المملكة الصوفية في هذا الكتاب.
[7] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8997562466999983252#_ftnref7) هو غياب الصفات البشرية والاستغراق في الصفات الإلهية، راجع باب أقسام الفناء في هذا الكتاب
[8] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8997562466999983252#_ftnref8) السوى عند الصوفية:هو كل شيء غير الله
[9] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8997562466999983252#_ftnref9) من طبقات الشعراني و المفاخر العلية في المآثر الشاذلية لابن عباد بتصرف
[10] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8997562466999983252#_ftnref10) الصوفية ثلاثة أقسام، وليس الحديث في هذا الكتاب عن طائفة العباد والزهاد أمثال الجنيد و عبدالقادر الجيلاني و الفضيل بن عياض وإبراهيم بن ادهم وأبي سليمان الداراني ومعروف الكرخي والسري السقطي وسهل التستري وعمر بن عثمان المكي رحم الله الجميع فإنهم من أهل السنة على طريقة أهل الحديث ففضلهم معروف ومقامهم موصوف نجلهم ونوقرهم ونترحم عليهم كانوا من أشد الناس إنكاراً على الفلاسفة وفراخهم ومع ذلك ليسوا بمعصومين يؤخذ منهم ويرد عليهم إنما الحديث عن الصوفية الفلسفبة أو من تأثر بالفلاسفة وصغبوا الفلسفة بصبغة دينية فكانت عباراتهم دينية وحقائقهم فلسفية أمثال ابن عربي والجيلي وابن سبعين وابن الفارض ومن تأثر بطريقتهم مثل الشاذلية و الطرق الصوفية الأخرى لذا كان ابن عربي يقع في الجنيد كما ذكر ابن حجر (لسان الميزان: 2/ 315)،و لتتعرف أكثر راجع كتاب تلبيس ابليس لابن الجوزي و باب أقسام التصوف عند ابن تيمية في هذا الكتاب
[11] ( http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8997562466999983252#_ftnref11) إلقاء الخرقة عند الصوفية هو تصريح من القطب أن الولاية من بعده تكون لمن لبسها وتزعم الصوفية أن عليا رضي الله عنه ألبس الخرقة الحسن البصري ثم توارثوها بعد ذلك و لم يثبت أن الحسن سمع من علي رضي الله عنه، فضلا عن أن يلبسه الخرقة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/248)
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[25 - 10 - 10, 01:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخى الفاضل ..
لكن وإن كانت المحمدية الشاذلية تنتمى للشاذلية لكنها تدعى أنها تخالف التصوف فى كثير مما ينكر عليه كالطبل والزمر والرقص عند الذكر وغير ذلك .. حتى أنهم صرحوا أن دعوتهم سلفية ...
فهل عندك من خبر عنها؟
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[25 - 10 - 10, 11:43 ص]ـ
الحقيقة أنه لا اهتمامَ لي بهذه القضية , لكن علّي أن أخبرَ هذا المؤلّف أن يراسلك ويفيضك عليك من معلوماته , لأنه في بلدة يكثر فيها " الشاذليون ".
ولعلكَ قبل هذا تراجع كتابه المذكور آنفاً , فقد يكون تطرق لأمركَ! , والله الميسر ....
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[28 - 10 - 10, 06:55 ص]ـ
كل طرق الصوفية ضلال وان ادعت
فالادعاء شيء والتطبيق شيء آخر
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[28 - 10 - 10, 07:13 ص]ـ
حكم اتباع الطريقة الشاذلية وحضور الحضرات التي تقيمها
السؤال: ما حكم اتباع شيخ الطريقة الشاذلية، وحضور الحضرات التي يقيمها لذكر الله؟
الجواب:
الحمدلله
لا يجوز الانتساب إلى هذه الطريقة البدعية، وما شابهها من الطرق الصوفية.
ولا يجوز اتباع هؤلاء المشايخ الذين يقومون على هذه الطرق، وأئمة البدعة المخالفين للسنة.
كما لا يجوز حضور حضراتهم التي يزعمون أنهم يقيمونها لذكر الله؛ لما تتضمنه من الشرك بالله العظيم، والأوراد المبتدعة، والأذكار غير المشروعة.
وعلى المسلم أن يحرص على تعلم السنة والعمل بها، وليحذر من الابتداع في الدين.
وانظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم (20375) و (118693).
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
ـ[السيد محمد الطنطاوي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 07:13 م]ـ
محمد زكي ابراهيم كان شيخاً لما يسمى بالعشيرة المحمدية وهم كباقي الطرق ويسخرون من أهل السنة(66/249)
ماذا عن (د. محمد عجاج الخطيب)
ـ[فايز أحمد الشافعي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 09:27 ص]ـ
رأيت على قناة الرسالة شخص يتكلم عن السنة النبوية ومكانتها في التشريع ولكن احترت في أمره هل هو سلفي أم هو صوفي ومعلوم أن
قناة الرسالة أصبحت مرتع لبعض الصوفية-نسأل الله العافية-
فهلا كشفتم لنا حقيقة هذا الرجل جزاكم الله خيرا
علما أن هذا الرجل اسمه (د. محمد عجاج الخطيب)؟؟؟
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 11:40 ص]ـ
ارجع للرابط: التالي:
http://http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80494
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[21 - 10 - 10, 12:53 م]ـ
ارجع للرابط: التالي:
http://http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80494
بارك الله فيك أخي الحبيب, الـ http مكررة
وهذا هو الرابط الذي وضعته معدلاً -بعد إذنك-:
لقاء مع أ. د.محمد عجاج الخطيب عن ((السنة النبوية والرد على الشبهات المثارة حولها)) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80494)
ـ[أبو معاذ الحنبلي السلفي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 02:20 م]ـ
أستاذنا الشيخ عجاج أعرفه جيدا ... وهو أستاذنا في كلية الشريعة بجامعة دمشق .. وقد تابعت دروسه التي يقيمها في حي الثورة بدمشق _ حرسها الله _ وفي الجامع الأموي .. وهو منشغل بعلوم الحديث والسنة، وله مواقف مشكورة في خدمة السنة النبوية والدفاع عنها ... أما عن عقيدته فشيخنا _ للأسف _ أشعري العقيدة بحكم الطقوس الجارية عندنا في الشام إلا أنه أقرب إلى منهج المحدثين منه إلى منهج أهل الكلام، وله مواقف طيبة في الدفاع عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله خصوصا والدعوة السلفية خصوصا وبالأخص الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، فشيخنا العجاج _ حفظه الله _ يعرف للألباني حقه وينزله منزلته وينظر إليه نظرة تقدير وتبجيل خلافا لغيره من مشايخنا وأساتذتنا المنشغلين بعلوم الحديث كشيخنا العتر _ غفر الله له _، والحاصل: أنه شيخ فاضل لا يأل جهدا في نشر السنة النبيوية وتحقيقها ونشرها والذب عنها .. والله أسأل أن يهدي شيخنا العجاج إلى الحق ويهديه سواء السبيل
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 02:23 م]ـ
جزاك الله خير
عندي سؤال لماذا لا يذكر الشيخ عجاج الألباني في كتبه يعني أنا قرأت له كتابا و عند تحقيق الأحاديث لا يشير إلى رأي الألباني
أفدني علمك الله
ـ[أبو معاذ الحنبلي السلفي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 02:50 م]ـ
لا أخفيك سراً أخي الحبيب أنّ شيخنا العجاج _ سلمه الله_ وغيره من مشايخنا الأشاعرة المتأثرين بالدعوة السلفية _ وهم كثر ولله الحمد _ ... أنهم يتعرضون لمضايقات من أقرانهم وأصحابهم ومن غيرهم مما يدفع بعضهم كشيخنا العجاج إلى الاحتفاظ بذلك، أما في دروسه الخاصة فكثيرا ما يشير إلى رأي الشيخ الالباني ويعتبره وأحيانا يرجحه على غيره وأحيانا يخالفه مع احتفاظه بمنزلة الشيخ ورأيه
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 02:55 م]ـ
جزاك الله خيرا, لماذا لا تناقش الشيخ حتي يتراجع عن عقيدته , و خصوصا أن الشيخ يتبع الحديث
ـ[عبد الله العثمان]ــــــــ[24 - 10 - 10, 06:03 م]ـ
ما رأيكم في كتاب الوجيز في علم الحديث للدكتور العجاج؟
ـ[أبو معاذ الحنبلي السلفي]ــــــــ[24 - 10 - 10, 07:42 م]ـ
إنه _ بحق _ من أنفس ما كتب في هذا الباب .. وهو على وجازته أتى على جميع أنواع الحديث، فلم يترك شيخنا _ سلمه الله_ شيئا يتعلق بعلوم الحديث وأقسامه، والسنة واقسامها، وكيفية التخريج، ودراسة الأسانيد وعلم الرجال ... الخ إلا بيّنه أحسن بيان ووضحه أجمل توضيح .. كل ذلك بإسلوبٍ سهل وعبارةٍ واضحة ونفس حديثي يشد القارئ إلى هذا العلم الشريف المبارك ... ومما زاد في قيمة الكتاب ومكانته أن قام شيخنا _ زاده الله علما ورفعة_ بشرحه عشرات المرات فزاده بيانا وإيضاحا وفوائدا ولطائفا ... بارك الله في شيخنا وهدانا وإياه سواء السبيل(66/250)
ما هو الفرق بين علم العقيدة وعلم الكلام؟
ـ[علي محمد حسين]ــــــــ[21 - 10 - 10, 10:37 ص]ـ
أرجوا منكم الإعانة، ما هو الفرق بين علم العقيدة وعلم الكلام؟ وأيهما تأثر بالآخر
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 11:21 ص]ـ
############
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[22 - 10 - 10, 12:54 ص]ـ
علم العقيدة في الأصل مبني على الكتاب و السنة.
و علم الكلام مبني على الفلسفة اليونانية.
إذا عرف هذا، ظهر أن العقيدة هي الأصل من حيث الزمان و المطالبة، أما علم الكلام فقد تدخل في العقيدة بعد ترجمة كتب الفلسفة اليونانية بعد منتصف القرن الثاني تقريبا.
و لما توغل المتكلمون في مسائل الاعتقاد من خلال علم الكلام، صارت كتبهم ملأى بعلم الكلام و هي عندهم كتب العقيدة في نفس الوقت!
أما أهل السنة فإنهم لا يتطرقون لمسائل الاعتقاد من خلال علم الكلام إلا في مقام الرد، أما ابتداء فهم يقررون العقيدة بأبسط صورة كما جاءت في الكتاب و السنة.
هذا ما أعرفه.
وفقك الله.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[22 - 10 - 10, 01:12 ص]ـ
أرجوا منكم الإعانة، ما هو الفرق بين علم العقيدة وعلم الكلام؟ وأيهما تأثر بالآخر
كلاهما علم يبحث فيه ما يجب على المسلم اعتقاده , لكن الثاني يزيد بمباحث , وذلك لأن علم الكلام يقسمه القوم إلى قسمين: لطيف الكلام , و جليل الكلام.
فالقسم الثاني أغلب مباحثه في علم العقيدة بعكس الأول , و الأول يُبحث فيه مسائل هي أشبه بقواعد أو مقدمات كلامية يُبنى عليها جليل الكلام؛ كالكلام على أحكام الجوهر الفرد , والأكوان , و الأعراض , و الأحوال , و القول في المعدوم هل يسمّى شيئاً؟ , و ما شابه هذه المسائل.
و علم العقيدة يزيد عن جليل الكلام بمباحث كتوحيد الألوهية.
هذا في نوع المسائل المبحوثة فيهما ,و أما في المنهج فحدّث و لا حرج!
و أما سؤالك عن التأثر , فقد يورد بعض العلماء أقوال المتكلمين ويناقشها , لكن هذا لا يرقى إلى أن يكون تأثر علم بعلم.
إلا أن علم الكلام قد تأثر بعلم العقيدة في بُنْيَتِهِ , و دليل ذلك تصريح بعض المتكلمين في بعض المباحث بتقليدهم السلف في بحث بعض المسائل العقدية كمسألة الإمامة. و الله أعلم
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[22 - 10 - 10, 01:43 ص]ـ
أرجوا منكم الإعانة، ما هو الفرق بين علم العقيدة وعلم الكلام؟
بسم الله الرحمن الرحيم
علم العقيدة: - هذا أول درس في شرح لمعة الاعتقاد للحازمي حفظه الله تعالى، ورفع قدره، وقد أجاد وأفاد كالمعتاد:
http://www.alhazmy.net/save_********aspx?file_no=502&article_no=666&file_read_count=4028&folder_name=sound_files
علم الكلام:-
1 - قد يسمى علم التوحيد علم الكلام،لشدة اختلاف الفرق في مسألة الكلام لرب الأنام.
2 - و يسمى علم التوحيد علم الكلام عند الأشاعرة،لاعتمادهم على "علم الكلام" المذموم عند السلف في اثبات عقائهم كلها (استخدام قواعد منطقية)، فعقائدهم لا تثبت بالسمع (الكتاب والسنة) ولكن تثبت بالعقل وليس بأي عقل فقط بعقولهم،
وأيهما تأثر بالآخر
علم العقيدة تأثر بعلم الكلام،فعلم الكلام دخيل على المسلمين كما ذكر" أبو فيصل" وهو مذموم عند السلف
قال الأثيوبي -حفظه الله تعالى- في التحفة المرضية:
قال ابنُ تيمية قولاً ينبغي ... كتبُهُ بالذهب عند المبتغي
مفنداً قواعدَ المناطقه ... لأنَّها خزعبلاتٌ حالقه
لا يفهمُ البليدُ منه الغرضا ... أمَّا الذكي فغنيٌ منتضى
بذا يبين أنَّه لا ينبغي ... أن تشغل الوقتَ به يا مبتغي
إذ لست تحتاجُ لدى فهم الكتابْ ... والسنة الغرَّا له فلا عتاب
بل هو ضرٌّ خالصٌ مضيعُ ... للوقت من فهمه لا ينفعُ
بل قد يجرُّه إلى الهاوية ... يلقِيهِ للشك والغوايةِ
فكل من له به عنايةُ ... حيرةُ قلبه هي النهايةُ
فمنهم من تاب معلناً وذم ... علم الكلام يا له خيرَ ندم
مثل الجوينيِّ وكالغزَالِي ... وكلِّ من عاد إلى المعالي
وأحسن الرازِي والشهرستانِي ... إذ رجعا إلى الطريق الهاني
أمَّا الذي أتى عن السلف في ... ذمِّ الكلام فهو بحرٌ فاقتفي
قد ذمه أبو حنيفة كذا ... سفيان مالكٌ وأحمدُُ احتذى
أكثرُ من ذمَّ الإمامُ الشافعي ... إذ قد رآه محضَ سمٍّ ناقعِ
وغيرُ هؤلاء فلا تمل إليه ... إن ترد الخير فلا خيرَ لديه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/251)
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[22 - 10 - 10, 01:58 ص]ـ
كلاهما علم يبحث فيه ما يجب على المسلم اعتقاده , لكن الثاني يزيد بمباحث , وذلك لأن علم الكلام يقسمه القوم إلى قسمين: لطيف الكلام , و جليل الكلام.
. و الله أعلم
بسم الله الرحمن الرحيم
من باب المذاكرة بارك الله فيك،
علم الكلام علم فاسد والدليل مخالفته للكتاب والسنة وسلف الأمة و رجوع الجويني وكل من له به عنايه،ويكفيك قول الجويني ((يَا أَصْحَابنَا لَا تَشْتَغِلُوا بِالْكَلَامِ، فَلَوْ عَرَفْت أَنَّهُ يَبْلُغ بِي مَا بَلَغْت مَا تَشَاغَلْت بِهِ)) وقال القرطبي ((وَأَفْضَى الْكَلَام بِكَثِيرٍ مِنْ أَهْله إِلَى الشَّكّ، وَبِبَعْضِهِمْ إِلَى الْإِلْحَاد وَبِبَعْضِهِمْ إِلَى التَّهَاوُن بِوَظَائِف الْعِبَادَات، وَسَبَب ذَلِكَ إِعْرَاضهمْ عَنْ نُصُوص الشَّارِع وَتَطَلُّبهمْ حَقَائِق الْأُمُور مِنْ غَيْره، وَلَيْسَ فِي قُوَّة الْعَقْل مَا يُدْرِك مَا فِي نُصُوص الشَّارِع مِنْ الْحِكَم الَّتِي اِسْتَأْثَرَ بِهَا، وَقَدْ رَجَعَ كَثِير مِنْ أَئِمَّتهمْ عَنْ طَرِيقهمْ، حَتَّى جَاءَ عَنْ إِمَام الْحَرَمَيْنِ أَنَّهُ قَالَ " رَكِبْت الْبَحْر الْأَعْظَم، وَغُصْت فِي كُلّ شَيْء نَهَى عَنْهُ أَهْل الْعِلْم فِي طَلَب الْحَقّ فِرَارًا مِنْ التَّقْلِيد وَالْآن فَقَدْ رَجَعْت وَاعْتَقَدْت مَذْهَب السَّلَف)).
فالقسم الثاني أغلب مباحثه في علم العقيدة بعكس الأول , و الأول يُبحث فيه مسائل هي أشبه بقواعد أو مقدمات كلامية يُبنى عليها جليل الكلام؛ كالكلام على أحكام الجوهر الفرد , والأكوان , و الأعراض , و الأحوال , و القول في المعدوم هل يسمّى شيئاً؟ , و ما شابه هذه المسائل.
. و الله أعلم
ومن باب المذاكرة أيضاً أي جليل كلام
قال اللالكائي ((
وروى نوح الجامع،قال: قلت لأبي حنيفة رحمه الله ما تقول فيما أحدث الناس من كلام في الأعراض والأجسام؟
فقال: مقالات الفلاسفة، عليك بالأثر وطريقة السلف،وإياك وكل محدثة، فإنها بدعة))
ـ[علي محمد حسين]ــــــــ[23 - 10 - 10, 12:20 م]ـ
ماذايقول الإخوة الفضلاء إذن في تعريف ابن خلدون لعلم الكلام إذ يقول:علم الكلام هو علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية والرد على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب السلف وأهل السنة.
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[23 - 10 - 10, 12:26 م]ـ
هذا التعريف محل تعقيب، و قد ذكر شيخنا د/عبد العزيز العبد اللطيف أن هذا التعريف كأنه تزكية من ابن خلدون لعلم الكلام!!
بل هو على اسمه في الحقيقة (كلام)، و تسميته بالعلم تجوزا و إلا هو في الحقيقة لا يفيد علما لا دينيا و لا دنيويا، بل على العكس يسلب العلوم الدينية و يعارضها، و يصد و يصرف عن العلوم الدنيوية.
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[23 - 10 - 10, 01:10 م]ـ
هذا التعريف محل تعقيب، و قد ذكر شيخنا د/عبد العزيز العبد اللطيف أن هذا التعريف كأنه تزكية من ابن خلدون لعلم الكلام!!
بل هو على اسمه في الحقيقة (كلام)، و تسميته بالعلم تجوزا و إلا هو في الحقيقة لا يفيد علما لا دينيا و لا دنيويا، بل على العكس يسلب العلوم الدينية و يعارضها، و يصد و يصرف عن العلوم الدنيوية.
بسم الله الرحمن الرحيم
لا فض فوك.
ـ[علي محمد حسين]ــــــــ[23 - 10 - 10, 01:47 م]ـ
إذا كانت إجابتكم عن تعريف ابن خلدون هكذا، فماتقولون في قول الرازي وأنت لو فتشت علم الكلام لم تجد فيه إلا تقرير هذه الدلائل والذب عنها ودفع المطاعن والشبهات القادحة فيها، أفترى أن علم الكلام يذم لاشتماله على هذه الأدلة التي ذكرها الله أو لاشتماله على دفع المطاعن والقوادح عن هذه الأدلة ما أرى أن عاقلاً مسلماً يقول ذلك ويرضى به. وثانيها: أن الله تعالى حكى الاستدلال بهذه الدلائل عن الملائكة وأكثر الأنبياء أما الملائكة فلأنهم لما قالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا} (البقرة: 30) من يفسد فيها كان المراد أن خلق مثل هذا الشيء قبيح، والحكيم لا يفعل القبيح، فأجابهم الله تعالى بقوله: {إِنِّى أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} والمراد إني لما كنت عالماً بكل المعلومات كنت قد علمت في خلقهم وتكوينهم حكمة لا تعلمونها أنتم، ولا شك أن هذا هو المناظرة، وأما مناظرة الله تعالى مع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/252)
إبليس فهي أيضاً ظاهرة وأما الأنبياء عليهم السلام فأولهم آدم عليه السلام وقد أظهر الله تعالى حجته على فضله بأن أظهر علمه على الملائكة وذلك محض الاستدلال، وأما نوح عليه السلام فقد حكى الله تعالى عن الكفار قولهم: {قَالُوا يَانُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا} (هود: 32) ومعلوم أن تلك المجادلة ما كانت في تفاصيل الأحكام الشرعية بل كانت في التوحيد والنبوة، فالمجادلة في نصرة الحق في هذا العلم هي حرفة الأنبياء، وأما إبراهيم عليه السلام فالاستقصاء في شرح أحواله في هذا الباب يطول وله مقامات: أحدها: مع نفسه وهو قوله: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الَّيْلُ رَءَا كَوْكَبًا قَالَ هَاذَا رَبِّى فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الافِلِينَ} (الأنعام: 76) وهذا هو طريقة المتكلمين في الاستدلال بتغيرها على حدوثها، ثم إن الله تعالى مدحه على ذلك فقال: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيْنَاهَآ إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِه} (الأنعام: 82) وثانيها: حاله مع أبيه وهو قوله: {يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِى عَنكَ شَيْاًا} (مريم: 42) وثالثها: حاله مع قومه تارة بالقول وأخرى بالفعل، أما بالقول فقوله: {مَا هَاذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِى أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} (الأنبياء: 52) وأما بالفعل فقوله: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ} (الأنبياء: 58). ورابعها: حاله مع ملك زمانه في قوله: {رَبِّيَ الَّذِى يُحْىِا وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْىِا وَأُمِيتُ} (البقرة: 258) إلى آخره وكل من سلمت فطرته علم أن علم الكلام ليسي إلا تقرير هذه الدلائل ودفع الأسئلة والمعارضات عنها، فهذا كله بحث إبراهيم عليه السلام في المبدأ، وأما بحثه في المعاد فقال: {رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْىِ الْمَوْتَى} (البقرة: 26) إلى آخره وأما موسى عليه السلام فانظر إلى مناظرته مع فرعون في التوحيد والنبوة، أما التوحيد فاعلم أن موسى عليه السلام إنما يعول في أكثر الأمر على دلائل إبراهيم عليه السلام وذلك لأن الله تعالى حكى في سوطه طه: {قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَامُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِى أَعْطَى كُلَّ شَىءٍ خَلْقَه ثُمَّ هَدَى} (طه: 49، 50) وهذا هو الدليل الذي ذكره إبراهيم عليه السلام في قوله: {الَّذِى خَلَقَنِى فَهُوَ يَهْدِينِ} (الشعراء: 78) وقال في سورة الشعراء {رَبُّكُمْ وَرَبُّ ءَابَآااِكُمُ الاوَّلِينَ} (الشعراء: 26) وهذا هو الذي قاله إبراهيم: {رَبِّيَ الَّذِى يُحْىِا وَيُمِيتُ} (فلما لم يكتف فرعون بذلك وطالبه بشيء آخر قال موسى: {رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} (الشعراء: 28) فهذا ينبهك على أن التمسك بهذه الدلائل حرفة هؤلاء المعصومين وأنهم كما استفادوها من عقولهم فقد توارثوها من أسلافهم الطاهرين، وأما استدلال موسى على النبوة / بالمعجزة ففي قوله:
جزء: 3 رقم الصفحة: 319
{أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَىْءٍ مُّبِينٍ} وهذا هو الاستدلال بالمعجزة على الصدق، وأما محمد عليه الصلاة والسلام فاشتغاله بالدلائل على التوحيد والنبوة والمعاد أظهر من أن يحتاج فيه إلى التطويل، فإن القرآن مملوء منه ولقد كان عليه السلام مبتلى بجميع فرق الكفار فالأول: الدهرية الذين كانوا يقولون: {وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلا الدَّهْرُ} (الجاثية: 24) والله تعالى أبطل قولهم بأنواع الدلائل. والثاني: الذين ينكرون القادر المختار، والله تعالى أبطل قولهم بحدوث أنواع النبات وأصناف الحيوانات مع اشتراك الكل في الطبائع وتأثيرات الأفلاك، وذلك يدل على وجود القادر. والثالث: الذين أثبتوا شريكاً مع الله تعالى، وذلك الشريك إما أن يكون علوياً أو سفلياً، أما الشريك العلوي فمثل من جعل الكواكب مؤثرة في هذا العالم، والله تعالى أبطله بدليل الخليل في قوله: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الَّيْلُ} وأما الشريك السفلي فالنصارى قالوا بإلاهية المسيح وعبدة الأوثان قالوا: بإلاهية الأوثان، والله تعالى أكثر من الدلائل على فساد قولهم. الرابع: الذين طعنوا في النبوة وهم فريقان: أحدهما: الذين طعنوا في أصل النبوة وهم الذين حكى الله عنهم أنهم قالوا: {أَبَعَثَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/253)
اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولا} (الإسراء: 94). والثاني: الذين سلموا أصل النبوة وطعنوا في نبوة محمد صلى الله عليه وسلّم، وهم اليهود والنصارى، والقرآن مملوء من الرد عليهم، ثم إن طعنهم من وجوه تارة بالطعن في القرآن فأجاب الله بقوله: {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْىِا أَن يَضْرِبَ مَثَلا مَّا بَعُوضَةً} (البقرة: 26) وتارة بالتماس سائر المعجزات كقوله: {وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الارْضِ يَنابُوعًا} (الإسراء: 90) وتارة بأن هذا القرآن نزل نجماً نجماً وذلك يوجب تطرق التهمة إليه فأجاب الله تعالى عنه بقوله: {كَذَالِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ} (الفرقان: 32).الخامس: الذين نازعوا في الحشر والنشر، والله تعالى أورد على صحة ذلك وعلى إبطال قول المنكرين أنواعاً كثيرة من الدلائل. السادس: الذين طعنوا في التكليف تارة بأنه لا فائدة فيه، فأجاب الله عنه بقوله: {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لانفُسِكُم وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} (الإسراء: 7) وتارة بأن الحق هو الجبر، وأنه ينافي صحة التكليف، وأجاب الله تعالى عنه بأنه {لا يُسْاَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْاَلُونَ} (الأنبياء: 23) وإنما اكتفينا في هذا المقام بهذه الإشارات المختصرة لأن الاستقصاء فيها مذكور في جملة هذا الكتاب وإذا ثبت أن هذه الحرفة هي حرفة كل الأنبياء والرسل علمنا أن الطاعن فيها إما أن يكون كافراً أو جاهلاً. المقام الثاني: في بيان أن تحصيل هذا العلم من الواجبات، ويدل عليه المعقول والمنقول. أما المعقول: فهو أنه ليس تقليد البعض أولى من تقليد الباقي، فأما أن يجوز تقليد الكل فيلزمنا تقليد الكفار، وإما أن يوجب تقليد البعض دون البعض فيلزم أن يصير الرجل مكلفاً بتقليد البعض دون البعض من غير أن يكون له سبيل إلى أنه لم قلد أحدهما دون الآخر، وإما أن لا يجوز التقليد أصلاً وهو المطلوب، فإذا بطل التقليد لم يبق إلا هذه الطريقة النظرية. وأما المنقول فيدل عليه الآيات والأخبار أما الآيات. فأحدها: قوله: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِا وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ} (النحل: 125) ولا شك أن المراد بقوله بالحكمة أي بالبرهان والحجة، فكانت الدعوة / بالحجة والبرهان إلى الله تعالى مأموراً بها، وقوله: {وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ} ليس المراد منه المجادلة في فروع الشرع لأن من أنكر نبوته فلا فائدة في الخوض معه في تفاريع الشرع، ومن أثبت نبوته فإنه لا يخالفه، فعلمنا أن هذا الجدال كان في التوحيد والنبوة، فكان الجدال فيه مأموراً به ثم إنا مأمورون باتباعه عليه السلام لقوله: {فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} (آل عمران: 31) ولقوله: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (الأحزاب: 21) فوجب كوننا مأمورين بذلك الجدال. وثانيها: قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِى اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} (
جزء: 3 رقم الصفحة: 319
الحج: 3، 8 لقمان: 20) ذم من يجادل في الله بغير علم وذلك يقتضي أن المجادل بالعلم لا يكون مذموماً بل يكون ممدوحاً وأيضاً حكى الله تعالى ذلك عن نوح في قوله: {قَالُوا يَانُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا} (هود: 32) وثالثها: أن الله تعالى أمر بالنظر فقال: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ} (النساء: 82)، {أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الابِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} (الغاشية: 17)، {سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا فِى الافَاقِ وَفِى أَنفُسِهِمْ} (فصلت: 53)، {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِى الارْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} (الرعد: 41)، {قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالارْضِ} (يونس: 10)، أو لم ينظروا في ملكوت السموات والأرض} ورابعها: أن الله تعالى ذكر التفكر في معرض المدح فقال: ورابعها: أن الله تعالى ذكر التفكر في معرض المدح فقال: {إِنَّ فِى ذَالِكَ لَذِكْرَى لاوْلِى الالْبَابِ} (الزمر: 21)، {إِنَّ فِى ذَالِكَ لَعِبْرَةً لاوْلِى الابْصَارِ} (آل عمران: 13)، {إِنَّ فِى ذَالِكَ لايَاتٍ لاوْلِى} (طه: 54، 128) وأيضاً ذم المعرضين فقال: {وَكَأَيِّن مِّنْ ءَايَةٍ فِى السَّمَاوَاتِ وَالارْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} (يوسف: 105)، {لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا} (الأعراف: 179) وخامسها: أنه تعالى ذم التقليد، فقال حكاية عن الكفار {وَكَذَالِكَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِى قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ} (الزخرف: 23) وقال: {بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءَابَآءَنَآ} (لقمان: 21) وقال: {بَلْ وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} (الشعراء: 74) وقال: {إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ ءَالِهَتِنَا لَوْلا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا} (الفرقان: 42) وقال عن والد إبراهيم عليه السلام: {لَااِن لَّمْ تَنتَهِ لارْجُمَنَّكَا وَاهْجُرْنِى مَلِيًّا}
وكل ذلك يدل على وجوب النظر والاستدلال والتفكر وذم التقليد فمن دعا إلى النظر والاستدلال، كان على وفق القرآن ودين الأنبياء ومن دعا إلى التقليد كان على خلاف القرآن وعلى وفاق دين الكفار.
وجهة نظر بريئة ونقولات المخالفين لإثراء النقاش لاغير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/254)
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 08:05 م]ـ
.. من باب المذاكرة بارك الله فيك،علم الكلام علم فاسد ...
وفيك بارك الله , لا تثريب عليك.
ومن باب المذاكرة أيضاً أي جليل كلام ,قال اللالكائي ..
لا إشكال , إنما هو اصطلاح القوم نقلته كما هو.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 08:24 م]ـ
أخي المفضال: علي محمد حسين , جمعنا الله و إياك في جنات عدن آمنين.
إذا كانت إجابتكم عن تعريف ابن خلدون هكذا، فما تقولون في قول الرازي؟
تعريف ابن خلدون أو تعريف غيره لم يصدر إلا عن مَن يعتقد بتلك العقائد , و يتوهم أنها ما كان عليه سلف الأمة , و لا أظنك تجهل أنهم كلهم: معتزلة و أشعرية و ماتريدية و إباضية و زيدية و رافضية؛ كلهم متفقون على إنكار القول بالصفات الذاتية , و الصفات الفعلية , و الاستواء , و حقيقة الكلام , و أول الواجبات , و رؤية الأبصار , و غيرها مما تطابق على إنكاره جميع هذه المذاهب , و ليس هذا مذهباً لأحد ممن توفاه الله على ملة محمد من غير بدعة و لا تبديل.
وأنت لو فتشت علم الكلام لم تجد فيه إلا تقرير هذه الدلائل والذب عنها ودفع المطاعن والشبهات القادحة فيها.
هذه دعوى مخالفة للواقع , و دونك الأربعين لفخر الدين الرازي , و كذلك محصله , بل لا جرم على من قال ما من كتاب في الكلام إلا وقد أُقرّ فيه شيئاً من البدع السّالف ذكرها.
أفترى أن علم الكلام يذم لاشتماله على هذه الأدلة التي ذكرها الله أو لاشتماله على دفع المطاعن والقوادح عن هذه الأدلة؟ , ما أرى أن عاقلاً مسلماً يقول ذلك ويرضى به.
لم يُذم الكلام لأنه اشتمل على أدلة عقلية - إذا اشتمل - , فليست هذه من خصائصه أصلاً , و إنما ذمّ لأجل ما قرّره أصحابه فيه من البدع السّالفة و ما نصروا من غيرها.
ثم إن الحجج المذكورة قد تصح في صورتها و هذا غالباً , و تكون فاسدة في مادتها , كأن تكون من لوازم القول بإثبات الأحوال , أو نفي بقاء العرض زمنين , أو الحكم بحدوث من قامت به الحوادث , و غيرها كثير.
كما أن من مقدمات حججهم ما لا يعقله أحد من العالمين! , فكيف سيردون بعلمهم حجج الخصوم؟
و من ذلك قولهم: بأن الجوهر الفرد هو ما تستحيل إليه الأجسام عند التجزؤ , ثم زعمهم بأنه غير ذي أبعاد!
و كقولهم: أن إثبات الجهة للشيء موجب لوصفه بالتحيز , مع إقرارهم أن الجوهر في جهة و منعهم إطلاق التحيز عليه لكيلا يقولوا بتجزئه فيكون بذلك جسماً لا جوهرا فردا!.
ومن أعظم ذلك كله , جرأتهم على التأويل بزعم أنهم إذا لم يؤولوا " الاستواء " مثلا لزم من ذلك وصف المعبود – سبحانه - بأنه متحيز في جهة , و الذي يلزم منه صحت فرض انقسام أجزائه , و الذي يلزم منه القول بإمكانه , وهذا محال لأنّا معاشر المتكلمين نقول بوجوبه , فانقلاب الممكن واجبا محال.
مع أنهم جميعاً على اختلاف فرقهم لم يأتونا ببرهان عقلي واحد يثبت بأن الذات المخصوصة المُسمَّات عندهم " بواجب الوجود " هي عينها معبود نبي الله محمد – صلى الله عليه وسلم –.
بل قد اعترف بعض علمائهم " بأن القرآن طافح بآيات التجسيم " فضلاً عن السنة , فكيف يعترف بوجود ما يوجب التفريق بين الذاتين معبود النبي – صلى الله عليه و سلم – وبين واجب وجودهم ثم لا يفرق! , فكيف يكون الله سبحانه مستوي على عرشه , وغير مستوي!.
فكل صفة يؤولونها أو ينكرونها هي فرق بين الذاتين , فنحن نقول هاتوا دليل المطابقة بين الذاتين , وهم يؤولون؛ لأنهم إذا لم يفعلوا لم يصح لهم إدعاء المطابقة بين الذاتين و أنهما ذات واحدة!!.
فأي عقل هذا يا عبد الله؟ فلليهودي أو النصراني أو للصابئ إن شاءوا أن يزعم أحدهم أن معبوده واجب الوجود , وكل ما في كتابه مما يوهم خلاف ذلك فهو محمول على المجاز , بل فعل ذلك الحبر اليهودي موسى بن ميمون في بعض كتبه – حققه محمد زاهد بن الحسن الكوثري - , و فيه فضّل اليهودي طريقة المعتزلة على طريقة الأشاعرة!!.
فأي نصرة للإسلام؟ , نصر الله الإسلام بنا و بك – آمين -
على أنه من آثم الظن! , أن يُظن بي عدم القول بأولية الرب سبحانه , فهو الأول لم يكن لوجوده إبتداء سبحانه وتعالى , وإنما القوم لا يثبتون قديماً إلا مسلوبا للكمال الوارد في الكتاب و السنة!
وثانيها: أن الله تعالى حكى الاستدلال بهذه الدلائل عن الملائكة وأكثر الأنبياء ....
بعض ما ذكرته ليس بخاص بالكلام , فعلم العقيدة يشاركه فيه , بل و حتى الفلسفة التي يذمها أصحاب الكلام.
و بعض ما ذكرته – وفقك الله – محل خلاف , و بعضها في تقرير معنى الألوهية و ليس الربوبية , وبحث كل هذا يطول – أطال الله بقائك على طاعته -.
وجهة نظر بريئة ونقولات المخالفين لإثراء النقاش لاغير.
ينبغي تقييده , فليس كل ما يقوله المخالف مفيد , كما ينبغي المناقشة من غير إيهام , فسؤالك بادئ الأمر يوحي بأنك لا تعلم عن الكلام شيئاً , ثم يظهر بعد ذلك أنك مناقش.
فالأفضل في أسئلة المناقشة أن تصاغ على هذه الصّورة: بما تنكر على مَن قال كذا؟ , أو ما قولك في مَن جوّزَ كذا؟.
و الله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/255)
ـ[علي محمد حسين]ــــــــ[23 - 10 - 10, 08:35 م]ـ
شكرا لأستاذيتك، وأرجوا أن ترفق بنا في المرة القادمة
ـ[بالحارث]ــــــــ[23 - 10 - 10, 08:57 م]ـ
علم العقيدة هو الذي يبحث في العقائد الإسلامية وبيان ما يضادها وينافيها وهو مستمد في مسائله وتقريرها من الوحيين الكتاب والسنة وبيان نهج أئمة الأمة من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم في تعاملهم مع مسائل الاعتقاد
ومثاله أول أحاديث الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه بعد المقدمة فقد افتتح بكتاب الإيمان وذكر حديث ابن عمر رضي الله عنه في البراءة من القدرية مستشهدا بحديث جبريل عليه السلام في بيان مراتب الدين
ومنهج علم العقيدة بهذا المعنى هو الأصل في تقرير مسائل العقيدة وأصول الإيمان
ثم ظهر منهج آخر في تقرير مسائل الإيمان ويعتمد هذا المنهج على الأدلة العقلية والمحاكمات المنطقية في وقت أصبح الجدل صنعة
وإذا كان الدافع الأساس لتأصيل هذا العلم هو الرد على الفلاسفة والملل غير المسلمة ممن لا يؤمن بالوحيين كان الغرض منه الذب عن العقائد الإسلامية بأسلوب هذه الملل المنحرفة
فأصبح الخوض في هذا العلم هو من شأن أهل الكلام ليتمايزوا عن أهل الحديث (منهج السلف)
ولكن أصبحت هذه الوسيلة من وسائل الحجاج غاية في ذاتها مع تقادم الوقت
بل تقرر أن العقيدة يجب أخذها من علم الكلام القائم على النظر والاستدلال
مع أن الله سبحانه وتعالى خاطب نبيه صلى الله عليه وسلم:" قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون"
بل أسرفوا في هذا التبني لعلم الكلام الذي كان ضرورة فيما مضى فادعوا أن منهج الخلف (منهج أهل الكلام) أعلم وأحكم مع اعترافهم بأن منهج السلف أسلم
فانظر إلى هذا التناقض بارك الله فيك
ونتيجة لتدخل الحكام في شأن العلم فقد ألزموا في المدارس النظامية تدريس العقيدة على منهج أهل الكلام
بل أصبح أهل السنة عند هؤلاء القوم ماهم إلا المتكلمون
فإذا كنت سنيا يجب عليك أن تكون أشعريا
أو ماتريديا على الأقل
حتى لا تكون من أهل البدع
وخاصة المعتزلة
وإن قلت من أهل الحديث وحزبه
يقولون تيس ليس يدري ويفهم
وجزى الله خيرا الشيخ القرضاوي الذي انتقدا في إحدى حلقات برنامجه على قناة الجزيرة ضمن الحديث عن العقيدة الإسلامية انتقد تدريس الأزهر للعقيدة اعتمادا على علم الكلام الذي ينفر منه قلب المسلم فقال بما معناه
" كنا ندرس جوهرة التوحيد وأن من صفات الله المخالفة للحوادث! ولا نعلم ما المقصود بهذا المصطلح المتكلف الذي لم يرد لا في الكتاب ولا في السنة"(66/256)
هل الرعد ملك من الملائكه ام لا؟
ـ[محمد عبدالله الحمر]ــــــــ[21 - 10 - 10, 10:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
عندي سؤال و يليت لو تفيدوني بالموضوع مع المراجع
هل الرعد ملك من الملائكه ام لا؟
و جزاكم الله الخير والبركه و كان الله بعونكم
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[21 - 10 - 10, 07:16 م]ـ
سبق الحديث عنه
استخدم خاصية البحث بارك الله فيك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68046
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22404
ـ[محمد عبدالله الحمر]ــــــــ[24 - 10 - 10, 10:13 ص]ـ
والله اخوي هذا اول منتى اشارك فيه فاغلب الخصائص وهذي الامور ما اعرفها باذن الله مع الوقت اتعلم عليها
وجزاك الله خير على المساعده(66/257)
قد يستجاب الدعاء عند القبر أحيانا للاستدراج
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 11:48 ص]ـ
قال ابن القيم في الداء و الدواء.
فصل:
وكثيرا ما نجد أدعية دعا بها قوم ,فاستجيب لهم فيكون قد اقترن بالدعاء ضرورة صاحبه ,وإقباله على الله أو حسنة تقدمت منه, جعل الله سبحانه إجابة دعوته شكرا لحسنته, أو صادف الدعاء وقت إجابة ونحو ذلك ,فأجيبت دعوته فيظن الظان أن السر في لفظ ذلك الدعاء فيأخذه مجردا عن تلك الأمور التي قارنته من ذلك الداعي, وهذا كما إذا استعمل رجل دواء نافعا في الوقت الذي ينبغي على الوجه الذي ينبغي فانتفع به فظن غيره أن استعمال هذا الدواء مجردا كاف في حصول المطلوب كان غالطا وهذا موضع يغلط فيه كثير من الناس, ومن هذا قد يتفق دعاؤه باضطرار عند قبر فيجاب فيظن الجاهل ان السر للقبر ولم يعلم أن السر للاضطرار وصدق اللجاء الى الله فاذا حصل ذلك في بيت من بيوت الله كان افضل وأحب
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[21 - 10 - 10, 12:01 م]ـ
في النقل الذي نقلتَه: جوابُ سؤالك.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 12:04 م]ـ
أنا نقلته للإفادة وليس للسؤال
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[21 - 10 - 10, 12:31 م]ـ
عفوًا.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[21 - 10 - 10, 12:59 م]ـ
مع تغيير العُنوان، اتَّضح المقصودُ.
ـ[دار التدمرية]ــــــــ[22 - 10 - 10, 02:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا(66/258)
منهج شيخ الإسلام في الرد على الرافضة في كتابه منهاج السنة النبوية 1/ 3
ـ[أنس سليمان النابلسي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 12:26 م]ـ
منهج شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني
في كتابه (منهاج السنة) للرد على الرافضة
إعداد الدكتور
أنس سليمان المصري النابلسي
بسم الله الرحمن الرحيم
· مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى الصحابة الغر الميامين، ومن واتبعهم بإحسان، واهتدى بهداهم، وعاش على محبتهم، ومات على موالاتهم، وانتسب إلى معسكرهم إلى يوم الدين.
وبعد: فقد أمر الله تعالى باتباع سبيل المؤمنين، واقتفاء هدي السابقين الأولين، من الأنصار والمهاجرين، وجعل حبهم من عقائد المسلمين، والدفاع عنهم من صفات المؤمنين الموحدين.
وقد خالف في ذلك جماعات من الضالين المنحرفين، وانقسموا فيهم بين غالين ومجافين، وبين مفرطين ومفرّطين، والحق وسط، لا مع من كفّر خير أمة أخرجت للعالمين، ولا من جفاهم وخرج عليهم وأمر بقتلهم واعتبرهم من الفاجرين.
فبعد وقوع الفتنة بين المسلمين، وانتهائها إلى الحرب في الجمل وصفين، انقسمت الفئة الضالة إلى فرقة عن الحق خارجين، ولإمام الأمة معاندين، فأحلوا دماء أشراف الصحابة المؤمنين.
وأخرى وفقت على طرف أحد النقيضين، فغلت في مقام رابع الخلفاء الراشدين، واعتبرته خير مخلوق في العالمين، وراحت تضع العقائد المبتدعة في هذا الدين، حتى غلا بعضهم وادعى له الإلاهية كرب العالمين، فأمر الإمام علي بحرقهم وإضرام النار في أولئك الكافرين، بعد أن استتابهم ثلاثة أيام أمام جمهور الشاهدين، ثم قال:
لما رأيت الأمر أمراً منكرا أججت ناري ودعوت قنبرا
واختلطت معتقدات القوم بخرافات المجوسيين، ونشأة عقيدة منكرة عن الشرع والدين، قامت على رفض الصحابة وإمامة الشيخين، وتكفير جمهور الأمة إلا من وافقهم على هذا الضلال المبين، حتى أتى على دولتهم زمان أوتوا فيها الرفعة والتمكين، ونشروا ضلالاتهم وبدعهم المخالفة للعقل والدين، وأبرزوا خرافاتهم وأكاذيبهم ونفاقهم بعد أن تزلفوا للسلاطين.
فقام لأمثال هؤلاء المعتدين، ثلة من العلماء العاملين، فأسقطوا في أيديهم التحريف والتبديل، والتشكيك والتضليل، وبينوا ما هم عليه من الزيغ والانحراف، وردوا قولهم عند أهل العلم والإنصاف.
ومن خير من رد على ضلالاتهم، وتتبع انحرافاتهم، شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني، في كتابه منهاج السنة النبوية، في نقض كلام الشيعة والقدرية، رد فيه على شيخ ضلالتهم ابن المطهر الحلي في كتابه منهاج الكرامة.
وفي هذا البحث إن شاء الله نبرز أهم الأمور الظاهرة في منهجه المتبع في الرد على شيوخ الرافضة وغيرهم من أهل البدع وأصحاب الكلام والفلاسفة الأقدمين.
ومعلوم أن مثل هذا الموضوع لا يقوم قوامه في بحث كهذا بل يلزمه دراسة متأنية متعللة، يسعها أضعاف هذا البحث، ولكن كما قيل: ما لا يدرك جله، لا يترك قلّه.
فنسأل الله العلي العظيم أن يعيننا على الحق والخير، أن يجزي شيخ الإسلام عن الإسلام كل خير، وأن يحفظه في الآخرة كما حفظ دينه في الدنيا، إنه سميع قريب.
· تمهيد: في سبب تأليف الكتاب:
ذكر شيخ الإسلام سبب تأليفه للكتاب بداية، وهو أنه أتي بكتاب صنفه بعض شيوخ الرافضة في عصره، منفقاً لهذه البضاعة، يدعو به إلى مذهب الرافضة الإمامية، من أمكنه دعوته من ولاة الأمور وغيرهم من أهل الجاهلية ممن قلّت معرفتهم بالعلم والدين ولم يعرفوا أصل دين المسلمين. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1))
وهذا الكتاب هو كتاب منهاج الكرامة في معرفة الإمامة، وقد ألفه ابن مطهر الحلي، وهو الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي (648هـ-726هـ) عاش في عصر شيخ الإسلام وتوفي قبله بعامين، أحد صناديد التشيع، تتلمذ لأمثال نصير الكفر ووزير الملاحدة النصير الطوسي.
وكتابه هذا ألفه للملك المعروف الذي سماه فيه وهو خدا بندة.
وخدا: كلمة فارسية تعني: الله، وبندة تعني: عبد. أي عبد الله وخدا بندة هو الثامن من ملوك الأيلخانية، والسادس من ذرية جنكيز خان واسمه الجايتو (680هـ-716هـ) وهو ابن أرغون بن أبغا بن هولاكو بن تولى بن السفاح جنكيز خان الملقب إيلخان وإليه تنسب دولتهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/259)
مات أبوه مقتولاًَ مقهوراًَ، وكان ولداه الجايتو هذا، وغازان أخوه فرأيا أن من مصلحتهما السياسية الدخول في الإسلام ومحاسنة الشعوب التي يتوليان الحكم في أوطانها، أما غازان فاختار مذهب أهل السنة، فلما خلفه في الحكم أخوه خدابندة سنة 703هـ تسلطت عليه حاشية من دعاة التشيع.
يقال: إن الجايتو غضب يوماً من زوجته فطلقها ثلاثاً، ثم أراد أن يردها إلى عصمته فقال له فقهاء أهل السنة إنه لا سبيل إلى ذلك حتى تنكح زوجاً غيره، وصعب عليه ذلك فأشار عليه رجال حاشيته من الشيعة بأن يدعو فقيهاً من علماء الحلة وهو ابن المطهر هذا، وأكدوا للسلطان أن بأن المطهر هو الذي يخرجه من هذه الورطة، فلما حضر ابن المطهر واستفتاه السلطان فيما وقع منه من الطلاق ثلاثاً سأله: هل طلقت بمحضر شاهدين عدلين؟ قال السلطان: لا، فأفتى له ابن المطهر بأن الطلاق لم تتحقق شروطه، ولذلك لم يقع، وله أن يعاشر زوجته كما كان يعاشرها قبل الطلاق. فسر خدا بندة بهذه الفتوى، واستخلص ابن المطهر لنفسه وجعله من بطانته، وبتسويل ابن المطهر كتب خدا بندة إلى عماله في الإمصار بأن يخطب باسم الأئمة الاثني عشر على المنابر، ونقش أسماءهم على نقوده، وأمر بأن تنقش على جدران المساجد، وهكذا تشيعت الدولة في مملكته بفتوى ابن المطهر التي أعفت السلطان من أن تعود إليه زوجته بعد أن تنكح زوجاً غيره.
هذه الخطوة الأولى في التشيع الرسمي للدولة في خراسان وإيران، ويقال كان ذلك سنة 707هـ، وكانت هذه تمهيداً لقيام الدولة الصفوية بعد ذلك، والتي قامت على أفكار وعقائد كان يعتبرها الشيعة أنفسهم قبل ذلك غلواً، وينكرون على كل شيعي يعتقد هذه الاعتقادات، ولما استقرت الدولة الصفوية صار كل ما يسمونه غلواً عندهم من ضروريات الاعتقاد كما اعترف علامتهم المامقاني في مواضع كثيرة من كتابه تنقيح المقال. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2))
ويؤيد هذا ما ذكره شيخ الإسلام حيث قال: ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn3)) كانت الشيعة المتقدمون الذين صحبوا علياً أو كانوا في ذلك الزمان لم يتنازعوا في تفضيل أبي بكر وعمر وإنما كان نزاعهم في تفضيل علي وعثمان وهذا مما يعترف به علماء الشيعة الأكابر من الأوائل والأواخر حتى ذكر مثل ذلك أبو القاسم البلخي قال: سأل سائل شريك بن عبد الله ابن أبي نمر فقال له: أيهما أفضل أبو بكر أو علي؟ فقال له: أبو بكر، فقال له السائل: أتقول هذا وأنت من الشيعة؟! فقال: نعم إنما الشيعي من قال مثل هذا.
· منهج شيخ الإسلام في كتابه منهاج السنة:
اعتمد شيخ الإسلام في كتابه منهاج السنة في الرد على الشيعة وأمثالهم من المبتدعة على أسلوبه الذي يتبعه في كل كتبه، ولم يكن له أسلوب تميز في كتابه هذا دون سائر كتبه، ولكن طابع هذا الكتاب كان لا شك له طبيعة خاصة؛ لأنه رد على فئة محدودة معينة من الطوائف الضالة، وهو الرافضة، ومن تبعوهم في معتقداتهم المنحرفة كالمعتزلة، والجهمية وأمثالهم.
فبعض تلك المحاور المنهجية التي كان يتبعها شيخ الإسلام كانت محاور عامة يتبعها في كل كتبه التي ألفها، وبعضها كانت خاصة بخصوص موضوع الكتاب.
ومن أهم تلك المحاور المنهجية ما يلي:
· المطلب الأول: معرفة منشأ البدعة وكيفية تطورها والمراحل التي مرت فيها:
وهذا أمر أساس في نقد البدع ومناقشتها، سواء كانت تلك البدعة عقلية فلسفية، أو شرعية؛ فمعرفة بدايات تلك البدعة ومن صاحب ذلك القول، يؤثر على منهجية البحث؛ إن كان من الفلاسفة القدماء ثم قال بها الرافضة، أو هي من أصول المعتزلة، أو الجهمية، أو غيرهم.
ولما تكلم شيخ الإسلام في البدع ورد عليها، عمل عرضاً تاريخياً لنشأتها ونشأة المذاهب الكلامية، وكيف تطورت في الإسلام.
فبدأ من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ثم ما حصل زمن عثمان من الفتنة، وما حدث في صفين والجمل ومروق فرقة من الطائفتين، ثم ادعائهم الإلاهية لعلي رضي الله عنه، وما فعله بهم من تحريق وتقتيل، ثم ظهور السابين على أبي بكر وعمر كيف ظهروا وتطوروا.
وذكر أصحاب تلك البدع والمؤججين لها كعبد الله بن سبأ، وغيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/260)
ثم تطور هذه الفرق زمن التابعين، وانتشارها، وانقسام فرقها وتعدد أفكارهم، والمعتقدات التي اتفقوا عليها واختلفوا فيها، ثم ظهور الجهمية والمعتزلة، وما آلت إليه أفكارهم ومعتقداتهم، وأصول مناهجهم.
ثم ظهور الملاحدة من المتفلسفة وغيرهم، وأنهم ظهروا بعد انقراض العصور المفضلة، والظروف التي ظهروا بها من ضعف لنور الإسلام، وما فعلوه من طعن في دين الإسلام كالخرمية والقرامطة.
وأن عقلاء الفلاسفة والمتكلمين عرفوا ما في الإسلام من خير وصلاح.
ثم تكلم شيخ الإسلام عن أرسطو وزمان ظهوره وظروفه المحيطة، وأفكاره التي قام عليها.
ثم تكلم عن ظهور الباطنية والملحدين وما أرادوا من هدم الدين.
وبعد أن قدّم شيخ الإسلام بكل هذا وفصله، وبيّن أصول معتقداتهم بدأ بطرح مسألة قدم العالم، وسبب ظهورها وتكونها عند تلك الفرق، وما هي أصول الاعتقاد التي دفعتهم للقول بقدم العالم. فيسّر عليه ذلك معرفة طرق مناظرتهم والرد عليهم، وأمكن للقارئ أن يعرف أصول معتقداتهم. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn4))
ولما تكلم عن مسألة إثبات القدر ذكر أقوال أهل السنة فيها، وقول من خالفهم من المعتزلة والشيعة، ثم ذكر أن الشيعة لم يكونوا على هذا القول ولكنهم تحولوا إليه تأثراً منهم بالمعتزلة فقال: ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn5)) ففي الجملة لم تثبت المعتزلة والشيعة نوعاً من الحكمة والرحمة إلا وقد أثبت أئمة أهل السنة ما هو أكمل من ذلك وأجل منه مع إثباتهم قدرة الله التامة ومشيئته النافذة وخلقه العام.
هؤلاء لا يثبتون هذا ومتكلمو الشيعة المتقدمون كالهشامين وغيرهما كانوا يثبتون القدر كما يثبته غيرهم وكذلك الزيدية منهم من يثبته ومنهم من ينفيه فالشيعة في القدر على قولين كما أن المثبتين لخلافة الخلفاء الثلاثة في القدر على قولين.
ولما تعرض لبدعة الشيعة في تعظيم القبور والطواف بها والرحلة إليها والتبرك بها، ذكر منشأ ذلك وأنه لم يكن على زمن الرسول والصحابة الكرام، ولم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم لأمته، ولا فعله آل البيت ولا غيرهم، لا على قبر نبي ولا صالح، ولم يفعله الصحابة ولا التابعون، ولم يفعله من بعدهم من بني أمية ولا العباس.
ولكنهم رأوا النصارى فعلوه على قبورهم وأوثانهم، وهو مخالف لمبدأ التوحيد، وتابعهم عليه الشيعة حتى صاروا إلى ما صاروا عليه اليوم. ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn6))
وقال: ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn7)) وأول ما ظهر إطلاق لفظ الجسم من متكلمة الشيعة كهشام بن الحكم كذا نقل ابن حزم وغيره.
فكل هذه الأمور التي كان يصدر بها قبل شروعه في مناقشة أصحابها، دلت على معرفته السابقة بأصول البدعة، وأسباب ظهورها والظروف المحيطة بها، فعلم منشأ البدعة، وتطورها، والحال التي آلت إليها، وكل هذا ضروري عند مناظرة الخصوم في مسائلهم ومعتقداتهم.
· المطلب الثاني: تقييمه العام للرافضة:
إن معرفة حقيقة القوم أصل يتفرع عنه الحكم على أقوالهم ومعرفة غاياتهم وأفكارهم، لذلك فإن معرفتهم معرفة تامة ودراسة أفكارهم تعطي القارئ فرصة للحكم عليهم وعدم الاغترار بأقوالهم والانخداع بادعاءاتهم، لذلك فإن شيخ الإسلام ذكر فيهم ما يبعد عن القلب الشك بأنهم قوم سوء وإن كان في بعض ما ظهر من كلامهم ما قد يفتن القارئ بصحة أو صواب فيه.
قال شيخ الإسلام: ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn8)) والصحابة أكمل الأمة في ذلك بدلالة الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار، ولهذا لا تجد أحداًً من أعيان الأمة إلا وهو معترف بفضل الصحابة عليه وعلى أمثاله وتجد من ينازع في ذلك كالرافضة من أجهل الناس.
ولهذا لا يوجد في أئمة الفقه الذين يرجع إليهم رافضي ولا في أئمة الحديث ولا في أئمة الزهد والعبادة ولا في الجيوش المؤيدة المنصورة جيش رافضي ولا في الملوك الذين نصروا الإسلام وأقاموه وجاهدوا عدوه من هو رافضي ولا في الوزراء الذين لهم سيرة محمودة من هو رافضي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/261)
وأكثر ما تجد الرافضة إما في الزنادقة المنافقين الملحدين وإما في جهال ليس لهم علم لا بالمنقولات ولا بالمعقولات قد نشأوا بالبوادي والجبال أو تحيزوا عن المسلمين فلم يجالسوا أهل العلم والدين وإما في ذوي الأهواء ممن قد حصل له بذلك رياسة ومال أو له نسب يتعصب له كفعل أهل الجاهلية.
وقال شيخ الإسلام: ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn9)) وأما الرافضة كهذا المصنف وأمثاله من متأخري الإمامية فإنهم جمعوا أخس المذاهب: مذهب الجهمية في الصفات، ومذهب القدرية في أفعال العباد، ومذهب الرافضة في الإمامة والتفضيل.
هذا ما ذكره شيخ الإسلام عنهم إجمالاً، وقد تكلم عنهم مفصلاً لمعتقداتهم وأصولهم الفكرية والعقدية، وموارد تلك المعتقدات، ومن أي الفرق دخلت عليهم، وانقسم تقييمه لهم إلى عدة محاور:
- الأول: التقييم العقدي:
عمد شيخ الإسلام بداية الكتاب وقبل الرد على ابن المطهر إلى بيان وصف الرافضة، والتكلم عن أحوالهم، حتى يتبين للقارئ أؤلئك القوم الذين سيتحدث عنهم، فقال شيخ الإسلام: ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn10)) الذين لا يوجبون اتباع دين الإسلام ولا يحرمون اتباع ما سواه من الأديان بل يجعلون الملل بمنزلة المذاهب والسياسات التي يسوغ اتباعها وأن النبوة نوع من السياسة العادلة التي وضعت لمصلحة العامة في الدنيا.
- والثاني: تقييم أصولهم العلمية والفكرية:
ثم نقد شيخ الإسلام منهج النقل عندهم، والتعامل مع العقليات، ليُعلم مدى تحريهم للصحيح، وطرق الاستدلال عندهم، ودرجة مصداقية كلامهم، وتقييم شبههم والتعامل معها.
فقال: ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn11)) والقوم من أكذب الناس في النقليات ومن أجهل الناس في العقليات يصدقون من المنقول بما يعلم العلماء بالاضطرار أنه من الأباطيل ويكذبون بالمعلوم من الأضطرار المتواتر أعظم تواتر في الأمة جيلاً بعد جيل ولا يميزون في نقلة العلم ورواة الأحاديث والأخبار بين المعروف بالكذب أو الغلط أو الجهل بما ينقل وبين العدل الحافظ الضابط المعروف بالعلم بالآثار.
ثم نقل كلام أهل العلم فيهم من السلف كمالك والشافعي وشريك والأعمش، وأصحاب الحديث ممن يعرفون الأسانيد ويحفظون طرقها.
ثم قال: ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn12)) ومنهم من أدخل على الدين من الفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد فملاحدة الإسماعيلية والنصيرية وغيرهم من الباطنية المنافقين من بابهم دخلوا وأعداء المسلمين من المشركين وأهل الكتاب بطريقهم وصلوا واستولوا بهم على بلاد الإسلام وسبوا الحريم وأخذوا الأموال وسفكوا الدم الحرام وجرى على الأمة بمعاونتهم من فساد الدين والدنيا ما لا يعلمه إلا رب العالمين. انتهى كلامه.
ويلزم هذا المنهج عند مناقشة الخصم لبيان مستواه الفكري، وطرق تفكيره، لذلك فإن شيخ الإسلام يقوم أحياناً بعرض أفكارهم ومعتقداتهم في المسائل ليعلم القارئ علام تقوم معتقدات القوم، فقد ذكر الشيخ بعض حماقاتهم في ترك بعض المطعومات والملبوسات، وكرههم للتلفظ بلفظ عشرة بسبب بغضهم للعشرة المبشرين بالجنة، فلا يبنون على عشرة أعمدة، ولا فعل شيء يكون عشرة، مع كون أن علياً رضي الله عنه من أولئك العشرة المبشرين بالجنة، وهو أمر في غاية الحماقة كما ترى. ([13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn13))
- الثالث: معرفة مواردهم العلمية والعقدية والفكرية:
وهذا يفيد في منهج الرد عليهم؛ فإن كانوا أخذوا شبهتهم عن المعتزلة سيكون رده عليهم بنفس أسلوب رده على المعتزلة، وإن أخذوه عن اليهود أو النصارى أو غيرهم تشابهت طريقة الرد عليهم.
وهذا يساعد أيضاً في تقييم مدى مجانبتهم للصواب، وبعدهم عن معتقدات أهل السنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/262)
فعندما عرض شيخ الإسلام نظرتهم للمهدي، وأن الله إنما بعثه لطفاً منه بالعباد، ومن أراد أن يفعل في شخص خيراً يسر له ما يعينه على فعل ذلك من الأسباب، كمن يزور شخصاً فإن أراد به خيراً تبسم له وأجلسه، وإن لم يرد به خيراً عبس في وجهه وأغلق الباب. قال شيخ الإسلام بعد ذلك: وهذا أخذوه من المعتزلة، ليس هو من أصول شيوخهم القدماء. ([14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn14))
وعندما عرض أدلتهم النقلية التي يعتمدون عليها قال: إنما عمدتهم في المنقولات على تواريخ منقطعة الإسناد، وكثيراً منها من وضع المعروفين بالكذب بل وبالإلحاد. ([15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn15))
وقال: ([16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn16)) وعمدتهم في الشرعيات ما نقل لهم عن بعض أهل البيت وذلك النقل منه ما هو صدق ومنه ما هو كذب عمدا أو خطأ وليسوا أهل معرفة بصحيح المنقول وضعيفه كأهل المعرفة بالحديث.
وقال: ([17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn17)) الشيعة فيهم طوائف تثبت القدر وتنكر مسائل التعديل والتجوير والذين يقرون بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان فيهم طوائف تقول بما ذكره من التعديل والتجوير كالمعتزلة وغيرهم ومعلوم أن المعتزلة هم أصل هذا القول وأن شيوخ الرافضة كالمفيد والموسوي والطوسي والكراجكي وغيرهم إنما أخذوا ذلك من المعتزلة وإلا فالشيعة القدماء لا يوجد في كلامهم شيء من هذا.
وقال: ([18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn18)) وفي الجملة فالقوم لا يثبتون لله مشيئة عامة ولا قدرة تامة ولا خلقاً متناولاً لكل حادث وهذا القول أخذوه عن المعتزلة هم أئمتهم فيه. انتهى كلامه.
فعلم إذن أن عمدة القوم في العقليات هم أهل الكلام من المعتزلة والجهمية، ومواردهم من النقليات هو ذو أسانيد منقطعة –إن وجدت- وما يدعون أنه منقول عن أئمتهم المعصومين، وأما ما نقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فكيف سيعتقدون صحته إن كفّر متأخروهم جماهير الصحابة، فما بقي لهم من دينهم؟!.
- الرابع: المعرفة التامة بأقوال الخصوم وتفصيلات المسائل عند الفرق الأخرى، وأوجه الاتفاق والافتراق بينهم:
وهذا أمر ملحوظ عند شيخ الإسلام في مناظرته للخصم، فيظهر منه معرفة أقوال الخصم معرفة تامة، حتى إذا حاول التملص أو التهرب رده إلى أصل قوله، وكذلك معرفته بأقوال الفرق الأخرى التي توافق قول الخصم، والفرق التي تخالفهم، فيقارن بينها، وهذا يعينه –كما سيأتي- على مناقشة الأقوال كلها وطرح المسألة بأوسع صورها والإحاطة بها ورد جميع الشبه عنها.
كما ذكر في جوابه عن تسلسل الحوادث وتجددها عند الشيعة، فذكر الآراء كلها في المسألة مشيراً لصاحب كل قول وناقش تلك الأقوال على التفصيل، وغيرها من المسائل. ([19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn19))
ومثل رده على ابن المطهر لما ذكر قولاً عن الشيعة، قال: ([20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn20)) ما نقله عن الإمامية لم ينقله على وجهه فإنه من تمام قول الإمامية الذي حكاه وهو قول من وافق المعتزلة في توحيدهم وعدلهم من متأخري الشيعة أن الله لم يخلق شيئاً من أفعال الحيوان لا الملائكة ولا الأنبياء ولا غيرهم بل هذه الحوادث التي تحدث تحدث بغير قدرته ولا خلقه.
ولما تكلم على مسألة أن الفعل لا يشترط به تقدم العدم أورد حجج ابن سينا العشرة، وموافقة الرازي له فيها، ثم رد عليهما رداً مطولاً ومفصلاً، ثم أورد كلام أرسطو في المسألة ورد عليه في كل البراهين الخمسة التي أوردها، ثم بين أوجه الصواب في المسائل تلك. ([21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn21))
وكلامه عن اختلافهم على عصمة الأنبياء على قولين ظاهر في معرفة اختلافاتهم وأقوالهم، وعليه فيمكنه محاججتهم بما يعلم عنهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/263)
قال شيخ الإسلام: ([22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn22)) وأما قوله: وأن الأنبياء معصومون من الخطأ والسهو والمعصية صغيرها وكبيرها من أول العمر إلى آخره وإلا لم يبق وثوق بما يبلغونه فانتفت فائدة البعثة ولزم التنفير عنهم.
فيقال أولاً: إن الإمامية متنازعون في عصمة الأنبياء.
فالفرقة الأولى منهم: يزعمون أن الرسول جائز عليه أن يعصى الله وأن النبي قد عصى في أخذ الفداء يوم بدر، فأما الأئمة فلا يجوز ذلك عليهم فإن الرسول إذا عصى فإن الوحي يأتيه من قبل الله والأئمة لا يوحى إليهم ولا تهبط الملائكة عليهم وهم معصومون فلا يجوز عليهم أن يسهوا ولا يغلطوا وإن جاز على الرسول العصيان، والقائل بهذا القول هشام بن الحكم.
والفرقة الثانية منهم: يزعمون أنه لا يجوز على الرسول أن يعصى الله عز وجل ولا يجوز ذلك على الأئمة لأنهم جميعاً حجج الله وهم معصومون من الزلل ولو جاز عليهم السهو واعتماد المعاصي وركوبها لكانوا قد ساووا المأمومين في جواز ذلك عليهم كما جاز على المأمومين ولم يكن المأمومون أحوج إلى الأئمة من الأئمة لو كان ذلك جائزا عليهم جميعاً.
وأيضاً فكثير من شيوخ الرافضة من يصف الله تعالى بالنقائص.
وكما رد على ابن المطهر لما قال ([23] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn23)) في إمامة باقي الأئمة الاثنى عشر: لنا في ذلك طرق أحدها النص وقد توارثته الشيعة في البلاد المتباعدة خلفاً عن سلف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للحسين هذا إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم اسمه كاسمي وكنيته كنيتي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً.
قال شيخ الإسلام: والجواب من وجوه: أحدها: أن يقال أولاً: هذا كذب على الشيعة فإن هذا لا ينقله إلا طائفة من طوائف الشيعة وسائر طوائف الشيعة تكذب هذا والزيدية بأسرها تكذب هذا وهم أعقل الشيعة وأعلمهم وخيارهم، والإسماعيلية كلهم يكذبون بهذا وسائر فرق الشيعة تكذب بهذا إلا الاثنى عشرية وهم فرقة من نحو سبعين فرقة من طوائف الشيعة. انتهى كلامه.
فمعرفته بتفصيلات تلك المسائل وتفريعاتها القائلين بها هي من أصل العلوم عن الأئمة المناظرين لخصوم السنة، وعليه أمكنه التفوق على خصومه؛ لأنه حوى عنهم وعن غيرهم أكثر مما حووا.
· المطلب الثالث: الشمولية والاستطراد في مناقشة الأقوال بأوسع مما طرحه أصحاب الشبهة:
من الملاحظ على منهج شيخ الإسلام في ردوده على المبتدعة بشكل عام أنه يناقش الشبه المطروحة بأوسع مما عرضه أصحابها، ولا يقف عند حدود الشبهة التي طرحها الخصم، بل يردها من أصولها، ويتوسع في مناقشة كل ما يتعلق بها من شبه حتى يبعد عن ذهن القارئ صاحب الشبهة المطروحة، ويثبت في ذهنه الرد الوافي لتلك الشبهة، ويعلم أصول المسألة الصحيحة؛ فشيخ الإسلام لا يناقش ابن المطهر في هذا الكتاب وحده، بل يناقش الرافضة بأفكارهم المختلفة وأصولهم العقدية، بل ويتوسع بالرد على كل ما شابه قوله قولهم، ويبين خطأه، ويناقش كل ما كان على شاكلته من الفرق الأخرى والديانات الباطلة كاليهود والنصارى والزنادقة والملحدين، ويكون الرد على شبهة ذلك المبتدع مضمناً في ذلك، وهذا له عدة فوائد كما هو معلوم:
- أولها: أن القارئ لهذا الرد يدرك أصول المسألة وجوانبها ويعرف صحيحها.
- ثانيها: أنه يعلّم منهجية رصينة للرد على أصحاب البدع، وهو الرد على الشبه المطروحة من كل جوانبها العقلية والمنطقية الممكنة.
- ثالثها: أنه يكون رداً على كل أصحاب هذه الشبهة، وإن اختلفت آراؤهم فيها، ولكنهم جميعاً خالفوا منهج الصواب فيها.
وغير ذلك من عدم تكرار الرد والمقارنة بينهم وبيان أسوء أقوالهم، وأبعدها عن الصواب.
ومثالها: أنه لما تحدث عن تسلسل الحوادث وبين سبب إنكار الشيعة له، توسع في موضوعه حتى ناقش مسألة قدم العالم نقاشاً تفصيلياً مطولاً لكونها أصل في مسألة التسلسل، ولم يقتصر على مناقشة تسلسل العالم فقط، فرد بذلك على المعتزلة والجهمية والمتكلمين، ولم يتوقف على مناقشة الرافضة فحسب. ([24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn24))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/264)
ومثل رده على الشهرستاني وابن سينا في قولهما في أفعال الله بعدما أجمل الرد على الرافضة ومن قال بقولهم. ([25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn25))
ومثل إجماله في الرد على الجهم بن صفوان وأبي هذيل العلاف في قولهما في أنواع الحوادث بعدما رد على المتكلمين ومن وافقهم من الرافضة وغيرهم، ثم رد على ابن ملكا والكلابية، والكرامية وابن سينا. ([26] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn26))
ولما ناقش ديموقراطيس والرازي ودحض قولهما بحدوث العالم، وحدوث ما فيه بلا سبب، ذكر قول الآخرين فيه، وقال: وكلا القولين في غاية الفساد.
وبعد رده على هؤلاء كلهم، قال: ([27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn27)) وأما الآخرون فإنهم أثبتوا حدوث العالم فإن كانوا ينفون الصانع بالكلية فقد قالوا بحدوث الحوادث بلا محدث وإن كانوا يقولون بالصانع فقد أثبتوا إحداثه لهذا النظام بلا سبب حادث إن قالوا: إن الرب لم يكن يحركها قبل انتظامها وإن قالوا: إنه كان يحركها قبل انتظامها ثم إنه ألفها؛ فهؤلاء قائلون بإثبات الصانع وحدوث هذا العالم وقولهم خير من قول القائلين بقدم هذا العالم.
ولما رد الشيخ مسألة قدم العالم لم يلتفت إلى ابن المطهر في المسألة لأن أصل المسألة من المعتزلة، وتكلم فيها ابن سينا وأرسطو والرازي، فرد الشيخ على هؤلاء، وأتى بالبراهين التي اعتمدوا عليها، ورد كل برهان من عدة وجوه، وهذا جعل الشيخ يناقش المسألة عند كل فرق الفلاسفة والمتكلمين ويرد عليهم، ولم يقتصر رده على الرافضة، ثم أثبت الرأي الصواب في المسألة. ([28] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn28))
فتبين مدى قزم الرافضة أمام رده الوافي على أولئك المتكلمين الفلاسفة.
ولما طرح مسألة وجود الإرادة التامة عند حدوث الفعل ذكر آراء جميع الفرق القائلة بهذا فبيّن مذهب الجمهور، والقدرية والجهمية، والجبرية والأشعري، والرازي، ثم ناقشها، وبيّن وجه الصواب فيها، ونقض أقوال الفلاسفة وبيّن غلطهم. ([29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn29))
وهذا منهج واضح عنده يكاد –من تتبعه- يعلم أنه أضفاه على معظم كتابه.
· المطلب الرابع: طرق طرح مسائل النقاش عنده:
- أولها: يبدأ بعرض الأمور المتفق عليها قبل مناقشة الأمور المختلف فيها:
قبل أن يبدأ شيخ الإسلام في نقاش مسائلهم المخالفين فيها، فإنه يستعرض أوليات العلم في هذه المسألة، وأسسها المتفق عليها بين علماء الدين، إن كانت من الأمور الشرعية، أو الأسس العقلية التي يعلمها أهل المنطق بالضرورة، ثم يبسط القول في المسألة فيما يعرفه العقل الصحيح، وبعد ذلك يقوم بعرض رأي الشيعة في ذلك، ويبدأ بدحض أفكارهم.
- ثانيها: الاستدلال بكلام علماء السلف ممن خبروهم وعرفوهم:
كقوله عن الشعبي: ([30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn30)) ومن أخبر الناس بهم الشعبي وأمثاله من علماء الكوفة وقد ثبت عن الشعبي أنه قال: ما رأيت أحمق من الخشبية لو كانوا من الطير لكانوا رخماً ولو كانوا من البهائم لكانوا حمراً والله لو طلبت منهم أن يملئوا لي هذا البيت ذهباً على أن أكذب على علي لأعطوني ووالله ما أكذب عليه أبداً.
- ثالثها: مقارنة أقوالهم بالفرق الأخرى والمفاضلة بينهم:
كما يقارن شيخ الإسلام بين أقوال الرافضة ومعتقداتهم مع الفرق الأخرى كالخوارج والمعتزلة والمتصوفة ويذكر أصول بدعتهم ويفاضل بين تلك الأصول ويبين أوجه القبول الرد بين تلك الأقوال والمعتقدات، وعليه فإنه يمكن أن يقبل شيئاًَ من أقوال الخوارج بناءً على معرفته لمعتقداتهم من بعدهم عن الكذب وغير ذلك من الأمور.
ومن أوجه تلك المفاضلة:
أولاً: مقارنة معتقداتهم بمعتقدات الخوارج وتفضيل الخوارج عليهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/265)
كقوله في الخوارج: ([31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn31)) والبدع متنوعة فالخوارج مع أنهم مارقون يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم واتفق الصحابة وعلماء المسلمين على قتالهم وصح فيهم الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من عشرة أوجه رواها مسلم في صحيحه روى البخاري ثلاثة منها وهم ليسوا ممن يتعمد الكذب بل هم معروفون بالصدق حتى يقال: إن حديثهم من أصح الحديث لكنهم جهلوا وضلوا في بدعتهم ولم تكن بدعتهم عن زندقة وإلحاد بل عن جهل وضلال في معرفة معاني الكتاب. وأما الرافضة فأصل بدعتهم عن زندقة وإلحاد وتعمد الكذب كثير فيهم وهم يقرون بذلك حيث يقولون ديننا التقية وهو أن يقول أحدهم بلسانه خلاف ما في قلبه وهذا هو الكذب والنفاق.
وقال: ([32] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn32)) شُبه الرافضة أظهر فساداً من شبه الخوارج والنواصب، والخوارج أصح منهم عقلاً وقصداً والرافضة أكذب وأفسد ديناً.
وقال عنهم: ([33] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn33)) وهم لا يجعلون محمد بن أبي بكر بمنزلة أبيه بل يفضلون محمداً ويعظمونه ويتولونه لكونه آذى عثمان وكان من خواص أصحاب علي لأنه كان ربيبه ويسبون أباه أبا بكر ويلعنونه.
فلو أن النواصب فعلوا بعمر بن سعد مثل ذلك فمدحوه على قتل الحسين لكونه كان من شيعة عثمان ومن المنتصرين له وسبوا أباه سعداً لكونه تخلف عن القتال مع معاوية والانتصار لعثمان هل كانت النواصب لو فعلت ذلك إلا من جنس الرافضة؟ بل الرافضة شر منهم فإن أبا بكر أفضل من سعد وعثمان كان أبعد عن استحقاق القتل من الحسين وكلاهما مظلوم شهيد رضي الله عنهما.
ولهذا كان الفساد الذي حصل في الأمة بقتل عثمان أعظم من الفساد الذي حصل في الأمة بقتل الحسين.
فنرى أنه فضّل الخوارج رغم سوئهم على الرافضة، وهو أمر مهم عند معرفة خير الخيرين وشر الضررين.
ثانياً: مقارنته إياهم بالمعتزلة وإبراز مدى التشابه بينهم:
وقال: ([34] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn34)) وأما عمدتهم في النظر والعقليات فقد اعتمد متأخروهم على كتب المعتزلة ووافقوهم في مسائل الصفات والقدر، والمعتزلة في الجملة أعقل وأصدق وليس في المعتزلة من يطعن في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان رضوان الله تعالى عليهم أجمعين بل هم متفقون على تثبيت خلافة الثلاثة.
ثالثاً: مقارنة معتقداتهم بالصوفية وتفضيل الصوفية عليهم:
كقوله فيهم: إن إيمان شيوخ الزهد والدين بإلياس والخضر والغوث والقطب ورجال الغيب ليس بواجب عند تلك الطوائف كإيمان أولئك بوجوب الإيمان بالمهدي المنتظر، وإن كان بعض غلاة الطوائف يوجبون ذلك في بعض الأزمان فإن قولهم مردود كقول الرافضة.
وهذا القول ليس مثل قول الرافضة من كل وجه، بل هو مشابه له من بعض الوجوه؛ لكونهم جعلوا كمال الدين موقوفاً على ذلك. ([35] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn35))
رابعاً: مقارنة معتقداتهم بمعتقدات أهل السنة وتفضيل أهل السنة عليهم من كل وجه:
قال شيخ الإسلام: فلا يوجد لأهل السنة قول ضعيف إلا وفي الشيعة من يقوله ويقول ما هو أضعف منه ولا يوجد للشيعة قول قوي إلا وفي أهل السنة من يقوله ويقول ما هو أقوى منه ولا يتصور أن يوجد للشيعة قول قوي لم يقله أحد من أهل السنة فثبت أن أهل السنة أولى بكل خير منهم كما أن المسلمين أولى بكل خير من اليهود والنصارى. ([36] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn36))
- رابعها: الاستدلال بكلام أهل الفرق على بعضها البعض:
فعندما طرح مسألة حدوث العالم وقدمه ناقش المتكلمين على قولهم بقدم الحوادث، أورد في ردوده كلام أئمة الفلاسفة وأهل الملل الأخرى على المتكلمين.
قال شيخ الإسلام: ... فقال لهؤلاء –يعني القائلين بحدوث العالم- أئمة الفلاسفة وأئمة أهل الملل وغيرهم: ([37] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn37)) فهذا الدليل الذي أثبتم به حدوث العالم هو يدل على امتناع حدوث العالم وكان ما ذكرتموه إنما يدل على نقيض ما قصدتموه….
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/266)
وعند مناقشة أي بدعة أو رد عليهم يذكر وجوه الرد عنده، ثم ينقل ردود الفرق الأخرى على ذلك المبتدع ولو كان صاحب الرد من المبتدعة أيضاً.
فلما تكلم شيخ الإسلام عن صفات الله وأفعاله ورد كلام الفلاسفة فيه، نقل بعد ذلك كلام ابن ملكا في الرد على الفلاسفة وإبطال كلامهم، مع كون ابن ملكا من أتباعهم، وهم سلفه، لكنه نقض أقوالهم في إبطال صفات الله وأفعاله، فاستشهد به شيخ الإسلام في هذا الموضع. ([38] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn38))
ولما ذكر مسألة إثبات صفات الله تعالى، وأنه لم يزل متكلماً كما يشاء، قادراً على الفعل متى شاء، ذكر رأي المعتزلة في نفي تلك الصفات وذكر متابعة الشيعة لهم على هذا القول ثم ذكر رأي الأشاعرة وما ردوه على المعتزلة من قولهم ونقضهم لآرائهم، ونقل ردودهم على المعتزلة والشيعة، فقال: ([39] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn39)) قال هؤلاء –يعني الأشاعرة- للمعتزلة والشيعة ولما كان هذا الدليل عمدتكم استطال عليكم الفلاسفة الدهرية كابن سينا وأمثاله وهذا الدليل مناف في الحقيقة لحدوث العالم لا مستلزم له فإنه إذا كان هذا الحادث لا بد له من سبب حادث وكان هذا الدليل مستلزماً لحدوث الحادث بلا سبب لزم أن لا يكون الله أحدث شيئاً فإذا جوزنا ترجيح أحد طرفي الممكن بلا مرجح أنسد طريق إثبات الصانع الذي سلكتموه.
وقالوا أيضاً للمعتزلة والشيعة: أنتم مع هذا عللتم أفعال الله تعالى بعلل حادثة فيقال لكم: هل توجبون للحوادث سبباً حادثاً أم لا؟ فإن قلتم: نعم، لزم تسلسل الحوادث وبطل ما ذكرتموه.
ولما طرح مسألة عصمة علي رضي الله عنه وأنه لا معصوم غيره اتفاقاً، رد عليه شيخ الإسلام بأن كثيراً من العباد والعامة يعتقدون عصمة شيوخهم مثلكم مع اعتقادهم أن الصحابة أفضل منهم فاعتقادهم ذلك في الخلفاء من الصحابة أولى والإسماعيلية يعتقدون عصمة أئمتهم وهم غير الاثني عشر وأتباع بني أمية كانوا يقولون: إن الخليفة لا حساب عليه ولا عذاب. ([40] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn40))
وطعن الخوارج في علي وخرجوا عليه، وأراد الشيعة أن يبرؤوه ويردوا عليهم، لكنهم سيعجزون في ردهم على الخوارج وإثبات إيمان علي وعدالته مع كونهم على مذهب الرافضة، ولا يمكنهم ذلك إلا إذا صاروا إلى مذهب أهل السنة.
فإذا قالت لهم الخوارج وغيرهم ممن تكفره أو تفسقه لا نسلم أنه كان مؤمناً بل كان كافراً أو ظالماً كما يقولون هم في أبي بكر وعمر لم يكن لهم دليل على إيمانه وعدله إلا وذلك الدليل على إيمان أبي بكر وعمر وعثمان أدلّ.
فإن احتجوا بما تواتر من إسلامه وهجرته وجهاده فقد تواتر ذلك عن هؤلاء بل تواتر إسلام معاوية ويزيد وخلفاء بني أمية وبني العباس وصلاتهم وصيامهم وجهادهم للكفار فإن ادعوا في واحد من هؤلاء النفاق أمكن الخارجي أن يدعى النفاق وإذا ذكروا شبهة ذكر ما هو أعظم منها.
وإذا قالوا ما تقوله أهل الفرية من أن أبا بكر وعمر كانا منافقين في الباطن عدوين للنبي صلى الله عليه وسلم أفسدا دينه بحسب الإمكان أمكن الخارجي أن يقول ذلك في علي ويوجه ذلك بأن يقول كان يحسد ابن عمه والعداوة في الأهل وأنه كان يريد فساد دينه. ([41] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn41))
- خامسها: مقارنة أقوالهم بأقوال أهل الكتاب من اليهود والنصارى والمفاضلة بينهم:
كثيراً ما يذكر شيخ الإسلام قول الرافضة ثم يعرض بعده أشباه هذا القول عند أهل الكتاب، أو غيرهم من الفرق، ويفاضل بين أقوال القوم، وغالباً ما يظهر فساد قول الرافضة وسوئه أكثر من قول أهل الكتاب من اليهود والنصارى.
ومن أعظم ما ظهر في ذلك قول شيخ الإسلام: ([42] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn42)) وفضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلتين؛ سئلت اليهود: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى، وسئلت النصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: حواري عيسى، وسئلت الرافضة: من شر أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. أمروا بالاستغفار لهم فسبوهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/267)
وقد عرض كثيراً من أوجه المشابهة بينهم وبين اليهود من حيث معادتهم لجبريل، واستحلال مال المسلمين، وزواجهم للمتعة، والطلاق، وتحريمهم لبعض المطعومات التي أحلها الله، ودفنهم للموتى، وغير ذلك من أمور شابهت فيها الرافضة إخوانهم من اليهود والنصارى.
ومنها قول شيخ الإسلام: ([43] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn43)) وللكفار كاليهود مواضع يقولون إنهم يرون الخضر فيها وقد يرى الخضر على صور مختلفة وعلى صورة هائلة وأمثال ذلك وذلك لأن هذا الذي يقول إنه الخضر هو جني بل هو شيطان يظهر لمن يرى أنه يضله وفي ذلك حكايات كثيرة يضيق هذا الموضع عن ذكرها. وعلى كل تقدير فأصناف الشيعة أكثر ضلالاً من هؤلاء فإن منتظرهم ليس عنده نقل ثابت عنه ولا يعتقدون فيمن يرونه أنه المنتظر ولما دخل السرداب كان عندهم صغيراً لم يبلغ سن التمييز.
ولما ذكر مسألة الأئمة المعصومون، وأن كلامهم شرع ووحي وأن الحلال ما حللوه والحرام ما حرموه قال: ([44] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn44)) والإسلام مبني على أصلين أن لا تعبد إلا الله وأن نعبده بما شرع لا نعبده بالبدع.
فالنصارى خرجوا عن الأصلين وكذلك المبتدعون من هذه الأمة من الرافضة وغيرهم.
وأيضا فإن النصارى يزعمون أن الحواريين الذين اتبعوا المسيح أفضل من إبراهيم وموسى وغيرهما من الأنبياء والمرسلين ويزعمون أن الحواريين رسل شافههم الله بالخطاب لأنهم يقولون إن الله هو المسيح ويقولون أيضا إن المسيح ابن الله.
والرافضة تجعل الأئمة الاثنى عشر أفضل من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وغاليتهم يقولون: إنهم أفضل من الأنبياء لأنهم يعتقدون فيهم الإلهية كما اعتقدته النصارى في المسيح.
والنصارى يقولون: إن الدين مسلم للأحبار والرهبان فالحلال ما حللوه والحرام ما حرموه والدين ما شرعوه.
والرافضة تزعم أن الدين مسلم إلى الأئمة فالحلال ما حللوه والحرام ما حرموه والدين ما شرعوه.
وأما من دخل في غلوة الشيعة كالإسماعيلية الذين يقولون بإلهية الحاكم ونحوه من أئمتهم ويقولون: إن محمد بن إسماعيل نسخ شريعة محمد بن عبد الله وغير ذلك من المقالات التي هي من مقالات الغالية من الرافضة فهؤلاء شر من أكثر الكفار من اليهود والنصارى والمشركين وهم ينتسبون إلى الشيعة يتظاهرون بمذاهبهم.
وشبّه اعتقادهم بتفضيل علي على الصحابة وغلوهم في قدره بتفضيل النصارى عيسى على باقي الأنبياء وتفضيلهم إياه على إبراهيم وموسى، وطعنهم وتكذيبهم لأبي بكر وعمر والتكلم فيهم هو من جنس كلام اليهود والنصارى في محمد و الطعن فيه واتهامه. ([45] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn45))
- سادسها: مقارنة معتقدات الفرق بعضها ببعض والمفاضلة بينها:
فلما عرض مذهب الفلاسفة المتكلمين في مسألة قدم الأفلاك، وصفات الله تعالى، وذكر جوانب الخطأ والصواب عند الفرق الأخرى، قارن بينها وذكر أيها أقرب للصواب مع أن كلا الفريقين اعتبره ملحداً في مقالته، فأنكر على من نفى الكلام عن الله تعالى مطلقاً وهم الفلاسفة وابن سينا، وخطّأ الرأي الآخر القائل بأن الرسل إنما تكلم بما قاله الله على سبيل التمثيل والتخييل للحاجة كابن رشد.
ثم قال: ([46] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn46)) وابن رشد ونحوه يسلكون هذه الطريقة ولهذا كان هؤلاء أقرب إلى الإسلام من ابن سينا وأمثاله وكانوا في العمليات أكثر محافظة لحدود الشرع من أولئك الذين يتركون واجبات الإسلام ويستحلون محرماته وإن كان في كل من هؤلاء من الإلحاد والتحريف بحسب ما خالف به الكتاب والسنة ولهم من الصواب والحكمة بحسب ما وافقوا فيه ذلك.
ثم قارن بين كلام ابن رشد وأبي حامد الغزالي، ورجح كلام أبي حامد على ابن رشد، وإن كان في كلام أبي حامد ما هو خطأ، لكنه فضّل كلامه على كلام ابن رشد؛ لكون ابن رشد إنما بنى كلامه على أصول كلامية فاسدة، مثل كون الرب لا يفعل شيئاً بسبب ولا لحكمة. ([47] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn47))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/268)
ولما ذكر أرسطو وأمثاله من الفلاسفة، ومعتقداتهم، ثم ذكر معتقدات اليهود والنصارى، قال: ([48] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn48)) لكن الذي لا ريب فيه أن هؤلاء أصحاب التعاليم كأرسطو وأتباعه كانوا مشركين يعبدون المخلوقات ولا يعرفون النبوات ولا المعاد البدني وأن اليهود والنصارى خير منهم في الإلهيات والنبوات والمعاد.
ثم ذكر أن هذا ما جعل اليهود والنصارى أن يعتقدوا أن أصل خلق الإنسان من طين وأنه خلق الملائكة، وهذا ما لا يوافقهم عليه الفلاسفة، فاليهود والنصارى في هذا أفضل من أولئك الملحدين.
ولما تكلم عن مسألة القدر وإثبات بعض الطوائف له ونفي بعضها الآخر، ذكر فيه قول المشركين والمعطلين والمجوس وغيرهم ثم قال: ([49] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn49)) وأصل المشركين والمعطلة باطل وكذلك أصل المجوس والقدرية تخرج بعض الحوادث عن خلق الله وقدرته ويجعلون له شريكاً في الملك.
وهؤلاء الدهرية شر منهم في ذلك فإن قولهم يستلزم إخراج جميع الحوادث عن خلق الله وقدرته وإثبات شركاء كثيرين له في الملك بل يستلزم تعطيل الصانع بالكلية.
- سابعها: العدل مع الخصوم واتباع الحق في طرحه للمسائل:
امتثالاً لقوله تعالى: "ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا"، فقد نقل عن أبي القاسم الطبري في كتابه شرح أصول السنة كلاماً في ذم الرافضة من طرق متعددة عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول، ثم قال: لكن عبد الرحمن بن مالك بن مغول ضعيف. ثم قال: وقد صح ذلك عن غيره كالشعبي وغيره من طرق أخرى ثابتة. ([50] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn50))
وذكر أن مصطلح الرافضة إنما ظهر بعد زمان زيد وهو سنة خمس ومئة أو قريباً من ذلك، ثم قال: ولفظ الرافضة لم يكن معروفاً قبل ذلك، وبهذا وغيره يُعرف كذب لفظ الأحاديث المرفوعة التي فيها لفظ الرافضة. ([51] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn51))
ومعلوم أن للتاريخ دور كبير في نقد الحديث وبيان علله.
ولما ذكر قولهم في أن المطيع لا يستحق ثواباً، لم يرد عليهم القول بالكلية بل جعل له معنيين فإن أرادوا المعنى الصواب كان كلامهم صواباً، وإن أرادوا المعنى الخطأ رد عليهم بما يدحض رأيهم، مع كون أن أصولهم توافق المعنى الخطأ، ولكن من باب العدل أن تُطرح كل الاحتمالات الممكنة لقولهم بهذا الرأي.
قال شيخ الإسلام: ([52] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn52)) فقول القائل إنهم يقولون إن المطيع لا يستحق ثواباً إن أراد أنه هو لا يوجب بنفسه على ربه ثواباً ولا أوجبه غيره من المخلوقين فهكذا تقول أهل السنة وإن أراد أن هذا الثواب ليس أمراً ثابتاً معلوماً وحقاً واقعاً فقد أخطأ وإن أراد أنه هو سبحانه وتعالى لا يحقه بخبره، فقد أخطأ على أهل السنة، وإن أراد أنه لم يحقه بمعنى أنه لم يوجبه على نفسه ويجعله حقاً على نفسه كتبه على نفسه فهذا فيه نزاع قد تقدم
وهو بعد أن وعد بالثواب أو أوجب مع ذلك على نفسه الثواب يمتنع منه خلاف خبره وخلاف حكمه الذي كتبه على نفسه وخلاف موجب أسمائه الحسنى وصفاته العلى. انتهى كلامه.
ولما ادعى الرافضي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى الولاية والإمامة لعلي، واستدل بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أنت مني وأنا منك".
قال شيخ الإسلام: ([53] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn53)) و أما قوله: لعلي أنت مني و أنا منك فصحيح.
فأقر شيخ الإسلام قول الرافضي لصحته، ثم ناقشه في طريقة فهمه للحديث فقال: وقال لجعفر: أشبهت خلقي و خلقي، وقال لزيد: أنت أخونا و مولانا، وقال للاشعريين: هم مني و أنا منهم، كما قال لعلي: أنت مني وأنا منك، وقال لجليبيب: هذا مني وأنا منه، فعلم إن هذه اللفظة لا تدل على الإمامة ولا على أن من قيلت له كان هو أفضل الصحابة.
- ثامنها: طرح جميع الاحتمالات العقلية ومناقشتها:
وهذا يكون في المسائل العقلية المحضة، فإن الشيخ يقوم بوضع جميع الفرضيات واحتمالات النقد ثم مناقشتها من الوجوه المختلفة، فيقول: فإن قيل: ... ، قيل: ... ، وهكذا حتى يأتي على جميع الاحتمالات العقلية المقبولة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/269)
أو يتبع إسلوب: فإن قلتم كذا، كان عليكم كذا وكذا، وإن قلتم كذا، فقد وقعتم في كذا وكذا، وإن قلتم بكذا، لزمكم قول كذا وكذا. ([54] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn54))
وأمثلة ذلك كثيرة عنده يصعب حصرها؛ ذلك أنه أسلوب عام عنده.
وعند مناقشته لمسألة عصمة علي عند الرافضة قال: إما أن يجب وجود المعصوم أو لا، فإن قلتم: لا سقط ما تدعون، وإن قلتم: نعم، لم نسلم أنه علي دون الثلاثة قبله. ([55] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn55))
- تاسعها: الاستدلال بالآيات والأحاديث:
معلوم أن الشيعة الروافض لا يقرون أهل السنة على الأحاديث التي يحتجون بها، ولا يعتمدون عليها، كما لا يقرون بكثير من تأويل الآيات القرآنية التي يؤولها أهل السنة، ونرى شيخ الإسلام كثيراً ما يحتج بالآيات القرآنية والأحاديث في النقاش العقلي المحض، ويستدل بها على الشيعة، وهذا له وجوه مختلفة:
أولها: أنه يطرحها لإقناع أهل السنة أن هؤلاء مجانبون للصواب، بعيدون عنه، مخالفون لصريح القرآن الكريم والسنة النبوية.
والثاني: أن تلك الآيات والأحاديث بحد ذاتها لها الطابع العقلي الذي يناقشه شيخ الإسلام، كما ناقش الله تعالى الكفار بأدلة عقلية مماثلة في كتابه الكريم.
الثالث: أو لأن الرافضة أنفسهم يقرون بتلك الآيات والأحاديث التي يحتج بها شيخ الإسلام في عصره على الأقل وإن كانوا بعد ذلك زادوا غلواً فتركوها وكذبوها لما علموا أن فيها عليهم من الحجة والبرهان في إبطال معتقداتهم.
ثم بين شيخ الإسلام الحجة في ذلك؛ فبعد ذكره للأدلة التي يستدل بها أهل السنة على الرافضة قال: ([56] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn56)) وهؤلاء وإن كانوا لا يقرون بصحة هذه الأحاديث فالمصنف قد احتج بأحاديث موضوعة كذب باتفاق أهل المعرفة فإما أن نحتج بما يقوم الدليل على صحته ونحن وهم أو لا نحتج بشيء من ذلك لا نحن ولا هم فإن تركوا الرواية رأساً أمكن أن نترك الرواية، وأما إذا رووا هم فلا بد من معارضة الرواية بالرواية والاعتماد على ما تقوم به الحجة ونحن نبين الدلائل الدالة على كذب ما يعارضون به أهل السنة من الروايات الباطلة والدلائل الدالة على صحة ما نقله أهل العلم بالحديث وصححوه. انتهى كلامه.
وبعد رده على شبههم في الطعن في أبي بكر، وإيراد الأحاديث الدالة على فضله قال: ([57] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn57)) و لكن تلك الطريق هي طريقة أهل العلم بالحديث العالمين بما بعث الله به رسوله ولكن نحن نذكر طريقا آخر فنقول: نقدر أن الأخبار المتنازع فيها لم توجد أو لم يعلم أيها الصحيح ونترك الاستدلال بها في الطرفين ونرجع إلى ما هو معلوم بغير ذلك من التواتر و ما يعلم من العقول والعادات وما دلت عليه النصوص المتفق عليها.
وقد استطرد في مسألة إثبات الخلافة لأبي بكر رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وساق كثيراً من الأدلة النقلية الدالة على صحة هذا القول، ثم جاء بأدلة العلماء كابن حزم وأورد ما يوافق من الأدلة العقلية على ذلك، ثم سرد الأدلة التاريخية والأحداث التي دارت حول المسألة وأطال في تفصيلاتها، ورد كلام ابن المطهر وأمثاله في خطئهم على أبي بكر في هذا. ([58] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn58))
- عاشرها: الاستدلال عليهم من أصل قولهم وبيان تناقضاتهم:
مثل ما أنكر عليهم في أن أصولهم العقدية أربعة: التوحيد، والعدل، والنبوة، والإمامة؛ فالإمامة آخر مراتب أصول الدين، فكيف يدعي ابن المطهر أن الإمامة أشرف وأهم أصول الدين عندهم؟. ([59] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn59))
وقال: ([60] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn60)) ولهذا كل من صنف في أصول الدين يذكر مسائل الإمامة في الآخر حتى الإمامية يذكرون مسائل التوحيد والعدل والنبوة قبل مسائل الإمامة وكذلك المعتزلة يذكرون أصولهم الخمس التوحيد والعدل والمنزلة بين المنزلتين وإنفاذ الوعيد والخامس هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبه تتعلق مسائل الإمامة. انتهى كلامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/270)
وقولهم: إن الإمامة لطف من الله، ومراعاة لهم بمصالح المسلمين، وأنها من أهم مطالب الدين، قال شيخ الإسلام: فإنهم قالوا في الإمامة أسخف قول وأفسده في العقل والدين ... ، فالله تعالى قد علق بولاة الأمور مصالح في الدين والدنيا سواء كانت الإمامة أهم الأمور أو لم تكن والرافضة أبعد الناس عن حصول هذه المصلحة لهم فقد فاتهم على قولهم الخير المطلوب من أهم مطالب الدين وأشرف مسائل المسلمين. ([61] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn61))
- حادي عشرها: مناقشة أدلتهم النقلية من حيث الصحة والفساد، ثم مناقشتها عقلياً على فرض صحتها:
مثل استدلال ابن المطهر بحديث: من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.
قال شيخ الإسلام: ([62] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn62)) يقال له أولاً: من روى هذا الحديث بهذا اللفظ؟ وأين إسناده؟ وكيف يجوز أن يحتج بنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير بيان الطريق الذي به يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله؟ وهذا لو كان مجهول الحال عند أهل العلم بالحديث فكيف وهذا الحديث بهذا اللفظ لا يعرف؟.
ثم قال: ([63] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn63)) إن كان هذا الحديث من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فليس في حجة لهذا القائل فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال: مات ميتة جاهلية، في أمور ليست من أركان الإيمان التي من تركها كان كافراً.
- ثاني عشرها: تنويع الرد بين عقلي ونقلي وتاريخي بما يناسب الشبهة المطروحة:
فإن كانت الشبهة المطروحة عقلية فإن الرد يكون العمدة فيه على العقليات ونادراً ما يورد النقليات إلا إذا كانت تلك الآيات والأحاديث تتكلم بأسلوب عقلي منطقي، وإن كان الطعن من جهة الكتاب والسنة، وهذا قليل، فإنه يورد الأدلة النقلية لإثبات صحة ما ذهب إليه، أما إن كانت الشبهة من ناحية الطعن في التاريخ والأحداث التي جرت زمن الصحابة والتابعين، فإنه يرد على المنطق ذاته بأدلة تاريخية تثبت كذب ما افتراه الخصم.
ومثاله ما رده شيخ الإسلام على ابن المطهر بأن علياً أجمع الصحابة على مبايعته، خلافاً لأبي بكر وعمر وعثمان، فإن الشيخ رد عليه من ناحية تاريخية لأن الشبهة تاريخية، خلافاً لما كان يرد عليه بداية بأدلة عقلية لما طُرحت مسائل القدر وقدم العالم وأمثالها.
قال شيخ الإسلام: ([64] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn64)) وأما قوله: ثم علي بمبايعة الخلق له.
فتخصيصه عليا بمبايعة الخلق له دون أبي بكر وعمر وعثمان كلام ظاهر البطلان وذلك أنه من المعلوم لكل من عرف سيرة القوم أن اتفاق الخلق ومبايعتهم لأبي بكر وعمر وعثمان أعظم من اتفاقهم على بيعة علي رضي الله عنه وعنهم أجمعين وكل أحد يعلم أنهم اتفقوا على بيعة عثمان أعظم مما اتفقوا على بيعة علي والذين بايعوا عثمان في أول الأمر أفضل من الذين بايعوا علياً فإنه بايعه علي وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وعبد الله بن مسعود والعباس بن عبد المطلب وأبي بن كعب وأمثالهم مع سكينة وطمأنينة بعد مشاورة المسلمين ثلاثة أيام.
وأما علي رضي الله عنه فإنه بويع عقيب قتل عثمان رضي الله عنه والقلوب مضطربة مختلفة وأكابر الصحابة متفرقون وأحضر طلحة إحضاراً حتى قال من قال: إنهم جاءوا به مكرهاً وأنه قال: بايعت واللج -أي السيف- على قفى.
وكان لأهل الفتنة بالمدينة شوكة لما قتلوا عثمان وماج الناس لقتله موجاً عظيماً وكثير من الصحابة لم يبايع علياً كعبدالله بن عمر وأمثاله وكان الناس معه ثلاثة أصناف: صنف قاتلوا معه وصنف قاتلوه وصنف لم يقاتلوه ولم يقاتلوا معه، فكيف يجوز أن يقال في علي بمبايعة الخلق له ولا يقال مثل ذلك في مبايعة الثلاثة ولم يختلف عليهم أحد؟، بل بايعهم الناس كلهم لا سيما عثمان. انتهى كلامه.
ولما ذكر ابن المطهر أن يوم بدر قتل علي من المشركين ستة وثلاثين رجلاً يعني ما يزيد على النصف من القتلى، رد الشيخ بالأدلة التاريخية التي تنفي هذا القول وأن كثيراً من المشركين إنما قتلوا دون وجود علي رضي الله عنه وأن هذا من الكذب البين المفترى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/271)
ولما ذكر ذلك الرافضي قوله أن الله فتح على علي في غزوة أحد، وأنه قتل من المشركين ما قتل، رد عليه الشيخ بأنه معلوم من التاريخ أن غزوة أحد لم يكن فيها فتح بل كانت على المسلمين لا لهم فكيف يستقيم ما أورده ذلك الرافضي؟، والنبي صلى الله عليه وسلم تأذى في تلك الغزوة وقتل ما يقارب السبعين صحابياً فيها.
وأثبت شيخ الإسلام كذبه في قول جبريل عن سيف علي: لا سيف إلا ذو الفقار بأن ذو الفقار إنما كان لأبي جهل وغنمه المسلمون يوم بدر. ([65] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn65))
ولما تكلموا عن الصحابة بالطعن والثلب، رد عليهم شيخ الإسلام بأدلة نقلية وأورد الآيات الدالة على عدالة الصحابة ونزاهتهم، وأورد الأحاديث الواردة في ذلك ثم رد على تحريفاتهم بالآيات والأحاديث، فأجمل في ذلك الرد بالنقليات، ثم ناقش المسألة من جهة عقلية ومنطقية، وأورد الأدلة العقلية على عدالة الصحابة وصدقهم. ([66] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn66))
ومثل رده على ابن المطهر الرافضي لما ادعى أن علياً كان يؤجر نفسه وينفق على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت الشعب.
قال شيخ الإسلام: ([67] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn67)) كذب بين من وجوه: أحدها: أنهم لم يكونوا يخرجون من الشعب ولم يكن في الشعب من يستأجره.
و الثاني: أن أباه أبا طالب كان معهم في الشعب و كان ينفق عليه.
و الثالث: أن خديجة كانت موسرة تنفق عليه من مالها.
و الرابع: أن علياً لم يؤجر نفسه بمكة قط و كان صغيراً حين كان في الشعب إما مراهقاً و إما محتلماً فكان علي في الشعب ممن ينفق عليه إما النبي صلى الله عليه و سلم و إما أبوه لم يكن ممن يمكنه أن ينفق على نفسه فكيف ينفق على غيره؟!.
· المطلب الخامس: توظيف الأدلة العلمية ونتائج المناظرة فيما يستفاد منها في الأمور العملية:
ذكر شيخ الإسلام طرق التعامل مع العقوبات الشرعية وأنها تختلف باختلاف الأحوال من قلة البدعة وكثرتها، وظهور السنة وخفائها، وأن المشروع قد يكون بالتأليف تارة وبالهجر تارة أخرى.
ثم ذكر على ذلك أنه لا ترد رواية المبتدع مطلقاً، ولا الصلاة خلفه إن لم تكن بدعته مكفرة، ومع ذلك فإنه من الخطأ أن لا ينكر على المظهرين لبدعتهم بهجر أو ردع.
ثم قال: ولهذا كان من أصول أهل السنة أن الصلوات التي تقيمها ولاة الأمور تصلى خلفهم على أي حالة كانوا، كما يحج معهم ويغزو معهم. ([68] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn68))
ولما نقض كلام الفلاسفة في القول بعدم حدوث الأجسام، وأثبت القول الحق فيه، قال: ([69] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn69)) ومما يستفاد بهذه الطريق التي قررناها الخلاص عن إثبات الحدوث بلا سبب حادث والخلاص عن نفي ما يقوم بذات الله من صفاته وأفعاله.
ومما يستفاد بذلك أنها برهان باهر على بطلان قول القائلين بقدم العالم أو شيء منه وهو متضمن الجواب عن عمدتهم.
ومما يستفاد بذلك الاستدلال على المطلوب من غير احتياج إلى الفرق بين الموجب بالذات والفاعل بالاختيار وذلك أن كثيراً من أهل النظر غلطوا في الفرق بين هذا وهذا من المعتزلة والشيعة وصار كثير من الناس كالرازي وأمثاله مضطربين في هذا المقام فتارة يوافقون المعتزلة على الفرق وتارة يخالفونهم وإذا خالفوهم فهم مترددون بين أهل السنة وبين الفلاسفة أتباع أرسطو.
وأصل ذلك أنا نعلم أن القادر المختار يفعل بمشيئته وقدرته. انتهى كلامه.
ولما ذكر خطأ المعتزلة وأتباعهم من الشيعة في قولهم بنفي تسلسل الأحداث قال شيخ الإسلام: ولأجل ذلك وقعوا في أمور كثيرة، فقالوا: القرآن مخلوق، وإن الله لا يرى في الآخرة، والتزموا لأجل ذلك بأن الخالق لم يكن متكلماً، ولا متصرفاً بنفسه حتى أحدث كلاماً منفصلاً عنه، وجعلوا خلق كلامه كخلق السماوات الأرض. ([70] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn70))
فبيّن سبب قولهم بهذه الأقوال المنافية للشرع إنما كانت لاتباعهم نفي هذا المبدأ الفلسفي.
· المطلب السادس: ربط العقليات الثاتبة بالشرعيات، وإثبات أن الشرع والعقل لا يتناقضان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(66/272)