أما ابن القيم فقد أفرد في كتابه فصلاً فيما حفظ عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد اتَّفقا في أكثر ما أورداه ,لكن الذهبي ينفرد عنه بآثار عديدة عن الصحابة لم يذكرها ابن القيم في كتابه ,وانفرد ابن القيم عنه بقول زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها.
هـ- ماجاء عن التابعين:
اتفق الذهبي وابن القيم على إيراد فصل في ماجاء عن التابعين في مسألة العلو ومن خلال عرض ماجاء من ذلك في الكتابين يتَّضح مايلي:
1 - وقع عند الذهبي ذكر لبعض المرفوعات والموقوفات في هذا الفصل.
2 - أن عدد من ذكرهم الذهبي يفوق من ذكرهم ابن القيم.
3 - ينفرد الذهبي عن ابن القيم بذكر جماعة من التابعين لم يذكرهم ابن القيم.
4 - ينفرد ابن القيم عن الذهبي بذكر قولي أبي العالية ,وعبدالله ابن الكواء.
و- ماجاء عن الأئمة وأهل العلم وغيرهم في مسألة العلو:
رتب الذهبي ماجاء عن أهل العلم والأئمة في ذالك على الطبقات فقسمه على ثمان طبقات, حيث ابتدأه من الفترة الزمنية التي واكبت ظهور الجهم بن صفوان ومقالته إلى قريب من زمنه سنة (671).
أما عن ابن القيم فقد تفنن في تقسيمه وتنظيمه ,فرتبه ترتيباً بديعاً ,ونسقة تنسيقاً عجيباً.فبعد أن ذكر طبقة التابعين ,أعقبه بطبقة أتباع التابعين ,ثم ذكر أقوال الأئمة الاربعة وأتباعهم ,ثم أعقبه بتقسيم ماجاء عن أهل العلم في ذلك على العلوم والفنون ,فأورد كلام أهل التفسير وأهل الحديث وأهل اللغة والعربية ,ثم أعقبه بأقوال الزهاد والصوفية أهل الإتباع ,ثم أقوال الشارحين لأسماء الله الحسنى ,ثم أفرد عنواناً لأئمة أهل الكلام ,ثم لشعراء الإسلام وغيرهم ,ثم أقوال الفلاسفة ,ثم أقوال الجن, ثم أفرد فصولا لغير العقلاء ,فذكر النمل وحُمُر الوحش والبقر.
وقد اتفق الكتابان في كثير من مادة هذا القسم ,وقد انفرد كتاب الذهبي عن كتاب ابن القيم بتراجم ونقولات عديدة عن أهل العلم بلغت نحوا من (67) ترجمة.
وانفرد كتاب ابن القيم عن كتاب الذهبي بما يلي:
1 - إكثاره النقول عن أصحاب الإمام مالك والشافعي.
2 - بما أورده عن شعراء الإسلام عدا قول حسان بن ثابت رضي الله عته.
3 - بما أورده عن أقوال الفلاسفة المتقدمين والحكماء الأولين.
4 - بما أورده عن مؤمني الجن.
5 - بما أورده عن غير العقلاء:كالنمل وحُمُر الوحش والبقر.
وعليه فلا يغني أحدهما عن الآخر ,من حيث المادة ,ولكن كتاب ابن القيم أحسن ترتباً وعرضاً وتقسيماً
____________
(1) لكنه ذكر قول داود ويونس وإبراهيم عليهم الصلاة والسلام ضمن الأحاديث المرفوعة ,وقول يونس لم يورده ابن القيم في كتابه ,كما أن الذهبي لم يورد قول يوسف عليه الصلاة والسلام.وقد اتفقا على ذكر موسى وآدم واختلفا في المتن وقد أورده الذهبي ضمن أقوال التابعين
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[18 - 08 - 10, 01:24 ص]ـ
ما شاء الله زادك الله علما.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 08 - 10, 05:30 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرًا أختي على هذه المشاركة النافعة.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[18 - 08 - 10, 10:03 م]ـ
جزاك الله خيرا
مقارنة طيبة(65/154)
ما قولكم في رجل يوحد الله ويصلي ولا يزيد في ذلك عمل خيرٍ قط!!
ـ[محمد الكريتري]ــــــــ[18 - 08 - 10, 03:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإيمان قول باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح ..
فما قولكم في:
1. رجل آمن بالله ورسوله ونطق الشهادتين ويصلي .. لكن لا يزيد على ذلك.
2. زاد عن الأول أنه يزكي ماله.
هل هما مؤمنان؟!
وهل تنطبق عليهم أحكام المسلمين في الدنيا فيصلى عليهم ويدفنوا في مقابر المسلمين؟!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[18 - 08 - 10, 08:41 م]ـ
ـ نعم مؤمنان، من حيث الإطلاق العام ـ يعني بقطع النظر عن الشروط والموانع، وإلا فقد يقوم بأحدهما مانع من الإيمان كاعتقاد أو فعل أو قول كفري بشروطه، وقد يتخلف عنه شرط من شروط الإيمان كالإخلاص أو اليقين أو العلم إلخ.
و تجري عليهما الأحكام.
ولكن:
الذي يتحصل في قلبه من المعرفة واليقين ما يُلزمه الصلاة بالجوارح بحيث لا يتركها، فإنه لا يتصور أن يصر على ترك ركن من الإسلام على سبيل العمد تركا دائما إلا لقيام عذر أو معارض من شح ونحوه.
وذلك لأن الصلاة عمود الدين، من أقامها أقام الدين.
ومما يدل على ذلك حديث وفد ثقيف لما بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام، على ألا يتصدقوا أو يجاهدوا، وقبلها منهم النبي، وقال (سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا)، وكان قد قال لهم (لا خير في دين لا ركوع فيه) يعني الصلاة، فأوجب عليهم الصلاة.
أما ضعيف الإيمان الذي يصلي ويترك، أو يصلي ويقصر فيتصور منه ذلك.
والله أعلم
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[18 - 08 - 10, 08:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإيمان قول باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح ..
فما قولكم في:
1. رجل آمن بالله ورسوله ونطق الشهادتين ويصلي .. لكن لا يزيد على ذلك.
2. زاد عن الأول أنه يزكي ماله.
هل هما مؤمنان؟!
وهل تنطبق عليهم أحكام المسلمين في الدنيا فيصلى عليهم ويدفنوا في مقابر المسلمين؟!
بارك الله فيك
ما معنى لا يزيد على ذلك؟
يا ليت مزيدا من الايضاح في سؤالك حتى لا يحكم على شيء بدون تصوره
ـ[محمد الكريتري]ــــــــ[19 - 08 - 10, 12:42 ص]ـ
هناك داعية آتاه الله قدرة على إقناع اللادينيين والوثنيين بالإيمان بالله ونطق الشهادتين عن قناعة بأعداد كبيرة .. وهو يفعل ذلك على نطاق واسع ويسميها Mass Dawah .. ويقول أنه إذا افترضنا أن نطق الشهادتين عن قناعة (ويمكن أن نزيد عليها الصلاة) يكفي لكي ينجو المرء من النار (على افتراض صحة حديث حذيفة وصلة بن أشيم) .. فإن إنقاذ عشرات الألوف من الوثنيين واللادينيين من النار .. أفضل من دعوة عشرة أو عشرين وتعليمهم الإسلام بالتفصيل!
ويقول .. انقذ عشرة من النار .. خير لك من أن تعين واحداً على نيل الفردوس الأعلى!
السؤال هنا ..
هل هولاء الأشخاص الذين يسلمون على يده مسلمون حقاً وهم لا يعرفون من الإسلام إلا الإيمان بالله ورسوله ونطق الشهادتين - وزاد بعضهم الصلاة -؟!!
وهل يجوز الأكل من طعام هولاء أو مناكحتهم أو الصلاة عليهم أو دفنهم في مدافن المسلمين؟!!
ـ[محمد الكريتري]ــــــــ[19 - 08 - 10, 05:41 م]ـ
إخواني الأفاضل ..
لا أريد تقييماً لهذا الأخ الداعية أو تعليقاً على طريقته في الدعوة ... وإنما السؤال عن الذين يسلمون على يده ... هل يمكن أن يكونوا مسلمين؟!
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[19 - 08 - 10, 08:51 م]ـ
السلام عليكم
اختلف اهل السنة والجماعة من السلف في حكم من ترك احد المباني الاربعة اي اركان الاسلام الاربعة على خمسة اقوال
القول الاول انه يكفر بترك واحد من الاربعة حتى الحج وان كان في جواز تاخيره نزاع بين العلماء فمن عزم على تركه بالكلية كفر وهذا قول طائفة من السلف وهي احدى الروايات عن احمد اختارها ابو بكر الخلال
القول الثاني لا يكفر بترك شئ من ذلك مع الاقرار بالوجوب وهذا هو المشهور عند كثير من الفقهاء من اصحاب ابي حنيفة ومالك والشافعي وهو احدى الروايتين عن احمد اختارها ابن بطة وغيره
القول الثالث لا يكفر الا بترك الصلاة وهو قول كثير من السلف وطائفة من اصحاب مالك والشافعي وطائفة من اصحاب احمد
القول الرابع يكفر بترك الصلاة والزكاة فقط
القول الرابع يكفر بترك الصلاة والزكاة اذا قاتل الامام عليها دون ترك الصيام والحج
وهذه الاقوال على كل قول منها طائفة من السلف وهي خمس روايات عن الامام احمد نص على هذا شيخ الاسلام ابن تيمية والحافظ ابن رجب
والذي يظهر بعد النظر في الادلة ترجيح القول الثالث والله اعلم
ـ[محمد الكريتري]ــــــــ[20 - 08 - 10, 09:50 م]ـ
أخي أبو هند الجزائري .. هدانا الله وإياك ..
كيف ترجح القول الثالث الذي يفيد بأنه لا يكفر إلا من ترك الصلاة؟!!
أتعلم ماذا يعني هذا؟!
يعني هذا أنه يمكن أن يأتيك أحدهم ويتزوج امرأة صينية مثلاً عاشت حياتها كافرة بنت كافر ثم نطقت الشهادتين وأدت الصلاة فقط .. ويقول لك هي مسلمة رغم أنها لا تعرف من الإسلام سوى هذا!!!!
يعني هذا أنه يمكن أن يأتي هندي من عائلة هندوسية وينطق الشهادتين ويصطف مع المصلين في المساجد ثم يذهب ويدخل المسجد الحرام أو يزور المشاعر المقدسة وهو لا يعرف من الإسلام غير هذا!!!
هل دخول الإسلام بهذه البساطة؟!!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/155)
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[20 - 08 - 10, 10:15 م]ـ
هداني الله واياك ليس الامر كما تظن يا اخي
انا قلت والذي يظهر بعد النظر في الادلة اي الحكم للادلة وليس للافتراضات العقلية
ومما يدل على عدم الكفر بترك الاركان الثلاثة بعد الصلاة ما يلي
ما اخرج مسلم في صحيحه عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم *ما من صاحب كبيرة لا يؤدي زكاته الا احمي عليه في نار جهنم فيجعل صفائح فيكوى بها جنباه وجبينه حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسبن الف سنة ثم يرى سبيله اما الى النار واما الى الجنة ..... * فدل الحديث على ان ترك الزكاة ليس بكفر حيث ذكر النبي ان كل صاحب مال لا يؤدي الزكاة يعذب بماله في يوم كان مقداره خمسين الف سنة ثم ماله اما الى الجنة واما الى الناربحسب عمله ولو كان ترك الزكاة كفرا لما استحق دخول الجنة لانها محرمة على كل كافر قال تعالى * انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة*
قال المروزي فدل الحديث ان مانع الزكاة ليس بكافر .... من كتابه تعظيم قدر الصلاة ص668
كما رجح القول بعدم تكفير تارك الزكاة الشيخ ابن عثيمين
واما ترك الصوم تهاونا فلا يكفر به المسلم لاتفاق العلماء على عدم تكفير من افطر رمضان او شئ منه
يقول المروزي وقد اتفق اهل الفتوى وعلماء اهل الامصار على ان من افطر رمضان متعمدا انه لا يكفر ....
واما ترك الحج فلا يكفر به المسلم اذا كان معتقدا وجوبه عند عامة اهل العلم قال ابن ابي موسى ومن ترك الحج مع الاقرار به واعتقاد وجوبه وقدرته على فعله لم يكفر قولا واحدا ... من كتابه الارشاد ص468
وثبت من قول عبد الله ابن شقيق *كان اصحاب محمد لا يرون شيئا تركه كفر غير الصلاة فهو صريح في انهم ما كانو يرون كفر تارك المباني الثلاثة بعد الصلاة
والله اعلم
ـ[أبو عبدالله السكندري]ــــــــ[20 - 08 - 10, 11:49 م]ـ
بسم الله و الصلاة والسلام علي رسول الله
أول ما رأيت السؤال من الأخ الكريم اشتبه علي أنه يسأل عن مسألة مهمة من مسائل الاعتقاد
وهي مسألة الإيمان كما اشتهرت عند كثير من العلماء وطلبة العلم في السنوات الأخيرة
ولكن السؤال عم مسائل أخري
معظمها دقيق جدا وللعلماء فيها أبحاث طوال يشق علي الأنفس الإلمام بها
ولكن في إجابات الاخوة سرج نيرات أفادوا فيها جزاهم الله خيرا
الإيمان قول باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح
وقال شيخنا الفاضل عمرو بسيوني
ـ نعم مؤمنان، من حيث الإطلاق العام ـ يعني بقطع النظر عن الشروط والموانع
ومما يدل على ذلك حديث وفد ثقيف لما بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام، على ألا يتصدقوا أو يجاهدوا، وقبلها منهم النبي، وقال (سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا)، وكان قد قال لهم (لا خير في دين لا ركوع فيه) يعني الصلاة، فأوجب عليهم الصلاة.
أما السؤال فمعه وقفات
وهل تنطبق عليهم أحكام المسلمين في الدنيا فيصلى عليهم ويدفنوا في مقابر المسلمين؟!
هناك داعية آتاه الله قدرة على إقناع اللادينيين والوثنيين بالإيمان بالله ونطق الشهادتين عن قناعة بأعداد كبيرة .. وهو يفعل ذلك على نطاق واسع ويسميها Mass Dawah .. ويقول أنه إذا افترضنا أن نطق الشهادتين عن قناعة (ويمكن أن نزيد عليها الصلاة) يكفي لكي ينجو المرء من النار (على افتراض صحة حديث حذيفة وصلة بن أشيم) .. فإن إنقاذ عشرات الألوف من الوثنيين واللادينيين من النار .. أفضل من دعوة عشرة أو عشرين وتعليمهم الإسلام بالتفصيل!
ويقول .. انقذ عشرة من النار .. خير لك من أن تعين واحداً على نيل الفردوس الأعلى!
السؤال هنا ..
هل هولاء الأشخاص الذين يسلمون على يده مسلمون حقاً وهم لا يعرفون من الإسلام إلا الإيمان بالله ورسوله ونطق الشهادتين - وزاد بعضهم الصلاة -؟!!
هل ما بين الأقواس من اضافتك أخي محمد أم هو منهج الأخ الداعية
وعموم الكلام فيه خير كثير وغبن كثير
فاعداد كبيرة من المسلمين الجدد هو خير وفير لهذه الأمة ولهذا الداعية
و فيه أن بعضهم سيكون هذا الداعية له مثل القنطرة التي ما ان يتجاوزها حتي يلقي طالب علم او عالم علي سبيل نجاة فيتعلم ليصبح هاديا مهديا لغيره
فيكون هو قد قام بدور يجيد فيه
ويفسح المجال لغيره ليتموا ما بدأ
ولكنه نظر بعين قاصرة -فيما نقلتم- وانتقد غيره من الفضلاء
الذين علموا أن مسلما واحدا قد يكون أمة
وأن المسلمين ممن يسلموا علي يديه قد ينكصوا عن الصراط اذا تركوا
يقول الفاضل الدكتور هشام عزمي لأحد الملحدين الذين أسلموا يوما
أن الطريق قد بدأ اليوم (يوم إسلامه)
فقد ترديه شبهة أو شهوة
وأمثلة ذلك مشاهدة وليس المجال للتفصيل فيها
مسائل تتعلق بسؤال الأخ:
اولا: مسألة الايمان
ثانيا: الاحكام المتعلقة بتارك المباني الاربعة
وقد رتبها باختصار غير مخل الأخ الفاضل أبو هند محمد الجزائري
ثالثا: التفصيل في أحكام الدنيا لهؤلاء
يعني هذا أنه يمكن أن يأتيك أحدهم ويتزوج امرأة صينية مثلاً عاشت حياتها كافرة بنت كافر ثم نطقت الشهادتين وأدت الصلاة فقط .. ويقول لك هي مسلمة رغم أنها لا تعرف من الإسلام سوى هذا!!!!
يعني هذا أنه يمكن أن يأتي هندي من عائلة هندوسية وينطق الشهادتين ويصطف مع المصلين في المساجد ثم يذهب ويدخل المسجد الحرام أو يزور المشاعر المقدسة وهو لا يعرف من الإسلام غير هذا!!!
هل دخول الإسلام بهذه البساطة؟!!!!
الدخول في الاسلام بكلمة والخروج منه بكلمة
خاتمة:
أمس لما قرأت الموضوع نشطت للكتابة فيه مع أننا في رمضان والأوقات غالية
واليوم لما قرأت استدراك الأخ علي الاخوة اثرت السلامة وقررت ترتيب النقاط فقط
فالأخ يقول
أخي أبو هند الجزائري .. هدانا الله وإياك ..
كيف ترجح القول الثالث الذي يفيد بأنه لا يكفر إلا من ترك الصلاة؟!!
أتعلم ماذا يعني هذا؟!
وقد اوجز الأخ أبو هند الرد
انا قلت والذي يظهر بعد النظر في الادلة اي الحكم للادلة وليس للافتراضات العقلية
نسالكم الدعاء لنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/156)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[21 - 08 - 10, 05:08 ص]ـ
في المسألة بعد ما ذكره السائل عن تفصيل الحالة كلام آخر ـ لا يفرق من حيث الحكم العام ـ
لاحقا إن شاء الله
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[22 - 08 - 10, 02:19 م]ـ
هناك داعية آتاه الله قدرة على إقناع اللادينيين والوثنيين بالإيمان بالله ونطق الشهادتين عن قناعة بأعداد كبيرة .. وهو يفعل ذلك على نطاق واسع ويسميها Mass Dawah .. ويقول أنه إذا افترضنا أن نطق الشهادتين عن قناعة (ويمكن أن نزيد عليها الصلاة) يكفي لكي ينجو المرء من النار (على افتراض صحة حديث حذيفة وصلة بن أشيم) .. فإن إنقاذ عشرات الألوف من الوثنيين واللادينيين من النار .. أفضل من دعوة عشرة أو عشرين وتعليمهم الإسلام بالتفصيل!
ويقول .. انقذ عشرة من النار .. خير لك من أن تعين واحداً على نيل الفردوس الأعلى!
السؤال هنا ..
هل هولاء الأشخاص الذين يسلمون على يده مسلمون حقاً وهم لا يعرفون من الإسلام إلا الإيمان بالله ورسوله ونطق الشهادتين - وزاد بعضهم الصلاة -؟!!
وهل يجوز الأكل من طعام هولاء أو مناكحتهم أو الصلاة عليهم أو دفنهم في مدافن المسلمين؟!!
هذا الداعية في ضلال مبين، والعياذ بالله.
و وجه ذلك أن الذي يدعو الكافر للإسلام يجب أن يدعوه لأركانه ـ أركان الإسلام وأركان الإيمان ـ والأمر بهذا الاعتبار ليس له علاقة بكفر تارك الصلاة، أو تارك الزكاة، أو حتى تارك عمل الجوارح كلها أصلا!
القضية هنا هو رجل (لا يبلغ) الناس بالإسلام إلا بالشهادتين، أو بهما وبالصلاة، وهذا ضلال!
وفي حديث معاذ المشهور (إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله - وفى رواية: إلى أن يوحدوا الله-فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليله، فإن أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤحذ من أغنيائهم فترد علي فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلموم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) وقال تبارك وتعالى (يا ايها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة)، يعني ادخلوا في الإسلام كله بكل شرائعه وأحكامه، وفي حديث الأعرابي الذي التزم الأركان (أفلح إن صدق)، والنبي كان يرسل الرسل إلى القري والنواحي والأمصار فيعلمون الناس شرائع الإسلام جملة وتفصيلا، وكذا عمل خلفائه، ومن بعدهم من العلماء والدعاة منذ بعث الله النبي إلى الآن!، والأدلة على ذلك كلها اتفاقية ليس شيء منها نزاعيا.
من أجل ذلك فيجب على المؤمن إذا علم الأركان ـ وأعني هنا أركان الإسلام ـ أن يلتزمها، وهذا بقطع النظر عن كونها يؤديها أم لا، لكن المراد أن يلتزم مشروعيتها و وجوبها، وهذا ما يقول عنه أهل العلم (أن النطق بالشهادتين يجب أن يشتمل في نفسه على الإقرار والالتزام بالشرائع)، وهذا لا ينافي أن مجرد نطقها يعصم النفس والمال، لأنه شروع في العاصم لا إتمامه، فلو ظهر بعد ذلك عدم التزامه بجملة الشرائع وإقراره بها لم تنفعه ولم تعصمه،و هذا مسائل طويلة لكنها معروفة.
وبناء على ذلك فحكم هؤلاء أنهم لا يعلمون عن الإسلام إلا الشهادتين والصلاة، فلو لم يعلموا عن الإسلام إلا هذا فهم حدثاء عهد بإسلام لا يؤاخذون بهذا الجهل، لكن يجب تعليمهم بقية الأركان و وجوبها وأن يذعنوا لذلك، فحكمهم الآن (من حيث الجملة كما قلت) أنهم أسلموا وعصموا أنفسهم بالشهادتين، لكن يجب تبليغهم بأركان الإسلام والإيمان وشرائعه الواجبة عليهم عينا، ولكن الذي يظهر والله أعلم (أن استمرار هذا الجهل متعذر) ولو كانوا في غير دار الإسلام، في مثل عصرنا هذا، ولكن هذه مسألة أخرى تعلم بالاستفصال والقرائن والأحوال.
والله أعلم
ـ[أحمد بن حمود الرويثي]ــــــــ[30 - 08 - 10, 07:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ينبغي علينا أن نرغب الناس في الدخول إلى الإسلام
مع مراعاة التدرج في دعوتهم إلى الأهم فالمهم
على ضوء حديث معاذ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ((إنك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله، فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله فرض عليهم زكاة من أموالهم وترد على فقرائهم ... )).
ـ[سالم العبدالله]ــــــــ[14 - 09 - 10, 10:19 ص]ـ
يا إخوة .. سامحكم الله .. أين يُذهب بكم؟؟
هل تتصور عقولكم رجلا يصلي ويزكي فقط؟؟ هكذا لا يفعل أي حسنة أخرى فلا يوفقه الله لغير الصلاة والزكاة أو يُخذل فيترك الصلاة والزكاة فهو لا يتقدم ولا يتأخر؟؟ مجرد صلاة وزكاة طول عمره ..
هذه مجرد أمور عقليه لا وجود لها ولا يمكن أن تجدوا رجلا واحدا على هذه الصفة .. فلا تأخذكم هذه المجادلات العقلية التي لا يبنى عليها عمل ..
يا أخوة أقلها ان يسلم .. فيقول السلام عليكم .. انتهينا .. ألم يقل في حياته بسم الله .. ألم يقرأ سورة الإخلاص في حياته؟؟
وهل هناك أحد من الناس قد فرغ حياته لمتابعة هذا الرجل فهو يراه حين يقوم وحين ينام ويلاحقه في عمله وعند اهله وعند أصحابه ..
أين هذا الرجل .. من لقيه منكم فليخبرني.
والسلام عليكم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/157)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 08:17 م]ـ
هذا الداعية في ضلال مبين، والعياذ بالله.
و وجه ذلك أن الذي يدعو الكافر للإسلام يجب أن يدعوه لأركانه ـ أركان الإسلام وأركان الإيمان ـ والأمر بهذا الاعتبار ليس له علاقة بكفر تارك الصلاة، أو تارك الزكاة، أو حتى تارك عمل الجوارح كلها أصلا!
القضية هنا هو رجل (لا يبلغ) الناس بالإسلام إلا بالشهادتين، أو بهما وبالصلاة، وهذا ضلال!
وفي حديث معاذ المشهور (إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله - وفى رواية: إلى أن يوحدوا الله-فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليله، فإن أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤحذ من أغنيائهم فترد علي فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلموم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) وقال تبارك وتعالى (يا ايها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة)، يعني ادخلوا في الإسلام كله بكل شرائعه وأحكامه، وفي حديث الأعرابي الذي التزم الأركان (أفلح إن صدق)، والنبي كان يرسل الرسل إلى القري والنواحي والأمصار فيعلمون الناس شرائع الإسلام جملة وتفصيلا، وكذا عمل خلفائه، ومن بعدهم من العلماء والدعاة منذ بعث الله النبي إلى الآن!، والأدلة على ذلك كلها اتفاقية ليس شيء منها نزاعيا.
من أجل ذلك فيجب على المؤمن إذا علم الأركان ـ وأعني هنا أركان الإسلام ـ أن يلتزمها، وهذا بقطع النظر عن كونها يؤديها أم لا، لكن المراد أن يلتزم مشروعيتها و وجوبها، وهذا ما يقول عنه أهل العلم (أن النطق بالشهادتين يجب أن يشتمل في نفسه على الإقرار والالتزام بالشرائع)، وهذا لا ينافي أن مجرد نطقها يعصم النفس والمال، لأنه شروع في العاصم لا إتمامه، فلو ظهر بعد ذلك عدم التزامه بجملة الشرائع وإقراره بها لم تنفعه ولم تعصمه،و هذا مسائل طويلة لكنها معروفة.
وبناء على ذلك فحكم هؤلاء أنهم لا يعلمون عن الإسلام إلا الشهادتين والصلاة، فلو لم يعلموا عن الإسلام إلا هذا فهم حدثاء عهد بإسلام لا يؤاخذون بهذا الجهل، لكن يجب تعليمهم بقية الأركان و وجوبها وأن يذعنوا لذلك، فحكمهم الآن (من حيث الجملة كما قلت) أنهم أسلموا وعصموا أنفسهم بالشهادتين، لكن يجب تبليغهم بأركان الإسلام والإيمان وشرائعه الواجبة عليهم عينا، ولكن الذي يظهر والله أعلم (أن استمرار هذا الجهل متعذر) ولو كانوا في غير دار الإسلام، في مثل عصرنا هذا، ولكن هذه مسألة أخرى تعلم بالاستفصال والقرائن والأحوال.
والله أعلم
الحمد لله وحده ...
مع أن الأخ الفاضل السائل ألح في ترك حال الداعي، إلا أنه قد تم تناوله على كل حال. فالمعذرة.
وينبغي التأمل والتأني قبل الجزم بضلال هذا الداعي.
وبادي الرأي لا أرى فيما يفعله حرجًا إذا ما أخذنا في الاعتبار بؤس الواقع الذي نعيشه ومستوى أكثر الدعاة، واهتمامتهم.
وينبغي ألا يغفل الأصل المستقر في دين الله عز وجل الذي دلت عليه عشرات الدلائل المختلفة في المسائل المختلفة من أن (من عمل خير ممن لم يعمل وإن كان في عمله نقص).
وهذا لا يرفع عن العامل حرج النقص إلا إن كان معذورًا.
فمن صلى وترك خير ممن ترك الصلاة.
وإن قدر من يصلي فلا يكتب له من صلاته شيء لسهوه في كل صلاته، فهو خير من تارك الصلاة.
بل لعله خير ممن يصلي أحيانًا فيكتب له بعض أجر صلاته، ويترك أحيانًا فلا يصلي البتة، إذ هذا الأخير مختلف في كفره حال تركه.
والذي يدعو الكفرة إلى الإسلام، ثم يدخلهم في عقيدة الأشاعرة أو غيرهم من الفرق البدعية المسلمة يشكر له إنقاذه هذه الأنفس من الخلود في النار إن لم تصل بدعتهم إلى الكفر، ويكفر له تعليمهم البدعة.
لكن مصلحة إنقاذهم أرجح من تركهم على حالهم بدرجات عظيمة لا يعلمها إلا الله وحده.
=====
ثم ..
لا يستقيم حكم قاطع على هذا الداعي قبل الاستفصال عن حاله ورؤيته في الدعوة.
فمعلوم أن الميسور لا يسقط بالمعسور ..
ومن السؤال علمت أن هذا الداعي يذهب إلى أن إدخال الوثنيين في الإسلام خير من تعليم الناس الإيمان الواجب عليهم.
وأنا أتوقف في هذا، وأحتاج إلى التأمل فيه، ولا أقطع بخطئه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/158)
وقد تكون هذه الرؤية صحيحة إذا أخذنا في الاعتبار أنه علمهم المعنى الجملي لشهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
وأنها تتضمن طاعة الله ورسوله فحسب .. وترك ما عداه من أهواء النفس ..
وأن الإسلام دين شامل، ومنهاج في كل مناحي الحياة .. في المأكل والملبس والنوم واليقظة والحياة والموت.
وأن الله أوجب عليهم أمورًا، فيجب عليهم أن يتعلموها ولا يحل لهم تركها ..
===
فإن تركهم هذا الداعي على ذاك .. متعللا أنه تركهم على حال تنقذهم من الخلود في النار ..
وأبلغهم بالمعنى الجملي للشهادتين ..
ثم ..
فوق ذلك علمهم أعظم مباني الإسلام ..
ويدخل في هذا أنه علمهم شروطها في البدن والملبس .. وأركانها التي لا تصح إلا بها.
ثم قال ..
إنما أحسن إقناع الكفرة، وأجيد التخاطب معهم وإدخال هذه المعاني في قلوبهم ..
فالظاهر أنه محسن أيما إحسان .. والشد على يديه واجب على كل مستطيع.
========
ويمكن أن يصاغ هذا على وجه آخر فيقال ..
إن الله قد أوجب على الأمة أنواعًا من الدعوة إلى دينه وكتابه وسنة نبيه.
1 - فيجب على الأمة دعوة الوثنيين واللادينيين (وهم بالملايين) إلى توحيد الله والاعتراف به والإيمان به وبرسوله، فيدخلوا في عموم المسلمين.
2 - ويجب على الأمة دعوة المسلمين الجهلة (وهم بمئات الملايين) بتعليمهم أحكام ما أوجب الله عليهم من الأركان والواجبات.
3 - ويجب على الأمة أن تنفر طائفة منهم فيتعلمون أحكام الله في سائر شرائعه ومسائل دينه.
4 - .... إلخ ..
ومعلوم أن من الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من كان يقدر على القيام بكل ذلك علمًا وحالاً .. بخلاف الحال اليوم.
غير أن الميسور لا يسقط بالمعسور ..
فكل من قدر على شيء من هذه الواجبات تعين عليه إن لم تكن الكفاية قد سدت فيه، وإن لم يكن قادرًا على شيء من الأنواع الأخرى.
ومعلوم الحديث في صحيح البخاري وغيره: (بلغوا عني ولو آية).
===
فإن قيل:
فالظاهر أن هذا الداعي يقدر على غير هذا النوع غير أنه يرى أن إدخال الوثنيين في الإسلام خير من تعليم الناس الإيمان الواجب عليهم.
فيقال:
قد سبق أنني أتوقف في هذا الذي يراه قبل الجزم بخطئه اليوم ..
ومسائل الدعوة إلى الله مما يتغير الحكم فيها - قطعًا - بتغير حال المدعو، وحال المسلمين، وحال الداعي، والعوارض التي تعترضه ..
ولا شك عندي أن في إسقاط أحوال الدعاة والمدعوين والمناوئين أيام النبي صلى الله عليه وسلم على الدعاة والمدعوين والمناوئين والقادة اليوم أنواعًا من الخلل العظيم.
هذا؛
ونسأل الله التوفيق والسداد للجميع.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[17 - 09 - 10, 10:02 م]ـ
شيخنا الأزهري السلفي بارك الله فيه
هناك فرق بين أن ندعو إنسانا إلى الإسلام فيسلم، فلا نقول إنه يجب على من دعاه أن يعلمه شرائع الإسلام وجوبا عينيا على نفس الداعي، وإن كان لا شك أنه من الأولى في حقه أنه إذا أقنعه بأصل الإسلام وهو التوحيد والرسالة، فإنه يجمل به أن يعلمه أن للإسلام والإيمان أركانا، أو لا أقل أن يرشده إلى طريق معرفة ذلك، لأن الداعية ليس رسولا ولا نبيا ينبغي أن يبلغ كل الوحي أو القدر المجزئ منه للمبلغ، وقد كنا ندعو بعض الناس من النصارى وغيرهم إلى الإسلام، ولما كان أحدهم يسلم كنا نفعل ما ذكر ...
أما أن يجوز الداعية لنفسه كتم ذلك عن الإنسان، فهذا مسألة أخرى ـ كما أشرتم ـ، ففوق أن هذا خلاف الهدي النبوي في الدعوة، وعمل الدعاة، فإن فيه فتنة لهؤلاء المسلمين الجدد، وتعريضهم للفتنة في دينهم والارتداد إذا علموا أركانا لم يكونوا يعلمونها، والدليل أن الداعية هذا يرى جواز ذلك (وهو حجزهم عن العلم بأركان الإسلام) أنه كان يكفيه أن يعلمهم إجمالا أن للإسلام أركانا، ولو أن يخبرهم بتعلمها مع أنفسهم فقط، لكان هذا له أعذر من أن يعتقد أنه بتعلمهم الشهادة والصلاة إنجاء من النار خيرا من أن يدعوهم لما يدخلهم الفردوس!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/159)
وكما ذكرتم شيخنا أنه إن كان يرى أن إدخال الكافر الإسلام خير من تعليمه الإيمان الواجب، فأنت عليم شيخنا الكريم أن الإدخال في الإسلام وإن كان يعصم ذلك المسلم من أحكام الكفار، لكن هل يديم له تلك العصمة؟ يجب أن يتم ذلك العاصم بعد أن شرع فيه بالشهادتين، فإن علم بعض الناس الشهادتين فقط كما ذكر الأخ، فأين الإسلام الذي تعلمه الرجل، مجرد إيمان بالتوحيد والرسالة! بلا امتثال أو إيمان بالأركان ...
لذلك شيخنا العبارة التي لونتها بالأحمر من كلامي، الله أعلم في تحققها في المدعوين لذلك الداعية أم لا، وهذا خطر عظيم، لأن الصورة التي نقلها السائل أن الداعية يكتم هذا الأمر، فلا يذكره لهؤلاء لأنه يرى أن إنجاءهم من النار خير من تحصيلهم الفردوس، فلو قال لهم بعد الشهادة أنتم الآن مسلمون، وذلك الإسلام هو تسليم لله والرسول، وهذا يقتضي منكم طاعة ذلك الرسول فيما أبلغ عن الله من الأركان والواجبات والابتعاد عن المحرمات ويجب أن تتعلموها، فهذه صورة لم نتكلم عنه ولم يذكرها السائل، بل هو يعلمهم أن هذا هو الإسلام، التوحيد والرسالة، كأننا في زمن الفترة!
والذي ينتج على تلك الأنواع من مناهج الدعوة التي ليست على طريق سوي هو ظهور تلك (الإسلامات) في أمريكا، فمثل ذلك المدعو الله أعلم بحاله قد يصير قاديانيا أو بهائيا أو قرآنيا أو من الجماعات الإسلامية الأمريكية الموجودة هناك والتي تناقض الإسلام، فياشيخنا الجليل هناك فرق بين من يدخل الكافر إلى الإسلام متلبسا بظلم أو بدعة فيصيره أشعريا أو صوفياأو حتى شيعيا، مادام في إطار الإسلام العام فهو خير من الكفر (كما يقول شيخ الإسلام في كلام له)، وبين ألا يعلمه الإسلام أصلا، فيبقى الإسلام عنده مجرد اعتقاد رسالة شخص عربي اسمه محمد، فلا يعلم ماهو ذلك الدين أصلا ..
ومعروف أن هناك اتجاهات كثيرة تعتقد أن النبي رسول من الله، ولا يخرجهم هذا عن حد الكفر، لأن إنشاء الشهادتين لمجرد الإخبار عن العلم الباطن ليس دخولا في الإسلام، مالم يشتمل العقد على إنشاء الإسلام والتزامه في الجملة ...
فالذي ظهر لي ـ مع سابقة مني في دعوة غير المسلمين للإسلام وشهود عشرات الحالات من الإسلام بعد نقاشات مباشرة ومساهمات ـ أن هذا المنحى خطر أيما خطر في الدعوة.
والله المستعان
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 10:06 م]ـ
ويمكن أن يصاغ هذا على وجه آخر فيقال ..
إن الله قد أوجب على الأمة أنواعًا من الدعوة إلى دينه وكتابه وسنة نبيه.
1 - فيجب على الأمة دعوة الوثنيين واللادينيين (وهم بالملايين) إلى توحيد الله والاعتراف به والإيمان به وبرسوله، فيدخلوا في عموم المسلمين.
2 - ويجب على الأمة دعوة المسلمين الجهلة (وهم بمئات الملايين) بتعليمهم أحكام ما أوجب الله عليهم من الأركان والواجبات.
3 - ويجب على الأمة أن تنفر طائفة منهم فيتعلمون أحكام الله في سائر شرائعه ومسائل دينه.
4 - .... إلخ ..
ومعلوم أن من الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من كان يقدر على القيام بكل ذلك علمًا وحالاً .. بخلاف الحال اليوم.
غير أن الميسور لا يسقط بالمعسور ..
فكل من قدر على شيء من هذه الواجبات تعين عليه إن لم تكن الكفاية قد سدت فيه، وإن لم يكن قادرًا على شيء من الأنواع الأخرى.
ومعلوم الحديث في صحيح البخاري وغيره: (بلغوا عني ولو آية).
الحمد لله وحده ...
والمقصود:
أن هذا الداعي المسئول عنه إما لا يقدر على القيام بشيء من هذه الواجبات، وإما يقدر على نوع واحد منها، وإما يقدر على أكثر من نوع منها.
وعلى كل تقدير لا يجب عليه سوى ما يقدر عليه ..
ثم إن كان يقوم ببعض ما يجب عليه فهو ملوم بقدر تقصيره، مشكور بقدر فعله.
والتارك مطلقًا ملوم على كل حال.
وينظر فيما إذا كان يقدر على غير نوع إلا أنه يستفرغ وسعه في نوع واحد متعللا بأن فيه مطلق النفع للمدعوين: هل يلزمه الكف عن بعض ذلك أم لا؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[17 - 09 - 10, 10:13 م]ـ
وجهة نظركم واضحة يا شيخ، لكن محل الانتقاد لطريقته أن كلامكم أليق انطباقا لو قلنا إنه يدعوهم للإسلام على غير طريقة السنة، أو يدعوهم إليها ولكن يقصر فيما يمكنه عمله ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/160)
لكن الذي أشرت إليه أن الخلل في طريقته يخل بأصل ما يدعو إليه لا بكماله، فالذي يصلي وتبطل صلاته لا نقول إنه يثاب بقدر ما صلي فقط ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 10:17 م]ـ
شيخنا الأزهري السلفي بارك الله فيه
هناك فرق بين أن ندعو إنسانا إلى الإسلام فيسلم، فلا نقول إنه يجب على من دعاه أن يعلمه شرائع الإسلام وجوبا عينيا على نفس الداعي، وإن كان لا شك أنه من الأولى في حقه أنه إذا أقنعه بأصل الإسلام وهو التوحيد والرسالة، فإنه يجمل به أن يعلمه أن للإسلام والإيمان أركانا، أو لا أقل أن يرشده إلى طريق معرفة ذلك، لأن الداعية ليس رسولا ولا نبيا ينبغي أن يبلغ كل الوحي أو القدر المجزئ منه للمبلغ، وقد كنا ندعو بعض الناس من النصارى وغيرهم إلى الإسلام، ولما كان أحدهم يسلم كنا نفعل ما ذكر ...
أما أن يجوز الداعية لنفسه كتم ذلك عن الإنسان، فهذا مسألة أخرى ـ كما أشرتم ـ، ففوق أن هذا خلاف الهدي النبوي في الدعوة، وعمل الدعاة، فإن فيه فتنة لهؤلاء المسلمين الجدد، وتعريضهم للفتنة في دينهم والارتداد إذا علموا أركانا لم يكونوا يعلمونها، والدليل أن الداعية هذا يرى جواز ذلك (وهو حجزهم عن العلم بأركان الإسلام) أنه كان يكفيه أن يعلمهم إجمالا أن للإسلام أركانا، ولو أن يخبرهم بتعلمها مع أنفسهم فقط، لكان هذا له أعذر من أن يعتقد أنه بتعلمهم الشهادة والصلاة إنجاء من النار خيرا من أن يدعوهم لما يدخلهم الفردوس!
وكما ذكرتم شيخنا أنه إن كان يرى أن إدخال الكافر الإسلام خير من تعليمه الإيمان الواجب، فأنت عليم شيخنا الكريم أن الإدخال في الإسلام وإن كان يعصم ذلك المسلم من أحكام الكفار، لكن هل يديم له تلك العصمة؟ يجب أن يتم ذلك العاصم بعد أن شرع فيه بالشهادتين، فإن علم بعض الناس الشهادتين فقط كما ذكر الأخ، فأين الإسلام الذي تعلمه الرجل، مجرد إيمان بالتوحيد والرسالة! بلا امتثال أو إيمان بالأركان ...
لذلك شيخنا العبارة التي لونتها بالأحمر من كلامي، الله أعلم في تحققها في المدعوين لذلك الداعية أم لا، وهذا خطر عظيم، لأن الصورة التي نقلها السائل أن الداعية يكتم هذا الأمر، فلا يذكره لهؤلاء لأنه يرى أن إنجاءهم من النار خير من تحصيلهم الفردوس، فلو قال لهم بعد الشهادة أنتم الآن مسلمون، وذلك الإسلام هو تسليم لله والرسول، وهذا يقتضي منكم طاعة ذلك الرسول فيما أبلغ عن الله من الأركان والواجبات والابتعاد عن المحرمات ويجب أن تتعلموها، فهذه صورة لم نتكلم عنه ولم يذكرها السائل، بل هو يعلمهم أن هذا هو الإسلام، التوحيد والرسالة، كأننا في زمن الفترة!
والذي ينتج على تلك الأنواع من مناهج الدعوة التي ليست على طريق سوي هو ظهور تلك (الإسلامات) في أمريكا، فمثل ذلك المدعو الله أعلم بحاله قد يصير قاديانيا أو بهائيا أو قرآنيا أو من الجماعات الإسلامية الأمريكية الموجودة هناك والتي تناقض الإسلام، فياشيخنا الجليل هناك فرق بين من يدخل الكافر إلى الإسلام متلبسا بظلم أو بدعة فيصيره أشعريا أو صوفياأو حتى شيعيا، مادام في إطار الإسلام العام فهو خير من الكفر (كما يقول شيخ الإسلام في كلام له)، وبين ألا يعلمه الإسلام أصلا، فيبقى الإسلام عنده مجرد اعتقاد رسالة شخص عربي اسمه محمد، فلا يعلم ماهو ذلك الدين أصلا ..
ومعروف أن هناك اتجاهات كثيرة تعتقد أن النبي رسول من الله، ولا يخرجهم هذا عن حد الكفر، لأن إنشاء الشهادتين لمجرد الإخبار عن العلم الباطن ليس دخولا في الإسلام، مالم يشتمل العقد على إنشاء الإسلام والتزامه في الجملة ...
فالذي ظهر لي ـ مع سابقة مني في دعوة غير المسلمين للإسلام وشهود عشرات الحالات من الإسلام بعد نقاشات مباشرة ومساهمات ـ أن هذا المنحى خطر أيما خطر في الدعوة.
والله المستعان
الحمد لله وحده ...
حفظ الله الشيخ الفاضل ..
كتبت المشاركة الأخيرة ثم رأيت كلامك هذا.
والعارف حجة على الجاهل، ومن ذاق عرف.
وأنت تخبر عن شيء تعلمه، وكافحته بنفسك، أما أنا فلست مثلك ..
===
والذي تفطنتُ إليه حتى قبل أن أرى هذا الكلام الأخير لك، ثم ازددت يقينا به: أنك تعتمد على كون هذا الداعي المسئول عنه لا يعتني سوى بإنطاق الكفرة بلفظي الشهادة .. ثم (قد) يزيد عليها تعليمهم الصلاة، ويتعمد بعد ذلك أن يخفي عنهم باقي الأركان والواجبات والشرائع طمعًا في دخولهم الإسلام.
أما أنا فاعتمدتُ - وصرحتُ به - على كونه يدعوهم إلى كلمة التوحيد ويعلمهم الصلاة، ويعلمهم معنى كلمة التوحيد ولو إجمالا ..
فيتعلمون منه أنه عبيد، وأن في رقابهم قيودًا يجب عليهم السعي لتعلمها ومن ثم القيام بحقوقها.
===
فأما إن كان الحال هو الأول؛ فقد أشكل حاله عليّ الآن.
أو بالأحرى: أقطع بأنه على غير الهدي النبوي، وأخشى من القطع بضلاله دون مراعاة الحال التي تعيشها الدعوة، خاصة دعوة غير المسلمين.
والمسألة عندي وعلى حسب فهمي نازلة من الكبار، ليس لي فيها نصيب.
حفظكم الله وزادكم توفيقًا وسدادًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/161)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[17 - 09 - 10, 10:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ
وأنا متحرج وآسف من تكراري الرد عليكم
نفع الله بكم
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 10:24 م]ـ
الحمد لله وحده ...
هداك الله يا شيخ عمرو، لو لم ترد ما كنتُ استفدتُ تصحيح بعض التصورات.
سؤال لو كنت مكانك لسخطته!
ما هو القدر المجزئ الذي يجب على الداعي أن يعلمه للمدعوين ليرتفع عنه الحرج المشار إليه؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[17 - 09 - 10, 10:34 م]ـ
القدر المجزئ هذا هو فقه الداعية في دعوته وعلمه بالمدعو
لكن القدر المحكم من هذا هو أن يتأكد من قيام شروط الشهادتين عند المسلم الجديد، ثم إعلامه بما يلزم عن الشهادتين ومن ذلك إعلامه ولو في الجملة ـ كما أشرتم ـ بوجوب التزام الإسلام اعتقادا وشريعة وأن للإسلام أركانا و أوامر ونواهي يجب التزامها، ثم يحسن في حقه (قريبا من الواجب في نظري) إرشاده لأركان الإيمان والإسلام، وهذا أمر ميسور والحمد لله إذا اعتقد المسلم الجديد معنى الشهادة حقا ..
ويضاف إلى القدر الواجب المجزئ مالو كان الكافر على اعتقاد كفري ثبوتي، فيجب تقرير بطلان هذا الاعتقاد وكونه كفرا، وكونه مناقضا لللإسلام من كل وجه ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 10:50 م]ـ
القدر المجزئ هذا هو فقه الداعية في دعوته وعلمه بالمدعو
لكن القدر المحكم من هذا هو أن يتأكد من قيام شروط الشهادتين عند المسلم الجديد، ثم إعلامه بما يلزم عن الشهادتين ومن ذلك إعلامه ولو في الجملة ـ كما أشرتم ـ بوجوب التزام الإسلام اعتقادا وشريعة وأن للإسلام أركانا و أوامر ونواهي يجب التزامها، ثم يحسن في حقه (قريبا من الواجب في نظري) إرشاده لأركان الإيمان والإسلام، وهذا أمر ميسور والحمد لله إذا اعتقد المسلم الجديد معنى الشهادة حقا ..
ويضاف إلى القدر الواجب المجزئ مالو كان الكافر على اعتقاد كفري ثبوتي، فيجب تقرير بطلان هذا الاعتقاد وكونه كفرا، وكونه مناقضا لللإسلام من كل وجه ..
الحمد لله وحده ...
الذي أضفته أخيرا يا شيخ عمرو داخل في أول كلامك ..
وأنا لم أفهم من السؤال سوى أنه أخبرهم بمعنى الشهادتين إجمالا، ولذا أوردتُه ضمن ما كتبتُه أولا.
وكان ظني أن الإشكال يبقى فيما بعد ذلك.
وأنا إلى الآن أظن أننا نجيب عن السؤال من جهتين.
ولعل مما يحسم أمر الرجل أن يُسأل:
هب أن بعض إخوانك الدعاة يتلقف هؤلاء المدعوين من بعدك فيعلمهم أركان الإسلام والإيمان، مع حسن التأتي، ومزيد الترفق والاعتناء بحالهم؛ فهل ترضى بذلك؟
فإن رضي، وإلا كان عدم رضاه دليلا على ضلاله.
ما رأيك؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[17 - 09 - 10, 10:52 م]ـ
ولعل مما يحسم أمر الرجل أن يُسأل:
هب أن بعض إخوانك الدعاة يتلقف هؤلاء المدعوين من بعدك فيعلمهم أركان الإسلام والإيمان، مع حسن التأتي، ومزيد الترفق والاعتناء بحالهم؛ فهل ترضى بذلك؟
فإن رضي، وإلا كان عدم رضاه دليلا على ضلاله.
ما رأيك؟
نِعم القول ..
بارك الله فيك
ـ[أبو عبدالله السكندري]ــــــــ[18 - 09 - 10, 09:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله
شهدنا لأخينا الشيخ عمرو بسيوني مداخلاته مع غير المسلمين
وتعليمه للدعاة المسلمين ما توجب عليهم معرفته من علوم دينهم
نسأل الله له التوفيق والسداد ودوام الافادة
وأسأل شيوخنا الأكارم للتوجيه للأبحاث في مثل هذه النوازل
مثل هذه المشاركة المباركة
عكفت منذ سنوات أجمع ما يأتي في المسألة الواحدة في مجلد واحد بجهاز الحاسوب
من مشاركات بالمنتديات وكتب ومقالات وصوتيات
ثم أفرغ منها بحثا جامعا في المسألة
فهل يمكن أن تدلونا مشايخنا علي ما يتعلق بدعوة غير المسلمين واحكام دخولهم في الاسلام
والقدر الواجب تعليمه لهم
والمسائل الدقيقة المتعلقة بحال الداعي والمدعو مثل هذه المسألة
هل هذا الداعية المذكور حاله ان كان يعلم اركان الاسلام والايمان ثم لم يذكرها متؤلا ظانا أنه يعصم هؤلاء من الارتداد يأثم؟ وهل الخلل في اعتقاده في الايمان يؤثر في حكمه هو من حيث الايمان؟
هل من دخلوا في الاسلام ولم يعرفوا الا ما عرفه لهم داخلون في مسمي الاسلام؟ معذورون بالجهل؟
هل تلقف احد الجماعات الكافرة كفر نوع والتي تعتقد معتقدات كفرية وتعليمها له هذه المعتقدات دون معرفته بغيرها تدخله في العذر بالجهل؟
بعض المسلمين اسلم معتقدا باعتقادات باطلة مثل رؤيته لخارقة للعادات علي يد صوفي واعتقد اعتقاده وكان حاله من البعد وضعف العلم ما يدخله في العذر بالجهل؟ هل هذا دخل اصلا في مسمي الاسلام ثم خرج منه؟ أم لم يدخل لاعتقاده الباطل؟ ام دخل ويعذر بجهله؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[19 - 09 - 10, 01:30 ص]ـ
سألت مسائل كبّاراً ..
سأحاول أن أعود على بعضها بقدر ما أعلم وأفهم
والله المستعان
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[19 - 09 - 10, 01:56 ص]ـ
هناك رسالة لشيخنا ابي المعز محمد علي فركوس وعنوانها توجيه الاستدلال بالنصوص الشرعية على العذر بالجهل في المسائل العقدية
فيها طرفا مما ذكرت من اشكالات والله الموفق
والرسالة في موقع الشيخ(65/162)
خطوات الرد على التصارى
ـ[فاطمة الزهراء بنت العربي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 07:08 ص]ـ
منقول من منتديات الجامع للرد على النصارى http://aljame3.net (http://aljame3.net/ib/index.php?showtopic=4602)
/ib/index.php?showtopic=4602 (http://aljame3.net/ib/index.php?showtopic=4602)
لحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..
أول خطوة لك أخى الكريم فى دراسة مقارنة الأديان: أن تمتنع عن قراءة أى كتاب أو مقال فى مقارنة الأديان، وأن تلجم نفسك عن قراءة المكتوب فى منتديات مقارنة الأديان!
والخطوة الثانية أن تأخذ نصيبك من الميراث الذى تركه لك محمد عليه الصلاة والسلام. فتتعلم قراءة القرآن كما كان يقرأه محمد عليه الصلاة والسلام، وتحفظ ما استطعت منه. ثم تأخذ بطرف صالح من العقيدة والفقه والحديث والتفسير واللغة والسيرة والرقائق وباقى العلوم الضرورية.
والثالثة أن تتوسع أكثر فى دراسة العقيدة، فتتعمق أكثر فى مسائل العقيدة وتفاصيلها، وتتعرف بشكل أوسع على الفرق والأديان والمذاهب.
والرابعة أن تدرس أمهات الكتب فى مجال دعوة أهل الكتاب، وعلى رأسها الجواب الصحيح لابن تيمية، وإظهار الحق لرحمة الله هندى.
والخامسة الاطلاع على الكتاب المقدس، وأمهات كتب القوم.
فإن شقّ عليك ذلك الطريق، وطال وصعب فى ناظريك، فلا عليك بأى خطوة مما سبق! ..
ولكن اعمد إلى مواقع الإنترنت ومنتدياتها، واهدر من وقتك ما استطعت، واقرأ نتفًا من هنا وهناك، حتى إذا عرفت بعض المطاعن فى الكتاب المقدس، فاذهب إلى منتديات النصارى، وطارحهم الجدل والجدال، وبادلهم السب والسباب، ثم قل فى نفسك: قوم لا عقول لهم! .. فارجع إلى منتدى الجامع أو غيره من المنتديات، واحرص لنفسك فى كل يوم على مشاركة تضعها فيه، لا تزيد عن اقتباس فقرة من الكتاب المقدس، وتهكم عليها واسخر منها، وانتظر تهنئة إخوتك لك على رائع تهكمك وعظيم سخريتك، فبادلهم التهانى، وتعجب من حال النصارى الذى لا يعقلون! .. وأنت فى كل ذلك حريص على هدر أوقاتك، وربما إضاعة صلواتك! .. وتمر عليك السنون والسنون، ولم تعرف من الإسلام أكثر مما عرفت حتى اليوم! .. وهذا إن تغمدك الله برحمته، ولم تنكت بعض الشبه فى قلبك نكتًا سوداء، ولم يصر قلبك من عدم الإنكار كالكوز مجخيًا والعياذ بالله!
وأنت فى ذلك الطريق السهل تتعلم الإسلام أيضًا! .. لكنك تتعلمه عن طريق الشبهات! .. فينحصر علمك بدينك فى ردود الشبهات. فلو وقفت فى الصلاة بين يدى ربك، وقرأت: (واستغفر لذنبك)، لم يقع فى قلبك إلا أن هنا شبهة حول خطايا النبى، والرد عليها كذا! .. وإذا قرأت: (سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله)، لم تستحضر فى قلبك إلا شبهة كذا والرد عليها كذا! .. وإذا قرأت (يا أخت هارون)، لم تجد فى بالك إلا إجابة السؤال: كيف تكون مريم أخت هارون؟! .. وهكذا يصير علمك بدينك مجرد ردود على شبهات .. أو قل بلا مواربة: يصير دينك عندك شبهات مردود عليها!
أخى الحبيب ..
حبك لدعوة أهل الكتاب لا بأس فيه. ولكنك مسلم قبل أن تكون محاورًا مجادلاً. وإسلامك يطالبك بتعلم دينك أولاً، بصرف النظر عن تخصصك فى مجادلة أهل الكتاب فيما بعد أم لا.
وكيف تشرح للنصارى محاسن شرعة الإسلام وأنت لم تدرس متنًا فقهيًا للمبتدئين؟ .. وكيف تقرب النصارى إل القرآن العظيم وأنت لا تحسن تلاوته ولم تقرأ تفسيرًا مختصرًا لآياته ولم تتقن لغته؟ .. وكيف تحبب النصارى فى محمد عليه الصلاة والسلام وأنت لا تعرف نسبه ولا سيرته ولا أخلاقه ولا شمائله؟
وأعود فأقول: حتى ولو لم تتصدى لجدال أهل الكتاب فأنت كمسلم مطالب بمعرفة عقيدتك وكتابك ونبيك وشريعتك، بحسب ما آتاك الله من وقت وجهد وذكاء، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.
وطائفة من المسلمين كانوا لاهين عن الدين، فلما جادلهم النصارى وأرادوا اغتيالهم عن دينهم، رجعوا إلى الإسلام، فبحثوا عن إجابات لشبه النصارى.
ولا اعتراض على ما حدث لتلك الطائفة، فقد كان خارجًا عن مقدورهم. ولا اعتراض على بحثهم عن الإجابات، فلا مفر من ذلك بعد حلول الشبه.
لكن الاعتراض كل الاعتراض أن تواصل هذه الطائفة تعلم دينها على أيدى النصارى! .. الخطر كل الخطر أن تدرس الإسلام عن طريق الشبهات وردها!
والواجب على هذه الطائفة أن تحمد ربها أن أفاقها من غفلتها، وأن تنتهى عن التعرض للشبه، وأن تمتنع عن الولوغ فى المواقع والمنتديات التى تنشر هذه القاذورات دون رد، بل عليهم عدم الانشغال بالمنتديات الإسلامية التى ترد وتدعو وتجادل. وإنما الواجب عليهم بالدرجة الأولى تعلم دينهم، كلٌ بحسبه، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.
أخى الحبيب ..
لا أريدك بعد سنتين من الآن أن تكون عالمًا بحال يسوع الأناجيل وجاهلاً بحال نبيك. لا أريدك أن تكون حافظًا للجمل الكثيرة من الكتاب المقدس وناسيًا لأكثر آيات الذكر الحكيم. لا أريدك أن تكون واعيًا بقبائح الشريعة النصرانية وغافلاً عن مزايا الشريعة الإسلامية.
فليراجع كلٌ منا نفسه .. وليختر لنفسه الطريق التى يحب أن يراه الله فيها.
ا. هـ
[وكتبه المشرف العام: متعلم، جزاه الله خير الجزاء، وأكمله، وأوفاه، وأوفره، وأعلاه]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/163)
ـ[فاطمة الزهراء بنت العربي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 07:09 ص]ـ
فائدة للأخ (متعلم)
الاطلاع على الشبهات ودعوة أهل البدع، ليس لكل من هب ودب!!
إن الاطلاع على الكتابات ضد الإسلام وعلى الشبهات ليس متروكاً لكل من هب ودب ..
إن الشرع الحكيم لم يترك هذا الأمر هملاً بلا ضوابط ولا قواعد .. ولكن وضع لذلك القواعد التى تنظمه .. والتى لو تأملتها لسبحت من له الخلق والأمر.
إن الاطلاع على الشبهات ليس متاحاً لأى مسلم .. وإنما عليه بدء الطريق من أوله ..
أولاً: على المسلم .. على وعليك وعلى جميع المسلمين .. البدء بتعلم القدر الأدنى من الدين الصحيح .. وخاصة العقيدة الصافية ..
ثانياً: يباح له التدرج بعد ذلك فى الاطلاع على الشبهات، ولكن ليس من كتب المعادين، وإنما يطلع عليها من كتب علماء الإسلام التى تعرضت لهذه الشبهات وردت عليها .. أى أن الإباحة هى لقراءة الشبهة مع الرد عليها .. وليس لمجرد الشبهة دون الرد ..
ثالثاً: يباح بعد ذلك لمن أتقن الاطلاع على الشبهات فى كتب المعادين دون رد عليها .. لأنه سيكون فى هذه الحالة بفضل الله قادراً على الرد على هذه الشبهات .. بما حصن به نفسه فى المرحلة الأولى .. وبما تدرب عليه عملياً فى الثانية ..
وهذا الذى قرره الشرع وفصله العلماء .. هو العقل عينه والحكمة نفسها .. لأنه ليس من العقل والحكمة أبداً أن يتعرض المرء لشبهات المخالفين دون امتلاك العلم الكافى لدحضها .. ليس من العقل أن يخرج المرء وهو أعزل لعدوه المجهز بالأسلحة الفتاكة ..
وأما من يقول: إن عقيدتى راسخة ولن تثنيها الشبهات أبداً مهما كان قوتها ..
فنقول: حاله كحال من: ألقاه فى اليم مكتوفاً .. وقال: إياك إياك أن تبتل بالماء!
ليس من الحكمة أن تضعنى فى غرفة مملوءة بالجراثيم، ثم تطلب منى ألا يصيبنى المرض، بحجة أنى صحيح معافى!
معذرة أخى إن كنت أطلت عليك .. لكنها نفثة مصدور! .. أبثها للكثيرين! ..
تالله لقد رأيت من يتصدى لمجادلة النصارى والملاحدة وهو لا يواظب على الصلاة فى جماعة!
وتالله لقد رأيت من يتصدى لذلك وهو لا يحسن كيف يتوضأ!
ولا أدرى .. هل المطلوب من المسلم أن يتصدى للرد على الشبهات قبل أن يلتزم هو بإسلامه شخصياً؟ ..
هل انعكست المسألة وانقلب الحال؟
إن الوضع السليم أن يلتزم المسلم بدينه .. ثم لمن امتلك العلم الكافى ـ وحده ـ وسلك طريقه أن يتصدى لدعوة غير المسلمين ونقد أديانهم.
ـ[سنا]ــــــــ[22 - 08 - 10, 05:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...
نصيحة قيّمة(65/164)
هل الإكراه الغير ملجأ يعتبر من موانع تكفير المعين عند أهل السنة؟
ـ[الدرة المصون]ــــــــ[19 - 08 - 10, 02:39 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رمضان مبارك و كل عام و أنتم إلى الله أقرب
سؤالي: هل الإكراه الغير ملجأ (التهديد أو الوعيد بما دون تلف النفس أو العضو، كالتخويف بالضرب أو القيد أو الحبس أو إتلاف بعض المال) يعتبر من موانع تكفير المعين عند أهل السنة؟
قرأت بعض الآراء المختلفة لذا أرجو الإفادة جزاكم الله عنا خير الجزاء(65/165)
من أسباب الضلال في العقائد
ـ[العويشز]ــــــــ[19 - 08 - 10, 02:42 م]ـ
قال الطاهر بن عاشور:
وجميع أخطاء أهل الضلالة في الجاهلية والأديان الماضية تسري إلى عقولهم من النظر السقيم، والأقيسة الفاسدة، وتقدير الحقائق العالية بمقادير متعارفهم وعوائدهم، وقياس الغائب على الشاهد.
وقد ضل كثير من فرق المسلمين في هذه المسالك لولا أنهم ينتهون إلى معلومات ضرورية من الدين تعصمهم عند الغاية ... عن الخروج عن دائرة الإسلام وقد جاء بعضهم وأوشك أن يقع.(65/166)
تضمن سورة الفاتحة لاثبات النبوات
ـ[احمد المسلم]ــــــــ[20 - 08 - 10, 03:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم
اما بعد
فان الامام ابن القيم غواص قل ان يوجد له مثيل في استخراج درر التفسير والفوائد من كتاب الله تعالي ويظهر لنا ذلك واضحا في كتبه رحمه الله تعالي ومن ذلك كتابه مدارج السالكين بين منازل اياك نعبد واياك نستعين حيث جمع فيه من نوادر الفوائد ما يدخلها في باب الفرائد وقد اخترت اليوم مسألة منه اسجل فيها ما وصل اليه فهمي فيها خاصة ان الكتاب الذي نحن بصدده كتاب يحتاج الي غواص له نفس طويل ليلحق ابن القيم ويلتقف منه ما اراده رحمه الله من كلامه ولست ذلك الغواص وانما انا اليوم طالب بين يدي اساتذته يقدم ما فهم واترك لكم تصويب ذلك
واما المسألة التي نحن بصددها فهي مسألة ((تضمن سورة الفاتحة لاثبات النبوات))
وقد ذكر رحمه الله ثمانية مواضع تدل علي اثبات الفاتحة للنبوات واليكم عرضها والله المستعان:-
1 - الموضع الاول:-
كون الله تعالي رب العالمين فهذا يقتضي الا يترك عباده دون رسل يخبروهم بما ينفعهم في حياتهم واخرتهم ومثل هذا ولله المثل الاعلي الاب ان اراد ان يقوم ابنائه ويرشدهم وهو بعيد عنهم يرسل لهم قريب ينصحهم ومثل هذا ولذا من حكمته تعالي ان ارسل الرسل الي اقوامهم حتي يكون الحوار ميسورا مفهوما
2 - الموضع الثاني:-
من اسم الله تعالي (الله) وهو المعبود ولا عبادة دون امر منه تعالي ولأن الله لا يري بالابصار في الدنيا فلا سبيل لمعرفة الخلق باوامره الا بارسال الرسل فهم الواسطة بين الله وخلقه يبلغوهم اوامره تعالي
3 - الموضع الثالث:-
من اسمه (الرحمن) فان رحمته تمنع اهماله عباده وعدم تعريفهم ما ينالون به رضاه وينجيهم من عذابه فكيف يكون رحمن ان لم يرسل من يدعو عباده اليه فلولم يرسل الرسل لما علمنا الخير من الشر ولما كان للجنة والنار وجه
ولاحظ اخي ان رحمة الله بارسال الرسل وهداية الخلق اولي بالطلب من رحمته بانبات الزرع وانزال المطر فكن علي علم بذلك وقدم الاولي بالطلب علي غيره عند دعائك
4 - الموضع الرابع:-
من قوله يوم الدين فانه اليوم الذي يدين الله العباد فيه باعمالهم فلو لم يرسل الرسل ولم يعلم خلقه بما فرض عليهم لم يكن للحساب علي الاعمال وجه بل كان جائرا وحاشا الله ذلك
5 - الموضع الخامس:-
من قوله اياك نعبد فلولا ارسال الرسل ما عرفنا الله تعالي ولا اهتدينا اليه اذ لا سبيل لمعرفته تعالي الا بارسال الرسل
6 - الموضع السادس:-
من قوله تعالي اهدنا الصراط المستقيم فالهدايه هي البيان والدلاله ثم التوفيق والالهام فلا هداية توفيق بغير هداية بيان ولا بيان الا بارسال الرسل عليهم السلام
وفي هذه النقطة بالذات يتجلي لنا علم ابن القيم وحسن تصوره فالرجل كأنه معاين لأمور الاخرة فهو يصور لنا ان في كل من الدنيا والاخرة صراط فمن سلك الصراط المستقيم في الدنيا نجا علي صراط الاخرة ومن زاغ عن الصراط المستقيم في الدنيا تخطفته كلاليب جهنم في الاخرة نجانا الله واياكم منها
7 - الموضع السابع
من معرفة نفس المطلوب وهو الصراط المستقيم حيث وصفه بالاستقامه ومعلوم هندسيا ان اقصر الطرق بين نقطتين هو الخط المستقيم كما ان من مميزات الخط المستقيم ايصاله بسرعة الي المقصود وعينه تبارك وتعالي بان اضافه الي من انعم عليهم ليختلف عن طرق غيرهم من المغضوب عليهم والضالين
8 - الموضع الثامن:-
من ذكره تعالي للمنعم عليهم وتمييزه لهم عن المغضوب عليهم والضالين وقد فسر العلامة ابن القيم هنا المنعم عليهم بمن علم الدين الحق وعمل به , واما المغضوب عليهم فهم الذين عرفوا الحق ولم يعملو به في حين ذكر ان الضالين هم الجاهلين الذين لم يعلموا ولم يعملوا
ثم افاض فوضح ان المغضوب عليهم هم اليهود لحديث عدي بن حاتم عن النبي صلي الله عليه وسلم عند الترمزي ((اليهود مغضوب عليهم والنصاري ضالون)) وهو حديث حسن
وهنا اضيف لطيفة وهي ان الله نسب الي نفسه الخير والانعام واتي بصيغة المجهول في الغضب والاضلال وفي هذا فائدة عظيمة وهي ان ننسب الي الله تعالي الخير ونعرض بالمجهول في غيره تأدبا مع الله وادل دليل علي هذا قول ابراهيم عليه السلام ((الذي هو يطعمني ويسقين ..... )) ثم قال ((واذا مرضت فهو يشفين)) ولم يقل أمرضني مثلا تأدبا مع الله تعالي في االحديث
كانت هذه الاسطر اخواني الكرام غيض من فيض من درر العلامة ابن القيم الذي هو البحر المحيط والغواص الماهر مستخرج اللألئ من القرآن الكريم ونعم المتدبر للقران
رزقنا الله واياكم من كل علم نافع وهدانا الي تدبر كتابه وهو مولانا نعم المولي ونعم النصير
وكتبه اخيكم احمد بن محمد بن عمر (احمد المسلم)
ـ[احمد المسلم]ــــــــ[20 - 08 - 10, 02:05 م]ـ
يا اخوتي ما من رد؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/167)
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[21 - 08 - 10, 12:10 ص]ـ
أحسنت في وصفك أخي أحمد ..
وفي إلتقاطك هذه الدرر
ولو أحصيت أخي الكريم الكتاب كاملاً لقلنا أنها كلها درر وفوائد تحتاج إلى من يقتنصها ..
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[احمد المسلم]ــــــــ[21 - 08 - 10, 03:10 ص]ـ
اكرمك الله واحبك ورحمك وهداك الي الصراط المستقيم في الدنيا والاخرة(65/168)
حمل أكبر موسوعة شروحات على كتاب فتح المجيد للشيخ عبد الرحمن آل الشيخ ومتنه كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
ـ[محمد عبد العاطي]ــــــــ[20 - 08 - 10, 10:45 ص]ـ
حمل أكبر موسوعة شروحات على كتاب فتح المجيد للشيخ عبدالرحمن آل الشيخ ومتنه كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
وهذه الموسوعة مجمعة بتاريخ 10 رمضان 1431 الموافق 20 أغسطس 2010، وتحتوي على (57 مادة) مابين مواد صوتية ومواد مرئية ومواد مقروءة، وإليك محتويات هذه الموسوعة:
(1) التعليق على فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد العزيز بن باز (صوتي 4 أشرطة).
(2) المغني المفيد للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي (صوتي 16 شريط).
(3) شرح فتح المجيد للشيخ أبو داود الدمياطي (صوتي 102 شريط).
(4) شرح فتح المجيد للشيخ ربيع بن هادي المدخلي (صوتي 18 شريط).
(5) شرح فتح المجيد للشيخ سالم الطويل (صوتي 93 شريط).
(6) شرح فتح المجيد للشيخ محمد أمان الجامي (صوتي 11 شريط).
(7) شرح فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان (صوتي 100 شريط).
(8) شرح كتاب التوحيد للشيخ أبو عبد الرحمن عبد الله الموصلي (صوتي 19 شريط).
(9) شرح كتاب التوحيد للشيخ خالد بن عبد الله المصلح (صوتي 30 شريط).
(10) شرح كتاب التوحيد للشيخ عايد الشمري (صوتي 5 أشرطة).
(11) شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق اليوسف (صوتي 72 شريط).
(12) شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك (صوتي 20 شريط).
(13) شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد العزيز بن باز (صوتي 10 أشرطة).
(14) شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد العزيز بن ريس الريس (صوتي 5 أشرطة).
(15) شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير (صوتي 11 شريط).
(16) شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين (صوتي 13 شريط).
(17) شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الله بن محمد بن حميد (صوتي 34 شريط).
(18) شرح كتاب التوحيد للشيخ عثمان محمد الخميس (صوتي 49 شريط).
(19) شرح كتاب التوحيد للشيخ عمر بن حمد الحركان (صوتي 5 أشرطة).
(20) شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد المختار الشنقيطي (صوتي 10 أشرطة).
(21) شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن صالح العثيمين (صوتي 54 شريط).
(22) شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب العقيل (صوتي 5 أشرطة).
(23) شرح كتاب التوحيد للشيخ وليد بسيوني (صوتي 40 شريط).
(24) شرح كتاب فتح المجيد للشيخ السيد العربي بن كمال (صوتي 59 شريط).
(25) شرح كتاب فتح المجيد للشيخ محمد أمان الجامي (صوتي 48 شريط).
(26) شرح مسائل التوحيد للشيخ صالح الفوزان (صوتي 82 شريط).
(27) فتح المجيد للشيخ أحمد حطيبة (صوتي 11 شريط).
(28) فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ محمود عبد الحميد (صوتي 22 شريط).
(29) فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ ياسر برهامي (صوتي 104 شريط).
(30) كتاب التوحيد للشيخ عبد السلام بن صالح العييري (صوتي 6 أشرطة).
(31) كتاب التوحيد للشيخ عبدالرحيم السلمي (صوتي 9 أشرطة).
(32) كتاب التوحيد للشيخ عبيد الجابري (صوتي 10 أشرطة).
(33) كتاب التوحيد للشيخ فؤاد أحمد الزنتاني (صوتي 13 شريط).
(34) كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ (صوتي 16 شريط).
(35) الشرح الموجز على كتاب التوحيد للشيخ محمد سعيد رسلان (مرئي 27 شريط).
(36) شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرزاق عبد المحسن البدر (مرئي 24 شريط).
(37) كتاب إبطال التنديد باختصار شرح كتاب التوحيد للشيخ حمد بن علي بن عتيق.
(38) كتاب إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح الفوزان.
(39) كتاب إفادة المستفيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن محمد الأسمري.
(40) كتاب الأحاديث والآثار الضعيفة في كتاب التوحيد للشيخ علي بن محمد الصومالي.
(41) كتاب الترتيب الفريد من شروحات كتاب التوحيد للشيخ أبو توحيد لقمان حسن أمين.
(42) كتاب التعليقات البازية على كتاب التوحيد للشيخ عبد العزيز بن باز.
(43) كتاب التوضيح المفيد لمسائل كتاب التوحيد للشيخ عبد الله بن محمد الدويش.
(44) كتاب الجامع الفريد للأسئلة والأجوبة على كتاب التوحيد للشيخ عبد الله بن جار الله الجار الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/169)
(45) كتاب الجديد في شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد العزيز القرعاوي.
(46) كتاب الدر النضيد على أبواب التوحيد للشيخ سليمان بن عبد الرحمن الحمدان.
(47) كتاب الدر النضيد في تخريج كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد الله العصيمي.
(48) كتاب الشرح الميسر لكتاب التوحيد للشيخ عبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن القاسم.
(49) كتاب القصد السديد على كتاب التوحيد للشيخ فيصل بن عبد العزيز آل مبارك.
(50) كتاب القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي.
(51) كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد للشيخ محمد بن صالح العثيمين.
(52) كتاب المعتصر شرح كتاب التوحيد للشيخ علي بن خضير الخضير.
(53) كتاب المفيد على كتاب التوحيد للشيخ عبد الله بن صالح القصير.
(54) كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد للشيخ صالح الفوزان.
(55) كتاب الوجيز في شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الله بن محمد الجهني.
(56) كتاب تنبيهات على كتب تخريج كتاب التوحيد للشيخ ناصر بن حمد الفهد.
(57) كتاب تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب.
(58) كتاب حاشية كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم.
(59) كتاب خطب التوحيد المنبرية للشيخ عبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن القاسم.
(60) كتاب شرح فتح المجيد للشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان.
(61) كتاب شرح كتاب التوحيد للشيخ خالد بن عبد الله المصلح.
(62) كتاب شرح كتاب التوحيد للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد.
(63) كتاب شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد العزيز بن باز.
(64) كتاب شرح كتاب التوحيد للشيخ هاني بن عبد الله بن جبير.
(65) كتاب فتح الله الحميد المجيد للشيخ حامد بن محمد بن حسن بن محسن.
(66) كتاب قرة عيون الموحدين للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ.
(67) كتاب كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.
للتحميل انقر هنا ( http://www.islamcountry.com/allVoicesAndSeens_explainingAndReading.php?book_id =432&book_title=%D9%81%D8%AA%D8%AD+%D8%A7%D9%84%D9%85%D 8%AC%D9%8A%D8%AF+%D8%B4%D8%B1%D8%AD+%D9%83%D8%AA%D 8%A7%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8 %AF&book_writer=%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D8%B1% D8%AD%D9%85%D9%86+%D8%A8%D9%86+%D8%AD%D8%B3%D9%86+ %D8%A2%D9%84+%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE&book_rootTitle=%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%8 A%D8%AF&book_rootWriter=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF+%D8%A8%D9 %86+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%87%D8 %A7%D8%A8&book_voicedAndVideo_explainingAndReading=1157&book_class=%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%AF+%D8%A7%D 9%84%D8%B1%D8%A8%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9+%D9%88%D8 %A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D9%88%D9%87%D9%8A%D8%A9)
ولاتنسونا من صالح دعائكم بظهر الغيب
ونرجو من الإدارة تثبيت الموضوع(65/170)
ما هي عقيدة الطيبي أقصد شرف الدين الطيبي
ـ[أبو الوليد المصري]ــــــــ[20 - 08 - 10, 10:27 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله
السلام عليكم
أما بعد
فما هي عقيدة الطيبي أقصد شرف الدين الطيبي
ـ[أبو الوليد المصري]ــــــــ[21 - 08 - 10, 10:00 م]ـ
فقد وقفت علي نصوص في كتابة الخلاصة في مصطلح الحديث توحي بتصوف وتمشعر
فهل من أحد وقف علي مثل ذلك في كتب له أخري(65/171)
نصر أبو زيد: أغلاط ومغالطات .. د. إبراهيم عوض
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 07:43 ص]ـ
نصر أبو زيد: أغلاط ومغالطات (1 - 2)
د. إبراهيم عوض
حين طلب منى أحد الأصدقاء، عقب وفاة د. نصر حامد أبو زيد بقليل، أن أكتب شيئا عنه كنت فى البداية خامل النفس لا أجد لدىَّ نشاطا لهذا الموضوع. ثم لما ألح علىّ أن أفعل وشرع صدرى ينشرح للأمر بدأت بالبحث على المشباك عن مادة أستند إليها بالإضافة إلى بعض كتب الرجل التى أثارت فى وقتها العواصف والزوابع، فهالنى أمر بشع لم أحب أن أؤجل الحديث عنه إلى أن أدخل قلب هذه الدراسة، بل أردت أن أتناوله أول شىء. وهو أن عشرات المواقع تردِّد دون تلجلج أو تريث أن د. عبد الصبور شاهين، عضو لجنة ترقية د. نصر حامد أبو زيد فى تسعينات القرن المنصرم إلى رتبة الأستاذية، قد كفّر فى تقريره الخاص بذلك الموضوع الدكتور نصر، الذى يوصَف فى عشرات المواقع بشهيد الفكر وما إلى ذلك من هذه الألقاب المعجرمة التى يبرع فى صياغتها إخواننا البعداء من التنويريين والحداثيين ومن يرددون ما يقول التنويريون والحداثيون ترديد الببغاوات لما تسمع دون فهم أو عقل. والذى أعلمه أن الدكتور عبد الصبور شاهين لم يكفّر أبو زيد فى التقرير الذى كتبه عن أبحاثه قط، بل اقتصر فى كلامه على الجانب العلمى ناصًّا على وجوه الضعف والتهافت التى اتسمت بها تلك الأبحاث. ومن كان عنده رأى آخر فليرنا من تقرير الرجل خلاف ما نقول.
ولقد كنت قرأت هذا التقرير منذ سنوات وراعنى، بعد كل الضجة التى أحدثها إخواننا البعداء والتى ظننت فى البداية قبل أن أتحقق الأمر بنفسى أنها ضجة ذات أساس، راعنى أن الأستاذ الدكتور لم يتطرق فى أبحاث أبو زيد إلى إيمان أو كفر، بل كان رفيقا به إلى حد بعيد ولم يصنع ما يصنعه "التنويريون! " الجبناء حين يضعون أحدا من المتدينين فى أدمغتهم الخربة فيقصدونه بحرب غير متكافئة، إذ يغرزون الخناجر فى ظهره غلس الظلام ويسوّدون تقارير لا يرعَوْن الله فيها ولا الشرف أبدا، ثم إذا ما عومل واحد ممن ينتسب إلى ثلتهم بما يستحق لضعف أبحاثه صرخوا وتصايحوا وتباكَوْا بدموع كدموع العاهرات عندما يُضْبَطْن متلبسات بالفاحشة فيبكين وينهنهن مدعيات أنه "وعد ومكتوب". إن الجماعة لم يَرُقْ لهم أن ينكشف واحد منهم على حقيقته العلمية فانْبَرَوْا يسبّون الأستاذ الدكتور ويتهمونه الاتهامات الكاذبة غير مراعين سنه ولا مكانته العلمية. ولا أظن أحدا يمكنه أن ينسى مثلا ما ترجمه الرجل من مؤلفات مالك بن نبى، التى قرأناها واستمتعنا بها وتغذينا عليها وتفتحت بها عقولنا واستنارت منها بصائرنا ونحن لا نزال طلابا فى الجامعة.
وقد يحسب بعض الطيبين من الناس أن ما قيل عن تكفير الأستاذ الدكتور لنصر أبو زيد إنما هو خطأ غير مقصود، إلا أننى من معرفتى بألاعيب التيار الذى أخذ على عاتقه الدفاع عن د. نصر أبو زيد بالحنجل والمنجل أعلم تمام العلم أنها فرية مقصودة غايتها تشويه صورة الدكتور عبد الصبور حتى يظن السذج من القراء، وما أكثرهم، أنه ظلوم غشوم، وأن أبو زيد مسكين وقع ضحية لظلمه وغشمه، وأنه من ثم شهيد من شهداء الفكر ينبغى أن تُنْصَب له التماثيل وأن يُعْبَد فى الأرض من دون الواحد الأحد. الحق أن الدكتور عبد الصبور شاهين لم يكفّر نصر أبو زيد، كما أنه لم يرسّبه ترسيبا مطلقا بل ترك الباب مفتوحا لتعضيد أبحاثه بحيث يمكن أن ينجح فى المرة القادمة. وليراجع القراء التقرير المشار إليه للتحقق من هذه النقطة بأنفسهم، وهو متاح فى كتاب د. عبد الصبور شاهين: "قضية أبو زيد وانحسار العلمانية فى جامعة القاهرة".
وقد أُجْرِيتْ مع الأستاذ الدكتور حوارات مختلفة سئل فيها حول هذه النقطة، وكانت إجابته دائما أنه لا يمكنه تكفير أبو زيد ولا غير أبو زيد لأن الإسلام ينهى نهيا شديدا عن أن يكفر الواحد منا الآخر. وآخر هذه الحوارات فيما اطلعتُ عليه منها هو حوار جريدة "الدستور" بتاريخ الأحد 3/ 1/ 2010م، الذى أجراه معه الصحفى مجد خلف تحت عنوان "عبد الصبور شاهين: لم أكفِّر نصر أبو زيد مطلقا. والشيوعيون والعلمانيون أقاموا "مناحة" لإثارة الشارع". ومن بين الأسئلة التى طُرِحَتْ عليه السؤال التالى: "لماذا يعتبر كثيرون أنك المتهم الأول فيما حدث للدكتور نصر أبو زيد؟ "، وكان الجواب هو:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/172)
"الموضوع ببساطة أن نصر أبو زيد تقدم آنذاك بإنتاجه العلمي للترقية إلي درجة أستاذ. والطبيعي أن يقوم أعضاء اللجنة العلمية بفحص إنتاج الباحث وتقييمه، ويقرأ الأساتذة الفاحصون الإنتاج ثم يحكمون عليه كما يحكم القضاة بكل نزاهةِ وضميرِ القاضي دون اعتبار لأي شيء إلا تحقيق العدالة وأن يصل الحق إلى مستحقيه. وقد قدمت تقريري عندما اجتمعت اللجنة، ثم أرسل هذا التقرير إلي الكلية ثم إلي مجلس الجامعة الذي اعتمد التقرير الجماعي. وكان ملخص التقرير أن الأعمال التي تقدم بها الدكتور نصر حامد أبو زيد تحتاج إلي إعادة نظر، والإنتاج المقدم لا يرقّي إلي درجة أستاذ بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة القاهرة. إلي هنا والمسألة في غاية البساطة، فسقوط طالبِ ترقيةٍ شيءٌ طبيعيٌّ يحدث في كل زمان ومكان. وإذا جانبه التوفيق في جولة فقد يحالفه في جولة أخري حين يجتهد ويتلافى أخطاءه التي أخطأها في المرة الأولى".
ثم سأل الصحفى الأستاذ الدكتور: "هل اتهمتم في تقرير اللجنة العلمية الباحث الدكتور نصر أبو زيد بالكفر؟ "، فكان الرد: "إطلاقا. فلا يمكن أن أورط نفسي في هذا الاتهام البشع، لأن رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما". وكلنا سنحاسب بين يدي الله تبارك وتعالى، وما كتبته في التقرير الذي أقرته اللجنة العلمية وأقره مجلس الجامعة كان تقييما علميا موضوعيا لأعمال الباحث، فنحن نفحص بحثا لا باحثا. ولم أتعرض في تقريري لعقيدة الباحث أو دينه، فهذا أمره إلى الله سبحانه وتعالى ولا شأن لي به". ومع هذا كله لا تكف المواقع المشباكية المختلفة عن ترديد هذه الفرية كأنها الحق الذى لا مرية فيه، فهم من أنصار "عنزة ولو طارت". بل إن موسوعة "الويكيبيديا" ذاتها فى مقالها عن د. نصر أبو زيد ردّدت للأسف الشديد هذا الاتهام الغريب.
والعجيب أن يشترك فى هذا الزعم د. جابر عصفور، الذى كتب ينوح على شهيد الفكر مقالا نُشِر على مرتين فى جريدة "الحياة" بعنوان "محنة نصر حامد أبو?زيد بدلالاتها" أكد فيه هو أيضا أن الدكتور عبد الصبور شاهين قد كفّر فى تقريره نصر حامد أبو زيد. وهذه بعض فقرات مقتطفة من المقال ترينا كيف تناول عصفور هذا الموضوع: "الدلالة الأولى التي خطرت على بالي الآن، وأناأكتب هذا المقال، هي الجامعة التي بدأت منها المحنة. فقد انحدرت هذه الجامعة انحدارا عظيما بعد أن تدخلت في شؤونها الداخلية الدولة التسلطية التي شاع نموذجهافي العالم العربي. وقد سبق أن نقلت عن خلدون النقيب، عالم الاجتماع الكويتي المرموق، أن الدولة التسلطية هي الدولة التي تسعى إلى الاحتكار الفعال لمصادر القوة والسلطة في المجتمع لمصلحة الطبقة أو النخبة الحاكمة التي تنتسب إليها. وهي تتميز بخصائص دالة: أولاها أنها تحقق احتكارها للسلطة من طريق اختراق مؤسسات المجتمع المدني، وتحويل منظماته التضامنية كي تعمل بصفتها امتدادا لأجهزة الدولة. وثانيتها أن هذه الدولة تخترق النظام الاقتصادي وتلحقه بها، سواء من طريق التأميمأو توسيع القطاع العام، أو الزواج غير العنيف غالبا بين رجال الدولة ورجال الثروة. وثالثة هذه الخصائص أن شرعية نظام الحكم في الدولة التسلطية تقوم على العنف أكثر من الاعتماد على الشرعية التقليدية. ولذلك يقترن وجودها من حيث هي دولةبعدم وجود انتخابات لها معنى حقيقي، أو تنظيمات مستقلة عن الدولة، أو دساتير فاعلةأو مشوهة لمصلحة السلطة الحاكمة، أو إلغاء الدساتير أو تعليقها، في موازاة تجميدالحقوق المدنية، وتحويل نسبة كبيرة من الدخل القومي إلى الإنفاق على الأجهزةالقمعية لهذه الدولة. والرابعة هي توجيه الأجهزة الأيديولوجية للدولة إلى أن ترسّخ في وعي المواطنين، الرعايا، أهمية الإجماع على ما تراه النخبة الحاكمةبصفته اليقين الوحيد الذي هو قرين الإلحاح على مركزية القيادة التي يختزلها الحاكم الأوحد، الزعيم الملهم، رب العائلة، أو المهيب الركن، أو القائد الأوحد، واستبدالقواعد الوحدة ورفض الاختلاف بمبادئ الحرية وحق الاختلاف، وتأسيس التراتب الهرمي الصارم بين القيادات بصفته الوجه الملازم للتراتب العسكري، ومن ثم إلزام المرؤوسبالطاعة العمياء للرئيس في كل مجال، تأصيلا لحضور البطريركية في المجتمع. وآخرهذه الخصائص التحالف مع القوى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/173)
الدينية إذا لزم الأمر. فالدين بالملك يبقى، والملك بالدين يقوى. ولذلك إما أن تغض هذه الدولة النظر عن قمع السلطة الدينية أوتجاريها، أو تسمح لها بالعبث بالدستور أو الإسراف في تديين المواطنين ما ظل الأمر في مصلحة الدولة التسلطية، وإلا فإعلان القطيعة والحرب".
وهذا، كما يرى القارئ المطلع على حقائق الأمور، كلام لا رأس له ولا ذيل، إذ إن جابر عصفور هو واحد من أعمدة الدولة التسلطية المستبدة، كما أن دولتنا، التى هى دولة تسلطية مستبدة ولله الحمد، لا تنكل بأحد قدر ما تنكل بالمتدينين (المسلمين طبعا)، ولا تضع فى سجونها ولا معتقلاتها أحدا تقريبا من أهل الاعتقاد إلا المتدينين (المسلمين طبعا). ومع ذلك كله يجد الرجل فى وجهه الجرأة كى يقول هذا الكلام الخديج الذى لا يقنع قطة. وما الذى سيخسره؟ لا شىء طبعا. فليقل ما يشاء دون حسيب أو رقيب. ومتى كان أحد من الرعايا الذين لا قيمة لهم يحاسب أحدا من أهل الحكم أو ممن يلوذون بهم وينفذون سياساتهم الإقصائية؟ ولنستمر مع المقال وكاتبه:
"في هذا المناخ الجامعي، تقدم نصر أبو زيد بإنتاجهالعلمي إلى اللجنة الدائمة لترقية الأساتذة في الجامعات المصرية في التاسع عشر منأيار (مايو) عام 1992، وتم توزيع الإنتاج في الثامن والعشرين من الشهر نفسه. وتشكلت لجنة لقراءة الإنتاج العلمي من شوقي ضيف ومحمود علي مكي وعوني عبدالرؤوف. أماالدكتور شوقي ضيف، رحمه الله، فقد كنت أعرف مدى محافظته، ورفضه تيار التجديد الذيكان يراني ممثلا له في الأدب والنقد، ونصر ممثلا له في درس الخطاب والتفكير الديني على السواء. وكنت أعرف من أستاذي شكري عياد، رحمه الله، رفضه الشخصي الحاسم لمواقف شوقي ضيف المتعصبة التي كان يقرنها برجعية الفكر وانغلاقه. وقد أخبرني ذات مرة أن شوقي ضيف كان أحد الذين تسببوا في محنة أحمد محمد خلف الله عندما كتب أطروحته الإشكالية: "الفن القصصي في القرآن الكريم" ورفض قبولها للمناقشة لخروجهاعلى المأثور من القواعد المألوفة في معالجة النصوص القرآنية. وقد تم إلغاء أطروحة خلف الله، زميل شكري عياد في التتلمذ على يدي أمين الخولي، فاضطر شكري عياد إلى تغيير مساره في مدى البحث البلاغي، والاكتفاء بأطروحة الماجستير التي كانت تحليلاأسلوبيا لمشاهد القيامة في القرآن الكريم، وانتقل إلى دراسة "تأثير كتاب الشعر لأرسطو في البلاغة العربية". أما خلف الله فاضطر، بعد نقله من الجامعة عقاباله، إلى كتابة أطروحة جديدة عن صاحب "الأغاني" الأصفهاني. وكان كلاهما، شكري عياد وأحمد محمد خلف الله، يحاولان تطبيق ما نادى به أستاذهما أمين الخولي باسم "المنهجالأدبي في درس النص القرآني" وما يترتب عليه من تغييراتمنهجية. وللأسف لم يكن نصر ولا أنا نعرف هذا التاريخالقديم لمواقف شوقي ضيف، التي كتمها شكري عياد في نفسه، وكان كتوما جدا، ولم يبح لي بها إلا بعد أن شكوت إليه من بعض ما كان يعاملني به أستاذي شوقي ضيف، الذي لاأزال أجلّه كل الإجلال، فانفجر شكري عياد في وجهي بما كتمه طويلا، وبما كتمته أناعن نصر، ولم أخبره به إلى أن غادر الدنيا، عملا بوصية المرحوم شكري عياد، حفاظا على شكل العلاقات الإنسانية. وأجد نفسي في حلّ من هذه الوصية بعد رحيل الجميع، وبقائي وحدي منتظرا اللحاق بهم. وما لم أخبر به نصر كذلك ولا يعرفه أحد إلا أنا والدكتور محمود مكي وأحمد مرسي، مدّ الله في عمريهما، أن شوقي ضيف قرأ الإنتاج، فإذا به أمام منهج جديد لم يألفه من قبل، فضلا عن أنه ما كان راضيا عن منهجالخولي ولا المتابعين له، فاتخذ موقفا سلبيا من الإنتاج، وكتب تقريرا سلبيا. ولكنه، تحسبا للأمور، ومعرفة منه بأنني رئيس القسم الذي ينتسب إليه، بعدما انتقلتالرئاسة إليّ في تعاقب الأجيال، طلب لقاء محمود مكي، الذي كان يعرف قربه مني وقرأعليه التقرير، وطلب رأيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/174)
والحق أن محمود مكي صارحه برأيه السلبي في تقريرهالذي انتهى إلى رفض ترقية نصر، وأبلغه أن عوني عبدالرؤوف وهو، مد الله في عمريهما، انتهيا إلى الترقية في تقريرهما. وشعر المرحوم شوقي ضيف أنه سيكون في وضع محرج، فطلب من محمود مكي أن يناقش تقريره معي سرا بصفتي رئيسا للقسم الذي هو حريص علىصورته فيه، ولا تزال هذه الصورة قائمة يجللها الاحترام، مهما كان الاختلاف الفكري. وجاءني محمود مكي بالتقرير في بيتي جوار بيت شوقي ضيف، وقرأت التقرير، وانتهيت إلى أن الرفض قائم على أساس اختلاف المنهج والفكر. وبعد أن انتهيت من القراءة والتفكير، وانتهى مكي من سؤال سهير ابنتي، رحمها الله، عن أحوالها في الدراساتالإسبانية، التي أسهم في إغرائها بها، سألت محمود مكي عن تقريره، فقال إنه يرى ترقيةنصر لأن إنتاجه يستحق،. وإذا كانت هناك هفوة هنا أو هفوة هناك، فهي لا تقلل من قيمةالإنتاج العلمي على الإطلاق، فما أكثر الذين تولت اللجنة ترقيتهم، وهم أقل شأنا وقيمة. وحاولت أن أوضح للعزيز محمود مكي أن الترقية العلمية تتم على أساس من قيمةالجهد والاجتهاد في المجال المنهجي، وأن الإنتاجالعلمي يرقى لا إلى اتفاقه مع آراء لجنة التحكيم أو منهجهم، فالأصح أن يرقى بسبب اجتهاده ومغايرة منهجه، وإلا ما تقدمالبحث العلمي. وأخبرني مكي أنه مقتنع بذلك، وأنه حاول إقناع شوقي ضيف، ولكنه لم يفلح بسبب رفضه الجذري لمناهجنا الجديدة التي تستعين بالهرمنيوطيقا والسيميوطيقا والبنيوية والتفكيكية. فقلت: إذًا هو الخلاف الحتمي، وسأرفض تقريره في مجلس القسم، واثقا بأن هناك من سيقف معي، فنحن ورثنا احترام تقاليد الاختلاف منكم، ولن نقبل أنتصرفونا أو نصرفكم عنها.
وهنا قال محمود مكي: لا داعي لذلك كله، فلولا حرصشوقي ضيف على معرفة رأيك ما أرسلني إليك. وأنا سأجد حلا معه أو أقنعه بتغييرالتقرير. وبعد أيام قابلت محمود مكي، فقال لي إن شوقي ضيف سينسحب من اللجنةالثلاثية، وأنه سيترك مكانه لعبدالصبور شاهين. وانتابني الوجوم، فأنا أعرف فكر عبدالصبور شاهين ومواقفه المعلنة، وانحيازه إلى جماعات الإسلام السياسي والتيارات السلفية. ولكنني قلت لنفسي: لا تتعجل الحكم، ودع الأمور تجري في أعنتها، وليرعَالله إنتاج نصر في مواجهة أنياب الفكر السلفيالمتزمت.
اجتمعت لجنة ترقية نصر أبو زيد بتشكيلها الجديد لقراءة التقارير الثلاثة، واختيار التقرير الذي يعبر عن رأي اللجنة النهائي، وكنت أعرف أن تقرير محمود مكي إيجابي، وكذا تقرير عوني عبدالرؤوف، ولم أكن أثق بعبدالصبور شاهين ولا حياد موقفه. فقد سبق له مهاجمةنصر علانية، وظل غاضبا لما أخذه عليه من علاقته بشركات توظيف الأموال ومهادنته الدولة وجماعات إرهاب التأسلم السياسي على السواء. ولكني كنت أمنّي النفس بانتصار العقل والتقاليد الجامعية الأصيلة. وظللت صامتا الى أن أخذت اللجنة قرارها الفاجع، حيث انحاز أحمد هيكل لزميله عبدالصبور شاهين بحكم عصبية الانتماء إلى دار العلوم، وخوفا من لغة التكفير التي استخدمها زميله والتي لا تليق بتقرير علمي، ولكنها تبعث الخوف في النفوس الضعيفة. واعترض سيد النساج بشدة على رفض تقريرين لعالمين جليلين بالترقية، هما محمود مكي وعوني عبدالرؤوف، وانقسمت اللجنة على نفسها بعد انسحاب سيد النساج احتجاجا، وقبلت تقرير عبد الصبور بفارق صوت واحد، هو صوت شوقي ضيف فيماأظن، وبعض الظن إثم في كل الأحوال. لكن المهم هو الدلالة العامة التي ظلت قائمة، وهي أن اللجنة التي رأسها شوقي ضيف، تلميذ طه حسين، الذي أشرف عليه في أطروحاتهالجامعية، خانت منهج طه حسين في التوجه العقلي، وبدل أن تواصل طريق المحدثين الذيانطلق منه عميد الأدب العربي انقلبت على هذا المنهج واختارت طريق القدماء الذين يرفضون إعمال العقل، ويغلقون أبواب التجديد. والمؤسف أن شوقي ضيف، الذي صاغ تاريخالشعر العربي فنيا في التحول ما بين أربع صيغ هي الطبع والصنعة ثم التصنيعوالتصنع، وقد كان ذلك تصنيفا جديدا في زمنه، أخذ موقفا سلبيا من مصطلحات العصر، ورفض أن يكون موقف الإمام الشافعي الفقهي تعبيرا، في التحليل الأخير، عن الأيديولوجيا الوسطية، فضلا عن المصطلحات الجديدة التي استخدمها نصر، مثل الهرمنيوطيقا والسيميوطيقا والخطاب وغيرها من بدع الدراسات الإنسانية الحديثة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/175)
التي لا ينبغي استخدامها في مجال قديم لا سبيل الى مثل هذا التجديد فيه. وكانت اللجنة بهذا القرار تنحاز الى أهل النقل لا العقل، وإلى المعادين للاجتهاد من أهل التقليد الذين ناصبوا طه حسين العداء الذي نسيه تلميذ طه حسين رئيس اللجنة.
وكانت ملاحظتي الثانية على تقرير عبدالصبور شاهين الذي تبنته اللجنة للأسف أنهتقرير لا علاقة له بالعلم الرصين، وإنما هو تقرير انفعالي خطابي تكفيري يستخدم عبارات لا يليق استخدامها في مجال العلم والخطاب الجامعي بوجه عام. ومن ذلك إشارةالتقرير الى أن نصر وضع نفسه مرصادا لكلمقولات الخطاب الديني حتى لو كلفه ذلكإنكار البديهيات، أو إنكار ما علم من الدين بالضرورة. وأضيف الى ذلك صفات مثل كلامأشبه بالإلحاد. وقسْ على ذلك من الكلام الذي يعف قلمي عن ذكره. فالأهم هو أن لغةالتكفير المستخدمة في هذا التقرير سرعان ما شاعت على الألسنة المعادية للدولةالمدنية، وظلت ملازمة لخطاب التكفير الذي كان يرتفع صوته في موازاة ارتفاع حدةخطاب التأسلم السياسي الذي كان يشيع خارج الجامعة. وكان معنى ذلك أن رئيس لجنةالترقية، تلميذ طه حسين، سمح لخطاب التكفير الذي كان لا يزال خارج الجامعة أن يدخلها ولا يفارقها الى اليوم للأسف. فما أكثر ما حدث بعد ذلك من اتهامات اعتقاديةدينية لباحثين اجترأوا على الاجتهاد في مجالات العلوم الإنسانية، خصوصا في مجال نقد الخطابات الاجتماعية السائدة، ومنها خطاب تحرير المرأة، ومواجهة النظرة الدونيةإليها. والخطورة أن شيوع هذا الخطاب التكفيري وانتقاله من خارج أسوار الجامعة الى داخلها أحدثا كارثة كبرى في الفكر الجامعي. فقد سجن هذا الفكر في مدار مغلق، وجعلالأساتذة يؤثرون السلامة، ويخافون الاجتهاد، ويصنعون لأنفسهم من أنفسهم رقباء على ما يفكرون فيه أو يكتبون عنه. وكانت النتيجة الكارثة أن ذبلت روح الاجتهاد في الجامعة، ولم تخرج الجامعة المصرية وحدها من دائرة الجامعات ذات القيمة، بل خرجت كلالجامعات العربية تماما من مقياس أفضل خمسمائة جامعة في العالم.
وهناك ملاحظة أخرى على تقرير عبدالصبور شاهين الذي قبلته لجنة برئاسة تلميذ طه حسين، وهي ملاحظة تسجل انحراف اللجان العلمية، وانحراف التقييم الجامعي بوجهعام. فالأصل في التقييم الجامعي السليم هو الاجتهاد، والجدة، والاختلاف المقترنبأصالة المنهج بعيدا عن الموافقة على النتائج أو الاختلاف معها. فلا اجتهاد من دوناختلاف، وإلا فقد الاجتهاد معناه، ولا جدة إلا بالخروج على السائد، وإلا ما كانت جدة ولا اختلاف. ومن ثم لا اجتهاد إلا مع إقرار مبدأ حق الخطأ. فالمعرفة الإنسانية لا تتقدم بالإصابة في الاجتهادات وحدها، وإنما تتقدم بالقدر نفسه بالأخطاء. ولذلك حرصت الحضارة الإسلامية في عصور ازدهارها على ما أطلق عليه طه حسين، في مقال شهيرنشره عام 1955، حق الخطأ الذي يعني إصابة المجتهد في كل الأحوال، حتى في الخطأ الذي يستحق عليه أجرا يضاعف في حالة الإصابة. وأصل الإثابة ومبررها تشجيع إعمال العقل، والمخالفة في الاجتهاد، وإلا ما تراكم العلم ولا تقدّمت المعرفة العلمية. ويترتب على ذلك أن التقييم العلمي الصحيح ليس الأصل فيه هو الاتفاق بين من يقوم بالتحكيم ومن يتم تحكيم إنتاجه، وإنما مراعاة قيم المنهجية والاجتهاد والإضافة بعيدا عن الاتفاق أو الاختلاف. وقد ترتب على قبول تقرير عبدالصبور شاهين، الذي لاأزال أراه وصمة عار في تاريخ الجامعة، وهو منشور مع تقرير قسم اللغة العربية في تفنيده علميا في كتاب نصر: "التفكير في زمن التكفير"، الذي طبع أكثر من مرة. وأضيف إلى ذلك ما هو متضمن في السياق من جانب ثأر شخصي ينطوي عليه التقرير الذي استغله كاتبه للثأر من نصر، الذي أشار إليه في أحد الكتب بوصفه مستشارا لإحدى شركات توظيف الأموال التي نهبت ثروات المسلمين المخدوعين فيها".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/176)
وقارئ هذا الكلام يخرج منه بصورة مقيتة لكل من د. شكرى عياد ود. شوقى ضيف: فالأول، كما يصوره المقال، غِلاّوىّ جبان منافق لا يعلن عن رأيه إلا فى الظلام ولا يستطيع المواجهة. فهل كان د. شكرى عياد بهذه الصورة؟ أما د. شوقى ضيف، الذى صوره جابر عصفور بصورة المتخلف الرجعى الذى لا يفهم فى البنيوية ولا التفكيكية ولا الهرمنيوطيقية ولا المهلبية ولا الملوخية، وهو كلام لا يليق فى حق ذلك الأستاذ الكبير الذى لا يعرف الهلس والهجص ويحرص على أن يقول كلاما مفهوما ومفيدا، ويزداد خروجا على اللياقة من د. جابر عصفور، الذى لا أنسى منظره فى احتفالية المجلس الأعلى للثقافة بالدكتور محمد حسين هيكل فى أواسط التسعينات من القرن المنصرم، وهو ممسك بورقة كان قد أعد فيها مسبقا سؤالا بالإنجليزية موجها لأحد المستشرقين الموجودين بالاحتفالية، ويقرأ السؤال ببطء قاتل ممايدل على ضعفه فى لغة جون بول، التى تحدى فيها مع ذلك أ. د. عبد العزيز حمودة فى معركة "المرايا المحدبة"، حيث وجه حمودة فى ذلك الكتاب إلى الحداثيين العرب لطمات عنيفة أفقدتهم صوابهم وتركتهم أباديد لا يدرون ماذا يصنعون، واتهمه بأنه لا يحسن النقل عنها رغم أن الرجل أستاذ كبير فى اللغة الإنجليزية وآدابها، وهو بالنسبة إليه لا يعد فى العيرولا فى النفير، أقول: أما الدكتور شوقى ضيف فإنى أكتفى بشأنه بإحالة القارئ إلى ما كتبه فى حقه قبل ذلك جابر عصفور، الذى كان يمجده دائما ولا يجرؤ أن يقول فيه أثناء حياته ولا واحدا على المليون مما كتبه هنا بعد مماته. ثم كيف بالله نستطيع أن نتحقق من هذا الكلام، وكل الذين يدور حولهم قد انتقلوا إلى جوار ربهم؟ ثم هل يصح أن ينتظر جابر عصفور حتى يموت الجميع ليقول بعد ذلك، وبعد ذلك فقط، إنه الآن فى حِلٍّ من قول ما قال؟
خلا لك الجو فبيضى واصفرى * ونقّرى ما شئت أن تنقّرى
ومع ذلك فقد أبى الله أن يمر هذا الكلام دون معقب، وهو معقب قريب جدا من الأحداث، إذ هو الأستاذ الدكتور عاصم شوقى ضيف، ولا أحد سواه. فقد ألفيته يعلق فى أحد المواقع المنشور فيها هذا المقال على ما كتبه جابر عصفور بالسطور التالية التى ترينا وجها آخر لسير الأحداث يختلف تماما عما حكاه جابر عصفور وهو آمن مطمئن يظن أن أحدا من عباد الله لن يعلق على هذا الذى كتب. قال د. عاصم ضيف بأدب وهدوء يذكراننا بأدب أبيه وهدوئه ودماثة طبعه واحترامه الشديد لنفسه وللآخرين وعدم تزيده فى الكلام وحرصه على وزن ما يقول رحمه الله على عكس قوم ابتُلِينا بهم فى العقود الأخيرة يذكروننا بالحوذية والبلطجية:
"هناك مغالطتان: أما خلف اللهفقد اعترض عليه أساسا عبد الوهاب عزام، وشوقي ضيف فقط قال رأيه. ولو كان فكرهسليما فلماذا لم يقف القسم مع أمين الخولي مشرفه ضد شوقي ضيف، وكان بعد مدرساصغيرا؟ لأن "الفن القصصي في القرآن" يجعل من الأخير نص أدبي. وهي فكرة خطيرة. أما شكري عياد فقد كان يكن لشوقي ضيف احتراما كبيرا، وكان يزوره كثيرا. وأذكر أن قال ليمرة إن كتب والدك مصادر معتمدة. والمغالطة الأخرى هو أن شوقي ضيف لم يكتب تقريرا بلأبلغ محمود مكي أته يعتذر لما وجده في فكر نصر. فلما بلغ ذلك المساندين له، ومنهم كاتب المقال، وجدتهم يزورون والدي في منزله بالدقي، واجتمع عنده غير قليل منهم. فلماانصرفوا سألته: لماذا هذا الحشد عندك؟ فقال لي: يرجونني أن أوافق علي ترقية أحدالمتقدمين للترقية بالقسم. ولم أكن أعرف اسمه بعد، فقلت له: إذا كان بقسمكم فلماذا لا تساعده؟ قال: اعتذرت لأن أعماله بها مخالفات واضحة (ولم يبين لي ما هي)، وعقيدتي لا تسمح لي بالموافقة عليها. لذلك أعتذر عن الحكم عليها. إذن فشوقي ضيف لم يقف ضده، واكتفيبالاعتذار مجاملة لبعض أعضاء مجلس قسمه مع أنه لا يوافقهم الرأي. وكان هذا شأنهدائما، لا يتعرض لأحد بالإساءة. والحقيقة أن السبب في عدم ترقية نصر هو قسم اللغة العربية لأنك إذا تأملت كيف تلاحقت الأحداث فهذان محكَّمان من القسم نفسه، وثالث منالخارج. إذن يبدو الأمر أمام اللجنة الكلية محسوما مقدما، وبالأخص أن رئيس اللجنةطلب أن يكون أحد المحكمين. ولقدره العلمي ستجعل الجميع موافقين بالضرورة. لكن ما أن اطّلع شوقي ضيف على الأعمال حتى تبين الخطورة فيها. إذن ليس كما يدعي كاتب المقال أنمنهجها يستعين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/177)
بالتفكيكية أوالبنيوية أو أنه أمام منهج جديد لم يألفه من قبل، بل لايعدو الأمر أن يكون بسبب ما وجده عند المتقدم ما معناه أن القرآن الذي شب عليهالمسلمون واعتقدوا أنه إلهي ما هو إلا منتج ثقافي ونص لغوي يمكن تطبيق عليه أساليب النقد. وهل يمكن لشوقي ضيف مفسر القرآن ومحقق القراءات العشر والمدافع عن السيدةعائشة على أنها لم تتزوج صغيرة ضد كلام المستشرقين أن يوافق على كلام يشبه كلامهم؟ إذن فقد أخفى القسم الحقيقة عن شوقي ضيف. ولو كان طلب منه أن يكون المحكَّم الثالث أحدالموافقين علي هذه الآراء، وكان منهم في اللجنة الكثير، لكان الموضوع "خلص علي خير".إذن فالخطأ أصلا هو خطأ القسم".
ويبقى قول جابر عصفور إن أ. د. عبد الصبور شاهين قد كفّر نصر حامد أبو زيد فى تقريره الذى كتبه عن إنتاجه العلمى حين تقدم للترقية لرتبة الأستاذية، وهو زعم غير صحيح بالمرة، وإلا فلينقل لنا نص ما كتبه الأستاذ الدكتور الذى يقول إنه كفر فيه نصر أبو زيد. ثم أليست مصيبة بل كارثة أن يتدخل ناس من خارج لجنة الفحص فى أعمال الترقية على هذا النحو المفضوح من أجل ترقية واحد بعينه، وقبل ظهور النتيجة؟ ألا إن هذا كلام خطير فى غاية الخطورة. ولقد شاء الله السميع العليم أن ينجر د. جابر عصفور فيذكر هذا الموضوع متصورا أن من حقه التدخل لإنجاح من يريد، مما كان من نتيجته تنحى الأستاذ الدكتور شوقى ضيف عن النظر فى أعمال نصر أبو زيد. وهو تصرف حضارى راق، ولكن كانت ثمرته أن أبو زيد رغم كل التدخلات والتوسلات والتربيطات لم ينجح، فقامت الدنيا من يومها وانتقل الخبر إلى وكالات الأنباء العالمية مع أن مثل هذا الأمر يحدث كل مرة تجتمع فيها لجان الترقية، إذ ينجح ناس ويرسب ناس، ولا من شاف ولا من درى. اللهم إلا أن يكون الراسب واحدا كالدكتور نصر أبو زيد، فعندئذ، وعندئذ فحسب، تبدأ القصائد الهجائية فى السباب، وتشرع المارشات العسكرية فى الدق والنفخ فى محاولة مفضوحة للترهيب والترويع، وتتنادى وكالات الأنباء المحلية والعالمية شأن من هم على ميعاد. ثم يتباكى بعض القوم على المنهجية العلمية والحيادية والتنويرية والحمصية والسمسمية والحلاوة الطحينية. والله إنه، لكما قال أحدهم تعليقا على ما جرى، شىء يفقع المرارة!
وأذكر هنا عَرَضًا ما سمعته مرارا من عضو فى لجنة منح الجوائز فى بعض الساحات الثقافية بإحدى البلاد العربية من أنه هو وزملاءه فى اللجنة يقضون الأيام والليالى ذوات العدد يفحصون أوراق المرشحين ويفاضلون بينهم. حتى إذا استقر الرأى على منحها لفلان أو لعلان هلّ عليهم "أبو وش كالح" وقال لهم: دعوكم من هذا كله، وخذوا فلانا الفلانى. فلا يملكون إلا أن يأخذوا فلانا الفلانى لأن "أبو وش كالح"، ربنا يأخذه، قد قال، ولا رجعة لما قال. وكان، أخزاه الله فى الأرض والسماء والدنيا والآخرة، لا يكف عن التشدق بالحرية ولا عن مهاجمة الدولة التى يخدم أهدافها كأى عبد ذليل ينتفش على عباد الله ممن ليسوا أذلاء مثله ويتظاهر أن بمستطاعه إعطاءهم محاضرة فى مكافحة الاستبداد والعسف والطغيان. إى والله الاستبداد والعسف والطغيان الذى يسبح بحمده آناء الليل وأطراف النهار، وإلا ضربوه بما فى أرجلهم ورَمَوْه رمية الكلاب! ويقول الذين يعرفون خبايا "أبو وش كالح" إنه لم يصل إلى منصبه الجامعى إلا باستعطاف حاكم دولته بعد أن رسب فى إحدى المواد ولم يعيَّن معيدا فى البداية بسبب ذلك، زاعما فى استعطافه الكاذب أن الأساتذة يضطهدونه لفقره وانتمائه إلى الطبقات الكادحة. قال ذلك وهو يتطلع إلى أن يكون أحد المنتمين إلى الطبقات المادحة. وقد أصبح المنافق منهم، لعنه الله لعنا كبيرا وصغيرا ومتوسطا وبكل الأحجام والمقاييس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/178)
ولا بأس أن أقتطف بضع فقرات من مقال كتبه وائل عزيز فى مدونته عن ذات القضية بعنوان "حكايةنصرحامدأبو زيد" أشار فيه إلى التقرير الذى كتبه الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين عن أعمال د. نصر. وهذا نص الفقرات المذكورة: "نشر الدكتور أبو زيد نص التقرير كاملا في كتابه: "التفكير في زمن التكفير"، كما نشره في مقدمة الطبعة الثانية من كتابه "نقد الخطاب الديني". ولم يكن في التقرير كلمة واحدة تشير إلى كفر أو تكفير أبو زيد كما شاع بعد ذلك وكرره نصر حامد نفسه. وإنما خلاصة ما جاء به أن أبحاثه بها "الكثير من الأخطاء التاريخية والعلمية، وأنه يجعل العقل الغيبي غارقا في الخرافة والأسطورة مع أن الغيب أساس الإيمان، وأنه ينعي على الخطاب الديني أن يرد كل شيء في العالم إلى علة أولى هي "الله"، ويرى أن ذلك إحلال لـ"الله" في الواقع ونفي لـ"الإنسان". كما أنه إلغاء للقوانين الطبيعية والاجتماعية. وهو يدافع بحرارة عن الماركسية الفكر الغارب ويبرئها من تهمة الإلحاد، بل ويقول بخطأ تأويل الماركسية بالإلحاد والمادية. ولعله يتصور أن ماركس كان مؤمنا روحاني النزعة". وختم الدكتور شاهين تقريره بقوله: "إن أبحاثه جدلية تضرب في جدلية لتخرج بجدلية تلد جدلية تحمل في أحشائها جنينا جدليا متجادلا بذاته مع ذاته، إن صح التصور أو التعبير. وليست هذه سخرية، ولكنها كانت النتيجة التي يخرج بها قارئ الكتاب غير المنشور حتى الآن".
وقد كان الرجل محقا في هذا الوصف، فالدكتور أبو زيد كمفكر مجتهد يفكر أسرع مما يكتب، ولا يستقر به الحال عند فكرة إلا لحقها بما يناقضها. وما أودعه في كتابه: "مفهوم النص" كان يحتاج منه إلى كثير من المراجعة قبل أن يخرج بالصورة التي خرج عليها، والتي أمكن بسهولة للمتربصين به (أو "الباحثين عن العفريت" بتعبيره) أن يقتطعوا منها العديد من الفقرات ليحاكموه بشأنها، فقد بحثوا عن العفريت (التجاوزات) فطلع لهم، فأخذوها إلى المحكمة، فحكمت لصالحهم في الاستئناف والنقض. ورغم أنه حاول الدفاع بعد ذلك عن آرائه وتوضيح ما قصده بكتابته عبر الندوات الخاصة واللقاءات التليفزيونية، ولكن ذلك كان بعد فوات الأوان.
لا يفوتني هنا أن أشير إلى الصراع المستمر وغير المعلن بين كلية دار العلوم وكلية الآداب، وهو صراع يعود إلى أيام طه حسين. أو قل: هو صراع بين ممثلي الفكر الإسلامي والعلمانيين في الجامعات المصرية خاصة في أقسام الفلسفة واللغة العربية والتاريخ. وقوانين الترقية لدرجة أستاذ تستلزم أن يكون هناك مقيّم خارجي، أي من خارج الكلية التي تقدم منها المرشح بأبحاثه. ومثل هذا القانون كان يستهدف الموضوعية في التقييم والبعد عن المجاملة، لكنه انتهى إلى سيف مسلط في أيدي الأساتذة الكبار من الفريقين يستخدمونه في تصفية الحسابات والمقايضة وتحقيق الانتصارات. وأعرف عددا من الأساتذة من المحسوبين على التيار الإسلامي الذين دفعوا ثمن هذا الصراع عبر تعنت أسماء مثل جابر عصفور وعاطف العراقي ومراد وهبة وحسن حنفي وغيرهم من الكبار، فتأخرت ترقياتهم شهورا وسنوات، ولم تُجْدِ معهم الشكاوى ولا الاعتراضات. ولا زال الصراع مستمرا، ولم يستطع حله وزراء التعليم العالي المتعاقبون ولا المجلس الأعلى للجامعات، وظل أحد الأدوات التي تستخدمها السلطة من أجل إبقاء التوتر قائما، وهو ما يحتفظ لها بدور الحكم دائما والحكيم أحيانا.
كان من الممكن رأب الصدع بسهولة، وتكرر هذا في عشرات الحالات السابقة. ولم يكن للدكتور عبد الصبور شاهين أن يقبل أن يضع اسمه على تقرير يجيز ترقية أستاذ يختلف معه فكريا إلى حد النقيض، خاصة مع ما ترشح من اتهامات من أبو زيد لشاهين في مسألة توظيف الأموال وعلاقته بالريان. واقترح الدكتور مأمون سلامة رئيس جامعة القاهرة حينذاك، وهو رجل منصف وحكيم، أن يتم اختيار مقيّم آخر غير الدكتور شاهين والقبول بتقريره، وهو ما يعني عمليا اختيار مقيّم من الجناح الآخر من الأساتذة الذي سينتهي بتقرير إيجابي وتحل المشكلة. وكاد الدكتور أبو زيد يقبل، غير أن أصدقاءه نصحوه بالرفض والتصعيد، وأوهموه أن الحق معه. ولعلهم أرادوا بهذا التصعيد أن يبعدوا الدكتور شاهين من الجامعة، فانقلب السحر على الساحر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/179)
تولى الصحفي اليساري لطفي الخولي مهمة التصعيد في صفحة "الحوار القومي"، التي كان يشرف عليها في "الأهرام"، وأتاح الفرصة لعدد من المدافعين عن موقف أبو زيد للتعبير عن رأيهم والتباكي على ما انتهى إليه حال حرية البحث العلمي في الجامعات المصرية. وفي المقابل انبرى فهمي هويدي في صفحته بـ"الأهرام" ومحمد عمارة في جريدة "الشعب" وآخرون للدفاع عن موقف شاهينرفض التطاول على المقدسات باسم البحث العلمي النزيه. وخرجت المعركة عن حدود السيطرة".
بهذا ننتهى سريعا من إحدى المغالطات فى موضوع ترقية نصر أبو زيد بعدما كشفنا عن وجه الحق واتضح أن عبد الصبور شاهين لم يكفر فى تقريره أبو زيد على أى وجه من الوجوه وأن المسألة كلها مختلقة من الأساس. بيد أن للمسألة وجها آخر، وهو: هل يفهم من هذا أنه ليس فى الإسلام تأمين أو تكفير؟ الواقع أن فى الإسلام تأمينا وتكفيرا، وإلا انماعت المفاهيم وغامت الرؤى واختلطت المصطلحات واضطربت التصنيفات، وهو ما يربك الأمور ويشيع الحيرة والبلبلة فى النفوس والعقول والضمائر. ما معنى ذلك؟ معناه أنه كما يستخدم نصر أبو زيد وغيره مصطلحات التنويريين والظلاميين والرجعيين والمتخلفين ... إلخ كذلك يستخدم المتدينون مصطلحات "الإيمان والكفر والنفاق والطاعة والمعصية والحلال والحرام والفرض والسنّة" جريا على أسلوب القرآن الكريم والسنة النبوية والتراث الإسلامى، كقوله تعالى فى سورة "النساء": "إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (152) "، وقوله تعالى فى سورة "المائدة": "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) "، وقوله عز شأنه فى سورة"الأعراف": "وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالآَخِرَةِ كَافِرُونَ (45) "، "قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آَمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76) "، وقوله جل جلاله فى سورة "التوبة": الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68) كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (69) أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/180)
وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70) وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) "، وقوله تبارك اسمه فى سورة "فُصِّلَتْ": "قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (7) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (8) "، وقوله تعالى جَدُّه فى سورة"المنافقون": "إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (3) وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5) سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6) هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ (7) يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (8) "، وقوله صلى الله عليه وسلم: من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك"، "من أتى ساحرا أو كاهنا أو عرافا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أُنْزِل على محمد"، "إذا قال للآخر: كافر، فقد كفر أحدهما: إن كان الذى قال له كافرا فقد صدق، وإن لم يكن كما قال له فقد باء الذى قال له بالكفر"، "شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس، إن هذه الأمة تبتلى في قبورها. فإذا الإنسان دُفِن فتفرق عنه أصحابه جاءه ملك في يده مطراق فأقعده، قال: ما تقول في هذا الرجل؟ فإن كان مؤمنا قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. فيقول له: صدقت. ثم يفتح له باب إلى النار، فيقول: هذا كان منزلك لو كفرت بربك. فأما إذ آمنت بربك فهذا منزلك. فيفتح له باب إلى الجنة، فيريد أن ينهض إليه، فيقول له: اسكن، ويفسح له في قبره. وإن كان كافرا أو منافقا يقول له: ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري. سمعت الناس يقولون شيئا. فيقول: لا دريت ولا تليت ولا اهتديت. ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول: هذا منزلك لو آمنت بربك. فأما إذ كفرت بربك فإن الله عز وجل أبدلك هذا. ويفتح له باب إلى النار ثم يقمعه مقمعة بالمطراق يسمعها خلق الله كلهم غير الثقلين. فقال بعض القوم: يا رسول الله، ما أحد يقوم عليه مَلَكٌ في يده مطراق إلا هِيلَ عند ذلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يثبّت الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/181)
الذين آمنوا بالقول الثابت"، "الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق. فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله"، "من ترك الجمعة ثلاثا من غير ضرورةٍ طُبِع على قلبه: منافق"، "أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خَلَّةٌ منهن كانت فيه خَلّةٌ من نفاق حتى يَدَعها: إذا حدَّث كذَب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فَجَر"، اللهم إلا إذا قيل بإلغاء هذا من القرآن والسنة كما ينادى المهاويس المهلوسون هذه الأيام بكل وقاحة، فى الوقت الذى لا يجرؤون أن يفكروا مجرد تفكير فيما عند غير المسلمين، إذ هم يعرفون أن ألسنتهم تُقْطَع فى الحال ويُنَكَّل بهم أيما نَكَال.
ذلك أن مثل هذه النصوص شىء لا ينفرد به الإسلام، بل يوجد فى كل دين ومذهب وعقيدة نصوص ترسم الحدود وتَسِم كل من يتمرد عليها بأنه لا يؤمن بها وتخطّئه وتخرجه عن العقيدة، سياسية كانت تلك العقيدة أو دينية أو فلسفية. ولقد تعدت الأمور أحيانا فى أوربا فى العصر الحديث حدود الخلاف الفكرى ووصلت عند الشيوعيين وغير الشيوعيين إلى "التصفية الجسدية". وهذا مصطلح أوربى لم يسمع به المسلمون إلا فى هذا العصر. فنرجو من المتحذلقين البكاشين أن ينقّطونا بسُكاتهم ويكفأوا على الخبر ماجورا ولا يقيموا من أنفسهم معلمين لنا، فى الوقت الذى يجب عليهم فيه أن يتبوأوا مجلس المتعلمين لا مقام العالمين. إن الحياة قائمة على التصنيفات والتقسيمات، وهذه النصنيفات والتقسيمات تستلزم مصلطحات معينة لا بد من استخدامها، وإلا فماذا نسمى من يقول إن محمدا هو مؤلف القرآن، أو إنه لا يوجد إله أصلا، أو إن الجنة والنار والثواب والعقاب هى أساطير ليس لها أية حقيقة فى خارج أذهان من يعتقدون بها؟ ببساطة: من يقول بهذا فهو كافر. إلا أن الأمر ليس بهذا التحديد الصارم دائما، إذ هناك مسائل حدودية يمكن أن يكون فيها أكثر من رأى، وتقبل أكثر من تفسير. وهذه المسائل الحدودية يصعب إصدار حكم بشأنها، وبخاصة إذا ما استعمل المتكلم أوالكاتب أسلوبا مراوغا فى التعبير عما فى نفسه، فتراه لا يحسم الكلام بل يصوغه صياغة لفافة دوارة حتى إذا ما آخذتَه على هذه النقطة أو تلك انبرى لك مؤكدا أنه لا يقصد ما فهمتَه. ولكن الصبر على التحليل والتفكيك والتركيب وما إلى ذلك من أدوات البحث ومناهجه يمكن أن تفيد فى الخروج من متاهة المراوغة التى يصطنعها بعض الكتاب، وإن ظل الأمر دائما غير حاسم تمام الحسم. وفى هذا السياق نذكّر بما قاله بعض علماء السلف من أننا إذا قرأنا أو سمعنا مقالة تحتمل الكفر من تسعة وتسعين وجها، والإيمان من وجه واحد فينبغى حملها على محمل الإيمان. وهو ما يجب أن يأخذ به المسلمون، أو على الأقل: يجب أن يكونوا على ذكر منه فلا يندفعوا مع التكفير، وبالذات إذا أكد الشخص المعنىّ أنه مسلم يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله مما يحفظه المراوغون أيضا ويرددونه فى مثل تلك الظروف للخروج من المأزق. ومع هذا نقول كما قال النبى عليه الصلاة والسلام لصحابى اتهم رجلا بعدم الإيمان: هلاّ شققتَ عن قلبه؟ يقصد، صلى الله عليه وسلم، أنه ليس من صلاحيتنا محاولة التدسس إلى أفئدة الآخرين والتلصص على ضمائرهم ما داموا يعلنون الإسلام حتى لو لم يكونوا مسلمين فى أعماق قلوبهم، إذ إن الكشف عما تكنه تلك القلوب ليس من وظيفتنا. لكن هذا يختلف عن تصدينا لأفكار الآخرين وكلامهم المكتوب وتحليلنا له واجتهادنا فى فهمه والحكم عليه دون الحكم على صاحبه ما دام لم يقل شيئا واضحا قاطعا من الكفر. وحتى هنا ليس من صلاحيتنا إكراهه على غير ما يؤمن به. إنما هو فكر إزاء فكر، والسلام.
ننتهى من هذا إلى أن التكفير مفهوم من المفاهيم لا يمكن أن يخلو منه أى دين، إذ معناه أن فلانا أو علانا لا يؤمن بهذا الدين. وهل هناك شك فى أنه ما من دين إلا ويرفضه الملايين بل عشرات الملايين بل مئاتها؟ فكيف نصنف هؤلاء الرافضين؟ إنهم كفرة بهذا الدين، مثلما يقول الماركسيون عن المتدينين: الظلاميون والرجعيون والمتخلفون، ويصفون أنفسهم بالتنويريين والتقدميين، وكما تقول أمريكا والدول الاستعمارية عمن يدافعون عن بلادهم: إرهابيون، وتصف نفسها بقوى التقدم والتحرر ... إلخ. وفى داخل المذهب الشيوعى كانت هناك اتهامات متبادلة بين شيوعيى الصين والاتحاد السوفييتى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/182)
ويوغوسلافيا وألبانيا. وهذه الأخيرة لم يكن يعجبها أحد، فكانت ترمى الجميع بالانحراف وترى نفسها الدولة الشيوعية الحقيقية الوحيدة. ومنذ سنوات صدر كتاب فى أمريكا يقول بنهاية التاريخ وأن الحضارة الغربية ستبقى هى الحضارة الصحيحة الوحيدة إلى الأبد.
وهنا نسمع بعض القوم يقولون لمن ينبرى للرد على ما يراه مسيئا للدين أو مخالفا له: وهل خَوَّلك أحد للحديث باسم الله؟ وطبعا لم يخَوِّل أحد أحدا، بل دفعه ضميره واستفزته غيرته على دينه مثلما تستفز الغيرةُ كلَّ مؤمن بعقيدة أو مذهب إلى وقوف هذا الموقف حين يستدعى الأمر ذلك، فلا يجد من يقول له: ومن الذى خَوّلك الحديث باسم الشيوعية أو اللينينية أو التروتسكية أو النازية أو الوجودية أو اللاأدرية أو الوضعية المنطقية أو الرأسمالية أو الليبرالية أو الناصرية أو التكعيبية أو التبقيعية أو البنيوية أو التفكيكية ... إلخ؟ ولا يوجد عاقل يزعم أو يعتقد أنه عند قيامه بالدفاع عن الإسلام إنما يتحدث باسم الله، إذ لا يعدو الأمر أن يكون اجتهادا من المدافع يعبر فيه عن رأيه هو وفكره هو وفهمه هو، ويتحدث فيه عن نفسه هو لا عن الله ولا عن الرسول. وقد يكون اجتهاده مصيبا، وقد يكون مخطئا. ويستطيع الآخرون أن يناقشونا فيما نقول، فنقوم نحن بتوضيح رأينا ونرد عليهم، فيردون هم بدورهم، ونستطيع نحن بدورنا أن نرد على رد الرد ... وهكذا دواليك إلى أن نصل إلى شىء نتفق عليه أو نصل إلى طريق مسدود فيتمترس كل منا وراء فكرته لا يريد عنها حِوَلا، وهذا حقه. ولا أحد منا معصوم، بل كل ما يمكننا قوله هو أننا نبغى إصابة الحقيقة. وقد نكون كذابين فى هذا الادعاء، وقد نكون صادقين. بل نحن لا ندرى ماذا يفعل الله بنا مهما كثرت صلاتنا وصيامنا وزكاتنا وحجنا وحرصنا على التقوى وعمل الصالحات. أما الإجلاب وإحداث الصخب والضجيج بعبارات من مثل: "من خَوّلك التحدث باسم الله؟ " فهو الخبث بعينه، إذ معناه أنك تحرّم على المسلم الدفاع عن دينه أو توضيحه أو مناقشة أحد فيما يقول بشأنه، ومن ثم يترك الساحة لكل من هب ودب ليقولوا ما عندهم من سخف دون تعقيب أو تصويب. وأين العاقل المنصف الذى يقول بهذا؟
وكان د. نصر أيضا يلجأ إلى هذا الأسلوب الترهيبى الذى يراد به إخراس المخالفين وزرع الرعب فى قلوبهم، إذ كان يتهم من ينتقدونه هو وأمثاله بأنهم يتجاوزون صلاحياتهم وحدودهم ويجعلون من أنفسهم ناطقين باسم الله (انطر ص30 مثلا من "مفهوم النص"). ترى هل النصوص القرآنية تنطق بما تريد أن تقول بحيث يمكن أن نترك لها مهمة التعبير عن نفسها ونسكت نحن؟ أم هل لا بد أن يُنْطِقها البشر، أى يَنْطِقوا بما يعتقدون أنها تتضمنه؟ وإذا كان عمر قد قال إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة فإن النصوص هى أيضا لا تنطق من تلقاء نفسها، بل نحن الذين نُنْطِقها. والمهم هو الإخلاص فى هذا الإنطاق، والتدقيق فيه ومراجعته والاستماع إلى ما عند الآخرين واستيعابه وتقليبه على كل الوجوه حتى يصل المُنْطِق إلى ما يطمئن إليه ضميره فى نهاية المطاف. صحيح أن هؤلاء المنطقين للنصوص قد يخطئون كما قلنا، لكننا لو جرينا على المبدإ القائل بأن كل من هو معرَّض للخطإ فعليه أن يسكت، فعندئذ لن يُقْدِم البشر على قول أى شىء أو فعله، إذ الخطأ متربص بهم فى كل خطوة على الطريق لا عند النواصى والمنعطفات فقط. وبالمناسبة فنصر أبو زيد يزعم أنه وأمثاله هم الوحيدون الذين يفهمون الحقيقة الدينية (انظر ص63 من "نقد الخطاب الدينى"). أليس هذا هو بعينه ما يأخذه على خصومه؟ ألا يضع نفسه بهذه الطريقة موضع المتحدث باسم الله؟ من الواضح الذى لا يمكن أن تخطئه العين أنه يحلل لنفسه ما يحرّمه على الآخرين. والسبب مفهوم طبعا، إذ هو لا يريد أن يرد عليه أحد حتى لا ينكشف عواره ويفتضح مستواه فى التفكير والتعبير. وبهذا يتبين لنا أن مزاعمه حول العلمية الصارمة التى ينتهجها، والأسطورية التخريفية التى يرمى بها خصومه، هى كلام فى الهواء لا قيمة له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/183)
وفى كتاب "التفكير فى زمن التكفير" (بدءا من ص21) يعمم الكاتب تعميما خطيرا إذ يحمل على الخطاب الدينى كله فى كل العصور وفى كل البيئات حملة شعواء متهما إياه بأنه خطاب تكفيرى. وهو لون من الإرهاب يخوف به المتدينين حتى لا يفتحوا فمهم ويتركوا الساحة له كى يفعل ما يحلو له دون رقيب أو حسيب، فتراه يصورهم وكأنهم ليس لهم شغلة ولا مشغلة إلا القول بأن فلانا أو علانا أو ترتانا كافر ابن ستة وستين، وهو أمر غير صحيح ولا معقول. ثم إننا نراه بعد قليل يتراجع شيئا ما فيقول إن المقصود بذلك هو الخطاب الدينى المعاصر وحسب. ثم بعد ذلك يتراجع مرة أخرى فيستثنى بعض الأشخاص ممن يقول عنهم إنهم يعيشون رغم ذلك فى الظل لا يظهرون للعيان، وليس لهم من ثم أى تأثير. وهو فى هذا وذاك لا يحلل ولا يمحص ولا يتحقق مما يقول بل يلقى الكلام على عواهنه بعبارات إنشائية رنانة طنانة لا تسمن ولا تغنى من جوع حتى ليظن من يقرأ كلامه ولا معرفة له بالواقع أن كل من يكتب أو يتحدث فى الدين ينهال تكفيرا على الناس عَمّالاً على بَطّال من الصباح للمساء، ومن ظلام الليل إلى نور النهار ... وهكذا إلى أن تقوم الساعة، وفى فم أحدهم تكفيرة، فلْيلفظها حتى يبرئ ذمته أمام الله ويُعْذِر إليه سبحانه.
ومما أَجْلَبَ به د. نصر أبو زيد فى وجه المتدينين وهجومه على الخطاب الدينى قوله إن هذا الخطاب يقوم، فيما يقوم، على تغيير المنكر باليد (انظر ص69 من كتاب "نقد الخطاب الدينى"/ ط2/ سينا للنشر/ 1994م). لكن هل أصحاب الخطاب الدينى (والمقصود الخطاب الإسلامى وحده طبعا) هم دون غيرهم الذين ينادون بالتغيير عن طريق اليد؟ ترى كيف غيرت الثورة الفرنسية والإنجليزية والروسية والرومانية والإيرانية الأوضاع التعيسة البائسة التى كانت تنوء بها الشعوب؟ أليس عن طريق التغيير باليد؟ لكن المشكلة هى أن بعض الناس الطيبين يظنون أن التغيير باليد يمكن أن يتم وينجح ويحدث التغيير على يد فئة صغيرة من المخلصين تنتمى عادة إلى الجيش فيما يسمى بالانقلاب العسكرى. وهناك الجماعات الشبابية المتحمسة دون تبصر والتى تظن أن تغيير الأوضاع السياسية يمكن أن يتم بمعزل عن وعى العشب بحقوقه ومشاركته فى هذا التغيير بناء على هذا الوعى. وفاتهم أن مثل ذلك التغيير الذى لا ينبع من نفوس الشعوب ولا يتم بأيديها إنما هو تغيير سطحى، فضلا عن أنه لا يدوم. وقد يكون الأمر مجرد مؤامرة من جانب إحدى القوى الكبرى لإيهام الناس أن التغيير قد تم، والحمد لله، فلا داعى لاتخاذ أى تصرف آخر، ومن ثم يتم إجهاض الرغبة فى التغيير. أما فى الثورات المذكورة فلم يتم التغيير إلا على يد طوائف الشعب بعدما استجابت لدعوات مصلحيها ولم تبق جالسة على المساطب تلعب السيجة والكوتشينة أو تكتفى بالغناء والرقص وهز الأرداف مدحا للتغيير دون أية مشاركة فيه. أما الانقلابات العسكرية وما شابهها فتنتهى دائما إلى الاستبداد والهزائم والتقهقر والفساد الذى يعصف بكل شىء. المهم أن د. نصر أبو زيد يدين الخطاب الدينى مع أن أعظم التغييرات فى التاريخ إنما تمت باليد، يد الشعوب صاحبة المصلحة.
وقد كنت قديما أستغرب الحديث النبوى الكريم الذى يقول: "من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه، فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية" ولا أحقق معناه، وبخاصة حين أرى بعض الناس يستشهدون به لإسكات كل نقد يمكن أن يوجَّه للحاكم، الذى هو فى كثير من بلاد المسلمين حاكم غشوم فاسد ظالم، إلى أن استنارت بصيرتى وفهمت عبقرية الرسول العظيم. ذلك أن الحديث يخلو تماما من أية مساندة للاستبداد أو تثبيط لهمم المصلحين والمنتقدين، بل المقصود به التنبيه إلى أن الأقلية التى لا يعجبها شىء فى سياسة الحكومة لا ينبغى أن تهب للتو ثائرة على الأوضاع متصورة أنها هى كل الشعب، ومن ثم فمن حقها أن تقوم فى الحال فتغيّر ما ترى أنه فساد وانحراف، إذ إن عواقب مثل هذا التصرف وخيمةٌ بشعة الوخامة. أما التصرف السياسى الحكيم الناجع فهو توعية المصلحين للناس من حولهم والمجاهدة بالكلمة. وعندئذ، وعندئذ فحسب، يستطيعون أن يحققوا ما يريدون من تغيير، وإلا فلا. وهذه هى فلسفة الحكم الشورِىّ والديمقراطىّ. أما الانقلابات العسكرية فإنها سبيل أكيد إلى الضياع والطغيان والفساد، الذى نشاهده عيانا بيانا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/184)
فى كثير من بلاد المسلمين حيث يتحكم العسكر الجهلاء الخبثاء الأغبياء فى مقدرات البلاد والعباد، وتنتهى الأمور دائما على أيديهم إلى البوار والخسار.
وفى الصفحة الخامسة والعشرين من كتاب "التفكير فى زمن التكفير" يمضى اتهام أبو زيد للمتدينين خطوة أخرى، إذ يقول إن منهج النقل الذى يسير عليه المتدينون (يقصد منهج الحفظ دون فهم أو تعقل) يقوم على الاتباع، ويناقض الإبداع ويعاديه، ويؤدى إلى التكفير العقلى الذى يؤدى بدوره إلى التصفية البدنية. ثم يقفز قفزة بهلوانية فى الهواء قائلا إن اللغة لم تكن عابثة حين جعلت التفكير والتكفير متقاربين لفظا، إذ الفرق بينهما تقديم حرف على حرف فقط بحيث إن الشخص إذا لم يُحْكِم تفكيره فإنه يلجأ إلى تكفير الآخرين الذين يختلف معهم. والواقع أن هذا تلاعب بالألفاظ يستند إلى مقولة "الاشتقاق الأكبر" التى قال بها ابن جنى، رغم أن هذا الاشتقاق الأكبر عند ذلك العالم اللغوى الكبير لا يعتمد إلا على أمثلة جد قليلة مع اعتساف فى التطبيق، مما وضحته فى كتابى: "من ذخائر المكتبة العربية" فى الفصل الذى خصصته لكتاب ابن جنى: "الخصائص". وبناء على هذا الأساس أستطيع أن أقول أنا أيضا بنفس الطريقة إن الفكر والكفر قريب من قريب بحيث إن الشخص إذا لم يحسن الفكر فإنه يقع فى الكفر. فما رأى القراء فى هذا؟
ثم لقد فات نصر أبو زيد أن النقل مطلوب مثلما النقد مطلوب، وكما أن النقل قد يكون معيبا إذا تم على نحو عميانى، فإن النقد قد يكون معيبا إذا تم دون استكمال أدواته من القراءة الواسعة والعقل القوى والتمحيص الدقيق والأناة فى استخلاص النتائج والاستعداد الدائم لمراجعتها وتصحيحها والرجوع عنها إذا تبين له أنه كان مخطئا أو غير دقيق ... وهكذا. ولنكن على ذكر من أن الإبداع والنقد لا يمكن أن يتمّا إلا إذا كانت هناك مادة من المعلومات يستندان إليها. وهذه المادة تأتى من النقل، حتى إذا استحصد عقل الشخص استطاع أن يمارس النقد والإبداع. أما أن يبدأ نقده وإبداعه وليس فى عقله شىء، فكيف يستطيع ذلك؟ ترى هل يمكن أن يبدأ الطفل بالاستقلال فى التفكير وليس فى ذهنه أية معلومات قد لُقِّنها فى المدرسة والبيت مثلا؟ ترى هل يمكن أن تدور الرحى على الفاضى دون أن يكون هناك حب تدشّشه؟ إنها فى هذه الحالة سوف تتآكل بالاحتكاك دون حَبٍّ وتظل تطحن نفسها حتى تتفتت وتنتهى.
وإنى لأسأل: ومن أين أتى نصر أبو زيد بما كتبَه فى أبحاثه؟ أليس من النقل من كتب الآخرين؟ إن هذا ليس اتهاما، فنحن أيضا ننقل عن الآخرين، وإلا ما استطعنا أن نؤلف ما ألفناه. إذن فالنقل ليس مسبة حتى ينصب المشانق للمتدينين ظنا منه أنه يستطيع تشويه صورتهم. إنما العيب كل العيب فى أن يكون الكاتب فقيرا فى النقل إلى الحد الذى يخلط عنده ذلك الخلط الشنيع الذى خلطه أبو زيد بين العصر الأموى والعصر العباسى حتى ليجعل الشافعى يتعاون مع الأمويين ويتولى لهم عملا إداريا فى اليمن. ولسوف نأتى إلى هذه النقطة بعد قليل. لكن ذلك لا يعنى أبدا أن يتوقف الشخص عند النقل مثلما يفعل الدكتور نصر مع المفاهيم والمصطلحات الحداثية، التى ينقلها عن النقاد الغربيين أو بالأحرى: عن مترجميها عن النقاد الغربيين، ثم يضطرب فى تطبيقها على الفكر العربى كما سوف يتضح من هذه الدراسة التى فى يد القارئ الكريم لأنه لم يقرإ التراث العربى الإسلامى كما ينبغى. أى كان حظه من النقل عن هذا التراث ضئيلا. لقد صور المرحوم إبراهيم المازنى هذه العملية تصويرا فكاهيا، وإن كان مع هذا صادقا وبديعا أيضا، إذ قال إنه يشبه عربة الرش التى يذهب بها السائق إلى محطة الماء ليملأها ثم يدور بها فى الشوارع فاتحا صنابيرها يرش الأسفلت الملتهب إلى أن تفرغ مما فيها من ماء فيعود بها إلى المحطة كرة أخرى لملئها من جديد ... وهكذا. ووجه الشبه أنه يحتاج دائما إلى الرجوع إلى الكتب ليستقى مادته التى يستند إليها فى التأليف، وأنه كلما انتهى من مقال له أو كتاب شعر أنه عربة رش فرغت من الماء، مما يستلزم منه أن يعود فيملأ عقله بقراءات جديدة يستند إليها فى تأليف شىء جديد ... إلخ. فهذا كاتب من كبار كتاب الأب العربى فى كل العصور يرينا فى هذه الصورة الفكاهية الجميلة الساحرة كيف أن النقل شىء أساسى لا يمكن أن يستغنى عنه الكاتب مهما كان عبقريا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/185)
مثله رحمه الله.
وقد كتب أحد طلاب الدكتور نصر تعليقا فى بعض المنتديات يتبين منه أن حظ الدكتور من المعلومات التى تحتاجها موضوعات أبحاثه قليل، وهو ما كان يوقعه فى المآزق. قال الطالب المذكور، واسمه نور أبو مدين: "الدكتور نصر ليس متخصصًا في الدراسات القرآنية، بل في علم اللغة، ولكنه أقحم نفسه في تخصص غير تخصصه. لذلك أتى بالأعاجيب شأن كل من يتحدث في غير فنه. وسأحدثك عن واقعة جرت لي شخصيًا معه في ذلك، إذ أنني كنت ضمن أول دفعة يدرس لها الدكتور نصر كتابه: "مفهوم النص" بعد عودته من اليابان. ولم يكن الكتاب قد طبع بعد، وإنما كان مجرد مذكرات مكتوبة على الآلة الكاتبة (نعم الآلة الكاتبة وليس الكمبيوتر، فقد كان ذلك منذ 16 عاما). ودرسه لنا ضمن مادة "علوم القرآن"، التي أُسْنِد إليه تدريسها بقسم اللغة العربية بكلية الآداب. كما درس لنا مادة "علوم الحديث" والتي لم يكن هو نفسه دَرَسَها من قبل. ولا أقول ذلك على سبيل التخرُّص، بل كلي يقين من ذلك للحادثة التي ساقصها عليك: كان الدكتور قد قرر علينا كتاب "الباعث الحثيث" وبعض أجزاء من كتابَيْ "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام" لأحمد أمين ... وكان الدكتور يشرح كلام أحمد أمين ويتجنب شرح كتاب "الباعث الحثيث"، حتى قام إليه أحد الإخوة وسأله أن يشرح له عبارة في الباعث وهي: "الرواية تخالف الشهادة في شرط الحرية والذكورة وتعدد الراوي". وهذه العبارة وردت في الهامش. أقصد أنها من كلام الشيخ شاكر رحمه الله. ولأن الدكتور كان يرى العبارة للمرة الأولى في حياته، ولأنه لا يدري أصلاً ما هي الرواية وما هي الشهادة، فقد قام بشرح العبارة على أن الشروط الثلاثة المذكورة هي من شروط الرواية، وليست من شروط الشهادة. وكنت جالسًا فما تحملت الجلوس، فقمت لأصحح له هذا الفهم السقيم. وأشهد أن الدكتور كان واسع الصدر لأقصى درجة في مناقشة تلاميذه. أصر على قوله، فأردت أن أفصّلها له واحدة فواحدة، فقلت له: شرط الحرية غير موجود في الرواية، وموجود في الشهادة،. فأصر على أنه موجود في الرواية أيضًا. والطريف أنه لم يخطر ببالي وقتها إلا موالي عبد الله بن عباس فاحتج بأنهم "موالي"، أي تحرروا. ولو بَقُوا عبيدًا لما قُبِلَتْ روايتهم! فلم أُطِل الجدال معه وانتقلت إلى الشرط الثاني: الذكورة، وذكرت له أن المحدِّثات من النساء يملأن بتراجمهن المجلدات، وعلى رأسهن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فراح يلقي عليّ محاضرة عن العصور الوسطى وقرون الظلام وحقوق المرأة إلى آخر تلك الطنطنة التي لا علاقة لها بما كنا نتحدث عنه. وفي أثناء محاضرته تلك لمعت في ذهني نصيحة من شيخي: أنه قال لي ألا أنصح أحدًا أبدًا على الملأ، وسيّما إن كان أكبر مني سنًا أو قَدْرًا، فبادرت بالجلوس وعزمت على أن أذهب إليه في مكتبه بعد المحاضرة. وبالفعل كان، ودخلت مباشرة في الشرط الثالث وسلكت سلوك المستفهم الجاهل، وليس سلوك الند المتحدي، فقلت له: لا أفهم هذا الشرط. فبادر إلى القول إن كثير من العلماء (هكذا!) يرفضون أحاديث الآحاد ولا يأخذون بها. ولم أرد أن أخوض في جدل أعلم أنه لن ينتهي لشيء، فسألت ببراءة: وهل الشيخ شاكر الذي كتب هذا الكلام منهم؟ وهنا تغير لون وجهه وفهم عبارة الشيخ أخيرًا، فقام بعكس الكلام وادعى أن ظاهر لفظ الشيخ كان غامضًا، فشكرته وانصرفت. هذه الحادثة أوجدت عندي يقينًا أن الدكتور مبتوت الصلة بكتب التراث وأنه لم يقرأ كتب علم الحديث بل قرأ عنها، وقرأ عنها في أسوأ المصادر التي يمكن أن يتعلم منها مسلم. أعني كتابات المستشرقين والمستغربين. وهذا ما أثبتته الأيام لي بعد ذلك، فقد راح يدرس لنا من كتب "مشبوهة" مثل كتاب "الثابت والمتحول" للشيعي المتنصر أدونيس وغيره ... " ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php/t-88177.html).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/186)
وأذكر، بمناسبة الحديث عن النقل والإبداع وأهمية كل منهما فى الكتابة والتأليف، ما كتبته إحدى الناقدات الغربيات فى تعريف التناص وتصورها أنه يتلخص فى تركيب الفسيفساءات النصية المأخوذة من هنا وههنا بعضها بجوار بعض، وكان الله يحب المحسنين، فنبهت فى الفصل الذى عقدته للتناصيّة فى كتابى: "مناهج النقد العربى الحديث" إلى أن هناك شيئا جوهريا فات الناقدة المذكورة، وهو شخصية الكاتب نفسه وروحه وإبداعه الذى يركب تلك الفسيفساءات بطريقة معينة فيخلق منها خلقا جديدا ويجعل منها شيئا مدهشا للعقل، وممتعا للذوق معا.
والآن إلى بند آخر من الأغلاط والمغالطات. لقد قدم د. نصر حامد أبو زيد، ضمن ما قدم من أعمال بقصد الترقى لمرتبة الأستاذية، كتابه المسمى: "نقد الخطاب الدينى". والمقصود بـ"الخطاب"، فى لغة بسيطة يستطيع أن يفهمها شخص رجعى منغلق لا يفهم فى البنيوية والتفكيكية والسميوطيقية والمهلبية والعسلية ونبوت الغفير كالدكتور شوقى ضيف ثم العبد لله إذا كان لى أن أن ألتحق بشرف مصاحبة الأستاذ الدكتور حتى فى المعيب والمثالب، هو الكتابات أو الأحاديث التى تتناول القضايا الدينية، سواء فى التفسير أو الحديث أو السيرة أو الفقه أو الخطابة أو علم الكلام أو مقارنة الأديان أو الوعظ والإرشاد ... وهلم جرا. وفى هذا الكتاب ينتقد أبو زيد الخطاب الدينى كله انتقادا مطلقا يشمل كل ألوان ذلك الخطاب فى جميع العصور والبلاد، ومن كل الألوان والأطياف والاتجاهات، ودون اعتبار للكاتب سواء كان هو الطبرى أو ابن هشام أو الشافعى أو مالك أو ابن حزم أو الغزالى أو ابن العربى أو الشوكانى أو العقاد أو مالك بن نبى أو خالد محمد خالد ... إلى آخر هؤلاء الكتاب، وهم بالآلاف، وإلا لحدده مثلا بالخطاب الدينى الشعبى أو الخطاب الدينى فى العصر العباسى أو الخطاب الدينى المعاصر أو الخطاب الدينى السعودى أو الخطاب الدينى عند خطباء المساجد أو الخطاب الدينى عند فلان أو علان أو ترتان من الكتاب أو الخطباء أو المحاضرين. كما أن انفراد الخطاب الدينى بالنقد قد يوحى، بل المراد عند أبو زيد هو أن يوحى، بأن الخطابات (أو بلغة الرجعيين المنغلقين من أمثال د. شوقى ضيف القامع الظالم المفترى: "الكتابات") الأخرى بريئة من هذا العيب. أى أنه عيب ذاتى فيه لصيق به لا يفارقه. لماذا؟ ليس هناك تفسير أمامى إلا فى أن العيب فى الدين نفسه، ثم انجر إلى الخطاب الخاص به. وفى الصفحة الحادية والعشرين وما بعدها من الكتاب يؤكد الكاتب بكل وضوح أن الخطاب الدينى بجميع أنواعه معيب، وأنه خطاب متطرف إرهابى تكفيرى تحريضى (على القتل طبعا) منغلق رجعى لا عقل فيه ولا فكر بل نقل وترديد للنصوص ترديدا آليا دون فهم أو نقد أو تمحيص كما تفعل الببغاوات التى لا عقل لها، وأنه إذا كان هناك فرق بين خطاب وآخر منه فهو فى الدرجة لا فى النوع. فهل فى هذا التعميم المطلق الذى لا يستثنى أحدا ولا عصرا ولا بلدا فى مجال الكتابات الدينية ("الإسلامية" طبعا من فضلك) شىء من المنهجية العلمية والانضباط الفكرى الذى يصدعنا بعض القوم بالجعجعة فيه؟ أترك الحكم للقارئ.
ثم مغالطة أخرى. ففى الصفحة الثانية والثلاثين من "نقد الخطاب الدينى" نرى الكاتب ينكر إنكارا مطلقا أن يكون أبو زيد قد اتهم العقل الغيبى بشىء. وهذا نص ما قال، والإشارة فيه إلى تقرير الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين الخاص بترقية د. نصر: "ينتزع عبد الصبور شاهين العبارات من سياقها ليقرر فى يقين عجيب وحسم قاطع غريب: "فى المقدمة يهجم الباحث على الغيب بأسلوب غريب فيجعل العقل الغيبى غارقا فى الخرافة والأسطورة مع أن الغيب أساس الإيمان". وحديثنا الذى يشير إليه مولانا الشيخ هو ما يتعلق بالخطاب الدينى الذى ساند شركات توظيف الأموال بالإسلام. ومسألة "العقل الغيبى" لا وجود لها فى النص المشار إليه من حديثنا تصريحا ولا تلميحا حيث قلنا: "إن عملية النصب الكبرى تلك لم يكن لها أن تحقق ما حقتته دون تمهيد الأرض بخطاب يكرّس الأسطورة والخرافة ويقتل العقل". فالحديث عن خطاب، وليس عن العقل الغيبى. لكن الشيخ أراد أن ينسب لنا إنكار الغيب لكى يدلل بعد ذلك على أن الباحث ينكر "ما هو معلوم من الدين بالضرورة" فيلقى به وبخطابه فى غيابة "الكفر" و"الردة" ... إلخ. وفى تعليقه على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/187)
تفرقتنا بين فصل سلطة الدولة وفصل الدين عن الحياة والمجتمع، وعن خلط الخطاب، بينما يهدف تشويه العلمانية وربطها بالإلحاد ... يقول كاذبا فض الله فاه: "ولا أدرى إن كان ذلك عن جهل بمفهوم العلمانية أو هو يضاعف من خطورة هذا الاتجاه بتزييف المفاهيم". وهذا ينقلنا إلى تزييف عبد الصبور شاهين وأتباعه للمفاهيم، خاصة العلمانية والماركسية، بل وتزييفه للأقوال التى لم نقلها ونسبتها لنا، وهو ما يكشف عن دلالات خطيرة نناقشها فى الفقرة التالية".
هذا ما يقوله نصر حامد أبو زيد منكرا أن يكون قد هاجم العقل الغيبى على أى نحو من الأنحاء، بل ينفى نفيا قاطعا أن يكون قد ذكره أى ذكر فى كلامه، مع أن تقرير قسم اللغة العربية بآداب القاهرة الذى أخذ على عاتقه الدفاع عنه قد أتى بنص كلام أبو زيد فى هذا المجال، وفيه إدانة واضح صريحة للعقل الغيبى. والكلام موجود فى الصفحة السادسة عشرة من الكتاب الذى بين أيدينا، وهذا نصه: "يقول تقرير اللجنة إن الكاتب فى مقدمة بحثه "يهجم على الغيب بأسلوب غريب فيجعل العقل الغيبى غارقا فى الخرافة والأسطورة مع أن الغيب أساس الإيمان". والواقع أن الكاتب لم يتعرض للغيب الوارد فى قوله تعالى: "يؤمنون بالغيب"، أى ما غاب عنهم مما أخبرهم به النبى صلى الله عليه وسلم من أمر البعث والجنة والنار، وإنما كلامه بالنص (ص10): "لم تكن المعركة (يقصد المعركة التى دارت حول كتاب "الشعر الجاهلى" لطه حسين) معركة الشعر، بل كانت معركة قراءة النصوص الدينية طبقا لآليات العقل الإنسانى التاريخى لا العقل الغيبى الخارق فى الخرافة والأسطورة". ثم يقول فى تفسير ما يقصده بالعقل الغيبى: "قوى الخرافة والأسطورة (المتحدثة) باسم الدين والتمسك بالمعانى الحرفية للنصوص الدينية" ... ".
إذن فأبو زيد قد ذكر أولا "العقل الغيبى" على عكس ما أكده من أنه لم يأت له على أى ذكر وأن كلامه هو عن الخطاب الدينى ليس إلا. ثم إنه ثانيا لم يكتف بالحديث عن العقل الغيبى، بل هاجمه وحط من قدره كما رأينا. وثالثا سوف نرى من خلال كلامه هو نفسه ما الذى يقصده بذلك العقل الغيبى. فلن نورد شيئا من لدنّا، بل سيكون معتمدنا على ما قال هو ذاته. لقد أشار إلى كتاب "فى الشعر الجاهلى" للدكتور طه حسين قائلا إن المشكلة كانت فى "قراءة النصوص الدينية طبقا لآليات العقل الإنسانى التاريخى لا العقل الغيبى الخارق فى الخرافة والأسطورة". ومن ثم فعلينا أن نعود إلى ما كتبه طه حسين فى هذا الصدد. والنصوص الدينية التى يشير إليها نصر أبو زيد بالمناسبة هى القرآن، ولا شىء سوى القرآن، إلا أنه بطريقة لحن القول لا يريد أن يضع النقاط على الحروف، بل يوارى ويوارب ظنا منه أن جمهور القراء لن يتنبه إلى تلك اللعبة.
قال طه حسين بشأن ذهاب إبراهيم إلى بلاد العرب وبنائه الكعبة فى مكة هو وابنه إسماعيل عليهما السلام كما ذكر القرآن (أو "النصوص الدينية" بالتعبير المراوغ من نصر أبو زيد): "للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضا. ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي، فضلا عن إثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلي مكة ونشأة العرب المستعربة فيها. ونحن مضطرون إلي أن نرى في هذهالقصة نوعا من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة، وبين الإسلام واليهودية من جهة، والقرآن والتوراة من جهة أخرى. وأقدم عصر يمكن أن تكون قد نشأت فيه هذه الفكرة إنما هو هذا العصر الذي أخذ اليهود يستوطنون فيه شمال البلاد العربية وينشئون المستعمرات. فنحن نعلم أن حروبا عنيفة شبت بين هؤلاء اليهود المستعمرين وبين العرب الذين كانوا يقيمون في هذه البلاد، وانتهت بشيء من المسالمة والملاينة ونوع من المخالفة والمهادنة. فليس يبعد أن يكون هذا الصلح الذي استقر بين المغيرين وأصحاب البلاد منشأ هذه القصة التي تجعل العرب واليهودأبناء أعمام، ولا سيما قد رأي أولئك وهؤلاء أن بين الفريقين شيئا من التشابه غير قليل، فأولئك وهؤلاء ساميون. ولكن الشيء الذي لا شك فيه هو أن ظهور الإسلام وما كان من الخصومة العنيفة بينه وبين وثنية العرب من غير أهل الكتاب قد اقتضى أنتثبت الصلة الوثيقة المتينة بين الدين الجديد وبين الديانتين القديمتين: ديانة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/188)
النصارى واليهود. فأما الصلة الدينية فثابتة وواضحة، فبين القرآن والتوراة والأناجيل اشتراك في الموضوع والصورة والغرض، فكلها ترمي إلي التوحيد، وتعتمد علي أساس واحد هو هذا الذي تشترك فيه الديانات السماوية السامية. ولكن هذه الصلة الدينية معنوية عقلية يحسن أن تؤيدها صلة أخرى مادية ملموسة أو كالملموسة بين العرب وأهل الكتاب. فما الذي يمنع أن تُسْتَغَلّ هذه القصة، قصة القرابة المادية بين العرب العدنانية واليهود؟ وقد كانت قريش مستعدة كل الاستعداد لقبول مثل هذه الأسطورة في القرن السابع للمسيح، فقد كانت في أول هذا القرن قد انتهت إلي حظ من النهضة السياسية والاقتصادية ضَمِنَ لها السيادة في مكة وما حولها وبسط سلطانها المعنوي عليجزء غير قليل من البلاد العربية الوثنية. وكان مصدر هذه النهضة وهذا السلطان أمرين: التجارة من جهة، والدين من جهة أخري. فأما التجارة فنحن نعلم أن قريشاكانت تصطنعها في الشام ومصر وبلاد الفرس واليمن وبلاد الحبشة. وأما الدين فهذه الكعبة التي كانت تجتمع حولها قريش ويحج إليها العرب المشركون في كل عام، والتيأخذت تبسط علي نفوس هؤلاء العرب المشركين نوعا من السلطان قويا، والتي أخذ هؤلاء العرب المشركون يجعلون منها رمزا لدين قوي كأنه كان يريد أن يقف في سبيل انتشار اليهودية من ناحية، والمسيحية من ناحية أخري. فنحن نلمح في الأساطير أن شيئا منالمنافسة الدينية كان قائما بين مكة ونجران. ونحن نلمح في الأساطير أيضاأن هذه المنافسة الدينية بين مكة وبين الكنيسة التي أنشأها الحبشة في صنعاء هي التيدعت إلي حرب الفيل التي ذكرت في القرآن. فقريش إذن كانت في هذا العصر ناهضة نهضة مادية تجارية ونهضة دينية وثنية. وهي بحكم هاتين النهضتين كانت تحاول أنتوجد في البلاد العربية وحدة سياسية وثنية مستقلة تقاوم تدخل الفرس والروم والحبشة وديانتهم في البلاد العربية. وإذا كان هذا حقا، ونحن نعتقد أنه حق، فمنالمعقول جدا أن تبحث هذه المدنية الجديدة لنفسها عن أصل تاريخي قديم يتصل بالأصول التاريخية الماجدة التي تتحدث عنها الأساطير. وإذن فليس ما يمنع قريشا من أنتقبل هذه الأسطورة التي تفيد أن الكعبة من تأسيس إسماعيل وإبراهيم كما قبلت روما قبل ذلك ولأسباب مشابهة أسطورة أخري صنعها لها اليونان تثبت أن روما متصلة بإنياس بن بريام صاحب طروادة. أمر هذه القصة إذن واضح، فهي حديثة العهد ظهرت قبيلالإسلام لسبب ديني، وقبلتها مكة لسبب ديني وسياسي أيضا".
إذن فهذا النص الدينى القرآنى ليست سوى أسطورة وجدها محمد جاهزة فاستغلها. وهذا التصرف من جانبه لا يعنى إلا شيئا من شيئين: أنه كان على علم بأسطوريتها، لكنه قبلها بغرض نفعى لا علاقة له كما نرى بحق أو باطل، فهو إذن رجل براجماتى مكيافيلى، الغاية عنده تبرر الوسيلة، أو أنه كان رجلا جاهلا فصدق هذه الأسطورة ورددها فى قرآنه ظنا منه أنها حق لا ريب فيه. ومن كان عنده تفسير ثالث فليوافنى به، وله المثوبة والأجر من الله! والعقل الغيبى الخرافى الأسطورى هو الذى يصدق ما جاء فى القرآن ويأخذه على أنه حقيقة تاريخية، أما العقل العلمى فيرى فيه أسطورة ملفقة زيفها العرب فى الجاهلية، ثم جاء الإسلام فاستغلها لأسباب سياسية. ومن كان لديه تفسير مختلف لما قاله كل من طه حسين ونصر أبو زيد فله كل الشكر إذا أمدنا به. أما الرد على ذلك الكلام الفارغ الذى تقيأه طه حسين فليس هنا موضعه، إذ تولى كتابى: "معركة الشعر الجاهلى بين الرافعى وطه حسين" وبحثى المنشور فى المشباك: "نظرية طه حسين فى الشعر الجاهلى: سرقة أم ملكية صحيحة؟ " هذه المهمة. وكانت نتيجة نشرى لكتابى عن "معركة الشعر الجاهلى" أن انقضت على صاحب الكتاب قوى الظلام والبطش الإجرامى التى لا تطيق أن يخالفها أحد، وبخاصة إذا كشفت المخالفة زيف كلام طه حسين وبينت بالأدلة المنهجية الصارمة سخفه وتهافته، نعم انقضت قوى البطش الإجرامى التى تضرب ضربتها فى ظلام الليل البهيم دائما ولا تظهر فى نور النهار أبدا وانهالت بالمطارق الحديدية الثقيلة على دماغه تريد تحطيمه، وهيهات. وقد احتسبنا نحن ما وقع علينا من أَذَى المجرمين التافهين عند الله، الذى لا يضيع عنده ما يحتسبه عبده الراجى رحمته وثوابه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/189)
وبهذه المناسبة فقد قال طه حسين أيامئذ فى بعض الصحف إن "العالِم ينظر إلى الدين كما ينظر إلى اللغة، وكما ينظر إلى الفقه، وكما ينظر إلى اللباس، من حيث إن هذه الأشياء كلها ظواهر اجتماعية يحدثها وجود الجماعة وتتبع الجماعة فى تطورها. وإذن فالدين فى نظر العلم الحديث ظاهرة كغيره من الظواهر الاجتماعية، لم ينزل من السماء ولم يهبط به الوحى، وإنما خرج من الأرض كما خرجت الجماعة نفسها، وإن رأى دوركايم أن الجماعة تعبد نفسها، أو بعبارة أدق: أنها تؤله نفسها" (مصطفى صادق الرافعى/ تحت راية القرآن/ المكتبة العصرية/ بيروت/ 1423هـ- 2002م/ 267). وبهذه المناسبة أيضا هناك بحث لإسماعيل أدهم بعنوان "طه حسين- دراسة وتحليل" نشرته سامى الكيالى صاحب مجلة "الحديث" الحلبية عام 1938م، يمدح فيه أدهم الدكتور طه واصفا إياه بالإلحاد والثورة على الدين، ومشيرا إلى رأيه فى الأديان الذى نقلناه لتونا. فيمكن القارئ أن يرجع إليه ليتأكد مما نقول.
ومما يتصل بهذا الأمر تأكيد أبو زيد أن الدين الذى يدعو إليه هو الدين بعد تصفيته من الأساطير (انظر "نقد الخطاب الدينى"/ 30). ولنلاحظ أنه يقول: "الدين"، وليس "التدين"، وإن عاد بعد قليل قائلا إنه قد اتضح الآن الفرق بين الدين والتدين. يقصد أنه لا يهاجم الدين بل التدين كما يمارسه بعض المسلمين. إلا أن كلامه الأصلى لا يتحدث إلا عن الدين. نعم الدين نفسه لا فَهْم الناس له. فهل فى الإسلام أساطير؟ وما هى يا ترى؟ ثم كيف ننقيه منها؟ لقد وضعنا أيدينا، عند تحليلنا لكلام الدكتور نصر عن طه حسين فى سياق هجومه على ما سماه: "العقل الغيبى الخرافى الأسطورى"، على مثال مما يُعَدّ عند القوم من الأساطير، وهو زيارة إبراهيم لبلاد العرب وبناؤه هو وابنه إسماعيل الكعبة. فيا ترى ماذا يراد منا أن نصنع بالآيات التى تتحدث فى هذا الموضوع على أنه حقيقة تاريخية ويرى القوم أنها مجرد خرافات وأساطير؟ هل نلغيها من القرآن؟ أنا أكره الكلام المداور، وأحب أن تكون العبارة مُبِينة، وإن كنت أثق بقدرتى على كشف ما وراء اللف والدوران فى كتابات بعض الناس. ولا بد أن نوضح هنا أن سلامة موسى كان دائم الهجوم على "الغيبيات" فى الفاضية والملآنة، ومعروف أن الغيبيات موضوع من موضوعات علم الكلام الإسلامى، وتسمى أيضا بـ"السمعيات"، أى الموضوعات غير القابلة لأن نراها أو نسمعها أو نلمسها أو نشمها، بل نسمع بها من الوحى ليس إلا، مثل الملائكة والجن والجنة والنار والحساب ... وما إلى ذلك. وأكتفى بهذا.
وثم نقطة أخرى، إذ يقول نصر أبو زيد: "لقد كان ارتباط ظاهرتَىِ الشعر والكهانة بالجن فى العقل العربى وما ارتبط بهما من اعتقاد العربى بإمكانية الاتصال بين البشر والجن هو الأساس الثقافى لظاهرة الوحى الدينى ذاتها. ولو تصورنا خلو الثقافة العربية قبل الإسلام من هذه التصورات لكان استيعاب ظاهرة الوحى أمرا مستحيلا من الوجهة الثقافية. فكيف يمكن للعربى أن يتقبل فكرة نزول ملك من السماء على بشر مثله ما لم يكن لهذا التصور جذور فى تكوينه العقلى والفكرى؟ وهذا كله يؤكد أن ظاهرة الوحى (القرآن) لم تكن ظاهرة مفارقة للواقع أو تمثل وثبا عليه وتجاوزا لقوانينه، بل كانت جزءا من مفاهيم الثقافة ونابعة من مواضعاتها وتصوراتها. إن العربى الذى يدرك أن الجنِّىّ يخاطب الشاعر ويلهمه شعره، ويدرك أن العراف والكاهن يستمدان نبوءاتهما من الجن، لا يستحيل عليه أن يصدق بملك ينزل بكلام على بشر. لذلك لا نجد من العرب المعاصرين لنزول القرآن اعتراضا على ظاهرة الوحى ذاتها، وإنما انصب الاعتراض إما على مضمون كلام الوحى أو على شخص الموحَى إليه. ولذلك أيضا يمكن أن نفهم حرص أهل مكة على رد النص الجديد (القرآن) إلى آفاق النصوص المألوفة فى الثقافة، سواء كانت شعرا أم كهانة ... إن العلاقة بين النبوة والكهانة فى التصور العربى أن كليهما "وحى"، اتصال بين إنسان وبين كائن آخر ينتمى إلى مرتبة وجودية أخرى: ملَكٌ فى حالة النبى، وشيطانٌ فى حالة الكاهن. وفى هذا الاتصال/ الوحى ثمة رسالة عبر شفرة خاصة لا يتاح لطرف ثالث أن يفهمها على الأقل لحظة الاتصال، وذلك لأن النبى "يبلِّغ" للناس بعد ذلك الرسالة، والكاهن "ينبئ" عن محتوى ما تلقاه. وفى هذا كله تصبح ظاهرة "الوحى" ظاهرة غير طارئة على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/190)
الثقافة ولا مفروضة عليه من خارج" (ص38 - 39، 44 من كتاب مفهوم النص- دراسة فى علوم القرآن/ الهيئة المصرية العامة للكتاب/ 1993م).
وقبل أن ندخل فى مناقشة تفاصيل هذا الكلام نتساءل: هل كان الجاهليون يسمون وسوسة الشياطين للكهان: "وحيا"، ومن ثم يصح أن يقول نصر أبو زيد إن هناك علاقة بين مفهوم الوحى الجاهلى ومفهوم الوحى فى الإسلام؟ كل ما أورده د. نصر فى هذا الصدد نصان شعريان جاهليان ليس فيهما أدنى إشارة إلى أى وحى (ص39). وهذان هما النصان، ولا أدرى لم أوردهما ما داما لا يحتويان على الشاهد المراد. فأما النص الأول فهو للأعشى، ويتحدث فيه عن قرينه مِسْحَل، أى الشيطان الذى كان يعتقد أنه يساعده فى نظم الأشعار:
وَما كُنتُ شاحِردا وَلَكِن حَسِبتُني * إِذا مِسْحَلٌ سَدَّى لِيَ القَولَ أَنطِقُ
شَريكانِ فيما بَيْنَنا مِن هَوادَةٍ * صَفِيّانِ: جِنِّيٌّ وَإِنسٌ مُوَفَّقُ
يَقولُ فَلا أَعْيَا لِشَيءٍ أَقولُهُ * كَفانِيَ لا عَيٌّ وَلا هُوَ أَخرَقُ
وأما النص الثانى فلبدر بن عامر:
ولقد نطقتُ قوافيًا إنسيةً * ولقد نطقتُ قوافىَ التجنينِ
وهناك شاهد آخر أورده نصر أبو زيد لعلقمة الفحل، لا بمعنى اتصال الجن بالإنس، بل بمعنى حديث الثور الوحشى إلى أبقاره، وشتان الأمران. وهذا هو الشاهد:
يوحي إِلَيها بِإِنقاضٍ وَنَقنَقَةٍ * كَما تَراطَنُ في أَفدانِها الرومُ
ولقد بحثت بنفسى فى الموسوعة الشعرية الإماراتية لعلى أجد شيئا يعضد ما زعمه د. أبو زيد عن تسمية الجاهليين لاتصال الكهان والشعراء بالجن: "وحيا" فلم أجد فى الشعر الجاهلى إلا نصا واحدا لزهير بن جناب الكلبى أتت فيه فعلا كلمة "وحى"، ولكن بمعنى "حديث" الأطلال إلى الشاعر الحزين على فراق حبيبته لا بمعنى وسوسة الجن إلى الإنس كما يقول أبو زيد:
فَكادَت تُبينُ الوَحيَ لَمّا سَأَلتُها * فَتُخبِرُنا لَو كانَتِ الدارُ تَنطِقُ
هذا فى مجال الأسماء، أما فى مجال الأفعال فلم أعثر إلا على البيت الذى ساقه د. نصر لعلقمة الفحل ليس غير. ونخرج من هذا كله أن الأساس الذى أقام عليه نصر حامد أبو زيد دعواه بمشابهة الوحى القرآنى للوحى الكهانى والوحى الشعرى هو أساس منهار لم يكن يصح أن يتخذه مستندا فى مثل هذه القضية الحساسة التى يمكن أن يُزِيغ الأبصارَ فيها كلامُه المندفع غير المسؤول.
ولقد لاحظ القارئ كيف يكرر د. نصر أبو زيد عبارة "ظاهرة الوحى القرآنى"، مع أن القرآن حالة فردية لا تمثل ظاهرة، إذ هو لم ينزل على غير محمد صلى الله عليه وسلم، ولو كان ظاهرة لرأينا كثيرا من العرب أنبياء يتنزل القرآن عليهم. هذا هو معنى الظاهرة، أما إذا كانت الحالة فردية أو محصورة فى نطاق ضيق فلا تسمَّى: ظاهرة. ترى هل إذا اكتشف السكان مثلا فى مدينة من المدن أن بينهم لصا، هل يقال إن اللصوصية أصبحت تمثل ظاهرة فى مدينتهم؟ هل إذا اكتشف الأطباء فى بلد من البلاد حالةَ فشلٍ كٌلْوِىّ، هل يقال إن هذا المرض صار يشكل ظاهرة؟ واضح أن نصر أبو زيد لا يراعى معانى المصطلحات التى يستعملها، ويترك لنفسه العنان فى استخدامها كما يعنّ له دون تدقيق أو تبصر أو مراعاة لما استقر عليه العُرْف اللغوى والاصطلاحى. لو كان نصر أبو زيد قال إن "الوحى" (الوحى بإطلاق) يمثل ظاهرة لكان كلامه معقولا، فالوحى فعلا يمثل ظاهرة لتكرره وشيوعه فى التاريخ البشرى، إذ ما من أمة إلا وقد ظهر فيها نذير أو أكثر حسبما ينبئنا القرآن المجيد، أما الوحى القرآنى بالذات فهو حالة من الحالات التى تتمثل فيها تلك الظاهرة، لكنه لا يشكل وحده ظاهرة.
أيا ما يكن الأمر فإن كلام أبو زيد يفيد أن مفهوم الوحى فى الإسلام هو انعكاس للفكر الجاهلى. لكن هل جاء الإسلام للعرب وحدهم فاستغل مفهوم الكهانة عندهم ورتب عليه مفهوم النبوة؟ أم كيف يا ترى يفسر انتشار الإسلام فى كل بلاد العالم قديما وحديثا، وهم ليسوا عربا، ومنهم اليهودى والنصرانى والوثنى والمادى، والموحد والمثلث والثنوى والمتشكك، والفارسى والمصرى والتركى والإسبانى والأمريكى والهندى والصينى واليابانى والمكسيكى والأسترالى ... ؟ وبالمثل كيف يفسر تكذيب العرب بالكهانة بعد مجىء الإسلام بل تَرْك كثير من الكهان لكهانتهم إذا كان مفهوم النبوة امتدادا لمفهوم الكهانة؟ كذلك لو كان ما يحاوله أبو زيد من الربط بين الكهانة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/191)
والنبوة صحيحا لكان الجاهليون قد سارعوا إلى الإيمان بالنبى من أول وهلة ما دام الأمران واحدا. لكنهم، فى واقع الأمر، كانوا بوجه عام يصدقون الكهان ولا يصدقون النبى إلا بعد أخذ ورد ومجادلات وحروب على ما هو معروف للجميع. وقد قال أبو جهل إن قبيلته وقبيلة النبى كانتا كفرسى رهان، أى متساويتين فى الشرف والكرامة، إلى أن قال محمد إنه نبى، وهو ما أكد أبو جهل أن قبيلته لا يمكنها شىء من ذلك. ترى لماذا؟ الواقع أنه لو كانت النبوة امتدادا للكهانة كما يزعم نصر أبو زيد ما قال أبو جهل ما قال. ولقد كان بعض الجاهليين، حسبما حكى القرآن فى مواضع عدة منه، يقولون عن النبى إنه كاهن، ومع هذا كذبوه. فلماذا إذن لم يؤمنوا به كما كانوا يؤمنون بصدق ما يقوله الكاهن لهم؟ وفوق هذا فإن وظيفة النبى ووظيفة الكاهن مختلفتان بل متناقضتان، إذ الكاهن إنما يزعم مقدرته على علم الغيب، وكان العرب لا يقصدونه إلا لمعرفة ما خفى عليهم، أما النبى فقد فاجأهم منذ البداية بالقول بأنه لا يعلم الغيب، إذ لا يعلم الغيب إلا الله، فضلا عن أن رسالته هى تتميم مكارم الأخلاق والدعوة إلى الإيمان بالله الواحد الأحد وإلى العبادة والعمل الصالح، وهو ما زادهم منه نفورا. كما أن الكاهن كان يحرص على لفلفة أقاويله فى ثياب الغموض حتى تحتمل عدة معان بحيث تصدُق على أى وضع، أما القرآن والحديث فمعانيهما واضحة لا لفلفة فيها ولا غموض. ثم إن كلام الكاهن قصير جدا لا يتجاوز عدة جمل، أما القرآن فقد يطول النص منه حتى ليبلغ صفحات وصفحات وصفحات، كما فى "البقرة" و"آل عمران" مثلا. ليس ذلك فقط، بل كان الكهان يأخذون جُعْلاً على ما يقولون، أما النبى فقد كرر القرآن منذ وقت جد مبكر أنه لا يسألهم على ما يقوله لهم أى أجر. واضح أن الأمرين مختلفان تماما حتى فى عقول الجاهليين.
وفى الصفحة السابعة والخمسين بعد المائة من كتاب "مفهوم النص" يزعم نصر أبو زيد أن العرب لم تستطع التمييز بين القرآن وبين الشعر وسجع الكهان، فلذلك قالوا عنه إنه شعر أو إنه من اسجاع الكاهنين. وهذا كلام غير صحيح، وإلا فإذا كان القرآن فى نظرهم شعرا وكهانة، فلماذا لم يؤمنوا به كما كانوا يؤمنون بصحة كلام الكهان مثلا؟ إن الفروق بين القرآن والشعر والسجع الكهانى واضحة تمام الوضوح، لكن عنادهم هو الذى أملى لهم فى الغى والكفر. وإذا كان القرآن قد اختلط عندهم بالشعر، وتحداهم بأن يأتوا ولو بسورة منه، فلماذا لم يقف من بينهم أحد ويقول: "هأنذا آتى بسورة من مثله"، ثم ينشد قصيدة من قصائده؟ كذلك قد رموا الرسول بالكذب، فهل كان القرآن فى ثقافتهم يشبه كذب الكذابين؟ وقالوا عنه إنه سحر، فهل كان السحر هكذا؟ وعلى كل حال هأنذا أسوق وصف عتبة بن ربيعة للقرآن، ومنه يتبين أن العرب كانوا واعين بالفروق التى تميز بين القرآن والكهانة والشعر تمام الوعى.
ففى سيرة ابن هشام أن "عتبة بن ربيعة، وكان سيدا حليما، قال ذات يوم وهو جالس في نادي قريش، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحده في المسجد: يا معشر قريش، ألا أقوم إلى هذا فأكلمه أمورا لعله أن يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ويكفّ عنا؟ وذلك حين أسلم حمزة بن عبد المطلب، ورأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيدون ويكثرون. فقالوا: بلى يا أبا الوليد، فقم فكلمه. فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا ابن أخي، إنك منا حيث قد علمت من السِّطَة في العشيرة، والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم ودينهم، وكفرت من مضى من آبائهم. فاسمع مني أَعْرِض عليك أمورا تنظر فيها لعلك أن تقبل منها بعضها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل يا أبا الوليد أسمع. فقال يا بن أخي، إن كنت إنما تريد بما جئت من هذا القول مالا جمعنا من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت إنما تريد شرفا شرّفناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد مُلْكا ملَّكناك، وإن كان هذا الذي يأتيك رَئِيًّا تراه ولا تستطيع أن ترده عن نفسك طلبنا لك الطب، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوَى منه. ولعل هذا الذي تأتي به شعر جاش به صدرك، فإنكم، لَعَمْرِي يا بني عبد المطلب، تقدرون منه على ما لا يقدر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/192)
عليه أحد. حتى إذا فرغ عتبة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع منه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفرغتَ يا أبا الوليد؟ قال: نعم. قال: فاستمع مني. قال: أفعل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بسم الله الرحمن الرحيم* حم* تنزيلٌ من الرحمن الرحيم* كتابٌ فُصِّلَتْ آياته قرآنا عربيا". فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها عليه. فلما سمعها عتبة أنصت له، وألقى بيده خلف ظهره معتمدا عليها يستمع منه حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة فسجد فيها، ثم قال: قد سمعتَ يا أبا الوليد ما سمعتَ، فأنت وذاك. فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به. فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟ فقال: ورائي أني والله قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط. والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا الكهانة. يا معشر قريش، أطيعوني واجعلوها بي. خَلُّوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه. فو الله ليكونن لقوله الذي سمعتُ نبأ. فإن تُصِبْه العرب فقد كُفِيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فمُلْكه مُلْككم، وعِزُّه عِزُّكم، وكنتم أسعد الناس به. قالوا: سَحَرك والله يا أبا الوليد بلسانه. فقال: هذا رأيي، فاصنعوا ما بدا لكم".
ثم إن نصر أبو زيد لا يكتفى بهذا، بل يمضى على غُلَوائه فيرمى القرآن بالبراجماتية، إذ يزعم أن القرآن قد تقبل الكهانة فى البداية لأنها سبق أن بشرت بمجىء النبى، ثم لما تمت له الاستفادة من تبشير الكهان بمجىء النبى عليه السلام عاد فأنكرها وولاها ظهره بعدما أخذ منها ما يريد. كيف؟ يقول نصر أبو زيد إن القرآن فى السور المكية، أى فى المرحلة التى كان بحاجة إلى من يشهد له بالصدق (يقصد الكهان، الذين يقال إنهم قد بشروا بالنبى قبل مجيئه فمهدوا له الطريق)، قد حرص على ممائلة سجعهم فكانت الفاصلة فى سور المرحلة المكية، ولكنه بعدما أخذ من الكهان ما يريد واستقرت دعائمه ولم يعد فى حاجة إلى شهادتهم، حرص على أن يخالف سجعهم، فخلت السور المدنية أو كادت من الفاصلة (انظر "مفهوم النص"/ 161 - 164).
هذا ما زعمه أبو زيد، أما حقائق التاريخ والواقع فشىء آخر غير هذه التخريفات: فأولا لقد نفى القرآن منذ وقت مبكر فى مكة أن يكون الرسول كاهنا، وهو ما يبرهن بكل قوة وحسم أنه يدين الكهانة والكهان ويتبرأ منهم منذ البداية، فكيف يقال إنه كان حريصا على مماثلتهم؟ يقول جل شأنه: "فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ" (الطور/ 29)، "وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ* وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ" (الحاقة/ 41 - 42). وثانيا لم يكن السجع خصيصة مقصورة على كلام الكهان، بل كان الجاهليون يراعونه فى الخطب والأمثال. كل ما هنالك أنه عند الكهان كان متكلفا ثقيلا وغامضا يحتمل معانى متعددة كبيت الثعلب له عدة أبواب بحيث إذا أطبق عليه الصائد من بابٍ تسلل هو من بابٍ غيره دون أن يشعر الصائد به، أما فى الخطب والأمثال فكان السجع طبيعيا سلسا. وثالثا من قال إن الفاصلة قد اختفت أو ندرت فى القرآن المدنى؟ إنها موجودة فى كل سور القرآن: مكيها ومدنيها، وإلا فليشرح لنا د. نصر ماذا يعنيه بمصطلح "الفاصلة" حتى نفهم مرمى كلامه ذاك العجيب.
وهذه بعض الأمثلة من سجع الخطب والأمثال. فمن ذلك خطبة عبد المطب بن هاشم جد الرسول عليه السلام حين ذهب مع وفد من قريش لتهنئة سيف بن ذى يزن ملك اليمن على تخلص بلاده من الاحتلال الحبشى: "إن الله تعالى أيها الملك أَحَلَّك محلاًّ رفيعًا، صعبًا منيعًا، باذخًا شامخًا، وأنبتك منبتًا طابت أَرُومَتُه، وعزَّتْ جرثومتُه، وثبَتَ أصله، وبَسَقَ فرعه، في أكرم معدن، وأطيب موطن. فأنت، أَبَيْتَ اللعن، رأْسُ العرب وربيعُها الذي به تُخْصِب، ومَلِكها الذي به تنقاد، وعمودها الذي عليه العِمَاد، ومعقلها الذي إليه يلجأ العباد. سَلَفُك خير سلف، وأنت لنا بعدهم خير خَلَف. ولن يَهْلِك من أنت خَلَفُه، ولن يَخْمُل من أنت سَلَفُه. نحن، أيها الملك، أهل حَرَم الله وذمّته وسَدَنة بيته. أَشْخَصَنا إليك الذي أبهجك بكشف الكَرْب الذي فدحنا، فنحن وفد التهنئة لا وفد الَمْرِزَئة". ومنها خطبة قس بن ساعدة الإيادى فى سوق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/193)
عكاظ: "أيها الناس، اجتمعوا واسمعوا وعوا. إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آتٍ آت، أقسم قس قسما لا كذب فيه ولا إثم إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعِبَرا. سقف مرفوعٌ، ومهادٌ موضوعٌ، وبحرٌ مسجورٌ، ونجومٌ تسير ولا تغور. ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرَضُوا بالمقام فأقاموا أم تُرِكوا فناموا؟ أقسم بالله قسمًا إن لله دينا هو أرضى من دينٍ نحن عليه. وأراكم قدتفرقتم بآلهةٍ شتى. وإن كان الله رب هذه الآلهة، إنه ليجب أن يعبد وحده". ومن الأمثال: "اختلط الحابل بالنابل"، "إذا أردتَ المحاجزة فقَبْلَ المناجزة، "إذا لم تَغْلِبْ فاخْلُبْ"، "إذا جاء الحَيْن، حارَ العَيْن"، "اِرْقَ على ظَلْعك، واقْدِرْ بذَرْعك"، "أَرِنِيها نَمِرَة أُرِكَها مَطَرَة"، "أَعْذَرَ من أَنْذَر"، "إننى لن أَضِيرَه. إنما أطوى مَصِيرَه"، "استغنت التُّفَّة عن الرُّفَّة"، "بِعْتُ جارى، ولم أَبِعْ دارى"، "جاء بالطِّمّ والرِّمّ"، "جَدَّك لا كَدَّك"، "حال الجَرِيض دون القَرِيض"، "الخَلاء بَلاء"، "دُهْدُرَّيْن سَعْد القَيْن"، "رُبَّ قَوْل أشد من صَوْل"، "الطريفُ خفيف، والتَّليدُ بليد"، "قُرْبُ الوِسَاد، وطُولُ السَّوَاد"، "لولا اللئام لهَلَكَ الأَنَام"، "ليس من العَدْل سرعة العَذْل"، "مَنْ لى بالسانِح بعد البارِح؟ "، "المنايا على البلايا"، "اليومَ خَمْر، وغدًا أَمْر".
وهذا كله لو كان الكهان قد بشروا فعلا بالنبى عليه السلام قبل مجيئه فمهدوا له الطريق. بيد أن هذا غير صحيح، فهم لم يبشروا به. وكيف يبشرون به وهم بشر من البشر لا يعلمون الغيب؟ ثم لو كانوا بشروا به حقا فكيف لم يتخذ القرآن ولا الرسول ذلك حجة على الوثنيين فينبههم إلى ما كان الكهان يقولونه فى حقه قبل مجيئه، والكهان فى نظر العرب مصدَّقون؟ إن كل ما ذكره القرآن هو أن أهل الكتاب كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم لإتيان البشارة به فى كتبهم، ولم يقل شيئا من ذلك عن الكهان. ومع هذا فإنه لم يداهن أهل الكتاب، بل أعلن منذ وقتٍ جِدّ مبكرٍ رأيه فى مواقفهم وعقائدهم، وذَمَّهم بل كفّرهم ودعاهم إلى نبذ ما هم عليه والدخول فى الدين الجديد إذا أرادوا النجاة يوم القيامة. فإذا كان هذا حاله مع من ذكر أن كتابهم قد بشر بمحمد عليه الصلاة والسلام، فكيف يقال إنه قد حرص على مجاملة الكهان باحتذاء أسجاعهم حتى تم له ما أراد من اعتراف العرب به، وعندئذ انقلب عليهم وقلب لهم ظهر المجنّ؟ وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يا ترى لم يحرص أيضا على مراعاة خاطر الوثنيين فيثنى على آلهتهم فى البداية حتى يجد لنفسه فى مجتمعهم موطئ قدم، ثم يلعن أبا خاشهم بعدئذ ولا يبالى؟
ولسوف آخذ نصا من نصوص الكهان التى يقال إنها فى التبشير بنبوة النبى عليه السلام قبل مجيئه بالرسالة، وهو حديث خنافر بن التوأم الحِمْيَرِيّ مع رَئِيّه شَصَار، وذلك كى أُرِىَ القارئ على الطبيعة تهافُت ما يقال عن تبشير الكهان الوثنيين به صلى الله عليه وسلم. ولسوف نقرأ النص أولا ثم نرى فيه رأينا بعد ذلك: "كان خُنَافر بن التوأم الحميري كاهنا، وكان قد أُوتِيَ بسطة في الجسم وسَعة في المال، وكان عاتيا. فلما وفدتْ وفود اليمن على النبي وظَهَر الإسلام أغار على إبلٍ لِمُرَاد فاكتسحها، وخرج بأهله وماله ولحق بالشِّحْر، فخالف جَوْدان بن يحيى الفِرْضِمي، وكان سيدا منيعا، ونزل بواد من أودية الشِّحْر مُخْصِبًا كثير الشجر من الأيك والعَرِين. قال خنافر: وكان رَئِيِّي في الجاهلية لا يكاد يتغيب عني، فلما شاع الإسلام فقدتُه مدة طويلة، وساءني ذلك. فبينا أنا ليلةً بذلك الوادي نائما إذ هَوَى (انحدر فى الجَوّ) هُوِىَّ العُقَاب، فقال: خنافر؟ فقلت: شصار؟ فقال: اسْمَعْ أَقُلْ. قلت: قُلْ أَسْمَعْ. فقال: عِهْ تَغْنَمْ. لكل مدةٍ نهاية، وكلُّ ذي أمدٍ إلى غاية. قلت: أجل. فقال: كل دولةٍ إلى أجل، ثم يتاح لها حِوَل. انتُسِخت النِّحَل، ورجعت إلى حقائقها المِلَل. إنك سَجِيرٌ (أى صديق) موصول، والنصح لك مبذول، وإني آنَسْتُ بأرض الشأم نَفَرًا من آل العُذَّام (يقصد قبيلة من الجن)، حكّاما على الحكّام، يَذْبُرون (يقرأون) ذا رونق من الكلام، ليس بالشِّعر المؤلَّف، ولا السجع المتكلَّف، فأصغيتُ فزُجِرْتُ، فعاودتُ فظُلِفْتُ (أى مُنِعْتُ)، فقلت: بم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/194)
تُهَيْنِمون؟ وإلام تَعْتَزُون؟ قالوا: خِطَابٌ كُبَّار، جاء من عند الملك الجبار، فاسمع يا شَصَار، عن أصدق الأخبار، واسلك أوضح الآثار، تَنْجُ من أُوَار النار. فقلت: وما هذا الكلام؟ فقالوا: فرقانٌ بين الكفر والإيمان. رسول من مُضَر، من أهل المَدَر، ابتُعِث فظهر، فجاء بقَوْلٍ قد بَهَر، وأَوْضَحَ نَهْجًا قد دَثَر، فيه مواعظ لمن اعتبر، ومَعَاذٌ لمن ازدجر، أُلِّف بالآىِ الكُبَر. قلت: ومن هذا المبعوث من مُضَر؟ قال: أحمد خير البشر. فإن آمنتَ أُعْطِيتَ الشَّبَر (أى الخير)، وإن خالفت أُصْلِيتَ سَقَر. فآمنتُ يا خُنَافر، وأقبلت إليك أبادر، فجانِبْ كل كافر، وشايِعْ كل مؤمن طاهر، وإلا فهو الفراق، لا عن تلاق. قلت: من أين أبغي هذا الدين؟ قال: من ذات الإِحَرِّين، والنَّفَر اليمانين، أهل الماء والطين. قلت: أَوْضِحْ. قال: اِلْحَقْ بيثربَ ذات النخل، والحَرّة ذات النعل، فهناك أهل الطَّوْل والفضل، والمواساة والبذل. ثم امَّلَسَ عنى، فبِتُّ مذعورا أراعي الصباح. فلما برق لي النور امتطيتُ راحلتي وآذنتُ أَعْبُدِي واحتملتُ بأهلي حتى وردتُ الجوف، فرددتُ الإبل على أربابها بحَوْلها وسِقَابها (أى بجِمَالها ونُوقها. جَمْع: "حائل" و"سَقْب") وأقبلتُ أريد صنعاء، فأصبت بها معاذ بن جبل أميرا لرسول الله فبايعته على الإسلام، وعلَّمني سورا من القرآن، فمنّ الله علي بالهدى بعد الضلالة والعلم بعد الجهالة".
وفى هذا الحديث نلاحظ ما يلى: أن رَئِىّ خنافر قد تركه فى عمايته فلم يُعْلِمه بأن نبيا جديدا ظهر بدعوته فى بلاد العرب، إلى أن أصبح الناس فى تلك البلاد كلهم يعلمون ذلك، اللهم إلا خنافرا. فعندئذ، وعندئذ فقط، تذكر شَصَارُ صاحبَه الكاهن المسكين النائم على أذنه لا يدرى خبر الإسلام رغم أن نوره كان قد دخل اليمن وأضحى لدولته فيها رسولٌ من لدن النبى الكريم هو معاذ بن جبل رضى الله عنه. ترى ما دور شصار إذن إذا لم يكن ما أنبأ به خنافرًا إلا خبرا يعرفه القاصى والدانى؟ إن معنى هذا أن شيطان خنافر قد هجره هجرا غير جميل طَوَال ما يقرب من عشرين سنة، أى منذ بدء النبوة إلى وقت دخول الإسلام اليمن فى أواخر حياته صلى الله عليه وسلم، فكيف كان خنافر يمارس كهانته إذن دون رَئِىٍّ من الجن؟ أم تراه توقف عن ممارستها كل تلك الفترة؟ لكن هل يمكن أن يكون ذلك؟ وهل يمكن أن يستعيض كاهن عن كهانته بالسرقة والإغارة على إبل الآخرين، وبخاصةٍ أن خنافرا لم يكن، كما هو بَيِّنٌ من القصة، ذا عزوة تمنعه من طلب القبائل المعتدَى عليها وعملها على الثأر منه؟ كذلك ليس هناك سبب مفهوم لهجر شَصَار لصاحبه كل تلك المدة، وهذه ثُغْرَة فى القصة تحتاج إلى ما يملؤها. كما أن تهديده له بأنه إذا لم يعتنق الإسلام مثله فلن يراه مرة أخرى هو تهديد لا معنى له، لأن معنى هذا التهديد أن شَصَار لن يساعد خُنَافِرًا فى كهانته، مع أننا نعرف جيدا أن الإسلام يكفِّر الكهان ويحاربهم دون هوادة، وهو ما يعنى بكل وضوح أن اللقاء بينهما من الآن فصاعدا سيكون لقاء مجرَّما ومحرَّما أشد التجريم والتحريم، وهذا إن قَبِلَ الجنى أن يقوم بدوره القديم المناقض لعقيدته الجديدة التى يدعو إليها خنافرا! فكما ترى هذه ثُغْرَة أخرى فى القصة يصعب بل يستحيل سَدّها. ثم أليست القصة تريد أن تقول إن شصار قد أتاه بخبر الغيب، فأى غيب هذا الذى كان يعرفه الجميع فى أرجاء الجزيرة الأربعة؟ بل لماذا لم يعرف شصار بدوره بنبإ الإسلام إلا من إخوان له من الجن كانوا قد آمنوا قبله؟ ولماذا يا ترى كانوا يزجرونه عن سماع القرآن الذى كانوا يتلونه؟ ألم يأت القرآن لهداية الجن والإنس؟ فهل مما يتناسب مع هذه الغاية أن يُزْجَر عنه من يريد سماعه؟ فكيف يعرف إذن ما جاء فيه من هدى ونور؟ إن سورة "الجن" والآيات 29 - 32 من سورة "الأحقاف" تحدثاننا عن سماع نفر من الجن للقرآن من الرسول عليه السلام دون أن يزجرهم زاجر، فلماذا جرى الأمر فى قصتنا هذه على خلاف ذلك؟ ولماذا كان هؤلاء النفر من الجن من أهل الشام لا من أهل اليمن؟ أترى القصة تريد أن تقول إن "الشيخ البعيد سره باتع"؟ أم تريد أن تجرى على سُنّة المثل القائل: "من أين أذنك يا جحا؟ "؟ كذلك ألم ينصح شَصَارُ لخنافر بأن يأتى النبىَّ فى المدينة؟ فلماذا اكتفى خُنَافِرُنا بلقاء مُعَاذ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/195)
بن جبل بعد كل هذا الكلام المشوِّق لرؤية النبى الكريم؟ يا له من كاهن كسول! بل لماذا أراد صنعاءَ من الأصل، ولم يأت لها ذكر فى الحوار بينه وبين رَئِيّه؟
ثم إذا كان الأمر على ما ترويه القصة، فهل كان خبر خنافر لِيغيب عن كُتُب الحديث؟ إنه لا وجود له فيها. كذلك لو كان ما قرأناه هنا صحيحا لقد كان خبر ذلك الكاهن اليمنى سلاحا بتارا فى الدعاية لهذا الدين، فلماذا لم يستغله المسلمون؟ صحيح أنه إنما أسلم، كما رأينا، بأُخَرة، لكن لا شك أن خبره كان يمكن أن يكون ذا نفع جزيل فى معركة الدعاية بحيث يسهِّل إنجاز المهمة الباقية، وهى القضاء على فلول الوثنية فى بلاد العرب، تلك الوثنية التى لم تكن قد خمدت تماما حتى بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وانفجرت متخذةً شكل رِدَّةٍ مستطيرة. ثم مصطلح "السجع المتكلَّف"، هذا المصطلح البلاغى الذى لم يعرفه العرب قبل عصر الازدهار الثقافى فى العصر العباسى، من أين يا ترى للعرب الجاهليين بمعرفته؟ بل إن فى النص سجعا متكلَّفا لا قِبَل للجاهليين به كما هو واضح فى المثال التالى: "خِطَابٌ كُبَّار، جاء من عند الملك الجبار، فاسمع يا شَصَار، عن أصدق الأخبار، واسلك أوضح الآثار، تَنْجُ من أُوَار النار"، علاوة على هذه البهلوانية البلاغية الجميلة المتمثلة فى هاتين الجملتين اللتين تبادلهما الكاهن والجنى: "قال: اسْمَعْ أَقُلْ. قلت: قُلْ أَسْمَعْ" والتى يصعب علىّ أن أتصورها من شِيَم الأدب الجاهلى. ليس ذلك فحسب، فهذا الكلام المنسوب للجن، هل يمكن أن نصدقه؟ إن الجن عالم خفىٌّ لا نعرف نحن البشر عنه شيئا سوى ما جاء فى الوحى كما هو الحال فيما أنبأنا به رب العزة من كلامهم عندما استمعت طائفة منهم إلى القرآن الكريم لأول مرة، أما ما عدا هذا فأنا لا أستطيع أن أهضم شيئا منه كما هو الحال هنا، وبخاصة أنه كلام عربى، فهل الجن يتحدثون العربية، ويصطنعون السَّجْع والجِنَاس وسائر المحسِّنات البديعية أيضا؟ وبطبيعة الحال لا يمكن القول بأنهم فى سُورَتَىِ "الأحقاف" و"الجن" قد استخدموا كذلك لسان بنى يعرب، إذ الواقع أن ما نقرؤه هناك من كلامهم إنما هو ترجمة لما قالوه بلغتهم التى لا ندرى نحن البشر عنها شيئا.
على أن القضية لمّا تنته عند هذا الحد، إذ نقرأ قوله: "كان رَئِيِّي في الجاهلية لا يكاد يتغيب عنى، فلما شاع الإسلام فقدتُه مدة طويلة، وساءني ذلك. فبينا أنا ليلةً بذلك الوادي نائما إذ هَوَى هُوِىَّ العُقَاب، فقال: خنافر؟ فقلت: شصار؟ فقال: اسْمَعْ أَقُلْ. قلت: قُلْ أَسْمَعْ. فقال: عِهْ تَغْنَمْ. لكل مدة نهاية، وكل ذي أمد إلى غاية. قلت: أجل. فقال: كل دولة إلى أَجَل، ثم يتاح لها حِوَل. انتُسِخت النِّحَل، ورجعت إلى حقائقها المِلَل. إنك سَجِيرٌ (أى صديقٌ) موصول، والنصح لك مبذول، وإني آنَسْتُ بأرض الشأم نَفَرًا من آل العُذَّام (يقصد أنه قابل قبيلة من الجن)، حُكّامًا على الحُكّام، يَذْبُرون ذا رونقٍ من الكلام، ليس بالشِّعر المؤلَّف، ولا السجع المتكلَّف، فأصغيتُ فزُجِرْتُ، فعاودتُ فظُلِفْتُ (أى مُنِعْتُ)، فقلت: بم تُهَيْنِمون؟ وإلام تَعْتَزُون؟ قالوا: خِطَابٌ كُبَّار، جاء من عند الملك الجبار، فاسمع يا شَصَار، عن أصدق الأخبار، واسلك أوضح الآثار، تَنْجُ من أُوَار النار. فقلت: وما هذا الكلام؟ فقالوا: فرقانٌ بين الكفر والإيمان. رسول من مُضَر، من أهل المَدَر، ابتُعِث فظهر، فجاء بقَوْلٍ قد بَهَر، وأوضحَ نهجًا قد دَثَر، فيه مواعظُ لمن اعتبر، ومعاذٌ لمن ازدجر، أُلِّف بالآى الكُبَر. قلت: ومن هذا المبعوث من مُضَر؟ قال: أحمد خير البشر. فإن آمنتَ أُعْطِيتَ الشَّبَر (أى الخير)، وإن خالفت أُصْلِيتَ سَقَر. فآمنتُ يا خُنَافر، وأقبلت إليك أبادر، فجانِبْ كل كافر، وشايِعْ كل مؤمن طاهر، وإلا فهو الفراق، لا عن تلاق. قلت: من أين أبغي هذا الدين؟ قال: من ذات الإِحَرِّين (أى الحجارة السُّود)، والنَّفَر اليمانين، أهل الماء والطين". ومعنى هذا الكلام أن خنافرا، كما هو واضح من مفتتح حديثه، كان يعرف بمجىء الإسلام منذ البداية، لكننا نفاجأ، من خلال أسئلته عن الدين الجديد والرسول الذى جاء به والكتاب الذى نزل عليه، بأنه لم يكن يعرف شيئا من ذلك بالمرة. فكيف يسوغ فى العقل هذا؟ وبعد هذه الجولة هل بقى فى ضمير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/196)
القارئ شك فى تهافت ما قاله نصر أبو زيد عن استغلال القرآن لسجع الكهان فى توطيد دعائمه فى نفوس العرب ثم انقلابه عليهم بعد أن استقرت له الأوضاع؟
ومما تعرض له د. أبو زيد فى كتابه: "نقد الخطاب الدينى" رواية سلمان رشدى المسماة بـ"الآيات الشيطانية". ففى الطبعة الأولى للكتاب نراه يؤكد أنه لن يقوم بالحكم على القيمة الأدبية لتلك الرواية لأن هذا أمر له متخصصوه، بما يعنى أنه ليس منهم (انظر ص74 من الطبعة الثانية، وهى الطبعة المتاحة لى)، مع أنه فى مقدمة الطبعة الثانية من ذات الكتاب نجده ينسى هذا ويصدر حكما على الرواية مؤكدا أنها تافهة ليست ذات قيمة أدبية (انظر ص57 - 58). ثم زاد فأخرج علماء الدين من نطاق القدرة على تقييمها، واتهم د. عبد الصبور شاهين بالعجز عن ذلك مع أنه أستاذ جامعى مثله بل بمثابة أستاذه، وأقرب إلى التعامل مع النصوص الأدبية منه، إذ هو متخصص فى اللغة، أما أبو زيد ففى الدراسات الدينية. وعلى كل حال فمعروف أن سبب غضب علماء الدين والمسلمين عموما من الرواية ليس قيمتها الأدبية، بل ما فيها من فحش ضد الإسلام والله والرسول وأمهات المؤمنين. ويكفى ما قيل فيها بتفصيل شنيع عن بيت الدعارة المسمى بـ"الحجاب" بمومساته التى يتسمين: عائشة وحفصة وزينب ... ، أى بأسماء أمهات المؤمنين وصفاتهن المعروفة وما يصنعه طالبو الدعارة معهن أثناء الجماع غير معف من ذلك زينب بنت خزيمة، التى توفيت فى حياة الرسول فجاء سلمان رشدى بعاهرة على اسمها وملامحها وجعلها تمارس الزنا وهى متخشبة الجسد كأنها ميتة حتى تكون صورة دقيقة لأم المؤمنين التى انتقلت إلى رحمة ربها، وذلك إرضاء لزبائنها الشواذّ المبتلَيْنَ برغبة ممارسة الزنا مع الموتى، فضلا عن اتهام النبى عليه الصلاة والسلام بمساومة قريش على حساب مبدإ التوحيد، وإن كان قد عاد عما كان بدأه من مساومة، لا لأن ضميره استيقظ بل لأن أتباعه قد اعترضوا عليه ورفضوا أن يتخلى عن مبادئه فتراجع، فضلا عن تصويره للرسول صلى الله عليه وسلم فى الفراش مع امرأة شبقة تداعبه فى صدره وتطعمه قطع البطيخ فى فمه هى هند زوجة أبو سمبل، أى زوجة أبى سفيا، حسب نظام الهلوسة التى تقوم عليها الرواية. ومعنى هذا أن د. نصر قد جرد علماء الدين من كل قدرة وذوق، وأسند إلى نفسه صلاحية الحكم على الرواية من ناحية الفن الأدبى والمضمون العقيدى والأخلاقى، مع أنه ليس ناقدا أدبيا ولا عالما من علماء الدين مهمته التصدى لمثل تلك الرواية. وأنا حين اقول هذا إنما أنطلق من منطلقه هو، وإلا فالأمر ليس بهذا الإعضال.
(يتبع)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 07:48 ص]ـ
نصر أبو زيد: أغلاط ومغالطات (2 - 2)
د. إبراهيم عوض
وهو يرجع غضب المسلمين من رواية سلمان رشدى إلى أخطار من صنع أوهامهم وخيالاتهم (انظر ص74)، وكأن الرواية بريئة مما نسبه إليها الغاضبون، وليست ممتلئة بل تفيض فيضانا بالهجوم على الله والتطاول عليه وعلى الإسلام والرسول وسيدنا إبراهيم والقرآن والصحابة، حتى إن شخصياتها لتشتم الله وتجدف فى حقه، وتسمى إبراهيم عليه السلام بـ"ابن الحرام"، وتسخر من كتاب الله بزعم أنه يتدخل حتى فى تنظيم عملية الفُسَاء وتحديد الجهة التى ينبغى أن يستقبلها المسلمون حين يريدون أن يخرجوا ريحا. والملاحظ أن نصر أبو زيد يأخذ دفاع سلمان رشدى عن روايته الشنعاء على أنه كلام صحيح، ويحاول أن يقنعنا أن الرواية ليس فيها ما يناقض الدين، مع أنها كلها من أولها إلى آخرها تناقض الدين بل تشوهه وتسخر منه وترسم له صورة فى منتهى القبح والشنع والتوحش والإجرام والميكافيلية. يقول سلمان رشدى حسبما نقل عنه نصر أبو زيد نقل المصدق لما يقول: "ليس فى الرواية هجوم على الإسلام ولا تتضمن أى استهزاء بالعقيدة. كما أنها لا تعنى توجيه إهانة لأحد. وأنا أشك أن يكون الإمام الخومينى أو أحد من المعترضين فى إيران قد قرأ الرواية، بل هم فى الغالب يستندون فى أحكامهم على الرواية إلى العبارات أو الجمل المنتزعة من سياقها ... وإنه لأمر مخيف أن يكون رد الناس بهذه الدرجة من العنف ضد رواية، مجرد رواية، يتصورون أنها تهدد العقيدة وتقف ضد التاريخ الإسلامى كله" (نفس الصفحة الماضية).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/197)
وأستطيع أن أؤكد تأكيد من قرأ الرواية لدن صدورها ووَضَع عنها كتابا من مائتين وخمسين صفحة لم يكد يترك فيها شيئا لا فى اللغة ولا فى البناء الفنى ولا فى الموضوعات التى تناولتها ولا فى النزعة الأدبية التى اعتمدها صاحبها فى كتابتها، وهى النزعة الخُرْئِيّة المغرمة بالبذاءات ولحس الوساخات وتشمم الفضلات ... إلخ، إلا وفصل القول فيه تفصيلا، أستطيع أن أؤكد أن رشدى كاذب كاذب كاذب فى كل ما يقوله عن خلو الرواية من الإساءة إلى الدين أو إلى أحد من المسلمين. وما دام قد تطرق لسيرة الخومينى فلا بد من القول بأنه قد صوره تصويرا بشعا يبعث على النفور والقهقهة، ومسخه على نحو شنيع أخرجه من الإنسانية تماما جاعلا منه كائنا عجيبا لا ندرى إلى أى جنس من المخلوقات الوحشية ينتمى. بل ليغلو رشدى فى الهجوم على الإسلام والمسلمين فيدعى أنهم فى قرية من قرى الهند قتلوا بعد صلاة الجمعة طفلا رضيعا تقربا إلى الله لأنه لقيط، مع أن شيئا من هذا لم يحدث فى أى بلد من بلاد الإسلام ولا فى أية فترة من تاريخه، إذ ما ذنب هذا الكائن البرىء فيما صنعه والداه؟ ومعروف أن الإسلام، حتى عند مشاهدة أحدنا لامرأة ورجل يزنيان، يؤثر أن نغلق أفواهنا فلا نتكلم بما رأينا، بل نستر على الزانيين ولا نفضحهما، فضلا عن أن نشنّع بهما، طبقا لما قاله الرسول الكريم الرحيم لبعض صحابته حين حدثه عن زانيين رآهما: لو سترتهما بثوبك كان خيرا لك! فأين هذا مما يفتريه ذلك الكَيْذُبَان على ديننا العظيم؟ ثم يأتى د. نصر فيورد كلامه على أنه حجة مفحمة! ألا إنه لأمر عجيب!
كذلك يأخذ نصر أبو زيد على الخطاب الدينى تمسكه بعنصرين هما النص والقول بالحاكمية الإلهية (انظر ص67 من "نقد الخطاب الدينى"). والنص طبعا هو النص القرآنى كما هو واضح من عنونته لكتابه الذى يتناول دراسة علوم القرآن باسم "مفهوم النص". وإذا عبنا الخطاب الدينى بأنه يتمسك بالنص، أى النص القرآنى، فما الذى يبقى من الإسلام؟ وبأى نص يا ترى ينبغى أن يتمسك المسلم؟ برأس المال مثلا؟ أم بـ"مفهوم النص"؟ إن القرآن هو دستور المسلمين ومدوَّنة شريعتهم وكتاب عقيدتهم. فإذا نبذوه وراء ظهورهم واشتروا به مشورة أبو زيد حتى يرضى عنهم فهل يظلون حينئذ مسلمين؟ وهل القرآن معيب حتى نتبرأ منه؟ قد يراه بعض الناس كذلك، ويَرَوْن أن الرسول هو مؤلفه، وأنه حتى لو كان مفيدا فى وقته فقد تجاوزه الزمن. فليكن، فكل إنسان حر فيما يعتقد. والمسلمون بنفس المبدإ أحرار فيما يؤمنون به، ومن واجبهم، لا من حقهم فقط، أن يتمسكوا بالنص القرآنى، وإلا ما كانوا مسلمين. ترى لم جاء الإسلام ونزل القرآن على الرسول محمد عليه الصلاة والسلام إذا لم نتمسك بتشريعاته وأحكامه وننزل على مبادئه الأخلاقية والفكرية والذوقية؟ أم ترى القرآن نزل من السماء لنلفه فى ورق سيلوفان ونضعه فى الدواليب ثم نخرجه من مكمنه لنستمتع بمرآه ولمسه فى المناسبات؟ الأمر فى حقيقته لا يخرج عن الاحتمالات التالية: إما أننا نؤمن بأن هذا الكتاب هو من عند الله فنعض عليه بالنواجذ ونجتهد بكل طاقاتنا فى تطبيقه، وإما أننا لا نصدق بإلهية مصدره، بل نعتقد بأن محمدا هو مؤلفه، لكنه كذب علينا قائلا إنه من عند الله أو توهَّم مخدوعا بحسن نية أنه فعلا من عند الله، وإن لم يكن فى الواقع من عند الله، وإما أننا نعتقد بأنه نزل من السماء، لكنه لا يناسب ظروفنا وأوضاعنا الآن لأنه ليس صالحا لكل زمان ومكان، بل للعرب وحدهم فى القرون الهجرية الأولى. فأما الاحتمال الأخير فأرجو ممن يقول به أو يتظاهر أنه يقول به، حتى لو لم يؤمن حقا بأنه من عند الله لا على سبيل التأبيد ولا على سبيل التوقيت، أن يدلنا على نص فيه أو فى الأحاديث النبوية يقول هذا. وأما الاحتمال الثانى فنحن بطبيعة الحال، بوصفنا مسلمين نؤمن بالله وبالرسول محمد عليه الصلاة والسلام لا نبيا فحسب بل سيدا للأنبياء أجمعين، نرفضه رفضا باتا قاطعا. وهو ما لا ينبغى أن يلومنا عليه أحد حتى لو رأى أن فى عقولنا مسا شيطانيا أو فى سلوكنا وتصرفاتنا وتفكيرنا تخلفا حضاريا. ومع هذا فلصاحب الاحتمال الثانى الحق كل الحق فى أن يعتقد به، ولا دخل لنا فى اعتقاده، وكل ما نستطيعه ويحق لنا فى ذات الوقت هو أن نرد على ما يقول بكلام مثله. وعلى القراء أن يوازنوا بين ما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/198)
نقول وما يقوله هو ويختاروا ما يرونه مقنعا للعقل ومتسقا مع المنطق والحضارة والتقدم والسعادة.
ويتصل بهذه الدعوة السخيفة ما قاله أبو زيد فى كتابه: "مفهوم النص" من أن الحضارة الإسلامية هى حضارة النص، أما اليونانية فهى حضارة العقل، على حين كانت الحضارة المصرية هى حضارة ما بعد الموت (ص11). ومعنى هذا أن الحضارة الإسلامية لا علاقة لها بالعقل ولا صلة بينها وبين الحياة الآخرة، مع أن هذا وذاك غير صحيح. فالقرآن دعوة إلى استخدام العقل حتى فى قبول الإيمان أو رفضه، وفى تقييم شخصية النبى ذاته، ودعوة إلى طلب المعرفة، ولا شىء فيه يعدل السعى وراء العلم، والعلماء فيه ورثة الأنبياء ... كما يدعو إلى الاستعداد لما بعد الموت، ويحذر من الركون المطلق للدنيا ويؤكد لأتباعه أن ثم ثوابا وعقابا وجنة ونارا وسعادة وشقاء خلف هذا العالم. ثم هل الحضارة الإسلامية وحدها هى التى لها نص تتمسك به وتحترمه وتقدسه؟ أليس لدى الماركسيين البيان الشيوعى؟ أليس لدى النازيين كتاب هتلر المسمى: "كفاحى"؟ أليس لدى النصارى مجموعة الأناجيل؟ أليس لدى اليهود التوراة؟ أليس لدى الزرادشتيين الأفستا؟ أليس لدى الهندوس الفيدا؟ أليس لدى الطاويين الطاو تى تشينج؟ بل أليس لدى النحويين كتاب سيبويه؟ ألم يكن لدى التغلبيين معلقة عمرو بن كلثوم، الذى سخر منهم بسببها بعض الشعراء زاعما أنها ألْهتهم عن كل مكرمة لكثرة اشتغالهم بها وحفظهم لها وترديدهم إياها واستشهادهم فى كل صغيرة وكبيرة بأبياتها؟ ألم تكن مقدمة "كرومويل" لهيجو هى النص الذى يتمسك به كتاب المسرح الرومانتيكيون فى فرنسا وأوربا؟ ألم يكن كتاب "الديوان" هو النص الذى قلب دنيا الشعر والنقد فى وقته، ولا يزال الشغل الشاغل للشعراء والنقاد والباحثين؟ ثم إن حضارة النص معناها أن المسلم لا ينبغى أن يعمل شيئا سوى الالتزام بالنص عميانيا. فهل هذا هو الإسلام؟ وهل هكذا كان المسلمون؟
ترى ألو كان المسلمون يلتزمون بالنصوص (أى بآيات القرآن) عميانيا، أكانوا يسودون الدنيا فى عدد ضئيل من السنين ليس بشىء فى تاريخ العالم، فيقودونها سياسيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا، ويعتنق الناس دينهم ويتبنَّوْن أدبهم ويتحدثون ويكتبون بلسانهم على اختلاف مللهم ولغاتهم وثقافاتهم، ويحبون نبيهم ويفدّونه بالنفس والنفيس؟ وها نحن أولاء اليوم لنا عشرات الرؤساء، ونُعَدّ بمئات الملايين، ونعيش على رقعة ضخمة من البسيطة، ولدينا نفط غزير وأنهار كثيرة، وميزانيات بعض دولنا هائلة بشكل لا يخطر على البال، ومع هذا فنحن فى مؤخرة الأمم، ولا يحترمنا أحد، بل الكل ينظر إلينا على أننا ممسحة لأحذيتهم، وكثير من مثقفينا (المثقفين اسما فحسب) ليسوا سوى عملاءَ رِخَاصٍ لهذه الدولة أو تلك، ولا يتصدر المسرح منهم إلا زبالة الزبالة، على عكس ما كان الحال أيام عز الإسلام، الذى ينغص على بعض الناس عيشتهم فى اليقظة والمنام، ويمررها ويصيرها نكدا وغما. ترى ماذا يريد هؤلاء؟ ألا إنهم هم المفسدون، وهم بما يعملون يشعرون.
كذلك من المضحك أن يحاول أبو زيد إيهامنا أن كتابه هذا هو الكتاب الوحيد الذى يبحث عن "البعد" المفقود في التراث الإسلامى، ذلك البعد الذي يمكن أن يساعدنا على الاقتراب من صياغة "الوعي العلمي" بهذا التراث. ولا يتأتى ذلك للباحث في القرآن إلا حين يعتمد أساسا على دراسة أدبية صحيحة لكتاب العربية الأوحد تُفَهِّمه للآخرين. فهذه الدراسة، فى زعمه، هي الكفيلة بتحقيق "وعي علمي" نتجاوز به موقف "التوجيه الأيديولوجي" السائد في ثقافتنا وفكرنا. إلاّ أن البحث عن هذا المفهوم وبلورته وصياغته لا يمكن أن تتم بمعزل عن إعادة قراءة "علوم القرآن" قراءة جديدة باحثة منقبةحسبما يقول (ص12 - 13 من الكتاب السابق). ومعنى هذا أنه يجعل من نفسه مهدىّ آخر الزمان، ذلك الذى طال انتظار المسلمين له على مدى القرون، ثم آن الأوان أخيرا بعد طلوع الروح أن يهل علينا بطلعته البهية. والله سلامات! فقد تعبنا من طول الانتظار لسيادة السلام فى الأرض حيث يصطحب الذئب الشاة فى يده ( engagé)، فيتنزهان ويتغازلان، ثم فى الليل يأخذها فى أحضانه ويأكلان أرزا باللبن، ثم بعد تسعة شهور ينجبان ذؤبانا وذئبات، وخرفانا ونعجات. أبوك السقا مات! لكنْ أىُّ غرور هذا، وأىُّ انحراف فى تقدير الذات؟ ألم يكن ثم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/199)
مرآة يطالع فيها صورته ويرى نفسه على حقيقتها؟ أم إن المرايا التى حوله كانت "مرايا محدَّبة" تعكس الأشياء بصورة أضخم من حقيقتها؟ رحمك الله يا د. عبد العزيز حمودة، وبارك فى كتابك الذى أثار الزوابع وأقض مضاجع الجاهلين الحشاشين، ولا بارك الله فيمن تطاول عليك من كل عتل ذميم زنيم لا ترتفع رأسه إلى موطئ قدميك، على الأقل فى اللغة الإنجليزية وفى تراثها الأدبى والنقدى!
وفى كل من الصفحة الثلاثين والصفحة الثامنة والسبعين من "نقد الخطاب الدينى" نسمع كاتبنا يقول إن هناك مجالات فى الحياة لا تتعلق بها فعاليات النصوص القرآنية، زاعما أن الصحابة قد فطنوا إلى هذا منذ وقت مبكر. وهذا ما قاله بالحرف: "منذ اللحظات الأولى فى التاريخ الإسلامى، وخلال فترة نزول الوحى وتشكُّل النصوص، كان ثمة إدراك مستقر أن للنصوص الدينية مجال فعاليتها الخاصة، وأن ثمة مجالات أخرى تخضع لفاعلية العقل البشرى والخبرة الإنسانية ولا تتعلق بها فعالية النصوص. وكان المسلمون الأوائل كثيرا ما يسألون إزاء موقف بعينه ما إذا كان تصرف النبى محكوما بالوحى أم محكوما بالخبرة والعقل. وكثيرا ما كانوا يختلفون معه ويقترحون تصرفا آخر إذا كان المجال من مجالات العقل والخبرة. الأمثلة على ذلك كثيرة، وتمتلئ بها كل وسائل الخطاب الدينى وأدواته من كتب ومقالات وخطب ومواعظ وبرامج وأحاديث. ورغم ذلك يمضى الخطاب الدينى فى مد فعالية النصوص الدينية إلى كل المجالات (أى يحاول تكريس شموليتها كما سبق القول) متجاهلا تلك الفروق التى صيغت فى مبدإ "أنتم أعلم بشؤون دنياكم".
والحق أن هذا كلام غريب يرفضه التاريخ والعقل والإيمان، إذ ما دام هناك نص فلا بد من قبوله والعمل به. ففعاليته إذن مستمرة. والصحابة لم يحدث أن سألوا قط: هل نحن فى حل من تطبيق النصوص القرآنية؟ بل كان سؤالهم: هل هناك وحى بكذا أو لا؟ بما يعنى أنهم، حين يكون هناك وحى، فإنهم يعرفون تماما أنه لا مناص من تطبيقه. أما إذا لم يكن هناك نص فى الموضوع المطروح فكيف تكون هناك فعالية تعلَّق؟ هل يمكن أن تعلَّق فعالية لا وجود لها أصلا؟ ومع هذا فإن النصوص لا تترك شيئا دون أن تكون لها فعالية فيه. كل ما هنالك أن هذا قد يتم على نحو مباشر بحيث يقول النص فى موضوع من الموضوعات كلاما عاما دون تفصيل، مثل: "إن بعض الظن إثم"، و"قل: هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ "، "وأمرهم شورى بينهم"، ويقول الرسول عليه السلام: أنتم أعلم بشؤون دنياكم، والمجتهد إذا أصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر، وإن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه، وطلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، ولا ينبغى للمؤمن أن يذل نفسه بأن يتعرض من البلاء لما لا يطيق، وما خاب من استشار ... إلخ. فهنا نجد أن فاعلية النصوص هى فاعلية غير مباشرة، بمعنى أنها لا ترسم لنا تفصيلات الطريق، بل تكتفى بالإشارة إلى الاتجاه حتى لا نتخذ طريقا أخرى لا توصلنا إلى ما نريد، مع إمدادنا بالتوجيهات التى تكفل لنا عدم الخروج عن الطريق.
فأما بالنسبة إلى الأمثلة التى لا توجد فيها نصوص بحيث يكون للصحابة مندوحة عن قبول رأى الرسول، فمنها ما كتبه ابن هشام فى "السيرة النبوية" عما حدث قبل معركة بدر، إذ استجاد النبى عليه السلام موضعا فنزل عنده متصورا أنه هو الموضع الإستراتيجى الناجع، بيد أنه كان لبعض الصحابة رؤية أخرى على ما يخبرنا النص التالى: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبادرهم (أى يبادر قريشا) إلى الماء حتى إذا جاء أدنى ماء من بدر نزل به. قال بن إسحاق: فحُدِّثْتُ عن رجال من بني سلمة أنهم ذكروا أن الحباب بن المنذر بن الجموح قال: يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل: أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة. فقال: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل. فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله ثم تغوّر ما وراءه من القُلُب ثم نبني عليه حوضا فنملؤه ماء ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أشرت بالرأي. فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الناس، فسار حتى إذا أتى أدنى ماء من القوم نزل عليه، ثم أمر بالقُلُب فغُوِّرَتْ، وبني حوضا على القليب الذي نزل فَمُلِئَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/200)
ماء، ثم قذفوا فيه الآنية". فمراجعة الحباب للرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه لم تتم، كما رأينا، إلا بعد أن تيقن من خلال سؤاله للرسول نفسه أن اختياره صلى الله عليه وسلم لذلك الموضع لم يكن مبنيا على وحى نزل بشأنه، بل هو اجتهاد منه عليه الصلاة والسلام. ولأنه يعرف من القرآن أن الشورى قيمة كبيرة من قيم الإسلام لم يتردد لحظة واحدة عن إبداء رأيه فى ذلك الاختيار، ونزل النبى على مشورته، وكانت مشورة مباركة.
أما على الضفة الأخرى فها هو ذا نص يرينا أنه حين يكون هناك وحى من السماء فإن النبى والصحابة لا يملكون إلا النزول على هذا الوحى. ومرة أخرى نفتح "السيرة النبوية" لابن هشام، ولكنْ هذه المرة على غزوة الحديبية وما وقع عقب وثيقة الصلح، التى رأى عمر بن الخطاب أن فيها إجحافا بالمسلمين: "فلما التأم الأمر ولم يبق إلا الكتاب وثب عمر بن الخطاب فأتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر، أليس برسول الله؟ قال: بلى. قال: أولسنا بالمسلمين؟ قال: بلى. قال: أوليسوا بالمشركين؟ قال: بلى قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال أبو بكر: يا عمر، الزم غرزه، فإني أشهد أنه رسول الله. قال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله. ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ألست برسول الله؟ قال: بلى. قال: أولسنا بالمسلمين؟ قال: بلى. قال: أوليسوا بالمشركين؟ قال: بلى. قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال: أنا عبد الله ورسوله. لن أخالف أمره، ولن يضيعني! قال: فكان عمر يقول: ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ، مخافة كلامي الذي تكلمتُ به، حتى رجوت أن يكون خيرا". فانظر كيف ظن عمر فى البداية أن الأمر ما هو إلا اجتهاد من النبى عليه السلام لم ينزل فيه وحى. لكنه حين عرف أن النبى لم يفعل شيئا من تلقاء نفسه، بل كان الأمر وحيا من الله له، تراجع على الفور وشعر بالذنب وظل فترة طويلة يصوم ويصلى رجاء أن يغفر الله له هذا الموقف، الذى لم يقصد به مع ذلك إلا وجه الخير.
ولا يكتفى نصر أبو زيد بهذا، بل يزيد فيزعم أن تدشين الشافعى للسنة المحمدية مصدرا من مصادر التشريع يحولها من لانص إلى نص. وهو حين يقول هذا يقوله على سبيل الاستنكار، إذ لا يرى للسنة النبوية المطهرة مدخلا فى عملية التشريع (انظر ص31 - 32 من كتاب "الإمام الشافعى وتأسيس الأيديولوجية الوسطية"/ سينا للنشر/ 1992م). فكيف بالله يصح هذا، والسنة فى الجانب الأكبر منها هى نصوص قالها النبى عليه السلام؟ بل لقد تحولت أفعاله أيضا إلى روايات يتناقلها المسلمون، فأصبحت هى أيضا بذلك نصا. فكيف يصفها بأنها لانص؟ وهل الشافعى هو الذى جعل من السنة مصدرا من مصادر التشريع؟ أم هل النبى هو الذى فعل ذلك؟ تعالوا نقرأ هذين الحديثين مثلا: "قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ (حين أرسله إلى اليمن ليقضى يين المسلمين هناك): بم تحكم؟ قال: بكتاب الله. قال: فإن لم تجد؟ قال: بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فإن لم تجد؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو. قال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله"، "لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم متكئًا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول: بيننا وبينكم هذا القرآن. فما وجدنا فيه من حلال أحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرّمناه. ألا وإني أُوتِيتُ الكتابَ ومِثْلَه معه".
وحتى لو يكن النبى هو الذى جعلها كذلك فهل كان الشافعى وحده من بين الفقهاء وعلماء الدين هو الذى جعلها كذلك؟ لقد كان علماء المسلمين قبل الشافعى يتخذون من السنة مصدرا للتشريع، اللهم إلا ناسا قليلين جدا أشار إليهم الشافعى، لكنه لم يسمّهم لأنهم ليسوا بذوى خطر ولا أهمية، ولم يكونوا يعترضون على السنة كلها بل على ما ليس له حكم فى القرآن المجيد. فلم يكن الشافعى ابن بجدتها إذن رغم الخدمة العلمية الجليلة التى أداها لذلك المصدر التشريعى الكريم. وحتى لو لم يكن هناك مثل هذين الحديثين، أليس ينبغى أن يأتى النبى بعد القرآن فى ترتيب مصادر التشريع بوصفه المتلقى الأول لكتاب الله والمطبق الأول له والمتصل مباشرة بالسماء، فهو يعرف كيف يطبقه تطبيقا صحيحا؟ أم ماذا؟ ثم إن فى السنة تشريعات وأحكاما لم ينزل بها القرآن، وشروحا لما أجمله القرآن. ومن ذلك قوله عليه السلام: "إذا قامت القيامة وفى يد أحدكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/201)
فسيلة فليغرسها"، وحَثُّه على الاجتهاد فى العلم والدين وتبشيرُه المجتهدين بأنهم مأجورون فى كل الأحوال: أصابوا أم أخطأوا، واشتراطُه رضا الفتاة فى الخِطْبة، وإلا فالزواج غير صحيح، وتأكيدُه أن إماطة الأذى عن الطريق صدقة، وحِرْصُه على النظام والسكينة فى الصلاة، وتوصيته الرجال بالرفق مع نسائهم وتوسعة الصدر لنزق النزقات منهن، وتنبيهُه إلى أن الجنة جزاء من يحسن تربية ابنته ويزوجها، ونهيُه عن التبول فى الماء الراكد وفى ظل الأشجار، وأَمْرُه بترجيل الشعر وتسويك الأسنان وعدم تجاوز الوصية الثلث، وتحليلُ ما دون الجماع بالنسبة للحائض، وشَرْعُه الخلع وجمع العصرين والعشاءين والمسح على الخفين والصلاة فى النعلين وصلوات النوافل وصلاة الاستسقاء وصيام عاشوراء وستة أيام شوال والثلاثة البيض من كل شهر، وتحريمه الجمع بين الزوجة وعمتها أو خالتها، وتجويزُه الكذب فى الصلح بين الناس وفى مجاملة الزوجة ولخداع العدو فى الحرب، وتحريمه الصدقة على الأنبياء أو وراثة أقاربهم لهم، وحثه على الأكل باليمين، وتوضيحه لأحكام طهارة الماء ونجاسته والشفعة والإجارة والسَّلَم والمصرَّاة والزواج ... إلخ.
كذلك لا دخل لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "أنتم أعلم بشؤون دنياكم" فيما يريد نصر أبو زيد تقريره من أن الرسول لا يشرّع بسنته شيئا. ذلك أن المقصود بشؤون الدنيا هو ما لا علاقة له منها بعقيدة أو تشريع أو أخلاق، مثل الاختراعات العلمية، وكيفية بناء المساكن وخياطة الملابس وسقى الأرض وزراعة المحاصيل، وحفر الترع وإنشاء شبكات الرى، وصناعة الأدوية، ومعالجة المرض ووصف الدواء، وتنظيم العلمية التعليمية، ووضع الترتيبات الإدارية، وممارسة شؤون الحرب، وطرق تطبيق الشورى والنيابة عن الأمة. أما الحلال والحرام والأخلاق الفاضلة والمنحطة فتدخل فى التشريع. وإلا فمن الممكن لأى ممارٍ مزعجٍ الادعاء بأن القرآن لا يشرّع هو أيضا لأننا نعلم شؤون دنيانا. ثم من هؤلاء الذين رفضوا السنة مطلقا واتخذ منهم نصر أبو زيد تكأة لرد الأحاديث النبوية أن تكون مصدرا من مصادر التشريع فى الإسلام؟ هلا ذكر لنا أسماءهم ومواقفهم وردود من يأخذون بالسنة عليهم. هل نفهم من هذا أن القرآنيين كانوا موجودين منذ ذلك الوقت المبكر؟ إن صح الأمر لقد كانوا، فيما هو واضح، جماعة ضئيلة محدودة شديدة الضآلة والمحدودية حتى إن الشافعى حين ناقش منطلقاتهم لم يُسَمِّ أحدا منهم، بل كل ما ذكره هو أن أحدهم قد راجعه فى موقفه من الأحاديث وأنه قد فهّمه الأمر ففهم، كما أن البغدادى، حسبما يخبرنا فى كتابه: "أصول الدين" على ما جاء فى "فجر الإسلام"، قد عد الخوارج من المنكرين للعمل بالأحاديث (انظر أحمد أمين/ فجر الإسلام/ ط10/ دار الكتاب العربى/ بيروت/ 1969م/ 232 فصاعدا، وبخاصة 242، و"الأم" للشافعى/ تحقيق رفعت فوزي عبد المطلب/دارالوفاء/ المنصورة/3001م/ 9/ 5 وما بعدها). فهل كان على الشافعى أن يترك علمه وفهمه ويشذ عن سائر علماء الإسلام، الذين كانوا يأخذون بالسنة مصدرا للتشريع، ويتبع هذه الجماعة من النكرات المجهولى الحال حتى يرضى عنه نصر حامد أبو زيد؟ وهل الخوارج المندفعون للصدام مع الدولة والمجتمع الضيقو العطن المسارعون للتكفير رغم تحمسهم للدين قد أصبحوا الآن يمثلون الفكر العقلانى الذى ينبغى اتباعه عند أبو زيد وأمثاله؟ غريبة!
يقول د. أحمد أمين عن السنة ومكانتها فى التشريع: "وهناك نوع آخر من التشريع كان فى عهد رسول الله، وهو التشريع بالسنة. ويختلف عن الكتاب فى أن القرآن ألفاظه ومعانيه بوحى من الله، وأما السنة فألفاظها من عند الرسول. فالسنة أو أحاديث الرسول بينت كثيرا من آيات القرآن كالذى رأيتَ فى آيات الصلاة والزكاة. فالقرآن لم يبين هيئات الصلاة ولا أوقاتها، ولم يبين المقادير الواجبة فى الزكاة ولا شروطها. إنما بين ذلك النبىُّ بقوله أو فعله. كذلك حدثت حوادث وخصومات قضى فيها النبى بالحديث لا بالقرآن، فكان قضاؤه فى ذلك تشريعا. فكل ما قاله النبى أو فعله أو حدث أمامه واستحسنه كان تشريعا. ومتى ثبت ذلك عن رسول الله كان فى القوة بمنزلة القرآن. ولكن قل أن يثبت ثبوتا لا يحتمل الشك لما بينا فى كلامنا على الحديث ... وأحاديث الأحكام كثيرة وردت فى كل الأنواع التى ورد فيها القرآن قبينت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/202)
مجمله، وقيدت مفصّله، وزادت أشياء كثيرة لم يذكرها القرآن. وقد عُنِىَ العلماء قديما بجمعها ورتبوها حسب الترتيب الفقهى.
هذا الأصلان: الكتاب والسنة هما مصدر التشريع فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك يتبين أن أساس القانون الإسلامى إلهىّ مصدره الله فيما نص عليه من كتاب أو حديث ليس لأية سلطةٍ حقٌّ فى مخالفتها ولا الخروج على ما ورد فى نصوصها. إنما يجتهدون فيما لم يرد فيه نص مسترشدين بما ورد فى الكتاب والسنة من قواعد كلية. وبذلك تخالف القوانين الوضعية، ففيها تكون السلطة التشريعية فى منتهى الحرية فى تفسير قانون أو تعديله أو إلغائه. وليس الشأن كذلك فى القوانين الإلهية، فحرية الفقهاء والخلفاء محدودة فى دائرة فهم نصوص القرآن، ومقدار الثقة بالحديث وعدمها لم يرد فيه كتاب ولا سنة صحيحة".
وبعد أن تناول د. أحمد أمين مدرسة الرأى وبين أنها هى أيضا تأخذ بالحديث، ولكن ليس على النطاق الواسع الذى تأخذ به المدرسة المقابلة، انتقل إلى طائفة من المسلمين كانت تغالى فى هذا الأمر فلا تأخذ بها بتاتا متحججين بأنهم يشكون شكا مطلقا فى الرواة لكثرة من جرّحهم رجال الجرح والتعديل حتى ليكادون ألا يتفقوا على أمانة محدّث أو صدقه كما قالوا. ويتلخص موقفهم فى أنهم لا ينبغى أن يتركوا كتاب الله المقطوع به لمثل هذه الأحاديث المشكوك فيها (فجر الإسلام/ 233 وما بعدها). ود. أحمد أمين يعتمد فى هذا على ما جاء فى كتاب "الأم" للشافعى حين ناقش آراء هذه الطائفة. إلا أنه لم يذكر لنا اسما واحدا من أسماء أعضائها، مما يشير فى رأيى إلى أنها كانت جِدّ محدودة، ولم يكن لها خطر يذكر. والواقع أن حجة هؤلاء المتشككين فى السنة النبوية داحضة، إذ ليس من المعقول أن يكون الناس جميعا محل ريبة وتشكك: هكذا لله فى لله. كما أن الذين يأخذون بالأحاديث فى مجال التشريعات لا يتركون القرآن كما زعموا، بل يستعينون بالحديث حين لا يكون هناك نص قرآنى فى المسألة التى يبحثون لها عن حكم شرعى. وعلى أية حال فإن العمل بالحديث ليس معناه أن نقبله عشوائيا دون تمحيص ودون أن يكون سائرا مع روح الإسلام واتجاهه العام.
والواقع أن هجوم نصر أبو زيد على الشافعى لاتخاذه السنة مصدرا للتشريع مع القرآن لا يبعث على الاطمئنان. وأحسن ما يمكن تأويل كلامه به إن أغمضنا أعيننا عن الغاية الواضحة من هذا الكلام هو أن السنة المحمدية ليست تشريعا مستقلا بل مجرد شارحة للقرآن ومفسرة له (انظر ص38 من كتابه عن الإمام الشافعى). لكن حتى لو كانت السنة مجرد شارحة للقرآن، أفلا تعد المذكرةُ التفسيرية مصدرا من مصادر التشريع؟ ذلك أننا لا نستطيع أن نطبق التشريعات القرآنية فى كثير من الحالات إلا من خلال شرح السنة لها، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. فإذا عرفنا أن ثم أحكاما تشريعية وتوجيهات أخلاقية ونفسية كثيرة جاءت بها السنة ولم يتعرض لها القرآن قط أو تعرض لها من بعيد تبين لنا أن مكانة السنة فى التشريع الإسلامى مكانة عظيمة الخطر. قلت إن هذا هو أحسن ما يمكن تأويل كلامه به إن أغمضنا أعيننا عن الغاية الواضحة من هذا الكلام، أما إن أردنا أن نعرف ماذا يريد قوله، ومن صريح عبارته هو، فعلينا أن نقرأ ما كتبه بنفسه فى آخر فقرة من كتابه الذى بين أيدينا الآن، والإشارة فيها إلى ما يقول إن الشافعى رضى الله عنه قد صنعه بالسنة النبوية من تحويلها من لانص إلى نص مثل القرآن الكريم. يقول: "هذه الشمولية التى حرص الشافعى على منحها للنصوص الدينية بعد أن وسّع مجالها فحوّل النص الثانوى الشارح إلى الأصلى وأضفى عليه نفس درجة المشروعية، ثم وسّع مفهوم السنّة بأن ألحق به الإجماع كما ألحق به العبادات، وقام بربط الاجتهاد/ القياس بكل ما سبق رباطا محكما، تعنى فى التحليل الأخير تكبيل الإنسان بإلغاء فعاليته وإهدار خبرته. فإذا أضفنا إلى ذلك أن مواقف الشافعى الاجتهادية تدور فى أغلبها فى دائرة المحافظة على المستقر الثابت، وتسعى إلى تكريس الماضى بإضفاء طابع دينى أزلى كما رأينا فى اجتهاداته فى ميراث العبد وفى ميراث الأخت الوحيدة وفى مسألة زكاة الغراس، أدركنا السياق الأيديولوجى الذى يدور فيه خطابه كله. إنه السياق الذى صاغه الأشعرى من بعد فى نسق متكامل، ثم جاء الغزالى بعد ذلك فأضفى عليه أبعادا فلسفية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/203)
أخلاقية كُتِب لها الاستمرار والشيوع والهيمنة على مجمل الخطاب الدينى حتى عصرنا هذا. وهكذا ظل العقل الإسلامى يعتمد على سلطة النصوص بعد أن تمت صياغة الذاكرة فى عصر التدوين، عصر الشافعى، طبقا لآليات الاسترجاع والترديد. وتحولت الاتجاهات الأخرى فى بنية الثقافة والتى أرادت صياغة الذاكرة طبقا لآليات الاستنتاج الحر من الطبيعة والواقع الحى كالاعتزال والفلسفة العقلية إلى اتجاهات هامشية. وقد آن أوان المراجعة والانتقال إلى مرحلة التحرر لا من سلطة النصوص وحدها، بل من كل سلطة تعوق مسيرة الإنسان فى عالمنا. علينا أن نقوم بهذا الآن، وفورا قبل أن يجرفنا الطوفان" (ص110). ولا أحسب مقصد الدكتور إلا واضحا أشد الوضوح، وإن كنت ألاحظ أنه يخلط خلطا مزريا بين ميدان الفقه وميدان العلوم الطبيعية، فالفقه إنما يختص بالعبادات والتشريعات، بينما العلوم الطبيعية تختص باكتشاف قوانين الكون وصناعة المخترعات المختلفة، فلا تعارض من ثم بين المجالين كما يتوهم أبو زيد أو يريد أن يوهمنا. وعلى هذا فكل ما قاله فى ذلك الموضوع هو ضجيج فارغ لا جدوى منه، ودعك من الإزعاج الذى يسببه لنا ذلك الضجيج.
ولقد كتب أحد المتحمسين لنصر أبو زيد، وهو غسان أبو حمد، مقالا ركيك الأسلوب سقيم الفكر فى جريدة "البناء" الفلسطينية فى 7 تموز 2010م بعنوان "نصر حامد أبو زيد ابن رشد المرحلة! دفع ثمن استخدامه العقل أداة لفهم الموروثالديني" جاء فى بدايته ما نصه: "نصر حامد أبو زيد، حياته كما وفاته إستمرت عرضة للجدل بين رجال دين متمسكين بأصولية النصّالديني وبين مفكّرين عرب: أساتذة أو قل: فلاسفة في العلوم الدينية، شاؤوا الإبحار بعيدا عن النصّ في محاولة منهم للإنطلاق نحو رحاب الشمولية"، وهو ما يؤكد ما قلناه عن اتجاه الرجل. وفى هذا المقال، مثلما لاحظنا فى مقالات كثيرة، يشبَّه د. نصر بابن رشد. فهل كان ابن رشد ثائرا على النصوص الدينية من قرآن وحديث يدعو إلى التحرر منها ونبذها خلف الظهر؟ لقد كان رحمه الله فقيها قاضيا يحكم بالشريعة، أى بالنصوص الدينية التى يظن كاتب المقال عن جهل ونزق أن الفيلسوف الأندلسى كان متمردا عليها. وله كتاب مشهور فى الفقه كان يستعين به فى إصدار الأحكام القضائية اسمه: "بداية المجتهد ونهاية المقتصد". وهو ما يعطى القارئ فكرة عن نوعية المدافعين عن نصر أبو زيد، فهم يشقشقون بما لا يعقلون. وكان ابن رشد يؤكد أنه لا تعارض بين الدين والفلسفة، بما يدل على أنه كان ينطلق من النصوص الدينية ولا يدعو إلى الثورة عليها. وكتاباه: "مناهج الأدلة" و"فصل المقال" ينمان عن إيمان بالله سبحانه وباليوم الآخر وبالقرآن الكريم وبالرسول الذى أتى به. أقول هذا لأن الببغاوات يظنون أنه، رحمه الله، كان متمردا على الإسلام، ولذلك يمجدونه. وهم فى هذا إنما يرددون ما كان بعض الأوربيين فى عصر النهضة يقولونه عنه، وما أكثر من فى الحبس من مظاليم! وكان هناك مدرس يحاضرنا فى الجامعة فى مادة "الفلسفة الإسلامية"، ويلح فى محاضراته على هذا المعنى، فكنت أذهب إلى المكتبة وأرجع إلى ابن رشد فألفيه رجلا مسلما صيحح الإسلام، فأسأله فى المحاضرة: كيف تقول هذا عنه يا دكتور، وكتابا "مناهج الأدلة" و"فصل المقال" يقولان عكس ما تدعى عليه؟ فيجيبنى بأن آراءه الحقيقية موجودة فى شرحه لأرسطو. وكان هذا الموقف ولا يزال مبعث استغراب عندى، إذ المعروف أن ناقل الكفر ليس بكافر، فمن باب الأولى أن نقول إن شارح الكفر ليس بكافر أيضا، بغض النظر عن عقيدة أرسطو فى حد ذاتها، فهذه مسألة أخرى. ولكيلا يرى القراء كيف يخلط بعض الناس الأمور خلطا ويقلبونهاعن حقيقتها ألفت انتباههم إلى أنه فى الوقت الذى كتب فيه محرر مادة "" فى النسخة الإنجليزية من موسوعة "الويكبيديا" المشباكية أن من مبادئ الرشدية فى أوربا عصر النهضة " resurrection of the dead"، أى البعث وإعادة الموتى إلى الحياة من جديد، نرى محرر المادة فى النسخة العربية من ذات الموسوعة، رغم أنه لم يفعل شيئا سوى ترجمة هذه المبادئ من النسخة الإنجليزية إلى العربية، يحول هذا المبدأ إلى عكسه تماما فيورد، بين الأفكار الرئيسية لمذهب الرشدية، أن "إحياء الموتى غير ممكن". فانظر وتأمل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/204)
وفى الصفحة الثالثة والستين من كتاب "نقد الخطاب الدينى" يزعم نصر أبو زيد بجرأةٍ متغشمرةٍ أن جوهر العلمانية ليس شيئا آخر سوى التأويل الحقيقى والفهم العلمى للدين. والواقع أن هذا كلام ما أنزل الله به من سلطان، فالعلمانية حسب التعريفات المخلتفة لها فى الغرب هى، طبقا لما جاء فى المادة المخصصة لها فى "الويكيبيديا"، كالآتى: "العَلْمَانِيَّة: ترجمة غير دقيقة بل غير صحيحة لكلمة " Secularism" في الإنجليزية، أو " Sécularité" أو " laïque" بالفرنسية. وهي كلمة لا علاقة لها بلفظ "العِلْم" ومشتقاته على الإطلاق، فالعِلْم في الإنجليزية والفرنسية يعبَّر عنه بكلمة " Science"، والمذهب العِلْمِي نُطلق عليه كلمة " Scientism"، والنسبة إلى العِلْم هي " Scientific" أو " Scientifique" في الفرنسية، والترجمة الصحيحة للكلمة هي "الدنيوية"، لا بمعنى ما يقابل الأخروية فحسب، بل بمعنى أخص، وهو ما لا صلة له بالدِّين أو ما كانت علاقته بالدين علاقة تضاد. وتتضح الترجمة الصحيحة من التعريف الذي تورده المعاجم ودوائر المعارف الأجنبية للكلمة:
تقول دائرة المعارف البريطانية، مادة " Secularism": " هي حركة اجتماعية، تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها، وذلك أنه كان لدى الناس في العصور الوسطى رغبة شديدة في العزوف عن الدنيا والتأمل في الله واليوم الآخر. وفي مقاومة هذه الرغبة طفقت الـ" Secularism" تعرض نفسها من خلال تنمية النزعة الإنسانية حيث بدأ الناس في عصر النهضة يظهرون تعلقهم الشديد بالإنجازات الثقافية والبشرية، وبإمكانية تحقيق مطامحهم في هذه الدنيا القريبة.
ويقول قاموس "العالم الجديد" لوُبِسْتَر، شارحا المادة نفسها: الروح الدنيوية أو الاتجاهات الدنيوية ونحو ذلك على الخصوص: نظام من المبادئ والتطبيقات " Practices" يرفض أي شكل من أشكال الإيمان والعبادة. الاعتقاد بأن الدين والشئون الكنسية لا دخل لها في شئون الدولة، وخاصة التربية العامة.
ويقول "معجم أكسفورد" شارحا كلمة ": Secular": دنيوي، أو مادي، ليس دينيا ولا روحيا، مثل التربية اللادينية، الفن أو الموسيقى اللادينية، السلطة اللادينية، الحكومة المناقضة للكنيسة. الرأي الذي يقول إنه لا ينبغي أن يكون الدين أساسا للأخلاق والتربية.
ويقول "المعجم الدولي الثالث الجديد"، مادة " Secularism": اتجاه في الحياة أو في أي شأن خاص يقوم على مبدأ أن الدين أو الاعتبارات الدينية يجب ألا تتدخل في الحكومة، أو استبعاد هذه الاعتبارات استبعادا مقصودا، فهي تعني مثلا السياسة اللادينية البحتة في الحكومة. وهي نظام اجتماعي في الأخلاق مؤسس على فكرة وجوب قيام القيم السلوكية والخلقية على اعتبارات الحياة المعاصرة والتضامن الاجتماعي دون النظر إلى الدين.
على المستوي السياسي تطالب العلمانية بحرية الاعتقاد وتحرير المعتقدات الدينية من تدخل الحكومات والأنظمة، وذلك بفصل الدولة عن أية معتقدات دينية أو غيبية، وحصر دور الدولة في الأمور المادية فقط. لقد استخدم مصطلح " Secular" ( سيكولار) لأول مرة مع توقيع صلح وستفاليا، الذي أنهى أتون الحروب الدينية المندلعة في أوروبا عام 1648م، وبداية ظهور الدولة القومية الحديثة (أي الدولة العلمانية)، مشيرًا إلى "علمنة" ممتلكات الكنيسة بمعنى نقلها إلى سلطات غير دينية، أي لسلطة الدولة المدنية. والعلمانية هي عموما التأكيد على أن ممارسات معينة أو مؤسسات الدولة ينبغي أن توجد بمعزل عن الدين أو المعتقد الديني. وكبديل لذلك، مبدأ العلمانية تعزيز الأفكار أو القيم إما في أماكن عامة أو خاصة. كما قد يكون مرادفا للـ"الحركة العلمانية". في الحالات القصوى من أيديولوجيا العلمانية تذهب إلى أن الدين ليس له مكان في الحياة العامة.
في أحد معانيها، العلمانية قد تؤكد حرية الدين والتحرر من فرض الحكومة الدينية على الناس، أن تتخذ الدولة موقفا محايدا فيما يخص مسائل العقيدة، ولا تعطي الدولة امتيازات أو إعانات إلى الأديان. بمعنى آخر تشير العلمانية إلى الاعتقاد بأن الانشطة البشرية والقرارات، ولا سيما السياسية منها، ينبغي أن تستند إلى الأدلة والحقيقة بدلا من التأثير الديني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/205)
العلمانية هي أيديولوجيا تشجع المدنية والمواطنة وترفض الدين كمرجع رئيسي للحياة السياسية، ويمكن أيضا اعتبارها مذهبا يتجه إلى أنّ الأمور الحياتية للبشر، وخصوصا السياسية منها، يجب أن تكون مرتكزة على ما هو مادي ملموس وليس على ما هو غيبي، وترى أنّ الأمور الحياتية يجب أن تتحرر من النفوذ الديني، ولا تعطي ميزات لدين معين على غيره، على العكس من المرجعيات الدينية تعتمد على ما تعتقده حقائق مطلقة أو قوانين إلهية لا يجوز التشكيك في صحتها أو مخالفتها مهما كان الأمر. وتُفسّر العلمانية من الناحية الفلسفية أن الحياة تستمر بشكل أفضل ومن الممكن الاستمتاع بها بإيجابية عندما نستثني الدين". ولا أحسب بعد كل هذه التعريفات المأخوذة من عدد من أهم المعاجم والموسوعات الأجنبية إلا أن يكون باب المِرَاء فى هذا الموضوع قد أُغْلِق بالضبة والمفتاح إلى الأبد.
ومن مزاعم أبو زيد المضحكة إنكاره القاطع أن يكون كارل ماركس ملحدا أو دعا يوما إلى الإلحاد، وادعاؤه أن كل ما فعله ماركس هو حملته على التأويل الرجعى للدين. ترى هل هذا الذى يقوله أبو زيد صحيح؟ لم يبق إلا أن يقول إنه كان يصلى التراويح فى مسجد السيدة زينب، ويعلق فى رقبته مسبحه ويمشى فى الشوارع يتطوح وهو يقول: صل على النبى فى قلبك يا مؤمن! لنسمع ماركس يتحدث بنفسه فى هذا الموضوع. ولسوف أنقل هنا حرفيا نص ما وجدته فى " Encyclopedia of Marxism" تحت عنوان " Religion"، وهو منقول عن كتاب " Contribution to the Critique of Hegel's Philosophy of Law" لماركس ذاته:" The basis of religious criticism is: Man makes religion, religion does not make man. Religion is the self-consciousness and self-esteem of man who has either not yet found himself or has already lost himself again. But man is no abstract being encamped outside the world. Man is the world of man, the state, society. This state, this society, produce religion, an inverted world-consciousness, because they are an inverted world. Religion is the general theory of that world, its encyclopaedic compendium, its logic in a popular form, its spiritualistic point d'honneur, its enthusiasm, its moral sanction, its solemn complement, its universal source of consolation and justification. It is the fantastic realisation of the human essence because the human essence has no true reality. The struggle against religion is therefore indirectly a fight against the world of which religion is the spiritual aroma. Religious distress is at the same time the expression of real distress and also the protest against real distress. Religion is the sigh of the oppressed creature, the heart of a heartless world, just as it is the spirit of spiritless conditions. It is the opium of the people. To abolish religion as the illusory happiness of the people is to demand their real happiness. The demand to give up illusions about the existing state of affairs is the demand to give up a state of affairs which needs illusions. The criticism of religion is therefore in embryo the criticism of the vale of tears, the halo of which is religion".
وكانت العقيدة الرسمية للاتحاد السوفييتى والدول الشيوعية هى الإلحاد حتى لقد كانوا يدرّسونه فى المدارس كما ندرّس نحن مادة التربية الدينية فى بلادنا، ويحاربون الأديان حربا شعواء، وبخاصة الإسلام. فكيف ينكر الدكتور نصر ما هو معلوم من التاريخ بالضرورة؟ أم إنه العناد والمماراة رغبة فى العناد والمماراة، والسلام؟ أذكر أننى سمعت منذ سنوات طويلة بعض زملائى ممن كانوا يعرفون أبو زيد عن قرب يصفونه بأنه مغرم بالجدال غراما عجيبا، وأنه على استعداد لقضاء الليل كله يجادلك فى أى شىء تحدثه فيه، لا يلين ولا يلتقط أنفاسه، حبا فى الجدال لوجه الجدال. ولكى تكتمل الصورة هأنذا أنقل ما كتبته "الويكيبيديا" عن وضع الإسلام تحت حكم السوفييت، وعنوانه: "الإسلام في الاتحاد السوفيتي"، حتى يتضح الأمر على حقيقته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/206)
وقس على ذلك ما كان يلقاه المسلمون فى الدول الشيوعية الأخرى:
"يتكون الاتحاد السوفيتي من 15 جمهورية، منها ست جمهوريات يشكل المسلمون أغلب سكانها، ولقد استولي السوفيات على مساحة 4,538,600 كيلومتر من البلاد الإسلامية، والوحدات السياسية التي استولى عليها السوفيات من الأراضي الإسلامية في قارة آسيا هي: أذربيجان- أوزبكستان- طاجيكستان- تركمانستان- كازاخستان- جورجيا- أرمينيا- والست الأولى ذات أغلبية مسلمة، والأخيرتان كانتا تابعتين لحكم إسلامي خلال فترات مختلفة، وفي قارة أوروبا-داغستان- الشيشان- كبارديا بلغاريا- القرم- ماري وأودمورتيا- تشوفاشيا- تتارية- أورنبرج- بشكيريا- واستينا الشمالية. وقد انخفض عدد المسلمين لعدة أسباب منها، كثرة عدد من أعدموا في الثورة الشيوعية، وطريقة الإحصاء التي أجراها الشيوعيون على أساس القوميات لأعلى أساس الدين، وتهجير المسلمين بصورة إجبارية مما أدي إلى خفض نسبة المسلمين خصوصاً في الجمهوربات الإسلامية بآسيا الوسطى. ولقد مرت على المسلمبن مراحل قاسية في الفترة المحصورة بين سنتي (1336هـ- 1917م) إلى سنة (1350هـ- 1931م)، أثر في حالة المسلمين الديموغرافية، فقتل الروس مئات الألوف من المسلمين الباشكير والقرغيز على أثر ثورتهم بعد عام (1336هـ- 1917م) ومات مليون من المسلمين الكراخ والقرغيز في مجاعات (1340هـ- 1921م)، واستشهد حوالي المليون من مسلمي قزاخستان عندما طبق الشيوعيون مبادئهم على ثروات هذه الجماعات الرعوية، وجاء الروس بمهاجرين جدد إلى المناطق الإسلامية، ويقدر بحوالي 12,792,000 روسي، وسياسة التهجير تهذف إلى استغلال ثروات المناطق الإسلامية بوسط آسيا وخفض نسبة المسلمين، ويقدر عدد المسلمين بحوالي 70 مليون نسمة.
القوميات الإسلامية: ينتمي المسلمون إلى العديد من القوميات التركية وأبرز هذه الجماعات: الأوزبك- التتار- الكازاخ- التركمان- الباشكير- القيرغيز– الكراكلياك– الويغور– البلغار. ومن أبرز الجماعات التي تنتمي إلى القومية الإيرانية: الطاجيك– الأوسيت– الآكراد– الفرس– البلوخ– الطوط والأنغوش. ومن الجماعات القوقازية: التشيش- الشركس- الكبرديون– الأباظ– الأديجا– الشيشان والأبخاز. ويتحدث المسلمون في الاتحاد السوفياتي 13 لغة تركية و8 لغات إيرانية، و15 لغة قوقازية وصينية ومنغولية. ولقد اتبع الروس سياسة تطعيم هذه القوميات بمهاجرين جدد للحد من أغلبيتها الإسلامية، ونجحت في خفض النسبة عن ذي قبل مثلما حدث في جمهورية قراخستان.
سياسة الاستيلاء على الأراضي الإسلامية: بدأت محاولات روسيا في عهد بطرس الأول لضم الأراضي الإسلامية، بدأت كمرحلة أولى منذ (1188هـ- 1714م) حتي سنة (1852م)، ثم حركة الضم الثانية وكانت ضد الخانات وانتهت إمبراطورية بوغز في سنة (1315هـ- 1897م)، وفي أثناء هذه المراحل استولي الروس على القرم سنة (1189هـ- 1783م) واستولوا على قرغيزيا في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي وعلى جبال القوقاز في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي وتم الاستيلاء على منطقة تركستان في أواخر سنة (1292هـ- 1881م). واستولت روسيا القبصرية على المنطقة القوقازية سنة (1280هـ- 1862م) وقد أمضي الروس 182 سنة في إخضاع منطقة التركستان الإسلامية.
في عهد الشيوعين: أخد السوفيات في ابتلاع المناطق الإسلامية الواحدة تلو الأخرى، ففي سنة (1339هـ- 1920م) امتد نفودهم إلى أذربيجان وأصبحت جمهورية اتحادية سنة (1355هـ- 1936م)، وتحولت أوزبكستان إلى جمهورية اتحادية قي سنة (1341هـ- 1924م) وأصبحت طاجيكستان جمهورية اتحادية في سنة (1348هـ- 1929م)، واتحدت تركمانستان في سنة (1343هـ-1924م)، واتحدت كازاخستان في سنة (1339هـ- 1920م)، واتحدت قرغيزيا في سنة (1355هـ- 1936م)، واستولى السوفيات على بشكيريا وتتاريا في سنة (1339 هـ- 1920 م)، وألغوا جمهورية القرم بعد الحرب العالمية الثانية ونقلوا معظم سكانها إلى سيبيريا، وضموا داغستان في سنة (1340هـ- 1921م) تم ذلك في فترة تقدر بحوالي ستة عشرة سنة، بينما استغرق القياصرة 182 سنة ليبسطوا نفودهم على المناطق الإسلامية بوسط آسيا، وقد ثار المسلمون ضد حكم القيصر، ولقد ضم السوفيات مساحة واسعة من الأراضي الإسلامية في وسط آسيا وفي شرقي أوروبا، وبلغت جملتها 4,684,980
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/207)
كيلومتراً يضاف إلى هذه المساحة مثلها تقريباً في شرقي سيبريا.
سياسة السوفيات في إدارة المناطق الإسلامية: اتبع السوفيات سياسة تجزئة وحدة المسلمين وتفتيتهم إلى قوميات، ودعموا قيام الشعوبية وقضوا على كتابة لغتهم بحروف عربية حتى تقضي على صلتهم بالثرات الإسلامي، ثم اتبعوا نظام التهجير من المناطق الإسلامية حتى يضعفوا من شأن الأغلبية المسلمة ويحولونهم إلى أقلية في عقر دارهم، ولقد شكلت من مناطق الأغلبية المسلمة ست جمهوريات ذات حكم فيدرالى، وفي المناطق الأخرى جمعت المناطق الإسلامية في 11 جمهورية ذات حكم ذاتي 9 منها ملحقة لجمهورية روسيا، واثنتان مع جمهورية جورجيا (أبخازيا وأجاريا)، ثم أعطت للمناطق الأقل أهمية حكما ذاتيا (أديجا والشركس) وألحقتهما بحمهورية روسيا والأوسيت الجنوبية ألحقتها بجمهورية جورجيا، وكل القادة العسكرين، ورؤساء الشرطة والأمن، ومديرو السكك الحديد والبريد والبرق والهاتف ورؤساء المؤسسات الصناعية في آسيا الوسطي روس، ولكل رئيس جمهورية ورئيس وزارة مساعدان من الروس.
الإسلام علي طريقة السوفيات: لايؤمن الشيوعيون بدين، ومن أجل هذا يحاربون الأديان. وفي سنة (1345هـ- 1926م) ألغيت المحاكم الشرعية في المناطق الإسلامية، وفي سنة 1946 منعت جميع الأنشطة الدينية وقبض على مليون ونصف عضو من الحركة الإسلامية، وفي سنة (1347هـ-1351هـ) وسنة (1928م – 1932م) بدأ الروس حملة إغلاق المساجد فأغلقوا وهدموا 10,000 مسجد، وأغلقوا 14,000 مدرسة ابتدائية إسلامية، وبدأت حركة مقاومة من سنة 1936م إلى 1980م وهدفها استعادة الهوية الإسلامية وخصوصاً القومية التركستانية.
التعليم: رسم السوفيات سياسة تعليمية هدفها ثتقيف جيل يدين بالولاء للنظام حتي تتحقق سيادة السوفيات على البلاد الإسلامية، كما يهدف التعليم إلى تبسيط الأيدويولوجية الماركسية حتي يفهمها جميع الناس، وكذلك نشر الثقافة السوفياتية، وكان في روسيا قبل استيلاء الشيوعيين على الحكم 24,321 مدرسة إسلامية ومنذ عام (1347هـ- 1928م) استخدمت الحروف اللاتينية بدلا من الحروف العربية في التعليم داخل المناطق الإسلامية، وبعد أن ساد استخدام الحروف اللاتينية استبدلت بالحروف الروسية منذ سنة (1359هـ- 1938م) وألغيت الكتب الإسلامية التي ترجمتها الشعوب إلى لغاتها وكتبتها بالحروف العربية، وفي سنة (1357) قررت القيادة السوفياتية جعل اللغة الروسية اللغة الرسمية لجميع الشعوب التي تخضع لحكمهم، وسعي السوفيات لتقويتها لتفتيت القومية الواحدة فأصبح بالاتحاد السوفياتي 70 لغة محلية، وأغلق الروس الآف المدارس الابتدائية الإسلامية و500 مدرسة عالية، ولم يبقي إلا مدرسة مي عرب في بخارى ومدرسة مبارك خان في طشقند، وكان في الأراضي الإسلامية قبل سيطرة السوفيات جامعة إسلامية، ومطبعة إسلامية طبعت مليوني كتاب، ومكاتب إسلامية، 23 دارًا للنشر والطباعة، و518 صحيفة إسلامية دورية، و196 مكتبة متخصصة في الإسلاميات، ولاتعترف السلطات السوفياتية بشهادات المعهديين الإسلاميين الموجدين الآن، هذا إلى تحريم تعليم الدين بالمدارس الحكومية واختفاء المدارس الدينية وأصبح المصدر الوحيد لتلقي قواعد الدين الإسلامي ينحصر بالوالدين.
صحوة تعليمية إسلامية: نتيجة للتغير الذي حدث في الاتحاد السوفياتي أخيرا والتسامح مع الأديان تم فتح معهدان إسلاميان في كل من مدينتي ألوفا – في بشكيريا وفي باكو عاصمة أذربيجان، كذلك عقدت دورة لإعداد الأئمة في القوقاز سنة 1989م، وظهرت الدعوة إلى إعادة الكتابة بالحروف العربية في المناطق الإسلامية، كما نشط المسلمون في بناء المدارس الإسلامية في الجمهوريات الإسلامية بوسط آسيا، وبدأت محاولات جلب مطابع بالحروف العربية.
المساجد: كان عدد رجال الدين الإسلامي من أئمة ووعاظ ومقيمي الشعائر في روسيا قبل استيلاء السوفيات على السلطة في سنة (1336هـ-1917م) 45,339. وكان عدد المسلمين 17 مليونا. وقد تم هدم وإغلاق الآف من المساجد خلال حكم الإمبراطورية الروسية أولا ثم خلال حكم الشيوعيين ثانيا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/208)
الإدارة الدينية: يعتبر تشكيل الإدارة الدينية الإسلامية بالاتحاد السوفياتي (سابقاً) تنظيما حكوميا، وهذا التنظيم مرتبط بوزارة الأديان ومقرها موسكو، ويرأس إدارة شؤون المسلمين مفتي، ويمثل باقي المفتين مفوض من مجلس السوفيات في كل جمهورية وممثل عن وزارة الأديان، ويوجد ممثل مقيم في موسكو، ويوجد أربع إدارات للمسلمين بالاتحاد السوفياتي، إدارة مسلمي آسيا الوسطى وقازاخستان ومركزها في طشقند وتتبعها جمهوريات أوزبكستان، وطاجيكستان وقرغيزيا وجمهورية التركمان، وجمهورية قازاخستان، ويتولى الشؤون الدينية في كل جمهورية من الجمهوريات السابقة قاض وهو مسؤول أمام المفتي، وذكر مفتي آسيا الوسطي أن المسلمين قد عادوا لتدوين لغلتهم بالحروف العربية، والإدارة الدينية الإسلامية الثانية هي إدارة مسلمي شمال القوقاز ومركزها في داغستان وتشمل مناطق تشاشن وأوسيني الشمالية، والبلكار وداغستان ومناطق الأوديجا وكارتشاي والشركسى. والإدارة الدينية الثالثة هي إدارة مسلمي القسم الأوروبي وسيبريا ومركزها أوفا في بشكيريا، والإدارة الرابعة لمسلمي ما وراء القوقاز ومقرها باكو عاصمة أذربيجان، وبها الإدارة الخاصة بالمسلمين الشيعة.
كيف يؤدى المسلمون السوفيات شعائر دينهم؟ لقد تعامل السوفيات مع الإسلام في الجمهوريات الإسلامية السوفياتية بعنف منذ أن بسطوا نفوذهم على تلك الأراضي، فلقد بسطت الشرطة يدها على جميع نسخ القرآن الكريم وأحرقتها في الفترة من سنة (1348هـ- 1929م) إلى (1355هـ- 1936م)، ولقد عاون في هذا الجمعيات الإلحادية بالدعاية ضد الإسلام، واستخدمت الحكومة جميع وسائل الإعلام لتحقيق هدفها، ففي عام (1382هـ- 1962م) ألقيت 23 ألف محاضرة في جمهورية أوزبكستان ضد الدين، واستخدمت دور السينما والإذاعات لمحاربة الدين وتشويه صورة المسلمين الذين يذهبون للمساجد أو يصومون رمضان أو يحتفلون بالأعياد الإسلامية وأسس الشيوعيون اتحاد الملحدين منذ سنة 1342 هـ، ومنع الحجاج من الذهاب إلى بيت الله الحرام، وكان عدد الحجاج قبل السوفيات حوالي 35 ألفا، ووصل عددهم في حكم السوفيات 15 أو 20 حاجا. وفي سنوات كثيرة لايصل حجاج من السوفيت. ومنع السوفيات الصلاة والصوم والحج بحجة أن هذا يؤثر على اقتصاد المجتمع السوفياتي، فأصدر رجال الدين فتاوي تنسجم مع أهداف السوفيات ولا يؤثر على الاقتصاد السوفياتي، فقد أباحت للمسلم أن يجمع الصلاة مرة واحدة في اليوم، ويصوم يوما واحدا في رمضان، وقد أصدرت السلطات أمراً بمنع ذبح الأضاحي ولو كانت ملكا خاصا بحجة الأضرار الاقتصادية، اما الحج فقد وضعت معوقات عديدة لعدم تمكين المسلمين من الحج".
ويفهم بكل وضوح مما كتبه أبو زيد فى الفصل الثانى من كتابه: "مفهوم النص" أن الإسلام فى نظره لم ينزل من السماء، بل خلقته الظروف والحاجات الأرضية، وأن محمدا إنما هو امتداد للحنفاء ليس إلا، وأن الدين الذى جاء به ما هو إلا استجابة لحاجات المجتمع العربى مثلما كانت حركة الحنفاء دون زيادة أو نقصان. ولنقرأ نص كلام أبو زيد فى ذلك الفصل، مع ملاحظة أنه لم يخطئ هنا أو فى أى كتاب آخر وقع فى يدى من كتبه فيصلى على النبى عليه السلام، بل نادر جدا أن يقول عنه غير "محمد"، هكذا مجردةً: "لقد كان محمد، المستقبِل الأول للنص ومبلّغه، جزءا من الواقع والمجتمع. كان ابن المجتمع ونتاجه: نشأ فى مكة يتيما، وتربى فى بنى سعد كما كان يتربى أترابه فى البادية. تاجر كما يتاجر أهل مكة. سافر معه وشاركهم حياتهم وهمومهم. وحين أراد بعض الأعراب أن يعاملوه معاملة الملوك بعد البعثة رفض. وحين رأى أعرابيا ترتعد فرائصه وهو يستعد للقائه هدّأ روعه وقال قولته المشهورة: إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة. هذا ما يحكيه التاريخ عن الرجل والإنسان الذى شاء الفكر الدينى السائد قديما وحديثا أن يحوله إلى حقيقة مثالية ذهنية مفارقة للواقع والتاريخ، حقيقة لها وجود سابق على وجودها الإنسانى العيانى المادى. وشاء هذا الفكر فى أشد مزاعمه إنسانية أن يجعل منه إنسانا مغمض العينين معزولا عن المجتمع والواقع، يعيش هموما مفارقة مثالية ذهنية حتى حوله هذا الفكر إلى إنسان خال من كل شروط الإنسانية ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/209)
إن الواقع الذى ينتمى إليه محمد ليس بالضرورة هو الواقع السائد المسيطر. فالواقع، أىّ واقع كان، يحتوى فى داخله وفى بنائه الثقافى نمطين من القيم: النمط السائد المسيطر، ونمط القيم النقيض الذى يكون ضعيفا خافت الصوت، لكنه يسعى لمناهضة نمط القيم السائد. وليس هذان النمطان من القيم إلا تعبيرا عن قوى اجتماعية وعن صراعات اقتصادية واجتماعية. لم يكن محمد ينتمى فى هذا الواقع إلى الواقع المسيطر بنمط القيم السائد فيه. لذلك يصدق عليه وصف السيدة خديجة حين كانت تهدئ من روعه بعد التجربة الأولى لعملية الاتصال/ الوحى وما تلاها من خشيته على نفسه أن يكون به مرض أو مس من الشيطان: "كلا. أبشر. والله ما يخزيك الله أبدا. إنك لتصل الرحم، وتَصْدُق الحديث، وتحمل الكَلّ، وتَقْرِى الضيف، وتعين على نوائب الحق". إن هذه الأوصاف كلها أوصاف للأخلاق المتعدية للغير، أى أخلاق التعامل مع البشر فى الواقع اليومى. إن حب الخلاء والتحنث فى غار حراء لم يكن انعزالا عن حركة الناس فى الواقع، وإنما كان طقسا يمارسه آخرون إلى جانب محمد وقبله. هؤلاء الآخرون هم الأحناف ...
لم يكن محمد معزولا عن هذه الحركة الفكرية التى لا يمكن أن تقوم على مجرد اللقاء العارض بين مجموعة من الأفراد. (وبعد أن يورد أبو زيد رواية عن لقاء زيد بن عمرو بن نفيل والنبى تظهر تشدده فى النفور من ذبائح الأوثان، فى الوقت الذى لم يكن النبى، حسبما فهم أبو زيد، متشددا كل هذا التشدد، وهو ما أخالفه فيه أشد المخالفة، إذ ليس فى الرواية أن اللحم الذى قُدِّم لزيد كان قد ذبح للأصنام فعلا أو أن النبى هو صاحب الطعام أو أنه أكل منه، يقول:) إن المشكلة (أىْ مشكلة البحث عن السبب فى أن زيدا رفض تناول الطعام، ولم يرفضه النبى عليه السلام) لا تحلها هذه الافتراضات الكثيرة لأنه ليست هناك مشكلة اصلا. لقد كان زيد بن عمرو مبالغا فى مفارقة قومه والبحث عن دين إبراهيم. ومحمد، وإن كان باحثا ايضا عن دين إبراهيم، دين الحنيفية، لم يكن على مثل تشدد زيد وإدانته لواقعه ومجتمعه. (ثم مرة أخرى بعد أن يورد أبو زيد كلاما لزيد بن عمرو يعلن فيه تمسكه دون قومه بدين إبراهيم يقول:) هل كان هذا الشيخ الصارخ فى البرية داعيا إلى دين إبراهيم صوتا فى فلاة أم كان تجسيدا لنزوع ما لاتجاه جديد فى رؤية العالم فى هذه الثقافة؟ وهل كان محمدٌ الإنسانُ ابنُ واقعه ومجتمعه إلا جزءًا من هذا الاتجاه الجديد النقيض للاتجاه السائد فى المجتمع والفكر على السواء؟
لكن لماذا العودة إلى دين إبراهيم؟ ولماذا لم يكن فى اليهودية والمسيحية ما يكفى للإجابة عن هذه الأسئلة الحائرة التى كانت تعذب هؤلاء الأفراد من العرب؟ الحقيقة أن هذه الأسئلة لم تكن مجرد صرخات فى فلاة، بل كانت تجسيدا لنزوع ما لاتجاه جديد فى رؤية العالم وضرورة تغييره. وكانت هذه الأسئلة بمثابة البحث عن "أيديولوجية" للتغيير، ولم يكن لهذا البحث أن يتجاوز الآفاق المعرفية للجماعة التاريخية، وهى آفاق تحكمها طبيعة البنى الاقتصادية والاجتماعية لهذه الجماعة. لقد كان البحث عن دين إبراهيم فى حقيقته بحثا عن الهوية الخاصة للعرب، وهى هوية كانت تهددها مخاطر عدة. أهم هذه المخاطر هو الخطر الاقتصادى النابع من ضيق الموارد الاقتصادية التى تعتمد على المطر والعشب من جهة، وعلى التجارة من جهة أخرى. وقد أوشكت حياة الصراع والتناحر والحروب بين القبائل، وكلها حروب وصراعات ذات جذور اقتصادية، أن تؤدى إلى القضاء على الحياة ذاتها. وزاد من حدة هذه الأزمة واستعار خطرها أن الجزيرة العربية كانت محاصرة بالقوى الأجنبية من كل جانب ...
وسط هذه المخاطر كان ثمة إحساس بضرورة التوحد: التوحد على المستوى الداخلى لضمان بقاء الحياة فى هذه الظروف الاقتصادية الخطرة، والتوحد لمواجهة الخطر الخارجى الذى أوشك على القضاء على الهوية. وقد عبر هذا الإحساس الغامض عن نفسه فى مجموعة من التطورات أهمها بالنسبة لتحقيق الهدف الأول تحديد مجموعة من الشهور يحرم فيها القتال. وقد كان ذلك أقرب إلى الاتفاق للحفاظ على وسائل الإنتاج من الدمار الكامل. فكانت التجارة تزدهر فى هذه الشهور، وتقام الأسواق والاحتفالات الدينية. وكثيرا ما كانوا يغيّرون هذه الشهور أو يؤجّلون بعضها بالنسىء، الذى نهى عنه القرآن بعد ذلك، طبقا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/210)
لمصالح القبيلة ذات السطوة والسيطرة. ولمواجهة الخطر الثانى، خطر العدو الخارجى، فمما له دلالته فى هذا الصدد أن القبائل العربية استطاعت لأول مرة أن تتوحد لمحاربة الفرس وحققت انتصارا عليها فى واقعة ذى قار. وهو انتصار تجاوبت أصداؤه فى أركان الجزيرة العربية كلها، واحتفظ لنا الشعر حتى الآن بهذه الأصداء. وهذه الواقعة تؤكد ذلك الإحساس الغامض بضرورة الوحدة لمواجهة خطر العدو الخارجى.
إذا كانت هذه هى الأخطار فلا بد أن تكون "الأيديولوجية" التى كان يبحث عنها هؤلاء الأفراد من العرب أيديولوجية تحقق الهدفين: مواجهة الصراعات الداخلية وعوامل التفتيت بكل ما يؤدى إليه ذلك من سيطرة الأقوى، ومواجهة الخطر الخارجى المتمثل فى أعداء العرب من الفرس والروم. ومن الطبيعى ألا تحقق المسيحية، وهى أيديولوجية مطروحة، أحد هذين الهدفين، فقد كانت دينا غازيا معتديا، ولم يكن لليهودية أن تجتذب العرب، وقد كان أحبارها يتَعَالَوْن عليهم وينظرون إليهم بوصفهم بدوا رعاة. هذا بالإضافة إلى أن اليهودية دين مغلق عنصرى لا يتقبل الوافدين الجدد. كانت الأيديولوجيتان الدينيتان المطروحتان غير ملائمتين لتحقيق أهداف ذلك الوعى أو الإحساس الغامض الذى كانت تحكمه صرخات هؤلاء المتحنفين أو المتحنثين ...
كان البحث عن "دين إبراهيم" إذن بحثا عن دين يحقق للعرب هويتهم من جهة، ويعيد نظيم حياتهم على أسس جديدة من جهة أخرى. وكان الإسلام هو الدين الذى جاء يحقق هذه الأهداف. وليس من قبيل التأويل الأيديولوجى أن نقول إن الإسلام بهذه المثابة، ومن حيث هو دين يرد نفسه للحنيفية ملة إبراهيم، كان تجاوبا مع حاجة الواقع، وهى الحاجة التى عبر عنها الأحناف، وكان محمد واحدا منهم. وليس الحديث إذن عن محمد بوصفه المتلقى الأول للنص حديثا عن متلقٍّ سلبىّ، بل حديث عن إنسان تجسدت فى داخله أحلام الجماعة البشرية التى ينتمى إليها، إنسان لا يمثل ذاتا مستقلة منفصلة عن حركة الواقع، بل إنسان تجسدت فى أعماقه أشواق الواقع وأحلام المستقبل" (ص67 - 74).
إن التحليل الماركسى بمفاهيمه ومقولاته ومصطلحاته واضح أشد الوضوح، فالدكتور يعزو كل شىء إلى العوامل الاقتصادية والاجتماعية، ولسانه يلهج بمصطلحات "البنية التحتية" و"وسائل الإنتاج" و"الأيديولوجية" ... ولا أظن القارئ محتاجا من هذه الناحية إلى أن أضيف شيئا إلى ما قرأ، فهو مستغن بنفسه عن الشرح والتوضيح. ولكن يمكننا مع ذلك أن نلاحظ خلو كلام الحنفاء من الحديث عن العرب والأخطار التى تتهددهم من الداخل ومن الخارج على السواء، فقد كان كلامهم محصورا فى الوعظ العام وتوجيه الأنظار إلى الدلائل الكونية والدعوة إلى التوحيد، ثم لا شىء آخر، فلا حديث عن صراعات قبلية ولا احتلال حبشى ولا تهديد فارسى أو رومى قط. كما أن القرآن يخلو من هذه الموضوعات. بل إنه لا وجود فيه من أوله إلى آخره للعرب أو حتى لاسمهم، فضلا عن أن يكون لهم على صفحاته أى وضع متميز على الإطلاق. والكلام فيه إنما هو عن البشرية كلها، على عكس العهد القديم مثلا، الذى يدور كله على بنى إسرائيل وكأنهم هم الدنيا بأسرها فلا توجد أمة سواهم. كما تكرر فيه النص على أنه عليه الصلاة والسلام مبعوث إلى العالمين أجمعين فى كل زمان ومكان: "قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ" (الأنعام/ 90)، "وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ" (يوسف/ 104)، "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" (الأنبياء/ 107)، "تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا" (الفرقان/ 1)، "قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ* إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ" (ص/ 86 - 87)، "وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ* وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ" (القلم/ 51 - 52)، "إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ" (التكوير/ 27)، "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ" (سبأ/
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/211)
28).
وبالمثل نجد فى الحديث هذه النصوص التى تدل بأجلى بيان على أن رسالته صلى الله عليه وسلم هى للناس كافة، وليست للعرب وحدهم كما يزعم الملتاثون الذين فى قلوبهم مرض ويحسبون أنهم قادرون على التخفى بمرضهم، وهيهات: "يا أيها الناس، ألا إن ربكم عز وجل واحد. ألا وإن أباكم واحد. ألا لا فضل لعربي على عجمي. ألا لا فضل لأسود على أحمر إلا بالتقوى. ألا قد بلغت؟ قالوا: نعم. قال: ليبلِّغ الشاهدُ الغائب"، "أُعْطِيتُ خمسا لم يُعْطَهُنّ أحد من الأنبياء قبلي: نُصِرْتُ بالرعب مسيرة شهر، وجُعِلَتْ لي الأرض مسجدا وطَهُورا، وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فلْيُصَلِّ، وأُحِلَّتْ لي الغنائم، وكان النبي يُبْعَث إلى قومه خاصة، وبُعِثْتُ إلى الناس كافة، وأُعْطِيتُ الشفاعة"، "كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى أبرويز ملك فارس يقول: بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس. سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله. أدعوك بدعاية الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لينذر من كان حَيًّا ويحقَّ القول على الكافرين. أسلم تَسْلَم، فإن أَبَيْتَ فعليك إثم المجوس"، ومن رواية أبى سفيان: "انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فينا أنا بالشأم إذ جيء بكتاب من النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل. قال: وكان دحية الكلبي جاء به فدفعه إلى عظيمُ بُصْرَى، فدفعه عظيمُ بُصْرَى إلى هرقل. قال هرقل: هل هنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقالوا: نعم. قال: فدُعِيتُ في نفر من قريش، فدخلنا على هرقل، فأجلسنا بين يديه، فقال: أيكم أقرب نسبا من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: فقلت: أنا. فأجلسوني بين يديه، وأجلسوا أصحابي خلفي، ثم دعا بترجمانه فقال: قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، فإن كَذَبني فكذِّبوه. قال أبو سفيان: وايم الله لولا أن يُؤْثِروا عليّ الكذب لكذبت. ثم قال لترجمانه: سَلْهُ كيف حَسَبُه فيكم؟ قال: قلت: هو فينا ذو حسب. قال: فهل كان من آبائه مَلِكٌ؟ قال: قلت: لا. قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا. قال: أيتبعه أشراف الناس أم ضعفاؤهم؟ قال: قلت: بل ضعفاؤهم. قال: يزيدون أو ينقصون؟ قال: قلت: لا بل يزيدون. قال: هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له؟ قال: قلت: لا. قال: فهل قاتلتموه؟ قال: قلت: نعم. قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قال: قلت: تكون الحرب بينا وبينه سجالا، يصيب منا ونصيب منه. قال: فهل يغدر؟ قال: قلت: لا، ونحن منه في هذه المدة لا ندري ما هو صانع فيها. قال: والله ما أمكنني من كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه. قال: فهل قال هذا القول أحد قبله؟ قلت: لا. ثم قال لترجمانه: قل له: إني سألتك عن حسبه فيكم، فزعمت أنه فيكم ذو حسب. وكذلك الرسل تُبْعَث في أحساب قومها. وسألتك: هل كان في آبائه ملك، فزعمت أن لا، فقلت: لو كان من آبائه ملك قلتُ: رجل يطلب ملك آبائه. وسألتك عن أتباعه: أضعفاؤهم أم أشرافهم؟ قلت: بل ضعفاؤهم. وهم أتباع الرسل. وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فزعمتَ أنْ لا، فعرفتُ أنه لم يكن ليَدَعَ الكذب على الناس، ثم يذهب فيكذب على الله. وسألتك: هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له؟ فزعمت أنْ لا. وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب. وسألتك: هل يزيدون أم ينقصون؟ فزعمت أنهم يزيدون. وكذلك الإيمان حتى يتم. وسألتك: هل قاتلتموه؟ فزعمت أنكم قاتلتموه، فتكون الحرب بينكم وبينه سجالا، ينال منكم وتنالون منه. وكذلك الرسل تُبْتَلَى، ثم تكون لهم العاقبة. وسألتك: هل يغدر؟ فزعمت أنه لا يغدر. وكذلك الرسل لا تغدر. وسألتك: هل قال أحد هذا القول قبله؟ فزعمت أنْ لا. فقلت: لو كان قال هذا القول أحد قبله، قلت: رجل ائتم بقول قيل قبله. قال: ثم قال: بم يأمركم؟ قال: قلت: يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف. قال: إن يَكُ ما تقول فيه حقا فإنه نبي. وقد كنت أعلم أنه خارج، ولم أَكُ أظنه منكم. ولو أني أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه. ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه. وليبلغن مُلْكُه ما تحت قدمي. قال: ثم دعا بكتاب رسول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/212)
الله صلى الله عليه وسلم فقرأه، فإذا فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم. سلام على من اتبع الهدى. أما بعد، فاني أدعوك بدعاية الإسلام. أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك اثم الأريسيين. و"يا أهل الكتاب تعالَوْا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ... إلى قوله: اشهدوا بأنا مسلمون". فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده وكثر اللغط، وأمر بنا فأُخْرِجْنا. قال: فقلت لأصحابي حين خرجنا: لقد أمر ابن أبي كبشة. إنه ليخافه ملك بني الأصفر. فما زلت موقنا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيظهر حتى أدخل الله عليَّ الاسلام ... "، "ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزا يُعِزّ الله به الإسلام، وذلا يُذِلّ الله به الكفر".
أما تفسير أبو زيد لحركة الحنفاء التى كانت تدعو إلى الرجوع لدين إبراهيم تفسيرا ماركسيا اقتصاديا وقوله إنهم كانوا يعملون على التوحد لمواجهة الأخطار الاقتصادية المبيرة للعرب وما يتصل بهذا من تحديد العرب مجموعة من الشهور يمتنعون فيها عن القتال للحفاظ على وسائل الإنتاج الاقتصادى من الدمار الكامل، مما كان من نتيجته ازدهار التجارة فى هذه الشهور (مفهوم النص/ 73، 74، 79)، فأقل ما يوصف به أنه كلام فارغ. ذلك أن الحنفاء، كما رأينا، لم يكونوا يبحثون عن وحدة عربية، بل كانوا مجرد منكرين للوثنية. وهذه الوثنية، على العكس مما يقوله أبو زيد، كانت توحد العرب على دين واحد. ولم نسمع أن أيا من الحنفاء قد دعا إلى تلك الوحدة الموعومة، بل كان كل ما يصنعونه هو وعظ الناس وعظا عاما ثم لا شىء بعد ذلك. كما أن رحلتى اليمن والشام إنما كانتا تتمان فى الشتاء والصيف (على الترتيب)، ومعروف أن الفصول الأربعة من شتاء وصيف وربيع وخريف إنما تتبع التقويم الشمسى لا القمرى، الذى كانت تجرى عليه العرب فى تنظيم الأشهر الحرم كما هو معلوم. ولا أظننا بحاجة إلى التدليل على أن الشتاء والصيف يستغرقان ستة أشهر باعتبارهما نصف العام، على حين أن الشهور الحرم تستغرق أربعة فقط، علاوة على أن الأشهر الحرام الأربعة ليست متصلة، ومن ثم لم تكن كافية لتأمين الرحلتين على أى وضع حتى لو توافقت وشهور الرحلتين: توافقا دائما (بأن يكون التقويمان واحدا: شمسيا أو قمريا) أو كل عدة عقود. وهو ما يدل على أن كلام الباحث هو كلام منهار بطبيعته. أما الكلأ والماء فلا علاقة لتوفرهما أو لشحهما بحرب أو سلم، أو أشهر حرام أو أشهر حلال، فالأمطار لن تتوقف أو تهطل طبقا للحرب أو السلم وغير ذلك من الأسباب الاجتماعية أو السياسية، بل لأسباب مناخية طبيعية. ولكيلا أترك بابا لعُشّاق المراء أقول إن نصر أبو زيد قد أكد مرارا وتكرارا أن الحنفاء، بما فيهم النبى طبعا، كانوا يبحثون عن دين إبراهيم. فهل كان على "أجندة" إبراهيم (وأرجو أن يتسامح معى القارئ فى استخدام تلك الكلمة الأجنبية هذه المرة من نفسى)،هل كان من "أجندته" توحيد العرب؟ بس خلاص!
ويدعى د. نصر أبو زيد أيضا (ص77 من "مفهوم النص") أن كلمتى "رَبٌّ" (أى الإله) وخَلَق (بمعنى الإيجاد من العدم) كلمتان قرآنيتان جديدتان، إذ كان معنى "الرب" قبلا هو صاحب الشىء، ومعنى "خَََلََق" هو صمم الشىء وقدّره قبل تنفيذه لا أوجده من عدم بعد أن لم يكن موجودا. وهذا غير صحيح، فكلمة "رب" فى الشعر الجاهلى موجودة بهذا المعنى، كقول الأسود بن يعفر النهشلى:
أقول لما أتاني هُلْكُ سيدنا * لا يبعد الله رب الناس مسروقا
وقول الفِنْد الزّمّانى:
فَاخْسَأَوا لَيسَ لَكُم بَيتٌ عَلى * مِثلِنا اللَهُ لَهُ رَبٌّ وَجارُ
وقول حاتم الطائى:
سَقى اللَهُ رَبُّ الناسِ سَحّا وَديمَةً * جَنوبَ السَراةِ مِن مَآبٍ إِلى زُغَر
وزيد بن عمرو بن نُفَيْل:
أَرَبّا واحِدا أَم أَلفَ رَبٍّ * أَدينُ إِذا تَقَسَّمَتِ الأُمورُ
وقول شتيم بن خويلد الفزارى:
لا يُبْعِدِ اللَهُ رَبُّ العِبا دِ وَالمِلحِ ما وَلَدَت خالِدَه
وقول عبد بن مالك النعمان:
يا رَبُّ أنتَ على الأنام مُسَلِّطٌ * لو شئْتَ أضحَوْا هامِدينَ جُمودا
وقول عروة بن الورد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/213)
قَليلٌ ذَنبُهُ وَالذَنبُ جَمٌّ * وَلَكِن لِلغِنى رَبٌّ غَفورُ
وقول لقيط بن شيبان:
إِذا ما اِمرؤٌ أَهَدى لِمَيتٍ تَحِيَّةً * فَحَيّاكَ رَبُّ الناسِ عَنّي أَدهَمُ
وقول ميثاء المجاشعية:
يا ربّ ربَّ البيت والحُجّاجِ
وفى القرآن الكريم: "ولئن سالتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله"، وقد تكررت مرات، مما يدل على أنهم كانوا يعرفون أن "خلق" تعنى أوجد من العدم وأنها، بهذا المعنى، خاصة بالله سبحانه: "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ" (العنكبوت/ 61)، "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ" (لقمان/ 25)، "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ" (الزمر/ 28)، "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ" (الزخرف/ 9). وكان زيد بن عمرو يعيب على قريش ذبائحهم ويقول: الشاة خلقها الله وأنزل من السماء ماءً وأنبت لها من الأرض نباتا ثم تذبحونها على غير اسم الله! إنكارا لذلك وإعظاما له".
وفى شعر الجاهلية ورد هذا الفعل بهذا المعنى كقول حذيفة الهذلى:
أَلا يا فَتىً ما نازَلَ القَومَ واحِدا * بِنَعمانَ لَم يُخلَق ضَعيفا مُثَبَّرا
وقول عدى بن زيد:
أَلا مَن مُبلِغُ النُعمانِ عَنّي * عَلانِيَةً فَقَد ذَهَبَ السِرارُ
بِأَنَّ المَرءَ لَم يُخلَق حَديدًا * وَلا هَضبا تَرَقّاهُ الوَبارُ
وقول قس بن ساعدة الإيادى:
الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي * لَم يَخلُقِ الخَلقَ عَبَثْ
وفى ذات الكتاب نراه ينفى أن يكون للقرآن وجود فى اللوح المحفوظ طبقا لما جاء فى سورة "البروج": "بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22) ". صحيح أن بعض علمائنا القدامى قد تجاوزوا حدود العقل البشرى حين قالوا إن كل حرف من القرآن فى ذلك اللوح يمائل فى الضخامة جبل قاف، مما أعطى د. نصر الفرصة كى يسخر من الفكرة كلها، وكان عليه أن يميز بين ما قاله القرآن فى هذا الموضوع وما قاله أولئك العلماء، الذين هم فى نهاية المطاف بشر، فكلامهم مجرد اجتهاد لا يلزمنا أن نخر عليه موافقين بالضرورة. وما داموا لم يَرَوْا ذلك اللوح المحفوظ، وما دام القرآن قد سكت عن هذا التفصيل، وسكت عنه الرسول، فلماذا يقحمون أنفسهم فى أمر من أمور الغيب الذى لا نعلمه نحن ولا هم؟ يقول الدكتور: "ولا شك أن هذه الزيادات والإضافات قد ساهمت مع ما سبقت الإشارة إليه من تصورِ وجودٍ خطىٍّ سابقٍ للنص فى اللوح المحفوظ، كل حرف بقدر جبل قاف، فى تكريس تصور للنص يتباعد به عن الواقع الذى أنتجه، والثقافة التى تشكل من خلالها إلى هذا التصور الذى يجعل النص معطًى سابقًًا كاملاً مكتملا فُرِض على الواقع بقوة إلهية لا قِبَل للبشر بها. وكان من شأن هذا التصور أن يؤدى إلى عزل النص عن حركة الواقع تدريجيا، وذلك بتحويله من نص لغوى دالّ إلى مجرد شىء مقدس، إلى مصحف يستمد قداسته من مجرد وجوده تمثيلا لأصله القديم الماثل فى عالم الأرواح والمثل" (ص76).
وهذا الكلام يتعارض تعارضا مع القرآن وحديثه عن اللوح المحفوظ. والواقع أن د. نصر قد تورط بهذه الطريقة فيما أخذه على بعض العلماء القدامى، إذ أقحم نفسه هو أيضا فيما لا قِبَل له ولا لنا به، وإلا فهل اطلع سيادته على الغيب وتحقق من أن القرآن لا يقول الحق وأنه لا وجود لذلك اللوح المحفوظ فى الواقع؟ وعلى أية حال فلا مشكلة بتاتا فى هذا اللوح المحفوظ، إذ هو سبحانه فوق الزمان والمكان، بل هو خالقهما، فكيف يقيدانه عز وجل؟ وإذا كنا نحن نعيش داخل هذين القفصين فإن الله سبحانه متعالٍ عليهما لأنه خالقهما، فليس هناك بالنسبة له قبلٌ ولا بَعْدٌ. والقول بأن القرآن منتج ثقافى كلام غير مقبول، فنحن لسنا فى مصنع ينتج النصوص الدينية، بل هو كلامه عز وجل. فالقرآن، وإن ظهر لنا فى التاريخ تدريجيا، ليس كذلك بالنسبة إلى الله، وإلا كنا قد حولناه سبحانه وتعالى بهذه الطريقة إلى بشر محصور فى الزمان والمكان لا يظهر أى شىء من الأشياء له إلا قليلا قليلا مع مرور الوقت، إلى أن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/214)
يتم تشكيله فيراه كاملا لأول مرة مثلنا بالضبط. فهل هذا مما يليق به سبحانه، وهو الأزلى الأبدى الذى لا تحد وجوده ولا علمه ولا قدرته ولا إرادته أية حدود، زمانية كانت هذه الحدود أو مكانية أو ... أو ... ؟ ولقد كان القدماء، ولا نزال نحن أيضا كلنا، اللهم إلا نصر أبو زيد وأمثاله، نؤمن باللوح المحفوظ ولا نرى القرآن منتجا ثقافيا، بل نؤمن بأنه كلام الله، نزل من السماء على الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، ومع هذا فلم يحوله القدماء إلى شىء يتبركون به، وكفى، بل وضعوه موضع التنفيذ من أول وهلة، فكانت تلك الانبعاثة الحضارية التى ليس لها مثيل فى التاريخ، مما يكذّب كل ما قاله د. نصر تكذيبا. ثم فلنفترض أن العرب قد رفضوا القرآن الكريم ولم يؤمن به أحد منهم البتة، أيتصور الكاتب أنه ما كان ليكون للقرآن وجود؟ ألن تنزل الآيات حينئذ على النبى عليه السلام رغم ذلك فتكون حجة على الكافرين؟ وهل سيكون القرآن عندئذ قد فُرِض على الواقع بقوة إلهية؟ إن هذا إنما يكون لو أن الله عز فى علاه أكره الناس على الإيمان بكتابه دون أن يقتنعوا بصحته وبصدق النبى الذى أتاهم به، وهو ما لم يقع، وما كان ليقع، إذ ليس من مبادئ الإسلام فرض الإيمان على أحد، بل من شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر.
أما فيما يتعلق بما قاله د. نصر أبو زيد عن الإمام الشافعى فى الطبعة الأولى من كتابه عن ذلك الإمام الجليل من أنه كان يتعاون مع الأمويين وأنه قد تولى عملا لهم فى اليمن، مما جعله أضحوكة الكتاب والنقاد المحققين ووضعه عن حق فى مرمى سهامهم، فقد عاد إلى تناول هذا الموضوع فى كتابه: "التفكير فى زمن التكفير" (ط2/ مكتبة مدبولى/ 1995م/ ص171) قائلا بمداورته المعهودة: "ولعل هذا يضطرنا للرد على الضجة الإعلامية الزائفة التى وجدت فى خطإ طباعى فى الكتاب نكتة تقيم الدنيا ولا تقعدها حيث تحولت كلمة "العلويين" إلى "الأمويين" فى صفحة كاملة. ورغم أن هذا خطأ لا يقع فيه تلميذ بليد كما أقر الجميع ورغم أن الصفحة التالية لصفحة الأخطاء تلك تتحدث عن نفور الشافعى من النظام العباسى، خاصة من المأمون، فإن ذلك لم يلفت النظر لأن العين الناظرة لا تقرأ ولا تفهم بل تتصيد. ولم يتنبه المهاجمون إلى أن هذا الخطأ الطباعى المصوَّب فى ثبت التصويبات فى آخر الكتاب لم يتوقف عند إمامهم الأعظم عبد الصبور شاهين لأن النسخة التى كانت بين يديه كانت مصححة باليد علاوة على ثبت التصويبات فى آخر الكتاب.
تنبه بلتاجى وأشار إليه لا على أنه خطأ طباعى بل على أنه "جهل" من الباحث. وقامت جريدة "الشعب" بدور "الطبال" فى الزفة، وعنها نقل مصطفى محمود وعنه نقل محمد الغزالى ... وهلم جرا. ثم كانت ثالثة الأثافى "محمد جلال كشك"، الذى راح على مدى خمس مقالات فى "أكتوبر" يعيد ويزيد، ويرغى ويزبد، ويؤلب العامة والخاصة رحمه الله وغفر له. وكان ذلك كله دليلا على إفلاس المتهجمين ودلالة على قدر عقولهم وقدراتهم. هكذا صار هذا الخطأ الطباعى دليلا على تدنى المستوى العلمى للباحث وهبوطه بحيث صار قرار الجامعة بعدم الترقية قرارا صائبا حكيما فى نظر الحكماء من المتاجرين بالإسلام.
ليست ميول الشافعى للعلويين سرا من الأسرار، وليس انحيازه للقرشية والعروبة مما يقدح فى شخص الإمام، لكن المؤكد أن ذلك كله يمثل عناصر "أيديولوجية" فى الخطاب تحتاج للتحليل كشفًا عن بنية هذا الخطاب لإعادة زرعه فى التاريخ بعد أن انفصل عنه، واكتسب بعض الملامح الإطلاقية والقداسة. والدلائل التى يقدمها الكتاب من داخل خطاب الشافعى تتجاوز مسألة قبوله للعمل، بل وسعيه إليه، مع بعض الولاة ممن لهم توجهات قويبة من توجهات الإمام. والمعروف أن الدولة العباسية تقاربت مع العلويين فى مرحلة نشأتها وتثبيت أركانها، وذلك على أساس الانتساب المشترك إلى "البيت النبوى"، فلم يكن الأمر يحتاج لقيام دولة "علوية" لكى يقبل الإمام العمل فيها كما توهم المرحوم جلال كشك. والدلائل التى يقدمها الكتاب على انحيازه الشافعى للقرشية والعروبة عموما عديدة ... " (ص171 - 172).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/215)
هذا ما قاله نصر أبو زيد. وقبل أن أبدأ التعليق على هذا الكلام أود أن ألفت النظر إلى أن الطبعة الأولى من كتابه عن الإمام الشافعى، وهى أمامى الآن، تخلو تماما من أية تصويبات على عكس ما يقول د. نصر. والآن علينا أن نرجع إلى ما كان قد كتبه فى الكتاب المذكور فى طبعته الأولى. فماذا قال؟ لنقرأ معا: "لكن أهم صور التعبير عن انحياز الشافعى للقرشية أنه الفقيه الوحيد من فقهاء عصره الذى تعاون مع الأمويين مختارا راضيا، خاصة بعد وفاة استاذه الإمام مالك بن أنس (179هـ)، الذى كان له من الأمويين موقف مشهود بسبب فتواه بفساد بيعة المكره وطلاقه. وموقف الإمام أبى حنيفة (150هـ) الرافض لأدنى صور التعاون معهم رغم سجنه وتعذيبه يكشف إلى أى حد بلغ رفض الفقهاء لعصبية ذلك النظام ولممارساته القمعية ضد جماهير المسلمين إلا أن يكونوا من مؤيديه وأنصاره بشكل مباشر. سعى الشافعى، على عكس سلفه أبو حنيفة وأستاذه مالك، إلى العمل مع الأمويين، فانتهز فرصة قدوم والى اليمن إلى الحجاز وجعل بعض القرشيين يتوسطون له عنده ليلحقه بعمل، فأخذه الوالى معه وولاه عملا بنجران. وإذا كان موقف مالك وأبى حنيفة من النظام العباسى لم يختلف كثيرا عن موقفهم من الأمويين فإن الشافعى كره منهم تخليهم عن "العروبة"، التى كانت سمة بارزة للنظام الأموى، واستنادهم إلى "الفارسية"، الأمر الذى يبرز لنا النزوع العصبى عند الإمام ويفسر لنا الدفاع السابق عن نقاء النص، ونقاء اللسان العربى من ثم، من آفة الدخيل الوافد من الألفاظ. ومما له دلالة فى هذا الصدد أن رحيل الشافعى إلى مصر تلا استيلاء المأمون على السلطة بعد صراعه الدامى مع أخيه الأمين، وهو الصراع الذى وجدت فيه الشعوبية الثقافية والفكرية تعبيرها العسكرى. تولى المأمون السلطة سنة 198هـ، ورحل الشافعى إلى مصر سنة 199هـ، وكان اختيار مصر بالذات لأن واليها فى ذلك الوقت كان قرشيا هاشميا" (الإمام الشافعى وتأسيس الأيديولوجية الوسطية/ ط1/ دار سينا للنشر/ 1992م/ 16 - 17).
ولسوف نأخذ بعذر نصر أبو زيد ونستبدل كلمة "العلويين" بـ"الأمويين" لنرى كيف تستقيم الأمور: "لكن أهم صور التعبير عن انحياز الشافعى للقرشية أنه الفقيه الوحيد من فقهاء عصره الذى تعاون مع العلويين مختارا راضيا، خاصة بعد وفاة استاذه الإمام مالك بن أنس (179هـ)، الذى كان له من العلويين موقف مشهود بسبب فتواه بفساد بيعة المكره وطلاقه. وموقف الإمام أبى حنيفة (150هـ) الرافض لأدنى صور التعاون معهم رغم سجنه وتعذيبه يكشف إلى أى حد بلغ رفض الفقهاء لعصبية ذلك النظام ولممارساته القمعية ضد جماهير المسلمين إلا أن يكونوا من مؤيديه وأنصاره بشكل مباشر. سعى الشافعى، على عكس سلفه أبى حنيفة وأستاذه مالك، إلى العمل مع العلويين، فانتهز فرصة قدوم والى اليمن إلى الحجاز وجعل بعض القرشيين يتوسطون له عنده ليلحقه بعمل، فأخذه الوالى معه وولاه عملا بنجران. وإذا كان موقف مالك وأبى حنيفة من النظام العباسى لم يختلف كثيرا عن موقفهم من العلويين فإن الشافعى كره منهم تخليهم عن "العروبة"، التى كانت سمة بارزة للنظام العلوى، واستنادهم إلى "الفارسية"، الأمر الذى يبرز لنا النزوع العصبى عند الإمام ويفسر لنا الدفاع السابق عن نقاء النص، ونقاء اللسان العربى من ثم، من آفة الدخيل الوافد من الألفاظ. ومما له دلالة فى هذا الصدد أن رحيل الشافعى إلى مصر تلا استيلاء المأمون على السلطة بعد صراعه الدامى مع أخيه الأمين، وهو الصراع الذى وجدت فيه الشعوبية الثقافية والفكرية تعبيرها العسكرى. تولى المأمون السلطة سنة 198هـ، ورحل الشافعى إلى مصر سنة 199هـ، وكان اختيار مصر بالذات لأن واليها فى ذلك الوقت كان قرشيا هاشميا".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/216)
وهذه هى ملاحظاتنا على النص بعد تغييره على النحو الذى يريده نصر أبو زيد ليخرج من الورطة العلمية المخزية: ترى متى كان لمالك بن أنس فتوى ضد العلويين تتعلق بفساد بيعة المكره وطلاقه؟ فليدلنا عليها أحد. ثم كيف يغضب العلويون من مثل هذه الفتوى، وهى لا تضرهم فى شىء، إذ لم يكن لهم سلطان البتة: لا سلطان قائم على الإكراه ولا سلطان مستند إلى الشورى؟ بالعكس لقد كانت مثل هذه الفتوى فى مصلحتهم لأن كثيرا من المسلمين كانوا يتعلقون بالعلويين، لكنهم يخشون من إبداء مشاعرهم ومواقفهم تجاههم كما هو معروف. كذلك هل كان للعلويين سلطان فى اليمن جعل الشافعى يوسط أحدهم كى يعينوه فى منصب فى دولتهم هناك؟ طبعا لا. إذن فلا يمكن أن يكون الأمر سهوا كما يزعم الدكتور نصر. ويقول النص أيضا بعد تغييره إلى الوضع الذى يريده نصر أبو زيد: "وإذا كان موقف مالك وأبى حنيفة من النظام العباسى لم يختلف كثيرا عن موقفهم من العلويين فإن الشافعى كره منهم تخليهم عن "العروبة"، التى كانت سمة بارزة للنظام العلوى". ومعنى هذا أن العلويين كان لهم نظام كما يقول النص بكل وضوح. أى أنهم كانوا فى عصر الشافعى ذوى سلطان ودولة، وهو كلام متهافت لا يمكن أن يستقيم ولو لفيمتو ثانية. وفوق ذلك فالذين كانوا يتجهون اتجاها عروبيا ثم جاء العباسيون بعدهم فقربوا الفرس منهم وتوارت العروبة فى عهدهم تدريجيا إنما هم الأمويون، وهذا معروف لا نكران له ولا مراء فيه.
على أننا لن نكتفى بذلك فحسب، بل سوف نضيف إلى ذلك إيراد النص كما أصلحه الدكتور نصر أبو زيد فى الطبعة الثانية لنرى كيف أصلحه، وهل أصلحه طبقا لما ادعى أنه كان عليه فى الأصل أو لا. وهذا كلامه فى هذا الموضوع فى الطبعة الثانية التى صدرت سنة 1996م: "لكن أهم صور التعبير عن انحياز الشافعى للقرشية أنه الوحيد من فقهاء عصره الذى تعاون مع السلطة السياسية مختارا راضيا، خاصة بعد وفاة أستاذه الإمام مالك بن أنس (179هـ)، الذى كان له من الأمويين موقف مشهود بسبب فتواه بفساد بيعة المكره وطلاقه. وموقف الإمام أبى حنيفة (150هـ) الرافض لأدنى صور التعاون معهم رغم سجنه وتعذيبه يكشف إلى أى حد بلغ رفض الفقهاء لعصبية ذلك النظام ولممارساته القمعية ضد جماهير المسلمين إلا أن يكونوا من مؤيديه وأنصاره بشكل مباشر. سعى الشافعى، على عكس سلفه أبى حنيفة واستاذه مالك إلى العمل مع الحكام، فانتهز فرصة قدوم والى اليمن إلى الحجاز وجعل بعض القرشيين يتوسطون له عنده ليلحقه بعمل، فأخذه الوالى معه وولاه عملا بنجران. وإذا كان موقف مالك وأبى حنيفة من النظام العباسى لم يختلف كثيرا عن موقفهم من الأمويين فإن الشافعى تعاون معهم، وإن كره منهم تخليهم عن "العروبة"، التى كانت سمة بارزة للنظام الأموى، واستنادهم إلى الفارسية، الأمر الذى يبرز لنا النزوع العصبى عند الإمام ويفسر لنا الدفاع السابق عن نقاء النص، ونقاء اللسان من ثم، من آفة الدخيل الوافد من الألفاظ. ومما له دلالة فى هذا الصدد أن رحيل الشافعى إلى مصر تلا استيلاء المأمون على السلطة بعد صراعه الدامى مع أخيه الأمين، وهو الصراع الذى وجدت فيه الشعوبية الثقافية والفكرية تعبيرها العسكرى. تولى المأمون السلطة سنة 198هـ، ورحل الشافعى إلى مصر سنة 199هـ، وكان اختيار مصر بالذات لأن واليها فى ذلك الوقت كان قرشيا هاشميا".
وهنا نلاحظ ما يقوله نصر أبو زيد من أن "أهم صور التعبير عن انحياز الشافعى للقرشية أنه الوحيد من فقهاء عصره الذى تعاون مع السلطة السياسية مختارا راضيا، خاصة بعد وفاة أستاذه الإمام مالك بن أنس"، مستبدلا "السلطة السياسية" بـ"الأمويين". ومعنى هذا أن زعمه أنه فى كل مرة يستعمل فيها كلمة "الأمويين" إنما كان يقصد "العلويين" هو زعم كاذب، وإلا فلماذا لم يقل إنه الوحيد من فقهاء عصره الذى تعاون مع العلويين؟ لقد قال بدلا من ذلك إنه الوحيد الذى تعاون مع السلطة السياسية، ومعروف أن العلويين فى ذلك الوقت لم يكن لهم سلطة سياسية بتاتا. فما معنى ذلك سوى أن الرجل يقول أى كلام، والسلام؟ كما نراه يضع العباسيين فى بعض مواضع النص إزاء الأمويين لا إزاء العلويين طبقا لما كان ينبغى أن يفعل حسب كلامه. وفوق هذا فما زال نصر أبو زيد يقول إن لمالك بن أنس من الأمويين موقفا مشهودا بسبب فتواه بفساد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/217)
بيعة المكره وطلاقه، علاوة على تأكيده أن الإمام أبى حنيفة كان رافضا لأدنى صور التعاون معهم رغم سجنه وتعذيبه. وهذا وذاك غير صحيحين، إذ إن هذين الأمرين قد تما فى عصر العباسيين لا الأمويين، وهو ما لا يجهله أحد ممن له أدنى صلة بالتاريخ الإسلامى. فأما فتوى مالك فمتعلقة بخروج محمد بن عبد الله المعروف بـ"النفس الزكية" على أبي جعفر المنصور، وأما سجن أبى حنيفة وتعذيبه فلأنه رفض تولى منصب القضاء لذلك الخليفة. والسبب فى وقوع كل هذه الأخطاء من نصر أبو زيد ابتداء وبعد التصحيح هو أن الأمر مضطرب لديه أشد الاضطراب، ومن ثم لم يتمكن من إحكام التصحيح الذى اقترحه هو لا سواه، فعدل كلمة أو كلمتين، ولم يستطع أن يبصر الاضطراب فى فكرته كلها فترك كثيرا من الآثار التى تدل على هذا الاضطراب. ثم إن ربط أبو زيد بين ذلك وبين أموية الشافعى المزعومة، إذ كان الأمويون ينزعون منزعا عروبيا على عكس العباسيين، الذين اعتمدوا فى نجاح ثورتهم ضد الأمويين على الفرس، إنما يدل على أن أبوزيد يقصد فعلا الأمويين، ولم يكن الأمر سهوا منه أو غلطة مطبعية من الناسخ كما زعم، وبخاصة أن كلمتى "الأمويين" و"العلويين" متباعدتان لا يمكن أن يخلط الناسخ بينهما أبدا.
ولكى تكتمل الصورة سوف أنقل هنا ما قاله محمد جلال كشك رحمه الله عن هذا الموضوع فى المناظرة التى تمت بينه وبين الدكتور نصر أبو زيد فى إحدى الفضائيات الأمريكية والتى توفى بأزمة قلبية أثناءها. قال كشك موجها كلامه للمذيع، وأنا أنقل هذا الكلام عن موقع كشك نفسه الذى أنشأه باسمه المهندس محمد إلهامى: "الدكتور أبو زيد تقدم للترقية لدرجة أستاذ بكتابين وعدة أبحاث. من هذين الكتابين كتاب صغير عن الإمام الشافعي ودوره في إثبات الوسطية. وهذا الكتاب قائم على فكرة أن الإمام الشافعي متعصب للعروبة وللقرشيين، وقال: إن أهم ما يؤكد تعصب الشافعي للعروبة أنه تعاون مع الأمويين وألح حتى عينهالأمويون واليا على نجران. عُرِض الكتاب على لجنة الترقية: البعض وافق، والبعض اعترض علي ترقيته. عُرِض الأمر على مجلس الجامعة، وهناك أستاذ مثقف رفع صباعه وقال: "يا جماعة، الإمام الشافعي اتولد بعد 18 سنة من زوال الدولة الأموية". أنا لم أصدق، فاشتريت الكتاب ووجدت أن الدكتور قال فعلا بتعامل الإمام الشافعي مع الأمويين فيالصفحة 16 وأنهم عينوه واليا علي نجران. واستدل بنصٍّ زوره علي أبو زهرة علي تعصب الشافعي للقرشيين". وعندما رد المذيع قائلا: "أستاذ جلال، أنا أخشي أن تدخل في تفاصيل أكاديمية،. فلنبق في صلب الموضوع، وهو قضية التطليق" أجابه كشك بقوله: "أنا قلت إن هذهالقضية تشوّش على القضية الأساسية، وهي جهل عضو في هيئة التدريس بإحدي الجامعاتالمصرية ولجوئه إلي التزوير إثباتا لآرائه. ده عامل زي واحد يضبطه الكمساري بينشل في الأتوبيس أو يرتكب فعلاً فاضحا، فيضرب الكمساري بالقلم ويتهمه بسب الحكومة للخروج من المأزق". ثم أضاف بعد قليل قوله: "بقي لنا ستة شهور، والدكتور أبو زيد لم يقل لنا كلمة واحدة عن هذا الخطأ الفاحش. كيف يصح لأستاذ جامعي أن يؤلف بحثا يدور حول فكرة تعاون الإمام الشافعي مع الأمويين، ويستدل من هذا التعاون عليعدة نتائج، ثم يثبت أن الإمام الشافعي وُلِد بعد انتهاء الأموية بأكثر من 18 عاما؟ هل تقبل الجامعات الأمريكية أن تمنح طالبا شهادة جامعية إذا قدم بحثا يثبت فيه تعاون جورج واشنجتون مثلا مع الاستعمار الفرنسي للعلاقات التي كانت تربط واشنجتونبنابليون؟ هل يمكن منحه أي درجة علمية؟ " فكان جواب المذيع: لا طبعا".
ومما يدل على أن الأمر يرجع إلى عيب فى علم الدكتور نصر لا إلى سهو عارض عنده أنه أيضا ينسب ترك الشافعى للعراق إلى مصر أيام المأمون إلى اتجاه المأمون إلى الاعتزال وفرضه على الضمائر، على حين كان الشافعى ينفر من هذا الاتجاه، وهو كلام أقرب إلى الهزل والكاريكاتير منه إلى العلم وجِدّه، فقد مات الشافعى عام 204هـ، بينما أظهر المأمون القول بخلق القرآن سنة 212 هـ كما يقول ابن الأثير فى حوادث تلك السنة فى كتابه: "الكامل"، وإن لم يفرض عقيدة الاعتزال مذهبا رسميا للدولة لتبدأ بذلك المحنة المعروفة إلا عام 318هـ، أى بعد ذلك بأربعة عشر عاما كما كتب ابن الأثير أيضا فى حوادث ذلك العام! فكيف يعلل باحث يتشح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/218)
بوشاح العلم حدثا بحدث آخر لم يقع إلا بعد وقوع الحدث الأول بأعوام؟ إنه بذلك يضع العربة أمام الحصان على عكس ما يريد الله وما يقول به العقل والمنطق. وسلم لى على العلمية والموضوعية والخيبة القوية (وانظر كذلك ترجمة المأمون فى كتاب صلاح الدين الصفدى: "الوافى بالوفيات"، وفى "نهاية الأرب فى فنون الأدب" للنويرى فى حوادث 218هـ، وكلام المستشرق البريطانى وليم موير ( William Muir) فى الفصل الذى عقده للخليفة المأمون فى كتابه: " The Caliphate: Its Rise, Decline, and Fall" حيث تناول محنة خلق القرآن فى عهده بدءا من إعلانه فى 212هـ موقفه المساند للمعتزلة، ثم عمله بعد ذلك بست سنين على فرض هذا المذهب على العلماء، وكذلك "عصر المأمون" للدكتور أحمد فريد رفاعى/ مطبعة دار الكتب المصرية/ 1346هـ- 1927م/ 1/ 396 - 397، وتقرير د. مصطفى الشكعة الخاص ببحث "الإمام الشافعى وتأسيس الأيدلوجية الوسطية" للدكتور نصر أبو زيد، والمنشور فى كتاب د. عبد الصبور شاهين: "قضية أبو زيد وانحسار العلمانية فى جامعة القاهرة"/ دار الاعتصام/ 45).
كذلك نرى د. أبو زيد ينسب عبد الله بن العباس رضى الله عنه إلى التابعين، إذ يقول بالحرف عن موقف بعض علماء القرآن الذين ينكرون أن يكون فى كتاب الله أية ألفاظ أعجمية: "وهذا هو اتجاه كثير من مفسرى التابعين، وعلى رأسهم عبد الله بن عباس، الذى عاصر النبى ودعا له بالفقه فى الدين وبعلم التأويل" (ص12 من الطبعة الأولى من كتاب "الإمام الشافعى وتأسيس الأيديولوجية الوسطية"). أما كيف يكون الشخص تابعيا، وفى ذات الوقت معاصرا للرسول عليه الصلاة والسلام، فأمر لا يجوز فى عقولنا نحن الدارسين المتواضعين، لكنه يجوز جدا جدا فى عقول العباقرة الذين يشبههم بعض الملاحيس بابن رشد ولا أدرى مَنْ أيضا من مفكرى أوربا فى عصر النهضة. والحمد لله أن قال الدكتور نصر إن النبى عليه السلام دعا لابن عمه بعلم "التأويل" لا بعلم "الهرمنيوطيقا" على عادة المتحذلقين الذين ينفرون من كلمة "عقيدة" أو "مذهب" وينسبون الشافعى رضى الله عنه إلى "الأيديولوجيات"، ويرمون د. شوقى ضيف بالرجعية والانغلاق والجهل بالهرمنيوطيقا والهارمونيكا والشيكابيكا الأنتيكة. دُقِّى يا مَزّيكة! إى والله: "الأيدلوجيات" بفجاجتها التى لا تتلاءم أبدا والشافعى وأمثاله، وكأنهم بعض ماركسيى عصرنا الضائعين الحقراء. وهو ما يذكرنى بالنكتة التى تقول إن امرأة فقيرة من قاع المجتمع كتب الله لها أن تتزوج رجلا من علية القوم هيأ لها عيشة مرفهة واشترى لها سيارة فخمة تركبها وتتنقل بها هنا وهناك حسبما تشاء. وذات عصرية كانت تتنزه على شاطئ النيل فرأت بائع ترمس يقف بجوار عربته، فما كان منها إلا أن أوقفت سيارتها وأشارت إلى الترمس قائلة للبائع فى اندهاشِ مَنْ يرى الترمس للمرة الأولى فى حياته: مِنْ فَدْلك أَعْتِنى بخمسة ساغ بعضا من هَزِهِ الزراير السَّفْراء التى على العربة".
ومن غرائب ما قاله نصر أبو زيد كذلك إنكاره التام الذى لا مثنوية فيه أن تكون الوسطية سمة من سمات الثقافة الإسلامية وزعمه أنها، متمثلةً فى فكر الشافعى والأشعرى والغزالى، كل فى ميدانه، إنما ترجع إلى ظروف العصر آنذاك، وأنه لو كانت الظروف قد اختلفت لتغيرت تلك الوسطية ولم يكن لها وجود (انظر ص5 - 6 من كتاب "الإمام الشافعى وتأسيس الأيديولوجية الوسطية"). أى أن الوسطية ليست جوهر ثقافة الإسلام. ومعنى هذا أنه ينكر ما جاء فى القرآن والحديث من أن المسلمين أمةٌ وسطٌ، إذ قال سبحانه وتعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" (البقرة/ 143)، وجاء فى أحاديث المصطفى عليه السلام: "يُدْعَى نوح يوم القيامة، فيقول: لبيك وسعديك يا رب. فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم. فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير. فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. فيشهدون أنه قد بلغ. "ويكون الرسول عليكم شهيدا". فذلك قوله جل ذكره: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا". والوسط العدل"، "يجيء النبي ومعه الرجلان، ويجيء النبي ومعه الثلاثة، وأكثر من ذلك وأقل، فيقال له: هل بلغت قومك؟ فيقول: نعم. فيُدْعَى قومه،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/219)
فيقال: هل بلغكم؟ فيقولون: لا. فيقال: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. فتُدْعَى أمة محمد، فيقال: هل بلغ هذا؟ فيقولون: نعم. فيقول: وما علمكم بذلك؟ فيقولون: أخبرنا نبينا بذلك أن الرسل قد بلغوا، فصدقناه. قال: فذلكم قوله تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا".
ولنفترض رغم ذلك كله أن الوسطية من صنع الشافعى والأشعرى والغزالى، فكيف تقبلتها الأمة ورضيت واستمسكت واتخذتها منهجا إلا أن يكون ذلك المنهج هو المنهج المناسب لها؟ وإلا فهل ضرب هؤلاء العلماء الثلاثة الأمة على يديها وأكرهوها على اعتناق هذه الوسطية وإيثارها على غيرها من المناهج؟ على أن نصر أبو زيد لا يكتفى بهذا الذى قاله على ما فيه من عُرٍّ واضطراب فكر، ولا يرضيه أبدا أن تكون أمة الإسلام أمة وسطا، بل يقول إنه لا بد من نزع لباس القداسة عن هذه الوسطية، وهو ما حاول فعله فى ذلك الكتاب. وليس لهذا كله من دلالة إلا أنه يريد اتخاذ التطرف سبيلا، إذ ليس لكراهية الوسطية والعمل على نزع لباس القداسة عنها إلا أن كارهها يؤثر سبيل التطرف عليها. أم ترى لكلامه معنى آخر غير هذا؟ وفى لسان الضاد يرتبط الوسط بالخير واليمن والشرف والتفوق. جاء فى "أساس البلاغة" للزمخشرى: "ومن المجاز: هو وسطٌ في قومه، وسطةٌ ووسيطٌ فيهم. وقد وَسُطَ وساطة. وقوم وسطٌ وأوساط: خيار. "وكذلك جعلناكم أُمّةً وَسَطًا". وقال زهير:
هُمُ وسطٌ يرضى الأنام بحكمهم * إذا نزلت إحدى الليالي بمُعْظِمِ
وهو من واسطة قومه، وهو أوسط قومه حسبًا. واكتريت من أعرابيّ، فقال لي: أعطني من سِطَاتِهِنّه. أراد: من خيار الدنانير". وهناك "الوسط الذهبى: Golden mean" فى الديانة الكونفوشيوسية والفلسفة الأرسططاليسية. بل إن الحياة كلها قائمة على التوازن والاعتدال، أى الوسطية. ترى ألم يسمع أبو زيد بالحكمة القائلة: "خير الأمور الوسط"؟
وما دمنا مع الشافعى رضى الله عنه فمن المناسب أن نشير إلى حملة أبو زيد على ذلك الإمام جَرّاء تأكيده أن القرآن ليس هو المعنى وحده، بل يشمل اللفظ والمعنى جميعا، وإيجابه من ثم قراءة الفاتحة فى الصلاة بالعربية حتى على الأعاجم، على عكس أبى حنيفة، الذى يجيز لهم قراءتها مترجمة إلى لغتهم حتى لو كانوا يستطيعون أداءها بالعربية، وإن قال بكراهية ترجمتها فى هذه الحالة الأخيرة فقط، وهو ما يعنى أن الصلاة رغم ذلك صحيحة. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يأخذ أبو زيد على الشافعى رضى الله عنه اشتراطه أن تُقْرَأ "الفاتحة" بذات الترتيب الذى نزلت به فلا تقدَّم آية أو تؤخَّر عن موضعها الذى هى عليه فى المصحف (انظر ص18 - 20 من كتابه عن الإمام الشافعى/ ط1). والواقع أن موقف الشافعى هو الموقف الصواب لأن القرآن قد وصف نفسه مرارا بأنه عربى، ولو كان المعنى وحده هو المقصود بالقرآن لما قال ذلك، إذ المعروف أن جنسية أية لغة إنما تتعلق بالألفاظ لا بالمعانى. وعلى هذا فعندما يقول القرآن عن نفسه إنه عربى فالمقصود أن ألفاظه وتركيباته وتعبيراته عربية. ولا أدرى لماذا يناصر أبو زيد بكل قواه الصلاة بهذه الطريقة الخواجاتى. إن المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، عربا كانوا أو غير عرب، يؤدون صلواتهم كلها تكبيرا وتحميدا وتسميعا وتسبيحا وقرآنا، لا فاتحة فقط، باللغة العربية، لغة القرآن، ولم يشكُ له أحد منهم صعوبة الأمر. بل إن حَفَظَة القرآن الذين لا يعرفون العربية من الشعوب الأعجمية ليُعَدّون بالملايين. وهذا أمر معروف، فكيف يفترض مفترض أن أحدا من المسلمين يصعب، ولا نقول: يستحيل، عليه أن يحفظ آيات "الفاتحة" السبع على قصرها وسهولتها وبساطتها البالغة؟ نعم، إن الله سبحانه وتعالى ليس عربيا، وسوف تصل إليه صلواتنا سواء أكانت بالعربية أم بلغة الإسبرانتو، إلا أن الأمر لا ينبغى أن يُنْظَر إليه على هذه الشاكلة، بل على أساس دلالة الأمور. فكيف مثلا يكون شكل الصلاة، وكل مصلٍّ فى الصف يرطن بلغته القومية؟ أترانا فى مسجد أم فى برج بابل، الذى يذكر العهد القديم أن الألسنة قد تبلبلت فيه؟ وأين معانى الوحدة التى ينبغى أن تسود بين المسلمين، وكل منهم يصلى بلغة تحتلف عن لغة الآخرين، وكأن كلا منهم قد أعطى ظهره لإخوانه وراح فى وادٍ غير الوادى؟ لقد نزل القرآن باللغة العربية ووصفه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/220)
بالعروبة، فينبغى من ثم أن نقرأه فى صلاتنا بلغته التى نزل بها، وإلا ما كان الذى نقرؤه قرآنا، بل ترجمة للقرآن. ونحن لسنا فى معرض ترجمة للقرآن بل فى معرض قراءة له. ترى كيف يسهل على الأعجمى أن يترك دين قومه وعقائدهم وتشريعاتهم وأسلوبهم فى الأكل والشرب واللبس والمسكن والطهارة، ثم يعجز عن أن يحفظ الفاتحة، تلك السورة التى لا يأخذ حفظها منه أكثر من عدة دقائق؟ أما ضيق أبو زيد باشتراط الشافعى قراءة السورة بذات الترتيب الذى نزلت وقُيِّدَتْ به فى المصحف فلست أفهم سره. أهى معاندة والسلام؟ وكيف يا ترى يحب د. نصر أن نرتب له آيات تلك السورة؟ أم إن كل ما يريده هو أن يكون لها ترتيب مخالف للترتيب الذى أنزله الله سبحانه على نبيه بها؟ بالله عليك أيها القارئ هل تراه يصح أن يقرأ أحدهم "الفاتحة" هكذا مثلا: "صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) "؟ ألن تقول من فورك: أىّ خَبَلٍ هذا؟ ذلك أننا لسنا فى سيرك للألعاب البهلوانية، بل فى صلاة نقف فيها أمام الله فى خشوع وإخبات تامين. و"الفاتحة"، كأى نص لغوى، ليست مجرد ألفاظ وعبارات والسلام، بل ألفاظ وعبارات مرتبة على نحو معين، ولو رتبناها بطريقة أخرى لكان لها معنى مختلف قليلا أو كثيرا، وربما لم يكن لها معنى مفهوم البتة. ونحن إنما نقف أمام الله لنقول له كلاما عاقلا لا رُقًى هزليةً تبعث على الضحك. ومقام الألوهية لدى المؤمن أكبر وأجل وأعظم وأمجد من أن نصيخ فيه السمع إلى تُرّهات أبو زيد، حتى لو كان أبو زيد الهلالى سلامة. فما بالك، وهو أبو زيد نصر حامد؟ حسبنا الله ونعم الوكيل. وصدق من قال: الجنون فنون".
ومن أفانين أبو زيد العجيبة، وما أكثرها، أنه يرتب على قول الشافعى باتساع العربية حتى لا يحيط بها سوى نبىٍّ القول بأن تفسير القرآن إذن غير ممكن لأن القرآن صورة مصغرة للعربية كما يقول (ص11 - 12 من كتابه عن الإمام الشافعى). ولا أدرى من أين أتى بهذا الهراء. فأولا من قال إن القرآن صورة مصغرة للعربية؟ بل كيف يكون صورة مصغرة منها أصلا؟ هل القرآن صورة "أربعة فى خمسة" مثلا من اللغة بحجمها الطبيعى؟ إن القرآن لا يحوى من ألفاظ اللغة وعباراتها إلا جزءا محدودا جدا. وأى كتاب مهما كان حجمه لا يمكن أن يستوعب اللغة. بل إن المعاجم المبسوطة ذاتها لا تستوعب اللغة. بل إننا لو جمعنا المعاجم كلها ما غطت جميع ألفاظ اللغة وعباراتها، على الأقل لأن اللغة تتسع كل يوم بما يستجد بها من كلمات وتعبيرات لم يكن السابقون يعرفون عنها شيئا. وعلى كل حال فلو صح ما قاله أبو زيد من أن القرآن صورة مصغرة للغة لصدق هذا على كل كتاب، إذ الألفاظ والعبارات محدودة العدد فى أى كتاب بالنسبة إلى محيط اللغة الزخار. كذلك لم يحدث أن قال أحد من العلماء بعدم إمكان تفسير القرآن، فضلا عن أن عدد كتب التفسير الهائل يدل على نقيض ما يهرف به نصر أبو زيد. بل إن معظم كتب التفسير، كأى شىء آخر فى الحضارة العربية الإسلامية، قد ألفها غير عرب بحكم قلة عدد العرب فى الأمة. ثم إن أبو زيد، بعد كل هذه الضجة المصمة والمماراة المزهقة للأنفاس، يعود (ص22) فيقول بصعوبة الأمر فقط لا باستحالته، وعلى غير العربى وحده لا على العربى أيضا، وهو ما يكذبه الواقع والتاريخ حسبما أشرنا قبيل قليل. وهكذا يراوغنا الدكتور أبو زيد من صفحة إلى صفحة، وكأنك يا أبا زيد ما غزوت! ثم هو فى نهاية المطاف يفشل فشلا ذريعا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/221)
وهو يزعم أيضا (ص15 من الكتاب السابق) أن قول الشافعى بنقاء القرآن من أية ألفاظ أعجمية إنما يمثل انحيازا أيديولجيا للقرشية التى بدأت يوم السقيفة. ترى ما علاقة ما قاله الشافعى، وهو خاص بـ"اللغات الأعجمية"، بما يقوله نصر أبو زيد مما يتعلق بـ"اللهجة القرشية"؟ ألا إن هذا لَخَلْطٌ شنيع. كما نراه يربط أيضا بين ذلك وبين أموية الشافعى المزعومة، إذ كان الأمويون ينزعون منزعا عروبيا على عكس العباسيين، الذين اعتمدوا فى نجاح ثورتهم ضد الأمويين على الفرس. وقد تبين أن ما قاله د. نصر عن ميول الشافعى نحو الأمويين وتعاونه معهم وتوليه عملا لهم بنجران إنما هو سمادير لا يفهمها العقلاء، فضلا عن العلماء، فلا داعى إذن لفتح هذا الجرح القديم. ثم أترى الشافعى، لو كانت ميوله عباسية، يقول بوجود ألفاظ أعجمية فى القرآن؟ فلماذا؟ هل العباسيون أعاجم، والأمويون هم وحدهم العرب؟ ألا يرى القارئ معى كيف يتخبط الرجل فى أفكاره وآرائه؟
وبهذه المناسبة فليس فى قول الشافعى بأن الخلافة ينبغى أن تكون فى قريش ما يؤخَذ عليه رضى الله عنه لأن المعروف أن قريشا فى ذلك الوقت كانت هى زعيمة العرب بسبب البيت الحرام الذى يقصدونه من كل أرجاء البلاد ويوقرون قريشا لقيامها على حفظه والقيام عليه، فضلا عن أن النبى صلى الله عليه وسلم منهم وأنهم هم أول من تلقى القرآن. ولو كانت المسألة مسألة عصبية لكان الشافعى رضى الله عنه قد قال إن الخلافة ينبغى أن تكون فى بنى هاشم، إذ هو هاشمى. فقوله بقرشية الخلافة معناه أنه لا يرى توارثها فى بنى هاشم، وهو موقف تقدمى عظيم لو عقلنا مرامى الكلام. ولقد اتهمه نصر أبو زيد أنه كان ضالعا مع العلويين، وذلك حين أراد أن يتخلص من المأزق الذى أوقعه فيه جهله فذكر عمالته للأمويين. فقوله رغم هذا إن الخلافة قرشية لا هاشمية ولا علوية معناه أنه كان فقيها عظيما لا تتدخل العصبيات القبلية فى أحكامه الفقهية. وهذا مثل قيام الجامعة العربية فى القاهرة دون بقية العواصم العربية. وإذا كان الأمر قد شذ فانتقلت الجامعة إلى تونس أثناء مقاطعة العرب لمصر بسبب زيارة السادات لإسرائيل وعقده معها صلحا فالمعروف أنه ما إن انتهت تلك المقاطعة بعد وفاة السادات حتى عادت الجامعة إلى مستقرها فى القاهرة. وحين كان الإعلام المصرى فى المقدمة كان العرب لا يعدلون بالإعلام المصرى أى إعلام آخر، أما بعدما تفوقت قناة "الجزيرة" عليه فقد انتقل العرب، ومعهم المصريون أيضا، إلى متابعة تلك القناة. وهكذا الحال مع قرشية الخلافة، إذ انتقلت الخلافة بعد هذا إلى الأتراك حين تخلى العرب، قرشيين وغير قرشيين، عن واجبهم نحو الإسلام. وقد درج المسلمون منذ عشرات السنين على المناداة باسم صلاح الدين الكردى دون أى قرشى، بَلْهَ دون أى عربى، يتمنَّوْنَ لو عاد فخلصهم من الهوان الذى هم فيه. والآن يعلقون آمالهم بأردوغان التركى، إذ نظروا حولهم فوجدوا جميع الزعماء العرب منبطحين أذلاء، فرَجَوْا أن يكون أحسن منهم، وانتظروا حصول الخير على يديه.
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[21 - 08 - 10, 11:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اما هذان الدكتوران فلا اعتقد ان احدا يهمه امرهما
فكلاهما على ما هو معروف
اما عدم تكفير الدكتورعبدالصبور لنصر ابوزيد فقد حكم بضلال هذا الرجل الدكتور مصطفى محمود وانتم تعرفون ما عليه هذا الرجل من كتابات كثيرة عليها ملاحظات وبدون ذكر اخطاء هؤلاء لا يهمنا فنحن نعلم من هذا الهزيمة ولا اقول نصر وقد هلك وانتهى الامر فاذا املئت صفيحة القمامة بورقة جديدة مهملة فلا احد اعتقد انه سيعيد النظر فيها(65/222)
السلام عليكم ... أريد بحث مختصر عن الايمان والكفر عند السلف؟
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[21 - 08 - 10, 11:52 م]ـ
السلام عليكم ... أريد بحث مختصر عن الايمان والكفر عند السلف؟؟؟ بارك الله فيكم
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 11:57 م]ـ
كتاب " الإيمان عند السلف " للشيخ محمود الخضير مجلدان, وقدم له أكثر من أربع علماء.
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[23 - 08 - 10, 12:51 ص]ـ
بارك الله فيك أقول بحث مختصر فى ورقات
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[23 - 08 - 10, 05:30 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
قد يفيدك (جواب في الإيمان ونواقضه) للشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله.
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[24 - 08 - 10, 12:27 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[24 - 08 - 10, 06:59 ص]ـ
كتاب " الإيمان عند السلف " للشيخ محمود الخضير مجلدان, وقدم له أكثر من أربع علماء.
أين رابط الكتاب بارك الله فيك؟؟؟
وأين طبع الكتاب؟
ـ[محمود بن محمد حمدان]ــــــــ[24 - 08 - 10, 10:25 ص]ـ
الشيخ عبد العزيز الراجحي له ورقات في هذا الجانب.
ـ[ناصر الدين الجزائري]ــــــــ[24 - 08 - 10, 07:20 م]ـ
كتاب مسألة الإيمان للشيخ علي الشبل
يقع في حوالي خمسين صفحة
و قدم له مجموعة من العلماء
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 12:12 ص]ـ
أين رابط الكتاب بارك الله فيك؟؟؟
وأين طبع الكتاب؟
الإيمان عند السلف وعلاقته بالعمل وكشف شبهات المعاصرين
محمد بن محمود آل خضير
ط. مكتبة الرشد
والكتاب قرظه وقدم له:
1 - الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل رئيس الهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى سابقا.
2 - الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود
3 - الشيخ الدكتور عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
4 - الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف
والكتاب يقع في مجلدين، ويحوي أربعة أبواب ومقدمة وخاتمة، وهي إجمالا كما يلي:
1 - الباب الأول بعنوان: مفهوم الإيمان والكفر عند أهل السنة والجماعة، وفيه تأصيل حقيقة الإيمان عند السلف، وتقرير زيادته ونقصانه والاستثناء فيه، وبيان أصله وفرعه، والعلاقة بين الأصل والفرع، والظاهر والباطن، وبيان ما يثبت به الإسلام، والرد على أهل التوقف الخ.
ثم تأصيل مفهوم الكفر عند أهل السنة والجماعة، وأنه بالقول والفعل والاعتقاد والترك، وانقسامه إلى أصغر وأكبر، وبيان حكم مرتكب الكبيرة. والحديث عن ضوابط التكفير، والرد على من اشترط قصد الكفر، أو جعل الشهوة وإرادة الدنيا مانعا من التكفير وغير ذلك من المباحث المهمة.
2 - وأما الباب الثاني فعنوانه: مفهوم الإيمان والكفر عند الفرق، وفيه بيان مذهب: الخوارج والمعتزلة، والجهمية، والكرامية، والأشاعرة، والماتريدية، ومرجئة الفقهاء، ثم الحديث عن الإرجاء المعاصر وسماته وأهم مقالاته، ويورد المؤلف في هذا الفصل سبعة عشر مقالة من مقالات المرجئة، وفي هذا الباب بحوث دقيقة في تحرير مذهب الأشاعرة ومرجئة الفقهاء، وموقفهما من عمل القلب والزيادة والنقصان وغير ذلك.
3 - والباب الثالث بعنوان: علاقة العمل بالإيمان، وفيه ثلاثة فصول ومباحث كثيرة، الفصل الأول: في التلازم بين الظاهر والباطن وحدوده وأدلته، والفصل الثاني في بيان حكم تارك العمل الظاهر، وفيه تقرير الإجماع على كفر تارك العمل، والإجماع على كفر تارك الصلاة، ومناقشة ما يثار حول هذين الإجماعين، والفصل الثالث في إيراد نقول سلفية مستفيضة في بيان منزلة العمل وحكم تاركه على مر القرون والأعصار، تبدأ من عصر الصحابة إلى علمائنا المعاصرين، كالشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله والإفاضة في النقل عنهما.
4 - والباب الرابع بعنوان: كشف شبهات المعاصرين، ويتناول فيه المؤلف الإجابة على الأدلة النقلية والشبهات العقلية والنقول التي ينقلها المخالف عن أهل العلم، ويقع هذا الباب في نحو 280 صفحة، وفيه الجواب عن حديث الجهنميين والبطاقة وحديث معاذ وحذيفة، ثم الإجابة عن ثنتي عشرة شبهة عقلية يذكرها المخالف، من نحو قولهم: التلازم بين الظاهر والباطن إنما يكون في الإيمان الكامل لا المجزئ، وقولهم: الظاهر هو مجموع القول والعمل، وقولهم: المسألة راجعة إلى الخلاف في ترك الصلاة، وقولهم: ما حد العمل المطلوب الخ .. ثم توضيح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/223)
عشرات النقول التي يستشهد بها المخالف في هذه المسألة، كالنقل عن الشافعي وأحمد والمروزي وابن منده والبيهقي وابن حزم وابن الصلاح وعياض ومواضع من كلام شيخ الإسلام وابن القيم وابن رجب وابن حجر وغيرهم.
وبالجملة فالكتاب يقوم على محورين:
الأول: تأصيل علمي مفصل لمسألة الإيمان عند السلف، وعند الفرق، أراد المؤلف أن تكون مادة صالحة لضبط المسألة وفهمها وتدريسها، وهذا يستغرق نصف الكتاب.
الثاني: بيان منزلة العمل الظاهر وحكم تاركه، والرد على جميع ما وقف المؤلف عليه من شبهات للمخالفين، والتنبيه على مزالق القوم في النقل والاستدلال والفهم.
وهذه تقريظات المشايخ:
1 - تقريظ الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل
الحمد لله وحد، وأصلي وأسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه وبعد: فقد اطلعت على كتاب (الإيمان عند السلف وعلاقته بالعمل وكشف شبهات المعاصرين) الذي ألفه فضيلة الشيخ محمد بن محمود الخضير، وتأملت مواضع منه وما أورده من بحوث قيمة في هذه المسألة العظيمة مسألة الإيمان وما يتعلق به، وذكر ما يضادّه أو يضادّ كماله، فوجدته قد استوفى ما يلزم لهذا الموضوع المهم، ووفى بما التزم به في مقدمة كتابه من رد الشبهات التي أوردت على كليات هذا المبحث أو جزئياته، مع ما تضمنه من تلك البحوث الدقيقة في الإرجاء ومسائله، مع حسن العبارة، ولطف الإشارة، والتأدب في المناقشة، وأسلوب الرد الحكيم، وقد سررت بوجود مثل هذا الكتاب، خصوصا في هذه الأيام التي كثرت فيها إيراد بعض الشبهات، ولهذا أوصيته بطبعه ونشره، لعل الله أن ينفع به. وكتبه الفقير إلى الله - عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل رئيس الهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى سابقا – حامدا مصليا مسلما على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
2 - تقريظ الشيخ عبد الرحمن الصالح المحمود
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فلا تزال مسائل الإيمان وضوابطها ولوازمها مما يكثر الخوض فيها، ومع أن أئمة السلف – رحمهم الله – بينوها وشرحوها في مختلف الأعصار إلا أن المشكلة التي واجهوها عند بدء الافتراق في مسائل الإيمان – وفي غيرها – لا تزال تتكرر، أعني بذلك الميل عن المنهج الوسط الذي هو الخيار والعدل والحق، إلى طرفي قصد الأمور من إفراط أو تفريط.
وقد اطلعت على هذا السفر الذي كتبه الأخ الفاضل / محمد بن محمود آل خضير، حول الإيمان والذي جاء بعنوان: [الإيمان عند السلف وعلاقته بالعمل وكشف شبهات المعاصرين]، وقد تميز هذا الكتاب بعدة مميزات أهمها:
1 - تأصيله لمفهوم الإيمان عند السلف – رحمهم الله تعالى – وعرضه للأقوال فيه، ومداخل أهل البدع وأصول مقالاتهم في هذه المسألة الشريفة العظيمة: مسألة الإيمان.
2 - كشفه لشبهات المعاصرين الذين مالوا أو تأثروا بمقالات المرجئة ودافعوا عنها، وقد حرص المؤلف - وفقه الله – على استقصاء هذه الشبهات، ونقلها بأمانة، والجواب عنها بعلم وتحقيق واستدلال، وهو مهتمّ بتتبع ذلك منذ سنوات.
3 - حرصه على النقل عن أئمة السلف قديما وحديثا، ونقل أقوالهم وأجوبتهم وفتاويهم، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه طالب العلم من احترام العلماء وتوقيرهم ومعرفة فضلهم وسابقتهم.
4 - إنصافه لخصومه والمخالفين له، وتأدبه مع الجميع، وهذا واضح لمن قرأ الكتاب.
وأحب في ختام هذه المقدمة المختصرة أن أوجه رسالتين:
إحداهما: لمؤلف هذا الكتاب أن يفي بما وعد في مقدمة الكتاب من مناقشة أهل الإفراط من الخوارج ومن تأثر بهم قديما وحديثا، وكشف شبهاتهم والرد عليها، وأن يتحفنا بذلك – وفقه الله وسدد -.
والثانية: للذين خاضوا في هذا الباب وتأثروا بشبهات المرجئة أن يتقوا الله تعالى وأن يقرؤوا مثل هذا الكتاب – مع كتب الأئمة من السلف – باحثين عن الحق، ناشدين له، سائرين على طريق العلماء المحققين، وأن يبتعدوا عن حظوظ النفوس وأهوائها فهي داء عضال. أسأل الله أن يحفظنا وإياهم منها.
أسأل الله تعالى أن يجزل المثوبة لمؤلف هذا الكتاب، وأن يوفقنا وإياه إلى الحق والصواب، وألا يحرمنا جميعا الأجر والثواب.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/224)
3 - تقريظ الشيخ عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد قرأتُ كتاب: " الإيمان عند السلف وعلاقته بالعمل وكشف شبهات المعاصرين " لأخينا الشيخ محمد بن محمود آل خضير – وفقه الله -، فإذا هو سفر مفيد، وكتاب نفيس، تميّز بتحريرٍ لمسائل الإيمان، واستيعابٍ لكل ما يتعلق بهذا الموضوع، مع قوةِ حجة، ووضوح عبارة، وحسن ترتيب، إضافة إلى أدبٍ وإنصاف في الردّ والمناقشة.
جزى الله الشيخ محمد بن محمود آل خضير كل خير على هذا الكتاب، ونفع الله به، وجعله مباركا أينما كان، والله المستعان، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
4 - تقريظ الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فإن مسائل الإيمان والكفر من المسائل التي أوْلاها السلف اهتماماً كبيراً فأصَّلوها وقعَّدوا لها وألَّفوا فيها الكتب وردوا على شبه المخالفين بما لو اطلع عليه منصفٌ لكفته، ولكن لما ظهرت بدعة الخوارج والمرجئة وبدأت تطل علينا مرة أخرى في عصرنا هذا انبرى لها أُسُود أهل السنة في الرد عليها وبخاصة بدعة الإرجاء لما لها من رواج وقبول عند العامة، فظهرت الفتاوى تلو الفتاوى والكتب تلو الكتب تعيد تأصيل المسألة مرة أخرى وترد على شبههم وتفندها، فأصدرت اللجنة الدائمة برئاسة الإمام عبدالعزيز بن باز –رحمه الله- عدداً من الفتاوى، كما صدرت في الآونة الأخيرة عدة كتب منها: ((مسائل في الإيمان)) للشيخ صالح الفوزان، و ((جواب في الإيمان ونواقضه)) للشيخ عبدالرحمن البراك، و ((أسئلة وأجوبة في الإيمان والكفر)) للشيخ عبدالعزيز الراجحي، و ((قواعد في بيان حقيقة الإيمان عند أهل السنة والجماعة)) للشيخ عادل الشيخاني، و ((حقيقة الإيمان وبدع الإرجاء في القديم والحديث)) للشيخ سعد الشثري، و ((براءة أهل الحديث و السنة من بدعة المرجئة)) للشيخ محمد الكثيري وغيرها وغيرها كثير.
ثم جاء هذا الكتاب ((الإيمان عند السلف وعلاقته بالعمل وكشف شبهات المعاصرين)) لأخينا الشيخ محمد بن محمود آل خضير كخاتمة العقد لهذه الكتب وقد أجاد فيه وأفاد، وتوسع في ذكر سمات الإرجاء المعاصر ومقالات أهله، كما توسع في ذكر أدلة وأقوال العلماء في مسألة تلازم الظاهر والباطن وأطال النقول عن أهل العلم في بيان منزلة عمل الجوارح بما لا أظنك تجده مجموعاً في غيره، أمَّا شبه المعاصرين فهو كما يبدو أحد مقاصد تأليفه لهذا الكتاب حيث قام -جزاه الله خيراً- باستقصائها وتتبعها وكشفها والرد عليها حتى باتت جزءً من عنوان الكتاب ولم أرَ أحداً سبقه إلى هذا الاستيعاب والشمول.
وقد بسط الكلام في كل ذلك بذكر الأدلة وتحرير المسائل ونقل أقوال أهل العلم وتوثيقها ومناقشة المخالفين بأدب واحترام دون تسمية أحدٍ منهم وإنما اكتفى بتسميته بالمخالف.
أسأل الله عزَّ وجلَّ أن ينفع بهذا الكتاب وأن يجزل المثوبة لمؤلفه، وأن يردنا وإخواننا إلى الحق رداً جميلاً.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=11651
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[28 - 08 - 10, 05:08 ص]ـ
أين رابط الكتاب بارك الله فيك؟؟؟
وأين طبع الكتاب؟
كتاب الإيمان عند السلف وعلاقته بالعمل وكشف شبهات المعاصرين
لمحمود آل خضير
http://kabah.info/uploaders/norh/mhmod2.pdf
http://kabah.info/uploaders/norh/mhmod1.pdf(65/225)
ماذا يقصد ابن القيم في هذه الجملة؟
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[22 - 08 - 10, 01:27 ص]ـ
- فإن قيل: فقد وقع تسمية ذلك تكليفا فى القرآن كقوله:
{لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286] وقوله: {لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا} [الأنعام: 152].
قيل: نعم، إنما جاء ذلك فى جانب النفى، ولم يسم سبحانه أوامره ووصاياه وشرائعه تكليفا قط، بل سماها روحا ونورا، وشفاء وهدى ورحمة، وحياة، وعهدا، ووصية، ونحو ذلك
بارك الله فيكم ماذا يقصد ابن القيم في الجملة التي بالاحمر
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[22 - 08 - 10, 01:54 ص]ـ
مقصوده رحمه الله تعالى - والله تعالى أعلم - هو أن التعبير في الآيتين المذكورتين جاء بالنفي ..
فالله جل وعلا لم يقل: كلف الله كل نفس وسعها؛ لما في ذلك من وصف الأوامر الشرعية بالكلفة والمشقة، وإنما نفى ذلك عنها؛ وفرق بين التعبيرين؛ لأن المقصود بالأوامر ليس التكليف وإن كان مستلزما لبعضها.
والمسألة دقيقة نوعا ما؛ وفهمها يعتمد على فهم ماهية الشيء ولوازمه؛ فالتكليف ليس من ماهية الأوامر الشرعية، وإنما هو لازم في بعضها.
والله تعالى أعلم,
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[22 - 08 - 10, 03:39 ص]ـ
أتعني بارك الله فيك أن الله نفى أنه يكلف نفسا ما لا يسعها وبهذا أصبح التكليف أو المشقه معدوم في الأمور التي تسع النفس وإن كان لازما في بعضها ولكن بما يقتضي لزومه , هل فهمي صحيح جزاك الله خيرا, على أن هذا يخالف بالجملة عقيدة أهل الكلام كما ذكر ابن القيم
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[22 - 08 - 10, 07:08 ص]ـ
أخي الكريم: وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
الذي أعنيه أني فهمت من كلام الشيخ رحمه الله تعالى أن وصف الأوامر الشرعية بالكلفة والمشقة لم يرد في الشرع عن طريق الإثبات، وإنما ورد نفي التكليف إلا بالوسع؛ فالله تعالى لم يقل: نكلف نفسا وسعها، يكلف الله نفسا وسعها؛ لأن في ذلك إثباتا لكلمة "كلف" وهي متضمنة للمشقة؛ والأوامر الشرعية - حسب رأي الشيخ رحمه الله تعالى - ترتاح لها النفوس السليمة وتجد فيها الأنس والسكينة وبالتالي تحبها وتهواها.
ويمكن فهم مقصوده رحمه الله تعالى من خلال ما يسمى عند المناطقة بالمربع السيميائي إن كنت أذكر التسمية بالشكل الصحيح.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[22 - 08 - 10, 12:08 م]ـ
وذلك من كلام شيخه شيخ الإسلام، لأن الشيخ يقرر أن تسمية الأوامر والنواهي تكاليف بإطلاق، هو من كلام المعتزلة والمتكلمة أصلا!
يقول: (نفس الإيمان بالله وعبادته ومحبته وإجلاله هو غذاء الإنسان وقوته وصلاحه وقوامه كما عليه أهل الإيمان، وكما دل عليه القرآن؛ لا كما يقول من يعتقد من أهل الكلام ونحوهم: أن عبادته تكليف ومشقة. وخلاف مقصود القلب لمجرد الامتحان والاختبار؛ أو لأجل التعويض بالأجرة كما يقوله المعتزلة وغيرهم؛ فإنه وإن كان في الأعمال الصالحة ما هو على خلاف هوى النفس - والله سبحانه يأجر العبد على الأعمال المأمور بها مع المشقة، كما قال تعالى: {ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب} الآية، وقال صلى الله عليه وسلم لعائشة: {أجرك على قدر نصبك} - فليس ذلك هو المقصود الأول بالأمر الشرعي، وإنما وقع ضمنا وتبعا لأسباب ليس هذا موضعها، وهذا يفسر في موضعه. ولهذا لم يجئ في الكتاب والسنة وكلام السلف إطلاق القول على الإيمان والعمل الصالح أنه تكليف كما يطلق ذلك كثير من المتكلمة والمتفقهة؛ وإنما جاء ذكر التكليف في موضع النفي؛ كقوله: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}، {لا تكلف إلا نفسك} {لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها} أي وإن وقع في الأمر تكليف؛ فلا يكلف إلا قدر الوسع، لا أنه يسمي جميع الشريعة تكليفا، مع أن غالبها قرة العيون وسرور القلوب؛ ولذات الأرواح وكمال النعيم، وذلك لإرادة وجه الله والإنابة إليه، وذكره وتوجه الوجه إليه، فهو الإله الحق الذي تطمئن إليه القلوب، ولا يقوم غيره مقامه في ذلك أبدا)(65/226)
القصيدة الامية في العقيدة الإسلامية
ـ[أبو عبد الله الإسحاقي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 02:37 ص]ـ
ببسمِ اللهِ أبدأُ في المقالِ
وحمدٍ دائمٍ للهِ تالٍ
وصلّى اللهُ تغشى كلُّ حينٍ
رسولَ اللهِ معْ صحبٍ وآلٍ
وبعدُ فإنني حاولتُ نظماً
توسّط بين بسطٍ واختزالٍ
وفيه عقيدةُ الأسلافِ تجلى
يفوقُ بحسنِهِ (بدءَ الأمالي)
وأسألُ ربَّنا الإخلاصِ فيه
وذخراً لي يكون لدى المآلِ
وذا آن الشروع فربي عونا
فما لي قوةٌ في ذاك ما لي
فتوحيدُ الإلهِ به نجاةٌ
وأولُ واجبٍ في الامتثالِ
وقُلْ قسمانِ للتوحيدِ فيه
دليلُ الوحيِ جاءَ بلا جدالٍ
فتوحيد العبادة فيه قسمٌ
وتوحيدٌ بوصفٍ والفعالِ
فمن ربٌّ تفرّدَ غيرُ ربِّي
بخلقٍ والتملكِ والنوالِ
وجودُ الربِّ حتمٌ دلَّ عقلٌ
وحسٌّ والجبلةُ في الخوالي
وتوحيدُ الأسامي والصفاتِ
بنفيِ النقصِ معْ عزوِ الكمالِ
ومحضُ النفيِ لا يحوي ثناءً
كذا التفصيلُ في نفيِ الخلالِ
بأوصافِ الكمالِ الربُّ أولى
ونفيٌ للنقائصِ كالكلالِ
وهذا البابُ ليس به غموضٌ
فإخفاءٌ الصفاتِ من المحالِ
وإثباتٌ ونفيٌ قُلْ بنصٍّ
وما للعقلِ فيه من مجالٍ
وأسماءٌ وأوصافٌ حينَ تعزى
لأشياءٍ فلا شبهٌ بحالٍ
وقولٌ في الصفاتِ كقولِ بعضٍ
وقولُ الذاتِ نهجُ الاعتدالِ
ومعنى الوصفِ مفهومٌ لدينا
وأما الكيفُ لم يخطرْ ببالٍ
وظاهرُ نصِّ أوصافٍ مرادٌ
فلا عن ما تبادرَ من زوالٍ
وما يُعزى له خبرٌ ووصفٌ
واسمٌ للكمالِ بلا احتمالٍ
وأسماءُ الإلهِ أتتْك حسنى
على الأعلامِ دلتْ والخصالِ
واسمٌ للمسمى دون ريبٍ
وفصّلْ في المرادِ من المقالِ
وما الأسماءُ قد حُصرتْ بعدٍّ
فـ"لا أحصي" دليلٌ فيه جالٍ
دليلُ الوصفِ تصريحٌ واسمٌ
ونفيُ الضدِّ أو ذكرُ الفعالِ
وأوصافٌ لذاتٍ أو لفعلٍ
وإما للجلالِ أو الجمالِ
فنثبتُ للإلهِ صفاتَ حقٍّ
كوجهٍ واليدين بلا شمالٍ
له عرشٌ يليق به تعالى
وفوقَ العرشِ ربُّ الكونِ عالٍ
فأكثرْ من مديحِ الربِّ طراً
فإن المدحَ عند اللهِ غالٍ
من الإلحادِ حاذرْ وانأ عنه
فكم أردى كثيراً في وبالٍ
كتحريفٍ وتعطيلٍ وكيفٍ
وتفويضٍ وضربٍ للمثالِ
وجهمٌ ضلَّ حتى قالَ ربي
عن الأسماءِ والأوصافِ خالٍ
يضاهي شيخَ فلسفةٍ أرسطو
لديه الربُّ علةُ ذو اعتلالٍ
فعند الفيلسوفِ وجودُ ربي
وجودٌ ليس إلا في الخيالِ
وأهلُ الكُتْبِ والكفارُ قالوا
بجهلٍ وافتراءٍ ذو عيالٍ
ببضعِ صفاتِ ربي قالَ قومٌ
واسماً دون وصفٍ ذو اعتزالٍ
بتوحيدِ العبادةِ بعثُ رُسْلٍ
فلاقوا أهلَ شركٍ بالقتالِ
على الإخلاص للرحمن يُبنى
وقفوِ المصطفى من خيرِ آلٍ
شهادةُ لا إلهَ سواه رباً
حوته بغير ربك لا تبالي
شرائُطها ثمانيةٌ قبولٌ
وعلمٌ واليقينُ وصدقُ حالٍ
وإخلاصٌ وحبٌّ وانقيادٌ
وثامنٌها لندِّ الله قَالِ
فلا تصرفْ لغيرِ اللهِ قربى
وأخلصْ في التوسلِ والسؤالِ
وحبٌّ والرجا للهِ حقٌّ
وخفْهُ وعادِ في اللهِ ووالِ
ولا تصرفْ عبادته لقبرٍ
فما يغني رميمٌ عنك بالٍ
فلا مَلَكَاً نُألّهُ أو رسولاً
تعالى عن نديدٍ ذو المحالِ
ولا تذبحْ لغيرِ اللهِ شيئاً
ولا تحلفْ بعمٍ أو بخالٍ
وشركٌ مَنْ تطيّرَ دون ريبٍ
فابدلْ بالتطيّرِ حسنُ فألٍ
وحاذرْ من رقى الشيطانِ واقطعْ
تمائمَ في اليدين أو القذالِ
بفعلٍ صالحٍ لا تبغِ دنيا
وحاذرْ أن ترائيَ في ابتهالٍ
وسحرٌ والكهانةُ ذانِ كفرٌ
وإتيانٌ للعرّافٌ ذي ضلالٍ
وقولٌ بالنجومِ بأمرِ غيبٌ
فشركٌ والمنجِّمُ ذو خبال
وتصويرٌ لذي روحٍ يضاهي
صنيعَ الربِّ جلَّ عن المثالِ
وشركٌ منه أصغرُ أو كبيرٌ
مثالُ صغيره تسميعُ تالٍ
وأكبره تساوي الله نداً
تعالى عن نديدٍ ذو الجلال
وشركٌ منه خافٍ أو جليٌّ
وشركٌ بالفعالِ أو المقالِ
وخلّ الابتداعَ كمن يبادر
لميلادِ الرسولِ باحتفالِ
وإحداثٌ يكون بفعلِ قربى
بغيرِ الشرعِ أو تركِ الحلالِ
لغيرِ ثلاثةٍ قد جاءَ نهيٌ
عن المختارِ في شدِّ الرحالِ
وفي بابِ التوكلِ عنه يُروى
توكّلْ ثم قيّدْ بالعقالِ
غلوٌ في الأفاضلِ بابُ شرٍّ
فكم ضلَّ الطريقةِ من يغالي
وبالأقدارِ نؤمنُ ليس شيءٌ
عن التقديرِ من ذي العرشِ خالٍ
وأركانُ القضا علمٌ وكَتْبٌ
مشيئتُه وخلقٌ بالتوالي
وبالملكِ الكرامِ نقرُّ حقاً
كرعدٍ والموكَّلِ بالجبالِ
لهم عملٌ وأسماءٌ ووصفٌ
ومن نورٍ براهم ذو الجلالِ
ونؤمنُ بالكتابِ كلامِ ربي
فكم يحوي الجواهر والآلي
وبالرسل الكرام نقرُّ حقاً
ذوي الفضلِ المجلّى والأثالِ
وما عبدٌ يُرى فيهم وأنثى
فهم أهلُ القرى ومن الرجالِ
وقد عصموا من الزلات طراً
وآخرهم محمدُ ذو الكمالِ
ونؤمنُ بالمعادِ فكلُّ عبدٍ
عن الدنيا الدنيةِ في ارتحالٍ
وكأس الموتِ كلٌّ سوف يُسقى
ومنه ليس يُنجى باحتيالٍ
وروحُ العبدِ لا تفنى ولكن
تموتُ وموتُها بالانفصالِ
وبعدَ الموتِ قبرٌ فيه يأتي
ملائكةٌ غلاظٌ بالسؤالِ
وقبرُ ذو نعيمٍ أو عذابٍ
يسألُ فيه عن عمرٍ ومالٍ
بأشراطِ القيامةِ لا ارتيابٌ
ونفخُ الصورِ إيذانُ انتقالٍ
وبعثُ الناسِ يومَ الجمعِ حقُّ
وحشرُ الناسِ بعد البعثِ تالٍ
بأرض الحشر موقفهم طويلٌ
هم الغرلُ الحفاةُ بلا نعالٍ
وحوضُ المصطفى قد طابَ ورداً
وماءَ الحوض ِأحلى من زلالٍ
ويشفعُ في الأنامِ رسولُ ربي
فأحمدُ للمحامدِ ذو ارتجالٍ
حسابٌ ثم ميزانٌ وكتْبٌ
تطايرُ باليمينِ أو الشمالِ
وموعدُنا المرورُ على صراطٍ
فناجٍ أو لحرِّ النارِ صالٍ
فإما جنةٌ فيها نعيمٌ
وإما في الجحيمِ وفي النكالِ
لآلِ البيتِ والأصحابِ حقٌّ
وبالمعروفِ طاعةُ كلِّ والٍ
ونؤمن بالكرامة من ولي
تقي ليس من أهل الضلال
ودعْ عنك الكلامَ وكلَّ رأيٍ
وفلسفةَ ابن سينا والغزالي
وهذا آخرُ المقصودِ مما
نظمتُ فصارَ نظماً كاللآلي
فحمداً للإلهِ مِعْ صلاةً
على المختارِ أحمدَ والمُوالي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/227)
ـ[أبو سليمان الهاشمي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 02:49 ص]ـ
ما شاء الله نظم طيب، نفع الله بك، وكتب لك الأجر على جهدك(65/228)
نظم لمعة الاعتقاد:: للشيخ الدكتور الشاعر ـ حفظه الله ـ
ـ[المحظري]ــــــــ[22 - 08 - 10, 05:16 م]ـ
إخوتي الكرام في هذا الملتقى المبارك أرفع إليكم هذه القصيدة الرائعة والنونية الجميلة التي نظم بها شيخنا الدكتور: محمدولد أحمد زاروق ـ الشاعر ـ حفظه الله ـ عقيدة ابن قدامة المقدسي المشهورة والمسماة بلمعة الاعتقاد
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[22 - 08 - 10, 06:04 م]ـ
أخي الكريم .. بارك الله فيك ..
هل هذا النظم عُرض على أحد العلماء .. تقديماً أو تقريظاً .. ؟
ـ[المحظري]ــــــــ[22 - 08 - 10, 06:32 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك: أخي ماجد المطرود:
لا أعلم أن الشيخ عرضه على أحد العلماء ولا أستبعد أن يكون عرضه على الشيخ البوني، لكن الشيخ اقتصر فيه على عبارة ابن قدامة ولم يزد من عنده إلا زيادات محدودة ذكرها العلماء الذين شرحوا لمعة الاعتقاد، والشيخ حفظه الله له معرفة كبيرة وواسعة بعقيدة أهل السنة والجماعة وأظن أن له ترجمة على هذا المنبر يمكنك الاطلاع عليها.
وفقك الله لكل خير
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[22 - 08 - 10, 07:16 م]ـ
بارك الله فيك ــ ولكن هل الشيخ بارك الله فيه ذكر أن هناك إضافات من عنده أو أنه أخذها من بعض الشروح ..
لأن الناظم -والشيخ حفظه الله تعالى أعلم بهذا- لا يتجاوز عند نظمه كتاباً مافي الكتاب ..
ولذا أذكر ان الحافظ العراقي رحمه الله تعالى عند نظمه المروف بألفية الحديث ذكر زيادة دليلٍ ليس موجودا في المقدمة ..
فقال: واختلف الصحاب والأتباع ** في كِتبة الحديث والإجماعُ
.... ** لقوله: اكتبوا. وكتب السهمي
فذكر المحقق على هذا أن زيادة: كتابة السهمي ليست موجودة في كلام ابن الصلاح رحمه الله فتصبح زيادة من الناظم ..
والله تعالى أعلم ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 - 08 - 10, 07:08 ص]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[المحظري]ــــــــ[24 - 08 - 10, 03:21 ص]ـ
بارك الله فيك ــ ولكن هل الشيخ بارك الله فيه ذكر أن هناك إضافات من عنده أو أنه أخذها من بعض الشروح ..
لأن الناظم -والشيخ حفظه الله تعالى أعلم بهذا- لا يتجاوز عند نظمه كتاباً مافي الكتاب ..
ولذا أذكر ان الحافظ العراقي رحمه الله تعالى عند نظمه المروف بألفية الحديث ذكر زيادة دليلٍ ليس موجودا في المقدمة ..
فقال: واختلف الصحاب والأتباع ** في كِتبة الحديث والإجماعُ
.... ** لقوله: اكتبوا. وكتب السهمي
فذكر المحقق على هذا أن زيادة: كتابة السهمي ليست موجودة في كلام ابن الصلاح رحمه الله فتصبح زيادة من الناظم ..
والله تعالى أعلم ..
بارك الله فيك أخي الحبيب:
قولك صواب وحق
ولكن أخي ـ الفاضل ـ كما تعلم أحيانا يلجؤ الناظم ضرورة إلى الزيادة من عنده لكونها تجلي المعنى الذي يريده صاحب الكتاب المنظوم وهذا هو صنيع شيخنا وقد نبه عليه كما في المقدمة عندما قال:
وخلت من التكميل لكن زدتها::: نزرا ووسم زيادة قوسان
أخي الحبيب: قارن بين نص لمعة الاعتقاد ونظم الشيخ لها ستجد أنه لم يضف إلا إضافات ضروية تجلي المعنى وتبين المقصود.
ولولا ضيق الوقت لعقدت تلك المقارنة وبينت هذا المعنى.
أخي الكريم وفقك الله ورزقني وإياك العلم والعمل الصالح
ـ[المحظري]ــــــــ[24 - 08 - 10, 03:31 ص]ـ
جزاك الله خيراً.
وإياك
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[24 - 08 - 10, 03:32 ص]ـ
أخي بارك الله تعالى فيك نظم الشيخ نظم جيد .. ولو ذكرت لنا ولإخوانك مقارنة ولك أجر من يحفظ هذا النظم بدلالتك لنا إلى هذا النظم .. ولأن متن ابن قدامة متن متين لا بد -وأقولها لك عن تجربة-من حفظها لما فيه من الكلام العظيم ونقولات السلف الجميلة ..
ولئن بدت منك هذه المقارنة فهو عمل عظيم .. وأسأل الله تعالى لك الإعانة والله المستعان.(65/229)
هل هذا البيت فيه خطأ عقدي
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[23 - 08 - 10, 04:27 ص]ـ
السلام عليكم
أنقل لكم هذه القصيدة النبطية لأحد الإخوة الذين طالبووا بإسقاط الحد عن أحد أبناء قبيلته , ولفت نظري هذا البيت ..
بجاه ربي وبجاه الرسل والمسلمون ... نطلب رجال تقدر جاه طلابها
وهذه هي القصيدة ...
من اروع قصائد الشعر النبطية – في هذا الخصوص – قصيدة للشاعر سيف ابن كليفيخ الجروي القحطاني
بمناسبة: جاهيه من قحطان على سبيع بشان قضية قتل
، وتم العفو عن القاتل بعد القاء هذه القصده في ساحة الجاهية بحضور القبيلتين
________________________________________
ياسبيع ياهل الثلاث الي بها تعرفون ... واهل البخوت الكبار الي تسمابها
واهل البشوت الوساع الي لها تلبسون ... اللي تجمل وتذري من تذرا بها
ياسبيع يالي على صم الرمك تحتمون ... البل بشلف يفض الاراس مضرابها
ياسبيع يلي على وقت العسر تكرمون .... ياللي على المصراعين تفتح ابوابها
ياسبيع يالي بتاريخ العرب تذكرون ... تحكي التواريخ عنكم ونتحاكابها
ياسبيع لاكثرت الردات ماتهزمون ... لاصاحت المحصنات وشقة اجيابها
ياسبيع ياهل الرماح الي تفض المتون ... اهل عزوة ماتخجل من تعزوابها
ياسبيع ياللي على سلم شرف تصعدون ... العود يرقا بها والغمر يرقابها
ياسبيع ياهل الفخر من حقكم تفخرون ... ولولا صدوق العبارة مانطقنابها
والله لولا اكتساب المدح ماتمدحون .... الاقول بعد الفعول اموت واحيابها
عليكم البيض ننشرها وتستاهلون .... والبيض لسبيع حاضرها وغيابها
ياللي بنيتوا خيام العفو تستقبلون ... جتكم قبايل بنو قحطان واصحابها
قبايل يطلبون الله ثم يطلبون ... ذبيحة ربطت في حوش قصابها
بجاه ربي وبجاه الرسل والمسلمون ... نطلب رجال تقدر جاه طلابها
عفوا عساكم نهار البعث تستبعثون ... في زمرة الانبياء والرسل واصحابها
ياسبيع جينا لكم نمشي على ماتبون ... بعد بلتنا البلاوي وابتلينابها
حنا اللحم وانتم السكين والكون كون ... كانت وبانت وحنا مادرينابها
من غدر الايام لانسلم ولاتسلمون ... بقعا تلف وتدور وتفتل اشنابها
وحنا عن الغيب لانعلم ولاتعلمون ... والدهر فسر احلام ماحلمنا بها
واليوم جينا وبكرة جعلكم ماتجون ... تشكون من نزعة الشيطان واسبابها
والنفس احانت وادانتها كبار الديون ... وابليس لشر وداها ولا جابها
تخضع تحت سيف الله حديد السنون ... اما تعشابها والا تغدابها
تسامحوا واعتقوها جعلكم تعتقون ... في ساعة كل نفس تعرف احسابها
وصلوا على اللي بنور هدايته تهتدون ... نبينا اللي فتح مكة وصلى بها
اللي رفع راية الاسلام للمسلمون ... واهدم وهدم بيوت الشرك واحزابها
ـ[أبو سليمان الجندى الأثرى]ــــــــ[23 - 08 - 10, 07:09 ص]ـ
إذا كان الباء للقسم , بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم , و جاه المسلمون ,
فلايجوز الحلف و القسم إلا بالله!!
بارك الله فيكم
ـ[أم محمد]ــــــــ[23 - 08 - 10, 07:10 ص]ـ
و عليكم السلام
يمكنك نقل هذه الجملة (هل يجوز التوسل بجاه النبي موقع الشيخ ابن باز) في google ستجد الجواب إن شاء الله
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[24 - 08 - 10, 04:27 م]ـ
بارك الله فيكم(65/230)
هل يصح حب علي أكثر من أبي بكر مع اعتقاد أفضلية الأخير؟
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[23 - 08 - 10, 07:32 م]ـ
إليكم هذا الحديث:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: (عائشة). قلت: من الرجال؟ قال: (أبوها). قلت: ثم من؟ قال: (عمر). فعد رجالا، فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم. البخاري
ومعلوم عند أهل السنة أن أبا بكر أفضل الأمة بعد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فكيف التوفيق بين هذا والحديث؟
أيصح أن يقال: عائشة أحب الناس إلى رسول الله وأبو بكر أفضلهم؟ وهذه قضية أخرى، و صورة لها:
هل يجوز أن يحب أحد عمر أو عليا أكثر من حبه لأبي بكر؟
أفيدونا بارك الله فيكم.
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[23 - 08 - 10, 10:59 م]ـ
أحب الناس من الرجال أبا بكر وأحب الناس من النساء عائشة رضي الله عنهم ..
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[24 - 08 - 10, 03:12 ص]ـ
لكن الحديث صريح في تقديم عائشة، لأنه قال " أي الناس أحب إليك" ولم يقل أي النساء أحب إليك.
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[24 - 08 - 10, 03:35 ص]ـ
حاول أخي بارك الله تعالى فيك قبل أن تلقي السؤال أو ما بدر من إشكال أن تجيب عليه بنفسك ثم تحاول
أن تقارن بين جوابك وكلام أهل العلم إن وجدت هذا .. وبعد هذا تجد أنك قد حصلت نعمة عظيمة وهي عقلك للمسألة قبل طرحك إياها لملتقى طلاب العلم هنا .. وهذا ما أرجوه لك وأسأل الله تعالى أن يوفقك وأن يسددك
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[24 - 08 - 10, 07:55 ص]ـ
نصيحة غالية سيدي ماجد رعاك الله،
وهذا ما أفعله، فقد انقدح في ذهني معنى أردت أن أطابقه مع كلام أهل العلم، فإن وافق فلله الحمد، وإن كان غير ذلك فلن أعدم فائدة وأجرا إن شاء الله.
بارك الله فيك.
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[25 - 08 - 10, 06:55 ص]ـ
أسأل الله تعالى أن يهديك إليه
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[25 - 08 - 10, 06:46 م]ـ
لا يجوز طبعا ...
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[25 - 08 - 10, 11:16 م]ـ
لا يجوز طبعا ...
بارك الله فيك، لكن ممكن تعليل، خصوصا أن المحبة شيء قلبي لا يملك، فقد يحصل إذا قرأت مواقف عمر أن أميل إليه لمطابقتها لشيخصتي مثلا، وهذا غير اعتقاد تفضيله على أبي بكر رضوان الله عليهم.
ثم كيف تأويل الحديث؟.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[26 - 08 - 10, 02:34 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
أقول: الحب نوعان: 1 ـ حب للمناسبة، وتلك المناسبة قد تكون للنسب كالوالدين والأقربين، وقد تكون للفراش كالزوجة والسرية، وقد تكون لملائمة الطبع كحب مطعوم أو ريح، أو للدنيا الجائزة كمصلحة مباحة، أو المحرمة كسائر المصالح المحرمة.
وحكم هذا الحب يدور على الأحكام التكليفية المختلفة، لنفسه ولغيره.
ب ـ وحب لمعنى ديني: وهذا هو الحب الذي يؤمر به الإنسان أو بنقيضه ـ يعني البغض ـ وهذا الحب (عبادة) قلبية من حيث الأصل، وتظهر في الجوارج تبعا، قد يؤدي تركها بالكلية للخروج من الإسلام (كزوال أصل حب الله والرسول من قلب المكلف، لذا اتفق أهل العلم أن من أبغض الله أو الرسول كفر ولو اتبعهما)، وقد يأثم الإنسان على تركه أو ترك كماله.
والإجمال أن كل ما ورد في الشرع أن الله و رسوله يحبه، من الأعيان والأقوال والأفعال وجب على المؤمن أن يحبه، ويتفاوت المؤمنون في مراتبهم في تحصيل الامتثال القلبي لذلك الحب، فحب الرسول يتفاوت فيه المسلمون، فمن أحب الرسول أكثر من نفسه كان ممتثلا للمطلوب، ومن دونه فدون ذلك، حتى يصل للزوال بالكلية فيخرج من الدين والعياذ بالله.
وعلى ذلك فحب الصحابة إجمالا واجب شرعي، لورود الأدلة على حبهم ومدحهم في كلام الله ورسوله، وكذا التفضيل، فعلم الإنسان بمحبة الله والرسول لعين أكثر من عين، أو قول أو فعل أكثر من قول أو فعل، يجب أن يمتثل له بذلك التفضيل.
فبحصول العلم بتفضيل الله ورسوله لأبي بكر على من عداه يجب على المؤمن أن يحصّل في قلبه من الحب لأبي بكر أكثر مما عداه من الصحابة، وإن وجد ضعف ذلك الحب لأبي بكر عن غيره، وجب أن يجتهد ويجاهد نفسه في تطويع قلبه بالحب لما يحبه الله ورسوله على وجه التفضيل الذي يحبه الله ورسوله (كما في حديث عمر المشهور مع النبي وحبه له).
ـ ملاحظة: تفضيل علي على الشيخين يدخل صاحبه في دائرة التشيع المذموم مطلقا (سواء صاحب ذلك رفض أم مجرد التفضيل مع عدم الغض من الشيخين ـ فكلاهما تشيع مذموم محرم)
ـ أما مجرد الحب الزائد لعلي على الشيخين مع الإقرار بتفضيل الشيخين، فلا يدخل صاحبه في التشيع أصلا، لكنه مقصر في ذلك الجانب، ويجب أن يطلبه بأسبابه حتى يمتثل للمطلوب منه في حب الشيخين أكثر ممن سواهما.
والله أعلم.
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 01:44 ص]ـ
قال الإمام أبو عبد الله الذهبي في السير (16/ 457 & 458):
((ليس تفضيل علي _يعني على عثمان_ برفض ولا هو ببدعة، بل قد ذهب إليه خلق من الصحابة والتابعين، فكل من عثمان وعلي ذو فضل وسابقة وجهاد، وهما متقاربان في العلم والجلالة، ولعلهما في الآخرة متساويان في الدرجة، وهما من سادة الشهداء رضي الله عنهما، ولكن جمهور الامة على ترجيح عثمان على الامام علي وإليه نذهب. و الخطب في ذلك يسير،
والافضل منهما بلا شك أبو بكر وعمر، من خالف في ذا فهو شيعي جلد،
ومن أبغض الشيخين واعتقد صحة إمامتهما فهو رافضي مقيت،
ومن سبهما واعتقد أنهما ليسا بإمامي هدى فهو من غلاة الرافضة، أبعدهم الله.))
انتهى كلام الذهبي
قلت لم يذكر الذهبي من قال بكفرهما و كأنه في زمانه _القرن الثامن الهجري_ لم تكن الرافضة تكفر الشيخين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/231)
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[15 - 09 - 10, 10:34 ص]ـ
عقد ابن حزم في كتابه الفصل في الملل والنحل فصلاً في التفضيل بين الصحابة عند سلف الأمة، فليراجعه من شاء، سؤالي: هل يوجد من فعل فعل ابن حزم من العلماء وذكر الأقوال في ذلك؟
ـ[حنفى شعبان]ــــــــ[15 - 09 - 10, 11:14 ص]ـ
أنا أقول والعلم عند الله قول النبى (صلى الله عليه وسلم) يأبى الله والمؤمنون الا أبا بكر رضى الله عنه والذى يحب غيره أكثر منه انما أوتى من قلة علم وفهم (ابو بكر لم تعرف له مخالفة للنبى صلى الله عليه وسلم) وصدق عمر رضى الله عنه (ياليتنى كنت شعرة فى صدر ابى بكر) الانسان لابد له من معرفة الصحابة ومنازلهم والله الهادى الى سواء السبيل
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[15 - 09 - 10, 05:02 م]ـ
الامام علي وتصحيح المفاهيم الخاطئة:" التفضيل" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=221530)
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 09:04 م]ـ
يا إخوان المسألة أقل تعقيدا مما قد صوره بعض الأخوة المهم أن تعتقد أن أبا بكر خير هذه الأمة بعد نبيها لكن أن تحب علي أكثر منه لا بأس في ذالك البتة فمثلا أن يكون علي هو من أدخلك للإسلام أن يكون جدك أو حكم بينك وبين خصومك في قضية وأنصفك أو مدحك عند شخص عزيز عليك أو أو فلا شك أن علي أحب للحسن والحسين من أبي بكر مع إعتقاد أنا منزلة الصديق لا يدركها احد وهذا إعتقاد علي نفسه رضي الله عنه كذالك هناك العديد ممن يحبون عمر أكثر من أبي بكر لما يقرأون من سيرته المليئة بالأحداث عن قصة حاكم عادل الحاصل أن الصديق الأكبر هو الأول بلا مدافعة أما مسألة الحب فأرجوا أن يكون الإخوة واقعين
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[16 - 09 - 10, 02:02 ص]ـ
يا إخوان المسألة أقل تعقيدا مما قد صوره بعض الأخوة المهم أن تعتقد أن أبا بكر خير هذه الأمة بعد نبيها لكن أن تحب علي أكثر منه لا بأس في ذالك البتة فمثلا أن يكون علي هو من أدخلك للإسلام أن يكون جدك أو حكم بينك وبين خصومك في قضية وأنصفك أو مدحك عند شخص عزيز عليك أو أو فلا شك أن علي أحب للحسن والحسين من أبي بكر مع إعتقاد أنا منزلة الصديق لا يدركها احد وهذا إعتقاد علي نفسه رضي الله عنه كذالك هناك العديد ممن يحبون عمر أكثر من أبي بكر لما يقرأون من سيرته المليئة بالأحداث عن قصة حاكم عادل الحاصل أن الصديق الأكبر هو الأول بلا مدافعة أما مسألة الحب فأرجوا أن يكون الإخوة واقعين
الذي ذكرته من حب السبطين لعلي ونحو ذلك هذا من الحب لمعنى المناسبة الطبيعية ...
أما الحب للمعنى الديني فالسبطان كذلك مأموران بتفضيل الشيخين، وأن يكون قدر الحب لهما لله وفي الله أكثر ممن عداهما من الصحابة وآل البيت، وحاشاهما ما سوى ذلك وهما معدن النبوة، وبضعة الرسالة: أن يقدما حب الطبع على حب الشرع ...
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 10:18 ص]ـ
لم تفهم كلامي كما ينبغي أخي الفاضل السبطين يحبان أو تراب أكثر من حبهما لأبي بكر هذا أمر أوضح من أن نستدل له لأنه أبوهما وتفضيلهما للشيخين عليه من حيث الجلالة والمكانة والدين كذالك في هذا الزمان قد يقذف الله في قلب المسلم حب علي أكثر من الشيخين مع معتقده الجازم أنهما أفضل منه أو مثلا شخص قدم رسالة دكتوراه في الصحابي سعد بن أبي وقاص وعاش مع سيرته سنوات فربما يحبه أكثر من غيره من الصحابة بحكم إحتكاكه به فيكون أحب إليه من بعض ولده مع تفضيل الراشدين عليه
لن أكثر من هذا الموضوع الأمر سهل جدا والمسألة مسألة قلوب ولن تتمكن من التحكم بقلبك فضلا عن قلب غيرك ولم يأمرنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بحب أبي بكر أكثر من عمر وحب عمر أكثر من عثمان وحب عثمان أكثر من علي إخوان يجب عدم المبالغة بارك الله فيكم
أبو بكر الرأس ولن يبلغ مكانته غيره لا عمر ولا علي وله سبق في الإسلام لم ينله غيره فماذا فعل علي خلال الفترة المكية غير نومه في فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينما أبو بكر كان نشطا جدا وأوذي وهدرت كرامته في سبيل الله وهذا السبق لن يعوض هذا شخص إصطفاه الله على إخوانه قضي الأمر
ونسأل الله أن يحشرنا معه قولوا آمين
لا يتقدمه في قلبي أحد أبو بكر الصديق الأكبر ثاني إثنين نسيج وحده ورب الكعبة
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[16 - 09 - 10, 10:25 م]ـ
عموما هذه وجهة نظرك ..
وأنا لا أنكر أنه يقع في قلب إنسان حب غيرهما أكثر منهما لمعنى مناسبة ما، سواء نسب أو إعجاب أو غيره، لكن هذا ينبغي أن يعالجه، وان يقدم ما يحبه الله ورسوله على ما يحبه لمعنى آخر ليحصل رتبة الكمال في حبه ...
وكما في الحلية أنه (قال رجل لسفيان ما أزعم أن عليا أفضل من أبي بكر وعمر ولكن أجد لعلي ما لا أجد لهما فقال سفيان أنت رجل منقوص)
وكذا (سمعت عبدالوهاب الحلبي يقول سألت سفيان الثوري ونحن نطوف بالبيت عن الرجل يحب أبا بكر وعمر إلا أنه يجد لعلي من الحب ما لا يجد لهما قال هذا رجل به داء ينبغي أن يسقى دواء)
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/232)
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[19 - 09 - 10, 03:17 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عمر البيسوني فقد أفدت وأجدت، فالحب الحقيقي هو الحب في الله - نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتحابين فيه - وهذا الحب نوع من الايمان، ويبنبغي أن يزيد لأكثر الناس حبا لله ولرسوله وطاعة لله ولرسوله، ولذلك حب علي مع مع اعتقاد أفضيلة أبي بكر كلام متناقض لا يجوز، فالأفضل عند الله هو الأحب إلينا، ومن جمع بين هذا التناقض لم يكن حبه لله فتأمل.
ولي اعتراض على صيغة سؤال الأخ لطفي حيث قال فيه (الأخير) ويقصد أبا بكر، فهوو وإن كان لا يريد نقصا من الصديق - من حسن الظن فيه - إلا أن هذا التعبير لا يجوز ولا يليق، فالصديق هو الأول الأول الأول، ولم يكن في يوم ثانيا فضلا عن أن يكون أخيرا، وقل فصرح باسمه ولا تشر إليه بمثل هذا بارك الله فيك
أما جواب الرسول لعمرو فواضح انه أراد أولا مجبوبه من النساء فالسؤال عام وقد أجاب رسول الله على احب الناس إليه منهم من جهة خاصة، وكأني به يريد أن يصرف عمروا عن هذا السؤال حتى لا يصارحه بأن كثيرا من الرجال هم أحب اليه منه وااله أعلم.
تنويه: ابو بكر احب الناس لرسول الله ومن لوازم محبة رسول الله محبة من يحب
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[19 - 09 - 10, 04:24 م]ـ
السيد عمرو البسيوني بارك الله فيك، كلامك غاية في الوجاهة، ايذن لي بسؤال:
هل تعلم أحدا من أهل العلم من المتقدمين تكلم في هذه المسألة؟
أخي أبا جعفر، اعتراضك صحيح، أشكر لك حسن ظنك فما كان لي أن أقول عن الصديق ما ليس لي بحق، ومعاذ الله أن أفعل، خبت وخسرت أنا إذا. وددت لو كان بالإمكان تغيير العنوان إن سمح المشرف به.
وبارك الله في الجميع.
ـ[عبدالله بورغد]ــــــــ[20 - 09 - 10, 12:11 م]ـ
ردا على سؤال السائل:
اقول هذا النوع الذي يقول عنه الامام الذهبي في سير اعلام النبلاء: (فيه تشيع يسير)
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[20 - 09 - 10, 02:47 م]ـ
يا أخي ليس إلى هذا قصدت، فليس تأصيل المسألة التشيع،
وليس السؤال مقتصرا على علي رضي الله عنه، ويبدو أني أخطأت في التمثيل به إذ يتبادر إلى الذهن مسألة التشيع،
فاجعل مكانه عمر أو عثمان أو سعد أو أبو عبيدة أو غيرهم رضوان الله عليهم أجمعين.
ـ[ابو ربا]ــــــــ[20 - 09 - 10, 03:21 م]ـ
المحبة عند كاملي الايمان مبنية على قدر ايمان المحبوب لان حبه لله تعالى وليس لنسب او سبب فالتقديم لله تعالى
وقد جاءت النصوص بتفضيل ابو بكر رضي الله عنه ولا يمكن ان يقدم كاملُ الايمان في المحبة احدا على ابي بكر رضي الله عنه للسبب الذي ذكرنا
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[21 - 09 - 10, 11:47 ص]ـ
قال أبو عمر بن عبد البر رحمه الله في ترجمة آخر الصحابة موتاً (أبي الطفيل عامر بن واثلة):
كان يعترف بفضل أبي بكر و عمر لكنه يقدم علياً. اهـ
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[21 - 09 - 10, 01:54 م]ـ
قال أبو عمر بن عبد البر رحمه الله في ترجمة آخر الصحابة موتاً (أبي الطفيل عامر بن واثلة):
كان يعترف بفضل أبي بكر و عمر لكنه يقدم علياً. اهـ
وهذا غير ما نحن فيه، لأن هذا فيه تقديم علي عليهما، يعني تفضيله عليهما!
وابن عبد البر ينسب ذلك لغيره كعمار وسلمان على ما أذكر.
وكلام أهل السنة متواتر في تفضيل الشيخين على من عداهما، وهو محل إجماعهم، ومن قدم عليا عليهما فقد أزري بكل الصحابة، كما هو ذائع من كلام أهل السنة ...
وكل هذا لا حجة له، ولا دليل عليه، ولو كان فالقائل به أقرب منه للبحث عن إعذار منه للاحتجاج بقوله، وإلا فتفضيل الصديق ضروري عند من نظر في الكتاب والسنة، وكما يقرر شيخ الإسلام في مواضع ...
وبالله التوفيق
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:19 م]ـ
قال ابن كثير في البداية والنهاية (11/ 124):-
غريبة من الغرائب وآبدة من الاوابد
قال ابن أبي خيثمة: ثنا أحمد بن منصور ثنا سيار ثنا عبد الرزاق قال:
قال معمر مرة وأنا مستقبله وتبسم وليس معنا أحد فقلت له: ما شأنك؟ قال: عجبت من أهل الكوفة كأن الكوفة إنما بنيت على حب علي، ما كلمت أحدا منهم إلا وجدت المقتصد منهم الذي يفضل عليا على أبي بكر وعمر، منهم سفيان الثوري،
قال: فقلت لمعمر ورأيته؟ - كأني أعظمت ذاك -
فقال معمر: وما ذاك؟ لو أن رجلا قال: علي أفضل عندي منهما ما عبته إذا ذكر فضلهما ولو أن رجلا قال: عمر عندي أفضل من علي وأبي بكر ما عنفته.
قال عبد الرزاق: فذكرت ذلك لوكيع بن الجراح ونحن خاليين فاستهالها من سفيان وضحك وقال: لم يكن سفيان يبلغ بنا هذا الحد، ولكنه أفضى إلى معمر بما لم يفض إلينا،
وكنت أقول لسفيان: يا أبا عبد الله أرأيت إن فضلنا عليا على أبي بكر وعمر ما تقول في ذلك؟ فيسكت ساعة ثم يقول: أخشى أن يكون ذلك طعنا على أبي بكر وعمر ولكنا نقف.
قال عبد الرزاق: وأما ابن التيمي - يعني معتمرا - فقال: سمعت أبي يقول: فضل علي بن أبي طالب بمائة منقبة وشاركهم في مناقبهم، وعثمان أحب إلي منه.
هكذا رواه ابن عساكر في تاريخه بسنده عن ابن أبي خيثمة به.
وهذا الكلام فيه تخبيط كثير ولعله اشتبه على معمر فإن المشهور عن بعض الكوفيين تقديم علي على عثمان، فأما على الشيخين فلا، ولا يخفى فضل الشيخين على سائر الصحابة إلا على غبي، فكيف يخفى على هؤلاء الائمة؟ بل قد قال غير واحد من العلماء - كأيوب والدار قطني - من قدم عليا على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والانصار، وهذا الكلام حق وصدق وصحيح ومليح. انتهى كلامه رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/233)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 10 - 10, 02:20 م]ـ
رحم الله ابن كثير، وعنونته وتعقبه كافيان في تحصيل المعنى السليم ..
وهذا من باب ما يذكره ابن عبد البر كما أسلفنا
فإنه إن ثبت في حق قائله، فليس يعتبر حجة بحال، بل قائله أقرب إلى البحث في معذوريته من الاحتجاج بكلامه ..
ومن كلام شيخ الإسلام النفيس في ذلك: (وأما عثمان وعلي فكان طائفة من أهل المدينة يتوقفون فيهما وهي إحدى الروايتين عن مالك وكان طائفة من الكوفيين يقدمون عليا وهي أحدى الروايتين عن سفيان الثوري ثم قيل إنه رجع عن ذلك لما اجتمع به أيوب السختياني وقال من قدم عليا على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار وسائر أئمة السنة على تقديم عثمان وهو مذهب جماهير أهل الحديث وعليه يدل النص والإجماع والإعتبار.
وأما ما يحكى عن بعض المتقدمين من تقديم جعفر أو تقديم طلحة أو نحو ذلك فذلك في أمور مخصوصة لا تقديما عاما وكذلك ما ينقل عن بعضهم في على)
فهو من قواعد الحمل في هذا الباب، والله أعلم.
ـ[ابو ابراهيم امام العربي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:23 م]ـ
يارب احشرنا معهم
وألحقنا بمنازلهم
واسقنا من حوض نبيك بيده شربة هنيئة
ياأكرم الأكرمين
أنا ووالدي وكل من قرأ
آمين آمين
ـ[أبو موسى البهوتى]ــــــــ[12 - 10 - 10, 01:42 ص]ـ
والله ياأخوة أطروحة الأخ لطفى مصطفى الحسينى نظرية أكثر منه عملية وأعتقد ان هذا لقلة علمه ربما بمناقب ابى بكر الصديق وقد كنت فى وقت من الأوقات احب عمرا رضى الله عنه وافضل الصديق لفضله متابعة لكنى لما قرأت مناقب الصديق عندما تقدمت بى السن وجدته أفضل ومنذ ذلك الحين اصبح الصديق رضى الله عن الجميع احب الى برغم اننى اجد ربما فى شخصيتى شبها (نحيلا) بشخص عمر بن الخطاب لكن من نحن ومن هم؟ الحقيقة أخى لابد وان تراجع مناقب الصحابة مرة اخرى وستجد الفرق واضحا ومن ثم ستحب ابا بكرالصديق رضى الله عن الجميع
ـ[أبو مالك السعيدي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 10:55 م]ـ
حاول أخي بارك الله تعالى فيك قبل أن تلقي السؤال أو ما بدر من إشكال أن تجيب عليه بنفسك ثم تحاول
أن تقارن بين جوابك وكلام أهل العلم إن وجدت هذا .. وبعد هذا تجد أنك قد حصلت نعمة عظيمة وهي عقلك للمسألة قبل طرحك إياها لملتقى طلاب العلم هنا .. وهذا ما أرجوه لك وأسأل الله تعالى أن يوفقك وأن يسددك
قول يحتاج بعض النظر و التوضيح؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!(65/234)
ما أفضل الكتب في شرح الأسماء والصفات
ـ[تيمور أبو فهد]ــــــــ[23 - 08 - 10, 11:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما افضل الكتب فى شرح الأسماء والصفات ويكون سهل الحصول عليه من قريب -فى المكتبات-وليس الكترونيا
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[24 - 08 - 10, 07:03 ص]ـ
القواعد المثلى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
وشرحه المجلى لكاملة الكواري
وكتاب شرح اسماء الله الحسنى للشيخ الحمود النجدي
ومعتقد اهل السنة والجماعة في شرح اسماء الله الحسنى للشيخ محمد خليفة التميمي
كلها سهلة الحصول متيسرة ولا يستغنى عنها في هذا الباب
وفقك الله للخير
وأصلح الله ولدك وهداه للخير
ـ[محمود بن محمد حمدان]ــــــــ[24 - 08 - 10, 10:23 ص]ـ
هناك كتاب طيب في هذا الموضوع للشيخ الدكتور: محمود عبد الرزاق الرضواني (المصري).
ـ[أبو عبدالرحمن الحر]ــــــــ[24 - 08 - 10, 10:49 ص]ـ
مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ د عبدالرزاق بن عبد المحسن البدر.
ـ[تيمور أبو فهد]ــــــــ[24 - 08 - 10, 10:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم وجعله الله فى ميزان حسناتكم
وغفر الله لكم ولابويكم ولجميع المسلمين
ـ[حسين الفلسطيني]ــــــــ[25 - 08 - 10, 02:16 ص]ـ
هناك كتاب مختصر نافع عن أسماء الله الحسنى للشيخ سعيد بن وهف القحطاني صاحب الكتيبات النافعة
متن الواسطية و شروحها كشرح ابن عثيمين و شرح محمد هراس
كتاب أسماء الله و صفاته في معتقد أهل السنة و الجماعة لعمر الأشقر
كتاب أسماء الله الحسنى الهادية إلى الله و المعرفة به لعمر الأشقر
ـ[عبدالحميد حسن]ــــــــ[27 - 08 - 10, 07:51 ص]ـ
لمعة الاعتقاد الهادي الى سبيل الرشاد للامام موفق الدين عبدالله بن قدامه المقدسي
شرح العلامه محمد العثيمين رحمهما الله
ـ[إبراهيم بن صالح بن راشد]ــــــــ[28 - 08 - 10, 01:20 ص]ـ
ولله الأسماء الحسنى/لعبدالعزيز الجليل -دار طيبة
قال الشيخ الدكتور خالد السبت أنه من أفصل الكتب
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[28 - 08 - 10, 05:17 ص]ـ
من أفضل الكتب في الحقيقة وبعد التجربة .. :
العقيدة الواسطية مع شرحها المتين للشيخ صالح آل الشيخ .. وفقه الله
لمعة الإعتقاد مع شرحها المحرر بقلم العلامة ابم عثيمين .. رحمه الله
القواعد المثلى لابن عثيمين مع تعليق لها للشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله ..
اتقن هذه الثلاثة كتب ثم ازدلف إلى كتب شيخ الإسلام رحمه الله تعالى الواسعة في الفتاوى وغيرها .. ولكن اتقن المتون مع الشروح السابقة ..
وبالله التوفيق. . .
ـ[البدر العتيبي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 07:59 م]ـ
أكد على أهمية كتب د/خليفة التميمي وهي سلسة كتب نافعة
فالشيخ ذكر ضابط في عد الأسماء لم يذكره غيره وهو في غاية الأهمية
ـ[تيمور أبو فهد]ــــــــ[29 - 08 - 10, 12:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إتماما للفائدة فهذا ماأتفق عليه الاخوه فى النصائح المتقدمة
-القواعد المثلى ((الشيخ بن عثيمين))
-معتقد اهل السنة والجماعة فى شرح اسماء الله الحسنى ((الشيخ خليفة التميمي))
-لمعة الاعتقاد الهادى الي سبيل الرشاد شرح ((الشيخ بن عثيمين))
جزاكم الله خيرا وبارك لنا فى علمكم ونصائحكم
ـ[أبو أويس السلفى]ــــــــ[21 - 11 - 10, 02:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ولكن نريد الكتب المتوسعة (للطلبة المتوسطين والمتقدمين)(65/235)
هل يجوز هذا الدعاء
ـ[وليد]ــــــــ[24 - 08 - 10, 04:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
دعا إمام المسجد عندنا اليوم فقال:
اللهم اغفر لنا بسر الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهل هذا الدعاء جائز؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[24 - 08 - 10, 04:34 ص]ـ
أسأله أخي الكريم
فقل له هل أنت أفصح من الرسول صلى الله عليه وسلم؟
فإن قال لا
فقل له ولماذا لا تدعي بأدعيته هو بأبي وأمي التي جمعت الخير بحذافيره وتكتفي!!
عجيب أمر بعض الأئمة هداه الله
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[24 - 08 - 10, 06:57 ص]ـ
كل مرة يطلعون لنا بسر جديد
سر الفاتحة وسر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
واذا كان لهما سر فلماذا لم يقلها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا هو الكشف عندهم
كما قال أخونا أبو الحسن حفظه الله وبارك فيه (أدعية النبي صلى الله عليه وسلم فيها الخير كله فهي جوامع للكلم.
ـ[وليد]ــــــــ[25 - 08 - 10, 03:32 م]ـ
أخوي
أبا الحسن الأثري
أبا الفداء المصري
بارك الله فيكما وجزاكما خيرا
ولكن هل يجوز لي أن أؤمن على هذا الدعاء؟
ـ[عبدالحميد حسن]ــــــــ[27 - 08 - 10, 07:47 ص]ـ
لاتؤمن يااخي على الدعاء هذا المبتدع .... وانصحه لعل الله يرده الى السنه
ـ[وليد]ــــــــ[29 - 08 - 10, 05:02 ص]ـ
لاتؤمن يااخي على الدعاء هذا المبتدع .... وانصحه لعل الله يرده الى السنه
شكر الله لك أخي عبدالحميد
ننصح والله ولكن دائما الرد:
أنت تتبع الوهابية
المكفرين
الذين خرجوا على اجتماع الأمة
وخرجوا على الدولة العثمانية
وفعلوا وفعلوا ......
والله المستعان(65/236)
ما معنى قول الإمام الذهبي: وبابه: الاقرار، والامرار، وتفويض معناه إلى قائله الصادق المعصوم.
ـ[أبو عبد الله وعزوز]ــــــــ[24 - 08 - 10, 01:45 م]ـ
ذكر هذا الكلام في سير أعلام النبلاء (8/ 105).
وهل صحيح أن الإمام الذهبي رجع عن بعض مايقوله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[24 - 08 - 10, 03:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ما معنى قول الإمام الذهبي: وبابه: الاقرار، والامرار، وتفويض معناه إلى قائله الصادق المعصوم.
بعض العلماء رحمهم الله كانوا يطلقون "المعنى" ويقصدون به "المعنى التفصيلي" أي "الكيفية"، ولا يقصدون بها المعنى العام المفهوم من الخطاب الذي يقصده القائلون بتفويض المعنى.
فهو يؤمن بإمرارها على ظاهرها وتفويض الكيفية
ما الدليل على كلامي هذا؟
الدليل هو أقوال الحافظ الذهبي رحمه الله في كتبه، من أمثلة ذلك:
قال في العلو للعلي الغفار:
(وقال نحو هذا القول قبل الخطيب الخطابي أحد الأعلام وهذا الذي علمت من مذهب السلف والمراد بظاهرها أي لا باطن لألفاظ الكتاب والسنة غير ما وضعت له
كما قال مالك وغيره الإستواء معلوم
وكذلك القول في السمع والبصر والعلم والكلام والإرادة والوجه ونحو ذلك هذه الأشياء معلومة فلا نحتاج إلى بيان وتفسير لكن الكيف في جميعها مجهول عندنا والله أعلم)
وقال: (العلو للعلي الغفار - (ص251)
قلت المتأخرون من أهل النظر قالوا مقالة مولدة ما علمت أحدا سبقهم بها
قالوا هذه الصفات تمر كما جاءت ولا تأول مع إعتقاد أن ظاهرها غير مراد فتفرع من هذا أن الظاهر يعني به أمران أحدهما أنه لا تأويل لها غير دلالة الخطاب كما قال السلف الإستواء معلوم
وكما قال سفيان وغيره قراءتها تفسيرها
يعني أنها بينة واضحة في اللغة لا يبتغى بها مضائق التأويل والتحريف
وهذا هو مذهب السلف مع إتفاقهم أيضا أنها لا تشبه صفات البشر بوجه إذ الباري لا مثل له لا في ذاته ولا في صفاته
الثاني أن ظاهرها هو الذي يتشكل في الخيال من الصفة كما يتشكل في الذهن من وصف البشر فهذا غير مراد
فإن الله تعالى فرد صمد ليس له نظير وإن تعددت صفاته فإنها حق ولكن ما لها مثل ولا نظير فمن ذا الذي عاينه ونعته لنا ... ) إلخ كلامه رحمه الله
وقال في سير أعلام النبلاء (10/ 610):
أخبرنا إسماعيل بن عبدالرحمن المعدل سنة ثلاث وتسعين وست مئة، أخبرنا الامام أبو محمد بن قدامة، أخبرنا محمد بن عبدا لباقي، أخبرنا أبو الفضل أحمد بن خيرون، وأبو الحسن بن أيوب البزاز، قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، أخبرنا أبو سهل بن زياد القطان، أخبرنا محمد بن إسماعيل الترمذي، سمعت نعيم بن حماد يقول: من شبه الله بخلقه، فقد كفر، ومن أنكر ما وصف به نفسه، فقد كفر، وليس [في] ما وصف الله به نفسه ولا
رسوله تشبيه.
قلت: هذا الكلام حق، نعوذ بالله من التشبيه ومن إنكار أحاديث الصفات، فما ينكر الثابت منها من فقه، وإنما بعد الايمان بها هنا مقامان مذمومان: تأويلها وصرفها عن موضوع الخطاب، فما أولها السلف ولا حرفوا ألفاظها عن مواضعها، بل آمنوا بها، وأمروها كما جاءت.
المقام الثاني: المبالغة في إثباتها، وتصورها من جنس صفات
البشر، وتشكلها في الذهن، فهذا جهل وضلال، وإنما الصفة تابعة للموصوف، فإذا كان الموصوف عزوجل لم نره، ولا أخبرنا أحد أنه عاينه مع قوله لنا في تنزيله: (ليس كمثله شئ) [الشورى: 11] فكيف بقي لاذهاننا مجال في إثبات كيفية البارئ، تعالى الله عن ذلك، فكذلك صفاته
المقدسة، نقر بها ونعتقد أنها حق، ولا نمثلها أصلا ولا نتشكلها.
وقال:
قلت: قد صار الظاهر اليوم ظاهرين: أحدهما حق، والثاني باطل، فالحق أن يقول: إنه سميع بصير، مريد متكلم، حي عليم، كل شئ هالك إلا وجهه، خلق آدم بيده، وكلم موسى تكليما، واتخذ إبراهيم خليلا، وأمثال ذلك، فنمره على ما جاء، ونفهم منه دلالة الخطاب كما يليق به تعالى، ولا نقول: له تأويل يخالف ذلك.
والظاهر الآخر وهو الباطل، والضلال: أن تعتقد قياس الغائب على الشاهد، وتمثل البارئ بخلقه، تعالى الله عن ذلك، بل صفاته كذاته، فلا عدل له، ولا ضد له، ولا نظير له، ولا مثل له، ولا شبيه له، وليس كمثله شئ، لا في ذاته، ولا في صفاته، وهذا أمر يستوي فيه الفقيه والعامي، والله أعلم. (سير أعلام النبلاء (19/ 449))
وأظن هذا كافٍ إن شاء الله
فالذهبي رحمه الله يقصد بالامرار = إمراره على ظاهره .. وهو ما قاله السلف الصالح: أمروها كما جاءت بلا كيف ... يقصدون امرارها على ظاهرها
وهل صحيح أن الإمام الذهبي رجع عن بعض مايقوله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله؟
رجع عن أي قول بالضبط؟ وما الدليل على رجوعه عنه؟
ـ[محمد اسامه الصيرفى]ــــــــ[27 - 08 - 10, 03:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم على هذا الشرح(65/237)
هل هناك رد على الحيدري
ـ[أبوأسامة العروسي]ــــــــ[24 - 08 - 10, 09:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في المدة الأخيرة شهدت على قناة الكوثر الشيعية رجل من علماء الشيعة إسمه كمال الحيدري.سمعته يطعن في الشيخ إبن تيمية ويطعن في أهل السنة على أنهم مجسمة فهل يوجد رد على هذا المتعفن الكذاب.أرجوا من الإخوة الكرام أن يدلونا على مواقع ترد على هذه العقائد المتعفنة.
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[24 - 08 - 10, 09:58 م]ـ
الرد على الحيدري
http://www.d-alsonah.com/vb/showthread.php?t=8937
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=217323
http://www.alrad.net/hiwar/hydary/(65/238)
يا علي ...... أنت وشيعتك في الجنة!!
ـ[أبو الوليد المقتدي]ــــــــ[24 - 08 - 10, 10:53 م]ـ
هذا الحديث موجود في واجهة موقع الشيعة مركز آل البيت العالمي - زعموا -
http://www.m5zn.com/uploads/2010/8/24/photo/0824101008439ly0f8mckzr9qd6j1q.jpg موضوع
قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة
(يا عليّ! أنتَ وأصحَابُك في الجنة، أنت وشِيعَتُك في الجنة، إلا أنه ممَّنْ يزعمُ أنه يُحِبُكَ أقوام يُضْفَزُون الإسلام ثم يَلْفِظُونَهُ، يقرأون القرآنَ لا يجاوزُ تراقِيَهُمْ، لهم نَبَزٌ, يقال لهم: الرافضة، فإن أَدْرَكْتَهُم فجاهِدْهُمْ، فإنهم مشركون.
فقلتُ: يا رسولَ الله! ما العلامةُ فيهم؟ قال: لا يشهدونَ جُمُعَةً ولا جماعةً، ويَطْعَنونَ على السَّلَفِ الأول)
موضوع
أخرجه الطبراني في " الأوسط " (2/ 112 / 2/ 6749)، والخطيب في " التاريخ " (12/ 358) من طريق الفضل بن غانم: حدثنا سوار بن مصعب عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن أم سلمة قالت:
كانت ليلتي، وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندي، فأتته فاطمة، فسبقها علي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:. . . . فذكره، وقال الطبراني:
" لم يروه عن عطية عن أبي سعيد عن أم سلمة إلا سوار بن مصعب "
قلت: وهو متهم، قال البخاري:
" منكر الحديث ". وقال النسائي وغيره:
" متروك ". وقال ابن حبان (1/ 356):
" كان ممن يأتي بالمناكير عن المشتهير، حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها ". بل قال الحاكم:
" روى عن الأعمش وابن خالد المناكير، وعن عطية الموضوعات "(65/239)
تناقضات الأشعرية (16): ينفون الصفات الذاتية الخبرية ويثبتون الصفات السبعة لله جل وعلا!!! - عافاني الله وإياكم من ذلك -
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[25 - 08 - 10, 05:25 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله , أما بعد:
أشكر أخي الكريم " محمد براء " في سلسلته تناقضات الأشعرية , وأحببت أن أضيف عليها.
تناقضهم الواضح البين في ما يقومون به من نفي الصفات الذاتية الخبرية " كاليد والعين والرجل والوجه " لأنها تعارض - بزعهم- قول الله تعالى " ليس كمثله شيء " , ومع ذلك فإنهم يثبتون صفة الذات والصفات السبعة " الحياة والكلام والقدرة والسمع والإرادة والبصر والعلم " وهي كذلك توهم التشبيه. فأي تناقض هذا.
لماذا أثبتهم هذه ولم تثبتوا بقية الصفات التي جاءت في الكتاب والسنة الصحيحة؟؟؟
بارك الله فيكم وأحسن إليكم.
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[25 - 08 - 10, 02:39 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله , أما بعد:
أشكر أخي الكريم " محمد براء " في سلسلته تناقضات الأشعرية , وأحببت أن أضيف عليها.
تناقضهم الواضح البين في ما يقومون به من نفي الصفات الذاتية الخبرية " كاليد والعين والرجل والوجه " لأنها تعارض - بزعهم- قول الله تعالى " ليس كمثله شيء " , ومع ذلك فإنهم يثبتون صفة الذات والصفات السبعة " الحياة والكلام والقدرة والسمع والإرادة والبصر والعلم " وهي كذلك توهم التشبيه. فأي تناقض هذا.
لماذا أثبتهم هذه ولم تثبتوا بقية الصفات التي جاءت في الكتاب والسنة الصحيحة؟؟؟
بارك الله فيكم وأحسن إليكم.
وفيك بارك أخي الكريم. .
من اقتصر على إثبات الصفات السبع هم طبقة أبي المعالي الجويني. . ((وهؤلاء لا ينفون الصفات الخبرية بل يتأولونها)).
أما مذهب متقدمي الأشاعرة هو إثبات الصفات الخبرية كالوجه واليدين والعينين. .
* قال الجويني في كتابه الإرشاد:
" ذهب بعض أئمتنا إلى أن اليدين والعينين والوجه صفات ثابتة للرب تعالى، والسبيل إلى إثباتها السمع دون قضية العقل، و الذي يصح عندنا حمل اليدين على القدرة، وحمل العينين على البصر، وحمل الوجه على الوجود ".
وفقك الله لك خير. .
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 - 08 - 10, 08:37 م]ـ
أحسن الله إليك
السلسلة لم أفرغ منها بعد، فما زال لدي في القائمة مواضيع لم أكتبها بعد، والتناقض الذي تفضلت به موجود في تلك القائمة وهو من التناقضات المشهورة التي ذكرها ابن تيمية وابن القيم في مواضع كثيرة من كتبهما.
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[25 - 08 - 10, 11:27 م]ـ
منكم نستفيد. .
رفع الله قدركم. . وبارك فيكم. .
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 01:56 ص]ـ
وفيكم بارك , وجزاكم الله خيرا ..
أخي الحبيب الفاضل " علي القحطاني " أليس ما ذهبوا إليه من الإثبات الذي ذكرته عنهم هو حقيقة تحريف. وإن أردنا أن نتنزل معهم فهو إثبات جزئي لا كلي؟؟.
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[26 - 08 - 10, 02:28 ص]ـ
حياك الله شيخنا أبا عبد العزيز. .
تقصد إثبات متأخري الأشاعرة؟
نعم هو تحريف و لا شك، لكن أهل العلم لا يقولون أنهم نفوا بعض الصفات. . بل يُقال أنهم تأولوا ولم ينفوا.
هذا ما أريد، لأنك قلت: (ما يقومون به من نفي الصفات الذاتية الخبرية).
حفظك الله ورفع قدرك. .
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 09:19 م]ـ
بارك الله فيك.
وجزاكم الله خيرا.(65/240)
لماذا لم ينتصر المسلمون في حنين
ـ[أبو حنفى]ــــــــ[25 - 08 - 10, 07:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
قال الدكتور محمد راتب النابلسي في الدقيقة الثامنة من الوجه الأول من الشريط الخامس من مجموعة أسماء الله الحسنى أسم الله النصير ما نصه:
" ولماذا لم ينتصر المسلمون في حنين؟ طبعاً بأحد وقعوا في معصية لرسول الله أما في حنين وقعوا في شرك خفي، فقالوا لن نهزم من قلة " أهـ.
وسؤالي لإخواني الكرام: هل يجوز أن ننسب الشرك للصحابة الكرام؟؟
ـ[حنفى شعبان]ــــــــ[08 - 09 - 10, 11:49 ص]ـ
السلام عليكم الذى أعلمه ان الصحابة هزموا فى أول الامر ثم أنزل الله نصره وغنم الصحابة غنائم لم يغنموها فى غزوة قبل ذلك واعطى فيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عطاء من لايخشى الفقر والمسألة جوابها فى قوله تعالى (ويوم حنين اذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين) انما هو العجب بالكثرة والله أعلم
ـ[أبو حنفى]ــــــــ[09 - 09 - 10, 11:53 م]ـ
بورك فيك أخي الحبيب حنفي شعبان وجزاك الله خير الجزاء، لكن ما زال السؤال قائم: هل هناك علاقة بين إعجاب المرء بنفسه وبين الشرك الخفي؟
ليت إخواننا يشاركوننا لنتعلم منهم
وكل عام وأنتم جميعا بخير
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[10 - 09 - 10, 05:35 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم هلا أرسلت لي نسخة عن التسجيل الصوتي الذي تتحدث عنه أود ان أستمع إليه
بارك الله فيك.
ـ[أبو حنفى]ــــــــ[12 - 09 - 10, 10:19 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم هلا أرسلت لي نسخة عن التسجيل الصوتي الذي تتحدث عنه أود ان أستمع إليه
بارك الله فيك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الحبيب اليزن، تقبل الله منا ومنكم وعيدكم مبارك، سامحني أخي حيث أني لا أعلم كيفية رفع ملف على المنتدى ولكن لو علمتني سأفعل إن شاء الله تعالى، لكن يمكنك استخدام هذا الرابط للوصول للشريط المذكور
http://islamicmedia.wordpress.com/nabulsi/
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[12 - 09 - 10, 07:41 م]ـ
جزاك الله خيرًا .. و لكنني ما أزال أنتظر ردًا على موضوع الشرك الخفي .. لا أدري هل من أحد يستطيع أن يسأل أحد أهل العلم في هذا ..
بارك الله فيكم(65/241)
صفات الافعال. هل ستتعطل؟
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 04:24 م]ـ
إذا فصل الله سبحانه بين عباده يوم الفصل وفرغ من القضاء فاسكن اهل طاعته جنته،وادخل اهل معصيته ناره، ونودي بخلود الفريقين،فلمن سيغفر بعد ذلك، وعمن سيعفو،وبين من سيحكم، ومن سيغيث ويشفي ويغني ويرفع ويضع، ووو ,؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[26 - 08 - 10, 07:48 م]ـ
السلام عليكم
ما سبب هذا السؤال؟
ما الذي جعله يطرأ في بالك؟
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 08:35 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته.وبعد فقد قرأت لملا علي القاري كلاما في الصفات الفعلية وعرفها بقوله: (وهي التي يتوقف ظهورها على وجود الخلق) فوقع في نفسي هذا السؤال. فما الجواب؟
ـ[عمرو جمال حسن أبوشاهين]ــــــــ[29 - 08 - 10, 03:06 ص]ـ
سبحان الله
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[29 - 08 - 10, 11:51 ص]ـ
سبحانه سبحانه سبحانه عدد خلقه ورضا نفسه و زنة عرشه ومداد كلماته.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[29 - 08 - 10, 12:43 م]ـ
الحي يلزم كونه فعالا ..
ولا يلزم أن يفعل كل أفعاله ..
فيفعل ما تقتضيه حكمته ...
والفعل من حيث المفهوم والمصداق يكون ولا يكون، فإن لم يكن لا يسمى معطلا إذ برز في الوجود ولو مرة ...
وفوق ذلك كله لا شيء في الشرع او العقل يمنع أن يخلق الله خلقا بعد خلق، وخلقا قبل خلق ..
ثم إن أغلب ما ذكرت لا ينقطع في الآخرة بحسب علمنا القاصر، فهو يرفع أقواما في الجنة، فهم في رفعته عز وجل دائمين، ويضع أقواما في دار نقمته، فهم في خفضه دائمين، ويرحم أقواما ويتعطف عليهم فيجدد لهم صنوف النعيم، ويتفضل عليهم ويكرمهم برؤيته حينا بعد حين، والمغفرة من جنس الرحمة ليست مستقلة عنها، ونحو ذلك مما الله به عليم.
وفي الجملة فإن الجنة و ما فيها والنار و ما فيها من عمد أهل الملل جميعا في استمرار فعاليته وتسلسلها بلا آخر عز وجل.
والله أعلم.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[29 - 08 - 10, 02:12 م]ـ
إذن يقال:صفاته سبحانه كلها فاعلة ومؤثرة أزلا وابدا،فقد كان خالقا قبل ان يخلق خلقه،رازقا قبل ان يرزق مرزوقيه،وهو على ماكان عليه،لا يتعطل شيء من صفاته و لا اسمائه،فالمتعطل هو متعلق الصفة أعني عدم من تعمل فيه،
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[29 - 08 - 10, 03:19 م]ـ
إذن يقال:صفاته سبحانه كلها فاعلة ومؤثرة أزلا وابدا،فقد كان خالقا قبل ان يخلق خلقه،رازقا قبل ان يرزق مرزوقيه،وهو على ماكان عليه،لا يتعطل شيء من صفاته و لا اسمائه،فالمتعطل هو متعلق الصفة أعني عدم من تعمل فيه،
القول بالتعلقات باطل ..
والذي في كلامي أن الله يفعل ولا يفعل، لكنه لا يخلو عن الفعل أبدا ..
وكونه لا يفعل الفعل المعين لاقتضاء حكمته عدمه ـ إذ الحكمة تقضتي العدم كما تقتضي الإيجاد ـ فلا يسمى ذلك تعطيلا ...
فالقول أنه خالق قبل أن يخلق ـ عند من يرى أن الله لم يخلق شيئا قبل شيء بلا بداية في الواقع ـ معناه أنه خالق بالقوة والصفة، ثم يخلق بالفعل، عندما يوجِد المخلوق ..
فقولك وهو على ماكان عليه، إن كان المراد به من حيث الاتصاف بالصفات فصحيح
وإن كان المراد به نفس الأفعال فغلط، وهو قول الخلفية من منكري أفعاله الاختيارية، التي يسمونها حوادث، ويمنعون أن تقوم بنفسه تلك الحوادث، أما أهل السنة فيقولون يفعل ماشاء إذا شاء، كل يوم هو شأن، وإن الله يحدث من أمره ما يشاء
وإذا فهم ذلك فقولك المتعطل هو متعلق الصفة خطأ، فلا شيء يسمى التعلق على التحقيق، لأن إثباته ـ إن كان له ثبوت في الخارج ـ يفضي إلى تسلسل التعلقات، والرازي نفسه حقق عدم ثبوتها و أن القائل بها يلزمه القول بالحوادث.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[29 - 08 - 10, 08:06 م]ـ
القول بالتعلقات باطل ..
أنا اتحدث عن تعلق الصفة بالموجودات،لا تعليقها. لذلك دعني افهم منك معنى"التعلقات"التي حكمت ببطلانها ثم نواصل البحث ان شاء الله.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[30 - 08 - 10, 02:06 ص]ـ
يعتقد الأشاعرة وغيرهم أن صفات الله طرا قديمة، وأن تلك الصفات لا تتجدد، ولا يفعل الله فعلا باختياره، بل أفعال الله هي مفعولاته، فأفعاله مخلوقه، والذي يتجدد عندهم ليس الصفة وإنما تعلقها بالمفعول، فصفة الخلق مثلا قديمة، ليس لها آحاد، ولا تتجدد، وإنما يتجدد لها تعلقات، والتعلق في اصطلاحهم (كون الصفة بحيث تطلب أمرا زائدا عليها)، فتتعلق بآدم فيكون آدم، وتتعلق بغيره فيكون، وهذا ما يسمونه الفرق بين (التعلق الصلوحي القديم) وهو كون الصفة صالحة لأن تتعلق بغيرها، أو مجرد قيامها به، و (التعلق التنجيزي الحادث) الذي هو يتعلق بالمفعول أو المراد.
ثم قالوا هذا التعلق التنجيزي الحادث عدمي، إذ لو كان وجوديا لم يخل أن يكون أحدثه الله بلا تعلق أو بتعلق، فإن كان الأول لزم حلول الحوادث به تعالى وهو المطلوب نفيه!، وإن كان الثاني لزم التسلسل.
وقولهم بكون التعلق عدميا لا قيمة له في بداهة العقل، ويلزم منه أن يقع العدم بين الموجودين فيكون مؤثرا!، ويلزم منه إيجاد العدمي للوجودي وعدم إيجاد الوجودي (الصفة) للوجودي (المفعول)، وعليها إيرادات أخرى كثيرة، أفضت بالرازي أن يصرح أن القول بالتعلقات مفاده القول بحلول الحوادث بالله.
يقول شيخ الإسلام (الكلابية يقولون فى جميع هذا الباب المتجدد هو تعلق بين الأمر والمأمور وبين الإرادة والمراد وبين السمع والبصر والمسموع والمرئي فيقال لهم هذا التعلق إما أن يكون وجودا وإما أن يكون عدما فإن كان عدما فلم يتجدد شيء فإن العدم لا شيء وإن كان وجودا بطل قولهم.
وأيضا فحدوث تعلق هو نسبة وإضافة من غير حدوث ما يوجب ذلك ممتنع فلا يحدث نسبة وإضافة إلا بحدوث أمر وجودي يقتضى ذلك)
أما اعتقادنا فهو أن الله متصف بالصفة أزلا، و يحدث من أمره ما يشاء، فهو خالق أزلا من حيث الاتصاف، ويتجدد له أفعال الخلق إذا أراد، وهو ما يعبر عنه بقولهم (قديم الجنس حادث الآحاد)، وحدوث الآحاد ليس خلقا لها، فهي حوادث غير مخلوقة، إذ كل مخلوق محدث، وليس كل محدث مخلوقا.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/242)
ـ[أبو عبيدة التونسي السلفي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 03:08 ص]ـ
أولا أفعال الله متعلقة بإرادته سبحانه , فلا يعني عدم الفعل انعدام الصفة المتعلقة به
ثانيا ألا ترى أن خلود أهل الجنة فيها يدل على دوام صفة الرضوان والرحمة والمحبة والغفران ووو , وأن خلود أهل النار فيها يدل على أبدية صفة الغضب والسخط وووو
فليست هذه الصفات مرتبطة بحال قضاء الله بينهم بالحق فقط كما ظننت بل هي دائمة , فلو زالت صفة الغضب مثلا ونحوها من الصفات لما خلد ألئك في النار ولنجوا بزوالها
فسبحان الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[12 - 09 - 10, 03:30 ص]ـ
انظر الى قوله تعالى:
(وربك الغنى ذو الرحمه ان يشا يذهبكم وياتى بعدكم ما يشاء كما انشاكم من ذريه قوم اخرين) (سوره الانعام)
وقوله تعالى:
(أ لم تر أن الله خلق السموات و الأرض بالحق إن يشأ يذهبكم و يأت بخلق جديد و ما ذلك على الله بعزيز) (إبراهيم: 20)(65/243)
أفيدوني جزاكم الله خبر الجزاء
ـ[ابوثامر]ــــــــ[27 - 08 - 10, 11:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن مسلمين نؤمن بالقرآن حرفاً حرفاً ولاشك. القرآن يؤكد بأن الرسول الكريم قد أبلغ الرساله كامله غير منقوصه وتعهد الله عز وجل بحفض كتابه
كما قال تعالى
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ?9?
ونحن أهل السنه والجماعه ننتقد الشيعه على سبيل المثال بل ونمقتهم وخاصه لقولهم بأن القرآن محرف. وأن النوري الطبرسي في تأليفه كتاب فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب قد أرتكب أفضع الأخطاء وقد حكمنا عليه بالكفر لأنه يعارض نص القرآن الكريم. من هنا وأثناء قرائتي لصحيح البخاري ومسلم وجدت أحاديث تنص صراحه على أن هناك زياده في القرآن وبعد وفاة الرسول الكريم عليه السلام وهي
قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء، فطلبهم فوجدهم، فقال: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله؟ قال: كلنا، قال: فأيكم أحفظ؟ فأشاروا إلى علقمة، قال: كيف سمعته يقرأ: {والليل إذايغشى}. قال علقمة: {والذكر والأنثى}. قال: أشهد أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هكذا، وهؤلاء يريدونني على أن أقرأ: {وما خلق الذكر والأنثى}. والله لا أتابعهم.
الراوي: أبو الدرداء المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 4944
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
..........
لقيت أبا الدرداء. فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من أهل العراق. قال: من أيهم؟ قلت: من أهل الكوفة. قال: هل تقرأ على قراءة عبدالله بن مسعود؟ قال قلت: نعم. قال: فاقرأ: والليل إذايغشى. قال فقرأت: والليل إذايغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى. قال فضحك ثم قال: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها.
الراوي: أبو الدرداء المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - لصفحة أو الرقم: 824
خلاصة حكم المحدث: صحيح
أليس هذه الأحاديث إذا كانت صحيحه بحق تفيد بزياده كلمات في القرآن ليس منه (وما خلق)؟ أنتظر إجابتكم وفقكم الله ورفع قدركم
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[27 - 08 - 10, 06:29 م]ـ
السلام عليكم
اخي الكريم علمت شيئا وغابت عنك اشياء
اخرج الشيخين من حديث عمر ابن الخطاب قال *سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرء سورة الفرقان على غير ما اقرئها -وفي رواية -على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله اني سمعت هذا يقرء سورة الفرقان على غير ما اقرئتنيها فقال رسول الله -ارسله.اقرء-فقرا القراءة التي سمعته يقرئها فقال رسول الله هكذا انزلت ثم قال لي اقرء فقرءت فقال هكذا انزلت ان هذا القرءان انزل على سبعة احرف فاقرؤ ما تيسر منه *
وحكى ابن عبد البر عن بعض المتاخرين من اهل العلم انه قال تدبرت وجوه الاختلاف في القرءان فوجدتها سبعة .... ومنها قرائت ابن مسعود وابي الدرداء *والذكر والانثى* كما ثبت في الصحيحين
فهي قراءة من الاحرف السبعة التي نزل القرءان بها وليست خارجة عنها
والله اعلم
ـ[ابوثامر]ــــــــ[28 - 08 - 10, 10:02 ص]ـ
فهي قراءة من الاحرف السبعة التي نزل القرءان بها وليست خارجة عنها
والله اعلم
رفع الله قدرك وجزاك كل خير.(65/244)
سؤال مهم لمتحيرة في أمر الشيعة
ـ[محمد العقيلي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 05:46 م]ـ
عرضت أخت هذه المشكلة وتريد ردا يشفيها وهذا سؤالها:-
أنا ديم العمانية طرقت باب حواركم الفكري الاسلامي من اجل عقيدتي والثبات عليها فقد كنت اتابع برنامج مطارحات في العقيدة المعروض على قناة الكوثر الفضائية وقد استوقفتني الكثير من التساؤلات لدى متابعتي لهذا البرنامج التي اولها هي هل ان هذا الشيخ الرافضي كمال الحيدري يريد ان يضلنا ام ينورنا لما فيه هدايتنا فان كان يريد ان يضلنا لم يبحث بمصادرنا ليدلنا على كل ماهو صحيح وضعيف وينبهنا عن كل حديث موضوع ومنحرف وبطريقة غريبة في الاستدلال ومن مصادرنا ايضا
وتساؤلي الثاني هو لماذا لم يكن هناك من علماؤنا ومن جميع المذاهب من يبحث بهذه الطريقة وهذا الاسلوب وبشكل مباشر على الهواء في تنوير الناس على الرغم من توفر الفضائيات العديدة التي سخروها من اجل الدين
وتساؤلي الثالث هو لماذا هذا السكوت من قبل علماؤنا ومن جميع المذاهب للتطرق بمناقشة احد بحوث او احد حلقات هذا الشيخ ودعوة الناس الى فهم حقيقة دينهم على الرغم من توفر الفضائيات
وأخيرا لاأريد ان اقول كما قال التيجاني (ثم .. اهتديت) واني كنت على ضلال في مسيرة حياتي
أرجو أنصافي وانقاذي من حيرتي
ـ[محمد العقيلي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 06:06 م]ـ
تسأل الأخت أيضا هذا السؤال وأخشى إن لم يجبها أحدأن تصيبها فتنة في دينها فهل منكم من مجيب؟؟؟ وهذا سؤالها:-
أنظروا اخواني كيف توصل هؤلاء الرافضة الى اثبات قول الخليفة معاوية (رض) في انه احق بالخلافة من الخليفة الثاني سيدي عمر بن الخطاب (رض)
حيث ورد في صحيح البخاري، طبعة المكتبة السلفية، المجلد الثالث، الرواية رقم 4108، ص 117باب 29، غزوة الخندق وهي الأحزاب
في ذيل الحديث:قال حدثنا ابراهيم بن موسى، خبرنا هشام عن معمر عن الزهري، عن سالم عن ابن عمر قال: وأخبرني ابن طاووس عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر
قال: دخلت على حفصة قلت قدكان من أمر الناس ما ترين، فلم يُجعل لي من الأمر شيء، (أي الخلافة بعد ابيه عمر بن الخطاب (رض)
قالت: إلحق فإنهم ينتظرونك وأخشى ان يكون في احتباسك عنهم فرقة، فلم تدعه حتى ذهب، فلما تفرق الناس خطب معاوية قال:
من كان يريد ان يتكلم فليطلع لنا قرنه فلَنحنُ أحق بهِ منه ومن أبيه!! (أي أحق من ابن عمر ومن أبيه عمر بن الخطاب)
أتساءل كيف يمكن لصحابي ان ينتقص من احد الخلفاء الراشدين وهو عمر بن الخطاب (رض)
فهل هذه الاحاديث صحيحة ام هي موضوعة من اجل تشويه حق الخلافة لمعاوية (رض)
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[27 - 08 - 10, 07:10 م]ـ
[[/ FONT][/COLOR]( أي أحق من ابن عمر ومن أبيه عمر بن الخطاب) [/ SIZE]
أتساءل كيف يمكن لصحابي ان ينتقص من احد الخلفاء الراشدين وهو عمر بن الخطاب (رض)
فهل هذه الاحاديث صحيحة ام هي موضوعة من اجل تشويه حق الخلافة لمعاوية (رض) [/ RIGHT][/QUOTE]
قد قيل ما عرضت بالاحمر وقيل اراد عليا وعرض بالحسن والحسين وفيه بعد لان معاوية كان يبالغ في تعظيم عمر وكان يقر بلسانه ان عليا افضل منه والقصة في صفين وهي حين تفرق الحكمان كما في قوله فلما تفرق الناس كما وقع في رواية عبد الرزاق عن معمر في هذا الحديث *فلما تفرق الحكمان * وهو يفسر المراد ويعين ان القصة كانت بصفين فتلك فتنة سلم الله منها سيوفنا فلنطهر منها السنتنا وما جرى بين الصحابة يطوى ولا يروى
والله اعلم
ولا ينصح العوام بان يلقو السمع للدجالين والكذابين فلو كان هذا المدعو الحيدري في زمن عمر لاشبعه ضربا كما اشبع صبيغ ضربا حينما كان يبحث في المتشابه
فعليكي بالعلم الصافي من المعين الصافي العلماء الراسخين من امثال ابن باز والعثيمين والفوزان وغيرهم من الثقات ودعكي ممن لا يحسن الا اثارة الشبه وضرب القرءان والسنة بعضهم ببعض ليصرف وجوه الناس اليه ويحسبه العوام على شيء
حذاري فانه دينكي لحمكي ودمكي فلا تلقي السمع لمن يكون سببا في ذهابه وهلاككي
ـ[محمد العقيلي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 05:32 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو هند وبارك الله فيك وسأرسل للأخت ولو هناك رد أكثر تفصيلا أكون ممتنا لكم
ـ[ابو عبد المحسن]ــــــــ[12 - 09 - 10, 08:12 م]ـ
السلام عليكم
هنا تجد جميع الردود على شبه الرافضي كمال الحيدري
http://www.alrad.net/hiwar/hydary/
ـ[أبو الفضل البرقعي]ــــــــ[13 - 09 - 10, 05:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الفاضلة
جوابا على أسئلتك أقول
1. لو كان الحيدري يريد الهداية لكي و لغيرك و التنوير لما دلس و حرف عشرات المرات في أبحاثه و تدليساته موثقة عندي و مدونة , ويكفيك أن تعلمي أن الحيدري يقول بالولاية التكوينية و وحدة الوجود و الحلول و الأتحاد و كتبه ودروسه على موقعه يمكنك تحميلها
2. أما لماذا لا يوجد من أهل السنة من يسلك مسلكه في العرض رادا عليه فأنى أشاركك الهم أن تلك مشكلة يجب حلها و أن كان الشيخ طه الدليمي عمل بعض اللقاءات على صفا ولكنها لا تكفي
3. أما سكوت علماء أهل السنة فأنى أراهم و أسمعهم و أقرأ لهم ردودا كالسيوف على رؤوس الروافض قاتلهم الله
* أما قول أخي الكريم بأن لا نقرأ ما جرى بين الصحابة رضوان الله عليهم فأقول أن أهل السنة لو لم يكتبوا عن ما جرى بين الصحابة لما درى بما حصل أحد و القول بعدم قرأة ما جرى ليس بقرآن و لا سنة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/245)
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 07:42 ص]ـ
كلام الأخ أبو هند الجزائري ـ جزاه الله خيراً ـ منقول من فتح الباري لكنه جاء مبتوراً فشوه المعنى وإليكم تفصيل ذلك:
كلام أبو هند: وقيل اراد عليا وعرض بالحسن والحسين وفيه بعد لان معاوية كان يبالغ في تعظيم عمر وكان يقر بلسانه ان عليا افضل منه
والذي في فتح الباري: قِيلَ: أَرَادَ عَلِيًّا وَعَرَّضَ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَقِيلَ: أَرَادَ عُمَرَ وَعَرَّضَ بِابْنِهِ عَبْد اللَّهِ، وَفِيهِ بُعْدٌ لِأَنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ يُبَالِغُ فِي تَعْظِيمِ عُمَرَ
فكلام الحافظ رحمه الله يدل على أن الذي استبعده التعريض بابن عمر وأبيه، وكلام أبو هند يشعر أن الذي فيه بعد التعريض بالحسن والحسين. فتأمل!
أما قول أبي هند: " وكان يقر بلسانه أن علياً أفضل منه"
فجوابه جاء على لسان الحافظ أيضاً: " وَكَانَ رَأْيُ مُعَاوِيَةَ فِي الْخِلَافَةِ تَقْدِيمُ الْفَاضِلِ فِي الْقُوَّةِ وَالرَّأْيِ وَالْمَعْرِفَةِ عَلَى الْفَاضِلِ فِي السَّبَقِ إِلَى الْإِسْلَامِ وَالدِّينِ وَالْعِبَادَةِ، فَلِهَذَا أَطْلَقَ أَنَّهُ أَحَقُّ "
والله أعلم.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[15 - 09 - 10, 01:42 م]ـ
كلام الأخ أبو هند الجزائري ـ جزاه الله خيراً ـ منقول من فتح الباري لكنه جاء مبتوراً فشوه المعنى وإليكم تفصيل ذلك:
كلام أبو هند: وقيل اراد عليا وعرض بالحسن والحسين وفيه بعد لان معاوية كان يبالغ في تعظيم عمر وكان يقر بلسانه ان عليا افضل منه
والذي في فتح الباري: قِيلَ: أَرَادَ عَلِيًّا وَعَرَّضَ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَقِيلَ: أَرَادَ عُمَرَ وَعَرَّضَ بِابْنِهِ عَبْد اللَّهِ، وَفِيهِ بُعْدٌ لِأَنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ يُبَالِغُ فِي تَعْظِيمِ عُمَرَ
فكلام الحافظ رحمه الله يدل على أن الذي استبعده التعريض بابن عمر وأبيه، وكلام أبو هند يشعر أن الذي فيه بعد التعريض بالحسن والحسين. فتأمل!
أما قول أبي هند: " وكان يقر بلسانه أن علياً أفضل منه"
فجوابه جاء على لسان الحافظ أيضاً: " وَكَانَ رَأْيُ مُعَاوِيَةَ فِي الْخِلَافَةِ تَقْدِيمُ الْفَاضِلِ فِي الْقُوَّةِ وَالرَّأْيِ وَالْمَعْرِفَةِ عَلَى الْفَاضِلِ فِي السَّبَقِ إِلَى الْإِسْلَامِ وَالدِّينِ وَالْعِبَادَةِ، فَلِهَذَا أَطْلَقَ أَنَّهُ أَحَقُّ "
والله أعلم.
اين البتر يا اخي الكريم
لم اعزو الكلام الى قائله لاني تصرفت فيه بشكل اخرجه عن هيئته
واما تشويه المعنى فلا اخالك فهمت المعنى حتى تحكم عليه
ذكر صاحب المقال ان المعرض به هو عمر وعرض بعبدالله ابن عمر ..... ثم زدت عليه كلام الحافظ وقيل اراد عليا وعرض بالحسن والحسين
ثم ذكرت جواب هاتين القولين وان فيهما بعد وهذ الائق بصحابة رسول صلى الله عليه وسلم بان يدفع عنهم اللمز والهمز و بذيئ الكلام وساقطه وان يحمل كلامهم على احسن المحامل
فذكرت جواب الحافظ لدفع توجيه الكلام لعمر ... وزدت عليه كلام ابن كثير في البداية والنهاية القائل فيه ان معاوية كان يبالغ في تعظيم علي ....
وقلت ان القصة في موقعة صفين وما جرى بين الصحابة فيها يطوى ولا يروى فلا احد بلغ علمهم حتى يحكم بينهم
فلا تتسرع اخي في النقد(65/246)
طلب كتاب في العقيدة
ـ[أنس طاهر]ــــــــ[27 - 08 - 10, 07:23 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أنا أبحث عن كتاب ما وجدت له أثر، لا في المكتبات، ولا في دور النشر، ولا في أي مكان، أرجو ممن يعرف مكانه أو يشتريه ويوصله إليّ عن طريق الشحن (وله قيمة الكتاب مع أتعابه وضعف) لأنني محتاج لهذا الكتاب جداً ..
اسم الكتاب: قراع الأسنّة عن نفي التطرف والشذوذ عن أهل السنة ..
تأليف: عبد العزيز اليمني ..
اشتريه وأرسلي ولو كانت الطبعة قديمة ..
وشكر الله سعيكم(65/247)
هل من كتاب تطرق للرد على تحريفات الاشاعرة من حيث الناحية اللغوية ارجوا أن يسعفني الإخوة به
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 12:49 ص]ـ
هل من كتاب تطرق للرد على تحريفات الاشاعرة من حيث الناحية اللغوية ارجوا أن يسعفني الإخوة به بارك الله فيكم جميعا
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 12:24 م]ـ
لا أعرف كتابًا مختصًا بهذه الناحية من الرد، ولكنه مبثوث منشور ضمن كتب الردود.
ولو أفرد هذا الأمر برسالة لكان فيه خير عظيم.
ولكن يمكن الرد عليهم إجمالاً بأنهم في كلّ ما تأولوه ركبوا (المجاز) فإذا علم أن المجاز لا يصار إليه إلا عند تعذر الحقيقة سقط قولهم.
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 05:26 م]ـ
هل من إضافة من الإخوان
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 10:31 م]ـ
راجع كتاب نقض عثمان ابن سعيد الدارمي على المريسي الجهمي العنيد(65/248)
الصلة بين الأشعرية والكلابية
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 06:53 ص]ـ
تعتبر الصلة بين الأشعرية والكلابية من الموضوعات الجديرة بالدراسة التخصصية لأنه وإن كان الشائع أن الأشاعرة ورثة الكلابية إلا أن الأشاعرة المتأخرين أكثر غلوا وتعطيلا للصفات فالكلابية وأوائل الأشعرية وإن نفوا الصفات الاختيارية فرارا من حلول الحوادث بذات الرب إلا أن كلامهم لايختلف في إثبات العلو وسائر الصفات الخبرية التي جاء بها القرآن بينما أطبق متأخروا الأشاعرة على نفي العلو والاستواء وسائر الصفات الخبرية ويبدو أن قوانين التعطيل التي أطبق عليها متأخروا الأشاعرة لم تكن معروفة عند الكلابية نظريا على الأقل! وأنها لم تطرأ على المذهب الأشعري إلا بعد مزجه بالمنطق والفلسفة على يد الغزالي ثم الرازي الذي حرر وقرر تقديم العقل على النقل عند التعارض والزعم بأن دلالات الألفاظ لاتفيد اليقين وعلى ذلك استقر المذهب الأشعري في كتبه المعتمدة كطوالع الأنوار والعضدية والمواقف والمقاصد وغيرها!
وهكذا يتضح أن المذهب الأشعري في صورته الراهنة يختلف اختلافا كبيرا عما كان عليه أسلافهم الكلابية وأن دعوى الوراثة لاتكاد تصدق إلا في أصلها دون كثير من تفصيلاتها!(65/249)
ما الفرق بين الاسماء والصفات؟
ـ[عبدالله المغربي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 07:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرات للامام الرازي كلام حول التمييز بين الاسماء والصفات
فهل تعرفون لغيره من الاشاعره نفريق بين الاسماء والصفات او بحث عني بهذا الشأن
وكل عام والجميع بالف خير
ـ[عبدالله المغربي]ــــــــ[29 - 08 - 10, 05:53 ص]ـ
؟؟؟؟؟
ـ[هنَّاد]ــــــــ[29 - 08 - 10, 11:15 ص]ـ
لم أفهم مرادك!
فإن كنت تقصد: كيف أعرف الاسم من الصفة؟
فهذه المسألة ذكرتُ فيها كلاماً قد ينفعك،
فانظره - غير مأمور - في ملف مشاركاتي بارك الله فيك
وفقك الله لكل خير
ملاحظة:
لم أنسخه لأنه لم يتبين لي مرادك(65/250)
حمل أكبر موسوعة شروحات على كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
ـ[أبو ذر القاهري]ــــــــ[28 - 08 - 10, 01:21 م]ـ
حمل أكبر موسوعة شروحات على كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
وهذه الموسوعة مجمعة بتاريخ 18 رمضان 1431 الموافق 28 أغسطس 2010، وتحتوي على (68 مادة) مابين مواد صوتية ومواد مرئية ومواد مقروءة، وإليك محتويات هذه الموسوعة:
(1) التعليق على فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد العزيز بن باز (صوتي 4 أشرطة).
(2) المغني المفيد للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي (صوتي 16 شريط).
(3) شرح فتح المجيد للشيخ أبو داود الدمياطي (صوتي 102 شريط).
(4) شرح فتح المجيد للشيخ ربيع بن هادي المدخلي (صوتي 18 شريط).
(5) شرح فتح المجيد للشيخ سالم الطويل (صوتي 93 شريط).
(6) شرح فتح المجيد للشيخ محمد أمان الجامي (صوتي 11 شريط).
(7) شرح فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان (صوتي 100 شريط).
(8) شرح كتاب التوحيد للشيخ أبو عبد الرحمن عبد الله الموصلي (صوتي 19 شريط).
(9) شرح كتاب التوحيد للشيخ خالد بن عبد الله المصلح (صوتي 30 شريط).
(10) شرح كتاب التوحيد للشيخ عايد الشمري (صوتي 5 أشرطة).
(11) شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق اليوسف (صوتي 72 شريط).
(12) شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك (صوتي 20 شريط).
(13) شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد العزيز بن باز (صوتي 10 أشرطة).
(14) شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد العزيز بن ريس الريس (صوتي 5 أشرطة).
(15) شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير (صوتي 11 شريط).
(16) شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين (صوتي 13 شريط).
(17) شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الله بن محمد بن حميد (صوتي 34 شريط).
(18) شرح كتاب التوحيد للشيخ عثمان محمد الخميس (صوتي 49 شريط).
(19) شرح كتاب التوحيد للشيخ عمر بن حمد الحركان (صوتي 5 أشرطة).
(20) شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد المختار الشنقيطي (صوتي 10 أشرطة).
(21) شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن صالح العثيمين (صوتي 54 شريط).
(22) شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب العقيل (صوتي 5 أشرطة).
(23) شرح كتاب التوحيد للشيخ وليد بسيوني (صوتي 40 شريط).
(24) شرح كتاب فتح المجيد للشيخ السيد العربي بن كمال (صوتي 59 شريط).
(25) شرح كتاب فتح المجيد للشيخ محمد أمان الجامي (صوتي 48 شريط).
(26) شرح مسائل التوحيد للشيخ صالح الفوزان (صوتي 82 شريط).
(27) فتح المجيد للشيخ أحمد حطيبة (صوتي 11 شريط).
(28) فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ محمود عبد الحميد (صوتي 22 شريط).
(29) فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ ياسر برهامي (صوتي 104 شريط).
(30) فوائد عقدية للشيخ زيد بن مسفر البحري (صوتي 53 شريط).
(31) كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحيم السلمي (صوتي 9 أشرطة).
(32) كتاب التوحيد للشيخ عبد السلام بن صالح العييري (صوتي 6 أشرطة).
(33) كتاب التوحيد للشيخ عبيد الجابري (صوتي 10 أشرطة).
(34) كتاب التوحيد للشيخ فؤاد أحمد الزنتاني (صوتي 13 شريط).
(35) كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ (صوتي 16 شريط).
(36) الشرح الموجز على كتاب التوحيد للشيخ محمد سعيد رسلان (مرئي 27 شريط).
(37) شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرزاق عبد المحسن البدر (مرئي 24 شريط).
(38) كتاب إبطال التنديد باختصار شرح كتاب التوحيد للشيخ حمد بن علي بن عتيق.
(39) كتاب إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح الفوزان.
(40) كتاب إفادة المستفيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن محمد الأسمري.
(41) كتاب الأحاديث والآثار الضعيفة في كتاب التوحيد للشيخ علي بن محمد الصومالي.
(42) كتاب الترتيب الفريد من شروحات كتاب التوحيد للشيخ أبو توحيد لقمان حسن أمين.
(43) كتاب التعليقات البازية على كتاب التوحيد للشيخ عبد العزيز بن باز.
(44) كتاب التوضيح المفيد لمسائل كتاب التوحيد للشيخ عبد الله بن محمد الدويش.
(45) كتاب الجامع الفريد للأسئلة والأجوبة على كتاب التوحيد للشيخ عبد الله بن جار الله الجار الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/251)
(46) كتاب الجديد في شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد العزيز القرعاوي.
(47) كتاب الدر النضيد على أبواب التوحيد للشيخ سليمان بن عبد الرحمن الحمدان.
(48) كتاب الدر النضيد في تخريج كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد الله العصيمي.
(49) كتاب الشرح الميسر لكتاب التوحيد للشيخ عبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن القاسم.
(50) كتاب القصد السديد على كتاب التوحيد للشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك.
(51) كتاب القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي.
(52) كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد للشيخ محمد بن صالح العثيمين.
(53) كتاب المعتصر شرح كتاب التوحيد للشيخ علي بن خضير الخضير.
(54) كتاب المفيد على كتاب التوحيد للشيخ عبد الله بن صالح القصير.
(55) كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد للشيخ صالح الفوزان.
(56) كتاب الوجيز في شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الله بن محمد الجهني.
(57) كتاب تنبيهات على كتب تخريج كتاب التوحيد للشيخ ناصر بن حمد الفهد.
(58) كتاب تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب.
(59) كتاب حاشية كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم.
(60) كتاب خطب التوحيد المنبرية للشيخ عبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن القاسم.
(61) كتاب شرح فتح المجيد للشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان.
(62) كتاب شرح كتاب التوحيد للشيخ خالد بن عبد الله المصلح.
(63) كتاب شرح كتاب التوحيد للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد.
(64) كتاب شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد العزيز بن باز.
(65) كتاب شرح كتاب التوحيد للشيخ هاني بن عبد الله بن جبير.
(66) كتاب فتح الله الحميد المجيد للشيخ حامد بن محمد بن حسن بن محسن.
(67) كتاب قرة عيون الموحدين للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ.
(68) كتاب كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.
للتحميل انقر هنا ( http://www.islamcountry.com/allVoicesAndSeens_explainingAndReading.php?book_id =432&book_title=%D9%81%D8%AA%D8%AD+%D8%A7%D9%84%D9%85%D 8%AC%D9%8A%D8%AF+%D8%B4%D8%B1%D8%AD+%D9%83%D8%AA%D 8%A7%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8 %AF&book_writer=%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D8%B1% D8%AD%D9%85%D9%86+%D8%A8%D9%86+%D8%AD%D8%B3%D9%86+ %D8%A2%D9%84+%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE&book_rootTitle=%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%8 A%D8%AF&book_rootWriter=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF+%D8%A8%D9 %86+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%87%D8 %A7%D8%A8&book_voicedAndVideo_explainingAndReading=1157&book_class=%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%AF+%D8%A7%D 9%84%D8%B1%D8%A8%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9+%D9%88%D8 %A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D9%88%D9%87%D9%8A%D8%A9)
ولاتنسونا من صالح دعائكم بظهر الغيب
ـ[عبد العزيز التونسي]ــــــــ[29 - 08 - 10, 03:28 م]ـ
ما شاء الله على هذه الموسوعة جزاك الله خير
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[10 - 09 - 10, 05:39 م]ـ
ألا يوجد شرح الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[10 - 09 - 10, 06:11 م]ـ
هل يوجد تفريغ شرح كتاب التوحيد لعبد الرحيم السلمي في النت
ـ[أبو عبيدة السكندري]ــــــــ[10 - 09 - 10, 09:36 م]ـ
نريد نصيحة إخواننا أي الشروح أفضل
و جزاكم الله خيرا
ـ[ابو ناصر الحنبلي]ــــــــ[11 - 09 - 10, 12:29 ص]ـ
فتح المجيد هو الافضل على الاطلاق
ثم شرح الشيخ صالح ال الشيخ
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[11 - 09 - 10, 09:19 م]ـ
ماذا لو تفرغ و تطبع في كتب كم سيكون عدد المجلدات؟
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[21 - 09 - 10, 12:58 ص]ـ
جهد مشكور مأجور للشارحين والجامعين وكذا المفرغين ...
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[23 - 09 - 10, 08:05 ص]ـ
تعليقات على كتاب التوحيد للدكتور عبدالرحمن المحمود 40شريط المصدر موقعه
شرح كتاب التوحيد للدكتور عبدالرحمن بن سليمان الشمسان 112شريط / البث الاسلامي
شرح فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للدكتور عبدالعزيز محمد العبداللطيف/ البث الاسلامي
ـ[أبو سالم الجامع]ــــــــ[23 - 09 - 10, 10:55 ص]ـ
اي اخلاص اخلصه الشيخ ابن عبدالوهاب فأنتشر علمه بهذا الشكل الكبير
اللهم ارزقنا الاخلاص
ـ[أبوعبد الرحمن حسن بن محمد]ــــــــ[23 - 09 - 10, 02:52 م]ـ
نفع الله بك
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 12:28 ص]ـ
لله درك أخي الكريم، نفع الله بك.
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[28 - 09 - 10, 01:05 م]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1107
التعليق على فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد العزيز بن باز (صوتي 4 أشرطة)
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[28 - 09 - 10, 01:24 م]ـ
(2) المغني المفيد للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي (صوتي 16 شريط).
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2992
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/252)
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[29 - 09 - 10, 01:30 ص]ـ
http://www.mareb.org/showthread.php?t=6934
شرح كتاب فتح المجيد للشيخ ابى داود الدمياطى
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[29 - 09 - 10, 01:33 ص]ـ
http://www.mareb.org/showthread.php?t=6934
شرح كتاب فتح المجيد للشيخ ابى داود الدمياطى
شرح ربيع المدخلى
21 - شرح فتح المجيد - الشريط الأول
http://rabee.net/show_media_des.aspx?pid=&id=12&gid=
22- شرح فتح المجيد - الشريط الثاني
http://rabee.net/show_media_des.aspx?pid=&id=13&gid=
23- شرح فتح المجيد - الشريط الثالث
http://rabee.net/show_media_des.aspx?pid=&id=14&gid=
24- شرح فتح المجيد - الشريط الرابع
http://rabee.net/show_media_des.aspx?pid=&id=15&gid=
25- شرح فتح المجيد - الشريط الخامس
http://rabee.net/show_media_des.aspx?pid=&id=16&gid=
26- شرح فتح المجيد - الشريط السادس
http://rabee.net/show_media_des.aspx?pid=&id=17&gid=
27- شرح فتح المجيد - الشريط السابع
http://rabee.net/show_media_des.aspx?pid=&id=18&gid=
28- شرح فتح المجيد - الشريط الثامن
http://rabee.net/show_media_des.aspx?pid=&id=19&gid=
29- شرح فتح المجيد - الشريط التاسع
http://rabee.net/show_media_des.aspx?pid=&id=20&gid=
30- شرح فتح المجيد - الشريط العاشر
http://rabee.net/show_media_des.aspx?pid=&id=21&gid=
31- شرح فتح المجيد - الشريط الحادي عشر
http://rabee.net/show_media_des.aspx?pid=&id=22&gid=
32- شرح فتح المجيد - الشريط الثاني عشر
http://rabee.net/show_media_des.aspx?pid=&id=23&gid=
33- شرح فتح المجيد - الشريط الثالث عشر
http://rabee.net/show_media_des.aspx?pid=&id=24&gid=
34- شرح فتح المجيد - الشريط الرابع عشر
http://rabee.net/show_media_des.aspx?pid=&id=25&gid=
35- شرح فتح المجيد - الشريط الخامس عشر
http://rabee.net/show_media_des.aspx?pid=&id=26&gid=
36- شرح فتح المجيد - الشريط السادس عشر
http://rabee.net/show_media_des.aspx?pid=&id=27&gid=
37- شرح فتح المجيد - الشريط السابع عشر
http://rabee.net/show_media_des.aspx?pid=&id=28&gid=
38- شرح فتح المجيد - الشريط الثامن عشر
http://rabee.net/show_media_des.aspx?pid=&id=29&gid=
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[29 - 09 - 10, 02:13 ص]ـ
http://www.al-sunna.net/audio/scholar.php?id=248
سالم الطويل
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3646
اللهيميد
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=5372
الغنيمان
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3140
ياسر برهامي
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2157
فلاح اسماعيل
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1944
أحمد حطيبة
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=222
ابن عثيمين
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[29 - 09 - 10, 02:17 ص]ـ
http://www.al-sunna.net/audio/scholar.php?id=248
سالم الطويل
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3646
اللهيميد
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=5372
الغنيمان
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3140
ياسر برهامي
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2157
فلاح اسماعيل
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1944
أحمد حطيبة
ـ[ابو محمد الكثيري]ــــــــ[04 - 10 - 10, 12:49 م]ـ
جهد مشكور
ـ[زياد الطائي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 03:52 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
ـ[عبد الله العثمان]ــــــــ[19 - 11 - 10, 07:44 م]ـ
شرح العلامة المسند ربيع المدخلي علىفتح المجيد من اروع الشروح تجد فيه فوائد عظيمة
و هذا رابط تجد فيه الشرح كامل و صوت واضح
http://www.sahab.net/forums/showpost.php?p=733037&postcount=27(65/253)
سبب تسمية فاطمة رضي الله عنها بالزهراء؟
ـ[أبو مالك السعيد العيسوي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 01:48 م]ـ
تذكر كثير من كتب المصادر والتراجم في ترجمة فاطمة رضي الله عنها أنها "الزهراء" وقد ذكر ابن حبان هذا اللقب, فهل لهذا اللقب معنى عند أهل السنة أو له سبب مدعوم بأثر؟
والله الموفق ...
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[28 - 08 - 10, 04:53 م]ـ
تسمية فاطمة رضي الله عنها ب (الزهراء)
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=74110)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[28 - 08 - 10, 04:59 م]ـ
لماذا سميت فاطمة الزهراء بالزهراء؟
جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي وقفنا عليه في كتب السير والتراجم أن فاطمة رضي الله عنها تلقب بالزهراء، قال الحافظ بن حجر في كتابه الإصابة: فاطمة الزهراء بنت إمام المتقين رسول الله ...... وتلقب بالزهراء. اهـ.
ولم نقف على كلام لأهل العلم في سبب تلقيبها بهذا رضي الله عنها وصلى الله وسلم على أبيها، ومن حيث اللغة فإن الزهراء مؤنث الأزهر وهما صفتان مشتقتان من الزهر أو الزهرة أي البياض النير وحسن اللون.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=77970
ـ[أبو مالك السعيد العيسوي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 05:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا(65/254)
هل يمكن اعتماد هذه الكتب أم أن عليها ملاحظات؟
ـ[عبد الله حسن السلفي]ــــــــ[29 - 08 - 10, 05:33 ص]ـ
السلام عليكم
صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة
الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف
فقه الأسماء الحسنى
الشيخ عبد الرزاق البدر
كتاب الصفات
للإمام أبي الحسن الدراقطني
الاسماء والصفات
الحافظ أبو بكر البيهقي
وما هي أحسن كتب يمكن الاعتماد عليها مغمض العينين في سرد و تقرير الاسماء والصفات وفق عقيدة السلف الواردة في الكتاب والسنة
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[29 - 08 - 10, 06:31 ص]ـ
كلها في سرد و تقرير الاسماء والصفات وفق عقيدة السلف
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[29 - 08 - 10, 09:41 ص]ـ
بيد أنه ينبغي التنبه لكتاب الحافظ البيهقي فهو أشعري رحمه الله، وكتابه مشحون بالتأويل، ويستفاد منه في النصوص التي جمعها.
والله أعلم
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[29 - 08 - 10, 08:29 م]ـ
أحسنت وفقك الباري وجزاك الله خيرا
ـ[أبوخالد]ــــــــ[29 - 08 - 10, 08:41 م]ـ
للفائدة في الكتب المعاصرة
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=75054(65/255)
أهمية معرفة ضابط الأسماء الحسنى
ـ[البدر العتيبي]ــــــــ[29 - 08 - 10, 06:38 ص]ـ
ان من أهم ما ينبغي أن يعنى به الدارس لباب الأسماء الحسنى هو معرفة ضابط الأسماء
الحسنى وحدها , وذلك لما يحويه هذا الأمر من أهمية وفائدة عظيمة, فان تحديد ضابط
للأسماء الحسنى يكون مستكملا لمقومات التعريف المعلومة (وهي أن يكون جامعا مانعا)
يعد أمرا مهما للغاية, وخاصة اذا علم أن هذا الباب قد تعددت فيه المناهج في عد الأسماء
واختلفت في تعيينها, فالدارس بحاجة الى حد يميز فيه الصواب من تلك المناهج ليعرف الحكم
الصحيح فيها, وخاصة في باب خطير كهذا الباب, فان الخطأ في أسماء الله لاشك جليل.
وحري بهذه المسألة أن تعطى حقها من الأهتمام, وأن يقف الباحث عندها وقفة ليوفيها حقها
من الدراسة والبحث, فكثير من الباحثين المعاصرين يغفل هذا الأمر ويهمله, فترى أكثرهم
يسارع الى الدخول في عد الأسماء وشرحها دون نظر في الضابط الذي اعتمده في ذلك الجمع
والعد. وصنيعهم هذا يعد أمرا سلبيا, فهو يساعد على تعقيد المسألة وخفائها ويزيد من كثرة
الأختلافات الحاصلة فيها ويضيف لها عبا ثقيلا يتعب الدارسين ويزيد من حيرتهم
واذطرابهم, ولكأن لسان حالهم يقول:هذا يجمع وذاك يجمع, ولا نعلم أي هؤلاء أولى بالصواب.
وذكر الشيخ غفر الله له أربع مناهج للعلماء من حيث الطريقة التي ساروا عليها في جمع تلك الأسماء
لعل أنسب تعريف للأسماء الحسنى هو قول شيخ الأسلام ابن تيمية فيها: (الأسماء الحسنى
المعروفة: هي التي يدعى الله بها, وهي التي جاءت في الكتاب والسنة, وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها).
وهذا التعريف في اعتقادي هو أصلح وأفضل تعريف للأسماء الحسنى, وهذا قول د/محمد خليفة.
منقول بتصرف من كتاب معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى, للشيخ د/محمد بن خليفة التميمي
قلت بل مر بي بعض الأخوة يحفظ عد الشيخ سعيد بن وهف وأخ أخر نقل أسم لم يذكره سعيد ابن وهف فقام الأول بتبديع الثاني ظانا أن عد ابن وهف لا يوجد غيره وهو مجمع عليه(65/256)
سؤال فيما يخص التعامل مع الكافر!!
ـ[أبو سعيد الكناني]ــــــــ[29 - 08 - 10, 03:24 م]ـ
أيها الأكارم وددت الاستفسار عن التعامل مع الكافر، إذا كان هو يركن إليك، ويحسن معاملتك ولا يبدي عداءً لدين الله، فما هي حدود التعامل معه، وهل بغض الكفر الذي هو عليه يستلزم بغضه هو، مع العلم أننا لا ننفك عن دعوته للإسلام، وحديثي هنا ليس عن اهل الكتاب، بل الكافر الذي لا يؤمن بأي دين!! فهل من بحث يفصل في هذه المسألة؟
ـ[أنس محمد دركل]ــــــــ[30 - 08 - 10, 01:01 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..
بين الله سبحانه وتعالى في كتابه أن البغض والكره والبراء من ذات الكافر وشخصه وليس للكفر الذي يحمله.
قال الله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}
ـ[أبو محمد الزرهوني]ــــــــ[30 - 08 - 10, 03:29 ص]ـ
أبغضه كل البغض من قلبك وإن أحسن إليك وتذكر دوما أنه كفر بمن أحسن إليه كل الإحسان ... وفي نفس الوقت عامله بخلق حسن بنية الدعوة
ـ[أبو سعيد الكناني]ــــــــ[30 - 08 - 10, 05:56 ص]ـ
نرجو يا أخوة مزيد تفصيل في المسالة والإشارة إلى مؤلف أو كتاب يعنى بهذا الموضوع على انفراد
ـ[أنس محمد دركل]ــــــــ[30 - 08 - 10, 07:21 ص]ـ
تريد كتب في موضوع الولاء والبراء؟؟؟
إليك هذا الرباط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12064
ـ[سالم العبدالله]ــــــــ[30 - 08 - 10, 03:36 م]ـ
هذا الرابط فيه كلام طيب لبعض الإخوة .. طالع المشاركة الرابعة ..
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27845(65/257)
بيان ما استشكله بعض الافاضل من كلمة الامام القرطبي
ـ[احمد جاويش]ــــــــ[30 - 08 - 10, 02:03 ص]ـ
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى لا سيما عبده المصطفى.
وبعد.
دار نقاش حول بعض الافاضل من طلبة العلم سواء في هذا المنتدى المبارك وخارجه، حول قول
الامام القرطبي _ رحمه الله_:في كتابه (الأسنى)
(أظهر الأقوال ـ وإن كنت لا أقول به ولا أختاره ـ ما تظاهرت عليه الآي والأخبار، والفضلاء والأخيار،
أن الله سبحانه على عرشه كماأخبر في كتابه بلا كيف، بائن من جميع خلقه، هذاجملة
مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات حسب ما تقدم).
فذهب بعض الافاضل الى القول بأنه قال هذا تقية لما كان في عصره من غلبة الأشاعرة.
كما قال السفاريني _رحمه الله_: ولعله إنما خاف من دسائس الحساد ودسائس أهل الزيغ
والفساد وإفتراء ذوي البدع والإلحاد والله تعالى الموفق "
والبعض يرى أنها جرأة منه، كما قال ذلك أحد أعضاء المنتدى الافاضل.
والذي يظهر والعلم عند الله:
أن القرطبي _رحمه الله _ لم يفعل هذا ولا ذاك.
بل كما هو معلوم أن علماء الأشاعرة ينقسمون إلى قسمين:
مؤولة، ومفوضة
ويرون أن التفويض مذهب السلف وهو أسلم، والتأويل مذهب الخلف وأنه أعلم وأحكم
ويرون أن السلف كقوم معهم سلاح ولا يوجد من يقاتلونه به، والخلف جاءهم العدو فاضطروا إلى
استعمال السلاح لرد العدوان. كما قال الأشعري في اللمع.
ولا يخفى أن مذهب السلف أسلم وأعلم وأحكم، كما لا يخفى بطلان قول الأشاعرة
في الصفات بقسميهم المفوضة والمؤولة،
ولكن ليس المقام مقام رد على هذا القول.
وبذا يظهر أن قول القرطبي (أظهر الأقوال ـ وإن كنت لا أقول به ولا أختاره ... ).
يعني به أنه لا يقول بالتفويض الذي عليه السلف، وإنما يذهب الى التأويل الذي عليه الخلاف
فليست تقية ولا تخطئة لمذهب السلف. والله أعلم
وأنتظر من الافاضل التعليق على ما ذكرت، أن كان ثمة خطا يرونه.
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[21 - 11 - 10, 09:28 م]ـ
الحمد لله وكفى وصلاة وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد:
أولاً: جزاكم الله خيرا أخانا الفاضل أحمد جاويش على هذا الطرح.
ثانياً: في ظني أن كلام الإمام القرطبي رحمه الله تعالى واضح! لا يحتاج إلى من يؤله بل هو كما ذكرت بارك الله فيك: أنه يرى التأويل، والله تعالى أعلم، وأيضا قوله:" هذاجملة مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات حسب ما تقدم " هذا الكلام يذكره كثير من الأشاعرة، وفي ظني أن ذكرهم لهذا الكلام فيه أمران:
الأول: إيهام العامة بكلامهم أنه كلام السلف الصالح الذين يتوسم بهم العامة خيرا.
الثاني: اعتقادهم أن أئمتهم هم أئمة السلف وأما ما عداهم فهم ليسوا من أهل السنة والجماعة - السلف الصالح -، وهذا في رأيي فيه ضرر وغرر كبير كثير على العامة، نسأل الله العافية.
والله أعلم.
وجزاكم الله خيرا على طرحكم الموفق وننتظر منكم المزيد.
محبكم.(65/258)
هل يصح لفظ عابد الحرمين؟
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[30 - 08 - 10, 09:21 م]ـ
يا عابدَ الحرمين لو أبصرتَْنا ... لعلمتَ أنَّكَ في العبادةِ تلعبُ
نعلم أن المقصد العابد المقيم في الحرمين، و لا أسأل عن صحة أو ضعف الرواية التي ذكرت فيها الأبيات، السؤال: هل يصح لفظ عابد الحرمين!؟
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[30 - 08 - 10, 10:56 م]ـ
قال الشيخ عائض القرني:
ولا يخطر في الذهن أنّ قصد ابن المبارك بعابدِ الحرمين أنّه يعبد الحرمين: مكّة والمدينة؛
إنّما يقول: يا عابدَ الحرمين، بمعنى:
أنها صفة إضافية، مثل أن تقول: إمام الحرمين، أو كذا، لا أنّه يعبدهما.
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=19320
واللّهُ أعلم ..
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[11 - 09 - 10, 06:36 م]ـ
جزاك الله خيرا أختي طويلبة علم
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[11 - 09 - 10, 07:05 م]ـ
سئل الشيخ / يحيى بن علي الحجوري - حفظه الله
في أسئلة أبي رَوُاَحة الحديثية والشعرية (الجزء الأول) وكانت في ليلة الأحد في 7 / جمادى الأولى / 1424 هـ
السؤال الثالث: القصيدة المنسوبة إلى عبد الله بن المبارك رحمه الله التي أرسل بها إلى الفضيل بن عياض رحمه الله ومطلعها: يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة نلعب فما صحة نسبتها إليه؟
الجواب: القصيدة ضعيفةٌ سنداً ومنكرةٌ متناً، أما من حيث السند عبد الله بن محمد قاضي نصيبين يرويها عن محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة، وابن أبي سكينة يذكرها عن ابن المبارك أنه أرسله ابن المبارك إلى الفضيل بن عياض بهذه الأبيات، ابن أبي سكينة مجهول، وقاضي نصيبين أيضاً من هذا الباب أو نحو هذا الباب وفيها نكارة في المتن، اسمع إلى هذه الأبيات: يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة تلعب ما كان السلف رضوان الله عليهم يُحقرون العبادة ويسمونها لعباً حشا ابن المبارك أن يُسمي الصلاة أو يجعل الصلاة والصيام والقيام في حرم الله على ما تعرفون في فضل الصلاة في الحرم يجعلها لعباً من كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب وأيضاً حاشا ابن المبارك أن يتبجح بهذا التبجح وأنه أنك فقط دموعك تتخضب خدودك بماء أما نحن فدموعنا تسير على نحورنا إلى آخره، أهل العلم قاطبة أرفع من هذا وأبعد من هذا هو يقول: نحن فعلنا كذا أنت فعلت كذا نحن فعلنا كذا وفعلنا كذا، لا يا أخي هذه الأبيات وهي في < فتح المجيد > ومر بنا حكمها أيضاً ضعيفةٌ سنداً ومنكرةٌ متناً.
ـ[أبو علي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 07:33 ص]ـ
القصيدة مشهورة عن ابن المبارك شهرة لا تحتاج معه إلى إسناد، والشعر المشهور المتداول لا يحتاج إلى تحقيق إسناد
والفرق بين الرواية الأدبية والحديثية كبير جدا، بل الفرق بين ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ما روي عن أصحابه رضي الله عنهم بين واضح، مثل جعل عمر رضي الله العاقلة هم أصحاب الديوان، ولو فتشت الأسانيد على طريقة ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صح عنه شيء، ولكن شهرة فعله رضي الله عنه في التاريخ تغني عن إسناده، وهكذا فقس ..
فكيف برواية الشعر!
هذا من جهة الإسناد
أما المعنى فإنه يختلف باختلاف أفهام المتذوقين للشعر، فمن الناس من يعرف طرق الشعراء وأساليبهم،، ومن الناس من يقف عند ظاهر كلامهم وأول ما يبدو من نظامهم ..
دع عنك ذا، ولنعمل أصول الفقه في نقد معاني الشعر!! من أنكر أبيات ابن المبارك من السلف أو الخلف، وهل أنكرها أحد ممن رواها من المؤرخين المسلمين، وكثير منهم علماء فقهاء
وهاهي في كتبهم ومصنفاتهم، هل فهموا منها تنقص العبادة أو التسميع بأنفسهم في ميادين الجهاد، طبعًا لا!
والعجب أنها في كتاب (فتح المجيد) للإمام العلامة عبدالرحمن بن حسن بن الإمام محمد بن عبد الوهاب، مع شديد حرص الإمام على تجريد التوحيد لله، ونبذ كل ما خالفه ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/259)
عمومًا الإنكار لا وجه له، ومعاني الأبيات التحريض على الجهاد، وابن المبارك يرى أنه أفضل من التخلي للعبادة، وأن المتخلي للعبادة كالعابث اللاهي مقارنة بجهاد الكفار ونشر الإسلام؛ لما يلاقونه من التعب والضنك، وإن كنت أيها المتعبد تتطيب وتتنظف لأجل العبادة، فنحن غبار الحرب طيبنا، غبار الحرب الذي يكتم أنفاسنا ويشعث رؤوسنا، فهذه عبادتنا وطاعتنا لله وهذه عبادتك فانظر أيهما تختار، هذا مقصوده ومغزاه من قصيدته، بعضه نطق به وبعضه يفهم بدلالة الإشارة والالتزام ..
وليعذرني الأدباء والشعراء على ألفاظ أصولية غير أدبية، وتوضيحات -عندهم- بدهية؛ لكن دعت إليه مراعاة الكلام لمقتضى الحال
والله يعفو عنا
ـ[أبو علي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 07:34 ص]ـ
القصيدة مشهورة عن ابن المبارك شهرة لا تحتاج معه إلى إسناد، والشعر المشهور المتداول لا يحتاج إلى تحقيق إسناد
والفرق بين الرواية الأدبية والحديثية كبير جدا، بل الفرق بين ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ما روي عن أصحابه رضي الله عنهم بين واضح، مثل جعل عمر رضي الله العاقلة هم أصحاب الديوان، ولو فتشت الأسانيد على طريقة ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صح عنه شيء، ولكن شهرة فعله رضي الله عنه في التاريخ تغني عن إسناده، وهكذا فقس ..
فكيف برواية الشعر!
هذا من جهة الإسناد
أما المعنى فإنه يختلف باختلاف أفهام المتذوقين للشعر، فمن الناس من يعرف طرق الشعراء وأساليبهم،، ومن الناس من يقف عند ظاهر كلامهم وأول ما يبدو من نظامهم ..
دع عنك ذا، ولنعمل أصول الفقه في نقد معاني الشعر!! من أنكر أبيات ابن المبارك من السلف أو الخلف، وهل أنكرها أحد ممن رواها من المؤرخين المسلمين، وكثير منهم علماء فقهاء
وهاهي في كتبهم ومصنفاتهم، هل فهموا منها تنقص العبادة أو التسميع بأنفسهم في ميادين الجهاد، طبعًا لا!
والعجب أنها في كتاب (فتح المجيد) للإمام العلامة عبدالرحمن بن حسن بن الإمام محمد بن عبد الوهاب، مع شديد حرص الإمام على تجريد التوحيد لله، ونبذ كل ما خالفه ..
عمومًا الإنكار لا وجه له، ومعاني الأبيات التحريض على الجهاد، وابن المبارك يرى أنه أفضل من التخلي للعبادة، وأن المتخلي للعبادة كالعابث اللاهي مقارنة بجهاد الكفار ونشر الإسلام؛ لما يلاقونه من التعب والضنك، وإن كنت أيها المتعبد تتطيب وتتنظف لأجل العبادة، فنحن غبار الحرب طيبنا، غبار الحرب الذي يكتم أنفاسنا ويشعث رؤوسنا، فهذه عبادتنا وطاعتنا لله وهذه عبادتك فانظر أيهما تختار، هذا مقصوده ومغزاه من قصيدته، بعضه نطق به وبعضه يفهم بدلالة الإشارة والالتزام ..
وليعذرني الأدباء والشعراء على ألفاظ أصولية غير أدبية، وتوضيحات -عندهم- بدهية؛ لكن دعت إليه مراعاة الكلام لمقتضى الحال
والله يعفو عنا
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 03:53 م]ـ
جزاكم الله خير جميعا
وهل كل مشهور على الألسن، يصح، فكم من مشهور مكذوب بلا أدنى شك، والمحك في مثل هذا بلا نزاع هو قول الله عز وجل:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ
ـ[أبوسعيد الأثري]ــــــــ[12 - 09 - 10, 04:33 م]ـ
جزاكم الله خيراً ووفق الله الجميع لما يحب ويرضي
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[13 - 09 - 10, 01:41 ص]ـ
ليت الأكارم بارك الله فيهم، انتبهوا لسؤال الأخت ..
و لا أسأل عن صحة أو ضعف الرواية التي ذكرت فيها الأبيات، السؤال: هل يصح لفظ عابد الحرمين!؟
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[13 - 09 - 10, 06:10 ص]ـ
ليت الأكارم بارك الله فيهم، انتبهوا لسؤال الأخت ..
قال الشيخ عائض القرني:
ولا يخطر في الذهن أنّ قصد ابن المبارك بعابدِ الحرمين أنّه يعبد الحرمين: مكّة والمدينة؛
إنّما يقول: يا عابدَ الحرمين، بمعنى:
أنها صفة إضافية، مثل أن تقول: إمام الحرمين، أو كذا، لا أنّه يعبدهما.
ألا يكفي!
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[13 - 09 - 10, 08:07 ص]ـ
صحة قصيدة يا عابد الحرمين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95420
(( طعنُ القَنَا فى صدر مفترى: يا عابدَ الحرمين لو أبصرتْنَا))
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18379
صحَّة أشعار ذاك الديوان المنسوب إلى الإمام العلم القدوة عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ؟.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25269
سؤال: عن صحة "رسالة إلى عابد الحرمين"
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17386
(( الكشف المتدارك لمنحول الشعر المنسوب إلى ابن المبارك))
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25269
ـ[أبو علي]ــــــــ[13 - 09 - 10, 11:39 ص]ـ
جزاكم الله خير جميعا
وهل كل مشهور على الألسن، يصح، فكم من مشهور مكذوب بلا أدنى شك، والمحك في مثل هذا بلا نزاع هو قول الله عز وجل:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ
أخي الفاضل الكلام كان على شهرة القصيدة في الرواية الأدبية، لا شهرتها على ألسن الناس عمومًا
ثمَّ رواتها ليسوا بفُساقٍ.
[ CENTER]
ألا يكفي!
طبعًا .. لا؛ لأنَّ الإنكار تعدَّى إلى معاني القصيدة كلِّها
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/260)
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[13 - 09 - 10, 12:01 م]ـ
ساكن مكة =الساكن بمكة
عابد مكة = العابد بمكة،فيعدل الى الاضافة لشهرة المضاف اليه
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[13 - 09 - 10, 02:27 م]ـ
طبعًا .. لا؛ لأنَّ الإنكار تعدَّى إلى معاني القصيدة كلِّها
والله أعلم
زيادة خير:)
ـ[عبدالحميد حسن]ــــــــ[13 - 09 - 10, 10:23 م]ـ
جزاكم الله خير جميعا
ـ[أحمد بن حمود الرويثي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 09:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإضافة في (عابد الحرمين) بمعنى (في).
يعني يا عابداً في الحرمين.
وليست بمعنى (اللام) أي بمعنى عابداً للحرمين.
وقد ذكر ابن هشام في أوضح المسالك
أن الإضافة تأتي بمعنى (اللام) بأكثرية، وبمعنى (من) بكثرة، وبمعنى (في) بقلة.
وذكر أن ضابط الإضافة التي بمعنى (في): أن يكون المضاف إليه ظرفاً للمضاف كما في (بل مكر الليل والنهار) و (ياصاحبي السجن) أي:مكرٌ في الليل والنهار، و: ياصاحبي في السجن.
وكما هنا يا عابداً في الحرمين.
ـ[علاء ابراهيم]ــــــــ[21 - 09 - 10, 12:53 م]ـ
مسألة ان الشعر المشهور المتداول لا يحتاج إلي إسناد , قاعدة غير صحيحة خصوصاً أن الشعر يعتبر مصدر من مصادر إثبات الكثير من القواعد النحوية والغوية ,لذلك فإثبات صحته مداره علي الإسناد فما بالك إن كان الشعر يحتوى علي مخالفات عقدية تنسب لأحد أبرز علماء الإسلام وهو إبن المبارك , في هذه الحالة يتحتم علينا أن نتأكد من الإسناد كونه يقرر قواعد ولا يقتصر علي بعض الفوائد الأدبية والتسلية الذهنية.
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[22 - 09 - 10, 02:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإضافة في (عابد الحرمين) بمعنى (في).
يعني يا عابداً في الحرمين.
وليست بمعنى (اللام) أي بمعنى عابداً للحرمين.
وقد ذكر ابن هشام في أوضح المسالك
أن الإضافة تأتي بمعنى (اللام) بأكثرية، وبمعنى (من) بكثرة، وبمعنى (في) بقلة.
وذكر أن ضابط الإضافة التي بمعنى (في): أن يكون المضاف إليه ظرفاً للمضاف كما في (بل مكر الليل والنهار) و (ياصاحبي السجن) أي:مكرٌ في الليل والنهار، و: ياصاحبي في السجن.
وكما هنا يا عابداً في الحرمين.
جزاك الله خيرا على هذه المعلومه النحوية(65/261)
براءة المالكية من مذهب غلاة الجهمية
ـ[مالكي]ــــــــ[08 - 09 - 10, 09:48 م]ـ
براءة المالكية من مذهب غلاة الجهمية
الكتاب في المرفقات
ـ[أبوعبدالله الحنبلي]ــــــــ[09 - 09 - 10, 06:11 ص]ـ
بارك الله فيك وفيما كتبتْ يداك.
قرأتُ رسالتكم وهي مختصرة محررة, ولو أنك تتبعت كلام المالكية في هذا الأمر لكان حسنًا, وكلامهم فيما أعلم حول هذا الأمر كثير, وقد ذكر منه شيخ الإسلام طرفًا في رسالته المعروفة بالمراكشية.
أخيرًا أسأل الله أن يبارك فيك, ولعل هذه الرسالة تكون نواة لبحث علمي يناقش انحراف متأخري المالكية عن مذهب متقدميها. وجزاك الله خيراً.
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[15 - 09 - 10, 04:51 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مالكي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 03:48 م]ـ
بارك الله فيك وفيما كتبتْ يداك.
قرأتُ رسالتكم وهي مختصرة محررة, ولو أنك تتبعت كلام المالكية في هذا الأمر لكان حسنًا, وكلامهم فيما أعلم حول هذا الأمر كثير, وقد ذكر منه شيخ الإسلام طرفًا في رسالته المعروفة بالمراكشية.
أخيرًا أسأل الله أن يبارك فيك, ولعل هذه الرسالة تكون نواة لبحث علمي يناقش انحراف متأخري المالكية عن مذهب متقدميها. وجزاك الله خيراً.
بارك الله فيك أخي العزيز و وفقك الله و سدد خطاك و رزقنا الله و إياك حسن الخاتمة
قمت بتعديل الرسالة " براءة المالكية من مذهب غلاة الجهمية" و أضفت إليها كلام شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته العظيمة "القاعدة المراكشية " وهو في غاية الاهمية.
قال رحمه الله تعالى و أسكنه فسيح جنانه
" وكلام المالكية في ذم الجهمية النفاة مشهور في كتبهم وكلام أئمة المالكية وقدمائهم في الإثبات كثير مشهور؛ حتى علماءهم حكوا إجماع أهل السنة والجماعة على أن الله بذاته فوق عرشه وابن أبي زيد إنما ذكر ما ذكره سائر أئمة السلف ولم يكن من أئمة المالكية من خالف ابن أبي زيد في هذا. وهو إنما ذكر هذا في مقدمة الرسالة لتلقن لجميع المسلمين؛ لأنه عند أئمة السنة من الاعتقادات التي يلقنها كل أحد. ولم يرد على " ابن أبي زيد " في هذا إلا من كان من أتباع الجهمية النفاة لم يعتمد من خالفه على أنه بدعة ولا أنه مخالف للكتاب والسنة؛ ولكن زعم من خالف ابن أبي زيد وأمثاله أن ما قاله مخالف للعقل.
وقالوا: إن ابن أبي زيد لم يكن يحسن فن الكلام الذي يعرف فيه ما يجوز على الله عز وجل وما لا يجوز. والذين أنكروا على ابن أبي زيد وأمثاله من المتأخرين تلقوا هذا الإنكار عن متأخري الأشعرية - كأبي المعالي وأتباعه - وهؤلاء تلقوا هذا الإنكار عن الأصول التي شاركوا فيها المعتزلة ونحوهم من الجهمية فالجهمية - من المعتزلة وغيرهم - هم أصل هذا الإنكار. وسلف الأمة وأئمتها متفقون على الإثبات رادون على الواقفة والنفاة مثل ما رواه البيهقي وغيره عن الأوزاعي قال: كنا - والتابعون متوافرون - نقول: إن الله فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته."إهـ(65/262)
المصارعة العقلية
ـ[أرسان السنجقي]ــــــــ[09 - 09 - 10, 11:45 م]ـ
المصارعة العقلية
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فإن من خصائص العقائد الإسلامية موافقتها بالعقل الصريح و الفطرة السليمة, لأن خالق ذلك كله هو الله سبحانه و تعالى. ربما يكون الوضوح في عقلانية العقيدة السلفية سببا لاختصار الأدلة العقلية على مسائل الاعتقاد عند علمائنا, فكثيرا ما يكتفي العالم السلفي بعرض الأدلة النقلية مفصلا و عرض الأدلة العقلية إجملا, لأن المسلم قد آمن بأن الله هو الذي أوحى تلك النصوص الإلهية, فلا حاجة إلى تفصيل الحجج العقلية. ولكن المسلمين الذين يعيشون في أوربا و في الغرب يواجهون الصعوبة في إقناع غير المسلمين المفكرين أن عقائد الإسلام السلفية السنية حق بأدلة عقلية تفصيلية كما يطلبون , لأن الكتب السلفية المترجمة إلى لغات الأوروبية تكتفي بعرض الأدلة العقلية إجمالا, و يأتي الكفار بالشبهات العقلية تفصيلا. الأدلة العقلية الإجمالية نافعة و كافية عند عوام الكفار ولكن لا يكفي عند متخرجيهم بالكليات الكافرة للعلوم الإنسانية, خاصة الفلسفية, و لذلك يكون جليا ضعف الجانبي العقلي و الملكة العقلية عند الدعاة السلفيين المتخرجين بالجامعات السعودية في بلادنا الأوروبية و لذلك أريد منكم عرض الكتب النافعة و خاصة الرسائل الجامعية لتقوية الملكة العقلية عند الدعاة و المسلمين على طريقة أهل السنة لا على طريقة المتكلمين و الفلاسفة و أريد أن أترجم تلك الكتب.
- أين قوة علماء أهل السنة في الاسدلال العقلي كما كان عند المتقدمين مثل ابن تيمية و ابن القيم؟ - هل انتهى ابداعنا العقلي عندهما؟ أكان الغربيون أعقل من المسلمين؟ - من واصل المصارعة العقلية مع الفلسفات المختلفة بعد ابن تيمية أم أخذ الانحطاط عقول علمائنا؟ فإن الفلسفة و المنطق لم تتوقف عند أرسطو بل ظهر في القرون المتأخرة فلاسفة في أوربا أعقل و أخطر من أرسطو مثل Cant و Hegel و Nitche و الأخرون, فمن واصل هذه المصارعة؟ إن المسلمين في الغرب بحاجة ماسة إلى هذه الدراسات. - ما جهود علماء أهل السنة في هذا المجال قبل ابن تيمية؟ - ما أفضل الكتب و الرسائل الجامعية في الأدلةالعقليةالنقليةعلىأصولالإعتقاد؟
- ما أفضل الكتب و الرسائل الجامعية في حجية مصادر العقيدة السلفية كما يلي:
- الحجج النقلية و العقلية المتعلقة بالوحي, إمكانيته و حجيته وإبطالشبهاتالمستشرقين و الملحدينحوله. أنا وجدت في الإنترنت أسم الرسالة الجامعية التالية: الوحي في الإسلام وإبطال الشبهات حوله - عبدالله عبد الحي أبو بكر (من أم القرى) فهل من مزيد و خاصة للتحميل؟؟؟
- الحجج النقلية و العقلية المتعلقة بالسنة تفصيلا, حجية السنة عامة (الأدلة النقلية و العقلية) و دحض شبهات القرانيين و المستشرقين و الآخرين تفصيلا عقلا و نقلا, و حجية خبر الآحاد في إثبات العقيدة خاصة (الأدلة النقلية و العقلية) و دحض شبهات الأشاعرة و أشباههم تفصيلا عقلا و نقلا. أنا وجدت في الإنترنت أسماء الرسائل الجامعية التالية:
خبر الآحاد و حجيته في إثبات العقيدة دراسة تطبيقية و نقدية - عبدالله ناصر سعد السرحاني (من أم القرى) ,دفع دعوى المعارض العقلي عن الأحاديث المتعلقة بمسائل الاعتقاد دراسة لما في الصحيحين عيسى محسن عيسى النعمي (من أم القرى) , دفع دعوى معاضة العقل للأحاديث المتعلقة بالصفات الواردة في الكتب الستة دراسة نقدية - مشاعل خالد باقاسي (من أم القرى) , أحاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها التعارض مع الصحيحين دراسة - سليمان محمد علي الدبيخي (من أم القرى) , المسائل العقدية التي حكى فيها شيخ الإسلام ابن تيمية الإجماع في ابواب التوحيد - خالد مسعود عويض الجعيد (من أم القرى) , موقف شيخ الاسلام ابن تيمية من دعوى المعارض العقلي - سعد عبدالرحمن الشهري (من أم القرى) ,
فهل يوجد شيء من هذا أو غيره للتحميل؟ و ماذا تقولون في كتاب المعرفة في الإسلام مصادرها ومجالاتها - عبدالله محمد عبدالله القرني (من أم القرى)؟
- الحجج النقلية و العقلية المتعلقة بالإجماع تفصيلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/263)
- الحجج النقلية و العقلية المتعلقة بالعقل و مكانته في العقيدة السلفية و مدى استعماله و دوره تفصيلا (مع الحجج التفصيلية من العقل نفسه تدل على عدم استغنائه عن إرشاد الوحي الإلهي و افتقاره و حاجته إلى هذا الوحي, و أفضل الكتب في هذا المجال أعرفه هو درء التعارض لابن تيمية ولكن هل هو الوحيد كتب مثل ذاك الكتاب أم هناك علماء أخرون ماهرين في هذا المجال؟؟؟) - الحجج النقلية و العقلية المتعلقة بالفطرة, و أنا وجدت في الإنترنت أسم الرسالة الجامعية التالية: الفطرة و العقيدة الإسلامية - حافظ محمد حيدر الجعبري (من أم القرى) فهل من مزيد و خاصة للتحميل؟؟؟
- الكتب المسقلة في الحجج النقلية و العقلية المفصلة المتعلقة بتوحيد الربوبية و مع دحض شبهات الملاحدة تفصيلا! فإن الألحاد و المادية غلبت على عقول الأوربيين و خاصة دارونيين و الفلاسفة. علماؤنا يقولون –توحيد الربوبية معروف يقرها المشركون- ولكن لا يقره كثير من الأوربيين خاصة في البلاد الشيويعة سابقا. و أنا وجدت في الإنترنت أسماء الرسائل الجامعية التالية: مناهج الإسلاميين في إثبات وجود الله ووحدانيته –دراسة ونقدا- صالح بن حسين الرقب (محمد ابن سعود) , توحيد الربوبية بين السلف ومخالفيهم من الفرق الإسلامية - سعيد بن علي العمري (محمد ابن سعود) , الشبهات النقلية لمخالفي أهل السنة و الجماعة في توحيد المعرفة و الإثبات عرضاً و نقداً - علي ذويبمملوح العنزي (من أم القرى) , منهج المتكلمين و الفلاسفة المنتسبين للإسلام في الإستدلال على وجود الله عرض و نقد - يوسف محمد صالح الأحمد (من أم القرى) , فهل من مزيد و خاصة للتحميل؟؟؟
- الكتب المسقلة في الحجج النقلية و العقلية المفصلة المتعلقة بتوحيد الألوهية و مع دحض شبهات المشركين تفصيلا, وهي كثيرة و قد أضفت موضوعا خاصا تحت العنوان – موسوعة الرد على القبورية, فإن كان هناك مزيد فأفيدونا.
أما الصفات, فيكفي الموضوع – موسوعة الرد على الأشاعرة و الموضوات الأخرى, فإن علماءنا يعتنون بهذا و من أجمع ما وجدته كتاب القواعد الكلية للأسماء والصفات عند السلف - إبراهيم بن محمد البريكان, و هي صعبة ولكن مفيدة جدا. فله هناك كتب أخرى جامعة لأكثر القواعد في باب الأسماء والصفات مثل هذا؟
- الكتب المسقلة في الحجج النقلية و العقلية المفصلة المتعلقة بإثبات النبوة, و أنا وجدت في الإنترنت أسماء الرسائل الجامعية التالية: الأدلة على صدق النبوة المحمدية و رد الشبهات عنها - هدى عبدالكريم مرعي, النبوة عند ابن تيمية و رده على المخالفين - سعيد إبراهيم مرعي خليفة, النبوة و الأنبياء بين حقائق الدين و شبهات العلمانيين - محمد عبدالرحمن حبنكة الميداني, منهج أهل السنة و الجماعة في الاستدلال على النبوة و الرد على المخالفين - أحمد محمد حاسن القرشي, و الكتب في دلائلالنبوة, فهل من مزيد و خاصة للتحميل؟؟؟
- الكتب المسقلة في الحجج النقلية و العقلية المفصلة المتعلقة بالمعاد و الغيبيات, و أنا وجدت في الإنترنت أسماء الرسائل الجامعية التالية:
مناهج المخالفين لأهل السنة و الجماعة في الاستدلال على الغيبيات بين أهل السنة و مخالفيهم - عبدالرحمن محمود خليفة إدريس, المعاد الأخروي و شبهات العلمانيين عرض و نقد - عواد بردجاعد العنزي, غاية الكون بين الإسلام و المادية - نجاة موسى علي الديب, العدل الإلهي في الثواب و العقاب عند السلف و الرد على المعتزلة و الأشاعرة - مواهب علي منصور فرحان, دليل الحدوث أصوله و لوازمه - أحمد عبدالله جمعان الغامدي, الدين و الفلسفة المادية الجدلية - أحمد علي حيش ... فهل من مزيد و خاصة للتحميل؟؟؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا!!!
ـ[أرسان السنجقي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 02:32 م]ـ
لماذا تصمتون???
ـ[أرسان السنجقي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 11:07 م]ـ
و هل علم أصول الفقه يعيننا في هذا?
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[17 - 09 - 10, 11:13 م]ـ
الحقيقة أخي كنت قد نويت أن أرد عليك منذ فترة ـ لا أذكر مدتها
لكن لم أستطع لصعوبة قراءة الخط ..
أظن ـ والله أعلم ـ أن هذا سبب الإحجام من الإخوة
فأعد تنسيقه بارك الله فيك
ـ[أرسان السنجقي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 03:57 م]ـ
لنبدأ من البداية:
فإن من خصائص العقائد الإسلامية موافقتها بالعقل الصريح و الفطرة السليمة, لأن خالق ذلك كله هو الله سبحانه و تعالى. ربما يكون الوضوح في عقلانية العقيدة السلفية سببا لاختصار الأدلة العقلية في مسائل الاعتقاد عند علمائنا, فكثيرا ما يكتفي العالم السلفي بعرض الأدلة النقلية مفصلا و عرض الأدلة العقلية إجملا, لأن المسلم قد آمن بأن الله هو الذي أوحى تلك النصوص الإلهية, فلا حاجة إلى تفصيل الحجج العقلية. ولكن المسلمين الذين يعيشون في أوربا و في الغرب يواجهون الصعوبة في إقناع غير المسلمين المفكرين أن عقائد الإسلام السلفية السنية حق بأدلة عقلية تفصيلية كما يطلبون , لأن الكتب السلفية المترجمة إلى لغات الأوروبية تكتفي بعرض الأدلة العقلية إجمالا, و يأتي الكفار بالشبهات العقلية تفصيلا. الأدلة العقلية الإجمالية نافعة و كافية عند عوام الكفار ولكن لا يكفي عند متخرجيهم بالكليات الكافرة للعلوم الإنسانية, خاصة الفلسفية, و لذلك يكون جليا ضعف الجانبي العقلي و الملكة العقلية عند الدعاة السلفيين المتخرجين بالجامعات السعودية في بلادنا الأوروبية و لذلك أريد منكم عرض الكتب النافعة و خاصة الرسائل الجامعية لتقوية الملكة العقلية عند الدعاة و المسلمين على طريقة أهل السنة لا على طريقة المتكلمين و الفلاسفة و أريد أن أترجم تلك الكتب.
و هذا متعلق بموضوعي _ التدرج في علم المنطق و الفلسفة و علم الكلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/264)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 07:26 م]ـ
الحقيقة أخي كنت قد نويت أن أرد عليك منذ فترة ـ لا أذكر مدتها
لكن لم أستطع لصعوبة قراءة الخط ..
أظن ـ والله أعلم ـ أن هذا سبب الإحجام من الإخوة
فأعد تنسيقه بارك الله فيك
المصارعة العقلية
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فإن من خصائص العقائد الإسلامية موافقتها بالعقل الصريح و الفطرة السليمة, لأن خالق ذلك كله هو الله سبحانه و تعالى. ربما يكون الوضوح في عقلانية العقيدة السلفية سببا لاختصار الأدلة العقلية على مسائل الاعتقاد عند علمائنا, فكثيرا ما يكتفي العالم السلفي بعرض الأدلة النقلية مفصلا و عرض الأدلة العقلية إجملا, لأن المسلم قد آمن بأن الله هو الذي أوحى تلك النصوص الإلهية, فلا حاجة إلى تفصيل الحجج العقلية. ولكن المسلمين الذين يعيشون في أوربا و في الغرب يواجهون الصعوبة في إقناع غير المسلمين المفكرين أن عقائد الإسلام السلفية السنية حق بأدلة عقلية تفصيلية كما يطلبون , لأن الكتب السلفية المترجمة إلى لغات الأوروبية تكتفي بعرض الأدلة العقلية إجمالا, و يأتي الكفار بالشبهات العقلية تفصيلا. الأدلة العقلية الإجمالية نافعة و كافية عند عوام الكفار ولكن لا يكفي عند متخرجيهم بالكليات الكافرة للعلوم الإنسانية, خاصة الفلسفية, و لذلك يكون جليا ضعف الجانبي العقلي و الملكة العقلية عند الدعاة السلفيين المتخرجين بالجامعات السعودية في بلادنا الأوروبية و لذلك أريد منكم عرض الكتب النافعة و خاصة الرسائل الجامعية لتقوية الملكة العقلية عند الدعاة و المسلمين على طريقة أهل السنة لا على طريقة المتكلمين و الفلاسفة و أريد أن أترجم تلك الكتب.
- أين قوة علماء أهل السنة في الاسدلال العقلي كما كان عند المتقدمين مثل ابن تيمية و ابن القيم؟ - هل انتهى ابداعنا العقلي عندهما؟ أكان الغربيون أعقل من المسلمين؟ - من واصل المصارعة العقلية مع الفلسفات المختلفة بعد ابن تيمية أم أخذ الانحطاط عقول علمائنا؟ فإن الفلسفة و المنطق لم تتوقف عند أرسطو بل ظهر في القرون المتأخرة فلاسفة في أوربا أعقل و أخطر من أرسطو مثل Cant و Hegel و Nitche و الأخرون, فمن واصل هذه المصارعة؟ إن المسلمين في الغرب بحاجة ماسة إلى هذه الدراسات. - ما جهود علماء أهل السنة في هذا المجال قبل ابن تيمية؟ - ما أفضل الكتب و الرسائل الجامعية في الأدلةالعقليةالنقليةعلىأصولالإعتقاد؟
- ما أفضل الكتب و الرسائل الجامعية في حجية مصادر العقيدة السلفية كما يلي:
- الحجج النقلية و العقلية المتعلقة بالوحي, إمكانيته و حجيته وإبطالشبهاتالمستشرقين و الملحدينحوله. أنا وجدت في الإنترنت أسم الرسالة الجامعية التالية: الوحي في الإسلام وإبطال الشبهات حوله - عبدالله عبد الحي أبو بكر (من أم القرى) فهل من مزيد و خاصة للتحميل؟؟؟
- الحجج النقلية و العقلية المتعلقة بالسنة تفصيلا, حجية السنة عامة (الأدلة النقلية و العقلية) و دحض شبهات القرانيين و المستشرقين و الآخرين تفصيلا عقلا و نقلا, و حجية خبر الآحاد في إثبات العقيدة خاصة (الأدلة النقلية و العقلية) و دحض شبهات الأشاعرة و أشباههم تفصيلا عقلا و نقلا. أنا وجدت في الإنترنت أسماء الرسائل الجامعية التالية:
خبر الآحاد و حجيته في إثبات العقيدة دراسة تطبيقية و نقدية - عبدالله ناصر سعد السرحاني (من أم القرى) ,دفع دعوى المعارض العقلي عن الأحاديث المتعلقة بمسائل الاعتقاد دراسة لما في الصحيحين عيسى محسن عيسى النعمي (من أم القرى) , دفع دعوى معاضة العقل للأحاديث المتعلقة بالصفات الواردة في الكتب الستة دراسة نقدية - مشاعل خالد باقاسي (من أم القرى) , أحاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها التعارض مع الصحيحين دراسة - سليمان محمد علي الدبيخي (من أم القرى) , المسائل العقدية التي حكى فيها شيخ الإسلام ابن تيمية الإجماع في ابواب التوحيد - خالد مسعود عويض الجعيد (من أم القرى) , موقف شيخ الاسلام ابن تيمية من دعوى المعارض العقلي - سعد عبدالرحمن الشهري (من أم القرى) ,
فهل يوجد شيء من هذا أو غيره للتحميل؟ و ماذا تقولون في كتاب المعرفة في الإسلام مصادرها ومجالاتها - عبدالله محمد عبدالله القرني (من أم القرى)؟
- الحجج النقلية و العقلية المتعلقة بالإجماع تفصيلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/265)
- الحجج النقلية و العقلية المتعلقة بالعقل و مكانته في العقيدة السلفية و مدى استعماله و دوره تفصيلا (مع الحجج التفصيلية من العقل نفسه تدل على عدم استغنائه عن إرشاد الوحي الإلهي و افتقاره و حاجته إلى هذا الوحي, و أفضل الكتب في هذا المجال أعرفه هو درء التعارض لابن تيمية ولكن هل هو الوحيد كتب مثل ذاك الكتاب أم هناك علماء أخرون ماهرين في هذا المجال؟؟؟) - الحجج النقلية و العقلية المتعلقة بالفطرة, و أنا وجدت في الإنترنت أسم الرسالة الجامعية التالية: الفطرة و العقيدة الإسلامية - حافظ محمد حيدر الجعبري (من أم القرى) فهل من مزيد و خاصة للتحميل؟؟؟
- الكتب المسقلة في الحجج النقلية و العقلية المفصلة المتعلقة بتوحيد الربوبية و مع دحض شبهات الملاحدة تفصيلا! فإن الألحاد و المادية غلبت على عقول الأوربيين و خاصة دارونيين و الفلاسفة. علماؤنا يقولون –توحيد الربوبية معروف يقرها المشركون- ولكن لا يقره كثير من الأوربيين خاصة في البلاد الشيويعة سابقا. و أنا وجدت في الإنترنت أسماء الرسائل الجامعية التالية: مناهج الإسلاميين في إثبات وجود الله ووحدانيته –دراسة ونقدا- صالح بن حسين الرقب (محمد ابن سعود) , توحيد الربوبية بين السلف ومخالفيهم من الفرق الإسلامية - سعيد بن علي العمري (محمد ابن سعود) , الشبهات النقلية لمخالفي أهل السنة و الجماعة في توحيد المعرفة و الإثبات عرضاً و نقداً - علي ذويبمملوح العنزي (من أم القرى) , منهج المتكلمين و الفلاسفة المنتسبين للإسلام في الإستدلال على وجود الله عرض و نقد - يوسف محمد صالح الأحمد (من أم القرى) , فهل من مزيد و خاصة للتحميل؟؟؟
- الكتب المسقلة في الحجج النقلية و العقلية المفصلة المتعلقة بتوحيد الألوهية و مع دحض شبهات المشركين تفصيلا, وهي كثيرة و قد أضفت موضوعا خاصا تحت العنوان – موسوعة الرد على القبورية, فإن كان هناك مزيد فأفيدونا.
أما الصفات, فيكفي الموضوع – موسوعة الرد على الأشاعرة و الموضوات الأخرى, فإن علماءنا يعتنون بهذا و من أجمع ما وجدته كتاب القواعد الكلية للأسماء والصفات عند السلف - إبراهيم بن محمد البريكان, و هي صعبة ولكن مفيدة جدا. فله هناك كتب أخرى جامعة لأكثر القواعد في باب الأسماء والصفات مثل هذا؟
- الكتب المسقلة في الحجج النقلية و العقلية المفصلة المتعلقة بإثبات النبوة, و أنا وجدت في الإنترنت أسماء الرسائل الجامعية التالية: الأدلة على صدق النبوة المحمدية و رد الشبهات عنها - هدى عبدالكريم مرعي, النبوة عند ابن تيمية و رده على المخالفين - سعيد إبراهيم مرعي خليفة, النبوة و الأنبياء بين حقائق الدين و شبهات العلمانيين - محمد عبدالرحمن حبنكة الميداني, منهج أهل السنة و الجماعة في الاستدلال على النبوة و الرد على المخالفين - أحمد محمد حاسن القرشي, و الكتب في دلائلالنبوة, فهل من مزيد و خاصة للتحميل؟؟؟
- الكتب المسقلة في الحجج النقلية و العقلية المفصلة المتعلقة بالمعاد و الغيبيات, و أنا وجدت في الإنترنت أسماء الرسائل الجامعية التالية:
مناهج المخالفين لأهل السنة و الجماعة في الاستدلال على الغيبيات بين أهل السنة و مخالفيهم - عبدالرحمن محمود خليفة إدريس, المعاد الأخروي و شبهات العلمانيين عرض و نقد - عواد بردجاعد العنزي, غاية الكون بين الإسلام و المادية - نجاة موسى علي الديب, العدل الإلهي في الثواب و العقاب عند السلف و الرد على المعتزلة و الأشاعرة - مواهب علي منصور فرحان, دليل الحدوث أصوله و لوازمه - أحمد عبدالله جمعان الغامدي, الدين و الفلسفة المادية الجدلية - أحمد علي حيش ... فهل من مزيد و خاصة للتحميل؟؟؟(65/266)
هل يجوز أن نصف الله ب"العقل اللانهائي"؟
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[10 - 09 - 10, 12:10 م]ـ
السلام عليكم
هل يجوز وصف الله سبحانه وتعالى بأوصاف مثل العقل اللانهائي أو اللطيف المتناهي في اللطف وهل هذه تسميات حديثه نشأت مع نشأة العلم وتطوره في القرن العشرين أم هي معروفه وقديمه , علما أن هذه التسميات قد يستخدمها البعض في مناظرة الملحدين ونحوهم من الماديين. وجزيتم خيرا
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[11 - 09 - 10, 09:20 م]ـ
لايجوز وصف ذلك لانه لادليل ذلك فالاسماء توقيفية
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 09 - 10, 02:22 م]ـ
أما بالعقل فلا يجوز:
1 ـ أنه لم يرد تسميته أو وصفه تعالى بذلك في الكتاب أو السنة أو اتفق عليه السلف.
2 ـ أنه لفظ معنوي ليس حقيقيا قائما بنفسه، ويدخل في حد الصفات أو الأعراض أو كليهما عند من لا يفرق بين الصفة والعرض، ولا يجوز وصف الله بأحدهما، فلا يقال إن الله حب أو رحمة، لأن الصفة والعرض لا يقومان بذاتهما.
3 ـ أن ذلك يشبه كلام اليونان ومن بعدهم من القائلين بالعقل الفعال والأنفس الناطقة إلخ، ويزعمون قدمها.
هذا في تسميته، أو وصفه، أو الإخبار، عنه بكونه عقلا.
أما العاقل فلا يجوز تسميته به ولا وصفه للوجه الأول السابق، وكذلك لأن مجرد الوصف بالعاقلية ليس كمالا مطلقا، بل من أسمائه الحكيم، وهو أكمل وأحسن من العاقل.
أما الإخبار عنه بالعاقل فمحل نظر، لكنه أوسع مما سبق.
أما اللطيف الذي لا يتناهي لطفه فلا إشكال فيه، فاللطيف اسمه، وما بعده على سبيل الإخبار الجائز الصحيح، فالقاعدة في كل اسم من أسمائه أن له غاية الكمال فيها.
والله أعلم
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[12 - 09 - 10, 05:17 م]ـ
شكرا للشيخ عمرو بسيونى
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[13 - 09 - 10, 02:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي البسيوني وزادك علما وفقها(65/267)
كلام للنووي أشكل علي؟
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[10 - 09 - 10, 12:28 م]ـ
يقول في شرح مسلم:
أَمَّا إِذَا أَقَرَّ بِوُجُوبِ الصَّلَاة أَوْ الصَّوْم أَوْ غَيْرهمَا مِنْ أَرْكَان الْإِسْلَام وَهُوَ عَلَى خِلَاف مِلَّته الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا فَهَلْ يُجْعَل بِذَلِكَ مُسْلِمًا؟ فِيهِ وَجْهَانِ لِأَصْحَابِنَا، فَمَنْ جَعَلَهُ مُسْلِمًا قَالَ: كُلّ مَا يَكْفُر الْمُسْلِمُ بِإِنْكَارِهِ يَصِيرُ الْكَافِرُ بِالْإِقْرَارِ بِهِ مُسْلِمًا.
فهل معنى كلام الوجه الأخير
أن الرجل الكافر (نصراني مثلا)
إذا أقر بوجوب الصلاة وظل يعتقد التثليث يكون مسلما مع هذا الاعتقاد الكفري؟
أم أن المقصود أن الإقرار بالصلاة متضمن أنه من باب أولى قد ترك اعتقاده الباطل (التثليث)
واعتقد الإسلام ويبقى أن يقول الشهادتين وهي عند فئة شرط كمال؟
أظن أن المقصود هو الثاني ولكن أريد تدليلا عليه من كلام العلماء ..
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[10 - 09 - 10, 09:50 م]ـ
معنى عبارته -رحمه الله تعالى- بيّنها الشيخ مشهور في شرحه على صحيح مسلم،فقال:
(هنا مسألتان:
الأولى: اذا أقر بشيء لو أنكره وهو مسلم أخرجه من الإسلام، فهل في اقراره هذا يُعد مسلما ام لا؟
والمسالة الثانية:
من نطق بالشهادتين بغير العربية وذكرهما على معناهما الصحيح فهل يعد مسلما أم لا؟
قال النووي: اختلف فيه اصحابنا على وجهين في كل من المسألتين .. ).
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[11 - 09 - 10, 05:09 ص]ـ
فهل معنى الكلام بالحالة الأولى التي ذكرتها:
أن الرجل الكافر (نصراني مثلا)
إذا أقر بوجوب الصلاة وظل يعتقد التثليث يكون مسلما مع هذا الاعتقاد الكفري (التثليث)؟
أم أن المقصود أن إقراره بالصلاة متضمن أنه من باب أولى قد ترك اعتقاده الباطل (التثليث)
واعتقد الإسلام ويبقى أن يقول الشهادتين وهي عند فئة أصحاب هذا الوجه شرط كمال؟
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 07:51 ص]ـ
الأخ الفاضل (أبو محمد بكري)
بل المقصود أنه ترك ملته وأسلم، بدليل قول النووي رحمه الله: " وَهُوَ عَلَى خِلَاف مِلَّته الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا "
والله أعلم.
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[15 - 09 - 10, 09:35 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي عبد الحميد
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[25 - 09 - 10, 04:34 م]ـ
تفسير الشيخ حامد العلي لما راسلته يقول:
يقصد الشيخ هل يدل إقراره هذا على أنه ترك دينه السابق كما تدل الشهادتان
لأن إقراره بصوم المسلمين يتضمن إقراره بإتباعه دين الإسلام وترك دينه السابق
وكذلك الصلاة وأركان الإسلام
وقال بعض العلماء لايكفي لوجود الإحتمال
والله أعلم(65/268)
اشكال حول عقيدة المرجئة
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[11 - 09 - 10, 01:38 ص]ـ
معلوم للجميع فساد قول المرجئة بان الايمان لا تضره معصية و مخالفته لاعتقاد اهل السنة و الاثر بان الايمان يزيد بالطاعات و ينقص بالمعاصي لكن ما يسبب لي اشكالا هو الشطر الثاني لقولهم بانه لا ينفع مع الكفر طاعة اريد ان اعرف اين اوجه الاختلاف في هذا القول مع عقيدة اهل السنة و الجماعة و جزاكم الله خيرا
ـ[محمد براء]ــــــــ[11 - 09 - 10, 02:39 ص]ـ
أخي الفاضل:
المقولة التي نقلتها: " لا ينفع مع الكفر طاعة "، ليست من مقالات المرجئة المترجمة عن عقائدهم البتة، بل هي مقولة صحيحة دل عليها الكتاب، قال تعالى: " ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله "، وفي هذا المعنى آيات أخرى.
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[11 - 09 - 10, 02:48 ص]ـ
شكرا اخي على هذا التوضيح لكني سمعت كثيرا من الشيوخ يرددها متبوعة بالقول الاول و ينسبها للمرجئة مع انه معلوم لنا ذلك في الكتاب و السنة و جزاك الله حيرا مرة اخرى على هذا التوضيح
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 09 - 10, 03:32 ص]ـ
من يقل هذا من أهل السنة فقوله حاكيا مذهبهم كالتالي (لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة) لا شيء فيه، فالشق الثاني الذي قاسوا عليه مسلم بين الجميع، لكن قياسهم عليه فاسد من حيث الشرع والعقل.(65/269)
لفظ الجلالة
ـ[أبو سهيل المصري]ــــــــ[11 - 09 - 10, 04:21 ص]ـ
عند إعراب الجمل نذكر هذا التعبير (لفظ الجلالة) فهل فيه أي مخالفة أو شبهة عقدية؟ وهل الأفضل أن نستخدم (اسم الجلالة) أم الأمر سيان؟
ولكم خالص الشكر
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[11 - 09 - 10, 06:24 م]ـ
عندما عرفت اعراب "الله" لاول مرة كان معلمي يقول اسم الجلالة و لكني لا اعرف ا ن كان هناك فرق بيهما
ـ[أبو سهيل المصري]ــــــــ[12 - 09 - 10, 07:43 ص]ـ
أظن استخدام اسم أنسب من الناحية النحوية والشرعية لكن هل استخدام لفظ به شبهة أو مخالفة؟
ننتظر توجيه الإخوة ومشاركاتهم
ـ[أبو علي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 08:24 ص]ـ
قال تعالى: (ولله الأسماء الحسنى)
فالأفضل أن يقال (الاسم الأحسن)
والله أعلم
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[12 - 09 - 10, 06:56 م]ـ
أظن استخدام اسم أنسب من الناحية النحوية والشرعية لكن هل استخدام لفظ به شبهة أو مخالفة؟
ليس فيه شبهة أو مخالفة، ولا يزال العلماء يستخدمون "لفظ الجلالة" و "اسم الجلالة" منذ قديم الزمان من غير نكير منهم، فعلم أنه استخدامه صحيح وليس فيه شيء.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 09 - 10, 06:58 م]ـ
واستخدام (الاسم الحسن) ذكره الشيخ بكر في المناهي اللفظية.
والأمر واسع.(65/270)
إشكال علمي! لا شيء يأتي من العدم و لا شيء يفنى إلى العدم
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[11 - 09 - 10, 07:01 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخوتي الأفاضل .. بارك الله فيكم
لعله ينتابني شيء من التردد في طرح هذه المسألة, فإن كنت مخطئًا في طرحها على العموم فصوبوني جزاكم الله خيرًا
عرض لي عارض أثناء تأملي معادلة من المعادلات التي ندرسها في علوم الفيزياء. و هي معادلة رياضية تأتي بأشكال و صيغ مختلفة و في مجالات عدة و لكنها تنبثق عن مبدأ فيزيائي شهير و أساسي جدًا في هذا العلم. المبدأ يعرف باسم مبدأ المصونية أو مبدأ الانحفاظ, بعبارة أخرى أنه في أي وسط ندرسه (شحنات, جسيمات, كتل, سرعات ... إلخ) فإننا نعتبر أنه ما من شيء يأتي من العدم ليدخل إلى هذا الوسط و لا من شيء يفنى تلقاء نفسه بنفسه (سواء كان مقدارًا محسوسًا كالكتلة و عدد الجسيمات و ما إلى ذلك أو مقادير غير محسوسة مثل الطاقة و السرعة و ما إلى ذلك).
المعادلة الرياضية صحيحة (رغم تعدد صياغاتها و اصطلاحاتها و أشكالها الرياضياتية) و يتم تطبيقها على نطاق واسع جدًا في كل علوم الفيزياء تقريبًا و مبدأها من وجهة نظر علمية ضروري للدراسة.
الذي أشكل علي هو نص مبدأ المصونية: لا شيء يأتي من العدم و لا شيء يفنى إلى العدم
و هو ما بدالي أنه يتناقض مع حقيقة خلق الإنسان من عدم و كون أمر الله عز و جل بين الكاف و النون. و أن كل شيء هالك و كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذي الجلال و الإكرام. فهل يجوز للمسلم أن يسلم بهذا المبدأ في نطاق دراسة العلوم الدنيوية و حسب أم أنه يعامل هذه المبادئ العلمية بتجرد و تحفظ؟ أم ماذا؟؟؟
بارك الله فيكم .. و إن كنتم تجدون أن في المسألة شبهة أو ما شابه ذلك فاحذفوا مشاركتي و ناقشوني عن طريق الرسائل الخاصة.
ـ[أبو محروس]ــــــــ[11 - 09 - 10, 09:43 ص]ـ
أخي الكريم .. سألت نفسي أولا: هل تلك المعادلة معادلة مطلقة (كلية) أم معادلة نسبية؟ ثم فسرت تلك المعادلة.
فإن كانت تلك المعادلة معادلة نسبية، كان معناها: المخلوق (كالإنسان) لا يأتي بشيء من العدم، ولا يرسل شيء إلى العدم.
وإن كانت تلك المعادلة معادلة كلية (مطلقة)، كان معناها: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [الحديد: 3]: فكل شيء من الله بدأ وإلى الله ينتهي {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} [النجم: 42].
فزال الاستشكال عندي، لكن هل زوال الاستشكال بهذا؟ الله اعلم.
ـ[راجى يوسف]ــــــــ[11 - 09 - 10, 05:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا اخى الفاضل اطرح ما عندك من استفهامات فهو خير من كتمها تتلجلج فى صدرك
1 - أولا انت تدرس الفيزياء أو الطبيعة فبالتالى قوانينها تختص بكل ما هو داخل فى نطاق الطبيعة ولا تختص بما هو فوق الطبيعة فتنبه
2 - تلك المعادلات صحيحة تماما ولكننا كمؤمنون نعتبرها من سنن الله وقوانينه فى خلقه لذا تجدها تتصف بالإطراد
3 - فرق بين المؤمن وغيره هو أن المؤمن موقن أن تلك السنن من خلق الله وهو قادر على تغييرها بما يشاء
ومعجزات الرسل نموذج على ذلك
4 - النار من شأنها الاحراق بفعل الله واى باحث طبيعى سيجد أن ذلك قانونا لا يكاد يتخلف ولكنها كانت بردا
وسلاما عندما تغير الأمر الموجه اليها بفعل يعتبر فوق الطبيعى
5 - لم يفسر علماء الفيزياء نشأة الكون من عدم لان النشأة الأولى كانت بالخلق وهو أمر لا يخضع لقوانين الفيزياء
6 - تم بحث قوانين الفيزياء واستنباطها من خلال الملاحظة والتجربة أى انها مستخرجة من نتاج الفكر البشرى
الذى بحثها اثناء فترة تواجده فى الحياة وبالتالى فان النشأة الاولى لم تجرب وتختبر لغيابنا اثناء فعلها
ولا يحيل العقل وجود قوانين أخرى لم نشهدها وكذا فان تلك القوانين تبدل وتعدل من حين لاخر مما يشى بثباتها
نسبيا وليس ثباتها مطلقا
عندما يقول الطبيعيون أن المعادن تتمدد بالحرارة فهو حكم أغلبى وليس كلي ولا يحيل العقل اكتشاف معادن
أخرى لا تتمدد بالحرارة
يقول تعالى (ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم)
7 - الفرق بين المؤمن وغيره -كما أسلفت- هو أن المؤمن يعلم ان تلك الافعال تمت بفعل الله وبالتالى هو قادر على التغيير بعكس غير المؤمن الذى يظن أن تلك القوانين ذاتية فهى ثابتة لا تتغير
كمثال بسيط
تعامل أحد الأشخاص مع برنامج للحاسب الالى كنظام الويندوز مثلا ولبث يكتشف فيه وفى امكانياته ودون ما
كشفه من خلال التعامل
وأصدر لنفسه قواعد ثابتة فى التعامل مع ذلك النظام ووجدها مطردة
ولكن هذا لا يمنع أن مبتكر النظام نفسه يستطيع أن يغير فيه ما شاء لأنه الواضع لهذا النظام
ويحضرنى قول لأحد الملاحدة حين قال ما معناه أن لو اقتنعنا بوجود منشأ وخالق للنظام الكونى فالعقل حينئذ
لا يحيل أن أن يستبدل ذلك المنشأ نظاما بآخر
فهو لا يحيل معجزات الرسل - فوق الطبيعية- بشرط أن يؤمن أولا بوجود منشأ وخالق للنظام الكونى لانه
كما قدر على الانشاء الكونى بوضع ما يستطيع تغيير ذلك الوضع
وانتظر ردكم الكريم
والله أعلى وأعلم
راجى يوسف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/271)
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[11 - 09 - 10, 06:20 م]ـ
نعم و اليك اخي مثال آخر هو طلوع الشمس من مغربها علامة على قيام الساعة فهذا مخالف لما هو عليه الطبيعة الآن لكن الكون خاضع لله يتصرف فيه كيف ما يشاء
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[11 - 09 - 10, 06:37 م]ـ
أخي الكريم .. سألت نفسي أولا: هل تلك المعادلة معادلة مطلقة (كلية) أم معادلة نسبية؟ ثم فسرت تلك المعادلة.
فإن كانت تلك المعادلة معادلة نسبية، كان معناها: المخلوق (كالإنسان) لا يأتي بشيء من العدم، ولا يرسل شيء إلى العدم.
وإن كانت تلك المعادلة معادلة كلية (مطلقة)، كان معناها: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [الحديد: 3]: فكل شيء من الله بدأ وإلى الله ينتهي {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} [النجم: 42].
فزال الاستشكال عندي، لكن هل زوال الاستشكال بهذا؟ الله اعلم.
في حقيقة الأمر, فهذه المعادلة مطلقة عمومًا. و لكنها في بعض الدراسات المعمقة جدًا تحتمل كونها نسبية من حيث الأصل. و لكن بالتعمق في معنى هذه المعادلة ندخل في دواوين يطول الحديث فيها و تستعصي على "تيسير" الشرح .. يعني وجعة راس بكل المقاييس!
و لكن كلام الأخوة فيما تقدم فيه خير كثير
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[11 - 09 - 10, 06:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا اخى الفاضل اطرح ما عندك من استفهامات فهو خير من كتمها تتلجلج فى صدرك
1 - أولا انت تدرس الفيزياء أو الطبيعة فبالتالى قوانينها تختص بكل ما هو داخل فى نطاق الطبيعة ولا تختص بما هو فوق الطبيعة فتنبه
2 - تلك المعادلات صحيحة تماما ولكننا كمؤمنون نعتبرها من سنن الله وقوانينه فى خلقه لذا تجدها تتصف بالإطراد
3 - فرق بين المؤمن وغيره هو أن المؤمن موقن أن تلك السنن من خلق الله وهو قادر على تغييرها بما يشاء
ومعجزات الرسل نموذج على ذلك
4 - النار من شأنها الاحراق بفعل الله واى باحث طبيعى سيجد أن ذلك قانونا لا يكاد يتخلف ولكنها كانت بردا
وسلاما عندما تغير الأمر الموجه اليها بفعل يعتبر فوق الطبيعى
5 - لم يفسر علماء الفيزياء نشأة الكون من عدم لان النشأة الأولى كانت بالخلق وهو أمر لا يخضع لقوانين الفيزياء
6 - تم بحث قوانين الفيزياء واستنباطها من خلال الملاحظة والتجربة أى انها مستخرجة من نتاج الفكر البشرى
الذى بحثها اثناء فترة تواجده فى الحياة وبالتالى فان النشأة الاولى لم تجرب وتختبر لغيابنا اثناء فعلها
ولا يحيل العقل وجود قوانين أخرى لم نشهدها وكذا فان تلك القوانين تبدل وتعدل من حين لاخر مما يشى بثباتها
نسبيا وليس ثباتها مطلقا
عندما يقول الطبيعيون أن المعادن تتمدد بالحرارة فهو حكم أغلبى وليس كلي ولا يحيل العقل اكتشاف معادن
أخرى لا تتمدد بالحرارة
يقول تعالى (ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم)
7 - الفرق بين المؤمن وغيره -كما أسلفت- هو أن المؤمن يعلم ان تلك الافعال تمت بفعل الله وبالتالى هو قادر على التغيير بعكس غير المؤمن الذى يظن أن تلك القوانين ذاتية فهى ثابتة لا تتغير
كمثال بسيط
تعامل أحد الأشخاص مع برنامج للحاسب الالى كنظام الويندوز مثلا ولبث يكتشف فيه وفى امكانياته ودون ما
كشفه من خلال التعامل
وأصدر لنفسه قواعد ثابتة فى التعامل مع ذلك النظام ووجدها مطردة
ولكن هذا لا يمنع أن مبتكر النظام نفسه يستطيع أن يغير فيه ما شاء لأنه الواضع لهذا النظام
ويحضرنى قول لأحد الملاحدة حين قال ما معناه أن لو اقتنعنا بوجود منشأ وخالق للنظام الكونى فالعقل حينئذ
لا يحيل أن أن يستبدل ذلك المنشأ نظاما بآخر
فهو لا يحيل معجزات الرسل - فوق الطبيعية- بشرط أن يؤمن أولا بوجود منشأ وخالق للنظام الكونى لانه
كما قدر على الانشاء الكونى بوضع ما يستطيع تغيير ذلك الوضع
وانتظر ردكم الكريم
والله أعلى وأعلم
راجى يوسف
بارك الله فيك .. و الله هذا رد طيب و فيه زوال لكل اللبس إن شاء الله
و لو أنني لا أوافقك في النقطة الخامسة, فمسألة تفسير نشأة الكون من العدم ما زالت معضلة عظمى عند كثير من العلماء و آخرهم ستيفن هوكنغ هداه الله الذي أعلن أنه قد غير رأيه في وجود الله و أن نشأة الكون لا تحتاج إلى موجد و إنما هي نتيجة طبيعية لقوانين الفيزياء!!! رغم أنني كنت ممن يحبون نظرياته و مقالاته إلا أنني استخففت عقله كثيرًا بعد إعلانه الأخير هذا! اللهم إن كان هذا آخر التعمق في الفيزياء فلا تزدنا في الفيزياء إلا تواضعًا!
و كلامك فيما تبقى طيب و فيه فائدة و أزيدك من الشعر بيت:
أنقل بتصرف و بمعنى الكلام و ليس بلفظه كلامًا للفيزيائي الأمريكي الشهير جدًا ريتشارد فاينمان أظنها في كتابه: "طبيعة قوانين الفيزياء" , إذ في بعض محاضراته يثبت أن قوانين الفيزياء ليست مطلقة و أنها ليست صحيحة أو بالأحرى لا يمكننا الجزم بانها صحيحة و إنما بكل بساطة: "لم نجد ما ينقضها حتى الآن! " و أظن أنني قرات أيضًا لاينشتاين محاضرة يقول فيها بالقول نفسه في كتابه "العالم كما أراه" و أعذرني عن رداءة ذاكرتي
فلعل في هذا تأييدًا لما ذكرته .. و لكنه كان غائبًا عن بالي
جزاك الله كل خير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/272)
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[11 - 09 - 10, 06:51 م]ـ
نعم و اليك اخي مثال آخر هو طلوع الشمس من مغربها علامة على قيام الساعة فهذا مخالف لما هو عليه الطبيعة الآن لكن الكون خاضع لله يتصرف فيه كيف ما يشاء
سبحان الله .. هذا في ظاهر الأمر و لكن في الحقيقة فانقلاب دوران الشمس أمر مرجح الحدوث في مستقبل بعيد جدًا و تحت ظروف استثنائية وفق بعض توقعات علماء الفلك
و ليس فيها ما يناقض قوانين الفيزياء على حد علمي .. و لكنها أعجوبة بديعة .. أسأل الله أن يعيذنا منها
ـ[راجى يوسف]ــــــــ[11 - 09 - 10, 07:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا ايها الفاضل
عندما قلت ان تفسير النشأة الأولى ليست فى المقدور عنيت أن كل ما قيل عنها محض نظريات استنتاجية
غير مقطوع بها كنظرية الانفجار العظيم وغيرها كثير
وبالنسبة لقول هوكنج سأوافيك برابط يعرض وجهة نظر زملائه من الفزيائيين فى أقواله
وسامحنى على سطحية ردى بالنسبة لقوانين الفيزياء فأنا غير متخصص فيها ولكن لى اطلاعة ثقافية ضيقة
حول ذلك العلم
وهاكم الرابط
http://www.ikhwan.net/forum/showthread.php?136119- العلماء-والخبراء-يردون-على-هوكينغ-بشأن-غياب-الخالق
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[12 - 09 - 10, 03:17 ص]ـ
نشأة الكون من العدم تحدث بقدرة الله فقط ولا يجب ان تخضع لقوانين الفزياء فما يقاس على المخلوق لا يقاس على الخالق
لأنها تلك هي المعجزة التي لا يتصورها العقل الانساني ولا يحيط بها علما ? أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ? (البقرة: 106)
أيضا لايمكن أن نتصور ان المادة موجودة منذ (ناقص مالا نهاية) فذلك ايضا لايمكن أن يتصوره العقل وهو أيضا غير منطقي.
ـ[أبو علي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 07:58 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل اليزن قرر علماء السنة أنه لا شيء يذهب إلى العدم، وأن الله يخلق الأشياء من شيء موجودٍ مسبقًا
لكن بين كلام أهل السنة والفيزائيين الملاحدة فروقٌ كثيرة:
من أهمها أنه الله هو الخالق وأن الله قادر على خلق مخلوق من العدم وعلى إهلاك مخلوق حتى لا يوجد ويذهب هباءً
أما الملاحدة فلا يؤمنون بخالق ولا معبود مألوهٍ ونظريتهم معروفة لديك قطعًا
وغيرها كثير ..
أهل السنة يقولون إن الله خلق السموات والأرض من دخان (وهو ليس غبارًا كونيًّا)، وخلق فيها التراب والماء، وخلق آدم من تربتها، وذرية آدم يخلقون من نطفة الرجل وماء المرأة، وإذا مات الآدمي استحال ترابًا، إلا عجب الذنب ...
وإذا جاء يوم القيامة بدل الله الأرض غير الأرض، ولم يعدمها ثم يوجد أخرى بل هو تبديلٌ، وللفائدة فإنه الرجيم الجهم بن صفوان هو القائل بأن الله يعدم الأرض ثم يخلقها وجودًا ثانٍ
وقد ذكر هذا الكلام شيخ الإسلام بن تيمية في تفصيل أكثر وبيان أنصع
عمومًا الفرق بين المسلمين والملاحدة فيمن هو الخالق المستحق للعبادة؟ فقولهم ليس مردودًا بإطلاق، ولكن ينبغي أن يفهم منشأ قولهم ومغزاه، وأصل قول المسلمين ومبناه، والفروق بينهما
ثم انتبه أخي الفاضل لمصطلحاتهم ومعناها، ولا تقسها باصطلاحات المسلمين حتى تتبين معناها أيضًا؛ حتى لا يقع اللبس
واعلم أن أغلب الرادين على نظريات الملاحدة إما شرعيين لم يفهموا كلام الملاحدة أو ناس فهموا كلام الملاحدة ولم يعرفوا كلام أهل العلم والدراية، فهم يردون حمية من غير علم أصيل ومنهج قويم، وأنصح بردود شيخ الإسلام وابن القيم عليهم؛ فإن أغلب هذه النظريات قديم جدا، وليس عصريا كما يظن كثير من الناس
فكلامهم في العدم والإيجاد قديم، وكذلك كلامهم في الجوهر الفرد (الذرة)، وخلق الله للسموات والأرض كله قديم، بل ودوران الأرض حول الشمس، وكروية الأرض!
والكتاب والسنة لم يتركا شيئا من هذه الأمور إلا بيناها
والله أعلم
ـ[راجى يوسف]ــــــــ[12 - 09 - 10, 02:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(أخي الفاضل اليزن قرر علماء السنة أنه لا شيء يذهب إلى العدم، وأن الله يخلق الأشياء من شيء موجودٍ مسبقًا)
عذرا أخى لم أفهم تلك العبارة وأرجو التوضيح
كما أشكل على قولكم أن الخلق من دخان لا يتناسب مع المقولة السابقة
فهل خلق الدخان من عدم أم من شىء موجود مسبقا؟؟؟؟؟؟؟
راجى يوسف
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[12 - 09 - 10, 07:45 م]ـ
السلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/273)
أخي الفاضل اليزن قرر علماء السنة أنه لا شيء يذهب إلى العدم، وأن الله يخلق الأشياء من شيء موجودٍ مسبقًا
لكن بين كلام أهل السنة والفيزائيين الملاحدة فروقٌ كثيرة:
من أهمها أنه الله هو الخالق وأن الله قادر على خلق مخلوق من العدم وعلى إهلاك مخلوق حتى لا يوجد ويذهب هباءً
أما الملاحدة فلا يؤمنون بخالق ولا معبود مألوهٍ ونظريتهم معروفة لديك قطعًا
وغيرها كثير ..
أهل السنة يقولون إن الله خلق السموات والأرض من دخان (وهو ليس غبارًا كونيًّا)، وخلق فيها التراب والماء، وخلق آدم من تربتها، وذرية آدم يخلقون من نطفة الرجل وماء المرأة، وإذا مات الآدمي استحال ترابًا، إلا عجب الذنب ...
وإذا جاء يوم القيامة بدل الله الأرض غير الأرض، ولم يعدمها ثم يوجد أخرى بل هو تبديلٌ، وللفائدة فإنه الرجيم الجهم بن صفوان هو القائل بأن الله يعدم الأرض ثم يخلقها وجودًا ثانٍ
وقد ذكر هذا الكلام شيخ الإسلام بن تيمية في تفصيل أكثر وبيان أنصع
عمومًا الفرق بين المسلمين والملاحدة فيمن هو الخالق المستحق للعبادة؟ فقولهم ليس مردودًا بإطلاق، ولكن ينبغي أن يفهم منشأ قولهم ومغزاه، وأصل قول المسلمين ومبناه، والفروق بينهما
ثم انتبه أخي الفاضل لمصطلحاتهم ومعناها، ولا تقسها باصطلاحات المسلمين حتى تتبين معناها أيضًا؛ حتى لا يقع اللبس
واعلم أن أغلب الرادين على نظريات الملاحدة إما شرعيين لم يفهموا كلام الملاحدة أو ناس فهموا كلام الملاحدة ولم يعرفوا كلام أهل العلم والدراية، فهم يردون حمية من غير علم أصيل ومنهج قويم، وأنصح بردود شيخ الإسلام وابن القيم عليهم؛ فإن أغلب هذه النظريات قديم جدا، وليس عصريا كما يظن كثير من الناس
فكلامهم في العدم والإيجاد قديم، وكذلك كلامهم في الجوهر الفرد (الذرة)، وخلق الله للسموات والأرض كله قديم، بل ودوران الأرض حول الشمس، وكروية الأرض!
والكتاب والسنة لم يتركا شيئا من هذه الأمور إلا بيناها
والله أعلم
حبذا لو وافيتنا بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية بتفصيله .. كما أنك ذكرت أن "قرر علماء السنة " فمن تقصد .. حبذا لو أطردت الشرح و التأصيل بارك الله فيك و جزاك خيرًا
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[12 - 09 - 10, 07:49 م]ـ
كان الله ولاشيء معه
يعني لاسماء ولا أرض ولا دخان ولا غبار ولا غيره
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[12 - 09 - 10, 07:54 م]ـ
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1329
يمكن الاطلاع على هذا الرابط
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[12 - 09 - 10, 08:00 م]ـ
و الله حبذا من الأخ أبو علي المزيد من التوضيح .. يبدو أن الموضوع أخذ بعدًا أعمق مما كنت أظن
و جزاك الله خيرًا أخي ناصر
ـ[أبو علي]ــــــــ[13 - 09 - 10, 11:30 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
المسألة المبحوث فيها هي: (الاستحداث والفناء)؛ ولذلك لا بُدَّ من تبيان معنى الاستحداث والفناء عند المسلمين، ثمَّ معنى الاستحداث والفناء عند الملحدين.
أوَّلًا: الاستحداث والفناء عند المسلمين:
1 - قرَّر شيخ ُ الإسلام رحمه الله تعالى أنَّ الإحداث يكون من مادة مخلوقةٍ، والفناءَ هو الاستحالة إلى مادةٍ مخلوقة، (والقرآن يدلُّ على أن العالم يَستحيلُ من حالٍ إلى حالٍ، فتَنشَقُّ السماءُ فتَصير وردةً كالدِّهان، وتُسَيَّرُ الجبالُ وتُبَسُّ بَسًّا، وتُدَكُّ الأرضُ، وتُسَجَّرُ البحارُ، وتنكدرُ النجومُ وتتناثَر، وغير ذلك مما أخبر الله به في القرآن، لم يُخبِر بأنه يُعدِمُ كلَّ شيء، بل أخبارُه المستفيضةُ بأنه لا يُعدِمُ الموجوداتِ)
وقوله تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) أخبر فيه بفناءِ مَن على الأرض فقط، والفناءُ يُرادُ به الموتُ ولا يُرادُ به عَدَمُ ذَواتِهم. هذا ملخَّص كلامه رحمه اللهُ بتصرُّفٍ، وسيأتي كاملًا إن شاء الله تعالى.
2 - معنى كون الشَّيء معدومًا أي أنَّه غير موجودٍ أصلًا، لا أنَّهُ وُجد ثم عُدم، فإنَّ هذا ليس مقصودًا، فإنَّ العدم زمانٌ سابقٌ على الوجود وليس لاحقًا لهُ.
ثُمَّ كلًّ مخلوقٍ لا يكون إلَّا محدثًا مسبوقًا بالعدم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/274)
وهذا لا يمنع أن يكون المخلوق محدثًا من مادَّةٍ أي من مخلوق قبله، فإنَّ هذا لا يخالف كونه كان معدومًا؛ فالمولود لم يكن موجودًا قبل التقاء ماء أبيه مع ماء أمَّه ثمَّ نفخ الروح فيه، بل كان معدومًا قبل لقاء أبيه بأمِّه، ولكن الله سبحانه وتعالى خلقه من ماء أبيه وأمِّه.
3 - وفوق هذا كُلِّه فالله – بلا شكٍّ- قادرٌ على إحداثِ مخلوقٍ من غير مادَّةٍ، وقادرٌ على إعدام ذات الشَّيء، والكلام هنا في القدرة وأنَّ الله على كلِّ شيء قديرٍ، ولكن جرت سنَّتُه الكونيَّة سبحانه وبحمده ألَّا يخلق شيئًا إلا من مادَّة مخلوقة، وألا يُعدم الموجودات، بل يحيل الأجسام بعضها إلى بعضٍ، مع كونه سبحانه وتعالى قادرٌ أن يخرق مجاري العادات؛ كما خلق عيسى عليه الصَّلاة والسَّلام من غير أبٍ.
4 - أنَّ المادَّة مخلوقة، وأنَّ كلَّ موجودٍ كائن بعد أن لم يكنْ، وهذا العالم مخلوقٌ كائنٌ بعدَ أن لم يكنْ، بعكس الملحدين كما سيأتي.
هذا كلُّه ممَّا دلَّ عليه القرآن والسُّنَّة وهو اعتقادُ سلف الأمَّة من الصَّحابة والتَّابعين ومن تبعهم بإحسانٍ.
ثانيًا: أمَّا الملاحدة فلا خالق للمادَّة عنهم، بل المادة عندهم أزلية غير مخلوقة، ولمزيد إيضاحٍ:
فإنَّ (أصل قولهم أن الصانع هو موجب بالذات [أي هو الذي يجب أن يصدر عنه الفعل إن كان علة تامة له من غير قصد وإرادة كوجوب صدور الإشراق عن الشمس والإحراق عن النار]، وهو علة تامة [العلة التامة ما يجب وجود المعلول عندها] أزلية مستلزمة لمعلولها لم يتأخر عنها شيء من معلولها فإن العلة التامة هي التي تستلزم معلولها والموجب بالذات هو الذي تكون ذاته مستلزمة لموجبه ومقتضاه فلا يجوز أن يتأخر عنه شيء من موجبه ومعلوله ولهذا قالوا بقدم العالم وهذا أعظم حججهم على قدم العالم) الصفدية (1/ 10) مع زيادة يسيرة بين معقوفين من التعريفات للجرجانيِّ.
فالخلاصة أنَّ الإحداثَ عندهم لا يكون من مادَّةٍ مخلوقة، بل هو تسلسلٌ في هذا العالم القديم، وبعبارة أخرى أنَّ هذه الحوادث المتعاقبة صدرت عن المبدع الموجب بالذَّات الذي هو علَّة تامَّة أزليَّة.
وبعبارة ثالثةٍ فمعنى قولهم: (المادَّة لا تفنى ولا تُستحدث من العدم) أي أنَّها تتولَّد أي تفيض وتصدر من مبدإٍ واحدٍ، من غير أن يكون في فعل هذا المبدإِ تراخٍ أو انقطاعٌ، فالتولُّد فعلٌ ضروريٌّ، فلا يمكن أن يوصف بأنه خلقٌ؛ لأنَّ الخلق إيجادٌ في الزَّمان وحدوثٌ من عدمٍ، أمَّا التولُّد عندهم فهو قديمٌ أزليٌّ حتميٌّ، كما أنَّهُ فعلٌ تلقائيٌّ غير إراديٍّ ولا اختياريٍّ، يحصل نتيجةً لخصوبة الواحد المطلقة وكماله الفائض!!!.
الدخان الله أعلم من أين مخلوق، والماء قبل العرش، ولا يدري أحدٌ ما قبلَ ذلك؛ فهو من العلم الَّذي اختص به الله تعالى وتقدَّس.
أمَّا حديث كان الله (ولا شيء معه وهو الآن على ما عليه كان)
فقال شيخ الإسلام إنَّه موضوع. درء تعارض العقل والنقل (5/ 224) (مجموع الفتاوى (2/ 272 ـ 278)، نقلت العزو من الأحاديث والآثار التي تكلم عليها شيخ الإسلام ابن تيمية.
وهو داخل في مسألة التسلسل، وقد تكلَّم عليه شيخ الإسلام في الصفدية وفي درء تعارض العقل والنقل بما لا مزيد عليه رحمه الله تعالى، وهذا توضيح مختصر للحديث:
«الصفدية» (1/ 15): (وذكرنا أن حديث عمران رواه البخاري في ثلاثة مواضع بثلاثة ألفاظ كان الله ولم يكن شيء قبله ورواه في موضع ولم يكن شيء معه [هذا اللفظ لهذا الحديث ليس له وجودٌ في البخاريِّ ولا غيره] ورواه في موضع آخر ولم يكن شيء غيره وأن المجلس كان واحدا لم يقل النبي صلى الله، عليه وسلم إلا واحدا من الثلاث وقد ثبت أنه قال ليس قبلك شيء واللفطان الآخران رويا بالمعنى .. )
«مجموع الفتاوى» (18/ 225) -: «… الغلط في معنى هذا الحديث هو من عدم المعرفة بنصوص الكتاب والسنة، بل والمعقول الصريح؛ فإنه أوقع كثيرا من النظار وأتباعهم في الحيرة والضلال، فإنهم لم يعرفوا إلا قولين: قول الدهرية القائلين بالقدم، وقول الجهمية القائلين بأنه لم يزل معطلا عن أن يفعل أو يتكلم بقدرته ومشيئته، ورأوا لوازم كل قول يقتضي فساده وتناقضه، فبقوا حائرين مرتابين جاهلين!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/275)
وهذه حال من لا يحصى منهم، ومنهم من صرح بذلك عن نفسه، كما صرح به الرازي وغيره، ومن أعظم أسباب ذلك أنهم نظروا في حقيقة قول الفلاسفة: فوجدوا أنه لم يزل المفعول المعين مقارنا للفاعل أزلا وأبدا، وصريح العقل يقتضي بأنه لا بد أن يتقدم الفاعل على فعله، وأن تقدير مفعول الفاعل مع تقدير أنه لم يزل مقارنا له لم يتقدم الفاعل عليه، بل هو معه أزلا وأبدا: أمر يناقض صريح العقل.
وقد استقر في الفطر أن كون الشيء المفعول مخلوقا يقتضي أنه كان بعد أن لم يكن .. ».
ثم قال -رحمه الله-: «… فالفاعل يتقدم على كل فعل من أفعاله، وذلك يوجب أن كل ما سواه محدث مخلوق، ولا نقول: أنه كان في وقت من الأوقات ولا قدرة، حتى خلق
له قدرة، والذي ليس له قدرة هو عاجز.
ولكن نقول: لم يزل الله عالما قادرا مالكا، لا شبه له ولا كيف، فليس مع الله شيء من مفعولاته قديم معه، لا بل هو خالق كل شيء، وكل ما سواه مخلوق له، وكل مخلوق
محدث كائن بعد أن لم يكن، وإن قدر أنه لم يزل خالقا فعالا».
ثم قال: «… وهذا أبلغ في الكمال من أن يكون معطلا غير قادر على الفعل، ثم يصير قادرا والفعل ممكنا له بلا سبب».
ثم قال (18/ 239): «وإذا ظن الظان أن هذا يقتضي قدم شيء معه كان من فساد تصوره، فإنه إذا كان خالق كل شيء فكل ما سواه مخلوق مسبوق بالعدم، فليس معه شيء قديم بقدمه».
وقال في «درء تعارض العقل والنقل» (1/ 125): بعد كلام: «… فالذي يفهمه الناس من هذا الكلام أن كل ما سوى الله مخلوق حادث، كائن بعد أن لم يكن، وأن الله وحده))
وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى عن مسألة حدوثِ العالم وقِدَمِه: (فإنها منشأُ نزاع الأولين والآخرين في أقوالِ الربّ وأفعالِه، وعنها تنازعَ أهلُ المللَ من المسلمين وأهلِ الكتاب في كلام الربّ: هل هو قديمُ النوع أو العينِ؟ وهل هو قائمٌ به أو مباينٌ لهَ؟ وهل يتكلمُ بقدرته ومشيئتِه أو هو لازمٌ له لزومَ الحياة؟
وكذلك تنازعوا في دوامِ الحدوثِ ووجودِ ما لا يتناهَى منها في الماضي والمستقبلِ: هل هو ممتنعٌ في الماضي والمستقبل؟ كما يقوله الجهمُ وأبو الهذيل،
أو هو جائز في المستقبل ممتنعٌ في الماضي؟ كما يقوله كثير من المتكلمين،
أم هو جائز فيهما، كما يقوله أئمةُ أهلِ الملل وأئمة الفلاسفة، لكنَّ أئمةَ أهلِ المللِ لا يُجوِّزون ذلك إلا في قديم واحدٍ، لا يُجوزون أن يكون شيئانِ كل منهما قديم أزليّ يقومُ به حوادثُ لا بدايةَ لها ولا نهايةَ، فيكون ما لا يتناهَى لا في الماضي ولا في المستقبل قابلاً لأن يُزادَ عليه) جامع المسائل (5/ 287) بتحقيق محمد عزير شمس.
وقال رحمه الله تعالى: (واستحالةُ الأجسامِ بعضِها إلى بعضٍ معلوم بالمشاهدة، وهو مما تَطابقَ عليه أهلُ الطبائع والشرائع وأهل العادات، والأطباء يعرفون استحالة الأجسام بعضها إلى بعض، وغيرهم. وكذلك الفقهاءُ تكلَّموا في استحالةِ الطاهرِ إلى النجس، واستحالةِ النجسِ إلى الطاهر، وفي الماء والمائعِ إذا خالطَتْه النجاسة هل يستحيل أم لا؟
والذين أنكروا ذلك وقالوا بالجوهر الفرد زعموا أن كلَّ ما شهدَ العبادُ أنَّ الله يخلقُه من سحاب ونباتٍ ومطرٍ وإنسان وحيوانٍ، فإنَّ الله -فيما زعموا- لَمْ يُبدِعْ تلك الأعيانَ والجواهرَ القائمةَ بأنفسها، وإنما يُحدِثُ أعراضًا، وهو تركيبُ الجواهرِ بعضِها مع بعض، ثم زعموا أن الجواهر إنما يُعلَم أنه خلقَها بالاستدلال، وهو أنها لا تخلو من الأعراضِ الحادثة، وما لا يخلو إذن فهو حادث. وعلى هذا اعتمدوا في خَلْقِ الله للعالم وفي إثباتِ الصانع، وجعلوا ذلك أصلَ دين المسلمين، ثمَّ التزموا لوازمَ من إنكار الصفات أو بعضها، ومن إنكارِ الرؤية، والقول بخلق القرآن، وغير ذلك.
فتسلَّطَ عليهم السلف والأئمةُ وعلماءُ السنة بالتبديع والتكفير مع التجهيل والتضليل، وتسلَّط عليهم طوائف العقلاء الذين فهموا كلامَهم بالتجهيل والتضليل، وخالفوا الحسَّ والعقلَ والشرعَ الذي هو خبر الصادق، وهذه الثلاثة هي مدارك العلم عندهم وعند غيرهم، كما ذكروا ذلك في أولِ كتبهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/276)
أما مخالفة الحسّ فقولهم: إنّ الله لم يُبدِع عين الإنسان والحيوان، ولا عينَ الثمار والمطر والسحاب، وإنما أحدثَ تأليفًا. وعلى قولهم تلك الجواهرُ التي كانت في بني آدمَ باقية بأعيانها في كلِّ واحدٍ من ولدِه، ومعلومٌ أنّ هذا غير ممكن، فإنَ مَنِيَّ الرجلِ الواحد لا يحتمل أن ينقسمَ أقسامًا بعددِ كلِّ مَن وُلِد من الآدميين. وكذلك عندهم أن كلَّ بني الآدميين فيه جزء من بني نوحٍ، لأنه عندهم لم يُبدِع الله عينًا، بل نفسُ مَنِيِّ الأبِ فيه الجواهر، ركَّبَها تركيبًا آخر، وضَمَّ إليها جواهرَ أُخرَ.
وأما مخالفة العقل فإثباتُ الجوهر الفرد إثباتُ شيء موجودٍ لا يتميز منه شيء عن شيء، فإذا وُضِعَ جوهر بين جوهرينِ، فإن كان الذي يُمَاسُّ هذا الجانب فقد التقَى الجوهران، وإن كان غيره فقد ثبت الانقسام.
وأيضًا فنحنُ نشاهد الهواءَ يستحيل ماءً إذا وُضِعَ في الزجاج، ونحوه ثلج صار عليه ماء يَقطُر، ومعلومٌ أن الثلجَ لم يَثْقُب الزُّجاجَ، بل الهواء الذي أحاطَ به بَردَ فاستحالَ ماءً، كما يُحِيلُ الله سحابًا وماءً. هذا مشهود، يكون الإنسانُ على حَيْدٍ، فيَرى البُخَارَ قد صَعِدَ من البحار فانعقَد سحابًا، وينظر تحته وهو أعلى منه في الشمس على رَأس الجبل. وكذلك الهواءُ يستحيلُ نارًا، فإذا قرّبَ ذُبَالةَ المصباحِ إلى النار أوقدَ، مع أنه لم يخرج من تلك النار شيء، ولكن الهواء المحيط بالذُّبالةِ استحالَ نارًا لمّا سَخُنَ سُخونةً شديدةً. فالهواء يَبْرُدُ فيستحيلُ ماءً، ويَسْخُنُ فيستحيل نارًا.
وكذلك ما يَقْدحُ النار، قال تعالى: (فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا)، وقال: (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ)) الآيات، وقال تعالى: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ). والعرب يقولون: "في كلّ شجرٍ نار، واستَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَارُ"، يأخذون عُودَينِ أخضرين يَحُكُّون أحدَهما بالآخر حتى يَسْخُن، فإن الحركة تُوجبُ السخونةَ، والسخونةُ تحصلُ بالحركة وبالنار وبالشُّعاع، فإذا سخَنَ انقدحَ منه نارٌ باستحالةِ بعض تلك الأجزاء نارًا، وما كان هناك قبلَ هذا نارٌ، بل سبحانَه يُحدِثُ النارَ عند باقية بعينها، وهي جوهر يقوم بها الصورة كما يقوله من يقول ذلك من المتفلسفة، فقوله خطأ، بل المادة استحالتْ فخُلِقَ منها شيءٌ آخر، والأولى هلكتْ وأعدمَها الله على هذا الوجه، كما أوجدَ ما خلقَ منها على هذا الوجه. وقد بُسِط الكلام على هذا في موضع آخر.
والمقصود الكلامُ على اسمه "القَيُّوم"، والتنبيهُ على بعضِ ما دلَّ عليه من المعارف والعلوم، فهو سبحانَه قَيُّومُ السماوات والأرض، لو أخذَتْه سِنَةٌ أو نومٌ لهلكتِ السماوات والأرض. والمخلوقُ ليس له من نفسِه شيء، بل الربُّ أبدعَ ذاتَه، فلا قِوَامَ لذاتِه بدون الربِّ، والمخلوق بذاتِه فقيرٌ إلى خالقِه، كما أن الخالقَ بذاتِه غنيٌّ عن المخلوق، فهو الأجَل الصَّمَدُ، والمخلوقُ لا يكون إلاّ فقيرا إليه، والخالقُ لا يكون إلاّ غنيّا عن المخلوق، وغِناهُ من لوازم ذاتِه، كما أن فَقْرَ المخلوقِ إلى خالقه من لوازم ذاتِه. وهذا المعنىَ مما يتعلق بقول الله: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) تعلُّقًا قويًّا.
والناسُ يشهدون إحداثه لمخلوقاتٍ كثيرة وإفناءَه لمخلوقاتٍ كثيرة، وهو سبحانَه يُحدِثُ ما يُحدِثُه من إرادةٍ يُحِيلُها ويُعدِمُها إلى شيء آخر، ويُفْنِي ما يُفنِيه بإحالتِه إلى شيء آخر، كما يُفنِي الميتَ بأن يَصِيرَ ترابًا.
وعلى هذا تترتبُ مسائل المعاد، فإن الكلام على النشأةِ الثانية فرعٌ عن النشأةِ الأولى، فمن لم يتصور الأولى فكيف يَعلم الثانية؟
قال تعالى: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62)). فهؤلاء غَلِطُوا في معرفة النشأة الأولى، فكانوا في معرفة النشأة الثانية أغلطَ، كما قد ذُكِرَ هذا في غير هذا الموضع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/277)
وكان غلطهم لأنهم ظَنُّوا أن الله يُفنِي العالمَ كلَّه ولا يَبقَى موجودٌ إلاّ الله، كما قالوا: إنه لم يكن موجود إلاّ هو، فقَطَعوا بعَدَمِ كلِّ ما سوى الله. ثم اختلفوا، فقال الجهم: إنّه يُفْنِي العالمَ كلَّه، وإنّه وإن أعادَه فإنه يُفنِي الجنةَ والنارَ، فلا يَبقَى جنة ولا نار، لأن ذلك يَستلزمُ دوامَ الحوادث، وذلك عند الجهم ممتنع بنهايةٍ وبدايةٍ في الماضي والمستقبل. وقال الأكثرون منهم: بل هو إذا أعدمَ العالمَ بالكلية فإنه يُعِيدُه ولا يُفنِيه ثانيًا، بل الجنة باقية أبدًا، وفي النار قولان.
وهؤلاء قطعوا بإفناءِ العالم، وللنُّظَّار فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: القطع بإفنائه.
والثاني: التوقف في ذلك، وأنه جائز، لكن لا يُقطَع بوجودِه ولا عدمِه.
والثالث: القطع بأنه لا يُفنِيه. وهذا هو الصحيح، والقرآن يدلُّ على أن العالم يَستحيلُ من حالٍ إلى حالٍ، فتَنشَقُّ السماءُ فتَصير وردةً كالدِّهان، وتُسَيرُ الجبالُ وتُبَسُّ بَسًّا، وتُدَكُّ الأرضُ، وتُسَجَّرُ البحارُ، وتنكدرُ النجومُ وتتناثَر، وغير ذلك مما أخبر الله به في القرآن، لم يُخبِر بأنه يُعدِمُ كلَّ شيء، بل أخبارُه المستفيضةُ بأنه لا يُعدِمُ الموجوداتِ.
فقوله: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26)) أخبر فيه بفناءِ مَن على الأرض فقط، والفناءُ يُرادُ به الموتُ ولا يُرادُ به عَدَمُ ذَواتِهم، فإن الناس إذا ماتوا صارتْ أرواحُهم إلى حيثُ شاء الله من نعيمٍ وعذاب، وأبدانهم في القبور وغيرها، منها البالي وهو الأكثر، ومنها ما لا يًبْلَى كأبدان الأنبياء، والذي يَبْلَى يَبقَى منه عَجْبُ الذَّنَب، منه بَدَأ الخَلْقُ ومنه يُرَكَّبُ. فهؤلاء لما قالوا: إنّه يُفنِي جميع العالمِ وإنّ ذلك واقع وممكن، احتاجوا إلى تلك الأقوالِ الفاسدة، وإلاّ فالفناء الذي أخبرَ به القرآنُ هو الفناء المشهودُ بالاستحالة إلى مادة، كما كانَ الإحداثُ بالحق من مادة).
جامع المسائل لابن تيمية - عزير شمس - (5/ 170 - 176)
وفي الختام أين الكفار من العلم الحقيقي الذي أنزله ربُّ العالمين على قلب رسوله الأمين صلَّى الله عليه وسلَّم، وأسوق لك آخر باب من كتاب التَّوحيد لإمام الدَّعوة محمد بن عبدالوهَّاب رحمه الله وأسكنه فسيح جنَّاته، حتَّى يتَّضح ضحالة علم الكفرة وقصر باعهم:
(باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء على إصبع، والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع، فيقول: أنا الملك. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر. ثم قرأ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
وفي رواية لمسلم: "والجبال والشجر على إصبع، ثم يهزهن فيقول: أنا الملك، أنا الله". وفي رواية للبخاري: "يجعل السماوات على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع" أخرجاه.
ولمسلم عن ابن عمر مرفوعا: "يطوي الله السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟
ثم يطوي الأرضين السبع، ثم يأخذهن بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ".
وروى عن ابن عباس قال: "ما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم".
وقال ابن جرير: حدثني يونس أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد: حدثني أبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس".
وقال: قال أبو ذر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض".
وعن ابن مسعود قال: "بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء وسماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم" أخرجه ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن عبد الله، ورواه بنحوه المسعودي عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله.
قاله الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى. قال: وله طرق.
وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وبين السماء السابعة والعرش بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض. والله تعالى فوق ذلك، وليس يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم بني" أخرجه أبو داود وغيره.) انتهى
وللفائدة فارجع إلى: درء تعارض العقل والنقل، والصفدية لشيخ الإسلام، (موقف شيخ الإسلام ابن تيميَّة من آراء الفلاسفة ومنهجه في عرضها) لصالح الغامدي، و (قدم العالم وتسلسل الحوادث بين ابن تيمية والفلاسفة) لابنة العم كاملة الكواري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/278)
ـ[أبو عبدالله السكندري]ــــــــ[13 - 09 - 10, 06:30 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله
تحية الاسلام لمشايخي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اردت ان اشارك مشاركة طويلة قد تطول علي اهل المنتدي الكرام
فقررت ان اقسمها الي اقسام حتي لا تسأم منها النفوس
أبدا مستعينا بالله ومتوكلا عليه
بالتقديمات والتقعيدات
الأخ اليزن آل حمد طرح موضوعا مشتبها عليه ويشتبه علي كثير منا
ويرتبط بمجموعة مشابهة من الموضوعات يمكن التعامل معها جميعا بنفس التفكير المنهجي
فنؤصل للمنهج المتبع في مثل هذه القضايا اخذين ما طرحه الاخ الكريم كمثال
القضية الكبري التي يندرج تحتها الموضوع
هي قضية تنزيل الحقائق العلمية
علي المفاهيم الشرعية التي صحت لدينا علي مذهب اهل السنة و الجماعة
قضية كبيرة وهامة و المنهج الحق فيها قل من يضبطه
مؤهلات من يتصدر لمثل هذه القضايا تتمثل في نقاط اجمعها من خلال دراستي لمذاهب المخالفين
اولا: أن يضبط المعلومات العلمية التي تتعلق بالقضية
ثانيا: أن يضبط القضية العقدية التي تتعلق بالموضوع
وهما بدهيان واوسع منهما
ثالثا: ضبط ما يسمي المنهج العلمي او ما يسمي بفلسفة العلم
(مثال: أن يفرق بين الحقيقة العلمية والنظرية العلمية والفرضية
وأن يفرق بين العلم الضروري والعلم النظري الاستقرائي)
رابعا: أن يضبط منهج أهل السنة والجماعة في التعامل والترجيح مع القضايا العقدية
فبعض القضايا العقدية اطرد الدليل بها ووافقت الفطرة السليمة فسهل علي العلماء الوقوف عليها
وبعض القضايا مصدرها الوحي مثل الصفات الخبرية والتي ليس للعقل فيها مجال في ادراك كيفياتها
ومدخلها التسليم
ـ[أبو عبدالله السكندري]ــــــــ[13 - 09 - 10, 06:54 م]ـ
في هذه المشاركة أحاول بسط القضية العلمية التي طرحها الأخ اليزن آل حمد
كمثال تطبيقي مباشر ويختص بالمشاركة
ثم نستنبط منه تقعيدات تفيد فيما يشبهها من القضايا
الذي أشكل علي هو نص مبدأ المصونية: لا شيء يأتي من العدم و لا شيء يفنى إلى العدم
أو كما درسناه في أحد صيغه:
المادة لا تفني ولا تستحدث من العدم
أولا: هذا قانون فيزيائي
ثانيا: هذا قانون استقرائي تجريبي
ثالثا: هو قانون مطرد في كثير من الظواهر الفيزيائية
ما معني هذا الكلام:
أي أن هذا القانون مستنبط من تجارب علمية كثيرة
تم اختبار صور المادة والطاقة فيها
في حالات متعددة
وفي ظروف قياسية تزيل التداخلات من الظروف الخارجية وهامش الخطأ ومثله
وهذا منهج محمود حتي الان
منهج علمي تجريبي
ظهرت بوادره الاولي عند علماء العرب والمسلمين
في عصور النهضة
ونقله الاوروبيون عنهم ثم انتشر الي ارجاء العالم قبل ان ندخل الي السبات الشتوي الكبير
ونترك دين الله
ونتبع اذناب البقر
لكن كل قانون له متعلق
ما معني ذلك
هذا القانون يختبر المادة والطاقة
في حالتهما الحالية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نوضح أكثر
هذا القانون المادي الفيزيائي
قانون مفيد جدا
واكرم الله به البشر
ليستطيعوا حساب الطاقة المتولدة من حرق المواد
او عند تحول الطاقة من صورة الي اخري لنستطيع تصميم صمام او نظام لا يحدث فيه فقد للطاقة
"الم تروا ان الله سخر لكم ما في السماوات وما في الارض واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير" سورة لقمان 20
ولكن في الحقبة السابقة
كانت العلوم والمعامل تنتشر في البلاد التي اتخذت العلم دينا
ونبذت الوحي المحرف والكنيسة وراء ظهورها
نعم اتخذوا العلم دينا والمعمل محرابا
ويمكن مراجعة هذه المسالة من كتاب العلمانية لشيخنا الدكتور سفر الحوالي
فنبغوا في العلم
ولكنهم اتخذوا المذهب الفلسفي المادي مذهبا عقليا
فضلوا وضلوا
في هذا العصر ساد اعتقاد فلسفي بأزلية المادة
نعم هو مذهب عقلي وفلسفي
وأتت التجارب لتقول أن المادة لا تفني ولا تستحدث من العدم
بنظرة سريعة قد تصل الي استنتاج واهي بازلية الكون الذي نعيش فيه
ثم تاتي الاكتشافات المذهلة التي غيرت وجه العلم في القرن العشرين
لتكسر اصنامهم الفكرية
ـ[أبو عبدالله السكندري]ــــــــ[13 - 09 - 10, 07:03 م]ـ
بدأت حسابات العلماء تتعقد وتشكل عليهم
وتبدا المعادلات الرياضية التي تتعلق بعلاقة اجزاء الكون و مجراته ونجومه ببعضها وبنا
تتحدث أن هذا الكون لا يثبت في هذا النظام الا ان كان يتوسع
فقابلت هذه الفكرة هجوما شرسا من العلماء الماديين
لأنها تقول بعدم أزلية الكون
لكن أبي الله الا ان يتم نوره ولو كرهوا
فاتت ملاحظة علمية من عالم فلكي كبير في هذا العلم (ادوين هابل)
بان الضوء القادم الينا من النجوم البعيدة ليس ابيضا
وانما يميل الي الضوء الاحمر (يحيد الي الطيف الاحمر)
وبتنزيل هذه الملاحظة العلمية
علي النظرية النسبية
فان هذه النجوم تتباعد عنا
نعم هذا الكون يتوسع
وهذه حقيقة علمية استقرائية
مثل قانوننا الذي نتحدث عنه
أن المادة لا تفني ولا تستحدث من العدم
هذا الكون يتوسع
يتوسع
أي أنه يتغير وليس ثابتا أزليا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/279)
ـ[أبو عبدالله السكندري]ــــــــ[13 - 09 - 10, 07:17 م]ـ
ثم انضاف الي المعلومة العلميةبان الكون يتوسع
معلومتين هامتين
الاولي: في تجربة علمية لرصد الاشعاعات الكونية عن طريق مسبار (مرصد مركب علي قمر صناعي)
قادها العالمان ويلسون وبانزياس وحصلا بما اكتشفاه علي جائزة نوبل
أن هناك اشعاعا كونيا موزعا بما يشبه الانتظام في خلفية الكون
يعني نوع من الطاقة الضئيلة الموزعة بانتظام في ارجاء الكون
الثانية:
أن الحيود الضوئي للاجسام الابعد يميل اكثر الي الطيف الاحمر
استنتج منه العلماء
أن الكون يتوسع
وأن هذا التوسع يتسارع؟؟؟؟
اي سرعة التباعد تزداد بمرور الوقت (لها عجلة بالمفهوم الفيزيائي)
فاستنبط العلماء نظرية تسمي نظرية الانفجار الكبير
البيج بانج
نظريـ ــــــة
وهي مقبولة في الاوساط العلمية بقوة
بعد ان عاداها كثير من العلماء لمجرد انها تهز فكرتهم عن ازلية الكون
ولكن اطردت عليها الاشارات
فاصبحت هي النظرية المقبولة عندهم بقوة الان
بما فيهم ستيفن هوكنج الذي يرجع اليه في كثير مما يتعلق بالفيزياء الكونية
وغيره كثير ومنهم علماء مسلمون كثير
ويراجع في هذه المسالة كتابان
للكون اله قراءة في كتابي الله المسطور والمنظور (للدكتور صبري الدمرداش)
وخلق الكون (لهارون يحي مع الحذر الشديد من عقيدته الحلولية والتي يفرد لها فصلا في اخر كتبه ولكن نقولاته عن علماء الغرب بالمصادر مجهود كبير لا يمكن الاعراض عنه)
ـ[أبو عبدالله السكندري]ــــــــ[13 - 09 - 10, 07:36 م]ـ
اخر مشاركة نسرد فيها الفيزياء باستفاضة ونعتذر عن الاطالة
حسب نظرية البيج بانج الانفجار الكبير
بما ان الكون يتوسع
يعني في كل لحظة يكبر حجمه
اذن لو رجعنا بالزمن للوراء
يكون حجمه اصغر
وكلما رجعنا اكثر
صغر حجمه
وافترض البعض
انه قد نصل الي نقطة احادية (سينجولاريتي)
يكون حجم الكون فيها صفرا وكثافته لا نهائية
هكذا توصف عند البعض
ويري فيها كثير من العلماء انها دليل علي الخلق من العدم
وياتي الكلام علي مثل هذا في مشاركات لاحقة باذن الله
وياتي استدراك هااااااااااااااااااااااااااااااام جداااااااااااااااااااااااااااا
عندما نقترب من هذه الحالة
هل سيكون الكون كما نعرفه؟
لا بالقطع
وهل ستكون قوانين الفيزياء كما نعرفها؟
لا بالقطع
كيف يقطع العلماء بقضية لم يشهدوها او يختبروها؟؟؟؟؟؟؟؟
"ما اشهدتهم خلق السماوات والارض ولا خلق انفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا" الكهف 51
بالتعويض في القوانين الفيزيائية التي نعرفها
وبالرياضيات التي نعرفها
وقف العلماء عاجزين عند نقطة لا يمكن حساب ما حدث قبلها
وسميت بحاجز بلانك
يصفها العملاء بانها النقطة التي تتغير عندها القوانين الفيزيائية التي نعرفها
او تتغير عندها معادلات ودوال الفيزياء والتفاضل والتكامل
فلا يمكن للعلم التجريبي ان يفصل القول في مثل هذه المسألة
هكذا سلم العلماء
أي أن قانوننا محل الجدل
المادة لا تفني ولا تستحدث من العدم
ياتي عن هذه النقطة ويقف حسيرا خائبا
لسان حاله يقول
المادة: اي مادة تقصدون
(شحنات, جسيمات, كتل, سرعات ... إلخ)
هذه الصور لا اعرفها
الطاقة: اي طاقة
فالجسيمات والطاقات النووية وكل ذلك في حالة لا نعرف عنها شيئا ولا نستطيع وصفها
هل قال العلم انه لا يعلم
نعم قال
بل قال اكثر من ذلك
لن استطيع ان اجزم في يوم من الايام بما حدث
ودخلنا في مجال اخر هو عظيم ومفيد
ان خلا من التعصبات والميول النفسية
وهو الفلسفة العلمية
اي اعمال العقل في المعلومات التي وردتنا وتحققنا منها
لمحاولة فهم ماحدث
وهو مجال اجاد فيه من هم مثل استيفن هوكنج
ولكنه شطح وحاد وكفر بربه
قال طالما لا نعرف
فلنعبر عما حدث
بانه زمن تخيلي
مثل الاعداد التخيلية
ت (ومز التاء)
في الرياضيات
واستطردوا في ذلك ليفهموا ما حدث
المشاركة القادكة تاتي في مرحلة الانتقال من الفيزياء الصرفة
الي التفكر في بداية ونشأة الكون باذن الله
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[13 - 09 - 10, 10:59 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما شاء الله!
أحتاج لبعض الوقت لقراءة هذا كله .. خصوصًا و أنني أحضر حاليًا لامتحاني الأخير في الكلية (امتحان التخرج)
فاعذروني غن تأخرت في الرد .. و جزاكم الله خيرًا على إسهابكم
و لا تنسوني من صالح الدعاء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/280)
ـ[أبو عبدالله السكندري]ــــــــ[14 - 09 - 10, 03:21 ص]ـ
عندما نتفكر في نشأة الكون
لنا مصادر عدة
عندنا نرتبها كما يلي من حيث منهجية الاستدلال
الاول: الوحي المعصوم
الثاني: العلم الصريح
الثالث: العقل
الرابع: النظريات العلمية المتاحة للعلماء المتقنين
الخامس: الوحي المحرف في كتب اهل الكتاب
سنعرض عن المصدر الخامس لانه في مثل هذه المسائل يبعدنا اكثر ما يقربنا
ولكن الحذر اشد الحذر من تكذيب ما ورد به ما لم يخالف نصا صريحا عندنا
فقد تعرضت لموقف اسرده للعبرة
وهو كان محاولة لنقد الفكرة الكتابية عن نشأة الكون
والاخ الذي كان يكتب استهزء بمعلومة هي حق ونص عليها النص الصريح عندنا
ولم يعلمه الاخ
فالحذر الحذر
ولكن مقام الرد غير مقام السرد فنغير المنهجية لتلائم المعروض
فنبدأ بالعلم الصريح ثم النظريات
ثم نعرضهما علي الوحي المعصوم من القران والسنة
وما خلصنا منه نعرضه علي العقل
(العقل احيانا في المسالة الواحدة يحتمل وجهان وتكون احداهما حقا والاخري باطلا ولا يمكن الجمع بينهما / والمرجح من الوحي المعصوم والعلم الصريح هو من المرجحات المقبولة في منهجنا)
نقول وبالله التوفيق
العلم:
عندما نظر العلماء في ما لديهم من العلم
وجدوا ادلة علي توسع الكون بالنسبة للزمن
يعني كلما تقدم الزمن يزداد التوسع بل وتزداد سرعة التوسع
وان الكون الان في حالة اتزان
في حالة تسمح بوجود هذه الحياة
وان هناك قوانين تحكم هذا الاتزان
وتربط اجزاء هذا الكون
واستنبطوا انه بالرجوع الي الوراء ينكمش الكون علي نفسه
و يوجد حاجز تنتهي عنده الفيزياء التي نعرفها
ولا نستطيع الحكم علي ما سبق هذا الزمن
النظريات:
حاص الماديون حيصة الحمار
واضطربوا
الكون له بداية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الكون غير ازلي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وبدؤوا في وضع نظريات لكي يفهموا هذا الكون
النظرية نبدا من أين
أن الكون يجب أن يكون أزليا والا سلمنا بوجود الخالق
هذا نص كلام العديد منهم
ويراجع كتاب خلق الكون لمن اراد النقولات بالمصادر
فغمغموا وقالوا ولم لا يكون الكون قد بدا في التوسع منذ الازل؟؟
هل يمكن أن تكون نقطة بداية الكون هي نقطة أزلية؟؟
يعني تبدا عند مالا نهاية؟؟؟
هذا افتراض يرده العلم حسيرا
هناك قانون فيزيائي
مثل القانون الذي اثار مثل هذه المسالة
وهو القانون الثاني للديناميكا الحرارية
قانون الانتروبي
ينص انه في اي نظام
بمرور الزمن
تتوزع الطاقة في هذا النظام بالتساوي بين اجزائه
حتي تصل الي حالة التناغم
كوب الشاي الساخن عندما تتركه
يفقد حرارته الي ما حوله
حتي يصل الي درجة حرارة المحيط
هو مثال قريب
فلو ان هذا الكون
كان ازليا
لكان وصل الي حالة الانتروبي
في نقطة ما من الزمن
ولم نكن نحن موجودين الان
اي ان العلم الصحيح
يدحض هذه النظرية
ويكفينا الدخول في محارات العقول والعرض علي الوحي
ويراجع في هذه المسالة
مداخلة اخينا عمر الانصاري (دليل الحدوث) في منتدي التوحيد فقد جمع فيها مجموعا منقحا يغني عن كثير غيره
اذن الكون من وجهة نظر البيج بانج
ومن حيثيات قانون الانتروبي
قد بدا في نقطة ما سابقة
ولا يمكن اعتبار وجودها في الازل
نظرية هامة اخري
وهي المادة المظلمة والطاقة المظلمة او (انتي ماتر) ضد المادة
وقد نال العالم الفيزيائي الذي عرض هذه النظرية جائزة نوبل
بالحسابات الرياضية والقوانين الفيزيائية
هذا الكون بنظامه الذي نعرفه
وبالحجم والكتلة المحسوبة للكون
لا يمكن ان يحتوي المادة والطاقة التي نعرفها فيزيائيا فقط
بل لابد من وجود صورة اخري من الطاقة والمادة لا يمكن رصدها او اختبارها
المادة السوداء والطاقة السوداء
"ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا " فاطر 41
يعني العلم الحالي
يدفع العلماء لاستنتاج
وجود شئ لا يمكن اختباره ولا وصفه
ولكن يمكن الجزم بان الكون لا يمكن ان يستقر في هذه الحالة بمجموع اجزائه المعروفة لنا
قد نكون بعدنا كثيرا عن المطلوب
وهذا حال التاصيل
وقد تظهر تساؤلات ارجو تسجيلها في ورقة و حفظها الي ان ننتهي من العرض
ولكي يعرف مشايخنا الكرام ما ننويه
فاننا سنعرج علي النصوص المتعلقة بنشأة الكون
ومسائل قدم العالم وتسلسل المخلوقات وحديث عمران بن حصين بشرح شيخ الاسلام و شروح العلماء واستدراكاتهم وتوضيحاتهم عليه
ولكن توضيح الفرق بين المعلومة العلمية و النظرية العلمية
ووضع اسس تنزيل العلوم المستنبطة علي نصوص الوحي
له اهمية كبيرة حيث كثر المتعلمون من المسلمين
ومصادر العلم اصبحت بايدي اللادينيين الملحدين
ووجب ازالة اللبس
وعيننا علي مشروع كبير
وهو كتابة العلوم
بايدي متقنين لها ملتزمين بمنهج اهل السنة والجماعة
لما في ذلك من فائدة كثيرة ووقاية لابنائنا من فتن كثيرة
وهناك انجاز كبير في هذا الشأن في الفترة القريبة
وهو سلسلة تاريخ العقيدة للشيخ سفر الحوالي حفظه الله
وهي محاولة للتاصيل لمنهج في كتابة التاريخ
يبدا بالنصوص من الوحي المعصوم وينتهي اليها
ويعرض العلوم اللادينية التاريخية عليها
ونصوص اهل الكتاب
وله استنتاجات ماتعة
بارك الله في عمره
وهو معترك صعب صعيب
ولكن الشيخ بدأ من منطلق صائب
وهو دراسة العقيدة علي مذهب اهل السنة والجماعة
وتاصيلها
قبل عرض مناهج المخالفين ونقدها ودحضها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/281)
ـ[أبو عبدالله السكندري]ــــــــ[14 - 09 - 10, 03:35 ص]ـ
مداخلة لطيفة لكسر حاجز الملل والتعب
وهو فيديو من موقع علمي يوضح فكرتنا المدركة عن الكون الحالي
مفيد جدا ويغني عن كثير غيره
وهو موجود في موقع اليوتيوب بعنوان
The
قال الشيخ الألباني :
nown Universe by AMNH
ويوجد قناة للمتحف الامريكي للتاريخ الطبيعي علي اليوتيوب
بحيث يتجنب الصور والفتن
والفيديو به موسيقي فقط كخلفية بدون تعليق
يعني تغلق السماعات قبل ان يبدا
معاناة رهيبة لتحصل علما هاما بدون الوقوع في الفتن
لكي تعلموا اهمية كتابة العلوم العصرية من قبل اهلها المختصين المنتمين لمنهج اهل السنة والجماعة
ـ[أبو علي]ــــــــ[14 - 09 - 10, 06:49 ص]ـ
أخي أبا عبدالله أطلب منك أت تقرأ ما كتب من رد على استفسار الأخ اليزن، وتأمل ما نقلته أنا عن شيخ الإسلام رحمه الله
ولا تستعجل بالكتابة قبل أن تقرأ حتى لا يتكرر الكلام وتزداد الصفحات بلا فائدة
وأرجو ألا تكتب لمجرد الكتابة فليس لدينا وقت لقراءة ما كتبته مع أن كله إما غير مقصود بالبحث أو سرد لأمور متفق على بطلانها
فموضوعنا محدد أرجو عدم الخروج عنه كما أكرر طلبي بقراءة ما كُتب وتأمله؛ فلعل فيه الكفاية والغنية
ـ[أبو البركات]ــــــــ[15 - 09 - 10, 12:27 ص]ـ
احد اسباب القول بالإنفجار الكبير هو نظرية تكون العناصر المعروفة كالهيليوم والزنك والحديد
فذرة هيدروجين مع ذرة هيدروجين يعطينا عنصر هيليوم، وهذا لا يتم إلا في ضروف صعبة جدا ومنهها خرجت نظرية الإنفجار الكبير التي قالوا انها هي الظرف الوحيد القادر على صهر الذرات ودمجها لتكوين العناصر الأخرى
هذه من وجهة نظر فيزيائية نووية وهي مبرهنة بالملاحظة والتتبع
العجيب في دراساتهم هي أن العناصر في الفضاء كلها تحاول ان تصل لتركيبة الحديد حيث اكتشفوا أن الحديد اكثر العناصر استقرارا على الإطلاق لذلك هو من اقوى العناصر
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[24 - 09 - 10, 03:55 ص]ـ
السلام عليكم
بحمد الله و فضله .. بالأمس كان يومي الأخير في الجامعة و انهيت دراسة البكالوريوس إن شاء الله
الآن تفرغت لقراءة الكم الكبير من النصوص التي تراكمت هنا في هذا الموضوع
و لكن أود أن ألفت انتباهكم إلى هذا الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=222507
سأعيد القراءة للموضوع كله إن شاء الله قبل أن أرد الرد القادم
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[25 - 09 - 10, 03:11 ص]ـ
اختلف العلماء عن اول شيء خلقه الله "العرش أم القلم" ولابد ان يكون اولهما قد خلق من العدم وإلا فإحداهما هو أول خلق الله ولن يكون شيء قبلهما سوى العدم.
ومن يقول بخلاف ذلك فيلزمه أن يقول ان هناك اشياء موجودة لم يخلقها الله جل وعلا قبل العرش او القلم وذلك مستحيل.
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[29 - 09 - 10, 02:40 ص]ـ
السلام عليكم
أخوتي الأفاضل ..
هذا ما وجدت بعد تأمل و تفكر .. و ليس بعد بحث و قراءة للمصادر الشرعية .. و على هذا .. فقد يغلب الخطأ الصواب
فصوبوني .. صوب الله سعيي و سعيكم إلى الفردوس الأعلى , آمين
مما وجدت من قراءتي كتب و أقوال كبار الفيزيائيين مثل واينبرغ و اينشتاين و فاينامان و غيرهم
أجد الرأي الأسلم و الأصوب هو التالي:
أجمع كل الذين عملوا في حقل الفيزياء على أن العلم الوضعي كله غير ثابت و لا مؤكذ, و هذا يشمل حتى البديهيات الصرفة مثل جمع واحد إلى واحد .. فهو في حالة خاصة يساوي الإثنين و لكنه يحتمل آلاف النتائج الصحيحة .. و لعل المتعمقين في الفيزياء و الرياضيات يجدون هذا مألوفًا و الله أعلم
و ليس أدل من مقولة فاينمان: "لا يمكننا القول أن قوانين أينشتاين هي الصحيحة و إنما بكل ببساطة هي ليست خاطئة و حسب"!!
و بالنسبة لنا كمسلمين نؤمن بحتمية القرآن و السنة (أقصد الصحيح الثابت من السنة) و الصحة المطلقة لهما فأي قياس فاسد ذلك الذي نحتكم إليه بالاستدلال فغير الثابت على الثابت؟؟؟
و أنى للمرء أن يأتي بقوانين الفيزياء ثم إذا وجد فيها إشكالاً أو بدا له التناقض مع الشرع المطهر أن يناقش ذلك؟؟ بل الأحرى بكل بساطة أن تدرس الظاهرة الفيزيائية أو القانون الفيزيائي ضمن إطاره الضيق و ضمن مجال تطبيقه و عدم تعميم معناه ليشمل كل ما سواه
و الله أعلم
ـ[أبو محمد عباد]ــــــــ[29 - 09 - 10, 07:18 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/282)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً
تعود مقولة (لا شيء يخلق ولا شيء يفنى والكل يتحول) إلى الكيميائي الفرنسي لافوازيه الذي عاش في القرن الثامن عشر
وبصياغة أخرى كان القانون الذي استقرأه من التجارب والظواهر الطبيعية هو:
قانون بقاء الكتلة وينص على أن أوزان مادتين كيميائيتين منفصلتين توازي وزن المادة الجديدة الناتجة من اتحادهما
تطور هذا القانون ليشمل الطاقة المختزنة في الروابط الكيميائية وليصبح قانون انحفاظ الكتلة والطاقة في الجملة المعزولة
هذا القانون يصح في أغلب الأحوال الطبيعية الملموسة التي تحيط بالبشر
ولكن التجربة وتطور العلم أثبتا أن من الممكن تحول جزء صغير من الكتلة إلى طاقة هائلة وأن الطاقة نفسها مختزنة داخل الذرات - مما جعل القانون السابق محدوداً ومشروطاً بتوافر الظروف الطبيعية المعتادة في الأرض التي يعتادها الإنسان خلال فترة حياته (مائة سنة) أو خلال مجمل الحياة البشرية منذ فجر التاريخ - ولكنه لا ينطبق بهذه البساطة في حالة وجود ظروف مختلفة كالتفاعلات الذرية والنووية التي تحصل في نواة الشمس وفي مراكز النجوم - بل هناك حاجة إلى قوانين أخرى لفهم أعمق وحسابات أدق مبنية في غالبها على التوقع والاستقراء الفيزيائي المبني بدوره على مقدار محدود من التجارب بسبب حاجة تلك التجارب إلى مراكز أبحاث ضخمة وعالية التكاليف مثل مسرع سيرن في أوروبا ومسرع ستانفورد في أمريكا
أدى ذلك إلى ظهور ما يسمى بقانون الكم وهو يحاول أن يشمل التفاعلات الذرية وسلوك المكونات والجسيمات الصغيرة التي تبنى منها الذرات ونوى الذرات
على كل حال لا يمكن للإنسان أن يحكم بصحة هذا القانون من خلال مراقبته لمحيطه فقط أثناء فترة عمره القصير أو عمر البشرية القصير الذي لم ير فيه شيء يخلق من العدم فقد ولد كل منا في هذه الدنيا ووجد كل شيء مخلوقاً وتام الصفات
وقد أدت محدودية علم الفيزيائيين ومراقبتهم لسرعة تحول وتغير الكون في الوقت الحالي والظروف الحالية وقياسهم على ذلك التوقع كم يحتاج الكون حتى يوجد من العدم وافتراضهم أنه لم توجد ظروف ومؤثرات أخرى أثرت في تشكل الكون (أو خلقه) أدت كلها إلى توقع فترات زمنية هائلة يحتاجها الكون والأرض والشمس حتى تتكون بشكلها الحالي فقالوا: 15 مليار من السنين
وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضداً) - وذلك عن إبليس وذريته - فكيف ببعض بني آدم من المتعالمين
بالعودة إلى القانون المذكور فهو يصح بالنسبة إلى ما نراه حولنا وما تعودنا عليه خلال حياتنا وهو يقيد الظواهر الطبيعية المحيطة بنا ولكنه لا يقيد قدرة الخالق سبحانه وتعالى فتلك قدرة لا تحيط بها افهامنا
وقد قال الله سبحانه وتعالى: (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء)
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم(65/283)
هل يدخل مؤمن النار؟
ـ[أبو محروس]ــــــــ[11 - 09 - 10, 09:00 ص]ـ
هل يدخل مؤمن النار؟
ذهبت بعض المتكلمين: إلى إن من المؤمنين من يدخل النار لكن لا يخلدون فيها، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يخرج من النار من قال: " لا إله إلا الله " ... ))، الحديث.
وأجيب عليهم: بأن هذا خبر ظني لا تثبت بمثله أصل في الدين (لأن أصول الدين لا تثبت إلا بأمر يقيني لأنها أمور يقينية: اتفاقا).
ثم هو من المتشابه المعارض للمحكم، فقد قال الله: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى}، {أَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا} [هود: 106، 107]!
فوجب تأويل هذا المتشابه: يخرج من في النار: أي من على الصراط الذي في النار، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن آخر من يدخل الجنة لرجل يمشي على الصراط فينكب مرة ويمشي مرة وتسفعه النار مرة ... )) الحديث.
فالمؤمنون متباينون في كيفية عبورهم الصراط لتباين أعمالهم، فمنهم: من يمر كالبرق، ومنهم: ومن يمر الريح، ومنهم: من يمر الطير، والنبي عليه السلام قائم على الصراط يقول: ((رب سلم، سلم))، حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا.
قال الله: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 71، 72]
فالنار لا يدخلها مؤمن بعد مشيئة الله إلا ورودا: على الصحيح.
فما رأيكم؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 09 - 10, 03:11 م]ـ
مؤلف هذا الكلام إما جهمي من غلاة المرجئة، أو خارجي.
وقد ثبتت نصوص كثيرة في دخول بعض المسلمين وعصاة الموحدين النار، وحكى أهل السنة الإجماع على وجوب إنفاذ الوعيد في جنس العصاة ولو قل.
والتفريق بين ما يفيد القطع وما يفيد الظن بزعم الكاتب هو طريقة المبتدعة، وهو خلاف ما يدل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف، والمحققين من أهل العلم.
وما استدل به من آيات ـ لكونها هي المحكم كما قال تحكما ومصادرة ـ فهي معارضة ـ على طريقته هو ـ بالآيات الأخر التي فيها الوعيد بالنار على جملة من الكبائر، وغفران الذنوب جميعها ماعدا الشرك وتعلقه بالمشيئة، وتعلقه بالمشيئة دال على إمكان حصوله من عدمه، ويقع حصول المغفرة من عدمها بضميمة الأدلة على دخول بعض العصاة النار ونجاة بعضهم.
والله أعلم
ـ[أبو محروس]ــــــــ[11 - 09 - 10, 08:28 م]ـ
أخي الكريم .. فماذا تقول في حديث: ((إن آخر من يدخل الجنة لرجل يمشي على الصراط فينكب مرة ويمشي مرة وتسفعه النار مرة ... ))؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 09 - 10, 09:22 م]ـ
هذا فيمن يدخل الجنة من المؤمنين الذين لا يدخلون النار، فهذا آخر من يدخل الجنة ابتداء من عصاة الموحدين، الذين عملهم دون المجتازين على الصراط بسرعة.
أما من يدخل النار من عصاة الموحدين فهم ممن يسقطون من على الصراط في النار أصلا فلا يجتازونه إلى الجنة، وهذا لأن المشركين لا يمرون على الصراط أساسا، فالمارون تتفاوت سرعاتهم كما في الأحاديث بحسب أعمالهم وموازينهم، ومنهم من يسقط، وهذا الساقط من العصاة أيضا، فظهر بذلك أن المار ببطء ومنهم الحديث المذكور هو من الذين لم يسقطوا، فتكون آخريته إضافية وليست مطلقة ومعناها آخر من يدخل الجنة ابتداء بلا دخول في النار، وأما الجهنميون فلهم الأحاديث الأخرى التي تدل على دخولهم، وفيها حديث صحيح مسلم في آخر أهل النار خروجا منها وهو من المؤمنين قطعا، فذلك هو الذي آخريته مطلقة.
والله أعلم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[11 - 09 - 10, 10:48 م]ـ
هل يدخل مؤمن النار؟
ذهبت بعض المتكلمين: إلى إن من المؤمنين من يدخل النار لكن لا يخلدون فيها، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يخرج من النار من قال: " لا إله إلا الله " ... ))، الحديث.
هذا مذهب أهل الحديث.
ـ[أبو محروس]ــــــــ[12 - 09 - 10, 06:22 ص]ـ
أخي الكريم (عمرو بسيوني) .. أنت أولت هذا النص وهو أول ذاك النص، فلا فرق بينكما إلا أن تأويلك لا يتوافق مع ظاهر الآيات وتأويله يتوافق مع ظاهر الآيات.
ومن تلك الآيات، قال الله: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} (حصر وإثبات ونفي)، {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ} (عام، فينبغي أن يكون كل من ألقي في النار: مكذبا).
{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 71، 72]
: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ}، {فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا}، {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
فعصاة الموحدين:إما أن يكون مع الكفار كما ذهب إليه بعض المتكلمين (من الوعيدية)، وإما أن يكون مع المؤمنين كما زعم بعض المتكلمين (من المرجئة).
فأي القولين أولى بالأخذ به، قولك الذي لا يتوافق مع ظاهر الآيات أم قوله الذي يتوافق مع ظاهر الآيات؟!
قال الله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} [لقمان: 21]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/284)
ـ[أبو محروس]ــــــــ[12 - 09 - 10, 07:05 ص]ـ
أخي الكريم (زكرياء توناني) .. العلم لا يؤخذ إلا من أهله، فالقرآن وعلومه لا تؤخذ إلا من القراء والمفسرين، والحديث وعلومه لا تؤخذ إلا من الحفاظ والمحدثين، والفقه وأصوله لا تؤخذ إلا من الفقهاء، والتزكية ومسالكها لا تؤخذ إلا من العارفين (الزهاد).
وكذلك العقيدة وقوانينها لا تؤخذ إلا من المتكلمين.
لذلك تجد من المحدثين: من كان خارجي ومن كان مرجئ، ومن كان قدري، ... وهم من أئمة المحدثين!
فهذا (على سبيل المثال) أحد المحدثين: علي بن الجعد الجوهري (من أتباع التابعين)، قال أبو عبد الله مهنا السلمي: ((قلت لعلي بن الجعد في حديث أبي ريحانة عن النبي ^ " إن الله جميل يحب الجمال "، فأبى أن يقول: " إن الله جميل يحب الجمال "، وقال: " إنه يحب الجمال "!
قلت: إني افزع أن أضرب على: " إن الله جميل "؟ قال: اسكت.
فرددته عليه، فأبي أن يقوله)).
فإن كان هذا مذهب المحدثين، فما هو: مذهب الفقهاء، ومذهب العارفين (الزهاد)، ومذهب القراء والمفسرين في هذه المسائل العقدية؟!
لأنه صار علم العقيدة عندك ليس علما قائما بذاته له قوانينه وعلمائه المتخصصين فيه.
نعم .. قد يكون هذه لخطأ في تصوري، فالله أعلم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[12 - 09 - 10, 09:55 ص]ـ
قال الله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} [لقمان: 21]
أعوذ بالله!!
أتنزل يا (هذا) أصلاً من أصول الدين أجمع عليه أهل السنة قاطبة، منزلة عقائد أهل الشرك والكفر التي ورثوها عن آبائهم!! \
بل وتجعل أيها الجريء شبهتك هي الحق الذي أنزله الله الذي تدعونا إلى اتباعه ونحن نعرض عن ذلك!
وليتك تطرح إشكالك بأدب، حتى تجد احتراماً، مع أنني أرى أن الأخ عمرو البسيوني سدده الله أجابك جواباً مسدداً - بحسب ما يبدو لي الآن - بكل (احترام)، وليس ما ذكره (تأويلاً) بمعنى أنه صرف اللفظ عن معناه الراجح إلى معنى مرجوح - كما تزعم -!! بل تسميتك إياه تأويلاً وقولك عنه: " لا يتوافق مع ظاهر الآيات "، دال على أنك إما جاهل بمعنى التأويل وما يجوز منه وما لا يجوز، أو أنك مكابر معاند صاحب هوى ..
فإن كنت الأول، فاسئل سؤال المعلم المسترشد حتى تزول الشبهة التي عندك، لا بأسلوبك (الوقح) هذا، وإن كنت مكابراً معانداً فليس في هذا الملتقى مكان لأمثالك!
وليس في الآيات التي ذكرتها أي مصادمة لمذهب السلف وأهل السنة في عصاة الموحدين إلا عند من أخبر الله عنه بأن في قلبه زيغ، لكن أنى لمثلك أن يفهم ذلك وأنت تقول:
فعصاة الموحدين:إما أن يكون مع الكفار كما ذهب إليه بعض المتكلمين (من الوعيدية)، وإما أن يكون مع المؤمنين كما زعم بعض المتكلمين (من المرجئة)
وكلامك هذا دال على جهل مطبق بمذهب السلف، إذ هو تقرير للشبهة التى ضل بسببها كلا الفريقين - أعني المرجئة والوعيدية - كما بينه شيخ الإسلام رحمه الله في مواضع!
ولا أريد الإطالة كثيراً .. لأنني أعلم أن الموضوع سيحذف .. بل أنا أدعو الإدارة الموقرة أن تحذفه .. كما فعلت بحقك سابقاً:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=101488
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 09 - 10, 02:10 م]ـ
الشيخ زكريا والشيخ براء
نحن أجبنا الأخ ظانين أنه مستفهم متعلم ...
لكن الظاهر أنه متبن منافح عن القول الضال البدعي ...
مش تقول من الأول طيب؟
ـ[أبو محروس]ــــــــ[12 - 09 - 10, 02:38 م]ـ
أخي الكريم (محمد براء) .. أنا نشأت على الاعتقاد بدخول بعض عصاة الموحدين النار ثم يخرجون منها، وأن المخالف لنا في هذا مبتدع!
لكني .. لما سمعت كلام هؤلاء المبتدعة (كما كنا نزعم) وجدتهم يستدلون بظاهر الكتاب والسنة ونحن من يتأولهما ببعض الأحاديث الظنية التي لا يصح الاستدلال بها في هذا الباب (لأن الأصول طريقها القطع).
فإما أن تكون المسألة بين راجح ومرجوح، وإما أن يكونوا هم هل الحق وأنا المبتدع: وأي أمرين كان: كان أمرا مشكل عندي!
فذكرت الآية لأخي الكريم (عمرو بسيوني) أذكره بأن الأصل إتباع ما أنزل الله لا ألمزه، وكيف ألمزه بها وهو (فيما نظن) ممن أقام دينه على إتباع ما أنزل الله!
ثم أخي الكريم (محمد براء) .. ثم أنت تشير إلى موضوع كتبه في الملتقى المبارك – بإذن الله -، وهذا الموضوع حول إلى قسم المناظرة. فكيف لرجل اختلط عليه الحق بالباطل أن يناظر؟! فلم أستفد بعد تحويله شيئا!
أخي الكريم (عمرو بسيوني) .. الشبهة في رأسي لا في رأسك، فأكمل الجواب حتى تزول الشبهة - بإذن الله -، وثق أني الآن لا أنافح عن قوله ولا عن قولك، وإنما أريد أن أتثبت من هو على الحق لأتبعه.
ـ[أبو محروس]ــــــــ[12 - 09 - 10, 02:39 م]ـ
أخي الكريم (محمد براء) .. أنا نشأت على الاعتقاد بدخول بعض عصاة الموحدين النار ثم يخرجون منها، وأن المخالف لنا في هذا مبتدع!
لكني .. لما سمعت كلام هؤلاء المبتدعة (كما كنا نزعم) وجدتهم يستدلون بظاهر الكتاب والسنة ونحن من يتأولهما ببعض الأحاديث الظنية التي لا يصح الاستدلال بها في هذا الباب (لأن الأصول طريقها القطع).
فإما أن تكون المسألة بين راجح ومرجوح، وإما أن يكونوا هم هل الحق وأنا المبتدع: وأي أمرين كان: كان أمرا مشكل عندي!
فذكرت الآية لأخي الكريم (عمرو بسيوني) أذكره بأن الأصل إتباع ما أنزل الله لا ألمزه، وكيف ألمزه بها وهو (فيما نظن) ممن أقام دينه على إتباع ما أنزل الله!
ثم أخي الكريم (محمد براء) .. ثم أنت تشير إلى موضوع كتبه في الملتقى المبارك – بإذن الله -، وهذا الموضوع حول إلى قسم المناظرة. فكيف لرجل اختلط عليه الحق بالباطل أن يناظر؟! فلم أستفد بعد تحويله شيئا!
أخي الكريم (عمرو بسيوني) .. الشبهة في رأسي لا في رأسك، فأكمل الجواب حتى تزول الشبهة - بإذن الله -، وثق أني الآن لا أنافح عن قوله ولا عن قولك، وإنما أريد أن أتثبت من هو على الحق لأتبعه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/285)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 09 - 10, 02:43 م]ـ
على أي أساس تقسم الأدلة هذا التقسيم الجزافي، ظني و قطعي؟
ومن أين قررت قاعدة أن الأصول لا تؤخذ إلا من القطعي؟
أم كل هذا مجرد التقليد.
ـ[أبو محروس]ــــــــ[12 - 09 - 10, 03:01 م]ـ
قد قرّرَ شيخ الإسلامِ ابن تيمية هذا المنهج الحديثي بكل وضوح , حيث قال معلِّقًا على أحد الأحاديث التي يعدُّها خصمُه من أصول الدين: «إن هذا من أخبار الآحاد، فكيف يَثْبُتُ به أصلُ الدينِ الذي لا يصلحُ الإيمانُ إلا به؟!».
بل له عبارة أصرح من هذه , وذلك عندما تكلّم عمن اشترط لقبول الخبر إفادةَ العلم , فقال: «وفصلُ الخطاب أن نقول: لا يخلو إما أن يكون الموضعُ مما أوجبَ الله علينا فيه العلمَ , أو أوجبت مشيئتُه وسنّتُه فيه العلمَ , وإما أن لا يكون مما يجب فيه العلمُ .. لا شرعًا ولا كونًا.
فإن كان الأول: مثل ما أوجبَ الله علينا أن نعلم أنه لا إله إلا هو , وأن الله شديد العقاب , وأن الله غفورٌ رحيم , وأنه أحاط بكل شيءٍ علمًا = فلا بُدّ أن يَنْصِبَ سببًا يُفيدُ هذا العلمَ؛ لئلّا يكون مُوجِبًا علينا ما لا نقدر على تحصيله , وأن لا يكلّفنا ما لا نطيقُه له إذا أردنا تحصيلَه. ففي مثل هذا إذا لم يكن الدليلُ مُوجِبًا للعلم لم يكن صحيحًا. وكذلك ما اقتضت مشيئتُه وسنتُه العلمَ به , مثل الأمور التي جرت سنتُه بتوفّرِ الهمم والدواعي على نقلها نقلا شائعا , فإذا لم يُنقَل فيُعلَم انتفاؤها وكَذِبُ الواحدِ المنفرِدِ بها».
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 09 - 10, 03:08 م]ـ
بغض النظر عن كون النقول التي نقلت مبتورة مبتسرة، لا تدل على كلامك بل فيها نفسها ما ينقض كلامك ...
لكن أقول: قد نعيت علينا تقليدنا الآباء والأجداد، رغم استدلالنا بالكتاب والسنة!
طيب سلمنا ..
فأنت الآن قررت قواعد ترد بها كلامنا، ولا أظنك تعرف التدليل عليها ولا وجه مأخذها عمن قالها ...
فهل قبولك تلك القواعد ومحاكمتك إليها كلامنا هو (تقليد)، أم (تحرير) و معرفة للحق عن يقين؟
وفي مقام كهذا، حتى كلام شيخ الإسلام لا ينفعك، لأن احتجاجك به تقليد، وإن كنت مقلدا له فالشيخ يقرر نفس كلامنا السابق وهو كلام أهل السنة!!
ـ[أبو محروس]ــــــــ[12 - 09 - 10, 03:23 م]ـ
أخي الكريم (عمرو بسيوني) .. هذه مسألة متفق عليها بين المتكلمين، ما سبيله العلم لا يثبت إلا بالعلم، قال الله: {وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} [النجم: 28]
لكن .. لنرجع إلى مسألتنا: فأي القولين أولى بالأخذ به، القول الذي لا يتوافق مع ظاهر الآيات أم القول الذي يتوافق مع ظاهر الآيات؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 09 - 10, 03:36 م]ـ
متكلمين مين؟
الظن المذموم في الآية ليس مطلق الظن، بل هو الشك الذي هو استواء الطرفين، ولا يستدل بتلك الآية على رد الظنيات إلا الأعاجم ومن سار في طريقهم من المتكلمين.
والظن الراجح ملحق بدرجة القطع من حيث الحجية، وإن كان لا يلحق به في ترتب الأثر على جحده من حيث التكفير وعدمه ..
وإلا فهؤلاء المتكلمون ينصون أن أغلب مباحثهم ظنية احتهادية، يختلفون فيها، ولم يلزم أحدهم الآخر بأن قوله ظني ..
ولا يبرز الكلام في الظنيات والقطعيات إلا عندما يراد دفع النصوص، والولوج في التعطيل وإخوانه من البدع الكبار ..
وهنا محاققة أخرى: أن القطعية والظنية ترد على السند والمتن، وإن كان القرآن قطعي الثبوت، لكن دلالة كثير منه ظني، والذي أنت ذكرت أن القول بأن المؤمنين لا يدخلون النار يوافق ظاهر القرآن ـ وهو غلط في شقيه من حيث القول في نفسه ومن حيث الموافقة كما سيأتي ـ هو ظني، والظاهر لا خلاف بين المتكلمين ـ والمستمعين كمان ـ أنه ظني ليس قطعيا، فالظاهر ليس نصا ..
وبعد كل هذا أقول ـ حتى لا تتشعب في الكلام ـ:
1 ـ أين ظاهر القرآن الذي يتعارض مع دخول عصاة الموحدين النار؟
2 ـ هل أدلة دخول عصاة الموحدين النار ظنية؟
ـ[أبو محروس]ــــــــ[12 - 09 - 10, 04:03 م]ـ
نعم - بارك الله فينا - .. ظاهر القرآن الذي يتعارض مع دخول بعض المؤمنين النار، قوله: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [الليل: 14، 16]
فما تقوله في دلالة: لا يصلى النار إلا الأشقى، يلزمك أن تقوله في دلالة: لا إله إلا الله (حصر وإثبات ونفي)، فهل دلالتها قطعية أم ظنية؟
هكذا أتصور .. فبين لي لو أخطأت التصوري.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 09 - 10, 04:07 م]ـ
الدليل المذكور لا يدل على المطلوب من وجهين:
1 ـ الصلي هو الملازمة، ولا يلازم النار إلا الكفار.
2 ـ أن يكون التكذيب في الآية لغويا، لا ينحصر معناه في الجحد والرد، ويكون معناه مطلق التقصير في الطاعة، و منه قول العرب (لقي فلان العدو فكذب) يعنى خذل!
ـــــــ
أجب السؤال الثاني:
هل أدلة دخول عصاة الموحدين النار ظنية؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/286)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 04:13 م]ـ
قد قرّرَ شيخ الإسلامِ ابن تيمية هذا المنهج الحديثي بكل وضوح , حيث قال معلِّقًا على أحد الأحاديث التي يعدُّها خصمُه من أصول الدين: «إن هذا من أخبار الآحاد، فكيف يَثْبُتُ به أصلُ الدينِ الذي لا يصلحُ الإيمانُ إلا به؟!».
بل له عبارة أصرح من هذه , وذلك عندما تكلّم عمن اشترط لقبول الخبر إفادةَ العلم , فقال: «وفصلُ الخطاب أن نقول: لا يخلو إما أن يكون الموضعُ مما أوجبَ الله علينا فيه العلمَ , أو أوجبت مشيئتُه وسنّتُه فيه العلمَ , وإما أن لا يكون مما يجب فيه العلمُ .. لا شرعًا ولا كونًا.
فإن كان الأول: مثل ما أوجبَ الله علينا أن نعلم أنه لا إله إلا هو , وأن الله شديد العقاب , وأن الله غفورٌ رحيم , وأنه أحاط بكل شيءٍ علمًا = فلا بُدّ أن يَنْصِبَ سببًا يُفيدُ هذا العلمَ؛ لئلّا يكون مُوجِبًا علينا ما لا نقدر على تحصيله , وأن لا يكلّفنا ما لا نطيقُه له إذا أردنا تحصيلَه. ففي مثل هذا إذا لم يكن الدليلُ مُوجِبًا للعلم لم يكن صحيحًا. وكذلك ما اقتضت مشيئتُه وسنتُه العلمَ به , مثل الأمور التي جرت سنتُه بتوفّرِ الهمم والدواعي على نقلها نقلا شائعا , فإذا لم يُنقَل فيُعلَم انتفاؤها وكَذِبُ الواحدِ المنفرِدِ بها».
أحسنتَ،ولذلك لم يتمارى شيخ الإسلام في أن من عصاة المؤمنين من يدخل النار ثم يخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان؛ إذ كانت الأخبار في ذلك مفيدة للعلم لا يماري في ذلك إلا جاهل أو معاند ..
قال الشيخ: ((إنَّ أَحَادِيثَ الشَّفَاعَةِ فِي " أَهْلِ الْكَبَائِرِ " ثَابِتَةٌ مُتَوَاتِرَةٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ اتَّفَقَ عَلَيْهَا السَّلَفُ مِنْ الصَّحَابَةِ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانِ وَأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ؛ وَإِنَّمَا نَازَعَ فِي ذَلِكَ أَهْلُ الْبِدَعِ مِنْ الْخَوَارِجِ وَالْمُعْتَزِلَةِ وَنَحْوِهِمْ. وَلَا يَبْقَى فِي النَّارِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إيمَانٍ بَلْ كُلُّهُمْ يَخْرُجُونَ مِنْ النَّارِ وَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَيَبْقَى فِي الْجَنَّةِ فَضْلٌ)).
وقال: ((وقد ثبت بالنصوص المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم إخراج قوم من النار بعد ما امتحشوا وثبت أيضا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر من أمته والآثار بذلك متواترة عند أهل العلم بالحديث أعظم من تواتر الآثار بنصاب السرقة ورجم الزاني المحصن ونصب الزكاة ووجوب الشفعة وميراث الجدة وأمثال ذلك)).
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 09 - 10, 04:15 م]ـ
أحسنت أبا فهر ـ ابتسامة
ولذلك نطالبه ـ حثيثا ـ بإجابة السؤال الثاني المذكور فوق.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 04:30 م]ـ
بارك الله فيك ..
وظاهر مذهب هذا الأخ هو مذهب إرجائي رديء لا يعرف أن أحداً من أهل العلم (سنياً كان أو مبتدعاً) قال به، وهو أنه لا يضر مع الإيمان ذنب وأنه لن يدخل أحد النار بذنب أذنبه ..
ومن الظاهر جداً قلة خبرته بعقيدة السلف ومناهج أهل السنة وعباراتهم، حتى إنه أخطأ فهم عبارة (أهل الحديث) في مشاركة أخينا زكريا ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 09 - 10, 04:33 م]ـ
نعم هذا ما قرره الشيخ على توسعه في مقالات الناس، أنه لا يقول به أحد يعلمه ..
لكن سيدنا الكريم أظن أنه مر علي في كتاب مقالات فرقة تقول به ـ لا أقصد الغلو في الإرجاء، أقصد المقولة نفسها (لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة)، لكن لا أذكر أين ولا أجد وقتا للبحث ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 04:44 م]ـ
عزاها أبو الحسن الأشعري مرة لغالية المرجئة، ومرة لمقاتل بن سليمان، وضعف الشيخ نسبتها لمقاتل بن سليمان، أما أولئك الغالية فلم يعينهم أبو الحسن، وأرى رأي الشيخ أنهم من عامة الإباحية وليسوا من أهل العلم ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 09 - 10, 04:48 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو محروس]ــــــــ[12 - 09 - 10, 05:04 م]ـ
أخي الكريم (عمرو بسيوني) .. لكن جاء في لسان العرب: ((وأَصْلَيْته وصَلَى اللحْمَ في النار وأَصْلاه وصَلاَّهُ أَلْقاهُ لِلإحْراقِ)).
إما هل يشتمل التكذيب على التكذيب الاعتقادي والعملي، فيدخل عصاة الموحدين مع الكفار في خلودهم في النار لقول الله بعد آية المواريث: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 14] وغيرها من الآيات، أم لا؟ مسألة أخرى.
وسنجيب عن السؤال الثاني بعد أن ننتهي من السؤال الأول.
أخي الكريم (أبو فهر السلفي) .. فإن لم يرد تلك الأخبار: " يخرج من النار .. " المستفيضة عندك، وإنما تأولها (أي: من على الصراط) بما يوافق الآيات المذكورة سابقا = كما تأولت الآيات السابقة لكي تتوافق مع تلك الأخبار.
فأي القولين أولى بالأخذ به، القول الذي أول ظاهر الأخبار لكي تتوافق مع ظاهر الآيات أم القول الذي أول ظاهر الآيات لكي تتوافق مع ظاهر الأخبار؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/287)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 09 - 10, 05:26 م]ـ
هناك جملة كبيرة من التخاليط في الكلام السابق
أخي الكريم (عمرو بسيوني) .. لكن جاء في لسان العرب: ((وأَصْلَيْته وصَلَى اللحْمَ في النار وأَصْلاه وصَلاَّهُ أَلْقاهُ لِلإحْراقِ)).
لا إشكال في استعمال الاصلاء بالألقاء للإحراق، لكن هذا لا علاقة به بأن معنى الصلي اللزوم!، وجاء في اللسان نفسه (وقال الزجاج الأَصلُ في الصلاةِ اللُّزوم يقال قد صَلِيَ واصْطَلَى إذا لَزِمَ ومن هذا مَنْ يُصْلَى في النار أَي يُلْزَم النارَ)
إما هل يشتمل التكذيب على التكذيب الاعتقادي والعملي، فيدخل عصاة الموحدين مع الكفار في خلودهم في النار لقول الله بعد آية المواريث: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 14] وغيرها من الآيات، أم لا؟ مسألة أخرى.
وهذه عليك لا لك، فإن ظاهر كثير من الآيات والأحاديث دخول عصاة الموحدين النار، ومنها ما يوهم ظاهره خلودهم فيها، فبأي أصل اخترعته تقدم ما شئت وتجعله محكما وتتأول غيره عليه؟!!
بينما يقول مخالفك إن معنى هذه الآية وما يشبهها إما الاستحقاق، أو أن معنى الخلود المكوث، وكذلك هو في اللغة
وسنجيب عن السؤال الثاني بعد أن ننتهي من السؤال الأول.
بل يجب أن تجيبه، لأنها إن كانت قطعية وجب الجمع كما يفعل أهل العلم والإيمان، وصار الذي تفعله ضربا لكتاب الله بعضه ببعض، لأنه بطريقك ضل كل أهل البدع، فالمرجئ معه ظواهر، والخارجي معه ظواهر، وأهل العلم والإيمان يجمعون كل أدلة الباب.
أما إن كانت عندك ظنية، فلكل حادثة حديث!
أخي الكريم (أبو فهر السلفي) .. فإن لم يرد تلك الأخبار: " يخرج من النار .. " المستفيضة عندك، وإنما تأولها (أي: من على الصراط) بما يوافق الآيات المذكورة سابقا = كما تأولت الآيات السابقة لكي تتوافق مع تلك الأخبار.
الأحاديث مصرحة بكونهم (في النار)، و (امتحشوا فيها)، و (أخرجوا من النار) و (يخرج من النار)، و (يسقطون من على الصراط)، و أنت تقول يتأوله (من على الصراط)، وهذه قرمطة بحتة!
فأي القولين أولى بالأخذ به، القول الذي أول ظاهر الأخبار لكي تتوافق مع ظاهر الآيات أم القول الذي أول ظاهر الآيات لكي تتوافق مع ظاهر الأخبار؟
تقدم أن من ظواهر الآيات و الأخبار ما يدل على ضد مذهبك الإرجائي رأسا، فيدل على دخول عصاة الموحدين النار، بل وخلودهم فيها، فلم تأخذ بعض الظاهر وتترك بعضا؟
ـ[أبو محروس]ــــــــ[12 - 09 - 10, 06:57 م]ـ
أخي الكريم (عمرو بسيوني) .. ليس بهذا الإجمال يجاب عن الإشكال بل بالتدرج، فلا تعجل.
ماذا تقصد بالأصل هنا؟
فإن كنت تقصد بالأصل المعنى المشترك بين تلك الألفاظ، فقيل: اللزوم كما قال الزجاج، وقيل لها أصلان: أحدهما النار وما أشبهها من الحمي والآخر جنس من العبادة: كما قال ابن فارس.
إن كنت تقصد بالأصل الحقيقة في مقابل المجاز: فصلى اللحم وغيره يصْليه صليا: شواه ... : كما في اللسان.
والمعنى الثاني هو المقصود من البحث الآن، لا المعنى الأول (هل يتضمن الشوى والإحراق معنى اللزوم - بمعني لازم النار حتى احترق وشتوى - أم لا).
وعليه يكون معنى الآية: لا يشوى ولا يحرق في النار إلا الأشقى: بلا خلاف.
فلما ليست دلالتها قطعية عندك؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 09 - 10, 07:05 م]ـ
اعذرني:
ماذكرته فوق عن معنى الأصل، وكلامك حول الصلي ونقولاتك غير الواعية ولا الفاهمة (عك رسمي)
الأصل في الصلي اللزوم
والشوي والحرق لا يكون بدون لزوم النار، وأهل النار الذين هم أهلها يلازمونها فلا يخرجون منها، كلما نضجت جلودهم بدلوا غيرها ليذوقوا العذاب.
وكفاك هروبا واجب على المطلوب منك!
ـ[أبو محروس]ــــــــ[12 - 09 - 10, 08:15 م]ـ
أولا أخي الكريم: لا نقفز إلى المطلوب الثاني قبل الانتهاء عن المطلوب الأول!
تقول أخي الكريم: والشوي والحرق لا يكون بدون لزوم النار.
وعليه يترجح قول الزجاج على قول ابن فارس للمعنى المشترك عندك. لكن: هل يمكن أن يحرق ويشوى عصاة الموحدين دون أن يلزموا النار؟ طبع لا.
وعليه فعلى كلا القولين (للمعنى المشترك) ليس له أثر ظاهر في تفسير قول الله: ((لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى))، أي: لا يحترق ويشوى إلا الأشقى. سواء أقلت هذا للزومه أو لدخوله في النار.
فلما ليست دلالتها قطعية عندك؟
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[12 - 09 - 10, 09:23 م]ـ
فقد قال الله: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى}
و ما رأيك في قوله تعالى " إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا" النساء
لكن قبل هذا أسألك، ما رأيك في أصحاب الكبائر ما مصيرهم: حسبما فهمت عنك فهم إما ملحقون بالكفار فيخلدون أو هم من المؤمنين فيكون أقصى عقوبته اجتياز الصراط ببطء؟
أجبني حتى أنظر كيف أستطيع معونتك إن شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/288)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 09 - 10, 11:15 م]ـ
أحسنت أخ لطفي
وهذه طريقة أهل العلم والسنة والجماعة، أنهم يجمعون كل ما يرد في الموضوع، ولو تفطن الأخ لنظر في كلام أهل العلم قبل أن يهرع للمعاجم ليبرز لنا الفرق بين الصلي والإصلاء والشوي والحرق!، فالحاصل أن دليله ظني، لا يفيد القطع، لأن من يرى الأشقى هو الكافر يحمل الصلي على الملازمة، ومن يحمل الصلي على الدخول مطلقا يحمل الأشقى على العاصي، فليس هو قاطعا كما توهمه ..
ومع ضميمة الأدلة من الكتاب والسنة وعلى دخول العصاة النار يندفع موهم التعارض، ويرفع الإشكال، ويوفق بين جميع الأدلة التي في الباب لأنها متفقة في نفس الأمر.
ـ[أبو محروس]ــــــــ[13 - 09 - 10, 12:37 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم (لطفي مصطفى الحسيني)، لو قلت لك: هم ملحقون بأحكام الكفار في الأخرة، لقول الله بعد آية المواريث: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 13، 14]
قال الله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [آل عمران: 24]، {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} [النساء: 123].
: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 80، 81]. والإحاطة تكون لعدم التوبة.
: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 14]، {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [الفرقان: 68 - 70]، {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [النساء: 17، 18].
: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الجن: 23]، {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [النساء: 31]، {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} [النجم: 32]
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 09 - 10, 01:23 ص]ـ
يعني ترى أن أصحاب الكبائر كفار أم ملحقون بالكفار؟
ـ[أبو محروس]ــــــــ[13 - 09 - 10, 02:02 ص]ـ
أخي الكريم .. يعني أن الفاسق مكذب تكذيبا عمليا فهو كالكافر المكذب تكذيبا اعتقاديا: في أحكام الأخرة (فكليهما مخلد في النار).
قال الله: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ} [الأعراف: 40].
سواء أكان هذا تكذيب اعتقادي أو تكذيب عملي، إذ حقيقة كفر إبليس كفر عملي!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 09 - 10, 02:59 ص]ـ
ما ترسى لك على بر يا ابن الحلال:
عصاة الموحدين يدخولون الجنة بلا عذاب إلا المرور على الصراط كما في مشاركتك (10،1)؟
أم هم كفار كفراً عملياً كإبليس؟
عاوزين نعرف هل عصاة الموحدين مخلدين في النار عندك فتكون خارجياً؟
أم هم مبرأون من دخول النار فلا يعذبون فيها ولو بلغ فسقهم ما بلغ فتكون مرجئاً إباحياً؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 09 - 10, 03:18 ص]ـ
طلع خارجي مش مرجئ يا عم الشيخ
الملتقي يشهد ليلة تاريخية الآن!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/289)
ـ[أبو محروس]ــــــــ[13 - 09 - 10, 03:24 ص]ـ
أخي الكريم (أبو فهر السلفي) .. ما لفظ مشاركتي التي قلت فيها بأن عصاة الموحدون بدخول الجنة بلا عذاب؟ فالخطأ وارد.
لأني قلت في المشاركة 6:
فعصاة الموحدين:إما أن يكون مع الكفار كما ذهب إليه بعض المتكلمين (من الوعيدية)، وإما أن يكون مع المؤمنين كما زعم بعض المتكلمين (من المرجئة).
ولكي أخرج من هذا الجدل (مع من عصاة الموحدين؟)، قلت: هل يدخل مؤمن النار؟ ليكون كلامنا فيمن نعتقد بإيمانه.
لكن الأخ الكريم (لطفي مصطفى الحسيني) .. يرى إن الإجابة عن هذا الإشكال تكمن في الإجابة عن هذا السؤال (مع من عصاة الموحدين): فأجبته والله أعلم بالصواب حتى يتمكن من معونتي.
وليس جواب سؤاله محل البحث هاهنا أخي الكريم (أبو فهر السلفي)، بل كيف يدخل مؤمن النار، والله يقول:: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [الليل: 14، 16]
فما تقوله في دلالة: لا يصلى النار إلا الأشقى، يلزمك أن تقوله في دلالة: لا إله إلا الله (حصر وإثبات ونفي).
هكذا أتصور .. فبين لي لو أخطأت التصور.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 09 - 10, 03:37 ص]ـ
يا رجل ارحم حالك!!
لو هكذا تتصور، فالأجدى ألا تتصور ..
يكفيك من كوارث تصورك أنك تصبح مرجئيا وتمسي خارجيا ..
في خضم هذه المواقف الطيبة هناك سؤال ملح وأساسي ومحوري إلخ:
موقفك إيه من السنة؟
ـ[أبو محروس]ــــــــ[13 - 09 - 10, 03:56 ص]ـ
أخي الكريم (عمرو بسيوني) .. السنة على ثلاثة أقسام:
• المقبول:فما صح منها بالعلم فهو حجة في الأصول والفروع، وما صح منها بغلبة الظن (وهي الأغلب) فهو حجة في الفروع دون الأصول.
• المتوقف فيه:يستأنس به دون أن يحتج به في الفروع فضلا أن يحتج به في الأصول.
• المردود: لا يلتفت إليه.
والسنة تؤخذ عن أهل الحديث: كأحمد بن حنبل والبخاري ومسلم وغيرهم، ويلزم تقليدهم فيما قبلوا وردوا، لأنهم أعلم الناس بالأخبار والناس تبع لهم في هذا.
هذا موقفي من السنة.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 09 - 10, 01:30 م]ـ
أحاديث الشفاعة
وأحاديث دخول عصاة الموحدين النار
من أي قسم عندك؟
ـ[أبو محروس]ــــــــ[13 - 09 - 10, 02:15 م]ـ
أخي الكريم (عمرو بسيوني) .. الشفاعة لا تكون إلا لمؤمن، والمؤمن لا يدخل النار. لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، حق العباد على الله إذا فعلوه أن لا يعذبهم)).
أما الشفاعة بإخراج من قال لا إله إلا الله وفي قلبه مثقال ذرة من خير من النار:
فهي أحاديث مقبولة، لكن معناها بإخراجه من على الصراط (ممن لا يستطيعون السير على الصراط).
وتذكر إن النبي عليه السلام قائم على الصراط يقول: ((رب سلم، سلم))، حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا.
وقوله: ((إن آخر من يدخل الجنة لرجل يمشي على الصراط فينكب مرة ويمشي مرة وتسفعه النار مرة ... )) الحديث.
وأما أحاديث دخول عصاة الموحدين النار.
فهي مقبولة أيضا، لأنهم غير مؤمنين والجنة لا يدخلها إلا مؤمن.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزني الزاني حين يزني: وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب: وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق: وهو مؤمن)).
: ((والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا)).
وأقبل نفر على رسول الله ^ يوم خيبر، فقالوا: فلان شهيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلا .. إني رأيته في النار في بردة غلها.
يا ابن الخطاب .. اذهب فناد في الناس: " إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون ")).
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن رجل مسلم: من أهل النار، فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، فقاتل الرجل قتال شديدا حتى أصيب: فانتحر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا بلال .. قم فأذن: " لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ")).
وبعث صلى الله عليه وسلم أوس بن الحدثان أيام التشريق فنادى: ((أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن)).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة: قاطع * لا يدخل الجنة: قتات (نمام) * لا يدخل الجنة: من لا يأمن جاره بوائقه * لا يدخل الجنة الجواظ ولا الجعظري * لا يدخل الجنة خب ولا بخيل * لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر * لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان)).
أما قول رسول الله: ((ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة))، فقال أبو ذر: وإن زنى وإن سرق؟ قال: ((وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر)).
يعني إذا تاب وندم قبل موته وقال لا إله إلا الله غفر له: كذا قال البخاري، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/290)
ـ[أبو محروس]ــــــــ[13 - 09 - 10, 02:26 م]ـ
أخي الكريم (عمرو بسيوني) .. ما تقول في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان))؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 09 - 10, 02:34 م]ـ
أخي الكريم (عمرو بسيوني) .. الشفاعة لا تكون إلا لمؤمن، والمؤمن لا يدخل النار. لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، حق العباد على الله إذا فعلوه أن لا يعذبهم)).
أما الشفاعة بإخراج من قال لا إله إلا الله وفي قلبه مثقال ذرة من خير من النار:
فهي أحاديث مقبولة، لكن معناها بإخراجه من على الصراط (ممن لا يستطيعون السير على الصراط).
وتذكر إن النبي عليه السلام قائم على الصراط يقول: ((رب سلم، سلم))، حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا.
وقوله: ((إن آخر من يدخل الجنة لرجل يمشي على الصراط فينكب مرة ويمشي مرة وتسفعه النار مرة ... )) الحديث.
وأما أحاديث دخول عصاة الموحدين النار.
فهي مقبولة أيضا، لأنهم غير مؤمنين والجنة لا يدخلها إلا مؤمن.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزني الزاني حين يزني: وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب: وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق: وهو مؤمن)).
: ((والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا)).
وأقبل نفر على رسول الله ^ يوم خيبر، فقالوا: فلان شهيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلا .. إني رأيته في النار في بردة غلها.
يا ابن الخطاب .. اذهب فناد في الناس: " إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون ")).
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن رجل مسلم: من أهل النار، فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، فقاتل الرجل قتال شديدا حتى أصيب: فانتحر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا بلال .. قم فأذن: " لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ")).
وبعث صلى الله عليه وسلم أوس بن الحدثان أيام التشريق فنادى: ((أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن)).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة: قاطع * لا يدخل الجنة: قتات (نمام) * لا يدخل الجنة: من لا يأمن جاره بوائقه * لا يدخل الجنة الجواظ ولا الجعظري * لا يدخل الجنة خب ولا بخيل * لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر * لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان)).
أما قول رسول الله: ((ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة))، فقال أبو ذر: وإن زنى وإن سرق؟ قال: ((وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر)).
يعني إذا تاب وندم قبل موته وقال لا إله إلا الله غفر له: كذا قال البخاري، والله أعلم.
جميل ..
إذن نفصل رأيك كما يلي:
1 ـ العصاة الموحدون من أهل الكبائر في النار لأنهم ليسوا مؤمنين.
2 ـ المؤمنون يدخلون الجنة ولا يدخلون النار مطلقا (وهم غير أصحاب الكبائر)
3 ـ الشفاعة في المؤمنين فقط، وليست في عصاة لموحدين ولا في أحد يدخل النار.
ومعنى إخراجهم من النار = يعني الصراط
طبعا هذا هو مذهب الخوارج بالكامل، ماعدا نقطة الصراط فهي تأليف منك.
السؤال: ما حد التفريق عندك بين ما يفيد العلم وما يفيد الظن؟
ـ[أبو محروس]ــــــــ[13 - 09 - 10, 02:45 م]ـ
أخي الكريم .. لا نبحث هنا: عقيدة من هذه، ولكن هل هذه عقيدة الكتاب والسنة!
فإن كانت: لا، بين الأدلة من الكتاب والسنة التي تبطل هذه العقيدة، وأجب عن الأدلة التي استدلوا بها من الكتاب والسنة: فتزيل الإشكال من رأسي.
أخي الكريم .. لم تجب على سؤالي!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 09 - 10, 02:51 م]ـ
أخي الكريم (عمرو بسيوني) .. ما تقول في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان))؟
قال الطحاوي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/291)
(قال هذا القائل وهذا أيضا تضاد شديد لأن ما في الحديث الأول وما في هذا الحديث يتنافيان بما لا خفاء عند سامعهما إذ كان ما في أحدهما ينفي أن يدخل النار من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان وفي الآخر منهما أن يخرج من النار من كان في قلبه ما يزن ذرة من الخير ولا يخرج منها إلا من قد أدخلها فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله وعونه أنه لا تضاد في شيء من هذين الحديثين إذ كان كل واحد منهما مرادا به غير المراد بالآخر منهما وإن كان اللسان الذي خوطب به لسانا عربيا خاطب به قوما عربا نزل القرآن بلغتهم ومعهم الفهم لما يخاطبون به ويزيدهم مخاطبهم في خطابه إياهم فكان وجه ما في الحديث الأول هو الدخول الذي معه التخليد في النار وما في الحديث الثاني على الدخول الذي لا تخليد معه في النار والدليل على ذلك ــ ثم ساق أحاديث الشفاعة وإخراج العصاة من الموحدين من النار (التي لا تؤمن بها) ثم قال ـ
وإذا كان كذلك فيما ذكرنا كان مثله ما في الحديثين اللذين ذكرناهما في هذا الباب عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم الأول منهما على نفي دخول معه التخليد وإثبات التخليد لمن سواهم فبان بحمد الله أنه لا تضاد في شيء مما توهم هذا الجاهل في آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الله تعالى قد تولاه فيها بما يمنع أن يكون منه فيها ما توهمه هو فيها والله الموفق)
وقال ابن حبان:
(قال أبو حاتم: في هذا الخبر معنيان اثنان: أحدهما ـ وهو الذي نوعنا له النوع ـ: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة خردل من كبر): أراد به جنة عالية يدخلها غير المتكبرين
وقوله: (ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان) أراد به نارا سافلة يدخلها غير المسلمين
والمعنى الثاني: لا يدخل الجنة أصلا من كان في قلبه مثقال حبة خردل من كبر أراد بالكبر: الشرك إذ المشرك لا يدخل جنة من الجنان أصلا
وقوله: (لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان) أراد به على سبيل الخلود حتى يصح المعنيان معا)
وقال النووي:
(وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا يَدْخُل النَّار أَحَدٌ فِي قَلْبه مِثْقَال حَبَّة مِنْ خَرْدَل مِنْ إِيمَان)
فَالْمُرَاد بِهِ دُخُول الْكُفَّار وَهُوَ دُخُول الْخُلُود)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 09 - 10, 02:55 م]ـ
السؤال: ما حد التفريق عندك بين ما يفيد العلم وما يفيد الظن؟
.....
ـ[أبو محروس]ــــــــ[13 - 09 - 10, 03:09 م]ـ
أخي الكريم .. أنت ذكرت لي تأولهم، ولم ذكر لي مستند تأولهم من الكتاب والسنة: الذي نحتكم إليه.
جواب سؤالك: الدليل الذي لا يرد عليه احتمال صحيح يبطله: يفيد العلم، والدليل الذي يرد عليه احتمال صحيح يبطله: يفيد الظن، والله أعلم.
(لكن سؤالك هذا خارج الموضوع والبحث، فلما هذه الأسئلة يا أخي الكريم).
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 09 - 10, 03:15 م]ـ
يا حبيبي أنت تقول اللي أنت عايزه، لأن الخلل عندك منهجي ...
لذلك يلزمك الإجابة على السؤال اللي (خلل) من امبارح وكررته اليوم ..
أحاديث دخول العصاة وخروجهم من أي قسم عندك؟
وكما قال لك الأخ براء قبلا أنت تفهم أن التأويل باطل مطلقا، وهذا لم يقله أحد ينتسب للعلم من المسلمين، فضلا عن الأئمة ..
فردك الاستدلال بكونه تأويلا = لا شيء
لأن جنس التأويل ليس مما يرد به أصلا ..
أما مستند التأويل فهو القرآن والسنة، كما ذكر كل أهل العلم، يجمعهم الأدلة التي في الباب، والتي يتأول بعضها على بعض ليفهم الجميع.
لذلك يتوجب عليك إجابة السؤال السابق لكونه المرجع في محل النزاع.
ـ[أبو محروس]ــــــــ[13 - 09 - 10, 03:17 م]ـ
طيب أخي الكريم .. أحاديث دخول العصاة وخروجهم: مقبولة لكنها ظنية.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 09 - 10, 03:19 م]ـ
جواب سؤالك: الدليل الذي لا يرد عليه احتمال صحيح يبطله: يفيد العلم، والدليل الذي يرد عليه احتمال صحيح يبطله: يفيد الظن، والله أعلم.
(لكن سؤالك هذا خارج الموضوع والبحث، فلما هذه الأسئلة يا أخي الكريم).
هذا الضابط مخترع مؤلف منك ..
من ذكره قبلك؟
وكل من يفرق بين ما يفيد العلم وما يفيد الظن لا يذكر ما ذكرته!!
وضابط ليس ميّزا، فكثير مما هو قطعي يرد عليه الاحتمال ينافيه، ولم يخرجه عن كونه قطعيا، وكثير من الظني لا يرد عليه احتمال ينافيه ولم يخرجه عن كونه ظنيا ..
ـ ملاحظة:
لو تريد أن تقول بقول الخوارج فأنا شخصيا ليس عندي مشكلة، لكن رجاء التزم منهجهم في الاستدلال إذن، لأنه أفضل بكثير من الاختراع والتأليف هذا!
ـ[أبو محروس]ــــــــ[13 - 09 - 10, 03:22 م]ـ
أخي الكريم .. أنت تريد أن تزيل الإشكال عني أو عنهم؟!
أتركهم وخليك معايا بارك الله فينا.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 09 - 10, 03:24 م]ـ
طيب أخي الكريم .. أحاديث دخول العصاة وخروجهم: مقبولة لكنها ظنية.
هذا يرجع لعدم تحريرك للظني كما ذكرت ...
الذي يقول المتكلمون ـ ومنهم الحرورية ـ أن الظني ما كانا آحاديا، والقطعي ماكان متواترا
أحاديث دخول العصاة، وأحاديث الشفاعة في أهل النار (آحادية)، أم (متواترة)؟
لو جعلتها آحادية فهذا جهل محض بالحديث والأصول (وتذكر قولك في تقسيمك للأحاديث أن المرجع فيها لأهل الحديث البخاري وأحمد إلخ)
ولو جعلتها متواترة لكن ظنية، لقيام الاحتمال على خلافها (كما في قاعدة المخترعة المؤلفة)، فكذلك الآيات التي استدللت بها متواترة لكن يرد عليها الاحتمال بالأحاديث المتواترة في الشفاعة ودخول العصاة، فالآيات كذلك ظنية في تحصيل مرادك البدعي، فوجب التوفيق بينهما لا طرح أحدهما، إذ طرح الظني (الآيات) بالظني (الأحاديث) تحكم، ومصادرة، ورد بالهوي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/292)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 09 - 10, 03:28 م]ـ
أخي الكريم .. أنت تريد أن تزيل الإشكال عني أو عنهم؟!
أتركهم وخليك معايا بارك الله فينا.
يا أخي لا تكابر!
الحجة قائمة عليك وعليهم ...
هم (الخوارج) ـ وقواعدهم أضبط منك ـ يلزمهم في ضابط الظني والقطعي أن يقبلوا بأحاديث الشفاعة ودخول العصاة، لأنها متواترة.
ولذلك طردوا أصلهم وقالوا بكذب هذه الأحاديث رأسا (طبعا وأنت مكسوف تعمل زيهم)
وأنت (بالاختراع) يلزمك في ضابط الظني والقطعي وأنه ورود الاحتمال، أن لا تفرق بين الآيات والأحاديث الواردة في الباب، إذ كلاهما يرد عليه الاحتمال، فكلاهما وفقا لضابطك الموهوم (ظني)، فبأي شيء تأول أحدهما على الآخر إلا الهوى؟!
ـ[محمد براء]ــــــــ[13 - 09 - 10, 04:04 م]ـ
لا نبحث هنا: عقيدة من هذه، ولكن هل هذه عقيدة الكتاب والسنة!
يا رجل دع عنك هذا الهراء، فأنت مكابر معاند، لا تريد إلا المجادلة بالباطل، ولو كنت - فعلاً - (تبحث) عن عقيدة (الكتاب والسنة) لما خبطت كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه ببعض!
ثم ألم تسأل نفسك كيف تكون بدعة (الخوارج) عقيدة (الكتاب والسنة)، وقد أجمعت الأمة على تبديعهم وتضليلهم وفيهم أحاديث صريحة؟!
انظر إلى نفسك كيف أن (شغفك) برأيك أعماك عن قراءة كلام أهل العلم، فتقول:
أنت ذكرت لي تأولهم، ولم ذكر لي مستند تأولهم من الكتاب والسنة: الذي نحتكم إليه.
مع أن الطحاوي يصيح بك:
قال الطحاوي: والدليل على ذلك ــ ثم ساق أحاديث الشفاعة وإخراج العصاة من الموحدين من النار (التي لا تؤمن بها) ثم قال ـ
فهذا هو الدليل الذي تطلبه وهو أمامك لكنني كما قلت لك: (مشغوف) برأيك!!
ومن تلك الأحاديث التي عناها الطحاوي، ما أخرجه مسلم في صحيحه عن رجل كان (مشغوفاً) - مثلك - برأي الخوارج قال مسلم: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ - يَعْنِى مُحَمَّدَ بْنَ أَبِى أَيُّوبَ - قَالَ حَدَّثَنِى يَزِيدُ الْفَقِيرُ قَالَ:
كُنْتُ قَدْ شَغَفَنِى رَأْىٌ مِنْ رَأْىِ الْخَوَارِجِ، فَخَرَجْنَا فِى عِصَابَةٍ ذَوِى عَدَدٍ نُرِيدُ أَنْ نَحُجَّ ثُمَّ نَخْرُجَ عَلَى النَّاسِ.
قَالَ: فَمَرَرْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ فَإِذَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ - جَالِسٌ إِلَى سَارِيَةٍ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-.
قَالَ: فَإِذَا هُوَ قَدْ ذَكَرَ الْجَهَنَّمِيِّينَ!
قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ! مَا هَذَا الَّذِى تُحَدِّثُونَ وَاللَّهُ يَقُولُ:
(إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ)
وَ (كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا)
فَمَا هَذَا الَّذِى تَقُولُونَ؟!
قَالَ: فَقَالَ: أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟!
قُلْتُ نَعَمْ!
قَالَ: فَهَلْ سَمِعْتَ بِمَقَامِ مُحَمَّدٍ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - يَعْنِى الَّذِى يَبْعَثُهُ اللَّهُ فِيهِ-؟
قُلْتُ: نَعَمْ!
قَالَ: فَإِنَّهُ مَقَامُ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- الْمَحْمُودُ الَّذِى يُخْرِجُ اللَّهُ بِهِ مَنْ يُخْرِجُ.
قَالَ - ثُمَّ نَعَتَ وَضْعَ الصِّرَاطِ وَمَرَّ النَّاسِ عَلَيْهِ، وَأَخَافُ أَنْ لاَ أَكُونَ أَحْفَظُ ذَاكَ غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ زَعَمَ أَنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَ أَنْ يَكُونُوا فِيهَا!
قَالَ: يَعْنِى فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ عِيدَانُ السَّمَاسِمِ فَيَدْخُلُونَ نَهْرًا مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ فَيَغْتَسِلُونَ فِيهِ فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمُ الْقَرَاطِيسُ.
فَرَجَعْنَا قُلْنَا: وَيْحَكُمْ! أَتُرَوْنَ الشَّيْخَ يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-!
فَرَجَعْنَا، فَلاَ وَاللَّهِ مَا خَرَجَ مِنَّا غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ!
- أَوْ كَمَا قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/293)
ولي طلبان من الأخ عمرو أن لا يكثر من الأسئلة لذلك الأخ، لأنه يضطره بذلك إلى مزيد من (الاختراع) و (التأليف)، والأخ كما يظهر لي لم يدرس شيئاً من العلوم الشرعية، ولا دراية له بشيء من أصول العلم، سواء عندما تكلم في الصلي والشواء .. إلخ، أو في التأويل، أو في القطعي والظني ..
وأن يبحث مع الأخ في أخطاءه الأجلى قبل الجلية، وأظن أن عدم فعل الأخ عمرو لذلك هو مما أطال النقاش - في نظري -، لأن كل أخطاء الأخ جلية، لكن فيها ما هو أجلى من الآحر فمثلاً: بيان غلطه في قوله في المشاركة (41): وأما أحاديث دخول عصاة الموحدين النار، فهي مقبولة أيضا، لأنهم غير مؤمنين والجنة لا يدخلها إلا مؤمن،
أولى من بيان غلطه حين قال بأن أحاديث دخول عصاة الموحدين ظنية، لأنها بقوله: إن عصاة الموحدين ليسوا مؤمنين، - هكذا نفى عنهم مطلق الإيمان -، يكون بقوله هذا قد كذب صريح القرآن حين قال تعالى: " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما "، فأثبت لهم اسم الإيمان مع كونهم وقعوا في معصية، فإن كابر الأخ ولم يقبل هذا التقرير الناصع، فهو لما أخفى منه أعظم مكابرة ..
أما مسألة ظنية وقطعية أحاديث عصاة الموحدين وأحادبث الشفاعة، فيكفينا أنه قال: إنها مقبولة، فهو قبلها، إذن: نسوق لها ألفاظها ونبين له أنها عصية على التأويل الذي اخترعه ولم يسبقه إليه أحد.
على أنه عندما قبلها وهي ظنية عنده قد ناقض نفسه جهرة، إذ هو يقول سابقاً عندما ذكر (تقسيمه) للسنة: المقبول:فما صح منها بالعلم فهو حجة في الأصول والفروع، وما صح منها بغلبة الظن (وهي الأغلب) فهو حجة في الفروع دون الأصول
فكيف يقول بعد ذلك:
طيب أخي الكريم .. أحاديث دخول العصاة وخروجهم: مقبولة لكنها ظنية
وهذا المسألة من الأصول وليست من الفروع - بالطبع -!!
والسبب الثاني لطول النقاش، هو أن الأخ لم يحسن تحديد مذهبه بالضبط من البداية أهو خارجي أم مرجي؟
ولي سؤال أتمنى أن يجاب عليه.
قال الأخ (الجريء):
لكني .. لما سمعت كلام هؤلاء المبتدعة (كما كنا نزعم) وجدتهم يستدلون بظاهر الكتاب والسنة ونحن من يتأولهما ببعض الأحاديث الظنية التي لا يصح الاستدلال بها في هذا الباب (لأن الأصول طريقها القطع)
أتمنى أن تبين من هم هؤلاء الذين سمعت لهم!!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 09 - 10, 04:19 م]ـ
بارك الله فيك شيخ محمد ...
ومن طريف التناقضات والرد بالهوي أنه يقول كما نقلت فوق (وأما أحاديث دخول عصاة الموحدين النار، فهي مقبولة أيضا، لأنهم غير مؤمنين والجنة لا يدخلها إلا مؤمن)
رغم أن نفس تلك الأحاديث منها جملة كثيرة تقرن بالذكر الدخول والخروج، لكنه يقبل ما وافق هواه البدعي.
وبانتظار إجابة الأخ
(أحاديث الشفاعة في المؤمنين الذين يدخلون النار، ودخول وخروج العصاة من النار آحادية أم متواترة؟)
ـ[محمد براء]ــــــــ[13 - 09 - 10, 04:53 م]ـ
وفيك بارك ..
لكن ليتك عملت بطلبي!
فما فائدة هذا السؤال ما دام الأخ يقول لك: هذه الأحاديث مقبولة عنده؟!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 09 - 10, 05:12 م]ـ
يا شيخ
هو يقول مقبولة لكنها ظنية، فلا تفيد العلم ولا يحتج بها في هذا المقام
فنريد أن نعرف منه هي ظنية على مذهب مين؟
على مذهب المتكلمين أم مذهبه الخاص؟
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[13 - 09 - 10, 07:20 م]ـ
أخي الكريم .. أنت ذكرت لي تأولهم، ولم ذكر لي مستند تأولهم من الكتاب والسنة: الذي نحتكم إليه.
جواب سؤالك: الدليل الذي لا يرد عليه احتمال صحيح يبطله: يفيد العلم، والدليل الذي يرد عليه احتمال صحيح يبطله: يفيد الظن، والله أعلم.
(لكن سؤالك هذا خارج الموضوع والبحث، فلما هذه الأسئلة يا أخي الكريم).
كلام مجمل
جعلت افادة العلم من عدمه من خصائص المتن اي ان يكون نصا او ظاهرا اما اذا كان معارضا باحتمال كما ذكرت ويوجه احتمالك بكونه نصا سواء كان من كتاب او سنة او اجماع اتى على النص السابق بالبطلان وكتاب الله لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حميد مجيد
ولا القياس والاستصحاب وغيرهما من الادلة المختلف فيها تاتي على الوحيين بالابطال فكلامك يفيد ان لا يوجد نص يفيد الظن سواء من الكتاب والسنة وبيانه
1 - لانك اخرجت الاسناد بقولك لا يرد عليه احتمال صحيح يبطله والاحتمال من خصائص المتن لانه يطرق دلالات الالفاظ ولا احتمال في الاسناد فما هو الا مقبول يفيد العلم والعمل وضعيف لا يفيد العلم ولا العمل
2 - اما الاحتمال الذي يبطل الدليل فلا يوجد اذ الكلام في الادلة من الكتاب والسنة الصحيحة اللهم الا اذا استثنينا المنسوخ من الاخبار فهذ يقال رفعت حجيته ولا يقال بطلت فهذه اللفظة مردودة بالكتاب
ولا ينفى بهذا ان يقال قد تتوهم بعص العقول التعارض بين نصوص الكتاب والسنة ولا تعارض لانه كل من عند الله فحتى لو عمل بنص ولم يعمل بالاخر لا يكون هذا ابطالا لاخر لانه اصلا توهم التعارض ولا تعارض وباب العقيدة لم يذكر فيه الفاظ يمكن فيها الاجتهاد كايات الاحكام والا لكان هذا سبيلا لاظلال الناس.
واقول لك هل لك سلف -ولم اقل دليل لكي لا اعجزك- في هذا الظابط المبتدع
واسالك ما تقول في قوله
*فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره* فمن جمع بينهما اجتمع بحقه الثواب على ماعمل من خير والعقاب على ما اقترف من شر
فهل هذه الاية ظنية عندك لانها اتت على اعتقادك بالبطلان ام ما تقول فيها
اسمع الى قول الشاطبي ودعك من التعنت
فشان الراسخين تصور الشريعة صورة واحدة يخدم بعضها بعضا ............ وشان متبعي المتشابهات اخذ دليل ما -اي دليل كان -وان كان ما يعارضه من كلي او جزئي
وقال الشريعة لا يطلب منها الحكم على حقيقة الاستنباط الا بجملتها لا من دليل منها -اي دليل كان-وان ظهر لبادي الراي نطق ذالك الدليل فانما هو توهمي لا حقيقي
اتق الله اخي ولا تجادل بالباطل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/294)
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[13 - 09 - 10, 09:00 م]ـ
فحسبك:
الجميع يردون على النار:
-- المتقون يكون ورودهم سريعا.
-- أصحاب الصغائر يكون ورودهم أبطأ حتى تلفحهم النار على تفاوت بينهم
-- أصحاب الكبائر يخلدون في النار.
ما رأيك في شخص يصلي ويدمن على الخمر؟
(تصوير المسائل أحيانا والتمثيل لها يعيننا على فهمها بشكل أفضل ثم حلها)
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[13 - 09 - 10, 09:13 م]ـ
فوجب تأويل هذا المتشابه: يخرج من في النار: أي من على الصراط الذي في النار ...
فالنار لا يدخلها مؤمن بعد مشيئة الله إلا ورودا: على الصحيح.
إليك هذه الروايات:
" يكون قوم في النار ما شاء الله أن يكونوا ثم يرحمهم الله فيخرجون منها فيكونون في أدنى الجنة فيغتسلون في نهر يقال له: الحيوان، يسميهم أهل الجنة الجهنميين "
" يخرج من النار قوم بعد ما احترقوا، فيدخلون الجنة، فيسميهم أهل الجنة الجهنميين "
" وفرغ الله من حساب الناس وأدخل من بقي من أمتي النار مع أهل النار، فيقول أهل النار: ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله لا تشركون به شيئا، فيقول الجبار: فبعزتي لأعتقنهم من النار، فيرسل إليهم فيخرجون من النار قد امتحشوا فيدخلون الجنة في نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في غثاء السيل ويكتب بين أعينهم هؤلاء عتقاء الله، فيذهب بهم فيدخلون الجنة فيقول لهم أهل الجنة: هؤلاء الجهنميون، فيقول الجبار: بل هؤلاء عتقاء الجبار عز وجل "
هل يصح حملها على مجرد الورود؟
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[14 - 09 - 10, 06:44 ص]ـ
نقاش طيب عسى الله أن يزيل اللبس عن أخينا
أين الاخ ابو محروس رعاه الله
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[16 - 09 - 10, 05:16 ص]ـ
الفاضل: أبا محروس
لم لم ترد على ما وجه إليك؟
إما أن تأتي وتجيب الإشكالات والأسئلة التي توجهت عليك ..
أو تأتي وتتبرأ من هذه المقالة الفاسدة، وتتوب إلى الله تعالى ...
واعلم ـ يا أخي الكريم ـ أن إرادتنا سلوكك سبيل الحق أحب إلينا من قطعك في نقاش أو محاورة، والملتقى هذا ومن فيه لا يغنون عنك من الله شيئا ..
فإياك ثم إياك إن كان بدا لك الحق من كلام مخالفك، أن يعصبك هواك أن تذعن له، أو تخاف في ذلك معرة ...
واعلم أن رجوعك إلى الحق يزيدك مقاما ورفعة وعلما وقدرا ..
واعلم أن جانب الحق فسيح، فاركن إليه
وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، ويعلم ما تفعلون
والله المستعان
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[16 - 09 - 10, 03:36 م]ـ
الأخ أبو محروس -هداه الله- يسير على تأصيلات أهل البدع في الاعتقاد، ويُريد أن يفرع عليها مسائل يضرب بها أهل الحديث.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[16 - 09 - 10, 03:43 م]ـ
ارى ان اقوى شبهة عنده قوله ان احايث الجهنميون احاد لا تفيد الا الظن فهذه بلوى اشربها قلبه واما سائر اقواله فهي فرع عن هذه الشبهة اذ لا جمع بين النصوص حاصل بعدها فتمسك بعمومات من الكتاب اعتقدها محفوظة وهي مخصوصة
اني براء من الاهواء وما ولدت**********ووالديها الحيارى ساء ما ولدو
نسال الله له الهداية
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[16 - 09 - 10, 03:59 م]ـ
تنبيه:
منع المشارك (أبو محروس) من دخول قسم العقيدة بعد إثارته للشبهات وعدم رده على استفسارات المشاركين(65/295)
هل فعلا عاد الاشعري في آخر حياته الى عقيدة السلف؟
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[11 - 09 - 10, 05:45 م]ـ
هل فعلا عاد الاشعري في آخر حياته الى عقيدة السلف؟
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[11 - 09 - 10, 05:58 م]ـ
هذا الذي صرح به هو في كتابه الابانه وذكر أنه من اتباع الامام احمد
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[11 - 09 - 10, 06:01 م]ـ
لكن الاشعرية ما زالوا على طريقته بل و يكفرون من لم يكن اشعريا
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[11 - 09 - 10, 06:05 م]ـ
نعم ما زالوا في سكرتهم يعمهون وفي الضلال يتمرغون ولو كانوا أشاعره بحق لرجعوا إلى ما رجع إليه إمامهم
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[11 - 09 - 10, 06:11 م]ـ
فعلا شكرا لك اخي الكريم على هذه التوضيحات و جزاك الله خيرا
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[11 - 09 - 10, 09:16 م]ـ
فيه خلاف في رجوعه الى السنة الا ماكانوا يقصدونه من أن طريقة اتباع ابن كلاب في المرحلة الثانية طريقة سنية
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 09 - 10, 10:00 م]ـ
فيه خلاف في رجوعه الى السنة الا ماكانوا يقصدونه من أن طريقة اتباع ابن كلاب في المرحلة الثانية طريقة سنية
نعم هذا صحيح ...
ومقدمة الإبانة لدكتورة فوقية حسين فيها بحث طيب عن أطوار الأشعري، وكذا العلامة عبد الرحمن المحمود في كتابه النفيس (موقف شيخ الإسلام من الشاعرة) وبحث فيها هل كان رجوع الشعري إلى اعتقاد أهل السنة طورا أم طورين؟
وعلى كل حال فالظاهر أن الأشعري لم يجاوز طريقة ابن كلاب ـ وهو من متكلمي الصفاتية بلا ريب في الجملة وطريقته أمثل من المعتزلة ـ وليس في الإبانة قدر زائد فارق على اعتقاد ابن كلاب ..
بل لشيخ الإسلام كلام صريح في المفاضلة بين اعتقاد الأشعري وابن كلاب في الجملة، فيقول رحمه الله: (ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقه ويوجد في كلام ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة وإذا كان الغلط شبرا صار في الأتباع ذراعا ثم باعا حتى آل هذا المآل فالسعيد من لزم السنة.) ــ وفي هذا تفضيل جملي لطريقة ابن كلاب.
ويقول: (فَأَمَّا ابْنُ كِلَابٍ فَقَوْلُهُ مَشُوبٌ بِقَوْلِ الْجَهْمِيَّة وَهُوَ مُرَكَّبٌ مِنْ قَوْلِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَقَوْلِ الْجَهْمِيَّة وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ الْأَشْعَرِيِّ فِي الصِّفَاتِ.)
وانتساب الأشعري للإمام أحمد صحيح قطعي صرح به في كتبه، لكن هذا ليس له علاقة بما استقر عليه مذهب أبي الحسن في نفس الأمر ..
فهو مجتهد متحر للحق، وكذا ظن أنه مذهب أحمد، ومازال الانتساب لأحمد في الاعتقاد حاصلا وليس لمجرد الانتساب تأثير في مطابقة الانتساب لاعتقاد أحمد من عدمه فضلا عن صحته في نفسه ...
وما أقوى كلام شيخ الإسلام وأشده تحريرا وسبرا وفقها إذ يقول في هذا المعنى عن مذهب أبي الحسن: (وَقَبِلَهُ أَبُو الْحَسَنِ كِتَابُهُ فِي اخْتِلَافِ الْمُصَلِّينَ مِنْ أَجْمَعِ الْكُتُبِ وَقَدْ اسْتَقْصَى فِيهِ أَقَاوِيلَ أَهْلِ الْبِدَعِ. وَلَمَّا ذَكَرَ قَوْلَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ ذَكَرَهُ مُجْمَلًا غَيْرَ مُفَصَّلٍ. وَتَصَرَّفَ فِي بَعْضِهِ فَذَكَرَهُ بِمَا اعْتَقَدَهُ هُوَ أَنَّهُ قَوْلُهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مَنْقُولًا عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ.وَأَقْرَبُ الْأَقْوَالِ إلَيْهِ قَوْلُ ابْنُ كِلَابٍ. فَأَمَّا ابْنُ كِلَابٍ فَقَوْلُهُ مَشُوبٌ بِقَوْلِ الْجَهْمِيَّة وَهُوَ مُرَكَّبٌ مِنْ قَوْلِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَقَوْلِ الْجَهْمِيَّة وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ الْأَشْعَرِيِّ فِي الصِّفَاتِ. وَأَمَّا فِي الْقَدَرِ وَالْإِيمَانِ فَقَوْلُهُ قَوْلُ جَهْمٍ. وَأَمَّا مَا حَكَاهُ عَنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ وَقَالَ " وَبِكُلِّ مَا ذَكَرْنَا مِنْ قَوْلِهِمْ نَقُولُ وَإِلَيْهِ نَذْهَبُ " فَهُوَ أَقْرَبُ مَا ذَكَرَهُ. وَبَعْضُهُ ذَكَرَهُ عَنْهُمْ عَلَى وَجْهِهِ وَبَعْضُهُ تَصَرَّفَ فِيهِ وَخَلَطَهُ بِمَا هُوَ مِنْ أَقْوَالِ جَهْمٍ فِي الصِّفَاتِ وَالْقَدَرِ إذْ كَانَ هُوَ نَفْسُهُ يَعْتَقِدُ صِحَّةَ تِلْكَ الْأُصُولِ. وَهُوَ يُحِبُّ الِانْتِصَارَ لِأَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ وَمُوَافَقَتَهُمْ فَأَرَادَ أَنْ يَجْمَعُ بَيْنَ مَا رَآهُ مِنْ رَأْيِ أُولَئِكَ وَبَيْنَ مَا نَقَلَهُ عَنْ هَؤُلَاءِ. وَلِهَذَا يَقُولُ فِيهِ طَائِفَةٌ إنَّهُ خَرَجَ مِنْ التَّصْرِيحِ إلَى التَّمْوِيهِ)
والله أعلم
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[15 - 09 - 10, 01:47 ص]ـ
هذا نص من كتاب: الإبانة عن أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري:
" ... قولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها، التمسك بكتاب ربنا عز وجل، وبسنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، وما روي عن الصحابة والتابعين و أئمة الحديث، نحن بذلك معتصمون. ربما كان يقول به أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل نضر الله وجهه، ورفع درجته و أجزل مثوبته قائلون، ولمن خالف قوله مجانبون ... "
أيها الاخوة هل يعقل أن أحد يثني على أحمد بن حنبل ويقول هو حق ومنهجه حق ثم يتبين مذهب آخر خلافه ويأخذ به؟؟؟!!!!؟؟؟؟!
هذا لا يمكن أبدا لانه يرى الصحابة هم الأفضل والقدوة و الأحسن ثم يتركه
والأشاعرة إلى هذه اللحظة يقدمون العقل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/296)
ـ[أبوعبدالله الحنبلي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 10:28 ص]ـ
هذا نص من كتاب: الإبانة عن أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري:
" ... قولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها، التمسك بكتاب ربنا عز وجل، وبسنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، وما روي عن الصحابة والتابعين و أئمة الحديث، نحن بذلك معتصمون. ربما كان يقول به أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل نضر الله وجهه، ورفع درجته و أجزل مثوبته قائلون، ولمن خالف قوله مجانبون ... "
أيها الاخوة هل يعقل أن أحد يثني على أحمد بن حنبل ويقول هو حق ومنهجه حق ثم يتبين مذهب آخر خلافه ويأخذ به؟؟؟!!!!؟؟؟؟!
هذا لا يمكن أبدا لانه يرى الصحابة هم الأفضل والقدوة و الأحسن ثم يتركه
والأشاعرة إلى هذه اللحظة يقدمون العقل.
كلامه واضح وصريح في الرجوع لمذهب أحمد, ولكن ما هو مذهب أحمد الذي ظنه الأشعري, جواب هذا ليس في هذا النقل. وأشاعرة اليوم يدعون أنهم على مذهب أحمد.
فإثبات رجوع الاشعري يحتاج إلى دليل, وكل يدعي وصلاً بليلى.
ثانياً: الأشعري لم يكن عنده كبير علم بمذاهب السلف, بل كام متكلمًا حاذقاً خبيراً بأقوال الفلاسفة والمعتزلة والمتكلمين, أما أقوال السلف وأئمة السنة, فلم يكن عالماً بأقوالهم علمه بأئمة الكلام. والله أعلم.
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[15 - 09 - 10, 11:25 م]ـ
كلامه واضح وصريح في الرجوع لمذهب أحمد, ولكن ما هو مذهب أحمد الذي ظنه الأشعري, جواب هذا ليس في هذا النقل. وأشاعرة اليوم يدعون أنهم على مذهب أحمد.
فإثبات رجوع الاشعري يحتاج إلى دليل, وكل يدعي وصلاً بليلى.
ثانياً: الأشعري لم يكن عنده كبير علم بمذاهب السلف, بل كام متكلمًا حاذقاً خبيراً بأقوال الفلاسفة والمعتزلة والمتكلمين, أما أقوال السلف وأئمة السنة, فلم يكن عالماً بأقوالهم علمه بأئمة الكلام. والله أعلم.
ان كانوا يدعون أنهم على مذهب الإمام أحمد، هذا يكون بالفقة وبما يناسب عقولهم.
المسألة أن أبي الحسن الأشعري رجع لمذهب السلف وترك المذهب الذي كان عليه، أما كونه ليس عنده كبير علم بمذاهب السلف فهو معذور بجهله، المشكلة أن الأشاعرة أنفسهم ينكرون أن أبي الحسن الأشعري تاب ورجع لمذهب السلف، قال تعالى: ((إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا)) و أبي الحسن الأشعري بين رجوعه لمذهب السلف في كتابيه الإبانه ومقالات الإسلاميين
ـ[أبوعبدالله الحنبلي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 11:57 م]ـ
ان كانوا يدعون أنهم على مذهب الإمام أحمد، هذا يكون بالفقة وبما يناسب عقولهم.
المسألة أن أبي الحسن الأشعري رجع لمذهب السلف وترك المذهب الذي كان عليه، أما كونه ليس عنده كبير علم بمذاهب السلف فهو معذور بجهله، المشكلة أن الأشاعرة أنفسهم ينكرون أن أبي الحسن الأشعري تاب ورجع لمذهب السلف، قال تعالى: ((إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا)) و أبي الحسن الأشعري بين رجوعه لمذهب السلف في كتابيه الإبانه ومقالات الإسلاميين
الأخت أم علي,
واضح أن كلامي التبس عليكم فلم تفهميه.
أشاعرة اليوم يدعون أنهم عقديًا على مذهب أحمد, وما ما نعتقده نحن فينفون أنه مذهب أحمد.
وأما عدم علم الأشعري بمذاهب السلف, فلم أسق هذا لتقرير عذره بجهله من عدمه, ولكن لأبين أن قوله بالعودة لمذهب أحمد, قد لا يُسلم له لعدم معرفتع بمذهب أحمد أصلاً (من حيث التفاصيل)
وأما رجوع الأشعري في كتابيه الأخيرين هو رجوع مجمل. والله أعلم.
ـ[محمد أبو عمران]ــــــــ[16 - 09 - 10, 12:20 ص]ـ
فعلا شكرا لك اخي الكريم على هذه التوضيحات و جزاك الله خيرا
أية توضيحات تلقيتها يا أخي الكريم؟ فمن هم الأشاعرة الذين هم في ضلالهم يعمهون، ففي هذا النوع من الكلام الغير الموزون تكريس لعداوة لا نهاية لها، وإثارة لفتن لا تحمد عقباها، فكلام جميل في حق مسلم أحق أن يقال، فموضوع كهذا طويل وشائك يحتاج إلى دراسة متأنية وترو قبل صدور الأحكام، وموضوع كهذا يحتاج إلى متخصص متعمق ذي نفس طويل حتى يتسنى له أن يصدر حكما غير جازم في حق ما كتب عن أبي الحسن وما نسب إليه سواء عن حق أو غير حق. والله المستعان، وما كل أشعري يتخبط في ضلال.
فمعذرة أخي الكريم/تحياتي
ـ[أسلم اليعربي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 01:12 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/297)
الأشعري من معاصري إمام أهل السنة في وقته الإمام البربهاري رحمه الله ومما نقله أهل الأخبار وهو منقول عمن ترجم للبربهاري أنه التقى بأبي الحسن في آخر وقته وسمع منه فلم يقبل منه وأعرض عنه ونقص من شأنه وهذا بمثابة الحكم ممن هو أقرب وبه أعلم
ـ[أسامة]ــــــــ[16 - 09 - 10, 06:53 م]ـ
وما أقوى كلام شيخ الإسلام وأشده تحريرا وسبرا وفقها إذ يقول في هذا المعنى عن مذهب أبي الحسن: (وَقَبِلَهُ أَبُو الْحَسَنِ كِتَابُهُ فِي اخْتِلَافِ الْمُصَلِّينَ مِنْ أَجْمَعِ الْكُتُبِ وَقَدْ اسْتَقْصَى فِيهِ أَقَاوِيلَ أَهْلِ الْبِدَعِ. وَلَمَّا ذَكَرَ قَوْلَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ ذَكَرَهُ مُجْمَلًا غَيْرَ مُفَصَّلٍ. وَتَصَرَّفَ فِي بَعْضِهِ فَذَكَرَهُ بِمَا اعْتَقَدَهُ هُوَ أَنَّهُ قَوْلُهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مَنْقُولًا عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ.وَأَقْرَبُ الْأَقْوَالِ إلَيْهِ قَوْلُ ابْنُ كِلَابٍ. فَأَمَّا ابْنُ كِلَابٍ فَقَوْلُهُ مَشُوبٌ بِقَوْلِ الْجَهْمِيَّة وَهُوَ مُرَكَّبٌ مِنْ قَوْلِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَقَوْلِ الْجَهْمِيَّة وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ الْأَشْعَرِيِّ فِي الصِّفَاتِ. وَأَمَّا فِي الْقَدَرِ وَالْإِيمَانِ فَقَوْلُهُ قَوْلُ جَهْمٍ. وَأَمَّا مَا حَكَاهُ عَنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ وَقَالَ " وَبِكُلِّ مَا ذَكَرْنَا مِنْ قَوْلِهِمْ نَقُولُ وَإِلَيْهِ نَذْهَبُ " فَهُوَ أَقْرَبُ مَا ذَكَرَهُ. وَبَعْضُهُ ذَكَرَهُ عَنْهُمْ عَلَى وَجْهِهِ وَبَعْضُهُ تَصَرَّفَ فِيهِ وَخَلَطَهُ بِمَا هُوَ مِنْ أَقْوَالِ جَهْمٍ فِي الصِّفَاتِ وَالْقَدَرِ إذْ كَانَ هُوَ نَفْسُهُ يَعْتَقِدُ صِحَّةَ تِلْكَ الْأُصُولِ. وَهُوَ يُحِبُّ الِانْتِصَارَ لِأَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ وَمُوَافَقَتَهُمْ فَأَرَادَ أَنْ يَجْمَعُ بَيْنَ مَا رَآهُ مِنْ رَأْيِ أُولَئِكَ وَبَيْنَ مَا نَقَلَهُ عَنْ هَؤُلَاءِ. وَلِهَذَا يَقُولُ فِيهِ طَائِفَةٌ إنَّهُ خَرَجَ مِنْ التَّصْرِيحِ إلَى التَّمْوِيهِ)
والله أعلم
كلام جميل و مهم و لكنه يحتاج إلى مزيد بيان و تفصيل و تدليل، و الله أعلم.(65/298)
هل المستعان اسم من أسماء الله الحسنى
ـ[أحمد القزاز]ــــــــ[11 - 09 - 10, 06:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله اخواني الكرام وأسعد الله أوقاتكم
هل المستعان اسم من أسماء الله الحسنى؟
وهل يصح الدعاء بـ (يا مستعان)؟
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[11 - 09 - 10, 09:14 م]ـ
لا أظن أنه من أسماء الله دليل عدم اشتقاقه صفة
أما دعاء الاسم فهو جائز بخلاف دعاء الصفة فهو شرك
ـ[أحمد القزاز]ــــــــ[11 - 09 - 10, 10:52 م]ـ
جزاك الله خيرا
لكني لم أفهم قولك (أما دعاء الاسم فهو جائز بخلاف دعاء الصفة فهو شرك)
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[12 - 09 - 10, 12:50 ص]ـ
هذا من كلام شيخ الاسلام ان دعاء الصفة شرك كقول القائل يا رحمة الله لان الصفة معنى لا يقوم الا بالذات وداعي الصفة لم يدعو الله بل دعى المعنى والدعاء يكون باسماء الله المتضمنة للذات العلية والصفات والله اعلم
ـ[أحمد القزاز]ــــــــ[12 - 09 - 10, 01:34 ص]ـ
فهمت
جزاك الله خيرا
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[12 - 09 - 10, 01:36 ص]ـ
ومثلها قولهم الله الموفق الله الميسر
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 10:08 ص]ـ
قال البخاري رحمه الله:
5748 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ وَفِي يَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُودٌ يَضْرِبُ بِهِ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْتَفْتِحُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ " فَذَهَبْتُ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: " افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ " فَإِذَا عُمَرُ فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ: " افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ أَوْ تَكُونُ " فَذَهَبْتُ فَإِذَا عُثْمَانُ فَقُمْتُ فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ قَالَ: اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 12:29 م]ـ
أخواني الكريم، هذا الباب ينبغي عدم الكلام فيه إلا بعلم، لأنه باب دقيق يحتاج إلى دراسة وفهم ومعرفة.
المستعان، ليس من أسماء الله، ولكنه صفة له – كما سيأتي -، ولا الموفق، والميسر، ولا الموجود.
ولكن من المعلوم لدى العلماء أن باب الإخبار، أوسع من باب التسمية والنعت والثناء، فيخبر عنه بالموجود، والشيء، ولا يسمى به.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " (6/ 142): «ويفرق بين دعائه والإخبار عنه، فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى، وأما الإخبار عنه؛ فلا يكون باسم سيء، لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيء، وإن لم يحكم بحسنه؛ مثل: شيء، وذات، وموجود».
وقال – أيضاً - في " مجموع الفتاوى" (9/ 300و301):
«والناس متنازعون؛ هل يسمى الله بما صح معناه في اللغة والعقل والشرع، وإن لم يرد بإطلاقه نصٌ ولا إجماعٌ، أم لا يطلق إلا ما أطلق نص أو إجماع؟
على قولين مشهورين، وعامة النظار يطلقون ما لا نص في إطلاقه ولا إجماع؛ كلفظ (القديم)، و (الذات) ... ونحو ذلك، ومن الناس من يفصل بين الأسماء التي يدعى بها، وبين ما يخبر به عند الحاجة؛ فهو سبحانه إنما يدعى بالأسماء الحسنى؛ كما قال: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)، وأما إذا احتيج إلى الإخبار عنه؛ مثل أن يُقال: ليس هو بقديم، ولا موجود، ولا ذات قائمة بنفسها ... ونحو ذلك؛ فقيل في تحقيق الإثبات: بل هو سبحانه قديم، موجود، وهو ذات قائمة بنفسها، وقيل: ليس بشيء، فقيل: بل هو شيء؛ فهذا سائغ ... » اهـ.
فباب الأخبار عن الله، أوسع من باب الصفات، كما قرر ذلك ابن القيم – رحمه الله – في كتابه المفيد " بدائع الفوائد " (1/ 162) حيث قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/299)
«باب الأخبار أوسع من باب الصفات، وما يطلق عليه من الأخبار؛ لا يجب أن يكون توقيفياً؛ كالقديم، والشيء، والموجود، أو القائم بنفسه؛ فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا».
أي أن ما يطلق عليه - سبحانه - في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه في باب الأخبار لا يجب أن يكون توقيفياً.
وبذلك لا يصح إطلاق القديم على الله باعتبار أنه من أسمائه، وإن كان يصح الإخبار به عنه؛ ولا يصح أن إطلاق المستعان على الله باعتبار أنه من أسمائه، و إن كان يصح أن يوصف به، وكذا الموفق، والميسر، فيخبر بها عن الله بأنه الموفق سبحانه، والمييسر سبحانه، لكن لا يصح إطلاقها على الله باعتبار أنها أسماء له، فباب الإخبار أوسع من باب الإنشاء، والله أعلم
قال الشيخ البراك – وفقه الله وأطال في عمره - في أحد أشرطته:
«ينبغي أن يعلم أنه ليس كل ما صح أن يخبر به عن الله صح أن يكون اسماً له أو صفة يثنى بها عليه، فإن باب الأخبار أوسع من باب التسمية والنعت والثناء، وذلك كلفظ الشيء والموجود وواجب الوجود والقديم، فإن هذه الألفاظ يصح إطلاقها على الله على وجه الإخبار، فيقال: الله شيء وموجود وهو سبحانه واجب الوجود وهو قديم، وهذه وإن لم ترد ألفاظها فقد ورد ما يستلزمها ويتضمنها، بل لفظ شيء قد جاء في القرآن كما في قوله تعالى: (قل أي شيء أكبر شهادة قل الله)، وجاء في السنة: «لاشيء أغير من الله» أهـ
فهذه قاعدة عظيمة في باب الأسماء والصفات ينبغي لطالب العلم أن يعرفها، ويتعلمها، ويحفظها.
أما ما سأل عنه أخونا أحمد القزاز:
هل المستعان اسم من أسماء الله الحسنى؟
فالجواب:
قال الشيخ علوي بن عبد القادر السَّقَّاف في كتابه "صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة " ص (314):
«الْمُسْتَعَانُ:
يوصف الله عَزَّ وجَلَّ بأنه المستعان، الذي يستعين به عباده فيعينهم، وهذا ثابت بالكتاب والسُّنَّة.
? الدليل من الكتاب:
1 - قوله تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) [الفاتحة: 5].
2 - و قوله: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) [يوسف: 18]
الدليل من السُّنَّة:
1 - حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه: (( ... اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)). حديث صحيح رواه: أبو داود (1522)، والنسائي، وغيرهما.
2 - حديث ابن عباس رضي الله عنهما: (( ... إذا سألت؛ فاسأل الله، وإذا استعنت؛ فاستعن بالله ... )). رواه: الترمذي (2518)، وأحمد، وغيرهما، وهو صحيح.
وقد عدَّ بعضهم (المستعان) من أسماء الله، وفي هذا نظر.
أما (المعين)؛ فهو ليس من أسماء الله، خلاف ما هو منتشر عند العامة، فتراهم يتعبَّدون الله به بتسمية عبد المعين» أهـ
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 02:01 م]ـ
وأقرب حجة على عدم عده اسماً أنه لم يأت في الوحي مطلقاً وإنما يأتي متعلقة به (على)،ويشبهه الحفي،وما كان من هذا الجنس = كان أبعد عن سيرة الوحي في ذكر أسماء الله ..
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 02:39 م]ـ
أخواني
صوابه إخواني
ـ[أبوسعيد الأثري]ــــــــ[12 - 09 - 10, 04:11 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أحمد القزاز]ــــــــ[12 - 09 - 10, 11:02 م]ـ
وفقك الله أخي الفاضل (ضيدان بن عبد الرحمن اليامي) وأسكنك فسيح جناته
وجزى الله خيرا جميع من شارك في الموضوع
ـ[أبو أحمد الغيداق]ــــــــ[13 - 09 - 10, 03:16 م]ـ
هل يجوز أن يدعى الله بما يخبر به ولماذا؟
وهل يجوز الدعاء بـ يا معين أو يا ساتر؟
وما الفرق بين الإخبار والوصف؟
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[13 - 09 - 10, 07:51 م]ـ
هذا من كلام شيخ الاسلام ان دعاء الصفة شرك كقول القائل يا رحمة الله لان الصفة معنى لا يقوم الا بالذات وداعي الصفة لم يدعو الله بل دعى المعنى والدعاء يكون باسماء الله المتضمنة للذات العلية والصفات والله اعلم
هل يمكنك أن تعطينا مثالا للتوضيح بارك الله فيك؟
ثم إن أمكن الدليل على هذا التقيد ...
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[13 - 09 - 10, 08:04 م]ـ
هل يجوز أن يدعى الله بما يخبر به ولماذا؟
وهل يجوز الدعاء بـ يا معين أو يا ساتر؟
وما الفرق بين الإخبار والوصف؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/300)
الأخ الكريم أبو أحمد الغيداق – حفظه الله – بالنسبة لما سألت عنه
هل يجوز أن يدعى الله بما يخبر به ولماذا؟
لا، لا يجوز أن يدعى الله بما يخبر به عن الله، لأن الدعاء لا يكون إلا بأسمائه الحسنى فقط، كما قال تعالى: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [الأعراف180]
وعلى هذا فيجب الوقوف في الدعاء على ما جاء في الكتاب والسنة من أسماء الله، فلا يزاد فيها ولا ينقص؛ لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً). وقوله: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ).
وهل يجوز الدعاء بـ يا معين أويا ساتر؟
لا يجوز؛ لأن المعين والساتر ليسا من أسماء الله.
وما الفرق بين الإخبار والوصف؟
باب الاخبار أوسع من باب الصفات، وباب الصفات أوسع من باب الأسماء.
فقد يوصف الله بصفة ولكن لا يسمى بها، وقد يخبر عنه بأمر، ولكن لا يسمى به، ولا يوصف به:
كلفظة (شيء)، و (ذات) و (شخص)، ونحوها؛ لثبوتها بالدليل، وللتمييز بينها وبين الصفة.
فيخبر به عن الله، لكن لا يسمى به ولا يوصف به.
ومنها ما يخبر به عن الله وليس باسم ولا صفة له ولكن بعد التفصيل:
كلفظة (الجهة) و (الحركة)، مع التنبيه على أن الأولى استخدام اللفظ الشرعي؛ كالعلو والنُّزُول، لثبوته بالدليل؛ بدلاً من هذا اللفظ المجمل الحادث.
فأسماء الله الله عَزَّ وجَلَّ وصفاته توقيفية؛ فلا يُثبت منها إلا ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ولا يُنفى عن الله عَزَّ وجَلَّ إلا ما نفاه عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
ونفيُ ما نفاه الله عن نفسه في كتابه، أو نفاه عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم -، مع اعتقاد ثبوت كمال ضده لله تعالى؛ لأن الله أعلم بنفسه من خلقه، ورسوله أعلم الناس بربه؛ فنفي الموت عنه يتضمن كمال حياته، ونفي الظلم يتضمن كمال عدله، ونفي النوم يتضمن كمال قيُّوميَّته.
فما يطلق عليه - سبحانه - في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه في بابالأخبار لا يجب أن يكون توقيفياً. ولكن الإخبار عنه لا يكون باسم سيء، بل يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيء،وإن لم يحكم بحسنه؛ مثل: شيء، وذات، وموجود. كما تقرر سابقاً من كلام شيخ غلاسلام ابن تيمية.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[14 - 09 - 10, 04:28 م]ـ
هل يمكنك أن تعطينا مثالا للتوضيح بارك الله فيك؟
ثم إن أمكن الدليل على هذا التقيد ...
لم افهم السؤال
والمثال ذكرته قول الداعي يا رحمة الله يا حكمة الله يا غضب الله
والدليل صريح في قوله *ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذرو الذين يلحدون في اسمائه* فتقديم الجار والمجرور يفيد الحصر والقصر ثم امر بدعائه باسمائه الحسنى ودعاء الله بغيرها الحاد وصوره كثيرة
وتعلم ان من الفوارق بين الاسماء والصفات ان الاسماء اعلام واو صاف فهي تتضمن الذات والصفة والصفات فهي معاني قائمة بالذات
فالاسماء تدعى -بضم التاء- والصفات يدعى بها -بضم الياء-
والله اعلم
ـ[ليث خالد السلمان]ــــــــ[14 - 09 - 10, 06:07 م]ـ
بارك الله فيكم و نفع بكم ...
ـ[أحمد القزاز]ــــــــ[14 - 09 - 10, 06:22 م]ـ
بارك الله فيكم و نفع بكم ...
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[15 - 09 - 10, 05:45 م]ـ
وبذلك لا يصح إطلاق القديم على الله باعتبار أنه من أسمائه، وإن كان يصح الإخبار به عنه؛ ولا يصح أن إطلاق المستعان على الله باعتبار أنه من أسمائه، و إن كان يصح أن يوصف به ...
الأخ الفاضل ضيدان:
لماذا لا يصح إطلاق المستعان على الله باعتبار أنه من أسمائه الحسنى؟.
الإشكال يا أخي الكريم أنك لم تذكر سبب عدم اعتباره اسماً من الأسماء الحسنى.
فهناك ضوابط تتميز به الأسماء الحسنى عن غيرها، منها أنها توقيفية، ومنها أن تدل على صفة كمال عظيمة كما نص الشيخ السعدي في تفسيره، ومنها ألا يرد مقيداً أو مضافاً.
فإذا طبقنا هذه الضوابط على الاسم "المستعان" نجدها أنه لم يرد في القرآن إلا مقيداً (والله المستعان على ما تصفون) أي أنه اختل فيه الضابط الأخير، وجاء في السنة: (وأنت المستعان) ولكنه حديث ضعيف أي أنه اختل فيه الضابط الأول وهو كون الاسم ورد في النصوص الصحيحة.
ونجد من العلماء من عده اسماً من الأسماء الحسنى وهم: ابن العربي، والقرطبي, وابن الوزير، وابن حجر، والحمود، والشرباصي كما ذكر الدكتور محمد بن خليفة التميمي في "معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الحسنى" ص (193) طبعة دار إيلاف.
وأقول: ومنهم سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله: كما يذكر الشيخ الدكتور سعيد علي بن وهف القحطاني في شرح أسماء الله الحسنى ص (11): أنه اجتمع لديه أكثر من تسعة وتسعين اسماً بالأدلة الصريحة الثابتة، وقد عرضها على سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله، ومن الأسماء الثابتة التي عرضها على سماحته "المستعان".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/301)
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[15 - 09 - 10, 07:37 م]ـ
هذا من كلام شيخ الاسلام ان دعاء الصفة شرك كقول القائل يا رحمة الله لان الصفة معنى لا يقوم الا بالذات وداعي الصفة لم يدعو الله بل دعى المعنى والدعاء يكون باسماء الله المتضمنة للذات العلية والصفات والله اعلم
بارك الله فيكم.
وهل يدخل في هذا "الاستغاثة والاستعاذة إذا كانت بأسماء الله لا بصفاته "؟!
لأني وبعد أن قرأتُ كلام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - الذي في الاقتباس؛ تبادر إلى ذهني
دعاءُ النّبي صلى الله عليه وسلم في الحديث:
يا حيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث؟!
وكذا قوله: أعوذُ بقدرةِ الله وعزّته؟!
وكلُّها صفات، لا أسماء!
فمن يزيلُ الإشكال عندي؟
جزيتم خيرا.
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[15 - 09 - 10, 08:01 م]ـ
حصل خطأ في طرحي للسؤال، والصّواب:
وهل يدخل في هذا "الاستغاثة والاستعاذة بحيث يجب أن تكون بأسماء الله لا بصفاته "؟؟
علماً بأنّه وردَ ما أوردتُه في المشاركة السّابقة من أدعيةٍ صحيحة عن النّبي صلى الله عليه وسلّم فيها استعاذة واستغاثة برحمةِ الله وعزّته وقدرته؟
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 08:16 م]ـ
بارك الله فيكم.
وهل يدخل في هذا "الاستغاثة والاستعاذة إذا كانت بأسماء الله لا بصفاته "؟!
لأني وبعد أن قرأتُ كلام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - الذي في الاقتباس؛ تبادر إلى ذهني
دعاءُ النّبي صلى الله عليه وسلم في الحديث:
يا حيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث؟!
وكذا قوله: أعوذُ بقدرةِ الله وعزّته؟!
وكلُّها صفات، لا أسماء!
فمن يزيلُ الإشكال عندي؟
جزيتم خيرا.
سئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين في " مجموع الفتاوى " (2/ 165): قلتم في الفتوى رقم "244": إن عبادة صفة من صفات الله أو دعاءها من الشرك، وقد جاء في شرح العقيدة الطحاوية إذا قلت: "أعوذ بعزة الله" فقد عذت بصفة من صفات الله، ولم تعذ بغير الله. . فعلم أن الذات لا يتصور انفصال الصفات عنها بوجه من الوجوه. . وقد قال، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أعوذ بعزة الله وقدرته».
. " وقال: «أعوذ بكلمات الله التامات». . . ". وقال، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك». . . " وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا».
وقال: «أعوذ بنور وجهك». . . " ولا يعوذ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بغير الله. فنأمل من فضيلتكم التكرم بالتوضيح؟
فأجاب بقوله: ما نقله السائل من كلام شارح الطحاوية لا ينافي ما ذكرناه فإن من المعلوم أنه لا توجد ذات مجردة عن صفة أبدًا ولو لم يكن فيها إلا صفة الوجود، وكونه واجبًا أو ممكنًا وكونها على صفة معينة من صغر أو كبر أو نحو ذلك لكان كافيًا في الدلالة على أنه لا يمكن وجود ذات بلا صفة ما.
ولكن إذا عبد الإنسان صفة من صفات الله أو دعاها فإن هذا يشعر بكون الصفة بائنة عن الله - تعالى - مستقلة عنه وهذا هو وجه كونه شركًا.
وأما ما جاء في الأحاديث التي ذكرها شارح الطحاوية مثل: «أعوذ بعزتك» «أعوذ بعظمتك»، «أعوذ برضاك»، «أعوذ بكلمات الله التامة» فحقيقته أنه استعاذة بالله متوسلًا إليه بهذه الصفات المقتضية للعياذ،ولهذا قال شارح الطحاوية على ما نقله السائل: ولا يعوذ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بغير الله. وإليك ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في أن دعاء صفة من صفات الله كفر قال في الصفحة الثمانين من تلخيص كتاب الاستغاثة ما نصه:
"إن مسألة الله - تعالى - بأسمائه وصفاته وكلماته جائز مشروع كما جاءت به الأحاديث وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين فهل يقول: مسلم: يا كلام الله اغفر لي وارحمني وأغثني أو أعني أو يا علم الله أو يا قوة الله أو يا عزة الله أو يا عظمة الله ونحو ذلك أو سمع من مسلم أو كافر أنه دعا ذلك من صفات الله وصفات غيره أو يطلب من الصفة جلب منفعة أو دفع مضرة أو إعانة أو نصر أو إغاثة أو غير ذلك". ا هـ. هذا والله أسأل أن يوفق الجميع لما فيه الخير لنا وللأمة.
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[15 - 09 - 10, 08:57 م]ـ
بارك الله فيكم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/302)
وبما يتعلّق بالاستعانة برحمة الله، فقد وجدتُ هذه الإجابة للشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك - حفظه الله - على سؤال قريبٍ من الذي سألتُ،
وقد اتّضح الأمر عندي بعد قراءته وقراءة كلام الشيخ العثمين -رحمه الله -:
ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يا حيّ يا قيوم برحمتك أستغيث".
فهل يجوز الاستغاثة بصفات الله، ودعاؤه بصفاته كما ورد في هذا الحديث؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: "برحمتك أستغيث "
هذا من قبيل التوسل، لا من قبيل دعاء الصّفة،
مثل: أسألك يا الله برحمتك، وفي دعاء الاستخارة:
"أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك". صحيح البخاري (1166).
ومثل الاستعاذة بالصّفة، قوله صلى الله عليه وسلم:
"أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك". صحيح مسلم (486).
وكقوله -صلى الله عليه وسلم-: "أعوذ بكلمات الله التامات". صحيح مسلم (2708).
كل هذا من نوع التوسل إلى الله بصفاته، وهو من التوسل المشروع.
وأما دعاء الصّفة فلم يرد في الأدعية المأثورة، ولا يمكن أن يكون مشروعاً؛ لأن دعاء الصفة كقولك: يا رحمةَ الله، يا عزّةَ الله، يا قوّةَ الله!
تقتضي أن الصّفة شيء مستقل منفصل عن الله يسمع ويجيب، فمن اعتقد ذلك فهو كافر، بل صفات الله قائمة،
وليس شيء منها إله يُدعى، بل الله بصفاته إله واحد، وهو المدعو والمرجو والمعبود وحده لا إله إلا هو. والله أعلم.
الخلاصة:
1 - لا يجوز دعاء الصّفة، لأنه يقتضي أن الصّفة مستقلة منفصلة عن الذّات تسمع وتجيب، وهو كفر كما قال شيخ الإسلام.
2 - يجوز ويشرع سؤال الله بصفة من صفاته،
قال شيخ الإسلام: (وَالِاسْتِغَاثَةُ بِرَحْمَتِهِ اسْتِغَاثَةٌ بِهِ فِي الْحَقِيقَةِ كَمَا أَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ بِصِفَاتِهِ اسْتِعَاذَةٌ بِهِ فِي الْحَقِيقَةِ)
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[15 - 09 - 10, 09:03 م]ـ
بارك الله فيكم.
وهل يدخل في هذا "الاستغاثة والاستعاذة إذا كانت بأسماء الله لا بصفاته "؟!
لأني وبعد أن قرأتُ كلام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - الذي في الاقتباس؛ تبادر إلى ذهني
دعاءُ النّبي صلى الله عليه وسلم في الحديث:
يا حيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث؟!
وكذا قوله: أعوذُ بقدرةِ الله وعزّته؟!
وكلُّها صفات، لا أسماء!
فمن يزيلُ الإشكال عندي؟
جزيتم خيرا.
فالاسماء تدعى -بضم التاء- والصفات يدعى بها -بضم الياء-
لو فهمتي هذا الكلام لما حصل عندكي الاشكال
الاسماء تدعى لقوله* ولله الاسماء الحسنى * وهذا خبر يتعلق بالتوحيد العلمي وقوله *فادعوه بها * وهذا من باب الانشاء والطلب وهو تقرير لتوحيد العبادة
فهي دالة على ان توحيد العبادة الذي يشمل دعاء المسالة ودعاء العبادة يقوم على توحيد الاسماء والصفات فبين الله طريق المؤمنين في هذه الاية انهم يثبتون الاسماء ثم يدعونه بها وبين طريق الملحدين انهم ينحرفون في الاثبات والعبادة
هذا لاتمام الفائدة
ومعنى القول والصفات يدعى بها -بضم الياء- اي انك تتوسل الى الله بصفاته التي تتضمن الغاية في الكمال وهذا ما جاء في الاحاديث ولم ياتي دعاء الصفة استقلالا
والله اعلم
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 09:53 م]ـ
أجوبة واضحة صريحة تزيل اللبس و الغبش , ومشاركات نافعة , بارك الله في الجميع
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 11:28 م]ـ
فإذا طبقنا هذه الضوابط على الاسم "المستعان" نجدها أنه لم يرد في القرآن إلا مقيداً (والله المستعان على ما تصفون) أي أنه اختل فيه الضابط الأخير، وجاء في السنة: (وأنت المستعان) ولكنه حديث ضعيف أي أنه اختل فيه الضابط الأول وهو كون الاسم ورد في النصوص الصحيحة.
وقد ورد كذلك مطلقاً في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ـ الذي في الصحيح ـ أن عثمان رضي الله عنه قال: " الله المستعان " وهو رضي الله عنه قال ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بل وقريباً منه صلوات الله عليه.
ـ[محمد البيومي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 09:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ..
أما بعد.
إسم الله المستعان لم يرد في القراءن أو السنة النبوية إلا مقيداً. .ولم يرد مطلقاً
ورد في القراءن في موضعين:
وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) سورة يوسف
قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112) سورة الأنبياء
وقد يعتقد البعض أنّه ورد مطلقاً في الببخاري من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لما قال له النّبي صلى الله عليه وسلم عن عثمان رضي الله عنه:
افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ فَإِذَا عُثْمَانُ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ الْمُسْتَعَان.
والأمر ليس كذلك لأن المقصود هو طلب عثمان رضي الله عنه الإستعانة والصبر على إنجاز مقتضى الوعد أخذاً من قول يعقوب عليه السلام والله المستعان
ولذلك شك أبو موسى الأشعري رضي الله عنه في قول عثمان رضي الله عنه هل قال: الله المستعان أم طلب الصبر من الله؟ ففي رواية مسلم عنه أنّه قال: (
افْتَحْ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تَكُونُ». قَالَ فَذَهَبْتُ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ - قَالَ - فَفَتَحْتُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ - قَالَ - وَقُلْتُ الَّذِى قَالَ فَقَالَ اللَّهُمَّ صَبْرًا أَوِ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.) وفي رواية الإمام أحمد: (
اللهم صبرا وعلى الله التكلان)
نقلاً عن كتاب أصول العقيدة - د. محمود عبدالرازق الرضواني - الجزء الثاني صفحة 1020
هذا والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/303)
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 02:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم.
ـ[حازم حماده]ــــــــ[04 - 10 - 10, 04:56 م]ـ
الأخ الكريم أبو أحمد الغيداق – حفظه الله – بالنسبة لما سألت عنه
هل يجوز أن يدعى الله بما يخبر به ولماذا؟
لا، لا يجوز أن يدعى الله بما يخبر به عن الله، لأن الدعاء لا يكون إلا بأسمائه الحسنى فقط، كما قال تعالى: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [الأعراف180]
وعلى هذا فيجب الوقوف في الدعاء على ما جاء في الكتاب والسنة من أسماء الله، فلا يزاد فيها ولا ينقص؛ لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً). وقوله: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ).
وهل يجوز الدعاء بـ يا معين أويا ساتر؟
لا يجوز؛ لأن المعين والساتر ليسا من أسماء الله.
ماذا عن الدعاء المشهور الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه كان أكثر دعائه: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"؟
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[04 - 10 - 10, 07:24 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الجليل ضيدان
وجوابا لسؤال الاخ حازم:
قال شيخ الاسلام في الفتاوى 22/ 485 " وكذلك أسماؤه المضافة مثل أرحم الراحمين وخير الغافرين ورب العالمين ومالك يوم الدين وأحسن الخالقين وجامع الناس ليوم لاريب فيه ومقلب القلوب وغير ذلك مما ثبت في الكتاب والسنة وثبت في الدعاء بها باجماع المسلمين "
ـ[حازم حماده]ــــــــ[04 - 10 - 10, 07:28 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الجليل ضيدان
وجوابا لسؤال الاخ حازم:
قال شيخ الاسلام في الفتاوى 22/ 485 " وكذلك أسماؤه المضافة مثل أرحم الراحمين وخير الغافرين ورب العالمين ومالك يوم الدين وأحسن الخالقين وجامع الناس ليوم لاريب فيه ومقلب القلوب وغير ذلك مما ثبت في الكتاب والسنة وثبت في الدعاء بها باجماع المسلمين "
بارك الله فيك أخي الكريم ... فعلامَ تعود كلمة "وكذلك"؟
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[04 - 10 - 10, 07:41 م]ـ
ومن اسمائه التى ليست فى هذه التسعة والتسعين إسمه السبوح وفى الحديث عن النبى أنه كان يقول سبوح قدوس وإسمه الشافى كما ثبت فى الصحيح أنه كان يقول أذهب البأس رب الناس وإشف أنت الشافى لا شافى إلا أنت شفاء لا يغادر سقما وكذلك إسماؤه المضافة مثل أرحم الراحمين
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[04 - 10 - 10, 08:32 م]ـ
قال شيخ الاسلام في الفتاوى 22/ 485 " وكذلك أسماؤه المضافة مثل أرحم الراحمين وخير الغافرين ورب العالمين ومالك يوم الدين وأحسن الخالقين وجامع الناس ليوم لاريب فيه ومقلب القلوب وغير ذلك مما ثبت في الكتاب والسنة وثبت في الدعاء بها باجماع المسلمين "
وهل يصح أن يكون الاسم مضافا؟
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 08:57 م]ـ
لا تعجبني توجيهات الدكتور الرضواني للنصوص التي تعارض ضوابطه
فقول أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُ الْمُسْتَعَان)
وثبوت ذلك في صحيح البخاري كاف في إثبات اسم (المستعان)
وأما جواب الدكتور ومن وافقه بأن المقصود هو طلب عثمان رضي الله عنه الاستعانة والصبر .. إلخ
فنقول وكذلك كثير من النصوص التي فيها ثناء المؤمنين على الله بأنه الغفور أو الكريم أو الرحيم أو القوي هي طلب من الله تعالى أن يغفر لهم أو يكرمهم أو ينصرهم، ولا ينافي ذلك كونها أسماء لله سبحانه
وأما شك أبي موسى الأشعري رضي الله عنه في قول عثمان رضي الله عنه هل قال: (اللَّهُمَّ صَبْرًا أَوِ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ)
فنقول شك أبي موسى وهو العالم الفقيه في أن لفظ عثمان قد يكون (الله المستعان) معناه إقرار أبي موسى بأن إطلاق اسم المستعان على الله تعالى جائز وقوعه من مثل عثمان والظاهر أنها من الكلمات التي كانت تجري على لسان عثمان وإنما شكه هل قالها في هذا الموقف بالذات أم قال غيرها فيه، هذا إذا لم نقل إن هذا الشك قد أزالته رواية البخاري التي فيها الجزم بأنه قال (الله المستعان)
هذا، والله المستعان.
ـ[محمود المصري]ــــــــ[05 - 10 - 10, 04:20 م]ـ
رأيت أسم الشيخ أبو خالد فأحببت أن أدخل وأقول لك إني أحبك في الله شيخي الحبيب فكم إستفدت من أشرطتك وشروحاتك
نفع الله بكم(65/304)
الدعوة إلى التخلق بأخلاق الله!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[11 - 09 - 10, 11:35 م]ـ
يدعو بعض المتكلمين إلى التخلق بأخلاق الله تعالى؛ ويستدلون على ذلك بحديث تخلقوا بأخلاق الله،ويبدو أن الدافع الأساس لهذه الدعوة هو التأثير الفلسفي لااتباع الحديث؛ لأن هؤلاء المتكلمين لايقبلون حديث الآحاد حتى لو كان في الصحيح فضلا عن حديث كهذا لايعرف له أصل في شيئ من كتب السنة! وبقطع النظر عن الدوافع والمقاصد فإن الدعوة إلى التخلق بأخلاق الله تعالى لها محملان: -
أحدهما: محمل صحيح؛ وهو اتصاف العبد بما يناسبه من صفات الله تعالى؛ كالعلم والرحمة والحكمة ونظائرها؛ كما في حديث {إن الله طيب لايقبل إلى طيبا} وحديث {إن الله جميل يحب الجمال}.
وتقييد الصفات بمايناسب العبد يخرج الصفات التي لايجوز للعبد الاتصاف بها؛ كالألوهية والكبر والجبروت! فإن هذه خاصة بالرب لايجوز أن يشاركه فيها أحد إدعاء كما أنه لاشريك له فيها حقيقة!
والثاني: محمل فاسد؛ وهو محاولة الاتصاف بكل صفات الله تعالى؛ بناء على القاعدة الفلسفية الشهيرة غاية الحكمة ونهاية الكمال الانساني التشبه بالإله على قدر الطاقة!! وهذه المحاولة تعم حتى الصفات المختصة بالله تعالى؛ كالتأله مثلا؛ بل إنني أكاد أجزم أنهم إنما يقصدون هذا الضرب من الصفات؛ لأنهم من أكبر أهل التعطيل؛ فغاية أحدهم أن يكون ندا لله تعالى لاعبدا له! وهذا سر الفلسفة الحقيقي؛ ولهذا تجد مقصد أحدهم بعد الموت أن يكون من جنس العقول العشرة التي تخيلوها؛ بريئا من المادة وعلائقها! وهذا هو المعاد الروحاني الذي دانت به الفلاسفة خلافا لجميع المسلمين!
والغريب ولاغريب من المتكلمين أن صاحب الدعوة إلى التخلق بأخلاق الإله هو نفسه الذي كفر الفلاسفة بالقول بالمعاد الروحاني! وهذا يحقق ما قاله عنه ابن طفيل من أنه يربط في موضع ويحل في آخر ويكفر بأشياء ثم ينتحلها!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 12:32 ص]ـ
وهي فكرة يونانية قديمة كان أول من قال بها أفلاطون في محاورة ((تيتاتوس)).
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[12 - 09 - 10, 01:30 ص]ـ
ذكر صاحب المناهي اللفظيه العلامة بكر أبو زيد أن هذه لفظة قبيحة
ـ[عادل آل رشيد السعدي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 10:53 ص]ـ
مبارك شيخنا الشيخ الدكتور عيسى حيث ما كنت
وفوائدك كالغيث حيثما وقع نفع
لاعدمناك ولا عدمنا هذه الدرر من يراعك
ولدي استفسار لو تكرمتم بالجواب عليه
من هو صاحب هذه الدعوة المذكور؟
أهو منظر فكر المتكلمين الرازي؟
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 03:28 م]ـ
أشكرك أخ عادل على مشاعرك وحسن ظنك وليس الشخص المذكور هوالرازي وإنما هو شخص آخر قبله رأيت عدم التصريح باسمه لأنه تراجع عن علم الكلام كله وأقبل على طريقة أهل السنة ولكن بقيت الفكرة حية بين المتكلمين إلى اليوم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 09 - 10, 05:44 م]ـ
و كتب لطف الله خوجه مبحثا نفيسا عن تلك النقطة تحديدا في رسالته (الإنسان الكامل في الفكر الصوفي)
في (ثانيا: الحلول والاتحاد والوحدة) ص 105 وما بعدها.
فليراجع لنفاسته.
ـ[أبو عمار الأذرعي]ــــــــ[14 - 09 - 10, 01:47 م]ـ
الأخ عيسى: ألا ترى أنك في تأويلك هذا لتلك المقولة حلّقت بعيدا وتمحّلت فيها؟
أنت إنما دخلت إلى المسألة بمفهوم مسبق ثم وجدت عبارة مناسبة محتملة فقمت بمحاولة إسقاط تبدو غريبة في نظري، والله أعلم
وأنا أتفق معك في كون من أراد بهذه العبارة فهو مبطل
ولا شك في أن قضية الكمال الإنساني الفلسفية بالمعنى الذي ذكرته كفر
وإنما أخالفك في الربط بين هذه العبارة وهذه القضية.
وتقبل فائق احترامي ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 09 - 10, 02:49 م]ـ
عفوا أخي الأذرعي ..
يبدو أنك بعيد عن هذا الشأن ـ التصوف وعلاقته بالفلسفات القديمة، ومفهوم الكمال الصوفي عامة ـ، وإلا فما ذكره الأخ الفاضل الكاتب معروف مشتهر ذائع في كتب القوم، بل وغير القوم من المتكلمين ...
يقول الجرجاني في التعريفات ـ وهذا على سبيل المثال لا الحصر ـ في تعريف الفلسفة:
(الفلسفة التشبه بالإله بحسب الطاقة البشرية لتحصيل السعادة الأبدية كما أمر الصادق في قوله تخلقوا بأخلاق الله أي تشبهوا به في الإحاطة بالمعلومات والتجرد عن الجسمانيات)
فالربط بين هذا المفهوم الكمالي الكفري بتلك المقولة معروف مشهور، وللصوفية في تعريف الكمال الإنساني عبارات مشابهة تماما لذلك، وأن غرض الصوفي الأكمل الفناء في الحق ـ بالمعنى الوجودي لا الشهودي ـ وأن هذا مصداق للحديث المذكور.
والله أعلم(65/305)
هل فعلا ان الجنيد كان من المتصوفة الذين يحتكمون الى الكتاب و السنة؟
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 02:58 ص]ـ
هل فعلا ان الجنيد كان من المتصوفة الذين يحتكمون الى الكتاب و السنة رغم اني قرات انه قد حوكم؟
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[12 - 09 - 10, 03:39 ص]ـ
يقول الجنيد: "أهل الأُنس [اي الصوفية] يقولون في كلامهم ومناجاتهم في خلواتهم أشياءَ هي كفر عند العامة"
[إحياء علوم الدين للغزالي ص (4/ 341)]
قال الجنيد: " لا يبلغ أحد درج الحقيقة حتى يشهد فيه ألف صديق بأنه زنديق"
[الفتوحات المكية لابن عربي (3/ 247) تحقيق عثمان يحيى]
"وكذلك الجنيد مع كثرة علمه وتبحره وفهمه ومواظبته على الاوراد و العبادات وفضله على أهل زمانه: بالفهم والعلم و الدين حتى يقال له: "طاووس العلماء" فكم من مرة قد طلب وأخذ وشهدوا عليه بالكفر و الزندقة." ا. هـ
اللمع لأبي نصر السراج الطوسي, صفحة 500
تحقيق د. عبد الحليم محمود , طه عبدالباقي سرور
هذا ما نقل عنه
والله أعلم بحاله
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 04:03 ص]ـ
شكرا لك اخي لكني سمعت الشيخ النقيب يقول انه كان يحتكم الى الكتاب و السنة و لكني قرات في كتاب للشيخ الحوالي انه قد حوكم بسبب اقواله الخارجة عن عقيدة السلف
ـ[أرسان السنجقي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 02:29 م]ـ
الجنيد البغدادي سيد المسلمين و لا يقول فيه المسلم إلا خيرا و من قال غير ذلك فهو جال جهلا مركبا!!! انظروا ماذا قالا فيه ابن تيمية و ابن القيم
فإنهما يصفانه كأنه من الصحابة و يمدحونه مدائح كثيرة!!!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 09 - 10, 02:37 م]ـ
كان على مذهب ثور في الظاهر ..
ولكنه كغيره كانت له أحوال وتعاليم سرية، وكان له دار يدخلها فيحدث تلاميذه بأسرار الطريقة ولا يعرفها أحد، ويضع مفتاحها تحت وركه!!
وذكره الطوسي في باب من كفروه من المشايخ!!، في اللمع.
وثناء شيخ الإسلام على بعض متقدمي الصوفية هو جملي، و ينصب على مقالاتهم الموافقة للكتاب والسنة.
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[12 - 09 - 10, 06:23 م]ـ
إن كان الجنيد من الصوفية، لماذا أقواله دائمة الذكر وتوضع في المطويات التي توزع على العوام - علما أن أقواله المذكورة في المطويات لاتحتوي على أخطاء في العقيدة -؟
هل هناك شخص آخر أيضا اسمه الجنيد غير الجنيد الصوفي؟
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 06:30 م]ـ
شكرا لك اخ عمر بسيوني على التوضيح
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 01:53 م]ـ
الحمد لله وحده ...
الجنيد البغدادي سيد المسلمين و لا يقول فيه المسلم إلا خيرا
بارك الله فيك ..
نعم صدقت .. ولو قلتَ: (من سادة المسلمين) و (لا ينبغي أن يقول المسلم فيه إلا خيرا) واكتفيت بهذا دون باقي كلامك؛ لكان أعدل وأحسن وأرفق.
... أقواله ... لاتحتوي على أخطاء في العقيدة ...
هل هناك شخص آخر أيضا اسمه الجنيد غير الجنيد الصوفي؟
وهذا المقتبس حق - أيضًا -.
وجواب السؤال: لا، المقصود هنا في هذه الصفحة رجل واحد.
وهو الجنيد بن محمد بن الجنيد، أبو القاسم.
من أئمة الهدى ومشايخ الزهاد المتبعين للكتاب والسنة.
وعلى كلامه نور ظاهر، وينقل منه مواضع غاصة في حلوق طوائف من المبتدعة.
والوقوع فيه يذكرني بالوقوع في صنوه الإمام سهل بن عبد الله التستري .. حتى عد بعضهم تفسيره تفسيرًا إشاريًّا ..
ولو كان تفسير سهل هو التفسير الإشاري فما أحلاه!
هذا الإجمال على ما يتسع الوقت الآن ..
ولعل لي عودة إن شاء الله وقدر.
ـ[أرسان السنجقي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 11:03 م]ـ
فإن الجهل عدو الإنسان, سجعله متبع كل ناعق ضال. فبعض الناس لأجل جهلهم أم ظلمهم كذبوا على قطب العارفين بالله, كما سماه ابن القيم, الجنيد البغدادي, فسأقتبس من كلامهم شواهد كثيرة على ذلك. كثيرا ما اقتبساه الشيخان معترفين بفضله و علو مكانته, فيقول الشيخ الإسلام ابن تيمية:
ذكر ابن تيمية أن بعض الملاحدة يُوهِمُونَ الْجُهَّالَ أَنَّهُمْ مَشَايِخُ الْإِسْلَامِ وَأَئِمَّةُ الْهُدَى, فمن عدّه في أئمة الهدى؟؟؟ قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/306)
الَّذِينَ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْأُمَّةِ مِثْلُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَالْأَوْزَاعِي وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ والْفُضَيْل بْنِ عِيَاضٍ وَمَعْرُوفٍ الْكَرْخِي وَالشَّافِعِيِّ وَأَبِي سُلَيْمَانَ وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَبِشْرٍ الْحَافِي وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ وَشَقِيقٍ البلخي وَمَنْ لَا يُحْصَى كَثْرَةٌ. إلَى مِثْلِ الْمُتَأَخِّرِينَ: مِثْلُ الْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ القواريري وَسَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التستري وَعُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ الْمَكِّيِّ وَمَنْ بَعْدَهُمْ - إلَى أَبِي طَالِبٍ الْمَكِّيِّ إلَى مِثْلِ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ الكيلاني وَالشَّيْخِ عَدِيٍّ وَالشَّيْخِ أَبِي الْبَيَانِ وَالشَّيْخِ أَبِي مَدِينٍ وَالشَّيْخِ عَقِيلٍ وَالشَّيْخِ أَبِي الْوَفَاءِ وَالشَّيْخِ رَسْلَانَ وَالشَّيْخِ عَبْدِ الرَّحِيمِ وَالشَّيْخِ عَبْدِ اللَّهِ اليونيني وَالشَّيْخِ الْقُرَشِيِّ وَأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ الْمَشَايِخِ الَّذِينَ كَانُوا بِالْحِجَازِ وَالشَّامِ وَالْعِرَاقِ وَمِصْرَ وَالْمَغْرِبِ وَخُرَاسَانَ مِنْ الْأَوَّلِينَ والآخرين.
مجموع الفتاوى - 2/ 474 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
فعدّ الجنيد في أئمة الهدى من المتأخرين, كما عدّ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَالْأَوْزَاعِي من المتقدمين!!! و ذكرهم بأعيانهم, لا جمليا!!!
و قال: وَكَثِيرٌ مِنْ الْحُلُولِيَّةِ وَالْإِبَاحِيَّةِ يُنْكِرُ عَلَى الْجُنَيْد وَأَمْثَالِهِ مِنْ شُيُوخِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ الْمُتَّبِعِينَ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مَا قَالُوهُ مِنْ نَفْيِ الْحُلُولِ وَمَا قَالُوهُ فِي إثْبَاتِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَيَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يُكَمِّلُوا مَعْرِفَةَ الْحَقِيقَةِ كَمَا كَمَّلَهَا هُوَ وَأَمْثَالُهُ مِنْ الْحُلُولِيَّةِ وَالْإِبَاحِيَّةِ. مجموع الفتاوى - 5/ 126 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
فقال للجنيد أنه مِنْ شُيُوخِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ الْمُتَّبِعِينَ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ و أن لذلك يُنْكِرُ عَلَيه الْحُلُولِيَّةِ وَالْإِبَاحِيَّةِ!!!
سبحان الله, انظروا هذا:
وَأَمَّا الَّذِينَ جَمَعُوا الْآرَاءَ الْفَلْسَفِيَّةَ الْفَاسِدَةَ وَالْخَيَالَاتِ الصُّوفِيَّةَ الْكَاسِدَةَ كَابْنِ عَرَبِيٍّ وَأَمْثَالِهِ؛ فَهُمْ مِنْ أَضَلِّ أَهْلِ الْأَرْضِ. وَلِهَذَا كَانَ الْجُنَيْد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَيِّدُ الطَّائِفَةِ إمَامَ هُدًى فَكَانَ قَدْ عَرَفَ مَا يَعْرِضُ لِبَعْضِ السَّالِكِينَ فَلَمَّا سُئِلَ عَنْ التَّوْحِيدِ قَالَ: التَّوْحِيدُ إفْرَادُ الْحُدُوثِ عَنْ الْقِدَمِ. فَبَيَّنَ أَنَّهُ يُمَيِّزُ الْمُحْدَثَ عَنْ الْقَدِيمِ تَحْذِيرًا عَنْ الْحُلُولِ وَالِاتِّحَادِ. مجموع الفتاوى - 5/ 491 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
فقال للجيد رضي الله عنه, و يقول ذلك ابن تيمية في الذين يحترمهم احتراما شديدا, و قال أنه إمام الهدى!!!
قال: والْجُنَيْد وَأَمْثَالُهُ أَئِمَّةُ هُدًى وَمَنْ خَالَفَهُ فِي ذَلِكَ فَهُوَ ضَالٌّ. مجموع الفتاوى - 5/ 492 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
لا تعليق على هذا!!!
و قال: وَأَمَّا أَئِمَّةُ الصُّوفِيَّةِ وَالْمَشَايِخُ الْمَشْهُورُونَ مِنْ الْقُدَمَاءِ: مِثْلُ الْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَتْبَاعِهِ وَمِثْلُ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ وَأَمْثَالِهِ فَهَؤُلَاءِ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ لُزُومًا لِلْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَتَوْصِيَةً بِاتِّبَاعِ ذَلِكَ وَتَحْذِيرًا مِنْ الْمَشْيِ مَعَ الْقَدَرِ كَمَا مَشَى أَصْحَابُهُمْ أُولَئِكَ. مجموع الفتاوى - 8/ 369 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
لا تعليق على هذا!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/307)
فَإِنَّ الْجُنَيْد - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ - كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَى فَسُئِلَ عَنْ التَّوْحِيدِ فَقَالَ: " التَّوْحِيدُ " إفْرَادُ الْحُدُوثِ عَنْ الْقِدَمِ. فَبَيَّنَ أَنَّ التَّوْحِيدَ أَنْ تُمَيِّزَ بَيْنَ الْقَدِيمِ وَالْمُحْدَثِ وَبَيْنَ الْخَالِقِ وَالْمَخْلُوقِ. وَصَاحِبُ " الْفُصُوصِ " أَنْكَرَ هَذَا. مجموع الفتاوى - 11/ 240 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
لا تعليق على هذا!!!
و قال: فَأَمَّا الْمُسْتَقِيمُونَ مِنْ السَّالِكِينَ كَجُمْهُورِ مَشَايِخِ السَّلَفِ: مِثْلِ الْفُضَيْل بْنِ عِيَاضِ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ وَأَبِي سُلَيْمَانَ الداراني وَمَعْرُوفٍ الْكَرْخِي وَالسَّرِيِّ السقطي والْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْمُتَقَدِّمِينَ، وَمِثْلِ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ وَالشَّيْخِ حَمَّادٍ وَالشَّيْخِ أَبِي الْبَيَانِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ. فَهُمْ لَا يُسَوِّغُونَ لِلسَّالِكِ وَلَوْ طَارَ فِي الْهَوَاءِ أَوْ مَشَى عَلَى الْمَاءِ أَنْ يَخْرُجَ عَنْ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ الشَّرْعِيَّيْنِ بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَ الْمَأْمُورَ وَيَدَعَ الْمَحْظُورَ إلَى أَنْ يَمُوتَ وَهَذَا هُوَ الْحَقُّ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَإِجْمَاعُ السَّلَفِ. وَهَذَا كَثِيرٌ فِي كَلَامِهِمْ: كَقَوْلِ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ فِي كِتَابِ (فُتُوحِ الْغَيْبِ: " اُخْرُجْ مِنْ نَفْسِك وَتَنَحَّ عَنْهَا وَانْعَزِلْ عَنْ مُلْكِك. وَسَلِّمْ الْكُلَّ إلَى اللَّهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - وَكُنْ بَوَّابَهُ عَلَى بَابِ قَلْبِك، وَامْتَثِلْ أَمْرَهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - فِي إدْخَالِ مَنْ يَأْمُرُك بِإِدْخَالِهِ وَانْتَهِ نَهْيَهُ فِي صَدِّ مَنْ يَأْمُرُك بِصَدِّهِ. فَلَا تُدْخِلْ الْهَوَى قَلْبَك بَعْدَ أَنْ خَرَجَ مِنْهُ وَإِخْرَاجُ الْهَوَى مِنْ الْقَلْبِ بِمُخَالَفَتِهِ، وَتَرْكِ مُتَابَعَتِهِ فِي الْأَحْوَالِ كُلِّهَا وَإِدْخَالُهُ فِي الْقَلْبِ بِمُتَابَعَتِهِ وَمُوَافَقَتِهِ فَلَا تُرَدْ إرَادَةٌ غَيْرُ إرَادَتِهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْك غَيْرٌ وَهُوَ وَادِي الْحَمْقَى وَفِيهِ حَتْفُك وَهَلَاكُك وَسُقُوطُك مِنْ عَيْنِهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - وَحِجَابُك عَنْهُ. احْفَظْ أَبَدًا أَمْرَهُ وَانْتَهِ أَبَدًا نَهْيَهُ وَسَلِّمْ إلَيْهِ أَبَدًا مَقْدُورَهُ وَلَا تُشْرِكْهُ بِشَيْءِ مِنْ خَلْقِهِ فَإِرَادَتُك وَهَوَاك وَشَهَوَاتُك خَلْقُهُ فَلَا تَرُدَّ وَلَا تَهْوَى وَلَا تَشْتَهِ لِئَلَّا يَكُونَ شِرْكًا. مجموع الفتاوى - 10/ 517. - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
فعدّ الجنيد في الْمُسْتَقِيمُينَ مِنْ السَّالِكِينَ على صراط مستقيم
و قال: وَكَانَ الْجُنَيْد - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - سَيِّدَ الطَّائِفَةِ وَمِنْ أَحْسَنِهِمْ تَعْلِيمًا وَتَأْدِيبًا وَتَقْوِيمًا!!! مجموع الفتاوى - 10/ 686. - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
و قال: وَقَالَ الْجُنَيْد بْنُ مُحَمَّدٍ: عِلْمُنَا مُقَيَّدٌ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ فَمَنْ لَمْ يَقْرَأْ الْقُرْآنَ وَيَكْتُبْ الْحَدِيثَ لَا يَصِحُّ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي عِلْمِنَا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. مجموع الفتاوى - 10/ 719. - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
و قال: فَطَائِفَةٌ ذَمَّتْ " الصُّوفِيَّةَ وَالتَّصَوُّفَ ". وَقَالُوا: إنَّهُمْ مُبْتَدِعُونَ خَارِجُونَ عَنْ السُّنَّةِ وَنُقِلَ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ فِي ذَلِكَ مِنْ الْكَلَامِ مَا هُوَ مَعْرُوفٌ وَتَبِعَهُمْ عَلَى ذَلِكَ طَوَائِفُ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْكَلَامِ. وَطَائِفَةٌ غَلَتْ فِيهِمْ وَادَّعَوْا أَنَّهُمْ أَفْضَلُ الْخَلْقِ وَأَكْمَلُهُمْ بَعْدَ الْأَنْبِيَاءِ وَكِلَا طَرَفَيْ هَذِهِ الْأُمُورِ ذَمِيمٌ. وَ " الصَّوَابُ " أَنَّهُمْ مُجْتَهِدُونَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ كَمَا اجْتَهَدَ غَيْرُهُمْ مِنْ أَهْلِ طَاعَةِ اللَّهِ فَفِيهِمْ السَّابِقُ الْمُقَرَّبُ بِحَسَبِ اجْتِهَادِهِ وَفِيهِمْ الْمُقْتَصِدُ الَّذِي هُوَ مِنْ أَهْلِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/308)
الْيَمِينِ وَفِي كُلٍّ مِنْ الصِّنْفَيْنِ مَنْ قَدْ يَجْتَهِدُ فَيُخْطِئُ وَفِيهِمْ مَنْ يُذْنِبُ فَيَتُوبُ أَوْ لَا يَتُوبُ. وَمِنْ الْمُنْتَسِبِينَ إلَيْهِمْ مَنْ هُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ عَاصٍ لِرَبِّهِ. وَقَدْ انْتَسَبَ إلَيْهِمْ طَوَائِفُ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالزَّنْدَقَةِ؛ وَلَكِنْ عِنْدَ الْمُحَقِّقِينَ مِنْ أَهْلِ التَّصَوُّفِ لَيْسُوا مِنْهُمْ: كَالْحَلَّاجِ مَثَلًا؛ فَإِنَّ أَكْثَرَ مَشَايِخِ الطَّرِيقِ أَنْكَرُوهُ وَأَخْرَجُوهُ عَنْ الطَّرِيقِ. مِثْلُ: الْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الطَّائِفَةِ وَغَيْرِهِ. كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِي؛ فِي " طَبَقَاتِ الصُّوفِيَّةِ " وَذَكَرَهُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِ بَغْدَادَ. فَهَذَا أَصْلُ التَّصَوُّفِ. مجموع الفتاوى - 11/ 18. - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْته مِنْ أَنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ يَجِبُ عَلَيْهِمْ الِاعْتِصَامُ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِمْ مَعْصُومٌ يَسُوغُ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ اتِّبَاعُ مَا يَقَعُ فِي قَلْبِهِ مِنْ غَيْرِ اعْتِبَارٍ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ هُوَ مِمَّا اتَّفَقَ عَلَيْهِ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ خَالَفَ فِي هَذَا فَلَيْسَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ الَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ بِاتِّبَاعِهِمْ؛ بَلْ إمَّا أَنْ يَكُونَ كَافِرًا وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مُفْرِطًا فِي الْجَهْلِ. وَهَذَا كَثِيرٌ فِي كَلَامِ الْمَشَايِخِ كَقَوْلِ الشَّيْخِ أَبِي سُلَيْمَانَ الداراني: إنَّهُ لَيَقَعُ فِي قَلْبِي النُّكْتَةُ مِنْ نُكَتِ الْقَوْمِ فَلَا أَقْبَلُهَا إلَّا بِشَاهِدَيْنِ: الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْجُنَيْد رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: عِلْمُنَا هَذَا مُقَيَّدٌ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَمَنْ لَمْ يَقْرَأْ الْقُرْآنَ وَيَكْتُبْ الْحَدِيثَ لَا يَصْلُحُ لَهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي عِلْمِنَا أَوْ قَالَ: لَا يُقْتَدَى بِهِ. مجموع الفتاوى - 11/ 210. - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
و قال: فَإِنَّ ابْنَ عَرَبِيٍّ وَأَمْثَالَهُ وَإِنْ ادَّعَوْا أَنَّهُمْ مَنَّ الصُّوفِيَّةِ فَهُمْ مِنْ صُوفِيَّةِ الْمَلَاحِدَةِ الْفَلَاسِفَةِ لَيْسُوا مِنْ صُوفِيَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونُوا مِنْ مَشَايِخِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ: كالْفُضَيْل بْنِ عِيَاضٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ وَأَبِي سُلَيْمَانَ الداراني وَمَعْرُوفٍ الْكَرْخِي والْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التستري وَأَمْثَالِهِمْ - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ. مجموع الفتاوى - 11/ 233. - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
و قال: فَإِنَّ الصَّحَابَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ كَانُوا أَكْمَلَ وَأَقْوَى وَأَثْبَتَ فِي الْأَحْوَالِ الْإِيمَانِيَّةِ مِنْ أَنْ تَغِيبَ عُقُولُهُمْ. أَوْ يَحْصُلَ لَهُمْ غَشْيٌ أَوْ صَعْقٌ أَوْ سُكْرٌ أَوْ فَنَاءٌ أَوْ وَلَهٌ أَوْ جُنُونٌ. وَإِنَّمَا كَانَ مَبَادِئُ هَذِهِ الْأُمُورِ فِي التَّابِعِينَ مِنْ عُبَّادِ الْبَصْرَةِ فَإِنَّهُ كَانَ فِيهِمْ مَنْ يُغْشَى عَلَيْهِ إذَا سَمِعَ الْقُرْآنَ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُوتُ: كَأَبِي جهير الضَّرِيرِ. وزرارة بْنِ أَوْفَى قَاضِي الْبَصْرَةِ. وَكَذَلِكَ صَارَ فِي شُيُوخِ الصُّوفِيَّةِ مَنْ يَعْرِضُ لَهُ مِنْ الْفَنَاءِ وَالسُّكْرِ مَا يَضْعُفُ مَعَهُ تَمْيِيزُهُ حَتَّى يَقُولَ فِي تِلْكَ الْحَالِ مِنْ الْأَقْوَالِ مَا إذَا صَحَا عَرَفَ أَنَّهُ غَالَطَ فِيهِ كَمَا يُحْكَى نَحْوُ ذَلِكَ عَنْ مِثْلِ أَبِي يَزِيدَ وَأَبِي الْحُسَينِ النُّورِيِّ وَأَبِي بَكْرٍ الشِّبْلِيِّ وَأَمْثَالِهِمْ. بِخِلَافِ أَبِي سُلَيْمَانَ الداراني وَمَعْرُوفٍ الْكَرْخِي والْفُضَيْل بْنِ عِيَاضٍ بَلْ وَبِخِلَافِ الْجُنَيْد وَأَمْثَالِهِمْ مِمَّنْ كَانَتْ عُقُولُهُمْ وَتَمْيِيزُهُمْ يَصْحَبُهُمْ فِي أَحْوَالِهِمْ فَلَا يَقَعُونَ فِي مِثْلِ هَذَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/309)
الْفَنَاءِ وَالسُّكْرِ وَنَحْوِهِ بَلْ الكمل تَكُونُ قُلُوبُهُمْ لَيْسَ فِيهَا سِوَى مَحَبَّةِ اللَّهِ وَإِرَادَتِهِ وَعِبَادَتِهِ وَعِنْدَهُمْ مِنْ سَعَةِ الْعِلْمِ وَالتَّمْيِيزِ مَا يَشْهَدُونَ الْأُمُورَ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ بَلْ يَشْهَدُونَ الْمَخْلُوقَاتِ قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ مُدَبَّرَةً بِمَشِيئَتِهِ بَلْ مُسْتَجِيبَةً لَهُ قَانِتَةً لَهُ فَيَكُونُ لَهُمْ فِيهَا تَبْصِرَةٌ وَذِكْرَى وَيَكُونُ مَا يَشْهَدُونَهُ مِنْ ذَلِكَ مُؤَيَّدًا وَمُمَدًّا لِمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ إخْلَاصِ الدِّينِ وَتَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ لَهُ وَالْعِبَادَةِ لَهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. وَهَذِهِ " الْحَقِيقَةُ " الَّتِي دَعَا إلَيْهَا الْقُرْآنُ وَقَامَ بِهَا أَهْلُ تَحْقِيقِ الْإِيمَانِ والكمل مِنْ أَهْلِ الْعِرْفَانِ. مجموع الفتاوى - 10/ 221 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
فإن الجنيد كان في أعماله و أحواله مِنْ أَهْلِ الْعِرْفَانِ المتبعين لسيد الأكوان نبينا محمد صلى الله عليه و سلم!!!
و قال: وَأَهْلُ " الْعِبَادَاتِ الْبِدْعِيَّةِ " يُزَيِّنُ لَهُمْ الشَّيْطَانُ تِلْكَ الْعِبَادَاتِ وَيُبَغِّضُ إلَيْهِمْ السُّبُلَ الشَّرْعِيَّةَ حَتَّى يُبَغِّضَهُمْ فِي الْعِلْمِ وَالْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ فَلَا يُحِبُّونَ سَمَاعَ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ وَلَا ذِكْرَهُ وَقَدْ يُبَغِّضُ إلَيْهِمْ حَتَّى الْكِتَابَ فَلَا يُحِبُّونَ كِتَابًا وَلَا مَنْ مَعَهُ كِتَابٌ وَلَوْ كَانَ مُصْحَفًا أَوْ حَدِيثًا؛ كَمَا حَكَى النصرباذي أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: يَدَعُ عِلْمَ الْخِرَقِ وَيَأْخُذُ عِلْمَ الْوَرَقِ قَالَ: وَكُنْت أَسْتُرُ أَلْوَاحِي مِنْهُمْ فَلَمَّا كَبِرْت احْتَاجُوا إلَى عِلْمِي. وَكَذَلِكَ حَكَى السَّرِيُّ السقطي: أَنَّ وَاحِدًا مِنْهُمْ دَخَلَ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَأَى عِنْدَهُ مِحْبَرَةً وَقَلَمًا خَرَجَ وَلَمْ يَقْعُدْ عِنْدَهُ؛ وَلِهَذَا قَالَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التستري: يَا مَعْشَرَ الصُّوفِيَّةِ لَا تُفَارِقُوا السَّوَادَ عَلَى الْبَيَاضِ فَمَا فَارَقَ أَحَدٌ السَّوَادَ عَلَى الْبَيَاضِ إلَّا تَزَنْدَقَ. وَقَالَ الْجُنَيْد: عِلْمُنَا هَذَا مَبْنِيٌّ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَمَنْ لَمْ يَقْرَأْ الْقُرْآنَ وَيَكْتُبْ الْحَدِيثَ لَا يُقْتَدَى بِهِ فِي هَذَا الشَّأْنِ. مجموع الفتاوى - 10/ 412 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
و انظروا الآن كيف يحمل الكلام المشكل المنتسب إلى الجنيد على أحسن المحامل و ذلك يدل على شدة احترامه له:
وَمَا نُقِلَ عَنْ " الْجُنَيْد " أَنَّهُ قَالَ: انْتَهَى عَقْلُ الْعُقَلَاءِ إلَى الْحَيْرَةِ فَهَذَا مَا أَعْرِفُهُ مِنْ كَلَامِ الْجُنَيْد. وَفِيهِ نَظَرٌ هَلْ قَالَهُ وَلَعَلَّ الْأَشْبَهَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَلَامِهِ الْمَعْهُودِ؛ فَإِنْ كَانَ قَدْ قَالَ هَذَا فَأَرَادَ عَدَمَ الْعِلْمِ بِمَا لَمْ يَصِلْ إلَيْهِ؛ لَمْ يُرِدْ بِذَلِكَ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ وَالْأَوْلِيَاءَ لَمْ يَحْصُلْ يَقِينٌ وَمَعْرِفَةٌ وَهُدًى وَعِلْمٌ؛ فَإِنَّ الْجُنَيْد أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُرِيدَ هَذَا وَهَذَا الْكَلَامُ مَرْدُودٌ عَلَى مَنْ قَالَهُ. مجموع الفتاوى - 10/ 392 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
فأين أنتم من موقف الشيخ؟؟؟
و كان الجنيد يكفّر ملاحدة الصوفية و زنادقهم, فقال ابن تيمية:
وَإِنَّ شُيُوخَ الصُّوفِيَّةِ الْكِبَارَ كالْفُضَيْل بْنِ عِيَاضٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ وَأَبِي سُلَيْمَانَ الداراني وَعَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الشِّبْلِيِّ والْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التستري وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ خَفِيفٍ الشِّيرَازِيِّ وَنَحْوِهِمْ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - كَانُوا مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ تَكْفِيرًا لِهَؤُلَاءِ. مجموع الفتاوى - 11/ 353 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
فانظروا احترامه لِهَؤُلَاءِ شُيُوخ الصُّوفِيَّةِ الْكِبَار! رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/310)
و قال للإتحادية: ثُمَّ كَثِيرٌ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَقِلُ إلَى وَحْدَةِ الْوُجُودِ. وَهُمْ الَّذِينَ خَالَفُوا الْجُنَيْد وَأَئِمَّةَ الدِّينِ فِي التَّوْحِيدِ. مجموع الفتاوى - 14/ 357 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
و قال أن الرَّافِضَةُ كَفَّرَتْ أَعْلَامَ الْمِلَّةِ, فمن هم أَعْلَامَ الْمِلَّةِ؟؟؟ قال: فَيُكَفِّرُونَ كُلَّ مَنْ اعْتَقَدَ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الْعَدَالَةَ أَوْ تَرَضَّى عَنْهُمْ كَمَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَوْ يَسْتَغْفِرُ لَهُمْ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ بِالِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ وَلِهَذَا يُكَفِّرُونَ أَعْلَامَ الْمِلَّةِ: مِثْلَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي مُسْلِمٍ الخولاني وَأُوَيْسٍ الْقَرْنِيِّ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِي وَمِثْلِ مَالِكٍ وَالْأَوْزَاعِي وَأَبِي حَنِيفَةَ وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَالثَّوْرِيِّ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ وفضيل بْنِ عِيَاضٍ وَأَبِي سُلَيْمَانَ الداراني وَمَعْرُوفٍ الْكَرْخِي والْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التستري وَغَيْرِ هَؤُلَاءِ. مجموع الفتاوى - 28/ 477 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
و قال ابن تيمية: وَقَدْ قِيلَ للجنيد إنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ: إنَّهُمْ يُصَلُّونَ مِنْ طَرِيقِ الْبِرِّ إلَى أَنْ تَسْقُطَ عَنْهُمْ الْفَرَائِضُ وَتُبَاحَ لَهُمْ الْمَحَارِمُ - أَوْ نَحْوُ هَذَا الْكَلَامِ - فَقَالَ: الزِّنَا وَالسَّرِقَةُ وَشُرْبُ الْخَمْرِ: خَيْرٌ مِنْ هَذَا. مجموع الفتاوى - 2/ 96 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
و قال ابن تيمية: فَالْقَوْلُ بِالْحُلُولِ أَوْ مَا يُنَاسِبُهُ: وَقَعَ فِيهِ كَثِيرٌ مِنْ مُتَأَخِّرِي الصُّوفِيَّةِ؛ وَلِهَذَا كَانَ أَئِمَّةُ الْقَوْمِ يُحَذِّرُونَ مِنْهُ: كَمَا فِي قَوْلِ الْجُنَيْد - لَمَّا سُئِلَ عَنْ التَّوْحِيدِ - فَقَالَ: التَّوْحِيدُ إفْرَادُ الْحُدُوثِ عَنْ الْقِدَمِ فَبَيَّنَ أَنَّ التَّوْحِيدَ أَنْ يُمَيَّزَ بَيْنَ الْقَدِيمِ وَالْمُحْدَثِ. وَقَدْ أَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ابْنُ عَرَبِيٍّ - صَاحِبُ الْفُصُوصِ - وَادَّعَى أَنَّ الْجُنَيْد وَأَمْثَالَهُ مَاتُوا وَمَا عَرَفُوا التَّوْحِيدَ لَمَّا أَثْبَتُوا الْفَرْقَ بَيْنَ الرَّبِّ وَالْعَبْدِ بِنَاءً عَلَى دَعْوَاهُ أَنَّ التَّوْحِيدَ لَيْسَ فِيهِ فَرْقٌ بَيْنَ الرَّبِّ وَالْعَبْدِ وَزَعَمَ أَنَّهُ لَا يُمَيِّزُ بَيْنَ الْقَدِيمِ وَالْمُحْدَثِ إلَّا مَنْ لَيْسَ بِقَدِيمِ وَلَا مُحْدَثٍ وَهَذَا جَهْلٌ فَإِنَّ الْمَعْرِفَةَ بِأَنَّ هَذَا لَيْسَ ذَاكَ وَالتَّمْيِيزُ بَيْنَ هَذَا وَذَاكَ: لَا يَفْتَقِرُ إلَى أَنْ يَكُونَ الْعَارِفُ الْمُمَيِّزُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ لَيْسَ هُوَ أَحَدَ الشَّيْئَيْنِ؛ بَلْ الْإِنْسَانُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ هُوَ ذَلِكَ الْإِنْسَانُ الْآخَرُ مَعَ أَنَّهُ أَحَدُهُمَا فَكَيْفَ لَا يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ رَبِّهِ؛ وَإِنْ كَانَ هُوَ أَحَدَهُمَا. مجموع الفتاوى - 2/ 299 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م. يعني أنا الجنيد قد عرف التوحيد و ابن عربي قد كذب
و قال الإمام ابن القيم: وقال شيخ الطريقة وإِمام الطائفة الجنيد بن محمد قدّس الله روحه: الطرق كلها مسدودة إلا طريق من اقتفى آثار النبى صلى الله عليه وسلم، فإِن الله عَزَّ وجَلَّ يقول: "وَعِزَّتِى وَجَلالِى لَوْ أَتُونِى مِنْ كُلِّ طَرِيقٍ، وَاسْتَفْتَحُوا مِنْ كُلِّ بَابٍ، لَمَا فَتَحتُ لَهُمْ حَتَّى يَدخُلُوا خَلْفَكَ". طريق الهجرتين و باب السعادتين, 7
قال الجنيد رحمه الله: الحياء رؤية الآلاء ورؤية التقصير فيتولد بينهما حالة تسمى الحياء وحقيقته خلق يبعث على ترك القبائح ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق- مدارج السالكين – الجزء الثاني, 259
قال سيد الطائفة وشيخهم الجنيد بن محمد رحمه الله: الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على من اقتفى آثار الرسول وقال: من لم يحفظ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الأمر لأن علمنا مقيد بالكتاب والسنة وقال: مذهبنا هذا مقيد بأصول الكتاب والسنة وقال أبو حفص رحمه الله: من لم يزن أفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره فلا يعد في ديوان الرجال - مدارج السالكين – الجزء الثاني, 464
قال أبو بكر الكتاني جرت مسألة بمكة أيام الموسم في المحبة فتكلم الشيوخ فيها وكان الجنيد أصغرهم سنا فقالوا له هات ما عندك يا عراقي فأطرق ساعة ودمعت عيناه ثم قال عبد ذاهب عن نفسه ومتصل بذكر ربه قائم بأداء حقوقه ناظر إليه بقلبه أحرق قلبه أنوار هيبته وصفا شربه من كأس وده وانكشف له الجبار من أستار غيبه فإن تكلم فبالله وإن نطق فعن الله وإن عمل فبأمر الله وإن سكن فمع الله فهو لله وبالله ومع الله فبكى الشيوخ وقالوا ما على هذا مزيد جبرك الله يا تاج العارفين. مدارج السالكين – الجزء الثالث, 376
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/311)
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 11:47 م]ـ
فإن الجهل عدو الإنسان, سجعله متبع كل ناعق ضال. فبعض الناس لأجل جهلهم أم ظلمهم كذبوا على قطب العارفين بالله, كما سماه ابن القيم, الجنيد البغدادي, فسأقتبس من كلامهم شواهد كثيرة على ذلك. كثيرا ما اقتبساه الشيخان معترفين بفضله و علو مكانته, فيقول الشيخ الإسلام ابن تيمية:
ذكر ابن تيمية أن بعض الملاحدة يُوهِمُونَ الْجُهَّالَ أَنَّهُمْ مَشَايِخُ الْإِسْلَامِ وَأَئِمَّةُ الْهُدَى, فمن عدّه في أئمة الهدى؟؟؟ قال:
الَّذِينَ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْأُمَّةِ مِثْلُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَالْأَوْزَاعِي وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ والْفُضَيْل بْنِ عِيَاضٍ وَمَعْرُوفٍ الْكَرْخِي وَالشَّافِعِيِّ وَأَبِي سُلَيْمَانَ وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَبِشْرٍ الْحَافِي وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ وَشَقِيقٍ البلخي وَمَنْ لَا يُحْصَى كَثْرَةٌ. إلَى مِثْلِ الْمُتَأَخِّرِينَ: مِثْلُ الْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ القواريري وَسَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التستري وَعُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ الْمَكِّيِّ وَمَنْ بَعْدَهُمْ - إلَى أَبِي طَالِبٍ الْمَكِّيِّ إلَى مِثْلِ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ الكيلاني وَالشَّيْخِ عَدِيٍّ وَالشَّيْخِ أَبِي الْبَيَانِ وَالشَّيْخِ أَبِي مَدِينٍ وَالشَّيْخِ عَقِيلٍ وَالشَّيْخِ أَبِي الْوَفَاءِ وَالشَّيْخِ رَسْلَانَ وَالشَّيْخِ عَبْدِ الرَّحِيمِ وَالشَّيْخِ عَبْدِ اللَّهِ اليونيني وَالشَّيْخِ الْقُرَشِيِّ وَأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ الْمَشَايِخِ الَّذِينَ كَانُوا بِالْحِجَازِ وَالشَّامِ وَالْعِرَاقِ وَمِصْرَ وَالْمَغْرِبِ وَخُرَاسَانَ مِنْ الْأَوَّلِينَ والآخرين.
مجموع الفتاوى - 2/ 474 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
فعدّ الجنيد في أئمة الهدى من المتأخرين, كما عدّ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَالْأَوْزَاعِي من المتقدمين!!! و ذكرهم بأعيانهم, لا جمليا!!!
و قال: وَكَثِيرٌ مِنْ الْحُلُولِيَّةِ وَالْإِبَاحِيَّةِ يُنْكِرُ عَلَى الْجُنَيْد وَأَمْثَالِهِ مِنْ شُيُوخِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ الْمُتَّبِعِينَ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مَا قَالُوهُ مِنْ نَفْيِ الْحُلُولِ وَمَا قَالُوهُ فِي إثْبَاتِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَيَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يُكَمِّلُوا مَعْرِفَةَ الْحَقِيقَةِ كَمَا كَمَّلَهَا هُوَ وَأَمْثَالُهُ مِنْ الْحُلُولِيَّةِ وَالْإِبَاحِيَّةِ. مجموع الفتاوى - 5/ 126 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
فقال للجنيد أنه مِنْ شُيُوخِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ الْمُتَّبِعِينَ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ و أن لذلك يُنْكِرُ عَلَيه الْحُلُولِيَّةِ وَالْإِبَاحِيَّةِ!!!
سبحان الله, انظروا هذا:
وَأَمَّا الَّذِينَ جَمَعُوا الْآرَاءَ الْفَلْسَفِيَّةَ الْفَاسِدَةَ وَالْخَيَالَاتِ الصُّوفِيَّةَ الْكَاسِدَةَ كَابْنِ عَرَبِيٍّ وَأَمْثَالِهِ؛ فَهُمْ مِنْ أَضَلِّ أَهْلِ الْأَرْضِ. وَلِهَذَا كَانَ الْجُنَيْد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَيِّدُ الطَّائِفَةِ إمَامَ هُدًى فَكَانَ قَدْ عَرَفَ مَا يَعْرِضُ لِبَعْضِ السَّالِكِينَ فَلَمَّا سُئِلَ عَنْ التَّوْحِيدِ قَالَ: التَّوْحِيدُ إفْرَادُ الْحُدُوثِ عَنْ الْقِدَمِ. فَبَيَّنَ أَنَّهُ يُمَيِّزُ الْمُحْدَثَ عَنْ الْقَدِيمِ تَحْذِيرًا عَنْ الْحُلُولِ وَالِاتِّحَادِ. مجموع الفتاوى - 5/ 491 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
فقال للجيد رضي الله عنه, و يقول ذلك ابن تيمية في الذين يحترمهم احتراما شديدا, و قال أنه إمام الهدى!!!
قال: والْجُنَيْد وَأَمْثَالُهُ أَئِمَّةُ هُدًى وَمَنْ خَالَفَهُ فِي ذَلِكَ فَهُوَ ضَالٌّ. مجموع الفتاوى - 5/ 492 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
لا تعليق على هذا!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/312)
و قال: وَأَمَّا أَئِمَّةُ الصُّوفِيَّةِ وَالْمَشَايِخُ الْمَشْهُورُونَ مِنْ الْقُدَمَاءِ: مِثْلُ الْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَتْبَاعِهِ وَمِثْلُ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ وَأَمْثَالِهِ فَهَؤُلَاءِ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ لُزُومًا لِلْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَتَوْصِيَةً بِاتِّبَاعِ ذَلِكَ وَتَحْذِيرًا مِنْ الْمَشْيِ مَعَ الْقَدَرِ كَمَا مَشَى أَصْحَابُهُمْ أُولَئِكَ. مجموع الفتاوى - 8/ 369 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
لا تعليق على هذا!!!
فَإِنَّ الْجُنَيْد - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ - كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَى فَسُئِلَ عَنْ التَّوْحِيدِ فَقَالَ: " التَّوْحِيدُ " إفْرَادُ الْحُدُوثِ عَنْ الْقِدَمِ. فَبَيَّنَ أَنَّ التَّوْحِيدَ أَنْ تُمَيِّزَ بَيْنَ الْقَدِيمِ وَالْمُحْدَثِ وَبَيْنَ الْخَالِقِ وَالْمَخْلُوقِ. وَصَاحِبُ " الْفُصُوصِ " أَنْكَرَ هَذَا. مجموع الفتاوى - 11/ 240 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
لا تعليق على هذا!!!
و قال: فَأَمَّا الْمُسْتَقِيمُونَ مِنْ السَّالِكِينَ كَجُمْهُورِ مَشَايِخِ السَّلَفِ: مِثْلِ الْفُضَيْل بْنِ عِيَاضِ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ وَأَبِي سُلَيْمَانَ الداراني وَمَعْرُوفٍ الْكَرْخِي وَالسَّرِيِّ السقطي والْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْمُتَقَدِّمِينَ، وَمِثْلِ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ وَالشَّيْخِ حَمَّادٍ وَالشَّيْخِ أَبِي الْبَيَانِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ. فَهُمْ لَا يُسَوِّغُونَ لِلسَّالِكِ وَلَوْ طَارَ فِي الْهَوَاءِ أَوْ مَشَى عَلَى الْمَاءِ أَنْ يَخْرُجَ عَنْ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ الشَّرْعِيَّيْنِ بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَ الْمَأْمُورَ وَيَدَعَ الْمَحْظُورَ إلَى أَنْ يَمُوتَ وَهَذَا هُوَ الْحَقُّ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَإِجْمَاعُ السَّلَفِ. وَهَذَا كَثِيرٌ فِي كَلَامِهِمْ: كَقَوْلِ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ فِي كِتَابِ (فُتُوحِ الْغَيْبِ: " اُخْرُجْ مِنْ نَفْسِك وَتَنَحَّ عَنْهَا وَانْعَزِلْ عَنْ مُلْكِك. وَسَلِّمْ الْكُلَّ إلَى اللَّهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - وَكُنْ بَوَّابَهُ عَلَى بَابِ قَلْبِك، وَامْتَثِلْ أَمْرَهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - فِي إدْخَالِ مَنْ يَأْمُرُك بِإِدْخَالِهِ وَانْتَهِ نَهْيَهُ فِي صَدِّ مَنْ يَأْمُرُك بِصَدِّهِ. فَلَا تُدْخِلْ الْهَوَى قَلْبَك بَعْدَ أَنْ خَرَجَ مِنْهُ وَإِخْرَاجُ الْهَوَى مِنْ الْقَلْبِ بِمُخَالَفَتِهِ، وَتَرْكِ مُتَابَعَتِهِ فِي الْأَحْوَالِ كُلِّهَا وَإِدْخَالُهُ فِي الْقَلْبِ بِمُتَابَعَتِهِ وَمُوَافَقَتِهِ فَلَا تُرَدْ إرَادَةٌ غَيْرُ إرَادَتِهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْك غَيْرٌ وَهُوَ وَادِي الْحَمْقَى وَفِيهِ حَتْفُك وَهَلَاكُك وَسُقُوطُك مِنْ عَيْنِهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - وَحِجَابُك عَنْهُ. احْفَظْ أَبَدًا أَمْرَهُ وَانْتَهِ أَبَدًا نَهْيَهُ وَسَلِّمْ إلَيْهِ أَبَدًا مَقْدُورَهُ وَلَا تُشْرِكْهُ بِشَيْءِ مِنْ خَلْقِهِ فَإِرَادَتُك وَهَوَاك وَشَهَوَاتُك خَلْقُهُ فَلَا تَرُدَّ وَلَا تَهْوَى وَلَا تَشْتَهِ لِئَلَّا يَكُونَ شِرْكًا. مجموع الفتاوى - 10/ 517. -الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
فعدّ الجنيد في الْمُسْتَقِيمُينَ مِنْ السَّالِكِينَ على صراط مستقيم
و قال: وَكَانَ الْجُنَيْد - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - سَيِّدَ الطَّائِفَةِ وَمِنْ أَحْسَنِهِمْ تَعْلِيمًا وَتَأْدِيبًا وَتَقْوِيمًا!!! مجموع الفتاوى - 10/ 686. -الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
و قال: وَقَالَ الْجُنَيْد بْنُ مُحَمَّدٍ: عِلْمُنَا مُقَيَّدٌ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ فَمَنْ لَمْ يَقْرَأْ الْقُرْآنَ وَيَكْتُبْ الْحَدِيثَ لَا يَصِحُّ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي عِلْمِنَا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. مجموع الفتاوى - 10/ 719. -الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/313)
و قال: فَطَائِفَةٌ ذَمَّتْ " الصُّوفِيَّةَ وَالتَّصَوُّفَ ". وَقَالُوا: إنَّهُمْ مُبْتَدِعُونَ خَارِجُونَ عَنْ السُّنَّةِ وَنُقِلَ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ فِي ذَلِكَ مِنْ الْكَلَامِ مَا هُوَ مَعْرُوفٌ وَتَبِعَهُمْ عَلَى ذَلِكَ طَوَائِفُ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْكَلَامِ. وَطَائِفَةٌ غَلَتْ فِيهِمْ وَادَّعَوْا أَنَّهُمْ أَفْضَلُ الْخَلْقِ وَأَكْمَلُهُمْ بَعْدَ الْأَنْبِيَاءِ وَكِلَا طَرَفَيْ هَذِهِ الْأُمُورِ ذَمِيمٌ. وَ " الصَّوَابُ " أَنَّهُمْ مُجْتَهِدُونَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ كَمَا اجْتَهَدَ غَيْرُهُمْ مِنْ أَهْلِ طَاعَةِ اللَّهِ فَفِيهِمْ السَّابِقُ الْمُقَرَّبُ بِحَسَبِ اجْتِهَادِهِ وَفِيهِمْ الْمُقْتَصِدُ الَّذِي هُوَ مِنْ أَهْلِ الْيَمِينِ وَفِي كُلٍّ مِنْ الصِّنْفَيْنِ مَنْ قَدْ يَجْتَهِدُ فَيُخْطِئُ وَفِيهِمْ مَنْ يُذْنِبُ فَيَتُوبُ أَوْ لَا يَتُوبُ. وَمِنْ الْمُنْتَسِبِينَ إلَيْهِمْ مَنْ هُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ عَاصٍ لِرَبِّهِ. وَقَدْ انْتَسَبَ إلَيْهِمْ طَوَائِفُ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالزَّنْدَقَةِ؛ وَلَكِنْ عِنْدَ الْمُحَقِّقِينَ مِنْ أَهْلِ التَّصَوُّفِ لَيْسُوا مِنْهُمْ: كَالْحَلَّاجِ مَثَلًا؛ فَإِنَّ أَكْثَرَ مَشَايِخِ الطَّرِيقِ أَنْكَرُوهُ وَأَخْرَجُوهُ عَنْ الطَّرِيقِ. مِثْلُ: الْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الطَّائِفَةِ وَغَيْرِهِ. كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِي؛ فِي " طَبَقَاتِ الصُّوفِيَّةِ " وَذَكَرَهُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِ بَغْدَادَ. فَهَذَا أَصْلُ التَّصَوُّفِ. مجموع الفتاوى - 11/ 18. -الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْته مِنْ أَنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ يَجِبُ عَلَيْهِمْ الِاعْتِصَامُ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِمْ مَعْصُومٌ يَسُوغُ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ اتِّبَاعُ مَا يَقَعُ فِي قَلْبِهِ مِنْ غَيْرِ اعْتِبَارٍ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ هُوَ مِمَّا اتَّفَقَ عَلَيْهِ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ خَالَفَ فِي هَذَا فَلَيْسَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ الَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ بِاتِّبَاعِهِمْ؛ بَلْ إمَّا أَنْ يَكُونَ كَافِرًا وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مُفْرِطًا فِي الْجَهْلِ. وَهَذَا كَثِيرٌ فِي كَلَامِ الْمَشَايِخِ كَقَوْلِ الشَّيْخِ أَبِي سُلَيْمَانَ الداراني: إنَّهُ لَيَقَعُ فِي قَلْبِي النُّكْتَةُ مِنْ نُكَتِ الْقَوْمِ فَلَا أَقْبَلُهَا إلَّا بِشَاهِدَيْنِ: الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْجُنَيْد رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: عِلْمُنَا هَذَا مُقَيَّدٌ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَمَنْ لَمْ يَقْرَأْ الْقُرْآنَ وَيَكْتُبْ الْحَدِيثَ لَا يَصْلُحُ لَهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي عِلْمِنَا أَوْ قَالَ: لَا يُقْتَدَى بِهِ. مجموع الفتاوى - 11/ 210. -الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
و قال: فَإِنَّ ابْنَ عَرَبِيٍّ وَأَمْثَالَهُ وَإِنْ ادَّعَوْا أَنَّهُمْ مَنَّ الصُّوفِيَّةِ فَهُمْ مِنْ صُوفِيَّةِ الْمَلَاحِدَةِ الْفَلَاسِفَةِ لَيْسُوا مِنْ صُوفِيَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونُوا مِنْ مَشَايِخِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ: كالْفُضَيْل بْنِ عِيَاضٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ وَأَبِي سُلَيْمَانَ الداراني وَمَعْرُوفٍ الْكَرْخِي والْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التستري وَأَمْثَالِهِمْ - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ. مجموع الفتاوى - 11/ 233. -الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/314)
و قال: فَإِنَّ الصَّحَابَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ كَانُوا أَكْمَلَ وَأَقْوَى وَأَثْبَتَ فِي الْأَحْوَالِ الْإِيمَانِيَّةِ مِنْ أَنْ تَغِيبَ عُقُولُهُمْ. أَوْ يَحْصُلَ لَهُمْ غَشْيٌ أَوْ صَعْقٌ أَوْ سُكْرٌ أَوْ فَنَاءٌ أَوْ وَلَهٌ أَوْ جُنُونٌ. وَإِنَّمَا كَانَ مَبَادِئُ هَذِهِ الْأُمُورِ فِي التَّابِعِينَ مِنْ عُبَّادِ الْبَصْرَةِ فَإِنَّهُ كَانَ فِيهِمْ مَنْ يُغْشَى عَلَيْهِ إذَا سَمِعَ الْقُرْآنَ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُوتُ: كَأَبِي جهير الضَّرِيرِ. وزرارة بْنِ أَوْفَى قَاضِي الْبَصْرَةِ. وَكَذَلِكَ صَارَ فِي شُيُوخِ الصُّوفِيَّةِ مَنْ يَعْرِضُ لَهُ مِنْ الْفَنَاءِ وَالسُّكْرِ مَا يَضْعُفُ مَعَهُ تَمْيِيزُهُ حَتَّى يَقُولَ فِي تِلْكَ الْحَالِ مِنْ الْأَقْوَالِ مَا إذَا صَحَا عَرَفَ أَنَّهُ غَالَطَ فِيهِ كَمَا يُحْكَى نَحْوُ ذَلِكَ عَنْ مِثْلِ أَبِي يَزِيدَ وَأَبِي الْحُسَينِ النُّورِيِّ وَأَبِي بَكْرٍ الشِّبْلِيِّ وَأَمْثَالِهِمْ. بِخِلَافِ أَبِي سُلَيْمَانَ الداراني وَمَعْرُوفٍ الْكَرْخِي والْفُضَيْل بْنِ عِيَاضٍ بَلْ وَبِخِلَافِ الْجُنَيْد وَأَمْثَالِهِمْ مِمَّنْ كَانَتْ عُقُولُهُمْ وَتَمْيِيزُهُمْ يَصْحَبُهُمْ فِي أَحْوَالِهِمْ فَلَا يَقَعُونَ فِي مِثْلِ هَذَا الْفَنَاءِ وَالسُّكْرِ وَنَحْوِهِ بَلْ الكمل تَكُونُ قُلُوبُهُمْ لَيْسَ فِيهَا سِوَى مَحَبَّةِ اللَّهِ وَإِرَادَتِهِ وَعِبَادَتِهِ وَعِنْدَهُمْ مِنْ سَعَةِ الْعِلْمِ وَالتَّمْيِيزِ مَا يَشْهَدُونَ الْأُمُورَ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ بَلْ يَشْهَدُونَ الْمَخْلُوقَاتِ قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ مُدَبَّرَةً بِمَشِيئَتِهِ بَلْ مُسْتَجِيبَةً لَهُ قَانِتَةً لَهُ فَيَكُونُ لَهُمْ فِيهَا تَبْصِرَةٌ وَذِكْرَى وَيَكُونُ مَا يَشْهَدُونَهُ مِنْ ذَلِكَ مُؤَيَّدًا وَمُمَدًّا لِمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ إخْلَاصِ الدِّينِ وَتَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ لَهُ وَالْعِبَادَةِ لَهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. وَهَذِهِ " الْحَقِيقَةُ " الَّتِي دَعَا إلَيْهَا الْقُرْآنُ وَقَامَ بِهَا أَهْلُ تَحْقِيقِ الْإِيمَانِ والكمل مِنْ أَهْلِ الْعِرْفَانِ. مجموع الفتاوى - 10/ 221 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
فإن الجنيد كان في أعماله و أحواله مِنْ أَهْلِ الْعِرْفَانِ المتبعين لسيد الأكوان نبينا محمد صلى الله عليه و سلم!!!
و قال: وَأَهْلُ " الْعِبَادَاتِ الْبِدْعِيَّةِ " يُزَيِّنُ لَهُمْ الشَّيْطَانُ تِلْكَ الْعِبَادَاتِ وَيُبَغِّضُ إلَيْهِمْ السُّبُلَ الشَّرْعِيَّةَ حَتَّى يُبَغِّضَهُمْ فِي الْعِلْمِ وَالْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ فَلَا يُحِبُّونَ سَمَاعَ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ وَلَا ذِكْرَهُ وَقَدْ يُبَغِّضُ إلَيْهِمْ حَتَّى الْكِتَابَ فَلَا يُحِبُّونَ كِتَابًا وَلَا مَنْ مَعَهُ كِتَابٌ وَلَوْ كَانَ مُصْحَفًا أَوْ حَدِيثًا؛ كَمَا حَكَى النصرباذي أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: يَدَعُ عِلْمَ الْخِرَقِ وَيَأْخُذُ عِلْمَ الْوَرَقِ قَالَ: وَكُنْت أَسْتُرُ أَلْوَاحِي مِنْهُمْ فَلَمَّا كَبِرْت احْتَاجُوا إلَى عِلْمِي. وَكَذَلِكَ حَكَى السَّرِيُّ السقطي: أَنَّ وَاحِدًا مِنْهُمْ دَخَلَ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَأَى عِنْدَهُ مِحْبَرَةً وَقَلَمًا خَرَجَ وَلَمْ يَقْعُدْ عِنْدَهُ؛ وَلِهَذَا قَالَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التستري: يَا مَعْشَرَ الصُّوفِيَّةِ لَا تُفَارِقُوا السَّوَادَ عَلَى الْبَيَاضِ فَمَا فَارَقَ أَحَدٌ السَّوَادَ عَلَى الْبَيَاضِ إلَّا تَزَنْدَقَ. وَقَالَ الْجُنَيْد: عِلْمُنَا هَذَا مَبْنِيٌّ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَمَنْ لَمْ يَقْرَأْ الْقُرْآنَ وَيَكْتُبْ الْحَدِيثَ لَا يُقْتَدَى بِهِ فِي هَذَا الشَّأْنِ. مجموع الفتاوى - 10/ 412 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
و انظروا الآن كيف يحمل الكلام المشكل المنتسب إلى الجنيد على أحسن المحامل و ذلك يدل على شدة احترامه له:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/315)
وَمَا نُقِلَ عَنْ " الْجُنَيْد " أَنَّهُ قَالَ: انْتَهَى عَقْلُ الْعُقَلَاءِ إلَى الْحَيْرَةِ فَهَذَا مَا أَعْرِفُهُ مِنْ كَلَامِ الْجُنَيْد. وَفِيهِ نَظَرٌ هَلْ قَالَهُ وَلَعَلَّ الْأَشْبَهَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَلَامِهِ الْمَعْهُودِ؛ فَإِنْ كَانَ قَدْ قَالَ هَذَا فَأَرَادَ عَدَمَ الْعِلْمِ بِمَا لَمْ يَصِلْ إلَيْهِ؛ لَمْ يُرِدْ بِذَلِكَ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ وَالْأَوْلِيَاءَ لَمْ يَحْصُلْ يَقِينٌ وَمَعْرِفَةٌ وَهُدًى وَعِلْمٌ؛ فَإِنَّ الْجُنَيْد أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُرِيدَ هَذَا وَهَذَا الْكَلَامُ مَرْدُودٌ عَلَى مَنْ قَالَهُ. مجموع الفتاوى - 10/ 392 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
فأين أنتم من موقف الشيخ؟؟؟
و كان الجنيد يكفّر ملاحدة الصوفية و زنادقهم, فقال ابن تيمية:
وَإِنَّ شُيُوخَ الصُّوفِيَّةِ الْكِبَارَ كالْفُضَيْل بْنِ عِيَاضٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ وَأَبِي سُلَيْمَانَ الداراني وَعَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الشِّبْلِيِّ والْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التستري وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ خَفِيفٍ الشِّيرَازِيِّ وَنَحْوِهِمْ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - كَانُوا مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ تَكْفِيرًا لِهَؤُلَاءِ. مجموع الفتاوى - 11/ 353 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
فانظروا احترامه لِهَؤُلَاءِ شُيُوخ الصُّوفِيَّةِ الْكِبَار! رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ!
و قال للإتحادية: ثُمَّ كَثِيرٌ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَقِلُ إلَى وَحْدَةِ الْوُجُودِ. وَهُمْ الَّذِينَ خَالَفُوا الْجُنَيْد وَأَئِمَّةَ الدِّينِ فِي التَّوْحِيدِ. مجموع الفتاوى - 14/ 357 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
و قال أن الرَّافِضَةُ كَفَّرَتْ أَعْلَامَ الْمِلَّةِ, فمن هم أَعْلَامَ الْمِلَّةِ؟؟؟ قال: فَيُكَفِّرُونَ كُلَّ مَنْ اعْتَقَدَ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الْعَدَالَةَ أَوْ تَرَضَّى عَنْهُمْ كَمَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَوْ يَسْتَغْفِرُ لَهُمْ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ بِالِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ وَلِهَذَا يُكَفِّرُونَ أَعْلَامَ الْمِلَّةِ: مِثْلَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي مُسْلِمٍ الخولاني وَأُوَيْسٍ الْقَرْنِيِّ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِي وَمِثْلِ مَالِكٍ وَالْأَوْزَاعِي وَأَبِي حَنِيفَةَ وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَالثَّوْرِيِّ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ وفضيل بْنِ عِيَاضٍ وَأَبِي سُلَيْمَانَ الداراني وَمَعْرُوفٍ الْكَرْخِي والْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التستري وَغَيْرِ هَؤُلَاءِ. مجموع الفتاوى - 28/ 477 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
و قال ابن تيمية: وَقَدْ قِيلَ للجنيد إنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ: إنَّهُمْ يُصَلُّونَ مِنْ طَرِيقِ الْبِرِّ إلَى أَنْ تَسْقُطَ عَنْهُمْ الْفَرَائِضُ وَتُبَاحَ لَهُمْ الْمَحَارِمُ - أَوْ نَحْوُ هَذَا الْكَلَامِ - فَقَالَ: الزِّنَا وَالسَّرِقَةُ وَشُرْبُ الْخَمْرِ: خَيْرٌ مِنْ هَذَا. مجموع الفتاوى - 2/ 96 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
و قال ابن تيمية: فَالْقَوْلُ بِالْحُلُولِ أَوْ مَا يُنَاسِبُهُ: وَقَعَ فِيهِ كَثِيرٌ مِنْ مُتَأَخِّرِي الصُّوفِيَّةِ؛ وَلِهَذَا كَانَ أَئِمَّةُ الْقَوْمِ يُحَذِّرُونَ مِنْهُ: كَمَا فِي قَوْلِ الْجُنَيْد - لَمَّا سُئِلَ عَنْ التَّوْحِيدِ - فَقَالَ: التَّوْحِيدُ إفْرَادُ الْحُدُوثِ عَنْ الْقِدَمِ فَبَيَّنَ أَنَّ التَّوْحِيدَ أَنْ يُمَيَّزَ بَيْنَ الْقَدِيمِ وَالْمُحْدَثِ. وَقَدْ أَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ابْنُ عَرَبِيٍّ - صَاحِبُ الْفُصُوصِ - وَادَّعَى أَنَّ الْجُنَيْد وَأَمْثَالَهُ مَاتُوا وَمَا عَرَفُوا التَّوْحِيدَ لَمَّا أَثْبَتُوا الْفَرْقَ بَيْنَ الرَّبِّ وَالْعَبْدِ بِنَاءً عَلَى دَعْوَاهُ أَنَّ التَّوْحِيدَ لَيْسَ فِيهِ فَرْقٌ بَيْنَ الرَّبِّ وَالْعَبْدِ وَزَعَمَ أَنَّهُ لَا يُمَيِّزُ بَيْنَ الْقَدِيمِ وَالْمُحْدَثِ إلَّا مَنْ لَيْسَ بِقَدِيمِ وَلَا مُحْدَثٍ وَهَذَا جَهْلٌ فَإِنَّ الْمَعْرِفَةَ بِأَنَّ هَذَا لَيْسَ ذَاكَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/316)
وَالتَّمْيِيزُ بَيْنَ هَذَا وَذَاكَ: لَا يَفْتَقِرُ إلَى أَنْ يَكُونَ الْعَارِفُ الْمُمَيِّزُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ لَيْسَ هُوَ أَحَدَ الشَّيْئَيْنِ؛ بَلْ الْإِنْسَانُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ هُوَ ذَلِكَ الْإِنْسَانُ الْآخَرُ مَعَ أَنَّهُ أَحَدُهُمَا فَكَيْفَ لَا يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ رَبِّهِ؛ وَإِنْ كَانَ هُوَ أَحَدَهُمَا. مجموع الفتاوى - 2/ 299 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م. يعني أنا الجنيد قد عرف التوحيد و ابن عربي قد كذب
و قال الإمام ابن القيم: وقال شيخ الطريقة وإِمام الطائفة الجنيد بن محمد قدّس الله روحه: الطرق كلها مسدودة إلا طريق من اقتفى آثار النبى صلى الله عليه وسلم، فإِن الله عَزَّ وجَلَّ يقول: "وَعِزَّتِى وَجَلالِى لَوْ أَتُونِى مِنْ كُلِّ طَرِيقٍ، وَاسْتَفْتَحُوا مِنْ كُلِّ بَابٍ، لَمَا فَتَحتُ لَهُمْ حَتَّى يَدخُلُوا خَلْفَكَ". طريق الهجرتين و باب السعادتين, 7
قال الجنيد رحمه الله: الحياء رؤية الآلاء ورؤية التقصير فيتولد بينهما حالة تسمى الحياء وحقيقته خلق يبعث على ترك القبائح ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق- مدارج السالكين – الجزء الثاني, 259
قال سيد الطائفة وشيخهم الجنيد بن محمد رحمه الله: الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على من اقتفى آثار الرسول وقال: من لم يحفظ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الأمر لأن علمنا مقيد بالكتاب والسنة وقال: مذهبنا هذا مقيد بأصول الكتاب والسنة وقال أبو حفص رحمه الله: من لم يزن أفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره فلا يعد في ديوان الرجال - مدارج السالكين – الجزء الثاني, 464
قال أبو بكر الكتاني جرت مسألة بمكة أيام الموسم في المحبة فتكلم الشيوخ فيها وكان الجنيد أصغرهم سنا فقالوا له هات ما عندك يا عراقي فأطرق ساعة ودمعت عيناه ثم قال عبد ذاهب عن نفسه ومتصل بذكر ربه قائم بأداء حقوقه ناظر إليه بقلبه أحرق قلبه أنوار هيبته وصفا شربه من كأس وده وانكشف له الجبار من أستار غيبه فإن تكلم فبالله وإن نطق فعن الله وإن عمل فبأمر الله وإن سكن فمع الله فهو لله وبالله ومع الله فبكى الشيوخ وقالوا ما على هذا مزيد جبرك الله يا تاج العارفين. مدارج السالكين – الجزء الثالث, 376
بمثل هذا فلينطق من نطق.
رحمك الله وغفر لك ولوالديك ولمن علمك.
ـ[محمود البدري]ــــــــ[23 - 10 - 10, 05:58 ص]ـ
فإن الجهل عدو الإنسان, سجعله متبع كل ناعق ضال. فبعض الناس لأجل جهلهم أم ظلمهم كذبوا على قطب العارفين بالله, كما سماه ابن القيم, الجنيد البغدادي, فسأقتبس من كلامهم شواهد كثيرة على ذلك. كثيرا ما اقتبساه الشيخان معترفين بفضله و علو مكانته, فيقول الشيخ الإسلام ابن تيمية:
ذكر ابن تيمية أن بعض الملاحدة يُوهِمُونَ الْجُهَّالَ أَنَّهُمْ مَشَايِخُ الْإِسْلَامِ وَأَئِمَّةُ الْهُدَى, فمن عدّه في أئمة الهدى؟؟؟ قال:
الَّذِينَ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْأُمَّةِ مِثْلُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَالْأَوْزَاعِي وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ والْفُضَيْل بْنِ عِيَاضٍ وَمَعْرُوفٍ الْكَرْخِي وَالشَّافِعِيِّ وَأَبِي سُلَيْمَانَ وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَبِشْرٍ الْحَافِي وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ وَشَقِيقٍ البلخي وَمَنْ لَا يُحْصَى كَثْرَةٌ. إلَى مِثْلِ الْمُتَأَخِّرِينَ: مِثْلُ الْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ القواريري وَسَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التستري وَعُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ الْمَكِّيِّ وَمَنْ بَعْدَهُمْ - إلَى أَبِي طَالِبٍ الْمَكِّيِّ إلَى مِثْلِ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ الكيلاني وَالشَّيْخِ عَدِيٍّ وَالشَّيْخِ أَبِي الْبَيَانِ وَالشَّيْخِ أَبِي مَدِينٍ وَالشَّيْخِ عَقِيلٍ وَالشَّيْخِ أَبِي الْوَفَاءِ وَالشَّيْخِ رَسْلَانَ وَالشَّيْخِ عَبْدِ الرَّحِيمِ وَالشَّيْخِ عَبْدِ اللَّهِ اليونيني وَالشَّيْخِ الْقُرَشِيِّ وَأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ الْمَشَايِخِ الَّذِينَ كَانُوا بِالْحِجَازِ وَالشَّامِ وَالْعِرَاقِ وَمِصْرَ وَالْمَغْرِبِ وَخُرَاسَانَ مِنْ الْأَوَّلِينَ والآخرين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/317)
مجموع الفتاوى - 2/ 474 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
فعدّ الجنيد في أئمة الهدى من المتأخرين, كما عدّ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَالْأَوْزَاعِي من المتقدمين!!! و ذكرهم بأعيانهم, لا جمليا!!!
و قال: وَكَثِيرٌ مِنْ الْحُلُولِيَّةِ وَالْإِبَاحِيَّةِ يُنْكِرُ عَلَى الْجُنَيْد وَأَمْثَالِهِ مِنْ شُيُوخِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ الْمُتَّبِعِينَ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مَا قَالُوهُ مِنْ نَفْيِ الْحُلُولِ وَمَا قَالُوهُ فِي إثْبَاتِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَيَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يُكَمِّلُوا مَعْرِفَةَ الْحَقِيقَةِ كَمَا كَمَّلَهَا هُوَ وَأَمْثَالُهُ مِنْ الْحُلُولِيَّةِ وَالْإِبَاحِيَّةِ. مجموع الفتاوى - 5/ 126 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
فقال للجنيد أنه مِنْ شُيُوخِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ الْمُتَّبِعِينَ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ و أن لذلك يُنْكِرُ عَلَيه الْحُلُولِيَّةِ وَالْإِبَاحِيَّةِ!!!
سبحان الله, انظروا هذا:
وَأَمَّا الَّذِينَ جَمَعُوا الْآرَاءَ الْفَلْسَفِيَّةَ الْفَاسِدَةَ وَالْخَيَالَاتِ الصُّوفِيَّةَ الْكَاسِدَةَ كَابْنِ عَرَبِيٍّ وَأَمْثَالِهِ؛ فَهُمْ مِنْ أَضَلِّ أَهْلِ الْأَرْضِ. وَلِهَذَا كَانَ الْجُنَيْد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَيِّدُ الطَّائِفَةِ إمَامَ هُدًى فَكَانَ قَدْ عَرَفَ مَا يَعْرِضُ لِبَعْضِ السَّالِكِينَ فَلَمَّا سُئِلَ عَنْ التَّوْحِيدِ قَالَ: التَّوْحِيدُ إفْرَادُ الْحُدُوثِ عَنْ الْقِدَمِ. فَبَيَّنَ أَنَّهُ يُمَيِّزُ الْمُحْدَثَ عَنْ الْقَدِيمِ تَحْذِيرًا عَنْ الْحُلُولِ وَالِاتِّحَادِ. مجموع الفتاوى - 5/ 491 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
فقال للجيد رضي الله عنه, و يقول ذلك ابن تيمية في الذين يحترمهم احتراما شديدا, و قال أنه إمام الهدى!!!
قال: والْجُنَيْد وَأَمْثَالُهُ أَئِمَّةُ هُدًى وَمَنْ خَالَفَهُ فِي ذَلِكَ فَهُوَ ضَالٌّ. مجموع الفتاوى - 5/ 492 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
لا تعليق على هذا!!!
و قال: وَأَمَّا أَئِمَّةُ الصُّوفِيَّةِ وَالْمَشَايِخُ الْمَشْهُورُونَ مِنْ الْقُدَمَاءِ: مِثْلُ الْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَتْبَاعِهِ وَمِثْلُ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ وَأَمْثَالِهِ فَهَؤُلَاءِ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ لُزُومًا لِلْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَتَوْصِيَةً بِاتِّبَاعِ ذَلِكَ وَتَحْذِيرًا مِنْ الْمَشْيِ مَعَ الْقَدَرِ كَمَا مَشَى أَصْحَابُهُمْ أُولَئِكَ. مجموع الفتاوى - 8/ 369 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
لا تعليق على هذا!!!
فَإِنَّ الْجُنَيْد - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ - كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَى فَسُئِلَ عَنْ التَّوْحِيدِ فَقَالَ: " التَّوْحِيدُ " إفْرَادُ الْحُدُوثِ عَنْ الْقِدَمِ. فَبَيَّنَ أَنَّ التَّوْحِيدَ أَنْ تُمَيِّزَ بَيْنَ الْقَدِيمِ وَالْمُحْدَثِ وَبَيْنَ الْخَالِقِ وَالْمَخْلُوقِ. وَصَاحِبُ " الْفُصُوصِ " أَنْكَرَ هَذَا. مجموع الفتاوى - 11/ 240 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
لا تعليق على هذا!!!
و قال: فَأَمَّا الْمُسْتَقِيمُونَ مِنْ السَّالِكِينَ كَجُمْهُورِ مَشَايِخِ السَّلَفِ: مِثْلِ الْفُضَيْل بْنِ عِيَاضِ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ وَأَبِي سُلَيْمَانَ الداراني وَمَعْرُوفٍ الْكَرْخِي وَالسَّرِيِّ السقطي والْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْمُتَقَدِّمِينَ، وَمِثْلِ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ وَالشَّيْخِ حَمَّادٍ وَالشَّيْخِ أَبِي الْبَيَانِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ. فَهُمْ لَا يُسَوِّغُونَ لِلسَّالِكِ وَلَوْ طَارَ فِي الْهَوَاءِ أَوْ مَشَى عَلَى الْمَاءِ أَنْ يَخْرُجَ عَنْ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ الشَّرْعِيَّيْنِ بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَ الْمَأْمُورَ وَيَدَعَ الْمَحْظُورَ إلَى أَنْ يَمُوتَ وَهَذَا هُوَ الْحَقُّ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَإِجْمَاعُ السَّلَفِ. وَهَذَا كَثِيرٌ فِي كَلَامِهِمْ: كَقَوْلِ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ فِي كِتَابِ (فُتُوحِ الْغَيْبِ: " اُخْرُجْ مِنْ نَفْسِك وَتَنَحَّ عَنْهَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/318)
وَانْعَزِلْ عَنْ مُلْكِك. وَسَلِّمْ الْكُلَّ إلَى اللَّهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - وَكُنْ بَوَّابَهُ عَلَى بَابِ قَلْبِك، وَامْتَثِلْ أَمْرَهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - فِي إدْخَالِ مَنْ يَأْمُرُك بِإِدْخَالِهِ وَانْتَهِ نَهْيَهُ فِي صَدِّ مَنْ يَأْمُرُك بِصَدِّهِ. فَلَا تُدْخِلْ الْهَوَى قَلْبَك بَعْدَ أَنْ خَرَجَ مِنْهُ وَإِخْرَاجُ الْهَوَى مِنْ الْقَلْبِ بِمُخَالَفَتِهِ، وَتَرْكِ مُتَابَعَتِهِ فِي الْأَحْوَالِ كُلِّهَا وَإِدْخَالُهُ فِي الْقَلْبِ بِمُتَابَعَتِهِ وَمُوَافَقَتِهِ فَلَا تُرَدْ إرَادَةٌ غَيْرُ إرَادَتِهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْك غَيْرٌ وَهُوَ وَادِي الْحَمْقَى وَفِيهِ حَتْفُك وَهَلَاكُك وَسُقُوطُك مِنْ عَيْنِهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - وَحِجَابُك عَنْهُ. احْفَظْ أَبَدًا أَمْرَهُ وَانْتَهِ أَبَدًا نَهْيَهُ وَسَلِّمْ إلَيْهِ أَبَدًا مَقْدُورَهُ وَلَا تُشْرِكْهُ بِشَيْءِ مِنْ خَلْقِهِ فَإِرَادَتُك وَهَوَاك وَشَهَوَاتُك خَلْقُهُ فَلَا تَرُدَّ وَلَا تَهْوَى وَلَا تَشْتَهِ لِئَلَّا يَكُونَ شِرْكًا. مجموع الفتاوى - 10/ 517. - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
فعدّ الجنيد في الْمُسْتَقِيمُينَ مِنْ السَّالِكِينَ على صراط مستقيم
و قال: وَكَانَ الْجُنَيْد - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - سَيِّدَ الطَّائِفَةِ وَمِنْ أَحْسَنِهِمْ تَعْلِيمًا وَتَأْدِيبًا وَتَقْوِيمًا!!! مجموع الفتاوى - 10/ 686. - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
و قال: وَقَالَ الْجُنَيْد بْنُ مُحَمَّدٍ: عِلْمُنَا مُقَيَّدٌ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ فَمَنْ لَمْ يَقْرَأْ الْقُرْآنَ وَيَكْتُبْ الْحَدِيثَ لَا يَصِحُّ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي عِلْمِنَا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. مجموع الفتاوى - 10/ 719. - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
و قال: فَطَائِفَةٌ ذَمَّتْ " الصُّوفِيَّةَ وَالتَّصَوُّفَ ". وَقَالُوا: إنَّهُمْ مُبْتَدِعُونَ خَارِجُونَ عَنْ السُّنَّةِ وَنُقِلَ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ فِي ذَلِكَ مِنْ الْكَلَامِ مَا هُوَ مَعْرُوفٌ وَتَبِعَهُمْ عَلَى ذَلِكَ طَوَائِفُ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْكَلَامِ. وَطَائِفَةٌ غَلَتْ فِيهِمْ وَادَّعَوْا أَنَّهُمْ أَفْضَلُ الْخَلْقِ وَأَكْمَلُهُمْ بَعْدَ الْأَنْبِيَاءِ وَكِلَا طَرَفَيْ هَذِهِ الْأُمُورِ ذَمِيمٌ. وَ " الصَّوَابُ " أَنَّهُمْ مُجْتَهِدُونَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ كَمَا اجْتَهَدَ غَيْرُهُمْ مِنْ أَهْلِ طَاعَةِ اللَّهِ فَفِيهِمْ السَّابِقُ الْمُقَرَّبُ بِحَسَبِ اجْتِهَادِهِ وَفِيهِمْ الْمُقْتَصِدُ الَّذِي هُوَ مِنْ أَهْلِ الْيَمِينِ وَفِي كُلٍّ مِنْ الصِّنْفَيْنِ مَنْ قَدْ يَجْتَهِدُ فَيُخْطِئُ وَفِيهِمْ مَنْ يُذْنِبُ فَيَتُوبُ أَوْ لَا يَتُوبُ. وَمِنْ الْمُنْتَسِبِينَ إلَيْهِمْ مَنْ هُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ عَاصٍ لِرَبِّهِ. وَقَدْ انْتَسَبَ إلَيْهِمْ طَوَائِفُ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالزَّنْدَقَةِ؛ وَلَكِنْ عِنْدَ الْمُحَقِّقِينَ مِنْ أَهْلِ التَّصَوُّفِ لَيْسُوا مِنْهُمْ: كَالْحَلَّاجِ مَثَلًا؛ فَإِنَّ أَكْثَرَ مَشَايِخِ الطَّرِيقِ أَنْكَرُوهُ وَأَخْرَجُوهُ عَنْ الطَّرِيقِ. مِثْلُ: الْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الطَّائِفَةِ وَغَيْرِهِ. كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِي؛ فِي " طَبَقَاتِ الصُّوفِيَّةِ " وَذَكَرَهُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِ بَغْدَادَ. فَهَذَا أَصْلُ التَّصَوُّفِ. مجموع الفتاوى - 11/ 18. - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/319)
وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْته مِنْ أَنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ يَجِبُ عَلَيْهِمْ الِاعْتِصَامُ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِمْ مَعْصُومٌ يَسُوغُ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ اتِّبَاعُ مَا يَقَعُ فِي قَلْبِهِ مِنْ غَيْرِ اعْتِبَارٍ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ هُوَ مِمَّا اتَّفَقَ عَلَيْهِ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ خَالَفَ فِي هَذَا فَلَيْسَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ الَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ بِاتِّبَاعِهِمْ؛ بَلْ إمَّا أَنْ يَكُونَ كَافِرًا وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مُفْرِطًا فِي الْجَهْلِ. وَهَذَا كَثِيرٌ فِي كَلَامِ الْمَشَايِخِ كَقَوْلِ الشَّيْخِ أَبِي سُلَيْمَانَ الداراني: إنَّهُ لَيَقَعُ فِي قَلْبِي النُّكْتَةُ مِنْ نُكَتِ الْقَوْمِ فَلَا أَقْبَلُهَا إلَّا بِشَاهِدَيْنِ: الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْجُنَيْد رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: عِلْمُنَا هَذَا مُقَيَّدٌ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَمَنْ لَمْ يَقْرَأْ الْقُرْآنَ وَيَكْتُبْ الْحَدِيثَ لَا يَصْلُحُ لَهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي عِلْمِنَا أَوْ قَالَ: لَا يُقْتَدَى بِهِ. مجموع الفتاوى - 11/ 210. - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
و قال: فَإِنَّ ابْنَ عَرَبِيٍّ وَأَمْثَالَهُ وَإِنْ ادَّعَوْا أَنَّهُمْ مَنَّ الصُّوفِيَّةِ فَهُمْ مِنْ صُوفِيَّةِ الْمَلَاحِدَةِ الْفَلَاسِفَةِ لَيْسُوا مِنْ صُوفِيَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونُوا مِنْ مَشَايِخِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ: كالْفُضَيْل بْنِ عِيَاضٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ وَأَبِي سُلَيْمَانَ الداراني وَمَعْرُوفٍ الْكَرْخِي والْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التستري وَأَمْثَالِهِمْ - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ. مجموع الفتاوى - 11/ 233. - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
و قال: فَإِنَّ الصَّحَابَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ كَانُوا أَكْمَلَ وَأَقْوَى وَأَثْبَتَ فِي الْأَحْوَالِ الْإِيمَانِيَّةِ مِنْ أَنْ تَغِيبَ عُقُولُهُمْ. أَوْ يَحْصُلَ لَهُمْ غَشْيٌ أَوْ صَعْقٌ أَوْ سُكْرٌ أَوْ فَنَاءٌ أَوْ وَلَهٌ أَوْ جُنُونٌ. وَإِنَّمَا كَانَ مَبَادِئُ هَذِهِ الْأُمُورِ فِي التَّابِعِينَ مِنْ عُبَّادِ الْبَصْرَةِ فَإِنَّهُ كَانَ فِيهِمْ مَنْ يُغْشَى عَلَيْهِ إذَا سَمِعَ الْقُرْآنَ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُوتُ: كَأَبِي جهير الضَّرِيرِ. وزرارة بْنِ أَوْفَى قَاضِي الْبَصْرَةِ. وَكَذَلِكَ صَارَ فِي شُيُوخِ الصُّوفِيَّةِ مَنْ يَعْرِضُ لَهُ مِنْ الْفَنَاءِ وَالسُّكْرِ مَا يَضْعُفُ مَعَهُ تَمْيِيزُهُ حَتَّى يَقُولَ فِي تِلْكَ الْحَالِ مِنْ الْأَقْوَالِ مَا إذَا صَحَا عَرَفَ أَنَّهُ غَالَطَ فِيهِ كَمَا يُحْكَى نَحْوُ ذَلِكَ عَنْ مِثْلِ أَبِي يَزِيدَ وَأَبِي الْحُسَينِ النُّورِيِّ وَأَبِي بَكْرٍ الشِّبْلِيِّ وَأَمْثَالِهِمْ. بِخِلَافِ أَبِي سُلَيْمَانَ الداراني وَمَعْرُوفٍ الْكَرْخِي والْفُضَيْل بْنِ عِيَاضٍ بَلْ وَبِخِلَافِ الْجُنَيْد وَأَمْثَالِهِمْ مِمَّنْ كَانَتْ عُقُولُهُمْ وَتَمْيِيزُهُمْ يَصْحَبُهُمْ فِي أَحْوَالِهِمْ فَلَا يَقَعُونَ فِي مِثْلِ هَذَا الْفَنَاءِ وَالسُّكْرِ وَنَحْوِهِ بَلْ الكمل تَكُونُ قُلُوبُهُمْ لَيْسَ فِيهَا سِوَى مَحَبَّةِ اللَّهِ وَإِرَادَتِهِ وَعِبَادَتِهِ وَعِنْدَهُمْ مِنْ سَعَةِ الْعِلْمِ وَالتَّمْيِيزِ مَا يَشْهَدُونَ الْأُمُورَ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ بَلْ يَشْهَدُونَ الْمَخْلُوقَاتِ قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ مُدَبَّرَةً بِمَشِيئَتِهِ بَلْ مُسْتَجِيبَةً لَهُ قَانِتَةً لَهُ فَيَكُونُ لَهُمْ فِيهَا تَبْصِرَةٌ وَذِكْرَى وَيَكُونُ مَا يَشْهَدُونَهُ مِنْ ذَلِكَ مُؤَيَّدًا وَمُمَدًّا لِمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ إخْلَاصِ الدِّينِ وَتَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ لَهُ وَالْعِبَادَةِ لَهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. وَهَذِهِ " الْحَقِيقَةُ " الَّتِي دَعَا إلَيْهَا الْقُرْآنُ وَقَامَ بِهَا أَهْلُ تَحْقِيقِ الْإِيمَانِ والكمل مِنْ أَهْلِ الْعِرْفَانِ. مجموع الفتاوى - 10/ 221 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/320)
فإن الجنيد كان في أعماله و أحواله مِنْ أَهْلِ الْعِرْفَانِ المتبعين لسيد الأكوان نبينا محمد صلى الله عليه و سلم!!!
و قال: وَأَهْلُ " الْعِبَادَاتِ الْبِدْعِيَّةِ " يُزَيِّنُ لَهُمْ الشَّيْطَانُ تِلْكَ الْعِبَادَاتِ وَيُبَغِّضُ إلَيْهِمْ السُّبُلَ الشَّرْعِيَّةَ حَتَّى يُبَغِّضَهُمْ فِي الْعِلْمِ وَالْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ فَلَا يُحِبُّونَ سَمَاعَ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ وَلَا ذِكْرَهُ وَقَدْ يُبَغِّضُ إلَيْهِمْ حَتَّى الْكِتَابَ فَلَا يُحِبُّونَ كِتَابًا وَلَا مَنْ مَعَهُ كِتَابٌ وَلَوْ كَانَ مُصْحَفًا أَوْ حَدِيثًا؛ كَمَا حَكَى النصرباذي أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: يَدَعُ عِلْمَ الْخِرَقِ وَيَأْخُذُ عِلْمَ الْوَرَقِ قَالَ: وَكُنْت أَسْتُرُ أَلْوَاحِي مِنْهُمْ فَلَمَّا كَبِرْت احْتَاجُوا إلَى عِلْمِي. وَكَذَلِكَ حَكَى السَّرِيُّ السقطي: أَنَّ وَاحِدًا مِنْهُمْ دَخَلَ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَأَى عِنْدَهُ مِحْبَرَةً وَقَلَمًا خَرَجَ وَلَمْ يَقْعُدْ عِنْدَهُ؛ وَلِهَذَا قَالَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التستري: يَا مَعْشَرَ الصُّوفِيَّةِ لَا تُفَارِقُوا السَّوَادَ عَلَى الْبَيَاضِ فَمَا فَارَقَ أَحَدٌ السَّوَادَ عَلَى الْبَيَاضِ إلَّا تَزَنْدَقَ. وَقَالَ الْجُنَيْد: عِلْمُنَا هَذَا مَبْنِيٌّ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَمَنْ لَمْ يَقْرَأْ الْقُرْآنَ وَيَكْتُبْ الْحَدِيثَ لَا يُقْتَدَى بِهِ فِي هَذَا الشَّأْنِ. مجموع الفتاوى - 10/ 412 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
و انظروا الآن كيف يحمل الكلام المشكل المنتسب إلى الجنيد على أحسن المحامل و ذلك يدل على شدة احترامه له:
وَمَا نُقِلَ عَنْ " الْجُنَيْد " أَنَّهُ قَالَ: انْتَهَى عَقْلُ الْعُقَلَاءِ إلَى الْحَيْرَةِ فَهَذَا مَا أَعْرِفُهُ مِنْ كَلَامِ الْجُنَيْد. وَفِيهِ نَظَرٌ هَلْ قَالَهُ وَلَعَلَّ الْأَشْبَهَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَلَامِهِ الْمَعْهُودِ؛ فَإِنْ كَانَ قَدْ قَالَ هَذَا فَأَرَادَ عَدَمَ الْعِلْمِ بِمَا لَمْ يَصِلْ إلَيْهِ؛ لَمْ يُرِدْ بِذَلِكَ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ وَالْأَوْلِيَاءَ لَمْ يَحْصُلْ يَقِينٌ وَمَعْرِفَةٌ وَهُدًى وَعِلْمٌ؛ فَإِنَّ الْجُنَيْد أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُرِيدَ هَذَا وَهَذَا الْكَلَامُ مَرْدُودٌ عَلَى مَنْ قَالَهُ. مجموع الفتاوى - 10/ 392 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
فأين أنتم من موقف الشيخ؟؟؟
و كان الجنيد يكفّر ملاحدة الصوفية و زنادقهم, فقال ابن تيمية:
وَإِنَّ شُيُوخَ الصُّوفِيَّةِ الْكِبَارَ كالْفُضَيْل بْنِ عِيَاضٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ وَأَبِي سُلَيْمَانَ الداراني وَعَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الشِّبْلِيِّ والْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التستري وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ خَفِيفٍ الشِّيرَازِيِّ وَنَحْوِهِمْ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - كَانُوا مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ تَكْفِيرًا لِهَؤُلَاءِ. مجموع الفتاوى - 11/ 353 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
فانظروا احترامه لِهَؤُلَاءِ شُيُوخ الصُّوفِيَّةِ الْكِبَار! رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ!
و قال للإتحادية: ثُمَّ كَثِيرٌ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَقِلُ إلَى وَحْدَةِ الْوُجُودِ. وَهُمْ الَّذِينَ خَالَفُوا الْجُنَيْد وَأَئِمَّةَ الدِّينِ فِي التَّوْحِيدِ. مجموع الفتاوى - 14/ 357 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
و قال أن الرَّافِضَةُ كَفَّرَتْ أَعْلَامَ الْمِلَّةِ, فمن هم أَعْلَامَ الْمِلَّةِ؟؟؟ قال: فَيُكَفِّرُونَ كُلَّ مَنْ اعْتَقَدَ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الْعَدَالَةَ أَوْ تَرَضَّى عَنْهُمْ كَمَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَوْ يَسْتَغْفِرُ لَهُمْ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ بِالِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ وَلِهَذَا يُكَفِّرُونَ أَعْلَامَ الْمِلَّةِ: مِثْلَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي مُسْلِمٍ الخولاني وَأُوَيْسٍ الْقَرْنِيِّ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِي وَمِثْلِ مَالِكٍ وَالْأَوْزَاعِي وَأَبِي حَنِيفَةَ وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَالثَّوْرِيِّ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد بْنِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/321)
حَنْبَلٍ وفضيل بْنِ عِيَاضٍ وَأَبِي سُلَيْمَانَ الداراني وَمَعْرُوفٍ الْكَرْخِي والْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التستري وَغَيْرِ هَؤُلَاءِ. مجموع الفتاوى - 28/ 477 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
و قال ابن تيمية: وَقَدْ قِيلَ للجنيد إنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ: إنَّهُمْ يُصَلُّونَ مِنْ طَرِيقِ الْبِرِّ إلَى أَنْ تَسْقُطَ عَنْهُمْ الْفَرَائِضُ وَتُبَاحَ لَهُمْ الْمَحَارِمُ - أَوْ نَحْوُ هَذَا الْكَلَامِ - فَقَالَ: الزِّنَا وَالسَّرِقَةُ وَشُرْبُ الْخَمْرِ: خَيْرٌ مِنْ هَذَا. مجموع الفتاوى - 2/ 96 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
و قال ابن تيمية: فَالْقَوْلُ بِالْحُلُولِ أَوْ مَا يُنَاسِبُهُ: وَقَعَ فِيهِ كَثِيرٌ مِنْ مُتَأَخِّرِي الصُّوفِيَّةِ؛ وَلِهَذَا كَانَ أَئِمَّةُ الْقَوْمِ يُحَذِّرُونَ مِنْهُ: كَمَا فِي قَوْلِ الْجُنَيْد - لَمَّا سُئِلَ عَنْ التَّوْحِيدِ - فَقَالَ: التَّوْحِيدُ إفْرَادُ الْحُدُوثِ عَنْ الْقِدَمِ فَبَيَّنَ أَنَّ التَّوْحِيدَ أَنْ يُمَيَّزَ بَيْنَ الْقَدِيمِ وَالْمُحْدَثِ. وَقَدْ أَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ابْنُ عَرَبِيٍّ - صَاحِبُ الْفُصُوصِ - وَادَّعَى أَنَّ الْجُنَيْد وَأَمْثَالَهُ مَاتُوا وَمَا عَرَفُوا التَّوْحِيدَ لَمَّا أَثْبَتُوا الْفَرْقَ بَيْنَ الرَّبِّ وَالْعَبْدِ بِنَاءً عَلَى دَعْوَاهُ أَنَّ التَّوْحِيدَ لَيْسَ فِيهِ فَرْقٌ بَيْنَ الرَّبِّ وَالْعَبْدِ وَزَعَمَ أَنَّهُ لَا يُمَيِّزُ بَيْنَ الْقَدِيمِ وَالْمُحْدَثِ إلَّا مَنْ لَيْسَ بِقَدِيمِ وَلَا مُحْدَثٍ وَهَذَا جَهْلٌ فَإِنَّ الْمَعْرِفَةَ بِأَنَّ هَذَا لَيْسَ ذَاكَ وَالتَّمْيِيزُ بَيْنَ هَذَا وَذَاكَ: لَا يَفْتَقِرُ إلَى أَنْ يَكُونَ الْعَارِفُ الْمُمَيِّزُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ لَيْسَ هُوَ أَحَدَ الشَّيْئَيْنِ؛ بَلْ الْإِنْسَانُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ هُوَ ذَلِكَ الْإِنْسَانُ الْآخَرُ مَعَ أَنَّهُ أَحَدُهُمَا فَكَيْفَ لَا يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ رَبِّهِ؛ وَإِنْ كَانَ هُوَ أَحَدَهُمَا. مجموع الفتاوى - 2/ 299 - الطبعة: الثالثة، 1426 هـ / 2005 م. يعني أنا الجنيد قد عرف التوحيد و ابن عربي قد كذب
و قال الإمام ابن القيم: وقال شيخ الطريقة وإِمام الطائفة الجنيد بن محمد قدّس الله روحه: الطرق كلها مسدودة إلا طريق من اقتفى آثار النبى صلى الله عليه وسلم، فإِن الله عَزَّ وجَلَّ يقول: "وَعِزَّتِى وَجَلالِى لَوْ أَتُونِى مِنْ كُلِّ طَرِيقٍ، وَاسْتَفْتَحُوا مِنْ كُلِّ بَابٍ، لَمَا فَتَحتُ لَهُمْ حَتَّى يَدخُلُوا خَلْفَكَ". طريق الهجرتين و باب السعادتين, 7
قال الجنيد رحمه الله: الحياء رؤية الآلاء ورؤية التقصير فيتولد بينهما حالة تسمى الحياء وحقيقته خلق يبعث على ترك القبائح ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق- مدارج السالكين – الجزء الثاني, 259
قال سيد الطائفة وشيخهم الجنيد بن محمد رحمه الله: الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على من اقتفى آثار الرسول وقال: من لم يحفظ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الأمر لأن علمنا مقيد بالكتاب والسنة وقال: مذهبنا هذا مقيد بأصول الكتاب والسنة وقال أبو حفص رحمه الله: من لم يزن أفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره فلا يعد في ديوان الرجال - مدارج السالكين – الجزء الثاني, 464
قال أبو بكر الكتاني جرت مسألة بمكة أيام الموسم في المحبة فتكلم الشيوخ فيها وكان الجنيد أصغرهم سنا فقالوا له هات ما عندك يا عراقي فأطرق ساعة ودمعت عيناه ثم قال عبد ذاهب عن نفسه ومتصل بذكر ربه قائم بأداء حقوقه ناظر إليه بقلبه أحرق قلبه أنوار هيبته وصفا شربه من كأس وده وانكشف له الجبار من أستار غيبه فإن تكلم فبالله وإن نطق فعن الله وإن عمل فبأمر الله وإن سكن فمع الله فهو لله وبالله ومع الله فبكى الشيوخ وقالوا ما على هذا مزيد جبرك الله يا تاج العارفين. مدارج السالكين – الجزء الثالث, 376
ما شاء الله , جزاك الله خيراً
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 12:05 م]ـ
جزاكم الله عنا ألف خير،
نقولات شيخ الاسلام تفي بالغرض ولله الحمد، و أثبتت مكانة الرجل العلمية و فضله ولله الحمد، فرحم الله الجُنيد، و جزاه عن المسلمين الف خير
و لكن ما سبب التناقض في النقولات عن الرجل، فالشيخ سفر الحوالي (شفاه الله)، ينقل عن الجنيد بأنه اتهم بالزندقة (صحت أو لم تصح)
فالمقصود هنا، ما هو سبب التباين بين كلام شيخ الاسلام و النقولات الاخرى التي اتهم بها الجنيد؟
أتمنى أن تفيدوني بهذا الامر،
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 09:15 م]ـ
للرفع، أجيبونا مأجورين
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 04:13 م]ـ
نقل الشعراني في كتاب اليواقيت هو سيد الطائفة وكان يستر كلام أهل الطريق عمن ليس منهم و كان يستتر بالفقه و الإفتاء على مذهب أبي ثور و كان إذا تكلم في مذهب القوم أغلق باب داره و جعل مفتاحه تحت وركه
قال الجنيد للشبلي نحن حبرنا هذا العلم تحبيرا ثم خبأناه في السراديب فجأت أنت فأظهرته على رؤو س الملاأ/ التعرف لمذاهب التصوف للكبلاباذي
و قال الشيخ ربيع المدخلي الجنيد مدحه ابن تيمية و ذمه ابن الجوزي والأمر يحتاج لبحث
و الله أعلم(65/322)
ما هى الكتب التى تنصحونى بقراءتها فى العقيدة لطالب علم مبتدىء
ـ[محمود الجمال]ــــــــ[12 - 09 - 10, 03:26 ص]ـ
ما هى الكتب التى تنصحونى بقراءتها فى العقيدة لطالب علم مبتدىء
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[12 - 09 - 10, 03:38 ص]ـ
فإن المبتدئ في طلب العلم تناسبه المختصرات السهلة كالأصول الثلاثة، وكشف الشبهات، وأعلام السنة المنشورة (200سؤال وجواب في العقيدة) ونحو ذلك.
وازيد على ذلك كتب الدكتور الأشقر في العقيدة فهي سهلةومفيدة إن شاء الله
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[12 - 09 - 10, 03:42 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=189733
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[14 - 09 - 10, 06:46 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=221582
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[14 - 09 - 10, 02:03 م]ـ
افضل ما يبدا به طال العلم المبتدئ شرح لمعة الاعتقاد للشيخ ابن العثيمين رحمه الله وشرح القواعد المثلى وكذلك شرحه رحمه الله للواسطية والسفارينية والحموية وكذلك شرحه عقيدة اهل السنة والجماعة وكذلك شرح اصول منهج اهل السنة والجماعة للشيخ ناصر العقل.
وعلى كل اخي انصحك بشروح الشيخ ناصر العقل او الشيخ ابن العثيمين واوسع الشروح شرح الشيخ سفر الحوالي حفظه الله للطحاوية(65/323)
هذه هي ام المؤمنين عائشة ايها الرافضي الخبيث
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[12 - 09 - 10, 08:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وعلى اله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان الى يوم الدين اما بعد
فلما رايت من تطاول ذلك الخبيث الرافضي ياسر الخبيث على ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها عزمت على كتابة بعض فضائل ام المؤمنين وكذلك ردا على كل رافضي يتطاول على ام اعبد الله رضي الله عنها.
وبالنسبة ما فعله الخسيس ياسر الخبيث ليس شيئا جديدا علينا لان هذا هو معتقد الرافضة في زوج النبي صلى الله عليه وسلم فعامة علماء الرافضة يرون كفر عائشة رضي الله عنها وانها من شر النساء وانها من اهل النار وانها والعياذ بالله زنت كما صرح بذلك غير واحد من علمائهم كالقمي وابن رجب البرسي واليك ايها المؤمن بعض كلام علماء الرافضة في ام المؤمنين
قال ابن رجب البرسي اللعين: ان عائشة جمعت اربعين دينارا من خيانة. مشارق انوار اليقين ص 86
قال المجلسي:" لا يخفى على الناقد البصير والفطن الخبير ما في تلك الآيات من التعريض، بل التصريح بنفاق عائشة وحفصة وكفرهما " (بحار الأنوار 22/ 33
يقول محمد بن حسين الشيرازي القمي في كتابه الاربعين في امامة الائمة الطاهرين: مما يدل على إمامة أئمتنا الاثني عشر ان عائشة كافرة مستحقة للنار، وهو مستلزم لحقية مذهبنا وحقية أئمتنا الاثني عشر ... وكل من قال بإمامة الاثني عشر قال باستحقاقها اللعن والعذاب. ص 615
فهذه بعض اقوالهم التي تدل مدى حقدهم على ام المؤمنين رضي الله عنها وارضاها وقد ذكرت طائفة من اقوالهم في مقالي اهل البيت رضوان الله عليهم بين حب السني وبغض الشيعي فليراجع.
واليك بعض فضائل ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
1 - فمن فضائلها انها من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم
اما عائشة رضي الله عنها وارضاها فهي زوجة النبي صلى الله عليه وسلم كما لا يخفى على الكل وكونها من ازواج النبي صلى الله وسلم يعني ان جميع ما ورد في فضل ازواج النبي صلى الله عليه وسلم فعائشة داخلة في ذلك ويشملها ذلك الفضل ومن ذلك الفضل العظيم قوله تعالى: قال تعالى (يانساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا, وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) "الأحزاب 32,33"
فاخبر الله تعالى ان نساء نبيه لسن كأحد من النساء وكيف لا وقد اختارهن الله ان يكن ازواج افضل انبيائه محمد صلى الله عليه وسلم
قال مقاتل غفر الله له: فيه اشارة الى انهن اشرف نساء العالمين.
وعائشة رضي الله عنها ممن اخترن الله ورسوله والدار الاخرة واثرن ذلك على الدنيا وزينتها واليها الدليل على ذلك قل تعالى: يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا (28) وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما (29))
اخرج مسلم رحمه الله عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:: دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوجد الناس جلوسا ببابه ولم يؤذن لأحد منهم، قال: فأذن لأبي بكر فدخل ثم أقبل عمر فاستأذن له فوجد النبي - صلى الله عليه وسلم - جالسا حوله نساؤه واجما ساكتا، فقال: لأقولن شيئا أضحك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة، فقمت إليها فوجأت عنقها، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: هن حولي كما ترى يسألنني النفقة، فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها، وقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها، كلاهما يقول: لا تسألي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا أبدا ليس عنده، ثم اعتزلهن شهرا أو تسعا وعشرين، ثم نزلت الآية: (يا أيها النبي قل لأزواجك) حتى بلغ: (للمحسنات منكن أجرا عظيما) قال: فبدأ بعائشة فقال: يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمرا أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك، قالت: وما هو يا رسول الله؟ فتلا عليها الآية، قالت: أفيك يا رسول الله استشير أبوي؟ بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة، وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت، قال: "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/324)
لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها، إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا ".
فانظر اخي المسلم يرعاك الله كيف رضي الله عنها لم تتردد رضي الله عنها في اختيار الله ورسوله وقالت: افيك يا رسول الله استشير ابوي؟ بل اختار الله ورسوله والدار الاخرة.
قال قتادة رحمه الله كما ذكر عنه البغوي في تفسيره: فلما اخترن الله ورسوله شكرهن الله على ذلك وقصره عليهن فقال: (لا يحل لك النساء من بعد)
فلو انهن اخترن الدنيا لكان النبي صلى الله عليه وسلم ملزما بطلاقهن اذ قال الله تعالى: يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا) لطلقهن النبي صلى الله عليه وسلم لان الله امره بذلك وبما انه لم يطلقهن دل ذلك على انهن اخترن الله ورسوله والدار الاخرة فرضي الله عنهن وارضاهن.
ومن فضائلها رضي الله عنها:
2 - ان الله اعد لها جنات واجرا وعظيما قال الله تعالى: وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما)
وعائشة رضي الله عنها اختارت الله ورسوله والدار الاخرة كما في صحيح مسلم بل جميع نساء النبي فكان جزاؤهن هذا الاجر العظيم لان الله وعدهن بذلك اذا اخترن الله ورسوله والدار الاخرة والله لا يخلف الميعاد.
ومن فضائلها رضي الله عنها:
3 - انها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة اخرج الترمذي بسند صحيح (أن جبريل جاء بصورتها .. فى خرقة حريرخضراء إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال له أن هذه زوجتك فى الدنيا والآخرة) فكفاها شرفا رضي الله عنها ان تكون زوجة نبينا في الدنيا والاخرة فرضي الله عنك يا ام المؤمنين ورفع الله قدرك وشأنك في الدنيا والاخرة
ومن فضائلها رضي الله عنها:
4 - انها من امهات المؤمنين بنص كتاب الله قال الله تعالى: النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم) فهذا صريح كلام الله انها من نساء النبي ومن انكر ذلك فهو كافر لانه مكذب لكلام الله تعالى.
ومن فضائلها رضي الله عنها:
5 - انها من اهل البيت الذين شرفهم الله عز وجل قال الله تعالى: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا)
فدلت الاية على ان ازواج النبي صلى الله عليه وسلم من اهل بيته والادلة على ذلك كثيرة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومنها: حديث البخاري في الافك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: من يعذرني في رجل يؤذيني في اهل بيتي. وكما لا يخفى على الجميع ان المراد بذلك عائشة رضي الله عنها وكان صلى الله عليه وسلم اذا دخل عليها قال: السلام عليكم اهل البيت ورحمة الله فقالت: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. والحديث في صحيح البخاري من رواية عائشة رضي الله عنها. وايضا ما جاء في الصلاة الابراهيمية من قوله (اللهم صل على محمد وال محمد) وبين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الاخر من هم اله فقال: اللهم صل على محمد وازواجه وذرياته)
ومن فضائلها رضي الله عنها:
6 - انها احب الناس الى النبي صلى الله عليه وسلم جاء في البخاري وغيره ان عمرو بن العاص سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن احب الناس اليه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: عائشة, قال: يا رسول الله اعني الرجال قال: ابوها الى اخر الحديث.
ومن كان يحب النبي صلى الله عليه وسلم فعليه ان يحب عائشة قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة: أتحبينني قالت: اجل فقال لها: فاحبي هذه اي عائشة رضي الله عنها.
ومن فضائلها رضي الله عنها:
7 - انها من افضل نساء العالمين قال النبي صلى الله عليه وسلم: ان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. رواه البخاري
هذا الحديث يفيد العموم اي على جميع النساء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/325)
وقد اختلف اهل العلم في ايهما افضل عائشة ام خديجة فرجح البعض كون خديجة افضل ورجح اخرون كون عائشة رضي الله عنها افضل وبعضهم توقف كالذهبي رحمه الله تعالى وان كان ظاهر حديث البخاري يفيد انها افضل النساء على الاطلاق وهذا الذي اعتقده الى الان ان عائشة رضي الله عنها افضل النساء على الاطلاق مع ما في نفسي من تفضيلها على فاطمة سيدة نساء العالمين وعلى خديجة رضي الله عنها.
قال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله لما ذكر حديث البخاري ان فضل عائشة على النساء .. قال: وهذا يدل على انها افضل النساء مطلقا ولكن ليست افضل من فاطمة باعتبار النسب لان فاطمة بلا شك اشرف من عائشة نسبا, واما المنزلة فان عائشة رضي الله عنها لها من الفضائل العظيمة ما لم يدركه احد غيرها من النساء.
ومن فضائلها رضي الله عنها:
8 - ان جبريل اقراها السلام كما في حديث الذي رواه الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا عائشة هذا جبريلُ يقرأُ عليك السلام .. قالت: قلتُ: وعليه السلامُ ورحمة الله وبركاتُةُ .. ترى ما لا نرى
فهذه فضيلة عظيمة ان يسلم عليها جبريل عليه السلام.
ومن فضائلها رضي الله عنها:
9 - ان الله عظم شأنها وسمى قذفها افكا وبهتانا عظيما وسبح نسفه عزوجل عند ذكر قذفها وانزل الله برائتها في كتابه يُتلى الى يوم القيامة قال الله تعالى: إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم، لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين، لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون، ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم، إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم، ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم، يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين، ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم، إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون، ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم)
واجمع اهل العلم على كفر من قذفها بعدما برأها رب السماء والارض لقوله تعالى: يعظكم الله ان تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين) ابدا وهذا دليل على انها لا يجوز قذفها بعد ذلك ابدا وان الله علم الا تقع في ذلك رضي الله عنها وقد نقل غير واحد الاجماع على كفر من قذفها قال القاضي ابو يعلى رحمه الله تعالى: من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف، و قد حكي الإجماع على هذا غير واحد، و صرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم.
وقال الإمام النووي في صدد تعداده الفوائد التي اشتمل عليها حديث الإفك: الحادية و الأربعون: براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك و هي براءة قطعية بنص القرآن العزيز، فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين، قال ابن عباس و غيره: لم تزن امرأة نبي من الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين، و هذا إكرام من الله تعالى لهم. شرح النووي على صحيح مسلم (17/ 117 - 118).
قال الحافظ ابن كثير عند قوله تعالى {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم}، قال: أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية، فإنه كافر لأنه معاند للقرآن. تفسير القرآن العظيم (5/ 76)
وكذا قال غير واحد من اهل العلم.
والذي عليه اهل العلم ان الله عصم نساء نبيه صلى الله عليه وسلم من الوقوع في الفاحشة اي الزنى وقذف زوجة النبي واتهامها بالزنى ذلك امر يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم والله تعالى يقول: وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/326)
فالقول بأن زوجته زنت والطعن في ازواجه اعظم من القول انه اذن وانظر اخي المسلم ماذا اعد الله لمن يؤذي الرسول اعد الله له العذاب الاليم.
اما ما يدندن حوله الرافضة من كون ان الله اخبر في كتابه عن خيانة امراة لوط ونوح وقالوا ان ذلك كان تعريضا بعائشة وحفصة فهذا كذب وتلبيس من الرافضة قبحهم الله بل ضرب الله ذلك مثلا للذين كفروا ولو كان ذلك مثلا لازواج النبي صلى الله عليه وسلم لما جاز له صلى الله عليه وسلم البقاء معهما وكيف يعقل ان يبقى نبي الله مع كافرة وقد حرم الله على المؤمن نكاح الكافرة والله يقول: الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ) فلو كانت عائشة خبيثة كما هو معتقد الرافضة لزم من ذلك كون النبي خبيثا ولا يقول هذا الا كافر زنديق.
اما قولهم انتم تنزهون نساء النبي صلى الله عليه وسلم من الخيانة والله يخبرنا عن خيانة زوجتي نبي الله لوط ونوح قلنا: ايها الرافضة الجهال هل اخبار الله تعالى بامر واقع يلزم منه القول بخيانة من لم تثبت خيانته وهذا الشيء كالناصبي الذي يستدل بقصة كفر ابن نوح على كفر فاطمة رضي الله عنها ويقول: الاية فيها التعريض لفاطمة والحسن والحسين وغير ذلك فهل يقول ذلك احد؟
واين كفر عائشة رضي الله عنها وخيانتها ايها الرافضي واما لما نرد على الرافضي ان القول بانها زنت كما هو معتقد الرافضة يؤذي النبي يقولون: والله اخبر بخيانة زوجتي لوط ونوح فنقول: لهذا الرافضي الخسيس القول بزنى ازواج الانبياء اذاه يتعدى اليهم لان الرجل لما تُقذف زوجته فان ذلك امر يتأذى به لانه فراشه والعار عليه اعظم بخلاف الكفر فلا يعود اذاه الا على المراة ولهذا ان تزني زوجة رجل اعظم من ان تكفر ولهذا عصم الله نساء الانبياء من ذلك ولم يعصمهن من الوقوع في الكفر ولهذا قال ابن عباس: لم تزن امراة نبي قط. ولهذا نزه الله ان يكون في نسب النبي صلى الله عليه وسلم سفاحا مع وجود في نسبه من كان مشركا فتأمل الكلام جيدا تجده واضحا بينا.
ومن فضائلها رضي الله عنها:
10 - انها من نقلة الدين الينا وهي اكثر النساء رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم والنبي يقول: نضر الله امرئ سمع مقالتنا فأداها كما سمعها) فنضر الله وجه عائشة رضي الله عنها وارضاها قال الله تعالى: وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة) ومنها ان شاء الله وجه عائشة رضي الله عنها.
ومن فضائلها رضي الله عنها:
11 - انها افقه النساء واعلمهن قال الإمام الذهبي: كانت أفقه النساء، واعتبرها العلماء من السبعة المكثرين للرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأضحت معلمة للناس جميعهم رجالاً ونساءً، لِمَ لا وهي تلقت مختلف العلوم وأفضلها مباشرة من فم المعلم الأكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، لِمَ لا يحق لها أن ترقى في المراتب العليا في العلم، وتفوق الرجال في الشهادة والخبرة والفقه.
بل قال بعضهم انها اعلم الناس كما هو قول الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: ما رأيت أحداً من الناس اعلم بالقرآن ولا بفريضة ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث العرب ولا بنسب من عائشة رضى الله عنها
وكان عروة رحمه الله يقول: ما رايت اعلم بفقهٍ ولا طبٍ ولا بشعرٍ من عائشة
وقال الزُهري: " لو جُمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين، وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل
وكان اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم اذا استشكل عليهم امر رجعوا اليها وسألوها قال مسروق رحمه الله: رأيت مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلَّم الأكابر يسألونها عن الفرائض. وقال ابو موسى الاشعري رضي الله عنه: ما أشكل علينا أمرٌ فسألنا عنه عائشة، إلا وجدنا عندها فيه علماً
فرضي الله عنها وارضاها.
واذا ذكر ايضا العباد فعائشة رضي الله عنها في مقدمتهم فقد كانت كثيرة السجود والانفاق والصيام وكانت كثيرة البكاء رضي الله عنها وارضاها.
واختم بحثي هذا بذكر بعض خصائصها التي ذكرها الامام ابن القيم في كتابه جلاء الافهام: ومن خصائصها: أنها كانت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه كما ثبت عنه ذلك في البخاري وغيره وقد سئل أي الناس أحب إليك قال عائشة قيل فمن الرجال قال أبوها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/327)
ومن خصائصها أيضا: أنه لم يتزوج امرأة بكرا غيرها
. ومن خصائصها: أنه كان ينزل عليه الوحي وهو في لحافها دون غيرها.
ومن خصائصها: أن الله عز وجل لما أنزل عليه آية التخيير بدأ بها فخيرها فقال: " ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك فقالت أفي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة فاستنّ بها (أي اقتدى) بقية أزواجه صلى الله عليه وسلم وقلن كما قالت
. ومن خصائصها: أن الله سبحانه برأها مما رماها به أهل الإفك وأنزل في عذرها وبراءتها وحيا يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة وشهد لها بأنها من الطيبات ووعدها المغفرة والرزق الكريم وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيرا لها ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شرا لها ولا عائبا لها ولا خافضا من شأنها بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها وصار لها ذكرا بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء فيا لها من منقبة ما أجلها ...
ومن خصائصها رضي الله عنها: أن الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم كان إذا أشكل عليهم أمر من الدين استفتوها فيجدون علمه عندها.
ومن خصائصها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتها وفي يومها وبين سحرها ونحرها ودفن في بيتها.
ومن خصائصها: أن الملَك أَرى صورتَها للنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتزوجها في سرقة حرير فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن يكن هذا من عند الله يمضه.
ومن خصائصها: أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم تقربا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهن أجمعين. أ. هـ " جلاء الأفهام " (ص 237 - 241)
فرحم الله امنا عائشة وسكنها الله فسيح جناته واسال الله ان يجعل ما كتبته في ميزان حسناتي واني اعد هذا من افضل قرباتي الى الله عز وجل والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم)
واساله سبحانه ان يجعل هذا خالصا لوجه الكريم وان ينفعني بكتابتي هذه يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
كتبه اخوكم ابو قتادة المغربي يوم السبت بعد صلاة العصر الثاني من شوال من سنة 1431 الموافق لـ 11 - 09 - 2010
لاهاي هولندا
ـ[محمد أبو عمر]ــــــــ[13 - 09 - 10, 08:15 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[بن محمد الحنبلي المصري]ــــــــ[13 - 09 - 10, 11:50 ص]ـ
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا. وجزى الرافضة شرا، ومقتهم.
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[17 - 09 - 10, 11:43 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[الفلوجي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 03:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[معاذ الجلال]ــــــــ[18 - 09 - 10, 08:41 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[بسام احمدعلي الزيدي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 03:33 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[اسامة عبد الرافع]ــــــــ[25 - 09 - 10, 02:59 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا كثيرا
في الرد على أمثال هؤلاء السفلة المجرمين:
يجب خلع لسانه من جسده نصرة لأم المؤمنين الصديقة بنت الصديق رضوان الله عليها
أين بيان الفتوى فيمن يقدح بأمهات المؤمنين من علماء السنة على الفضائيات؟
أم أن هناك من يقول: المصلحة في عدم إثارة الموضوع وحدة للأمة؟!
وهل وحدة تقوم على النقيض , فهذا محال.
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[25 - 09 - 10, 05:44 م]ـ
اسامة اخي وفقك الله فيه صمت مطبق للاسف ولم نعد نسمع المنابر التي يُنظر اليها تحدثت عن الموضوع فالى الله المشتكى(65/328)
العلويين .. من هم؟ وما عقيدتهم؟ وشبهاتهم والرد عليها؟
ـ[أبو خطاب الحجازى الأثرى]ــــــــ[12 - 09 - 10, 11:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله اخوانى الاحباب اريد كل ما يتعلق عن هذه الفرقة وعقيدتها وشبهاتهم وردود اهل العلم عليهالانى بحثت كثيرا ولم اجد ما يروى غليلى جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن محمد العوضي]ــــــــ[14 - 09 - 10, 11:37 ص]ـ
هم النصيريون
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[15 - 09 - 10, 02:26 ص]ـ
نسبة إلى رئيسها محمد بن نصير النميري وكان من الشيعة الذين ساقوا الإمامة إلى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر الإمام العاشر عند الاثنا عشريه لكنه اختلف معهم بعد ذلك، مات سنة 260 هـ أو 270 هـ و لكن أتباعه لا زالوا إلى هذا الزمن وهم النصيريه وصار يقال لهم العلويون.
من عقائدهم:
يتكتمون على ديانتهم ويقولون أنها أسرار مقدسة من فشاها قتل.
يعتقدون أن الأرواح الصالحة تحل بالنجوم والأرواح الشريرة تحل في أجسام الحيوانات.
علي إمام في الظاهر و إله في الباطن لم يلد ولم يولد ولم يقتل.
ـ[أبو خطاب الحجازى الأثرى]ــــــــ[22 - 11 - 10, 10:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[22 - 11 - 10, 11:25 ص]ـ
أذاقوا السنة سوء العذاب في سوريا خاصة في الثمانينات
والأسد وابنه بشار منهم
ـ[ابن سعد التيمي]ــــــــ[22 - 11 - 10, 01:08 م]ـ
السلام عليكم
وأما النصيرية فهي فرقة باطنية وتكلموا فيهم العلماء وبالاخص شيخ الاسلام في الفتاوى ولكن لا اعلم في اي مجلد قرأته لاني قرأته منذو زمن بعيد
وفي شريط لشيخ ممدوح الحربي جميل جدا وقد عراهم واسم الشريط (النصيرية)
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[22 - 11 - 10, 01:20 م]ـ
http://sorea.jeeran.com/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%A 3%D9%88%D9%84%20%D8%AA%D9%85%D9%87%D9%8A%D8%AF%20% D9%81%D9%8A%20%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%20%D8%AE%D8 %B7%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D 9%8A%D8%A9.doc
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[22 - 11 - 10, 02:54 م]ـ
أذاقوا السنة سوء العذاب في سوريا خاصة في الثمانينات
والأسد وابنه بشار منهم
العلويون لهم مقالات جد خطيرة، و إنحرافات عقدية تؤدي الى الكفر الصراح ولله المستعان،
و هنا أنقل كلام الشيخ العلامة - سفر الحوالي - حفظه الله و شفاه،
النصيرية طائفة من الشيعة الغلاة، تتفق مع الباطنية الإسماعيلة في الأصول، و تتميز بإعتقادها أن الإله رب العالمين، خالق السموات و الأرض هو (علي بن ابي طالب) نعوذ بالله من الكفر و هي من أكثر الفرق غلواً، و أشدها كفراً. أ. هـ (نقل من كتاب العلامة سفر الحوالي - أصول الفرق)
الأفكار والمعتقدات: جعل النصيريون عليًّا إلهًا، وقالوا بأن ظهوره الروحاني بالجسد الجسماني الفاني كظهور جبريل في صورة بعض الأشخاص لم يكن ظهور (الإله علي) في صورة الناسوت إلا إيناسًا لخلقه وعبيده يحبون (عبد الرحمن بن ملجم) قاتل الإمام علي، ويترضون عنه لزعمهم بأنه قد خلص اللاهوت من الناسوت، ويُخطِّئون من يلعنه يعتقد بعضهم بأن عليًّا قد سكن القمر بعد تخلُّصه من الجسد الذي كان يقيده، ويعتقد آخرون بأن مسكنه في الشمس يعتقدون بأن عليًّا قد خلق محمدًا، وأن محمدًا قد خلق سلمان الفارسي وأن سلمان الفارسي قد خلق الأيتام الخمسة الذين هم:
أ- المقداد بن الأسود: ويعدونه رب الناس وخالقهم والموكل بالرعود.
ب- أبو ذر الغفاري: الموكل بدوران الكواكب والنجوم.
ج- عبد الله بن رواحة: الموكل بالرياح وقبض أرواح البشر.
د- عثمان بن مظعون: الموكل بالمعدة وحرارة الجسد وأمراض الإنسان.
هـ- قنبر بن كادان: الموكل بنفخ الأرواح في الأجسام. أ. هـ (النقل من موقع إسلام أونلاين جزاهم الله خيراً) ..
فالذي يظهر ولله تعالى أعلم كفر هذه الطائفة و على التعيين، لما فيها من مقالات خبيثة و معتقدات فاسدة، بل هم لم يدخلوا في الإسلام أصلا ً ولله المستعان .. القوم يدعون أن علي هو الله و العياذ بالله من هذا الخذلان،
فمسألة كون حافظ و بشار من هذه الفرقة أمر بحاجة الى تثبت .. ؟ فالذي أعلمه ان الحكم في تلك البلاد لا بد ان يكون لسني ..
ام أنهم علويين في الباطن و يدعون أنهم سنة؟
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[24 - 11 - 10, 06:28 م]ـ
كنت جالساً مع أخ سوري بالحرم المكي - منذ سنتين أو ثلاث - فقال لي أن بشاراً و أباه هما من هذه الطائفة حقاً و هي أخبث الطوائف على الإطلاق و أن الشعب السوري 90% منه أهل سنة لكن الحكم في أيدي العلويين على العكس من مملكة البحرين التي أغلبها من الشيعة لكن يحكمها السنة. هذا كلامه لي و الله أعلم بالصواب.
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[25 - 11 - 10, 02:37 م]ـ
جزيت خيراً اخي الحبيب،
لقد تأكد ايضا من هذا الخبر، و يبدوا الان الامور متواتر حول القوم و بأنهم من هذه الطائفة المجرمة العلوية عليها من الله ما تستحق،
سبحان الله، القوم جمعوا الخبيث، البعث و ثم العلوية .. ظلمات فوق ظلمات، ولله المستعان،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/329)
ـ[ابوعامر الحربي]ــــــــ[27 - 11 - 10, 07:36 ص]ـ
http://www.youtube.com/watch?v=BSMXdgRwl0g&feature=related(65/330)
الامام علي وتصحيح المفاهيم الخاطئة:" التفضيل"
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[13 - 09 - 10, 03:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
من المفاهيم الخاطئة التي يعتقدها الشيعة هو ان سيدنا علي رضي الله عنه هو أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم، لكن يا ترى هل هذا الموقف صحيح وما موقف الامام علي رضي الله عنه منه:
الامام علي رضي الله عنه يرى ان أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهناك مواقف:
1 - الموقف الأول من أحد أصحابه وهو أبو جحيفة وهب السوائي الذي كان يراه أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم لكنه صحح له هذا الغلط:
عن أبي جحيفة قال: كنت أرى ان عليا رضي الله عنه أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث قلت لا والله يا أمير المؤمنين انى لم أكن أرى ان أحدا من المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل منك قال: أفلا أحدثك بأفضل الناس كان بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ قال قلت بلى: فقال أبو بكر رضي الله عنه فقال أفلا أخبرك بخير الناس كان بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر قلت بلى قال عمر رضي الله عنه.
مسند أحمد: ج1/ص127 ح1054 وفضائل الصحابة: ج1/ص302 ح404
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده قوي.
عن وهب السوائي قال خطبنا على رضي الله عنه فقال: من خير هذه الأمة بعد نبيها؟ فقلت: أنت يا أمير المؤمنين. قال لا، خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر رضي الله عنه وما نبعد ان السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله عنه.
مسند أحمد: ج1/ص106 ح834 وفضائل الصحابة: ج1/ص84 ح50
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده قوي
2 - الموقف الثاني من ابنه محمد بن الحنفية:
عن محمد بن الحنفية قال قلت لأبي:أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر قلت ثم من قال ثم عمر وخشيت أن يقول عثمان قلت ثم أنت قال ما أنا إلا رجل من المسلمين.
صحيح البخاري: ج3/ص1342 ح3468 وسنن أبي داود: ج4/ص206 ح4629 وفضائل الصحابة: ج1/ص153 ح136 وج1/ص372 ح554 والمعجم الأوسط: ج5/ص94 ح4772 وج7/ص322 ح7622.
وهنا نضع بعض الشهادات المتناثرة للامام علي في أفضلية الشيخين وهي متواترة وسنكتفي فقط ببعضها، واللبيب من الاشارة يفهم:
عن عبد خير قال: قال علي لما فرغ من أهل البصرة:"ان خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وبعد أبي بكر عمر وأحدثنا احداثا يصنع الله فيها ما شاء".فضائل الصحابة: ج1/ص310 ح423 و ج1/ص147 ح128والمعجم الأوسط: ج3/ص366 ح3420 ومسند أحمد: ج1/ص127 ح1052 وج1/ص115 ح926
قال علي: "خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وبعد أبي بكر عمر ولو شئت أن أحدثكم بالثالث لفعلت.
مصنف ابن أبي شيبة: ج6/ص351 ح31950 ومسند ابن الجعد: ج1/ص311 ح2109 والمعجم الأوسط: ج7/ص239 ح7382
قال عبد خير الهمداني وأبو جحيفة السوائي وكانت له صحبة وزر بن حبيش وسويد بن غفلة وعمرو بن معدي كرب قالوا: "سمعنا عليا يقول: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ولو شئت ان أخبركم بالثالث لفعلت.
فضائل الصحابة: ج1/ص307 ح414
عن عبد الله بن سلمة عن علي أنه خطب فقال:" إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ومن بعد أبي بكر عمر ولو شئت أن اسمي الثالث لسميته. فضائل الصحابة: ج1/ص318 ح439
عن عمرو بن حريث عن علي رضي الله عنه أنه كان قاعدا على المنبر فذكر أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فقال:" إن خير هذه الأمة بعد بعد نبيها صلى الله عليه وسلم أبو بكر والثاني عمر ولو أشاء أن أذكر الثالث ذكرته".
المعجم الكبير: ج1/ص107 ح178 وفضائل الصحابة: ج1/ص300 ح397(65/331)
كلمات تكتب بماء الذهب
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[13 - 09 - 10, 03:21 ص]ـ
إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ.
وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد:
لقد تنبه علماؤنا قديما الى خطورة أهل البدع والى استغلالهم الرموز الدينية لبث سمومهم وكفرياتهم وزندقتهم، كما وصفهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بأنهم يقدمون لحم الخنزير في صينية من ذهب.
وقد وقفت على نص لأحد علماء السلف المشهورين وهو مقاتل بن حيان رحمه الله تعالى والذي تنبه الى استغلال أهل البدع لأهل البيت ومكانتهم لتصيد الناس ومن ثم بث سمومهم، وهذا نصه رحمه الله تعالى:
" اهل هذه الاهواء آفة أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) انهم يذكرون النبي (صلى الله عليه وسلم) واهل بيته فيتصيدون بهذا الذكر الحسن عند الجهال من الناس فيقذفون بهم في المهالك فما اشبههم بمن يسقى الصبر باسم العسل ومن يسقى السم القاتل باسم الترياق فأبصرهم فإنك ان لا تكن اصبحت في بحر الماء فقد اصبحت في بحر الاهواء الذي هو اعمق غورا واشد اضطرابا واكثر صواعق وابعد مذهبا من البحر وما فيه ففلك مطيتك التي تقطع بها سفر الضلال اتباع السنة ".الاعتصام للشاطبي ج1 ص85 - 86
ـ[عبدالحميد حسن]ــــــــ[13 - 09 - 10, 10:15 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[19 - 09 - 10, 06:11 ص]ـ
جزاك الله خير
بارك الله فيك
ـ[أبو سالم الجامع]ــــــــ[19 - 09 - 10, 10:40 ص]ـ
تحتاج الى حفظ
جزاك الله خيرا
السلام عليكم
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[09 - 11 - 10, 05:04 م]ـ
تحتاج الى حفظ
جزاك الله خيرا
السلام عليكم
صدقت أخي العزيز(65/332)
هل من كتاب ينصح به لطالب العقيدة المبتدىء؟
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[13 - 09 - 10, 07:30 م]ـ
هل من كتاب مبني على عقيدة السلف جيد ومفيد للمبتدىء الذي يريد أن يتأسس على عقيدة صحيحة وهل ينصح بشرح العقيدة الطحاوية؟؟ وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[13 - 09 - 10, 10:06 م]ـ
للرفع
ـ[عبدالحميد حسن]ــــــــ[14 - 09 - 10, 04:20 ص]ـ
كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب شرحه العلامه العثيمين رحمه الله والشرح جدا جميل اسمه القول المفيد شرح كتاب التوحيد
2 - العقيده الواسطيه لشيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله شرح الشيخ صالح الفوزان
3 - التنبيهات السنية للشيخ عبدالعزيز الرشيد وهو مهم كما قال الشيخ اسامه عطايا والشيخ صالح ال الشيخ احسن شروح العقيده الواسطيه على الاطلاق
والكتب يااخي كثيره لعل اخواننا يقولون ماعندهم
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[14 - 09 - 10, 04:29 ص]ـ
كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب شرحه العلامه العثيمين رحمه الله والشرح جدا جميل اسمه القول المفيد شرح كتاب التوحيد
ثم عليك بـ " شرح العقيدة الواسطية " لابن عثيمين قراءة مع طلبة علم.
وكل واحد ٍ منكم يحضر من كتاب , فواحد من " هراس " وآخر من " صالح آل الشيخ " وآخر " صالح الفوزان " ..
ثم تجتمعون وتطرحون , وتناقشون , وتراجعون المسائل المشكلة , ويبحث أحدكم في مسألة معينة , فهذه الطريقة أفيد وأفود!
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[14 - 09 - 10, 06:41 ص]ـ
أهم شيء أن تأخذ العقيدة عن شيخ فهي لا تؤخذ من الكتب فقط بل لابد من شيخ حتى ولو كان هذا الكتاب من أعمدة الكتب السلفية حتى اذا وجد عندك أي لبس يزيله الشيخ والكتاب لا يزيله
وحذار من القراءة في بداية الطلب دون شيخ وخاصة في القرآن والعقيدة
وفقك المولى لما يحب ويرضى
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[14 - 09 - 10, 06:45 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=221468
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[14 - 09 - 10, 07:42 ص]ـ
الإخوة الأفاضل
عبد الحميد
أبو الهمام
أبو الفداء
جزاكم الله خير الجزاء وأتمه وأعانكم على الخير
سؤال آخر بارك الله فيكم هل القول المفيد وفتح المجيد على نفس المستوى؟
ـ[أدهم سيد]ــــــــ[14 - 09 - 10, 11:14 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[14 - 09 - 10, 02:05 م]ـ
اذا تريد كتاب في العقيدة تبدا به فعليك بشرح لمعة الاعتقاد للشيخ ابن العثيمين.
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[14 - 09 - 10, 06:33 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي لكن يبدو أن كتاب التوحيد أفضل للطالب وذلك لشموليته , أم ماذا رايك؟
ـ[عبدالله البدري]ــــــــ[14 - 09 - 10, 09:38 م]ـ
عندي طريقة لطيفة في الدراسة وهي أني أعمل مباحث للكتاب الذي أدرسه فمثلا باب الإيمان ...
أنقل عنوان الفصل ومن ثم أكتب قواعد الباب ثم أكتب الآيات والأحاديث المختصة بهذا الباب ومن ثم أكت الأحاديث الضعيفة في هذا الباب مع معرفة سبب الضعف ومن ثم أكتب المسائل المختلف فيها مع أجوبتها دون حشو وباختصار شدبد جدًا ومن ثم أكتب أهم أسماء الكتب و المقالات التي تناولت هذا الفصل .. ومع مرور الأيام والكتب أزيد في كل فصل ما أحصله من أدلة وآثار ...
أرجو من عنده ملاحظات على هذه الطريقة أو عنده طريقة أخرى في الدراسة وتقييد العلم وضبطه أن يتحفنا ... !!!
ـ[ابو البراء المغربي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 01:45 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اخواني الكرام اقدم لكم موقعا بسيطا يحمل علما نافعا وفيه برنامج ميسر لدراسة العقيدة وفق الله الجميع للعلم النافع و العمل الصالح https://sites.google.com/site/ttawhid (https://sites.google.com/site/ttawhid/)(65/333)
أريد بعض الكتب التى تتحدث فى مصطلحات العقيدة
ـ[محمود الجمال]ــــــــ[14 - 09 - 10, 02:44 ص]ـ
أريد بعض الكتب التى تتحدث فى مصطلحات العقيدة
ـ[ابو ناصر الحنبلي]ــــــــ[14 - 09 - 10, 02:50 ص]ـ
هناك كتاب بهذا الاسم للشيخ محمد الحمد
وهناك كتاب آخر بهذا الاسم لا يحضرني اسم المؤلف ولكنه من تقديم العلامة ابن جبرين رحمه الله تعالى
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[14 - 09 - 10, 08:27 ص]ـ
يوجد كتاب بداية الهداية لفضيلة الشيخ محمد يسرى
و هو مقدمة و تعريف لعلم العقيدة
بارك الله فيك
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[15 - 09 - 10, 11:44 م]ـ
وهناك كتاب آخر بهذا الاسم لا يحضرني اسم المؤلف ولكنه من تقديم العلامة ابن جبرين رحمه الله تعالى
الكتاب هو "معجم ألفاظ العقيدة" لعامر عبد الله فالح، تقديم الشيخ العلامة عبد الله بن جبرين رحمه الله، طبعة مكتبة العبيكان.
وتجد هذا الكتاب على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=51442
ـ[صالح الزهراني]ــــــــ[21 - 09 - 10, 02:38 م]ـ
حمّى التأليف والنشر
نظرات في معجم جديد
بقلم: صالح الزهراني
إن من نعم الله على عباده المؤمنين هذه العودة والأوْبة إلى الله (الصحوة المباركة) التي نلمس آثارها في مجالات عديدة متنوعة، ومن أبرزها ما نراه من حركة علمية واسعة الانتشار، في مجال التعلم والتعليم، والتحقيق ونشر التراث، والتأليف والطباعة، وما إلى ذلك؛ حيث ظهرت كتب كثيرة من كتب الأسلاف العظام محققة مضبوطة، كما ظهرت مؤلفات أخرى عليها طابع الجدّة والابتكار والأصالة، فنفع الله بها من شاء من عباده. ولكن ظهر في ثنايا تلك الحركة الدؤوب الجليلة، وتسلل إلى صفوفها بعض المكدّرات وشيء من العبث والتلاعب باسم التحقيق تارة، وباسم التأليف المبتكر تارة أخرى؛ وهذه الأفعال جديرة بأن تسمى عبثًا ولعبًا ومسخًا. ولقد نبه بعض الغيورين محذرين من هذا العبث والتعالم، من أمثال الشيخ العلامة "بكر أبو زيد" ـ وفقه الله ـ الذي له جهود مباركة في هذا المجال ككتابه: (التعالم وأثره على الفكر والكتاب)، وكتابه: (حلية طالب العلم) و (الرقابة على التراث) ... وغيرها. وألف الأخ الفاضل "محمد آل شاكر"، كتابه: (أوقفوا هذا العبث بالتراث)، بعد أن كان مقالات على صفحات (البيان). وألف الأخ الفاضل "أحمد الصويان" كتابه: (الكتاب الإسلامي المعاصر .. نظرات نقدية)، وغير هؤلاء من الغيورين على تراث الأمة وحياتها العلمية فجزى الله الجميع خير الجزاء.
ومع هذه التحذيرات الصارخة: فلا يزال العبث مستمرًا وفي ازدياد ممن تصدروا للتأليف والتحقيق قبل أن يتأهلوا لذلك، متشبعين بما لم يُعْطَوْا ضاربين بهذه الصرخات عرض الحائط: لقد أسمعت لو ناديت حيًا ولكن لا حياة لمن تنادي وفي الآونة الأخيرة طالعتنا إحدى المكتبات بالرياض بنشر كتاب يحمل عنوان (معجم ألفاظ العقيدة)، ويقع الكتاب في أكثر من 480 صفحة في مجلد أنيق. والعنوان ـ كما ترى ـ مهم للغاية وضخم، يستحق أن يتعاون على تأليفه مجموعة من المتخصصين وحالما طالعته وجدت مؤلفه يقول في مقدمته: إن علم العقيدة يحوي مصطلحات يغيب معناها عن كثير من طلبة العلم فضلاً عن عامة الناس، وإنه لم يُسبق إلى هذا العمل، فشمَّر عن ساعد الجد وحاول حصر المستطاع من ألفاظ العقيدة لإفادة الناس، بل طلاب العلم .. !! وإذا نظرنا في هذا الكتاب نَجِدُهُ خِلْوًا من التحقيق والتدقيق والتمحيص المطلوب في المعاجم، بل في كل تأليف، وأما تحرير المصطلحات ونسبة الأقوال إلى أهلها والتعامل مع المراجع كما ينبغي، فلا تسأل عن شيء من ذلك في هذا الكتاب؛ كما سنرى أخي القارئ. ولو تتبعنا الملحوظات عليه لوجدناها كثيرة جدًا، لكنني أكتفي بما يؤدي الغرض ويفي بالمقصود ـ إن شاء الله (تعالى)
ففي مجال التعريف بالمصطلحات وشرحها الذي هو أساس الكتاب نجد الآتي:
ـ في كثير من الأحيان لا يعرِّف بالمصطلح، وإنما يسترسل في أمور أخرى لا علاقة لها بالتعريف: كالحكم على هذا المصطلح من حيث الجواز وعدمه، أو بيان رواية حديث أو غير ذلك من الأمور؛ انظر ـ مثلاً ـ لفظ: الأوعال، البركة، التعليل، التصوير ... ، وغيرها ككثير من الأسماء والصفات التي يكتفي بإثباتها دون شرحها وبيان معناها.
ـ وكثير من التعريفات غير تامة، بل هي قاصرة جدًا مثل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/334)
1 ـ تعريفه للبراهمة بأنهم "الذين يزعمون أن العقل يغني عن الوحي" وهذا لا يكفي في تعريفهم.
2 ـ تعريفه لأصحاب الهياكل حيث استرسل في شرح معنى هذا اللفظ ولم يبين أنهم من الصابئة.
3ـ الجار ودية: عرَّفها وشرح حالها ولم يذكر أنها إحدى فرق الزيدية.
4ـ حدوث العالم حيث نقل عن بعض الكتب المعاصرة: أن ذلك قول معظم مفكري الإسلام، ونقول: بل هو عقيدة المسلمين جميعًا، وسائرُ أهل الديانات كلهم يؤمنون بحدوث العالم ووجوده وخلقه بعد أن كان معدومًا وليس خاصًا بفئة من المفكرين. والسبب الذي يوقعه في هذه المآخذ نقله من المراجع التي اعتمد عليها دون تمحيص.
ـ وأحيانًا يعرّف تعريفات بعيدة عن الصواب، بل هي خطأ مثل:
1 ـ تعريف الإرجاء: فقد تحدَّثَ عنه بأنه ظهر في عصر الصحابة، ثم أخذ يسترسل في بيان أصناف المرجئة وفرقهم دون تحديد لمعنى الإرجاء، والإرجاءُ الذي يعنيه في عصر الصحابة ليس هو الإرجاء بوصفه فكرةً ومعتقدًا وهو الذي يدخل ضمن معجمه!!
2 ـ الكلام النفسي لم يوضحه، وإنما نسبه إلى المعتزلة والفلاسفة. ومن المعلوم عند طلاب العقيدة الذين يؤلف لهم هذا الشيخ معجمه، أن الكلام النفسي أول من قال به ابن كلاب، ثم تبعه عليه الأشاعرة والماتريدية.
3 ـ تعريفه للاثني عشرية قال: هي التي تدعي عصمة اثني عشر إمامًا (ثم عدَّهم أحد عشر إمامًا .. !!) وعد منهم "أحمد الباقر!! "، وصحة اسمه: "محمد الباقر"، كما عد منهم فاطمة (رضي الله عنها) و"فاطمة" ليست منهم.
ـ وهو غير موفق في كثير من تعريفا ته:
1ـ ففي تعريفه للمهدية وصفها بأنها سلفية، وهذا وهْمٌ فهي طريقة صوفية.
2 ـ وفي تعريفه للسنوسية وصفها أيضًا بأنها سلفية .. وهذا الكلام غير سليم؛ والسبب: أنه نقل من مرجع معاصر لكاتب ليس على منهجية صحيحة في نظراته وأطاريحه.
3 ـ وفي تعريفه للزيدية وصف "زيد بن علي" بأنه صاغ نظرية شيعية متميزة .. (هكذا قال).
وهو في هذا مجرد ناقل عن غيره دون تمحيص وإلا فـ "زيدٌ" (رحمه الله) لم يكن شيعيًا قط، ولم يؤمن بنظريات الشيعة، واقرأ ـ إن شئت ـ كتاب: (الإمام زيد بن علي المفترى عليه) لشريف الخطيب.
وأحيانًا كثيرة يترك مصطلحات السلف لا يعرّفها مع أنه زعم في المقدمة الحصر ما استطاع، فلم يعرّف مثلاً: الجنة، الحفظة، الكوثر، القرين، المحدَّث، الملهم، الإلهام، الرؤيا وغيرها؛ وحتى لفظ العقيدة الذي هو عنوان معجمه الشامل .. !! فإنه أهمل تعريفه؛ واهتم بتعريف مصطلحات لا أهمية لها كأسماء بعض الفرق المندثرة كالعلبائية، والبزيغية، والبيهسية، والزروانية والكيومرثية والرقيونية .. وغيرها مما لا تهم القارئ، وترك التعريف بفرق حية معاصرة مع أهمية ذلك كالتعريف ببعض طرق الصوفية كالرفاعية، والختمية، وغيرها، وبعض المذاهب الفكرية المعاصرة: كالرأسمالية والديمقراطية، والحداثة، وغيرها.
وبعض التعريفات ينسبها إلى غير أهلها، كتعريف الكبيرة نَسَبَهُ لابن تيمية، وهو ـ في الحقيقة ـ لعلماء سابقين عليه من عهد الصحابة فمن بعدهم؛ ولو رجع إلى كتب التفسير عند قوله (تعالى): (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ... ) {النساء: 31}، ورجع إلى {فتح الباري، 12 - 183} وكتاب (الزواجر) للهيثمي لكان أوثق له وأصدق.
وأحيانًا يذكر المصطلح ناقلاً له عن غيره دون عزو أو توثيق؛ فيظن القارئ أنه من مبتكراته، كتعريف الشيعة، إذ نقل تعريف الشهرستاني في الملل والنحل ولم يعزه إليه. وانظر كذلك ألفاظ: (المعتزلة، الإرجاء، الصوفية ... ) وغيرها مما لم يعزُه إلى أحد ... !!.
وأما مصادره المعتمدة في هذا المعجم فجلُّها حديثة معاصرة مع وجود الأصول التي أخذ منها هؤلاء المعاصرون:
1 ـ ففي تعريف الماتريدية اعتمد على رسالة صغيرة لأحد الدكاترة مع وجود مراجع معتمدة غيرها.
2 ـ وعرف البراهمة معتمدًا على كتاب (الرسل والرسالات للشيخ عمر الأشقر)، مع أن الأشقر لم يعرّف البراهمة أساسًا.
3 ـ وعرف الرافضة من فتاوى فضيلة الشيخ "محمد العثيمين" مع وجود كتب الفرق المعتمدة التي عرّفت بهذه الفرقة.
4 ـ ووثق قصة ابن صياد من كتاب (القيامة الصغرى) للشيخ الأشقر مع وجود القصة في صحيح مسلم وغيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/335)
5 ـ وعرّف بالإنجيل نقلاً عن كتاب الملل والنحل الشهرستاني، وزعم أن إنجيل (بر نابا) اختفى ذكره، مع إنه موجود مترجم، نقله إلى العربية خليل سعادة وطبعه محمد رشيد رضا، وأعيد طبعه في بيروت مرات.
6 ـ وعرّف برسائل إخوان الصفا من كتاب "كشف الظنون" مع وجود هذه الرسائل مطبوعة.
7 ـ ويحيل أحيانًا في بيان المصطلحات السلفية إلى غير كتب السلف، كإحالته للتوسع في الإيمان وأقوال الفرق فيه إلى كتاب تبصرة الأدلة للنسفي الماتريدي، مع وجود كتب السنة وتوفرها في توضيح ذلك.
8 ـ نقل تعريف القرامطة من تسجيل صوتي لأحد المشايخ المعاصرين!! وهذا قصور ظاهر منه مع وجوده في مصادر قديمة وحديثة متوفرة.
وخلاصة القول في مراجعه: أن جلها من المؤلفات الحديثة التي يغلب عليها النقل إلا ما ندر، ومؤلف هذا المعجم أفرغ ما ألف من هذه الكتب المعاصرة في تأليفه:
1 ـ فهو قد أفرغ كتاب شرح أسماء الله الحسنى للشيخ سعيد بن وهف القحطاني في معجمه مع أنه كان بالإمكان الرجوع إلى كتب التفسير عند تفسير الأسماء الحسنى الواردة في القرآن، وكذلك شروح الحديث، وأيضًا الكتب التي اهتمت بشرح الأسماء الحسنى عند القدامى.
2ـ وكذلك كتاب الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة د "ناصر القفاري"، د "ناصر العقل" ومؤلفاه قد ذكرا: أن كتابهما ألف لأغراضٍ دراسية فقط، فقام بإفراغه في معجمه على أنه مرجع أساس مع توفره وغيره.
3ـ والموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة الصادرة عن الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالرياض وهي التي أوقعته في خطأ تعريف الزيدية ().
4ـ فتاوى الشيخ "محمد بن عثيمين" (حفظه الله)، فإنه لا يكاد يخرج عنها مع وجود فتاوى غيره من أهل العلم من السابقين واللاحقين ممن هم على منهاج السلف، كفتاوى شيخ الإسلام "ابن تيمية" وغيره من العلماء القدماء والمحدثين.
5ـ وأما في الفرق والأديان فمع ما سبق في رقم (2، 3) فقد يرجع إلى الملل والنحل للشهرستاني في أحيان قليلة، ونادرًا ما يرجع إلى غيره من كتب الفرق المتقدمة المعتمدة.
وختامًا نقول: إن تأليف معجم ليس من السهولة بحيث يؤلف بهذا الأسلوب نقلاً من الكتيبات والرسائل الصغيرة التي طابعها نشر الوعي أكثر من التحرير والتأصيل، وإصدار معجم بهذه الأهمية يستغرق وقتًا طويلاً من الجمع والتحقيق والتدقيق والتمحيص والتوثيق والترجيح بين الآراء والأقوال، فلا يأتي إلا بعد سنوات طوال من الجهد المضني، وقد تأهل مؤلفه ونبغ في العلم ورسخ فيه وعلا كعبه، وإن أردتم أمثلة على ما أقول فانظروا إلى أيِّ معجم معتمد كيف بلغ مؤلفه به شأوًا عظيمًا؛ ودونكم معجم المناهي اللفظية للعلامة "بكر أبو زيد"، كيف حرره وأبدع فيه. أخي القارئ: هذه إشارات عاجلة سريعة على سبيل التمثيل لا الحصر، والله نسأل للجميع التوفيق والسداد.
(هذا المقال نشر بمجلة الببيان الصادرة عن المنتدى الإسلامي بلندن، العدد 116)(65/336)
الخزي والعار فيما ينقله عبدالله باسودان عن عمر البار [فضيحة موثقة]
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[14 - 09 - 10, 08:16 ص]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
الخزي والعار فيما ينقله عبدالله باسودان عن عمر البار
[فضيحة موثقة]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
نعم موضوعنا كما قرأتم بالعنوان خزي وعار والله المستعان، أننا نعلم جيدا أن هناك من عوام متصوفة حضرموت شرفاء لا يرضون بهذه السفاهة قد ضلوهم أصحاب العمائم ولبسُوا عليهم الحق بالباطل، فإلى هؤلاء الشرفاء نقول لهم تحرروا من أغلال التقليد وتفكروا بما يوجد في كتب مشايخكم وأسالوا الله أن يريكم الحق بصدق، والله لن يخذلكم .. !!
أما متصوفة حضرموت المكابرين من مرتزقة أصحاب العمائم، نقول لهم نعدكم بمواضيع سود نزلزل بها بإذن الواحد الديان عروشكم ياقبورية حضرموت .. !!
يقول الشيخ الصوفي الحضرمي "عبدالله بن أحمد باسودان " في كتابه المشؤوم " فيض الأسرار" ما نصه:
((وسيدنا عمر البار الأخير صاحب الترجمة الشهيرة له وقائع مع مشايخه كثيرة من هذا القبيل يبادرونه بالاسرار ويغشونه بالأنوار وقابليته تستلقح بما معاني أذواقهم ومشاربهم وتستغنم فرص نفحاتهم وطلوع سمش لحظاتهم في مشارقهم ومغاربهم،قال أخوه سيدنا وشيخنا العيدروس نفع الله بهم زرت أنا والأخ عمر مرة لحضرموت فكنا إذا أتينا لسيدي العارف بالله تعالى حامد بن عمر حامد باعلوي نفع الله به بتريم أرى الأخ عمر يتلبس بحالة حالة الأنثى، وسيدي الحبيب حامد يتوجه إليه بهمة الذكر المُلقح، اشاهد ذلك منهما مشاهدة حسية معنوية، لها أثر في الخارج يتبين لي عند ذلك سر الولوج والعروج في تلك المعارج والاندراج في اسرار تلك)) .. [الجزء 2 - ص 261 - 262] .. !!
هل قرأتم يا أمة الإسلام هذه هي النفحات والأسرار عند هؤلاء المشايخ وماخفي كان أعظم، ونقول صدقت يـ (عبدالله باسودان) فكتابك أسمه (فيض الأسرار واقتباس الأنوار شرح سلسلة السيد عمر عبدالرحمن البار) فقد أفضت علينا من الأسرار وكشفت حقيقة الأنوار .. !!
:: غلاف الكتاب ((المخطوط))::
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/fyez-alasrar/0.jpg (http://www.soufia-h.net/index.php)
:: الوثيقة وبها الأخلاق الدنيئة تحت مسمى الكرامة::
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/fyez-alasrar/2/361-362.jpg (http://www.soufia-h.net/index.php)
التشبه بالنساء فالأصل فيه قوله صلى الله عليه وسلم: " لعن الله المخنثين من الرجال - يعني المتشبهين بالنساء – والمترجلات من النساء - يعني المتشبهات بالرجال-"أخرجه أحمد في المسند [1878]، والبخاري في كتاب اللباس باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت [5436]، وأبو داود [4282] في باب الأدب، والترمذي [2706] في باب الأدب - كلهم عن ابن عباس رضي الله عنهما .. !!
ولكن مشايخ صوفية حضرموت مثل "عبدالله باسودان " وغيره يعتبرون التأنث والتشبة بالنساء ومراوده الرجل للرجل من الكرامات وأرقى الدرجات والله المستعان، وهذا الكلام كله على ذمه باسودان الذي رواها في كتابه .. !!
الحمدلله الذي عافانا من أبتلاهم بهم، ونسأل الله السلامة والعافية .. !!
اللهم اهدي الصوفية للرجوع للكتاب والسنة .. !!
الاثنين 4 شوال 1431هـ .. !!(65/337)
المعتزلة ينفون الصفات عن الله تبارك وتعالى والسبب:
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[15 - 09 - 10, 04:30 ص]ـ
المعتزلة ينفون الصفات عن الله عز وجل و السبب:
الأدلة العقلية أثبتت وجود الرب، هذا الدليل ضمن جزئيات الدليل على أن الرب لا يوصف بالصفات، فإذا أثبتوا أن لله صفات يتعارض حينئذ إثبات الصفات مع الدليل العقلي على وجود الرب فيصيرون بين طرفي نقيض إما ان يثبتوا الصفات ويبطلوا الدليل العقلي على وجود الرب فيصبح ليس لديهم دليل على وجود الرب أو يثبتوا الدليل العقلي على وجود الرب و إبطال الصفات.
ـ[أبوعبدالله الحنبلي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 05:45 ص]ـ
أحسنت وبارك الله فيك,
ولكن هذا ليس مختص بالمعتزلة, بل هو سبب نفي عامة المتكلمين للصفات, من جهمية ومعتزلة وكلابية وأشعرية.
ذلك أنهم استدلوا على وجود الصانع بدليل حدوث الأجسام, ولما كانت الصفات من خصائص الأجسام, لزم نفيها حتى لا يُقال بحدوث الصانع. والله أعلم.
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[15 - 09 - 10, 04:38 م]ـ
الأدلة العقلية أثبتت وجود الرب، هذا الدليل ضمن جزئيات الدليل على أن الرب لا يوصف بالصفات، فإذا أثبتوا أن لله صفات يتعارض حينئذ إثبات الصفات مع الدليل العقلي على وجود الرب فيصيرون بين طرفي نقيض
الأخت أم علي:
كان عليك أن توضحي سبب نفي المعتزلة للصفات، فأنت ذكرت كلاماً مجملاً يحتاج إلى إيضاح.
وسبب نفي المعتزلة للصفات هو: أنهم يعتقدون أن إثبات صفات قديمة لله تعالى زائدة على الذات يستلزم أن نشركها بالله في صفة القدم التي اختص بها الرب تعالى، فيلزم منه تعدد القدماء.
أي: أن الرب تعالى قديم، والصفات قديمة، وإثبات ذات قديمة وصفات قديمة يتحصل منه تعدد القدماء أي تعدد الآلهة، وهذا هو الشرك والكفر عند المعتزلة مثل قول النصارى القائلين بأن الله ثالث ثلاثة.
ولذلك المعتزلة تقول إن الصفات ليست قديمة كصفة الإرادة والخلق والكلام، بل هي حادثة، ولا تقوم بذات الله تعالى، ويسمونها صفات أفعال.
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[15 - 09 - 10, 10:04 م]ـ
[ QUOTE= أبو عبد الله المليباري;1360497] الأخت أم علي:
، فيلزم منه تعدد القدماء.
QUOTE]
تعدد القدماء عند المعتزلة يستلزم تعدد الالهة، وهذا السبب الأخر عندهم لنفي الصفات،وهذا المذهب يحصل له تطوير و زيادات في الأصول واختلاف بين علماءه وذلك لعدم ثباته وردائته لأنه يعتمد على العقل، و العقول تختلف، وهذا الأمر يؤكد فساد المنهج لديهم.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[15 - 09 - 10, 10:49 م]ـ
قال الشيخ صالح ال الشيخ في شرحه للواسطية
الجهمية الذين أصلوا أصول البدع في نفي الصفات وتأويلها وجحدها وتحريفها أولئك أصلوا أصلا ألا وهو أن الله جل وعلا ليس بمتصف إلا بصفة واحدة ألا وهي صفة الوجود، هذا قول الجهمية، والصفات الأخرى يقولون هذه إذا أثبتت لزم منها حلول الأعراض في من اتصف بها وإذا قيل بجواز حلول الأعراض في من اتصف بها لزم منه أن يكون من حلت به جسما وهذا باطل، فقدموا لهذا بمقدمة باطلة فنتج عنها نتائج باطلة ثم أولوا النصوص، وهذا أصل عند الجهمية وهو الذي به انحرف المعتزلة وانحرف الكلابية وانحرف الأشعرية والماتريدية وكل فرق الضلال في باب الصفات، ما هذا الأصل؟ هو ما يسميه أهل العلم بـ (حلول الأعراض) ولا بأس أن نعرج عليه بقليل من الإيضاح لأن فهمه يفهمك لماذا نفى الجهمية الصفات؟ يفهمك لماذا نفى المعتزلة الصفات؟ يفهمك لماذا نفى الكلابية والأشعرية والماتريدية الصفات، لماذا نفوها؟
نفوها لهذا الأصل ألا وهو القول بأن إثبات وجود الله جل وعلا لا يكون إلا عن طريق دليل حدوث الأعراض، ما هذا الدليل؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/338)
هذا أصله الجهمية، تعرفون قصة جهم بن صفوان فإنه تحير هو في ربه جل وعلا لما قال له طائفة من السومانية – من أهل الهند التناسخية الذين لا يقولون بإله ولا برب خالق ولا بمعبود لهم – قالوا له أثبت لنا أن هذه الأشياء مخلوقة وأن لها خالقا فتتفكر مدة من الزمن – جهم – ثم أخرج هذا الدليل العقلي طبعا أولئك لا يقرون بالقرآن فاضطر إلى أن يحتج عليهم بهذا الدليل العقلي، ما هذا الدليل العقلي الذي قال به جهم؟ قال: لدينا أعراض لا يمكن أن تقوم بنفسها، يعني: لا يمكن أن نراها ليس لها هيئة، ما هذه الأعراض؟ قال مثل اللون مثل الحرارة مثل البرودة هذه أشياء ترى؟ ما ترى، مثل الحركة، الحركة ترى؟ يعني من حيث هي حركة، المشي من حيث هو هل يرى؟ الارتفاع ارتفاع الشيء علوه أو هبوطه هل يرى؟ يعني هل ثَم شيء اسمه علو تراه مجسما؟ هل ثَم شيء اسمه مشي تراه وحده مثل ما ترى البناء، ترى جبل؟ صحيح؟ لكن ما يمكن أن ترى شيء اسمه مشي، لأن المشي هذا ايش؟ صفة، مثل الحرارة مثل البرودة مثل الارتفاع مثل النزول إلى آخره، يعني أن المعاني هذه سماها أعراضا وقال هذه المعاني لا يمكن أن تقوم بنفسها – يخاطب أولئك الضالين يخاطب السومانية – قال هذه المعاني لا يمكن أن تقوم بنفسها صحيح؟
قالوا صحيح.
قال لهم إذن إذا حلت بشيء فهذا الشيء إذن احتاج لغيره، فليس ثَم جسم إلا وفيه أعراض، لا يقوم الجسم إلا بالأعراض أليس كذلك؟ ليس ثَم جسم ليس فيه حرارة ولا برودة ولا يوصف بهذه الأوصاف اللي هي المعاني أليس كذلك؟ قال لهم الجسم إذن هذا حلت فيه الأعراض معناه أن الجسم محتاج إلى هذه الأشياء.
قالوا صحيح.
قال ما دام أن الجسم محتاج فإذن ليس مستقلا بإيجاد نفسه، لأن المحتاج إلى غيره في بعض وجوده أن يكون محتاجا إلى غيره في أصل الوجود أولى، يعني لو كان هو أوجد نفسه لو هذه الأشياء أوجدت نفسها لكان يمكن أن تستغني عن هذه الأعراض، أليس كذلك؟ فإذن قال إثبات هذه الأجسام وأنها لا يمكن أن توجد بنفسها كان عن طريق إثبات حلول الأعراض فيها والأعراض لا يمكن أن تقوم فكذلك الأجسام لا يمكن أن تقوم بنفسها إذن فالجسم محتاج إلى غيره في وجوده، استقام الكلام الآن؟ قال إذن فلا بد من موجد له.
قالوا سلّمنا، صحيح.
فإذن أثبت لهم أن الأشياء لا بد لها من موجد، قال لهم هذا الموجد هو الله، هذا الموجد هو الرب هو الخالق الذي أوجد هذه الأشياء من العدم، سلموا بوجود الله جل وعلا، لما سلموا قالوا إذن صف لنا هذا الرب، فلما أتى يريد الوصف نظر في الأوصاف التي في القرآن فكلما أراد أن يصف بوصف وجد أن إثبات هذا الوصف ينقض الدليل، الدليل الذي أقامه ولم يجد غيره على وجود الله جل وعلا، إذا أثبت أن الله جل وعلا متصف بالصفات الصفات الذاتية مثل اليدين مثل الوجه إلى آخره، هل هذه تقوم بنفسها؟ يقولون هذه لا تقوم بنفسها فإذن من حلت به جسم مثل الأجسام فإذن هو محتاج إلى غيره، فكذلك الصفات هذه مثل الغضب والرضا والعلو ونحو ذلك من الصفات من باب أولى.
هذه النظرية أو هذا الأصل الذي وضعه جهم عامله الله جل وعلا بما يستحق، هذا الأصل أضل الأمة، كل من أتوا بعده قالوا لا يوجد دليل لإثبات وجود الله لمن لا يؤمن بالله لم لا يؤمن بكتاب ولا بسنة ولا برسالات إلا بهذا الدليل اللي هو دليل حدوث الأعراض حلول الأعراض في الأجسام وإذا كان كذلك، فكل ما ينقض هذا الدليل لا بد من نفيه أو تأويله، فأصّل هذا وقال جهم ليس لله صفة إلا صفة واحدة هي الوجود المطلق، الوجود المطلق، الجود المطلق طبعا ما دام أنه خالق لا بد أن يكون موجودا، فقال وجود مطلق.
طيب يا جهم هذه الصفات التي في الكتاب والسنة ماذا تقول فيها؟ قال هذه كلها مخلوقات منفصلة الله هو السميع، قال السميع يعني المسموعات، البصير يعني المبصرات، طيب، وهكذا في كل الصفات سواء الذاتية أوالفعلية أو الاختيارية كلها أولها بمخلوقات منفصلة.
أتى المعتزلة بعده وقالوا هناك صفات عقلية، الدليل الذي أقامه جهم قالوا صحيح، انتبه، الدليل الذي أقامه جهم قالوا صحيح، إذا كان صحيحا قالوا هو دليل عقلي والعقل الصحيح لا يطعن في العقل الصحيح، العقل الصحيح لا يطعن في العقل الصحيح، أو العقل الصريح لا يطعن في العقل الصريح، ماذا تريدون أيها المعتزلة؟ قالوا نريد أن نقول أنه ثَم صفات عقلية دل عليها العقل أنه لا بد أن يكون الخالق متصفا بها، فأثبتوا ثلاث صفات دل عليها العقل.
أتي الكلابية أتبا عبدالله بن سعيد بن كلاب، عبدالله بن سعيد بن كلاب نفسه وأتباعه وكانوا لهم ميل إلى أهل الحديث لكنهم وجدوا أن أهل الحديث لم يقيموا دليلا عقليا على وجود الله والسلف لم يقيموا دليلا عقليا فأخذوا بطريقة خلطوا فيها كما يزعمون طريقة الجهمية وطريقة أهل الحديث فأثبتوا مع التأويل، أثبتوا ماذا؟ أثبتوا صفات عقلية سبع، مثل ما قال المعتزلة العقل الصريح لا يناقض العقل الصريح قالوا هي ليست ثلاث صفات هي سبع وتبعهم على ذلك الأشعرية، الماتريدية زادوا على ذلك بصفة ثامنة هي صفة (التكوين) قالوا هي ثمان صفات ليست بسبع كلها صفات عقلية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/339)
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[15 - 09 - 10, 11:02 م]ـ
فالتوحيد عند المعتزلة: أن الله واحد في ذاته لاقسمة ولا صفة له وواحد في أفعاله لا شريك له.
قولهم: لا قسمة، أي لايتجزأ أو لايتبعض بل هو واحد، ((قل هو الله أحد)).
وقولهم: لا صفة له، هذا باطل.
وقولهم: واحد في أفعاله لا شريك له، هذا حق وهذا توحيد الربوبية.
ومن الشبه التي تعلقوا بها لأجلها نفوا الصفات عن الله عز وجل، منها:
لا قدبم إلا إله واحد، فلو ثبت لله صفات قديمة لأدى ذلك إلى تعدد القدماء يعني تعدد الآلهة وهذا شرك يناقض التوحيد، فإثبات الصفات يناقض التوحيد إذن يجب النفي.!!!
لاتقوم الأعراض بنفسها تحتاج إذن إلى محل تقوم به، وإذا قامت بمحل يكون ذلك المحل جسم والله تعالى ليس بجسم إذن لا تقوم الصفات به أو الأعراض.!!!
فمبنى الشبهة وجود ذات مجردة من الصفات ووجود صفات مجردة عن الذات وهذا وهم وذلك بما يتصور في اذهانهم. مما أدى إلى ان إثبات الصفات يؤدي إلى تعدد القدماء ومن ثم تعدد الآلهة، وهذا ضلال ليس هناك ذات قائمة بنفسها مجردة عن الصفات ولا صفات متعددة قائمة بنفسها قديمة مجردة عن بعضها وعن الذات حتى يتصور تعدد القدماء.
والمعتزلة يقولون أن الله حي قادر عليم، فهنا يلزمهم إثبات الجسم لأنهم لا يعلمون موجودا حيا عالما قادرا إلا جسما وإن لم يستلزم أمكن أن يقال: إن إثبات العلم القدرة الحياة لا يستلزم التجسيم.
إطلاق الجسم على الله نفيا وإثباتا لم يرد في القرآن والسنة لذا يجب الإمساك عنه، والوقوف عند الأدلة الشرعية في وصف الله تعالى.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[17 - 09 - 10, 06:20 م]ـ
والعجيب أنهم نفوا الصفات فرارا من تعدد القدماء, مع إثباتهم لتعدد الشركاء لله في الخلق فجعلوا كل عبد خالقا لفعله الاختياري فكانوا مجوس هذه الأمة, فليتهم إذ نفوا نفوا الجميع.
وهكذا حال كل من ابتعد عن كتاب الله وسنة رسوله في التلقي واتبع مناهج فلاسفة اليونان فإنه يتخبط تخبطا عظيما ولا تطرد قواعده ولا تستقيم أدلته والحمد لله على نعمة الانتساب للسنة.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[17 - 09 - 10, 07:45 م]ـ
ولذلك المعتزلة تقول إن الصفات ليست قديمة كصفة الإرادة والخلق والكلام، بل هي حادثة، ولا تقوم بذات الله تعالى، ويسمونها صفات أفعال.
بمعنى أنهم وافقوا الأشاعرة في أن أفعال الله حادثة ومخلوقة .. فهي عندهم ليس صفات لله وإضافتها إلى الله مثل إضافة "بيت" إلى الله
ولكن الأشاعرة أثبتوا صفات ذاتية (7 صفات فقط)
والمعتزلة لم يثبتوا أي صفات ذاتية؟؟ أم أثبتوا صفاتا ذاتية؟
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[17 - 09 - 10, 09:18 م]ـ
الأخت زوجة وأم ..
المعتزلة ينفون صفات الله الذاتية والفعلية ولو أضافوا شيئا من الأفعال أو الصفات -سواء سموها أعراضا أو سموها أحوالا أو سموها صفات- إلى الله كالكلام مثلا فهو إضافة مخلوق إلى خالقه لا إضافة صفة إلى موصوفها ..
وثمة سبب آخر نفوا به الصفات غير ما ذكره الإخوة ألا وهو:
لو قامت به صفات وجودية لكان مفتقرا إليها وهي مفتقرة إليه فيكون الرب مفتقرا إلى غيره.وهذا فنده شيخ الإسلام في أكثر من موضع في مجموع الفتاوي.
فتتلخص أسباب نفيهم للصفات في الآتي:
1 - أن إثبات الصفات التي هي أعراض عندهم يلزم منه حلول الحوادث بذات الرب.
2 - إثبات الصفات يلزم منه تعدد القدماء.
3 - أن إثبات الصفات يلزم منه افتقار الرب إليها ومعلوم أن الرب هو الغني بذاته.
4 - إثبات الصفات يستلزم التركيب وهذا السبب الرابع يذكرونه لنفي الصفات الخبرية كالوجه واليدين ونحوها.
ثم يزعمون أن هذا كله من التوحيد وما هو إلا تعطيل وتلحيد.
والله أعلم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[17 - 09 - 10, 09:54 م]ـ
[ SIZE="5"] الأخت زوجة وأم ..
المعتزلة ينفون صفات الله الذاتية
وماذا عن صفة الحياة؟
هل ينفونها أيضا؟
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[17 - 09 - 10, 10:00 م]ـ
نعم ينفونها ويقولون هو حي بذاته عليم بذاته قدير بذاته على طريقتهم في إثبات الأسماء ونفي الصفات فما أثبتوا لا حياة ولا علما ولا قدرة.
وقد نقل ذلك عنهم بعض من ألف في المقالات.
والله أعلم.
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[17 - 09 - 10, 10:37 م]ـ
لذلك فإنهم يصفون الله بالنفي لانهم لا يثبتون الصفات، مثل قولهم: ليس بجسم ولا شبح ولا جثة .. ولا جوهر ولا عرض ولا بذي لون ولا طعم ...
فالتوحيد يقوم على نفي الصفات عن الله تعالى فهذا التوحيد والتنزيه في رأيهم مع إثبات صفة لله تعالى قائمة بذاته.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 09 - 10, 01:34 ص]ـ
نعم ينفونها ويقولون هو حي بذاته عليم بذاته قدير بذاته على طريقتهم في إثبات الأسماء ونفي الصفات فما أثبتوا لا حياة ولا علما ولا قدرة.
وقد نقل ذلك عنهم بعض من ألف في المقالات.
والله أعلم.
ما معنى قولهم "حي بذاته"، "عليم بذاته" ... إلخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/340)
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[18 - 09 - 10, 04:30 م]ـ
ما معنى قولهم "حي بذاته"، "عليم بذاته" ... إلخ
ذلك انهم يجعلون الصفة هي عين الموصوف وزعمو ذاتا مجردة عن الصفات قائمة بنفسها منفصلة عن الصفات ومن هنا نفو الصفات فقالو اذا اثبتنا الصفات فقد اثبتنا تعدد الالهة اي تعدد القدماء وعندهم حي بذاته لا بصفة زائدة عن الذات
والحق في هذه المسالة الصفة لا عين الموصوف ولاغيره
ليست عين الموصوف التي يفرضها الذهن مجردة بل هي غيرها
وليست غير الموصوف بل الموصوف بصفاته شيئ واحد غير متعدد
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[18 - 09 - 10, 05:08 م]ـ
وماذا عن صفة الحياة؟
هل ينفونها أيضا؟
قال الشيخ صالح ال الشيخ في شرح الواسطية
ان المعتزلة يثبتون ثلاث صفات وهي القدرة والعلم والحياة وهي صفات ثابتة غير حادثة الانه عندهم لا يجوز قيام الحوادث بالله
والله اعلم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 09 - 10, 05:14 م]ـ
ذلك انهم يجعلون الصفة هي عين الموصوف وزعمو ذاتا مجردة عن الصفات قائمة بنفسها منفصلة عن الصفات ومن هنا نفو الصفات فقالو اذا اثبتنا الصفات فقد اثبتنا تعدد الالهة اي تعدد القدماء وعندهم حي بذاته لا بصفة زائدة عن الذات
والحق في هذه المسالة الصفة لا عين الموصوف ولاغيره
ليست عين الموصوف التي يفرضها الذهن مجردة بل هي غيرها
وليست غير الموصوف بل الموصوف بصفاته شيئ واحد غير متعدد
هذا غريب منهم
فنحن المخلوقات نتصف بالحياة والقدرة .. إلخ
وهي ليست غيرنا ولا هي ذاتنا ... بل انا وأنت وكل شخص فرد بصفاته وليس متعددا بها
فما بالك بالخالق الذي هو أعظم؟ ولا أقصد بهذا التمثيل ولكن فقط بيان كيف أن الاتصاف بالصفات لا يلزم منه التعدد.
ولله المثل الأعلى
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[18 - 09 - 10, 07:28 م]ـ
الأخ المكرم أبا هند إن كان نقلك عن الشيخ معناه أنهم يثبتون حياة وعلما وقدرة هي بنفس معنى الذات فهذا قاله بعضهم مثل أبي الهذيل العلاف ومن تبعه منهم فقال علم الله هو الله وقدرته هي هو.
وإن كان يقصد الشيخ صالح حفظه الله أنهم أثبوت الحياة والعلم والقدرة صفات زائدة عن الذات فهذا لم يقولوا به.
والله أعلم.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[18 - 09 - 10, 08:00 م]ـ
الشيخ صالح حفظه الله يقابل اثبات الاشاعرة لسبع صفات باثبات المعتزلة لصفات الثلاثة ونفي الجهمية لكل الصفات مع اثبات الوجود المطلق
ولا اظنه يقول بقول العلاف لان قول العلاف في الصفات الثلاث من جنس قوله في سائر الصفات الذاتية الاخرى
والشيخ صالح واسع الاطلاع في كتب القوم فلعله اطلع على ما خفي عليك اخي احمد
ولا يتنافى هذا الاثبات مع اصول المعتزلة لانهم يقولون العقل هو المحكم فالعقل الذي اثبت هو الذي نفى وهذه الصفات ثابتة لا يلحقها التجدد مثل صفة الكلام والارادة فليس هي من جنسها -هذا عندهم-
والله اعلم
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[18 - 09 - 10, 08:08 م]ـ
بارك الله فيك لكن أنا أقولها جزما هم لا يثبتتون ذلك إلا على النحو الذي بينته لك آنفا وقد ذكرت في مشاركتي التي قلت فيها يقولون حي من غير حياة أن هذا نقله عنهم بعض من كتب في المقالات ولعله الشهرستاني فليراجع ثمّ.
وإلا فكتب القوم بين أيدينا وكذلك كتب الفرق التي كتبت عنهم وهي طافحة بنفي الصفات بحيث تكون زائدة عن الذات وإلا فلو أثبتوا صفة واحدة كالحياة مثلا فقد أثبتوا تعدد القدماء الذي فروا منه والقوم أذكى من ذلك.
والله أعلم.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[18 - 09 - 10, 08:25 م]ـ
والله اخي احمد قولك اقيس لمذهب المعتزلة وانا اميل لما قلته فهو انسب لاصولهم والاثبات عليهم لا لهم اذا كان اثباتا مثل اثبات اهل السنة فما اسهل محاججتهم بقاعدة شيخ الاسلام القول في بعض الصفات كالقول في البعض الاخر والا هم اعقل من الاشاعرة والكلابية وكل من اثبت بعضا ونفى بعضا فوقع في التناقض البين
وعلى هذا قد اقول قد يتنزل كلام الشيخ على ما نقلت من قول العلاف
بارك الله فيك اخي احمد
وعندي ملاحظة فتقبلها بصدر رحب
قضية النفي المجمل كقولك اجزم انهم لا يثبتون تحتاج الى استقراء وتتبع واحاطة باقوالهم وتعلم انهم طبقات ومذهبهم يختلف باختلافها وما اسهل اختلافهم لانهم خالفو الكتاب والسنة فلا يثبت لهم قول الا عورض واذا عورض غير وبدل
واقول لو قيدت النفي في حدود علمك واطلاعك لكان افضل واحوط واسلم من الناحية العلمية
والله اعلم
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[18 - 09 - 10, 08:35 م]ـ
جزيت خيرا على نصيحتك أخي أبا هند ,وإنما جزمي مبني على معرفة أصولهم وخاصة في النفي والاطلاع على عامة فرقهم وقد عدها البغدادي عشرين فرقة في كتابه الفرق بين الفِرق فقد ذكرها مفصلة وذكر فضائح-على حد تعبيره- كل فرقة منهم.
والله أعلم.(65/341)
دفع أذية المجرم الأثيم ياسر الحبيب عن عرض النبي الكريم وآل بيته
ـ[هاني الهاشمي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 01:11 ص]ـ
دفع أذية المجرم الأثيم ياسر الحبيب عن عرض النبي الكريم وآل بيته
الحمد لله القوي العزيز القائل في تنزيله المبين متوعداً ومهدداً من آذاه وآذى رسوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِيناً}.
والصلاة والسلام على عبده ورسوله الكريم الأمين محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي القائل: ((لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)).
وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وذريته وباقي آل بيته، وعلى أصحابه السادة الغُرر، الأئمة الكُبَر، البررة الأنجاب، السابقين إلى تصديقه ونصرته، والناقلين لسننه وأحكامه، وأقواله وأفعاله وأحواله، والباذلين أنفسهم وأموالهم وأوقاتهم لنشر دينه، وهداية الناس إليه، حتى كان جميعه راجعاً إلى نقلهم وتعليمهم، ومتلقى من جهتهم، فلهم مثل أجور كل من اهتدى بشيء منه على مر الأزمان، واختلاف البلدان، وتنوع الأجناس، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
أما بعد، أيها المسلمون:
فلا يزال المجرم الأفاك، والسفيه البطال، والصاغر الذليل، والفاحش البذيء، والحاقد اللئيم، والسافل الوضيع، والحقير المَهِين، المدعو: بـ (ياسر بن عبد الله الحبيب) وأشياعه وأتباعه يسعون في أذية رسول رب العالمين، وأذية أهل بيته، وأذية جميع المؤمنين، بما يتكلمون به وينشرونه في بريطانيا في حق عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم المصون الطاهر الشريف، في حق حبيبتة، وأحب النساء إليه، وزوجته في الدنيا والآخرة، أم المؤمنين جميعاً بنص القرآن، الصديقة النبيلة العفيفة الجليلة الحصينة البرة التقية عائشة بنت أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنها وعن أبيها ـ.
حيث أقاموا ـ أنزل الله بهم عقوبته الشديدة ـ احتفالاً في لندن بمناسبة يوم وفاتها وانتقالها إلى دار أخرى، وقد كان هذا الاحتفال المشين لهم، والمشئوم عليهم، تحت شعار:
[عائشة في النار].
كتبوه في الرقاع الساترة لجدران موقع الاحتفال، وفي الأعلام التي يلوح بها أطفالهم الصغار، وفي الشارات التي يحملها الرجال على صدورهم.
وقد زينوا رقاع موقع الاحتفال بالرسومات، وبهرجوه بمختلف الألوان، وأنواع الأقمشة والستور.
وأخذوا يتبادلون التهاني، ويبارك بعضهم بعضاً، ويظهرون الفرح والسرور بهذه الوفاة.
ودونكم بعض ما نال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذية في عرضه وزوجه وفراشه، وما نال أهل بيته من قبل هذا المجرم الأفاك، والفاجر الضال:
الأذية الأولى / حكمه على عرضه وزوجه الصديقة الكريمة التقية العابدة الزاهدة أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ بأنها من أهل النار، وأنها سيدة نساء أهل النار، وأنها الآن تعذب في قعر النار، وتأكل الجيف ولحم جسدها في النار، وأنها كافرة ملحدة لا تعتقد نبوة خاتم الأنبياء.
حيث قال ـ أخزاه الله ـ في مستهل كلمته:
[نتقدم إلى ساحة القداسة، إلى مولانا وسيدنا صاحب الأمر صلوات الله وسلامه عليه بأصدق التهاني والتبريكات في ذكرى هلاك عدوة الله، وعدوة أهل البيت، سيدة نساء أهل النار، المدانة من فوق سبع سماوات عائشة الحميراء بنت أبي بكر لعنة الله عليهما، يصعب علينا وعلى كل شخص أن يعدد جرائم هذه المرأة الخبيثة].
وقال ـ أهلكه الله ـ:
[ولكن ما يهمني أيها الإخوة في هذه الكلمة أني أريد أن أثبت أن عائشة بنت أبي بكر اليوم في النار، بل هي في قعر جهنم، هذا الشعار الذي ترونه ليس مكتوباً من فراغ].
وقال ـ قبحه الله ـ:
[عائشة والله أقسم بذلك عائشة الآن في النار تأكل الجيف الآن].
وقال ـ أذله الله ـ:
[إذاً عائشة اليوم في النار تأكل الجيف، هكذا يثبت أن عائشة في النار، ولا تأكل الجيف فقط، أستطيع أن أقول هكذا، أن عائشة اليوم في النار معلقة من رجليها في النار الآن، عائشة لا تأكل فقط الجيف، وإنما تأكل لحم جسدها، هي تأكل لحم جسده الآن].
وقال ـ أهانه الله ـ:
[إذاً عائشة بهذا تكون ظالمة كافرة].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/342)
وقال ـ قصم الله ظهره ـ:
[تعرف بأن عائشة ملحدة ظالمة كافرة، ضاهت قول الكفار، وهذا أمر مرعب، هذا يثبت أن عائشة لم تكن تعتقد أصلاً نبوة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله].
وقال ـ سود الله وجه ـ قبل ختام كلمته:
[تعرف عائشة اليوم في النار، وأنها معلقة من رجليها، تأكل لحم جسدها، وتأكل الجيف، هذه هي سيدة نساء أهل النار لعنة الله عليها، اليوم نحن نفرح، وندخل الفرح، وندخل بهذا الفرح والسرور، ندخله على قلوب رسول الله صلى الله عليه وآله، وعترته الطاهرين صلوات الله عليهم، في هذا اليوم انتقلت عائشة إلى العذاب والجحيم الأبدي، في هذا اليوم يحق لنا أن نفرح، في هذا اليوم يحق لنا أن نسر، وصيتي لكم أيها الإخوة في من له حاجة خاصة، إذا كانت مستعصية فليجرب هذا الشيء، وإذا يحصل حاجة خل يخابرني، خل يخابرني، ليس لأنه رح أقرره، رح أقله شنو صار، هذه الليلة تروح إلى البيت إن شاء الله وتصلي صلاة ركعتي الشكر لله عز وجل على انتقال عائشة إلى النار، واطلب حاجتك، وشوف إنه ما تنقضي حاجتك].
قلت:
وهذا رب العالمين ـ جل وعلا ـ يكذبه ويخزيه ويذله ويفضحه ويهينه بين عباده في القرآن المجيد فيثبت ويصحح عقد زواجه صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنه ـ ومن باقي زوجاته، مع تحريمه له وللمؤمنين نكاح المشركات، فدل على أنهن جميعاًـ رضي الله عنهن ـ مؤمنات عنده سبحانه بربهن وبرسوله وبدينه وشرعه، فيقول سبحانه في سورة الأحزاب:
{وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا}.
قال الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في "الصارم المسلول" (ص423):
ومن ذلك:
أنه حرم على الأمة أن يؤذوه بما هو مباح أن يعامل به بعضهم بعضاً تمييزاً له مثل نكاح أزواجه من بعده، فقال تعالى: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً}.اهـ
وقال ـ عز وجل ـ في نفس السورة لنبيه صلى الله عليه وسلم في شأن أزواجه:
{لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ}.
قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ في "تفسيره" (6/ 447) عند هذه الآية:
ذكر غير واحد من العلماء كابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة وابن زيد وابن جرير وغيرهم أن هذه الآية نزلت مجازاة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضاً عنهن، على حسن صنيعهن في اختيارهن الله ورسوله والدار الآخرة، لما خيرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما تقدم في الآية، فلما اخترن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان جزاؤهن أن الله قَصَره عليهن، وحرم عليه أن يتزوج بغيرهن، أو يستبدل بهن أزواجاً غيرهن، ولو أعجبه حسنهن إلا الإماء والسراري فلا حجر عليه فيهن، ثم إنه تعالى رفع عنه الحجر في ذلك ونسخ حكم هذه الآية، وأباح له التزوج ولكن لم يقع منه بعد ذلك تَزَوّج لتكون المنة للرسول صلى الله عليه وسلم عليهن. اهـ
وقال العلامة السعدي ـ رحمه الله ـ في "تفسيره" (667):
وهذا شكر من اللّه الذي لم يزل شكوراً، لزوجات رسوله ـ رضي اللّه عنهن ـ حيث اخترن اللّه ورسوله، والدار الآخرة، أن رحمهن وقصر رسوله عليهن فقال: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} زوجاتك الموجودات {وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ} أي: ولا تطلق بعضهن، فتأخذ بدلها، فحصل بهذا، أمنهن من الضرائر، ومن الطلاق، لأن اللّه قضى أنهن زوجاته في الدنيا والآخرة، لا يكون بينه وبينهن فرقة {وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ} أي: حسن غيرهن، فلا يحللن لك {إِلا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} أي: السراري، فذلك جائز لك، لأن المملوكات، في كراهة الزوجات، لسن بمنزلة الزوجات، في الإضرار للزوجات. اهـ
بل وجعلهن ـ جل وعلا ـ أمهات للمؤمنين جميعاً، وارتضى لهن ولهم ذلك، فقال سبحانه في نفس السورة:
{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}.
قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ في "تفسيره" (6/ 381) عند هذه الآية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/343)
وقوله: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} أي: في الحرمة والاحترام، والإكرام والتوقير والإعظام، ولكن لا تجوز الخلوة بهن، ولا ينتشر التحريم إلى بناتهن وأخواتهن بالإجماع. اهـ
وقال العلامة العثيمين ـ رحمه الله ـ في "شرح رياض الصالحين" (1/ 400):
فأزواج الرسول صلى الله عليه وسلم أمهات للمؤمنين وهذا بالإجماع، فمن قال: إن عائشة ـ رضي الله عنها ـ ليست أما لي فليس من المؤمنين، لأن الله تعالى قال:
{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} فمن قال: إن عائشة رضي الله عنها ليست أما للمؤمنين فهو ليس بمؤمن، لا مؤمن بالقرآن ولا بالرسول صلى الله عليه وسلم، وعجباً لهؤلاء يقدحون في عائشة ويسبونها ويبغضونها وهي أحب زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يحب أحداً من نسائه مثل ما يحبها، كما صح ذلك عنه في البخاري أنه قيل: ((يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، قالوا فمن الرجال؟ قال: أبوها أبو بكر)) وهؤلاء القوم يكرهون عائشة ويسبونها ويلعنونها وهي أقرب نساء الرسول إليه، فكيف يقال: إن هؤلاء يحبون الرسول، وكيف يقال: إن هؤلاء يحبون آل الرسول، ولكنها دعاوي كاذبة، لا أساس لها من الصحة، فالواجب علينا احترام آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من قرابته المؤمنين، ومن زوجاته أمهات المؤمنين، كلهم آل بيته، ولهم حق. اهـ
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكذبه ويهينه ويذله ويخزيه ويحقره ويفضحه بين الخلق جميعاً فيشهد لها ـ رضي الله عنه ـ بالإيمان وصحته، وأنها معه في الجنة، وزوجة له فيها كما كانت زوجة له في الدنيا، فيقول للصديقة الكريمة العفيفة أم عبد الله عائشة ـ رضي الله عنها ـ:
((أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة؟ قلت: بلى والله، قال: فأنت زوجتي في الدنيا والآخرة)) أخرجه الحاكم 6729) وابن حبان (7095).
وصححه:
الحاكم وابن حبان والذهبي والألباني وغيرهم.
وهذا الطيب المطيب عمار بن ياسر ـ رضي الله عنه ـ يكذبه ويهينه ويخزيه بين أصحاب علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ فيقول لهم مقسماً بالله:
((ووالله إنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة)) رواه البخاري (7100).
وهذا حبر الأمة وفقيهها، عالم أهل بيت النبوة عبد الله بن العباس ـ رضي الله عنه وعن ابيه ـ يكذبه ويهينه ويخزيه فيقول للصديقة الكريمة عائشة ـ رضي الله عنها ـ حين اشتكت:
((يا أم المؤمنين تقدمين على فرَط صدقٍ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر)) رواه البخاري (3771).
قال السندي ـ رحمه الله ـ في "حاشيته على صحيح البخاري" (2/ 124):
والمعنى أنه صلى الله عليه وسلّم وأبا بكر قد سبقاك، وأنت تلحقينهما، وقد هيآ لك المنزل في الجنة فافرحي بذلك. اهـ
وقال عبد الله بن عبيد ـ رحمه الله ـ:
((استأذن ابن عباس على عائشة في مرضها الذي ماتت فيه فأبت أن تأذن له، فلم يزل بها حتى أذنت له، فسمعها وهي تقول: أعوذ بالله من النار، قال: يا أم المؤمنين إن الله عز وجل قد أعاذك من النار، كنت أول امرأة نزل عذرها من السماء)) أخرجه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1636).
وقال محققه الشيخ وصي الله عباس:
إسناده صحيح. اهـ
الأذية الثانية / رميه لعرضه وزوجه الصديقة العفيفة الشريفة الزكية الطيبة أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ في عرضها المصون الطاهر.
حيث قال ـ أخزاه الله ـ:
[أأذكر مجونها وفسقها الذي سودت به التاريخ، أأذكر كيف كانت تتسكع في الطرقات].
وقال ـ أهلكه الله ـ:
[على فرض سببنا عائشة وحفصة هاتين المرأتين الخائنتين].
وقال ـ أذله الله ـ:
[كانت تخرج متبرجة، ونقلت لكم في محاضرة سابقة أنها حين كانت تذهب إلى الحج كانت تتبرج].
وقال ـ قبحه الله ـ:
[سيدة نساء أهل النار، المدانة من فوق سبع سماوات عائشة الحميراء بنت أبي بكر لعنة الله عليهما].
وقال ـ أهانه الله ـ في موضع آخر:
[وآيات الإفك إنما نزلت في ذمها وإدانتها لا في تبرئتها].
قلت:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/344)
وقد كذبه رب العالمين ـ عز وجل ـ وأخزاه وأذله وأهانه وحقره وكبته وأصغره وأسفله بقرآن يُتلى ويُسمع من الصغير والكبير، والذكر والأنثى، وبالليل والنهار، وعلى مر العصور، واختلاف الأقطار، يشهد ببراءتها وطهرها، وأنها درة مصونة، وطيبة زكية، وعفيفة شريفة، وكريمة رفيعة، ونقية نزيهة، وجليلة علية، وبرة تقية، وتهدد وتوعد بالعذاب والنكال والخزي من آذاها في عرضها وعفتها وطهرها، فقال سبحانه في آيات كثيرة من أوائل سورة النور:
{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)}.
قال الإمام ابن قيم الجوزية ـ رحمه الله، في "جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام" (ص183) في بيان خصائص الصديقة العفيفة عائشة ـ رضي الله عنها ـ
ومن خصائصها:
أن الله سبحانه برأها مما رماها به أهل الإفك، وأنزل في عذرها وبرائتها وحياً يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة، وشهد لها بأنها من الطيبات، ووعدها المغفرة والرزق الكريم، وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيراً لها, ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شراً لها, ولا خافضاً من شأنها، بل رفعها الله بذلك، وأعلى قدرها، وأعظم شأنها، وصار لها ذكراً بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء, فيا لها من منقبة ما أجلها. اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/345)
وكذبه وأهانه وأخزاه وأذله وأسقطه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال للصديقة العفيفة الطاهرة عائشة ـ رضي الله عنها ـ:
((يا عائشة أما الله عز وجل فقد برأك)) رواه البخاري (4473) ومسلم (2770).
وكذبه وأهانه وأخزاه حبر الأمة وفقيهها، عالم أهل بيت النبوة عبد الله بن العباس ـ رضي الله عنه وعن أبيه ـ حيث قال ابن أبي مليكة:
((استأذن ابن عباس قبل موتها على عائشة وهي مغلوبة، قالت: أخشى أن يثني علي، فقيل ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن وجوه المسلمين، قالت: ائذنوا له، فقال: كيف تجدينك؟ قالت: بخير إن اتقيت، قال: فأنت بخير إن شاء الله، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينكح بكراً غيرك، ونزل عذرك من السماء، ودخل ابن الزبير خلافه فقالت: دخل ابن عباس فأثنى علي، ووددت أني كنت نسياً منسياً)) رواه البخاري (4753).
وأخرجه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1639) بلفظ:
((كنت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، ولم يكن ليحب إلا طيباً، وأنزل الله عز وجل براءتك من فوق سبع سماوات، فليس في الأرض مسجد إلا هو يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار ... فوالله إنك لمباركة، فقالت: دعني يا ابن عباس من هذا، فوالله لوددت لو أني كنت نسياً منسياً)).
وقال محققه الشيخ وصي الله عباس:
إسناده صحيح. اهـ
ومن مواقف أهل بيت النبوة مع من زعم أنه من شيعتهم ورمى بالفاحشة أم المؤمنين الصديقة الكريمة العفيفة عائشة ـ رضي الله عنها ـ:
ما أخرجه الإمام اللالكائي في "شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة" (2402) فقال:
أنا أحمد بن علي الطبري قال: نا الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب قال: سمعت أبا العباس عبد الله بن موسى الهاشمي المنصوري قال: سمعت القاضي أبا الحسن الجراحي يقول: سمعت أبا السائب عتبة بن عبد الله الهمداني قاضي القضاة يقول:
((كنت يوماً بحضرة الحسن بن زيد ... ، وكان بحضرته رجل ذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة، فقال: يا غلام اضرب عنقه، فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا، فقال: معاذ الله، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث، فهو كافر فاضربوا عنقه، فضربوا عنقه وأنا حاضر)).
وقال الفقيه الهاشمي الشريف عبد الخالق بن أبي جعفر ـ رحمه الله ـ المولود سنة (411هـ) كما في "الصارم المسلول" (568):
ومن رمى عائشة ـ رضي الله عنها ـ بما برأها الله منه فقد مرق من الدين، ولم ينعقد له نكاح على مسلمة إلا أن يتوب، ويظهر توبته. اهـ
وقد نقل غير واحد من أهل العلم الاتفاق على كفر من رمى هذه الأم الكريمة المصونة العفيفة الطيبة بالزنا، ودونكم أقوال بعضهم:
أولاً: قال القاضي أبو يعلى الحنبلي ـ رحمه الله ـ كما في "الصارم المسلول" (565 - 566):
من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف. اهـ
ثانياً: قال العلامة النووي الشافعي ـ رحمه الله ـ في "شرح صحيح مسلم" (17/ 117) عند ذكر فوائد حديث حادثة الإفك:
الحادية والأربعون:
براءة عائشة ـ رضي الله عنها ـ من الإفك، وهى براءة قطعية بنص القرآن العزيز، فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين، قال ابن عباس وغيره: لم تزن امرأة نبي من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهذا إكرام من الله تعالى لهم. اهـ
ثالثاً: قال الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في "الصارم المسلول" (ص566):
وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد، وصرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم. اهـ
رابعاً: قال الحافظ ابن كثير الشافعي ـ رحمه الله ـ في "تفسيره" (6/ 31 - 32):
وقد أجمع العلماء، ـ رحمهم الله ـ قاطبة على أن مَن سَبَّها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية، فإنه كافر، لأنه معاند للقرآن. اهـ
خامساً: قال الإمام ابن قيم الجوزية ـ رحمه الله ـ في "زاد المعاد" (1/ 102):
واتفقت الأمة على كفر قاذفها. اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/346)
الأذية الثالثة / اتهامه لعرضه وزوجه الصديقة الخاشعة القانتة المنيبة التقية أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ بقتله صلى الله عليه وسلم.
حيث قال ـ أخزاه الله وأهلكه ـ في مستهل كلمته:
[يصعب علينا وعل كل شخص أن يعدد جرائم هذه المرأة الخبيثة، ماذا أقول، وماذا أعدد أو أذكر، أأذكر سمها لرسول الله صلى الله عليه وآله وقتلها إياه].
قلت:
وهذه الفرية من أشنع وأفضع وأجرم ما افتراه هذا الكذاب الأشر، والفاجر الساقط على هذه المؤمنة الزكية النقية التقية الصالحة أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ التي اختار النبي صلى الله عليه وسلم أن يُمَرَض في مرض موته في بيتها، ومات في بيتها، وفي يومها، وبين سحرها ونحرها، ودفن في بيتها.
قال هشام بن عروة أخبرني أبي عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ:
((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه يقول: أين أنا غداً؟ أين أنا غداً؟ يريد يوم عائشة، فأذن له أزواجه يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها، قالت عائشة: فمات في اليوم الذي يدور علي فيه في بيتي، فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري، وخالط ريقه ريقي، ثم قالت: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستن به فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن فأعطانيه، فقضمته ثم مضغته فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به، وهو مستند إلى صدري)) رواه البخاري (4450).
وفي رواية أخرى (1389) قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ:
((إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتعذر في مرضه أين أنا اليوم؟ أين أنا غداً؟ استبطاء ليوم عائشة، فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري ودفن في بيتي)).
وبنحوه عند مسلم (2443).
قال الإمام ابن قيم الجوزية ـ رحمه الله ـ في " جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام" (ص184):
ومن خصائصها رضي الله عنها:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتها، وفي يومها، وبين سحرها ونحرها، ودفن في بيتها. اهـ
هذه الصديقة المرضية التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبها كثيراً، وأمر ابنته الصالحة القانتة فاطمة ـ رضي الله عنها ـ أن تحبها، حيث قال محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:
((أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي فأذن لها، فقالت: يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، وأنا ساكتة، قالت: فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي بنية ألست تحبين ما أحب؟ فقالت: بلى، قال: فأحبي هذه، قالت: فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعت إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتهن بالذي قالت، وبالذي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلن لها: ما نراك أغنيت عنا من شيء، فارجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولي له: إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة، فقالت فاطمة: والله لا أكلمه فيها أبداً)) رواه مسلم (2442).
هذه الزكية الفاضلة الجليلة التي بين رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمة فضلها على بقية النساء فقال:
((فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)) رواه البخاري (3769و5419) ومسلم (2431و2446) من حديث أبي موسى الأشعري وأنس بن مالك.
هذه الزكية الجلية الطيبة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يبلغها سلام جبريل ـ عليه السلام ـ عليها، حيث قال أبو سلمة: إن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً:
((يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام، فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى)) رواه البخاري (3768) ومسلم (2447).
هذه الزكية البارة التي كان الوحي ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها ولحافها، وكان الصحابة يتحرون بهداياهم لنبيهم يومها، حيث قال هشام عن أبيه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/347)
((كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن: يا أم سلمة والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيثما كان أو حيثما دار، قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم، قالت: فأعرض عني فلما عاد إلي ذكرت له ذلك فأعرض عني، فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال: يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها)) رواه البخاري (3775).
وقالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ:
((أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة، يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم)) رواه البخاري (2574) ومسلم (2441).
الأذية الرابعة / لعنه وسبه لزوجه الصديقة الكريمة الزكية الصالحة أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ.
حيث قال ـ أخزاه الله ـ:
[عائشة الحميراء بنت أبي بكر لعنت الله عليهما].
وقال ـ أهلكه الله ـ:
[هي سيدة أهل النار، لعنة الله عليها].
وقال ـ أذله الله ـ:
[للعلم عائشة كان لسانها قذراً فحاشاً سباباً إلى أقصى درجة، كانت امرأة قليلة أدب، تسب على المليان].
وقال ـ أهانه الله ـ في موضع آخر:
[أنا شخصياً في صلاتي دائماً وفي حال القنوت ألعن أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة].
قلت:
لقد خرج هذا الأفاك الأثيم، والجهول الظلوم الغشوم الحقود عن كتاب ربه ـ جل وعلا ـ، وعصى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وفارق مذهب أهل بيت النبوة، ومن يحبهم ويجلهم من المؤمنين، وأزرى بنفسه وأتباعه وأشياعه بهذا الكلام الفاحش البذيء، والقول القبيح الرديء، واللفظ النكد المرذول، ودونكم بيان ذلك من أوجه:
الوجه الأول:
إن الله ـ عز وجل ـ قد ذكر في كتابه العزيز حال أهل الإيمان حقاً وصدقاً مع الصحابة السابقين إلى الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم وتصديقه وتوقيره ونصرته من الصحابة ذكوراً وإناثاً بعد أن مدحهم وأثنى عليهم، وأنه:
الدعاء لهم بالمغفرة، وأن لا يجعل في قلوبهم شيئاً من البغض والحسد والحقد على أحد منهم، فقال سبحانه في سورة الحشر:
{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.
قال الإمام البغوي ـ رحمه الله ـ في "تفسيره" (8/ 79) عقب هذه الآية:
من كان في قلبه غِلّ على أحد من الصحابة، ولم يترحم على جميعهم، فإنه ليس ممن عناه الله بهذه الآية، لأن الله تعالى رتب المؤمنين على ثلاثة منازل: المهاجرين والأنصار والتابعين الموصوفين بما ذكر الله، فمن لم يكن من التابعين بهذه الصفة كان خارجًا من أقسام المؤمنين. اهـ
الوجه الثاني:
قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته جميعاً:
((لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)) رواه البخاري (3673) ومسلم (2540).
فرسول الله صلى الله عليه وسلم ينهاه ويزجره عن سب أصحابه، وهو يخالفه ويرد قوله ويتجرأ عليه فيسبهم ويلعنهم، بل ويسب ويلعن ويقبح ويؤذي أحب النساء إليه، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحب إلا طيباً، فقد أخبر عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم:
((أي الناس أحب إليك؟ قال عائشة، فقلت من الرجال؟ فقال: أبوها، قلت ثم من؟ قال: عمر بن الخطاب، فعد رجالا)) رواه البخاري (3662) ومسلم (2384).
بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى من ناشده في شأن هدايا الناس له في يوم عائشة عن المعاودة، وهذا الهماز اللماز العتل الزنيم الفاحش البذيء يؤذيه أذىً شديداً فيلعنها ويسبها ويصفها بأقبح وأشنع وأخس الأوصاف.
قالت رميثة عن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ:
أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كلمنها أن تكلم النبي صلى الله عليه وسلم: إن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وتقول له: إنا نحب الخير كما تحب عائشة، فكلمته فلم يجبها، فلما دار عليها كلمته أيضاً فلم يجبها، وقلن: ما رد عليك؟ قالت: لم يجبني، قلن: لا تدعيه حتى يرد عليك أو تنظرين ما يقول، فلما دار عليها كلمتهن فقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/348)
((لا تؤذيني في عائشة، فإنه لم ينزل على الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن إلا في لحاف عائشة)) أخرجه النسائي (3401 - 3402) وأحمد (26555) والحاكم (6728) وابن حبان (7109).
وزاد أحمد والحاكم وابن حبان وغيرهم أن أم سلمة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك:
((أعوذ بالله أن أسوءك في عائشة)).
وللطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (321) وأبي يعلى (7024) أنها قالت:
((لا جرم والله لا أوذيك فيها أبداً)).
وصححه:
النسائي والحاكم وابن حبان والذهبي والألباني ومحمد على آدم الأتيوبي.
الوجه الثالث:
قال العلامة محمد بن علي الشوكاني ـ رحمه الله ـ كما في "إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي صلى الله عليه وسلم" (ص50 - 51 أو الفتح الرباني 2/ 840 - 841):
قد ثبت إجماع الأئمة من أهل البيت على تحريم سب الصحابة ... وهذا الإجماع الذي قدمنا ذِكْرَه عن أهل البيت يُروى من طرق ثابتة عن جماعة من أكابرهم. اهـ
وقال في "وبل الغمام على شفاء الأوام" (1/ 474 - 475):
والحاصل أن من صار من أتباع أهل البيت مشغولاً بسب الصحابة وثلبهم والتوجع منهم، فليس هو من مذهب أهل البيت في شيء، بل هو رافضي خارج عن مذهب جماعتهم، وقد ثبت إجماعهم من ثلاث عشرة طريقة، كما أوضحت ذلك في الرسالة التي سميتها "إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي صلى الله عليه وسلم" أنهم لا يسبون أحداً من الصحابة، الذين هم أهل السوابق والفضائل. اهـ
وثبت عن عمرو بن غالب ـ رحمه الله ـ أن رجلاً نال من عائشة ـ رضي الله عنها ـ بمحضر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ فقال له الطيب المطيب عمار بن ياسر ـ رضي الله عنه ـ:
((أُغرب مقبوحاً منبُوحاً أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم)) أخرجه الترمذي (3888) واللفظ له، والحاكم (5684).
وقال الترمذي عقبه: هذا حديث حسن صحيح. اهـ
صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. اهـ
ووافقه الذهبي.
فطرده ـ رضي الله عنه ـ من المجلس وقبحه وذمه وأهانه وأسمعه ما يكره.
وكتبه:
الشريف عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد الحسيني.
6/ 10/1431هـ
المصدر: http://www.al-amir.info/inf/articles.php?action=show&id=565
ـ[د/ألفا]ــــــــ[16 - 09 - 10, 06:39 م]ـ
حفظك الله وحفظ كاتب المقال
وشكر الله لكم صنيعكما فى الذب عن عرض النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 07:05 م]ـ
رفع الله قدركما .. وضاعف أجركما
وأخزى الله عدو الصحابة وآل البيت الطاهر ..
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[16 - 09 - 10, 09:27 م]ـ
رفع الله قدركما .. وضاعف أجركما
وأخزى الله عدو الصحابة وآل البيت الطاهر ..
اللهم آمين
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[16 - 09 - 10, 11:18 م]ـ
رفع الله قدركما .. وضاعف أجركما
وأخزى الله عدو الصحابة وآل البيت الطاهر ..
اللهم آمين
ـ[البتول]ــــــــ[17 - 09 - 10, 05:15 ص]ـ
أخزاه الله وأذله وأراه صغارا في الدنيا والآخرة وأهلكه وأرانا فيه عجيب قدرته
ألا شاهت وجوها سبت حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم المبرأة من فوق سبع سماوات ألا شاهت وجوههم وقبحهم وأخزاهم
حسبنا الله ونعم الوكيل ... حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم انتقم ممن أذانا في ديننا وفي أمنا -رضي الله عنها- ياعزيز يامنتقم
حصان رزان ما تزن بريبة ......... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
حليلة خير الناس دينا ومنصبا ............ نبي الهدى والمكرمات الفواضل ِ
عقيلة حي ٍ من لؤي ٍ بن غالب .............. فِرام المساعي مجدها غير زائل ِ
مهذبة قد طيب الله خيمها .................... وقاها من كل سوءٍ و باطل
فان كنت قد قلت الذي قد زعمته ...................... فلا رفعت صوتي إلي اناملي
وان الذي قد قيل ليس بلائط ................. بها الدهر بل قول امرءٍ بيماحل
فكيف وودي ما حييت ونصرة ٍ .................. لآل نبي الله زين المحافل
له رتب عال على الناس كلهم ................. تقاصر عنه سَورةُ المتطاول
رأيتك وليغفر لك الله حرة ..................... من المحصنات غير ذات موائل
حصان رزان ما تزن بريبة .................... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[17 - 09 - 10, 05:53 ص]ـ
تطاول أفراخ اليهود أبناء الزنا على بيت رسول الله!
الخطة الثلاثية بين (اليهود - والرافضة - والنصارى) على الحرب ضد الإسلام
بالأمس عباد الأبقار يسيئون لرسول الله بالصور المشينة؛ وفي شهر رمضان خرج علينا القس الأمريكي يريد أحراق القرآن الكريم؛ ومعهم فرخهم خاسر الخبيث ولكنه وجه سهامه نحو رسول الله وأخذ يرميه في عرضه ويقذف أهل بيته بالزنا والخنا؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية عن الرافضة، وكأنه يعني ما يحدث في زماننا هذا:
(وكثير منهم يواد الكفار من وسط قلبه أكثر من موادته للمسلمين ولهذا لما خرج الترك والكفار من جهة المشرق فقاتلوا المسلمين وسفكوا دماءهم ببلاد خرسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها كانت الرافضة معاونة لهم على قتال المسلمين ووزير بغداد المعروف بالعلقمي هو وأمثاله كانوا من أعظم الناس معاونة لهم على المسلمين وكذلك الذين كانوا بالشام بحلب وغيرها من الرافضة كانوا من أشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين وكذلك النصارى الذين قاتلهم المسلمون بالشام كانت الرافضة من أعظم أعوانهم وكذلك إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/349)
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 10:17 م]ـ
جزاك الله خيرا و حفظك الله يا ابن الحسين و كل من شارك في هذا الموضوع و كل من دافع عن النبي صلى الله عليه و سلم و روجاته و كل من أحبهن.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 10:21 م]ـ
أين أحفاد محمد بن مسلمة ليوصلوا الجواب لأحفاد كعب بن الأشرف(65/350)
أثر الإيمان بالملائكة على المؤمن
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[16 - 09 - 10, 03:53 ص]ـ
الإيمان بالملائكة له ثمار طيبة على المؤمن وأثر في تصحيح سلوكه وأخلاقه وأعماله منها:
1 - زيادة اليقين بتفرد الرب تعالى بمعاني الربوبية بالخلق والملك والتدبير.
2 - تعظيم الله سبحانه وتعالى وحمده وشكره على كماله في أسمائه و صفاته و أفعاله الذي خلق الملائكة التي لا يحصيها إلا هو فهي تمتاز باجسامها العظيمة وقدراتها الفائقة ورتب لهم أعمالهم الخاصة ووظائفهم المعينة فهذا فيه دليل على علم الله الواسع وقدرته التامة ومشيئته التامة وغير ذلك من الأسماء والصفات ..
3 - الإيمان بأن الملائكة على صلة بالانسان تكوينا وايجادا وحفظا توحي للانسان بأهميته وقيمته.
4 - حمدلله وشكره على تكريمه لبني آدم وعنايته بهم حيث وكل بهم الملائكة بدء بتكوينهم إلى استقرارهم في أحد الدارين.
5 - العلم باخلاقهم وعبادتهم المتنوعة مما يبعث في قلب المؤمن محبتهم والبعد عن الذنوب والفسق والنفاق والكفر لئلا يتعرض لبغضهم ولعنهم، الحرص على عبادة الله اقتداءا بالملائكة وتعرضا لاستغفارهم و تأمينهم، تجنب الأقوال والأفعال التي يحرم بسببها العبد من معية الملائكة مثل الكلاب والصور والروائح الكريهة ..
ـ[أبو سليمان الهاشمي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 04:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[16 - 09 - 10, 10:13 ص]ـ
بارك الله فيكم(65/351)
تفضل بالدخول لتعرف كيف ترد علي كل من يقول بأن هناك بدعة حسنة
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[16 - 09 - 10, 06:46 ص]ـ
تفضل بالدخول لتعرف كيف ترد علي كل من يقول بأن هناك بدعة حسنة
كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يقول في خطبته كما في حديث جابر:" إن كل بدعة ضلالة " وفي بعض الروايات:" وكل ضلالة في النار ". وحديث العِرباض بن سارية الذي أخرجه الترمذي وبن ماجة وأحمد وغيرهم:" إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة "، وكان النبي- عليه الصلاة والسلام- يكرر هذا كثيراً في خُطَبِه، وحديث عائشة في الصحيحين:" من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ".
فنأتي على قوله- صلى الله عليه وسلم-:" كل بدعة ضلالة "، فهذه جملة كما يقول أهل العلم هي جملة موجبة كُليه.
ماذا تعني موجبة؟ موجبة: أي لم يسبقها نافٍ كليه مصدرة بلفظ كل أو بكلمة كل التي تفيد العموم من أقوى صيغ العموم لفظة كل، فعندما يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-:" كل بدعة ضلالة "، لا يجوز لأحد قط أن يقول لا، بل هناك بدعة حسنة لأنه يوجد بعض الناس يقول أن هناك بدعة حسنة لا، لا يوجد شيء اسمه بدعة حسنة بعد هذا الكلام من النبي- عليه الصلاة والسلام- و لا يجوز لأحد قط أن يسلب عموم هذه الكلمة أو عموم هذا الحديث فإن الذي يقول بالبدعة الحسنة أقرب إلى مشاققة الرسول- صلى الله عليه وسلم- من تأويل هذا الحديث ,لأن لما يقول:" كل بدعة ضلالة "، فإذا قال رجل هناك بدعة حسنة كأنما يرد على النبي- عليه الصلاة والسلام- ويقول: لا يا رسول الله ليس كل بدعة ضلالة بدليل أن هناك بدعة حسنة الذين قالوا بالبدعة الحسنة خصصوا عموم هذا الحديث بعدة أدلة:
الدليل الأول: قول عمر في صحيح البخاري لما جمع الناس على أُبي بن كعب في صلاة التراويح ونظر إليهم وهم يصلون وهم مجتمعون وقد أسرج في المسجد قال: "نعمة البدعة هي "، فقال لك هذا هو عمر بن الخطاب ها هو يقول نعمة البدعة، إذاً هنا نعمة البدعة أي بدعة حسنة، بدعة جيدة، بدعة مدحها عمر بن الخطاب بقوله نعمة البدعة هي، قال لك هذا الحديث يخصص عموم قوله- صلى الله عليه وسلم-" كل بدعة ضلالة ".
فنحن نقول تخصيص العموم الوارد في أحاديث النبي- صلى الله عليه وسلم- بقول الصاحب فيه اختلاف بين أهل العلم: منهم من يقول قول الصاحب لا يخصص ومنهم من يقول إنه يخصص، أنا لن ادخل في الخلاف الأصولي في هذه المسألة حتى لا أُفرع الكلام، لكن نرجع فنقول أي بدعة قصدها عمر -رضي الله عنه- أهي بدعة صلاة التراويح؟ الجواب لا , لأنه في حديث جابر في الصحيحين أن النبي- صلى الله عليه وسلم-:" صلى بالناس يومين أو ثلاثة فاجتمع الناس في اليوم الثالث أو الرابع فلم يخرج إليهم رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- ثم قال لهم بعد ذلك: إني علمت مكانكم_أعرف أنكم منتظرين وأنكم اجتمعتم لأُصلي بكم_ لكنني خشيت أن تفرض عليكم ". فالذي صلى صلاة التراويح وشرعها هو رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
أين موضع البدعة في قول عمر- رضي الله عنه-؟ موضع البدعة في قول عمر هو أنه جمع المسلمين على إمام واحد طيلة الشهر، هذا لم يفعله أبو بكر -رضي الله عنه- أول من فعل هذا هو عمر بن الخطاب، فعندما يقول عمر - رضي الله عنه- نعمة البدعة هي فالمقصود هنا البدعة اللغوية وليس البدعة الشرعية.
مفهوم البدعة: هي كل عمل مبتدع مبتدأ على غير مثال سابق، أي إذا الواحد عمل عملًا لم يسبقه أحد إليه يقال هذا مُبتدِع أو مُبدع، والناس حتى في الأمثال العادية يقول لك ما هذا البدع؟ هذا البدع، أي أنت أتيت بشيء ما فعله أحد قبلك، فالبدعة أصلها فعل شيء على غير مثال سابق، قال الله - عز وجل-? بَدِيعُالسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ? (البقرة:116) أي خلقهما على غير مثال سابق وقال الله- عز وجل- للنبي- صلى الله عليه وسلم- أن يقول:? قُلْ مَا كُنتُبِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ ? (الأحقاف:9)، لست أول رسول إنما سبقني رسل آخرون أرسلهم الله- عز وجل- إلى أقوامهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/352)
فيكون أصل البدعة هي: كل عمل مبتدأ على غير مثال سابق، فلما قال عمر- رضي الله عنه- نعمة البدعة هي إنما يقصد الهيئة ولا يقصد الأصل أنه جمعهم لأول مرة على إمام واحد، وطيلة الشهر، إذاً عمر عندما قال: نعمة البدعة هي ليس المقصود البدعة الشرعية، إنما المقصود البدعة اللغوية فهذا خارج عن محل النزاع ويظل قوله- صلى الله عليه وسلم-:" كل بدعة ضلالة " كما هو عام في كل البدع.خصصوه بقول النبي- صلى الله عليه وسلم- في حديث جرير بن عبد الله الذي رواه مسلم:" من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة "، قال إذا سن سنة حسنة أي فعل شيء مبتدعًا يكون معناها إذا ابتدع بدعة حسنة، فوضعوا كلمة البدعة مكان كلمة السنة، وقال لك ليس هناك فرق كبير أو فرق ظاهر إلا من حيث اللفظ.
فنقول: أهل العلم لهم قاعدة تقول: (السياق من المقيدات) هذا الحديث له سياق، ما هو السياق؟ قال جرير- رضي الله عنه"- أتى النبي- صلى الله عليه وسلم- جماعة مُجتابي النِمار، _ النِمار _هذا نوع من اللباس أي أتوا على القماش وجعلوا به ثقوب ولبسوه هكذا، ثقبوا هذا القماش ولبسوه من قلة الثياب (فلما رآهم- صلى الله عليه وسلم- تَمَعَر وجهه لما يراه من الفاقة التي ظهرت عليهم.فأمر بِلالاً فأذن، فأقام فصلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فخطب الناس فقال:" ليتصدق أحدكم من درهمه، من ديناره، من صاع بُرِه، من صاع تمره، حتى قال: ولو بشق تمرة فأتى رجل من الأنصار بصرة كادت يده أن تعجز عن حملها بل عجزت، فوضع الصرة أمام النبي- عليه الصلاة والسلام- فتتابع الناس _ كل واحد ذهب إلى بيته وأتى بما تيسر هذا أتى بطعام، وهذا أتى بلباس _حتى صار كَومان كوم من ثياب، وكوم آخر من طعام عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فلما رأى النبي- صلى الله عليه وسلم- هذا تهلل وجهه كأنه مُذهَبه _كأنه مثل الذهب يلمع من السرور والفرح_ وقال:" من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ".
السؤال: أية سنة هذه التي سنها ذلك الأنصاري؟ هل هو سن الصدقة؟ أم أن الصدقة مشروعة بكتاب الله- عز وجل- وبسنة النبي- صلى الله عليه وسلم-؟ قطعًا الأنصاري لم يسن الصدقة إنما هو أول من أتى بشيء فتتابع الناس لما رأوه فعل ذلك، فهو أول من فعل كأنما ابتدع ذلك، ابتدع الفعلة بمعنى هو أول من فعل ولم يسبقه أحد إلى هذا، فالنبي- عليه الصلاة والسلام- عندما يقول:" من سن في الإسلام سنة حسنة " ليس المقصود أنه ابتدع شيئًا لم يُسبق إليه فإن هذا مذموم إنما هذا أحيى شيئًا.مثلما يكون مثلًا الإنسان في بلد من البلدان وسن سنة اللحية مثلًا، التحى ترك لحيته وجعل يقول للناس أحكام إعفاء اللحية وأن إعفاء اللحية واجب وأن حلق اللحية حرام، وأنه لا يجوز لمسلم أن يفعل ذلك، استمع الناس إليه وانفتحت قلوبهم لدعوته والتحى الناس، فيقال فلان هو الذي أحيى اللحية في البلد، أي اخترعها، أم كانت سنة أماتها الناس فأحياها؟ فكل من أحيى سنة في بلد يُنسب الإحياء إليه، لا يقال أنه ابتدع بمعنى فعل شيئًا لم يسبقه أحد، مشكلة المبتدع أنه يستدرك على النبي- صلى الله عليه وسلم-
لأن أي إنسان يأتي بأية بدعة نسأله ثلاثة أسئلة: السؤال الأول: هل النبي_ صلى الله عليه و سلم_ فعل هذا الفعل أو أذن به أو تتابع الصحابة عليه؟ إن قال نعم، نقول له أين الدليل؟ إن قال لا نقول له، هذا الذي فعلته وتريد أن تتقرَّب به إلى الله- عز وجل- أهو خير أم شر؟ قطعًا سيقول هو خير. نسأله هل النبي_ صلى الله عليه وسلم_ قصر في البلاغ؟ سيقول لا. هل النبي _صلى الله عليه وسلم _مات و لم يَكمُل الدين؟ سيقول لا نقول له: إن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال:" ما تركت شيئا يقربكم من الله، يقربكم من الجنة إلا أمرتكم به، وما من شيء يباعدكم من الله، يباعدكم من الجنة، يقربكم من النار إلا نهيتكم عنه " ورأى أبو ذر- رضي الله عنه- طائرًا يطير في السماء، فأشار إليه، وقال: "ما من طائر يقلب جناحيه في السماء إلا وعندنا منه علم عن رسول الله- صلى الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/353)
عليه وسلم- علمه من علمه وجهله من جهله ," الذي نقطع به أن النبي- عليه الصلاة والسلام- مات وقد كَمُل الدين وتمت النعمة بحمد الله تعالى، فهذا الذي فعلته أنت وتزعم أنه من الخير ولم يفعله النبي- صلى الله عليه وسلم- ولم يفعله الصحابة رضوان الله عليهم وتزعم أنه خير كأنك تستدرك على النبي- صلى الله عليه وسلم- فتقول له يا رسول الله هذا الذي أفعله أنا وفاتك من الخير فهذا، فيه نسبة التقصير إلى النبي- عليه الصلاة والسلام- وهذه المقالة كفر، إذا نسب إنسان التقصير إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فهذه المقالة كفر، فهو يدور بين أمرين أحلاهما مر وخيرهما شر.
كل بدعة حدثت في الإسلام إنما حدثت بسبب إهمال أهل العلم لإنكارها: فالبدعة تمضي والناس يفعلونها وأهل العلم يسكتون عنها فيتطاول الزمان فتصير سنة , وهذا ليس كلامي هذا كلام عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- فيما رواه الإمام الدارمي رحمه الله في مقدمة سننه، بن مسعود- رضي الله عنه- يقول: والإسناد هذا الكلام إسناد صحيح، وأنا فضلت أن اذكر لكم نصه كما هو يقول عبد الله بن مسعود: (كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير ويربو فيها الصغير ويتخذها الناس سنة فإذا غُيرت قالوا غُيرت السنة، قالوا متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟) _ متى ذلك يعني متى؟ البدعة تصير سنة فإذا أراد أهل العلم أن يغيروا هذه البدعة قال الناس غُيرت السنة، ما صارت سنة إلا مع تطاول الزمان وسكوت أهل العلم عن إنكارها (.قالوا متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال إذا كثرت قراؤكم و قلت فقهاؤكم وكثرت أمراؤكم و قلت أمناؤكم و التُمِسَت الدنيا بعمل الآخرة، فكلمة قلت فقهاؤكم أي قل أهل العلم العاملين بالعلم، يتخذ الناس بدعة من البدع يتطاول الزمان عليها لا ينكرها أهل العلم تصير سنة ويصير أي تغييرها في غاية الصعوبة لماذا؟
لماذا يصير تغيير البدعة من الصعوبة؟ كبر الناس، ربى الصغير عليها، أي نحن في هذه الأيام الدنيا كلها تحتفل بمولد النبي- صلى الله عليه وسلم- ويأتي قائل إن الاحتفال بالنبي- صلى الله عليه وسلم- مشروع وإنه لا شيء فيه والكلام هذا وإن الاحتفاء ببعثته- صلى الله عليه وسلم- هذا أمر مشروع وإظهار شكر الله- تبارك وتعالى- أنه أرسل إلينا رسوله- صلى الله عليه وسلم- بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، فيقول لك إن هذا مشروع ولا شيء فيه، نأتي على مثل هذا الاحتفال بالصورة التي نراها الآن.
بدعة الاحتفال بمولد النبي- صلي الله عليه وسلم-:السؤال: مضى على حياة النبي- صلى الله عليه وسلم- في حياته سنون متطاولة، النبي- صلى الله عليه وسلم_ مات سنه ثلاثة وستون سنة هل النبي - صلى الله عليه وسلم- جاء يومًا في يوم مولده وجمع الصحابة وخطب فيهم وقال أنا اخطب اليوم فيكم بمناسبة مولدي؟ طبعًا ما حدثت قط و توفيَ رسول الله _صلى الله عليه و سلم_ ثم جاء الصحابة من بعده، فهل يُعلم في زمان من الأزمنة، أن أحد الخلفاء الراشدين كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز أو معاوية بن أبي سفيان من قبله رضي الله عن الجميع جاءوا في يوم مولده- صلى الله عليه وسلم- فاحتفوا به وجمعوا الناس وخطبوا فيهم أو أولموا أو أكلوا أو شربوا، وقالوا هذا بمناسبة مولده -صلى الله عليه وسلم- فنحن نحتفل به؟ الجواب: أنه لم يحدث هذا قط بل أنكر هذا كثير من أهل العلم أن نتخذ هذا عيدًا أو أن نتخذه مناسبة، إنما ظهر هذا بكل أسف بعدما أخذ الناس بقشور الدين وتركوا حقيقة التدين نحن عندنا المظاهر مظاهر الدين، أنا لا أتصور أن يظل إنسان في مخالفة النبي- صلى الله عليه وسلم - طيلةالسنة ثم يأتي يوم يقول أنا احتفل بيوم مولده- صلى الله عليه وسلم- الله،الذين يحملون الراياتويضربون على الدفوف ويخرجون جماعات في الطرق وهم يضربون على الدفوف التي نهى النبي- صلى الله عليه وسلم- عن اتخاذها وبعضهم يتخذ المزامير ويعمل موسيقى ويحيي الليالي ويأتي بواحد صَييت كده من الجماعة الذين يغنون هؤلاء، ويظلوا يطبلون ويزمرون طوال الليل حتى إذا قرب الفجر انفض السامر وناموا ولم يصلوا الفجر.والكلام هذا نحن رأيناه كثيرًا ونحن صغار، أيام ما كنا أطفالًا صغارًا كنا نذهب في الاحتفال بمولد النبي- صلى الله عليه وسلم-، الناس يعموا حاجة مثل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/354)
المسرح ويأتي بواحد صَييت يظل طوال الليل يغني وموسيقى والكلام هذا قبل الفجر بساعة و لا الكلام هذا كل السامر ينفض ويذهبوا يناموا. فالعجب أنهم يحتفلون بمولده بما حرَّم الله- سبحانه وتعالى- من الدفوف والرايات والمزامير وهذا الكلام لا، دعك من هؤلاء، لذلك أيضًا واحد يقول لك لا نحن لا نقصد هذا أنا اقصد إذا كان في يوم مولده- عليه الصلاة والسلام- إن نحن بوقار هكذا نجمع الناس ونعمل فيهم خطب ودروس وهذا الكلام بعيد عن قصة الرايات والمزامير والحاجات هذه.أقول: كما ذكرت سابقًا هذا عمل مبتدأ ما عمله لا النبي- صلى الله عليه وسلم - ولا أمر به ولا عمله أحد من الصحابة قط، ولا أمر به أحد من الأئمة المتبوعين الذين تدور عليهم الفتوى فنحن نسأل من أين أتيتم بهذا؟ قطعًا هم يتقربون إلى الله- عز وجل بذلك، يحتفل بيوم مولده هذا قطعًا يتقرب إلى الله بذلك.فنحن نقول.
الأصل في القربات المنع حتى يرد دليل بالإذن: إذا الأصل انضبط يلتئم الفرع، نحن اليوم أمام هذا الفرع كنموذج، وهذا جاء بمناسبة هذه الأيام، الاحتفال بمولده- صلى الله عليه وسلم- هذا فرع أنت تريد أن ترجعه لأصله، ما هو أصله؟ كما قلت ولم يفعله أحد قط , إذا كان خيرًا يتقرب به المرء إلى الله- سبحانه وتعالى- فنقول لك أين دليل ذلك؟ ولا دليل يدل على ذلك لا من سنة النبي- صلى الله عليه وسلم- ولا من عمل الصحابة ولا التابعين ولا أفتى به أحد من الأئمة المتبوعين كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وسفيان وإسحاق والأوزاعي وداود، ما علمنا هذا قط وأي واحد عنده دليل عن هؤلاء الأئمة أو فتوى عن هؤلاء الأئمة المتبوعين في الدنيا أنه يجوز الاحتفال أو يجوز نصب الاحتفال بمولده- صلى الله عليه وسلم- بهذه الطريقة التي نراها فليأتي بهذا الدليل. لذلك نحن نقول يا إخواننا الكلام الذين يتكلمون بهذا يتكلمون بكلام عاطفي أجنبي عن قانون العلم، لأن قانون العلم يأبى ذلك، فكل بدعة حدثت أو كل أمر حدث بعد النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- ينبغي أن نرده إلى قاعدة شرعية , جمع القرآن مثلًا أو التصنيف تصنيف كتب العلم والكلام هذا نعم لم يكن موجودا لكن مأمور به، مأمور به عندنا الأدلة التي تدل على حفظ العلم وعلى تدارس العلم أو على إنك أنت تعقد الدروس بغير زمن، أي نحن.
عندنا عبادتان ليس لهما وقت بل هما في كل وقت: الذكر وإفشاء العلم، الذكر ليس هناك وقت نهي عن الذكر، ممكن يكون هناك وقت نهي عن الصلاة، في نهي وقت نهي عن الصيام، مثلًا أن تصوم الجمعة مفردًا أو إنك أنت تصلي نافلة هكذا مطلقة، أي بعد صلاة الصبح أو بعد صلاة العصر بعد صلاة الصبح إلى أن تشرق الشمس وبعد صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس، في أوقات نهي.وفي أوقات نهي عن الدفن مثلًا كما قال- صلى الله عليه وسلم- الدفن بالليل إذا لم يكن هناك يعني داعٍ أن يدفن المرء ليلًا إذا لا يدفن ليلًا، أقصد إن الأحكام الشرعية ممكن يبقى فيه نهي عن أوقات معينة إنك أنت تفعل فِعلًا معينًا، لكن الذكر ليس هناك وقت أبدًا يقال لك لا تذكر الله فيه كذلك ليس هناك وقت لإفشاء العلم تكلم بالعلم كما قيل إذا هبت رياحك فأغتنمها كلما وجدت موضعًا للعلم وذكرت الناس فيه لا بأس بذلك، فأنا لست محتاجًا إلى مناسبة حتى أتكلم عن النبي- صلى الله عليه وآله و سلم-،. نحن نقول يا إخواننا هذه القاعدة وهذا الضابط الكُلي الذي لم يُسلَب عمومه ولا يجوز أن يُسلَب هذا العموم في قوله صلى الله عليه وسلم:" كل بدعة ضلالة "" مثل كل مسكرٍ خمر"، لا يوجد أحد يقول ليس كل مسكرٍ خمر، بل ما اسكر فهو داخل في الخمر، كذلك عندما يقول كل بدعة ضلالة، لكن هناك تقدير أو هناك كلمة مقدرة في هذا الحديث، وهي كل بدعة شرعية ضلالة، لكَي لا يأتي أحد يقول لي طيب السيارات والطائرات وغير ذلك وهذا الكلام عمل مبتدع على غير مثال سابق. لا، (كل بدعة في الدين) نقصد في الدين ولا نقصد شيء آخر كل في الدين فهي ضلالة، إذا لم يكن لها أصل مشروع في سنة النبي- صلى الله عليه وسلم- أو يعني في سنة الخلفاء الراشدين أو على الأقل عن عمل أحد من الصحابة المجتهدين الذين يُعلم عنهم الفتوى. لذلك يا إخواننا البدع المحدثات لابد من اجتنابها وكما قال القائل:
عرفت الشر لا للشر و لكن لتوقيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/355)
ومن لا يعلم الخير من الشر يقع فيه
وأظن هذا الرجل الذي قال هذا الكلام أخذ هذا من كلام حذيفة ابن اليمان الذي رواه البخاري و غيره قال:" كان الناس يسألون رسول الله _صلى الله عليه و سلم_ عن الخير و كنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني "، فالذي لا يميز البدعة ولا يعرفها يقع فيها حتى وهو لا يدري، وأنا أعلم أن الذين يقفون على الرصد في هذا وينكرون البدع المحدثات يلاقون عنتًا شديدًا، كما قال بن مسعود: يربوا الصغير على هذه البدعة ويطلع صغير هكذا يلاقي الناس يفعلون فعلًا معينًا يظن أن هذا الفعل سنة فإذا قلت له هذا لا يجوز، قال لك أبي كان يفعله وجدي كان يفعله وأبو جدي كان يفعله ويظل يصعد، يصعد إلى أن يصل إلى الجد السابع عشر، الثامن عشر، الجد المائة كلهم كانوا يفعلون ذلك.تأتي اليوم وتقول لي هذا بدعة أنت الآن تغير السنة، هذه سنة يعتقدون أنها سنة بسبب كثرة لبثها في الناس وعدم إنكار أهل العلم عليها، فأنا أعلم أن الذين يقفون على الطريق يقولون للناس هذه بدعة أنهم يلاقون عنتًا شديدًا وقديمًا قال بن حزم في مثل هذا
قَالُوْا تَجَمَّل فَإِن الْنَّاس قَد كَثُرَت
أَقْوَالُهُم وَّأَقَاوِيْل الْوَرَى مِحَن
فَقُلْت لَهُم هَل عَيْبُهُم لِي غَيْر أَنّي
لَا أَقُوْل بِالْرَّأْي إِذ فِي رَأَيِهِم فَنَن
وَأَنَّنِي مُوْلَع بِالْنَّص لَسْت إِلَى
سِوَاه انْحُوّا وَلَا فِي نَصْرِه أَهِن
يَا بَرْد ذَا الْقَوْل فِي صَدْرِي وَفِي كَبِدِي
وَيَا سُرُوْرِي بِه لَو أَنَّهُم فَطِنُوْا
دَعْهُم يَعَضُّوا عَلَى صُم الْحَصَى كَمَدا
مَن مَات مِن قَالَتِي عِنْدِي لَه كَفَن
أي الذي سيموت من إفشاء النص أنا الكفن على حسابي، هو فقط يموت وأنا سأكفنه على حسابي.
يَا بَرْد ذَا الْقَوْل فِي صَدْرِي وَفِي كَبِدِي
وَيَا سُرُوْرِي بِه لَو أَنَّهُم فَطِنُوْا
دَعْهُم يَعَضُّوا عَلَى صُم الْحَصَى كَمَدا
مَن مَات مِن قَالَتِي عِنْدِي لَه كَفَن
والكلام في البدع المحدثات كلام طويل وقد صنف أهل العلم مصنفات في هذا ومن أفضل من صنف في هذا وأعطى الموضوع حقه الإمام الكبير أبو إسحاق ألشاطبي- رحمة الله عليه- في كتابه الماتع الجامع الذي لا يمل المرء من قراءته أبدا و هو كتاب الاعتصام.
أنا أحث كل مسلم على أن يقتني هذا الكتاب، كتاب الاعتصام للإمام ألشاطبي- رحمة الله عليه-:لأنه وضع ضوابط لم يُسبق إليها في التمييز ما بين البدعة وما بين المصلحة المرسلة، لان فيه بعض الناس لا يفرق بين البدعة وبين المصلحة المرسلة بل أنا أقول لك شيئًا، البدعة قد تكون في الترك، إذا ترك المرء الملذات تعبدًا كان مبتدعًا إذا ترك أي شيء من الملذات تعبدًا لله- عز وجل-:" جاء ثلاثة نفر إلى أبيات النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته، فكأنهم تقالوها، قالوا هذا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال: أحدهم أما أنا فأقوم ولا وقال الآخر وأما أنا فأصوم ولا افطر، وقال الثالث: وأما أنا فلا أتزوج النساء، فلما علم النبي- صلى الله عليه وسلم- بذلك جمع الناس، وقال ما بال أقوام يقول أحدهم كذا وكذا، أما إني أتقاكم لله وأشدكم له خشية أنا أقوم وأنام وأصوم واُفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني " هذا ترك للملذات، ومع ذلك أنكره رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم.
أي شيء يتعبد به المرء نقول له قف (فان الأصل في التعبد المنع حتى يرد دليل بالإذن) أحفظوا هذه القواعد، الأصل في العبادة المنع حتى يرد دليل بالإذن، أي لا يجوز لك أن تعبد الله بهواك ولا بأي طريقة تحبها إنما تعبد الله- عز وجل- بما شرعه الله- عز وجل- في كتابه أو على لسان رسوله- صلى الله عليه وسلم- فقبل أن تتقرب انظر هل هذا مشروع لك أم غير مشروع؟ لان العبادة ليست بالذوق.
الطرف الثاني لهذه القاعدة: (والأصل في الأشياء الإباحة حتى يرد دليل بالمنع) يبقى الأشياء على ضد العبادات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/356)
التفريق ما بين البدعة وما بين المصلحة المرسلة:المصلحة المرسلة: جائزة شيء فيه نفع لم يكن على زمان النبي- صلى الله عليه وسلم- وليس فيه منع خاص والأدلة العامة تؤيده لا يلزم أن يكون له دليل خاص بالإذن، هو داخل تحت الأدلة العامة ولم يكن له مقتضى على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم-، وليس هناك دليل بالمنع هذا تعمله لكن الشيء، انتبه، القواعد هذه يعني نحن لو راعينا هذه القواعد سنستريح لان القاعدة لا تسمى قاعدة إلا إذا انتظمت كل الجزئيات أو جل الجزئيات تحتها، إذا انتظمت الجزئيات كلها تحتها تسمى حينئذٍ قاعدة، لماذا؟ لأن الفرع يلتئم معها فالقواعد هذا لو نحن راعيناها استرحنا من مناقشة كثير من الفروع. كل شيء، انتبه للكلام.
كل شيء كان له مقتضى أي كان له داعٍ على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- وهو من الدين وكان مقدورًا للنبي- صلى الله عليه وسلم- أن يفعله، ومع ذلك لم يفعله فلا يجوز لأحد أن يفعله: شيء من الدين كان له مقتضى على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- وكان مقدورًا له أن يفعله، ومع ذلك لم يفعله هذا لا يجوز لأحد أن يفعله بعد النبي- عليه الصلاة والسلام -. وأنا أُمثل لهذا بالخط الموجود في المساجد، تجد المسجد عاملين خطوط هكذا على الأرض لكي يساووا الصفوف هذا الخط بدعة، تعالى نناقش المسألة هذه، لماذا هو بدعة؟ نقول تسوية الصفوف من الدين أم لا؟ نعم من الدين قال النبي- صلى الله عليه وسلم-:" لتسوّن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم " يعني هذا تهديد شديد وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- يسويِ الصحابة كأنهم القِداح، مثل ما يكون أكواب موضوعين بجانب بعض وفي حديث جابر "كان الواحد منا يلصق القدم بالقدم والكتف بالكتف"وبعدما يسوِي النبي- صلى الله عليه وسلم- الصفوف كان يصلي يبقى الإمام قبل أن يصلي ينبغي عليه ينبغي له أن يسوِ الصفوف أولا أو يرسل من يسوِي الصفوف. مثل ما كان عمر بن الخطاب يعمل حتى في الحديث، هو في حديث مقتله --رضي الله عنه- قال عمرو بن ميمون وبعدما سوى الصفوف دخل فكبر فما هو إن كبر حتى قال قتلني الكلب أو أكلني الكلب طعنه أبو لؤلؤة المجوسي عليه لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة، فتسوية الصف إذاً من الدين، جميل الخط هذا طبعًا عمره تقريبًا حوالي عشرين سنة ليس أكثر من ذلك لماذا تشدون خطا في المساجد؟ يقول لك لنساوي الصفوف، إذاً تسوية الصفوف من الدين، هذا الخط أو الحبل هذا كان مقدورًا للنبي- صلى الله عليه وسلم- أن يفعله أم غير مقدور؟ نعم كان مقدورًا للنبي- صلى الله عليه وسلم- أن يفعله.
السؤال: هل النبي صلى الله عليه و سلم فعل هذا؟ شد هذا الخط؟ لا، لم يحصل، إذاً لا يجوز فعله، وقس على هذا كل مثل ينزل تحت هذه القاعدة يأخذ حكم هذه المسألة إنما شُدَّ هذا الخط على الأرض بعدما أهمل الأئمة مهمتهم في تسوية الصفوف، وإلا فهذا لم يكن موجودا قبل ذلك، من ثلاثين، أربعين، خمسين سنة لم يكن هذا الخط موجود أصلًا كيف أتيتم به؟ ولماذا عملتوه؟ قال لك: لنساوي الصفوف سنعود إذاً للبحث السابق الذي ذكرته.بخلاف ما إذا كان الشيء لم يكن له مقتضى على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم-، و لم يثبت هناك دليل خاص بالمنع، والأدلة العامة تؤيده للمصلحة الراجحة حينئذٍ يجوز فعله، مثل إشارة المرور عندما تنير أخضر وبرتقالي وأحمر، إشارة المرور هذه كانت موجودة على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم-؟ لا، كان لها مقتضى؟ لا، تحقق مصلحة للمسلمين؟ نعم، لكي تنظم المرور لكي لا يصطدموا ببعض يعملوا حوادث و يقتلوا بعض. الأدلة العامة تؤيد هذه المصلحة، قال لك يكون إذاً هذه الفعلة وما جرى مجراها هذا كله داخل في باب المصلحة المرسلة، انظر يبقى إذاً فرقنا.
التفريق ما بين البدعة و ما بين المصلحة المرسلة: الإمام ألشاطبي- رحمة الله عليه- الحقيقة أطال النَفَس في مثل هذا وذكر أمثلة كثيرة، لذلك أنا أقول لك إذا أردت أن تميز البدع المحدثات وأن تقف على السنة ولا تنحرف عن هذه السنة وترجع إلى قانون العلم فعليك بقراءة مثل هذا الكتاب، كتاب الإمام ألشاطبي- رحمة الله عليه- والحقيقة كل مصنفات الإمام ألشاطبي- رحمة الله عليه- مصنفات نفيسة، هو قليل التصنيف جدًا لكن مصنفاته رائعة، مثل كتاب الموافقات في أصول الشريعة لم يُسبق ألشاطبي إلى هذا الكتاب على هذا النحو نعم وُجِدَ كلام متفرق من كلام الإمام ألشاطبي في أقوال أهل العلم لكن بهذه الصورة بتقعيد القواعد وضرب الأمثلة عليها الحقيقة لم أقف أبدا على كتاب سبق الكتاب الموافقات في أصول الشريعة، كذلك لم يسبق ألشاطبي- رحمة الله عليه- إلى كتاب مثل كتاب الاعتصام أيضا في التفريق ما بين البدعة وبين المصلحة المرسلة. من كلام شيخنا أبي إسحاق الحويني حفظه الله
http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=394
المادة الصوتية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/357)
ـ[فتى الإسلام]ــــــــ[20 - 09 - 10, 09:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا(65/358)
اللهم وليديه فاغفر!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 03:43 م]ـ
لما هاجر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه، فمرض فجزع، فأخذ مشاقص له فقطع بها أصابعه فشخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه فرآه وهيئته حسنة، ورآه مغطيا يديه، فقال: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفرلي بهجرتي إلى نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال: مالي أراك مغطيا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت. فقصها الطفيل على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فقال: اللهم وليديه فاغفر.
هذه الحادثة التي وقعت في عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيها عبر ودلالات كثيرة، منها: -
1 - تحريم قتل النفس مهما كانت الظروف، وبيان أنه من أكثر الذنوب إقتضاء لحصول وعيده مهما كانت الحسنات المعارضة؛فهذا صحابي ومهاجر ومع ذلك عذب على قتل نفسه!
2 - أن صاحب هذه الكبيرة لم يكفر بما فعله؛ولهذا استغفر له النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ودعا له. وفي هذا دلالة على أن صاحب الكبيرة مهما عظمت كبيرته لايخرج من الإسلام خلافا لمن كفره من أهل البدع أو جعله في منزلة بين المنزلتين!
3 - صحة مذهب أهل السنة في القطع بإنفاذ وعيد بعض أهل الكبائر خلافا لمن جوز العفو عنهم كلهم من المرجئة؛فإن هذا مخالف لقوله تعالى {ويغفر مادون ذلك لمن يشاء} فأخبر أن مغفرته تقع لبعض دون بعض، وهكذا نصوص الشفاعة المتواترة فإنها صريحة في إنفاذ وعيد بعض أهل الكبائر! ولكن ينبغي عدم الخلط بين إنفاذ الوعيد وإثباته على سبيل الدوام؛ فإن أهل السنة مجمعون على أنه لايخلد في النار أحد من أهل التوحيد مهما عظمت كبيرته.
4 - أهمية الرؤى في الإسلام وأنها قد تكون سببا لثبوت بعض الأحكام الشرعية؛ فالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إنما شفع ودعا بسبب رؤيا الطفيل. ولكن ينبغي الاحتياط في هذا الباب بعد عصر النبوة؛ فلا يعول على رؤيا تعارض ما استقر من الشريعة.
5 - إثبات شفاعة النبي في أهل الكبائر، وأنها قد تكون في الدنيا كما في هذا الحديث، وقد تكون في الآخرة؛ وهو الأعظم والأشمل؛ لحديث (إني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لايشرك بالله شيئا!) ولكن هل تكون قبل إنفاذ وعيد الكبيرة؟ هذا محل توقف فيه ابن القيم؛ لأنه لم يظفر بنص صحيح يدل على حصولها قبل العقوبة، وكل حديث في الشفاعة في أهل الكبائر إنما يدل على حصولها بعد العقاب. والله أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 05:07 م]ـ
أهمية الرؤى في الإسلام وأنها قد تكون سببا لثبوت بعض الأحكام الشرعية
أما وحدها غير رؤى الأنبياء = فلا ..
وإنما يجب اقترانها إما بغيرها من الحجج، أو تواطؤ رؤى المؤمنين ..(65/359)
تحرير القواعد المتعلقة بأحكام زيارة القبور والمشاهد
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[16 - 09 - 10, 11:56 م]ـ
رسالة طبعت في دار النصيحة بالمدينة النبوية
أرفعها لكم
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[17 - 09 - 10, 06:39 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[17 - 09 - 10, 11:55 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[22 - 09 - 10, 09:16 ص]ـ
ومن ضمن مباحث الرسالة هل قبر النبي صلى الله عليه وسلم موجود في المسجد النبوي الآن
محل نقاش افتحه في هذا المنتدى(65/360)
مسلسل عن نبي الله يوسف!!!!
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 12:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك دليل صحيح صريح في تحريم تمثيل شخصيات الأنبياء والصالحين؟ فقد أخرج الفرس السبئية مسلسلا يصور فيه الأنبياء وجبريل عليهم السلام
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[17 - 09 - 10, 12:17 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=188877
وانظر الى رساله الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله فى التمثيل حقيقته تاريخه حكمه
موجود على الشبكه
ـ[أبو سالم الجامع]ــــــــ[17 - 09 - 10, 12:14 م]ـ
بغض النظر يا اخي عن الادلة
الا يتورع شخص عليه من الذنوب ما عليه ان يمثل شخصية معصوم لم يعصي الله قط
والله اني لأستحي ان ارى مثل هذه المسلسلات فضلا عن تمثيلها
طبعاا هذا على فرض انه:-
1_ لا يجود موسيقا.
2_ لا يوجد نسااء.
3_ ممثل شخصية النبي من هو .... لا يكون طبعا الذي كان يمثل مسلسل الفجور في العام الماضي عن الحب والغزل والفجور الله اكبر مالكم كيف تحكمون
4_ان يكون مسلم اصلا ولا تستغربوا من هذا تذكرون مسلسل خالد بن الوليد رضي الله عنه الذي مثله كان نصرانيا.
5_ان يكون سمته سمت نبوة (وانّا لهم هذا) والا فقد اخللت بأمر مهم جداا
6 ..............
7 ...................
8 ..........................
................................ ز
طبعا هذا تعليق عام على تمثيل شخصية الانبياء وليس فعم هؤلاء فكيف تعيب على من قال بتحريف القران!!!!
والله الخواطر في هذا الموضوع كثيرة جدا ولكن سأمسك عن قلمي والا لصنفت كتابا في هذا
ليس لسعة علمي لا والله ولا لسيلان ذهني بل من شدة هذا الامر على نفسي
ثمة امر مهم جداا جداا واختم به
يا اخوة والله الذي لا اله الا هو ان للانبياء هيبة في نفوسنا عظيمة فكيف لنا نمثل شخصياتهم وفي من يمثلهم ما فيه والله عيب عيب عيب
اسف على الاطالة والسلام عليكم
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 09:49 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم
وكان الأمر شديداً علينا أيضاً ولكن لما قلنا بحرمته طالبنا المجادلون بالدليل الصريح فقلنا لا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 10:05 م]ـ
الأخ أبو قتيبة بارك الله فيكم وجزاك الله خيراً
جواب الشيخ محمد الإمام حفظه الله لم يحوي علي دليل صريح في التحريم غير حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في مسند أحمد، فما حكم الحديث من حيث الصحة، بارك الله فيكم والديل الآخر الذي استدل به هو الإجماع، أي إجماع علماء الأمة.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[20 - 09 - 10, 10:52 ص]ـ
صحيح صححه الامام الالبانى رحمه الله فى الصحيحه حديث رقم 901
قال الشيخ بكر أبو زيد - حفظه الله -: المروءةُ مِنْ مقاصدِ الشرعِ، وخوارمُها من مسقطات الشهادة قضاءً، والشرع يأمر بمعالي الأخلاق، وينهَى عن سَفاسِفها، فكم رأى الراؤون المُمَثِّل يَفْعَلُ بنفسه الأفاعيلَ في أيِّ عضوٍ مِن أعضائه، وفي حركاته وصَوْتِه واختلاج أعضائه، بل يمثل دَوْرَ مجنونٍ أو معتوهٍ أو أبلهٍ ... وعليه: فلا يمتَرِي عاقلٌ أنَّ التمثيلَ مِن أُولى خوارِم المروءة، ولذا فهو مِن مُسقِطات الشهادة قضاءً، وما كان كذلك: فإنَّ الشَّرْعَ لا يُقِرُّه في جملته؛ انظر كتاب: "المروءة وخوارمها".
فى فتاوى الشبكه الاسلاميه:
يقول بعض أهل العلم من المعاصرين في جواب سؤال وجه له عن حكم التمثيل:
التمثيل فيه محذور جعل بعض العلماء يتوقف في جوازه، وهو أنه من قبيل الكذب، ولكن إجراء بعض المشاهد التعبيرية لإيصال فكرة ما إلى أذهان المشاهدين لا يدخل عندي في باب الكذب، بل هو من باب المحاكاة لتصوير قصة حصلت، أو تقريب فكرة معنوية بطريقة حسية، والمحاكاة من هذا الباب جائزة، بل قد فعلها النبي صلى الله عليه وسلم لتصوير أمر، أو قصة حصلت للسامعين له والناظرين إليه.
ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود قال: كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون. (4/ 214).
وفي صحيح البخاري -أيضا- عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم: قال كانت امرأة ترضع ابنا لها من بني إسرائيل، فمر بها رجل راكب ذو شارة، فقالت: اللهم اجعل ابني مثله، فترك ثديها، وأقبل على الراكب، وقال: اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديها يمصه، قال أبو هريرة: كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يمص إصبعه. (4/ 202).
قال الحافظ ابن حجر في الفتح عند هذا الموضع كتاب أحاديث الأنبياء باب قول الله: واذكر في الكتاب مريم ... {مريم: 16}. فيه المبالغة في إيضاح الخبر بتمثيله بالفعل. هكذا قال، وكأنه يفتي جوابا على هذا السؤال.
ولكن لا ينبغي التساهل في هذا ليصبح التمثيل هدفا بحد ذاته، أو لغرض المتعة واللعب فقط، فهذا لا يفعله المسلم.
قلت:
اما تمثيل الانبياء عليهم الصلاه والسلام والصحابه رضوان الله عليهم فقد سبق الحديث عنه فى اكثر من رابط
والله اعلم(65/361)
أريد مواضيع صالحة لبحث الإجازة
ـ[عبد الجليل البكوري]ــــــــ[17 - 09 - 10, 06:05 م]ـ
السلام عليكم
أيها الإخوة الكرام بعد حصولي على دبلوم الدراسات الجامعية العامة لمسلك الدراسات الإسلامية فإنني الآن ابحث عن مساعدتكم في إيجاد موضوع يستحق أن يكون بحثا لنيل الإجازة نجمع فيه بين العقيدة و الفقه المقاصدي.
و في انتظار ردكم المبارك
ـ[عبد الجليل البكوري]ــــــــ[18 - 09 - 10, 02:50 م]ـ
أيها الإخوة لازلت أنتظر
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[20 - 09 - 10, 08:11 م]ـ
سد الذريعة في مباحث العقيدة (المفهوم ـ المسائل ـ الأحكام) ...
الحكمة والتعليل عند المتكلمين (بين أصول الدين وأصول الفقه) ...
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 04:05 ص]ـ
سد الذريعة في مباحث العقيدة (المفهوم ـ المسائل ـ الأحكام) ...
الحكمة والتعليل عند المتكلمين (بين أصول الدين وأصول الفقه) ...
للأسف مبحوثة
ـ[عبد الجليل البكوري]ــــــــ[21 - 09 - 10, 01:48 م]ـ
أشكر الأخ الريسوني و أتمنى لو تفيدنا أكثر. و شكر الله لك صنيعك
أخي محمد الباهلي هل لك أن تدلني على هذه الطراسات التي تناولت الموضوعين و لك منا خالص الدعاء بالتوفيق و السداد
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[21 - 09 - 10, 01:58 م]ـ
الموضوع الأول مبحوث أكثر من الثاني، ومع ذلك فمازال فيه المزيد ..
أما الموضوع الثاني فيحتاج أكثر مما يوجد في بعض الرسائل الجامعية بكثير من حيث الجمع والتحرير ..
ومجرد كون العنوان أو المسألة مبحوثة لا يعني الاكتفاء بشأنها، وهذا معروف، والله أعلم(65/362)
اعتقاد اهل السنة الابرار في الصحابة البررة الاخيار
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[17 - 09 - 10, 08:37 م]ـ
عقيدة أهل السنة الأبرار
في الصحابة البررة الأخيار
بقلم
ابي قتادة منصف المغربي
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى اله وازواجه وصحبه اجمعين وعلى التابعين ومن تبعهم باحسان الى ييوم الدين اما بعد
ففي يومنا هذا الذي كثر فيه الجهل والضلال نجد كثيرا من المرتزقة يطعنون في الصحابة رضي الله عنهم ويشككون الناس في عدالتهم وما طعنوا في الصحابة الا بغية الطعن في الدين لانهم نقلة الكتاب والسنة, ولهذا نجد ان الذين يطعنون فيهم انما هم اذناب المجوس كالرافضة [1] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftn1) او اذناب النصارى واليهود كالعلمانيين ولله در الامام ابي زرعة الرازي رحمه الله لما قال: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلواالكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة) [2] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftn2)
ولهذا احببت ان اكتب شيئا في بيان معتقد اهل الحق في الصحابة رضي الله عنهم فاسال الله تعالى ان تعالى ان يسددني في بيان الحق واحمده سبحانه ان هداني لان اذب عن عرض الصحابة واي شرف اعظم من هذا والنبي صلى الله عليهوسلم يقول: من ذب عن عرض اخيه في الدنيا ذب الله عن عرضه يوم القيامة (هذا فيمن ذب عن عرض اي مسلم فكيف بمن يذب عن عرض نبيه صلى الله عليه وسلم وازواجه واصحابه فاسال الله ان لا يحرمني الاجر والثواب وان يرزقني الاخلاص في القول والعمل.
باب الاول
مكانةالصحابة [3] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftn3) رضي الله عنهم
عموما في الكتاب والسنة
والنصوص في تزكية الصحابة كثيرة جدا منها على سبيل المثال لا الحصر قوله سبحانه وتعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ?للَّهِ وَ?لَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ?لْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ?للَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ ?لسُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي ?لتَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي ?لإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَ?سْتَغْلَظَ فَ?سْتَوَى? عَلَى? سُوقِهِ يُعْجِبُ ?لزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ?لْكُفَّارَ وَعَدَ ?للَّهُ ?لَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ?لصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}
فالجمهور على ان المراد بالذين معه جميع الصحابة رضي الله عنهم [4] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftn4) فوعدهم الله بالمغفرة والاجر العظيم. وقال الامام ابن كثير رحمه الله: ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه، في رواية عنه، بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم. قال: لأنهم يغيظونهم، ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية، ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك، والأحاديث في فضل الصحابة رضي الله عنهم والنهي عن التعرض لهم بمساءة كثيرة، ويكفيهم ثناء الله عليهم ورضاه عنهم. انتهى كلامه
وقول الله تعالى"منهم) ليست للتبعيض بل هي للجنس كما في قوله تعالى "فاجتنبوا الرجس من الأوثان)
وروى عنه هذا ابوعروة الزبيري فقال: كنا عند مالك بن أنس، فذكروا رجلاً ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ مالك هذه الآية {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ?للَّهِ وَ?لَّذِينَ مَعَهُ} حتى بلغ {يُعْجِبُ ?لزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ?لْكُفَّارَ}. فقال مالك: مَن أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية. وذكر هذا الامام البغوي وابن الجوزي والقرطبي وقال رحمه الله بعد ان ذكر هذا الاثر عن الامام مالك: لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله. فمن نقص واحداً منهم أو طعن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/363)
عليه في روايته فقد ردّ على الله رَبِّ العالمين، وأبطل شرائع المسلمين؛ قال الله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ?للَّهِ وَ?لَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ?لْكُفَّارِ} الآية. انتهى
وقال ابن ادريس رحمه الله: لا آمن ان يكونوا قد ضارعوا الكفار يعني الرافضة لان الله تعالى يقول: ليغيظ بهم الكفار [5] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftn5). انتهى
وقوله تعالى: {وَ?لسَّابِقُونَ ?لأَوَّلُونَ مِنَ ?لْمُهَاجِرِينَ وَ?لأَنْصَارِ وَ?لَّذِينَ ?تَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِي َ?للَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ?لأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذ?لِكَ ?لْفَوْزُ ?لْعَظِيمُ}
فقد جاء عن بعض السلف ان الاولين من المهاجرين والانصار هم من صلى الى القبلتين وهذا الذي نُقل عن ابي موسى الاشعري وسعيد ابن المسيب وابن سيرين وغيرهم وعن البعض ان المراد بهم اهل بيعة الرضوان [6] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftn6) وأما الذين اتبعوا المهاجرون الأوّلين والأنصار بإحسان، فهم الذين أسلموا لله إسلامهم وسلكوا منهاجهم في الهجرة والنصرة وأعمال الخير.
والايات الدالة على فضل الصحابة رضي الله عنهم كثيرة يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: وفي الجملة كل ما في القران من خطاب المؤمنين والمتقين والمحسنين ومدحهم والثناء عليهم فهم اي الصحابة) اول من دخل في ذلك من هذه الامة وافضل من دخل في ذلك من هذه الامة. منهاج السنة
والسنة ايضا مليئة بالثناء على الصحابة والنهى عن سبهم واكتفي بذكر بعض منها في بيان فضل الصحابة والنهي عن سبهم.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) متفق عليه.
وقال النووي رحمه الله: اتفق العلماء على ان خير القرون قرنه صلى الله عليه وسلم والمراد: اصحابه.
وايضا قوله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة. والحديث رواه الامام الترمذي [7] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftn7)
وقوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري: اية الايمان حب الانصار واية النفاق بغض الانصار) والمهاجرون من باب اولى, لان المهاجرين افضل من الانصار.
ونهى صلى الله عليه وسلم امته من سب اصحابه فقد جاء في صحيح البخاري عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبوا اصحابي فلو ان احدكم انفق اُحدا ذهبا ما بلغ مد احدهم و لا نصيفه) اما الروافض الى يومنا هذا مازالوا يسبون الصحابة رضي الله عنهم مع ما في كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم من الثناء عليهم وبيان فضلهم النهي عن سبهم.
باب الثاني
اجماع العلماء على عدالة
الصحابة رضي الله عنهم
والصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول باتفاق اهل السنة والجماعة ونقل الاجماع الامام النووي وابن حجر والخطيب وابن الملقن وابن الصلاح والقرطبي وغيرهم من الائمة الفطاحلة الجهابذة رحمهم الله واليك بعض اقوالهم يقول الامام القرطبي رحمه الله في تفسيره: فالصحابة كلّهم عدول، أولياء الله تعالى وأصفياؤه، وخِيرته من خلقه بعد أنبيائه ورسله. هذا مذهب أهل السنة، والذي عليه الجماعة من أئمة هذه الأمة. وقد ذهبت شِرذمة لا مبالاة بهم إلى أن حال الصحابة كحال غيرهم، فيلزم البحث عن عدالتهم. انتهى كلامه, قلت: فلا يُلتفت الى قول هؤلاء الشرذمة الطاعنين في عدالة الصحابة رضي الله عنهم, للأن عدالتهم بفضل الله ثابتة بالقرآن والسنة والإجماع.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: اتفق اهل السنة على ان الجميع) اي الصحابة) عدول ولم يخالف في ذلك الا شذوذ من المبتدعة.
وقال الامام ابو بكر الخطيب البغدادي رحمه الله في كتابه الماتع الكفاية في علم الرواية: ويجب النظر في أحوالهم (اي الرواة) سوى الصحابي الذي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم, وإخباره عن طهارتهم وإختيارهم لهم في نص القرآن, ثم ساق الأدلة من الكتاب والسنة على ذلك الى أن قال رحمه الله: هذا مذهب كافة العلماء ومن يُعتد بقوله من الفقهاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/364)
وقال الامام ابن عبد البر المالكي القرطبي بخاري المغرب رحمه الله:ولا فرق بين ان يسمي التابعُ الصاحبَ الذي حدثه او لا يسميه في وجوب العمل بحديثه لان الصحابة كلهم عدول مرضيون ثقات اثبات وهذا امر مجتمع عليه عند اهل العلم بالحديث)
وقال الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله في كتابه تدريب الرواي: الصحابة كلهم عدول, من لابس الفتن وغيرهم بإجماع من يُعتد به.
وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى: ولهذا اتفق أهل الحق ومن يعتد به في الإجماع على قبول شهاداتهم ورواياتهم، وكمال عدالتهم رضي الله عنهم أجمعين [8] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftn8). اهـ
باب الثالث
عقيدة أصحاب المذاهب الفقهية
في الصحابة رضي الله عنهم
واختم البحث في عدالة الصحابة بذكر بعض اقوال اصحاب المذاهب الفقهية المعتبرة عند أهل السنة والجماعة في الصحابة رضي اللهعنهم:
يقول ابو جعفرالطحاوي الحنفي في عقيدته الطحاوية التي بين فيها عقيدته وعقيدة الامام ابي حنيفة واصحابه كما ذكر ذلك في مقدمة كتابه: ونحب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و لانفرط في حب احد منهم و لا نتبرا من احد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الحق يذكرهم ولا نذكرهم الا بخير وحبهم دين وايمان واحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان.
وقال الامام ابن ابي زيد القيرواني الملقب بمالك الصغير في رسالته التي بين فيها مذهب الامام مالكبن انس في المسائل العلمية والعملية: وان خير القرون القرن الذين راوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وامنوا به ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وافضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين , وان لا يذكر احد من صحابة الرسول الا باحسن ذكر والامساك عما شجر بينهم وانهم احق الناس ان يُلتمس لهم احسن المخارج ويُظن بهم احسن المذاهب.
قال الامام الموفق الدين ابن قدامة المقدسي الحنبلي رحمه الله: ومن السنة تولي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبتهم وذكر محاسنهم والترحم عليهم والاستغفار لهم والكف عن ذكر مساوئهم وما شجر بينهم واعتقاد فضلهم ومعرفة سابقتهم.
قال الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري الشافعي رحمه الله في كتابه الاربعين حديثا بعد ان ذكر حديث: ان الله اختارني واختار اصحابي):فمن سمع فنفعه الله بالعلم احبهم اجمعين المهاجرين والانصار واصهار رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم ومن تزوج اليهم من زوجهم وبجميع اهله الكاملين وبجميع ازواجه واتقى الله الكريم فيهم ولم يسب احدا منهم ولم يذكر ما شجر بينهم واذا سمع احدا يسب احدا منهم نهاه وزجره وفضحه وان ابى هاجره ولم يجالسه فمن كان هذا مذهبه رجوت له من الله الكريم كل خير في الدنيا والاخرة [9] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftn9).
وايضا من المذاهب المعتبرة مذهب الظاهرية واليك ما قاله الامام ابن حزم رحمه الله [10] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftn10) في المحلى [11] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftn11) في كتاب التوحيد: فجاء النص ان من صحب النبي صلى الله عليه وسلم فقد وعده الله بالحسنى وقد نص الله تعالى:إن الله تعالى لا يخلف الميعاد) ال عمران:9) وصح النص بأن كل من سبقت له الحسنى فإنه مبعد عن النار لا يسمع حسيسها, وهو في م ااشتهى خالد لا يحزنه الفزع الاكبر. وهذا جزم من الامام ابن حزم رحمه الله ان جميع الصحابة رضي الله عنهم في الجنة.
فهذا مذهب اهل السنة في جميع الصحابة رضي الله عنهم , فلا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الاخران يعدل عن ما جاء في القرآن والسنة وكلام ائمة اهل السنة من الثناء على الصحابة والترضي عنهم الى ما يقوله الشرذمة الانجاس الروافض عليهم من الله مايستحقون.
ولله در القائل:
احب ابا حفص و شيعته ____كما احب عتيقا صاحبالغار
ورضيت عليا قدوةواماما ____ وما رضيت بقتل الشيخ في الدار
كل الصحابة سادتي ومعتقدي____ فهل في هذا القولمن العار
باب الرابع
موقف اهل السنة والجماعة
مما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم [12] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftn12)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/365)
فموقف اهل السنة والجماعة في هذه المسالة هو موقف السلف الصالح رضي الله عنهم خلافا لاهل الباطل كالرافضة والمعتزلة والخوارج ممن يطعنون في الصحابة من خلال ما شجر بينهم فموقف الخوارج تكفير كلا الطائفتين والمعتزلة يرون ان احدى الطائفتين فاسقة مخلدة في النار ولكنهم يقولون لا ندري من هي ولهذا يطعنون في عدالة كلا الطائفتين ,والروافض يكفرون طائفة معاوية رضي الله عنه بحجة انه اراد ان ينازع المعصوم امامته ولهذا يكفرون الشيخين بحجة انهما اغتصبا الامامة من علي رضي الله عنه, فببدعتهم هذه) الامامة) كفروا الصحابة الا ثلاث كما في اصول الكافي: ان الناس ارتدوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم الا ثلاث: المقداد وسلمان وابو ذر.
وبسببها قالوا بعصمة اهل البيت وتحريف القران [13] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftn13) والرجعة والبداء وغير ذلك من العقائد الكفرية التي يعتقدها القوم وليس هذا موضع بسط ذلك [14] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftn14).
وموقف اهل السنة والجماعة هو موقف الحق مستندين في ذلك الى الكتاب والسنة واجماع سلف هذه الامة فلا يرون كفر الطائفتين ولا واحدة منهن امتثالا لقوله تعالى: وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما) فاثبت الله الايمان لكلا الطائفتين مع اقتتالهما, و لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ان ابني هذا سيد ولعل الله ان يصلح به بين فئتين من المسلمين) رواه البخاري, فوصفهما بفئتين من المسلمين وكذلك اجمع السلف على اسلام وايمان كلا الطائفتين بل نرى معشر اهل السنة ان الذي حصل بينهما كان عن اجتهاد فكلاهما مأجور فالمصيب له اجران والمخطئ له اجر واحد لقوله صلى الله عليه وسلم: اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله اجران واذا اخطأ فله اجر واحد).
فرحم الله معاوية وعليا [15] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftn15) وجميع الصحابة رضي الله عنهم وكيف يريد اهل الزيغ والضلال ان نطعن في الطائفتين او احداهما والله يقول "وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) فنحن نقول ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا لهؤلاء الابرار الاخيار رضي الله عنهم ولهذا قال شيخ الاسلام: ان من اصول معتقد اهل السنة والجماعة سلامة السنتهم وصدورهم من الصحابة.
فموقفهم مما شجر بينهم هو الامساك والكف وعدم الخوض في ذلك امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: اذا ذكر اصحابي فامسكوا. و رحم الله عمر بن عبد العزيز لما قال: تلك دماء طهر الله منها سيوفنا فلا نخضب بها السنتنا. فبين رحمه الله ان موقف المؤمن من ذلك الكف والإمساك عما شجر بينهم ,وعلى هذا علماء اهل السنة والجماعة قاطبة قال ابن حجر رحمه الله في الفتح: واتفق اهل السنة على وجوب منع الطعن على احد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من حروب ولو عرف المحق منهم, لانهم لم يقاتلوا في تلك الحروب الا عن اجتهاد وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد, بل ثبت انه يؤجر اجرا واحدا وان المصيب يؤجر اجرين. انتهى كلامه
و يرون ان الخوض فيما شجر بينهم بدعة منكرة ولهذا قال الامام ابو المظفر السمعاني رحمه الله: التعرض الى جانب الصحابة علامة على خذلان فاعله بل هو بدعة وضلالة.
ويقول امام السنة في زمانه الامام البربهاري رحمه الله: واذا رايت الرجل يطعن في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه صاحب قول سوء وهوى, لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: واذا ذكر اصحابي فامسكوا) فقد علم صلى الله عليه وسلم منهم من الزلل بعد موته فلم يقل فيهم الا خيرا وقال: ذروا اصحابي ولا تقولوا فيهم الا خيرا) و لا تحدث بشيء من زللهم ولا حربهم و لا ما غاب عنك علمه, ولا تسمع من احد يحدث به, فانه لا يسلم لك قلبك ان سمعته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/366)
قال الامام ابن الطيب الباقلاني رحمه الله في كتابه الانصاف [16] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftn16): يجب أن يعلم: أن ما جرى بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضى عنهم من المشاجرة نكف عنه، ونترحم على الجميع، ونثني عليهم، ونسأل الله تعالى لهم الرضوان، والأمان، والفوز، والجنان. ونعتقد أن علياً عليه السلام أصاب فيما فعل وله أجران. وأن الصحابة رضي الله عنهم إنما صدر منهم ما كان باجتهاد فلهم الأجر، ولا يفسقون ولا يبدعون [17] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftn17).
والدليل على ذلك قوله تعالى: " رضى اللّه عنهم ورضوا عنه " وقوله تعالى: " لقد رضى اللّه عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً " وقوله صلى الله عليه وسلم: إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر فإذا كان الحاكم في وقتنا له أجران على اجتهاده فما ظنك باجتهاد من رضي الله عنهم ورضوا عنه.
ويدل على صحة هذا القول: قوله صلى الله عليه وسلم للحسن عليه السلام: إن ابني سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين فأثبت العظم لكل واحدة من الطائفتين، وحكم لهم بصحة الإسلام. وأيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: يكون بين أصحابي هنات ونزغات يكفرها الله تعالى لهم ويشقى فيها من شقى. وقد وعد الله هؤلاء القوم بنزع الغل من صدورهم بقوله تعالى: " ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخواناً على سرر متقابلين. انتهى كلامه
وقال الامام ابو الحسن الاشعري رحمه الله في بيان معتقد اهل الحديث في كتابه مقالات الاسلاميين [18] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftn18) : ويعرفون حق السلف الذين اختارهم الله سبحانه لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ويأخذون بفضائلهم ويمسكون عما شجر بينهم صغيرهم وكبيرهم، ويقدمون أبا بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علياً رضوان الله عليهم ويقرون أنهم الخلفاء الراشدون المهديون أفضل الناس كلهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الامام ابو بكر الاسماعيلي في كتابه اعتقاد ائمة الحديث: والكف عن الوقيعة فيهم) اي الصحابة)، وتأول القبيح عليهم، ويكلونهم فيما جرى بينهم على التأويل إلى الله عزّ وجل.
وقال الامام ابو عثمان اسماعيل الصابوني رحمه الله [19] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftn19) في كتابه عقيدة السلف اصحاب الحديث: ويرون الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيبا لهم ونقصا فيهم، ويرون الترحم على جميعهم والموالاة لكافتهم، وكذلك يرون تعظيم قدر أزواجه رضي الله عنهن، والدعاء لهن ومعرفة فضلهن والإقرار بأنهن أمهات المؤمنين).
وقال الامام ابن بطة الحنبلي رحمه الله في كتابه الابانة: ومن بعد ذلك نكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد شهدوا المشاهد معه، وسبقوا الناس بالفضل، فقد غفر الله لهم وأمر بالاستغفار لهم والتقرب إليه بمحبتهم، وفرض ذلك على لسان نبيه وهو يعلم ما سيكون منهم وأنهم سيقتتلون، وإنما فُضِّلوا على سائر الخلق لأن الخطأ والعمد قد وُضع عنهم وكل ما شجر بينهم مغفور لهم).
فهل بعد الحق الا الضلال, فهذا هو سبيل ائمة اهل السنة والجماعة وعلى هذا كان سلف الامة , فانظر مع من تكون مع سلف الامة ام مع اعداء الملة والدين ممن يريدون الطعن في الثوابت الشرعية من خلال طعنهم في عدالة الصحابة رضي الله عنهم, فالواجب على المؤمن ان يتبع سبيل المؤمنين سبيل السلف رحمه الله لقوله تعالى: وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا. ولقوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} فاما ان تتبع صراط السلف الصالح وائمة الحديث فتنجو من الضلال والزيغ والبدع وتفوز برضوان الله عز وجل في الدنيا والاخرة قال تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/367)
فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) واما ان تسلك سبيل اهل الزيغ والضلال فتشقى في الدنيا والاخرة والعياذ بالله, قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}
والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
[1] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftnref1) سموا بالرافضة حين رفضوا زيد بن علي بن الحسين لما طلبوا منه ان يتبرأ من ابي بكر وعمر فقال رحمه الله: هما وزيرا جدي فرفضوه فقال لهم: رفضتموني فسموا الرافضة لرفضهم اياه وسمى من لم يرفضه من الشيعة زيديا لإنتسابهم اليه. ,وقال عبد الله ابن احمد بن حنبل سألت ابي: من الرافضة؟ فقال: الذين يسبون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما. اهـ وهم شر اهل البدع قال الشعبي رحمه الله: أحذركم اهل هذه الاهواء المضلة, وشرها الرافضة لم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة ولكن مقتا لأهل الإسلام وبغيا عليهم, يريدون ان يغمصوا دين الإسلام كما غمص بولص بن يوشع ملك اليهود دين النصرانية. رواه ابو عمرو الطملكني بإسناده في كتابه في الأصول ورواه ابو عاصم وروى ابو القاسم الطبري في شرح اصول السنة نحو هذا الكلام وابو حفص بن شاهين في كتاب اللطف في السنة.
[2] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftnref2) رواه الخطيب البغدادي رحمه الله بإسناده في الكفاية في علم الرواية
[3] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftnref3) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الاصابة: وأصح ما وقفت عليه من ذلك ان الصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الإسلام وهذا الذي ذهب اليه المحققون كالبخاري وشيخه احمد بن حنبل رحمهما الله ومن تبعهما. فالصحابي يشمل حتى اهل البيت الذين رأوا النبي صلى الله عليه وسلم وازواجه.
[4] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftnref4) تفسير القرطبي
[5] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftnref5) ذكره ابن الجوزي رحمه الله في تفسيره زاد المسير في علم التفسير
[6] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftnref6) راجع تفسير الطبري والإستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر رحمه الله
[7] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftnref7) الحديث صححه الامام المحدث ناصر الدين الالباني رحمه الله
[8] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftnref8) شرح صحيح مسلم, كتاب فضائل الصحابة
[9] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftnref9) وهذه عقيدة علماء اهل السنة قاطبة الترضي على جميع الصحابة ومحبتهم والثناء عليهم وموالتهم وبغض من يبغضهم.
[10] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftnref10) هو الحافظ العلامة الجهبذ شيخ الاسلام ابو محمد علي بن احمد بن سعيد بن حزم, قال فيه ابن ابي العماد: كان إليه الذكاء فى حدة الذهن وسعة العلم بالكتاب
والسنة والمذاهب والملل والنحل والعربية والأدب والمنطق والشعر مع الصدق والديانة والحشمة و السؤدد والرياسة والثروة وكثر ة الكتب.
[11] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftnref11) وكتابه هذا من اعظم وافضل الكتب التي أُلفت في الفقه.
[12] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftnref12) وابرز من ألف في هذا الامام القاضي ابو بكر بن العربي القرطبي المالكي رحمه الله فله كتاب سماه العواصم من القواصم وعليه تعليقات نافعة للعلامة محب الدين الخطيب رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/368)
[13] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftnref13) والقول بتحريف القران يعتد من ابرز عقيدة القوم ويكاد يكون اجماعا عند القوم وبه قال الكاشاني والجزائري والعياشي والقمي والمجلسي والكليني وغيرهم, بل قال ابو الحسن الشريف العاملي في كتابه مرأة الأنوار: ان القول بتحريف القرآن من ضروريات مذهب التشيع. وافرد الطبرسي في الباب كتابا سماه فصل الخطاب في اثبات تحريف كتاب رب الأرباب وهو مطبوع بإيران والكتاب عندي على الجهاز.
[14] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftnref14) راجع كتب الاربعة للعلامة احسان الهي ظهير, كتاب الشيعة والتشيع والشيعة واهل البيت والشيعة والسنة والشيعة والقرآن وكتاب لله ثم للتاريخ للموسوي وكتاب حقيقة الشيعة للموصلي وغيرها من الكتب التي اعتنت بكشف حقيقة عقيدة القوم والرد عليهم
[15] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftnref15) يقول الامام النووي: وأما علي رضي الله عنه فخلافته صحيحة بالإجماع، وكان هو الخليفة في وقته لا خلافة لغيره، وأما معاوية رضي الله عنه فهو من العدول الفضلاء، والصحابة النجباء رضي الله عنه وأما الحروب التي جرت فكانت لكل طائقة شبهة اعتقدت تصويب أنفسها بسببها، وكلهم عدول رضي الله عنهم، ومتأولون في حروبهم وغيرها، ولم يخرج شيء من ذلك أحدا منهم عن العدالة؛ لأنهم مجتهدون اختلفوا في مسائل من محل الاجتهاد كما يختلف المجتهدون بعدهم في مسائل من الدماء وغيرها، ولا يلزم من ذلك نقص أحد منهم.اهـ المنهاج
[16] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftnref16) وهو احد كبار ائمة متكلمي الاشعرية قال فيه شيخ الاسلام: هو افضل المتكلمين المنتسبين إلى الأشعري, ليس فيهم مثله لا قبله ولا بعده. وهو من الاشاعرة المثبتين لصفة الوجه واليدين والاستواء كما صرح بذلك في كتابه الإبانة والكتاب لا يزال مفقودا وقد ذكره القاضي عياض في ترتيب المدارك وابن تيمية في الحموية وابن القيم في اجتماع الحيوش والذهبي في العلو للعلي الغفار وذكره البغض من بين مؤلفات الباقلاني غفر الله له ورحمه.
[17] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftnref17) وهذا يبين لنا ان موقف الاشاعرة من الصحابة ومما شجر بينهم نفس موقف اهل السنة والجماعة وهذا الذي عليه الاشاعرة المتقدمين والمتأخرين خلافا لبعض المنافقين المعاصرين ممن يطعن في بعض الصحابة كما هو حال السقاف الذي يدعي الاشعرية وهو في الحقيقة رافضي خبيث وجهمي بل جمع كل الخبث ومن قرأ عقيدة الرجل ادرك انه لا يمت الى الاشعرية بصلة, فمما عليه الاشعرية اثبات الرؤية فتجد الخبيث يصرح في شرحه على الطحاوية بنفي الرؤية فيا ليت شعري على اي عقيدة هو؟
[18] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftnref18) و هذا الكتاب من الادلة على صحة القول بأن الامام ابا الحسن الاشعري تاب من عقيدته الكلابية وانه رحمه الله ألى به الامر الى عقيدة اهل الحديث ويدل دلالة واضحة على انه لم يمت على عقيدة ابن كلاب كما زعم البعض, فيقال له ان ابا الحسن ذكر في كتابه هذا عقيدة ابن كلاب وذكر عقيدة اصحاب الحديث وهي مخالفة لعقيدة ابن كلاب فقال الاشعري رحمه الله بعد ذكره لعقيدة اصحاب الحديث: وبكل ما ذُكر من قولهم نقول وإليه نذهب، وما توفيقنا إلا بالله، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وبه نستعين وعليه نتوكل وإليه المصير.
[19] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftnref19) وهو احد ائمة الشافعية رحمه الله
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[17 - 09 - 10, 11:21 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا(65/369)
الفوائد الجلية على توحيد رب البرية
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[17 - 09 - 10, 08:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله و الصلاة و السلام على اشرف الانبياء و المرسلين نبينا محمد و على اله و ازواجه و صحبه اجمعين و التابعين و من تبعهم الى يوم الدين اما بعد
لاشك ان الله عز وجل ارسل رسله الى اقوامهم لعبادته وحده لاشريك له فلذلك كان اول ما دعت اليه الرسل هو عبادة الله وحده و ترك عبادة ما سواه كما اخبر سبحانه (ولقد بعثنا في كل امة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت) النحل:36 و قوله تعالى (اعبدوا الله مالكم من اله غيره) الأعراف:59 ولهذا يجب على المسلم معرفة التوحيد قبل اي شيء قال تعالى (فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك) فامر بمعرفة التوحيد قبل العمل وكذلك يجب عليه معرفة الشرك وانواعه كي لا يقع فيه كما قيل عرفت الشر لا لشر ولكن لتوقيه وقد قال امام التوحيد خليل الرحمن ابراهيم عليه السلام كما اخبر تعالى (ربي اجنبني وبني ان نعبدالاصنام)
التوحيد ينقسم الى ثلاثة اقسام:
1) توحيد الربوبية
2) توحيد الألوهية
3) توحيد الاسماء والصفات
وبعض اهل العلم قسموه الى قسمين كابن القيم و غيره فقالوا: التوحيد نوعان:
النوع الاول- توحيد في المعرفة و الاثبات و كذلك اطلقوا عليه توحيد العلمي الخبري وهو توحيد الربوبية و الاسماء و الصفات
النوع الثاني- توحيد في الطلب و القصد و اطلقوا عليه ايضا توحيد الإرادي الطلبي
- معنى توحيد الربوبية: هو إفراد الله بأفعاله او تقول افراد الله في الخلق و الملك والتدبير و الأدلة على افراد الله في الربوبية كثيرة منها قوله تعالى: (ان ربكم الله الذي خلق السموات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش) الأعراف:54 والدليل على افراد الله في الخلق و التدبير قوله سبحانه (ألا له الخلق والأمرتبارك الله رب العالمين) الأعراف:54 و الامر هو التدبير والدليل على إفراده في الملك قوله تعالى (و لله ملك السموات والأرض) الجاثية:27 و الله عز وجل فطر جميع الخلق على الاقرار بربوبيته حتى إن المشركين الذين جعلوا له شريكا في العبادة يقرون بتفرده في العبادة، كما قال الله تعالى (قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم، سيقولون لله قل افلا تتقون) المومنون:86،87 الى اخر الاية مما يدل على انهم كانوا مقرين بتوحيد الربوبية.
- معنى توحيد الألوهية: هو إفراد الله تعالى بالعبادة او تقول إفراد الله بأفعال العباد و الدليل على وجوب إفراد الله بالعبادة قوله تعالى (و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) الأنبياء:25 والأدلة كثيرة جدا لولا الإطالة لذكرت منها الكثير.
- تعريف العبادة:
قال شيخ الاسلام: العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال و الاعمال الظاهرة و الباطنة.
قال ابن كثير: عبادة الله هي طاعته بفعل المأمور و ترك المحظور وذلك حقيقة دين الاسلام لأن معنى الاسلام: الاستسلام لله تعالى المتضمن غاية الانقياد والذل والخضوع.
قال الشيخ ابن العثيمين: العبادة هي التذلل لله محبة وتعظيما لفعل اوامره واجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه.
قال ابن القيم: العبادة تجمع اصلين غاية الحب بغاية الذل والخضوع.
قال الشيخ ابن العثيمين ايضا اعلم ان العبادة نوعان:
1) عبادة كونية: وهي الخضوع لأمر الله الكوني وهي شاملة لجميع الخلق لايخرج عنها أحد لقوله تعالى: (إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا) فهي شاملة للمؤمن والكافر.
2) عبادة شرعية: وهي الخضوع لامر الله تعالى الشرعي وهي خاصة بمن اطاع الله واببع ما جاءت به الرسل.
-أنواع العبادة:
انواع العبادة التي امر الله بها كثيرة جدا: مثل الصلاة والصوم والتوكل والرغبة والرهبةوالخشية والتوكل والدعاء والاستعانة والذبح والنذر وغيرها من انواع العبادة وكثيرة جدا.
فلا يجوز للانسان ان يصرف شيئا منها لغير الله سبحانه وتعالى لان هذا شرك والعياذ بالله قال الله تعالى (و أن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) الجن:18
- شروط قبول العبادة:
1) صدق العزيمة وهي عكس الكسل وهذا شرط في وجود العبادة والدليل قوله تعالى: يا أيها الذين امنوا لما تقولون مالاتفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالاتفعلون)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/370)
2) الاخلاص والدليل قوله تعالى (وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) وقوله تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه احدا) وقول النبي صلى الله عليه و سلم: لكل امرئ ما نوى
3) المتابعة، الموافقة و الدليل قوله تعالى (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه) وقوله تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه احدا) فالعمل الصالح لا نعرفه الا من طريق الرسل، وقوله صلى الله عليه وسلم (من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد) رواه مسلم
- معنى توحيد الاسماء والصفات:
قال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله: هو افراد الله بما سمى به نفسه ووصف به نفسه في كتابه او على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك باثبات ما اثبته الله لنفسه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل.
قواعد في اسماء الله تعالى:
اسماء الله كلها حسنى ذلك لانها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من وجوه لا احتمالا و لا تقديرا
اسماء الله توقيفية لا مجال للعقل فيها
اسماء الله غير محصورة وهو قول جماهير اهل العلم كالخطابي و القرطبي وابن العربي وابن حجر بل حكى الامام النووي الاتفاق على ان اسماء الله ليست محصورة،قال شيخ الاسلام ابن تيمية: و قد مضى سلف الامة وائمتها على هذا القول.
كل اسم من اسماء الله يشتق منه صفة و ليس كل صفة يشتق منها اسم
اسماء الله اعلام واوصاف
اعلام باعتبار دلالتها على الذات
و اوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني
باعتبار الاول مترادفة لدلالتها على مسمى واحد وهو الله عز وجل
و بالاعتبار الثاني متباينة لدلالة كل واحد منهما على معناه الخاص
- تعريف الاسماء الحسنى:
قال شيخ الاسلام: الاسماء الحسنى المعروفة: هي التي يدع الله بها وهي التي جاءت في الكتاب والسنة وهي التي تقتضي المدح و الثناء بنفسها.
- قواعد في الصفات:
صفات الله كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من وجوه
باب الصفات اوسع من باب الاسماء
صفات الله توقيفية لا مجال للعقل فيها
-اقسام الصفات:
تنقسم الصفات الى قسمين صفات ثبوتية وصفات سلبية
الثبوتية: ما اثبته الله تعالى لنفسه في كتابه او على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وكلها صفات كمال
السلبية: ما نفاها الله سبحانه عن نفسه في كتابه او على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وكلها صفات نقص في حقه كالموت و الجهل .....
النفي ينقسم الى ثلاثة اقسام
- نفي لا يتضمن نقصا و لا مدحا لعدم القابلية كقولك الحائط لا يظلم
- نفي يتضمن نقصا لانه قد يكون عن عجز كقول الشاعر
قبيلة لا يغدرون بذمة و لا يظلمون الناس حبة خردل
- نفي يتضمن كمالا كنفي صفات النقص عن الله تعالى مع ثبوت كمال ضدها.
- اقسام الصفات الثبوتية:
تنقسم الى قسمين:
1) صفات ذاتية: هي التي لم يزل و لا يزال متصفا بها وهي الصفات الملازمة لذاته سبحانه وتعالى التي لا تنفك عنه سبحانه وتعالى مثل: الحياة و القدرة واليدين والوجه والقيومية والعلم ......
2) صفات فعلية: وهي التي تتعلق بمشيئته وتسمى ايضا بالصفات الاختيارية مثل: المجيء والنزول والرضى والغضب والمحبة ....
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
جمعه ورتبه اخوكم ابو قتادة المغربي(65/371)
التدرج في علم المنطق و الفلسفة و علم الكلام
ـ[أرسان السنجقي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 11:06 م]ـ
التدرج في علم المنطق و الفلسفة و علم الكلام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فأردت أن أسأل الإخوة الكرام ما أفضل كتب التعريف بالمنطق و الفلسفة و علم الكلام من المنظور السلفي التي تنصحون بها المبتدئ في هذا المجال؟ من الأسهل و أكثر اختصارا إلى المتوسطات إلى المطولات ... كيف يتعرف طالب العلم السلفي على هذه العلوم الخطيرة معرفتها و في نفس الوقت يجتنب الزيغ في العقيدة و يصير عارفا بعيوب هذه العلوم و نصقانها و كمال حكمة و علم السلف و سليمة عقيدتهم, على وجه التفصيل و يقوي قدرته العقلية الذهنية و يصبح قادرا على رد شبهاتهم و الدفاع عن العقيدة السلفية؟ وجدت على الإنترنت دراستان نافعتان للشيخة د. ابتسام بنت أحمد جمال - نقد ابن تيمية للقياس المنطقي و - القياس ومكانته في المنطق اليوناني و هي الأستاذة المساعدة بقسم العقيدة - كلية الدعوة وأصول الدين - جامعة أم القرى. فرأيت خطة الدراسة لكلية أصول الدين في أم القرى مواد نافعة و هي:
نقد علم الكلام
نقد المنطق
نقد الفلسفة
فما هي كتبهم المقررة لهذه المواد؟ أما في الدراسات العليا للماجستير و الدكتوراة, فكتبهم المقررة:
للمنطق =
معيار العلم – الغزالي
تحريم القواعد المنطقية – الكاتبي
الرد على المنطقيين – ابن تيمية
ثم
نقض المنطق - ابن تيمية
درء تعارض العقل و النقل - ابن تيمية
مجموع الفتاوى - ابن تيمية
صون المنطق و الكلام عن فن المنطق و الكلام – السيوطي
ترجيح أساليب القران على أساليب اليونان – ابن الوزير اليمني
آداب البحث و المناظرة – الشنقيطي
دراسات في المنطق الحديث و مناهج البحث – محمد السيد الجليند
ثم للدكتوراة:
المنطق و فلسفة العلوم, بول موي – ترجمة فؤاد زكريا
المنطق الصوري و الرياضي – عبد الرحمن بدوي
المنطق الاستقرائي – ماهر عبد القادر محمد علي
المنطق الرياضي - ماهر عبد القادر محمد علي
المنطق الرمزي نشأته و تطوره – محمد فهمي زيدان
الأسس المنطقية للاستقراء – محمد باقر الصدر
مناهج البحث – عبد الرحمن بدوي
مناهج البحث عند مفكري الإسلام – علي سامي النشار
المنطق الحديث و مناهج البحث– محمود قاسم
منهج الجدل و المناظرة – عثمان علي حسن
للفلسفة =
بغية المرتاد - ابن تيمية
الصفدية- ابن تيمية
درء التعارض- ابن تيمية
منهاج السنة- ابن تيمية
الإشارات – ابن سينا
آراء أهل المدينة الفاضلة – الفارابي
رسائل الكندي – أبو ريان
تهافت الفلاسفة – الغزالي
تهافت التهافت – ابن رشد
تاريخ الفلسفة اليونانية – يوسف كرم
موسوعة الفلسفة - عبد الرحمن بدوي
نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام - علي سامي النشار
الفكر الفلسفي في الإسلام – سليمان دنيا
أرسطو - عبد الرحمن بدوي
أفلاطون - عبد الرحمن بدوي
علم الكلام =
بيان تلبيس الجهمية - ابن تيمية
الصفدية- ابن تيمية
درء التعارض- ابن تيمية
نقض المنطق - ابن تيمية
مجموع الفتاوى - ابن تيمية
صون المنطق و الكلام عن فن المنطق و الكلام – السيوطي
ترجيح أساليب القران على أساليب اليونان – ابن الوزير اليمني
آداب البحث و المناظرة – الشنقيطي
دراسات في المنطق الحديث و مناهج البحث – محمد السيد الجليند
تسهيل المنطق – عبد الكريم الأثري
منطق ابن تيمية – محمد حسني الزيني
لكن هذه الكتب للمتقدمين في الدراسة, للماجستير و الدكتوراة, فما كتبهم لمرحلة بكالوريوس؟؟؟
و أي الكتب أفضل في أصول الاستدلال و المناظرة عامة مثل " أصول الاستدلال و المناظرة" لعبد الرحمن حسن جبنكة الميداني و في مسائل الاعتقاد خاصة مثل القواعد الكلية للأسماء والصفات عند السلف - إبراهيم بن محمد البريكان و أعجبتني, و هي صعبة للفهم, و أيضا عثمان على حسن - قواعد الاستدلال على مسائل الاعتقاد و ما رأيكم في هذه الكتب؟؟؟
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[19 - 09 - 10, 02:01 ص]ـ
هناك كلمة توجيهية لطالب علم المنطق للشيخ الحازمي وذكر المتون المعتمدة بالتدرج في المنطق فلتراجع في موقعه
وللشيخ شرح على السلم المرونق للخضري
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[19 - 09 - 10, 12:08 م]ـ
المنهجية والتدرج في علم المنطق
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/372)
وبعد: فأسأل الله جل و علا أن يعظم لكم الأجر و المثوبة وسؤالي فضيلة الشيخ عن من أراد التخصص في علم أصول الفقه فكما تعلمون حفظكم الله أن من أعظم ما يجد من العوائق كثرت استخدام المصطلحات المنطقية و الكلامية في المطولات ,فما هو الحد الأدنى في التدرج في علم المنطق للتغلب على هذا العائق وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وبعد: فقد سألت ـ أخي الكريم ـ عن أدنى ما يمكن دراسته من علم المنطق لتنال بغيتك من علم أصول الفقه، فأقول وبالله التوفيق:
أولاً: الأصل في دراسة علم المنطق غير المشوب بالفلسفة الإباحة.
ثانياً: الأصل الاستغناء عن هذا الفن لولا أنه أُدخل على العلوم الشرعية , ولَهَجَ به كثيرٌ من العلماء, فصارت مصنفاتهم في كثير من الفنون مشوبة بهذه الاصطلاحات المنطقية لاسيما علم أصول الفقه , قال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في رسالته المقدمة المنطقية:
(ومن المعلوم أن فن المنطق منذ ترجم من اللغة اليونانية إلى اللغة العربية في أيام المأمون كانت جميع المؤلفات توجد فيها عبارات واصطلاحات منطقية لا يفهمها إلا من له إلمام به، ولا يفهم الرد على المنطقيين فيما جاءوا به من الباطل إلا من له إلمام بفن المنطق)
ثالثاً: من تحركت همته لنيل حظٍّ من هذا الفن فعليه قبل الولوج فيه أن يأخذ حظاً وافراً من علم الكتاب والسنة دراسةً تأصيليةً يفهم بها معتقد أهل السنة والجماعة.
رابعاً: المبتدئ في هذا الفن عليه أن يتدرج في تعلُّمه، فيأخذه شيئاً فشيئاً على أهله، يشرع أولاً في حفظ متن السلم المنورق للأخضري، وهو مختصر مفيد، سهل العبارة , واضح الإشارة , قيل: إنه نظمٌ لإيساغوجي وإن لم ينصَّ الناظم على ذلك , وعليه شروح كثيرة , من أحسنها للمبتدئ إيضاح المبهم لأحمد الدمنهوري، وهو شرح جيد , قرَّب فيه مسائل الفن مع الأمثلة , مفيد للمبتدئ غاية الإفادة.
ثم يقرأ بعد إتقانه وإجادته شرح السلم المنورق لأحمد الملوي، فإنه أقوى عبارة , وأدق إشارة , يُحتاج معه إلى حاشية الصبان عليه، وهي حاشية مفيدة.
ثم يقرأ الطالب بعد ذلك تهذيب الشمسية لسعد الدين مسعود التفتازاني، وعليه شروح أشهرها (التذهيب شرح التهذيب) للعلامة الخبيصي , يقول العلامة ابن سعيد في وصف الأصل ـ التهذيب ـ والشرح التذهيب:
(إنَّ الوضع الغريب الموسوم بالتهذيب صنعة العلامة الثاني النحرير التفتازاني كتابٌ وقع على تفضيله الإجماع , وتتابعت بالشهادة على حسنه الأبصار والأسماع , ..... قد اشتغلت به الفضلاء في الآفاق , فكم من مقرر في تقريره يحرر , ومن شارحٍ في غياضه سارح , ومن مُحَشٍّ في رياضه يوشى , ولكن لم يأت بالمواتى للقريب الادراك والقصي , إلا شارحه الخبيصي)
وكتب على التذهيب أبو السعادات حسن العطار حاشية نفيسة محررة كما هي عادته في حواشيه رحمه الله.
فإن أتقنت ما ذكرته لك فأنت المنطقي الألمعي , لن يعسر عليك إن شاء الله شيء من مصطلحاتهم وقواعدهم بل وستكون مشاركًا ومناقشاً لهم دون تقليد لأحد مهما علت قدمه , وارتفعت مكانته، ثم اعلم أنَّ هذا الفن مسائله النثرية يصعب بقاؤها في الذهن فإن أحببت أن تكون تلك المسائل محفوظة في صدرك فاختر أحد النظمين تحفظه زيادة على متن السلم المنورق وهما:
نَظْمُ الشمسية لبشيرٍ الغزي , وتقع في (235) بيتاً يقول فيها:
وهذِهِ أُرْجُوزَةٌ سَنِيَّهْ ضَمَّنتُها مَسائلَ الشَّمْسِيَّة
أنِيقَةُ الألفاظِ والمَعانِي تَعْذُبُ في الآذانِ والأذْهانِ
ولكن لم أقف على شرحٍ لها، وقد كنت قرأتها على أحد الأعلام في هذا الفن فحل لي مشكلها, وكشف لي عن غامضها إلا شيئاً يسيراً.
توشيح عبد السلام على متن السلم المنورق المسمَّى بالاحمرار , يقع في (440) بيتاً جمع فيه كثيراً من المسائل التي تركها صاحب السلم فألحقها به من عدة شروح يقول في خاتمتها:
نَظَمتُهُ للمبتدئين تَبْصِرَهْ وللشُّيوخ المنتهِين تَذْكِرَه
مُعْتَمَدي في نَقْلِه قَصَّارَهْ جَمِّ المَعاني وَاضِح العِبَارَهْ
وأَصْلُه بنّاني ذو التِّبيانِ وشَرْحُ قدُّورةِ ذي الاتقَانِ
وَرُبَّما زِدتُ مِنَ المخْتَصَرهْ وشرحِها مسألةً مُحَرَّرَهْ
فَجاء نظماً جامِعاً مُبيْنا على مُهمِّ فَنِّهِ مُعيْنا
وقد شرح التوشيح بعض المعاصرين ولكن فيه إعوازٌ كثير.
وأشمل النظمين وأوسعها وأسهلها هو التوشيح.
هذا والمقام يحتاج إلى بسط في الجواب ولكن مالا يدرك كله لا يترك كله.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
أحمد بن عمر الحازمي
18/ 4/1427هـ
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[19 - 09 - 10, 12:11 م]ـ
ولعل الأخ الكريم / أبا فهر السلفي
يضيف شيئا من ذلك لتكتمل الصورة
فـ فتوى الشيخ الحازمي في المنهجية هي خاصة بالمنطق دون الفلسفة
فالفرق بينها كبير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/373)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - 09 - 10, 12:47 م]ـ
هذا الباب يحتاج لفضل بيان لا أفرغ له اليوم فغداً أو بعد غد بإذن الله ..
ـ[أرسان السنجقي]ــــــــ[19 - 09 - 10, 03:42 م]ـ
وجدت هذا الموضوع المتعلق بسؤالي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=221597
و لا أفهم كثيرا من المكتوب و لا أدري ما هي "القويسني" و"السلم المنورق" و من هو الباجوري و ما هي "متن الشمسية" و من ألفها و ما هو توشيح عبدالسلام الشنقيطي على السلم و إلخ>>>
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[19 - 09 - 10, 04:26 م]ـ
وجدت هذا الموضوع المتعلق بسؤالي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=221597
و لا أفهم كثيرا من المكتوب و لا أدري ما هي "القويسني" و"السلم المنورق" و من هو الباجوري و ما هي "متن الشمسية" و من ألفها و ما هو توشيح عبدالسلام الشنقيطي على السلم و إلخ>>>
ننتظر أبا فهر، فهو على دراية بهذه المصنفات وننتظر خطته وما تبوح به تجربته واطلاعه
ـ[أبو علي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 12:12 ص]ـ
شيخنا الفاضل أبا فهر .. لا ينفع في المهامه إلا لصيقٌ خرّيت، ولا تغني الهداية
وناقف الحنظل لا يصير زبيبًا قدر فواق ناقة
ولولا المزعجات من الليالي ...
وحديث أبي رقية أنفع للطالب
أخوك أبو علي(65/374)
الشيخ ربيع بن هادى المدخلى يدافع عن أم المؤمنين ويفند شبهة رافضية.
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[18 - 09 - 10, 01:22 ص]ـ
قال الشيخ فى مقال له بعنوان (المهدي بين أهل السُنَّة والروافض)
-
وقولهم: أما لو قام قائمنا ردت الحميراء (أي أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله عنها) حتى يجلدها الحد ,وحتى ينتقم لابنة محمد صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام منها ,قيل: ولم يجلدها؟ قال: لفريتها على أمِّ إبراهيم ,قيل: فكيف أخره الله للقائم (ع)؟ قال: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله رحمة ,وبعث القائم عليه السلام نقمة "
- أقول:
عائشة -رضي الله عنها- المؤمنة الصادقة أم المؤمنين الشريفة الطيبة النزيهة التي اختارها الله لرسوله فكانت أحب أزواجه إليه ومات في بيتها وبين حاقنتها وذاقنتها لحبه إياها وإكرامه لها ,برأها الله من فوق سبع سماوات في عشر آيات يتلوها المؤمنون من عهد نزولها في مشارق الأرض ومغاربها.
قال الله تبارك وتعالى إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ * لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)
الآيات (11 - 20) من سورة النور.
فالمؤمنون من عهد الصحابة إلى يومنا هذا يُحسنون الظن بأم المؤمنين قبل أنفسهم ويقولون فيما رميت به هذا إفك مبين ويقولون عند تلاوة هذه الآيات ردّاً على الأفَّاكين: (سبحانك هذا بهتان عظيم).
أمَّا أعداء الله تعالى فيحبُّون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا ويُؤكدونها بافتراءاتهم على عرض رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
والمؤمنون من عهد نزول هذه الآيات إلى يومنا هذا يؤمنون ببراءة عائشة زوج رسول الله الطاهرة -رضي الله عنها- ويحبونها ويعتبرونها أم المؤمنين وأفضل زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمهن وأتقاهن ,ويختلف العلماء أيهما أفضل عائشة أو خديجة -رضي الله عنهما-.
والله يقول في سورة النور: (الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة وأجر كريم)
سورة النور (26) فرسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الطيبين وزوجه عائشة من أفضل السيدات الطيبات بشهادة الله لها وإبرائه إياها ,والذي يطعن فيها إنما يقصد الطعن في رسول الله ويقصد تكذيب الله وما أنزل الله في شأنها من قرآن.
ولا يطعن في عرض رسول الله إلا المنافقون أخبث الخبثاء والخبيثات.
فانظر هذا الحط على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والطعنُ فيه ,فعائشة -رضي الله عنها- طعن فيها المنافقون وبرأها الله ووراثهم يطعنون فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/375)
- قال القمي في تفسيره (2/ 99): " وأما قوله: (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ) فإنَّ العامة - (ويقصد بهم الصحابة وأهل السنة) - رَوَوْا أنَّها نزلت في عائشة وما رُمِيَت به في غزوة بني المصطلق من خزاعة.
قال: وأما الخاصة - (ويقصد بهم الروافض) - فإنَّهم رَوَوْا أنها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة (والمنافقات) " اهـ.
والظاهر أنه يقصد بالمنافقات زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم وساق قصة مكذوبة على عائشة -رضي الله عنها- مدارها على زرارة الرافضي الأفاك عن أبي جعفر يعني محمد بن علي بن الحسين وحاشاه من هذه الفرية.
وأهداف الروافض من هذه القصة:
1 - أن عائشة ما زالت متهمة بالزنا عند الروافض لأن هذه الآيات العشر لم تنزل في براءتها وإنما نزلت في براءة مارية التي قذفتها عائشة كما يفتري عليها الروافض.
2 - الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدرجة الأولى لأن عائشة بقيت في عصمته ست سنوات إلى أن مات في بيتها وهي في عصمته وهذا رمي من الخبثاء لعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرفه وكرامته ورسالته ورجولته إذ من عنده أدنى رجولة وشهامة لا يبقي في عصمته امرأة رميت بالزنا ولم تثبت براءتها وهذا ما يهدف إليه الروافض ,وهذا حالها عند الروافض فأي طعن خبيث في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم يفوق هذا الطعن.
3 - وما اكتفى الخبثاء حتى افتروا على عائشة أنها قذفت مارية بالزنا ليصوروا للناس -بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أطهر بيت على وجه الأرض-بأنه شر بيت فيه شر النساء ألا ساء ما يزرون وما يأفكون. فزوجات رسول الله قال الله فيهن يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن) فكنّ رضوان الله عليهن أفضل النساء تقوى وأخلاقاً وسماهن الله بأمهات المؤمنين تكريماً لهن قال تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) وقال تعالى فيهن (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلا وإن كنتن تردن الله ورسوله و الدار الآخرة فإنَّ الله أعدَّ للمحسنات منكن أجرا عظيماً) الأحزاب (28 - 29). فما كان منهن رضي الله عنهن لما عرض عليهن رسول الله هذا التخيير إلا أن اخترن الله ورسوله والدار الآخرة ,وعلى رأسهن وفي مقدمتهن عائشة -رضي الله عنها-.
والروافض تغيظهم هذه المكرمة العظيمة لزوجات رسول الله الشريفات المطهرات ولا يعترفون بها.
وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضائل عائشة -رضي الله عنها- وأن فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ,وفضائلها كثيرة وكانت أعلم نساء العالمين وكان الصحابة يعظمونها ويعترفون بمنزلتها العلمية ويرجعون إليها فيما يشكل عليهم ويختلفون فيه ,ويثقون بحديثها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غاية الثقة.4 -
مما يبطل فرية الروافض - في أن قول الله تعالى في سورة النور: (إنَّ الذين جاؤُوا بالإفك عصبة منكم ... ) الآيات العشر إنما نزلت في تبرئة مارية مما قذفتها به عائشة - (وحاشاها ألف مرة) - أن حديث الإفك ونزول هذه الآيات كان في غزوة بني المصطلق سنة أربع أو خمس أو ست على أقوال وأرجحها أنه كان في سنة خمس، وأن بعث المقوقس بمارية القبطية إلى رسول الله كان عام مكاتبة رسول الله ملوك الأرض سنة سبع أو ثمان أرجحهما أنه كان سنة ثمان وذلك بعد غزوة بني المصطلق التي حصل فيها القذف والتي سلف آنفاً تاريخها فنزول الآيات في براءة عائشة كان قبل مجيء مارية بحوالي ثلاث سنوات فكيف ينزل في شأنها قرآن وهي في مصر على دين قومها وكيف حصل هذا القذف المزعوم وهي في بلادها من وراء السهوب والبحار. وإذاً فالقرآن والسنة والواقع التاريخي وإجماع الأمة كلها تفضح الروافض وترد كيدهم وإفكهم على أفضل رسول وأفضل وأطهر بيت عرفه التاريخ وعرفته الدنيا. فهذا موقف الإسلام وما يدين به المسلمون من تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإكرامه وتنزيه عرضه مما يدنسه أو يمسه من قريب أو بعيد وإكرام أهل بيته وأزواجه وصحابته الكرام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/376)
وذلك ضد وخلاف ما يرتكبه الروافض من بهت وإفك وتشويه بالطرق الواضحة والخفية والملتوية ,والله لهم ثم المؤمنون بالمرصاد يفضحون مكائدهم وحربهم على الإسلام والمسلمين بشتى الطرق ومختلف الأساليب.
ولم يكتف الروافض بهذا البهتان العظيم بل أضافوا إلى ذلك أن جعلوا عائشة -رضي الله عنها- طاعنة في عرض رسول الله الآخر مارية أم إبراهيم ويهدفون من ذلك إلى رمي رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه يقر هذا الطعن ولا يقيم الحد لأنه كما زعموا جاء بالرحمة لتمرير طعنهم فيه ,وتناسوا أنه أشد الناس غيرة لمحارم الله وأقوم الناس لحدود الله على من يستحق أن يقام عليه الحد حتى قال لأسامة حِبه وابن حِبه أتشفع في حد من حدود الله والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها. ويزعم هؤلاء الروافض أن إمامهم المعدوم المزعوم أنه سيقيم الحد عليها الذي لم يقمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ,فهل ترى أشدَّ منهم حقداً وافتراءً على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشد طعناً فيه وفي أهل بيته؟!.
فقبح الله وأخزى الروافض الحاقدين على رسول الله والطاعنين فيه ,ووالله ما يقصدون بالطعن في أصحاب رسول الله وزوجاته بل الطعن في القرآن إلا الطعن في رسول الله ورسالته العظيمة.
وأما العداوة التي يفتعلها الروافض بين فاطمة وعائشة -رضي الله عنهما- فيدحضها موقف عائشة -رضي الله عنها- البريء الشريف من فاطمة -رضي الله عنها- وروايتها لفضائلها.
قال الإمام البخاري -رحمه الله-: حدثنا أبو نعيم حدثنا زكرياء عن فراس عن عامر الشعبي عن مسروق عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: " أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " مرحباً يا ابنتي ثم أجلسها عن يمينه – أو عن شماله- ثم أسر إليها حديثاً فبكت فقلت لها: لم تبكين؟ ثم أسر إليها حديثاً فضحكت ,فقلت ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن ,فسألتها عما قال فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ,حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم فسألتها فقالت أسر إليَّ إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحاقاً بي ,فبكيت فقال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة - أو نساء المؤمنين - فضحكت لذلك "،صحيح البخاري، المناقب (3623) (3624) وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة برقم (2450) وبالرقم الخاص 97 - 98 - 99 وأحمد في المسند (6/ص282).
فانظر إلى هذه الفضائل العظيمة التي ترويها لنا عائشة -رضي الله عنها- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها ما تصف به فاطمة عن قناعة بها.
كما روت عائشة -رضي الله عنها- فضائل خديجة ومن ذلك " بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم لها ببيت بالجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب " [رواه الترمذي المناقب عن رسول الله - فضل خديجة -رضي الله عنها- (3876)] وقال هذا حديث صحيح ,وقال عقبه من قصب: إنما يعني به قصب اللؤلؤ.
فهذا من أعظم الأدلة على منزلة فاطمة وأمها عند عائشة وحبها وتقديرها لهما ونقول مثل ذلك في فاطمة -رضي الله عنها- أنهل تحب عائشة وتقدرها.
ولا يفتعل العداوة بينهما إلا الروافض كما يفتعلون العداوة بين أهل البيت وبين الصحابة وتاريخ الجميع الصحيح يفضح الروافض أعداء الجميع ويكفي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأزواجه تزكية الله وتزكية رسوله لهم وشهادة الله لهم بالجنة والرضوان وتعظيم المسلمين حقاً لهم ولا يضرهم حقد وأكاذيب الأعداء ومن على نهجهم.
اللهم إنا نشهدك أننا نحب رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام وزوجاته الشريفات وأهل بيته الكرام فنسألك اللهم التوفيق لطاعة هذا الرسول الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم في كل أمورنا وإتباعه في عقائدنا ومناهجنا وأخلاقنا.
ونسألك أن تُثبِّتنا على ذلك إنَّك جواد كريم وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
كتبه:
ربيع بن هادي بن عمير المدخلي
في 7/صفر/1427هـ
ـ[ابو ناصر الحنبلي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 03:11 ص]ـ
بارك الله في الشيخ ربيع المدخلي
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[18 - 09 - 10, 08:22 ص]ـ
جزى الله الشيخ و الناقل خير الجزاء لدفاعه عن أم المؤمنين.
و لو تفرغنا للرد على الأعداء و تركنا الكلام على اخواننا من العلماء و الدعاة لكان خيراً.
ـ[معاذ الجلال]ــــــــ[18 - 09 - 10, 08:32 ص]ـ
جزى الله الشيخ خير الجزاء
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[18 - 09 - 10, 09:55 ص]ـ
لا فض فوه.
جزاك الله خيرا.
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 05:50 م]ـ
اللهم احم عرض أم المؤمنين ابنة الصديق المبرأة من فوق سبع سموات
واحم عرض علماء وجماعات أهل السنة والجماعة.
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[19 - 09 - 10, 01:32 ص]ـ
حفظ الله الشيخ وجزاه خيراً على جهوده.(65/377)
رد القحطاني في نونيته الرائعة على الرافضة
ـ[محمد بن هاني]ــــــــ[18 - 09 - 10, 10:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
والحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فهذا مقطع صوتي من نونية القحطاني الماتعة يرد فيها على الرافضة، بصوت فارس عباد:
http://www.safeshare.tv/v/B8EOtyk3G7A (http://www.safeshare.tv/v/B8EOtyk3G7A)
ورحم الإله صداك يا قحطاني.
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 05:53 م]ـ
رائعة جدا
ـ[سنية كوردية]ــــــــ[18 - 09 - 10, 06:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[18 - 09 - 10, 10:54 م]ـ
والله يا إخوة , وسط هذه الفتن , يرى الانسان معتقدات اولئك الأنجاس وغيرهم من أهل البدع , ويعجب ويقول: انظر كيف صرف الله قلوبهم وأبصارهم عن الحق!!
لأول مرة .. فعلا أسشعر نعمة: أني من أهل السنة!!
اللهم لك الحمد حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه , اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رحم الاله صداك يا قحطاني(65/378)
سؤال حول الامام الشاطبي؟
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 01:20 م]ـ
وجدت كتابا اسمه الاعلام بمخالفات الموافقات و الاعتصام يقول فيه صاحبه بان الامام الشاطبي كان اشعري العقيدة مع ان جميع العلماء يثنون على هذا الامام الفحل فافيدوني افادكم الله
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 01:26 م]ـ
ما قرأتَه في الكتاب حق، وكان الشيخ أشعرياً عفا الله عنه، وإنما يثني العلماء على صوابه واجتهاده السائغ ..
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 01:36 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 03:25 م]ـ
هذا رابط كتاب؛
الإمام الشاطبي عقيدته وموقفه من البدع وأهلها
المؤلف: عبد الرحمن آدم علي.
http://www.waqfeya.net/book.php?bid=1211
ـ[أبو سالم الجامع]ــــــــ[22 - 09 - 10, 03:36 م]ـ
يقال فيه كما يقال في ابن حجر والنووي
السلام عليكم(65/379)
لا تقل العصمة لله وحده
ـ[أبو خبيب الجزائري]ــــــــ[18 - 09 - 10, 08:20 م]ـ
أريد من خلال مشاركتي أن أنبه على جملة وردت في كتب الشيخ الألباني رحمه الله استغربتها وحاولت تأويلها،
وهي قوله: "والعصمة لله وحده "
انظر السلسلة الصحيحة (1/ 179) و (1/ 202) و (1/ 298) و (1/ 473) و (2/ 367) و (3/ 172) و (4/ 313) و (4/ 429).
وانظر السلسلة الضعيفة (2/ 252) و (2/ 378) و (2/ 406) و (2/ 407) و (2/ 464).
ومقدمة الطحاوية [ص 28]
ومقدمة رياض الصالحين صفحة [س]
وفي حجة النبي صلى الله عليه وسلم ص 17.
وفي إرواء الغليل (4/ 318) وغيرها فهذه حوالي سبعة عشر موضعا تكررت فيه هذه الجملة غير ما لم نطلع عليه لأنه ليس القصد الاستقراء وتتبع الزلات والعورات فمن أنا كي أتكلم عن العلماء.
وإثبات العصمة يقتضي عاصما ومعصوما ومعصوما منه وهي مصيبة لمن يعقل.
ونحن نعذر الشيخ بأنه لم يقصد هذا الأمر على ظاهره والحمد الله أننا لسنا من أدعياء السلفية الذين يتبعون منهج المجرحين الناظرين بعين السوء لزلات العلماء ويكيلون للناس بمكيالين.
ويأبى الله العصمة لعبد غير نبيه ولكتاب غير كتابه.
السؤال:
ما حكم قول القائل: العصمة لله وحده، لأني وجدت من يشنع على من يقول ذلك، ويصفه بالجهل، ويقول: مما يعصم الله، وما الذي كان يمكن أن يقع حتى عصم منه، وهذا القول -أي العصمة لله- في حصر العصمة بالله وحده ونفيها جزماً عن الأنبياء، أرجو توضيح هذا الأمر نفع الله بعلمك وغفر لك.
الجواب:
إن الله عاصم وليس بمعصوم، لأنه حاكم وليس بمحكوم، لا معقب لحكمه، ولهذا قال الله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة:67] وقال نوح لابنه: {لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ} [هود:43].
فإذا أراد القائل العصمة لله، أي أنه هو العاصم فهذا صحيح، وإن أراد العصمة لله أي: أنه معصوم، فالمعصوم اسم مفعول، واسم المفعول لابد له من فاعل، فيكون هناك عاصم يعصم الله فالله معصوم، وهذا خطأ، لأنه ليس فوق الله عاصم بل هو العاصم لمن شاء.
أما الرسل عليهم الصلاة والسلام فهم معصومون من الخطأ في الحكم الذي يبلغونه عن الله، لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9].
وغير معصومين عن بعض الذنوب إلا أنهم يتوبون منها، فتقع مغفورة لهم ولا يلحقهم مثلبة بها، هذا أصح ما قيل في حق الرسل عليهم الصلاة والسلام.
يعني مثلاً نحن يجوز أن نصر على معصية، أما الرسل فلا، لا يمكن أن يصروا على المعصية، لأنه لابد أن يقع من الله تنبيه لهم، فيغفر الله لهم.
الحاصل: أن العصمة لله لا تقال، لأنها توهم أن المعنى لا معصوم إلا الله فيكون له عاصم؛ لأن المعصوم إنسان مفعول لابد له من فاعل، فلا تصح لله عز وجل، أما إذا قلت لا عصمة لله يعني أنه هو وحده العاصم فهذا صحيح، لكن في ظني أن قائلها لا يريد هذا المعنى، إنما يريد المعنى الأول، وهذا خطأ.
الإصرار على المعصية لا يجوز، ومعنى يجوز أن نصر على المعصية ليس جواز الشرع، المراد الجواز العقلي، وإلا كيف نصر على معصية، المعصية حرام، لكن يجوز بمعنى جوازاً عقلياً أن نصر على معصية، وإلا فيجب علينا أن نتوب منها وقد نبهنا على ذلك في حينه.
من جلسات رمضانية 1415هـ (2)
للشيخ محمد بن صالح العثيمين
والله الموفق للصواب.
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 08:57 م]ـ
ان الشيخ الالباني رحمه الله يقصد العصمة من السهو و الغفلة و النسيان مصداقا لقوله تعالى (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة و لا نوم) و الله اعلم
ـ[أبو خبيب الجزائري]ــــــــ[18 - 09 - 10, 09:20 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد الرحمن الليبي على الافادة.
لكن أخي الفاضل نحن لا نبحث في النيات والمقاصد ولا نشك في أن الشيخ رحمه الله يقصد معنى صحيحا وهو المعنى الثاني الذي أشار إليه الشيخ ابن عثيمين، غير أن الهدف من المشاركة هو التنبيه أن هذا اللفظ من الألفاظ المحرمة أو كما قال العلماء كفر لفظي كمن قال خطأ اللهم أنت عبدي وأنا ربك فأخطأ من شدة الفرح.
وهنا أخطأ الشيخ، والحمد لله أننا نحسن الظن بعلمائنا ولا نتصيد أخطاءهم لنضللهم او نشغب عليهم.
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[19 - 09 - 10, 05:26 م]ـ
من شنع على الشيخ الالباني رحمه الله في هذه المسألة هو الشيخ عبدالفتاح أبو غدة غفر الله له
وقد بين الشيخ ابن عثيمين رحمه الله خطأ من يقول بهذه اللفظة
فالكمال لله وحده والعصمة للانبياء والرسل
ـ[عبدالله بورغد]ــــــــ[20 - 09 - 10, 12:04 م]ـ
قولهم (العصمة لله وحده)
ظاهر العبارة توحي بان المالك للعصمة هو الله تعالى يعني أن (اللام) للتمليك فيكون معنى القائل بها
ان الذي يحمي من الخطأ هو الله ولم يعطي العصمة لاحد من الناس الا الانبياء فلا تستغرب وقوع الخطأ
مني ايها القارئ. ولوضوح العبارة لا مانع من استخدامها والله اعلم(65/380)
نبذة عن رأي الشيعة في القرآن!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[19 - 09 - 10, 03:47 م]ـ
يعتقد الشيعة الإمامية أن الصحابة عند جمع القرآن الأول أسقطوا الآيات والسور التي نزلت في فضل أهل البيت، والأمر باتباعهم، وإيجاب محبتهم، وذكر أسماء أعدائهم. وقد ذكر هذه العقيدة عنهم ثقات العلماء قديما وحديثا؛ كابن حزم وابن حجر والآلوسي. ولباحثي الشيعة المحدثين موقفان من هذه العقيدة: -
1 - الاقرار بصحة نسبة هذا المعتقد إليهم مع رفضه واعلان البراءة منه. ومن أبرز من يمثل هذا الاتجاه الدكتور موسى الموسوي في كتابه المشهور الشيعة والتصحيح.
2 - إنكار أن يكون القول بتحريف القرآن عقيدة لأحد من أئمة الشيعة المعتبرين، ومن أبرز من يمثل هذا الاتجاه لطف الله الصافي في كتابه مع الخطيب في خطوطه العريضة.
وقد قام الباحث إحسان إلهي ظهير – رحمه الله – بتحقيق علمي لهذا المعتقد انتهى فيه إلى نتائج هامة جدا؛ منها: -
1 - أن القول بتحريف القرآن عقيدة الإمامية على مدى القرون؛ فقد تضمنتها كتبهم الأساسية على مدى القرون؛ كالكافي للكليني، وتفسير القمي، وتفسير العياشي، وتفسير فرات الكوفي وغيرها.
2 - أن القول بتحريف القرآن ليس عقيدة إمامية فحسب، بل هي عندهم من ضرورات المذهب؛ لتواتر الروايات عندهم على وقوع التحريف في القرآن كلاما ومادة وإعرابا!!
3 - أن الذين خالفوا هذه العقيدة من أئمتهم؛ كابن بابويه القمي والمرتضي والطوسي والطبرسي إنما أظهروا المخالفة تقية؛ لأنهم أوردوا روايات التحريف في كتبهم وكانوا يستدلون بها ويبنون عليها الأحكام ومنهم من صرح بأنه أنكرها تقية لاعقيدة!
4 - أن القرآن الموعود بحفظه ليس المتداول بين الناس اليوم وإنما هو ماجمعه الإمام علي وحفظه عنده ثم تولى حفظه الأئمة من بعده حتى انتهى إلى الغائب المنتظر فهو الآن محفوظ عنده!!
والذي حملهم على هذه العقيدة المنكرة ثلاثة أمور: -
1 - أن عقيدة الإمامة التي جعلوها أصل دينهم والمدار الكلي لعقائدهم ليس لها ذكر في القرآن فلجؤوا إلى القول بأن القرآن أسقط منه مايتعلق بالإمامة حتى لم يبق فيه إلا مجرد رموز وإشارات لأسماء الأئمة!!
2 - أن القرآن مدح الصحابة وحرض على محبتهم والترضي عنهم وهذا يصطدم مع عقيدتهم في تكفير الصحابة إلاقليلا منهم!!
3 - أن جمع القرآن الأول من أعظم مناقب الصديق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الذي اتهموه بالتآمر على على1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وإبعاده عن الخلافة! ولهذا جعلوا المنقبة مثلبة والحسنة سيئة فعل الحاقد الجاهل والله المستعان على مايصفون!
انظر للمزيد: كتاب الشيعة والقرآن لإحسان ظهير رحمه الله.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[19 - 09 - 10, 04:11 م]ـ
الكوراني الكذاب يقول أن آية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) وضعها الصحابة في هذا الموضع لكي تكون في سياق مدح زوجات النبي و الا فهذا ليس مكانها الصحيح و يدين الله بهذا الكلام!.
أما أحدهم و نسيت اسمه .. فيقول: وضعها في هذا الموضع هو امتحان للناس!.
اسأل الله أن يرحم الشيخ إحسان ظهير و أن يسكنه فسيح جناته
و اسأل الله أن يحفظ قناة وصال و قناة صفا و أن يسهل اتمام مشروع قناة "وصال فارسي".
ـ[سنا]ــــــــ[20 - 09 - 10, 04:33 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[صهيب المصري]ــــــــ[20 - 09 - 10, 07:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[20 - 09 - 10, 08:31 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
قال الشيخ (حسين الموسوى) فى كتابه لله ثم للتاريخ
والقرآن لا يحتاج لإثباته نص، ولكن كتب فقهائنا وأقوال جميع مجتهدينا تنص على أنه محرف، وهو الوحيد الذي أصابه التحريف من بين كل تلك الكتب.
وقد جمع المحدث النوري الطبرسي في إثبات تحريفه كتاباً ضخم الحجم سماه: (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) جمع فيه أكثر من ألفي رواية تنص على التحريف، وجمع فيه أقوال جميع الفقهاء وعلماء الشيعة في التصريح بتحريف القرآن الموجود بين أيدي المسلمين حيث أثبت أن جميع علماء الشيعة وفقهائهم المتقدمين منهم والمتأخرين (جمعهم الله فى الدرك الأسفل من النار أجمعين) يقولون إن هذا القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين محرف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/381)
قال السيد هاشم البحراني: وعندي في وضوح صحة هذا القول -أي القول بتحريف القرآن- بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع، وأنه من أكبر مقاصد غصب الخلافة فتدبر (مقدمة البرهان، الفصل الرابع 49).
وقال السيد نعمة الله الجزائري رداً على من يقول بعدم التحريف:
إن تسليم تواتره عن الوحي الإلهي، وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة، مع أن أصحابنا قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها، (الأنوار النعمانية 2/ 357)، ولهذا قال أبو جعفر كما نقل عنه جابر: (ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده) (الحجة من الكافي 1/ 26).
ولا شك أن هذا النص صريح في إثبات تحريف القرآن الموجود اليوم عند المسلمين.
والقرآن الحقيقي هو الذي كان عند علي والأئمة من بعده عليهم السلام، حتى صار عند القائم عليه وعلى آبائه الصلاة والسلام.
ولهذا قال الإمام الخوئي في وصيته لنا وهو على فراش الموت، عندما أوصانا كادر التدريس في الحوزة:
(عليكم بهذا القرآن حتى يظهر قرآن فاطمة)
وقرآن فاطمة الذي يقصده الإمام هو المصحف الذي جمعه علي ? والذي تقدمت الإشارة إليه آنفاً.
إن من أغرب الأمور وأنكرها أن تكون كل هذه الكتب قد نزلت من عند الله، واختص بها أمير المؤمنين سلام الله عليه والأئمة من بعده، ولكنها تبقى مكتومة عن الأمة وبالذات عن شيعة أهل البيت، سوى قرآن بسيط قد عبثت به الأيادي فزادت فيه ما زادت، وأنقصت منه ما أنقصت - على حد قول فقهائنا-
إذا كانت هذه الكتب قد نزلت من عند الله حقاً، وحازها أمير المؤمنين صدقاً فما معنى إخفائها عن الأمة وهي من أحوج ما تكون إليها في حياتها وفي عبادتها لربها؟
علل كثير من فقهائنا ذلك لأجل الخوف عليها من الخصوم!!
ولنا أن نسأل: أيكون أمير المؤمنين وأسد بني هاشم جباناً بحيث لا يستطيع أن يدافع عنها؟!
أيكتم أمرها ويحرم الأمة منها خوفاً من خصومه؟!
لا والذي رفع السماء بغير عمد، ما كان لابن أبي طالب أن يخاف غير الله وإذا سألنا: ماذا يفعل أمير المؤمنين والأئمة من بعده بالزبور والتوراة والإنجيل حتى يتداولوها فيما بينهم ويقرؤونها في سرهم؟
إذا كانت النصوص تدعي أن أمير المؤمنين وحده حاز القرآن كاملاً وحاز كل تلك الكتب والصحائف الأخرى؛ فما حاجته إلى الزبور والتوراة والإنجيل؟ وبخاصة إذا علمنا أن هذه الكتب نسخت بنزول القرآن؟
إني أشم رائحة أيد خبيثة فهي التي دست هذه الروايات وكذبت على الأئمة وسيأتي إثبات ذلك في فصل خاص إن شاء الله.
نحن نعلم أن الإسلام ليس له إلا كتاب واحد هو القرآن الكريم، وأما تعدد الكتب فهذا من خصائص اليهود والنصارى كما هو واضح في كتبهم المقدسة المتعددة.
فالقول بأن أمير المؤمنين حاز كتباً متعددة، وأن هذه الكتب كلها من عند الله، وأنها كتب حوت قضايا شرعية هو قول باطل، أدخله إلينا بعض اليهود الذين تستروا بالتشيع.(65/382)
معتقد آل البيت أشراف الحجاز في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[19 - 09 - 10, 04:36 م]ـ
معتقد أشراف الحجاز والمؤمنين بعامة
في
عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
بمناسبة ما بث عبر وسائل الإعلام عما نسب إلى رجل حاقد معتوه وزمرته من سباب وشتائم لا تليق إلا بهم وأضرابهم ويتنزه عنها كل مؤمن ومؤمنة وخاصة بيت النبوة ومعدن الشرف والأخلاق. أرادني بعض الأحبة أن أصرح باسمي وباسم أشراف الحجاز عموماً عما نكنه لأمنا أم المؤمنين من محبة صادقة لها ولجميع زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو أقل ما نفعله في حبها وحب زوجها ونبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان أحرص الحاثين على ذلك الابن البار الشريف إبراهيم الأمير وأبنائي الشريف عبد الله، والشريف أحمد، والشريف عبد الرحمن الدعيس، وكذلك بناتي وأهل بيتي جميعاً. وهو واجب بل من أوجب الواجب في هذا الزمان وقد كثرت فيه الفتن وأصبح المسلمون في عراك وجدل أضحك عليهم الأمم من طائفية ممقوتة، ومذهبية مرفوضة مع " إن الدين عند الله الإسلام ".
وأحببت أن أصور رغبتهم فيما أكتب بقول الله تعالى:
" يَعِظُكُمُ اللهُ أنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنْتُمْ مُؤمِنِينَ "
هي عائشة وستعيش إن شاء الله باسمها وعملها ونسبها ومنزلتها ومجدها وإيمانها
هي بنت الصديق؛ هي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكفاها فخراً
نحبها لشخصها
نحبها لأبيها
نحبها لزوجها
نحبها لأنها عائشة
نحبها لله ولرسوله
نحبها قبل أن ترمى
نحبها بعد أن رميت
نحبها وقد برأها الله تعالى
ونبغض من يبغضها
نبغض من يقذفها
نبغض من ينتقصها
نبغض من يفتري عليها
نبغضه ونلعنه ونتبرأ منه
مات رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهو راض عنها؛ وراض عن باقي زوجاته من سبقنه إلى الرفيق الأعلى ومن بقين بعده.
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا}.
وقد اختارت واخترن معها زوجات رسول الله تعالى الدار الآخرة وما عند الله ورسوله؛ ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم غير موفق عند اختيارها زوجة له ولم يتزوجها ولا غيرها من زوجاته رضوان الله عنهن إلا بأمر الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ ... }.
ولم يكن مرغما على إبقائها في عصمته أو أحد من نسائه؛ وهو محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي ذو النخوة والغيرة والشهامة إنه رسول الله؛ وصفي الله؛ وخليل الله؛ والله أعظم وأجل وأغير.
{تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ ... }
فمن وأي قزم يتطاول عليها ويتناولها بالشتائم والسباب؟؟ ما هم إلا شرار الناس؛ وهي أم المؤمنين وإن رغمت أنوف {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ... }
ومن يرقى لكعب قدمها حتى يسلبها ما وهبها الله؟؟ أو هم أوصياء على الرسول الأعظم؟؟ أم كانوا أغير منه على أهله؟؟ وقد نهاهن الله تعالى عن الخضوع في القول: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ... }
ألم يقل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ}
كيف يكفرون يا سيدتي؟! كيف يرمونك وقد برأك الله من كل خائنة؟!
{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
إن عظمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ وجلاله؛ وهيبته؛ ووقاره؛ ومكانه من ربه؛ حرز وصيانة لأزواجه من أن يأتين بفاحشة؛ أو نقيصة؛ أو عائبة؛ أو بما لا يرضاه الله.
وروي عن عائشة رضي الله عنها قولها لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا دونك سر؛ ومن يستطيع أن يكتمك)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/383)
حصانٌ رزانٌ ما تزنُّ بريبة ٍ ..... وتُصْبِحُ غَرْثَى من لحومِ الغوَافِلِ
حليلة ُ خيرِ الناسِ ديناً ومنصباً ..... نبيِّ الهُدى والمَكرُماتِ الفِوَاضِلِ
عقيلة ُ حيٍّ من لؤيّ بنِ غالبٍ ..... كرامِ المساعي مجدها غيرُ زائلِ
مهذبة ٌ قدْ طيبَ اللهُ خيمها ..... وطهرها من كلّ سوءٍ وباطلِ
فاحذروا الفحش يا ... في عرض رسول الله؛ لا تفتروا عليه؛ ولا على أهله؛ فيحل عليكم غضب الله تعالى لغضبه؛ أو تصيبكم قارعة من السماء: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا}
وآذَوْا رسولَ اللهِ فيها فجُلِّلوا ..... مخازيَ تبقى عُمِّموها وفُضِّحوا
وصُبَّتْ عليهم مُحصَدات كأنها ..... شَآبِيبُ قطرٍ من ذُرا المُزنِ تَسْفَح
أيها الحمقى تقرأون في كتاب الله تعالى إن كنتم تقرأونه ما فضح الله به امرأة نوح ولوط على رؤوس الأشهاد؟
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ}
وما نوح؛ ولا لوط؛ عليهما السلام بأعز على الله من سيد الخلق محمد؛ ولا غيرته لهما بأعظم من غيرته على صفيه وخليله.
واعلموا إن كنتم تعلمون أن كل رواية تشنأوها؛ أو تنال من شأنها؛ أو تنسب إليها غير ما لايليق بها ولا ما لا يقع ممن هو دونها إيمانا وشأناً ومكانة ومنزلة فالأمر فيها محمول على رفض الخبر وإن كان جارياً على قبوله صناعة حديثية؛ أو إخبارية؛ صيانةً لعرضها؛ وتقديرا وتفديا لشرفها ومنزلتها.
والعقيدة بأنها وحفصة رضي الله عنهما وعن أبيهما هما من حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على تحريم ما أحل الله له جهلاً بقدر رسول الله؛ وزعم بتخليه عن أمر ربه إلى العمل إرضاء لهما تحت تأثير كيدهما – حاشاهما – وإلا كيف يتصور أن الرسول يحل ما حرم الله ويحرم ما أحل الله إلا أن تحمل الآية على الامتناع عن فعل ما أبيح له أو القسم عليه، على فهم من يقدر رسولُ الله حق قدره وعلى معنى مقبول في مثل قول الله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} وهو مستحيل في حق رسول الله؛ وقد اصطفاه ربه تعالى على العالمين؛ رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الطيبين؛ وإمام المتقين؛ وقال تعالى: {وَالطَّيِّبَاتُ لِلْطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلْطَّيِّبَاتِ أُوْلئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}
ونقول هي رضي الله عنها: [خلقت طيبة عند طيب]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم:
{إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه نيابة عن أشراف الحجاز:
الشريف نايف بن هاشم الدعيس البركاتي الحسني العلوي الطالبي الهاشمي القرشي
في يوم الخميس 7 / شوال / 1431 هـ
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[19 - 09 - 10, 05:32 م]ـ
جزاك الله خيرا ورفع قدرك
نحبها لزوجها
نحبها لشخصها
نحبها لأبيها
نحبها لأنها عائشة
نحبها لله ولرسوله
نحبها قبل أن ترمى
نحبها بعد أن رميت
نحبها وقد برأها الله تعالى
ونبغض من يبغضها
نبغض من يقذفها
نبغض من ينتقصها
نبغض من يفتري عليها
نبغضه ونلعنه ونتبرأ منه
هذا ما ندين الله به
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[19 - 09 - 10, 06:18 م]ـ
بيان جيد
جزاهم الله خيرا
ـ[محمد بن يحيى محمد]ــــــــ[19 - 09 - 10, 07:47 م]ـ
بورك بكم
ـ[بن محمد الحنبلي المصري]ــــــــ[19 - 09 - 10, 07:57 م]ـ
جزاك الله خيرا، وحشرنا وإياك مع عائشة رضي الله عنها بحبنا لها.
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[19 - 09 - 10, 09:17 م]ـ
لا والله لا يحب النبي َّ صلى الله عليه وسلم من لم يحب أم المؤمنين، فضلا عمن تنقصها أو سبها أو رماها ببهتان والله المستعان.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[19 - 09 - 10, 10:42 م]ـ
جزاك الله خيرا،
ـ[أم زينب]ــــــــ[19 - 09 - 10, 11:07 م]ـ
جزاك الله خير.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[20 - 09 - 10, 09:24 م]ـ
يا أعداء الله ... يا رافضة ... يا شيعة كسرى
(قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ)
ملكنا هذه الدنيا قرونا .... وأخضعها جدوداً لنا خالدونا
وسطرنا صحائف من ضياءً .... فما نسي الزمان ولا نسينا
هؤلاء (آل البيت أشراف الحجاز) صميم قريش ومعدن الشرف:
جدهم: محمد صلى الله عليه وسلم (موطنه ووفاته بالحجاز)
أمهم: فاطمة الزهراء رضي الله عنها (موطنها ووفاتها بالحجاز)
جدهم: علي بن أبي طالب رضي الله عنه (موطنه بالحجاز)
أبيهم: الحسن رضي الله عنه (موطنه ووفاته بالحجاز)
أبيهم: الحسين رضي الله عنه (موطنه بالحجاز)
أبيهم: جعفر الصادق رضي الله عنه (موطنه ووفاته بالحجاز)
منازلهم: مهبط الوحي أرض الحجاز؛ شعاب مكة المكرمة؛ وجبال المدينة المنورة؛ وأودية ينبع
دينهم: كتاب الله الكريم؛ وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم
لغتهم: العربية لغة القرآن
وهؤلاء (آل بيت كسرى أنجاس إيران) صميم المجوس ومعدن إيوان كسرى:
جدهم: كسرى بن هرمز!
زعيمهم: عبد الله بن سبأ!
بطلهم: أبي لؤلؤة خسرويه المجوسي!
منازلهم: رساتيق قم؛ مشهد آباد؛ كارماتشاه؛ إيوان كسرى!
مرجعهم: خميني؛ سيستاني؛ لريجاني؛ أبطحي!
دينهم: التمتع بالممومسات؛ ومعاقرة الشهوات!
لغتهم: الفارسية لغة الشيطان!
والكلام يطول .. ويطول ولكن أقول:
والله .. وبالله .. وتالله
لو تشيع شارون الإسرائيلي لصنعتم له نسب في آل محمد عليه الصلاة السلام! فعليكم من الله ما تستحقون.
(هذه شهادة أشراف الحجاز آل البيت الأُصلاء الأطهار)
عروق الشجرة النامية؛؛ وعترة آل محمد الطاهرة؛؛ ذروة العرب العاربة؛؛ أنسابهم كالشمس الظاهرة؛؛ لم تشوبها أدنى شُبهه؛؛ ولا عقدت ألسنتهم عُجمه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/384)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[20 - 09 - 10, 11:08 م]ـ
(شيعة كسرى وآل بيت النار)
يقولوا
أم المهدي المنتظر الإمام المعصوم هي نرجس بنت يشوما بن قيصر الرومية الأعجمية الكافرة!
انظروا هذا الرابط من:
####
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1363956#post1363956
ـ[هاني الهاشمي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 04:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. أما بعد:
فقد أطلعنا عبر وسائل الاعلام على ما قام به الرافضي السباب المدعو ياسر الحبيب من اعتداء على مقام رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بالطعن في عرضه الشريف والإساءة لشرف السيدة المبرأة من كل عيب الصديقة بنت الصديق، التي هي أمنا، أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنها وعن أبيها - بنص القران الكريم الذي لايأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه حيث قال تعالى: {وأزواجه أمهاتكم}، وقد قرأنا وسمعنا بما يفعله الروافض منذ قديم الزمن من مثل هذه الافعال المشينة إلا أن هذا السفيه الحاقد الفاجر قد تجاوز كل الحدود وأقام لفعله هذا مؤتمراً دعى له كل من في قلبه حقد وكره وبغض لآل بيت النبي الكريم ممن هم على شاكلته من اتباع مذهبه المنحرف الفاسد، وقد تناول عرض السيدة الكريمة الشريفة عائشة -رضي الله عنها-.
وتعدي هذا الحاقد البغيض على عرض السيدة عائشة هو اعتداء على كل مسلم مؤمن محبٍ لرسول الله وآل بيته الطيبين الطاهرين، ولعل هذا المجرم البغيض حاول أن يلفت انظار الناس للبروز والظهور على حساب بيت النبي الكريم -صلوات ربنا وسلامه عليه-، ولكنه في فعله هذا يُمثل طائفة مازالت منذ امدٍ بعيد تُسيء لنبينا ولازواجه الكريمات، لم ولن نغفل عنها ونعلم اهدافها السياسية والطائفية التي ترمي إليها.
وموقع أشراف الحجاز، وأشراف الحجاز يُدينون ويستنكرون هذا الفعل المشين من الاعتداء على مقام النبوة بكل صوره وأشكاله من سبٍ لامهات المؤمنين والصحابة والآل الكرام، ويطالبون عقلاء الشيعة أن يردعوا سفيههم عن غيه، فهذه الافعال وما شابهها توسع هوة الفرقة، وتزيد الأحقاد بين المسلمين في ظل ظروف أحوج ما يكون المسلمون فيها إلى التقارب و نبذ الخلافات والترابط فيما بينهم على الكتاب والسنة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وسلم.
موقع أشراف الحجاز
http://al-amir.info/inf/news.php?action=show&id=199
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 01:29 ص]ـ
بارك الله فيك يا فتى بني هاشم:
أنتم آل البيت الحقيقيون الذين حفظت أنسابهم ولم تضيع أحسابهم ولم تختلط دمائهم بمتعة الزنا كحال أوباش العراق وخرسان أبناء متعة الزنا لنصف ساعة. وأكثرهم لا يعرف له أباً على الحقيقة؛ يلتقط الرجل الفارسي (الزينبية!) الرافضية من الشارع فيعاقرها سفاحاً في غرقة لدقائق ثم يرمي بها ويذهب في طريقه. فتلد من المتعة ولداً لا يعرف من أباه لكثرة من استمتع بها من الرجال!
المتعة مبطلة لتسلسل النسب بلا شكـ .. وأبناء المتعة أنسابهم باطلة
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 01:39 ص]ـ
هدية ورسالة من:
(المرجع الأعظم للشيعة الخميني الفارسي فضح سره إلى آل البيت أبناء الحسن والحسين أشراف الحجاز)
يقول الزنديق الأكبر الخميني الفارسي في كتابه (زُلال ما قبل الظهور) ص445 - 446:
[إنني أدعي وبجرأةٍ أن شعب إيران بجماهيره المليونية في العصر الحاضر هو أفضل من شعب الحجاز في عصر رسول الله صلى الله عليه وآله، وشعب الكوفة والعراق على عهد أمير المؤمنين والحسين بن علي صلوات الله عليه وسلامه عليهما، فالحجاز الذي على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله حتى المسلمون لم يكونوا يطيعونه وكانوا يتخلفون عن الحرب بشتى الذرائع].
!
!
!
ـ[عبد العزيز محمد الحازمي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 01:55 ص]ـ
ونعم والله بالاشراف الطاهرين عليهم السلام
ايدهم الله بنصره ووفقهم لما يحب ويرضى
والشكر موصل لك اخوي مصعب ع نقلك
بارك الله فيك
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 02:06 ص]ـ
والله لا أجد ما أرد به على هذا الخميني الفارسي المجوسي الهالكـ:
ولكن أقول لأتباعه وأشياعه:
والله ثم والله ثم والله لشسع نعل صحابي عربي حجازي أغبرت قدماه ودميت في سبيل الله يوم معركة بدر لخير من أمة فارس ودولة إيران بقراريطها!
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 02:41 م]ـ
[هدية ورسالة أخرى من أحد ملوكـ إيران حاملة راية التشيع مرسلة إلى آل البيت أشراف الحجاز]
يقول الفارسي الخبيث يعقوب ليث الصفارين أحد أمراء الشعوبية في أرض فارس وكان يحلم في إعادة ملك يزدجرد وبناء إيوان كسرى فخرج على الخلافة العباسية فحاربه العباسيين؛ فبعث أبياتاً وأرسلها للخليفة المعتمد العباسي يقول فيها:
أنا ابنُ الاكارمِ من نَسلِ جَم ..... وحائزٌ اِرثِ مُلوكِ العَجمِ
َومُحي الَذي باد من عِزَهَم ..... َوكَفى عَليَه طُوالُ القِدَم
وطالب أوتارهم جهرة ........ فمن نام عن حقهم لم أنم
فَقل لِبنَي هاشِم أجمعين ..... هَلُموا إلى الخَلع قبل الندَمِ
فَعُودوا إلى أرضِكُم بالحِجاِز ..... لأكلِ الضَب ورعي الغَنَمِ!
فإني سأعلو سرير الملك ...... بحد الحسام وحرف القلم
!
!(65/385)
عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ... ومعتقد أشراف الحجاز والمؤمنين بعامة
ـ[هاني الهاشمي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 04:13 م]ـ
عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
ومعتقد أشراف الحجاز والمؤمنين بعامة
وبمناسبة ما بث عبر وسائل الإعلام عما نسب إلى رجل حاقد معتوه وزمرته من سباب وشتائم لا تليق إلا بهم وأضرابهم ويتنزه عنها كل مؤمن ومؤمنة وخاصة بيت النبوة ومعدن الشرف والأخلاق. أرادني بعض الأحبة أن أصرح باسمي وباسم أشراف الحجاز عموماً عما نكنه لأمنا أم المؤمنين من محبة صادقة لها ولجميع زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو أقل ما نفعله في حبها وحب زوجها ونبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان أحرص الحاثين على ذلك الابن البار الشريف إبراهيم الأمير وأبنائي الشريف عبد الله، والشريف أحمد، والشريف عبد الرحمن الدعيس، وكذلك بناتي وأهل بيتي جميعاً. وهو واجب بل من أوجب الواجب في هذا الزمان وقد كثرت فيه الفتن وأصبح المسلمون في عراك وجدل أضحك عليهم الأمم من طائفية ممقوتة، ومذهبية مرفوضة مع " إن الدين عند الله الإسلام ".
وأحببت أن أصور رغبتهم فيما أكتب بقول الله تعالى:
" يَعِظُكُمُ اللهُ أنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنْتُمْ مُؤمِنِينَ "
هي عائشة وستعيش إن شاء الله باسمها وعملها ونسبها ومنزلتها ومجدها وإيمانها
هي بنت الصديق، هي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكفاها فخرا
نحبها لشخصها
نحبها لأبيها
نحبها لزوجها
نحبها لأنها عائشة
نحبها لله ولرسوله
نحبها قبل أن ترمى
نحبها بعد أن رميت
نحبها وقد برأها الله تعالى
ونبغض من يبغضها
نبغض من يقذفها
نبغض من ينتقصها
نبغض من يفتري عليها
نبغضه ونلعنه ونتبرأ منه
مات رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهو راض عنها، وراض عن باقي زوجاته من سبقنه إلى الرفيق الأعلى ومن بقين بعده.
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ".
وقد اختارت واخترن معها زوجات رسول الله تعالى الدار الآخرة وما عند الله ورسوله.
ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم غير موفق عند اختيارها زوجة له ولم يتزوجها ولا غيرها من زوجاته رضوان الله عنهن إلا بأمر الله تعالى:
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ ... "
ولم يكن مرغما على إبقائها في عصمته أو أحد من نسائه. وهو محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي ذو النخوة والغيرة والشهامة إنه رسول الله، وصفي الله، وخليل الله، والله أعظم وأجل وأغير.
" تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ ... "
فمن وأي قزم يتطاول عليها ويتناولها بالشتائم والسباب ما هم إلا شرار الناس، وهي أم المؤمنين وإن رغمت أنوف.
" النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ... "
ومن يرقى لكعب قدمها حتى يسلبها ما وهبها الله. أو هم أوصياء على الرسول الأعظم: أم كانوا أغير منه على أهله وقد نهاهن الله تعالى عن الخضوع في القول
" فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ... "
ألم يقل الله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ "
كيف يكفرون يا سيدتي؟! كيف يرمونك وقد برأك الله من كل خائنة؟!
" إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ "
إن عظمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجلاله وهيبته ووقاره ومكانه من ربه حرز وصيانة لأزواجه من أن يأتين بفاحشة أو نقيصة أو عائبة أو بما لا يرضاه الله.
وروي عن عائشة رضي الله عنها قولها لرسول الله صلى الله عليه وسلم " ما دونك سر ومن يستطيع أن يكتمك "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/386)
حصانٌ رزانٌ ما تزنُّ بريبة ٍ وتُصْبِحُ غَرْثَى من لحومِ الغوَافِلِ
حليلة ُ خيرِ الناسِ ديناً ومنصباً نبيِّ الهُدى والمَكرُماتِ الفِوَاضِلِ
عقيلة ُ حيٍّ من لؤيّ بنِ غالبٍ كرامِ المساعي مجدها غيرُ زائلِ
مهذبة ٌ قدْ طيبَ اللهُ خيمها وطهرها من كلّ سوءٍ وباطلِ
فاحذروا الفحش يا ... في عرض رسول الله، لا تفتروا عليه، ولا على أهله فيحل عليكم غضب الله تعالى لغضبه، أو تصيبكم قارعة من السماء " إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا "
وآذَوْا رسولَ اللهِ فيها فجُلِّلوا مخازيَ تبقى عُمِّموها وفُضِّحوا
وصُبَّتْ عليهم مُحصَدات كأنها شَآبِيبُ قطرٍ من ذُرا المُزنِ تَسْفَح
أيها الحمقى تقرأون في كتاب الله تعالى إن كنتم تقرأونه ما فضح الله به امرأة نوح ولوط على رؤوس الأشهاد " ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ "
وما نوح، ولا لوط عليهما السلام بأعز على الله من سيد الخلق محمد ولا غيرته لهما بأعظم من غيرته على صفيه وخليله.
واعلموا إن كنتم تعلمون أن كل رواية تشنأوها، أو تنال من شأنها أو تنسب إليها غير ما لايليق بها ولا ما لا يقع ممن هو دونها إيمانا وشأناً ومكانة ومنزلة فالأمر فيها محمول على رفض الخبر وإن كان جارياً على قبوله صناعة حديثية، أو إخبارية، صيانة لعرضها وتقديرا وتفديا لشرفها ومنزلتها.
والعقيدة بأنها وحفصة رضي الله عنهما وعن أبيهما هما من حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على تحريم ما أحل الله له جهلاً بقدر رسول الله، وزعم بتخليه عن أمر ربه إلى العمل إرضاء لهما تحت تأثير كيدهما – حاشاهما – وإلا كيف يتصور أن الرسول يحل ما حرم الله ويحرم ما أحل الله إلا أن تحمل الآية على الامتناع عن فعل ما أبيح له أو القسم عليه، على فهم من يقدر رسولُ الله حق قدره وعلى معنى مقبول في مثل قول الله تعالى " لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ "
وهو مستحيل في حق رسول الله وقد اصطفاه ربه تعالى على العالمين.
رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الطيبين وإمام المتقين وقال تعالى: " وَالطَّيِّبَاتُ لِلْطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلْطَّيِّبَاتِ أُوْلئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ "
وتقول هي رضي الله عنها: " خلقت طيبة عند طيب "
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم
" إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ".
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه
الشريف نايف بن هاشم الدعيس البركاتي الحسني
أستاذ الحديث النبوي في الجامعة الإسلامية سابقا
وعضو مجلس الشورى سابقا
في يوم الخميس 7 / شوال / 1431 هـ
المصدر: http://al-amir.info/inf/news.php?action=show&id=197
ـ[صهيب المصري]ــــــــ[20 - 09 - 10, 07:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا(65/387)
حول قول الذهبي في تاريخ الإسلام: أخالف شيخ الإسلام في بعض الأصول و الفروع
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[20 - 09 - 10, 06:48 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
إنتهينا من مجلس سماع لمسند الحميدي رحمه الله فإختار لنا الشيخ سنن الدار قطني فإستهل بترجمة هذا الشيخ الجليل العلامه من كتاب سير أعلام النبلاء
### و هنا تناثرت الأسئله و إنتقلنا إلي هذا الموضوع فهل من تفصيل؟
فقال: ليس الذهبي رحمه الله في اتباعه لإبن القيم في إتباعه للشيخ الإسلام ابن تيمية كإتباع ابن كثير و ابن عبد الهادي رحمهم الله رحمة واسعه
بارك الله فيكم
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[21 - 09 - 10, 11:39 ص]ـ
نعم ليس الذهبي في اتباعه لشيخ الاسلام كابن كثير و ابن عبد الهادي وهذا واضح بجلاء لمن تأمل التراجم لأن الذهبي يرى أن شيخ الاسلام قد دخل في أشياء كان الأولى ألا يقحم نفسه فيها و أفتى فتاوى كان أولى ألا يفتي بها و مع هذا فالذهبي عند من يبغضه هو ممن جنى عليهم شيخ الاسلام
فاسمع ما قال السبكي تاج الدين:
و اعلم أن هذه الرفقة: المزي و الذهبي و البرزالي و كثيرا من أتباعهم قد أضر بهم أبو العباس ابن تيمية إضرارا بينا و حملهم من عظائم الامور شيئا ليس هينا و جرهم إلى ما كان التباعد عنه أولى بهم و أوقفهم في دكاك من نار أرجو من الله أن يتجاوزها لهم و لأصحابهم.اهـ
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 06:58 م]ـ
و لكن لا تنسى ان اكبر نصيب من المدح و الرثاء في شيخ الاسلام كان من الذهبي رغم اتفاقي معك الى درجة انه ظهرت تلك النصيحة المزعومة و المنسوبة الى الذهبي مع اني اجزم انها ليست من كلام المام الذهبي المتقن العالم الورع الزاهد الخبير في علم الرجال و الانساب
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[22 - 09 - 10, 06:11 م]ـ
نعم الذهبي مدح شيخ الاسلام فأكثر و يكفينا قوله: فوالله ما مقلت عيناي مثله. اهـ
مع أنه في بعض المواضع - غير هذه النصيحة المذكورة - قد أغلظ فيه القول شيئا يسيرا كما أذكر الان في جزء زغل العلم فيما أظن والله أعلم.
ـ[محمود الحلبي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 11:08 م]ـ
الأخ أبو جاد التونسي سؤالك:
((حول قول الذهبي في تاريخ الإسلام: أخالف شيخ الإسلام في بعض الأصول و الفروع؟
السلام عليكم و رحمة الله
إنتهينا من مجلس سماع لمسند الحميدي رحمه الله فإختار لنا الشيخ سنن الدار قطني فإستهل بترجمة هذا الشيخ الجليل العلامه من كتاب سير أعلام النبلاء
### و هنا تناثرت الأسئله و إنتقلنا إلي هذا الموضوع فهل من تفصيل؟
فقال: ليس الذهبي رحمه الله في اتباعه لإبن القيم في إتباعه للشيخ الإسلام ابن تيمية كإتباع ابن كثير و ابن عبد الهادي رحمهم الله رحمة واسعه
بارك الله فيكم)).
فأقول أخي بارك الله فيك:
لا أعلم ما سر هذه الهجمة اليوم على تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية؟ فبالأمس القريب اتهم ابن القيم بالتصوف، ويُتّهم ابن كثير بأنه أشعري، واليوم يتهم الذهبي بأنه مخالف لشيخ الإسلام قادح فيه ويقال عنه أنه أشعري مفوض ... إلى غيرها من التهم الملصقة بهؤلاء الأئمة.
وأقول هنا: كل إنسان يؤخذ من قوله ويترك، ولا ندعي العصمة لأحد لا لابن تيمية ولا لتلاميذه، ولكن عَتَبي على أولئك الذين يتصيدون في الماء العكر، ويبحثون عن الأخطاء سواء أثبتت أم لم تثبت، ولربما كانوا هم من صنعها أصلا وذلك لفهمهم الخاطئ لكلامهم.
ثم إخواني ما الفائدة التي نجنيها من معرفة أن ولاء الذهبي لابن تيمية ليس كولاء ابن عبد الهادي وابن كثير لشيخهم ابن تيمية؟ ثم لماذا لا يقرأ الناس من ترجمة الذهبي لشيخ الإسلام إلا هذه العبارة (مع أني مخالف له في مسائل أصلية وفرعية)!؟.
ومن قرأ الترجمة كاملة علم أن الذي اقتطع هذه الجملة ما اقتطعها إلى لغرض وحاجة في نفسه! فلو قرأت ما قبل هذه العبارة وما بعدها لعلمت: مدى حب الذهبي لشيخ الإسلام وتعظيمه له، ولكن الذهبي رحمه الله وهو العالم المحقق والذي رباه شيخ الإسلام بعلمه، لم يكن ليقبل كل شيء من شيخه فيحذو حذو المقلدة المتعصبة في كل زمان، فضرب لنا أروع الأمثلة في التجرد لطلب الحق وعدم التعصب لأشخاص وإن كان إماماً كمثل شيخ الإسلام، فكل يؤخذ من قوله ويرد، فتجرد الذهبي هنا فخر له وليس ذماً فيه كما فهمه أصحاب الفهم الأعوج!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/388)
ثم من أراد الإنصاف فليقرأ ترجمة الذهبي لشيخ الإسلام في كل كتبه التي ترجم فيها لشيخ الإسلام كـ: ذيل تاريخ الإسلام، ذيل العبر، معجم الشيوخ، تذكرة الحفاظ.
ومن قرأ التراجم فيما ذكرنا من الكتب علم قصدي بأن أهل الأهواء يذكرون ما لهم ويدعون ما عليهم.
ثم الأخ أبو صاعد المصري وفقه الله لكل خير: قال: ((نعم ليس الذهبي في اتباعه لشيخ الاسلام كابن كثير و ابن عبد الهادي وهذا واضح بجلاء لمن تأمل التراجم لأن الذهبي يرى أن شيخ الاسلام قد دخل في أشياء كان الأولى ألا يقحم نفسه فيها و أفتى فتاوى كان أولى ألا يفتي بها و مع هذا فالذهبي عند من يبغضه هو ممن جنى عليهم شيخ الاسلام
فاسمع ما قال السبكي تاج الدين:
واعلم أن هذه الرفقة: المزي و الذهبي و البرزالي و كثيرا من أتباعهم قد أضر بهم أبو العباس ابن تيمية إضرارا بينا و حملهم من عظائم الامور شيئا ليس هينا و جرهم إلى ما كان التباعد عنه أولى بهم و أوقفهم في دكاك من نار أرجو من الله أن يتجاوزها لهم و لأصحابهم.اهـ))
فأقول أخي: كلامك صحيح لولا استشهادك بكلام السبكي غفر الله، فكما تعلم أن السبكي رحمه الله أشعري جلد متعصب، وإيراد كلامه في مثل هذا الموطن لا داعي له، فلربما قرأ هذا من لا كبير علم عنده فظن صوابه أو أحدث في نفسه شبهة، وكلام السبكي عجيب فلو رجعت صفحات إلى ما قبل هذه العبارة من كتابه (طبقات الشافعية الكبرى) لرأيت مدحاً لهؤلاء الأعلام الثلاثة (المزي والذهبي والبرزالي)، ثم لما جاء ذكر المعتقد اشتد غضب الرجل فأنزل جام غضبه عليهم دفعة واحدة. مع العلم أن السبكي يحب الذهبي جداً ويعتبره شيخه في الحديث ولا أدل على ثناءه عليه في نفس الموضع المنقول، ولكن عين السخط تبدي المساويا! وتأمل حال الذهبي الشيخ مع هذا التلميذ؟ قال السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (10/ 398):
(وكنت أنا كثير الملازمة للذهبي أمضي إليه في كل يوم مرتين بكرة والعصر وأما المزي فما كنت أمضي إليه غير مرتين في الأسبوع وكان سبب ذلك أن الذهبي كان كثير الملاطفة لي والمحبة في بحيث يعرف من عرف حال معه أنه لم يكن يحب أحدا كمحبته في وكنت أنا شابا فيقع ذلك مني موقعا عظيما وأما المزي فكان رجلا عبوسا مهيبا).
ولما علم الذهبي بصنيع التاج السبكي وذمه لشيخ الإسلام لم يتركه وشأنه، بل عاتبه في ذلك، فاعتذر منه السبكي برسالة أرسلها إليه. قال ابن حجر الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، (1/ 186):
((وكتب الذهبي إلى السبكي يعاتبه بسبب كلام وقع منه في حق ابن تيمية! فأجابه؛ ومن جملة الجواب: وأما قول سيدي في الشيخ تقي الدين فالمملوك يتحقق كبير قدره وزخارة بحره وتوسعه في العلوم النقلية والعقلية وفرط ذكائه واجتهاده وبلوغه في كل من ذلك المبلغ الذي يتجاوز الوصف، والمملوك يقول ذلك دائما، وقدره في نفسي أكبر من ذلك وأجل، مع ما جمعه الله له من الزهادة والورع والديانة ونصرة الحق والقيام فيه لا لغرض سواه، وحرية على سنن السلف وأخذه من ذلك بالمأخذ الأوفى وغرابة مثله في هذا الزمان بل فيما مضى من أزمان)).
وزبدة القول وخلاصته: لو تأملت شيوخ العالم أجمع ورأيت تلاميذهم لرأيت أن التلاميذ للشيخ الواحد يتفاوتون في العلم والفهم والهمة وموافقة الشيخ ومخالفته، فمن باب أولى أن يكون هذا حال تلاميذ شيخ الإسلام (وما أدراك ما تلاميذ شيخ الإسلام كل واحد أمة لوحدة). ولو نظر المنصف العاقل وخصوصاً من مارس التعليم وجربه فنظر في نفسه وطلابه لعلم هذا علم اليقين. والله المستعان.
اللهم اغفر لي وارحمني وتب علي، ولا تنسوا أخاكم من دعوة بظهر الغيب.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[23 - 09 - 10, 12:09 ص]ـ
بارك الله فيكم ,أنا ما قدحت في الذهبي رحمه الله لكن إستغربت من مقولة الشيخ و لسوء الحظ الشيخ الذي يدرسني لا يحب الأسئله ودائما يتهمني بأني من صنف المثقفين.
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[23 - 09 - 10, 04:58 ص]ـ
[ QUOTE= محمود الحلبي;1365143]
لا أعلم ما سر هذه الهجمة اليوم على تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية؟ فبالأمس القريب اتهم ابن القيم بالتصوف، ويُتّهم ابن كثير بأنه أشعري، واليوم يتهم الذهبي بأنه مخالف لشيخ الإسلام قادح فيه ويقال عنه أنه أشعري مفوض ... إلى غيرها من التهم الملصقة بهؤلاء الأئمة.
وأقول هنا: كل إنسان يؤخذ من قوله ويترك، ولا ندعي العصمة لأحد لا لابن تيمية ولا لتلاميذه، ولكن عَتَبي على أولئك الذين يتصيدون في الماء العكر، ويبحثون عن الأخطاء سواء أثبتت أم لم تثبت، ولربما كانوا هم من صنعها أصلا وذلك لفهمهم الخاطئ لكلامهم.
ثم إخواني ما الفائدة التي نجنيها من معرفة أن ولاء الذهبي لابن تيمية ليس كولاء ابن عبد الهادي وابن كثير لشيخهم ابن تيمية؟ ثم لماذا لا يقرأ الناس من ترجمة الذهبي لشيخ الإسلام إلا هذه العبارة (مع أني مخالف له في مسائل أصلية وفرعية)!؟.
ومن قرأ الترجمة كاملة علم أن الذي اقتطع هذه الجملة ما اقتطعها إلى لغرض وحاجة في نفسه! فلو قرأت ما قبل هذه العبارة وما بعدها لعلمت: مدى حب الذهبي لشيخ الإسلام وتعظيمه له، ولكن الذهبي رحمه الله وهو العالم المحقق والذي رباه شيخ الإسلام بعلمه، لم يكن ليقبل كل شيء من شيخه فيحذو حذو المقلدة المتعصبة في كل زمان، فضرب لنا أروع الأمثلة في التجرد لطلب الحق وعدم التعصب لأشخاص وإن كان إماماً كمثل شيخ الإسلام، فكل يؤخذ من قوله ويرد، فتجرد الذهبي هنا فخر له وليس ذماً فيه كما فهمه أصحاب الفهم الأعوج!.
ثم من أراد الإنصاف فليقرأ ترجمة الذهبي لشيخ الإسلام في كل كتبه التي ترجم فيها لشيخ الإسلام QUOTE]
جزاك الله خيرا .. ونفع الله بك الأمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/389)
ـ[أبو أمير]ــــــــ[23 - 09 - 10, 05:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[23 - 09 - 10, 07:49 ص]ـ
اخ ابو جاد
وفقك الله
مما قاله الذهبي في نفس هذه الترجمة
-الشيخ الإمام , العالم , المفسر, الفقيه , المجتهد , الحافظ , المحدث , شيخ الإسلام , نادرة العصر , ذو التصانيف الباهرة , والذكاء المفرط.
-ومن خالطه وعرفه قد ينسبني إلى التقصير في وصفه , ومن نابذه وخالفه ينسبني إلى التغالي.
-وإن أنت أعذرت كبار الائمة في معضلاتهم ولم تعذر ابن تيمية في مفرداته فقد أقررت على نفسك بالهوى وعدم الأنصاف.
-فالله يغفر له ويرضى عنه ويرحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه مع أني مخالف له في مسائل أصلية وفرعية فقد أبديت آنفا ان خطأه مغفور بل يثيبه الله فيها على حُسن قصده وذل وسعه.
المصدر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=9260&postcount=8)
فيجب علينا الانصاف فإن قولنا انه ليس باتباعه لابن تيمية كابن القيم يوحي أن الذهبي لا يجل شيخه , و هذا بعيد.
و نحن اذا عذرنا ابن تيمية و ابن القيم اذا اخطأو , فلماذا لا نعذر الذهبي أيضاً؟!!
و للاستزادة حول الامام الذهبي و بعض الاستدراكات عليه فيُراجع أول شرح الشيخ عبدالله السعد على موقظة الذهبي (صوتي ( http://www.alssad.com/publish/cat_index_56.shtml)), فقد أنصف الشيخ في ذكر محاسنه و بعض ما يؤخذ عليه رحمه الله.(65/390)
دراسة العقيدة بطريقة سهلة وميسرة
ـ[ابو البراء المغربي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 09:49 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
اما بعد:
اخواني الفضلاء و اخواتي الفاضلات, اقدم لكم برنامج لطلب علم العقيدة بطريقة سهلة و ميسرة, ولنجاح الدراسة يجب ان تتوفر في كل طالب علم العزيمة و الارادة و النفس الطويل, بحيث لا يبدأ و ينقطع في مسيرته الدراسية ولكم خطوات العمل على متن مقدمة القيرواني رحمه الله:
1) قراءة المتن قراءة جيدة مرة او مرتين حتى تثبت المعلومات في العقل.
2) الاستماع لشرح مقطع من المقدمة عند شيخ ما مثلا الشيخ احمد النقيب حفظه الله له شرح ممتاز و متوفر في النات.
3) حفظ الجزء المشروح من المتن.
4) اعادة الاستماع لشرح الشيخ ثم مراجعة الجزء.
5) الاستماع للجزء الثاني من شرح الشيخ.
6) حفظ الجزء المشروح من المتن.
وهكذا حتى ينتهي كل المتن.
7) قراءة كتاب يشرح متن في العقيدة لتنظيم المعلومات في العقل.
لكم هذا الموقع لتحميل المتن و شرحه للشيخ احمد النقيب حفظه الله تعالى http://sites.google.com/site/ttawhid/
وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وعلى آله و ازوجه وذريته, وسلم تسليما كثيرا.
ـ[ابو البراء المغربي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 09:55 م]ـ
من كانت له طريقة احسن ان يدلنا عليها و جزاكم الله خيرا(65/391)
زعيم الحوزة اللاعلمية (الخوئي) يطعن إمامه (المجلسي) طعنة نجلاء في صدره المبغضِ!
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 11:36 م]ـ
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين, وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين, وبعد؛
من علائم بطلان دين الرافضة الظاهرة الجليَّة أنهم اضْطربوا اضطراباً شديداً في تحديد موقفهم من القرآن الكريم الموجود بين أيدي المسلمين منذ زمن الصحابة إلى هذه اللحظة؛ فمن قائل من بالكفر الصُراح؛ أي بوقوع التحريف اللفظي في آيات هذا الكتاب, وهم جماهير أهل العلم عندهم -كما حرَّره إمامهم ومحدثهم الأكبر النوري الطبرسي (لع) في كتابه (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب) -, ومن متنصِّل من القول بالتحريف بطرق ماكرة وخبيثة كأمثال زعيم حوزتهم اللاعلمية أبي القاسم الخوئي, وبما أن القوم على قولين متناقضين فلا بُدَّ من وجود التلاعن بين كل فرقة وأختها من فرقهم, ولذا تجدك تقرأ القولَ والأحكامَ من الفرقة الأولى؛ ثم تقرأ نقيضَها من الأخرى ((بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيْدٌ))!!
ومن طرائف ما وقفتُ عليه –بحمد الله- ذيَّاك السهم الحادُّ الذي أطلقه زعيم حوزتهم الخوئي عن قوسه فأصاب إمامه المجلسي في مقتل قتَّال, وموطن حساس؛ فأرداه صريعاً ملطخا بدماء زندقته وكفرياته, ولله الحمد والمنة.
اعلم –هديت- أن المجلسي المصرِّح بالقول بالتحريف عندما وقف أمام آية التطهير التي جاءت في سياق الحديث عن أمهات المؤمنين –رضي الله عنهنّ أجمعين- لم يمتلك نفْسه, ونَفَسَه فراح ينفث في عُقَدِ كفره؛ فعَقَدَ كلاما لا فِكاك لرباطه, ولا حالَّ لوثاقه العفن فقال في (مرآة العقول) (ج 3، ص: 244) متجرأً على كتاب ربنا –تعالى وتقدس-, ومتهجما على النظم القرآني لآياته الكريمة: ((فلعل آية التطهير أيضا وضعوها في موضع زعموا أنها تناسبه، أو أدخلوها في سياق مخاطبة الزوجات لبعض مصالحهم الدنيوية، و قد ظهر من الأخبار عدم ارتباطها بقصتهن، فالاعتماد في هذا الباب على النظم والترتيب ظاهر البطلان.)) انتهى.
فإيَّاك أيها الشيعي أن تعتمد يوما ما على ترتيب ونظم الآيات الكريمات, وأن تفسر آية متكئاً على سياقها (سباقها ولحاقها)؛ لأن هذه الآيات بحسب عقيدة إمامك المجلسي لا رابط بينها, ولا خطام ولا زمام وإنما هي (خَلْطٌ ولَخْبَطَةٌ وخَرْبَطَةٌ) من الصحابة –رضي الله عنهم- ... نعم هكذا يزعم إمامك المجلسي, وكأن القرآن الكريم عنده (رُزٌّ وطبيخٌ وبِطيخٌ) يتلاعب به مَنْ شاء كيف شاء متى شاء!!!
والمفاجئة الكبرى –أيها الرافضي- أن زعيم الحوزة اللاعلمية أبا القاسم الخوئي أصدر الحكم الباتَّ المدوي على كل من يقول أدنى من هذا القول الكفري الذي فاه به المجلسي؛ إذ قرر في سياق رد شبهة عن توزيع الموضوعات وتنوعها في القرآن الكريم أن من يستشكل -استشكالاً فحسب- توزيع الموضوعات المتنوعة وترابطها مع هذا التنوِّع إنما هو رجل مبغض للإسلام, وبغضه هذا أعماه وأصمه عن رؤية وسماع الحق حتى توهم الجمال قبحاً, والمحاسن مساوئ!!
نص كلام الخوئي بطوله من كتاب (البيان في تفسير القرآن) (ص92):
((وقالوا [أي المعترضين على القرآن الكريم]: إن للقرآن أسلوبا يباين أساليب البلغاء المعروفة، فقد خَلَطَ بين المواضيع المتعددة، فبينا هو يتكلم في التاريخ إذا به ينتقل إلى الوعد والوعيد، إلى الحكم والأمثال، إلى جهات أخرى. ولو كان القرآن مبوَّبا يجمع في كل موضوع ما يتصل به من الآيات، لكانت فائدته أعظم، وكانت الاستفادة منه أسهل.
الجواب: إن القرآن أنزل لهداية البشر، وسوقهم إلى سعادتهم في الأولى والأخرى، وليس هو بكتاب تاريخ، أو فقه، أو أخلاق, أو ما يشبه ذلك ليعقد لكل من هذه الجهات بابا مستقلا.
ولا ريب في أن أسلوبه هذا أقرب الأساليب إلى حصول النتيجة المقصودة، فإن القارئ لبعض سور القرآن يمكنه أن يحيط بكثير من أغراضه، وأهدافه في أقرب وقت, وأقلِّ كلفة، فيتوجه نظره إلى المبدأ والمعاد، ويطلع على أحوال الماضين فيعتبر بهم, ويستفيد من الأخلاق الفاضلة، والمعارف العالية، ويتعلم جانبا من أحكامه في عباداته ومعاملاته. كل ذلك مع حفظ نِظَام الكلام، وتوفية حقوق البيان، ورعاية مقتضى الحال.
وهذه الفوائد لا يمكن حصولها من القرآن إذا كان مبوَّبا، لان القارئ لا يحيط بأغراض القرآن إلا حين يتم تلاوة القرآن جميعه، وقد يعوقه عائق عن الإتمام فلا يستفيد إلا من باب أو بابين.
ولعمري إن هذه إحدى الجهات المحسنة لأسلوب القرآن، الذي حاز به الجمال والبهاء، فإنه مع انتقاله من موضوع إلى موضوع يتحفظ على كمال الربط بينهما، كأن كل جملة منه دُرَّةٌ في عِقْدٍ منتظم، ولكن بغض الإسلام أعمى بصر هذا المستشكل وأصمَّ سمعه، حتى توهم الجمال قبحا، والمحاسن مساوئ.)) انتهى المطلوب.
فهذا زعيم (الحوشة العلمية) يصرخ بشديد صوته بأن القرآن بآياته؛ بل بجمله –وهي أنزل من الآيات في الحجم- كالعِقْد المنتظمةِ فيه الدرر؛ لا تناقض بينها ولا خطر .. فهو منظوم أحسن نظم, ومسبوك أجمل سبك, ولا (يستشكل) أمراً في هذا العقد المنظوم المرصَّع بالجواهر إلا مبغض للإسلام أُعمِيَ بصره, وأُصِمَّ سمعه!!
فكيف وقد علمتَ أن إمامهم المجلسي لا يستشكل فحسبُ؛ بل يصرِّح ببطلان الاعتماد على نظم الآيات القرآنية كلياً؟!
فماذا أنت حاكم عليه من خلال من عرضناه لك من كلام إمامهم الخوئي؟!
والله المستعان على تَفْضِيح الباطل وأهله!
موضوع مساند في إظهار عقيدة المجلسي الكفرية في تحريف القرآن:
تواتر المضامين عند الشيعة الإمامية يفضي إلى هدم الدين (الإمامة والتحريف أنموذجاً) ( http://www.alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=51425)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/392)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[21 - 09 - 10, 01:33 ص]ـ
إمامهم ومحدثهم الأكبر النوري الطبرسي (لع)
أضحك الله سنك ..
جزيت خيرا
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 02:26 ص]ـ
أضحك الله سنك ..
وسنك أضحك اللهُ ..
وحقيقةًَ هذه فائدة دُلَيْمِيَّةٌ إذ رأيت الشيخ طه بن حامد الدليمي يكثر من استخدامها مع القوم (لع) .. وبالطبع يقصد رؤوس الضلال منهم, وخصوصاً (فطايسهم) لا عامة الشيعة الأحياء حياة بهايم إذ يرتجى لهؤلاء الخروج من ظلمات الاسطبلات إلى نور الجنات دينا وآخرة ..
جزيت خيرا
وأنتم كذلك أُخيَّ العزيز عمرو بيسوني ..
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 02:25 م]ـ
بوركت.
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 10:52 م]ـ
أُخيَّ أبا يعقوب العراقي .. أنتم كذلك .. بوركتم وسعدتم وهنئتم في الدنيا والآخرة ..
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[26 - 09 - 10, 11:17 م]ـ
بارك الله فيك ابو الازهر ... موضوع قيم ... اسأل الله ان يجعلك ظاهرا لبدعهم كاشفا لزيفهم ويلقى فى قلوب اعدائك الرهبه
وهذا الخبيث (لع) يريد بهذه الابواب ان يشكك الناس ان القران لم يتم جمعه على الوجه المطلوب وان الصحابه رضوان الله عليهم خلطوه ..
هذا ما اظن انه قصده بفكره الخبيث فهو والله يستحق هذا اللقب (لع)
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[29 - 09 - 10, 03:02 ص]ـ
وسنك أضحك اللهُ ..
وحقيقةًَ هذه فائدة دُلَيْمِيَّةٌ إذ رأيت الشيخ طه بن حامد الدليمي يكثر من استخدامها مع القوم (لع) .. وبالطبع يقصد رؤوس الضلال منهم, وخصوصاً (فطايسهم) لا عامة الشيعة الأحياء حياة بهايم إذ يرتجى لهؤلاء الخروج من ظلمات الاسطبلات إلى نور الجنات دينا وآخرة ..
وأنتم كذلك أُخيَّ العزيز عمرو بيسوني ..
آمين .. أخرجهم اله من ظلمات الاسطبلات إلى نور الجنات
زادك الله من لطيف الفوائد .. و زاد أهل السنة سرورًا و أضحك أسنانهم
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 12:43 ص]ـ
بارك الله فيك ابو الازهر ... موضوع قيم ... اسأل الله ان يجعلك ظاهرا لبدعهم كاشفا لزيفهم ويلقى فى قلوب اعدائك الرهبه
وهذا الخبيث (لع) يريد بهذه الابواب ان يشكك الناس ان القران لم يتم جمعه على الوجه المطلوب وان الصحابه رضوان الله عليهم خلطوه ..
هذا ما اظن انه قصده بفكره الخبيث فهو والله يستحق هذا اللقب (لع)
وفيك بارك الله أبا قتيبة ..
وجزيت الخيرات على الدعاء الكريم, والتعليق القويم ..
آمين .. أخرجهم الله من ظلمات الاسطبلات إلى نور الجنات
زادك الله من لطيف الفوائد .. و زاد أهل السنة سرورًا و أضحك أسنانهم
وزادك ربي من كل خير عاجل وآجل مما فيه النفع الظاهر, والعز الباهر ..
ومن عجائب الضلال عند القوم أن شدة العصبية والحمية تأخذهم عند المساس بزنديق أخرق أمثال هذا المجلسي الحاقد, وقد تفوق هذه الحمية العصبية الجاهلية ما يكون في حق أئمتهم المزعوم عصمتهم!!
والله المستعان!(65/393)
سؤال عن شرح العقيدة الطحاوية للشيخ الغنيمان
ـ[أم البراء الصقري]ــــــــ[21 - 09 - 10, 12:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال ... وهو في شرح الشيخ عبدالله الغنيمان حفظه الله لمتن العقيدة الطحاوية
في مشروع النخبة العلمي الدورة الثالثة ...
قال الشيخ في شرحه
(فقوله فيما سبق:" ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب , مالم يستحله"
فيه رد على الخوارج ومن تبعهم مثل المعتزلة.
وقوله هنا:"ولانقول: لايضر مع الإيمان ذنب لمن عمله" فيه رد على المرجئة وكلا الطائفتين على الباطل والحق دائما يكون بين باطلين"
فالذنوب لايمكن أن يسلم منها عبد حتى رسل الله , فالله ذكر لهم أشياء وأمرهم بالاستغفار ,
وآخر على نبينا صلى اله عليه وسلم من السور قوله جل وعلا:"إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ( http://**********:AyatServices('http://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nType=1&nSora=110&nAya=1');)(1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ( http://**********:AyatServices('http://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nType=1&nSora=110&nAya=2');)(2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ( http://**********:AyatServices('http://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nType=1&nSora=110&nAya=3');)(3)"
ولهذا كان كما في حديث عائشة يقول في ركوعه وسجوده و بعد ما نزلت السورة:"سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفرلي يتأول القرآن"
أي: يعمل بالقرآن.) أ. هـ
وقرأت في صيد الفوائد حول عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم مايلي:
"وإذا كان الرسول كمجتهد قد كان يمارس الاجتهاد والشورى وإعمال العقل والفكر والاختيار بين البدائل فى مناطق وميادين الاجتهاد التى لم ينزل فيها وحى إلهى .. فإنه معصوم فى مناطق وميادين التبليغ عن الله - سبحانه وتعالى - لأنه لو جاز عليه الخطأ أو السهو أو مجانبة الحق والصواب أو اختيار غير الأولى فى مناطق وميادين التبليغ عن الله لتطرق الشك إلى صلب الرسالة والوحى والبلاغ، بل وإلى حكمة من اصطفاه وأرسله ليكون حُجة على الناس .. كذلك كانت العصمة صفة أصيلة وشرطًا ضروريًا من شروط رسالة جميع الرسل - عليهم السلام - .. فالرسول فى هذا النطاق - نطاق التبليغ عن الله - (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحى يوحى) (6). وبلاغة ما هو بقول بشر، ولذلك كانت طاعته فيه طاعة لله، وبغير العصمة لا يتأتى له هذا المقام.
أما اجتهادات الرسول صلى الله عليه وسلم فيما لا وحى فيه، والتى هى ثمرة لإعماله لعقله وقدراته وملكاته البشرية، فلقد كانت تصادف الصواب والأولى، كما كان يجوز عليها غير ذلك .. ومن هنا رأينا كيف كان الصحابة، رضوان الله عليهم فى كثير من المواطن وبإزاء كثير من مواقف وقرارات وآراء واجتهادات الرسول صلى الله عليه وسلم يسألونه - قبل الإدلاء بمساهماتهم فى الرأى - هذا السؤال الذى شاع فى السُّنة والسيرة:
" يا رسول الله، أهو الوحى؟ أم الرأى والمشورة؟ .. " فإن قال: إنه الوحى. كان منهم السمع والطاعة له، لأن طاعته هنا هى طاعة لله .. وهم يسلمون الوجه لله حتى ولو خفيت الحكمة من هذا الأمر عن عقولهم، لأن علم الله - مصدر الوحى - مطلق وكلى ومحيط، بينما علمهم نسبى، قد تخفى عليه الحكمة التى لا يعلمها إلا الله .. أما إن قال لهم الرسول - جوابًا عن سؤالهم -: إنه الرأى والمشورة .. فإنهم يجتهدون، ويشيرون، ويصوبون .. لأنه صلى الله عليه وسلم هنا ليس معصومًا، وإنما هو واحد من المقدمين فى الشورى والاجتهاد .. ووقائع نزوله عن اجتهاده إلى اجتهادات الصحابة كثيرة ومتناثرة فى كتب السنة ومصادر السيرة النبوية - فى مكان القتال يوم غزوة بدر .. وفى الموقف من أسراها .. وفى مكان القتال يوم موقعة أُحد .. وفى مصالحة بعض الأحزاب يوم الخندق .. إلخ .. إلخ.
ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أراد الله له أن يكون القدوة والأسوة للأمة (لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا) (7).
وحتى لا يقتدى الناس باجتهاد نبوى لم يصادف الأولى، كان نزول الوحى لتصويب اجتهاداته التى لم تصادف الأولى، بل وعتابه - أحيانًا - على بعض هذه الاجتهادات والاختيارات من مثل: (عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى * أما من استغنى * فأنت له تصدى * وما عليك ألا يزكى * وأما من جاءك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى) (8). ومن مثل: (يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك والله غفور رحيم * قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم * وإذ أسر النبى إلى بعض أزواجه حديثًا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأنى العليم الخبير) (9). ومن مثل: (ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم * لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) (10).
وغيرها من مواطن التصويب الإلهى للاجتهادات النبوية فيما لم يسبق فيه وحى، وذلك حتى لا يتأسى الناس بهذه الاجتهادات المخالفة للأولى.
فالعصمة للرسول صلى الله عليه وسلم، فيما يبلغ عن الله شرط لازم لتحقيق الصدق والثقة فى البلاغ الإلهى، وبدونها لا يكون هناك فارق بين الرسول وغيره من الحكماء والمصلحين، ومن ثم لا يكون هناك فارق بين الوحى المعصوم والمعجز وبين الفلسفات والإبداعات البشرية التى يجوز عليها الخطأ والصواب .. فبدون العصمة تصبح الرسالة والوحى والبلاغ قول بشر، بينما هى - بالعصمة - قول الله - سبحانه وتعالى - الذى بلغه وبينه المعصوم - عليه الصلاة والسلام - .. فعصمة المُبَلِّغ هى الشرط لعصمة البلاغ .. بل إنها - أيضًا - الشرط لنفى العبث وثبوت الحكمة لمن اصطفى الرسول وبعثه وأوحى إليه بهذا البلاغ."أ. هـ
فاشرحوا لي عبارة الشيخ التي لونتها باللون الأحمر بارك الله فيكم ... !!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/394)
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[21 - 09 - 10, 01:44 م]ـ
ان كان الذي أشكل عليك كون الانبياء يذنبون أو لا فراجعي هذه الفتوى حول عصمة الأنبياء
http://www.islam-qa.com/ar/ref/42216
ـ[ابو ناصر الحنبلي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 03:15 م]ـ
الاخ يوسف انا اسف على التطفل وحيث ان الموقع محجوب فقد قمت بنقل المادة التي في الرابط
عصمة الأنبياء
أود أن أسال عن العقيدة، هل من عقيدتنا الإيمان بصدور الذنب عن الأنبياء وأنهم غير معصومين؟.
الحمد لله
الأنبياء هم صفوة البشر، وهم أكرم الخلق على الله تعالى، اصطفاهم الله تعالى لتبليغ الناس دعوة لا إله إلا الله، وجعلهم الله تعالى الواسطة بينه وبين خلقه في تبليغ الشرائع، وهم مأمورون بالتبليغ عن الله تعالى، قال الله تعالى: " أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين " الأنعام / 89.
والأنبياء وظيفتهم التبليغ عن الله تعالى مع كونهم بشرا، ولذلك فهم بالنسبة للأمر المتعلق بالعصمة على حالين:
1 - العصمة في تبيلغ الدين.
2 - العصمة من الأخطاء البشرية.
أولاً: أما بالنسبة للأمر الأول، فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون في التبليغ عن الله تبارك وتعالى، فلا يكتمون شيئاً مما أوحاه الله إليهم، ولا يزيدون عليه من عند أنفسهم، قال الله تعالى لنبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – " يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " المائدة /67، وقال تعالى: " ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين " الحاقة /47 - 44.
وقال تعالى: " وما هو على الغيب بضنين " التكوير /24، قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي – رحمه الله – في تفسير هذه الآية " وما هو على ما أوحاه الله إليه بشحيح، يكتم بعضه، بل هو – صلى الله عليه وسلم – أمين أهل السماء، وأهل الأرض، الذي بلغ رسالات ربه، البلاغ المبين، فلم يشح بشيء منه، عن غني ولا فقير، ولا رئيس ولا مرؤوس، ولا ذكر ولا أنثى، ولا حضري ولا بدوي، ولذلك بعثه الله في أمة أمية جاهلة جهلاء، فلم يمت – صلى الله عليه وسلم – حتى كانوا علماء ربانيين، إليهم الغاية في العلوم ... " انتهى
فالنبي في تبليغه لدين ربه وشريعته لا يخطأ في شيء البتة لا كبير ولا قليل، بل هو معصوم دائماً من الله تعالى.
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – (فتاوى ابن باز ج6/ 371):
" قد أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام – ولاسيما محمد – صلى الله عليه وسلم – معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل، قال تعالى: " والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى " النجم /1 - 5)، فنبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – معصوم في كل ما يبلغ عن الله قولاً وعملاً وتقريراً، هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم " انتهى.
وقد اتفقت الأمة على أن الرسل معصومون في تحمل الرسالة، فلا ينسون شيئا مما أوحاه الله إليهم، إلا شيئا قد نسخ، وقد تكفل الله جل وعلا لرسوله _ صلى الله عليه وسلم _ أن يقرئه فلا ينسى، إلا شيئاً أراد الله أن ينسيه إياه وتكفل له بأن يجمع له القرآن في صدره. قال تعالى. " سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله " الأعلى / 7، وقال تعالى: " إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه " القيامة /17 - 18.
قال شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى ج18/ 7):
" فان الآيات الدالة على نبوة الأنبياء دلت على أنهم معصومون فيما يخبرون به عن الله عز وجل فلا يكون خبرهم إلا حقاً وهذا معنى النبوة وهو يتضمن أن الله ينبئه بالغيب وأنه ينبئ الناس بالغيب والرسول مأمور بدعوة الخلق وتبليغهم رسالات ربه " انتهى.
ثانيا: بالنسبة للأنبياء كأناس يصدر منهم الخطأ، فهو على حالات:
1 - عدم الخطأ بصدور الكبائر منهم:
أما كبائر الذنوب فلا تصدر من الأنبياء أبدا وهم معصومون من الكبائر، سواء قبل بعثتهم أم بعدها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - (مجموع الفتاوى: ج4/ 319):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/395)
" إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر علماء الإسلام، وجميع الطوائف ... وهو أيضا قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء، بل لم يُنقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول " انتهى.
2 - الأمور التي لا تتعلق بتبيلغ الرسالة والوحي.
وأما صغائر الذنوب فربما تقع منهم أو من بعضهم، ولهذا ذهب أكثر أهل العلم إلى أنهم غير معصومين منها، وإذا وقعت منهم فإنهم لا يُقرون عليها بل ينبههم الله تبارك وتعالى عليها فيبادرون بالتوبة منها.
والدليل على وقوع الصغائر منهم مع عدم إقرارهم عليها: - قوله تعالى عن آدم: " وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى) طه / 121 - 122، وهذا دليل على وقوع المعصية من آدم – عليه الصلاة والسلام -، وعدم إقراره عليها، مع توبته إلى الله منها.
- قوله تعالى " قال هذا من عمل الشيطان إنه عدوٌ مضلٌ مبين* قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم " القصص/15،16. فموسى – عليه الصلاة والسلام - اعترف بذنبه وطلب المغفرة من الله بعد قتله القبطي، وقد غفر الله له ذنبه.
- قوله تعالى: " فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب * فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب " ص / 23،24، وكانت معصية داود هي التسرع في الحكم قبل أن يسمع من الخصم الثاني.
وهذا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - يعاتبه ربه سبحانه وتعالى في أمور ذكرت في القرآن، منها:
- قوله تعالى " يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم " التحريم /1، وذلك في القصة المشهورة مع بعض أزواجه – صلى الله عليه وسلم -.
- كذا عتاب الله تعالى للنبي – صلى الله عليه وسلم - في أسرى بدر:
فقد روى مسلم في صحيحه (4588) " قال ابن عباس: فلما أسروا الأسارى قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأبي بكر وعمر – رضي الله عنهما -: " ما ترون في هؤلاء الأسارى؟ " فقال أبو بكر: يا نبي الله! هم بنو العم والعشيرة , أرى أن تأخذ منهم فدية , فتكون لنا قوة على الكفار , فعسى الله أن يهديهم للإسلام، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " ما ترى يا ابن الخطاب؟! " قال: قلت لا، والله يا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم، فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكني من فلان - نسيبا لعمر – فأضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها، فهوي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت، فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأبو بكر قاعدين وهما يبكيان، قلت: يا رسول الله! أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " أبكي للذي عَرَضَ عليّ أصحابُك من أخذهم الفداء، لقد عُرِض عليّ عذابُهم أدنى من هذه الشجرة " – شجرة قريبة من نبي الله – صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله عز وجل: " ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض " إلى قوله: " فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا " الأنفال / 67–69، فأحل الله الغنيمة لهم.
ففي هذا الحديث اتضح أن اختيار النبي صلى الله عليه وسلم للعفو عن الأسرى إنما كان أمرا اجتهاديا منه بعد مشاورة أصحابه، ولم يكن عنده صلى الله عليه وسلم فيه من الله تعالى نص.
- قوله تعالى: " عبس وتولى * أن جاءه الأعمى " عبس /1 - 2، وهذه قصة الصحابي الجليل عبد الله ابن أم مكتوم الشهيرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي عاتبه الله فيها.
قال شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى: ج4/ 320):
" وعامة ما يُنقل عن جمهور العلماء أنهم (أي الأنبياء) غير معصومين عن الإقرار على الصغائر، ولا يقرون عليها، ولا يقولون إنها لا تقع بحال، وأول من نُقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقاً، وأعظمهم قولاً لذلك: الرافضة، فإنهم يقولون بالعصمة حتى ما يقع على سبيل النسيان والسهو والتأويل " انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/396)
وقد يستعظم بعض الناس مثل هذا ويذهبون إلى تأويل النصوص من الكتاب والسنة الدالة على هذا و يحرفونها. والدافع لهم إلى هذا القول شبهتان:
الأولى: أن الله تعالى أمر باتباع الرسل والتأسي بهم، والأمر باتباعهم يستلزم أن يكون كل ما صدر عنهم محلاً للاتباع، وأن كل فعل، أو اعتقاد منهم طاعة، ولو جاز أن يقع الرسول صلى الله عليه وسلم في معصية لحصل التناقض، لأن ذلك يقتضي أن يجتمع في هذه المعصية التي وقعت من الرسول الأمر باتباعها وفعلها، من حيث إننا مأمورون بالتأسي به، والنهي عن موافقتها، من حيث كونها معصية.
وهذه الشبهة صحيحة وفي محلها لو كانت المعصية خافية غير ظاهرة بحيث تختلط بالطاعة، ولكن الله تعالى ينبه رسله ويبين لهم المخالفة، ويوفقهم إلى التوبة منها من غير تأخير.
الثانية: أن الذنوب تنافي الكمال وأنها نقص. وهذا صحيح إن لم يصاحبها توبة، فإن التوبة تغفر الذنب، ولا تنافي الكمال، ولا يتوجه إلى صاحبها اللوم، بل إن العبد في كثير من الأحيان يكون بعد توبته خيراً منه قبل وقوعه في المعصية ومعلوم أنه لم يقع ذنب من نبي إلا وقد سارع إلى التوبة والاستغفار، فالأنبياء لا يقرون على ذنب، ولا يؤخرون توبة، فالله عصمهم من ذلك، وهم بعد التوبة أكمل منهم قبلها.
3 - الخطأ في بعض الأمور الدنيوية – بغير قصد -:
وأما الخطأ في الأمور الدنيوية، فيجوز عليهم الخطأ فيها مع تمام عقلهم، وسداد رأيهم، وقوة بصيرتهم، وقد وقع ذلك من بعض الأنبياء ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويكون ذلك في مناحي الحياة المختلفة من طب وزراعة وغير ذلك.
فقد روى مسلم في صحيحه (6127) عن رافع بن خديج قَالَ: قَدِمَ نَبِيّ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم – الْمَدِينَةَ، وَهُمْ يَأْبُرُونَ النّخْلَ. يَقُولُونَ يُلَقّحُونَ النّخْلَ. فَقَالَ: "مَا تَصْنَعُونَ؟ " قَالُوا: كُنّا نَصْنَعُهُ. قَالَ: "لَعَلّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْراً " فَتَرَكُوهُ. فَنَفَضَتْ أَوْ قال: فَنَقَصَتْ. قَالَ: فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: " إِنّمَا أَنَا بَشَرٌ، إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيي، فَإِنّمَا أَنَا بَشَرٌ" وبهذا يكون قد علم أن أنبياء الله تعالى معصومون عن الخطأ في الوحي، ولنحذر ممن يطعنون في تبليغ الرسول صلى الله عليه وسلم، ويشككون في تشريعاته ويقولون هي اجتهادات شخصية من عنده حاشاه صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: " وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى " النجم /3 - 4.
وسئلت اللجنة الدائمة: هل الأنبياء والرسل يخطئون؟
فأجابت:
نعم، يخطئون ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم بل يبين لهم خطأهم رحمة بهم وبأممهم، ويعفو عن زلتهم، ويقبل توبتهم فضلاً منه ورحمة، والله غفور رحيم، كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت في هذا" اهـ
"فتاوى اللجنة الدائمة" (3/ 194).
وللمزيد راجع سؤال رقم (7208)
والله اعلم.
الإسلام سؤال وجواب
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[21 - 09 - 10, 03:50 م]ـ
جزاك الله خيراً اخي ابو ناصر
أحسنت بفعلك
ـ[أم البراء الصقري]ــــــــ[21 - 09 - 10, 09:15 م]ـ
جزاكما الله خيرا وزادكما علما وتقوى.(65/397)
تعامل آل البيت من العصبة الأحباب مع الساب للزوجات والأصحاب
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 12:20 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:-
فإن عقيدة الروافض الكفرة في أصحاب وزوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليست وليدة اليوم فقد مر على هذه العقائد الفاجرة قرابة 1300 سنة.
فكان الواجب على علماء المسلمين أن يبينوا حكم هذه العقائد،
والواجب على ولاة أمور المسلمين أن يردعوا من أظهر شيئا منها.
وقد كان موقف آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وعصبته من بني العباس موقفا مثاليا مع السبابين فكفروهم وأقاموا الحدود والتعازير عليهم كما هو مبين أدناه.
1 - أمير المؤمنين المتوكل على الله (247هـ) قال ابن كثير في البداية والنهاية (14\ 375):-
أمر الخليفة المتوكل على الله بضرب رجل من أعيان أهل بغداد يقال له عيسى بن جعفر بن محمد بن عاصم، فضرب ضربا شديدا مبرحا، يقال إنه ضرب ألف سوط حتى مات.
وذلك أنه شهد عليه سبعة عشر رجلا عند قاضي الشرقية أبي حسان الزيادي أنه يشتم أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة رضي الله عنهم.
فرفع أمره إلى الخليفة فجاء كتاب الخليفة إلى محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين نائب بغداد يأمره أن يضربه بين الناس حد السب، ثم يضرب بالسياط حتى يموت ويلقى في دجلة ولا يصلى عليه، ليرتدع بذلك أهل الإلحاد والمعاندة. ففعل معه ذلك قبحه الله ولعنه.
2 - أمير المؤمنين الخليفة المقتدر بالله (323هـ) قال ابن كثير في البداية والنهاية (15\ 18):-
وفي صفر منها – أي سنة 313 هـ - بلغ الخليفة أن جماعة من الرافضة يجتمعون في مسجد براثا فينالون من الصحابة ولا يصلون الجمعة ويكاتبون القرامطة ويدعون إلى محمد بن إسماعيل الذي ظهر بين الكوفة وبغداد ويدعون أنه المهدي ويتبرأون من المقتدر وممن تبعه.
فأمر بالاحتياط عليهم واستفتى العلماء بالمسجد فأفتوا بأنه مسجد ضرار، فضرب من قدر عليه منهم الضرب المبرح، ونودي عليهم , وأمر بهدم ذلك المسجد المذكور فهدم.
3 - أمير المؤمنين الخليفة القادر بالله (422هـ) قال في عقيدته كما في المنتظم لابن الجوزي (4\ 384):-
ومن سب سيدتنا عائشة رضي الله عنها فلا حظ له في الإسلام.
4 - أمير المؤمنين الخليفة المقتدي بأمر الله (487هـ) قال ابن الجوزي في المنتظم (5/ 8) نقلا عن ابن عقيل:-
وسب أهل الكرخ الصحابة وأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم على السطوح، وارتفعوا إلى سب النبي صلى الله عليه وسلم، ولم أجد من سكان الكرخ من الفقهاء والصلحاء من غضب ولا انزعج عن مساكنتهم، فنفر المقتدي إمام العصر نفرة قبض فيها على العوام، وأركب الأتراك، وألبس الأجناد الأسلحة، وحلق الجمم و الكلالجات، وضرب بالسياط، وحبسهم في البيوت تحت السقوف.
5 - أمير المؤمنين الخليفة المستضيء بأمر الله (575هـ) قال ابن كثير في البداية والنهاية (16\ 530):-
وفيها - سنة 554 هـ - احتيط ببغداد على شاعر ينشد للروافض يقال له ابن قرايا , يقف في الأسواق ويذكر أشعارا يضمنها ذم الصحابة وسبهم و تجويرهم وتهجين من يحبهم، فعقد له مجلس بأمر الخليفة واستنطق فإذا هو رافضي جلد خبيث داعية إليه، فأفتى الفقهاء بقطع لسانه ويديه، ففعل به ذلك، ثم اختطفته العامة فما زالوا يرمونه بالآجر حتى ألقى نفسه في دجلة فاستخرجوه منها وقتلوه حتى مات، فأخذوا شريطا وربطوه في رجله وجروه على رجله حتى طافوا به البلد وجميع الأسواق، ثم ألقوه في بعض الأتونات مع الآجر والكلس، وعجز الشرط عن تخليصه منهم.
وقال ابن الجوزي عن هذه الحادثة في المنتظم (5/ 231):-
كبس بالكرخ على رجل يقال له أبا السعادات ابن قرايا كان ينشد على الدكاكين ويقال إنه كان يذكر على العوني وغيره من الرفض فوجدوا عنده كتباً كثيرة فيها سب الصحابة وتلقيفهم فأخذ فقطع لسانه بكرة الجمعة وقطعت يده ثم حط إلى الشط ليحمل إلى المارستان فضربه العوام بالآجر في الطريق فهرب إلى الشط فجعل يسبح وهم يضربونه حتى مات ثم أخرجوه وأحرقوه ثم رمي باقيه إلى الماء فطفا بعد أيام فقالت العامة مارضيته السمك وقالت العامة فيه الشعر الكثير المسمى بكان.
ثم تتبع جماعة من الروافض فجعلوا يحرقون كتباً عندهم من غير أن يطلع عليها مخافة أن ينم عليهم وخمدت جمرتهم بمرة وصاروا أذل من اليهود.
وقال ابن الجوزي أيضا عن أيام المستضيء (5/ 231):-
وفي ليلة السبت تاسع عشرين رمضان: حضر الجماعة على طبق صاحب المخزن فتكلم ابن البغدادي الفقيه فقال إن عائشة قاتلت علياً رضي الله عنه فصارت من جملة البغاة فتقدم صاحب المخزن بإقامته من مكانه ووكل به في المخزن وكتب إلى أمير المؤمنين بذلك فخرج التوقيع بتعزيره.
6 - الأمير موسى بن عيسى بن موسى العباسي
قال في الشفا بتعريف بحقوق المصطفى (2\ 309):-
وشتم رجل عائشة بالكوفة فقدم إلى موسى بن عيسى العباسي فقال من حضر هذا فقال ابن أبى ليلى أنا فجلد ثمانين وحلق رأسه وأسلمه للحجامين.
7 - القاضي الشريف أبو علي ابن موسى الحنبلي العباسي (428 هـ) قال ابن تيمية في الصارم المسلول على شاتم الرسول (1\ 570):-
قال ابن أبي موسى:- (و من سب السلف من الروافض فليس بكفؤ و لا يزوج , و من رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين و لم ينعقد له نكاح على مسلمة إلا أن يتوب و يظهر توبته) .. انتهى.
فما أحوجنا والله اليوم إلى من يرجم الروافض بالحجارة ويقطع ألسنتهم ويجلدهم حتى الموت ويجعلهم أذل الناس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/398)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[21 - 09 - 10, 01:49 م]ـ
موضوع نافع، جزاك الله خيرا
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[21 - 09 - 10, 02:09 م]ـ
بارك الله في الأشراف بني العباس
وهذه مدرسة آل البيت الحقيقية محبة الأصحاب رضي الله عنهم
ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[21 - 09 - 10, 06:14 م]ـ
حكم من سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
إن عائشة وغيرها من أمهات المؤمنين داخلات في عموم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكل نص نهى عن سب الأصحاب فعائشة داخلة فيه ومن ذلك:عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نصيفه. “ رواه البخاري: فتح رقم 3379.
ثم إن علماء الإسلام من أهل السنة أجمعوا قاطبة على أن من طعن في عائشة بما برأها الله منه فهو كافر مكذب لما ذكره الله من براءتها في سورة النور.
وقد ساق الإمام ابن حزم بسنده إلى هشام بن عمار قال: سمعت مالك بن أنس يقول: من سب أبا بكر وعمر جلد ومن سب عائشة قتل، قيل له: لم يقتل في عائشة؟ قال: لأن الله تعالى يقول في عائشة رضي الله عنها: (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين).
قال مالك فمن رماها فقد خالف القرآن ومن خالف القرآن قتل.
قال ابن حزم: قول مالك ههنا صحيح وهي ردة تامة وتكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها.
قال أبو بكر ابن العربي: (لأن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة فبرأها الله فكل من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله ومن كذب الله فهو كافر فهذا طريق مالك وهي سبيل لائحة لأهل البصائر).
قال القاضي أبو يعلى: (من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد وصرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم).
وقال ابن أبي موسى: (ومن رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين ولم ينعقد له نكاح على مسلمة).
وقال ابن قدامة: (ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء، أفضلهن خديجة بنت خويلد وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم).
وقال الإمام النووي رحمه الله: (براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك وهي براءة قطعية بنص القرآن العزيز فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافرا مرتدا بإجماع المسلمين).
وقال ابن القيم رحمه الله: (واتفقت الأمة على كفر قاذفها).
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: (أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية فإنه كافر لأنه معاند للقرآن).وقال بدر الدين الزركشي: (من قذفها فقد كفر لتصريح القرآن الكريم ببراءتها).
الموضوع الأصلي بواسطة / ليلى عبد القادر ملتقى أهل القرآن(65/399)
أحتاج إلى الرد على هذه المقولة! ارتباط علم المنطق بعلم الكلام
ـ[أرسان السنجقي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 06:58 م]ـ
ارتباط علم المنطق بعلم الكلام ( http://www.okamel.com/index.php?option=com_*******&view=article&id=144:m144&catid=47:books&Itemid=91)
ما ارتباط علم المنطق بعلم الكلام، فهو أبين من أن يجادَل فيه، ولكن سوف أذكر أمثلة تبين المقصود. فالمعروف أن علم الكلام هو علم الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة القطعية. وأما علم المنطق فهو العلم بمجموعة القوانين التي إذا راعاها الإنسان في فكره سلم من الغلط في الوصول إلى النتائج. وما دام الأمر كذلك، فإن العلاقة تكون وثيقة بين العلمين. لأن الكلام يبحث في العقائد الإيمانية، ويتم فيه الرد على المخالفين لعقائد أهل الحق من أهل السنة. والنزاع فيه مع قسمين من الناس
القسم الأول: هم طوائف المنتسبين إلى الإسلام، فلهم حكم الإسلام على سبيل الإجمال، كالمعتزلة والشيعة والإباضية والزيدية وغيرهم من الفرق الإسلامية.
والقسم الثاني: هم الطوائف التي تخالف الدين الإسلامي وهؤلاء نوعان
النوع الأول: هم أهل الأديان من النصارى واليهود وغيرهم.
النوع الثاني: هم طوائف الملاحدة والمتشككين والعلمانيين وغيرهم من أصحاب الفلسفات الوضعية العديدة. وهؤلاء يجمعهم رابط مشترك أنهم لا يؤمنون بأيٍّ من الأديان المنزلة.
ففي علم الكلام يتم الإتيان بالبراهين القطعية لسائر أهل هذه الفرق والطوائف على سلامة العقائد الدينية من الغلط وسلامتها من مخالفة الواقع أو الأمر في نفسه. وإذا علمنا نحن أن علم المنطق يهتم في أصل مسائله بتحرير طرق الفكر الصحيحة وبيان غير الصحيحة منها، فإننا نعلم بسهولة أن هذا العلم له مدخلية كبيرة في علم الكلام. فالمتكلم ينبغي أن يكون له اطلاع على هذا العلم.
وذلك أن كل هذه الطوائف مخالفة للحق في نفسه، ومخالفة في تقريرها ووصفها للواقع.
فالنصارى مثلا يقولون: إن الله تعالى ثالث ثلاثة.
واليهود يقولون إن النسخ مستحيل عقلا، وكثير منهم يقول بالتشبيه وبغير ذلك من الأمور التي لا تستند إلى دليل.
وأما العلمانيون فلهم مذاهب وطرق عديدة، فمنهم من يقول إن الإله أصلا غير موجود، إلا كفكرة في أذهان الناس، وأن هذه الفكرة ليس لها أمر تصدق عليه في نفس الخارج. وأن الأديان إنما هي مجموعة من الأفكار المبنية على الخيال البشري نتيجة لقصور معارفهم ونقصان حيلتهم أمام الطبيعة وأسرار الوجود. ومنهم من يقول إن الإله يمكن أن نسلم بوجوده في الذهن ويمكن كذلك أن نسلم بفائدة لهذا الوجود، ولكن لا يجوز مطلقا أن نعتقد أن الإله له تحقق في الخارج عن الذهن، وهؤلاء هم البراغماتيون النفعيون، وفلسفتهم خادعة ويمشي عليها غالب المثقفين في هذه الأيام، بل إن كثيرا من الدول تتبنى هذه الفلسفة كنظام أساسي تسير عليه، وينخدع الكثير من المسلمين بهذه الفلسفة، بل إن منهم من لم يعرف مدى خطورتها فادعى أن الإسلام يمكن أن يتبناها ويسير عليها، غافلا عن حقيقتها التي بينتها آنِفاً.
وكثير من الناس الذين يحسبون في أنفسهم بعضا من العلوم والمعارف يعتقدون بمثل هذه الأفكار، وعنها ينشأ تيار كبير سائد في هذا الزمان هو التيار العلمانيّ بشتى صُوَرِهِ وفُرُوعه التي ليس هذا المحل الملائم للتفصيل في بيانها.
ومن هذه الطوائف أيضا من يقول إن العالم قديم بمادته، متغير بصورته، وأن التغيرات التي تحدث في العالم هي تغيرات ذاتية، فالمحرك والموجد لهذه الحركات إنما هي قوانين داخلية يتصف بها العالم، وهي عبارة عن تناقضاته الداخلية، فيدَّعون أن المادة فيها تناقضات داخلية هي من صُلب وجودها، وأساس ثبوتها، وأنه عن طريق هذه التناقضات، تحصل الحركة التصاعدية والتطور الدائم للصور التي يتصور بها العالم وما فيه من الموجودات الجزئية، ويتكلمون في أثناء ذلك عن أمور كثيرة يسمونها بالقوانين المادية للوجود، وأن العالم يتكامل تكاملا ذاتيا، أي إن سعيه للتكامل إنما هو أمر ذاتي له، ولا يحتاج في ذلك إلى محرك له من خارجه، فلا يحتاج العالم إلى الإله لكي يحركه، لأن حركته ذاتية، ولأن هذا الإله لا يمكن وجوده، لأنه لا وجود إلا للمادة، أي للموجودات في نطاق الزمان والمكان. إلى غير ذلك مما يتفوهون به من مفاسد، وهؤلاء هم الماديون خصوصا الجدليون،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/400)
وهم الشيوعيون.
ويوجد بعض الفلاسفة والمفكرين يقولون إن الإله ليس أمرا في الحقيقة إلا نفس العالم، وهم القائلون بوحدة الوجود المادية أو الروحية، فيقولون إن العالم هو الإله، أو الإله هو العالم.
وأنواع هذه الفرق أكثر من أن أحصيها هنا، وإنما أردت مجرد التمثيل لها. فهؤلاء كلهم يزعمون أنهم ينظرون في العالم نظرا مجردا عن الأهواء وينسبون لأنفسهم النظر الموضوعي المجرد عن الأغراض والدوافع، ويتَحَدُّون غيرَهم أن يثبتوا غلطهم فيما يدعون. وهم لا يؤمنون إلا بالأفكار العقلية المجردة، كما يدعون. وهؤلاء لا يرون في الأديان حجة، ولا أهمية لها عندهم، إلا كأهمية غيرها من النظرات الإنسانية التي قد تؤثر في تحريك البشر والتأثير على تصرفاتهم، فهم إنما يهتمون بها من هذه الناحية العملية المطلقة، أما أن تكون الأديان مصدرا للمعرفة ولو في أي مستوى من مستويات المعرفة، فلا.
ومن معرفتك لحقيقة أقوالهم، فإنك تعرف أن هؤلاء لا يمكن مخاطبتهم إلا بالأدلة العقلية المجردة، وهي عين الأدلة التي يدَّعون الانتساب إليها، ونحن نعرف أن هذا الادعاء عارٍ عن الدليل البرهاني الحقيقي، فلا نسلمه لهم على إطلاقه، وإنما هذه الأدلة المزعومة قائمة على مغالطات بعضها مقصود وبعضها تلبسوا به بالعَرَضِ.
ومن كان هذا شأنه، فالطريقة الصحيحة لمناقشته وبيان غلطه فيما ادعاه إنما تكون بالأدلة وطرق النظر العامة التي يشترك فيها كافة البشر، ولا يستطيع أحد أن يغالط فيها، وهذه هي حقيقة القوانين المنطقية، أي القوانين التي يشرحها علماء المنطق في كتبهم. ولا يستطيع أحد من المغالطين أن يدعي أننا إنما يجب أن نناقشهم بالأدلة والنصوص المأخوذة من الكتاب والسنة، بقيد استنادها إلى الكتاب والسنة. فإن من يقول بهذا المذهب يكون ضحكة الأولين والمتأخرين من العقلاء، ويكون أيضا قد خالف ما قرره الدين الحق نفسه، فقد قال الله تعالى (وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) النحل (125)، فالحكمة يناسب تفسيرها بالبراهين والحجج القوية، وأما الموعظة الحسنة فيناسب أن تحمل على الطرق الخطابية اللائقة بعوام الناس، وقوله تعالى (وجادلهم .. ) صريح في الطريقة الجدلية اللائقة لبعض الناس.
وأنت ترى أن كلا من هذه الطرق الثلاثة هي إحدى الطرق التي ذكرها أهل المنطق في كتبهم، فإنهم يذكرون أن القياس المؤلف من القضايا اليقينية يسمى برهانا، وذكروا أن القياس المؤلف من القضايا المشهورة والمسلمات يسمى جدلا، وأن القياس المؤلف من المقبولات والمظنونات يسمى خطابة، وقد يدخل فيه أيضا القياس المؤلف من قضايا مخيلة والمسماة قياسا شعريا، لمخاطبته العواطف لتحصيل انفعال النفس والتأثر. فأنت ترى أن نفس المراتب الثلاثة التي نصت عليها الآية الكريمة قد ذكرها أهل المنطق، ولذلك نقل العلامة السبزواري ناقلا عن العلامة الشيرازي في شرح حكمة الإشراق قوله:
"ومن طلب العلوم التي لا يُؤْمَنُ فيها الغلط ولا يَعْلَم المنطق، فهو كحاطب ليل، وكرامد العين لا يقدر على النظر إلى الضوء لا لبخل من الموجد، بل لنقصان الاستعداد، والصواب الذي يصدر من غير المنطقي كرمية من غير رام، وكمداواة عجوز".
ثم قال: "والمنطق يصلح لأبناء الملوك الذين يتوقع منهم أن يصيروا ملوكا، لا ليعلموا الاقترانات الشرطية ولوازم المتصلات والمنفصلات، بل ليعرفوا الصناعات الخمس، ويقدروا على مخاطبة كل صنف من الناس بما يليق بحالهم، على ما قال (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) فالحكمة لمن يطيق البرهان، والموعظة الحسنة لمن لا يطيقه، والجدل للمقاومة لمن ينتصب للمعاندة"اهـ.
والحقيقة أن الأدلة على ذلك من القرآن أكثر من أن تحصى، ولا ينكر ذلك إلا معاند، أو متلبس ببدعة يخاف أن يظهر بطلانها إذا عرضت على محك النظر.
والذي أريد أن أبينه الآن، هو بعض الأمثلة التي تبين مدى الفائدة التي يجنيها العارف بعلم المنطق في حلِّ بعض الإشكالات المتعلقة بعلم التوحيد وطرق الاستدلال في الفلسفة العامة.
مع ابن تيمية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/401)
الحقيقة أن الأمثلة التي يمكن أن نوردها من كلام ابن تيمية على المغالطات المنطقية التي وقع فيها، كثيرة جدا، ونحن سوف نخصص كتابا مستقلا لهذا الأمر لأهميته. وأما الآن فسوف نقتصر على مثال واحد فقط، وليس قصدنا فيه هو الرد على ابن تيمية فقط، بل قصدنا أصالةً هو بيان أهمية التفكير المنطقي الصحيح، وبالعَرَضِ الردُّ على ابن تيمية في ما قاله.
سنورد هنا نَصَّيْنِ لابن تيمية يوضح فيهما طريقته في الاستدلال على الأمور العقائدية، وسنعلق عليهما باستعمال قواعد علم المنطق، ولكن بشكل ميسَّر وذلك تقريبا لفهمها لدى القراء غير المتمكنين من قواعد علم المنطق.
النص الأول: ألف ابن تيمية رسالة خاصة بين فيها القواعد التي يمكن استعمالها في النظر في صفات الله تعالى، أي الأدلة التي يمكن اتباعها في هذا الموضوع، وهذه الرسالة هي"تفصيل الإجمال فيما يجب من صفات الكمال، والفصل فيما اتفق عليه وما اختلف فيه أهل الملل والنحل والمذاهب منها باختلاف الدلائل العقلية والنقلية فيها". وقد عرض ابن تيمية بعض طرق الاستدلال على صفات الله تعالى، التي يرتضيها هو وطائفته الذين يسميهم بأهل الإثبات، وهؤلاء المثبتة في الحقيقة هم عين المجسمة، فلا تتوهم أيها القارئ أن المراد بهم أهل السنة.
قال في هذه الرسالة:
"فيقول لهم أهل الإثبات: هذا باطل من وجوه
أحدها: أن يقال: الموجودات نوعان، نوع يقبل الاتصاف بالكمال كالحي ونوع لا يقبله كالجماد، ومعلوم أن القابل للاتصاف بصفات الكمال أكمل مما لا يقبل ذلك، وحينئذ فالرب إن لم يقبل الاتصاف بصفات الكمال لزم انتفاء اتصافه بها."اهـ
أقول: هذا الكلام إلى هذا الحد، يمكن أن يقبل، لأنه يتكلم عن مطلق الموجود، ومعلوم بالبداهة أن الموصوف بالكمال أكمل من غير الموصوف بذلك. هذا الكلام لا يمكن أن يخالفه أحد.
فحاصل القضية أن تقول: الاتصاف بالكمال المحض، أكمل من عدم ذلك. يعني: "أن كل كمال محض فالموصوف به أكمل من غيره". هذا هو حاصل القضية التي لا نخالف ابنَ تيمية فيها. ولكن ينبغي أن ندقق بشكل أكبر في مفهوم الكمال المحض الذي ذكرناه، فمقصودنا بالكمال المحض أي الذي يعتبر كمالا بالنظر لأصل الوجود، لا بالنظر لأصل الموجود. فمعلومٌ أن الوجود هو عبارة عن مفهوم ذهني، وهذا المفهوم لا يساوي الموجود، إلا عند من يقول بأن الوجود هو عين الموجود، وحتى هذا، فإنه لا يمنع أن يطلق الوجود على المعنى الإضافي أو الاعتباري المقول على كثيرين بالتواطؤ. وعلى ذلك فإن كل ما حكم العقل بأنه كمال لأصل الوجود، فيلزم أن كل ما اتصف به من الموجودات أكمل مما لم يتصف به. ولكن هذا لا يلزم إذا حكم العقل أن الأمر المعين إنما هو كمال لموجود بعينه أو لجنس أو نوع من الموجودات. الزواج لجنس الإنسان أكمل من عدم الزواج. فالزواج هو كمال لا لأصل الوجود، بل هو كمال لوجود الإنسان. وحينذاك لا يجوز أن يقال، إذا كان الزواج كمالا، فكل ما ليس بمتزوج أنقص من المتزوج! لأن هذا القول هو عبارة عن مغالطة، لأنك بهذا تكون قد استندت إلى الخاص لتحكم على العام. والمقصود بالخاص هنا ما يصدق على البعض، فما يصدق على البعض ولا يصدق على كثيرين، لا يجوز الحكم به على الكثيرين. فتأمل.
هذا كان مقدمة للدخول في الموضوع. وهو ما يطلق عليه في علم المنطق بالقضية الموجهة، أو المعنونة، أي القضية التي ارتبط الحكم فيها بعنوانها. وهي تقارب القضية المشروطة، فالقضية المشروطة لا يجوز تعميم حكمها إلا على ما تحقق فيه الشرط والعنوان، وأما ما لم يتحقق فيه ذلك، فلا يجوز الحكم عليه بذلك. وكثير من الناس يستعملون قضايا ويحكمون على المواضيع بدون الإشارة إلى كونها مشروطة، أي كون الموضوع مشروطا بشرط، وهذا، أي عدم ذكر الشرط يسمى في المنطق بعدم توجيه القضية، فالقضية غير الموجهة، قد يدخل فيها إشكالات عديدة، ولذلك فهي تستعمل كثيرا في المغالطات والمجادلات التي لا يكون الهدف فيها إلا إفحام الخصم لا الوصول إلى الحق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/402)
ولاحظ أن ابن تيمية في القضية المذكورة أعلاه، تكلم على الموجود، فبدأ كلامه بقوله "الموجودات نوعان" فجعل عنوان كلامه هو أصل الموجود، ومعلوم أن هذا الاسم يدخل فيه كل موجود، ولا يخرج عنه واحد، سواء كان ذلك الموجود واجب الوجود أو ممكن الوجود. ولذلك فقد قال ابن تيمية بعد ذلك:"فالرب إن لم يقبل .. الخ" فهو يفهم أن كلامه عام لاستعماله كلمة الموجود، التي يدخل في مفهومها اللهُ تعالى، وهو واجب الوجود، وغيره من الموجودات الممكنة.
ثم قال ابن تيمية: "الوجه الثالث: أن يقال: نفي سلب هذه الصفات نقص، وإن لم يقدر هناك ضد ثبوتي فنحن نعلم بالضرورة أن ما يكون حيا عليما قديرا متكلما سميعا بصيرا أكمل ممن لا يكون كذلك. وأن ذلك لا يقال سميع ولا أصم كالجماد، وإذا كان مجرد إثبات هذه الصفات من الكمال، ومجرد سلبها من النقص وجب ثبوتها لله تعالى لأنه كمال ممكن للوجود، ولا نقص فيه بحال، بل النقص في عدمه."اهـ
هذا تطبيق من ابن تيمية للقاعدة السابقة على بعض الصفات التي يمكن أن نوافقه على مجمل ما قاله فيها، وإن كنا نخالفه في تفصيلات مراده بالسمع والبصر والعلم والكلام وغير ذلك من الصفات، فإنه يفسر هذه الأسماء بمعاني لا نوافقه على جواز نسبتها إلى الله تعالى. وليس هذا المحل ملائما للكلام على ذلك، فقد وضحناه في كتابنا "الكاشف الصغير"، والآن لنكمل كلام ابن تيمية، فقد قال:
"وكذلك إذا قدرنا موصوفين بهذه الصفات أحدهما يقدر على التصرف بذاته فيأتي ويجيء وينزل ويصعد ونحو ذلك من أنواع الأفعال القائمة به، والآخر يمتنع ذلك منه، فلا يمكن أن يصدر منه شيء من هذه الأفعال، كان هذا القادر على الأفعال التي تصدر عنه أكمل ممن يمتنع صدورها عنه."اهـ
إذن فابن تيمية يُفَرِّعُ الآن وبعد تقرير القاعدة كما سبق أننا إذا قدرنا في أذهاننا موصوفين بهذه الصفات وهي العلم والقدرة…الخ، أحدهما يقدر على الصعود والنزول وعلىالتصرف بنفسه وغير ذلك من أنواع الأفعال القائمة به، والآخر لا يقدر على ذلك. فإننا نحكم بأن القادر على ذلك أكمل من غير القادر على ذلك. يريد من ذلك أن يقول النتيجة الحتمية وهي أن الله تعالى يتصف بهذه الصفات (وهي المجيء والإتيان والصعود والنزول ونحو ذلك) كما صرح به في مواضع أخر، وذلك لأن كون الله تعالى كاملا ليس ناقصا أمرٌ واجب، وبما أن هذه الصفات والأفعال كمال، إذن فهي واجبة لله تعالى!
هذه هي طريقة ابن تيمية في الاستدلال على ما يريد. فالوصف العنواني عنده في هذه القضية هو "الموصوف" أي بما مضى من الصفات. ومعنى ذلك، أن الاتصاف بالمجيء والصعود والنزول، لازم لكل من اتصف بالصفات المذكورة، وبما أنه كمال إذن هو واجب لله تعالى. ومعنى ذلك أن السبب في الاتصاف بالمجيء والنزول والصعود والتصرف بالنفس وغير ذلك، على حد تعبير ابن تيمية هو كون الواحد موصوفا بالقدرة والعلم والسمع والبصر .. الخ.
هذا هو تحليل لعبارة ابن تيمية بناءا على القواعد المنطقية، وبعبارة غير فنية تماما ميلا إلى التسهيل.
ولكن هل ما قاله ابن تيمية هنا صحيح، أي هل ما ادعاه من تلازم بين الاتصاف بالمجيء والصعود والنزول وغير ذلك، وبين كون الواحد موصوفا بالعلم والقدرة والسمع …الخ، صحيح؟!
لو دققنا في النظر لأدركنا أنه لا توجد علاقة مطلقا بين هذين الأمرين. فإن الصعود معناه الانتقال من محل ومكان سافل إلى محل ومكان عالٍ. والمجيء هو الانتقال من محل بعيد منك إلى محل قريب منك، والنزول هو الانتقال من محل عالٍ إلى محل ومكان سافل، وهكذا التصرف بالنفس، فمعناه جواز حدوث أمر حادث وزائد على ما هو حاصل بالفعل في الذات. هذه هي معاني الصفات الثانية اللازمة عن الصفات الأولى.
فالسؤال هنا بعد هذا التوضيح، هو هل الصفات الثانية مترتبة فعلا على الصفات الأولى؟ أي هل يلزم كل كامل اتصف بالصفات الأولى أن يتصف بالصفات الثانية؟
ابن تيمية يقول: نعم. ونحن نقول: لا.
وإذا دقق القارئ معنا نظره، لعرف ما يلي: إن الحركة لازمة لا للمتصف بالصفات الأولى فقط. بل للمتصف بالمحدودية والمكان. أي إن الأصل أن يقال كما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/403)
إن كل من اتصف بالمحدودية، أي بكونه محدودا، أي له نهايات وأطراف وحدود من جميع جوانبه وجهاته، يلزم جواز اتصافه بالصفات الثانية وهي الانتقال والمجيء والصعود والنزول. ولا يقال إن كل من كان سميعا قديرا عليما جاز اتصافه بالانتقال والمجيء والصعود والنزول. فالفرق كبير وواضح بين العبارتين. والعاقل المنصف يعلم أن سبب جواز الاتصاف بالصفات الثانية ليس هو الاتصاف بالصفات الأولى، بل هو الاتصاف بصفات ليست هي الثانية ولا الأولى، بل هي أمور أخرى، وهي كون الذات محدودة، فكون الذات محدودة فعلا هو السبب الحقيقي في جواز اتصاف الذات بالنزول والانتقال والمجيء والصعود. وهذه الصفات (ولنسمها بالصفات الثالثة، أو الصفات المتوسطة) هي علة الاتصاف بالصفات الثانية بالفعل.
هذا هو التحليل الصحيح لعبارة ابن تيمية، وهكذا يجب أن يكون الاستنتاج الطبيعي لا كما ذكره ابن تيمية.
فالواقع أن ابن تيمية قد أسقط السبب الحقيقي في الاتصاف بالصفات الثانية، وأوهم القارئ أن السبب الكافي للاتصاف بها إنما هو الاتصاف بالصفات الأولى، وليس الأمر كذلك. كما أوضحناه لك. فلا مدخلية لكون الذات موصوفة بالقدرة في كونها موصوفة بالانتقال والصعود والنزول. ولكن السبب الحقيقي لاتصافها بالنزول والصعود، هو اتصافها بالقدرة أولا، واتصافها بكونها محدودة ثانيا، أما مجرد الاتصاف بالقدرة والعلم والسمع والبصر، فلا مدخلية له في ذلك.
وهذه المقدمة المحذوفة من كلام ابن تيمية، هي في الحقيقة أصل النزاع بينه وبين معارضيه، ولذلك فقد أخفاها هنا في كلامه، وأوهم القراء أن لزوم الاتصاف بالصفات الثانية يكفي فيه الاتصاف بالصفات الأولى، وذلك لأن الصفات الأولى قد يقول بها المعارض، بل إن كثيرا من معارضي ابن تيمية يقولون باتصاف الله تعالى بها، وأما الصفات الثانية، فلا يقول بها إلا المجسمة الذين يسميهم ابن تيمية بأهل الإثبات. وهذا هو السبب الحقيقي في إهمال ابن تيمية ذكر العلة الحقيقية في الاتصاف بالصفات الثانية. فتأمل، وهذا هو بعض ما يطلق عليه أهل المنطق اسم المغالطة، وكثيرا ما يستعملها ابن تيمية في مناقشاته للخصوم.
وهذا الذي يفعله ابن تيمية من إهمال قيد في القضية، يعبر عنه أهل المنطق بإهمال توجيه القضية. وهو لا يجوز في البراهين. بل يستعمله الناس في السفسطة والمغالطات والجدليات، مما لا ينفع في الوصول إلى الحقيقة، وهي المقصودة أصالة في مجال البحث في العقائد. فتأمل.
وأما اتصاف الذات بكونها متصرفة في نفسها، فهذا ينبني كما أشرنا لك على كون الذات ممكنة قابلة للانفعال والتأثر، ولا ينبني على مجرد كون الذات قادرة عالمة سميعة بصيرة الخ. وهذه مغالطة أخرى في كلام ابن تيمية السابق. وتتم محاكمتها بنفس الأسلوب السابق. فتنبه.
النص الثاني: ونورد هذا النص هنا أيضا لأن له مدخلية ببيان حقيقة كلام ابن تيمية السابق، كما وضحناه أعلاه، فقد قال في الرد على أساس التقديس، في معرض الرد على الإمام الرازي:
"ويقول له الخصم: هب أنك تقول لا بد له إذا كان متحيزا من الحركة والسكون، فنحن نقول: إن كل قائم بنفسه لا يخلو عن الحركة والسكون، فإنه إما أن يكون منتقلا أو لا يكون منتقلا، فإن كان منتقلا فهو متحرك، وإلا فهو ساكن. والحركة الاختيارية للشيء كمال له كالحياة ونحوها، فإذا قدرنا ذاتين إحداهما تتحرك باختيارها والأخرى لا تتحرك أصلا، كانت الأولى أكمل."اهـ
لاحظ أن ابن تيمية هنا قد أوضح في كلامه، بأن السبب الحقيقي لكون الذات متصفة بالتحرك والانتقال إنما هو كونها متحيزة، لا كونها قادرة عالمة الخ، كما أوهم في النص السابق. فقد قال هنا:" هب أنك تقول لا بد له إذا كان متحيزا من الحركة والسكون"اهـ، فعلق الحركة على كونه متحيزا لا على كونه عالما .. الخ.
ثم تأمل في قوله أيضا:"فنحن نقول: إن كل قائم بنفسه لا يخلو عن الحركة والسكون"اهـ، فهو علق هنا كون الشيء متحركا أو ساكنا، على كونه قائما بنفسه، ومعلوم أنه ليس كل قائم بنفسه فهو متحيز، بل هذا هو أصل النزاع أصلا، وهو كل قائم بنفسه فهو متحيز؟ ابن تيمية يقول نعم، ونحن نقول لا. وبالتالي فابن تيمية يقول ما دام الله تعالى قائما بنفسه فهو متحيز، أي محدود، ونحن نقول الله تعالى قائم بنفسه وليس بمحدود.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/404)
وعلى قول ابن تيمية فإذا كان الله تعالى قائما بنفسه، فيلزم كونه محدودا، ويلزم على كونه محدودا أن يكون قابلا للاتصاف بالحركة والسكون، وحينذاك، فإما أن يتحرك بإرادته أو يتحرك لا بإرادته، أي يكون مضطرا في حركته، ومعلوم أن المتحرك بإرادته أكمل من المتحرك باضطرار. هذا هو الأسلوب الصحيح في التعبير عن مذهب وقول ابن تيمية، لا كما صوره هو!
ونحن نقول مع ابن تيمية: لو فرضنا أن الله تعالى محدود فعلا، لكان يلزم أن يكون قابلا للاتصاف بالحركة والسكون. ولكن لأن الله تعالى في الحقيقة ليس محدودا، فإنه يستحيل اتصافه لا بالحركة ولا بالسكون.
وتأمل قوله بعد ذلك:" والحركة الاختيارية للشيء كمال له كالحياة ونحوها"اهـ، فإنك تراه قد علق كون الحركة الاختيارية كمالا على مجرد كون الأمر شيئا، أي موجودا، وليس الأمر كذلك، بل الحركة الاختيارية تكون كمالا، لا لذلك فقط بل لكون الأمر موجودا، وكونه جسما، أي متحيزا، وفرق كبير بين كون الشيء جسما وبين كونه موجودا. فالصحيح أن تكون عبارة ابن تيمية السابقة كما يلي:
"والحركة الاختيارية للجسم كمال له كالحياة"اهـ لا كما قال. وأنت صرتَ الآن تعرف الفرق الكبير بين العبارتين. فإنك لا يمكن أن تقول بعبارة ابن تيمية إلا إذا كنت مجسما، أي إلا إذا كنت تعتقد أن كل شيء موجود فهو جسم، أي لا يمكن أن يكون الأمر موجودا وشيئا إلا إذا كان جسما، وعلى ذلك فهو يقول بأن الله تعالى جسم بالمعنى المنفي عند المتكلمين وسائر أهل السنة. فالوجود عنده مقيد بالأجسام. وأما إذا كنت تعتقد أنه يمكن أن يوجد موجود ليس بجسم، فإنك تعرف أن عبارته تلك خاطئة، وأن التعبير الصحيح عند ذاك، إنما هو ما اقترحناه عليك.
ثم تأمل بهد ذلك في قوله في نهاية كلامه:" فإذا قدرنا ذاتين إحداهما تتحرك باختيارها والأخرى لا تتحرك أصلا، كانت الأولى أكمل"اهـ، فأنت تعرف الآن أن التعبير الذي كان يجب أن يقوله ابن تيمية هو كالتالي:
"فإذا قدرنا جسمين أحدهما يتحرك باختياره، والثاني لا يتحرك أصلا، كان الأوَّلُ أكملَ."اهـ
هذه العبارة صحيحة، منطقيا، وصادقة واقعيا، وعقليا، وأما عبارة ابن تيمية فهي باطلة بالوجوه الثلاثة المذكورة. وذلك لإمكان وجود موجود ليس بجسم، ولذلك لا يقبل الحركة ولكنه في غاية الكمال وهو الله تعالى واجب الوجود.
مناقشة المخالفين لعلم المنطق
مما مضى نتبين مدى علاقة علم المنطق بغيره من العلوم خاصة علم الكلام وعلم الأصول، ومنه أيضا علم الفقه، وقد احتجنا إلى بيان تلك العلاقة، لأمرين
الأول: إثبات ذلك المعنى في نفسه.
الثاني: بيان غلط من توهم عدم وجود علاقة بين المنطق والعلوم الشرعية المذكورة، وغيرها.
وكما تبنى بعض العلماء مهمة إثبات العلاقة المذكورة، فإن بعضا من العلماء كتبوا في سبيل بيان عدم الحاجة إلى علم المنطق في أي علم من العلوم الشرعية، وبرروا هدفهم ذلك، إما بالاستغناء عن المنطق بمجرد الفطرة، أو بغلط مباحث علم المنطق في نفس الأمر.
ولو استعرضنا أسماء المؤيدين لعلم المنطق من حيث العدد والكيف أي درجة العلم والتمكن في سائر العلوم والمعارف، بأسماء المعارضين له بغض النظر عن أسبابهم التي دفعتهم إلى اتخاذ ذلك الموقف، لرأينا رجحان كفة المؤيدين للمنطق والقول بالحاجة إليه، وفائدته على الفريق الآخر، ولرأينا الفرق المعارض تتأرجح به العلل التي دفعت به إلى المعارضة ما بين باحث منصف له نظرات تتأمل المسألة في نفس الأمر، فإما أن يكون ما قاله مصيبا أو غلطا، وهذا لا بأس به ولا يبعثنا إلى مخالفته إلا ما يقوله مما يظهر لنا بطلانه، ومن يمثل هذا القسم قليلون.
وطائفة دفعها عدم علمها بحقيقة المنطق إلى معارضته ككثير من العلماء الذين كانوا متخصصين أصلا إما في الحديث أو في اللغة، أو حتى في مجرد الفقه والإفتاء، ولا تحقيق لهم في العلوم العقلية ومنها علم المنطق، فبعض هؤلاء دفعهم عدم علمهم واختلاط عدة أمور عندهم ككون أصل المنطق مأخوذا من الفلاسفة، واختلاط كتب المنطق أو أكثرها بالأمثله المخالفة للشريعة، أو اعتمادهم على كلمات من السلف الصالح من العلماء حملها هؤلاء على مطلق علم المنطق ولم يفرقوا بين أمر وأمر، وغير ذلك من الأسباب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/405)
وطائفة ثالثة ممن خالفوا أصلا أصول الحق في علم التوحيد، كالمجسمة والتجريبيين النافين لوجود الله تعالى، وكالماديين بمختلف أصنافهم ومنهم الماديون الجدليون، هؤلاء دفعهم إلى محاولة نقض المنطق كونه بما يحتوي عليه من قواعد كلية، تقوم عليه أصول التوحيد الصحيحة التي يخالفها جميع هؤلاء، أي إن هذه الطائفة لما رأت المنطق هو السلاح الذي يعتمد عليه أهل الحق القائلون بالعقائد الصحيحة، حاولوا نفي ونقض هذه الآلة الفكرية بمختلف الأساليب والطرق، لنزع أهم سلاح من بين أيدي القائلين بالعقائد الصحيحة.
ولما كان ابن تيمية من بين أهم الأسماء اللامعة في هذا الزمان، وقد شاع فكره الخاص بين كثير من العامة والخاصة، حتى رأينا بعض العلمانيين يستندون إلى أفكاره، ورأينا كذلك بعض المخالفين لأصول الإسلام يستندون إلى ما قاله لتبرير كلامهم وتمريره بين الناس. فصار الاحتجاج بكلام ابن تيمية في هذا العصر يشابه –عندهم- الاحتجاج بالكتاب والسنة، وكلما زاد الكاتب من الاستشهاد بعبارات ابن تيمية ومقاطع من كلامه، ازداد حظه من هذه الحياة الدنيا المادية، وقرَّب بهذا الأسلوب ارتفاعَ اسمه بين أقرانه. فالعلاقة حالياً أوشكت أن تكون طردية كليا بين موافقة ابن تيمية والدعوة إلى آرائه وبين ازدياد الكسب المادي.
ولكننا لا نلتفت إلى مثل هذه العوارض الزائلة، التي لا تدل على حقائق الأمور، ولا تستهوي إلا نوعا معينا من الناس، فمهما كان الاسم كبيرا وصاحبا معظما فإننا لا نرى هذا مانعا من الإشارة بوضوح إلى مخالفته للحق في نفس الأمر، بمختلف الأدلة والإشارات. ولا يثنينا عن هذا الطريق ما قد نواجهه من عَنَتٍ.
ولذلك، ولكون ابن تيمية من أشهر من كتب في الرد على المنطق، فله في ذلك الكتابات المختصرة والمطولة، فإننا أحببنا أن نركز زيادة تركيز على نقض أهم الأدلة والاحتجاجات التي اعتمد عليها في الرد على المنطق. ولن نقتصر على ما قاله ابن تيمية، بل سنضيف إليه كلام بعض الآخرين الذين اشتركوا مع ابن تيمية في محاولته نقض المنطق، وإن اختلفوا معه في أهدافهم ودوافعهم إلى ذلك، بحسب ما أشرنا إليه سابقا.
وسوف نخصص الكلام هنا على ذكر الجهات التي ناقض فيها ابن تيمية وغيره علمَ المنطق، ونذكر الرد عليها بشكل مجمل وذلك لأن للتفصيل محلا آخر.
ونذكر أيضا الأسباب الحقيقية التي دفعت ابن تيمية إلى الرد على علم المنطق، مستأنسين في ذلك كله بأدلة كافيةٍ للمنصف.
ولهذا فسوف نخصص فصلا خاصا لمناقشة ابن تيمية، ونتبعه بفصول أخرى لمناقشة بعض من تكلم في هذا الأمر من العلماء المتقدمين.
وبعد أن ننتهي من معارضة ابن تيمية وبيان ضعف أدلته، وتقريراته، سوف نتوجه إلى مناقشة بعض العلماء الآخرين الذين اشتهر عنهم معارضة المنطق، ورفضه، لنتعرف إلى أدلتهم ونزنَ أقوالهم بالموازين الصحيحة، ومنهم الإمام السيوطي، فسوف نناقشه في كتابه "صون المنطق"، ومن ثَمَّ فسوف نتناول بالنقد أهم الآراء التي نقلها عن المتقدمين من العلماء، ونبين ما فيها من وجهة نظرنا، وهذا الفصل يؤلف قسما مهما من كتابنا. وأخيرا نختم الكتاب بفصل خاص نورد فيه بعض أهم الفتاوى التي تكلم فيها العلماء المتقدمون عن علم المنطق، ونبين ما فيها من مقبول ومردود.
الفصل الأول
موقف ابن تيمية الإجمالي من علم المنطق
نستطيع أن نلخص موقف ابن تيمية من علم المنطق بإيراد النص التالي من كلامه، فقد قال:
"أما كتب المنطق فتلك لا تشتمل على علم يؤمر به شرعا، وإن كان قد أدى اجتهاد بعض الناس إلى أنه فرض على الكفاية، وقال بعض الناس إن العلوم لا تقوم إلا به، كما ذكر ذلك أبو حامد، فهذا غلط عظيم عقلا وشرعا.
أما عقلا فإن جميع عقلاء بني آدم من جميع أصناف المتكلمين في العلم حرروا علومهم بدون المنطق اليوناني، وأما شرعا فإنه من المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام أن الله لم يوجب تعلم هذا المنطق اليوناني على أهل العلم والإيمان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/406)
وأما هو في نفسه فبعضه حق وبعضه باطل، والحق الذي فيه كثير منه أو أكثره لا يحتاج إليه، والقدر الذي يحتاج إليه منه فأكثر الفطر السليمة تستقل به، والبليد لا ينتفع به والذكي لا يحتاج إليه، ومضرته على من لم يكن خبيرا بعلوم الأنبياء أكثر من نفعه، فإن فيه من القواعد السلبية الفاسدة ما راجت على كثير من الفضلاء وكانت سببا لنفاقهم وفساد علومهم. وقول من قال إنه كله حق كلام باطل، بل في كلامهم في الحد والصفات الذاتية والعرضية وأقسام القياس والبرهان ومواده من الفساد ما قد بينَّاه في غير هذا الموضع. وقد بين ذلك علماء المسلمين." اهـ
تحليل عبارته
هذا هو موقف ابن تيمية من علم المنطق لخصه لنا بعبارته، وسوف نحلل عباراته تحليلا نقديا ليتميز مدى ما فيها من مطابقة للصواب.
أولا: لا تشتمل كتب المنطق على علم يؤمر به شرعا
يدعي ابن تيمية أن كتب علم المنطق لا تشتمل على علم يؤمر به شرعا، وسياق كلامه يدل على العموم، ونحن نعلم أن الشريعة تأمر بكل ما فيه فائدة ومصلحة للإنسان، إما في عقيدته أو في أعماله. وإذا فرضنا أن علم المنطق لا يشتمل على علم من شأنه أن يكون مأمورا به في الشريعة مطلقا، فمعنى ذلك أنه لا يوجد في علم المنطق أمر من الأمور التي يمكن أن تكون مفيدة للناس في دنياهم وآخرتهم. وهذه النتيجة هي المفهوم من عبارته، ولكنها باطلة للوجوه التالية.
وجوه بطلان قوله
1 - نصه على صورة القياس: أن ابن تيمية نفسه قال: "أما البرهان فصورته صورة صحيحة، وإذا كانت موادُّه صحيحة، فلا ريب أنه يفيد علما"اهـ، فهو هنا ينص بصراحة على أن صورة القياس المذكورة في علم المنطق صحيحة مطلقا، وأنها إن صحت موادها فلا ريب أن القياس يفيد علما صحيحا، ومعلوم في العقل والشريعة أن ما كان طريقا إلى العلم الصحيح فهو مأمور به شرعا، أو أنه مشروع، فلا يجوز أن يقال إن بعض الطرق الصحيحة المؤدية للعلم غير مأمور بها في الشريعة أو أنها غير مشروعة.
فالحاصل أن ابن تيمية تناقَضَ هنا. والحقيقة أن كون صورة القياس صحيحة مطلقا هو أمر اتفق عليه سائر العقلاء ولذلك فقد اتفقوا على القول بها والحض على تعليمها للاستفادة منها، وإنما جئنا بعبارة ابن تيمية هنا لأن غرضنا هو بيان فساد مقدماته التي جاء بها للاعتراض على علم المنطق من نفس كلامه.
يبقى هنا شيء، وهو أن ابن تيمية اعترض على حصر المناطقة لمواد البرهان بالمواد التي نصوا عليها، وهذا الأمر سوف نناقشه لاحقا، ولكن من المعلوم أنه إن اعترض على جهة من جهات المنطق وأقر بصحة جهة أخرى منه، فإنه لا يجوز له القول بأن علم المنطق لا يحتوي على علم يؤمر به في الشريعة.
2 - اعترافه بصحة أغلب ما أثبته المناطقة: إن ابن تيمية نفسه قد قال: أثناء بيانه لفساد علم المنطق وكتب المناطقة:" فهذا موضع ينبغي للمؤمن أن يتيقنه ويعلم أن هؤلاء القوم وغيرهم إنما ضلوا غالبا من جهة ما نفوه وكذبوا به، لا من جهة ما أثبتوه وعلموه."اهـ
إذن فإن ابن تيمية يقرُّ بأن المذكور في كتب علم المنطق أمرانِ، الأول ما أثبته المناطقة وقرروه، والثاني ما نفوه. وهو يعترف بصحة أغلب ما أثبتوه، ولكنه يخالفهم ويدعي غلطهم في ما نفوه، إذن بعض المذكور في كتب المنطق صحيح وبعضها غلط عنده، فإذا كان الأمر كذلك فكيف تأتَّى له أن يقول: إن كتب المنطق لا تشتمل على علم يؤمر به شرعا، ونحن نعلم أن طرق العلم الصحيحة قد أمرنا بها شرعا؟!
3 - اعترافه بأن بعضه حق: إن ابن تيمية قد عارض نفسه في نفس الفقرة المنقولة عند قوله:"وأما هو في نفسه فبعضه حق وبعضه باطل".
ثانيا: اعتراضه على الإمام الغزالي بأن المنطق أساس العلوم
اعترض ابن تيمية على الإمام الغزالي في قوله بأن علم المنطق هو أساس العلوم، وادعى بطلان ذلك بالعقل والشرع، ومع أننا قد تكلمنا على فائدة علم المنطق في القسم الأول من هذا الكتاب، إلا أننا سوف نبين فيما يلي كيفية استدلاله العقلي على ذلك، ونبطله، ثم نبين جهة استدلاله بالشريعة وننقض استدلاله أيضاً.
أ- استدلال ابن تيمية بالعقل على بطلان كلام الغزالي:
حاصل هذا الاستدلال: الادعاء بأن جميع العقلاء قد حرروا علومهم بدون المنطق اليوناني، ويترتب على ذلك –إن صحَّ- عدم الحاجة بالفعل إلى المنطق.
بيان بطلان ادعائه
هذا الادعاء غلط، وبيان ذلك من وجوه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/407)
الوجه الأول: أن أرسطو من العقلاء، وهو قد حرر علومه بناءا على المنطق الذي أسَّسه.
الوجه الثاني: أن ابن تيمية قد اعترف في نفس كتبه بأن كثيرا من المتكلمين قد تأثروا بالمنطق اليوناني وحرروا كتبهم بناءا عليه، مثل الأبهري والرازي والكاتبي والآمدي وغيرهم، وإلا فلم اهتم ابن تيمية كثيرا بالرد على علم المنطق ولم اهتم أيضا ببيان الأغلاط التي قد يقع فيها من يعتمد عليه؟ فإن لم يكن ثَمَّة مَنْ حرر علومه بناءا على هذا المنطق، فما الداعي لهذا الردِّ؟!
الوجه الثالث: معلوم أن كثيرا من الفلاسفة كابن سينا والفارابي وابن مّلْكا قد حرروا علومهم وفلسفاتهم بناءا على المنطق.
الوجه الرابع: إن ابن تيمية قد ادعى أن بعض الناس قال: "إن كل المنطق حق"، فإذا صح نقله، فإنه يثبت أن هؤلاء قد اعتمدوا على المنطق في تحرير كتبهم لاستحالة العدول عن كل الحق في تأليف وتحرير العلوم عند من يعتقد بذلك عادة.
وإذا قصد ابن تيمية أن العقلاء لم يدرسوا نفس كتب المنطق التي كتبها اليونان ومع ذلك فإنهم قد حرروا علومهم، فليعلم أن كلامنا ليس على نفس الكتب كما سبق الإشارة إلى ذلك، بل كلامنا إنما هو منصبٌّ على القواعد المنطقية سواء ذكرت في الكتب أم لم تذكر فيها، ومعلوم أنَّ الإسلاميين قد أكثروا من كتابة الكتب المنطقية أيضا، ومعلوم بالضرورة اعتماد كبير من الناس على هذه الكتب في تحرير العلوم، وقد لا نحتاج نحن في هذا العصر بل حتى في زمان ابن تيمية نفسه إلى قراءة نفس كتب اليونان للاطلاع على قواعد المنطق اكتفاءا منا بقراءة الكتب التي حررها علماء المسلمين في ذلك. ولذلك فإننا يمكننا تحرير ومناقشة علوم غيرنا بناءا على نفس قواعد المنطق ومن دون الحاجة إلى قراءة نفس كتب اليونان.
وإذا قصد أن جميع العقلاء قد استغنوا عن جميع القواعد المنطقية التي يذكرها العلماء في كتبهم، ومع ذلك فقد حرروا علومهم، فإن كلامه باطل بالضرورة، وذلك بالالتفات إلى إقراره السابق بأن بعض المذكور في كتب المنطق هو الصحيح تماما، وللعلم بأن صورة القياس من الشكل الأول لا يستغني عنه واحد من الناس مطلقا، وكذلك مواد القضايا التي فيها الحواس والأخبار والتجربة وغير ذلك، فإن ذلك كله وسائل للعلم استخدمها العقلاء جميعا.
فالحاصل من ذلك كله أن ادعاء ابن تيمية بأن جميع عقلاء بني آدم قد حرروا علومهم بدون المنطق اليوناني باطل تماما.
ب- استدلال ابن تيمية الشرعي على موقفه من علم المنطق بأن الله تعالى لم يوجب تعلم هذا المنطق اليوناني على أهل العلم والإيمان.
فهو عبارة عن مغالطة لم يكن ابن تيمية ليستطيع كتابتها لولا اعتماده على القوانين المغالطية التي ذكرها المناطقة وحذروا منها. وبيان ذلك من وجوه
الوجه الأول: إذا قصد ابن تيمية أنَّ الله لما لم ينصَّ نصَّاً على وجوب تعلم المنطق اليوناني، فهو إذن حرام وتعلمه باطل لعدم وجود هذا النصِّ.
فكلام ابن تيمية على ذلك يكون باطلا تماما، لأنه من المعلوم كما سبق بيانه أن الخلاف ليس هو على قراءة نفس كتب اليونان أو كلامهم، بل هو في إفادة القواعد المذكورة في كتب علم المنطق سواءا وجدت هذه القواعد في كلام اليونان أو في كلام غيرهم. وذلك أنه لا يجوز القول بحرمة الشيء أو بعدم شرعيته لمجرد عدم وجود نص على وجوبه باسمه وشخصه وعينه، لأن كونه مشروعا يمكن أن يؤخذ من عموم الأدلة أو من مطلقها أو بالقياس إلى مثيلها، ولا يلزم وجود النص التفصيلي لذلك.
الوجه الثاني: إذا كان ابن تيمية لا يقول بوجوب أو شرعية تعلم أمر ما إلا إذا نصَّتِ الشريعة نصا على ذلك باسمه ورسمه فهو كلام باطل تماما، لأن ذلك يلزم منه تعطيل أوامر الشريعة وعموماتها وإبطال القياس. فحاصل استدلال ابن تيمية على هذا الوجه أنه يقول: لا أقول بشرعية تعلم المنطق اليوناني إلا إذا ورد نص في الشريعة الإسلامية يقول:"إن تعلم المنطق اليوناني مشروع"، ولكن ما دام لا يوجد نص كذلك في الشريعة، إذن فإن تعلم المنطق اليوناني هو أمر غير مشروع. وهذا الكلام باطل لما علم من أن الكلام دائر لا على اسم المنطق وكونه منسوبا إلى اليونان أو إلى غيرهم، بل يُنظَرُ في المسألة من حيث هل هذه القواعد المذكورة في كتب علم المنطق مفيدة أو لا؟ وسواء بعد ذلك أكان العلم مكتشفا كفنٍّ مرتب ومكتوب في الكتب المنسوبة إلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/408)
اليونان أو إلى غيرهم.
الوجه الثالث: كلام ابن تيمية مغالطة لقوله: "إن الله لم يوجب تعلم هذا المنطق اليوناني .. الخ"، فعلق كلامه على أمر مُشَخَّصٍ بقوله "هذا المنطق اليوناني" أي إنه اعتبر أن الشريعة لما لم تأمر بتعلم هذا العلم من حيث كونه يونانيا، إذن فهي لم تأمر به مطلقا، وهذه مغالطة مكشوفة.
فإن أحدا من العلماء لم يدَّعِ أن المنطق قد أمرت الشريعة به لأنه منطق يوناني أي منسوب إلى اليونان، بل قائل هذا كاذب ومفترٍ على الشريعة، ولا أعلم أحدا من الناس قد ادعى ذلك. ولذلك فإن ادعاء ابن تيمية نفي ذلك يوهم بوجود من قال به، وهذا افتراء على الناس وغلط محض.
بل الخلاف كما سبق ذكره هو هل تعلم هذه القواعد المنطقية مشروعٌ أو غير مشروع. وحاصل الجواب إنما يتم بالقول: إذا كانت هذه القواعد صحيحة فتعلمها مشروع، وإلا فغير مشروع. هذا هو ملخص المسألة وكيف يجب أن تبحث، أما إدخال حيثيات وجهاتٍ فيها –ككونه يونانيا- وهي غير داخلة فيها أصلا فهو سفسطة محضة ومغالطة صريحة.
الوجه الرابع: إذا كان ابن تيمية يوافقنا –على الأقل- في أن بعض القواعد المذكورة في المنطق صحيحة وتؤدي إلى العلم الصحيح فلا يجوز له أن يخالفنا في أن تعلم هذه القواعد على الأقل أمر مشروع، لأن هذا يكون مخالفة لنفس الشريعة. وظاهر كلامه أنه لا يوجد شيء صحيح تأمر به الشريعة في علم المنطق.
فمن ذلك يتبين أن كلام ابن تيمية غير صحيح على إطلاقه.
ثالثا- المنطق بعضه صحيح وبعضه باطل
يقول ابن تيمية إن المنطق في نفسه بعضه صحيح وبعضه باطل. ومعنى الأمر في نفسه هو الماهية والحقيقة التي بها هو هو، وحقيقة المنطق هي مجموعة القواعد والقوانين التي إذا اتبعها الإنسان في تفكيره فإنه يجتنب الخطأ. هذا هو معنى المنطق في نفسه. وإذا كان هذا هو معناه في نفسه، فلا يجوز أن يقال مطلقا إن بعضه صحيح وبعضه باطل في نفسه، بل ما كان كذلك في نفسه فهو صحيح مطلقا، وهو مطابق للشريعة مطلقا، وهو مشروع مطلقا.
هذا عن المنطق في نفسه، أما المنطق باعتباره مجموعة قواعد مدونة في الكتب، أو إذا كان الكلام عن كتاب معين من كتب المنطق، فلا نستطيع القول مطلقا إن كل ما فيه صحيح، بل يمكن أن يوجد فيه بعض الأغلاط. ولكن هذا المستوى من المعنى -أي كتب المنطق- لا يقال عليه "المنطق في نفسه"، كما لو قلتَ الإسلام في نفسه فهو حقٌّ مطلقا، فكلامك صحيح مطلقا، أما إذا كتب العلماء عن الإسلام كتبا فلا نستطيع الجزم بأن جميع ما يكتبونه فهو صحيح لأنه ربما لا يعبر عن الإسلام كما هو في نفس الأمر.
إذن لا يجوز إطلاق القول بأن المنطق في نفسه بعضه باطل وبعضه حقٌّ.
رابعا- الباطل مما في كتب المنطق
لقد حدد ابن تيمية الباطل مما في كتب المنطق من قواعد بأنه يكاد ينحصر في النفي، فما أثبته المناطقة فأغلبه صحيح ثابت، ولكن بعض ما نفوه فهو باطل، هذا هو حقيقة ما يقول به ابن تيمية، كما سبق الإشارة إليه.
ولكنه هنا يقول إن "أكثر أو كثير من الحق الذي في المنطق لا يُحتاج إليه"، وهذا القول غير مسلَّمٍ على إطلاقه هكذا، فإذا قصد أن أكثر الناس ومنهم العوام في العلوم لا يحتاجون إلى أغلب تفصيلات المنطق، فربما يسلم له، ولكن إذا قصد أن أكثر الناس لا يحتاجون إلى أغلب كليات المنطق فهو باطل. وإذا قصد أن أكثر الناس لا يحتاجون المنطق في أكثر الأوقات، فهذا القول يحتاج إلى تفصيل كما سبق. فالمتخصصون في العلوم العقلية يحتاجونه دائما، ويحتاجون إلى تفاصيله، وأما غيرهم من العوام فربما لا يحتاجون إلا إلى بعض كلياته، بل ربما لو تفحصنا حقيقة الواقع، فربما ينتج عندنا إن العوام أيضا يستعملون القواعد المنطقية في أغلب الأوقات، ومن دون دراستهم لها في الكتب.
خامسا- البليد لا ينتفع به والذكي لا يحتاج إليه
قوله "والقدر الذي يحتاج إليه منه فأكثر الفطر السليمة تستقل به، والبليد لا ينتفع به، والذكي لا يحتاج إليه" فهو كلام يحتوي على مغالطة، ثم بعد ذلك لا يسلَّمُ له.
أما المغالطة فبيانها كما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/409)
المقصود من المنطق في الحقيقة هو تلك القواعد التي يتبعها الإنسان العاقل السليم الخلقة والصائب في التفكير إذا فكر وأثناء تفكيره. فقد حاول العلماء أن يستقرئوا هذه القواعد ويحددوها، ويستنبطوا ما أمكن من الطرق ثم يدونوها في كتب لكي يسهل على الناس تعلمها والانتباه إليها، فإذا كان هذا هو ما يقصده ابن تيمية بقوله "فأكثر الفطر السليمة تستقل به"، فإن كان يقصد بهذه العبارة: إن هذه القواعد موجودة في الفطرة السليمة، فإن قوله مغالطة، لأن ما تستقل به هذه الفطر السليمة هو حقيقة المنطق محل الكلام، وليس أمرا آخر غير المنطق، فكيف يقول ابن تيمية بعد ذلك إن الفِطَرَ تستقل به، فهل يستقل بالشيء عن عين الشيء؟!
فإذا قيل إنه يقصد إن الفطر السليمة تستقل عن تعلم المنطق من الكتب، يقال: إن القواعد المكتوبة في الكتب لا يقال إنها المنطق في نفسه كما سبق ذكره، ولكنها كتابة للمنطق وتعبير عن المنطق، بل المنطق في نفسه هو عين تلك القواعد التي يستخدمها الإنسان أثناء تفكيره لا بقيد وجودها في كتب أو في حافظة الإنسان، فكيف يجوز له أن يقول إن الفطر السليمة تستقل به؟!
فهذا هو بيان المغالطة.
وأما إن قصد إن الفطرة لا تعتمد في تفكيرها على أي من هذه القواعد المذكورة في كتب علم المنطق، فإن جماهير العقلاء يناقضونه في هذا القول.
وأما قوله:"إن البليد لا ينتفع به، والذكي لا يحتاج إليه" فهو غير مسلم، فإن البليد إذا زاول الأمر وكرره على نفسه فإنه يترسخ فيه ويستحضره وينتفع به، وهذا هو المسمى بالعقل المكتسب عند العلماء أو الذكاء المكتسب، فإذا كنا نقول بحقية تلك القواعد في نفس الأمر، فلا يجوز أن يقال إن البليد لا ينتفع بها إذا تعلمها.
وكذلك لا يجوز أن يقال إن الذكي يستغني عنها، فإن هذا القول يستلزم أن الذكي لا يخطئ أبداً، ولكن لا يوجد ذكي واحد لم يقع في خطأ فضلا عن أخطاء عديدة، بل لا يوجد إنسان معصوم عن الخطأ غير الأنبياء وهؤلاء إنما عصموا بعصمة الله تعالى لهم، فإذا سلمنا أنه لا ذكي إلا ويخطئ، فكيف يمكن دلالة هذا الذكيِّ على خطئه أو تعرفه إليه إلا من خلال اتباع قواعد عامة يفحص بها الذكي معاني ما يقوله ويفكر فيه ويحاكم بها تفكيره بعين القواعد المأخوذة من عقله السليم. وهذه القواعد هي بعينها المنطق.
فيلزم إذن احتياج الذكي والبليد إلى علم المنطق، وبالأولى ما بينهما من طبقات من الناس. ويبطل كلام ابن تيمية.
بل عدم احتياج الذكي إلى تلك القواعد يستلزم عدم احتياجه إلى لوازم فطرته على حدِّ قول ابن تيمية أو إلى ما هو جزء منها، بل القول بذلك يستلزم القول بعدم احتياج الذكي إلى قواعد مطلقا وهو غير صحيح.
سادسا– المفاسد ناتجة عن المنطق
أما ادعاء ابن تيمية بأن المفاسد ناتجة عن المنطق فهو غير صحيح، بل المفاسد يمكن أن يقع فيها الواحد لا لمجرد التزامه بدراسة علم المنطق بل إن كثيرا من المفاسد وقعت ممن هم أكثر الناس قربا إلى علم الحديث، فقد كثر فيهم التجسيم والعقائد الفاسدة، ولا يقال إن سبب وقوعهم في هذه المفاسد إنما هو التزامهم بالحديث، بل هو سوء تفكيرهم وسذاجة تدبرهم لمعانيه. وكذلك إذا وقعت مفسدة ممن هم متخصصون بعلم المنطق فلا يقال إن علمهم بالمنطق هو سبب هذه المفسدة، بل سببها هو سوء تدبرهم وتعقلهم أي ممارستهم لنفس هذه القواعد.
سابعا– ادعى البعض أنه كله كلام حق
وأما قوله إن البعض ادعى أنه كله كلام حقٌّ، فإذا قصد هذا القائل ما قلناه عن المنطق في نفسه فهو صحيح، وحاصل قوله عندئذ: إن كل ما هو قاعدة صحيحة للتفكير فهو حق، أي إن كل ما هو قاعدة إذا التزم بها الإنسان في تفكيره تعصمه عن الخطأ فهذه القاعدة صحيحة وحقٌّ، فيكون كلامه صحيحا.
أما لو قصد أن كل ما كتبه المناطقة في كتب المنطق صحيحٌ، فهذا الكلام باطل، وأنا لم أعرف حتى الآن واحدا قال بهذا المعنى. وابن تيمية في رده على من يقول بذلك يفهم من كلامه أنه يوجد من قال بذلك، وعليه أن يبين لنا هو أو أحد أتباعه من هو القائل، أو يصبح كلامه مجرد ادعاء لا دليل عليه.
هذا كان تحليلا سريعا ومختصرا لكلام ابن تيمية الذي يُجْمِلُ فيه رأيَه في علم المنطق، بَيَّنَّا نحن أن كلامه غير منطقي مطلقا وغير صحيح.(65/410)
المرجو التعليق لماذا اعتنق المغاربة العقيدة الأشعرية؟
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 08:46 م]ـ
لماذا اعتنق المغاربة العقيدة الأشعرية؟
إن التزام أهل الغرب الإسلامي، وخصوصا أهل المغرب، بالمذهب الأشعري له أكثر من دلالة في سياقه الحضاري والتاريخي. ذلك أن العقيدة الأشعرية في تراث هذه البقعة الجغرافية كانت مقوما من مقوماته الفكرية.
وقد عبر عبد الواحد بن عاشر (ت 1040هـ) عن هذا المعنى في منظومته المرشد المعين بقوله:
في عقد الأشعري وفقه مالك ... وفي طريقة الجنيد السالك
فظلت عقيدة أهل الغرب الإسلامي عقيدة أشعرية، مما يعني أن دخول هذا المذهب لهذه المنطقة لم يكن حدثا عابرا، وإنما تميز بكونه عرف تأصيلا وترسيما وتطورا امتد من القرن الخامس الهجري إلى يومنا هذا.
ولعل الإشكال المركزي الذي يطرح نفسه في هذا المقام، هو عن طبيعة المناخ العام لاعتناق أهل المغرب للعقيدة الأشعرية، وصيرورة تشكل هذا المذهب في التربة المغربية، ومكمن السر في تشبث المغاربة بهذا المذهب إلى يومنا هذا؟ ثم ما هي نقط القوة في هذا المذهب الذي منحته القدرة على التكيف والاستمرارية؟
أسئلة كثيرة يمكن أن تطرح في هذا الصدد، ومع أننا لا نزعم امتلاك أجوبة نهائية لها، فإننا سنحاول أن نثير مجموعة من القضايا علها تساعدنا في كشف النقاب عن مكمن هذا السر ومصدر هذه القوة. وكذا مراحل تطوره فيها. وهو ما لم تستطع جل الأدبيات الفكرية المعاصرة التي اهتمت بهذا الموضوع أن تجيب عليه.
ومما لا شك فيه، أن تتبعنا لمختلف الأطوار التاريخية التي مر بها هذا الفكر في هذه المنطقة بالذات سيكشف لنا الآليات والميكانيزمات التي كانت تحركه، وأوجه تميزه واستقلاليته عن المدرسة الأشعرية في المشرق، مما يكشف طبيعة العلاقة الجدلية القائمة بين هذا الفكر وخصوصية الواقع المغربي المميز، وملابساته التاريخية والاجتماعية والسياسية التي عرفها. سيما وأن الفكر الأشعري المغربي قد عرف قفزة نوعية، سواء من حيث تطوره التاريخي، أو من حيث مضامينه وثوابته، أو منهجيته.
*- اتصال المغاربة المالكيين بنظرائهم الأشاعرة في المشرق
فقد كان مجموعة من كبار المفكرين بالأندلس والمغرب، وتونس يتجهون في بداية حياتهم العلمية إلى المشرق فيتلقون دراستهم الفقهية والعقدية على كبار الأشاعرة هناك، وعند عودتهم إلى بلدانهم يعودون مقتنعين أشد ما يكون الاقتناع بهذا المذهب وبضرورة نشره وتعميمه بين الناس.
*- تبني الدولة الموحدية المذهب الأشعري مذهبا رسميا للدولة
إذ سعت الدولة الموحدية إلى محاربة الاتجاه السلفي العقدي، وترسيم المذهب الأشعري كمذهب رسمي للدولة
*-الأشعرية والفرقة الناجية
اعتقاد المغاربة بأن العقيدة الأشعرية، هي الفرقة الناجية الواردة في حديث "افترقت بنو إسرائيل على ثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين، فرقة ناجية، وثنتين وسبعين في النار" (1)، وذلك لاعتبارات عديدة منها: أن العقيدة الأشعرية تتميز بالوسطية والشمولية، و مراعاة لذلك الأثر الوارد في حق المغرب " لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق" (2) ..
*- خصائص العقيدة الأشعرية بالمغرب
إن العقيدة الأشعرية تتميز بشموليتها ووسطيتها وتوفيقيتها .. وقد أقر العلماء بالمجهود الكبير الذي قام به أبو الحسن الأشعري، في إعادة أسس العقيدة السنية السلفية إلى أصلها الصحيح، وقواعدها الإيمانية السليمة، ثم قرروا جميعا أن العقيدة الأشعرية، هي نفسها عقيدة "أهل السنة والجماعة" واستمر الأمر على ذلك إلى يومنا هذا.
أي أن الفكر الأشعري في الغرب الإسلامي عموما، وفي المغرب الأقصى خصوصا، هو طبق الأصل لصاحب المذهب وهو أبو الحسن الأشعري .. الأمر الذي يفيد من جهة أخرى أن أشعرية المغاربة لم تتأثر بالاتجاهات الأشعرية في المشرق، مثل الاتجاه الجويني والباقلاني والغزالي .. بل هي أشعرية اعتدالية سنية سلفية محافظة خلافا لما يلاحظ في بعض الأقطار.
*- الوحدة السياسية للمنطقة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/411)
منذ انفصال المغرب عن الخلافة العباسية سياسيا سنة (172هـ/ ق 8م)، ظلت سمة الوحدة السياسية - وقد تكلم كثيرون على هذه الوحدة (3) التي طبعت الجو السياسي العام بالمغرب .. وقد اكتملت هذه الوحدة زمن الموحدين بعد الجهد الكبير الذي بذله الأدارسة والمرابطون قبلهم. هذه الوحدة السياسية منحت المنطقة وحدة مذهبية وعقائدية وسلوكية .. وبذلك تميزت المنطقة بطابع الوحدة والاتحاد والاستقلال ترابيا وسياسيا واجتماعيا بحكم طبائعها وتقاليدها وتراثها ..
*- بعد المنطقة عن بؤرة التوتر
إن منطقة الغرب الإسلامي تتقاسم المسؤولية المشتركة مع الشرق الإسلامي للمحافظ على التراث الإسلامي والهوية الإسلامية .. إلا أنها وبحكم بعدها عن الشرق جغرافيا، فهي أقل تأثرا بمظاهر تلك التيارات الإلحادية والصراعات الأيديولوجية. أي أن منطقة الغرب كانت في مأمن أكبر من الفتن.
*- المزاوجة بين الفكر والسياسة
إن المغاربة المتكلمون زاوجوا في تنظيراتهم بين السياسة/الدولة وعلم الكلام، في حين اكتفى المتكلون المشارقة بتسويغ أو تسفيه هذه السياسة أو تلك. وهذا لا يعني أن هؤلاء كان علم الكلام لديهم وسيلة لتحقيق مآربهم السياسية ..
*- تمسك المغاربة بالمذهب المالكي
كان لدخول المذهب المالكي إلى المغرب أثر قوي في دعم عقيدة أهل السنة. فقد كان للإمام مالك موقف كلامي عقدي ديني، خالف به أقوال المذاهب المنحرفة، وكان من الأسس التي بنى عليها الأشاعرة مذاهبهم.
ولذلك آزر المالكية المذهب الأشعري وانتموا إليه، فكان هو مذهبهم العقدي إلى جانب فقه مالك وتصوف الجنيد، وهكذا ارتبط العقدي بالفقهي والصوفي في تفكير المغاربة.
*- تصحيح لحن العامة في علم الكلام وتطور العقيدة الأشعرية
لما كان علم الكلام الأشعري قد عرف بالمغرب طابع تعميمه على مجموع شرائح المجتمع، بما في ذلك عامة الناس وبادئ الرأي فيهم، فأضحى وكأن هناك مجالين معرفيّين: مجال تنتظم فيه الثقافة العقدية انتظاما يتلقاه المتعلمون داخل حقل تعليمي مضبوط ومنظم. والثاني يشكل الثقافة التلقائية، المتداولة في الكلام الشفوي. فبرزت ظاهرة خاصة بالثقافة الأشعرية في الغرب الإسلامي، وهي ظاهرة تنقية الثقافة الشفوية من رواسب العقائد الأخرى المعتزلية، والشيعية، والخارجية .. مما جعل هذه العقيدة تحافظ على استقلاليتها وتميزها ..
*- إنزال علم الكلام إلى العامة
ثم إن هناك خاصية في الفكر المغربي تمثلت في إنزال علم الكلام إلى العامة، اضطرت –هذه الخاصية- المفكرين تباعا إلى تبسيط مضامينه واختصارها، حتى يسهل على الناس تناولها والاقتراب منها، وحتى لا يسبب أي شيء فيها داعيا لنفورهم منها وبعدهم عنها. لذلك لم تختلط مباحث هذا العلم بمباحث الفلسفة والمنطق كما فعل متأخرو الأشاعرة في المشرق. بل ظل عندهم مبحث العقائد مبحثا مبسطا.
*- جامع القرويين ودعمها للعقيدة الأشعرية
وقد كان لجامع القرويين فضل كبير في نشر العقيدة الأشعرية واستمرار وجودها بالمغرب، إذ كانت محل عناية شيوخه الذين كانوا يقومون على تدريسها ويؤلفون في شرحها وتحليلها إلى عهد قريب ..
هكذا حافظ المغاربة على هذا الفكر السني السلفي التوفيقي المعتدل، دون مبالغة في الخوض العقدي، ودون تعمق في تأويل الصفات، ولكنهم في نفس الوقت لا ينكرون وظيفة العقل ولا يرفضون العقلنة السليمة والمعتدلة.
الهوامش:
(1) - أخرجه الدارمي وابن ماجة في سننهما. وذكر أهل الحديث أن أسانيد هذا الحديث تتراوح بين الصحة والحسن والضعف.
(2) - رواه بهذه الصيغة أبو نعيم في الحلية، وعلق عليه: "هذا حديث مشهور"، وذكره السيوطي في الدر المنثور.
(3) -ابن خلدون في العبر. الإدريسي في نزهة المشتاق. ابن أبي زرع في روض القرطاس. الطبري في تاريخ الأمم والملوك. اليعقوبي في المسالك والممالك. المقري في نفح الطيب. ابن عذارى في البيان المغرب. المعجب في تلخيص أخبار المغرب. وغيرهم من الباحثين والمؤرخين وعلماء الاجتماع.
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[21 - 09 - 10, 08:58 م]ـ
كلام قيم ومفيد؛ ولكن من أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار المذهب الأشعري في العالم الإسلامي عامة والمغرب العربي وشمال إفريقية خاصة هو الدعم الإستعماري أو لنقل الدعم الصهيوني ليشمل ذلك من فترة عبد الله بن سبأ حتى دخول الإسلام لهذه المنطقة وامتدادا لدخول المستعمر الفرنسي والإيطالي لها ..
ومن أغرب ما قرأت في مقالك الماتع الممتع ذلك القران الذي عقدته بين الفقه المالكي والمذهب الأشعري وعقده من قبلك ابن عاشر؛ بل وأضاف إليه ثالثا لا أدري ما دوره الأسري ألا وهو طريقة الجنيد ..
إن الإمام مالك بريء من العقيدة الأشعرية، وإن الفقه المالكي على الأقل حتى مرحلة ابن عبد البر هو كذلك ..
وإن ذلك المزيج لعجيب حقا؛ إذ يستغرب المرء ما هو العيب في عقيدة الإمام مالك حتى يعدلوا عنها إلى عقيدة الأشعري، وما هو العيب في طريقة مالك حتى يسلكوا بدلا منها طريقة الجنيد ..
إن من خبر الإمام مالكا والجنيد ليعلم أن مقارنتهما كمقارنة صقر وعصفور بنفس الترتيب الكلامي والمعرفي والتاريخي ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/412)
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 09:14 م]ـ
كلام قيم ومفيد؛ ولكن من أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار المذهب الأشعري في العالم الإسلامي عامة والمغرب العربي وشمال إفريقية خاصة هو الدعم الإستعماري أو لنقل الدعم الصهيوني ليشمل ذلك من فترة عبد الله بن سبأ حتى دخول الإسلام لهذه المنطقة وامتدادا لدخول المستعمر الفرنسي والإيطالي لها ..
ومن أغرب ما قرأت في مقالك الماتع الممتع ذلك القران الذي عقدته بين الفقه المالكي والمذهب الأشعري وعقده من قبلك ابن عاشر؛ بل وأضاف إليه ثالثا لا أدري ما دوره الأسري ألا وهو طريقة الجنيد ..
إن الإمام مالك بريء من العقيدة الأشعرية، وإن الفقه المالكي على الأقل حتى مرحلة ابن عبد البر هو كذلك ..
وإن ذلك المزيج لعجيب حقا؛ إذ يستغرب المرء ما هو العيب في عقيدة الإمام مالك حتى يعدلوا عنها إلى عقيدة الأشعري، وما هو العيب في طريقة مالك حتى يسلكوا بدلا منها طريقة الجنيد ..
إن من خبر الإمام مالكا والجنيد ليعلم أن مقارنتهما كمقارنة صقر وعصفور بنفس الترتيب الكلامي والمعرفي والتاريخي .. يا اخي لا تسئ فهمي فانا عثرت على هذه المقالة في الانترنت و احضرتها لكم لكي تفيدوني بارائكم و تروا كيف يجملون العقيدة الفاسدة اما انا فلا ادين الا بما دان به الرسول صلى الله عليه و سلم وصحابته رضوان الله عليهم و التابعين الى يومنا هذا مرورا بان تيمية و ابن القيم و كل اتباع القرآن و السنة بفهم سلف الامة
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[22 - 09 - 10, 02:55 ص]ـ
أولاً: هذا المقال كما ذكر الأخ الفاضل عبد الرحمن الليبي نقله من بعض المواضع، فهو في الأصل منشور في موقع وزارة الشؤون الإسلامية بالمغرب.
ثانياً: لا يشك القارئ لهذا المقال أن كاتبه يتبع المذهب الأشعري، ولا أدل على ذلك من مدحه وثنائه على المذهب وأصحابه.
ثالثاً: هناك أمور صحيحة ذكرها الكاتب وأمور أخرى خاطئة لا يشك السني السلفي في خطئها ومخالفتها للواقع التاريخي.
فمن الأمور الصحيحة: إقراره بأن المذهب الأشعري امتد وتطور في المغرب منذ القرن الخامس، وهذا يعني أن دخوله في المغرب كان متأخراً، بتعبير آخر: أن المذهب العقدي الذي كان سائداً في المغرب هو مذهب السلف الصالح، وهو المذهب العقدي الذي يصح أن نربطه بفقه الإمام مالك؛ لأن أول من أدخل الأندلس فقه الإمام مالك هو الإمام زياد بن عبد الرحمن بن زياد اللخمي المتوفى سنة (193هـ)، وكان المذهب الفقهي السائد قبل ذلك هو مذهب الإمام الأوزاعي، وكلاهما من أعلام السلف ولا علاقة لهما البتة بعقيدة أهل الكلام، وهو متقدم على عقيدة أبي الحسن الأشعري المتوفى (324هـ).
نعم، إذا كان مراد الكاتب أن ارتباط العقيدة الأشعرية بالمذهب المالكي كان وثيقاً منذ القرن الخامس وما بعده، فهو صحيح، وهو لا يضر مذهب السلف؛ لأن العبرة بعقيدة الأوائل الذين أمرنا أن ننتهج منهجهم، ونلتزم بعقيدتهم.
قال تاج الدين السبكي الأشعري في "معيد النعم ومبيد النقم" ص (75) طبعة مكتبة الخانجي: (وهؤلاء الحنفية والشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة في العقائد يدٌ واحدة، كلهم على رأي أهل السنة والجماعة، يدينون الله تعالى بطريق شيخ السنة أبي الحسن الأشعري رحمه الله، لا يحيد عنها إلا رعاعٌ من الحنفية والشافعية لحقوا بأهل الاعتزال ورعاعٌ من الحنابلة لحقوا بأهل التجسيم، وبرّأ الله المالكية فلم يُرَ مالكيٌّ إلا أشعري العقيدة ... ).
فالمقصود من هذا النقل: أن كثيراً من أصحاب المذاهب الفقهية كانوا على المذهب الأشعري في العصور المتأخرة، خصوصاً أصحاب المذهب المالكي، ولكن ربط المذهب الأشعري بالمالكية منذ نشأة مذهب مالك في المغرب خطأ محض ومخالف للحقيقة التاريخية.
وهناك أمور خاطئة كما أسلفت في مقال هذا الرجل، بل قد يخطئه حتى الأشاعرة من غير المغاربة، وذلك أن الكاتب يريد أن يحسن صورة المذهب الأشعري في المغرب مع تشويه غير مباشر لعقيدة الأشاعرة من المشارقة فضلاً عن عقيدة السلف الصالح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/413)
يقول صاحب المقال: (أي أن الفكر الأشعري في الغرب الإسلامي عموما، وفي المغرب الأقصى خصوصا، هو طبق الأصل لصاحب المذهب وهو أبو الحسن الأشعري .. الأمر الذي يفيد من جهة أخرى أن أشعرية المغاربة لم تتأثر بالاتجاهات الأشعرية في المشرق، مثل الاتجاه الجويني والباقلاني والغزالي .. بل هي أشعرية اعتدالية سنية سلفية محافظة خلافا لما يلاحظ في بعض الأقطار).
ومن الأمور التي أخالف فيها الكاتب ولا يتسع المقام للتفصيل في نقد مقاله: هو دعواه بأن الموقف الكلامي العقدي للإمام مالك هو من الأسس التي بنى عليها الأشاعرة مذهبهم.
أقول: لا شك أن عقيدة الإمام مالك عقيدة سلفية نقية لا غبار عليها، ولكن كون الأشاعرة بنوا عليه مذهبهم فهذا غير صحيح، بل الأجدر في هذا المقام أن يذكر الإمام أحمد بن حنبل وموقفه العقدي الواضح إزاء الجهمية المعطلة، ولذلك نجد أن الإمام أبا الحسن الأشعري بنفسه ينتسب إلى عقيدة الإمام أحمد فقال في مقدمة الإبانة: (وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل -نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته- قائلون ولما خالف قوله مخالفون؛ لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق ودفع به الضلال وأوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيع الزائغين وشك الشاكين، فرحمة الله عليه من إمام مقدم وجليل معظم وكبير مفهم).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأبو الحسن الأشعري لما رجع عن مذهب المعتزلة سلك طريقة ابن كلاب ومال إلى أهل السنة والحديث وانتسب إلى الإمام أحمد كما قد ذكر ذلك في كتبه كلها كالإبانة و الموجز و المقالات وغيرها وكان مختلطاً بأهل السنة والحديث كاختلاط المتكلم بهم بمنزلة ابن عقيل عند متأخريهم، لكن الأشعري وأئمة أصحابه أتبع لأصول الإمام أحمد وأمثاله من أئمة السنة من مثل ابن عقيل في كثير من أحواله وممن اتبع ابن عقيل كأبي الفرج ابن الجوزي في كثير من كتبه، وكان القدماء من أصحاب أحمد كأبي بكر عبد العزيز و أبي الحسن التميمي وأمثالهما يذكرونه في كتبهم على طريق ذكر الموافق للسنة في الجملة ويذكرون ماذكره من تناقض المعتزلة، وكان بين التميميين وبين القاضي أبي بكر وأمثاله من الائتلاف والتواصل ما هو معروف، وكان القاضي أبو بكر يكتب أحياناً في أجوبته في المسائل محمد بن الطيب الحنبلي ويكتب أيضاً الأشعري ... ).
فاتضح من هذا النقل: أن المغاربة لو أرادوا أن يربطوا بين عقيدتهم الأشعرية والمذهب الفقهي كان عليهم أن ينتموا إلى المذهب الحنبلي؛ لأن أسس عقيدة الإمام الأشعري كانت مبنية على الموقف العقدي للإمام أحمد، بل نجد أيضاً أن أتباع الأشعري وأنصاره كابن الباقلاني ينتسب إلى الحنبلية مع كونه أحد أئمة الأشاعرة.
ويوضح شيخ الإسلام في موضع آخر العلاقة القديمة بين الحنابلة والأشاعرة مما ينقض كلام كاتب المقال، حيث قال رحمه الله كما في مجموع الفتاوى: (فإن الأشعري ما كان ينتسب إلا إلى مذهب أهل الحديث، وإمامهم عنده أحمد بن حنبل، وقد ذكر أبو بكر عبد العزيز وغيره في مناظراته ما يقتضي أنه عنده من متكلمي أهل الحديث، لم يجعله مبايناً لهم، وكانوا قديماً متقاربين إلا أن فيهم من ينكر عليه ما قد ينكرونه على من خرج منهم إلى شيء من الكلام؛ لما في ذلك من البدعة مع أنه في أصل مقالته ليس على السنة المحضة بل هو مقصر عنها تقصيراً معروفا. والأشعرية فيما يثبتونه من السنة فرع على الحنبلية كما أن متكلمة الحنبلية فيما يحتجون به من القياس العقلي فرع عليهم، وإنما وقعت الفرقة بسبب فتنة القشيري).
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 06:21 م]ـ
شكرا اخي الفاضل
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 01:33 م]ـ
يرجى مراجعة الكتب الآتية:
ندوة الإمام مالك -دورة القاضي عياض- وخصوصا كلمة الأستاذ عبد الهادي الحسيسن في المجلد الأول
أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض
سير أعلام النبلاء
وترجمة القاضي عياض ضمن تحقيق إكمال العلم المطبوع بدار الوفاء.
واجمع وسترى عجبا في سيرة الموحدين، وقارن ما جمعته بكتاب المعجب لابن الموقت
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[27 - 09 - 10, 06:20 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/414)
يا اخي لا تسئ فهمي فانا عثرت على هذه المقالة في الانترنت و احضرتها لكم لكي تفيدوني بارائكم و تروا كيف يجملون العقيدة الفاسدة اما انا فلا ادين الا بما دان به الرسول صلى الله عليه و سلم وصحابته رضوان الله عليهم و التابعين الى يومنا هذا مرورا بان تيمية و ابن القيم و كل اتباع القرآن و السنة بفهم سلف الامة
لم أقصدك أخي الكريم؛ وإنما الذي أعنيه بكلامي هو كاتب المقال أما أنت فناقل محسن وما على المحسنين من سبيل ..
بارك الله فيك.
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[28 - 09 - 10, 08:34 م]ـ
جواب الشيخ العلامة المؤرخ تقي الدين المقريزي، قال رحمه الله تعالى:
"وكان أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري قد أخذ عن أبي علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي، ولازمه عدة أعوام، ثم بدا له فترك مذهب الإعتزال وسلك طريق أبي محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن كلاب، ونسج على قوانينه في الصفات والقدر، وقال بالفاعل المختار، وترك القول بالتحسين والتقبيح العقليين، وما قيل في مسائل الصلاح والأصلح، وأثبت أن العقل لا يوجب المعارف قبل الشرع، وأن العلوم وإن حصلت بالعقل فلا تجب به، ولا يجب البحث عنها إلا بالسمع، وأن الله تعالى لا يجب عليه شيء، وأن النبوات من الجائزات العقلية والواجبات السمعية إلى غير ذلك من مسائله التي هي موضوع أصول الدين "
إلى أن قال - بعد أن سمى عدد من العلماء:
"ونصروا مذهبه، وناظروا عليه، وجادلوا فيه واستدلوا له في مصنفات لا تكاد تحصر، فانتشر مذهب أبي الحسن الأشعري في العراق من نحو سنة ثمانين وثلاثمائة وانتقل منه إلى الشام، فلما ملك السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ديار مصر، كان هو وقاضيه صدر الدين عبد الملك بن عيسى بن درباس الماراني على هذا المذهب، قد نشآ عليه منذ كانا في خدمة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بدمشق، وحفظ صلاح الدين في صباه عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري، وصار يحفظها صغار أولاده، فلذلك عقدوا الخناصر وشدوا البنان على مذهب الأشعري، وحملوا في أيام مواليهم كافة الناس على التزامه، فتمادى الحال على ذلك جميع أيام الملوك من بني أيوب، ثم في أيام مواليهم الملوك من الأتراك.
واتفق مع ذلك توجه أبي عبد الله محمد بن تومرت أحد رجالات المغرب إلى العراق، وأخذ عن أبي حامد الغزالي مذهب الأشعري، فلما عاد إلى بلاد المغرب وقام في المصامدة يفقههم ويعلمهم، وضع لهم عقيدة لقفها عنه عامتهم، ثم مات فخلفه بعد موته عبد المؤمن بن علي الميسي، وتلقب بأمير المؤمنين، وغلب على ممالك المغرب هو وأولاده من بعدمدة سنين، وتسموا بالموحدين، فلذلك صارت دولة الموحدين ببلاد المغرب تستبيح دماء من خالف عقيدة ابن تومرت، إذ هو عندهم الإمام المعلوم، المهدي المعصوم، فكم أراقوا بسبب ذلك من دماء خلائق لا يحصيها إلا الله خالقها سبحانه وتعالى، كما هو معروف في كتب التاريخ، فكان هذا هو السبب في اشتهار مذهب الأشعري وانتشاره في أمصار الإسلام، بحيث نسي غيره من المذاهب، وجهل حتى لم يبق اليوم مذهب يخالفه، إلا أن يكون مذهب الحنابلة أتباع الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه.
فإنهم كانوا على ماكان عليه السلف، لايرون تأويل ماورد من الصفات، إلى أن كان بعد السبعمائة من سني الهجرة، اشتهر بدمشق وأعمالها تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني، فتصدى للانتصار لمذهب السلف وبالغ في الرد على مذهب الأشاعرة، وصدع بالنكير عليهم وعلى الرافضة، وعلى الصوفية، فافترق الناس فيه فريقان، فريق يقتدي به ويعول على أقواله ويعمل برأيه، ويرى أنه شيخ الإسلام، وأجل حفاظ أهل الملة الإسلامية.
وفريق يبدعه ويضلله ويزري عليه بإثباته الصفات، وينتقد عليه مسائل منها ما له فيه سلف، ومنها ما زعموا أنه خرق فيه الإجماع، ولم يكن له فيه سلف، وكانت له ولهم خطوب كثيرة، وحسابه وحسابهم على الله الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وله إلى وقتنا هذا عدة أتباع بالشام وقليل بمصر".اهـ
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 04:27 م]ـ
شكرا على هذا التوضيح رغم اني لم افهم عدة نقاط لكن الذي اريد قوله انه لو كانوا على حق ما استباحوا دماء العباد و لما تصدى لهم شيخ الاسلام رحمه الله
ـ[عبد الرحمن الطويل]ــــــــ[07 - 10 - 10, 11:06 ص]ـ
لعل سبب ثبات متأخري المغاربة على العقيدة الأشعرية، هو انعدام الحنابلة في بلادهم، و معلوم أن فقهاء الحنابلة هم الذين حملوا لواء العقيدة السلفية في المشرق في القرون المتأخرة التي سادت فيها عقيدة الأشاعرة، و تأثر بهم قومٌ من أهل المذاهب الأخرى فوافقوهم فيها، أما المغرب فلم يكن فيه حنابلة يكسرون إجماع أهله على عقيدة الأشاعرة، فسادت دون معارضة.
هذا ما أرى ـ و الله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/415)
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 09:31 م]ـ
لعل سبب ثبات متأخري المغاربة على العقيدة الأشعرية، هو انعدام الحنابلة في بلادهم، و معلوم أن فقهاء الحنابلة هم الذين حملوا لواء العقيدة السلفية في المشرق في القرون المتأخرة التي سادت فيها عقيدة الأشاعرة، و تأثر بهم قومٌ من أهل المذاهب الأخرى فوافقوهم فيها، أما المغرب فلم يكن فيه حنابلة يكسرون إجماع أهله على عقيدة الأشاعرة، فسادت دون معارضة.
هذا ما أرى ـ و الله أعلم.
نعم اخي جزاك الله خيرا فلقد توصلت بعد بعض الاطلاعات في تراجم العلماء ان اصحاب البدع كانوا لا يقتربون من اصول الحنابلة و ان اشهر الائمة الاكفاء المجتهدين كانوا حنابلة لذلك سمعت ذات يوم احد مشايخ الاشعرية و هو يدلس على الناس و يخبرهم ان الناس التجؤوا الى المذهب الاشعري لافراط المعتزلة في العقل و افراط الحنابلة في النقل و قال ان من كان اشعريا من الحنابلة هم اصحاب الفضل و المكانة الرفيعة و ان الشباب لا يجب ان يبحثوا عن القدوة في القرن السابع او الثامن الهجري (يقصد ابن تيمية رحمه الله) بينما الاشعري كان في القرن الثالت احد قرون الخيرية
ـ[أيو عبد الرحمن النوبى]ــــــــ[07 - 10 - 10, 11:47 م]ـ
بينما الاشعري كان في القرن الثالت احد قرون الخيرية
هذه تنبئك عن جهله
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 01:41 ص]ـ
هذه تنبئك عن جهله
نعم اخي بارك الله فيك
ـ[أبوحسن محمود الشنقيطي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 02:08 ص]ـ
هذه تنبئك عن جهله
أي الكلمتين تُنبئك عن جهله؟ أن الاشعري كان في القرن الثالث؟ ... ام قوله:أن القرن الثالث أحد قرون الخيرية!؟
ـ[د/ألفا]ــــــــ[08 - 10 - 10, 06:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا موضوع ممتع بحق
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 06:08 م]ـ
أي الكلمتين تُنبئك عن جهله؟ أن الاشعري كان في القرن الثالث؟ ... ام قوله:أن القرن الثالث أحد قرون الخيرية!؟
اظنه يقصد جهل الاشعري لانه كان في احد قرون الخيرية لكنه ضل ولم يستفد من كبار العلماء آنذاك كالبربهاي على سبيل المثال
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 01:26 ص]ـ
أول من أدخل العقيدة الأشعرية للمغرب هو ابن تومرت و قد أخدها عن الغزالي وفرضها بالسيف فلم يجرأ العلماء على ردها , يقول المؤرخ المغربي الفيلالي انتشر المذهب الأشعري في بلاد العراق ثم انتقل إلى الشام فاعتنقه صلاح الدين الايوبى. فرحل ابن تومرت للعراق فأخذه عن الغزالي .......... / استفدت هذه المعلومات من كتاب السلفية في المغرب /تأليف حماد بن أحمد القباج وقد قمت باختصارها
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[10 - 10 - 10, 01:46 ص]ـ
استفدت هذه المعلومات من كتاب السلفية في المغرب /تأليف حماد بن أحمد القباج وقد قمت باختصارها
لو تسمح أخي هل يوجد لديك رابط لهذا الكتاب بارك الله فيك و في جميع الإخوة ...
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 01:53 ص]ـ
لا يا أخي أبو جاد فأن املك الكتاب فقط وهو يباع في المغرب أعتذر على عدم تلبية رغبتك
ـ[أبو عمر الضيفي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:05 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:15 م]ـ
هذا اسم الكتاب كاملا السلفية في المغرب و دورها في محاربة الإرهاب/ تأليف حماد بن أحمد القباج المراكشي/المطبعة طوب بريس المغرب/ إن كنت من المغرب فهو يباع في مكتبة البخاري / ولا أدري هل بقي منه نسخة(65/416)
الشيعه هم قتلة الحسين باعتراف علماؤهم ..
ـ[ابوعامر الحربي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 08:18 ص]ـ
بسم الله والحمدلله والصلاة على رسلو وعلى الله وصحبه ومن ولاه ..
وهنا الحقيقه المغيبه او التى يتعمد الشيعه اخفاها ...
http://www.fnoor.com/images/fn0252.jpg
http://www.fnoor.com/images/fn0258.jpg
http://www.fnoor.com/images/fn1051.jpg
http://www.fnoor.com/images/fn1183.jpg
وهنا استمع للشيخ عثمان الخميس وهو يبين بالادله ان الرافضه هم من قتل الحسين رضى الله عنه ..
وكما يقول الاخوه المصريين يقتلون القتيل ويمشون فى جنازته لكن الشيعه ذهبو الى ابعد من ذلك يقتلون القتيل ويطالبون بدمه!!!!
http://www.youtube.com/watch?v=3edsEhpF
قال الشيخ الألباني :
rA&feature=related
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 01:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[24 - 09 - 10, 11:15 م]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن الله إليك
وهذا الأمر ظاهر جداً فى خطابات
أل البيت لهم وهذا ثابت فى كتبهم حيث وصفوا شيعتهم من أهل الكوفة الذين ليسوا لهم بشيعة على الحقيقة بالخيانة والغدر وقال على رضى الله عنه: يا أشباه الرجال ولا رجال. وهم الذين خرجوا عليه وقتلوه رضى الله عنه ولهذا ترى الأن إبتلاهم الله باللطم والتطبير وكأنهم ينوحون على خطيئة أسلافهم من المنافقين فنسأل الله العافية والسلامة.(65/417)
لبّيك يا أماه .. مقال قصير للشيخ صالح المغامسي
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[22 - 09 - 10, 03:10 م]ـ
السلام عليكم
كلمات قليلة .. أترككم للاستمتاع بقرائتها ..
قال الشيخ حفظه الله و رعاه:-
ما يتولى كِبره بعض «الشيعة» اليوم من القدح والذم في عرض أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها وعن أبويها- يثبت أن هذا الطريق المظلم والمعتقد الفاسد إنما يُسقى بماء الحقد، ويذكى برياح الضغينة، ولسنا هنا بصدد الحديث عن فضائل أم المؤمنين فإن العرب تقول: وليس يصح في الإفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل وحسب أم المؤمنين شرفًا وفخرًا وذكرًا أن يعلم أن الصدّيقة مريم اتّهمت من قبل في عرضها فبرأها الله على لسان نبي، وأن الصديق يوسف اتُّهم في عرضه، فبرأه الله على لسان صبي، وأن عائشة -رضوان الله عليها- اتهمت في عرضها فبرأها الله في كتاب منزّل من فوق سبع سموات، لتحفظ براءتها في الصدور، وتُتلى في المحاريب، ولتكون قدوة للعفيفات، ورمزًا للمبرآت الطاهرات. لكننا هنا نخاطب أولئك الأباعد بتساؤلات لتقوم الحجة وتتضح المحجة .. فنقول: * أأنتم أعلم أم التابعون؟ وقد كان مسروق -رحمه الله- إذا حدث عن عائشة قال أخبرتني الصادقة بنت الصدّيق حبيبة حبيب الله. * أأنتم أعلم أم الصحابة، وقد كانوا -رضي الله عنهم- يتحرون بهداياهم يوم عائشة طلبًا لمرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. * أأنتم أعلم أم أمين الوحي جبريل عليه السلام وهو يبعث سلامه إليها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. * أأنتم أعلم أم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام). وقد اختار الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يموت عليه الصلاة والسلام وقد أسند رأسه إلى سحْر عائشة ونحرها. مات عليه الصلاة والسلام في يومها وفي حجرتها. فماذا بعد حكم أحكم الحاكمين، واختيار رب العالمين؟! أيصدق مؤمن تقي منصف بعد ذلك ما تفترونه من أقوال، وما تحملون كبره من أباطيل؟!. وليعلم أن مَن تولى أم المؤمنين عائشة بنت الصديق، وأحبها وذاد عنها وعن عرضها فهو من المؤمنين حقًّا. ومن لم يتولّها وعاداها فهو في ضلال مبين. ومن ولغ في عرضها، وفرح بموتها، وجعله عيدًا للبراءة فعليه لعائن الله متتابعة تترى إلى يوم الحسرة. واسأل الله بعزته ألا يرحم في تلك الأجساد ولا حتى مغرز إبرة. هذه كلمات لابد منها في ساعة كهذه، وقد قال الله تعالى: «وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المُجْرِمِينَ».
المصدر ( http://www.al-madina.com/node/264844)
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[23 - 09 - 10, 09:05 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخ يوسف وبارك فيك
وجزى الله الشيخ المفضال صالحا المغامسي خير الجزاء وأجزل له المثوبة
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[23 - 09 - 10, 11:18 م]ـ
لله درك يا شيخ
قال الله تعالى: «وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المُجْرِمِينَ»
ـ[أبو فراس السليماني]ــــــــ[24 - 09 - 10, 10:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخانا الكريم
وأجزل الله تعالى لكم وللشيخ صالح حسن الثواب
بارك الله فيكم
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 12:28 م]ـ
رضي الله عن أمي عائشة .. و لعن الله شاتميها و مبغضيها،
و حفظ الله أهل السنّة .. ، و قاتل الله اهل الاهواء و الرفض،
أللهم أنصر أهل السنّة في كل بقاع المعمورة، و أذهب البأس عنهم .. و ثبتهم على الحق،
و نصر عباده الموحدين نصراً مؤزرا، و رد كيد الروافض المجرمين في نحورهم ..
---
و ولله إننا لنحتسب الشيخ المغامسي ولي من أولياء الله، و لا نزكيه على الله .. و جعلنا اللهم نستفيد من علمه و ورعه،
و احسن الله اليك اخي كاتب الموضوع،و رحم والديك و المسلمين أجمعين،
ـ[اسامة عبد الرافع]ــــــــ[25 - 09 - 10, 03:09 م]ـ
وحسب أم المؤمنين شرفًا وفخرًا وذكرًا أن يعلم أن الصدّيقة مريم اتّهمت من قبل في عرضها فبرأها الله على لسان نبي، وأن الصديق يوسف اتُّهم في عرضه، فبرأه الله على لسان صبي، وأن عائشة -رضوان الله عليها- اتهمت في عرضها فبرأها الله في كتاب منزّل من فوق سبع سموات،
جزى الله خيرا الشيخ المغامسي وبارك الله فيك على هذا المقال الطيب في الذب عن أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وانتقم الله ممن عاداها أو طعن فيها كائنا من كان.
...........................
أحب الله والإسلام والقرآن والجنة
أحب جحافل الإيمان ترفع راية السنة
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 03:48 ص]ـ
بارك الله في الشيخ
والله إني لأحب هذا الشيخ
لما أحس فيه بصدق الإخلاص في الدعوة
وصدق كلماته
وأسلوبه الجميل
فجزاه الله خيرا(65/418)
أطلب ردودا على الثيوصوفية الحديثة
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[22 - 09 - 10, 07:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة و المشايخ الأفاضل/ السلام عليكم و رحمة الله .. و بعد ..
فقد تعرضت صديقة لأسرتي لموقف مؤلم للغاية, و هو ارتداد زوجها عن الإسلام ...
فقد تأثر هذا الشاب المفتون - هداه الله - بدعاة مذهب "الثيوصوفيا" الحديثة أثناء معيشته في الولايات المتحدة. و مذهب "الثيوصوفيا" هذا - حسب فهمي - قريب جدا من مذهب وحدة الوجود التي ينادي بها غلاة الصوفية كابن عربي و غيره, أو هو وحدة الوجود نفسها مع خلطها ببعض الفلسفات و الأديان الشرقية كالبوذية و غيرها. و يقوم المذهب - أيضا حسب فهمي - على أن كل ما في الكون هو عين الاله, و أنه ينبغي على المرء قضاء الساعات الطويلة في التأمل و العزلة و ممارسة "اليوجا" للارتقاء بالروح و الوصول لدرجة التنوير (يبدو أنها قريبة من مرحلة الحلول عند الصوفية). و هم يتبعون فيلسوفا اسمه "كريشنا" يرفعونه لدرجة النبوة.
أقول أن هذا الشاب المفتون - هداه الله - قد تأثر بهذا الدين الغريب حتى أعلن ردته الصريحة عن الإسلام - عافانا الله و إياكم - و أعلن أنه يعتقد أن "الثيوصوفية" هي الدين الحق و أن اليهودية و النصرانية و الإسلام أديان مخترعة! و قال أن ما يجذبه الى الثيوصوفيا هي الناحية الروحانية العالية فيها!
إلا أن زوجته - و هي مازالت تقيم معه للأسف - تؤكد أن هذا المذهب الغريب لم يتمكن منه كلية بعد, و أنه مازال يعيش في صراع نفسي و يحاول أن يجد صيغة توفق بين الإسلام و مذهبه الجديد هذا ليرتاح!!
و حيث أن المرأة - مثل زوجها - قد تربت في المدارس الأجنبية, فعلمها الشرعي ضعيف جدا, و لا تدري كيف ترد على زوجها. و هي تعتقد أن زوجها لو بين له الحق و تم الرد على شبهاته فسيعود للإسلام مجددا. و هذا يؤكده من عرفوا الرجل, فهم يؤكدون أنه لا يعرف شيئا عن الإسلام أو عقيدته سوى القشور.
فالمطلوب الآن من الإخوة - سددهم الله - جمع أكبر قدر ممكن من الردود على هذه النحلة الضالة, مع بيان عظمة الإسلام و الجوانب الروحية المشرقة فيه. على أن يكون هذا بالانجليزية, فلغة الشاب العربية ضعيفة قد تعوقه عن القراءة بالعربية.
و جزاكم الله خيرا .......
ـ[ابو البراء المغربي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 09:58 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
اسأل الله تعالى ان يهديه.
هؤلاء الثيوصوفيون لا يعتقدون وجود الله اصلا ويقولون انهم يعتقدون بوجود مبدأ الهي وهو اصل كل شيء واليه ستنتهي هذه الدورة الهائلة من الوجود ,وهذه عقيدة الالحاد. و يقولون إن الإنسان يتساوى مع الله , إذ أن البشر كلهم آلهة. و يجب أن تذهب إلى أعماقك لتجد الله داخلك و تستمع إلى صوته الذي هو صوتك. وهذه تشبه الحلول و الاتحاد ويقولون لا توجد سماء و لا جهنم في عقيدتهم ...
و كل هذا تكذيب لله تعالى وهو كفر اكبر.
طيب نريد من اخواني الردود على هذه المشاكل الفاحشة ليتم الرد على بعض معتقداتهم و الله الموفق للخير.
ـ[ابو البراء المغربي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 09:59 م]ـ
اسأل الله تعالى ان يرزقنا وجميع المسلمين التوفيق و السداد للخير كله
ـ[أبو أيوب العتيبي]ــــــــ[23 - 09 - 10, 08:57 ص]ـ
هذا ضرب من الجنون والحمق!!!!
فإذا تسلط الشيطان على انسان سلك به مسالك الهوى والردى و سلبه عقله نعوذ بالله من الخذلان!
الإتحادية أشد ضلالا من المشركين الذين قاتلهم الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كانوا يؤمنون بأن هناك خالقا و رازقا وكانوا يعبدون الأصنام من أجل أن تقربهم إلى الله حسب زعمهم
لكن الإتحادية أشد حمقا وجنونا من هؤلاء المشركين فكل شيء عندهم يُعبد ليس ليقربوهم إلى الله بل لأنهم عندهم هو الله تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ولعنهم الله لعنا عظيما!
هل يخلقون؟ هل يرزقون؟ هل يأمرون و ينهون؟ هل يملكون لأنفسهم ضرا أو نفعا؟ هل أوجدوا هذا الكون وما فيه من كائنات نجد كل شيء فيه بدقة و احكام ونظام؟
أعجبك منك أخي الكريم كيف تطلب ردا على سفاهة وتفاهة عقول هؤلاء!
الحمدلله على نعمة الهداية
ـ[أبو سالم الجامع]ــــــــ[23 - 09 - 10, 10:51 ص]ـ
السلام عليكم
عندما افتوا علمائنا الكبار بحرمة السفر الى الخارج عارضوهم العصرانيين وها نحن الان نجي ثمار (كما يزعمون) الابتعاث والسفر
الذهاب بين اظهر الكفار يحتاج دين متين
حسبي الله ونعم الوكيل
اسف ما عندي رد
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[23 - 09 - 10, 06:24 م]ـ
السلام عليكم
عندما افتوا علمائنا الكبار بحرمة السفر الى الخارج عارضوهم العصرانيين وها نحن الان نجي ثمار (كما يزعمون) الابتعاث والسفر
الذهاب بين اظهر الكفار يحتاج دين متين
أحسنت أخي الكريم و أصبت, و هذا أول ما خطر ببالي عندما سمعت قصة هذا الأحمق المسكين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/419)
ـ[محمود الحلبي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 01:11 ص]ـ
أخي الفاضل ابن عبد الكريم:
أنا أظن أن هذا الرجل لو تم التنسيق بينه وبين رجل من أهل العلم على أحد برامج المحادثة كالماسنجر وغيره وتتم مناقشته على شبهه واحدة تلو الآخرى، لكان أولى من تجميع الردود فأنت قد نشرت هذا المقال في الألوكة وملتقى العقيدة والمذاهب المعاصرة وفي موقع أنا المسلم وفي ملتقى أهل الحديث هنا وللأسف لا يوجد أحد قام بالرد باللغة العربية فضلا عن الانكليزية فأين أهل العلم عنها؟! والذي يغلب على ظني أن كثيرا ممن سمع باسم (الثيوصوفية) لم يعرف معناها حتى؟! فالله المستعان.
وأكرر ما أقول: لا بد من عالم متمرس يناقشه في معتقده مباشرة، ولا بد أن يكون للمسلمين ولأقارب المرأة هناك وقفة في سبيل الله ونصرة دينه، وأين أهل العلم هناك؟ هل فقدوا فلم يبق منهم أحد؟!
فوالله إن القلب ليتفطر أسى مما نسمع كل يوم من مصائب وأحداث، إلى الله المشكتى.
ـ[محمود الحلبي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 08:33 م]ـ
أخي الفاضل ابن عبد الكريم:
لقد كلمت أحد المشايخ في الرياض عن قصة الأخ فتألم كثيراً، وهو متخصص في مثل هذه المواضيع، فطلب مني إرسال إيميل الأخ (على الماسنجر أو السكايب أو غيره من برامج المحادثة) وهو سيقوم بنصيحته وبيان الحق له إن شاء الله فأرجوا الرد السريع، والتكرم بإرسال الإيميل.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 09:24 م]ـ
بصراحة لا أعرف شيئًا عن هذه النحلة، وحُرّم علينا الكلام بدون علم .. !
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[25 - 09 - 10, 10:10 م]ـ
الله المستعان ..
ناقشت بعض هؤلاء وللأسف هذا الذي ناقشته كان مسلما وقرأ شيئا من العلم الشرعي بل قرأ الواسطية كما زعم ..
والمشكلة في أمثال هؤلاء ليست مشكلة الاعتراض على معتقده السابق فقط لكن أنا أعتقد أن أتباع هذا المذهب خصوصا ما ذكره أخونا السائل في ارتباطه بالبوذية أقول إن هناك ارتباطا روحانيا ما يسبب ما يشبه الذهول العقلي عند هؤلاء, هذا الارتباط الروحاني بالطبع هو ارتباط روحاني خبيث أي شيطاني يؤثر في عقل من اعتقد هذه النحلة, أقول هذا ولست متيقنا منه ولكن هذا ما لاحظته فيمن يعتقدون هذه النحلة عموما.
وأما بالنسبة للرد على معتقداتهم فمن يناقشهم لا يجد أصلا يرجع إليه عند الاختلاف ولذلك تجدهم يذهبون يمنة ويسرة متخبطين ينفون ما أثبتوه ابتداء إذا وجدوا إلزاما يلزمهم ويثبون ما ينفونه دونما خطام أو زمام ,
والشاهد يا أخي يجب عليك أن تنصح المرأة بأن تفارق هذا المرتد فلا يجوز لها البقاء معه ولعل هجره يعيد إليه شيئا من صوابه.
أسأل الله له ولأمثاله الهداية.
ـ[أبو محمد عباد]ــــــــ[26 - 09 - 10, 02:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
ربما يصعب مناقشة من يتبع هذه النحلة بالمنطق والعقل لأن مبناها ومعتمدها هو اللاعقل وما وراء الطبيعة فكيف يقول ما لا دليل عليه من وحي ولا كتاب إلا إن كان يتخيل هذا التخريف
لا بد من معرفة ما الذي جذب هذا الإنسان إلى الكفر المسمى بالثيوصوفية – هل هو ما يسمى باللذة الروحية والحال الصوفي؟
لقد ضل كثير من االخلق عند سيرهم في سبيل بدعة التصوف وجهلوا ما قد تجره عليهم من أوهام يصدقونها رغم علمهم بالحق لأن هذه الأوهام نابعة من الأحوال القاسية التي يجبرون أنفسهم عليها ويوردونها حياض التهلكة – وربما ظنوا أن هذه الأحوال الخرافية وحي أو إلهام من عند الخالق تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً – فلم يعد ينفع معهم عقل أو إقناع ليبين لهم الخطأ من الصواب ويردهم إلى الصراط القويم حسب سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن مما يلزم حال المتصوفة من البوذيين (الثيوصوفيا) هو ما يسمونه بالسمو الروحي الذي يصلون إليه بعد صيام قاسي جداً لأيام عديدة وبعد خلوات طويلة وإرهاق وأذى جسدي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/420)
هذا السلوك يولد آلاماً وأذيات في جسم من يعمل به مما يجبر جسم الإنسان على صنع وأفراز كميات كبيرة من المسكنات القوية التي تسمى إندورفين – وهذا الإندورفين هو من أنواع الأفيون الذي يصنعه الدماغ بدون أن يتعاطاه الإنسان ولكن نتيجته شبيهة جداً بالمخدر المعروف فيمر الإنسان بحالة من الهلوسة والتخيلات ويخلط بين الحقيقة والخيال فيظن أنه حصل له تجلي ورأى ما رأى من الأصنام وتكلم معهم وربما يخيل إليه أنه رأى الله سبحانه وتعالى أو رأى أنبياء وملائكة وألهمه الخالق أفكاراً وأوحى إليه بشيء كوحدة الوجود – كما أن هذا النوع من الإندورفين يجعل الإنسان يحس بشعورين متناقضين وهما المذلة والضعف وقلة الثقة بالنفس وفي نفس الوقت النرجسية والاستعلاء على الآخرين وازدراء كلامهم ونصائحهم
والحل في رأيي هو توعية الشخص المرتد لخطر هذا النوع من السلوك وأنه ليس بجديد على البشر لكن من علم أخطاره تجنبه ونأى عنه
وأن هذه السلوكيات أخطر من تعاطي المخدرات مباشرة فمن يتعاطى يعلم أنه يصنع ذلك بنفسه ولكن من يجوع نفسه أياماً لا يعلم ويظن ذلك العمل سمواً روحياً وإلهاماً إلهياً
وإن كان هذا المرتد يعيش في البلاد الناطقة بالإنكليزية مثل أمريكا وكندا فهناك أبحاث ودراسات علمية متعدده عن هذه الحالة وعن حالاات مشابه تسمى بوليميا نرفوزا وأنوريكسيا نرفوزا
لدي رابط عن هذا لموضوه تم نشره عام 1986 في المجلة العالمية لاضطرابات التغذية
http://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1002/1098-108X(198602)5:2%3C191::AID-EAT2260050202%3E3.0.CO;2-I/abstract
An auto-addiction opioid model of chronic anorexia nervosa
نموذج الإدمان التلقائي لمشابهات الأفيون في مرض فقدان الشهية العصبي
Abstract
The phenomenology of chronic anorexia nervosa is compared with that of addictive states. A model is proposed in which brain opioids mediate the elation, neuroendocrine changes, and down-regulation of metabolism that occur in adaptation to dieting. The physiology of opioids is reviewed, and clinical and animal data are marshalled to support an auto-addictive model.
Opiate blockade together with therapeutic approaches used in the addictions may prove helpful in this stubborn disorder.
الملخص
يمكن مقارنة ظاهرة مرض فقدان الشهية العصبي بحالة الإدمان التلقائي. والنموذج المقترح هو عندما تتوسط أفيونات الدماغ في حصول النشوة والتغيرات الهرمونية العصبية وحالة تنظيم الاستقلاب المنخفض التي تحصل عندما يحاول الجسم أن يتكيف مع هذه الحمية. تم استعراض فيزيولوجية أفيونات الدماغ وتم تجميع نتائج الأبحاث على الإنسان والحيوانات لدعم نموذج الإدمان التلقائي
إن استعمال حاصرات الأفيون بالإضافة إلى الطرق العلاجية لمعالجة هذا الإدمان يمكن أن تكون مفيدة في هذا الإضطراب العنيد
انتهت الترجمة
هناك روابط أخرى لدي عن هذا الموضوع وربما يكون من المفيد لهذا الشخص سؤال الأطباء المتخصصين في هذه المجال في الولايات المتحدة لأن لديهم دراسات مطولة
إن كان من الممكن لهذا الشخص قراءة ما أكتب فأقول له: لا تخدع نفسك ولا تركض خلف السراب – من يعدك بأنك سترى الكرامات وتصل إلى السمو الروحي هو نفسه لا يعلم أين أوصله هذا السبيل – وأقول له أيضاً: حال هؤلاء أسوأ من المخمور والمدمن لأن المخمور يعلم ما فعل بنفسه وأما هؤلاء فيدمنون وهم يظنون أنهم يسمون فوق السحاب – أفق قبل فوات الأوان فقد مات كثيرون من الجوع ولأذى وهم مصرون على الكفر يجرون خلف سراب الكرامات والتخيلات وأحوال أهل الثيوصوفيا
نسأل الله الثبات على الإيمان وحسن الختام ونعوذ بالله من الضلال
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم(65/421)
شروط التكليف بالتوحيد؟؟؟؟
ـ[العتيبي سامي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 07:56 م]ـ
السلام عليكم
قرأت الآتي في الموسوعة العقائدة التابعة لأحد المواقع:
ويشترط للتكليف بالتوحيد أربعة شروط، وهي: العقل، والبلوغ، وسلامة حاستي السمع أو البصر، وبلوغ الدعوة.
أرجو شرح العبارة وهل معنى ذلك أن الكافر الأعمى لا يعتبر كافر وكذلك الأصم؟
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[23 - 09 - 10, 11:17 ص]ـ
الأخ الحبيب
قال سلامة حاسة السمع أو البصر
فلا يمكن أن تبلغ من فقد الحاستين بشىء فهو لا يسمع و لا يبصر فكيف تدعوه إلى شىء
و ليس المراد أن يكون فاقدا لحاسة وحدة منهما بلا لابد من فقدهما معا
فيختلف الكافر الأعمى السامع و الأصم المبصر عن الكافر الأعمى الأصم
ـ[العتيبي سامي]ــــــــ[23 - 09 - 10, 11:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا(65/422)
شروحات في العقيدو والفقه للعلامة ابن جبرين ليست موجودة الا هنا
ـ[أبو العباس الشمري]ــــــــ[22 - 09 - 10, 08:07 م]ـ
http://ibn-jebreen.com/voice.php?cat=7 (http://ibn-jebreen.com/voice.php?cat=7)
ـ[أبو العباس الشمري]ــــــــ[22 - 09 - 10, 10:32 م]ـ
وللفائدة فهي مفرغة
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[26 - 09 - 10, 04:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم، ورحم شيخنا وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[27 - 09 - 10, 12:56 م]ـ
للأسف الشديد كثير من هذه الشروح غير موجودة على الموقع حقيقة فلي أكثر من عامين انتظر شرح الشيخ على الروض المربع و راسلت الإخوان على الموقع و لكن بلا جدوى
أسأل الله أن ييسر إخراج هذه الكنوز الدفينة
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[28 - 09 - 10, 09:54 ص]ـ
إن شاء الله تعالى مع بداية انطلاق الموقع الجديد قريبا سنقوم برفع المواد المنتهية من مختلف الإدارات (الصوتية والمقروءة) تابعا.
نشكر لكم اهتمامكم جزاكم الله خيرا
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[28 - 09 - 10, 10:58 ص]ـ
إن شاء الله تعالى مع بداية انطلاق الموقع الجديد قريبا سنقوم برفع المواد المنتهية من مختلف الإدارات (الصوتية والمقروءة) تابعا.
نشكر لكم اهتمامكم جزاكم الله خيرا
بشركم الله بالخير
لأتمنى أن أرى هذا قريبا فأنا متابع دائم للموقع لعلي أجد جديدا
ـ[أيمن صارم]ــــــــ[03 - 10 - 10, 08:42 م]ـ
رحم الله شيخنا و أسكنه فسيح جناته
فقد قرأت شرح الشيخ لكتاب الطهارة من منار السبيل و قد استفدت منه أيما استفادة(65/423)
من يوضح لي الفرق بين التصور و التصديق عند أهل المنطق
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[23 - 09 - 10, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أفيدونا بارك الله فيكم.
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[23 - 09 - 10, 12:42 ص]ـ
أبشر أخي الفاضل ...
ذكر الشيخ الأمين في مذكرته - رحمه الله - الفرق بينهما وهو:
علم التصور في الاصطلاح هو: إدراك معنى المفرد من غير تعرض لإِثبات شيء له. ولا لنفيه عنه كإدراك معنى اللذة، والألم، ومعنى المرارة. ومعنى الحلاوة، وإدراك معنى الإِنسان، ومعنى الكاتب ...
وأما علم التصديق فهو إثبات أمر لأمر بالفعل، أو نفيه عنه بالفعل.
يعني باختصار شديد ((بلغتي أنا)):
التصورات هي إدراك الأشياء بمفرداتها.
والتصديقات هي إثبات أشياءٍ لهذه التصورات.
والله تعالى أعلم.
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[23 - 09 - 10, 12:44 ص]ـ
التصديق يشمل التصور والحكم اي االتصديق اعم من التصور
والحكم نقصد به اثبات صدق التصور (الصورة) للشيء في الذهن او نفيها, او الارتياب فيها الصدق والكذب
ـ[أبوعبدالله الحنبلي]ــــــــ[23 - 09 - 10, 10:56 ص]ـ
للتبسيط:
التصور: إدراك معنى مفرد.
التصديق: إدراك وقوع نسبة.
يعني إيه؟
يعني إذا قلنا: زيدٌ قائم,
فهذه العبارة تحوي أربعة تصورات:
الأول: تصور الموضوع, وهنا هو زيد.
الثاني: تصور المحمول: وهنا هو (قائم).
الثالث: تصور تعلق المحمول بالموضوع أي تعلق النسبة بينهما.
الرابع: تصور وقوع هذه النسبة.
وهذا الرابع هو ما يسمى تصديقاً, والثلاثة قبله شروط له على مذهب الحكماء.
ومذهب الرازي, أن التصديق يتكون من الأربعة معاً (أي التصورات الأربعة معاً).
فعلى هذا يكون التصديق بسيطاً على مذهب الحماء, مركباً على مذهب الرازي.
والله أعلم.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[24 - 09 - 10, 12:18 ص]ـ
بارك الله فيكم الإخوه
علي سلطان الجلابنة
محمد فوزي الحفناوي
أبوعبدالله الحنبلي
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 02:14 م]ـ
وينقسم العلم إلى: تصوري وتصديقي
العلم قسمان إلى: حصولي وحضوري أو نظري وضروري او بديهي وكسبي
الجهل: وأقسامه:جهل مركب [على رأي من ادخله في أقسام الجهل] وجهل بسيط
التقسيم الأول: 1 - التصور
2 - التصديق
التصور
التصور:حين يطلق لفظ (ماء) يتبادر إلى الذهن ذلك السائل الذي ليس له لون ولا طعم ولا رائحه
هذا التصور للماء من غير حكم عليه بان لونه كذا أو طعمه كذا ... الخ.
تعريف التصور هو (تصور أو إدراك لشيء مجرد من حكم)
التصديق: عندما تسمع شخص ما يقول (جاء زيد) يتبادر إلى الذهن أربعة أشياء:
1 - تصور زيد (انه شخص)
2 - تصور المجيئ
3 - تصور النسبة بين زيد والمجيئ من حيث وقوعها
4 - تصديق وإذعان ان زيد قد جاء
وهي شروط تحقيق التصديق
أهم شيء معرفته إن التصور ان كان مجرد من الحكم فهو تصور. وكل حكم تصور فيه اعتقاد وجزم فهو تصور مستبع الحكم وسمى (تصديق)
اذن التصور نوعان تصور مجرد وتصور مستتيع للحكم الذي يسمي بالتصديق
تعريف التصديق (أدراك النسبة الواقعة بين الموضوع والمحمول)
أو تصور مستتبع الحكم (فيه اعتقاد وجزم)
وسبب تسميته بالتصديق تسمية الشيء باسم لازمه
وأول من قسم العلم إلى تصور وتصديق هو (الفارابي)
وان اطلق (تصور المطلق) فيراد به ما هو اعم من التصور والتصديق.
التصديق مثاله (زيد كاتب)
إدراك الموضوع هو (زيد)
إدراك المحمول هو (كاتب)
إدراك النسبة الواقعة بين الموضوع و المحمول
إدراك النتيجه و تصدق والا ذعان لها ان زيد كاتب
وهي مركبات من أربع إدراكات وهي التي اشرا اليها الرازي.
((كل تصديق لا بد من تصور قبله))
للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102475(65/424)
مبتدع لايذنب ومتبع مذنب
ـ[أبو عبد الرحمن الأغا]ــــــــ[23 - 09 - 10, 11:02 ص]ـ
الأخوة الكرام
أيهما أفضل؟!
مبتدع قليل الذنوب، أي في ذنوب الخلوات والغيبة والنميمة وغيرها؟!
أم متبع يذنب في الخلوات وقد يقع في الغيبة أحيانا و غيرها من الذنوب الصغائر؟
نرجو الإفادة
ـ[أبو علي]ــــــــ[23 - 09 - 10, 12:42 م]ـ
لا شك أن السني أفضل ولو كان حظه من النوافل قليل
والبدعة أعظم من الكبيرة، فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
هذا الكلام على العموم وليس على الأعيان؛ فإن الكلام على الأعيان له حالاته ولا يتكلم فيه إلا الراسخون في العلم
ـ[أبو عبد الرحمن الأغا]ــــــــ[23 - 09 - 10, 12:46 م]ـ
بوركت أيها الأخ الحبيب
زادك الله ونفع بك
ـ[ابن عايض]ــــــــ[23 - 09 - 10, 02:19 م]ـ
افضلهما أتقاهما
والله اعلم
ـ[أبو عبد الرحمن الأغا]ــــــــ[23 - 09 - 10, 02:35 م]ـ
الأخ ابن عايض
جزاك الله خيرا على ما أبديت
لكن التقوى عند من أقصدهم ليست كما نعلمها
فقد ترى المبتدع تقيا في ما يراه أو ما يمليه عليه هواه
وأرى - والله تعالى أعلم- أن الأفضل هو السني المتبع
فنحن نعلم أثر الاتباع والابتداع في التقوى
ولو كان تقيا أصلا ما ابتدع في دين الله شيئا
بوركت وسلمت يمينك، وبانتظار تعليقك
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[23 - 09 - 10, 05:03 م]ـ
البدعة عموما أعظم من الذنب لأن المذنب يتوب من ذنبه والمبتدع يتقرب إلى الله ببدعته ..
لكن عند مقارنة ذنب معين ببدعة معينة ينظر في قدر البدعة وقدر الذنب فلا شك أن بدعةً كبدعة مصافحة المصلين بعد انتهائهم من صلاتهم لا تساوي ذنباً عظيما كالزنا مثلا.
فتفاوت الذنوب مع تفاوت البدع في قبحها وقدرها يفصل بين الأمرين.
والله أعلم.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[23 - 09 - 10, 06:42 م]ـ
ما حكم المصافحة في المسجد حيث اعتاد كثير من الناس ذلك بعد الصلاة؟
المفتي: محمد بن صالح العثيمين
الإجابة:
هذه المصافحة لا أعلم لها أصلاً من السنة أو من فعل الصحابة رضي الله عنهم، ولكن الإنسان إذا فعلها بعد الصلاة لا على سبيل أنها مشروعة، ولكن على سبيل التأليف والمودة، فأرجو أن لا يكون بهذا بأس، لأن الناس اعتادوا ذلك.
أما من فعلها معتقداً بأنها سنة فهذا لا ينبغي ولا يجوز له، حتى يثبت أنها سنة، ولا أعلم أنها سنة
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[23 - 09 - 10, 08:52 م]ـ
يا أخي البدعة نفسها من أكبر الذنوب، بل هي أكبرها بعد الإشراك بالله
ــــ علي سبيل الإجمال ــــ؛
وأهل السنة إن قعدت بهم أعمالهم قامت بهم عقيدتهم.
وأهل البدع إن قامت بهم أعمالهم قعدت بهم عقيدتهم.
فاللهم أحينا علي السنة، واحشرنا في زمرة أهلها.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[23 - 09 - 10, 09:01 م]ـ
ما حكم المصافحة في المسجد حيث اعتاد كثير من الناس ذلك بعد الصلاة؟
المفتي: محمد بن صالح العثيمين
الإجابة:
هذه المصافحة لا أعلم لها أصلاً من السنة أو من فعل الصحابة رضي الله عنهم، ولكن الإنسان إذا فعلها بعد الصلاة لا على سبيل أنها مشروعة، ولكن على سبيل التأليف والمودة، فأرجو أن لا يكون بهذا بأس، لأن الناس اعتادوا ذلك.
أما من فعلها معتقداً بأنها سنة فهذا لا ينبغي ولا يجوز له، حتى يثبت أنها سنة، ولا أعلم أنها سنة
بل وأوضح من ذلك ما نقله ابن حجر عن العز بن عبدالسلام أن المصافحة بعد السلام بدعة مباحة والعز قد جعل البدع أقساما خمسة على الأحكام التكليفية الخمسة.
ولما ضربتها مثالا تعمدت ذلك وكان المقصد التمثيل بأمر هين.
والله أعلم.
ـ[الكهلاني]ــــــــ[23 - 09 - 10, 10:24 م]ـ
سبحان الله ما كنت أظن هذا يخفى على سني، وأنا أنصح من خفي عليه مثل هذا أن يترك الاستماع للقصاص فما أمات العلمَ غيرُهم.
قال الشافعي رحمه الله تعالى: لأن يلقى اللهَ العبدُ بكل ذنب إلا الشرك خير من أن يلقاه بشيء من الأهواء.
وقال البربهاري: ((إذا رأيت الرجل من أهل السنة رديء الطريق والمذهب، فاسقا فاجرا، صاحب معاص، ضالا، وهو على السنة، فاصحبه، واجلس معه، فإنه ليس يضرك معصيته. وإذا رأيت الرجل مجتهدا في العبادة، متقشفا، محترقا بالعبادة، صاحب هوى، فلا تجالسه، ولا تقعد معه، ولا تسمع كلامه، ولا تمشي معه في طريق، فإني لا آمن أن تستحلي طريقته فتهلك معه)). شرح السنة: 124 رقم 149.
وقال الإمام أحمد - رحمه الله -: ((قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة، وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة، فساق أهل السنة أولياء الله، وزهاد أهل البدعة أعداء الله)). طبقات الحنابلة: 1/ 184.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[23 - 09 - 10, 11:14 م]ـ
سبحان الله ما كنت أظن هذا يخفى على سني، وأنا أنصح من خفي عليه مثل هذا أن يترك الاستماع للقصاص فما أمات العلمَ غيرُهم.
قال الشافعي رحمه الله تعالى: لأن يلقى اللهَ العبدُ بكل ذنب إلا الشرك خير من أن يلقاه بشيء من الأهواء.
وقال البربهاري: ((إذا رأيت الرجل من أهل السنة رديء الطريق والمذهب، فاسقا فاجرا، صاحب معاص، ضالا، وهو على السنة، فاصحبه، واجلس معه، فإنه ليس يضرك معصيته. وإذا رأيت الرجل مجتهدا في العبادة، متقشفا، محترقا بالعبادة، صاحب هوى، فلا تجالسه، ولا تقعد معه، ولا تسمع كلامه، ولا تمشي معه في طريق، فإني لا آمن أن تستحلي طريقته فتهلك معه)). شرح السنة: 124 رقم 149.
وقال الإمام أحمد - رحمه الله -: ((قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة، وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة، فساق أهل السنة أولياء الله، وزهاد أهل البدعة أعداء الله)). طبقات الحنابلة: 1/ 184.
هو كذالك وكلام السلف مليئ بجنس هذه المعاني والله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/425)
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[24 - 09 - 10, 12:57 ص]ـ
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه على كتاب فضل الإسلام لجده -رحمه الله-:
فجنس البدعة أشنع وأغلظ من الكبائر -من جنس الكبائر-؛ لا يعني أن كل بدعة أعظم من كل كبيرة. أهـ
والله أعلم.
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[28 - 09 - 10, 12:49 م]ـ
ان الشيطان يفتح على الانسان باب البدعة اولا فان لم يفلح معه فتح عليه باب المعصية فلا شك ان البدعة اشد
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[28 - 09 - 10, 04:11 م]ـ
وقال الشاطبي في الإعتصام (1/ 130): " حكى عياض عن مالك من رواية ابن نافع عنه قال لو ان العبد ارتكب الكبائر كلها دون الاشراك بالله شيئا ثم نجا من هذه الاهواء لرجوت ان يكون في اعلى جنات الفردوس لان كل كبيرة بين العبد وربه هو منها على رجاء وكل هوى ليس هو منه على رجاء انما يهوى بصاحبه في نار جهنم
واما البراءه منه ففي قوله) إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء (وفي الحديث انا برئ منهم وهم براء مني
وقال ابن عمر رضي الله عنه في اهل القدر اذا لقيت أولئك فأخبرهم اني برئ منهم وانهم براء مني
وجاء عن الحسن لا تجالس صاحب بدعة فإنه يمرض قلبك
وعن سفيان الثوري من جالس صاحب بدعة لم يسلم من احدى ثلاث اما أن يكون فتنة لغيره واما ان يقع بقلبه شيء يزل به فيدخله النار واما ان يقول والله لا ابالي ما تكلموا به واني واثق بنفسي فمن يأمن بغير الله طرفة عين على دينه سلبه اياه "
ـ[ابن عايض]ــــــــ[28 - 09 - 10, 06:53 م]ـ
حسنا!!
هل الاشعري مبتدع؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[28 - 09 - 10, 07:15 م]ـ
إذا كان الكلام في جنس البدعة، فإن جنس البدعة من حيث الجملة أعظم من الذنب
ومن حيث الأفراد من الذنوب ما هو أعظم من البدع، والعكس
أما إن كان الكلام في التعيين، فالمحكم هو كتاب الله (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
فمن كان معذورا في بدعته لا يؤاخذ عليها عند الله، وكان تقيا فيما بينه وبين الله، فتفضيل السني العاصي الفاسق عليه = ظلم، لا يرضاه الله ولا يفعله، فإن الله لا يلت العبد شيئا من عمله، ولا أحد أحب إليه العذر منه تعالى، ولا نخشى أن يحيف الله علينا، ولا نخاف ظلما ولا هضما.
ومن لم يكن معذورا في بدعته، وإنما ولجها بكسبه وتقصيره وهواه، فإن نفس كسبه وتقصيره وهواه من جنس الذنوب أصلا، فهذا الذي يحجزه عن التقوي والفضل على غيره.
أما إطلاق القول في التعيين وفقا للكلام في الجنس، والذي يفضي مثله لجعل الفاسق السني خيرا من النووي الأشعري فهذا:
1 ـ تألٍ على الله عز وجل.
2 ـ مخالف للمحكم من الكتاب والسنة أن الأفضلية للتقوى وأنه من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره، وأن الناس عنده كأسنان المشط.
أما ما يورد من كلام السلف في المسألة فهو:
1 ـ منه ماهو ضعيف، أو بلا إسناد.
2 ـ منه ما المراد به جنس المعصية، ومعلوم أن قولهم (من يفعل كذا ونحوه) هو جنسي لا تعييني أيضا.
3 ـ منه ما المراد منه (مصلحي)، كالتنفير من المبتدعة وحظر مجالستهم، وهذا قدر مشترك متفق عليه، فإن ضرر المبتدع إذا تعدي إلى غيره، كان من المصلحة ردعه عن ذلك الضرر وحجز الناس عنه قدر الطاقة، وليس يقتضي ذلك أن المبتدع في نفسه آثم بمجرد بدعته، أو أنه في نفسه أقبح عند الله من العاصي السني.
4 ـ أن يكون المراد منه أهل الهوى والريب من المبتدعة، الآثمون ببدعتهم، لا كل مبتدع ولو كان حسن النية والمقصد واستفرغ الوسع.
5 ـ أن يكون المراد منه الحكم في الظاهر، لأن الحكم في الظاهر يترتب عليه مسائل كثيرة كقبول الشهادة من عدمها، وقبول الرواية من عدمها، وصحة النكاح من عدمها، ولكن هذا كله لا يتعلق بالباطن، بل أمره موكول إلى الحق تبارك وتعالى.
6 ـ منه ما لا يكون شيئا من ذلك، ويكون خطئاً، قاله قائله باجتهاد سائغ أو غير سائغ.
والله أعلم
ـ[أبو علي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 11:37 م]ـ
نعم الأشعري مبتدع خبيث
ويا بسيوني كلامك في غير محله وكلامك في الأعيان كله خطأ
الكلام عن الجنس لا العين
ثم كلامك عن النووي المعين مع السني الفاسق المبهم لا معنى له وفيه تناقض عجيب
راجع معلوماتك جيدًا
ـ[ابن عايض]ــــــــ[03 - 10 - 10, 09:43 م]ـ
نعم الأشعري مبتدع خبيث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/426)
ويا بسيوني كلامك في غير محله وكلامك في الأعيان كله خطأ
الكلام عن الجنس لا العين
ثم كلامك عن النووي المعين مع السني الفاسق المبهم لا معنى له وفيه تناقض عجيب
راجع معلوماتك جيدًا
اخرجنا من التناقض هداك الله ووضح لنا المعنى
ـ[ابن عايض]ــــــــ[11 - 10 - 10, 10:50 م]ـ
ار جو مراجعة هذا البحث للشريف حاتم
http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-8957.htm
ولزاما قراءة الحواشي رقم 36
وفيها رقم 36 (وقد ذكر هذا الأمرَ شيخُ الإسلام ابنُ تيميّة , حيث قال:; وجنسُ البدع (وإن كان شرًّا) لكنّ الفجورَ شرٌّ من وجه آخر؛ وذلك أن الفاجر المؤمن لا يجعل الفجور شرّا من الوجه الذي هو حرام محض, لكن مقرونًا باعتقاده لتحريمه , وتلك حسنة ٌ في أصل الاعتقاد. وأما المبتدعُ فلا بُدّ أن تشتمل بدعته على حقّ وباطلٍ , ولكن يعتقد أن باطلَها حقٌّ أيضًا , ففيه من الحُسْنِ ما ليس في الفجور , ومن السيئ ما ليس في الفجور , وكذلك العكس». الاستقامة لابن تيمية (1/ 455)
وبكلام ابن تيمية هذا (الذي يدل على صحته النظرُ الشرعيُّ في المسألة) ينبغي أن نفهم كلامه الآخر في الموازنة بين البدع وأهلها والمعاصي وأهلها, كقوله في مجموع الفتاوى (28/ 470) &;ولهذا اتفق أئمة الإسلام على أن هذه البدع المغلّظة شرٌّ من الذنوب التي يعتقدُ أصحابُها أنها ذنوب» , وكقوله فيه (20/ 103):أن أهل البدع شرٌّ من أهل المعاصي الشهوانية , بالسنة والإجماع».فبكلام ابن تيمية الأول يتّضح أن الإطلاق هنا غيرُ مرادٍ عنده , وكيف يريد الإطلاق؟! وهو نفسُه يرى قبولَ شهادةِ أهل البدع , دون أهل الفسوق!! كما سبق عزو ذلك إليه. كما أن شيخ الإسلام نفسه يقرّر أن المبتدع هو والعاصي سواء في اجتماع موجبات الإكرام وضدّها فيه , وأنه لا يُطلَقُ القولُ فيه بموجبات الإكرام أو الإهانة , ولكن بحسب ما فيه من خيرٍ وشر , وسبق نقلُ كلامه في ذلك.
ولا ننسى المواقفَ العملية لشيخ الإسلام مع خصومه من أهل البدع , وفيهم الغُلاة في بدعتهم , من ثنائه الخاص على آحادهم (كتقي الدين السبكي) , والشفاعة فيهم (كما فعل مع البكري) ,والعفو عنهم بعد قُدرته عليهم , حتى كان يقول للسلطان الذي يستشيره في قتلهم (وهم رؤوس أهل البدع في زمنه) , بعدما مدحهم عنده وأثنى عليهم وشكرهم إن هؤلاء لو ذهبوا , لم تجد مثلهم في دولتك!!» , فكان يقول أحدُهم:&;ما رأينا أتقى من ابن تيميّة! سعينا في دمه , فلما قدر علينا عفا عنا».فانظر العقود الدرية لابن عبد الهادي (187) , والجامع لسيرة شيخ الإسلام (260 - 261, 478 - 479, 606 - 607).
وهكذا لا ينبغي أن ننتقي من كلام العالم ما نريدُ أن نتقَوَّى به على رأينا , دون تحقيق رأيه فيه من عموم مواطنه. ولعلّي لو لم أذكر هذين النقلين عن ابن تيمية لظن بعضُهم أنهما يَرُدّان على تقريري لمذهبه فيه , ولذلك أحببت بيانَ أن فهمهما لا يصحُّ أن يكون بانتقائيّةِ وفَهْمِ أهلِ الجهالة!!
ومن هذا الباب كلامٌ في مواطن عديدة لابن تيمية (كالذي في مجموع الفتاوى 11/ 468 - 471) , يجب أن يُفهمَ بكامل سياقه , وبعرضه على أقواله الأخرى , والأهم من ذلك أن يُعرَضَ على الكتاب والسنة. ولولا حرصي على الاختصار لنقلتُ ما قد يشتبه (كالنقل المشار إليه) , لأبيِّنه. ولولا احتمال ادّعاء ذهاب نقلٍ عليَّ يؤثر في نتيجة هذا المقال , لأعرضتُ عن تلك الإشارة اكتفاءً بإنصاف الباحث عن الحق!! كما أنه (في هذا السياق نفسه) يجب أن نراعي احتمالَ تغيُّرِ اجتهاد الإمام , كما كان قد نقل الإمام الذهبي عن أبي الحسن الأشعري أنه أشْهَدَ على نفسه بأنه لا يُكفِّر أحدًا من أهل القبلة , ثم قال الذهبي: & artshow-86-8957.htm#171; قلتُ: وبنحو هذا أدين , وكذلك كان شيخُنا ابنُ تيمية في أواخر أيامه , يقول: أنا لا أكفِّرُ أحدا من الأمة , ويقول: قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: {لا يحافظُ على الوضوء إلا مؤمن} , فمن لازَمَ الصلوات بوضوء فهو مسلم» , سير أعلام النبلاء (15/ 88).
ولن يتأخّرَ المُزايِدُون غيرَهم على الحميّة السُّنِّيّة (بلا إنصاف) عن هذه الساحة , ولو بالكذب! فيروي أحدهم أن الإمامَ مالكًا قال: & artshow-86-8957.htm#171; لو أن رجلا ركب الكبائر كلها (!!!) , بعد أن لا يُشرك بالله, ثم تخلّى من هذه الأهواء والبدع (وذكر كلاما) دخل الجنّة».أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 325) , من رواية أحد أجلاد الكذابين , وهوالنضر بن سلمة شاذان المروزي (لسان الميزان: رقم 8140).
ومثله في البُعد عن العلم والإنصاف: ما رُوي عن الإمام أحمد (وحاشاه منه) أنه قال: & artshow-86-8957.htm#171; قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة , وقبور أهل البدعة من الزُّهاد حفرة. فُسّاق أهل السنة أولياء الله , وزُهّاد أهل البدعة أعداءُ الله».أسنده القاضي أبو الحسين ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (2/ 12).ومثل هذا الكلام لا يقوله عالم!! بل يتورّع عما دونه في الغُلُوِّ والمُجازفة عوامُّ المسلمين!!! ولو لم يكن في هذه العبارة إلا إغراءُ أهلِ السنة بارتكاب الكبائر لكفاها سوءًا!! وانظر سياق ابن القيم لهذه العبارة مساقَ الذمّ لها, وأنه لا يشفع لها طِيبُ مقصدها , ولايُحسِّنها أن مُنطلقَها (وهو بيانُ وجهِ تقديمِ البدعة على المعصية في الخطورة) منطلقٌ صحيح , وذلك في إعلام الموقّعين (3/ 329).
)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/427)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:51 م]ـ
كتيب الشريف ـ على أشياء يسيرة جدا واجتهادية ـ من أفضل ما ألف في هذا الباب ...
وفي هذا الرابط استطراد مفيد في نفس الموضوع، ونقول مفيدة، ومزيد تأصيل و تفصيل واستدلال للمذكور فوق ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=106873
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 12:18 ص]ـ
على الذي قال على الأشعري أنه مبتدع أن يتقي الله فقد ألف كتبا رجع فيها إلى مذهب السلف
أما مقارنة المبتدع بالعاصي فيرجع إلى نوع المعصية و البدعة
أما في العموم فالعاصي خير من المبتدع بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاك الدليل
لقد قال في الخوارج هم كلاب النار رغم اجتهادهم في العبادة
وقال في الصحابي الذي كان يشرب الخمر دعه فإنه يحب الله ورسوله
ـ[الكهلاني]ــــــــ[26 - 11 - 10, 01:23 م]ـ
ولن يتأخّرَ المُزايِدُون غيرَهم على الحميّة السُّنِّيّة (بلا إنصاف) عن هذه الساحة , ولو بالكذب! فيروي أحدهم أن الإمامَ مالكًا قال: & artshow-86-8957.htm#171; لو أن رجلا ركب الكبائر كلها (!!!) , بعد أن لا يُشرك بالله, ثم تخلّى من هذه الأهواء والبدع (وذكر كلاما) دخل الجنّة».أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 325) , من رواية أحد أجلاد الكذابين , وهوالنضر بن سلمة شاذان المروزي (لسان الميزان: رقم 8140).
نعم يدخل الجنة ولو ركب الكبائر كلها ما دام مات على التوحيد، هذا معتقد أهل السنة والجماعة.
وليس يجدي على أهل التمييع أن يضعفوا أثرا أو أثرين، فالآثار كثيرة لا تُحصى، وقول من قال من الإخوة: إن بعض المعاصي أشد من بعض البدع. حق لا شك فيه، إنما الكلام على جنسهما.(65/428)
استشكال حول صاحب الكبيرة؟
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[23 - 09 - 10, 11:46 م]ـ
على الرغم من أن كثيرا من الناس يسلم بصحة معتقد أهل السنة في صاحب الكبيرة إلا أنك تجد عنده أثناء النقاش التفصيلي بعض الاستشكالات؛ كأن يرى أن الكبيرة لاتغفر إلا بالتوبة أو أن بعض النصوص التي في أصحاب الكبائر خاصة بعهد النبوة؛ لقوة تأثير شفاعة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أو يرى أن شفاعة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الآخرة لاتعم كل صاحب كبيرة؛لئلا نقع في الإرجاء والتهاون مع أصحاب الكبائر؛ كمن يستطيل في حقوق المسلمين العامة والخاصة، أو يجاهر بالذيلة على الملأ؛ فمقتضى عدل الله تعالى حرمانهم من شفاعة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومؤاخذة هولاء المجرمين بجرائرهم! والجواب عن ذلك كله من وجوه:-
1 - الأصل في النصوص العموم ولايصح قصر النص على صحابي بعينة إلابدليل يخصه بالحكم؛ كحديث أبي بردة بن نيار (اجعلها مكانها - أي العناق - ولن تجزئ عن أحد بعدك)؛ وحينئذ يسري الحكم على كل صاحب كبيرة فلا نكفره بذنبه وإن كنا نخشى عليه؛ لعظم جرمه وإثمه.
2 - أن للإمام الأعظم أن يترك الصلاة على بعض أصحاب الكبائر كمن قتل نفسه و الغال؛ ولكنه يتركها تعزيرا لاتكفيرا؛ ولهذا يدفن في مقابر المسلين، ويصلي عليه أهله؛ كما في حديث {صلوا على صاحبكم}، ويقسم ميراثه على أهله.
3 - أن شفاعة الرسول عامة لكل موحد كما في حديث (فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لايشرك بالله شيئا) فهذا عموم محفوظ لايستثنى منه أحد من الموحدين لا المنتحر ولا المسؤول الفاسد ولا المجاهر بالمعصية ولاغيرهم إلابدليل. نعم ورد عند البيهقي وغيره استثناء بعض الظلمة والغلاة من الشفاعة ولكن الحديث ضعيف لاتقوم به حجة وعلى تقدير احتماله للتحسين بتعدد الطرق فيمكن حمله على بعض صور الشفاعة في الجنة فإن شفاعة النبي لاتختص بدرء العقاب بل تكون أيضا في زيادة الثواب كما هو معروف.
4 - أن شفاعة النبي منوطة بالتوحيد وجودا وعدما وتحقيق هذا الشرط ليس يسيرا كما يتخيله كثير من الناس؛ فالشهادة ليست مجرد كلمة تنطق باللسان؛ وإنما هي قول وعمل؛ فمن لم ينف مانفت من الشرك ويثبت ما أثبتت من التوحيد فلاقيمة لشهادته؛ فمن نطق بالشهادة وهو يدعو غير الله فيما لايقدر عليه إلا الله، أويذبح لغير الله بنية التقرب والتعبد له، أويصرف نوعا أو فردا من العبادة لغير الله؛ كما هو حال كثير من الناس! فهذا الضرب ماقيمة شهادته وهويناقض روحها وحقيقتها بتصرفاته وأفعاله!
5 - إثبات الشفاعة على وجه العموم لكل موحد لايستلزم الإرجاء ولاالتهاون في شأن أرباب الكبائر؛ لأن الشفاعة قد تحصل ابتداء وقد تحصل بعد تعذيب على أن بعض أهل السنة قطع بأنها إنما تحصل بعد العذاب؛ وحينئذ فغمسة واحدة في النار تنسي أنعم أهل الدنيا كل نعيم كان فيه. فمابالك إذا كان الحال أعظم من ذلك بكثير! وأن منهم من تصيبه النار حتى يكون فحما فإذا أذن فيهم بالشفاعة جيئ بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أنهار الجنة ثم قيل: ياأهل الجنة أفيضوا عليهم فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل!!! أليس هذا الوعيد الهائل كافيا في عقاب عصاة الموحدين مهما كان جرمهم!
6 - أنا نرجو المغفرة لبعض أصحاب الكبائر لا كلهم ولكنا نقطع بعدم خلود أحد منهم في النار؛ وهذا الحكم لايختص بحق الله بل يعم حق العباد الخاص والعام، ولكن مايتعلق بحق الله أدنى للمغفرة ومايتعلق بحق العباد أدنى إلى المؤاخذة وقد يغفر ببعض الحسنات الماحية؛ كالحج المبرور فقد صح أن الله يتحمل عن صاحبه التبعات وقد ألف ابن حجر كتابا مفردا في ذلك سماه (قوة الحجاج في عموم المغفرة للحجاج)! ولكن الشرط شديد، وبر الحج ليس سهلا، ومن شرطه الا يكون بمال حرام .... الخ؛ ولهذا قيل لبعض السلف الحاج كثير قال الداج كثير والحاج قليل! وكذلك قد يتحمل الله التبعات بالنوايا الصالحة كما في حديث من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه.
7 - أن مغفرة الكبيرة عند أهل السنة لاتكون بمجرد التوبة ولكنها تكون بأمور كثيرة بعضها من العبد؛ كالحسنات الماحية؛ وهي المقبولة قبول رضا أو قبول ثواب؛ وبعضها من الخلق؛ كالدعاء والشفاعة؛ وبعضها من الله؛ كالمصائب المكفرة والعفو المحض بلا سبب من العباد! وهذا يقوي رجاء العبد لنفسه ولغيره دون أن يصل به إلى الإرجاء؛ لأنه ينظر بعينه الأخرى إلى محبطات الأعمال؛ ومن جملتها الكبائر عند المحقيين من أهل السنة؛ فإن الكبيرة تحبط مايعادلها من الحسنات؛ فالربا مثلا يبطل حسنة الجهاد وهكذا! وهو جانب خطر يغفل عنه كثير من الناس نظريا وعمليا، ولكن ينبغي التنبه إلى ماقرره ابن رجب من الفرق بين مذهب أهل السنة والوعيدية في الإحباط؛ فالوعيدية يحبطون الإيمان بالكبيرة وأهل السنة يجعلون الإحباط في العمل دون الإيمان!
8 - وهكذا نرى أن الله كما جعل للكبيرة مايقتضي غفرانها فقد جعل للحسنات ماقديذهب ثوابها؛ ليبقى المرء دائرا بين خوف العقاب ورجاء الثواب دون أن يستقل به أحدهما! وليس المقام سهلا ولايستبين لكل أحد حتى إن ابن القيم وقف في هذا الموضع طويلا ثم قرر في الوابل الصيب أن الذي تحرر عنده أن الحسنات والسيئات تتدافع وتتقابل فأيهما غلب كان التأثيرله!
9 - لاشك في عدل الله وأن موجبه مؤاخذة المجرم بجرمه! ولكن يجب النظر مع ذلك لجانب الفضل؛ وأن من مقتضى أسمائه الحلم والعفو والمغفرة كما أن من مقتضاها العقاب والقهر والبطش والانتقام؛! والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/429)
ـ[أم ديالى]ــــــــ[24 - 09 - 10, 01:23 ص]ـ
استفدت كثيرا، بارك الله فيكم وفي علمكم
ـ[ابنة عبد الرحمن]ــــــــ[04 - 11 - 10, 03:35 ص]ـ
،،
استفدت كثيرا، بارك الله فيكم وفي علمكم
،،
ـ[أبورينال السلفى]ــــــــ[04 - 11 - 10, 09:55 ص]ـ
جزاك الله خيرآ،وأرجو الله عز وجل أن يهدى عصاة المسلمين(65/430)
إثبات صفات النبي [صلَّى الله عليه وسلَّم] من غير تعطيل، وتعطيل صفات الله (تلك إذاً قسمةٌ ضيزى)!
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[24 - 09 - 10, 05:17 ص]ـ
إثبات صفات النبي [صلى الله عليه وسلم] من غير تعطيل، وتعطيل صفات الله.
(تلكَ إذاً قسمةٌ ضيزى)!
الحمدُ للهِ المتفرِّدِ بكمالِ الخصائص، والمُنَزَّهِ عن كافَّةِ النقائص، والصَّلاةُ والسلامُ على نبيِّنا وحبيبنا وقُرَّةِ أعيننا محمدٍ، وعلى آله وأصحابهِ وأزواجِه ومن سار على دربه واقتفى أثرَه إلى يومِ الدين؛ أمَّا بعد:
فلا زلتُ أعجبُ مِنْ تلك اللَّوثةِ التي تولَّى كِبرَها المبتدعةُ السَّالفون، النَّاكبون عن سُنَّةِ الوحي والعقلِ المارقون، لوثةُ: (إثباتُ الصِّفاتِ للهِ - على وجهها المقطوعِ بهِ وروداً ودلالةً - يستلزمُ التشبيهَ والتجسيمَ و .... ) فجنحوا إلى تأويلها [تعطيلها!]، تديُّناً من بعضهم على غيرِ هدىً، ومشاقَّةً للهِ ورسولِهِ من آخرين.
وسَرَتْ هذه اللَّوثةُ وسارَ بها الرُّكبانُ، وانتشرت انتشارَ النارِ في الهشيم، فعرَّجتْ على كثيرٍ من صالحي القرنِ الرَّابعِ، والخامسِ، والسَّادس، والسابعِ ...... إلى يومِنا هذا، فرضعها الصغيرِ بالتلقين، وأُشربَها الغلام مع " الجَوْهرَة "، فأصبحَ كثيرٌ من العلماءِ - وكثيرٌ على خلافهم - على طرائقِ أهلِ الكلام في تقريرِ أصولِ الدِّين، وأبحروا في علومِ الآلةِ، وعلومِ الغايةِ؛ من عربيَّةٍ، وحديثٍ، وفقهٍ، وأصولٍ، وتفسيرٍ، وأدبٍ، وجعلوا هذا البابَ من المزالِقِ!
وهو - وفالقِ الحبِّ والنَّوى - مِنْ أشرفِ ما يُعلَم ويُدرك، فبه معرفةُ اللهِ كما أحبَّ لنا أن نعرفَه، بالقدرِ الذي أعْلَمَناه {ولا يحيطونَ بشيءٍ من علمِهِ إلاَّ بما شاءَ}؛ فنزداد معرفةً له، وحُبّاً، وشوقاً، وتعظيماً.
لَيْتَ شعري، كيفَ يناجي ربَّه مَنْ أدخَل على نفسِهِ اللَّوازِمَ الباطلَةَ من الجهةِ والتحيُّزِ ونحوها، وهو يقول: (اللهمَّ إني أسألكَ لذَّةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريم)؟ سبحانك ربِّي!
- مرَّ بي وأنا أقرأ كتابَ [فتح الباري (2/ 606) ط: دار طيبة] للحافظِ ابن حجرٍ رحمه الله رحمةً واسعة، في مسألةِ " تسوية الصُّفوف " عند قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (أقيموا صفوفَكم؛ فإني أراكم من ورائي)، وهل رؤيةُ النبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أصحابَه من ورائهِ حقيقةٌ، أو مجازٌ قُصِدَ به العلم؟
قال - رحمه الله -: (والمختار حملها على الحقيقة).
وقال قبل ذلك (2/ 143): (والصَّوابُ المختار أنه محمول على ظاهره، وأنَّ هذا الإبصارَ إدراكٌ حقيقيٌّ خاصٌّ به صلى اللهُ عليه وسلَّم انخرقت له فيه العادة).
وقال الزَّينُ بن المُنَيِّرِ - رحمه الله -: (لا حاجةَ إلى تأويلها؛ لأنَّه [أي التأويل هنا] في معنى تعطيلِ لفظِ الشَّارعِ من غيرِ ضرورةٍ).
وقال القرطبيُّ - رحمه الله -: (بل حملها على ظاهرها أولى؛ لأنَّ فيه زيادةَ كرامةٍ للنبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -).
قلتُ: أيهما أولى بالقطعِ من جهةِ الدِّلالة:
قول النبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (أقيموا صفوفَكم؛ فإني أراكم من ورائي) في الرؤية.
أو قول الله تبارك تعالى: {قال يا إبليسُ ما منعكَ أن تسجدَ لما خلقتُ بيديَّ} في صفةِ اليدين؟ أو قوله تعالى: {والله يحبُّ المحسنين} في صفةِ المحبَّة؟ ..... إلخ.
وهل - على عبارة الزَّين رحمه الله: لا حاجةَ إلى تأويلها؛ لأنَّه في معنى تعطيلِ لفظِ الشَّارعِ من غيرِ ضرورةٍ - وُجِدتْ ضرورةٌ لتأويلها بالنعمةِ أو القدرة؟ أو المحبَّة بإرادةِ الإحسان؟ ثم - على عبارته كذلك - أليس فيه تعطيل لفظ الشارع؟!
ألا يمكن أن يقولوا في قول النبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (أقيموا صفوفَكم؛ فإني أراكم من ورائي):
1 - نقطع بعدم وجودِ عينين في خلفِ رأس النبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
2 - ونقطع بعدمِ إمكان الإنسانِ - خِلْقَةً - أن يُبصرَ ما وراءَه من غيرِ التفاتٍ.
فوجبَ تأويل ذلك بالعِلمِ بحالِ مَن وراءَه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
بل جعلوا ذلكَ سهلاً مقبولاً، أو معجزةً.
واللهَ الكاملَ المتفرِّدَ بالجلال والكمالِ خِلْواً مما وصفَ به نفسَه إلاَّ قليلاً؟!!
سبحانَ اللهِ، ما أضرَّ على الطالبِ دخول مهيعٍ نهى عنه السَّلَفُ.
فإلى مَنْ حادَ عن نهجِ السَّلفِ؛ بالتأويل، أو التجهيل، أو التعطيل أهمسُ في أذنَيْكَ:
أنبيُّنا محمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أعَزُّ عليكم من اللهِ، واتخذتموه وراءَكم ظهريّاً؟!
اللهمَّ أحسنْ عاقبتنا في الأمورِ كلِّها، وأجرنا من خزيِ الدنيا وعذابِ الآخرة.
خليل الفائدة
سحر الجمعة 15/ 10 / 1431 هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/431)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 09 - 10, 05:48 ص]ـ
جميلة جدا جدا
بارك الله فيك
ـ[الكهلاني]ــــــــ[24 - 09 - 10, 10:31 ص]ـ
أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء وأن يثبتك بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأنا والله كنت أقرأ لك بعض المشاركات في منتدى اللغة العربية, فلما قرأت كلامك هذا قرت عيني، فأسأل الله أن يوفقنا وإياك للثبات على الإسلام
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 03:18 م]ـ
بارك الله فيك، وأحسن إليك.
ـ[محمد براء]ــــــــ[24 - 09 - 10, 03:34 م]ـ
أكرمك الله شيخنا المفضال (أبا ريان).
وما أتحفتنا به هو حلقة من سلسلة " تناقضات الأشعرية " الكثيرة.
وقد أشار إليه شيخ الإسلام وابن القيم في مواضع لكن على وجه أعم مما ذكرت، حيث بين أنه لا يمكنهم تحصيل ضابط في الفرق بين ما يُتَأوَّلُ وما لا يُتأوَّل.
ـ[أبوعبدالله الحنبلي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 04:07 م]ـ
أحسن الله إليك,
فائدة حسنة جداً.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[24 - 09 - 10, 04:32 م]ـ
لله درك يا شيخ خليل.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 05:39 م]ـ
أنت خليلها أستاذنا، فليس مُستغرَبا الذهبُ من مصدره، و لا زمزم من منبعه.
مَجزيٌ بالخير و الإفادة
ـ[خالد جمال]ــــــــ[24 - 09 - 10, 05:42 م]ـ
فائدةٌ نفيسةٌ
جزاكم الله خيراً
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[25 - 09 - 10, 06:10 ص]ـ
بارك الله فيك
وفيك بارك الله أخي الكريم.
أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء وأن يثبتك بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأنا والله كنت أقرأ لك بعض المشاركات في منتدى اللغة العربية, فلما قرأت كلامك هذا قرت عيني، فأسأل الله أن يوفقنا وإياك للثبات على الإسلام
آمين، وإياك أخي الفاضل.
بارك الله فيك، وأحسن إليك.
وفيك، وأحسن إليك أخي الحبيب ضيدان.
أكرمك الله شيخنا المفضال (أبا ريان).
وما أتحفتنا به هو حلقة من سلسلة " تناقضات الأشعرية " الكثيرة.
وقد أشار إليه شيخ الإسلام وابن القيم في مواضع لكن على وجه أعم مما ذكرت، حيث بين أنه لا يمكنهم تحصيل ضابط في الفرق بين ما يُتَأوَّلُ وما لا يُتأوَّل.
وأكرمك أبا الحسنات.
وما ذكرتَه صحيحٌ.
جزاك الله خيراً، وأحسن إليك.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[25 - 09 - 10, 06:13 ص]ـ
أحسن الله إليك,
.
وإليك أحسن الله أبا عبد الله.
لله درك يا شيخ خليل.
بارك الله فيك أخي أحمد.
أنت خليلها أستاذنا، فليس مُستغرَبا الذهبُ من مصدره، و لا زمزم من منبعه.
مَجزيٌ بالخير و الإفادة
ما أقول أمام هذا الإطراء أبا سليمان، ومثلك يعلم المقادير، فأظهرتَ لمن لا يعلم حالي ما يُظنّ غير ما أنا عليه.
جزاك الله خيراً، وأنعم عليك.
جزاكم الله خيراً
وجزاكم خيراً أخي خالد.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[26 - 09 - 10, 06:48 ص]ـ
فائدة طيبة وتحليل رائع
جزاك الله خير
اسم على مسمى (خليل الفائدة)
حفظك المولى
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[28 - 09 - 10, 08:24 ص]ـ
حفظك المولى
وحفِظَك أخي الفاضل.
ـ[أبو مصعب الروقي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 03:12 م]ـ
شيخ خليل
كتبت فأبدعت فأجدت
كتب الله لك الأجر ورفع قدرك
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[28 - 09 - 10, 03:56 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل وبارك الله فيك
فائدة جميلة وإلزام أجمل.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 05:44 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الفاضل / خليل َ الفائدة.
دمت موفقا ً
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[12 - 10 - 10, 01:01 ص]ـ
وفيكم بارك الرحمن.
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[12 - 10 - 10, 08:32 ص]ـ
موضوع جميل جدا - شيخنا الفاضل - و فائدة حسن اختيارها, فجزاك الله خيرا.
ـ[أمين بن أبي القاسم البوجليلي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 10:41 ص]ـ
بارك الله فيك أخي خليل الفائدة.
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[13 - 10 - 10, 12:50 ص]ـ
الأخ المُبجّل / خليل الدُّرر والفوائد، أحسنتم وأجدتم، أُحسن إليكم إحسانًا ..
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[13 - 10 - 10, 04:11 م]ـ
وفيكم بارك الله.(65/432)
اعتبروا يا أولي الأبصار من قصة مقتل الحوثي وهو في الغار لقوله: ليس لأبي بكر الصديق كرامة إلا التغوط والتبرز في الغار!
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[24 - 09 - 10, 12:57 م]ـ
قال الشيخ صالح المغامسي إمام مسجد قباء بالمدينة المنورة في إحدى أشرطته وجاء عرضا ذكر مقتل الحوثي فقال:
سمعت الحوثي في شريط له قبل الأحداث بزمن يقول: (لم يكن لأبي بكر ابن قحافة كرامة في الغار؛ فكل ما كان يفعله هو التبول والتغوط في الغار لثلاثة أيام) ثم دارت الأيام والسنين وعندما نشبت الأحداث باليمن ألتقيت بأحد الأخوة من اليمن وكان ممن شارك في المعارك ضد الطاغية الحوثي الرافضي وأتباعه؛ وكان الحوثي قبل أن يقتل محاصراً لثلاثة أشهر في غار من جبال صعدة؛ وكان طوال مدة حصاره لا يستطيع الخروج فكان بوله وغائطه بجانبه؛ وكان أتباعه يدافعون عنه؛ حتى أهلكه الله وقتله وهو الغار؛ فانظر كيف ينتصر الله لأوليائه وينتقم من أعدائه؛ حين كان يستهزئ بأبي بكر الصديق؛ وهذه وأيم الله عبرة وعظة لأولي الأبصار.
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 05:55 م]ـ
سبحان ربي
بارك الله فيكم
وحفظ الله الشيخ ورعاه
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[25 - 09 - 10, 10:25 ص]ـ
سبحان الله!
الجزاء من جنس العمل , قال ثلاثة أيام فحبس ثلاثة أشهر بين بوله وغائطه!
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 02:37 م]ـ
قاتل الله الحوثيين، و رد كيدهم في نحورهم ..
و نصر الله عباده الموحدين في كل مكان و ثبت أقدامهم أمام الروافض المارقين،
أللهم أحفظ عبادك الموحدين في كل مكان، و أنصرهم على أهل الذل و الرفض ..
و حفظ الله شيخنا الهمّام المغامسي، و جعله شوكة في حلوق أهل الكفر و الطغيان ..
ـ[أدهم سيد]ــــــــ[26 - 09 - 10, 02:24 ص]ـ
سبحان الله
بارك الله فيكم
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[26 - 09 - 10, 02:53 ص]ـ
لله أبوك
جزاك الله خيرا ولعن الله الرافضة
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[26 - 09 - 10, 01:37 م]ـ
وبارك فيكم جميعا؛ ففي كتاب الله الكريم:
(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا)
ـ[القاسم بن محمد]ــــــــ[26 - 09 - 10, 04:30 م]ـ
جزاك الله خيراً
هذه والله - إن صحت القصة - من عِبَر الدهر.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 05:24 م]ـ
قال الشيخ صالح المغامسي إمام مسجد قباء بالمدينة المنورة في إحدى أشرطته وجاء عرضا ذكر مقتل الحوثي فقال:
وكان طوال مدة حصاره لا يستطيع الخروج فكان بوله وغائطه بجانبه؛ وكان أتباعه يدافعون عنه؛ حتى أهلكه الله وقتله وهو الغار؛ فانظر كيف ينتصر الله لأوليائه وينتقم من أعدائه؛ حين كان يستهزئ بأبي بكر الصديق؛ وهذه وأيم الله عبرة وعظة لأولي الأبصار.
الله أكبر، (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا).
الله مع أوليائه أتباع دينه ورسله.
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[26 - 09 - 10, 05:58 م]ـ
لا إله إلا الله
و جزاك الله خيرا
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 09:29 م]ـ
فعسى كلاب لندن تنهش لحم خاسر الكئيب جزاء وفاقا، لعنة الله والملائكة والناس أجمعين عليه إلى يوم الدين.
ـ[أبو النصر المنصوري]ــــــــ[26 - 09 - 10, 09:31 م]ـ
ان الروافض شر من وطى الحصى من كل انس ناطق اوجان
جزاك الله خبرا
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[26 - 09 - 10, 10:06 م]ـ
بارك الله فيكم، وجزاكم خيرا.
بأي أشرطته ذكر ذلك؟
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 10:57 م]ـ
الجزاء من جنس العمل!!
والحمد لله رب العالمين ..
جزيت الخيرات أخي الكريم ..
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[27 - 09 - 10, 12:37 ص]ـ
بارك الله فيكم، وجزاكم خيرا.
بأي أشرطته ذكر ذلك؟
وبارك فيك أخي الفاضل:
ذكر ذلك في شريطه: (أعلام القرآن) من إنتاج تسجيلات الفالحين الإسلامية.
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 08:07 ص]ـ
اللهم سلط على المسمى ياسر الحبيب (عاسر الخبيث) كلبا من كلابك ...
اللهم انتقم لعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الرافضي الخبيث ..
واجعل نفوقه عبرة للمعتبرين وحدثا يسمع ويبصره القاصي والداني ...
ـ[أبو شهد العراقي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 07:17 ص]ـ
الله أكبر ,, هذا انتقام المنتقم الجبار من أعدائه ,,
اللهم سلط على كل رافضي خبيث ينتقص أولياءك رجزك وغضبك وعذابك وبأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين ... آمين
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[30 - 09 - 10, 12:19 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[سنا]ــــــــ[30 - 09 - 10, 04:55 م]ـ
سبحان الله ..
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 12:25 ص]ـ
يجب توثيق هذه الحادثة ونشرها ولا يمر عليها بسلام.
فهي من عجائب قدرة المولى سبحانه في أعدائه؛ والتي رأينا أولها في شارون المؤمياء الممسوخ؛ ثم في هذا الحوثي النجس؛ وإن شاء الله نراها في خاسر الخبيث فتشفى صدور المؤمنين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/433)
ـ[أبو عزام بن يوسف]ــــــــ[03 - 10 - 10, 08:00 م]ـ
قال الشيخ صالح المغامسي إمام مسجد قباء بالمدينة المنورة في إحدى أشرطته وجاء عرضا ذكر مقتل الحوثي فقال:
سمعت الحوثي في شريط له قبل الأحداث بزمن يقول: (لم يكن لأبي بكر ابن قحافة كرامة في الغار؛ فكل ما كان يفعله هو التبول والتغوط في الغار لثلاثة أيام) ثم دارت الأيام والسنين وعندما نشبت الأحداث باليمن ألتقيت بأحد الأخوة من اليمن وكان ممن شارك في المعارك ضد الطاغية الحوثي الرافضي وأتباعه؛ وكان الحوثي قبل أن يقتل محاصراً لثلاثة أشهر في غار من جبال صعدة؛ وكان طوال مدة حصاره لا يستطيع الخروج فكان بوله وغائطه بجانبه؛ وكان أتباعه يدافعون عنه؛ حتى أهلكه الله وقتله وهو الغار؛ فانظر كيف ينتصر الله لأوليائه وينتقم من أعدائه؛ حين كان يستهزئ بأبي بكر الصديق؛ وهذه وأيم الله عبرة وعظة لأولي الأبصار.
كيف لا تعجل له العقوبة والله تعالى يقول (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) والآيات في نحو هذا المعنى كثيرة
كيف لا تعجل له العقوبة و رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ رواه البخاري
كيف لا تعجل له العقوبة و رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول - «مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ تَعَالَى لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِى الدُّنْيَا - مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِى الآخِرَةِ - مِثْلُ الْبَغْىِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ». رواه أبو داود والترمذي و وابن ماجة وصححه الألباني
وهذا في جميع من طعن أو آذى أولياء الله ومنهم الصديقة بنت الصديق أمنا عائشة رضي الله عنها.
وإليك بعض القصص في تعجيل الله العقوبة لمن طعن أو آذى صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين:
1. عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: " شَكَا أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعْدًا إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَعَزَلَهُ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَمَّارًا فَشَكَوْا حَتَّى ذَكَرُوا أَنَّهُ لَا يُحْسِنُ يُصَلِّي، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، إِنَّ هَؤُلَاءِ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لَا تُحْسِنُ تُصَلِّي، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: أَمَّا أَنَا وَاللَّهِ فَإِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَخْرِمُ عَنْهَا أُصَلِّي صَلَاةَ الْعِشَاءِ فَأَرْكُدُ فِي الْأُولَيَيْنِ وَأُخِفُّ فِي الْأُخْرَيَيْنِ، قَالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ، فَأَرْسَلَ مَعَهُ رَجُلًا أَوْ رِجَالًا إِلَى الْكُوفَةِ فَسَأَلَ عَنْهُ أَهْلَ الْكُوفَةِ وَلَمْ يَدَعْ مَسْجِدًا إِلَّا سَأَلَ عَنْهُ وَيُثْنُونَ مَعْرُوفًا، حَتَّى دَخَلَ مَسْجِدًا لِبَنِي عَبْسٍ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ أُسَامَةُ بْنُ قَتَادَةَ يُكْنَى أَبَا سَعْدَةَ قَالَ: أَمَّا إِذْ نَشَدْتَنَا فَإِنَّ سَعْدًا كَانَ لَا يَسِيرُ بِالسَّرِيَّةِ وَلَا يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ وَلَا يَعْدِلُ فِي الْقَضِيَّةِ، قَالَ سَعْدٌ: أَمَا وَاللَّهِ لَأَدْعُوَنَّ بِثَلَاثٍ، اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا كَاذِبًا قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً فَأَطِلْ عُمْرَهُ وَأَطِلْ فَقْرَهُ وَعَرِّضْهُ بِالْفِتَنِ، وَكَانَ بَعْدُ إِذَا سُئِلَ يَقُولُ شَيْخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنَ الْكِبَرِ، وَإِنَّهُ لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِي فِي الطُّرُقِ يَغْمِزُهُنَّ " رواه البخاري ومسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/434)
2. عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، أَنَّ أَرْوَى خَاصَمَتْهُ فِي بَعْضِ دَارِهِ فَقَالَ: دَعُوهَا وَإِيَّاهَا فَإِنِّي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ، طُوِّقَهُ فِي سَبْعِ أَرَضِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَأَعْمِ بَصَرَهَا وَاجْعَلْ قَبْرَهَا فِي دَارِهَا، قَالَ: فَرَأَيْتُهَا عَمْيَاءَ تَلْتَمِسُ الْجُدُرَ، تَقُولُ: أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، فَبَيْنَمَا هِيَ تَمْشِي فِي الدَّارِ مَرَّتْ عَلَى بِئْرٍ فِي الدَّارِ، فَوَقَعَتْ فِيهَا فَكَانَتْ قَبْرَهَا رواه مسلم
3. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: " كُنْتُ أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَمَا أَظُنُّ أَنْ تَغْفِرَ لِي، قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، مَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَقُولُ كَمَا تَقُولُ، قَالَ: إِنِّي كُنْتُ قَدْ أَعْطَيْتُ اللَّهَ عَهْدًا إِنْ قَدَرْتُ أَنْ أَلْطِمَ وَجْهَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ لَطَمْتُهُ، فَلَمَّا قُتِلَ وَوُضِعَ عَلَى سَرِيرٍ فِي الْبَيْتِ وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ، دَخَلْتُ كَأَنِّي أُصَلِّي، فَوَجَدْتُ خَلْوَةً، فَرَفَعْتُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ فَلَطَمْتُهُ، وَتَنَحَّيْتُ، وَقَدْ يَبِسَتْ يَمِينِي، فَإِذَا هِيَ يَابِسَةٌ سَوْدَاءُ كَأَنَّهَا عُودُ شِيزٍ " أخرجه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد
4. عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَيْفٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: " خَرَجْنَا فِي غَزَاةٍ فِي الْبَحْرِ، وَعَلَيْنَا مُوسَى بْنُ كَعْبٍ، فَكَانَ مَعَنَا فِي الْمَرْكَبِ رَجُلٌ يُكَنَّى أَبَا حِمَّانَ، فَأَقْبَلَ يَشْتُمُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَنَهَيْنَاهُ فَلَمْ يَنْتَهِ، وزَجَرْنَاهُ فَلَمْ يَنْزَجِرْ، فَأَتَيْنَا عَلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ فَأَرْفَيْنَا إِلَيْهَا، ثُمَّ خَرَجْنَا، وَتَفَرَّقْنَا نُرِيدُ الْوُضُوءَ لِصَلاةِ الظُّهْرِ، فَأُخْبِرْنَا أَنَّ الدَّبْرَ، يَعْنِي الزَّنَابِيرَ وَقَعَتْ عَلَى أَبِي حِمَّانَ فَأَتَتْ عَلَى نَفْسِهِ، قَالَ: فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ مَيِّتٌ " قال بعض الرواة في نفس القصة (فَأَخْبَرَ النَّاسَ، فَتَعَجَّبُوا وَقَالُوا: هَذِهِ كَانَتْ مَأْمُورَةً، قَال الرواي: فَأَقْبَلَ قَوْمٌ يَحْفِرُونَ، فَاسْتَوْعَرَتْ عَلَيْنَا الأَرْضُ وَصَلُبَتْ، فَلَمْ نَقْدِرْ أَنْ نَحْفِرَ لَهُ، فأَلْقَيْنَا عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ وَوَرَقَ الشَّجَرِ " وقال بعضهم: " وَكَانَ صَاحِبٌ لَنَا يَبُولُ، فَوَقَعَتْ نَحْلَةٌ عَلَى ذَكَرِهِ فَلَمْ تَضُرَّهُ، فَعَلِمْنَا أَنَّهَا كَانَتْ مَأْمُورَةً " أخرجه الالكائي في شرح أصول الاعتقاد
5. عن عُمَرَ بْنَ الْحَكَمِ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: " خَرَجْنَا نُرِيدُ مَدَانَ، وَمَعَنَا رَجُلٌ يَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، قَالَ: فَنَهَيْنَاهُ فَلَمْ يَنْتَهِ، وَانْطَلَقَ لِيَقْضِيَ حَاجَتَهُ، فَوَقَعَ عَلَيْهِ الدَّبْرُ، فَلَمْ يُقْلِعْ عَنْهُ حَتَّى قَطَعَهُ " شرح أصول الاعتقاد
وعليك بحث الإسناد
وقد ذكر الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة بابا قال فيه (ما روي من دعاء السلف على اللعانين وما أظهر الله من تعجيل العقوبة والنكال لهم في الدنيا وما أعد الله لهم في الآخرة أكثر) م7ص1327 دار طيبة الطبعة التاسعة
فذكر قصصا كثيرة مسندة كما ذكر كلام السلف مسندا فيمن سب الصحابة وغيرها مما يتعلق بالموضوع فجدير بكم أن تطلعوا عليها فإنه مفيدة لا سيما في هذا الوقت
ـ[أيمن صارم]ــــــــ[03 - 10 - 10, 08:34 م]ـ
قاتل الله الرافضة أينما كانوا
ـ[زياد الطائي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 11:37 م]ـ
ملئ الله قبره نارا ولارحم فيه مغرز ابرة ونسأل الله ان نرى في داعر الخبيث عجائب قدرته .. لاعجب اخواني ((من يعمل سوءا يجز به))
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 10:38 ص]ـ
"من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب"
سبحانك يا ربِ ما أعظمك(65/435)
كتاب نبوءات الرسول بفتن آخر الزمان
ـ[ياسين اسلام]ــــــــ[24 - 09 - 10, 02:14 م]ـ
الإخوة الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسكن بجوارنا رجل عقيدته تميل كثيرا إلى الشيعة و أتهمه أحيانا بالتشيع لأنني كلما فتحت معه نقاشا يدافع عن الشيعة و اكتشفت أنه لا يعرف تفاسير أهل السنة و الجماعة و يعتمد تفسيرا ل " الطبطباني" و لأول مرة أسمع اسم هذا التفسير منه.
وقد أعطيته كتيبا اسمه " ماذا تعرف عن الشيعة" لأحد تلاميذ الشيخ الألباني فأبدى استغرابه لما كتب فيه و قال بهذه العبارة " الذي كتب هذا الكتاب سيتبوأ مقعده من النار للإفتراء الذي يكتبه عن الشيعة".
وإني كلما فتحت معه نقاشا اختلفت معه كثيرا و أجد نفسي أتكلم في ناحية و هو يتكلم في ناحية أخرى وخصوصا انني لست ذو أهلية علمية تمكنني من إقناعه. و آخر مرة قال لي إني أريد أن أعرف الحقيقة لأني أريد أن أشرع في الصلاة ... الأمر يبدو غريب.
وقد أعطاني مؤخرا كتاب " نبوءات الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بفتن آخر الزمان". ولم أقرأ في هذا الكتاب إلا المقدمة فوجدته يتكلم عن فضل الصحابة رضوان الله عليهم ...
لذا أسألكم أيها الإخوة أن تفيدوني عن كيفية التعامل مع هذا الشخص و ماذا عن هذا الكتاب فهل هو موافق لعقيدة أهل السنة و الجماعة؟
ـ[محمود الحلبي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 01:25 ص]ـ
أخي الفاضل: الذي يظهر من كلامك أن هذا الرجل شيعي، أو ميال إلى التشيع (إن أحسنت الظن)، فتصرفك مع هذا النوع أخي يقوم على أمرين:
الأول: إن كان عندك علم بالشرع وخاصة فيما يتعلق بالعقيدة والردود وكيفية الإجابة على الشبهات وأنت أهل للمناظرة معه فناظره لكن (بحكمة)، مثال: لا تناقشه في المسائل الفرعية بل ناقشه في الأصول: أولا: تحريف القرآن. ثانيا: تحريف السنة، لأنهما الأصلان اللذان يدور عليهما الاعتماد، ثم ما تعرفه من أكبر طوامهم وكذبهم.
الثاني: إن لم يكن عندك علم فلا تناقشه أنت بل أحضر من ينصحه من أهل العلم. والله الموفق
أما الكتاب الذي أهداك إياه فأنا أظنه لعالم سني - حسب علمي وربما أكون مخطئا- وربما قصد بهذا التدليس ليوهمك أنه لا يكره الصحابة أو له مقصد آخر، أو لا مقصد له فهو رجل جاهل.
والله أعلم.(65/436)
ما الفرق بين الشيعه والروافض؟
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[24 - 09 - 10, 02:46 م]ـ
السلام عليكم حصل لي إشكالية ألا وهو الفرق بين الشيعه والروافض فبعضهم يفرق بينهم في كل شيء ويقول أن الذي يخالفنا هم الروافض أما الشيعه فهم مسلمون يؤمنون بالله وبرسوله وبأركان الإيمان وأركان الإسلام وأنه لا يجوز أن نجمع بينهم وأن الذين يسبون الصحابة هم الروافض, فعلى هذا أعتقد أن الشيعه صاروا مثل أهل السنه وإلا فما الفرق؟
إشكال الآخر وهو أن بعضهم يفصل في مسألة سب الصحابة ويقول أن من سب الصحابة "عقائديا" هو الكافر الحل دمه فما هو الصواب جزاكم الله خيرا
ـ[محمود الحلبي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 12:55 ص]ـ
أخي الفاضل أبو تيمور الأثري: وفقك الله وجعلك من الأثر وحشرك معهم يوم القيامة.
أما بالنسبة للتفريق بين الشيعة والروافض، فالشيعة والروافض وجهان لعملة واحدة، أو قل هما شيء واحد إن شئت، وهذا في زمننا الآن، ووجه الإشكال عندك: عند من يفرق بين الشيعة والروافض وهل فرق بينهما؟ فأقول: بارك الله فيك
هذا التقسيم كان قديما موجود في كتب أهل العلم وكثيرا ما تراه في كتب التراجم، فيقولون: فلان فيه تشيع، أو شيعي، أو نحو ذلك، فهذا دون قولهم (رافضي) فالرافضة من قديم الزمان مشهورون بالكذب وسب الصحابة وغيرها من الخصال الذميمة، فمثلا قد تجد في ترجمة عالم من علماء الحديث يقولون فيه تشيع: يقصدون به (ميل لآل البيت وربما تفضيل علي على غيره من الصحابة، ونحو ذلك من المقالات والتي لا تتعدى الغلو وسب الصحابة. فهذا كما ترى لا يعامل معاملة الرافضي الخبيث.
ويوجد مقال هنا في الملتقى بعنوان (ما معنى التشيع في عرف المتقدمين عن كلامهم على الرواة؟) فلعلك تبحث عنه هنا في الملتقى وتقرأه.
أما بالنسبة للإشكال الآخر فانظر أيضا غير مأمور مقال هنا بعنوان (كلامٌ مختصر في حكم سب الصحابة). فلعلك تنتفع به.
وأترك المجال للإخوة أهل العلم بالمشاركة.(65/437)
تناقض المثبتين للعصمة النفاة لخلق الأفعال الاختيارية ... (الرافضة مثالا).
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[24 - 09 - 10, 08:00 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ,أما بعد.
فمعلوم أن الرافضة قد مروا بمراحل عدة تطور فيها مذهبهم حتى استقروا في جل أصولهم على مذهب المعتزلة.
والغرض هنا ذكر تناقضهم فيما استقر عليه متأخروهم من نفي خلق الأفعال (الاختيارية) ,مع ما ذكره قدماؤهم وجرى عليه متأخروهم من إثبات لعصمة الأنبياء وكذا الأئمة.
أولا: نفيهم للقدر:
يوافق الرافضة المعتزلة في باب القدر فهم قدرية نفاة ينفون خلق أفعال العباد ويجعلون العبد خالقا وموجدا ومحدِثا لفعله.
ثانيا: إثباتهم للعصمة:
يثبت الرافضة عصمة للأنبياء والأئمة والعصمة عرفها علماؤهم بأنها: (لطفٌ يفعلُهُ اللهُ تعالى بالمكلّف، بحيث تمنع منه وقوع المعصية، وترك الطاعة، مع قدرته عليهما) وهذا تعريف شيخهم المفيد وثمة تعريفات أخرى تدور على لطف أو ملكة يفعلها الله في المكلف بحيث تمنعه من المعاصي والغلط في الدين.
فنفي خلق الأفعال مع القول بالعصمة التي هي لطف يخلقه الله في المعصوم يمنعه من المعاصي ويحثه على الطاعات بين التناقض فهذا اللطف أو هذه الملكة المانعة من المعصية هي مخلوقة لله تعالى فما نشأ عنها مخلوق له سبحانه وتعالى والعصمة تستلزم عاصما ومعصوما والمعصوم حصلت له العصمة ممن عصمه بالضرورة.
فحينئذ إما أن يقولوا:إن الله لا يخلق أفعال العباد حاشا المعصومين من أنبياء وأئمة.
وإما أن يتخلوا عن أحد أصليهم (القدر أو العصمة) حتى لا تتناقض.
وسبب هذا التناقض أن الروافض القائلين بالعصمة قديما كهشام بن الحكم كانوا يثبتون خلق أفعال العباد, كما نقل عنهم أبو الحسن في المقالات وذكره شيخ الإسلام في منهاج السنة في المجلد الثاني. فلما كان متقدموهممثبتة للقدر لم يحصل لهم التناقض في قولهم بالقدر والعصمة , وعندما تأثر متأخروهم بالمعتزلة وافتتنوا بهم وأخذوا جل أصولهم حصل لهم هذا التناقض الواضح.
ملحوظة: ضربت المثال بالرافضة وإلا فما ذكرته هنا ينطبق على المعتزلة في إثباتهم عصمة الأنبياء ,ولم أتعرض لبطلان قولهم في القدر ولا العصمة فليس هذا محله, وإنما المقصود التنبيه على تناقضهم.
والله أعلم.
ـ[أحمد الوبيري الشمري]ــــــــ[25 - 09 - 10, 08:19 م]ـ
بارك الله فيكم وفي علمكم شيخنا
فعلا هذا إلزام جيد لهم، وتناقض فاضح منهم، وكما أشرت هذه قاعدة تنقض أصول كثير من المبتدعة، علماً ان الرافضة الإمامية والمعاصرين منهم خصوصاً مضطربين في هذا الباب حتى وصل الامر ببعضهم ان يقرر عقيدة أهل السنة! مع أنهم-أي المعاصرين- على ما كان عليه المتأخرين منهم من عقيدة القدرية، وهذا سببه ان العقيدة ملفقة من عدة مسائل يزعم اصحابها انها عقلية واخرى نقلية واخرى سببها المكيدة او الأهواء. والله اعلم
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[25 - 09 - 10, 10:21 م]ـ
وفيكم بارك الله أخي أحمد الشمري.
وبالنسبة لتخبطهم فهذا سببه التقية التي يدينون ويتقربون إلى الله بها, فإذا وجد أحدهم أصلا من أصولهم لا يستيطع أن يبرهن عليه وتبين له قبح لوزامه فإنه سرعان ما يتخلى عنه أمام من يناقشه من أهل السنة.
ولكن ما استقر عليه محققوهم من المتأخرين هو المعتبر لدى عامتهم ولذلك فهذا الإلزام لا مفر لهم منه.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الجامع]ــــــــ[27 - 09 - 10, 10:27 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا على هذا الأمر الذى غفلنا عنه
من المعلوم أن الرافضة يقولوا ان الله عصم الانبياء والائمة الاثنى عشر الذين هم من ولد فاطمة رضى الله عنها وهذه العصمة عصمة مطلقة لا يقع منهم النسيان ولا الخطأ ولا السهو وأن لهم علم السماء والارض وإن كان هذا يعتبر من الغلو وهذا ليس محل الأمر الان
مسألة قولهم بالعصمة يستلزم منها أن الله خلق لهم افعال العصمة ومنع عنهم ما يضاد هذه العصمة من الخطأ والنسيان وغيرها
اذا هم بين أمرين إما ان يثبتوا عدل الله عز وجل او ينكروا عصمة ائمة الرافضة
جزاك الله خيرا مرة اخرى شيخنا
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[27 - 09 - 10, 10:38 م]ـ
وإياكم أخانا الكريم الجامع ..
وثمة تناقض أخرى بإذن الله نذكره لاحقا متعلق بما أثرته أنت في عصمة الأنبياء.
شكر الله لكم مروركم.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 09 - 10, 05:27 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(
الرابع: أن قوله: إن الله قادر على نصب إمام معصوم أتريد به معصوماً بفعل الطاعات باختياره والمعاصي باختياره، والله تعالى لم يخلق اختياره كما هو قولهم، أم تريد به أنه معصوم يفعل الطاعات بغير اختيار يخلقه الله فيه؟
فإن قالوا بالأول كان باطلا على أصلهم؛ فإن الله عندهم لا يقدر على خلق مؤمن معصوم بهذا التفسير، كما لا يقدر على خلق مؤمن وكافر عندهم بهذا التفسير، فإن الله عندهم لا يقدر على فعل الحي المختار ولا يخلق إرادته المختصة بالطاعة دون المعصية
وإن قالوا بهذا الثاني لم يكن لهذا المعصوم ثواب على فعل الطاعة ولا على ترك المعصية، وحينئذ فسائر الناس يثابون على طاعتهم وترك معاصيهم أفضل منه، فكيف يكون الإمام المعصوم الذي لا ثواب له أفضل من أهل الثواب؟!
فتبين انتقاض مذهبهم حيث جمعوا بين متناقضين بين إيجاب خلق معصوم على الله وبين قولهم إن الله لا يقدر على جعل أحد معصوما باختياره بحيث يثاب على فعله للطاعات وتركه للمعاصي)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/438)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 05:44 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي أحمد ..
وجزى الله أبا يوسف على فائدته الشريفة ..
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[28 - 09 - 10, 08:52 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب أبا يوسف كم أسعدتني بهذه الفائدة ..
وشكر الله أخي الحبيب أبا فهر مرورك الكريم.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[29 - 09 - 10, 04:52 م]ـ
وجزاكما خيراً، وأثابكما.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[17 - 11 - 10, 08:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل أحمد على هذه اللفتة الطيبة, ولأبي يوسف الكريم أحسن الله إليك على تأييدها بنقلك عن الشيخ رحمه الله!
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[18 - 11 - 10, 03:32 ص]ـ
وإياكم أخانا الحبيب ياسر بن مصطفى جازى الله الخير وشكر الله لكم مروركم الكريم.(65/439)
هل وقف أحد من الأخوة الكرام على قول مسند لأحد السلف من التابعين فمن بعدهم لمعنى مصطلح أهل السنة و الجماعة؟
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[26 - 09 - 10, 12:59 م]ـ
هل وقف أحد من الأخوة الكرام على قول مسند لأحد السلف من التابعين فمن بعدهم لمعنى مصطلح أهل السنة و الجماعة؟
و فقكم الله
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[27 - 09 - 10, 08:29 م]ـ
للرفع
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[30 - 09 - 10, 10:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في مشيخة ابن الحطاب الرازي:
أخبرنا علي بن ربيعة بن علي التميمي بمصر أخبرنا الحسن بن رشيق العسكري حدثنا أحمد بن محمد بن
يحيى الأنماطي حدثنا حرملة بن يحيى قال سمعت سفيان بن عيينة وسئل عن قول الناس السنة والجماعة
وقولهم فلان سني جماعي وما تفسير السنة والجماعة؟
فقال الجماعة ما اجتمع عليه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من بيعة أبي بكر وعمر
والسنة الصبر على الولاة وإن جاروا وإن ظلموا. اهـ(65/440)
براءة محمد بن جرير الطبري الإمام من بدعة الأشعرية في صفة الكلام
ـ[محمد براء]ــــــــ[27 - 09 - 10, 03:18 ص]ـ
براءة محمد بن جرير الطبري الإمام
من بدعة الأشعرية في صفة الكلام
قال الإمام محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى:
كل من عاداني وتكلم فيَّ فهو في حِلٍّ إلا رجلٌ رماني ببدعةٍ.
معجم الأدباء (18/ 84)
وقال بعد أن ذكر اعتقاده في القرآن:
فمن روى عَنَّا أو حكى عَنَّا أو تقوَّل علينا فادَّعى أنَّا قُلنا غير ذلك، فعليه لعنةُ الله وغضبُه، ولعنةُ اللاعنين والملائكةِ والناس أجمعين، لا قبل الله له صرفاً ولا عدلاً، وهتك سترَه وفضحه على رؤوس الأشهاد، يوم لا ينفعُ الظالمين معذرتُهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار.
صريح السنة
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذه رسالة لطيفة، بينت فيها اعتقاد الإمام المحدث الفقيه شيخ المفسرين أبي جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310 هـ رحمه الله تعالى في صفة الكلام لله تعالى وفي القرآن العظيم، كتبتها لما وقفت على كلام لبعض الناس يزعم فيه أن الإمام الطبري أشعري، وفسر أشعريته بأشعرية نتائج عقيدته، وأشعرية أصول منهجه الاستدلالي، كما زعم هذا المدعي أن الطبري حكم بالكفرية لما عليه الوهابية وابن تيمية من العقائد الفاسدة بشدة وصرامة (!!)
وهذا الزعم غير مستغرب ممن يتعصب لكلام المتكلمين المبتدعة فيجعله كالوحي المنزل من السماء، يجب على جميع الخلائق اتباعه، ولسان حالهم: لو كان الصحابة والتابعون أحياء ما وسعهم إلا اتباعنا! وقديماً نسب بعض الأشعرية الخليل إبراهيم عليه السلام لمذهبهم، حيث زعموا أن طريقتهم في الاستدلال على وجود الصانع بحدوث الأجسام هي طريقته!.
وقد خصصت البحث في هذه الرسالة في صفة الكلام، فلم أعرض لاعتقاده في غيرها إلا قليلاً.
واعلم أن للسلف في اعتقادهم في القرآن معالم بارزة يعبرون عنها بمقالات مشهورة كقولهم: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال بخلقه فهو كافر، وأنه كلام الله منه بدأ وإليه يعود، وغير ذلك من المقالات.
والأشعرية لهم في صفة الكلام عقيدة مبتدعة، ومن أبرز مقالاتهم فيها: إن كلام الله تعالى كلام نفسي قائم به، وأنه يتكلم بلا حرف ولا صوت، وأن القرآن العربي المؤلف من السور والآيات مخلوق، وأن الحروف والكلمات دلالات على الكلام النفسي، ونحو ذلك من المقالات التي تعرف أشعرية صاحبها من مجرد ذكره لها.
وإذا نظرت في كلام الطبري وجدت كلامه متضمن على تلك المقالات السلفية، خالٍ من هذه المقالات الأشعرية المبتدعة، وهذا كاف في إظهار براءته منهم، إلا أنني نقلت كلامه وبينت مواطن مخالفته لهم، مع نقد مختصر لمقالاتهم في كل مسألة من مسائل هذا البحث؛ إكمالاً لإظهار براءته منهم.
وعقيدة الطبري في صفة الكلام ذكرها في رسالتيه: التبصير في معالم الدين، وصريح السنة، ومنهما نقلت كلامه.
وأود أن أنبه أن المردود عليه قد جرى بيني وبينه على (شبكة الإنترنت) مناظرات حصل لي منها علم يقيني بأنه مقلد معاند، يليق به ما يليق بالمعاند من الشدة في القول، والغلظة في الخطاب، إلا أنني في رسالتي هذه قد أعرضت عن ذلك، فجرَّدتُّ شبهاتِهِ ورددت عليها رداً علمياً خالصاً، ولم أتعرض لشخصه بشيء، حتى إنني أنقل إساءته ولا أرد عليه بمثلها، وما فعلت ذلك إلا مراعاة للقارىء الكريم أن يستوحش من الرسالة إذا رآها قد ملئت بألفاظ الشدة والقسوة، فينفر منها ويعرض عنها، فتفوت الفائدة العلمية المرجوة منها، وإلا فلا شك في جواز دفع السيئة بالسيئة، ومعاملة المعاند بما يليق بحاله.
النص الأول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/441)
قال في التبصير في معالم الدين ص126 - 127: " لن يستحق أحد أن يقال له: إنه بالله عارف المعرفة التي إذا قارنها الإقرار والعمل استوجب به اسم الإيمان، وأن يقال له: إنه مؤمن، إلا أن يعلم بأن ربه صانع كل شيء ومدبره، منفرداً بذلك دون شريك ولا ظهير، وأنه الصمد الذي ليس كمثله شيء، العالم الذي أحاط بكل شيء علمه، والقادر الذي لا يعجزه شيء مما أراده، والمتكلم الذي لا يجوز عليه السكوت، وأن يعلم أن له علماً لا يشبهه علوم خلقه وقدرة لا تشبهها قدرة عباده وكلاماً لا يشبهه كلام شيء سواه، وأنه لم يزل له العلم والقدرة والكلام ".
قال مقيده عفا الله عنه: موضع الشاهد من كلامه هنا هو قوله: " والمتكلم الذي لا يجوز عليه السكوت ".
وفي هذا إشارة إلى إثبات صفة الكلام ببيان عدم جواز ضدها وهو السكوت أو الخرس، وهذا مسلك عقلي مستقيم، احتج به كثير من الصفاتية.
قال شيخ الإسلام في تقرير الطرق العقلية لإثبات صفة الكلام: " أحدها: أن الحي إذا لم يتصف بالكلام لزم اتصافه بضده: كالسكوت والخرس، وهذه آفة يتنزه الله عنها، فتعين اتصافه بالكلام، وهذا المسلك يسلكونه في إثبات كونه سميعاً بصيراً أيضاً، فإنه إذا كان حياً ولم يكن سميعاً بصيراً لزم اتصافه بضد ذلك من الصمم والعمى " (1).
وهذا المسلك لا يلائم قول الأشعرية في الكلام النفسي، لأن الوصف بالكلام النفسي لا يضاد الوصف بالخرس والسكوت، وبهذا الإلزام ألزمهم العلماء على بطلان قولهم بالكلام النفسي.
قال الشيخ العلامة يحيى بن أبي الخير العمراني شيخ الشافعية باليمن المتوفى سنة 558 هـ في رده على الأشعرية: " والجواب الرابع: لو كان ما في النفس كلاماً لكان الساكت أو الأخرس إذا زور في نفسه كلاماً سمي متكلماً، فيؤدي إلى كونه أخرس متكلماً، أو متكلماً ساكتاً في حالة واحدة، وهذا محال " (2).
وقال شيخ الإسلام عن هذه الحجة: " إنَّمَا تعْقِلُ فِي الْكَلَامِ بِالْحُرُوفِ وَالْأَصْوَاتِ؛ فَإِنَّ الْحَيَّ إذَا فَقَدَهَا لَمْ يَكُنْ مُتَكَلِّمًا فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ قَادِرًا عَلَى الْكَلَامِ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ وَهُوَ السَّاكِتُ، وَإِمَّا أَنْ لَا يَكُونَ قَادِرًا عَلَيْهِ وَهُوَ الْأَخْرَسُ، وَأَمَّا مَا يَدْعُونَهُ مِنْ الْكَلَامِ النَّفْسَانِيِّ فَذَاكَ لَا يُعْقَلُ أَنَّ مَنْ خَلَا عَنْهُ كَانَ سَاكِتًا أَوْ أَخْرَسَ فَلَا يَدُلُّ بِتَقْدِيرِ ثُبُوتِهِ عَلَى أَنَّ الْخَالِيَ عَنْهُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ سَاكِتًا أَوْ أَخْرَسَ " (3).
وقد بين الإمام أبو نصر السجزي أن هذا الإلزام ألجأهم إلى قولهم: إن الأخرس متكلم! قال: "فألجأهم الضيق مما يدخل عليهم في مقالتهم إلى أن قالوا: الأخرس متكلم وكذلك الساكت والنائم، ولهم في حال الخرس والسكوت والنوم كلام هم متكلمون به، ثم أفصحوا بأن الخرس والسكوت والآفات المانعة من النطق ليس بأضداد الكلام وهذه مقالة تبين فضيحة قائلها في ظاهرها من غير رد عليه.
ومن علم منه خرق إجماع الكافة ومخالفة كل عقلي وسمعي قبله لم يناظر بل يجانب ويقمع، ولكن لما عدم من ينظر في أمر المسلمين مُحنَّا بالكلام مع من ينبغي أن يلحق بالمجانين " (4).
والقصد: أن الكلام الذي أثبته ابن جرير هنا لو كان مراده به الكلام النفسي لكان قوله بعد ذلك: " الذي لا يجوز عليه السكوت " لغواً، لأن الكلام النفسي لا ينافي السكوت، فتبين مفارقته للأشعرية في اعتقادهم، والله أعلم.
أما قوله: " وأنه لم يزل له العلم والقدرة والكلام " فهو مطابق لاعتقاد السلف الأعلام، كما قال الإمام أحمد في رواية حنبل: " لَمْ يَزَلْ اللَّهُ مُتَكَلِّمًا عَالِمًا غَفُورًا ".
تنبيه:
ليس في قول الطبري هنا: " " الذي لا يجوز عليه السكوت " نفي لكون الله تعالى يتكلم بقدرته ومشيئته، وأنه يتكلم إذا شاء، لأن الكلام والسكوت المتعلقان بالمشيئة عند أصحاب الكلام النفسي سواء في النفي، فلا يجوِّزُون أن يقال: إن الله يتكلم بمشيئته، كما لا يجوِّزُون أن يقال: إن الله يسكت بمشيئته، فلو كان هذا مراد الطبري بالكلام والسكوت لقال: لا يجوز عليه السكوت ولا يجوز عليه الكلام!، وهذا ظاهر جداً، والعجب ممن جعل كلام الطبري محتملاً لهذا المعنى (5).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/442)
ومما له صلة بهذا: أن الإمام ابن خزيمة نفى السكوت عن كلام الله تعالى بمعنى، ولم يلزم من نفيه أنه ينفي تعلق الكلام بمشيئة الله كما صرح به في موضع آخر.
قال ابن خزيمة: " والبيان: أن كلام ربنا لايشبه كلام المخلوقين، لأن كلام الله كلام متواصل، لا سكت بينه، ولا سمت، لا ككلام الآدميين الذي يكون بين كلامهم سكت وسمت، لانقطاع النفس أو التذاكر، أو التذاكر، أو العيّ، منزه الله مقدس من ذلك أجمع تبارك وتعالى " (6).
فنفى السكوت عن الله تعالى بهذا المعنى لأنه صفة نقص، أي: إن الله إذا تكلم بمشيئته فلا يعرض له ما يعرض لكلام البشر من السكوت لانقطاع النفس وغير ذلك مما ذكره – تعالى الله أن يشبه كلامه كلام المخلوقين وصوته صوتهم -، وهذا لا ينافي أن الله يتكلم إذا شاء ويسكت إذا شاء، كما صرح بذلك فيما نقله عنه أبو إسماعيل الأنصاري (7)؛ فذاك السكوت غير هذا.
فهذا السكوت المقيد المتعلق بمشيئة الله تعالى، كسكوته الله عن بعض الأحكام، مطروق على ألسنة الفقهاء والأصولين بقولهم: المسكوت عنه، وهو المقابل للمنطوق، فهذا المعنى صحيح ثابت، إلا أن أصحاب الكلام النفسي يُطْلِقُون لَفْظَهُ وَيُفَسِّرُوهُ بِعَدَمِ الإسماع، أي: خَلْقِ إدْرَاكٍ لِلْخَلْقِ يَسْمَعُونَ بِهِ الْكَلَامَ الْقَدِيمَ، فليس هو شيء قائم بالمتكلم (8).
_____________________
(1) شرح الأصبهانية ص507.
(2) الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (2/ 589).
(3) مجموع الفتاوى (6/ 295).
(4) الرد على من أنكر الحرف والصوت (2/ 589).
(5) وهو المحقق الفاضل لهذا الكتاب، انظر كلامه في الحاشية ص127، وتبعه على ذلك في أصول الدين عند الطبري ص224.
(6) كتاب التوحيد (1/ 349)، وكلامه هذا يناقض عقيدة الأشعرية مناقضة تامة، لذا شدد ابن فورك عليه النكير في هذا في تأويل مشكل الحديث.
(7) في كتاب مناقب الإمام أحمد، ونقله ابن تيمية في شرح الأصبهانية ص236، وفي مجموع الفتاوى (6/ 178).
(8) انظر: شرح الأصبهانية ص239، ومجموع الفتاوى (6/ 179).
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 10:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
وللدكتور: أحمد العوايشة " عندكم في الجامعة الأردنية رسالة دكتوراة في ابن جرير وإثباته الأسماء والصفات "
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[28 - 09 - 10, 04:10 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد براء.
لكن ثمة استفسار .. هل قولك: (فهذا السكوت المقيد المتعلق بمشيئة الله تعالى، كسكوت الله عن بعض الأحكام، مطروق على ألسنة الفقهاء والأصولين بقولهم: المسكوت عنه، وهو المقابل للمنطوق، فهذا المعنى صحيح ثابت) يفهم منه أنك تذهب إلى قول بعض العلماء أن السكوت هو السكوت عن إظهار الكلام فقط لا السكوت عن الكلام؟
وعليه فهل يحمل كلام الإمام ابن خزيمة رحمه الله على إثبات هذا المعنى دون غيره؟
ـ[طويلبة شنقيطية]ــــــــ[28 - 09 - 10, 04:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ورحم الله الإمام الجليل وجزاه عن أهل التفسير خير الجزاء(65/443)
كتب الشيخ إحسان إلهي ظهير
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[27 - 09 - 10, 05:13 م]ـ
السلام عليكم
أخوتي الأفاضل
حبذا لو أرسلتم لي ربطًا لتحميل كتاب: "الشيعة و السنة" و كتاب "الشيعة و القرآن"
للشيخ إحسان إلهي ظهير
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[27 - 09 - 10, 05:43 م]ـ
أمدك الله بالعلم و الفقه و أعانك عليه
ادع لي أخي الكريم .. فأنا أريد نصح أحدهم .. و أود البدء من كتاب الشيخ إحسان إلهي ظهير: "الشيعة و السنة" أو "الشيعة و القرآن"
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 11:17 م]ـ
ادخل هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=221980
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[28 - 09 - 10, 05:47 ص]ـ
جزاك الله خيرًا
أسأل الله لنفسي الهداية و لأمة محمد أجمعين(65/444)
إشكال في كلام للشيخ صالح عن صفة الإرادة
ـ[محمود المصري]ــــــــ[28 - 09 - 10, 04:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله تعالى في كلامه عن صفة الإرادة ( http://islamport.com/w/aqd/Web/4838/182.htm):
إذا تبين لك ذلك فالإرادة عند أهل السنة والجماعة أو المشيئة صفة قائمة بالله جل وعلا من صفاته جل وعلا الذاتية.
يعني أنه جل وعلا لم يزل مريدا لم يزل شائيا، فإنه لم تنفك عنه هذه الصفة وهي صفة المشيئة و الإرادة.
وهي مع ذلك متعلقة من جهة الأفراد بكل فرد حصل في ملكوت الله.
فإذن هي من حيث النوع قديمة، ومن حيث الأفراد متجددة، فكل شيء يحدث في ملكوت الله هو بإرادته جل وعلا الكونية و بمشيئته جل وعلا.
وهذه الصفة قائمة بالله جل وعلا ومتعلقة بالذي حدث حال حدوثه، متعلقة به حال حدوثه.
فالإرادة إذن، الله جل وعلا لم يزل مريدا وهذا من أوائل اعتقاد أهل السنة والجماعة في ذلك.
أما غير أهل السنة والجماعة فيقولون إن الإرادة قديمة.
هذا قول الأشاعرة والماتريدية، يقولون الإرادة و المشيئة يعني الإرادة الكونية والمشيئة وحتى الإرادة الشرعية عندهم قديمة.
وهذا واضح لا إشكال فيه ولله الحمد ...
ثم شرع في شرح معتقدهم في هذا الأمر ... ثم قال بعدها (والإشكال فيما تحته خط):
أهل السنة والجماعة يخالفون في هذا كما ذكرت لك قولهم فيقولون إن إرادة الله جل وعلا متجددة، فما من شيء يحدث في ملكوت الله إلا وقد شاءه الله جل وعلا حال كونه، كما أنه جل وعلا شاءه في الأزل.
فمشيئته في الأزل بمعنى إرادة إحداثه في الوقت الذي جعل الله جل وعلا ذلك الشيء يحدث فيه.
فإرادته للأشياء جل وعلا القديمة ليست إرادة ومشيئة تنفيذية في وقتها.
فلهذا نقول الإرادة من حيث هي صفة: قديمة، لكن من حيث تعلقها بالمعين هذا متجددة، فلا نقول إن الله جل وعلا شاء أن يخلق أحمد - مثلا - شاء أن يخلق أحمد منذ القدم في الأزل شاء أن يخلق أحمد - هذا من الناس - في ذلك الحين، ولكن لم يخلق إلا بعد كذا وكذا من الزمن.
نقول هو جل وعلا شاء أن يخلق أحمد إذا جاء وقت خلقه، فإذا شاء الله أن يخلقه خلقه، وأما الصفة القديمة صفة (الإرادة) فهي متعلقة به جل وعلا يعني مريد لم يزل مريدا، وتعلق (الإرادة) به بتجدد تعلق الحوادث.
ولهذا نقول إن إرادة الله جل وعلا ومشيئته المعينة للشيء المعين هذه هي التي نعني بها بتجدد الأفراد، ومن حيث هي صفة فإن الله جل وعلا لم يزل متصف بتلك الصفة.
فهل قال أحد غير الشيخ -حفظه الله- أن الله تعالى شاء حدوث الشيء أزلا أيضا أو أن لله تعالى إرادة عامة أزلا كانت لكل ما يكون إلى يوم القيامة؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[28 - 09 - 10, 06:30 م]ـ
قال شيخ الإسلام في المنهاج:: (وإن قيل بل لم تزل تقوم به الإرادات للحوادث كما يقول ذلك من يقوله من أهل الحديث والفلاسفة الذي يقولون لم يزل يتكلم إذا شاء ولم يزل فعالا لما يشاء
قيل فعلى هذا التقدير ليس هنا إرادة قديمة لمفعول قديم
وإن قيل يجتمع فيه هذا وهذا
قيل فهذا ممتنع من جهة امتناع كون المفعول المعين للفاعل لا سيما المختار ملازما له ومن جهة كون المفعول بالإرادة لا بد وأن تتقدمه الإرادة وأن تثبت إلى أن يوجد بل هذا في كل مفعول ومن جهة أن ما قامت به الإرادات المتعاقبة كانت مراداته أيضا متعاقبة وكذلك أفعاله القائمة بنفسه وكانت تلك الإرادات من لوازم نفسه لم يجز أن تكون مرادة لإرادة قديمة لأنها إن كانت ملزومة لمرادها لزم كون الحادث المعين في الأزل وإن كان مرادها متأخرا عنها كانت تلك الإرادة كافية في حصول المرادات المتأخرة فلم يكن هناك ما يقتضي وجودها فلا توجد إذ الحادث لا يوجد إلا لوجود مقتضيه التام)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/445)
وقال في الدرء بعد نقل كلام لابن رشد في نقض طريقة الجويني في إثبات الصانع متعلق بمسألة الإرادة: (قلت: الكلام في الإرادة وتعددها أو وحده عينها أو عمومها أو خصوصها وقدمها أو حدثها أوحدوث نوعها أوعينها وتنازع الناس في ذلك ليس هذا موضعه وهي من أعظم محارات النظار والقول فيها يشبه القول في الكلام ونحوه لكن نفس تسليم الإرادة للمفعول يستلزم حدوثه بل تسليم كون الشيء مفعولا يستلزم حدوثه فأما مفعول مراد أزلي لم يزل ولا يزال مقارنا لفاعله المريد له الفاعل له بإرادة قديمة وفعل قديم فهذا مما يعلم جمهور العقلاء بضرورة العقل، وحينئذ فبتقدير أن يكون الباري لم يزل مريدا لأن يفعل شيئا بعد شيء يكون كل ما سواه حادثا كائنا بعد أن لم يكن وتكون الإرادة قديمة بمعنى أن نوعها قديم وإن كان كل من المحدثات مرادا بإرادة حادثة)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[28 - 09 - 10, 06:38 م]ـ
وقال الشيخ في تفصيل الموضوع:
(وَهُوَ سُبْحَانَهُ إذَا أَرَادَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَلِلنَّاسِ فِيهَا أَقْوَالٌ. قِيلَ: الْإِرَادَةُ قَدِيمَةٌ أَزَلِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَإِنَّمَا يَتَجَدَّدُ تَعَلُّقُهَا بِالْمُرَادِ،وَنِسْبَتُهَا إلَى الْجَمِيعِ وَاحِدَةٌ وَلَكِنْ مِنْ خَوَاصِّ الْإِرَادَةِ أَنَّهَا تُخَصَّصُ بِلَا مُخَصِّصٍ. فَهَذَا قَوْلُ ابْنِ كِلَابٍ وَالْأَشْعَرِيِّ. وَمَنْ تَابَعَهُمَا. وَكَثِيرٌ مِنْ الْعُقَلَاءِ يَقُولُ: إنَّ هَذَا فَسَادُهُ مَعْلُومٌ بِالِاضْطِرَارِ .............
وَالْقَوْلُ الثَّانِي: قَوْلُ مَنْ يَقُولُ بِإِرَادَةِ وَاحِدَةٍ قَدِيمَةٍ مِثْلُ هَؤُلَاءِ لَكِنْ يَقُولُ: تَحْدُثُ عِنْدَ تَجَدُّدِ الْأَفْعَالِ إرَادَاتٍ فِي ذَاتِهِ بِتِلْكَ الْمَشِيئَةِ الْقَدِيمَةِ كَمَا تَقُولُهُ الكَرَّامِيَة وَغَيْرُهُمْ. وَهَؤُلَاءِ أَقْرَبُ مِنْ حَيْثُ أَثْبَتُوا إرَادَاتِ الْأَفْعَالِ، .....
الْقَوْلُ الثَّالِثُ قَوْلُ الْجَهْمِيَّة وَالْمُعْتَزِلَةِ الَّذِينَ يَنْفُونَ قِيَامَ الْإِرَادَةِ بِهِ. ثُمَّ إمَّا أَنْ يَقُولُوا بِنَفْيِ الْإِرَادَةِ أَوْ يُفَسِّرُونَهَا بِنَفْسِ الْأَمْرِ وَالْفِعْلِ أَوْ يَقُولُوا بِحُدُوثِ إرَادَةٍ لَا فِي مَحَلٍّ كَقَوْلِ الْبَصْرِيِّينَ. وَكُلُّ هَذِهِ الْأَقْوَالِ قَدْ عُلِمَ أَيْضًا فَسَادُهَا.
وَالْقَوْلُ الرَّابِعُ: أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُرِيدًا بِإِرَادَاتِ مُتَعَاقِبَةٍ. فَنَوْعُ الْإِرَادَةِ قَدِيمٌ وَأَمَّا إرَادَةُ الشَّيْءِ الْمُعَيَّنِ فَإِنَّمَا يُرِيدُهُ فِي وَقْتِهِ. وَهُوَ سُبْحَانَهُ يُقَدِّرُ الْأَشْيَاءَ وَيَكْتُبُهَا ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَخْلُقُهَا. فَهُوَ إذَا قَدَّرَهَا عَلِمَ مَا سَيَفْعَلُهُ وَأَرَادَ فِعْلَهُ فِي الْوَقْتِ الْمُسْتَقْبَلِ لَكِنْ لَمْ يُرِدْ فِعْلَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ فَإِذَا جَاءَ وَقْتُهُ أَرَادَ فِعْلَهُ فَالْأَوَّلُ عَزْمٌ وَالثَّانِي قَصْد ... )
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[28 - 09 - 10, 06:47 م]ـ
أما كلام الشيخ صالح المكتوب فوق فهو لا يعارض هذا فيما يظهر لي، وإن كان في كلامه الأول شيء من الاشتباه ـ وهذا يكون في الكلام الشفهي، فإن الدرس الشفهي ليس فيه من التحرير ما يكون في التحرير الكتابي ـ فالشيخ لا يعني ـ كما في منطوقه بعدها بسطرين ـ أن الله أراد أزلا خلق أحمد في الأزل، فتنظر إلى قوله: (فلهذا نقول الإرادة من حيث هي صفة: قديمة، لكن من حيث تعلقها بالمعين هذا متجددة، فلا نقول إن الله جل وعلا شاء أن يخلق أحمد - مثلا - شاء أن يخلق أحمد منذ القدم في الأزل شاء أن يخلق أحمد - هذا من الناس - في ذلك الحين، ولكن لم يخلق إلا بعد كذا وكذا من الزمن.
نقول هو جل وعلا شاء أن يخلق أحمد إذا جاء وقت خلقه، فإذا شاء الله أن يخلقه خلقه، وأما الصفة القديمة صفة (الإرادة) فهي متعلقة به جل وعلا يعني مريد لم يزل مريدا، وتعلق (الإرادة) به بتجدد تعلق الحوادث.)
فهذا هو محكم كلام الشيخ الذي يرد إليه متشابهه ..
أما قوله الذي تحته خط: (فما من شيء يحدث في ملكوت الله إلا وقد شاءه الله جل وعلا حال كونه، كما أنه جل وعلا شاءه في الأزل.
فمشيئته في الأزل بمعنى إرادة إحداثه في الوقت الذي جعل الله جل وعلا ذلك الشيء يحدث فيه.)
فهذا الذي فيه نوع خلل، لأن الذي سماه الشيخ إرادة وهو إرادة إحداثه في الوقت الذي جعل الله فيه هذا الشيء يحدث هو من (العلم) و (الحكمة) لا الإرادة، فإذا جاء الوقت الذي علم الله واقتضت حكمته أن يفعل الشيء (المعين) فيه، توجهت إرادته (الحادثة) التي هي أحد أفراد (صفة) الإرادة التي هي بهذا الاعتبار (قديمة)، فيخلق الشيء (المعين).
والله أعلم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[28 - 09 - 10, 06:51 م]ـ
يقول شيخ الإسلام: (وَحِينَئِذٍ فَإِرَادَةُ الْمُعَيَّنِ تَتَرَجَّحُ لِعِلْمِهِ بِمَا فِي الْمُعَيَّنِ مِنْ الْمَعْنَى الْمُرَجِّحِ لِإِرَادَتِهِ. فَالْإِرَادَةُ تَتْبَعُ الْعِلْمَ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/446)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[28 - 09 - 10, 11:20 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وقال الشيخ في تفصيل الموضوع:
....
وَالْقَوْلُ الرَّابِعُ: أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُرِيدًا بِإِرَادَاتِ مُتَعَاقِبَةٍ. فَنَوْعُ الْإِرَادَةِ قَدِيمٌ وَأَمَّا إرَادَةُ الشَّيْءِ الْمُعَيَّنِ فَإِنَّمَا يُرِيدُهُ فِي وَقْتِهِ. وَهُوَ سُبْحَانَهُ يُقَدِّرُ الْأَشْيَاءَ وَيَكْتُبُهَا ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَخْلُقُهَا. فَهُوَ إذَا قَدَّرَهَا عَلِمَ مَا سَيَفْعَلُهُ وَأَرَادَ فِعْلَهُ فِي الْوَقْتِ الْمُسْتَقْبَلِ لَكِنْ لَمْ يُرِدْ فِعْلَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ فَإِذَا جَاءَ وَقْتُهُ أَرَادَ فِعْلَهُ فَالْأَوَّلُ عَزْمٌ وَالثَّانِي قَصْد ... )
لاحظ الجزء الملون
الإرادة الأولى إرادة قديمة غير تنفيذية .. وهي مصاحبة للعلم
والثانية إرادة تنفيذية تنجيزية مصاحبة للفعل
هذا فهمي للمسألة
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[29 - 09 - 10, 12:04 ص]ـ
الأخت زوجة وأم هذا الفهم غير صحيح.
هذا النص:
فَهُوَ إذَا قَدَّرَهَا عَلِمَ مَا سَيَفْعَلُهُ وَأَرَادَ فِعْلَهُ فِي الْوَقْتِ الْمُسْتَقْبَلِ لَكِنْ لَمْ يُرِدْ فِعْلَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ فَإِذَا جَاءَ وَقْتُهُ أَرَادَ فِعْلَهُ ..
وتقدير كلامه حتى يستقيم أنه علم ما سيفعله وما سيريد فعله في المستقبل.
وإذا علمنا أن إرادة الله إرادة جازمة فإن المراد لا يتخلف عن الإرادة عند تمام القدرة والرب تعالى متصف بتمام الإرادة مع تمام القدرة وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.
والله أعلم.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[29 - 09 - 10, 12:13 ص]ـ
بارك الله فيكِ
قول الشيخ (علم ما سيفعله وأراد فعله في الوقت المستقبل، لكنه لم يرد فعله في الحال، فإذا جاء وقته أراد فعله)
هو نفس معنى كلام الشيخ
يعني في الأزل: الله علم أنه سيفعل الشيء وسيريده في الوقت الفلاني، فإذا جاء الوقت الذي تقتضيه حكمته وعلمه أزلا، فإنه يريده بالإرادة الحادثة التي هي من أفراد الإرادة القديمة التي هي حنس الصفة، ولا تتعلق بفرد من أفرادها.
فعلمه تعالى متعلق بشيئين في كلام الشيخ (يعلم أنه سيفعله، ويعلم أنه سيريدها في الوقت المستقبل)
لذلك قال بعد التعليق على التفريق بين العزم والقصد: (وَسَوَاءٌ سُمِّيَ " عَزْمًا " أَوْ لَمْ يُسَمَّ فَهُوَ سُبْحَانَهُ إذَا قَدَّرَهَا عَلِمَ أَنَّهُ سَيَفْعَلُهَا فِي وَقْتِهَا وَأَرَادَ أَنْ يَفْعَلَهَا فِي وَقْتِهَا. فَإِذَا جَاءَ الْوَقْتُ فَلَا بُدَّ مِنْ إرَادَةِ الْفِعْلِ الْمُعَيَّنِ وَنَفْسِ الْفِعْلِ وَلَا بُدَّ مِنْ عِلْمِهِ بِمَا يَفْعَلُهُ)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - 09 - 10, 12:30 ص]ـ
يعني في الأزل: الله علم أنه سيفعل الشيء وسيريده في الوقت الفلاني، فإذا جاء الوقت الذي تقتضيه حكمته وعلمه أزلا، فإنه يريده بالإرادة الحادثة التي هي من أفراد الإرادة القديمة التي هي حنس الصفة، ولا تتعلق بفرد من أفرادها.
فعلمه تعالى متعلق بشيئين في كلام الشيخ (يعلم أنه سيفعله، ويعلم أنه سيريدها في الوقت المستقبل)
ظاهر كلام الشيخ رحمه الله غير ذلك
فهو قال (وأراد) ولم يقل (علم أنه سيريد)
ففرق بين هذا وذاك
انظر كلامه مرة أخرى:
فَهُوَ إذَا قَدَّرَهَا عَلِمَ مَا سَيَفْعَلُهُ وَأَرَادَ فِعْلَهُ فِي الْوَقْتِ الْمُسْتَقْبَلِ لَكِنْ لَمْ يُرِدْ فِعْلَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ فَإِذَا جَاءَ وَقْتُهُ أَرَادَ فِعْلَهُ فَالْأَوَّلُ عَزْمٌ وَالثَّانِي قَصْد ... )
لذلك قال بعد التعليق على التفريق بين العزم والقصد: (وَسَوَاءٌ سُمِّيَ " عَزْمًا " أَوْ لَمْ يُسَمَّ فَهُوَ سُبْحَانَهُ إذَا قَدَّرَهَا عَلِمَ أَنَّهُ سَيَفْعَلُهَا فِي وَقْتِهَا وَأَرَادَ أَنْ يَفْعَلَهَا فِي وَقْتِهَا. فَإِذَا جَاءَ الْوَقْتُ فَلَا بُدَّ مِنْ إرَادَةِ الْفِعْلِ الْمُعَيَّنِ وَنَفْسِ الْفِعْلِ وَلَا بُدَّ مِنْ عِلْمِهِ بِمَا يَفْعَلُهُ)
الله عالم بكل ما هو كائن وكذلك مُريد له، فلا يصح أن يعلم الله بفعله لشيء مستقبلا وهو غير مريد له حال علمه به، ولكنها في الأزل إرادة غير تنفيذية تنجيزية فهي ليست مصاحبة للفعل.
ـ[محمود المصري]ــــــــ[29 - 09 - 10, 05:26 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/447)
بارك الله فيكم أخي الكريم عمرو .. كم أسعد برؤية مشاركاتك وما تنقله من فوائد زادك الله علما وأدبا
وجزا الله خيرا أخي الكريم أحمد وأختنا زوجة وأم على إثرائهم الموضوع
والكلام هنا عن صفة المشيئة أو الإرادة الكونية لا الشرعية ... وهل كما ذكرت الأخت الكريمة أنه يجوز إطلاق لفظ الإرادة أو المشيئة على ما علم الله وقوعه أزلا و عن تخلف المراد عن هذه الإرادة ...
والذي يظهر أن الأمر كما قرره الأخ عمرو والأخ أحمد نفع الله بهم من أن هذا: "من (العلم) و (الحكمة) لا الإرادة ". قال الشيخ هراس أيضا:
هَذِهِ الْآيَاتُ دَلَّتْ عَلَى إِثْبَاتِ صِفَتَيِ الْإِرَادَةِ وَالْمَشِيئَةِ، وَالنُّصُوصُ فِي ذَلِكَ لَا تُحْصَى كَثْرَةً.
وَالْأَشَاعِرَةُ يُثْبِتُونَ إِرَادَةً وَاحِدَةً قَدِيمَةً تَعَلَّقَتْ فِي الْأَزَلِ بِكُلِّ الْمُرَادَاتِ، فَيَلْزَمُهُمْ تَخَلُّفُ الْمُرَادِ عَنِ الْإِرَادَةِ.
وَأَمَّا الْمُعْتَزِلَةُ؛ فَعَلَى مَذْهَبِهِمْ فِي نَفْيِ الصِّفَاتِ لَا يُثْبِتُونَ صِفَةَ الْإِرَادَةِ، وَيَقُولُونَ: إِنَّهُ يُرِيدُ بِإِرَادَةٍ حَادِثَةٍ لَا فِي مَحَلٍّ، فَيَلْزَمُهُمْ قِيَامُ الصِّفَةِ بِنَفْسِهَا، وَهُوَ مِنْ أَبْطَلِ الْبَاطِلِ.
وَأَمَّا أَهْلُ الْحَقِّ؛ فَيَقُولُونَ: إِنَّ الْإِرَادَةَ عَلَى نَوْعَيْنِ:
1 - إِرَادَةٌ كَوْنِيَّةٌ تُرَادِفُهَا الْمَشِيئَةُ، وَهُمَا تَتَعَلَّقَانِ بِكُلِّ مَا يَشَاءُ اللَّهُ فِعْلَهُ وَإِحْدَاثَهُ، فَهُوَ سُبْحَانَهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا وَشَاءَهُ كَانَ عَقِبَ إِرَادَتِهِ لَهُ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.
وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ».
2 - وَإِرَادَةٌ شَرْعِيَّةٌ تَتَعَلَّقُ بِمَا يَأْمُرُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ مِمَّا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ، وَهِيَ الْمَذْكُورَةُ فِي مِثْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}.
وَلَا تَلَازُمَ بَيْنَ الْإِرَادَتَيْنِ؛ بَلْ قَدْ تَتَعَلَّقُ كُلٌّ مِنْهُمَا بِمَا لَا تَتَعَلَّقُ بِهِ الْأُخْرَى، فَبَيْنَهُمَا عُمُومٌ وَخُصُوصٌ مِنْ وَجْهٍ.
ظاهر كلام الشيخ رحمه الله غير ذلك
فهو قال (وأراد) ولم يقل (علم أنه سيريد)
ففرق بين هذا وذاك.
لكن أختي شيخ الإسلام قد قرر أن: وَالْقَوْلُ الرَّابِعُ: أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُرِيدًا بِإِرَادَاتِ مُتَعَاقِبَةٍ. فَنَوْعُ الْإِرَادَةِ قَدِيمٌ وَأَمَّا إرَادَةُ الشَّيْءِ الْمُعَيَّنِ فَإِنَّمَا يُرِيدُهُ فِي وَقْتِهِ.
فالله تعالى إنما يريد الشيء المعين في وقته
أما إرادته له أزلا أولا فيبدو لي أقرب للقول الثاني منه إلى الرابع:
وَالْقَوْلُ الثَّانِي: قَوْلُ مَنْ يَقُولُ بِإِرَادَةِ وَاحِدَةٍ قَدِيمَةٍ مِثْلُ هَؤُلَاءِ لَكِنْ يَقُولُ: تَحْدُثُ عِنْدَ تَجَدُّدِ الْأَفْعَالِ إرَادَاتٍ فِي ذَاتِهِ بِتِلْكَ الْمَشِيئَةِ الْقَدِيمَةِ كَمَا تَقُولُهُ الكَرَّامِيَة وَغَيْرُهُمْ. وَهَؤُلَاءِ أَقْرَبُ مِنْ حَيْثُ أَثْبَتُوا إرَادَاتِ الْأَفْعَالِ
وإن كان أحد الإخوة عنده مزيد تفصيل على ما ذكرته الأخت الكريمة فلا يبخل به علينا ...
اسأل الله أن يجزي أخي عمرو وأخي أحمد وأختنا الكريمة خيرا على مشاركتهم
بارك الله فيكم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - 09 - 10, 06:55 م]ـ
والكلام هنا عن صفة المشيئة أو الإرادة الكونية لا الشرعية
نعم هو كذلك
وهل كما ذكرت الأخت الكريمة أنه يجوز إطلاق لفظ الإرادة أو المشيئة على ما علم الله وقوعه أزلا و عن تخلف المراد عن هذه الإرادة ...
الإرادة التي أتحدث عنها ليست إرادة فعل أي أنها ليس إرادة تنفيذية أو تنجيزية التي هي مصاحبة للفعل
هذه الإرادة هي صفة الإرادة الأزلية لله عز وجل .. وكل شيء داخل فيها مثل ما أن كل شيء داخل في علمه الأزلي
ثم هناك أفراد هذه الإرادة التي هي مصاحبة للفعل وهي الإرادة التنفيذية.
والذي يظهر أن الأمر كما قرره الأخ عمرو والأخ أحمد نفع الله بهم من أن هذا: "من (العلم) و (الحكمة) لا الإرادة ".
هل معنى هذا أن الأشياء لم تكن في إرادة الله ثم أصبح مُريدا لها وقت فعلها فقط؟
أليس عالما بها كلها أزلا، فكيف لا يكون أيضا مُريدا لها؟
قال الشيخ هراس أيضا:
هَذِهِ الْآيَاتُ دَلَّتْ عَلَى إِثْبَاتِ صِفَتَيِ الْإِرَادَةِ وَالْمَشِيئَةِ، وَالنُّصُوصُ فِي ذَلِكَ لَا تُحْصَى كَثْرَةً.
وَالْأَشَاعِرَةُ يُثْبِتُونَ إِرَادَةً وَاحِدَةً قَدِيمَةً تَعَلَّقَتْ فِي الْأَزَلِ بِكُلِّ الْمُرَادَاتِ، فَيَلْزَمُهُمْ تَخَلُّفُ الْمُرَادِ عَنِ الْإِرَادَةِ.
نعم الأشاعرة يقولو بأن الله أراد فعل الشيء أزلا ثم حصل الفعل لاحقا، فإرادته فعل شيء مُعين قديم وحصول المراد يتخلف عنه
وهو ليس ما أقوله به.
لكن أختي شيخ الإسلام قد قرر أن:
وَالْقَوْلُ الرَّابِعُ: أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُرِيدًا بِإِرَادَاتِ مُتَعَاقِبَةٍ. فَنَوْعُ الْإِرَادَةِ قَدِيمٌ وَأَمَّا إرَادَةُ الشَّيْءِ الْمُعَيَّنِ فَإِنَّمَا يُرِيدُهُ فِي وَقْتِهِ.
فالله تعالى إنما يريد الشيء المعين في وقته
هل ممكن توضح لي معنى كلامه التالي الملون بالازرق:
((فَهُوَ إذَا قَدَّرَهَا عَلِمَ مَا سَيَفْعَلُهُ وَأَرَادَ فِعْلَهُ فِي الْوَقْتِ الْمُسْتَقْبَلِ لَكِنْ لَمْ يُرِدْ فِعْلَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ فَإِذَا جَاءَ وَقْتُهُ أَرَادَ فِعْلَهُ فَالْأَوَّلُ عَزْمٌ وَالثَّانِي قَصْد ... ).))
أما قوله في اعتقاد الكرامية فيظهر لي أنهم يقولون بأن الإرادة القديمة هي إرادة فعل .. إرادة تنفيذ وتنجيز، وتتجدد تلك الإرادة عند حصول الفعل .. أي أنهم وافقوا الأشاعرة في الإرادة القديمة، ووافقوا أهل السنة في الإرادة الحادثة .. فكان اعتقادهم خليط .. هذا ما فهمته من كلام شيخ الإسلام والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/448)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - 09 - 10, 07:04 م]ـ
اعتقادي في هذه المسألة باختصار (بمقدمة في مراتب القدر حيث أن له ارتباط به، وربما يساعد في فهم ما قلته في ردودي السابقة)
قدر الله هو:
- علمه الازلي بالأشياء كلها
- إرادته الأزلية الكلية للأشياء
- الكتابة لكل شيء في اللوح المحفوظ
وقضائه هو:
- إرادته التنفيذية للشيء (إرادة فعل)
- أمره للشيء بأن يكون
- خلقه للشيء
وكلها في قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82]
وهنا تأتي مسألة الإرادة
الإرادة الأولى هي إرادة كليّة قديمة، وهي إرادة الله وقوع الأشياء مستقبلا إرادة غير تنجيزية تنفيذية. وهذه الإرادة مصاحبة للعلم.
الإرادة هذه مشابهة لصفة العلم ... في أن كل شيء جزء منه، في أن كل شيء داخل في إرادته، مثل ما أنه داخل في علمه.
أما الإرادة الثانية فهي أفراد الإرادة القديمة، وهي إرادة مقيدة فردية حادثة .. هي إرادة الله فعل شيء في وقته إرادة تنفيذ وتنجيز فهي مصاحبة للفعل.
وهي مشابهة لأفراد كلام الله (الفعل)، في أنها حادثة تحصل في وقتها وليس قبل ذلك، فهذه الإرادة هي أفراد الإرادة الأولى
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[30 - 09 - 10, 12:03 ص]ـ
للأسف لا أعرف طريقة الاقتباس المتكرر .. لكن ..
لاحظي هذه الجملة الأخت زوجة وأم ..
الله عالم بكل ما هو كائن وكذلك مُريد له، فلا يصح أن يعلم الله بفعله لشيء مستقبلا وهو غير مريد له حال علمه به، ولكنها في الأزل إرادة غير تنفيذية تنجيزية فهي ليست مصاحبة للفعل.
الله عالم أنه سيخلق صوتا يسمعه فهل يصح ألا يكون سامعا له حال كونه عالما بأنه سيخلقه؟ أو يجب أن يكون سامعا له عندما علم أنه سيخلقه؟
أجيبي عن هذا السؤال ثم نكمل إن شاء الله.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[30 - 09 - 10, 01:16 ص]ـ
هو معطوف عليه، يعني كلامه (علم ما سيفعله، وعلم ما أراد فعله في الوقت المستقبل) فكله علم، علم بالمفعول وعلم بالإرادة المستقبلية والذي يدل على ذلك: قوله صريحا (وَالْقَوْلُ الرَّابِعُ: أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُرِيدًا بِإِرَادَاتِ مُتَعَاقِبَةٍ. فَنَوْعُ الْإِرَادَةِ قَدِيمٌ وَأَمَّا إرَادَةُ الشَّيْءِ الْمُعَيَّنِ فَإِنَّمَا يُرِيدُهُ فِي وَقْتِهِ)
ومن منهجية القراءة اعتماد المحكم ورد غيره إليه، وكلام الشيخ هاهنا، وفي الدرء والمنهاج فوق كما نقلته لا يختلف اثنان أنه محكم صريح تأصيلي في نفس الموضوع، فهو ينص نصا عربيا واضحا أن القديم هو (جنس الصفة)، وينص نصا عربيا كذلك أن إرادة الشيء (المعين)، (إنما) تكون للحادث في (وقته).
وموضعه الآخر الصريح هو قوله (وَحِينَئِذٍ فَإِرَادَةُ الْمُعَيَّنِ تَتَرَجَّحُ لِعِلْمِهِ بِمَا فِي الْمُعَيَّنِ مِنْ الْمَعْنَى الْمُرَجِّحِ لِإِرَادَتِهِ. فَالْإِرَادَةُ تَتْبَعُ الْعِلْمَ) فالإرادة تتبع العلم لا تساوقها.
وأخيرا أقول كما قال الأخ الحنبلي ـ وفقه الله ـ إن ذلك القول هو قريب قول الكرامية، وهو مركب من قولي الأشعرية وأهل السنة، أن المعين الحادث تتعلق به إرادة واحدة قديمة وتتجدد له إرادات حادثة، يقول الشيخ: (وَالْقَوْلُ الثَّانِي: قَوْلُ مَنْ يَقُولُ بِإِرَادَةِ وَاحِدَةٍ قَدِيمَةٍ مِثْلُ هَؤُلَاءِ لَكِنْ يَقُولُ: تَحْدُثُ عِنْدَ تَجَدُّدِ الْأَفْعَالِ إرَادَاتٍ فِي ذَاتِهِ بِتِلْكَ الْمَشِيئَةِ الْقَدِيمَةِ كَمَا تَقُولُهُ الكَرَّامِيَة وَغَيْرُهُمْ. وَهَؤُلَاءِ أَقْرَبُ مِنْ حَيْثُ أَثْبَتُوا إرَادَاتِ الْأَفْعَالِ. وَلَكِنْ يَلْزَمُهُمْ مَا لَزِمَ أُولَئِكَ مِنْ حَيْثُ أَثْبَتُوا حَوَادِثَ بِلَا سَبَبٍ حَادِثٍ وَتَخْصِيصَاتٍ بِلَا مُخَصِّصٍ وَجَعَلُوا تِلْكَ الْإِرَادَةَ وَاحِدَةً تَتَعَلَّقُ بِجَمِيعِ الْإِرَادَاتِ الْحَادِثَةِ وَجَعَلُوهَا أَيْضًا تُخَصَّصُ لِذَاتِهَا وَلَمْ يَجْعَلُوا عِنْدَ وُجُودِ الْإِرَادَاتِ الْحَادِثَةِ شَيْئًا حَدَثَ حَتَّى تُخَصِّصَ تِلْكَ الْإِرَادَاتُ الْحُدُوثَ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/449)
والذي يفرقه عن قول الكرامية أنهم يقولون بإرادة واحدة قديمة (كقول الأشعرية تماما)، أما هذا القول فهو إرادات قديمة وإرادات حادثة، وهذا مشكل، وكلام أهل السنة أن القديم (الجنس) وليس شيئا من الإرادات المعينة قديما، كما تقدم من صريح كلام الشيخ، وهو المذكور المشهور في كل كلام العلماء من بعد الشيخ في تقاريرهم وشروحهم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[30 - 09 - 10, 01:43 ص]ـ
وأخيرا أقول كما قال الأخ الحنبلي ـ وفقه الله ـ إن ذلك القول هو قريب قول الكرامية، وهو مركب من قولي الأشعرية وأهل السنة، أن المعين الحادث تتعلق به إرادة واحدة قديمة وتتجدد له إرادات حادثة، يقول الشيخ: (وَالْقَوْلُ الثَّانِي: قَوْلُ مَنْ يَقُولُ بِإِرَادَةِ وَاحِدَةٍ قَدِيمَةٍ مِثْلُ هَؤُلَاءِ لَكِنْ يَقُولُ: تَحْدُثُ عِنْدَ تَجَدُّدِ الْأَفْعَالِ إرَادَاتٍ فِي ذَاتِهِ بِتِلْكَ الْمَشِيئَةِ الْقَدِيمَةِ كَمَا تَقُولُهُ الكَرَّامِيَة وَغَيْرُهُمْ. وَهَؤُلَاءِ أَقْرَبُ مِنْ حَيْثُ أَثْبَتُوا إرَادَاتِ الْأَفْعَالِ. وَلَكِنْ يَلْزَمُهُمْ مَا لَزِمَ أُولَئِكَ مِنْ حَيْثُ أَثْبَتُوا حَوَادِثَ بِلَا سَبَبٍ حَادِثٍ وَتَخْصِيصَاتٍ بِلَا مُخَصِّصٍ وَجَعَلُوا تِلْكَ الْإِرَادَةَ وَاحِدَةً تَتَعَلَّقُ بِجَمِيعِ الْإِرَادَاتِ الْحَادِثَةِ وَجَعَلُوهَا أَيْضًا تُخَصَّصُ لِذَاتِهَا وَلَمْ يَجْعَلُوا عِنْدَ وُجُودِ الْإِرَادَاتِ الْحَادِثَةِ شَيْئًا حَدَثَ حَتَّى تُخَصِّصَ تِلْكَ الْإِرَادَاتُ الْحُدُوثَ)
والذي يفرقه عن قول الكرامية أنهم يقولون بإرادة واحدة قديمة (كقول الأشعرية تماما)، أما هذا القول فهو إرادات قديمة وإرادات حادثة، وهذا مشكل، وكلام أهل السنة أن القديم (الجنس) وليس شيئا من الإرادات المعينة قديما، كما تقدم من صريح كلام الشيخ، وهو المذكور المشهور في كل كلام العلماء من بعد الشيخ في تقاريرهم وشروحهم.
ممكن توضحوا لي الإشكال فيما قلته؟
فأنا لا أقول بما قاله الكرامية ولا الأشاعرة قي الإرادة القديمة، وقد وضحت الفرق بينه وبين قول الأشاعرة
وأن الأفراد (المعين) هو حادث
أما الإرادة الكلية (النوع) قديم
فما الإشكال إذا فيما قلته؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[30 - 09 - 10, 01:56 ص]ـ
قولهم الإرادة الكلية يعني (الصفة) من حيث هي هي، أو من حيث جنسها
وذلك قديم بلا إشكال
ولكن ذلك لا تعلق له بالمعينات
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[30 - 09 - 10, 10:10 ص]ـ
هل هناك خطأ في قولي:
كل شيء داخل في إرادة الله أزلا، إرادة غير تنفيذية، أي إرادته لكل شيء أزلا ليست إرادة فعل وتنجيز بخلاف إرادته التي هي في وقت الفعل (المصاحبة للفعل)، فهي تنفيذية.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[30 - 09 - 10, 10:28 ص]ـ
الله عالم أنه سيخلق صوتا يسمعه فهل يصح ألا يكون سامعا له حال كونه عالما بأنه سيخلقه؟ أو يجب أن يكون سامعا له عندما علم أنه سيخلقه؟
نعم يصح لأن الصوت ليس له وجود حتى يسمعه، ولكنه عالم به.
فلا يلزم وجود المعلوم حتى يكون عالم به، ولكن يلزم وجود المسموع ليكون سامعا له.
ولا يلزم وجود المراد حتى يكون مُريدا له إرادة غير تنفيذية، ولكن يلزم حصول المُراد دون تخلف إذا أراده إرادة تنفيذ وفعل.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[30 - 09 - 10, 06:01 م]ـ
الأخت المكرمة زوجة وأم ..
الإرادة غير التنفيذية التي أشرتِ إليها مرارا وتكرارا هل عليها دليل من كتاب أو سنة أو نقل محكم عن أهل العلم؟
واعلمي أن الأشاعرة يقولون بإرادة صلوحية قديمة وهي غير تنفيذية. ومعنى كونها صلوحية عندهم أنها صالحة لتخصيص المراد في وقت دون وقت.
وقول الله (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) محكم في أن المراد يتحقق بعد الأمر الذي يتبع الإرادة مباشرة.
ثم إني أشرت أن إرادة الله جازمة وقدرته تامة فإذا أراد شيئا معينا فإنه يحدث لا محالة عند إرادته له والكلام في الإرادة الكونية القدرية.
فإذا جاز ألا يسمع المسموع المعين إلا بعد خلقه فجوزي ألا يريد المراد المعين إلا عند إرادته له.
والله أعلم.
ـ[محمود المصري]ــــــــ[30 - 09 - 10, 10:36 م]ـ
بسم الله
لعل الأخوين المباركين أحمد وعمرو أن يصححا لي ما يرون أني أخطأت فيه - وأغلب ما سأذكر نُقول وإقتباسات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/450)
أقسام المشيئة بحسب إنقسام الناس فيها كالتالي (على حد علمي)
1) صفة ذاتية فالله تعالى لم يزل مريدا شائيا كما لم يزل متكلما - وهذه من حيث هي صفة فإن الله جل وعلا لم يزل متصف بتلك الصفة
2) إرادته الكونية وهي التي تُرَادِفُهَا الْمَشِيئَةُ وهذه إِنَّمَا تكون فِي وَقْتِهِا إذا أراد أمرا
3) إرادة قَدِيمَةٌ أَزَلِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وهذه تتعلق بكل الأشياء
أهل السنة أثبتوا 1 و 2 (فقالوا الإرادة من حيث هي صفة: قديمة، لكن من حيث تعلقها بالمعين هذا متجددة) فليست قديمة من حيث التعلق
الأشاعرة أثبتوا 3
الكرامية 2 و 3
الجهمية نفوا هذا كله
والإشكال في كلامك أختي أنه يبدو منه أنك تثبتين 1 و 2 و 3 (مع تفصيل في 3 بقولك أن هذه الإرادة الكونية المتعلقة بالأشياء أزلا غير تنفيذية - ولم أر أحد قال أن الإرادة الكونية قد تكون غير تنفيذية) ... كما تفضل أخونا أحمد:
الأخت المكرمة زوجة وأم ..
الإرادة غير التنفيذية التي أشرتِ إليها مرارا وتكرارا هل عليها دليل من كتاب أو سنة أو نقل محكم عن أهل العلم؟
واعلمي أن الأشاعرة يقولون بإرادة صلوحية قديمة وهي غير تنفيذية. ومعنى كونها صلوحية عندهم أنها صالحة لتخصيص المراد في وقت دون وقت.
... وسأنقل كلام للشيخ صلاح حفظه الله عن إثبات الأشاعرة لهذه الإرادة القديمة التابعة للعلم
قال الشيخ هراس أيضا:
هَذِهِ الْآيَاتُ دَلَّتْ عَلَى إِثْبَاتِ صِفَتَيِ الْإِرَادَةِ وَالْمَشِيئَةِ، وَالنُّصُوصُ فِي ذَلِكَ لَا تُحْصَى كَثْرَةً.
وَالْأَشَاعِرَةُ يُثْبِتُونَ إِرَادَةً وَاحِدَةً قَدِيمَةً تَعَلَّقَتْ فِي الْأَزَلِ بِكُلِّ الْمُرَادَاتِ، فَيَلْزَمُهُمْ تَخَلُّفُ الْمُرَادِ عَنِ الْإِرَادَةِ.
نعم الأشاعرة يقولو بأن الله أراد فعل الشيء أزلا ثم حصل الفعل لاحقا، فإرادته فعل شيء مُعين قديم وحصول المراد يتخلف عنه
وهو ليس ما أقوله به.
بارك الله فيك أختي ... إنما أردت بهذا النقل ليس أن أقول أن قولك هو عين قولهم ولكن أن أبين أنك أيضا أثبت إرادة كونية تعلقت بكل ما هو كائن تخلف المراد فيها عن الإرادة
والذي يظهر أن الأمر كما قرره الأخ عمرو والأخ أحمد نفع الله بهم من أن هذا: "من (العلم) و (الحكمة) لا الإرادة ".
هل معنى هذا أن الأشياء لم تكن في إرادة الله ثم أصبح مُريدا لها وقت فعلها فقط؟
إن كان قصدك "يإرادة الله" الإرادة الكونية, فالجواب نعم لم يكن الله مريدا لها كونا إلا في وقت حدوثها فلو أرادها كونا قبل لوقعت قبل, قال تعالى: (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) أما إن كان سؤالك عن الإرادة الشرعية فهذه جائز أن يكون الله مريدا لها قبل وقوعها ... ولذلك كان سؤالي:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود المصري
والكلام هنا عن صفة المشيئة أو الإرادة الكونية لا الشرعية
نعم هو كذلك
وهذه نقول بعض أهل العلم في هذا الأمر:
سئل الشيخ الراجحي (حفظه الله): "س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: ذكرتم البارحة الكلام في أنواع الإرادة، وبناء على ذلك فهل يجوز للشخص إذا سئل عن شيء لم يفعله من أمور العبادة أن يقول ما أراد الله ذلك؟.
ج: لا. لا يقول: ما أراد الله ذلك إلا أراد الإرادة الكونية، وأما إذا أراد الإرادة الدينية فلا؛ لأن الله أراد ذلك وأحب أن العبد أن يفعل الواجبات والمستحبات وبالمناسبة أن الإرادتين: الإرادة الكونية والإرادة القدرية من الفروق بينهما أن الإرادة الكونية لا تتخلف، لا يتخلف المراد بخلاف الإرادة الدينية فقد تتخلف، فإذا أراد الله كونا وقدرا للعبد أن يفعل لا بد أن يفعل لا يتخلف. فلا يتخلف أحد عن الموت إن أراد الله له الموت لا يتخلف.
أما الإرادة الدينية فقد يقع مرادها، وقد لا يقع فالله -تعالى- أمر جميع الناس جميع المؤمنين قال: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ} من الناس من صلى ومنهم من لم يصل ويجتمعان في حق المؤمن المطيع كأبي بكر فالله أراد له الإيمان كونا وقدرا، وأراد له الإيمان دينا وشرعا، وتتخلف الإرادة الدينية كما في أبي لهب فالله أراد من أبي لهب الإيمان شرعا ودينا لكنه ما أراد له كونا وقدرا فوقعت الإرادة الكونية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/451)
إذًا الإرادة الكونية لا يتخلف مرادها، والإرادة الدينية قد يتخلف مرادها. الإرادة أيضا الإرادة الكونية تتعلق بفعل المريد وهو الله، والإرادة الدينية تتعلق بفعل العبد، الله أراد من العبد أن يصلي وأن يصوم، فإن أراده كونا وقدرا وقع وإن لم يرد لم يقع نعم" (انتهى)
وقال الشيخ البراك (حفظه الله): "وكذلك الطاعة التي أُمِرَ بها العبد ولم يفعلها هذه مرادة لله شرعًا لكنها لم تتعلق بها الإرادة الكونية؛ إذ لو تعلقت بها الإرادة الكونية لحصل؛ لأن ما في إرادة الله كونًا. هذا من الفرق. ويمكن أن نقول أيضًا: -نذكر فرقا ثالثا وهو أن الإرادة الكونية لا يتخلف مرادها أبدًا، أما الإرادة الشرعية فقد يقع مرادها وقد لا يقع فالله أراد الإيمان من الناس كلهم أراده شرعًا يعني. أمرهم به وأحب ذلك منهم ولكن منهم من آمن ومنهم من كفر " (انتهى)
قال الشيخ العثيمين رحمه الله: "إذن الشيء الواقع نجزم أن فيه الإرادة الكونية لأنه واقع، ولكن، هل فيه الإرادة الشرعية؟
ننظر، لا نقول: لا، ولا نعم، ننظر، إن كان هذا الواقع مما يحبه الله ففيه الإرادتان الكونية والشرعية، وإن كان مما لا يحب ففيه الإرادة الكونية وليس فيه الإرادة الشرعية، إذا كان الشيء لم يقع فإننا نجزم بانتفاء الإرادة الكونية فيه نقول: هذا ليس فيه إرادة كونية، لأنه ما وقع، هل ننفي الإرادة الشرعية عنه أو لا؟
ننظر: هل يحبه الله فتكون الإرادة الشرعية ثابتة فيه أو يكرهه فتكون الإرادة الشرعية غير ثابتة فيه، فإذا كان لم يقع وهو مكروه إلى الله، انتفى عنه الإرادتان الكونية والشرعية، ولهذا كفر المؤمن غير مراد لا كوناً ولا شرعاً، لا كوناً لأنه لم يقع لأنه مؤمن، ولا شرعاً لأنه مكروه إلى الله عز وجل" (انتهى)
ففرق الشيخ رحمه الله بين كون الشيء داخل في الإرادة الكونية أو لا بالنظر إلى هل وقع أو لم يقع ... فإن لم يقع نفينا عنه الإرادة الكونية ... وبين المشايخ قبله أن الإرادة الكونية لا تتخلف عن المراد ...
وعلى ظاهر قولك يجب عدم نفي الإرادة الكونية فيما لم يقع لكون الله قد أراده أزلا على وجه العموم ...
ولعلي الأن أختي بارك الله فيك أنقل ما ذكره الشيخ صالح -حفظه الله- عن عقيدة الأشاعرة في هذا الباب فقال: "هذا قول الأشاعرة والماتريدية، يقولون الإرادة و المشيئة يعني الإرادة الكونية والمشيئة وحتى الإرادة الشرعية عندهم قديمة.
ما معنى كونها قديمة؟
عندهم أن الإرادة وهي التوجه بتخصيص بعض المخلوقات بما خصصت به زمانا أو مكانا أو صفات هذا التخصيص أو هذا التوجه للتخصيص قديم من جهة الإرادة قديم، إرادته قديمة.
الإرادة عندهم لها جهتان:
- جهة يسمونها (صلوحية) يعني راجعة إلى ما يصلح وما لا يصلح، فيقولون من جهة الصلوحية فالإرادة تابعة للعلم.
- ولها جهة ثانية يسمونها الجهة (التنجيزية) يقولون هي من جهة التنجيز تابعة للقدرة.
يريدون بذلك مخالفة أهل الاعتزال، لأن المعتزلة - يأتي إن شاء الله كلامهم في ذلك - يخالفون في هذا ويجعلون (الإرادة) راجعة - هم يثبتون صفة الإرادة ويجعلونها راجعة - إلى العلم من جهة القدم، وأما الذي حدث إذا حدث فإنهم يجعلون (الإرادة) حادثة في ذلك الوقت، وليس عندهم إرادة التي هي صفة قديمة كما عند الأشاعرة وإذا أثبتوها فإنهم يرجعونها إلى العلم.
الأشاعرة عندهم هذا التفصيل، وكل الأمرين عندهم قديم ليس بمتجدد الآحاد مثل (الكلام).
صفة (الكلام) عندهم صفة قديمة، ما عندهم كلام يحدث، الله جل وعلا تكلم عندهم بالقرآن في الأزل، وكلامه جل وعلا انتهى، تكلم بما شاء ثم انتهى من الكلام، كذلك (الإرادة) يقولون أراد ما شاء في الأزل، ولا تتعلق (الإرادة) بالأشياء تجديدا.
هل معنى ذلك أن لا يريد هذه الأشياء؟
لا، يقولون يريدها ولكن (الإرادة) هنا جهتها تنجيزية، يعني تنجيز وإنفاذ للإرادة القديمة" (انتهى).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/452)
فهذا قولهم وتقسيمهم كما ذكر الشيخ ... أما أهل السنة فلا أعلم أحد قال منهم أن ما علم الله أنه سيريده إرادة تكوينية هو أيضا من باب الإرادة ... بل كما قال أخونا عمرو (وفقه الله إلى كل خير) هذا الذي سميتيه إرادة غير تنفيذيه هو من (العلم) و (الحكمة) لا الإرادة. وقد نفل لنا الخلاف في هل يسمى عزما أو لا يسمى. وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله: " وَهَلْ يَجُوزُ وَصْفُهُ بِالْعَزْمِ فِيهِ قَوْلَانِ. أَحَدُهُمَا الْمَنْعُ كَقَوْلِ الْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ وَالْقَاضِي أَبِي يَعْلَى؛ وَالثَّانِي الْجَوَازُ وَهُوَ أَصَحُّ" ...
ولعل فيما ذكره أخي عمرو وأخي أحمد كفاية ... ولعل الإخوة يصوبوني فيما أخطأت فيه ... أو يفيدونا بمزيد تفصيل
اسأل الله أن يكون زال إشكالي وإشكالك في هذه المسألة
والله تعالى أعلم
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[01 - 10 - 10, 03:10 م]ـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زوجة وأم
اقتباس:
والذي يظهر أن الأمر كما قرره الأخ عمرو والأخ أحمد نفع الله بهم من أن هذا: "من (العلم) و (الحكمة) لا الإرادة ".
هل معنى هذا أن الأشياء لم تكن في إرادة الله ثم أصبح مُريدا لها وقت فعلها فقط؟
إن كان قصدك "يإرادة الله" الإرادة الكونية, فالجواب نعم لم يكن الله مريدا لها كونا إلا في وقت حدوثها فلو أرادها كونا قبل لوقعت قبل, قال تعالى: (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) أما إن كان سؤالك عن الإرادة الشرعية فهذه جائز أن يكون الله مريدا لها قبل وقوعها
الارادة الكونية متعلقة بالخلق والارادة الشرعية متعلقة بالامر قال تعالى *الا له الخلق و الامر* وكما ترى فهما قد يتغايران ولا يجتمعان وبينهما عموم وخصوص وجهي والكلام في الارادة الكونية لا في الارادة الشرعية لان الارادة الشرعية هي بمعنى المحبة وقد تقع وقد لاتقع وتتعلق بالامر الشرعي والارادة الكونية هي التي بمعنى المشيئة فما شاء الله كان وما لم يشئ لم يكن وهي التي تتعلق بالخلق والايجاد والبحث فيها من حيث ان نوع الصفة قديم وافرادها واحادها تتجدد
فلا يستقيم لك اخي هذا التفريق
وقولك فالجواب لم يكن الله مريدا لها كونا الا في وقت حدوثها .........
هذا نفي ان تكون الارادة الكونية صفة قديمة وهذا فرارا منك من هذا المعنى* أن إرادة الله جازمة وقدرته تامة فإذا أراد شيئا معينا فإنه يحدث لا محالة عند إرادته له
فعلى هذا المعنى اذا تعلقت الارادة بالله ازلا ظننت انه يلزم ان تكون هناك مخلوقات مع الله قديمة قدم الذات وهذا فاسد
وقولك والذي يظهر أن الأمر كما قرره الأخ عمرو والأخ أحمد نفع الله بهم من أن هذا: "من (العلم) و (الحكمة) لا الإرادة "
لاشك ان هناك تلازما بين الارادة والعلم والقدرة والحكمة اذ الارادة تستلزم تصور المراد وتصور المراد هو العلم بالمراد فكان الخلق مستلزما للعلم ........
ولكن لا نفسر الارادة انها العلم بالمطابقة اذا الارادة هي صفة والعلم صفة لله فهو سبحانه يقدر الاشياء ويكتبها ثم بعد ذلك يخلقها فهو اذا قدرها علم ما سيفعله واراد فعله في الوقت المستقبل لكن لم يرد فعله في تلك الحال فاذا جاء وقته اراد فعله
فتجد ان هناك ارادتان ارادة ملازمة للعلم وهي غيرها وارادة ملازمة للخلق بها وقع *انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون* فالاولى قديمة والثانية متجددة
قال شيخ الاسلام بثبوت صفة العزم لله بعد ان ذكر الخلاف وقال انها لا تحتمل التردد كما في صفة المخلوق كما جاء في اثر ام سلمة *فعزم الله علي فقلتها *وقال هذا لا يقال بالراي فهو من قبيل المرفوع
والخلاف قائم وهذا المعنى اي العزم جاء على لسان الصحابة فهو ماثور و عليه يفسر الارادة القديمة اي هي من جنس العزم والافراد هي من جنس القصد
والله اعلم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[01 - 10 - 10, 07:44 م]ـ
الأخت المكرمة زوجة وأم ..
الإرادة غير التنفيذية التي أشرتِ إليها مرارا وتكرارا هل عليها دليل من كتاب أو سنة أو نقل محكم عن أهل العلم؟
من الأدلة على أن الله مريد للأشياء قبل وجودها هو كتابته لها، فكتب في اللوح المحفوظ ما شاء
فكتابته لها دليل على أنه ما يريده، فهي إرادة تقدير لا إرادة فعل.
دليل آخر قوله تعالى {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} [الأعراف: 179]
فأخبر الله عز وجل أنه خلق أناس للنار، أي أنه شاء أن يكونوا أصحاب النار، ولكن عند خلقه إياهم لم يكونوا في النار لأن مشيئته هذه مشيئة تقدير وليست مشيئة تنفيذ، فالنار مصيرهم، لعلمه السابق بما سيفعلونه.
فإرادته هذه لدخول النار سابقة لدخولهم النار لأنها إرادة تقدير
أما إرادة الفعل أو التنفيذ تكون في يوم القيامة في الوقت المقدر لدخولهم النار.
تقدير الله الأشياء تتضمن إرادة الله لها
وقول الله (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) محكم في أن المراد يتحقق بعد الأمر الذي يتبع الإرادة مباشرة.
نعم
تحصل عند إرادة الله فعل الشيء
ولا خلاف في ذلك
ثم إني أشرت أن إرادة الله جازمة وقدرته تامة فإذا أراد شيئا معينا فإنه يحدث لا محالة عند إرادته له والكلام في الإرادة الكونية القدرية.
نعم إذا أراد فعل شيء.
فإذا جاز ألا يسمع المسموع المعين إلا بعد خلقه فجوزي ألا يريد المراد المعين إلا عند إرادته له.
والله أعلم.
أجوزه لإرادة فعل
لا الإرادة الأزلية
ثم ما الإشكال الذي لديكم فيما قلته؟
ما المحظور فيه؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/453)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[01 - 10 - 10, 07:52 م]ـ
وجدت كلاما للشيخ صالح الفوازن في هذه النقطة (أقصد إرادة الله الأزلية)
في كتابه: الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد:
قال:
(الأصل السادس: الإيمان بالقضاء والقدر
لا شك أن إثبات القضاء والقدر ووجوب الإيمان بهما وبما تضمناه من أعظم أركان الإيمان؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره)، وقال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}.
والقدر: مصدر: قدرت الشيء: إذا أحطت بمقداره.
والمراد هنا: تعلق علم الله بالكائنات وإرادته لها أزلا قبل وجودها؛ فلا يحدث شيء إلا وقد علمه الله وقدره وأراده.)
ـ[محمود المصري]ــــــــ[01 - 10 - 10, 08:18 م]ـ
****************************
نضر الله وجهك أخي الحبيب أبو هند ... اسأل الله أن يرفع قدر كل من أهدى إلي عيوبي وأخطائي
لكن إستشكالك لكلامي مشكل جدا بالنسبة لي ... ولعل صدرك يتسع لمزيد من البيان ... فإن ثبت لي خطأ قولي رجعت عنه
أقول: أما عن صفة الإرادة الكونية فهي كصفة الكلام من حيث أنها ذاتية من جهة وفعلية من جهة ... فهي صفة ذاتية لتعلق هذه الصفة بذات الله وملازمتها له واتصافه بها أزلاً وأبداً، وصفة فعلية من جهة تعلقها بالأفراد.
قال الشيخ خليل بن هراس في كتابه ابن تيمية السلفي ص126:
فكلامه قديم الجنس حادث الأفراد، وكذلك فعله وإرادته ونحو ذلك ا0هـ
قال الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي: "وأما الصفات التي لها وجهان: ذاتية من وجه وفعلية من وجه مثل الإرادة ونحوها، فإنها ذاتية من وجه وفعلية من وجه؛ لأن الإرادة متكررة؛ ولهذا يقع التزاحم بين الإرادتين، مثل ما صح في الحديث القدسي: (وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته، ولا بد له منه) فتتزاحم الإرادتان، وهذا دليل على أن الإرادة من هذا الوجه صفة فعلية؛ لكن مع ذلك هي صفة ذاتية في الأصل، فيجتمع فيها الأمران."
قال الشيخ المنجد (حفظه الله) في كلام له ( http://www.islamqa.com/ar/ref/100585) عن صفة الكلام لله وأنها ذاتية أزلية (وأنظر ما نقله ... وهو عين ما أقول به في صفة الإرادة):
* وصف القرآن بالقدم، أو وصف كلام الله تعالى بأنه قديم، يراد به معنيان:
الأول: أنه غير مخلوق، كما تقدم؛ وأن جنس الكلام، في حق الله تعالى، قديم، لم يزل متكلما، متى شاء، وكيف شاء، ويكلم من عباده من شاء. وهذا حق، وهذا هو مأخذ من أطلق " القِدَم " في حق القرآن، أو في حق كلام الله تعالى عامة، من أهل السنة ... قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" السلف قالوا: القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وقالوا لم يزل متكلما إذا شاء. فبينوا أن كلام الله قديم، أي: جنسه قديم لم يزل.
ولم يقل أحد منهم: إن نفس الكلام المعين قديم، ولا قال أحد منهم القرآن قديم.
بل قالوا: إنه كلام الله منزل غير مخلوق ... قال شيخ الإسلام رحمه الله:
" وأتباع السلف يقولون: إن كلام الله قديم، أي: لم يزل متكلما إذا شاء، لا يقولون: إن نفس الكلمة المعينة قديمة كندائه لموسى ونحو ذلك
وهو عين ما أقول به في صفة الإرادة الكونية ... ولا ينافي أو يعارض هذا ما أعتقده من ان تكون الارادة الكونية صفة قديمة من جهة جنسها كما أنه لا تنافي ولا تعارض في قول السلف في أن جنس كلام الله قديم وبأنه لم يقل أحد منهم: إن نفس الكلام المعين قديم ... وهنا أتى ما إستشكلت من كلامي:
وقولك فالجواب لم يكن الله مريدا لها كونا الا في وقت حدوثها .........
هذا نفي ان تكون الارادة الكونية صفة قديمة
بل أنا أثبت يا أخي أن الارادة الكونية صفة قديمة من جهة جنس الصفة فهو لم يزل متصفا بها ... أما إرادته للشيء المعين كونا فما أعرفه من عقيدة أهل السنة أنهم لا يقولون: إن نفس الإرادة المعينة قديمة كما أنهم في كلامهم عن صفة الكلام لا يقولون: إن نفس الكلمة المعينة قديمة كندائه لموسى ... والذي يظهر لي من كلامك أنك تعترض علي في هذا!
في إنتظار مزيد من البيان من الإخوة الكرام
والله تعالى أعلم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[01 - 10 - 10, 08:53 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/454)
وسأنقل كلام للشيخ صلاح حفظه الله عن إثبات الأشاعرة لهذه الإرادة القديمة التابعة للعلم
لا أعرف ما معنى "تابعة للعلم"
أنا أقول "مصاحبة للعلم"
مثل ما أن الإرادة التنفيذية مصاحبة للفعل.
أنك أيضا أثبت إرادة كونية تعلقت بكل ما هو كائن تخلف المراد فيها عن الإرادة
هي تخلف لأنها ليست إرادة فعل .. يعني إرادته القديمة ليست إرادة فعل الشيء في تلك الحال.
إن كان قصدك "يإرادة الله" الإرادة الكونية, فالجواب نعم لم يكن الله مريدا لها كونا إلا في وقت حدوثها فلو أرادها كونا قبل لوقعت قبل, قال تعالى: (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
نعم هو لم يردها كونًا، أي أنه لم يرد خلقها في تلك الحال، فكما قلت مرارا، هي ليست إرادة فعل أو تنفيذ.
أما إن كان سؤالك عن الإرادة الشرعية فهذه جائز أن يكون الله مريدا لها قبل وقوعها
الحديث عن الإرادة الكونية.
قال الشيخ العثيمين رحمه الله: "إذن الشيء الواقع نجزم أن فيه الإرادة الكونية لأنه واقع، ولكن، هل فيه الإرادة الشرعية؟
ننظر، لا نقول: لا، ولا نعم، ننظر، إن كان هذا الواقع مما يحبه الله ففيه الإرادتان الكونية والشرعية، وإن كان مما لا يحب ففيه الإرادة الكونية وليس فيه الإرادة الشرعية، إذا كان الشيء لم يقع فإننا نجزم بانتفاء الإرادة الكونية فيه نقول: هذا ليس فيه إرادة كونية، لأنه ما وقع، هل ننفي الإرادة الشرعية عنه أو لا؟
ننظر: هل يحبه الله فتكون الإرادة الشرعية ثابتة فيه أو يكرهه فتكون الإرادة الشرعية غير ثابتة فيه، فإذا كان لم يقع وهو مكروه إلى الله، انتفى عنه الإرادتان الكونية والشرعية، ولهذا كفر المؤمن غير مراد لا كوناً ولا شرعاً، لا كوناً لأنه لم يقع لأنه مؤمن، ولا شرعاً لأنه مكروه إلى الله عز وجل" (انتهى)
لا خلاف في ذلك .. أنه إذا لم يقع نعلم حينها أنها ليست إرادة كونية، أما قبل ذلك فلا نعلم ماذا شاء الله.
ونحن نقول دائما "إن شاء الله"
فنحن لا نعلم ما شاءه الله لنا
أما أهل السنة فلا أعلم أحد قال منهم أن ما علم الله أنه سيريده إرادة تكوينية هو أيضا من باب الإرادة ...
هذا ليس ما قلته
فإرادة الله غير علمه ... هما صفتان وليستا صفة واحدة.
هناك صفة العلم وهناك صفة الإرادة.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[01 - 10 - 10, 09:35 م]ـ
الحمد لله الذي جعل العلم رحما بين اهله
قد كان في كلامك بعض الاشكال والحمد لله قد زال بهذا العرض
وهو كذالك اهل السنة لا يقولون ان نفس الارادة المعينة قديمة بل هي حادثة وهي من افراد القديمة
والله اعلم
ـ[محمود المصري]ــــــــ[05 - 10 - 10, 05:14 م]ـ
رفع الله قدرك أخي الحبيب محمد وبيض وجهك ووجه كل من بين لي أخطائي
ولعلي أعتذر منكم إن كان في كلامي الأول عدم وضوح
أختي الكريمة زوجة وأم
ثم ما الإشكال الذي لديكم فيما قلته؟
ما المحظور فيه؟
سبب إستشكالي الأول هو في إثبات لفظ لم أعلم أحد من السلف أو علماء الأمة قد أثبته .. فهو في الأصل عندي خلاف لفظي (أي أن هذا الذي قلتي أنه إرادة غير تنفيذيه قد ذكر شيخ الإسلام رجحان إطلاق لفظ العزم عليه) .. وكان إشكالي في إطلاق الإرادة عليه.
فلما رأيت كلام الشيخ آل الشيخ إستشكلته لعدم علمي بغيره قد ذكره كما قلت سابقا ... وقلت لعلها زلت لسان من الشيخ حفظه الله ...
فلما وضعتي -نفع الله بك ورفع قدرك- قول مشابه للشيخ الفوزان راجعت نفسي .. وجلست أيام أبحث في هذا الأمر ... وأصبحت الان أميل إلى ما ذكرتي أو أقلها أرى السكوت عن الإطلاق حتى أكمل البحث
بارك الله فيك أختي الكريمة ... ولعلي أفيدكم قريبا بما أجد
ـ[محمود المصري]ــــــــ[08 - 10 - 10, 02:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال في لسان العرب: " (عزم) العَزْمُ الجِدُّ عَزَمَ على الأَمر يَعْزِمُ عَزْماً ومَعْزَماً ومَعْزِماً وعُزْماً وعَزِيماً وعَزِيمةً وعَزْمَةً واعْتَزَمَه واعْتَزمَ عليه أَراد فِعْلَه وقال الليث العَزْمُ ما عَقَد عليه قَلْبُك من أَمْرٍ أَنَّكَ فاعِلُه ... "
وقال الخليل بن أحمد: "العَزْمُ: ما عَقدَ عليه القلبُ أنَّكَ فاعلهُ، أو من أمرٍ تيقّنْتَهُ."
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/455)
وقال صاحب (تاج العروس): " (واعتزمه و) اعتزم (عليه) مثل عزم عليه نقله الجوهرى (وتعزم) كعزم أي (أراد فعله وقطع عليه) وقال الراغب أي عقد القلب على امضاء الامر وقال الليث العزم ما عقد عليه قلبك من أمر انك فاعله (أو) عزم (جد في الامر) "
وقال صاحب (نجعة الرائد): "فَصْلٌ في الْعَزْمِ عَلَى الأَمْرِ وَالانْثِنَاءِ عَنْهُ
يُقَالُ عَزَمَ عَلَى الأَمْرِ، وَعَزَمَهُ، وَاعْتَزَمَهُ، وَاعْتَزَمَ عَلَيْهِ، وَأَزْمَعَهُ، وَأَزْمَعَ عَلَيْهِ، وَأَجْمَعَهُ، وَأَجْمَعَ عَلَيْهِ، وَنَوَاهُ، وَانْتَوَاهُ، وَهَمَّ بِهِ، وَتَوَجَّهَ إِلَيْهِ، وَوَجَّهَ إِلَيْهِ عَزِيمَته، وَقَطَعَ عَلَيْهِ عَزْمه، وَأَمْضَى عَلَيْهِ نِيَّته، وَبَتَّهَا، وَجَزَمَهَا، وَعَقَدَ نِيَّته عَلَى إِمْضَائِهِ، وَعَقَدَ عَلَيْهِ قَلْبَهُ، وَطَوَى عَلَيْهِ كَشْحَهُ.
وَيُقَالُ جَاءَ فُلان وَفِي رَأْسِهِ خُطَّة أَيْ حَاجَة قَدْ عَزَمَ عَلَيْهَا، وَقَدْ طَوَى فُؤَادَهُ عَلَى صَرِيمَة حَذَّاء أَيْ عَزِيمَة مَاضِيَة لا يَلْوِي صَاحِبهَا عَلَى شَيْء، وَقَدْ صَمَّمَ عَلَى الأَمْرِ، وَصَمَّمَ فِيهِ، وَأَصَرَّ عَلَيْهِ، وَوَطَّنَ نَفْسه عَلَيْهِ، وَضَرَبَ عَلَيْهِ أَطْنَابه، وَأَلْقَى عَلَيْهِ جِرَانه، وَأَضْرَبَ لَهُ جَأْشاً، إِذَا عَزَمَ عَلَيْهِ عَزْماً لا رُجُوعَ فِيهِ، وَإِنَّهُ لَرَجُل زَمِيعٍ، وَإِنَّهُ لَذُو زَمَاع فِي الأُمُورِ، أَيْ إِذَا أَزْمَعَ أَمْراً لَمْ يَثْنِهِ شَيْء، وَهُوَ فِي هَذَا الأَمْرِ صَادِقُ الْعَزْمِ، ثَابِت الْعَقْد، مَاضِي الصَّرِيمَة، وَإِنَّهُ لَذُو عَزْم وَطِيد، وَعَزْم رَاسِخ، وَنِيَّة جَازِمَة.
وَتَقُولُ هَذَا أَمْر لا بُدَّ لِي مِنْهُ، وَلا مَحَالَةَ مِنْهُ، وَلا سَبِيلَ لِي عَنْهُ، وَلا مَرْجِعَ، وَلا مَحِيدَ، وَلا مَحْرِفَ، وَلا مَصْرِفَ، وَلا مَعْدِلَ، وَلا مَعْدَى، وَلا مَرَاغَ، وَلا مُتَحَوَّلَ، وَلا مُنْصَرَفَ، وَأَمْر لا سَبِيلَ إِلا إِلَيْهِ، وَإِلا بِهِ، وَلَيْسَ لِي عَنْهُ مَذْهَب، وَلا سَعَة، وَلا مُتَّسَع، وَلا نَدْحَة، وَلا مَنْدُوحَة، وَلا مَسْمَح، وَلا مُتَزَحْزَح، وَلَيْسَ لِي عَنْهُ مُتَقَدَّم وَلا مُتَأَخَّر.
وَتَقُولُ: أَنْتَ فِي نَفَسٍ مِنْ أَمْرِك أَيْ فِي سَعَة. وَيُقَالُ فِي ضِدِّ ذَلِكَ رَجَعَ الرَّجُلُ عَنْ عَزْمِهِ، وَانْثَنَى عَنْهُ، وَارْتَدَّ، وَنَكَصَ، وَانْقَلَبَ، وَتَحَوَّلَ، وَانْكَفَأَ، وَكَفَّ، وَأَقْلَعَ، وَنَزَعَ، وأَمْسَكَ، وَأَوْقَفَ، وَأَقْصَرَ، وَعَدَلَ، وَعَدَّى، وَصَدَّ، وَصَدَفَ، وَأَعْرَضَ، وَانْقَبَضَ، وَأَضْرَبَ، وَصَفَحَ، وَضَرَبَ عَنْهُ صَفْحاً، وَضَرَبَ عَنْهُ جَأْشاً، وَطَوَى عَنْهُ كَشْحاً."
يتبع إن شاء الله
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 02:15 م]ـ
يا أخ محمود ـ بارك الله فيك ـ
كلام شيخ الإسلام الذي نقلناه فوق واضح، وهو محكم كلام الشيخ في التفريق بين الأزلية التي هي مجرد جنس الصفة والآحاد التي إنما تتعلق بالمعين، وذكرنا كلامه على العزم
أما الإرادة، فلا أحد من أهل العلم ـ فيما أعلم ـ قال إن الإرادة الأزلية تعلق بالمراد المعين ..
بل هذا من إلزامات الفلاسفة وأهل السنة على السواء للأشعرية القائلين بالإرادة القديمة، أنه يلزم منها تخلف المراد عن الإرادة التامة.
أما الكلام الذي ذكرناه فوق عن الإرادة والعلم، فقد نقلته واضحا من كلام الشيخ، أن الإرادة (تتبع) العلم، وليس فقط تساوقه وتصاحبه ..
فالعلم سابق على الإرادة، يعني المتعلقة بالمعين ..
فإن قيل إن الإرادة التى تتعلق بالمحدث المعين منها ما هو (قديم) فأني يكون العلم سابقها، والقديمان لا يتفاوتان في رتبة الزمن؟
والله أعلم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 02:17 م]ـ
يقول شيخ الإسلام: (وَحِينَئِذٍ فَإِرَادَةُ الْمُعَيَّنِ تَتَرَجَّحُ لِعِلْمِهِ بِمَا فِي الْمُعَيَّنِ مِنْ الْمَعْنَى الْمُرَجِّحِ لِإِرَادَتِهِ. فَالْإِرَادَةُ تَتْبَعُ الْعِلْمَ)
ـ[محمود المصري]ــــــــ[08 - 10 - 10, 02:48 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/456)
قال الشيخ عبدالرحيم السلمي (حفظه الله) في شرحه على الواسطية ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=210044):
بيان ما تختص به صفة الإرادة من كونها واحدة أو متعددة بحسب المرادات:
هناك مسائل متعلقة بالإرادة وهي: هل إرادة الله عز وجل إرادة واحدة غير متعددة؟ أو أنها متعددة بحسب المرادات؟ الجواب على هذا: أن الله عز وجل قدر الأشياء قبل وجودوها، وهو عندما قدرها علم ما سيفعله سبحانه وتعالى، وأراد فعله في المستقبل، فهو علمها وأراد أن يفعلها في المستقبل، وهذه هي الإرادة القديمة، وهي: إرادة الله عز وجل، وهي التي يسميها العلماء: العزم، ثم بعد ذلك عندما أرادها الله سبحانه وتعالى قديماً لم يفعلها في تلك الحالة؛ لأنه أرادها في المستقبل، فإذا جاء وقتها أراد فعلها؛ لأن الفعل المعين المحدد لابد له من إرادة، وهذا هو القصد، فالأول: عزم، والثاني: قصد. فالله عز وجل عندما قدر المقادير أراد أن يفعل ما يفعله في المستقبل. هذه إرادة قديمة، وهي التي يسميها العلماء العزم، فإذا جاء وقتها أراد الله عز وجل فعلها، فيفعلها سبحانه وتعالى، وهذا يسميه العلماء قصداً. وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله اختلاف أهل العلم في وصف الله عز وجل بالعزم، هل يجوز أن يوصف الله عز وجل بالعزم أو لا يجوز؟ فذكر فيها قولين: أصحهما: القول الثاني وهو الجواز، واستدل على ذلك بقول الله عز وجل: فَإِذَا عَزَمْتُ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ [آل عمران:159]، هذه الآية فيها قراءتان: القراءة الأولى وهي قراءة الجمهور: فَإِذَا عَزَمْت فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ [آل عمران:159]. والقراءة الثانية: قراءة عكرمة و أبي جعفر وغيره: فَإِذَا عَزَمْتُ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ [آل عمران:159]، فتصبح التاء هنا تاء المتكلم. وكذلك يدل على إثبات صفة العزم لله عز وجل: ما رواه مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها عندما توفي زوجها أبو سلمة، وحزنت عليه حزناً شديداً، فعلمها النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء المشهور، فقالت: (ثم عزم الله لي فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم)، بمعنى: أراد الله عز وجل لي قبل أن أتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم (انتهى).
وهذا تفصيل نافع جدا لي نفع الله بالشيخ ورفع قدره
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 03:12 م]ـ
العزم ليس إرادة تامة
هو قدر أدني من الإرادة
يقول الشيخ: (وَحَيْثُ لَمْ يَفْعَلْ الْعَبْدُ مَقْدُورَهُ دَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ قَصْدٌ جَازِمٌ وَقَدْ يَحْصُلُ قَصْدٌ جَازِمٌ مَعَ الْعَجْزِ عَنْ الْمَقْدُورِ لَكِنْ يَحْصُلُ مَعَهُ مُقَدِّمَاتُ الْمَقْدُورِ وَقِيلَ: بَلْ قَدْ يُمْكِنُ حُصُولُ الْعَزْمِ التَّامِّ بِدُونِ أَمْرٍ ظَاهِرٍ. وَهَذَا نَظِيرُ قَوْلِ مَنْ قَالَ ذَلِكَ فِي الْمَعْرِفَةِ وَالتَّصْدِيقِ وَهُمَا مِنْ أَقْوَالِ أَتْبَاعِ جَهْمٍ الَّذِينَ نَصَرُوا قَوْلَهُ فِي الْإِيمَانِ كَالْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ وَأَمْثَالِهِ فَإِنَّهُمْ نَصَرُوا قَوْلَهُ وَخَالَفُوا السَّلَفَ وَالْأَئِمَّةَ وَعَامَّةَ طَوَائِفِ الْمُسْلِمِينَ. وَبِهَذَا يَنْفَصِلُ النِّزَاعُ فِي " مُؤَاخَذَةِ الْعَبْدِ بالهمة " فَمِنْ النَّاسِ: مَنْ قَالَ: يُؤَاخَذُ بِهَا إذَا كَانَتْ عَزْمًا وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: لَا يُؤَاخَذُ بِهَا وَالتَّحْقِيقُ: أَنَّ الْهِمَّةَ إذَا صَارَتْ عَزْمًا فَلَا بُدَّ أَنْ يَقْتَرِنَ بِهَا قَوْلٌ أَوْ فِعْلٌ؛ فَإِنَّ الْإِرَادَةَ مَعَ الْقُدْرَةِ تَسْتَلْزِمُ وُجُودَ الْمَقْدُورِ.)
وقال كما نقلنا سابقا: (وَالْقَوْلُ الرَّابِعُ: أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُرِيدًا بِإِرَادَاتِ مُتَعَاقِبَةٍ. فَنَوْعُ الْإِرَادَةِ قَدِيمٌ وَأَمَّا إرَادَةُ الشَّيْءِ الْمُعَيَّنِ فَإِنَّمَا يُرِيدُهُ فِي وَقْتِهِ. وَهُوَ سُبْحَانَهُ يُقَدِّرُ الْأَشْيَاءَ وَيَكْتُبُهَا ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَخْلُقُهَا. فَهُوَ إذَا قَدَّرَهَا عَلِمَ مَا سَيَفْعَلُهُ وَأَرَادَ فِعْلَهُ فِي الْوَقْتِ الْمُسْتَقْبَلِ لَكِنْ لَمْ يُرِدْ فِعْلَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ فَإِذَا جَاءَ وَقْتُهُ أَرَادَ فِعْلَهُ فَالْأَوَّلُ عَزْمٌ وَالثَّانِي قَصْدٌ. وَهَلْ يَجُوزُ وَصْفُهُ بِالْعَزْمِ فِيهِ قَوْلَانِ. أَحَدُهُمَا الْمَنْعُ كَقَوْلِ الْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ وَالْقَاضِي أَبِي يَعْلَى؛ وَالثَّانِي الْجَوَازُ وَهُوَ أَصَحُّ. فَقَدْ قَرَأَ جَمَاعَةٌ مِنْ السَّلَفِ {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} بِالضَّمِّ. وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ: {ثُمَّ عَزَمَ اللَّهُ لِي}. وَكَذَلِكَ فِي خُطْبَةِ مُسْلِمٍ: {فَعَزَمَ لِي}. وَسَوَاءٌ سُمِّيَ " عَزْمًا " أَوْ لَمْ يُسَمَّ فَهُوَ سُبْحَانَهُ إذَا قَدَّرَهَا عَلِمَ أَنَّهُ سَيَفْعَلُهَا فِي وَقْتِهَا وَأَرَادَ أَنْ يَفْعَلَهَا فِي وَقْتِهَا. فَإِذَا جَاءَ الْوَقْتُ فَلَا بُدَّ مِنْ إرَادَةِ الْفِعْلِ الْمُعَيَّنِ وَنَفْسِ الْفِعْلِ وَلَا بُدَّ مِنْ عِلْمِهِ بِمَا يَفْعَلُهُ. ثُمَّ الْكَلَامُ فِي عِلْمِهِ بِمَا يَفْعَلُهُ هَلْ هُوَ الْعِلْمُ الْمُتَقَدِّمُ بِمَا سَيَفْعَلُهُ وَعِلْمُهُ بِأَنَّ قَدْ فَعَلَهُ هَلْ هُوَ الْأَوَّلُ فِيهِ قَوْلَانِ مَعْرُوفَانِ. وَالْعَقْلُ وَالْقُرْآنُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ قَدْرٌ زَائِدٌ كَمَا قَالَ {لِنَعْلَمَ} فِي بِضْعَةَ عَشَرَ مَوْضِعًا وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إلَّا لِنَرَى. وَحِينَئِذٍ فَإِرَادَةُ الْمُعَيَّنِ تَتَرَجَّحُ لِعِلْمِهِ بِمَا فِي الْمُعَيَّنِ مِنْ الْمَعْنَى الْمُرَجِّحِ لِإِرَادَتِهِ. فَالْإِرَادَةُ تَتْبَعُ الْعِلْمَ.)
فهناك الإرادة الأزلية التي هي (جنس الصفة)
وهناك العزم الذي هو الإرادة غير التامة، التي يكون بعلمه ما سيفعله وإرادة فعله في المستقبل
والعزم كذلك ليس أزليا، بل يترجح لعلمه، ويتبعه ..
وهناك القصد الذي هو (الإرادة الحادثة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/457)
ـ[محمود المصري]ــــــــ[08 - 10 - 10, 04:40 م]ـ
السلام عليكم شيخي الحبيب عمرو
فبلإضافة إلى كلام الشيخ السلمي (حفظه الله) المنقول سابقا ... وجدت أيضا قولا للشيخ عبدالعزيز الراجحي (حفظه الله) في شرحه على الطحاوية حيث قال: "نعم هذا في مبحث القدر وأن الله -سبحانه وتعالى- علم كل شيء ولا يخفى عليه والمؤلف -رحمه الله- بحث القدر في مواضع، والقدر بالفتح والسكون لغة مصدر قدرت الشيء إذا أحطت بمقداره، واصطلاحا تعلق علم الله وإرادته أزلا بالكائنات قبل وجودها فلا حاجة إلا وقدرها الله أزلا أي سبق به علم الله وتعلقت به إرادته."
وما قاله الشيخ آل الفوزان (حفظه الله) فيما نقلته الأخت: "والمراد هنا: تعلق علم الله بالكائنات وإرادته لها أزلا قبل وجودها؛ فلا يحدث شيء إلا وقد علمه الله وقدره وأراده"
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 04:49 م]ـ
أخي لا تحجرني في أسماء ـ بارك الله فيك ـ لأن أسماء القائلين عموما ـ بمن فيهم شيخ الإسلام ـ ليست في نفسها محل النزاع كما لا يخفاك.
ولا أشك أن كثيرا من ألفاظ هؤلاء المشايخ على المسامحة لا التدقيق ..
لأن كثيرا منها معانيه ـ في نفس الأمر ـ قريبة
لاسيما مع انضباط الأصل العام
لكن على التدقيق فقد ذكرت فوق كلام الشيخ ..
فأنا تكلمت في المسألة ونقلت مواضع عبارات شيخ الإسلام
وما يذكره أهل العلم من إلزامات على الأشعرية في قولهم بتعلق الإرادة القديمة بالحادث المعين
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 04:50 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا حبيبي
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[09 - 10 - 10, 01:27 ص]ـ
وهناك العزم الذي هو الإرادة غير التامة، التي يكون بعلمه ما سيفعله وإرادة فعله في المستقبل
والعزم كذلك ليس أزليا، بل يترجح لعلمه، ويتبعه ..
وهناك القصد الذي هو (الإرادة الحادثة)
اذا كان العزم من صفات الله على الراجح فكيف لا يكون ازليا والصفات كلها ازلية كما لا يخفى لك
ومن قال ان العزم ارادة غير تامة وهل جاء هذا التقيد -غير تامة- في النصوص
وشيخ الاسلام اطلق على الارادة الازلية انها عزم *فَالْأَوَّلُ عَزْمٌ وَالثَّانِي قَصْدٌ* ولم يقل ان العزم ارادة غير تامة
واسماء الله وصفاته بعضها يجري مجرى التفصيل لبعض مثل قوله تعالى وهو الخالق البارئ المصور فالبرء والتصوير بعض الخلق وكذالك القول في لارادة والعلم والعزم
تاصيلك يحتاج الى تفصيل يا شيخ نرجو التوضيح
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 01:37 ص]ـ
العزم من الإرادة، يعني من أفرادها، فهو حادث
وقول الشيخ فالأول عزم عائد على قوله علم وأراد فعله في الوقت المستقبل (هُوَ إذَا قَدَّرَهَا عَلِمَ مَا سَيَفْعَلُهُ وَأَرَادَ فِعْلَهُ فِي الْوَقْتِ الْمُسْتَقْبَلِ لَكِنْ لَمْ يُرِدْ فِعْلَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ فَإِذَا جَاءَ وَقْتُهُ أَرَادَ فِعْلَهُ فَالْأَوَّلُ عَزْمٌ) فالعلم القديم أولا، ويتبع العلم عزم على فعل الشيء المعين، ثم إذا أراده إرادة جازمة، حصل.
فهاهنا مقامات ثلاثة: الإرادة القديمة وهي جنس الصفة المطلقة
ويعلم الله ما سيفعله، وذلك الذي سيفعله هو بإرادته المستقبلة الحادثة، فيعزم عليه، وهذا يكون بعد العلم بذلك المعين المراد (وَحِينَئِذٍ فَإِرَادَةُ الْمُعَيَّنِ تَتَرَجَّحُ لِعِلْمِهِ بِمَا فِي الْمُعَيَّنِ مِنْ الْمَعْنَى الْمُرَجِّحِ لِإِرَادَتِهِ. فَالْإِرَادَةُ تَتْبَعُ الْعِلْمَ) ولو أراده لوجب حصوله حين الإرادة كما قددمت من كلام الشيخ (فَإِنَّ الْإِرَادَةَ مَعَ الْقُدْرَةِ تَسْتَلْزِمُ وُجُودَ الْمَقْدُورِ)، فمتى كان العزم (إرادة تامة) لوجب الحصول لأنه لا (يُمْكِنُ حُصُولُ الْعَزْمِ التَّامِّ بِدُونِ أَمْرٍ ظَاهِرٍ).
ثم تكون إرادة المعين والقصد إليه فيكون (إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون).
والله أعلم
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[09 - 10 - 10, 02:27 ص]ـ
الظاهر ان العزم يعود الى اقرب مذكور وهو قوله *وَأَرَادَ فِعْلَهُ* وهو الذي يدل عليه مجمل كلام شيخ الاسلام اي تفسير الارادة الازلية بالعزم
فكيف جعلت العزم مرتبة بين العلم و الارادة المتعلقة بالمشيئة
وهل تكون صفة من افرد صفة اخرى ان كان كذالك اعطنا دليلا عليه بارك الله فيك
والاولى ان يقال ان ارادة الله القديمة ليست ارادة تنفذية في وقتها وانما يقال ان الله شاء ان يفعل المعين اذا جاء وقت ايجاده فهو اولى من هذا الالزام -فَإِنَّ الْإِرَادَةَ مَعَ الْقُدْرَةِ تَسْتَلْزِمُ وُجُودَ الْمَقْدُورِ - فاذا سلمنا به وجب تاويل الارادة الازلية لاننا اذا قلنا انها ارادة كاملة لزم وجود المراد ازلا
وهذا الالزام يحتاج الى دليل والنص جاء باطلاق الارادة ولم يقيد بالتامة التي تفيد تحقق المراد ولا الناقصة التي تفيد تخلف المراد
الاشكال باقي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/458)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[09 - 10 - 10, 12:12 م]ـ
العزم ليس إرادة تامة
الشيخ الفاضل
صحيح هي ليست إرادة تامة بمعنى أنها لا تتصمن إرادة الفعل .. أي أنه لم يرد فعلها في تلك الحال كما ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في نقلك:
((وَأَرَادَ فِعْلَهُ فِي الْوَقْتِ الْمُسْتَقْبَلِ لَكِنْ لَمْ يُرِدْ فِعْلَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ))
فاردته الأزلية إرادة تقدير أو إرادة عزم، وليست إرادة فعل وتنفيذ
فإذا جاء وقته أراد الله فعله وتنفيذه
والدليل عليه من كلام شيخ الإسلام رحمه الله - وهو تكملة ما نقلتُه سابقا:
((فَهُوَ إذَا قَدَّرَهَا عَلِمَ مَا سَيَفْعَلُهُ وَأَرَادَ فِعْلَهُ فِي الْوَقْتِ الْمُسْتَقْبَلِ لَكِنْ لَمْ يُرِدْ فِعْلَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ فَإِذَا جَاءَ وَقْتُهُ أَرَادَ فِعْلَهُ فَالْأَوَّلُ عَزْمٌ وَالثَّانِي قَصْدٌ))
فهناك الإرادة الأزلية التي هي (جنس الصفة)
وهناك العزم الذي هو الإرادة غير التامة، التي يكون بعلمه ما سيفعله وإرادة فعله في المستقبل
والعزم كذلك ليس أزليا، بل يترجح لعلمه، ويتبعه ..
وهناك القصد الذي هو (الإرادة الحادثة)
شيخنا الفاضل
أفهم من هذا أنك توافق على أن هناك إرادة تأخر عنها المُراد، وهي إرادة غير تامة وتُسمى بالعزم ولكنك ترى بأنها ليست أزلية
سؤالي شيخنا الفاضل هو:
ما يمنع أن تكون هذه الإرادة أزلية؟ ففي كلا الحالتين تكون الإرادة سابقة
فإذا كان السبب هو أنك ترى أن العلم يسبق تلك الإرادة التي هي العزم
فما الدليل على أن العلم يسبقه وليس مصاحبا له؟
وبالنسبة لقول شيخ الإسلام رحمه الله بأن الإرادة تتبع العلم، ألا يُمكن أن يكون قصده بالاتباع: الملازمة أي أن العلم والإرادة متلازمان، وليس الاتباع بمعنى أنه متأخر عنه
أو
أنه قصد بها إرادة الفعل وليس إرادة العزم؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 02:13 م]ـ
شيخنا الفاضل
أفهم من هذا أنك توافق على أن هناك إرادة تأخر عنها المُراد، وهي إرادة غير تامة وتُسمى بالعزم ولكنك ترى بأنها ليست أزلية
سؤالي شيخنا الفاضل هو:
ما يمنع أن تكون هذه الإرادة أزلية؟ ففي كلا الحالتين تكون الإرادة سابقة
فإذا كان السبب هو أنك ترى أن العلم يسبق تلك الإرادة التي هي العزم
فما الدليل على أن العلم يسبقه وليس مصاحبا له؟
وبالنسبة لقول شيخ الإسلام رحمه الله بأن الإرادة تتبع العلم، ألا يُمكن أن يكون قصده بالاتباع: الملازمة أي أن العلم والإرادة متلازمان، وليس الاتباع بمعنى أنه متأخر عنه
أو
أنه قصد بها إرادة الفعل وليس إرادة العزم؟
نعم أقول إن العزم إرادة غير تامة، أو غير جازمة
إذا متى كانت الإرادة جازمة مع القدرة وجب حصول مراده تبارك وتعالى
أما كونها غير أزلية فلأن إرادة المعين (والعزم يتعلق بالمعين) يجب أن يكون تابعا للعلم، والتابعية تستلزم السبق قطعا، ولا يمكن تفسيرها بالملازمة، بل الشيخ له كلام طويل في نقض كلام الفلاسفة في التقدم الرتبي، و شنع على الرازي ومن لف لفه في تقليدهم الفلاسفة بذلك وألزمهم بقبول قول الفلاسفة في قدم العالم، لقولهم إن للتقدم أنواعا لا تفيد التقدم الزمني، وخرم مثالهم المشهور في تحرك الخاتم بحركة الإصبع متساوقين وأن هذا مثال على التقدم بالرتبة، وقال بل هذا شرط والشرط لا يلزم تقدمه على المشروط، أما السبب فيجب تقدمه زمنا لا مجرد التقدم الرتبي، وتقدم العلم غعلى الإرادة المعينة المتعددة تقدم سببي، لمعنى الترجيح كما سأبين الآن.
أما في مسألتنا فالشيخ يصرح بالتبعية للعلم ..
وصرح بمسألة أخرى فاتت بعض المباحثين هاهنا: ألا وهي أن الإرادة للمعين (تترجح) لعلمه بما فيه، وشيء كهذا لا يقال ابدا في صحيح العقل ولا وضع اللغة المستقيمة أنه مساوق له مصاحب، بل يجب تقدم العلم بالشيء أزلا منه تبارك وتعالى، وعلمه بما فيه من المصحلة والمفسدة، فتقتضي حكمته ـ تبارك وتعالى ـ إيجاده أو عدم إيجاده، فإن اقتضت حكمته إيجاده (ترجح) وجوده على عدمه ـ وفي هذا خروج من أكبر إلزامات الفلاسفة على الأشعرية القائلين بنفي الحكمة والتعليل إذ ألزمهم بكون فعله تعالى في وقت من دون وقت ترجيح من غير مرجح، وكثيرا ما يردد الشيخ في نقض كلام الفلاسفة القائلين بقدم العالم إن قولهم ينقضه الحس الضروري وذلك لإحساسنا بالحوادث كل لحظة، فعلى قولهم يلزم حدوث شيء بلا شيء جديد ن وفي مواضع يصرح أنه يلزم منه حدوث شيء بلا سبب حادث ـ، فيعزم عليه، فيوجده، فمعنى الترجيحية والتبعية لا يكون بمجرد بالرتبة مع المصاحبة.
والله أعلم(65/459)
للتحميل: كتاب ربحت الصحابة ولم أخسر آل البيت pdf
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[28 - 09 - 10, 05:11 م]ـ
الكتاب: ربحت الصحابة ولم أخسر آل البيت pdf
تأليف: أبو خليفة علي بن محمد القضيبي
طبعة: بدون
الطبعة: الأولى
سنة: 1426هـ
عدد الصفحات: 72 ورقة
لتحميل الكتاب: اضغط هنا ( http://www.wylsh.com/u/SHABA.zip)
هدية: لمحبي آل البيت الأطهار؛ وصحابة رسول الله الأخيار.
ـ[اسامة عبد الرافع]ــــــــ[02 - 10 - 10, 08:34 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا كثيرا(65/460)
الشيعة ... والحج
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[28 - 09 - 10, 05:35 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي خير المرسلين واصحابه الغر الميامين ,, وبعد
ذكر النجم عمر بن فهد في كتابه (اتحاف الورى بأخبار ام القرى) ما نصه:
" سنة خمس وتسعين وثلاثمائة "
فيها ارسل صاحب مصر الحاكم ابو علي منصور بن نزار الى صاحب مكة ابي الفتوح الحسن بن جعفر الحسني سجلا يتنقص فيه بعض الصحابة , وجرح به بعض ازواج النبي فأرسل به الامير الى القاضي الموسوي - وأظنه ابراهيم بن اسماعيل , وهو يومئذ قاضي مكة وما والاها - وأمره بقراءته على الناس فلما فشا ذلك عند الناس من المجاورين والقاطنين بمكة والمنتجعين وغيرهم من قبائل العرب المجاورة - هذيل ورواحة - زحفوا الى المسجد غضباً لله تعالى ولنبيه ولصحابته رضوان الله عليهم , فلما بلغ ذلك القاضي أخر الخروج وتباطأ , فطال انتظار الناس له حتى قال قائل: قد صعد المنبر , فرماه الناس بالحجارة , وزحفوا إليه فلم يجدوا عليه احدا , وتكسّر المنبر فصار رميما , وكان يوما عظيما ومشهدا مهيبا , ولم يقدر بعد ذلك أحد أن يعلن بذلك المذهب. هكذا نقلت ذلك من كتاب المفترق من العجائب والغرائب في المسالك والممالك. انتهى
ويقول رحمه الله " سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة "
فيها جرى بين أهل السنة والرافضة بمكة منازعة , فاتفق أن بعض الروافض شكا الى امير مكة محمد بن ابي هاشم فقال: إن اهل السنة ينالون منَّا ويبغضوننا. فأخذ فقيه الحرم هيَّاج بن عبد الله بن الحسين الشامي الحطيني وجماعة من أصحابه مثل ابي محمد الانماطي أبي الفضل بن قوام فضربهم ضربا شديدا فمات الاثنان في الحال , وحمل هيَّاج الى زاويته فبقي أياما ومات رحمه الله. انتهى
ويقول رحمه الله " سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة "
فيها في ربيع الاول سار حجاج خراسان فلما رحلوا عن بسطام أغار عليهم جمع من الجند الخراسانية قد قصدوا طبرستان فأخذوا من امتعتهم وقتلوا نفراً منهم , وسلم الباقون , فساروا من عندهم , فبينما هم سائرون اذ طلع عليهم الإسماعيلية فقاتلهم الحجاج قتالا شديدا , وصبروا صبرا عظيما , فقتل اميرهم , فخذلوا وألقوا بأيديهم , واستسلموا , وطلبوا الأمان , وألقوا أسلحتهم مستأمنين , فأخذهم الإسماعيلية وقتلوهم قتلا ذريعا , ولم يبقوا منهم إلا شرذمة يسيرة , وقتل فيهم من الائمة الأعلام والزهاد والصلحاء جمع كثير , فكانت مصيبة عظيمة عمت بلاد الاسلام وخصت خراسان , ولم يبق بلد إلا وفيه مأتم , فلما كان الغد طاف شيخ إسماعيلي في القتلى والجرحى ينادي: يا مسلمون يا حجاج ذهبت الملاحدة فأبشروا , وأنا رجل مسلم , فمن أراد الماء سقيته. فمن كلمه قتله وأجهز عليه , فهلكوا أجمعون إلا من ولَّى هاربا , وقليل ماهم. انتهى كلامه رحمه الله
قلت (ابو عبد الملك): سمعت شيخنا عبد الله بن الشيخ عبد الرحمن بن جبرين رحمه الله يقول: (وقد ذكر ان في موسم من مواسم الحج كان الرافضة قد طبعوا كتيب يبينون انهم مذهب من المذاهب الاسلامية ونحب آل البيت وطبعوا من هذا الكتيب 75 ألف نسخة ووزعوها على الحجاج.
فانتبه اخواننا في الرياض " اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء "وطبعوا كتاب الخطوط العريضة للشيخ محب الدين الخطيب 20 ألف نسخة ووزعوها على الحجاج , فقام الشيعة بمحاولة الرد على هذا الكتاب , ولكن في الحقيقة هم يردون على كتبهم من حيث لا يشعرون , وسبب ذلك ان محب الدين الخطيب يذكر كتبهم بالصفحة والمجلد ... ) أ. هـ
وهذه دعوة للمشاركة عن واقع الشيعة في الحج في القديم والحديث .......
والله تعالى اعلم واحكم ...(65/461)
هكذا يطارح الحيدري في مطارحاته
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 07:46 م]ـ
هكذا يطارح الحيدري في مطارحاته
عرفت كمال الحيدري في برنامجه المسمى "مطارحات في العقيدة" وهالني ما رأيت من كثرة الاستشهاد بكتب أهل السنة والجماعة، وخصوصاً كتب الإمام ابن تيمية –رحمه الله-، وأذهلني ما كنت أسمع من بعض الاتهامات لمذهب أهل السنة والجماعة، ولبعض رموزه كشيخ الإسلام ابن تيمية، وكالشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله جمعياً، وهو كلام لو سمعه عاقل منصف لعلم من بداية سماعه أن في القول المنسوب لهم خطأ أو كذب، فراجعت شيء مما ذكره الحيدري في برنامجه الذي خصص فيه حلقات عن شيخ الإسلام ابن تيمية، وعن التوحيد، فرأيت الآتي:
1 - بتر الكلام من سياقه الصحيح، وجعله ككلام مستقل، كقوله عن شيخ الإسلام: "أنه يقول أن الله جسم". وهذا كذب على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فإنه –رحمه الله- يقول ما يقوله أئمة السنة: أن كلمة جسم كلمة لم ترد في كتاب ولا سنة، ولها معان فلا يصح إنكارها مطلقاً ولا قبولها مطلقاً. فإن قيل: هل الله جسم؟ قيل: وماذا تريد بقولك جسم؟ فإن أردت الذات الحقيقية المتصفة بالصفات الكاملة اللائقة بها فإن الله – سبحانه و تعالى – لم يزل و لا يزال حياً عليماً، قادراً، متصفاً بصفات الكمال اللائقة به، فهذا حق نقبله. أما إن أردتم بقولك "جسم": شيئاً آخر كجسمية الإنسان الذي يفتقر كل جزء من البدن إلى الجزء الآخر منه، و يحتاج إلى ما يمده حتى يبقى فهذا معنى لا يليق بالله.
2 - تدليسه: فإنه يأتي بكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية يُفهم في سياقه فهماً صحيحاً، ثم يجعله مفرداً ويبدأ بشرح الكلام على ما يريد هو لا على ما يرد شيخ الإسلام رحمه الله. كما في قوله: إن ابن تيمية يقول بالحد والجهة لله، ويفسر الحد والجهة كما يريد هو، لا كما يريد شيخ الإسلام، وهذا إن لم يكن كذباً على شيخ الإسلام فهو تدليس عليه رحمه الله. ومعروف قول السلف رحمهم الله أن الجهة والحد وأنها بمعنى جهة العلو التي لا يثبتها أهل الباطل.
3 - طرح ما يراه خطأ وشر عند أهل السنة في نظره، والاستدلال عليه من كتب أهل السنة، ويرفض الرد عليه والمداخلة في القناة، ويرفض المناظرة فيما يدعيه على أهل السنة، وهذه ليست طريقة أهل الحق، ولا طالبي الحق، وإنما هي طريقة من يريد رمي الشبه، والطعن في المخالف.
4 - أنه يتناسى أو يتغافل أو أنه لا يعرف أن في أمهات كتب الرافضة من التجسم القبيح بل ووصفه –جل جلاله- بأبشع الأوصاف، ووصف الأئمة من آل البيت بصفات الخالق جل جلالة، وحتى أن بعض المسائل التي ينتقد أهل السنة فيها، هي موجودة في أمهات كتبهم ومراجعهم: كإرضاع الكبير وإرضاع، بل زاد الرافضة على ذلك في رضاع الرجل للرجل، كما في الكافي (1/ 373): " عن أبي عبد الله قال: لما ولد النبي مكث أياما ليس له لبن فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه. فأنزل الله فيه لبنا فرضع منه أياما حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها .. " وكذلك الكافي (1/ 448): " عن أبي بصير عن أبي عبد الله-عليه السلام-قال: لما ولد النبي مكث أياما ليس له لبن فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه فأنزل الله لبنا فرضع منه أياما حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها .. "، فإن كان الحيدري يعتب علينا أن روينا بأسانيد صحيحة لا غبار فيها قصة سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهم، فما جوابه عن إرضاع أبي طالب للنبي صلى الله عليه وسلم. ولكن كما قيل: رمتني بدائها وأنسلت.
ولا أدل على ما قلته مما ورد في رسالة مجموعة الدكتور عبدالعزيز قاسم برقم (2024) وفيها رابط يتكلم فيه كمال الحيدري عن رواية رضاعة الكبير، وهو يعلق بقوله: "إن عائشة –رضي الله عنها- تأمر بنات إخوانها وبنات أخواتها أن يرضعن الشباب في الشوارع وهم في العشرين من العمر" ثم يقول: " أنه ليس شرطاً أن يكون عشرين سنة بل هي أقل أو أكثر بسنتين، وهذا كذب فالرواية ليس فيها حد بالعمر ولا تحديد بالسنوات، وقول الراوي: "وإن كان كبيراً" ليس دليلاً على التحديد الذي يقوله كمال الحيدي، ثم إن هذه رواية مسندة صحيحة عن حادثة أفتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لسالم رضي الله عنه، ولها صورة خاصة، وإنما كان إفتاء عائشة رضي الله عنها بناء على اجتهاد ناتج عن نظر في الأدلة، فأي شيء ينتقده الرافضة علينا ونحن رواة السنن وأصحاب السند، وما نقوله مسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن أسند فقد برأ، ويبقى اجتهاد عائشة رضي الله عنها اجتهاد بشري قابل للصواب والخطأ.
والناظر في هذا البرنامج والمتتبع لكلام كمال الحيدري، وهو يسمعه كثيراً ما يردد المنهج العلمي والبحث العلمي، يعلم علم اليقين أي منهج علمي يتبعه!! فإنه منهج ولكنه والله ليس علمياً ولا علاقة له بالعلم، وإنما هو في الكذب والتدليس ورمي الشبهات.
وما كمال الحيدري في برنامجه هذا، إلا محاولة للتشغيب على أهل السنة، وإشغالهم عن كتب الرافضة وفضحهم وفضح ما لديهم من طوام تعجز الجبال عن حملها، ولكن أهل الحق منتصرون، وأهل الباطل خاسرون، ومن أراد أن يطفأ نور الله لن ينال إلا الخزي والعار والشنار في الدنيا والآخرة، كمال قال الله جل جلاله: " يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ".
نسأل الله جل جلاله أن يبصرنا في أمر ديننا، وأن يجعلنا وإياكم مباركين أينما كنا، وأن يجعلنا من عباد الله الصالحين المصلحين، العالمين العاملين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
تنبيه: لمن أراد الاستزادة في شأن كمال الحيدري،
- حصل رد علمي من قبل أحد الإخوة من طلاب العلم في حلقات ألقيت في برنامج البالتوك، وهي محملة في منتديات السرداب. http://www.alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=54321
- وهذا موقع متخصص في الرد على كمال الحيدري وتتبع كذباته وتدليسه http://www.alrad.net/hiwar/hydary/ (http://www.alrad.net/hiwar/hydary/)
بقلم: وليد بن خالد الدلبحي
Al.dalbhee@gmail.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(65/462)