حقيقة تنزيه الاشاعرة - الابعاض والحدود والجهات وحلول الحوادث من كلام شيخ الاسلام ابن القيم
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[08 - 06 - 10, 08:15 ص]ـ
بسم الله
حقيقة تنزيه الاشاعرة - الابعاض والحدود والجهات وحلول الحوادث
من كلام شيخ الاسلام ابن القيم
وأما الأبعاض: فمرادهم بتنزيهه عنها أنه ليس له وجه ولا يدان ولا يمسك السموات على أصبع والأرض على أصبع والشجر على أصبع والماء على أصبع فإن ذلك كله أبعاض والله منزه عن الأبعاض
وأما الحدود والجهات: فمرادهم بتنزيهه عنها أنه ليس فوق السماوات رب ولا على العرش إله ولا يشار إليه بالأصابع إلى فوق كما أشار إليه أعلم الخلق به ولا ينزل منه شيء ولا يصعد إليه شيء ولا تعرج الملائكة والروح إليه ولا رفع المسيح إليه ولا عرج برسوله محمد إليه إذ لو كان ذلك للزم إثبات الحدود والجهات له وهو منزه عن ذلك
وأما حلول الحوادث: فيريدون به أنه لا يتكلم بقدرته ومشيئته ولا ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا ولا يأتي يوم القيامة ولا يجيء ولا يغضب بعد أن كان راضيا ولا يرضى بعد أن كان غضبان ولا يقوم به فعل البتة ولا أمر مجدد بعد أن لم يكن ولا يريد شيئا بعد أن لم يكن مريدا له ولا يقول له كن حقيقة ولا استوى على عرشه بعد أن لم يكن مستويا عليه ولا يغضب يوم القيامة غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ولا ينادي عباده يوم القيامة بعد أن لم يكن مناديا لهم ولا يقول للمصلي إذا قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة 2] حمدني عبدي فإذا قال {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة 3] قال أثنى علي عبدي وإذا قال {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة 4] قال مجدني عبدي فإن هذه كلها حوادث وهو منزه عن حلول الحوادث
وبعضهم يختصر العبارة ويقول أنا أنزهه عن التعدد والتحدد والتجدد (*) فيتوهم السامع الجاهل بمراده أنه ينزهه عن تعدد الآلهة وعن تحدد محيط به حدود وجودية تحصره وتحويه كتحدد البيت ونحوه وعن تجدد إلهيته وربوبيته
ومراده بالتعدد الذي ينزه عنه تعدد أسمائه وصفاته وأنه لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم شيئا ولا يتكلم
ومراده بالتحدد أنه ليس فوق خلقه ولا هو مستو على عرشه ولا فوق العرش إله يعبد وليس فوق العرش إلا العدم.
ومراده بالتجدد أنه لا يقوم به فعل ولا إرادة ولا كلام بمشيئته وقدرته وبعضهم يقتصر على حرفين فيقول نحن ننزهه عن التكثر والتغير فيتوهم السامع تكثر الآلهة وتغيره سبحانه واستحالته من حال إلى حال وحقيقة هذا التنزيه أنه لا صفة له ولا فعل.
الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة - لشيخ الاسلام ابن القيم رحمه الله - الجزء 3، صفحة 935
حقيقة تنزيه الاشاعرة - الابعاض والحدود والجهات وحلول الحوادث ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/06/blog-post.html)
(*) قال الامام الحافظ أبو نصر السجزي في رسالته إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت:
((وفي ضمن هذا إخفاء المذهب عن قوم وإظهاره لآخرين وهذا شبيه بالزندقة وبهذا الفعل منهم دخل كثير من العوام والمبتدئين في مذهبهم لأنهم يظهرون له الموافقة في الأول ويكذبون بما ينسب إليهم حتى يصطادوه فإذا وقع جروه قليلاً قليلاً حتى ينسلخ من السنة.
وكان أبو بكر الباقلاني من أكثرهم استعمالاً لهذه الطريقة وقد وشح كتبه بمدح أصحاب الحديث واستدل على الأقاويل بالأحاديث في الظاهر وأكثر الثناء على أحمد بن حنبل رحمة الله عليه وأشار في رسائل له إلى أنه كان يعرف الكلام وأنه لا خلاف بين أحمد والأشعري وهذا من رقة الدين وقلة الحياء.)) ا. هـ
قال الامام ابن قدامة رحمه الله في كتاب المناظرة في القرآن ص35: ولا نعرف في أهل البدع طائفة (يكتمون) مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة و (الأشعرية) ا. هـ
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[08 - 06 - 10, 08:33 ص]ـ
كل ما قاله شيخ الاسلام ابن القيم رحمه الله عن المتكلمين صحيح في الاشاعرة عدا شئ واحد لا ينطبق عليهم حسب علمي هو قوله عنهم (ولا يعلم شيئا).
كما هو هنا:
((ومراده بالتعدد الذي ينزه عنه تعدد أسمائه وصفاته وأنه لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم شيئا ولا يتكلم.))
والله اعلم(64/8)
هل للطوسي الشيعي كتاب في رؤية الله؟
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[08 - 06 - 10, 10:00 ص]ـ
لقد ذكر أبو حيان الأندلسي في تفسيره أنه اطلع على مجلدة كبيرة في مسألة الرؤية لأبي جعفر الطوسي الشيعي (ت 460 هـ).
فهل لهذا الكتاب من ذكر؟ أو هل يكون ضمن أحد كتبه؟
ـ[العوضي]ــــــــ[08 - 06 - 10, 03:01 م]ـ
من خلال البحث على الشبكة وجدت كتاباً بعنوان (حياة الطوسي) من تأليف: خضير جعفر
ولم يذكر كتاباً بهذا العنوان من ضمن مؤلفات الطوسي
وذكر كتاباً بعنوان (اصول العقائد وهو كتاب في الاصول كبير خرج منه الكلام في التوحيدوالعدل)
والله أعلم ...
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[08 - 06 - 10, 11:57 م]ـ
بارك الله فيك أخي العوضي.
ـ[عثمان السلفي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 06:26 م]ـ
يحتمل كونه كتاب التمهيد المسمى عندهم بشرح الشرح
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 06:31 م]ـ
وهل كتاب التمهيد في العقائد؟ أو يجمع بين الأحكام والعقائد؟
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 12:39 ص]ـ
إن كان له كتاب في الرؤية فاعلم أنه سيكون في نفي الرؤية لا في إثباتها لأن الرجل أحد رؤوس ومؤسسي عقيدة الروافض المتأخرين في نفي الرؤية والقدر لأنه كان قد تأثّر بفكر المعتزلة، هو و شيخهم المفيد والشريف المرتضى.
وحينئذٍ لا قيمة للكتاب من جهتين:
الأولى: أنه كتاب بدعة ونفي وتجهّم.
الثانية: أن أسانيدهم لا يُفرَح بها، لأنهم قوم دينهم وديدنهم التقيّة والكذب، ويكفيك أن تعلم قدر جراءة رواتهم على الكذب أن شيخهم النوري الطبرسي قد جمع من رواياتهم ألفَيْ رواية (2000) كلها في إثبات تحريف القرآن العظيم؟!!! في كتابه الذي اقترفه في نجفهم الأرجس عام 1295 هـ وأسماه (فصل الخطاب .... ).
لا بارك الله في قومٍ دينهم الكذب.
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 05:21 ص]ـ
الأخ الكريم أبو عبدالله بن جفيل العنزي:
أشكرك على تعليقك وعلى ما ذكرته. وأحب أن أضيف ما يلي:
أولاً / أنا أعرف عقيدة الرافضة في الرؤية _ لا سيما الطوسي من خلال كتبه الكبيرة كتفسيره التبيان وغيره _ وأعرف التلاقح الاعتقادي بين المعتزلة والرافضة في أبواب عدة.
ثانياً / لو سألتني عن حاجتي من الكتاب لأفدتك، وعرفت قصدي من البحث عن كتابه. فلم يكن من همي الاستفادة في مسألة الرؤية سواء لديهم أو لديه.
وعليه فإن كلامك أن الكتاب ليس له قيمة وأنه تجهم .. وأنه يكذبون في أسانيدهم .. إلى آخر ما ذكرته حفظك الله، ليس مكانه _ فيما أظن _ هنا، بل مكانه في موضع من يريد الاستفادة من علومهم أو النهل منها فأنت تحذره لئلا يغتر.
وعموما جزاك الله خيراً على نصحك، وأنا لم اكتب ما سبق عزوفاً عما ذكرته أو زهداً في كلامك، وإنما هو لإيضاح المقصود. والله من وراء القصد(64/9)
الفوائد المنتقاة من شرح " لمعة الاعتقاد " للشيخ يوسف الغفيص - حفظه الله -
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[08 - 06 - 10, 07:08 م]ـ
الفوائد المنتقاة من شرح " لمعة الاعتقاد " للشيخ يوسف الغفيص
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فهذه فوائد ماتعة نافعة قيمة للشيخ الفاضل الكريم – يوسف الغفيص- حفظه الله – وزاده علما وفضلا انتقيتها من شرحه
لـ- "لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد"- للموفق "ابن قدامة " وقد استفدت منها وأردت مشاركة إخواني فنقلتها إلى
الملتقى المبارك رجاء أن يدعو لي من استفاد منها بدعاء في ظهر الغيب والله الموفق وهو المستعان وعليه التكلان
ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
وإليكم الفوائد القيمة
الفائدة (1)
1/ " الإمام أبو محمد عبد الله بمن أحمد المقدسي، المعروف بـ (الموفق)، وبابن قدامة، وهذا نسب اشتهر به جملة من أهل
العلم من هذا البيت وجلهم من الحنابلة، وهو حنبلي المذهب، وإذا ذُكر من جاء بعد عصر الأئمة، فإن من كبار أعيان علماء
المسلمين هو هذا الإمام، فهو إمام واسع من جهة: مسائل أصول الدين، وأصول الشريعة، ومسائل الفروع. وإذا نظرت في كتابه
الذي وضعه في الفقه المقارن -وهو الكتاب المعروف بـ (المغني)، والذي شرح فيه الموفق "مختصر الخرقي" في الفقه الحنبلي
عرفت ما لهذا الإمام من عظيم الشأن، وكذلك ما كتبه في مسائل أصول الفقه في الروضة، مما اختصره من كتاب المستصفى
لأبي حامد الغزالي"
الفائدة (2)
الحنابلة من أبعد الطوائف الفقهية الأربع عن علم الكلام
2/ "هناك طائفة من فقهاء الحنفية معتزلة، وأكثر فقهاء الحنفية على مذهب أبي منصور الماتريدي، وإنما كان ذلك؛ لأن أبا
منصور الماتريدي نفسه كان حنفي المذهب، وطائفة من الحنفية أشاعرة محضة على طريقة المتكلمين من الأشاعرة، وكذلك
الشافعية، فإن كثيراً من متأخريهم أشاعرة؛ لأن أبا الحسن رحمه الله إمام الأشعرية كان شافعي المذهب، وكذلك المالكية أكثرهم
أشاعرة. أما الحنابلة فهم من أبعد الطوائف الفقهية الأربع عن علم الكلام، ومع ذلك فإن طائفة من علمائهم المتأخرين تأثروا بعلم
الكلام؛ كأبي الوفاء ابن عقيل؛ فإنه درس في مطلع أمره على بعض شيوخ المعتزلة؛ كأبي علي بن الوليد، وأبي القاسم بن
التبان المعتزليين، وكانا من أصحاب أبي الحسين البصري الحنفي، وإن كان ابن عقيل رحمه الله رجع عن طريقته هذه، وكتب:
"الانتصار لأهل الحديث"
يتبع. . .
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[09 - 06 - 10, 06:19 م]ـ
الفائدة (3)
3/ "كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله معظماً لأبي محمد الموفق، حتى أنه قال:
(لم يدخل الشام بعد الأوزاعي أفقه من أبي محمد)."
الفائدة (4)
4/ " بعض المعاصرين ممن تكلم على هذه الرسالة، قد بالغوا في التثريب على صاحبها في بعض المسائل، وذكروا أنه ليس محققاً
لمذهب السلف أو طريقتهم، ونظروا في شيء من كلامه في مسألة التفويض وبعض الأحرف الأخرى. والتحقيق أن هذه الرسالة
ليس فيها غلط صريح، وإنما يوجد في بعض المواضع قدر من الإجمال والتردد، وإذا قارنا بين هذه الرسالة وبين رسالة أبي
جعفر الطحاوي -المعروفة بالعقيدة الطحاوية- فإن رسالة الموفق أشرف منها، وأبعد عن الغلط في بعض المسائل، أما الطحاوي
رحمه الله فقد غلط في بعض مسائل الإيمان غلطاً صريحاً"
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[10 - 06 - 10, 03:08 م]ـ
الفائدة (5)
هل المتواتر يفيد العلم، والآحاد لا يفيد إلا الظن؟
الجواب: هذه مسألة نظرية، وفيها تفصيل وخلاف، ذكره ابن حزم و ابن تيمية وجماعة، ولكن الذي يصح أن يقال
عنه: إنه متواتر -وهو مراد الشافعي وأمثاله من المتقدمين- هو ما اتفق المحدثون عليه، أو استفاض ذكره في السنة، واستقر
قبوله عند أهل العلم؛ فهذا كله يسمى متواتراً، كحديث جبريل، فإنه حديث تُلقي بالقبول، وكحديث: (إنما الأعمال بالنيات ... )
، فإنه غريب في مبدئه، وإن كانت الأمة قد تلقته بالقبول، وأجمع المحدثون على ثبوته. فما استفاض
ذكره من النصوص، وتوارد القبول عليه عن أئمة أهل الحديث، فهذا يسمى: متواتراً، وهذه التسمية -بهذا الاعتبار
وعلى هذا التعريف- مناسبة للشرع واللغة والعقل، وأما النظرية التي وضعها المتكلمون، ودخلت على بعض المتأخرين، فهي
نظرية باطلة، لا يمكن أن يعتبر بها شيء؛ لأن محصلها ترك الاحتجاج بالسنة في مسائل العقائد، وهذا هو مذهب الغلاة من أهل البدع"
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[10 - 06 - 10, 03:41 م]ـ
هل يقصد الشيخ بالنظرية الباطلة:أن الآحاد يفيد الظن والمتواتر يفيد العلم؟
ولماذا هى باطلة؟
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[10 - 06 - 10, 06:48 م]ـ
الشيخ يقصد أن تقسيم الحديث الى متواتر وآحاد من حيث الحد -أي: التعريف له- منزعه من نظار المعتزلة وغيرهم من الأشاعرة الذين يقولون أن المتواتر ما رواه جماعة عن جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب، والآحاد ما عدا ذلك .. ثم اختلفوا في هؤلاء الجماعة: كم عددهم؟ والذي عليه أكثرهم أنهم عشرة أو ما يقاربهم .. حيث يقول " فهب أن المتواتر ما رواه عشرة ابتداءً؛ فعليه: لا يكون الحديث متواتراً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إذا رواه من الصحابة عشرة، ورواه عن كل واحد من العشرة عشرة، فيكون العدد في الطبقة الثانية مائة، ورواه عن كل واحد من المائة عشرة، فيكون العدد في الطبقة الثالثة ألفاً، فهذا هو المتواتر، أما إذا لم يكن كذلك فإنه يكون آحاداً. لقد وضع المتكلمون من المعتزلة هذا الحد، وقالوا: لا يحتج في العقائد إلا بالحديث المتواتر، وحقيقة هذه النظرية الكلامية التي ابتدعوها ومؤداها أن السنة لا يحتج بها في مسائل أصول الدين،"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/10)
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:08 م]ـ
الفائدة (6)
6/ "تقسيم الكلام في القرآن والسنة إلى حقيقة ومجاز يقع على أحد وجهين؛ فإن أريد به الوجه اللفظي الاصطلاحي فهذا لا مشاحة فيه؛ فمثلاً: قوله تعالى: وَاسْأَلْ الْقَرْيَةَ [يوسف:82] من قال: إن هذا من باب المجاز في اللغة. وأراد أن العرب تحذف المضاف وتقيم المضاف إليه مقامه، وأن هذا مما تجوزه اللغة، أو من مجازات لغتهم، وأن المراد أهل القرية، فهذه التسمية اصطلاحية. إذاً: تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز إن كان من عوارض الألفاظ؛ فهو اصطلاح لا بأس به. وإن كان هذا التقسيم من عوارض المعاني، فهذا هو المشكل، وهو المستعمل عند اللغويين من المعتزلة، وشاع في كلام الأصوليين وغيرهم على معنىً قالوا فيه: الحقيقة هي اللفظ المستعمل فيما وضع له، والمجاز هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له، وهذا تعريف للحقيقة والمجاز مشهور عندهم"
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[11 - 06 - 10, 01:59 م]ـ
الفائدة (7)
المراد بالمفوضة: هم من زعموا أن هذه النصوص يُعمل بألفاظها وأما معانيها فليس هناك معنىً يُؤمن به، وإنما يفوض العلم
بالمعنى إلى الله، وهذا مذهب غلط ومبتدع، وكما قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "إن قول المفوضة من شر أقوال أهل البدع".
الفائدة (8)
مسألة: هل ابن قدامة يعتنق مذهب التفويض أم لا؟
يقال: هذه مسألة محتملة، ولكن الأظهر في طريقته رحمه الله أنه لا يوافقهم، وإن كانت بعض ألفاظه المجملة قد تشعر بشيء من
ذلك، والدليل على أن الموفق رحمه الله ليس مفوضاً أنه جعل القاعدة في الأسماء والصفات هي الإثبات بالتسليم والقبول
والإيمان، وترك التعرض لأدلة الصفات بالرد والتأويل؛ وهذا كله وغيره تقرير للإثبات المعروف عند السلف.
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[11 - 06 - 10, 09:26 م]ـ
الفائدة (9)
قول بعض السلف (أمروها كما جاءت بلا كيف)
. وهذه جملة مروية عن مكحول، والزهري، وسفيان الثوري، والليث بن سعد، والأوزاعي .. وغيرهم. فهذه الجمل إذا تأملتها لا ترى فيها شيئاً من التفويض، بل قول الشافعي ليس فيه ذكر للتفويض بوجه، وإنما فيه تقرير لكونه رحمه الله يذهب إلى أن الإيمان على مراد الله ورسوله. بل يصح أن نقول: إن هذه الجملة ترد على المفوضة؛ لأن الشافعي رحمه الله بين أنه آمن بها على مراد الله، وعلى مراد رسول الله، فظهر أن لله ولرسوله مراداً من جهة المعنى في هذه النصوص، وإذا كان له سبحانه وتعالى مراد، ولرسوله مراد في خطابه، لزم أن هذا المراد مما يمكن فقهه وفهمه ووعيه. وكذلك قولهم: (أمروها كما جاءت بلا كيف) أيضاً فيه براءة من التفويض، وليس قولاً في التفويض؛ لأن قولهم: (أمروها كما جاءت) دليل على أنها تؤخذ على ظاهرها في المعاني المقتضية لها في لسان العرب. وقولهم: (بلا كيف) إنما نفوا العلم بالكيفية، وكونهم خصصوا الكيفية بنفي العلم دليل على أن المعنى من جهة أصله يكون معلوماً."
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[11 - 06 - 10, 09:33 م]ـ
الفائدة (10)
مقام السنة والاتباع يعتبر بأصلين:
"الأصل الأول: العلم. والأصل الثاني: التسليم. وهما المذكوران في قول الله تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً [النساء:65] فالتسليم الذي لا يبنى على العلم فإنه غير مقصود في الشريعة، ولهذا كان التسليم المطلق للأعيان بدعة حدثت في الإسلام، وأول من أحدثها الشيعة ثم الصوفية، فصاروا يسلِّمون لأئمتهم تسليماً مطلقاً، حتى اعتقد بعض طوائفهم عصمة الأئمة. إن التسليم المطلق بلا علم لأعيان أهل العلم فضلاً عمن دونهم ليس مقصوداً في الشرع؛ بل لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى، ولحكم نبيه صلى الله عليه وسلم، وأما غير النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يراجع في قوله، حتى يكون على وفق مقاصد الشريعة. فهنا قوله تعالى: حَتَّى يُحَكِّمُوكَ [النساء:65] فلا بد من مقام العلم ومقام التسليم، وهذان الأصلان هما مبنى السنة، فلابد أن يكون صاحب السنة والمقتدي بآثار السلف على علم وتسليم، ولا يمكن أن تقوم الحقائق في القلوب ويعظم شأنه سبحانه وتعالى إلا بالعلم الذي يصاحبه التسليم.
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[12 - 06 - 10, 03:25 م]ـ
الفائدة (11)
هل عمر بن عبد العزيز رحمه الله يعتبر خليفةً خامساً؟
"من أثبت هذا غلط، وقد أنكره جملة من الأئمة الكبار: كالإمام أحمد رحمه الله، وغيره، وذلك من جهتين: الجهة الأولى: أن عمر بن عبد العزيز بويع الخلافة المقصودة بعد زمن بعيد، والإمام أحمد رحمه الله لما بلغه قول بعض أهل العراق: إن عمر بن عبد العزيز هو الخليفة الخامس، تعجب من ذلك! وقال: ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: (الخلافة بعدي ثلاثون سنة)؟ ومقصوده رحمه الله: أن من جعل عمر بن عبد العزيز خليفةً خامساً فقد زاد عن الثلاثين؛ لأن الثلاثين سنة بقي منها أشهر بعد مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وهذه الأشهر هي إمارة الحسن، إن كان له إمارة، على خلاف بين أهل العلم. وعمر بن عبد العزيز صاحب سنة، وأمير عدل، وإمام في العلم والورع ... إلخ، لكن لا يجوز أن يسمى خليفة خامساً، بل الخلفاء أربعة، وأما من بعدهم فهم سلاطين وملوك وأمراء"
الفائدة (12)
"مذهب السلف الذي ينسب إليهم ليس هو الآحاد الفقهية، فالآحاد الفقهية: هي محل خلاف في الجملة بين السلف، إنما مذهب السلف الذي يجب اتباعه هو ما انضبط بالإجماع أو استفاض نقله عنهم سواء كان في المسائل العلمية أو العملية، وأما إذا لم ينضبط انضباطاً بيناً فلا يجوز نسبته إلى السلف كمذهب، وإنما يذكر على أنه قول لطائفة من السلف، أو أنه محل نزاع بينهم، أو ما إلى ذلك؛ لأن من قال عن قول ما: إنه مذهب للسلف؛ فمعناه أن اتباعه يكون واجباً، وأن غيره يكون بدعةً "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/11)
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[13 - 06 - 10, 02:54 م]ـ
الفائدة (13)
حكم الانتساب إلى المذاهب
"سائر العلماء من المحققين المعروفين من أهل السنة والجماعة، يقرون الانتساب إلى هذه المذاهب. وأما التعصب للأئمة كأحمد أو الشافعي أو مالك أو أبي حنيفة، أو الادعاء بأن مذهبه هو الراجح على مذهب غيره، أو أن الواحد يترك الدليل لقول عالم من العلماء، سواء كان من الأئمة الأربعة أو غيرهم، فلا شك أن هذه الأوجه وأمثالها منكرة، لكن فرق بين هذا المقام وبين مقام الانتساب، فالانتساب مقام تراتيب علمية لا إشكال فيه، وما زال الأئمة حتى المعروفين بالتحقيق في السنة كابن تيمية وغيره يقرون هذا الانتساب، ولم يظهر إنكاره إلا بعد القرن العاشر، ففيه بدء التصريح بإنكار هذا التمذهب، ولربما مال المنكرون إلى نفس القضية، أي: رجعوا إلى قدر من التمذهب بوجه آخر، فتركوا الانتساب لأحمد وانتسبوا للشوكاني، ولا يقال: من انتسب إلى مذهب من المذاهب الأربعة ففي سلفيته نقص، أو أنه ليس سلفياً، أو من شرط السلفي: ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب الأربعة .. هذا تكلف، وإن اجتهد به بعض أهل العلم: كالشيخ الإمام العالم الألباني رحمه الله .. فهذا اجتهاد للشيخ، يقدر عليه لكنه ليس بلازم، بل السلفية هي أن تقتدي بإجماعات السلف، وأما إذا انتسب منتسب لفقيه من الفقهاء الأربعة فهذا الانتساب لا بأس به بشروط أهمها: أن لا يتعصب له، وأن لا يترك الحق لقوله، وغيرها من الأمور المعلومة ضرورةً في دين الإسلام"
الفائدة (14)
تقسيمات المتأخرين للصفات
"درج المتأخرون من أهل السنة الذين تكلموا في الصفات إلى تقسيم الصفات إلى قسمين: صفات ذاتية. وصفات فعلية وبعضهم يقول: إن الصفات تنقسم إلى: صفات ذاتية. وصفات خبرية. وصفات فعلية. وهذه التقاسيم هي من الاصطلاح الذي يوسع فيه، إذا كانت المعالم منضبطة بوجه صحيح، وإن كان هذا التقسيم ليس مقصوداً لذاته، أي: ليس هو من الحقائق المطردة، التي يقصد إلى ذكرها في كلام أهل السنة والجماعة. ولهذا لا يلزم أن يمتحن الناس ويُسألوا عن تقسيم أهل السنة للصفات؟ فإن أهل السنة المتقدمين من أئمة السلف لم يقسموا هذا التقسيم للصفات ولهذا من استعمله ليضبط المعاني فلا بأس، ومن تركه وضبط المعاني بدونه فهذا هو الأولى؛ لأن هذا التقسيم فيه ألفاظ إضافية يدخلها شيء من الإشكال، فحين يقولون: الصفات الذاتية، قد يُفهم أن القسم الثاني أو الثالث ليس ذاتياً، وهذا المفهوم ليس مراداً له ... "
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[13 - 06 - 10, 07:06 م]ـ
الفائدة (15)
صفة العلو لله تعالى
"نفي الأشاعرة المتأخرين للعلو مذهب دخل عليهم من المعتزلة، وقد صنف ابن كلاب كتابه: الصفات، ورد فيه على المعتزلة في مسألة العلو بالعقل والنقل. ومسألة العلو حكى الإجماع عليها جملة من الأئمة، حتى إن شيخ الإسلام ذكر في درء التعارض هذا الإجماع عن بضعة عشر إماماً من كبار أئمة أهل السنة والجماعة، فهي مسألة متواترة صريحة في كلام الله ورسوله، فضلاً عن كون علوه سبحانه وتعالى يثبت بالعقل، ويثبت بدليل الفطرة وقد قال جملة من علماء السنة كبعض أصحاب الشافعي وبعض أصحاب أحمد كابن القيم و شيخ الإسلام ابن تيمية: أن أدلة ثبوت صفة العلو لله تعالى في القرآن تزيد عن أكثر من ألف دليل."
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[13 - 06 - 10, 07:08 م]ـ
الفائدة (16)
إقرار بعض المشركين بصفة العلو والرد على المعطلة
قال النبي صلى الله عليه وسلم لحصين: (كم إلهاً تعبد؟ قال: سبعة: ستة في الأرض، وواحداً في السماء، قال: من لرغبتك ورهبتك؟ قال: الذي في السماء، قال: فاترك الستة واعبد الذي في السماء، وأنا أعلمك دعوتين، فأسلم وعلمه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: اللهم ألهمني رشدي، وقني شر نفسي)]. هذا الحديث داخل في أدلة إثبات العلو لله عز وجل، وفيه إشارة إلى أن المشركين كانوا في الجملة يقرون بأصول الصفات، وهذا من دلائل أهل السنة في ردهم على المعطلة، فالمعطلة تقول: إن إثبات الصفات على ظاهرها مخالف لدليل العقل. قال علماء السنة: إن القرآن نزل وعارضه المشركون بالتكذيب، وقالوا عن صاحبه الذي نزل عليه: إنه ساحر، وقالوا: إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ [المدثر:25]، إلى غير ذلك، فالقصد أن آيات الصفات لو كان فيها ما يعارض دليل العقل لاعترض به المشركون. فإنه لم ينقل عن واحد من المشركين، لا من العرب ولا من اليهود ولا من النصارى؛ الذين بلغهم القرآن، أنه اعترض بدليل عقلي على صفة من الصفات، مع أنهم حاولوا الطعن في بعض أخبار القرآن من جهة العقل"
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[14 - 06 - 10, 04:36 ص]ـ
الفائدة (17)
مسألة مس المصحف لغير طاهر
قوله تعالى:" إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ" هل الضمير يعود على القرآن أم يعود على الكتاب المكنون وهو اللوح المحفوظ؟ هذه المسألة فيها خلاف بين أهل العلم. والصحيح أن الخلاف في مسألة لزوم الطهارة من الحدث في مس المصحف ليس فرعاً عن الخلاف في هذه الآية، فإن كثيراً من السلف جعلوا الضمير في قوله: لا يَمَسُّهُ يعود على الكتاب المكنون؛ وهو اللوح المحفوظ، وهذا هو الصحيح في تفسير الآية، ومع ذلك فإن هؤلاء يذهبون إلى أنه لا يجوز للمحدث أن يمس المصحف. إذاً .. الخلاف في مسألة مس المحدث للقرآن، ليس فرعاً عن تفسير الآية. وفي الجملة فالذي عليه الجمهور -وهو مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم- أن القرآن لا يجوز مسه للمحدث، بل لا بد له من الطهارة. وذهب طائفة كابن حزم و الشوكاني إلى جواز مسه للمحدث حدثاً أصغر، ومستند قول الجمهور هو حديث عمرو بن حزم أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب له كتاباً وفيه: (وأن لا يمس القرآن إلا طاهراً) "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/12)
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[14 - 06 - 10, 04:39 ص]ـ
الفائدة (18)
رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة في مقامين
من صفاته سبحانه أنه يُرى يوم القيامة. ورؤية المؤمنين لربهم في الآخرة تكون في مقامين: الأول: في عرصات القيامة. والثاني: بعد دخولهم الجنة، وهما من مسائل الإجماع المتفق عليهما بين السلف. وظاهر النصوص أن رؤيتهم له سبحانه وتعالى بعد دخولهم الجنة تكون أتم من تلك التي تقع في عرصات القيامة، فالرؤية بعد دخول الجنة هي المذكورة في قول الله تعالى: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26]، وقد فسر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الزيادة في الآية كما في صحيح مسلم وغيره، قال: (هي النظر، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم) وهذا من معاقد الإجماع الذي دل عليه الكتاب والسنة"
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[14 - 06 - 10, 04:40 ص]ـ
الفائدة (19)
من أدلة رؤية المؤمنين لربهم
1/قوله تعالى: "تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ " فإن اللقاء إذا قُرن بالتحية تضمن النظر والرؤية معاً، وقد روى أبو عبد الله ابن بطة عن ثعلب -وهو من أئمة اللغة- الإجماع على أن اللقاء إذا قُرن بالتحية فإنه يستلزم أو يتضمن الرؤية.
2/: قوله تعالى:" لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ" فإن المنفي هنا هو الإدراك، والإدراك قدر زائد عن أصل الرؤية، ولا يلزم من الرؤية للشيء الإدراك له والإحاطة به، فإنك تقول -ولله المثل الأعلى-: رأيت السماء، ومع ذلك لم تدركها، وتقول: رأيتُ القادم من بعيد. وأنت لم تدركه: أهو زيد أم عمرو؟ أرجل أو امرأة؟ فإن من رأى قادماً من بعيد لا يرى إلا شخصه، ولا يميز من هو، أو ما يكون، فإذا قال: رأيت هذا القادم، فإن قوله صحيح، ولكن لا يمكن أن يقول: أدركته. فلما قال تعالى: (لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ) دل على أنه يُرى ولكن لا يدرك، فإنه لو كان سبحانه وتعالى لا يرى مطلقاً، ولا يراه المؤمنون؛ لما لزم نفي الإدراك"
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[14 - 06 - 10, 04:16 م]ـ
الفائدة (20)
هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه؟
"المسألة فيها نزاع مشهور بين متأخري أهل السنة، وهم فيها على قولين: والذي يميل إليه أتباع الأئمة من المتأخرين: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه ببصره، ولكن هذا المذهب وإن اشتهر عند المتأخرين -حتى قيل: إنه قول جمهورهم- إلا أنه غير معروف عند الصحابة رضوان الله عليهم، وغريب عند الأئمة المتقدمين .. بل حُكي الإجماع على خلافه، أي: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه ببصره، وممن حكى الإجماع على ذلك: الإمام الدارمي رحمه الله. قد نقله عنه الموفق في المناظرة في مسألة الصفات، وهذا هو المشهور في مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم من السلف، وسواء قيل: إن هذا إجماع منضبط صحيح، أو قيل: إنه إجماع سكوتي، فإنه لم يصح عن واحد من الصحابة أنه قال: إنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه ببصره، وإنما جواب الصحابة على أحد وجهين: الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يره. والثاني: أنه رآه بفؤاده. فالأول جواب عائشة رضي الله عنها ومن معها، والثاني: جواب ابن عباس رضي الله عنهما ومن أخذ بقوله. وعند التحقيق يظهر أن جواب ابن عباس رضي الله عنهما ليس معارضاً لجواب عائشة رضي الله عنها، بل يمكن أن يقال: إن جواب ابن عباس مؤيد لجواب عائشة رضي الله عنها؛ من جهة أن ابن عباس لما قصر الرؤية على الفؤاد دل على أن ما فوقه -وهي الرؤية البصرية- غير متحصلة. أما المتأخرون فإنهم فهموا من كلام ابن عباس الإثبات للرؤية البصرية؛ لأن أصحاب ابن عباس يروون تارة الإطلاق، وتارة التقييد بالفؤاد، فصار من المتأخرين من يقول: إن ابن عباس رضي الله عنهما وأصحابه يقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه ببصره، وهذا غلط عليه؛ لأنه إنما كان يقول: رآه بفؤاده، ولم يقل: رآه ببصره."
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[15 - 06 - 10, 04:09 ص]ـ
الفائدة (21)
هل يرى الكفار ربهم يوم القيامة؟
الأول: أن الكفار يرون ربهم، وإن كانت ليست رؤية نعمة وامتنان.
الثاني: أن المنافقين يرون ربهم دون بقية الكفار.
الثالث: أنه يراه المنافقون وغُبرات من أهل الكتاب،.
الرابع: أن الكفار جميعاً لا يرون ربهم، وهذا هو ظاهر مذهب الأئمة، وهو الذي عليه الجمهور من أصحاب أحمد، وهو ظاهر القرآن في قول الله تعالى: كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين:15]، والذي يميل إليه شيخ الإسلام ابن تيمية وخالفه ابن القيم وذهب إلى أن الكفار يرون ربهم، يجعل هذا عاماً في سائر الكفار"
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[15 - 06 - 10, 04:16 ص]ـ
الفائدة (22)
الكسب عند الموفق ابن قدامة
"من غلَّط الموفق –ابن قدامة -رحمه الله وقال: "إن من أغلاطه أنه قال: إن للعبد فعلاً وكسباً وهذا من كلام الأشاعرة، نقول له: هذا غير صحيح؛ ففي كتاب الله: (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ)، إنما الغلط أن يقتصر على لفظ الكسب في تسمية أفعال العباد، والموفق رحمه الله إنما أراد بها مرادها الشرعي، أي: من اكتسابه وتحصيله وليس من إجبار الله للعباد أو من إكراهه لهم. هذا استعمال لا بأس به؛ لأنه مخالف للأشاعرة حيث يقولون: إن العبد ليس له فعل على الحقيقة وإنما له كسب، فلما جمع المصنف الاسمين دل على أنه ينفي استعمال الأشاعرة"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/13)
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:52 م]ـ
الفائدة (23)
تسمية أشراط الساعة بالصغرى والكبرى
التسمية بأشراط الساعة ثابتة في كلام الله سبحانه وتعالى، وقد قسم أهل العلم أشراط الساعة إلى: كبرى وصغرى وهذا تقسيم واسع، ولكنه ليس بالضرورة أن يكون تقسيماً مقصوداً لذاته، فإنه قد يتعذر على كثيرين التمييز بين العلامات الصغرى من العلامات الكبرى، فإذا اعتبروا ذلك بالزمان أشكل، وإذا اعتبروا ذلك بالماهية أشكل ربطه ... إلخ. فإذا قلت: إن هذه الآيات منها ما هو آيات كبرى، ومنها ما هو آيات دون ذلك، فهذا لا بأس به، وأما التزام التعيين بأن المتقدم هي العلامات الصغرى والمتأخر هي العلامات الكبرى، فهذا ليس صحيحاً، فإنها لا تقاس بالزمان"
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[15 - 06 - 10, 09:00 م]ـ
الفائدة (24)
حقيقة الدجال:
"الدجال: هو كافر من الكفار من ولد آدم، وليس كما يزعم بعض أهل البدع أنه مخلوق مختص، بل هو من ولد آدم جعل الله له هذا المعنى الذي يصير إليه من فتنة الناس. وقد أشكل أمر الدجال في ابتداء الأمر على جملة من الصحابة، واطرد هذا الإشكال على كثير من أهل العلم بخصوص ابن صياد، وقد كان رجلاً من اليهود، حتى أن عمر بن الخطاب ظن أنه هو الدجال، وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم كذاباً وأفاكاً، والذي عليه الجمهور وهو الصواب: أن ابن صياد لم يكن هو الدجال المراد بآخر الزمان، وإنما كان منافقاً كذاباً، وقد أظهر الإسلام -كما في حديث أبي سعيد الخدري في الصحيح- ولكن لم يكن صادق الديانة، بل كان من المنافقين وعلى دين أهل الكتاب."
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[16 - 06 - 10, 10:49 م]ـ
الفائدة (25)
عذاب القبر على الروح والجسد
"عذاب القبر ونعيمه حق بإجماع أهل السنة وبصريح الكتاب والسنة، وهو على الجسد والروح، ومن قال: إن العذاب يكون على الروح فقط، وأن الجسد بعد الموت لا يمسه شيء من العذاب؛ فهذا من أقوال أهل البدع، وأصله من أقوال المعتزلة،
وإن زعمه بعض أصحاب الأئمة قولاً لطائفة من أهل السنة فهذا غلط عليهم، بل الصواب المجمع عليه بين الصحابة
والتابعين والأئمة: أن عذاب القبر ونعيمه على الروح والجسد، وإن كان ماهية الاتصال للروح بالجسد بعد الموت
ليست كماهية اتصال الروح بالجسد قبل الموت"
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[16 - 06 - 10, 10:54 م]ـ
الفائدة (26)
هل يقول ابن تيمية رحمه الله بفناء النار؟
"كتب شيخ الإسلام رحمه الله ليس فيها ذكر لهذا القول أبداً، وإنما هناك رسالة محققة منسوبة لشيخ الإسلام ابن تيمية فيها جزم وتصريح بهذا القول، ونسبتها إليه لا تصح فهو غلط. وشيخ الإسلام في كتبه نص في مواضع كثيرة على أن الجنة والنار لا تبيدان ولا تفنيان، وذكر أن هذا إجماعاً عند أهل السنة والجماعة، وأن خلافهم من أقوال أهل البدع، وما نطق بحرف واحد في كتبه المعتبرة المضبوطة عنه بأن النار تفنى. وعلى فرض الجدل أن ابن القيم أو ابن تيمية رحمه الله يقول بفناء النار، فهذا اجتهاد قد انفردا فيه، وفاتهم فيه شيء، وأمره يسير، ولا يكون من المسائل المشكلة على طالب العلم."
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[28 - 06 - 10, 09:08 م]ـ
الفائدة (27)
حكم تفضيل علي على عثمان – رضي الله عنهم-
"من قال: إن علياً أفضل من عثمان، وعثمان مقدم في الخلافة- فهذا اجتهاد طائفة من السلف، وإن لم يُقَل: إنه راجح، فهذه مسألة أخرى. ولهذا فإن الصحيح في مذهب الإمام أحمد: أن من قدم علياً على عثمان في الفضل فهذه مسألة اجتهاد لا يبدع فيها المخالف، وإن كان الإمام أحمد حكي عنه رواية أخرى بتبديع المخالف، وهذا ليس بمحكمٍ في مذهبه، بل الصواب في مذهبه ما حكيناه سابقاً وهو الذي نصره شيخ الإسلام وإن كان الجمهور من أهل السنة -وهو الذي استقر عليه أمرهم- هو التقديم لعثمان، وهذا هو الراجح من جهة الترجيح، لكن من خالف في ذلك لا يسمى مبتدعاً"
انتهى نقل الفوائد والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[28 - 06 - 10, 09:32 م]ـ
جزاك الله خيرا
بانتظار فوائد اخرى منك
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[28 - 06 - 10, 10:57 م]ـ
جزاك الله خيرا
بانتظار فوائد اخرى منك
وجزيت بمثله أخي أبا عبد الرحمن ...
بارك الله فيك
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 03:47 م]ـ
بارك الله فيك على هذه الفوائد
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[30 - 06 - 10, 05:30 م]ـ
بارك الله فيك على هذه الفوائد
وفيكم بارك الله وجزاك الله خيرا
ـ[عبدالحميد حسن]ــــــــ[02 - 07 - 10, 02:38 ص]ـ
جزاك الله خير وجزى الله خير الشيخ يوسف
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:02 م]ـ
جزاك الله خير وجزى الله خير الشيخ يوسف
وجزيت بمثله أخي الفاضل
ـ[أبو أويس السلفى]ــــــــ[21 - 11 - 10, 02:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/14)
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[25 - 11 - 10, 11:29 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[26 - 11 - 10, 06:14 ص]ـ
بارك الله لك في وقتك وسدد على الخير خطاك
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[26 - 11 - 10, 06:33 ص]ـ
رائع شكر الله لك , والشيخ يوسف شيخ فاضل كريم , والحمد لله فدروسه قائمة بالرياض كما ذكر لي بعض الكرام.
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[26 - 11 - 10, 10:24 م]ـ
جزاك الله خيراً(64/15)
سؤال يتكرر دائما من عند الأشاعره
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[09 - 06 - 10, 09:52 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
لطالما يتهمنا مخالفينا بأننا وهابيون متشددون مجسمه و أخيرا حشويه و منهم من يكفرون ... الحاصل سمعت الطكثير من المناضرات بيننا و بينهم من صغار طلبة العلم يبدؤن بسؤال مهم ماهي منهجيتم بمعني عندما يبدئ إي حواركيف ستحاورنا هل بالعقل أو النقل أو التجربه فنجيب نحن السلفيون بأننا نقتفي الأثار فيهزؤن منا //هل أنتم سياح // ........
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[09 - 06 - 10, 10:24 م]ـ
الآثار والسياح؟ لم أسمع بهذا من قبل!
=======================
قل لهم بماذا كنتم تحاورون المعتزلة؟
مرة بالآثار و مرة بالعقل؟
ولماذا نرددون ابن عباس ابن عباس ابن عباس و الساق الساق الساق؟
ـ[أبو أحمد المقتدي]ــــــــ[09 - 06 - 10, 11:14 م]ـ
لا خير فيمن لم يكن الكتاب و السنة الصحيحة كما فهمها سلفنا رضوان الله عليهم هما مرجعاه(64/16)
هل هناك شرح لرسالة العقيدة الصحيحة وما يضادها للعلامة بن باز
ـ[أبو نور النوبى]ــــــــ[10 - 06 - 10, 01:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك شرح لرسالة العقيدة الصحيحة وما يضادها للعلامة بن باز؟
http://www.binbaz.org.sa/mat/8174
او
http://www.islamhouse.com/p/1872(64/17)
أفضل مقال يعرف بالاشاعرة
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 05:12 ص]ـ
بسم الله
هل وجدت تعريفا ممتازا للاشاعرة يكشف عقيدتهم للعوام. والعوام هنا هم من شباب اهل السنة الذين يردون على الصوفية والروافض ولا يعرفون شيئا عن الاشاعرة.
لا أريد مقالا يركز على سرد الشخصيات أو مقال سياسي. أريد مقالا يكشف الوجه المظلم الذي يستره هؤلاء الاشاعرة. بصراحة فكرة مواصفات هذا المقال في خلدي منذ مدة لكن الوقت أولا و العلم ثانيا لا يسعفاني لتسطيره وإني عازم يوما إن شاء الله على كتابته إن لم أجده منشورا.
المهم أرجو مساعدتي بوضع أفضل ما تعرفونه.
ساعرض عليكم بعض مواضيع المقال المثالي الذي أريد:
حقيقة تنزيه الاشاعرة - الابعاض والحدود والجهات وحلول الحوادث ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/06/blog-post.html)
التقية الاشعرية ( http://www.asha3ira.co.cc/p/blog-page_24.html)
مقال فاضح للانحرافات الخفية في العقيدة الاشعرية بطريقة ميسرة ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/03/blog-post_25.html)
رسالة الى أخ كريم نقل إلى افتراءات أشعرية و صوفية قبورية ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/03/blog-post_20.html) عقيدة السواد الاعظم - اعترافات أشعرية هامة ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/03/blog-post_3938.html)
(http://www.blogger.com/rearrange?blogID=5596849000552783463&widgetType=HTML&widgetId=HTML4&action=editWidget) الله سبحانه لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم على الحقيقة عند الاشاعرة و الصوفية ( http://www.asha3ira.co.cc/p/blog-page_28.html)
طبعا هذه الروابط تعطي فكرة عما يجب أن يتناول المقال وليس هي محتويات المقال وليس هي فقط. هناك الجوانب الاخرى كالايمان وغيره. وأريد ربطا تاريخيا خفيفا بالجهمية ثم المعتزلة ثم الكلابية ثم الاشعرية ثم اختلاطهم بالصوفية القبورية.
والله الموفق
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 12:32 م]ـ
جزاكم الله خيراً(64/18)
من يشرح لنا هذه الأبيات للسيوطي من نظمه على جمع الجوامع
ـ[أبو حفص ماحية عبد القادر]ــــــــ[10 - 06 - 10, 08:53 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته؛ أما بعد:
فقد قال السيوطي في الكوكب الساطع:
مَسَائِلٌ فِي الْعَقَائِدِ
يَمْتَنِعُ التَّقْلِيدُ في الْعَقَائِدِ
لِلْفَخْرِ وَالأُسْتَاذِ ثُمَّ الآمِدِي
وَالْعَنْبَرِي جَوَّزَهُ وَقَدْ حَظَرْ
أَسْلاَفُنَا كَالشَّافِعِي فِيهَا النَّظَرْ
ثُمَّ عَلَى الأَوَّلِ إِنْ يُقلِّدِ
فَمُؤْمِنٌ عَاصٍ عَلَى الْمُعْتَمَدِ
لَكِنْ أَبُو هَاشِمِ لَمْ يَعْتَبِرِ
إِيمَانَهُ وَقَدْ عُزِي لِلأَشْعَرِي
قَالَ القُشَيْرِيُّ عَلَيْهِ مُفْتَرَى
وَالْحَقُّ إِنْ يَأْخُذْ بِقَوْلِ مَنْ عَرَا
بِغَيْرِ حُجَّةٍ بِأَدْنَى وَهْمِ
لَمْ يَكْفِهِ وَيَكْتَفِي بِالْجَزْمِ
فَلْيَجْزِمِ الْعَقْدَ وَلاَ يُنَاكِثُ
بِأنَّمَا الْعَالَمُ حَقًّا حَادِثُ
صَانِعُهُ اللهُ الَّذِي تَوَحَّدَا
قَدِيمٌ ايْ مَا لِوُجُودِهِ ابْتِدَا
وَالْوَاحِدُ الشَّيْءُ الَّذِي لاَ يَنْقَسِمْ
وَلاَ يُشَبَّهُ بِوَجْهٍ قَدْ رُسِمْ
وذَاتُهُ كُلَّ الذَّوَاتِ نَافَتِ
وَعِلْمُهَا لِلْخَلْقِ غَيْرُ ثَابِتِ
وَاخْتَلَفُوا هَلْ عِلْمُهَا في الآخِرَهْ
يُمْكِنُنَا قَوْلاَنِ لِلأَشَاعِرَهْ
لَيْسَ بِجَوْهَرٍ وَلاَ بِجِسْمِ
أَوْ عَرَضٍ كَاللَّوْنِ أَوْ كَالطَّعْمِ
وَلَمْ يَزَلْ سُبْحَانَهُ وَلاَ مَكَانْ
مُنْفَرِدًا في ذَاتِهِ وَلاَ زَمَانْ
وَأَحْدَثَ الْعَالَمَ لاَ لِمَنْفَعَهْ
يَرُومُهَا وَلَوْ يَشَا مَا اخْتَرَعَهْ
فَهْوَ لِمَا يُرِيدُ فَعَّالٌ وَلاَ
يَلْزَمُهُ شَيْءٌ تَعَالَى وَعَلاَ
وَلَيْسَ شَيْءٌ مِثْلُهُ ثُمَّ الْقَدَرْ
مِنْهُ الَّذِي يَحْدُثُ مِنْ خَيْرٍ وَشَرّْ
وَوَاجِبٌ تَنْزِيهُ الاِعْتِقَادِ
عَنِ الْحُلُولِ وَعَنِ اتِّحَادِ
وَنَصَّ في إِحْيَائِهِ الْغَزَالِي
مَنْ قَالَ هَذَا فَاسِدُ الْخَيَالِ
قُدْرَتُهُ لِكُلِّ مَا لَمْ يَسْتَحِلْ
وَعِلْمُهُ لِكُلِّ مَعْلُومٍ شَمِلْ
لِكُلِّ كُلِّيٍّ وَجُزْئِيٍّ سُكُونْ
يُرِيدُ مَا يَعْلَمَ أَنَّهُ يَكُونْ
أَوْ لاَ فَلاَ يُرِيدُ وَالْبَقَاءُ
لَيْسَ لَهُ بَدْءٌ وَلاَ انْتِهَاءُ
لَمْ يَزَلِ الْبَارِي بِأَسْمَاهُ الْعُلَى
وَبِصِفَاتِ ذَاتِهِ وَهْيَ الأُلَى
دَلَّ عَلَيْهَا الْفِعْلُ مِنْ إِرَادَةِ
عِلْمٍ حَيَاةٍ قُُدْرَةٍ مَشَاءَةِ
أَوْ كَوْنِهِ مُنَزَّهًا عَنِ الْغِيَرْ
سَمْعٍ كَلاَمٍ وَالْبَقَاءِ وَالْبَصَرْ
أَسْمَاؤُهُ سُبْحَانَهُ مُوَقَّفَهْ
ثَالِثُهَا الإِسْمُ فَقَطْ دُونَ الصِّفَهْ
وَيُكْتَفَى بِمَرَّةٍ وَالْمَصْدَرِي
وَالْفِعْلِ وَالْمَظْنُونِ في الْمُعْتَبَرِ
وَمَا أَتَى بِهِ الْهُدَى وَالسُّنَنُ
مِنَ الصِّفَاتِ الْمُشْكِلاَتِ نُؤْمِنُ
بِهَا كَمَا جَاءَتْ مُنَزِّهِينَا
مُفَوِّضِينَ أَوْ مُؤَوِّلِينَا
وَالْجَهْلُ بِالتَّفْصِيلِ لَيْسَ يَقْدَحُ
بِالاِتِّفَاقِ وَالسُّكُوتُ أَصْلَحُ
كَلاَمُهُ الْقُرْآنُ لَيْسَ يُخْلَقُ
وَهْوَ بِلاَ تَجَوُّزٍ مَا تَنْطِقُ
أَلْسُنُنَا بِهِ وَفي الْمَصَاحِفِ
خُطَّ وَمَحْفُوظٌ بِصَدْرِ الْعَارِفِ
يُثِيبُ بِالطَّوْعِ وَبِالْعِصْيَانِ
عَاقَبَ أَوْ يُنْعِمُ بِالْغُفْرَانِ
لِمَا عَدَا الشِّرْكِ وَلِلْبَارِي الْبَدِيعْ
إِثَابَةُ الْعَاصِي وَتَعْذِيبُ الْمُطِيعْ
وَضَرُّ أَطْفَالِ الْوَرَى وَالْعُجْمِ
وَيَسْتَحِيلُ وَصْفُهُ بِالظُّلْمِ
وَالْخُلْفُ في ذُرِّيَّةِ الْكُفَّارِ
قِيلَ بِجَنَّةٍ وَقِيلَ النَّارِ
وَقِيلَ بِالْبَرْزَخِ وَالْمَصِيرِ
تُرْبًا وَالاِمْتِحَانِ عَنْ كَثِيرِ
وقِيلَ بِالْوَقْفِ وَوُلْدُ الْمُسْلِمِ
في جَنَّةِ الْخُلْدِ بِإِجْمَاعٍ نُمِي
يَرَاهُ في الْمَوْقِفِ ذُو الإِيمَانِ
وَحُسِبَ الْمَقَامُ في الْجِنَانِ
وَالْخُلْفُ في الْجَوَازِ في الدُّنْيَا وَفي
نَوْمٍ وَفي الْوُقُوعِ لِلْهَادِي اقْتُفِي
مَنْ كَتَبَ اللهُ سَعِيدًا في الأَزَلْ
فَهْوَ السَّعِيدُ ثُمَّ بَعْدُ لاَ بَدَلْ
وَهَكَذَا الشَّقِيُّ وَالَّذِي عُلِمْ
بِأَنْ يَمُوتَ مُؤْمِنًا مِنْهَا سَلِمْ
وَلَمْ يَزَلْ عَيْنُ الرِّضَا مِنْهُ عَلَى
شَيْخِ التُّقَى الصِّدِّيقِ زَادَهُ عُلاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/19)
ثُمَّ الرِّضَا مِنْهُ مَعَ الْمَحَبَّةِ
غَيْرُ الْمَشِيئَةِ مَعَ الإِرَادَةِ
فَلَيْسَ يَرْضَى الْكُفْرَ لِلْعِبَادِ
وَفِعْلُهُ مِنْهُمْ عَلَى الْمُرَادِ
هُوَ الَّذِي يَرْزُقُ ثُمَّ الرِّزْقُ مَا
يَحْصُلُ مِنْهُ النَّفْعُ لَوْ مُحَرَّمَا
بِيَدِهِ الْهُدَى مَعَ الإِضْلاَلِ
أَيْ خَلْقُ الاِهْتِدَاءِ وَالضَّلاَلِ
وَالاِهْتِدَا الإِيمَانُ وَالتَّوْفِيقُ
فِيمَا هُوَ الأَشْهَرُ وَالتَّحْقِيقُ
الْخَلْقُ لِلْقُدْرَةِ وَالدَّاعِيَةِ
لِطَاعَةٍ وَقِيلَ خَلْقُ الطَّاعَةِ
فَضِدُّهُ الْخِذْلاَنُ وَاللُّطْفُ الَّذِي
بِهِ صَلاَحُ الْعَبْدِ آخِرًا خُذِ
وَالْخَتْمُ وَالطَّبْعُ مَعَ الأَكِنَّةِ
الْخَلْقُ في الْقُلُوبِ لِلضَّلاَلَةِ
أَرْسَلَ لِلأَنَامِ رُسْلاً وَافِرَهْ
بِالْمُعْجِزَاتِ الظَّاهِرَاتِ الْبَاهِرَهْ
وَخَصَّ مِنْ بَيْنِهِمُ مُحَمَّدَا
بِأَنَّهُ خَاتِمُهُمْ وَالْمُبْتَدَا
وَبَعْثِهِ لِلثَّقَلَيْنِ أَجْمَعِينْ
وَفَضْلِهِ عَلَى جَمِيعِ الْعَالَمِينْ
يَلِيهِ إِبْرَاهِيمُ ثُمَّ مُوسَى
وَنُوحُ وَالرُّوحُ الْكَرِيمُ عِيسَى
وَهُمْ أُولُو الْعَزْمِ فَمُرْسَلُو الأَنَامْ
فَالأَنْبِيَاءُ فَالْمَلاَئِكُ الْكِرَامْ
وَاخْتَلَفَتْ في خَضِرٍ أَهْلُ النُّقُولْ
قِيلَ وَلِيٌّ وَنَبِيٌّ وَرَسُولْ
لُقْمَانِ ذِي الْقَرْنَيْنِ حَوَّى مَرْيَمِ
وَالْمَنْعُ في الْجَمِيعِ رَأْيُ الْمُعْظَمِ
مُعْجِزَةُ الرَّسُولِ أَمْرٌ خَارِقْ
لِعَادَةٍ مَعَ ادِّعَا مُوَافِقْ
وَلَمْ يَكُنْ عُورِضَ وَالإِيمَانُ
تَصْدِيقُ قَلْبٍ أَيِ الاِطْمِئْنَانُ
وَإِنَّمَا بِالنُّطْقِ مِمَّنْ قَدْ قَدَرْ
بِكِلْمَةِ الشَّهَادَتَيْنِ يُعْتَبَرْ
وَالنُّطْقُ شَرْطٌ فِيهِ عِنْدَ الْخَلَفِ
وَمِنْهُ شَطْرٌ عِنْدَ جُلِّ السَّلَفِ
وَجَازَ أَنْ يَقُولَ إِنِّي مُؤْمِنْ
إِنْ شَاءَ رَبِّي خَشْيَةً أَنْ يُفْتَنْ
بَلْ هُوَ أَوْلَى عِنْدَ جُلِّ السَّلَفِ
وَأَنْكَرَ الْقَوْلَ بِهَذَا الْحَنَفِي
وَالْمُرْتَضَى عَنْ عُظَمَاءِ الشَّانِ
قَبُولُهُ لِلزَّيْدِ وَالنُّقْصَانِ
وَعَمَلُ الْجَوَارِحِ الإِسْلاَمُ
وَشَرْطُهُ الإِيمَانُ وَالتَّمَامُ
بَعْدَ حُصُولِ ذَيْنِ بِالإِحْسَانِ
أَنْ تَعْبُدَ اللهَ عَلَى الْعِيَانِ
وَالْفِسْقُ لاَ يُزِيلُ الاِيمَانَ وَلاَ
يُخَلَّدُ الْفَاسِقُ فِيهَا لِلْمَلاَ
أَوَّلُ شَافِعٍ وَمَنْ يُشَفَّعُ
نَبِيُّنَا وَهْوَ الْمَقَامُ الأَرْفَعُ
وَلاَ يَمُوتُ الْمَرْءُ إِلاَّ بِالأَجَلْ
وَالنَّفْسُ بَعْدَ الْمَوْتِ تَبْقَى لِلْمَلَلْ
وَفي فَنَاهَا قَبْلَ بَعْثٍ حَصَلاَ
تَرَدُّدٌ وَصَحَّحَ السُّبْكِيُّ لاَ
وَشَهَّرُوا بَقَاءَ عُجْبِ الذَّنَبِ
وَالْمُزَنِي يَبْلَى وَأَوِّلْ تُصِبِ
وَالرُّوحُ عَنْهَا أَمْسَكَ النَّبِيُّ مَعْ
سُؤَالِهِ فَلاَ تَخُضْ فِيهَا وَدَعْ
حَقُّ كَرَامَاتٍ لِلاَوْلِيَاءِ
قَالَ الْقُشَيْرِيُّ بِلاَ انْتِهَاءِ
لِوَلَدٍ بِدُونِ وَالِدٍ وَمَا
أَشْبَهَهُ قِيلَ وَهَذَا الْمُعْتَمَى
وَلاَ نَرَى تَكْفِيرَ أَهْلِ الْقِبْلَةِ
وَلاَ الْخُرُوجَ أَيْ عَلَى الأَئِمَّةِ
مِنَ الْفُرُوضِ النَّصْبُ لِلإِمَامِ
وَلَوْ لِمَفْضُولٍ عَلَى الأَنَامِ
حَقٌّ عَذَابُ الْقَبْرِ كَالسُّؤَالِ
لِمَنْ عَدَا الشَّهِيدِ وَالأَطْفَالِ
وَالْحَشْرُ مَعْ مَعَادِنَا الْجِسْمَانِي
وَالْحَوْضِ وَالصِّرَاطِ وَالْمِيزَانِ
وَالنَّارُ وَالْجَنَّةُ مَخْلُوقَانِ
الْيَوْمُ وَالأَشْرَاطُ ذَاتُ الشَّانِ
طُلُوعُ شَمْسِهَا وَمعْهَا الْقَمَرُ
مِنْ مَغْرِبٍ بَعْدَ ثَلاَثٍ تُنْظَرُ
وَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ ثُمَّ يَنْزِلُ
عِيسَى وَفي رَمْلَةِ لُدٍّ يَقْتُلُ
الْخَسْفُ وَالدَّابَةُ وَالدُّخَانُ
وَبَعْدَ هَذَا يُرْفَعُ الْقُرْآنُ
وَأَفْضَلُ الأُمَّةِ صِدِّيقٌ يَلِي
فَعُمَرٌ فَالأُمَوِيُّ فَعَلِي
فَسَائِرُ الْعَشْرَةِ فَالْبَدْرِيَّةُ
فَأُحُدٌ فَالْبَيْعَةُ الزَّكِيَّةُ
وَأَفْضَلُ الأَزْوَاجِ بِالتَّحْقِيقِ
خَدِيجَةٌ مَعَ ابْنَةِ الصِّدِّيقِ
وَفِيهِمَا ثَالِثُهَا الْوَقْفُ وَفي
عَائِشَةٍ وَابْنَتِهِ الْخُلْفُ قُفِي
وَالْمُرْتَضَى تَقَدُّمُ الزَّهْرَاءِ
بَلْ وَعَلَى مَرْيَمٍ الْغَرَّاءِ
وَمَا بِهِ عَائِشَةٌ قَدْ رُمِيَتْ
فَإِنَّهَا بِغَيْرِ شَكٍّ بُرِّئَتْ
ثُمَّ الَّذِي بَيْنَ الصَّحَابَةِ شَجَرْ
نُمْسِكُ عَنْهُ وَنَرَى الْكُلَّ ائْتَجَرْ
وَالشَّافِعِي وَمَالِكٌ وَالْحَنْظَلِي
إِسْحَاقُ وَالنُّعْمَانُ وَابْنُ حَنْبَلِ
وَابْنُ عُيَيْنَةَ مَعَ الثَّوْرِيِّ
وَابْنُ جَرِيرٍ مَعَ الاَوْزَاعِيِّ
وَالظَّاهِرِي وَسَائِرُ الأَئِمَّهْ
عَلَى هُدَىً مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَهْ
وَالأَشْعَرِيُّ الْحُجَّةُ الْمُعَظَّمُ
إِمَامُنَا في السُّنَّةِ الْمُقَدَّمُ
وَأَنَّ مَا كَانَ الْجُنَيْدُ يَلْزَمُ
وَصَحْبُهُ فَهْوَ طَرِيقٌ قَيِّمُ
فهل من شارح لنا تلك الأبيات بالدليل و له دعوة الخير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/20)
ـ[النبهاني]ــــــــ[11 - 06 - 10, 06:30 م]ـ
راجع شرح المحلي على جمع الجوامع مع حاشية العطار
ـ[أبو حفص ماحية عبد القادر]ــــــــ[11 - 06 - 10, 06:41 م]ـ
بارك الله فيك و جزاك خيرا. قد قصدت أنّ السيوطي في مقدمة نظمه:
وَلَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلِهِ قَدْ أُلِّفَا
كَمِثْلِهِ وَلاَ الَّذِي بَعْدُ اقْتَفَا
وَرُبَّمَا غَيَّرْتُ أَوْ أَزِيدُ
مَا كَانَ مَنْقُوضًا وَمَا يُفِيدُ
فربما يكون فيه من الزيادة ما يجتاج إلى شرح.
كما أود الشرح بالدليل لزيادة الفائدة و تحرير المسائل.(64/21)
قال أحمد: لا تدركه الأبصار بحد ولا ((غاية))؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 10:53 ص]ـ
بسم الله
قال أحمد: لا تدركه الأبصار بحد ولا غاية.
ما معنى غاية؟ وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[10 - 06 - 10, 01:09 م]ـ
ياأخي الكريم أين وجدت كلمة ... ولاغاية بارك الله فيك
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 01:25 م]ـ
ياأخي الكريم أين وجدت كلمة ... ولاغاية بارك الله فيك
تفضل أخي الكريم
ولهذا قال أحمد: لا تدركه الأبصار بحد ولا غاية.
...
" درء التعارض" (1|267)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 02:15 م]ـ
هذا القول رواه الخلال عن حنبل عن الإمام أحمد.
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[10 - 06 - 10, 08:53 م]ـ
يا اخي بارك الله فيك هل انت متأكد من نقلك:انه عند الخلال
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[11 - 06 - 10, 09:00 م]ـ
السلام عليكم أخي أبا نسيبة لم أجد كلام الإمام أحمد في درء التعارض فيما بحثت.فهل أنت متأكد في نقلك بارك الله فيك
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[11 - 06 - 10, 09:09 م]ـ
موجود فى لمعة الاعتقاد نقله الإمام ابن قدامة:
ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه، بلا حد ولا غاية
وعلق الشيخ عبد الرجمن المحمود عليها وفى تعليقه فوائد عديدة:
(
أحب أن أقف وقفة عند عبارة سابقة سأل عنها البعض، ألا وهي قول ابن قدامة رحمه الله تعالى: [ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه، بلا حد ولا غاية: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]]. ابن قدامة رحمه الله يقرر هنا منهج أهل السنة والجماعة في باب أسماء الله وصفاته، وهو أنهم يثبتون ما أثبته الله وأثبته رسوله من غير نقص، سواء كان هذا النقص بنفي أو تعطيل .. أو نحو ذلك، ويثبتونها بغير زيادة، فلا يأتون من عند أنفسهم بصفات ولو ظنوها حسنى، ولا بأسماء ولو ظنوها حسنى، فلا يأتون بشيء لم يرد ليصفوا الله سبحانه وتعالى به، بل صفات الله سبحانه وتعالى عمادها التوقيف على ما ورد، أي: أننا نثبت ما ورد إثباته، وننفي ما ورد نفيه، ونتوقف عما لم يرد إثباته ولا نفيه. ثم إن المصنف هنا قال: (بلا حد ولا غاية)، ومقصوده رحمه الله أننا نثبت لله سبحانه وتعالى هذه الصفات على ما يليق بجلاله وعظمته، ونقول: إن صفاته ليست لها غاية، أي: ليس لعلم الله غاية ومنتهى، كما أنه ليس لكلام الله سبحانه وتعالى أيضاً غاية ومنتهى، فالله سبحانه وتعالى بكل شيء عليم، يعلم ما كان وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، كما أن كلامه تعالى لا ينقضي، ولهذا قال تعالى: وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ الله [لقمان:27]، وفي الآية الأخرى: قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا [الكهف:109]. قال العلماء في تفسير هاتين الآيتين: إن العدد غير مراد، فلا يعني أنه لو جئنا بسبعة أبحر نفدت كلمات الله، بل لو جئنا بسبعة وسبعة وسبعة ما نفدت كلمات الله أبداً، ومعنى الآيتين: أننا لو قطعنا الأشجار التي على الأرض وبرينا غصونها وأعوادها لتتحول إلى أقلام ثم تحول البحر إلى مداد وحبر وكتب بتلك الأقلام بذلك المداد كلمات الله ما نفدت كلمات الله أبداً. وهذا من عظمة الله سبحانه وتعالى؛ لأن لكل مخلوق منتهى، أما الخالق سبحانه وتعالى فلا منتهى لأمره وعلمه ولا لكلامه سبحانه. ولهذا فإن ربنا تبارك وتعالى عظيم عظمة لا يمكن أن يتصورها مخلوق، ومهما تصور المخلوق فالله أعظم من ذلك، وأقرب مثال على ذلك أننا إذا قلنا: إن السماوات والأرض كلها بمجراتها وأفلاكها في يد الرحمن سبحانه وتعالى كخردلة في يد أحد، تبين بذلك كيفية عظمة الله سبحانه وتعالى، وكيف أننا لا نستطيع ولن نستطيع أن نقدر قدره سبحانه وتعالى. وقول ابن قدامة: (إن صفاته نثبتها بلا حد ولا غاية) أي: لا نجعل لصفاته منتهى، فهو العظيم الذي لا عظيم فوقه سبحانه وتعالى. ولكن كلمة الحد هنا كلمة فيها إجمال، ولهذا ورد عن بعض السلف إثبات الحد لله سبحانه وتعالى، فأين ورد إثبات الحد؟ وما معناه؟ وما هو القول الحق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/22)
في هذه المسألة؟ نقول: ورد إثبات الحد لله سبحانه وتعالى في باب الاستواء، فقد سئل عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى: هل نثبت أن الله على العرش استوى؟ فقال: نعم، نثبت أن الله على العرش استوى. فقال السائل: بحد؟ قال: بحد. فما الذي قصده ابن المبارك وغيره من السلف من إثبات الحد لله؟ الذي قصده هؤلاء هو أن يثبتوا الفارق بين المخلوق والخالق، فنحن مخلوقون مربوبون نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى فوقنا، ونصدق بأنه على العرش استوى استواءً يليق بجلاله وعظمته سبحانه وتعالى. ولكن قد يخطر ببال بعض عوام الناس، أو ببال بعض الصوفية الحلولية، أو ببال بعض الذين يقولون: إن الله في كل مكان، أن الله عظيم لا منتهى لعظمته، وإذا كان لا منتهى لعظمته في ذاته فإننا مهما تصورنا شيئاً فالله يمكن أن يكون أعظم من ذلك، والنتيجة: أنه لا يصبح هناك فارق بين الخالق وبين المخلوق، فأراد هؤلاء العلماء أن يقرروا البينونة بين الخالق والمخلوق حتى يردوا على الحلولية وعلى الاتحادية وعلى غيرهم من الصوفية الذين لا يفرقون بين الخالق والمخلوق. فهؤلاء قالوا: نؤمن بأن الله على العرش استوى، ونؤمن ببينونة الله عن خلقه، وهذه البينونة مقتضاها -كما أشار بعضهم- أن يكون لله حد لا يعلمه إلا هو، حتى نفصل بين الخالق وبين المخلوق. ولهذا سئل بعض السلف: بحد؟ فقال: نعم، بحد لا يعلمه إلا هو، أي: من باب إثبات البينونة بين الخالق وبين المخلوق، أما إذا أطلقنا هذا الأمر على قول هؤلاء العلماء، وقلنا: إن الله عظيم وبلا حد، فقد يتوهم متوهم أن هذه المخلوقات داخلة في الله سبحانه وتعالى. فأراد أن يبين هذه البينونة التي دلت عليها النصوص الكثيرة من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بين الخالق وبين المخلوق. وبعض السلف رحمهم الله تعالى قالوا: كلمة الحد لم ترد في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن ثمَّ فنحن لا نطلقها، ولا نقول: بحد، وإنما نقول: على العرش استوى، ونثبت لله الصفات، ونتوقف في هذا. إذاً: انتهينا إلى خلاصة مهمة في هذا الباب مفادها: أن من السلف من لم يطلق لفظ الحد، وكأن عبارة ابن قدامة هنا موحية بهذا القول، ولهذا قال: بلا حد ولا غاية؛ لأن هذا اللفظ لم يرد في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وبعض السلف أثبت الحد لله، لكن حداً لا يعلمه إلا هو سبحانه، وإنما أثبتوه للرد على الحلولية وللرد على كثير ممن ينكر علو الله سبحانه وتعالى واستواءه على العرش، وليثبتوا البينونة بين الخالق والمخلوق، ولهذا نقول: إن لفظ الحد من الألفاظ المجملة، فنستفسر هذا الذي يثبت لفظ الحد: فإن كان يقصد أن الله يحده شيء، فنحن نقول: إن الله سبحانه وتعالى قد أحاط بكل شيء، والله سبحانه وتعالى لا يقدر قدره إلا هو، وإن قصد بلفظ الحد بيان البينونة بين الخالق والمخلوق، وأن الله تعالى على العرش استوى، ليس على الأرض بذاته سبحانه وتعالى، وإنما علمه أحاط بكل شيء، فنقول: المعنى الذي أثبته صحيح، ولكن إثباتك للفظ الحد لم يرد في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فنلحق لفظ الحد بلفظ الجسم والجهة والحيز .. ونحو ذلك، ونستفصل قائلها، فإن أراد معنىً صحيحاً قبلنا المعنى، وإن أراد معنىً باطلاً رددنا الكل، ونتوقف في إثبات هذه الألفاظ حتى ترد في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ...... )
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[11 - 06 - 10, 09:46 م]ـ
أخي الفاضل سؤال الأخ لم يكن عن هذا اللفظ لأنه واضح والحمد لله ,لكن المشكل عنده هو قول أحمد لاتدركه الأبصار بحد ولاغاية.وأنا سألت عن المرجع فلم أجده فيما بحثت
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[11 - 06 - 10, 10:06 م]ـ
أعتذر لم أنتبه للفرق ... أعتذر عن الخروج عن الموضوع.
جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[11 - 06 - 10, 10:10 م]ـ
لاضير عليك ان شاء الله
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 12:51 ص]ـ
السلام عليكم أخي أبا نسيبة لم أجد كلام الإمام أحمد في درء التعارض فيما بحثت.فهل أنت متأكد في نقلك بارك الله فيك
اخي الفاضل لست من نسب الرواية الى درء التعارض. فقد دللتك على المقال الذي فيه النقل. وهو للكاتب عبد الباسط غريب. اذا ضغت على السهم المزدوج بجانب اسم الكاتب سيذهب بك الى الموضوع الذي فيه النقل و الرواية وغيره.
بارك الله فيك و ننتظر افادتك للموضوع جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[12 - 06 - 10, 01:39 ص]ـ
أخي أبا نسيبة قد وجدت نص الكلام والحمد لله ,أما سؤالك عن كلمة [غاية] فمعناها مدى الشيء ومنتهاه ,وبعبارة أوضح لايستطيع الإنسان أن يدرك الله ببصره بحيث يحيط به من كل جانب لأن الله قال:لاتدركه الأبصار .. الآية لكن نفي الإدراك لايعني نفي الرؤية كما زعمت بعض الطوائف بدليل قول الله تعالى في سورة الشعراء والقرآن يفسر بعضه بعضا:فلما ترآءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كل إن معي ربي سيهدين .. الآية فأثبت الرؤيا ونفى الإدراك ولهذا قال أحمد ذلك القول لأن الإدراك معناه:غاية الشيء ومنتهاه
وبهذا أظن ان الإشكال قد زال والحمد لله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/23)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 02:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا عبد الله وبارك فيك وفي علمك ووقتك
مع العلم أن كلام الامام احمد لا ينفي الحد ولا الغاية وانما ينفي ادراكهما كما افهم من تركيب كلامه والله اعلم.
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[12 - 06 - 10, 03:43 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا عبد الله وبارك فيك وفي علمك ووقتك
مع العلم أن كلام الامام احمد لا ينفي الحد ولا الغاية وانما ينفي ادراكهما كما افهم من تركيب كلامه والله اعلم.
والايه:كلاو ليس كل.وبارك الله فيك
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[12 - 06 - 10, 03:52 م]ـ
اخي العزيز فد اخطأت الفهم لأن كلامه مسبوف بنفي.
فتأمل مرة ثانية
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 06:33 م]ـ
اخي العزيز فد اخطأت الفهم لأن كلامه مسبوف بنفي.
فتأمل مرة ثانية
معذرة اخي الفاضل لم أفهم كلامك في المشاركتين السابقتين. فهلا بينت بارك الله فيك
كلام الامام -رحمه الله- هنا عن الادراك. والمقصد أنه نفى ادراك (الاحاطة) بهما في سياق الابصار (الرؤية). بعبارة أخرى الرؤية لا تستلزم الادراك ومن الادراك معرفة الحد والغاية.
واختصارا للوقت والجهد أطرح من جانبي السؤال التالي.
ا. ما الفرق بين:
1 - ليس له حد ولا غاية
وبين
2 - لا تدركه الابصار بحد ولا غاية
وهذا الاخر:
ب. هل لله حد أم ليس له حد؟
مع العلم أن الحد والغاية جنس واحد
هذا والله اعلم
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[12 - 06 - 10, 08:12 م]ـ
وفيك بارك الله ,أما عن مشاركتي السابقة (1) فبينت تصحيح الآية وأما في (2) فبينت خطأ فهمك لكلام الإمام أحمد بارك الله فيك وقلت أن كلامه مسبوق بنفي الإدراك بحد ولاغاية.فهل هذا واضح الآن؟؟
وأما الفرق الذي سالت عنه فليس هناك فرقا بين الكلمتين ,كلاهما نفا الحد والغاية.
وأما السؤال الثاني بارك الله فيك:ففيه نوع من الخوض في الكيفية.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 09:16 م]ـ
.فهل هذا واضح الآن؟؟
بارك الله فيك
لم اجد حجة تقنعني في كلامك حتى الان .. وعموما لقد استفدت من النقاش معك اخي الكريم
وهنا أفضل أن أرجع الى كلام العلماء .. وعموما الموضوع قديم جدا كما ترى وعندما أحصل على وقت إن شاء الله أطلع على ما كتب في الموضوع بنفسي. سؤالي كان الغرض منه معرفة الغاية فقط ولو كان عندي وقت لقمت بالبحث في هذا الباب بنفسي.
أشكرك مرة أخرى والسلام عليكم
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 09:30 م]ـ
وقبل أن أبحث عن كلام المتقدمين أحب أن أؤكد على وجوب وجود الحد عقلا. فإن لم يوجد كان الخالق في المخلوق. بهذا الاعتبار. وجزاك الله خيرا
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 11:26 م]ـ
من باب الفائدة للاخوة
قال أحمد: لا تدركه الأبصار بحد ولا ((غاية))؟ ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=59435)
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[13 - 06 - 10, 02:18 ص]ـ
عليك بكتاب
اثبات الحد لله عز وجل وانه قاعد وجالس على عرشه للحافظ الدشتي رحمه الله
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 04:40 ص]ـ
يا اخي بارك الله فيك هل انت متأكد من نقلك:انه عند الخلال
قال صاحب التحفة المدنية في العقيدة السلفية:"
وروى الخلال عن حنبل، قال: قال أبو عبد الله، يعني أحمد: نؤمن أن الله على العرش بلا كيف بلا حد ولا صفة يبلغها واصف أو يجده حاد، وصفات الله له ومنه، وهو كما وصف نفسه، لا تدركه الأبصار بحد ولا غاية.
وقال حنبل أيضا: سألت أبا عبد الله عن الأحاديث التي تروى: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/../../graphices/booklibrary/MEDIA-H1.GIF صحيح البخاري الْجُمُعَةِ (1094)، صحيح مسلم صَلَاةِ الْمُسَافِرِينَ وَقَصْرِهَا (758)، سنن الترمذي الصَّلَاةِ (446)، سنن أبي داود الصَّلَاةِ (1315)، مسند أحمد (2/ 267)، موطأ مالك النِّداءِ لِلصّلاةِ (496)، سنن الدارمي الصَّلَاةِ (1478). إن الله سبحانه ينزل إلى السماء الدنيا http://www.ahlalhdeeth.com/vb/../../graphices/booklibrary/MEDIA-H2.GIF ، و http://www.ahlalhdeeth.com/vb/../../graphices/booklibrary/MEDIA-H1.GIF التحميل جاري .... إن الله يرى في الآخرة http://www.ahlalhdeeth.com/vb/../../graphices/booklibrary/MEDIA-H2.GIF
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/24)
، و http://www.ahlalhdeeth.com/vb/../../graphices/booklibrary/MEDIA-H1.GIF صحيح البخاري تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ (4567)، صحيح مسلم الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا (2848)، سنن الترمذي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ (3272)، مسند أحمد (3/ 279). إن الله يضع قدمه http://www.ahlalhdeeth.com/vb/../../graphices/booklibrary/MEDIA-H2.GIF ، وأشباه هذه الأحاديث، فقال أبو عبد الله: نؤمن بها ونصدق، ولا نرد منها شيئا، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق، ولا نرد على الله قوله، ولا يوصف بأكثر مما وصف به نفسه، بلا حد ولا غاية، سورة الشورى الآية 11 http://www.ahlalhdeeth.com/vb/../../graphices/booklibrary/MEDIA-B2.GIF لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/../../graphices/booklibrary/MEDIA-B1.GIF [ الشورى: 11].
وقال حنبل في موضع آخر عن أحمد: (ليس كمثله شيء) في ذاته كما وصف نفسه، قد أجمل الله الصفة لنفسه، فحد لنفسه صفة "ليس [ص-98] يشبهه شيء"، وصفاته غير محدودة ولا معلومة، إلا بما وصف به نفسه، قال: فهو سميع بصير، بلا حد ولا تقدير، ولا يبلغ الواصفون صفته، ولا نتعدى القرآن والحديث، فنقول كما قال، ونصفه بما وصف نفسه، ولا نتعدى ذلك، ونؤمن بالقرآن كله، محكمه ومتشابهه، ولا نزيل صفة من صفاته لشناعة شنعت، وما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوة بعبده يوم القيامة ووضع كنفه عليه، فهذا كله يدل على أن الله سبحانه يرى في الآخرة، والتحديد في هذا كله بدعة، والتسليم فيه بغير صفة ولا حد، إلا بما وصف به نفسه، سميع بصير، لم يزل متكلما، عليم غفور، سورة الأنعام الآية 73 http://www.ahlalhdeeth.com/vb/../../graphices/booklibrary/MEDIA-B2.GIF عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/../../graphices/booklibrary/MEDIA-B1.GIF [ الأنعام: 73، وغيرها]، سورة المائدة الآية 109 http://www.ahlalhdeeth.com/vb/../../graphices/booklibrary/MEDIA-B2.GIF عَلَّامُ الْغُيُوبِ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/../../graphices/booklibrary/MEDIA-B1.GIF [ المائدة: 116 و109، وغيرها].
فهذه صفات وصف بها نفسه لا تدفع ولا ترد، وهو على العرش بلا حد؛ كما قال تعالى: سورة الأعراف الآية 54 http://www.ahlalhdeeth.com/vb/../../graphices/booklibrary/MEDIA-B2.GIF ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/../../graphices/booklibrary/MEDIA-B1.GIF [ الأعراف: 54]، سورة الشورى الآية 11 http://www.ahlalhdeeth.com/vb/../../graphices/booklibrary/MEDIA-B2.GIF لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/../../graphices/booklibrary/MEDIA-B1.GIF [ الشورى: 11]، وهو: سورة الأنعام الآية 102 http://www.ahlalhdeeth.com/vb/../../graphices/booklibrary/MEDIA-B2.GIF خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/../../graphices/booklibrary/MEDIA-B1.GIF [ الأنعام: 102 وغيرها]، وهو سميع [ص-99] بصير، بلا حد ولا تقدير، ولا نتعدي القرآن والحديث، تعالى الله عما تقول الجهمية والمشبهة.
قلت له: المشهبة ما تقول؟
قال: من قال بصر كبصري ويد كيدي وقدم كقدمي - فقد شبه الله بخلقه. انتهى.
وكلام الإمام أحمد ( http://www.ahlalhdeeth.com/UserFrontEnd/ReadLibrary/MoftyDetails.aspx?Type=Nobalaa§ion=tafseer&ID=12251)- رحمه الله- في هذا كثير، فإنه امتحن بالجهمية.
رضي الله عنه وعن إخوانه من أئمة الدين. "انتهى.
السلام عليكم أخي أبا نسيبة لم أجد كلام الإمام أحمد في درء التعارض فيما بحثت.فهل أنت متأكد في نقلك بارك الله فيك
يمكنك البحث الآلي في درء التعارض لتحقيق ذلك.
والله أعلم.
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[15 - 06 - 10, 07:09 م]ـ
أخي أبا نسيبة أشعر كأنك غضبان علي لما قلت أنك قد أخطأت الفهم ,فعذرا أخي الكريم إن كنت قد أسأت معك الأدب أو انتقصت من قيمتك.
- ومن لم يغمض عينه عن صديقه وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب
ومن يتتبع جاهدا كل عثرة يجدها ولايسلم له الدهر صاحب.
وأما الحجة التي لم تجدها.فقد قال الله: {لايكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا}.وأقول يسر الله لك ما تبحث عنه أخي الكريم.والسلام عليكم وجزاك الله خيرا
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 09:12 م]ـ
أخي الفاضل أبا عبد الله الجزائري جزاك الله خيرا
في الحقيقة كان هناك شئ من اختيار الالفاظ وصدقني ذهب في وقته. وبارك الله في علمك ووقتك. المهم الاجتماع على الذكر. والمعذرة على الرد مني أيضا وإني في الواقع أحب البحث بنفسي والرجوع دائما الى المصادر للتوسع حتى ترتاح نفسي الى الشئ لكنني لا أجد وقتا لذلك الان. هذا غير أن ذهني مشغول وليس صافيا منذ مدة ولعل هذا عائقا عن استيعاب الحجج ولا أستطيع البقاء في شئ واحد وصرف وقت في البحث فيه والنقاش. فهناك الكثير من المسائل بالانتظار.
هناك ثغرة في الرد على أهل البدع من الصوفية و الاشاعرة لو جلسنا لطلب العلم مثل الاخرين لبقت كما هي. نريد عمل الحد الادنى للرد ثم الالتفات الى الطلب ان شاء الله.
جزاك الله خيرا وغفر لنا ولكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/25)
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[15 - 06 - 10, 10:32 م]ـ
آمين.وجزاك الله خيرا ,يا أخي ما نحن إلا همزة وصل والأصل الرجوع إلى العلماء وكتبهم , بارك الله فيك وفيما تقوم به من الرد على المبطلين.
قال الله تعالى إن سعيكم لشتى.(64/26)
سؤال عن إشكال في حديثين (رأيت النبي وليس معه أحد)
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[10 - 06 - 10, 12:46 م]ـ
إخواني الكرام كيف نجمع بين حديثين: ... ورأيت النبي وليس معه أحد ... وحديث لكل نبي حواري ,وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 01:17 م]ـ
اسمح لي بالتطفل فلست أهلا للاجابة لكن عنديي شيئا أطرحه والله اعلم بالصواب
الحديث يفسر بعضه بعضا. الحواري للنبي الذي هناك من استجاب لدعوته. من لم يستجب له لا حواري له.
وبمعنى آخر. لو استجاب شخص واحد لنبي ما فسيكون ذلك الفرد حواري وليس مجرد شخص آمن.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 02:10 م]ـ
هذا جواب.
وقد يقال: إن النبي الذي أتى ولا أحد معه كان حواريه نبيا آخر أو ملكًا من الملائكة كجبريل عليه السلام.
أو يقال: هذا عام مخصوص كما قال الأخ أبو نسيبة.
أو يقال: النبي في حديث (لكل نبي حواري) يقصد به الرسول الذي دعا قومه واستجيب له وكذلك النبي الذي هذا حاله، وحديث (ياتي النبي وليس معه أحد) يقصد به النبي الذي لم يتبعه أحد فحسب.
والله أعلم.
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[10 - 06 - 10, 03:04 م]ـ
بارك الله فيكما على هذه الفوائد
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
قال تعالى:
(وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53))
كما يبدو لي هارون عليه السلام سيقدم وليس معه أحد، فيزول الإشكال بذلك، والله أعلم وأعلى وأحكم.
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:59 م]ـ
يا أم عبد الله بارك الله فيك كيف يقدم هارون عليه الصلاة والسلام وليس معه أحد!!! ,هذا والله أعلم ليس صحيحا لأن الله جعل كلا منهم ردءا للآخر فيقدم معه اخوه موسى ومن آمن معهم بارك الله فيك
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[10 - 06 - 10, 08:52 م]ـ
أخي أبا عبدالله هدانا الله وإياك للحق
سأبين وجهة نظري، على أن يذكر الجميع أن هذا الملتقى للبحث والنقاش، والله الهادي إلى سواء السبيل:
عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:
" نَدَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ قَالَ صَدَقَةُ أَظُنُّهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ ثُمَّ نَدَبَ النَّاسَ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ ثُمَّ نَدَبَ النَّاسَ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ "
ما معنى الحواري؟
قال بعض أهل العلم: هُوَ الْوَزِير، وقال بعضهم: الناصر.
وعن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:
" خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلَانِ وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ فَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي فَقِيلَ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ ثُمَّ قِيلَ لِي انْظُرْ فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ فَقِيلَ لِي انْظُرْ هَكَذَا وَهَكَذَا فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ فَقِيلَ هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ ... "
ورد في الحديث أن موسى عليه السلام يأتي مع قومه، فأين قوم هارون، إذن هو منهم، وزير موسى وحواريه.
قال تعالى:
(وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا)
وهذا هو موقف قوم موسى من هارون كما يوضح القرآن الكريم:
(وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى)
فقد كان هارون وزيرا لموسى وناصرا.
فأين قوم هارون، أين ناصريه، أليس هو حواري موسى عليه السلام.؟
هذا والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/27)
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[10 - 06 - 10, 09:06 م]ـ
بارك الله فيك اسألك سؤال:هل هارون نبي ... جوابك طبعا نعم, فإذا كذلك فهل موسى ناصر لهارون .... فإذا كان الجواب ... لا ... وقد أشرك الله أمر هارون مع موسى قال الله على لسان نبيه:وأشركه في امري فقد اخطأتي. أما إذا قلت نعم ,فما المانع من اتيانهما معا ..... ؟؟؟!!! وهذا على حد قولكم ان الحواري هو الوزير والناصر.بارك الله فيك
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[10 - 06 - 10, 10:45 م]ـ
بارك الله فيك اسألك سؤال:هل هارون نبي ... جوابك طبعا نعم, فإذا كذلك فهل موسى ناصر لهارون .... فإذا كان الجواب ... لا ... وقد أشرك الله أمر هارون مع موسى قال الله على لسان نبيه:وأشركه في امري فقد اخطأتي. أما إذا قلت نعم ,فما المانع من اتيانهما معا ..... ؟؟؟!!! وهذا على حد قولكم ان الحواري هو الوزير والناصر.بارك الله فيك
وبارك الله فيك، وأسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
قال تعالى:
(وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32))
قال الطبري:
وإنما يعني بقوله (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) قوْ ظهري، وأعني به، يقال منه: قد أزر فلان فلانا: إذا أعانه وشدّ ظهره.
قوله (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) يقول: واجعله نبيا مثل ما جعلتني نبيا، وأرسله معي إلى فرعون"
ورد في تفسير ابن كثير:
{وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}
أي: في مشاورتي." أهـ
وما قاله ابن كثير متجه، فقد قالت ملكة سبأ لأشراف قومها:
(يَاأَيُّهَا الْمَلأ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي) على سبيل الاستشارة.
ويؤيد ذلك ما قاله موسى قبل هذا فقد قال:
" وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي "
وبهذا نرى أن الله تعالى أيد موسى عليه السلام بهارون عليه السلام، فكان هارون ناصرا لموسى، فلا مانع من أتيانهما معا فهارون يأتي كحواري وناصر لموسى، ولكن القوم ليسوا تبعا له بل لموسى، فيأتي هارون بلا حواري ولا أتباع، فهل أتباع موسى سيكونون أتباع لوزيره، ودائما ينسب القوم لموسى؟.
وهنا سؤال يفرض نفسه هل ورد أن نبيا من الأنبياء لم يتبعه أحد البتة؟
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[11 - 06 - 10, 12:57 ص]ـ
اختي الفاضلة حول سؤالك ندندن بارك الله فيك
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[11 - 06 - 10, 12:05 م]ـ
اختي الفاضلة حول سؤالك ندندن بارك الله فيك
أخي الكريم، هذه الأسئلة حتى لا تنقط الأفكار وتسلسلها.
وهنا سؤال يفرض نفسه هل ورد أن نبيا من الأنبياء لم يتبعه أحد البتة
روى مسلم بإسناده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ... "
يظهر من هذا الحديث أن كل نبي بعث برسالة كان له حواريون، ولكن من كان مثل هارون عليه السلام، بعث كحواري ووزير وناصر لموسى أنى يكون له حواريون؟
قال الماوردي:
وفي الحواريين قولان:
أحدهما: أنهم خواص الأنبياء.
والثاني: أنهم المندوبون لحفظ شرائعهم إما بجهاد أو علم." أهـ
فمن لفظ الحديث نرى أن كل نبي بعث بشريعة كان له حواريون، وفي الإعادة إفادة، والله أعلم وأحكم والهادي إلى سواء السبيل.
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[11 - 06 - 10, 07:39 م]ـ
آمين.بارك الله فيك اختاه على ما قدمتي(64/28)
ما حكم من اعتقد أن العرش يخلو بناء على اختلاف أهل العلم في ذلك؟
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[10 - 06 - 10, 04:13 م]ـ
مثل قول شيخ الاسلام بن تيمية واللإمام احمد واسحاق وابن منده وابن قدامة في هذه المسألة
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 09:47 م]ـ
البحث في هذه المسألة تنطع وتكلف وهو مما نهينا عنه. فالتوقف أسلم.
تنبيه:عبارتك موهمة. هل تزعم أن من ذكرتهم يقولون بخلو العرش منه سبحانه وتعالى؟
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 04:48 ص]ـ
المسألة السابعة: هل يخلو منه العرش إذا نزل؟
اختلف أهل السنة في ذلك على ثلاثة أقوال:
القول الأول: قول من قال: إن العرش يخلو منه. وإلى هذا ذهب عبدالرحمن بن محمد بن مندة، الإمام المحدث المشهور، وألف مصنفًا في الرد على من قال بعدم خلو العرش منه.
القول الثاني: التوقف، فلا يقال يخلو، ولا لا يخلو. وإلى هذا ذهب الحافظ عبدالغني المقدسي، وبعض أهل الحديث.
القول الثالث: قول من قال: إن العرش لا يخلو منه. وهذا مذهب جمهور أهل السنة ونقل ذلك عن الإمام أحمد، وإسحاق بن راهويه، وحماد بن زيد وعبيدالله بن بطة وغيرهم [120].
وقد ذكر شيخ الإسلام أن توقف أصحاب القول الثاني: إما لشكهم في ذلك وأنهم لم يتبين لهم جواز أحد الأمرين، وإما مع كون الواحد منهم قد ترجح عنده أحد الأمرين لكن يشك في ذلك لكونه ليس في الحديث، ولما يخاف من الإنكار عليه [121].
وقد رجح القول الثالث، حيث قال: "والقول الثالث: وهو الصواب، وهو المأثور عن سلف الأمة وأئمتها: أنه لا يزال فوق العرش، ولا يخلو العرش منه، مع دنوه، ونزوله إلى سماء الدنيا، ولا يكون العرش فوقه، وكذلك يوم القيامة كما جاء به الكتاب والسنة، وليس نزوله كنزول أجسام بني آدم من السطح إلى الأرض بحيث يبقى السقف فوقهم، بل الله منزه عن ذلك. . . اهـ" [122].
وقال في موضع آخر: "والصواب قول السلف: إنه ينزل، ولا يخلو منه العرش وروح العبد في بدنه لا تزال ليلاً ونهارًا إلى أن يموت، ووقت النوم تعرج، وقد تسجد تحت العرش وهي لم تفارق جسمه، وكذلك أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، وروحه في بدنه وأحكام الأرواح مخالف لأحكام الأبدان فكيف بالملائكة؟ فكيف برب العالمين؟ ... اهـ" [123].
وقال رحمه الله في ترجيحه للقول الثالث وتضعيف القول الأول: "وفي الجملة: فالقائلون بأنه يخلو منه العرش طائفة قليلة من أهل الحديث، وجمهورهم على أنه لا يخلو منه العرش وهو المأثور عن الأئمة المعروفين بالسنة، ولم ينقل عن أحد منهم بإسناد صحيح ولا ضعيف أن العرش يخلو منه ... " [124].
المصدر: المسائل العقدية التي تعددت فيها أقوال أهل السنة لحمد بن عبد المحسن التويجري.
وللمزيد في معرفة معنى النزول راجع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=202322
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 06:18 ص]ـ
وقال في موضع آخر: "والصواب قول السلف: إنه ينزل، ولا يخلو منه العرش وروح العبد في بدنه لا تزال ليلاً ونهارًا إلى أن يموت، ووقت النوم تعرج، وقد تسجد تحت العرش وهي لم تفارق جسمه، وكذلك أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، وروحه في بدنه وأحكام الأرواح مخالف لأحكام الأبدان فكيف بالملائكة؟ فكيف برب العالمين؟ ... اهـ" [123].
المصدر: المسائل العقدية التي تعددت فيها أقوال أهل السنة لحمد بن عبد المحسن التويجري.
وللمزيد في معرفة معنى النزول راجع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=202322
أيش هذا!
أول مرة أعلم أن الروح تسجد تحت العرش وهي لم تفارق الجسد!!!
ما هي الاحاديث التي وردت في هذه العجيبة؟!
وجزاك الله خيرا أخي أبا الوليد ونفع بك
=== تحديث ===
فالحديث رواه البيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: إن الأرواح تعرج بها في منامها، وتؤمر بالسجود عند العرش، فمن كان طاهراً سجد عند العرش، ومن كان ليس بطاهر سجد بعيداً من العرش. قال البيهقي هكذا جاء موقوفاً، وتابعه ابن لهيعة عن وهب.
ورواه ابن المبارك في الزهد عن أبي الدرداء، قال: إذا نام الإنسان عرج بروحه حتى يؤتى بها إلى العرش فإن كان طاهراً أذن لها بالسجود وإن كانت جنباً لم يؤذن لها بالسجود.
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=&Id=75587&Option=FatwaId
والله اعلم بصحة الاحاديث او الاثار
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 06:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جائتني رسالة من جوال الدرر السنية تخص أحاديث الوضوء قبل النوم وأحببت أن أفيد بها , تقول الرسالة:
انتشر بين الناس رسالة في فضل الوضوء قبل النوم وفيها حديثان
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال:
(الأرواح تعرج في منامها إلى السماء فتؤمر بالسجود عند العرش فمن كان طاهرا سجد عند العرش ومن ليس بطاهر سجد بعيدا عن العرش) رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم:
(من بات طاهرا بات في شعاره ملك فلم يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهرا).
والحديث الأول: لا يصح , ولم يروه البخاري في صحيحه.
والحديث الثاني: اختلفوا في صحته.
المصدر جوال الدرر السنية
http://www.ahlalhdeeth.com/~ahl/vb/showthread.php?t=200554
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/29)
ـ[عجب الرويلي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 03:07 م]ـ
جزاكم الله خير ابا نسيبة على هذه الفائدة
فعلا الحديث اشتهر وقيل رواه البخاري,,
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[13 - 06 - 10, 09:54 م]ـ
الله جل وعلا ينزل في ثلث الليل الاخير وهذه عقيدة اهل السنة
ولكن قول انه يخلو منه العرش او لا يخلو فذلك كلام لا يستأنس له قلبي لأن ذلك متعلق بكيفية نزول الله ونحن نعلم أن الكيفية مجهولة تماماً فلا داعي للخوض فيما لا علم للمسلم به
أرجو ان توجهوني للصواب إن أخطأت
والسلام عليكم
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 06 - 10, 01:40 ص]ـ
بارك الله فيك.
1) النزول ليس مختصا بالثلث الاخير بل ثمن مواطن وأزمنة ينزل فيها الرب تبارك وتعالى كما صحت بذلك الاحاديث.
2) الرأي الراجح الصحيح انه ينزل ولا يخلو منه عرشه وهو قول جمهور أهل السنة بل هو القول الذي عليه الاجلة كأحمد وإسحاق وغيرهما.
ووجهة نظري ان القول بخلو العرش قول مبني على تصور غير صحيح لمعنى النزول، فالنزول هو القرب كما قال حماد .... وقرب الله تبارك وتعالى لا يعنى خلو العرش ...
والتوقف أولى من القول بخلو العرش منه.
والمسألة مسألة علمية وليست مجرد مسألة ترفية ولذلك تكلم فيها الأئمة الذي كانوا أبعد الناس عن التكلف وأحرص الناس على ما ينفع في أمر المعاد.
والله أعلم.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[14 - 06 - 10, 09:09 م]ـ
جزاكم الله خير ابا نسيبة على هذه الفائدة
فعلا الحديث اشتهر وقيل رواه البخاري,,
قال ابو العلياء: أما أثر أبي الدرداء الذي فيه: «إذا نام الإنسان عرج بروحه حتى يؤتى بها إلى العرش، فإن كان طاهرا أذن لها بالسجود، وإن كانت جنبا لم يؤذن لها بالسجود»
فقد أخرجه ابن المبارك في الزهد من طريق ابن لهيعة عن عثمان بن نعيم الرعيني عن ابي عثمان الاصبحي عنه،وعثمان وشيخه مجهولان.
وأما أثر عبد الله بن عمرو فقد أورده البخاري في تاريخه الكبير ـ في ترجمة علي بن غالب ـ (ومن هاهنا توهم من توهم أن البخاري قد أخرجه في صحيحه) واسناده حسن،وحيث أن مثل هذا لا يقال بالرأي فإنه يعطى حكم المرفوع. والله اعلم.
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[15 - 06 - 10, 06:23 م]ـ
البحث في هذه المسألة تنطع وتكلف وهو مما نهينا عنه. فالتوقف أسلم.
تنبيه:عبارتك موهمة. هل تزعم أن من ذكرتهم يقولون بخلو العرش منه سبحانه وتعالى؟
أخي العزيز لاتعجل ولاتكن ممن إذا جهل الشيء عاداه بارك الله فيك ,وقل رب زدني علما ,وتذكر قول نبيك والكلمة الطيبة صدقة ....
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 10:34 م]ـ
أخي العزيز لاتعجل ولاتكن ممن إذا جهل الشيء عاداه بارك الله فيك ,وقل رب زدني علما ,وتذكر قول نبيك والكلمة الطيبة صدقة ....
يا حمزة ـ غفر الله لي ولك ـ لا تعجل ولا تجهل علي،فما أنا بالذي يجهل ما قيل في هذه المسألة.فليس ـ فيما أعلم ـ مع من نفى خلو العرش منه سبحانه أو أثبته دليل صريح يصلح الاحتجاج به،فإن كان عندك فهلم اذكره لنا.
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[15 - 06 - 10, 10:45 م]ـ
آمين.أخي أبا العلياء لم أجهل عليك ,وإنما قولك الذي يوهم أن العلماء الذين ذكرتهم لم يقولوا ما ذكرت ,بارك الله فيك, و حينما زعمت أني أزعم فقلت: تنبيه:عبارتك موهمة. هل تزعم أن من ذكرتهم يقولون بخلو العرش منه سبحانه وتعالى؟
غفر الله لنا ولكم أخي الواحدي(64/30)
إنتقاد تعريف العقيدة ووصفه بأنه لوثة كلامية
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:47 م]ـ
قد ذكر بعض المشايخ أن تعريف الاعتقاد الذي يذكره أهل العلم في كتب العقيدة:وهو حكم الذهن الجازم فإن طابق الواقع فصحيح وإن خالفه فباطل ... ووجه الانتقاد في التعريف هو اشتراط الجزم ,فقال في انتقاده أن الاعتقاد يكون بالأمور الجازمة ويكون بغلبة الظن ... وذكر أدلة منها أن ابن القيم قال مامن عمل تعبدي إلاويسبقه اعتقاد فأنت لاتشتري السواك إلا وانت تعتقد استحبابه ,وأنه يجوز تعبد الله بغلبة الظن من ذلك بقاء الإنسان في صلاته بعد الشك أو السهو.فبقاؤه ليس على يقين وإنما على غالب ظنه ..... وأمثلة اخرى ,وقال ان هذاا لتعريف مبني على مسألة وهي:هل الحديث الآحاد يفيد غلبة الظن أو اليقين .... الخ فالحاصل ان الذي يعتقد ان الحديث الآحاد يفيد غلبة الظن حتى لو حفت به القرائن ... لايقبل هذا الحديث في باب الاعتقاد لاشتراط الجزم فيها والآحاد لايفيد ذالك فترتب على ذلك رد الاحاديث العقدية. لكن بناء على القول أن العقيدة تكون بغلبة الظن وباليقينيات فلا مدخل لهؤلاء في رد الاحاديث لعدم اشتراطنا [للجزم واليقين].
هذا و من عنده أي انتقاد على هذا الأمر فاليتفضل بالإفادة.والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:52 م]ـ
جميل جزاك الله خيرا!
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[10 - 06 - 10, 08:04 م]ـ
وجزاك الله خيرا أبا نسيبة لكن أريد أن تعرض هذه المعلومة على بعض المشايخ الكبار حتى نطمئن بارك الله فيك(64/31)
قصائد في الرد على بدعة المولد النبوي؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:55 م]ـ
بسم الله
هل توجد قصائد في ذم أو الرد على بدعة المولد النبوي؟
وجزاكم الله خيرا(64/32)
أريد تفسير آيات العلو من هذه الآيات
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عاجل:
طلب منا بحث في تفسير آيات العلو عند أهل السنة وأهل البدع , ولقلة المصادر عندي بكتب أهل البدع أود أن تسعفوني بتفسيراتهم لهذه الآيات , والمراجع المطلوبة:
1 - < المعتزلة > تفسير " العلو " في الآيات المذكورة من كتاب الكشاف للزمخشري.
2 - < الأشاعرة > تفسير " العلو " في الآيات المذكورة من كتاب مفاتيح الغيب للرازي , والدر المنثور للسيوطي.
3 - < أهل السنة > تفسير " العلو " في الآيات المذكورة من كتاب تفسير الطبري , وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم.
والآيات هي ...
{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} (55) سورة آل عمران
{بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (158) سورة النساء
{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} (10) سورة فاطر
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ} (36) سورة غافر
{أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} (16) سورة الملك
{أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} (17) سورة الملك
{وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (4) سورة الحديد
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (7) سورة المجادلة.
وشكرا(64/33)
انظروا الى عظم كذب الصوفية في تعظيم بدعة المولد بوضع الاثار والاقوال
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 08:07 م]ـ
بسم الله
كنت أبحث عن قصيدة في الرد على بدعة المولد النبوي فوقعت على أثر مكذوب على أمير المؤمنين الفاروق عمر رضي الله عنه فلما دخلت فإذا بمستنقع من الكذب على الصحابة وأعلام العلماء.
وهاكم ما وجدت:
بيان فضائل مولد النبي صلي الله عليه و سلم
قال شهاب الدين احمد بن حجر الهيتمي: قال ابوبكر الصديق رضي الله عنه من انفق درهما علي قرآءة مولد النبي صلي الله عليه و سلم كان رفيقي في الجنة. و قال عمر رضي الله عنه من عظم مولد النبي صلي الله عليه و سلم فقد احيا الاسلام. و قال عثمان رضي الله عنه من انفق درهما علي قرآءة مولد النبي صلي الله عليه و سلم فكانما شهد غزوة بدر و حنين. و قال علي رضي الله عنه و كرم الله وجه من عظم مولد النبي صلي الله عليه و سلم و كان سببا لقرآءته لايخرج من الدنيا الا بالايمان و يدخل الجنة بغير حساب. و قال حسن البصري رحمه الله: وددت لو كان لي مثل جبل احد ذهبا فانفقته علي قرآءة مولد النبي صلي الله عليه و سلم. و قال معروف الكرخي قدس الله سره: من هيأ طعاما لاجل قرآءة مولد النبي صلي الله عليه و سلم و جمع اخوانا و اوقد سراجا و لبس جديدا و تبخر و تعطر تعظيما لمولد النبي صلي الله عليه و سلم حشره الله يوم القيامة مع الفرقة الاولي من النبيين و كان في اعلي عليين. و قال وحيد عصره و فريد دهره الامام فخر الدين الرازي: ما من شخص قرأ مولد النبي صلي الله عليه و سلم علي ملح او بر او شئ آخر من المأكولات الا ظهرت فيه البركة و في كل شئ وصل اليه من ذلك المأكول فانه يضطرب و لا يستقر حتي يغفر الله لآكله. و من قرأ مولد النبي صلي اله عيه و سلم علي دراهم مسكوكة فضة كانت او ذهبا و خلط تلك الدراهم بغيرها و قعت فيها البركة و لا يفتقر صاحبها و لايفرغ يده ببركة النبي صلي الله عليه و سلم. و قال الامام الشافعي رحمه الله: من جمع لمولد النبي صلي الله عليه و سلم اخوانا و هيأ طعاما و اخلي مكانا و عمل احسانا و صار سببا لقرآءته بعثه الله يوم القيامة مع الصديقين و الشهداء و الصالحين و يكون في جنات النعيم.
و قال السري السقطي قدس الله سره: من قصد موضعا يقرأ فيه مولد النبي صلي الله عليه و سلم فقد قصد روضة من رياض الجنة لانه ما قصد ذلك الموضع الا لمحبته النبي صلي الله عليه و سلم و قد قال صلي الله عليه و سلم من احبني كان معي في الجنة
قال الامام السيوطي: ما من مسلم قرأ في بيته مولد النبي صلي الله عليه و سلم الا رفع الله سبحانه و تعالي القحط و الوبا و الحرق و الغرق و الآفات و البليات و البغض و الحسد و عين السوء و اللصوص عن اهل ذلك البيت فاذا مات هون الله عليه جواب منكر و نكير و يكون في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
قال ابن الجوزي: من خواصه انه امان في ذلك العام و بشري عاجله بنيل البغية و المرام.
و قد قال شهاب الدين احمد ابن حجر الهيتمي رحمه الله: من اراد تعظيم مولد النبي صلي الله عليه و سلم يكفيه هذا القدر و من لم يكن عنده تعظيم مولد النبي صلي الله عليه و سلم لو ملأت له الدنيا في مدحه لم يحرك قلبه في المحبة له صلي الله عليه و سلم.
وختاما هكذا يتم نشر البدع و لعنة الله على من وضع هذه الاكاذيب
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[10 - 06 - 10, 08:15 م]ـ
لو دعوت بالهداية لكان افضل أخانا الفاضل, لأن المؤمن ليس بالسباب ولا اللعان بارك الله فيك وزادك حرصا على السنة
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 08:25 م]ـ
وجزاكم الله بمثله .. واللعن لم أقصد به معينا وإنما من باب: ألا لعنة الله على الظالمين. وفي السنة مثل لعن الله النامصة و المتنمصة الخ الاحاديث.
ولو أنني لم أجعله عاما صرفا مثل لعنة الله على الوضاعين. وعلى أي حال إذا كان الوضاع ميتا فلا معنى للهداية له. ومن جهلهم وغبائهم أنهم يضعون آثارا في المولد على ألسنة الصحابة رضوان الله عليهم وبدعة المولد لم تظهر إلا بعد القرون الاولى ربما سنة 362 هـ!!!
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[10 - 06 - 10, 08:44 م]ـ
قد حجرت واسعا بقولك لامعنى للهداية له إذا كان الواضع قد مات لأن الهداية لها معنى واسع وليست خاصة بالأحياء في الدنيا لأن الله قال في حق المشركين فاهدوهم الى صراط الجحيم ,فماذا يكون مصير الموحدين طبعا الهداية الى طريق النعيم.هذا ان كان ميتا اما الحي منهم فيلحقه دعاؤك.وهذه المسألة يا أخي تذكرني بدعاء بعض الدعاة:اللهم ابرم لهذه الامة امر ...... يعز فيه ... ويذل فيه اهل معصيتك ,وقد انتقد العز بن عبد السلام هذا الدعاء فقال الاولى ان يقال ويهدى فيه .... بارك الله فيك اخي أبا نسيبة
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 09:02 م]ـ
وفيكم بارك الله اخي الكريم .. ولكن معذرة أخي الفاضل لم أفهم. ما الفرق بين الهداية في الدنيا (دار العمل) والهداية في الاخرة (دار الحساب)؟
بالاضافة لم أرجع الى تفسير الايات التي تفضلت بذكرها مشكورا فهل رجعت إلى تفسيرها لتتأكد من أن استدلالك بها يؤيد فعلا ما تريد؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/34)
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[10 - 06 - 10, 09:49 م]ـ
الفرق اخي الحبيب أن الهداية في دار العمل عامة وفي دار الجزاء خاصة:فالاولى: ان يسلك بك الله سبيل الذين انعم عليهم .... الى غير ذلك من معاني الهداية ,واما في الثانية:ان يسلك بك طريق الجنة ولاتنس أن رحمة الله في الآخرة اوسع ان صح التعبير.
أما سؤالك الثاني عن وجه الاستدلال فارجع الى شرح القول المفيد.باب ... { .. الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم}
والذي اريد من الاية ان الموحدين سبيلهم الى النعيم لامحالة وقد يكون بعض الوضاعين الذين عممت الدعاء عليهم على التوحيد. هذا ونعوذ بالله ان نقول عليه زورا ... والمسأة لاتحتاج الى هذا كله بارك الله في علمك
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 10:04 م]ـ
لا بأس أخي الفاضل و نفع الله بكم وغفر الله لنا ولكم
لا طاقة لي بالرجوع الى الكتب الان لذلك اتطفل على طلبة العلم ليقوموا بذلك!!
عموما الهداية في هذه الاية هي سوقهم الى مصيرهم
قال تعالى:
مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ [الصافات: 23]
تفسير الميسر:
من دون الله, فسوقوهم سوقًا عنيفًا إلى جهنم.
وأتوقف هنا وبارك الله فيكم وجزاكم خيرا
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[10 - 06 - 10, 10:29 م]ـ
لاضير عليك أخي الفاضل فقد أتعبتك لكن لابد ان ترجع الى القول المفيد واستدلال الشيخ ابن عثيمين بتلك الآية على ماتقدم ,لتعلم ان ذلك ليس من جعبتي ,و عذرا أخي على ازعاجك. والعذر عند كرام الناس مقبول ,والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 10:51 م]ـ
لم يكن هناك تعب اخي الفاضل فكله من الذاكرة انما التعب في البحث واخوك لم يبحث قط.
وليس هناك إزعاج أبدا لأن المسألة طرح فقط وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته(64/35)
نظرة في تاريخ العقيدة - أ. د. عمر سليمان الأشقر
ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[11 - 06 - 10, 12:39 ص]ـ
· هل تطورت العقيدة عبر الزمان؟
يرى كثيرٌ من الباحثين الغربيين أن الإنسان لم يعرف العقيدة على ما يعرفها عليه اليوم مرة واحدة، ولكنها ترقَّت وتطورت في فترات وقرون متعاقبة.
ولا عجب أن يقول مثل هذا القول الباطل قومٌ لم يمنحهم الله كتابه الذي يحكي تاريخ العقيدة بوضوحٍ لا لبس فيه، إلا أن العجيب أن يذهب هذا المذهب رجال يعُدُّون أنفسهم باحثين مُسلِمين.
فهذا عباس محمود العقاد يرى في كتابه "الله" (نشرته دار الهلال بالقاهرة، انظر ص10 وما بعدها) – وهو كتاب يبحث في نشأة العقيدة الإلهية – أن الإنسان ترقى في العقائد، ويرى أن ترقي الإنسان في العقائد موافِقٌ تماماً لترقيه في العُلوم.
ويقول: "كانت عقائد الإنسان الأولى مساوية لحياته الأولى، وكذلك كانت علومه وصناعاته، فليس أوائل العِلم والصناعة بأرقى من أوائل الأديان والعِبادات، وليس عناصر الحقيقة في واحدة منها بأوفر من عناصر الحقيقة في الأخرى".
ثم أخذ يستعرض آراء الباحثين في تاريخ العقيدة، فمنهم من يرى أن السبب في نشأة العقيدة هو ضعف الإنسان بين مظاهر الكون وأعدائه من قوى الطبيعة والأحياء، ... وبعضهم يرى أن العقيدة الدينية حالة مَرَضِيَّة في الآحاد والجماعات، ويرى بعضهم أن أصل العقيدة الدينية عبادة "الطوطم"، كأن تتخذ بعض القبائل حيواناً (طوطمياً) تزعمه أباً لها، وقد يكون شجراً أو حجراً يقدسونه، إلى آخر تلك الفروض التي قامت في أذهان الباحثين الغربيين.
ومع الأسف فقد سَرَت هذه النظرية إلى كثير من الكُتَّاب (ممن جنح إلى القول بهذه النظرية مصطفى محمود في كتابه "الله")، واعتنقها جملة من الدارسين (لست أدري أي عقيدة هذه التي تطورت؟ أهي العقيدة اليهودية المُحَرَّفة أم النصرانية المُبَدَّلة أم عقيدة الفلاسفة ... إن هذه العقائد لا تُمثل إلا انحرافات عقائدية ولا تُمثل العقيدة السليمة)، والذي أوقع هؤلاء في هذا الخطأ أمور:
الأول: أنهم قدَّروا أن الإنسان الأول خُلِق خَلقاً ناقصاً، غير مؤهل لأن يتلقى الحقائق العُظمى كاملة، بل إن تصوراتهم عن الإنسان الأول تجعله أقرب إلى الحيوان منه إلى الإنسان.
الثاني: أنهم ظنوا أن الإنسان اهتدى إلى العقيدة بنفسه بدون مُعَلِّم يُعَلِّمه، ومُرشِد يُوَضِّح له. فما دام الأمر كذلك فلابد أن يترقى في معرفته بالله كما ترقى في العلوم والصناعات.
الثالث: أنهم عندما بحثوا في الأديان ليتبينوا تاريخها لم يجدوا أمامهم إلا تلك الأديان المُحرفة أو الضالة، فجعلوها ميدان بحثهم، فأخضعوها للدراسة والتمحيص، وأنى لهم أن يعرفوا الحقيقة من تلك الأديان التي تُمثل انحراف الإنسان في فهم العقيدة.
القرآن وحده يُوضح تاريخ العقيدة
ليس هناك كتاب في الأرض يوضح تاريخ العقيدة بصدق إلا كتاب الله سبحانه وتعالى، ففيه علم غزير في هذا الموضوع، وعلم البشر لا يُمكن أن يُدرك هذا الجانب إدراكاً وافياً.
لذا فإن الذي يستطيع أن يمدنا بتاريخ حقيقي لا لبس فيه هو الله سبحانه وتعالى، {إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ} [سورة آل عِمران – الآية 5].
· تاريخ العقيدة كما يرويه القرآن الكريم
أعلمنا الله سبحانه أنه خَلَقَ آدم خَلْقاً مُستقِلاً سوياً مُتكاملاً، ثم نفخ فيه من روحه وأسكنه جنته، وأباح له أن يأكل وزوجته منها كيف شاءا إلا شجرة واحدة، فأغراه عدوه إبليس بالأكل من الشجرة فأطاع عدوه وعصى ربه، فأهبطه الله من الجنة إلى الأرض، وقبل الهبوط وعده الله سبحانه بأن يُنزل عليه وعلى ذريته هداه كي يُعَرِّف الإنسان بربه ومنهجه وتشريعه، ووَعَدَ المُستجيبين بالهداية في الدنيا والسعادة في الأخرى، وتوعد المُستكبرين بالمعيشة الضنكة في الدنيا وبالشقاء في الآخرة: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [سورة البقرة – الآيات 38 و39].
الجيل الأول من البشرية كان على التوحيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/36)
هبط آدم إلى الأرض، وأنشأ الله مِن ذريته أمة كانت على التوحيد الخالص كما قال الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [سورة البقرة – الآية 213]، أي على التوحيد والدين الحق فاختلفوا {فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ} [سورة البقرة – الآية 213].
أول انحراف عن العقيدة وأول رسول
وبعد أن كان الناس أمة واحدة على التوحيد، حصل الزيغ والانحراف. وكان أول انحراف حدث هو الغلو في تعظيم الصالحين، ورفعهم إلى مرتبة الآلهة المعبودة.
ففي صحيح البخاري مِن حديث ابن جُرَيْج عن عطاء عن ابن عباس عند تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [سورة نوح – الآية 23]. قال: "هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسموها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تُعبَد. حتى إذا هلك أولئك وانتسخ العِلم (نُسِيَ ودَرَسَ) عُبِدَت". (صحيح البُخاري: 4920).
فهذا أول انحراف وُجِدَ في تاريخ البشرية عن التوحيد، فأرسل الله إليهم أول رُسله نوحاً عليه السلام مِصداقاً لوعده الذي أعطاه لأبي البشر آدم بإرسال الرُسُل وإنزال الكُتُب هدايةً للبشر.
وهكذا استمرت رحمة الله وعنايته ببني آدم كلما ضلوا وزاغوا أنزل إليهم هُداه يُضيء لهم الظلمات: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ} [سورة المؤمنون – الآية 44].
منقول باختصار
مِن كِتاب: العقيدة في الله – من سلسلة: العقيدة في ضوء الكِتاب والسُنَّة
كتبه: فضيلة الشيخ أ. د. عمر سليمان الأشقر، كلية الشريعة – الجامعة الأردنية
اختصره: حاتم الحاجري(64/37)
ما رأي الشيخ فريد الانصاري في التوسل و الاستعانة بالاموات؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[11 - 06 - 10, 06:58 ص]ـ
بسم الله
أعلم أن الشيخ فريد الانصاري يدافع عن التصوف ولكن ما رأيه في التوسل و الاستعانة بالاموات؟(64/38)
{ليس كمثله شيء} ما هو التشبيه في صفات الله؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[11 - 06 - 10, 11:41 ص]ـ
من موقع: عقيدة السلف الصالح
http://www.as-salaf.com/article.php?aid=82&lang=ar (http://www.as-salaf.com/article.php?aid=82&lang=ar)
قال الله تعالى:
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
ما هو التشبيه وما حكمه
مقدمة:
مر معنا في مقدمة عقيدة السلف في صفات الله عز وجل ( http://as-salaf.com/article.php?aid=8&lang=ar) أن الأسس التي تقوم عليها عقيدة الإسلام في الصفات هي:
- إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الصفات، والإيمان بها
- تنزيه الله عن مماثلة المخلوقات
- عدم الخوض في كيفية صفات الله
وهذا المقال سيتحدث عن الأساس الثاني وهو تنزيه الله عن مماثلة المخلوقات، وعدم تشبيه ذاته وصفاته بذوات المخلوقين وصفاتهم.
تعريف التشبيه:
في اللغة: الشِّبْهُ والشَّبَهُ والشَّبِيهُ: المِثْلُ، والجمع أَشْباهٌ، وأَشْبَه الشيءُ الشيءَ: مَاثَله. (1) فالتشبيه: التمثيل. (2)
وشَبَّه: إذا ساوَى بين شيءٍ وشيء. (3)
قال أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني (ت. 535 هـ): «وأما التشبيه: فهو مصدر شبّه يشبّه تشبيها، يُقال: شبهت الشيء بالشيء أ مثلته به، وقسته عليه، إما بذاته أو بصفاته، أو بأفعاله.» (4)
الأدلة على تنزيه الله عن التشبيه والتمثيل:
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]
قال أبو جعفر النَّحّاس (ت. 338 هـ) عن الكاف في "كمثله": «الكاف زائدة للتوكيد.» (5)
قال أبو منصور معمر بن أحمد الأصبهاني (ت. 418 هـ): «فـ {ليس كمثله شيء} ينفي كل تشبيه وتمثيل، {وهو السميع البصير} ينفي كل تعطيل وتأول. فهذا مذهب أهل السنة والجماعة والأثر» (6)
{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65]
سميًّا: أي مثلا أو شبيها
{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4]
أي ليس له كفء ولا مثل.
التشبيه في صفات الله
أولا: التشبيه في صفات الله عز وجل يكون بتشبيه صفات لله بصفات المخلوق: كأن يعتقد المسلم أو يقول: حياة الله مثل حياة المخلوقين، أو كلام الله مثل كلام البشر، أو وجه الله كوجه المخلوقين .. إلخ. فيكون نفي التشبيه والتمثيل (أي التنزيه) باعتقاد أن صفات الله عز وجل ليست كصفات المخلوقين، وأنها على صفة تليق بجلال الله وكماله لا نعلمها، وعلينا الإيمان والتسليم.
- قال إسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ): «إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع. فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى فى كتابه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}» (7)
- قال خُشَيْش بن أصرم (ت. 253 هـ) في "الاستقامة": «وأنكر جهم أن يكون لله سمع وبصر، وقد أخبرنا الله عز وجل في كتابه، ووصف نفسه في كتابه، قال الله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]، ثم أخبر عن خلقه، فقال عز وجل {فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان: 2]. فهذه صفة من صفات الله أخبرنا أنها في خلقه، غير أنَّا لا نقول: إن سمعه كسمع الآدميين، ولا بصره كأبصارهم ... ) ثم ذكر أدلة على أن الله يسمع ويرى، إضافة إلى صفات أخرى، ثم قال: (فقد وصف الله من نفسه أشياء جعلها في خلقه والذي يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وإنما أوجب الله على المؤمنين اتباع كتابه وسنة رسوله.» (8)
- قال عثمان الدارمي (ت. 280 هـ) في رده على بِشر المريسي المعتزلي:
«وادعى المعارض أيضا أن المقري حدَّث عن حرملة بن عمران عن أبي موسى يونس عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي –صلى الله عليه وسلم أنه قرأ: {سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58] فوضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه (9). وقد عرفنا هذا من رواية المقري وغيره كما روى المعارض، غير أنه ادعى أن بعض كتبة الحديث ثبتوا به بصرًا بعين كعين وسمعًا كسمع جارحًا مركبًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/39)
فيقال لهذا المعارض: أما دعواك عليهم أنهم ثبتوا له سمعا وبصرا، فقد صدقت. وأما دعواك عليهم أنه كعينٍ وكسمعٍ فإنه كذب ادعيت عليهم؛ لأنه ليس كمثله شيء، ولا كصفاته صفة.
وأما دعواك أنهم يقولون: "جارح مركب" فهذا كفر لا يقوله أحد من المسلمين، ولكنا نثبت له السمع والبصر والعين بلا تكييف، كما أثبته لنفسه فيما أنزل من كتابه، وأثبته له الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وهذا الذي تكرره مرة بعد مرة: جارح وعضو وما أشبهه، حشو وخرافات، وتشنيع لا يقوله أحد من العالمين: وقد روينا روايات السمع والبصر والعين في صدر هذا الكتاب بأسانيدها وألفاظها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنقول كما قال، ونعني بها كما عنى والتكييف عنا مرفوع، وذكر الجوارح والأعضاء تكلف منك وتشنيع.» (10)
- قال أبو إسحاق إبراهيم بن شاقلا الحنبلي (ت. 369 هـ) لأبي سليمان الدمشقي – أحد أتباع ابن كُلاب- في مناظرة بينهما عندما قال له أبو سليمان: "أنتم المشبهة"، قال ابن شاقلا: (حاشا لله، المُشبِّه الذي يقول: وجهٌ كوجهِي، ويَدٌ كَيَدِي، فأما نحن فنقول: له وجهه، كما أثبت لنفسه وجهًا، وله يدٌ، كما أثبتَ لنفسه يَداً، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] ومن قال هذا فقد سَلِم.) (11)
- قال أبو عثمان الصابوني الشافعي (ت. 449 هـ): (ولا يعتقدون تشبيها لصفاته بصفات خلقه، فيقولون: إنه خلق آدم بيديه، كما نص سبحانه عليه في قوله –عز من قائل- {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]. ولا يحرفون الكلام عن مواضعه، بحمل اليدين على النعمتين، أو القوتين؛ تحريف المعتزلة والجهمية – أهلكهم الله-، ولا يكيفونهما بكيف، أو يشبهونهما بأيدي المخلوقين، تشبيه المشبهة –خذلهم الله-.) (12)
- قال ابن البنا الحنبلي (ت. 471 هـ): (وأما المشبهة والمجسمة فهم الذين يجعلون صفات الله -عز وجل- مثل صفات المخلوقين، وهم كفار.) (13)
- قال الحافظ الذهبي (ت. 748): (ليس يلزم من إثبات صفاته شيء من إثبات التشبيه والتجسيم، فإن التشبيه إنما يقال: يدٌ كيدنا ... وأما إذا قيل: يد لا تشبه الأيدي، كما أنّ ذاته لا تشبه الذوات، وسمعه لا يشبه الأسماع، وبصره لا يشبه الأبصار ولا فرق بين الجمع، فإن ذلك تنزيه.) (14)
- قال ابن الوزير (ت. 840 هـ): (وكذلك كل صفة يوصف بها الرب سبحانه ويوصف بها العبد، وان الرب يوصف بها على أتم الوصف مجردة عن جميع النقائص، والعبد يوصف بها محفوفة بالنقص، وبهذا فسر أهل السنة نفي التشبيه، ولم يفسروه بنفي الصفات وتعطيلها كما صنعت الباطنية الملاحدة.) (15)
ثانيا: التشبيه والتمثيل يكون في كيفيّة وحقيقة الصفة، أي كيف هي على الحقيقة، وليس في معنى الصفة. والخوض في الكيفية تشبيه، فالإنسان يصف الشيء على ما يشاهده، والله {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
- قال عبد الرحمن بن مهدي (ت. 198 هـ) لِفَتى من ولد جعفر بن سليمان: «مكانك»
فقعد حتى تفرق الناس. ثم قال ابن مهدي: «تعرف ما في هذه الكورة من الأهواء والاختلاف، وكل ذلك يجري مني على بالٍ رَضِي إلا أمرُك وما بلغني، فإن الأمر لا يزال هَيِّنًا ما لم يصر إليكم، يعني السلطان، فإذا صار إليكم جلَّ وعَظُم.»
فقال (الغلام): "يا أبا سعيد وما ذاك؟ "
قال: «بلغني أنك تتكلم في الرب تبارك وتعالى وتصفه وتشبهه.»
فقال الغلام: "نعم". فأخذ يتكلم في الصفة.
فقال: «رُويدك يا بُني حتى نتكلم أول شيء في المخلوق، فإذا عجزنا عن المخلوقات فنحن عن الخالق اعجز واعجز. أخبرني عن حديث حدثنيه شعبة عن الشيباني قال: سمعت زرًا قال: قال عبد الله في قوله: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 18]
قال: رأى جبريل له ستمائة جناح؟ قال: نعم. فعرف الحديث.
فقال عبد الرحمن: «صِف لي خلقًا من خلق الله له ستمائة جناح.» فبقي الغلام ينظر إليه.
فقال عبد الرحمن: «يا بُني فإني أُهوِّن عليك المسألة، واضع عنك خمس مائة وسبعة وتسعين (جناحًا)، صِف لي خلقا بثلاثة أجنحة، ركب الجناح الثالث منه موضعًا غير الموضعين اللذين ركبهما الله حتى أعلم»
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/40)
فقال (الغلام): "يا أبا سعيد، نحن قد عجزنا عن صفة المخلوق ونحن عن صفة الخالق أعجز وأعجز، فأشهدك إني قد رجعت عن ذلك واستغفر الله." (16)
قال الحسين البغوي الشافعي (ت. 510 هـ) في صفات الله عز وجل: (وكذلك كل ما جاء من هذا القبيل في الكتاب أو السنة كاليد والإصبع، والعين والمجيء، والإتيان، فالإيمان بها فرض، والامتناع عن الخوض فيها واجب، فالمهتدي من سلك فيها طريق التسليم، والخائض فيها زائغ، والمنكر معطل، والمُكيِّف مشبه، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}) (17)
ثالثًا: الكلام في الصفات فرعٌ عن الكلام في الذات، فكما لم يلزم التشبيه في إثبات الذات، لم يلزم التشبيه في إثبات الصفات.
قال أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني (ت. 535 هـ) بعد ذكر مجموعة من الآيات والأحاديث في صفات الله عز وجل: (فهذا وأمثاله مما صح نقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن مذهبنا فيه ومذهب السلف إثباته وإجراؤه على ظاهره، ونفي الكيفية والتشبيه عنه .... والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات، وغثبات الله تعالى إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فإذا قلنا يد، وسمع، وبصر، ونحوها، فإنما هي صفات أثبتها الله لنفسه ولم يقل: معنى اليد: القوة، ولا معنى السمع والبصر: العلم والإدراك. ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار، ونقول إنما وجب إثباتها لأن الشرع ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، كذلك قال علماء السلف في أخبار الصفات: أمروها كما جاءت ( http://as-salaf.com/article.php?aid=68&lang=ar). فإن قيل: فكيف يصح الإيمان بما لا يحيط علمنا بحقيقته؟ أو كيف يتعاطى وصف شيء لا درك له في عقولنا؟
فالجواب أن إيماننا صحيح بحق ما كلفنا منها، وعلمنا مُحيط بالأمر الذي ألزمناه فيها وإن لم نعرف لما تحتها حقيقة كافية، كما قد أمرنا أن نؤمن بملائكة الله وكتبه ورسله واليوم الآخر، والجنة ونعيمها، والنار وأليم عذابها، ومعلوم أنا لا نحيط علمًا بكل شيء منها على التفصيل، وإنما كلفنا الإيمان بها جملة واحدة، ألا ترى أنا لا نعرف أسماء عدة من الأنبياء وكثير من الملائكة، ولا يمكننا أن نحصي عددهم، ولا نحيط بصفاتهم، ولا نعلم خواص معانيهم، ثم لم يكن ذلك قادحا في إيماننا بما أمرنا أن نؤمن به من أمرهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الجنة: ”يقول الله تعالى: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.“ [صحيح البخاري ومسلم].) (18)
رابعا: الاشتراك في مطلق الاسم لا يقتضي التشبيه والتمثيل:
- قال عثمان الدارمي (ت. 280 هـ) في رده على بِشر المريسي المعتزلي:
«إنما نصفه بالأسماء لا بالتكييف ولا بالتشبيه، كما يقال: إنه ملك كريم، عليم، حكيم، حليم، رحيم، لطيف، مؤمن، عزيز، جبار، متكبر. وقد يجوز أن يدعى البشر ببعض هذه الأسماء، وإن كانت مخالفة لصفاتهم. فالأسماء فيها متفقة، والتشبيه والكيفية مفترقة، كما يقال: ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء، يعني في الشبه والطعم والذوق والمنظر واللون. فإذا كان كذلك فالله أبعد من الشبه وأبعد. فإن كنا مشبهة عندك أن وحدنا الله إلهًا واحدًا بصفات أخذناها عنه وعن كتابه، فوصفناه بما وصف به نفسه في كتابه، فالله في دعواكم أول المشبهين بنفسه، ثم رسوله الذي أنبأنا ذلك عنه. فلا تظلموا أنفسكم ولا تكابروا العلم؛ إذ جهلتموه فإن التسمية في التشبيه بعيدة.» (19)
- قال ابن خزيمة الشافعي (ت. 311 هـ): (نحن نقول: إن الله سميع بصير كما أعلمنا خالقنا وبارؤنا، ونقول: من له سمع وبصر من بني آدم فهو سميع بصير، ولا نقول أن هذا تشبيه المخلوق بالخالق.) (20)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/41)
وقال: (ولو لزم - يا ذوى الحجا- أهل السنة والآثار إذا أثبتوا لمعبودهم يدين كما ثبتهما الله لنفسه، وثبتوا له نفسا -عز ربنا وجل-، وأنه سميع بصير، يسمع ويرى، ما ادعى هؤلاء الجهلة عليهم أنهم مشبهة، للزم كل من سمى الله ملكًا، أو عظيمًا ورؤوفًا، ورحيمًا، وجبارًا، ومتكبرًا، أنه قد شبه خالقه -عز وجل- بخلقه، حاش لله أن يكون من وصف الله جل وعلا، بما وصف الله به نفسه، في كتابه، أو على لسان نبيه المصطفى –صلى الله عليه وسلم- مشبها خالقه بخلقه.) (21)
- قال محمد بن إسحاق ابن منده (ت. 395 هـ): ( ... وذلك أن الله تعالى امتدح نفسه بصفاته تعالى، ودعا عباده إلى مدحه بذلك، وصدق به المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبيّن مُراد الله عز وجل فيما أظهر لعباده من ذكر نفسه وأسمائه وصفاته، وكان ذلك مفهوما عند العرب غير مُحتاج إلى تأويلها، فقال عز وجل: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 54]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:” قال الله تعالى: (إني حرّمت الظلم على نفسي) “، وقال صلى الله عليه وسلم بيانًا لقوله: ”إن الله كتب كتابا على نفسه فهو عنده: إن رحمتي تغلب غضبي“، فبيّن مُراد الله فيما أخبر عن نفسه، وبيَّن أن نفسه قديم غير فانٍ بفناء الخلق، وأن ذاته لا توصف إلا بما وصف، ووصفه النبي صلى الله عليه وسلم، لأن المجاوز وصفهما يوجب المماثلة، والتمثيل والتشبيه لا يكون إلا بالتحقيق، ولا يكون باتفاق الأسماء، وإنما وافق اسم النفس اسم نفس الإنسان الذي سماه الله نفسًا منفوسة، وكذلك سائر الأسماء التي سمى بها خلقه، إنما هي مستعارة لخلقه منحها عباده للمعرفة ...
وإنما ينفي التمثيل والتشبيه النية، والعلم بمباينة الصفات والمعاني، والفرق بين الخالق والمخلوق في جميع الأشياء فيما يؤدي إلى التمثيل والتشبيه عند أهل الجهل والزيغ، ووجوب الإيمان بالله عز وجل وبأسمائه وصفاته التي وصف بها نفسه وأخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن أسامي الخلق وصفاتهم وافقتها في الإسم وباينتها في جميع المعاني، بحدوث خلقه وفنائهم، وأزلية الخالق وبقائه، وبما أظهر من صفاته ومنع استدراك كيفيتها، فقال عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}» (22)
- قال أبو عمر الطلمنكي المالكي الأندلسي (ت. 429 هـ) في كتاب "الوصول إلى معرفة الأصول": (قال قوم من المعتزلة والجهمية: لا يجوز أن يسمى الله عز وجل بهذه الإسماء على الحقيقة ويسمى بها المخلوق. فنفوا عن الله الحقائق من أسمائه، وأثبتوها لخلقه، فإذا سُئلوا ما حملهم على هذا الزيغ؟ قالوا: الإجتماع في التسمية يوجب التشبيه.
قلنا: هذا خروج عن اللغة التي خوطبنا بها لأن المعقول في اللغة أن الإشتباه في اللغة لا تحصل بالتسمية، وإنما تشبيه الأشياء بأنفسها أو بهيئات فيها كالبياض بالبياض، والسواد بالسواد، والطويل بالطويل، والقصير بالقصير، ولو كانت الأسماء توجب إشتباها لاشتبهت الأشياء كلها لشمول إسم الشيء لها، وعموم تسمية الأشياء به، فنسألهم: أتقولون إن الله موجود؟ فإن قالوا: نعم. قيل لهم: يلزمكم على دعواكم أن يكون مشبها للموجودين. وإن قالوا: موجود ولا يوجب وجوده الإشتباه بينه وبين الموجودات. قلنا: فكذلك هو حيٌ، عالمٌ، قادرٌ، مريدٌ، سميعٌ، بصيرٌ، متكلمٌ، يعني ولا يلزم إشتباهه بمن اتصف بهذه الصفات.) (23)
قال أبو نصر السجزي الحنفي (ت. 444 هـ): (والأصل الذي يجب أن يُعلم: أن اتفاق التسميات لا يوجب اتِّفاق المسمّين بها، فنحن إذا قلنا: إن الله موجود رؤوف واحد حيٌّ عليم سميع بصير متكلم، وقلنا: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان موجودًا حيًّا عالمًا سميعًا بصيرًا متكلمًا، لم يكن ذلك تشبيها، ولا خالفنا به أحدًا من السلف والأئمة، بل الله موجود لم يزل، واحد حي قديم قيوم عالم سميع بصير متكلم فيما لم يزل، ولا يجوز أن يوصف بأضداد هذه الصفات.) (24)
خامسًا: كل مُعطل مُمثل، وكل مُمثل مُعطل: وذلك لأن المُعطِّل تصوّر التشبيه في ذهنه فنفى الصفة، والمُمثل عطَّل الصفة بتمثيله الخالق بالمخلوق، إذ ليست هي حقيقة الصفة كما أنه عطل النصوص.
أقوال السلف الصالح والأئمة من بعدهم في تنزيه الله عن التشبيه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/42)
- قال عبد الرحمن بن القاسم (ت. 191 هـ) صاحب الإمام مالك: «لا ينبغي لأحد أن يصف الله إلا بما وصف به نفسه في القرآن، ولا يشبه يديه بشيء، ولا وجهه بشيء، ولكن يقول: له يدان كما وصف نفسه في القرآن، وله وجه كما وصف نفسه، يقف عندما وصف به نفسه في الكتاب، فإنه تبارك وتعالى لا مثل له ولا شبيه، ولكن هو الله لا إله إلا هو كما وصف نفسه» (25)
- قال نُعيم بن حماد (ت. 228 هـ): «حق على كل مؤمن أن يؤمن بجميع ما وصف الله به نفسه ويترك التفكر في الرب تبارك وتعالى ويتبع حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق". قال نعيم: ليس كمثله شيء ولا يشبهه شيء من الأشياء» (26)
- قال عثمان الدارمي (ت. 280 هـ): «وكما أنه ليس كمثله شيء فليس كيده يد.» (27)
وقال: «وكما ليس كمثله شيء ليس كسمعه سمع ولا كبصره بصر ولا لهما عند الخلق قياس ولا مثال ولا شبيه.» (28)
وقال: «فهذه الأحاديث قد جاءت كلها وأكثر منها في نزول الرب تبارك وتعالى في هذه المواطن، وعلى تصديقها والإيمان بها أدركنا أهل الفقه والبصر من مشايخنا، لا ينكرها منهم أحد ولا يمتنع من روايتها، حتى ظهرت هذه العصابة (الجهمية) فعارضت آثار رسول الله برد، وتشمروا لدفعها بجد فقالوا: "كيف نزوله هذا؟ " قلنا: لم نُكلف معرفة كيفية نزوله في ديننا ولا تعقله قلوبنا، وليس كمثله شيء من خلقه فنشبه منه فعلا أو صفة بفعالهم وصفتهم.» (29)
- قال ابن أبي زَمَنِين المالكي الأندلسي (ت. 399 هـ): (فهذه صفاتُ ربِّنا التي وصف بها نفسه في كتابه، ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم، وليس في شيء منها تحديد، ولا تشبيه، ولا تقدير، فسبحان من {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. لم تره العيون فتحده كيف هو كَيْنُونِيته، لكن رأته القلوب في حقائق الإيمان به.) (30)
- قال يحيى بن عمار الحنبلي (ت. 422 هـ) في رسالته إلى السلطان محمود: (ولا نحتاج في هذا الباب إلى قولٍ أكثر من هذا أن نؤمن به، وننفي الكيفية عنه، ونتقي الشك فيه، ونوقن بأن ما قاله الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا نتفكر في ذلك ولا نسلط عليه الوهم، والخاطر، والوسواس، وتعلم حقًّا يقينا أن كل ما تصور في همك ووهمك من كيفية أو تشبيه، فإن الله سبحانه بخلافه وغيره.) (31)
وغيرهم كثير، اقتصرنا على ما ذكرناه اختصارًا.
حُكم التشبيه:
تشبيه صفات الله عز وجل كُفرٌ، فهو ردٌّ للنصوص كقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]، وقوله سبحانه: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4] وغيرها من نصوص التنزيه.
- قال نعيم بن حماد (ت. 228 هـ): «من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، فليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيه» (32)
- قال إسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ): «من وصف الله فشبه صفاته بصفت أحد من خلق الله فهو كافر بالله العظيم، لأنه وصف بصفاته، إنما هو استسلام لأمر الله ولما سن الرسول.» (33)
- يزيد بن هارون (ت. 206هـ): قال شاذ بن يحيى الواسطي: كنت قاعدًا عند يزيد بن هارون، فجاء رجل فقال: يا أبا خالد، ما تقول في الجهمية؟
قال: «يُستتابون، إن الجهمية غلت ففرغت في غلوها إلى أن نَفَت، وإنّ المشبهة غلت ففرغت في غلوها حتى مثلت. فالجهمية يستتابون، والمشبهة: كذى» رماهم بأمر عظيم. (34)
من علامات أهل البدع: تسميتهم لأهل السنة – أهل الأثر- بالمشبهة
- قال إسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ): «علامة جهم وأصحابه دعواهم على أهل الجماعة -وما أولعوا به من الكذب- أنهم مشبهة، بل هم المعطلة، ولو جاز أن يُقال لهم: هم المشبهة، لاحتمل ذلك، وذلك أنهم يقولن: إن الرب -تبارك وتعالى- في كل مكان بكماله، في أسفل الأرضين وأعلى السموات على معنى واحد، وكذبوا في ذلك، ولزمهم الكفر.» (35)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/43)
- قال أبو زرعة الرازي (ت. 264 هـ): «المعطلة النافية الذين ينكرون صفات الله عز وجل التي وصف بها نفسه في كتابه، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، ويكذبون بالأخبار الصحاح التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصفات، ويتأولونها بآرائهم المنكوسة على موافقة ما اعتقدوا من الضلالة وينسبون رواتها إلى التشبيه، فمن نسب الواصفين ربهم تبارك وتعالى بما وصف به نفسه في كتابه، وعلى لسان نبيه –صلى الله عليه وسلم-، من غير تمثيل ولا تشبيه، إلى التشبيه فهو مُعطل نافٍ، ويُستدل عليهم بنسبتهم إياهم إلى التشبيه أنهم معطلة نافية، كذلك كان أهل العلم يقولون منهم: عبد الله بن المبارك، ووكيع بن الجراح.» (36)
وقال: «علامة الجمهية: تسميتهم أهل السنة مشبهة» (37)
- وقال أبو حاتم الرازي (ت. 277 هـ): «وعلامة الجهمية: أن يسموا أهل السنة مشبهة ونابتة» (38)
- قال أبو عثمان الصابوني (ت. 449 هـ): (وعلامات البدع على أهلها ظاهرة بادية، وأظهر آياتهم وعلاماتهم: شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم، واحتقارهم لهم، وتسميتهم إياهم حشويّة، وجهلة، وظاهرية، ومشبهة. اعتقادًا منهم في أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها بمعزل عن العلم، وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم، من نتائج عقولهم الفاسدة، ووساوس صدورهم المظلمة، وهواجس قلوبهم الخالية عن الخير، العاطلة، وحججهم بل شبههم الداحضة الباطلة {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 23]، {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج: 18].) (39)
مواضيع ذات صلة:
- مقدمة في عقيدة السلف الصالح في صفات الله عز وجل ( http://as-salaf.com/article.php?aid=8&lang=ar)
- عقيدة السلف في الصفات: معنى قولهم (أمروها كما جاءت) ( http://as-salaf.com/article.php?aid=68&lang=ar)
- عقيدة السلف في الصفات: قولهم (بلا كيف) ( http://as-salaf.com/article.php?aid=75&lang=ar)
(1) لسان العرب لابن منظور، مادة: شبه.
(2) الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري (ج6 ص2236)
(3) تهذيب اللغة للأزهري (ج6 ص92)
(4) الحجة في بيان المحجة لإسماعيل الأصبهاني (ج1 ص306)
(5) معاني القرآن للنحاس (ص297)
(6) الحجة في بيان المحجة لأبي القاسم إسماعيل الأصبهاني (ج1 ص231 - 244)، قال: "أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، أنا أبو منصور معمر بن أحمد قال: ... " وذكر الاعتقاد.
(7) رواه عنه تلميذه أبو عيسى الترمذي في سننه / سنن الترمذي (ج2 ص42)
(8) التنبيه والرد على أهل البدع والأهواء للملطي (ص89 - 90)
(9) سنن أبي داود حديث رقم (4730) كتاب السنة، باب في الجهمية، سنده صحيح.
(10) نقض الدارمي (ج2 ص688 - 689)
(11) طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (ج3 ص239)، قال: "قرأت بخط الوالد السعيد (أبو يعلى) قال: نقلتُ من خط أبي بكر بن شاقلا قال: أخبرنا أبو إسحاق بن شاقلا – قراءة عليه- قال: ... فذكر المناظرة.
(12) عقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني (ص37) تحقيق أبو اليمين المنصوري، و (ص161 - 162) بتحقيق ناصر الجديع
(13) المختار في أصول السنة لابن البنا (ص 81)
(14) الأربعين في صفات رب العالمين (ج1 ص104)
(15) إيثار الحق على الخلق لابن الوزير (ص128)
(16) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (ج3 ص530 و531) رواها من طريق ابن أبي حاتم في "الرد على الجهمية" عن أبيه أبي حاتم الرازي عن عبد الرحمن بن عمر رسته عن ابن مهدي. ورواه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (ج9 ص8) بسند آخر إلى عبد الرحمن بن عمر رسته. ونقله الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج9 ص196) و تاريخ الإسلام (ج13 ص284).
(17) شرح السنة للبغوي (ج15 ص257)
(18) الحجة في بيان المحجّة لإسماعيل الأصبهاني (ج1 ص288 - 289)
(19) نقض الدارمي (ج1 ص302 - 303)
(20) كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل لابن خزيمة (ج1 ص61 فما بعده)
(21) كتاب التوحيد (ج1 ص64)
(22) كتاب التوحيد لابن منده (ج3 ص7 - 9)
(23) العلو للعلي الغفار للذهبي (ص246)
(24) درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (ج2 ص89 - 90)
(25) أصول السنة لابن أبي زمنين (ص75) بسنده قال: حدثني إسحاق (بن إبراهيم الطليطلي)، عن محمد بن عمر بن لبابة، عن محمد بن أحمد العتبي، عن عيسى بن دينار، عن عبد الرحمن بن القاسم أنه قال: .... وذكره.
(26) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (ج3 ص527) قال: "ذكره عبد الرحمن (بن أبي حاتم) قال: وجدت في كتاب أبي: نعيم بن حماد قال: .... " وذكره.
(27) نقض الدارمي على بشر المريسي (ج1 ص299)
(28) نقض الدارمي (ج1 ص308)
(29) الرد على الجهمية للدارمي (ص79)
(30) أصول السنة لابن أبي زمنين (ص74)
(31) الحجة في بيان المحجة لإسماعيل الأصبهاني (ج2 ص107)
(32) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (ج3 ص532) من طريق ابن أبي حاتم الذي رواه في "الرد على الجهمية" عن عبد الله بن محمد بن الفضل الصيداوي (وهو صدوق [الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 163)]) عن نعيم بن حماد. سير أعلام النبلاء للذهبي (ج10 ص610) بسندٍ آخر؛ تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (ج62 ص163) بسنده.
(33) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (ج3 ص532) بسند صحيح من طريق عبد الرحمن بن أبي حاتم الذي رواه في كتابه "الرد على الجهمية".
(34) شرح أصول اعتقاد أهل السنة (ج3 ص531 - 532)
(35) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (ج3 ص532) بسند صحيح من طريق عبد الرحمن بن أبي حاتم الذي رواه في كتابه "الرد على الجهمية".
(36) الحجة في بيان المحجة (ج1 ص187)، قال: قال أبو الشيخ: حكى إسماعيل بن زرارة قال: سمعت أبا زرعة الرازي قال: ... فذكره.
(37) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (ج1 ص180) بسند صحيح
(38) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (ج1 ص182) و (ج3 ص533)
(39) عقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني (ص 299) تحقيق ناصر الجديع؛ ورواه عن الإمام الصابوني الإمام إسماعيل الاصبهاني من طريق ابن الإمام الصابوني أبو بكر (ج 1 ص203 - 204)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/44)
ـ[أبو أحمد المقتدي]ــــــــ[11 - 06 - 10, 12:30 م]ـ
جزاك الله خير على هذا النقل الطيب المبارك
ونسال الله تعالى ان يميتنا على التوحيد و العقيدة الصافية
ـ[ابو علي الفلسطيني]ــــــــ[11 - 06 - 10, 04:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع القيم ... بارك الله فيكم(64/45)
سؤال فيما يخص حدود العلاقة بغير المسلمين في إطار الدعوة
ـ[أبو سعيد الكناني]ــــــــ[11 - 06 - 10, 04:41 م]ـ
الأخوة الأفاضل أردت السؤال عن حدود العلاقة مع من هم ليسوا بمسلمين وكذا ليسوا بأهل كتاب، فهم إما يزعمون أنهم لا دين لهم، أو ملحدين أو علمانيين، وهم لا يعادون أهل الدين ولا يقفون في وجه الدعوة، ولكنهم شباب كانت نشأتهم في أحضان بلاد الكفر وآباؤهم وأمهاتهم من المسلمين، ورضعوا تلك الأفكار من مدارس الإلحاد في الغرب ومن مخالطة الملحدين، فما هي الحدود المسموح بها في العلاقة معهم إن كان مبعث ذلك دعوتهم وتوضيح الحق لهم،خاصة وأنهم لا ينفرون من اهل الدين بل يحترمونهم ويستمعون لمقالتهم بأدب وكذا يناقشون، وقد توطدت علاقاتهم ببعض الاخوة لدرجة طيبة قد تستغل في توجيههم وتصحيح فساد اعتقادهم،فهل يجوز الترفق بهم والسؤال عن احوالهم ورفقتهم في بعض الأسفار ومؤاكلتهم ومجالستهم، وكل ذلك من قبيل استمالة قلوبهم للدين ويتخلل ذلك كله حوار ونقاش، مع التأكيد على بغض ما هم عليه من الكفر البواح وهم يفهمون ذلك، فلا يتطرق لأذهانهم أن هذا مبعثه الرضا بما هم فيه، وإنما يعلمون أن مبعث ذلك كله سماحة الدين، وأننا نريد بهم الخير، وما فرغت لهم تلك الأوقات إلا لخيرهم، وهل هناك كتب عنيت بمثل هذا الأمر وبيان حدوده ومحظوراته، أرجو الإفادة العاجلة(64/46)
هل تعلم أن أرجى آية في كتاب ... ؟
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[11 - 06 - 10, 08:10 م]ـ
ذكر القرطبي في تفسيره:أن الصحابة رضوان الله عليهم تذاكروا القرآن فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: قرأت القرآن من أوله إلى آخره فلم أر فيه آية أرجى وأحسن من قوله تبارك وتعالى: قل كل يعمل على شاكلته فإنه لايشاكل بالعبد إلا العصيان ولايشاكل بالرب إلا الغفران وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قرأت القرآن من أوله إلى آخره فلم أر فيه آية أرجى وأحسن من قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول قدم غفران الذنوب على قبول التوبة وفي هذا إشارة للمؤمنين وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: قرأت جميع القرآن من أوله إلى آخره فلم أر آية أحسن وأرجى من قوله تعالى: نبىء عبادي أني أنا الغفور الرحيم وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه
قرأت القرآن من أوله إلى آخره فلم أر آية أحسن وأرجى من قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم قلت اي [القرطبي]: وقرأت القرآن من أوله إلى آخره فلم أر آية أحسن وأرجى من قوله تعالى: والذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون.
وكلنا يعرف معنى الظلم في الآية
ـ[همام بن همام]ــــــــ[12 - 06 - 10, 03:26 ص]ـ
جزاك الله خيراً.
والآية لا يوجد فيها واو في أولها.
{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}
ـ[أبوالحارث العراقي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 03:43 ص]ـ
قال البخاري حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت " ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " قال أصحابه وأينا لم يظلم نفسه؟ فنزلت" إن الشرك لظلم عظيم " وقال الإمام أحمد حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت هذه الآية " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " شق ذلك على الناس فقالوا يا رسول الله أينا لم يظلم نفسه؟ قال إنه ليس الذي تعنون ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح " يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم " إنما هو الشرك.
من تفسير بن كثير
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[12 - 06 - 10, 04:00 م]ـ
جزاك الله خيراً.
والآية لا يوجد فيها واو في أولها.
{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}
بارك الله فيك.
فقد دخلت مع النسخ(64/47)
تلخيص محاضرات (تيارات فكرية معاصرة) للشيخ حسن الأسمري
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[11 - 06 - 10, 11:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص محاضرات
(تيارات فكرية معاصرة)
للشيخ حسن الأسمري
دكتور المذاهب المعاصرة بجامعة الملك خالد
وجدته في إحدى المنتديات من تلخيص الأخ: بدر باسعد
ألقيت الدروس عام 1428
وهي مفيدة ونافعة جدا لمن يهتم بهذا الموضوع
المحاضرات الصوتية موجودة هنا ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=181478 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=181478)
وإليكم التلخيص ..
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[11 - 06 - 10, 11:50 م]ـ
الشريط الأول
مراتب العلم الستة:
1 - حسن السؤال.
2 - حسن الاستماع.
3 - حسن الفهم
4 - حسن الحفظ.
5 - حسن التعليم.
6 - حسن العمل.
المصطلحات الثلاثة الأساسية: الفكر والعلم والثقافة:
ما الفرق بين العلم والفكر والثقافة؟
·العلم: نشاط عقلي، له منهج، وعليه دليل.
·الفكر: نشاط عقلي له منهج.
·الثقافة: نشاط عقلي. تقسم إلى:
مثقف منتميا إلى مذهب أو طائفة.
مثقف منتمي إلى قضية.
هل المثقف مفكر أو عالم؟
إذا كان له منهحية يصبح مفكر، وإذا كان له منهج ودليل يصبح عالم.
مثال المثقف: مثقف تشغله قضية المرأة: الحجاب والاختلاط. فيصبح مسلم أو علماني بحسب النظرة التي يعتمدها في معالجة الموضوع.
منهجية المثقف:
توفيقية: يجمع من كل فن وعلم ما يساعده على نصرة قضيته دون تناقض.
تلفيقية: من يجمع من اطلاعه ما ينصر قضيته ولكن دون انضباط فيظهر التناقض والتصادم بين أفكاره، لا سيما حين يأخذ من مناهج مختلفة.
العلم قسمان:
·علم ديني كالفقه وعلومه، والتفسير وعلومه.
·علم دنيوي: كالفيزياء والكمياء وغيرها.
وبسبب غياب الدليل المسلم به والمتفق عليه عند المفكر أصبح المفكرون لهم مناهج وتيارات بعكس العلم فلا تجد له تيارات وفرق.
حاضر العالم الإسلامي والاتجاهات الكبرى فيه:
ونهتم بالعالم العربي على وجه الخصوص، في المائتين العام الأخيرة، والموافقين لمنهج أهل السنة بالمفهوم الواسع وهم أربع اتجاهات:
1.الاتجاه السلفي: وهو الأشهر في القرنين السابقين والأكثر تأثيرا. ونشأ على يد ابن تيمية وتأصل في القرن الثامن الهجري، وكان علمه رحمه الله تعالى أقرب إلى النخبة، فلم يصل علمه إلى كثير من الناس حتى جاء القرن الثاني عشر الهجري، مع ظهور الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى فنجح في توسيع دائرة أهل السنة وتسهيله وعمل على نشره إلى ما نراه اليوم، وقد تأثرت به عدد من البلاد الإسلامية والحركات الإسلامية كجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر، وجمعية العلماء المسلمين بالجزائر وشخصيات مشهورة كمحمد رشيد رضا وجمال الدين القاسمي.
2.الكلامي الصوفي: برز في القرن الخامس الهجري وسمي بهذا الاسم لأن أغلب أتباعه كان في المعتقد على طريقة أهل الكلام، وفي طريقة السلوك والعبادة لهم طريقة يتبعها. وبعضهم كانوا متكلمين ثم تصوفوا آخر حياتهم ومنهم بالعكس. وكان حاضرا في الأزهر والقرويين والأمويين في دمشق وغيرها. ظهر على يد المتكلمين في القرن الثالث الهجري أهم رجاله: أبو الحسن الأشعري والماتريدي وابن كلاّب.
3.العصراني:ومن أسمائه التنويري والعقلاني، وهو اتجاه جديد ظهر في القرن نهاية الثالث عشر الهجري والرابع عشر الهجري. وكانت المشكلة الأساسية هي (مواكبة العصر) بدأ على يد (جمال الدين الأفغاني، وتلميذه: محمد عبده) وأكبر إشكالية وقعوا فيها هي التأويل. بمعني: كيف يوفق بين علم العصر وعلم الوحي؟.
4.التغريبي: ظهر أيضا في نهاية القرن الثالث عشر ورواده جعلوا الغرب هو المصدر للنهضة وتقليده هو المخرج لأزمة الأمة وعلينا ترك ماضينا بالكلية لأن الغرب حاضر لا يتجزأ. ومن روّاده: طه حسين، سلامة موسى، وغيرهم. بدايته كانت من المتأثرين بالبعثات العلمية، وكذلك من مدارس الإرساليات الأجنبية. قال أحد دعاتهم: (فان – ديك) = منصّر أمريكي تخرج من الطب وعمره 21 عام وأرسل إلى الشام للتنصير لأكثر من 60 عاما، وفتح أول مطبعة أهلية بهدف طباعة التوراة، ثم فتح مدرسه ثم جعلها كلية وكانت أول جامعة حديثة في العالم العربي وهي الجامعة الأمريكية اليوم. في هذه الكلية تعلم مجموعة من الطلاب فانقسموا إلى قسمين: قسم متدين نصراني، وقسم علماني. لأنهم تأثروا بالتيارات اللادينية الغربية بعد تعلمهم لغة الغرب. وفي عام 1882 م احتل الإنجليز مصر واستعان بخريجي الكلية، وصارت هجرة الشوام إلى مصر وكان أغلبهم من النصارى. ومن أهم ما فعلوه هؤلاء المتغربين: فتح الصحافة. جورجي زيدان أسس الهلال، وآل صروف، والمقطم والأهرام، وفارس نمر المقتطف فانتشر التغريب في الناس.وبعد زمن بدأ التغريب يتخذ مسارات أخص فكان أشهرها:
a. الليبرالي الوطني العلماني: البارزين فيه طلاب البعثات.
b. القومي العلماني: انطلق من بلاد الشام،
c. الماركسي = الشيوعي: انطلق من دائرة الاحتلال وأسسته طائفة من اليهود العرب ثم توسعت في العالم الإسلامي بشكل كبير.
ولم تتبلور إلى درجة تيارات فكرية متخصصة حتى افتتحت جامعة القاهرة و ولادة التخصصات الدقيقة، وجلب المتخصصين الغربيين. وكان رئيسها: محمد لطفي السيد. وقد تعددت التيارات إلى أكثر من 20 تيار فكرية متخصصة. وأول من حصل على الدكتوراة هو: د. عبد الرحمن بدوي. وكانت رسالته عن الوجودية.
وهذه الدورة متخصصة في الاتجاه الرابع: التغريبي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/48)
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[11 - 06 - 10, 11:51 م]ـ
الشريط الثاني والثالث
بداية الجامعات:
تعتبر الجامعة أداة من أدوات نشر الأفكار، ولقد قال أحد شعراء الهند (إن فرعون لو علم أثر الجامعات لما قتل بني إسرائيل ولفتح لهم جامعات). وأما الحديث عن بداية فكرة الجامعات فلقد أخذ الغربيين مفهوم الجامعات أساسا من الجامعات الإسلامية المنتشرة في المساجد، وإنما عزلوه عن الكنائس وجعلوا له أماكن مستقلة. بدأت الجامعات الغربية في القرن الثاني عشر الميلادي ومن أشهر هذه الجامعات جامعة بادوا في إيطاليا وكانت أهم أعمالها: ترجمة العلوم العربية الإسلامية إلى اللغات الغربية حتى أصبحت هذه الجامع معقل التحولات الحديثة الغربية، وكان يقال عنها: موطن الفكر الرشدي نسبة إلى الفقيه: ابن رشد الأندلسي. الذي اشتهر بترجمة ودراسة كتب أرسطو. وقد هيمن هذا التيار (الرشدي) على الغربيين ما يقارب 3 قرون.
أهمية الموضوع:
تكمن أهمية الموضوع في النقاط التالية:
1 - بسبب تأثير هذه التيارات على الواقع الإسلامي اليوم.
2 - الوعي: بسبب ظروف الانفتاح التي حصلت مع التقدم العلمي التكنولوجي. والوعي يركز على أمرين:
·التحديات: فأي أمر يشكل تحدي للأمة فلابد من الوعي بها.
·المخاطر.
3 - لمنافسة الواضحة البارزة بين العلم والفكر.
كيف ندرس التيارات الفكرية؟
وإجاباتنا هنا متعلقة بمن يدرس هذا الموضوع على سبيل الثقافة لا التخصص، فلمن كانت هذه حاله فأوصيه بثلاثة أمور:
1.تكوين خارطة فكرية لهذه التيارات، مثل خرائط المالواقع. أنت تعرف الأماكن على الورقة قبل أن تعرفها على الواقع.
2.تكوين معرفة جيدة بالأفكار الأكثر انتشارا في مجتمعنا. وعلى سبيل المثال: الليبرالية، النسوية: أي تيارات تحرير المرأة بدارسها وتياراتها، العولمة، الديمقراطية، الخصخصة.
3.المعرفة المتخصصة بما له صلة بمجالك العلمي. فمن تخصص بالفقه في المعاملات الإسلامية لابد أن يكون واعيا بالفكر الاقتصادي المعاصر. ومن تخصص في اللغة العربية، في مجال الأدب. فلابد أن يتخصص في المدارس الأدبية الحديثة. وهكذا.
مباحث الفكر:
تتكون المباحث الفكرية من ثلاثة مباحث أساسية:
1 - الوجود: فإذا كان المبحث يتحدث عن الوجود الإلهي فيسمى الفكر الإلهي، وإن كان ما سوى الله تعالى في الوجود فيمسى: الانطولوجيا.
2 - نظرية المعرفة (الإبستومولوجيا): تتحدث عن حدود المعرفة ماذا نستطيع أن نعرف؟ وكيف نعرف؟ وما مصادر المعرفة؟ وما مدى موثوقيتها؟ ومناهج المعرفة؟.
3 - القيم (الإكسلوجيا): وهو من أوسع المباحث وأكبرها حجما، ويتحدثون فيها عن ثلاثة قيم أساسية هي:
·الحق: ويظهر فيها علم المنطق، والعقائد، والعلوم الرياضية.
·الخير: وتظهر فيها المبادئ الأخلاقية والسياسية.
·الجمال: وهم من يهتمون بالآداب والفنون وكل ما يرجع إلى العاطفة.
مراحل هذه العلوم:
أول ما عرف مكتوبا مع فلاسفة اليونان، وقد اشتهر فيها تقسيم أرسطو للعلوم وهي كالتالي: قسم الميتافيزيقيا (ما بعد الوجود) والقسم الثاني المعرفة، والقسم الثالث (الفلسفة) ويدخل فيها الطب والفيزياء وغيرها. وقد علّق شيخ الاسلام بن تيمية على علومهم فقال: إما علوم الإلهيات فليس عندهم شيء يذكر وغالبه ضلال، والصحيح فيه قليل جدا و معقد ولا يكاد يفهم. وأما العلوم الدنيوية فهو موطن اشتهارهم وإبداعهم وقد أتوا فيه بأشياء صحيحة ومعتبرة ويقبله جميع الناس.
ثم فلاسفة الإسلام كالكندي والفارابي وابن سينا، ثم تأصيلها إسلاميا على يد: ابن عبد البر الذي أعاد ترتيب هذه العلوم ترتيبا إسلاميا في القرن الرابع الهجري من خلال كتابه الشهير جامع بيان العلم وفضله، ثم جاء الغزالي وأعاد تقسيمها تقسيما بديعا لا إشكال فيه سوى أنه جعل علم المنطق أول هذه العلوم. حتى جاء ابن خلدون وأعاد التقسيم مرة أخرى في مقدمته وقد تكلم عن العلوم الحكمية التي تتعلق بعالم الأفكار، والعلوم النقلية الشرعية التي هي من إبداع هذه الأمة غالبا.
جذور الفكر الغربي الحديث (تاريخ الأفكار):
الكتابات التي تؤرخ للأفكار عادة ما تبدأ بالشرق (الصين – الهند – مصر) ومن الملاحظ في هذه الكتابات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/49)
1.عدم وجود ذكر للأنبياء، بسبب أن أغلب الذين ألفوا في هذا المجال علمانيين لا يريدون تأريخ الأديان.
2.المركزية الغربية: أي اعتبار الغرب هو المركز وكان نتيجة هذه المركزية تجاهل التاريخ الإسلامي والأمة الإسلامية.
فإذا أتينا إلى الفكر البشري وجدنا أن أقدم الموجود هو: المصري ثم البابلي ثم الفرس ثم الهند ثم الصين وهذه تعتبر المرحلة الأولى في الفكر البشري. ومن أبرز الأفكار في هذه المرحلة:
1 - الوثنية: فإن هذه الأمم وثنية وشركية، ويوجد في العالم اليوم ما يقرب من مليارين مشرك. والعجيب أن الفكر الغربي الحديث كان نزوعا إلى الوثنية اليونانية.
2 - وحدة الوجود: أي أن الله والكون شيء واحد، وأنه غير مباين له. ظهرت هذه الفكر الخبيثة عند الصين في الديانة الكنفوشية. وأما الذي ساهم في إحيائها ونشرها في الفكر الغربي هو (اسبينوزا) وغالب من يؤمن من علماء ومفكري الغرب إنما هو مؤمن على هذه الطريقة.
3 - شرائع حمورابي وهي مثال على القوانين البشرية وهي قبل المسيح بقرون ثم تطورت في اليونان حتى ظهر القانون اليوناني ثم تطورت إلى القانون الحديث.
مدارس اليونان الفكرية:
وكانت أكثرها تأثيرا بسبب تدوينها كتابيا ومن أهم مواضيعها التي اهتمت بها:
1 - الوجود المادي (الطبيعي): كيف وجد الكون؟.
2 - الوجود الإنساني:
3 - الوجود (غير واضحة): ويسمونها مرحلة الترتيب لكل ما سبق وأهم روّادها سقراط، أفلاطون، أرسطو.وهم من أكثر الناس أثرا في الفكر الحديث بل حتى على فكر كثير من المسلمين. ثم جاء بعد هؤلاء الثلاثة جاء (أفلوطين) الذي دمج بين الفكر اليوناني وبين أفكار الأمم القديمة كالهند والصين. ومن ثمارها في العصر الحديث ظهور (الأفلاطونية الحديثة) في القرن السابع عشر الميلادي ظهرت لها صورة في القرن التاسع عشر الميلادي.
4 - عصر انتشار النصرانية في أوروبا: في القرن الثالث الميلادي قبل ظهور الإسلام بقرنين، بعد أن كان الاضطهاد للنصارى هو الأمر السائد. حتى جاء (قسطنطين) فأراد جمع النصارى على عقيدة واحدة، فكان الاتفاق على التثليث في (مجمع نيقيا) وكأنها توفيقا بين الوثنية القديمة والنصرانية. وفي هذه المرحلة اختلط الفكر اليوناني مع النصرانية المحرفة فظهر ما يسمى (القرون الوسطى) وهو قسمين:
a. الآباء المؤسسين: فهم الذين أسسوا هذا التوجه الجديد لأوروبا كاملة.
b. المدرسيين: وهم الذين درسوا ما سجله الآباء. ففتحت المدارس التي ترعاها الكنيسة. ومن أهم الشخصيات في هذا الاتجاه هو (توماس الإكويني) الذي ظهر في القرن الثاني عشر فجعل من العقيدة النصرانية المحرفة مع الفلسفة اليونانية العقلية تدمج وتصبح التوجه الجديد للغرب. أما الكنيسة الغربية الآن تتبني فلسفة توماس الإكويني ويسمى تيار (التوماوية)
وتسمى هذه المراحل كلها بـ (الفكر القديم) وتميزت بعدد من السمات /
-التعاون الكنسي مع الملوك حتى وصلت إلى مرحلة شديدة من الانحطاط، فقد وقع الرهبان والأحبار في فساد وانحراف أخلاقي شديد مما سبب في ظهور الإباحية في أوروبا.
-صكوك الغفران: فكانت هذه قاصمة الظهر حتى أصبحت الكنائس تتنافس في الثراء من أجل هذه المبالغ الضخمة ففتح الباب عند غيرهم في الفساد الأخلاقي فصار الغش والخداع والسرقة وغيرها.
-محاكم التفتيش: الذين حرّقوا فيها المخالفين لها.
-ظهور التعليم الجامعي: وبدأ الكثير يفكرون في تصرفات الكنيسة. فاجتمع هذا الفكر المتنور مع وضعية الكنيسة القائمة ولّدت (كره) عميق للكنيسة ولذا اصطبغ الفكر الحديث بكره عظيم للدين. وقد استغل الملحدون هذه الثغرة في تثبيت كره الدين في أوروبا. فإذا وجد الدين يبقى في صورة فردية أما أن يكون له ظهور اجتماعي فلا.
5 - عصر انتشار الإسلام:
حيث عاد التوحيد إلى الأرض بعد أن ساد الشرك قرونا، وظهرت العلوم الشرعية تبعا لذلك ثم ظهور العلوم الدنيوية، وأعيد ترتيب العلوم والأفكار بالكامل مع علماء الإسلام، وعكر صفو هذه الحركة الصالحة الفرق التي خرجت عن الإسلام أو شوهت صورته. وعن هذا الدين العظيم أخذ الغرب نهضته الحديثة.
6 - عصر النهضة الأوروبية:
بدأ هذا العصر في (إيطاليا) بسبب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/50)
oسقوط القسطنطينية وقد كانت المركز الأساسي للنصرانية. فذهب العلماء والمشاهير ولحكماء إلى روما.
oسقوط الأندلس: فجمعوا ما أنتجته الحضارة الإسلامية في المكتبات والمساجد والبيوت.
oاكتشاف الطباعة. مما أدى إلى انتشار الكتب بين الناس.
oالأسفار. ساعدتهم على اكتشاف أراضٍ جديدة مثل أمريكا فيسرت لهم الأسباب المادية.
تميز عصر النهضة بظهور بأربع سمات:
-الإصلاح الديني.
-ظهور التيار الإنساني.
-والتطور في الفكر السياسي.
-ظهور التطور العلمي.
أولا: الإصلاح الديني:
بعد حصول الانحراف الديني والسلوكي والأخلاقي في الكنيسة الغربية، فخرج من النصارى المتدينين النصارى في الدعوة إلى أهمية إصلاح الكنيسة، وقالوا بالمشكلات الحقيقية التي في الكنيسة فمنهم من ذكر أن التثليث انحراف، ومنهم من قالوا أن المشكلة أخلاقية وليست شركية، وثالثة قالت: لم تقبل بسلطة الكنيسة ورفضت صكوك الغفران وأن الأصل أن تكون صلة الإنسان بالله مباشرة. أما أهل التوحيد فقد فشلوا. وأما الجانب الأخلاقي فقد وقع فيه ثورة كبيرة وظهرت البروتستانتية كدعوة جديدة تحاول تهذيب أخلاق رجال الدين وأشهر داعية لهم: (مارتن لوثر) فانفرد بطريقته واتهمته الكنيسة بأنه (محمدي) أي تأثر بالإسلام. ودافع عن نفسه بكتاب يذم فيه الرسول عليه الصلاة والسلام. ومن أهم الأمور التي حاربها بشدة: الثراء الفاحش، صكوك الغفران، وغيرها من الانحرافات السلوكية. ولقد قاد انشقاق مارتن عن الكنيسة العلماء والمفكرون إلى (البحث عن دين جديد)، والبعض الآخر تركوا الدين كاملا ولم يستبقوا منه إلا شكلا واحدا وهو (الإيمان بالله) وهو إيمان كحال المشركين.
ثانيا: ظهور التيار الإنساني:
وتوجهت النهضة الأوروبية دينيا إلى اليونان. فأخذوا ثقافة الإغريق التي تهتم بالإنسان ولكنه كان اهتماما بجسد الإنسان لا بروحه. فسموا (بالإنسانيين) لاهتمامهم بالدراسات التي تتناول الإنسان فقط ورفضوا الدراسات التي تهتم بالله عز وجل. واستبدلوا الأخلاق الدينية بالأخلاق الوثنية وتقوم على أسس الجمال والمتعة وحب الخلود فإن يتحقق لك الخلود فاعمل أعمال تخلدك، وعدم امتناع الإنسان عن تلبية رغباته ولذا انتشر عندهم اللواط. ثم اهتموا بالفنون بدلا من الدين وقالوا إن هذا هو تعبير عن إنسانية الانسان ومن أشهر فنونهم: الرسم، النحت. ولعدم قدرتهم على القطيعة التامة مع الكنيسة فرسموا للكنيسة ونحتوا لها ما تريد من تماثيل لمريم وابنها عيسى عليهما السلام. واشتهر عنهم أمران هما: الإلحاد لأن هذه حقيقة الثقافة الوثنية وللإنسان ما يشاء، والأمر الثاني: الإباحية لأن متعة الإنسان لا تتحقق إلا بالاستجابة لرغباته وإشباعها.
ومن الملاحظ أن الثقافات في التعامل مع الإنسان على قسمين:
-قسم يلغي الإنسان ويحتقره كثقافة الهند والصين والمتصوفة الذين يرون.
-قسم آخر فيه من الغلو والتطرف حتى يؤله نفسه هؤلاء الإنسانيين، وكلاهما تطرف، والوسط هو الإسلام.
ثم إن الاهتمام بالإنسان عندهم قد مرّ بمراحل هي:
1 - الوثنية.
2 - وثيقة حقوق الإنسان الأولى: واستغرقت ما يقارب 100 عام. وقد أعلنت مع الثورة الفرنسية.
3 - الاجتماع بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية على 1948 م وإصدار وثيقة حقوق الانسان الثانية. هذه الوثيقة تحوي ثلاثين مادة ترجع إلى ثلاثة عناصر هي:
a. الأمن: أن يعيش الإنسان آمنا. ومن ضمن الأمن أن يكون للإنسان كرامة.
b. الحرية.
c. المساواة.
d. الفاعلية: أن يكون لك شأن، أن تتحرك، أن تبذل.
ثالثا: الفكر السياسي:
لأنهم عندما اهتموا بالإنسان، فقالوا إن الإنسان لابد أن يعيش في مجتمع وهذا المجتمع لابد له من نظام، وبعد الخروج عن الكنيسة احتاجوا إلى خروج من تنظير الكنيسة السياسي. فظهرت أربعة مذاهب في هذه المرحلة:
-نيقولا مكيافيللي: أخرج كتاب الأمير ونظرته أن السياسة الصحيحة لابد أن تكون مفصولة عن كل قيمة، مفصولة عن الوفاء والصدق والرحمة. لأن هذه القيم سوف تكن عائقا لسياسة الدولة. وهذه الروح الميكافيللية هي السائدة في العصر الحديث.
-توماس مور: في نفس الزمن أخرج كتاب (يوتيبيا: أي المدينة الفاضلة) ومن أبرز أفكاره:
o فهذه الدولة الجديدة لكل إنسان أن يتدين بأي دين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/51)
oإلغاء الملكية. وكان هذا الأساس جذر لمذهب الاشتراكية فيما بعد.
oالحرص على السعادة الكلية للجميع.
-بودين: (السياسة الطغيانية أو الدكتاتورية) وظهرت نماذجها في الدول كالماركسية في روسيا، والنازية الألمانية، والفاشية الإيطالية.
-الاشتراك في السلطة بالانتخاب ويكون هناك عقدا بين الحاكم والشعب. وسمي فيما بعد بـ (الديموقرطية).
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[11 - 06 - 10, 11:52 م]ـ
الشريط الرابع
2. التيار التجريبي:
قام هذا التيار ضد التيار العقلي، ويعارضه في كثير من قضاياه. على يد (بيكون) البريطاني، أخرج كتاب (المنهج الجديد) تبشيرا بالمنهج التجريبي الذي يهدف إلى السيطرة على الطبيعة والتحكم فيها. وهاجم الاتجاه العقلي كثيرا وقال إنهم يشبهون العنكبوت مدهش في بناء بيته لكنه لا ينفع إلا نفسه، وكل واحد يستطيع هدمها. ثم نظر في آخرين يشتغلون في الحياة لكن دون منهج فهؤلاء يشبهون النمل يعملون في عمل مخصص فلا يوسع مداركه ولا يعرف غيره. أما نحن مثل النحل مدهشين كالعنكبوت، وجادين كالنمل، وننفع غيرنا.
وقد أصبح منهجا عاما في أوروبا ونتج عنه نكران كل ما لا يمكن تجريبه وبالتالي إنكار الغيب. رغم أن بيكون نفسه كان يقول أن الدين مصدره الوحي ولا يقول بإنكاره.
مسائل التيار التجريبي:
-نظرية المعرفة: فكان همهم الأساسي هو المعرفة. ماذا نعرف؟ وكيف نعرف (الآلية)؟ وما هو مصدر المعرفة؟.
-فكان أول خلاف لهم التيار العقلي أنهم حصروا مصدر المعرفة هو المحسوس فقط. وأنكروا تبعا لذلك الغيب.
-يولد الإنسان بأعضائه دون سابق معرفة ويبدأ من خلال حواسه يعرف ما حوله. وتتحول هذه المحسوسات أفكار ثم معاني كلية تساعده في معرفة ما حوله.
-أخذوا من الإنسانيين العناية بالإنسان وركزوا على قضية (الحرية الفردية للإنسان). وتطورت هذه النظرية على يد لوك حين قال: لو تخيلت أول تجمع بشري تجد أن كل فرد حر فيما يشاء وبينهم من الصداقة والود ثم لما كثر العدد احتاجوا إلى الدولة التي سلبت المرء شيئا من حرية الفرد، ونحن الآن نحتاج استعادة الحرية لهذا الإنسان من خلال تنظيم مجتمع جديد. يجتمع فيه الناس لسن قوانين تضمن حرياتهم وتنظيم أمورهم (السلطة التشريعية) - قبل هذه المرحلة كان المشرع هو الكنيسة - وعلى الرئيس حماية هذه الحقوق وعليه تنفيذ هذه القرارات من خلال (السلطة التنفيذية). فإذا اختلفت السلطتان تحكم بينهم (السلطة القضائية). وأما الخلاف بين الناس فيكم فيه إما التنفيذية أو القضائية.
-التسامح الديني: خاصة مع لوك الذي أخرج 4 كتب في هذا المجال. والمقصود به: لماذا يفرض أحد دينه على الآخرين؟ وقد استثني من هذا التسامح 3 طوائف وهم: الملحدون، ومن تدين بدين سلطته الدينية في بلاد أخرى، والذين لا يرون بالتسامح.
-الأخلاق والتربية: وتظهر أزمة عندهم بسبب غياب البعد الديني وإهمال الدين، ولذا بدأ الاهتمام بهذا الجانب ومن هذه الكتب (آراء في التربية) لمؤلفه: لوك. وتشعر أن سرقها من الإسلام. مثل قوله (شرط العلم العمل)، (غرس الفضائل في المجتمع: كالتعاون)، (عدم تكثير اللغات على الطفل)، (تربية الأبناء على الفروسية والشجاعة).
-اشتهر بعلوم الطبيعيات، ومن ثمراتها التطور الصناعي والاختراعات.
-الاهتمام بالجانب الاقتصادي: ويبحث في الجانب الأول: كيف تحصل على المال؟ فانطلق المفكرون يبحثون في هذه المسالة وضعوا طرق علمية لنزع الجانب الاقتصادي من دائرة الدين، فلما جاء الاقتصادي الشهير (آدم سميث) وضع مبادئ الرأس مالية وأهمها (دعه يعمل، دعه يمر) ومعناه:أن الفرد الحر من حقه أن يعمل (دعه يعمل) بعكس نظام الإقطاع الاستعبادي، فإذا عمل العمل الذي يريد فإن له الحق في تصريف وترويج إنتاجه وهذا المقصود بـ (دعه يمر).
موقفهم من الدين:
فالأوائل منهم لا يؤمنون بالتثليث، ولكن بإله واحد. ولا يمكن الاعتماد على الدين في أمور الحياة، لا في العبادات ولا في المعاملات.
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[11 - 06 - 10, 11:53 م]ـ
الشريط الخامس
1.التيار الفكر العلمي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/52)
يعد النشاط العلمي من أبرز الأنشطة الناجحة في أوروبا، فلما حصل له هذا النجاح المشهود أراد بعض المفكرين تعميم المنهج العملي على جميع الأمور وسمي (التيار العلموي) وهو التيار المتحمس للعلم بغلو. فأصبح تعظيمهم للمنهج العلمي (التجريبي) سمة غالبة. فاخرجوا القضايا الدينية. وأثر هذا في فصل العلم عن الدين فأورث هذا الأمر أزمة في الاختراعات العلمية وتوظيفها.
أثر النظريات العلمية على الفكر الحديث:
1 - نظرية الفلك الجديدة (كوبرنيكوس): وسبق شرحها وشرح ظروفها، وترتب على هذه النظرية: الشك في النص الديني.
2 - نظرية نيوتن في الجاذبية التي تفسر الحركة في المجموعة الشمسية. وترتب عليها فكريا أثرين هما:
آلية حركة الكون أي أن الله خلقه وأوجد فيه طاقة تحركه وتركه لا يتحكم فيه، وبما أن الكون مثل الآلة فإن أي تغير في الآلة يسبب خلل في الآلة. فأنكروا المعجزات باعتبارها تغيرا في الآلة وخرقا لقانونها.
وعندما سئل نيوتن: هل الله لا يتدخل في الكون؟
قال: يتدخل الإله حيت يختل نظام الكون.
فقال له آخر: أن تشبه الله بالصانع الأخرق الذي لا يجيد الصنع.
3 - نظرية الدارونية (التطور): وهي أخطرها ومفادها: أن العالم الذي خلقه الله وسيّره فإنه يمكن أن ينتج الحياة. أي أن الطبيعة أنتجت الماء ابتداءا، ثم مع الزمن احتك بالتربة وظهرت خلية صغيرة تحمل الحياة، وظلت ملايين السنيين تتطور إلى أن وصلت إلى (القرد الأعلى) ومن ظهر الإنسان أو من خلال (4 أو 5) أنواع مختلفة. ومن أبسط الاعتراضات: كيف ينتج الأدنى الأعلى؟!، وما هي النقطة التي أوجدت الحياة؟ وما هي النقطة التي أنتجت الإنسان؟ وكان من نتائج هذه النظرية في الجانب الفكري:
a. الفصل التام بين الدين والحياة، فما دام أن الإنسان نفسه خلق بهذه الطريقة فبالتالي لا قيمة للدين، ولا للقيم ولا للحياة الآخرة.
وبعد هذا التبجح من هؤلاء المحتجين بهذه النظريات الثلاثة انقلب عليهم العلم تماما هما:
4 - النظرية الكمية: أن المادة مكونة من ذرّات، والذرة تتكون من إلكترونات وبروتونات ونيوترونات، وكلها لا نستطيع رؤيتها إلا بتكبيرها، فلما قاموا بتكبيرها وجدوا النواة، فاحتاجوا لتكبيرها ليكتشفوا ماهيتها. ومن الأمور الخطيرة: وجدوا الطاقة في هذه الذرة الصغيرة.
5 - النظرية النسبية (أينشتاين) و ترتب على هاتين النظريتين:
a. أن العلوم السابقة ليست يقينية. فظهرت أزمة العلم، وأزمة الفكر.
6 - أضف إلى ذلك الاكتشافات في عالم الأحياء والجينات والخرائط الجينية.
ومن العلوم التي ولدت في العصر الحديث: العلوم الاجتماعية وأبرزها: علم النفس، علم الاجتماع. فمتى ظهرت العلوم الاجتماعية؟
كانت هذه العلوم ثمرة (المنهج التجريبي) ومن أهم نظريات هذه العلوم:
-نظرية فرويد في علم النفس تابعة لمدرسة التحليل النفسي. ويرى فرويد أن النفس فيها أمران هما: الشعور واللاشعور. ولكي تعرف نفسية إنسان عليك أن تبحث في اللاشعور لأنه هو المتحكم في الإنسان. ويشبه في الدين مسألة الهوى. والأصل في المتحكم في اللاشعور الإنساني هو الجنس. وهو سبب الأمراض النفسية عند كبته، والصحة النفسية عند تحريره.بل وزيادة على ذلك أن الدين والقيم والسلوك والخير والشر كل ذلك نتج من اللاشعور.
-نظرية دوركاييم في علم الاجتماع (النظرية الوضعية) ويقول فيها: أن هناك عقل جمعي هو الذي يكون لنا طبيعة المجتمع وثقافته وآدابه. ومثال العقل الجمعي: الأعراف والعادات والتقاليد والثقافة. لكن وسّعه لتدخل فيه القيم والدين وجعل العقل الجمعي يحتويها.
وقع أصحاب الفكر العلموي في أزمة مع العلم الحديث مما جعلهم يفكرون في مخرج للتعامل مع العلم:
-الانغماس في الفنون والمتع: حتى تنسى هذا العالم الحسي و وجدوا أن هذا الجانب لم يعالج المشكلة.
-اليأس والعدمية: فإن هذا والدنيا عبث، الكون عبث ولذا ظهرت عندهم مذاهب الفوضوية والعدمية (نيتشه) والعبثية. فعليك أن تعيش في هذه الصورة العدمية.
-العودة إلى الدين: وهذا ظهر في الصحوة الكنسية.
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[11 - 06 - 10, 11:53 م]ـ
الشريط السادس
1.التيار التنويري:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/53)
وهذا الأمر بالنسبة لهم، وامتد هذا التيار أكثر من 100 عام، ونجح في تبسيط أفكار عصر النهضة لجمهور الناس، والتنوير هو خروج الإنسان من حالة القصور التي سببها لنفسها وحقيقة هذا القصور هو عجز الإنسان أن يكون له عقلا دون مساعدة من سواه. فعلى الإنسان الخروج من هذا القصور وهو الحاجة إلى غيره كالقيصر أو الكنيسة أو الإقطاعي وعليه أن يعتمد على عقله بعد أن تنور أن يخطط لنفسه ويصنع قيمه ومستقبله كيف يشاء. واجتمع هؤلاء التنويريون وكوّنوا أول موسوعة وسموها (دائرة المعارف: القاموس المعقول في الفنون والعلوم والصناعات) من أجل جمع المعارف الجديدة التي نتحرك بها؟ وارتبط فكرهم بأمرين هما: العقل والطبيعة وغلو فيهما. فأخذوا من الإتجاه العقلي تقديس العقل، ومن التجريبي تقديس الطبيعة. وعلى هذا الأصل بنيت مواقفهم تجاه القضايا الأخرى.وقد توّلد عن فكر عصر التنوير ما يلي:
-الربوبيون: الذي قالوا لسنا في حاجة إلى الدين فالعقل سوف يتولى اختراع القيم والأخلاق والنظم بدلا من الدين، وكذلك انحصر اهتمامهم في الحياة الدنيا.مكتفين بالإيمان بالرب فقط، وقال آخرون: أن الله نؤمن بالله وأنه خلق الطبيعة بقوانين ثابتة وخلق العقل ليدبر حياته في هذا الكون. وقد انتشر هذا المذهب بعدهم أيما انتشار. ومن الواضح أنهم خلطوا بين أمرين بين الدين وبين الخرافات. في كل مرحلة فكرية يظهر رجل يقربهم من الخير أو يقربهم من الشر، فظهر في هذه المرحلة التنويرية رجل من شياطين الإنس اسمه (هولباخ) وبدأ في الدعوة إلى رفض الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وصارت هذه الدعوة أساس لظهور المذهب المادي.
-وقد أصبح هذا الفكر التنويري حركة اجتماعية شاملة في كل باب منه الاقتصاد ونظرية آدم سميث الشهيرة. وأما الجانب السياسي فقد تبلورت أفكارهم في (روح القوانين) لمنتسكيو الذي قيل عنه (إنجيل) الثورة الفرنسية. ومن الأفكار أيضا مسألة (العقد الاجتماعي) بين الحاكم والمحكوم، ونظرية (السيادة) فالسيادة كانت في القرون الوسطى للحاكم، وأما في العصور التنويرية فأصبحت للشعب، وبالتالي فإن الشعب هو الذي يضع القوانين والتشريعات. واشتهرت سلطة رابعة هي (الصحافة) ومسئوليتها مراقبة السلطة التنفيذية، والقضائية لكي تفضحه أمام الشعب، فإذا فضحته استبدله الشعب.
-ظهور الصالونات (ملتقيات المفكرين والمثقفين) كان مما رافق عصر التنوير، وأشهر صالون لـ (هولباخ) ومعروفة دعوته التي دعا إليها. وبعدها ظهرت المقاهي. بنفس غرض الصالونات. وكانت للصالونات سمتين بارزتين هما:
oالمشاركة النسائية: وكسر حاجز الاختلاط.
oالترويج للمذاهب الفكرية.
-تأثيرها على الآداب والفنون: واستخدموها لتبسيط الأفكار من خلال الروايات، والقصص بأساليب أدبية وأغراض فكرية.
-توجهوا للعناية بالعلوم الطبيعية والرياضية: وتشكلت نواة كل علم في هذه المرحلة في الفكر الغربي الحديث.
-عقيدة التقدم: فكانوا يرون الفكر البشري يسير بخط مستقيم نحو الرقي والتقدم ولا يمكن بعد هذا أن البشرية تعود إلى التخلف. وأما الفكرة السابقة التي كانت هي عقيدة الدور بمعنى أن الأمم تتقدم ثم تتخلف ثم يأتي غيرها فيتقدم ثم يتخلف وهكذا. وقد تحولت عقيدة التقدم إلى عقيدة التطور. هل علوم الرياضيات التي تمد العلوم الطبيعية يمكن أن تتوقف؟. وآلت هذه العقائد إلى ظهور تيارات أخرى ترى مساوئ التقنيات والتكنولوجيا في الأسلحة التي يمكن أن تدمر الإنسان. وترى أن الآلة استعبدت الإنسان، وترى ظهور الأمراض النفسية بسبب هذا التقدم بعكس الإنسان البدائي البسيط. وظهرت: الفوضوية وغيرها. وحقيقة كل تقدم بعيد عن دين الله تعالى فإن له خسائر خطيرة ومخيفة.
-وقد واكب هذه المرحلة أمران مشهوران هما: العلمانية، الماسونية.فأما العلمانية: ومعناها عندما نشأت الدنيوية: أن يكون الهدف هذه الدنيا فقط أو اللادينية: ألا يكون اشتغالنا بالدين ولا ينبغي أن يتدخل الدين في شئون الدنيا. ولكنهم أيضا قالوا: بما أن الكثير خاصة العوام لن يتخلصوا من الدين فينبغي أن نسمح به كشأن خاص به في بيته أو في دور العبادة. وظهرت العلمانية بوجهين في الفكر الغربي وهما:
oالإهمال التام للدين وعدم الاكتراث به مع وجود الإيمان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/54)
oإحلال العلمانية بدلا من الإيمان وهذا برز في قادتهم ومفكريهم.وهذه تسمى العلمانية المتطرفة وقد أصبحت من صلب عقائد التيارات الفكرية في القرن التاسع عشر. وصار موقفهم من الدين موقف المناهض وعدم الإقرار بها حتى في الحدود الفردية كما فعل أتاتورك ودول الاتحاد السوفيتي. ولو سمح بها اضطرارا فإنه يسمح بها على أساس أن تحرص الحكومة على مقاومة الدين.
-تكوين أول دولة علمانية حديثة بعد قيام الثورة الفرنسية من خلال عمل الماسونية لتحريض الناس ضد الكنيسة والحكم والنظام القديم. فكانت أول دولة علمانية بالمفهوم الحديث هي دولة: فرنسا.
-وأصبحت العلمانية: هي الرؤية العامة التي تحكم كل الأمور، فمثلا: الفكر كان في السابق ديني اليوم يكون علماني، الاقتصاد يكون علماني، والاجتماع علماني وكلها بمعنى أن العقل هو المشرّع فيها بعيدا عن أية مصدر ديني.
-وأما الماسونية: وهو تيار سرّي كالتيارات الباطنية التي تظهر الإسلام، نشط في القرن الثامن عشر، وانضم إليهم الكثير من رواد التنوير ومن أهمهم: فولتير و روسو. وفي الماسونية المعاصرة يقولون أننا نؤمن بالأديان السماوية الثلاثة وحقيقتهم أنهم مجموعة من الملاحدة وإنما سميت يهودية لأن أكثر المؤسسين لها من اليهود. ومعناها (البنّاؤون الأحرار) فيقولون: إن العصور الوسطى قد انهارت ونريد أن نبني العصر الجديد على مبادئ شهيرة هي: الحرية والمساواة والإخاء. فالحرية عندهم ترجع إلى أمرين: حرية العقل وحرية السلوك. وحرية العقل توصله إلى نبذ كل دين، وحرية السلوك توصله إلى الإباحية. وقد دخلت الماسونية على العالم الإسلامي في القرن الثالث عشر وكان لهم نشاط بارز حتى انضم إليها مشاهير المسلمين، بل بعض قادة التجديد والإصلاح قد كانوا أعضاء مشاركين في هذه المنظمة حتى تكشّف للناس حقيقتها وخطورتها فبدؤوا بالانسحاب منها وتركها.
-كما ظهرت الدعوات القومية عن طريق أحد رابطين هما اللغة أو الجنس، واعتماد الثقافات الناتجة عن أحد هذين النوعين من ثقافة. كالثقافة العربية. وهذه الدعوة القومية تناقض فكر التنوير. ففكر التنوير يدعو إلى الإخاء والمساواة وهذه الأفكار القومية تدعو إلى العصبية والتحدي والغلبة. ومن هذه القوميات التي ظهرت القومية الآرية (النازية)، واليابانية، والعربية، الإيطالية (الفاشية)، والطورانية (التركية).
-ثم انتقلت القومية من اللغة والجنس إلى الأرض. وسيمت بالوطنية. فبعد تقسيم الدول العربية بين بريطانيا وفرنسا. وتحولت الدول العربية إلى دول ذات حدود من ثم أدخلت عليهم الوطنية من أجل تفتيت العالم الإسلامي.
- ومن سمات هذا العصر التأثر بالوثنية: وأول من أشهر هذه الوثنيات مونتسكيو في كتابه (رسائل فارسية).
-وموقفنا كمسلمين من أفكارهم الجيدة، فإننا نعرف أن فيها أصول فلسفية هي سبب نشأتها وبالتالي لا بد من وضعها في التصور الإسلامي.
من أهم رجال عصر التنوير:
فولتير (فرنسي):
وقد اشتهر بالنقد اللاذع للمتدينين ومن أشهر كتبه (القاموس الفلسفي) الذي ركز فيه كثيرا على نقد الدين النصراني، (رسالة في التسامح)، (عناصر فلسفة نيوتن) وله رواية مشهورة يبسط فيها أفكاره.
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[11 - 06 - 10, 11:54 م]ـ
الشريط السابع
تيارات القرن التاسع عشر الميلادي:
1.الفكر النقدي أو الفلسفة النقدية:
وهذه الفلسفة أسسها (كانت)، وهي معروفة قديما ولكنها في هذا العصر أي عصر التنوير اتخذت منهجا. وللنقد معانٍ عدة:
-النقد بمقياس المطابقة وهو النقد السائد ومعناه: نقد المعلومة الجديدة بما يقابلها في ذهنك. ولذا كان النقد الصحيح هو النقد المبني على الحقيقة وليس المبني على القديم. ولذا تجد كل تيار فكري يظهر ينقد الآخر من خلال فكره هو، فكانت جميعها من هذا النوع. ومشكلته الأساسية ما هي المعلومة التي تقيس من خلالها. ولله الحمد ففي ديننا عندنا المعيار الذي نقيس به الأمور. واختلفت التيارات العقلية في المسألة النقدية على طوائف:
1 - العقليون جعلوا معيار النقد هو: العقل.
2 - التجريبيون جعلوا معيار النقد هو: الحس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/55)
-وأما الفلسفة النقدية فهي بحث في (قدرات العقل) وأعرف إلى أي حد يستطيع العقل معرفة الحقائق الموجودة حول الكون والإنسان والطبيعة. واشتغل بهذه القضية سنين طويلة وأخرج ثلاث كتب شهيرة هي (نقد العقل العملي) و (نقد العقل المحض) و (نقد ملكة الحكم). ومن أهم ملاحظاته: اكتشاف تماسك البحث الرياضي وتضارب البحث الفكري ومن ثم أراد أن يبحث في أصول تماسك الفكر الرياضي والطبيعي وأسباب اطراده، وبعد البحث الطويل لم يجد حلا، وقال إن العقل النظري لا يستطيع البحث في الأمور الدينية، ولم يرجعها إلى الدين، ولكن يمكن أن يثبتها العقل العملي: ومفاد هذا العقل العملي الاهتمام بالسلوك والقيم وإثبات الدين مما نضطر إليه لتستقيم حياة الناس. وقد تأثر به مفكرين عرب كثير كالجابري (نقد العقل العربي: العقل الذي ينتج الثقافة العربية) ويكون من خلال اكتشاف المبادئ الأولية التي تقوم عليه الثقافة العربية، أركون (نقد العقل الإسلامي).
-النقد بمقياس المنفعة: أي أننا لا يهمنا في النقد الحقيقة وإنما يهمنا مسألة النفع. وهذا اشتهر في الفلسفة الأمريكية المعاصرة وسمي بالمذهب (البرجماتي) حتى وصلوا إلى القول بأن الإيمان بالله تعالى إذا كان نافع نأخذ به وإن لم يكن نافع لا نأخذ به.
-النقد الانطباعي: بمقياس التذوق.
وكان من ابرز تلاميذ هذه المدرسة (هيجل). وكان من أبرز آثار هذا التيار ظهور وانتشار التيارات النقدية، وأصبح كل فئة تنقد من وجهة النظر الفلسفية التي تعتقدها. ومن أخطر ما ظهر: النقد الديني. ومن مباحثه: دراسة أسس أي دين مثل: الوحي، الإله، اليوم الآخر، نهاية العالم وغير ذلك. واستخدموا النقد الكانتي بمعرفة أصول العقل الديني، وفي الحقيقة أنهم لم يستخدموا إلا مقياس المطابقة وكان الأصل الذي يقيسون عليه هو الطبيعة. وتيار آخر أقل شهرة جعل العقل هو المقياس. وانصب النقد الديني في ثلاث مسارات هي: نقد الدين النصراني، نقد الكنيسة، نقد النصوص. وتأتي الخطورة في تعميم النتائج على جميع الأديان، وجميع المؤسسات الدينية، وجميع نصوص الوحي.
ونتج عن هذه الفلسفة النقدية 5 تيارات هي:
i. الرومانسي.
ii. المثالي.
iii. المادي.
iv. الوضعي.
v. التطوري.
وكانت الميزة الجديدة هي ارتباط المذاهب الفكرية بالمذاهب الأدبية. وكما ترى مع ظهور الإسلام تغير دور الشعر ورسالته.
2.المذهب الرومانسي:
ظهر في ألمانيا، وهو المذهب الذي يتميز بالمغامرات الخيالية و العاطفية دون تقييد العقل، واختلف هذا المذهب عن المذهب القديم (الكلاسيكي) الذي يهتم باللفظ والدقة النحوية والسجع واللغة الصحيحة بأنه اهتم بالبساطة لكي يفهمها كل إنسان، وكان ردة فعل على عصر التنوير الذي ساد فيه عبادة العقل والطبيعة فكانت الحياة في تلك المرحلة منطقية بحتة. فخرجوا على العقل والطبيعة بالرومانسية والخيال. ومن هنا استثمروا وتبنوا كل مذهب يجعل الطبيعة خارج القوانين العقلية النيوتينية.وكان لاقتران الفكر بالأدب سببا من أسباب انتشار الفكر. وكذلك سبب من أسباب تعدد المدارس الأدبية تبعا لتعدد المدارس الفكرية. وقد قام مجموعة من المفكرين الكبار بجعل الأدب بديل عن الدين في تغذية الجانب الوجداني. ولذا سمّو الفنون والآداب: غذاء الروح.
3.المذهب المثالي:
ظهر في ألمانيا، وكانت لغته مجازية، شعرية ولذا أصبح هذا الفكر من الناحية اللغوية صعب، وألفاظه فيها تعقيد. والاشتراك بين الفكر والفن. مما جعل هذا التيار صعب ومخصص للنخبة وأضاف هذا المذهب مفهوما جديدا هو (الجدل). وهو مركب من ثلاثة أشياء:
-القضية.
-نقيضها.
-المركب منهما.
وأما الجانب المثالي منها هو نتيجتها ومآلاها من تكرار الناتج منها. ومثال ذلك القدرية ترى أن الإنسان خالق فعله (قضية) وهي لابد أن تولد نقيضها وهو (الجبرية) ثم يخرج المركب منهما يتحول مع الأيام إلى قضية فيخرج منه نقيضها ثم يخرج منه المركب وهكذا. ثم عمم هذه النظرية على كل العلوم. اللغة والتاريخ والأديان.
ما الفرق بين العقل والتجريبي والمثال؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/56)
الأولان انتهيا إلى الفكر التنويري الذي يقول:أن الكون يسير كالآلة، فجاء هيجل فقال: كلا، هناك تطور، ولكن أين هذا التطور؟ قال مثالي، في العقل المطلق. وما غاية التطور الجدلي؟ وما النتيجة النهائية؟ هي التوحد بين النهاية المركبة بين النتيجة النهائية والعقل المطلق (يقصد الله).
4.التيار المادي:
أخذ (كارل ماركس) أحد تلاميذ هيجل هذه النظرية الجدلية فحذف العقل المطلق، ونقلها من عالم المثل إلى عالم الواقع وأحوله إلى جانب مادي، ونشأ مذهب (الجدل المادي) بعد (الجدل المثالي) وجعلها قضية ونقيضها ومركب منهما مادي. فجعل المال هو أساس تكون الطبقات، وجعل الجدل بين الطبقات الثلاث (الغنية، والوسطى، الفقيرة) يحرك هذا الجدل المال، فإذا نجحت في السيطرة على المال أنهي هذا الجدل وأجعل الناس سواء، وأساس السيطرة هو إلغاء الملكية. ومن المسلمات عند الماديين: الحياة مادة، وكل شيء غير المادة غير موجود. وكانوا ملحدين وقالوا بوجوب محاربة الدين في أي مكان. وتبنوا الاشتراكية كمذهب اقتصادي وهو مذهب قديم يرجع إلى سان سيمون ولكن استغلتها الماركسية. فيصبح الناس شركاء في كل شيء بإلغاء الملكية. بخلاف الرأسمالية التي تؤمن بالملكية الفردية على أبعد الحدود. وأول من يتمتع بهذا الأمر هو الطبقات الفقيرة (البروليتاريا). واشتهر في القرن العشرين الميلادي بقيام الدولة الروسية الاشتراكية، وعند تطبيق هذه المبادئ عاش القادة في قصور ونعيم وأما بقية أفراد الشعب ففي ضنك.ودخلت إلى العالم الإسلامي بثلاثة أحزاب هي: الحزب الشيوعي المصري، والفلسطيني، والعراقي. على أيدي يهود ماركسيين عرب.
5.المذهب الوضعي (العلمي):
أي لا يقبل إلا ما يكون علميا، ويرى مؤسسه الفرنسي (أوجست كانت) أن التاريخ البشري مر بثلاث مراحل: المرحلة الأولى (الدين) والثانية هي (الميتافيزيقة: وهي تحويل الدين إلى علم لاهوتي خاص لا يفهمه إلا خاصة من الناس) والثالثة هي (العلم) وهذه الوضعية المتطرفة قالت إن الحياة كلها تقوم على العلم التجريبي.ولكن هذه العلوم تحتاج إلى علم جديد هو (علم الاجتماع) وهو علم ضروري لحياة الإنسان بعد إلغاء الدين الذي كان يعطي الإطار للمجتمع. ومن أسباب نشأته:
-النجاحات الكبيرة التي حققها العلم.
وقد تطور هذا المذهب إلى مذهب (الوضعية المنطقية) وهي امتداد له مع إبعاد بعض القضايا الفلسفية مثل المراحل الثلاث. وكان لهذا التيار امتداد في العالم الاسلامي فقالوا: إن الإسلام آيل للإندثار، وحتى الوضعية المنطقية كان لها دعاة. وحين يقال لهم كيف نعالج مشاكل الإنسان التي نتجت بسبب التطور العلمي الذي سبب الخواء الروحي؟ قالوا: من خلال علم النفس وعلم الاجتماع.
6.المذهب التطوري:
قالوا لماذا لا نعمم هذه النظرية على جميع جوانب الإنسان فإن هذا الإنسان الذي تطور من حالة إلى حالة فلابد أن الدين والقوانين والاقتصاد المتعلق به يتطور معه بما يناسب حالته.
انتهى تلخيصه بحمد الله تعالى
في
15 ذو الحجة 1430 هـ
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[11 - 06 - 10, 11:57 م]ـ
في المرفقات التلخيص في ملف وورد
من عمل الملخص نفسه
ـ[أبو سفيان الأزدي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 12:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 02:18 م]ـ
بارك الله فيك(64/57)
القاتل المجتهد!!
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 01:08 ص]ـ
قال بعض أهل العلم إن عبد الرحمن بن ملجم كان في قتله علي بن ابي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مجتهدا ومأجورا أجرا واحدا!! فما رأي الأفاضل؟
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 01:13 ص]ـ
ومأجورا أجرا واحدا!!؟
لا يسمعنَّك شرُّ من وطئ الحصى!!!
ـ[أبو الوليد المقتدي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 01:30 ص]ـ
وحسبك من شر سماعه
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[12 - 06 - 10, 02:15 ص]ـ
1743 - " يا أبا تراب! ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله!
قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، و الذي يضربك على هذه (يعني قرن علي) حتى
تبتل هذه من الدم - يعني لحيته ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4/ 324:
أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " (1/ 351 - 352) و النسائي في " الخصائص "
(ص 28) و الحاكم (3/ 140 - 141) و أحمد (4/ 263) من طريق محمد بن إسحاق
حدثني يزيد بن محمد بن خيثم المحاربي عن محمد بن كعب القرظي عن محمد بن خيثم عن
عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: " كنت أنا و علي رفيقين في غزوة ذي
العشيرة، فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم و أقام بها، رأينا ناسا من
بني مدلج يعملون في عين لهم في نخل، فقال لي علي: يا أبا اليقظان: هل لك أن
نأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون؟ فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة، ثم غشينا النوم
، فانطلقت أنا و علي، فاضطجعنا في صور من النخل، في دقعاء من التراب فنمنا،
فوالله ما أيقظنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله، و قد تتربنا
من تلك الدقعاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا تراب! لما يرى
عليه من التراب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا .... " فذكره،
و السياق للحاكم و قال: " صحيح على شرط مسلم ". و وافقه الذهبي.
و هو وهم فاحش منهما، فإن محمد بن خيثم و يزيد بن محمد بن خيثم لم يخرج لهما
مسلم شيئا بل و لا أحد من بقية الستة إلا النسائي في الكتاب السابق " الخصائص "
و فيهما جهالة، فإن الأول منهما لم يرو عنه غير القرظي، و الآخر غير ابن
إسحاق. و الحديث قال الهيثمي (9/ 136): " رواه أحمد و الطبراني و البزار
باختصار، و رجال الجميع موثوقون إلا أن التابعي لم يسمع من عمار ". لكن
للحديث شواهد من حديث صهيب و جابر بن سمرة و علي بأسانيد فيها ضعف غير حديث علي
فإسناده حسن كما قال الهيثمي و قد خرجها كلها فراجعه إن شئت (9/ 136 - 137)
(صور من النخل) أي جماعة من النخل، و لا واحد له من لفظه، و يجمع على
(صيران). (دقعاء) هو هنا التراب الدقيق على وجه الأرض ...
قال أبو الحسن: وقد صححه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله أيضا وهذه نفيسة لن تجدها في تحقيقه على المسند، وقد تكلم عليه بكلام نفيس دليل على تحقيق الشيخ رحمه الله في تعليقه على موضع من الكامل لابن المبرد
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 08:10 م]ـ
[ QUOTE= أبو الحسن الأثري; قال أبو الحسن: وقد صححه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله أيضا وهذه نفيسة لن تجدها في تحقيقه على المسند، وقد تكلم عليه بكلام نفيس دليل على تحقيق الشيخ رحمه الله في تعليقه على موضع من الكامل لابن المبرد [/ QUOTE]
شكر الله لك. وودت لو أنك يا ابا الحسن نقلت كلام الشيخ احمد شاكر.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 09:39 م]ـ
مأجورا = له أجر واحد فضلا عن أن يكون صفرا لا له ولا عليه!!!
عجيب هذا وأي فهم
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[12 - 06 - 10, 10:03 م]ـ
قال بعض أهل العلم إن عبد الرحمن بن ملجم كان في قتله علي بن ابي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مجتهدا ومأجورا أجرا واحدا!! فما رأي الأفاضل؟
هذا ليس من اهل العلم
ولا تقل قال بعض اهل العلم
بل هو جاهل جهل مركب
ولا يقول هذا الكلام الا ناصبي مبتدع خبيث يبغض امير المؤمنين علي بن طالب
وقوله "ومأجورا أجرا واحدا"
هل يؤجر احد علي قتل علي رضي الله عنه
اقول قبح الله قائله ............ هذا الذي تتكلم عنه اخزاه الله
ـ[ابو عبد الله البلغيتي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 10:31 م]ـ
كلام خبيث والعياذ بالله يؤجر قاتل الخليفة الراشد علي بن أبي طالب أجر واحد أي عقل هذا وأي فطرة هذه بل هذا مجرم خطير وليس مجرد مخطئ حسابه عند ربه.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 11:09 م]ـ
إن أردت نسبة هذا القول للامام ابن حزم رحمه الله فيجب عليك أن تتأكد جزما أنه يصح عنه.
قال احدهم:
والخوارج كماهو معلوم أن عبادتهم لله قوية جداً ولكن على غير هدى. بمعنى أنهم يعبدون الله على اهوائهم.
قلت:
وكذلك الصوفية القبورية عبادتهم على غير هدي. يعبدون الله بأهوائهم حتى أن مذهبهم خرجت رائحته النتنة منذ قرون.(64/58)
هل قول الإمام مالك (والكيف غير معقول) و (كيف عنه مرفوع) يعني أنه ليس لصفات الله كيفية؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 11:40 م]ـ
[ RIGHT][RIGHT] هل قول الإمام مالك (والكيف غير معقول) و (كيف عنه مرفوع) يعني أنه ليس لصفات الله كيفية؟
الشبهة:
أصح الروايات عن الإمام مالك في مسألة الاستواء هو قوله لمن سأله ({الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟):
«الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه، ولا يقال: كيفَ، وكيف عنه مرفوع، وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه، قال: فأُخرج»
وقوله: «الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة»
وسبب حكمه على السائل بأنه مبتدع هو لسؤاله عن الكيف والله مُنزه عن الكيف، فليس لذاته ولا صفاته كيفية، والدليل على ذلك هو قول الإمام مالك (والكيف غير معقول) أي يستحيل على الله تعالى الكيف أو لا يصح عقلا أن يكون لصفات الله كيفية، ومما يؤكد هذا المعنى هو قوله (كيف عنه مرفوع).
أما قول الذين يثبتون أن لصفات الله كيفية ولكن يقولون بأنها مجهولة، بأن الإمام مالك حكم على السائل بالابتداع لأنه سأل عن الكيفية وهو أمر غيبي، فإن السؤال الذى يترتب: إذا سأل السائل عن شئ موجود لكنه مجهول هل يُحكم عليه بأنه مبتدع؟
ننظر فى كتاب الله ونرى تفصيلا هل حكم الله او نبيه عن الذى يسأل عن المجهول بأنه مبتدع؟
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [البقرة: 189]
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة: 219]
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ} [الأعراف: 187]
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]
فمن سياق الأيات يتبين أن السائل عن المجهول لا يُحكم بأنه مُبتدع
إنما حكم الإمام مالك على السائل بأنه مبتدع لانه لا يوجد كيف لله تعالى
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد
فأما ما يتعلق بالآيات المذكورة، فإن تلك الأسئلة سُئلت في وقت نزول الوحي، والسؤال كان مُوجهًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أرسله الله عز وجل ليبين للناس ما يحتاجونه من أمور دينهم، فهم سألوا من يَنزل عليه الوحي فيُبين له جواب أسئلتهم.
ولكن بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي، فلا سبيل لمعرفة الأمور الغيبية مما لم يُطلعنا الله عليه، ولا أخبرنا به رسوله صلى الله عليه وسلم، والسؤال عنه عبثٌ وتجاوُزٌ وبِدعة، لأنه لا يمكن معرفة ذلك إلا بالوحي، والوحي قد انقطع.
أما فيما يتعلق بالأثر المشهور عن الإمام مالك رحمه الله، فالجواب عليه:
1. قوله رحمه الله: «الكيف غير معقول» يعني أن الكيف مجهول (غير معلوم)، فـ"العقل" في اللغة هو نقيض الجهل.
قال الخليل الفراهيدي: (العَقْل: نقيض الجَهْل) (1)
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} [الحجرات: 4]
وهو أيضا بمعنى الفهم: قال ابن سيده: (وعَقَلَ الشيءَ يَعْقِله عَقْلا: فَهِمَه. (2)
قال الله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا .. } [الحج: 46]
وقال سبحانه: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: 43]
والتفسير الذي ذكرناه هو ما فهمه مجموعة من الأئمة ممن جاءوا بعد الإمام مالك عند روايتهم لجوابه، حيث أن بعضهم نقل الرواية بالمعنى، ومن هؤلاء الأئمة:
- أبو عثمان الصابوني الشافعي (ت.449 هـ) في وصيته: (قال إمام المسلمين في عصره أبو عبد الله مالك بن أنس رضي الله عنه في جواب من سأله عن كيفية الاستواء: "الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة وأظنك زنديقا أخرجوه من المسجد.") (3)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/59)
- أبو بكر ابن العربي المالكي (ت. 543 هـ) عند شرحه لحديثٍ في الصفات في سنن الترمذي، قال: (ومذهب مالك رحمه الله أن كل حديث منها معلوم المعنى، ولذلك قال للذي سأله: "الاستواء معلوم، والكيفية مجهولة".) (4)
- أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني (ت. 535 هـ) قال: (قال أهل السنة: الإيمان بقوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} واجب، والخوض فيه بالتأويل بدعة .... ومدح الراسخين في العلم بأنهم يؤمنون بمثل هذه الآيات، ولا يخوضون في علم كيفيتها، ولهذا قال مالك بن أنس رحمه الله عليه حين سُئل عن قوله: {الرحمن على العرش استوى} قال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.) (5)
- ابن قدامة المقدسي الحنبلي (ت. 620 هـ) قال: (وقولهم: "الكيف غير معقول" لأنه لم يَرِد به توقيف، ولا سبيل إلى معرفته بغير توقيف.) (6)
- أبو عبد الله القرطبي المالكي (ت. 671 هـ) قال: (ولم يُنكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقةً. وخَصَّ العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تُعلم حقيقته. قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم - يعني في اللغة – والكيف مجهول، والسؤال عن هذا بدعة) (7)
- الذهبي (ت. 748 هـ) قال: (وصح أيضًا عن مالك أنه قال: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة.) (8)
وقال: (هذا ثابت عن مالك، وتقدم نحوه عن ربيعة شيخ مالك، وهو قول أهل السنة قاطبة أن كيفية الإستواء لا نعقلها، بل نجهلها.) (9)
- قال الشاطبي المالكي (ت. 790 هـ): (ومثل رده بالعلم جوابه لمن سأله في قوله: "الرحمن على العرش استوى" كيف استوى؟ فقال له: الاستواء معلوم والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة. وأراك صاحب بدعة. ثُم أمر بإخراج السائل.) (10)
ويُمكن أن يُقال بأن قوله: "الكيف غير معقول" يتضمن أيضا معنى: لا تبلغه عقولنا ولا يصل إليه إدراكنا، فقد ورد أثرٌ صحيح عن أحد أئمة السلف بأنه بلغه أن غلامًا يصِف (يُكيّف) ويشبه صفات الله عز وجل، فبيّن له بالحجة العقلية أننا نعجز عن إدراك كيفية صفة المخلوق، فمن باب أولى أن نعجز عن إدراك كيفية صفات الخالق عز وجل.
قال عبد الرحمن بن مهدي (ت. 198 هـ) لفتى من ولد جعفر بن سليمان: «مكانك»، فقعد حتى تفرق الناس. ثم قال ابن مهدي: «تعرف ما في هذه الكورة من الأهواء والاختلاف وكل ذلك يجري مني على بال رضي إلا أمرُك وما بلغني. فإن الأمر لا يزال هينا ما لم يصر إليكم، يعني السلطان، فإذا صار إليكم جل وعظم.» فقال (الغلام): يا أبا سعيد وما ذاك؟
قال: «بلغني أنك تتكلم في الرب تبارك وتعالى وتصفه وتشبهه.» فقال الغلام: نعم. فأخذ يتكلم في الصفة.
فقال: «رُويدك يا بُني حتى نتكلم أول شيء في المخلوق، فإذا عجزنا عن المخلوقات فنحن عن الخالق اعجز واعجز. أخبرني عن حديث حدثنيه شعبة عن الشيباني قال: سمعت زرًا قال: قال عبد الله في قوله: {لقد رأى من آيات ربه الكبرى}
قال: رأى جبريل له ستمائة جناح؟
قال: نعم. فعرف الحديث. فقال عبد الرحمن: «صِف لي خلقًا من خلق الله له ستمائة جناح.» فبقي الغلام ينظر إليه.
فقال: «يا بُني فإني أُهون عليك المسألة واضع عنك خمس مائة وسبعة وتسعين، صِف لي خلقا بثلاثة أجنحة، ركب الجناح الثالث منه موضعًا غير الموضعين اللذين ركبهما الله حتى أعلم.»
فقال (الغلام): يا أبا سعيد (أي ابن مهدي)، نحن قد عجزنا عن صفة المخلوق ونحن عن صفة الخالق أعجز وأعجز، فأشهدك إني قد رجعت عن ذلك واستغفر الله. (11)
أما القول بأن معناها (يستحيل) أو (لا يصح عقلا)، فإنه مُناقض لما جاء عن السلف الصالح في مسألة الكيفية، بأننا نجهل كيفية صفاته وليس أنه ليس لصفات الله كيف.
مِن أقوال السلف وأئمة السنة في مسألة الكيف:
- قال عبد العزيز بن عبد الله الماجشون (ت. 164 هـ): «إنما أمروا بالنظر والتفكر فيا خلق، وإنما يقال: كيفَ؟ لمن لم يكن مرة، ثم كان، أما من لا يحول ولم يزل، وليس له مثل، فإنه لا يعلم كيف هو إلا هو.» (12)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/60)
- قال أبو سعيد عثمان الدارمي (ت. 280 هـ): «فهذه الأحاديث قد جاءت كلها وأكثر منها في نزول الرب تبارك وتعالى في هذه المواطن، وعلى تصديقها والإيمان بها أدركنا أهل الفقه والبصر من مشايخنا، لا ينكرها منهم أحد ولا يمتنع من روايتها، حتى ظهرت هذه العصابة (الجهمية) فعارضت آثار رسول الله برد، وتشمروا لدفعها بجد فقالوا: "كيف نزوله هذا؟ " قلنا: لم نُكلف معرفة كيفية نزوله في ديننا ولا تعقله قلوبنا، وليس كمثله شيء من خلقه فنشبه منه فعلا أو صفة بفعالهم وصفتهم.» (13)
- قال أبو بكر الإسماعيلي (ت. 371 هـ) في اعتقاد أصحاب الحديث – أهل السنة والجماعة: "وأنه عز وجل استوى على العرش بلا كيف، فإن الله تعالى أنهى إلى أنه استوى على العرش، ولم يذكُر كيف كان استواؤه." (14)
وغيرها مما تم نقله في مقال: "معنى قول السلف (بلا كيف) ( http://as-salaf.com/article.php?aid=75%E3%80%88=ar)"
وقد أجاب الإمام أبو جعفر الترمذي الشافعي (15) (ت. 295 هـ) بجواب مُشابه لما أجاب به الإمام مالك، عندما سُئل عن صفة النزول:
قال أحمد بن عثمان: حضرتُ عند أبي جعفر الترمذي فسأله سائل عن حديث النبي صلى الله عليه و سلم ”إن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا“ فالنزول كيف يكون؟ يبقى فوقه علو؟
فقال أبو جعفر الترمذي: «النزول معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.» (16) السند رواته ثقات.
2. قول الإمام مالك رحمه الله: «الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه، ولا يقال: كيفَ؟، وكيف عنه مرفوع، وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه، قال: فأُخرج» (17)
وهذا الجواب مشابه لعدد من آثار السلف الصالح، بأنه لا يُقال: «كيفَ؟» لصفات الله عز وجل، وذلك لأن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم لم يُخبرانا عن كيفية صفاته، فلا يجوز السؤال عن شيء لم يصلنا علمه وليس هناك سبيل لمعرفته إلا عن الله عز وجل ورسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال الإمام مالك: «وكيفَ عنه مرفوع» أي أنه لا يُسال «كيفَ؟» في صفات الله لأنه لا سبيل لمعرفته والوحي قد انقطع.
والقول بأن معناها أنه ليس لصفات الله كيف خطأ، لأنه قال "وكيفَ" عنه مرفوع، ولم يقل و «الكيفُ» (بلام التعريف) عنه مرفوع.
للسؤال أو التعليق على المقال ( http://www.as-salaf.org/vb/showthread.php?t=9)
مواضيع ذات صلة
- عقيدة السلف في الصفات: قولهم «بلا كيف» ( http://as-salaf.com/article.php?aid=75%E3%80%88=ar)
- عقيدة السلف في الصفات: قولهم «أمروها كما جاءت» ( http://as-salaf.com/article.php?aid=68%E3%80%88=ar)
(1) كتاب العين للفراهيدي (ج1 ص159)
(2) المحكم والمُحيط الأعظم (ج1 ص205)
(3) طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (ج4 ص287)
(4) عارضة الأحوذي شرح الترمذي لابن العربي (ج3 ص166)
(5) الحجة في بيان المحجة (ج2 ص257)
(6) ذم التأويل لابن قدامة
(7) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (ج9 ص239)
(8) تذكرة الحفاظ للذهبي (ج1 ص155)
(9) العلو للعلي الغفار للذهبي (ص139)
(10) الاعتصام للشاطبي (ج1 ص226)
(11) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (ج3 ص530 و531) رواها من طريق ابن أبي حاتم في "الرد على الجهمية" عن أبيه أبي حاتم الرازي عن عبد الرحمن بن عمر رسته عن ابن مهدي. ورواه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (ج9 ص8) بسند آخر إلى عبد الرحمن بن عمر رسته. ونقله الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج9 ص196) و تاريخ الإسلام (ج13 ص284).
(12) سير أعلام النبلاء للذهبي (ج7 ص311 و312) بسنده، ورواها أيضا في كتابه "العلو للعلي الغفار" (ص141) وصححه؛ ورواها ابن بطة بسنده في "الإبانة الكبرى" له.
(13) الرد على الجهمية للدارمي (ص79)
(14) اعتقاد أهل السنة لأبي بكر الإسماعيلي (ص36)
(15) قال الخطيب البغدادي عنه: وكان ثقة من أهل العلم والفضل والزهد في الدنيا ... ولم يك للشافعيين بالعراق أريس منه ولا أشد ورعا وكان من أهل التقلل في المطعم على حال عظيمة فقرا وورعا وصبرا على الفقر. [تاريخ بغداد للخطيب (ج2 ص233)]، وقال الدارقطني عنه: ثقة مأمون ناسك [سؤالات الحاكم للدارقطني ص149]
(16) تاريخ مدينة السلام (بغداد) للخطيب البغدادي (ج2 ص234) بسنده، والسند رواته ثقات.
(17) الأسماء والصفات للبيهقي (ج2 ص305)
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 02:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا ...
وأحسن إليك .....
وغفر لك ولوالديك ......
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في تفسير سورة البقرة الآية (266) (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ):" الإنسان مأمور بالتفكر في الآيات الكونية، والشرعية؛ لأن التفكر يؤدي إلى نتائج طيبة؛ لكن هذا فيما يمكن الوصول إليه بالتفكر فيه؛ أما ما لا يمكن الوصول إليه بالتفكر فيه فإن التفكر فيه ضياع وقت، وربما يوصل إلى محظور، مثل التفكر في كيفية صفات الله عز وجل: هذا لا يجوز؛ لأنك لن تصل إلى نتيجة؛ ولهذا جاء في الأثر: «تفكروا في آيات الله ولا تفكروا في ذات الله»؛ لأن هذا أمر لا يمكن الوصول إليه؛ وغاية لا تمكن الإحاطة بها، كما قال تعالى: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار)؛ فلا يجوز لأحد أن يتفكر في كيفية استواء الله عز وجل على العرش؛ بل يجب الكف عنه؛ لأنه سيؤدي إلى نتيجة سيئة؛ إما إلى التكييف، أو التمثيل، أو التعطيل - ولا بد".
فسبب المنع من التكييف أنه غير معقول؛ أي: لا يمكن عقولنا دَرَكُهُ، ولن تصل إلى نتيجة إلا التكييف أو التمثيل أو التعطيل، وكلها محذورة محظورة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/61)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[16 - 07 - 10, 02:29 م]ـ
وجزاك الله بمثله أبا عبد الله ورفع قدركم ونفع بكم
ـ[أبوعمر عبدالواحد]ــــــــ[18 - 07 - 10, 06:44 ص]ـ
الكيف بالنسبة لصفات الله له وجود و لكنه غير مستطاع عقلا لذا فهو مجهول , فالغير معقول بالطبع مجهول، و من يقحم عقله القاصر في المجهول الذى لا يمكن ادراكه سيؤدى به الامر الى ما لا يرضي الله سبحانه و تعالى
لذا فعقيدة السلف اثبات المعنى و تفويض الكيف
و الله تعالى اعلى و اعلم(64/62)
علماء الإماميَّة مصابون بهوس تكفيري مجنون .. (عباس آل كاشف الغطاء نموذجا)!
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 11:41 م]ـ
الحمد لله ..
رسالة إلى دعاة التقريب (التخريب) فنقول: تتواتر النقول عن أئمة الرافضة الفحول في تكفير خير أمة أخرجت للناس بسبب إمامتهم المزعومة التي لا نجد لها في كتاب الله تعالى آيةً واحدةًَ محكمةً تدل عليها!!!
واليوم نطوِّف مع آيتهم العظمى وعلامتهم الكبير عباس آل كاشف الغطاء (ت 1323 هـ) , وقد أفصح الرجل عن هوسه التكفيري خير إفصاح؛ بل نقل اتفاق طائفته على ذلك, والله المستعان!!
فأين الذين يتشدقون بمعتمدات المذهب المقدَّس؟!
أولا: من هو عباس آل كاشف الغطاء؟!
هو آية الله العظمى عباس نجل الشيخ حسن صاحب كتاب (أنوار الفقاهة) ابن الشيخ الأكبر؛ الشيخ جعفر صاحب كتاب (كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء)، ولد في النجف الأشرف سنة (1253 هـ)
ثانياً: مكانته العلمية ورسالته في الإمامة.
يحتل عباس آل كاشف الغطاء مكانة علميَّة رفيعة فهو عندهم الأصولي الفقيه الوقاد الذهن, وأما رسالته في الإمامة وهي التي سننقل منها فقد جاء بعد تعدادها قولهم: ((لله در مصنفها؛ لا فض فوه، وصعق إلى الحضيض حاسدوه، قال فأوجز وكتب فأعجز، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)).
ثالثا: الشروع في المقصود.
قال آيتهم العظمى, وعلامتهم الكبير عباس آل كاشف الغطاء (ت 1323 هـ) مستهلاً كتابه المُسمَّى بـ (رسالة في الإمامة) بعد أن قرر أن الإمامة أصل الدين الرابع, وأنها تنصيب إلهي من الله تعالى؛ قال (ص1 - 2):
((وهذه المسألة من أعظم مسائل أصول الدين، وهي معركة الآراء بين العامة والخاصة، فكم زلت بها الأقدام، وحادت فيها عن الحق أقوام بلا تروي ولا بصيرة حتى هلكوا وأهلكوا، والعقل والنقل لا يعذران الغافل والمتغافل، ولا من أخذته حمية الآباء فاقتدى آثارهم وسلك سبيلهم، بل لو ادُّعِيَ عدم وجود جاهل قاصر في هذا العصر عن هذا الأمر لم يكن بعيداً؛ فمن خلع برود العناد، ونظر بعين الإنصاف، وجانب جادة الاعتساف هداه الله إلى سواء الطريق، فإن النبوة والإمامة من واد واحد؛ فمن أنكر أو حاد عن إحداهما أنكر الأخر وحاد عنه، وإن اعترف به لسانه أو عقد عليه قلبه، فإن ذلك لا يجدي في الخلاص من العذاب الدائم والخلود الأبدي في صقر وهو الكفر الباطني، وفي الأثر الصحيح [من لم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية] وفيه بالمعنى: لو إن عبدا صلى وصام، وجاء بالفرض والسنة مدة عمره ثم لم يعرف ولاية ولي الله فيواليه، ولا يتبرا من معاديه لا ينفعه ذلك كله، فإن النبي والإمام معا سفيرا حق منصوبان من جانب الله تعالى، والإقرار بأحدهما لا يكفي، وإنكار أحدهما كفر، نعم مشهور أصحابنا على عدم نجاسة منكر الإمامة، وهو لا ينفي الكفر، فإن ارتفاع حكم من أحكام الكفر لمصلحة لا يوجب ارتفاعه بعد إجماعهم على عد أصول الدين خمسة، واتفاقهم بأن المنكر لأحدها كافر)) انتهى المراد من كلامه.
أخيراً: التعليق الذي لا يُحتاج له!
الكلام من الوضوح بحيث لا نجد مجالاً لنعلِّق عليه, ولكننا رحمةً بالقوم المعوجين فهماً؛ نقوم بالتعليق الطفيف لإقامة ما نستطيع من اعوجاج فهمهم؛ القائم على الهوى المردي فنقول:
التكفير أمرٌ متقرر عند الإماميَّة لكل من خالفهم في عقيدتهم الهلاميَّة (الإمامة) , وهو تكفير من أعلى درجاته, وأقصى مراتبه, ولكنهم لمانع واحد فقط يبطلون بعض آثار التكفير على الأعيان من مثل الحكم بالنجاسة وما أشبه ذلك, وليس نشوء هذا المانع قائما من رحمة قلوبهم بمخالفيهم؛ كلا ثم كلا .. فإن مخالفيهم عندهم شرٌّ من اليهود والنصارى, ولكنهم يمتنعون مراعاة لمصالحهم الساميَّة وهو صريح من لفظ آيتهم العظمى عباس آل كاشف الغطاء إذ قال: ((فإن ارتفاع حكم من أحكام الكفر لمصلحة لا يوجب ارتفاعه بعد إجماعهم على عد أصول الدين خمسة، واتفاقهم بأن المنكر لأحدها كافر))!!
وبعد نقله الاتفاق على التكفير يتفق لنا أن نحث أصحاب العقول المغلقة على التفكير في هوس القوم بالتكفير, والله ولي التدبير ..(64/63)
رواية عن الكبد والطحال كصفات!
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 07:02 ص]ـ
بسم الله
لقد مررت على أحدهم ادعى (مُنكِرا) وجود من قال بالكبد والطحال كصفات والرجل لا يمزح! فهل وردت رواية ولو كانت موضوعة (وهي كذلك) و من قال بها من الاعلام؟
أريد هذه الرواية بارك الله فيكم. يهمني بدرجة كبيرة أن اعرف.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 02:15 ص]ـ
ورد في كتاب (التبصير في الدين) للإسفرايني (ص 120 ط. عالم الكتب): " وكان داود الجواربي من جملة المشبهة يثبت لمعبوده جميع أعضاء الإنسان وكان يقول: أعفوني عن الفرج واللحية".
فهذا يلزمه إثبات الكبد والطحال، تعالى الله عما يقول علوًّا كبيرًا.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 02:42 ص]ـ
وهذا الكلام لازم لأربع طوائف من قدماء الضالين؛ وهي:
1 - البيانية: من غلاة الشيعة وهم أتباع بيان بن سمعان التيمي الذي كان يقول: إن الله على صورة الإنسان وإنه يهلك كله إلا وجهه، وادعى بيان أن يدعو الزُهَرَة فتجيبه، وأنه يفعل ذلك بالاسم الأعظم، فقتله خالد بن عبد الله القسري.
2 - المغيرية: وهم أصحاب المغيرة بن سعيد، ويزعمون أنه كان يقول إنه نبي وإنه اسم الله الأكبر وإن معبودهم رجل من نور على رأسه تاج، وله من الأعضاء والخلق مثل ما للرجل، وله جوف وقلب تنبع منه الحكمة، وإن حروف (أبي جاد) على عدد أعضائه، قالوا: والألف موضع قدمه لاعوجاجها، وذَكَرَ الهاءَ فقال: لو رأيتم موضعها منه لرأيتم أمراً عظيما يعرِّض لهم بالعورة وبأنه قد رآه، أخزاه الله.
3 - الهشامية: ويسمون بالهشامية نسبة إلى هشام بن الحكم الرافضي وأحياناً تنسب إلى هشام بن سالم الجواليقي وكلاهما من الإمامية المشبهة والجدير بالذكر أن الرافضة الإمامية كان ينتشر فيهم التشبيه وهذا في أوائلهم.
4 - الجواربية: أتباع داود الجواربي الذي وصف معبوده بأن له جميع أعضاء الإنسان إلا الفرج واللحية؛ وقال ماقال مما أسلفته لك: ((اعفوني عن الفرج واللحية واسألوني عما وراء ذلك)).
تعالى الله عما يقول المبطلون علواً كبيراً.
أما أن يكون شيء من ذلك قاله بعض السلف، فمحال، لا يستطيع قائله أن يأتي بدليل على ذلك، اللهم إلا ما روي عن مقاتل المفسر، وهو مشبه متهم بوضع الحديث.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 04:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا عبد الله وبارك في سعيكم وزادكم علما وعملا.
في الواقع أن احدا من السلفيين نسب ذلك لاحد طلبة العلم الكبار الاحياء!
وقد كان هذا سببا في فساد الود بينهما حسب قوله. طالب العلم معروف لكن الاول مجهول العين.
بصراحة حكاية مثل هذه الرواية تصيبني بالخجل من فسادها لكن لعل هناك من يصدق من العوام الذين يقراون في الشبكة.
لماذا ذكر شيخ الاسلام الكبد والطحال في التدمرية في معرض التنزيه؟ ربما يرد بها على مقالة او تشنيع. أو لعل مجاهيل الشبكة اخذوا من هذا التنزيه مطعنا بالافتراء والله اعلم.
((والنقص ضد الكمال وذلك مثل أنه قد علم أنه حي والموت ضد ذلك فهو منزه عنه وكذلك النوم والسنة ضد كمال الحياة فإن النوم أخو الموت وكذلك اللغوب نقص في القدرة والقوة والأكل والشرب ونحو ذلك من الأمور فيه افتقار إلى موجود غيره كما أن الإستعانة بالغير والإعتضاد به ونحو ذلك تتضمن الإفتقار إليه والإحتياج إليه
(1/ 59)
وكل من يحتاج إلى من يحمله أو يعينه على قيام ذاته وأفعاله فهو مفتقر إليه ليس مستغنيا عنه بنفسه فكيف من يأكل ويشرب والآكل والشارب أجوف والمصمت الصمد أكمل من الآكل الشارب ولهذا كانت الملائكة صمدا لا تأكل ولا تشرب وقد تقدم أن كل كمال ثبت لمخلوق فالخالق أولى به وكل نقص تنزه عنه المخلوق فالخالق أولى بتنزيهه عن ذلك والسمع قد نفي ذلك في غير موضع كقوله تعالى: {الله الصمد} والصمد الذي لا جوف له ولا يأكل ولا يشرب وهذه السورة قي نسب الرحمن أو قي الأصل في هذا الباب وقال في حق المسيح وأمه: {ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام} فجعل ذلك دليلا على نعي الأوقية فدل على تنزيهه عن ذلك بطريق الأول والأحرى والكبد والطحال ونحو ذلك: هي أعضاء الأكل والشرب فالغني المنزه عن ذلك: منزه عن آلات ذلك بخلاف اليد فإنها للعمل والفعل وهو سبحانه موصوف بالعمل والفعل إذ ذاك من صفات الكمال فمن يقدر أن يفعل أكمل ممن لا يقدر على الفعل
وهو سبحانه منزه عن الصحابة والولد وعن آلات ذلك وأسبابه))(64/64)
ماهو الجائز والممنوع من هذه الاقوال!
ـ[عجب الرويلي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 11:38 ص]ـ
1ـ انقذت العناية الالهية
2ـ انقذت عناية الله.
3ـ اقتضت حكمة الله،
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 11:50 ص]ـ
لا بأس بها جميعاً
والأولى كالثانية لا فرق
والله أعلم وأحكم(64/65)
شرح ابن جبرين القواعد الاربع
ـ[أبو العباس الشمري]ــــــــ[13 - 06 - 10, 04:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-:
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة، وأن يجعلك مباركا أينما كنت، وأن يجعلك ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر، فإن هذه الثلاث عنوان السعادة.
اعلم -أرشدك الله لطاعته- أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين، وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم لها، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته؛ فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة، فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت كالحدث إذا دخل في الطهارة.
فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل، وصار صاحبه من الخالدين في النار؛ عرفت أن أهم ما عليك معرفة ذلك؛ لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة، وهي الشرك بالله الذي قال الله تعالى فيه: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه.
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذه القواعد تتعلق بتقرير التوحيد، والرد على القبوريين الذين يعبدون الأموات، ويدعون أن عبادتهم ليست شركا، ولا يسمونها عبادة، وإنما يسمونها توسلا واستشفاعا وتبركا وتقربا واحتراما، ولكنها في الحقيقة عبادة؛ حيث إنهم يدعون الأموات، يهتفون بأسمائهم، يأتون إلى القبور يبنون عليها، يعتكفون عندها، يتبركون بترابها، ينادون الميت: يا ولي الله أنقذنا، انصرنا، ارزقنا، اعطنا. يقفون عنده ذليلين خاشعين متواضعين؛ وهذا هو حقيقة العبادة؛ فأصبحوا بذلك مشركين.
فهو يبين بهذه العقيدة وبهذه القواعد أنهم مشركون، وأن فعلهم هذا شرك، ويبين أهمية التوحيد، والحرص على معرفته وتحقيقه، والبعد عن الشرك حتى يصح العمل.
بدأ هذه القواعد بهذه المقدمة، يقول: أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة. دعوة طيبة من عالم مشهور، عالم مخلص للأمة دعا إلى التوحيد، ونفع الله تعالى بدعوته، ترجى إجابة هذا الدعاء لمن تابعه ولمن عمل به، توسل إلى الله بأنه هو الكريم الذي يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وبأنه رب العرش العظيم؛ أي أن من عظمته ومن جلاله وكبريائه أنه خالق كل شيء، وأنه رب كل شيء، ومن ذلك أنه رب العرش. والعرش هو المخلوق الذي خصه الله تعالى بالاستواء عليه، وجعله سقف المخلوقات، لا -يحصيه- لا يعلم قدره إلا الله.
توسل هاهنا بقوله: أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة. هكذا الدعوة الصالحة: أن يجعلك من أوليائه الذين: فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ وأن يحفظك وأن يوفقك وييسر لك الأمور، وأن تكون من أوليائه في الآخرة، الذين يسعدهم ويثيبهم الثواب العظيم.
الدعوة الثانية: أن يجعلك مباركا أينما كنت كما جعل بعض أنبيائه، قال الله تعالى عن عيسى إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ إلى قوله: وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ فكذلك إذا جعلك الله مباركا حصلت في أعمالك البركة، وفي علومك البركة، وفي دعوتك وفي تعليمك تحصل فيها البركة، التي هي كثرة الخير.
الدعوة الثالثة: أن يجعلك ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر. دعوة طيبة أيضا. الإنسان يعترف بأن ما به من نعمة فمن الله، فإذا أعطاك الله تعالى الصحة فهي نعمة عليك أن تشكر، وإذا أعطاك الأولاد فعليك أن تشكر، وإذا أصلح عملك فعليك أن تشكر، وإذا أغناك من فضله فعليك أن تشكر، وإذا شكرت فأبشر بأن الله يزيدك: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ؛ وذلك لأن العبد لا ينفك في وقت من الأوقات عن الشكر؛ لأنه دائما في نعم: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/66)
وإذا ابتلي صبر أي إذا نزلت به بلية، إذا ابتلي في بدنه بمرض، إذا ابتلي مثلا بفقر أو فاقة، إذا ابتلي بشيء من أنواع الابتلاء؛ فإن عليه أن يحتسب ويصبر، قال الله تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ إلى قوله: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ.
وإذا أذنب استغفر هذه أيضا دعوة طيبة؛ وذلك لأن الإنسان يغفل ويقع منه شيء من الخطايا؛ فلذلك عليه إذا وقعت منه أية خطيئة بقلبه أو بلسانه أو بعينه أو بأذنه أو في ماله أو في ولده أو في منزله، أو مع نفسه أو مع غيره؛ بادر وتاب واستغفر.
ويعد كل غفلة ذنبا. كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر ويتوب من الغفلة، يقول: إنه ليغان على قلبي -يعني يأتيه غفلة- وإني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة.
فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة: الشكر والصبر والاستغفار.
اعلم أرشدك الله لطاعته هذه أيضا دعوة أخرى. أرشدك الله يعني سددك ووفقك لأن تكون من أهل طاعته، الذين يطيعونه ويتبعون ما أمر به.
أن الحنيفية التي هي ملة إبراهيم هي أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين الحنيف: هو المقبل على الله المعرض عما سواه، وقيل: الحنيف هو المائل عن الشرك قصدا إلى التوحيد.
وملة إبراهيم سماها الله تعالى الحنيفية، وسماه حنيفا: مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا؛ يعني مائلا عما كان عليه المشركون من أهل زمانه، هذه الملة يعني الطريقة والشريعة: أن تعبد الله وحده، هذا تفسيرها؛ يعني تجعل عبادتك كلها لله وحده لا شريك له.
تعبد الله وحده مخلصا له الدين أي تخلص الدين له وحده، فلا يكون في دينك ولا في عبادتك شيء لغير الله، بل عبادتك كلها لله وحده، هذا هو الإخلاص، قال الله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ.
وبذلك قال الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ هكذا أخبر بأنه سبحانه خلق الخلق لعبادته، الجن والإنس والملائكة وجميع المكلفين خلْق الله، وهو سبحانه خلقهم لأمر عظيم وهو أن يعبدوه. ولا بد قبل العبادة من العلم بها العلم بكيفية العبادة التي خلقوا لها؛ أن يعبدوه وحده بالعبادة التي أمرهم بها وخلقهم لها، أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين.
فإذا عرفت أن الله تعالى خلقك لعبادته، خلق جنس الخلق -الجن والإنس- لعبادته، فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد: إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ومعنى يعبدوني: يوحدوني؛ أي يفردوا ربهم سبحانه بالعبادة، لا يجعلوا معه ندا، ولا يدعون معه غيره، بل عبادتهم تكون كلها خالصة لوجه الله -عز وجل- هذا معنى العبادة، يعبدوني: أي يوحدوني ويخلصوا العبادة لي.
العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد يعني: مع إخلاصها لله كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة أي: مع الطهارة ومع سائر شروطها، الشروط التي هي: الإسلام والعقل إلى آخر ذلك، ومن جملتها الطهارة من الحدث ومن النجاسة.
فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد، فإذا دخل الشرك العبادة فسدت الشرك دعوة غير الله معه، صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله، فإذا دعا الإنسان ربه في حالة من الحالات، ثم دعا معه مخلوقا ميتا كالذين يدعون عبد القادر مثلا، أو يدعون معروفا الكرخي أو يدعون السيد البدوي يدعون الله ثم يدعون معه هذا المخلوق الميت؛ فإنهم قد أشركوا، قد أدخلوا في العبادة ما يفسدها.
الشرك يفسد العبادة؛ قال الله تعالى: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وقال تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فأعمال المشركين باطلة؛ قال تعالى: وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا.
يقول: فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها يعني أحبط ذلك العمل، أحبط العمل: لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وصار صاحبه من الخالدين في النار لقول الله تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ.
عرفت أن أهم ما عليك معرفة ذلك أي: معرفة التوحيد حتى تخلصه لله، ومعرفة الشرك حتى تبتعد عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/67)
لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة، الشبكة في الأصل: هي الحبالة التي يصاد بها الصيد، فكأن إبليس وأعوانه جعلوا شبابك يصطادون بها المسلمين حتى يوقعوهم في الشرك، فإذا عرف المسلم التوحيد وعرف الشرك وابتعد عما يفسد توحيده؛ تخلص من تلك الشبكة وهي الشرك الذي قال الله: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ؛يعني الذنوب التي غير الشرك تحت المشيئة، قد يغفرها الله تعالى لبعض عباده وقد يعاقب عليها، ولو كانت كبيرة كالقتل والزنا وشرب الخمر والسرقة وما أشبهها قد يغفرها الله، وأما الشرك فلا يغفره، لا يُغفر إلا بالتوبة.
فلذلك يهتم المسلم بهذه العقيدة لمعرفة التوحيد حتى يخلص توحيده، وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه.
--------------------------------------------------------------
القاعدة الأولى: أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مُقِرُّون بأن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر، وأن ذلك لم يدخلهم في الإسلام؛ والدليل قوله تعالى: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ.
--------------------------------------------------------------------------------
هذه هي القاعدة الأولى؛ وذلك لأن القبوريين يدَّعون أن معنى لا إله إلا الله: لا خالق إلا الله، فيقولون: الإله هو الخالق، الإله هو الذي يقدر على الاختراع. هكذا يقول القبوريون، وهذا غير صحيح؛ لو كان كذلك ما خالفوا فيه، المشركون الأولون لما قال: لهم قولوا لا إله إلا الله امتنعوا، قال الله تعالى: إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ.
فيمتنعون من قول لا إله إلا الله، ويسمون معبوداتهم آلهة، والإله عندهم هو الذي تألهه القلوب، أي تحبه وتعظمه وتجله وتحترمه، وتخضع له وتخشع له وتتواضع بين يديه، هذا هو الإله، وليس الإله الخالق، فإنهم يعرفون أن الخالق هو الله وحده، المشركون الأولون -مشركو العرب وغيرهم- كلهم يعرفون أن الخالق هو الله وحده، ولا ينسبون لغيره شيئا من الخلق، الخلق لله وحده، يعترفون بذلك، ولا ينسبون لمخلوق أية شيء من التصرف، فهكذا كان شركهم.
أما الخلق والرزق فإنهم يعترفون بأنه من الله، يعترفون ويقرون بأن الله هو الذي خلقهم، قال الله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ من الذي خلقكم؟ الله، الله هو الذي خلقنا، من الذي خلق السماوات وخلق الأرضين؟ يعترفون بأنه هو الله، قال تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فهم يعترفون بأن الله هو الذي خلق السماوات والأرض.
وهكذا يعترفون بأنه الذي يدبر الأمور في هذه الآية: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ من الذي ينزل المطر؟ من الذي يرسل السحب؟ من الذي يرسل الرياح فتثير سحابا؟ يقولون: هو الله. من الذي ينبت النبات؟ من الذي خلق هذه الأرض وجعلها قابلة للنبات -قابلة لأن تنبت-؟ يعترفون بأنه هو الله. يقول: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أي من الذي يرزقكم هذا الرزق؟ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ من الذي خلقكم وخلق السمع والبصر في كل هذه المخلوقات؟ يعترفون بأنه هو الله، لو اجتمع الخلق كلهم على أن يخلقوا عينا مثل هذه العين التي في أصغر المخلوقات -التي مثلا في البعوضة ونحوها، أو في العصفور وما أشبهه؛ لا يقدرون على أن يخلقوا هذه العين بطبقاتها وببصرها وبما فيها.
كذلك أيضا هذا السمع الذي جعله الله تعالى في الإنسان، بل وفي الحيوانات تسمع؛ يعني الوحوش والطيور وما أشبهها جعلها الله سميعة تسمع هذه الأصوات، هل أحد يقدر على أن يخلق مثل هذه الحاسة التي تدرك الأصوات؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/68)
من الذي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي؟ يعترفون بأنه هو الله، الله تعالى هو الذي يخرج النبات من الأرض، النبات الذي هو حي؛ يعني يتنامى من الأرض الميتة، كما في قول الله تعالى: فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا يخرج هذا النبات الحي من هذه الأرض الميتة.
وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ أي: هذا الثمر كأنه ميت؛ لأنه لا يتنامى، يخرجه من هذا الشجر الحي، وكذلك يخرج كل حي من ميت، مثَّل بعضهم بإخراج البيض -الذي هو ميت- من الطائر، وإخراج الأفراخ -التي هي حية- من هذا البيض الذي هو ميت وما أشبه ذلك، يعترفون بأن هذا هو الله وحده.
من الذي يدبر الأمر، الذي يدبر هذه الأمور؟ من الذي يرسل الرياح، وينشئ السحاب، ويسير الشمس والقمر، ويسير النجوم والأفلاك ويدبرها، ويسهل لكل رزقه؟
الحاصل أن المشركين يعترفون بأن هذا لله وحده: فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ والآيات كثيرة تدل على أن المشركين الأولين يعترفون لله بأنه هو ربهم وهو خالقهم، ومع ذلك سماهم الله تعالى مشركين، فهذه هي القاعدة الأولى.
-2 - --------------------------------------------------------------
القاعدة الثانية: أنهم يقولون: ما دعوناهم وتوجهنا إليهم إلا لطلب القربة والشفاعة، فدليل القربة قوله تعالى: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ.
ودليل الشفاعة قوله تعالى: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ الآية.
والشفاعة شفاعتان: شفاعة منفية، وشفاعة مثبتة.
فالشفاعة المنفية: ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله؛ والدليل قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ.
والشفاعة المثبتة: هي التي تطلب من الله، والشافع مكرم بالشفاعة، والمشفوع له: من رضيَ اللهُ قوله وعمله بعد الإذن، كما قال تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ.
--------------------------------------------------------------------------------
هذه القاعدة الثانية، فيها سبب شرك الأولين، والذي حملهم على ذلك العمل وصاروا به مشركين، هو نفس الذي يفعله القبوريون الذين يعبدون الأموات؛ فإن الجميع مشتركون في القصد، يقولون: ما دعوناهم وتوجهنا إليهم إلا لأجل القربى ولأجل الشفاعة، وإلا فنعرف أنهم لا يخلقون ولا يرزقون، لا يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم نفعا ولا ضرا، ولكن نجعلهم شفعاء، نجعلهم وسطاء، لا بد لنا من واسطة بيننا وبين الله.
يضربون مثلا -ولله المثل الأعلى- فيقولون: إذا كان لك حاجة عند الملك فإنك تطلب واسطة يتوسط لك حتى تقضى حاجتك. فأنا حاجتي عند الله المغفرة والرزق، أطلب واسطة، أتوسط بهذا النبي وبهذا الولي، فأقول: يا ولي الله، أو يا نبي الله اشفع لي عند الله، واسأله لي حتى يرزقني ويعافيني ويشفيني من هذا المرض، ويقضي عني هذا الدين، أو يكف عني هذا العدو، أو ينصرني على من عاداني، أتوسط بك، أدعوك حتى تدعو الله لي. هكذا شبهتهم.
ونقول: إن الملوك بشر، إن الملك والأمير والوزير ونحوهم مثلنا في البشرية، لا يعلمون الغيب ولا يطلعون على الحقائق، ولا يعرفون مَن الصادق مِن الكاذب، ولا تتحمل نفوسهم أن يعرفوا جميع حاجات الخلق.
الرب -سبحانه وتعالى- لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فهو لا تخفى عليه خافية من عباده يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى لا يشغله سمع عن سمع، لا تغلطه كثرة المسائل مع اختلاف اللغات وتفنن المسؤولات، يسمع دعاءك ودعاء هذا ودعاء الخلق كلهم في لحظة واحدة، وفي طرفة واحدة، وإذا كان كذلك، فكيف يكون محتاجا إلى وسطاء، وكيف يقاس بخلقه؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/69)
فلا يجوز لكم أن تقيسوا الخالق بالمخلوق، وتقولون: نجعل بيننا وبين الله وسطاء نتوجه بهم إلى الله ليقربونا إلى الله، ليفتحوا لنا الأبواب حتى ندخل على الله، وحتى يقبل منا أو يشفعوا لنا؛ هذا كله قياس فاسد؛ لا يجوز لكم أن تقيسوا الخالق بالمخلوقين.
ذكر الدليل على ذلك، فالدليل على أنهم يقصدون التقرب قول الله تعالى في سورة الزمر: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ يقولون: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يعني يفصل بينهم فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ وصف هذا بأنه كذب وكفر.
كذبوا، هؤلاء الذين يعبدونهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، حتى الأنبياء؛ ولذلك قال الله تعالى: وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا فكيف يقربونكم إلى الله؟
حتى نبينا -صلى الله عليه وسلم- قال الله في سورة الأعراف: قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ.
ويقول الله في الآية في سورة الانفطار: يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ فكيف يقربونكم إلى الله زلفى؟ وكيف ينفعونكم وهم أموات غير أحياء، كما وصفهم الله في قوله تعالى: وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ؛ يعني: لا يخلقون وهم مخلوقون، ثم وصفهم بأنهم: أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ أموات سواء كانوا جمادات أو من الأموات الذين قد ماتوا وانقضت حياتهم: وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ يعني: لا يدرون متى البعث، قد انقضت أعمارهم الدنيوية، فكيف مع ذلك يقربونكم إلى الله زلفى؟
ودليل الشفاعة هذه الآية في سورة يونس: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ يعبدون هؤلاء الأموات أو هؤلاء الغائبين أو هذه الجمادات أو هذه القبور ونحوها: وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ يشفعون لنا، فيطلبون الله حتى يقضي حوائجنا، حتى ينصرنا على أعدائنا، حتى يكثر أموالنا وأولادنا، وحتى يعطينا ما نطلبه: هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ أتخبرون الله بشيء يجهله؟ فالله عالم بكم، وأعلم بكم من هؤلاء الذين تدعونهم وتجعلونهم وسطاء بينكم وبين الله: قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ وهكذا كانت عبادتهم لأجل هذا الشرك أنهم يسمونهم شفعاء.
في قصة صاحب يس لما أسلم قال: أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا كيف أتخذ مع الله آلهة؟ سماها آلهة، وذكر أنها لا تغني شفاعتهم شيئا، وذلك دليل على أنهم يقصدون الشفاعة لعبادة تلك الآلهة، ويسمونها آلهة؛ لأن قلوبهم تألهها أي تعظمها وتحبها.
وهكذا إذا بعثوا في يوم القيامة يقولون: فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ويقولون لآلهتهم: تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ نسويكم به؛ يعني بتعظيمنا لكم وفي عبادتنا لكم، لم يسووهم برب العالمين في الخلق والتدبير، وإنما سووهم في استحقاق العبادة، دعوهم كما يدعى الله، فهذا دليل على أنهم يعرفون الله، وأنهم يعبدونه، ولكن يتخذون معه هذه الآلهة للشفاعة.
----------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/70)
الشفاعة شفاعتان: شفاعة منفية وشفاعة مثبتة. الشفاعة المنفية هي الشفاعة الشركية التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، فمن طلب من الله شيئا لا يقدر عليه إلا هو وقال أريد الشفاعة فقد أشرك؛ وذلك لأنهم لا تغني شفاعتهم شيئا لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ.
ولذلك قال تعالى: يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا يعني في الآخرة، وقال تعالى: وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ وفي هذه الآية في سورة البقرة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ وهو يوم القيامة؛ يعني قدموا لآخرتكم شيئا ينفعكم من النفقات والعبادات قبل أن يأتيكم ذلك اليوم الذي ليس فيه بيع، يعني لا يملك أحد شيئا يتجر به، ولا يملك أن يبيع شيئا يفتدي به، ولو ملك الأرض كلها لافتدى بها كما في قوله تعالى: فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ.
ولا خلة الخلة: الصداقة والأخوة؛ أي ليس هناك بين الناس أخوة، بل كل خليل يتبرأ من خليله. في الدنيا هناك أخلة ولكن تنقلب خلتهم يوم القيامة عداوة، قال تعالى: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ فهكذا لا خلة ولا أخوة ولا قرابة، بل كل قريب يتبرأ من قريبه: يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ.
ولا شفاعة أي: ليس فيه الشفاعة الشركية التي تطلبونها من الأموات، أو تطلبونها من غير الله، يوم القيامة يأتون إلى آدم ويقولون اشفع لنا فيعتذر ثم ... لفصل القضاء، هذه شفاعة بإذن الله تعالى. أخبر -صلى الله عليه وسلم- بأنه لا يشفع إلا بعد إذن الله، حتى يقول الله له: ارفع رأسك، وسل تُعطَ، وقل تسمع، واشفع تشفع فلا يبدأ بالشفاعة إلا بعد أن يأذن الله ويقول له: اشفع.
ولهذا جاء هذان الشرطان في القرآن، يجمع الله بينهما وقد يذكر أحدهما، جمع بينهما في سورة النجم: وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى يأذن ويرضى: الإذن للشافع، والرضى عن المشفوع فيهم.
وكذلك قال تعالى: يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا أذن للشافع، ورضي عن المشفوع له.
وذكر الرضا في سورة الأنبياء قال تعالى: وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى أي: لمن رضي قوله، ومعلوم أن الله لا يرضى عن القوم الكافرين، كما أخبر بذلك: فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ وإذا كان لا يرضى عنهم فلا يأذن للشفاعة فيهم، وقال تعالى: وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ.
وأما الإذن فذكره في آيات كآية الكرسي: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ الأنبياء يتوقفون عن الشفاعة في الآخرة إلا بإذن؛ إذا أذن الله لهم وقال: أخرجوا من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه دينار من الإيمان يخرجونهم بإذن الله، فيأذن الله للأنبياء وللملائكة وللصالحين أن يشفعوا في بعض من دخل النار حتى يخرجوهم إذا كانوا من أهل التوحيد، وإنما دخلوا النار ببعض المعاصي.
فالحاصل أن الشفاعة إنما تنفع بهذين الشرطين. الشرط الأول: الإذن للشافعين: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ والشرط الثاني: الرضا عن المشفوع فيهم من أهل الذنوب: وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى.
-4 - -----------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/71)
القاعدة الثالثة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ظهر على أناس متفرقين في عباداتهم، منهم من يعبد الملائكة، ومنهم من يعبد الأنبياء والصالحين، ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار، ومنهم من يعبد الشمس والقمر، وقاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يفرق بينهم؛ والدليل قوله تعالى: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ.
ودليل الشمس والقمر قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ.
ودليل الملائكة قوله تعالى: وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا الآية.
ودليل الأنبياء قوله تعالى: وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ الآية.
ودليل الصالحين؛ قوله تعالى: أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ الآية.
ودليل الأشجار والأحجار قوله تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى الآية.
وحديث أبي واقد الليثي -رضي الله عنه- قال: خرجنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط الحديث.
--------------------------------------------------------------------------------
ذكروا أن القبوريين يقولون: إن الأولين يعبدون الأصنام، ونحن ما عبدنا الأصنام، أتجعلون الصالحين أصناما؟ أتجعلون أولياء الله أصناما؟ أتجعلون الشيخ عبد القادر والشيخ معروف الكرخي والسيد البدوي والجنيد وأشباههم من الأولياء الصالحين، أتجعلونهم أصناما؟ أتسمونهم بالأصنام؟
إذا قالوا ذلك؛ فقل: أنتم الذين جعلتموهم أصناما، فإذا بنيتم على هذا القبر، ورفعتموه وسترتموه مثلا، وعكفتم عنده ودعوتموه؛ أصبح صنما. المشركون ينتقون صورة للولي الذين يعظمونه، وينصبون هذه الصورة ويدعونها ويتمسحون بها ويسمونها صنما، ينحتونها على صور الأولياء: أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ.
والمشركون أيضا يعبدون مثلكم أولياء وأنبياء وصالحين ونحوهم. القبوريون يعبدون أشجارا، ويعبدون نيرانا، ويعبدون أحجارا، ويعبدون قبورا، يعبدون غير الله آلهة كثيرة، كالذين في العراق يعبدون الحسين بنوا على قبره على مكان يقولون إنه قبر الحسين وصاروا يأتون إليه من مسيرة ألف كيلو أو ألفين أو أكثر، ويطوفون في ذلك المكان، في مكان يقال له كربلاء.
وجاءهم الشيطان أيضا يزين لهم وقال: إن عليا دفن في هذا المكان وإن هذا قبره، فسموه النجف؛ فبنوا عليه بنية، وصاروا يذبحون له، ويطوفون به، ويدعونه ويعكفون حوله، ويتحرون استقباله ويصلون له، ويحلفون به: يا ولي الله يا علي بن أبي طالب يا سيد الخلق، يا كذا وكذا. أليس هذا صنما؟ لا شك أن هذه أصنام وأوثان؛ لأنها تعظم كما تعظم الأصنام .. ، الذين يعبدون تلك الأصنام يعبدونها لما ذكرنا للقربة وللشفاعة.
فالحاصل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما بعثه الله كان أهل زمانه متفرقين في عباداتهم؛ يعني بعضهم يعبد كذا وبعضهم يعبد كذا، منهم من يعبد الملائكة، ويسمون الملائكة بنات الله، ومنهم من يعبد الأنبياء، ومنهم من يعبد الصالحين، ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار، ومنهم من يعبد الشمس والقمر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/72)
يعبدون معبودات متفرقة، ولم يفرق بينهم، بل جعلهم كلهم مشركين، حكم بأنهم كلهم مشركون، وقاتلهم جميعا، ولم يقل: أنتم الذين تعبدون الصالحين، تعبدون الصالحين فلا نقاتلكم ولا نكفركم، لأن الصالحين لا يسمون أصناما، بل قاتل الجميع، أمره الله تعالى بقتال الجميع، قال الله تعالى: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا؛ يعني عن الشرك: وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ.
فهكذا أمره الله بقتال الجميع: قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وفي هذه الآية: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك؛ يعني حتى لا يكون هناك شرك، قاتلوهم حتى يسلموا ويتوبوا، ويتركوا الشرك، ويخلصوا العبادة لله وحده وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ.
ذكر الأدلة يقول: الدليل على أنهم يعبدون الشمس والقمر قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ دل على أن هناك أناس يعبدون الشمس ويعبدون القمر، ويُعَبِّدون أولادهم لها، فيهم كثير يسمونه عبد شمس.
والعبودية معناها الذل؛ يعني أنه مملوك للشمس أو نحوه؛ فدل على أنهم يعبدون الشمس والقمر، فنهاهم الله وقال: لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ.
ذكر الله أيضا عن أهل سبأ -عن سبأ في اليمن - أنهم يسجدون للشمس: وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله؛ فدل على أن هناك من يعبد الشمس، الشمس مذللة مخلوقة مسيرة بأمر الله تعالى، لا تملك لمن يعبدها نفعا ولا ضرا.
فكذلك أيضا الذين يعبدون الملائكة، قال الله تعالى: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ يقولون: ما أمرناهم بعبادتنا، وإنما الشياطين هي التي أمرتهم بعبادتنا، وصرفتهم عن عبادة ربهم: يَعْبُدُونَ الْجِنَّ يعني: الشياطين أي يطيعون الشياطين في إشراكهم، ويعبدون الشياطين، وكل من عبد غير الله فإن عبادته تكون للشيطان، كما في قول الله تعالى: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ.
يقولون: ما عبدنا الشيطان، بل إنما عبدنا الأولياء. فنقول: إنكم أطعتم الشيطان الذي دعاكم إلى عبادة غير الله، فوقعت عبادتكم للشيطان.
لما نزل قول الله تعالى في سورة الأنبياء: إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ قالوا: أتقول يا محمد إن معبوداتنا كلها حصب جهنم؟ نحن نعبد الملائكة، الملائكة من حصب جهنم؟ واليهود يعبدون عزير والنصارى يعبدون المسيح ويعبدون الصالحين، أكُلُّ هؤلاء حصب جهنم؟
فقال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ وأجابهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن عبادتكم لهؤلاء الصالحين تقع للشياطين، فالشيطان هو الذي دعاكم إلى ذلك، فأنتم في الحقيقة تعبدون الشياطين، فأنتم والشياطين حصب جهنم.
وكذلك في هذه الآية: وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ دل على أنهم قد اتخذوهم أربابا؛ يعني آلهة، اتخذوهم أربابا يعني آلهة يعظمونهم؛ فنهاهم. وَلَا يَأْمُرَكُمْ بل ينهاكم أن تتخذوا الملائكة أربابا، أو تتخذوا الأنبياء أربابا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/73)
وكذلك دليل عبادتهم للأنبياء أن منهم من عبد المسيح كالنصارى، قال الله تعالى: وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إلى قوله: مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ما قلت لهم: اعبدوني ولا اعبدوا أمي، وإنما قلت: اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وهذا دليل على أنهم عبدوه من دون الله من قبل أنفسهم، وأن عيسى تبرأ منهم.
فدل على أن هناك من يعبد الأنبياء كعيسى ونحوه، وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن النصارى إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا، وسموه باسمه، وصوروا فيه صورته، وصاروا يعبدونه.
ودليل الصالحين قول الله تعالى: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ هذه الآية نزلت فيمن يعبد الصالحين، أو نزلت في كل من يعبد معبودا وذلك المعبود يعبد الله: ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ هل يملكون كشف الضر عنكم؟ هل يملكون تحويله ونقله منكم إلى غيركم؟
أولئك الذين تدعونهم لا يملكون شيئا من ذلك، هم خير منكم: يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ؛ يعبدون الله ويتوسلون إليه بأسمائه، ويتقربون إليه بعبادته: يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ فأيكم أقرب؟ أنتم الذين تعبدونهم وهم مخلوقون؟ أم هم الذين يعبدون الله ويبتغون الوسيلة إليه -يعني القربة- وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ؛ فدل على أن هناك من يعبد الصالحين الذين يبتغون الوسيلة إلى الله تعالى ويرجونه ويخافونه.
دليل الأشجار والأحجار: مشهور أنهم يعبدون أشجارا وأحجارا، كما قال تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى اللات صخرة في الطائف ولكن كان تحتها قبر ولي يسمونه اللات؛ لأنه كان يخدم ويضيف الحجاج؛ فعبدوا الصخرة.
العزى شجرات في وادي نخلة بين مكة والطائف كانوا يعبدونها، يحلفون بها، يحلفون باللات والعزى، ويفتخرون بعبادتهم لها، ويقصدونها.
قد تقول: كيف ذُهِبَ بعقولهم؟ يعبدون شجرا وحجرا؟ فالجواب أن الشيطان يكلمهم، إذا عبدوها كلمهم الشيطان وزين لهم، ويتكلم في أصل تلك الشجرة، يعتقدون أنها هي التي تتكلم وتخبرهم وتعطيهم وتنفعهم، ولما أسلمت قريش أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- خالدا فقطع تلك الشجرات التي هي شجر العزى، ولما قطع الشجرات؛ خرجت شبه جنية –شيطانة-؛ فعلاها بالسيف فقتلها، فقال: تلك العزى.
ولما أسلم أهل الطائف أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- من يحطم تلك الصخرة، حتى حطمها وأصبحت جذاذا.
لا شك أن هذا دليل على أنهم يعبدون هذه الأشجار والأحجار، يوجد في هذه الأزمنة أيضا من يعبدون الأشجار والأحجار، ولكن يعتقدون فيها كما يعتقد الأولون.
ذكر أيضا من الأدلة قصة في غزوة حنين لما توجهوا إلى حنين كان بعضهم إنما أسلموا إسلاما جديدا؛ يعني ما أسلموا إلا من أيام، وبقي عندهم شيء من عادات الجاهلية، فذُكِرَ لهم أن المشركين كهوازن لهم شجرة سدرة يأتون إليها، ويجعلون فيها عرى؛ خيوط أو حبال يعلقون فيها أسلحتهم، يعلقون يعني ينوطون بها، يعلقون فيها تلك الأسلحة، ويقولون: إن هذا فيه النكاية؛ إن السيف أو الرمح أو القوس إذا علق في هذه الشجرة تناله بركتها، ويكون له قوة في القتال.
الصحابة هؤلاء الذين أسلموا جديدا ظنوا أن هذا جائز، فمروا بسدرة شبيهة بتلك السدرة، فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ما قصدوا إلا في ظنهم أننا إذا علقنا بها سيوفنا نالتها بركتها بركة هذه الشجرة. أنكر عليهم بشدة وقال: سبحان الله -أو الله أكبر- إنها السنن -يعني العادات- قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/74)
يعني أنكم إذا اتخذتم هذه الشجرة وتبركتم بها وعلقتم بها أسلحتكم فقد جعلتموها صنما، وقد جعلتموها معبودا، وقد شابهتم بني إسرائيل الذين قالوا لموسى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ثم قال: لتركبن سنن من كان قبلكم.
فالحاصل أن هذا دليل على أن هناك من الأولين من عبدوا هذه الأصنام، وأنها عُبدت أيضا في هذا الزمان.
-------------------------------------------------------
القاعدة الرابعة: أن مشركي زماننا أغلظ شركا من الأولين؛ لأن الأولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة، ومشركو زماننا شركهم دائم في الرخاء والشدة؛ والدليل قوله تعالى: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ والله أعلم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
--------------------------------------------------------------------------------
هكذا هذه القاعدة: بيان أن المشركين الأولين ليسوا دائما يشركون، بل يخلصون في الشدة؛ إذا كانوا في الرخاء فإنهم يدعون الله ويدعون غيره، وأما إذا كانوا في شدة فإنهم يخلصون الدين لله ولا يعبدون إلا الله.
ذكروا لما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فتح مكة هرب بعض المشركين من مكة وأرادوا أن يهربوا إلى الحبشة أو إلى إفريقية فلما ركبوا في الفلك -في سفينة- وأخذت تضطرب بالأمواج قال لهم الملاح: لا ينفعكم في هذا الوقت إلا الإخلاص، ادعوا الله وحده، أخلصوا له؛ ففكروا وقالوا: إذا كان هو الذي يعبد في الشدة فهو الذي يعبد في الرخاء، فلماذا نترك عبادته في الرخاء؟ فرجعوا وتابوا وأسلموا، وقالوا: الذي يعبد في الشدة هو الذي يعبد في الرخاء.
ذكر الله في آيات كثيرة أنهم يخلصون في الشدة، قال تعالى: وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ؛ إذا نجاكم إلى البر عدتم إلى شرككم، وكذلك في هذه الآية: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ إذا ركبوا في الفلك ومالت بهم السفينة وخشوا من الغرق؛ أخلصوا الدين لله: دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ لما نجاهم وسلموا عادوا إلى شركهم، في آيات كثيرة.
أما مشركو زماننا فإن شركهم دائم في الشدة والرخاء، بل قد يشتد في الشدة؛ إذا نزلت بهم شدة فإنهم يرفعون أصواتهم يدعون آلهتهم، كما حصل ذلك كثيرا.
ذكر بعضهم -بعض العلماء- أن أحدهم كان يسوق له بقرا في عقبة من العقبات، فلما كان قريبا من أعلاها سقط ثور وتدهده من قمة الجبل؛ فأخذ ينادي: يا محمد أنقذه يا محمد أنقذه، ولكن الثور تكسر وتدهده؛ فأخذ يدعو الجن ويقول: يا جن أنقذوني، يا جن أنقذوني، محمد يشتهي المرقة؛ ظن أن محمدا ما نصره لأنه يريد أن يموت ذلك الثور حتى يشرب من مرقته -نعوذ بالله من الحرمان.
وذكروا أيضا: أن قوما قبل عشرات السنين ركبوا في سفينة ومعهم رافضية معها أكياس من القهوة، ولما توسطوا في البحر أخذت السفينة تموج وتضطرب، فأخذت تنادي: يا علي يا علي أنقذنا، عرفوا أنهم لا بد أن يلقوا في البحر شيئا من أمتعتهم حتى لا يغرقوا؛ فألقوا أكياسهم كلها، ومن جملتها أكياس الرافضية، ولما وصلوا إلى بلدهم في الأحساء قالت: أين أكياسي؟ قالوا: اطلبيها من علي أنت تدعين عليا أن ينقذك، أخذها علي.
والقصص كثيرة في أن هؤلاء إنما يشتد شركهم في الشدة، ويشركون في الشدة أشد من شركهم في الرخاء؛ فصاروا بذلك أشد من شرك الأولين والعياذ بالله.
أسئلة
س: فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رجل .. يطوف بقبر مثل الطواف بالكعبة فهل يمكن أن أوصفه بالشرك، كأن أقول: فلان مشرك، أو أنت رجل مشرك؟
نعم. يجوز ذلك، إذا عرفت أنه يطوف بهذا القبر؛ فإن هذا الطواف يعتبر شركا، تقول: رأيت فلانا يطوف وطوافه شرك، وتقول: أشرك فلان.
س: فضيلة الشيخ. ما السر في ذكر شرطي الشفاعة مقترنين في آيات ومنفردين في آيات أخرى؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/75)
وذلك بناء على المناسبات؛ يعني كأن بعضهم يقول: إنما نعبدهم لفضلهم؛ فيقال: إنهم لا يشفعون إلا برضاه إلا عمن رضي الله. فاعملوا العمل الذي يرضي الله تعالى حتى يشفعوا لكم.
وأحيانا يقولون: نطلبهم ليشفعوا لنا؛ فيقال: إنهم لا يشفعون إلا إذا أمرهم الله أو أذن لهم.
س: السؤال الثاني: ذكر بعض العلماء أن الله سبحانه وتعالى يوصف بالسكوت مستدلين بالحديث: وسكت عن أشياء رحمة بكم من غير نسيان فما قولكم حفظكم الله؟
يوصف بما وصف به نفسه، فكونه سكت عن أشياء بمعنى أنه لم يبينها، وهذا لا يدل على أنه لا يتكلم في حين من الأحيان، بل من عقيدة أهل السنة أنه يتكلم إذا شاء بما يشاء.
س: فضيلة الشيخ إني أحبكم في الله، والسؤال هو: أننا نجد مشركي زماننا إذا ضاق بهم ذرعا أو تقطعت بهم الحبال التجئوا إلى الحبل الذي لا ينقطع وهو الله بخلاف قول المؤلف في القاعدة الرابعة؟
لا شك أن هذا يقع من أناس من الذين يفزعون إلى الله تعالى، ولكن ليس هذا دائما، بل كثير من القبوريين يشركون، في الشدة ويشتد شركهم.
س: فضيلة الشيخ أحسن الله إليكم. جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أرسل خالدا أزال الشجرة، ثم أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعود فيقتل المرأة، فهل العزى الشجرة أم المرأة، وجزاكم الله خيرا؟
يسمون الشجرة بالعزى، ولكن في الحقيقة أن العبادة إنما تعبد على تلك الجنية التي تكلمهم من الشجرة.
س: فضيلة الشيخ حفظكم الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: في رسالة ثلاثة الأصول ورد: (اعلم رحمك الله أنه يجب علي كل مسلم تعلم أربع مسائل .. ) وذكرها.
ثم قال في موضع آخر: (اعلم رحمك الله أنه يجب على كل مسلم تعلم ثلاث مسائل .. ) وذكرها، فقال السائل: لماذا هذا التقسيم، فهل كل قسم له متعلق وله علة، أم أنه لا فرق، وبالتالي كان ينبغي أن يقال: اعلم -رحمك الله- أنه يجب تعلم سبع مسائل؟
هذه رسائل كتبها الشيخ -رحمه الله- كفوائد.
فالرسالة الأولى ذكر فيها أربع مسائل: العلم ثم العمل ثم الدعوة ثم الصبر.
وفي الرسالة الثانية ذكر فيها ثلاث مسائل: المسألة الأولى: الحجة التي هي خلق الله تعالى، وأنه خالق الخلق، والثانية: وجوب الإخلاص والتوحيد، والثالثة: ترك الموالاة.
وهذه الثلاث داخلة في الأولى التي هي العلم يعني أن الإنسان إذا علم -إذا كان معه علم-؛ عرف أن ربنا سبحانه وتعالى هو الذي خلقنا وأرسل إلينا الرسل، وعرف بأنه لا يرضى أن يشرك معه أحد، وعرف أنه لا يجوز لنا موالاة من حاد الله؛ فكل بعضها داخلة في بعض ولكن هذا من باب التفصيل.
س: في سؤاله الثاني: رجل ساهم في مشروع تجاري بمبلغ من المال السؤال: متى تجب عليه الزكاة؟ وكيف يزكيها من الربح أو من أصل المال؟
الأصل أن المساهمات إذا كانت في شركات تجارية؛ فإن الزكاة تخرجها الشركة، وأما إذا كانت عادة رأس المال والأرباح، إذا كانت الشركة جعلت رأس مالها في معدات كالشركات الصناعية؛ فالشركة في الأرباح، فإذا دفعوا إليه أرباحه؛ زكى الأرباح؛ لأن رأس المال بعلب المصانع وبالمكائن وبالسيارات التي يشتغلون بها، وما أشبه ذلك.
س: سماحة الشيخ ذكر ابن كثير في كتابه البداية والنهاية في سيرة طاووس رحمة الله عليه .. قال لولده: إذا مت فانبش عن قبري فإن وجدتني فلا حول ولا قوة إلا بالله، وإن لم تجدني فالحمد لله؛ فنبش القبر فلم يجده فقال: الحمد لله، فهل هذا ثابت عنه؟
ليس بصحيح، ولا يمكن أن طاووس رحمه الله يقول مثل هذا القول، إنما هذا من توليد بعض المؤرخين الذين يولدون مثل هذه القصص يوهمون أن هذا ولي وأنه رفع، وليس كذلك.
س: فضيلة الشيخ: هل الدهر من أسماء الله تعالى؟
لا يسمى الله تعالى بهذا الاسم، قوله في الحديث: يسب الدهر وأنا الدهر؛ فسره بقوله: أقلب الليل والنهار لما كان الله هو المتصرف كان الذين يسبون الدهر كأنهم يسبون الله؛ فلذلك قال: وأنا الدهر يعني: وأنا خالقه وأنا مدبره.
س: سؤاله الثاني: إذا سافر جماعة وأمروا عليهم أميرا، فهل للأمير أن يعاقب أحد الجماعة بضرب، أو منعه من مصلحة، أو عقاب مالي بسبب أنه ارتكب خطأ، أفتونا مأجورين؟
هذه الإمارة إنما هي بمعنى الاستشارة، ولا يجوز له والحال هذه، إنما عليه -عليهم جميعا- أن يكونوا قائمين على من خالف شيئا من التعليمات، أو ارتكب شيئا من المنهيات.
هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
-6 -
ـ[أبوالشيخ]ــــــــ[15 - 06 - 10, 03:21 م]ـ
بورك فيك أخي
ورحم الله العلامة الشيخ عبدالله وغفر له وأعلى منزلته ورفع درجته وأعظم أجره
ـ[المناوي الشافعي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 04:29 م]ـ
الله أكبر رحم الله العلامة شيخنا ابن جبرين رحمة واااسعة
يا إخوان والله حتى كلامه له قبول ,
ولقد لاحظت في الشيخ أمر عظيم اثنا الجلسات معه انه عفيف اللسان ولهذا وضع له القبول بارك الله بكم اخونا على النقل وجعله الله حجة لكم لا عليكم(64/76)
أقسام ما ورد في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته
ـ[أيمن الصاعدي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 04:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
أقسام ما ورد في الكتاب والسنة من أسماء الله
وصفاته:
منها: ما ورد بلفظ الاسم على وجه التسمي به،
كالعزيز والحكيم والغفور وشبه ذلك. فهذا القسم
يوصف به الرب، ويسمى به ويشتق له منه فعل،
ويثبت له منه مصدر؛ كالعزة والحكمة والمغفرة.
ومنها: ما ورد بلفظ الاسم على وجه الإضافة فهذا
يطلق على الله بلفظ الإضافة ولفظ الفعل،ولا يشتق
له منه اسم،مثل قوله تعالى (يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ
خَادِعُهُمْ) يجوز أن نقول: الله خادع المنافقين،
ويخادع من خدعه ونحو ذلك ولا يجوز أن نعد من
أسمائه الخادع؛ لعدم وروده ولأن إطلاق الخادع
يحتمل الذم والمدح فلا يجوز إطلاقه في حق الله.
ومنها: ما ورد بلفظ الفعل فقط، كالكيد والمكر،
فهذا لا يطلق على الله إلا بلفظ الفعل كقوله سبحانه
وتعالى (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً، وَأَكِيدُ كَيْداً) وقوله
(وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ) ولا يجوز أن من أسمائه
سبحانه الكائد والماكر، لما تقدم. وإنما جاز
وصف الرب بالخداع والمكر والكيد في الآيات
المشار؛ لأنه في مقابل خداع أعدائه ومكرهم
وكيدهم ومعاملتهم بمثل ما فعلوا مدح وعدل
يستحق عليه المدح والثناء.
الكتاب " التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية
من المباحث المنيفة "للشيخ: عبد الرحمن السعدي(64/77)
تحرير الكلام في الجواب عن سؤال الهندي في صفة الكلام - أبو بكر خوقير
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 06:29 م]ـ
بسم الله
ما الذي يميز هذا الكتاب عن غيره؟
والكتاب: تحرير الكلام في الجواب عن سؤال الهندي في صفة الكلام
للعلامة: أبي بكر خوقير رحمه الله
وبالمناسبة هل يوجد على الشبكة
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 08:16 م]ـ
الحمد لله وحده .. يوجد فصل في الكلام في رسالة الماجستير هذه مع روابط للتحميل
رسالتي للماجستير بعنوان:
الشيخ أبو بكر بن محمد عارف خوقير وجهوده في تقرير عقيدة السلف والدفاع عنها.
وقد أوصت لجنة مناقشة الرسالة بإجازتها بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، والتوصية بطباعتها وتداولها بين الجامعات.
اطلع على مختصر للرسالة [مشاهدة] ( http://uqu.edu.sa/files2/tiny_mce/plugins/filemanager/files/4290464/ind5061badr.pdf)
اطلع على كامل الرسالة [مشاهدة]: ( http://uqu.edu.sa/files2/tiny_mce/plugins/filemanager/files/4290464/5061badr.pdf)
تحميل كامل الرسالة على صيغة word في مجلد مضغوط rar (http://uqu.edu.sa/files2/tiny_mce/plugins/filemanager/files/4290464/resalahWRar.rar)
الرسالة على جزئين:
[الجزء الأول] ( http://uqu.edu.sa/files2/tiny_mce/plugins/filemanager/files/4290464/5061part1.pdf)
[ الجزء الثاني ( http://uqu.edu.sa/files2/tiny_mce/plugins/filemanager/files/4290464/5061part2.pdf)]
مقدمة الرسالة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد أرسل الله رسوله محمداً عليه الصلاة والسلام ليدعو إلى عبادته وحده سبحانه، وليخلص له العباد أنواع العبادة الظاهرة والباطنة، ويدخلوا في السلم كافة، فقام عليه الصلاة والسلام بتبليغ رسالة ربه، ناصحاً لأمته، مجاهداً في الله حق جهاده، فلم يترك خيراً يقربهم إلى الله إلا دلهم عليه، ولا شراً إلا وحذرهم منه.
ولم يمت عليه الصلاة والسلام إلا وقد أقر الله عينه بنصرة دينه، وإعلاء كلمته، ورأى الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، وجاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً.
والتحق عليه الصلاة والسلام بالرفيق الأعلى بعدما ترك الناس على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وقد أتم الله على عباده نعمته، وأكمل لهم دينه، قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}
ثم قام الصحابة رضوان الله عليهم بحمل لواء الدين، وإبلاغ رسالة ربهم إلى العالمين، في مشارق الأرض ومغاربها، فأناروا الأرض بعبادة الله وحده، وإبطال عبادة ما سواه، مستنين في ذلك بخير هدي وأقوم شرعة.
ثم تبعهم على نهجهم القويم، من تبعهم من التابعين وتابعيهم بإحسان، يدعون إلى الله على بصيرة، ويهدون الناس إلى الصراط المستقيم.
فعلى هذا المنهاج سار خير القرون من الصحابة - رضي الله عنهم- ثم التابعون، ثم من جاء من بعدهم من أئمة الهدى والدين، ومن اقتفى أثرهم وترسّم خطاهم.
فأهل العلم هم ورثة الأنبياء، ولهم أثر عظيم في حمل هذا الدين وإيصاله إلى الناس خالصاً نقياً، فعلى مر العصور واختلاف الأيام، يقيض الله لهذا الدين العلماء الأعلام الذين فقهوا كتاب ربهم وسنة نبيهم، يذودون عنه تحريف الغالين، وتلبيس الجاهلين، وانتحال المبطلين، ويردون كل بدعة بالحجج الواضحة البراهين.
وقد كان من هؤلاء العلماء الأماجد: الشيخ أبو بكر بن محمد عارف خوقير (1284 - 1349هـ) رحمه الله، حيث كان من علماء البلد الحرام في القرن الماضي، وقد كان من العلماء المصلحين، الداعين إلى التمسك بهدي السلف ونهجهم القويم.
وقد ظهر على دعوته السلفية أثر ما سبقها من الدعوات الإصلاحية، لا سيما دعوة شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله، تلك الدعوة المباركة الطيبة التي بارك الله فيها حتى كانت كشجرة طيبة، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، فجزى الله شيخ الإسلام عنا وعن المسلمين خير الجزاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/78)
وقد عاش الشيخ أبو بكر خوقير رحمه الله في عصر يعج بالبدع والانحرافات العقدية، فقام داعياً إلى تصحيح العقيدة وإنكار البدع والاعتقادات المنحرفة، فأوذي في ذلك وسُجن، ولبث في السجن بضع سنين، إلى حين دخول الملك عبد العزيز والإخوان إلى مكة عام (1343هـ).
وقد ترك الشيخ حصيلة علمية قيمة، تتمثل في عدد من المؤلفات النافعة، خاصة في باب الاعتقاد والردود على المخالفين في مسائله.
أسباب اختيار الموضوع:
وقع اختياري لموضوع (الشيخ أبو بكر بن محمد عارف خوقير وجهوده في الدفاع عن عقيدة السلف) ليكون مادة بحثي لدرجة التخصص الأولى (الماجستير) لأسباب أهمها:
1 - الحاجة إلى إبراز جهود الشيخ في دعوته السلفية، خاصة وأنه أصبح من المغمورين عند أوساط طلبة العلم، فضلاً عن غيرهم.
2 - أن الشيخ قد تناول في كتبه عدة انحرافات عقدية عاصرها، ومازالت الأمة تعاني من تلك الانحرافات.
3 - كثرة شبه المبتدعة في هذا الخصوص، وانتشارها بين الناس، والحاجة إلى ردها.
4 - قلة الاعتناء بكتب الشيخ ونشرها، فمنها المخطوط الذي لم يطبع، ومنها ما طبع طبعة قديمة نفدت من أيدي الناس.
5 - أن يستمر انتفاع الناس بدعوة الشيخ وعلمه، وأن يكون أجره موصولاً، إن شاء الله تعالى، بعد موته على ما قدم من علم وعمل.
6 - أن الشيخ أحد علماء البلد الحرام في القرن الماضي، فلدراسة جهوده أهمية خاصة، تظهر من خلال:
أ- بيان أن أهل السنة لا يخلو منهم عصر من العصور.
ب- الإسهام في معالجة ما يوجد من انحرافات عقدية معاصرة لدى فئام كثيرة من الناس.
الدراسات السابقة:
لا أعرف دراسة سابقة اختصت ببيان جهود الشيخ أبي بكر خوقير رحمه الله، لكن كُتبت رسالة بعنوان: "جهود بعض علماء البلد الحرام في تقرير العقيدة السلفية، في القرن الرابع عشر" مقدمة من الأخ الباحث عبد المحسن بن ردة الله الحربي، بإشراف فضيلة الشيخ عبد الله بن عمر الدميجي، لنيل درجة الماجستير من جامعة أم القرى، عام (1419هـ).
وقد تناولت تلك الرسالة جانباً من جهود الشيخ ضمن مجموعة من تسعة عشر عالماً من علماء البلد الحرام في تقرير العقيدة، كما اشتملت على ملحق بتراجم العلماء المعنيين بالبحث.
وتلك الرسالة تعد الأساس والبداية لموضوع بحثي، إلا أنها اعتنت بجهود تلك المجموعة من علماء البلد الحرام، بخلاف بحثي الذي يختص بجهود الشيخ أبي بكر خوقير، كما أن تلك الرسالة اهتمت بالجانب التقريري للعقيدة، بخلاف بحثي الذي ركز على جانب الرد على المخالفين لأهل السنة والجماعة من خلال مؤلفات الشيخ.
حدود الدراسة:
اقتصرت دراستي على ما وقفت عليه من مؤلفات ورسائل عقدية للشيخ سواء المطبوع منها والمخطوط، وهي على النحو التالي:
1 - كتاب: "ما لا بد منه في أمور الدين"، ويوجد مخطوطاً بجامعة الملك سعود بخط المؤلف في (43) ورقة، كما أنه طبع في حياة المؤلف عام (1332هـ) في (88) صفحة، ثم طبع بعد ذلك عدة طبعات، والكتاب يبين مجمل اعتقاد أهل السنة في أبواب العقيدة.
2 - كتاب: " فصل المقال وإرشاد الضال في توسل الجهال"، وهو مطبوع طبعة قديمة عام (1324هـ) في (72) صفحة، ثم أعيدت طباعته حديثاً، والكتاب يرد على شبهات المخالفين لأهل السنة والجماعة في مسألة التوسل وما تبعها من مسائل الدعاء والشفاعة، ويبين اعتقاد السلف في تلك المسائل.
3 - كتاب: " تحرير الكلام في الجواب عن سؤال الهندي في صفة الكلام"، وهو مخطوط وتوجد له ثلاث نسخ، والكتاب عبارة عن جواب لسؤال ورد على الشيخ بخصوص صفة الكلام.
4 - كتاب " التحقيق فيما ينسب إلى أهل الطريق"، وهو مخطوط بجامعة الملك سعود وعدد أوراقه (31) ورقة، وقد عرض فيه الشيخ إلى نقد التصوف من خلال عدة مباحث.
منهجي في البحث:
1 - استقراء كتب الشيخ، واستخراج المادة العلمية المتعلقة بالعقيدة.
2 - ترتيب المادة العلمية وتقسيمها على أبواب، وفقاً للموضوعات الرئيسة التي تناولتها كتب الشيخ، ثم تقسيم الأبواب إلى فصول، والفصول إلى مباحث، والمباحث إلى مطالب، حسب حاجة البحث.
3 - وقد أفردت مسألة التوسل بباب مستقل، مع أنه داخل في توحيد الإلهية وما يناقضه، وكذلك الشفاعة، نظراً لتوسع الشيخ رحمه الله في هذه المسألة وإفرادها بتصنيف مستقل عالج فيه جزئياتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/79)
4 - أُقدم للمسائل بمدخل عام مشيراً إلى اختلاف الطوائف في المسألة، أتبعه ببيان موقف الشيخ ملخصاً بأسلوبي، ثم أنقل من كلامه ما يؤيد ما ذكرت، ثم أنقل أقوالاً لبعض السلف يتبين من خلالها موافقته لهم، أو أكتفي بما نقله من كلامهم. ثم أعلق على ما يحتاج إلى تعليق من كلامه، إما بإيضاح أو استدلال أو توجيه أو تعقيب.
5 - إذا كانت المسألة تتعلق بالرد على قول فرقة ما خالفت قول السلف، فإني أصور هذا القول ناسباً إياه إلى مظانه في كتب الفرق، ثم أتبع بذكر قول الشيخ في تفنيد هذا القول، وقد أعقب على رده إن احتاج ذلك إلى تعقيب أو إضافة.
6 - القيام بدراسة وافية لحياة الشيخ الشخصية والعلمية والعملية، واستقراء منهجه في الدفاع عن العقيدة من خلال كتبه.
7 - أحاول الوقوف على ما لم يكتب من ترجمة الشيخ من تلامذته ومعاصريه الذين لازالوا على قيد الحياة.
8 - أقوم بدراسة وصفية لكتب الشيخ، وتشمل: عنوان الكتاب، سبب تأليفه، تأريخه، حجمه، نُسخه أو طبعاته ومكانها، توثيق نسبته إلى مؤلفه، موضوعه، ومنهج المؤلف، وأسلوبه، ومصادره في الكتاب.
7 - توثيق النقول والاقتباسات بعزوها إلى مصادرها الأصلية التي أخذ منها الشيخ.
8 - تخريج الأحاديث والآثار، فإذا كان الخبر في الصحيحين أو أحدهما، اكتفيت بعزوه إليهما، وإذا كان في غيرهما، عزوته إلى مواضعه، مع بيان حكم الأئمة عليه.
9 - التعريف بالأعلام الوارد ذكرهم في الرسالة، وأقتصر على الترجمة لغير المشهورين.
10 - عمل فهارس شاملة للبحث: فهرس للآيات القرآنية، وفهرس الأحاديث والآثار، وفهرس الأعلام المترجم لهم، وقائمة بمصادر البحث، وفهرس تفصيلي للموضوعات.
خطة البحث:
قمت بتقسيم البحث إلى أربعة أبواب على النحو التالي:
- الباب الأول: حياة الشيخ أبي بكر خوقير الشخصية والعلمية.
- الباب الثاني: جهود الشيخ في تقرير مجمل قضايا الاعتقاد.
- الباب الثالث: جهود الشيخ في مسألة التوسل وما تبعها.
- الباب الرابع: جهود الشيخ في نقد التصوف.
وفيما يلي التعريف التفصيلي بمحتويات الرسالة:
المقدمة: وتشتمل على أسباب اختيار الموضوع، والدراسات السابقة، وحدود الدراسة، ومنهجي في البحث، وخطة البحث.
الباب الأول: حياة الشيخ أبي بكر خوقير الشخصية والعلمية.
وفيه أربعة فصول:
الفصل الأول: عصر الشيخ أبي بكر خوقير.
وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: الحالة السياسية.
المبحث الثاني: الحالة الاجتماعية.
المبحث الثالث: الحالة العلمية والعقدية.
الفصل الثاني: حياة الشيخ الشخصية.
وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: اسمه ونسبه.
المبحث الثاني: مولده وموطنه.
المبحث الثالث: صفاته الخُلُقية.
المبحث الرابع: وفاته.
الفصل الثالث: حياة الشيخ العلمية.
وفيه ثمانية مباحث:
المبحث الأول: طلبه العلم ورحلاته.
المبحث الثاني: شيوخه وأسانيده.
المبحث الثالث: تلاميذه.
المبحث الرابع: مكانته العلمية.
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: أقوال العلماء ومعاصريه فيه وثناؤهم عليه.
المطلب الثاني: خطاباته.
المطلب الثالث: تقريظ بعض العلماء والفضلاء لبعض كتبه.
المبحث الخامس: مذهبه الفقهي.
المبحث السادس: وظائفه.
المبحث السابع: دعوته الإصلاحية، والمؤلفات في الرد عليه.
المبحث الثامن: محنته.
الفصل الرابع: دراسة وصفية لمؤلفات الشيخ.
وفيه ثلاثة مباحث
المبحث الأول: مؤلفاته في العقيدة.
وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: مالا بد منه في أمور الدين.
المطلب الثاني: فصل المقال وإرشاد الضال في توسل الجهال.
المطلب الثالث: التحقيق فيما ينسب إلى أهل الطريق (مخطوط).
المطلب الرابع: تحرير الكلام في الجواب عن سؤال الهندي في صفة الكلام.
المبحث الثاني: مؤلفاته في الفنون الأخرى.
المبحث الثالث: ما ذكر من كتب الشيخ ولم يتيسر الوقوف عليه.
الباب الثاني: جهود الشيخ في تقرير مجمل قضايا العقيدة.
وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: الإسلام والإيمان والإحسان.
وفيه تمهيد وثلاثة مباحث:
تمهيد: حديث جبريل في بيان مراتب الدين وأركانها.
المبحث الأول: الإسلام.
المبحث الثاني: الإيمان.
وفيه أربعة مطالب:.
المطلب الأول: حد الإيمان، والعلاقة بينه وبين الإسلام، وزيادته ونقصانه.
المطلب الثاني: شعب الإيمان.
المطلب الثالث: الاستثناء في الإيمان.
المطلب الرابع: كبائر الذنوب، وحكم عصاة الموحدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/80)
المبحث الثالث: الإحسان.
الفصل الثاني: الإيمان بالله (التوحيد وأنواعه).
وفيه تمهيد وثلاثة مباحث:
تمهيد أقسام التوحيد.
المبحث الأول: توحيد الربوبية.
المبحث الثاني: توحيد الألوهية.
وفيه خمسة مطالب:
المطلب الأول: تعريفه، وأهميته.
المطلب الثاني: معنى "لا إله إلا الله".
المطلب الثالث: العبادة.
المطلب الرابع: ما ينافي توحيد الألوهية.
المطلب الخامس: الشرك.
المبحث الثالث: توحيد الأسماء والصفات.
وفيه خمسة مطالب:
المطلب الأول: مذهب الشيخ في الأسماء والصفات.
المطلب الثاني: موقف الشيخ من التأويل.
المطلب الثالث: مسائل في الصفات.
المسألة الأولى: أقسام الصفات.
المسألة الثانية: هل الصفات قديمة؟
المسألة الثالثة: هل الفعل هو المفعول؟
المسألة الرابعة: مسألة التسلسل في الماضي.
المسألة الخامسة: مسألة حلول الحوادث.
المطلب الرابع: صفة الكلام (وفيه مسائل).
أولاً: بيان الشيخ لقول السلف في القرآن.
ثانياً: مسألة قدم كلام الله.
ثالثاً: مسألة هل القرآن محدث؟
رابعاً: اللوازم المترتبة على القول بقدم كلام الله وموقف الشيخ منها.
المطلب الخامس: بعض الصفات الإلهية التي تناولها الشيخ.
1 - صفة العلو.
2 - صفة الاستواء.
3 - صفة المعية.
4 - صفة الحكمة.
الفصل الثالث: الإيمان ببقية أركان الإيمان.
وفيه ستة مباحث:
المبحث الأول: الإيمان بالملائكة.
وفيه مطلبان:
المطلب الأول: معنى الإيمان بالملائكة.
المطلب الثاني: المفاضلة بين صالحي البشر والملائكة.
المبحث الثاني: الإيمان بالكتب.
المبحث الثالث: الإيمان بالرسل.
وفيه ستة مطالب:
المطلب الأول: معنى الإيمان بالرسل، والحكمة من إرسالهم.
المطلب الثاني: الإيمان بالرسل إجمالاً وتفصيلاً، وأولو العزم من الرسل.
المطلب الثالث: الفرق بين النبي والرسول.
المطلب الرابع: عصمة الأنبياء.
المطلب الخامس: ما يستدل به على صدق الرسول، والفرق بين المعجزة والكرامة.
المطلب السادس: درجة الأنبياء ودرجة الأولياء.
المبحث الرابع: الإيمان بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام.
وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: معرفة النبي عليه الصلاة والسلام
المطلب الثاني: خصائصه عليه الصلاة والسلام.
المطلب الثالث: معجزاته عليه الصلاة والسلام.
المطلب الرابع: حقوقه عليه الصلاة والسلام، وحقوق آل بيته وأصحابه.
المبحث الخامس: الإيمان باليوم الآخر.
وفيه خمسة مطالب
المطلب الأول: الإيمان بأحوال البرزخ.
المطلب الثاني: أشراط الساعة.
المطلب الثالث: الإيمان باليوم الآخر تفصيلاً.
المطلب الرابع: الإيمان بالجنة والنار.
المطلب الخامس: رؤية المؤمنين ربهم في الجنة.
المبحث السادس: الإيمان بالقدر.
وفيه ثمانية مطالب:
المطلب الأول: معنى الإيمان بالقدر، وما يجب على المؤمن تجاهه.
المطلب الثاني: حكم نسبة الشر إلى الله.
المطلب الثالث: العلاقة بين القدر واتخاذ الأسباب والدعاء.
المطلب الرابع: مسألة الجبر.
المطلب الخامس: الاحتجاج بالقدر على المعاصي.
المطلب السادس: مسألة نفوذ الوعد والوعيد.
المطلب السابع: مسألة استحقاق الثواب والعقاب.
المطلب الثامن: مسألة وجوب فعل الصلاح والأصلح على الله.
الباب الثالث: جهود الشيخ في الرد على المخالفين لأهل السنة والجماعة في مسألة التوسل وما تبعها.
ويشتمل على أربعة فصول:
الفصل الأول: حياة الأنبياء في البرزخ.
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: بيان الخلاف في المسألة.
المبحث الثاني: شبهات المخالفين لأهل السنة والجماعة في المسألة وجواب الشيخ عنها.
المطلب الأول: حديث (الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون).
المطلب الثاني: حديث عرض الأعمال على النبي عليه الصلاة والسلام.
الفصل الثاني: التوسل.
وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: التوسل الذي جاءت به نصوص الكتاب والسنة.
المبحث الثاني: التوسل بالذوات.
المبحث الثالث: شبهات المخالفين، وجواب الشيخ عنها.
وفيه تسعة مطالب:
المطلب الأول: أثر استسقاء عمر بالعباس.
المطلب الثاني: خبر توسل آدم بالنبي عليه الصلاة والسلام.
المطلب الثالث: حكاية الإمام مالك مع أبي جعفر المنصور.
المطلب الرابع: حديث (أسألك بحق السائلين …).
المطلب الخامس: حديث توسل الأعمى بالنبي عليه الصلاة والسلام.
المطلب السادس: خبر فتح الكوة فوق القبر النبوي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/81)
المطلب السابع: قصة مجيء الأعرابي إلى قبر النبي عليه الصلاة والسلام.
المطلب الثامن: الاستدلال بآية {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم…}.
المطلب التاسع: أن المراد من التوسل بالأنبياء هو التوسل باجتباء الله لهم…
الفصل الثالث: صرف الدعاء لغير الله.
وفيه تمهيد وثلاثة مباحث:
تمهيد: التدرج من التوسل بالأنبياء إلى دعائهم من دون الله.
المبحث الأول: الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم في المنع من دعاء غير الله.
المبحث الثاني: التفصيل في حكم نداء النبي عليه الصلاة والسلام بعد وفاته.
المبحث الثالث: شبهات المخالفين، وجواب الشيخ عنها، وفيه مطالب:
المطلب الأول: ما روي مرفوعاً (إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة، فليناد،ياعباد الله احبسوا).
المطلب الثاني: ما روي أن عثمان بن حنيف رضي الله عنه علّم الدعاء (يا محمد، إني توجهت بك إلى ربي) لمن كانت له حاجة عند عثمان رضي الله عنه زمن إمارته.
المطلب الثالث: خبر مالك الدار في مجيء رجل إلى قبر النبي عليه الصلاة والسلام وقوله يا رسول الله استسق لأمتك.
المطلب الرابع: ما حصل من الإجابة لبعض من استغاث بالنبي عليه الصلاة والسلام.
المطلب الخامس: أن إجابة المدعوين من قبل ما خصهم الله به من الكرامات.
المطلب السادس: كثرة النقول التي تضمنت الاستغاثة بالنبي عليه الصلاة والسلام.
الفصل الرابع: الشفاعة.
وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: تقرير الشيخ للشفاعة عند أهل السنة والجماعة.
المبحث الثاني: شبهة القبوريين في الشفاعة, وجواب الشيخ عنها.
المبحث الثالث: الشفاعة عند الفلاسفة ومن تأثر بهم.
الباب الرابع: جهود الشيخ أبي بكر خوقير في نقد التصوف.
وفيه تمهيد وثلاثة فصول:
تمهيد: نشأة التصوف.
الفصل الأول: تعريف الشيخ بعض المصطلحات وتقعيده بعض القواعد الكلية.
وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: الصوفية والمتصوفة والتصوف.
المبحث الثاني: علم الظاهر وعلم الباطن.
المبحث الثالث: الشريعة والحقيقة.
المبحث الرابع: الطريق والطريقة، وذكر بعض طرق المتصوفة، وأن الواجب هو الرجوع إلى ميزان الشرع.
الفصل الثاني: جهود الشيخ في نقد إسناد الخرقة والتلقين.
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: لبس الخرقة.
المبحث الثاني: التلقين.
الفصل الثالث: جهود الشيخ في نقد أنواع من الذكر عند المتصوفة.
وفيه تمهيد ومبحثان:
تمهيد.
المبحث الأول: الذكر الجماعي.
وفيه خمسة مطالب:
المطلب الأول: ظهور الذكر الجماعي وحكمه.
المطلب الثاني: النقول عن المذاهب الأربعة وغيرها في حكم هذا الذكر.
أولاً: مذهب الإمام أبي حنيفة.
ثانياً: مذهب الإمام مالك.
ثالثاً: مذهب الإمام الشافعي.
رابعاً: مذهب الإمام أحمد بن حنبل.
المطلب الثالث: نقد استدلال المتصوفة على اجتماعهم ببعض الأحاديث النبوية.
الحديث الأول: (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا).
الحديث الثاني: ما جاء في قصة ابنة حمزة لما تنازع في تربيتها علي وزيد وجعفر رضي الله عنهم، وفيه: (فحَجِلَ علي ... ).
الحديث الثالث: الخبر الذي فيه إنشاد الأعرابي: قد لسعت حية الهوى كبدي ...
الحديث الرابع: خبر غناء الجاريتين عند عائشة رضي الله عنها.
الحديث الخامس: خبر لعب الحبشة في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام.
الحديث السادس: ما يروى: (اذكروا الله حتى يقولوا: إنكم مجانين).
الحديث السابع: ما يروى عن علي رضي الله عنه في وصف أصحاب النبي: (كانوا إذا ذكروا الله مادوا كما تميد الشجر ... ).
المطلب الرابع: حكم ما ينفق لجمع الناس على هذا الذكر.
المطلب الخامس: تعداد البدع الحاصلة من هذا الاجتماع.
المبحث الثاني: الذكر بالاسم المفرد، والذكر الصدري، والذكر القلبي.
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: الذكر بالاسم المفرد.
المطلب الثاني: الذكر الصدري.
المطلب الثالث: الذكر القلبي.
الخاتمة ونتيجة البحث.
الفهارس.
1 - فهرس الآيات.
2 - فهرس الأحاديث والآثار.
3 - فهرس الأعلام المترجم لهم.
4 - فهرس المصادر.
5 - فهرس الموضوعات.
هذا، وامتثالاً لقوله تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم} وقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: (لا يشكر اللهَ من لا يشكر الناس) فإني أحمد الله تعالى وأشكره على ما تفضل به علي من نعم عظيمة، ومنها ما أكرمني به من إتمام هذا البحث، والذي أسأله سبحانه أن يجعل عملي فيه خالصاً متقبلاً.
وإني أخص بالشكر والدي الكريمين، فقد كان لهما علي فضل جليل في كافة شئوني، وخصوصاً في سلوك طريق العلم وطلبه، فأسأل الله أن يجزيهما خير الجزاء، وأسأله سبحانه أن يغفر لهما.
وإني أتقدم بجزيل شكري وبالغ تقديري لفضيلة شيخي المشرف على الرسالة الدكتور/ عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي، الذي غمرني بلطفه وكرمه، حيث لم يدخر جهداً في النصح لي وتوجيهي خلال فترة بحثي، فأفدت كثيراً من علمه الغزير وخلقه الرفيع حفظه الله، فأسأل الله أن يكتب ذلك في موازين حسناته، وأن يجزيه عني خير الجزاء، وأن يبارك في عمره وعمله وينفع به.
كما أشكر الشيخين الفاضلين الذين تكرما بقبول مناقشة الرسالة وإبداء النصح لي وتوجيهي لما هو أحسن، فجزاهما الله خير الجزاء.
وأتوجه بشكري الجزيل إلى رئيس قسم العقيدة، وإلى عمادة كلية الدعوة وأصول الدين، وإلى عمادة الدراسات العليا، على ما قدموه لي من تسهيلات في سبيل إنجاز بحثي، فجزاهم الله خير الجزاء.
كما أشكر الأخ الشيخ يوسف الصبحي الموظف بمكتبة مكة المكرمة والذي أفادني بمصادر مهمة تتعلق بترجمة الشيخ أبي بكر خوقير وتلاميذه، فجزاه الله خيراً.
وختاماً أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعل ما قدمناه خالصاً لوجهه الكريم موجباً لرضوانه والفوز بجنانه، وأسأله سبحانه أن يغفر لمن كُتبت هذه الرسالة في بيان جهوده، وأن يرفع درجته في المهديين، وأن يجمعنا به في جنات النعيم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/82)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 08:24 م]ـ
للاسف الرسالة تحتوي على وصف للكتاب والمخطوط فقط
المطلب الرابع: " تحرير الكلام في الجواب عن سؤال الهندي في صفة الكلام" (مخطوط).
عنوان الكتاب:
كتب في الصفحة الأولى من المخطوط: ((تحرير الكلام في الجواب عن سؤال الهندي في صفة الكلام، لأبي بكر بن محمد عارف خوقير)).
تأريخ التأليف:
كتب الشيخ أبو بكر في نهاية نسخة مكتبة جامعة الملك سعود: ((جرت مقابلتها على المنقول من الأصل الذي بخطي، في جمادى الثانية، سنة (1337هـ))).
نسخ الكتاب:
لهذا المخطوط ثلاث نسخ:
1 - نسخة مكتبة الحرم المكي، بخط المؤلف، وعدد أوراقها عشر ورقات، مقاس (17 x 23) سم، وهي برقم (1298)، وأعزو النقول عليها.
2 - نسخة مكتبة جامعة الملك سعود، بخط المؤلف، وعدد أوراقها تسع ورقات، مقاس (24 x 18.5) سم، وهي برقم (1597).
3 - نسخة مكتبة جامعة الملك عبد العزيز (ضمن مكتبة محمد نصيف) وهي بخط المؤلف، في دفتر من ثمان وعشرين صفحة، برقم (2871) ([1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
توثيق النسبة:
نسب هذا الكتاب لمؤلفه كل من: عبد الستار الدهلوي في فيض الملك المتعالي (ق3/ 276)، ومحمد رشيد رضا في مجلة المنار (31/ 320)، وعبد الله بن غازي في نثر الغرر (ق17)، وعبد الرحمن آل الشيخ في مشاهير علماء نجد (440) ([2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)).
ونسخ الكتاب الموجودة كلها بخط المؤلف، وعلى نسخة مكتبة الحرم المكي ختم المؤلف وتوقيعه، وعلى نسخة مكتبة جامعة الملك سعود توقيع المؤلف.
سبب التأليف وموضوع الكتاب:
هذا الكتاب ألفه الشيخ في الإجابة على سؤال ورد عليه بخصوص صفة الكلام، فقد قال: ((… ورد علي هذا السؤال، فلجأت إلى الله داعياً بما ينبغي أن يقال في حل الإشكال، يا معلم إبراهيم علمني، اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل … ثم نظرت في كتب الحنابلة السائرين على طريقة السلف، فمن الله علي بتحرير الكلام في الجواب على هذا السؤال، بعد إمعان النظر فيه أياماً وليال، وهذه صورة السؤال والجواب …)).
ثم أورد الشيخ السؤال، وهو من مقدمة ثم ثلاث مسائل:
(1) هل الاختلاف في صفة الكلام أو في نفس الكلام؟
(2) إن كان الاختلاف في نفس الكلام فما الذي حمل أهل السنة على القول بعدم حدوثه، المخالف للعقل والنقل؟
(3) أي ضرر إذا قلنا: إن صفة الكلام وقدرته قديمة، وأما الكلام الصادر من تلك الصفة فهو حادث، أو بتعبير القرآن: "محدث"؟
أسلوبه ومنهجه:
يتصف أسلوب الكتاب بالوضوح والموضوعية.
وأما منهج الشيخ: فإنه يعتمد على نقل أقوال السلف – كما يظهر من مصادره – وإن كان كلامه في مسألة قدم كلام الله بحاجة إلى تحرير سيأتي في موضعه من الرسالة، إن شاء الله.
مصادره:
- الأسئلة المصرية، لابن تيمية ([3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)).
- الأسماء والصفات، للبيهقي ([4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)).
- الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد، للبيهقي ([5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)).
- البرهان، للموفق ابن قدامة ([6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6)).
- التسعينية، لابن تيمية ([7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7)).
- التعرف على مذهب التصوف، للكلاباذي ([8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8)).
- جمع الجوامع، للزركشي ([9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9)).
- الحيدة، لعبد العزيز الكناني ([10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10)).
- خلق أفعال العباد ([11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11)).
- الرد على الجهمية، للإمام أحمد ([12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12)).
- رسالة الإمام أحمد إلى مسدد بن مسرهد ([13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13)).
- شرح الدرة المضية، للسفاريني ([14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14)).
- شرح الفقه الأكبر، للملا علي قاري ([15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15)).
- شرح حديث النزول، لابن تيمية ([16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16)).
- طبقات الشافعية، للسبكي ([17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17)).
- العقيدة الطحاوية ([18] ( http://majles.alukah.net/#_ftn18)).
- فتاوى ابن تيمية ([19] ( http://majles.alukah.net/#_ftn19)).
- فتح الباري، لابن حجر ([20] ( http://majles.alukah.net/#_ftn20)).
- الفصول في الأصول، لمحمد الكرخي ([21] ( http://majles.alukah.net/#_ftn21)).
- المواقف، لعضد الدين ([22] ( http://majles.alukah.net/#_ftn22)) .
- النونية، لابن القيم ([23] ( http://majles.alukah.net/#_ftn23)).
([1]) وهذه النسخة التي اعتمدها الشيخ د. عبد الله الدميجي في تحقيق الكتاب وإخراجه ضمن مجموعة مؤلفات الشيخ أبي بكر خوقير نظراً لتأخرها إذ كتبها المؤلف بخطه سنة (1348هـ). وجاء في آخر لوحة فيها: ((حرره خادم الحنابلة بمكة المشرفة في جمادى الثانية سنة 1337هـ ثم أعاد عليه النظر في أول هذا العام سنة 1348هـ فأضاف إليه زيادات فيها إيضاحات مع تقديم وتأخير، وكان ذلك في 9 محرم الحرام عام 1348هـ بقلم صاحبه أبي بكر خوقير عفى الله عنه)). وأنقل عن هذه النسخة بالإحالة إلى رقم الصفحة من تحقيق الشيخ عبد الله الدميجي لها ضمن مجموعة مؤلفات الشيخ خوقير.
([2]) وانظر "معجم مصنفات الحنابلة" (6/ 293).
([3]) انظر: "تحرير الكلام" (ق 5أ).
([4]) انظر: المصدر نفسه (ق 6ب).
([5]) انظر: المصدر نفسه (ق 6ب).
([6]) انظر: المصدر نفسه (ق 9أ).
([7]) انظر: المصدر نفسه (ق 5ب).
([8]) انظر: المصدر نفسه (ق 3أ).
([9]) انظر: "تحرير الكلام" (ق 6أ).
([10]) انظر: المصدر نفسه (ق 5ب).
([11]) انظر: المصدر نفسه (ق 3أ).
([12]) انظر: المصدر نفسه (ق 9أ).
([13]) انظر: المصدر نفسه (ق 5ب).
([14]) انظر: المصدر نفسه (ق 9أ).
([15]) انظر: المصدر نفسه (ق 5أ).
([16]) انظر: المصدر نفسه (ق 4ب).
([17]) انظر: المصدر نفسه (ق 7أ).
([18]) انظر: المصدر نفسه (ق 2ب).
([19]) انظر: المصدر نفسه (ق 4أ،4ب).
([20]) انظر: "تحرير الكلام" (ق 6ب).
([21]) انظر: المصدر نفسه (ق 6ب).
([22]) انظر: المصدر نفسه (ق 7أ).
([23]) انظر: المصدر نفسه (ق 8ب).(64/83)
رد على من اتهم ابن بطة بالوضع
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 08:38 م]ـ
بسم الله
لقد مر بي أكثر من مرة اتهام بعض الاشاعرة الصوفية القبوريين للامام ابن بطة بالوضع ولم أعرف السبب حتى قرأت مشاركة لاخ يسأل عن ابن بطة فاجابه الشيخ الخراشي بالدلالة الى هذا الكتاب. وبعض هؤلاء القبوريين الجهمية من أنتن من رأيت لا يتورع عن الاستشهاد (بل بالاستدلال) بالضعيف والذي لا يعرف له اسناد في عقيدته بينما يضعف الصحيح ولو كان في مسلم! قبح الله عقولهم ما أسوأ أفعالهم وأضل أعمالهم. عموما هذا الفصل ننشره (ننسخه) للفائدة.
فصل من كتاب:
قمع الدجاجلة
الطاعنين في معتقد أئمة الإسلام الحنابلة
(رد على حسن بن فرحان المالكي، في كتابه " قراءة في كتب العقائد ")
تأليف
عبد العزيز بن فيصل الراجحي
تقديم
معالي الشيخ العلامة الدكتور صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء
فصل
في رميه الحنابلة بأن فيهم ضعفاء ووضاعين أحق بالتجريح من غيرهم
وإبطال زعمه والرد عليه
قال المالكي ص (132 - 133):
(مع المضعفين لهؤلاء من الحنابلة من حيث الجملة أضعف في الرواية من خصومهم.
بل إن بعض أئمتهم كانوا يضعون الأحاديث، ويغيرون في الأسانيد والمتون لخدمة المذهب، كما كان يفعل ابن بطة الحنبلي، وهو من كبار علماء الحنابلة في العقيدة، قال ابن حجر: " وقفت لابن بطة على أمر استعظمته، واقشعر جلدي ". ثم ذكر أثرا موضوعا عن ابن مسعود وهو أثر تكليم الله لموسى، وعليه جبة صوف، وعمامة ([1]) صوف.
ثم ذكر ما يدل على أن ابن بطة، غير في أسماء رجال القصة، حتى يكون إسنادها صحيحا.
وكان كثير من الحنابلة يكذبون على أحمد بن حنبل، ويسيئون لمنهجه وسمعته، ولذلك قال أحد العلماء: إمامان جليلان، ابتليا بأصحاب سوء، جعفر الصادق، وأحمد بن حنبل) ا هـ كلام المالكي.
والجواب من وجوه أربعة:
أحدها: أن الحديث الذي عابه المالكي على الإمام ابن بطة رحمه الله (ت 387 هـ)، واتهمه بوضعه، وتغيير إسناده ليظهر صحته حديث قد رواه مع ابن بطة جماعة من الحفاظ والعلماء غيره.
فقد رواه ابن بطة: عن إسماعيل بن محمد الصفار، عن الحسن بن عرفة، عن خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مسعود t قال: قال النبي r{ كلم الله تعالى موسى يوم كلمه، وعليه جبة صوف، وكساء صوف} ([2]) الحديث.
وقد رواه البيهقي في " الأسماء والصفات " (ص 252) عن جماعة من شيوخه عن إسماعيل بن محمد الصفار - وهو شيخ ابن بطة - به.
وهذا الحديث كذلك، في "جزء الحسن بن عرفة العبدي" (ت 257هـ) المشهور ص (63) بسنده الذي ذكره ابن بطة دون تغيير ولا تبديل.
وهو جزء متواتر عن الحسن بن عرفة، قبل أن يخلق ابن بطة.
كما رواه الترمذي (1734) في " سننه " عن علي بن حجر عن خلف بن خليفة به.
وهذا الحديث: حديث معل بحميد بن علي الأعرج، قال ابن حبان فيه: " منكر الحديث جدا، يروي عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود، بنسخة كأنها موضوعة، لا يحتج بخبره إذا انفرد ".
ومع هذا: فقد رواه الحاكم في " مستدركه على الصحيحين " (2/ 379) من طريق خلف بن خليفة به، وظن حميد بن علي الأعرج راويه الضعيف: حميد بن قيس الأعرج الثقة، فصححه وقال: (هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه).
فإن كان أحد مستحقا للإنكار والتهمة بتغيير رجال إسناده، فالحاكم - وحاشاه- فقد جمع إلى روايته له: وهما في اسم أحد رجاله، ثم تصحيحه له.
وما فهمه المالكي من التشبيه فيه: غير صحيح، فإن الضمير في قوله: " وعليه جبة صوف " إلخ، عائد على (موسى) عليه السلام، ليس على (الله) جل وعلا.
ومن ذكر هذا الحديث، في كتب الاعتقاد، والأسماء والصفات- كما فعل الإمامان أبو عبد الله ابن بطة، وأبو بكر البيهقي - لم يرد منه إثبات لبس الجبة والصوف لله جل وعلا، وتنزه عن ذلك.
وإنما مراده إثبات صفة الكلام لله، كما هي ظاهرة في الحديث، وهذه صفة قد ثبتت بالقرآن، والسنة المتواترة، والإجماع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/84)
الوجه الثاني: أن ابن بطة (ت 387 هـ) رحمه الله إمام كبير بريء مما اختلقه المالكي في حقه، قال مؤرخ الإسلام أبو عبد الله الذهبي في " سير أعلام النبلاء " في ترجمته (16/ 529): (ابن بطة: الإمام، القدوة، العابد، الفقيه، المحدث، شيخ العراق، أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري الحنبلي).
قال الحافظ الكبير رشيد الدين العطار (ت 662 هـ) في كتابه " نزهة الناظر، في ذكر من حدث عن أبي القاسم البغوي من الحفاظ والأكابر " (ص 92) في ابن بطة بعد أن ذكره من الحفاظ والأكابر الآخذين عن البغوي: (فقيه، جليل، زاهد، مصنف، حدث بـ " معجم البغوي " عنه، لكن تكلم فيه الخطيب وغيره) ا هـ.
ومع إمامة ابن بطة في الدين كان في حفظه شيء، قال الذهبي في " السير " (16/ 530): (لابن بطة مع فضله أوهام وغلط).
ونقل الذهبي عن الخطيب قوله: (حدثني أبو حامد الدلوي قال: " لما رجع ابن بطة من الرحلة، لازم بيته أربعين سنة لم ير في سوق، ولا رؤي مفطرا إلا في عيد، وكان أمارا بالمعروف، لم يبلغه خبر منكر إلا غيره ") ا هـ.
الوجه الثالث: أن المالكي عمى مصدر نقله عن الحافظ ابن حجر – عمدا - لئلا يوقف على حقيقة كلام الحافظ ابن حجر.
وكلام الحافظ موجود في كتابه " لسان الميزان " (4/ 131 - 132) في ترجمته لابن بطة، إلا أن المالكي حرفه وبتره، وكان مما قال الحافظ ابن حجر في ابن بطة هناك، وتعمد المالكي حذفه: (إمام، لكنه ذو أوهام).
ثم قال: (ومع قلة إتقان ابن بطة في الرواية، كان إماما في السنة، إماما في الفقه، صاحب أحوال، وإجابة دعوة رضي الله عنه) ا هـ.
ثم نقل الحافظ عن أبي الفتح القواس قوله: (ذكرت لأبي سعيد الإسماعيلي، ابن بطة، وعلمه، وزهده. فخرج إليه، فلما عاد قال لي: " هو فوق الوصف ") ا هـ.
الوجه الرابع: أنا لا نسلم أن أحدا من علماء الحنابلة وأئمتهم، كان يكذب على الإمام أحمد رحمهم الله جميعا.
وقد رمى المالكي، ابن بطة بالكذب، وبينا كذبه هو، وأن ابن بطة برئ من ذلك.
ونحن نطالبه هنا، بمثال واحد صادق غير مكذوب، لعالم حنبلي كذب على الإمام أحمد، وما كذبات ذلك الكاذب؟!! وأني للمالكي بذلك؟!!
([1]) هكذا عند المالكي، وهو عند الحافظ ابن حجر بلفظ: " كساء " بدل " عمامة ".
([2]) الترمذي اللباس (1734).
http://www.islamhouse.com/p/116945
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 09:00 م]ـ
لقد بحثت الان لاعرف ما سبب هذه التهمة وذلك في منتديات عباد الجيف الصوفية الجهمية فوجدت مستند أحدهم قطعة من الترجمة في لسان الميزان ويصف فيها الامام بانه وضاع و مجسم شل الله يده ولسانه:
أولا: ابن بطة العكبري:
وهو أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري المجسم الحنبلي الوضاع المتوفى سنة 387 هـ وقد ولد سنة 304هـ وهو صاحب عقيدة التقسيم في التوحيد، وقال ابن حجر العسقلاني في كتابه "لسان الميزان" (4/ 145) في ترجمة له حيث قال:
" وقد وقفت لابن بطة على أمر استعظمته واقشعر جلدي منه. " اهـ
وهؤلاء من مدرسة علي الجفري وابن عربي الزنديق. وليت شعري من هو الكذاب أهو علي الجفري الذي فضائحه بالجملة في اليوتوب من رواية الضعيف والموضوع كقصة قطع اليد و نسبة الاحاديث الى غير مصنفيها أم ابن عربي الذي يقول عن فتوحاته أنه تلقاه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أم من كذبه على الله سبحانه وتعالى فيقول حدثني قلبي عن ربي أم الصوفي الوضاع السلمي صاحب التفسير بشهادة المؤرخين!
لكن أفعالهم سببها الاحسان الصوفي الذي يعلمهم الافتراء بل حتى رمي أهل العلم في عرضهم وشرفهم بدون سلطان مجاراة للروافض فهم من أبعد الناس عن الاحسان السني.
عموما اذا وجد غير هذا فنرجو وضعه هنا وبيان صحته من عدمه فلا استطيع تصديق الجهمية و القبوريين.(64/85)
أحاديث الصفات في الصحيحين
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 11:23 م]ـ
بسم الله
هل توجد رسالة تجمع احاديث الصفات من الصحيحين؟ (يعني بالجهمية = التجسيم!)
أعرف رسالة الشيخ علوي السقاف حفظه الله ولكن ليست هي ما أريد.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 06 - 10, 01:50 ص]ـ
يمكنك مراجعة الصحيحين وهذا سهل ومفيد جدا فكثرة النظر في الصحيحين شيء ممتع.
هذا إلى جانب مراجعة كتب خصصت لبيان السنة واعتقاد السلف ومنها:
" السنة " لحماد بن سلمة [ت: 167].
وكتاب " الصفات " لعبدالله بن محمد الجعفي [ت: 229].
وكتاب " الرد على الجهمية، وأصول السنة " للإمام أحمد بن حنبل [ت: 241].
وكتاب " الاعتصام بالسنة " و " الرد على الجهمية " للبخاري [ت: 256].
وكتاب " خلق أفعال العباد " له.
وكتاب الرد على الجهمية لأبي داود من كتابه السنن، ومسائله عن الإمام أحمد في " الصفات ".
وكتاب " النعوت " في سنن النسائي.
وأبواب " الرد على الجهمية " لابن ماجه.
وكتاب " أصول السنة " للرازيين أبي حاتم وأبي زرعة.
وكتاب " الحيدة " لعبدالعزيز الكناني صاحب الشافعي.
وكتاب " السنة " لعبدالله بن أحمد.
وكتاب “ السنة " لحنبل بن إسحاق.
وكتاب " السنة " لأبي بكر الأثرم.
وكتاب " الاستقامة في الرد على أهل البدع " لخشيش بن أشرم.
وكتاب “ التوحيد " لأبي بكر محمد بن خزيمة.
وكتاب " السنة " لابن أبي عاصم.
وكتاب " السنة " للحكم بن معبد الخزاعي.
وكتاب " السنة " لأبي القاسم الطبراني.
وكتاب " المعرفة " في السنة، و " الرؤية " لأبي أحمد العسال.
وكتاب " الصفات " و " الرؤية " للدارقطني.
و كتاب " العرش لابن أبي شيبة " لابن أبي شيبة.
وكتاب " الرد على الجهمية " للدارمي.
وكتاب " السنة " للخلال.
وكتاب " السنة " لأبي الشيخ الأصبهاني.
وكتاب " الرد على الجهمية " لابن منده.
وكتاب " شرح أصول أهل السنة " لأبي القاسم اللالكائي.
وكتاب " الرد على الجهمية " من سنن ابن ماجه لأبي محمد بن ماجه.
وكتاب " السنة " لأبي عمر الطلمنكي.
وكتاب " الإبانة " لابن بطة.
وقصيدة " السنة " لأبي بكر بن أبي داود السجستاني صاحب السنن.
وكتاب " الشريعة " للآجري.
وكتاب " العلو " لابن قدامة.
راجع المطبوع منها فهي ذخيرة للسني.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[14 - 06 - 10, 03:20 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب أبا قتادة الاموي ونفع بك
فعلا يجب أن يعتاد المرء على النظر في الصحيحين ويكونان مصحفين آخرين بالنسبة له وأنا متأكد أن له طعما ايمانيا ممتعا.
لكن مع هذا ينبغي ان يتوفر العلم لكل طبقات الناس العالم وطالب العلم وطويلب العلم وشبه العامي والعامي وبكل صورة ممكنة. من طرق نشر العلم هو تيسير الحصول على المعلومة ومنها تنوع طرق التصنيف. وشكر خاص عل سرد قائمة كتب الاعتقاد.
وهذا للفائدة:
.. (هل هناك كتاب يجمع أحاديث العقيدة والتوحيد؟) .. ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=38576)
السلام عليكم
كتاب "الجامع الصحيح في أحاديث العقائد"
تأليف: مصطفى باحو
تقديم
الشيخ: محمد بن الأمين أبي خبزة الحسني التطواني
والشيخ: محمد بن عبد الرحمن الخميس
حوى من الأحاديث أكثر من ألف وثمانمائة في جميع أبواب العقيدة.
وبعد كل حديث يذكر المؤلف تحقيقه.
الكتاب في ثلاثة مجلدات
وهذه مباحث الكتاب:
الجزء الأول
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif حديث جبريل
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif أبواب التوحيد
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif توحيد الربوبية
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif توحيد الألوهية
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif توحيد الأسماء والصفات
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif الشرك
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif التوسل
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif الرقي والتمائم
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif لا إله إلا الله فضلها وشروطها
الجزء الثاني
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif الإيمان
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif التكفير
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif الوعد والوعيد
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif حكم الأطفال
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif أهل الفترة
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif السحر
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif الكهانة
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif التشاؤم والتطير
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif الإيمان بالملائكة
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif الإيمان بالرسل
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif القدر
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif عذاب القبر
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif الجن
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif أحاديث الإسراء والمعراج
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif علم الغيب
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif كرامات الأولياء والفراسة
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif فضائل الصحابة
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif الطاعة والجماعة
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif النهي عن الفرق والافتراق
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif مسائل متفرقة
الجزء الثالث
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif أشراط الساعة الصغري
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif أشراط الساعة الكبري
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif أهوال القيامة
هو كتاب قيم جدا في هذا الباب(64/86)
تعليقات الشيخ العلامة ابن باز على فتح الباري لابن حجر
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[14 - 06 - 10, 04:52 ص]ـ
بسم الله
أين أجد تعليقات الشيخ العلامة ابن باز على فتح الباري لابن حجر رحمهما الله تعالى؟ (على الشبكة بارك الله فيكم)
ـ[أبو العباس الشمري]ــــــــ[14 - 06 - 10, 06:08 ص]ـ
هذا رابط مفيد لك
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=22&book=590
ـ[أبو العباس الشمري]ــــــــ[14 - 06 - 10, 06:14 ص]ـ
وللشيخ مشهور انتقاد النووي ايضا في المسائل العقدية في شرحه لصحيح مسلم
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[14 - 06 - 10, 07:04 ص]ـ
هذا رابط مفيد لك
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=22&book=590
بل هذا ما كنت أبحث عنه (لكن ينقصه المجلدات الثلاثة الاولى للعلامة ابن باز رحمه الله) فبارك الله فيك ابا العباس وجزاكم الله خيرا
العنوان التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري المؤلف علي الشبل نبذه عن الكتاب تقريظ لكبار العلماء
عبد العزيز بن باز صالح الفوزان
عبد الله بن عقيل عبد الله بن منيع
عبد الله الغنيمان
وهو إكمال لما بدأه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
على الفتح بإشارته ومتابعته ومراجعته وقراءته
http://www.almeshkat.net/vb/images/banners/meshkat_lo4.jpg
تاريخ الإضافة 22/ 08/1424
رابط التحميل http://www.almeshkat.net/books/images/zip.gif << اضغط هنا >> ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/tanbeah.zip)
ـ[محمد سمير]ــــــــ[15 - 06 - 10, 02:02 م]ـ
وللشيخ مشهور انتقاد النووي ايضا في المسائل العقدية في شرحه لصحيح مسلم
السلام عليكم ما اسم كتابه وهل هو موجود على النت؟
ـ[أبو العباس الشمري]ــــــــ[16 - 06 - 10, 08:05 م]ـ
اهلا باخواننا من مصر الحبيبة
تفضلوا هذا الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=29751
ـ[ظافر الأزدي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 06:22 م]ـ
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/albrak.zip
وهذا كتاب للشيخ البراك سماه تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري
وكذا كتاب آخر للشيخ عبدالله الدويش رحمه الله سماه المخالفات العقدية في فتح الباري
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 06:29 م]ـ
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/albrak.zip
وهذا كتاب للشيخ البراك سماه تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري
وكذا كتاب آخر للشيخ عبدالله الدويش رحمه الله سماه المخالفات العقدية في فتح الباري
أحسنت بارك الله فيك إضافة قيمة جزاك الله خيرا(64/87)
تعليقات مختصرة على رد الأدلبي على كتاب (منهج الأشاعرة) للشيخ سفر الحوالي
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - 06 - 10, 07:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- يُعد كتاب «منهج الأشاعرة في العقيدة» للشيخ سفر الحوالي – شفاه الله – من العلامات الفارقة في هذا العصر، وهو وإن جاء ردًا على مقالات الصابوني الأشعري التي نشرها في مجلة المجتمع الكويتية، إلا أنه أصبح فيما بعد مرجعًا موجزًا في باب معتقد الأشاعرة. ولذلك قال عنه العلامة ابن عثيمين – رحمه الله - في اللقاء العاشر من لقاءات الباب المفتوح (1/ 300): (الأشاعرة من خير ما رأيت فيما كتب عنهم رسالة صغيرة للشيخ سفر الحوالي، تكلَّم فيها بكلام جيِّد وبيَّن فيها مخالفتهم لأهل السُّنَّة والجماعة في الأسماء والصِّفات، وفي الإيمان وفي الوعيد وفي أشياء كثيرة من أحب أن يطَّلِعَ عليها فإنَّه يستفيد)، وقال: (الأشاعرة لهم مذهب مستقل، لهم كيان في الأسماء والصفات، والإيمان، وأحوال الآخرة،، وما أحسن ما كتبه أخونا سفر الحوالي، عما ذكروه .. ).
وهو على اختصاره قد أحاط برؤوس مسائل مذهب الأشاعرة المبتدَع، وكشف عما خالفوا فيه أهل السنة، وقد قام الأخ الشيخ أحمد بن سالم المصري – حفظه الله - بشرحه قريبًا، إلا أنه لم يتوسع في ذلك، خاصة في مجال توثيق النقول عنهم، ثم الرد عليهم في كل مسألة ذكرها الشيخ سفر وشغّبوا عليها. فلعله - أو غيره - يفعل هذا لاحقًا.
- لقد كان كتاب الشيخ سفر سببًا في كسر مذهب الأشاعرة في العصر الحديث، هذا المذهب الذي تسلل للأمة على حين غفلة من أهلها، بدعوى الانتصار للسنة في مقابل المعتزلة، ولكن أهله خلطوا الحق بالباطل، وأحدثوا مذهبًا هجينًا، لازالت الأمة تعاني منه ومن آثاره. كما ذكر هذا الإمام السجزي في رسالته «الرد على من أنكر الحرف والصوت»، وتجد في رسالة «تفسير آيات أشكلت .. » لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -. أسباب انتشار المذهب الأشعري (754 – 757).
- أصدر الأشاعرة عددًا من الردود على كتاب الشيخ - حفظه الله –؛ لما رأوا من تأثيره ودوره العظيم في تقويض مذهبهم البدعي، كالتالي:
1 - كتاب «تهنئة الصديق المجوب ... » لحسن السقاف، وهو أولها، وعمدة من جاء بعده في كثير من القضايا، علمًا أن السقاف انقلب لاحقًا على الأشاعرة! ونصر خصومهم المعتزلة ومال إلى مذهبهم! (انظر مجموع رسائله: ص669، 684، 740).
2 - رد الدكتور صلاح الأدلبي – وفقه الله لما يُحب ويرضى -. (وهو المقصود هنا).
3 - رد الشيخ التركي محمد صالح الغرسي. وهو ناقل دون عزو من الأدلبي، وقد بين هذا الأدلبي في بيان أصدره قريبًا.
4 - رد المدعو غيث الغالبي " دررالألفاظ العوالي .. ".
5 - رد عمر كامل. مكرر. وقد كفانا الشيخ محمد بن حسين الموجان – حفظه الله– الرد عليه في رسالته «الرد الشامل على عمر كامل».
6 - رد موعود من سعيد فودة، أخبر عنه في خاتمة كتابه «أصحاب النار».
رد الدكتور الأدلبي:
لقد اخترت رد الدكتور الأدلبي – وفقه الله لما يُحب ويرضى - مجالاً لهذه التعليقات الموجزة (مع التوسع في الإشارة للروابط المفيدة)؛ لما رأيت الاحتفاء به من الأشاعرة، ولكونه قد اشتمل على خلاصة الردود الأخرى، وفاقها بمحاولته التزام الإنصاف والأدب مع الشيخ سفر، وحسنًا فعل، إلا أنه لم يستطع كتم بعض الفلتات والتحاملات التي تُبين حنقه على شيخ الإسلام– رحمه الله –، بسبب الخلفية المسبقة التي شُحن بها تجاهه. وهذا هو الظن بكل من يرتوي من كتب الهالك الكوثري الذي أضل فئامًا عن الحق. وهنا رابط في بيان حقيقته:
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6533
ولو قرأ الدكتور الأدلبي - وفقه الله للخير –كتب شيخ الإسلام قراءة محب غير متوجس؛ لانتفع بها، ولقال ماقاله علامة تونس المكي بن عزوز – رحمه الله – بعد هدايته لمذهب السلف: (أما كتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم فمن لم يشبع ولم يرو بها فهو لا يعرف العلم) ..
http://ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=82290
ولكن:
نظروا بعين عداوة لو أنها
عين الرضا لاستحسنوا ما استقبحوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/88)
-من يتأمل كتاب الدكتور الأدلبي يرى بوضوح الوهم الذي أداه إلى اعتناق هذا المذهب البدعي والدفاع عنه، وحجَبَه عن اعتناق مذهب السلف، وهو التصاق مذهبهم – رحمهم الله - في ذهنه بـ" التجسيم "! حيث لم يفهم من إثبات الصفات إلا هذا المعنى الفاسد. فليته استمع إلى نصيحة العلامة الشنقيطي – رحمه الله – له ولأمثاله في رسالته " منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات "، وهي على هذا الرابط:
- http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=609
حيث نصحهم أن تعطيلهم سببه: (تنجس القلب وتلطخه وتدنسه بأقذار التشبيه، فإذا سمع ذ و القلب المتنجس بأقذار التشبيه صفة من صفات الكمال التي أثنى الله بها على نفسه؛ كنزوله إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الأخير وكاستوائه على عرشه وكمجيئه يوم القيامة وغير ذلك من صفات الجلال والكمال، أول ما يخطر في ذهن المسكين أن هذه الصفة تشبه صفة الخلق فيكون قلبه متنجسا بأقذار التشبيه .. إلخ).
وهنا نصيحة أخرى ثمينة من الشيخ عبدالرحمن الوكيل – رحمه الله – للأشاعرة المعاصرين:
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/52.htm
- بما أن مذهب الأشاعرة – كما هو معلوم – مذهب هلامي متطور، يخالف متأخروه متقدميه في قضايا أصولية عديدة: «كتأويل الصفات» - وقد اعترف السقاف بهذا عندما قال في رسالته: «الجواب الدقيق» (مجموع رسائله ص740) متحدثًا عن الغماري: «أما ذمه الأشاعرة؛ فالأشاعرة فرق عديدة على التحقيق، فنحن لا نحبذ طريقة الباقلاني وما يُنسب للأشعري، بل نحن ننكر طريقتهما، ونحبذ طريقة الغزالي»!! - ..
أقول: لأجل هذا الاضطراب في المذهب الأشعري حاول د / الأدلبي التملص من كل ما قد يراه يشينه، بأنه لم يقل به سوى فلان! وهكذا .. مع لوم الشيخ سفر على إلزام الأشاعرة بهذا القول. متناسيًا أنه لا ملامة على الشيخ وفقه الله؛ لسببين:
1 - أنه لم ينسب لهم إلا ماهو موثق من كتبهم (انظر هوامش كتاب الشيخ سفر).
2 - أنه يستعمل طريقة القرآن معهم، فمادام القول قد صدر من أحد رؤوسهم، ولم يُنكروه، فلا حرج إذا نُسب لهم؛ كما قال تعالى: (فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم) والعاقر واحد ..
وبه تسقط محاولة الأدلبي إلزام الشيخ بأخطاء بعض المنتسبين لمذهب السلف، لأن العلماء السلفيين لايسكتون عن الأخطاء – لاسيما في جانب المعتقد –، بل يردونها على قائلها، مهما كانت منزلته عندهم، ولا يقبلون أن تُنسب إلى مذهب السلف، بخلاف غيرهم ممن مذهبه قابل لمختلف الاجتهادات والتوسعات. فلعله يتأمل هذا الفرق المهم. وأتحداه أن يأتي بخطأ في العقيدة لعالم سلفي اشتهر وسُكت عنه.
- قال الأدلبي في كتابه (ص6): «لست أشعريًا مقلدًا والحمد لله الذي أنعم عليّ بمحبة الكتاب .. ». وأقول: تُشكر عن هذا .. ولكن: ما دمت كذلك، فلماذا تنسب نفسك لهذا المذهب (ولو من دون تقليد)، وتدافع عنه؟ ثم تُلخص عقائده في خاتمة كتابك؟ فإما أن يكون الحق فيه؛ فيلزمك أخذه كله، كما ألزمتم الأمة به عندما بدعتم أتباع مذهب السلف وافتريتم عليهم بأنهم مجسمة .. الخ. أو أنه يحوي الحق والباطل .. فيلزمك أن لا تنتسب إليه، أو تُبشر الأمة به. والأجمل بك أن تنأى بنفسك عن الدفاع عن مذهب بدعي، انحرافه أكثر من إصابته. ومافيه من صواب ستجده – لاشك – في مذهب السلف.
التعليقات الموجزة:
1 - أنكر الأدلبي على الشيخ سفر قوله عن الأشاعرة بأنهم من «فرق المرجئة الغلاة» فزعم أن هذا «قول عظيم وبهتان جسيم»، مدعيًا أن المرجئة هم فقط من يقولون «بأنه لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة»!
والجواب: أن الدكتور اختار رأيًا لا يُعرف له قائل وادعى أنه الإرجاء؛ ليُخرج فرقته الأشعرية من هذه التهمة! متناسيًا أن إمامه الأشعري قال عن المرجئة «وهم اثنتا عشرة فرقة» (مقالات الإسلاميين: 1/ 213). وأما كلام السلف في نسبة الإرجاء لمن يخرج العمل عن مسمى الإيمان، فكثيرٌ. ولو راجع الدكتور كتب العقائد المسندة لوجد من ذلك ما يزيل عنه وهمه في حصر المرجئة بقول لا يُعلم له قائل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/89)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: «والمرجئة ثلاثة أصناف: الذين يقولون الإيمان مجرد ما فى القلب، ثم من هؤلاء من يُدخل فيه أعمال القلوب وهم أكثر فرق المرجئة كما قد ذكر أبو الحسن الأشعرى أقوالهم فى كتابه وذكر فرقًا كثيرة يطول ذكرهم، لكن ذكرنا جمل أقوالهم، ومنهم من لا يدخلها في الإيمان؛ كجهم ومن اتبعه كالصالحي وهذا الذي نصره – أي الأشعري - هو وأكثر أصحابه، والقول الثانى من يقول هو مجرد قول اللسان وهذا لا يعرف لأحد قبل الكرامية، والثالث تصديق القلب وقول اللسان وهذا هو المشهور عن أهل الفقه والعبادة منهم».
وأما مقولة «لا يضر مع الإيمان ذنب» فقال عنها صاحب كتاب «الإيمان عند السلف وعلاقته بالعمل» (الشيخ محمد بن محمود آل خضير – حفظه الله – (1/ 299 – 202): (اشتهر على ألسنة كثير من الناس أن المرجئة هي الفرقة التي تقول: لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، وهذا القول وإن نُسب إلى بعض المرجئة، كاليونسية، إلا أنه لا يُعلم قائل من أهل العلم قد ذهب إليه، ونسبته إلى مقاتل بن سليمان كذب عليه. قال شيخ الإسلام: "وأما ما يذكر عن غلاة المرجئة أنهم قالوا: لن يدخل النار من أهل التوحيد أحد، فلا نعرف قائلا مشهورًا من المنسوبين إلى العلم يذكر عنه هذا القول ".وقال: "وهذا قد يكون قول الغالية الذين يقولون: لا يدخل النار من أهل التوحيد أحد، لكن ما علمت معيناً أحكي عنه هذا القول، وإنما الناس يحكونه في الكتب ولا يعيِِّنون قائله، وقد يكون قول من لا خلاق له، فإن كثيرًا من الفساق والمنافقين يقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب أو مع التوحيد، وبعض كلام الرادين على المرجئة وصفهم بهذا ". والخطر الذي يكمن من شيوع هذه المقالة، هو ظن كثير من الناس أن من برئ من هذا فقد برئ من الإرجاء، وظنهم أن الإرجاء قول متهافت ظاهر البطلان، لا يمكن أن يقول به أحد قرأ القرآن، ونظر في السنة، وعرف شيئًا من نصوص الوعيد؛ فإنَّ كون المسلم الموحد قد يدخل النار بذنبه، تواتر تواترًا يفيد العلم الضروري. ولو كان الإرجاء منحصرًا في هذه المقالة المتهافتة، لما ذهب إليه جمع من العُباد والزهاد، والفقهاء والنظّار، من أمثال طلق بن حبيب، وذر بن عبد الله، وحماد بن أبي سليمان، وأبي حنيفة النعمان بن ثابت، وأبي الحسن الأشعري في أحد قوليه، وأبي منصور الماتريدي، ومن تبعهما من الأشاعرة والماتريدية، وفيهم خلق كثير من الحنفية والمالكية والشافعية، وبعض الحنابلة. وهذا الجهل بحقيقة الإرجاء، ومقالات المرجئة، أدى إلى شيوعه وانتشاره، وتبني كثير من المتأخرين له، .. ) إلخ ماقاله. وأنصح الدكتور الأدلبي بالرجوع إليه. وقد وجدت كتابه مصوّرًا على الشبكة على هذين الرابطين:
http://kabah.info/uploaders/norh/mhmod1.pdf
http://kabah.info/uploaders/norh/mhmod2.pdf
2- أنكر الأدلبي على الشيخ سفر أنه نسب للأشاعرة تكفير من وصف الله بالعلو، فقال (ص12): «أين وجد الباحث هذا؟!!! قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين».
والجواب: لو راجع الدكتور كتاب «الفتاوى الحديثية» لابن حجر الهيتمي (ص151 – 154) لوجده يذكر اختلاف الأشاعرة في تكفير مثبت صفة (العلو)، ونقل عن بعضهم قوله: «من اعتقد الجهة في حق الله جل وعلا فهو كافر بالإجماع، ومن توقف في كفره فهو كافر ... الخ» وقال في: «الفتاوى الكبرى الفقهية» (ص10): «وقال جماعة من الأئمة بكفرهم»!
وهذا بسبب ظنهم أن من أثبت لله صفة العلو كما أثبتها عز وجل لنفسه وكما أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم فهو قائل بالجهة التي تستلزم التحيز .. الخ، إلزاماتهم السخيفة؛ لأنهم قاسوا صفات ربهم بصفاتهم البشرية.
وأنصح الدكتور الأدلبي – وفقه الله – أن يرجع لكتاب «العلو» للذهبي، أو «مختصره» بتقديم العلامة الألباني – رحمه الله – لعله يزيل الأوهام التي حجبته عن الإيمان بهذه الصفة العظيمة التي جاءت بها مئات الأدلة. وهنا رابط مهم:
أنواع أدلة العلو النقلية وطرقه العقلية من كلام أئمة أهل السنة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81441
أحد عشر إجماعا في إثبات علو الله على خلقه
http://www.saaid.net/Doat/almuwahid/2.htm
شبهات واعتراضات حول صفة العلو والرد عليها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/90)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32476
3- زعم الدكتور الأدلبي أن الأشاعرة لم يُكفروا شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –، مدعيًا أن العلاء البخاري (ليس بأشعري)!
والجواب: ما ذكره محقق كتابه «فاضحة الملحدين» بعد أن درس عقيدته قال (ص56): (وهو ثانيًا من أبرز تلاميذ التفتازاني الذي انتهت إليه رئاسة المذهب الأشعري فقد سار المصنف مع خطى شيخه) وقال: (المصنف على منهج الأشاعرة المتأخرين في انتمائه العقدي) .. وأطال في بيان هذا.
ثم اعترف الأدلبي بأن الحصني الأشعري صاحب «دفع شبه من تمرد» كفر شيخ الإسلام ابن تيمية، ولكنه اعتذر عنه! بأنه اعتمد في ذلك على ما يُنقل من مكذوبات عن الشيخ. ثم اعترف أن صاحب الحواشي على شرح الكبرى للسنوسي قال عن شيخ الإسلام: «زنديق»! فيكفي ما سبق في بيان صحة دعوى الشيخ سفر التي حاول الأدلبي التشكيك فيها.
4 - قال الأدلبي (ص 19) عن شيخ الإسلام: «أَمَّا مسأَلة إِقعاد الله تعالى لنبيِّنا محمدٍ صلَّى الُله عليه وسلَّم معَه على العرش؛ فابن تيمية ـ سامحه الله ـ يقول بها .. ». قلت: وهذا من الكذب على شيخ الإسلام، وإليك كلامه، قال (الدرء: 3/ 19): (وقد صنف القاضي أبو يعلى كتابه في إبطال التأويل ردًا لكتاب ابن فورك، وهو وإن كان أسند الأحاديث التي ذكرها وذكر من رواها، ففيها عدة أحاديث موضوعة كحديث الرؤية عيانا ليلة المعراج ونحوه، وفيها أشياء عن بعض السلف رواها بعض الناس مرفوعة؛ كحديث قعود الرسول صلى الله عليه وسلم على العرش رواه بعض الناس من طرق كثيرة مرفوعة وهي كلها موضوعة وإنما الثابت أنه عن مجاهد وغيره من السلف وكان السلف والأئمة يروونه ولا ينكرونه ويتلقونه بالقبول. وقد يقال: إن مثل هذا لا يقال إلا توقيفًا، لكن لا بد من الفرق بين ما ثبت من ألفاظ الرسول وما ثبت من كلام غيره سواء كان من المقبول أو المردود). فتأمل دقة شيخ الإسلام.علمًا أن مسألة الإقعاد قال بها كثير من العلماء قبل ابن تيمية وبعده (بعضهم من الأشاعرة!) وهي تعود إلى أثر مجاهد. (انظر أسماءهم في " قمع الدجاجلة " للشيخ عبدالعزيز بن فيصل الراجحي (ص 242 – 246)، وتجده هنا:
http://alminbar.al-islam.com/images/books/366.doc
وخير من توسع فيها: الشيخ الألباني – رحمه الله – في مقدمة «مختصر العلو» (ص 15 – 22).
5 - قال الأدلبي في (هامش ص19): (وابن تيمية لا يصرح بالتجسيم ولكن يميل إليه)!! ثم أورد قول الشيخ: (وأما الحنبلية فلا يُعرف فيهم من يطلق هذا اللفظ، لكن فيهم من ينفيه، وفيهم من لا ينفيه ولا يثبته، وهو الذي كان عليه الإمام أحمد وسائر أئمة السنة)! وفهم منه أن شيخ الإسلام يميل للتجسيم!! مع أن عبارته رحمه الله يفهمها أي عاقل. وهو يبين في مواضع عديدة حقيقة هذا المصطلح «التجسيم»، وأنه من المصطلحات التي يُستفسر عنها، فإن أريد به حق أثبتنا ذلك الحق، وإن أريد به باطل لم نقبله. قال رحمه الله: (ولهذا كان الذي عليه أئمة الإسلام إنهم لا يطلقون الألفاظ المبتدعة المتنازع فيها لا نفيًا ولا إثباتًا إلا بعد الاستفسار والتفصيل، فيُثبت ما أثبته الكتاب والسنة من المعاني، وينفى ما نفاه الكتاب والسنة من المعاني .. ) (تلبيس الجهمية: 1/ 478).
وهنا دفع هذه التهمة عن شيخ الإسلام بتوسع:
http://www.saaid.net/monawein/taimiah/6.htm
وهنا:
http://islamtoday.net/fatawa/quesshow-60-222809.htm
6- قال الأدلبي – هداه الله – (ص 24): (وقبل التسرُّع في الحكم على الأشاعرة في موقفهم من ابن تيمية ـ رحمهم الله وغفر لنا ولهم جميعاً ـ؛ تصور أن ابن تيمية كان هو القاضي وصاحب الكلمة النافذة عليهم في ذلك الوقت؛ فهل كان سيكتفي بالحكم عليهم بمثل الذي حكموا هم به عليه؟!!! ما أظنُّ ذلك)!!
قلت: لقد خيّب شيخ الإسلام رحمه الله ظنك يا دكتور! بمواقفه المتسامحة مع خصومه عندما تمكن منهم، فلم يكن منه إلا العفو والصفح، وإليك شيئًَا منها في هذا الكتاب القيّم:
هكذا تحدث ابن تيمية
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=5607
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/91)
7 - ادعى الأدلبي (ص 25) أن شيخ الإسلام يُكفر خصومه، قال: (وأَكتفي بنقل جزء من كلام ابن تيمية ـ رحمه الله وغفر له ـ ظاهره أَنه يكفِّر خصومه الذين دعوه للحضور من الأمراء والقضاة ومن معهم، إِذ يقول: "فإِنه في آخر شهر رمضان سنة ست وعشرين وسبعمائة جاء أَميران رسولين من عند الملأ المجتمعين من الأمراء والقضاة ومن معهم ... " ثم قال "فأخذا الجواب وذهبا، فأطالا الغيبة، ثم رجعا ولم يأتيا بكلام محصل إِلا طلب الحضور، فأَغلظت لهم في الجواب، وقلت لهم بصوت رفيع: يا مبدِّلين، يا مرتدين عن الشَّريعة، يا زنادقة". فمن هم المعنيُّون بأَنهم مبدِّلون ومرتدُّون عن الشريعة وزنادقة؟ الأميران المرسلان من قبل الملأ؟ أو الملأ الذين أَرسلوا الرسولين من الأمراء والقضاة والعلماء الذين معهم؟؟!!!).
قلت: عجبًا للدكتور! يدع أقوال شيخ الإسلام الكثيرة عن الأشاعرة وعلمائهم، الصريحة في بيان موقفه منهم، وهي موجودة في رسالة قريبة من متناول يده! " موقف ابن تيمية من الأشاعرة " للدكتور عبدالرحمن المحمود. هنا: http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1834
ثم يتشبث بمثل هذه الكليمات التي قيلت في مواقف مشحونة، ويُحمّلها مالا تحتمل! فأين الإنصاف؟
والشيخ لم يكذب في كلامه السابق عنهم؛ فهم مُبدلون لعقيدة السلف، مرتدون عنها إلى غيرها من البدع الكلامية. وقد وضح مقصده في نفس الكتاب الذي ينقل الأدلبي منه! وهو " التسعينية " فقال (1/ 175): (وهؤلاء جعلوا هذه الألفاظ المجملة أصلاً أمروا بها، وجعلوا ما جاء به الرسول من الآيات والأحاديث فرعًا يُعرض عنها ولا يُتكلم بها ولا فيها، فكيف يكون تبديل الدين إلا هكذا؟). وقال (1/ 177): (فمن عاقب على فعل أو ترك بغير ما أمر الله ورسوله، وشرع ذلك دينًا، فقد جعل لله ندًا، ولرسوله نظيرًا، بمنزلة المشركين الذين جعلوا لله أندادًا، وبمنزلة المرتدين الذين آمنوا بمسيلمة الكذاب .. ). والزنديق يُطلق على أهل البدع أيضًا.
- ثم استنكر الأدلبي وصف شيخ الإسلام رحمه الله للأشاعرة أنهم " مخانيث المعتزلة "! لأنه فهم كلام العلماء بفهم العامة! وهي كلمة مقولة قبل شيخ الإسلام في وصفهم؛ قال شيخ الإسلام: (ويقولون إن المعتزلة مخانيث الفلاسفة والأشعرية مخانيث المعتزلة، وكان يحيى بن عمار يقول: المعتزلة الجهمية الذكور، والأشعرية الجهمية الإناث، ومرادهم الأشعرية الذين ينفون الصفات الخبرية) (مجموع الفتاوى: 6/ 359). وذلك لأن مذهبهم هجين بين أهل السنة والمعتزلة، فالتخنث هنا بمعناه اللغوي، ومنه الخنثى المشكل الذي هو ليس بذكر ولا أنثى. ولأخي: الشيخ عايض الدوسري بحثٌ أثبت فيه أن الأشعرية سبقوا ابن تيمية في استخدام هذه الصيغة في وصف خصومهم، فلعلك تراجعه.
8 - قال الأدلبي (ص 30 .. ): (والذي يتتبع كلام ابن تيمية ـ رحمه الله وغفر له ـ في العقيدة يجد أن فيه خللاً في عدد من المواضع، وهذه إشارات لبعضها). ولننظر: هل الخلل في كلام شيخ الإسلام أو هو في فهمه – هداه الله -!
أ- أنكر الأدلبي على الشيخ قوله في " مسألة تسلسل الحوادث ". وأحيله إلى هذه الروابط؛ لعله يفهم قول الشيخ رحمه الله، ولا ينسب إليه افتراءاتٍ لم يقل بها. ولعله يُعيد النظر في مذهبه الأشعري عندما يرى اللوازم التي يُلزمه بها من يقول بقِدم العالم من الفلاسفة الضالين.
(قِدم العالم و تسلسل الحوادث بين شيخ الإسلام ابن تيمية والفلاسفة
مع بيان من أخطأ في المسألة من السابقين والمعاصرين) للأستاذة /كاملة الكواري
http://www.saaid.net/book/108.zip
دعوى أن شيخ الإسلام يقول بقدم العالم!
http://saaid.net/monawein/taimiah/9.htm
ب- أنكر الأدلبي على شيخ الإسلام دفاعه عن " حديث الأوعال ".
والجواب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/92)
1 - أن شيخ الإسلام لم يأت بالحديث من كيسه! فهو حديثٌ رواه كبار أهل الحديث من أهل السنن وغيرهم، فإن كان ثمة إنكار فعليهم، وفق منهج أهل الحديث في التصحيح والتضعيف؛ كما فعل العلامة الألباني رحمه الله. وللفائدة فقد قام أخي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الشائع بدراسة هذا الحديث في رسالته للدكتوراة: " ما أورده الحافظ ابن الجوزي من أحاديث كتب السنن الأربع في كتابه العلل المتناهية - دراسة نقدية "، وانتهى إلى تصحيحه.
2 - الحديث يُقرر صفة " العلو "، وهي واردة في مئات من نصوص الكتاب والسنة الصحيحة. فإن طعن الدكتور في هذا الحديث، فماذا سيفعل بغيره؟!
ج- أنكر الأدلبي على الشيخ إيراده للأحاديث والآثار التي فيها وصف الله بأنه " أبدى عن بعضه "، مشككًا فيها، متابعًا غيره في الطعن في كتاب " السنة " لعبدالله بن أحمد رحمهما الله. ثم قال: (فهل بعد هذا التناقض ـ يا ذوي الحجى ـ تناقض أظهر منه؟! يقولون بإثبات لفظ البعض على الله وأنه راجع إلى الذات وأنه على ظاهره!!! ثم يقولون إن إطلاق هذا على معنى لا يؤدي إلى التبعيض ليس بممتنع!!! فكيف هو [بعض] وكيف لا يؤدي إلى التبعيض؟!!!).
قلت: هذا التهويل والولولة تنبئك عن تعجل الدكتور وسوء فهمه لعقيدة السلف– هداه الله –، حيث خلط بين تبعيضه المحدَث المبتدَع، الذي ورثه عن أهل الكلام، والتبعيض الذي يقصده السلف، ومنهم شيخ الإسلام، ولو نقل الدكتور جميع كلام شيخ الإسلام الذي اقتطعه للتشنيع عليه لعلم العقلاء والمنصفون هذا، ولكن!!
يقول شيخ الإسلام (التسعينية: 2/ 389 – 399): (وأما إطلاق القول بأن الصفة بعض الموصوف أو أنها ليست غيره فقد قال ذلك طوائف من أئمة أهل الكلام وفرسانهم، وإذا حُقق الأمر في كثير من هذه المنازعات لم يجد العاقل السليم العقل ما يخالف ضرورة العقل لغير غرض، بل كثير من المنازعات يكون لفظيا أو اعتباريا، فمن قال إن الأعراض بعض الجسم أو إنها ليست غيره، ومن قال إنها غيره، يعود النزاع بين محققيهم إلى لفظ واعتبار واختلاف اصطلاح في مسمى بعض وغير؛ كما قد أوضحنا ذلك في بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية ويسمى أيضا تخليص التلبيس من كتاب التأسيس الذي وضعه أبو عبدالله الرازي في نفي الصفات الخبرية، وبنى نفي ذلك على أن ثبوتها يستلزم افتقار الرب تعالى إلى غيره وتركيبه من الأبعاض، وبينا ما في ذلك من الألفاظ المشتركة المجملة، فهذا إن كان أحد أطلق لفظ البعض على الذات وغيره من الصفات وقال إنه بعض الله، وأُنكر ذلك عليه لأن الصفة ليست غير الموصوف مطلقا، وإن كان الإنكار لأنه لا يقال في صفات الله لفظ البعض، فهذا اللفظ قد نطق به أئمة الصحابة والتابعين وتابعيهم ذاكرين وآثرين – ثم أورد الآثار عن أئمة السلف وقال - ولا ريب أن لفظ البعض والجزء والغير ألفاظ مجملة، فيها إيهام وإبهام، فإنه قد يقال ذلك على ما يجوز أن يوجد منه شيء دون شيء، بحيث يجوز أن يفارق بعضه بعضا وينفصل بعضه عن بعض، أو يمكن ذلك فيه، كما يقال: حد الغيرين ما جاز مفارقة أحدهما للآخر كصفات الأجسام المخلوقة من أجزائها وأعراضها، فإنه يجوز أن تتفرق وتنفصل، والله سبحانه منزه عن ذلك كله مقدس عن النقائص والآفات، وقد يراد بذلك ما يُعلم منه شيء دون شيء، فيكون المعلوم ليس هو غير المعلوم، وإن كان لازما له لا يفارقه، والتغاير بهذا المعنى ثابت لكل موجود، فإن العبد قد يعلم وجود الحق ثم يعلم أنه قادر ثم أنه عالم ثم أنه سميع بصير، وكذلك رؤيته تعالى كالعلم به، فمن نفى عنه وعن صفاته التغاير والتبعيص بهذا المعنى فهو مُعطل جاحد للرب، فإن هذا التغاير لا ينتفي إلا عن المعدوم، وهذا قد بسطناه في كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية في الكلام على سورة الإخلاص وغير ذلك بسطا بيّنا. ومن علم ذلك زالت عنه الشبهات في هذا الباب، فقول السلف والأئمة ما وصف الله من الله وصفاته منه وعلم الله من الله وله نحو ذلك مما استعملوا فيه لفظ من. وإن قال قائل معناها التبعيض فهو تبعيض بهذا الاعتبار، كما يقال إنه تغاير بهذا الاعتبار، ثم كثيرا من الناس يمتنع أو ينفي لفظ التغاير والتبعيض ونحو ذلك، وبعض الناس لا يمتنع من لفظ التغاير ويمتنع من لفظ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/93)
التبعيض، وبعضهم لا يمتنع من اللفظين إذا فسر المعنى وأزيلت عنه الشبهة والإجمال الذي في اللفظ .. ).
وأما تشكيك الأدلبي في كتاب " السنة " لعبدالله بن أحمد، فهي شنشنة كوثرية، تجد ردها في دراسة الدكتور عبدالله البراك – حفظه الله - " توثيق أسانيد كتب العقيدة الإسلامية "، وختم دراسته عن كتاب السنة بقوله: " ومن شكَّك في نسْبته، أو بدَّل اسمه إلى "الزيغ"، فلم يأتِ بحُجة علمية ليُرد عليه ".
طالع الدراسة هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1194939
د- أنكر الدكتور إيراد شيخ الإسلام لحديث «أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية {فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا} قال حماد هكذا وأمسك سليمان بطرف إبهامه على أنملة أصبعه اليمنى قال فساخ الجبل "، وهو حديث صحيح رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني، محاولاً الطعن في حماد بن سلمة – رحمه الله -! قلت: لا علاقة لشيخ الإسلام بإنكارك! و يُقال هنا ماقيل في حديث الأوعال. ومثله الآثار التي فهم منها الأدلبي " التبعيض المحدَث "! وأما طعنه في حماد، فقد رده المعلمي في " التنكيل " على شيخه الكوثري. وهنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=104298
هـ- قال الأدلبي (ص 42): «وإمعاناً من ابن تيمية ـ رحمه الله وغفر له ـ في تثبيت معاني الجسمية فيما يتعلق بتكليم الله تعالى لموسى عليه الصلاة والسلام؛ فإنه يقول في موطن آخر: "وعلم بالاضطرار من دين أهل الملل والنقل بالتواتر أن الله لما كلم موسى كلَّمه من الشجرة وأنه كان يخرج منها نار محسوسة" فهل من المعلوم عند المسلمين علماً قطعياً ضرورياً أن الله تعالى لما كلم موسى كلَّمه من الشجرة وأنه كان يخرج منها نار محسوسة؟!!!).
قلت: لا أدري هل نسي الدكتور في غمرة تشنيعه على شيخ الإسلام – رحمه الله – قوله تعالى: (فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين) (سورة القصص آية 30)؟! ولعله يُراجع تفسيرها لعله يتروى قبل أن يعترض.
و- ثم ختم الدكتور محاولته الفاشلة في التشنيع على شيخ الإسلام بما أبان به عن جهله وعدم اطلاعه على أمهات المصادر، فقال مخطئًا شيخ الإسلام (ص43 – 44) (قال ابن تيمية ـ رحمه الله وغفر له ـ: "وما عليه المشركون وأهل الكتاب من تعظيم بقاع للعبادة غير المساجد ـ كما كانوا في الجاهلية يعظمون حراء ونحوه من البقاع: فهو مما جاء الإسلام بمحوه وإزالته ونسخه" أقول – الأدلبي -: هل كانوا في الجاهلية يعظمون حراء؟!!! ما هذا؟!!! اللهم غفراً).
قلت: لو كلّف الدكتور نفسه وطالع كتب السيرة وهي موجودة في المكتبة الشاملة! لوجد ابن إسحاق – مثلاً- يقول: (وحدثني وهب بن كيسان مولى آل الزبير قال: سمعت عبدالله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي: حدثنا يا عبيد كيف كان بدء ما ابتدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين جاءه جبريل عليه السلام؟ قال: فقال: عبيد - وأنا حاضر يحدث عبدالله بن الزبير ومن عنده من الناس -: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في حراء من كل سنة شهرًا، وكان ذلك مما تحنث به قريش في الجاهلية. والتحنث التبرر. قال ابن إسحاق: وقال أبو طالب:
وثور ومن أرسى ثبيرا مكانه
وراقٍ ليرقى في حراء ونازل .. ) (سيرة ابن هشام: 1/ 235).
فمن الذي يستحق التعجب – أصلحك الله وعرَّفك قدر نفسك -، وأهديك هذا الرابط؛ لعلك تتعظ بحال أناسٍ على مشربك حاولوا التشكيك في نقل شيخ الإسلام؛ ففضحهم الله، وأبان للمسلمين بغيهم وجهلهم، وصدق شيخ الإسلام وأمانته:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24051
9- اعترض الأدلبي (ص 46 .. ) على الشيخ في احتجاجه بكلمة ابن خويز منداد في ذم الأشاعرة، فطعن في ابن خويز منداد، نقلاً عن الباجي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/94)
قلت: السبب في طعن الباجي الأشعري في ابن خويز منداد - وتابعه للأسف ابن حجر في «لسان الميزان» (5/ 291) - بيّنه القاضي عياض في: «ترتيب المدارك» (2/ 606) فقال: (وكان – أي ابن خويز منداد – يجانب الكلام جملة، وينافر أهله، حتى تعدى ذلك إلى منافرته المتكلمين من أهل السنة، وحكم على الكل بأنهم من أهل الأهواء الذين قال مالك في مناكحتهم وشهادتهم وإمامتهم وعيادتهم وجنائزهم ما قال – رحمه الله -). وانظر «الديباج المذهب» (2/ 229)، و «شجرة النور» (103)، و «جمهرة تراجم الفقهاء المالكية» (2/ 1005 – 1006).
قلت: وقد طُبِعت قريبًا رسالة جامعية بعنوان «الإمام العلامة ابن خويز منداد وآراؤه الأصولية» رد فيها الباحث الدكتور ناصر قارة على من حاول الطعن فيه من الأشاعرة المناوئين له؛ لاسيما الباجي (ص72 – 75) وقال عنه: «كان عالمًا بحق، متحررًا من قيود المذهبية المتعصبة، ذا روح اجتهادية».
ومن المسائل التي ألّبت الأشاعرة عليه: رأيه في المجاز، وأخبار الآحاد، وغيرها (تنظر الرسالة السابقة).
10 - طعن الأدلبي (ص 47) فيما نُسب لأبي العباس بن سريج، والكرجي، وأحيله إلى هذا الرابط لمعرفة خطئه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1277698
11- شكك الأدلبي (ص 50) في نقد الشيرازي للأشاعرة مدعيًا أن الشيرازي أشعري، خاتمًا بقوله: (فهذا هو أبو إسحاق الشيرازي، أشعري محض، وكلامه من صميم مذهب الأشاعرة، بخلاف قول الباحث عنه، وهذا عاقبة التسرع وعدم التحقيق والاعتماد على ما ينقله المتسرعون. فتنبه!!!).
قلت: تنبهنا .. فإذا مسألة أشعرية الشيرازي من عدمها ليست بهذه السهولة التي صورها الدكتور. وتنبهنا .. فوجدنا الشيخ سفر مسبوقًا بباحثين غيره أثبتوا " سلفية " الشيرازي، وليس مجرد نقده للأشاعرة. فليس في الأمر عجلة من الشيخ كما يدعي الدكتور الأدلبي – هداه الله -. وبإمكان القارئ الرجوع إلى مقدمة الأستاذ عبدالمجيد تركي لـ " شرح اللمع " للشيرازي لمعرفة مادار حول هذه المسألة من وجهات نظر قابلة للأخذ أو الرد، وأسماء من أثبت سلفية الشيرازي. ثم قال الأستاذ عبدالمجيد في خاتمة المبحث (1/ 88): (لسنا ندعي أننا في هذه العجالة سوف نحسم الخلاف في القضية). فتأمل ..
12 - لم يُعلق الأدلبي على موقف الإسفرائيني الشافعي من الأشاعرة!
13 - قال الأدلبي (ص 51) عن الهروي: (والقول بأن كلاً من الشافعية والحنابلة يدعي الهروي لمذهبهم لا مستند له في الواقع، وهذا من باب التسرع والحكم لأدنى اشتباه)!
أقول: قال الدكتور عبد الرحمن الشبل في مقدمة تحقيقه لكتابه «ذم الكلام» (1/ 80): (كان يأخذ بمذهب الشافعي أحيانًا) ثم رجح أنه مجتهد.
14 - زعم الأدلبي (ص 52) أن عقيدة الطحاوي ليست على مذهب أهل السنة! ولم يُبين: إن لم تكن الطحاوية على منهج أهل السنة، فهل هي على منهج الأشاعرة مثلاً؟! بل هي من عقائد أهل السنة، ولا يُخرجها عن هذا أخطاء يسيرة نبه عليها علماء أهل السنة. انظر على سبيل المثال: http://www.binbaz.org.sa/mat/8843
- ثم قال عن شارحها ابن أبي العز: (خرج عما يعتقد معظم علماء المذهب الحنفي، وانتقل إلى عقيدة ابن تيمية)!! وهذا ينبئك عن رأي الأدلبي في شيخ الإسلام، وأنه قد أتى بعقيدة جديدة تخالف أهل السنة!!
15 - قال الأدلبي (ص 54): (ولم يذكر أصلاً واحداً من كلام بشر المريسي وتوافقه مع كلام الأشاعرة ليوضح لنا أنهم أخذوه منه!!!).
قلت: لو رجعت إلى رد الإمام الدارمي على بشر المريسي لعلمت (الأصول) الكثيرة التي توافق فيها هو والأشاعرة المتأخرين؛ ومن أبرزها وضع أصول تأويل صفات الله عز وجل. فهم جميعًا «جهمية». وللفائدة: هنا رسالة مهمة تناقش هذه الأصول البدعية:
(الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات والرد عليها)
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=18828
16- تجاوز الأدلبي (ص 55) الأدب مع إمام أهل السنة: أحمد بن حنبل - رحمه الله –، محاولاً التهوين من تحذيره من شيخهم ابن كلاّب.
17 - حاول الأدلبي التشكيك في «الاعتقاد القادري» بسبب عبارة وردت فيه: «كان ربنا وحده لا شيء معه»!! متغافلاً عن أن هذا الاعتقاد إنما كُتب لنصر مذهب أهل السنة في مقابلة أهل البدع - ومنهم الأشاعرة - الذين ظهر قرنهم، فقرَّر مذهب أهل السنة في قضايا كثيرة تخالفهم؛ كمسألة الصفات وغيرها، وإليك عبارات منه تنسف مذهب الأشاعرة البدعي:
(لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه عليه السلام، وكل صفة وصف بها نفسه أو وصفه بها رسوله فهي صفة حقيقية لا مجازية)، و (كلام الله تعالى غير مخلوق .. الخ)، و (الإيمان قول وعمل ونية، وقول باللسان وعمل بالأركان والجوارح .. الخ).وانظر للزيادة: «الاعتقاد القادري - دراسة وتعليق» للدكتور عبد العزيز آل عبد اللطيف (مطبوع ضمن كتابه بحوث علمية محكّمة: ص 169 – 237).
(يتبع إن شاء الله)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/95)
ـ[ابن محمد علي]ــــــــ[14 - 06 - 10, 11:49 م]ـ
. . .
جزاكم الله خير الجزاء .. شيخنا الخراشي .. وجعلكم من حمات حصن السنة.
. . .
ـ[أبو سفيان الأزدي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 12:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 12:46 ص]ـ
- بما أن مذهب الأشاعرة – كما هو معلوم – مذهب هلامي متطور، يخالف متأخروه متقدميه في قضايا أصولية عديدة: «كتأويل الصفات» - وقد اعترف السقاف بهذا عندما قال في رسالته: «الجواب الدقيق» (مجموع رسائله ص740) متحدثًا عن الغماري: «أما ذمه الأشاعرة؛ فالأشاعرة فرق عديدة على التحقيق، فنحن لا نحبذ طريقة الباقلاني وما يُنسب للأشعري، بل نحن ننكر طريقتهما، ونحبذ طريقة الغزالي»!! - ..
أقول: لأجل هذا الاضطراب في المذهب الأشعري حاول د / الأدلبي التملص من كل ما قد يراه يشينه، بأنه لم يقل به سوى فلان! وهكذا .. مع لوم الشيخ سفر على إلزام الأشاعرة بهذا القول. متناسيًا أنه لا ملامة على الشيخ وفقه الله؛ لسببين:
1 - أنه لم ينسب لهم إلا ماهو موثق من كتبهم (انظر هوامش كتاب الشيخ سفر).
2 - أنه يستعمل طريقة القرآن معهم، فمادام القول قد صدر من أحد رؤوسهم، ولم يُنكروه، فلا حرج إذا نُسب لهم؛ كما قال تعالى: (فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم) والعاقر واحد ..
وبه تسقط محاولة الأدلبي إلزام الشيخ بأخطاء بعض المنتسبين لمذهب السلف، لأن العلماء السلفيين لايسكتون عن الأخطاء – لاسيما في جانب المعتقد –، بل يردونها على قائلها، مهما كانت منزلته عندهم، ولا يقبلون أن تُنسب إلى مذهب السلف، بخلاف غيرهم ممن مذهبه قابل لمختلف الاجتهادات والتوسعات. فلعله يتأمل هذا الفرق المهم. وأتحداه أن يأتي بخطأ في العقيدة لعالم سلفي اشتهر وسُكت عنه.
بارك الله فيكم ..
ولذا يقول شيخ الإسلام: ((وقول القائل إن الرافضة تفعل كذا وكذا = المراد به بعض الرافضة؛ كقوله تعالى وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ..
وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم.
لم يقل ذلك كل يهودي بل قاله بعضهم
وكذلك قوله تعالى الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم سورة ..
المراد به جنس الناس وإلا فمعلوم أن القائل لهم غير الجامع وغير المخاطبين المجموع لهم)).
وإنما المعيب هو نسبة قول معين لقائل معين لم يقله، أو نسبة كلام المتأخر للمتقدم، أو عدم بيان اختلاف رتب الأشاعرة وستر هذا الاختلاف بمرة ..
وكل هذا لم يقع فيه الشيخ سفر حفظه الله ..
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[15 - 06 - 10, 07:22 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[طويلبة شنقيطية]ــــــــ[15 - 06 - 10, 12:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وهدانا وإياهم إلى الحق.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 11:26 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 12:23 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل سليمان، ونفع بك وجعلك من مباركا أينما كنت.
وهذا قول آخر للشيخ العلامة العثيمين في الثناء على رسالة الشيخ سفر الحوالي – شفاه الله وعافاه – " منهج الأشاعرة في العقيدة ":
قال الشيخ – رحمه الله – في " شرح الأربعين النووية " (ص 316):
(وما أحسن ما كتبه أخونا سفر الحوالي عما علم من مذهبهم [أي الأشاعرة]، لأن أكثر الناس لا يفهم عنهم إلا أنهم مخالفون للسلف في باب الأسماء والصفات، ولكن لهم خلافات كثيرة)، وشرح الشيخ كان في عام 1421 هـ، أي قبل وفاته بوقت يسير - رحمه الله وغفر له -.
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 04:09 ص]ـ
الأخ الكريم .. سليمان الخراشي .. نفع الله به ..
جزيت خيرا وبرا على هذه التعليقات الجميلة على التهورات الادلبية الجائرة ..
ولا أخفيك .. أنني من ثلاثة أشهر نزلت إجازة خاصة من قطر الى مصر لأتحصل على كتب الأزهر العقدية مع مهمات كتب الأشاعرة .. وذلك لاكمال بحث لي بعنوان " تشييع جنازة الأشعرية " ووقع في يدي رد الإدلبي على الشيخ سفر _ أيده الله وشفاه _ فظننت في بداية الأمر أن الإدلبي هذا جاهل بمذهب الأشاعرة!!
فإذا به يؤيد كلامهم حذو القذة بالقذة .. حتى أنه وافقهم في تكفير من يأخذ بنصوص الكتاب والسنة على ظاهرها!!
وضرب لذلك مثلا - أكد لي جهله وغباءه في آن _ وهو ذكره لأيات النسيان في حق الله تعالى ولم يهتم ببيان ما هو معنى النسيان في اللغة أولا ..
ولا توجد مسألة من مسائل الأشاعرة إلا وأيدها ونصرها واحتج لها بباطله .. اللهم إلا مسألة فرعية رد فيها على من نفى كروية الأرض .. وأمر آخر نسيته ..
فالحقيقة .. أنك ملزم عندي بأمرين:
الأول: نقل كلامه كاملا من كتابه بنصه والرد عليه مفصلا كما فصل هو.
الثاني: ايراد ما لم ينقله وتركه كالمقر أو المفر لما فيه ..
وهذا الإلزام مني لك ما هو إلا إلزام أخوي في الله ولنصرة السنة وأهلها ..
وسببه هو ما أشرت أنت إليه أعلاه: من أن الاشاعرة فرحوا بهذا الرد وظنوه فارس الميدان!!
ولعل الله ييسر لي ذكر بعض المسائل من كلامه المعسول المغسول من الحق والعاري عن الحقيقة ..
فالرجل أشعري من الكعب إلى الشماخ .. وإن ادعى - كذبا!! - أنه ليس بأشعري وأنه محايد يبحث عن الحق!!
فتمهل يا رعاك الله .. وانقل وانقد بتؤدة حتى ينبلج الصبح فيظهر البهرج ..
ولولا انشغالي ببحثي واقتراب طباعته في قطر .. لساعدتك في هذا الباب قدر الجهد .. فالبركة في يمينك إن شاء الله تعالى ..
نفع الله بك ونصر السنة على يديك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/96)
ـ[محمود الحلبي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 01:55 م]ـ
جزى الله الشيخ الخراشي خيراً على ما كتبت يداه، ولدي تعقيبان:
1 - اسم الرجل المردود عليه (صلاح الدين الإدلبي) وليس (الأدلبي)! وهو بالهمزة المكسورة نسبة إلى مدينة إدلب وهي تقع بالقرب من مدينة حلب في سوريا. وهو من سكان مدينة حلب، وأصله من إدلب، وهو مدرس الحديث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي حالياً -فيما أعلم-.
2 - لم يذكر الشيخ الخراشي فيما كتب أعلاه اسم الكتاب الذي شرع بالرد عليه، مع العلم بأن اسم الكتاب هو (عقائد الأشاعرة في حوار هادئ مع شبهات المناوئين).
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 04:03 م]ـ
اضافة طيبة اخي محمود الحلبي ..
وننتظر باقي تعليقات أخينا الخراشي سدد الله خطاه ..
وبالمناسبة: أنا عندي الطبعة الثانية ط دار السلام - مصر - 1431هـ
إذ يبدوا أن هناك فرقا بين أرقام الصفحات في الطبعتين الأولى والثانية.
ـ[أبوسهل العتيبي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 07:06 ص]ـ
جزاك الله خير ياشيخ سليمان
جاء ضمن كلامك فائدة كنت ابحث عنها طويلا
والحمدلله أني وجدتها
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[20 - 06 - 10, 07:50 ص]ـ
بارك الله لنا في علمك ياشيخ سليمان
وضحت لنا الكثير من الشبهات التي لم أجدها في كتاب
إبن تيمية المفتري عليه. أبي أسامه سليمبن عيد الهلالي السلفي
و الحمد لله علي وقوعي علي نسخة من كتاب منهج الأشاعرة لهذا العالم الجليل الدكتور سفر الحوالي.
ـ[أحمد أحمد عبد اللطيف]ــــــــ[24 - 06 - 10, 01:26 ص]ـ
أذكر أنني رأيت في معرض الكتاب الماضي كتاب يعتبر الجزء الثاني لكتاب الشيخ سفر لسفر الحوالي رد فيه على تعقيبات كثيرة قرأت منها أثناء تصفحه الرد على مقولة أن أكثر الأمة أشاعرة
يا حبذا لو أحد يذكر لي اسم الكتاب و أماكن شراؤه في مصر
و شكرا لكم
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[24 - 06 - 10, 04:14 ص]ـ
أخي الكريم أنا أشتري أغلب كتبي من دار السلام فرع الأزهر لما تحتويه من كتب لديار سعودية و لكن قد تجد فيها بعض الغلاء و الكتاب الذي ذكر هنا إشتريته من هذا الفرع
السلام عليكم و رحمة الله
ـ[الدواخلي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 06:05 م]ـ
لقد حصلت على نسخة من الكتاب من أحد من يوزعه بالمجان في مصر.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[29 - 06 - 10, 06:09 م]ـ
نفعك الله به و وسع الله عليك أخي في الله.
ـ[أبو محمد الشمالي]ــــــــ[06 - 07 - 10, 04:47 ص]ـ
السلام عليكم إخواني. أتقصدان الكتاب الذي ذكره الأخ أحمد؟ الكتاب الذي يعتبر الجزء الثاني للشيخ سفر؟ هل يباع هو في دار السلام؟ فإن كان كذلك فهل يمكن لكم أن تخبراني عن اسم الكتاب وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو محمد الشمالي]ــــــــ[06 - 07 - 10, 05:03 ص]ـ
بارك الله في الشيخ سليمان على هذه التعليقان النافعة وحبذا لو أجاب شيخنا الفاضل سؤال وطلب الأخ عادل ليكون ردا مفصلا على كتاب الإدلبي الذي فرحت به الأشاعرة.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[12 - 07 - 10, 10:12 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا سليمان ونفع بك
ارجو منك شيخي الكريم ان تورد لنا جوابا كافيا شافيا عن الالزام الذي ذكره الكاتب بالنسبة لمنشور الاعتقاد القادري
حيث قال انه يجب عليكم ان تاخذوا بكل ما ورد في الاعتقاد بما فيه العبارة المذكورة فتكونون مخالفين لشيخ الاسلام رحمه الله في اجل المسائل التي تكلم فيها.
ـ[أبو أيوب العامري]ــــــــ[04 - 08 - 10, 01:08 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[15 - 08 - 10, 06:21 م]ـ
الإخوة الكرام
ابن محمد علي – أبوسفيان الأزدي – أبوفهر السلفي – الباحثة عن الأصول – طويلبة شنقيطية – أبوأحمد العجمي – فريد المرادي – أبو سهل العتيبي – أبوجاد التونسي – أحمد عبداللطيف – الدواخلي – أبومحمد الشمالي – أبوسعد الجزائري – أبوأيوب العامري ..
بارك الله فيكم وجزاكم خيرًا عن مروركم وإفاداتكم ..
الأخ الكريم: الشيخ عادل القطاوي: بارك الله فيكم. هذا جهد المقل وقدر الوسع. وهو مجرد (تعليقات مختصرة) تحتاج إلى مقتدرٍ يتوسع فيها.
الأخ الكريم: محمود الحلبي: بارك الله فيكم عن التصحيح والفائدة. وأظنه الآن في جامعة مكة المفتوحة. والله أعلم ..
********************
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/97)
18 - قال الإدلبي (57): (فهلا ذكر الباحث مسألة واحدة من أصول مسائل الاعتقاد يختلف فيها الأشاعرة مع أحمد ابن حنبل ليثبت أن الأشاعرة مناقضون له)!
قلت: وهذه تغني عن التعليق عليها! لأن أصغر طالب علم يعرف الفرق بين مذهب السلف الذي هو مذهب أحمد -رحمه الله -، ومذهب هؤلاء المتكلمين. إلا أن يقصد أن الأشعري صرّح في كتابه «الإبانة» (ص20) بأنه على عقيدة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، حيث قال: "قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب ربنا عز وجل وسنة نبينا عليه السلام وما رُوي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون، ولما خالف قوله مخالفون لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق ورفع به الضلال وأوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك الشاكين فرحمة الله عليه من إمام مقدم وجليل معظم مفخم".
فعندها يصح فيه ما قاله شيخ الإسلام: (وأما من قال منهم بكتاب الإبانة الذى صنفه الأشعري في آخر عمره، ولم يُظهر مقالة تناقض ذلك، فهذا يُعد من أهل السنة، لكن مجرد الانتساب إلى الأشعري بدعة، لا سيما وأنه بذلك يُوهم حسنًا بكل من انتسب هذه النسبة، وينفتح بذلك أبواب شر .. ). (الفتاوى: 6/ 359).
ويلزمه – بعدها – أن يرضى بهذا الكتاب، فلا يعتقد ما يخالفه، أو يدافع عمن يُخالفه من الأشاعرة المتأخرين ..
19 - شكك الإدلبي (ص 60) في ثبوت نسبة كتاب " السر المكتوم في مخاطبة النجوم " للرازي، معتمدًا على نفي السبكي له.
والجواب أنقله من مقال للأخ الكريم الشيخ ماجد البلوشي – رعاه الله – عن الكتاب المذكور، قال فيه: (الذي وجدته بعد البحث أن سبب إنكار بعض العلماء للكتاب أو تشكيكهم فيه هو تنزيه الرازي عن كتابة شيء مثله كما هي طريقة ابن السبكي في "طبقات الشافعيّة" على ما سوف يأتي تحريره، وتارة ينفون نسبته إليه لعدم الوقوف على الكتاب ولكون المؤلف ليس من أهل تلك الصنعة كما هو ظاهر كلام ابن خلدون في المقدمة.
وأكثر المؤرخين اندفاعاً نحو إنكار نسبة الكتاب إلى الرازي هو ابن السبكي، ففي "طبقات الشافعيّة" 8/ 87 – طبعة هجر – يقول: "وأمّا كتاب "السر المكتوم في مخاطبة النجوم" فلم يصحَّ أنّه له، بل قيل إنه مختلق عليه"، وفي 8/ 88 حملٌ من ابن السبكي على شيخه الذهبي لأنه أورد الرازي في كتاب "ميزان الاعتدال" المُختص بالمجروحين من الرجال وأنّه سمّاه بالفخر الرازي ولم يذكر اسمه كاملاً! وتجد ترجمته في "ميزان الاعتدال" الجزء الثالث ص340، ولمّا ذكر ابن السبكي قول الإمام الذهبي في الرازي: "له كتاب "أسرار النجوم" سحر صريح"، علّق عليه قائلاً: "قلتُ: وقد عرّفناك أن هذا الكتاب مختلق عليه، وبتقدير صحّة نسبته إليه ليس بسحر! فليتأمّله من يُحسن السحر" ثم أخذ يحط على الإمام الذهبي بكلام جارح قاس.
وابن السبكي لغلوّه شديد العقوق لأستاذه الذهبي كما هو تعبير العلامة المعلمي في التنكيل 1/ 127، فله من الهجوم على الذهبي وانتقاصه شيء ينفر عنه أهل الإنصاف وتأباه موازين العدل، ولهذا طفح الكيل بأحد شيوخ السخاوي – وهو القاضي العز الكناني الأشعري الذي كان شيخ المذهب الشافعي في عصره – فعلّق على كلام ابن السبكي الذي ينتقص فيه الذهبي قائلاً: " هو – أي ابن السبكي - رجل قليل الأدب، عديم الإنصاف، جاهل بأهل السنة ورتبهم، يدلك على ذلك كلامه" انظر كتاب السخاوي "الإعلان بالتوبيخ" ص101، وفي ص 130 من الكتاب وما بعدها مناقشة من السخاوي – وهو أشعري - لابن السبكي ونقد لبعض كلامه عن الذهبي، وفي كتاب "البدر الطالع" 3/ 110 – 111 للشوكاني تعقّب لابن السبكي وتعصّبه على الذهبي وخروجه عن حد الاعتدال والإنصاف، وانظر نحوه في كتاب "المدخل المفصل" 1/ 364 للشيخ بكر أبو زيد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/98)
فإذا علمت حال ابن السبكي ظهر لك أن نفي نسبته للكتاب إنما دفعه إليه تنزيه الرازي وإحسان الظن به وتزييف رأي الذهبي كما هي طريقته في مثل هذه الأمور، لكن ابن السبكي لم يقدم دليلاً واحداً على أن الكتاب ليس للرازي بل إنه تردد في الأمر لاحقاً فقال: ولو ثبت أنه ألفه فإنه ليس بسحر!!، وهذا كما لا يخفى عليك لا يروج في سوق البحث العلمي القائم على الحجة والبرهان، ومن علم وأثبت حجة على من لم يعلم وأخذ ينفي.
أما المثبتون للكتاب والذين وقفوا عليه ونقلوا منه فهم أكثر العلماء الذين انتدبوا للكتابة في التراجم والتواريخ، فقد أثبته الذهبي في ميزان الاعتدال 3/ 340، ولعلك تقول إن الذهبي استفاد ذلك من شيخه ابن تيميّة ولا يبعد مثل هذا حقاً، غير أن أحد أبرع المحققين في علم التاريخ والناقدين له من الشافعيّة أثبت صحة الكتاب إليه ذاكراً إياه بصيغة الجزم، وهو ابن خلكان وذلك في كتابه "وفيات الأعيان" فقال في أثناء سرده لمؤلفات الرازي:" وفي الطلسمات: السر المكتوم" انظر 4/ 249 من الكتاب، وتجد في كتاب الزركان ص 109 عدداً من الذين أثبتوا صحة نسبة الكتاب ومنهم: ابن خلكان – أشعري - والصفدي – أشعري - والقفطي واليافعي – أشعري - والشهرزوري والخوانساري وابن تيمية والذهبي والزبيدي – أشعري - وهؤلاء أخلاط من العلماء فيهم السلفي والأشعري والرافضي والفيلسوف جميعهم يثبتون الكتاب للرازي.
ومحمد صالح الزركان - أشعري - من أشد المثبتين لصحة تأليف الرازي للكتاب، واستدل على ذلك بأدلة عديدة يأتي بعضها، ويُعد الزركان أحد أفضل الذين ألفوا دراسات عن الرازي وقد كان المشرف عليه الفيلسوف المصري المشهور قاسم عبده.
أما ابن تيمية فمن الواضح أنه وقف على الكتاب فقد ذكره في مواضع كثيرة، ولم يكتف بالحديث المجرّد عن الكتاب والإشارة إليه بل زاد على ذلك بأن كشف مادته المنكرة الضالة التي هي من جنس شرك بعض الأمم السابقة، فقال في "الرد على المنطقيين" ص286: "والكتاب الذي صنّفه بعض النّاس وسمّاه "السر المكتوم في السحر ومخاطبة النّجوم" فإن هذا كان شرك الكلدانيين والكشدانيين وهم الذين بُعث إليهم الخليل صلوات الله عليه وهذا أعظم أنواع السحر"، وانظر أيضاً "درء التعارض" 1/ 311 - 312 وفيه قوله: "بل قوم إبراهيم صلى الله عليه وسلم كانوا يتخذونها أرباباً يدعونها ويتقربون إليها بالبناء عليها والدعوة لها والسجود والقرابين وغير ذلك، وهو دين المشركين الذين صنّف الرازي كتابه على طريقتهم وسمّاه "السر المكتوم في دعوة الكواكب والنجوم والسحر والطلاسم والعزائم" وهذا دين المشركين من الصابئين كالكشدانيين والكنعانيين واليونانيين وأرسطو وأمثاله من أهل هذا الدين"، وانظر ص 111 من الدرء، وأيضاً "مجموع الفتاوى" 18/ 55 وكذلك الرد على البكري ص 316 ط المنهاج.
وإذا أردت أن تعرف حقيقة شرك هؤلاء الذين ذكرهم ابن تيمية فانظر في كتاب "الملل والنحل" للشهرستاني ص 305 وما بعدها ففيه إفاضة وبسط لحال تلك الأمم وشركها بالله واعتقادهم بتأثير الأفلاك والكواكب والنجوم، ثم قارن ذلك بما سوف أذكره لك قريباً من النقولات عن الرازي ليتبيّن لك أن الرازي – غفر الله - أحيى شيئاً منكراً عظيماً من بائد ديانتهم التي أتى الأنباء والرسل بنقضها وهدمها وإقامة بنيان التوحيد على أنقاضها.
ويعتضد ما سبق أيضاً بذكر الرازي للكتاب في غير موضع من مؤلفاته وإحالته عليه باعتباره من كتب السحر، وقد أشار الزركان إلى عدد من تلك المواضع والمؤلفات فلتراجع في كتابه عن الرازي ص 110.
أمّا الدليل القاطع على صحة الكتاب ونسبته، وعلى أن الرازي كان مولعاً بأمور السحر والتنجيم وتأثير الكواكب فهو ما ذكره وقرره بطريقة مستفيضة في كتابه "المطالب العالية" من أمور السحر وتأثير الكواكب والنجوم وطريقة عمل الطلاسم وغيرها، وهو آخر كتاب ألّفه، قال ابن تيميّة: "وكذلك في "المطالب العالية" التي هي آخر كتبه" انظر "درء التعارض" 4/ 290، وأكّد محمد صالح الزركان في كتابه عن الرازي ص 94 - 96 أن "المطالب العالية" آخر ما ألّفه الرازي وفيه ما استقر عليه رأيه نهاية عمره، وقد كتب الرازي في نهاية الجزء السابع منه أنه فرغ من ذلك الجزء سنة 605 هـ ومات في أثناء كتابة الجزء الثامن فقد كانت وفاته سنة 606 هـ كما هو معلوم من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/99)
ترجمته، وهذا الكتاب طافح بتقرير السحر وتأثير النجوم والكواكب يقول الزركان في كتاب "الفخر الرازي" ص 382: "فالفخر كان يوقن بصحة التنجيم والسحر وجدواهما حتى في "المطالب العالية" آخر كتبه، مع أن التنجيم والسحر من ضروب الأباطيل والترهات".
وقد وقفت على الكتاب مطبوعاً ووجدت فيه ما يتعارض مع أصول دعوة الأنبياء والرسل ويتناقض مع دينهم الذي بعثهم الله به، وفيه من تقرير السحر وتعليمه وإحكامه بلاء عظيم، وسوف أنقل لك منه ما يثبت صحة تأليف الرازي لكتاب "السر المكتوم" إذ المادة واحدة.
قال الرازي في جزء النبوّات من كتاب "المطالبة العالية" 8/ 139: "القسم الثالث من هذا الكتاب في الكلام عن السحر وأقسامه".
ثم قال 8/ 143: " مقدمة في بيان أنواع السحر، النوع الأول وهو أعظمها قوة وأشدها تأثيراً على ما يُقال: السحر المبني على مقتضيات أحكام النجوم، وتقرير الكلام فيه أنه ثبت بالدلائل الفلسفيّة أن مبادئ حدوث الحوادث في هذا العالم هو الأشكال الفكيّة والاتصالات الكوكبيّة، ثم إن التجارب المعتبرة في علم الأحكام انضافت إلى تلك الدلائل فقويت تلك المقدمة جداً" إلخ.
ثم قال 8/ 145: "النوع الخامس من السحر: السحر المبني على الاستعانة بالأرواح الفلكيّة، فإنا قد بيّنا أن أكثر فرق أهل العلم مطبقون على إثبات هذه الأرواح، وعلى أن لها آثاراً عظيمة في هذا العالم، وعند هذا قال بعضهم: إنه يمكن الاستعانة بهم بطرق مخصوصة، وإذا حصل ذلك الاتصال فقد حصلت القدرة على خوارق العادات".
وبعد أن عدّد أنواعاً من السحر قال 8/ 146: "واعلم أن شيئاً من هذه الأقسام لا يتم ولا يكمل إلا عند الاستعانة بالسحر المبني على النجوم، ولو قدر الساحر على أن يجمع أنواعاً كثيرة منها كان أقوى وأكمل فيما يروم".
ثم ذكر الطلاسم 8/ 149 واستهل الحديث عنها وتقريرها بنقل كلام الفلاسفة والصابئة، ثم أخذ يثبت كيفية تأثيرها بالحجج والبراهين!
ثم تكلّم في 8/ 156 وما بعدها عن خصائص الكواكب وتأثيراتها والمفاضلة بين السيّارة منها والثابتة وخصائص كل نوع وأثره في العالم!
ثم قال 8/ 161 بعد كلام عن الشروط المعتبرة في صناعة السحر المبني على تأثير الكواكب: "إن تأثيرات أرواح الكواكب أقوى من تأثيرات أجسادها، فإذا قوي الاعتقاد في صحة الأعمال صارت الأرواح البشرية معاضدة للأرواح العلوية، كما صارت المواد السفليّة معاضدة للأجرام العلويّة، فلا جرم تقوى التأثيرات .. ولهذا السبب قال بطليموس: علم النجوم منها ومنك".
ويقول كذلك 8/ 162 متحدثاً عن القرابين للكواكب والنجوم: "أنه إذا قرب للأرواح أنواعاً من القرابين ولم يجد منها أثراً، فالواجب أن لا ينقطع عن ذلك العمل وأن لا يتركها".
ثم قال 8/ 179: "فهذه جملة الأحوال التي يجب على الساحر معرفتها، حتى يمكنه الخوض في عمل من الأعمال السحرية".
ثم في نفس الصفحة السابقة يقول: "إن أصحاب الأحكام أثبتوا لكل كوكب معنى من الطعوم والروائح .. فإذا أراد الإنسان تحصيل أمر من الأمور، علم أن ذلك العمل لا يصدر إلا من الكوكب الفلاني، فحينئذ يسعى في تقوية ذلك الكوكب من جميع الوجوه التي قد بيناها، ثم يجمع بين جميع الأمور المناسبة لذلك الكوكب من القوابل السلفيّة، فإذا اجتمعت هذه القوابل حال كون ذلك الكوكب قوي الحال ظهر التأثير لا محالة".
ثم تحدث 8/ 180 بكلام غاية في الشناعة عن طريقة تحضير الطلاسم التي يُقصد منها إيقاع العداوة بالناس وإيذائهم وتمريضهم والعياذ بالله!
وذكر 8/ 183 كلاماً عن الرقى السحرية سواء كانت بكلام مفهوم أو غير مفهوم ثم أخذ يبرر تسويغ ما كان منها بكلام غير مفهوم.
وفي 8/ 184 الكلام عن اتخاذ القرابين وإراقة الدماء وذكر مذهب أهل الطلسمات فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/100)
سأكتفي بهذا القدر فقد اشمأزت نفسي من تتبع الباقي والوقوف عليه وهو غاية في الشناعة والمحادة لدين الأنبياء والرسل، ومن وقف على الكلام بتمامه – والكتاب مطبوع متداول - فإنه سوف يجد فيه من الضلال والزيغ ما يتأكد معه صحة تأليف الرازي لكتاب "السر المكتوم" إذ أنَّ إيمان الرازي بمثل هذه الضلالات وإشباعها بحثاً ونظراً وتعليمها للناس في آخر كتاب كتبه في حياته، ليدل دلالة واضحة صريحة على إمكانية تأليف شيء مستقل في ذلك وهو ما أثبته أكثر المترجمين للرازي كما مرّت الإشارة إليه، فانتفت بذلك الموانع التي يراها بعض المترجمين مثل كون الرازي بعيداً عن السحر، وما شابه ذلك.
وإنّما أعدت الكلام في الموضوع تدليلاً على أن أهل السنة وأئمتهم وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ الذهبي وغيرهم لم يتكلّموا في الرازي عبثاً، وإنّما وقفوا على آثاره الدالة على إيمانه بمثل هذه الأباطيل ولهذا بالغوا في النكير عليه، وبه يُعلم أيضاً شرف علماء السلف وعظيم قدرهم إذ منَّ الله عليهم بالنظر في القرآن والسنة وتتبع دلالاتها والعمل بمقتضاها وربط الناس بها وتعليقهم بالله الواحد الأحد وتجريد العبودية الخالصة له وحده سبحانه، والبعد عن مذاهب أهل البدع والضلالة فضلاً عن مذاهب أهل الشرك والإلحاد.
وبمثل هذا يظهر للجميع بون ما بين علماء السلف وأئمتهم الذين يقضون دهرهم ينافحون عن دين الله ودعوة أنبياء الله ورسله، وبين غيرهم من الذين يبحثون في أنواع من الباطل والسوء والشر ولو كان ذلك يتضمن المعارضة لأصل دعوة جميع الأنبياء والرسل باعتقاد تأثير الأفلاك والكواكب والتقرب لها بأنواع من القرابين والدماء وغير ذلك من الشرك العظيم).
20 – قال الإدلبي عن الرازي (ص 60 – 61):
(نقل الباحث أن ابن حجر قال في لسان الميزان في آخر ترجمة فخر الدين الرازي: أوصى بوصية تدل على أنه حسّن اعتقاده!!!. وقد وقع في قلبي من هذه الكلمة شيء، واستبعدتها جداً، لكن ما العمل؟ وليس أمام الباحث من لسان الميزان إلا هذه الطبعة السقيمة المحرفة المشوهة!!!. ثم ظهرت طبعة حسنة قيمة من اللسان، محققة على عدة نسخ خطية، بعناية الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله، وتبين منها أن تلك الكلمة ليست في شيء من النسخ الخطية)!
قلت: قوله (ليست في شيء من النسخ) ليس بصحيح، فقد وجدتها في نسخة مكتبة بديع الدين شاه بباكستان. وإليك صورتها:
http://store2.up-00.com/Aug10/ALo80908.jpg
ولعل أحد الباحثين يتأكد – أيضًا – من وجودها في النسخ التي اعتمدها أبوغدة! وفي النسخ التي اعتمدها محققو الطبعات الأخرى ..
21 - ادعى الإدلبي (ص 62 - 63) أن من يطعن في مذهب الأشاعرة بسبب جرح بعض علمائه، هو كمن يطعن في " الحنابلة " بسبب جرح بعض علمائهم! ثم أورد أسماء حنابلة تُكلِّم فيهم. وهذا من غرائب الإلزامات!! لأن جرح علماء الحديث وأهل السنة لهذا الراوي " الحنبلي " أو ذاك، ليس لأجل مذهبه واعتقاده! وإنما لأجل انحرافه عن منهجهم إما في اعتقاده أو سلوكه .. فتأمل. وهذا بخلاف جرحهم للأشاعرة؛ فإنه بسبب عقيدتهم المنحرفة، وكلامياتهم المذمومة؛ كما فعلوا مع الآمدي والرازي.
22 - ردد الإدلبي (ص63) – للأسف – لمز الكوثري وأمثاله لابن بطه، وتجد الرد على اتهاماتهم له في رسالة " قمع الدجاجلة " للشيخ عبدالعزيز بن فيصل الراجحي (ص 256 – 260)، هنا:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=6309
23- حاول الإدلبي (ص 65 .. ) بتكلف أن يُثبت أن (الجويني وابنه والرازي والهمداني) لم يتحيروا أو يتراجعوا عن مسائل هي من صميم مذهب الأشاعرة! وأحيله إلى (شرح الطحاوية) لابن أبي العز (ص 208 - 210). وفيه اعترافهم ورجوعهم عن علم الكلام الذي أدى بهم إلى الاعتقادات المخالفة لنصوص الكتاب والسنة، التي يفهمها عجائز نيسابور.
24 - استنكر الإدلبي (ص 68) على شيخ الإسلام – رحمه الله – قوله عن الرازي: بأنه يرى في كتابه " المطالب العالية " بأن مسألة حدوث الأجسام من (محارات العقول)
قلت:كل طالب عام يفهم من عبارة الرازي ودعائه الذي ختم به مبحثه (4/ 322): (يامن ذكره شرف الذاكرين، وما من طاعته فخر للمطيعين: إن أصبت فيما قلت، فمنك الفضل والإحسان، وإن أخطأت فمن الجهل والخذلان ... إلخ) ما فهمه شيخ الإسلام.
24 - دعوى أكثرية الأشاعرة التي دندن حولها الإدلبي (74 - 77) تمت مناقشتها كثيراً، انظر على سبيل المثال:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=207365
25- ادعى الإدلبي (79 - 82) أشعرية الحافظ ابن حجر، وقد سبقت مناقشة هذا الادعاء كثيرًا.وقد ألف فيه الأخ الشيخ جمال بن نصر عبدالسلام كتاباً بعنوان (البدور السافرة في نفي انتساب ابن حجر إلى الأشاعرة) طبع عام 1430هـ بمصر. فليراجع.
http://store2.up-00.com/Aug10/JX
قال الشيخ الألباني :
80908.jpg
26- ردد الإدلبي (ص63) – للأسف – لمز الكوثري وأمثاله للإمام عثمان بن سعيد الدارمي - رحمه الله – بقوله عنه: (وهو القائل في وصف الله سبحانه: ولو قد شاء لاستقرَّ على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته فكيف على عرش عظيم أكبر من السموات السبع والأرضين السبع).
وتجد دفع هذه الفرية، والفهم السقيم هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=380806
( يتبع إن شاء الله)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/101)
ـ[مسدد2]ــــــــ[20 - 08 - 10, 04:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
. وهذا هو الظن بكل من يرتوي من كتب الهالك الكوثري الذي أضل فئامًا عن الحق
حيث لم يُؤذن لي، لكن لم أستأذن ولم أُمنع أيضاً، فلا أملك نفسي من أن أقول - بإجمال دون استرسال - أن موقف الشيخ من الكوثري غير ما تظن، وأن ما كتبتموه دليل على الحكم على الناس بناءاً على الظن الخاطئ الواهم. سامحكم الله.
إن حرية التفكير - أي: عدم التقليد والتبعية للشيوخ - عند الشيخ صلاح الدين الادلبي حقيقة وليست دعوى وموضوع الكوثري قد يكون منها أيضاً ..
أقول هذا إنصافاً وبياناً للواقع ..
والله من وراء القصد
مسدد2
ـ[محمد اسامه الصيرفى]ــــــــ[27 - 08 - 10, 03:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم على هذا الشرح
ـ[أبو عاصم المغربي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 06:57 م]ـ
الإخوة الأكارم القراء والمعلقين ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لا أخفيكم أنني اطلعت على رسالة الأخ الكريم سفر الحوالي وقرأتها بتمعن وقارنتها بكلام بعض من أعرف من علماء الأشاعرة وغيرهم من العلماء المنصفين فوجدت فيها (ظلما وحيفا كثيرا للأشاعرة, حيث يكتب الشيخ سفر الحوالي كل شاردة وشاذة لأحد علماء الأشاعرة ليجعلها مذهبا وعقيدة عند الأشاعرة كما قال الشاعر:
وعين الرضى عن كل عيب كليلة ** ولاكن عين السخط تبدي المساويا
كما أن الشيخ سفر يقتطع كلام بعض الأشاعرة من سياقه ليفهم على غير قصدهم ومرادهم ..
ثم إن الله تعالى يقول: (وقولوا للناس حسنا) قال رجاء بن حيوة فيدخل في ذلك اليهودي والنصراني ..
ومن باب أولى أن يدخل الأشعري الذي يشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .........
ومن العجيب أن الكل تعرف منه وتنكر فتجد في الأشاعرة اليوم متطرفين يكفرون بن تيمية وبن القيم .....
أعتقد أن ضعف الوسائل الإعلامية عند هؤلاء وقوتها عند أولئك هو الذي جعل من أولئك طائفة منصورة ناجية ما بينهم بين الجنة ومصافحة الحور إلا أن تخرج نفس أحدهم ...
وجعل من الأشاعرة مردة شياطين قد طبع على قلوبهم بطابع الكفر أو النفاق على الأقل لا يمحى أبدا (فالله يحكم بينهم وهو خير الحاكمين) ....
يا صاحبي الذي اقتبسه من كلام الأشاعرة لم يكن شاذة ولا فاذة .. ولم يكن (لأحد) أئمة الأشاعرة ..
ولكنه من عُمَد ما يُستدل به لدى الأشاعرة أنفسهم .. ومما يتناقله ويؤيده ويكرسه أئمة الأشاعرة أيضاً ..
انظر نقله لكلام أئمة الأشاعرة رحمهم الله في مسألة أول واجب على المكلف أو التأويل أو النبوات أو التلقي ..
بل لا تنظر إلى كتاب الحوالي مطلقاً ولكن انظر إلى الإرشاد للجويني وإلى غاية المرام وإلى أساس التقديس للرازي وغيرها .. تجد أنه ما نقل من الفظائع إلا النزر اليسير ..
لننظر في البحث بشيء من عقل!
ـ[أم مصعب وأنس]ــــــــ[14 - 09 - 10, 07:39 ص]ـ
جزيتم خيرا
ـ[محمود الحلبي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 06:50 م]ـ
الأخ الفاضل الموريتاني وفقه الله لكل خير:
أشكر لك حرصك وجدك في طلب الحق والبحث عنه، لكن دعني أخي الفاضل أقول لك قولة أخ مخلص: إن القضية ليست متعلقة بكتاب فلان أو فلان وليست مرتبطة بالمسمى الفلاني أو ذاك، نحن طلاب حق وحقيقة نبحث عنها أينما كانت، وبأي مسمى كانت، فكثير ممن يكتبون في هذا الملتقى كانوا يوما من الأيام من الأشاعرة، ومَنّ الله عليهم بمعرفة الحق، وأنت تعرف أن كثيرا من بلدان الإسلام اليوم ينتشر فيها الأشاعرة أو من ينتسبون إليهم اسما لا فعلا، ونظرية (عقدية الآبائية) أي اتباع ما كان عليه الآباء في معتقدهم، ويقرب منه تقليد شيوخ بلد معين دون النظر إلى شيوخ بلد آخر، تجدها أمرا واقعا لا مفر منه، ولا يسلم منه إلا من أكرمه الله بسريرة نقية وتجرد لله في طلب الحق، ولا يفهم من كلامي اللمز ببعض أهل العلم الذين أخطأوا في بعض المسائل، ولكن يكفي أن تبحث عن الحق وتطلبه دون تعصب مسبق، وأن تبتهل إلى الله في دعواتك بأن يريك الحق حقاً ويرزقك اتباعه وأن يريك الباطل باطلا ويرزقك اجتنابه. وفقك الله أخي لكل خير، ولي تعقيبات على كلامك:
قلت: ((فوجدت فيها (ظلما وحيفا كثيرا للأشاعرة, حيث يكتب الشيخ سفر الحوالي كل شاردة وشاذة لأحد علماء الأشاعرة ليجعلها مذهبا وعقيدة عند الأشاعرة كما قال الشاعر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/102)
وعين الرضى عن كل عيب كليلة ** ولاكن [والصواب لكن] عين السخط تبدي المساويا
كما أن الشيخ سفر يقتطع كلام بعض الأشاعرة من سياقه ليفهم على غير قصدهم ومرادهم .. )).
وأقول: لو ذكرت أمثلة على ما قلت لاتضح وجه الصواب عند مَنْ؟ أما أن تتكلم بعمومات ونرد بعمومات فهذا لا فائدة فيه.
قلت: ((ثم إن الله تعالى يقول: (وقولوا للناس حسنا) قال رجاء بن حيوة فيدخل في ذلك اليهودي والنصراني ..
ومن باب أولى أن يدخل الأشعري الذي يشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .........
ومن العجيب أن الكل تعرف منه وتنكر فتجد في الأشاعرة اليوم متطرفين يكفرون بن تيمية وبن القيم ..... )).
وأقول: لا شك أنه أمر إلهي ويجب تطبيقه، ولقد جاءت كل الديانات السماوية (وهي متفقة في ذلك) لتقرر أمرين: 1 - التوحيد 2 - الأخلاق. ومن تتبع نصوص الكتاب والسنة علم هذا، وإن التوحيد الذي جاء به الأنبياء هو الذي يجب المصير إليه، وأعرف الناس به من تلقفوه من أنبيائهم، فديننا الإسلام ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل، جاءنا بالتوحيد وعلمنا إياه، وأعرف الناس به أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان ثم الذين يلونهم، وتوحيدهم هو الذي يجب اتباعه لا توحيد غيرهم. ثم إنه بلا شك يجب على الإنسان أن يتلطف بالقول مع الناس عموما، وإن من اللطف بالقول إسداء النصحية لمن رأيت أنه قد خالف الصواب، وقد جاء في تفسير هذه الآية عند الطبري قول سفيان الثوري في تفسيرها: (مروهم بالمعروف، وانهوهم عن المنكر). فتصحيح عقائد الناس هو داخل في القول الحسن وليس بخارج عنه، ولكن ينبغي الترفق بحال المدعو ومراعاة أحواله ولا يطرح الحق صلفا جلفا بل لا بد من التلطف بالعبارات، والصبر على المدعو، وليس شرطا أن يستجيب في مجلس واحد وغيره مما قرره أهل العلم في دعوة الناس.
قلت: ((أعتقد أن ضعف الوسائل الإعلامية عند هؤلاء وقوتها عند أولئك هو الذي جعل من أولئك طائفة منصورة ناجية ما بينهم بين الجنة ومصافحة الحور إلا أن تخرج نفس أحدهم ...
وجعل من الأشاعرة مردة شياطين قد طبع على قلوبهم بطابع الكفر أو النفاق على الأقل لا يمحى أبدا (فالله يحكم بينهم وهو خير الحاكمين) .... )).
وأقول: إن الأمر لا دخل له بالإعلام فكل فريق من هؤلاء له قنوات ومواقع تخصه ينشر بها معتقده ومذهبه، ولو قلت: ضعف الطرح العلمي عند علماء الأشاعرة وقوته عند علماء السلفية هو الذي جعله ينتشر بين عامة الناس لقربه من الفطرة وسهولة فهمه. لكنت مصيبا، ولعلك تابعت ما حصل من مناظرات عبر بعض القنوات وكيف كانت ردود عوام الناس واتصالاتهم. وعلى كل حال أطلب منك أخي أن تقارن كلام أبا الحسن الأشعري في الإبانة وغيرها من كتبه وبين ما يدرس اليوم في الجامعات والمعاهد الشرعية مما يناقض قوله. وعندي من الأمثلة الشيء الكثير وأقف هنا لأني أطلت وأطلب من الجميع أن يسامحني ويدعو لي بالتوفيق.(64/103)
ماهو السر في وصول من كانت أخلاقه حسنة إلى درجة قائم الليل وصائم النهار؟؟
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[15 - 06 - 10, 12:20 ص]ـ
السر والله أعلم أن صاحب الخلق الحسن أعطي هذا الفضل العظيم لأن الصائم والقائم يجاهد نفسا واحدة وهي نفسه فعظم قدره وعلت رتبته لمجاهدته نفسه ,وذوالخلق الحسن يجاهد نفسه وأنفسا كثيرة ممن يعاشرهم ويعاشرونه فيتحمل أثقال نفسه واثقال غيره وهو جهاد كبير فأدرك هذا بحسن خلقه درجة الصائم القائم .....
فكيف يغفل صائم النهار وقائم الليل عن عبادة تعدلهما
والله اعلم
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[15 - 06 - 10, 02:16 ص]ـ
جزاك الله خير
كلام جميل
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[15 - 06 - 10, 02:20 ص]ـ
وجزاك الله خيرا اخي الفاضل(64/104)
فائدة:في استدراك الإخوة بعضهم على بعض فيما يكتبون
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[15 - 06 - 10, 01:02 ص]ـ
كتب القاضي الفاضل إلى العماد الأصفهاني معتذرا عن كلام استدركه عليه فقال:
إنه قد وقع لي شيء وما أدري أوقع لك أم لا؟
ها أنا أخبرك به ,وذلك أني رايت أنه لايكتب إنسان كتابا في يومه إلا قال في غده ,لو غير هذا لكان أحسن ولو زيد هذا لكان يستحسن ولو قدم هذا لكان أفضل ولو ترك هذا لكان أجمل وهذا من أعظم العبر ,وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر ...
[لأبجد العلوم لصديق حسن خان (1/ 71).
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 01:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[15 - 06 - 10, 01:20 ص]ـ
وجزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 01:22 ص]ـ
ما زالشيوخنا يؤخرون إخواننا عن التأليف لما قاله القاضي!!
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[15 - 06 - 10, 01:25 ص]ـ
عرفت فالزم بارك الله فيك(64/105)
كلمة جد عظيمة لعلي رضي الله عنه ..
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[15 - 06 - 10, 01:48 ص]ـ
قال 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:إن الله أخفى اثنتين في اثنتين أخفى أولياءه في عباده فلا تدري فيمن تلقى من العباد أيهم ولي الله ,وأخفى رضوانه في طاعته فلاتدري أي طاعة تعملها تكون سببا لضوان الله.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 02:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا ...
وبارك الله فيك ....
وأحسن إليك .....
وغفر لك ولوالديك ......
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[17 - 06 - 10, 02:23 ص]ـ
آمين ,ولك أخي الكريم بالمثل واكثر جزاك الله خيرا
ـ[أبوالحارث العراقي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 02:33 ص]ـ
ليت الرافضة يأخذون الدروس منه رضوان الله عليه ويكفوا السنتهم عنه بالسوء(64/106)
هل هناك حديث صحيح يثبت أن النافخ في الصور: إسرافيل؟؟
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[15 - 06 - 10, 02:30 ص]ـ
ذكر شيخنا عبد المحسن العباد حفظه الله:أنه لم يقف على حديث صحيح يثبت أن النافخ في الصور هو اسرافيل.
فمن وقف على شيء صحيح فليتفضل علينا.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 01:47 ص]ـ
كل الأحاديث أتت بلفظ (صاحب الصور) وليس فيها (إسرافيل) إلا في حديث واحد رواه محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو فى طائفة من أصحابه، قال: " إن الله تبارك و تعالى لما خلق الصور أعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه، شاخص إلى العرش، ينتظر متى يؤمر ..... " فذكر الحديث وهو طويل. أخرجه إسحاق بن راهويه وابن نصر المروزي، والطبراني في "الأحاديث الطوال" وغيرهم، وقال الحافظ ابن حجر في (المطالب العالية) (3013): هذا إسناده ضعيف إهـ و قال البوصيرى: تابعيُّهُ مجهول.
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[17 - 06 - 10, 01:52 ص]ـ
بارك الله فيك. في علمي لايوجد حديث صحيح يثبت ذلك.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[02 - 08 - 10, 05:47 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[02 - 08 - 10, 05:48 ص]ـ
الحمد لله وأصلي وأسلم على رسول الله
وبعد
كنت كتبت هذا في ملتقى أهل التفسير http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=14915 :
فمما اشتهر في متون العقيدة وكتب التفسير وغيرها أن النافخ في الصور يوم القيامة هو الملك الكريم إسرافيل عليه السلام، وهذا أمر توقيفي، فبحثت على حديث يدل على هذا التخصيص، فلم أجده بل تبين لي أن النافخ في الصور ليس هو إسرافيل بل هومجهول الاسم وإنما يسمى الملك الموكل بالنفخ في الصور وذلك لأسباب:
- منها أن كل الأحاديث الصحيحة في ذكر الملك الموكل بالنفخ في الصور لم تسمه، بل ذكرته مبهما.
-ومنها أن الأحاديث التي فيها ذكر اسم الملك وأنه إسرافيل لا تقوم بها الحجة لضعف سندها.
- ومنها ما قرأته في سلسلة الأحاديث الصحيحة (المجلد السابع القسم الثاني ص725) أن إسرافيل عليه السلام شهد بدرا، وهذا هوالحديث [3241 - (مع أحدِكُما جبريلُ، ومع الآخر ميكائيلُ؛ وإسرافيلُ ملكٌ عظيمٌ يشهدُ القتال، أو قال: يشهدُ الصفَّ!. قاله لعليٍّ ولأبي بكر). أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف " (12/ 16/12002)، وأحمد (1/ 147)، وابن سعد في "الطبقات " (3/ 175 - 176)،والبزار (2/ 14/1765)، وأبو يعلى (1/ 283 - 283)،وابن أبي عاصم في "السنة" (2/ 574 - 575)، والحاكم (3/ 68) من طريق مِسعَر عن أبي عون الثقفي عن أبي صالح الحنفي عن علي قال: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - ولأبي بكر- رضي الله عنه- يوم بدر: ... فذكره. وقال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي، وأقره الحافظ في "الفتح " (7/ 313).وقال البزار:"لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد". *]،
وقد ثبت أن الملك الموكل بالنفخ في الصور منذ أن أسديت له هذه المهمة العظيمة الخطيرة لم يفتأ ينظر إلى العرش ينتظر متى يؤمر حتى ينفخ في الصور حال صدور الأمر من رب العزة والدليل قوله صلى الله عليه وسلم:" إن طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان ".خرجه الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3/ 65 رقم 1078،وقال: أخرجه الحاكم (4/ 558 - 559) من طريق محمد بن هشام بن ملاس النمري حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم حدثنا يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. و قال: " صحيح الإسناد "، و وافقه الذهبي و زاد: " على شرط مسلم "! قلت: أصاب الحاكم و أخطأ الذهبي، فإن الفزاري من رجال مسلم لا من شيوخه و ابن ملاس لم يخرج له مسلم أصلا و هو صدوق كما قال ابن أبي حاتم (1/ 4 / 116)، فليس على شرط مسلم إذن. و حسنه في الفتح (11/ 368) ...
للحديث شاهد من حديث أنس مرفوعا بلفظ: " كيف أنعم و صاحب الصور قد التقم القرن و حنى ظهره ينظر تجاه العرش كأن عينيه كوكبان دريان لم يطرف قط مخافة أن يؤمر قبل ذلك ". أخرجه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " و غيره. و روي عن جمع آخر من الصحابة بزيادة فيه نحوه و هو الآتي بعده.
.1079 - " كيف أنعم و قد التقم صاحب القرن القرن و حنى جبهته و أصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ، فينفخ، قال المسلمون: فكيف نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا: حسبنا الله و نعم الوكيل توكلنا على الله ربنا، - و ربما قال سفيان: على الله توكلنا - ". قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3/ 66: روي من حديث أبي سعيد الخدري و ابن عباس و زيد بن أرقم و أنس بن مالك و جابر
ابن عبد الله و البراء بن عازب .... ثم خرجه من تلك الطرق رحمه الله.
فإذا كان صاحب الصور منذ وكل به مستعدا، والتقم القرن، وحنى جبهته، وأصغى سمعه، ينظر نحو العرش، ينتظر أن يؤمر أن ينفخ، يخاف أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه، فكيف يكون حاضرا يوم بدر؟!
فلعل الأولى أن يقال في حقه: الملك الموكل بالنفخ في الصورأو صاحب الصور، أو صاحب القرن. وأما تسميته فلا بد له من دليل. وهذا نظيره نظير ملك الموت، فلم يثبت عند العلماء تسميته بعزرائيل، وإنما الصحيح أن يقال في: ملك الموت. والعلم عند الله وهو أعلم.
ومن كان عنده مزيد علم فلينفع أخاه. وفوق كل ذي علم عليم
رب زدني علما.
المسألة مطروحة أيضا على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78842
و http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=126788(64/107)
نقد مذهب المعتزلة والاشاعرة في كلام الله تعالى
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 05:48 ص]ـ
بسم الله
نقد مذهب المعتزلة والاشاعرة في كلام الله تعالى
جزء مستل من رسالة دكتوراه منيف العتيبي
بعنوان
أثر الفكر الاعتزالي في عقائد الأشاعرة
pdf 3MB
135 صفحة
http://www.4shared.com/document/nQVkEofJ/________-______.html
نشر هنا:
نقد مذهب المعتزلة والاشاعرة في صفة كلام الله تعالى ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/06/blog-post_1047.html)
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 01:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا ...
وبارك الله فيك ....
وأحسن إليك .....
وغفر لك ولوالديك ......
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 02:11 ص]ـ
أخي الفاضل أبا عبد الله وجزاك الله بمثل ما دعوتم واحسن إليكم ونفع بكم
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 07:25 ص]ـ
نعم الكتاب قوي جدا في الرد عليه وكنت قرأت فصل الكلام من الأجزاء الثلاثة لأني كنت بصدد مناظرة لأحدهم في هذا الموضوع والكتاب موسوعة ومرجع نفيس(64/108)
(أستاذ الكل) الرافضي الوحيد البهبهاني يسدد ضربة موجعة لمدَّعي اتباع المعصوم!!
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 07:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه, وبعد؛
أعجب -وربي- كيف يستطيع الشيعة الإماميَّة -أصلحهم الله- إقناع بعض مخالفيهم بأنهم قوم يتبعون الأئمة المعصومين -على التسليم بعصمتهم-, والحال أن الانفكاك الكامل بين الإماميَّة وبين اتباع المعصوم أشهر من أن يُذكر, وأظهر من أن يُستظهر؛ فهو كالشمس حال توقُّدها وقوة إشعاعها, ومع هذا وذاك فإن الإماميَّة لا يقبلون تصوُّرَ مثل هذا ولو جئناهم بأدلِّ دليل, وألزم تعليل, والله المستعان!!
وإشفاقاً على جملة من المخدوعين, وأسراب من المسحورين ننقل من كلام أساطين الإماميَّة ما نرجوا أن يكون مفتاحاً لعقول القوم, وإيقاظا من استغراق شديد في النوم, والله الموفق ..
الشروع في المقصود:
قال إمام الرافضة الكبير الوحيد البهبهاني الملقب بـ (أستاذ الكل) (ت:1206هـ) في كتابه الفوائد الرجالية (ص11):
((وأما المسائل الفقهية فقد ثبت جواز التعبد بالظن, وورد به الشرع, أما في أمثال زماننا فلا يكاد توجد مسألة تثبت بتمامها من الإجماع من دون ضميمة أصالة العدم أو خبر الواحد أو أمثالها, وكذا من الكتاب أو الخبر القطعي لو كان مع أن المتن ظنى في الكل؛ سيما في أمثال زماننا.
و (بالجملة) المدار على الظن قطعا وأما في زمان الشارع فكثير منها كانت مبنية عليه مثل تقليد المفتين وخبر الواحد وظاهر الكتاب وغير ذلك)) انتهى.
قال أبو الأزهر -عفا الله عنه-:
تأمَّلوا -هداكم ربي- في قول إمام الأصوليين, و (أستاذ الكل) عند الإمامية, وكيف أنه يقرِّر ويحرِّر أن دينهم قائم على الظنون حتى في زمان الأئمة المعصومين ..
فأين العصمة من الظنِّ -إن كنتم تعقلون-؟!!
((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)) [ق: 37]
والله الهادي ..
ـ[أبو راشد التواتي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 10:07 م]ـ
بارك الله فيك اخي ابو الازهر وهولاء يصدق فيهم قول الله تعالي
(إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[16 - 06 - 10, 09:47 ص]ـ
أولا كلامه عن المسائل الفقهية.
ثانيا هو لا يقول كل أو أغلب الفقهيات في زمن الشارع مبناها على الظن، بل يقول كثير، وهذا حق، ولا علاقة له بدعوى العصمة، لأن الذي يقلد قول المفتي في زمن الشارع (المعصوم يعني!) فإنه يعتقد أن المفتي يفتيه بقول المعصوم، وقد يكون المفتي غالطا على المعصوم، أو مخرجا على قوله، وذلك ظن، لكنه ضعيف، والظن الراجح الذي يتعبد به المقلد هو أن المفتي طالما كان أهلا للإفتاء فإنه يفتي بقول المعصوم، وعليه فإنه يجوز التعبد بذلك الظن الراجح في المفتي، وكذا في خبر الواحد عن المعصوم ـ وهو عندهم الرسول والاثنا عشر!! ـ فإنه يجوز على راويه عنهم الوهم والغلط، ولكن الظن الراجح برواية الثقة ولو كان واحدا يجوّز العمل به، وكذا ظاهر الكتاب إن عمل به وجاز أن يخالفه غيره في فهمه، فإن عمله بظاهر الكتاب ظن راجح وهكذا، ويخرج من ذلك في زمن الشارع ما لو سمع الإنسان من المعصوم أو رآه مباشرة، فإنه يكون علما لا ظنا.
وفي الجملة فالعمل بالظن الراجح لا خلاف في جوازه، والذي أراه أن كلامه لا تعلق له مباشر بالعصمة.
وأما لو قيل إن خبر الواحد يفيد العلم لا الظن ـ كما هو مذهب جماعة من أصوليي أهل السنة، وهو مذهب السلف واختيار شيخ الإسلام والحافظ وغيرهما بشروط ـ فلا يلزم ما ذكر، ويكون العمل بخبر الواحد المستوفي لتلك القرائن عملا بالعلم لا بالظن، وهو مذهب كل الأخباريين من الشيعة، لكن الوحيد البهباني من الأصوليين، والأصوليون لا يرون خبر الواحد مفيدا إلا للظن متأثرين في ذلك بمتأخري الأصوليين والمتكلمين من اهل السنة.
ومذهب العصمة للأئمة في نفسه متهاو لا دليل عليه من الشرع أو العقل، ويكفي في إكذابه على أصولهم تخالف المعصومين في المسائل، فإنه يثبت بالطريق الصحيح عن الإمامين الضدان في مسئلة واحدة، ويثبت عن المعصوم الواحد ثلاثة واربعة أقوال في المسألة الواحدة، ولا يجيب الخصم عن ذلك إلا باحتمال التقية، والذي يقتضيه هذا مع عدم المرجح بين القولين المتعارضين أو الأقوال للإمام أو الأئمة أو العلم بأيهما قاله تقية = التساقط، لذا جماعة من المحققين من الأصوليين ـ يعني فرقة الأصوليين ـ يجوزون الاجتهاد، وتجويز الاجتهاد في المذهب حقيقته نفي القول بالعصمة، وكما قيل تجويز الاجتهاد ثم القول بولاية الفقيه ـ أو ولاية الأمة على نفسها كما في أحدث النظريات السياسية الشيعية ـ هو إلغاء لفكرة الإمامة بالنص والعصمة في جانبيها الشرعي والسياسي.
فأما فتح باب الاجتهاد ـ مما يعني الإجهاز الفكري على قضية الإمامة الإلهية أو عصمة الإمام من الشق الفقهي ـ فكان على يد الحسن بن عقيل العماني المعاصر للكليني الذي قال بالاجتهاد وجواز القياس، ثم جاء المفيد مع تلميذيه الشريف المرتضي ثم الطوسي صاحب المبسوط في فقه الإمامية ليمارسوا الاجتهاد عمليا ويؤسسوا بذلك مدرسة (الأصولية)، التي لا يزال يعتقد بقايا الأخباريين المتأخرين ـ من بعد محمد أمين الاسترابادي ثم امتداد الشيخية ومن بعدهم ـ أن ذلك كله زندقة وخروج من مذهب آل البيت عليهم السلام!، وما زال الأخباريون يقدحون في الأصوليين أنهم لا يفرقون شيئا عن النواصب ـ يعني أهل السنة ـ وأن تجويز الاجتهاد و القياس ـ لكن لا يسمونه قياسا بعضهم يعبر عنه بالاجتهاد أو النظر العقلي ـ هو مناقضة لفكرة العصمة للأئمة.
واقرأ في ذلك المبحث الفصل الرابع عشر (التشيع المعاصر ثورة على التشيع الديني) من كتاب (التشيع السياسي والتشيع الديني) لأحمد الكاتب، فإنه مفيد في تلك المباحث.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/109)
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 01:04 م]ـ
أولا كلامه عن المسائل الفقهية.
ثانيا هو لا يقول كل أو أغلب الفقهيات في زمن الشارع مبناها على الظن، بل يقول كثير، وهذا حق، ولا علاقة له بدعوى العصمة، لأن الذي يقلد قول المفتي في زمن الشارع (المعصوم يعني!) فإنه يعتقد أن المفتي يفتيه بقول المعصوم، وقد يكون المفتي غالطا على المعصوم، أو مخرجا على قوله، وذلك ظن، لكنه ضعيف، والظن الراجح الذي يتعبد به المقلد هو أن المفتي طالما كان أهلا للإفتاء فإنه يفتي بقول المعصوم، وعليه فإنه يجوز التعبد بذلك الظن الراجح في المفتي، وكذا في خبر الواحد عن المعصوم ـ وهو عندهم الرسول والاثنا عشر!! ـ فإنه يجوز على راويه عنهم الوهم والغلط، ولكن الظن الراجح برواية الثقة ولو كان واحدا يجوّز العمل به، وكذا ظاهر الكتاب إن عمل به وجاز أن يخالفه غيره في فهمه، فإن عمله بظاهر الكتاب ظن راجح وهكذا، ويخرج من ذلك في زمن الشارع ما لو سمع الإنسان من المعصوم أو رآه مباشرة، فإنه يكون علما لا ظنا.
وفي الجملة فالعمل بالظن الراجح لا خلاف في جوازه، والذي أراه أن كلامه لا تعلق له مباشر بالعصمة.
الحمد لله ..
الأخ المكرم عمر البيسوني -وفقك الله- ..
كلامك صحيح إذا كان على وفق أصولنا ومبانينا؛ أما على أصولهم ومبانيهم فهو مشكل جداً وناسف لدينهم من جذوره, وقد أشرتَ أنت إلى هذا في كلامك حيث قررت أن القول بالاجتهاد ناسف للعصمة, وهذا من جنس هذا؛ فإن القول بأن جملة الدين في هذه الأيام سواء أكان بالفقهيات التي نص عليها البهبهاني أو في العقائد التي كثر فيها اختلافهم واضطرابهم؛ أقول: إن كان جملة دينهم قائما على الظنِّ فأين اتباع المعصوم الذي جعلوه ضرورة عقلية ونقلية لا يمكن خلو الزمان عنها؟!
وقد كنت كتبتُ مشاركة أطول من هذه وأبسط وقدَّر الله أن تحذف؛ فلعلي أعود بإذن الله إلى مزيد من التفصيل في هذا الأمر, وعلى العموم أحيلك أيها الفاضل على هذا الرابط الذي اعترف به المخالف أنه لا يتبع المعصوم ..
العصمة الإمامية, والإشكالات المحيِّرة!! ( http://www.alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=50417)
والله الموفق ..
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 12:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا ...
وبارك الله فيك ....
وأحسن إليك .....
وغفر لك ولوالديك ......
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 01:55 ص]ـ
الحمد لله ..
أرحب بالأخوين الفاضلين التواتي وأبي عبد الله العنزي بمناسبة إطلالتهم البهية ..
لقد رأيت أن الموضوع أشكل على بعض الأفاضل من طلبة العلم, وحسبوا أن لا إشكال فيه على الإماميَّة, وهذا خطأٌ كبير مرجعه إلى عدم استحضار علة القول بالإمامة والعصمة عندهم, ومن عرف العلة, واستحضرها وهو يقرأ كلام البهبهاني علمَ قوة الموضوع في النقض على أصولهم ..
وحتى تتضح الصورة أكثر في الأذهان الزكيَّة أنقل بعض كلامهم في هذا الباب؛ ككلام آيتهم العظمى عباس آل كاشف الغطاء في رسالة الإمامة (ص11) , و يُرجى التركيز على الملوَّن بالأحمر؛ فإنه تُوخي فيه إظهار علة الإمامة والعصمة؛ قال كاشف الغطاء:
((الدليل الأول: الدليل العقلي.
أولها: توقف حكم العقل بخلافة الأمير (ع) على إحراز مقدمات لو سلمها الخصم فلا بد له عقلا من الإقرار بذلك.
المقدمة الأولى: - إن النبي خاتم الأنبياء، وشريعته خاتمة الشرائع، وبقائها إلى يوم القيامة لازم، لأن المفروض إنها خاتمة فلو لم تبق يلزم عدم الختم، والختم من الضروريات مع تصريح الكتاب به، فالبقاء مثله، وقوله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، أقوى دليل على البقاء إلى يوم الانقضاء.
المقدمة الثانية: - إن البقاء إلى يوم النفخ يحتاج إلى حافظ، ومع عدمه يضمحل شيئا فشيئا، إذ هو في معرض الزوال والاندراس، وتوفر الدواعي إلى اندراسه من وجود الكافر والمنافق وغيرهما، وليس ذلك إلا كالبناء الذي ليس له حافظ فإنه يسقط وإن بني محكما، ومع الحارس والمداومة على إصلاحه يبقى ويدوم، ثم لا فرق بين الدوام والحدوث، فكما إن الحدوث محتاج إلى بعث الرسول من جهة احتجاب النفوس البشرية وعدم لياقتها وقابليتها إلى استفادة الأحكام الإلهية بلا واسطة من مصدرها، فكذلك البقاء حذو النعل بالنعل يحتاج إلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/110)
مبين ومرجع وحافظ للأحكام، وهو الذي يطلق عليه الإمام، ولا بد أن يكون معينا ومشخصا لتعرفه الأمة فترجع إليه.
المقدمة الثالثة: - في أن العلم بذلك الحافظ المبين مختص بالله وبرسوله وليس للأمة في ذلك مسرح ولا نصيب لعدم إحاطة عقولهم بمعرفته، فيرجع تعيينه إلى الله وإلى رسوله، ويجب على الله ورسوله تعيينه كي لا تضيع الأمة الطريقَ فتقع في الضلالة، فإن كان موجودا بين الناس أشارا إليه وعيناه، وإن لم يكن موجودا لزم على الله تعالى إيجاده، وعليهما إرشاد الناس إليه لكي يبين الأحكام ويحفظ النظام، ويقوم بأمور الدنيا والدين.
المقدمة الرابعة: - إنه يلزم أن يكون ذلك الشخص المعين خال عن المفسدة، وصلاحيته للاستخلاف معلوم بين الأمة.
المقدمة الخامسة: - إنه بعد أن اتضح لزوم تعيين الإمام على الله ورسوله (ص)، وإن في ذلك صلاح أمر الدنيا والدين، وأن ترك المصلحة على الله ورسوله قبيح، فلا جرم إن تستقل حكومة العقل بأن حضرة الرسالة لم تفارق روحه الدنيا إلا بعد أن عين للناس إماما يرجعون إليه في الأحكام، وإلا يلزم أحد محذورين محالين، أما عدم أمر الخالق جل جلاله بتعيين الإمام، أو أن الرسول (ص) خالف الأمر الوارد من الله بالتعيين، وكلاهما باطلان بالضرورة، فإن عدم أمر الله تعالى بذلك مع الاحتياج إليه قبيح، وهو المنزه عن كل قبيح، على إنه يلزم منه تكليف ما لا يطاق، لأنه مع عدم الأمر بتعيين الإمام، إما أن يريد من الأمة امتثال أحكامه أو لا يريد ذلك، فإن أراد لزم التكليف بالممتنع كما لو أراد الامتثال ولم يرسل رسولا يبين أحكامه، وإن لم يرد ذلك كشف عدم إرادته عن عدم إرادة بقاء الشريعة إلى يوم القيامة، وهو ينافي المقدم المفروض من بقاء الشريعة إلى قيام الساعة، وإن كان الله تعالى أمر رسوله بتعيين من شخصه وعينه للإمامة، والرسول (ص) ما أطاع ولم يبلغ ما أمره به، لزم نسبة العصيان إلى النبي (ص) واللازم باطل باتفاق الإمامية وأهل السنة، إذ لا شك ولا إشكال في وجوب عصمة النبي حال النبوة فيثبت بهذه المقدمة إن الله جل وعلا والرسول (ص) قد عينا للإمامة من يصلح لها.
المقدمة السادسة: - هو إن القبيح لا يصدر من الله ورسوله أبدا، وإن ذلك ممتنع في حقهما.)) انتهى المراد.
فمن تدبَّر علَّة الإمامة والعصمة عند القوم فإنه بوسعه أن يعرف مقدار الإشكالات المحيِّرة التي وقعوا بها؛ إذ أنهم لمَّا منعوا أن تكون الأمة حافظة للشرع, وأوجبوا الإمام المعصوم عاقبهم الله بنقيض قصدهم فجعلهم الأمناء على شرعهم دون معصومهم, وهم -على التزل- بعض الأمة؛ فكيف يمتنع أن يحفظ الله دينه وشرعه بالأمة أجمع؛ ثم يجوز أن يَحفظ بعضُ الأمة –تنزلاً- دين الله وشرعه؛ إن هذا من أمرِّ التناقض وأشده ..
فالإمام الذي أوجبوا على الله نصبه ليبين الأحكام قد غاب, وصارت جملة الأحكام عندهم دائرة على الظنون؛ فتأملوا (!)
والله الهادي ..
ـ[عبدالله العبدالكريم]ــــــــ[19 - 06 - 10, 01:04 ص]ـ
ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[19 - 06 - 10, 10:09 ص]ـ
أعجب من قوم يقولون لا نتعبد الا بقول المعصوم لانه لا يخطئ و لا ينسى و في نفس الوقت يتلقّون قول المعصوم من طريق غير المعصوم الذي يخطئ و ينسى
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 07:00 م]ـ
الحمد لله ..
نعمة من الله تستحق الشكر على حسن الفهم:
بعد استشكال بعض الأفاضل من أهل السنة رأيت أن أتهم فهمي, وأن أخرج من ثوبي -ولو قليلاً-, ومن ثم توجهت صوب الاشتوار في الموضوع؛ فهاتفت الشيخ المفضال, والمجاهد الكبير الدكتور طه الدليمي-حفظه الله-, وعرضت عليه كلام البهبهاني, وتعليقي المختصر عليه؛ فشدَّ على يدي, ودفعني إلى الإمام, وصوَّب رأيي؛ فبارك الله فيه, وأنعم عليه بكل خير, وليس كل هذا الاهتمام بالموضوع من أجل رفض (بني رفض) له؛ بل من أجل كرامة وشرف أهل السنة والجماعة -أعلى الله قدرهم-؛ فقد كانوا هم المستشكلين لبعض جوانبه, واحترامُ رأيهم, وتبجيلُ قدرهم لهو من أقل القليل من وجاباتهم علينا ..
والله الهادي لأقوم سبيل ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[21 - 06 - 10, 10:06 ص]ـ
أخي الكريم أبا الأزهر السلفي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/111)
لا أدري لم اهتممت بالأمر أكثر من اللازم، وأنا لم أرد عليك ردا ثانيا على العام، وإنما رددته على الخاص، حرصا مني وإيضاحا أن اهتمامي كان بالتوضيح أن النص لا يشكل بشكل مباشر على اعتقادهم في العصمة والإمامة، أما أن له نوع تعلق فقد ذكرت هذا في ردي الخاص لك والذي سأورده.
والدكتوره طه نحبه لكن كلامه ليس الفصل في مثل تلك المباحث.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[21 - 06 - 10, 10:18 ص]ـ
وهذا كان الرد المشار إليه
ــــــــــــــــ
الأخ المكرم الأزهر، حياك الله
ما ذكرتموه عن اعتقادهم في العصمة و الحكمة منها وتعلقها باللطف في الموضوعات الخارجية معلوم عندي، ولكن الإشكال ما زال قائما على الكلام الذي استشهدت به من كلام البهباني.
و وجه النقض على التعلق بوجوب حفظ الرسالة بالمعصوم أقوى ما في الباب منه ما ذكره شيخ الإسلام في المنهاج من تعارض اللطف وكون الإمامة امتدادا للنبوة مع الغيبة لاسيما الكبرى للمهدي المزعوم، وان الحفظ بمجموع الأمة وإجماعها أقوى من الحفظ بالواحد.
ومن أوحه نقضه القوية كذلك ما ذكرته فوق من اختلاف المعصومين، وتعذر الخلوص إلى قول فصل لهم في مسألة يسلم عن معارض منه أو ممن بعده أو قبله من المعصومين.
أما ما ذكره البهباني فوق فهو كلام عمومي، وقد يورد عليك إن استدللت به على نقض إمامة المعصومين، أن عصمة النبي عليه الصلاة والسلام مسلمة بين الفريقين، وما ذكره ينسحب إلى عصر الرسالة لا الأئمة فقط، فلو كان كلامه يلزم منه نقض العصمة، لكان يلزم منه نقض عصمة صاحب الرسالة!
فإن العمل بخبر الواحد في عصره و تقليد المفتين من الصحابة و نحو ذلك هو من العمل بالظن الراجح، عند من لا يرى أن خبر الواحد يفيد العلم حتى من متكلمي أهل السنة، فإنه يقول يفيد الظن والعمل بالظن الراجح واجب إذا لم يوجد يقين.
فالشاهد أن كلامه مطرد في كل معصوم، لا الاثني عشر فقط.
لذا ذكرت فوق أنه ليس له تعلق مباشر بالعصمة، أما تعلقه غير المباشر فهو قوله بأن الإجماع لا يسلم لأحد منهم لاسيما في الأعصار المتأخرة إلا بضميمة، فيمكن أن يشكل عليه بأن الحجة تكون في الضميمة إذن لا في إجماعهم، فيستغني بذلك عن العصمة، ولا يخفى أن هذا يرجع إلى مسألة مستند الإجماع وهي خلافية، ويقطع شيخ الإسلام وغيره من المحققين أن لكل إجماع مستندا.
وتعلقه الآخر غير المباشر هو في قوله أن الذي في زمن الشرع كثير منه ظني، ومثل على ذلك بخبر الواحد و ظاهر الكتاب وتقليد المفتي، وهذا يشكل عليه من جهات، فإن خبر الواحد عن المعصوم و ظاهر الكتاب إن كان العمل به ظنا، فلا فائدة من العصمة، إذ أن من حكمة العصمة كنما ينصون أن أهل البيت أدرى بما فيه، وأنه لا يفسر القرآن إلا معصوم، فالعصمة من حكمتها أن يهدي الإمام الناس إلى الحق من القرآن ومن السنة، فإن كان العمل بظاهر الكتاب ظنا راجحا في عصر المعصوم فلا فائدة من وجوده، والثاني أن خبر الواحد ـ ومنهم الإمام ـ لو كان العمل بظاهره ظنا لوجب المرجح، والمرجح يجب أن يكون قول معصوم فيلزم التسلسل، وتلك من حجج الأصوليين على الأخباريين، لأن الأخباريين ينصون أنه لا يجوز العمل بظاهر القرآن، بل غلا بعضهم وصرح أن القرآن لا يفهم من دون المعصوم وهو الذي يجب أن يحدد المراد من القرآن لأن لكل آية ظهرا وبطنا، فإذا طردوا ذلك في خبر الواحد لزمهم التسلسل، لأن كلام المعصوم أيضا له ظهر وبطن ـ وعندهم روايات في ذلك ـ فيجب في الوقوف عليها الحكم من معصوم، و من ثم ألزموهم بالتسلسل.
فالشاهد مولانا الكريم أن القوم ـ قبحهم الله ـ وأنا أعرفهم وأطالع منتدياتهم، يستخدمون مثل هذا في التشغيب على أهل السنة، فإن لم يكن الكلام قاطعا، و وجه الإلزام ليس منفكا فإن الضرر منه يكون أكثر من نفعه.
ولك حبي وتحياتي.
ــــــــــــــــــــــــ
والنقطة الاخيرة التي ذكرتها في تلك الرسالة مهمة، وهي أنهم يستخدمون مثل ذلك ويتكلمون عن قصور الوهابية ـ كما يقولون ـ في الفهم، وأنى لهم فهم كلام الجهابذة من أصولييهم، إلى آخر هذا الهراء، والله المستعان.
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 11:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا و وفقكم الله جميعا.(64/112)
عقيدة أن الله لا داخل العالم ولا خارجه ممكنة ...
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[15 - 06 - 10, 11:26 م]ـ
السلام عليكم
عقيدة أن الله عز وجل لا داخل العالم ولا خارجه ممكنة
عند من يقول بوحدة الوجود
فكل شيء عندهم خيال وسراب سوى الله عز وجل
فالعالم ليس له وجود حقيقة عندهم
فلا يكون الله داخل العالم ولا خارجه
لأنه ليس للعالم وجود حقيقي ... فليس هناك سوى الله عز وجل
ولهذا لا عجب في أنهم يستشهدون لعقيدتهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(كان الله ولم يكن شيء معه) وفي لفظ (لم يكن شيء غيره) وحذفهم لما بعده (وكان عرشه على الماء
ويتجنبون الإجابة على السؤال: (أين الله بعد أن خلق الخلق؟)
فيقولون: لا يجوز على الله "الأين"
ولا استبعد أن يكون أول من قال بهذا الاعتقاد هو شخص يعتقد بوحدة الوجود أو متأثر بها
وأن كثيرًا ممن يقول بهذا الاعتقاد ممن جاء بعده لا يعرف حقيقتها، ويقولها تقليدا وتسليما
هذا ما جاء في نفسي عندما قرأت عن وحدة الوجود
والموضوع مفتوح للنقاش
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 11:42 م]ـ
قد ذكرت شيئا قريبا منه هنا:
ما المشكلة في تفسير الاستواء بالاستقرار؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=214288)
بسم الله
ينكر الاشاعرة لفظ الاستقرار أكثر من انكارهم الارتفاع. فهل السبب لعدم ورود أثر كالذي في (علا وارتفع) لذلك يسهل عليهم التشنيع أم لسبب آخر؟
الاستقرار في المخلوقات يلزم منه جواز الحركة. والارتفاع أيضا من أعراض الحركة في المخلوقات.
اوليس الخالق عندهم لا يفعل شيئا وبالتالي يعتبر كالمخلوق المستقر الذي لا يتحرك = الصنم؟
شيئان في المذهب الاشعري محوريان:
1 - الحوادث. اثباتها مشابهة للمتحرك و نفيها مشابهة للصنم
2 - الحدود. اثباتها مشابهة للمحدود ونفيها مشابهة للمعدوم او وحدة الوجود!
فأين يهربون؟
هل عندكم تعليقات مفيدة في هذا الشأن وجزاكم الله خيرا؟
2 - الحدود. اثباتها مشابهة للمحدود ونفيها مشابهة للمعدوم او وحدة الوجود!
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[15 - 06 - 10, 11:59 م]ـ
نعم أخي الكريم
كنت قد بحثت عن موضوع مثل هذا ولكني لم أجد ولم أرى موضوعك ذاك(64/113)
تناقضات الأشعرية (15): في إدخالهم الماتريدية في أهل السنة والجماعة، وإخراجهم المعتزلة منهم
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 - 06 - 10, 04:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تناقضات الأشعرية (15):
في إدخالهم الماتريدية في أهل السنة والجماعة، وإخراجهم المعتزلة
الماتريديةُ من أكثرِ الطوائف قُرباً من الأشعريَّة في أصولِ الدين، ومن تكلَّمَ من المتأخرين من الأشعريَّةِ أو الماتريدية في المسائل الخلافيَّةِ بينهما صرَّح بأن الجميعَ أهلُ سُنَّةٍ وجماعة، وأن الخلافَ بينهما في بعض المسائل لا يُخرِجُ أياً من الحزبين عن اسم أهل السنة والجماعة (1).
أما المعتزلةُ: فالأشعريَّةُ مجمعون على ذمِّهم وتبديعِهم ومن أئمَّتهم من كفَّرهم في بعض المسائل.
وإذا نظرنَا في الخلاف بين المعتزلة والأشعرية في بعضِ المسائل التي بدَّع الأشعريَّةُ المعتزلةَ أو كفَّرُوهم من أجلها، ونظرنا في المسائلِ الخلافية بين الأشعرية والماتريدية، وجدنَا أنَّ الأشعرية بدَّعُوا المعتزلة أو كفَّرُوهم في مسائلَ نظيرةٍ لمسائلَ قال الماتريديَّةُ بها، فالحكمُ على المعتزلة بالابتداعِ، وعلى الماتريديَّةِ بالتسنن والاتباعِ - حينئذٍ – تطفيف في الميزان!
وسأبيِّنُ ذلك بمثالين بمشيئتِه تعالى.
أما الأول: فإن أهل السُّنَّةِ والجماعَةِ يثبتون رؤيةَ المؤمنين لله تبارك وتعالى في الآخرةِ، ويثبتونَ أيضاً أنَّ كلام الله تعالى مسموعٌ، والأشعرية يثبتونَ – باللسان - كلا الأمرين.
وقد خالف في المسألة الأولى المعتزلةُ، وخالف في المسألة الثانية الماتريديَّةُ، وأهلُ السنة يحكمونَ على الجميع بحكمٍ واحد؛ فيبدِّعون كلا الطائفتين، لا يحكمون على الأولى بالابتداع وعلى الثانية بالاتباعِ – فعلَ الرعاع -.
أما الأشعريةُ، فقد كالوا بمكيالينِ، فحكموا على المعتزلة بالكفرِ أو الابتداع (2)، وجعلوا الماتريدية إخوانهم وأهلَ سُنَّةٍ مثلَهم!
وقال الرازي في مناظراتِه مع بعض الماتريدية: " مذهبُ أهل ما وراء النهر أن الله تعالى متكلِّمٌ بكلامٍ قديم قائمٍ بذاته منزَّهٍ عن الحرف والصوت كما هو مذهبُ الأشعري، إلا أن الفرقَ أن الأشعريَّ يقولُ: ذلك الكلامُ يصحُّ أن يكونَ مسمُوعاً وأمَّا أبو منصور الماتريديُّ وأتباعُه من أهل ما وراء النهر فإنهم يقولون: إنه يمتنعُ أن يكون ذلك الكلامُ مسموعاً.
فتكلَّمُوا معي في هذه المسألة.
فقلتُ لهم: إنَّ المعتزلة استدلُّوا على امتناعِ الرؤية فقالوا: ثبت بالدليلِ أنَّ الله تعالى ليس بجسمٍ وليس مختصَّاً بالجهة والحيِّز وليس له شكلٌ ولا لونٌ، وكلُّ موجود كذلك فإنَّهُ يمتنعُ رؤيتُه، فقلتم في الجواب عنه: لم قلتُم إنَّ الموجود الموصوفَ بهذه الصفات امتنع رؤيته، وبأي دليلٍ عرفتم هذا الامتناع؟
وأنا أقول: كما أنه يستبعدُ سماعُ كلام لا يكون حرفاً ولا صوتاً، فكذلك يستبعدُ رؤية موجودٍ لا يكونُ جسماً ولا حاصلاً من جهةٍ معيَّنةٍ، فإن كان هذا الاستبعادُ مُعتبراً فليكن مُعتبراً في الموضعينِ، وحينئذٍ نُلزمكم أن تحكموا بامتناعِ رؤيته، وإن كانَ باطلاً في الموضعين فحينئذٍ نُلزمكم أن تحكُموا بأنه لا يمتنعُ سماعُ كلامٍ لا يكونُ حرفاً ولا صوتَاً. فانقطعُوا بالكُليَّة، وعَجَزُوا عن الفرقِ، والله أعلم " (3).
قال مقيده عفا الله عنه: يقالُ للرازي وأصحابِه: ما دامَ القومُ عاجزين عن الفرقِ: فكما أنكم حكمتُم على المعتزلة بالابتداع من أجل نفيِهم الرؤية، فاحكمُوا على هؤلاء بالابتداع لنفيِهم السماع، أو تجعلوا الفريقين من أهل السنة، فيصيرُ أهلُ السنة هم المعتزلةُ والأشاعرةُ والماتريدية!!، وغيرُ ذلك: تناقضٌ جليٌّ.
أما المثال الثاني: فهو أنَّ قول الماتريديَّةِ والمعتزلة في القدر، يكادُ يكون واحداً، كما صرَّح به شيخٌ من شيوخ الأشعريَّة من أهل الزمان المتأخِّر وهو محمد زاهد الكوثري، إذ يقول – في ما نقله عنه صديقُه مصطفى صبري -: " إنَّ مذهب المعتزلة القدريَّة الذي انقرضَ رجاله ما زال يعيشُ في هذه المسألة تحتَ اسم الماتُريديَّة!! " (4).
قال مقيده عفا الله عنه: يا لله العجب! كيف يكونُ الماتريدية القدرية من أهل السنة عند هؤلاء الأشاعرةِ، ويكون المعتزلة القدرية مبتدعة؟! أم أنَّ التخبُّطَ في منهج التلقي والاستدلالِ، أنتج تخبُّطَاً في منهج الحكم على المخالفِ والولاءِ والبراءِ؟!
والله المستعان.
ـــــــــــ
(1) انظر عداء الماتريدية (1/ 417) وما بعدها، على أن الآمدي لما ذكر الفرقة الناجية قال في أبكار الأفكار (5/ 96): " وهذه الفرقة هي الأشاعرة والسلفية من المحدثين وأهل السنة والجماعة، وذلك لأنهم لم يخلطوا أصولهم بشيء من بدع القدرية والشيعة والخوارج والمرجئة والنجارية والجبرية والمشبهة مما سبق تحقيقه من بدعهم وأقوالهم "، فلم يذكر الماتريدية فيهم، ويمكن تفسير ذلك بما نقله في عداء الماتريدية (1/ 431 - 432) عن بعضهم من أن المتأخرين اصطلحوا على تسمية الفريقين أشاعرة، تغليباً للأشعرية على الماتريدية.
(2) قال الجويني - كما في المعيار المعرب (11/ 247) -: " وأما التكفير بنفي جواز الرؤية فصرَّح به شيخنا في الموجز، وردد القاضي جوابه فيه ".
(3) مناظرات الفخر الرازي (53)، وانظر: عداء الماتريدية (1/ 463 - 466).
(4) موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين (3/ 392).
الحلقة السابقة:
تناقضات الأشعرية (14): في التكفير ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=207802)(64/114)
التقليد في أصول الدين
ـ[أبوحمزة الإماراتي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 06:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وبعد:
هل يجوز التقليد في أصول الدين؟ وما هي أدلة كل فريق سواء كان ذلك جائزا ام ممنوعا؟
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 12:38 ص]ـ
إعلم ــ حفظك الله تعالى ــ أن تقسيم الدين إلى أصول و فروع قد اعترض عليه المحققون من العلماء؛ مثل شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهما ــ رحم الله الجميع ــ:
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: " وتقسيم المسائل إلى مسائل أصول يكفر بإنكارها ومسائل فروع لا يكفر بإنكارها ليس له أصل لا عن الصحابة ولا عن التابعين ولا عن ائمة الاسلام وإنما هو مأخوذ عن المعتزلة ونحوهم من أئمة البدعة وهم متناقضون.
فإذا قيل لهم ما حد أصول الدين فإن قيل مسائل الاعتقاد يقال لهم قد تنازع الناس في أن محمدا هل رأى ربه وفي أن عثمان أفضل أم علي وفي كثير من معاني القرآن وتصحيح بعض الأحاديث وهي اعتقادات ولا كفر فيها باتفاق المسلمين ووجوب الصلاة والزكاة والحج وتحريم الفواحش والخمر هي مسائل عمليه والمنكر لها يكفر اتفاقا.
وإن قيل الأصول هي القطعية فيقال كثير من مسائل النظر ليست قطعية وكون المسألة قطعية أو ظنية هي أمور تختلف باختلاف الناس فقد يكون قاطعا عند هذا ما ليس قاطعا عند هذا كمن سمع لفظ النص وتيقن مراده ولا يبلغ قوة النص الآخر عنده فلا يكون عنده ظنيا فضلا عن كونه قطعيا " إنتهى من (مختصر الفتاوى المصرية) (ص 68 تحقيق حامد الفقي).
فحينئذٍ يقال: ما يسمّى اليوم بـ (أصول الدين) قسمان:
منه ما هو (قطعي) يقيني معلوم من الدين بالإضطرار مثل التوحيد والشرك، فهذا لا يجوز التقليد فيه.
ومنه ما هو (اجتهادي) أو فيه خلافٌ بين أئمة السلف فهذا لا حرج على المسلم التقليد فيه.
فمن المسائل التي تذكر في كتب العقيدة وهي اجتهادية: مسألة رؤية النبي لربه هل كانت رؤية عين أم قلب؟، ومسألة أنّ الله يُقعِدُ نبيّه معه على العرش؟، ومسألة سماع الموتى لكلام الأحياء؟، ومسألة الميت هل يُعذّب ببكاء أهله أم لا؟ وما هو نوع ذلك العذاب؟ وغيرها مما يمكن تتبّعها من كتب العقائد.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 08:52 م]ـ
المتكلمو ن يعتبرون الأصول هي العقليات و الفروع السمعيات أما السلف فيعتبرون الأصول هي الفقه الأكبر أي المعتقد المجمع عليه و الفروع هي الفقه الأصغر و هي الخلافيات
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 09:35 م]ـ
المتكلمو ن يعتبرون الأصول هي العقليات و الفروع السمعيات أما السلف فيعتبرون الأصول هي الفقه الأكبر أي المعتقد المجمع عليه و الفروع هي الفقه الأصغر و هي الخلافيات
الفقه الاكبر .. معلومة جديدة جزاك الله خيرا(64/115)
ما الحكمة في التوسل بدعاء الرجل الصالح؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 08:55 ص]ـ
بسم الله
ما الحكمة في التوسل بدعاء الرجل الصالح؟
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 01:19 ص]ـ
التوسل بدعاء الرجل الصالح أرى فيه من الحكمة ما يلي:
1 ـ التعاون على البر والتقوى، فإن هذا منه، إذ يعين الشافع المشفوع في طلب قضاء حاجته.
2 ـ فيه تكثير للدعاء، إذ يدعو صاحب الحاجة بنفسه، ويدعون له إخوانه الصالحون الشافعون، والدعاء هو العبادة، ففيه تكثير للعبادة وتنويع، وهذا مما يحبّه الله تعالى.
3 ـ تحصيل الأجر للشافع وانتفاعه بارتفاع درجته، إذ يطلب لغيره، وقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" اشفعوا تؤجروا فإني لأريد الأمر فأؤخره كيما تشفعوا فتؤجروا" (السلسلة الصحيحة) (1464).
4 ـ فيه ترويض للنفس على الإحسان إلى الغير، لأن الشافع يدعوا ويتوسّل إلى الله تعالى، ويتضرّع، لا لحاجته، بل لأخيه في الله، بدون أن يكون له من ذلك نصيب أو حظ من حظوظ الدنيا، وهذا ــ لا ريب ــ من الإحسان الذي يحبه الله تعالى؛ قال تعالى: " وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ".
والله تعالى أعلم
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 03:14 ص]ـ
2 ـ فيه تكثير للدعاء، إذ يدعو صاحب الحاجة بنفسه، ويدعون له إخوانه الصالحون الشافعون، والدعاء هو العبادة، ففيه تكثير للعبادة وتنويع، وهذا مما يحبّه الله تعالى.
أحسنت أخي أبا عبد الله وزادكم الله علما وفهما.
ويمكن أن يقال بتعبير آخر أن في هذا دلالة على أهمية الدعاء في الاسلام فهم يتعاونون في الدعاء كما يتعاونون في أمور دنياهم.
3 ـ تحصيل الأجر للشافع وانتفاعه بارتفاع درجته، إذ يطلب لغيره، وقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" اشفعوا تؤجروا فإني لأريد الأمر فأؤخره كيما تشفعوا فتؤجروا" (السلسلة الصحيحة) (1464).
جزاك الله خيرا على هذا النص ولا اجتهاد مع النص!
الدعاء للغير باب من أبواب الحصول على الاجر.
4 ـ فيه ترويض للنفس على الإحسان إلى الغير، لأن الشافع يدعوا ويتوسّل إلى الله تعالى، ويتضرّع، لا لحاجته، بل لأخيه في الله، بدون أن يكون له من ذلك نصيب أو حظ من حظوظ الدنيا، وهذا ــ لا ريب ــ من الإحسان الذي يحبه الله تعالى؛ قال تعالى: " وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ".
والله تعالى أعلم
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ولعلي أضيف فأقول والله اعلم
1 - أن في ذلك رفع ذكر من يظن فيهم الصلاح.
2 - باب من أبواب كف المرء عن ظلم نفسه عندما يُظن فيه الصلاح. لقد مر بي عن أحد السلف قال - بالمعنى- انهم كانوا يتساهلون في أشياء فلما تفقهوا توقفوا عن المباحات -أو شيئا من هذا القبيل- فمن باب أولى الابتعاد عن الذنوب بالاستشفاع. والله اعلم
3 - الحث على احترام اهل الصلاح و الاقتداء بهم
4 - الحث على العمل الصالح فالرجل الصالح يجب أن يعمل لكي يكون صالحا.
وهنا استشكال: فالطلب من الغير في نفسه تكاسل لكن لعل توابعه -كما تقدم- دعوة الى العمل والله اعلم
5 - التفريق بين الحي والميت!!!
وهذا من أعظم الفوائد:
ا. فيه إثبات أن الطلب لا يكون إلا من الاحياء!
فالسائل يذهب إلى الشافع ويطلب منه والشافع بدوره إما أن يقبل أو لا يقبل ولو نظريا. فإن قبل دعى لك. فوجود النص الصريح في طلب الدعاء من الاحياء رد على من يجيز طلب الدعاء من الاموات لأن الاصل في العبادات التوقيف هذا فضلا عن أن طلب الدعاء من الاموات هو نفس شرك قوم نوح عليه السلام.
ب.
3 ـ تحصيل الأجر للشافع وانتفاعه بارتفاع درجته، إذ يطلب لغيره، وقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" اشفعوا تؤجروا فإني لأريد الأمر فأؤخره كيما تشفعوا فتؤجروا" (السلسلة الصحيحة) (1464).
هذا نص آخر في عدم جواز سؤال الاموات!
فتجويز الطلب من الرجل الصالح هو لتحصيل الاجر له و لتحصيل منافع اخرى سبق الاشارة اليها. وبما أن الميت إنقطع عمله فلا أجر له في الدعاء (الميت لا يستطيع ولكن تنزلا). ولما كان تجويز السؤال لأجل الحصول على الاجر و الاجر هنا ممتنع كان سؤاله أيضا ممتنع!
جـ. لو كان التوسل بجاه الرجل الصالح حيا او ميتا جائزا لجاء فيه نص مثلما جاء النص في سؤاله.
يكفي الى هنا , هذا و الله اعلم
ـ[أبو عبد الله ابن لهاوة]ــــــــ[17 - 06 - 10, 04:06 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
وفيه حكمة مهمة.
ألا وهي استكانة الطالب لربه وتواضعه.
ألا ترى الله يقول: {فما استكانوا لربهم وما يتضرعون}.
وروي عن رجل من الأنصار أنه إذا جاء عند باب المسجد قال: اللهم لولا أنك أمرتني وتعاقبني لما رأيتُني لدخول بيتك أهلاً.
ففيه استكانة للطالب من حيث أنه يرآ أنه ليس أهلاً لإجابة الدعاء.
وقد روي عن أناس أنهم كانوا إذا أرادوا أن يدعون الله بكوا واستحوا.
لكن لا يجوز للعبد أن يكون حاله دائماً لأن فيه ركوب منهي عنه ألا وهو ترك الدعاء.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/116)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 04:26 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا عبد الله بن لهاوة على الاضافة الطيبة خاصة رواية الصحابي الانصاري. ولو عرفت سندها فلا تترد في المشاركة به وكتب لكم الاجر.
وأظنك لم تقصد الشافع بدعائه فقط في مشاركتك وإنما كل داع سواء كان يدعو لنفسه أو لغيره.
ـ[أبو عبد الله ابن لهاوة]ــــــــ[17 - 06 - 10, 06:55 م]ـ
بارك الله فيك.
لكني قصدت الذي يطلب الدعاء من الرجل الصالح فإنه قد يكون أصلح منه إذا الصلاح أمر نسبي.
ففيه استكانة لله أي: يستكين المتوسِّل ويتواضع لربه خاصّة إذا مُنِع الإجابة.
لكن كما قلت لا يجوز أن يكون هذا حاله دائماً أن يترك الدعاء ويطلبه من غيره.
لكن لو فعله أحياناً على سبيل الاستكانة فلا بأس.
والذي ذكرته لا ينافي ما ذكرتموه.
فادعُ لي بالشفاء.
ادعُ لي بالشفاء.
ادعُ لي بالشفاء.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 07:16 م]ـ
لكني قصدت الذي يطلب الدعاء من الرجل الصالح فإنه قد يكون أصلح منه إذا الصلاح أمر نسبي.
ففيه استكانة لله أي: يستكين المتوسِّل ويتواضع لربه خاصّة إذا مُنِع الإجابة.
صدقت أيخ الفاضل فالصلاح أمر نسبي لكن يبقى أن الرجل يفضل من يرى أنه أكثر صلاحا ولا يخفى على الجميع حديث الاولياء:" .. ولو سألني لأعطينه .. " وسببه قربه من الله تعالى.
لكن أعذرني أخي الفاضل على عدم فهمي لاجابتك للمرة الثانية. ما علاقة استكانة المتوسِّل بدعاء الرجل الصالح. أرجو أن توضح بعبارات سهلة تفصل بين الاستكانة عندما يدعو المرء بنفسه و الاستكانة عندما يسأل غيره. او توضح ما تريد إيصاله ولم أفهمه من مرادك.
ففيه استكانة لله أي: يستكين المتوسِّل ويتواضع لربه خاصّة إذا مُنِع الإجابة.
الاستكانة واقعة بغض النظر عن طلب الدعاء من الغير من عدمه.
فالذي يمنع الاجابة لا يعرف هل صبر أم أجلت له الاجابة في الاخرة. مع الاستثناء ربما تحصل الاجابة بطلبه الدعاء من رجل آخر.
ومن باب سؤال الفاضل المفضول والمذنب نسأل الله تعالى العظيم رب العرش الكريم ان يشفيك ويلطف بك وييسر لك أمرك إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 07:18 م]ـ
الصفحة (244)
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: وقوله تعالى: {من يشفعْ شفاعةً حسنةً يكن له نصيب منها} أي من يسعى في أمر فيترتب عليه خير كان له نصيب من ذلك، {ومن يشفعْ شفاعةً سيّئةً يكن له كفل منها} أي يكون عليه وزر من ذلك الأمر الذي ترتب على سعيه ونيته، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أنه قال: ((اشْفعوا تؤْجروا ويقضي الله على لسان نبيّه ما شاء)). اهـ المراد منه.
وقد جاءت السنة المطهرة ببيان ما يحل من الشفاعة وما يحرم.
قال البخاري رحمه الله (ج3 ص299): حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبدالواحد حدثنا أبوبردة (1) بن عبدالله بن أبي بردة حدثنا أبوبردة ابن أبي موسى عن أبيه رضى الله عنه قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم إذا جاءه السائل أو طلبت إليه حاجة قال: ((اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيّه صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ما شاء)).
الحديث أعاده البخاري (ج13 ص448) من طريق محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريدة. وأخرجه مسلم (ج4 ص2026)، وأبوداود (ج5 ص346)، والترمذي (ج4 ص148)، والنسائي (ج5 ص58)، وأحمد (ج4 ص413)، والحميدي (ج2 ص340)، والبيهقي (ج8 ص167)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص (75).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وبريد يكنى أبا بردة أيضًا، وهو كوفي ثقة في الحديث، روى عنه شعبة والثوري وابن عيينة.
كذا قال الترمذي وقد عرفت أنه بريد بن عبدالله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.
__________
(1) …أبوبردة: هو بريد بن عبدالله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، وفي الأصل: (أبوبريدة) وكذا في الطبعة الحلبية مع ?الفتح? (ج4 ص42)، وفي الطبعة السلطانية: (أبوبردة)، وفي الهامش: أبوبردة هكذا التي بأيدينا. وقال القسطلاني: أبوبريدة. اهـ.
الصفحة (245)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/117)
قال أبوداود رحمه الله (ج5 ص347): حدثنا أحمد بن صالح وأحمد بن عمرو بن السرح قالا: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن وهب ابن منبه عن أخيه عن معاوية: اشفعوا تؤجروا فإنّي لأريد الأمر فأؤخّره كيما تشفعوا فتؤجروا، فإنّ رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: ((اشفعوا تؤجروا)).
الحديث أخرجه النسائي (ج5 ص58)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص (75) ورجاله رجال الصحيح.
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2 ص184): ثنا عبدالصمد ثنا حماد -يعني ابن سلمة- ثنا محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: شهدت رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم يوم حنين، وجاءته وفود هوازن، فقالوا: يا محمّد إنّا أصل وعشيرة فمنّ علينا منّ الله عليك، فإنّه قد نزل بنا من البلاء ما لا يخفى عليك، فقال: ((اختاروا بين نسائكم وأموالكم وأبنائكم)).
قالوا: خيّرتنا بين أحسابنا وأموالنا، نختار أبناءنا.
فقال: ((أمّا ما كان لي ولبني عبدالمطّلب فهو لكم، فإذا صلّيت الظّهر فقولوا: إنّا نستشفع برسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم على المؤمنين، وبالمؤمنين على رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم في نسائنا وأبنائنا)).
قال: ففعلوا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ((أمّا ما كان لي ولبني عبد المطّلب فهو لكم)).
وقال المهاجرون: ما كان لنا فهو لرسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم. وقالت الأنصار مثل ذلك.
وقال عيينة بن بدر: أمّا ما كان لي ولبني فزارة فلا.
وقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا.
وقال عباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا.
الصفحة (246)
فقالت الحيان (1): كذبت، بل هو لرسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ((يا أيّها النّاس ردّوا عليهم نساءهم وأبناءهم، فمن تمسّك بشيء من الفيء فله علينا ستّة فرائض من أوّل شيء يفيئه الله علينا)).
ثمّ ركب راحلته وتعلّق به النّاس، يقولون: اقسمْ علينا فيئنا بيننا حتّى ألجؤوه إلى سمرة فخطفت رداءه.
فقال: ((يا أيّها النّاس ردّوا عليّ ردائي، فوالله لو كان لكم بعدد شجر تهامة نعم لقسمته بينكم، ثمّ لا تلفوني بخيلاً ولا جبانًا ولا كذوبًا)).
ثم دنا من بعيره فأخذ وبرةً من سنامه فجعلها بين أصابعه السّبّابة والوسطى، ثمّ رفعها، فقال: ((يا أيّها النّاس ليس لي من هذا الفيء [ولا هذه الوبرة] (2) إلاّ الخمس والخمس مردود عليكم، فردّوا الخياط والمخيط فإنّ الغلول يكون على أهله يوم القيامة عارًا ونارًا وشنارًا)).
فقام رجل معه كبّة من شعر، فقال: إنّي أخذت هذه أصلح بها بردعة بعير لي دبر. قال: ((أمّا ما كان لي ولبني عبد المطّلب فهو لك)).
فقال الرّجل: يا رسول الله أما إذا بلغت ما أرى فلا أرب لي ونبذها.
الحديث أخرجه أحمد (ج2 ص218)، وابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" (ج2 ص489). وعند أحمد في الموضع الثاني، وعند ابن هشام تصريح ابن إسحاق بالتحديث، ولكنه ينتهي عند قوله: ((فردّوا على النّاس أبناءهم ونساءهم)) وبقيته عند ابن إسحاق بدون سند، فتمام الحديث بسند أحمد ضعيف لعنعنة ابن إسحاق، وما في "سيرة ابن إسحاق" لأنه لم يسق سنده فهو معضل.
__________
(1) …كذا، وفي ?المسند? (ج2 ص218)، وفى ?سيرة ابن هشام? (ج2 ص 492)، و?البداية? (ج4 ص 353): (فقالت بنوسليم: لا ما كان لنا فهو لرسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، قال: يقول عباس: يا بني سليم وهنتموني).
(2) …في ?المسند? بدل ما بين المعكوفين كلام غير مفهوم. لذا نقلناه من ?سيرة ابن هشام? (ج2 ص492).
الصفحة (247)
قال البخاري رحمه الله (ج9 ص408): حدثني محمد (1) أخبرنا عبدالوهاب حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس أن زوج بريرة كان عبدًا يقال له: مغيث كأنّي أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم لعبّاس: ((يا عبّاس ألا تعجب من حبّ مغيث بريرة، ومن بغض بريرة مغيثًا؟)) فقال النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ((لو راجعته)) قالت: يا رسول الله تأمرني؟ قال: ((إنّما أنا أشفع)) قالت: لا حاجة لي فيه.
الحديث أخرجه أبوداود (ج2 ص671)، والنسائي (ج8 ص265)، وابن ماجة (ج1 ص671)، وأحمد (ج1 ص215).
قال ابن ماجه رحمه الله (ج1 ص635): حدثنا هشام بن عمار ثنا معاوية بن يحيى ثنا معاوية بن يزيد (2) عن يزيد عن أبي حبيب عن أبي الخير (3) عن أبي رهم قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ((من أفضل الشّفاعة أن يشفّع بين الاثنين في النّكاح)).
قال المعلق في "الزوائد": هذا إسناد مرسل، أبورهم هذا اسمه أحزاب بن أسيد بفتح الهمزة وقيل بضمها، قال البخاري: هو تابعي، وقال أبوحاتم ليست له صحبة.
فصل ما لا تحل الشفاعة فيه
__________
(1) …قال الحافظ في ?الفتح?: محمد هو ابن سلام، على ما بينته في ?المقدمة?.
(2) …معاوية بن يزيد: هو معاوية بن سعيد. وهم هشام بن عمار فقال: معاوية بن يزيد كما في ?تهذيب التهذيب?.
(3) …أبوالخير: هو مرثد بن عبدالله اليزني.
==============
المصدر: كتاب الشفاعة
تقديم: العلامة المحدث أبي عبد الله مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
المولف:؟
http://www.islamww.com/booksww/pg.php?b=3301&pageID=244(64/118)
الوجوه تنظر إلى ربها!
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 09:09 ص]ـ
بسم الله
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ [القيامة: 22] إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة: 23]
أين توجد النضارة في الاية؟ الوجه
ما الذي ينظر الى الله تعالى؟ الوجه
والفعل المستخدم في الرؤية كان (النظر) وليس (الرؤية)
وعدي بـ إلى: (تنظر إلى) دليل على العين التي في الوجه.
ولم يقال: (ترى ربها) حتى يقال تحتمل الرؤية القلبية.
بالاضافة أن الرؤية القلبية قد وقعت في الدنيا ولو كانت الرؤية بالقلب لاستطاع موسى عليه السلام رؤية ربه ولما اندك الجبل!!
اليس في هذا دليل على الرؤية بالعين لا بالقلب؟
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 01:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا ...
وأحسن إليك .....
وغفر لك ولوالديك ......(64/119)
حاجة الإنسان إلى الدين والعقيدة - أ. د. عمر بن عبد العزيز قُرَيشي
ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[17 - 06 - 10, 12:39 ص]ـ
دعوى استغناء الإنسان عن العقيدة دعوى باطلة يُكذبها الواقع، ويُبطلها تاريخ البشرية الطويل، إذ واقع البشرية شاهد على أن الإنسان حيثما كان وفي أي ظروف وُجِد، وعلى اختلاف أحواله وتباين ظروفه لا يخلو من عقيدة أبداً.
وسواء كانت العقيدة حقاً أو باطلاً، صحيحةً أو فاسدةً، حتى الذين يَدَّعون اليوم أن العِلم قد أغنى عن العقيدة وعن التدين، وأن الإنسان في عصر الذَرة وغزو الفضاء لم يُصبح في حاجة إلى الإيمان بالله تعالى، وبالغوا في الكُفر والإنكار، وقالوا: إن الإنسان في الظروف الصعبة التي كان يعيشها والمخاوف التي تنتابه من كل ما حوله من مظاهر الكون إذ هو يخاف المرض ويخاف الفقر ويخاف الرعد والبرق والفيضان والسيول والعواصف والزلازل وحتى الحيوانات، اضطر لأجل ذلك إلى الإيمان بقوة ذات قُدرة لا تعجز، وسلطان لا يُغلَب أو يُقهر، سَمَّاها إلهاً يفزع إليه عند الشدائد ويتقرب إليه بالعبادات ليدفع عنه الشرور ويقيه من المهالك. لهذا قالوا: إن الإنسان هو الذي خلق الإله وليس الإله هو الذي خلق الإنسان. وهو قولٌ مُضحِك، وجهلٌ فاضح، وكُفرٌ صريح، وكذبٌ ممقوت، ومُغالطةٌ مكشوفة، وسُخف عقول لا حد له.
إن الإنسان دائماً في حاجة إلى الإيمان والتَّدَيُّن والعقيدة، وإن الدين ضرورة من ضرورات حياته، وحاجة من حاجات نفسه، فلا غِنى له عن الإيمان بربه وعن عِبادته بحال من الأحوال، ومِن هُنا لم تخل أُمة وُجِدَت على وجه الأرض - ومُنذ عهد الإنسان بالحياة – من عقيدة ودين، ومِصداق ذلك قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ} [سورة فاطر – الآية 24]. والمُراد بالنذير، نبي أو رسول أو عالِم وارث لعِلم النُّبُوَة، يُنذر تِلك الأُمة عاقبة الكُفر بالله وبكتبه ورُسُله وشرائعه، ويُحذرها من نتائج الشرك بربها والمعصية له ولرُسُله وما يتبع ذلك من انحراف السلوك بالظلم والشر والفساد.
ولقد قال "بازماك" المؤرخ الإغريقي، مُقرراً هذه الحقيقة التي ذكرها القُرآن الكريم: لقد وُجِدَت في التاريخ مُدُن بِلا حُصون ولا قُصور وبِلا سُدود ولا قناطر، ولكن لم تُوجَد مُدُن بلا معابد.
ومِن هُنا تتجلى ضرورة الدين للإنسان، لأنه مُنذ وُجِد على هذه الأرض وهو في حاجة ماسَّة ومُلِحَّة أيضاً إلى قوانين ضابطة تُعَدِّل مِن غرائزه وتُنَظم سُلوكه وتُحدد اتجاهاته وتُهيئه للكمال الذي خُلِقَ مُستعداً له في كِلتا حياتيه، الأولى هذه يقضيها قصيرة على هذه الأرض، والثانية التي تتم له في عالمَ غير هذا العالَم الأرضي الهابط، وإنما في عالمَ الطُهروالصفاء في الملكوت الأعلى، كما أخبر بذلك ربه بواسطة كُتبه التي أنزلها، وأنبيائه الذين أرسلهم.
ولا يستطيع أحد أن يضع له هذه القوانين غير الله الذي خلقه وعَلَّمَه وكَمَّلَه. والإنسان بفطرته يشعر بضعفه وحاجته إلى ربه في إعانته وتوفيقه ورعايته وحفظه، ولذا فهو يطلب التَعَرُّف إليه بما يجب من أنواع القرب وضروب الطاعات والعبادات، والإنسان بمواهبه وأفكاره ومشاعره وأحاسيسه يطلب دائماً المزيد من السُمُّو والرِفعة في ذلك حتى لا يريد أن يقف عند حد أبداً. فهو إذاً في أحواله هذه التي ذكرها مُفتقر إلى تشريع ديني إلهي يلائم فطرته ويُنَظِّم له علاقته فيما بينه وبين أفراده الذين لا يستغني عن التعاون معهم لتوفير أسباب حياته وبقائها صالحة في هذا الوجود من مطعم ومشرب وملبس ومسكن ومركَب، ويمده بعلوم ومعارف عن ربه ولقائه وعن كيفية عبادته ودعائه وذكره والتقرب إليه بفعل طاعته وإتيان محابه، وترك مكارهه واجتناب مساخطه، كما يمده بفيض علمي عن الحياة والكون يعرف به حقيقة الوجود وعِلة الكون والحياة، وأسباب السُّمُو والكمال والهبوط والنُقصان، والتي تطرأ عليه في حياته الأولى والآخرة.
وبناءً على ما تقدم فحاجة الإنسان إلى دين إلهي صحيح أشد من حاجته إلى العناصر الأولية لحفظ حياته من ماء وغذاء وهواء، ولا يُنكر هذا أو يُجادل فيه إلا مُعاند مُكابِر لا يؤبه لعناده ولا يُلتفت إلى جِداله.
كتبه: فضيلة الشيخ أ. د. عمر بن عبد العزيز قُرَشي
الأستاذ بكلية الدعوة – جامعة الأزهر
من كتاب: حقيقة الإيمان(64/120)
مقارنة بين تفسيري الطبري والجلالين في توحيد الالوهية
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 04:09 م]ـ
بسم الله
توحيد الالوهية بين تفسير الطبري وتفسير الجلالين
( http://shirarr.blogspot.com/2010/05/blog-post_10.html)
هذا موضوع مقتبس من موضوع بعنوان: ((دفع الإيهام عن تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام)) فيه عرض لايات في توحيد الالوهية من تفسير شيخ وامام المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله. قمت بحشر تفسير نفس الايات من تفسير الجلالين ليتبين الفارق وذلك بسبب سؤال من ورد من أخت كريمة وفقنا الله واياها الى الصراط المستقيم. وللعلم لم أرجع الى تفسير الطبري انما اكتفيت باسناد ما نقل هنا الى الكاتب الاصلي مع تصرف قليل في نص المقال.
التفريق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية:
لتقرير هذه النقطة أرى من الأفضل الاستشهاد بكلام الإمام المفسر ابن جرير الطبري، حيث نجد في تفسيره في مواضع كثيرة الكلام على توحيد الربوبية والألوهية. وفيما يلي نستشهد ببعض عبارات الإمام الطبري للتدليل على هذه النقطة:
1 - الطبري:
قال عند تفسير 3/ 336 قوله تعالى: (وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً .. ) سورة آل عمران (83): (يقول: وله خَشَع من في السموات والأرض،فخضع له بالعبودية وأقرَّ له بإفراد الربوبية، وانقاد له بإخلاص التوحيد والألوهية طوعاً وكرهاً). لعل القارئ [لاحظ] كيف فرق الإمام الطبري بين العبودية والربوبية حيث بيَّن أن العبودية وهي الألوهية هي الخضوع لله بالعبادة والربوبية هي الإقرار بوحدانية الله وإفراده.
الجلالين:
(وله أسلم) انقاد (من في السماوات والأرض طوعاً) بلا إباء (وكرهاً) بالسيف ومعاينة ما يلجئ إليه
2 - الطبري:
وقال رحمه الله 5/ 77 في معرض تفسيره لقول الله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به .. ) سورة النساء (36).: (يعني بذلك جلَّ ثناؤه: وذلُّوا لله بالطاعة واخضعُوا له بها وأفرِدُوه بالربوبية وأخلصوا له الخضوع والذِّلة بالانتهاء إلى أمره والانزجار عن نهيه ولا تجعلوا له في الربوبية والعبادة شريكاً تعظِّمونه تعظيمَكم إياه). وفي هذه العبارة أيضاً تفريق بين الربوبية والعبادة أي الألوهية.
الجلالين:
(واعبدوا الله) وحده (ولا تشركوا به شيئا و)
3 - الطبري:
وقال رحمه الله 16/ 39 في تفسير قوله تعالى: (فليعمل عملاً صالحاً ولا يشركْ بعبادة ربِّه أحداً) سورة الكهف (110). يقول: فليخلصْ له العبادةَ وليفردْ له الربوبية) والعبارة واضحة.
الجلالين:
(فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه) أي فيها بأن يرائي* (أحدا)
4 - الطبري:
وقال رحمه الله 23/ 182 عند تفسير قوله تعالى: (وما من إله إلا الله الواحد القهار) سورة ص (65): (يقول: وما من معبودٍ تصلحُ له العبادة وتنبغي له الربوبية إلا الله الذي يدين له كلُّ شيء ويعبده كلُّ خلقٍ ... ). وهذا تصريح آخر في التفريق بين العبادة (الالوهية) والربوبية.
الجلالين:
(وما من إله إلا الله الواحد القهار) لخلقه.
انتهى والحمد لله رب العالمين
يلاحظ انعدام تقرير توحيد الالوهية تماما في تفسير الجلالين في الايات المختارة وذلك بسبب الاصول الاشعرية للشيخين السيوطي والمحلي رحمهما الله. (*) وهذا يظهر جليا في آية (فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه) فالشرك في العبادة عندهما لا يتجاوز المراءاة! فقد قالا عن العبادة: ولا يشرك بعبادة ربه = أي فيها بأن يرائي* (أحدا).
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[17 - 06 - 10, 08:37 م]ـ
يلاحظ انعدام تقرير توحيد الالوهية تماما في تفسير الجلالين في الايات المختارة وذلك بسبب الاصول الاشعرية للشيخين السيوطي والمحلي رحمهما الله. (*)
السلام عليكم
أخي الكريم
قولك أن تفسير الجلالين منعدم من تقرير توحيد الألوهية غير صحيح
فمثلا:
في تفسير آية الكرسي:
"اللَّه لَا إلَه" أَيْ لَا مَعْبُود بِحَقٍّ فِي الْوُجُود "إلَّا هُوَ الْحَيّ" ... إلخ تفسير الآية
وكذلك في تفسير آل عمران آية 18:
"شَهِدَ اللَّه" بَيَّنَ لِخَلْقِهِ بِالدَّلَائِلِ وَالْآيَات "أَنَّهُ لَا إلَه" أَيْ لَا مَعْبُود فِي الْوُجُود بِحَقٍّ "إلَّا هُوَ"
يوسف: 106
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/121)
"وَمَا يُؤْمِن أَكْثَرهمْ بِاَللَّهِ" حَيْثُ يُقِرُّونَ بِأَنَّهُ الْخَالِق الرَّازِق "إلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ" بِهِ بِعِبَادَةِ الْأَصْنَام وَلِذَا كَانُوا يَقُولُونَ فِي تَلْبِيَتهمْ: لَبَّيْكَ لَا شَرِيك لَك إلَّا شَرِيكًا هُوَ لَك تَمْلِكهُ وَمَا مَلَكَ يَعْنُونَهَا
الأنبياء: 7
"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رَسُول إلَّا نُوحِي" وَفِي قِرَاءَة بِالْيَاءِ وَفَتْح الْحَاء "إلَيْهِ أَنَّهُ لَا إلَه إلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِي" أَيْ وَحِّدُونِي
هذه بعض الأمثلة
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[17 - 06 - 10, 08:42 م]ـ
أما بالنسبة لتقسيم التوحيد
فهذه فائدة نقلتها من جزء من مقال في موقع عقيدة السلف الصالح:
http://as-salaf.com/article.php?aid=34&lang=ar
وقد اجتمع كل ما ذكرناه مما يتمضنه التوحيد في آية واحدة:
في آية الكرسي: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255]
هذه أعظم آية في كتاب الله عز وجل، تشتمل على ربوبية الله ووحدانيته وعلى أسماء الله وصفاته، جمع الله فيها بين النفي والإثبات: نفي النقائص والعيوب عنه، وإثبات الكمال له سبحانه وتعالى.
سنقتصر على ذكر بعض أجزاءه التي فيها ذكر لكل ما يتضمنه توحيد الله عز وجل:
فتوحيد العبادة في قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} أي: لا معبود بحق إلا هو.
والربوبية في قوله تعالى {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} فهو مالك السماوات والأرض وما فيهن.
والأسماء والصفات في قوله {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وقوله {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}
واجتمع التوحيد كله أيضا في قوله تعالى: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) [مريم: 65]
الربوبية: {رب السماوات والأرض وما بينهما}
العبودية: {فاعبده واصطبر لعبادته}
في أسمائه وصفاته {هل تعلم له سميًّا} سميًّا: أي مثلا أو شبيها.
واجتمعت في سورة الفاتحة:
قوله تعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}: إثبات ربوبيته لكل الخلق.
وقوله {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}: ذكر لأسمائه وصفاته.
وقوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: توحيده في العبادة.
وفي سورة الناس:
الربوبية في قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}
والصفات في قوله (مَلِكِ النَّاسِ)
والألوهية/ العبودية في قوله {إِلَه (11) النَّاسِ}
وغير ذلك من الآيات والسور.
أما في السنة فقد اجتمعت في امتحان النبي صلى الله عليه وسلم لعدد من الجواري، فقد حصلت عدة أحداث احتيج فيها لاعتاق رقبة مؤمنة، فتنوعت أسئلته للجواري، ومن تلك الأسئلة:
1. «تشهدين أن لا إله إلا الله؟»:
عَنْ عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود:
أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجَارِيَةٍ لَهُ سَوْدَاءَ فَقَال: "يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَلَيَّ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً. فَإِنْ كُنْتَ تَرَاهَا مُؤْمِنَةً أُعْتِقُهَا.
فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ”أَتَشْهَدِينَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ “ قَالَت: "نَعَمْ."
قَالَ: ”أفَتَشْهَدِينَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ “ قَالَتْ: "نَعَمْ"
قَالَ: ”أَتُوقِنِينَ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْت؟ “ قَالَتْ: "نَعَمْ."
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ”أَعْتِقْهَا“ (12)
2. «من ربك؟»
عن الشَّرِيد (بن سويد الثقفي رضي الله عنه):
أَنَّ أُمَّهُ أَوْصَتْ أَنْ يُعْتِقَ عَنْهَا رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِك، َ فَقَال: "عِنْدِي جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ ْ نُوبِيَّةٌ، فَأَعْتِقُهَا؟ "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/122)
فَقَالَ: ”ائْتِ بِهَا“ فَدَعَوْتُهَا، فَجَاءَتْ،
فَقَالَ لَهَا: ”مَنْ رَبُّكِ؟ “ قَالَتْ: "اللَّهُ"
قَالَ: (مَنْ أَنَا؟) فَقَالَتْ: "أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ."
قَال: َ ”أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ“ [مسند الإمام أحمد] (13)
3. «أين الله؟»:
عن معاوية بن الحكم رضي الله عنه قال:
وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُعْتِقُهَا؟»
قَالَ: ”ائْتِنِي بِهَا“ فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقَالَ لَهَا: ”أَيْنَ اللَّهُ“، قَالَتْ: «فِي السَّمَاءِ.»
قَالَ: ”مَنْ أَنَا“ قَالَتْ: «أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ.»
قَالَ: ”أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ“ [صحيح مسلم]
فالأولى سؤال عن اعتقاد الجارية في وحدانية الله في العبادة.
والثانية سؤال عن ربها.
والثالث سؤال في صفة من صفات الله عز وجل، وهي علوه فوق خلقه.
فالله:
واحد لا رب سواه
واحد لا إله غيره
واحد لا مثل له
وما ذكرناه قد ذكره بعض السلف والعلماء في كلامهم في التوحيد، منهم:
قال البخاري (256 هـ) في صحيحه:
(بَاب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى)
فذكر فيه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ”يَا مُعَاذُ أَتَدْرِى مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ “ قَالَ: «اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ» قال: «أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا».ا. هـ وهذا توحيد الله في العبادة.
وذكر الحديث: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: َ”سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِك“َ فَسَأَلُوهُ فَقَالَ: «لِأَنَّهَاصِفَةُ الرَّحْمَنِ وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا» فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ”أخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ.“ وهذه في الربوبية والأسماء والصفات، كما هو بَيّن في معنى سورة الإخلاص، وكونه صفة الرحمن، الله عز وجل.
قال محمد بن نصر المروزي (294 هـ):
«الحمد لله الممتن على عباده المؤمنين بما دَلّهم عليه من معرفته، وشرح صدورهم للإيمان به، والإخلاص بالتوحيد لربوبيته، وخلع كل معبود سواه)
وقال في موضع آخر عند حديثه عن الإسلام والإيمان:
(إلا أن له أصلا وفرعًا فأصله الإقرار بالقلب عن المعرفة، وهو الخضوع لله بالعبودية، والخضوع له بالربوبية، وكذلك خضوع اللسان بالإقرار بالإلهية بالإخلاص له من القلب، واللسان، أنه واحد لا شريك له، ثم فروع هذين الخضوع له بأداء الفرائض كلها) (14)
قال ابن جرير الطبري (310 هـ): (يقول: فاعبدوا ربكم الذي هذه صفته، وأخلصوا له العبادة، وأفردوا له الألوهية والربوبية، بالذلة منكم له، دون أوثانكم وسائر ما تشركون معه في العبادة) (15)
وقال: (وأما قوله: {لا إله إلا هو}، فإنه خبرٌ منه تعالى ذكره أنه لا رب للعالمين غيرُه، ولا يستوجبُ على العبادِ العبادةَ سواه) (16)
قال أبو جعفر الطحاوي (321 هـ) في عقيدته المشهورة بالعقيدة الطحاوية:
(نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله: إن الله واحد لا شريك له،
ولا شيء مثله، [في الصفات]
ولا شيء يعجزه، [الربوبية]
ولا إله غيره.) [الألوهية وهي العبودية]
قال أبو منصور الأزهري (370 هـ):
("الواحد" في صفة الله تعالى له معنيان:
أحدهما: أنه واحد لا نظير له وليس كمثله شيء، والعرب يقول فلان واحد قومه، إذا لم يكن له نظير.
والمعنى الثاني: أنه إله واحد ورب واحد ليس له في ألوهيته وربوبيته شريك.) (17)
قال ابن بطة العكبري (387 هـ):
(وذلك أن أصل الايمان بالله الذي يجب على الخلق اعتقاده في إثبات الايمان به ثلاثة أشياء:
أحدها: أن يعتقد العبد آنيته (18) ليكون بذلك مباينا لمذهب أهل التعطيل الذين لا يثبتون صانعا.
والثاني: أن يعتقد وحدانيته؛ ليكون مباينا بذلك مذاهب أهل الشرك الذين أقروا بالصانع وأشركوا معه في العبادة غيره.
والثالث: أن يعتقده موصوفا بالصفات التي لا يجوز إلا أن يكون موصوفا بها من العلم والقدرة والحكمة وسائر ما وصف به نفسه في كتابه؛ إذ قد علمنا أن كثيرا ممن يقربه ويوحده بالقول المطلق قد يلحد في صفاته؛ فيكون إلحاده في صفاته قادحا في توحيده.
ولأنا نجد الله تعالى قد خاطب عباده بدعائهم إلى اعتقاد كل واحدة في هذه الثلاث والايمان بها.) (19)
قال أبو بكر الباقلاني (403 هـ):
(والتوحيد له هو: الإقرار بأنه ثابت موجود: وإله واحد فرد معبود ليس كمثله شيء.)
وقال في موضع آخر: (وكذلك قولنا أحد، وفرد وجود ذلك إنما نريد به أنه لا شبيه له ولا نظير، ونريد بذلك أن ليس معه من يستحق الإلهية سواه، وقد قال تعالى: {إنما اللّه إله واحد} ومعناه: لا إله إلا الله.) (20)
قال علي القاري (1014 هـ):
(أقول: فابتدأ كلامه سبحانه وتعالى في الفاتحة بالحمد لله رب العالمين، يشير إلى تقدير توحيد الربوبية المترتب عليه توحيد الألوهية المقتضي من الخلق تحقيق العبودية.) (21)
وغيرهم، اقتصرنا على من ذكرناهم اختصارًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/123)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 08:55 م]ـ
3 - الطبري:
وقال رحمه الله 16/ 39 في تفسير قوله تعالى: (فليعمل عملاً صالحاً ولا يشركْ بعبادة ربِّه أحداً) سورة الكهف (110). يقول: فليخلصْ له العبادةَ وليفردْ له الربوبية) والعبارة واضحة.
الجلالين:
(فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه) أي فيها بأن يرائي* (أحدا)
.
.
.
يلاحظ انعدام تقرير توحيد الالوهية تماما في تفسير الجلالين ((في الايات المختارة)) وذلك بسبب الاصول الاشعرية للشيخين السيوطي والمحلي رحمهما الله. (*) وهذا يظهر جليا في آية (فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه) فالشرك في العبادة عندهما لا يتجاوز المراءاة! فقد قالا عن العبادة: ولا يشرك بعبادة ربه = أي فيها بأن يرائي* (أحدا).
جزاكم الله خيرا أختنا الكريمة على المشاركة النافعة هل قرأتم جملة ((في الايات المختارة)) في هذه الفقرة:
يلاحظ انعدام تقرير توحيد الالوهية تماما في تفسير الجلالين ((في الايات المختارة)).
بالاضافة هل يمكنك تفسير الكلام الذي تم تخطيطه خاصة تفسيره شرك العبادة بأنه المراء فقط؟
وهو ما يجعلني أقول أن تفسيره ما معبود بحق إلا الله هو في التفريق بين (عبادة الاصنام و البقر الخ المخلوقات ممن اتخذ كإلاه عن عمد أو اتخاذ إله خالق غير الله) وبين (عبادة خالق المخلوقات الله الواحد القهار.).
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[17 - 06 - 10, 11:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا أختنا الكريمة على المشاركة النافعة هل قرأتم جملة ((في الايات المختارة)) في هذه الفقرة:
يلاحظ انعدام تقرير توحيد الالوهية تماما في تفسير الجلالين ((في الايات المختارة)).
أعتذر منك أخي الكريم
لم ارى ذلك الجزء مع أني قرأت الجملة على الأقل مرتين لكن سبحان الله لم ألاحظه
بالاضافة هل يمكنك تفسير الكلام الذي تم تخطيطه خاصة تفسيره شرك العبادة بأنه المراء فقط؟
بالنسبة لقوله تعالى (ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) فتفسيرها بأنها الرياء هو ما ورد عن السلف الصالح
وقد ذكر بعضها الإمام الطبري رحمه الله، مثل تفسير طاوس حيث قال:
جاء رجل، فقال: يا نبيّ الله إني أحبّ الجهاد في سبيل الله، وأحبّ أن يرى موطني ويرى مكاني، فأنزل الله عزّ وجلّ: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) "
بل إن الطبري رحمه الله نفسه فسرها بالرياء:
وقوله (وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) يقول: ولا يجعل له شريكًا في عبادته إياه، وإنما يكون جاعلا له شريكًا بعبادته إذا رائى بعمله الذي ظاهره أنه لله وهو مريد به غيره.
تفسير الطبري (18/ 135) تحقيق شاكر
وتفسيره الذي نقلته هو للذي قبله: (فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا)
وتفسير الجلالين تفسير مختصر جدًا فلا يُفصل في كل شيء.
كما أن السيوطي رحمه الله لا أظنه أشعري 100% ولكنه متأثر بهم في مسألة الصفات
والله أعلم
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 12:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
لقد بينت منهجي كما في بداية الموضوع من أنني حشرت ايات من الجلالين المقابلة لتفسير الطبري ولم أتكلف الرجوع الى الطبري ولا عمل مقارنة شاملة لكل آيات التوحيد والشرك.
ولقد استفدت من معرفة تفسير الطبري لاية الكهف تلك. بارك الله فيكم
للعلم للسيوطي هفوة في الاستعانة ليس المقام مناسبا لطرحها وهذا ما يجعل المرء يشك في فهمه لتوحيد الالوهية على منهج السلف كما جاء في الطبري مثلا.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 06 - 10, 12:29 ص]ـ
السيوطي رحمه الله أيضا متاثر بالصوفية
فلا غرابة في أن تكون لديه هفوة مرتبطة بشيء يعتقده أو يفعله الصوفية(64/124)
قيل عند قبر .. ما حكم هذا البيت: لأنال منه شفاعة .. أكرم به من شافع
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 05:34 م]ـ
بسم الله
زار قبر الامام الشافعي رحمه الله فقال:
زرت الإمام الشافعي .. لأن ذلك نافعي
لأنال منه شفاعة .. أكرم به من شافع
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 07:53 م]ـ
الطلب من الأموات هو أصل الشرك ...
وهل هذا إلاّ ما يفعله المشركون عند قبور من يعظّمون؟!
" وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ " يونس-18.
ثم من قال أن زيارة الميت توجب شفاعته لمن زاره؟! وليس في ذلك إلاّ الحديث الموضوع " من زار قبرى وجبت له شفاعتى " (ضعيف الجامع) (12382) قال الألباني: " موضوع ".
ثم هذا الموضوع المختلق لفظه خاصٌّ بالنبيّ (صلى الله عليه وسلم) فعمّمه أهل الإشراك ليشمل كلّ مَزُورٍ من أهل القبور؟!!
وهكذا الباطل يبدأ بشيءٍ يسير ثم يكبر حتى يستطير؟!!
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 08:40 م]ـ
لأنال منه شفاعة
بارك الله فيك أخي أبا عبد الله
لم أجد لهذا الصدر إلا المعنى الشركي. وهذا البيت ينسب لاحد القراء المشهورين!(64/125)
خوف السلف من فهم المتأخرين لكلامهم خلاف ما فهموه
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 08:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المشايخ الأفاضل، الإخوة والأخوات ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله تعالى ـ: عند بُعْدِ العهد بكلام السلف، وطول المدة، وانتشار كلام المتأخرين في معاني الحديث والفقه انتشارا كثيرا بما يخالف كلام السلف الأول، فتعين ضبط كلام السلف من الأئمة وجمعُهُ وكتابتُهُ والرجوع إليه، ليتميز بذلك ما هو مأثور عنهم مما أُحْدِثَ بعدهم مما هو مخالف لهم، وكان ابنُ مهدي يندم على أن لا يكون كتب عقب كل حديث من حديثه تفسيرَهُ".اهـ شرح علل الترمذي ج 1 ص 41
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 10:44 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
وبارك الله فيك ....
وأحسن إليك .....
وغفر لك ولوالديك ......
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 10:56 م]ـ
اكثر ما يغيظني أن تجد من ينتسب الى السنة وهو يدعو الاموات!
ماذا كان سيقول السلف لو رأوا ما يحدث اليوم إنها فتنة أشد من فتنة الجهمية إنه الانحراف المبين عن سبيل المرسلين
جزاك الله خيرا وبارك فيكم
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 01:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا ...
وبارك الله فيك ....
وأحسن إليك .....
وغفر لك ولوالديك ......
آمين وجزاك الله خيرا ... وبارك الله فيك ... وأحسن إليك ... وغفر لك ولوالديك ...
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 01:53 ص]ـ
اكثر ما يغيظني أن تجد من ينتسب الى السنة وهو يدعو الاموات!
ماذا كان سيقول السلف لو رأوا ما يحدث اليوم إنها فتنة أشد من فتنة الجهمية إنه الانحراف المبين عن سبيل المرسلين
جزاك الله خيرا وبارك فيكم
آمين وجزاك الله خيرا وبارك فيك ... صدقت أخي الحبيب(64/126)
موسوعة الرد على الاشاعرة
ـ[الياس الهاني]ــــــــ[17 - 06 - 10, 08:47 م]ـ
هذه بعض الكتب التي ردت على الاشاعرة لما رايت الحاح كثير من الاخوة عن مدى وجود ردود لاهل العلم عليهم وهي منقولة من منتدى اهل الحديث في تطوان:
الأشاعرة في ميزان أهل السنة - تأليف فيصل الجاسم. pdf (http://www.4shared.com/file/102054161/331c407a/al_ash3rah_______-_____.html)
الأشاعرة في ميزان أهل السنة - تأليف فيصل الجاسم. word (http://www.4shared.com/file/172839281/346575a4/_____-__.html)
مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات - أحمد القاضي. PDF/RAR (http://www.4shared.com/file/118879820/2385d867/_____-________.html)
حوار مع أشعري - الماتريدية ربيبة الكلابية-محمد بن عبد الرحمن الخميس. pdf (http://www.4shared.com/file/102053238/a8268a7b/hamrk____-_____.html)
التمييز في بيان أن مذهب الاشاعرة ليس مذهب السلف رد على كتاب "الاشاعرة أهل السنة"-حاي بن سالم الحاي أبو عمر. pdf (http://www.4shared.com/file/102047428/7b2796f/tmeez_____________.html)
منهج الأشاعرة في العقيدة -الكتاب الكبير - سفر الحوالي. pdf (http://www.4shared.com/file/102056572/1e0e40d6/____-__-__.html) ( الاصدار الثاني)
منهج الاشاعرة في العقيدة - سفر الحوالي. zip (http://www.4shared.com/file/102058620/6fee1cd5/____-__.html) ( الاصدار الاول)
موسوعة أهل السنة في نقد الأحباش والمذهب الأشعري - عبد الرحمن دمشقية ( http://www.4shared.com/file/91680138/2adf8bf0/____-__.html) (Doc) مضغوطة
موقف ابن حزم من المذهب الأشعري كما في كتابه الفصل في الملل والنحل - عبد الرحمن دمشقية. pdf (http://www.4shared.com/file/102091276/440b47f2/Asha3irah______________.html)
منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله تعالى - خالد عبد اللطيف محمد نور pdf (http://www.4shared.com/file/102094012/21660031/__________1.html) ( جزء 1 من 2)
منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله تعالى - خالد عبد اللطيف محمد نور pdf (http://www.4shared.com/file/102094032/135062b3/__________2.html) ( جزء 2 من 2)
الرد الشامل على عمر كامل - عبد الله الموجان الغامدي word مضغوط ( http://www.4shared.com/file/105194912/204cd695/_____.html)
تنبيه الخلف الحاضر على ان تفويض السلف لا ينافي الإجراء على الظواهر - العلامة بداه ولد البصيري. pdf (http://www.4shared.com/file/237240637/b8b70ce2/____________-____.html)
تنزيه السنة والقرآن عن أن يكونا من أصول الضلال والكفران - أحمد بن حجر آل بوطامي القطري. pdf (http://www.4shared.com/file/237369341/d4ca32b4/tanzih_sunna_-___________-____.html)
نقض كلام المفترين على الحنابلة السلفيين - العلامة أحمد بن حجر آل بوطامي القطري. pdf (http://www.4shared.com/file/237380642/8930500e/muftarin_botami_______-_______.html)
تبرئة السلف من تفويض الخلف - الشيخ محمد بن إبراهيم اللحيدان. pdf (http://www.4shared.com/file/237387664/cfb2af00/tabria-salaf______-_____.html)
نقض قول من تبع الفلاسفة في دعواهم أن الله لا داخل العالم ولا خارجه - الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس. pdf (http://www.4shared.com/file/237393726/f610dff8/na9d-9awl_______________-_____.html)
موقف ابن تيمية من الأشاعرة - عبد الرحمن المحمود. pdf (http://www.4shared.com/file/102058285/e262a80c/mta_______-___.html)
موقف إبن تيمية من الأشاعرة- عبد الرحمن المحمود. zip (http://www.4shared.com/file/102056134/9408883b/____-_____.html) ( الاجزاء الثلاثة معا)
موقف إبن تيمية من الأشاعرة- ج 1 - 3 عبد الرحمن المحمود. doc (http://www.4shared.com/file/102055952/379774de/____-__1-3____.html)
موقف إبن تيمية من الأشاعرة- ج 2 - 3 عبد الرحمن المحمود. doc (http://www.4shared.com/file/102055991/22b6a68/____-__2-3___.html)
موقف إبن تيمية من الأشاعرة- ج 3 - 3 عبد الرحمن المحمود. doc (http://www.4shared.com/file/102055971/9ca847e6/____-__3-3___.html)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/127)
أصول الفرق والأديان والمذاهب الفكرية-سفر الحوالي. pdf (http://www.4shared.com/file/102056554/c55b8761/____-_.html)
ملاحظات على البيجوري في شرح جوهرة التوحيد - عمر بن محمود أبو عمر. zip (http://www.4shared.com/file/105933254/9a22fb30/_______-_____.html)
منهج السلف والمتكلمين في موافقة العقل للنقل - جابر إدريس علي أمير. pdf (http://www.4shared.com/file/105782186/36a26d0c/_______-_____.html)
الأشاعرة ليسوا من أهل السنة والجماعة - الشيخ فلاح مندكار. rar (http://www.4shared.com/file/105780987/e5bfc4a9/______-___.html)
الحجج السلفية في الرد على آراء ابن فرحان المالكي البدعية - الشيخ عبد العزيز الريس. doc (http://www.4shared.com/file/105781007/9a0b124b/__________-_____.html)
تأكيد المسلمات السلفية في نقض الفتوى الجماعية بأن الأشاعرة من الفرقة المرضية - الشيخ عبد العزيز الريس. doc (http://www.4shared.com/file/105781016/f417139c/____________-_____.html)
تسفيه أدعياء التنزيه - عبد الله الخليفي. rar (http://www.4shared.com/file/105781024/31342173/___-___.html)
تنبيه النبيه و الغبي في الرد على المدراسي و الحلبي- العلامة أحمد بن إبراهيم بن عيسى. rar (http://www.4shared.com/file/105781536/c0eab3f5/_________-______.html)
رسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري وكتابه الإبانة عن أصول الديانة - إبراهيم بن درباس. zip (http://www.4shared.com/file/105781554/78be755f/____________-___.html)
ابن خلدون وآراؤه الاعتقادية، عرض ونقد.
تأليف: عبد الله عبد الرشيد عبد اللهعبد الجليل.
رابط الرسالة:
http://www.mediafire.com/download.php?imkln1mmjnm (http://www.mediafire.com/download.php?imkln1mmjnm)
- أبو الحسن الاشعري بين المعتزلة والسلف.
تأليف: هادي بن أحمد عليطالبي.
رابط الرسالة:
http://www.mediafire.com/download.php?ydmtm2wmnjr (http://www.mediafire.com/download.php?ydmtm2wmnjr)
أثر الفكر الاعتزالي في عقائد الأشاعرة، عرض ونقد.
تأليف: منيف بن عايش بن مرزمالنفيعي العتيبي.
رابط مباشر للجزء الأول:
http://www.archive.org/download/alas...alashaera1.pdf (http://www.archive.org/download/alashaera/alashaera1.pdf)
رابطمباشر للجزء الثاني:
http://www.archive.org/download/alas...alashaera2.pdf (http://www.archive.org/download/alashaera/alashaera2.pdf)
رابطمباشر للجزء الثالث:
http://www.archive.org/download/alas...alashaera3.pdf (http://www.archive.org/download/alashaera/alashaera3.pdf)
موقف شيخ الاسلام ابن تيمية من المعتزلة في مسائل العقيدة.
تأليف: قدرية عبدالحميد شهاب الدين.
رابط مباشر للرسالة:
http://www.archive.org/download/abntemeea/abntemeea.pdf (http://www.archive.org/download/abntemeea/abntemeea.pdf)
ملا علي القاري وآراؤه الاعتقادية في الإلهيات، عرض ونقد.
تأليف: مساعد بن مجيولبن صالح المطرفي.
رابط مباشر للجزء الأول:
http://www.archive.org/download/AL
قال الشيخ الألباني :
AREE/AL
قال الشيخ الألباني :
AREE1.pdf (http://www.archive.org/download/AL
قال الشيخ الألباني :
AREE/AL
قال الشيخ الألباني :
AREE1.pdf)
رابطمباشر للجزء الثاني:
http://www.archive.org/download/AL
قال الشيخ الألباني :
AREE/AL
قال الشيخ الألباني :
AREE2.pdf (http://www.archive.org/download/AL
قال الشيخ الألباني :
AREE/AL
قال الشيخ الألباني :
AREE2.pdf)
الشيخ محمد عبده وآراؤه في العقيدة الاسلامية، عرض ونقد.
تأليف: حافظ محمد حيدرالجعبري.
رابط مباشر للجزء الأول:
http://www.archive.org/download/moha.../mohammed1.pdf (http://www.archive.org/download/mohammed_124/mohammed1.pdf)
رابطمباشر للجزء الثاني:
http://www.archive.org/download/moha.../mohammed2.pdf (http://www.archive.org/download/mohammed_124/mohammed2.pdf)
البيهقي وموقفه من الإلهيات.
تأليف: أحمد بن عطية بن على الغامدي.
رابط مباشرللرسالة:
http://www.archive.org/download/albihake/albihake.pdf (http://www.archive.org/download/albihake/albihake.pdf)
الإمام أبوبكر الباقلاني وآراؤه الاعتقادية في ضوء عقيدة السلف.
تأليف: جوديصلاح الدين النتشة.
رابط مباشر للجزء الأول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/128)
http://www.archive.org/download/ALBA...ALBA
قال الشيخ الألباني :
LANE1.pdf (http://www.archive.org/download/ALBA
قال الشيخ الألباني :
LANE/ALBA
قال الشيخ الألباني :
LANE1.pdf)
رابطمباشر للجزء الثاني:
http://www.archive.org/download/ALBA...ALBA
قال الشيخ الألباني :
LANE2.pdf (http://www.archive.org/download/ALBA
قال الشيخ الألباني :
LANE/ALBA
قال الشيخ الألباني :
LANE2.pdf)
بشر المريسي وآراؤه الاعتقادية تأثراً وتأثيراً، دراسة نقدية في في ضوء مذهبالسلف.
تأليف: أحلام محمد سعيد باحمدان.
ولكني للأسف الرسالة ليست عنديكاملة، فرفعت الجزء الموجود عندي، والله المستعان.
رابط مباشر للرسالة:
http://www.archive.org/download/almerrese/almerrese.pdf (http://www.archive.org/download/almerrese/almerrese.pdf)
أبو المعين النسفي وآراؤه في التوحيد عرضًا ونقدًا على ضوء عقيدة السلف.
تأليف: صالح بن درباش بن موسى الخزمري الزهراني.
رابط مباشر للرسالة:
http://www.archive.org/download/alna.../alnasafee.pdf (http://www.archive.org/download/alnasafee_438/alnasafee.pdf)
منهج المتكلمين الفلاسفة المنتسبين للإسلام في الاستدلال علي وجود الله تعالي عرضونقد على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة.
تأليف: يوسف محمد صالح الأحمد.
تنبه: الرسالة عبارة جزئين، وليس لدي إلا الجزء الثاني فقط، فرفعته لأهمية الموضوع، واللهالموفق.
رابط مباشر للجزء الثاني من للرسالة:
http://www.archive.org/download/ALFA...ALFALASEFA.pdf (http://www.archive.org/download/ALFALASEFA/ALFALASEFA.pdf)
ابن أبي زيد القيرواني، عقيدته وموقفه من الفرق ومقاومته للبدع.
تأليف: محيالدين سليمان إمام مديلي.
رابط مباشر للرسالة:
http://www.archive.org/download/AL
قال الشيخ الألباني :
IRWANE/AL
قال الشيخ الألباني :
IRWANE.pdf (http://www.archive.org/download/AL
قال الشيخ الألباني :
IRWANE/AL
قال الشيخ الألباني :
IRWANE.pdf)
ابن كمال باشا وآراؤه الاعتقادية دراسة نقدية علي ضوء عقيدة السلف.
تأليف: سيدحسين سيد باغجوان.
رابط مباشر لمقدمة الرسالة:
http://www.archive.org/download/
قال الشيخ الألباني :
AMALEM/
قال الشيخ الألباني :
AMALEM.pdf (http://www.archive.org/download/
قال الشيخ الألباني :
AMALEM/
قال الشيخ الألباني :
AMALEM.pdf)
رابط مباشر للجزء الأول:
http://www.archive.org/download/
قال الشيخ الألباني :
AMALE/
قال الشيخ الألباني :
AMALE1.pdf (http://www.archive.org/download/
قال الشيخ الألباني :
AMALE/
قال الشيخ الألباني :
AMALE1.pdf)
رابطمباشر للجزء الثاني:
http://www.archive.org/download/
قال الشيخ الألباني :
AMALE/
قال الشيخ الألباني :
AMALE2.pdf (http://www.archive.org/download/
قال الشيخ الألباني :
AMALE/
قال الشيخ الألباني :
AMALE2.pdf)
الاقوال حوله:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=381
أزلية وأبدية أفعال الله تعالى عند المتكلمين عرض ونقد على ضوء عقيدة أهل السنةوالجماعة.
تأليف: عبد الله عبد الرشيد عبد الله عبد الجليل.
رابط مباشرللرسالة:
http://www.archive.org/download/azaleya/azaleya.pdf (http://www.archive.org/download/azaleya/azaleya.pdf)
الحكمة والتعليل في أفعال الله تعالى عند أهل السنة والجماعة (عرضودراسة).
تأليف: عبد الله بن ظافر بن عبد الله البكري الشهري.
رابط مباشرللجزء الأول:
http://www.archive.org/download/alhekma1/alhekma1.pdf (http://www.archive.org/download/alhekma1/alhekma1.pdf)
رابطمباشر للجزء الثاني:
http://www.archive.org/download/alhekma2/alhekma2.pdf (http://www.archive.org/download/alhekma2/alhekma2.pdf)
موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من الإمام فخر الدين الرازي في الإلهيات.
تأليف: إبتسام أحمد محمد جمال.
رابط مباشر لمقدمة الرسالة:
http://www.archive.org/download/MAW
قال الشيخ الألباني :
EFF/P.pdf (http://www.archive.org/download/MAW
قال الشيخ الألباني :
EFF/P.pdf)
رابط مباشرللجزء الأول للرسالة:
http://www.archive.org/download/MAW
قال الشيخ الألباني :
EFF/1.pdf (http://www.archive.org/download/MAW
قال الشيخ الألباني :
EFF/1.pdf)
رابط مباشرللجزء الثاني للرسالة:
http://www.archive.org/download/MAW
قال الشيخ الألباني :
EFF/2.pdf (http://www.archive.org/download/MAW
قال الشيخ الألباني :
EFF/2.pdf)
موقف الإمام أحمد بن حنبل من الزنادقة والجهمية.
تأليف: عيسى يوجا أرمصطفى.
رابط مباشر لمقدمة الرسالة:
http://www.archive.org/download/mawkeff_904/p.pdf (http://www.archive.org/download/mawkeff_904/p.pdf)
رابطمباشر للرسالة:
http://www.archive.org/download/mawkeff_904/1.pdf (http://www.archive.org/download/mawkeff_904/1.pdf)
أهل السنة والجماعة في المغرب وجهودهم في مقاومة الإنحرافات العقدية (من الفتحالإسلامي إلى نهاية القرن الخامس).
تأليف: إبراهيم علي التهامي.
رابط مباشرلمقدمة الرسالة:
http://www.archive.org/download/ahlalsunna_444/p.pdf (http://www.archive.org/download/ahlalsunna_444/p.pdf)
رابطمباشر للجزء الأول من الرسالة:
http://www.archive.org/download/ahlalsunna_690/1.pdf (http://www.archive.org/download/ahlalsunna_690/1.pdf)
رابطمباشر للجزء الثاني من الرسالة:
http://www.archive.org/download/ahlalsunna_168/2.pdf (http://www.archive.org/download/ahlalsunna_168/2.pdf)
الأشعرية في المغرب
دخولها، رجالها، تطورها وموقف الناس منها
من سلسلة: دراسات في العقيدة الإسلامية.
تأليف: الدكتور إبراهيم التهامي
الناشر: دار قرطبة - الجزائر
http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي http://img101.herosh.com/2009/06/11/811726178.jpg
زر هذه الصفحة ثم اضغط مباشرة على زر التحميل
http://www.pdfshere.com/up/index.*******.ewfile&id=1254 (http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=1254)
(http://www.zshare.net/download/acharia-rar.html)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/129)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 09:05 م]ـ
جزاك الله خيرا توجد بعض الكتب الاخرى على هذا الرابط
( http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=4160) http://www.alagidah.com/vb/images/icons/icon5.gif كتب في الرد على الأشاعرة ( http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=4160)
ـ[الياس الهاني]ــــــــ[17 - 06 - 10, 09:23 م]ـ
جزاك االله خيرا اخي الكريم ابو نسيبة
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 09:24 م]ـ
وجزاكم الله بمثله اخي الفاضل الهاني
ـ[سهل البطاينة]ــــــــ[20 - 06 - 10, 01:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا و بارك فيك
ـ[ابو علي الفلسطيني]ــــــــ[20 - 06 - 10, 01:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
ـ[أكرم الشيشاني]ــــــــ[20 - 06 - 10, 03:11 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك أخي الكريم
سؤال:
هل حقاً، أن الشيخ إبن العربي المالكي - رحمه الله -، كان أشعرياً أو على الأقل متأثراً بهم؟؟؟
مع العلم أن من يقول بهذا القول يستدل بعبارة وردت في كتاب العواصم من القواصم .. ، مع ذكر ما يدعم ذلك من كتبه ..
:)
ـ[الياس الهاني]ــــــــ[21 - 06 - 10, 02:20 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي سهل البطاينة و بارك فيك
وجزاك الله خيرا و بارك فيك اخي ابو علي
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته يا اخي اكرم ونرجو من الاخوة الكرام من يجيب عن سؤال اخينا اكرم
ـ[أرسان السنجقي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 04:47 م]ـ
هذه الموضوعة نافعة جدا لطلبة العلم, جزاكم الله خيرا إخوة الكرام!
إني وجدت هنا كثيرا من الكتب كنت أبحث عنها في الرد على الأشاعرة, و ذلك من قائمة الكتب التالة:
منهج السلف والمتكلمين في موافقة العقل للنقل
عداء الماتريدية للعقيدة السلفية –
الماتريدية – دراسة و تقويما
مصادر الاستدلال على مسائل الاعتقاد – عثمان على حسن,
عثمان على حسن – قواعد الاستدلال على مسائل الاعتقاد,
منهج الجدل والمناظرة في تقرير مسائل الاعتقاد عثمان بن علي حسن د
أبو الحسن الاشعري بين المعتزلة والسل
القواعد الكلية للأسماء والصفات عند السلف إبراهيم بن محمد البريكان م
شرح القواعد المثلي – عثيمين
حوار مع أشعري – محمد الخميس
موقف ابن تيمية من الأشاعرة - عبد الرحمن بن صالح المحمود
موقف شيخ الاسلام ابن تيمية من المعتزلة في مسائل العقيدة
الأشاعرة في ميزان أهل السنة
التمييز في بيان أن مذهب الأشاعرة ليس على مذهب السلف العزيز رد على كتاب –أهل السنة الأشاعرة
آراء الكلابية العقدية وأثرها في الأشعرية في ضوء عقيدة أهل السنة
مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات –عرض ونقد- أحمد بن عبد الرحمن القاضي م
الرد على من أنكر الحرف والصوت، للشيخ الإمام أبي نصر عبدالله بن سعيد السجزي -دراسة وتحقيق. محمد بن باكريم محمد باعبدالله سعودي
النفي في باب الصفات بين أهل السنة والجماعة والمعطلة. سعيداني أرزقي جزائري الدعوة العقيدة
تقرير أهل السنة من الحنفية لعقيدة السلف في الأسماء والصفات إسماعيل بن محمد عبدالغفور أفغاني الدعوة العقيدة
الاختلاف بين الأشاعرة والماتريدية في مسائل الإيمان والأسماء والصفات. في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. عبدالرحمن علي محمد المزعل
أدلة أهل السنة العقلية في الأسماء والصفات والقدر. أحلام بنت صالح الضبيعي
آراء الكلابية العقدية وآثرها في الأشعرية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. هدى ناصر محمد الشلالي
مقالة التشبيه وموقف أهل السنة منها
أسباب الخطأ في نسبة المسائل العقدية إلى السلف – دراسة عقدية. نورة بنت محمد المجرشي
التشبيه والتمثيل في الصفات وموقف الفرق منه علي بن سالم المري م
صفات الله تعالى الذاتية – جمع ودراسة - صالح بن محمد العيدان د
مسالك المتكلمين في رد الأحاديث والآثار المروية في صفات رب العالمين صادق سليم صادق د
صفات الله تعالى الفعلية عند السلف وعند مخالفيهم –دراسة عقدية- عبدالله بن عايض القحطاني د
الصفات الإلهية عند الفرق الإسلامية عبر العصور التاريخية سعد بن خلوفة بن زارع الشهري سعودي الدعوة العقيدة
بين أبي الحسن الأشعري والمنتسبين إليه في العقيدة خليل إبراهيم أحمد الموصلي عراقي الدعوة العقيدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/130)
تقرير أهل السنة من الحنفية لعقيدة السلف في الأسماء والصفات إسماعيل بن محمد عبدالغفور أفغاني الدعوة العقيدة
دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية عرض ونقد
التسلسل – كاملة الكرواي
تعليقات الشيخ محمد حامد الفقي على –الرد على بشر المريسي
الاختلاف في اللفظ و الرد علي الجهميه و المشبهه,
الإنتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشر
لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية شرح قصيدة ابن أبي داود الحائية في عقيدة أهل الآثار السل
شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم
أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة - محمد الخميّس – دكتوراه - جامعة الإمام عام 1412هـ طبعتها دار الصميعي
أسماء الله الحسنى – خمسة أجزاء - د/ محمود عبد الرازق الرضواني
قال الشيخ الألباني :
omplet دراسات في مباحث توحيد الأسماء والصفات - د. محمد بن خليفة التميمي
الفتوى الحموية الكبرى – دراسة و تحقيق الشيخ د. حمد بن عبد المحسن التويجري – ابن تيمية
جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية - محمد عزيز شمس
الشيخ عبد القادر الجيلاني وآراؤه الاعتقادية والصوفية – رسالة الدكتوراة
أقوال التابعين في مسائل التوحيد والإيمان
أسماء الله الحسنى وصفاته العليا من كتب ابن القيم
اجتماع جيوش الإسلامية –
إثبات صفة العلو - عبد الله أحمد بن قدامة المقدسي أبو محمد موفق الدين
صفة العلو لله الواحد القهار - ابن قدامة المقدسي
مختصر العلو للعلي الغفار - الذهبي
Zatim:
الأمثال القرآنية القياسية المضروبة للركن الأول من أركان الإيمان بالله عبدالله بن عبدالرحمن بن منصور الجربوع سعودي الدعوة العقيدة
الآيات الدالة على الله تعالى وفق نهج القرآن ومذهب السلف إبراهيم بن محسن محي الدين آل عيسى سعودي الدعوة العقيدة
شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري – عبد الله غنيمان
كتاب الإيمان من صحيح الإمام مسلم –دراسة وشرحا يوسف بن محمد الغفيص م
كتاب الإيمان من إكمال المعلم بفوائد صحيح مسلم
(كتاب خلق أفعال العباد للإمام محمد بن إسماعيل البخاري-دراسة وتحقيقا- فهد بن سليمان الفهيد د)
جهود الصحابة –رضي الله عنهم- في تقرير العقيدة والدفاع عنها لولوه بنت محمد المطرودي د
الآثار العقدية الواردة عن أئمة السنة في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي-جمعا ودراسة- علي بن سنوسي بن أحمد أبو حسبو م
الآثار العقدية الواردة عن السلف في كتاب التمهيد لابن عبد البر -جمعًا ودراسة. أبو بكر سالم شهال لبناني الدعوة العقيدة
الآثار العقدية الواردة في التمهيد لابن عبدالبر -جمعا ودراسة. أبو بكر سالم شهال لبناني الدعوة العقيدة
الآثار العقدية في مصنف عبدالرزاق -جمعا ودراسة. عبداللطيف شيخ عبدالرشيد هندي الدعوة العقيدة
الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة في "كتاب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر" -جمعا وتحقيقا ودراسة. توفيق طاس جزائري الدعوة العقيدة
الآثار الواردة عن أئمة السلف في توحيد الأسماء والصفات في تفسير ابن جرير الطبري -جمعا ودراسة. أبو بكر محمد ثاني نيجيري الدعوة العقيدة
الآثار الواردة عن أئمة السلف في معاني الآيات المتعلقة بتوحيد الألوهية في تفسير ابن جرير الطبري -جمعا ودراسة. رضا إسماعيل المجراب
الآثار الواردة عن أئمة السنة في أبواب الاعتقاد من كتاب "سير أعلام النبلاء" للإمام الذهبي -جمع وتخريج ودراسة. جمال أحمد بشير بادي
الآثار الواردة عن السلف في توحيد الربوبية والأسماء والصفات في تفسير الطبري إبراهيم بن عبد الله الحماد د
الأقوال المروية عن السلف في العقيدة في "كتاب حلية الأولياء" لأبي نعيم -جمعا وتحقيقا ودراسة- محمد بن بوبكر بن عمر بنعلي تونسي الدعوة العقيدة
الصفات الإلهية عند الفرق الإسلامية عبر العصور التاريخية سعد بن خلوفة بن زارع الشهري سعودي الدعوة العقيدة
جهود علماء السلف في الرد على النصارى من الفتح الإسلامي 92 حتى سقوط غرناطة892هـ0 خالد بن ناصر الغامدي د
جهود علماء السلف في تقرير العقيدة والدفاع عنها-كبار التابعين-0 علي بن عبد العزيز الشبل د
جهود علماء السلف في تقرير العقيدة والدفاع عنها (القرن الثاني الهجري) محمد بن أحمد خضي د
جهود علماء القرن الثالث الهجري في تقرير عقيدة السلف والدفاع عنها نسيم شحدة إسماعيل ياسين د
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/131)
منهج أهل السنة في تدوين العقيدة إلى نهاية القرن 3 ناصر بن يحيى الحنيني د
تدوين علم العقيدة من بداية القرن الرابع (301) إلى نهاية القرن السادس (600) مناهجه ومصنافته0 يوسف بن علي الطريف د
جهود علماء السلف في القرن الرابع الهجري في الرد على الصوفية- عبد الله بن محمد المطرود د
جهود علماء السلف في تقرير العقيدة والدفاع عنها في القرن الرابع الهجري زيد بن أحمد العبلان د
جهود علماء السلف في تقرير العقيدة والدفاع عنها (القرن الخامس) علي بن حسين يحيى د
جهود علماء السلف في القرن السادس الهجري في الرد على الصوفية- محمد بن أحمد الجوير د
جهود علماء السلف في تقرير العقيدة والدفاع عنها في القرن السابع الهجري علي بن محمد الشهراني د
جهود علماء السلف في القرن الثامن الهجري في الرد على الصوفية- جمعة بن خالد العنزي د
جهود علماء الدعوة السلفية في نجد في الرد على المخالفين من بداية القرن 13 إلى منتصف القرن الرابع عشر عبد الهادي بن عبد اللطيف الخليف م
جهود علماء نجد في تقرير الولاء والبراء في القرن 13 الهجري عبد الله بن محمد السند م
جهود علماء نجد في تقرير توحيد العبادة والتحذير من الشرك في القرن الثالث عشر الهجري عبد الرحمن بن عبد الله الشدي م
جهود علماء نجد-رحمهم الله – في بيان نواقض الإسلام في القرن الثالث عشر الهجري فهد بن محمد السليم م
دعاوى الإجماع عند المتكلمين في مسائل أصول الدين – عرض و نقد- ياسر بن عبد الرحمن اليحيى م
كتاب التوحيد لابن منده-القسم الأول- موسى بن عبد العزيز الغصن م
كتاب التوحيد للإمام ابن منده (القسم الثاني) محمد بن عبد الله الوهيبي م
كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل لابن خزيمة عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان د
كتاب السنة من سنن أبي داود-دراسة وشرحا- عبد الله بن صالح البراك م
كتاب خلق أفعال العباد للإمام محمد بن إسماعيل البخاري-دراسة وتحقيقا- فهد بن سليمان الفهيد د
الإيمان من جامع الصحيح للإمام البخاري –دراسة وشرحا- منيرة البدراني م
كتاب العلو للعلي العظيم وإيضاح صحيح الأخبار من سقيمها للإمام الذهبي عبد الله بن صالح البراك د
أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد (أحاديث الصفات) القسم الأول منصور بن عبد العزيز الحجيلي م
أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد بن حنبل (أحاديث الصفات) سعيد بن أحمد الغامدي م
آراء الفرق الإسلامية في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية (الكلابية والسالمية) 0 عبد الرحمن بن عبد الله الشدي د
آراء الفرق الإسلامية في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ومنهجه في عرضها (الباطنية) حمود بن غزاي الحربي د
آراء الفرق الإسلامية في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ومنهجه في عرضها (المرجئة) عبد الله بن محمد السند د
آراء الفرق الإسلامية في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ومنهجه في عرضها (الصوفية) محمد بن عبد الرحمن العريفي د
آراء الفرق الإسلامية في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ومنهجه في عرضها (الخوارج والشيعة) محمد بن ناصر السحيباني د
آراء الفرق الإسلامية في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ومنهجه في عرضها (الجهمية والمعتزلة) يوسف بن محمد السعيد د
أسماء الله الحسنى عبد الله بن صالح الغصن م
أحاديث العقيدة من مسند الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله – جمع ودراسة (أحاديث الأسماء والصفات) القسم الثاني أمين بن يحيى الوزان م
أصول الفلسفة وعلم الكلام في ضوء العقيدة الإسلامية شفيق أحمد الندوي د
مسائل الاعتقاد في سنن الدارمي جمال صفا خان تركستاني م
مسائل العقيدة في كتاب مشكل الآثار للطحاوي- عرض ودراسة- عبد الله بن صالح المشيقح د
الرسائل والمسائل المروية عن الإمام أحمد -رحمه الله تعالى - في العقيدة عبدالإله بن سلمان بن سالم الأحمدي سعودي الدعوة العقيدة السنة، لأبي بكر أحمد بن محمد الخلال (ت311هـ) "الأجزاء الثلاثة الأولى" -دراسة وتحقيق. عطية بن عتيق بن عبدالله الزهراني سعودي
ما ورد من نصوص وآراء في كتب التراث عن ابن أبي حاتم في كتابه المفقود الرد على الجهمية جمعاً ودراسة. فهد بن أحمد مسلم النمري
المجاز في الإلهيات عند المتكلمين في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. ابتسام فهد مشاري السعدون
منهج ابن القيم في مناقشة ظاهرة التعطيل في الفكر الإسلامي. أحمد عبدالعزيز محمد القصير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/132)
منهج أبي الحسن الأشعري في كتابه مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، دراسة وتقويم. عبدالعزيز بن ناصر البرادي د. عبدالله بن صالح البراك
منهج أبي المظفر الاسفراييني في كتابه التبصرة في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكة– عرض ودراسة. محمد عوض الشهري
منهج أبي بكر العربي وآراؤه في الإلهيات في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. سعد فلاح عبدالعزيز العريفي د. محمد أبوالغيط الفرت
منهج الاستدلال عند الإمام ابن القيم في دراسة مسائل الاعتقاد خالد عبدالعزيز محمد السيف د. عبدالقادر البحراوي
منهج الإمام النووي في تقرير مسائل الاعتقاد من خلال شرحه لصحيح مسلم في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. زكية يوسف مصباح أبو قرن
منهج وآراء الإمام ابن أبي العز الحنفي في العقيدة من خلال شرحه للطحاوية. عبدالله عبيد عباد العتيبي
منهج أبي الحسن الأشعري في كتابه مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، دراسة وتقويم. عبدالعزيز بن ناصر البرادي د. عبدالله بن صالح البراك
منهج أبي المظفر الاسفراييني في كتابه التبصرة في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكة– عرض ودراسة. محمد عوض الشهري
منهج أبي بكر العربي وآراؤه في الإلهيات في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. سعد فلاح عبدالعزيز العريفي د. محمد أبوالغيط الفرت
منهج الاستدلال عند الإمام ابن القيم في دراسة مسائل الاعتقاد خالد عبدالعزيز محمد السيف د. عبدالقادر البحراوي
منهج الإمام النووي في تقرير مسائل الاعتقاد من خلال شرحه لصحيح مسلم في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. زكية يوسف مصباح أبو قرن
منهج وآراء الإمام ابن أبي العز الحنفي في العقيدة من خلال شرحه للطحاوية. عبدالله عبيد عباد العتيبي
أصول الدين عند إمام أهل السنة أحمد بن حنبل (رضي الله عنه) عبد الله بن سليمان الجاسر د
أصول الدين عند أبي حنيفة محمد بن عبد الرحمن الخميس د
جهود ابن مفلح الحنبلي في تقرير العقيدة زياد بن حمد العامر م
منهج الإمام ابن كثير في تقرير عقيدة السلف علي بن حسين بن يحيى موسى م
منهج الإمام ابن منده في أصول الإيمان ومسائله-عرضا ودراسة- سعد بن عبد الله الماجد م
منهج الإمام أحمد في التعامل مع الفرق وأهل الأهواء والبدع عبد الرحمن بن عبد الله التركي م
منهج الإمام البخاري في تقرير العقيدة والدفاع عنها سعد بن بجاد العتيبي م
منهج الإمام البغوي في تقرير عقيدة السلف محمد بن عبد الله الخضيري م
منهج الإمام الذهبي في العقيدة وموقفه من المبتدعة سعيد بن عيضة الزهراني م
منهج الإمام المروزي في أصول الإيمان ومسائله سليمان بن محمد العثيم م
منهج الحافظ عبد الغني المقدسي في تقرير عقيدة السلف والرد على المخالفين محمد بن محمد بلخير الراجحي الشهري م
منهج الحافظ ابن عبدالبر في توحيد الأسماء والصفات صالح بن محمد بن علي العَقِيل سعودي الدعوة العقيدة
آراء ابن حبان في مسائل العقيدة ومنهجه في عرضها. عبدالعزيز عبدالله رشيد المبدل
الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في العقيدة محمد بن عبد الله السكاكر م
الإمام عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في تقرير العقيدة مع دراسة وإخراج كتاب: جواب أهل السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والزيدية ناصر بن سلمان السعوي م
جهود الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – في بيان مسائل التكفير أحمد بن جزاع الرضيمان م
منهج أئمة الدعوة في نجد في توحيد الأسماء والصفات من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلى آخر القرن الرابع عشر الهجري رياض بن حمد العمري م
الجهم بن صفوان وآراؤه الاعتقادية-عرض ونقد- خيرالله بن محمد طالب م
أصول الدين عند أبي حامد الغزالي –دراسة وتقويما- أحمد بن عوض الله الحربي د
منهج الإمام النووي في أصول الدين منيرة بنت حمود البدراني د
منهج الحافظ ابن حجر العسقلاني في تقرير العقيدة من خلال فتح الباري لولوه المطرودي م
الباقلاني وموقفه من الإلهيات – عرضاً ونقداً نسيم شحدة ياسين م
البغدادي و جهوده في تقرير عقيدة السلف و الرد على المخالفين إيناس بنت زيد الزيد م
المعتزلة وأصولهم الخمسة عواد بن عبد الله المعتق م
منهج القاضي البيضاوي في تقرير العقيدة –عرض ونقد- سعود بن عبد العزيز العقيل م
منهج القرطبي في أصول الدين أحمد المزيد م
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/133)
منهج المرتضى الزبيدي في دراسة العقيدة - في ضوء عقيدة أهل السنة و الجماعة - راجح بن عبد العزيز الراجح د
منهج الإمام عز الدين عبدالرزاق الرسعني الحنبلي وجهوده في تقرير عقيدة السلف. إبراهيم الناشري م
البعلبكية - ابن تيمية
- ابن تيمية - الواسطية
التدمرية - ابن تيمية
مجمل اعتقاد السلف - ابن تيمية
الأسماء و الصفات - ابن تيمية
العقيدة الحموية (ابن تيمية
الفتاوى الحموية (ابن تيمية
جواب اللعتراضات المصرية على الفتاوى الحموية - ابن تيمية
المراكشية - ابن تيمية
فتاوى في مسألة العلو - \ابن تيمية
جواب من قال: لا يمكن إثبات الصفات على ظاهرها مع نفي التشبيه
التسعينية – ابن تيمية
الصفدية – ابن تيمية
كتاب في محنته في مصر
كتاب مسائل المنثورة – ابن تيمية
شرح حديث النزول – لابن تيمية
كتاب الرد على الملحدة - ابن تيمية
كتاب في توحيد الفلاسفة على نظم ابن سينا - – ابن تيمية
منهاج السنة – ابن تيمية
بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية - ابن تيمية
إغاثة الغريق وإنارة الطريق - إجابات لشيخ الإسلام ابن تيميّة
بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة ابن تيمية
موقف ابن تيمية من فلسفة ابن رشد – ابن تيمية
(منهج ابن تيمية في تقرير عقيدة التوحيد)
شرح مسائل من الاربعين للرازي – ابن تيمية
إبطال الكلام النفسي – ابن تيمية
التسعينية – رد على الفخر الرازي و الكلام النفسي
النبوات
شرح عقيدة الأصفهاني – ابن تيمية
شرح أول كتاب الغزوني في أصول الدين – ابن تيمية
الاداب و التصوف – ابن تيمية
الاستقامة, وفيه الرد على رسالة القيشري
الفرقان – ابن تيمية
الواسطة بين الحق و الخلق – ابن تيمية
قاعدة في التوسل والوسيلة – ابن تيمية
الاستغاثة في الرد على البكري – ابن تيمية
قاعدة في الرد على أهل الاتحاد – ابن تيمية
المسائل الإسكندرية – ابن تيمية
قاعدة في الفناء و الاصطلام – ابن تيمية
إبطال قول الفلاسفة بقدم العالم - ابن تيمية
الكلام على إرادة الرب – ابن تيمية
اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم
علو الله على خلقه - د. موسى الدويش
اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية – ابن القيم
الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة و مخنصره - ابن القيم
شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل لابن القيم
بدائع الفوائد لابن القيم
ابن القيم - النونية و شروحها
(منهج ابن القيم في تقرير التوحيد (
) بيان موقف ابن القيم من بعض الفرق (
). ابن القيم وجهوده في الدفاع عن عقيدة السلف (
) جهود ابن القيم في توضيح توحيد العبادة (
) منهج الإمام ابن قيم الجوزية في شرح أسماء الله الحسنى (
القدر – عبد الله ابن وهب ( umro. 197)
الإيمان – القاسم بن سلام (224)
الإيمان – ابن أبي شيبة (235)
السنة لابن أبي شيبة
العرش و ما روي فيه – محمد بن عثمان ابن أبي شيبة (297)
الإيمان – ابن أبي عمر العدني (243)
الرد على الجهمية - لعثمان بن سعيد الدارمي (255)
الرد على بشر المريسي للدارمي
(مسائل الاعتقاد في سنن الدارمي جمال صفا خان تركستاني م)
خلق أفعال العباد - للبخاري (256)
الرد على الجهمية – البخاري
(كتاب خلق أفعال العباد للإمام محمد بن إسماعيل البخاري-دراسة وتحقيقا- فهد بن سليمان الفهيد د)
الفتن – حنبل بن إسحاق (273)
الحوض و الكوثر – بقي بن مخلد (276)
الأهوال – ابن أبي الدنيا (281)
المطر و الرعد و البرق - ابن أبي الدنيا
صفة الجنة - ابن أبي الدنيا
صفة النار - ابن أبي الدنيا
الرصا عن الله بقضائه و قدره - ابن أبي الدنيا
السنة – ابن أبي عاصم (287)
البدع – ابن وضاح (287)
الفتن – نعيم حماد (288)
كلام -نعيم بن حماد الخزاعي
السنة – عبد الله بن أحمد (290)
(منهج الإمام المروزي في أصول الإيمان)
السنة – محمد نصر المروزي (294)
القدر – الفريابي (301)
صفة النفاق و ذم المنافقين – الفريابي
البعث – ابن أبي داود (310)
السنة – أبو بكر الخلال (311)
التوحيد – ابن خزيمة (311)
(كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل لابن خزيمة عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان د)
مسألة سبحان – نطويه النحوي (323)
الشريعة – الآجري (360)
العظمة – أبو الشيخ الأصبهاني (369)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/134)
الرؤية – الدارقطني (385) تحقيق إبراهيم محمد العلي و أحمد فخري الرفاعي– مع دلائل نسبتها إلى الدارقطني
–الصفات - الدارقطني
النزول - الدارقطني
شرح مذاهب أهل السنة – ابن شاهين (385)
الإبانة – ابن بطة العبكري (387)
(منهج الإمام ابن منده في أصول الايمان ومسائله)
التوحيد - ابن منده
(كتاب التوحيد لابن منده-القسم الأول- موسى بن عبد العزيز الغصن م)
(كتاب التوحيد للإمام ابن منده (القسم الثاني) محمد بن عبد الله الوهيبي م)
الإيمان – ابن منده (395)
الرد على الجهمية - ابن منده
رؤية الله تعالى – ابن نحاس (416)
شرح أصول الاعتقاد – اللالكائ (428)
صفة الجنة – أبو نعيم الأصبهاني (430)
حديث أن لله تسعة و تسعين اسما - أبو نعيم الأصبهاني
السنن الواردة في الفتن – أبو عمرو الداني (444)
كلام - عبد الله بن المبارك
كلام - أبي العباس بن سريج
السنة - للطبراني
ولأبي أحمد العسال الأصبهانيين
السنة - لأبي ذر الهروي
الأصول- لأبي عمرو الطلمنكي
كلام- أبي عمر بن عبد البر
الرد على الجهمية - عبد الله بن محمد بن عبد الله الجعفي
كتاب الرد على الجهمية - لعبدالرحمن بن أبي حاتم
كتاب الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية المشبهة -لعبد الله بن مسلم بن قتيبة
الحيدة في الرد على الجهمية - أبو العباس عبد العزيز المكي
السنة -لأبي بكر بن الأثرم
كلام -إسحاق بن راهويه
كلام -يحيى بن سعيد
كلام -يحيى بن يحيى النيسابوري
كتاب الاعتقاد -لأبي يعلى الحنبلي
تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري - ابن عساكر الدمشقي
الكلام عبد الله بن المبارك
التوحيد لابن خزيمة
الكلام أبي العباس بن سريج
السنة للطبراني
كتاب العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني
ولأبي أحمد العسال الأصبهانيين
كتاب السنن للالكائي
السنة لأبي ذر الهروي
الأصول لأبي عمرو الطلمنكي
كلام أبي عمر بن عبد البر
(منهج ابن عبد البر في توحيد الأسماء والصفات)
الأسماء والصفات للبيهقي
البيهقي وموقفه من الإلهيات
الرد على الجهمية -عبد الله بن محمد بن عبد الله الجعفي
كتاب الرد على الجهمية لعبدالرحمن بن أبي حاتم
كتاب الرد على الجهمية والزنادقة – أحمد ابن حنبل
كتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل
(المسائل والرسائل المروية عن الامام أحمد بن حنبل في العقيدةجمع وتحقيق ودراسة)
(أصول الدين عند إمام أهل السنة أحمد بن حنبل)
كتاب الصفات، وكتاب رؤية الله جل جلاله لأبي الحسن الدارقطني
كتاب الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية المشبهة لعبد الله بن مسلم بن قتيبة
السنة لأحمد بن محمد هارون الخلال
الحيدة في الرد على الجهمية - أبو العباس عبد العزيز المكي
السنة لأبي بكر بن الأثرم
السنة لأبي داود السجستاني
(جهود الإمام أبي داود السجستاني في تقرير مسائل الاعتقاد)
(كتاب السنة من سنن أبي داود-دراسة وشرحا- عبد الله بن صالح البراك م)
كلام إسحاق بن راهويه
كلام يحيى بن سعيد
كلام يحيى بن يحيى النيسابوري
كتاب الاعتقاد لأبي يعلى الحنبلي
) منهج القاضي أبي يعلى في أصول الدين (
فهل من باقية؟؟؟ هل يوجد باقي الكتب المفيدة في هذا الموضوع على الانترنت؟
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[28 - 06 - 10, 05:03 م]ـ
أخي الفاضل أريد صوتيات mp3
ـ[المناوي الشافعي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 01:22 م]ـ
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
اللهم قيض لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويهدى به أهل معصيتك
شئ رائع جدا جدا
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 07:11 ص]ـ
السلام عليكم أخواني الكرام
ماشاء الله موسوعة كبيرة جدا في الرد على الأشاعرة لكن الشخص يتوه في وسط هذا الكم الهائل من الكتب أرجوا من الإخوة بيان كتاب أو كتابين يرونه أنفس ما كتب في الرد على الأشاعرة ودحض شبههم من الأساس والإتيان عليها من القواعد
وبهذا ينتفع الإخوة أكثر بإنتظار ترشيحات الإخوة الكرام
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[30 - 06 - 10, 07:16 ص]ـ
سملت يداك
ـ[معوذ]ــــــــ[22 - 10 - 10, 09:29 م]ـ
السلام عليكم أخواني الكرام
ماشاء الله موسوعة كبيرة جدا في الرد على الأشاعرة لكن الشخص يتوه في وسط هذا الكم الهائل من الكتب أرجوا من الإخوة بيان كتاب أو كتابين يرونه أنفس ما كتب في الرد على الأشاعرة ودحض شبههم من الأساس والإتيان عليها من القواعد
وبهذا ينتفع الإخوة أكثر بإنتظار ترشيحات الإخوة الكرام
وعليكم السلام
عليك بكتاب الشيخ سفر الحوالي منهج الأشاعرة في العقيدة (الصغير)
وكتاب الشيخ الريس تأكيد المسلمات السلفية في نقض الفتوى الجماعية
وهذا الرابط مفيد جدا
http://www.asha3ira.co.cc/
ولعل الإخوة يتحفوننا بما لديهم(64/135)
كتاب الجوهرة
ـ[ورشان]ــــــــ[18 - 06 - 10, 12:43 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
هناك مدرسة في بلدتنا يدرس فيها كتاب الجوهرة للطلبة و هم لا يعلمون ما يحمله الكتاب في طياته فإن تفضل الإخوة الكرام بمدنا ببعض المعلومات حول الكتاب و بالأحرى نريد أن نعرف مآخذ العلماء على هذا الكتاب و جزاكم الله كلّ خير
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 01:45 ص]ـ
إن كنت تقصد جوهرة التوحيد فهو كتاب التوحيد عند الاشاعرة
مؤلفه أشعري قبوري
وهذا رد على الكتاب
ملاحظات على البيجوري
في شرح جوهرة التوحيد
عمر بن محمود ابو عمر
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1329
ملاحظات على البيجوري في شرح جوهرة التوحيد مفهرسة
pdf صيغة
http://www.4shared.com/document/CLZX5J85/_______.html(64/136)
لمن هذا النظم في الشفاعة
ـ[تركي ابراهيم الجبل]ــــــــ[18 - 06 - 10, 04:32 م]ـ
الاخوة الفضلاء السلا عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فأني سمعت نظما في اقسام الشفاعة وانواعها أحد ابياتها
وان ترد مسائل الشفاعة في عقد اهل الاحق والجماعة
تصح ان توافر الشرطان الاول الاذن من الرحمن الخ
أريد بقية النظم واسم الناظم وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[18 - 06 - 10, 10:46 م]ـ
قلادة الزبرجد في نظم ما يعتقد لابن مقعد ص 111 - 112
وإن تردْ مسائلَ الشفاعهْ ** في عقدِ أهلِ الحقِّ والجماعهْ
تصحُّ إن توفرَ الركنانِ ** الأولُ الإذنُ من الرحمنِ
فانظرهُ في أولِ آي "يونس" ** وآية الكرسيِّ لا تلتبسِ
وبعدَهُ الرضا فلا تختلطِ ** دليلهُ في " الأنبياء" فاضبطِ
واجتمعَ الركنانِ ياذا العزمِ ** في آي "طه" وذا في " النجم "
وإن تسلْ عن عدةِ الأنواعِ ** فقد أتتْ فاظفرْ بالانتفاعِ
أولُهَا: التي هي المقامً ** تحمدُهُ لأجلها الأنام
إن طالَ بالخلقِ مقامً الحشرِ ** يشفعُ في الحسابِ كيما يجري
خُصَّ بها بها من إنسهِ والجنةِ ** وبعدها: استفتاحه للجنة
فتفتحَ الأبوابُ للدخولِ ** بعد شفاعةٍ من الرسولِ
وبعدها يُشفعُ الرسولُ ** في عمهِ أتتْ بذا النقولُ
لم يرضَ عنه ربُّه وإنما ** تعذيبُه خُفِّفَ في جهنمَ
ـ[تركي ابراهيم الجبل]ــــــــ[18 - 06 - 10, 11:07 م]ـ
جزاك الله خيرا يا ابا الحسن ونفع بك وجعلك مباركا أينما كنت وغفر لك ولوالديك وللمسلمين(64/137)
انواع الشرك
ـ[أبوعبدالله الذماري اليماني]ــــــــ[18 - 06 - 10, 06:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يذكر بعض اهل العلم
ان الشرك قسمان أكبر واصغر ((واظن انهم يدخلون الخفي في الاصغر))
ويذكر اخرون
انه ثلاثة
اكبر واصغر وخفي
هل الخلاف لفظي
ام زيد القسم الثالث لاعتبارات عقدية
ومن يفيدنا في علماء متقدمين لهم كلام في تقسميات التوحيد وتفريعاته
وحدوده
اكن لكم شاكرا
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 09:45 م]ـ
الشرك الأكبر: كأن يصرف العبادة لغير الله مثل من يصلي للصنم بدل الصلاة لله أو يحكم بحكم الطاغوت بدل حكم الله
الشرك الأصغر: كأن يصرف العبادة لله لكن يغير فيها من أجل غير الله مثل من يصلي لله لكن يحسن صلاته من أجل أن أحداً يراه أو أن يكون حاكماً بحكم الله العام لكن يغير في حكمه في قضية معينة من أجل أن المحكوم عليه قريب له فيخفف عنه
الشرك الخفي: كأن يصرف العبادة لله لكن يغير فيها لحظ نفسه و لهذا سمي خفياً لأنه غير ظاهر لا يمكن إنكاره مثل من يصلي لله لكن لا يطمئن اتباعاً لهواه أو من يكون حاكماً بحكم الله العام لكن يغير حكمه في قضية معينة من أجل أنه يكره المحكوم عليه فيغلظ عليه
هناك رسالة لابن حجي من أئمة الدعوة في هذه المسألة موجودة في مجموعة التوحيد النجدية
على كل حال فليبشر أهل اليمن بخير الدنيا و الآخرة إذا عملوا بالتوحيد و و ضعوا مذاهب المشركين تحت أقدامهم كل العز الذي فيه أهل نجد كما يقول الشيخ مقبل الوادعي حيث كان يقول أنه لا يزال في نجد من يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر كله بسبب التوحيد فشمروا يا عباد الله
اللهم أعز الإسلام و المسلمين و أذل الشرك و المشركين
ـ[ابو صالح حمود]ــــــــ[22 - 06 - 10, 04:31 م]ـ
بارك الله فيكم
ورحم علماء المسلمين ,, أمين ,(64/138)
التحذير من الدعوة إلى وحدة الأديان - فضيلة الشيخ بكر أبو زيد
ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[19 - 06 - 10, 12:03 م]ـ
إن الدعوة إلى هذه النظرية الثلاثية، تحت أي من هذه الشعارات، إلى توحيد دين الإسلام الحق الناسخ لما قبله من الشرائع، وما عليه اليهود والنصارى من دين دائر كل منهما بين النسخ والتحريف، هي أكبر مكيدة عُرِفت لمواجهة الإسلام والمسلمين اجتمعت عليها كلمة اليهود والنصارى بجامع عِلتهم المشتركة: "بُغض الإسلام والمسلمين". وغلفوها بأطباق من الشعارات اللامعة، وهي كذبة خادعة ذات مصير مروع مخوف.
فهي في حُكم الإسلام: دعوة بدعية، ضالَّة كُفرية، خطة مأثم لهم، ودعوة لهم إلى ردة شاملة عن الإسلام؛ لأنها تصطدم مع بدهيات الاعتقاد، وتنتهك حرمة الرُّسل والرسالات، وتبطل صدق القرآن، ونَسخه لجميع ما قبله من الكتب، وتبطل نَسخ الإسلام لجميع ما قبله من الشرائع، وتبطل ختم النبوة والرسالة بمحمد عليه الصلاة والسلام، فهي نظرية مرفوضة شرعاً، محرمة قطعاً بجميع أدلة التشريع في الإسلام من كتاب وسُنَّة وإجماع، وما ينطوي على ذلك من دليل وبرهان.
لهذا لا يجوز لمسلم، يؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، الاستجابة لها، ولا الدخول في مؤتمراتها وندواتها واجتماعاتها وجمعياتها، ولا الانتماء إلى محافلها، بل يجب نبذها ومنابذتها والحذر منها والتحذير من عواقبها، واحتساب الطعن فيها والتنفير منها وإظهار الرفض لها، وطردها عن ديار المسلمين، وعزلها عن شعورهم ومشاعرهم، والقضاء عليها ونفيها، وتغريبها إلى غربها، وحجرها في صدر قائلها، ويجب على الولي المسلم إقامة حد الردة على أصحابها بعد وجود أسبابها وانتفاء موانعها، حمايةً للدين وردعاً للعابثين، وطاعةً لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وإقامةً للشرع المطهر.
وأن هذه الفكرة إن حظيت بقبول من يهود ونصارى، فهم جديرون بذلك؛ لأنهم لا يستندون إلى شرع مُنَزَّل مؤبد، بل دينهم إما باطلٌ محرف، وإما حقٌ منسوخ بالإسلام، أما المسلمون فلا والله، لا يجوز لهم الانتماء إلى هذه الفكرة؛ لانتمائهم إلى شرع مُنَزَّل مؤبد كله حق وصدق وعدل ورحمة.
وليعلم كل مسلم عن حقيقة هذه الدعوة: أنها فلسفية النزعة، سياسية النشأة، إلحادية الغاية (انظر كتاب: "الإيمان" لعثمان عبد القادر الصافي ص114) تبرز في لباس جديد لأخذ ثأرهم من المسلمين: عقيدةً وأرضاً ومُلكاً‘ فهي تستهدف الإسلام والمسلمين في:
1. إيجاد مرحلة التشويش على الإسلام، والبلبلة في المسلمين، وشحنهم بسيل من الشبهات والشهوات؛ ليعيش المسلم بين نفس نافرة ونفس حاضرة.
2. قَصْر المد الإسلامي واحتوائه.
3. تأتي على الإسلام من القواعد، مستهدفة إبرام القضاء على الإسلام واندراسه، ووهن المسلمين، ونزع الإسلام من قلوبهم ووأده.
4. حل الرابطة الإسلامية بين العالم العلام الإسلامي في شتى بقاعه؛ لإحلال الأخوة البديلة اللعينة: "أخوة اليهود والنصارى".
5. كف أقلام المسلمين وألسنتهم، عن تكفير اليهود والنصارى وغيرهم ممن كَفَّرَهُم اللهُ وكَفَّرَهُم رسوله صلى الله عليه وسلم إن لم يؤمنوا بهذا الإسلام ويتركوا ما سواه من الأديان.
6. وتستهدف إبطال أحكام الإسلام المفروضة على المسلمين أمام الكافرين من اليهود والنصارى وغيرهم من أمم الكفر ممن لم يؤمن بهذا الإسلام ويترك ما سواه من الأديان.
7. وتستهدف كف المسلمين عن ذروة سنام الإسلام: الجهاد في سبيل الله.
8. وتستهدف هدم قاعدة الإسلام وأصله: "الولاء والبراء" و"الحب والبغض في الله"، فترمي هذه النظرية الماكرة إلى كسر حاجز براءة المسلمين من الكافرين، وومفاصلتهم، والتَدَيُّن بإعلان بغضهم وعداوتهم، والبُعْد عن موالاتهم وتوليهم، وموادتهم وصداقتهم.
9. وتستهدف صياغة الفِكر بروح العداء للدين في ثوب وحدة الأديان، وتفسيخ العالم الإسلامي من ديانته، وعزل شريعته في القرآن والسُّنَّة عن الحياة، حينئذ يسهل تسريحه في مجاهل الفِكر، والأخلاقيات الهدامة، مُفَرَّغاً من كل مقوماته، فلا يترشح لقيادة أو سيادة، وجَعْل المسلم في محطة التلقي لما يُملى عليه من أعدائه وأعداء دينه، وحينئذٍ يَصِلون إلى خِسة الغاية: القفز إلى السلطة العالمية بلا مقاوم.
10. وتستهدف إسقاط جوهر الإسلام، واستعلائه وظهوره وتميزه، بجَعْل دين الإسلام المُحْكَم المحفوظ مِن التحريف والتبديل، في مرتبة متساوية مع غيره من كل دين مُحَرَّف منسوخ، بل مع العقائد الوثنية الأخرى.
11. وترمي إلى تمهيد السبيل: "للتبشير بالتنصير" والتقديم لذلك بكسر الحواجز لدى المسلمين، وإخماد توقعات المقاومة من المسلمين، لسبق تعبئتهم بالاسترخاء والتبلد.
12. ثم غاية الغايات: بسط جناح الكفرة من اليهود والنصارى والشيوعيين وغيرهم على العالم بأسرِه والتهامه، وعلى العالم الإسلامي بخاصة، وعلى الشرق الأوسط بوجه خاص، وعلى قلب العالم الإسلامي وعاصمته: "الجزيرة العربية" بوجه أخص، في أقوى مخطط تتكالب فيه أمم الكفر وتتحرك من خلاله لغزوٍ شامل ضد الإسلام والمسلمين بشتى أنواع النفوذ: الفكري والثقافي والاقتصادي والسياسي، وإقامة سوق مشترك لا تحكمه شريعة الإسلام، ولا سَمْع فيه ولا طاعة لخُلُق فاضل ولا فضيلة ولا كسب حلال، فيفشو الربا وتنتشر المفسدات، وتُدَجَّن الضمائر والعقول، وتشتد القوى الخبيثة ضد أي فطرة سليمة وشريعة مستقيمة.
هذا بعض ما تستهدفه هذه النظرية الآثمة، وإن من شدة الابتلاء أن يستقبل نزرٌ من المسلمين ولفيفٌ من المنتسبين إلى الإسلام هذه النظرية ويركضوا وراءها إلى ما يُعقد لها من مؤتمرات ونحوها، وتعلو أصواتهم بها، مُسابقين هؤلاء الكفرة إلى دعوتهم الفاجرة وخطتهم الماكرة، حتى فاه بعض المنتسبين إلى الإسلام بفكرته الآثمة: "إصدار كتاب يجمع بين دفتيه: القرآن الكريم، والتوراة، والإنجيل".
كتبه: فضيلة الشيخ بكر أبو زيد، رحمه الله
الرئيس السابق لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، وعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء سابقًا.
مِن كتاب: الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/139)
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 04:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا ...
وبارك الله فيك ....
وأحسن إليك .....
وغفر لك ولوالديك ......
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[20 - 06 - 10, 06:41 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و الله يا أخوه هذا موضوع خطير أصاب الشباب المسلم و بلغ إلي الحد الكفر و إنكار النصوص و سأشاركم بما حدث لي علي موقع الفاس بوك ففي الصورة الثانيه ينكر النصوص القرانية و يقول لي هذا من فتاوي شيوخ الظلمات
76698
76699
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[20 - 06 - 10, 06:51 ص]ـ
الصورة التالية أستشهد من القرءان الكريم و يرد علي بالفرنسية بالتالي
أنا لا أقول هذا و لا أعترف بهذا النص
{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} 85 - آل عمران
قال الله تعالى: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعًا} (سورة الأعراف / 158)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/29953_1202766448894_1820598216_382770_557020_n.jpg
ـ[محمودماهر]ــــــــ[20 - 06 - 10, 07:06 م]ـ
فهي في حُكم الإسلام: دعوة بدعية، ضالَّة كُفرية،
هذا هو الملخص جزاك الله خيرا ماذا بعد البدعه والضلال والكفر’’ انتهى ...(64/140)
غدا عندي مناظرة مع نصارى وأحتاج هذه المعلومة
ـ[أبو حبيب]ــــــــ[19 - 06 - 10, 06:56 م]ـ
إخواني الأفاضل أنا في أحد الدول الأجنبية و مناظرتنا غداً عن الأخطاء النحوية في القرآن الكريم " زعموا "
وسوف اطرح عليهم مقدمات منها أن العرب لم تنتقد على الرسول عليه الصلاة والسلام أي خطأ نحوي أو لغوي
فهل سبق وأن اعترضت العرب على خطأ في عربية القرآن سواء من قريش أو من عاصرهم من الأعراب والأمصار؟
ووجدت هذا الأثر في أحد المواقع النصرانية وهو يسقط حجتي في الحقيقة
حدثنا ابومعاوية عن هشام بن عروة عن ابيه قال: سالت عائشة عن لحن القران عن قوله تعالى ان هذان لساحران وعن قوله تعالى {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة} وعن قوله تعالى {ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئون} فقالت: يا ابن اختي هذا عمل الكتاب اخطئوا في الكتاب.
وأيضاً:
حدثنا حجاج عن هارون بن موسى، أخبرني الزبير بن الحريث عن عكرمة قال: لما كتبت المصاحف عرضت على عثمان فوجدت فيها حروفاً من اللحن، فقال: لا تغيروها فإن العرب ستغيرها: أوقال: ستعربها بألسنتها
فهل من يخبرني عنه هل هو صحيح السند أم لا؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 07:27 م]ـ
هل "يوجد" اخطاء فى كتابه القرأن؟
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=1201
ـ[أبو البهاء]ــــــــ[19 - 06 - 10, 07:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا بد للمناظر في مسألة الإلمام بها، فأنت تناظرهم في النحو ويظهر من استشكالك أنك لم تقرأ في كتب إعراب القرآن، فارجع إليها تجد البيان الشافي عن ذلك.
وهذه الشبهة ما هي إلا ليوهموا الناس أن القرآن ليس كلام الله وأنه من عند محمد (صلى الله عليه وسلم) ولذا وقع فيه اللحن الذي يزعمون، ولو أوتوا رأيا لذهبوا إلى غير ذلك، إذ النبي صلى الله عليه وسلم من أفصح العرب وهم قريش وما كانت هذه الواضحات لتغيب عليه وهو يقرأ القرآن وأصحابه ليل نهار.
وأرى أنه ولو كان السند ضعيفا فليس هذا برد عليهم، فهم يقولون وإن ضعف السند فما جوابك على هذا، والجواب كما ذكرت في كتب إعراب القرآن، فعد إليها وتأمل.
وإن كنت ضعيفا في النحو فلا تذهب فيظن الناس بالحق ضعفا.
ـ[محمود أمير]ــــــــ[19 - 06 - 10, 10:28 م]ـ
إلى الأخ أبو حبيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقول لك شيئا مهما عند مناظراتك لأى إنسان
أولا: يكون مقصدك ابتغاء مرضات الله.
ثانيا: تستعيذ أنت ومن تناظره بالله من الشيطان الرجيم، خشية أن يلقنه الشيطان ما يسكتك به.
ثالثا: جادل بالحسنى ولا تعيب فى ملته حتى لا يتعنت، وجادل بالتى هى أحسن.
رابعا: جهز مواضيعك قبل المناظرة.
وأخيرا أسال الله القدير أن يجعلك هاديا مهديا
أخوك محمود أمير
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[19 - 06 - 10, 10:35 م]ـ
انظر كتاب (رسم المصحف - دراسة لغوية تاريخية، د. غانم قدوري الحمد، ص 212، الطبعة الأولى). [تجده هنا ( http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1435) ] .
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 10:53 م]ـ
ثانيا: تستعيذ أنت ومن تناظره بالله من الشيطان الرجيم، خشية أن يلقنه الشيطان ما يسكتك به.
جزاك الله خيرا مميزة
ـ[ابو علي الفلسطيني]ــــــــ[20 - 06 - 10, 12:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اسأل الله تعالى ان يوفقك في مناظرتك ... ويظهر حجتك ويخذل عدوك ... وهذا رابط مفيد جدا باذن الله تعالى ....
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=75989
وان احتجت لشيء اخي الحبيب فلا تتردد بالسؤال وباذن الله نقدم لك ما يفيد ....
ـ[ابو علي الفلسطيني]ــــــــ[20 - 06 - 10, 12:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وهذا رابط اخر يناقش مرويات امير المؤمنين عثمان رضي الله عنه في هذا الباب ...
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=94841
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 12:35 ص]ـ
أسال الله عز وجل لك الثبات
أسال الله عز وجل لك الثبات
أسال الله عز وجل لك الثبات
أسال الله عز وجل لك الثبات
أسال الله عز وجل لك الثبات
أسال الله عز وجل لك الثبات
آمين آمين آمين
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[22 - 06 - 10, 03:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخانا الحبيب
لقد قرأت للتو ما قلتم، لكن ما نتيجة المناظرة، وفقكم الله، وهلا تفضلتم علينا بتقيمكم لها.(64/141)
طلب هام مذهب أهل السنة في أفعال العباد معلوم ولكن لي سؤال:
ـ[أحمد يس]ــــــــ[20 - 06 - 10, 03:58 ص]ـ
الإخوة الكرام ..
مذهب أهل السنة في أفعال العباد معلوم ولكن لي سؤال:
هل البداية من العبد ثم يوفقه الله تعالى وقبل هذه البداية لا يوجد ما يسمى هداية الله وإضلاله لأحد؟
أم البداية هي الهداية والإضلال ثم يفعل العبد الطاعات أو المعاصي؟
وطبعاً على كل سؤال استشكالات وردود وتفصيلات.
قرأت كلام ابن القيم في شفاء العليل فلم اهضم كلامه -والعلة عندي- وسألت بعض مشايخنا فدلني على كتاب الدكتور محمد عبد الله دراز (المختارات من كنوز السنة) وأخبرني أنه تحدث عن هذه المسألة بالتفصيل والكتاب ليس بحوزتي وليس في استطاعتي الحصول عليه هذه الآونة وليس أيضاً متوفراً على الشبكة.
وقرأت بالأمس كلاماً عليه بعض الاستشكالات للدكتور البوطي في شرح أول حكمة من الحكم العطائية.
وطلبي:
أرجو أن تدلوني على مراجع معاصرة -ولتكن متوفرة على الشبكة- تتحدث عن هذه المسألة بالتفصيل بلغة مبسطة لا تخلو من التفصيل.
ولكم من الله الأجر.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[20 - 06 - 10, 09:26 ص]ـ
ستجد ما يفيدك بخصوص هذا السؤال في هذه الثلاثة مواقع:
1 - موقع الشيخ ابن باز.
2 - موقع الشيخ ابن عثيمين.
3 - موقع الإسلام سؤال وجواب.
ـ[أحمد يس]ــــــــ[20 - 06 - 10, 12:32 م]ـ
أريد دراسة محكمة فيها ذكر أقوال أهل العلم والترجيح بينها وقد قرأت هذا البحث (موقف الفرق الإسلامية من أفعال العباد):
http://www.iugaza.edu.ps/ar/periodical/articles/ خلق%20أفعال%20العباد. pdf
فوجدته ينسب أقوالاً غير صحيحة لبعض الفرق فأريد رسالة محكمة.
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 03:18 م]ـ
عليك بكتاب خلق أفعال العباد للإمام البخاري .. فالآثار تنير لك الطريق .. وتبين لك ما أشكل .. وبها تزن كلام العلماء.
ثم بعد ذلك ابحث في كتب ابن تيمية وراجع كلام ابن القيم في النونية وشرحها للهراس.
وفقك الله لما يحب ويرضى
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 03:43 م]ـ
وهذه بعض النقول من شرح الشيخ صالح آل الشيخ على الطحاوية من الشاملة .. أنقلها لما فيها من تبسيط وتيسير وأبدأ من كلامه على القدر ثم الكسب ثم خلق أفعال العباد ..
قال حفظه الله:
شرح العقيدة الطحاوية - صالح آل الشيخ - (ج 1 / ص 244)
[المسألة الخامسة]:
أنّ الناس في القَدَرْ الذين خالفوا أهل السنة والجماعة، لهم فِرَقْ كثيرة وهذه الفرق ترجع إلى فرقتين:
1 - الأولى القدرية.
2 - الثانية الجبرية.
@ ويُعنى بالقدرية: الذين أنكروا القدر، إما أنكروا كل المراتب، أو أنكروا بعض مراتب القَدَرْ التي ذكرنا لك.
@ ويُعنى بالجبرية: الذين يزعمون أنَّ الإنسان لا اختيار له وأنه مجبور.
& أولاً: القدرية:
القدرية فرق يُلَخَّصْ اختلافهم في أنَّ:
1 - الفرقة الأولى: هم الغلاة الذين كانوا يُنكرون عِلْمَ الله - عز وجل - السابق فيقولون: إنَّ الله - عز وجل - لا يعلم الشيء إلا بعد وقوعه والأمر أُنُفْ، كما كان يقول معبد الجُهَنِي وغيلان الدمشقي وجماعة من الأولين.
وهؤلاء هم الذين أنكروا علم الله السابق، فقالوا: إنَّ الله لا يعلم الأشياء حتى تقع والأمر أنف؛ يعني مستأنف جديد غير معلوم وغير مُقَدَّر له قبل ذلك.
وهؤلاء هم الذين كفَّرَهُم السلف وكفَّرَهُم الصحابة كابن عمر وابن عباس وغير أولئك، وذلك لأنهم أنكروا مرتبة العلم، والله - عز وجل - ذكر عِلْمَهْ، فمعنى ذلك أنهم ردُّوا حكم الكتاب ومن رد حكم الكتاب فهو من الكافرين.
وهؤلاء هم الذين قال فيهم السلف (ناظروا القدرية بالعلم فإن أقروا به خُصِمُوا وإن جحدوه كفروا).
وهذه الفرقة ذهبت ولا يُعْرَفْ أنها عقَّبَتْ وارثاً في الأعْصُرْ المتأخرة.
2 - الفرقة الثانية: وهم القدرية المتوسطة: المعتزلة والشيعة الرافضة والزيدية ومن نحا نحو أولئك.
وهؤلاء لا يُنْكِرُونَ جميع المراتب؛ ولكن يُنْكِرُونَ بعض الأشياء في بعض المراتب.
فيقولون: إنَّ المشيئة ثابتة لكن ليست عامة.
ويقولون: إنَّ الخلق ثابت ولكن ليس عامَّاً.
وسُمُّوا بالقدرية لأنهم ينفون بعض مراتب القدر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/142)
وهذه الفرقة باقية إلى الآن المعتزلة موجودة الآن، الزيدية والرافضة والفرق موجودة في أمصار كثيرة من بلاد المسلمين، وهؤلاء هم الذين يأتي إن شاء الله ذكر بعض شبههم والرّد عليها بإذنه تعالى.
& ثانياً: الجبرية:
أما الجبرية فهم أيضا فِرَقْ منهم:
1 - الفرقة الأولى: هم الغلاة، وهم الذين يقولون إنَّ الإنسان مجبور على كل شيء، وحركاته كحركة الريشة في مهب الهواء، وكحركة الخشبة في البحر فإنَّ الأمواج تتقاذفها وليس لها اختيار، وكذلك الريشة يُقَلِّبُهَا الهواء وليس لها اختيار.
العبد يقولون ليس له اختيار وإنما هو مفعول به في كل أحواله، سواء من ذلك الطاعات والمعاصي، فَصَلَّى مجبوراً، وصام مجبوراً، وسرق مجبوراً، وغشّ مجبوراً.
ويقولون: إنَّ أفعال الله - عز وجل - غير مُعَلَّلَة، فقد يُدْخِلْ الله - عز وجل - إبليس الجنة، وقد يُدْخِلْ آدم النار؛ يعني من لازِمِ مذهبهم، فإنه لا تعليل في أفعال الله، قد يُعَذّب المطيع الصالح، وقد يُعْطِي ويُنَعِّم الكافر الطاغوت.
لماذا؟
لأنَّهُ يقول هؤلاء فَعَلُوا بغير اختيارهم، فالله سبحانه وتعالى هو الذي أَجْبَرَ هذا أَجْبَرَ هذا، فله أن يَقْلِبَ الأمور لأنَّ هذا ما فعل الذنب باختياره، نعوذ بالله من الأقوال الضالة.
وهؤلاء يمثّلهم -يعني الجبرية- يمثلهم طوائف من الصّلحاء في الزمن الأول ممن رأوا الفَنَاء في شهود الأمر الكوني.
وممن قال أيضاً بهذا القول جهم ومن اتَّبَعَهُ، وأيضاً قال به طوائف من غلاة الصوفية يرون أنهم ليس لهم فعل البتة، فأفعالهم الظاهرة كحركة أمعائهم لا اختيار لهم فيها.
2 - الفرقة الثانية: و هم الأشاعرة والماتريدية ومن نحا نحوهم ممن غَلَوا في إثبات المشيئة، مشيئة الله - عز وجل - وخلقه، وقالوا إنَّ الإنسان ليس مجبوراً على كل حال؛ ولكن هو مجبور باطناً لا ظاهراً؛ يعني في الباطن مجبور ما يتحرك بإرادته ولكن في الظاهر تصرفاته بإرادته، فَيُحَاسَبُ على تصرفاته الظاهرة، وأما الذي دَفَعَهُ في الحقيقة فهو أمر باطن مُجْبَر عليه من الله - عز وجل -.
وهذا في الحقيقة قولٌ بالجَبْرْ، ومشهور أنَّ الأشاعرة جبرية.
ولهذا لما عُرِضْت هذا الاعتراضات، اعْتُرِضْ على الأشعري في الحساب والعقاب والثواب قال: إنَّ الأفعال يُحَاسَبْ عليها العبد ويُنَعَّمْ ويُعَذَّبْ لأنه كسبها، وكَسْبُهُ لها من فعله.
فإذاً يُعَاقَب ويُثَاب على ما كسب، والله - عز وجل - يقول {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة:286] فأخذ من لفظ (كَسَبَ) في القرآن أنَّ الفعل الظاهر كَسَبَهُ العبد، يعني عمله فهو يحاسب على ما ظهر.
وهذا الكسب عنده في الواقع ابتدأه أبو الحسن الأشعري دون سابق في هذه الأمة، فلهذا نَظَرَ أصحابه في تعريف الكسب، إيش معنى الكسب هذا الذي أحدثه الأشعري لقاء قوله بالجبر الباطن؟
يقول إنَّ الإنسان يُفعل به وهو يَفْعَلْ، والأمر يحصل عند حركة الإنسان، مثل قطع السكين للخبزة، أو تكسير العصا للحجر، فإذا ضَرَبَ الإنسانُ الحجر بالعصا، يقول: إنَّ الحجر تنكسر لا بالضرب؛ ولكن عند الضرب، يعني كَسَرَ الله الحجر لا بِضَرْبِ الإنسان ولكن عند ضربه.
يعني أنَّ الحجر ليس له خاصية الانكسار بضرب العصا، والعصا ليست لها خاصية الكَسْرْ -كسر الحجر-، والإنسان ليس فيه خاصية أنَّهُ يحمل العصا على الحقيقة ويكسر على الحقيقة.
ولهذا سماهم السلف نفاة التعليل ونفاة الأسباب، يعني ليس ثَمَّ شيء يُنْتِجُ شيئاً ليس ثم سَبَب يُنْتِجُ مُسَبَّبَاً
عندهم كل شيء يحصل بخلْقٍ له منعزل عن غيره، لا بأسباب غيره.
فالماء إذا نزل على الأرض نبت العشب لا بالماء، ولكن عند الإلتقاء.
وما جاء في القرآن من ذكر حرف الباء {وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ} [النمل:60] يعني لفظ {بِهِ} هذا يفسرونه بعنده هذا كثير في التفاسير فتنتبه لهم.
إذاً خلصوا إلى أنَّ الإنسان يكسب العمل.
وتفسير الكسب، كيف يَجْمَعْ ما بين الجبر الظاهر والجبر الباطن بالكسب اختلف فيه الأشاعرة على أقوال كثيرة وخلاصتها أنه لا مُحَصَّلَ لها وأنه مجبور لا مختار.
ولهذا قال القائل في البيت المعروف في بعض كتب العقائد المطولة قال:
مما يقال ولا حقيقة تحته معقولةً تدنو لذي الأفهام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/143)
الكسب عند الأشعري والحال عند البهشمي وطفرة النظام (1)
هذه ثلاثة أشياء لا حقيقة لها اخترعها أصحابها دون حقيقة.
إذا تبين لك ذلك فلفظ الكسب له عدة استعمالات، أو الكسب عند الناس له ثلاث استعمالات، أو الناس في الكسب لهم ثلاثة أقوال -يعني بما تراه-:
1 - الأول: الكَسْبْ عند الأشاعرة هذا أوضحناه لك.
2 - الثاني: كَسْبٌ بمعنى العَمَل، ما يعمله الإنسان باختياره ورغبته يكون كَسْبَاً له لأنه حَصَّلَهُ.
مثل ما تقول: كسبتُ مثلا كذا من المال لأنَّه .... عمل شيئا فَحَصَّلْ هذا المال.
كذلك الأعمال الصّالحة كَسْبٌ له؛ لأنه بذل فيها وعمل فكسب.
وكذلك الأعمال السيئة عليه لأنه كسبها بجهده.
وهذا هو المعنى الذي جاء في الكتاب والسنة، فمن استعمل الكسب في هذا المعنى فهو صحيح؛ لأنه قد جاء في القرآن والسنة مثل {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة:286]، ولفظ الكسب في القرآن كثير.
فإذاً هذا المعنى واضح وصحيح.
ترجعون في تقسيم الكسب إلى الأقوال الثلاثة والحُجَجْ فيه؛ لأنه مهم إلى كتاب ابن القيم شفاء العليل.
طولنا عليكم نرجئ بقية المباحث إن شاء الله إلى الأسبوع القادم. نكتفي بهذا القدر لأجل عدم الإطالة وإن شاء الله نلتقي بكم على خير حال.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
__________
(1) قال شيخ الإسلام في رسالة له ضمن مجموع الفتاوي -أقوم ما قيل في القضاء والقدر والحكمة والتعليل-ولهذا صار الناس يسخرون بمن قال هذا ويقولون: ثلاثة أشياء لا حقيقة لها طفرة النظام وأحوال أبي هاشم وكسب الأشعري.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
ذكرنا بعض المسائل التي تتعلق بمذهب أهل السنة والجماعة في باب القدر، وآخر ما تكلمنا عليه تفسير الكَسْبْ عند الناس ونجعلها مسألة مستقلة أحسن فنقول:
[المسألة السادسة]:
لفظ الكَسْبْ جاء في القرآن في ذِكْرِ ما للمكلف وما عليه، فقال سبحانه {ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (1) وقال - عز وجل - {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} [البقرة:225] ونحو ذلك من الآيات.
ولمَّا جاء لفظ الكسب في القرآن وفي السنة أيضاً جاء مذهب أهل السنة والجماعة بإثبات كَسْبْ المرء وتفسير الكَسْبْ بما دلت عليه النصوص وهو أنَّ كَسْبَ المرء هو عمله.
فالكسب هو العمل والفعل، فقوله سبحانه {لَهَا مَا كَسَبَتْ} يعني لها ما عملت، فالعمل هو الكَسْبْ، ودلّ على ذلك أنه - عز وجل - قال {وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ} [النحل:111]، وفي الآية الأخرى {مَا كَسَبَتْ} فدلّ على أنَّ الكَسْبْ هو العمل.
والناس أعني المذاهب الثلاثة المشهورة في باب القَدَرْ وهي مذهب الجبرية والقدرية وطريقة أهل السنة والحديث كلٌّ فسر الكَسْبْ على حسب معتقده:
1 - مذهب القَدَرِيَّةْ:
فسَّرَ القدرية -وهم نُفاة القدر الذين يقولون: إنَّ العبد يخلق فعل نفسه وأنَّ الله - عز وجل - لا يخلق فعل العبد من المعتزلة ومن شابههم- قالوا: إنَّ معنى الكَسْبْ في هذه الآيات هو إيجاد العبد للفعل، وشَبَّهُوهُ بكسب التجارة فإنَّ كسب التجارة فعل، كما قال - عز وجل - {أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ} [البقرة:267] فما كَسَبَ الإنسان من التجارة أنفقوا من طيبات ما كسبتم، {يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [البقرة:267]، فَذَكَرْ الكسب في معرض التجارة فقالوا كذلك هو في فعله يكسب العمل الصالح كما يجتهد في كَسْبْ التجارة.
فإذاً جعلوا الكَسْبْ هو إيجاد العبد الفعل على مذهبهم في خلق أفعال العباد.
وذلك أنَّ لفظ الكَسْبْ فيه شيء من الاحتمال، ولهذا فسرته كل طائفة على مذهبها.
2 - مذهب الجبرية:
والجبرية -كما ذكرنا لكم طرفاً من مذهبهم في قول الأشاعرة والجهمية- الجبرية فَسَّرُوا الكَسْبْ بأشياء كثيرة وبعبارات متنوعة لا حاصل معها على التحقيق، وذكرت لكم قول الشاعر أو قول أحد العلماء:
مما يقال ولا حقيقة تحته معقولة تدنو لذي الأفهام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/144)
الكسب عند الأشعري والحال عند البهشمي وطفرة النظام
فحين اخترع الأشعري مذهبه الذي هو جَبْرٌ باطن لا جَبْراً ظاهرا، لما [ ..... ] ووجد في لفظ الكَسْبْ في الكتاب والسنة مخرجاً له فقال الأعمال كسب.
كيف يتوافق هذا مع قوله في القَدَرْ؟
قال: الكَسْبْ عبارة عن تعلق القُدْرَةْ بالحال أو غير ذلك من التفاسير.
واختلف أصحابه في تفسير الكَسْبْ على هذا الاصطلاح الذي هو كسب الجبر.
كيف يكون للإنسان كسب وهو مجبور؟
اختلفوا في تفسير الكَسْبْ على أوجه كثيرة أكثر من عشرة أوجه، وكلها راجعة إلى نوع من التعلق ما بين القدرة والإرادة والعمل والتكليف، وهذا فيه صعوبة في الربط بينها.
ولذلك أهل العلم حتى الأشاعرة قال محققوهم: إنه لا حصيلة تحت هذه العبارة التي هي عبارة الكَسْبْ على خلاف معنى العمل.
3 - مذهب أهل السنة والجماعة:
أما القول الثالث في الكَسْبْ فهو قول أهل العلم والسنة والحديث من الصحابة رضوان الله عليهم فمن بعدهم فإنهم قالوا إنَّ الكَسْبَ هو العمل وهو الفعل، والله - عز وجل - قال {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}، وفَرَّقَ ما بين الكَسْبْ والاكتساب مع أنَّ كثيراً من أهل العلم يجعلون الكَسْبَ والاكتساب بمعنى واحد؛ لكن في الآية قال {لَهَا مَا كَسَبَتْ} يعني في الخير، {وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} فجعل الاكتساب فيه زيادة في المَبْنَى؛ لأنّ فيه نوع كُلْفَة، فالخير موافق للفطرة فَيَكْسَبُهُ الإنسان لموافقته لفطرته مع أنَّه تكليف، وأمّا الشر والرَّدَى والضلال فإنه مخالف لفطرته.
لذلك إتيان المحرمات وإتيان الموبقات ونحو ذلك على ما في الإنسان ربما من الشهوة لبعض ذلك لكن يحتاج معه إلى أن يُعْمِلَ نفسه، يعني أن يُتْعِبَ نفسه ويخالف فطرته في أن يأتي تلك الموبقات.
لذلك زاد المبنى ليدل على أنها فيها نوع كَلَفَة ومشقّة في ما يعمله المرء من الشر، قال {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} يعني من الشر.
فجعل أهل السنة الكسب بمعنى العمل.
__________
(1) البقرة:281، آل عمران:161.
[المسألة السابعة]:
وهذه المسألة متعلقة بمعنى خلق الله - عز وجل - لفعل العبد، وتحقيق مذهب أهل السنة والجماعة في ذلك.
فقد قلنا: إنَّ الإنسان عَمَلُهُ من خير أو شر يضاف إليه حقيقة، فهو الذي عَمِلَ الخير حقيقة وهو الذي عَمِلَ الشر حقيقة.
ومع ذلك لا يقال: إنه خَلَقَ فعله، بل هو عَمِلَهُ ويُضَافُ إليه لأنه كَسَبَهُ وعَمِلَه.
وأما خَلْقُ الفِعْلِ فالله - عز وجل - هو الذي خَلَقَ سبحانه وتعالى.
وبيان ذلك في الفَرْقْ ما بين أهل السنة والجماعة وما بين مذهب القدرية و المعتزلة وأشباه هؤلاء:
أنَّ العبد كَسَبَ العمل وعَمِلَ العمل حقيقة؛ لأنَّ ذلك العمل نتج عن شيئين فيه من الصفات لا يمكن له أن يُحْدِثَ العَمَلْ إلا بوجود هاتين الصفتين:
فالصّفة الأولى: هي صفة القدرة التامة.
والصّفة الثانية: هي الإرادة الجازمة.
فإذا كان عند العبد قدرة تامة وإرادة جازمة حَصَلَ له الفعل.
تَوَجَّهَتْ قدرته التامة -يعني ليس بعاجز- وإرادته الجازمة -يعني ليس بمتردد- تَوَجَّهَتْ للشيء فعمله.
فيكون الفعل حدث: بقدرة العبد وبإرادته.
1 - بقدرته التامة.
2 - وبإرادته الجازمة.
فالذي تكون قدرته ناقصة لا يُحْدِثْ الفعل.
والذي تكون إرادته مترددة لا يُحْدِثْ الفعل.
مثلاً الإتيان إلى المسجد للصلاة: شخص لا يستطيع أن يأتي إمَّا لمرض أو لغير ذلك فهذا ربما عنده إرادة لكن ليس عنده قدرة، ولذلك لا يحصل منه (الفعل-العمل-الكسب) وهو إتيان المسجد.
آخر عنده قدرة تامة ولكن ليس عنده إرادة البتة ليس عنده إرادة لإتيان المسجد فلا يمكن بالقدرة أن يُحْدِثْ الإتيان.
وقد يكون عنده إرادة لكن عنده تردد، ما جَزَمَ على الإتيان فلا تتحرك جوارحه وآلاته؛ لأنَّ إرادته ليست جازمة.
فإذاً العمل -فعل العبد- عند أهل السنة والجماعة لا يمكن أن يحدث إلا بقدرة تامة وإرادة جازمة.
وقدرة العبد صفة من صفاته لم يُقْدِرْ هو نفسه باتفاق الناس.
وإرادة العبد صفة من صفاته لم يُحْدِثْ- إرادة نفسه ويختار الإرادة يعني أن يكون مريدا بنفسه-، وإنما الله - عز وجل - هو الذي خَلَقَ فيه القدرة وآلات القدرة وخلق فيه الإرادة وله الإرادة ومقتضيات الإرادة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/145)
فإذاً ما نَتَجَ عن خلق الله - عز وجل - في الأمرين فهو مخلوق لله - عز وجل -.
ففعل العبد نتج عن الإرادة والقدرة وهما مخلوقان.
فنتج شيء عن خلق الله - عز وجل -، فإذاً هو مخلوق لله - عز وجل - لأنَّ الله سبحانه وتعالى جعل العمل نتيجة للقدرة والإرادة.
مثل النبات: أنزل الله - عز وجل - من السماء ماءً فأنْبَتَ به أزواجاً من نبات شتى.
الماء نَزَلْ، والأرض موجودة، فبِسَبَبِ الماء وبسبب الأرض خرج النبات.
فهل يقال: إنَّ النبات خلقه الماء والأرض؟
ليس كذلك باتفاق المسلمين، باتفاق الناس، لم؟
لأنَّه نتيجة لنزول الماء الذي هو مخلوق باتفاق القدرية وأهل السنة، ونتيجة لنزول الماء على الأرض والتراب، والتراب والأرض مخلوق باتفاق أهل السنة والجماعة والقدرية والناس جميعاً.
فإذا كان كذلك كان ما ينتج عنهما وهو النبات مخلوق؛ لأنه نتج عن شيئين اجتمعا (الماء والتراب) وما نتج عن مخلوقين فإذاً له نفس الحكم.
إذا تبين ذلك فإذاً نقول أهل السنة والجماعة في تقريرهم في خلق أفعال العباد استدلوا بالآية كما ذكرنا لكم من قبل {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الزمر:62]، وبقوله تعالى {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات:96]، وأيضاً استدلوا بهذه القاعدة وهو أنَّ عمل العبد لا ينتج إلا عن هاتين الصفتين.
لهذا إذا لم يعط الله - عز وجل - العبد القدرة فإنه يرفع عنه التكليف «صلّ قائما فإن لم تستطع فقاعداً» (1) {لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} [النور:61].
وإذا لم يُعْطِهِ الإرادة كأن يكون مجنوناً لا يريد، أو كان صغيراً إرادته لا تتوجه إلى شيءٍ بِجَزْمْ مع عقل فإنه أيضاً يكون التكليف مرفوعاً عنه لأنَّ الفعل لا يتوجه إليه.
الحقيقة إذاً أنَّ العبد ابْتُلِيَ بهذه الصفات التي فيه.
ابتلي بالصفات الجسمانية هذه كلها ومنها صفة القدرة وصفة الإرادة.
إذاً فَتَحَصَّلَ لك أَنَّ معنى خلق أفعال العباد والدليل عليها هو ما ذكرنا من الأدلة من القرآن.
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم «إن الله صانع كل صانع وصنعتِه» (2) يعني صَنَعْ الناس وصَنَعَ أيضاً ما يصنعون.
ولهذا نقول إنَّ الدليل على خلق أفعال العباد واضح من الكتاب والسنة، وأيضاً مما قرّرنا لك من صفات الإنسان وما ينتج عن ذلك من الدليل العقلي.
وثَمَّ بسط كثير في الاستلال على هذه المسألة محله المطولات.
هذه ألفاظ ترد معك في مباحث القدر لا بد أن تعرفها بوضوح ثم بعد ذلك إذا قرأت ما شئت من الكتب في باب القدر ستكون واضحة إن شاء الله تعالى لك.
__________
(1) البخاري (1117) / أبو داود (952) / الترمذي (372) / ابن ماجه (1223)
(2) المستدرك (85)
[المسألة الثامنة]:
معنى الاستطاعة التي وَصَفَ الله - عز وجل - بها المكلف ونفاها عن بعض فقال في النفي {وَكَانُوا لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعَا} [البقرة:267]، والعبد مستطيع: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ واسْمَعُوا وأَطِيعُوا} [التغابن:16].
فالعبد أُثْبِتَتْ له استطاعة ونُفِيَتْ عنه استطاعة.
والاستطاعة التي أثْبَتَها ربنا - عز وجل - للعبد غير الاستطاعة التي نفاها.
وهذه المسالة مسألة الاستطاعة فيها بحثٌ طويل مع القدرية والجبرية معاً، وسيأتي تفصيل الكلام عليها إن شاء الله تعالى في آخر شرح الطحاوية؛ لأنه تعرض لها الطحاوي في أواخر هذه العقيدة المختصرة.
[المسألة التاسعة]:
في معنى إضلال الله - عز وجل - من أَضَلْ، وهدايته من هَدَى.
إذا كنا نقول إنَّ الإنسان غير مجبور على الضلال وغير مجبور على الهدى.
فما معنى قوله {يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ} (1) وهذا من احتجاجات الجبرية؟
ما معنى {وَمَن يَشَإِ اللهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الأنعام:39]؟
ما معنى {مَن يَهْدِ اللهُ فَهُوَ المُهْتَد} [الكهف:17]؟
ما معنى {مَن يَهْدِ اللهُ فَهُوَ المُهْتَدي} [الأعراف:178]؟
ما معنى {مَن يُضْلِلِ اللهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُم فِي طُغْيَانِهِم يَعْمَهُونَ} [الأعراف:186]؟
ونحو ذلك من الآيات التي فيها لفظ الإضلال والاهتداء لله - عز وجل - وفق مشيئته سبحانه وتعالى وإرادته.
هذه المسألة ضل فيها الناس ومن أجلها ضَلَّت الجبرية والقدرية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/146)
وهي مرتبطة في بيانها بمسألة التوفيق والخذلان.
فالله - عز وجل - عَلَّقَ الإضلال بمشيئته وعلق الهداية بمشيئته.
ونعلم أنَّ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فما شاء الله - عز وجل - خَلَقَهُ، الذي يشاؤه سبحانه وتعالىأن يكون فإنه يكون، والذي يشاء الله - عز وجل - ألا يكون فإنه لا يكون.
إذا كان كذلك فإنَّ حدوث الهداية وحدوث الضلال نتيجة لأشياء.
ولذلك جاء لفظ التوفيق والخذلان في النصوص.
جاء لفظ التوفيق في القرآن في قوله تعالى {وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بْاللهِ} [هود:88]، ونحو ذلك فالله - عز وجل - يوفّق من يشاء ويخذل سبحانه وتعالى من يشاء.
ما معنى وَفَّقَ وخَذَلَ؟ وما صلتها بـ (يهدي الله من يشاء ويضل من يشاء)؟
إذا تبين لك معنى التوفيق والخذلان فإنه سيَتَبَيَّن لك بوضوح معنى أنَّ الله - عز وجل - يضل من يشاء ويهدي من يشاء سبحانه وتعالى.
* التوفيق: عند أهل السنة والجماعة هو إمداد الله - عز وجل - بعونه، إمداد الله - عز وجل - العبد بعونه -يعني بإعانته- وتسديده وتيسير الأمر وبذل الأسباب المعينة عليه.
فإذاً التوفيق فَضْلْ لأنَّهُ إعانة.
* وأما الخذلان: فهو سلب التوفيق، فهو سلب الإعانة.
يعني التوفيق إعطَاءٌ، مَنٌّ، كَرَمٌ.
وأما الخذلان فهو عَدْلٌ وسلبٌ.
لأنَّ العبد أعطاه الله - عز وجل - القُدَرْ، أعطاه الصفات، أعطاه ما به يُحَصِّلُ الهدى، أعطاه الآلات، يَسَّرَ له، أنزل عليه الكتب، فلذلك هو بالآلات التي معه قامت عليه الحجة.
لكِنَّ الله - عز وجل - يُنعم على من يشاء من عباده بالتوفيق فيعينهم ويسدِّدُهُم ويفتح لهم أسباب تحصيل الخير.
ويمنع من شاء ذلك فلا يُسَدِّدُهُ ولا يُعِينُهُ ولا يفتح له أسباب الخير بل يتركه ونفسه.
وهذا معنى أنه - عز وجل - يخذل؛ يعني لا يُعِين، يترك العبد وشأنه ونفسه.
ومعلومٌ أنّ العبد عنده آلات يُحَصِّلُ بها الأشياء لكن هناك أشياء ليست في يده.
هناك أشياء لا يمكن له أن يُحَصِّلَهَا، فهذه بيد من؟
بيد الله - عز وجل -.
لأنَّ الإنسان مرتبط قَدَرُهْ بأشياء كثيرة من الأسباب التي تفتح له باب الخير.
مثل مثلاً أن يكون ذا أصحابٍ أو أن يُيَسَّرَ له أصحاب يعينونه على الخير.
مثل أن لا يكون في طبعه الخَلْقِي مزيد شهوة، إما شهوة كِبِرْ من كبائر القلوب أو من كبائر البدن، هذه الأشياء موجودة فيه خَلْقاً، خارجة عن اختياره وتصرفه.
فالله - عز وجل - يُوَفِّقْ بعض العباد بمعنى يعينهم على الأمر الذي يريدونه، إذا انفَتَحَ له بابُ خَيرٍ وأَرَادَهُ فَيُحِسُّ العبد أنه أُعين على ذلك، إذا أَرَادَ فِعْلَ أَمْرٍ ما من الخير يَسَّرَ الله - عز وجل - له أسباباً تعينه فانفتح له طريق الخير.
وآخَرُ حَضَرَتْهُ الشياطين وغلبته على مُرَادِهِ وأَطَاعَهَا؛ لأنه لم يُزَوَّد بِوِقَايَة، بإعانة، بتوفيق يمنعه من ذلك.
فإذاً صار عندنا أنَّ مسألة إضلال الله - عز وجل - مَن يشاء هو بخذلان الله - عز وجل - العباد.
وهداية الله - عز وجل - من يشاء بتوفيق الله - عز وجل - بعض العباد، يعني أعان هذا وترك ذاك ونفسه.
كونه - عز وجل - أعان هذا هو بمشيئته.
فإذاً من يشأ الله يُضْلِلْهُ يعني: يَسْلُبُ عنه التوفيق فيَخْذُلُهُ فينتج من ذلك أنَّ الله - عز وجل - سَلَبَ عنه إعانته، سَلَبَ عنه تسديده، سَلَبَ عنه أسباب الخير، سَلَبَ عنه غَلْقْ أبواب الشر من الكفر وما دونه.
فإذاً يكون ضالاً، لاهٍ هو بفعل نفسه؛ لأنَّهُ وُكِلَ إلى نفسه، لأنَّ الله - عز وجل - لم يَمُنْ على هذا بمزيد توفيق.
فإذاً مسألة الإضلال في كلام أهل السنة والجماعة عدل، ومسألة الهداية فضْل.
ولهذا أعظم الفضل والنعمة والإحسان نعمة التوفيق، الذي هو في الحقيقة نعمة الهداية.
__________
(1) النحل:93، فاطر:8.
فإذاً نقول: إنّ ربنا - عز وجل - مَنَّ على عباده المؤمنين فوفّقهم، أَعَانَهُم، سَدَّدَهُم، هَيَّأَ لَهُمْ الأسباب التي توصلهم إلى الخير، حبَّبَ لهم العلم، حبّب لهم الجهاد، حبّب لهم الحكمة، حبّب لهم الأمر والنهي، حبّب لهم أهل الخير إلى آخره، حبّب لهم كتاب مثل ما جاء.
وهذا التوفيق درجات أيضاً ففي البداية يكون فتح باب:
- وبعض الناس إذا انْفَتَحَ له باب التوفيق نَفْسُهُ فيها قُبح فتنازعه للشر فيكون بين هذا وهذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/147)
- وآخر نَفْسُهُ فيها خير، فَمِنَ الخير الذي معه أنَّهُ ينتقل من توفيقٍ إلى توفيقٍ أعظم منه حتى يصل بسبب عمله أنَّ الله - عز وجل - يُنْعِمْ عليه بتوفيقٍ زائد ثم بتوفيقٍ زائد ثم بتوفيقٍ زائد، مثل ما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره «وما تقرّب إلي عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه -يعني وُفِّقَ في سمعه- الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها» (1) هذا كله توفيق، مزيد إعانة في هذه الجوارح، الجوارح هذه هي التي عليها الحساب والتي يُحَاسب العبد على ما صنعت جوارحه.
إذاً فحقيقة إضلال الله - عز وجل - من شاء ليست جبراً، وهداية الله - عز وجل - من شاء سبحانه وتعالى ليست جبراً.
وإنما العبد عنده آلات، خوطب بالتكليف وعنده الآلات، ولو كانت جبراً لصارت التكاليف -بعث الرسل، إنزال الكتب، الأمر والنهي، الجهاد- لكان كل ذلك عبثاً.
والله - عز وجل - منزّه عن العبث؛ لأنَّ العبث سلب الحكمة وشر والله - عز وجل - الشر ليس إليه، لا في ذاته ولا في أفعاله ولا في صفاته - عز وجل - {لَوْ أَرَدْنَا أَن نَتَّخِذَ لَهْوًا لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17) بَلْ نَقْذِفُ بِالحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء:17 - 18].
فالله سبحانه وتعالى مُنَزَّهٌ عن العبث.
يُضلِ ْجبراً ويسلب العبد الاختيار بالمرة ثم يُحَاسبه ويُنْزِل عليه الكتب ويرسل الرسل ويأمره بالتكاليف كيف يكون ذلك؟
يكون كالغريق الذي يقال له: (2) إياك أن تبتل بالماء.
: [[الشريط التاسع عشر]]:
وهذا العياذ بالله هو حقيقة قول الجبرية الذين قال قائلهم:
ألقاه في اليمّ مكتوفا وقال له ****** إيّاكَ إيّاك أن تبتلّ بالماء
وهذا يُنَزَهُ عنه الحكيم الخبير - جل جلاله -.
فمن عَرَفَ صفات الله - عز وجل - وعَلِمَ حكمته، فإنَّ القول بالجبر في حقيقة الأمر إبطال للتكاليف أو رجوع إلى أفعال الله - عز وجل - بأنها لعب ولا حكمة فيها ولا تُوافق غاياتٍ محمودة، والله - عز وجل - منزه عن ذلك.
__________
(1) البخاري (6502)
(2) انتهى الشريط الثامن عشر.
[المسألة العاشرة]:
وهي في إثبات الأسباب، وأنَّ أفعال الله - عز وجل - مُعَلَّلَة، وأنَّ الله سبحانه وتعالى يفعل الفعل لعِلَّة، ويأمر بالأمر لعلة.
وهذه العلة هي حكمته - عز وجل - لإيجاد ذلك الشّيء.
وهذا في الأمور الكونية وفي الأمور الشرعية.
فما أحْدَثَهٌ الله - عز وجل - في ملكوته أمْراً فَحَدَثْ فَلَهُ حِكْمَة - عز وجل - من إيجاده.
وما أَمَرَ الله - عز وجل - به في الشرع من الأحكام التشريعية أو نهى عنه فهو لعلة.
فالله سبحانه يأمر في الشرع بما مصلحته راجحة أو تامة، وينهى في الشرع عن ما مفسدته تامة أو راجحة.
فإذاً أهل السنة والجماعة يُثبتون التعليل في أفعال الله - عز وجل -، وأنّ أفعال الله سبحانه وتعالى الكونية وأوامره الكونية والشرعية كلّها مرتبطة بِحِكَمْ عظيمة كما قال سبحانه {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ} [القمر:5].
إذا تبين ذلك ففي القرآن إثبات أفعال الله - عز وجل - مُعَلَّلَة، وتنزيه الله - عز وجل - عن أن يفعل الفعل لا لعلة كما قال سبحانه {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَن نَتَّخِذَ لَهْوًا لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17) بَلْ نَقْذِفُ بِالحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء:16 - 18].
وقال أيضاً - عز وجل - للسموات والأرض {مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالحَقِّ} [الدخان:39]، وقال - عز وجل - {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [الحج:62]، وفي الأشياء الشرعية -الأوامر والنواهي- الأدلة على التعليل كثيرة جدّاً جداً.
المقصود من هذا أنَّ الله سبحانه وتعالى إذا كانت أفعاله مُعَلَّلَة، فأفعاله - عز وجل - لم يفعلها في مخلوقاته مباشرة دون وسائط؛ بل جَعَلَ الله - عز وجل - إيصال الفعل إلى نهايته مَنُوطَاً بأسباب، وكلُّ سَبَبٍ يُحدِثُ مُسَبَّبَاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/148)
ولهذا قال أهل السنة بإثبات التعليل في أفعال الله - عز وجل - والأسباب.
وأما أهل البدع من الجبرية وغيرهم فإنهم ينفون العِلَلْ وبالتالي ينفون الأسباب.
ولذلك يقال للجبرية -الأشاعرة ومن نحا نحوهم- يقال لهم نُفَاة الأسباب.
وهم في الحقيقة نُفَاةُ التعليل، يقولون: أفعال الله - عز وجل - غير معللة.
فإذاً السبب لا يُنْتِجُ المُسَبَّبْ؛ ولكن يَحْدُثُ عنه المُسَبَّبْ عند الالتقاء.
وهذا القول -يعني في نفي الأسباب والتعليل- قول ابن حزم وجماعة من الذين ظاهرهم متابعة الحديث.
إذا تبين ذلك فإنَّ حقيقة السبب؛ بأنَّ الله - عز وجل - يخلق شيئاً ويأمر بشيء أمراً كونياً ويكون ذلك سبباً لأشياء كثيرة.
فمثلاً إنزال المطر من السماء، الله - عز وجل - أمَرَ بإنزاله، وفي إنزاله حِكْمَةٌ لله - عز وجل -.
وأمْرُهُ سبحانه وتعالى بأن يُنزَلَ هذا الماء على الأرض مرتبط بعلة؛ لأنَّ الأرض حياتها بالماء، وأيضاً إنزال المطر على هذه الأرض المعينة مرتبط بعلة الله - عز وجل - يعلمها وكما قال في بعض حكمته {وَلَقَدْ صَرَفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورَا} [الفرقان:50].
إذا تبين ذلك فالماء ينتج عنه شيء آخر، الماء سَبَبْ، والله سبحانه وتعالى بَيَّنَ أنه أَنْبَتَ النبات بالماء {فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ} [النمل:60]، {فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الحَصِيدِ} [ق:90]، {فَأَخْرَجْنَا بِهِ}، إذاً صارت كلمة {بِهِ} هذه تدل على أنَّ الإخراج بالماء، وأنَّ الماء بسببه صار الإخراج؛ يعني الماء أنتج الإخراج.
أما غير أهل السنة فما ذا يقولون؟
يقولون عند التقاء الماء بالأرض حَصَلَ النبات، فيُفَسِّرُونَ حرف (بِـ) بنحو كلمة (عند) مِنَ الكلمات.
فإذاً عندهم عِنْدِيَّةْ ولذلك ينفون السبب.
يقولون: الماء لم يُنْبِتْ إلا على المَجَازْ العقلي، كما تقولُ: أَنْبَتَ الماء البقلَ والمنبِتُ هو الله - عز وجل -.
ولذلك يذكرون هذه القاعدة في كتب العقائد وفي كتب البلاغة الذي يسمونه المجاز العقلي: أنبت الربيع البقل أو نحو ذلك.
فإذاً نقول: إنَّ الله - عز وجل - من حكمته أنه خلق الأشياء وجعلها أسباباً لأشياء.
خَلَقَ ماء الرجل وجعله سبباً لحمل المرأة، خَلَقَ اللباس وجعله سببا للدفء، خَلَقَ السّرابيل لِعِلَّة، خَلَقَ الأشياء لعلة، وهكذا فما من شيء تراه إلا وله حكمة، حتى في المُؤْذِيَات، حتى الهوام، حتى الحشرات، حتى ما تتأذى منه وتظن أنَّهُ لا حكمة فيه، فإنَّ فيه حكمة بالغة لله - جل جلاله - وتقدست أسماؤه، هذه كلها أسباب والأسباب تُحْدِثْ المسببات.
إذاً حقيقة قول نفاة الأسباب أنهم يقولون: إنَّ السبب يُحدِثْ المُسَبَبْ عند الالتقاء؛ لكن لا يُنْتِجُهُ بالإقتِضَاءْ، يعني لا ينتجه بما جعل الله - عز وجل - فيه من التأثير.
ويمثّلون لذلك بالسكين التي يحملها الحامل لقطع الخبز، فيقولون: هذه السّكين لمَّا أَمَرَّهَا الحامل على الخبز قَطَعَتْ الخبز.
فإذاً الواقع السكين ما قَطَعَتْ الخبز عندهم حسب ما يُقَرِّرُونَ -والعياذ بالله-.
يقولون إنَّ الذي قَطَعَ في الواقع هو الحامل الذي حَمَلَ السكين، لكن صارت هذه لما التقت السكين بالخبز انقطع لأجل أنَّ الحامل أَمَرَّهَا.
فيقولون لما التقى الرجل بالمرأة، جامَعَ الرجل المرأة وأَذِنَ الله بالحمل حَمَلَتْ، سواء بماء أو بغير ماء، فالماء عنده حَصَلَ الحمل، لما نزل الماء على الأرض نبتت، فإذاً عندهم عندية.
وهؤلاء نفاة الأسباب وكثير من التفاسير مشحونة بهذا في مسائل القدر.
* وأنا يعني أردت بمزيد من هذه التفاصيل إلى أنَكَ تنتبه للتفاسير.
كثير من الناس يَحْذَرْ مسائل التأويل، ومعلوم أنَّ مذهب أهل السنة والجماعة وما في النصوص ليست هي مسائل التأويل فقط، يعني المخالف خالف في التأويل.
لكن مسائل القدر أهم، مسائل القدر في التفاسير أهم ليس لأنها أعظم من مسائل الصفات ولكن لأجل خفائها على الناس فهي خفية.
الآيات: آيات الإضلال، الهداية، آيات الأسباب، آيات أفعال الله - عز وجل -، الصفات، كلها تجد في كتب التفاسير فيها خلطٌ وخبطٌ وخروجٌ عن طريقة أهل السنة والجماعة، رَفَعَ الله مراتبهم.
وأنتَ وبعد ذلك أقول تستفصل إن شاء الله وتزداد من هذه الأصول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/149)
[المسألة الحادية عشر]:
في أنواع التقدير.
ذكرنا لك أنَّ التقدير أربعة مراتب ومنها مرتبة الكتابة.
ومرتبة الكتابة جاء في الحديث أنها التقدير كما في قوله صلى الله عليه وسلم «قدّر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء» (1) يعني كَتَبْ، ولهذا نقول مراتب التقدير يعني مراتب الكتابة.
فالله - عز وجل - جعل كتابته للأشياء لها خمس أحوال:
1 - الكتابة الأولى: وهي أوَّلُهَا وأقدمها وأعظمها كِتَابَةُ الله - عز وجل - مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة في اللوح المحفوظ، وهذه هي الكتابة التي كانت قبل الخلق، وهذه الكتابة لا تتبدل ولا تتغير، رُفعت الأقلام وجفَّتْ الصحف.
فيجد العبد ما هو مكتوب في اللوح المحفوظ من خير أو شر.
وهذه مر معنا جُمَلْ الأدلة عليها وبعض التفصيل لها.
2 - الكتابة الثانية: كِتَابَةٌ لمقادير الخلق من حيث الشّقاوة والسعادة، ونعني بالخلق خاصةَ المكلفين.
وهذه التي تأتي فيها أحاديث الميثاق وأنَّ الله - عز وجل - استخرج ذرية آدم من صلبه فنثرهم أمامه كهيئة الذَّر وأخذ عليه أن لا يشركوا به شيئاً سبحانه وتعالى، وقَبَضَ قبضة إلى الجنة وقبضة إلى النار وكتب أهل الجنة وكتب أهل النار، ونحو ذلك مما جاء في السّنة من بيان ذلك.
هذا تقديرٌ بَعْدَ الأول، وهو قبل أن يُخْلَقَ جِنْسُ المكلفين أي من الإنسان.
لمَّا خلق الله - عز وجل - آدم حصل ذلك، حصل هذا التقدير العام لهم.
3 - الكتابة الثالثة: وهي التقدير العمري، والعُمري هو الذي يكون والإنسان في بطن أمه فإنَّ النطفة إذا صارت في الرحم وبلغت ثنتين وأربعين ليلة أتاها ملك، فأمره الله - عز وجل - بكتب رزقه وأجله وشقي أو سعيد.
وهذه أيضا جاءت في حديث ابن مسعود المشهور الذي فيه (أنَّ الملك يأتي بعد أربعين وأربعين وأربعين؛ يعني بعد عشرين ومائة، فيأتي فيكتب رزق الإنسان وأجله وعمله وشقي أو سعيد، يؤمر بِكَتْبِ هذه الكلمات الأربع). (2)
هذه الكتابة العُمرية هي تفصيلٌ لما في اللوح المحفوظ، لأنَّ الذي في اللوح المحفوظ شامل لكل المخلوقات، وهذا مُتعلِقٌ بهذا المخلوق المعين وحده.
لهذا قال العلماء: إنَّ هذه تفصيل، فذاكَ فيه الجميع، وهذا للإنسان المعين بخصوصه، قالوا تفصيل ولك أن تقول تخصيص.
4 - الكتابة الرابعة: الكتابة السنوية، والكتابة السنوية هي التي تكون في ليلة القدر قال - عز وجل - {حم (1) وَالكِتَابِ المُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان:1 - 4].
وهذه تُكْتَبْ فيها المقادير في تلك السَّنَةْ.
من السَّنَةْ إلى السَّنَةْ.
إيش معنى ذلك؟
معناها أنَّ الله - عز وجل - يوحي إلى ملائكته بأن يكتبوا أشياء مما في اللوح المحفوظ فتكون بأيديهم مما سيحصل للناس.
5 - الكتابة الخامسة: هي التقدير الأخير وهي التقدير اليومي.
واستدل له أهل العلم بقوله سبحانه {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن:29].
إذا تَبَيَّنَتْ هذه المراتب فإنه قد ثبت في السنة أنَّ الله - عز وجل - يزيد في العُمُر، ينْسَأُ في الأَثَرْ، يبسط في الرزق، فقال صلى الله عليه وسلم «من سرّه أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه» (3) يعني الرزق صار يتغير والأثر العمر صار يتغير، وقال أيضاً في الحديث الآخر «إنّ العبد ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه» (4) فمعناه فيه حرمان لبعض الرزق.
وهذا معنى قول الله - عز وجل - في آية سورة الرعد {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد:39].
فنظر أهل العلم في ذلك فقالوا:
إنَّ المراتب الثلاث الأُوَلْ هذه لا تتغير ولا تتبدل؛ يعني:
- الأول السابق القديم الذي في اللوح المحفوظ.
- وهؤلاء إلى الجنة وهؤلاء إلى النار.
- وكذلك كتب الملك الكلمات الأربع.
لهذا جاء في آخر الحديث مُؤَكِّدَاً صلى الله عليه وسلم على أنها لا تتغير «وإنّ الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها» (5)، الثلاث الأُوَلْ هذه ما تتغير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/150)
إيش الذي يَتَغَيَّرْ ويتبدل ويحدث فيه المَحْوُ والإثبات والزيادة إلى آخِرِهْ ويؤثر فيه الدعاء وتؤثر فيه الأعمال الصالحة؟
هذا التقدير السنوي.
والتقدير السنوي في الحقيقة هو من التقدير الأوّل.
هو مِنَ اللوح المحفوظ؛ لكنه في اللوح المحفوظ وُجِدَ مُعَلَّقَاً فصار بأيدي الملائكة مُعَلَّقَاً.
__________
(1) سبق ذكره (61)
(2) البخاري (3208) / مسلم (6893) / أبو داود (4708) / الترمذي (2137) / ابن ماجه (76)
(3) البخاري (5985) / مسلم (6687) / أبو داود (1693)
(4) ابن ماجه (4022)
(5) سبق ذكره (211)
وأما التقدير العمري فهو ما فيه النهاية؛ يعني ما كَتَبَهُ الله - عز وجل - بما فيه نهاية العبد وما فيه نتيجة أثر الدعاء وأثر الأعمال إلى آخره مما قد يكون مُتَغَيِّراً.
إذاً فقوله - عز وجل - {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} يعني مما في أيدي الملائكة من الصحف {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} وكذلك من التقدير اليومي.
إذا كان كذلك فهذا به تَفْهَمُ الأحاديث التي فيها تغيير الرزق وتغيير العمر والنَّسْءْ في الأثر أو حرمان الرزق بالذنب ونحو ذلك، ومنه أيضا تفهم قول عمر رضي الله عنه فيما جاء عنه (اللهم إن كنت كتبتني شقيا فاكتبني سعيدا؛ يعني بما يتعلق بتلك السنة من الإضلال والهداية) (1).
هذه إحدى عشرة مسألة لعل فيها بياناً لما تحتاج إليه في هذا الركن من أركان الإيمان.
لعل في هذا كفاية إن شاء الله تعالى.
وأسأل الله سبحانه أن ينور قلبي وقلوبكم بعلم سلفنا الصالح، وأن يزيدنا من العلم النافع وأن يوفقنا لحسن الظن به - عز وجل - وحسن التوكل عليه وعِظَمْ العلم به وحسن العمل إنه سبحانه جواد كريم سميع قريب.
وصلى الله وسلم بارك على نبينا محمد.
__________
(1) لم أجد هذا الأثر عن عمر وقد ورد عن ابن مسعود أنَّه قال (اللهم إن كنت كتبتني في أهل الشقاء فامحني واثبتني في أهل السعادة) المعجم الكبير (8847)
انتهى كلام الشيخ رحمه الله تعالى .. ونفعك الله به.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:16 م]ـ
بارك الله اخي الكريم على النقل المبارك
اخي عندي اشكال في المسالة يراودني منذ مدة ارجوا من عنده جواب من الاخوة ان لا يبخل علي به
قلنا -
وهذا التوفيق درجات أيضاً ففي البداية يكون فتح باب:
- وبعض الناس إذا انْفَتَحَ له باب التوفيق نَفْسُهُ فيها قُبح فتنازعه للشر فيكون بين هذا وهذا.
- وآخر نَفْسُهُ فيها خير، فَمِنَ الخير الذي معه أنَّهُ ينتقل من توفيقٍ إلى توفيقٍ أعظم منه حتى يصل بسبب عمله أنَّ الله - عز وجل - يُنْعِمْ عليه بتوفيقٍ زائد ثم بتوفيقٍ زائد ثم بتوفيقٍ زائد،
الاشكال -
القبح و الخير في النفس الذي ترتب عليه التوفيق وعدمه اليس هو من خلق الله.
الا يلزم من هذا ان يكون العبد مجبورا لان التوفيق الاول والخذلان الاول مترتب على خلق الله.
ولو قلنا نال الخير او القبح من شيء كان فيه لاعيد نفس السؤال على ذلك الشيء لانه كذلك هو من خلق الله ويلزم من هذا التسلسل ولا يتوقف الا عند شيء هو من خلق الله لا دخل للعبد فيه.
ـ[أبومحمد العبدي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 11:12 م]ـ
الراحة في هذه المسائل اطراح البحث فيها واجتناب التعمق في مسائلها واتباع الحكمة النبوية ((اعملوا فكل ميسر لما خلق له)) وسؤال الله التوفيق بعد ذلك وقبله ورضي الله عن ابن عباس القائل: (القدر كالشمس كلما زدت له نظراً زدت عشى) أوكما قال.
وما استشكله الأخ الجزائري غريب إيراده فالكل خلق الله والتوفيق منه سبحانه فلاوجاهة فيما ذكره بل هو داخل في المنهي عنه من الخوض في القدر وقد قال علي رضي الله عنه: (القدر سر الله فلانكشفه).
واعلم بارك الله فيك أن (القدر سر الله تعالى في خلقه، لم يطلع على ذلك ملك مقرب، ولا نبي مرسل، والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان، وسلم الحرمان، ودرجة الطغيان، فالحذر كل الحذر من ذلك نظراً وفكراً ووسوسة، فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه، ونهاهم عن مرامه، كما قال تعالى في كتابه: {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}) قاله شارح الطحاوية.
فالنجاة النجاة أخي من الانزلاق في هذه المزالق واعلم أنك مهما ذكرت من الاستشكالات فإنها تعود عليك بالحيرة وترجع عليك بالشك، وكل من خاض في هذه المباحث ضاق ذرعاً عن تحصيلها وفهم غامضها وأنى يستطيع ذلك؟؟؟
ـ[أحمد يس]ــــــــ[28 - 06 - 10, 12:49 ص]ـ
قرأت كثيراً من الرسائل الجامعية التي تناولت الموضوع فوجدت أن كثيراً من هذه الرسائل يرى أن المذهب الماتريدي في هذه المسألة وافق مذهب السلف مثل الدكتور شمس الدين الأفغاني في رسالته (عداء الماتريدية للعقيدة السلفية) حتى أنه عد رسالة الشيخ محمد زاهد الكوثري (الاستبصار في مسائل الجبر والاختيار) من رسائل الكوثري التي وافق فيها مذهب السلف والمعروف أنها رسالة في الرد على الشيخ مصطفى صبري صاحب كتاب (موقف البشر تحت سلطان القدر).
وكلا الشيخين -الكوثري وصبري- يذمون كتاب شفاء العليل لابن القيم ويصفون مذهبه بالاضطراب!!
ووجدت رسائل أخرى تقول بعدم موافقة مذهب الماتريدية لمذهب السلف في هذه المسألة فنرجو تحرير المسألة علمياً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/151)
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[28 - 06 - 10, 12:53 ص]ـ
اخي العبدي حفظك الله ورعاك.
ان كانت المسالة المطروحة قد بلغت الحد المنهي عنه في القدر فالاولى بلا شك ترك ذلك.
وجوابك بان - الكل خلق الله والتوفيق منه سبحانه فلاوجاهة فيما ذكره -
لا يحل الاشكال اخي الكريم. لان التوفيق والخذلان مبني على خلق الله. وهذا هو وجه الاشكال.
فاما ان لا تجيب اصلا على السؤال وتقول ان المسالة داخلة في المنهي عنه.
واما ان تتكرم علي اخي الكريم بجواب يحل الاشكال وتبين لي اخي الكريم وجه الغلط الذي وقعت فيه في فهم المسالة.
شكرا بارك الله فيك.
ـ[أبوفؤاد الأنصاري]ــــــــ[28 - 06 - 10, 04:11 م]ـ
أعلمكم بالقدر أجهلكم به.
رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً ومحمد صلّ الله عليه وسلم نبياً ورسولا.(64/152)
هل يجوز شراء كتب النصاري
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[20 - 06 - 10, 08:00 ص]ـ
السلام عليكم
إلي جانب الكتب الشرعية لدي كتب مسحية و سلسلة معروفه عند أهل مصر بإسم اللاهوت الدفاعي و يضعون فيه ردودهم علي المسلمين (زعموا) قرابت 20 كتاب و كتابهم المقدس (المحرف). هل يجوز ذالك أم يباح علي سبيل الأطلاع علي شبههم؟
في إنتظار ردكم إخوتي في الله.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[20 - 06 - 10, 08:23 ص]ـ
قال علماء اللجنة الدائمة:
الكتب السماوية السابقة وقع فيها كثير من التحريف والزيادة والنقص كما ذكر الله ذلك، فلا يجوز للمسلم أن يقدم على قراءتها والاطلاع عليها إلا إذا كان من الراسخين في العلم ويريد بيان ما ورد فيها من التحريفات والتضارب بينها.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (3/ 433، 434).
و قالو أيضاً كما في "مجلة البحوث الإسلامية" (19/ 138):
" يحرم على كل مكلف ذكرا أو أنثى أن يقرأ في كتب البدع والضلال , والمجلات التي تنشر الخرافات وتقوم بالدعايات الكاذبة وتدعو إلى الانحراف عن الأخلاق الفاضلة، إلا إذا كان من يقرؤها يقوم بالرد على ما فيها من إلحاد وانحراف، وينصح أهلها بالاستقامة وينكر عليهم صنيعهم ويحذر الناس من شرهم " انتهى
و ينصحك ابن الجوزي قائلاً "صيد الخاطر" (54 - 55):
" أما العالم فلا أقول له اشبع من العلم، ولا اقتصر على بعضه.
بل أقول له: قدم المهم؛ فإن العاقل من قدَّر عمره وعمل بمقتضاه، وإن كان لا سبيل إلى العلم بمقدار العمر، غير أنه يبني على الأغلب.
فإن وصل فقد أعد لكل مرحلة زاداً، وإن مات قبل الوصول فنيته تسلك به ......
والمقصود أن ينتهي بالنفس إلى كمالها الممكن لها في العلم والعمل " انتهى باختصار.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[20 - 06 - 10, 08:31 ص]ـ
بارك الله فيك أخي يوسف محمد مقرون
هل أتلفها أم أدعها لحين التمكن من العلوم الشرعية الأخري؟
ـ[محمودماهر]ــــــــ[20 - 06 - 10, 07:01 م]ـ
كما قال العالم الجليل ابن باز (الا الراسخون فى العلم) و هل ترى فى نفسك ان تصل لدرجة الراسخون فى العلم
انصحك يا اخى ان تتلفها افضل والله اعلم
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 07:17 م]ـ
نعم فقد صدق الإخوة عبأ نفسك بالعقيدة الصحيحة أولا وانهل من النبع الصافي حتى إذا إذا ما ارتويت انظر في ينابيعهم الكدرة
ـ[أم نور الدين]ــــــــ[20 - 06 - 10, 07:46 م]ـ
وماذا عن كتب الشيعة والصوفية؟
ـ[طويلبة شنقيطية]ــــــــ[20 - 06 - 10, 09:27 م]ـ
بارك الله فيكم
أحسنت ِ في السئال أختي وأضيف إلى سئالك:
وكتب الفقه المالكي التي ألفها أشاعرة ..... (ومن المعلوم أن الغالب فيهم افتتاحُها با المعتقدات .... )
وهي كثيرة تدرس قي المغرب العربي
فهلا أَجاب أحد على سئالينا؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 11:59 م]ـ
كما قال العالم الجليل ابن باز (الا الراسخون فى العلم) و هل ترى فى نفسك ان تصل لدرجة الراسخون فى العلم
انصحك يا اخى ان تتلفها افضل والله اعلم
بل الحكمة أخي الكريم
تقتضي غير ذلك.
أرجو من الاخ أبي جاد التونسي اما أن يحتفظ بها حتى ياتي وقتها (فلا يشتريها مستقبلا بعدما اتلفها!!!) وإما أن يتبرع بها على طلبة العلم الذين يهتمون بهذا الباب. أما إتلافها بحيث لا يستفيد منها احد فلا ينبغي ذلك.
أخي الفاضل أبا جاد
لقد حاولت الرد على رسالتكم لكنكم معطلون لخدمة استقبال الرسائل. فإذا فعلتها أرسل لي لأرد عليكم وبارك الله فيكم
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 11:59 م]ـ
أيتها الأخوات الفضليات كل هذه الكتب لا يجوز الاطلاع عليها إلا لمن عند عقيدة صحيحة قوية ثم أراد أن يناظر الشيعة والأشاعرة فإنه يلزمه النظر في هذه الكتب حتى يكون مستعدا لإفحامهم فهذا الشافعي رحمه الله لم يناظر أهل الرأي حتى نظر في كتبهم
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 10:58 ص]ـ
لا تتلف الكتب أخي الحبيب، بل احتفظ بها حتى يأتي أوانها، أو تبرع بها لمن له عناية بالرد على القوم ودحض عقيدتهم ودينهم .. والله أعلم.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[22 - 06 - 10, 02:16 ص]ـ
بل الحكمة أخي الكريم
تقتضي غير ذلك.
أرجو من الاخ أبي جاد التونسي اما أن يحتفظ بها حتى ياتي وقتها (فلا يشتريها مستقبلا بعدما اتلفها!!!) وإما أن يتبرع بها على طلبة العلم الذين يهتمون بهذا الباب. أما إتلافها بحيث لا يستفيد منها احد فلا ينبغي ذلك.
أخي الفاضل أبا جاد
لقد حاولت الرد على رسالتكم لكنكم معطلون لخدمة استقبال الرسائل. فإذا فعلتها أرسل لي لأرد عليكم وبارك الله فيكم
شكرا أخي الفاضل علي النصيحة أما بالنسبة إلي البريد فعندي مشاكل تقنية أرجوا من جميع الأخوة المعذرة علي عدم تمكني من الرد علي الرسائل الطيبه إلي أ، ن تتم إصلاح هذه المشاكل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/153)
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[22 - 06 - 10, 02:25 ص]ـ
كما قال العالم الجليل ابن باز (الا الراسخون فى العلم) و هل ترى فى نفسك ان تصل لدرجة الراسخون فى العلم
انصحك يا اخى ان تتلفها افضل والله اعلم
لا يا أخي لست من الراسخين في العلم و الحكايه كيف بدأت ... دخلت حي مصري بحثا عن كتب فلما دخلت صدمت بالكتب التي تتحدث عن الإرهاب الإسلامي و التطرف و غيرها من الدعاوي العجيبة فتقدم نحولي و سألني عما أبحث و هل لي إهتمام بالمسيحية و أخذ بتلاوة التخاريف حول الخلاص و قدم لي 20 كتاب و قال لي طالع فقلت في نفسي لما لا و لهذا الحين لم أطالع منها حرفا لكن وضعتها في درج في المكتبة إلي الأن ....(64/154)
بالنسبة لاهل الكبائر من امة الاسلام
ـ[أبوعبدالله الذماري اليماني]ــــــــ[20 - 06 - 10, 03:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام اتمنى تصحيح العبارة ان كان فيها خطأ او تعديلها مع بيان وجهة النظر
اهل الكبائر من المسلمين
اذا ماتوا فانه توزن الحسنات والسيئات
فان تقلت الحسنات على السيئات فالى الجنة
وان ثقلت السيئات على الحسنات
فامره الى الله تعالى
ان شاء عذبه بمااقترف ثم مرده الى الجنة والرحمة
وان شاء عفى عنه بكرمه ورحمته
ثانيا الشفاعات
متى تكون
بعد ان تجب للعبد النار بعد ان وزنت الحسنات والسيئات
ام متى
وثانيا هل اهل المعاصي والكبائر اذا ماتوا وكانوا من اهل التوحيد هل يلقون الكتب باليمين ام بالشمال
الله المستعان
واسف للاطالة(64/155)
كيفية التاصيل في رد الشبهة!!!!
ـ[أبوعبدالله الذماري اليماني]ــــــــ[20 - 06 - 10, 06:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فبعد ان يكرم الله تعالى العبد بقراءة وتعلم ماتيسر من كتب أهل السنة
يحتاج ان يعرف شبه القوم ويرد عليها ولاسيما اذا كان في بلد تكثر فيها شبه التصوف
والاشعرية والزيدية وغيرها
فماهي الطريقة المناسبة بنظر اخوتي الكرام ومن خلال خبرتهم
في تحصيل مناعة علمية يفهم فيه المرء شبهة الخصم وضعفها وردها
وقد علمت من احد الاخوة ان احدى الجامعات الصوفية افردت فصلا كاملا
في رد شبهة الوهابية او مايقال على الطرق الصوفية
فاحتاج هذا الامر ان تيسر
والله الموفق
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 06:40 م]ـ
أنصح بالرجوع الى كتب السلف في هذا المجال .. خلق أفعال العباد للبخاري والرد على الجهمية لأحمد ونقض المريسي للدارمي ولا سيما كتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم .. فما تركا شبهة للمتأولة أو الفلاسفة والمتكلمين وأفراخهم الا ونقضوها وبينوا وهاءها ..
ولا سيما ابن القيم عندما يسهب ويستطرد كما في الصواعق المرسلة ..
والله أعلم.(64/156)
لا يجوز اليوم اتخاذ شيخ لسلوك طريق المتصوفة أصلا (هذا في وقتهم، فكيف بوقتنا؟) ...
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 12:33 ص]ـ
جاء في كتاب الحلال والحرام لأبي الفضل راشد بن أبي راشد الوليدي، مما سمعه من أبي محمد عبد الله بن موسى الفشتالي: "لا يجوز اليوم اتخاذ شيخ لسلوك طريق المتصوفة أصلا، فإنهم يخوضون في فروعها، ويتركون شرط صحتها وهو باب التوبة، ولو وجدت تواليف القشيري والغزالي لألقيتها في الحبر، ولا أتمنى على الله أن أكون معهما في المحشر، بل مع ابن أبي زيد، بل مع أبي محمد يسكر ... "اهـ كلامه نقلا من الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي ج 2 ص 566 تحت ترجمة أبي الفضل راشد بن أبي راشد الوليدي
قلت ـ أبو أنس _ هذا في زمانهم وقد توفي أبو الفضل المذكور سنة خمس وسبعين وستمائة، فكيف بزماننا هذا الذي صرنا نرى فيه المتصوفة لا هم لهم إلا جمع الأموال والدعوة إلى عبادة الأوثان عند بعضهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 09:49 ص]ـ
أحسنت أخي الفاضل نقل موفق
بارك الله فيك
الشيخ البوطي لايوجد شيخ صوفي صادق وينكر على الطرق الصوفية
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=3919
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 04:50 م]ـ
أحسن الله إليك وبارك فيك ...
نقل طيب منك عن رجل ممن ينتسبون للصوفية ـ هداه الله للسنة ـ
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 07:09 م]ـ
جاء في كتاب الحلال والحرام لأبي الفضل راشد بن أبي راشد الوليدي، مما سمعه من أبي محمد عبد الله بن موسى الفشتالي: "لا يجوز اليوم اتخاذ شيخ لسلوك طريق المتصوفة أصلا، فإنهم يخوضون في فروعها، ويتركون شرط صحتها وهو باب التوبة، ولو وجدت تواليف القشيري والغزالي لألقيتها في الحبر، ولا أتمنى على الله أن أكون معهما في المحشر، بل مع ابن أبي زيد، بل مع أبي محمد يسكر ... "اهـ كلامه نقلا من الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي ج 2 ص 566 تحت ترجمة أبي الفضل راشد بن أبي راشد الوليدي
قلت ـ أبو أنس _ هذا في زمانهم وقد توفي أبو الفضل المذكور سنة خمس وسبعين وستمائة، فكيف بزماننا هذا الذي صرنا نرى فيه المتصوفة لا هم لهم إلا جمع الأموال والدعوة إلى عبادة الأوثان عند بعضهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
نقل موفق جزاك الله خيرا
انظر الى صورة لسدنة عباد القبور واحمد الله تعالى على العافية!
http://i2.ytimg.com/bg/aGucnnBa8tBIkJrl98tFAA/104.jpg?app=bg&v=4be463c4
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 09:06 م]ـ
الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاهم به
آمين وجزاك الله خيرا وثبتنا على السنة
ـ[محمد ابن ادريس ابن طاهر]ــــــــ[23 - 06 - 10, 05:05 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 05:31 ص]ـ
آمين وفيك بارك الله(64/157)
الاشاعرة و الحدود والغايات
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 01:10 ص]ـ
بسم الله
يعتقد الاشاعرة أن ذات الله سبحانه وتعالى لا يجب أن تكون محدودة لان المحدود من صفات الاجسام ولكي لا يكون جسما وجب أن يكون بلا حدود تنتهي عندها ذاته جل جلاله.
بما أن (اللامحدود) هو أكبر من المحدود بداهة فهل هذا اعتراف ضمني بأن يعتقدون (بأبعاد) لا نهائية!!!
وهو كقولنا جسم لانهائي (الابعاد)!
من المؤكد أن هذا تم نقاشه ولكن من يدلني على كتب اهل السنة أو اهل البدع التي تكلمت في هذه الجزئية وليت ذلك يكون بالصفحة فليس عندي وقت للبحث الان.
وجزاكم الله خيرا
---
أرجو أن يكون هذا ملتقى علمي للمدارسة لا للتقية من الفرق المخالفة وللحذف من قبل الاشراف.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 06:46 ص]ـ
أوصيك خاصة بكتاب (بيان تلبيس الجهمية) لشيخ الإسلام؛ فستجد فيه مبتغاك في مسائل كثيرة من أمثال هذه.
ولا أقول لك ذلك اعتباطًا؛ بل بعد قراءتي له مرارًا ــ واختصاري له في ملزمات ــ وقد نفعني الله به كثيرًا وله الحمد.
ولولا أن الملزمات مكتوبة بخط يدي ــ وليست على الجهاز بملف word ــ لرفعتها لك.
وفقك الله وحفظك وسدد خطاك وأيّدك.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[21 - 06 - 10, 07:59 ص]ـ
اقرأ كتاب الأشاعرة الذي طبع أخيراً للشيخ العلامة: سفر بن عبدالرحمن الحوالي ..
وقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في آخر سنة من سني عمره عند شرحه الأربعين النووية , لما تعرض لأشعرية النووي وابن حجر = قال ما نصه: ((وما أحسن ما كتبه أخونا سفر عن منهجهم)).
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 10:43 م]ـ
أوصيك خاصة بكتاب (بيان تلبيس الجهمية) لشيخ الإسلام؛ فستجد فيه مبتغاك في مسائل كثيرة من أمثال هذه.
ولا أقول لك ذلك اعتباطًا؛ بل بعد قراءتي له مرارًا ــ واختصاري له في ملزمات ــ وقد نفعني الله به كثيرًا وله الحمد.
ولولا أن الملزمات مكتوبة بخط يدي ــ وليست على الجهاز بملف word ــ لرفعتها لك.
وفقك الله وحفظك وسدد خطاك وأيّدك.
جزاك الله أخي أبا عبد الله. أغبطك على الاطلاع على كتب أهل العلم وخاصة كتب شيخ الاسلام رحمهم الله.
لقد سبق وان نشرت:
####
ولكن يحتاج الامر إلى ترك ما أقوم به الان من القيام على قناة القرون الاولى المرئية والتفرغ للمطالعة.
لذلك آتي هنا للسؤال. وإلا لجلست لهذا الامر كل وقتي. ساحاول إن شاء الله النظر في المسألة وبارك الله فيكم. مجرد التوجيه منكم فائدة كبيرة و بارك الله في وقتكم وعلمكم ونفع بكم
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 10:46 م]ـ
اقرأ كتاب الأشاعرة الذي طبع أخيراً للشيخ العلامة: سفر بن عبدالرحمن الحوالي ..
وقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في آخر سنة من سني عمره عند شرحه الأربعين النووية , لما تعرض لأشعرية النووي وابن حجر = قال ما نصه: ((وما أحسن ما كتبه أخونا سفر عن منهجهم)).
جزاك الله خيرا أخي أبا الليث. لم اطلع على الكتاب لكن لا أدري هل الشيخ يكشف (يعرض ويعلق) عقيدة الاشاعرة فقط أم يناقشهم مناقشة مناظرة في مسائل الخلاف. فهناك فرق كبير.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 12:38 ص]ـ
كتاب (منهج الأشاعرة) تجده: هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=125550)
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[22 - 06 - 10, 01:36 ص]ـ
الشيخ يكشف ويعلق ويناظر ...(64/158)
الصحابة كلهم عدول
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[21 - 06 - 10, 02:55 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
فهذا مبحث لطيف في بيان عدالة أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -
- تَعْرِيفُ الصَّحَابِيِّ:
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَر (ت:852هـ): [وَأَصَحّ مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِك أَنَّ الصَّحَابِيّ: مَنْ لَقيَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - مُؤْمِنَاً بِهِ، وَمَاتَ عَلَى الإسْلامِ.
فَيَدْخُل فِيمَنْ لَقِيَهُ: مَنْ طَالَتْ مُجَالَسَتُهُ لَهُ أَوْ قَصُرَتْ، وَمَنْ رَوَى عَنْهُ وَمَنْ لَمْ يَرْو، وَمَنْ غَزَا مَعَهُ أَوْ لَمْ يَغْز، ومَنْ رَآهُ رُؤْيَةً وَلَوْ لَمْ يُجَالِسهُ، وَمَنْ لَمْ يَرَهُ لِعَارِضٍ كَالْعَمَى] ([1]).
- تَعْرِيفُ الْعَدْلِ:
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَر: [والْمُرَادُ بِالْعَدْلِ: مَنْ لَهُ مَلَكَةٌ تَحْمِلُهُ عَلَى مُلازَمَةِ التَّقوى والْمُرُوءةِ.
والْمُرَادُ بِالتَّقوى: اجْتِنَابُ الأعمالِ السّيئة مِنْ شِركٍ أَوْ فِسقٍ أوْ بِدعةٍ] ([2]).
- الإجْمَاعُ عَلَى عَدَالَةِ الصَّحَابَةِ:
قَالَ الإمَامُ ابنُ عبد البَر (ت:463هـ): [وَنَحْنُ وَإنْ كَانَ الصَّحَابَةُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُم - قَدْ كُفِينَا الْبَحْث عَنْ أَحْوَالِهِم؛ لإجْمَاعِ أهْلِ الْحَقِّ مِنَ الْمُسْلِمِينَ - وَهُم أهْلُ السُّنَّةِ والْجَمَاعَة - عَلَى أنَّهُم كُلّهم عُدُول ... ] ([3]).
وَقَالَ الإمامُ ابْنُ الصَّلاح ([4]) (ت:643هـ): [إنَّ الأُمَّةَ مُجْمِعَةٌ عَلَى تَعْدِيلِ جَمِيعِ الصَّحَابَةِِ، وَمَنْ لابَسَ الْفِتَنَ مِنْهُم فكذلك بِإجْمَاعِ الْعُلَمَاءِ الّذينَ يُعْتَدُّ بِهِم فِي الإجْمَاعِ، إحْسَانَاً للظَّنِّ بِهِم، وَنَظَرَاً إِلَى مَا تَمَهَّدَ لَهُم مِنَ الْمآثِرِ، وَكَأنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَتَاحَ الإجْماعَ عَلَى ذَلِكَ لِكَونِهِمْ نَقَلَةَ الشَّرِيعَةِ، واللهُ أَعْلَمُ] ([5]).
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَر: [اتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ عَلَى أنَّ الْجَمِيعَ عُدُولٌ، وَلَمْ يُخَالِف فِي ذَلِك إلا شُذُوذٌ مِنَ الْمُبْتَدِعَةِ] ([6]).
- فائدة:
قالَ الإمامُ الأَبْيَارِيُّ ([7]) (ت:616هـ): [وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِعَدَالَتِهِمْ ثُبُوتُ الْعِصْمَةِ لهم وَاسْتِحَالَةُ الْمَعْصِيَةِ، وَإِنَّمَا الْمُرَادُ قَبُولُ رِوَايَاتِهِمْ من غَيْرِ تَكَلُّفِ بَحْثٍ عن أَسْبَابِ الْعَدَالَةِ وَطَلَبِ التَّزْكِيَةِ، إلا من يَثْبُتُ عليه ارْتِكَابُ قَادِحٍ، ولم يَثْبُتْ ذلك وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، فَنَحْنُ على اسْتِصْحَابِ ما كَانُوا عليه في زَمَنِ رسول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى يَثْبُتَ خِلافُهُ، وَلا الْتِفَاتَ إلَى ما يَذْكُرُهُ أَهْلُ السِّيَرِ؛ فإنه لا يَصِحُّ. وما صَحَّ فَلَهُ تَأْوِيلٌ صَحِيحٌ] ([8]).
ـــــ حاشية ـــــ
([1]) الإصابة في تمييز الصحابة (1/ 4 - دار الكتب العلمية).
([2]) نُزْهَة النَّظَر في توضيح نُخْبَة الفِكَر (ص58).
([3]) "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" (ص23 - ط. دار الأعلام).
([4]) قال عنه الإمام الذهبي في "السير" (23/ 140): [الإمام، الحافظ، العلاّمة، شيخ الإسلام].
([5]) "معرفة أنواع علم الحديث" (ص398 - ط. دار الكتب العلمية).
([6]) "الإصابة في تمييز الصحابة" (1/ 6).
([7]) قال الحافظ أبو المظفر منصور بن سليم - كما في "الديباج المذهب" (ص306 - ط. دار الكتب العلمية) -: [كان الأبياري من العلماء الأعلام، وأئمة الإسلام، بارعاً في علوم شتى ... ].
([8]) "البحر المحيط" للزركشي (4/ 300).
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 06:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا ...
وبارك الله فيك ....
وأحسن إليك .....
وغفر لك ولوالديك ......(64/159)
هل يدعو منطق سعيد فودة الى تعدد الارباب؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 04:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين:
لقد قرأت مشاركة الاخ أبي البراء الكناني فيما ينقل عن المدعو سعيد فودة حول علو الله تعالى فتعجبت من منطق الاخير ولفت نظري كلامه على حقيقة الوجود من خلال برهانه على أن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه. فبدا لي أن ((طريقته في الاستدلال)) قد تفتح الباب أمام الاستدلال على تعدد الخوالق.
وبسبب صوارف تشغل ذهني منذ فترة وظروف خاصة قد تبعدني عن الشبكة إلى ما بعد شهر سبتمبر القادم لا أستطيع البحث في المسألة لأنها تحتاج الى تأمل مع صفاء الذهن وربما الى بحث فيها.
لذا هذه دعوة لتدارس المسألة من هذا الجانب. وأهمية المسألة تكمن في لازم الاستدلال. فيمكن تحقق وجود لكل رب لا علاقة ولا نسبة له بوجود رب آخر فهذا قد يجوزه الذهن (بواسطة طريقة الاستدلال المذكورة). ويكون من (الممتنع) على رب الوصول الى وجود رب آخر!
وهذا هو الشاهد من مشاركة الاخ الكناني:
(
أيها الأخوة الأعزاء ...
قرأت في منتدى الأصلين موضوعاً لأحد الإخوة الأشاعرة بعنوان:
تائه ولا أعرف ماذا أفعل!!!
وكان مما قاله صاحب الموضوع:
فلو قلت أن الله ليس داخل العالم وليس خارجه , فهذا رفع للنقيضين بالفعل , ولكنه واجب فى حالة ومستحيل فى حالة أخرى.
فعلق الأستاذ سعيد فودة على هذه العبارة بقوله بالحرف:
إن نقيض الداخل هو: "لا داخل"
وكلمة "لا داخل" تصدق على "الخارج" وعلى "المعدوم".
فإن كان لا داخل العالم وكان جسما موجودا، فإنه لا بدَّ أن يكون خارج العالم، أي موجودا وله حيز، وحيزن وحده ليس جزءا من حيز العالم.
أما إن كان "لا داخل العالم" و "لا خارج العالم" وكان موجودا أيضا فإن وجوده ليس من حقيقة وجود هذا العالم، ولا نسبة بينه وبين هذا العالم من حيث الوجود، فلا هو فوق ولا تحت .... الخ، ومع ذلك فهو موجود.
حاصل الكلام: تنبه إلى أن العلاقة بين "داخل" و "خارج" ليست علاقة التناقض. فإنها إن كانت علاقة التناقض فلا يجوز رفعهما معا مطلقا.
أرجو أن ترجع إلى كتابي نقض التدمرية، فقد وضحت فيها ذلك.
وفقك الله.
.
.
.
)
الأستاذ فودة و (لا داخل ولا خارج) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=197822)
والله اعلم
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[21 - 06 - 10, 10:00 ص]ـ
مقدمات متهافتة أصلاً في كلامه،
فكيف يبني النتائج على مقدمته التي يدعيها وهي أنه "لا داخل العالم ولا خارج العالم، وكان موجودا"،
فمن أين ادعى وجود هذا الموجود إلا بالتصور الذهني، فلا رب يعبد حقيقة إلا في الأذهان، ففر من تشبيه الله بالمخلوقات الموجودة -كما يزعم- إلى تشبيهه بالموجودات الذهنية ...
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 10:51 م]ـ
جزاك الله خيرا يا ابا العباس
أوافقك في نقدك فلاحظت ذلك. لكن فودة وجه مريده الى كتابه نقض التدمرية لذلك ربما ترك التفصيل هناك. ولا أستطيع النظر فيها رغم انني حملتها لأنعدام الوقت.
فإن كانت لكم رغبة في هذا الامر وعندكم وقت فلعلكم تنظرون في كلامه هناك و تنقدونه نقدا علميا. وبارك الله فيكم وأرجو من الاخوة الاخرين الاستمتاع بالنظر في المسألة(64/160)
وليمة الشيعي حسن الصفار لأهل السنة! (إبراهيم السكران)
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[21 - 06 - 10, 10:47 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كلنا يعلم من هو الشيخ حسن الصفار الشيعي الذي يدعي للتعايش المذهبي في المنطقة الشرقية من مملكتنا الحبيبة
اقتنص الشيخ الصفار هذه الفرصة فصار يدعو مشايخ السنة للولائم و آخرها دعوته للشيخ سعد البريك -حفظه الله- بحجة التعايش المذهبي
و لكن الصفار قد دس السم في العسل في هذه الوليمة و قد بيّنها الأخ ابراهيم السكران وفقه الله في مقال ماتع
و أرجو من الادارة تثبيته لأنه مقال مهم جداً لأن الكثير انخدع بكلام الصفار حول التعايش و ظن الظان أن مشروعه مشروع نظيف و لكن إلى المشتكى .. و قد تعبت في تنسيق المقال تنسيقاً أرجو أن يكون جيداً
و هذا هو مصدر المقال ( http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&*******id=41439)
أتمنى لكم قراءة ماتعة و مفيدة
في محافظة القطيف، وفي حي أرستقراطي فاخر، وتحديداً على شارع الأندلس؛ يتربع منزل الرمز الديني الشيعي حسن الصفار .. ومن خلال منزله ومكتبه هذا دشن الصفار مشروعاً منذ عدة سنوات يستضيف فيه بشكل دوري شخصيات سنية على موائد فاخرة لإلقاء كلمات عن التعايش بين السنة والشيعة والتسامح المذهبي والتقارب، وضرورة إصلاح الأخطاء التاريخية ..
هل زيارة المخالف لأهل السنة ممنوعة شرعاً؟ لا، قطعاً، فزيارة المخالف لأهل السنة مرتبطة بالمصلحة الشرعية، فإذا كان يترتب عليها مصلحة راجحة (مثل إظهار الحق وإبطال الباطل) شرعت الزيارة كما أمر الله موسى وهارون بمحاورة فرعون فقال تعالى (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ** اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ** فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) [طه، 44].
وكذلك ذهب ابراهيم الخليل لأبيه المشرك وحاوره فقال تعالى (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ** إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ** يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا) [مريم، 43]
وأما إذا ترتب على زيارة أهل البدع مفسدة شرعية راجحة (كالتهوين من شئ من الأحكام الشرعية، أو ذوبان الغاية من المحاورة) فتمنع مشاركتهم مجالسهم، ولذلك فإن موسى –عليه السلام- الذي أمره الله بالذهاب إلى فرعون ومحاورته بين لهم الغاية التي ينتهي عندها الحوار فقال (وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ) [الدخان، 21].
وكذلك خليل الله ابراهيم الذي حاور أباه، فإنهم لما أعرضو قال لقومه (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ) [مريم، 48]
والمراد أن محاورة أهل الضلال عموماً لها غاية ووظيفة، وليست مجالس أنس وسمر واستملاح ومضاحكة وتقارب دون التعرض لضلال الضال وخطأ المخطئ.
حسناً .. هل كانت ولائم الصفار ياترى مجالس صادقة في البحث عن الحق وتبعث على الارتياح؟ وهل كانت مجالس نزيهة في عرض الخلاف السني-الشيعي؟ أم هي من قبيل الدعاية المذهبية التمويهية التي يستغفل بها الصفار بعض أهل السنة؟
لايمكننا أن نستعجل الحكم سريعاً، لكن دعونا نتأمل آخر هذه الاستضافات التي قام بها الصفار لاستكشاف مدى نزاهة الرجل وموضوعيته ومصداقيته، وهي استضافته للدكتور الفاضل سعد البريك قبل عشرة أيام، وكان لهذه الزيارة دوي معلن في الوسط الشيعي، ودوي صامت في الداخل السني ..
استغل الدكتور سعد هذه الزيارة لدعوة الشيعة للتصحيح، وطالبهم بإصدار بيان في ذلك، حيث قال الدكتور سعد في كلمته في منزل الصفار:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/161)
(فإذا انبرى رجل مثل هذا الرجل –أي الصفار- من أعلام التصحيح، ومثلكم من طلائع التصحيح وقادته وأعلامه، وقرروا ما هو معلوم أن القران خال وسليم من الزيادة والنقص والتحريف، ولا صحة للمرويات التي تسب الصحابة وتلعن وتقدح وتشتم، ولا صحة للمرويات التي لا نجد وراءها إلا ما يفسد ويشتت ويفرق ويحزّب ويعصب، إذن ما الذي يمنع هذه الوجوه النيرة المسفرة والمباركة أن تنقذ الأمة بمثل هذا البيان، فأظن أن ليس بينا وبين أن نقفز قفزة ماراثونية إلا أن نسمع بياناً صريحاً واضحاً وجليّاً يجيب على كثير من المسائل التي سمعها البعض في قناة الكوثر، أو قناة الأنوار، أو في القناة الفلانية)
حسناً .. كيف تعامل الصفار مع هذه الدعوة؟ بماذا أجاب الصفار على ذلك؟ التقط الصفار دفة الحديث بعد انتهاء الدكتور البريك وعقب عليه بالقول:
(ما أشار إليه فضيلة الشيخ سعد من إصدار بيان يبين مواقف الشيعة، سبق أن صدرت عشرات البيانات، أحد كبار علماء الشيعة الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء قبل ستين عاما، كتب بيانا تحت عنوان «اصل الشيعة وأصولها» ونشر وهو كتيب مختصر، وكاشف الغطاء مرجع فقهي يتزعم الحوزة العلمية في النجف الأشرف، نشر هذا الكتاب، وطبع عدة مرات) [الكلمة مفرغة في موقع الصفار].
الأستاذ الصفار هاهنا حاول إثبات مصداقيته في البراءة مما يتهم به بالشيعة من الطوام بالإحالة إلى كتاب آل كاشف الغطاء وهو (أصل الشيعة وأصولها)، واندفع بمثل هذه التزكية المكثفة لهذا الكتاب، وأن مايطالب به أهل السنة من احترام الصحابة موجود مقرر منذ ستين عاماً (والصحيح أنه قبل ثمانين عاماً) في كتاب آل كاشف الغطاء.
الحقيقة أنني سبق أن تعاملت مع هذا الكتاب لآل كاشف الغطاء ولكن بشكل سطحي قبل أكثر من عشر سنوات، فهو كتاب مشهور وضعه مؤلفه بهدف التقارب المذهبي مع أهل السنة كما يقول مؤلفه في مقدمته (كنا نأمل بنشر ذلك الكتاب الوجيز تقارب الفريقين) [ص54]، لكنني لم أكن أدرك حينها ما هو وزنه في الداخل الشيعي، ولكن حين رأيت هذا التثمين والافتخار الصفاري بهذا الكتاب قلت في نفسي فلأرجع لهذا الكتاب لأرى مدى جدية ونزاهة الصفار في كلامه.
وحين رجعت لهذا الكتاب الذي مجّده الصفار ورأى أنه خير مايعبر عن الاعتدال الشيعي والتسامح الإمامي الإثني عشري، وعن ضخامة مرجعية مؤلفه، شعرت بخيبة أمل كبيرة.
تجرأ آل كاشف الغطاء بوقاحة منقطعة النظير في القدح في عرض الصحابة الأجلاء أبي هريرة وسمرة بن جندب وعمروبن العاص، حيث يقول:
(وأما ما يرويه مثل أبي هريرة، وسمرة بن جندب، ومروان بن الحكم، وعمران بن حطان الخارجي، وعمرو بن العاص، ونظائرهم؛ فليس لهم عند الإمامية من الاعتبار مقدار بعوضة، وأمرهم أشهر من أن يذكر) [أصل الشيعة وأصولها، آل كاشف الغطاء دار الأضواء، ص165]
بل وفي هذا الكتاب -الذي يفاخر به الصفار- نجد مؤلفه يتبنى تكفير الصحابي الجليل أبي سفيان -رضي الله عنه- كما يقول (أبوسفيان أظهر الاسلام كرهاً، ومازال يعلن بكفره وعدائه للاسلام) [أصل الشيعة وأصولها، آل كاشف الغطاء، ص82]
ولما طبع الكتاب في طبعاته الأولى وصل إلى المؤلف "كاشف الغطاء" نقداً بخصوص تكفيره لأبي سفيان، فماذا صنع؟ طبع الكتاب طبعة جديدة وأصر في المقدمة على موقفه التكفيري لأبي سفيان رضي الله عنه! كما يقول في الجواب عن الاعتراضات التي أتته:
(أما صفحة 21 فليس فيها سوى التعرض لأبي سفيان، ولا أحسب أن له من الشأن عند المسلمين مايوجب استياءهم في الكشف عن مقدار إسلامه وقيمة إيمانه) [أصل الشيعة وأصولها، آل كاشف الغطاء، 30]
وأما الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- فقد أوسعه المؤلف شتماً مقذعاً، حيث وصفه بالنفاق والرذيلة! كما يقول:
(لو سكتوا وعملوا بالتقية لضاعت البقية من الحق وأصبح دين الإسلام دين معاوية ويزيد وزياد وابن زياد، دين المكر، دين الغدر، دين النفاق، دين الخداع، دين كل رذيلة) [أصل الشيعة وأصولها، آل كاشف الغطاء، 267]
وشتم معاوية بالخيانة كما يقول (وقضية إعطائه –أي معاوية- مصر لابن العاص على الغدر والخيانة مشهورة) [أصل الشيعة، آل كاشف الغطاء، 124].
وشتمه بأنه يتلاعب بالشريعة كما يقول: (صار معاوية يتلاعب بالشريعة الإسلامية حسب أهوائه) [أصل الشيعة، آل كاشف الغطاء، 266]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/162)
بل وفي سبيل دفاعه المستميت عن "نكاح المتعة" أطلق عبارات جارحة في حق أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فوصفه بالتنمر والتهيج، لا لشئ إلا لأن عمر –رضي الله عنه- كان قوياً في النهي عن المتعة! يقول المؤلف:
(ولكن أبا حفص كان معلوماً حاله في الشدة، والتنمر، والغلظة، والخشونة، في عامة أموره، فربما يكون قد استنكر شيئاً في واقعة خاصة أوجب تأثره وتهيجه الشديد الذي بعثه على المنع المطلق خوف وقوع أمثاله اجتهاداً منه ورأياً تمكن في ذهنه، وإلا فأمر المتعة وحليتها بعد نص القرآن) [أصل الشيعة وأصولها، آل كاشف الغطاء، 205].
ومن سفاهات المؤلف على أصحاب رسول الله اتهامه لزواج أسماء بنت أبي بكر من الزبير بأنه زواج متعة! (أسماء ذات النطاقين بنت أبي بكر الصديق اخت عائشة أم المؤمنين وزوجها الزبير من حواري رسول الله وقد تزوجها بالمتعة، فما تقول بعد هذا أيها المكابر المجادل؟) [أصل الشيعة وأصولها، ص206].
ولو تأمل المؤلف قليلاً لعلم طرافة هذه الدعوى، فإن أسماء تزوجت الزبير قبل الهجرة ولذلك كان عبدالله بن الزبير أول مولود في الاسلام المدينة، والمتعة شرعت ونسخت بعد ذلك، ثم إن الزبير وأسماء لم يفترقا، والمتعة نكاح مؤقت!
لكن هل تعرف مصدر المؤلف لإثبات هذه الدعوى؟ إنه ينقل هذه القصة عن كتاب أدبي اسمه (محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء) للأصفهاني، ثم يختم بعبارة انتصارية متحدية (فما تقول بعد هذا أيها المكابر المجادل؟) ..
كم أشفقت عليه، وأخذت أقول في نفسي كل هذه الفرحة في إثبات قضية شرعية عبر كتاب أدبي! فكيف لو وجد دليلاً شرعياً صحيحاً على ذلك؟! ألا ما أهش بناء القوم!.
على أية حال .. هذا طرف من شتائم هذا الكتاب -الذي يفاخر به الصفار- في حق أصحاب رسول الله، أما مصادر التلقي فهو يصرح بإنكار السنة النبوية التي لدى عامة المسلمين فيقول (الإمامية لايعتبرون من السنة، أي الأحاديث النبوية، إلا ماصح لهم من طرق أهل البيت) [أصل الشيعة وأصولها، آل كاشف الغطاء، 165]
وهذا ليس خلافاً فرعياً، بل هذا خلاف أشد من الخلاف في الصحابة، إنه خلاف في أحد قسمي الوحي، فهو مفارقة في مصدر كامل من مصادر المعرفة الشرعية، ومصادر المعرفة إذا اختلفت أنتجت أدياناً مختلفة، فسائر ماثبت من العقيدة والشعائر والتشريعات من حديث أبي بكر وعمر وعثمان وأبي هريرة وسمرة بن جندب وعمرو بن العاص ونحوهم لن تقبله الشيعة لأنه لم يأت من طرق أهل البيت!
وهذا لايختلف عن شخص لاديني يقول لنا: أنا أخالفكم في حجية القرآن، لكن أوافقكم في كثير من مضامينه من العدل والرحمة والبر والعمارة والحقوق والأخلاق الخ.
فهؤلاء ينكرون السنة النبوية التي لدى عامة المسلمين ويوافقون في بعض نتائجها عبر مصادر أخرى لديهم!
ولما كنت أقرأ الكتاب لفت انتباهي قضية لايكاد يخلو منها كتاب شيعي، وهي بذور القبورية في الفكر الشيعي، وولعهم بالمشاهد والأضرحة، فتجد المؤلف يتحدث عن الصلاة عند مراقد الأئمة (ص141) ويتحدث في موضع آخر بقوله (فهل يلام الشيعة على تقديس منازل أئمتهم وبيوتهم التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه؟) [أصل الشيعة وأصولها، 54].
وثمة أمور أخرى في الكتاب لن نطيل بها: كتشويه علماء أهل السنة واتهامهم بالافتراء كابن حجر وابن خلدون (ص52)، وادعاء أن أهل السنة يتلاعبون بالدين بسبب خلافهم في تعيين سنة نسخ نكاح المتعة (ص201)، وتبجيل العبيديين الذين كفرهم كثير من أهل السنة (ص53) في مقابل كيل الشتائم للخلفاء الأمويين والعباسيين (ص 54)، الخ.
هذا هو الكتاب الذي يفاخر به الصفار، وهذا هو الكتاب الذي يقول الصفار للبريك بأنه يغني عن البيانات ..
بل كل هذه الطوام في كتاب ألفه مؤلفه أصلاً بغرض التقريب بين أهل السنة والشيعة كما يقول مؤلفه في مقدمته (هذا البصيص من الأمل هو الذي دعانا الى الإذن في إعادة طبع هذه الرسالة ثانياً ومايضاهيها من إرشاداتنا في الحث على قيام كل مسلم بهذه الفريضة اللازمة ألا وهي إعادة صميم الإخاء والوحدة بين عموم فرق المسلمين) [أصل الشيعة، ص46].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/163)
ذلك أن كتب الشيعة المعاصرين على قسمين: كتب (الإعلام المذهبي) وكتب (التقرير الديني)، فكتب الإعلام المذهبي هي الكتب التي وضعت بهدف الدعاية للمذهب الشيعي في أوساط أهل السنة في العالم، وكتب التقرير الديني هي الكتب المعتمدة في التعليم والتربية الدينية.
فإذا كانت كل هذه البوائق في كتاب وضع للتقريب والدعاية للتشيع، فكيف لو كان الكتاب من المضنون به على غير أهله؟!
لكن هاهنا سؤال موضوعي لن نستطيع تجاوزه؟ وهو أنه قد يقول قائل: لعل الصفار لم يتنبه لهذه الأمور في هذا الكتاب؟ أو قد يقول قائل: لعل الصفار يوافق على جميع مافي الكتاب إلا هذه المواضع التي تسب الصحابة وتنكر المصدر الثاني في التشريع وهو السنة النبوية التي لدى عامة المسلمين؟
الحقيقة أن هذا السؤال برغم أنه يبدو في ظاهره موضوعياً إلا لأنه لايقوله إلا شخص لم يطلع على مؤلفات الصفار، فالصفار في مقابلاته ومقالاته الصحفية وكلماته في المحافل السنية ورسائله الصغيره يبدو متماهياً مع الرؤية السنية حول الصحابة ومتبرئاً من طوام الشيعة، ولكنه في كتبه الموسعة الموجهة للشيعة يبدو كائناً آخر.
سأعرض فقط بعض النماذج:
تهجم الصفار على صاحب رسول الله أبي بكر الصديق واتهمه بأنه انقلب على علي -رضي الله عنهما- كما يقول الصفار: (ما حصل من بيعة أبي بكر كان أشبه بالانقلاب على علي) [المرأة العظيمة، حسن الصفار، دار الانتشار العربي، الطبعة الأولى، 2000م، ص64]
بل واعتبر الصفار أن ماصنعه أبابكر –رضي الله عنه- كان اغتصاباً للسلطة! [ص62].
بل واتهم الصفار –عامله الله بما يستحق- ثلاثة من أجلة أصحاب النبي بالكذب على رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وهم أبوهريرة والمغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص، حيث ينقل الصفار مرويات ليثبت بها أن: (معاوية وضع قوماً من الصّحابة، وقوماً من التّابعين، على رواية أخبار قبيحة في علي -عليه السلام- تقتضي الطّعن فيه، والبراءة منه، وجعل لهم على ذلك جُعلاً يرغب في مثله، فاختلقوا ما أرضاه، منهم: أبو هريرة، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة) [المرأة العظيمة، حسن الصفار، دار الانتشار العربي، الطبعة الأولى، 2000م، ص175]
ويجعل الصفار مثل هذه المرويات مستندا له في اتهامه معاوية بالكذب على رسول الله!
وممن شتمهم الصفار من الصحابة –أيضاً- الصحابي الجليل سمرة بن جندب –رضي الله عنه- حيث اتهمه بالإرهاب! كما يقول الصفار (كما سلّط معاوية على الأمّة ولاةً جفاة قساة، نشروا الرّعب والبطش، وحكموا النّاس بالإرهاب والقمع، مثل سمرة بن جندب) [المرأة العظيمة، الصفار، 135].
وممن شتمهم الصفار -أيضاً- من أصحاب رسول الله الصحابي الجليل بسر بن أرطاة –رضي الله عنه- حيث يقول الصفار (ومن ولاة معاوية الظّالمين: بسر بن أرطاة، والذي وجّهه إلى اليمن، ففعل فيها الأفاعيل المنكرة، التي لم يشهد التّاريخ نظيراً لها في فظاعتها وقسوتها) [المرأة العظيمة، الصفار، 135].
أما الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان –رضي الله عنهما- فلم يدع الصفار فيه موضع شبر إلا وطعنه ولمزه بأقصى ماجادت به سخيمته والله حسيبه يوم القيامة، حتى أنه اتهم معاوية بأنه يقود مشروع "الردة" ولاحول ولاقوة إلا بالله، كما يقول الصفار:
(واستكمالاً لمشروع الردّة إلى الجاهلية، ختم معاوية بن أبي سفيان حياته باستخلاف ولده يزيد على الأمّة) [المرأة العظيمة، الصفار، 135].
بل واتهم الصفار معاوية –رضي الله عنه- بالخلاعة والمجون كما يقول:
(إضافة إلى إظهار الفساد والمخالفة للدين، كتعطيل الحدود، وممارسة الخلاعة والمجون، واستلحاق معاوية لزياد بن أبيه، والجرأة الصّريحة على مخالفة الأحكام الشّرعية من قبل معاوية، حتى في العبادات) [المرأة العظيمة، الصفار، 134]
بل وصل الأمر إلى أن يتهم الصفار –عامله الله بما يستحق- معاوية رضي الله عنه بالكذب على رسول الله واختلاق الأحاديث الموضوعة، كما يقول الصفار:
(شجّع –أي معاوية- طبقة من الوضّاعين، وصنّاع الأحاديث الملفّقة الكاذبة، في مدح معاوية وبني أمية وسلطتهم، وذمّ الإمام علي وأهل البيت، وبذل لهم الأموال على ذلك) [المرأة العظيمة، ص 175]
وهذا الاتهام لمعاوية بالكذب في الحديث النبوي كرره الصفار في كتابه الآخر (مسؤولية المرأة، ص30).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/164)
وبث الصفار طوال صفحات الكتاب ترسانة من السباب والألفاظ البذيئة، ضد معاوية رضي الله عنه، خذ مثلاً بعض النماذج من قلة الأدب مع معاوية:
- (وصار معاوية يحكم المسلمين حسب رغباته وشهواته، بعيداً عن تعاليم كتاب الله وسنّة رسوله) [ص127]
- (كان وجود الإمام الحسن يقلق معاوية ويعرقل بعض مخطّطاته الفاسدة) [ص127]
- (علم معاوية أن الإمام علياً لن يفسح له المجال ليلعب كما يحلوله) [ص 114]
- (ممارسات معاوية الاستفزازية التخريبية) [ص115]
- (إحدى غارات معاوية وعبثه وفساده في منطقة الأنبار) [ص115]
- (بالغ معاوية واجتهد، في استخدام أساليب التّضليل الإعلامي) [ص175]
هذه نماذج فقط من هذا العدوان على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ..
وأما بذور القبورية التي لايكاد يسلم منها كاتب شيعي فبالله عليك طالع مايقوله الصفار عن نفسه في مجاورة القبور والأضرحة والتبرك بها واحمد الله على العافية! يقول الصفار:
(قادني التّوفيق الإلهي منذ بضع سنوات لمجاورة السيدة زينب -عليها السلام- والعيش قرب مقامها الشّريف في المنطقة التي تُعرف بإسمها جنوب دمشق الشام، وقد أفاض الله عليّ الكثير من ألطافه ونعمه ببركتها، وكنت أهرع إلى مقامها وأتوسّل إلى الله بحقّها وفضلها كلّما واجهني مشكل من مشاكل الحياة .. ، ورأيت آلاف الزّائرين يتقاطرون على حرمها الشريف من مختلف بقاع الأرض يقصدون التّقرب إلى الله بزيارتها .. ، مكثت بجوارها المبارك خمس سنوات تقريباً من بداية شهر رجب 1410هـ حتى شهر ربيع الثاني 1415هـ) [المرأة العظيمة، حسن الصفار، 19]
ويختم كتابه بذكر جهود عمارة الأضرحة ومايحصل فيها من البركات!
والحقيقة أنني لما دونت هذه المقتطفات من كتاب الصفار (المرأة العظيمة) حدثتني نفسي بزيارة موقع الصفار على شبكة الانترنت لأرى هل هذا الكتاب موجود في موقعه أم تخلى عنه؟ فوجدت الكتاب في موقعه يروجه للقراء، فقمت بتنزيل الكتاب، لكنني وجدت مكتوباً عليه (الطبعة الثانية مزيدة ومنقحة) فجزمت في نفسي بأن الصفار في تنقيحه للكتاب وإعداده للموقع حذف هذه الشتائم في حق أصحاب رسول الله، فقمت بفحص المواضع التي شتم فيها الصحابة فوجدته لم يغيرها ولم يتراجع عنها، بل أبقاها!
هذه الآن طبعة منقحة أعدها الصفار للنشر على موقعه الشخصي، ومع ذلك يصر فيها على التمسك بالطعن في حق أبي بكر بالانقلاب على علي، وبالطعن في أبي هريرة والمغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص بالكذب على رسول الله، وبالطعن في سمرة بن جندب بالارهاب، وبالطعن في بسر بن أرطاة بأنه فعل أفاعيل لم يشهد لها التاريخ نظيراً! ويتهم معاوية بالردة والخلاعة والمجون وتعطيل الحدود والكذب على رسول الله!
حسناً .. إذا كان هذا هو تعامل الصفار مع الصحابة، فما هو تفسير كلمته التي يرددها في اللقاءات الصحفية والفضائية بقوله (أنا أرفض سب الصحابة، وهذا هو موقف مراجع الشيعة) وهي عبارة يرددها كثيراً؟
الحقيقة أن الصفار حين يقول هذا الكلام يقصد الصحابة حسب التعريف الشيعي الضيق للصحابي، وقد ذكر آل كاشف الغطاء -في الكتاب الذي أحال إليه الصفار- المرتبة الأولى من الصحابة عندهم، وأما أمثال أبي هريرة، وسمرة بن جندب، وبسر بن أرطاة، وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، وأبي سفيان، ونحوهم فهو يخرجهم من مفهوم الصحبة أصلاً! فكل صحابي ثبت عند الشيعة أن اختلف مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أوناصر معاوية رضي الله عنه؛ أخرجوه من الصحبة ورجموه وسفهوه وانتقصو قدره، فإذا قالوا "نحن لانسب الصحابة" فإنهم يعنون الصحابي حسن تعريفهم المذهبي.
على أية حال .. إذا كان هذا هو حال كتاب آل كاشف الغطاء المكتوب بهدف التقارب، وهذا كتاب الصفار داعية التقارب في السعودية، فكيف بحال دعاة التنافر ياترى؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/165)
والحقيقة أنني لما قرأت اتهام الصفار لأبي هريرة والمغيرة وعمرو بن العاص ومعاوية بالكذب في حديث رسول الله، توقفت عن القراءة وساقتني التأملات بعيداً بعيداً، وقلت في نفسي: ترى لو أن الصفار اتهم الملك عبدالله بالكذب في حديث الناس وصنف لذلك كتاباً ينشره في موقعه الشخصي، فوالله لتقومن الدنيا ولاتقعد، ولترمينه الصحافة الليبرالية عن قوس واحدة، وليهربن عن ولائمه أفواه كانت تتسابق إليها، وليختفين رمسه خلف شمس الحاير في أيام معدودة .. أما أن يتهم أصحاب نبينا بالكذب على رسول الله، ويضع ذلك في كتاب يوزعه في موقعه الشخصي، فالأمر أهون من ذلك!
بل يقدم هذا الصفار الذي اتهم أبابكر بالانقلاب على الخلافة الشرعية واتهم الصحابة بالكذب؛ على أنه رمز التسامح والتعايش والحوار والتقارب والوطنية .. ياحسرتاه على غربة السنة حيث صار مقام الملوك فينا خير من مقام أصحاب رسول الله ..
وحين قرأت تكفير آل كاشف الغطاء لأبي سفيان في كتاب يفتخر به الصفار، وقرأت اتهام الصفار لمعاوية بأنه يقود مشروع الردة؛ قلت في نفسي: الشيعة الآن ينزعجون حين يطلق بعض أهل السنة الكفر على بعض رموزهم المعاصرين، بينما هم يكفرون أصحاب رسول الله!
بل والله العظيم أنني حين قرأت اتهام الصفار لمعاوية بالخلاعة والمجون، فإني تذكرت نقمته حين قال قائلنا عن السيستاني بأنه "فاجر"، وهاهو الصفار يتهم معاوية بالخلاعة والمجون! هل صار السيستاني أكرم من صاحب رسول الله معاوية بن أبي سفيان؟!
كيف لا يتأمل هؤلاء الشيعة كتاب الله جل وعلا؟ الله سبحانه وتعالى أطلق من العمومات في فضل أصحاب رسول الله شيئاً عجباً يقف شعر المؤمن إجلالاً لهم وكفاً عن الخوض فيما شجر بينهم.
تأمل كيف عم الله مراتب الصحابة في قوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة، 100].
فهذه الآية تشمل المراحل التاريخية للصحابة، السابقون ومن تبعهم، وجعلهم كلهم داخلون في رضى الله، ووعدهم الجنات، نسأل الله من فضله.
وتأمل كيف عم الله جميع أصحاب محمد في قوله (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح، 29].
وأما أبوهريرة –رضي الله عنه- الذي اتهمه الصفار –عامله الله بما يستحق- بالكذب على رسول الله، فقد شهد له أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- بالحفظ وجلس صغار الصحابة يتلقون من أبي هريرة الحديث، وكثير من مرويات صغار الصحابة إنما أخذوها عن أبي هريرة، وهوما يسمى في علم المصطلح مرسل الصحابي، فضلاً عن أئمة كبار التابعين الذين جلسوا بين يديه -رضي الله عنه- ونقلوا عنه السنة النبوية، حتى روى ابن سعد عن ابن عمر –رضي الله عنه- أنه كان يترحم على أبي هريرة في جنازته ويقول (كان يحفظ على المسلمين حديث النبي صلى الله عليه و سلم).
وشهادات أصحاب رسول الله له بالرواية والحفظ معروفة مدونة في ترجمته، وليس هذا موضع مناقشة الشبهات المثارة حوله رضي الله عنه.
وأما معاوية بن أبي سفيان –رضي الله عنه- فإني أتمنى من الشيعة أن يتأملوا في عدة أمور:
لوقيل للمرء ماهي أعظم الأمانات الشرعية فإنه لن يتردد في أن من أعظمها كتابة الوحي، وقد استأمن النبي معاوية على كتابة الوحي، فكيف يختار رسول الله لكتابة الوحي رجلاً غير أمين؟!
فلوكان معاوية ليس من أماثل وأفاضل الصحابة فهل ترى عمر –رضي الله عنه- يوليه وهو هو؟!
ويلخص ابوالعباس ابن تيمية ذلك بقوله (فإن معاوية ثبت بالتواتر أنه أمّره النبي -صلى الله عليه وسلم- كما أمّر غيره، وجاهد معه، وكان أميناً عنده يكتب له الوحي، وولاه عمر بن الخطاب الذي كان من أخبر الناس بالرجال) [الفتاوى، 4/ 472]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/166)
فبالله عليكم هل يستعمل رسول الله رجلاً في كتابة الوحي، وهي من أعظم الأمانات الشرعية، ويستعمله عمر في الولاية، وهي من أعظم الأمانات الدنيوية؛ ويكون قائداً لمشروع ردة والخلاعة والمجون وتعطيل الحدود والكذب على رسول الله كما يقول حسن الصفار في كتابه؟! أليس هذا اتهاماً ضمنياً لرسول الله ولعمر؟!
فضلاً عن أن معاوية –رضي الله عنه- ممن غبر قدميه مع رسول الله في عدة غزوات منها غزوة حنين.
فسائر ماروي عنه من أخبار تاريخية يطعنونه بها رضي الله عنه؛ إما أن تكون أخباراً مكذوبة (وهو الأكثر كما لاحظت)، أو أن تكون اجتهاداً منه هو فيه بين الأجر والأجرين، أو أن تكون خطأ وهو غير معصوم -كغيره من الصحابة- لكن له حسنات عظيمة رضي الله عنه.
وما أجمل قاعدة أهل السنة في التعامل مع الصحابة التي لخصها ابن تيمية في المنهاج بقوله عن معاوية وعن غيره من الصحابة:
(ما يذكر عن الصحابة من السيئات كثير منه كذب، وكثير منه كانوا مجتهدين فيه ولكن لم يعرف كثير من الناس وجه اجتهادهم، وما قدر أنه كان فيه ذنب من الذنوب لهم؛ فهو مغفور لهم، إما بتوبة، وإما بحسنات ماحية، وإما بمصائب مكفرة، وإما بغير ذلك).
وتأمل فيما ينقله الطّعنة في الصحابة تجده لايخرج عن هذه المراتب التي ذكرها ابوالعباس.
ومن الطرائف أنني قبل عدة أشهر التقيت بشاب سني ووجدته مشحوناً ضد معاوية بن أبي سفيان رضي الله، فلما سألته عن مصدر قراءته اتضح أنها بعض كتب التاريخ والأدب التي كان مؤلفوها حاطبو ليل!
وقد نبه الذهبي على هذه الإشكالية حيث قال في السير: (كما تقرر الكف عن كثير مما شجر بينهم وقتالهم رضي الله عنهم أجمعين، و مازال يمر بنا ذلك في الدواوين والكتب والأجزاء، ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف، وبعضه كذب) [سير النبلاء، 10/ 93].
على أية حال .. لايمكننا أن نتوسع في شبهات الشيعة المثارة حول معاوية، ذلك أنه صدر الآن دراسات كثيرة لأهل السنة حللت علمياً كل هذه الشبهات، ولكن دعونا الآن نعود لموضوعنا وهو سياق مشروع الصفار في الداخل السعودي.
فالذي لاحظته أن مشروع (ولائم الصفار) في القطيف تحول إلى مصيدة يستغفل بها بعض أهل السنة فيستضيفهم على موائد فاخرة لا للدعوة والجدال بالحسنى لبيان الحق وإبطال الباطل، وإنما لاستتابتهم مما يسميه الأخطاء التاريخية، فيحرص الصفار على إظهار الشخصية السنية المستضافة في مظهر المعتذر عن أخطاء اقترفها أهل السنة في حق الشيعة المظلومين ..
ويحرص الصفار على أن يظهر الشخصيات السنية في صورة التحول والتراجع عن منهج سابق إلى منهج جديد .. وأن يستصدر منهم أي كلمة في إدانة التاريخ السني .. ولذلك تسمع العبارات التي تتحدث عن علاقة جديدة، وعهد جديد، وتحول تاريخي، الخ وهذه كلها تحتوي إدانة ضمنية لعلماء ودعاة أهل السنة والجماعة خلال العصور السابقة بأنهم ظلموا الشيعة وتجنو عليهم ..
ولفت انتباهي أن الصفار يحرص أشد الحرص على التغطية المصورة لهذه الاستضافات، وخصوصاً لحظات التبسم وتماسك الأيدي والقراءة سوياً في أحد كتب الصفار .. ثم بث هذه الصور وأرشفتها في موقعه الشخصي، لتأثيرها الشديد في خلخلة الثوابت العقدية في نفوس المتلقين من أهل السنة .. فالصورة تفعل في النفوس ما لاتفعله الأقوال والبيانات ..
ومع ذلك كله فالحقيقة أنني لاحظت –أيضاً- أن الشخصيات السنية المستضافة تفاوتت تفاوتاً كبيراً في مستوى الانخداع بمجالس الاستتابة الصفارية .. فبعضهم استغل الزيارة لدعوة الشيعة للتصحيح، وهذا موقف مشكور، لكن آخرين أدو الدور المطلوب تماماً وأخذو يلطمون مع الشيعة على التقارب والمساواة ومظلومية الشيعة في السعودية .. فهذه ولائم الصفار إذا شبعت منها البطون، جاعت منها العقائد ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/167)
حسناً .. إذا كانت زيارة الشيعة وغيرهم من أهل البدع ليست مرفوضة من حيث المبدأ، فأين المشكلة إذن؟ المشكلة ليست في الزيارة، وإنما ما يقال في الزيارة، ومن أكثر أخطاء التعايشيين شيوعاً تصوير التعايش وحفظ الحقوق المعيشية للشيعة وكأنه لم يكن، وكأنه غير موجود أصلاً ويجب إيجاده، وفي هذا إدانة ضمنية لعلماء ودعاة أهل السنة في المرحلة السابقة، والواقع أن علماء ودعاة أهل السنة لم يظلموا الشيعة في معايشهم، بل منطقتهم تحظى بتمييز خاص، وقد ظفروا بخدمات لم يظفر بها السني المسكين في شمال السعودية وجنوبها.
ومن أخطاء التعايشيين الظهور بمظهر المعتذر عن أخطاء التاريخ التي ارتكبها أهل السنة في حق الشيعة، وهذا تزييف كلي للتاريخ، فالذي فجر في الحرم الشريف وقت اكتظاظ الحجيج هم الشيعة، والذي نبش قبور البقيع وأحدث فتنة هم الشيعة، والذي جاءنا من جنوب السعودية يحاربنا هم الشيعة، فالشيعة هم الذين يجب أن يعتذروا وليس أهل السنة!
ومن أخطاء التعايشيين التهوين من الفوارق العقدية بين أهل السنة والشيعة، وإظهارها في صورة الخلاف الفروعي.
ومن أخطاء التعايشيين مبالغتهم في مديح الصفار وأنه معتدل، ومغالاتهم في تصوير حجم الاعتدال الشيعي، والواقع أن من يسمونهم معتدلين يتجنون على أبي بكر بأنه انقلب على الخلافة الشرعية، ويتهمون أباهريرة بالكذب في حديث رسول الله، ويتهمون معاوية بالخلاعة والمجون، ويكفرون أباسفيان، ويعظمون المشاهد والقبور؛ فأي اعتدال تتحدثون عنه يارحمكم الله؟!
فلكل من يقول: (وإنا نشهد لسماحة الشيخ حسن الصفار بالاعتدال) فإني أذكرهم قول الله تعالى (سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ) [الزخرف، 19].
ومن أخطاء التعايشيين اعتبارهم أن التعايش يستلزم (إقرار الباطل) حيث يعتبرون أن الرد على ضلالات الرافضة وبيان خطئها وانحرافها أنه يقوض الوحدة الوطنية وأنه ضد التعايش! فهم لايكتفون بتأصيل الحقوق المعيشية للشيعة، بل يطالبون بالكف عن بيان ضلال غلاة الشيعة، لأن هذا يهدد اللحمة الوطنية!
وأما قول التعايشيين ليس من شرط التعايش التطابق بين السنة والشيعة، فإنا نقول وليس من شرط التعايش الكف عن بيان ضلال الرافضة وخطأ انحرافاتهم!
فكما أن بقاء الشيعي على تشيعه لايقدح في التعايش، فكذلك فإن الرد على انحرافات الشيعة وضلالهم لايقدح في التعايش.
ومن عجائب الأفكار في التعامل مع الملف الشيعي أنني ناقشت مرة أحد الإخوة الفضلاء فقال لي: من الصعوبة أن يتخلى الشيعة عن القدح في معاوية وأبي هريرة وسمرة بن جندب والمغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص ونحوهم، فمالمانع أن نقبل منهم ذلك في مقابل تعظيمهم واحترامهم للخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان؟
ثم سمعت عين هذه الشبهة مع شخص آخر يرددها! ووالله ماتوقعت أن الأمور تصل إلى هذا المستوى، فصارت أعراض الصحابة محلاً للمقايضة والمساومة! اشتموا هذا مقابل أن تسكتو عن هذا! حفظ حقوق الصحابة ومنزلتهم وأعراضهم ليس حقاً شخصياً لنا بحيث نفاوض عليه، بل هو فريضة شرعية، إذا لم نستطع القيام بها فلا أقل من أن نصمت حتى يقيض الله لصحابة نبيه رجالاً يذبون عن أعراضهم.
ومن دقيق فقه السلف أنهم نبهوا إلى أن من خاض في عرض معاوية فإنه لايتوقف عن الاستمرار، فهذا باب إذا فتح لم يرتج، فينتقل منه للقدح في عثمان بسبب الأموال، ومنه إلى القدح في عمر بسبب قوته في ولايته وأنه أقصى المخالف، ومنه إلى أبي بكر بسبب فدك والسقيفة، وهكذا.
وهذا المعنى –أعني كون القدح في معاوية باب إلى غيرهم من الصحابة- معنى شائع عند السلف تحدثوا عنه كثيراً، ومن ذلك:
(قال عبد الله بن المبارك: معاوية عندنا محنة، فمن رأيناه ينظر إلى معاوية شزراً اتهمناه على القوم، أعني على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال الربيع بن نافع: معاوية ستر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه.
وقال وكيع: معاوية بمنزلة حلقة الباب، من حركه اتهمناه على من فوقه).
[الآثار الثلاثة رواها ابن عساكر في تاريخه (59/ 210 - 211).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/168)
فلاحظ في هذه الآثار كيف نبه السلف على خطورة التسلسل إذا فتح باب شتم معاوية، وهذا أمر مشاهد فلايكاد يعرف رجل بدأ بعيب معاوية وتوقف عنده، بل يرقق هذا مابعده، فيدخل في الجرح والتعديل في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن الأمور اللافتة أن الشيعة يحاولون تصوير النزاع معهم على أنه مشكلة "الوهابية" فقط، وأن بقية المسلمين يحترمون أفكارهم، وهذا كذب صريح، وسأعرض نماذج من الفكر العربي المعاصر الذي لاصلة له بالوهابية ولا بالسلفية من قريب ولامن بعيد.
فهذا أحد رؤوس مايسمى بالفكر العقلاني المعاصر، وهو أحمد أمين، يقول عنهم في كتابه المشهور "فجر الإسلام":
(والحق أن التشيع كان مأوى يلجأ إليه كل من أراد هدم الإسلام لعداوة أو حقد، ومن كان يريد إدخال تعاليم آبائه من يهودية ونصرانية وزرادشتية وهندية، ومن كان يريد استقلال بلاده والخروج على مملكته؛ كل هؤلاء كانوا يتخذون حب أهل البيت ستاراً) [فجر الإسلام، أحمد أمين، دار الكتاب العربي، ص276]
لاحظ كيف جعل "التشيع مأوى يلجأ إليه كل من أراد هدم الإسلام" وهذا الكلام لاتقوله الدرر السنية ولا فتاوى اللجنة الدائمة، وإنما أشهر مؤرخ عقلاني للفكر العربي!
وهكذا المفكر المغربي المعروف محمد عابد الجابري يقول مشيراً للمصدر الأجنبي للتشيع: (يكفي أن يتصفح المرء مايروى عن الإمام جعفر من أحاديث وما ينسب إليه من أقوال حتى يرى الطابع الهرمسي فيها واضحا وضوحه في الأدبيات العقائدية الشيعية اللاحقة) [بنية العقل العربي، الجابري، 327].
وهي نفسها فكرة هنري كوربان في كتابه عن تاريخ الفلسفة.
وللفيلسوف التونسي المعروف ابويعرب المرزوقي فكرة طريفة جداً في هذا السياق، حيث يرى أنك لو أتيت بأقرب الشيعة للسنة، وأقرب السنة للشيعة، لكانو دينين مختلفين من شدة الافتراق بينهما! كما يقول ابويعرب:
(فالسنة، بجميع فرقها، تختلف اختلافاً جوهرياً عن الشيعة، بجميع فرقها، مهما تقارب المعتدلون من الفريقين؛ وذلك لما سنرى من مبادئ جوهرية متقابلة تجعلهما دينين مختلفين) [إصلاح العقل في الفلسفة العربية، مركز دراسات الوحدة، ص16].
وابويعرب المرزوقي ليس شخصاً متهماً بمحاباة السلفية، وحتى قراءته لابن تيمية فهي تأويل فلسفي خاص لاصلة له بالقراءة السلفية لابن تيمية، بل ابن تيمية في سياقه أقرب إلى حقل دلالي يتغذى منه التأويل، وهو أقرب إلى تقاليد إعادة قراءة فلسفة فيلسوف معين الشائعة في هذا المجال، ومع ذلك يصل بالمفارقة بين السنة والشيعة إلى مستوى الدينين المختلفين!
وأقوال المفكرين العرب في خرافية الفكر الشيعي تعز على الحصر.
خلاصة القول .. أن مشروع ولائم الصفار ليس مشروعاً نزيهاً، وإني أحذر إخواني الفضلاء أن لايتحولوا إلى وكلاء للصفار من الداخل السني، فيبشروا بمشروعه الدعائي الخطير الذي يستهدف الترويج للشيعة دون تصحيح حقيقي وفعلي، وإن كان الصفار جاداً في طلب التقارب فليصرح بتوبته عما صدر منه في كتابه المرأة العظيمة، وكتابه مسؤولية المرأة، من اتهام الصحابي الجليل معاوية بالكذب على رسول الله، وبقية طوامه الأخرى التي تمت الإشارة إليها، فإن فعل ذلك فهو أخونا له مالنا وعليه ماعلينا، وإن أصر على عداوته لأصحاب رسول الله وتعظيمه للقبور، فلايلم أهل السنة في معاداته.
وأسأل الله بمنه وكرمه أن يحشرنا وإياكم في زمرة الذابين عن أصحاب محمد –صلى الله عليه وسلم- اللهم آمين.
ابوعمر / إبراهيم السكران
رجب 1431هـ
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 02:48 م]ـ
حفظ الله اباعمر ابراهيم وبارك الله فيه وفيك أخي يوسف
ـ[أبو البهاء]ــــــــ[21 - 06 - 10, 10:58 م]ـ
ياحسرتاه على غربة السنة حيث صار مقام الملوك فينا خير من مقام أصحاب رسول الله ..
فلكل من يقول: (وإنا نشهد لسماحة الشيخ حسن الصفار بالاعتدال) فإني أذكرهم قول الله تعالى (سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ) [الزخرف، 19].
الذي لاحظته أن مشروع (ولائم الصفار) في القطيف تحول إلى مصيدة يستغفل بها بعض أهل السنة فيستضيفهم على موائد فاخرة لا للدعوة والجدال بالحسنى لبيان الحق وإبطال الباطل، وإنما لاستتابتهم مما يسميه الأخطاء التاريخية، فيحرص الصفار على إظهار الشخصية السنية المستضافة في مظهر المعتذر عن أخطاء اقترفها أهل السنة في حق الشيعة المظلومين ..
ويحرص الصفار على أن يظهر الشخصيات السنية في صورة التحول والتراجع عن منهج سابق إلى منهج جديد .. وأن يستصدر منهم أي كلمة في إدانة التاريخ السني .. ولذلك تسمع العبارات التي تتحدث عن علاقة جديدة، وعهد جديد، وتحول تاريخي، الخ وهذه كلها تحتوي إدانة ضمنية لعلماء ودعاة أهل السنة والجماعة خلال العصور السابقة بأنهم ظلموا الشيعة وتجنو عليهم ..
ولفت انتباهي أن الصفار يحرص أشد الحرص على التغطية المصورة لهذه الاستضافات، وخصوصاً لحظات التبسم وتماسك الأيدي والقراءة سوياً في أحد كتب الصفار .. ثم بث هذه الصور وأرشفتها في موقعه الشخصي، لتأثيرها الشديد في خلخلة الثوابت العقدية في نفوس المتلقين من أهل السنة .. فالصورة تفعل في النفوس ما لاتفعله الأقوال والبيانات ..
بارك الله في الجميع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/169)
ـ[صالح عبد الله التميمي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 11:24 م]ـ
جزاك الله خير ياشيخ إبراهيم .. ورفع الله قدرك
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 11:33 م]ـ
جزاك الله خيرا على النقل و جزى الله خيرا كاتب المقال
أما الصفار فسمعت له مقطع قديما لا أذكر عن ماذا كان و لكن استغربت حينما سمعت من يقول عنه معتدل!!!
و الرافضة هم الرافضة.
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[22 - 06 - 10, 01:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا .... وبارك فيك،
فعلا .. موضوع مهم في مقال ماتع
ـ[محمدالصغير]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:40 ص]ـ
أثاب الله أبو عمر
وأثاب الله الاخ يوسف
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 10:30 ص]ـ
بارك الله في الكاتب والناقل
ـ[أبو عبدالله القاسم]ــــــــ[24 - 06 - 10, 12:04 م]ـ
فهذه ولائم الصفار إذا شبعت منها البطون، جاعت منها العقائد ..
جزاك الله خيراً وبارك فيك ...
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 03:24 م]ـ
جزاكم الله خيراً
وفي الحكم على الرافضة أنا على مذهب " المرزوقي "!! لا أتردد في ذلك لحظة!
ـ[ظافر الأزدي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 09:22 م]ـ
لايداهن صاحب سنة مبتدع الا من ضعف أو هوى والعياذ بالله
ـ[أبوالحارث العراقي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 09:56 م]ـ
ومن سفاهات المؤلف على أصحاب رسول الله اتهامه لزواج أسماء بنت أبي بكر من الزبير بأنه زواج متعة! (أسماء ذات النطاقين بنت أبي بكر الصديق اخت عائشة أم المؤمنين وزوجها الزبير من حواري رسول الله وقد تزوجها بالمتعة، فما تقول بعد هذا أيها المكابر المجادل؟) [أصل الشيعة وأصولها، ص206].
ولو تأمل المؤلف قليلاً لعلم طرافة هذه الدعوى، فإن أسماء تزوجت الزبير قبل الهجرة ولذلك كان عبدالله بن الزبير أول مولود في الاسلام المدينة، والمتعة شرعت ونسخت بعد ذلك، ثم إن الزبير وأسماء لم يفترقا، والمتعة نكاح مؤقت!
لكن هل تعرف مصدر المؤلف لإثبات هذه الدعوى؟ إنه ينقل هذه القصة عن كتاب أدبي اسمه (محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء) للأصفهاني، ثم يختم بعبارة انتصارية متحدية (فما تقول بعد هذا أيها المكابر المجادل؟) ..
كم أشفقت عليه، وأخذت أقول في نفسي كل هذه الفرحة في إثبات قضية شرعية عبر كتاب أدبي! فكيف لو وجد دليلاً شرعياً صحيحاً على ذلك؟! ألا ما أهش بناء القوم!.
هذا كبيرهم جاهل هكذا فمابال اللطاملة؟؟
ولكن صدق احمد الوائلي عندما وصفهم بالنعاج
وصدق مقتدى السطل (الجاهل بن الجاهل) عندما قال عنهم: جهلة ... جهلة ... جهلة ... زين!!!!!!(64/170)
شيعي يريد ان يحفظ القران ويتعلم التجويد
ـ[حماد السلفي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 09:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ عدة اسابيع اتصل بي رجلا وطلب مني ان احفظه القران وبالفعل فعلت وبدات اداوم معه وبعد اربع او خمس لقاءات اكتشفت انه شيعي ويتناقش كثيرا معي في الامور المختلف فيها بين السنه والشيعه بل ودعاني لزيارة بعض الحسينيات
فما رايكم هل استمر معه ام اتركه؟(64/171)
عاجل أحد الأشاعرة يتحدي أهل السلف في الإجابة عن هذا السؤال
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[22 - 06 - 10, 12:03 ص]ـ
السلام عليكم
من من الإخوة يرد علي من قال
أكبر دليل على أن أهل السنة هم أهل الإسناد
حمدا لمن نصب الأدلة على وجوده، و جعل من عباده علماء يظهرون شريعته بفضله و جوده، و زين أهل السنة بالجماعة حتى كانوا هم السواد، و فضل أهل الجماعة باتباع السنة حتى كانوا خير العباد، و شرفهم باقتفاء آثار الحبيب المصطفى الذي أقض مضجع أهل الكفر و العناد، أحمده على أن جعل شريعته هي الكافية، و سنته هي الشافية، و كتب أهل السنة و الجماعة هي الباقية، و كتب أهل البدع و الأهواء هي البائدة، و أصلي و أسلم على سيدنا محمد طب القلوب و دوائها، و بلسم الجروح و شفائها، صلاة عدد ما ذكره الذاكرون، و غفل عن ذكره المسيئون.
أما بعد، فأقدم للمشاهد سليم الفؤاد، دليلا على أن أهل السنة هم أهل الإسناد، و غيرهم أهل الضلالة و الفساد، و ما سيراه غيض من فيض، ليغتاض أهل البدع، ليعلموا أن أهل السنة هم من حفظ الله كتبهم كابر عن كابر، و أن الدين و العلم لا يأخذ عن مجاهيل حتى يسلم المعاند و المكابر، و هذا دليل على حرمة الأخذ عن غيرهم، ممن اتخذ إلهه هواه، و يفتي بلا علم فيضل و يضل.
و أتحدى أهل البدع أن يسندوا أي كتب من كتبهم المعتمدة، و أتحدى من زعم نفسه من أهل الأثر أو التشيع أن يأتي بمثل ما أتينا به، و لكن أنا لهم بهذا، و هم شذاذ آفاق، لا يستحقون إلا الإشفاق لما حواه جهلهم من الشقاق و النفاق، و الحمد لله أولا و أخيرا حتى يبلغ دينه الآفاق
و دليله محاضرة لأحد الأزهرين لشيخ هو أسامة السيد الأزهري، تلميذ علي جمعة
#####
ـ[محمد براء]ــــــــ[22 - 06 - 10, 12:26 ص]ـ
سامحك الله أخي الفاضل على نقل هذا الكلام الذي لا يستحق النقل.
وأقول مجيباً - على سبيل التبرع -:
ما هو مراد هذا الذي تنقل عنه بـ ((الكتب المعتمدة)) هل يعني الكتب المعتمدة في أصول الدين أم في التفسير أم في الحديث أم في الفقه أم في اللغة؟!
الأصل أنه يريد الأول، أعني: الكتب المعتمدة في أصول الدين، لأن الكتب المعتمدة في عامة العلوم - غير أصول الدين - هي معتمدة عند أهل السنة وعند الأشعرية وغيرهم، فمثلاً: كثير من أهل السنة لديهم أسانيد في الكتب الستة - مثلاً - كما أن لكثير من الأشعرية أسانيد فيها.
وما دام كذلك، فتحدي هذا المنقول عنه تحدي جاهل بحقيقة كتب الأشعرية في أصول الدين، فإنها كتب لا يتعامل معها ككتب الحديث والآثار؛ فلا يهتمون بنقلها بالإسناد، كما في كتب الحديث والأثر، لأن قيمة الكتاب في أصول الدين بأدلته وهي أدلة عقلية لا يتعامل معها كما يتعامل مع الأدلة النقلية.
ومما له صلة بهذا أن ابن عساكر نقل في تبيين كذب المفتري عن أبي سعد إسماعيل بن أبي صالح النيسابوري المعروف بالكرماني أنه سأله بعض البغداديين: هل قرأت كتاب الإرشاد على الإمام أبي المعالي؟
فقال: نعم. فاستأذنه في قراءته فأذن له، فشرع في قراءته على عادة أصحاب الحديث، فلما قرأ منه نحو صفحة قال له: إن هذا العلم لا يقرأ كما يقرأ الحديث للرواية، وإنما يقرأ شيئاً شيئاً للدراية فإن أردت أن تقرأه كما قرأناه وإلا فاتركه!!
ومن ثم فإن استطاع هذا (المتحدي) المسكين أن يأتي بأسانيد للتمهيد والإرشاد والشامل والاقتصاد والأربعين والمحصل .. إلخ، فله أن نأتيه بما شاء!!
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 12:32 ص]ـ
ولماذا عاجل بارك الله فيك .. هون عليك اخي الحبيب الامر. هون عليك.
الرجل يتكلم عن الحديث والحديث قد تم جمعه فهل الاسناد الى البخاري كما الاسناد الى ما بعد البخاري؟
وحتى الان لم أجد فائدة في الاجازة ((العامة)).
أهمية الاجازة تكون في القرآن ففيها حفظ للحروف والاصوات. أما الحديث فهاهي كتب الحديث فيها الصحيح و الضعيف و الموضوع وفيها كلمات مشكلة واحاديث هي بين الحسن والضعيف. المقصد أن كتب الحديث جمعت فلم يعد للسند اهمية الا في حفظ كتاب الحديث.
ثم أين سند العقيدة الاشعرية؟
هل يوجد اسناد للابانة (طالما أنهم يدعون السند!!!)
أين سند التصوف؟
فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه
وفي صحيح البخاري أو غيره الرواية عن اهل البدع من الخوراج او الشيعة أو القدرية بضوابط.
عموما أترك الاجابة لأهل المصطلح فلست خبيرا.
الاجازات في القرآن والحديث عند القبوريين وجهال الناس
#####
والله اعلم
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[22 - 06 - 10, 12:54 ص]ـ
هل إشتغل الرابط أم لا
أما دليله فشيخه هذا يتحدث أنه تلقي الأربعين النووية عن شيخه و شيخه حتي وصل إسناده إلي الشيخ النووي و الله ألقي في قلبي شبهه وقال أي أنهم الأشاعره حفظت كتبهم كابر عن كابر و أن الوهابين هكذا يسمي أهل الأثر ينقصهم الإسناد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/172)
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[22 - 06 - 10, 01:12 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
وأمَّا قولك:
أما دليله فشيخه هذا يتحدث أنه تلقي الأربعين النووية عن شيخه و شيخه حتي وصل إسناده إلي الشيخ النووي
هذا الذي طلع مع هذا:" العلامة الأشعري ". عنده إسناد كتاب الأربعين النووية، فعند أهل السنة والأثر من عنده إسانيد إلى الكتب الستة وغيرها من أمهات الكتب المعمدة، وأعرف أنا شخصياً أحد هؤلاء، واسمع من الإخوة هنا ما يطمئن قلبك.
وأمَّا قول هذا الأفاك المفتون:
إنَّ: الأشاعره حفظت كتبهم كابر عن كابر و أن الوهابين هكذا يسمي أهل الأثر ينقصهم الأسناد
فهذا كذب صريح، بل كتب أهل الأثر هي التي حفظت بأوثق ما يكون الحفظ، كيف لا وهي كتب أصول السنة والحديث، ولولا هذه الكتب لضاعت كثير من أحكام الدين الحنيف، فالسنة هي المبينة لكثير من مجمل القرآن الكريم، كما هو معروف، لذا كان حفظها من باب حفظ القرآن الكريم.
وأين هذا من كتب الأشاعرة، وهي متأخرة جداً عن كتب أهل الحديث والأثر.
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[22 - 06 - 10, 01:59 ص]ـ
سامحك الله أخي الفاضل على نقل هذا الكلام الذي لا يستحق النقل.
وأقول مجيباً - على سبيل التبرع -:
!!
أخي الفاضل رويدك علي ... أخوك طويلب علم صغير ليس له باع طويل في العقيدة و العلوم الشرعية
أما أخي أبو نسيبه السلفي فهلا بك بأي وقت و الله أواجه بعض المشاكل التقنية و لك أن تراسلني هنا
tunisien.abou.jed@gmail.com
أخي أبو مجمد السوري للإنصاف هذا أحد أصدقائي من الجامعة في بلادي و له سبق في دراسة المذهب المالكي لكنه أشعري و أنا كما نوهت من قبل لست من كبار طلبة العلم بل أنا من الذين يحاولون شق طريقهم في هذا البحر العميق و لربما أرتاب قليلا إزاء بعض شبهات المخالفين من أصدقاء الطفولة أو من المقربين و لكن لي رجاء أن تتقبلوا مني بعض هذه الشبهات بصدر رجب لما وضعت ثقتي في هذا المنتدي المبارك و في كبار طلبة العلم هنا.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[22 - 06 - 10, 08:51 ص]ـ
وهل يستطيع أن يرفع رأسه أمام كتب الاعتقاد المسندة إلى السلف كالسنة للخلال والمزني والإمام أحمد وابنه والمرزي والحميدي ولابن أبي عاصم، والشريعة للآجري، وشرح السنة للبربهاري واللالكائي، وتوحيد ابن منده وابن خزيمة، والصفات والنزول والرؤية للدراقطني، إلخ
ثم يتكلم عن كتب الاعتقاد المسندة لأن فضيلته عنده إسناد للأربعين!!!!
ثم من قال إن إسناد الكتب ضروري أو حتى مهم في الكتب؟
إذا كان الكتاب ثابتا في نفس الأمر لمؤلفه وصحح على نسخ معتمدة فهو حجة، أما الأسانيد للكتب فهي زينة في عصورنا تلك لا تضر ولا تنفع في حقيقة الأمر، فكل التعويل وكل العزو على الكتاب، وانتهى عصر الإسناد منذ قرون بعيدة، من القرن السابع على أقل تقدير، فهذا ابن الصلاح في المقدمة يذكر أن من جاء بحديث ولو أسنده ولو بإسناد نظيف، ولا يجدون الحديث في الصحاح والمصنفات المشهورة ولا ذكره أهل العلم فلا يمكن الجزم بصحته، و يؤول الأمر إلى المصنفات المشهورة وكلام أهل العلم ن ويبقى الإسناد فقط كخاصية للأمة المباركة واتصال الأمة بنبيها.
فالاستطالة بمثل تلك الأسانيد الآن ـ الأربعين! ـ تهريج، وعلى كل حال فهؤلاء السلفيون في كل مكان معهم الأسانيد من كل شكل ولون، ومنهم من ينفرد بأسانيد، وعنده فرائد وغرائب، ومنهم المتفنن في ذلك، فليس هذا حكرا ولا قريبا من الحكر على الأشاعرة.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[22 - 06 - 10, 11:49 ص]ـ
فالاستطالة بمثل تلك الأسانيد الآن ـ الأربعين! ـ تهريج، وعلى كل حال فهؤلاء السلفيون في كل مكان معهم الأسانيد من كل شكل ولون، ومنهم من ينفرد بأسانيد، وعنده فرائد وغرائب، ومنهم المتفنن في ذلك، فليس هذا حكرا ولا قريبا من الحكر على الأشاعرة.
شكرا علي الرد أخي الفاضل عمر
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[22 - 06 - 10, 01:49 م]ـ
هل هناك معلومات عن أسامة السيد الأزهري؟ هل فعلا متخصص فى علم الحديث؟
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[22 - 06 - 10, 01:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/173)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد ز
أخان الحبيب.
إن الذي ذكره ذاك الأشعري الدعي باطل لا أصل له أعني بأنهم دون غيرهم أهل اإسناد إلى كتب أشياهم، إذ إن أهل البدع والفرق يأنفون من الإسناد أصلا بخلاف أهل لسنة أصحاب الحديث الذين أخذوا علمهم كابرا عن كابر.
كما ولا يخفى أن كتب الأشاعرة الكلامية والتي يسمونها أصول دين، وهي في أغلبها على طريقة المتكلمين الممزوجة باصول المعتزلة المغررين تخلو من الأسانيد إلا ما ندر.
وبعد.
إعلم أن الكتب المصنفة إن وجد لها أسانيد يكون قد اشترك الجميع على باب الإجمال بكافة أنولع التحمل من أهل السنة أو من التحق بهم من غيرهم معتنيا بالإسناد على باب التشبه، وهذا لا ضير فيه جملة وله أوجه مدح.
لكن الذي نفارق به اهل البدع ويتميزبه أهل السنة السواد الاعظم من هذه الأمة أن ديهم وعقيدتهم أخذوهابنق العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة على ما هو شرط الحديث الصحيح، ويبقى السؤال قائما، هل لمعتقدهم - الذي خالفوا به أهل الرواية - من إسناد إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة أو التابعين.
إنك لا تكاد تجد من ذلك شيء غير إسانيد واهية أو متشابة لا يرجعون إلى محكمها.
وهذا هو موطن النزاع لا الأول، لأن الناس تتبارى في وصول العلم لها عن أنبيائها ومرسليها على باب الاتصال والصحة ثم عن أصحابه نبيها صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ثم بتميزها في أخذ العلم عن عدول أمتها ومن عرف فضلهم وديانتهم.
ولا يخفى أن أهل العلم من أهالسنة أصحاب الحديث ما زالوا في خلاف على كثير من مسائل العقيديةمع ألئك الذي يسندون لهم ولكتبهم، فأين وجه الإسناد على ما تميزت به الأمة.
أخيرا أقول: إن إسناد الأشاعرة وغيرها من الفرق جاءوا في ذيل القافلة ولحقوا ركب الرواية بعد فوته إلا القليل منهم، لكن السواد الأعظم في هذا العلم المتميز لم يحظ به غير أهل السنة أصحاب الحديث الذين مازالوا في معركة مع مخالفيهم الذين لا يسلمون للسنة الصحيحة بل ينقرونها نقر الغربان ويمرون عنها مر .... بدعاوى كثيرة وكلام زادهم حيرة وخيبة.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[22 - 06 - 10, 02:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد ز
أخانا الحبيب.
إن الذي ذكره ذاك الأشعري الدعي باطل لا أصل له أعني بأنهم دون غيرهم أهل إسناد إلى كتب أشياخهم، إذ إن أهل البدع والفرق يأنفون من الإسناد أصلا بخلاف أهل لسنة أصحاب الحديث الذين أخذوا علمهم كابرا عن كابر موصولا إلى سيد الأكابر محمد صلى الله عليه وسلم.
كما ولا يخفى أن كتب الأشاعرة الكلامية والتي يسمونها أصول دين، هي في أغلبها على طريقة المتكلمين الممزوجة باصول المعتزلة المغررين تخلو من الأسانيد إلا ما ندر.
وبعد.
إعلم أن الكتب المصنفة في قرون الجمع والتأليف إن وجد لها أسانيد إلى أربابها يكون قد اشترك كل من له عناية بالعلم والرواية في تحمله ونقله على طريقة أهل العلم أصحاب الرواية.
لكن الذي تميز به أهل السنة والجماعة أصحاب الحديث عن غيرهم من أهل البدع والفرق أخذهم دينهم عقيدة وشريعة وأخلاق بالإسناد الصحيح الذي نقله العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة على ما هو شرط الحديث الصحيح، ويبقى السؤال قائما، هل لمعتقدالأشاعرة وغيرهم إسناد إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة أو التابعين.
إنك لا تكاد تجد من ذلك شيء غير أسانيد واهية أو متشابة لا يرجعون إلى محكمها.
وهذا هو موطن النزاع لا الأول، لأن الناس تتبارى في وصول العلم لها عن أنبيائها ومرسليها على باب الاتصال والصحة ثم عن أصحابه نبيها صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ثم بتميزها في أخذ العلم عن عدول أمتها ومن عرف فضلهم وديانتهم.
ولا يخفى أن أهل العلم من أهل السنة أصحاب الحديث ما زالوا في كثير من المسائل العقدية على مع أولئك الذي يسندون لكتبهم، والتي جمعوا آرائهم ومذاهبهم فيها، بل أدرجوها ودمجوها في كتب الرواية ليضفوا عليها المشروعية والوجه الحسن، وبكل حال فإن هذا الإسناد المتأخر لكتاب المتأخر في هذا العلم تحديدا لا يضفي على الرواي تميزا، كما لو كاتن الإجازة للحديث.
أخيرا أقول: إن إسناد الأشاعرة وغيرهم من الفرق جاءت في ذيل القافلة ولحقوا ركب الرواية بعد فوته إلا القليل منهم، لكن السواد الأعظم في هذا العلم المتميز لم يحظ به غير أهل السنة أصحاب الحديث الذين مازالوا في معركة مع مخالفيهم الذين لا يسلمون للسنة الصحيحة بل ينقرونها نقر الغربان ويمرون عنها مر .... بدعاوى كثيرة وكلام زادهم حيرة وخيبة.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[23 - 06 - 10, 01:54 ص]ـ
شكرا أخي شاكر علي التوضيح
أما أسامه الأزهري فلديه موقع لك إن شأت أن تطلع عليه ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/174)
ـ[أبو محمد الدمشقي المالكي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 05:18 ص]ـ
لعل الأشعري يريد أن أكثر الأسانيد لا بد أن تمر على الأشاعرة كعبد الغني النابلسي أو زكريا الأنصاري أو ابن حجر (و هو عندهم أشعري) ...
فكثيرا ما كنت أسمع هذه المقولة منهم
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[23 - 06 - 10, 01:54 م]ـ
لعل الأشعري يريد أن أكثر الأسانيد لا بد أن تمر على الأشاعرة كعبد الغني النابلسي أو زكريا الأنصاري أو ابن حجر (و هو عندهم أشعري) ...
فكثيرا ما كنت أسمع هذه المقولة منهم
أتصور أن هذا قصده شكر لك أخي علي التلميح
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[23 - 06 - 10, 02:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب ز
أولا: ابن حجر ليس بأشعري على ما بينته في كتاب منهج السلف في الأسماء والصفات.
ثانيا: حتى لو كان الأمر كذلك وهو ليس كذلك في باب الرواية فما تلقاه الأشاعرة من الرواية يختلفون به مع أصحاب الرواية من الكتب والمسانيد في العقيدة وأحايين في المذهب القهي وطريقة الفتوى، وما كان بعد فهو من بعد اشتهار المصنفات وعلم الرواية،
كما أنهم لم يتفردوا برواية تلك الالكتب من مسانيد وسنن وتوارخ .... .
ثالثا: إن علم الرواية لا يوثق أحدا إن كان غير مرضي عند أهل الحديث، ولا يخفى كلام المحدثين في قبول رواية أهل البدع الثقات والكلام في ذلك معروف مشهور، ولا يلزم من روايتهم ومشاكلتهم أهل الرواية والفضل من أهل السنة تزكية لهم بكل وجه، إذ رواية ثقات أهل البدع لا تزكي مذاهبهم العقدية ولا منهجهم الفقهي بإطلاق. ولا يلزم من قبول الرواية قبول مذهبه العقدي والفقهي وإلا لتنازع الناس وتفككت عرى الإسلام.
أما القول بأن هذا ظاهر كلامه، اقول، أول الغيث قطرة وماذا بعد من إلزامات وراء كلامه. لذا وجب الحزم في هذه الدعوى وبيان أن مكشارتهم لأهل الرواية لا تعطيهم قصب السبق ولا الفضل أو التفضل والتميز في هذا الجانب بل هم التحقوا بركب الرواية بعد شهرتها وتشبهوا بالكرام، والتشبه بالكرام فلاح، وما زال أهل السنة أصحاب الحديث يرون ما تناقلوه من العلم إلى يومنا.(64/175)
عقيدة سلفية في فتح الباري؟
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 05:31 ص]ـ
ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري بشرح صحيح البخاري: ج5ص205ح2559: "إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه"): .... ثبت عند مسلم تعليل آخر، فإنه أخرج الحديث المذكور من طريق أبي أيوب المراغي عن أبي هريرة وزاد: "فإن الله خلق آدم علة صورته" واختُلِف في الضمير على من يعود؟ فالأكثر على أنه يعود على المضروب. ... إلى أن قال: وقال القرطبي أعاد بعضهم الضمير على الله متمسكاً بما ورد في بعض طرقه "إن الله خلق آدم على صورة الرحمن" .... إلى أن قال الحافظ:
(قلت): الزيادة أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" والطبراني من حديث ابن عمر بإسناد رجاله ثقات وأخرجها ابن أبي عاصم أيضاً من طريق أبي يونس عن أبي هريرة بلفظ يرد التأويل الأول، قال: "من قاتل فليجتنب الوجه فإن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن" فتعيّنَ إجراء ما في ذلك على ما تقرَّر بين أهل السنة من إمراره كما جاء من غير اعتقاد تشبيه أو من تأويله على ما يليق بالرحمن جل جلاله .....
ثم قال الحافظ: وقال حرب الكرماني في "كتاب السنة" سمعت إسحاق بن راهويه يقول صح أن الله خلق آدم على صورة الرحمن. وقال إسحاق الكوسج سمعت أحمد يقول: هو حديث صحيح، وقال الطبراني في كتاب السنة، "حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قال رجل لأبي إن رجلاً قال خلق الله آدم على صورته - أي صورة الرجل - فقال: كذب هو قول الجهمية.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 02:41 م]ـ
فتعيّنَ إجراء ما في ذلك على ما تقرَّر بين أهل السنة من إمراره كما جاء من غير اعتقاد تشبيه أو من تأويله على ما يليق بالرحمن جل [/ B][/SIZE] جلاله .....
[/ SIZE]
قوية جدا ...
ألا يدل هذا على أن الحافظ يرى أن مذهب أهل السنة تمرير الصفات من غير تأويل حتى وإن كان هذا التأويل " من أجل التنزيه - كما يزعمون - ".
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[22 - 06 - 10, 04:10 م]ـ
قال العلامة عبدالكريم الخضير: (( ... ابن حجر لا ليس له مذهب معين، فتجده ينقل عن الأشاعرة، وينقل عن أهل السنة، وينقل عن غيرهم فهو على حسب ما ينقل ما يتيسر له من نقل، مذهبه ليس متقرراً وإن كان الأصل في مذهب بيئته وعلماء عصره في مصره أنه مذهب الأشاعرة في الجملة، .... )) اهـ.
http://www.khudheir.com/audio/3282
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 12:09 ص]ـ
ظاهر كلام الحافظ إقراره بأن عقيدة أهل السنة المقررة هي إمرار آيات وأحاديث الصفات كما جاءت بلا تشبيه ولا تأويل حتى بقصد التنزيهوالله تعالى أعلم
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[24 - 06 - 10, 04:29 م]ـ
هذا إن لم يكن يعني به التفويض، إذ هذا الكلام يقوله المفوضة أيضا ولا ينكرونه، ولكن يتأولونه على قولهم ...
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[24 - 06 - 10, 08:44 م]ـ
ماذكره ابن حجر هو عين معتقد الأشعرية وليس اعتقاد السلف لأن خلاصة كلامه هو التفويض للمعنى أو التأويل وهما قولان عندهم ..
وما ذكره هنا محتملا عن إمرار الصفات كما جاءت من غير تعرض لها بينه في مواضع أخر ..
فقال مثلا في الفتح 13/ 559 ( .. وإذا ثبت ذكر الصوت بهذه الأحاديث الصحيحة وجب الإيمان به ثم إما التفويض وإما التأويل .. ).
وكذا نقل عن إمام الحرمين مقرا له في 13/ 498 - 499 ( .. وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل واجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الله تعالى .. ).
فتبين أن مراده في قوله إمرارها كما جاءت هو التفويض للمعنى الذي ذمه أهل العلم وعلى رأسهم شيخ الإسلام ..
وكما ذكرت فهذا هو عين معتقد الأشعرية ..
قال اللاقاني الأشعري في جوهرته:
وكل نص أوهم التشبيها أوله أو فوض ورم تنزيها
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:52 م]ـ
يحتاج إلى بيان كون تفويضه في المعنى أم في الكيفية، والله تعالى أعلم، نسأل الله العفو والعافية
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[25 - 06 - 10, 01:26 ص]ـ
ماذكره ابن حجر هو عين معتقد الأشعرية وليس اعتقاد السلف لأن خلاصة كلامه هو التفويض للمعنى أو التأويل وهما قولان عندهم ..
وما ذكره هنا محتملا عن إمرار الصفات كما جاءت من غير تعرض لها بينه في مواضع أخر ..
فقال مثلا في الفتح 13/ 559 ( .. وإذا ثبت ذكر الصوت بهذه الأحاديث الصحيحة وجب الإيمان به ثم إما التفويض وإما التأويل .. ).
وكذا نقل عن إمام الحرمين مقرا له في 13/ 498 - 499 ( .. وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل واجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الله تعالى .. ).
فتبين أن مراده في قوله إمرارها كما جاءت هو التفويض للمعنى الذي ذمه أهل العلم وعلى رأسهم شيخ الإسلام ..
وكما ذكرت فهذا هو عين معتقد الأشعرية ..
قال اللاقاني الأشعري في جوهرته:
وكل نص أوهم التشبيها أوله أو فوض ورم تنزيها
اقرأ ما لونته بالأحمر بارك الله فيك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/176)
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:40 م]ـ
:
فتعيّنَ إجراء ما في ذلك على ما تقرَّر بين أهل السنة من إمراره كما جاء من غير اعتقاد تشبيه أو من تأويله على ما يليق بالرحمن جل [/ B][/SIZE] جلاله .....
. [/ SIZE]
بل الظاهر والله أعلم أن كلام ابن حجر رحمه الله تعالى هنا هو نفس كلامه الذي نقله الأخ أحمد الغريب:
( .. وإذا ثبت ذكر الصوت بهذه الأحاديث الصحيحة وجب الإيمان به ثم إما التفويض وإما التأويل .. ) , لا سيما شطر كلامه الأخير, وإلا, فما معنى قوله رحمه الله (أو تأويله على ما يليق بالرحمن جل جلاله)؟
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 11:31 م]ـ
تنبيه على المشاركة الأصلية:
كلام الحافظ ابن حجر مقسم و من وصله فقد غلط في فهمه
قال الحافظ:
((فتعيّنَ إجراء ما في ذلك على ما تقرَّر بين أهل السنة:
1 - من إمراره كما جاء من غير اعتقاد تشبيه
2 - أو من تأويله على ما يليق بالرحمن جل جلاله)).
فزعم الحافظ في كلامه هنا أن عقيدة أهل السنة تدور بين الإمرار و التأويل
و قراءة كلامه موصولا توهم أن لفظة من غير اعتقاد راجعة إلى التشبيه و التأويل و هي في كلامه راجعة على التشبيه فقط
فلينتبه لذلك!!
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[26 - 06 - 10, 05:52 ص]ـ
راجعو كتاب " مخالفات عقدية في فتح الباري" للشيخ على الشبل فقد بين أن هناك مخالفات كثيرة لابن حجر في كتابه فتح الباري
ومن قبله الشيخ الوالد الامام ابن باز عليه رحمة الله في تعليقه على فتح الباري في المجلدات الثلاث الاولى فاطلاق الاخ ان ابن حجر كان على نهج السلف قول جانبه الصواب بل هو مشتت في العقيدة وهو نقال للاقوال في المسالة غير محقق فيها فتجده ينقل قول السلف في المسالة ومن ثم يعرج برأي الاشاعرة وأحيانا بالمفوضة فهو مذبذب في العقيدة لا إلا هؤلاء ولا إلى هؤلاء فحسبك فيه أنه إمام في الحديث ونقال للمسائل في العقيدة.(64/177)
هل يعرف أحدكم كتابا فيه بيان المصطلحات الكلامية المنطقية
ـ[أبو عمرالمسلم]ــــــــ[22 - 06 - 10, 05:32 ص]ـ
السلام عليكم، إخواني هل يعرف أحدكم كتابا فيه بيان المصطلحات الكلامية المنطقية التي يستخدمها أهل العلم في ردودهم على المتكلمين، ففي بعض الأحيان تمر بنا ونحن نقرأ كتب السلف بعض المباحث التي يردون فيها على المتكلمين، فيستخدمون في تلك المباحث مصطلحات القوم في الرد عليهم، ولعدم فهم تلك المصطلحات فإن الفائدة تقل في أثناء القراءة.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 03:16 م]ـ
كتاب تعريفات الجرجاني، وكشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي.
فيهما ما تريد.
ـ[أبو عمرالمسلم]ــــــــ[23 - 06 - 10, 07:54 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا عبدالله، ولا حرمت الأجر
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[24 - 06 - 10, 12:33 ص]ـ
كتاب الآمدي (المبين في شرح مصطلحات الحكماء والمتكلمين) في مصطلحات المتكلمين و الفلاسفة جيد جدا.
وكتب التعاريف عموما خصوصا للتهانوي و الجرجاني والمناوي والسيوطي والنسفي.
واستعن بمعجم صليبا، ومعجم مجمع اللغة العريبة للمصطلحات الفلسفية.
والله أعلم.
ـ[أبو عمرالمسلم]ــــــــ[24 - 06 - 10, 05:49 م]ـ
بارك الله فيك يا عمرو، ولا حرمت الأجر
ـ[أبوالحارث العراقي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 06:08 م]ـ
أنظر هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1149776
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 09:28 م]ـ
أنظر هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1149776
الالفاظ المستعمله في المنطق - الفارابي
الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة - الشيرازي
وباقي الكتب يبدو كلها كتب فلاسفة من الروافض و غيرهم
===================================
عندي سؤال أو اثنان:
من من الفلاسفة المنتسبين للاسلام كان من اهل الديانة؟
ومن من علماء المسلمين الذين تعلموا الفلسفة كان ديّنا؟ فهناك من المتكلمين من لا يصلي مثلا فكيف بالفلاسفة.
ـ[عبدالرحمن آل منصور]ــــــــ[26 - 06 - 10, 01:36 ص]ـ
أنصحك بالمعجم الفلسفي لجمال صبيا جميع المصطلحات الفلسفية والكلامية موجود في معجمه
ـ[أبو عمرالمسلم]ــــــــ[29 - 06 - 10, 08:13 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخ عبدالرحمن. وفي جميع الإخوة.
ـ[أبوالهمام القطري]ــــــــ[29 - 06 - 10, 06:02 م]ـ
الحكمة المتعالية فى الاسفار العقلية الاربعة - الشيرازي
وباقي الكتب يبدو كلها كتب فلاسفة من الروافض و غيرهم
وحتى الكتاب المذكور هو كتاب لفيلسوف رافضي (صدر الدين الشيرازي) ويلقب بـ (ملا صدرا) أو (صدر المتألهين)
ومشاركةً في إجابة أخي السائل أرى أن من الكتب المفيدة في هذا الباب معيار العلم للغزالي وأعني الأبواب الأخيرة التي خصصها للتعريف بالمصطلحات الكلامية
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 06:35 م]ـ
مقدمة المنطقية للشنقيطي فيها الفوائد.
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 03:50 م]ـ
http://www.alaqida.net/vb/showthread.php?p=29080(64/178)
أفضل هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[22 - 06 - 10, 07:12 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
فهذا مبحث لطيف في بيان أنَّ أفضل هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان ثم علي - رضي الله عنهم أجمعين -.
1 - قَالَ الصَّحَابِيُّ الْجَلِيلُ عَبْدُ اللهِ بْن عُمَرَ (ت:73هـ): [كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ النَّاسِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَنُخَيِّرُ أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، ثُمَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ] ([1]).
2 - وَقَالَ الإمَامُ الطَّبَرِيُّ (ت:310هـ): [وَكَذَلِكَ نَقُولُ: فَأَفْضَل أَصْحَابه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: الصِّدِّيقُ أَبُو بَكْرٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، ثُمَّ الْفَارُوقُ بَعْدَهُ عُمَرُ، ثُمَّ ذُو النُّورَيْنِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّان، ثُمَّ أَمِيْرُ المؤمنينَ وإمامُ الْمُتَّقِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، رضوان الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ] ([2]).
3 - وَقَالَ الإمَامُ أَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ (ت:360هـ): [وَمَذْهَبُنَا فِيهِم أَنَّا نَقُولُ فِي الْخلافَةِ والتَّفْضِيْلِ: أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثمَّ عليٌّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم] ([3]).
4 - وَقَالَ الإمَامُ ابنُ أبِي زَيْدٍ القَيْرَوَانِيُّ (ت:386هـ): [بَابُ مَا تَنْطِقُ بِهِ الأَلْسِنَةُ، وتَعْتَقِدُهُ الأَفْئِدَةُ مِنْ وَاجِبِ أُمُورِ الدِّيَانَاتِ ... ].
ثُم قَالَ: [وَأفْضَلُ الصَّحَابَةِ الخُلَفاءُ الرَّاشِدُونَ المَهْدِيُّونَ: أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثمَّ عَلِيٌّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم أَجْمَعِيْنَ] ([4]).
5 - وَقَالَ الإمَامُ ابنُ أبِي زَمَنِيْن (ت:399هـ): [وَمِنْ قَوْلِ أَهْلِ اَلسُّنَّةِ: أَنَّ أَفْضَلَ هَذِهِ اَلأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّنَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأَفْضَلَ اَلنَّاسِ بَعْدَهُمَا: عُثْمَانُ وَعَلِيٌّ] ([5]).
6 - وَقَالَ الإمَامُ أبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ (ت:430هـ): [وَمِنْهُم مَنْ يَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثمَّ عَلِيٌّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم أَجْمَعِيْنَ، وَذَلِكَ قَوْل أَهْلِ الْجَمَاعَةِ وَالأثَرِ مِنْ رواةِ الْحَدِيثِ، وَجُمْهُورِ الأمَّةِ] ([6]).
7 - وَقَالَ الإمَامُ أبُو عُثمان الصابونِيُّ (ت:449هـ): [وَيَشْهَدُونَ وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّ أَفْضَلَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ -: أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثمَّ عَلِيٌّ، وأَنَّهُم الْخُلَفَاء الرَّاشِدُونَ ... ] ([7]).
8 - وَقَالَ الإمَامُ ابنُ قُدَامَة (ت:620هـ): [وأَفْضَلُ أُمَّتِهِ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، ثُمَّ عُمَرُ الْفَارُوقُ،، ثُمَّ عُثْمَانُ ذُو النُّورَيْنِ،، ثمَّ عَلِيٌّ الْمُرْتَضَى، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم أَجْمَعِيْنَ ... ] ([8]).
9 - وَقَالَ شَيْخُ الإسلامِ ابنُ تيمية (ت:728هـ): [وَكَمَا أَجْمَعَ الصَّحَابَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - عَلَى تَقْدِيمِ عُثْمَانَ فِي الْبَيْعَةِ، مَعَ أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ السُّنَّةِ كَانُوا قَدْ اخْتَلَفُوا فِي عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بَعْدَ اتِّفَاقِهِمْ عَلَى تَقْدِيمِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟
فَقَدَّمَ قَوْمٌ عُثْمَانَ وَسَكَتُوا، أَوْ رَبَّعُوا بِعَلِيِّ، وَقَدَّمَ قَوْمٌ عَلِيّاً، وَقَوْمٌ تَوَقَّفُوا؛ لَكِنْ اسْتَقَرَّ أَمْرُ أَهْلِ السُّنَّةِ عَلَى تَقْدِيمِ عُثْمَانَ.
وَإِنْ كَانَتْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ - مَسْأَلَةُ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ - لَيْسَتْ مِنْ الأُصُولِ الَّتِي يُضَلَّلُ الْمُخَالِفُ فِيهَا عِنْدَ جُمْهُورِ أَهْلِ السُّنَّة، لَكِنَّ الْمَسْأَلَةَ الَّتِي يُضَلَّلُ الْمُخَالِفُ فِيهَا هِيَ "مَسْأَلَةُ الْخِلافَةِ"، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ الْخَلِيفَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثُمَّ عَلِيٌّ، وَمَنْ طَعَنَ فِي خِلافَةِ أَحَدٍ مِنْ هَؤُلاءِ الأَئِمَّةِ فَهُوَ أَضَلُّ مِنْ حِمَارِ أَهْلِهِ] ([9]).
ــــــ حاشية ـــــــ
([1]) أخرجه البخاري (3655). وقال الحافظ في "فتح الباري" (7/ 20 - ط. الريان): [وفِي الحديث تقديم عُثْمان بعد أبي بكر وعُمر، كما هو المشهور عند جمهور أهل السنة، وذهب بعض السلف إلى تقديم عليّ على عثمان، وممن قال به سفيان الثوري ويقال أنه رجع عنه، وقال به ابن خزيمة وطائفة قبله وبعده، وقيل لا يفضل أحدهما على الآخر، قاله مالك في المدونة، وتبعه جماعة منهم يحيى القطان، ومن المتأخرين ابن حزم. وحديث الباب حجة للجمهور ... ].
([2]) "صريح السنة" (ص26 - ط. مكتبة التوعية).
([3]) "الشريعة" (5/ 2312).
([4]) "رسالة الإمام ابن أبي زيد القيرواني" (ص19 - ط. الحلبي).
([5]) "أصول السنة" (ص270 - رياض الجنة).
([6]) "الإمامة والرد على الرافضة" (ص206).
([7]) "عقيدة السلف وأصحاب الحديث" (ص289).
([8]) "لُمْعَة الاعتقاد" (ص45 - ط. دار التأصيل).
([9]) "مجموع الفتاوى" (3/ 153).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/179)
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[23 - 06 - 10, 05:46 م]ـ
جزاك الله خيرا،
ـ[سليمان العتيبي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 07:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أحمد الصوابي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 10:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[26 - 06 - 10, 05:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
من المفاهيم الخاطئة التي يعتقدها الشيعة هو ان سيدنا علي رضي الله عنه هو أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم، لكن يا ترى هل هذا الموقف صحيح وما موقف الامام علي رضي الله عنه منه:
الامام علي رضي الله عنه يرى ان أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهناك مواقف:
1 - الموقف الأول من أحد أصحابه وهو أبو جحيفة وهب السوائي الذي كان يراه أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم لكنه صحح له هذا الغلط:
عن أبي جحيفة قال: كنت أرى ان عليا رضي الله عنه أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث قلت لا والله يا أمير المؤمنين انى لم أكن أرى ان أحدا من المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل منك قال: أفلا أحدثك بأفضل الناس كان بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ قال قلت بلى: فقال أبو بكر رضي الله عنه فقال أفلا أخبرك بخير الناس كان بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر قلت بلى قال عمر رضي الله عنه.
مسند أحمد: ج1/ص127 ح1054 وفضائل الصحابة: ج1/ص302 ح404
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده قوي.
عن وهب السوائي قال خطبنا على رضي الله عنه فقال: من خير هذه الأمة بعد نبيها؟ فقلت: أنت يا أمير المؤمنين. قال لا، خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر رضي الله عنه وما نبعد ان السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله عنه.
مسند أحمد: ج1/ص106 ح834 وفضائل الصحابة: ج1/ص84 ح50
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده قوي
2 - الموقف الثاني من ابنه محمد بن الحنفية:
عن محمد بن الحنفية قال قلت لأبي:أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر قلت ثم من قال ثم عمر وخشيت أن يقول عثمان قلت ثم أنت قال ما أنا إلا رجل من المسلمين.
صحيح البخاري: ج3/ص1342 ح3468 وسنن أبي داود: ج4/ص206 ح4629 وفضائل الصحابة: ج1/ص153 ح136 وج1/ص372 ح554 والمعجم الأوسط: ج5/ص94 ح4772 وج7/ص322 ح7622.
وهنا نضع بعض الشهادات المتناثرة للامام علي في أفضلية الشيخين وهي متواترة وسنكتفي فقط ببعضها، واللبيب من الاشارة يفهم:
عن عبد خير قال قال علي لما فرغ من أهل البصرة ان خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وبعد أبي بكر عمر وأحدثنا احداثا يصنع الله فيها ما شاء. فضائل الصحابة: ج1/ص310 ح423 و ج1/ص147 ح 128و المعجم الأوسط: ج3/ص366 ح3420 ومسند أحمد: ج1/ص127 ح1052 وج1/ص115 ح926
قال علي: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وبعد أبي بكر عمر ولو شئت أن أحدثكم بالثالث لفعلت.
مصنف ابن أبي شيبة: ج6/ص351 ح31950 ومسند ابن الجعد: ج1/ص311 ح2109 والمعجم الأوسط: ج7/ص239 ح7382
قال عبد خير الهمداني وأبو جحيفة السوائي وكانت له صحبة وزر بن حبيش وسويد بن غفلة وعمرو بن معدي كرب قالوا: سمعنا عليا يقول خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ولو شئت ان أخبركم بالثالث لفعلت. فضائل الصحابة: ج1/ص307 ح414
عن عبد الله بن سلمة عن علي أنه خطب فقال إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ومن بعد أبي بكر عمر ولو شئت أن اسمي الثالث لسميته. فضائل الصحابة: ج1/ص318 ح439
عن عمرو بن حريث عن علي رضي الله عنه أنه كان قاعدا على المنبر فذكر أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فقال إن خير هذه الأمة بعد بعد نبيها صلى الله عليه وسلم أبو بكر والثاني عمر ولو أشاء أن أذكر الثالث ذكرته. المعجم الكبير: ج1/ص107 ح178 وفضائل الصحابة: ج1/ص300 ح397(64/180)
هل من توضيح حول مسألة كون الموجودات إما أن تكون متحايثة أو متباينة
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[22 - 06 - 10, 12:12 م]ـ
هنالك من أشار في هذا المنتدي المبارك و هو الأخ عبد الله الخليفي المنتفحي و أقتبس من قوله:
من الإلزامات القوية للأشاعرة في مسألة العلو
أن تقول له
هناك أدلة عقلية على علو الله عز وجل على خلقه
فإن قال ماهي؟
فقل: الموجودات إما أن تكون متحايثة (أي متداخلة) أو متباينة (أي مفترقة)
وقد ثبت عندنا وعندكم أن الله عز وجل غير محايث للمخلوقات بأدلة نقلية وعقلية قد أقمناها سوياً على الجهمية
لن يجد الأشعري جواباً على هذا سوى أن يقول هذا قياس للشاهد على الغائب وحقيقة رب العالمين مختلفة عن خلقه
وهنا يأتي الإلزام فستقول له جميع شبهاتكم العقلية على علو الله من باب قياس الشاهد على الغائب
كقولكم: يلزم من علوه أن يكون محتاجاً إلى العرش
أو أن يكون في حيز
وغيرها من الشبهات المبنية على قياس الشاهد على الغائب
والأشعري هنا يقر ببطلانه ونحن نجيبه بجوابه
وعليه فلا يقول لهم دليلٌ عقلي على نفي العلو وبالتالي لا حاجة لتأويل النصوص او تفويضها
لم أفهم قصده حول قياس الشاهد علي الغائب و في هذه الحالة لماذا يفحم الأشعري و لا يجيب .....
ـ[أبو عبد الله ابن لهاوة]ــــــــ[22 - 06 - 10, 04:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحبتي الكرام:
ينبغي أن تُشرَح هذه القاعدة شرحاً كافياً لمن يُلَقَّنُها.
ولا ينفع الحفظ والتلقين أبداً في الحِجاج.
لأن الأشعريّ إذا كان خبيراً بالحِجاج فإنه سيعلم أن في باب البحث المناظرة: إذا أراد خصمك أن تمشي على خط سير يجعله أمامك فأدر ظهرك وامش على عكس طريقه فإنه إن كان جاهلاً سيتوقّف وسيعاند ويظهر للناس أنه مكابر. وإن كان عالماً فإنه سينازعك ويجاذبك لتمشي في طريقه وإذا نازعك فإنك ستجد للتمويه مسلَكاً.
فلذلك تعلّموا سبك الحجج ولا تحفظوا حجج غيركم وإن كانت صحيحة.
وهذه القاعدة ينبغي شرحها.
فالتحايُث: نسبة شيئين متماثلَيْنِ أو مختلفين إلى حيث.
والتبايُن: نسبتهما إلى البينونة وليس إلى بين.
ومن القواعد في الاستدلال على مراد المتكلّم: الاستدلال بالمقابِل على تعيين الاشتراك اللفظي.
فالبينونة وهي المفارقة والافتراق دلّتنا بمقابلة المعنى أن الحيثية هنا المقصود منها التلاحم والاتحاد.
فيكون معنى القاعدة: الموجودات المتماثلة أو المختلفة إما أن يكون بعضها متّحِداً في بعض أو يكون بعضها مفترِقاً عن بعض.
وقولنا (بعضها) لأن الكلام مصوغ بصيغة الإطلاق وإلا فالمعنى الحَرْفي للقاعدة: إن أي موجودَيْنِ إما أن يكونا متّحِدَيْن أو مفترِقَيْن.
لأن معنى (ال) في الإطلاق معنى (أيّ) وفي العموم معنى (كل).
ولا يجتمع العموم والإطلاق فإذا عرفنا أن مخرج اللفظ الخصوص وإن كانت بصيغة العموم كان معنى (ال) معنى (أيّ).
وإذا تأكّدنا أن المخرَج والصيغة عموم كان معنى (ال) معنى (كلّ) وصار الإطلاق للأفراد الداخلين في معنى (كلّ) بأعيانهم.
ثم بعد ذلك إذا سلّم الخصم بذلك ولم يموّه أو يحيد عن التسليم: فإنه يقال له: فإن كانا مفترقَيْن فلا بد أن تكون بينهما نسبة جهة؛ فيكون أحدهما فوق الآخر أو تحته ولا بد.
وجميع الجهات غير الفوقيّة تستلزم نقصاً أو مساواة.
وكلها نقص في حق الله.
غير جهة الفوقيّة.
فهذا شرح القاعدة على ما فتح الله ونستغفر الله إن أخطأنا.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[22 - 06 - 10, 08:40 م]ـ
راجع كلام شيخ الإسلام في مجموع الفتاوي 5/ 267 - 319 إن كنت تريد فهم هذا الإلزام مفصلا بارك الله فيك.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[23 - 06 - 10, 01:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحبتي الكرام:
ينبغي أن تُشرَح هذه القاعدة شرحاً كافياً لمن يُلَقَّنُها.
ولا ينفع الحفظ والتلقين أبداً في الحِجاج.
لأن الأشعريّ إذا كان خبيراً بالحِجاج فإنه سيعلم أن في باب البحث المناظرة: إذا أراد خصمك أن تمشي على خط سير يجعله أمامك فأدر ظهرك وامش على عكس طريقه فإنه إن كان جاهلاً سيتوقّف وسيعاند ويظهر للناس أنه مكابر. وإن كان عالماً فإنه سينازعك ويجاذبك لتمشي في طريقه وإذا نازعك فإنك ستجد للتمويه مسلَكاً.
.
سبحان الله
و أنا أخي الكريم أجمع التسجيلات و المناظرات لحفض الحجج لا حول و لا قوة إلأ بالله هل أضعت وقتي بالجمع دون المنهجية أم ماذا؟
ـ[أبو عبد الله ابن لهاوة]ــــــــ[23 - 06 - 10, 01:01 م]ـ
لا لم تضِع الوقت:
لأن الحفظ لا يخلو من فائدة.
ولو أن تزداد إيماناً.
أخي أنت أخطأت وأصبت في نفس الوقت لكن من جهتين.
أخطأت في اعتمادك على الحفظ.
وأصاب الله بك وكثير من الناس يوقعه الله في هذا الخطأ رحمة به ولطفاً منه ليعلّمه.
وذلك يا أخي أنك الآن إذا تعلّمت المنهجية وآداب البحث والمناظرة وكيفيّة تركيب الحجج وتفصيلها على ما تريد لن تحتاج إلى كثير تمرين لأن التمارين جاهزة في ذهنك من محفوظاتك.
وستسلك المسلك الذي سلكته وأنت لا تشعر سلوكاً صحيحاً وهو تقديم الفروع على الأصول. والانطلاق من الفروع.
وعندما تنتهي إن شاء الله يخرج لنا أحمد ديدات ثاني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/181)
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[24 - 06 - 10, 04:31 م]ـ
شكرا علي النصيحة الغالية.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 08:46 م]ـ
وذلك يا أخي أنك الآن إذا تعلّمت
المنهجية
وآداب البحث والمناظرة
وكيفيّة تركيب الحجج وتفصيلها على ما تريد
لن تحتاج إلى كثير تمرين لأن التمارين جاهزة في ذهنك من محفوظاتك.
وستسلك المسلك الذي سلكته وأنت لا تشعر سلوكاً صحيحاً وهو تقديم الفروع على الأصول. والانطلاق من الفروع.
وعندما تنتهي إن شاء الله يخرج لنا أحمد ديدات ثاني.
كيفية تركيب الحجج وتفصيلها على ما تريد. (كيف؟)
هل تقصد بمعرفة الاصول أو قل التأصيل أخي أبا عبد الله نفع الله بك. لان من عرف الاصول صاغ كيف شاء؟
يبقى شئ مهم في معرفة الحجج أو حفظها هو مناعة المبتدئ من شبهات الخصم ومعرفة نقاط ضعفه. ومحاججته لا تكون إلا بعد العلم. ولعل حفظ الحجج يجعله يولي عناية اضافية على مباحثها عند الدراسة. والله اعلم(64/182)
ما هي الأمور التي يتجاوز عنها مع الكفار دعوةً لهم وتأليفاً لقلوبهم
ـ[أبو سعيد الكناني]ــــــــ[22 - 06 - 10, 05:43 م]ـ
ما هي الأمور التي يتجاوز عنها مع الكفار دعوةً لهم وتأليفاً لقلوبهم بارك الله فيكم
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[23 - 06 - 10, 04:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب.
هناك فرق بين أولويات الدعوة إلى الله مع الكافر الأصلي وبين التطلف بالدعوة.
وعليه، فإنه لا يجوز لمسلم يقع بين يديه منكر عقدي أو شرعي إلا ووجب عليه التنبيه عليه وإنكاره وفق الترتيب النبوي.
و لما كان في مقام الحوار وجب عليه الإنكار اللساني ووجب عليه أيضا التلطف في البيان الذي هو اصل من أصول الدعوة إلى الله تبارك وتعالى.
أما تريتب التغير وأوليات الحوار والدعوة فهي بعد الدعوة إلى التوحيد ترجع إلى الداعية وما يتناسب مع الحال والمقام، وعقلية المخاطب وسعة علمه وفهمه.
وليحذر الداعية من التعالم في موضع الدعوة في الإثبات والنفي ووسائلهما فهي مهلكة كل الأدعياء.
ـ[أبو سعيد الكناني]ــــــــ[23 - 06 - 10, 10:09 م]ـ
بوركت
لكن ليس هذا ما عنيته أخي الحبيب، إنما السؤال عما يجوز في المعاملة وما لا يجوز، فلفظ التلطف لفظ فضفاض، فعلى سبيل المثال، هل يجوز رفقته في السفر ومؤاكلته ومشاربته، ومشاركته شيء من الأنشطة وفي خضم ذلك يكون الحديث عن دعوته للدين، مع العلم أنه ليس من أهل الكتاب، بل هو من الملحدين، أو اللادينيين، وهو لأبوين مسلمين، لكن تربى في أحضان بلاد الكفر ودرس في مدارسهم وهي تدرس عقيدة الإلحاد، فنُشِّئ على هذا، فاختار لنفسه ألا يعتقد دين، مع إيمانه بوجود الله، فهذا هو مقصد السؤال ولك مني جزيل الشكر
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[26 - 06 - 10, 03:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخانا الحبيب وفقكم الله وسددكم:
إن لفظ التلطف في الدعوة ليس فضفاضا كما تفضلتم بل هو أحد وسائل الدعوة إلى الله ومنهج الأنبياء صلوات الله عليهم كما في قوله تعالى {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (44) سورة طه.
ثانيا: يجب اليفريق_ كما لا خفى عليكم _ بين الأمور التعبدية والأمور العادية، إذ مسألة السفر والرفقة والمواكلة في المباح وغيرها أمور عادية تندرج تحت المباح على باب الإطلاق إلا إن قيد الشرع شيئا منها بنص فتتحول المسألة من عادية إلى تعبدية.
وعليه فإن مرجع الأمور العادية إلى الإباحة الأصلية، أما إذا خرجت عن أصلها بمنطوق نص أو مفهومه أخذت حكم الاستثناء وفق حجة النص.
إن استخدام الوسائل المباحة لتحقيق غاية شرعية لم يقيد الشرع وسائلها بنص تبقى على الجواز. وما يقال فبط الوسائل في السفر يقال كذلك في الحضر.
وفقكم الله لطاعته.(64/183)
ما هي الانتقادات على كتاب الروح لابن القيم
ـ[أبو عمرالمسلم]ــــــــ[22 - 06 - 10, 08:33 م]ـ
إخواني هل ذكر أحد أهل العلم المعتبرين انتقادات على كتاب الروح لابن القيم، فإني أسمع عن ذلك من البعض ولكني لم أقرأ شيئا لأهل العلم بهذا الخصوص.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[23 - 06 - 10, 01:11 ص]ـ
موضوع مفيد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16853
ـ[أبو عمرالمسلم]ــــــــ[23 - 06 - 10, 03:13 ص]ـ
نعم بارك الله فيكم، موضوع مفيد حق مفيد، فلا حرمت الأجر يا أيها الفاضل(64/184)
قول أحدهم: (يالله بجاه الشيخ عبد القادر الجيلاني، .... ) هل هو شرك أكبر مخرج من الملة؟
ـ[محمد الراوي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 02:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ...
أحبتي الكرام ... حصل نقاش بين اخوة لي حول قول أحدهم: [يالله بجاه الشيخ عبد القادر افعلي كذا (يسمي طلبه)]، فقال أحدهم منكراً .. إن هذا القول يعد شركاً أكبر مخرجاً من الملة، وقال أخر بخلافه ... فما هو القول الراجح في المسألة ... وهل من كتاب يبحث هذا الأمر بالتحديد وأعني الدعاء بـ (الجاه) ... وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[أبو محمد الدمشقي المالكي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 05:23 ص]ـ
ليس هو قولا مخرجا عن الملة و قد قال الشوكاني و غيره أن هذا جائز لكن الصحيح أن هذا القول خطأ و هو من الشرك الأصغر (اختصارا فأرجو المعذرة)
ـ[محمد بن هاني]ــــــــ[23 - 06 - 10, 09:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قال الشيخ ابن باز رحمه الله في هذا الموضوع:
"فالتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو بجاه الأنبياء أو بحق النبي أو بحق الأنبياء أو بجاه فلان أو بجاه علي أو بجاه أهل البيت كل هذا من البدع، والواجب ترك ذلك لكن ليس بشرك، وإنما هو من وسائل الشرك، فلا يكون صاحبه مشركا ولكن أتى بدعة تنقص الإيمان وتضعف الإيمان عند جمهور أهل العلم؛ لأن الوسائل في الدعاء توقيفية"
وهذا مختصر من فتواه رحمه الله. ولمشاهدة الفتوى كاملة انظر الرابط:
http://www.binbaz.org.sa/mat/168
اللهم اغفر لي خطئي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم والمؤخر وأنت على كل شيء قدير
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[24 - 06 - 10, 07:24 ص]ـ
ويؤسفني تسرع بعض الإخوان بل بعض الدعاة في الحكم على بعض الأفعال بأنها شرك وليست كذلك .. وهذا ناتج عن عدم فهم لحقيقة الشرك أو عدم تصور صحيح لحقيقة المسألة المحكوم عليها بذلك.
وانظر إلى كلام الشيخ ابن باز فهو يدل على فقه متين .. فدعاء الله بذات الشخص أو جاهه ليس من الشرك الأكبر بل ولا الأصغر وإن كان قد ذكر أنه من البدع التي قد توصل إلى الشرك .. بل وثمت خلاف في جواز التوسل بذات النبي عليه الصلاة والسلام عند الدعاء وطرد بعضهم الخلاف في غيره من الأنبياء وليراجع كتاب الوسيلة لشيخ الإسلام.(64/185)
شاب إرتد عن الإسلام يسألكم
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[23 - 06 - 10, 02:03 م]ـ
السلام عليكم شاب تونسي لي أيام أحاوره إرتد عن الإسلام و تحول إلي المسيحية حسب زعمه لأنه لم يجد الإجابات عن تسؤلاته لربما لقلة العلماء أو ندرتهم فالحمد لله يريد التوبة أنا قلت له الله غفور رحيم و الإسلام يجب ما قبله و علمته كيف يغتسل و أنه يجب عليه النطق بالشهادتين لكنه يريد كفاره و أنا علي حسب معرفتي الضيقة لا توجد كفاره
و يسأل عن مواقع مفيدة يشغل بها نفسه في العقيدة و بعض الأحكام الميسره في الفرائض فمن يتطوع يعطينا بعضها و بعض النصائح ........
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[23 - 06 - 10, 02:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحمن الرحي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد.
لم يرتب الشرع كفارة على من ارتد ثم عاد إلى الإسلام بل أوجب عليه الدخول في الاسلام بنطق الشهادة، وأن يتوب توبة نصوحة.
أنصح فيما يتعلق برد الشبه بموقع صوت الحق.
فيما يتعلق في المسائل والشبه التي تدور في خلده سواء كانت في الإسلاميات أو في الأديان الأخرى فلا مانع من إيرادها في الملتقى الطيب وسأجيب عنها ومن أحب من إخوننا عليه وسيكون الأمر بإذن الله شافيا كافيا.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[23 - 06 - 10, 02:20 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
نقول الحمدلله الذي هدى هذا الشاب للرجوع إلى دينه
هذا قسم فقه العبادات من موقع الاسلام سوال و جواب
http://www.islam-qa.com/ar/cat/89/ref/islamqa/38162
و كذلك لو كانت لديه أي شبه و استفسارات فيُرسلها للموقع ليتم الرد
و قد يجد أن شبهته مُجاب عنها هنا http://www.islam-qa.com/ar/cat/236
فهذا الموقع المبارك الذي يشرف عليه الشيخ الفاضل المربّي / محمد صالح المنجد -حفظه الله- يشفي الغليل و تجد جواباً عن ما يجول في خاطرك في جميع المسائل الشرعية و في شتى الفنون .. حديثيه و فقهية و تاريخية و كذلك النوازل.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[24 - 06 - 10, 04:45 م]ـ
بارك الله فيكم.(64/186)
هل للمسيح عليه السلام خطية
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[23 - 06 - 10, 02:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يسأل كثير من الناس: هل ثبت عند أهل الاسلام أن لنبي الله عيسى عليه السلام خطية، أو ارتكب معصية.
وهل الإنجيل يبرؤه من كل خطية، وهل فيه أنه ارتكب خطية أو خطايا.
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[23 - 06 - 10, 04:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الفاضل بارك الله فيكم
لو تكرمتم شيخنا بكتابة سلسلة تعليمية عن النصارى وكيفية الرد عليهم
فالمشهور عنكم بارك الله فيكم:
ذُو خبرةٍ بمسلك الأشاعرهْ ... همَّتُهُ القِتالُ والمُناظَرهْ
له تأثُّرٌ بحبر الأمّةِ ..... وشيخِ الاِسلامِ بدون مِرْيَةِ
خافَ بُطرسُ في النَّصَارى ... عندَ ذِكْرِِ اسمِكَ واحْتَارَى
وبارك الله فيكم.
ـ[ابو علي الفلسطيني]ــــــــ[23 - 06 - 10, 05:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
النصارى وصفوا المسيح عليه السلام بصفات لا تليق ... رغم انهم يدعون الوهيته ... ولكنهم وصفوه بأبشع الاوصاف ... ونصوص كتبهم تثبت ذلك ... ان شئت اذكر لك بعضا منها ... وفقنا الله تعالى واياك
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[24 - 06 - 10, 07:17 ص]ـ
السلام عليكم ..
أما على جهة العموم فقد ورد في الحديث كل ابن آدم خطاء .. الحديث.
وأما على جهة التعيين في حق عيسى ابن مريم عليه السلام فلم أرَ دليلا على ذلك ومن كان لديه مزيد علم فليذكره نفع الله به.(64/187)
تتمة بدت لي
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[23 - 06 - 10, 03:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال أحدهم (فلماذا يقبل القرآن ببعض التعاليم الواردة في الكتاب المقدس , مثل معجزات المسيح , وعدم وقوعه في المعصية, وأنه نبي).
قوله عن التعاليم وتمثيله لها بالمعجزات، فيه نظر.
إن قصد بالتعاليم الأحكام الشرعية التعبدية ماللزمة للنصارى فهذا باطل لأن الإنجيل لا تعاليم فيه بهذا المعنى.
وإن قصد بها الوصايا، فالوصايا ليست أحكاما شرعية تعبدية بل هي بيان ضائل غير ملزمة، إذ لا يترتب على مخالفتها شي لذا قال المسيح (من لم يكن منكم بلا خطية فليرمها بحجر) وقال (من أرسلني لكم قاضيا).
لذا قال: (إن الزناة والعشارون يسبقونكم إلى الملكوت) و غيرها.
وأما ما يتعلق بما جاء بالمطابقة لبعض المعجزات في القرآن الكريم والإنجيل.
الجواب عنه: إنه ليس كل ما في القرآن من معجزات لنبي الله عيسى عليه السلام هي في الإنجيل.
ثانيا: ليس في الإنجيل أنه كا يخلق كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله.
ثالثا:أن القرآن قيد المعجزات الواقعة منه بقوله تعالى (بإذن الله).
وإن كان هذا في الإنجيل مقيد بنصوص أخرى في غير موضع المعجزات كقوله (إنى لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا) وأنه لا يريد مشيئته بل مشيئة أبيه الذي في السماوات.
أقول مع هذه القيود إلا أنها لم ترد في سياق المعجزات. (مكع أنها تبين عبوديته لله تعالى كما في نصوص كثيرة ليس هذا موضعها ومنها (وهذه الحياة الأبديةو أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك).
رابعا: القرآن بين من خلال المعجزات دلالة أن نبي الله عيسى عليه السلام نبي ورسول من عند الله.
لكن النصارى حولوها للتدليل على أولوهية المسيح وهذا عند أهل الإسلام باطل وكفر بالله تعال.
كما دلالتها على ذلك باطل من وجوه كثيرة ليس هذا موضعها، بل اكتفي بالقول أن عيسى عليه السلام لم يقل ذلك لا بالإشارة ولا بصريح العبارة.
وأخيرا قوله وأنه نبي.
تنبه: النصوص من ذاكرتي لم تخرج عن فحواها ولا عن معنى منطوقها. وليكن حالي فيه مثل لوقا على ما قال في الإصحاح الأول.(64/188)
تتمة التتمة بدت لي
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[23 - 06 - 10, 03:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يزعم كثير من الصنارى: أن عيسى عليه السلام جاء ليخلص الناس من الخطية الأصلية، وبعضهم يقول من خطايا البشر، ويزعم أن ذلك في العهدين.
قلت: وهذا من النصارى كذب وافتراء.
إذ لا يوجد في العهد القديم ولا الجديد ما يقول ذلك وأعني بالجديد الأناجيل الأربع.
بل لما أراد اليهود قتله وفق ما في كتبهم قالوا لأنه مهرطق ومجدف. أي كذاب دجال فكيف يجوز القول أنهم يعتقدون مجيئه للخلاص مما يسمونه الخطية الأصلية.
أما في العهد الجديد، فلا يوجد ذكر لآدم عليه السلام ولا لحواء أصلا، ولا يوجد شيء اسمه الخطية الأصلية في الأناجيل، ولا جاء أنه جاء من أجلها.
بل في الإنجيل (الابن لا يؤخذ بجريرة الأب ولا يؤخذ الأب بجريرة الابن).
بل اقول أنه لا يوجد أي دليل في الإنجيل على ان الذي صلب على الصليب هو عيسى عليه السلام بل هي أفهام وإشارات من عندهم تشابهت عليهم ويوجد من الأدلة في كتابهم ما يبطلها ليس هذا موضعها.
أما من قال من أجل (خطايا البشر) أي عموم البشر، يكون قد خالف منت قال أنهخ جاء من أجل الخطية الأصلية المتلقة من أكل آدم وحواء عليهما السلام وفقهم من الشجرة:
ويقال لهم:على قولكم قد صلب المسيح ليكفر عموم خطايا البشر السابقة فمن سيصلب من أجل الخطايا البشرية التي وقت بعد الصلب وفق قولكم.
أم أن صلبه جمع الأزمان والأشخاص؟، فإن كان كذلك فلا يوجد عندكم طائع ولا عاص ولا مؤمن ولا كافر إذ استوى الجميع بمجرد الصلب وذهبت الشرائع والكتب، بل وذهبت الكرازة.
هذا غيض من فيض.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.(64/189)
جهود الرافضة وترويجهم لباطلهم باسم آل البيت عليهم السلام.
ـ[أبو الريان]ــــــــ[23 - 06 - 10, 06:24 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز المؤمن،هاهم الرافضة الذين ليس لهم نقل صريح ولا عقل صحيح، يروجون لباطلهم ويستثيرون عواطف جهلة المسلمين، باسم محبة آل البيت عليهم السلام،ويستغلون فقرهم، في كثير من الدول العربية والإسلامية ..
فيطاف بالقبور ويسجد لها باسم محبة آل البيت
وتسب عائشة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن باسم محبة آل البيت
ويكفر الصحابة رضي الله عنهم ويلعنون باسم محبة آل البيت
وتباح المتعة ويبين فضلها باسم محبة آل البيت
ويضربون أنفسهم في عاشورهم في مشهد مخزي تأنف منه البهائم باسم محبة آل البيت، والحزن على مقتل الحسين رضي الله عنه.
وتراق دماء أهل السنة ويمنعون من أبسط حقوقهم باسم محبة آل البيت
في الوقت الذي تخلى فيه بعض دعاة السنة والحق عن دعوتهم بالانشغال بحطام الدين وجمعها ..
أو بتصنيف الناس على حساب العمل للدين،وعلى حساب طلب العلم ودعوة الناس للخير ... وتبصيرهم بأمور دينهم!
وعلى حساب سلامة الصدر من الغل والحسد!
وعلى حساب نقض شبه أهل البدع والتحذير من كيدهم!
قال معروف الكرخي رحمه الله: (إذا أراد الله بعبد خيراً فتح له باب العمل، وإذا أراد الله بعبد شراً فتح له باب الجدل). أخرجه الخطيب البغدادي في اقتضاء العلم العمل.
وثالثة الأثافي التودد لهؤلاء المعممين ودعاة الرفض باسم توحيد الصف واجتماع الكلمة وإنها لأحدى الكبر!
فهل يعي أهل السنة ودعاة الحق هذا الخطر المحدق،والمد الرافضي الذي طال الكثير من أبناء أهل السنة؟!
إليك أنت ولا أقصد أحداً سواك، مثال واحد على جهدهم في نشر باطلهم كافي لكل مسلم من أهل السنة غيور على دينه وسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصحابته الكرام ..
أرسل إلى أحد الدعاة من دولة غانا تقريرا اقتبست منه ما يلي:
جهود الرافضة في دولة غانا
غانا في غرب أفريقيا, تطل على محيط الأطلسي وتحيط بها دول ثلاثة, عاصمتها أكرا , وأما اللغة الرسمية فيه فهي الإنجليزية بالإضافة إلى اللغات المحلية.
وأما بخصوص الأديان الموجودة في البلد فهي الإسلام وهو المتصدر حيث يبلغ نسبة المسلمين 43 % ثم المسيحية وتبلغ نسبتهم 30 % وأما الباقي فهي من معتنقي الأديان والمذاهب الأهلية والمحلية. يتواجدون المسلمون في شمال البلاد بكثرة , إذ تقدر نسبتهم ب80 % وينتشرون في أغلب المدن مثل العاصمة أكرا وكوماسى وبرناهافو وتاكورادى وتامالى وأغلبهم من أتباع المذاهب السنية.
وأما المذاهب المعروفة ومشهورة في غانا فهي المالكية والحنبلية والشافعية والشيعة والتيجانية والأحمدية والقادرية والإباضية.
وكان أول وصول الإسلام إلى هذه المنطقة في نهاية القرن العاشر الهجري.
دخول التشيع غانا
دخل التشيع غانا عام 1984م من خلال العلاقات الدبلوماسية بين إيران وغانا, وبعد أن فتحوا سفارتهم في أكرا, قاموا بإرسال رجال الدين الشيعة إلى الدولة, وفتحوا بجانب السفارة مكتبا خاصا للملحق الديني , وبدؤا نشاطاتهم من خلال التعرف بأعيان البلدان, من التيجانيين والصلاة معهم في مساجدهم وتقديم الهدايا والكتب , وبدأ الناس يزورنهم في مكتبهم, لطلب الكتب وغيرها, والناس بطبيعة الحال وخاصة المحتاجين من الفقراء لا يفرقون بين الكتب التي يستلمونها منهم وبين الكتب الإسلامية الصحيحة, بسبب الجهل من جهة وطلب المادة من جهة أخرى , قاموا بإنشاء مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية, وأماكن تدريب الحاسب الآلي, وهذا كلها بدون مقابل بل يطعمونهم ويكسونهم ثم يرسل خريجهم إلى إيران ولندن للدراسة , وقد عاد منهم كثيرون يقومون بالدعوة إلى مذهبهم, والرد والشتم واللعن لعلماء السنة.
وقبل هذا كله, كان انتشار هذا المذهب ملحوظ من سنة 1980م أما وجود هذه الفرقة على هذه الأراضي فقد كان على أيدي اللبنانيين الشيعة الذين هاجروا إلى غانا وعملوا التجارة وتعرفوا بأصحاب الثروة والمناصب العالية.
ويبلغ عدد الشيعة في غانا قرابة المليون شخص ويتواجدون في مناطق كثيرة, منها العاصمة أكرا وتامالى وكوماسى وتاكورادى وكنتنبوا وكذلك أكيم أوفاسى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/190)
نشاطاتهم لنشر ضلالتهم
1 - إعطاء منحة الدراسية لأبناء المسلمين للسفر إلى لندن وإيران وغيرهما.
2 - اجتماع شهري وتعين مبلغ مالي لكل من حضره وخاصة إن كان شابا أو شابة.
3 - فتح مراكز تدريب الحاسب الآلي.
4 - برنامج الزراعة ومساعدة الزارعين (وهذا في تمالى وغيره).
5 - برنامج على الإذاعة والتلفاز.
6 - دفع الرسوم المدرسية لأبناء الفقراء من المسلمين.
7 - كفالة الأيتام.
8 - مشروع إفطار الصائم
9 - توزيع الأطعمة في البيوت (وخاصة بيوت الفقراء)
10 - فتح مراكز تدريب المهني مجانا, كأماكن الخياطة للنساء.
11 - بناء المستوصفات شبه مجانا كالمستوصف الإيراني في أكر, والعجب أن الأدوية التي يقدمونها للمرضى صلاحيتها مكتوب بالغة الفارسية.
12 - منح المستوصفات الحكومية وغيرها سيارات الإسعاف عددها أكثر من خمسمائة
جامعة الرافضة التي يسمونها بالجامعة الإسلامية في غانا
الجامعة الإسلامية (غانا) من جامعات التي أسسها الأفراد في غانا , ولها معادلة متينة وقوية مع جامعة "ليغون" ( LEGON ) تحت كلية أصول الدين ,أصلا أن هذه الجامعة
(جامعة الإسلامية غانا) أسسها مركز أهل البيت من طهران في إيران سنة 1988م للتعليم والدراسات الإسلامية, وكان اسمها الأول المشهور بمدرسة أهل البيت ما يسمونها بالحوزة , والحوزة كانت كمعهد التدريب الإسلامي, تم تسجيل هذه الجامعة لدى حكومة غانا بين سنة 2001م و2002م , ثم إنهم يظهرون للمجتمع أن هذه الجامعة حوت كل شيء من الدين, وفى الحقيقة أن الأمر ليس كذلك وأضافوا مع المواد الدينية التاريخ والفقه والتفسير وخصصوا في هذه المادة آيات المتشابهات وهذا من الأسباب التي جعل كثير من طلبة أهل السنة يلتحقون بهذه الجامعة الهدامة.
ومن أخطر الأقسام في هذه الجامعة قسم (مقارنة الأديان) ويدرس وفى هذا القسم كل شيء خاصة طريقة الجدل مع الخصوم إلا أن العلم الشرعي فيها قليل جدا, وفى السنة 2003م إلى سنة 2007م كان عدد الذين تخرجوا فى هذه الجامعة 652 وقد ترفض كل هؤلاء الطلاب إلا ثلاثة منهم فقط. أ.هـ
هذا شيء مما اقتبسته من تقرير الأخ من غانا فمتى يهب دعاة السنة والحق لدعوة إخوانهم؟ ومتى نبني لهم سدا منيعاً من الخير والعلم يحول بينهم وبين طوفان باطل الرافضة ومدهم؟! اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز المؤمن.
كتبه/
سعد بن ضيدان السبيعي
الداعية بوزارة الشئون الإسلامية
s-subaei@hotmail.com
8/7/1431 هـ
يوجد صور عن مراكزهم ومكتباتهم في نفس المقال الأصلي
http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&*******id=41569
ـ[أبوالحارث العراقي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 06:48 م]ـ
أخي ابوالريان:
هذه احد الطرق للترويج للدين الرافضي بارك الله بك ... وأنه قد آن أجلهم عاجلا ... فكما يقول الشيخ الدكتور طه الدليمي حفظه الله من كل سوء وسدد رميه وجعله سيفاً للحق على رقاب اهل الباطل .... ان التشيع يمتد افقيا ويسقط عاموديا ... وهذا صحيح ... ايران على شفا جرف هاو ... وانتشار التشيع يقتصر اغلبه على الفقراء ... سواء في افريقيا ام في سوريا ... اما ان يقال ان هناك تشيع والمد الشيعي فهذا كله مبالغ فيه بارك الله فيك .... لايوجد الا شيء قليل ... وانا اسميه ظهور شيعي وليس مد شيعي ... لأن الشيعة كان مكتوم على انفاسهم وظهروا بعد موت جلادهم الرئيس القائد العراقي صدام حسين رحمه الله ... فالان ظهروا وليس امتدوا ... وانا اعجب من كثير من اهل السنة ممن يروج لهم من حيث يدري او من حيث لا يدري ...
فالحذر الحذر من الترويج لهم والمبالغة فيما يسمى بالمد الشيعي ...(64/191)
آثار من المذهب المالكى فى ذم الصوفية
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[24 - 06 - 10, 05:20 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله: فقدروى القاضي عياض رحمه الله في كتابه "ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك" (2ـ54) عن عبد الله بن يوسف التنيسي، وكان أحد الحاضرين لهذه القصة، وهو من مشاهير أصحاب الإمام مالك. قال التنيسي: كنا عند مالك وأصحابه حوله فقال رجل من أهل نصيبين: يا أبا عبد الله عندنا قوم يقال لهم الصوفية يأكلون كثيراً ثم يأخذون في القصائد ثم يقومون فيرقصون. فقال مالك: أصبيان هم? قال: لا. قال: أمجانين? قال: لا، قوم مشائخ وغير ذلك عقلاًء. قال مالك: ما سمعت أن أحداً من أهل الإسلام يفعل هذا. قال الرجل: بل يأكلون ثم يقومون فيرقصون نوائب ويلطم بعضهم رأسه وبعضهم وجهه. فضحك مالك ثم قام فدخل منزله. فقال أصحاب مالك للرجل: لقد كنت يا هذا مشؤوماً على صاحبنا، لقد جالسناه نيفاً وثلاثين سنة فما رأيناه ضحك إلا في هذا اليوم
فما أطلبه منكم إخوتى هو ذكر أقوال علماء المذهب المالكى فى ذم الصوفية حتى يقنع بها
من يدعون أنهم مالكية وعقيدة المالكية منهم براء
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو حذيفة الهلالي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 05:52 م]ـ
الإمام عبد الله ابن الحاج رحمه الله:
قال في كتابه المدخل: (فصل في المولد: ومن جملة ما أحدثوه من البدع، مع اعتقادهم أن ذلك من أكبر العبادات وأظهر الشعائر ما يفعلونه في شهر ربيع الأول من المولد وقد احتوى على بدع ومحرمات جملة) [المدخل: (2/ 2 - 10)].
3_ومن علماء المالكيَّة الإمام العلامة الأستاذ أبو عبد الله الحفَّار المالكي، وله في ذلك جواب حافل نقله الونشريسي في المعيار المعرب، نختصر منه ما يلي، قال رحمه الله: (ليلة المولد لم يكن السلف الصالح يجتمعون فيها للعبادة، ولا يفعلون فيها زيادةً على سائر ليالي السنة، والخير كلُّه في اتِّباع من سلف، فالاجتماع في تلك الليلة ليس بمطلوب شرعًا، بل يؤمر بتركه .... )
المعيار المعرب و الجامع المغرب لفتاوى علماء إفريقية و الأندلس و المغرب (7/ 99).
4_ و قال أبو العباس أحمد بن يحيى الونشريسي بعد حكاية أقوال المالكية في المفاضلة بين ليلة المولد و ليلة القدر قال رحمه الله تعالى: " قيل: و إن كان معظما عند المسلمين لكن و قعت فيه قضايا أخرجته إلى ارتكاب بعض البدع من كثرة الإجتماع فيه أي اجتماع آلات اللهو إلى غير ذلك من البدع غير المشروعة و التعظيم له صلى الله عليه و سلم إنما هو باتباع السنن و الإقتداء بالآثار لا بإحداث بدع لم تكن للسلف الصالح "
المعيار المعيار المعرب (8/ 255).
5_ الإمام المحقق أبي إسحاق الشاطبي اللخمي رحمه االله تعالى: " و أجاب رحمه الله على جملة مسائل فقال: " أما الأولى: و هي الوصية بالثلث ليوقف على إقامة ليلة مولد النبي صلى الله عليه و سلم فمعلوم أن إقامة المولد على الوصف المعهود بين الناس بدعة محدثة و كل بدعة ضلالة فالإنفاق على إقامة البدعة لا يجوز و الوصية به غير نافذة بل يجب على القاضي فسخه و رد الثلث إلى الورثة يقتسمونه فيما بينهم و أبعد الله الفقراء الذين يطلبون إنفاذ مثل هذه الوصية .... " انتهى محل الشاهد (فتاوى الإمام الشاطبي ص203_204 تحقيق: محمد أبو الأجفان)
6 - ومن علماء المالكية المتأخِّرين بمصر الشيخ المفتي محمَّد عليش المالكي، من علماء الأزهر وكبار فقهاء المالكية في زمانه من نحو قرن، قال في كتابه فتح العلي المالك: "عمل المولد ليس مندوبًا، خصوصًا إن اشتمل على مكروه، كقراءة بتلحين أو غناء، ولا يسلم في هذه الأزمان من ذلك وما هو أشدّ".
و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد
و على آله و صحبه أجمعين
ـ[الياس الهاني]ــــــــ[24 - 06 - 10, 07:57 م]ـ
هذه اخي الكريم بعض المواقف لعلماء مالكية انكروا التصوف و ما يتصل به من مقالي "علماء المغرب و التصوف"
1 - الشيخ العلامة عبد الله بن محمد بن موسى العبدوسي المتوفى سنة 849ه في رسالته" جواب في الرقص و الشطح عند الذكر" ابطل فيها الشطح و الرقص و الصياح و لطم الصدور و هز الرؤوس بالعنق في حالة الذكر المزعوم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/192)
2 - العلامة الشيخ محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي في كتابه "معضلات العصر" و هو مقال في الرد على التيجانيين و قد طبعه علامة الجزائر ابن باديس و سماه "الجواب الصريح في بيان مضادة الطريقة التيجانية للاسلام الصحيح".
3 - الشيخ العلامة تقس الدين الهلالي له كتاب "الهدية الهادية للطائفة التيجانية" و كان رحمه الله مشهورا بمعادات المتصوفة معروفا بانحرافه عنهم.
4 - العلامة الشيخ ابن طوير الجنة احمد بن عمر الوداني المتوفى سنة1266ه في كتابه "فيض المنان في الرد على مبتدعة الزمان" انكر فيه عددا من بدع الصوفية كزعمهم رؤية الله و رؤية النبي و ان النبي يحضر معهم مجالس الذكر و بين ان الكرامات و الفراسة التي يدعيها الصوفية لا حقيقة لها و ان ذلك يقع بين الكافر و المسلم، و ابطل الرقص و التواجد حال الذكر، و ذكر ان اول من احدثه السامري.
5 - الشيخ العلامة احمد بن محمد المرنيسي سنة 1277ه في كتابه "انكار الرقص و الطار" انكر في الرقص حال الذكر، كما يفعله ارباب الطرق الصوفية بشتى انواعها.
6 - الشيخ العلامة ابو عبد الله الغالي بن محمد الحسني العمراني اللجائي الفاسي المتوفى سنة1289ه في كتابه "ابطال الشبه و رفع الالباس في الرد على من صوب في تقييد له خطا الناس" انكر فيه على المتصوفة اجتماعهم على الذكر و الرقص، و عد من البدع، اجتماع الصوفية على الرقص و الذكر على صوت واحد الى غير ذلك من البدع التي نص عليها.
7 - الشيخ العلامة محمد بن العربي العلوي المتوفى سنة1384ه في كتابه "فتوى لعلماء القرويين بادانة صلاة الفاتح لمحمد الفاطمي التيجاني".
8 - السلطان العلوي المولى عبد الحفيظ في كتابه "كشف القناع عن اعتقاد طوائف الابتداع المتقولين الذين حادوا عن منهاج السنة و احدثوا اعتقادات لم ترد عمن شرح الدين و السنة".
9 - الشيخ العلامة ابو عبد الله محمد بن المدني كنون المتوفى سنة 1302ه في كتابه "الزجر و الاقماع بزواجر الشرع المطاع لمن يومن بالله و رسوله و يوم الاجتماع عن الات اللهو و السماع" و هو في ابطال الذكر الصوفي و الرقص و الذكر جماعة و غير ذلك من البدع.
10 - العلامة المورخ احمد بن خالد الناصري المتوفى سنة1315ه في كتابه "تعظيم المنة في نصرة السنة" تكلم فيه على عدد من بدع الصوفية،منها: رقص الفقراء حول الميت بعد تغسيله و الشطح و الرقص الصوفي و اتخاذ الشيخ للتربية و الذكر الجماعي و الذكر بالاسم المفرد، و ذكر من مصطلحاتهم الحادثة الفناء و البقاء و الغوث و الاقطاب و الابدال.
11 - العلامة ابي الحسين الصغير المكناسي السوسي في رسالة له ابطل فيها البدع التي احدثها المتصوفة كالذكر الجماعي و الشطح و اتخاذ الشيخ في التربية و التسابيح و احداث الطرق الصوفية.
12 - العلامة الشيخ عبد الله بن ادريس السنوسي الفاسي المتوفى سنة1350ه و قد اشتهر بمعاداة المتصوفة الكاذبين مقرعا لهم، مسفها احلامهم، مبطلا ارائهم،مبالغا في تقريعهم، و لم يرجع عن ذلك منذ ان اعتقده و لا قل من عزمه كثرة معاداتهم له.
13 - العلامة عبد الحفيظ بن محمد الفاسي الفهري المتوفى سنة1383ه في كتابه "رياض الجنة" و قد اكثر من التشنيع على تقي الدين النبهاني احد اقطاب الصوفية و المتصوفة عموما.
14 - العلامة محمد كنوني المذكوري مفتي رابطة علماء المغرب،كان شديدا على المتصوفة و كان يفتي بمعاداتهم و انكار بدعهم.
15 - الشيخ العلامة عبد الرحمن محمد النتيفي الجعفري الزياني المتوفى سنة 1385ه فقد الف كتبا عديدة في انكار بدع الصوفية منها:"حكم السنة و الكتاب في وجوب هدم الزوايا و القباب" و "تنبيه الرجال في نفي القطب و الغوث و الابدال" و "الدكر الملحوظ في نفي قراءة اللوخ المحفوظ" و "الارشاد و السداد في فضل ليلة القدر على ليلة الميلاد" و "القول الفائز في عدم التهليل وراء الجنائز" و "القول الجلي في عدم تطور الولي" و "الميزان العزيز في الرد على كتاب الابريز " و "تحفة الاماني في الرد على اصحاب التيجاني" و "الزهرة في الرد على غلو البردة" و "الحجج العلمية في رد غلو الهمزية" و "اصفى الموارد في الرد على غلو المطربين المادحين لرسول الله و اهل الموائد" و "الدلائل البينات في البحث في دلائل الخيرات و شرحه مطالع المسرات" كل هذه الكتب و غيرها كثير جدا لا زالت مخطوطة عند
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/193)
احد طلبته بمدينة تارودانت.
16 - العلامة الاديب ابو عبد الله محمد بن اليمني الناصري الجعفري المتوفى سنة 1391ه في كتابه "ضرب نطاق الحصار على اصحاب نهاية الانكسار" و هو كتاب صاعقة على المتصوفة و الاهم فيه انه قرظه15 عالما و اديبا و شاعرا مغربيا و اثنوا على مؤلفه و تاليفه ثناءا عطرا.
17 - الشيخ العلامة محمد المكي الناصري المفسر المعروف و وزير الاوقاف سابقا في كتابه "اظهار الحقيقة و علاج الخليقة".
18 - العلامة السلفي احمد الخريصي المتوفى سنة 1403ه في كتابه "المتصوفة و بدعة الاحتفال بمولد النبي " تحدث فيه نشا التصوف و تطوره عبر التاريخ،و تسارع المتصوفة الى البدع و المبتدعات و اغراقهم في ذلك.
19 - العلامة الشيخ محمد الجزولي سنة 1393ه في رسالته "لاطرق في الاسلام" كتبها لشيخ الطائفة التيجانية بالرباط.
و لو ظفرت بمن شئت من علماء المغرب المعادين للتصوف لعدوا و ما احصوا و لكن طلبا للاختصار انقل اليك بعض اقوال فحول المغاربة في التصوف:
ا- العلامة المفسر الكبير ابو عبد الله القرطبي الاندلسي المغربي، يقول في تفسيره: " و على التفسيرين ففيه رد على الجهال من الصوفية الذين يرقصون و يصفقون و يصعقون و ذلك كله منكر يتنزه عن مثله العقلاء و يتشبه فاعله بالمشركين فيما كانوا يفعلونه عند البيت".
ب- و يقول العلامة المغربي الاندلسي قاهر المبتدعة الامام ابو اسحاق الشاطبي في كتابه الاعتصام "و ذلك انه وقع السؤال عن قوم يتسمون بالفقراء_اي المتصوفة_يزعمون انهم سلكوا طريق الصوفية فيجتمعون في بعض الليالي و ياخذون في الذكر الجهري على صوت واحد ثم في الغناء و الرقص الى اخر ذلك و يحضر معهم بعض المتسمين بالفقهاء،يترسمون برسم الشيوخ الهداة الى سلوك ذلك الطريق هل هذا العمل صحيح في الشرع ام لا.
فوقع الجواب: بان ذلك كله من البدع و المحدثات المخالفة طريقة رسول الله و طريقة اصحابه و التابعين لهم باحسان".
واختم الكلام بما ذكره الشيخ العلامة الفقيه ابو بكر الطرطوشي محمد بن الوليد الفهري المغربي الاندلسي المالكي:" مذهب الصوفية بطالة و جهالة و ضلالة، و ما الإسلام إلا الكتاب الله،و سنة رسوله، و أما الرقص و التواجد، فأَوّل مَنْ أَحثه أصحاب السامريّ،لما اتخذ لهم عجلاً جسداً له خوار, قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون, فهو دين الكفار, وعبّاد العجل. وأما القضيب فأوّل مَن اتخذه الزَّنادقة،ليشغلوا به المسلمين عن كتابِ الله تعالى. وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع أصحابه، كأنما على رؤوسهم الطير من الوقار، فينبغي للسلطان ونوّابه أن يمنعهم من الحضور في المساجد وغيرها، ولا يحلّ لأَحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطلهم،هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة المسلمين".
فهؤلاء جميعا ردوا على التصوف و على عقائدهم ففي ذلك عبرة و اعظم دليل على ان علماء المغرب لا زالوا مناهضين لبدع المتصوفة،رادين اباطيلهم مبطلين خرافاتهم.
و لا يغرنك كثرة المتصوفة المغاربة في العصور المتاخرة، لان عصور الانحطاط لا عبرة بها في ميزان النقد و الاعتبار. و لو ظفرت بمن شئت من المغاربة المتاخرين ممن اثنوا على التصوف لم يعشروا معشار مثل ابي بكر الطرطوشي و ابي عبد الله القرطبي و غيرهم،فهؤلاء علية القوم و جلة علماء المغرب في ذلك العصر.
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[24 - 06 - 10, 09:53 م]ـ
الأخ أبوحذيفة الهلالى جزاك الله خيرا ونفع بك وزادك حرصا وعلما وتقى أتحفنا بالمزيد لاحرمك الله
الأخ إلياس الهانى بارك الله فيك وجزاك الله خيرا نريد المزيد
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[24 - 06 - 10, 09:54 م]ـ
للرفع
ـ[أم مصعب وأنس]ــــــــ[18 - 07 - 10, 05:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أحمد بن عبد الله الجمّاز]ــــــــ[18 - 07 - 10, 05:43 ص]ـ
أعتذر إن كانت مشاركتى فى غير طلب الأخ أبو الزبير
لكن أريد التنبيه على بغض هؤلاء الى كل ما هو سلفى وسنى
لقد قال بالأمس مدير الأوقاف بمدينة الاسكندرية المصرية: إن الجماعات السلفية التى تحرم إقامة الموالد وتحرم زيارة القبور والصلاة فيها إنها فى الأصل جماعات صهيونية
لا حول ولا قوة الا باالله(64/194)
:تعمير الظاهر باتباع السنة
ـ[أبو حذيفة الهلالي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 02:41 م]ـ
فخير الهدي هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن الاقتداء به اتباع سنته في الهدي الظاهر بإعفاء اللحية وحف الشارب ولبس الثياب البيض، والعناية بنظافتها من غير تكلف ولا كبر ولا خيلاء، استمع في هذا المقام إلى وصية العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله إذ يقول في حلية طالب العلم:
[لاتسترسل في التنعم والرفاهية، فإن "البذاذة من الإيمان"، وخذ بوصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في كتابه المشهور، وفيه:
"وإياكم والتنعم وزي العجم، وتمعددوا، واخشوشنوا ".وعليه، فازور عن زيف الحضارة، فإنه يؤنث الطباع، ويرخي الأعصاب، ويقيدك بخيط الأوهام، ويصل المُجِدُّون لغاياتهم وأنت لم تبرح مكانك، مشغول بالتأنق في ملبسك، وإن كان منها شيات ليست محرمة ولا مكروهة، لكن ليست سمتاً صالحاً، والحلية في الظاهر كاللباس عنوان على انتماء الشخص، بل تحديد له، وهل اللباس إلا وسيلة التعبير عن الذات؟!
فكن حذراً في لباسك، لأنه يعبر لغيرك عن تقويمك، في الانتماء، والتكوين، والذوق، ولهذا قيل: الحلية في الظاهر تدل على ميل في الباطن، والناس يصنفونك من لباسك، بل إن كيفية اللبس تعطي للناظر تصنيف اللابس من:
الرصانة والتعقل.
أو التمشيخ والرهبنة.
أو التصابي وحب الظهور.
فخذ من اللباس ما يزينك ولا يشينك، ولا يجعل فيك مقالا لقائل، ولا لمزا للامز، وإذا تلاقى ملبسك وكيفية لبسك بما يلتقي مع شرف ما تحمله من العلم الشرعي، كان أدعى لتعظيمك والانتفاع بعلمك، بل بحسن نيتك يكون قُربة، إنه وسيلة إلى هداية الخلق للحق.
وفي المأثور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"أحب إلي أن أنظر القارئ أبيض الثياب".أي: ليعظم في نفوس الناس، فيعظم في نفوسهم ما لديه من الحق.
والناس - كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - كأسراب القطا، مجبولون على تشبه بعضهم ببعض فإياك ثم إياك من لباس التصابي، أما اللباس الإفرنجي، فغير خاف عليك حكمه، وليس معنى هذا أن تأتى بلباس مشوه، لكنه الاقتصاد في اللباس برسم الشرع، تحفُّه بالسمت الصالح والهدي الحسن].
فإياك ثم إياك والتشبه بالكافرين في زيهم وشاراتهم فإن هذا ليس من سمت الصالحين ولا من هدي المسلمين وفي الحديث: " ومن تشبه بقوم فهو منهم". أخوكم أبو حذيفة الهلالي المغربي
ـ[أبو حذيفة الهلالي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 03:14 م]ـ
فخير الهدي هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن الاقتداء به اتباع سنته في الهدي الظاهر بإعفاء اللحية وحف الشارب ولبس الثياب البيض، والعناية بنظافتها من غير تكلف ولا كبر ولا خيلاء، استمع في هذا المقام إلى وصية العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله إذ يقول في حلية طالب العلم:
[لاتسترسل في التنعم والرفاهية، فإن "البذاذة من الإيمان"، وخذ بوصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في كتابه المشهور، وفيه:
"وإياكم والتنعم وزي العجم، وتمعددوا، واخشوشنوا ".وعليه، فازور عن زيف الحضارة، فإنه يؤنث الطباع، ويرخي الأعصاب، ويقيدك بخيط الأوهام، ويصل المُجِدُّون لغاياتهم وأنت لم تبرح مكانك، مشغول بالتأنق في ملبسك، وإن كان منها شيات ليست محرمة ولا مكروهة، لكن ليست سمتاً صالحاً، والحلية في الظاهر كاللباس عنوان على انتماء الشخص، بل تحديد له، وهل اللباس إلا وسيلة التعبير عن الذات؟!
فكن حذراً في لباسك، لأنه يعبر لغيرك عن تقويمك، في الانتماء، والتكوين، والذوق، ولهذا قيل: الحلية في الظاهر تدل على ميل في الباطن، والناس يصنفونك من لباسك، بل إن كيفية اللبس تعطي للناظر تصنيف اللابس من:
الرصانة والتعقل.
أو التمشيخ والرهبنة.
أو التصابي وحب الظهور.
فخذ من اللباس ما يزينك ولا يشينك، ولا يجعل فيك مقالا لقائل، ولا لمزا للامز، وإذا تلاقى ملبسك وكيفية لبسك بما يلتقي مع شرف ما تحمله من العلم الشرعي، كان أدعى لتعظيمك والانتفاع بعلمك، بل بحسن نيتك يكون قُربة، إنه وسيلة إلى هداية الخلق للحق.
وفي المأثور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"أحب إلي أن أنظر القارئ أبيض الثياب".أي: ليعظم في نفوس الناس، فيعظم في نفوسهم ما لديه من الحق.
والناس - كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - كأسراب القطا، مجبولون على تشبه بعضهم ببعض فإياك ثم إياك من لباس التصابي، أما اللباس الإفرنجي، فغير خاف عليك حكمه، وليس معنى هذا أن تأتى بلباس مشوه، لكنه الاقتصاد في اللباس برسم الشرع، تحفُّه بالسمت الصالح والهدي الحسن].
فإياك ثم إياك والتشبه بالكافرين في زيهم وشاراتهم فإن هذا ليس من سمت الصالحين ولا من هدي المسلمين وفي الحديث: " ومن تشبه بقوم فهو منهم". أخوكم أبو حذيفة الهلالي المغربي(64/195)
في مسألة دوران الأرض
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[24 - 06 - 10, 08:38 م]ـ
في مسألة دوران الأرض
السلام عليكم
تحت يدي مجموعة من الفتاوى والنصوص والمؤلفات في مسألة دوران الأرض كلها تشير لحقيقة واحدة
لقد خدعنا الغربيون عندما قالوا أن الأرض تدور حول الشمس
هناك فتوى للشيخ ابن العثيمين وهذا رابطها من موقعه
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_6463.shtml
فتوى للشيخ ابن باز في كتابه
الأدلة النقلية والحسية على سكون الأرض وجريان الشمس وإمكان الصعود للكواكب
وهذا رابط تحميله
http://www.archive.org/download/Hassouni_5/Eladillaennaklia-ibnBaz.pdf
كتاب قصة الخلق من العرش إلى الفرش لعيد ورداني وهذا رابط تحميله
http://www.4shared.com/document/mqLVkaMa/__online.htm
كتاب دوران الأرض حقيقة أم خرافة ل د \ عادل العشري
هداية الحيران في مسألة الدوران لـ عبد الكريم بن صالح الحميد
هذا غير إجماع السلف والمفسرون قبل ما يسمى عصر النهضة
فما قول المسلم العادي في هذا .. وهل الواجب علينا تغيير كتب الجغرافيا والفيزياء لما ورد في اللآيات والأحاديث
::: أدلة:::
ــ حدّثنا محمدُ بن يوسُفَ حدَّثنا سفيانُ عنِ الأعمشِ عن إبراهيمَ التيميِّ عن أبيهِ عن أبي ذرّ رضيَ اللهُ عنه قال: «قال
النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأبي ذرّ حينَ غَرَبَتِ الشمسُ: أتدري أينَ تَذهَبُ؟ قلتُ: اللهُ ورسوله أعلم، قال: فإنها تَذهب
حتّى تَسجُدَ تحتَ العَرش، فتستأذنَ فيُؤذَنُ لها، ويوشِكُ أن تَسجدَ فلا يُقبَلُ منها، وتستأذِنَ فلاُ يؤذن لها، فيقالُ لها:
ارجعي من حيثُ جِئتِ، فتطلُعُ من مَغربها. فذلك قوله تعالى: {والشمس تَجرِي لمستقرٍّ لها، ذلكَ تقديرُ العزيز العَليم}
(يس: 83)
البخاري
أفعال الذهاب والسجود والرجوع منسوبة للشمس لا للأرض
وقوف الشمس ليوشع بن نون عند فتحه للقدس
روى الطبرانى عن ابن عباس عن رسول الله ? قال:" البيت المعمور في السماء يقال له الضراح وهو على مثل البيت
الحرام، بحياله، لو سقط لسقط عليه، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يرونه قطٍ. فإن له في السماء حرمة على
قدر حرمة مكة"
يعني أن البيت المعمور في السماء بحيال الكعبة , لو وقع لوقع عليها .. فمكانها ثابت لا يتحرك
-------------
لمن يتحدثون الإنجليزية
http://mando2u2003.blogspot.com
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 08:59 م]ـ
وماذا عن ان الشمس تغرب في عين حمئة؟
ألم ينسب الفعل الى الشمس!
لا أرى اشكالا في دوران الارض حول الشمس فالعلم الان تطور الى درجة كبيرة وكثير من الظواهر ترصد بالفيديو وليس فقط بالاستنتاج تعرف. والارض سابقا كان هناك من يعتقد بانها مسطحة وقد رد تسطيحها في القرآن ودحيها معا. فهي مسطحة باعتبار و كروية باعتبار الحقيقة.
حسب فهمك للنصوص تفسر. لا ينبغي انكار الحقائق العلمية القاطعة من اجل نصوص لها تفسير بأكثر من زاوية.
عموما الزمن كفيل بترتيب كثير من الحقائق.
== تحديث! ==
((ومن ناحية أخرى انتهت نيابة امن الدولة العليا من الاستماع لأقوال عيد ورداني مؤلف وناشر كتاب (قصة الخلق من الخلق إلى العرش) والذي اتهم بالتحايل والتدليس على علماء الازهر لاصدار الكتاب.
وكانت الإدارة المركزية لمكافحة جرائم المصنفات قد أحالت عيد ورداني إلى النيابة بناء على تقرير إدارة البحوث والتآليف والترجمة بالازهر الذي طالب بمصادرة الكتاب ومحاكمة صاحبه الذي استخدم تصريحاً رقابياً من الازهر على كتاب مرفوض نشره.
وذكر امين عام مجمع البحوث الإسلامية الشيخ السيد وفا، أن الكتاب يحوي اساءة لعلماء المسلمين ويتحدث عنهم بأسلوب غير لائق، كما انه يحاول الصاق تهمة التخلف بالدين الإسلامي ويظهر القرآن على انه كتاب بعيد عن التطورات الحديثة.)) منقول!
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[24 - 06 - 10, 09:37 م]ـ
يا أخي
ردك متعجبا بأن الشمس تغرب لا ينتمي لقائمة الأفعال التي ذكرتها أنا سابقا عن ذهاب الشمس وسجودها ورجوعها
فمن المعاجم تعلم أن كلمة غ-ر-ب تعني الاختفاء .. ولا تعني أن الشمس تدخل فعليا في عين ماء
ابحث عن معنى غربت الشمس تجدها: اختفت
وأنا أعلم أن الشمس تختفي عن الأنظار وتذهب لتسجد تحت العرش كما يقول الحديث
انتهت هذه النقطة
أما استهتارك بفتاوى ابن باز والعثيمين معا فلا أجد له ردا غير .. الله المستعان
أما عيد ورداني فلم توجه له تهمة إطلاقا وإنما ضغوط سياسية وخارجية نشرت كذبة تحايله على الأزهر لإصدار
الموافقة مع أن الموافقة مطبوعة في آخر الكتاب منذ طبعة عام 2000 وعندي الطبعة الأولى
وهو بالمناسبة محامي شاب خطيب من الاسكندرية بلدي ويرفض التصوير واللقاءات إلا مناظرة مفيدة مع عمر عبد
الكافي فابحث عنها
أين ردك على وقوف الشمس ليوشع بن نون
أين ردك على أن البيت المعمور فوق الكعبة تماما دليل ثباتها
انتظرك
سلامة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/196)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 10:18 م]ـ
يا أخي
ردك متعجبا بأن الشمس تغرب لا ينتمي لقائمة الأفعال التي ذكرتها أنا سابقا عن ذهاب الشمس وسجودها ورجوعها
فمن المعاجم تعلم أن كلمة غ-ر-ب تعني الاختفاء .. ولا تعني أن الشمس تدخل فعليا في عين ماء
ابحث عن معنى غربت الشمس تجدها: اختفت
وأنا أعلم أن الشمس تختفي عن الأنظار وتذهب لتسجد تحت العرش كما يقول الحديث
انتهت هذه النقطة
أما استهتارك بفتاوى ابن باز والعثيمين معا فلا أجد له ردا غير .. الله المستعان
أما عيد ورداني فلم توجه له تهمة إطلاقا وإنما ضغوط سياسية وخارجية نشرت كذبة تحايله على الأزهر لإصدار
الموافقة مع أن الموافقة مطبوعة في آخر الكتاب منذ طبعة عام 2000 وعندي الطبعة الأولى
وهو بالمناسبة محامي شاب خطيب من الاسكندرية بلدي ويرفض التصوير واللقاءات إلا مناظرة مفيدة مع عمر عبد
الكافي فابحث عنها
أين ردك على وقوف الشمس ليوشع بن نون
أين ردك على أن البيت المعمور فوق الكعبة تماما دليل ثباتها
انتظرك
سلامة
يا اخي الحبيب
هل يجب ان تكون في قائمة أفعالك؟! أم انك لم تنتبه لسياق الكلام.
هل يجب أن أقبل باقوالك او أقوال العلامة ابن باز او ابن عثيمين حتى لا أكون مستهترا .. منطق غريب!!! (*)
اما عن عيد ورداني فيجب أن نعرض ما هنالك في السوق حتى نعرف الحقيقة وحقيقة من ينشر له ولا عبرة بالاقوال المرسلة!
ثم يروى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "من أفتى الناس في كل ما يستفتونه فهو مجنون". وأرى أن من علق على كل شئ أو من طلب التعليق على كل شئ فهو مريض!
والله المستعان وانا تحت امرك
(*) ذكرني تعليقك باحد المعتزلة ممن يتمسح بالامامين لكن مع الوقت تظهر حقيقته!
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 10:51 م]ـ
اخي الحبيب سلامة
مشاركاتك متعوب عليها حقيقة لكن لم تخبرنا عن وجهة نظرك في الارض.
هل الارض ثابتة أم تدور حول الشمس أم العكس؟
وهل الارض تدور حول نفسها أم لا؟
وما رأيك بفتاوى ابن عثيمين وابن باز. هل توافق أم تختلف معهما؟
لأننا نريد أن نعرف هل هناك فرق بين الحركة الحقيقية وبين الحركة الظاهرية. لان هناك تفريق بين التسطيح الظاهري و الكرية الحقيقية للأرض وبين حركة الجبال الظاهرية و الحركة الحقيقة لها. وقد تحتمل الجبال الحركتين اليوم و يوم القيامة عقلا.
ـ[أبو عبد الله ابن لهاوة]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:03 م]ـ
سلامة المصري حفظه الله
أبا نسيبة السلفي حفظه الله:
دعانا من هذا ونريد أن تُحرر المسألة بالدليل والنظر في التعارض هل هو حقيقي.
الذي تواتر عن الغرب وسجلته آلاف المصورات والعدسات هو أن الأرض تدور حول الشمس وعليه الأدلة الواضحة من الحس.
والشمس لا يمكن أن تدور حول الأرض إلا أنها جارية ليست بثاتة وتدور حول المجرّة.
والمشكلة أن حمل الأدلة على المجاز صعب جداً.
والذي نشاهده نحن في الظاهر هو أن الشمس هي التي تدور ولا نحس بدوران الأرض.
وقد أجابوا عنه بأن الأرض كبيرة وسريعة ولا يعيقها شيء في جريها وجريها بزاوية معينة.
فأما قوله تعالى {والشمس تجري لمستقر لها} فلا يشكل إذا قلنا بأن الشمس ليست ثابتة.
فنرجو ممن عنده بحث وتحري أن يفيدنا في توجيه التعارض.
{آمنا به كل من عند ربنا}
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:58 ص]ـ
السلام عليكم يا إخوان
نعم .. يعجبني أسلوب تحرير العلوم والمنطقية في التفكير دون انفعال أو تعصب لملاحدة الغرب ممن يقال لهم علماء ناسا وسيرن CERN & NASA
أو كبار دارسي الفيزياء الحديثة التي تتشابه بدرجة مثيرة للعجب مع تعاليم ما يسمى بالقبالا اليهودية
حتى أن نظرية الانفجار الكبير وأن عمر الأرض ببلايين السنين هي من عقيدة
kabbala
حرفا بحرف
لكن كشف هذا ليس موضوعنا الآن ومن أراد الزيادة فعليه بالمواقع الإنجليزية وخاصة
fixedearth.com
أما بعد
فمسألة ثبات الأرض ومركزيتها للكون كانت ثابتة عند علماء المسلمين والمفسرين ولم يزعزعها في قلوب أهل الإسلام إلا المناهج التي كان الاحتلال
البريطاني يضعها ويجبرنا في مصر وباقي الدول على تدريسها
وهذا ثابت تاريخيا .. فالتغيير جاء من الغرب مع قوات الاحتلال وموجة العلمانية
لكن ما نظنه نحن حقائق عند الغرب فيه شك كبير عندهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/197)
فنظرية الجيوسينتريسيتي مقبولة عند الكثير من علماء الغرب وأمريكا ولها مؤيدوها والمدافعين عنها
geocentricity
وهي تعني جيو أي أرض , و سينتر أي مركز
على عكس نظرية الهيليوسينتريسيتي
heliocentricity
والتي تمجد الشمس وتقول أنها مركز العالم ثم تم تطويرها بأنها مركز المجموعة الشمسية فقط وأن الكواكب تدور حولها
كما كان أحد السابقين وهو جاليليو كما أظن يقول: أين سنضع هذا المصباح المنير في هيكل العالم غير في المنتصف
وهي عقيدة يهودية معروفة فاليهود يحتفلون بيوم الشمس كل 28 عاما وكان الاحتفال في تل أبيب في 2008 أو 2009 على ما أتذكر وتجمعوا له وقالوا صلاة
للشمس والصور منشورة على الإنترنت
ونحن كمسلمين أمامنا النظريتان وأنا أختار ظاهر كتاب الله وفهم الصحابة والمفسرين وابن باز والعثيمين
ففي مسألة كهذه أكون في جانب العلماء المسلمين أفضل من تكهنات علماء ناسا
إنها نقلة صعبة على من تشرب مركزية الشمس وحركة الأرض حول نفسها وحول الشمس ومع الشمس حول مركز المجرة ومع مركز المجرة حول مركز
المجرات الذي هو كما يقولون نقطة في الفضاء لا نعرفها
إنما المؤمن يقول سمعت وأطعت .. لا سيما وأن مركزية الأرض لها نفس حسابات مركزية الشمس ولا خلل إطلاقا
ولتعلم أن إطلاق الأقمار الصناعية يقوم على حساب ثبات الأرض لا دورانها
ويقولون أن هذا تسهيلا للحسابات ولا فرق فيه ولا عيب
فالقمر الصناعي ثابت في الفضاء في مكان واحد مخصص له ينقل البث للوطن العربي مثلا طوال الأربع وعشرين ساعة ولا يدور وإلا لانقطع البث
ولا توجد فيه محركات عملاقة لتجعله يدور حول الأرض ومعها في حركتها المزعومة السريعة
ومن يعلم تصميم القمر الصناعي يدري ذلك وأنها صغيرة الحجم لا تتعدى حجم السيارة على سبيل المثال
أما من يشكك في كتاب الله والأحاديث ولا تكفيه النصوص فالعقل والتجربة أثبتا ثبات الأرض بتجربة مشهورة مغمورة
مشهورة لمن يدرس الموضوع لكن مجهولة لمن يكتفي بالكتب العلمية التي تدرس في المدارس والجامعات فقد يموت عالم الفيزياء ولا يدري ما تجربة مايكلسن
موري ولا ما هو مغزاها
للحديث بقية
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 01:11 ص]ـ
Michelson-Morely experiment
بلا تخطيط مسبق وبحسن نية قام عالمان مختلفان في الغرب بتجربة لقياس تأثير حركة الأرض السريعة في الفضاء
على الأثير المحيط بالأرض والذي تنتقل فيه موجات الإذاعة والتلفاز
قاما بتجربة بسيطة بجهاز حساس للغاية بقياس حركة الإثير مع اتجاه دوران الأرض ثم عكس الاتجاه وتوقعا أن
الاختلاف هو دليل دوران الأرض
لكن لم يوجد اختلاف إطلاقا
!!!
بعد الإعادة مرات وفي ظروف مختلفة توصلا رغما عنهما إلى أن الأثير لا يتأثر بحركة الأرض السريعة في
الفضاء وقدما طلبا للعلماء الآخرين لتفسير هذا التناقض مع ما يقال أن حقيقة علمية وأقصد دوران الأرض
ولم يجب غير القليل بإجابات مضحكة عن انكماش المادة التي صنع منها الجهاز في نفس اللحظة التي كانا يقيسا فيها
لكن هذا لم يقنع أحدا
حتى جاء يهودي ألماني وأنقذ ماء الوجه بأن قال: لا يوجد شيئ اسمه أثير أساسا فأريحوا أنفسكم
وهو أينشتين
وتمت مكافأته على ذلك بجائزة نوبل والشهرة والأموال والسفر للحياة بأمريكا
لكن تكرر نفس الحرج مع تجارب أخرى: ثلاثة بالتحديد
كل ذلك لأن الحق يظهر رغم كيد الكائدون
Michelson-Gale experiment
Airey's failure
The Sagnac experiment
ابحث عنهم لترى بنفسك العلم الذي لا يريدون له الظهور
وعلى اليوتيوب الكثير من طلبة العلم الغربيون يؤكدون انضمامهم لمعسكر مركزية الأرض بعد أن تبين له الصدق
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 01:22 ص]ـ
كنت أتوقع ردا من أحدكم يتعجب فيه من اختلاف الفصول ودرجات الحرارة خلال العام مع أن الشمس تدور حول
الأرض يوميا .. تشرق وتغرب وتسجد وتستأذن في إكمال دورتها ويوشك ألا يؤذن لها ويأمرها الله بالعودة من
الغرب عكس اتجاه دورانها كما تخبرنا الأحاديث
والرد منطقي ومعروف
فالشمس تدور كل يوم حول الأرض لكن في دورانها تتبع نمطا من الشمال للجنوب أيضا
فستة أشهر تدور مائلة للنصف الشمالي من الأرض فيكون صيفا في الشمال وشتاء في الجنوب
وستة أشهر في الجنوب فيحدث العكس
ويسمى علميا
spiral orbit of the sun
ابحث عنه في جوجل صور لترى كيف يجدث
وهذا تفسير أنه في القطب الشمالي يدون النهار ستة أشهر ثم الليل ستة أشهر
ومن رأى منكم فيلم آل باتشينو وروبين ويليامز المسمى أرق
insomnia
سيرى أن منتصف الليل عندهم منير كمنتصف النهار
وسبحان الله
أرحب بأسئلتكم .. فتصحيح العقيدة في الأرض والشمس تغير من رؤيتك للعالم حولك وتجعلك متيقظا لألاعيب
الأعداء من اليهود الذين هم أشد الناس عداوة لنا
ملاحظة: لا تضيع نفسك بالقول أن دوران الشمس حول الأرض في القرآن مجاز .. فقضية المجاز في القرآن
معروفة وهي خطر على العقيدة
فالله كلامه واضح بلا إبهام ولا ليّ للآيات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/198)
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 01:39 ص]ـ
في القرآن كله لا يوجد ذكر للأرض على أنها مجرد كوكب يدور حول نجم متوسط الحجم في طرف مجرة ضمن
آلاف المجرات
لا نستشعر عدم أهمية الأرض من القرآن
بل هي مبعث الرسل ومهبط الملائكة ومنها يصعد الدعاء للسماء ويتنزل الله كل ليلة للسماء الأولى ليغفر للتائبين
المستغفرين
أما الغربيون فيقولون أن الأرض نقطة عديمة الأهمية في الفضاء .. ليست في المركز ولا تدور حولها النجوم
والكواكب كل ليلة كما كان يظن السلف
وسبب هذه العقيدة التي تسمى بالهيئة الجديدة هو إشعار الإنسان بحقارته وأنه لا رب ينظر لأفعاله ويحاسبه عليها
ويكتبها عليه
هل تعلم أن خلق الأرض كان قبل خلق الشمس
على ماذا كانت الأرض تدور حينها؟! .. تأمل
ألا تعلم أن الأرض والسماوات كانتا رتقا ففتقهما الله
هل تؤمن بهذه الآية أم لا
ما معنى أن تكون الأرض التي يقولون أنها ذرة في فضاء سحيق ملصقة بالسماء التي هي بنيان عظيم
أين العقل
حسب نظريتهم فالذي كان ملصقا بالسماء هو كتلة المادة التي في مركز الكون ثم حدث الانفصال وارتفعت السماء
لأعلى وهبطت الكتلة في المركز
لأن كلمة سماء تعني العلو فكل ما علاك فهو سماك
لكن القرآن يقول أن هذه الكتلة التي كانت ملتصقة بالسماء تسمى الأرض
ذلك الكوكب النكرة القابع في جانب المجرة
من نصدق؟! .. القرآن أم أصحاب نظرية الانفجار الكبير
big bang theory
أنا مع الله .. حتى لو لم يبق معي على معتقدي أحد
لكن الحمد لله هناك مفتون كثيرون يقولون كما أقول .. فالحجة قائمة على الباقين
والحمد لله رب العالمين
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[25 - 06 - 10, 04:02 ص]ـ
روى الطبرانى عن ابن عباس عن رسول الله ? قال:" البيت المعمور في السماء يقال له الضراح وهو على مثل البيت الحرام، بحياله، لو سقط لسقط عليه، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يرونه قطٍ. فإن له في السماء حرمة على قدر حرمة مكة"
السلام عليكم أخي الكريم ..
الحديث لا يصحّ مرفوعاً، وقد اختُلف في وصله وإرساله، وكلاهما ساقط. وصله إسحاق بن بشر البخاريّ، وأرسله إبراهيم بن أبي يحيى الأسلميّ. وكلاهما كذّاب تالف غير مرضيّ.
قال الطبراني في الكبير (11/ 417): حدثنا الحسن بن علوية القطان: ثنا إسماعيل بن عيسى العطار: ثنا إسحاق بن بشر أبو حذيفة: ثنا ابن جريج، عن صفوان بن سليم، عن كريب، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((البيت المعمور في السماء يقال له الصراح، وهو على مثل بيت الحرام بحياله لو سقط لسقط عليه. يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لم يروه قطّ. وإنّ له في السماء حرمة قدر حرمة مكة)). قال: ((ويدخل البيت كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يدخلونه أبداً)). اهـ
قال الذهبي في السير (9/ 477): ((أبو حذيفة الشيخ العالم القصّاص الضعيف التالف ... قال مسلم: أبو حذيفة تركوا حديثه. وقال ابن المديني: كذاب، كان يحدّث عن ابنِ طاووس، وابنُ طاووس مات قبل أن يولد! وقال الدارقطني: متروك الحديث. وقال أحمد بن سيار: يروي عمّن لم يدرك، وكان يزن بحفظ)). اهـ وقال السيوطي في الدر المنثور (7/ 627): ((وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البيت المعمور في السماء يقال له الضراح ... الخ)). اهـ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 18): ((وفيه إسحاق بن بشر أبو حذيفة وهو متروك)). اهـ
وأمّا الطريق المرسلة فأخرجها عبد الرزاق في مصنفه (5/ 28) قال: عن الأسلمي [وهو إبراهيم بن أبي يحيى] عن صفوان بن سليم، عن كريب مولى ابن عباس: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((البيت المعمور الذي في السماء يقال له الضراح، وهو على البيت الحرام، لو سقط سقط عليه. يعمره كلّ يوم سبعون ألف ملك لم يروه قط. وإنّ في السماء السابعة لحرماً على قدر حرمه)). اهـ
قلتُ: وليس يصحّ في الباب شيءٌ عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 06:02 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله!!
وهل ضعف الحديث ينفي العمل به أو الأخذ به في التفسير
عشرات الأحاديث الضعيفة -غير الموضوعة طبعا- عليها العمل في الفقه إن كنت لا تدري
وهل الحديث هو البخاري ومسلم فقط!!
للحديث شواهد عديدة منها الآتي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/199)
أخرج ابن المنذر والعقيلي وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " في السماء بيت يقال له المعمور بحيال الكعبة وفي السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان يدخله جبريل كل يوم فينغمس انغماسة ثم يخرج فينتفض انتفاضة يخر عنه سبعون ألف قطرة يخلق الله من كل قطرة ملكا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلون فيفعلون ثم يخرجون فلا يعودون إليه أبدا ويولي عليهم أحدهم يؤمر أن يقف بهم في السماء موقفا يسبحون الله فيه إلى أن تقوم الساعة "
وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " البيت المعمور في السماء يقال له الضراح على مثل البيت الحرام بحياله لو سقط لسقط عليه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لم يردوه قط وإن له في السماء حرمة على قدر حرمة مكة "
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف عن كريب مولى ابن عباس رضي الله عنهما مرسلا
وأخرج إسحق بن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن خالد بن عرعرة أن رجلا قال لعلي رضي الله عنه: ما البيت المعمور؟ قال: بيت في السماء يقال له الضراح وهو بحيال مكة من فوقها حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة لا يعودون إليه أبدا
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوا سأل عليا رضي الله عنه عن البيت المعمور ما هو؟ قال: ذلك الضراح بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه إلى يوم القيامة
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله والبيت المعمور قال: هو بيت حذاء العرش يعمره الملائكة يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ثم لا يعودون إليه
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في قوله والبيت المعمور قال: أنزل من الجنة فكان يعمر بمكة فلما كان الغرق رفعه الله فهو في السماء السادسة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك من قبيلة إبليس ثم لا يرجع إليه أحد يوما واحدا أبدا
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمرو رفعه قال: إن البيت المعمور بحيال الكعبة لو سقط شيء منه لسقط عليها يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك والحرم حرم بحياله إلى العرش وما من السماء موضع إهاب إلا وعليه ملك ساجد أو قائم
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن في السماء بيتا يقال له الضراح وهو فوق البيت من حياله حرمته في السماء كحرمة هذا في الأرض يلجه كل ليلة سبعون ألف ملك يصلون فيه لا يعودون إليه أبدا غير تلك الليلة
وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم مكة فأرادت عائشة أن تدخل البيت فقال لها بنو شيبة: إن أحدا لا يدخله ليلا ولكن نخليه لك نهارا فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فشكت إليه أنهم منعوها أن تدخل البيت فقال: " إنه ليس لأحد أن يدخل البيت ليلا إن هذه الكعبة بحيال البيت المعمور الذي في السماء يدخل ذلك المعمور سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة لو وقع حجر منه لوقع على ظهر الكعبة "
وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله والبيت المعمور قال: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لأصحابه: " هل تدرون ما البيت المعمور؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: فإنه مسجد في السماء بحيال الكعبة لو خر خر عليها يصلي كل يوم فيه سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم "
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 06:05 ص]ـ
وقوف الشمس ليشوع بن نون:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما لم يبن بها ولا أحد بنا بيوتا ولم يرفع سقوفها ولا آخر اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر ولادتها. فغزا فدنى من القرية حين صلاة العصر أو قريبا من ذلك. فقال للشمس إنك مأمورة وأنا مأمور. اللهم احبسها علينا، فحبست حتى فتح الله عليهم ... "
رواه البخاري كتاب الخمس الحديث 3124
رواه مسلم كتاب الجهاد الحديث 4653
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/200)
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس ... "
رواه أحمد المجلد الثاني الحديث 7964
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 06:47 ص]ـ
الحمد لله .. وصلني علم أن الشيخ ابن جبرين ومعه الشيخ أبو بكر الجزائري يقولان بثبات الأرض ودوران الشمس حولها يوميا كالشيخين ابن باز والعثيمين
http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=7&book=82&toc=5711&page=5107&subid=32636
حفظ الله علماء الأمة الذين لا يخافون مجابهة الرأي العام إن أخطأ الناس
ـ[أبو عبد الله ابن لهاوة]ــــــــ[25 - 06 - 10, 07:43 ص]ـ
الأخ سلامة المصري:
أرجو أن تتقبل كلامي بصدر رحب.
وكلامي هذا وجهة نظر.
نحن نقرّ لك بأنك مثقّف غاية في الثقافة لكننا نريد الباحثين.
إذا كنت تصدّق القرآن وتعمل به فإن الله يقول: {ولا تقفُ ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} وقال: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب} وقال رسول الله (والمراء في القرآن كفر) رواه الإمام أحمد.
ونحن لا ننكر وجود مفتين أفتوا بما اعتقدت ولكن ننكر دخولك في الموضوع بغير علم بدلالات القرآن واختلاف المفسرين المعاصرين في مثل هذه الأمور.
وكلامك أصح شاهد على أنك لست من أهل العلم.
أولاً قصك ولصقك من الدر المنثور بجهل مطبق.
ثانياً قولك: (الإنترنت وابحث في اليوتيوب، الجوجل) فإننا لو اعتمدنا عليها لقلنا بأن قطة نبشت قبر الشيخ ابن جبرين وقلنا بأن الدجال موجود في باكستان.
وظهور صورة إبليس في مثلث برمودا.
ثالثا ذكرك للأفلام.
رابعاًاستدلالك على الأخ أحمد الأقطش بالقص واللصق من الدر المنثور ولا يستدل به أحد في الحديث.
نعم وكانت نسخته التي نقل منها أصح من نسختك.
وتشغيبك على أهل الحديث بثقافتك.
سادساً قولك {والمجاز خطر على العقيدة} وهذا يدل على أنك لم تجد في عقلك كلاماً تقوله غير هذا.
فاتق الله إن كنت تصدق بالقرآن وتعمل به.
فإن الله قال {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر} فحرم القرآن أن يتكلم أحد في العلم وليس من أهله.
ورحم الله والديك فأما أنا فلا أريد جوابك بعد ما علمت.
واعذرنا إن قسونا عليك فإن أوقاتنا سمينة ثمينة ويعلم الله كم نقص للملتقى من أوقات نومنا.
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[25 - 06 - 10, 10:59 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله!!
وهل ضعف الحديث ينفي العمل به أو الأخذ به في التفسير
عشرات الأحاديث الضعيفة -غير الموضوعة طبعا- عليها العمل في الفقه إن كنت لا تدري أخي الكريم .. الحديث الضعيف لا يُحتجّ به ولا يُستدلّ به. ثم ما علاقة هذا الحديث بالفقه؟
للحديث شواهد عديدة منها الآتي:
أخرج ابن المنذر والعقيلي وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " في السماء بيت يقال له المعمور بحيال الكعبة وفي السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان يدخله جبريل كل يوم فينغمس انغماسة ثم يخرج فينتفض انتفاضة يخر عنه سبعون ألف قطرة يخلق الله من كل قطرة ملكا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلون فيفعلون ثم يخرجون فلا يعودون إليه أبدا ويولي عليهم أحدهم يؤمر أن يقف بهم في السماء موقفا يسبحون الله فيه إلى أن تقوم الساعة " قلتُ: هذا حديث منكر لا أصل له عن أبي هريرة، وحَكَمَ عليه ابن الجوزيّ بالوضع. قال ابن كثير في تفسير سورة الطور (7/ 428): ((هذا حديث غريب جداً، تفرد به روح بن جناح هذا، وهو القرشي الأموي مولاهم أبو سعد الدمشقي. وقد أنكر هذا الحديثَ عليه جماعةٌ من الحفاظ منهم: الجوزجاني، والعقيلي، والحاكم أبو عبد الله النيسابوري، وغيرهم. قال الحاكم: لا أصل له من حديث أبي هريرة، ولا سعيد، ولا الزهري)). اهـ وقال المزّي في تهذيبه (9/ 235): ((وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: "ذَكَرَ عن الزهري حديثاً معضلاً، فيه ذكر البيت المعمور. فإن كان قال (سمعتُ الزهري) أرجئ ونظر في أمره". وقال الحاكم أبو أحمد: "لا يُتابَع في حديثه، حديثُه ليس بالقائم". وذَكَرَ حديثه في البيت المعمور، ثم قال: "هذا حديث منكر لا نعلم له أصلاً من حديث أبي هريرة ولا من حديث سعيد بن المسيب ولا من حديث الزهري". وقال العقيلي: "قصة البيت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/201)
المعمور لا يتابع عليه")). اهـ وقد أورده ابن الجوزيّ في الموضوعات (1/ 147) وقال: ((هذا حديث لايُتهم به إلا روح بن جناح فإنه يُعرف به، ولم يتابعه عليه أحد. قال ابن حبان: "يروي عن الثقة ما إذا سمعه مَن ليس بمتبحر في هذه الصناعة شهد بالوضع". وقال عبدالغنى الحافظ: "هذا حديث منكر بهذا الإسناد ليس له أصل عن الزهري، ولا عن سعيد، ولا عن أبي هريرة". ولا يصحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الطريق ولا من غيرها)). اهـ
قلتُ: أنَّى يصلح هذا الحديث شاهداً؟!
وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " البيت المعمور في السماء يقال له الضراح على مثل البيت الحرام بحياله لو سقط لسقط عليه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لم يردوه قط وإن له في السماء حرمة على قدر حرمة مكة "
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف عن كريب مولى ابن عباس رضي الله عنهما مرسلا هذا الحديث هو ما تكلّمنا عليه في تعليقنا الأول، وإسناده تالف على اختلاف في وصله وإرساله.
وأخرج إسحق بن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن خالد بن عرعرة أن رجلا قال لعلي رضي الله عنه: ما البيت المعمور؟ قال: بيت في السماء يقال له الضراح وهو بحيال مكة من فوقها حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة لا يعودون إليه أبدا
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوا سأل عليا رضي الله عنه عن البيت المعمور ما هو؟ قال: ذلك الضراح بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه إلى يوم القيامة هذا موقوف على عليٍّ وليس مِن كلامه صلى الله عليه وسلّم.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله والبيت المعمور قال: هو بيت حذاء العرش يعمره الملائكة يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ثم لا يعودون إليه هذا الحديث فضلاً عن كونه موقوفاً على ابن عباس، فإنّ سنده واهٍ مسلسلٌ بالضعفاء. رواه محمد بن سعد عن أبيه عن عمه عن أبيه عن أبيه عن ابن عباس. ومحمد بن سعد هذا هو محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي، لين الحديث. وأبوه سعد لم يكُ أهلاً للكتابة عنه. وعمُّ سعد هو الحسين بن الحسن بن عطية العوفي منكر الحديث لا يُحتجّ به. والحسن بن عطية العوفي هو وأبوه ضعيفان.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمرو رفعه قال: إن البيت المعمور بحيال الكعبة لو سقط شيء منه لسقط عليها يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك والحرم حرم بحياله إلى العرش وما من السماء موضع إهاب إلا وعليه ملك ساجد أو قائم هذا الحديث أخرجه آدم بن أبي إياس في تفسيره - المعروف خطأً بتفسير مجاهد - فقال في أول الطور (2/ 624): ثنا شيبان قال: نا قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن طلحة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ((البيت المعمور بيت في السماء بحيال الكعبة، لو سقط سقط عليها. يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك. والحرم حرم بحياله إلى العرش. وما من السماء موضع إهاب إلا وعليه ملك ساجد أو قائم)). اهـ فالأثر موقوف مِن كلام ابن عمرو.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن في السماء بيتا يقال له الضراح وهو فوق البيت من حياله حرمته في السماء كحرمة هذا في الأرض يلجه كل ليلة سبعون ألف ملك يصلون فيه لا يعودون إليه أبدا غير تلك الليلة وهذا موقوف على ابن عباس، وأخرجه بنحوٍ منه ابنُ جرير الطبري في تفسيره موقوفاً على عكرمة.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم مكة فأرادت عائشة أن تدخل البيت فقال لها بنو شيبة: إن أحدا لا يدخله ليلا ولكن نخليه لك نهارا فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فشكت إليه أنهم منعوها أن تدخل البيت فقال: " إنه ليس لأحد أن يدخل البيت ليلا إن هذه الكعبة بحيال البيت المعمور الذي في السماء يدخل ذلك المعمور سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة لو وقع حجر منه لوقع على ظهر الكعبة " أخرجه الثعالبي في الكشف والبيان في أول سورة الطور. وفي سنده سفيان بن نشيط وهو مجهول لم يَرْوِ عنه إلا موسى بن إسماعيل. رواه عن أبي محمد، ومَن أبو محمد؟ عن الزبير بن العوام عن عائشة، والزبير لم يروِ عنها.
وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله والبيت المعمور قال: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لأصحابه: " هل تدرون ما البيت المعمور؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: فإنه مسجد في السماء بحيال الكعبة لو خر خر عليها يصلي كل يوم فيه سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم " الحديث مرسل، أرسله قتادة فقال: "ذُكِرَ لنا".
قلتُ: فأنَّى تصلح هذه المرويات والآثار أن تكون شاهدةً لذلك الحديث الضعيف وهي ضعيفة أيضاً؟ وبعضها منكر لا أصل له! فالقول بأنّ البيت المعمور بحيال الكعبة ليس هو مِن كلام النبي صلى الله عليه وسلّم، بل رُوي موقوفاً عن عليّ وابن عباس وبعض التابعين.
بل إذا كان الأمر يدور على أحاديث وآثار ضعيفة، فالأشبه أن يكون أصله عن وهب بن منبه. وذلك لما أخرجه الأزرقي في أخبار مكة (1/ 91) قال: حدثني جدي، عن سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج، عن وهب بن منبه: ((أنه وجد في التوراة بيتاً في السماء بحيال الكعبة فوق قبّتها، اسمه "الضراح". وهو البيت المعمور، يرده كلّ يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه أبداً)). اهـ
والله أعلى وأعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/202)
ـ[أبو سليمان الجندى الأثرى]ــــــــ[25 - 06 - 10, 04:54 م]ـ
أخى الحبيب - سلام هلاصمرى - ,, بعيداً عن دوران الارض و الشمس ,,
أقول لك أن الحديث الضعيف ليس بحجه فى التفسير , و لا علاقه لنا الان بالفقه!!!
و يمكنك مراجعه - حكم العمل بالحديث الضعيف - لشخى العلامه عبد الكريم الخضر - حفظه الله - و هناك مبحث حكم الاحتجاج بالحديث الضعيف فى التفسير!!
ثم أن الحديث الضعيف , لا يفيد إلا الظن ((إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً))
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 05:41 م]ـ
معك حق .. الحديث ضعيف
والحمد لله هناك عدة أحاديث غيره في مسألة ثبات الأرض ومركزيتها للكون , فلن نحتاج للاحتجاج بالضعيف
فهناك حديث أبي ذر عن ذهاب الشمس وهو صحيح .. أم عندك اعتراض؟!
ولا تنس أن العلامة ابن باز احتج به في فتواه عن المسألة.
هذا غير تفسيرات المفسرين كالقرطبي وابن كثير ..
هذا غير أنه لا توجد في القرآن كله ما ينسب للأرض -التي هي ليست بكوكب, فتعريف الكواكب والنجوم معروف ولم يقل أحد من السلف أن الأرض كوكب- حركة دوران أو غيرها من الحركات إلا عند الخلق في آية:
{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} (11) سورة فصلت
فالسماء جاءت لموضعها الحالي وكذلك الأرض .. أما غير ذلك فالأرض قرار.
{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاء بنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (64) سورة غافر
{أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا
يَعْلَمُونَ} (61) سورة النمل
فالأدلة كثيرة فلا نحتاج الضعيف ...
ولا أريد إعادة كلامي عن رأي العثيمين والجبرين والجزائري وابن باز وعبد الكريم الحميد والتجارب العلمية الثابتة وفهم السلف في المسألة والمشاهدة العينية وحديث وقوف الشمس ليوشع بن نون وغيرها من الشواهد على كلامي.
لقد سمعنا في المنتديات من يحاجج المسألة بآية مرور الجبال مر السحاب لكن يبدو أن الأعضاء هنا أعلم بها من غيرهم ويعرفون أنها لا تدل على دوران الجبال وبالتالي دوران الأرض بل هي من أمور يوم القيامة بدلالة الآية التي تسبقها .. فهنيئا لكم العلم
وبتجمع الأدلة والشواهد والبراهين سيظهر الحق بإذن الله .. فاعذروني في زلة هذا الحديث الضعيف فكنت أظن أن الاحتجاج بالضعيف مباح كما قال الشافعي وفضله على رأي الرجال.
في أمان الله وحفظه
سلامة
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 06:04 م]ـ
السلام عليكم ..
وينضم لقافلة العلماء المعتقدون في ثبات الأرض ومركزيتها للكون ودوران الشمس حولها يوميا الشيخ التويجري
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=997545&postcount=9
كتاب الصواعق الشديدة على أتباع الهيئة الجديدة
هو كتاب قيم وصعب التملص من أدلته القوية
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 06:17 م]ـ
وغير هذا نذكر أنه في حين تم ذكر الشمس والقمر كثيرا مع بعضهما في القرآن وهما متحركان دائبين , فالسماوات والأرض ذكرا كثيرا متجاورين أيضا وهما ثابتان! فتأمل
ونكتة أخرى: لم يُنسب للأرض ولا للسماء سجودا أبدا في القرآن!!
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء*} (18) سورة الحج
كل هؤلاء يسجدون. من يعيشون في السماء والأرض لكن ليس السماء والأرض نفسهما
فالسجود فيه حركة ولا حركة للأرض القرار والسماء البنيان .. فتأمل
{وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ} (10) سورة الرحمن .. والوضع يفيد الثبات والقرار في المعاجم كما هو معروف , فالمتحرك غير موضوع. فالكوب الموضوع على المائدة ثابت وإذا تحرك لم يعد يوصف بالوضع
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 06:30 م]ـ
عن زر بن حبيش قال أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب يوم القيامة فما زال يحدثنا حتى ذكر بابا من قبل المغرب مسيرة سبعين عاما عرضه أو يسير الراكب في عرضه أربعين أو سبعين عاما قال سفيان قبل الشام خلقه الله يوم خلق السموات والأرض مفتوحا يعني للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه .. رواه الترمذي مطولا وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
هذا الباب في السماء ناحية الشام!! لكن الملحدون يقولون أن الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس و مع الشمس حول المجرة ومع المجرة حول مركز مجهول وتتنقل في الفضاء كل ثانية .. ولا يكون الباب ثابتا في مكانه إلا بثبات الأرض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/203)
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 06:35 م]ـ
ودليل آخر من مصدر موثوق:
قال ابن تيمية: ومن علم أن الأفلاك مستديرة وأن المحيط الذي هو السقف هو أعلى عليين وأن المركز الذي هو باطن ذلك وجوفه ـ وهو قعر الأرض ـ هو سجين واسفل سافلين علم من مقابلة الله بين أعلى عليين وبين سجين "مجموع الفتاوى " [25/ 196ـ 197]
فالأرض هي المركز ..
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 06:58 م]ـ
وعالم آخر يرى ثبات الأرض ..
الشيخ صالح الفوزان
http://shup.com/Shup/336795/m4.mp3
الشيخ الفوزان حفظه الله:
دوران الكرة الأرضية هذا من عندك، من قال أنها تدور، هل نزل في القرآن؟!! هل جاء في السنة الصحيحة أنها تدور؟! هذا من قول الجغرافيين ولا يعتمد على قولهم.
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 07:13 م]ـ
ماحكم الشرع في التفاسير التي تسمى بالتفاسير العلمية؟ وما مدى مشروعية ربط آيات القرآن ببعض الأمور العلمية التجريبية فقد كثر الجدل حول هذه المسائل؟؟
الجواب: إذا كانت من جنس التفاسير التي تفسر قوله تعالى (أو لم يرى الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي) بأن الأرض كانت متصلة بالشمس وجزءً منها ومن شدة دوران الشمس انفصلت عنها الأرض ثم برد سطحها وبقي جوفها حاراً وصارت من الكواكب التي تدور حول الشمس – إذا كانت التفاسير من هذا النوع فلا ينبغي التعويل ولا الاعتماد عليها. وكذلك التفاسير التي يستدل مؤلفوها بقوله تعالى (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) على دوران الأرض وذلك أن هذه التفاسير تحرف الكلم عن مواضعه وتخضع القران الكريم لما يسمونه نظريات علمية وإنما هي ظنيات أو وهميات وخيالات. وهكذا جميع التفاسير التي تعتمد على آراء جديدة ليس لها أصل في الكتاب والسنة ولا في كلام سلف الأمة لما فيها من القول على الله بلا علم.
و بالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
عضو عضو نائب رئيس اللجنة رئيس اللجنة
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 07:42 م]ـ
وقول عالم آخر:
يحيى الحجوري في كتاب الصبح الشارق على ضلالات عبد المجيد الزندني في كتابه توحيد الخالق
http://www.sh-yahia.net/old3/show_books_12.html
ينتصر لثبات الأرض ودوران الشمس .. ومن كلامه:
" فالذي يعتقد أن الأرض تدور وتتحرك يجب عليه أن يلتمس لهذا القول دليلاً من القرآن والسنة وإلا كان صاحب معتقد فاسد لا يعتمد على دليل عن الله ورسوله وأنى لصاحب هذا القول الدليل فدون ذلك خرط القتاد"
ـ[أبو عبد الله ابن لهاوة]ــــــــ[26 - 06 - 10, 02:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الإنسان إذا أراد أن يبحث مسألة يجب عليه ألا يموه على المسلمين ويجير كلام العلماء لنفسه.
ووالله على أربع سنين عند الشيخ ابن جبرين ما سمعتها ذكرها ولا مرة واحدة وهو يشرح في الأسبوع 56 كتاباً.
بل يجب على الإنسان أن ينقل ما له وما عليه وهذه الحقيقة العلمية أعني دوران الأرض حول الشمس قد اعتمدها علماء المسلمين من أهل السنة والجماعة وغيرها من طوائف المسلمين وقالوا القرآن ليس فيه صراحة ما يخالف ذلك.
قال الشيخ العلامة المحقق ابن عاشور في التحرير والتنوير (2/ 77):
"وفي ذلك آية لخاصة العقلاء إذ يعلمون أسباب اختلاف الليل والنهار على الأرض وأنه من آثار دوران الأرض حول الشمس في كل يوم لهذا جعلت الآية في اختلافهما وذلك يقتضي أن كلا منهما آية".
وقال الشيخ القطان عليه رحمة الله في تفسيره عند قول الله {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم}:
"وقد ثبت للعلماء أخيراً أن للمشس دورتين: إحداهما حول محورها مرة في كل ستة وعشرين يوما تقريبا، والثانية دورانها مع كل توابعها من الكَواكب السيارة وأقمارها حول مركز النظام النجومي بسرعة تقدَّر بنحو مائتي ميل في الثانية. والشمس واحدة من ملايين النجوم التي تكوّن النظام النجومي.
وإذا علمنا أن هاتين الحركتين الحقيقيتين للشمس لم تثبتا بالبرهان العلمي والأرصاد الفلكية إلا حديثاً - أدركنا ما في هذه الآية الكريمة من إعجاز عظيم".
وفي سلسلة التفاسير:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/204)
اختلاف العلماء في دوران الأرض
السؤال
{وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ} [الأنبياء:31] هل في هذا دليل على أن الأرض ساكنة لا تتحرك؟
الجواب
ليس صريحاً، في قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} [النمل:88] في هذه الآية مبحث دقيق حيث أن (الواو) في قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً} [النمل:88] هل هي: واو الابتداء أو واو العطف؟ الآية التي قبلها تتحدث عن يوم القيامة: {وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ * وَتَرَى} [النمل:87 - 88] هل الواو هنا عاطفة؟ يعني: وترى يوم القيامة الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب، أو هي بدائية، وترى الآن الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب؟ من العلماء من يقول: إن هذا يوم القيامة ويستأنس بقوله تعالى: {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا} [النبأ:20] فإن قال قائل: يوم القيامة ترى الجبال تحسبها جامدة.
أي: يوم القيامة أنت إذا نظرت إلى الجبال تراها جامدة أمامك بنص الآية الكريمة، لكن رب العزة قال: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ} [المعارج:9] فيراها الرائي وهي كالعهن، فالخلاف اللغوي في تحديد الواو في قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً} [النمل:88] هل هي واو العطف وأن ذلك يوم القيامة أم هي واو الابتداء ويكون عليه التفريع الوارد في هل الأرض ثابتة أو متحركة؟! كما تقدم.
فمثلاً: في قوله تعالى: {فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ} [محمد:35] الواو في قوله تعالى: {وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ} [محمد:35] هل هي واو ابتداء أو واو الحال؟ يعني: لا تهنوا وتدعوا إلى السلم في حال كونكم أعلون، أو لا تهنوا وتدعوا إلى السلم مطلقاً وأنتم الأعلون مستقبلاً.
فهنا (الواو) لا تستطيع أن تحزمها بمجرد العطف إلا إذا تدخلت سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام في ذلك، ففي سنة الرسول أن الرسول إذا كان ضعيفاً طلب الصلح، ومطلب المصالحة عليه الصلاة والسلام، فلما حاصرته الأحزاب عرض على الأنصار أن يعطي الأحزاب ثلث ثمار المدينة على أن ينصرفوا عن النبي عليه الصلاة والسلام، وتصالح الرسول عليه الصلاة والسلام في عدة مرات مع الكفار، و خالد بن الوليد رضي الله عنه انحاز بالجيش يوم مؤتة، ورجع إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، فالسنة تتدخل لضبط مثل هل الأشياء الدقيقة.
فلذلك المفسر اللغوي أو البلاغي الذي ليس عنده رصيد من سنة رسول الله تجده يسبح مع العقل أو مع اللغة فيفسر بما تقتضيه اللغة وما يقتضيه العقل؛ فيحيد في كثير من الأحيان عن سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، ودائماً حجج اللغويين تكون واهية، فقد يأتي بقياس ولكن يؤتى له بقياس أحسن من قياسه؛ فلذلك سنة الرسول تكون ضابطة للمسألة.
هذا بالنسبة لمسألة: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} [النمل:88]، فالأدلة فيها من سنة الرسول عليه الصلاة والسلام قليلة وشحيحة، وما تقدم هو رأي بعض أهل العلم، والجمهور على أن الآية: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} [النمل:88] أن ذلك يوم القيامة، وبنوا تأويلهم للواو على ما سمعتموه.
ومن أهل العلم من قال: لا يمنع أن تكون الواو واو الابتداء، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وقال الشيخ محمد الديب البغا في شرحه المختصر على صحيح البخاري عند حديث أبي ذر (3/ 1170):
" (تسجد تحت العرش) تشبيه بغروبها وهي منقادة لأمر الله تعالى وتسخيره بانقياد الساجد من المكلفين وهو يخر إلى أسفل معلنا تمام انقياده وغاية خضوعه لأمر ربه جل وعلا. وكون ذلك تحت العرش فلأن السموات والأرض وغيرهما من العوالم كلها تحت العرش ففي أي موضع سقطت وغربت فهو تحت العرش. على أن هذا الكلام لا يفسر الظواهر الكونية وإنما يشير إلى الأسرار الكامنة وراء الظواهر والتي أودعها الله عز و جل هذه العوالم فهي من الغيب الذي اختص الله تعالى بعلمه وأطلع على شيء منه بعض من اصطفاهم من خلقه وعلى رأسهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/205)
خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم ليخبروا بذلك من أرسلوا إليهم اختبارا لتصديقهم وتمحيصا ليقينهم وتثبيتا لإيمان من أسلم قلبه لله تعالى منهم ولذا نجد أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يخبرهم بذلك لا يستفسرون عنه ولا يستوضحون وإنما يصدقون ويستسلمون ويفوضون علم ما خفي عنهم إلى الله عز و جل وإلى رسوله صلى الله عليه و سلم ولا يكلفون أنفسهم عناء البحث فيما سكت عنه الكتاب والسنة ولا يتطاولون إلى ما أدركت عقولهم أنه فوق قدرهم وطاقتهم بعد أن آمنوا بالله تعالى ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا ورسولا. ونحن معاشر المؤمنين الصادقين يسعنا ما وسعهم لا سيما وهم الرعيل الأول الأسوة الحسنة والنموذج الإيماني المثالي الصادق سدد الله خطانا وحفظنا من نزعات الشياطين. وما أشار إليه صلى الله عليه و سلم من رجوع الشمس وطلوعها من مغربها هو من العلامات الكبرى لقرب قيام الساعة كما ثبت في الأحاديث الصحيحة. (لمستقر لها) لحد لها من مسيرها كل يوم حسبما يتراءى لعيوننا وهو المغرب أو لحد معين ينتهي إليه دورها وقد ثبت أن الشمس تنتقل انتقالا بطيئا مع دورانها حول نفسها في فلكها. (العزيز) الغالب بقدرته على كل مقدور. (العليم) المحيط علمه بكل معلوم. / يس 38 /] ".
وفي رسالة الدكتوراه للشيخ حمد المطيري (1/ 55):
2_ الأرض ثابتة لا تتحرك:
(جاء في سورة لقمان: (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم (. وجاء هذا في سورة أخرى. . وقال ((رجال المجلس الملي)): إن العلم يثبت أن الأرض تدور حول نفسها مرة كل 24 ساعة فكيف يقول القرآن إنها راسية وثابتة (837)؟
الجواب: (معنى تميد تضطرب وتتزلزل، ولا يراد بالميدان مجرد حركة متزنة، والمصدر الثلاثي (فعلان) يأتي لإفادة هذا المعنى، مثل ميدان وغليان وثوران وجولان. . . وهكذا، والآية تذكر أن الله ثبت الأرض حتى يستطيع البشر أن يستقروا عليها في نومهم، ويزرعوا ويرعوا ماشيتهم، ولو كانت مضطربة ما استطاع الناس أن يطمئنوا عليها وأن يعملوا هذه الأعمال.
نحن ننام في الطائرة وفي القطار وفي السفينة، فإذا اضطرب واحد منها استيقظنا وشعرنا بالتعب، وقد نطلب من السائق أن يعمل شيئاً يسكنها لتثبت، ولا يعني تثبيته أنه يقف ولا يتحرك، بل أن ينقطع اضطرابه، وسيذكر القوم بعد معترضين على القرآن أنه ذكر (وكل في فلك يسبحون (، و (كل (كلمة تشمل الشمس وتوابعها من القمر والأرض والكواكب الأخرى، فالقرآن إذن يقرر حركة كل هذه الكواكب) (838).
فريحنا الله يريّح بالك.
ـ[أبو عبد الله ابن لهاوة]ــــــــ[26 - 06 - 10, 02:56 م]ـ
ثم قول الله تعالى {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} دليل واضح لمن كان يصدق علماء اللغة على أن الأرض متحركة سابحة غير ثابتة لأن معنى تميد تضطرب وتتزلزل. وإذا كان ألقى الرواسي حتى لا تضطرب علمنا أنها متحركة، وأنه إنما ألقاها لينظم حركتها.
ثم ما يقصم كل ما ذكرته هو الدليل القاطع وهو أن الشمس لو كانت تدور حول الأرض لكانت تطلع علينا من المغرب لا من المشرق كما هو المشاهد لأن الدوران عكس عقارب الساعة.
فماذا يجيب سماحتكم على هذا الدليل.
ثم إن كنت تقول المجاز خطر على العقيدة
ماذا تقول في قوله تعالى {حتى إذا بلغ مغرب الشمس وحدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما} والله يقول في محكم كتابه {الذي جعل لكم الأرض قرارا} {ولكم في الأرض مستقر} هذا حتى لا تشغب وتقول وصل إلى الشمس.
وإن كابرت وعاندت فما تقول في قوله تعالى {وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم} هل يقول سماحتكم بأنهم غمسوا قلوبهم في ماء العجل بعد أن أذابوه؟ لأنهم لا يمكن لهم أن يُشرِبوه قلوبهم حتى يذيبوه. وإذا قلت بأنهم شربوه فكيف يذهب إلى قلوبهم لا إلى بطونهم؟.
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[26 - 06 - 10, 05:53 م]ـ
ثم ما يقصم كل ما ذكرته هو الدليل القاطع وهو أن الشمس لو كانت تدور حول الأرض لكانت تطلع علينا من المغرب لا من المشرق كما هو المشاهد لأن الدوران عكس عقارب الساعة.
فماذا يجيب سماحتكم على هذا الدليل.
اتفق من سردت لك من العلماء على أن حركة الشمس الظاهرية من الشرق للغرب هي الحقيقية, ولا دوران للأرض القرار ولا غيره!
فمن أين أتيت بقصة أن حركات الأجرام السماوية يجب أن تكون عكس عقارب الساعة؟
هل من الغربيين الذين نخالفهم نحن أصلا في أساس المسألة؟!
الدوران مع عقارب الساعة لا عكسها , وإن كنت تعترض رحمك الله فهات الدليل من الكتاب أو السنة أو فهم الصحابة أو المفسرين القدماء الذين لم تتبدل فطرتهم قبل عصر النهضة والعلمانية
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[26 - 06 - 10, 06:00 م]ـ
نفي المجاز في القرآن:
أحسن ما كتب في المسألة تحقيقاً وفائدة رسالة الحقيقة والمجاز لشيخ الإسلام ابن تيمية، يرد فيها على الآمدي، وكذلك رد ابن القيم على القائلين بالمجاز في مختصر الصواعق، وكذلك رسالة العلامة محمد الأمين الشنقيطي (منع جواز المجاز في الكتاب المنزل للإعجاز).
يقول سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وغفر له في فتواه المنشورة بجريدة الدعوة العدد 1016 في رده على ما يسمى بالمجاز في القرآن:
الصحيح الذي عليه المحققون أنه ليس في القرآن مجاز على الحد الذي يعرفه أصحاب فن البلاغة وكل ما فيه فهو
حقيقة في محله ومعنى قول بعض المفسرين أن هذا الحرف زائد يعني من جهة قواعد الإعراب وليس زائدا من جهة المعنى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/206)
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[26 - 06 - 10, 06:06 م]ـ
ثم قول الله تعالى {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} دليل واضح لمن كان يصدق علماء اللغة على أن الأرض متحركة سابحة غير ثابتة لأن معنى تميد تضطرب وتتزلزل. وإذا كان ألقى الرواسي حتى لا تضطرب علمنا أنها متحركة، وأنه إنما ألقاها لينظم حركتها.
أخرج الترمذي – في أواخر جامعه – ج2 ص241 - 242 , والحديث في مسند أحمد أيضا
عن أنس بنِ مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لما خلق الله الأرض جعلت تميد , فخلق الجبال , فعاد بها عليها فاستقرت
فعجبت الملائكة من شدة الجبال , قالوا: يارب , هل من خلقك شيء أشد من الحديد؟ قال: نعم , النار , فقالوا: يارب , هل من خلقك شيء أشد من النار؟ قال نعم , الماء , قالوا: يارب , فهل من خلقك شيء أشد من الماء؟ قال: نعم , الريح , قالوا: يارب فهل من خلقك شيء أشد من الريح؟ قال نعم , ابن آدم , تصدق بصدقة يمينه , يُخفيها من شماله
فالميل والاضطراب كانا عند بداية الخلق فأرساها الله بالجبال فهي ثابتة قرارا من يومها .. والحمد لله
فالحديث يقول استقرت وأنت تقول تتحرك بسرعة في الفضاء .. فمن نصدق؟
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[26 - 06 - 10, 06:11 م]ـ
أرجو أن أكون قد أجبت على شكوكك ردا واضحا من كلام العلماء و بالأحاديث .. وأنا انتظر المزيد من الأسئلة حتى تستقر المسألة في القلوب إن شاء الله
ملاحظة: لم تعقب على كلام العلماء العديدون الذين ذكرتهم لك في مشاركاتي, هل تعتقد بجهلهم أم أنك متوقف في المسألة حتى يثبت الدليل؟
سلامة
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[26 - 06 - 10, 06:19 م]ـ
ووالله على أربع سنين عند الشيخ ابن جبرين ما سمعتها ذكرها ولا مرة واحدة وهو يشرح في الأسبوع 56 كتاباً.
يا أخي وهل أكذب على الشيخ لا سمح الله؟! .. ردك مستفز
أتيت لك برابط لم تفتحه, وهو من موقع الشيخ الشخصي!!
على العموم سأنقل لك رأيه الواضح في المسألة علك تصدقني ..
((
فنقول: إن العلامة التي جعلها الله معرفة ظاهرة هي الشمس والقمر؛ أخبر بالحكمة فيها. أخبر بأن الحكمة هي أن تعرفوا عدد السنين وعدد الحساب. عدد الأيام التي تمر بكم، وعدد الأشهر وعدد السنوات. معرفة ذلك بهذه الشمس والقمر.
نعرف أن الله تعالى هو الذي خلق هذه الشمس، وركّبها في فلك تسبح، وخلق القمر وركبه في فلك يسبح. وكذلك النجوم جعلها في أفلاك مركبة؛ تدور فيها كما شاء الله تعالى؛ يقول في هذه الآية: كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ.
كأنها تَسْبَحُ؛ كالسابح الذي يسبح في الماء؛ تسير على نظام واحد: لا تتغير فيه، ولا تترك الفلك الذي ركبت فيه لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ فهذا من آيات الله تعالى.
أما مقدارها فلا يعلم قدرها إلا الله. يعني: كون هناك من يقيس حجمها، ويقول: إنها كذا وكذا -حجمها وكبرها- أو كبر القمر، أو كبر النجم الفلاني ويحددونه. لا شك أن هذا من علم الغيب. وذلك لأن الإنسان خلق على الأرض، ولا يتجاوز علمه هذه الأرض. فهو خلق منها ويعود فيها ولا يتجاوز ما وراءها؛ فليس له أن يتدخل في العلوم الغيبية الغائبة البعيدة عنه.
جاء أو تمكَّن في هذه الأزمنة من يتسمون بأهل الهيئة؛ أي علم الهيئة؛ فصاروا يقدرون كبر الشمس، فقالوا: إن الشمس أكبر من الأرض بكذا وكذا، وأن القمر أنه أكبر من الشمس بكذا أو أكبر من الأرض بكذا. من الذي أخبركم بذلك؟ هل وصلتم إلى الشمس وقستموها؟ لا شك أن هذا من علم الغيب، لا يستطيع الإنسان أن يصل إليها. والله تعالى خلقنا، وجعلنا من أهل الأرض، وليس لنا اتصال بالسماء؛ ولو كانت الشياطين تصل إلى السماء، وكذلك الجن؛ ولكن محجوبون أيضا عن أن يصلوا إلى أن يقيسوا الشمس ويعرفوا مقدارها، ويقيسوا القمر ويعرفوا مقداره، ويقيسوا النجوم ويعرفوا مقدارها؛ بل هم من هذه الأرض خلقوا منها وإليها يعودون؛ فالله تعالى يقول: مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ أي: ما شهدوا خلق الأرض عندما خلقت؛ من أي مادة خلقت؟ ولا خلق السماء، ولا خلق ما في السماء؛ فكيف يدعون بأن هذا مقدار السماء، ومقدار الأرض، والمسافة التي بينهما، ومسافة سير الشمس إلى كذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/207)
وكذا؟ ومتى تتوقف الشمس؟ ومتى يتوقف القمر؟ وما أشبه ذلك؛ فيدعون أنها ثابتة راكدة لا تتغير من مكانها. لا شك أن هذا كله تدخل في علم الغيب.
وقد تمكن هؤلاء الذين يدعون أن الشمس واقفة، وأن دورانها إنما هو دوران حول نفسها كما تدور الرحى، أو كما تدور المروحة السقفية الكهربائية؛ وهي ثابتة في مكانها. هكذا يقولون، وأن الذي يدور هو هذه الأرض، وأن دوران الأرض استدارتها كما يستدير المغزل الذي تديره المرأة في يدها، وأن هذا هو الذي يحصل به الليل، ويحصل به النهار. وما أشبه ذلك.
كل هذا قد رده الله تعالى، وأخبر بأنه ليس بصحيح. أخبر الله تعالى بأن الأرض مستقرة، قال الله تعالى: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وقرارا يعني: ثابتة مستقرة. وأخبر بأن الشمس تطلع وتتزاور؛ كما في قوله: وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ أليس في هذا دليل على أنها تطلع وتغيب؟ وهكذا القمر يطلع أيضا ويغيب؛ تشاهدونه في أول الشهر قريبا من الشمس، ويكاد أنه يلتصق بها.
وذلك لأنه بمنزلة الزجاجة؛ فإذا كان قريبا منها شعّ نورها في حافته؛ في طرفه الذي يليها فلم يشعّ ولم يظهر إلا شيء قليل مما يليها. وإذا كان في الليلة الثانية ابتعد عنها؛ وذلك لأن سيرها أسرع من سيره، ففي الليلة الثانية يتأخر عنها قليلا، وكلما تأخر عنها سطع نورها فيه. وهكذا كلما ابتعد عنها منزلة ازداد سطوعها فيه إلى أن يتكامل ضوءه إذا انتصف الشهر، فكان في المشرق والشمس في المغرب. وهنالك يسطع نورها فيه فيضيء كاملا. هكذا أجرى الله تعالى سنته.
أليس ذلك دليلا على أن القمر يسير؟ لو كان ثابتا لما تغير موضعه كما يقولون: إن الشمس لا يتغير موضعها. فكيف يكون في الليلة الأولى إلى جانب الشمس، وفي الليلة الثانية يبعد عنها قليلا، وكل ليلة يبعد عنها إلى أن يصير في نصف الشهر هي في المغرب وهو في المشرق؟ ثم بعد ذلك يقرب منها شيئا فشيئا. لا شك أن هذا دليل على أن الله تعالى قدر له هذه المنازل، فقال تعالى: وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ أي: كل ليلة له منزلة وبين المنزلتين نحو أربعين دقيقة أو نحوها، يعرف ذلك من اختبره، فتعرف ذلك بالدقة لو اختبرت ذلك، وسبرت مغيبه في الليلة الأولى، ثم مغيبه في الليلة الثانية بالدقيقة، ثم في الثالثة؛ فوجدت بين كل ليلتين نحو أربعين أو اثنين وأربعين دقيقة.
لا شك أن هذا دليل على أن الله تعالى جعلها سائرة مذللة مسخرة بأمره، وأنها تسير، وأنها ليست واقفة؛ كما يقول هؤلاء المتأخرون الذين تخرصوا في علم الغيب، وتدخلوا فيما لا ينبغي لهم التدخل فيه.
))
المصدر
http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=7&book=82&toc=5711&page=5107&subid=32636(64/208)
شُبهة دفن النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد النبوي
ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 01:51 ص]ـ
الجواب عن ذلك من وُجوه:
الوجه الأول: أن المسجد لم يُبْنَ على القبر بل بُنِيَ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
الوجه الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُدفن في المسجد حتى يُقال إن هذا من دَفْن الصالحين في المسجد؛ بل دُفِنَ صلى الله عليه وسلم في بيته.
الوجه الثالث: أن إدخال بُيوت الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها بيت عائشة، مع المسجد ليس باتفاق الصحابة بل بعد أن انقرض أكثرهم، وذلك في عام 94 هـ تقريباً، فليس مما أجازه الصحابة؛ بل إن بعضهم خالف في ذلك وممن خالف أيضاً سعيد بن المُسيب.
الوجه الرابع: أن القبر ليس في المسجد حتى بعد إدخاله لأنه في حجرة مستقلة عن المسجد فليس المسجد مبنياً عليه، ولهذا جُعِلَ هذا المكان محفوظاً ومحوطاً بثلاثة جدران، وجُعِلَ الجدار في زاوية مُنحرِفة عن القِبلة أي أنه مُثلث، والركن في الزاوية الشمالية حيث لا يستقبله الإنسان إذا صلى لأنه مُنحرِف.
وبهذا يبطُل احتجاج أهل القٌبور بهذه الشُبهة.
فضيلة الشيخ العلَّامة محمد بن صالح العثيمين، رحمه الله
من "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ج2 ص232، 233".
ـ[ابوعمرالشهري]ــــــــ[28 - 06 - 10, 02:25 ص]ـ
استدل بعض القبوريون على جواز البناء على القبور لأن النبي صلى الله عليه وسلم دفن في حجرة عائشة فكيف الجواب على هذه الشبهة؟
المفتي: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ( http://www.islamway.com/index.php?iw_s=Fatawa&iw_a=mufties&mufti_id=273) الإجابة:
لحفظ الإجابة: حفظ ( http://download.media.islamway.com/fatawa/salehShikh/0044ss.rm)
الفوزان يرد على الجفري ويكشف كذبه:
النبي صلى الله عليه وسلم دفن في حجرة عائشة ولم يدفن في المسجد
فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان*
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد ومن اتبع هداه وبعد: فقد أطلعت على حديث منسوب لحبيب علي الجفري تحت عنوان: (نحن أمة أكبر من أن تختلف على زيارة نبيها في مسجده) •
وذلك في جريدة المدينة عدد الجمعة 21 شوال 1425هـ، والحديث يدور حول زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم والسفر من أجل ذلك• وقد جاء في هذا الحديث مغالطات لا بد من كشفها والرد عليها منها: قوله: نحن أمة أكبر من أن تختلف على زيارة قبر نبيها•
ونقول له:
1 - لم يخالف أحد - ولله الحمد - في مشروعية زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لمن زار المسجد النبوي للصلاة فيه• لأن الصلاة فيه تعدل ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام• وزيارة القبر تدخل تبعاً لزيارة المسجد•
2 - قوله زيارة نبيها في مسجده فيه خلط بين زيارة المسجد وزيارة القبر يوهم أن السفر لأجل زيارة القبر لا لأجل المسجد، وهذا قد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد)، فالسفر إنما هو للصلاة في المسجد النبوي، وتدخل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم تبعاً كما نصَّ على ذلك أهل العلم فلا يسافر لأجل زيارة القبر لأنه لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) •
3 - يقول الجفري إن المساجد كثيرة ومتعددة في العالم لكن لم يكن لمسجد هذه الميزة والفضيلة مثل ما لهذا المسجد الذي ضم النبي صلى الله عليه وسلم• وهذا معناه أنه يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم مدفون في المسجد وهذا تلبيس وتضليل• لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما دفن في حجرة عائشة رضي الله عنها• ولم يدفن في المسجد• وكيف يدفن في المسجد وهو صلى الله عليه وسلم في سياق الموت يحذِّر من بناء المساجد على القبور ويلعن من فعل ذلك• سداً لوسيلة الشرك ومخالفة لليهود والنصارى في بنائهم المساجد على قبور أنبيائهم وصالحيهم، وكانت الحجرة التي فيها قبر النبي صلى الله عليه وسلم خارج المسجد في عهد الخلفاء الراشدين وعهد معاوية وعهد عبدالملك بن مروان• حتى جاء الوليد بن عبدالملك وأراد توسعة المسجد فأدخل فيه الحجرة التي فيها القبر من غير مشورة أهل العلم وإنما هو رأي رآه ونفذه بقوة السلطة ولم يوافقه عليه أهل البلد•
4 - استدل الجفري بمقولة الشيخ الشعراوي والشيخ زايد في أنهما لا يزوران المسجد النبوي إلا من أجل القبر، يقولان (المساجد في الأرض كثيرة فلا نقصدها وإنما نقصد القبر• وسبحان الله هل يلغى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) يعني لا يجوز السفر لزيارة مكان للعبادة فيه إلا في هذه المساجد الثلاثة: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى) • هل تلغى فضيلة المسجد النبوي وتجعل الفضيلة لزيارة القبر• هل هذا إلا محادة للرسول صلى الله عليه وسلم• وقولهم في تعليل رأيهم إن المساجد في الأرض كثيرة هل معنى ذلك أنه لا ميزة للمسجد النبوي على غيره من مساجد الأرض، نعوذ بالله من الجهل والهوى ومخالفة الحق والهدى•
5 - قول الجفري: الفرق بيننا وبين من يخالفنا أنه لما تمكن استعلى وليس هذا ديدننا ولا هدفنا في الحياة• نقول الفرق بينكم أن من خالفكم اتبع الدليل الصحيح في النهي عن الغلو في القبور• وأما أنتم فتجاهلتم ذلك أو لم تعلموه والواجب اتباع الحق من غير مكابرة• وفَّق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه•
عضو هيئة گبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء
(مجلة الدعوة العدد 1971)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/209)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 04:46 ص]ـ
السؤال الذي لا يسأله أهل السنة للصوفية القبورية هو:
لماذا يتم دفن الجثة الصوفية في المسجد؟ لماذا؟
لتقريب المسألة: ليتفكر احدنا عندما تموت امه او يموت أبوه أو ولده أين يدفنه؟ في المقبرة أم في المسجد أم في المتحف؟؟؟
طيب إذا كان في المسجد ما الدفاع او السبب الذي يجعلك تدفن نفسك أو أباك في المسجد؟
هل الولي الصوفي يرتقي يرتقي حتى يعتقد بالحلول او وحدة الوجود فيظن أنه الاله أو تحل فيه صفات الاله وبالتالي يستحق أن يدفن في بيت من بيوت الله؟ لأن بيت الله هو في الحقيقة بيته!!!
كلما اجد صوفيا يدافع عن بناء المساجد على القبور اتنزل معه أو اترك دفاعه على جنب وأسأله هذا السؤال فيفر هاربا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!(64/210)
الدفاع عن الصحابي الجليل حسان بن ثابت
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 02:34 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
فهذه كلمات يسيرة في الدفاع عن الصحابي الجليل "حَسَّان بن ثابت" وتبرئته من تُهمة الْجُبنِ.
إنَّ الناظِرَ في كُتُبِ التواريخِ والتراجمِ في ترجمةِ هذا الصحابي يجدُ أنّها تتابعت على أمرين:
الأول: نقل الأحاديث المسندة التي احتجوا بِها في وصفِه بالْجبنِ، دون الحكم على أسانيدها.
الثاني: نقل كلام المؤرخين والْمُترجِمِين الذين وصفوه بالْجُبن، دون أدنى إنكار، إلا من بعضهم.
أولاً: بيان ضعف وبُطلان هذه الأحاديث التي احتجوا بِها:
1 - أخْرجَ ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" (12/ 413) مِن طريقِ الزُّبَيْر بْنِ بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ جَدِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ [أنَّ] ([1]) حَسَّانَ أَنْشَدَ رَسُولَ اللَّهِ
لَقَدْ غَدَوْتُ أَمَامَ الْقَوْمِ مُنْتَطِقاً ... بِصَارِمٍ مِثْلَ لَوْنِ الْمِلْحِ قَطَّاعِ
تَحْفِزُ عَنِّي نِجَادَ السَّيْفِ سَابِغَةٌ ... تَغْشَى الأَنَامِلِ مِثْلُ لَوْنِ النَّهْيِ بِالْقَاعِ
قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَظَنَّ أَنَّهُ يَضْحَكُ مِنْ ضَعْفِهِ وَجُبْنِهِ.
قُلتُ: هذا إسنادٌ ضعيفٌ جداً؛ مُسلسلٌ بالعلل:
الأولى: الانقطاع بين "عبد الله بن مصعب" وبين أحداث هذه القصة، فإنّه وُلِدَ عام (114هـ) ([2]).
الثانية: عبد الله بن مصعب، هو ابن ثابت، قال يحيى بن معين: [كان ضعيف الحديث، لم يكن عنده كتابٌ، إنما كان يحفظ] ([3])، وقال أبو حاتم: [هو شيخ، بابة عبد الرحمن بن أبي الزناد] ([4]).
الثالثة: علي بن صالح، هو المدني، قال الحافظ ابن حجر: [مَسْتور] ([5]).
2 - قصة حسان بن ثابت مع صفية بنت عبد المطلب وقتلها الرجل اليهودي:
هذه القصة وردت مِن طرقٍ كثيرة وهي على قسمين:
الأول: طرق شديدة الضعف، وهي التي بِها الزيادات المنكرة التي صرّحت بِجُبنِ حسان.
الثاني: طريقان مرسلان عن عروة بن الزبير، وعباد بن عبد الله بن الزبير.
أولاً: بيان وتخريج الطرق شديدة الضعف لهذه القصة
1 - أخرج أبو يعلى في "مسنده" (683)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (12/ 429 - 430) مِن طريقِ مُحَمَّد بْنِ الْحَسَنِ الْمَدَنِيِّ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ، قَالَ: لَمَّا خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ نِسَاءَهُ يوم أُحد بِالْمَدِينَةِ، خَلَّفَهُنَّ فِي فَارِعٍ، وَفِيهِنَّ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَخَلَّفَ فِيهِنَّ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ، وَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ لَيَدْخُلَ عَلَيْهِنَّ، فَقَالَتْ صَفِيَّةُ لِحَسَّانَ: عَنْدِكَ الرَّجُلُ، فَجَبُنَ حَسَّانُ، وَأَبَى عَلَيْهِ، فَتَنَاوَلَتْ صَفِيَّةُ السَّيْفَ فَضَرَبَتْ بِهِ الْمُشْرِكَ حَتَّى قَتَلَتْهُ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَضَرَبَ لِصَفِيَّةَ بِسَهْمٍ كَمَا كَانَ يَضْرِبُ لِلرِّجَالِ.
قلتُ: هذا إسنادٌ موضوع؛ مسلسل بالعلل:
الأولى: جعفر بن الزبير بن العوام، مجهول الحال ([6])
الثانية: أم عروة، لم أجد لها ترجمة.
الثالثة: محمد بن الحسن المدني، هو ابن زَبَالة، قال الحافظ: [كَذَّبوه] ([7])
وقال الحافظ ابن حجر - تعليقاً على الإسناد السابق -: [تابع "ابن زَبَالة" عليه "إسحاق بن محمد بن أبي فروة"، وهو مِن رجال البخاري، فرواه عَن أم عروة، أخرجه البزار مِن طريقه، وسياقه أتَمّ] ([8])
قلتُ: هذه المتابعة، وردتَ عن "إسحاق بن محمد بن أبي فروة" مِن عدة طرق:
الطريق الأول: أخرجه البزَّار (2/ 333 - 334/ 1807 - كشف الأستار)، قال:
حدَّثنا عبد الله بن شبيب، ثنا إسحاق بن محمد الفروي، قال: حدثتني أم عروة بنت جعفر بن الزبير، عن أبيها، عن جدها الزبير بن العوام، به مطولاً.
قلتُ: وهذه متابعة لا يُفرح بِها، لأنَّ "عبد الله بن شبيب" هذا ساقط، قال ابن حبان: [يقلب الأخبار ويسرقها]، وقال فضلك الرازي: [يحلُّ ضربُ عُنقه].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/211)
الطريق الثاني: أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7493) من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا إسحاق بن محمد الفروي، حدثتنا (أم عروة) ([9])، عن أبيها جعفر، عن الزبير، عن صفية، به مطولاً، وشك الراوي في كون هذه الحادثة في غزوة أحد أم الخندق.
الطريق الثالث: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (24/ 321 - 322/ 809)، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا إسحاق بن محمد الفروي، حدثتنا أم عروة بنت جعفر بن الزبير، عن أبيها، عن جدتِها صفية، به مطولاً، وذكر الراوي أنَّ هذه الحادثة كانت في غزوة أحد.
الطريق الرابع: أخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/ 50 - 51) من طريق إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، ثنا إسحاق بن محمد الفروي، حدثتنا (أم عروة) ([10]) بنت جعفر بن الزبير، عن أبيها، عن جدها الزبير، عن أمه صفية، به مطولاً، ولكن ذكر الراوي أنَّ هذه الحادثة كانت في غزوة الخندق.
قلتُ: وهذه الأسانيد مدارها على إسحاق بن محمد الفروي، قال الحافظ: [صدوق كُفَّ فساء حفظه]، وقد اضطرب فيها أيضاً في الإسناد، فتارة يرويه موصولاً، وتارة يرويه منقطعاً بإسقاط الزبير من الإسناد.
وقد اضطرب أيضاً في المتن، فتارة يذكر أنَّ هذه الحادثة كانت في غزوة أحد، وتارة يذكر أنّها كانت في غزوة الخندق، وتارة يروي ذلك على الشك.
وأضِف إلى ذلك العلتين السابقتين، وهما: جهالة جعفر بن الزبير، وأم عروة، فالإسناد على كل حال ضعيف جداً، لا يصلح في الشواهد والمتابعات.
2 - أخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (12/ 432)، والْمِزِّي في "تَهذيب الكمال" (2/ 98 - ط2.الرسالة) مِن طريقِ الزُّبَيْر بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ جَدِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ، فذكر الحديث مطولاً وبه زيادات منكرة.
قلتُ: وهذا إسنادٌ ضعيف جداً؛ مسلسل بالعلل:
الأولى: الانقطاع بين "مصعب بن ثابت" وبين "عبد الله بن الزبير".
الثانية: مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، قال الحافظ: [لين الحديث، وكان عابداً] ([11]).
الثالثة: عبد الله بن مصعب بن ثابت، قال يحيى بن معين: [كان ضعيف الحديث، لم يكن عنده كتابٌ، إنما كان يحفظ] ([12])، وقال أبو حاتم: [هو شيخ، بابة عبد الرحمن بن أبي الزناد] ([13]).
الرابعة: علي بن صالح، هو المدني، قال الحافظ ابن حجر: [مَسْتور] ([14]).
3 - أخرج الواقدي في "المغازي" (2/ 264 - 265)، قال: وحدثني شيخ من قريش قال: كان حسان بن ثابت رجلاً جباناً، فذكر الحديث مختصراً.
قلتُ: هذا إسنادٌ موضوع، مسلسل بالعلل:
الأولى: الانقطاع بين الشيخ القرشي، وبين أحداث القصة.
الثانية: جهالة الشيخ القرشي.
الثالثة: الواقدي، هو محمد بن عمر ([15])، قال أحمد بن حنبل: [هو كذاب]، وقال الشافعي: [كتب الواقدي كلها كذب]، وقال النسائي: [الكذابون المعروفون بالكذب عن رسول الله أربعة: الواقدي بالمدينة، .. ].
بيان وتخريج الطريقين المرسلين عن "عروة بن الزبير" و "عباد بن عبد الله بن الزبير"
1 - مرسل عروة:
قال ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (10/ 41): أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ إِذَا خَرَجَ لِقِتَالِ عَدُوِّهِ مِنَ الْمَدِينَةِ رَفَعَ أَزْوَاجَهُ وَنِسَاءَهُ فِي أُطُمِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، لأَنَّهُ كَانَ مِنْ أَحْصَنِ آطَامِ الْمَدِينَةِ، وَتَخَلَّفَ حَسَّانُ يَوْمَ أُحُدٍ، فَجَاءَ يَهُودِيُّ فَلَصِقَ بِالأُطُمِ يَسْتَمِعُ وَيَتَخَبَّرُ، فَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لِحَسَّانَ: انْزِلْ إِلَى هَذَا الْيَهُودِيِّ فَاقْتُلْهُ، فَكَأَنَّهُ هَابَ ذَلِكَ، فَأَخَذَتْ عَمُودًا فَنَزَلَتْ، فَخَتَلَتْهُ حَتَّى فَتَحَتِ الْبَابَ قَلِيلاً قَلِيلاً، ثُمَّ حَمَلَتْ عَلَيْهِ فَضَرَبَتْهُ بِالْعَمُودِ فَقَتَلَتْهُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/212)
وقال الطبراني في "المعجم الكبير" (24/ 319/804): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ أَدْخَلَ النِّسَاءَ يَوْمَ الأَحْزَابِ أُطُماً مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ، وَكَانَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَجُلا جَوَاداً، فَأَدْخَلَهُ مَعَ النِّسَاءِ، وَأَغْلَقَ الْبَابَ فَجَاءَ يَهُودِيٌّ، فَقَعَدَ عَلَى بَابِ الأُطُمِ، فَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: انْزِلْ حَسَّانُ إِلَى هَذَا الْعِلْجِ فَاقْتُلْهُ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ لأَجْعَلَ نَفْسِي خَطَراً لِهَذَا الْعِلْجِ، فَائْتَزَرْتُ بِكِسَاءٍ وَأَخَذْتُ فِهْراً، فَنَزَلْت إِلَيْهِ فَقَطَعْت رَأْسَهُ.
وأخرج الحاكم في "المستدرك" (4/ 51) من طريق يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن صفية بنت عبد المطلب، قال: عروة وسمعتها تقول: أنا أول امرأة قتلت رجلاً، كنتُ في فارع حصن حسان بن ثابت وكان حسان معنا في النساء والصبيان حين خندق النبي، قالت صفية: فمر بنا رجل من يهود فجعل يطيف بالحصن، فقلت لحسان: إن هذا اليهودي بالحصن كما ترى ولا آمنه أن يدل على عوراتنا، وقد شغل عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقم إليه فاقتله، فقال: يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا، قالت صفية: فلما قال ذلك ولم أر عنده شيئا احتجزت وأخذت عموداً من الحصن، ثم نزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته، ثم رجعت إلى الحصن، فقلت يا حسان: انزل فاستلبه فإنه لم يمنعني أن أسلبه إلا أنه رجل، فقال: ما لي بسلبه من حاجة.
قلتُ: وهذه الطرق تدور على "عروة بن الزبير"، وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك" (4/ 51): [عروة لم يدرك صفية]، فالإسناد منقطع، وأيضاً وقع الاضطراب في تحديد الغزوة أهي غزوة أحد أم الخندق.
2 - مرسل عباد بن عبد الله بن الزبير:
قال ابن إسحاق - كما في "السيرة النبوية" لابن هشام (3/ 155):
[وَحَدّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبّادِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الزّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ عَبّادٍ، قَالَ: كَانَتْ صَفِيّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطّلِبِ فِي فَارِعٍ، حِصْنُ حَسّانِ بْنِ ثَابِتٍ؛ قَالَتْ: وَكَانَ حَسّانُ بْنُ ثَابِتٍ مَعَنَا فِيهِ مَعَ النّسَاءِ وَالصّبْيَانِ.
قَالَتْ: صَفِيّةُ فَمَرّ بِنَا رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ فَجَعَلَ يُطِيفُ بِالْحِصْنِ، وَقَدْ حَارَبَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ، وَقَطَعَتْ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ رَسُولِ اللّهِ ج وَلَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ أَحَدٌ يَدْفَعُ عَنّا، وَرَسُولُ اللّهِ ج وَالْمُسْلِمُونَ فِي نُحُورِ عَدُوّهِمْ لا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَنْصَرِفُوا عَنْهُمْ إلَيْنَا إنْ أَتَانَا آتٍ.
قَالَتْ: فَقُلْت: يَا حَسّانُ إنّ هَذَا الْيَهُودِيّ كَمَا تَرَى يُطِيفُ بِالْحِصْنِ وَإِنّي وَاَللّهِ مَا آمنه أَنْ يَدُلّ عَلَى عَوْرَتِنَا مَنْ وَرَاءَنَا مِنْ يَهُودَ وَقَدْ شُغِلَ عَنّا رَسُولُ اللّهِ وَأَصْحَابُهُ فَانْزِلْ إلَيْهِ فَاقْتُلْهُ، قَالَ: يَغْفِرُ اللّهُ لَك يَا ابنة عَبْدِ الْمُطّلِبِ، وَاَللّهِ لَقَدْ عَرَفْت مَا أَنَا بِصَاحِبِ هَذَا، قَالَتْ: فَلَمّا قَالَ لِي ذَلِكَ وَلَمْ أَرَ عِنْدَهُ شَيْئاً، احْتَجَزْت ثُمّ أَخَذْت عَمُوداً، ثُمّ نَزَلْت مِنْ الْحِصْنِ إلَيْهِ فَضَرَبْتُهُ بِالْعَمُودِ حَتّى قَتَلْته.
قَالَتْ: فَلَمّا فَرَغْت مِنْهُ رَجَعْتُ إلَى الْحِصْنِ.
فَقُلْت: يَا حَسّانُ انْزِلْ إلَيْهِ فَاسْلُبْهُ فَإِنّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ سَلَبِهِ إلا أَنّهُ رَجُلٌ.
قَالَ: مَا لِي بِسَلَبِهِ مِنْ حَاجَةٍ يَا ابنة عَبْدِ الْمُطّلِبِ]. انتهى.
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، للانقطاع بين "عباد" وبين أحداث القصة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/213)
فخلاصة القول في هذين الطريقين المرسلين أنَّ الحديث ضعيف بمجموعهما، وقد ينازع البعض في تحسين الحديث بِهذين الطريقين، فنقول: لو صحَّ الحديث بمجموع هذين الطريقين، فليس فيهما ما يفيد إثبات أنَّ حساناً كان جباناً، بل ليس فيهما إلا أنَّ صفية أرادت من حسان أن يقتل رجلاً يهودياً يجلس على باب الحِصن، فأبى حسان أن يقتله، ولم نعرف سبب امتناعه، فقتلته صفية، وأرادت من حسان أن يسلبه فأبى أيضاً، إلى هنا انتهى ما في الطريقين المرسلين، فتناقل هذه القصة الكذابون والمجاهيل فأضافوا وغَيَّروا فيها، ليثبتوا هذه التهمة لهذا الصحابي الجليل، فواغوثاه بالله.
ثانياً: أقوال المؤرخين والْمُترجِمِين الذين وصفوه بالْجُبن:
إنَّ ما تناقله المؤرخون في وصف حسان بن ثابت بِهذه الصفة، ليس عليه دليل كما تقدم ذكره، ولكني أتعجب من تتابعهم على ذكر ذلك، وإليك بعض أقوالهم:
قال هشام بن محمد بن السائب الكلبي: [حسان بن ثابت كان لسنا شجاعاً، فأصابته علة أحدثت فيه الجبن، فكان بعد ذلك لا يقدر أن ينظر إلى قتال ولا شهده] ([16])
وقال ابن سعد: [ولم يشهد مع النبي مشهداً، وكان يجبن] ([17])
وقال مصعب بن عبد الله الزبيري: [وقد كان حسان يجبن في آخر عمره] ([18])
وقال ابن قتيبة الدينوري: [لم يشهد مع النبي مشهداً، لأنه كان جبانا] ([19])
قلتُ: وهذا كلامٌ ساقطٌ، وافتراء على هذا الصحابي، ولا يوجد عليه دليل صحيح، وقد تتابع المؤرخون على نقل هذا الكلام، فواغوثاه بالله.
خاتمة البحث
1 - لم يصح حديثٌ في إثبات أنَّ حسان بن ثابت كان جبانًا.
2 - لو نازع أحدٌ في إثبات القصة التي حدثت بين حسان وصفية - وذلك بمجموع الطريقين عن عروة بن الزبير وعباد بن عبد الله، فنقول: إنَّ مجموع الطريقين يدلّ على امتناع حسان مِن قتل اليهودي فقط، وليس فيهما بيان سبب امتناعه، فلا يصح أنْ نحملَ ذلك على الجبن.
3 - ما تناقله المؤرخون وأهل السير من وصف حسان بالجبن، هو اعتماداً على ما ذكروه من الروايات الباطلة والمنكرة.
4 - لو كان حسان جباناً كما يقولون لهجاه الشعراء بذلك، فإنه قد هجا قوماً فلم يهجه أحدٌ منهم بالجبن.
قال الإمام أبو العباس المبرد: [وحُدِّثْتُ أنَّ الأصمعيَّ قال: الدليلُ على أنَّ حَسَّاناً لم يكن جباناً مِن الأصل أنّه كان يُهاجي خَلْقاً فلم يعيره أحدٌ منهم] ([20]).انتهى.
5 - ما تناقله المؤرخون أنّ حساناً لم يشهد مع النبي مشهداً، فهذه دعوى لم يقم عليها دليل صحيح، ولا يجوز حمل ذلك - لو صحّت- على الْجُبن، لبطلان الأدلة على ذلك كما قدمنا، وأيضاً لو تخلّف حسان عن المشاهد جُبناً لَحَدَثَ معه مثل ما حدث مع الثلاثة الذي خُلِّفوا في غزوة تبوك.
ولو صحَّت دعواهم في عدم شهوده المشاهد، فذلك لأنَّ حساناً حينما دخل في الإسلام كان عمره (60سنة)، فكان رجلاً كبيراً.
6 - وأخيراً أنصح إخواني بأنْ يبدؤوا بقراءة كُتُب السير والتواريخ التي تحتوي على الصحيح فقط، أما الكتب التي اشتملت على الصحيح والضعيف - دون تمييز بينها-، والذي لا يستطيع أن يُميز بينهما إلا أهل العلم، فهذه الكتب لا تصلح إلا للمتخصصين من أهل العلم.
ـــــــــــ
([1]) ساقط من النسخة المطبوعة، والسياق يقتضيها.
([2]) "سير أعلام النبلاء" (8/ 517).
([3]) "تاريخ بغداد" (11/ 419 - ط. دار الغرب الإسلامي).
([4]) "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (5/ 178/833).
([5]) "تقريب التهذيب" (4752 - ط. دار ابن رجب).
([6]) ذكره الحافظ في "تَهذيب التهذيب" (2/ 92)، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
([7]) "تقريب التهذيب" (5815 - ط. دار ابن رجب).
([8]) "المطالب العالية" (16/ 593).
([9]) في المطبوع: "أم جعفر"، والتصويب من مصادر التخريج.
([10]) في المطبوع: "أم فروة"، والتصويب من مصادر التخريج.
([11]) "تقريب التهذيب" (6686 - ط. دار ابن رجب).
([12]) "تاريخ بغداد" (11/ 419 - ط. دار الغرب الإسلامي).
([13]) "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (5/ 178/833).
([14]) "تقريب التهذيب" (4752 - ط. دار ابن رجب).
([15]) "تَهذيب التهذيب" (9/ 363 - 368).
([16]) "تاريخ دمشق" (12/ 433).
([17]) "الطبقات الكبرى" (4/ 322).
([18]) "تاريخ دمشق" (12/ 429).
([19]) "الشعر والشعراء" (1/ 305 - ط. دار المعارف).
([20]) "الفاضل" لأبي العباس المبرد (ص13 - ط. دار الكتب المصرية).
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[25 - 06 - 10, 03:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخى الكريم
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:05 م]ـ
ما شاء الله .. جزاك الله خيراً على ما علَّمْتناه
ـ[أبو سليمان الجندى الأثرى]ــــــــ[25 - 06 - 10, 04:40 م]ـ
بارك الله فيكم , يا أخى الحبيب , جعلك الله من الذابين عن عرض أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم ...
و يكفى رداً عليهم , أنه لو كان جباناً , لهجاه الشعاراء كما قلت أنت , بارك الله فيك(64/214)
منزلة الولاية في ميزان الشريعة
ـ[أبو يحيى المكناسي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 06:05 ص]ـ
منزلة الولاية في ميزان الشريعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق خلقه أطوارا وصرفهم في أطوار التخليق كيف شاء عزة واقتدارا وأرسل الرسل إلى المكلفين إعذارا منه وإنذارا فأتم بهم على من أتبع سبيلهم نعمته السابغة وقام بهم على من خالف مناهجهم حجته البالغة فنصب الدليل وأنار السبيل وأزاح العلل وقطع المعاذير وأقام الحجة وأوضح المحجة وقال هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل وهؤلاء رسلي مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل فعمهم بالدعوة على ألسنة رسله حجة منه وعدلا وخص بالهداية من شاء منهم نعمة وفضلا فقبل نعمة الهداية من سبقت له سابقة السعادة وتلقاها باليمين وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين وردها من غلبت عليه الشقاوة ولم يرفع بها رأسا بين العالمين فهذا فضله وعطاؤه وما كان عطاء ربك محظورا ولا فضله بمنون وهذا عدله وقضاؤه فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون
فسبحان من أفاض على عباده النعمة وكتب على نفسه الرحمة وأودع الكتاب الذي كتبه أن رحمته تغلب غضبه وتبارك من له في كل شيء على ربوبيته ووحدانيته وعلمه وحكمته أعدل شاهد ولو لم يكن إلا أن فاضل بين عباده في مراتب الكمال حتى عدل الآلاف المؤلفة منهم بالرجل الواحد ذلك ليعلم عباده أنه أنزل التوفيق منازله ووضع الفضل مواضعه وأنه يختص برحمته من يشاء وهو العليم الحكيم وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
أحمده والتوفيق للحمد من نعمه وأشكره والشكر كفيل بالمزيد من فضله وكرمه وقسمه وأستغفره وأتوب إليه من الذنوب التي توجب زوال نعمه وحلول نقمه
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كلمة قامت بها الأرض والسموات وفطر الله عليها جميع المخلوقات وعليها أسست الملة ونصبت القبلة ولأجلها جلدت سيوف الجهاد وبها أمر الله سبحانه جميع العباد فهي فطرة الله التي فطر الناس عليها ومفتاح العبودية التي دعا الأمم على ألسن رسله إليها وهي كلمة الإسلام ومفتاح دار السلام وأساس الفرض والسنة ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخيرته من خلقه وحجته على عباده وأمينه على وحيه أرسله رحمة للعالمين وقدوة للعالمين ومحجة للسالكين وحجة على المعاندين وحسرة على الكافرين أرسله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وأنعم به على أهل الأرض نعمة لا يستطيعون لها شكورا فأمده بملائكته المقربين وأيده بنصره وبالمؤمنين وأنزل عليه كتابه المبين الفارق بين الهدى والضلال والغي والرشاد والشك واليقين فشرح له صدره ووضع عنه وزره ورفع له ذكره وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره وأقسم بحياته في كتابه المبين وقرن اسمه باسمه فإذا ذكر ذكر معه كما في الخطب والتشهد والتأذين وافترض على عباده طاعته ومحبته والقيام بحقوقه وسد الطرق كلها إليه وإلى جنته فلم يفتح لأحد إلا من طريقه فهو الميزان الراجح الذي على أخلاقه وأقواله وأعماله توزن الأخلاق والأقوال والأعمال والفرقان المبين الذي باتباعه يميز أهل الهدى من أهل الضلال ولم يزل صلى الله عليه وعلى آله وسلم مشمرا في ذات الله تعالى لا يرده عنه راد صادعا بأمره لا يصده عنه صاد إلى أن بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق الجهاد
فأشرقت برسالته الأرض بعد ظلماتها وتألفت به القلوب بعد شتاتها
اللهم واجزه خير ما جزيت نبيا عن أمته. "أعلام الموقعين لإبن القيم"
أما بعد: كثيرا ما تمر بنا ومضات تجعلنا نقف أمامها في ذهول وحيرة تجدنا عاجزين عن فهمها والإحاطة بدقائقها وتفاصيلها مما يجعل الواحد منا تكتنفه الأيام والشهور وتجتره اللحظات والسنون دون أن يجد لهذه الحيرة بر أمان إما لفساد قصد، أو سوء فهم أو ضعف همة وقلة علم.
وكثيرا ما تستوقفني بعض المعتقدات والظواهر السلوكية المختلفة من بعض الطوائف الإسلامية مما يجعلني أغرق في لجج الحيرة وأمواج السؤال لكني سرعان ما أعود متأنيا لتصفح تلك المسائل من مصادرها الأصلية فينبلج نور فجرها وتشرق شمس حقيقتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/215)
ومن المسائل التي أخذت مني وقتا فسيحا وجهدا بليغا منزلة الولاية بين نصوص الشريعة وفهم السلف الصالح وتصورات الفرق الصوفية والكلامية.
لذلك سأحاول أن أدندن في هذه الكلمة المتواضعة حول هذه المنزلة العظيمة من منازل السير إلى الله، هذه المنزلة التي تتوقها النفوس وتشرئب إليها أعناق الصالحين.
إنها منزلة إيمانية تقرب العبد من الله وتجعله يعيش في كنفه وملكوته سبحانه وتعالى، فما من عبد إلا ويسعى في تحصيلها وما من سالك إلا ويصبو للترقي في مدارجها، إنها منزلة الولاية وما أدراك ما الولاية.
الله سبحانه وتعالى خلق العبد على الفطرة والفطرة تقتضي أن يكون كل واحد منا وليا لله، {فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}، لكن عندما تنتكس الفطرة وتتمرد النفس والعياذ بالله تحيد عن دين الله وتزيغ القلوب عن منهج الله صراط الله المستقيم، فتضيع وجهة الطريق الموصلة لنيل المنازل العالية والدرجات الرفيعة عند الله جل وعلا.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: {مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ} البخاري ومسلم.
فهذا الحديث الشريف إذا تأملناه من وجهة وجدانية بعيدا عن تأويلات أئمة الإسلام واختلافهم في مقتضى مدلول الفطرة وما يترتب عليها من أحكام عقدية وفقهية، يمكن القول أن الدين هو الأصل الطيب الذي تتفرع منه معالم الولاية التي يستطيع العبد أن يرتقي من خلالها إلى السماء، فتجده يسبح في فضاءاتها الجميلة و يغترف من مواجيدها الجليلة، تحوله تدريجيا من العلائق الترابية إلى مخلوق سماوي ينافس العالم الملائكي في السماء.
قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: (محنة البشر أنهم مكلفون بالإرتقاء إلى الملأ الأعلى، على حين أنهم خلقوا من حمأ مسنون) "فن الذكر والدعاء".
وقطعا أن هذا الإرتقاء لا يحصل بالجسد وإنما هو سفر قلبي ومعراج روحي من الأرض إلى السماء.
لذلك تستحق الولاية أن تكون أشرف منازل العبودية وأصدقها لأنها ترفع العبد إلى شهود العبودية، أي أن العبد يدخل باب الأنس بالله فيجد لأعماله الصالحة لذة السير.
فمن هو الولي وما الولاية؟ لأن في تحقيق هذا المعنى وتحرير ماهيته إحقاق للحق وإزهاق للباطل ولعل السبب في ذلك غياب المفهوم الأصيل للولاية كما ورد في الكتاب والسنة وبحسب ما فهمه السلف الصالح، لأنه ترسخ عند كثير من الناس أن الولي: ذاك الشيخ الذي يتمتم بأحزابه ويتمايل بأوراده، قد تدلت السبحة من جيده وتزينت بها يده، يمدها إلى المريدين ويعكفون عليها ساجدين تمسحا وتقبيلا.
وآخرون يتصورون أن الولي هو ذاك المجذوب متسكع على قارعة الطريق أو قابعا في ركن زاوية أو ضريح حافي القدمين، رث الثياب، طويل الشعر، وربما رأوا عرافاً يتفوه بمغيبات يلبس عليهم مستنصرا بأوليائه من الشياطين فيعتقدون أن هذا الحال نتاج للكرامات المفضية للولاية، وقد غاب عنهم حقيقة الكرامة ومتى يعطاها الإنسان ولماذا، مما فتح الباب أمام الدجالين والسحرة والمشعوذين وأدعياء الكرامة لإستغلال جهل الناس وسداجتهم.
ومنهم من حصر الولاية في قبور الصالحين وأن عليها المدار ظنا منهم أن أولياء الله يتفاوتون في المراتب. فمنهم أوتاد ومنهم أنجاب ومنهم أقطاب ومنهم أغواث.
و أن لهم ما يريدون، وأنهم يقولون للشيء كن فيكون، وأنهم يخرجون من القبور لقضاء الحاجات، وإنهم في قبورهم يأكلون ويشربون وينكحون، إلى أمور أخرى عجيبة تمجها الأسماع، وتقذفها الأفهام، وينكرها من لديه بالشرع أدنى اطلاع أو إلمام.
وهكذا قامت في أذهان الجهال من الناس مملكة هرمية وهمية من الأقطاب والأبدال والأوتاد، بهم تقوم الأرض والسماء وبهم تقضي الحوائج هم أولياء الله.
وصار كل من ينكر هذا الانحراف في أفهامهم أو يحاول تقويمه اتهموه بأنه عدو للأولياء وأنه يجحد قوله تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس 62]. "أنظر: أولياء الله بين المفهوم الصوفي والمنهج السني السلفي لعبد الرحمن دمشقية بتصرف"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/216)
إذن فلصوفية عقائد شتى في الأولياء، فمنهم من يفضِّل الولي على النبي، ومنهم يجعلون الولي مساوياً لله في كل صفاته. ولهم تقسيمات للولاية، فهناك الغوث، والأقطاب، والأبدال والنجباء، حيث يجتمعون في ديوان لهم في غار حراء كل ليلة ينظرون في المقادير.
بل زعموا أن الولي يتصرف في الكون ويقول للشيء كن فيكون، وكل ولي عندهم قد وكله الله بتصريف جانب من جوانب الخلق فأربعة أولياء يمسكون العالم من جوانبه الأربعة، ويسمون الأقطاب، وسبعة أولياء آخرون كل منهم في قارة من قارات الأرض السبع ويسمون البدلاء. وعدد آخر من الأولياء في كل إقليم، وكل واحد من هؤلاء قد أوكل إليه التصريف في شيء ما، وفوق هؤلاء الأولياء جميعاً ولي واحد مراد يسمى القطب الأكبر أو الغوث وهو الذي يدبر شأن الملك كله سمواته وأرضه والأولياء جميعاً في بقاع الأرض تحت أمره.
ومنهم من لا يعتقد ذلك ولكنهم أيضاً يأخذونهم وسائط بينهم وبين ربهم؛ سواءً كان في حياتهم أم بعد مماتهم.وكل هذا بالطبع خلاف الولاية في الإسلام التي تقوم على الدين والتقوى، وعمل الصالحات، والعبودية الكاملة لله والفقر إليه، وأن الولي لا يملك من أمر نفسه شيئاً فضلاً عن أنه يملك لغيره، قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً} [الجن: 21]."أولياء الصوفية عند ابن تيمية في الفرقان" "موسوعة الرد على الصوفية"
مما جعلهم يغرقون في تفسير الولاية وتأويلها حسب أهوائهم وأحوالهم فتارة يرون أن الولاية لا تنقطع، وهذا صحيح، ولكن للولاية عندهم مفهوم مخالف لما اجتمع عليه الْمُسْلِمُونَ وما يُعَرِّفه به أهل السنة، وتارة يجعلون لها مفهوما محصورا بضوابط متعارفة بينهم باعتبارها حظاً يختصه الله ويصطفيه لمن يشاء لولايته، كما اصطفى من شاء لنبوته.
قال بعضهم: (الولي من كتب الله له الولاية وجعل له حظا، فبحظه من الله تعالى بقدر أن يتولاه كما أن النبوة لمن كتب له النبوة وجعل له حظا).
مما جعل مفهوم الولاية يأخذ الحيز الكبير في الفكر الصوفي بل تعداه ليكون أحد ركائزة وأساسياته وعليه المدار، قال أحد أئمتهم: (فاعلم أن أساس التصوف والمعرفة قائم على الولاية).
مما نتج عنه تطرف فكري وغلو فاحش حتى قال بعضهم: (طائفة المتصوفة صفوة أولياء الله، فضلهم على كافة عباده بعد رسله وأنبيائه) "الرسالة القشيرية".
ووصف آخر الأولياء بأنهم: (أجساد أرضية بقلوب سماوية وأشباح فرشية بأرواح عرشية، لأرواحهم حول العرش تطوف) "عوارف المعارف".
فهذه التصورات والفهوم للولي ومنزلة الولاية من أرباب التصوف وفلاسفته جعلت الحاجة للإيضاح تعظم والبيان يتوجب حتى نستطيع أن نضع الأمور في نصابها والحقائق في قوالبها من غير إفراط ولا تفريط.
أ- التعريف اللغوي:
الولي: مأخوذ من الولاية، والولاية: مصدر (وُلَيِ)، وهي بمعنى القرب، تقول: وَلِيَ كذا كذا: أي: قرب منه.
قال الفيروز آبادي رحمه الله: ((الولي) القرب والدنو والمطر بعد المطر، وليت الأرض بالضم. والولي الاسم منه المحب والصديق والنصير، وتولاه أي اتخذه وليا). "القاموس المحيط"
وقال الرازي رحمه الله: ((الولي ضد العدو. والموالاة ضد المعاداة والولاية بالكسر).
"مختار الصحاح"
وقال ابن فارس رحمه الله: (الولي: القرب، والولي: المطر يجيء بعد الموسمي).
"معجم مقاييس اللغة "
قال الراغب الأصفهاني رحمه الله: (الولاء والتوالي أن يحصل شيئان فصاعدا حصولا ليس بينهما ما ليس منهما ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان ومن حيث النسبة ومن حيث الدين ومن حيث الصداقة والنصر والاعتقاد. والولاية: تولي الأمر. والولي والمولى يستعملان في ذلك كل واحد منهما يقال في معنى الفاعل أي الموالي، وفي معنى المفعول أي الموالى، يقال للمؤمن هو ولي الله عز وجل ولم يرد مولاه).
"غريب القرآن"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/217)
وقد أثبت الله جل وعلا في كتابه ولايته لبعض خلقه، فقال سبحانه وتعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة:257]، فأثبت سبحانه وتعالى ولايته للمؤمنين، كما أن الله سبحانه وتعالى نفى أن يكون له وليٌّ، لكن الولي المنفي غير الولي المثبت، فالولي المنفي مقيد؛ حيث قال سبحانه وتعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ} [الإسراء:111] أي: لم يكن له وليٌّ يستنصر ويعتز ويتقوى به فولاية الله عز وجل لمن يتولاهم ليست عن حاجة، ولا عن افتقار، بل هو الغني الحميد جل وعلا، وإنما ولايته سبحانه وتعالى لمن يتولاه هي ولاية رحمة ومنة وفضيلة ومنحة منه جل وعلا وإكرامٍ لمن يتولاه.
وعلى هذا فإن الولاية على اختلاف مواردها تدور على معنيين: المحبة، والنصرة، ويقابل الولاية العداوة، فالعداوة مبنية على الإبعاد والكره والبغض، والولاية مبنية على المحبة والنصرة، والله سبحانه وتعالى قد بين أوصاف أوليائه.
ب- الولاية بمفهومها القرآني:
. قال تعالى {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} [يونس الآية:62]. أي: الذين آمنوا بقلوبهم فصلحت قلوبهم واستقامت أفئدتهم، وكانوا يتقون في أعمالهم وجوارحهم.
والتقوى هنا هي فعل ما أمر الله سبحانه وتعالى به وترك ما نهى عنه، وهذا وصف شامل يتميز به أولياء الله عن غيرهم.
قال الإمام الشوكاني رحمه الله: (وولي الشيء هو الذي يحفظه ويقوم بنصرته ويمنع منه الضرر) "فتح القدير"
وقال إمام المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله عند ذكر الآية: (والصواب من القول في ذلك أن يقال (الولي) أعني ولي الله هو من كان بالصفة التي وصفه الله بها، وهو الذي آمن واتقى كما قال الله {الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ})." تفسير الطبري"
هذا هو ولي الله وهذه هي الولاية بمعناها الصافي الأصيل كما عرضها القرآن الكريم، ليس كما تصورها البعض ممن غرق في متاهات التصوف ومستنقع الكلام.
فقد بين القرآن الكريم أولياء الله بياناً شافياً إنهم الذين جمعوا بين الإيمان والتقوى
وهذه هي أوصافهم كما ورد في القرآن الكريم ((التقوى والإيمان)) وأن أولياء الله {الذين آمنوا وكانوا يتقون}، ثم بين تعالى الإيمان وأجزاءه، والتقوى وأجزاءها في موطن عديدة، لذلك قال أهل العلم: (فَكُلُّ مَنْ كَانَ مُؤْمِنًا تَقِيًّا كَانَ لِلَّهِ وَلِيًّا).
"تفسير ابن كثير"
أما تصوّر المتصوّفة ومن وافقهم لمفهوم الوليِّ ومقام الولاية أقرب إلى الخيال المحلّق، بل قد يتجاوزه، لأن الخيالَ لا حدودَ له يسرح الإنسانُ فيه ويحلمُ كما يشتهي، وقد يعتادُ على ذلك، وعندها يغدو رهين أوهامه النفسية التي تهيمن عليه، فيصدّق كلّ ما يجول في خاطره من وساوس النفس ووحي الشياطين.
لهذا، فانّ شخصية الوليّ الّذي وصفه الله بالإيمان والتقوى، وأنه لا يخاف ولا يحزن؛ تختلف اختلافًا كبيرًا عن تلك الشخصية الّتي تتصف بالولاية في عقيدة الصوفيّةِ.
ومما تقدم نعلم أن الولاية ليست مكتسبةً بالنسب، ولا مكتسبةً بالجاه، ولا مكتسبةً بالوراثة، ولا مكتسبة بملبسٍ معينٍ، أو بانتسابٍ إلى جهة معينةٍ، إنما تكتسب بالعمل الذي دائرته الكبرى هي التقوى والإيمان، لقوله سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس:63].
ج- الولاية بمفهومها النبوي:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: {إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ} البخاري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/218)
لا تعارض بين المفهوم القرآني والنبوي للولاية بل السنة النبوية جاءت مؤكدة لمعناها القرآني وتجلياته من خلال رسم معالمها وتزكية مفهومها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فطريق الولاية في الكتاب والسنة هو المحافظة على الفرائض والحرص على النوافل، والتحقق بمقامات الإيمان، والتزين بلباس التقوى)."الفرقان بين أولياء الرحمان وأولياء الشيطان"
فالولاية تقتضي لزوم ما يحبه الرب سبحانه وتعالى من امتثال أوامره واجتناب نواهيه لا سيما القيام بفرائضها ثم تليها نوافل الخيرات الصالحة فإن الله يرضى عنه ومن لزم محبوبات الحق أحبه الله محبة كاملة و وضع له القبول في الأرض ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إذا أحب الله العبد دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض} البخاري ومسلم، وتلك هي منزلة الولاية، فإنما المحبة ولاء كما نص على ذلك أرباب القلوب.
قال الإمام الرباني ابن القيم رحمه الله: (وهذا هو السير المفضي إلى هذه الغاية التي لا تنال إلا به ولا يتوصل إليها إلا من هذا الباب وهذه الطريق وحينئذ تجمع له في سيره جميع متفرقات السلوك من الحضور والهيبة والمراقبة ونفي الخواطر وتخلية الباطن فإن المحب يشرع أولا في التقربات بالأعمال الظاهرة وهي ظاهر التقرب ثم يترقى من ذلك إلى حال التقرب وهو الانجذاب إلى حبيبه بكليته بروحه وقلبه وعقله وبدنه ثم يترقى من ذلك إلى حال الإحسان فيعبد الله كأنه يراه فيتقرب إليه حينئذ من باطنه بأعمال القلوب من المحبة والإنابة والتعظيم والإجلال والخشية فينبعث حينئذ من باطنه الجود ببذل الروح والجود في محبة حبيبه بلا تكلف فيجود بروحه ونفسه وأنفاسه وإرادته وأعماله لحبيبه حالا لا تكلفا فإذا وجد المحب ذلك فقد ظفر بحال التقرب وسره وباطنه وإن لم يجده فهو يتقرب بلسانه وبدنه وظاهره فقط فليدم على ذلك وليتكلف التقرب بالإذكار والأعمال على الدوام فعساه أن يحظى بحال القرب. ووراء هذا القرب الباطن أمر آخر أيضا وهو شيء لا يعبر عنه بأحسن من عبارة أقرب الخلق إلى الله عن هذا المعنى حيث يقول حاكيا عن ربه تبارك وتعالى: "من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة" فيجد هذا المحب في باطنه ذوق معنى هذا الحديث ذوقا حقيقيا" "مدارج السالكين"
فميزان الولاية في القرآن والسنة النبوية يدور حول أربعة أمور:
أولا: الإيمان: بأركانه الستة (الإيمان بالله والملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر خيره وشره).
ثانيا: التقوى: بمفهومها العام من خلال إتباع الكتاب والسنة وسلوك الجادة إلى صراط الله المستقيم.
ثالثا: الفرائض: و أفضلها أركان الإسلام من شهادة وصلاة وزكاة وصيام وحج.
قال شيخ الإسلام: (فالمتقربون إلَى اللَّهِ بِالْفَرَائِضِ: هُمْ الْأَبْرَارُ الْمُقْتَصِدُونَ أَصْحَابُ الْيَمِينِ) "الفرقان بين أولياء الرحمان وأولياء الشيطان"
رابعا: النوافل: وتشمل كل الأعمال الصالحة من صلوات وصدقات غير المفروضة وهذه لا حصر لها.
قال شيخ الإسلام: (والمتقربون إلَيْهِ بِالنَّوَافِلِ الَّتِي يُحِبُّهَا بَعْدَ الْفَرَائِضِ، هُمْ السَّابِقُونَ الْمُقَرَّبُونَ) "الفرقان بين أولياء الرحمان وأولياء الشيطان"
وَإِنَّمَا تَكُونُ النَّوَافِلُ بَعْدَ الْفَرَائِضِ لا كما توهمه البعض فزلت بهم الأقدام، وَقَدْ قَالَ الصَّدِيقُ رضي الله عنه حين حضره الموت فِي وَصِيَّتِهِ لِلفاروق عُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: {إِنَّ لِلَّهِ حَقًّا بِالنَّهَارِ لاَ يَقْبَلُهُ بِاللَّيْلِ، وَإِنَّ لِلَّهِ حَقًّا بِاللَّيْلِ لاَ يَقْبَلُهُ بِالنَّهَارِ، وَأَنَّهُ لاَ يَقْبَلُ نَافِلَةً حَتَّى تُؤَدِّيَ الْفَرِيضَةَ} "مصنف ابن أبي شيبة، مصنف عبد الرزاق".
لأن في أداء الفرائض تعظيما للأوامر وبذلك الانقياد تتجلى عظمة الربوبية ويظهر ذل العبودية، أي أن العبد يتذوق كؤوس التذلل والتضرع لله تعالى ويفرغ قلبه له وحده ما استطاع إلى ذلك سبيلا. "كشف المشكل من حديث الصحيحين لإبن الجوزي" جمالية الدين" بتصرف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/219)
ولا يزال العبد على حاله يقترب من ربه بالنوافل حتى يحصل له المقصود، لأن مؤدي الفروض ربما فعله خوفا من العقاب أما المتقرب بالنفل لا يفعله إلا إيثارا للخدمة والقرب فيثمر له ذلك مقصوده.
"كشف المشكل من حديث الصحيحين لإبن الجوزي" بتصرف
وهذا الحديث فيه فوائد جليلة تحتاج منا إلى وقفة أهمها:
- أن الله سبحانه وتعالى قدم الأعذار إلى كل من عادى وليا أنه قد آذنه بأنه محاربه، ومن بَارَزَ اللَّهَ بِالْمُحَارَبَةِ أهلكه.
- ولي الله تعالى هو الذي يمتثل لشرع الله، فليحذر كل امرئ من إيذاء أولياء الله.
- المعاداة أن يتخذه عدوا، ونهاية العداوة الحرب.
- فيه إشارة إلى أنه لا تقدم نافلة على فريضة، وإنما سميت النافلة نافلة إذا قضيت الفريضة وإلا فلا يتناولها إسم الفريضة، ولأن التقرب بالنوافل يكون بتلو أداء الفرائض كما أفاده سياق الحديث.
- كلما أدام العبد التقرب بالنوافل أفضى ذلك به إلى أن يحبه الله عز وجل.
- ولي الله لا يسمع ما لم يأذن الشرع له بسماعه ولا يبصر ما لم يأذن الشرع له في إبصاره ولا يمد يده إلى شيء ما لم يأذن الشرع له في مدها إليه، ولا يسعى برجله إلا فيما أذن الشرع في السعي إليه.
- ولي الله كليته مشغولة فلا يصغي بسمعه إلا ما يرضي الرب، ولا يبصر إلا بأمره، فيحصل له المقصود كما يناله بجوارحه.
- الله سبحانه وتعالى يمد وليه بالعون والنصرة على عدوه.
قال الشوكاني رحمه الله: ((الذي يظهر لي في معنى هذا الحديث القدسي، أنه إمداد الرب سبحانه لهذه الأعضاء بنوره الذي تلوح به طرائق الهداية وتنقشع عنه سحب الغواية. وقد نطق القرآن العظيم بأن الله هو نور السموات والأرض.
ولما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأى ربه قال: ((رأيت نورا أنى أراه) مسلم والترمذي، وثبت أنه سبحانه محتجب بالأنوار، وثبت في الصحيحين وغيرهما من دعائه: ((اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي بصري نورا، وفي سمعي نورا) البخاري ومسلم، وأي مانع من أن يمد الله سبحانه عبده من نوره فيصير صافيا من كدورات الحيوانية الإنسانية لاحقا بالعلم العلوي سامعا بنور الله، مبصرا بنور الله، باطشا بنور الله، ماشيا بنور الله، وما في هذا من منع أو من أمر لا يجوز على الرب سبحانه وتعالى وقد سأله رسوله صلى الله عليه وسلم وطلبه من ربه.
ووصف الله عباده بقوله: {نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} [سورة الفتح:] وليس في هذا ما يخالف موارد الشريعة .. وقد جعل الله سبحانه الخروج من ظلمات المعاصي إلى أنوار الطاعات خروجا من الظلمات إلى النور)).
((فمعنى الحديث: كنت سمعه بنوري الذي أقذف فيه، فيسمع سماعا لا كما يسمعه أمثاله من بني أدم، وكذلك بقية الجوارح)). وأنظر في هذا الدعاء الذي طلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون نور الله في سمعه وبصره وقلبه وعصبه ولحمه ودمه وشعره وبشره ولسانه ونفسه، بل سأل ربه أن يمده بنوره خلفه وأمامه، فلولا أن لنور الله سبحانه قوة لجميع الأعضاء ما طلبه سيد ولد آدم وخير الخليقة) "قطر الولي"
- ولي الله إذا أحبه الله أعطاه سأله وأعاذه ممن يخافه مع أن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يعطيه قبل أن يسأله وأن يعيذه قبل أن يستعيذه.
- ما سئل ولي الله قط إلا وأجيب وإلا أذخرت الإجابة لمصلحة لا يعلمها إلا الله، وقد يسأل ما يظن فيه مصلحة ولا يكون كذلك فيعوض خيرا منها عاجلا أو آجلا.
- تردد الرب سبحانه وتعالى كمال منه جل جلاله ومحبة ورقة ولطف بعباده المؤمنين وذلك ثمرة الولاية. " كشف المشكل من حديث الصحيحين لإبن الجوزي بتصرف"
قال الإمام الشوكاني في معرض الكلام عن التردد (كناية عن محبة الله لعبده المؤمن أن يأتي بسبب من الأسباب الموجبة لخلوصه من المرض الذي وقع فيه حتى يطول به عمره من دعاء أو صلة رحم أو صدقة، فإن فعل مد له في عمره بما يشاء وتقضيه حكمه، وإن لم يفعل حتى جاء أجله وحضره الموت: مات بأجله الذي قد قضى عليه إذا لم يتسبب بسبب يترتب عليه الفسحة له في عمره مع أنه وإن فعل ما يوجب التأخير والخلوص من الأجل الأول: فهو لابد من الموت بعد انقضاء تلك المدة التي وهبها الله سبحانه له) "قطر الولي". و يبقى المعنى أعم من ذلك والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/220)
فهذه المعالم الجليلة والمعاني الجميلة جعلت البعض يضل في دروب التيه ويخطو خبط عشواء بعيدا عن قانون العلم وقواعده يضرب صفحا صحيح نصوص الشريعة مما نتج عنه افراط في فهم منزلة الولاية وتنزيلها على غير محملها الصحيح ليس فوقها شيء زعمو مما فتح المجال أمام الغلاة المتعالمين البوح بأن الولي أفضل من النبي فأمسى كل من هب ودب يدعي الولاية، ولهذا تجدهم يقولون مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي والولي على أصلهم الفاسد يأخذ عن الله بلا واسطة لأنه يأخذ عن عقله وهذا عندهم هو الأخذ عن الله بلا واسطة إذ ليس عندهم ملائكة منفصلة تنزل بالوحي والرب عندهم ليس هو موجودا مباينا للمخلوقات بل هو وجود مطلق أو مشروط بنفي الأمور الثبوتية عن الله أو نفي الأمور الثبوتية والسلبية وقد يقولون هو وجود المخلوقات أو حال فيها، فهذا عندهم غاية كل رسول ونبي والنبوة عندهم الأخذ عن القوة المتخيلة التي صورت المعاني العقلية في المثل الخيالية ويسمونها القوة القدسية فلهذا جعلوا الولاية فوق النبوة.
فخلصوا أن الوحي لا ينقطع عن أوليائهم، فيقولون إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنزلت عليه شريعة، فهو نبي مشرع، وأما الأولياء فيأتيهم الوحي لأنفسهم فقط، فليس لديهم شرائع يدعون النَّاس إليها ويبلغونها للناس، والواقع أن هذا القول زور وبهتان عظيم؛ لأن أولياءهم يشرعون عبادات من أذكار، وصلوات ما أنزل الله بها من سلطان. " انظر هذه العقائد الفاسدة في: "فصوص الحكم"، "الفتوحات المكية" لإبن عربي".
ولا شك أن هذا إلحاد وكفر صريح وزندقة في جبة التصوف والتنسك ودعوى التحقيق والتأله، مما نتج عنه تعظيم الأشياخ حتى قال بعضهم: (ارتفاع درجة بعض الأولياء فوق الأنبياء) "نوادر الأصول للحكيم الترمذي"، "وأن للأولياء خاتماً، كما أن للأنبياء خاتماً" فهذا غلط فاحش ووهم صريح لا يؤيده نقل ولا يقبله عقل ولا ترضاه الفطر السليمة. ولعمري هذا هو السفه بعينه فالولاية أجل وأسمى مما توهموه فأي فهم هذا وأي رأي ممن لا يلتفت إليه فطفح جملة واحدة، ولن تجد له من أهل الرسوخ تبيعا، وليعلم أنه محجوج ممجوج بهذه المساوقة التي ركب لها غارب عشواء، وفتح عينيه لها في ليلة ظلماء، فكن من هذه المذاهب على تقية فإنها ليست بنقية.
وقد رد علماء الإسلام هذا الخبال قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مبيناً مراتب الأنبياء والرسل (ومن كان رسولا فقد اجتمعت فيه ثلاثة أصناف، الرسالة، والنبوة، والولاية. ومن كان نبيا فقد اجتمع فيه الصفتان، ومن كان وليا فقط لم يكن فيه إلا صفة واحدة) "العقيدة الأصفهانية".
فماذا بعد النبوة من مرتبة، فالقرآن والكتب السماوية قاطبة من أولها إلى آخرها تعتبر النبوة أعلى المراتب، ولكن الصوفية يعتبرون الولاية أفضل من ذلك كما صرح بذلك أئمتهم.
أما المشهور من أصول إعتقاد أهل السنة أنه لا أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوم من الذنوب والخطايا كما أنه ليس من شروط ولي الله أن يكون معصوما لا يغلط ولا يخطئ؛ بل يجوز أن يخفى عليه بعض علم الشريعة، ويجوز أن يشتبه عليه بعض أمور الدين. "الفرقان بين أولياء الرحمان وأولياء الشيطان" جامع الرسائل" مختصر الفتاوى المصرية".
ولا يشترط للولي العصمة فإنه من بني آدم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون)) "رواه الترمذي، والدارمي، وأحمد بسند حسن"
قال شيخنا فريد الأنصاري رحمه الله: (وليست الولاية من الأماني الصعبة ولا من المنازل المستحيلة! لا تفزعك ذنوبك وخطاياك مهما أسرفت على نفسك! ولا ترهبك إلى درجة القنوط!) "الدين هو الصلاة"
والمنصف العاقل يدرك يقينا أن باب الولاية مفتوحا لعامة الناس ليس حكرا على أحد من الناس كما تزعم الشيعة وبعض الطرق الصوفية ويؤيد ذلك حديث الرجل الذي أقسم للنبي صلى الله عليه وسلم ألا يزيد على الأركان الخمس شيئا ولا ينقص منها فقال في حقه الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم: ((أفلح أن صدق)) وفي رواية ((دخل الجنة أن صدق)) البخاري ومسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/221)
وليس للولي أن يدعي الولاية لنفسه أو يشهد لها بذلك، فإن هذا من التزكية المذمومة. فالولي أجل من ذلك بعيدا عن هذه الحظوظ الدنيوية لأن قلبه منشغل بمحبوبه لا تزال همته عاكفة تتوق للمعالي وتحقيق المطلوب، ترتقي في مدارج الأبرار لتقترب من المحبوب ولا تزال تلك المشاهد الجميلة تتكرر وتتزايد حتى تطمئن النفس وينصبغ بها القلب فيجد لمناجاته حلاوة ولحياته طلاوة أعلاها مغدق وأسفلها مثمر.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (فأطيب الحياة على الإطلاق حياة هذا العبد فإنه محب محبوب متقرب إلى ربه وربه قريب منه قد صار له حبيبه لفرط استيلائه على قلبه ولهجه بذكره وعكوف همته على مرضاته بمنزلة سمعه وبصره ويده ورجله وهذه آلات إدراكه وعمله وسعيه فإن سمع سمع بحبيبه وإن أبصر أبصر به وإن بطش بطش به وإن مشى مشى به. فإن صعب عليك فهم هذا المعنى وكون المحب الكامل المحبة يسمع ويبصر ويبطش ويمشي بمحبوبه وذاته غائبة عنه فأضرب عنه صفحا وخل هذا الشأن لأهله:
خل الهوى لأناس يعرفون به **** قد كابدوا الحب حتى لان أصبعه) " مدارج السالكين".
هذا هو الحد الفاصل بين الحق والباطل وبذلك تتضح حقيقة الولاية بمفهومها الأصيل فما على العبد السالك سوى التشمير على ساعد الجد واقتفاء أثار الأخيار فإن السير مع ركب الصالحين مكلف.
وختاما أسأل الله تعالى أن يرنا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرنا الباطل باطلا ويرزقنا إجتنابه، فما كان صوابا فمن الله وما كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان، وحسبي أني جمعت هذه العبارات المتواضعة من ثنايا كتب أهل العلم في قالب مبسط لتعم الفائدة، وينجلي الظلام والغبش عن مفهوم طالما فهمه الناس على غير معناه الصحيح نتيجة تلبيس إبليس وأعوانه من الدجالين والمشعوذين، الذين عتوا في الأرض فسادا يحرفون الكلم عن مواضعه ويوهمون مريديهم بأفهام من نسج الشيطان خيوطها أوهى من بيت العنكبوت والله المستعان.
فالحق كل الحق في التزام الكتاب والسن على فهم سلف الأمة فإنها الغنيمة ويا لها من مفازة فكن لها صائدا وعليها واردا فنعم الورد المورود. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
جمع وترتيب الفقير لعفو ربه: أبي يحيى رشيد الشهيبي المغربي غفر الله له ولوالديه
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 05:22 م]ـ
وفقك الله و جزاك خيرا.
ـ[عبد العزيز ابن سليمان]ــــــــ[29 - 06 - 10, 02:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا
ـ[أبو يحيى المكناسي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 09:38 م]ـ
أخي الفاضل أنا لست شيخا وإنما طويلب علم في بداية المسير، وإنما هي محاولة فحسب لجمع بعض القضايا المرتبطة بالولاية وما حام حولها من الشبه من الغلاة والمنتحلين.
وفقك الله لكل خير وبلغك ما تصبو إليه حتى تصير محدثا من فحول الفن.(64/222)
التوحيد
ـ[أبو حذيفة الهلالي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 10:44 ص]ـ
من اسباب المغفرة التوحيد وهو السبب الاعظم فمن فقده فقد المغفرة ومن جاء به فقد اتى باعظم اسباب المغفرة، قال الله تعالى '. ان الله لا يغفر ان يشرک به ويغفر ما دون ذالک لمن يشاء.' فمن جاء مع التوحيد بقراب الارض …… لقيه الله بقرابها مغفرة …… فان کمل توحيد العبد اخلاصه الله فيه وقام بشروطه کلها بقلبه ولسانه وجوارحه او بقلبه ولسانه عند الموت اوجب ذالک مغفرت ما سلف من الذنوب کلها ومنعه من الدخول النار بالکلية فمن تحقق بکلمة التوحيد قلبه اخرمت منه کل ماسوى الله محبة وتعظيما واجلا لا ومهابة وخشية ورجاء وتوکلا وحينئذ تحرق ذنوبه وخطاياه کلها ولو کانت مثل زبد البحر)(64/223)
ما معنى كون الخلاف لفظيا؟؟
ـ[عبدالله المغربي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجمعه مباركه
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والآه وبعد
كنت أطالع بعض كتب التراث وأهل العلم وأجد كثير من الأحيان أقوال تشير الى المسألة ىفيها خلاف لفظي خلاف لفظي ويتكرر هذا القول في كثير من الكتب وةمن له إطلاع في هذا الشأن يعرف ما أقوله
ال1ي أطلبه من أخواننا الكرام في المنتدى
تعريف معنى كون الخلاف لفظيا؟
هل هو معنى من معاني المجاز؟
أو من معاني الترادق؟
أوماذا؟
من خلال ما وصلت اليه على أن معنى كون الخلاف لفظيا أي تعدد الفظ وأتحاد معناها
وهو ما يسمى عند أهل المنطق ترادف
كمثل العين
تطلق على الشمس وعلى عين النهر وعلى عبن الرجل وهكذا
نرجوا منكم الإفاده الشافيه في هذا الموضوع ولكم جزيل الشكر ووافر الإحترام
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:15 م]ـ
يعني لا يترتب على " الخلاف اللفظي " حكم وفائدة ذات نفع وخلاف ذا فرقة.
ويفيدنا شيوخ الملتقى.
ـ[عبدالله المغربي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:21 م]ـ
مشكور جدا
بس اين المصدر ومن قاله من العلماء
حتى يكون بحث معزو الى مصادره.
وشكرا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 01:49 م]ـ
قال الشيخ: ((وقد رأيت من كلام الناس في هذا الباب وغيره ألوانا لا يسعها هذا الموضع وكثير من نزاع الناس يكون نزاعا لفظيا أو نزاع تنوع لا نزاع تناقض
فالأول مثل أن يكون معنى اللفظ الذي يقوله هذا هو معنى اللفظ الذي يقوله هذا وإن اختلف اللفظان فيتنازعان لكون معنى اللفظ في اصطلاح أحدهما غير معنى اللفظ في اصطلاح الآخر وهذا كثير
والثاني أن يكون هذا يقول نوعا من العلم والدليل صحيحا ويقول الآخر نوعا صحيحاً))
ومثاله: من سمى تحية المسجد مندوبة ومن سماها مستحبة، فاختلف اللفظ واتفق المعنى، وقد يكون سبب اختلاف اللفظ هو مجرد تنويع العبارة، وقد يكون سببه هو أن أحد المختلفين يرى لفظه هو الأولى لعلة ما ..
ـ[عبدالله المغربي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 10:09 م]ـ
من الشيخ
؟؟؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[29 - 06 - 10, 01:05 ص]ـ
إذا قال أبو فهر: الشيخ = فهو شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية ـ ابتسامة
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[30 - 06 - 10, 01:18 ص]ـ
قال بعضهم: الخلاف اللفظي هو ما لو اطلع كل فريق على مراد الآخر لقال به.(64/224)
فوائد في مسألة الانتساب للسلفية بالسلفي ونحوها ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 01:02 م]ـ
فوائد في مسألة الانتساب للسلف بالسلفي والسلفية ونحوها ..
ما حكم الانتساب للسلفية والتسمي بالسلفي؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ..
فالكلام في مقامين:
الأول: الانتساب لمعنى معين،وهذا حكمه يدور مع حكم هذا المعنى من صحته أو بطلانه، وهذا ظاهر.
الثاني: تعيين النسبة المعينة.
فإذا كان المعنى صحيحاً فإن الانتساب بنسبة معينة (فالكلام على تعيين النسبة) يدور على الأحكام الخمسة فيكون:
واجباً: إن كان لما أوجب الله الانتساب له بنسبة معينة كاسم الإسلام.
مستحباً: إن كان لشعيرة ثبت في الشرع الانتساب لها بتلك النسبة المعينة من غير إيجاب كالمهاجرين والأنصار.
المباح: فيما لا تثبت في الشرع له نسبة معينة، ولم يقترن به ما يمنع التسمي بهذه النسبة معينة.
الكراهة والتحريم: وهذان لا يكونان إلا في النسبة الواجبة أو المستحبة أو المباحة إن دخلها واحد من الأمور التالية:
1 - الكذب والنفاق في ادعاء الانضواء تحت راية المعنى المنتسب له بتلك النسبة.
2 - الموالاة والمعاداة على مجرد الاسم الخالي عن المعاني الشرعية التي ينتسب لها بالاسم، كما وقع لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم.
3 - حصر استحقاق الانتساب لهذا الاسم في طائفة أو شخص أو بلد من غير حجة شرعية.
4 - التعدي في حكم النسبة المعينة كأن يوجب الانتساب بنسبة معينة ولا دليل في الشرع على إيجابها.
5 - أن ينتسب بنسبة يستبدل بها النسبة الشرعية المطابقة من غير حاجة لها فيكون ذلك تضييعاً للسنة.
ومجرد إمكان دخول هذه المعاني على الحق لا يقتضي المنع منه كما لم تمنع إرادة التزكية من التسمي بالمؤمن وإنما يقال الحق وينتسب له مع التنزه عن الباطل ..
إذا تقرر ما تقدم = ننتقل لتعيين المعنى الشرعي المراد بالسلفية التي سينتسب لها ..
الصواب عندنا:
السلفية هي ما كان عليه السلف أصحاب النبي صلى اللهعليه وسلم و عدم الخروج عما أجمعت الصحابة عليه وهذا دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، أما جعل السلفية هي مجرد اجتهادات الصحابة = فهو خطأمحض لا يوافق عليه قائله؛ لأن مقتضاه جعل اجتهاداتهم سلفية وجعل مخالفتها خروجاً عنالسلفية وعن الكتاب والسنة ..
يبقى الخلاف في إجماع الصحابة المفسرة به السلفية هل هو القطعي أم الظني وهذه مسألة فقهية استدلالية وليست مسألة إيمانية ..
فالسلفية المراد بها: الإيمان بما أجمعت عليه صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم اعتبار خلاف من خرج عما أجمعوا عليه،ودل على ذلك نصوص الوحي، وليس ذلك خارجاً عن الإسلام بل هو منه بمنزلة الشرائع كالصلاة والصيام والزكاةوحكم تارك السلفية يتنوع كتنوع حكم تارك شرائع الدين فيبلغ أن يكون كفراً ويكون معصية محضة ويكون بدعة تؤثم فاعلها ويكون بدعة لا يؤثم صاحبها، و تحقيق مناط ما كانت عليه السلف مسألةأخرى، والذي نحن فيه هو إثبات حجية إجماع السلف قولاً وفهماً ومشروعية الاعتزاء لهم كمشروعية الاعتزاء لأي شرعةمن شرائع الإسلام، والقدر الذي لا يُختلف فيه هو حجية ما ثبت بإحاطة من إجماعات السلف (الصحابة) وكونها حجة في فهم نصوص الكتاب والسنة. وأن التمسك بما كان عليه السلف من ذلك يسمى سلفية وهو اعتزاء لما حث على التمسك به الكتاب والسنة، والتمسك بالكتاب تمسك بالسنةوالعكس والتمسك بهما هو عين التمسك بإجماع الصحابة والتمسك بإجماع الصحابة هو تمسك بالكتاب والسنة ليس في إجماع الصحابة ما هو زائد على الكتاب والسنة والمتمسك بإجماع الصحابة هو السلفي ..
فهذا هو معنى السلفية الذي يراد الانتساب إليها، وعليه فهذا المعنى معنى صحيح شريف، وكل من انتسب إليه بنسبة عربية لم يكن عليه في ذلك حرج، فيبقى حكم الانتساب إليها باسم السلفي أو السلفيون ..
فحكم ذلك-والله أعلم- أنه مباح من المباحات، ولا يرتبط بمجرد النسبة ثواب ولا استحباب، وإنما يدخل الثواب والاستحباب على صاحب هذه النسبة من بابين:
الأول: دلالة هذه النسبةعلى ما تحتها من معنى التمسك بما عليه النبي صلى الله عليه وسلم أصحاب محمد صلىالله عليه وسلم، وتجافيه عن المتجافين عن مذهب السلف.
الثاني: قصده الحسن في التعلق بالانتساب لأصحاب رسول الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/225)
فالأول من شرف القول المنتسب إليهوالثاني من شرف القائل المنتسب إليه.
وهذان البابان منفكان عن مجرد اسم السلفية؛ لذا لو قدر أن كان في لسان الناس اسم آخر يدل على نفس المعنى لدارمعه المعنى وبالتالي يدور الثواب، أم مجرد اختيار هذا البناء (السلفية) فمباح لاغير؛ ولذا لو جعلها (المتسلف) مثلاً = لجاز، فدل على أن النسبة بهذه النسبة المعينة مباح لا غير ..
والله سمانا المسلمين لكنه لم يمنعنا أن نتسمى بالمهاجرين أو الأنصار أو المجاهدين أو الفقهاء أو السلفيين وكلها شعب من اسم المسلمين ليس التسمي بها رافعاً لاسم الإسلام وليس فيها ما هو زائد عن اسم الإسلام والسلف لفظ عربي قديم وليس محدث والمحدث هو تعيين هذا السلف بأنهم سلفنا صحابةالنبي وليس هذا احداثاً في الاسم بل هو تعيين لمعناه الخارجي و التسمي بغيره من الأسماء المستحبة أو المباحة،وهذا لا حرج فيه ولو اقترن عند البعض بالمحذور، فينهى عن المحذور ويبقى الاسم، مادام المحذور ليس مستلزماً للاسم لاينفك عنه، ومادمنا لم نستبدل به اسماً شرعياً مطابقاً له ..
ولذلك لم ينه النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة عن التسمي بالمهاجرين والأنصار رغم كونه اقترن بالمحذور أحياناً ..
ومن تسموا بالسلفية إن نفوا ذلك الاسم عن غيرهم ممن يستحق معنى السلفي وحصروا الحق فيهم وهو موجود في غيرهم أو والوا وعادوا وآلفوا ونافروا على أئمتهم الذين لا يفترقون في السلفية عن غيرهم=لم يعد منهجهم صواباً وباتوا متحزبين على بدعة يوالون ويعادون عليها، وصاروا كغيرهم من الأحزاب البدعية وإن تسموا باسم السلفية ..
ومثلهم: من تسمى باسم شرعي المستحب ولكنه والى وعادى على مجرد التسمي لا على المعاني المتضمنة للاسم التي صار الاسم شرعياً بسببها، كالتداعي بالمهاجرين والأنصار الذي وقع من الصحابة ..
ولسنا نرى صواب من يجعل السلفية لمقابلة من ينتسبون لأهل السنة بالباطل، بل ذلك عندنا خطأ، وإنما السلفية من جنس الأسماء المباحة للمعاني الصحيحة التي يجوز الانتساب إليها بالحق وإن وجد من ينتسب لها بالباطل وهي أقدم من انتساب الناس لأهل السنة بالباطل ..
بقت بعض النقول عن السلف في ذم من تسمى بغير الإسلام مثل:
1 - قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه:
((من أقَرَّ باسم من هذه الأسماءالمحدثةفقد خلع رِبْقَة الإسلام من عنقه))
2 - قال ميمون بن مهران:
((إياكم وكل اسم يسمى بغير الإسلام))
3 - وقال مالك بن مِغْوَل:
((إذا تسمى الرجل بغيرالإسلام والسنة فألحقه بأي دين شئت))
4 - عن عبد الله بن يزيد الأنصاري قال:
((تسموا باسمكم الذي سماكم الله بالحنيفية، والإسلام والإيمان))
أما أثر ابن عباس ففي إسناده نوح بن أبي مريم وهو متهم بالكذب ..
وأثر مالك بن مغول لا يعرف له إسناد ..
والجواب عن باقي الآثار سهل ميسور فمرادهم بذلك: الأسماء البدعية المراد بها القرب والتعبد بالأهواء وإلا فلا نزاع بينهم في جواز التسمي بالأسماء المباحة إذا كان المعنى صحيحاً بالضوابط السابق بيانها، كما أن الفرق قائم بين من تسمى باسم غير الإسلام وبين من تسمى باسم مع الإسلام، وقد اتفقت كلمة أهل العلم على جواز التسمي بأسماء مع الإسلام كأهل السنة وكالجماعة وكالفرقة الناجية وكالطائفة المنصورة، وكأهل الحديث، وكل تلك أسماء تعبر عن معاني دينية شريفة تظهر للحاجة فلم تظهر السلفية في زمن الصحابة لأنهم لن يعتزوا لأنفسهم وإنما يَعتزي لهم من وفق ممن بعدهم، ولم يعد ذلك من التسمي المذموم بغير الإسلام، وإنما هذه ألقاب وأسماء عربية مباحة يدور حكمها مع ما تحتها من المعاني،مالم يدخلها محرم من جهة أخرى كما بينا ..
ويوضح أن مقصودهم أسماء أهل البدع أن أثر ميمون ورد بنفس السند بلفظ:
«إياكم وكل هوى يسمى بغير الإسلام)) ..
وهذا نص في صحة فهمنا والحمد لله ..
وكلام عبد الله بن يزيد هو في الرد على من يمنعون التسمي بالمؤمن ونحوها خوف التزكية؛ولذلك أوردها ابن أبي شيبة وأورد قبلها قول عبد الله بن يزيد نفسه: ((إذَا سُئِلَ أَحَدُكُمْ: أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ؟ فَلا يَشُكُّ فِي إيمَانِهِ)).
ولم يمنع هذا الأثر السلف من التسمي بأهل السنة والجماعة وأهل الحديث والفرقة الناجية ونحوها ..
جماع النقولات عن الشيخ رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/226)
قال شيخ الإسلام ((لَا عَيْبَ عَلَى مَنْ أَظْهَرَ مَذْهَبَ السَّلَفِوَانْتَسَبَ إلَيْهِ وَاعْتَزَى إلَيْهِ بَلْ يَجِبُ قَبُولُ ذَلِكَ مِنْهُ بِالِاتِّفَاقِ. فَإِنَّمَذْهَبَ السَّلَفِ لَا يَكُونُ إلَّا حَقًّا. فَإِنْ كَانَ مُوَافِقًا لَهُ بَاطِنًا وَظَاهِرًا: فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمُؤْمِنِ الَّذِي هُوَ عَلَىالْحَقِّ بَاطِنًا وَظَاهِرًا)).
قال الشيخ: ((فهذان الاسمان المهاجرون والأنصار اسمان شرعيان جاء بهما الكتاب والسنةوسماهما الله بهما كما سمانا المسلمين من قبل وفي هذا، وانتساب الرجل إلىالمهاجرين أو الأنصار انتساب حسن محمود عند الله وعند رسوله، ليس من المباح الذييقصد به التعريف فقط، كالانتساب إلى القبائل والأمصار، ولا من المكروه أو المحرم، كالانتساب إلى ما يفضي إلى بدعة أو معصية أخرى)).
((وأما الطريقة النبوية السنية السلفية المحمدية الشرعية فإنما يناظرهم بها من كان خبيرا بها بأقواله التي تناقضها فيعلم حينئذ فساد أقوالهم بالمعقول الصريح المطابق للمنقول الصحيح)).
والشيخ يستعمل السلفية في مقام المدح والاختصاص بالحق فيقول: ((" وَأَمَّا السَّلَفِيَّةُ " فَعَلَى مَا حَكَاهُ الخطابي وَأَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ وَغَيْرُهُمَا قَالُوا: مَذْهَبُ السَّلَفِ إجْرَاءُ أَحَادِيثِ الصِّفَاتِ وَآيَاتِ الصِّفَاتِ عَلَى ظَاهِرِهَا. مَعَ نَفْيِ الْكَيْفِيَّةِ وَالتَّشْبِيهِ عَنْهَا)).
ويقول: ((وَالْإِثْبَاتُ فِي الْجُمْلَةِ مَذْهَبُ " الصفاتية " مِنْ الْكُلَّابِيَة وَالْأَشْعَرِيَّةِ والكَرَّامِيَة وَأَهْلِ الْحَدِيثِ وَجُمْهُورِ الصُّوفِيَّةِ وَالْحَنْبَلِيَّةِ وَأَكْثَرِ الْمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ إلَّا الشَّاذَّ مِنْهُمْ وَكَثِيرٍ مِنْ الْحَنَفِيَّةِ أَوْ أَكْثَرِهِمْ وَهُوَ قَوْلُ السَّلَفِيَّةِ)).
((طائفة أخرى من السلفية ك نعيم بن حماد الخزاعي و البخاري صاحب الصحيح و أبي بكر بن خزيمة وغيرهم كـ أبي عمر بن عبد البر وأمثاله: يثبتون المعنى ... ))
قال الشيخ: ((وَأَمَّا السَّلَفِيَّةُ فَعَلَى مَا حَكَاهُ الْخَطَّابِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ وَغَيْرُهُمَا قَالُوا: مَذْهَبُ السَّلَفِ إجْرَاءُ آيَاتِ الصِّفَاتِ وَأَحَادِيثِ الصِّفَاتِ عَلَى ظَاهِرِهَا مَعَ نَفْيِ الْكَيْفِيَّةِ وَالتَّشْبِيهِ عَنْهَا فَلَا نَقُولُ إنَّ مَعْنَى الْيَدِ الْقُدْرَةُ وَلَا إنَّ مَعْنَى السَّمْعِ الْعِلْمُ وَذَلِكَ أَنَّ الْكَلَامَ فِي الصِّفَاتِ فَرْعٌ عَلَى الْكَلَامِ فِي الذَّاتِ يُحْتَذَى فِيهِ حَذْوُهُ)).
وقد فرق هاهنا تفريقاً نصياً بين مذهب السلف وبين الذين يعتزون إليه ويستدلون بهم الذين هم عنده: السلفية.
وهذه النقولات من محكم كلام الشيخ رحمه الله ..
نقولات الذهبي
1 - ((وَمَا عَلِمْتُ يَعْقُوْبَ الفَسَوِيَّ إِلاَّ سَلَفِيّاً)).
2 - ((فَالَّذِي يحتَاج إِلَيْهِ الحَافِظُ أَن يَكُون تقياً ذكياً، نَحْوِيّاً لُغَوِيّاً زكياً، حَيِيّاً، سَلَفياً)).
3 - ((قُلْتُ: لَمْ يَدْخلِ الرَّجُلُ أَبداً فِي علمِ الكَلاَمِ وَلاَ الجِدَالِ، وَلاَ خَاضَ فِي ذَلِكَ، بَلْ كَانَ سلفيّاً)).
4 - ((ثُمَّ قَدِمَ دِمَشْقَ رَسُوْلاً مِنَ المُسْترشدِ فِي شَأْنِ البَاطِنِيَّةِ، وَكَانَ حَنَفِيّاً سَلَفِيّاً)).
5 - ((وَكَانَ يَعرفُ المَذْهَبَ وَالعَرَبِيَّةَ وَالعَرُوضَ، سَلَفِيّاً أَثرِيّاً،)).
6 - ((وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتاً، ذكياً، سَلَفِيّاً، تَقيّاً)).
ومن علماء الدعوة
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (صاحب فتح المجيد): ((والشيخ: أحمد بن مشرف، يسامى الأكابر، ومثلهم، ما ينسب له؛ والذي نعلم عنه: صحة المعتقد في توحيد الأنبياء والمرسلين، الذي جهله أكثر الطوائف، كذلك: هو رجل سلفي)).
فتوى اللجنة
وجاء في الفتوى رقم (1361) (1/ 165):
"س / ما هي السلفية وما رأيكم فيها؟
ج / السلفية نسبة إلى السلف والسلف هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى (رضي الله عنهم) الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير في قوله: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته) رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري ومسلم، والسلفيون جمع سلفي نسبة إلى السلف، وقد تقدم معناه وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ".
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبدالله بن قعود عبدالله بن غديان عبدالرزاق عفيفي عبدالعزيز بن باز.
وقال ابن باز: ((الفرقة الناجية: هم السلفيون وكل من مشى على طريقة السلف الصالح)).
وقال ابن عثيمين: ((فأهل السنة والجماعة،هم السلف معتقداً حتى المتأخر إلى يوم القيامة، إذا كان على طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه = فإنه سلفي)).
والحمد لله رب العالمين ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/227)
ـ[أبو سليمان الجندى الأثرى]ــــــــ[25 - 06 - 10, 04:25 م]ـ
بارك الله فيكم أخى الحبيب - أبو فهر السلفى - ,, و جزاكم الله خيرا على هذا المبحث الرائع
ـ[ظافر الأزدي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 09:07 م]ـ
لكن من من السلف كان يضيف لآخر اسمه السلفي من القرون المفضلة
وإنما كانوا إذا سئلوا عن عقيدة رجل قالوا:صاحب سنة. أو هو على السنة.
وهي أقوى من نسبة سلفي التي يدعيها اليوم كثير ممن لاتنطبق عليهم عقيدة أهل السنة.
فترك الانتساب أولى اتباعا للسلف.
والله اعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 09:49 م]ـ
بارك الله فيك ..
هذا لا يقال في الأسامي المباحة، فالترك منا إنما يكون سنة = إذا كان الترك منهم سنة ..
إذا لم يبن أنهم تركوها سنة = فلا يكون تركها لنا سنة ..
والمقتضى إنما يقوم بالاعتزاء للسلف إذا بعد الزمن وزاد الازورار عنهم وعن منهجهم ..
أما المعنى الذي هو طلب ما عليه السلف فهذا شائع منذ القرون المفضلة، أما مجرد الاسم فتقدم أنه من جنس المباحات والأمر فيها واسع وإنما مدار الحكم التعبدي هو على المعنى المنسوب إليه، وهذا واجب ولاشك ..
ـ[ظافر الأزدي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 11:02 م]ـ
لكن من من السلف كان يضيف لآخر اسمه السلفي من القرون المفضلة
فترك الانتساب أولى اتباعا للسلف.
والله اعلم
اظن كلامي واضح وإن كنت تعرف أحدا من القرون المفضلة أو من علماء أهل السنة المتقدمين الحق هذه النسبة به فأفدنا افادك الله
وإلا فالزم طريقهم إن كنت على منهجهم وأحذف هذه النسبة عنك في الاسم وليكفي ابو فهر المصري أو ............
وكما قال: سفيان الثوري رحمه الله لاتحك رأسك إلابأثر
القصد هو الاقتداء والاتباع لخير القرون
والله الموفق
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 11:42 م]ـ
بارك الله فيك ..
تقدم الجواب ..
وطبقة سفيان قد تسموا وانتسبوا لما لم يتسم به صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم كانوا أفقه بما يفتقر للأثر مما لا يفتقر ..
دمت موفقاً ..
ـ[أبوالحارث العراقي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 11:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا ياابا فهر السلفي
ـ[ظافر الأزدي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 12:00 م]ـ
السلفية منهج وليست القاب
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 12:28 م]ـ
هل للسلفية ترتيب معين في هذه الأزمنة ... ؟؟؟
بمعنى هل هناك لقاءات عالمية لأتباعهم ومعرفة بأحوالهم وأشطتهم في بقاع الأرض .. ؟؟؟
وهل هذا الاسم يدل على أن هناك جماعة جديدة أو حزب جديد سيظهر على الساحة عما قريب؟؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 01:22 م]ـ
بارك الله فيك ..
السلفية هم أنا وأنت وكل من يدين باتباع ما كان عليه صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وإن لم تتلقب باللقب فهذا واسع والمهم التسليم بلزوم المنهج ..
ويمكنك مراجعة كتاب المنهج السلفي طبعة دار الفضيلة ..
ـ[أبو البراء علاء خليل]ــــــــ[26 - 06 - 10, 02:32 م]ـ
بوركت يا ابا فهر
ولكن هل يصح أن نقول أن التسمي بالسلفي هو أمر تعبدي يتقرب به إلى الله
أم أن الأمر هو للتمييز بينه وبين غيره من المناهج
وإذا كانت الثانية ..
فمع وجود من يدعي السلفية والسلف منهم براء هل يصبح التسمي بالسلفي فقَد فائدته ونحتاج الى مسمى جديد يدل على المعنى المقصود وهو اتباع السلف الصالح
فقد سمعت أحد المشايخ يقول أنه على منهج الأنبياء والمرسلين زاهدا في مسمى السلفي لما ذكرت آنفا من استخدام من على غير منهج السلف السلفية كنسبة حتى يمرر باطله
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 05:09 م]ـ
بارك الله فيك ..
بل التسمي نفسه مباح وليس تعبدياً ..
أما التعبدي فهو التزام منهج السلف ..
ووجود من يدعي السلفية والسلف منه براء ليس أبعد ولا أغرب من وجود من يدعي الإسلام والإسلام منه براء،أو وجود من يدعي السنة والسنة منه براء ..
وكل ذلك يزهد في أولئك ولا يزهد في نفس الاسم ..
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[26 - 06 - 10, 05:25 م]ـ
أحسن الله إليك شيخنا الحبيب وزادك علما وأدبا وتوفيقا. ودمت مباركا
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 03:40 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل أبا فهر على هذة الخلاصة التي استفدتُ منها كثيراً،،،
لكن ما هو حكم التسمي بـ: " السلفي " إذا كان ذلك يؤدي إلى فرقة وعصبية؟ وهل يُمنع في هذه الحالة لحديث: (دعوها فإنها منتنة)؟
أعلم أنا بعض جواب هذه الأسئلة مبثوث في ثنايا مقالكم، لكني أردتُ أن تزيد الأمر توضيحاً، بارك الله فيكم وفي علمكم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 03:48 م]ـ
بارك الله فيك يا سيدنا ..
من تسمى بالسلفي وتداعى بها لفرقة مع أهل الحق وعصبية على غير المعاني الشرعية كان كغيره من الأحزاب البدعية ..
و مثله (وهو موضع المحنة غالباً): من ينفي هذا الاسم عن غيره في مسائل يكون تعلقها بالسلفية هو من موارد الاجتهاد ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/228)
ـ[عبد الله الأبياري]ــــــــ[28 - 06 - 10, 03:52 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل أبا فهر على هذة الخلاصة التي استفدتُ منها كثيراً،،،
لكن ما هو حكم التسمي بـ: " السلفي " إذا كان ذلك يؤدي إلى فرقة وعصبية؟ وهل يُمنع في هذه الحالة لحديث: (دعوها فإنها منتنة)؟
أعلم أنا بعض جواب هذه الأسئلة مبثوث في ثنايا مقالكم، لكني أردتُ أن تزيد الأمر توضيحاً، بارك الله فيكم وفي علمكم.
إن لانتساب إلى السلف فخر وأي فخر وشرف ناهيك به من شرف، فلفظ السلفية أو السلفي لا يطلق عند علماء السنة والجماعة إلا على سبيل المدح.
والسلفية رسم شرعي أصيل يرادف {أهل السنة والجماعة} و {أهل السنة} و {أهل الجماعة}، و {أهل الأثر} و {أهل الحديث} و {الفرقة الناجية} و {الطائفة المنصورة} و {أهل الاتباع}.
والسلف الصالح الذي تنسب إليه السلفية هم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، وأئمة الدين والهدى، والسلفي هو من رضي بهذا الميراث واكتفى به ولزم الكتاب والسنة على فهم علماء الأمة من الصحابة فمن بعدهم من الأئمة، هذا هو السلفي.
((السلفية)) نسبة إلى السلف وقد نص عليها السلف
جاء من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يدلُّ على ذلك: من ذلكم: قوله عليه الصلاة والسلام لابنته فاطمة رضي الله عنها: ((فإنه: نعم السلف أنا لكِ)) رواه مسلم (2482).
وكلمة (السلف) دارجةٌ عند أئمة السلف:
قال البخاري: باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل وقال راشد بن سعد كان السلف يستحبون الفحولة لأنها أجرى وأجسر
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله مفسراً كلمة السلف: "أي من: الصحابة ومن بعهدهم" فتح الباري: (6/ 66)
وقال (5/ 2068): باب ما كان السلف يدخرون في بيوتهم وأسفارهم من الطعام واللحم وغيره
وقال أيضاً: قال الزهري في عظام الموتى – نحو الفيل وغيره –:"أدركت ناساً من سلف العلماء يمتشطون بها، ويدّهنون بها ولا يرون بأساً" فتح الباري (1/ 342
وأخرج مسلم من طريق محمد بن عبد الله قال سمعت علي بن شقيق سمعت عبد الله بن المبارك يقول على رؤوس الناس دعوا حديث عمرو بن ثابت فإنه كان يسب السلف. مقدمة صحيح مسلم ص6
وقال الأوزاعي: اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم قل بما قالوا، وكف عما كفوا، واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم". الشريعة للآجري ص58
الإجماع على مشروعية الانتساب إلى: ((السلف)
وحكى الإجماع على على صحة الانتساب إلى السلف: شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله ـ في الفتاوى: (1/ 149) في رده على قول العز بن عبدالسلام: " .. والآخر يتستر بمذهب السلف": (ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً، فإن كان موافقاً له باطناً وظاهراً، فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطناً وظاهراً، وإن كان موافقاً له في الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق، فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله، فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم).
علامة أهل البدع: كراهة الانتساب إلى: ((السلف))
ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه في الفتاوى (4/ 155) أن ((شعار أهل البدع: هو ترك انتحال السلف الصالح))؛ فلا تجد خَلَفِيًّا لا سيما المنتسبون إلى الجماعات الدعويَّة الحديثة الظاهرة في الساحة اليوم والمناوئة لأهل السنة والجماعة إلاَّ وهو يكرهُ السلفية، ويكره الانتساب إلى السلف.
((السلفية)) في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية
قال رحمه الله تعالى في:
· "درء التعارض" (5/ 356): فكل من أعرض عن الطريقة السلفية النبوية الشرعية الإلهية فإنه لابد أن يضل ويتناقض ويبقى في الجهل المركب أو البسيط.
· "بيان تلبيس الجهمية" (1/ 122): أبو عبدالله الرازي فيه تجهم قوي ولهذا يوجد ميله إلى الدهرية أكثر من ميله إلى السلفية الذين يقولون إنه فوق العرش.
· "الفتاوى" (5/ 2: وأعلم أنه ليس فى العقل الصريح ولا فى شىء من النقل الصحيح ما يوجب مخالفة الطريق السلفية أصلا.
· "الفتاوى" (12/ 349) ولهذا كانت الطريقة النبوية السلفية أن يستعمل فى العلوم الالهية قياس الأولى كما قال الله تعالى (ولله المثل الأعلى)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/229)
· "الفتاوى" (16/ 471): والأشعري وأمثاله برزخ بين السلف والجهمية أخذوا من هؤلاء كلاما صحيحا ومن هؤلاء أصولا عقلية ظنوها صحيحة وهي فاسدة فمن الناس من مال إليه من الجهة السلفية ومن الناس من مال إليه من الجهة البدعية الجهمية.
· "الفتاوى" (33/ 177): وأما السلفية فعلى ما حكاه الخطابى وأبو بكر الخطيب وغيرهما قالوا مذهب السلف إجراء أحاديث الصفات وآيات الصفات على ظاهرها مع نفى الكيفية والتشبيه عنها فلا نقول إن معنى اليد القدرة ولا أن معنى السمع العلم وذلك أن الكلام فى الصفات فرع على الكلام فى الذات يحتذى فيه حذوه ويتبع فيه مثاله فإذا كان إثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية فكذلك إثبات الصفات اثبات وجود لا اثبات كيفية.
· "درء التعارض" (1/ 249): ومن المعلوم أن قول نفاة الرؤية والصفات والعلو على العرش والقائلين بأن الله لم يتكلم بل خلق كلاما في غيره ونفيهم ذلك لأن إثبات ذلك تجسيم هو إلى مخالفة الكتاب والسنة والإجماع السلفي.
النسبة إلى: ((السلف)) جارية في كتب التراجم والسير
فهذ الإمام الذهبي قال في ترجمة: الحافظ أحمد بن محمد المعروف بـ أبي طاهر السلفي: "السلفي بفتحتين وهو من كان على مذهب السلف" سير أعلام النبلاء (21/ 6).
وقال في ترجمة الفسوي "وما علمت يعقوب الفسوي إلا سلفيا" السير (13/ 183)
وقال في ترجمة محمد بن محمد البهراني: "وكان ديناً خيراً سلفياً". معجم الشيوخ: (2/ 280)
وقال في ترجمة: أحمد بن أحمد بن نعمة المقدسي: "وكان على عقيدة السلف" معجم الشيوخ: (1/ 34)
وقال في السير (16/ 457) " وصح عن الدارقطني أنه قال: ما شيء أبغض إليّ من علم الكلام. قلت لم يدخل الرجل أبداً في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفياً".
وقال في ترجمة ابن الصلاح "قلت وكان سلفياً حسن الاعتقاد كافّا عن تأويل المتكلمين " تذكرة الحفاظ (4/ 1431)
وقال في ترجمة عثمان بن بن خرزاذ الطبري: "فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقيا ذكيا نحويا لغويا زكيا حييا سلفيا" السير (13/ 380)
وقال في ترجمة الزبيدي "وكان حنفيا سلفيا" السير (20/ 317)
وقال في ترجمة ابن هبيرة "وكان يعرف المذهب والعربية والعروض سلفيا أثريا" السير (20/ 426)
وقال في ترجمة ابن المجد "وكان ثقة ثبتا ذكيا سلفيا تقيا" السير (23/ 118)
وقال في ترجمة يحيى بن إسحاق: "وكان عارفاً بالمذاهب خيراً متواضعاً سلفياً حميد الأحكام ... ". معجم الشيوخ رقم {957}
((السلفية)) في كتب الأنساب
1 - الإمام السمعاني (ت562هـ) "والسلفي - بفتح السين والام وفي آخرها ألف-: هذه النسبة إلى السلف، وانتحال مذهبهم على ما سمعت" {الأنساب} 7/ 104
2 - قال ابن الأثير (ت630هـ) عقب كلام السمعاني السابق" وعرف به جماعة" {اللباب في تهذيب الأنساب} 2/ 126
3 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت728) أ) " لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه، واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالإتفاق، فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا، فإن كان موافقا له باطنا وظاهرا، فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطنا وظاهرا وإن كان موافقا له في الظاهر فقط دون الباطن، فهو بمنزلة المنافق فتقبل منه علانبته وتوكل سريرته إلى الله، فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم" {مجموع الفتاوى} 4/ 149
ب) وفال في الفتوى الحموية (ص34) " واعلم أنه ليس في العقل الصريح ولا في شئ من النقل الصحيح ما يوجب مخالفة الطريقة السلفية أصلا ... "
ج) وانظر أيضا {بيان تلبيس ابليس} 1/ 122
4 - قال الإمام أبو اسحاق الجعبري الخليلي (ت732) حيث سأل عن نسبة السَّلَفي - والتي كان يكتبها بخطه - " نسبة إلى طريق السلف " {الغاية في شرح الهداية في علم الحديث ل"ابن الجوزي" للسخاوي} ص65
5 - قال الحافظ الذهبي (ت748) أ) لما ترجم لأبي طاهر السلفي كما في السير (21/ 6):" .... فالسِّلَفِيُ مستفاد من السَّلفي - بفتحتين - وهومن كان على مذب السلف"
ب) وقال لما ترجم لابن الصلاح -ررحمه الله - في التذكرة (4/ 1431) قال: "قلت -أي الذهبي -وكان سلفيا حسن الاعتقاد كافا عن تأويل المتكلمين مؤمنا بما ثبت من النصوص غيرخائض ومعمق ... "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/230)
ج) وقال في السير (13/ 380) عند كلامه على ما يحتاجه الحافظ: "قلت - أي الذهبي - الأمانة جزء من الدين، والضبط داخل في الحذق، فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقيا ذكيا ...... ، زكيا حييا، سلفيا .. )
د) وفي السير أيضا (16/ 457) عند ترجمة الدارقطني:" وصح عن الدارقطني أنه قال ما شئ أبغض إلي من علم الكلام. سمع هذا القول من أبوعبد الرحمن السلمي. قال الذهبي:"قلت: لم يدخل الرجل أبدا في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفيا ... "
هـ) وقال في معجم الشيوخ (2/ 280) عند ترجمة محمد بن محمد بن الفضل البهراني " وكان دينا خيرا سلفيا مهيبا تام الشكل ... "
و) وقال في معجم الشيوخ أيضا عند ترجمة يحيى بن إسحاق بن خليل السيباني ترجمة رقم (957) " وكان عارفا بالمذهب خيرا سلفيا حميد الأحكام .... "
ز) وقال في السير (13/ 183) في ترجمة يعقوب بن سفيان الفسوي رقم (106) ك" وما علمت يعقوب الفسوي إلا سلفيا ... "
ح) وقال في ترجمة أحمد بن أحمد بن سلمة المقدسي " وكان على عقيدة السلف" {معجم الشيوخ} (8/ 34)
6 - قال الشيخ العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (1371ه-):
أ-) " أما المأخذ السلفي الأول فالهداية والشعور يتضحان ويتضح علو درجتهما بالنظر في .... " {القائد إلى تصحيح العقائد} ص37
-ب) وقال أيضا ولا خفاء أن المأخذين السلفيين هما سراط هؤلاء، وأن علم الكلام والفلسفة ليسا من سراطهم " {السابق} ص41
ج) وقال أيضا " وبالجملة فشهادة الإسلام بكفاية المأخذين السلفيين في العقائد وتحزيره مما عداه بغاية البيان ودلالة العقل بذلك واضحة والله المستعان" {السابق} ص43
د) وقال أيضا " فماذا قال السلفيون ... " {السابق} ص47، 51، 55
ه-) وقال أيضا " السلفي .. " {السابق} ص ص110، 112، 113، 114، 124، 143، 145، 153،155
و) وقال أيضا" قال بعض السلفيين .. " {السابق} ص 136
ز) وقال أيضا " وهذا قول السلفيين في عقيدة السلف، ويوافقهم عليه أكابر النظار {السابق} ص199
هذا في كتاب واحد من كتبه رحمه الله!!!!
7 - وأما أقوال الشيخ المحدث العلامة محمد ناصر الدين الالباني - رحمه الله - فهي أكثر من أن أستطيع أن أجمعها وهي أشهر من أن يعرف بها مثلي.
8 - الشيخ العالم القدوة عبدالعزيز بن باز: أ) انظر ص34 - 35 من رسالة الشيخ {تنبهات عامة على ما كتبه محمد على الصابوني في صفات الله عز وجل}
ب) وقد سئل فضيلته: هل تقرون الدخول في مثل هذه الجماعات، جماعة الاخوان، وجماعة التبليغ، وجماعة الجهاد، جماعة كذا، أم تنصحوهم بالبقاء على طلب العلم مع طلاب العلم من الدعوة السلفية، فأجاب سماحته" بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي على عبدك ورسولك، ننصحهم جميعا بالاجتماع على كلمة واحدة وهي .. طلب العلم والتفقه في الكتاب والسنة والسير على مذهب أهل السنة والجماعة جميعا ننصحهم جميعا بان يكونوا هدفهم هو اتباع الكتاب والسنة والسير على مذهب أهل السبة والجماعةوان يكون جميعا يسمون أنفسهم أهل السنة أو اتباع السلف الصالح أما التحزب للاخوان المسلمين أو جمعية التبليغ أو كذا أو كذا لا ننصحهم به هذا غلط ولكن ننصحهم بأن يكونوا كتلة واحدة وجماعة واحدة يتواصون بالحق والصبر عليه وتنتسبون لأهل السنة والجماعة هذا هو الطريق السوي الذي يمنع الخلاف وإذا كانوا جماعات على هذا الطريق ما يضر، جماعة في جده وجماعة في صنعاء لكن كلهم على الطريقة السلفيه واتباع الكتاب والسنة ... " من شريط لقلء الشيخ أبي الحسن المأربي مع سماحته.
ج) ولقد تم الإتصال على سماحته في الطائف يوم الجمعة بعد صلاة المغرب في تاريخ 28 - 3 - 1413هـ من بلدة الأرطاوية وسئل " يا شيخ أنا شاب تتقاذفني الجماعات من اخوان وتبليغ وسلفية وكلهم يدعي الحق وكلهم يريدني أن انضم معه فأسألك بالله الذي لا إله إلا هو أن تقول لي كلمة الحق في هذه الجماعات .... قال الشيخ عليك بالجماعة التي تقوم على الكتاب والسنة وفهم السلف سواءا تسموا بالسلفية أو جماعة أنصار السنة في مصر والسودان، والسلفيين هم الذين يقومون عل الكتاب والسنة فقال السائل: يعني ادخل مع السلفيين؟ قال الشيخ: نعم نعم ثم دار كلام الشيخ على نفس الموضوع الحث على السلفية، {اخوتي لقد نقلت كلام الشيخ هذا من ذاكرتي فأرجو المعذرة إذا كان هناك نقص او خلط في كلا م الشيخ ولكني أكيد أن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/231)
المعنى لا يخرج عن هذا المضمون، ومن لم يثق فكلام الشيخ عندي مسجل بصوته ولله الحمد}
د) وقد سئل السيخ " ما تقول فيمن تسمى بالسلفي أو الأثري، هل هي تزكية؟ فأجاب سماحته - حفظه الله - " إذا كان صادقا أنه أثري أو سلفي لا بأس، مثل ما كان السلف يقول: فلان سلفي، فلان أثري، تزكية لا بد منها، تزكية واجبة" {من محاضرة مسجلة بعنوان (حق المسلم) في 16 - 1 - 1413هـ بالطائف.
هـ) وقال الشيخ "وليست الوهابية مذهبا خامسا كما يزعمه الجاهلون والمغرضون وإنما هي دعوة إلى العقيدة السلفية وتجديد لما درس من معالم الإسلام والتوحيد" {من فتاواه 3/ 1306)
و) وقال في وصيته لبعض طلاب العلم " ونوصيك بالإلتحاق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة فهي جامعة سلفية تعلم طلابها عقيدة أهل السنة والجماعة" {فتاواه 1/ 98) ولا أظنه يصف ويسمي البنيان بأنه سلفي ولكن الرجال الذين فيها.
9 - اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: س/ أريد تفسيرا لكلمة السلف ومن هم السلفيون ... ؟
ج/ السلف هم أهل السنة والجماعة المتبعون لمحمد صلى الله عليه وسلم من الصحابة رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم إلى يوم القيامة، ... " فتوى رقم (6149) (2/ 164)
وجاء في الفتوى رقم (1361) (1/ 165) س/ ما هي السلفية وما رأيكم فيها؟
ج/ السلفية نسبة إلى السلف والسلف هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى رضي الله عنهم ....... والسلفيون جمع سلفي نسبة إلى السلف وقد تقدم معناه وهم الذين ساروا على منهاج السلف .... "
---------اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو------------ عضو----------------نائب رئيس اللجنة --------------الرئيس
عبدالله بن قعود---عبدالله بن غديان---عبدالرزاق عفيفي --------------عبدالعزيز بن باز
10 - الشيخ العلامة الفقيه محمد الصالح العثيمين:
أ) أما نقل أبو النصر عن هذا العلم أنه أنكر التسمي بالسلفية فهاكم جوابه:
أولا: أن السؤال كان عن الإنتماء وليس عن التسمي حيث قال السائل (هل المنتمي إلى حزب ... "
ثانيا: أن يقال أن جواب الشيخ للسائل قد إنتهى عند قول" الذي أرى أنه على خطأ" ثم شرع الشيخ في بيان موقفه من تفرق الأمة الذي نعيشه اليوم فهذا تبليغي وهذا اخواني وهذا سلفي وذاك خارجي وذاك عقلاني معتزلي فمن ذا العالم الذي يريد أن تتفرق الأمة المسلمة هكذا بل إن جميع العلماء هدفهم - ومنهم الشيخ ابن عثيمين - أن ترجع الأمة لما كانت عليه إلى كتاب الله وسنة رسوله وفهم السلف. فعندما تتخلى الفرق الأخرى عن طرقها وبدعها فسوف لا يكون هناك داعٍ لاستخدام لفظة السلفية ولا أهل السنة ولأصبح المسلمون كما كان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. واما ان يبقى الحال على مثل ما عليه اليوم ثم يراد ممن يتبع الحق أن لا يتميزعن غيره من أهل الاهواء فهذا لا يقول به الشيخ ولا غيره. وبهذا التخريج لكلام الشيخ يمكن التوفيق بين كلامه هنا وبين كلامه الذي سوف ننقله إن شاء الله بعد هذا.
ثالثا: أن يقال أن كلام الشيخ هنا متشابه وكلامه الآتي محكم فيرد المتشابه إلى المحكم.
رابعا: إن أصررت على أن كلام الشيخ هنا لا يحتمل إلا ما قررت أنت فيقال أن للشيخ قولين قول خالف فيه السلف وقول وافق فيه السلف فكان ماذا ألا يأخذ بقوله الذي وافق فيه السلف.
ب) قال الشيخ محمد في شرح العقيدة الواسطية (1/ 53 - 54) " ... يخطئ من يقول: إن أهل السنة والجماعة ثلاثة: سلفيون وأشعريون وماتريديون، فهذا خطأ نقول: كيف يكون الجميع أهل سنة وهم مختلفون!! فماذا بعد الحق إلا الضلال، وكيف يكونون أهل سنة وكل واحد يرد على الآخر؟! هذا لا يمكن إلا إذا امكن الجمع بين الضدين. فنعم وإلا فلا شك أن أحدهم وحده هو صاحب السنة. فمن هو؟! الأشعرية؟ أم الماتريدية؟ ام السلفية؟ نقول من وافق السنة فهو صاحب السنة، ومن خالف السنة فليس صاحب سنة، فنحن نقول السلف هم أهل السنة والجماعة ولا يصدق الوصف على غيرهم أبدا، والكلمات تعبر بمعانيها. لننظر كيف نسمي من خالف السنة أهل السنة لا يمكن، وكيف يمكن أن نقول أن ثلاث طوائف مختلفة إنهم مجتمعون فأين الإجتماع؟ فأهل السنة والجماعة هم السلف معتقدا حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإنه سلفي".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/232)
ج) وقال في شرح العقيدة السفارينية الشريط الأول ما نصه" من هم أهل الأثر؟ هم الذين يتبعون الآثار، اتبعوا الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم وهذا لا يتأتى في أي فرقة إلا على السلفيين الذين التزموا طريق السلف ... "
11 الشيخ صالح الفوزان:
أ) سئل فضيلته: هل من تسمى بالسلفي يعتبر متحزبا؟ فأجاب "التسمي بالسلفية إذاكان حقيقة فلا بأس به، أما إذا كان دعوى فلا يجوز له أن يتسمى بالسلفية وهو على غير منهج السلف ... " {الأجوبة المفيدة على أسئلة المناهج الجديدة} ص13
ب) س: ما هي السلفية؟ وهل يجب سلوك منهجها والتمسك بها؟ فأجاب فضيلته "السلفية هي السير على منهج السلف من الصحابة والتابعين والقرون المفضلة في العقيدة والفهم والسلوك ويجب على المسلم سلوك هذا المنهج .... " {السابق} ص103
ج) سئل الشيخ: سماحة الشيخ أنتم وإخوانكم العلماء في هذه البلاد سلفيون - والحمد لله - وطريقتكم .. ثم سرد السؤال فأجاب الشيخ مباشرة {السابق} ص113 والشاهد أن السائل سماهم سلفيين ولم ينكر الشيخ عليه.
د) وقال في كتابه البيان ص156 " ... كيف يكون التمذهب بالسلفية بدعة والبدعة ضلالة؟! .... "
هـ) وقال في محاضرة ألقاها في حوطة سدير عام 1416هـ بعنوان (التحذير من البدع) الشريط الثاني نصه: فضيلة الشيخ: هل السلفية حزب من الأحزاب؟ وهل الإنتساب لهم مذموم؟ قال في الجواب: السلفية هي الفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة .. ثم أجاب الشيخ بجواب محصلته بأن السلفية والتسمي بها غير مذموم وارجع إلى المحاضرة.
و) هذا ويكفي الشيخ رده على البوطي في مسألة السلفية فليرجع إلى الرد من أراد.
12 - قال الشيخ صالح العبود في كتابه عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية!! ص1/ 254" إن المراد من التعبير بالسلفية هو اتباع طريق السلف الصالح ........ "
13 - الشيخ محمد أمان الجامي - رحمه الله - في كتابه الصفات الإلهية ص64" ويتضح مما تقدم أن مدلول السلفية أصبح اصطلاحا معروفا يطلق على طريقة الرعيل الأول ومن يقتدون بهم في تلقي العلم .... "
14 - الشيخ بكر أبو زيد: وهو الذي نقل عنه أبو النصر من ص39 قوله" لا يجوز لأحد أن يمتحن الناس بها ولا يوالي بهذه الاسماء ولا يعادي عليها، بل أكرم الخلق عند الله أتقاهم من أي طائفة كان" تلبيسا منه أن الشيخ يدخل التسمي بالسلفية في زمرة هذه الأسماء المذمومة وهو نفس الشئ الذي فعله مع شيخ الأسلام في نقله عنه فيكون الرد هنا هو نفسه الرد على مقولة شيخ الإسلام التي أوردها.أقول إما أن يكون قرأ كتاب الشيخ كاملا أو أنه نقل عن من نقل عن الشيخ هذه المقولة فقط وهو الأقرب لأنه لا يتصور أن يقرأ من الكتاب تلكم الصفحة وهو يعتبره من مراجعه وإن كان فعل فهذا قصور ما بعده قصور، وإن كان قرأ الكتاب كاملا فلا أعتقد أنه لم يمر بما سوف أذكره لاحقا إن شاء الله، فإن كان فعل فهذه خيانة ما بعدها خيانة فلم يبقى لحسن الظن فيه إلا أنه نقله عن من نقل عن الشيخ فإن كان كذلك فأقول: يقول الشيخ في نفس الكتاب وأترك الإخوة ليتبينو من رقم الصحيفة" وإذا قيل (السلف) أو (السلفيون) أو لجادتهم (السلفية) فهي هنا نسبة إلى السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم، فمن بعدهم بإحسان، دون من مالت بهم الأهواء بعد الصحابة - رضي الله عنهم - من الخلوف الذين انشقوا عن السلف الصالح باسم أو رسم، ومن هنا قيل لهم (الخلف) والنسبة (خلفي) والثابتون على منهاج النبوة نسبوا إلى سلفهم الصالح في ذلك فقيل لهم (السلف، والسلفيون) والنسبة إليهم (سلفي).
ب) قال الشيخ في حلية طالب العلم ص 12 على ما أظن " .. كن سلفيا على الجادة، على طريق السلف الصالح ... "
15 - الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي: يقول الدكتور كتابه (موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع) - رسالة دكتوراه - بإشراف الأستاذ أحمد عطية الغامدي (1/ 63) " .. وليس من الابتداع في شئ أن يتسمى أهل السنه ب (السلفيين)؛ بل إن مصطلح السلف يساوي تماما مصطلح أهل السنة والجماعة؛ ويدرك ذلك بتأمل اجتماع كل من المصطلحين في حق الصحابة فهم السلف وهم أهل السنة والجماعة".
16 - الشيخ الغنيمان: إن نقل أبوالنصر عن الشيخ فيه لمن تأمله رد عليه، إذ أن الشيخ يقول " وإن كان اسم السلفي قد وردت به الآثار والمقصود به من اتبع طريقة الصحابة ومن اقتدى بهم, ومع ذلك فإذا استخدم للتعصب والتحيز إلى فريق معين يكون ممقوتا شرعا ... " وفيه
* أن اسم السلفي قد جاءت به الآثار أي أنه ليس ببدعة كما يقول أبو النصر واتهمنا بابتداعه
* وبما أنه وردت به الآثار يعني أنه تسمى به طائفة من السلف
* ومن مفهوم المخالفة، أقول معنى كلام الشيخ أنه - أي السلفي - إذا لم يستعمل في التعصب والتحيز واستعمل في حسب مضمونه فلا حرج حينإذٍ وهذا الذي وافق فيه الشيخ جميع العلماء الأولين والمعاصرين فعلماء السلف ولله الحمد عبرتهم بالمضامين لا بالأسماء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/233)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 04:08 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً ..
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 05:27 م]ـ
أبا فهرٍ - أنعمَ اللهُ عليكَ -
انتفعتُ بموضوعِكَ، وانتفعْتُ بطريقةِ حِجاجِكَ ومُداورتِكَ المسألةَ باللينِ والقَصْدِ.
وفقكَ اللهُ.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 10:18 م]ـ
بارك الله فيك ونفع الله بك ووفقنا الله وإياك والمسلمين جميعاً للخير كله ..
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 12:02 ص]ـ
يقول راجي ربه المقتدر .... عبد الرحيم بن الحسين الأثري
زين الدين العراقي , صاحب الألفية في مصطلح الحديث
ـ[ظافر الأزدي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 01:06 ص]ـ
يقول راجي ربه المقتدر .... عبد الرحيم بن الحسين الأثري
زين الدين العراقي , صاحب الألفية في مصطلح الحديث
اتقي الله يارجل كان العراقي من كبار الاشاعرة المفوضةالصوفية فاي اثر أم الاغترار بالمسميات
التسمي لايفيد مع فساد المنهج
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[29 - 06 - 10, 02:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أبا فهر
بارك الله فيك يا سيدنا ..
من تسمى بالسلفي وتداعى بها لفرقة مع أهل الحق وعصبية على غير المعاني الشرعية كان كغيره من الأحزاب البدعية ..
و مثله (وهو موضع المحنة غالباً): من ينفي هذا الاسم عن غيره في مسائل يكون تعلقها بالسلفية هو من موارد الاجتهاد ..
وللفائدة؛ يقول الشيخ محمد بن إسماعيل المقدَّم حفظه الله:
( .......... النبرة اللى ماشية اليومين دول الناس اللى بتتكلم على سلفية اسكندرية، أنا اسكندرانى وفى الدعوة السلفية من حوالى 35 سنة، عمرى ما سمعت عن حاجة اسمها سلفية اسكندرية، ولا أعترف بأن فى حاجة اسمها سلفية اسكندرية، ده يبقى ضلال مبين،إن تبقى سلفيتنا سلفية اسكندرية، كمان السلفية بقى لها انتماء للبلاد، مفيش حاجة اسمها سلفية اسكندرية، هذا من التنابز بالألقاب، وهذا من أفعال الجاهلية، فمفيش سلفية اسكندرية وسلفية طنطا وسلفية أسيوط، ما هذه النبرة وما هذا العدوان والتطاول ... )
إلى آخر كلامه حفظه الله، وهذا الكلام قاله الشيخ فى معرض رده على كاتب
وقصدت من إيراد هذا الكلام أن السلفية لا ارتباط لها بمكان ولا أشخاص معينين
وهذا الكلام فيه إبانة عن أصل من أصول المنهج كما أشار إليه أبو فهر والله الموفق(64/234)
ما وجه الشبه و الاختلاف بين الزيدية والرافضة؟؟
ـ[أبو حذيفة الهلالي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 01:29 م]ـ
جزاكم اله خيرا
ما وجه الشبه و الاختلاف بين الزيدية والراففضة؟؟(64/235)
هل الحلف عبادة
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 10:18 م]ـ
اشكل علي ذلك. لان العبادات تدور بين الوجوب والاستحباب. بخلاف الحلف
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 10:34 م]ـ
اليس لو قلنا انه عبادة لكان الحالف بغير الله مشركا الشرك الاكبر بدون النظر الى اعتقاده لانه صرف العبادة لغير الله
انتظر مشاركاتكم ايها الاحبة(64/236)
حب جميع الصحابة من الإيمان
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[26 - 06 - 10, 03:05 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
فهذا مبحث لطيف في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في حب أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
1 - قَالَ الإمَامُ أَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيُّ (ت:321هـ): [ونُحِبُّ أصْحَابَ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولا نُفْرِطُ في حُبِّ أحَدٍ مِنْهُم، ولا نَتَبَرَّأُ مِنْ أحَدٍ مِنْهُم، ونُبْغِضُ مَنْ يُبْغِضُهُم وبِغَيْرِ الخَيْرِ يَذْكُرُهُم، ولا نَذْكُرُهُم إلاَّ بِخَيْرٍ، وحُبُّهُم دِيْنٌ وإيِمَانٌ وإحْسَانٌ، وبُغْضُهُم كُفْرٌ ونِفَاقٌ وطُغْيَانٌ] ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1)).
2- وَقَالَ الإمَامُ (البَرْبَهاريُّ) ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2)) ( ت:329هـ): [وإِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَأَنَسَ بنَ مَالِكٍ، وَأُسَيْدَ بنَ حُضَيْرٍ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ صَاحِبُ سُنَّةٍ - إنْ شَاءَ اللهُ -] ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn3)).
3- وَقَالَ الإمَامُ أَبُو بَكْر (الآجُرِّيُّ) ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn4)) ( ت:360هـ): [فَمِنْ صِفَةِ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ خَيْراً, وَسَلَّمَ لَهُ دِينَهُ وَنَفَعَهُ اللَّهُ الْكَرِيمُ بِالْعِلْمِ؛ الْمَحَبَّةِ لِجَمِيعِ الصَّحَابَةِ, وَلأَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , وَلأَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ ج, وَالاقْتِدَاءِ بِهِمْ, وَلا يَخْرُجُ بِفِعْلٍ وَلا بِقَوْلٍ عَنْ مَذَاهِبِهِمْ, وَلا يَرْغَبُ عَنْ طَرِيقَتِهِمْ, وَإِذَا اخْتَلَفُوا فِي بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: حَلالٌ، وَقَالَ الآخَرُ: حَرَامٌ، نَظَرَ أَيُّ الْقَوْلَيْنِ أَشْبَهُ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , وَسَأَلَ الْعُلَمَاءَ عَنْ ذَلِكَ إِذَا قَصُرَ عِلْمُهُ, فَأَخَذَ بِهِ وَلَمْ يَخْرُجْ عَنْ قَوْلِ بَعْضِهِمْ, وَسَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ السَّلامَةَ, وَتَرَحَّمَ عَلَى الْجَمِيعِ] ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn5)).
4- وقال الإمَامُ ابنُ بَطَّة (ت:387هـ): [وَيُحِبُّ جَمِيعَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَلَى مَرَاتِبِهِمْ وَمَنَازِلِهِمْ أَوَّلاً فَأَوَّلاً، مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَاَلْحُدَيْبِيَةِ وَبَيْعَةِ اَلرِّضْوَانِ وَأُحُدٍ، فَهَؤُلاءِ أَهْلُ اَلْفَضَائِلِ اَلشَّرِيفَةِ، وَالْمَنَازِلِ اَلْمُنِيفَةِ، اَلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ اَلسَّوَابِقُ، رَحِمَهُمْ اَللَّهُ أَجْمَعِينَ] ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn6)).
5- وَقَالَ الإمَامُ ابنُ أبِي زَمَنِيْن (ت:399هـ): [وَمِنْ قَوْلِ أَهْلِ اَلسُّنَّةِ: أَنْ يَعْتَقِدَ اَلْمَرْءُ اَلْمَحَبَّةَ لأَصْحَابِ اَلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَأَنْ يَنْشُرَ مَحَاسِنَهُمْ وَفَضَائِلَهُمْ، وَيُمْسِكَ عَنْ اَلْخَوْضِ فِيمَا دَارَ بَيْنَهُمْ] ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn7)).
6- وَقَالَ الإمَامُ ابنُ قُدَامَة (ت:620هـ): [وَمِنَ السُّنَّةِ: تَوَلِّي أَصْحابِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَمَحَبَّتُهُم، وَذِكْرُ مَحَاسِنِهِم، وَالتَّرَحُّمُ عَلَيْهِم، والاسْتِغْفَارُ لَهُم، والْكَفُّ عَنْ ذِكْرِ مَسَاوئِهِم وَمَا شَجَرَ بَيْنَهُم، وَاعْتِقَادُ فَضْلِهِم، وَمَعْرِفَةُ سَابِقَتِهم] ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn8)).
ـــــــ حاشية ـــــــــ
([1]) "شرح العقيدة الطحاوية" (2/ 689 - ط. مؤسسة الرسالة).
([2]) قال الإمام السمعاني (ت:562هـ) في "الأنساب" (1/ 307): [بفتح الباء الموحدة، وسكون الراء المهملة، وفتح الباء الثانية أيضاً، والراء المهملة أيضاً بعد الهاء والألف، وهذه النسبة إلى بربَهار: وهي الأدوية التي تُجلب من الهند ... ].
([3]) "شرح السنة" (ص116/رقم133).
([4]) قال الإمام السمعاني في "الأنساب" (1/ 59): [بفتح الألف، وضم الجيم، وتشديد الراء المهملة، وهذه النسبة إلى عمل الآجُرّ وبيعه، ونسبة إلى درب الآجر أيضاً]، وقال الإمام ياقوت الحموي في "معجم البلدان" (1/ 51): [الآجُرُّ: بضم الجيم، وتشديد الراء: وهو في الأصل اسم جنس للآجُرََّة، وهي بِلُغَةِ أهل مصر: الطوب، وبلغة أهل الشام: القِرْمِيد].
([5]) "الشريعة" (4/ 1691 - 1692).
([6]) "الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة" (ص297 - ط. العلوم والحكم).
([7]) "أصول السنة" (ص263 - رياض الجنة).
([8]) "لُمْعَة الاعتقاد" (ص49 - ط. دار التأصيل).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/237)
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[26 - 06 - 10, 06:23 ص]ـ
وإليكم مشاركاتي المتعلقة بالصحابة والدفاع عنهم:
1 - الصحابة كلهم عدول:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=214776
2- أفضل هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=214883
3- الدفاع عن الصحابي الجليل حسان بن ثابت:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215188
4- الدفاع عن الصحابي نعيمان الأنصاري:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8816
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31128
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81639
5- الدفاع عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8234
6- الحسن بن علي لم يكن مزواجًا مطلاقًا كما يُقال:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15573
7- بطلان قصة لعن عائشة لعمرو بن العاص:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9020(64/238)
المتأولون الذين قالوا بأن الأسلم للعوام هو عقيدة الإثبات في صفات الله وأن كلام المتأولين فيه ضرر على العوام
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[26 - 06 - 10, 12:31 م]ـ
السلام عليكم
هناك كلام لابن الجوزي وابن عقيل رحمهما الله في أن الأسلم لعقيدة العوام هو مذهب الإثبات وليس التأويل، وأن التأويل يكون للعلماء
فليت الأشاعرة الذين ينقلون كلامهما مساندة لعقيدتهم الباطلة في تأويل وتفويض صفات الله عز وجل يأخذون بقولهم هذا أيضا فيكفوا شرهم عن العوام، ولا يفسدوا دينهم!
قال ابن عقيل في " الفنون ": الاصلح لاعتقاد العوام ظواهر الآي، لانهم يأنسون بالاثبات، فمتى محونا ذلك من قلوبهم، زالت الحشمة.
قال: فتهافتهم في التشبيه أحب إلينا من إغراقهم في التنزيه، لان التشبيه يغمسهم في الاثبات، فيخافون ويرجون، والتنزيه يرمي بهم إلى النفي، فلا طمع ولا مخافة في النفي، ومن تدبر الشريعة، رآها غامسة للمكلفين في التشبيه بالالفاظ الظاهرة التي لا يعطي ظاهرها سواه، كقول الاعرابي: أو يضحك ربنا؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم (3)، فلم يكفهر لقوله، تركه وما وقع له. (المصدر: سير أعلام النبلاء 19/ 449)
تعليق: قوله بأن الشريعة غامسة للمكلفين في التشبيه خطأ
فهو ليس بتشبيه، وسببه هو أن ابن عقيل رحمه الله كان لديه فهم خاطئ لمعنى التشبيه
ولمعرفة معنى التشبيه في صفات الله يُنظر هنا ( http://www.as-salaf.com/article.php?aid=82&lang=ar)
وقال ابن الجوزي في صيد الخاطر:
من أضر الأشياء على العوام كلام المتأولين، والنفاة للصفات والإضافات فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالغوا في الإثبات ليتقرر في أنفس العوام وجود الخالق، فإن النفوس تأنس بالإثبات، فإذا سمع العامي ما يوجب النفي، طرد عن قلبه الإثبات، فكأن أعظم ضرر عليه، وكان هذا المنزه من العلماء على زعمه، مقاما لإثبات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالمحو وشارعا في إبطال ما يفتون به. وبيان هذا أن الله تعالى أخبر باستوائه على العرش، فأنست النفوس إلى إثبات الإله ووجوده، قال تعالى: ويبقى وجه ربك وقال تعالى: بل يداه مبسوطتان وقال غضب الله عليهم رضي الله عنهم وأخبر أنه ينزل إلى السماء الدنيا، وقال: [قلوب العباد بين أصبعين،] وقال: كتب التوراة بيده، وكتب كتابا فهو عنده فوق العرش، إلى غير ذلك مما يطول ذكره. فإذا امتلأ العامي والصبي من الإثبات، وكاد يأنس من الأوصاف بما يفهمه الحس، قيل له: ليس كمثله شيء فمحا من قلبه ما نقشه الخيال، وتبقى ألفاظ الإثبات متمكنة. ولهذا أقر الشرع مثل هذا، فسمع منشدا يقول: وفوق العرش رب العالمين، فضحك. وقال له آخر: أو يضحك ربنا؟ فقال: نعم. وقال: إنه على عرشه هكذا. كل هذا ليقرر الإثبات في النفوس. وأكثر الخلق لا يعرفون الإثبات إلا على ما يعلمون من الشاهد، فيقنع منهم بذلك إلى أن يفهموا التنزيه. فأما إذا ابتدئ بالعامي الفارغ من فهم الإثبات، فقلنا: ليس في السماء ولا على العرش، ولا يوصف بيد، وكلامه صفة قائمة بذاته، وليس عندنا منه شيء، ولا يتصور نزوله، انمحى من قلبه تعظيم المصحف، ولم يتحقق في سره إثبات إله. هذه جناية عظيمة على الأنبياء، توجب نقض ما تعبوا في بيانه، ولا يجوز لعالم أن يأتي إلى عقيدة عامي قد أنس بالإثبات فيهوشها، فإنه يفسده ويصعب صلاحه.
فأما العالم فإنا قد أمناه لأنه لا يخفي عليه استحالة تجدد صفة الله تعالى، وأنه لا يجوز أن يكون استوى كما يعلم، ولا يجوز أن يكون محمولا، ولا يوصف بملاصقة ومس، ولا أن ينتقل. لا يخفي عليه أن المراد بتقليب القلوب بين أصبعين الإعلام بالتحكم في القلوب فإن ما يديره الإنسان بين أصبعين هو متحكم فيه إلى الغاية ... إلخ
-----
تعليق: هذا الجزء الأخير (عن العلماء) خطأ ولكن المقصود من نقل ما قاله هو أنه كان يرى أن عقيدة الإثبات هي الأسلم والأصوب للعوام لأن عقيدة التأويل تفسد دينه وعقيدته ويصحب اصلاحها بعد ذلك، وليس لأنه هو يعتقد بأن هذا الاعتقاد هو الصواب وأن التأويل باطل.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[26 - 06 - 10, 12:38 م]ـ
وقد تساءلت في نفسي
عندما يُذنب أشعريٌّ، فيتوب ويندم .. هل يرجو في قلبه رحمة الله؟ أم أن نفيه لصفة الرحمة يمحو هذا الشعور؟
وهل يشعر في نفسه رغبة في أن يحبه الله عز وجل؟ أم أن عقيدته ترسخت فيه بحيث لا يشعر بهذا الشعور؟
وهل إذا أذنب ذنبا، هل يخاف من غضب الله؟ أم أنه لا يشعر بهذا الشعور لأن عقيدة النفي انغرست فيه حتى ثبتت جدورها في فلبه؟
أم أنهم في الحقيقة يشعورن بهذه الأشياء لا إراديا، ويصعب عليهم محو هذه المشاعر في أنفسهم، وإن عقيدتهم الباطلة لم تستطع محو هذه الفطرة التي هي موجودة في الإنسان؟
هل يعلم أحدكم جواب هذه الأسئلة؟
هل تكلم أحد الأشاعرة في هذا الأمر؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[29 - 06 - 10, 02:42 ص]ـ
والحقيقة أن هذا الكلام خطير جدا
لأن مؤداه قول الفلاسفة الكفري العظيم أن الأنبياء كلموا الناس قدر مايعقلون، وأن معلوماتهم تقريبية، وأن لعقائدهم حقائق لم يخبروا بها العوام، وهذا في حقيقته إبطال للنبوات، وللغزالي كلام قريب من الذي فوق، ولذا نقل شيخ الإسلام أن جماعات من العلماء تكلموا فيه بسبب ذلك، وقالوا إن كلامه ككلام الفلاسفة في النبوات، وإن كلامه يقدح في الإيمان بالنبوات، كما نقل الشيخ في النبوات والرد على المطقيين وغير ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/239)
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 03:58 م]ـ
أقول والله أعلم:
أن هذا المذهب المذكور أعلاه فيه خبط وتخليط وهو ليس مما يصلح مذهبا مؤيدا لأهل السنة ..
إذ إن التفرقة بين العامة والعلماء في تلقي نصوص الوحي بالنسبة لصصفات الإلهية باطل من أساسه وليس له حجة شرعية .. وهو تقسيم بدعي ..
لأن الله عرف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله لجميع خلقه ولم يفرق بين العامة والعلماء كما ادعى ابن عقيل وابن الجوزي وهما تلقياه من المتأخرين ذريعة لمحو ظواهر الكتاب والسنة ..
إذ ينبني هذا على أن التعليم - تعليم العقيدة - يكون على مذهب العلماء ضرورة وبالتالي يسهل القول بالمجاز والتأويل لنصوص الصفات .. وهذا هو عين الباطل وهو الطريق المؤدي لنشر الفكر الأشعري ..
ودليل ذلك أنهم لا يصرحون بأن القرآن مخلوق مع أنه عين مذهبهم ولكنهم يقولون يصرح بذلك في مقام التعليم!!
المهم أن النتيجة من هذا المذهب - وهو أن إثبات ظواهر الكتاب والسنة مفيد للعوام - هو أن ظواهرهما غير مرادة ويدخل عليهما بمعولي المجاز والتأويل ..
والأسئلة التي عرضتها الأخت في مذهب الأشعرية ومن وافقهم في موضوع المحبة والغضب والرحمة ..
أسئلة جيدة .. وعرضها على الأشعرية سيكون محيرا للغاية ..
بورك فيكم
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[30 - 06 - 10, 01:01 ص]ـ
وقد تساءلت في نفسي
عندما يُذنب أشعريٌّ، فيتوب ويندم .. هل يرجو في قلبه رحمة الله؟ أم أن نفيه لصفة الرحمة يمحو هذا الشعور؟
وهل يشعر في نفسه رغبة في أن يحبه الله عز وجل؟ أم أن عقيدته ترسخت فيه بحيث لا يشعر بهذا الشعور؟
وهل إذا أذنب ذنبا، هل يخاف من غضب الله؟ أم أنه لا يشعر بهذا الشعور لأن عقيدة النفي انغرست فيه حتى ثبتت جدورها في فلبه؟
أم أنهم في الحقيقة يشعورن بهذه الأشياء لا إراديا، ويصعب عليهم محو هذه المشاعر في أنفسهم، وإن عقيدتهم الباطلة لم تستطع محو هذه الفطرة التي هي موجودة في الإنسان؟
هل يعلم أحدكم جواب هذه الأسئلة؟
هل تكلم أحد الأشاعرة في هذا الأمر؟
أشار إلى قريب من ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ففرق بين نظارهم وعبادهم حال النظر وحال الوله والعبادة والتوجه إلى المعبود فقال في المجموع5/ 272 - 273: (
وقال طوائف منهم ليس فوق العالم ولا فوق العالم شىء أصلا ولا فوق العرش شىء وهذا قول الجهمية والمعتزلة وطوائف من متأخرى الاشعرية والفلاسفة النفاة والقرامطة الباطنية أو أنه فى كل مكان بذاته كما يقول ذلك طوائف من عبادهم ومتكلميهم وصوفيتهم وعامتهم
ومنهم من يقول ليس هو داخلا فيه ولا خارجا عنه ولا حالا فيه وليس فى مكان من الأمكنة فهؤلاء ينفون عنه الوصفين المتقابلين جميعا وهذا قول طوائف من متكلميهم ونظارهم .... و الأول هو الغالب على عامتهم وعبادهم وأهل المعرفة والتحقيق منهم و الثانى هو الغالب على نظارهم ومتكلميهم وأهل البحث منهم والقياس فيهم
وكثير منهم يجمع بين القولين ففى حال نظره وبحثه يقول بسلب الوصفين المتقابلين كليهما فيقول لا هو داخل العالم ولا خارجه وفى حال تعبده وتألهه يقول بأنه فى كل مكان ولا يخلو منه شىء .. الخ كلامه رحمه الله.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[30 - 06 - 10, 01:56 ص]ـ
أقول والله أعلم:
أن هذا المذهب المذكور أعلاه فيه خبط وتخليط وهو ليس مما يصلح مذهبا مؤيدا لأهل السنة ..
إذ إن التفرقة بين العامة والعلماء في تلقي نصوص الوحي بالنسبة لصصفات الإلهية باطل من أساسه وليس له حجة شرعية .. وهو تقسيم بدعي ..
لأن الله عرف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله لجميع خلقه ولم يفرق بين العامة والعلماء كما ادعى ابن عقيل وابن الجوزي وهما تلقياه من المتأخرين ذريعة لمحو ظواهر الكتاب والسنة ..
بارك الله فيكم
لم يكن مقصودي من نقل ما قالاه هو اقرارهما على هذا التفسيم الباطل، ولكن أردت فقط أن يرى الجميع كيف أن بعض المتأولين أنفسهم يعترفون بأن التأويل يُفسد عقيدة عامة الناس
ورجاء أن يكف المتأولون عن نشر عقيدتهم الفاسدة بين عامة الناس
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[30 - 06 - 10, 01:57 ص]ـ
وكثير منهم يجمع بين القولين ففى حال نظره وبحثه يقول بسلب الوصفين المتقابلين كليهما فيقول لا هو داخل العالم ولا خارجه وفى حال تعبده وتألهه يقول بأنه فى كل مكان ولا يخلو منه شىء .. الخ كلامه رحمه الله.
أي دين هذا!
نسأل الله العافية والسلامة
اللهم ثبتنا على الحق
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[30 - 06 - 10, 02:00 ص]ـ
وأن لعقائدهم حقائق لم يخبروا بها العوام.
أليس هذا موجودا عند بعض الفرق الضالة؟
يخفون عن الناس بعض ما يعتقدونه ويفعلونه خاصة عند بعض فرق الصوفية
وهو ايضا موجود في دين الرافضة
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[30 - 06 - 10, 02:41 ص]ـ
نعم، وفي الجملة كل هذه العقائد البدعية التي ليست في الكتاب والسنة، فهي تخالف الفطر، ولذا يخشى أصحابها التصريح بها للعوام، لئلا يهيجوهم عليهم، فالرافضة في خطابهم الإعلامي مثلا ينكرون تحريف القرآن، لأن العوام تستهجنه، بينما التحريف عندهم قطعي من ضرورات المذهب، وهكذا الأشاعرة يصرحون أن إظهار القول بخلق القرآن شنيع في الأسماع، لذا يقولون غير مخلوق ويريدون به النفسي، كما صرح الباجوري في حاشيته على الجوهرة مثلا، أنه في مقام التعليم يصرحون بخلق القرآن وفي مقام الكلام مع العوام يقولون غير مخلوق، وكثير من هذا قرره الغزالي في (إلجام العوام) وهذا الكتاب في حقيقته ليس كما يظن البعض أنه تراجع من الغزالي عن عقيدة المتكلمين، لا، بل هو يقرر عدم مناسبتها للعوام فقط، لأنها فوق ماتحتمله عقولهم، رغم أنها هي الحق الذي جاءت به الرسل لكن باطنا لا ظاهرا، لذا تكلموا فيه كما أسلفت.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/240)
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[30 - 06 - 10, 03:08 ص]ـ
السلام عليكم
المسلمون جميعا متفقون على اصول كلية منها
ان باب الاسماء والصفات محصله اثبات الكمال المطلق لله عز وجل والتنزيه له عما لا يالق له وهذا القدر الكلي متفق عليه بين سائر الطوائف وانما اختلف اهل القبلة في مناط الكمال ما هو وفي مناط النقص ما هو وعن هذا تفرع نفي الصفات عند المعتزلة وغيرهم
ومنها ان من نفى الصفات ومن نفى احكام الصفات فهذا لا يكون من الاسلام في شيئ ولا ينتسب الى ديانة نبي صدقا والجهمية وان نفو الصفات مثل العلم والقدرة والسمع فلا احد منهم يصف الله بضد ذلك ويثبتون احكام الصفات اي كون الرب لا يعزب عنه شيئ فهذا حكما يثبته سائر الطوائف
والاشاعرة وان نفو الصفات الخبرية قولا واحدا بين متاخريهم ومتقدميهم فرارا من التشبيه على زعمهم فهم يرجعون هذه الصفات الى صفات يثبتونها مثل صفة الرحمة والرضى الى صفة الارادة فيؤلونها بارادة الانعام فهم لا ينفون الحكم اي احكام الصفات وان نفو الصفة بناء على الادلة الفلسفية التي اقروها ومن اشهرها دليل الاعراض ودليل التركيب ودليل التخصيص عند بعض المتاخرين
ومنها ان هناك فرق بين الاقوال المقولة باحرفها وبين الاقوال التي تستلزم هذا وتتضمنه ولكن صاحبه لا يقصد بها هذا المفهوم وتعطيل الجهمية والمعتزلة اما من جهة التضمن لمذهبهم واما من جهة اللزوم واما انهم صرحو بهذا التعطيل وقصدوه فهذا لم يقع لاحد من اهل القبلة انه انتحل شبئ من هذا
اضن بهذا التاصيل يزول الاشكال المطروح من الاخت زوجة وام بارك الله فيها وزوجها وولدها
الفوائد المذكورة اعلاه مستفادة من شرح الشيخ الغفيص للواسطية والله اعلم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[30 - 06 - 10, 11:49 ص]ـ
وصفة المحبة إلى ماذا يرجعونها؟
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[30 - 06 - 10, 03:14 م]ـ
السلام عليكم
يقول الاشاعرة باثبات المحبة من العبد لربه وانكار محبة الرب لعبده ويرجعونها الى الارادة فيقولون محبة الله لعبده لا معنى لها الارادة لاكرامه ومثوبته وكذلك المعتزلة ينفون المحبة من الجهتين يقولون لايحب ولا يحب ويفسرون ايات المحبة بنفس الثواب الواجب عندهم على الله لهؤلاء بناء على مذهبهم في وجوب اثابة المطيع وعقوبة العاصي
فترين انهم وان نفو الصفة الا انهم اثبتو الحكم لان اركان الايمان بالاسماء الحسنى ثلاثة الايمان بالاسم الايمان بما دل عليه من معنى والايمان بما يتعلق به من اثار سواء كانت هذه الاثار اثارا كونية تتعلق بالموجودات او وجدانية تصديقية ايمانية تتعلق بالقلب من تعظيم الرب وتقديره قدره المتضمن قيام القلب بانواع العبوديات كالخوف والرجاء والرغبة والتوكل ونحوها
ولا ينكر تناقضهم في هذا الباب من نفي الصفة واثبات الحكم لان مامن اسم من اسماء الله الا وله تاثير غي الكونياتكما له تاثير في القلوب والوجدانيات والله اعلم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[30 - 06 - 10, 05:41 م]ـ
بمعنى آخر
هم نفوا الصفة وأثبتوا لوازمها
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[30 - 06 - 10, 10:37 م]ـ
السلام عليكم
قلت ان كلا من المعتزلة نفاة الصفاة و متكلمة الصفاتية من الاشاعرة والماتريدية اثبتو احكام الصفات وان نفو حقائقها
واحكام الصفات هي نسبة الصفة الى متعلقاتها بحيث تقتضي اثارها اقتضاءا ظاهرا *انظر المفردات للراغب ص 126*
ومعنى قوله تقتضي اثارها ما تقتضيه الصفة هو ما توجبه نسبة احكام الصفة الى متعلقاتها واثارها هو ما يظهر في المتعلقات بعد تعلق احكام الصفة بها فان حكم الصفة اذا تعلق بشئ فلا بد وان تظهر اثاره فيه
واثار الصفة نوعان
الاول اثار تتعلق بالقلوب وهي ما يظهر نتيجة للايمان بها من انواع العبوديات المناسبة لها
الثاني اثار تتعلق بالذوات وهي ما يظهر نتيجة لتعلق احكام الصفة بذوات الموجودات واحوالهم *انظر مفتاح دار السعادة ص 90*
وسؤالكي يندرج تحت النوع الثاني
قال ابن عيسى في توضيح المقاصد وتصحيح القواعد النونية 2/ 126 ان احكام الصفات تنسب الى متعلقات تقتضي اثارها والله اعلم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[30 - 06 - 10, 11:42 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
جزاك الله خيرا
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 01:00 ص]ـ
أخي أبا هند .. بارك الله فيك ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/241)
ها المنقول أعلاه أرى فيه اللين تجاه الأشعرية .. فليس همنا هنا بيان أنهم اثبتوا لوازم الصفة ..
القضية أكبر من ذلك ..
فهي تعود أصلا على منهج التلقي .. ففي قانون الرازي معولين كبيرين هادمين للقرآن والسنة منبع الشريعة وأساس الدين ..
معول عام عليهما جميعا فيقول بأن أدلتهما لا تفيد اليقين أما أدلة العقل فهي يقينية ولا جدال عنده في هذه!!!
ومعول خاص بالقرآن وهو القول بالمجاز ليكون ذريعة لنفي الظاهر وتثبيت التأويل البدعي وفق مقتضى العقل وليس اتباعا للغة القرآن ..
ومعول آخر على السنة، وهو الأخذ بالمتواتر ونبذ الآحاد .. وحتى إن جاء المتواتر لم يسلم من إعمال المجاز لتأويله وصرف ظاهره ..
المهم عندهم قداسة الأدلة العقلية وتقديمها على الأدلة الشرعية .. وهذا في نظري هو العقبة الكؤود في التلاقي بين أهل السنة المتبعين وأهل التأويل المبتدعين ..
وما يأتي بعد ذلك من مفردات كنفي الصفات الخبرية فما هو إلا أثر من آثار انتهاكهم حرمة الكتاب والسنة وتقديسهم العقل وتمجيدهم للحكماء العقلانيين ..
فلا غرو إن وجدناهم نفوا الإستواء والعلو الحقيقي لله بمقدمات كلامية لا تسمن ولا تغني من جوع ..
وكذلك ابتداعهم الكلام النفسي ليقدموا للناس نسخة جديدة من (خلق القرآن) على طريقة الاشاعرة المتأخرين ..
ولا أعجب إن رايناهم يخالفوننا في كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) وكذلك قوله تعالى (قل هو الله أحد) فيوحدون الله على أهوائهم .. والهذه المسألة تحتاج إلى بسط ليس هذا محله ..
وقد ناقشت أحدهم (دكتور أزهري) في قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) و ثم استوى على العرش الرحمن) وسألته عن التلازم بين الرحمة والاستواء ها هنا ..
فقرر ما قرره أهل الكلام من الأشعرية المتأخرين في نفي وتحريف صفتي الرحمة والإستواء ..
فإلى أي حد وصل نقضهم لنصوص الكتاب والسنة ..
وإلى أي حد اتهموا مخالفيهم ممن وقفوا على ظاهر النصوص الشرعية فكفروا من أخذ بالظاهر غير مبالين بتلك الأحرف التي يعذرهم بها بعضنا ويلين معهم الخطاب ..
وأنا مرتاح الضمير لتكفير ابن حزم لهم في المسألة ككل كما عرضتها أعلاه وهي نقضهم للنصوص الشرعية وتزويرهم أو تحريفهم باسم المجاز والتنزيه وردهم للأحاديث الصحيحة المتفق عليها، ولا أستريح لتكفير آحادهم أو من قامت عنده شبهة .. أما من عاند واصر وقدم عقله على كلام الله ورسوله فلا حرج عندي والله أعلم ..
بورك فيكم وسدد الله خطاكم
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[01 - 07 - 10, 03:14 ص]ـ
اقول لك اخي وفقك الله اعتراضك خارج عن محل النزاع فنحن نتكلم عن احكام الصفات والقوم اثبتو ها انظر مجموع الفتاوى ص 6/ 359 والتدمرية ص 8 واهل السنة اهل عدل كما انهم اهل حق قال تعالى *ولا يجرمنكم شنان قوم على الا تعدلو اعدلو هو اقرب للتقوى* فالقضية ليست قضيت لين اخي الفاضل بل هي قضية نقل موثق من كلام شيخ الاسلام لمعتقد المعتزلة والاشاعرة
فالظاهر انك لم تتصور المسالة المطروحة من الاخت ومحل الاشكال من كلامها لانك عرضت علينا مجمل اعتقاد الاشاعرة وليس عن هذا كان مدار السؤال
ففهم السؤال نصف الجواب
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 03:54 ص]ـ
الأخ أبا هند بارك الله فيك ..
الحوار من أعلاه حتى المشاركة العاشرة لك كان اتجاهه واضحا ..
فشاركت أنت بالتلطف واللين تجاههم لأنهم يثبتون أحكام الصفات .. وكأنهم بهذا لا يختلفون اختلافا كبيرا يذكر .. ولا أنهم فرقة مبتدعة يجب التحذير منهم ومن أفكارهم ونقض أصولهم ..
وهذا لا ينافي العدل الذي أمرنا به ..
فليس العدل أن نتهاون مع من يرد كلام الله وكلام رسوله ويقدم آراء الفلاسفة والحكماء ويقدسونها تقديسا .. وويل لمن رد منها رأيا عقليا ..
فقولك: أنني لم أتصور .. وفهم السؤال .. الخ
كان أولى بك أن تلتزمه قبل أن تشارك بالمشاركة اللينة مع المبتدعة ..
ولو أنك تعلم ما يدور على الساحة من تكفيرهم لأهل السنة والسلفيين صباح مساء وتجهيلهم والكذب عليهم واتهامهم بالأباطيل لما كان هذا موقفك ..
نفع الله بك .. ولا أحب أن أطيل النقاش في هذا ..
فطرح الأخت " زوجة وأم " أعلاه في مشاركتيها الأوليين واضح جدا وصريح ومهم للغاية.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[01 - 07 - 10, 05:25 م]ـ
قولك فشاركت أنت بالتلطف واللين تجاههم لأنهم يثبتون أحكام الصفات .. وكأنهم بهذا لا يختلفون اختلافا كبيرا يذكر .. ولا أنهم فرقة مبتدعة يجب التحذير منهم ومن أفكارهم ونقض أصولهم
تلطف معهم شيخ الاسلام والائمة من اهل السنة والجماعة اذا
فليس كلامي الذي قرءت بل هو نقل عنهم
وجفوت عنهم انت اخي واردت ان تنسب اليهم كل بدعة وظلال وان تجردهم من كل صواب وحق وقع لهم فالعدل ان تذكر ما لهم وما عليهم ولكل مقام مقال فمقام الرد عليهم غير مقام تحرير مذهبهم وتحقيق المناط في الاصول التي خالفو فيها والتي وافقو فيها فلا تتسرع في الرد لمجرد الرد ولا تسئ الظن القائم على الجهل.
واما عن قولك *تغير مسار السؤال* ناتج عن عدم الفهم والا الاخت وجدت في النقول التي نقلتها حاجتها وختمت كلاماها بالدعاء بعد الاستفصال والاستشكال ثم طلعت انت بالاستهجان والاستنكار بدون الروية والبيان
اخي تكلم بعلم وعدل ولا تتسرع في اصدار الاحكام.
والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/242)
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 07:38 م]ـ
بعد قليل إن شاء الله
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 07:57 م]ـ
الأخ الكريم ابا هند .. وفقه الله ..
قولك:
تلطف معهم شيخ الاسلام والائمة من اهل السنة والجماعة اذا
فليس كلامي الذي قرءت بل هو نقل عنهم
أولا: تلطف معهم شيخ الاسلام .. يعني هذا عام في التلطف معهم في جميع أقوال شيخ الإسلام؟
أتجزم بهذا؟
ومن أسميتهم بأهل السنة هل كلهم تلطفوا؟
يعني أتجزم بأن جميع أهل السنة تلطفوا مع الأشعرية ولم يصفوهم بالمبتدعة الخارجين عن أصول أهل السنة والجماعة؟
إن قلت نعم كلهم على هذا فقد جهلت .. ومعك عذرك ..
وإن قلت يوجد كثير من أهل السنة شددوا عليهم وبدعوهم .. فلا تتكلم هكذا باطلاق ..
فالعدل الذي تدعونا إليه يلزمك ببيان من شدد ومن تلطف ولا تجزم بأن الجميع من أهل السنة فعلوا هذا ..
وثانيا: ما هو المقصود بـ (معهم)؟
إن قلت الأشاعرة القدماء .. فمسلم .. على الغالب وإلا فبعض أهل السنة قدحوا في الأشعري بقدر ما انتشر عنه من بدع خلاف ما رجع عنه آخرا ..
وإن قلت من ينسب إليهم شيء من الأشعرية كالنووي والبيهقي وأمثالهما .. فنعم أيضا .. وليس معنى هذا أن نسكت عما في كلامهم بدع وأخطاء يجب التحذير منها ..
وإن قلت المتأخرين: ففي إمكانك أن تبحث جيدا في كتب شيخ الإسلام عن موقفه منهم ..
وإن وجدت نصا أو أكثر فيه التلطف، فستجد أضعافه فيه الشدة عليهم ووصفهم بالمبتدعة تصريحا ..
وهذا نص مؤقت أضعه بين عينيك إكراما لك لا تسفيها ..
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (2/ 50):
وفي إضافته [أي القرآن] إلى هذا الرسول تارة وإلى هذا تارة: دليل على أنه إضافة بلاغ وأداء لا إضافة إحداث لشيء منه أو إنشاء كما يقوله بعض المبتدعة الأشعرية من أن حروفه ابتداء جبرائيل أو محمد مضاهاة منهم في نصف قولهم لمن قال: إنه قول البشر من مشركي العرب ممن يزعم أنه أنشأه .. اهـ
وقولك:
وجفوت عنهم انت اخي واردت ان تنسب اليهم كل بدعة وظلال وان تجردهم من كل صواب وحق وقع لهم فالعدل ان تذكر ما لهم وما عليهم
يعني هل تقول أنني أنسب إليهم ما ليس في مذهبهم؟ فبين لي ما ليس في مذهبهم، وإلا فأنت لا تعرف الأشعرية ولو كنت أشعري ..
ثم ما رأيت غيري أنا فقط الذي جفا على الأشاعرة المبتدعة أصحاب الكلام النفسي واستواء القهر والغلبة ووو؟
ألم تقرأ آراء علماء أهل السنة في الأشعرية؟ ف
إن كنت قرأت فقد وجدت من جفا عليهم وشدد النكير ووصفهم بالمبتدعة الضلال كثيرا جدا ..
وإن كنت لم تقرأ فلا عيب أن تقرأ مرة أخرى ليتبين لك صحة ما أقوله وإلا فأنا مدعٍ كذاب على الأشعرية أهل السنة والجماعة وأهل الحق كما يسمون أنفسهم ..
وفي المقابل أنا من المجسمة الحشوية عندهم ...
وقولك:
ولكل مقام مقال فمقام الرد عليهم غير مقام تحرير مذهبهم وتحقيق المناط في الاصول التي خالفو فيها
المبتدعة كفرقة الكلام عليهم غير الكلام على الفرد المبتدع ممن كان من أهل العلم ..
ففرقة كالأشعرية لا ننكر جهود أكثرهم في الحديث والأصول .. والمقام ليس مقام تعدد الفضائل ..
ألم تقرأ عنوان أصل الحوار أعلاه؟
وليس معنى أننا ننكر عليهم أن ننسى جهودهم في غير العقيدة .. فمن أين وجدت لي كلاما كهذا ..
هل رددت جميع أقوالهم على الاطلاق؟ هل دعوت الى احراق جميع كتبهم في الفقه والأصول والحديث والتفسير؟
إذا كان النقاش حول عقائدهم وبيان أن بعضهم يقول ألا يظهر هذه المسائل أمام العامة .. كما هو مذهبهم .. فلما لا ننكر عليهم ونبين البدع التي عندهم حتى لا يغتر بهم مغتر؟
هل من العدل الذي تتهمنا بنقيضه: ألا نبين بدعهم وضلالهم في مسائل منهج التلقي - وتقديم العقل على النقل - وتأويل الصفات - ورد أحاديث الآحاد في العقيدة - وقولهم في القرآن .. وووو؟
هل من العدل أن يصفوا السلف الصالح وكبار أهل السنة وأئمتهم بالمجسمة والحشوية؟
ونحن على رأيك واجتهادك نذكر محاسنهم ونبين أن الخلاف ليس في الأصول بل في الفروع كما ادعيت، وأن الواجب جمع الصف وتوحيد الأمة حتى ولو على حساب مسائل الايمان والقدر ونفي الصفات وخلق القرآن ,,,
إن كنت قرأت فقد علمت، وإن كنت علمت وكتمت فقد داهنت .. والله أعلم بما في داخلك.
ولا أقول إلا أن يهدينا الله وإياك إلى الحق وابتاع سبيله.
ثم أفضت على من جميل أخلاقك:
فلا تتسرع في الرد لمجرد الرد ولا تسئ الظن القائم على الجهل ....
واما عن قولك *تغير مسار السؤال* ناتج عن عدم الفهم ...
ثم طلعت انت بالاستهجان والاستنكار بدون الروية والبيان
اخي تكلم بعلم وعدل ولا تتسرع في اصدار الاحكام
فلا أقول إلا جزاك الله خيرا على حسن أدبك ..
وأعتذر إن بدر مني شيء أزعجك ..
فإنما نحن أخوة نتناصح.
والسلام عليكم
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[01 - 07 - 10, 09:30 م]ـ
الاخ عادل اصلحك الله لو تبعتك في الرد لوقع لي في كتاب
ولكن حسبي ان اقول لك الاخ الفاضل اننا لم نخلتف لاننا على المنهج الحق اما ما اريد تنبيهك عليه ان تعرف اين توظف الطاقات فموضوع الكلام المطروح من الاخت هو في احكام الصفات واثارها والمعتزلة والاشاعرة يثبتونها وانا لاذنب لي في ذلك وانت دائما تخرج على الموضوع
وما اعجبني في طرحك هو غيرتك على العقيدة السلفية ثبتنا الله عليها.
السلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/243)
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 01:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا هند. وجزى الله الأخت الكريمة صاحبة الموضوع ..
ولو تفضلت ببضع صفحات من كتاب الرد علي لأفدت ونصحت أخيك .. فما زلنا نتعلم والمؤمن مرآة أخيه، فياحبذا لو بينت بعض أخطائي كي أرتدع إن صحت .. شكر الله لك ..
وقولك أننا لم نختلف!! يعني من تلطف مع المبتدعة الذين انتشر شرهم وشررهم والقول أنه لا خلاف حقيقي في الاصول وإنما هو إختلاف فروع + يتساوى مع من يبين بدعتهم ويتشدد عليهم لخروجهم عن نهج السلف الصالح في التلقي والاتباع؟؟ هل يستويان مثلا؟ لا أعتقد.
أما تنبيهك لي على توظيف الطاقات .. فتشكر عليه .. ولكن أين خروجي عن الموضوع؟
عنوان الموضوع والمشاركة الأولى منه لا يختلف وما أبديته في مشاركاتي السابقة ..
وما حركني لتغيير مساره قليلا وإن لم يخرج كليا، هو تلطفك مع المبتدعة باطلاق من غير أن تشير ولو بإشارة لمن شدد وحذر من بدعتهم ..
ولو كان هذا عرضا منك على أنه رأي لك .. لما حركت ساكنا .. بل كنت أقول في نفسي عنك:
أخ طيب يصلح قدر ما يشاء ولعله غفل عن حقيقة بدعهم أو لم يقرأ إنكار علماء أهل السنة عليهم ..
أما أن تنسب هذا لشيخ الإسلام ولأئمة السنة باطلاق،،، وتعرضه على أنه حقيقة مسلم بها!!
فهذا ما جعلني أرد عليك.
وإن كنت أعلم من ظاهر كلامك الطيبة والإخلاص .. والله حسيبك ..
وما أعجبك من غيرتي على العقيدة السلفية .. فأظنك مطالب به مثلي ..
نفع الله بك .. وسدد خطاك وإياي ..
وأعتذر مرة أخرى إن بدر مني شيء أزعجك ..
وجزيت خيرا.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[02 - 07 - 10, 02:07 م]ـ
السلام عليكم
اخي الحبيب عادل القطاوي
لم تفارق الابتسامة محياي وانا اقرء ما كتبت
نعم لم نختلف لانني لم اتلطف مع الاشاعرة المبتدعة والمعتزلة الظلال لانني ذكرت انهم وان نفو حقائق الصفات الا انهم اثبتو احكامها واثارها وعدم العلم بهذا المبحث جعل الاخت تتشكل الاستشكال المطروح في سؤالها ولو اعدت قراءت ما كتبت انفا بنفس خالية من المعارضة مريدة للاستفادة لاستفدت
اما الاشارة الى بدعيتهم لايحتاج الى اشارة في هذا الملتقى المبارك لانه معلوم بلا نكارة بل نحن نحتاج الى تحرير العبارة والتزود من العلم بل والتشبع والتروي من العقيدة السلفية وان يقوم الطالب بنفسه ويكتمل في هذا الباب ليكون اهلا في ان يقوم في وجه الاشاعرة واضرابهم ويفحمهم ويسفه احلامهم ويبطل شبههم ويظهر الحق
لان الحق لابد له من انصار لايكونون عالة على غيرهم في بيانه اينما حلو و ارتحلو لان الكتب لاتتكلم بمكتوبها والعلماء خلت منهم اغلب ديار الاسلام والله المستعان فهذا ما تصرف فيه الطاقات بل والاعمار والازمان.
هاك قول شيخ الاسلام ولاتضيعه
لابد ا يكون مع الانسان اصولا كلية ترد اليها الجزئيات ليتكلم بعلم وعدل ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت والا يبقى في كبد وجهل في الجزئيات و جهل وظلم في الكليات فيتولد عنه فساد عظيم
جزاك الله خيرا
والسلام عليكم
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:17 م]ـ
جزاك الله مثله ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد براء]ــــــــ[05 - 07 - 10, 12:46 م]ـ
الأخ الفاضل أبا هند سلمك الباري:
أحسن الله إليك، فقد أحببتك في الله لـ (موضوعيتك) التي يفتقر إليها كثير ممن يرد على الأشاعرة - أو يظن أنه يفعل ذلك -.
ولا تستغرب إن سمى البعض الإنصاف والموضوعية (ليناً)، فما ذلك إلا لأنه لم يفقه كلامك!!
والغريب أن الأخ عادل شرع يرد على كلام (يحفظه) في ذهنه لم تقله أنت ولا تعتقده، كقوله:
ونحن على رأيك واجتهادك نذكر محاسنهم ونبين أن الخلاف ليس في الأصول بل في الفروع كما ادعيت، وأن الواجب جمع الصف وتوحيد الأمة حتى ولو على حساب مسائل الايمان والقدر ونفي الصفات وخلق القرآن ,,,
إن كنت قرأت فقد علمت، وإن كنت علمت وكتمت فقد داهنت .. والله أعلم بما في داخلك
وهذه الطريقة إذا رأيتُ أحداً يفعلها وقع في نفسي أنه لا رجاء من إكمال البحث معه!!
وقولك:
ولكل مقام مقال فمقام الرد عليهم غير مقام تحرير مذهبهم وتحقيق المناط في الاصول التي خالفو فيها والتي وافقو فيها فلا تتسرع في الرد لمجرد الرد ولا تسئ الظن القائم على الجهل
ليت الأخوة (المتحمسين) يعونه، فإنني أجد كلامهم وردودهم أقرب إلى (الخطابة) منها إلى الحجج البرهانية والردود العلمية، التي يراعى فيها آداب البحث والمناظرة، وما جرى هنا أوضح مثال على ذلك.
وهذا النوع من الأخوة: - في بعض المواطن يفسد أكثر مما يصلح، ولا أجد تفسيراً لأفعالهم إلا أنها (ردود أفعال) غير منضبطة، على جهالات بعض الحمقى المنتسبين للمذهب الأشعري من المعاصرين، مع حب التصدر والظهور بمظهر المنافح عن السنة والعقيدة السلفية!!
وأنا هنا أتكلم كلاماً عاماً لا أقصد أحداً من الأخوة بعينه!
وقد أحسنت حين قلت:
اما الاشارة الى بدعيتهم لايحتاج الى اشارة في هذا الملتقى المبارك لانه معلوم بلا نكارة بل نحن نحتاج الى تحرير العبارة والتزود من العلم بل والتشبع والتروي من العقيدة السلفية وان يقوم الطالب بنفسه ويكتمل في هذا الباب ليكون اهلا في ان يقوم في وجه الاشاعرة واضرابهم ويفحمهم ويسفه احلامهم ويبطل شبههم ويظهر الحق
وللأسف: تجد في هذا الملتقى من يؤلف الحروف الخائرة والكلمات الهزيلة في الرد على الأشاعرة، ويظن أنه منجز ناجح، وهو بعد يفتخر بأنه لم يكمل دراسة النصف الثاني من شرح الآجرومية، ولم يدرس الواسطية ولا كتاب التوحيد!!، وإنما عمدته أنه إنسان ذكي حائز على درجة عالية في اختبار ( IQ) !!
وقد قيل:
عش رجباً ترى عجباً!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/244)
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 02:46 م]ـ
أخي محمد براء ..
جزاك الله خيرا على أدبك، وزادك تقى وعلما وهدى ..
نفع الله بك وسدد خطاك .. اللهم آمين.
والشكر موصول لأبي هند من قبلك ..
نفع الله بكما.(64/245)
من فقه الإمام المجدد في الدعوة إلي التوحيد (1)
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[26 - 06 - 10, 01:27 م]ـ
إلي التوحيد من جديد (1)
مسئلة: إثارة النقاش حول الصفات الإلهية
قراءة في فقه الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
- الوحى بشقيه-القرآن الكريم والسنة النبوية- هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلي معرفة الله عز وجل ذاتا وأسماءا وصفاتا، ولم ولن يتأتى لأحد مهما كان أن يجتهد أو يناقش فيها، بل يقابل النص بالإيمان والتعظيم.
- والحديث حول أسماء الله وصفاته يأخذ بلب الموحد، ويثمر بقلبه أنواع من العبادات القلبية مما يؤدي إلي الشعور بالقرب والسعي في مراضي الرب جل وعلا، وأحوال السلف في مشاهد التعظيم والخشية والرجاء والحب تشهد لذلك،هذا مع ما يجتنف حديثهم من الأدب والتزام جانب التعظيم، وهذا ظاهر جلي لكل ذي بصر وبصيرة، وقد تكلم على ذلك الإمام ابن عبد السلام و ابن القيم رحمهما الله وغيرهما في كتبهم.
- وهنا ملاحظات:
- إن العلوم الشرعية من فقه وحديث بل حتى علوم القرآن الكريم وغيرها إلا ولها أصول وقواعد كأصول الفقه والقواعد الفقهية بالنسبة للفقه،وأصول الحديث أو علم مصطلح الحديث بالنسبة للحديث، والقرآن الكريم له علوم القرآن فالتلاوة لها علم التجويد وعلوم القراءات،وعلم التفسير له أصول التفسير وغيرها. عدا التوحيد والإيمان فقواعده وأصوله هي القرآن الكريم ذاته والسنة النبوية نفسها ومعرفة دلالة الألفاظ العربية والفطرة المستقيمة السوية. وكل القواعد والأصول تذكر في مجال الرد لا مجال التأسيس والبناء إلا قواعد تعدّ على أصابع اليد الواحدة وهي قواعد قرآنية أو نبوية أساسًا.
- لا يُعرف بين السلف الأول لاسيما قرن الصحابة والتابعين أيّ خلاف على مسألة من مسائل التوحيد والاعتقاد،وإنما نجد الخلاف في الفقه والتفسير وغيرها. أما الخلاف الناشئ في عهدهم فهو خلاف من لم يتبع طريقتهم في التلقي والاستدلال ممن نابذوا الصحابة ش والتابعين رحمهم الله.
- آيات وأحاديث الصفات قد تدخل بوجه من باب المتشابهات، وهو الكيفية كسائر أمور الغيب، فعن ابن عباس رضي الله عنهما: " أنه رأى رجلا انتفض لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكارا لذلك، فقال: ما فرق هؤلاء، يجدون رقة عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه؟ أخرجه عبد الرزاق في المصنف (20895)، وابن أبي عاصم في السنة (485) وصححه الألباني في ظلال الجنة.
قال ابن كثير رحمه الله: (يخبر تعالى أن في القرآن آيات محكمات هن أم الكتاب، أي: بينات واضحات الدلالة، لا التباس فيها على أحد من الناس، ومنه آيات أخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم، فمن ردّ ما اشتبه عليه إلى الواضح منه، وحكم محكمه على متشابهه عنده، فقد اهتدى. ومن عكس انعكس؛ ولهذا قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} أي: أصله الذي يرجع إليه عند الاشتباه {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} أي: تحتمل دلالتها موافقة المحكم، وقد تحتمل شيئًا آخر من حيث اللفظ والتركيب، لا من حيث المراد ...... ثم ذكر أقوال السلف في ذلك ثم قال:وأحسن ما قيل فيه الذي قدمناه، وهو الذي نص عليه محمد بن إسحاق بن يسار، رحمه الله، حيث قال: {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} فيهن حجة الرب، وعصمة العباد، ودفع الخصوم والباطل، ليس لهن تصريف ولا تحريف عما وضعن عليه.
قال: والمتشابهات في الصدق، لهن تصريف وتحريف وتأويل، ابتلى الله فيهن العباد، كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا يصرفن إلى الباطل، ولا يحرّفن عن الحق.) تفسير ابن كثير [جـ2 /صـ6: 8] بتصرف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/246)
إذ المراد في مسائل الغيب ومنها الصفات التصديق لا التصور، إذ التصديق يكون مطابقا لعمل الراسخين في العلم {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 7]،وفي المقابل أولئك الذين ابتغوا الفتنة {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران: 7]،بل في حديث الإمام أحمد عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هُوَ الَّذِي أَنزلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ [هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ] (1)} إلى قوله: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الألْبَابِ} قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإذا رأيتَ الذين يتَّبِعُون ما تشابه منه فأولئك الذين سَمَّى اللهُ فَاحْذَرُوهُمْ" متفق عليه واللفظ للبخاري.
لذا من فقه الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى – مجدد دعوة التوحيد –
في كتابه القيم (كتاب التوحيد) كيف عالج مسئلة الصفات فمثلا:
-" باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات "
وقول الله تعالى: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} [الرعد: 30].
وفي صحيح البخاري قال علي: " حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟! ".
وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما: " أنه رأى رجلا انتفض لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكارا لذلك، فقال: ما فرق هؤلاء، يجدون رقة عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه؟ ". انتهى.
ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن أنكروا ذلك، فأنزل الله فيهم: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ}.
فيه مسائل:
الأولى: عدم الإيمان بجحد شيء من الأسماء والصفات.
الثانية: تفسير آية الرعد.
الثالثة: ترك التحديث بما لا يفهم السامع.
- باب احترام أسماء الله تعالى، وتغيير الاسم لأجل ذلك.
- باب قول الله تعالى {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} [الأعراف: 180].
- باب ما جاء في قول الله تعالى {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67]
في شرح الشيح العثيمين رحمه الله (قوله في أثر على رضي الله عنه: " حدثوا الناس ".
مناسبة هذا الأثر لباب الصفات:
مناسبته ظاهرة، لأن بعض الصفات لا تحتملها أفهام العامة فيمكن إذا حدثتهم بها كان لذلك أثر سيئ عليهم، كحديث النزول إلى السماء الدنيا مع ثبوت العلو، فلو حَدّثت العاميّ بأنه نفسه ينزل إلى السماء الدنيا مع علوه على عرشفه، فقد يفهم أنه إذا أنزل؛ صارت السماوات فوقه وصار العرش خالياً منه، وحينئذ لا بد في هذا من حديث تبلغه عقولهم فَتُبين لهم أن الله عز وجل ينزل نزولاً لا يماثله نزول المخلوقين مع علوه على عرشه، وأنه لكمال فضله ورحمته يقول: "من يدعوني فأستجيب له .. " الحديث. والعامي يكفيه أن يتصور مطلق المعنى، وأن المراد بذلك بيان فضل الله عز وجل في هذه الساعة من الليل. وَرَوَى عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس: " أنه رأى رجلاً انتفض لما سمع حديثاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصفات، استنكار لذلك، فقال: ما فرق هؤلاء؟ يجدون رقة عند محكمة، ويهلكون عند متشابهة؟! " انتهي.
قوله في أثر ابن عباس: " انتفض ". أي اهتز جسمه، والرجل مبهم، والصفة التي حُدث بها لم تبين، وبيان ذلك ليس مهماً، وهذا الرجل انتفض استنكاراً لهذه الصفة لا تعظيماً لله، وهذا أمر عظيم صعب، لأن الواجب على المرء إذا صح عنده شيء عن الله ورسوله أن يقر به ويصدق ليكون طريقه طريق الراسخين في العلم حتى وإن لم يسمعه من قبل أو يتصوره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/247)
قوله: " ما فرق ". فيها: ثلاث روايات:" فرَقُ "، بفتح الراء، وضم القاف." فرَّق "، بفتح الراء مشددة وفتح القاف." فرَقَ "، بفتح الراء مخففة، وفتح القاف.فعلى رواية " فرق " تكون " ما " استفهامية مبتدأ، و" فرق ": خبر المبتدأ أي: ما خوف هؤلاء من إثبات الصفة التي تليت عليهم وبلغتهم، لماذا لا يثبتونها لله عز وجل كما أثبتها الله لنفسه وأثبتا له رسوله؟ وهذا ينصب تماماً على أهل التعطيل والتحريف الذين ينكرون الصفات، فما الذي يخوفهم من إثباتها والله تعالى قد أثبتها لنفسه؟
وعلي رواية " فرق " أو " فرق " تكون فعلاً ماضياً بمعني ما فرقهم، كقوله تعالى: {وقرآناً فرقناه} [الإسراء: 106]، أي: فرقناه. و" ما " يحتمل أن تكون نافية، والمعنى: ما فرق هؤلاء بين الحق والباطل، فجعلوا هذا من المتشابه وأنكروه ولم يحملوه على المحكم، ويحتمل أن تكون استفهامية والمعني: أي شيء فرقهم فجعلهم يؤمنون بالمحكم ويهلكون عند المتشابه؟
قوله: " يجدون رقة عند محكمة ". الرقة: اللين والقبول، و " محكمه "، أي: محكم القرآن. قوله: " ويهلكون عند متشابه ". أي: متشابه القرآن.
والمحكم الذي اتضح معناه وتبين، والمتشابه هو الذي يخفي معناه، فلا يعلمه الناس، وهذا إذا جمع بين المحكم والمتشابه، وأما إذا ذكر المحكم مفرداً دون المتشابه، فمعناه المتقن الذي ليس فيه خلل: لا كذب في أخباره، ولا جور في أحكامه، قال تعالى: {وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً} [الأنعام: 115]، وقد ذكر الله الإحكام في القرآن دون المتشابه، وذلك مثل قوله تعالى: {تلك آيات الكتاب الحكيم} [يونس: 1]، وقال تعالى: {كتاب أحكمت آياته} [هود: 1].
وإذا ذكر المتشابه دون المحكم صار المعنى أنه يشبه بعضه بعضاً في جودته وكماله، ويصدق بعضه بعضاً ولا يتناقض، قال تعالى {الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني} [الزمر: 23]، والتشابه نوعان: تشابه نسبي، وتشابه مطلق.
والفرق بينهما: أن المطلق يخفى على كل أحد، والنسبي يخفي على أحد دون أحد، وبناء على هذا التقسيم ينبني الوقف في قوله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} [آل عمران: 7] فعلى الوقوف على (إلا الله) يكون المراد بالمتشابه المطلق، وعلى الوصل (إلا الله والراسخون في العلم) يكون المراد بالمتشابه المتشابه النسبي، وللسلف في ذلك قولان:
القول الأول: الوقف على (إلا الله)، وعليه أكثر السلف، وعلى هذا، فالمراد بالمتشابه المتشابه المطلق الذي لا يعلمه إلا الله، وذلك مثل كيفية وحقائق صفات الله، وحقائق ما أخبر الله به من نعيم الجنة وعذاب النار، قال الله تعالى في نعيم الجنة: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} [السجدة: 17]، أي: لا تعلم حقائق ذلك، ولذلك قال ابن عباس: " ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء ".
والقول الثاني: الوصل، فيقرأ: (إلا الله والراسخون في العلم)، وعلى هذا، فالمراد بالمتشابه المتشابه النسبي، وهذا يعلمه الراسخون في العلم ويكون عند غيرهم متشابهاً، ولهذا يروي عن ابن عباس، أنه قال: " أنا من الراسخين في العلم الذي يعلمون تأويله " (1). ولم يقل هذا مدحاً لنفسه أو ثناء عليها، ولكن ليعلم الناس أنه ليس في كتاب الله شيء لا يعرف معناه، فالقرآن معانيه بينة، لكن بعض القرآن يشتبه على ناس دون آخرين حتى العلماء الراسخون في العلم يختلفون في معنى القرآن، وهذا يدل على أنه خفي على بعضهم، والصواب بلا شك مع أحدهم إذا كان اختلافهم اختلاف تضاد لا تنوع، أما إذا كانت الآية تحتمل المعنيين جميعاً بلا منافاة ولا مرجح لأحدهما، فإنها تحمل عليهما جميعاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/248)
وبعض أهل العلم يظنون أن في القرآن ما لا يمكن الوصول إلى معناه، فيكون من المتشابه المطلق، ويحملون آيات الصفات على ذلك، وهذا من الخطأ العظيم، إذ ليس من المعقول أن يقول الله تعالى: {كتاب أنزلناه مبارك ليدبروا آياته} [ص: 29]، ثم تستثني الصفات وهي أعظم وأشرف موضوعاً وأكثر من آيات الأحكام، ولو قلنا بهذا القول، لكان مقتضاه أن أشرف ما في القرآن موضوعاً يكون خفياً، ويكون معنى قوله تعالى: (ليدبوا آياته)، أي: آيات الأحكام فقط، وهذا غير معقول، بل جميع القرآن يفهم معناه، إذا لا يمكن أن تكون هذه الأمة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى آخرها لا تفهم معني القرآن، وعلي رأيهم يكون الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وجميع الصحابة يقرؤون آيات الصفات وهم لا يفهمون معناها، بل هي عندهم بمنزلة الحروف الهجائية أ، ب، ت .. والصواب أنه ليس في القرآن شيء متشابه على جميع الناس من حيث المعنى، ولكن الخطأ في الفهم.
فقد يقصر الفهم عن إدراك المعني أو يفهمه على معنى خطأ، وأما بالنسبة للحقائق، فما أخبر الله به من أمر الغيب، فمتشابه على جميع الناس.القول المفيد على كتاب التوحيد [2/ 138] بتصرف.
فوائد هامة:
1 - كيف تعامل المجدد رحمه الله مع هذه القضية الحساسة بمنتهى الحكمة دون أن يناصب علماء عصره العداء مع إدراكه أن أغلبهم أشاعرة، لذا كانت التعامل بهذ الصورة السامقة.
2 - هنا لفتة مهمة وهى ترتيب المهام وأولويات فالذى يموت وهو يعتقد في قبر أو وثن يموت كافرا مشركا، وأما الذى يموت على معتقد الأشاعرة أو الماتردية ندعو الله عز وجل له بالرحمه ولا زال أهل العلم يدعون للعلماء السابقين بالرحمة والمغفرة عن زلات من مثل ذلك.
3 - مدى قراءة الإمام المجدد رحمه الله لواقعه وعصره، وكيفية استدلاله على علماء عصره ومحجاتهم في أكبر القضايا وهى توحيد القصد والإرادة (العبادة -الألوهية)،سواء كان نقضه لأوثان العبادة كالدعاء والنذر والطواف وغيرها أنظر (باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده - باب ما جاء في أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله- فهل نسكت عمن يعبد هذه الأوثان، ونسكت عمن يُواليهم ومن يدافع عنها ويتخذهم أعوانا بل يدفع بهم لضرب دعاة التوحيد - أنظر الصلات الآثمة بين الغرب والتصوف، وبين التصوف والطواغيت)،أو هدمه أوثان العبادة في الحكم بغير ما أنزل الله، وتحاكمهم إلي التقاليد والعادة وكل ما خالف شرع الله أنظر (باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أربابا من دون الله) - فما بالنا بأحكام الكفار فرنسية كانت أو إنجليزية ألا يكفي تنحية الشريعة ومشابهة الكفار، فضاع الشرع،وضاعت معانى الولاء والبراء.
4 - سؤال لماذا كل هذه الجهود المبذولة للرد على الأشاعرة والماتردية مثلا؟!،وترك القضية التي يمكن أن تكون سببًا لدعوة هؤلاء، واستجابتهم لدعوة التوحيد ألا وهي نقاء التوحيد والتعبد لله بمقتضى أسمائه وصفاته، وإبراز قضية توحيد العبادة والإلحاح على ذلك، وجعل ذلك استراتيجة للمواجهة كما هو الحال في دعوة الرسل عليهم السلام،ثم إذا هدمنا هذه الأوثان يسهل إن شاء الله تلقى المنهج كاملا.
5 - الملاحظ أن هذه القضايا الكثيرة المتناثرة أثرت على جهود الجميع بل عصفت بأحلام الكثيرين، لو ركزنا على تطهير مساجدنا من البدع الشركية والبدع الطرقية وغيرها، لكان هذا سببا وسبيلا إلي صلاح الأرض كلها،إن الله عز وجل يغار أن تنتهك محارمه، فما بالنا بالشرك يقع في أحب البقاع إليه في بيوته، لابد وأن يرتعد بدنك، ويرتجف قلبك، وتدمع عينك، وأنت ترى بيوت الله، ومنائر التوحيد قد صارت إلي ما ترى وتعرف.
6 - التركيز في التعامل مع آيات وأحاديث الصفات يكون على الجانب التعبدي،لأن الكثير من عموم أهل الإسلام لا يعرف من هم الأشاعرة ولاالماتردية، فضلا عن المعتزلة وغيرهم، وتغليب التفقه في الأسماء ليس معناه الإمعان في تدريس الإختلاف، وثم لو تذكرنا التعريج على المسائل التعبدية وإنا لله وإنا إليه راجعون.
تنبيه مهم: المقصود بذلك أن ينتبه الدعاة والعلماء في الدول والتجمعات ذات الإتجاه الصوفي والقبوري إلي القضايا الكلية وتوجيه الناس إليها،وسؤال هل أفرد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب مسئلة الصفات الإلهية بمصنف خاص؟ ولست أتكلم على علماء نجد قاطبة بل حديث على مهد الدعوة وبدايتها ومقصدي تصانيف الإمام المجدد الذى حارب الوثنية والقبورية،وما أظنه إلا من عظيم فقه الأولويات عنده رحمه الله تعالى(64/249)
لا ترتعوا حول الحمى - بحث يناقش حكم التصوير
ـ[عبد الرحيم آل أحمد]ــــــــ[26 - 06 - 10, 03:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بحث
لا ترتعوا حول الحمى
يناقش مسألة حكم التصوير
موجود ضمن المرفقات(64/250)
رسالة ماجستير المركزية الغربية وتناقضاتها مع حقوق الإنسان
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[26 - 06 - 10, 06:06 م]ـ
السلام عليكم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1316008&postcount=1286(64/251)
مقطع في ذم الأشاعره من نظم القحطاني الأندلسي رحمه الله
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[26 - 06 - 10, 10:04 م]ـ
السلام عليكم
مداخله بإسم
رحمك الله يا قحطاني
والأشعري يقول يأتي أمره ... ويعيب وصف الله بالإتيان
والله في القرآن أخبر أنه ... يأتي بغير تنقل وتدان
وفال
دع أشعريهم ومعتزليهم ... يتناقرون تناقر الغربان
كل يقيس بعقله سبل الهدى ... ويتيه تيه الواله الهيمان
فالله يجزيهم بما هم أهله ... وله الثنا من قولهم براني
وقال
والآن أهجو الاشعري وحزبه ... وأذيع ما كتموا من البهتان
يا معشر المتكلمين عدوتم ** عدوان أهل السبت في الحيتان
كفرتم أهل الشريعة والهدى ** وطعنتم بالبغي والعدوان
فلأنصرن الحق حتى أنني ** آسطو على ساداتكم بطعاني
الله صيرني عصا موسى لكم ... حتى تلقف افككم ثعباني
بأدلة القرآن ابطل سحركم ** وبه ازلزل كل من لاقاني
وقال
يا اشعرية هل شعرتم أنني ... رمد العيون وحكة الأجفان
أنا في كبود الأشعرية قرحة ... اربو فأقتل كل من يشناني
ولقد برزت إلى كبار شيوخكم ** فصرفت منهم كل من ناواني
وقلبت ارض حجاجهم ونثرتها ... فوجدتها قولا بلا برهان
وقال- رحمه الله-:
يا اشعرية يا اسافلة الورى ** يا عمي يا صم بلا آذان
أني لأبغضنكم وأبغض حزبكم ** بغضا أقل قليله أضغاني
لو كنت أعمى المقتلتين لسرني ** كيلا يرى إنسانكم إنساني
تغلي قلوبكم علي بحرها ... حنقا وغيظا أيما غليان
موتوا بغيضكم وموتوا حسرة ** وأسا علي وعضوا كل بنان
وختم أبياته:
يا أشعرية يا جميع من أدعى ** بدعا وأهواء بلا برهان
جاءتكم سنية مأمونة ** من شاعر ذرب اللسان معان
ـ[ابو صالح حمود]ــــــــ[11 - 07 - 10, 07:51 ص]ـ
رحم الله صداك ياقطاني ,
بوركت أخي على النقل الطيب
ـ[ابودُجانه]ــــــــ[17 - 07 - 10, 03:07 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي .....
هذا الشتم لايجوز أخي الكريم، وليس من طريقة أهل السنة في الرد على المبتدعة، ولنا في السلف خير قدوة
نلتمس العذر للقحطاني - رحمه الله - أنه كان منفعلا جدا على الأشاعرة، لأن الأشاعرة في عصره انتشروا كثيرا
وكانوا يتولون المناصب العلية في الأندلس وكانت لهم الكلمة.
فالحاصل أخي أن هذا لا يليق بأهل العلم، وخاصة أن الأشاعرة فيهم علماء مباركين زلوا و رجعوا وتابوا (الغالب منهم)
نسأل الله أن يرحم علماء الأمة جميعا
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[17 - 07 - 10, 03:23 م]ـ
مع شدتي على الاشاعرة منهجا وعقيدة .. إلا أنني أؤيد أخي أبو دجانة جملة ..
فالتجريح بهذه الصورة التي تصل الى وصفهم بـ (أسافلة الورى)!! غير مقبول ..
فمع خلافنا العريض معهم لا تصل الى نبذهم هذا التنابز ..
ةلا شك أن شيخ الاسلام فضلهم على المعتزلة والجهمية وبين أنهم أقرب الفرق للسنة وأن كثير منهم من أهل الحديث ولهم خدمات في العلوم الشرعية لا تحصى ..
ورحم الله القحطاني .. فلعل في عصره الأمر كان على أشده، فالقوم يكفرون من يقول بأن الله في السماء على تفصيل عند بعضهم ..
وقد أمرنا الله بقوله (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)
فرحم الله القحطاني ونفع بقصيدته السنية السلفية.
ـ[محمودالجندى]ــــــــ[17 - 07 - 10, 03:34 م]ـ
بارك الله فيكم، مع اعتراضنا الشديد على فكر ومذهب الأشاعرة، ومخالفتهم، إلا أنه لا ينبغى لنا سبهم أو شتهم، جزاكم الله خيرًا
أؤيد أخوى الكريمين
ـ[أم مصعب وأنس]ــــــــ[18 - 07 - 10, 05:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.(64/252)
هل طاعة المخلوق في معصية الخالق شرك؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 11:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل طاعة المخلوق في معصية الخالق شرك؟
يقول الشيخ عبد الله بن حيد رحمه الله في كتاب " الفتاوى والدروس .. " في إجابنه على السؤال السابع: والشياطين لا يخدمون أحدا من اإنس إلا بصرف شيء من العابدة لهم أو ترك واجب ... أو فعل محرم تقربا به إليهم من أجل أن يقضوا حوائجه ...
سؤالي: هل كل فعل محرم فعله الإنسان تقربا للجن يخرج صاحبه من الملة؟(64/253)
نعيمُ الجَنَّة حِسيٌّ ومَعْنَويٌّ
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[27 - 06 - 10, 02:58 ص]ـ
نعيمُ الجَنَّة حِسيٌّ ومَعْنَويٌّ
حوار مع د/ أنور ماجد عشقي
ربيع بن هادي المدخلي
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد بن عبد الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم.
أما بعد:
فقد اطلعت على مقال باسم د/ أنور ماجد عشقي، نشر في ملحق جريدة المدينة (الرسالة) في العدد الصادر في يوم الجمعة 28/من جمادى الآخرة من عام 1431هـ، والموافق 11 يونيو 2010م.
تضمن هذا المقال اعتقاداً خطيراً يخالف الكتاب والسنة وإجماع المسلمين، وهو أمر لا يجوز السكوت عنه، ولا التغاضي عنه بحال من الأحوال، والله تعالى يقول: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)
سورة آل عمران: (110)].
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيده فَإِنْ لم يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لم يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ ".
وامتثالاً للتوجيهات والأوامر الربانية والنبوية قمت بالرد على هذا المقال وتفنيد ما فيه من باطل من كتاب الله –عزّ وجلّ- وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- وإجماع المسلمين، كما سيقف على ذلك القراء الكرام.
نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
- أولاً: قال الكاتب أنور عشقي:
"دعاني إلى الكتابة عن الجنس في الجنة أمران، الأول: استغلال الإرهابيين للشباب من المراهقين، والإيحاء لهم بأنهم إذا قاموا بعملية انتحارية وقتلوا ودمروا فإنهم يصبحون شهداء، وحال موتهم تستقبلهم الحور العين في الجنة".
- أقول: إن رد الفساد والباطل يكون بالحجج والبراهين القرآنية والنبوية وبفقه أئمة السنة المنضبط بالكتاب والسنة.
ولا يكون رد الباطل بإنكار الحقائق والعقائد الثابتة الراسخة المسلمة التي أخبر الله بها في كتابه وتواترت عن رسوله صلى الله عليه وسلم،ودان بها المسلمون قاطبة، فهي عند المسلمين من أعظم الأمور المعلومة بالضرورة، وإنما يكون الرد بالحجج الدامغة والبراهين الساطعة من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ومن سنة رسوله المعصوم عليه الصلاة والسلام وبفقه أئمة الإسلام من الصحابة الكرام ومن تبعهم بإحسان من أئمة العلم والهدى.
فما رأيناك عرجت في رد باطلهم على كتاب ولا سنة ولا على فقه الأئمة، وإنما قابلت الهدم بهدم أشد منه.
- ثانياً: ورد في هذه المقالة ما يأتي: الدوافع الجنسية غير موجودة في الجنة وآدم لم يغادرها إلا بعد انكشاف سوءته.
- أقول: بأي كتاب أو بأي سنة تقول هذا القول الخطير؟
إن عقائد المسلمين ومناهجهم قائمة على كتاب الله وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى، لا على الخيالات ولا على التخيلات، وكلامك هذا من الخيالات والتخيلات المصادمة للكتاب والسنة وعقائد المسلمين المستمدة منهما، وليس من العقل ولا من العلم في شيء.
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه
- ثالثاً: قال الكاتب:
"والثاني: وجدت أن عدداً من طلبة العلم وكبار المثقفين، يعتقدون بوجود الممارسة الجنسية في الجنة، حتى بلغ الشطط ببعضهم أن ألف كتاباً وأفتن في هذا التصور العدمي، فقال بأن (الولدان المخلدون) الذين وردوا في القرآن الكريم هم لأهل الجنة الذين كانوا يميلون بشهوتهم في الدنيا إلى اللواط ومنعوا أنفسهم من ممارسة ذلك الشذوذ، فإن الله سيكافؤهم في الجنة بالولدان المخلدين، وهذا ما يشوه صورة الجنة في أذهان المسلمين، ويبعث على السخرية من قبل أعدائهم".
- أقول:
أما ما يعتقده طلبة العلم وكبار المثقفين فحق لا شك فيه، يؤمن به الأنبياء وأتباعهم المؤمنون من الصحابة ومن تبعهم بإحسان، وذلك من أعظم أنواع النعيم في الجنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/254)
1 - وليس التمتع الحسي والمعنوي بالحور العين من المستقذرات حتى تنزه عنه الجنة وأهلها، وإذا سخر الملاحدة من هذا الإكرام فلا يستغرب منهم، فهم يسخرون بالأنبياء وبما جاؤوا به من الكتب، قال تعالى: (وَمَا يَأْتِيهِم مِّنْ نَّبِيٍّ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ) [سورة الزخرف: 7]، فلا يبالى بهم.
2 - ولا ينزه عن الصاحبة والولد إلا رب العالمين الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، وخلقه لا يقاسون عليه تعالى الله عن ذلك.
وأما ما قاله مؤلف الكتاب المذكور فإنه من الأباطيل ومن أقبح الأقوال وأفحشها، ويجب أن يؤدب ويحرق كتابه، وإن رُد عليه فبالحجج والبراهين.
- رابعاً: قال الكاتب: " والإرهابيون وغيرهم من المنحرفين استفادوا من هذا الفهم الخاطئ فسخروه في غواية الشباب ليس في عصرنا فحسب، بل في عصر نظام الملك وعصر صلاح الدين الأيوبي عندما ابتدع الحشاشون من الباطنية، الذين أسس عصابتهم الحسن بن الصباح، وأنشأ لهم جنة وناراً ليتاجر بمشاعر الشباب ويدفعهم إلى الإرهاب والاغتيالات، واليوم نجد أن الإرهابيين في هذا العصر يوظفون جميع الأساليب التي كان يقوم بها الحسن بن الصباح، وأتباعه في إقناع الشباب بالحور العين، فزيفوا لهم الانتحار والقتل والتدمير، وأفشوا بينهم المخدرات".
- أقول: ما يعتقده المسلمون جميعاً من التمتع الجسدي والروحي بالحور العين في جنات النعيم ليس فهماً خاطئاً، بل هو حقيقة ثابتة بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
وأما عمل الباطنية الحشاشين ومن سار على نهجهم من الإرهابيين فهو الضلال والباطل، ويجب بيان ذلك لشباب الأمة وتحذيرهم منه أشد أنواع التحذير.
أما أن يدفعك ذلك إلى إنكار التنعم بالحور العين وغير ذلك من النعيم، فهذه عقيدة باطلة مضادة للكتاب والسنة وما يعتقده المؤمنون.
- خامساً: قال الكاتب: " فالجنس ما هو إلا مجموعة من الخصائص الفسيولوجية والتشريعية والسلوكية، نشأ بسبب انقسام الناس إلى ذكور وإناث، فقام بدور جذب الإنسان نحو الآخر بسبب الميول الفطرية. فالله عز وجل جعل الجنس في الحياة الدنيا سبيلاً لاهتمام الرجل والمرأة ببعضهما، فنشأ من جراء ذلك الحب والمودة والزواج وتوالد البشر فيما يعرف بالتكاثر الجنسي، وهو ما نجده أيضاً في الحيوان والنبات ومع ذلك فإن له في الإنسان تأثيرات طبيعية وحيوية ونفسية واجتماعية تؤثر في حياته".
- أقول: كون الإنسان له في الدنيا مجموعة خصائص فسيولوجية وتشريعية وسلوكية تنشأ بسبب انقسام الناس إلى ذكور وإناث ... الخ.
فمن أين لك أن الله يسلب هذه الخصائص عن أهل الجنة ذكورهم وإناثهم؟
أ- إن الله يبعث الموتى بأجسادهم وأرواحهم التي كانت في الدنيا، ثم يتفضل الله على أهل الجنة فيزيدهم كمالاً وجمالاً على صورة أبيهم آدم طوله ستون ذراعاً، أما جمالهم ونورهم فقد قال عنه -صلى الله عليه وسلم-: " أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة ... "
ب- وكما قسم الله البشر في الدنيا إلى ذكور وإناث، كذلك يقسمهم الله في الآخرة إلى ذكور وإناث، فالذكور في الدنيا هم الذكور في الآخرة بخصائصهم، والإناث في الدنيا هن إناث في الآخرة بخصائصهن، ومثلهن الحور العين، بل ويزيد الله هذه الخصائص كمالاً في الآخرة.
وقولك: "فالله عز وجل جعل الجنس في الحياة الدنيا سبيلاً لاهتمام الرجل والمرأة ببعضهما،فنشأ من جراء ذلك الحب والمودة والزواج وتوالد البشر فيما يعرف بالتكاثر الجنسي، وهو ما نجده أيضاً في الحيوان والنبات ومع ذلك فإن له في الإنسان تأثيرات طبيعية وحيوية ونفسية واجتماعية تؤثر في حياته".
- أقول: ما هي براهينك على أن الله لم يجعل سبيلاً لاهتمام الرجل والمرأة بعضهما ببعض في الجنة؟ ومن أين لك أن الله لم يجعل سبيلاً إلى المحبة والمودة بين الرجال والنساء في الآخرة؟
الذي يدين به المسلمون أن المودة والمحبة وكمال حسن التبعل والعشرة موجودة على أشدها بين الجنسين في الجنة، فإن قلت: لا، فهات أدلتك مرة أخرى على ما تدعي.
وهل سيجعل الله بين الجنسين العداوة والبغضاء والشقاق و .. و .. الخ، أو لا هذا ولا ذاك، أثبت ما تعتقده بالأدلة والبراهين.
والدعاوى إن لم تقيموا عليها بينات أبناؤها أدعياء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/255)
- سادساً: قال الكاتب: "والجنة تنعدم فيها الدواعي الجنسية لهذا فإن الأعضاء التناسلية سوف تختفي عند الإنسان في الدار الآخرة لأن الله عز وجل وصفها بالسوأة، فقال تعالى: «فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة» ".
- أقول:
1 - ما الدليل على أن الجنة تنعدم فيها الدواعي الجنسية؟
وما المراد بقولك: " فإن الأعضاء التناسلية سوف تختفي"؟
هل تريد أن تقول إن الله يبعث البشر لا فرق بين ذكر وأنثى، فكلاهما سواء، فلا يقال هناك ذكور وهناك إناث لانعدام الأعضاء التناسلية التي تميز بين الذكر والأنثى أو تريد أمراً آخر؟ أرجو إبراز الأدلة الواضحة من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
أما المسلمون فإنهم يؤمنون بالفرق بين الذكور والإناث في الجنة وأن الله خلق في الآخرة لكل من الجنسين أجهزة تخصه، ويفرق الله بها بين الذكور والإناث، ويعطي الله المؤمن زوجتين من الحور العين جزاءً لهم على إيمانهم وعملهم الصالح، والله يفرق في كلامه بين الذكور والإناث من أهل الجنة.
يقول الله مخبراً عن جزاء المتقين: (هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأبْوَابُ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ)
[سورة ص: (49)].
انظر إلى الإخبار عن الذكور بصيغ المذكر، فيقول الله عن المتقين: "متكئين فيها"، "يدعون فيها"، "وعندهم"، كلها بصيغ التذكير، ويقول تعالى مخبراً عن الإناث بصيغة التأنيث (وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ).
وهناك نصوص كثيرة في هذا التفريق في القرآن والسنة وفي إجماع المسلمين والعقلاء، فهل يأخذ المسلمون بأخبار الله الصادقة وأخبار الرسول الصادقة وإجماع المسلمين أو بقول أهل الباطل؟؟
- سابعاً: قال الكاتب: "فالله عز وجل لم يخرج آدم وزوجه من الجنة إلى الأرض بسبب المعصية التي ارتكباها، بل بسبب ظهور السوأتين بعد أكلهما من الشجرة، لأن الله عز وجل تاب عليهما بعد أن تليا كلمات علمهما الله إياها، فعفا عنهما، لكنهما بسبب ظهور السوأتين لم يعودا مؤهلين للبقاء في الجنة فأخرجهما عز وجل منها".
- أقول: إن الله ما أخرج آدم من الجنة إلا بسبب خطيئته ألا وهي أكله من الشجرة التي نهاه الله وزوجه حواء أن يأكلا منها، والدليل ما رواه البخاري في صحيحه حديث (3340) و (4712)، ومسلم في صحيحه حديث (194) من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشفاعة، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: " فَيَأْتُونَ آدَمَ عليه السَّلَام فَيَقُولُونَ له: أنت أبو الْبَشَرِ خَلَقَكَ الله بيده وَنَفَخَ فِيكَ من رُوحِهِ وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لك اشْفَعْ لنا إلى رَبِّكَ ألا تَرَى إلى ما نَحْنُ فيه ألا تَرَى إلى ما قد بَلَغَنَا فيقول آدَمُ إِنَّ رَبِّي قد غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لم يَغْضَبْ قَبْلَهُ مثله وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مثله وَإِنَّهُ نَهَانِي عن الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إلى غَيْرِي اذْهَبُوا إلى نُوحٍ ... " الحديث.
والقرآن لا يفهم منه الناس إلا هذه الخطيئة وهي أكلهما من الشجرة التي نهاهما ربهما أن يأكلا منها.
وأقول: أين الدليل على أن الله خلق آدم وزوجه بدون سوأتين فلما وجدت سوأتاهما أخرجا من الجنة من أجل ذلك لا من أجل معصيتهما؟ وهل هما خلقا لأنفسهما هاتين السوأتين حتى يعاقبهما على هذه الفعلة؟
وهل نهاهما الله عن أكل الشجرة أو عن ظهور السوأتين؟
إن قلت: بل نهاهما عن أكل الشجرة ولم ينههما عن ظهور السوأتين.
قلنا كيف لا يعاقبهما على مخالفة نهيه لهما ويعاقبهما على عمل لم ينههما عنه وحصل منهما بدون قصد ولا اختيار؟
على كل حال يظهر أن الرجل يعتقد أن الله خلق آدم بدون ذكر وخلق حواء بدون فرج، فلما أكلا من الشجرة التي نهاهما الله أن يأكلا منها خلقت هاتان السوأتان، فاستحقا الإخراج من الجنة بسبب وجود هاتين السوأتين، ومن هنا يعتقد أن أهل الجنة تنعدم منهم هاتان السوأتن.
ونحن نعتقد أنه يتكلم بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/256)
ونحن نسوق الدليل على بطلان ما يقول وتهافته.
قال تعالى في سورة الأعراف الآية (19 - 23):
(وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
1 - تأمل قوله تعالى: (لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا).
أي ليظهر شيئاً موجوداً فِعْلاً قد واراه الله بنعمة اللباس، فلا يراه الملائكة ولا إبليس ولا غيرهما، فلما ظهرت سوأتا آدم وحواء الموجودتان فِعْلاً استحيا أشد الحياء من انكشاف سوأتيهما، وذهبا يخصفان عليهما من ورق الجنة كما أخبر الله عنهما.
2 - وتأمل قوله تعالى: (فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ) أي يغطيان شيئاً كان موجوداً خجلاً وحياء.
وقال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَآ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ ... )
[سورة الأعراف: (27)].
تأمل قوله تعالى: (يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَآ).
ألا تراه واضحاً في أن لهما سوأتان موجودتان كساهما الله لباساً يغطيهما، فأراد الشيطان بمكره بهما أن ينزع عنهما هذا اللباس ليظهر عوراتهما.
وقال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِى سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذالِكَ خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) [سورة الأعراف: (26)].
فهذا اللباس يواري سوءات بني آدم الموجودة.
أليس هذا يؤكد أن الله خلق آدم بشراً سوياً كامل الرجولة، وكساه وزوجه حواء وزينهما باللباس الذي يستر عوراتهما، ونعمهما في الجنة يأكلان من كل ما فيها إلا من شجرة واحدة.
فحسدهما إبليس على هذه النعم وعلى هذه المنزلة لينزع عنهما لباسهما وليخرجهما من الجنة إلى آخر ما قصه الله عن آدم وحواء.
أليس من أبطل الباطل أن يقرر إنسان ضد ما يقرره الله في كتابه ليصل إلى قوله: تنعدم السوآت في الجنة كما سيأتي.
- ثامناً: قال الكاتب: "وشرع الله للبشر ما إذا سار الإنسان عليه تأهل من جديد وعاد إلى مقام العندية عند الله في الجنة، وهذا ما وقع فيه (ليوناردو دافنشي) الرسام الكبير عندما تخيل صورة لآدم وحواء فجعل لكل منهما سرة في بطنه، وفاته أنهما لم يولدا من رحم أنثى وبحبل سري، ولم تكن لهما سوأتين (1) عند بدء الخلق".
- أقول: يقصد الكاتب أن الله شرع للبشر ما إذا عملوا به دخلوا الجنة مجردين من الرجولة، وبالتالي ينعدم جماع الحور العين وما يناسبه من المودة والمحبة؛ لأن ذلك مما لا يليق بالجنة على حد زعمه.
ومن أجل ما وقع فيه الرسام المذكور من خطأ على حد زعمه يريد أن يصحح هذا الخطأ بقوله: " وفاته أنهما لم يولدا من رحم أنثى وبحبل سري، ولم تكن لهما سوأتين (2) عند بدء الخلق ".
- أقول: فما هو المانع الشرعي والعقلي أن يكون لآدم وحواء سرَّتان وسوأتان عند بدء خلقهما؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/257)
- تاسعاً: قال الكاتب: "ولعدم وجود الجنس في الجنة فإن الله عز وجل خلق آدم من طين واستنسخ حواء من ضلع آدم. فالجنة لا جنس فيها لأن الأجهزة التناسلية للإنسان تختفي لأنه ليس في حاجة إليها في الجنة، كما ليس في حاجة إلى كل الغرائز التي ابتلى الله بها الإنسان على وجه الأرض لتستقيم الحياة، لكن الله شرع له ما يضبط سلوكه في الدنيا ليتأهل إلى مقام العندية في الآخرة".
- أقول:
1 - إن الله خلق حواء من آدم ولم يستنسخها منه.
2 - من أين لك أن الأجهزة التناسلية تختفي أي لم يخلق لهم الأجهزة وأن أهل الجنة ليسوا بحاجة إليها؟!
3 - من أين لك أن الله يسلبهم كل الغرائز،ومنها حب الطعام والشراب والجماع، فكيف يتلذذون بنعيم الجنة وهو على هذه الحال؟!
إن هذه العقيدة ليبرأ منها القرآن والسنة وكل المسلمين.
وأسوق هنا بعض الأحاديث التي تبطل هذه العقيدة.
قال المنذري كما في "صحيح الترغيب والترهيب" للألباني (ص512 - 513):
" فصل في أكل أهل الجنة وشربهم وغير ذلك
3737 - عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأكل أهل الجنة ويشربون ولا يمتخطون ولا يتغوطون ولا يبولون طعامهم ذلك جشاء كريح المسك يلهمون التسبيح والتكبير كما يلهمون النَّفَس " رواه مسلم ,وأبو داود وقال الألباني: حديث صحيح.
3738 - وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: " إنَّ الرجل من أهل الجنة ليشتهي الشراب من شراب الجنة فيجيء الإبريق فيقع في يده فيشرب ثم يعود إلى مكانه " رواه ابن أبي الدنيا موقوفا بإسناد جيد وقال الألباني حديث حسن.
3739 - وعن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- قال: جاء رجل من أهل الكتاب إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: " يا أبا القاسم تزعم أنَّ أهل الجنة يأكلون ويشربون؟ قال: نعم،والذي نفس محمد بيده إنَّ أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والجماع قال: فإنَّ الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة وليس في الجنة أذى! قال: تكون حاجة أحدهم رشحا يفيض من جلودهم كرشح المسك فيضمر بطنه " رواه أحمد والنسائي ورواته محتج بهم في الصحيح.
والطبراني بإسناد صحيح.
ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم ولفظهما: " أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فقال: يا أبا القاسم ألست تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون؟ -ويقول لأصحابه: إن أقر لي بهذا خصَمْتُه-، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بلى والذي نفس محمد بيده إنَّ أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع. فقال له اليهودي: فإنَّ الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: حاجتهم عرق يفيض من جلودهم مثل المسك فإذا البطن قد ضمر ". ولفظ النسائي نحو هذا. وقال الألباني حديث صحيح.
3740 - وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ طير الجنة كأمثال البخت ترعى في شجر الجنة. فقال أبو بكر: يا رسول الله إنَّ هذه لطير ناعمة. فقال: أكلتها أنعم منها قالها ثلاثا وإني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها " رواه أحمد بإسناد جيد، والترمذي وقال: "حديث حسن" ولفظه قال: "سئل النبي صلى الله عليه وسلم ما الكوثر؟ قال: " ذاك نهر أعطانيه الله يعني في الجنة أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه طير أعناقها كأعناق الجزر.قال عمر: إنَّ هذه لناعمة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكلتها أنعم منها ".وقال الألباني حديث حسن.
- أقول: وستأتي آيات وأحاديث في آخر هذا البحث إن شاء الله تؤكد بطلان ما يقول هذا الرجل.
- عاشراً: قال الكاتب: "والله عز وجل نهى آدم عن الاقتراب من الشجرة، وعندما أكلا منها بدت لهما سوآتهما عندما حول الشيطان شهوة الطعام التي قادت آدم وزوجته إلى الأكل من الشجرة فانفجرت لديهما الغريزة الجنسية، ثم تبعتها غريزة الخوف فتلقى آدم كلمات من ربه فتاب عليه، وهكذا أخذت الغرائز والدوافع تظهر تباعا فلم يعد الإنسان صالحاً للجنة، لأن الجنة ليس فيها جنس وليس فيها خوف، بل تنعدم فيها معظم الغرائز".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/258)
حاصل هذا الكلام أن آدم وحواء ما كانت لهما سوآت فلما أكلا من الشجرة التي نهاهما الله عن الأكل منها انفجرت لهما سوأتان وخلقت لهما غريزة الخوف بعد هذه الحادثة؛ لأن الله خلقهما أولاً بدون غرائز بشرية، وأن معظم الغرائز تنعدم في الجنة.
ونقول: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
- الحادي عشر: قال الكاتب: "صحيح أن الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فالله سبحانه وتعالى يعلم أن عقول البشر لا تدرك ما في الجنة من متع ونعم، فقربها إليهم بأن ذكر فيها الحور العين، وأن فيها الخمر واللبن والفاكهة، فالله عز وجل لم يقل إلا الحق فهناك خمر ليست كخمر الدنيا، وطعام ليس كطعام الدنيا، بل متع معنوية تتصاغر أمامها المتع الحسية. ولأن عقول أطفالنا لا ترقى إلى فهم كثير من الأمور المعنوية، فإننا نقرب الفهم لعقولهم بأمثال حسية يدركونها، فإذا سألك طفلك قائلا: كيف هو الحب؟ قلت له: أنه حلو مثل العسل، عندها يدرك أن الحب شيء مستساغ ومرغوب، وهكذا قرّب الله سبحانه وتعالى لأفهامنا نعيم الجنة بالحور العين وأنهار الخمر واللبن والله لا يقول إلا حقا، ولأن العرب وهم حملة الرسالة، كان أقصى ما لديهم من اللذة هو الجنس والخمر واللبن، لكنه لم يثبت أن الصحابة رضوان الله عليهم ركزوا في دعوتهم للشعوب الأخرى على الخمر واللبن والجنس في الجنة، ولو أنا قلنا للغرب الذي أطلق العنان للجنس بأن الجنة فيها الحور العين لما أسلم".
أقول: ما المراد من الحديث الذي ترى أنه صحيح؟
الجواب عند الكاتب المراد منه ما ذكره أن المراد مما ذكره في القرآن الكريم وما ذكره رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في سنته من الحور العين والخمر واللبن والفواكه المراد منها متع معنوية لا جسدية ولا حسية،وأن الله يذكرها لهم على سبيل التقريب، لكن الواقع أنها متع معنوية لا حسية!
وهذه عقيدة خطيرة مصادمة لنصوص الكتاب والسنة وما أجمع عليه المسلمون واعتقدوه.
ومن العجائب أن يقول: "فالله عز وجل لم يقل إلا الحق".
يعني ما ذكره الله عن نعيم الجنة وأن فيها خمراً وطعاماً ولبناً وفاكهة.
ثم تعقب بقوله الباطل: "بل متع معنوية تتصاغر أمامها المتع الحسية".
ثم يضرب لذلك بمثالين تقريبيين ليؤكد ما يقول، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ومن المناسب أن أذكر الحديث الذي أشار إليه الكاتب فأقول:
روى البخاري في "صحيحه" حديث (4780) ومسلم في "صحيحه" حديث (2824) عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي ?: " يقول الله تَعَالَى أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ ما لَا عَيْنٌ رَأَتْ ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ولا خَطَرَ على قَلْبِ بَشَرٍ، ذُخْرًا، بَلْهَ ما أُطْلِعْتُمْ عليه". ثُمَّ قَرَأَ: (فلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لهم من قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: " فلا يعلم أحد عظمة ما أخفي الله لهم في الجنات من النعيم المقيم واللذات التي لم يطلع على مثلها أحد لما أخفوا أعمالهم كذلك أخفى الله لهم من الثواب جزاء وفاقا فإن الجزاء من جنس العمل ".
ثم أطال النفس في تفسير هذه الآية ينقل في معناها أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منها حديث أبي هريرة هذا وما في معناه منها: حديث سهل بن سعد الساعدي وعزاه إلى مسند أحمد وإلى صحيح مسلم.
وحديث أبي سعيد الخدري وعزاه إلى تفسير ابن جرير, وحديث المغيرة بن شعبة وهو حديث طويل، يتضمن ما رواه أبو هريرة وسهل –رضي الله عنهما-.
أقول: ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة: " بَلْهَ ما أُطْلِعْتُمْ عليه " دع واترك ما اطلعتم عليه من نعيم الجنة وعرفتموه من لذاته، فالذي عرفه الصحابة من النعيم الذي أطلعهم الله عليه أنه أكل حقيقي وشرب للخمر واللبن شرباً حقيقياً، وتنعم وتلذذ بالحور حقيقي لا يشكون في ذلك بل هم على غاية الإيمان واليقين منه.
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عن رجل قيل له: إنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إنَّ أهل الجنة يأكلون ويشربون ويتمتعون ولا يبولون ولا يتغوطون " فقال: من أكل وشرب بال وتغوط، ثم قيل له: إن في الجنة طيورا إذا اشتهى صار قدامه على أي صورة أراد من الأطعمة وغيرها، فقال: هذا فشار، هل بجحده هذا يكفر ويجب قتله أم لا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/259)
فأجاب: الأكل والشرب في الجنة ثابت بكتاب الله وسنة رسوله وإجماع المسلمين وهو معلوم بالاضطرار من دين الإسلام وكذلك الطيور والقصور في الجنة بلا ريب كما وصف ذلك في الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك إن أهل الجنة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يبصقون لم يخالف من المؤمنين بالله ورسوله أحد وإنما المخالف في ذلك أحد رجلين إما كافر وإما منافق.
أما الكافر فإن اليهود والنصارى ينكرون الأكل والشرب والنكاح في الجنة يزعمون أن أهل الجنة إنما يتمتعون بالأصوات المطربة والأرواح الطيبة مع نعيم الأرواح وهم يقرون مع ذلك بحشر الأجساد مع الأرواح ونعيمها وعذابها.
وأما طوائف من الكفار وغيرهم من الصابئة والفلاسفة ومن وافقهم فيقرون بحشر الأرواح فقط وأن النعيم والعذاب للأرواح فقط.
وطوائف من الكفار والمشركين وغيرهم ينكرون المعاد بالكلية فلا يقرون لا بمعاد الأرواح ولا الأجساد وقد بيَّن الله تعالى في كتابه على لسان رسوله أمر معاد الأرواح والأجساد وردَّ على الكافرين والمنكرين لشيء من ذلك بياناً في غاية التمام والكمال.
وأما المنافقون من هذه الأمة الذين لا يقرون بألفاظ القرآن والسنة المشهورة فإنهم يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون هذه أمثال ضربت لنفهم المعاد الروحاني وهؤلاء مثل القرامطة الباطنية الذين قولهم مُؤلَّفٌ من قول المجوس والصابئة ومثل المتفلسفة الصابئة المنتسبين إلى الإسلام وطائفة ممن ضاهوهم من كاتب أو متطبب أو متكلم أو متصوف كأصحاب "رسائل إخوان الصفا" وغيرهم أو منافق وهؤلاء كلهم كفار يجب قتلهم باتفاق أهل الإيمان فإنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم قد بيَّن ذلك بيانا شافيا قاطعا للعذر، وتواتر ذلك عند أمته خاصها وعامها وقد ناظره بعض اليهود في جنس هذه المسألة وقال يا محمد: أنت تقول إنَّ أهل الجنة يأكلون ويشربون ومن يأكل ويشرب لابد له من خلاء! فقال النبى ?: " رشح كرشح المسك ".
ويجب على ولي الأمر قتل من أنكر ذلك ولو أظهر التصديق بألفاظه، فكيف بمن ينكر الجميع؟! والله أعلم " "مجموع الفتاوى" (4/ 313 - 315).
- الثاني عشر: قال الكاتب أنور: " لقد كان الأنبياء عليهم السلام أكثر فهما وأعمق إدراكا في التعامل مع الله سبحانه وتعالى، فلم يعبدوه لأجل الحور العين، ولا للجنة ونعيمها، ولا خوفاً من النار وشررها، بل عبدوه حباً لذاته.
وفي هذا يقول عيسى عليه السلام: قوم عبدوا الله خوفاً من ناره وتلك عبادة العبيد، وقوم عبدوا الله طمعاً في جنته وتلك عبادة التجار، وقوم عبدوا الله حبا في ذاته وتلك عبادة الأحرار. أما النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يتعامل مع الله بمنطق لا ندرك أبعاده حتى أصبح يجد المتعة في الذكر وفي الصلاة، فكان يقول لبلال: أرحنا بها يا بلال، وكان يقوم الليل حتى تتورم قدماه، ثم يجيب عائشة رضي الله عنها بالقول: أفلا أكون عبداً شكوراً، فلم يقل أريد الجنة والحور العين، بل كان يقول: أحبوا الله لما يغذوكم به من النعم وأحبوني لحب الله إياي".
- أقول: من أنبأك أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يتعاملون مع الله على هذا الوجه الذي ذكرته؟
في أي كتاب وفي أي سنة صرّحوا أو أشاروا إلى هذه العلاقة العجيبة أنهم كانوا يعبدون الله لا خوفاً من ناره ولا طمعاً في جنته؟!
الذي يعرفه المسلمون أن الأنبياء أشد الناس خوفاً من الله وأشد الناس رغبة ورجاء لما عند الله.
فهذا أول الرسل نوح عليه الصلاة والسلام يخبر الله عنه أنه قال: " وَيا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ ءامَنُواْ إِنَّهُمْ مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ وَيا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ)
[سورة هود: (29)].
فهو يعمل ويدعو إلى الله رجاء الأجر من الله.
ومن خوفه من الله يقول: " وَيا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ " فهو يجمع بين الخوف والرجاء.
وعن عبد الله بن الشخير قال: " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل يعني: يبكي "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/260)
وفي رواية قال: " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحا من البكاء " رواه أحمد.وروى النسائي الرواية الأولى وأبو داود الثانية.وهو حديث صحيح.
وهذا أفضل الأنبياء والرسل يقول الله له: (قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [سورة الأنعام: (15)].
ويقول عليه الصلاة والسلام كما أخبر الله عنه: (إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [سورة يونس: (15)].
ويقول الله له: (قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [سورة الزمر: (39)].
وفي الصحيحين يقول صلى الله عليه وسلم: " ... والله إني لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ له ".
وهذا خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام- يقول: (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِى يَوْمَ الدِّينِ رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِى بِالصَّالِحِينَ وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ في الآخِرِينَ وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ) [سورة الشعراء: (82 - 85)].
ويقول الله عن زكريا وأسرته: (وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ)
[سورة الأنبياء: (90)].
أي أنهم كانوا قد جمعوا بين الرغبة والرهبة في حياتهم وعبادتهم، والخوف والرغبة هما أعظم محاور توحيد الله وعبادته، وهما منقبتان عظيمتان لأنبياء الله وأوليائه.
والله يقول: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) [سورة فاطر: (28)].
وسادة العلماء وفي طليعتهم وقادتهم هم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
وهذا القول: إني أفعل كذا لا خوفاً منك ولا طمعاً فيك إنما يقوله الإنسان لِندِّه ونظيره أو لمن هو دونه، وحرام وكفر أن يقوله أحد لرب العالمين؛ لأنه منطق المستكبرين.
وعلى كل حال هذا القول يردده جُهَّال الصُّوفية،ويُنسب إلى رابعة العدوية،وما أظنه يثبت عنها،وبرَّأ الله رسولَه عيسى صلَّى الله عليه وسلَّم من هذا القول.
وقولك: "وفي هذا يقول عيسى عليه السلام: قوم عبدوا الله خوفاً من ناره وتلك عبادة العبيد، وقوم عبدوا الله طمعاً في جنته وتلك عبادة التجار، وقوم عبدوا الله حبا في ذاته وتلك عبادة الأحرار".
- أقول: أين إسناد هذا الكلام إلى عيسى أو إلى رسول الله محمد – عليهما الصلاة والسلام-؟!.
أما أنا وكل مسلم فنُبرئ محمداً -صلى الله عليه وسلم- وما جاء به من هذا القول الباطل المغرق في الضلال، كما نُبرئ عيسى وجميع الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- من هذا الجهل والضَّلال.
أستغفر الله، فهل كان عيسى يرى نفسه حُراً من عبوديته لله ويدعو إلى هذه الحرية؟
ألم يقل صلَّى الله عليه وسلَّم وهو في المهد: (إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ءَاتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً)
[سورة مريم: (30 - 31)].
ومحمد -صلى الله عليه وسلم- يقول الله في شأنه: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الاْقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) [سورة الإسراء: (1)].
ويقول له: (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ وَأُمِرْتُ لأنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي) [سورة الزمر: (11 - 14)].
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبه: " ... وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله "
وأخذ ذلك عنه المسلمون يرددونه في خطبهم على امتداد تأريخهم إلى يومنا هذا.
وكان يقول في تشهده صلَّى الله عليه وسلَّم: " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله "
وعلمنا صلى الله عليه وسلم أن نقول في تشهدنا: " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله " ويقول ذلك المسلمون في جميع صلواتهم.
وقولك: " أما النبي صلَّى الله عليه وسلَّم،فكان يتعامل مع الله بمنطق لا ندرك أبعاده حتى أصبح يجد المتعة في الذكر وفي الصلاة ... الخ ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/261)
هذا صحيح، بل هو يجد المتعة في الذكر والصلاة منذ بعثه الله، ثم فرض عليه الصلاة والذكر، ومع ذلك كان يأكل ويشرب ويجاهد ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويتزوج النساء،ونهى عن التبتل عليه الصلاة والسلام ويحث على العمل والزراعة، ويبين ما في ذلك من الفضل، وبرَّأه الله من رهبانية النصارى، وبرَّأه الله من طرق غلاة الصوفية.
أما قولك: "بل كان يقول: أحبوا الله لما يغذوكم به من النعم وأحبوني لحب الله إيَّاي".
فهو حديث ضعيف، رواه الترمذي والحاكم وأبو نعيم في "الحلية".
وقد ضعَّفه ابن الجوزي في " العلل المتناهية " (1/ 262).
وشيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (5/ 396).
والألباني في "الجامع الصغير" حديث (176).
لأن في إسناده عبد الله بن سليمان النوفلي.
قال الذهبي في "الكاشف": "روى عنه هشام بن يوسف بس. ت ".
يعني أنه مجهول، وقال في "المغني": "لم يرو عنه سوى هشام بن يوسف"، يعني أنه مجهول.
وأورده الذهبي أيضا في "الميزان" (2/ 432)، وقال فيه جهالة، ما حدَّث عنه سوى هشام بن يوسف.
وأورد هذا الحديث لبيان ضعفه.
وقال الحافظ فيه: "مقبول" يعني إذا توبع، وإلا فهو لين الحديث عنده، وهذا الحديث ليس له متابعة.
والظاهر أنَّ أنور أورده لدعم مذهب الصوفية الذين يركزون في صلتهم بالله على الحب فقط!.
يقول بعض السَّلف: " من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالخوف وحده فهو خارجي، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو الموحد ".
- الثالث عشر: قال الكاتب أنور: " ولو رجعنا إلى القرآن الكريم لوجدنا أول سورة جاء فيها ذكر الحور العين هي سورة الدخان وهي سورة مكية يقول فيها سبحانه وتعالى (كذلك وزوجناهم بحور عين) فكانت في وصف ما أنعم الله به على المتقين قال يونس بن حبيب في تفسير هذه الآية: إن ذلك لا يعني النكاح بل المقارنة، والعرب لا تقول تزوجت بها، بل تقول تزوجتها، واتفق معه الواحدي والفراء في ذلك.
إن التنزيل يدل على ما ذهب إليه يونس فقد قال سبحانه وتعالى (فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها)، وإذا قيل زوجته بفلان ولم يقل زوجته لفلان فهذا يعني أني شفعته به أي جعلته مرافقا معه، وقد قال سبحانه وتعالى (قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين) وقد قال تعالى (ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين) ".
- أقول: لقد ذكر الكاتب في هذا السياق يونس بن حبيب والواحدي والفراء -والله أعلم- ليوهم أن هؤلاء العلماء على طريقته في أنه لا يوجد الجنس أي الجماع في الجنة وإنما هو متاع معنوي لا جسدي!
وحاشاهم ثم حاشاهم من هذا الضَّلال.
- أقول: ويونس بن حبيب تكلم بمبلغ علمه، وفاته لغة بعض العرب في هذه اللفظة، فقد أورد الشوكاني قوله هذا القول، ثم قال: "وقال الفراء: زوجته بامرأة لغة أزد شنوءة " "فتح القدير" (5/ 117).
فعلى هذا يتعدى لفظ زوَّج بالباء، فيسقط ما توهمه هذا الرجل.
ومما يدلك على براءة الواحدي -رحمه الله- من هذا المذهب المهلك قوله في تفسيره "الوسيط" (4/ 93) في تفسير قول الله تعالى من سورة الدخان (وزوجناهم بحور عين): "أي قرناهم بهن وليس من عقد التزويج،لأنه لا يقال: زوجته بامرأة، وقال أبو عبيدة: جعلناهم أزواجاً بهن كما يزوج النعل بالنعل أي جعلناهم اثنين اثنين ونحو هذا، قال الأخفش: جعلناهم أزواجاً بالحور وهن البيض الوجوه. وقال أبو عبيدة: الحوراء الشديدة بياض العين الشديدة سوادها، والعين جمع عيناء وهي العظيمة العينين".
فهو لا ينفي أن الله يزوج أهل الجنة بالحور العين ليتمتعوا بهن تمتع الأزواج بالزوجات.
وإنما نفى أن يكون التزويج بصيغة العقد كما هو الحاصل في الدنيا بين الزوج وولي الزوجة، ولا ينفي أن الله قد زوجهم بهن وأباح لهم جماعهن، بل هو وكل مؤمن لا ينفون هذا، بل يؤمنون ويوقنون به.
ولا ينفيه إلا اليهود والنصارى ونحوهم من أهل الضلال كما ذكر ذلك العلماء.
وانظر إلى قوله في بيان معنى قوله تعالى: (يدعون فيها بكل فاكهة آمنين) حيث يقول: "من التخم والأسقام والأوجاع"، أي التي تصيب أهل الدنيا بسبب الأكل، يعني فأهل الجنة مهما أكلوا من الفواكه وغيرها لا تصيبهم الآفات من التخم والأوجاع كما تصيب أهل الدنيا، وذلك من تمام إنعام الله عليهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/262)
ومما يدلك على براءة الواحدي من هذا المذهب تفسيره لقول الله تعالى: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [سورة البقرة: (25)].
قال بعد أن فسر الجنات والثمار وأكل أهل الجنة منها – تفسيراً صحيحاً لا تحريف فيه-.
قال: " وقوله تعالى: (وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ) "الأزواج": جمع زوج وزوجة وشكل كل شيء: زوجه، و"مطهرة" قال مجاهد: لا يتغوطن ولا يبلن ولا يمنين ولا يحضن، فهن مطهرات من الحيض والبول والنخام والبزاق والمني والولد.
وقيل "مطهرة" من مساوئ الأخلاق،لما فيهن من حسن التبعل،ودل على هذا قوله: (عرباً أتراباً).
(وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) لأن تمام النعمة بالخلود والبقاء هناك كما أن التغيض (3) بالزوال والفناء.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبرهيم النجار، حدثنا أبو القاسم سليمان بن أيوب الطبراني، حدثنا أبو رفاعة عمارة بن وثيمة، وحدثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إن أزواج الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط وإن مما يغنين به: نحن الخيرات الحسان، أزواج قوم كرام، ينظرن بقرة أعيان، وإن مما يغنين به: نحن الخالدات فلا نموت، نحن الآمنات فلا نخاف نحن المقيمات فلا نظعن" (4) ".
انظر إلى قوله: " "الأزواج": جمع زوج وزوجة وشكل كل شيء: زوجه ".
فهو يبين لك أن هذا اللفظ مشترك، فهو يشمل الزوج باللفظ المذكر والزوجة باللفظ المؤنث، ويزيد أنه يشمل شكل كل شيء.
وانظر إلى قوله في تفسير الزوجات من الحور العين:
" قال مجاهد: لا يتغوطن ولا يبلن ولا يمنين ولا يحضن، فهن مطهرات من الحيض والبول والنخام والبزاق والمني والولد".
أقول: وذلك لتمام نعيمهن وتنعم أزواجهن به.
يؤكد ذلك ما رواه البخاري (5) ومسلم (6) عن أبي هريرة – رضي الله عنه –قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة. لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يمتخطون. أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة (عود الطيب) أزواجهم الحور العين، على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم؛ ستون ذراعا في السماء".
قال الواحدي نفسه في تفسير قول الله تعالى: (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ اليَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الأرَآئِكِ مُتَّكِئُونَ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَّا يَدَّعُونَ) الوسيط (3/ 516) في تفسير الآية (58) من سورة يس قال:
" (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ اليَوْمَ) يعني في الآخرة (فِي شُغُلٍ) وقُرِئ شُغْلٍ وهما لغتان، قال مقاتل: شُغِلوا بافتضاض العذارَى عن (7) أهل النَّار فلا يذكرونهم ولا يهتمون لهم، وهذا قول جماعة المفسرين، وقال الحسن: شُغِلوا بما في الجنة من النعيم عمَّا فيه أهل النار من العذاب (فَاكِهُونَ) ناعمون معجبون بما هم فيه، قال أبو زيد: الفكه الطيب النفس الضحوك يُقَال رجل فكه وفاكه ولم يسمع لهذا أفعل في الثلاثي (هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ) يعني حلائلهم (فِي ظِلَالٍ) قال مقاتل: في أكنان القصور،وقرئ في ظلل وهي جمع ظلة (عَلَى الأرَآئِكِ) وهي السرر عليها الحجال قال أحمد بن يحيى: الأريكة لا تكون إلا سريراً في قبة عليه سواره ومتاعه (لَهُمْ فِيهَا) في الجنة (فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَّا يَدَّعُونَ) يتمنون ويشتهون".
انظر تفسيره لقوله تعالى: (فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ) وقوله: "وهذا قول جماعة المفسرين" وكلام الحسن لا يناقض قول جماعة المفسرين، فتفسيرهم خاص بهذه الجملة وتفسير الحسن عام يدخل فيه قول جماعة المفسرين.
3 - وقد فَسَّر قول الله تعالى: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) إلى قوله (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) تفسيرا واضحا كما يفهمه المسلمون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/263)
ثم قال في قول الله تعالى: (فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان): " قال قتادة: قصرن طرفهنَّ على أزواجهنَّ فلا يردن غيرهم.
وقال ابن زيد: إنَّها تقول لزوجها: وعزَّةِ ربي ما أرى في الجنَّة شيئاً أحسن منك فالحمد لله الذي جعلني زوجك وجعلك زوجي".
وقال في تفسير قوله تعالى: (لم يطمثهن): " قال الفراء: الطمث الافتضاض وهو النكاح بالتدمية يقال: طمث ويطمث وطمثت الجارية إذا افترعها ".
والله وعد المؤمنين بالجنة وما فيها من نعيم من ثمار وأنهار وقصور وحور عين إلى جانب ما أخفاه من نعيم مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وذلك كله نعيم روحي ونعيم جسدي لا يختلف فيه اثنان من المسلمين.
وقوله: فقد قال سبحانه وتعالى: (فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها).
- أقول: هذا لا يتعارض مع قوله تعالى: (وزوجناهم بحور عين).
ولم يفهم أي مسلم هذا التعارض لا الفراء ولا يونس ولا الواحدي ولا غيرهم.
وقوله: وقد قال سبحانه وتعالى: (قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين).
- أقول: لا حجة له فيه!
قال الواحدي -رحمه الله-: " قوله: (قلنا احمل فيها) في السفينة، (من كل زوجين اثنين) الذكر زوج والأنثى زوج وهو قول الحسن وقتادة قالوا: (ذكر وأنثى) وقرأ حفص (من كُلٍّ) بالتنوين: أراد من كل شيء ومن كل زوج زوجين اثنين فحذف المضاف إليه"، "الوسيط" (2/ 573).
وقال ابن كثير: " فحينئذ أمر الله نوحاً -عليه السلام- أن يحمل معه في السفينة من كل زوجين اثنين من صنوف المخلوقات ذوات الأرواح، قيل: وغيرها من النباتات اثنين: ذكراً وأنثى" "تفسير القرآن العظيم" (7/ 437)، تفسير الآية (40) من سورة هود.
وقال الشوكاني في "فتح القدير" (2/ 599): "قوله: (قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين) أي قلنا: يا نوح احمل في السفينة من كل زوجين مما في الأرض من الحيوانات اثنين ذكراً وأنثى. وقرأ حفص "من كل" بتنوين كل، أي: من كل شيء زوجين، والزوجان للاثنين اللذين لا يستغني أحدهما عن الآخر، ويطلق على كل واحد منهما زوج، كما يقال للرجل زوج، وللمرأة زوج، ويطلق الزوج على الاثنين إذا استعمل مقابلاً للفرد، ويطلق الزوج على الضرب والصنف، ومثله قوله تعالى: (وأنبتت من كل زوج بهيج) ".
- أقول: والحكمة من أمر الله رسوله نوحاً عليه الصلاة والسلام أن يحمل من كل زوجين اثنين الحكمة هي بقاء النسل من البشر والحيوانات عن طريق التزاوج بين الذكور والإناث، فلا وجه لاستدلال الكاتب بهذه الآية بل هي عليه لا له!.
- الرابع عشر: قال الكاتب: " ولم ترد كلمة زوجناهم بحور عين إلا في آيتين سورتي الدخان والطور، ولم يقل في الآيتين سنزوجهم في المستقبل بل جاءت في الماضي مما يؤكد على أن القصد هو القران والمرافقة، وليس النكاح المعروف في الدنيا، بالإضافة إلى أن الاستمتاع بالحور ليس استمتاعاً جنسياً لهذا أعطاهم (8) الله أحسن ما في صورة الآدمي هو الوجه وأجمل ما في الوجه وهو العين مما يدل على حسن المزاج في الخلقة وأحسن ما في الإنسان من خلق، فهو استمتاع معنوي لا ندرك مداه بعقولنا الدنيوية ".
- أقول: وهل ورود قول الله: (وزوجناهم بحور عين) في سورتين فقط مع عدم قوله تعالى (سنزوجهم) يدل على عدم استمتاع أهل الجنة بنساء الجنة عن طريق الجماع؟!
أقول مع الأسف هذا ما يراه الكاتب! وهو رأي يصادم نصوص القرآن والسنة وإجماع الأمة، وقد صرّح هذا الرجل بهذا الرأي مرَّات!.
انظر إلى قوله: " مما يؤكد على أن القصد هو القران والمرافقة، وليس النكاح المعروف في الدنيا، بالإضافة إلى أن الاستمتاع بالحور ليس استمتاعاً جنسياً ".
- أقول: سبحان الله،فلماذا خلق الله الحور العين في الجنة على أحسن الصور وقرنهن بالرجال بل زوَّجهم بهن،ففهمك هذا يرفضه العقل والشرع والحكمة من خلقهن، كيف يستمتع الرجال بالنظر والسماع إلى الحور العين ثم يحال بينهم وبين جماعهن ملايين السنين محرومين من أعظم متعة بالحور العين؟!.
ثم ما المراد من قولك: " ولم ترد كلمة زوجناهم بحور عين إلا في آيتين سورتي الدخان والطور"؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/264)
فهل هذا جهل منك بما ورد من إكرام الله أهل الجنة بهذا الجزاء العظيم في سور كثيرة وبأساليب معجزة متنوعة، فأرهف سمعك إلى بعض ما ذكره الله في القرآن الكريم من هذا الجزاء وغيره.
قال تعالى في سورة الصافات: (إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ بَيْضَآءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ) الآية (40 - 49).
وقال تعالى في سورة Question: ( هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأبْوَابُ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ). الآيات (49 - 54).
فقاصرات الطرف هن الحور العين المذكورات في سورتي الدخان والطور، وتنويع العبارات من بلاغة القرآن المعجز العظيم.
وقال تعالى في سورة الزخرف: (الأخِلاَءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ ياعِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنْفُسُ وَتَلَذُّ الأعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ) الآيات (67 - 73).
وانظر إلى قوله تعالى: (لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ) نص على أن أهل الجنة يأكلون فعلاً، وقوله تعالى: (يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنْفُسُ وَتَلَذُّ الأعْيُنُ) أي من الملابس والمطاعم والمشارب.
وقوله تعالى: (أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ) أي تنعمون.
وهنا قال: (وأزواجكم) يعني نساؤهم المؤمنات والحور العين ,فما رأيك في هذا التعبير؟
ولم يقل الواحدي هنا في تفسير الأزواج بالقران، مما يدل على أنه فهم من الأزواج الزوجات، وفسر "تحبرون" بمعنى تكرمون وتنعمون.
وقال الشوكاني في تفسيره (ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ): " المراد بالأزواج: نساؤهم المؤمنات، وقيل: قرناؤهم من المؤمنين، وقيل زوجاتهم من الحور العين".
أقول: والذي يظهر أن المراد بالأزواج ما يشمل نساءهم المؤمنات والحور العين.
وقال تعالى في سورة الرحمن: " فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ)، وقد تقدم تفسير (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ)، وقبل هذه قال تعالى: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ فَبِأَيِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ فَبِأَيِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ فَبِأَيِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ فَبِأَيِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ فَبِأَيِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ فَبِأَيِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ هَلْ جَزَآءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/265)
تأمل قوله تعالى: (فَبِأَيِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) مرات عديدة عقب كل وصف من أوصاف الجنة وما فيها، من قوله: (ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ) إلى قوله: (هَلْ جَزَآءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ)، وعقب هذه الآية كغيرها بقوله: (فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ).
واقرأ ما بعد ذلك من الآيات إلى نهاية سورة الرحمن، واحسب ألف حساب لهذا الوعيد.
وقال تعالى في سورة الواقعة: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ثُلَّةٌ مِّنَ الأوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ).
وقال تعالى في سورة النبأ: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً وَكَأْساً دِهَاقاً لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَاباً جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً).
والكواعب الأتراب هن الحور العين.
وقال تعالى في سورة محمد الآية (15): (مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِى النَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ).
- أقول: لا يشك مسلم أن هذه حقائق، أنهار من كل الأصناف التي ذكرها الله، وفيها من الثمرات مما لا يحصيه إلا الله –عزّ وجلّ- يتمتع بكل ذلك أهل الجنة أكلاً محسوساً وشرباً محسوساً لا معنوياً خيالياً، وأهل النار مخلدون فيها؛ يسقون فيها ماء حميما يقطع أمعاءهم، ولهم غير ذلك من أصناف العذاب كما ذكر الله ذلك في غير موضع، ومنها قوله تعالى: (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالاً وَسَعِيراً) [سورة الإنسان: (4)].
وقال تعالى: ( ... فَالَّذِينَ كَفَرُواْ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارِ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِى بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَآ أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ)، [سورة الحج: (19 - 22)].
- أقول: إن المسلمين ليؤمنون بأن هذه الأمور المفزعة التي يلقاها أهل النار حقائق واقعة محسوسة، يعذب بها أعداء الله، وليست أمور معنوية.
ولا أدري ماذا يقول فيها هذا الكاتب، وإني لأخشى أن يقول ويعتقد أنها أمور معنوية، وأعيذه بالله من ذلك.
وقال صلى الله عليه وسلم: " أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة. لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يمتخطون. أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة (عود الطيب) أزواجهم الحور العين، على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم؛ ستون ذراعا في السماء". متفق عليه.
وفي رواية للبخاري ومسلم: " آنيتهم فيها الذهب، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحُسْنِ، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب رجل واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا ".
وعن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة فإن ريح الجنة ليوجد من مسيرة مائة عام ".
وفي رواية: " وإن لريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام " رواه ابن حبان في صحيحه.
وقال الألباني: حديث صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/266)
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا ". رواه البخاري ومسلم والترمذي إلا أنه قال: "عرضها ستون ميلا". وهو رواية لهما. وقال الألباني: حديث صحيح.
والأهلون هنا هن: الأزواج.
وعن جَابِرٍ قال سمعت النبي ?: " يقول إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فيها وَيَشْرَبُونَ ولا يَتْفُلُونَ ولا يَبُولُونَ ولا يَتَغَوَّطُونَ ولا يَمْتَخِطُونَ قالوا فما بَالُ الطَّعَامِ قال جُشَاءٌ وَرَشْحٌ كَرَشْحِ الْمِسْكِ يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّحْمِيدَ كما تُلْهَمُونَ النَّفَسَ " (9).
- أقول: انظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فيها وَيَشْرَبُونَ ... ".
فما رأي أنور عشقي؟
روى مسلم (10) بإسناده إلى أَيُّوبُ عن مُحَمَّدٍ قال: إِمَّا تَفَاخَرُوا وَإِمَّا تَذَاكَرُوا الرِّجَالُ في الْجَنَّةِ أَكْثَرُ أَمْ النِّسَاءُ فقال أبو هُرَيْرَةَ: أولم يَقُلْ أبو الْقَاسِمِ ?: " إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ على صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَالَّتِي تَلِيهَا على أَضْوَإِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ في السَّمَاءِ لِكُلِّ امْرِئٍ منهم زَوْجَتَانِ اثْنَتَانِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا من وَرَاءِ اللَّحْمِ وما في الْجَنَّةِ أَعْزَبُ (11) ".
وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: " جاء رجل من أهل الكتاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون؟ قال: نعم والذي نفس محمد بيده إنَّ أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والجماع. قال: فإنَّ الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة وليس في الجنة أذى! قال: تكون حاجة أحدهم رشحا يفيض من جلودهم كرشح المسك فيضمر بطنه ".
رواه أحمد والنسائي ورواته محتج بهم في الصحيح.
والطبراني بإسناد صحيح.
ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم ولفظهما: " أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فقال يا أبا القاسم ألست تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ويقول لأصحابه إن أقر لي بهذا خصمته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى والذي نفس محمد بيده إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع فقال له اليهودي فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتهم عرق يفيض من جلودهم مثل المسك فإذا البطن قد ضمر ". ولفظ النسائي نحو هذا. قال الألباني: حديث صحيح.
- أقول: انظر إلى قوله -صلى الله عليه وسلم-: " إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع".
وانظر جوابه -صلى الله عليه وسلم- على استشكال اليهودي.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " إنَّ طير الجنة كأمثال البخت ترعى في شجر الجنة فقال أبو بكر يا رسول الله إن هذه لطير ناعمة فقال أكلتها أنعم منها قالها ثلاثا وإني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها ". رواه أحمد بإسناد جيد. والترمذي وقال: "حديث حسن" ولفظه قال: سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- ما الكوثر؟ قال: " ذاك نهر أعطانيه الله يعني في الجنة أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه طير أعناقها كأعناق الجزر"، قال عمر: إن هذه لناعمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكلتها أنعم منها". قال الألباني: حديث حسن صحيح.
انظر إلى قوله -صلى الله عليه وسلم- عن الطير التي هي أمثال البخت أن أكلتها أنعم منها.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر " رواه مسلم. وقال الألباني: حديث صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/267)
وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أول زمرة يدخلون الجنة كأن وجوههم ضوء القمر ليلة البدر والزمرة الثانية على لون أحسن كوكب دري في السماء لكل واحد منهم زوجتان من الحور العين على كل زوجة سبعون حلة، يُرى مخ سوقهما من وراء لحومهما وحللهما كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء " رواه الطبراني بإسناد صحيح والبيهقي بإسناد حسن. وقال الألباني: حديث صحيح لغيره.
ويأتي حديث أنس المرفوع: " ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحا ولأضاءت بينهما ولنصيفها يعني خمارها على رأسها خير من الدنيا وما فيها " رواه البخاري ومسلم. وقال الألباني: حديث صحيح.
وأنا أسأل هذا الرجل هل هذه الصفات للجنة وما فيها حقائق ثابتة من أشجار وثمار وعيون (ولمن خاف مقام ربه جنتان) يتمتع أهل الجنة بما فيها فِعْلاً من أكل وشرب ولباس ومساكن طيبة وزوجات حسان من الحور العين يتمتعون بهن وبجمالهن جماعاً ورؤية ومضاجعة أو كل هذه الأمور إنما هي أمور معنوية؟
إن قلت: نعم، هذه الأمور حقائق ثابتة كما أخبر الله ويتمتع بها أهل الجنة حسياً ومعنوياً حمدنا الله على توبتك ورجوعك إلى الحق، وإن قلت: لا، هذه أمور معنوية، فلا أكل فيها ولا شرب ولا جماع ولا متاع جسدي قلنا: لقد صادمت كتاب الله وسنة رسوله مصادمات كثيرة، وصادمت المسلمين وإجماعهم مصادمات كثيرة، وتابعت أعداء الله المكذبين لمحمد صلى الله عليه وسلم ورسالته من اليهود والنصارى وغيرهم، وبئست المتابعة والحكم معروف.
- الخامس عشر: قال الكاتب: " إن أصحاب الأغراض المنحرفة ينتقون من القرآن ما يعجبهم، ويتأولون بما يخدم أهدافهم ويتلاقى مع أهوائهم ليصلوا إلى غاياتهم فقد أصبحنا في عصر نستخدم فيه الدين ولا نخدم الدين".
- أقول: "رمتني بدائها وانسلت".
فمن هم أصحاب الأغراض المنحرفة الذين ينتقون من القرآن ما يعجبهم ثم يحرفونه بما يخدم أهدافهم ... الخ
فهذا والله ينطبق عليك وعلى عملك مائة في المائة.
فلقد أعرضتَ عن كثير وكثير من نصوص الكتاب والسنة ذكرت ذلك لك وللقراء وحرفتَ نصين من القرآن الكريم، وابتعدت بهما عما أراده الله وأجمع عليه المسلمون، فبأي وجه وبأي حق تصف الأبرياء بهذه الأوصاف الشنيعة وتنسى نفسك؟
وإني لأدعوك إلى التوبة الصادقة إلى الله وإعلان هذه التوبة على رؤوس الأشهاد ونشرها في أي صحيفة شئت، فإن أبيت فإنك لن تفلت من قبضة الله إن أفلت من أيدي الناس في هذه الدنيا، وأسأل الله أن يوفقك الأولى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتبه: ربيع بن هادي عمير المدخلي
وكان الفراغ منه ليلة 8 من شهر رجب لعام 1431
من هجرة المصطفى
صلَّى الله عليه وسلَّم
*****
=======
الحواشي:
1 - كذا، والصواب سوأتان.
2 - كذا، والصواب سوأتان.
3 - كذا ولعل الصواب: التنغيص.
4 - رجال إسناده ثقات سوى عمارة بن وثيمة فلم أقف له على ترجمة.
5 - في "بدء الخلق" حديث (3327).
6 - في "الجنة ونعيمها" حديث (2834) مكرر.
7 - في الأصل "من" وهو خطأ.
8 - كذا، والصواب: "أعطاهن".
9 - رواه مسلم حديث (2835).
10 - حديث (2834).
11 - وهو الذي حُرِم من الزواج.
الملفات المرفقة http://www.sahab.net/forums/SahabThemes/attach/rar.gif نعيم الجنة. rar (http://www.sahab.net/forums/attachment.php?attachmentid=11294&d=1277388999) (48.1 كيلوبايت, المشاهدات 45)
__________________
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[27 - 06 - 10, 07:59 ص]ـ
أخى أبوناصر المدنى جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك
وجزى الله الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي خير الجزاء على مايقدمه خدمة للاسلام والمسلمين
وأتحفنا أخى أبوناصر المدنى بما هو جديد(64/268)
موقع دار الأندلس الخضراء يرحب بكم
ـ[دار الأندلس الخضراء]ــــــــ[27 - 06 - 10, 11:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرحب بكم في موقعنا الجديد
زورونا ويسعدنا اشتراككم لدينا ليصلكم كل جديد
www.darandalos.com (http://www.darandalos.com)(64/269)
ما حكم هذه الأقوال وما صحتها؟ أفيدوني بارك الله فيكم
ـ[فوزى محمد أمين ملطان]ــــــــ[27 - 06 - 10, 12:20 م]ـ
كيف نرد على هذه الأقوال وما حكم قائلها?
قال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة
وهو يتحدث عن الحسن بن علي رضي الله عنه
ولما نزل عنها ابتغاء وجه الله تعالى عوضه الله وأهل بيته عنها بالخلافة الباطنة»،
{حتى ذهب قوم أن قطب الأولياء في كل زمان لا يكون إلا من أهل البيت، وممن قال يكون من غيرهم الأستاذ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُرْسِيُّ كما نقله عنه تلميذه التاج ابن عطاء الله}
وهل أول الأقطاب الحسن أم أول من تلقى القطبانية من المصطفى- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فاطمة الزهراء مدة حياتها، ثم انتقلت منها إلى أبي بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ثم الحسن؟.
ذهب إلي الأول أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُرْسِيُّ، وإلي الثاني أَبُو الْمَوَاهِبِ التُّونُسِيُّ كما فِي «طبقات المناوي».
قال المناوي في طبقاته:
وهو يتحدث عن الحسين بن علي رضي الله عنه
"ذكر لي بعض أهل الكشف والشهود، أنه حصل له اطلاع على أنه دفن مع الجثة بكربلاء، ثم ظهر بعد ذلك بالمشهد القاهري لأن حكم الحال بالبرزخ حكم الإنسان الذي تدلى في تيار جار فيطف بعد ذلك في مكان آخر فلما كان الرأس منفصلا طف في هذا المحل من المشهد وذكر أنه خاطبه منه".
المرجو: ذكر الردود العلمية على ذلك
ولكم جزيل الشكر والإمتنان
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[27 - 06 - 10, 01:44 م]ـ
ردود علمية على إيه يا أخي
أهو كلام ـ ابتسامة(64/270)
الغيبيات
ـ[ابو العلا]ــــــــ[27 - 06 - 10, 01:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد الاستفسار عن الغيبيات التي اختصها الله لنفسه وحجبها عن سائر الخلق؟
وهل هي ما ورد في الآية الكريمة من سورة لقمان ""إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} لقمان34
وإذا كان كذلك. فلقد استطاع العلم الآن أن يكشف عن ما بداخل الرحم ومعرة نوع الجنين من خلال صور الايكو ومن خلال فحص الجينات وكذلك توصل العلماء إلى طريقة لتحريض الغيم على انزال المطر
أرجو الإفادة مع التوضيح بشكل مفصل .. ولكم الأجر من الله ولكم مني الشكر الجزيل
بوركت جهودكم
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[27 - 06 - 10, 10:01 م]ـ
السلام عليكم
قال الشيخ الغفيص في شرحه على الواسطية
يقول القائل ان الطب الحديث يكشف ما في رحم المراة
الجواب الله يعلم ما في الارحام وهو من صيغ العموم و الطب لايصل الى هذا العلم المطلق لما في الارحام والذي يعلمونه هو شيء مشاهد وليس شيئ غيبي ولهذا لا يستطعون العلم الا باستصحاب الحس والمشاهدة بوسائل
وسمعت من بعض مشايخي ان الطب حتى وان وصل اليه من التطور الا ان هذا حاصل بوسائل والات اي بواسطة وعلم الله ذاتي لا يحتاج الى وسائل وهذه الوسائل من خلق الله والانسان شكلها
ووسائل العلم الاصلية ثلاثة الوحي والعقل والحس واما العلوم التجريبية فهي تابع لها وهي اضعف انواع العلوم لانها مشكلة من الحس والعقل والتجربة قد تصدق وقد تكذب والنتيجة لاتكون قطعية وكان المحي اقواها لانه من عندي الله وهو من علم الله والله اعلم(64/271)
سأنتحر، أموت نفسي هذه العبارات
ـ[عبد الكريم المكي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 01:54 م]ـ
(سأنتحر)، (أموت نفسي)
هذه العبارات تسمع من بعض المتدينين للأسف وهو يتكلمون ممازحين أو كلمات فيها تحدي لو كنت كذا لانتحرت.
ماذا أعمل؟ أموت نفسي؟ أو أموت نفسي.
فهل هذه الكلمات لها شأن يتعلق بالعقيدة؟
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 01:04 ص]ـ
نعم تجنبها أولى.(64/272)
من يذكر لنا أفضل الشروح لهذه المتون
ـ[بن الصلاح الشنقيطى]ــــــــ[27 - 06 - 10, 04:30 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وبعد
فقد شرعت والحمد لله والمنه فى دراسه متون التوحيد على الطريقه التى ذكرها فضيله الدكتور عبد الكريم بن عبدالله الخضير
فأرجو من الاخوه وضع أفضل ثلاث شروح للمتون الآتيه
الاصول الثلاثه
القواعد الاربع
كشف الشبهات
كتاب التوحيد
و
الطحاويه
التدمريه
الحمويه
الواسطيه
وجزاكم الله خيرا
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[27 - 06 - 10, 05:52 م]ـ
ان كنت تقصد الشروح الصوتية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=185288
ـ[بن الصلاح الشنقيطى]ــــــــ[27 - 06 - 10, 06:04 م]ـ
ان كنت تقصد الشروح الصوتية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=185288
جزاكم الله خيرا
ولكنى أقصد الكتب
ـ[أبو حذيفة الهلالي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 07:33 م]ـ
فتح المجيد شرح كتاب التوحيد\للشيخ حسن بن صالح آل الشيخ
الاصول االثلاثة والقواعد الاربع للعلامة ابن عثيمين رحمهه الله
شرح العقيدة الطحاوية للشيخ ابن جبرين رحمه الله
الشيخ محمد بن صالح العثيمين - شرح العقيدة الواسطية
شرح العقيدة الحموية/العلامة ابن عثيمين رحمه الله ( http://www.google.co.ma/url?sa=t&source=web&cd=3&ved=0CCEQFjAC&url=http%3A%2F%2Fwww.4salaf.com%2Fvb%2Fshowthread. php%3Ft%3D4730&rct=j&q=%D8%B4%D8%B1%D8%AD+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8 A%D8%AF%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%88%D9%8A %D8%A9&ei=5m0nTM3GBc
قال الشيخ الألباني :
C8gaahYW-Dw&usg=AFQjCNEZ2GMB4-JPZdHz--yQBcx51Vme-Q)
أعتذر اخي هذاا ماتوصلت اليه
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[27 - 06 - 10, 09:31 م]ـ
السلام عليكم
عليك الاعتناء بشروح المشايخ الفضلاء
1_الشيخ صالح ال الشيخ
2_الشيخ ابراهيم الرحيلي
3_الشيخ عبد الرزاق البدر
4_الشيخ يوسف الغفيص
فهم اهل اختصاص فيما ذكرت من متون العقيدة والتوحيد وجمعو من العلم ما تفرق عند غيرهم من علماء هذا العصر والله اعلم
ـ[بن الصلاح الشنقيطى]ــــــــ[27 - 06 - 10, 10:25 م]ـ
جزاكما الله عنا خيرا شيخ أبو هندالجزائرى وشيخ أبو حذيفه الهلالى
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[28 - 06 - 10, 01:22 ص]ـ
تجد أكثر المتون التي سألت عنها هنا مع بعض الشروح المنتخبة لها:
http://www.afaqattaiseer.com/vb/forumdisplay.php?f=3
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[28 - 06 - 10, 03:08 ص]ـ
بارك الله فيك اين ذكر الدكتور هذه الطريقة
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[03 - 07 - 10, 06:22 ص]ـ
تجد أكثر المتون التي سألت عنها هنا مع بعض الشروح المنتخبة لها:
http://www.afaqattaiseer.com/vb/forumdisplay.php?f=3
ماشاء الله
فكرة جميلة
جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[03 - 07 - 10, 06:52 ص]ـ
كتاب التوحيد>> القول المفيد للشيخ العثيمين ,وفتح المجيد لعبدالرحمن بن حسن آل الشيخ وقرة عيون الموحدين له وهو مختصر من فتح المجيد.
الأصول الثلاثة>> شرح العثيمين
كشف الشبهات>> شرح العثيمين وشرح الشيخ الفوزان وكذلك شرح الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
الواسطية>> شرح الشيخ الفوزان والشيخ خليل الهراس ثم شرح الشيخ العثيمين.
الطحاوية >> شرح ابن أبي العز الحنفي وشرح العلامة الدكتور سفر الحوالي وعض عليه بالنواجذ.
الحموية>> شرح الشيخ الراجحي مع شرح الشيخ صال آل الشيخ.
التدمرية>> تعليق العلامة عبدالرحمن البراك.
هذا وللشيخ يوسف الغفيص شروح على بعض هذه المتون لكن أرجئها حتى تنتهي من شروح هؤلاء.
والله أعلم(64/273)
نصراني يسأل: ما العيب في أن يكون لله ولد؟
ـ[أبو لجين]ــــــــ[28 - 06 - 10, 03:25 ص]ـ
سأل نصراني مسلم، ما العيب في أن يكون لله ولد؟
فإن قلتم إن ذلك لحاجة: فهو لم يخلقه لحاجة ولا لضعف كما أنه لم يخلقا العرش والكرسي لحاجة أن يستريح ويسترخي.
وإن قلتم عيبا: فهو كذلك ربنا خلقنا من روحه ونفخ فينا من روحه فكيف يكون عيبا أن يكون له ولد من روحه
وإن قلتم أن شبيها: فهو لا يشبهه وليس مثله
وإن قلتم ندا: فهو لم يدعو لعبادته ولكن لعباده أبيه
فما جوابكم عليه؟
ـ[أبوالحارث العراقي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 04:02 ص]ـ
بسم الله
كيف يكون ولده؟؟ هل الاب هو الذي ولده ام احتاج الى زوجة لتولده؟؟
ثم كيف يكون ليس شبيه وهو ولده!!!! وإذا لم يكن شيبه بشيء لامعنويا ولا جسديا .... فلاماذا يكون ولدا له؟؟؟ عبثا؟؟
ثم ان النصارى تقول ان عيسى هو الله -والعياذ بالله- لإيمانهم بأن الله ثالث ثلاث .... فهم يقولون ان الله هو الابن وهو الروح المقدسة ....
أخيرا:- هذا يذكرني بسؤال الروافض:
هل تعتقد بإن الله يستطيع ان يخفي احدا من الوجود ... فنقول نعم .... فيقول اذا طبق هذا على المهدي ....
فنقول ليس اي شيء يكون الله قادر على فعله يكون قد فعله ... ومثال هذا: الله قادر على ان يتوب على كل عباده .... فهل بالفعل الله تاب على كل عباده
واعذروا نحويتي وعلميتي ... أردت المشاركة وأبتغي الاجر ... فأن أصبت فمن الله وإن اخطأت فمن نفسي ومن الشيطان
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[28 - 06 - 10, 05:00 م]ـ
سأل نصراني مسلم، ما العيب في أن يكون لله ولد؟
فإن قلتم إن ذلك لحاجة: فهو لم يخلقه لحاجة ولا لضعف كما أنه لم يخلقا العرش والكرسي لحاجة أن يستريح ويسترخي.
وإن قلتم عيبا: فهو كذلك ربنا خلقنا من روحه ونفخ فينا من روحه فكيف يكون عيبا أن يكون له ولد من روحه
وإن قلتم أن شبيها: فهو لا يشبهه وليس مثله
وإن قلتم ندا: فهو لم يدعو لعبادته ولكن لعباده أبيه
فما جوابكم عليه؟
هذا ليس نصرانيا، أو لا يعلم شيئا عن عقيدته
كل كلامه مبني على خلق الابن، وهذا ما لايقوله نصراني ولا يسلم به أبدا!
فإذا أقر أن الابن مخلوق فيكون قد خرج من المسيحية، وشكرا!
ـ[وليد]ــــــــ[28 - 06 - 10, 10:06 م]ـ
هذا ليس نصرانيا، أو لا يعلم شيئا عن عقيدته
كل كلامه مبني على خلق الابن، وهذا ما لايقوله نصراني ولا يسلم به أبدا!
فإذا أقر أن الابن مخلوق فيكون قد خرج من المسيحية، وشكرا!
لا فض فوك
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[29 - 06 - 10, 12:17 ص]ـ
كلنا مجازا عيال الله
وهو يتكلم عن هذا
لكن المشكلة أنهم يقولون ولد نسب وليس ولد خلق!! وأمه مريم!! فكيف هذا؟!!
المشكلة الثانية أنهم يجعلونه إله
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[29 - 06 - 10, 01:00 ص]ـ
لا أحد من المسيحيين حاليا، ومنذ مئات السنين، يقول إن بنوة المسيح لله بنوة نسب أو بنوة جسدية يا أخي إسلام.
مدار كلامهم كله إما على الوحدانية الجامعة، أو الكثرة الواحدة أو الوحدة المتكثرة، وهذا مآله إلى القول بأن الأقانيم صفات، وهذا باطل عقلا لأن الصفات ليست ذوات، ولا تستقل في الخارج، والأقانيم مستقلة عندهم بلا خلاف، وينصون أن الأقانيم أشخاص، وعلى ذلك فالقائل بأن الأقانيم صفات قوله باطل في ملتهم، وهذا ما يسمى عندهم ببدعة أو هرطقة سابيليوس، والسابليون كفار عندهم، وإن كان قولهم في الجملة أقرب من قول الطوائف الثلاثة الكييرة الأرثوذوكس والكاثوليك واللوثريين، وكذا المرمون في الجملة.
ولو قال بالكلام الصحيح حسب قانون الإيمان أن الأقانيم أشخاص (وأن الابن نور من نور وإله حق من إله حق) كما في قانون الإيمان، فهو مثلث مشرك، قائل بتعدد الآلهة، ولهم في الفرار من تلك اللوازم مماحكات ومماحلات سمجة سخيفة، تردها الأسماع قبل العقول.
وبعض متفلسفتهم يتكلم في التولد البنوي من الآب باعتباره تولد المعلول من العلة، بلا فرق زمني، وهذا من جنس قول الفلاسفة بقدم العالم، بل هو هو، وإنما يستبدلون العالم القديم بأقنوم الابن أو الكلمة، ولكن هذا عليه لوازم باطلة في ملتهم، وهو أن المعلول الموجود من العلة القديمة الموجبة لو قيل بقول الفلاسفة فيها أن العلة متقدمة على المعلول بالرتبة لا الزمن، وعليه فالعلة والمعلول كلاهما قديم، لزم القول بأن أقنوم الكلمة ولو كان قديما إلا أنه في رتبة دون الآب، وهذا ما يسمى عند النصارى ببدعة أو هرطقة (التبعية) والقائل بها كافر عندهم، لأنه يجب عندهم تساوي الأقانيم في الرتبة والمشيئة والجوهر والطبيعة، ولذلك كفرت الكنيسة أوريجانوس وأثناسيوس الرسولي ونحو هؤلاء، رغم جلالتهم في الفكر المسيحي، لكن اعتبروهم هراطقة لأنهم متفقون على القول بأن المسيح إله في رتبة دون الآب.
وكل من يؤصل لتعدد الأقانيم من النصارى على طريقة تولد أو صدور المعلول من العلة يلزمه القول بالتبعية، وهي كفر عندهم، ومن اجاب وأثبت أن العلة والمعلول لا فرق بينهما لا في الزمن ولا في الرتبة فهو جاهل غبي، لا يؤبه لقوله ـ وإلا فالحق أن المعلول يجب أن تسبقه العلة في الزمن أيضا ولا شيء في الحقيقة يسمى فارقا رتبيا فقط بين العلة والمعلول وقد حرر ذلك شيخ الإسلام تحريرا بديعا في المجلد الأول من المنهاج وفي الدرء كذلك في كلامه على قول الفلاسفة في قدم المعلول مع علته الواجبة وتمثيلهم بحركة الأصابع مع اليد، فإذا كان إلغاء الفارق الزمني باطلا، فكيف إذا انضاف إليه الفارق الرتبي أيضا!!! لا شك أن هذا هنبثة وتخاريف ـ الحاصل أن من أجاب منهم عن ذلك فإنه سفسط وخرج من حد المعقول كما فعل (ميخائيل مينا) في موسوعته (اللاهوت المقارن) فليراجعه المهتمون بهذا الشأن.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/274)
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[29 - 06 - 10, 01:10 ص]ـ
((لكن المشكلة أنهم يقولون ولد نسب وليس ولد خلق!! وأمه مريم!! فكيف هذا؟!!))
أخي الكريم لا أقصد أنهم يقولون ذلك صراحًا وبكلمات واضحة وإن كان هناك فريق منهم يقول ذلك بل ويقولون نشيد الأنشاد ـ وأستغفر الله وناقل الكفر ليس بكافر ـ هو كلام الرب لمريم والعياذ بالله!!!
هم يقولون ما يفضي لهذا عقلًا في النهاية , وفي عقول الكثير من العوام عندهم أنه فعلا ولد نسب
ولو شاهدت مناظرة الشيخ أحمد ديدات رحمه الله مع القس جيمي سواجرت لعنه الله ستجد هناك مناقشة بينهما حول هذه المسألة, سواجرت قال كلمة unique في موضع وفي موضع آخر قال begotten
ويونيك تعني المولود ولادةً وبيجوتن تعني المنتوج!! (يعني إيه المنتوج لا أعرف لكن والله هكذا قالها!!)
أرجو التصحيح لو أخطأت
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[29 - 06 - 10, 02:28 ص]ـ
قانون الإيمان يقول (مولود غير مخلوق) يعني الأقنوم متولد من الآب قبل كل الدهور، وليس مخلوقا.
أما سويجارت وأنيس شروش و الألماني الآخر فهؤلاء كلهم مساكين، ليس لهم صلة باللاهوت، هم مجرد وعاظ (كفتجية يعني!)
لكن الكلام الذي نصوره من اعتقادهم هو كلام اللاهوتيين منهم بدء من أوريجانوس وأثناسيوس وأكليمندس السكندري ومرورا بتوما الأكويني في العصر الوسيط، وكيركجارد من المتأخرين، و حتى عوض سمعان وغريغوريوس و متى المسكين وطبقته من المعاصرين.
أما نشيد الإنشاد والكلام فيه فهذه قصة بحالها!
لكن لا أستحضر أحدا يقول إن هذا كلام من الاب لمريم، هذا ليس موجودا في الحقيقة، قصارى ما يقوله متخلفوهم من الرمزيين، إن هذا رمز لمحبة الرب للكنيسة، وعلاقته المقدسة بالكنيسة إلى آخر هذا الهراء، لكن لمريم ـ عليها السلام ـ لا.
والله أعلم
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 02:51 ص]ـ
تنبيه:
لا ينبغي تسمية النصارى بالمسيحيين
لأن ذلك تزكية لهم كأن تقول عن المسلمين محمديين أي متبعين له ومستنين بسنته صلى الله عليه وسلم
و مسيحيين أي متبعين للمسيح صلى الله عليه وسلم وهم ليسوا كذلك
ولم يرد في الكتاب و السنة وأقوال السلف وصف النصارى بالمسيحيين
ـ[الدرة المصون]ــــــــ[29 - 06 - 10, 04:21 ص]ـ
هذا ليس نصرانيا، أو لا يعلم شيئا عن عقيدته
كل كلامه مبني على خلق الابن، وهذا ما لايقوله نصراني ولا يسلم به أبدا!
فإذا أقر أن الابن مخلوق فيكون قد خرج من المسيحية، وشكرا!
صحيح فهم يؤمنون أن لعيسى عليه السلام قدرة عليهم و هم يستنجدون به أحيانا أكثر
مما يستنجدون بالأب كما يسمونه. و أن هذا الثالوث هو في الحقيقة واحد و الواحد هو ثلاثة
بمعنى آخر أن عيسى والأب و الروح هم ثلاثة لواحد أو ثلاثة أشكال لواحد!!! أعلم أنه كلام غير منطقي و لكن هذه عقيدتهم المغلوطة. 1+1+1=1!!!!!
و عندما نسألهم هل هؤلاء الثلاثة هم متساون في القوى؟؟ تجدهم يتهربون من الإجابة بشروح طويلة لا تخلو من اللف و الدوران حتى يلفتوا انتباهنا عن السؤال الحقيقي
لا يعتبرون عيسى عليه السلام مخلوق وإنما يعتبرون عيسى له هيئتان!! هيئة على شكل بشر نزل إلى الإرض و الهيئة الأخرى هي الإله التي تتمثل في الثالوث!!
ما هذا التخريف الذي لا يقبله عقل طفل!
اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[29 - 06 - 10, 05:08 ص]ـ
النصارى هم المسيحيون وهم اليسوعيون، والحقيقة متحدة، والسلف لم يستعملوه لكون النصارى أنفسهم لم يكونوا يستعلموه، فإنه تاريخيا كان وصف المسيحين سبة واستهزاء بالمؤمنين بالمسيح في العصور الأولى وكان لقبهم المعروف النصارى، فليس المراد من الاسم التزكية أو المدح بل مجرد التعريف، و المراد أنهم يعبدون المسيح، والكلمة يشيع استخدامها عند علماء المسلمين المعاصرين، و إلا فإن النصارى سواء كان اشتقاقها من النصرة أو الناصرة فهو للتعريف لا للمدح، فلو قيل له نصراني لم يكن فيه مدح باعتبار أصل النسبة، وكأن الأمر واسع إن شاء الله، والكلمة وردت في كلام شيخ الإسلام، وقصارى ما في الأمر أولوية التعبير بالنصارى.
وهذه فتوى جيدة في نفس الموضوع:
http://www.islam-qa.com/ar/ref/111878/ لفظ%20المسيحيين
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[29 - 06 - 10, 07:24 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/275)
أخي عمرو بسيوني جزاك الله خيرًا على هذه الفوائد
بالنسبة لإشارة الأخ الكريم أبو جعفر , فهناك كلام في المسألة بالفعل, بل وقد سمعت فتاوى لمختصين تفيد بأن من يسمي النصارى بالمسيحيين يأثم.
شاع منذ زمن استخدام كلمة مسيحي، فهل الصحيح- يا سماحة الشيخ- أن يقال مسيحي أو نصراني؟ أفيدونا أثابكم الله.
معنى مسيحي نسبة إلى المسيح بن مريم عليه السلام، وهم يزعمون أنهم ينتسبون إليه وهو بريء منهم، وقد كذبوا فإنه لم يقل لهم: إنه ابن الله، ولكن قال: عبد الله ورسوله. فالأولى أن يقال لهم: نصارى، كما سماهم الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ [1] الآية.
[1] سورة البقرة من الآية 113.
نشرت في المجلة العربية ضمن الإجابات في باب (فاسألوا أهل الذكر) - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الخامس.
ــــــــــــــــ
سئل فضيلة الشيخ: عن إطلاق المسيحية على النصرانية؟ والمسيحي على النصراني؟.
فأجاب بقوله: لا شك أن انتساب النصارى إلى المسيح بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن إيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم إيمان بالمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، لأن الله – تعالى – قال:) وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (، لم يبشرهم المسيح عيسى ابن مريم بمحمد صلى الله عليه وسلم، إلا من أجل أن يقبلوا ما جاء به لأن البشارة بما ينفع لغو من القول لا يمكن أن تأتي من أدنى الناس عقلا، فضلا عن أن تكون صدرت من عند أحد الرسل الكرام أولو العزم عيسى ابن مريم، عليه الصلاة والسلام، وهذا الذي بشر به عيسى ابن مريم بنى إسرائيل هو محمد صلى الله عليه وسلم، وقوله:) فلما جاءهم بالبيانات قالوا هذا سحر مبين (. وهذا يدل على أن الرسول الذي بشر به قد جاء ولكنهم كفرو به وقالوا هذا سحر مبين، فإذا كفرو بمحمد صلى الله عليه وسلم، وحين إذا لا يصح أن ينتسبوا إليه فيقولوا إنهم مسيحيون، إذ لو كانوا حقيقة لآمنوا بما بشر به المسيح ابن مريم لأن عيسى ابن مريم وغيره من الرسل قد أخذ الله عليهم العهد والميثاق أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، كما قال الله – تعالى) وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه (قال) أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (والذي جاء مصدقا لما معهم هو محمد صلى الله عليه وسلم، لقوله – تعالى:) وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُم (.
وخلاصة القول أن نسبة النصارى إلى المسيح عيسى ابن مريم نسبة يكذبها الواقع، لأنهم كفروا ببشارة المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وهو محمد صلى الله عليه وسلم، وكفرهم به كفر بعيسى ابن مريم، عليه الصلاة والسلام.
معجم المناهى اللفظية الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
وأعتقد للشيخ البراك فتوى أيضًا في ذلك
ـ[أبو لجين]ــــــــ[30 - 06 - 10, 09:44 ص]ـ
هذا ليس نصرانيا، أو لا يعلم شيئا عن عقيدته
كل كلامه مبني على خلق الابن، وهذا ما لايقوله نصراني ولا يسلم به أبدا!
فإذا أقر أن الابن مخلوق فيكون قد خرج من المسيحية، وشكرا!
أخي الكريم، أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن النصارى اختلفوا على إثنين وسبعين فرقة، وإن من النصارى من يؤمن بأن المسيح هو نبي، ومنهم من يؤمن به أن هو الرب نفسه، ومنهم بأنه ابن الرب والرب سواء، ومنهم من يقول بأنه ابن الرب المخلوق، ومنهم من يؤمن بأنه بين الإلهية وبين العبودية. وإن كانت الغالبية تؤمن بأن المسيح ابن الله وهو الله نفسه، كما اتفقت على ذلك معظم الأناجيل منذ 4 قرون.
ـ[الدرة المصون]ــــــــ[30 - 06 - 10, 04:28 م]ـ
الموحدين ( Unitarian) فقط هم من يعتبر المسيح عليه السلام نبي و لكن باقي الطوائف المسيحية تقدسه كرب أو ابن الرب ... و لازالوا متواجدين و لكن بقلة حتى يومنا هذا.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[30 - 06 - 10, 05:09 م]ـ
كما قال الأخ الدرة المصون لا أحد من النصارى الآن يؤمن باعتقاد أن المسيح عبد الله ورسوله، إلا الموحدون ( Unitarian ) وشهود يهوه، بيد أن شهود يهوه يعتقدون بالصلب والخطيئة الأصلية والفداء، أما الموحدون فأغلبهم لا يؤمن بهذا.
وعلى هذا كانت الإجابة بأن هذا السائل إما مقلد جاهل لا يعرف دينه، أو ليس نصرانيا بالأساس.
فائدة: أغلب رؤساء أمريكا كانوا من الموحدين، بل إن جورج بوش كان الأول من الرؤساء الأمريكيين الذين يعتنقون البروتستانتية، ومنهم (إسحق نيوتن) أيضا على ما أذكر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/276)
ـ[محمد بن الحسن المصري]ــــــــ[02 - 07 - 10, 12:02 م]ـ
هم نصاري لانه هو اللفظ القراني
ومن قام بتغير التسميه يعرف منه ماذا يراد بتفاصيل هذا الاسم من حيث المعني والي اي شئ ينسب ودلالات اللفظ وغيرها
اما عن كون العيب في ان لله ولد
ان اصل الولد نقص بشري
فهو ياتي بشهوه وهو اتي لحاجه اليه ثم هو ياتي للزينه وخوف الضعف في المستقبل ليكون عون
ثم ان كان الله يحب الولد فلما لم ياتي بكثير من الاولاد؟
وكيف اتي الولد منه هل اتي بواسطه ام هو قادرعلي ان ياتي به من نفسه ام يحتاج شئ اخر معه من زوجه؟
ثم هل الزوجه تكون مثله ام تكون من نوع اخر اي بشريه ام ماذا؟
وهل ان كانت مثله تكون مخلوقه ام لا وهل مثله مخلوق؟
ثم ما يجزم بانه عيب ان يكون له ولد وهو قادر علي حمايته ثم يتركه ليقتل
وايضا عيب علي الابن ان يكون قادر للدفاع عن نفسه ثم يترك نفسه للقتل
ثم هل عندهم ان اله يموت؟(64/277)
تقرير الشيخ أن الجهمية أول من قالوا بدليل الحدوث ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 08:01 ص]ـ
تقرير الشيخ أن الجهمية أول من استدلوا بدليل الحدوث
قال الشيخ: ((ولم يكن في الصحابة والتابعين أحد يستدل على حدوث العالم بحدوث الأجسام ويثبت حدوث الأجسام بدليل الأعراض والحركة والسكون والأجسام مستلزمة لذلك لا تنفك عنه وما لا يسبق الحوادث فهو حادث ويبنى ذلك على حوادث لا أول لها بل أول ما ظهر هذا الكلام في الإسلام بعد المائة الأولى من جهة الجعد بن درهم والجهم بن صفوان ثم صار إلى أصحاب عمرو بن عبيد كأبي الهذيل العلاف وأمثاله)) [المنهاج (8/ 5)].
ويقول الشيخ ناقلاً كلام أحمد: ((وَكَذَلِكَ الْجَهْمُ وَشِيعَتُهُ دَعَوْا النَّاسَ إلَى الْمُتَشَابِهِ مِنْ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ وَأَضَلُّوا بَشَرًا كَثِيرًا فَكَانَ مِمَّا بَلَغَنَا مِنْ أَمْرِ الْجَهْمِ عَدُوِّ اللَّهِ: أَنَّهُ كَانَ مَنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ مَنْ أَهْلِ الترمذ وَكَانَ صَاحِبَ خُصُومَاتٍ وَكَلَامٍ كَانَ أَكْثَرُ كَلَامِهِ فِي اللَّهِ فَلَقِيَ أُنَاسًا مِنْ الْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَهُمْ (السمنية) فَعَرَفُوا الْجَهْمَ فَقَالُوا لَهُ نُكَلِّمُك فَإِنْ ظَهَرَتْ حُجَّتُنَا عَلَيْك دَخَلْت فِي دِينِنَا وَإِنْ ظَهَرَتْ حُجَّتُك عَلَيْنَا: دَخَلْنَا فِي دِينِك. فَكَانَ مِمَّا كَلَّمُوا بِهِ الْجَهْمَ أَنْ قَالُوا: أَلَسْت تَزْعُمُ أَنَّ لَك إلَهًا؟ قَالَ الْجَهْمُ: بَلَى: فَقَالُوا لَهُ: فَهَلْ رَأَيْت إلَهَك؟ قَالَ: لَا. قَالُوا: فَهَلْ سَمِعْت كَلَامَهُ؟ قَالَ: لَا. قَالُوا: فَهَلْ شَمَمْت لَهُ رَائِحَةً؟ قَالَ: لَا. قَالُوا لَهُ: فَوَجَدْت لَهُ مِجَسًّا؟ قَالَ: لَا. قَالُوا: فَمَا يُدْرِيك أَنَّهُ إلَهٌ؟ قَالَ: فَتَحَيَّرَ الْجَهْمُ فَلَمْ يَدْرِ مَنْ يَعْبُدُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ إنَّهُ اسْتَدْرَكَ حُجَّةً مِثْلَ حُجَّةِ زَنَادِقَةِ النَّصَارَى وَذَلِكَ أَنَّ زَنَادِقَةَ النَّصَارَى يَزْعُمُونَ أَنَّ الرُّوحَ الَّذِي فِي عِيسَى هُوَ رُوحُ اللَّهِ مِنْ ذَاتِهِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُحْدِثَ أَمْرًا دَخَلَ فِي بَعْضِ خَلْقِهِ فَتَكَلَّمَ عَلَى لِسَانِ خَلْقِهِ فَيَأْمُرُ بِمَا شَاءَ وَيَنْهَى عَمَّا شَاءَ وَهُوَ رُوحٌ غَائِبٌ عَنْ الْأَبْصَارِ. فَاسْتَدْرَكَ الْجَهْمُ حُجَّةً مِثْلَ هَذِهِ الْحُجَّةِ فَقَالَ للسمني: أَلَسْت تَزْعُمُ أَنَّ فِيك رُوحًا؟ قَالَ بَلَى. قَالَ: فَهَلْ رَأَيْت رُوحَك؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَهَلْ سَمِعْتك َلَامَهُ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَوَجَدْت لَهُ حِسًّا وَمِجَسًّا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: كَذَلِكَ اللَّهُ لَا يُرَى لَهُ وَجْهٌ وَلَا يُسْمَعُ لَهُ صَوْتٌ وَلَا يُشَمُّ لَهُ رَائِحَةٌ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْ الْأَبْصَارِ وَلَا يَكُونُ فِي مَكَانٍ دُونَ مَكَانٍ)) [الفتاوى (4/ 218)].
وقال: ((وقالوا إنه لا يتكلم ثم قالوا إنه يتكلم بكلام مخلوق منفصل عن الله قالوا وإنما قلنا ذلك لأنا استدللنا على حدوث العالم بحدوث الأجسام وإنما استدللنا على حدوثها بقيام الحوادث بها وأن ما لا ينفك عن الحوادث فهو حادث لامتناع حوادث لا أول لها فلو قلنا إنه تقوم به الصفات والكلام لزم قيام الحوادث به لأنه هذه أعراض حادثة)) [المنهاج (3/ 361)].
قال الشيخ: ((وَهَذَا الْأَصْلُ الَّذِي ابْتَدَعَهُ الْجَهْمِيَّة وَمَنْ اتَّبَعَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ مِنْ امْتِنَاعِ دَوَامِ فِعْلِ اللَّهِ وَهُوَ الَّذِي بَنَوْا عَلَيْهِ أُصُولَ دِينِهِمْ وَجَعَلُوا ذَلِكَ أَصْلَ دِينِ الْمُسْلِمِينَ فَقَالُوا: الْأَجْسَامُ لَا تَخْلُو مِنْ الْحَوَادِثِ وَمَا لَا يَخْلُو عَنْ الْحَوَادِثِ فَهُوَ حَادِثٌ أَوْ مَا لَا يَسْبِقُ الْحَوَادِثَ فَهُوَ حَادِثٌ لِأَنَّ مَا لَا يَخْلُو عَنْهَا وَلَا يَسْبِقُهَا يَكُونُ مَعَهَا أَوْ بَعْدَهَا وَمَا كَانَ مَعَ الْحَوَادِثِ أَوْ بَعْدَهَا فَهُوَ حَادِثٌ. وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ لَا يَذْكُرُ عَلَى ذَلِكَ دَلِيلًا لِكَوْنِ ذَلِكَ ظَاهِرًا إذْ لَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ نَوْعِ الْحَوَادِثِ وَبَيْنَ الْحَادِثِ الْمُعَيَّنِ. لَكِنَّ مَنْ تَفَطَّنَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/278)
مِنْهُمْ لِلْفَرْقِ فَإِنَّهُ يَذْكُرُ دَلِيلًا عَلَى ذَلِكَ بِأَنْ يَقُولَ: الْحَوَادِثُ لَا تَدُومُ بَلْ يَمْتَنِعُ وُجُودُ حَوَادِثَ لَا أَوَّلَ لَهَا. وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْنَعُ أَيْضًا وُجُودُ حَوَادِثَ لَا آخِرَ لَهَا كَمَا يَقُولُ ذَلِكَ إمَامَا هَذَا الْكَلَامِ: الْجَهْمُ بْنُ صَفْوَانَ وَأَبُو الهذيل ... ثُمَّ إنَّ أَهْلَ الْكَلَامِ وَأَئِمَّتَهُمْ كَالنَّظَّامِ وَالْعَلَّافِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ شُيُوخِ الْمُعْتَزِلَةِ وَالْجَهْمِيَّة وَمَنْ اتَّبَعَهُمْ مِنْ سَائِرِ الطَّوَائِفِ يَقُولُونَ: إنَّ دِينَ الْإِسْلَامِ إنَّمَا يَقُومُ عَلَى هَذَا الْأَصْلِ وَأَنَّهُ لَا يُعْرَفُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَّا بِهَذَا الْأَصْلِ؛ فَإِنَّ مَعْرِفَةَ الرَّسُولِ مُتَوَقِّفَةٌ عَلَى مَعْرِفَةِ الْمُرْسَلِ فَلَا بُدَّ مِنْ إثْبَاتِ الْعِلْمِ بِالصَّانِعِ أَوَّلًا وَمَعْرِفَةِ مَا يَجُوزُ عَلَيْهِ وَمَا لَا يَجُوزُ عَلَيْهِ. قَالُوا: وَهَذَا لَا يُمْكِنُ مَعْرِفَتُهُ إلَّا بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ فَإِنَّهُ لَا سَبِيلَ إلَى مَعْرِفَةِ الصَّانِعِ فِيمَا زَعَمُوا إلَّا بِمَعْرِفَةِ مَخْلُوقَاتِهِ وَلَا سَبِيلَ إلَى مَعْرِفَةِ حُدُوثِ الْمَخْلُوقَاتِ إلَّا بِهَذِهِ الطَّرِيقِ فِيمَا زَعَمُوا وَيَقُولُ أَكْثَرُهُمْ: أَوَّلُ مَا يَجِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ مَعْرِفَةُ اللَّهِ؛ وَلَا يُمْكِنُ مَعْرِفَتُهُ إلَّا بِهَذَا الطَّرِيقِ. وَيَقُولُ كَثِيرٌ مِنْهُمْ: إنَّ هَذِهِ طَرِيقَةُ إبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْمَذْكُورَةِ فِي قَوْلِهِ {لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ} قَالُوا: فَإِنَّ إبْرَاهِيمَ اسْتَدَلَّ بِالْأُفُولِ - وَهُوَ الْحَرَكَةُ وَالِانْتِقَالُ - عَلَى أَنَّ الْمُتَحَرِّكَ لَا يَكُونُ إلَهًا. قَالُوا: وَلِهَذَا يَجِبُ تَأْوِيلُ مَا وَرَدَ عَنْ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخَالِفًا لِذَلِكَ مِنْ وَصْفِ الرَّبِّ بِالْإِتْيَانِ وَالْمَجِيءِ وَالنُّزُولِ وَغَيْرِ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ كَوْنَهُ نَبِيًّا لَمْ يُعْرَفْ إلَّا بِهَذَا الدَّلِيلِ الْعَقْلِيِّ فَلَوْ قَدَحَ فِي ذَلِكَ لَزِمَ الْقَدْحُ فِي دَلِيلِ نُبُوَّتِهِ فَلَمْ يُعْرَفْ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَهَذَا وَنَحْوُهُ هُوَ الدَّلِيلُ الْعَقْلِيُّ الَّذِي يَقُولُونَ إنَّهُ عَارَضَ السَّمْعَ وَالْعَقْلَ. وَنَقُولُ إذَا تَعَارَضَ السَّمْعُ وَالْعَقْلُ امْتَنَعَ تَصْدِيقُهُمَا وَتَكْذِيبُهُمَا وَتَصْدِيقُ السَّمْعِ دُونَ الْعَقْلِ؛ لِأَنَّ الْعَقْلَ هُوَ أَصْلُ السَّمْعِ فَلَوْ جُرِحَ أَصْلُ الشَّرْعِ كَانَ جَرْحًا لَهُ. وَلِأَجْلِ هَذِهِ الطَّرِيقِ أَنْكَرَتْ الْجَهْمِيَّة وَالْمُعْتَزِلَةُ الصِّفَاتِ وَالرُّؤْيَةَ وَقَالُوا: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ؛ وَلِأَجْلِهَا قَالَتْ الْجَهْمِيَّة بِفَنَاءِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ؛ وَلِأَجْلِهَا قَالَ الْعَلَّافُ بِفَنَاءِ حَرَكَاتِهِمْ؛ وَلِأَجْلِهَا فَرَّعَ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ؛ كَمَا قَدْ بُسِطَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ. فَقَالَ لَهُمْ النَّاسُ: أَمَّا قَوْلُكُمْ إنَّ هَذِهِ الطَّرِيقَ هِيَ الْأَصْلُ فِي مَعْرِفَةِ دِينِ الْإِسْلَامِ وَنُبُوَّةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَذَا مِمَّا يُعْلَمُ فَسَادُهُ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ. فَإِنَّهُ مِنْ الْمَعْلُومِ لِكُلِّ مَنْ عَلِمَ حَالَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ الْإِيمَانِ وَالْقُرْآنِ أَنَّهُ لَمْ يَدْعُ النَّاسَ بِهَذِهِ الطَّرِيقِ أَبَدًا وَلَا تَكَلَّمَ بِهَا أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ وَلَا التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ فَكَيْفَ تَكُونُ هِيَ أَصْلُ الْإِيمَانِ وَاَلَّذِي جَاءَ بِالْإِيمَانِ وَأَفْضَلُ النَّاسِ إيمَانًا لَمْ يَتَكَلَّمُوا بِهَا أَلْبَتَّةَ وَلَا سَلَكَهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ. وَاَلَّذِينَ عَلِمُوا أَنَّ هَذِهِ طَرِيقٌ مُبْتَدَعَةٌ حِزْبَانِ؛ (حِزْبٌ ظَنُّوا أَنَّهَا صَحِيحَةٌ فِي نَفْسِهَا لَكِنْ أَعْرَضَ السَّلَفُ عَنْهَا لِطُولِ مُقَدِّمَاتِهَا وَغُمُوضِهَا وَمَا يُخَافُ عَلَى سَالِكِهَا مِنْ الشَّكِّ وَالتَّطْوِيلِ. وَهَذَا قَوْلُ جَمَاعَةٍ كَالْأَشْعَرِيِّ فِي رِسَالَتِهِ إلَى الثَّغْرِ والخطابي والحليمي وَالْقَاضِي أَبِي يَعْلَى وَابْنِ عَقِيلٍ وَأَبِي بَكْرٍ البيهقي وَغَيْرِ هَؤُلَاءِ. (وَالثَّانِي: قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: بَلْ هَذِهِ الطَّرِيقَةُ بَاطِلَةٌ فِي نَفْسِهَا وَلِهَذَا ذَمَّهَا السَّلَفُ وَعَدَلُوا عَنْهَا. وَهَذَا قَوْلُ أَئِمَّةِ السَّلَفِ كَابْنِ الْمُبَارَكِ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد)). [الفتاوى (5/ 542)].
تنبيه (1): قال القاضي عبد الجبار في ((شرح الأصول الخمسة)) (ص/95): ((وأول من استدل بها (أي بدليل الحدوث) شيخنا أبو الهذيل، وتابعه باقي الشيوخ)).
قلت: ولا يشكل هذا على أولية الجهم؛ لأن ظاهر عبارة عبد الجبار أنه يريد الأولية بين شيوخ المعتزلة.
تنبيه (2): جعل صاحب كتاب: ((مقالات الجهم)) أثر أبي حنيفة أنه سئل: ((ما تقول فيما أحدثه الناس من الكلام في الأعراض والأجسام؟،فأجاب: ((مقالات الفلاسفة، عليك بالأثر وطريقة السلف وإياك وكل محدثة، فإنها بدعة)) = قرينة على أولية الجهم؛لمعاصرة أبي حنيفة له، ولا يتم هذا فالأثر المروي في ((ذم الكلام)) للهروي (4/ 213) = في إسناده متهم بالكذب.(64/279)
موسوعة الرد على القبورية
ـ[أرسان السنجقي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 05:28 م]ـ
بعد أن رأيت الموضوع -موسوعة الرد على الاشاعرة- النافعة لطلبة العلم من حيث فائدته المتعلقة بتوحيد الأسماء و الصفات, فأنا قررت إضافة موضوع جديد متعلق بتوحيد الألوهية, ألا و هى - موسوعة الرد على القبورية.
أريد منكم المشاركة في هذا الموضوع المهم بوضع روابط تحميل كتب الرد على شبهات و عقائد القبورية, و خاصة رسائل جامعية لأنها تتميز بوضوح عرض و ترتيب الموضوعات و الشبهات و الردود عليها. عندي قائمة الكتب النافعة في هذا المجال, فإن كان عندكم روابط تحميل هذه الكتب أفيدونا جزاكم الله خيرا!
1. 1. جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية – محمد الأفغاني السلفي
2. جهود علماء الحنفية في بيان توحيد الألوهية، منيرة محمد المطلق، رسالة دكتوراه: كلية التربية للبنات بالرياض.
3. جهود المالكية في تقرير توحيد العبادة
4. تقرير توحدي العباد من خلال أقوال المالكية، عبدالله فهد عبد الرحمن العرفج، رسالة دكتوراه: جامعة أم القرى.
5. منهج الشافعي في إثبات العقيدة - محمد العقيل – دكتوراه - الجامعة الإسلامية عام 1413هـ طبعتها أضواء السلف
6. القواعد في توحيد العبادة ومايضادها من الشرك عند أهل السنة والجماعة- جمعا ودراسة محمد عبد الله علي عبد القادر، رسالة دكتوراه: الجامعة الإسلامية
7. حقيقة التوحيد بين أهل السنة والمتكلمين
8. منهج السلف والمتكلمين في موافقة العقل للنقل
9. شروط لا إله إلا الله دراسة وتأصيل - محمد ابن عبد الله مختار صالح
10. شروط لا إله إلا الله دراسة وتأصيل، محمد بن عبد الله مختار صالح، رسالة دكتوراه: الجامعة الإسلامية.
11. لا إله إلا الله معناها وشرطها ولوازمها عند السلف، فهد كريم محمد الأنصاري، رسالة ماجستير
12. لا إله إلا الله معناها وشرطها ولوازمها عند السلف - فهد كريم محمد الأنصاري
13. . جهود الصحابة –رضي الله عنهم- في تقرير العقيدة والدفاع عنها
14. عقائد الأئمة الأربعة في التوحيد
15. عقائد أئمة السلف
16. أقوال التابعين في مسائل التوحيد والإيمان
17. الواسطة بين الحق و الخلق
18. قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة
19. التوسل – حقائق و شبهات – أبو حميد عبد الله بن حميد الفلاسي
20. الجواب المفصّل عن شبهات في التوسل
21. التوسل أنواعه وأحكامه - ألباني
22. التوسل المشروع والممنوع - ألباني
23. التوصل إلى حقيقة التوسل – محمد نسيب الرفاعي
24. التبرك أنواعه وأحكامه - ناصر الجديع
25. التبرك المشروع و التبرك الممنوع – علي بن نفيع العلياني
26. الشرك و مظاهره – مبارك الميلي
27. البروق النجدية في اكتاح الظلمات الدجوية – عبد الله الصيمي
28. حكم من استغاث بغير الله – بن باز
29. المستغيثين بالله – أبو قاسم
30. الرد على شبه المستغيثين بغير الله - أحمد ابن إبراهيم
31. رسالة في حكم الله الواحد الصمد لطالب من الميت المدد – محمد سلطان المعصومي
32. - شبهات المبتعدة في توحيد العبادة عرض ونقد، عبد الله بن عبد الرحمن الهذيل، رسالة دكتوراه: جامعة محمد بن سعود الإسلامية
33. الشبهات النقلية لمخالفي أهل السنة في توحيد العبادة عرضا ونقدا - عبد اللطيف حميد حمود القريري
34. تحذير المسلمين من الغلو في قبور الصالحين - محمد بن عبدالله الإمام
35. تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد بقلم محمد بن ناصر الدين الألباني
36. مناظرة علمية بين أهل السنة و الصوفية – شلبي العوضي
37. تنوير الصدور في التحذير من فتنة القبور - وليد بن راشد السعيدان
38. الفرقان بين توحيد أهل السنة وتوحيد القبوريين – مجدي بن حمدي بن أحمد
39. تحقيق الإخلاص في توحيد العبادة، هدى محمد جار الله الغفيص، رسالة ماجستير: كلية التربية للبنات بالقصيم
40. توحيد الألوهية والفرق الضالة فيه: الشيعة والصوفية والباطنية – دراسة نقدية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة، سارة فراج علي العقلاء، رسالة دكتوراه: كلية التربية للبنات بمكة المكرمة.
41. حقيقة الألوهية، سليمان بن ممدوح العلي، رسالة ماجستير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
42. المصطلحات المتعلقة بتوحيد الألوهية بين السلف وخصومهم جمعا ودراسة، محمد عبد الله بن علي عبد القادر، رسالة ماجستير: الجامعة الإسلامية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/280)
43. توحيد الألوهية أساس الإسلام، حامد بن عبد القادر علي الأحمدي، رسالة ماجستير: الجامعية الإسلامية.
44. الآثار الواردة عن أئمة السلف في معاني الآيات المتعلقة بتوحيد الأولوهية في تفسير ابن جرير الطبري جمعا ودراسة، رضا إسماعيل المجراب، رسالة ماجستير: الجامعة الإسلامية.
45. أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد بن حنبل – توحيد الإلوهية -، سالم الكندري، رسالة ماجستير: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
46. منهج القرآن والعلم في إثبات الألوهية، عبد الله عثمان الكوكي، رسالة ماجستير: جامعة أم القرى.
47. جهود ابن القيم الجوزية في توضيح توحيد العبادة، عبد الله حاج علي منيب، رسالة دكتوراه: الجامعة الإسلامية.
48. جهود شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في توضيح العبادة، أحمد بن عبد الله بن محمد الغنيمان، رسالة دكتوراه: الجامعة الإسلامية.
49. جهود علماء نجد في تقرير توحيد العبادة والتحذير من الشرك في القرن الثالث عشر الهجري، عبد الرحمن بن عبد الله الشدي، رسالة ماجستير: جامعة الإمام محمد سعود الإسلامية.
50. توحيد الألوهية والفرق الضالة فيه: الشيعة والصوفية والباطنية دراسة نقدية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة، سارة فراج علي العقلا، رسالة دكتوراه: كلية التربية للبنات بمكة المكرمة.
51. عقيدة الألوهية عند اليهود في ضوء الإسلام، أميمة أحمد شاهين الجلاهمة، رسالة ماجستير: كلية الآداب للبنات بالدمام.
52. مفهوم الألوهية في بعض المذاهب الفلسفية المعاصرة، عبد الرحمن إبراهيم البدري، رسالة ماجستير: جامعة الملك سعود
53. الأحاديث الموضوعة التي تنافي توحيد العبادة – جمعا ودراسة، أسامة بن عطايا بن عثمان بن إبراهيم، رسالة ماجستير: الجامعة الإسلامية، قسم العقيدة.
54. قلب الدليل على المستدل في توحيد القصد والطلب، أحمد بن عبد الله التويجري، رسالة ما جستير: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
55. الشهادتان حقيقتهما وأثرهما، محمد يوسف سنيك، رسالة ماجستير: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
56. إنباه الأنباه على تحقيق إعراب (لا إله إلا الله) لإبراهيم بن حسن الكوراني ا الشهررزوري (ت 1101هـ) دراسة وتحقيق، حسناء حسين يحيى الزهراني، رسالة ماجستير: كلية الآداب للبنات بالرياض. ه
و الكتب الأخرى
إن قيمة هذه الموضوعات في جمع الكتب المتعلقة بدحض شبهات القبورية في مكان واحد.
ـ[أرسان السنجقي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 04:06 م]ـ
عنوان الكتاب: جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية
المؤلف: شمس الدين السلفي الأفغاني
الناشر: دار الصميعي
سنة النشر: 1416 - 1996
عدد المجلدات: 3
نبذة عن الكتاب:
أصل هذا الكتاب رسالة دكتوراة من الجامعة الإسلامية
الطبعة الأولى
3 أجزاء (تم دجهم للتسلسل)
1861 صفحة
27 ميجا
تاريخ إضافته: 17/ 11 / 2008
شوهد: 545 مرة
التحميل المباشر: الكتاب ( http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1955)
حقيقة التوحيد بين أهل السنة والمتكلمين ( http://www.4shared.com/get/hs5261rD/_____.html;jsessionid=E7C5317CB9FA5BDEA648C6788124 F455.dc214)
جهود المالكية في تقرير توحيد العبادة
تأليف الشيخ: عبد الله بن فهد العرفج
رابط الكتاب:
http://www.zshare.net/download/201289444580182a/
ـ[أرسان السنجقي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 04:16 م]ـ
منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة ( http://www.islamhouse.com/tp/258450)
ـ[الدرة المصون]ــــــــ[30 - 06 - 10, 04:30 م]ـ
منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة ( http://www.islamhouse.com/tp/258450)
هذه النسخة من الكتاب باللغة الفارسية يا أخي.
هل لنا بالنسخة العربية من هذا الكتاب القيم؟
بارك الله فيكم
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 05:08 ص]ـ
.1جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية .. شمس الأفغاني السلفي
http://www.saaid.net/book/9/2676.rar (http://www.saaid.net/book/9/2676.rar)
2 الصارم المُنكي في الرد على السبكي .. ابن عبد الهادي (تلميذ شيخ الاسلام ابن تيمية)
http://www.4shared.com/file/62322846/d54b4217/______.html (http://www.4shared.com/file/62322846/d54b4217/______.html)
.3 الكَشْف المُبْدِي لتمويه أبي الحسن السُّبكيّ تكملة «الصّارم المنكي» .. محمد الفقيه
http://saaid.net/book/10/3149.zip (http://saaid.net/book/10/3149.zip)
.4 الإستغاثة في الرد على البكري .. شيخ الإسلام إبن تيمية
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/albkei.zip (http://www.almeshkat.net/books/archive/books/albkei.zip)
.5 تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد .. محمد ناصر الدين الالباني
http://www.saaid.net/book/177.zip (http://www.saaid.net/book/177.zip)
.6 المجموع المفيد في نقض القبورية ونصرة التوحيد .. للشيخ محمد الخميس
لم أجد رابط له
.7صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان .. محمد بشير السهسواني الهندي
http://www.4shared.com/account/file/58464585/f3e5efb/_____.html (http://www.4shared.com/account/file/58464585/f3e5efb/_____.html)
.8 مجانبة أهل الثبور المصلين في المشاهد وعند القبور .. عبد العزيز بن فيصل الراجحي
http://www.saaid.net/Doat/rajhi/f1.zip (http://www.saaid.net/Doat/rajhi/f1.zip)
.9 غاية الأماني في الرد على النبهاني .. أبي المعالي محمود شكري الآلوسي
http://www.4shared.com/file/58465832/c2cae6a5/_____.html?dirPwdVerified=f2086414 (http://www.4shared.com/file/58465832/c2cae6a5/_____.html?dirPwdVerified=f2086414)
.10 هذه مفاهيمنا .. صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
http://www.saaid.net/book/139.zip (http://www.saaid.net/book/139.zip)
.11 القبورية (اليمن نموذجا) .. أحمد بن حسن المعلم
http://www.saaid.net/book/8/1430.zip (http://www.saaid.net/book/8/1430.zip)
منقول من مشاركة للكاتب حسام الحق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/281)
ـ[أرسان السنجقي]ــــــــ[14 - 07 - 10, 04:04 م]ـ
المجموع المفيد في نقض القبورية ونصرة التوحيد .. للشيخ محمد الخميس ( http://www.mediafire.com/?ojnowy3kthl#2)(64/282)
ملفات جميلة حول الشيعة من منتدى فرسان السنة
ـ[أبو العباس الشمري]ــــــــ[29 - 06 - 10, 01:51 ص]ـ
مقالات جميلة حول الرافضة من منتدى فرسان السنة وفقهم الله
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=164409 (http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=164409)(64/283)
تاريخ تدوين العقيدة السلفية
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[29 - 06 - 10, 04:26 م]ـ
إن الحمد لله, نحمده ,و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , و أشهد أن محمدا عبده و رسوله
أما بعد:
فإن الله تعالي امتنّ علي عباده ببعثة رسوله محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , إذ رسالته الشريفة نور بعد ظلام , وهدي بعد ضلال , و رشد بعد غي , فالناس قبل البعثة في الجاهلية جهلاء , و ضلالة عمياء ,فطر ممسوخة و جهل مستحكم.
قال سبحانه و تعالي:
?لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلال مُّبِين?
فالكتاب: كتاب الله.
و الحكمة: سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
فكتاب الله هو المنقذ الأول من أوحال الجاهلية فصله الله تفصيلا و أنزله تبيانا لكل شيء , هدي للعالمين , و شفاء لما في الصدور هو كلام الله سبحانه تكلم به حقيقة منزل غير مخلوق فضله علي سائر كتب الله ظاهر كما قال تعالي (وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم).
و من فضله سبحانه حفظه فلا خوف علي هذا الكتاب من زيادة أو نقصان (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
في موطأ مالك عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - انه قال: تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله و سنة نبيه.
فسنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مثل كتاب الله في وجوب العمل بها , إذ هي أيضا وحي من الله تعالي لكن نتعبد بتلاوتها , وذالك اهتم السلف لحفضها و لزموا العمل بها.
كما قال حسان بن عطية: كان جبريل ينزل علي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالسنة كما ينزل عليه بالقرءان , ويعلمه إياها كما يعلمه القرأن. رواه الدرامي و غيره.
و قال إسماعيل بن عبيد الله: ينبغي لنا أن نحفظ ما جاءنا عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فإهن الله يقول (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) فهو عندنا بمنزلة القرءان. رواه المروزي في السنة.
فحفظ السلف سنة الرسول الكريم في صدورهم و نقلوها كما سمعوها و شاهدوها من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - و هم عمر بتدوينها فامتنع خسية إلتباسها بكتاب الله و إكتفي بحفظها في الصدور و التحديث بها.
و كان الناس آنذاك علي خير و هدي فلما وقعت الفتنة , و ساء فعل من لا خلاق لهم بالوضع في الحديث ما ليس منه , انتدب السلف للحفاظ علي السنة و الذب عنها فاتخذوا تدابير قوية , و وضعوا قواعد صلبة , بها يحفظ حديث الرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الزيادة والنقصان , وكان ذالك أكبر دليل علي عظم هذه الأمة و علو شأنها , وأنها قادرة علي التجديد الموافق لقد الشارع , فقواعد المحدثين رحمهم الله شاهد من شواهد العقول الجبارة في هذه الأمة , حيثما التزمت شرع الله , و وضعت الجاهلية تحت أقدامها.
إنها قواعد و أنظمة يعجز العصر الحديث بما فيه من تقدم و تطور في الوسائل أن يحكم كما أحكمت , و أن يتقن كما أتقنت , فرحمهم الله رحمة واسعة و جزاهم عن الإسلامو السنة خير الجزاء.
و كان من تلك التدابير لحفظ السنة: تدوينها وفق قواعد متقنة , و الفضل بعد الله عز وجل في هذه الخطوة المباركة لأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ـ رجمه الله ـ الذي كتب إلي أئمة أهل السنة في عصره يطلب منهم كتابة حديث الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
فقد كتب إلي أبي بكر بن حزم ـ قاضي المدينة ـ: انظر ما كان من حديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فاكتبه , فإني خفت دروس العلم , وذهاب العلماء. ذكره البخاري تعليقا في صحيحه. فتح الباري ـ1/ 195 ـ
فكتب أبو بكر بن حزم عن عمرة بنت الرحمان الأنصارية و القاسم ين محمد بن أبي بكر و لكنه لم يلم بما في المدينة من سنة أو أثر.
و كلف عمر بن عبد العزيز: محمد بن مسلم بن شهاب الزهري بكتابة السنة فكان الزهري هو لأكثر السنة و المدون لها.
ثم تتابع العلماء علي التدوين فقل أن تجد من البلدان إلا و فيه عالم يجمع و يكتب ففي مكة: ابن جرير و ابن إسحاق , وفي المدينة: سعيد ين أبي عروبة و مالك بن أنس و في البصرة: حماد بن سلمة و في الكوفة: سفيان الثوري , وفي اليمن: معمر , وفي مصر: اليث بن سعد و في الشام: الأوزاعي , و بواسط: هشيم هشيم ابن بشير وبخرسان: عبد الله إبن مبارك و بالري: جرير بن عبد الحميد.
ثم جاء الجيل الآخر من أهل السنة , فكان التدوين و التصنيف , فصنفت المسانيد و الصحاح و السنن: علي ترتيب أحاديث الصحابة و علي أبواب العلم. كل هذه الجهود , وغيرها تفصح عن عظم السنة النبوية في قلوب افضل هذه الأمة و أن حفظها فرض أكيد إذ التشريع مبني عليها مع كتاب الله تعالي , فهي تفسر القرآن, وتثبت الأحكام استقلالا , فلا يتهيأ للمسلم أن يعبد الله حتي تقوم عبادته علي الكتاب و السنة و هذا شرط المتابعة و شرط الإخلاص , فمن لم يتبع فهو مبتدع , ومن لم يخلص وقع في الشرك.
يتبع ....
كتبه أبو جاد التونسي السلفي المهاجر نقلا عن مجموعة من الكتب السلفية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/284)
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[29 - 06 - 10, 05:03 م]ـ
تعريف السنة: سير رسول الله التي كان عليها , مما فصله للأمة من ألحكام الاعتقادية و العلمية الواجبة و المندوبة و غيرها. فهي إسم لأقواله و أفعاله و اعتقاداته و أخلاقه و سكوته عند قول الغير أو فعله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: السنة ما سنه الرسول و ما شرعه , فقد يراد به ما سنه و ما شرعه في العقائد , وقد يراد به ما سنه و شرعه من العمل و قد يراد به كلاهما.
و وضح رحمه الله أن سبب تسمية بعض العلماء كتب العقائد ب السنة: التمييز بين عقيدة أهل السنة و غعقيدة أهل البدع و مثل ذالك بالسنة لعبد الله بن أحمد و الخلال و الطبراني , والسنة للجعفي و لأثرم
وقال أيضا اسم الشريعة ينتظم كل ما شرعه الله من العقائد و الأعمال. وقد صنف أبو بكر الآجري كتاب ـ الشريعة ـ. وصنف الشيخ أبو عبد الله بن بطه كتاب ـــ الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ــ و إنما مقصود هؤلاء الأئمة في السنة باسم الشريعة: العقائد التي يعتقدها أهل الستة من الإيمان مثل اعتقادهم أن الإيمان قول و عمل , و أن الله موصف بما وصف به نفسه و وصفه به رسوله و أن القرءان كلام الله غير مخلوق و أن الله خالق كل شيء , و ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن , و أنه علي كل شيء قدير و أنهم لا يكفرون أهل القبلة بمجرد الذنوب , و يؤمنون بالشفاعة لأهل الكبائر و نحو ذالك من عقود أهل السنة , فسموا أصول اعتقادهم: شريعتهم و فرقوا بين شريعتهم و شريعة غيرهم.
فعلماء السنة لما عنوا بالتدوين المرتب للسنة , سلكوا مناهج:
الأول: جمع السنن بالمعني الأصلي , وهو كل ما جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم من الاعتقادات , و العمل واجبا كان أو مستحبا و قد جري علي ذالك: مثل البخاري و مسلم في صحيحهما و أبو داود , الترمذي , النسائي , إبن ماجه في سننهم , فإنهم مع نقل السنة النتعلقة بالأحكام , نقلوا السنن المتعلقة بالعقائد. ففي كتبهم: كتاب الإيمان , و كتاب السنة, والرد علي الجهمية , و كتاب القدر القدر و فيها احاديث الصفات.
قال إبن تيمية: إن كتب الصحاح و السنن و المسانيد هي المشتملة علي أحاديث الصفات , بل قد بوب فيها أبواب , مثل كتاب التوحيد و الرد علي الزنادقة و الجهمية , الذي هو آخر كتاب في البخاري , وكتاب الرد علي الجهمية في سنن أبي داود , وكتاب النعوت في سنن النسائي فإذن هذه مفردة لجمع أحاديث الصفات و كذالك تتضمن كتاب السنة من سنن ابن ماجه و كذالك تضمن صحيح مسلم و جامع الترمذي و موطأ مالك, و مسند الشافعي و مسند أحمد بن حنبل و مسند أبي قرة الزبيدي و مسند أبي داود الطيالسي , و مسند ابن وهب و مسند أحمد بن منيع و مسند مسدد و مسند إسحاق بن راهويه , ومسند محمد ابن أبي عمر العدني و مسند أبي بكر بن أبي شيبة , ومسند بقي بن مخلد و مسند الحميدي و مسند الدارمي , ومسند عبد بن حميد و مسند الحسن بن سفيان و مسند أبي بكر البزاز و معجم البغوي و الطبراني و صحيح أبي حاتم بن حبان و صحيح الحاكم و صحيح الإسماعيلي و البرقاني و أبي نعيم و الجوزقي و غير ذالك من المصنفات ألمهات التي لا يحصيها إلا الله , دع ما قبل ذالك من مصنفات حماد بن سلمة و عبد الله بن المبارك و جامع الثوري و جامع ابن عيينة و مصنفات وكيع و هسيم و عبد الرازق و ما لا يحصيه الله.
يتبع ....
كتبه أبو جاد التونسي السلفي المهاجر نقلا عن مجموعة من الكتب السلفية.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[29 - 06 - 10, 05:10 م]ـ
المنهج الثاني: جمع السنن الخاصة في باب العقائد و هذا الذي سأذكره علي التوالي و ذالك لتثبت أهل الأثر أو السلف في هذا المنتدي المبارك من زوار بأن ما هم عليه إمتداد لهذه السلسلة المباركة من علماء السنة إلي الرسول الله صلي الله عليه وسلم. و إيقاف من شكك في هذه العقيدة علي مصادرها الأساسية و أنها ليست من فهم ابن عبد الوهاب رحمه الله أو بن تيمية أو ابن حنبل و إنما هي العقيدة تلقاها الصحابة رضي الله عنهم من صاحب الشريعة المصطفي صلي الله عليه و سلم و نقلوها إلي التابعين و التابعون نقلوها إلي أتباعهم و هم نقلوها و دونوها و هكذا تتابع أئمة السلف رحمهم الله تعالي.
يتبع ....
كتبه أبو جاد التونسي السلفي المهاجر نقلا عن مجموعة من الكتب السلفية.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[29 - 06 - 10, 05:38 م]ـ
كتاب الصفات:
لحماد بن سلمه: هو حماد بن سلمه بن دينار , ابو سلمة البصري مولي آل ربيعة بن نالك بن حنظلة من بني تميم. ولد سنة 91 هـ , و وافته يو م الثلاثاء 19 شهر ذي الحجة سنة 168 هـ , إمام في القراءات , إمام فب الحديث , إيمام فب اللغة و فقيه فصيح , إيمام في السنة من أوائل المصنفين للكتب.
قال أبو حاتم بن حبان: لم يكن من أقران حماد بن سلمه بالبصرة مثله فب الفضل , و الدين ,و النسك, و العلم, و الكتابة , و لالصلابة في السنة و القمع لأهل البدع و لم يكن يثلبه فب أيامه إلا معتزلي قدري أو مبتدع جهمي لما كان يضهر السنة الصحيحة التي ينكرها المعتزلة.
و قال الإمام أحمد بن حنبل: إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمه , فاتهمه علي الإسلام فأنه كان شديدا علي المبتدعه.
أخي السلفي هذا أحد سلفك الصالح فإعتبر.
يتبع ....
كتبه أبو جاد التونسي السلفي المهاجر نقلا عن مجموعة من الكتب السلفية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/285)
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[29 - 06 - 10, 05:48 م]ـ
الرد علي أهل البدع:
لإبن فرّوخ: هو أبو محمد عبد الله بن فروخ الفارسي الخرساني و يقال اليماني و لد بالأندلس سنة 115 هـ و وفاته بمصر 175 هـ و دفن بالمقطم. صحب الإمام مالكا و به تفقه , لكن لم يقلده بل تحري الصواب و ينظر الأدلة و كان ورعا , إمتنع من القضاء.
قال ابن حجر في التقريب: صدوق يغلظ.
سئل عن المعتزلة فقال للسائل: و ما سؤالك عن المعتزلة فلي المعتزلة لعنة الله قبل يوم الدين , وفي يوم الدين , وبعد يوم الدين , وفي طول دهر الداهرين. فقال السائل: وفيهم الصالحون؟
فقال: ويحك و هل فيهم رجل صالح؟ وجيء بجنازة صخر المعزلي فقيل لإبن الفاروخ: الجنازة. فقال: كل حي ميت , قدموا دابتي و فانصرف و لم يصل عليه.
لمن أراد النظر لترجمته عليه بكتاب تهذيب الكمال للمرزي , و سير أعلام النبلاء, و كتاب ترتيب المدارك.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[29 - 06 - 10, 05:56 م]ـ
السنة:
لأسد السنة: هو أبو سعيد بن موسي بن إبراهيم ابن الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان, القرشي الأموي المرواني المصري. ولد بمصر و قيل بالبصرة ينة 132 هـ , وهي سنة زوال الملك من أسرته و وفاته بمصر في شهر الله المحرم سنة 212 هـ و له 80 سنة.
قال الذهبي عنه: الإمام الحافظ الثقة ذو التصانيف.
قال مغلطاي: اسد السنة قيل له ذالك لكتاب صنفه في السنة. وقيل إن كتاب صنفه ابنه سعيد فيما ذكره الصريفيني.
له كتاب فضائل ابي بكر و عمر و قد ذكره الجافظ ضياء الدين في ـــ ثبت مسموعاته ـــ و ابن حجر في ـــ المجمع المؤسس ــ.
له أيضا كتاب رسالة أسد بن موسي إلي أسد بن فرات في لزوم السنة و التحذير من البدع و ذكرها ابن خير في فهرسته و قد رواها ابن وضاح في كتابه ــ البدع و النهي عنها. و الله أعلم
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[29 - 06 - 10, 06:04 م]ـ
أرجوا أن تكون في هذه المشاركة الفائدة لطلاب العلم الصغار أمثالي و من سعي إلي طلب الحق و إتباع السلف .... هدفي من هذا دفع بعض الشبهات حول من يلمزنا في العقيدة السلفية من حيث مصادرها .....
قال الله: (كذلك لنثبت به فؤادك)
و الله المستعان ما هذا إلا جهد المقل و إنشاء الله سنكمل الكتابة هنا لتعم الفائدة
و السلام عليكم و رحمة الله
يتبع ....
كتبه أبو جاد التونسي السلفي المهاجر نقلا عن مجموعة من الكتب السلفية.(64/286)
عاجل جدا أرجوكم الجواب على هذا السؤال، وهو بخصوص معاوية بن أبي سفيان
ـ[أبو محمد العبدلي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 06:16 م]ـ
تناقشت أنا وأحد الرافضة، بخصوص معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وأنكر هذا الشيعي أن يكون معاوية خال المؤمنين، فما هو الدليل على أنه خال للمؤمنين، وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[29 - 06 - 10, 06:59 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
أخى الكريم أما عن قولك:
فما هو الدليل على أنه خال للمؤمنين، وجزاكم الله خيرا
من أطلق من أهل السنة على معاوية رضى الله عنه أنه خال المؤمنين فمن باب أنه أخو أم حبيبة إحدى أمهات المؤمنين
وقد فصل القول فى هذه المسألة شيخ الإسلام ابن تيمية فى منهاج السنة النبوية
ـ[عبد الله الأبياري]ــــــــ[29 - 06 - 10, 09:30 م]ـ
هو خال المؤمنين و كاتب الوحي و أعظم ملوك الدنيا و ليمت الرافضة غيظا و كمدا
رضي الله عن الصحابة أجمعين
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[29 - 06 - 10, 10:16 م]ـ
السلام عليكم
اطلق العلماء هذا على معاوية رضي الله عنه لما كثر الطعن فيه واشتهر في كلام اهل العلم ومنهم من منع اطلاقه في غيره واليك فول عبد الله ابن المبارك نبراسا وسراجا منيرا وفيصلا في هذه المسالة
سئل ابن المبارك عن معاوية قال ما اقول في رجل قال النبي صلى الله عليه وسلم سمع الله لمن حمده قال ربنا ولك الحمد فقيل ايهما افضل عمر ابن عبد العزيز ام معاوية فقال لتراب في منخر معاوية افضل من عمر ابن عبد العزيز وقال معاوية عندنا محنة من رايناه ينظر الى معاوية بشر اتهمناه على القوم
ـ[أبو ياسر الحسني]ــــــــ[30 - 06 - 10, 01:33 ص]ـ
السلام عليكم ...
قال العلامة أحمد الحازمي الراجح أنه لا يقال خال المؤمنين ... و راجع شرحه على لمعة الاعتقاد(64/287)
حقائق إسلامية كونية في كبسولات ..
ـ[سلامة المصري]ــــــــ[30 - 06 - 10, 03:35 م]ـ
حقائق إسلامية كونية في كبسولات ..
# الأرضون سبع ونحن على الأرض السابعة , والسماوات سبعة وسماءنا الأولى .. فكل سماء لها كثف هو أرضها.
# السماء بناء محكم ثابت دائري الشكل يحيط بالعالم به أبواب للملائكة وللرسول وقت المعراج. فالكون له حجم ثابت لا يتغير على عكس ما يقال أن الكون يتمدد, فتفسير آية (وإنا لموسعون) منذ القدم وعند السلف هو ((قال ابن عباس: لقادرون. وقيل: أي وإنا لذو سعة، وبخلقها وخلق غيرها لا يضيق علينا شيء نريده. وقيل: أي وإنا لموسعون الرزق على خلقنا))
# مسافة ما بين السماء والأرض كما في الحديث هي 500 عام بتقدير السرعات أيام الرسول, كما كان يقال مسيرة شهر بين الشام والحجاز. ودليل آخر من القرآن: سورة السجدة 5 {يُدَبِّرُ ?لأَمْرَ مِنَ ?لسَّمَآءِ إِلَى ?لأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} , واختلف أهل التأويل في المعنيّ بقوله {ثُمَّ يَعْرُجُ إلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدَارُهُ ألْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} فقال بعضهم: معناه: أن الأمر ينزل من السماء إلى الأرض، ويصعد من الأرض إلى السماء في يوم واحد، وقدر ذلك ألف سنة مما تعدّون من أيام الدنيا، لأن ما بين الأرض إلى السماء خمس مئة عام، وما بين السماء إلى الأرض مثل ذلك، فذلك ألف سنة. فللملائكة سرعة رهيبة عند سفرهم من السماء للأرض والعكس.
# بما أن المسافة بين الأرض والسماء ثابتة فهي كنصف القطر في الدائرة, ولا يتحقق هذا إلا بأن تكون الأرض في مركز تلك الدائرة!! وينافي هذا القول بأن الأرض ذرة في جانب مجرة ضمن ملايين المجرات.
# لا جاذبية في الإسلام .. فالكون يمسكه الله بقدرته ولم يثبت أن للأجرام فعل جاذب. والمقصود هنا ما يقولون من جذب الشمس للكواكب لا وقوع الجمادات لأسفل على الأرض فهذا لأسباب أخرى منها أن الأرض مركز الكون وكل شيء إن تركته يسقط للمركز تلقائيا, هذا غير فعل الضغط الجوي وهو قوة تمت الاستهانة بها مع أن أحد الآراء في تفسير "البحر المسجور" هو المحبوس والمكفوف بضغط الهواء. والرد على مدعي الجاذبية يسير بإذن الله, فهم يقولون الشمس تجذب الأرض وتجذب عطارد وتجذب بلوتو مع أنهم على أبعاد كبيرة من بعضهم فلم لم يتم (شفط) أحد الكواكب لباطن الشمس؟! .. وقد يردون باختراع هو القوة الطاردة المركزية ويقولون أن سببها دوران الكوكب حول الشمس فنقول: فلم لم يتم شفط القمر وهو تابع للأرض لا يدور في دائرة حول الشمس؟!:) ولم لم يتم سحب مجرد قمر صناعي صغير تافه إلى جاذبية الشمس التي تصفونها بالعظيمة مع أن القمر الصناعي قطعة حديد؟!
# الخلق تم في ستة أيام كأيامنا هذه بلا تأويل. وقد يقول قائل أن يوما عند ربك كألف سنة إذن الخلق تم في 6 آلاف سنة!! ومع غرابة هذا التأويل الذي لم يقل به واحد من السلف فالرد ان الغربيين يقولون الأرض تكونت في 10 مليون سنة على أقل تقدير!! غرضهم نفي الخلق على الله والقول بأن الكون جاء صدفة بانفجار بلا تقدير ولا هدف وهو دين الفوضوية الملحدين على مر الأزمان وعند السلف كانوا يعرفونهم باسم الدهرية أو المعطلة وهكذا تجدهم للآن تحت مسميات جديدة واللب واحد.
# الحديد نزل من السماء: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} (25) سورة الحديد
# الجبال ملقاة من عند الله على الأرض , فأصلها غير أرضي. {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ} (19) سورة الحجر
# الشمس ليست نجما والأرض ليست كوكبا .. ولم يوصف أحدهما في القرآن بهذا أو ذاك. فالنجوم عند المفسرين هي خلق مختلف تماما في الحجم والوظيفة والموقع عن الشمس. للنجوم والكواكب أغراض محددة شدد السلف على عدم الزيادة عليها وخاصة بما يسمى التنجيم , فهي زينة للسماء ورجوما للشياطين وهداية للمسافرين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/288)
# ملاحظة: تفسير خاطئ شاع لآية {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} (75) سورة الواقعة. فتفسيرها عند السلف لا علاقة له بالنجوم من قريب أو بعيد!! بل هي نجوم القرآن الذي نزل منجما أي مفرقا على الرسول صلى الله عليه وسلم.
# السماوات والأرض وردتا حوالي 133 مرة مقرونتان في القرآن .. فقل لي بالله عليك ما الهدف من إقران السماء التي هي خلق عظيم متسع بالأرض التي هي عند الملحدين نقطة في فضاء سحيق؟! .. لو لم تكن هناك نسبة وتناسب على الأقل بين حجم السماء وحجم الأرض فهل سيكون للآية التالية معنى؟! {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (65) سورة الحج , {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} (41) سورة فاطر. فتبعا للفلك الحديث المزعوم لا معنى أن تقول بوقوع السماء على تلك الذرة المسماة كوكب الأرض فهي مثل قولك أن القمر سقط من السماء فوقع على حبة رمل:)
# {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} (255) سورة البقرة .. الله يكلمنا هنا عن عظمة الكرسي فيقول أنه يسع لا السماوات فقط بل الأرض أيضا!! من هذا نستشعر أن الأرض يمكن أن تقارن ولو جزئيا بحجم السماوات, فالأرض كبيرة تسع مليارات البشر وعدة محيطات شاسعة المساحة. فهل يعقل أن تصف مسكنك الواسع بأنه (في سعة ملعب كرة وقدر إصبع)؟! فقدر الإصبع زيادة لا محل لها بعد سعة الملعب وحاشا لله أن يكون في القرآن زيادة لا محل لها. ومثل ذلك آية (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ) فالأرض لها عرض معتبر يقارن بعرض السماء.
# " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُدْنِيَتْ الشَّمْسُ مِنْ الْعِبَادِ حَتَّى تَكُونَ قِيدَ مِيلٍ أَوْ اثْنَيْنِ" .. لا حظ أن الشمس هي التي ستدنو من الأرض لا العكس!! مع أنهم يقولون أن الشمس عملاقة تسع مليون كرة أرضية في جوفها!! فتخيل هذا العملاق على بعد ميل واحد من النقطة الصغيرة التي يسمونها الأرض:) .. أما الحق فهو أن الأرض أكبر من الشمس والأرض في المركز والشمس تدور حولها في المدار الرابع بعد القمر وعطارد والزهرة فيعقل أن تقترب من المركز الأرضي حتي تكاد تلامس رؤوس العباد. اللهم قنا أهوال هذا اليوم
# ترتيب أحجام الأجرام السماوية: فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ {76} فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي
فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ {77} فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ {78} .. فالترتيب هنا تصاعديا: كوكب فقمر فشمس .. أما يقول تعالى في سورة الحج آية (18): أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ.
فهذا الترتيب ترتيبا تنازليا من الأكبر إلى الأصغر.
# انفصال السماء والأرض .. (أولم يرى الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رَتْقًا ففتقناهما) .. هذا نص القرآن الواضح أن السماء كانت ملتصقة بالأرض في البداية. لكن عند الغربيين اليوم يقال أنه لا صلة بين السماء والأرض -هذا إن اعترفوا بوجود سماء أيضا فهم يقولون أحيانا بلا نهائية الكون وهو قول شنيع - ولا نسبة وتناسب بين حجم السماء للأرض. ويقولون صراحة أن الأرض مصدرها جزء منفصل من الشمس!! وأن القمر جزء وانفصل عن الأرض!! .. ولا تعليق.
ـ[مصطفي بن سعد المصري]ــــــــ[01 - 07 - 10, 09:21 م]ـ
جزاك الله خيرًا ... :)(64/289)
مخلفات البدوي ... بقلم فضيلة الشيخ العلامة عبد الفتاح سلامة -رحمه الله -
ـ[أبو العلاء الحنبلي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 04:00 م]ـ
مخلفات البدوي
ودلالة هذه المخلفات
يمضي كل إنسان في هذه الحياة ... ويخلف وراءه من الآثار مايشهد له أوعليه ............
فالثري يمضي تاركاوراءه الضياع والقصور والأموال ...... والصانع يمضي مخلفا ً وراءه آلات صنعته ورائع إنتاجه .........
والعالم يمضي مخلفا ً وراءه من الكتب والصحائف ما يكشف لنا عن موفور فكره ومدخور علمه ورائع ذكائه ... ويخلف لنا من التلاميذمن يحملون آراءه ويبثون بين الناس مناهجه ,ويذيعون علي الملأ عوارفه ...
وحين يمضي العالم غير مخلف وراءه كتابا ً ولاتلميذا ً ... ما نحسب أن دعوي العلم تقبل من زاعم يزعمها له ,أو مؤرخ ينسبها إليه ....
ذلك أن أثر الشيء دال عليه ... فالبعرة تدل علي البعير ... ,وأثر الأقدام يدل علي المسير .. ومحكمة النسج تدل علي نساج خبير ... وروائع العلم تنبيء عن عقلية عالم قدير.
ولو حاولنا أن نحكم علي شخصية أحمد البدوي بالنظر إلي مخلفاته نظرة موضوعية لاتنحاز ولاتنماع .. لاتناجي ولاتتملق .. لاتخاتل ولاتداهن ..
لكان حكمنا هذا حكما يسوء العاشقين ,ويمتعض له المتيمون المفتونون ... ولكن فلننظر إلي هذه المخلفات المحفوظة في مكان خاص بها بالمسجد الأحمدي بطنطا ..
إنها كما يلي:
يتبع
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[01 - 07 - 10, 04:49 ص]ـ
في انتظار هذه المخلفات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[إسلام الغرباوي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 10:42 ص]ـ
إنها كما يلي:
أولا: مجموعة من الأحجبة: ونذكر هنا قول الرسول صلوات الله وسلامه عليه: ((إن الرقى والتمائم والتولة شرك)) وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلق بتميمة فلا أتم الله له)).
ثانيا: مسبحة: ضخمة رائعة مهولة كبيرة الحبات ... وهذه وحدها تنبئك عن فهم الرجل للدين, ومسلكه في العبادات ... ونحب أن نسأل من عمن وردت مثل هذه المسبحة؟
وما جدوى طولها هذا الطول المهول .. ؟
إنك إذا رأيتها تذكرت هذه المسابح التي يطوق بها الدراويش أعناقهم عدة مرات.
ثالثا: المهراش: الذي كان يحك به جسده.
رابعا: العمامة: عمامة ضخمة, يقولون إنها هي التي يلبسها خلفاؤه إلي الآن.
خامسا: البردة.
سادسا: القميص.
ـ[أبو العلاء الحنبلي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 12:58 م]ـ
أخي إسلام جزاك الله خيرا
لها بقية
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[03 - 07 - 10, 08:00 م]ـ
ثالثا: المهراش: الذي كان يحك به جسده.
أضحك الله سنك
ما شاء الله
كل هذه المخلفات العظام الجسام!!!
كيف كان شيخ العرب إذا؟؟؟
لابد أن ذلك مأخوذ من طول المسبحة!!!!
ـ[أبو العلاء الحنبلي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 10:56 م]ـ
أضحك الله سنك
ما شاء الله
كل هذه المخلفات العظام الجسام!!!
كيف كان شيخ العرب إذا؟؟؟
لابد أن ذلك مأخوذ من طول المسبحة!!!!
لا الحقيقة أنه شيخ الجرب وليس العرب!!!(64/290)
سؤال عاجل للأخوة (عن العصمة)
ـ[أبو أيوب العتيبي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 05:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س1| ما حكم من ادعا العصمة؟ وما هو الدليل؟
فقد قرأت في كتاب الدرة فيما يجب اعتقاده للإمام ابن حزم أن ادعا العصمة زندقة
س2|ما حكم من قال أن ملك ينزل عليه يبين له حكم الله في المسائل الخلافية؟!!
علما أنه يقول أنا لا أدعي النبوة و أنا أحتج بالكتاب والسنة لكن في المسائل الخلافية ينزل علي ملك يدلني إلى ما فيه حكم الله.
هل يكفر؟ وما هي أدلة كفره؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 09:34 م]ـ
للرفع
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 10:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س1| ما حكم من ادعا العصمة؟ وما هو الدليل؟
فقد قرأت في كتاب الدرة فيما يجب اعتقاده للإمام ابن حزم أن ادعا العصمة زندقة
س2|ما حكم من قال أن ملك ينزل عليه يبين له حكم الله في المسائل الخلافية؟!!
علما أنه يقول أنا لا أدعي النبوة و أنا أحتج بالكتاب والسنة لكن في المسائل الخلافية ينزل علي ملك يدلني إلى ما فيه حكم الله.
هل يكفر؟ وما هي أدلة كفره؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا
سؤالان جميلان وهما أصل واحد كما يبدو لي. بل الاول أقوى. والثاني أحدث بالنسبة لي.
جزاك الله خيرا
ـ[أبو أيوب العتيبي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 01:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نظرا لعدم الإجابة على سؤالي أقول و بالله التوفيق
أن مدعي العصمة أو مدعي أن ملك ينزل عليه يبين له مسائل الخلاف كافر كفر مخرج من الملة و الأدلة هي
قوله تعالى
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) (هود: 18)
ومدعي العصمة أو مدعي أن ملك ينزل عليه مفتري على الله كاذب لا شك في ذلك فينطبق عليه الوعيد الذي في الآية.
قال تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) (الأنعام: 21)
قال تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ ... )
قال تعالى (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ)
قال تعالى (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ وَصَّاكُمُ اللّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الأنعام: 144
وقد وجدت قول الإمام ابن تيمية في "منهاج السنة" (3/ 174):
"فمن جعل بعد الرسول معصوما يجب الإيمان بكل ما يقوله فقد أعطاه معنى النبوة وإن لم يعطه لفظها" انتهى(64/291)
اين اجد هذا الكلام للضياء
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[30 - 06 - 10, 05:56 م]ـ
وَقَالَ الْحَافِظُ الضِّيَاءُ حَدَّثَنِي الشَّيْخُ سَالِمٌ التَّلُّ قَالَ: مَا رَأَيْت اسْتِجَابَهُ الدُّعَاءَ أَسْرَعَ مِنْهَا عِنْدَ هَذَا الْقَبْرِ.
طرح التثريب كتاب الجنائز -باب الدفن في الارض المقدسة- الفائدة الثامنة
المقصود كتب الضياء(64/292)
أسئلة عن الملائكة الأبرار
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 10:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه بعض الأسئلة التي عرضتلي أثناء قراءتي لكتاب عالم الملائكة الأبرار للأشقر ...
1 - ماذا يقصد الشيخ بقوله في صـ 8 " ويجوز أن يرسل بعضهم إلى بعض "؟
2 - - ماذا يقصد الشيخ بقوله في صـ 20 " وقرين ملكي لهدايته وإرشاده "؟
3 - مالمراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم " وصفوان ينفذهم ذلك ... " صـ 40
وشكرا
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 10:57 م]ـ
للرفع
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:52 م]ـ
رغم أن الكتاب ليس بحوزتي، لكن أجيبك على قدر مافهمت من أجزاء العبارات المنقولة.
قول الشيخ ويجوز أن يرسل بعضهم إلى بعض، يعني يجوز أن يرسل الله ملكا إلى ملك بوحي أو أمر أو علم ونحوه، فليس إرسالهم مختصا إلى البشر فقط، وهذا الكلام هو كلام البيهقي ـ رحمه الله ـ في شعب الإيمان، ذكره من شهب الإيمان بالملائكة.
وهذا له شواهد في السنة كحديث (حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قال الحق وهو العلي الكبير) وحديث (إن الله يحب فلانا فأحبوه) ونحو ذلك.
وقول الشيخ (وقرين ملكي .. ) يعني أن الإنسان له قرين من الشياطين وقرين من الملائكة، فأحدهما يغويه ويوسوس له، والآخر يلهمه الحق والصواب.
والقول الثالث عن الصفوان لم أفهم هل المراد به الصوت الذي كسلسلة على صفوان أم غير ذلك، فحبذا لو تنقل الكلام بسياقه لعل معناه يتضح لي.
وعفوا على العجلة في الكلام بلا تحرير، لكن استصعبت مرور أيام على موضوعك وعدم الرد عليه، وأسأل الله لي ولك التوفيق في طلب العلم وفهمه والعمل به.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 09:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عمرو على إهتمامك يالأسئلة , وبارك الله فيك(64/293)
قصة كتاب تهافت التهافت للامام القاضي الحكيم ابي الوليد ابن رشد
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[01 - 07 - 10, 03:00 ص]ـ
قصة كتاب تهافت التهافت للامام القاضي الحكيم ابي الوليد ابن رشد
منقول
بعد أن طالع الفلسفة لسنتين في بغداد كتب الإمام أبو حامد الغزالي (1059 - 1111) مؤلفه "مقاصد الفلاسفة" يُظهر به إلمامه بفلسفة أفلاطون وأرسطو وأتباعهم الفارابي وأبن سينا. وكان هدفه ينحصر في تبيان أخطائهم وضلال مذاهبهم التي تبحث في ما وراء الطبيعة. ثم أعقبه كتاب "تهافت الفلاسفة" حيث حدد فيه عشرين مسألة يشكك فيها على براهين الفلاسفة. ولقد نقدهم بقساوة لا تخلو من الشتم واللعن وصلت إلى حد تكفير الفارابي وأبن سينا في ثلاث مسائل هي: القول بقِدم العالم، وإن الله لا يعلم الجزئيات، وفي تأويل المعاد الجسماني. وبهذا العمل وجه الغزالي ضربة عنيفة للفلسفة استمرت لأكثر من ثمانية عقود من الزمن (1095 - 1180).
وطيلة هذه الفترة الزمنية لم يتمكن أحد ما من مفكري وفلاسفة الإسلام أن يرد على كتاب الغزالي. بل أخذت فيها الفلسفة بالانكماش التدريجي، وتراجع الاحترام الاجتماعي للمشتغلين فيها. حتى جاء القاضي أبو الوليد أبن رشد (1126 - 1198) فرد بكتابه "تهافت التهافت" على المسائل العشرين. حيث دحض حجج الغزالي وأبطل التكفير بحق الفارابي وأبن سينا وأعاد للفلسفة اعتبارها. ورغم إنه في حالات قليلة يؤيد موقف الغزالي، إلا إن مهاجمته له كانت شديدة وحادة حيث يصفه بضعف البرهان وركاكة الحجة، ويتهمه في تغير وتبديل أقوال الفلاسفة ويأخذ ما يلائمه ويهمل ما لا يعجبه. بل أن أبن رشد قد نعت الغزالي بالشرير الجاهل وبالخبث والسفسطة وأخرجه من نطاق الفلسفة. وهي ألفاظ لا تليق به ولا يستحقها الغزالي، وربما أراد بها أن يرد حتى على نابية الغزالي المحدودة.
يقول أبن رشد في مطلع كتابه: إن "الغرض في هذا القول أن نبين مراتب الأقاويل المثبتة في كتاب التهافت لأبي حامد في التصديق والإقناع وقصور أكثرها عن رتبة اليقين والبرهان". (ص، 55).
وهنا سنتناول المسائل الثلاث: قِدم العالم والسببية والنفس، التي ركز عليها الغزالي في هجومه على الفلاسفة. وكذلك نعرج على مسألة التأويل والمعاد الجسماني، لأن رد أبن رشد لم يقتصر في "تهافت التهافت" بل أيضاً في كتابه الصغير بحجمه والكبير بعلمه "فصل المقال وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال" الذي سبق التهافت بوقت قصير. وكذلك في كتابه "مناهج الأدلة في عقائد الملة".
مسألة التأويل
رغم أن التأويل يعود إلى أفلوطين الذي أستخدمه في قضية التوفيق بين الدين والفلسفة، وسار على منواله معظم فلاسفة الإسلام، إلا أن أبن رشد يعد الأكفأ في هذا المجال. ففي كتابه "فصل المقال" وضع للتأويل شروطاً مبدئية وأقيسة منطقية قسم مراتب الناس على ضوئها: الخطابيون وهم الجمهور الغالب الذي يصدق بالأقاويل الخطابية. الجدليون وهم علماء الكلام الذين يرتفعون قليلاً عن العامة. البرهانيون وهم الطبقة الخاصة حيث بطبعهم البرهان والحكمة.
ويرى أبن رشد أن تكفير الغزالي للفارابي وأبن سينا ليس بالأمر القطعي، إذ أن: في الشرع أشياء أجمعَ المسلمون على حملها على ظواهرها، وأشياء على تأويلها، وأشياء اختلفوا فيها: فهل يجوز أن يؤدّي البرهان إلى تأويل ما أجمعوا على ظاهره، أو ظاهر ما أجمعوا على تأويله؟
أمّا لو ثبت الإجماع بطريق يقيني، فلا يصح، وأما إن كان الإجماع ظنياً، فقد يصحّ. وحسب رأي أبن رشد أن الغزالي وبقية علماء الكلام قالوا: إنه لا يُقطَع بكفر من خرقا لإجماع في التأويل إذ لا يُتصوَّر في ذلك إجماع مستفيض. وإذا لم يجب التكفير بخرق الإجماع في التأويل، فإن تكفير الفارابي وأبن سينا ليس صحيحاً. بينما "أبو حامد قد قطع بتكفيرهما في كتابه المعروف بالتهافت". في حين أن الغزالي قد: صرّح في كتاب "التفرقة" أن التكفير في خرق الإجماع فيه احتمال. فالظاهر من قوله في ذلك أن تكفيره إياهما ليس قطعاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/294)
ويشير أبن رشد إلى إن الغزالي قد أخطأ بحق الفلاسفة في ما نسب إليهم من إنهم يقولون إن الله لا يعلم الجزئيات. فهم يرون أنه يعلمها بعلم غير متجانس لعلمنا بها. علمنا بها معلول للمعلوم به، فهو محدَث ومتغيَّر بتغيّره، وعلم الله على مقابل هذا، فإنه علّة للمعلوم الذي هو الموجود. فمن شبّه العلِمين أحدهما بالآخر، فقد جعل ذوات المتقابلات وخواصّها واحداً، وذلك غاية الجهل. فأسم العلِم، إذا قيل على العلم المحدَث والقديم، فهو مّقول باشتراك الأسم المحض. ولهذا ليس ههنا حدّ يشمل العلِمين جميعاً، كما توهّمه المتكلمون من أهل زماننا.
كيف يتوهّم الغزالي على الفلاسفة أنهم يقولون إن الله لا يعلم الجزئيات بالعلم القديم، وهم يرون أن الرؤيا الصادقة تتضمّن الإنذارات بالجزئيات الحادثة في الزمان المستقبل، وأن ذلك العلم المنذر يحصل للإنسان في النوم من قبل العلم الأزلي المدبّر للكل والمستولي عليه؟ وليس يرون أنه لا يعلم الجزئيات فقط على النحو الذي نعلمه نحن، بل ولا الكليات: إن الكليات المعلومة عندنا معلولة أيضاً عن طبيعة الموجود، والأمر في ذلك العلم بالعكس. فما قد أدّى إليه البرهان للاختلاف في هذه المسألة أعني في تكفيرهم أو لا تكفيرهم.
مسألة قِدم العالم
ينص أبن رشد على أن "تقدم الله على العالم إنما هو تقدم الوجود والذي ليس بمتغير ولا زمان، على الوجود المتغير الذي في الزمان، وهو نوع آخر من التقدم". (تهافت التهافت ص، 140). بمعنى أن الله ليس من شأنه أن يكون في زمان، فهو الخالق لكل شيء موجود. فلا ينطبق على أفعاله تعالى شيئاً مما يخلقه. بينما العالم شأنه أن يكون في زمان، وبالتالي ينطبق عليه الزمن، لأنه مادي متحرك. فإن: لم توجد الحركة لم يوجد الزمن، إذ الزمن هو مقياس الحركة، والحركة تابعة للعالم.
وهكذا يكون هناك نوعين من الوجود حسب تصور أبن رشد، أحدهما مادي تكون "في طبيعته الحركة" ولا ينفك عن الزمان. والآخر لا مادي حيث "ليس في طبيعته الحركة" ويكون أزلي ولا يتصف بالزمان. ولذلك فإن تقدم أحد الوجودين على الآخر ليس تقدماً زمنياً. وإذا قال الغزالي: "إن تقدم الباري سبحانه على العالم ليس تقدماً زمانياً". فإنه قول صحيح. ولكن تأخر العالم عنه لا يُفهم في هذه الحالة إلا تأخر المعلول عن العلة. فإذا كان التقدم ليس زمانياً، فالتأخر ليس زمانياً أيضاً. (ص، 141).
فعندما ينص الغزالي على أن الله خلق العالم في زمن بإرادة قديمة، يرد عليه أبن رشد قائلاً: أن جاز فصل للإرادة عن العمل، فإنه لا يجوز فصل العلّة عن المعلول لعلته. فالله أزليّ بوجوده، وفعله لا ينفصل عن وجوده، ففعله بالتالي أزلي مثله، ومعلولات فعله أزلية كفعله.
يشير أبن رشد قائلاً: إذا سلّمنا مع الغزالي أن الزمان لم يكن قبل العالم، فذلك يعني أن الله كان قبل العالم خارج الزمان وسيظل بعد العالم خارج الزمان، فلن يكون الله إذن أبدياً أبداً في الزمان وهذا محال.
وبما أن العامة من الناس يستسيغون أكثر إلى الوصف المادي، لذا فإن: الشرع قد سلك بالجمهور طريق التمثيل بالشاهد، وإن لم يكن لذلك مثال في الشاهد. إذ لا يمكن للجمهور أن يتصوروا على كنهه ما ليس له مثال في الشاهد، فأخبر تعالى إن خلقه للعالم وقع في زمان وإنه خلقه من شيء، لأنه لا يُعرف في الشاهد موجود إلا بهذه الصفة، فقال سبحانه مخبراً عن حاله قبل وجود العالم: "وكان عرشه على الماء". وقال تعالى: "إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام". وقال أيضاً: "ثم استوى إلى السماء وهي دخان" الخ. فيجب ألاَّ يُتأول شيء من هذا للجمهور وإلا بطلت الحكمة الشرعية. (مناهج الأدلة، ص 205).
ومن أجل حصر الاختلاف في هذه المسألة بين المتكلمين والفلاسفة، يجعله أبن رشد اختلافاً في التسمية ليس إلا. وذلك أنهم اتفقوا على أن ههنا ثلاثة من الموجودات: طرفان وواسطة بين الطرفين، فاتفقوا في تسمية الطرفين واختلفوا في الواسطة.
الطرف الأول هو موجود وُجد من شيء غيره، أي عن سبب فاعل ومن مادة، والزمان متقدم على وجوده. وهذه هي حال الأجسام التي يُدرّك تكونها بالحس، كتكون الماء والهواء والأرض والحيوان والنبات وغير ذلك. وقد اتفق الجميع على تسميته هذا الصنف من الموجودات بالموجودات المُحدثة. (فصل المقال، ص 40).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/295)
والطرف المقابل لهذا هو موجود لم يكن من شيء، ولا عن شيء، ولا تقدّمه زمان. وهذا أيضاً اتّفق الجميع على تسميته قديماً. وهذا الموجود إنما يدرك بالبرهان، وهو الله فاعل وموجده والحافظ له.
أما الصنف الذي بين هذين الطرفين فهو موجود لم يكن من شيء، ولا تقدمه، لكنه موجود على شيء، أي عن فاعل، وهذا هو العالم بأسره. والكل منهم متّفق على وجود هذه الصفات الثلاث له. فإن المتكلمين يسلّمون أن الزمان غير متقدّم على العالم، أو يلزمهم ذلك إذ الزمان عندهم شيء مقارن للحركات والأجسام. وهم أيضاً متّفقون مع القدماء على أن الزمان المستقبل غير متناهٍ، وكذلك الوجود المستقبل. وإنما يختلفون في الزمن الماضي والوجود الماضي: المتكلمون يرون أنه متناه، وهذا هو مذهب أفلاطون وشيعته، أما أرسطو وفرقته فيرون أنه غير متناهٍ كالحال في المستقبل. وهو في الحقيقة ليس محدثاً حقيقياً لأن المحدث الحقيقّي فاسدٌ ضرورةً، ولا قديماً حقيقياً لأن القديم الحقيقي ليس له علّة. وهذا ما حمل أفلاطون وشيعته على تسميته "محدثاً أزلياً" لكون الزمان متناهياً عندهم من الماضي.
وهكذا فالمذاهب في العالم ليست متباعدة حتى يُكفّر بعضها بعضاً. فلا ينبغي للمسلمين إذن أن يتخذوا من هذا الخلاف اللفظي سبباً لإلقاء التهم جزافاً بلا مبرر. ويشبه أن يكون المختلفين في تأويل هذه المسائل العويصة أما مصيبين مأجورين وأما مخطئين معذورين. (ص 41).
إن أبن رشد يحاول في مسألة قِدم العالم أن يجعل الاختلاف بين الفلاسفة والمتكلمين الأشعرية وعلى رأسهم الغزالي مجرد اختلاف باللفظ ليس إلا. وهذه محاولة تهدف إلى التبرير لا التحليل. حيث يبغي أبن رشد من ورائها أن يجمع بين الشرع والحكمة ضمن مسار واحد. علاوة على إنه قد أخذ بنظرية أرسطو في أزلية المادة. أي أن الخلق الإلهي حسب المفهوم الرشدي يكون بتحريك تلك المادة لإخراجها من القوة إلى الفعل. فإن الله "مخترع" يخلق الأشياء من المادة الموجودة. وهذا انتقاص تجاه الحقيقة الإلهية في القدرة المطلقة على الخلق من العدم.
مسألة السببية
في هذه المسألة يقف كل من أبن رشد والغزالي على طرفي نقيض. فبالنسبة إلى الغزالي: أن الاقتران بين ما يُعرف بالسبب وما يُعرف بالمسبَّب إنما هو اقتران عرّضي جائز، مرده إلى حكم العادة، لا إلى الضرورة العقلية. أن الفلاسفة الذين يقولون بالسببية لا دليل لهم عليها إلا ما يشاهدون من اقتران بين الأسباب والمسبَّبات، لكن هذه المشاهدة لا تدل على حصول الشيء بالشيء المقترّن به، بل على حصوله عنده، وشتان بين الاثنين. فما نرى من تلازم بين السبب والمسبَّب ليس ضرورياً إذن وإنما هو وليد العادة فقط لأن الله قادر على خرق العادة متى شاء، وعندئذ يرتفع الاقتران بين ما يُعتقد في العادة سبباً وبين ما يُعتقد مسبَّباً، وهو ما يحدث في المعجزات.
يرد عليه أبن رشد قائلاً: أن "للأشياء ذوات وصفات هي التي اقتضت الأفعال الخاصة بموجود موجود، وهي التي من قِبَلها اختلفت ذوات الأشياء وأسماؤها وحدودها. فلو لم يكن لموجود موجود فعل يخصه لم تكن له طبيعة تخصه، ولو لم تكن له طبيعة تخصه لِما كان له أسم يخصه ولا حدّ، وكانت الأشياء كلها شيئاً واحداً ولا شيئاً واحداً. لأن ذلك الواحد يسأل عنه: هل له فعل واحد يخصه، أو ليس له ذلك، فإن كان له فعل يخصه فهنا أفعال خاصة صادرة عن طبائع خاصة. وإن لم يكن له فعل يخصه واحد، فالواحد ليس بواحد. وإذا ارتفعت طبيعة الواحد، ارتفعت طبيعة الموجود. وإذا ارتفعت طبيعة الموجود، لزم العدم". (تهافت التهافت، ص 782 - 783).
ويضرب أبن رشد مثلاً على طبيعة الأشياء المادية، حيث أن: الماء له طبيعة تخصه وهو كونه مادة سائلة بها يكون الرّي والرطوبة، والنار لها طبيعة أخرى تخصها وهو كونها جسماً شفافاً به يكون الإحراق والضوء. فلو لم يكن لكل من النار والماء طبيعة تخصه لِما كان فعل يخصه، ولكان الماء والنار شيئاً واحداً.
وهكذا فإن السببية تقوم على المشاهدة وليس على الضرورة العقلية، لأن الفعل والانفعال بين الأشياء إنّما يقعان بإضافة من الإضافات التي لا تتناهى، كإضافة الجسم الحسّاس إلى النار للاحتراق، لكن هذا لا يمنع من أن يكون هنالك موجود يعوق تلك الإضافة كحجر الطلق في عدم الاحتراق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/296)
إن السببية هي تعبير أساسي لطبائع الأشياء المادية وللعقل وللمنطق أيضاً. ولذلك يقول أبن رشد: أن "العقل ليس هو شيئاً أكثر من إدراكه الموجودات بأسبابها. وبه يفترق عن سائر القوى المدركة. فمّنْ رفعَ الأسباب فقد رفع العقل. وصناعة المنطق تضع وضعاً أنّ ههنا أسباباً ومسببات، وأن المعرفة بتلك المسبّبات لا تكون على التمام إلاّ بمعرفة أسبابها، فرفع هذه الأشياء هو مبطل للعلم ورفع له، فإنه يلزم أن لا يكون ههنا شيء معلوم أصلاً علماً حقيقياً؛، بل إن كان فمظنون، ولا يكون ههنا برهان ولا حدّ أصلاً. وترتفع أصناف المحمولات الذاتية التي منها تأتلف البراهين. ومن يضع أنه ولا علم واحد ضروري، يلزمه أن لا يكون قوله هذا ضرورياً". (ص،785).
ليس هذا فحسب، بل يرى أبن رشد أن: مَن جحد الأسباب فقد جحد الصانع الحكيم (الله)، وجعل وجود المسبَّبات عن الأسباب بالاتفاق وبغير مقصد، فلا تكون هناك حكمة أصلاً ولا تدل على صانع بل إنما تدل على الاتفاق. فقول الغزالي أن الله أجرى العادة بهذه الأسباب قول بعيد جداُ عن مقتضى الحكمة، بل هو مبطل لها لآن المسببات إن كان لها يمكن أن توجد من غير هذه الأسباب فأي حكمة في وجودها عن هذه الأسباب؟ وأي دلالة فيها على الصانع؟ فلو لم يكن شكل يد الإنسان وعدد أصابعها ومقدارها ضرورياً في الإمساك الذي هو فعلها وفي احتوائها على جميع الأشياء المختلفة الشكل وموافقتها لإمساك آلات جميع الصنائع، لكان وجود أفعال اليد عن شكلها وعدد أجزائها ومقدارها هو بالاتفاق، ولكان لا فرق بين أن يُخص الإنسان باليد أو الحافر، وبالجملة متى رفعنا الأسباب والمسببات لم يكن هناك شيء يُردُّ به على القائلين بالاتفاق، أعني الذين يقولون لا صانع هنا. (مناهج الأدلة، ص 199 - 200).
وحسب رأي أبن رشد أن إنكار الأسباب من قِبل زعيم الأشعرية الغزالي وكذلك بقية المتكلمين من المذهب الأشعري، إنما هو الهروب من القول بفعل القوى الطبيعية في الموجودات، ولئلا يدخل عليهم القول بأن ههنا أساباً فاعلة غير الله. وهيهات! فلا فاعل ههنا إلا الله، وأن ما سواه من الأسباب التي سخرها ليست تسمى فاعلة إلا مجازاً، إذ كان وجودها إما هو به وهو الذي صيرها أسباباً، بل هو الذي يحفظ وجودها في كونها فاعلة، ويحفظ مفعولاتها بعد فعلها، وهو المخترع لجواهر جميع الأشياء التي تقترن بها أسبابها لأنه يعلمها، وعلمه بها هو العلة في وجودها وفي وجود جميع ما يلزم عنها وفي حفظ وجودها في نفسها.
إلا أن إثبات السببية عند أبن رشد قادته إلى إنكار المعجزات والخوارق. فالطبيعة ثابتة "لا يمكن أن تتغير" أبداً. ولكي لا ينقض معجزات الأنبياء في فلق البحر وأحياء الموتى وغيرها، فإنه قسم المعجز إلى نوعين: الأول برّاني يخص الجمهور، الثاني مشترك بين العلماء والجمهور على حد سواء. وهذا الموقف يعتبر تسويق لفكرة وليس غوص في المعرفة.
روحانية النفس
من جملة اعتراضات الغزالي على الفلاسفة هو تأكيدهم على قدرة العقل على إثبات روحانية النفس. حيث أورد لهم عشرة أدلة، دحضها كلها مبيناً عجزهم "عن إقامة البرهان العقلي على أن النفس الإنسانية جوهر روحاني قائم بنفسه، غير متحيز، وليس بجسم". وفند أبن رشد جميع الأدلة التي أوردها الغزالي. وسنذكر منها ثلاثة فقط هي: الأول والخامس والتاسع.
في الدليل الأول يذهب أبن رشد إلى القول أن: كل ما هو في جسم فهو يقبل الانقسام. وإذا صح هذا، فعكس نقيضه صادق، وهو أن ما لا يقبل الانقسام فليس يحل في جسم. وهذا بيّن في أمر المعقولات الكلية، فهي ليست تقبل الانقسام أصلاً. إذ كانت ليست صوراً شخصية، فبين أنه يلزم عنه أن المعقولات ليس محلها جسماً من الأجسام، ولا القوة عليها قوة في جسم، فلزم أن يكون محلها قوة روحانية، تدرك ذاتها وغيرها. (تهافت التهافت، ص 826).
أما الغزالي فقد: أخذ النوع الواحد من نوعي الانقسام، ونفاه عن المعقولات الكلية، عاند بالقسم الثاني الموجود في قوة البصر، وقوة التخيل فاستعمل في ذلك قولاً سفسطائياً. حسب تشخيص أبن رشد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/297)
وفي الدليل الخامس الذي يشير فيه الغزالي إلى: " إنه يجوز أن تخرق العادة، فيبصر البصر ذاته، فقول في غاية السفسطة والشعوذة" حسب رأي أبن رشد. إذ لا يمكن أن تنخرق العادة فيبصر البصر ذاته. فقول الغزالي إنه لا يبعد أن يكون إدراك جسماني يدرك نفسه، ولكن إذا عرف الوجه الذي حركهم إلى هذا، علم امتناع هذا. ذلك أن الإدراك شيء يوجد بين فاعل ومنفعل، وهو المدرّك والمدرِك. ويستحيل أن يكون الحس فاعلاً ومنفعلاً في آن واحد. فإذا وجد فاعلاً ومنفعلاً فمن جهتين: أعني أن الفعل يوجد له حينئذ من جهة الصورة، والانفعال من قِبل الهيولي. فالمركَّب لا يعقل ذاته، لأن ذاته تكون غير الذي به يعقل، فهو يعقل بجزء من ذاته، فلو عقل المركَّب ذاته، لعاد المركَّب بسيطاً، وعاد الكل جزءً. (ص 841).
في الدليل التاسع يعترف أبن رشد قائلاً: أن "اعتراض أبي حامد على هذا الدليل صحيح". حيث أن هذا الدليل لم يستعمله أحد من القدماء في إثبات بقاء النفس، وإنما استعملوه ليبرهنوا على أن في الأشخاص جوهراً باقياً من الولادة إلى الموت، وأن الأشياء ليست في سيلان دائم، كما اعتقد الكثير من القدماء فنفوا المعرفة الضرورية.
المعاد الجسماني
يتفق أبن رشد مع الغزالي في الردّ على الذين ينكرون خلود النفس. إلا أنه ينفي عن الفلاسفة إنكارهم لمسألة حشر الأجساد. وإذا ما وجد لواحد منهم ها الأمر ففيه نظر يقوم على فكرة: أن أجسام الموتى تستحيل إلى تراب ونبات وأناس آخرين، فالمادة الواحدة بعينها توجد لأشخاص كثيرة في أوقات مختلفة. ومثل "هذه الأجسام ليس ممكن أن توجد كلها بالفعل لأن مادتها هي واحدة". فالأجسام التي تعود عي مثل الأجسام التي كانت في هذه الدار، لا بعينها، لأن المعدوم لا يعود بالشخص، وإنما يعود الموجود لمثل ما عدم لا لعين ما عدم. ذلك أن ما عدم عدم ثم وجد فإنه واحد بالنوع، لا واحد بالعدد بل اثنان بالعدد. وقضية عودة الأجسام بعينها ليست من أصل الشرع ليكّفر من لا يعتقد بها، والغزالي نفسه جوّز عودتها من مادّتها الأولى أو غيرها.
ويوضح أبن رشد على أن مسالة المعاد التي اتفقت على وجوده الشرائع الدينية وقامت علية البراهين الفلسفية يكون بغير ما نص عليه الغزالي. حيث اختلفت الشرائع في صيغة وجوده: فمنها من جعله روحانياً فقط، ومنها من جعله للأجساد والنفوس معاً. والشرائع كلها متفقة أنّ للنفوس بعد الموت أحوالاً من السعادة أو الشقاء، لكنها تختلف في تمثيل هذه الأحوال وتفهيم وجودها للناس. ويشبه أن يكون تمثيل المعاد لجمهور الناس بالأمور الجسمانية أفضل من تمثيله بالأمور الروحانية، لأن ذلك أتم إفهاماً للجمهور وأكثر تحريكاً للنفوس.
صفوة القول عند أبن رشد أنه يميل أكثر تجاه المعاد الجسماني عن المعاد الروحاني. لأنه يؤمن في وحدة النفس البشرية التي تخلد فيها النفوس الجزئية أو الفردية. ورغم إنه هنا لا يرضي الشرع الإسلامي، إلا انه يرضي فكره الفلسفي في النفس الإنسانية وغيرها من القضايا والمسائل الفكرية. وكان الأجدر به وهو القاضي الفقيه أن لا يُسَير الفلسفة على حساب الدين، كما سَير الإمام الغزالي الدين على حساب الفلسفة.
لماذا لم يدم رد أبن رشد
أن الجهد الفكري الهائل الذي أنفقه أبن رشد في المجالين الفلسفي والديني لكي يعيد اللحمة فيما بينهما وينهي حالة الجفاء والقطيعة التي أحدثها الغزالي، لم يكن بالأمر الصعب بالنسبة لرجل كان إمام عصره في العلم والفلسفة. وهكذا كان أبن رشد ناجحاً ومتمكناً في إعادة قيمة الفلسفة للعقل العربي. وأبطل شرعاً قضية تكفير الغزالي للفارابي وأبن سينا. وتمكن بكل جدارة أن يتوسط في فكره ويجمع بتوافقية مذهلة بين المادية والمثالية. ولكن عمله هذا لم يحقق تلك الاستمرارية الواجبة لها داخل المجتمع العربي. ولم تنتشر أفكاره بحرية مستمرة حتى في المغرب العربي، بدليل تعرضه لنكبة في أواخر حياته، حيث رموه بالمروق والخروج على الدين. وانتهى الأمر بنفيه من قرطبة واعتقاله في بلدة اليسانة، وتم إحراق كتبه التي تبحث في الفلسفة. وهذا الوضع له أسبابه ومن أهمها حسب تصورنا هي:
أولاً: أن الرد الذي جاء به أبن رشد يعتبر متأخراً جداً لاسيما في المشرق العربي. حيث التقهقر الحضاري صار واضحاً وبدأت شمس العلوم تغرب عن العرب. وهذه العملية طبيعية حيث تخضع إلى حركة التاريخ السائرة في جميع الشعوب والأمم. وبالتالي لم يؤثر فيهم رد أبن رشد ولا فلسفته ذلك التأثير الملحوظ.
أما قول الفيلسوف الإنكليزي برتراند راسل عن "الفلاسفة العرب" بشكل عام إنه: "كان ينظر إليهم العامة من الناس بتعصب وتزمت، وكانت سلامتهم (عندما يكونوا في أمان) وفق حماية نسبية من الأمراء المفكرين الحرين". (تاريخ الفلسفة الغربية، طبعة إنكليزية، ص 417). فهذا قول قاصر عن فهم حقيقة المرحلة التاريخية في الفكر الفلسفي الإسلامي.
ثانياً: لقد نال أبن رشد حظوة ومكانة مميزة في دولة الموحدين، فهو طبيب الخليفة الخاص، وتولى منصب القضاء بقرطبة، وينتقل دائماً مع بلاط الخليفة سواء بمراكش أو الأندلس. وهذا المقام يساعده أكثر في نشر أفكاره وأرائه. ومع ذلك فإن أبن رشد تاريخياً بقى القطب الثالث بعد القطبين أبن باجة وأبن طفيل. وهذا يعني أن رده وأفكاره لم تستثمر تماماً في المغرب العربي. والسبب لأن صراعه الفكري الحاد كان مع علماء وفقهاء المتكلمين من الاشاعرة الذين يمثلون مذهب الدولة الرسمي. فلا عجب أن اتهموه بالإلحاد والبُدع والخروج عن الملة. ولا غرابة أيضاً أن يحرقون مؤلفاته الفلسفية فقط؛ ويتركون كتبه في الطب والحساب وعلم النجوم.
ثالثاً: إن النقطة الأخيرة توضح لنا أكثر عن السبب الآخر في خنق الرد الرشدي على الاشعري الغزالي. إذ في الوقت الذي استمرت فيه في مؤلفاته الطبية والعلمية بالتداول والدراسة، كانت نتاجاته الفلسفية رماداً منثورا. لا تعصباً لدين بقدر ما كانت نقمة وحسد وغيض تجاه أبن رشد الذي ملك ناصية العلم والفلسفة بكفاءة قل نظيرها. وإلا ما معنى أن يتهموه بالإلحاد ويحافظون على كتبه الطبية والعلمية.(64/298)
مراتب الموالاة والمعاداة
ـ[المصلحي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 07:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لاشك ان الواجبات الشرعية على مراتب
وهذا المراتب متفاوتة في مقدار المصالح المترتبة عليها
لذلك توجد اولويات
فيقدم الاهم على المهم
وواجب المعاداة والبراء من المخالفين للشريعة على مراتب
بحسب رتب المخالفين
من الكفر او الفسق
فالكفر دركات
وكذا الفسق
وكذا البدع
فمراعاة هذا الجانب مهم جدا
فلا يجوز المساواة في المعاداة لصنفين بدرجة واحدة مع ان الشارع جعل احدهما اشد على الاسلام خطرا من الاخر
لافي الاعتقاد
ولافي العمل
الدليل: (غلبت الروم ... )
والروم والفرس كلاهما اعداء للاسلام
بل اجاز الشرع الفرح بنصر الاقل شرا على الاكثر شرا
والفقه في هذا المضمار كثير ..
الاخطاء في هذا الموضوع:
1 - نرى كثيرا من المشتغلين بالعلوم لاهم له الا الفرقة الفلانية وفلان المبتدع
بينما الكفار الاصليين لايحتلون مساحة من اهتماماته
وحتى لو تكلم عنهم فمن باب اسقاط الفرض!
2 - لانريد بذلك غض الطرف عن المبتدعة
بل على العكس:
نريد الاكثار من بيان حالهم والتحذير من بدعهم
لكن نريد مع ذلك الاكثار من توجيه انظار الامة الى مخاطر الكفرة الفجرة
وان تحتل مساحة من تفكيرنا
واهتماماتنا وكتاباتنا وعملنا
ومن يفعل ذلك فهو اقرب الى الشبه برسول الله
لمن تامل سيرته الحكيمة
3 - لابد ان ينعكس ذلك ايضا على سلوكنا اليومي
فلا نعامل المبتدع الضعيف بشدة وننزل عليه كل القواعد والضوابط والنصوص واكدنا على الاتباع والالتزام بمنهج السلف .... الخ
فاذا ما جاء كافر قوي عاملناه معاملة مختلفة وتركنا النصوص وهربنا الى فقه المصالح والمفاسد ودرء الشر والمداراة ومصلحة المسلمين ... الخ
فلا ادري هل هذا الفقه يشتغل مع الكفار الاصليين
ولايشتغل مع ابناء هذا الدين؟
4 - وكذلك الافتاء: فالمفتي اذا جاءه سؤال عن مبتدع ليست عنده سلطة فتراه يعلو صوته وتنتفخ اوداجه تحت شعار الغضب اذا انتهكت حرمات الله
بينما اذا تعلق السؤال بالكفار الاصليين تراه هادئا وديعا تحت شعار الحكمة وان ذلك علاقات دولية وان هذا من الامور العامة ,,,ووو ....
فاصبحت القوة والضعف علة للتفريق بين الاحكام وهي ليست بعلة في هذا الموضع
5 - الاستقراء الاغلبي للمقالات الموجودة في المنتديات تعطي مؤشرات وخطوطا عامة على ما يجول في اذهان المشتركين من افكار وما تتوزع عليه اهتماماتهم الفكرية والعملية
والنتائج مخيبة للامال
والكلام اعلاه يطبق ايضا على الموالاة والحب، عكسا بعكس.
اذن:
لابد من اعادة ترتيب اولوياتنا في الحب والبغض
من جهة الاهتمام الفكري والعلمي
ومن حهة الممارسة العملية اليومية.
والله اعلم(64/299)
أفضل كتب العقيدة للأشبال!
ـ[عبدالسلام النجدي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 04:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
حياكم الله جميعاً .. وبارك الله فيكم ,
أريد بارك الله فيكم أفضل كتب تعليم العقيدة الميسرة للأشبال .. وأتمنى أن تكون مطبوعه ومتوفره بالمكتبات ..
بارك الله فيكم ,
محبكم ,,
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[02 - 07 - 10, 02:21 م]ـ
العقيدة الميسرة
للشيخ: أحمد القاضي - حفظه الله -
كتاب يجمع بين التأصيل، والسهولة، والرجوع إلى الكتاب والسنة، وشامل لأغلب مواضيع العقيدة .... حتى الأسماء والصفات
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[02 - 07 - 10, 07:24 م]ـ
كتاب عقيدة اهل السنة والجماعة للشيخ ابن عثيمين فانه مطابقق للاوصاف التي ذكرت
ـ[عبدالسلام النجدي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 07:44 م]ـ
ابن المهلهل
أبو هند الجزائري
بارك الله فيكم ونفع الله بك ,
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[03 - 07 - 10, 06:11 ص]ـ
أفضل ما يبتدئ به الأطفال هو كتاب الأصول الثلاثة لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ثم كتاب التوحيد له حفظا وفهما.
ـ[كمال الجزائري السلفي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:30 م]ـ
مزيدا من التألق أخي الكريم
ـ[عبدالله بن مبارك العاصمي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 12:20 م]ـ
تعليم الصبيان التوحيد لشيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب
http://www.saaid.net/book/5/900.doc
ـ[أمة الغفار]ــــــــ[05 - 07 - 10, 06:17 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من أفضل ما رأيت من كتب العقيده الخاصة بالأطفال << كتاب عقيدة الطفل المسلم للشيخ الدكتور إبراهيم الشربينى >> وهو كتاب يصلح للطفل من سن ثلاث سنوات إلى خمس أو ست سنوات
بل مجموعة كتب الشيخ كلها رائعة وهى عبارة عن مجموعة كتب مصورة منها (عقيدة الطفل المسلم، والفقيه الصغير،وحروفنا الجميله،والأذكار للصغار ....... )، وهى تصلح للطفل من سن ثلاث سنوات،يمكن الحصول على هذه المجموعة من مكتبة الشيخ،تسمى مكتبة ابن كثير بمدينة الزقازيق التابعة لمحافظة الشرقيه
كذلك أيضاً هناك كتب سمعت أنها مفيده للشيخ مصطفى دياب وهى
1 - ((الأساس في تربية براعم الإسلام)) منهج علمي ميسر وضعه الشيخ للناشئة من سن 7 إلى 10 سنوات، يحتوي على التفسير والفقه والعقيدة والسيرة وغير ذلك بأسلوب ميسر جداً ووضع جدولاً زمنياً في بداية الكتاب لتدريسه، وصدر عن دار الفتح بالإسكندرية.
2 - ((البنيان في تربية الفتيان)) منهج علمي ميسر وضعه الشيخ كمرحلة ثانية بعد الأساس، قدم للكتاب عدد من أصحاب الفضيلة: الشيخ سعيد عبد العظيم، الشيخ ياسر برهامي، الشيخ سيد حسين العفاني، الشيخ عبد المنعم الشحات، وصدر عن دار الفتح بالإسكندرية.
3 - ((البداية لمن سلك طريق الهداية –جزءان)) منهج وضعه الشيخ كمرحلة ثالثة بعد الأساس والبنيان وهو في مجلدين، وهو من أشهر كتب الشيخ حفظه الله، قدم له: الشيخ سعيد عبد العظيم، الشيخ ياسر برهامي، الشيخ أحمد فريد، وصدر عن دار الإيمان بالإسكندرية
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[09 - 07 - 10, 08:38 ص]ـ
انصحك بكتب السلف
وخاصة كتاب الشريعة الاجري كتاب جيد وشامل لمسائل العقيدة
السؤال للاطفال وليس للعلماء
الشريعة هذا كتاب للمتخصص في العقيدة وطلاب العلم أما أن يبتدي به الاطفال!!
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[09 - 07 - 10, 08:45 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من أفضل ما رأيت من كتب العقيده الخاصة بالأطفال << كتاب عقيدة الطفل المسلم للشيخ الدكتور إبراهيم الشربينى >> وهو كتاب يصلح للطفل من سن ثلاث سنوات إلى خمس أو ست سنوات
بل مجموعة كتب الشيخ كلها رائعة وهى عبارة عن مجموعة كتب مصورة منها (عقيدة الطفل المسلم، والفقيه الصغير،وحروفنا الجميله،والأذكار للصغار ....... )، وهى تصلح للطفل من سن ثلاث سنوات،يمكن الحصول على هذه المجموعة من مكتبة الشيخ،تسمى مكتبة ابن كثير بمدينة الزقازيق التابعة لمحافظة الشرقيه
كذلك أيضاً هناك كتب سمعت أنها مفيده للشيخ مصطفى دياب وهى
1 - ((الأساس في تربية براعم الإسلام)) منهج علمي ميسر وضعه الشيخ للناشئة من سن 7 إلى 10 سنوات، يحتوي على التفسير والفقه والعقيدة والسيرة وغير ذلك بأسلوب ميسر جداً ووضع جدولاً زمنياً في بداية الكتاب لتدريسه، وصدر عن دار الفتح بالإسكندرية.
2 - ((البنيان في تربية الفتيان)) منهج علمي ميسر وضعه الشيخ كمرحلة ثانية بعد الأساس، قدم للكتاب عدد من أصحاب الفضيلة: الشيخ سعيد عبد العظيم، الشيخ ياسر برهامي، الشيخ سيد حسين العفاني، الشيخ عبد المنعم الشحات، وصدر عن دار الفتح بالإسكندرية.
3 - ((البداية لمن سلك طريق الهداية –جزءان)) منهج وضعه الشيخ كمرحلة ثالثة بعد الأساس والبنيان وهو في مجلدين، وهو من أشهر كتب الشيخ حفظه الله، قدم له: الشيخ سعيد عبد العظيم، الشيخ ياسر برهامي، الشيخ أحمد فريد، وصدر عن دار الإيمان بالإسكندرية
أحسنت أختنا الفاضلة ودمت موفقة مباركة
فهذه من أفضل السلاسل التي يجب الاهتمام بها وخاصة لمن يريد تربية أولاده تربية اسلامية سلفية صحيحة
المكتبة المشار إليها مكتبة مباركة وهي تحت منزل الشيخ الدكتور حفظه الله
سؤال "
الكتب الاخرى للشيخ مصطفى دياب هل تباع في مكتبة ابن كثير؟(64/300)
الو عيد على الظلم ... هل ناجز لا محالة؟
ـ[أبو أنس الخليلي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 12:43 م]ـ
السلام عليكم:
الإخوة الكرام: أود أن أسأل في ضوء عقيدة أهل السنة في إنجاز الوعد و إرجاء الوعيد .... هل الوعيد على الظلم ناجز لا محالة أم أنه تحت المشيئة؟؟
و بارك الله فيكم.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[03 - 07 - 10, 02:20 ص]ـ
وعليكم السلام ..
إن كنت تقصد الظلم الأكبر فالوعيد عليه ناجز لا محالة والظلم الأكبر هو الكفر أو الشرك المخرج من الملة كما قال تعالى (إن الشرك لظلم عظيم) ..
أما إذا كنت تقصد الظلم الأصغر فيما يحصل من تظالم بين العباد أو ظلم العبد لنفسه في تعديه حقوق ربه فيما دون الشرك فهذا داخل تحت المشيئة بلا شك وهو من معتقد أهل السنة والجماعة وهي نقطة فارقة بين أهل السنة والمعتزلة فالمعتزلة يقولون بصدق الوعد والوعيد فيجب عندهم على الله أن يعذب العاصي ويثيب المطيع .. دون التفرقة بين كون المعصية من الذنوب التي هي دون الشرك -حتى لو من الكبائر- والذنوب المكفرة المخرجة من الملة .. مع العلم بأنهم ينفون الشفاعة لأصحاب الكبائر وهذا مبني على قولهم بصدق الوعد والوعيد الذي هو من أصولهم الخمسة.
بينما أهل السنة فيقولون إن صاحب الكبيرة داخل تحت المشيئة إن شاء غفر له من أول وهلة وأدخله الجنة وإن شاء عذبه على قدر ذنوبه ثم أخرجه وأدخله الجنة بعد أن ينبت في نهر الحياة على ما قد بينه الرسول عليه الصلاة والسلام في أحاديث الشفاعة .. وفي نفس الوقت يقولون إذا كان الذنب كفرا أو شركا مخرجا من الملة فحينئذ لا يدخل تحت المشيئة بل هو معذب لا محالة والأدلة على ذلك كثيرة مثل قوله تعالى .. (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك.) في آيتين من كتاب الله .. ومثل قوله تعالى (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظاليمن من أنصار).
والمسألة تحتمل الإطالة وفيما ذكرت يتضح لك معتقد أهل السنة بلا ملالة.
والله أعلم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[03 - 07 - 10, 02:39 ص]ـ
والوعيد نافذ من حيث الإطلاق في عموم الأمة، فلابد أن يقع العذاب على بعض المؤمنين بذنوبهم
قال شيخ الإسلام (ثم إنكم قلتم: إنا لا نعلم هل يدخل أحد منهم النار أو لا يدخلها أحد منهم فوقفتم وشككتم في نفوذ الوعيد في أهل القبلة جملة ومعلوم أن هذا من أعظم البدع عند السلف والأئمة فإنهم لا يتنازعون أنه لا بد أن يدخلها من يدخلها من أهل الكبائر فأولئك قالوا: لا بد أن يدخلها كل فاسق وأنتم قلتم: لا نعلم هل يدخلها فاسق أم لا فتقابلتم في هذه البدعة وقولكم أعظم بدعة من قولهم وأعظم مخالفة للسلف والأئمة
وعلى قولكم: لا نعلم شفاعة النبي صلى الله عليه و سلم في أهل النار لأنه لا يعلم هل يدخلها أم لا وقولكم إلى إفساد الشريعة أقرب من قول المعتزلة)
وقال (ولهذا استدل أهل السنة بهذه الآية على جواز المغفرة لأهل الكبائر في الجملة، خلافًا لمن أوجب نفوذ الوعيد بهم من الخوارج والمعتزلة، وإن كان المخالفون لهم قد أسرف فريق منهم من المرجئة، حتى توقفوا في لحوق الوعيد بأحد من أهل القبلة، كما يذكر عن غلاتهم أنهم نفوه مطلقًا، ودين الله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه، ونصوص الكتاب والسنة مع اتفاق سلف الأمة وأئمتها متطابقة على أن من أهل الكبائر من يعذب، وأنه لا يبقي في النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان.)
وقال السفاريني (ذكر بعض المحققين انعقاد الإجماع على أنه لا بد سمعا من نفوذ الوعيد في طائفة من العصاة، أو طائفة من كل صنف منهم؛ كالزناة وشربة الخمر) في لوامع الأنوار البهية.
أما الخوارج والمعتزلة فرأوا نفوذ الوعيد في كل من فعل الكبيرة، أما أهل السنة فخصوا ذلك بخصوص مشيئته جل وعلا ثم بموانع إنفاذ الوعيد وهي معروفة عددها شيخ الإسلام في (الإيمان) عشرة.
والله أعلم.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:11 ص]ـ
أما الخوارج والمعتزلة فرأوا نفوذ الوعيد في كل من فعل الكبيرة، أما أهل السنة فخصوا ذلك بخصوص مشيئته جل وعلا ثم بموانع إنفاذ الوعيد وهي معروفة عددها شيخ الإسلام في (الإيمان) عشرة.
والله أعلم.
اختصاص أهل السنة بهذه الأسباب العشرة كلها التي ذكرها الشيخ في الإيمان الأوسط خطأ .. لأن السبب الأول منها هو التوبة ومعلوم أن التوبة تمنع إنفاذ الوعيد عند كل طوائف المسلمين لذلك لما ذكره الشيخ رحمه الله قال وهذا متفق عليه بين المسلمين .. وقال في آخر كلامه بعد عده لهذه الأسباب: فإذا ثبت أن الذم والعقاب قد يدفع عن أهل الذنوب بهذه الأسباب العشرة كان دعواهم أن عقوبات أهل الكبائر لا تندفع إلا بالتوبة مخالف لذلك.
إذن فالمسألة مفترضة فيمن تلبس بكبيرة ومات عليها من غير توبة حتى يستقيم الكلام.
ملحوظة: السبب العاشر هو رحمة الله وعفوه ومغفرته بلا سبب من العباد_وهذا هو المقصود بقولنا إن شاء غفر له من أول وهلة_.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/301)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:24 ص]ـ
لا خطأ ولا حاجة، ابتسامة
الكلام فيمن مات ولم يتب، والنوبة مانعة من إنفاذ الوعيد بالإجماع.
فالكلام كان عموميا، وإلا فإن الخوارج لا يخصون ذلك بموانع إنفاذ الوعيد التي عددها الشيخ عشرة، فكونهم يخصصون بالتوبة فهو بواحد لا بالموانع التي عددها الشيخ عشرة.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:36 ص]ـ
لا خطأ ولا حاجة، ابتسامة
الكلام فيمن مات ولم يتب، والنوبة مانعة من إنفاذ الوعيد بالإجماع.
فالكلام كان عموميا، وإلا فإن الخوارج لا يخصون ذلك بموانع إنفاذ الوعيد التي عددها الشيخ عشرة، فكونهم يخصصون بالتوبة فهو بواحد لا بالموانع التي عددها الشيخ عشرة.
وهذا الواحد من ضمن العشرة فإذا سلمت بأن أحد هذه العشرة يقر به الجميع فحينئذ يمتنع القول بأن العشرة المذكورة كلها في كلام شيخ الإسلام قد اختص بها اهل السنة.
ودعوى الاختصاص تنفي اشتراك غير أهل السنة في القول بهذه العشرة أو آحادها وهذا محل الخطأ في الكلام الأول.
والله أعلم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:57 ص]ـ
وهذا الواحد من ضمن العشرة فإذا سلمت بأن أحد هذه العشرة يقر به الجميع فحينئذ يمتنع القول بأن العشرة المذكورة كلها في كلام شيخ الإسلام قد اختص بها اهل السنة.
ودعوى الاختصاص تنفي اشتراك غير أهل السنة في القول بهذه العشرة أو آحادها وهذا محل الخطأ في الكلام الأول.
والله أعلم
إذا كان المبتغى مجرد تغليط عبارتي فالأمر سهل!
أما إن كان الغرض إحقاق الحق فالتعقب ليس سليما، فإنه من المعلوم عقلا أن اختصاص الفرد بجملة يشترك غيره معه في واحد من آحادها لا يخرم انفراده بجملتها، وهذا بين جدا لا يحتاج شرحا.
وكلامي فوق واضح صريح أن اختصاص أهل سنة بتخصيص مطلق عموم الإنفاذ بمشيته تبارك وتعالى ثم بالموانع، فحصول الاشتراك ولو في تسعة منها لا ينفي اختصاص أهل السنة بإثبات المنع بها كلها!
ويتضح ذلك بعكس الدعوى، بأن يقال: هل يخص المعتزلة والخوارج نفوذ الوعيد بموانع عشرة؟
فإن قيل نعم فلا كلام
وأن قيل لا فهو المطلوب وثبت اختصاص أهل السنة بالموانع العشرة
وإن قيل يخصون ببعض دون بعض، فالإجابة عن غير السؤال!
وعلى ذلك فتعقب قولي أن أهل السنة يختصون بتخصيص عموم إنفاذ الوعد بالمشيئة ثم الموانع العشرة بأنه خطأ = خطأ.
مثال تقريبي: إن قال قائل يختص أهل السنة والجماعة بإثبات جميع الصفات، لم يكن لمعترض أن يقول لا يختصون لأن الأشاعرة يثبتون بعضها، والمعتزلة يثبتون بعضها، لأن القائل تكلم بحكم عمومي، فمحل التخصيص هو (جميع)، كما أن محل التخصيص فوق هو (عشرة).
والله أعلم.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[03 - 07 - 10, 04:21 ص]ـ
وانظر إلى كلام شيخ الإسلام في تعداده الفرق في مسألة الوعيد فقال بعد أن ذكر الخوارج والمعتزلة و المرجئة:
(وغلاتهم تزعم أنه لا يدخل في النار أحد، ويحرفون الكلم عن مواضعه، وكل هؤلاء ضالون.
فالطائفة الأولى: نظروا إلى نصوص الوعيد.
والثانية: نظروا إلى نصوص الوعد.
وأما أهل السنة: فآمنوا بكل ما جاء من عند الله ولم يضربوا بعض ذلك ببعض ونظروا في الكتاب والسنة فوجدوا أن أهل الكبائر من الموحدين الذين توعدهم الله بالعقاب بين أن عقابهم يزول عنهم بأسباب:
أحدها: التوبة، فإن الله يغفر بالتوبة النصوح الذنوب جميعا.
السبب الثاني: الحسنات الماحية، كما قال: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ} الآية [8/ 7].
السبب الثالث: مصائب الدنيا والبرزخ.
إلخ)
فهل يرد على الشيخ أن يقال قوله (أما أهل السنة ... ) متعقب بأن كل من كذرهم يوافقون أهل السنة في التوبة، فليست خصيصة لأهل السنة، فلا يصح الممايزة بين مذهب أهل السنة ومذاهبهم بقوله (فأما أهل السنة)!!!
فمجرد المقابلة بين مذهبين بينهما عموم وخصوص، لا يرد عليهم أن يقال كيف تخص العام بمذهب دون الخاص والحال أن الخاص يقول ببعض العام؟!!
وهكذا كان كلامي فوق لما ذكرت مذهب الخوارج وغيرهم ثم قلت (أما الخوارج والمعتزلة فرأوا نفوذ الوعيد في كل من فعل الكبيرة، أما أهل السنة فخصوا ذلك بخصوص مشيئته جل وعلا ثم بموانع إنفاذ الوعيد وهي معروفة عددها شيخ الإسلام في (الإيمان) عشرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/302)
) فكيف يرد عليه أن الخوارج يقولون بالتوبة فلا تصح دعوى اختصاص أهل السنة بالمنع بتلك الموانع؟!
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[03 - 07 - 10, 04:40 ص]ـ
قارن ما انتهيت به في كلامك آخرا في المثال مع كلامك الذي تعقبته عليك .. فقد قلت آخرا:
مثال تقريبي: إن قال قائل يختص أهل السنة والجماعة بإثبات جميع الصفات، لم يكن لمعترض أن يقول لا يختصون لأن الأشاعرة يثبتون بعضها، والمعتزلة يثبتون بعضها، لأن القائل تكلم بحكم عمومي، فمحل التخصيص هو (جميع)، كما أن محل التخصيص فوق هو (عشرة).
بعد أن قلت أولا: أما الخوارج والمعتزلة فرأوا نفوذ الوعيد في كل من فعل الكبيرة، أما أهل السنة فخصوا ذلك بخصوص مشيئته جل وعلا ثم بموانع إنفاذ الوعيد وهي معروفة عددها شيخ الإسلام في (الإيمان) عشرة.
قارن بين العبارتين وميز بين الجملتين وتجد محل الاستدراك والخطأ في كلامك ..
فقولك أولا أما أهل السنة بعد ذكرك لقول الخوارج والمعتزلة يدل على أن أهل السنة قد اختصوا بشيء لا يشاركه فيه الخوارج ولا المعتزلة لا في كله ولا في جزئه وهذا محل الخطأ والإيهام في كلامك وهو واضح بين لا يحتاج إلى (لتّ وعجن) .. وأما المثال الثاني فهو مخالف للكلام الأول ولا يشبهه لا من قريب ولا من بعيد ..
فالمثال الذي ذكرته آخرا هو كلام مطلق عام لم يقترن به التفصيل لمذهب دون مذهب فغاية ما فيه إثبات أن أهل السنة يثبتون كل الصفات وليس في منطوق الكلام ولا مفهومه ولا سياقه ما يدل على إثبات أو نفي جميع الصفات عند باقي الفرق. بخلاف الكلام الأول الذي أوردته بعد ذكرك لمذهب المعتزلة في إثباتهم لنفوذ الوعيد دون قيد فلا يفهم منه إلا ما قد ذكرته لك.
مثال توضيحي: قال تعالى: (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون, وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون). على طريقة اللف والنشر المعروفة:
فهل يجوز أن نقول: إن الذين ابيضت وجوههم في رحمة الله المطلقة ولا يمنع ذلك أن ينال الذين اسودت وجوههم جزء من هذه الرحمة؟
والجواب واضح في عدم جواز ذلك
وعلى هذا فإن حديثك عن المعتزلة وأهل السنة وذكرك لمذهب أهل السنة بعد ذكر معتقد المعتزلة يدل على أن المعتزلة لا يشاركون أهل السنة في قولهم لا في جزئه ولا في كله لأنه في معرض التفصيل لقول الطائفتين أعني الوعيدية وأهل السنة في مسألة خلافية بينهم فيجب ذكر ما اتفقوا عليه وما افترقوا فيه. بخلاف ما لو قلت إن أهل السنة يختصون بإثبات أسباب عشرة لمنع نفوذ الوعيد دون التعرض لقول المعتزلة أو تقول إن أهل السنة يختصون بإثثبات كل الصفات دون التعرض لغيرهم فسيكون الكلام صحيحا لا اعتراض عليه ,أما وقد فصلت فالاعتراض يبقى قائما على الكلام الأول مع تسليمك آخرا بأن التوبة سبب مانع لنفوذ الوعيد عند الجميع.
وأما قولك: إذا كان المبتغى مجرد تغليط عبارتي فالأمر سهل!
فلا أدري ما محلها من الإعراب فسأعرض عنها.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[03 - 07 - 10, 05:25 ص]ـ
طبعا لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية ـ ابتسامة
أحبك في الله.
وشكرا على التنبيه على أنه في الإيمان الأوسط فقد عزوت من الذاكرة و وهمت.
أما بقية كلامك فهي وجهة نظرك وأنا خالفتك فيها، والأمر سهل.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[03 - 07 - 10, 05:58 ص]ـ
أحبك الله الذي أحببتني فيه ..
وأسأل الله أن يصلح نياتنا وألا يجعل للشيطان من نياتنا نصيب ..
اللهم ءامين(64/303)
عنيف القول ولطيفه تجاه السلف للشيخ د/عبدالعزيز آل عبداللطيف حفظه الله
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:40 م]ـ
http://www.alabdulltif.net/index.php?option=*******&task=view&id=19665
عنيف القول ولطيفه تجاه السلف
لا يُنْتَظر من الغرب إلا مزيداً من العداء الجلي، أو المكر الخفي لدين الإسلام وأهله، لا سيما مذهب أهل السُّنة والجماعة؛ فقد جاهر ساركوزي فرنسا بأن الحجاب ناشئ عن السلفية، وأما أهل البدع المغلَّظة: كالرافضة وغلاة الصوفية؛ فلا يزالون في كيدٍ دائمٍ، وعداء متلاحق لمذهب السلف الصالح.
لكن البلية أن ينساق بعض متسنِّنة هذا العصر إلى نقد السلفية، وتقويم أهل السُّنة عبر قنوات مأبونة، ومحافل مشبوهة، وربما تدثَّروا بالموضوعية وروح النقد والصدع بالحق. وأما أهل الأهواء والزندقة فهم في عافية من نقد أولئك «الشجعان»، بل صار الطعن في السلفية حِمَىً مستباحاً، واهتماماً راتباً، وقضية مكرورة مألوفة.
ومع ذلك فإن التطاول على مذهب أهل السُّنة هو علامة الإرث الصحيح، والاتباع التام لسيِّد الأنام صلى الله عليه وسلم؛ فإن قريشاً كانت تسمي نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم تارة مجنوناً، وتارةً شاعراً، وتارةً كاهناً، والروافض يلقِّبون أهل السُّنة بالنواصب، وأهلُ الكلام يسمونهم حشوية ونوابت، وأهل التعطيل ينبزونهم بالمشبهة والمجسمة ... إلخ (1). وهذا الطعن والهجوم على مذهب السلف قد يكون في غاية النزق والبغي؛ فيكون حافلاً بالكذب الرخيص، والإفك المبين.
ولئن كان هذا البغي والفجور في الخصومة مُوجِعَاً لأوَّل وهلة؛ إلا أنه سرعان ما يعتريه الزوال والانحسار؛ فهو أشبه بقعقعة الصبيان، وهذيان نزلاء المارستان. إضافة إلى أن العداء الصارخ، والحرب المكشوفة قد تبعث يقظة وتحفُّزاً، وتهيُّؤاً للمنازلة والمجالدة؛ فسبحان من قدَّر المقادير وأحكمها؛ فجعل في المحن مِنَحَاً وألطافاً! فتبارك الله أحسن الخالقين.
وقد يسلك الخصوم مسلكاً هادئاً في مكايدة مذهب السلف، فيحرصون على التلطف والمراوغة من أجل تطويع مذهب السلف للتبديل والتحريف، والعصرنة والتنوير؛ فهو مسلك خفيٌّ يكمن مَكْرُه الخفي بإثارة الأغلوطات، وتكلُّف التأويلات، واتباع المتشابهات ابتغاء الفتنة، وقد يتظاهرون بمدح السلفية والاحتفاء بها، فَتَعْظُم الرزية بهؤلاء أشد ممن قبلهم.
وقد يستغرب القارئ الكريم إذا علم أن هذا الكيد الخفي هو سبيل قديم لأهل البدع الذين مردوا على النفاق؛ كما كشفه الإمام عثمان بن سعيد الدارمي (ت 280هـ) - رحمه الله - قائلاً: «بلغنا أن بعض أصحاب بشر المريسي قال: كيف تصنعون بهذه الأسانيد التي يحتجون بها علينا في ردِّ مذهبنا مما لا يمكن التكذيب بها؟ قال: لا تردُّوه فتفضحوا، ولكن غالطوهم بالتأويل، فتكونوا قد رددتم بلطف؛ إذ لم يمكنكم ردٌّ بعنف» (2).
وأظهر مثال على ذاك الهجوم بشقَّيه (العنيف واللطيف) هو الهجوم على شيخ الإسلام ابن تيمية وتراثه النفيس؛ فقد شَرِق الخصوم قديماً وحديثاً بهذا الإمام الرباني ومؤلفاته، وتكالبوا عليه، وأجلبوا بخيلهم ورَجِلِهِم، فما زاده ذلك إلا رِفعة وقَبولاً، وأضحت مؤلفاته ملء السمع والبصر، وفي شتى الأصقاع والبلدان.
«فأقرأ تصانيفَ الإمامِ حقيقةً ... شيخِ الوجودِ العالمِ الربانِي
أعني أبا العباس أحمدَ ذلك الـ ... ـبحرُ المحيطُ بسائرِ الخُلْجَانِ
هي في الورى مبثوثةٌ معلومةٌ ... تُبْتَاعُ بالغالي من الأثمانِ» (3)
فمن الكذبات الصلعاء أن ابن تيمية رجع إلى عقيدة الأشاعرة، وآخر يزعم أن ابن تيمية ليس سلفياً. ومن ركام ذاك الإفك الرخيص ما سوَّده أحد المعتوهين المنتكسين من أن ابن تيمية «المتشدد» يعاني أزمة روحية، ثم يغالط ذاك المأفون هذيانه السابق فيزعم أن ابن تيمية يقرر أن جميع البشر إلى الجنة (4). وكذا ما ادَّعاه أحد المتعثرين المتقهقرين من أن ابن تيمية ليس له أي دراسة لكتب المنطق والفلسفة (5).
والحال المذكور آنفاً وإن كان يحكي سفهاً وحمقاً، وجهلاً كثيفاً، إلا أنه يكشف نوعاً من عوارض «الإسقاط»، أو كما في المثل السائر: «رمتني بدائها وانسلَّتِ».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/304)
ومن المغالطات الخفية ما تفوَّه به أحد المشايخ «العصريين» قائلاً: «شيخ الإسلام متسامح جداً؛ يقول بتهنئة أهل الكتاب وتعزيتهم، وعيادتهم إذا كانوا مرضىً، وهذا اختيار شيخ الإسلام، كما قال البعلي» (6).
وادَّعى أيضاً أن الجهاد عند ابن تيمية لأجل العدوان وليس لأجل الكفر (7).
إن العبارة الأُولَى لا تنفك عن إيهام ومغالطة، وبالرجوع إلى الاختيارات الفقهية للبعلي، نجد أن المقام بشأن أهل الذمة خصوصاً، الذين تجري عليهم الشروط العُمَرِية وما تحويه من الذل والصغار و «الغيار» على أهل الذمة، وليس جميع أهل الكتاب مطلقاً؛ فالكافر قد يكون ذمياً، أو معاهَداً، أو مستَأمَناً، أو محاربِاً، كما أن عيادتهم وتعزيتهم جائزة إن كان يُرجى إسلامهم، ثم إن البعلي حكى اختلاف كلام ابن تيمية في ردِّ تحية الذمي، وهاك العبارة بتمامها «واختلف كلام أبي العباس (ابن تيمية) في ردِّ تحية الذمي، هل تُردُّ بمثلها أو: وعليكم فقط؟ ويجوز أن يقول: أهلاً وسهلاً. ويجوز عيادة أهل الذمة، وتهنئتهم وتعزيتهم، ودخولهم المسجد للمصلحة الراجحة؛ كرجاء الإسلام. قال العلماء: يعادُ الذمي، ويُعرَض عليه الإسلام» (8).
والشيخ المذكور يقول: (مشكلة الناس أنهم يقرؤون «اقتضاء الصراط المستقيم» ولا يقرؤون «الاختيارات الفقهية»).
ولا موجب لهذا الامتعاض، وافتعال هذه الإشكال؛ فالجميع كلام ابن تيمية، والمتعيَّن أن يُنظَر في جميع تقريراته، بل إن تقريراته في «الاقتضاء» أوثق وآكد من تقريرات واختيارات يكتنفها فَهْمُ من جَمَعَها وصنَّفها، كالبعلي.
وبالجملة فإن بتر النصوص، وإهمال بعضها ليس «ترشيداً» - كما يقصد الشيخ المذكور - بل هو «تشريد»، وبعثرة للنصوص، وتفريق لها.
ومجاراةً للشيخ ومريديه في الاحتفاء بالبعلي؛ فإن البعلي اختصر الفتاوى المصرية لابن تيمية، واختصر اقتضاء الصراط المستقيم، وأسوق بعض ما جاء في مختصر الفتاوى المصرية: «وليس لأهل الذمة إظهار شيء من شعار دينهم في ديار المسلمين، وليس للمسلمين أن يُعِينُوهم على أعيادهم، لا ببيع ما يستعينون به على عيدهم، ولا بإجارة دوابهم ليركبوها في عيدهم؛ لأن أعيادهم مما حرَّمه الرسول صلى الله عليه وسلم. وأما إذا فعل المسلمون معهم أعيادهم مثل صبغ البيض، وبخور، وتوسيع النفقات، فهذا أظهر من أن يحتاج إلى سؤال، بل قد نصَّ طائفة من العلماء من أصحاب أبي حنيفة ومالك على كفر من يفعل ذلك، ولو تشبَّه المسلم باليهود أو النصارى في شيء من الأمور المختصة بهم، لَنُهِي عن ذلك باتفاق العلماء، بل ليس لأحد من المسلمين أن يخصَّ مواسمهم بشيء مما يخصونها به؛ ومن فعل ذلك على وجه العبادة والتقرُّب به، فإنه يُعرَّف دين الإسلام، وأن هذا ليس منه، بل هو ضده، ويستتاب منه، فإن تاب وإلا قُتِل. وليس لأحد أن يجيب دعوة مسلم يعمل في أعيادهم مثل هذه الأطعمة، ولا يحل له أن يأكل من ذلك» (9).
وأمر آخر فيما يخص التهنئة - التي هي محل خلاف - فيما ليس متعلقاً بأعيادهم وشعائرهم المختصة بهم؛ فتهنئة الكفار بأعيادهم حرام بالاتفاق، بل قد لا يسلم صاحبها من الكفر كما قرره ابن القيم تلميذ ابن تيمية (10)، بل قال العلاَّمة ابن عثيمين: «التهنئة بالأعياد؛ فهذا حرام بلا شك، وربما لا يَسْلَم الإنسان من الكفر؛ لأن تهنئتهم بأعياد الكفر رضاً بها، والرضا بالكفر كفرٌ، ومن ذلك تهنئتهم بما يسمى عيد «الكريسمس» أو عيد «الفصح» أو ما أشبه ذلك» (11).
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية: «لا يجوز للمسلم تهنئة النصارى بأعيادهم؛ لأن في ذلك تعاوناً على الإثم، وقد نهينا عنه، قال - تعالى -: {وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ والْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]، كما أن فيه تودداً إليهم، وطلباً لمحبتهم .. وهذا لا يجوز، بل الواجب إظهار عداوتهم» (12).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/305)
ودعوى أن الجهاد عند ابن تيمية لأجل المحاربة والعداون، وليس لمجرد الكفر، فهذه دعوى مردودة مكذوبة، والرسالة المنحولة لابن تيمية في ذلك لا تصح ولا تثبت، كما حرره جملة من العلماء والمحققين كابن قاسم (13)، وابن مانع في رسالة خطية بعثها إلى الشيخ ابن سحمان سنة 1340هـ (14)، بل صنَّف الشيخ سليمان بن حمدان سنة 1382هـ كتاباً مستقلاً يزيد على مائة صفحة في الردِّ على هذه الرسالة المزعومة، وسمى كتابه بـ: «دلالة النصوص والإجماع على فرض القتال للكفر والدفاع»، كما أن الذين سردوا مؤلفات ابن تيمية: كابن رشيق وابن عبد الهادي ونحوهما، لم يذكروا تلك الرسالة، بل إن هذه الدعوى منقوضة بتقريرات ابن تيمية في كتبه المعتمدة، ورسائله الشهيرة، كما في «الجواب الصحيح لمن بدَّل دين المسيح» (15)، و «الصارم المسلول» (16)، والصفدية (17)، ومجوع الفتاوى ونحوها (18).
قال ابن تيمية - رحمه الله -: «كل من بلغته دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دين الله الذي بعثه فلم يستجب له، فإنه يجب قتاله حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ... » (19).
وأخيراً: فإن على القارئ أن يستصحب أن تراث ابن تيمية يحوي مجاميع متنوعة، ومجلدات كثيرة، بل هو أشبه بالموسوعات المتعددة؛ فلا غرو أن يقع اشتباه وإشكال في مواطن من هذه المؤلفات، أو تَرِدَ عبارات محتملة أو موهمة؛ ومسلك العلم والعدل يقتضي أن يؤخذ بكلام المؤلِّف كله، ويردَّ ما كان مشتبهاً ومجملاً إلى ما كان واضحاً مفصَّلاً؛ فلا يُحتَجُّ بالأغرب منها علي الأغلب، ولا يُشغَب بالمغمور على كلامه المشهور (20).
كما يتعيَّن على أهل السُّنة أن يحققوا الرسوخ في العلم الشرعي، وإحكام منهج السلف، وتحرير مسائل الاعتقاد، والتهيؤ التام لمدافعة الشغب على مذهب السلف، وإبراز القواعد الكلية والأجوبة المتينة تجاه شبهات وأغاليط المخالفين؛ فإن هذا الحِجاج والجدال من أعظم القربات وآكد الحاجات. «قال تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ} [الأنعام:83]. قال زيد بن أسلم وغيره: بالعلم؛ فالعلم بحُسْنِ المحاجَّة مما يرفع الله - تعالى - به الدرجات» (21).
«فقصة إبراهيم في العلم بالحجة، والمناظرة لدفع ضرر الخصم عن الدين، والمقصِّرون عن علم الحُجَجِ والدلالات مقهورون مع هذا الصنف، تارة بالاحتياج إليهم إذا هجم عدو يفسد الدين بالجدل، وتارة بالاحتياج إليهم لتخليص بعضهم من شرِّ بعضٍ في الدين، وتارة يعيشون في ظلِّهم في مكان ليس فيه مبتدع يستطيل عليهم، وما ذاك إلا لوجود علماء الحجج الدافعة لأهل البدع» (22).
___________________
(1) انظر: الحموية لابن تيمية، ص532، وبيان تلبيس الجهمية لابن تيمية: 1/ 386، 3/ 643.
(2) الرد على بشر، ص 556.
(3) قالها ابن القيم في «النونية»، ص 163.
(4) ينظَر: منصور النقيدان، موقع إيلاف: 22/ 7/2007م.
(5) ينظَر الدراسة الرائعة التي سطرها عبد الله الهدلق بعنوان: «الهادي والهاذي» في الرد على شغب «السرحان».
(6) انظر: مقابلة مع الشيخ عبد الله بن بية في مجلة الإسلام اليوم، عدد 67.
(7) انظر: مقابلة مع الشيخ عبد الله بن بية في مجلة الإسلام اليوم، عدد 67.
(8) الاختيارات الفقهية، ص 319.
(9) مختصر الفتاوى المصرية، ص517، 518 = باختصار، وانظر اقتضاء الصراط المستقيم: 2/ 515، وجامع المسائل: 3/ 374، والمستدرك على الفتاوى: 3/ 255، ومجموع الفتاوى: 25/ 325 - 331.
(10) انظر: أحكام أهل الذمة لابن القيم: 1/ 205، 206.
(11) الشرح الممتع: 8/ 75، وانظر: فتاوى العقيدة لابن عثيمين، ص 246، وكتاب الأعياد المحدثة وموقف الإسلام منها لعبد الله المهنا.
(12) 3/ 435.
(13) انظر: مجموع الفتاوى: 8/ 5.
(14) هذه الرسالة الخطية محفوظة في دارة الملك عبد العزيز بالرياض، رقم (263).
(15) 1/ 75، (ط المدني).
(16) 2/ 514.
(17) 2/ 321.
(18) انظر: 4/ 205، 28/ 349، 358.
(19) مجموع الفتاوى: 28/ 349.
(20) انظر المدخل إلى آثار ابن تيمية، ص 76 - 78.
(21) بيان تلبيس الجهمية: 1/ 493.
(22) مجموع الفتاوى: 14/ 493، 494 باختصار.
ـ[البدر العتيبي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:44 م]ـ
غفرالله للشيخ ولك ياأبا عمر, رأيت درس للشيخ في كتاب التوحيد هل الشيخ أنهى الكتاب
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[03 - 07 - 10, 07:27 م]ـ
رفع الله قدر شيخنا الجليل و ثبتنا الله و إياه و زادنا و إياه حرصا و جلدا في الذب عن العقيدة
أخي بادي:
الشيخ أنهى شرح كتاب التوحيد و تجده في البث الإسلامي و ربما موقعه.
و له تعليق على فتح المجيد شرح كتاب التوحيد.
بارك الله فيك و في الحبيب أبي عمر
ـ[البدر العتيبي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 05:11 م]ـ
جزاك الله خير أخي أبوالفيصل
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[30 - 07 - 10, 02:06 ص]ـ
بارك الله فيكما وغفر الله لكما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/306)
ـ[عدي بن وليد]ــــــــ[08 - 08 - 10, 04:30 ص]ـ
وأخيراً: فإن على القارئ أن يستصحب أن تراث ابن تيمية يحوي مجاميع متنوعة، ومجلدات كثيرة، بل هو أشبه بالموسوعات المتعددة؛ فلا غرو أن يقع اشتباه وإشكال في مواطن من هذه المؤلفات، أو تَرِدَ عبارات محتملة أو موهمة؛ ومسلك العلم والعدل يقتضي أن يؤخذ بكلام المؤلِّف كله، ويردَّ ما كان مشتبهاً ومجملاً إلى ما كان واضحاً مفصَّلاً؛ فلا يُحتَجُّ بالأغرب منها علي الأغلب، ولا يُشغَب بالمغمور على كلامه المشهور (20).
.
جزاكم الله خيرا على هذا النقل الطيب
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[08 - 08 - 10, 09:52 ص]ـ
أُُرى الشيخ من المحققين في علم العقيدة فلله دره ..
وجزاه الله عنا خيرا .. وجزاك الله خيرا ياأبا عمر على النقل الطيب ..(64/307)
ما هو الإخلاص؟
ـ[أبو جهاد الأنصاري]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:45 م]ـ
http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/bsmala.gif (http://www.ansarsunna.com/)
http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/salam.gif (http://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
· قال المحاسبى: الإخلاص هو إخراج الخلق عن معاملة الرب وهذا إشارة إلى مجرد نفى الرياء وكذلك قول الخواص من شرب من كأس الرياسة فقد خرج عن إخلاص العبودية. [إحياء علوم الدين]
· الإخلاص هو انجذاب القلب إلى الله تعالى بأن يتوب من الذنوب توبة نصوحا، فإذا مات على تلك الحال نال ذلك. [ابن تيمية].
· الإخلاص هو المشاهدة، وحياة القلب في شيئين، الإيمان في الأصل والإخلاص في الفرع، وإن الإخلاص خطر عظيم، وصاحبه منه على حذر حتى يصل إخلاصه بالموت، لأن الأعمال بالخواتيم، {واعبد رَبَّكَ حتى يَأْتِيَكَ اليقين} [الحجر: 99]. [تفسير التسترى]
· الإخلاصَ هو الصراط المستقيم، فمن سَلكَه نجا. [تفسير القطان]
· الإخلاص هو أن يأتي بالفعل خالصاً لداعية واحدة، ولا يكون لغيرها من الدواعي تأثير في الدعاء إلى ذلك الفعل. [تفسير الرازى]
· الإخلاص هو الموافق للعقل، وما فعل المشركون هو العجاب المخالف للعقل. [تفسير ابن عبد الوهاب].
· الإخلاص - هو روح الإيمان وساقه الذي يقوم عليه. [السعدى]
· وقال يحيى بن معاذ: الإخلاص تميّز العمل من العيوب كتميّز اللبن من بين الفرث والدم. [التحرير والتنوير للثعالبى]
· أبو الحسن البوشجي: هو ما لا يكتبه الملكان ولا يفسده الشيطان ولا يطّلع عليه الإنسان. [التحرير والتنوير للثعالبى]
· رؤيم: هو ارتفاع رؤيتك من الظّل. [التحرير والتنوير للثعالبى]
· وقيل: ما يرى به الحق ويقصد به الصدق. [التحرير والتنوير للثعالبى]
· وقيل: ما لا يشوبه الآفات ولا تتبعه رخص التأويلات. [التحرير والتنوير للثعالبى]
· وقيل: ما استتر من الخلائق واستصفى من العلائق. [التحرير والتنوير للثعالبى]
· حذيفة (الاخلاص): هو أن تستوي أفعال العبد في الظاهر والباطن. [التحرير والتنوير للثعالبى]
· أبو يعقوب المكفوف: أن يكتم حسناته كما يكتم سيئاته. [التحرير والتنوير للثعالبى]
· سهل بن عبد الله: ألاّ يُرائي. [التحرير والتنوير للثعالبى]
· عن أحمد بن أبي الجماري قال: سمعت أبا سليمان يقول: للمُرائي ثلاث علامات يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان في النّاس، ويزيد في العمل إذا أُثني عليه. [التحرير والتنوير للثعالبى]
· الإخلاص هو إفراد المعبود عن غيره. [تفسير ابن القيم]
· الإخلاصُ هو تصفيةُ الأعمالُ عن الغَيْر وعن الآفات المانعة من صالح الأعمال. [تفسير القشيرى].
· الإخلاص هو الموجب لكثرة الأجر. [دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين]
· الإخلاص هو كمال الدين. [فيض القدير].
· الإخلاص هو كل شيء. لا تجعل نصيباً من عبادتك لأحد اجعلها كلها لله عز وجل حتى تكون مقبولة عند الله. [شرح رياض الصالحين لابن عثيمين].
· الإخلاص هو جوهر النية: وأعلى مراتب النية الإخلاص لله، هي المرتبة التي إن تحققت، صلحت كل أعمال الإنسان سواء كانت عبادات أم عادات، وسواء كانت حركة أم سكونا، والإخلاص لله هو استسلام كامل له، بلا ريب قادح، أو شك محبط للعمل، ولا يتحقق ذلك إلا بتوحيد الله، والبعد عن عبادة أحد سواه، والنأي عن الشرك وإزالة خفاياه، وعدم الاعتماد إلا على رب العرش العظيم، فعندئذ تستقر الحقيقة الإيمانية في أعماق الإنسان استقرار يقين، قال تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ}. وبدون الإخلاص في العبادة يخلع الإنسان نفسه من زمرة أهل التوحيد، ويكون واجب المسلمين في هذه الحالة هو التبرؤ منه والبعد عنه، فقوام النية هو الإخلاص، الذي به ترتفع موازين أعمال البشر وترقى حتى يقبلها الله، وما قبله الله لا بد أن يرضى عنه كل من خلقهم. [مجلة البحوث الإسلامية]
· الاخلاص هو الذي يعطي الاعمال قيمتها الحقيقية، ومن ثم فإن المرء قد يبلغ بالاخلاص درجة الشهداء، ولو لم يستشهد. [فقه السنة]
· الإخلاص هو: أن يكون مراد العبد بجميع أقواله وأعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى، قال تعالى: (وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى) سورة الليل/19 وقال تعالى: (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً) الإنسان/9 [محمد صالح المنجد]
· الإخلاص هو أن لا يلاحظ المرء في أعماله إلا الله، وأن يسقط الخلق من موازين حسابه. [فتاوى الشبكة الإسلامية]
· الإخلاص هو التنقية والمراد به هنا أن يقصد المرء بعبادته وجه الله عز وجل والوصول إلى دار كرامته بحيث لا يعبد معه غيره لا ملكاً مقرباً ولا نبياً. [ابن عثيمين – مجموع الفتاوى]
· الإخلاص هو تجريد القصد طاعة للمعبود ولم يؤمر إلا بهذا. [إعلام الموقعين – ابن القيم]
· الاخلاص هو ما لا يعلمه ملك فيكتبه ولا عدو فيفسده ولا يعجب به صاحبه فيبطله. [الفوائد لابن القيم]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/308)
ـ[سَجْينَةُ فِكْر]ــــــــ[02 - 07 - 10, 04:13 م]ـ
{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ}
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو جهاد الأنصاري]ــــــــ[02 - 07 - 10, 07:55 م]ـ
وجزاك خيراً على مرورك.
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[24 - 07 - 10, 12:37 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[الزمزمي]ــــــــ[24 - 07 - 10, 04:02 م]ـ
بارك الله فيكم واحسن اليكم ورزقنا الاخلاص في القول والعمل
ـ[محي الدين كمال عباس]ــــــــ[24 - 07 - 10, 08:18 م]ـ
قال:-صلي الله عليه وسلم (إنما الأعمال كالوعاء إذا طاب أسفله طاب أعلاه).(64/309)
تونسية تسأل حول الأولياء و هل تجوز الزردة و هي الّذبح لولي و زيارته
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[02 - 07 - 10, 11:46 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
رسالة من تونسية
أرجوا من الإخوة الإفادة حول حكم الزردة و هي إحتفال كل عام لولي و يقام حوله سوق و يذبح له البقر و الغنم في جو إحتفالي.
فهل الشراء من هذا السوق مشاركة في الإثم و العدوان لأنني أشجعهم علي إستمرار هذه الإحتفلات؟
هل الحظور و لو كزيارة دون الإعتقاد في الولي دخول في الشرك؟
هل هذا الذبح شرك و ما الديل العلماء أعرف انه شرك لكن لا استطيع أن أرد عليهم؟
تأتيني صحيباتي فتقول لي لم أحظر الحفل الماضي فأصبت بمرض أو أصابني الضر؟
هل هذا شرك أن أعتقد أن عدم حضوري قد يتسبب لي بالضر؟
ما حكم العامي الذي يظن أنه علي خير عندما يشارك في هذا و يذبح فهل هو مشرك بل عندما يموت دون توبة هل يخلد في النار أم يعذر لجهله؟
إنتهي
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 11:57 م]ـ
حكم "الزردة" و"الوعدة" للشيخ أحمد حماني رحمه الله مفتي الجزائر سابقا
لماذا لا نحي عهد "الزردة" و"الوعدة"؟
بقلم: فضيلة الشيخ العلامة الفقيه أحمد حماني (رحمه الله)
رئيس المجلس الإسلامي الأعلى سابقا بالجزائر
فحوى السؤال:
كنّا نزور المشايخ بنّية خالصة ونتبرك بآثار الصالحين ونتمسّح بقبورهم
ونتوسّل بهم ونقيم الزردات والوعدات كلّما اشتدّت بنا المحن فنظفر بالمنن
وتفرج علينا، حتّى جاء البادسيّون وقطعوا علينا هذه الاحتفالات البهيجة
وغابت علينا وغضب علينا ديوان الصالحين. أفليس من الخير أن نعود
إلى الزردة والوعدة ونحيي ما اندثر، فإنّ ذلك عادات الآباء والأجداد،
زيادة على الرجاء في تبديل الأحوال، وانصراف الأهوال وإرضاء الرجال
وعسى أن تنفرج عنّا المحن وتكثر المنن. هذا ما يقوله بعض الناس ويودّ
أن تُسَبِّح الأمّة فتذهب الغمّة وما علينا في الزردة والوعدة وقضاء زمن كثير
في الأفراح والأيّام والليالي الملاح والقَصْبَة والبَنْدِير، والتهويل والشخير والنحير،
وما رأيكم دام فضلكم؟
عبد الله الغفلان زمورة (ولاية غليزان)
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هداه.
أوّلا:
سؤال محيّر لا ندري أصاحبه جادّ به أم هازل؟
فإن كان جادّا أجبناه بعلمنا ولا عتب علينا وإن كان هازلا بنا
فإنّا نعوذ بالله أن نكون من الهازلين.
فقول السائل: "كنا نزور المشايخ بنية صالحة" الصواب كنّا
نزورهم بغفلة فاضحة، أعيننا مغفلة وعقولنا معطّلة. فالشيوخ
كانوا عاطلين عن كلّ ما يؤهّلهم للزيارة! فلا علم ولا زهد ولا صلاح
ولكن نسب مرتاب في صحّته فكنّا – كما قيل – نعبدهم ونرزقهم.
والزيارة الشرعية تكون للشيخ إذا كان من ذوي العلم والفهم والصلاح
فيكتسب منه الزائر العلم والدين والصلاح ويأخذ منه المنقول والمعقول
ويرجع بفوائده جمّة، كما كان عالم المدينة بها وأبو حنيفة في العراق،
هذه الزيارة هي المأذون فيها وكانت تضرب إليه آباط الإبل، فأمّا إذا كان
الشيخ كالصنم فماذا يستفيد منه الزائر؟ أعلما أم زهدا أم صلاحا أم نصيحة
وعقلا؟ إنّ المشايخ كانوا خلوا من كلّ ذلك، وفاقد الشيء لا يعطيه.
والذين كان لا يمكن الاستفادة من علمهم لم يَرِدُوا في سؤالكم ولا يمكن
أن يخطروا ببالكم مثل ابن باديس والتبسي رحمهما الله، فقد كان يزورهم
الطلاب ويرجعون من عندهم بعلم وفير ونصائح جمّة أفادت الوطن والأمّة.
وإنّما حكمت بأنّك لا تريد هذا الصنف المقيّد من العلماء لأنّك ذكرت مع
زيارتهم، البركة والتمسّح بالقبور والزردة والوعدة ونسيت الهردة والوخدة
والفجور والخمور، فقد أنقذوا الأمة من هذه الشرور وخلّصوها من قبضة
مشايخ الطرق، فكان ذلك مقدمة لتحريرها ورفع رايتها، ولم يكن لغالب مشايخ
الطرق إلا قضية النسب الشريف وهو مظنون، وإن صحّ ففي الحديث:
"من بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه" (رواه مسلم)، وأمّ الشرفاء قال لها رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "يا فاطمة لا أغني عنك من الله شيئا" (رواه البخاري ومسلم)
فإذا أردت أخذ البركة من المشايخ فاقصدهم للعلم والفضل والصلاح والزهد واقتد بهم
واعمل عملهم تنتفع وتحصل لك أنواع من البركة الحقيقية لا المتخيّلة.
ثانيا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/310)
وأمّا قولك "نتمسّح بقبورهم" فإنّ مثل هذا التمسّح نوع من الشرك
ولا يكون إلاّ للحجر الأسود بالكعبة فقط مع التوحيد الخالص لله وقد قال له عمر
يخاطبه: "والله ما أنت إلا حجر لا تنفع ولا تضر ولو لا أنّي رأيت رسول الله
يقبلك ما قبلتك" (متفق عليه). فإن كنت مع الحجر الأسود كما قال عمر فلا بأس
أن تقبّله، أمّا غيره فلا يجوز لك التمسّح به فإنّ التمسّح به وتقبيله شرك يتنَزّه عنه
المؤمن الموحّد. إنّ المؤمن يعلم – كما علم عمر – أنّه حجر والله يقول في مثله
من الجماد الذي كان يفتن العباد: "إنْ تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا
مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشركِكُمْ وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ" [فاطر: 14].
فالبركة المستفادة من هذا التمسّح هي الرجوع إلى عهد الجاهلية والشرك بالله
.
هذا هو التمسّح بالقبور، فإنّها أجداث، فإن قصدت ساكني القبور فإنّ ذلك
منك أضلّ ألم تر أنّ صاحب القبر كان حيّا يرزق ثم جاءه الموت، والموت
كريه لا يحبّ زيارته أحد من الأحياء، فلم يستطع دفعه عن نفسه واستسلم
مكرها ولو استطاع أن يفتدي منه لبذل له الدنيا وما فيها.
فمن رجا الخير من ميّت أو دفع الضرّ المتوقّع فلا أضلّ منه، فادع في كلّ ما
يصيبك الحيّ الذي لا يموت فإنّه النافع الضّار وحده والله يوصي عباده فيقول:
"ومِنْ آيَاتِِهِ اللَّيْلُ والنَّهَارُ والشَّمسُ والقَمَرُ لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ
واسْجُدُوا لله الذي خَلَقهُنَّ إنْ كُنتُمْ إيَّاهُ تَعْبُدُون" [فصلت: 37]. ثالثا: فأمّا قولك
"كنّا نتوسّل بهم" فإنّ التوسّل الشائع بين الناس وهو الدعاء – الدعاء هو مخ العبادة –
شرك محض، فالتوحيد أن تدعو الله الذي خلقك – ولو عظمت ذنوبك – فإنه معك
يسمع دعاءك فإن كان لا بدّ من التوسّل فتوسّل بصالح أعمالك كما فعل الثلاثة
اصحاب الغار حينما نزلت عليهم الصخرة وسدّته عليهم، فاستجاب لهم من يعلم
شدّتهم. هذا هو التوسّل الصحيح وغيره قد يوقع صاحبه في الشرك، فلا تحم حوله.
رابعا:
وأمّا قولك "كنّا نقيم الزردات والوعدات كلما اشتدّت بنا المحن"
فإنّ هذه الزردات كانت من آثار غفلتنا منافية ليقظتنا وكان علماؤنا رحمهم الله
يسمونها (أعراس الشيطان)، لما يقع فيها من سفه وتبذير وعهر وخمر واختلاط
وفجور، وإنّما كان يشّد إليها الرحال من تونس حتّى المغرب الغافلون منّا المستهترون
بالدين والأخلاق ممن نامت ضمائرهم وكانت من أعظمها زردة (سيدي عابد)
بناحيتكم، يأتيها الفسّاق من تونس والمغرب وما بينهما، وسل الشيوخ عن الأحياء
ينبئونك، وكانت هذه الزردة كثيرة لأنّ لكلّ قوم لإلههم من أصحاب القبور من حدود
تبسة إلى مغنية، كانت القبور تعبد من دون الله ولكلّ قوم من يقدسونه. فـ (سيدي سعيد)
في تبسة، و (سيدي راشد) في قسنطينة و (سيدي الخير) بالسطيف و (سيدي بن حملاوي)
بالتلاغمة، و (سيدي الزين) بسكيكدة و (سيدي منصور) بولاية تيزي وزو
و (سيدي محمد الكبير) في البليدة، و (سيدي بن يوسف) بمليانة و (سيدي الهواري)
بوهران و (سيدي عابد) بغليزان و (سيدي بومدين) بتلمسان و (سيدي عبد الرحمن)
بالجزائر ويزاحمه (سيدي امحمد) وليعذرني الإخوة ممن لم أذكر آلهة بلدانهم وهم ألوف.
ففعل هؤلاء القوم مع هؤلاء المشايخ يشبه فعل الجاهلية مع هبل
واللات والعزّى وخصوصا إقامة الزردة حولها والذبح لها والتمسح بالقبور،
أفترانا نحيي آثار الشرك ونحن الموحدون؟
لقد وقف العلماء وقفة صادقة ضدّ هذه المناكير في الزرد، لا فرق بين علماء
الإصلاح وغيرهم ممن كان يناصر جمعية العلماء ومن كان خارجها حتّى قضوا
على الزردة وساء ذلك الدوائر الاستعمارية فأرادت أن تحييها وتحافظ عليها،
وفي علمي أنّ آخر زردة قسنطينة، أقامها سياسي فشل في سياسته الإدماجية
فعادى العلماء واتّهمهم وأقام زردة بثيران المعمون وأخرافهم وأين مدينة قسنطينة
عرين أسد الإصلاح لكنّه دفن نفسه ولم تقم له قائمة.
فمن يريد أن يسير اليوم بإحياء الزردة والوعدة فبشره بخيبة تصيبه مثل
خيبة الأمس فأحذر يا صاحب السؤال.
خامسا:
ثم إنّ الطعام واللحم المقدّم في الزردة لا يحلّ أكله شرعا لأنّه مما نصّ القرآن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/311)
على حرمة أكله فإنه سبحانه وتعالى يقول: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ والدَّمُ وَلَحْمُ
الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ" [المائدة: 3]. فاللحم من القسم الرابع أي مما أهل
لغير الله، أي ذبح لغير الله بل للمشايخ.
فزردة (سيدي عابد) أقيمت له وهكذا (سيدي أحمد بن عودة) و (سيدي بومدبن) الخ ..
أقيمت له الزردة ليرضى وينفع ويدفع الضّر، وتقول إنّ هذه الذبائح قد ذكر اسم الله
عليها، فأقول: ولو ذكر اسم الله فإنَّ النّية الأولى وهي تقديمها إلى صاحب المقام،
يجعلها لغير الله.
برهان ذلك، فعل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه،
مع والد الفرزدق وسحيم، فإنّ سحيما علم أنّ غالبا نحر ليطعم الناس فنحر،
فسمح به غالب فنحر عشرات، فغالبه سحيم ونحر مثله وكثر المنحور حتىّ
عدّ بالمئات، يريدان به الفخر، فلما جاء الأمر إلى علي رضي الله عنه نهى الناس
على أكل لحمها واعتبرها مما أهلّ لغير الله، ولا شكّ أنّ ناحريها قد ذكروا عند
نحرها اسم الله، لكنّ الناحرين قصدا بذلك التباهي والافتخار، فكانت مما أهل
به لغير الله.
فلحم الزردة حرام، وطعامها حرام لأنّه صنع بذلك اللحم والحضور في الزردة حرام،
لأنه تكثير لأهل الباطل ولو كان الذي حضر إماما أو رئيس أئمة أو دكتور أو عالما
فإنّه عار أن نزرد بأموال الدولة ونحن غارقون في الديون، وقد شاهدنا في تلفزتنا
ما يحبّ الأوروبيون أن نكون عليه من اللعب بالثعابين. فكلّ من أحيا فينا الغفلة
التي كنّا فيها بالأمس ليس بناصح لنا بل غاشّ ولن يفلح في مقاصد وسيكون كما
قال الله في مثله ممن جعلوا المال للكيد بالمسلمين: "فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً
ثُمَّ يُغْلَبُونَ" [الأنفال: 36].
وهذا وعد من الله صادق ولن يخلف وعده.
سادسا:
وأمّا قولك "حتى جاء البادسيّون" فالحق أنّ ابن باديس وأصحابه
إنّما دقّوا الجرس فاستيقظ الشعب ورأى الخطر المحدق به فانفضّ عنهم ولم يأت
ابن باديس بدين جديد ولا بطريق جديد وإنما تلا كتاب الله وحدّث بكلام رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وسار بسيرة السلف الصالح رضي الله عنه أجمعين وكفى
ابن باديس أن أيقظ المسلمين.
سابعا:
إذا أردنا أن تزول المحن عنّا فلنجتنبها ونخالف طريقها: نعبد الله وحده ونطيع الله ورسوله ونوحّد الكلمة فيما بيننا ونعتصم بحبل الله المتين ونجتنب الخلاف والنزاع
ونؤمن بالله ونستقيم ونعمل الصالحات فلا بدّ من العمل المتواصل لأنّ الله يأمر به
"وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ والْمُؤْمِنُونَ" [التوبة: 105]، هذه وسائل النجاح
وليست إقامة الوعدات والزردات ودعاء غير الله فهذا عمل الخاسرين. فإن طلبنا النجاح
وزال المحن بغير هذه الطريقة فنحن في ضلال وخسران كما أقسم على ذلك ربّ الناس.
"وَالعَصْرِ إنْ الإنْسَانَ لضفِي خُسْرٍ إلاَّ الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وتَوَاصَوْا بِالحَقِّ
وتَواصَوْا بِالصَّبْرِ"
هذا جواب سؤالك، يا أخا زمورة وستعود إلى الموضوع والسلام عليكم
وعلى كل من اتّبع الهدى.
أحمد حماني (رحمه الله)
(من جريدة الشعب اليومية: الاثنين 18/ 11/1991 رقم 9 – رياض الإسلام)
منقوووووووول
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[03 - 07 - 10, 12:03 ص]ـ
شكرا لك أخي في الله محبك أبو جاد علي حضورك الدائم لكن الإشكال عندي السؤال الأخير حول العامي هل يغذر بجهله أم ماّذا؟
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[03 - 07 - 10, 01:49 ص]ـ
السلام عليكم
هناك رسالة الفها شيخنا الدكتور ابي المعز محمد علي فركوس وعنوانها توجيه الاستدلال بالنصوص الشرعية على العذر بالجهل في المسائل العقدية وفيها البيان الشافي والكافي على المسالة المطروحة
الرسالة في موقع الشيخ
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[03 - 07 - 10, 02:58 ص]ـ
أخي أبو هند شكرا علي المداخلة ممكن تتفضل بالرابط.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[03 - 07 - 10, 01:25 م]ـ
الرابط
www.ferkous.com
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[03 - 07 - 10, 01:28 م]ـ
او قم بمراسلة دار الموقع على
edition@ferkous.com
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[06 - 07 - 10, 02:22 ص]ـ
السؤال هنا كيف يرد علي من يقول أنا لما لم أزر ذالك الولي أصابي المرض و إذا زرته إنتفي ذالك؟
نقول له يا أخي لا يضر و لا ينفع إلا الله و هذا التلبيس من الشيطان فلا يقتنع افيدون بخبراتكم.
السلام عليكم و رحمة الله.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[06 - 07 - 10, 06:46 ص]ـ
إما أنه مصاب بسحر (*) معين يخف عنه أثره بزيارة قبر الولي.
أو أنه شئ نفسي لتعلق قلبه بالقبور كمن يصاب بالاكتئاب إن بعد عن محبوبه أيا كان ولا يسترجع نشاطه إلا بلقياه.
(*) أو مس سببه اوراد صوفية شركية الخ مما يرجع الى الجان في النهاية.
والله اعلم(64/312)
شرح الرسالة المدنية لشيخ الإسلام ابن تيمية - للشيخ إبراهيم الرحيلي
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[03 - 07 - 10, 02:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فهذا شرح صوتي للرسالة المدنية لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-، للشيخ أ. د. إبراهيم بن عامر الرحيلي، عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.
وقد شرحه ضمن دورة إمام دار الهجرة العلمية 1431 بمسجد القبلتين بالمدينة.
رابط المتن:
http://www.maktaiba.net/Books/digdaw0062.doc
روابط الدروس الصوتية (تحميل مباشر):
الأول http://www.maktaiba.net/Sounds/snddaw7590.rm
الثاني http://www.maktaiba.net/Sounds/snddaw7591.rm
الثالث http://www.maktaiba.net/Sounds/snddaw7592.rm
الرابع http://www.maktaiba.net/Sounds/snddaw7593.rm
الخامس http://www.maktaiba.net/Sounds/snddaw7594.rm
السادس http://www.maktaiba.net/Sounds/snddaw7595.rm
أو خذ الروابط أجمعها من هنا http://www.maktaiba.net/Books/dawra7008.htm
ترجمة الشارح إبراهيم الرحيلي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=213530(64/313)
سؤال حول كتاب (شرح القواعد المثلي في صفات الله و أسمائه الحسني)
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:19 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
ذكر الشيخ إبن عثيمين في القاعدة الرابعة: دلالة اسماء الله علي ذاته و صفاته تكون بالمطابقة و بالتضمن و بالالتزام.
انواع الدلالات ثلاثة:
دلالة المعني: دلالة اللفظ علي جميع اجزائه معناه و أفراده.
دلاله التضمن: دلالة اللفظ علي جزء معناه
دلالة الالتزام: دلالة اللفظ علي لازم خارج
و المسألة الثانية حول قول الشيخ يوجد فرق شاسع بين اامشابه و المماثل حيث يقول انه في كتاب الله لم يذكر قط أن الله نفي المشابهة و إنما نفي المماثلة فمن أين اتي الأشاعرة بكلمة المشابهة و التشبيه؟
المسألة الثالثة: القول بأن أسماء الله تعالي توقفية لا مجال للعقل فيها لأن تسمية الله بما لم يسمي به نفسه أو إنكار ما سمي به نفسه جناية في حق الله تعالي فكيف لم يهتدي الأشاعرة لهذا المعني البسيط و هم يزعمون تحكيم العقل.
المسالة الرابعة: لماذا يقول النفاة إن الله يفعل و لا تحدث أفعاله و يقولون لا يمكن أن تتجد أفعاله لأن الحادث لا يقدم إلا بحادث.
أفيدونا أفادكم الله
ـ[ابو ربا]ــــــــ[03 - 07 - 10, 09:34 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
ذكر الشيخ إبن عثيمين في القاعدة الرابعة: دلالة اسماء الله علي ذاته و صفاته تكون بالمطابقة و بالتضمن و بالالتزام.
انواع الدلالات ثلاثة:
دلالة المعني: دلالة اللفظ علي جميع اجزائه معناه و أفراده.
دلاله التضمن: دلالة اللفظ علي جزء معناه
دلالة الالتزام: دلالة اللفظ علي لازم خارج
محل بحثها كتب المنطق وهي مسألة مهمة لطالب العلم
و المسألة الثانية حول قول الشيخ يوجد فرق شاسع بين اامشابه و المماثل حيث يقول انه في كتاب الله لم يذكر قط أن الله نفي المشابهة و إنما نفي المماثلة فمن أين اتي الأشاعرة بكلمة المشابهة و التشبيه؟
ذكر الفرق شيخ الاسلام في التدمرية فراجعه بشرح الخميِّس
المسألة الثالثة: القول بأن أسماء الله تعالي توقفية لا مجال للعقل فيها لأن تسمية الله بما لم يسمي به نفسه أو إنكار ما سمي به نفسه جناية في حق الله تعالي فكيف لم يهتدي الأشاعرة لهذا المعني البسيط و هم يزعمون تحكيم العقل.
ليس كلهم على ذلك بل منهم من قال انها توقيفية راجع شرح الاسماء الحسنى للقرطبي
المسالة الرابعة: لماذا يقول النفاة إن الله يفعل و لا تحدث أفعاله و يقولون لا يمكن أن تتجد أفعاله لأن الحادث لا يقدم إلا بحادث.
قد تكلم شيخ الاسلام عن هذه المسألة بكلام متين في رسالة الصفات الاختيارية
موجودة في مجموع الرسائل او المكتبة الشاملة
وهيه مهمة جدا لطالب العلم
أفيدونا أفادكم الله
...................................
ـ[سفيان ابو شيماء]ــــــــ[03 - 07 - 10, 11:48 ص]ـ
بارك الله فيك اخي التونسي و زادك الله حرصا بالنسبة للمسالة الثانية راجع هدا الرابط تجد ما يشفي غليلك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=586225
اما مسالة ان الاسماء توقيفية فهد لا يحتلف فيها اثنان و لا ينططح فيها عنزان و لا تعارض من ان بعض الصفات تثبت بالعقل فضلا عن ورود فيها النص فمثلا اثبات الخلق يقتضي القدرة و العلم و المشيئة ... و قس على دلك و يقول ايضا اهل العلم ان ما اتصف به المخلوق من صفات الكمال فالخالق اولى بالاتصاف به
اما ان الاشاعرة لا يثبتون بعض الصفات التي يقتضيها العقل فكما اشار الاخ ابا ربا ليس كلهم على دالك (كالسمع و البصر و الكلام و القدرة و الارادة) وهم يسمونها في اصطلاحهم الصفات الواجبة
و اعلم يا اخي ان التوفيق بيد الله فنساله سبحانه ان يهدين لما اختلف فيه من الحق بادنه.
المسالة الاخيرة مسالة شائكة فان كنت في اول الطلب فاكتفي بهضم هدا الكلام من اوالد ابن باز http://www.binbaz.org.sa/mat/10304
اما كلام شيخ الاسلام الدي احالك عليه الاخ فينصح ان تفهم مراده على شيخ و الله اعلم ووفقك الله للعلم النافع و العمل الصالح.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[03 - 07 - 10, 01:55 م]ـ
المسالة الرابعة: لماذا يقول النفاة إن الله يفعل و لا تحدث أفعاله و يقولون لا يمكن أن تتجد أفعاله لأن الحادث لا يقم إلا بحادث.
أفيدونا أفادكم الله فيكم
يقول الجهم ابن صفوان لو اثبت الاسماء والصفات لاثبت 99 الها لان اثبات الصفات عندهم يستلزم تعدد القدماء. هاك ضابط متين يحل لك الاشكال فاحفظه
قال في شرح الطحاوية
وحلول الحوادث بالرب المنفي في علم الكلام المذموم لم ياتي نفيه ولا اثباته في كتاب ولا سنة وفيه اجمال وتفصيله
1 - ان اريد بالنفي ان الله لاتحل في ذاته المقدسة سيئ من المخلوقات المحدثة او لا يحدث له وصف متجدد لم يكن فهذا نفي صحيح
2 - وان اريد به نفي الصفات الاختيارية من ان الله لا يفعل ما يريد اوانه لايتكلم بما شاء ولا انه يغضب ويرضى لا كاحد من الورى ولا يوصف بما وصف به نفسه من النزول والاستواء والاتيان كما يليق بجلاله فهذا نفي باطل.
انصحك ان تسمع شرح الشيخ عبد الرزاق البدر على القواعد المثلى لابن عثيمين فانه انفس شرح سمعته على هذا المتن ووقع له في 16 شريط
وان اشكل عليك شيئ فيما قرءت اطرحه والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/314)
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[04 - 07 - 10, 02:12 ص]ـ
السلام عليكم أخي في الله أبو ربا
فقولك محل بحثها كتب المنطق وهي مسألة مهمة لطالب العلم فهل من المنكن أن تدلني علي بعضها؟
أما عن كتب شيخ الإسلام فهي عندي و إن شاء الله أراجعها و في حال الإشكال أذهب لشيخ.
نفعل الله بعلمك جميع الإخوة
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[04 - 07 - 10, 02:15 ص]ـ
المسالة الاخيرة مسالة شائكة فان كنت في اول الطلب فاكتفي بهضم هدا الكلام من اوالد ابن باز http://www.binbaz.org.sa/mat/10304
اما كلام شيخ الاسلام الدي احالك عليه الاخ فينصح ان تفهم مراده على شيخ و الله اعلم ووفقك الله للعلم النافع و العمل الصالح.
السلام عليكم و رحمة الله شكرا اخي علي النصيحة الغالية و أنا أتحين الفرصة للإنتقال قرب أحد المشايخ ليكون الإتصال به ميسورا.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[04 - 07 - 10, 02:16 ص]ـ
المسالة الرابعة: لماذا يقول النفاة إن الله يفعل و لا تحدث أفعاله و يقولون لا يمكن أن تتجد أفعاله لأن الحادث لا يقم إلا بحادث.
أفيدونا أفادكم الله فيكم
يقول الجهم ابن صفوان لو اثبت الاسماء والصفات لاثبت 99 الها لان اثبات الصفات عندهم يستلزم تعدد القدماء. هاك ضابط متين يحل لك الاشكال فاحفظه
قال في شرح الطحاوية
وحلول الحوادث بالرب المنفي في علم الكلام المذموم لم ياتي نفيه ولا اثباته في كتاب ولا سنة وفيه اجمال وتفصيله
1 - ان اريد بالنفي ان الله لاتحل في ذاته المقدسة سيئ من المخلوقات المحدثة او لا يحدث له وصف متجدد لم يكن فهذا نفي صحيح
2 - وان اريد به نفي الصفات الاختيارية من ان الله لا يفعل ما يريد اوانه لايتكلم بما شاء ولا انه يغضب ويرضى لا كاحد من الورى ولا يوصف بما وصف به نفسه من النزول والاستواء والاتيان كما يليق بجلاله فهذا نفي باطل.
انصحك ان تسمع شرح الشيخ عبد الرزاق البدر على القواعد المثلى لابن عثيمين فانه انفس شرح سمعته على هذا المتن ووقع له في 16 شريط
وان اشكل عليك شيئ فيما قرءت اطرحه والله اعلم
السلام عليكم و رحمة الله
أحيك بتحية الإسلام أخي أجبت فأجدت و أشكر كل الإخوة علي كل الروابط التي أرجوا أن أستفيد منها إن شاء الله بارك الله فيكم.
ـ[ابو ربا]ــــــــ[04 - 07 - 10, 01:41 م]ـ
كتاب ضوابط المعرفة واصول الاستدلال والمناظرة
لعبدالرحمن حسن حبنكة الميداني
وكتاب السلم المرونق
والاول اوضح وافضل للمبتدئ
والثاني متن
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[05 - 07 - 10, 02:36 ص]ـ
كتاب ضوابط المعرفة واصول الاستدلال والمناظرة
لعبدالرحمن حسن حبنكة الميداني
والثاني متن
السلام عليكم
هل هو صاحب كتاب أجنحة المكر الثلاثة و هل هو من المشايخ السلفية؟ أنا لا أعرف ترجمته و لا أعرف له إلا كتاب اجنحة المكر الثلاثة
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 07:36 ص]ـ
السلام عليكم
هل هو صاحب كتاب أجنحة المكر الثلاثة و هل هو من المشايخ السلفية؟ أنا لا أعرف ترجمته و لا أعرف له إلا كتاب اجنحة المكر الثلاثة
الذي أعرفه أنه أشعري و كتابه في آداب البحث والمناظرة ينصح به بعض طلبة العلم
ـ[أبوخالد]ــــــــ[05 - 07 - 10, 09:45 ص]ـ
السلام عليكم أخي في الله أبو ربا
فقولك محل بحثها كتب المنطق وهي مسألة مهمة لطالب العلم فهل من المنكن أن تدلني علي بعضها؟
خذ هذين البيتين فيها؛ وهي من السلم المنورق:
24 - دَلَالَةُ اللَّفْظِ عَلَى مَا وَافَقَهْ ... يَدْعُونَهَا دَلاَلَةَ المُطَابَقَهْ
25 - وَجُزْئِهِ تَضَمُّنًا وَمَا لَزِمْ ... فَهْوَ التِزَامٌ إِنْ بِعَقْلٍ التُزِمْ
واحفظها، ثم استمع شرحهما من الشيخ أحمد الحازمي، وهو موجود في موقعه ( http://www.alhazmy.net/articles.aspx?article_no=301)، والدرس المقصود هو الدرس السادس، ومدته ساعة وثلاث دقائق، ثم اقرأ ماذكره الشيخ الأمين في مقدمة آداب البحث والمناظرة، وبإذن الله لن تنس المسألة.
فالمسألة في جملتها قد لا تأخذ منك إلا ساعتين؛ لكن ستستفيد منها في غير ما كتاب.(64/315)
* حكم الأشاعرة عند أتباع الأئمة الأربعة للشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[03 - 07 - 10, 08:03 ص]ـ
حكمهم عند أئمة المذاهب الأربعة من الفقهاء فما بالك بأئمة الجرح والتعديل من أصحاب الحديث:
-[1] عند المالكية: روى حافظ المغرب وعلمها الفذ ابن عبد البر بسنده عن فقيه المالكية بالمشرقابن خوير منداد: أنه قال في كتاب الشهادات شرحاً لقول مالك لا تجوز شهادة أهل البدع والأهواء، وقال:'أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويهجر ويؤدب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب منها'.وروى ابن عبد البر نفسه في الإنتقاء عن الأئمة الثلاثة "مالك و أبي حنيفه والشافعي " نهيهم عن الكلام وزجر أصحابه وتبديعهم وتعزيرهم. ومثله ابن القيم في اجتماع الجيوش المسلمة، فماذا يكون الأشاعرة إن لم يكونوا أصحاب كلام؟!
[2] عند الشافعية: قال الإمام أبو العباس بن سريج الملقب بالشافعي الثاني، وقد كان معاصراً للأشعري: 'لا نقول بتأويل المعتزلة و الأشاعرة والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة و الكرامية والمكيفة، بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل'. قال الإمام أبو الحسن الكرجي من علماء القرن الخامس من الشافعية ما نصه: 'لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلي الأشعري ويتبرءون مما بنى الأشعري مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت من عدة من المشايخ والأئمة" وضرب مثالاً بشيخ الشافعية في عصره الإمام أبي حامد الإسفرائيني الملقب "الشافعي الثالث" قائلاً: 'ومعلوم شدة الشيخ على أصحاب الكلام حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري، وعلقه عنهأبو بكر الزاذقاني وهو عندي، وبه اقتدى الشيخأبو إسحاق الرازي في كتابيه اللمع والتبصره، حتى لو وافق قول الأشعري جهاً لأصحابنا ميَّزَه وقال: "هو قول بعض أصحابنا وبه قالت الأشعري ولم يعدهم من أصحاب الشافعي، استنكفوا منهم ومن مذهبهم في أصول الفقه فضلاً عن أصول الدين. وبنحو قوله بل أشد منه قال شيخ الأسلام الهروي الأنصاري.
[3] الحنفية: معلوم أن واضع الطحاوية وشارحها كليهما حنفيان، وكان الإمام الطحاوي معاصراً للأشعري، وكتب هذه العقيدة لبيان معتقد الإمام أبي حنيفه وأصحابه وهي مشابهة لما في الفقه الأكبر عنه، وقد نقلوا عن الإمام أنه صرح بكفر من قال: إن الله ليس على العرش أو توقف فيه، وتلميذه أبو يوسف كفربشرا المريسي، ومعلوم أن الشاعرة ينفون العلو وينكرون كونه تعالى على العرش ومعلوم أيضاً أن أصولهم مستمدة من بشر المريسي.
[4] الحنابلة: موقف الحنابلة من الشاعرة أشهر من أن يذكر، فمنذ بدَّع الإمام احمد " ابن كلاب " وأمر بهجره- وهو المؤسس الحقيقي للمذهب الأشعري -لم يزل الحنابلة معهم في معركة طويلة، وحتى في أيام دولة نظام الملك - التي استطالوا فيها - وبعدها كان الحنابلة يخرجون من بغداد كل واعظ يخلط قصصه بشيء من مذهب الأشاعرة، ولم يكن ابن القشيري إلا واحداً ممن تعرض لذلك، وبسبب انتشار مذهبهم وإجماع علماء الدولة لا سيما الحنابلة على محاربته أصدر الخليفة القادر منشور "الإعتقاد القادري " أوضح فيه العقيدة الواجب على الأمة اعتقادها سنة 433 هـ. .هذا وليس ذم الأشاعرة وتبديعهم خاصاً بأئمة المذاهب المعتبرين بل هو منقول أيضاً عن أئمة السلوك الذين كانوا أقرب إلى السنة واتباع السلف، فقد نقل شيخ الإسلام في الإستتقامة كثيراً من أقوالهم في ذلك وأنهم يعتبرون عقيدة الأشعرية منافياً لسلوك طريق الولاية والاستقامة حتى أن عبد القادر الجيلالني لما سئل: هل كان لله ولي على غير اعتقاد أحمد بن حمبل؟ قال: 'ما كان ولا يكون(64/316)
عدم النظر في كتب أهل البدع، وعدم الاستماع لكلامهم
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[03 - 07 - 10, 08:16 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
1 - قال الإمام أبو عثمان الصابوني (ت:449هـ) في "عقيدة السلف وأصحاب الحديث" (ص298 - 299): [ويبغضون أهلَ البدع، الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونَهم، ولا يصحبونَهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونَهم، ولا يجادلونَهم في الدين، ولا يناظرونَهم، ويرون صون آذانِهم عن سماع أباطيلهم، التي إذا مرت بالآذان، وقرت في القلوب ضرَّت، وجرَّت إليها الوساوس والخطرات الفاسدة ما جَرَّت].
2 - قال الإمام سُفْيان الثَّورِيُّ (ت:161هـ): [مَنْ أَصْغَى بِسَمْعِهِ إِلَى صَاحِبِ بِدْعَةٍ، وَهُوَ يَعْلَمُ، خَرَجَ مِنْ عِصمَةِ اللهِ، وَوُكِلَ إِلَى نَفْسِهِ].
وقال أيضاً: [مَنْ سَمِعَ بِبِدْعَةٍ، فَلاَ يَحْكِهَا لِجُلَسَائِهِ، لاَ يُلقِهَا فِي قُلُوْبِهِم].
فعَلَّقَ الإمامُ الذهبيُّ (ت:748هـ) قائلاً: [قُلْتُ: أَكْثَرُ أَئِمَّةِ السَّلَفِ عَلَى هَذَا التَّحذِيرِ، يَرَوْنَ أَنَّ القُلُوْبَ ضَعِيْفَةٌ، وَالشُّبَهُ خَطَّافَةٌ] ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1)).
3- وقال الإمام ابن بطة (ت:387هـ) في "الإبانة" (2/ 470): [فَاللَّهَ اللَّهَ مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ, لا يَحْمِلَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ حُسْنُ ظَنِّهِ بِنَفْسِهِ, وَمَا عَهِدَهُ مِنْ مَعْرِفَتِهِ بِصِحَّةِ مَذْهَبِهِ عَلَى الْمُخَاطَرَةِ بِدِينِهِ فِي مُجَالَسَةِ بَعْضِ أَهْلِ هَذِهِ الْأَهْوَاءِ, فَيَقُول: أُدَاخِلُهُ لأُنَاظِرَهُ, أَوْ لأَسْتَخْرِجَ مِنْهُ مَذْهَبَهُ, فَإِنَّهُمْ أَشَدُّ فِتْنَةً مِنَ الدَّجَّالِ, وَكَلامُهُمْ أَلْصَقُ مِنَ الْجَرَبِ, وَأَحْرَقُ لِلْقُلُوبِ مِنَ اللَّهَبِ, وَلَقَدْ رَأَيْتُ جَمَاعَةً مِنَ النَّاسِ كَانُوا يَلْعَنُونَهُمْ, وَيَسُبُّونَهُمْ, فَجَالَسُوهُمْ عَلَى سَبِيلِ الإِنْكَارِ, وَالرَّدِّ عَلَيْهِمْ, فَمَا زَالَتْ بِهِمُ الْمُبَاسَطَةُ وَخَفْيُ الْمَكْرِ, وَدَقِيقُ الْكُفْرِ حَتَّى صَبَوْا إِلَيْهِمْ].
4 - وقال الإمام ابنُ عَقِيل (ت:513هـ): [وَكَانَ أَصْحَابُنَا الحنَابلَة يُرِيْدُوْنَ مِنِّي هِجرَان جَمَاعَةٍ مِنَ العُلَمَاءِ، وَكَانَ ذَلِكَ يَحرِمنِي عِلْماً نَافِعاً].
فعَلَّقَ الإمامُ الذهبيُّ (ت:748هـ) قائلاً: [قُلْتُ: كَانُوا يَنهونه عَنْ مُجَالَسَةِ المُعْتَزِلَة، وَيَأْبَى حَتَّى وَقَعَ فِي حَبَائِلهِم، وَتَجسَّر عَلَى تَأْويلِ النصوص - نَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمَةَ -] ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2)).
5- وقالَ الإمامُ ابنُ قُدامة (ت:620هـ): [كَانَ السَّلَفُ يَنْهَوْنَ عَنْ مُجَالَسَةِ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالنَّظَرِ فِي كُتُبِهِمْ وَالاسْتِمَاعِ لِكَلامِهِمْ] ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn3)).
ـــــــــــــــــــــ حاشية ــــــــــــــــــــ
([1]) سير أعلام النبلاء (7/ 261).
([2]) سير أعلام النبلاء (19/ 447).
([3]) الآداب الشرعية لابن مفلح (1/ 251).
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[04 - 07 - 10, 02:11 ص]ـ
صحيح ما في ذلك شك وخاصة لمن كان في اول الطلب فدخوله سقوطه على أم رأسه دون شك.
وهذا الموضوع دليل حي اليوم على كلام السلف: أسجل هنا رجوعي عن مذهب الأشاعرة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=211226
لكن لا يعني هذا عدم الرد عليهم. بل يجب احكام مذهب السلف ثم النظر في كتب الردود على اهل البدع ثم النظر في كتب القوم رأسا.
فالظروف تغيرت اليوم فالان أستطيع ان أكون في موقع سني وآخر قبوري وآخر أشعري وآخر موقع علمي أو موقع إلحادي وهكذا في نفس الوقت.
والتنقل بين المواقع و البحث في الشبكة يقودك الى ما تشاء وما لا تشاء!!!
فلن ينفع الاختباء بل يجب التعلم والمناطحة هذا قدر.(64/317)
نظر في قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
ـ[أبو عبد الرحمن الأغا]ــــــــ[03 - 07 - 10, 10:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام
مررت في أثناء قراءتي للكتاب العظيم: اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وتحت ما ذكره عن بعض العادات السيئة التي وافق فيها بعض المسلمون النصارى، وذلك بعد ان ذكر الآية {وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء} فقال ما نصه:
"فأخبر أن كل واحد من الأمتين تجحد كل ما الأخرى عليه. وأنت تجد كثيرا من المتفقهة إذا رأى المتصوفة والمتعبدة، لا يراهم شيئا، ولا يعدهم إلا جهالا ضلالا، ولا يعتقد في طريقهم من العلم والهدى شيئا. وترى كثيرا من المتصوفة والمتفقرة لا يرى الشريعة والعلم شيئا، بل يرى أن المتمسك بها منقطع عن الله وأنه ليس عند أهلها شيء مما بنفع عند الله.
وإنما الصواب أن ما جاء به الكتاب والسنة من هذا وهذا حق، وما خالف الكتاب والسنة من هذا وهذا باطل." {اقتضاء الصراط المستقيم: ص32}
ويعلق شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى رحمة واسعة على هذا الكلام فقال ما نصه:
" .... وهو أن نقبل الحق من أي طائفة سواء من المتصوفة أو المتفقهة أو علماء الشريعة، أما أن لا نقبل من هؤلاء شيئا ونقول: كل فعلهم خطأ، فليس بصحيح، والإمام أحمد كان يجلس إلى بعض المتصوفة ليلين قلبه، فخذ الحق من أي إنسان كان ... " {هذا تعليق العلامة ابن عثيمين وقد نقلته بتصرف من كتاب اقتضاء الصراط المستقيم بتعليقات الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:ص32}
هذا هو قول الإمامين الجليلين رحمهما الله تعالى.
وهما لا يريان شيئا في الجلوس مع بعض الفرق التي فيها من الضلال ما فيها كالمتصوفة وغيرهم على شرط وجود الحق.
ولكن: ألم ينه السلف الصالح عن مجالسة أهل البدع ومخالطتهم ومجادلتهم. بل وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أيضا عن ذلك فقال: والله لقد جئتكم بها بيضاء نقية ... "
وذهب جمع من أهل العلم إلى تحريم مجالسة اهل البدع والنظر في كتبهم، ومنهم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، حتى أنه وصل الأمر بأن يأمر بحرق كتبهم، وكذلك الإمام العلامة ابن قدامة المقدسي في لمعة الاعتقاد، وكذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .. وهذا ما أذكره من أهل العلم الذين نصوا على ذلك فقط نقلا للأمانة العلمية
والكلام في ذلك يطول ويطول
ويظهر ذلك جليا من قول أبي قلابة رحمه الله تعالى:" لا تجالسوا أهل البدع ولا تجادلوهم، إني أخاف أن يغمسوكم في ضلالتهم، ويلبسوا عليكم ما كنتم تعلمون"
وغيره مما جاء في نصوص الكتاب والسنة و السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم من التحذير من مخالطتهم ومجالستهم ..
ومع العلم أيضا أن الجلوس مع بعض أهل البدع والضلالة كالصوفية وغيرهم فيه نوع من الإقرار والموافقة، وهذا الفعل لا شك يشعرهم بذلك، ثم قد يستحيل طلب الحق إلى استحسان ما هم عليه وموافقتهم والاغترار بهم إلى آخر ذلك من العواقف التي حذر منها أهل العلم قاطبة.
فما وجه الترجيح بين المذهبين بارك الله فيكم
فقط: لإزالة الإشكال الذي وقع من نفسي، فقد يكون قول شيخ الإسلام وقول ابن عثيمين رحمه الله حجة لأصحاب الأهواء
أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[03 - 07 - 10, 10:47 م]ـ
أما القول بأن الإمام أحمد كان يجلس إلى بعض المتصوفة ليلين قلبه وكان هذا ديدنه فهذا يحتاج إلى إثبات ..
وليس في كلام شيخ الإسلام ما يدل على مجالستهم بل غاية ما في كلامه أن يقبل ما تلفظوا به من حق ويرد عليهم باطلهم ,وقطعا فإن شيخنا العثيمين لم يقصد أن الإمام أحمد كان يعتاد الجلوس مع هؤلاء المبتدعة بل نهيه عن حضور مجالس الحارث المحارسبي معلومة مشتهرة فحضوره قدرا لمجلس من هذه المجالس قبل تبين الفساد في المعتقد لا يعارض الأصل العام في النهي عن مجالستهم.
وكثيرا ما حذر العلامة ابن عثيمين من الجلوس إلى أهل الأهواء والبدع فلا يؤخذ من هذا الكلام المجمل دليلا عليه بأنه يجوز مجالستهم بل ينبغي الرجوع إلى كلامه المحكم في النهي عن ذلك.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو عبد الرحمن الأغا]ــــــــ[04 - 07 - 10, 12:32 ص]ـ
جزيت خيرا أخي الكريم على حسن ما خطته يداك
زادنا الله وإياك من عظيم فضله وكرمه
بارك الله فيك
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 06:41 م]ـ
هذا صحيح .. ثبوت الفعل من أحمد يحتاج إلى نقل صحيح .. وهذا أولا:
وثانيا: كلام شيخ الاسلام على ما في كلامهم من حق ..
وثالثا وهو الأهم عندي: أن الكلام على من كان عنده تصوف وتعبد على الطريقة السلفية وليست على المذاهب البدعية المتأخرة ..
كما ينقل شيخ الاسلام كثيرا عن الجنيد شيخ الطائفة ويصفه بأنه من أهل السنة ومرجعه الى الكتاب والسنة كما في نصوص كلامه ..
فالأمر بالتفريق بين من كان على حالة تصوف وتعبد وهو في الاجمال على مذهب السلف يأتم بالقرآن والسنة ..
وبين من اتخذ علم الكلام والاشارات الباطنية غلافا لتصوفه البدعي ..
والله أعلم.(64/318)
أهل السُنَّة أحرص الناس على الاجتماع والائتلاف، وأبعد الناس عن الافتراق والاختلاف
ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[04 - 07 - 10, 12:33 ص]ـ
إن اعتصام أهل السُنة بالجماعة من أهم أركان منهجهم المبارك.
قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [سورة آل عِمران – الآية 103].
قال ابن جرير الطبري: "يُريد بذلك تعالى ذكره: وتمسكوا بدينِ اللهَ الذي أمركم به، وعَهْدِهِ الذي عَهِدَهُ إليكم في كتابه إليكم؛ مِن الألفة والاجتماع على كلمة الحق، والتسليم لأمر الله". (تفسير الطبري ج4، ص30).
وروى ابن جرير الطبري بأسانيده إلى ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال في تفسير "حبل الله" في قوله: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} [سورة آل عِمران – الآية 103]: "الجماعة". (تفسير الطبري ج4، ص30)، ومثل هذا نقله القرطبي عنه في التفسير. (تفسير الطبري ج4، ص159).
وذكر ابن جرير أقوالاً أخرى عن السلف في تفسير معنى حبل الله، منها: القرآن، والإخلاص لله وحده، والإسلام. (تفسير الطبري ج4، ص30، 31).
وقال الشوكاني في نفس الآية: "أمر الله أن يجتمعوا على التمسك بدين الإسلام أو بالقرآن، ونهاهم عن التفرق الناشيء عن الاختلاف في الدين". (فتح القدير ج1، ص367).
"وهذه الأقوال مؤداها واحد ونتيجتها واحدة، فإن الاعتصام بالقرآن، والإخلاص لله وحده، والتمسك بالإسلام الصحيح الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كلها مما ينتج عنه تآلف المسلمين واجتماعهم وترابطهم، وتماسك مجتمعهم". (وجوب لزوم الجماعة وترك التفرق – د. جمال بادي ص19، 20).
قال ابن القيم رحمه الله في حقيقة هذا الاعتصام: "وهو تحكيمه دون آراء الرجال ومقاييسهم، ومعقولاتهم، وأذواقهم، وكشوفاتهم، ومواجيدهم؛ فمن لم يكن كذلك فهو مُنْسَلٌّ من هذا الاعتصام، فالدين كله في الاعتصام به وبحبله، عِلماً وعَملاً، وإخلاصاً واستعانةً، ومُتابعةً، واستمراراً على ذلك إلى يوم القيامة". (مدارج السالكين ج3، ص323).
قال ابن المبارك:
إن الجماعة حبلُ الله فاعتصموا مِنه بعروته الوثقى لمن دانا
(انظر تفسير القرطبي ج4، ص159).
فأهل السُنَّة على الحقيقة هم أهل الجماعة والاجتماع، مع الحرص على ذلك والتواصي به ظاهراً وباطناً.
ولكنهم حين يجتمعون ويدعون إلى الاجتماع يضبطون دعوتهم بضابطين، هما:
1. الاجتماع على كلمة الحق.
2. مراعاة ضوابط الخِلاف.
أولاً: الاجتماع على كلمة الحق
فبدون هذا القيد الضابط لا يكون اجتماع أصلاً، فضلاً عن أن يكون صحيحاً؛ ذلك أن الباطل وأهله في أمر مريج، لا يقرون على قرار، ولا يهتدون لأمرٍ سواء.
فسبب الاجتماع جمعُ الدين كله عِلماً وعَملاً، ونتيجته سعادة الدنيا والآخرة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إن سبب الاجتماع والألفة جمعُ الدين والعمل به كله، وهو عبادة الله وحده لا شريك له، كما أمر به باطناً وظاهراً، ... ونتيجة الجماعة: رحمة الله ورضوانه، وسعادة الدنيا والآخرة، وبياض الوجوه". (مجموع الفتاوى ج1، ص17).
قال تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} [سورة آل عِمران – الآية 106].
وقال شيخ الإسلام: "فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به وقعت بينهم العداوة والبغضاء، وإذا تَفَرَّقَ القوم فَسَدوا وهَلَكوا، وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا؛ فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب". (مجموع الفتاوى ج3، ص421).
وقال: "فإنهم إذا اجتمعوا كانوا مطيعين لله بذلك مرحومين، فلا تكون طاعة الله بفعل لم يأمر الله به من اعتقاد أو قول أو عمل، فلو كان القول أو العمل الذي اجتمعوا عليه لم يأمر الله به، لم يكن ذلك طاعة لله ولا سبباً لرحمته". (مجموع الفتاوى ج1، ص17).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/319)
فأهل السُنَّة مستمسكون بالجماعة، مُعْرِِضُون عن مواضع التفرق والاختلاف، ملتزمون بجمل الكتاب والسُنَّة والإجماع، بعيدون عن مواطن المتشابهات التي تُفَرِّق الجَمْع وتُشَتِّت الشمل؛ لأن الجماعة عندهم هي مناط النجاة في الدنيا والآخرة.
وهذا يشهد لصدقه واقع أهل البِدع والأهواء المجتمعين على الأصول البدعية؛ فإن فِرَقهم الكبرى انشعبت إلى ما لا يُحصى عَدَّاً مِن الفِرَق المتشاكسة المتعاكسة، وهذا ظاهر في الخوارج والروافض – مثلاً – فكل من هاتين الطائفتين افترقت إلى فرق كثيرة، بعد أن فارقوا الحق وتركوا الاجتماع عليه.
قال شيخ الإسلام: "والبدعة مقرونة بالفُرقة، كما أن السُنَّة مقرونة بالجماعة، فيُقال: أهل السُنَّة والجماعة، كما يُقال: أهل البدعة والفُرقة". (الاستقامة ج1، ص42).
وقال الشاطبي رحمه الله: "وقال جماعة من العلماء: أصول البدع أربعة، وسائر الثنتين والسبعين فرقة عن هؤلاء تفرقوا، وهم: الخوارج، والروافض، والقدرية، والمرجئة". (الاعتصام ج2، ص220).
"وقد ذكر بعض المصنفين أن الروافض انقسموا إلى ثلاث وسبعين فرقة، وأوصلهم بعضهم إلى ثلاثمائة". (الملل والنحل للشهرستاني ج1، ص166).
ثانياً: مراعاة ضوابط الخلاف
كما أمر الله تعالى بالاجتماع والاعتصام فقد حذر ونهى عن الافتراق والابتداع، قال تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} [سورة الشورى – الآية 13]، وقال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة الأنعام – الآية 153].
فحين يقع الخلاف العِلمي بين أهل السُنَّة يقع منضبطاً بضوابطه التي من أهمها الحرص على الوحدة والائتلاف، وصلاح ذات البَيْن.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد كان العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إذا تنازعوا في الأمر اتبعوا أمر الله في قوله: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} [سورة النساء – الآية 59]، وكانوا يتناظرون في المسألة مناظرة مشاورة ومناصحة، وربما اختلف قولهم في المسألة العِلمية والعَملية، مع بقاء الألفة والعِصمة وأخوة الدين". (مجموع الفتاوى ج24، 132).
وهذا الأمر مُشاهَد ملموس في الخلاف الذي ينشأ بين أهل السُنَّة أنفسهم، وبين أهل السُنَّة وأهل البِدع، فأما ما يكون بينهم وبين بعضهم فكثير جداً، فقد وقع الخلاف بين الصحابة أنفسهم حول بعض مسائل العقيدة، ولكن لم تكن هذه المسائل من الأمهات والكليات في هذا الباب.
ومن الأمثلة على ذلك:
- اختلافهم في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه ليلة المعراج، هل وقعت أم لا؟ (مجموع الفتاوى ج3، ص386).
- ومِن ذلك أيضاً: اختلافهم في أنه هل يكون للبدن في القبر عذاب أو نعيم دون الروح أم لا؟ (مجموع الفتاوى ج4، ص282، 283).
- ومِن ذلك أيضاً: اختلافهم فيما يُوزَن يوم القيامة: هل هو العمل، أم صحائف العمل، ام العامِل نفسه أي صاحب العمل؟ (انظر شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العِز ج2، ص608 - 613).
- ومِن ذلك: اختلافهم في الفروع والأحكام الفقهية العملية وهو كثير مشهور.
وأما مواقفهم مع غيرهم ممن خالف في الأصول دون الفروع، فيجسده موقف ابن عباس مع الخوارج ورحمته بهم ونقاشه معهم، الذي كان سبباً في رجوع ألفين منهم إلى ساحة السُنَّة، وإلى طريق الجماعة.
وكذا إمام أهل السُنَّة الإمام أحمد في موقفه مِن مُخالفيه، وعبد العزيز الكناني، ولقد حذا حذوهم شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمهم الله جميعاً.
وهُم مع هذا كانوا أحرص الناس على جمع الكلمة ووحدة الصف وإصلاح ذات البَيْن.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "تعلمون أن من القواعد العظيمة التي هي من جِماع الدين: تأليف القلوب، واجتماع الكلمة، وصلاح ذات البَيْن، فإن الله تعالى يقول: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [سورة الأنفال – الآية 1] ". (مجموع الفتاوى ج28، ص50).
ثم إنه من لوازم الاجتماع والدعوة إليه النهي عن الفرقة وأسبابها، قال الإمام القرطبي: "وقال ابن عباس رضي الله عنهما لسماك الحنفي: يا حنفي، الجماعة الجماعة، فإنما هلكت الأمم السابقة لتفرقها، أما سمعت الله عز وجل يقول: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} [سورة آل عِمران – الآية 103] ". (تفسير القرطبي ج4، ص164).
قال ابن وهب: "سمعت مالكاً يقول: ما آية في كتاب الله أشد على أهل الاختلاف مِن أهل الأهواء، مِن هذه الآية: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} [سورة آل عِمران – الآية 106]، قال مالك: فأي كلام أبين مِن هذا؟ فرأيته يتأولها لأهل الأهواء، ورواه ابن القاسم وزاد: قال مالِك: إنما هذه الآية لأهل القِبلة". (الاعتصام للشاطبي ج2، ص290).
كتبه: فضيلة الشيخ د. محمد يسري
كلية الشريعة جامعة الأزهر، ونائب رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة.
مِن كتاب: طريق الهداية، مباديء ومقدمات علم التوحيد عند أهل السُنَّة والجماعة.(64/320)
هل كان ابن تيمية لا يؤول حتى يسد الذرائع في وجه الفلاسفة؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[04 - 07 - 10, 02:46 ص]ـ
بسم الله
وصلتني رسالة لاحد عوام أهل السنة قال فيها:
((
لا أعلم أقوال المعتزلة،لكن الأشاعرة يثبنون سبعة صفات.
و على كل حال كان أول كلام اطلعت عليه في المسألة:كتاب الرسالة التدمرية.
لكن علمت بعد ذلك أن عددا ممن يؤخذ منهم أولوا /النووي،العسقلاني ...
و أنا أعرف قاعدة ابن تيمية الأصل في الكلام الحقيقة ...
لكن هناك من يقول،كان يسد الذرائع في وجه الفلاسفة.
و هذا الذي تلمسه من كتبه، فقد صرح أن مدخل المذاهب المنحرفة التأويل ...
و على كل حال الذي يظهر لي، قيام الأدلة على التأويل: (كنت سمعه الذي يسمع به، و بصره الذي يبصر به ... )
********************
و على كل حال،كان الأولى بالمعتزلة ترك ما لم بفقهوه ...
))
مثل هذا التبرير وصلني أيضا من احد الاشاعرة من الاخوان المسلمين منذ مدة ممن يلبس على العوام دينهم. فيبدو ان هذا التبرير من حيلهم!!
المهم هل يوجد رد مُعَلّب (جاهز) يصلح لأن ينسخ ويلصق باستمرار فمن سوء التدبير أن نعيد كتابة الردود دائما.
وهل هناك مقال يناقش التأويل ويستخدم حديث الولاية اعلاه كمثال؟
ملاحظة:
هناك خطأ شائع عند العوام وينبغي أن يتنبه له هو ان ابن تيمية ليس هو منهج السلف. شخصنة منهج السلف مضرة فتجعل العامي ام شيئين: ابن تيمية في جهة و المخالفين جميعا في جهة اخرى. والله يستحق الرجل ذلك فقد كان آمة بمفرده لكن هذا يضر العوام أكثر مما ينفعهم.
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 06:34 م]ـ
وهذا من الخطأ الفادح عندما يقرر السلفي عقيدته من شيخ الاسلام ابن تيمية فقط، فلو نقل ما ينقله ابن تيمية عن أئمة السلف كأحمد ومالك والشافعي وأبي حنيفة والسفيانين والحمادين والبخاري ووو الخ لاستراح من نقد العامة أو تشويشهم ..
وإن كان ابن تيمية أمة وحده حقا كما نعتقد نحن، فلنثبت للناس أن مذهبه هو عين مذهب السلف .. وعندها سيظهر الحق ويفتضح البهرج ..
أما عند نقض ابن تيمية رحمه الله لأدلة الفلاسفة .. فهذا في كتيه في معرض الرد، وهو يعلم مذاهبهم أكثر منهم لأنه أقدر على الحجاج بها وبدونها ..
فرحمه الله من إمام ..
المهم: لاإزالة هذه الشبهة من عقول العامة كما تقول أخي: يجب علينا أن نبين منهج السلف من كتب السلف ليظهر أن عين كلام ابن تيمية هو عين مذهبهم .. وبهذا يعلم الناس ما كان عليه شيخ الإسلام.
والله أعلم.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 09:54 م]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عادل. المشكلة أن المقالات المناسبة للعوام والاخذة بعين الاعتبار وجود الاشاعرة ليست كثيرة خاصة في السابق.
لقد نقلت الموضوع الى منتدى عقيدة السلف الصالح لأن مقالاتهم رائعة ما شاء الله وبارك فيهم. فهي ذات جودة ومناسبة للعوام في نظري. وقد أجابوا بانهم يسعون في اعداد مقال خاص بالتأويل قبل أن أطرح عليهم الفكرة.
يسر الله لهم وبارك فيهم وجزاهم اجورهم بغير حساب.
المهم المقال يأخذ بعين الاعتبار هذه النقاط:
1 - البساطة
2 - الشبه من ارض الواقع
3 - الاختصار
4 - مدعما بأقوال السلف
5 - الترتيب والعرض الحسن
6 - الرد العقلي المبسط الذي يهضمه العامة
هذا نموذج لاحد مقالات الاخوة في الموقع:
{ليس كمثله شيء} ما هو التشبيه في صفات الله؟
http://www.as-salaf.com/article.php?aid=82&lang=ar
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 10:06 م]ـ
بورك فيك يا أبا نسيبة ..
هذا ما أتفق معك فيه ..
فعند تقرير المسائل العقدية نظهر أقاويل السلف كأصل، وليس من الحكمة الإكثار من نقول ابن تيمية في كل كتبه، فهذا كما أشرت يجعل العامة يوازنون بين رجل واحد ورجال كثر من الأشعرية فيرجحون الكثرة ..
أما إذا نقلنا نصوص الأئمة من السلف رأسا .. فسيكون الأمر مختلف، فمن يتجاسر على خلاف الأئمة الأربعة؟
والطرح الذي أشرت إليه جيد إذا كان في تقرير عقيدة السلف ..
أما عند محاججة الأشعرية فالقول مختلف ..
جزاك الله خيرا ونفع بك.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 10:25 م]ـ
وفيكم بارك الله وجزاكم خيرا اخي الشيخ عادل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/321)
جل إهتماماتي ليست في الرد على كبارهم فلست املك العلم أصلا في تفاصيل العقيدة السلفية حتى اتفرغ لذلك. إهتمامي منصب على العوام فلا يوجد مكان واحد يجمع المقالات المختارة التي تخاطب العامي الذي يغرق في شبهة سخيفة عند طالب العلم لكن تحير العامي.
مثلا: كيف لا يؤول ابن تيمية الصفات وفي القرآن يقول تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا)!!
فهل لله سبحانه حبل يليق بجلاله؟ (نعم لقد وصلني هذا بالذات واليوم!!)
أو (لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)!
فهل للقرآن يدين؟
أو ناقة الله
كيف تقولون يد الله وهنا ناقة الله؟؟؟!!
أو يد الله فوق أيديهم
لا اتذكر ما يقولون في هذه. ربما هل يده حقيقة فوق ايديهم تمسهم مثلا لا ادري الان.
فهذه شبه شائعة لا يجدها العامي في مكان واحد تحل له الاشكال ومع وجود اشعري ماكر يضربه على رأسه بالنووي!! والحجر!! و كتب التفسير و شراح الحديث يقع المسكين بسهولة. وحق له أن يقع طالما لا يتم رد هذه الشبه الشائعة التي يهزأ منها طالب العلم ولا يلتفت الى ردها بل يلتفت الى الرد على طلبة العلم الاشاعرة بينما العامي يحتاج الى أشهر بل ربما سنوات حتى يقوى على فكها.
فهذا مشروع لا ينبغي تأجيله خاصة الان مع ظهور لسان للاشاعرة والصوفية القبورية خاصة يحتاج الى قطعه.
يمكن عمل موضوع واحد توضع فيه الشبهة و الرد عليها. وهكذا يتم قطع الطريق عليهم. بل ليس هذا فقط يتم عمل هجوم على القوم بجمع الالزامات كالتي في توقيعي: كيف تناظر وتفحم اشعريا.
بما ان الموضوع الان عن التاويل: أضع هذا النقل هنا فقد اعجبني حسن صياغته
لماذا يمنع السلف التأويل في آيات الصفات؟
(السلف) يردون التأويل في باب الصفات لأنه خلاف الأصل (الاخذ بمعنى ظاهر النص المتبادر الى الذهن) فلا يعدل عنه إلا بقرينة، والقرينة في الأخبار الغيبية ومنها الصفات الإلهية لا بد أن تكون لفظية من نفس النص فلا يكون تأويل حينئذ لأن السياق نفسه قد دل على المعنى المراد دون الحاجة إلى قرينة عقلية كسائر قرائن المؤولة في باب الصفات الإلهية فالقرينة العقلية لا تصلح إلا في أمر يدرك العقل حقيقته، والعقل إن أدرك معاني الصفات الربانية إلا أنه يعجز بداهة عن إدراك حقائق صفات الرب، جل وعلا، فليس كمثله شيء ولا يعلم كنه ذاته وصفاته إلا هو، وإنما تعبدنا الرب، جل وعلا، بإثبات المعاني لا بإدراك الحقائق فذلك أمر فوق طاقتنا العقلية ولذلك لم يتوجه به التكليف إلينا فلا تكليف إلا بمقدور وهو في هذا الباب: إثبات معاني الصفات وحملها على ظواهرها مع نفي علم الكيف ونفي مشابهته لكيف صفات البشر وإن اشترك معها في المعاني الكلية المطلقة في الأذهان فلا يلزم من ذلك وقوع التماثل أو التشابه في الكيف.
للمزيد والمصدر: منتديات الجامع الاسلامية ( http://aljame3.net/ib/index.php?showtopic=8665) ( ما بين الاقواس إضافة مني)(64/322)
أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا والتأويل
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[04 - 07 - 10, 09:00 ص]ـ
بسم الله
قد سبق وحاججني أشعري قديما بهذا الحديث على جواز المجاز ويقصد في الصفات وهو حجة عليه فيما أظن. وهذا الحديث دليل على أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يفهمون النصوص على ظاهرها المتبادر الى الذهن. تماما كما تعجب الصحابي رضي الله عنه من ان الله يضحك فقال لن نعدم من رب يضحك خيرا. لكن يبقى احتجاج المعطلة بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنه يتكلم بالمجاز. الذي أراه والله اعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يذهب الى ربه إلا وقد ترك الصحابة على المحجة البيضاء فلا يؤخر البيان عن وقت الحاجة خاصة في الصفات. اما في هذا الحديث فبيانه هو وقت تأويله (صيرورته) وهو وفاة المقصود من الحديث. وتفصيل ذلك في كلام العلامة المعلمي رحمه الله الذي وقعت عليه فأحببت نقله.
منقول من: حقيقة التأويل - لعبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني
" ثم نقول: معرفة صفات الأمور الطبيعية ليس لها حاجة في البيان عندما يطلع الإنسان على صفة فعل الشيء، فيتبين له حينئذ المعنى المراد من النص، ولا يلزم كذب ولا شبه كذب إذا تبين أن الواقع خلاف الظاهر اللفظي من النص.
فلو قال النبي (صلى الله عليه وسلم) لرجل: اذهب إلى فلان فستجده يأكل لحم إنسان، فذهب إليه فلم يجده يأكل لحما، ولكن وجده يغتاب إنسانا، لقال: صدق الله ورسوله، إن اغتياب الإنسان كأكل لحمه.
ولو قال لرجل: أتحب فلانا؟ فقال: نعم! فقال: أما إنك ستقتله، فلما كان بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) سقطت من الرجل كلمة كانت سببا لقتل صاحبه، لقال: صدق الله ورسوله، أنا قتلته بكلمتي.
وفي هذا نص واقع، وهو قول النبي (صلى الله عليه وسلم) لأزواجه - لما سألنه أيتهن أسرع لحوقا به -: «أسرعكن أطولكن يدا».
قالت عائشة: "فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نمد أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش، وكانت امرأة قصيرة ولم تكن أطولنا، فعرفنا حينئذ أن النبي (صلى الله عليه وسلم) إنما أراد بطول اليد الصدقة، وكانت زينب امرأة صانعة باليد، وكانت تدبغ وتخرز وتتصدق في سبيل الله".
هذا لفظ رواية الحاكم في المستدرك، كما حكاها الحافظ في الفتح. والحديث في الصحيحين، ولكن وقع في رواية البخاري اختصار ووهم نبه عليه الحافظ في الفتح.
قال الحافظ: "وفي الحديث علم من أعلام النبوة ظاهر، وفيه جواز إطلاق اللفظ المشترك بين الحقيقة والمجاز بغير قرينة، وهو لفظ "أطولكن" إذا لم يكن محذورا. قال الزين بن المنير: "لما كان السؤال عن آجال مقدرة لا تعلم إلا بوحي أجابهن بلفظ غير صريح، وأحالهن على ما لا يتبين إلا بأخرة، وساغ ذلك لكونه ليس من الأحكام التكليفية".
وقد يقال إن في الحديث قرينة، بل قريتين:
الأولى: قوله: "أطولكن يدا"، ولم يقل: أطولكن، مع أنه أخصر، ففي العدول إلى ذكر طول اليد إشارة إلى المعنى المراد.
الثاني: أن سرعة اللحوق به فضيلة، والفضيلة إنما تدرك بعمل صالح؛ والطول الحسي ليس بعمل صالح.
ويمكن أن يجاب بأن الأولى مبنية على أن الطول الحسي في اليد ملازم لطول القامة، وليس كذلك ولكنه الغالب. وأما الثانية فليست بظاهرة، لأن الموت عند تمام الأجل، فليس بمرتبط بالفضيلة ارتباطا ظاهرا، إذ لا مانع من طول عمر الفاضلة ارتباطا ظاهرا، إذ لا مانع من طول عمر الفاضلة وقصر عمر المفضولة.
وعلى كل حال، استنبط هذا بعد العلم بحقيقة الحال؛ وأما قبل ذلك فقد كان الظاهر هو طول اليد الطول الحسي، كما فهمته أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، ولم يكن على ذلك حتى تبين خلاف ذلك بموت زينب.
فإن قيل: كيف هذا وقد تقدم في كلمات خليل الله إبراهيم عليه السلام تتعلق بوقائع عادية وقعت له، وليست متعلقة بما هو غيب عند عامة الناس أو غالبهم، والبحث المتقدم إنما هو فيما كان غيبا مطلقا، أو بالنظر إلى غالب الناس. " ا. هـ
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[05 - 07 - 10, 03:30 م]ـ
جزيتم خيرا شيخنا الحبيب
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 10:05 م]ـ
وجزاكم الله خيرا يا شيخنا الحبيب أبا الحسنين وبارك في جهودكم اما انا فلست بشيخكم لأنني لست بشيخ فقط اخوكم
والحمد لله لقد استفدت من المشاركة بسرعة فقد صادف ان سأل احدهم عن الصفات فارسلت لهم الرابط!(64/323)
تناقضات الطائفة السبعية (رد الأشعرية على الأشعرية)
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 01:45 ص]ـ
تناقضات الطائفة السبعية (رد الأشعرية على الأشعرية)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ..
أما بعد:
فخير ما أستهل به هذا المقال بعد كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ..
هو هذا الكلام الذي قاله ابن القيم في الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة (1/ 226) وهو قوله ضمن كلام عن تأويل الصفات:
ثم يقال خصومكم من المعتزلة لم يجمعوا معكم على إثبات هذه الصفات.
فإن قلتم: انعقد الإجماع قبلهم، قيل: صدقتم والله، والذين أجمعوا قبلهم على هذه الصفات أجمعوا على إثبات سائر الصفات ولم يخصوها بسبع بل تخصيصها بسبع خلاف قول السلف وقول الجهمية والمعتزلة.
فالناس كانوا طائفتين: سلفية وجهمية، فحدثت الطائفة السبعية [الأشاعرة] واشتقت قولاً بين القولين، فلا للسلف أثبتوا، ولا مع الجهمية بقوا.
وقالت طائفة أخرى: ما لم يكن ظاهره جوارح وأبعاض كالعلم والحياة والقدرة والإرادة والكلام لا يتأول , وما كان ظاهره جوارح وأبعاض كالوجه واليدين والقدم والساق والإصبع؛ فإنه يتعين تأويله لاستلزام إثباته التركيب والتجسيم.
قال المثبتون: جوابنا لكم بعين الجواب الذي تجيبون به خصومكم من الجهمية والمعتزلة نفاة الصفات؛ فإنهم قالوا لكم لو قام به سبحانه صفة وجودية كالسمع والبصر والعلم والقدرة والحياة لكان محلاًً للأعراض، ولزم التركيب والتجسيم والانقسام كما قلتم لو كان له وجه ويد وأصبع لزم التركيب والانقسام.
فما جوابكم لهؤلاء نجيبكم به! فإن قلتم: نحن نثبت هذه الصفات على وجه لا تكون أعراضاً ولا نسميها أعراضاً فلا يستلزم تركيباً ولا تجسيماً. قيل لكم:
ونحن نثبت الصفات التي أثبتها الله لنفسه إذ نفيتموها أنتم على وجه لا يستلزم الأبعاض والجوارح, ولا يسمى المتصف بها مركباً ولا جسماً ولا منقسماً. اهـ
وبعد هذا التبيين الواضح من كلام ابن القيم عن هذه الطائفة السبعية وهم الأشاعرة،،
أحببت أن أنقل صورا من التخبط بين أفراد هذه الطائفة التي تدعي أنها هي أهل السنة والجماعة!! وأنهم أهل الحق!! كما يتشدقون بها كثيرا ..
والصور التي أنقلها ما هي إلا ردود من الأشعرية على الأشعرية أنفسهم من القديم والحديث ..
فيها تراجعات عن أمور من العقائد تراجعوا عنها بعدما دعوا إليها بحدهم وحديدهم ونافحوا على صحتها وبدعوا مخالفيهم بل وكفروه أحياناً ..
وستجد الردود من بعضهم لبعض من سابق عن لاحق أو العكس لنحمد الله على أن هدانا للمنهج الحق منهج السلف الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين ثم من تبعه من العلماء الناصحين كالأئمة الأربعة وأصحاب الصحاح والسنن والمسانيد وفقهاء الأمصار المتبعين إلى يومنا هذا ..
1 - رد بعضهم على بعض في التأويل
من الحجج الظاهرة على الأشاعرة في إبطال التأويل ما جاء عن كبار أئمتهم وعلمائهم في باب التأويل.
ما نقله مرتضى الزبيدي في [إتحاف السادة المتقين 2/ 12و79 و110] عن القشيري اعترافه أن من السلف: الشافعي ومالك وأحمد والمحاسبي والقلانسي اختاروا عدم التأويل للمتشابهات،، وأن أحمد سد باب التأويل على الإطلاق كما نقل عن والد الجويني أن طريقة كثير من السلف كابن عباس وعامة الصحابة الإعراض عن الخوض في التأويل.
وقال القشيري في [التحبير في التذكير ص 73]: الله تعالى نهى العبد في وصفه ما لم يعلمه وإن كان صادقاً في قوله قال تعالى {وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}.
وقال إمام الحرمين الجويني في الرسالة النظامية [ص21 - 24]:
اختلفت مسالك العلماء في هذه الظواهر فرأى بعضهم تأويلها والتزم ذلك في آي الكتاب وما يصح من السنن وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل واجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الله تعالى والذي نرتضيه رأيا وندين الله به عقيدة اتباع سلف الأمة للدليل القاطع على ان إجماع الأمة حجة فلو كان تأويل هذه الظواهر حتما لا وشك ان يكون اهتمامهم به فوق اهتمامهم بفروع الشريعة وإذا انصرم عصر الصحابة والتابعين على الاضراب عن التأويل كان ذلك هو الوجه المتبع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/324)
ونقله الحافظ ابن حجر في الفتح (16/ 179) ونقله الذهبي في العلو للعلي الغفار (1/ 257) ومذهب الجويني في هذه الرسالة النظامية هو التفويض!!
وقال القرطبي فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر:
إنما السلف لم يخوضوا في صفات الله لعلمهم بأنه بحث عن كيفية ما لا تُعلَم كيفيته بالعقل، لكون العقول لها حد تقف عنده. وسيأتي كلامه كاملا.
وقال الحافظ نفسه في فتح الباري (10/ 324):
واختلف في المراد بالقدم فطريق السلف في هذا وغيره مشهورة وهو أن تمر كما جاءت ولا يتعرض لتأويله بل نعتقد استحالة ما يوهم النقص على الله. اهـ
وحكىالشهرستانى في الملل والنحل (1/ 91) أن السلف لم يتعرضوا للتأويل فقال:
وأما السلف الذين لم يتعرضوا للتأويل ولا تهدفوا للتشبيه فمنهم: مالك بن أنس رضي الله عنهما إذ قال: الاستواء معلوم والكيفية مجهولة والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة. ومثل أحمد بن حنبل رحمه الله وسفيان الثوري وداود بن علي الأصفهاني ومن تابعهم حتى انتهى الزمان إلى عبد الله بن سعيد الكلابي وأبي العباس القلانسي والحارث بن أسعد المحاسبي وهؤلاء كانوا من جملة السلفإلا أنهم باشروا علم الكلام وأيدوا عقائد السلف بحجج كلامية وبراهين أصولية ..
وصنف بعضهم ودرس بعض حتى جرى بين أبي الحسن الأشعري وبين أستاذه مناظرة في مسألة من مسائل الصلاح والأصلح فتخاصما، وانحاز الأشعري إلى هذه الطائفة فأيد مقالتهم بمناهج كلامية وصار ذلك مذهبا لأهل السنة والجماعة وانتقلت سمة الصفاتية إلى الأشعرية .. اهـ
وعده الكلابي والقلانسي والمحاسبي والأشعري من السلف محط نظر إذ إنه ذكر تعاطيهم علم الكلام واحتجاجهم به في الأصول وقد ذمه السلف، فكيف يكونوا منهم؟
وقال الشعرانيفي اليواقيت والجواهر (1/ 106):
إن الله تعالى ما أمرنا أن نؤمن إلا بعين اللفظ الذي أنزله، لا بما أوَّلناه بعقولنا، فقد لا يكون التأويل الذي أوَّلناه يرضاه الله تعالى.
ونختم هنا بقول الطحاوي: وكل ما جاء من الحديث الصحيح عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهو كما قال وعلى معنى ما أراد: لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا، وأن التأويل المعتبر ترك التأويل ولزوم التسليم فإنه ما سَلِم في دينه إلا من سلَّم لله عز وجل ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -. ولا تثبُت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام. فمن رام عِلْمَ ما حُظِرَ عنه عِلمُه، ولم يقنع فهمُه بالتسليم: حجبه مُرامُه عن خالص التوحيد فيتذبذب بين الإيمان والكفر. اهـ
ويراجع شرح ابن أبي العز الحنفي عليه.
ابن حجر يعارض التأويل
ويعارض الحافظ ابن حجر التأويل جملة في فتح الباري (16/ 179) وينقل مقرا قول الحافظ ابن عبد البر: أهل السنة مجمعون على الإقرار بهذه الصفات الواردة في الكتاب والسنة ولم يكيفوا شيئا منها واما الجهمية والمعتزلة والخوارج فقالوا من أقر بها فهو مشبه فسماهم من أقر بها معطلة وقال امام الحرمين في الرسالة النظامية اختلفت مسالك العلماء في هذه الظواهر فرأى بعضهم تأويلها والتزم ذلك في آي الكتاب وما يصح من السنن وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل واجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الله تعالى والذي نرتضيه رأيا وندين الله به عقيدة اتباع سلف الأمة للدليل القاطع على ان إجماع الأمة حجة فلو كان تأويل هذه الظواهر حتما لا وشك ان يكون اهتمامهم به فوق اهتمامهم بفروع الشريعة وإذا انصرم عصر الصحابة والتابعين على الاضراب عن التأويل كان ذلك هو الوجه المتبع. انتهى
ثم عقب ابن حجر قائلا: وقد تقدم النقل عن أهل العصر الثالث وهم فقهاء الأمصار كالثوري والأوزاعي ومالك والليث ومن عاصرهم وكذا من أخذ عنهم من الأئمة فكيف لا يوثق بما اتفق عليه أهل القرون الثلاثة وهم خير القرون بشهادة صاحب الشريعة.
كما أنه ينفي وجوب التأويل الذي نقله الأشعرية وغيرهم، وبين أن الدليل ثابت على انكفاء السلف عن التأويل واحتج بتوبة الجويني ورجوعه عن التأويل.
قول الغزالي في التأويل
وقال الغزالي ضمن وصاياه في قانون التأويل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/325)
والوصية الثالثة: أن يكفَّ عن تعيين التأويل عند تعارض الاحتمالات، فإن الحكم على مراد الله سبحانه ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم بالظن والتخمين خطر، فإنما تعلم مراد المتكلم بإظهار مراده، فإذا لم يظهر فمن أين تعلم مراده، إلا أن تنحصر وجوه الاحتمالات، ويبطل الجميع إلا واحداً، فيتعين الواحد بالبرهان. ولكن وجوه الاحتمالات في كلام العرب وطرق التوسع فيها كثير، فمتى ينحصر ذلك، فالتوقف في التأويل أسلم. اهـ
وكلامه السابق لهذا في تقديم للعقل على النقل ..
رد البيهقي على الرازي وغيره في وجوب التأويل
فقد قرر الرازي في أساس التقديس (182 - 183) أن مذهب جمهور المتكلمين وجوب الخوض في تأويل المتشابهات.
ويرد البيهقي هذا الإيجاب حيث يرى كما نقله ابن حجر في فتح الباري (4/ 190) عنه قال: وأسلمها الإيمان بلا كيف والسكوت عن المراد الا أن يرد ذلك عن الصادق فيصار إليه ومن الدليل على ذلك اتفاقهم على أن التأويل المعين غير واجب فحينئذ التفويض أسلم. اهـ
وهو صريح في تفضيل البيهقي التفويض على التأويل.
2 - مفردات من تأويل الصفات
الباقلاني يثبت الصفات جملة
قال شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية (2/ 34):
وهكذا ذكر القاضي ابو بكر ابن الباقلاني في عامة كتبه مثل التمهيد والابانة وكتابه الذي سماه كتاب الرد على من نسب الى الاشعري خلاف قوله بعد فصول ذكرها قال: وكذلك قولنا في جميع المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفات الله تعالى اذا ثبتت بذلك الرواية من اثبات اليدين اللتين نطق بهما القرآن والوجه والعينين قال تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وقال تعالى كل شيء هالك الا وجهه وقال في قصة ابليس من منعك ان تسجد لما خلقت بيدي وقال بل يداه مبسوطتان وقال تجري بأعيننا قال وروي في الحديث من رواية ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الدجال قال انه أعور وان ربكم ليس بأعور فأثبت له العينين قال وهذا حديث غير مختلف في صحته عند العلماء بالحديث وهو في صحيح البخاري وقال عليه السلام فيما يروى من الاخبار المشهورة وكلتا يديه يمين ونقول انه تعالى يأتي يوم القيامة في ظلل من الغمام.
قول العز بن عبد السلام في الصفات عند الأشعرية
ذكر العز بن عبد السلام في قواعد الأحكام الكبرى (1/ 170):
أن أصحاب الأشعري مترددرن مختلفون في صفات البقاء والقدم هل هي من صفات السلب أم من صفات الذات.
وقال في ص 172:
والعجب أن الأشعرية اختلفوا في كثير من الصفات كالقدم والبقاء والوجه واليدين والعينين. وفي الأحوال كالعالمية والقادرية وفي تعدد الكلام واتحاده ومع ذلك لم يكفر بعضهم بعضا، واختلفوا في تكفير نفاة الصفات مع اتفاقهم على كونه حيا قادرا سميعا بصيرا متكلما، فاتفقوا على كماله بذلك واختلفوا في تعليله بالصفات المذكورة. اهـ
الزام الجويني للأشاعرة في الأخذ بظواهر الآيات في جميع الصفات
قرر الإمام الجويني في الإرشاد [ص155] في فصل اليدان والعينان والوجه، التأويل لكثير من الصفات الثابتة في الكتاب والسنة ورد على المثبتين ووصفهم [ص158] بقوله: الحشوية الرعاع المجسمة ..
وجاء على جميع الصفات الخبرية كالوجه واليدين والاستواء والمجيء والنزول ..
ولكنه عاد إلى الحق وقرر هذا الذي أوله ودافع عنه جهده فقال في رسالة الاستواء والفوقية 1/ 74:
فإن قالوا لنا في الاستواء والنزول واليد والوجه والقدم والضحك والتعجب من التشبيه شبهتم نقول لهم في السمع شبهتم ووصفتكم ربكم بالعرض فإن قالوا لا عرض بل كما يليق به قلنا في الاستواء والفوقية لا حصر بل كما يليق به فجميع ما يلزمونا به في الاستواء نلزمهم به في الحياة والسمع فكما لا يجعلونها هم أعراضا كذلك نحن لا نجعلها جوارح ولا ما يوصف به المخلوق وليس من الإنصاف أن يفهموا في الاستواء والنزول والوجه واليد صفات المخلوقين فيتحاجوا إلى التأويل والتحريف.
فإن فهموا في هذه الصفات ذلك فيلزمهم أن يفهموا في الصفات السبع صفات المخلوقين من الأعراض فما يلزمونا في تلك الصفات من التشبيه والجسمية نلزمهم به في هذه الصفات من العرضية وما ينزهوا ربهم به في الصفات السبع وينفون عنه عوارض الجسم فيها فكذلك نحن نعمل في تلك الصفات التي ينسبونا فيها إلى التشبيه سواء بسواء.
فسبحان مغير القلوب والأحوال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/326)
تأويلهم صفة الرضا والرحمة بالارادة وصفة الضحك بالرضا!!
صفة الرضا ثابتة في الكتاب والسنة وأهل السنة يثبتونها لله تعالى بلا تأويل أو تعطيل، ولكنها عند الأشاعرة مؤولة بالإرادة كما حكاه البيهقي عن شيخه الأشعري في الأسماء والصفات (1/ 479) فقال:
الرضا عند أبي الحسن الأشعري رضي الله عنه يرجع إلى الإرادة، وهو إرادة إكرام المؤمنين، وكذلك الرحمة ترجع إلى الإرادة وهي إرادة الإنعام والإكرام. اهـ
والعجيب في تناقضهم: أن التشابه عندهم سبب للتأويل لأن الصريح لا يؤول، فكيف يُحكمون المتشابه بمتشابه، وكيف يؤولون صفة بصفة مؤولة أصلاً؟
ولذلك تناقض بعضهم تناقضا بينا فيما بينهم ..
فالسبكي يخالف جمهور الأشاعرة في أن الرضا غير الإرادة
نقل السبكي الابن في ترجمة والده السبكي الكبير في طبقات الشافعية الكبرى (10/ 150) أنه قال: إن الرضا غير الإرادة ذكره في التفسير في سورة الزمر. اهـ
وخالف جمهور الأشاعرة الزاعمين بأن كل ما يريده الله فهو يحبه، وأنه يريد الكفر ويحبه ويرضاه، وأن الإرادة والرضى والمحبة بمعنى واحد.
وعزا السبكي القول باتحاد الإرادة والمحبة إلى جمهور الأشاعرة غير أنه اختار لنفسه خلاف ما اختاره عامة الأشاعرة فقرر أن الرضا غير الإرادة.
ملا علي القاري يرد على تأويل الرضا والغضب
ونقل ملا على القاري في شرح الفقه الأكبر لأبي حنيفة (69 - 70) قول الإمام الطحاوي: ولا يقال إن الرضا إرادة الإكرام والغضب إرادة الانتقام فإن هذا نفيٌ للصفة.
ثم رد على من تأوَّل هذه الصفات - وهو وإن كان ماتريدي إلا أن المذهب سواء عند الأشعرية - فقال نقلا عن شارح الطحاوية:
ويقال لمن تأول الغضب والرضا بإرادة الإحسان: لم تأولت ذلك؟ فلا بد أن يقول: لأن الغضب غليان دم القلب، والرضا الميل والشهوة، وذلك لا يليق بالله تعالى! فيقال له: غليان دم القلب في الآدمي أمر ينشأ عن صفة الغضب، [لا أنه الغضب]
ويقال له أيضا: وكذلك الإرادة والمشيئة فينا، هي ميل الحي إلى الشيء أو إلى ما يلائمه ويناسبه، فإن الحي منا لا يريد إلا ما يجلب له منفعة أو يدفع عنه مضرة، وهو محتاج إلى ما يريده ومفتقر إليه، ويزداد بوجوده، وينقص بعدمه.
فالمعنى الذي صرفت إليه اللفظ كالمعنى الذي صرفته عنه سواء، فإن جاز هذا جاز ذاك، وإن امتنع هذا امتنع ذاك.
فإن قالوا: [الإرادة] التي يوصف الله بها مخالفة للإرادة التي يوصف بها العبد، وإن كان كل منهما حقيقة؟
قيل له: فقل إن الغضب والرضا الذي يوصف الله به مخالف لما يوصف به العبد، وإن كان كل منهما حقيقة. فإذا كان ما يقوله في الإرادة يمكن أن يقال في هذه الصفات، لم يتعين التأويل، بل يجب تركه؛ لأنك تسلم من التناقض، وتسلم أيضا من تعطيل معنى أسماء الله تعالى وصفاته بلا موجب. فإن صرف القرآن عن ظاهره وحقيقته بغير موجب حرام، ولا يكون الموجب للصرف ما دل عليه عقله، إذ العقول مختلفة، فكل يقول إن عقله دل على خلاف ما يقوله الآخر!
وهذا الكلام يقال لكل من نفى صفة من صفات الله تعالى، لامتناع مسمى ذلك في المخلوق، فإنه لا بد أن يثبت شيئا لله تعالى على خلاف ما يعهده. اهـ
وراجع شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي (1/ 305)
ابن بطال وابن التين وإثبات اليدين لله تعالى
قال ابن حجر في فتح الباري (16/ 166) باب قول الله تعالى لما خلقت بيدي:
قال ابن بطال: في هذه الآية اثبات يدين لله وهما صفتان من صفات ذاته وليستا بجارحتين خلافا للمشبهة من المثبتة وللجهمية من المعطلة ويكفي في الرد على من زعم أنهما بمعنى القدرة انهم أجمعوا على ان له قدرة واحدة في قول المثبتة ولا قدرة له في قول النفاة لأنهم يقولون أنه قادر لذاته ويدل على أن اليدين ليستا بمعنى القدرة أن في قوله تعالى لإبليس " ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي " إشارة إلى المعنى الذي أوجب السجود فلو كانت اليد بمعنى القدرة لم يكن بين آدم وابليس فرق لتشاركهما فيما خلق كل منهما به وهي قدرته ولقال إبليس وأي فضيلة له علي وأنا خلقتني بقدرتك كما خلقته بقدرتك؟ فلما قال خلقتني من نار وخلقته من طين دل على اختصاص آدم بأن الله خلقه بيديه، قال: ولا جائز أن يراد باليدين النعمتان لاستحالة خلق المخلوق بمخلوق لأن النعم مخلوقة ولا يلزم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/327)
من كونهما صفتي ذات أن يكونا جارحتين.
ونقل قول ابن التين: قوله " وبيده الأخرى الميزان " يدفع تأويل اليد هنا بالقدرة وكذا قوله في حديث ابن عباس رفعه " أول ما خلق الله القلم فأخذه بيمينه وكلتا يديه يمين " الحديث.
ونقل ابن حجر تحير أبي بكر بن فورك بقوله:
قيل اليد بمعنى الذات وهذا يستقيم في مثل قوله تعالى مما عملت أيدينا بخلاف قوله لما خلقت بيدي فإنه سيق للرد على إبليس فلو حمل على الذات لما اتجه الرد. اهـ
وقد رد السلف على مثل هذه المهاترات، ومما قاله الإمام أبي حنيفة كما في الفقه الأكبر: ولا يقال يد الله بمعنى قدرته لأن هذا إبطال للصِّفة.
ابن العطار يرد على شيخه النووي في تأويل اليدين
قال الإمام ابن العطار في كتاب الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد [ص 22 و 75 والذي حقق بعضه الشيخ علي الحلبي]:
إذا ثبت نص في الكتاب والسنة مثل أن الله خلق آدم بيده، وأنه كتب التوراة بيده: وجب إثباته وحرم علينا أن نقول: المراد باليدين النعمتين أو القدرتين فهذا تحريف لما فيه من التعطيل، كيف والإجماع على أن الصفات توقيفية ..
وقال: وقد نفى بعضهم النزول وضعّف الأحاديث أو تأولها خوفاً من التحيز أو الحركة والانتقال: والمحققون أثبتوها وأوجبوا الإيمان بها كما يشاء سبحانه.
وابن العطار من أخص تلاميذ الإمام النووي رحمه الله ومع ذلك لم يرضى بتأويلات شيخه وصرح بخلاف كما في النص أعلاه.
نقلا من موسوعة أهل السنة للدمشقية (1/ 460)
3 - أقوالهم في العلو والاستواء
ابن فورك يقول مؤولة الاستواء بالاستيلاء هم المعتزلة
قال شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية (2/ 332):
مع أن المعروف عن أبي بكر بن فورك هو ما عليه الأشعري وأئمة أصحابه من إثبات أن الله فوق العرش كما ذكر ذلك في غير موضع من كتبه وحكاه عن الأشعري وابن كلاب وارتضاه وذكر البيهقي عنه في كتاب الصفات أنه قال استوى بمعنى علا وقال في قوله أأمنتم من في السماء أي من فوق السماء واحتج البيهقي لذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن معاذ حين حكم في بني قريظة لقد حكمت فيهم بحكم الله الذي حكم به فوق سبع سماوات .. اهـ
واعترف ابن فورك بأن تأويل الاستواء بالاستيلاء قول المعتزلة كما في كتابه مجرد مقالات أبي الحسن الأشعري [ص 325].
وقال البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 309): وحكى الأستاذ أبو بكر بن فورك هذه الطريقة عن بعض أصحابنا أنه قال: استوى بمعنى: علا، ثم قال: ولا يريد بذلك علوا بالمسافة والتحيز والكون في مكان متمكنا فيه، ولكن يريد معنى قول الله عز وجل: {أأمنتم من في السماء} أي: من فوقها على معنى نفي الحد عنه، وأنه ليس مما يحويه طبق أو يحيط به قطر، ووصف الله سبحانه وتعالى بذلك بطريقة الخبر، فلا نتعدى ما ورد به الخبر. اهـ
اعتراف أبي الحسن الطبري تلميذ الأشعري بالعلو ونفي التأويل
قال البيهقي في الأسماء والصفات 2/ 308:
وذهب أبو الحسن علي بن محمد بن مهدي الطبري في آخرين من أهل النظر إلى أن الله تعالى في السماء فوق كل شيء مستو على عرشه بمعنى أنه عال عليه، ومعنى الاستواء: الاعتلاء، كما يقول: استويت على ظهر الدابة، واستويت على السطح. بمعنى علوته، واستوت الشمس على رأسي، واستوى الطير على قمة رأسي، بمعنى علا في الجو، فوجد فوق رأسي. والقديم سبحانه عال على عرشه لا قاعد ولا قائم ولا مماس ولا مباين عن العرش، يريد به: مباينة الذات التي هي بمعنى الاعتزال أو التباعد، لأن المماسة والمباينة التي هي ضدها، والقيام والقعود من أوصاف الأجسام. اهـ
البيهقي يرد على الأشعرية في العلو
قال البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 303):
باب ما جاء في قول الله عز وجل {الرحمن على العرش استوى} وقوله عز وجل: {ثم استوى على العرش}.
ثم قال: فأما الاستواء: فالمتقدمون من أصحابنا رضي الله عنهم كانوا لا يفسرونه ولا يتكلمون فيه كنحو مذهبهم في أمثال ذلك ..
ثم ذكر الآثار عن الأوزاعي ومالك وشيخه ربيعة وابن عيينة وقال:
والآثار عن السلف في مثل هذا كثيرة وعلى هذه الطريق يدل مذهب الشافعي رضي الله عنه، وإليها ذهب أحمد بن حنبل والحسين بن الفضل البجلي. ومن المتأخرين أبو سليمان الخطابي .. اهـ
القرطبي يثبت العلو ويلقم الأشعرية حجراً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/328)
قال القرطبي في تفسيره (7/ 219 - 220):
قوله تعالى: (ثم استوى على العرش) هذه مسألة الاستواء، وللعلماء فيها كلام وإجراء.
وقد بينا أقوال العلماء فيها في الكتاب (الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى) وذكرنا فيها هناك أربعة عشر قولا.
والأكثر من المتقدمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري سبحانه عن الجهة والتحيز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة، فليس بجهة فوق عندهم، لأنه يلزم من ذلك عندهم متى اختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز، ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للمتحيز، والتغير والحدوث. هذا قول المتكلمين.
وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله.
ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة.
وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لاتعلم حقيقته.
قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم - يعني في اللغة – والكيف مجهول، والسؤال عن هذا بدعة. وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها.
وهذا القدر كاف، ومن أراد زيادة عليه فليقف عليه في موضعه من كتب العلماء.
والاستواء في كلام العرب هو العلو والاستقرار. اهـ
وقال شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية (2/ 333):
قال أبو عبد الله القرطبي صاحب التفسير الكبير في كتاب شرح الأسماء الحسنى بعد أن حكى كلام الحضرمي: هذا قول القاضي أبي بكر في كتاب تمهيد الأوائل له وقاله الاستاذ ابن فورك في شرح أوائل الأدلة وهو قول عمر بن عبد البر والطلمنكي وغيرهما من الأندلسيين وقول الخطابي في شعار الدين ثم قال بعد أن ذكر في الاستواء أربعة عشر قولا وأظهر الأقوال ما تظاهرت عليه الآي والأخبار والفضلاء الأخيار أن الله على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه بلا كيف بائن من جميع خلقه هذا مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقاة. اهـ
الرازي يثبت العلو بفطرته في تفسير الفاتحة
مع أنه من أكابر النافين للعلو والإستواء الحقيقي إلا أن الله أنطقه تصريحا بهذه العقيدة الفطرية.
فقال في تفسيره عند سورة الفاتحة (1/ 223) مانصه:
وخسف بقارون فجعل الأرض فوقه، ورفع محمداً عليه الصلاة والسلام فجعل قاب قوسين تحته، وجعل الماء ناراً على قوم فرعون أغرقوا فأدخلوا ناراً، وجعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم، ورفع موسى فوق الطور .. اهـ
ولاحظ قوله [ورفع محمدا] و [قاب قوسين تحته] والمراد بتحته أي تحت الله تعالى .. وأهل السنة لا يقولون بهذا التصريح .. وهو ما ينفيه الرازي جهده!! فياللعجب.
ثم اعجب منه بعد ذلك، قال في سورة النجم (14/ 399) في قوله تعالى (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى):
أي فتدلى إليهم بالقول اللين والدعاء الرفيق .. وعلى هذا ففي الكلام كمالان كأنه تعالى قال إلا وحي يوحي جبريل على محمد، فاستوى محمد وكمل فدنا من الخلق بعد علوه وتدلى إليهم وبلغ الرسالة والثالث: وهو ضعيف سخيف، وهو أن المراد منه هو ربه تعالى وهو مذهب القائلين بالجهة والمكان، اللّهم إلا أن يريد القرب بالمنزلة، ... ، وههنا لما بيّن أن النبي صلى الله عليه وسلم استوى وعلا في المنزلة العقلية لا في المكان الحسي قال وقرب الله منه تحقيقاً لما في قوله «من تقرب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً». اهـ
وقال في قوله تعالى (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى): أي بين جبرائيل ومحمد عليهما السلام مقدار قوسين أو أقل ... فارتفع النبي صلى الله عليه وسلم حتى بلغ الأفق الأعلى من البشرية وتدلى جبريل عليه السلام حتى بلغ الأفق الأدنى من الملكية فتقاربا ولم يبق بينهما إلا حقيقتهما .. اهـ
محاولات قديمة لنفي العلو:
ذكر الإمام البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 314) حكايتان عن ابن الأعرابي [وهو أبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي اللغوي صاحب النحو]
الأولى: قال ابن الأعرابي:
قال لي أحمد بن أبي دؤاد [هو الجهمي]: يا أبا عبد الله، يصح هذا في اللغة، ومخرج الكلام: الرحمن علا من العلو، والعرش استوى؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(64/329)