وقد وفق الله تعالى الإمام أبا محمد الجويني والد أبي المعالي الجويني إلي التخلص من مذهب الأشاعرة والاعتراف بأن ما كانوا يقولون به في صفات الله تعالى من التأويل إنما هو تحريفٌ للكلم عن مواضعه، فذكر رحمه الله تعالى في رسالته المسماة:» بالنصيحة في إثبات الاستواء والفوقية ومسألة الحرف
والصوت في القرآن المجيد «قال فيها:» وبعد، فهذه نصيحةٌ كتبتها إلى إخواني في الله أهل الصدق والصفاء، والإخلاص والوفاء، لما تعيَّنَ علي محبتهم في الله، ونصيحتهم في صفات الله عز وجل …أُعرفهم فيها أيدهم الله تعالى بتأييده، ووفقهم لطاعته ومزيده، أنني كُنتُ برهةً من الدهر متحيراً في ثلاث مسائل: مسألة الصفات، ومسألة الفوقية، ومسألة الحرف والصوت، وكُنتُ متحيراً في الأقوال الموجودة في كتب أهل العصر في جميع ذلك من تأويل الصفات وتحريفها، أو إمرارها والوقوف فيها وإثباتها بلا تأويل ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل، فأجد النصوص في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ناطقةً بحقائق هذه الصفات، وكذلك في إثبات العلو والفوقية، وكذلك في الحرف والصوت، ثم أجد المتأخرين من المتكلمين في كُتبهم: منهم من يؤول الاستواء بالقهر والاستيلاء، ويؤول النزول بنزول الأمر، ويؤول اليدين بالقدرتين أو النعمتين، ويؤول القَدم بقدم صدقٍ عند ربهم … وأمثال ذلك، ثم أجدهم مع ذلك يجعلون كلام الله تعالى معنىً قائماً بالذات بلا حرفٍ ولا صوتٍ ويجعلون هذه الحروف عبارة عن ذلك المعنى القائم، وممن ذهب إلى هذه الأقوال قومٌ لهم في صدري منزلة، مثل طائفة من فقهاء الأشعرية الشافعيين، لأني على مذهب الشافعي رضي الله تعالى عنه، عرفتُ فرائض ديني وأحكامه، فأجد مثل هؤلاء الشيوخ الأجلة يذهبون إلى مثل هذه الأقوال وهم شيوخي ولي فيهم الاعتقاد التام لفضلهم وعلمهم، ثم إنني مع ذلك أجد في قلبي من هذه التأويلات حزازاتٌ لا يطمئن قلبي إليها، وأجدُ الكدرَ والظُّلمةَ منها، وأجدُ ضيقَ الصدر وعدم انشراحهِ مقروناً بها، فكنتُ كالمتحير المضطرب في تحيره المتململ من قلبه في تقلبه وتغيره، وكنتُ أخافُ أن من إطلاق القول بإثبات العلو والاستواء والنزول، مخافة الحصر والتشبيه، ومع ذلك فإذا طالعت النصوص الواردة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أجدها نصوصاً تشير إلى حقائق هذه المعاني، وأجدُ الرسول صلى الله عليه وسلم قد صرَّح بها مُخبراً عن ربه واصفاً لهُ بها، وأعلم بالاضطرار أنه صلى الله عليه وسلم كان يَحضرُ مجلسهُ الشريف والعالم والجاهل والذكي والبليد والأعرابي والجافي؛ ثم لا أجد شيئاً يُعقبُ تلك النصوص التي كان يَصفُ ربهُ بها لا نصاً ولا ظاهراً مما يصرفها عن حقائقها ويؤولها كما تأولها هؤلاء مشايخي المتكلمين: مثل تأويلهم الاستواء بالاستيلاء، ونزول الأمر للنزول، وغير ذلك، ولم أجد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يُحذر الناس من الإيمان بما يظهر من كلامه في صفته لربه من الفوقية واليدين وغيرها، ولم يُنقل عنه مقالةً تدل على أن لهذه الصفات معاني أُخَر باطنة غير ما يظهر من مدلولها مثل فوقية المرتبة ويد النعمة والقدرة وغير ذلك، وأجد الله عز وجل يقول: (الرحمن على العرش استوى) (خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش) (يخافون ربهم من فوقهم) (إليه يصعد الكلم الطيب) … ثم ذكر الأدلة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على إثبات علو الله تعالى على خلقه على ما يليق بجلال الله تعالى وعظمته وأنه هو الظاهر المراد من هذه النصوص، ثم قال: إذا علمنا ذلك واعتقدناه تخلَّصنا من شُبهة التأويل وعماوة التعطيل وحماقة التشبيه والتمثيل، وأثبتنا علو ربنا سبحانه وفوقيته واستواءه على عرشه كما يليق بجلاله وعظمته، والحقُ واضحٌ في ذلك والصدور تنشرحُ له، فإن التحريف تأباه العقول الصحيحة مثل: تحريف الاستواء بالاستيلاء وغيره، والوقوف في ذلك جهلٌ وعيٌّ، وع كون أن الرب تعالى وصف لنا نفسهُ بهذه الصفات لنعرفهُ بها، فوقوفنا عن إثباتها ونفيها عدولٌ عن المقصودِ منه تعالى في تعريفنا إياها، فما وصف لنا نفسه بها إلا لِنُثبت ما وصف به نفسه ولا نقف في ذلك، وكذلك التشبيه والتمثيل حماقةٌ وجهالةٌ فمن وفَّقهُ الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/371)
تعالى للإثبات بلا تحريفٍ ولا تكييفٍ ولا وقوفٍ فقد وقع على الأمر المطلوب منه إن شاء الله … وختم رسالته بقوله: فرحم الله عبداً وصلت إليه هذه الرسالة ولم يُعاجلها بالإنكار، وافتقر إلى ربه في كشف الحق آناء الليل والنهار، وتأمل النصوص في الصفات، وفكر بعقله في نزولها وفي المعنى الذي نزلت له وما الذي أُريد بعلمها من المخلوقات، ومن فتح الله قلبه عرف أنه ليس المراد إلا معرفةُ الرب تعالى بها، والتوجه إليه منها، وإثباتها له بحقائقها وأعيانها كما يليقُ بجلاله وعظمته بلا تأويل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ولا جمود ولا وقوف، وفي ذلك بلاغ لمن تدبر، وكِفايةٌ لمن استبصر … «[انظر رسالته ضمن الرسائل المنيرية (1/ 174 – وقد مرَّ معنا شيئاً من كلامه في الوقفة الرابعة.
وأما ذِكرُ الدكتور لبعض العلماء ونسبته لهم إما إلى الأشاعرة أو الماتريدية فلا يدل ذلك على أن كُل علماء الأمة كذلك، و ذكرنا أنه قد يقع من بعض العلماء زلات وأخطاء، وليس معنا هذا أن نوافقهُ في خطئه بل نُنبه عليه، ونُحذر من ذلك الخطأ وخاصةً إذا كان هذا الخطأ في أمور الاعتقاد، ومعلومٌ بالاضطرار من دين الإسلام أن خير القرون في كُلِّ فضلٍ وعلمٍ وفهمٍ أنهم القرون الثلاثة والصاحبة رضوان الله عليهم لهم النصيب الأعظم من ذلك ثم التابعون لهم بإحسان من بعدهم، ولم يقع منهم خلاف في شيءٍ من أمور الاعتقاد ولله الحمد، وأما العصور المتأخرة فليست كذلك، وقد نبَّه العُلماءُ الجهابذة على الأخطاء العقدية التي يقع فيها كثير من المنتسبين للعلم، فمثلاً الحافظ ابن حجر العسقلاني وقع في أخطاء في العقيدة في شرحه المسمى: فتح الباري شرح صحيح البخاري، ونبَّه على أخطائه العلماء والأئمة أتباع السلف أهل السنة والجماعة بدون تجريحٍ لهُ ولا ذم متبعين في ذلك قولهُ صلى الله عليه وسلم: إذا اجتهد الحاكم فأصاب فلهُ أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجرٌ واحد، مع أن أمور الاعتقاد لا اجتهاد فيها بل نؤمنُ بها، ونهتدي بهدي نبينا صلى الله عليه وسلم فيها، وممن نبَّه على أخطاءه:
أ - العلامة المحدث الشيخ عبدالله بن محمد الدويش رحمه الله تعالى الذي كان يحفظ الكتب الستة بأسانيدها، وكتابهُ مطبوع.
ب – سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى وتعليقاته مطبوعة في حاشية فتح الباري.
ج – الشيخ العلامة عبدالله بن سعدي الغامدي، وكتابه مطبوع.
الوقفة الثالثة عشر
قول الدكتور:» والإخوة الذين يذمون الأشاعرة بإطلاق مخطئون متجاوزون… «
وقول الدكتور:» فالأشاعرة فئة من أهل السنة والجماعة، ارتضتهم الأمة … «
[1] أنَّ الذم لا يكون إلا بمخالفة شيءٍ من الشرع الحنيف وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده رضي الله عنهم، وخاصةً إذا كان من أمور الاعتقاد، فمن خالف شيئاً من ذلك فهو مذموم.
[2] أن الأشاعرة قد ذمهم علماءٌ كبار من الشافعية وغيرهم، ولذلك لما ألف الإمام شيخ الحرمين أبو الحسن محمد بن عبدالملك الكرجي الشافعي كتابه:» الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاماً لذوي البدع والفضول «أنه لم يعتمد إلا على أقوال أئمة السلف وذكرَ منهم: الشافعي، ومالك والثوري، وأحمد بن حنبل، والبخاري صاحب الصحيح، وسفيان بن عُيينة، وعبدالله بن المبارك، والأوزاعي، والليث بن سعد، وإسحق بن راهوية، فذكرَ فيه أقوالهم في أصول السنة ما يُعرفُ به اعتقادهم، وذكر في تراجمهم ما فيه التنبيه على مراتبهم ومكانتهم في الإسلام، وذكر أنه اقتصر في النقلِ عنهم دون غيرهم لأمرين عظيمين:
أحدهما: لأنهم هم المقتدى بهم والمرجوعِ شرقاً وغرباً إلى مذاهبهم، ولأنهم أجمع لشرائط القدوة والإمامة من غيرهم، وأكثر لتحصيل أسبابها وأدواتها: من جودة الحفظ والبصيرة والفطنة والمعرفة بالكتاب والسنة والإجماع والسند والرجال والأحوال ولُغات العرب ومواضعها والتاريخ والناسخ والمنسوخ والمنقول والمعقول والصحيح والمدخُول، مع الصدق والصلابة وظهور الأمانة والديانة ممن سواهم …
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/372)
والثاني:أن في النقل عن هؤلاء إلزاماً للحجة على كلِّ من ينتحلُ مذهب إمامٍ يُخالفهُ في العقيدة؛فإن أحدهما لا محالة يُضلِّلُ صاحبه أو يُبدعه أو يُكفره، فانتحالُ مذهبه – مع مخالفته لهُ في العقيدة – مستنكرٌ والله شرعاً وطبعاً، فمن قال: أنا شافعي الشرع أشعري الاعتقاد! قُلنا له: هذا من الأضداد، لا بل من الارتداد؛ إذ لم يكن الشافعي أشعري الاعتقاد، ومن قال: أنا حنبلي الفروع مُعتزلي الأصول!! قُلنا له: قد ضللتَ إذاً عن سواء السبيل فيما تزعمه إذ لم يكن أحمد معتزلي الدين والاجتهاد … «[مجموع الفتاوى (4/ 176 – 177)]
ثم قال رحمه الله تعالى:» وقد افتتن خلق من المالكية بمذاهب الأشعرية، وهذا والله سُبَّةٌ وعار، وفلتةٌ تعود بالوبال والنكال وسوء الدار، على منتحلِ مذاهب هؤلاء الأئمة الكبار، فإن مذهبهم ما رويناه من تكفيرهم الجهمية والمعتزلة والقدرية والواقفية وتكفيرهم اللفظية … «[المصدر السابق]
[3] أن الأشعري نفسه رحمه الله تعالى لَمَّا تاب من الإعتزال وسلك طريقة أبي محمد عبدالله بن سعيد بن كُلاَّب بقي في أقواله شيءٌ من أصول الجهمية كما مَرَّ معنا في الوقفة الثانية عشر.
[4] أن المنتسبين إلى الأشعري في الاعتقاد مختلفون فيما بينهم، فمنهم من حذا حذو الأشعري وهم: المتقدمون من أتباعه وهم قليل كأمثال: ابن مجاهد وتلميذه الباقلاني، وكأبي علي بن شاذان، وأبي محمد اللبان، ومنهم من خالفه – وهم الغالبية – وخرج عن أقواله إلى أقوال المعتزلة والجهمية أمثال: أبي المعالي الجويني، وأبي حامد الغزالي، وأبوعبدالله الرازي وغيرهم، قال شخ الإسلام ابن تيمية:» وأئمة أصحاب الأشعري: كالقاضي أبي بكر الباقلاني وشيخه أبي عبدالله بن مجاهد، وأصحابه: كأبي علي بن شاذان، وأبي محمد اللبان، بل وشيوخ شيوخه: كأبي العباس القلانسي وأمثاله، بل والحافظ البيهقي وأمثاله أقرب إلى السنة من كثيرٍ من أصحاب الأشعري المتأخرين الذين خرجوا عن كثيرٍ من قوله إلى قول المعتزلة أو الجهمية أو الفلاسفة، فإن كثيراً من متأخري أصحاب الأشعري خرجوا عن قوله إلى قول المعتزلة أو الجهمية أو الفلاسفة … «[شرح الأصفهانية لابن تيمية (ص 78)]
ولذلك كان شؤم المتأخرين من هؤلاء المنتسبين إلى الأشعري على بعض المسلمين عظيماً بسبب ما ينسبونه إلى السلف من الأقوال الباطلة التي لم يقُل بها أحدٌ من السلف؛ وما ذاك إلا لقلةِ معرفتهم بآثار السلف، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فإن فرض أن أحداً نقل مذهب السلف كما يذكره: فإما أن يكون قليل المعرفة بآثار السلف: كأبي المعالي وأبي حامد وابن الخطيب وأمثالهم ممن لم يكن لهم من المعرفة بالحديث ما يُعدون به من عواِّ أهل الصناعة فضلاً عن خواصِّها، ولم يكن الواحد من هؤلاء يعرف البخاري ومسلماً وأحاديثهما إلا بالسماع كما يذكر ذلك العامَّة، ولا يميزون بين الحديث الصحيح والمتواتر عند أهل العلم بالحديث وبين الحديث المُفترى المكذوب، وكتبهم أصدق شاهدٍ بذلك ففيها عجائب. [مجموع الفتاوى (4/ 71 – 72)]
وقال في موضعٍ آخر: وأيضاً فقد ينصر المتكلمون أقوال السلفِ تارةً، وأقوال المتكلمين تارةً: كما يفعله غيرُ واحد مثل: أبي المعالي الجويني، وأبي حامد الغزالي، والرازي وغيرهم، ولازم المذهب الذي ينصرونه تارةً أنه هو المعتمد، فلا يثبتون على دينٍ واحد وتغلبُ عليهم الشكوك وهذه
عادةُ الله فيمن أعرض عن الكتاب والسنة … [مجموع الفتاوى (4/ 157)]
[5] أن العلماء الجهابذة قد بينوا فساد مذهب الأشاعرة وغيرهم من الجهمية والمعتزلة والرافضة والصوفية أقطاب وحدة الوجود أهل الإلحاد القائلينَ بالحلول والاتحاد، وغيرهم من أهل الزيغ والعناد، فمن أقوال أئمة السلف أهل السنة والجماعة في ذمِّ الأشاعرة:
أ-[قول الإمام شيخ الحرمين أبو الحسن الكرجي الشافعي] كما مر معنا: وقد افتتن خلقٌ من المالكية بمذاهب الأشعرية، وهذا والله سُبَّةٌ وعار، وفلتتةٌ تعودُ بالوبال والنكال وسوء الدار … [المصدر السابق (4/ 177)]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/373)
وقال أيضاً رحمه الله تعالى: ولم تزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينتسبوا إلى الأشعري، ويتبرءون مما بنى مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم من الحوم حواليه … [شرح الأصفهانية لابن تيمية ص 36]
ب -[قول شيخ الإسلام ابن تيمية]: والأشعرية: الأغلب عليهم أنهم مُرجئةٌ في باب الأسماء والأحكام، جبريةٌ في باب القدر، وأما في الصفات فليسوا جهميةً محضة بل فيهم نوع من التجهم … [مجموع الفتاوى (6/ 55)]
وقال أيضاً: ولهذا صار من يُعظم الشافعي من الزيدية والمعتزلة ونحوهم يطعن في كثيرٍ ممن ينتسب إليه ويقولون: الشافعي لم يكن فيلسوفاً ولا مرجئياً وهؤلاء فلاسفة مُرجئة، وغرضهم ذم الإرجاء … [المصدر السابق (7/ 120 – 121)]
ج_[الإمام العلاَّمة الحجة يحيى بن عمار السجستاني]
قال عنهم: المعتزلة الجهمية الذكور، والأشعرية الجهمية الإناث قال شيخ الإسلام: مرادهم الأشعرية الذين يُنفون الصفات الخبرية، وأما من قال منهم بكتاب الإبانة الذي صنفه الأشعري في آخر عمره ولم يُظهر مقالةً تُناقض ذلك فهذا يُعد من أهل السنة، لكن مجرد الانتساب إلى الأشعري بدعة؛ لاسيما وأنه بذلك يوهم حُسناً بكلِّ من انتسب هذه النسبة وينفتح باب شر [المصدر السابق (6/ 361).
المهم:
طهروا بيوت الله من جثث الصوفية
صوفية الشيخ الشعراوي: من دعاء الموتى و ذبح العجول الى زيارة السيدة نفيسة والبدوي وابن الفارض ( http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=91138) مع الردود على مخالفاته / مجموعة فيديوهات ( http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=91138)
طهروا بيوت الله من جثث الصوفية
للمزيد
http://i649.photobucket.com/albums/uu215/alalbany2009/FirstGenerationsLogo.gif (http://www.youtube.com/user/FirstGenerations)http://i649.photobucket.com/albums/uu215/alalbany2009/shirarrblogspotcom.jpg (http://shirarr.blogspot.com/)http://i649.photobucket.com/albums/uu215/alalbany2009/asha3iraotherfacebanner.gif (http://asha3ira.blogspot.com/)
http://i649.photobucket.com/albums/uu215/alalbany2009/above-the-throne-banner.gif (http://www.abovethethrone.com/)
http://www.asharis.com/creed/images/banner.gif (http://www.asharis.com/creed/)
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[05 - 04 - 10, 11:20 م]ـ
وإن كانوا أكثر فهذا ذم لهم، ((وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين))، ((وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك)) ...
ـ[أبو عاصم المغربي]ــــــــ[05 - 04 - 10, 11:53 م]ـ
الذي يظهر أن كثيراً - ولا يعني أكثر - من المرجعيات الدينية في الأمة أشعرية وماتريدية بالتقليد.
أما سائر الأمة فهم على السلفية بمحض الفطرة، فلو سألت أحدهم أين الله لقال في السماء مستوٍ على عرشه، ولو رددتَ حديثاً -آحاد- احتج به في العقيدة بتأويل لعنفك!
والله الهادي إلى الصواب
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[13 - 05 - 10, 09:27 م]ـ
بسم الله
http://i1.ytimg.com/vi/L10dyVG94
قال الشيخ الألباني :
U/2.jpghttp://i1.ytimg.com/vi/L10dyVG94
قال الشيخ الألباني :
U/3.jpghttp://i4.ytimg.com/vi/k29edVF_tMc/2.jpg
رد الشيخ دمشقية على قول القرضاوي أكثر الأمة أشاعرة 1 - 2 ( http://www.youtube.com/watch?v=L10dyVG94
قال الشيخ الألباني :
U)
رد الشيخ دمشقية على قول القرضاوي أكثر الأمة أشاعرة 2 - 2 ( http://www.youtube.com/watch?v=k29edVF_tMc)
شاهد الفيديو بعيدا عن اليوتوب
في مدونة الاشاعرة الوجه الاخر:
فيديو: رد الشيخ دمشقية على قول القرضاوي أكثر الأمة أشاعرة ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/05/blog-post_12.html)
رد كتابي على الدعوى للقراءة:
الرد على الشيخ القرضاوي في دعواه أن الاشعرية هم الاكثرية في الامة الاسلامية ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/04/blog-post_4553.html)
المهم:
طهروا بيوت الله من جثث الصوفية(62/374)
من هم قادتك؟ وبمن تعتز؟
ـ[ابو اسحاق الاطرشي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 11:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواننا الأحبة أخواتنا الفاضلات ,
الحمد لله دائما وابدا على نعمه وكفى بالإسلام من نعمة , فالحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ..
لقد أحببت ان أشرف أناملي بالكتابة عن بعض المنحرفين فكرا وعقيدة من المسلمين , والذين يتخذون قادة هم كفار بالله وبرسوله - عليه الصلاة والسلام - , وقد كتبنا مرارا وتكرارا ذلك ولكن بلا نفع! فتراهم بأهل الكفر يفرحون! وللباسهم يُقلدون! ولكلامهم يُعيدون! فما آن لهم أن يعلموا ان البراءة من الكفار ومن معتقداتهم الكفرية من مسائل الأصول والدين؟! وما آن لهم ان يعرفوا الولاء والبراء؟!
ان الولاء والبراء من أصول الدين وهي من القواعد الهامة التي فرط فيها أبناء المسلمين , فتارة تراهم من المسلمين يتبرؤون ومن الكفار يتقربون! وتراهم للمسلمين يُقاتلون وللكفار يتملقون! والعجب كل العجب!!
لما تميعت العقيدة الاسلامية تميع المسلمون , وقُذفت عليهم الذلة حتى يعودوا الى دينهم فما بُعث الرسل كلهم إلا بما قاله الله في كتابه: " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي اليه انه لا اله الا انا فإعبدون " , وهذه هي دعوة كل الأنبياء - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - وكما ذكرنا في غير موضع , فالرسول - عليه الصلاة والسلام - بنى الخلق الحسن وتوحيد الناس على قاعدة العقيدة , وهي القاعدة الوحيدة التي تحمل كل مكارم الأخلاق التي جاء ليُتمها وليُكملها! فما فائدة الخلق الحسن بلا عقيدة؟ وما فائدة الأعمال الطيبة ان لم تكن مبينة على أسس الإعتقاد والأصول؟!
فترى مسلمينا يفتخرون بشافيز! وتراهم يُنادون بجمال عبد الناصر ثاني! وتسمعهم يرددون لفظة: " جيفارا "! وتراهم يُعولون على الشيعة الروافض النصر! وتراهم يمجدون بجورج حبش! وما من أحد من هؤلاء الذين ذكرتهم أحسن من غيره بل هم في الكفر سواء!
يقول الله عز وجل: " قد كانت لكم أسوة حسنة في ابراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده " , فهذه الآية تُثبت ما قام به سيدنا ابراهيم - عليه السلام - من تكفير قومه الكفار , بل والبراءة منهم , بل وإظهار العداوة والبغضاء حتى يرجعوا عن كفرهم! وقوله: " بدا " - أي ظهر وبان , وقوله: " العداوة والبغضاء " - فقد قدم العداوة على البغضاء ومعلوم ان العداوة هي ظاهرة والبغضاء هي في القلب - ألا وهي الكره!
وقد أثنى الله على ملة ابراهيم هذه وقال في موضع آخر: " ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه " , فبين انها ملة صحيحة وان الذي يرغب عنها من المسلمين اليوم فهو قد " سفه نفسه "!! فدروس الولاء والبراء مغيبة عندنا للأسف!
ويقول الله عز وجل في موضع آخر: " وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم " , فوصف إبراهيم - عليه السلام - بعد تبرأه من أبيه الكافر بأنه " أواه حليم "! فأين الحلماء من المسلمين؟!
ويقول الله عز وجل في موضع آخر: " ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا " , وملة إبراهيم التي شُهرت عنه التبرأ من الكفار والمشركين , فأين هم المتبعون لملة إبراهيم؟!
ويقول الله عز وجل في موضع آخر: " قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين " , وهنا يأمر الله بإتباع ملة إبراهيم الحنيفية , فلا مودة بين أهل الإيمان والكفر , ولا يسعنا الا البراء من الكفار أولا ومن ثم من معتقداتهم الكفرية!!
فهل يكون البراء بالمودة والمحبة؟! وهل يكون اظهار العداوة برفع صورته على الملصقات؟! وهل تكون البغضاء بوضع صورته على الملابس؟! فأين الحلماء وأين المتبعون لملة ابراهيم؟! بل أين المطيعون لربهم بإتباع ملة ابراهيم؟!
وكتبه ,
ابو اسحاق الاطرشي
9 ربيع الأول 1431 عاما من هجرة المصطفى - عليه الصلاة والسلام -
23/ 2/2010 م(62/375)
تناقضات الأشعرية (13): في حقيقة الكفر
ـ[محمد براء]ــــــــ[06 - 04 - 10, 03:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تناقضات الأشعرية (13): في حقيقة الكفر
الكفرُ خلافُ الإيمانِ، واختلافُ الناس في حقيقةِ الكُفرِ وأحكامِهِ تبعٌ لاختلافهم في حقيقةِ الإيمانِ وأحكامِهِ.
فلمَّا كان الإيمانُ عندَ أهل السنة " قولٌ وعملٌ "، كان الكفرُ عندهم أيضاً " قولٌ وعملٌ "، فكما أنَّ الإنسان يكفرُ إذا كذَّب الرسول، فهو يكفرُ أيضاً إذا شتَمَه أو سبَّهُ، ويكفرُ إذا قتَلَهُ أو قاتَلَهُ، وكما أنَّ الناس في الإيمانِ متفاضلُونَ فهم في الكُفرِ متفاضِلُون، وكما أنَّ الإيمانَ خصالٌ وشعبٌ، فالكفرُ خصالٌ وشعبٌ، وكما أن الإيمانَ أصلٌ وفرعٌ، فالكفرُ كفران: كفرٌ أكبرُ وكفرٌ أصغرُ.
ولما كانت حقيقةُ الإيمانِ عندَ الأشعريَّةِ على خلافِ مهيعِ أهل الحق، كان الكفرُ عندَهُم على خلافِه، فالإيمان عندهم هو التصديقُ أو العلم، والكفر هو التكذيبُ أو الجهل.
قال ابن فورك في مجرد مقالات الأشعري: " وكان يزعم أنَّ الكفرَ هو الجهلُ بالله تعالى، وهو خَصلةٌ واحدةٌ، وهو ضدُّ المعرفة بالله تعالَى، وبالقلبِ يكونُ دون غيرِه من الجوارح، وأنَّ الجهل بالله تعالى بغضٌ له واستكبارٌ عليه واستخفافٌ به وإلحادٌ، وأنَّه شركٌ بالله تعالى، وأن من جحدَ أن يكونَ للعالَم مدبِّرٌ أو قال: مدبِّرُه المسيحُ، أو: مدبِّرُه اثنان؛ فذلك اعتقادٌ هو جحود في قلبه، وهو الجهلُ بالله تعالى وهو الكفرُ به " (1).
وقال القاضي أبو بكر الباقلاني: " بابُ القولِ في معنى الكفرِ: إن قال قائلٌ: وما الكفرُ عندَكُم؟ قيلَ لهُ: هو ضدُّ الإيمانِ، وهو الجهلُ بالله عزَّ وجلَّ والتكذيبُ به، السائرِ لقلبِ الإنسانِ عن العلمِ به " (2).
قال مقيده عفا الله عنه: لما كانت حقيقةُ الكُفرِ عندَهُم هكذا، ولم يكُن لهم أن يخالِفُوا أهلَ الإسلامِ في تكفيرِ من أتى بقولِ أو فعلٍ مخرجٍ من الملَّةِ، كسبِّ الله تعالى وسبِّ رسوله صلى الله عليه وسلم، وقعُوا في تناقُضٍ ظاهر، إذ الكفرُ عندَهُم التكذيبُ وقد أثبتوا الكفر لمن لم ينطبق عليه هذا الحدُّ.
وقد التزم الأشعريَّةُ لدفع هذا التناقُضِ أن كلَّ من حكم الشرعُ عليه بالكفر، فهو دليلٌ على انتفاءِ التصديق من قلبه.
نقل ابن فورك عن الأشعري أنه كان يقول: " إن المنكر اختياراً – أي: المنكرُ بلسانه – كافرٌ بكفرٍ في قلبه، وإنكارهُ دلالةٌ عليه، كما أن الساجدَ للشمس كافرٌ لا لنفس سجوده لها، ولكن سجودُهُ علامةٌ لكفرٍ في قلبِهِ، وكذلك قاتلُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والزاني بحضرتِهِ، كافرٌ لا بنفسِ القتلِ والزنا، ولكن بكُفرٍ في قلبِهِ يدلُّ عليه الزنا والقتلُ".
وكان يقول: " التعظيمُ لله تعالى والإجلالُ له من شرطِ الإيمان، وكذلك المحبَّةُ والخضوعُ.
وما يجعله شرطاً بالله تعالى يجعله شرطاً في الإيمان برسوله، لأن التهاون بالرسول والاستخفاف به كفر، كما أنّ التهاون بأمر الله تعالى والاستخفاف به كفر " (3).
ونقل عنه قوله: " الْإِيمَانُ هُوَ اعْتِقَادُ صِدْقِ الْمُخْبِرِ فِيمَا يُخْبِرُ بِهِ .. ثُمَّ السَّمْعُ وَرَدَ بِضَمِّ شَرَائِطَ أُخَرَ إلَيْهِ (4)، وَهُوَ أَنْ لَا يَقْتَرِنَ بِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى كُفْرِ مَنْ يَأْتِيهِ فِعْلًا وَتَرْكًا، وَهُوَ أَنَّ الشَّرْعَ أَمَرَهُ بِتَرْكِ الْعِبَادَةِ وَالسُّجُودِ لِلصَّنَمِ فَلَوْ أَتَى بِهِ دَلَّ عَلَى كُفْرِهِ، وَكَذَلِكَ مَنْ قَتَلَ نَبِيًّا أَوْ اسْتَخَفَّ بِهِ دَلَّ عَلَى كُفْرِهِ، وَكَذَلِكَ لَوْ تَرَكَ تَعْظِيمَ الْمُصْحَفِ أَوْ الْكَعْبَةِ دَلَّ عَلَى كُفْرِهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/376)
وَأَحَدُ مَا اسْتَدْلَلْنَا بِهِ عَلَى كُفْرِهِ: مَا مَنَعَ الشَّرْعُ أَنْ يُقْرَنَ بِالْإِيمَانِ أَوْ أَوْجَبَ ضَمَّهُ إلَى الْإِيمَانِ لَوْ وُجِدَ دَلَّنَا ذَلِكَ عَلَى أَنَّ التَّصْدِيقَ الَّذِي هُوَ الْإِيمَانُ مَفْقُودٌ مِنْ قَلْبِهِ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَا كَفَرَ بِهِ الْمُخَالِفُ مِنْ طَرِيقِ التَّأْوِيلِ فَإِنَّمَا كَفَّرْنَاهُ بِهِ لِدَلَالَتِهِ عَلَى فَقْدِ مَا هُوَ إيمَانٌ مِنْ قَلْبِهِ، لِاسْتِحَالَةِ أَنْ يَقْضِيَ السَّمْعُ بِكُفْرِ مَنْ مَعَهُ الْإِيمَانُ وَالتَّصْدِيقُ بِقَلْبِهِ " (5).
وقال العضد: "فإن قيل: فشادُّ الزنار ولابسُ الغيار بالاختيار لا يكونُ كافراً؟
قلنا: جعلنا الشيء علامةً للتكذيبِ، فحكَمنَا عليه بذلك " (6).
أي: هذه الأعمال علامةُ على الكفر الذي هو التكذيب وإن سميت كفراً فهو تجوُّزٌ.
قال الباقلاني بعد كلامه آنف الذكر: " وليس في المعاصي كفرٌ غيرُ ما ذكرناه – أي التكذيبُ -، وإن جاز أن يُسمَّى أحياناً ما يُجعلُ علماً على الكفر كفراً، نحو عبادة الأفلاك والنيران واستحلال المحرَّمات وقتل الأنبياء، وما جرى مجرى ذلك مما وردَ به التوقيفُ وصحَّ الإجماعُ على أنَّهُ لا يقعُ إلا من كافرٍ بالله ومُكذِّبٍ له وجاحدٍ له " (7).
والحقُّ أنَّ ما دفعوا به هذا التناقضَ مكابرةٌ ظاهرةٌ (8)، وقد انتبهَ لذلكَ أبو الحسن الآمدي، فلم يرتض تعريفهم للكفر بالجهل، قالَ: " وأمَّا الكفر في اصطلاحِ المتكلمين: فقد اختلفوا فيه على حسب اختلافهم في الإيمان، فمن قال الإيمان بالله هو معرفتُه قال: الكفرُ هو الجهلُ بالله تعالى.
وهو غيرُ منعكسٍ على المحدودِ، وشرط الحدِّ أن يكون مطَّرداً منعكساً حتى لا يكون الحدُّ أعمَّ من المحدود، ولا المحدود أعم من الحد كما سبق تعريفه.
وبيان أنه غير منعكس: أن جحدَ الرسالة وسبَّ الرسولِ والسجودَ للصنم وإلقاءَ المصحف في القاذوراتِ كفرٌ بالإجماع، وليس هو جهلاً بالله تعالى فإنه قد يصدر ذلك من العارف بالله تعالى والجاهلِ بالدلالة على العلمِ، بامتناعِ هذه الأمور، أو مع المعرفة بها؛ فلا يكون فعل هذه الأمور دالاً على الجهل بالله تعالى " (9).
وقال الصفي الهندي: " أما حد الكفر، فقد قال القاضي أبو بكر: إنه الجحدُ بالله تعالى، وفسَّرَهُ تارةً بالجهل وتارةً بأنه يتضمَّنُ الجهل، وهو باطلٌ، لأنه إن أراد به الجهلَ بوجودِهِ لم ينعكِس، وإن أرادَ به الجهلَ بذاته أو بصفةٍ من صفاته لم يطَّرِد لأنَّ أصحابَنَا اختلفُوا في كثيرٍ من صفاتِ الله تعالى، ولا شكَّ أن الحقَّ في ذلك واحدٌ، والمخالفُ له يكون جاهلاً بتلك الصفة، فيلزمُنَا تكفيرُ أصحابنا.
ولا ينعكسُ، لأنَّ العارفَ بالله تعالى وصفاتِهِ إذا أنكر نبوَّةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أو أنكر شيئاً من القرآن أو من أركانِ الدين فهو كافرٌ.
وأصح ما قيل في حده ما قاله الشيخ الغزاليُّ رحمه الله: وهوتكذيبُ الرسول في شيءٍ ممَّا جاءَ به " (10).
وتعريف الغزالي هذا تعقَّبَهُ الآمديُّ أيضاً بقوله: " وهو باطل بمن ليس بمصدق ولا مكذب بشيء مما جاء به الرسول فإنه كافر بالإجماعِ، وليس بمكذِّبٍ (11)، ويبطلُ أيضاً بأطفالِ الكُفَّار ومجانينِهِم فإنَّهُم كُفَّارٌ وليسوا بمُصدِّقينَ ولا بُمكذِّبينَ " (12).
قلت: وتعريف الغزالي هذا نقضه أيضاً بعضُ الأشاعرة حين كفروا من كذب ببعض أصولهم البدعية التي لم يأتِ بها الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وسيأتي مزيد بيان لهذه المسألة في الحلقة القادمة بإن الله تعالى.
فتبين بهذا أن تعريفهم الكفر بالجهل أو التكذيب، يناقِضُه تكفيرُهم لمن لم ينطَبِق عليه هذا الحدُّ ممن أنكرَ بلسانه وهو مصدِّقٌ بقلبه، أو ممن أتى بفعلٍ أو قولٍ مُكفِّرٍ وهو مُصدِّقٌ بقلبه، أو ممن أعرض فلم يصدِّق بقلبه ولم يكذِّب، وأن ما سلكوه لدفع هذا التناقض مسلك ضعيف، والله أعلم.
_________________
(1) مقالات الشيخ أبي الحسن الأشعري (154).
(2) التمهيد.
(3) مقالات الشيخ أبي الحسن الأشعري (153 - 154).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/377)
(4) قال ابن تيمية معلقاً: " إنْ قُلْتُمْ: إنَّهُ ضَمَّ إلَى مَعْرِفَةِ الْقَلْبِ شُرُوطًا فِي ثُبُوتِ الْحُكْمِ أَوْ الِاسْمِ لَمْ يَكُنْ هَذَا قَوْلَ جَهْمٍ، بَلْ يَكُونُ هَذَا قَوْلَ مَنْ جَعَلَ الْإِيمَانَ كَالصَّلَاةِ وَالْحَجِّ هُوَ وَإِنْ كَانَ فِي اللُّغَةِ بِمَعْنَى الْقَصْدِ وَالدُّعَاءِ؛ لَكِنَّ الشَّارِعَ ضَمَّ إلَيْهِ أُمُورًا إمَّا فِي الْحُكْمِ وَإِمَّا فِي الْحُكْمِ وَالِاسْمِ، وَهَذَا الْقَوْلُ قَدْ سَلَّمَ صَاحِبُهُ أَنَّ حُكْمَ الْإِيمَانِ الْمَذْكُورَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ لَا يَثْبُتُ بِمُجَرَّدِ تَصْدِيقِ الْقَلْبِ، بَلْ لَا بُدَّ مِنْ تِلْكَ الشَّرَائِطِ، وَعَلَى هَذَا فَلَا يُمْكِنُهُ جَعْلُ الْفَاسِقِ مُؤْمِنًا إلَّا بِدَلِيلِ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ لَا بِمُجَرَّدِ قَوْلِهِ: إنَّ مَعَهُ تَصْدِيقَ الْقَلْبِ ". مجموع الفتاوى (7/ 150).
قلت: فهو يشير إلى أن قول أبي الحسن في اشتراط شروط لا يصح الإيمان دون انضمامها، يلزمهم أن لا يكتفوا في الحكم للفاسق بالإيمان بمجرد التصديق بل لا بد للحكم له بذلك من انضمام الشرائط التي لا يصح الإيمان إلا بها.
والأشعرية يجعلون الفاسق مؤمناً لأن الإيمان هو التصديق، والفاسق معه التصديق، قال الجويني في الإرشاد (397): " ثم الغرض من هذا الفصل أن من مذهب أهل الحق وصف الفاسق بكونه مؤمناً، والدليل تسميتُهُ مؤمناً من حيث اللغة أنه مصدِّقٌ على التحقيق "، ونقل ابن فورك في مجرد المقالات (156) عن الأشعري قوله: " والفاسق مؤمن مطلقاً لأن الذي كان له مؤمناً في الأول قبل وجود فسقه موجود معه في حال الفسق، فوجب أن يثبت على حكم التسمية له بأنه مؤمن، كما كان قبل حدوث فسقه ".
لكن يمكنهم أن يقولوا: هذه الشرائط ملازمة للتصديق، ينتفي التصديق بانتفائها ويثبت بثبوتها، فمهما أثبتنا الإيمان للفاسق لأن معه التصديق، فهذا يتضمن أن تلك الشرائط محققة، والله أعلم.
(5) هذا النص نقله عن ابن فورك أبو القاسم الأنصاري في شرح الإرشاد، كما في التسعينية (2/ 654 - 655)، ومجموع الفتاوى (كتاب الإيمان الكبير) (7/ 150)، ولم أجده في المطبوع من مجرد مقالات الأشعري.
(6) المواقف (3/ 544).
(7) التمهيد.
(8) انظر: مجموع الفتاوى (7/ 146 - 147).
(9) أبكار الأفكار (5/ 25).
(10) الرسالة التسعينية.
(11) هذا النوع من أنواع الكفر قد يسمى كفر الإعراض، وقد مثل له ابن القيم في مدارج السالكين بأحد بني عبد ياليل الذين أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم في الطائف لينصروه، فكان جوابه: " وَاَللّهِ لَا أُكَلّمُك أَبَدًا. لَئِنْ كُنْتَ رَسُولًا مِنْ اللّهِ كَمَا تَقُولُ لَأَنْتَ أَعْظَمُ خَطَرًا مِنْ أَنْ أَرُدّ عَلَيْك الْكَلَامَ وَلَئِنْ كُنْت تَكْذِبُ عَلَى اللّهِ مَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أُكَلّمَك "، وقول ابن القيم في مفتاح دار السعادة (1/ 331) أن أكثر المتكلمين ينكرونه، إن أراد بهم الأشاعرة فهم لا ينكرونه، بل الآمدي يحكي الإجماع على كفر من وقع فيه.
(12) أبكار الأفكار (5/ 27 - 28)، وكلام الآمدي في هذا الفصل نقله الكفوي في الكليات في مادة (الكفر).
الحلقة السابقة:
تناقضات الأشعرية (12): في مسألة حلول الحوادث في الله تعالى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=207342)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - 04 - 10, 04:23 م]ـ
جزاك الله خيراً ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[06 - 04 - 10, 04:35 م]ـ
وإياكم
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[06 - 04 - 10, 08:39 م]ـ
بارك الله فيك .. !!
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[06 - 04 - 10, 10:54 م]ـ
جزاك الله خيرا
لو كنت اشعريا لربما ترحمت على ابي جهل فقلت رحم الله ابا جهل كم كان عارفا بالله تعالى!!!
قلت: وتعريف الغزالي هذا نقضه أيضاً بعضُ الأشاعرة حين كفروا من كذب ببعض أصولهم البدعية التي لم يأتِ بها الرسول، وسيأتي مزيد بيان لهذه المسألة في الحلقة القادمة بإن الله تعالى.
نعم بارك الله فيكم
ـ[محمد براء]ــــــــ[06 - 04 - 10, 11:36 م]ـ
لو كنت اشعريا لربما ترحمت على ابي جهل فقلت رحم الله ابا جهل كم كان عارفا بالله تعالى!!!
أخي الله تعالى يحب العدل، وقولك هذا خارج عن العدل، لأن ما ذكرته لا يلزم الأشعرية وليس قولهم بل هم مصرحون بخلافه، فقولك محض تشنيع ضرره أكبر من نفعه.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[07 - 04 - 10, 12:02 ص]ـ
أخي الله تعالى يحب العدل، وقولك هذا خارج عن العدل، لأن ما ذكرته لا يلزم الأشعرية وليس قولهم بل هم مصرحون بخلافه، فقولك محض تشنيع ضرره أكبر من نفعه.
نعم لم اقل هذا قولهم .. لكن لازم لاقوال بعض منظريهم. وهو لازم ثابت للقول.
ألم تر أن بعضهم عندما رد على بعض في مسالة قال: يلزم من هذا أن نكفر أصحابنا.
معذرة اخي لا أرى حرجا في ذلك.
== تحديث ==
او بين لي كيف لا يلزم اي واحد منهم بارك الله فيك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/378)
ـ[محمد براء]ــــــــ[07 - 04 - 10, 03:08 ص]ـ
أخي الفاضل: أرجو منك قراءة الموضوع بتأن.
أبو جهل ليس مؤمناً عند الأشعرية وسائر المسلمين، ذلك أنهم وإن عرفوا الإيمان بالتصديق فقد اشترطوا له شروطاً منها أن لا ينكر بلسانه، ومن أنكر بلسانه أو ترك غير ذلك من الشروط فهم يلتزمون أن التصديق منتف من قلبه، فهو كافر ..
فقولك: " لو كنت اشعرياً لربما ترحمت على ابي جهل فقلت رحم الله ابا جهل كم كان عارفا بالله تعالى!!! " غلط عليهم لأنهم يقولون بكفر أبي جهل ويمنعون الترحم عليه - كسائر المسلمين -.
ولا أدري ما علاقة قول الهندي: " يلزم من هذا أن نكفر أصحابنا " بما نحن فيه، هل فهمت منه أن الأشعرية يقولون بإيمان أبي جهل وجواز الترحم عليه؟!
وقولك: " معذرة اخي لا أرى حرجا في ذلك " ما الذي لا ترى فيه حرجاً؟ إن كنت تعني ما ظننت الأشعرية ربما يقولون به، وهو إيمان أبي جهل؛ فهذا فيه حرج بين!
فمحل غلطك أيها الفاضل هو ظنك أن منهم من يقول بإيمان أبي جهل، أو يجوز الترحم عليه، وهذا القول لا يقوله مسلم.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[07 - 04 - 10, 04:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا على الاجابة.
لا أحد من المسلمين يقول بإيمان أبي جهل (فيما اعلم - ربما الوجوديون إلا اذا اعتبروا كفارا اصليين) وإنما ضربت مثال أبي جهل هو بسبب هذا القول واسقاطه عليه لا لايمان الاشاعرة انفسهم به:
قال ابن فورك في مجرد مقالات الأشعري: " وكان يزعم أنَّ الكفرَ هو الجهلُ بالله تعالى، وهو خَصلةٌ واحدةٌ، وهو ضدُّ المعرفة بالله تعالَى، وبالقلبِ يكونُ دون غيرِه من الجوارح، وأنَّ الجهل بالله تعالى بغضٌ له واستكبارٌ عليه واستخفافٌ به وإلحادٌ، وأنَّه شركٌ بالله تعالى، وأن من جحدَ أن يكونَ للعالَم مدبِّرٌ أو قال: مدبِّرُه المسيحُ، أو: مدبِّرُه اثنان؛ فذلك اعتقادٌ هو جحود في قلبه، وهو الجهلُ بالله تعالى وهو الكفرُ به " (1).
و هذا:
وقال القاضي أبو بكر الباقلاني: " بابُ القولِ في معنى الكفرِ: إن قال قائلٌ: وما الكفرُ عندَكُم؟ قيلَ لهُ: هو ضدُّ الإيمانِ، وهو الجهلُ بالله عزَّ وجلَّ والتكذيبُ به، السائرِ لقلبِ الإنسانِ عن العلمِ به " (2).
ولناخذ الاول:
(وكان يزعم أنَّ الكفرَ هو الجهلُ بالله تعالى، وهو خَصلةٌ واحدةٌ، وهو ضدُّ المعرفة بالله تعالَى،)
ما معنى الجهل هنا؟ وما معنى المعرفة؟ لم نستفد كثيرا من هذه الجزئية من التعريف. لان المعرفة درجات. هل هي مطلق المعرفة؟
إن كان يقصد بها مجرد إثبات موجود خالق , فابو جهل يثبت خالقا.
(وبالقلبِ يكونُ دون غيرِه من الجوارح،)
سقط العمل هنا.
(وأنَّ الجهل بالله تعالى:)
(بغضٌ له)
أبو جهل لا يبغض الله
(واستكبارٌ عليه)
نعم أبو جهل قد قرأت انه قد إعترف لابن اخته بانه يؤمن بان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن بسبب الحفاظ على مكانة قبيلته أعرض. فهذا ربما كفر استكبار.
(واستخفافٌ به)
لا أظن ان ابا جهل هكذا لان هذا عمل قلبي عندهم وكيف اعرف ما في قلب ابي جهل .. ليس عندي علم.
(وأنَّه شركٌ بالله تعالى،)
نعم هنا يشرك بالله. لعلي لم أقرا هذا جيدا فهذا كلام صريح.
(وأن من جحدَ أن يكونَ للعالَم مدبِّرٌ أو قال: مدبِّرُه المسيحُ، أو: مدبِّرُه اثنان؛ فذلك اعتقادٌ هو جحود في قلبه، وهو الجهلُ بالله تعالى وهو الكفرُ به " (1).)
أبو جهل لا يقول بذلك.
لعلي لم أنتبه الى العبارة التالية جيدا:
وأنَّ الجهل بالله تعالى بغضٌ له واستكبارٌ عليه واستخفافٌ به وإلحادٌ، وأنَّه شركٌ بالله تعالى
الاستكبار و خاصة كلمة الشرك. وركزت على مصطلحي الجهل و المعرفة بدون الانتباه الى أنه فصل في المعرفة.
وقال القاضي أبو بكر الباقلاني: " بابُ القولِ في معنى الكفرِ: إن قال قائلٌ: وما الكفرُ عندَكُم؟ قيلَ لهُ: هو ضدُّ الإيمانِ، وهو الجهلُ بالله عزَّ وجلَّ والتكذيبُ به، السائرِ لقلبِ الإنسانِ عن العلمِ به " (2).
اما هذا التعريف فلا أدري هل يبني الباقلاني فوق تعريف الجهل عند الاشعري ام عنده تعريف آخر مثل أن الجهل هو أن ينكر وجود الخالق.
إن لم يبنِ فوق تعريف الاشعري فكيف يكفر من مشركي قريش من لم يثبت عنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو النبي ولكن يؤمن بالله؟ فليس كل الكفار مثل أبي جهل لعلمي بان أبا جهل قد صرح بمعرفته لنبي الله بانه النبي الحق كما سبق ذكره.
أنتهى ما عندي وبارك الله فيك
انتهى
ـ[محمد براء]ــــــــ[07 - 04 - 10, 01:26 م]ـ
طيب هل أنت الآن ترى أن عبارتك:
" لو كنت اشعريا لربما ترحمت على ابي جهل فقلت رحم الله ابا جهل كم كان عارفا بالله تعالى!!! "
صحيحة أم لا؟
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[07 - 04 - 10, 02:02 م]ـ
طيب هل أنت الآن ترى أن عبارتك:
" لو كنت اشعريا لربما ترحمت على ابي جهل فقلت رحم الله ابا جهل كم كان عارفا بالله تعالى!!! "
صحيحة أم لا؟
لعلَّ أخانا أبا نسيبة يلزمهم على أصولهم بهذا القول، وليس معناه نسبة هذا القول إليهم .. والله أعلم(62/379)
القول المبين في اثبات الصورة لرب العالمين؟
ـ[ابن سعد التيمي]ــــــــ[06 - 04 - 10, 06:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد ان اسال عن كتاب الشيخ سليمان العلوان .. اسم الكتاب [القول المبين في اثبات الصورة لرب العالمين] هل هو مطبوع ام عير مطبوع(62/380)
العلو في الكون من الناحية العقلية ثم العلو المطلق
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[06 - 04 - 10, 09:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وبه استعين
أيها الاخوة من اجل الوصول الى طريقة مبسطة لفهم مسألة العلو سأستخدم افتراضات ومقدمات عقلية.
فاقول وبالله التوفيق.
لنفترض ان لا شئ في الوجود إلا العالم ولا يوجد خالق. وبالتالي سيكون الوجود هو ما في الشكل وهو شكل ثنائي الابعاد = طول وعرض. والمفترض ان القارئ يتصور ان الشكل ثلاثي الابعاد.
http://i649.photobucket.com/albums/uu215/alalbany2009/sketch/universe.png
بهذه الفرضية يكون سطح العالم هو العلو و ما كان داخل العالم هو سفل (بالنسبة للسطح). أي ان أي نقطة على السطح هي علو. في الشكل كل نجمة هي علو مهما كان موقعها. لأن الوجود المطلق هو العالم فقط لا غير.
كل ما كان داخل العالم هو سفل. ومثله النقاط م (مربع اخضر) و هـ (دائرة زرقاء) و جـ (دائرة حمراء) كلها سفل بالنسبة لسطح العالم.
لكن بالنسبة لكل نقطة فكل ما كان محيطا بها هو علو (بالنسبة) لها أي كان موقع هذا المحيط سواء أكان قريبا من سطح العالم او بعد.
مثلا النقطتان م و ج كلاهما علو بالنسبة للنقطة هـ. ولو اخذنا النقطتين هـ و جـ. فتكون النقطة هـ علو للنقطة جـ و جـ بدورها عل للنقطة هـ. النقطة م ايضا علو للنقطة جـ.
الخلاصة:
1 - كل سطح العالم هو علو لداخله. يعني سطح العالم هو العلو المطلق.
2 - كل نقطة لداخل العالم هي علو بالنسبة لنقطة اخرى.
الخالق و المخلوق
أقول بسم الله وبه استعين ومنه التوفيق
الان بوجود الخالق لم يعد سطح العالم هو العلو المطلق. فالخالق هو العلو المطلق. وعليه فكل العالم داخله و سطحه كله سفل بالنسبة للخالق. ولكن سطح العالم لازال علوا لما بداخله لانه يحيط به. ولكن لم يعد سطح العالم سواء بالنسبة للسطح نفسه. يعني لم تعد كل نقطة عليه (نجمة) علو مساوية لنجمة اخرى. فبعض النجوم علو بالنسبة لبعض النجوم الاخرى.
فالنجمة التي تقع على العرش هي علو لما دونها من النجوم. لماذا؟
الاجابة: لوجود الخالق. فما كان أقرب لله تعالى كان أعلى.
والدليل ان العرش سقف المخلوقات جميعا وللعرش قوائم وفي الحديث ان موسى يمسك بقائمة من قوائم العرش عند البعث. ومعلوم أن موسى عليه السلام ليس فوق العرش انما تحت العرش كما يسجد محمد صلى الله عليهما وسلم تحت العرش. فدل ذلك أن قوائم العرش تحت العرش نفسه!
لكن لا نعلم هل العرش محيط بالكون كله ام لا. فشيخ الاسلام قد قرأته نقلا عنه انه يرجح تقبيب العرش بناء على حديث او أثر لا أذكر.
لنفترض أننا نعيش في الكرة هـ. سيكون كل ما احاط بها علو بالنسبة لها فلا فوق ولا تحت. العرش علو - م علو - ج علو - العرش علو - سطح العالم علو. الخالق الله اكبر من الجميع علو.
لكن العرش علو بالنسبة لجميع النقاط!
والله سبحانه وتعالى علوا على العرش و على جميع الخلق. وهو سبحانه في العلو المطلق.
وما سبق إنما لتقريب الفهم وإلا فيصعب تصور ذلك على الحقيقة.
هذا والله اعلم. ما كان صواب فمن الله و ما كان من خطا فمن نفسي و الشيطان اتوب منه وأسأل الله تعالى المغفرة.
ارحب بالنقد البناء.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[06 - 04 - 10, 09:51 م]ـ
للعلم لم يتم تناول أي أبعاد اخرى. مثلا علاقة الزمن بالابعاد الثلاثة. أي علاقة الزمن بالمكان.
بالاضافة فإن تفسيري للعلو في الكون مجردا من الخالق هو في الواقع ليس عقلي صرف. لانه لم يعتبر وجودا لمركز هذا الكون ذي الثلاثة أبعاد. فقد يقول قائل أن مركز الشكل الهندسي للكون (مجردا عن الزمان) هو السفل المطلق.!!!
وعلى كل هناك شيئا آخر معطيات اخرى ربما تمنع هذا النظر وهي ان الكون يتمدد فإن وجد هذا المركز فرضا فإنه يتغير.
عموما لقد قست العلو على مفهومه القرآني وهو العلو من منظور السماء و الارض. وهو الذي ينبغي اعتباره إذ أن المقصود هو البحث في العلو الشرعي.
واخيرا فإن العرش يبدو هنا صغيرا وفي الواقع فإن حجم السماوات و الارض بالنسبة لحجم العرش لا شئ!!
ـ[أبو عمر الصيداوي]ــــــــ[07 - 04 - 10, 12:56 ص]ـ
بارك الله بك
ـ[أبو النفير]ــــــــ[07 - 04 - 10, 08:30 ص]ـ
أخي العزيز بارك الله فيك أرى أنه لا يجب الخوض في هذه المسائل والأكتفاء بما ورد في القرآن وصحيح السنة والآثار لأن الخوض في كيفية صفات الله من البدع كما قال مالك فيمن سأله عن كيفية الأستواء والخائض في هذا قد يقع في أخطاء شنيعة مثل قولك (فالخالق هو العلو المطلق) ثم قولك (وهو سبحانه في العلو المطلق) فلا داعي لمثل هذه الافتراضات العقلية ولنكتفي بما صح به الخبر ونؤمن به ونسلم بمعناه ونفوض كيفيته إلى الله
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[07 - 04 - 10, 10:55 ص]ـ
اخي ابا عمر الصيداوي وفيكم بارك الله
أخي الكريم ابا النفير جزاك الله خيرا على النصيحة و التنبيه. لكن هل قرأت للرازي بخصوص شبهه في العلو او قرات من نقل عنه؟ هل يمكنك ان تلقي نظرة في منتديات القبوريين الجهميين في حوارات الاسماء و الصفات؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/381)
ـ[أبو النفير]ــــــــ[07 - 04 - 10, 02:31 م]ـ
أخي العزيز ينبغي الأ يجعلنا استخدام الخصم للجدل العقلي وعلم الكلام في اثبات ما عليه من الباطل ودحض الحق أن نجادله بنفس أسلوبه لأن الأمر سيصبح مثل السير في دائرة مفرغة فهلا قرأت كيف كان موقف أحمد بن حنبل في فتنة القرآن فهل كان يستخدم الجدل العقلي مع خصومه؟(62/382)
الاساليب القرآنية في تقرير التوحيد والدعوة إليه
ـ[الصابرة]ــــــــ[07 - 04 - 10, 01:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد اسماء كتب تفيدني في الاساليب القرآنية في تقرير التوحيد والدعوة اليه
بالاضافة الى منهج اهل السنة والجماعة فيتقرير توحيد الربوبية والاشارة الى نقد الطرق المخالفة
وجزاكم الله كل خير
ارجو الرد عاجلا فأنا بحاجة ماسة اليها
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[07 - 04 - 10, 02:30 ص]ـ
منهج أهل السنة والجماعة في التوحيد ومنهج الاشاعرة لخالد نور رسالة ماجستير
حقيقة التوحيد بين أهل السنة والمتكلمين لعبدالرحيم السلمي رسالة ماجستير رائعة وفيها ما طلبت
الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد لسعود العريفي رسالة ماجستير
التوحيد في القرآن الكريم للملكاوي رسالة ماجستير (لست ضابطا لاسمها)
وكلها مطبوعة واحرصي عليها كلها وفق الله الجميع لرضاه
ـ[الصابرة]ــــــــ[08 - 04 - 10, 07:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولله الحمد جميع ماذكرتم موجودة لدي سوى عقيدة التوحيد في القرآن الكريم للملكاوي هل أحد يعلم هل لها وجود ع الشبكة
ـ[ربى محمد]ــــــــ[09 - 04 - 10, 02:16 ص]ـ
سبيل الهدى والرشاد في بيان حقيقة توحيد رب العباد، د/ محمد بن عبدالرحمن الخميس
أو مختصر سبيل ....
ـ[ربى محمد]ــــــــ[09 - 04 - 10, 02:34 ص]ـ
-العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني، ت/رضاء الله بن محمد إدريس،دار العاصمة، الرياض.
-دلائل التوحيد لمحمد جمال الدين القاسمي
-التمهيد في الكلام على التوحيد يوسف عبدالهادي: ت/ د. محمد السمهري
-حقيقة التوحيد والفروق بين الربوبية والألوهية، علي بن نفيع العلياني، دار الوطن، الرياض، 1419
-توحيد الربوبية بين السلف ومخالفيهم من الفرق الإسلامية، سعيد بن علي العمري، رسالة ماجستير، جامعة الإمام، 1421
ـ[الصابرة]ــــــــ[09 - 04 - 10, 03:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم(62/383)
ما الفرق بين:الفاسق و الزنديق و الملحد والكافر و المشرك
ـ[محمد العيسى]ــــــــ[07 - 04 - 10, 10:18 ص]ـ
السَلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الفرق بين:
*الفاسق و الزنديق و الملحد والكافر و المشرك
*وجزاكم الله خيرا , وعفا عني وعنكم.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[07 - 04 - 10, 10:28 م]ـ
الفاسق
مأخوذ من الفسق وهو"العصيان والترك لأَمر الله عز وجل والخروج عن طريق الحق" (لسان العرب).
والفسق نوعان: أكبر وأصغر.
فالأكبر مخرج من الملة وهو الوارد في نحو قوله تعالى:" وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون".
والأصغر لا يخرج من الملة إنما هو معصية وهو نحو الوارد في قول النبي صلى الله عليه وسلم:" سباب المؤمن فسوق".
الزنديق:
أصل الزندقة هو القول بمذهب الدهرية، وهو لفظ فارسي معرب.
ثم وسع معناه فشمل كل مارق عن الشريعة ببدعة مكفرة، ولذا ألف الإمام أحمد في الجهمية كتابه (الرد على الزنادقة والجهمية فيما شكت فيه من متشابه القرآن وتأولت على غير تأويله).
وقد أطلقه أحمد على بعض المبغضين لأهل الحديث وهو ابن أبي قتيلة لما قيل له إنه بمكة يسب أهل الحديث، فقام ينفض ثوبه وقال: زنديق، زنديق، زنديق.
الملحد:
ولحَدَ في الدِّينِ يَلْحَدُ وأَلحَدَ: مالَ وعدَل، وقيل: لَحَدَ مالَ وجارَ. ابن السكيت: المُلْحِدُ العادِلُ عن الحق المُدْخِلُ فيه ما ليس فيه، يقال قد أَلحَدَ في الدين ولحَدَ أَي حاد عنه، وقرئ: لسان الذي يَلْحَدون إِليه، والتَحَدَ مثله. (لسان العرب).
وأصل الإلحاد الميل عن الحق.
وقد اشتهر بهذا اللقب الدهرية والقائلين بقدم العالم، وهو عام يشمل كل زائغ عن طريقة الحق من أهل البدع المضلة.
الكافر:
أصل الكفر التغطية.
ومعانيه في اللغة تبلغ الثمانية.
والكفر نوعان: أصغر، وهو شامل للمعاصي: قال النبي صلى الله عليه وسلم:" خصلتان في أمتي هما بهم كفر: والطعن في الأنساب، النياحة على الميت ".
وأكبر: وهو المخرج من الملة كسب الله والسجود للأصنام.
المشرك:
الشرك بعضهم يجعله نوعين:
أكبر: وهو تسوية غير الله به تعالى.
أصغر: وهو ما كان ذريعة للأكبر.
وبعضهم يجعله:
أكبر.
وأصغر.
وخفي.: وهو الرياء.
والله أعلم.
ـ[أبو حور]ــــــــ[08 - 04 - 10, 04:12 م]ـ
الله يجزاك خير اخوي ابو قتاده
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[09 - 04 - 10, 10:13 م]ـ
وإياكم أخي.
ـ[محمد العيسى]ــــــــ[25 - 04 - 10, 09:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وفتح عليك
يا اخ ابو قتاده الأموي.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[27 - 04 - 10, 11:09 م]ـ
وإياك اخي.(62/384)
أوتوا ذكاء وماأوتوا زكاء وأعطوا فهوما وما أعطوا علوما!!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[07 - 04 - 10, 04:41 م]ـ
المتكلمون لقب عرفي يطلق على فرق كثيرة من أشهرها المعتزلة والأشاعرة وقد وصفهم شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - بصفات كثيرة منها قوله {أوتوا ذكاء وماأوتوا زكاء وأعطوا فهوما وما أعطوا علوما وأعطوا سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيئ}
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[07 - 04 - 10, 07:50 م]ـ
{أوتوا ذكاء وماأوتوا زكاء}
وللأسف , فقد نعتَ بهذه الكلمة (أهلُ التجريح ِ بعضهم) ... !!! ... !!
جزاك الله خيرا ً , وبارك فيك.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[07 - 04 - 10, 10:35 م]ـ
أذكياء ولكن!: أرسطاليس مثالًا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=202794
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 - 04 - 10, 02:06 ص]ـ
وقال في التسعينية (3/ 926): " .. وَإِلَّا فَلَوْ كَانَ لِأَبِي الْمَعَالِي وَأَمْثَالِهِ بِذَلِكَ - أي: بِالْآثَارِ النَّبَوِيَّةِ وَالْآثَارِ السَّلَفِيَّة- عِلْمٌ رَاسِخٌ، وَكَانُوا قَدْ عَضُّوا عَلَيْهِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ لَكَانُوا مُلْحَقِينَ بِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لِمَا كَانَ فِيهِمْ مِنْ الِاسْتِعْدَادِ لِأَسْبَابِ الِاجْتِهَادِ، وَلَكِنْ اتَّبَعَ أَهْلُ الْكَلَامِ الْمُحْدَثِ وَالرَّأْيِ الضَّعِيفِ لِلظَّنِّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ، الَّذِي يَنْقُضُ صَاحِبَهُ إلَى حَيْثُ جَعَلَهُ اللَّهُ مُسْتَحِقًّا لِذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ لَهُ مِنْ الِاجْتِهَادِ فِي تِلْكَ الطَّرِيقَةِ مَا لَيْسَ لِغَيْرِهِ، فَلَيْسَ الْفَضْلُ بِكَثْرَةِ الِاجْتِهَادِ وَلَكِنْ بِالْهُدَى وَالسَّدَادِ؛ كَمَا جَاءَ فِي الْأَثَرِ: مَا ازْدَادَ مُبْتَدِعٌ اجْتِهَادًا إلَّا ازْدَادَ مِنْ اللَّهِ بُعْدًا ".
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[08 - 04 - 10, 02:42 ص]ـ
ما قيل في علماء الكلام
وقد قال الناس: أكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم، ونصف متفقه، ونصف متطبب، ونصف نحوي، هذا يفسد الأديان، وهذا يفسد البلدان، وهذا يفسد الأبدان، وهذا يفسد اللسان.
ومن علم أن المتكلمين من المتفلسفة وغيرهم هم في الغالب لفي قول مختلف، يؤفك عنه من أفك، يعلم الذكي منهم والعاقل أنه ليس هو فيما يقوله على بصيرة، وأن حجته ليست بينة وإنما هي كما قيل فيها: حجج تهافت كالزجاج تخالها
حقا وكل كاسر مكسور
ويعلم العليم أنهم من وجه مستحقون ما قاله الشافعي -رضي الله عنه- حيث قال: حُكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في القبائل والعشائر، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام.
ومن وجه آخر إذا نظرت إليهم بعين القَدَرِ -والحيرةُ مستولية عليهم، والشيطان مستحوذ عليهم- رحمتهم، ورفقت عليهم وأوتوا ذكاء وما أوتوا ذكاء، وأعطوا فهوما وما أعطوا علوما، وأعطوا سمعا وأبصارا وأفئدة: فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ.
http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=2&t=book77&f=fto_h00271.htm
--------------------------------------------------------------------------------
نعم يعني النظر إلى هؤلاء المتكلمين ينظر إليهم من جهتين:
إن نظرت إليهم بعين الشرع -نعم كما قال المؤلف- رأيت أنهم مستحقون لما قاله الشافعي: حكمي بأهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال بمعنى أن يؤخذ على أيديه، ويؤثر على الحق ويمنع من باب إنكار المنكر ومن باب التعاون على البر والتقوى. هذا إذا نظرت إليهم بعين الشرط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/385)
أما إن نظرت إليهم بعين القدَر؛ بمعنى أن الله عز وجل كتب عليهم هذا الأمر وقدر عليهم هذا الأمر يقول: إذا نظرت إليهم بعين القدر والحيرة مستولية عليهم والشيطان مستحوذ عليهم -رحمتهم ورفقت عليهم. أوتوا ذكاء وما أوتوا زكاء؛ أعطاهم الله عز وجل ذكاء أعطاهم عقول -لكنهم لما استخدموها في غير ما خلقت له صارت وبالا عليهم. أعطوا ذكاء ولم يؤتوا زكاء صلاحا وتقى، هذا الذكاء هذا العقل إن لم يحكم بالصلاة إن لم يحكم بالعلم الشرعي إن لم يحكم بالتقى عاد وبالا على صاحبه؛ ولهذا هؤلاء أعطاهم الله ذكاء -أذكياء على جانب كبير من العقل؛ ولهذا إذا قرأت في كلامهم وما سطّروه وما قعدوه تتعجب كيف يخفى عليهم الحق؟! بل كما ذكر شيخ الإسلام عن الرازي أنه أحيانا يذكر الأقوال في هذه المسألة عشرات الأقوال أقوال الناس، والقول الحق لا يعرفه فلا يذكره، وهو صاحب عقلية على مستوى كبير جدا من الذكاء لكنه لم يؤت زكاؤه، وأعطوا فهوما؛ أعطاهم الله عز وجل فهما -لكنهم لم يعطوا علوما، استخدموا هذا الفهم في غير العلم الشرعي. العلم ليس كل ما قرئ وكل ما كتب. العلم قال الله قال رسوله
قال الصحابة هم أولي العرفان
العلم ما قال فيه حدثنا
وما سوى ذاك وسواس الشياطين
هذا هو العلم الشرعي، فلوا استخدموا عقولهم في هذا العلم لأعطاهم الله عز وجل الذكاء، وأعطاهم الله عز وجل الفهم، وأعطوا سمعا وأبصارا وأفئدة، لكنهم لم ينتفعوا بذلك؛ السبب: فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ.
والله عز وجل أخبر أنه قال: وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ ما السبب؟ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ لما جاءهم الحق ردوا؛ فأعقبهم هذا الضلال وهذا الانحراف، علما أنهم كانوا حريصين على الحق، حريصين على تنزيه الله عز وجل، لكنهم حرموا من هذا الأمر؛ والسبب أن الحق لما جاءهم أول ما جاءهم ردوه وما قبلوه.
وبناءً على هذا يخشى المؤمن على نفسه أو يخشى الإنسان على نفسه إذا جاءه أمر الله أو أمر رسوله -صلى الله عليه وسلم- ورده بسبب شبهة أو بسبب هوى -أن يعقبه الله عز وجل نفاقا لا يعود إليه الإيمان بعد ذلك.
ثم قال: (ومن كان عليما بهذه الأمور تبين له بذلك حذق السلف، وعلمهم وخبرتهم حيث حذروا عن الكلام ونهوا عنه وذموا أهله وعابوهم، وعلم أن من ابتغى الهدى في غير الكتاب والسنة لم يزدد إلا بُعدا) بمعنى من عرف هذا الأمر تبين له أن السلف لما نهوا عن الدخول في علم الكلام، وذموا أهله، وبينوا خطر هذا العلم؛ كل ذلك لأجل ماذا؟ لأجل أن يخشى على الإنسان الضلال والانحراف، وهو لا يدري.
ثم قال: فنسأل الله العظيم أن يهدينا الصراط المستقيم الذين أنعم عليهم غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ آمين.
ونسأله سبحانه وتعالى أن يغفر لشيخ الإسلام، وأن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير جزاء، وأن يرفع درجته في المهديين، وأن يحشرنا وإياه في زمرة الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقا، وسبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[09 - 04 - 10, 10:18 م]ـ
ما قيل في علماء الكلام
وقد قال الناس: أكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم، ونصف متفقه، ونصف متطبب، ونصف نحوي، هذا يفسد الأديان، وهذا يفسد البلدان، وهذا يفسد الأبدان، وهذا يفسد اللسان. . ( http://.)
وهذا القول فيه تسليم بأن المتكلم الكامل مقيم للأديان، ولا شك في بطلان هذا، فالكلام مذموم، والمتكلمون مذمومون.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[09 - 04 - 10, 11:23 م]ـ
أحسنت ..
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[10 - 04 - 10, 10:42 ص]ـ
وهذا القول فيه تسليم بأن المتكلم الكامل مقيم للأديان، ولا شك في بطلان هذا، فالكلام مذموم، والمتكلمون مذمومون.
أقول أخي الكريم هذا الكلام ليس فيه تسليم بما وصفت، و لكن فيه ايحاء فقط لأن شيخ الإسلام كان يقول به، و المعنى أن أنصاف المتفقهة و أنصاف المتكلمين إذا عرفوا نهاية ما يؤدي بهم الكلام لقالوا كما قال شيخ الإسلام نا قلا عنهم (
وَهَذَا إمَامُ الْحَرَمَيْنِ تَرَكَ مَا كَانَ يَنْتَحِلُهُ وَيُقَرِّرُهُ وَاخْتَارَ مَذْهَبَ السَّلَفِ. وَكَانَ يَقُولُ: " يَا أَصْحَابَنَا لَا تَشْتَغِلُوا بِالْكَلَامِ فَلَوْ أَنِّي عَرَفْت أَنَّ الْكَلَامَ يَبْلُغُ بِي إلَى مَا بَلَغَ مَا اشْتَغَلْت بِهِ " وَقَالَ عِنْدَ مَوْتِهِ: " لَقَدْ خُضْت الْبَحْرَ الْخِضَمَّ وَخَلَّيْت أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَعُلُومَهُمْ وَدَخَلْت فِيمَا نَهَوْنِي عَنْهُ. وَالْآنَ: إنْ لَمْ يَتَدَارَكْنِي رَبِّي بِرَحْمَتِهِ فَالْوَيْلُ لِابْنِ الجُوَيْنِي وَهَا أنذا أَمُوتُ عَلَى عَقِيدَةِ أُمِّي - أَوْ قَالَ -: عَقِيدَةِ عَجَائِزِ نَيْسَابُورَ ". وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الشِّهْرِسْتَانِيّ: " أَخْبَرَ أَنَّهُ لَمْ يَجِدْ عِنْدَ الْفَلَاسِفَةِ وَالْمُتَكَلِّمِين إلَّا الْحَيْرَةَ وَالنَّدَمَ " وَكَانَ يَنْشُدُ: لَعَمْرِي لَقَدْ طُفْت الْمَعَاهِدَ كُلَّهَا وَسَيَّرْت طَرْفِي بَيْنَ تِلْكَ الْمَعَالِمِ فَلَمْ أَرَ إلَّا وَاضِعًا كَفَّ حَائِرٍ عَلَى ذَقَنٍ أَوْ قَارِعًا سِنَّ نَادِمٍ) الكلام الذي بين القوسين منقول من مجموع فتاوى شيخ الإسلام المجلد 4 ص 73.
و جزاك الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/386)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 01:02 م]ـ
أقول أخي الكريم هذا الكلام ليس فيه تسليم بما وصفت، و لكن فيه ايحاء فقط لأن شيخ الإسلام كان يقول به،
بارك الله فيك، احتججت بما ليس بحجة، والشيخ ابن تيمية ما أورده مورد المحتج إنما ذكره في مورد ذم المتكلمين.
والله الموفق.
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 06:37 م]ـ
وهذا القول فيه تسليم بأن المتكلم الكامل مقيم للأديان، ولا شك في بطلان هذا، فالكلام مذموم، والمتكلمون مذمومون.
الأخ الكريم أبوقتادة كلام شيخ الإسلام لايدل على ماذكرتم ولورجعت لموضع النص في الحموية لعلمت مراده وأنه أراد أنه لاخوف على من بلغوا الغاية في علم الكلام لأنهم عرفوا غائلته وفساده ولهذا رجعوا للحق أوندموا على ماضاع من أعمارهم في طلبه ونشره كالرازي والآمدي والغزالي وإنما الخوف على المتوسط منهم في علم الكلام الذي لايعرف فساده ولازال على ثقة به فهو الذي يفسد الأديان بتعلمه وتعليمه والله اعلم
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[13 - 04 - 10, 03:27 م]ـ
الأخ الكريم أبوقتادة كلام شيخ الإسلام لايدل على ماذكرتم ولورجعت لموضع النص في الحموية لعلمت مراده وأنه أراد أنه لاخوف على من بلغوا الغاية في علم الكلام لأنهم عرفوا غائلته وفساده ولهذا رجعوا للحق أوندموا على ماضاع من أعمارهم في طلبه ونشره كالرازي والآمدي والغزالي وإنما الخوف على المتوسط منهم في علم الكلام الذي لايعرف فساده ولازال على ثقة به فهو الذي يفسد الأديان بتعلمه وتعليمه والله اعلم
نعم و هذا ما أردت بيانه لكن الله يهدي من يشاء إلى صراطه المستقيم.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 04 - 10, 09:06 ص]ـ
الأخ الكريم أبوقتادة كلام شيخ الإسلام لايدل على ماذكرتم ولورجعت لموضع النص في الحموية لعلمت مراده وأنه أراد أنه لاخوف على من بلغوا الغاية في علم الكلام لأنهم عرفوا غائلته وفساده ولهذا رجعوا للحق أوندموا على ماضاع من أعمارهم في طلبه ونشره كالرازي والآمدي والغزالي وإنما الخوف على المتوسط منهم في علم الكلام الذي لايعرف فساده ولازال على ثقة به فهو الذي يفسد الأديان بتعلمه وتعليمه والله اعلم
انا قلت إنما هو أولاده مورد ذم المتكلمين، وهذا حق.
وكون البالغين الغاية في الكاام واقفين على غائلته هذا مراد الشيخ، ولكن النص العبارة دال على خلافه.
وكم من متبحر في الكلام لم يقف على غائلته كالرازي وغيره.
وفقكم الله.
ولتتأمل العبارة:
وقد قال الناس: أكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم، ونصف متفقه، ونصف متطبب، ونصف نحوي، هذا يفسد الأديان، وهذا يفسد البلدان، وهذا يفسد الأبدان، وهذا يفسد اللسان.
النحوي الكامل يصلح اللسان، والطبيب الكامل يصلح الأبدان، وطرد ذلك ان يكون المتكلم الكامل مصلحًا للأديان. وهذا غلط.
وعلى فرض أن المتكلم الكامل واقف على غائلة علم الكلام فإنه غير مصلح للأديان لأن إصلاح الأديان متوقف على معرفة الحق، والوقوف على بطلان الباطل لا الأخير فحسب.
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[14 - 04 - 10, 01:42 م]ـ
انا قلت إنما هو أولاده مورد ذم المتكلمين، وهذا حق.
وكون البالغين الغاية في الكاام واقفين على غائلته هذا مراد الشيخ، ولكن النص العبارة دال على خلافه.
وكم من متبحر في الكلام لم يقف على غائلته كالرازي وغيره.
وفقكم الله.
ولتتأمل العبارة:
وقد قال الناس: أكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم، ونصف متفقه، ونصف متطبب، ونصف نحوي، هذا يفسد الأديان، وهذا يفسد البلدان، وهذا يفسد الأبدان، وهذا يفسد اللسان.
النحوي الكامل يصلح اللسان، والطبيب الكامل يصلح الأبدان، وطرد ذلك ان يكون المتكلم الكامل مصلحًا للأديان. وهذا غلط.
وعلى فرض أن المتكلم الكامل واقف على غائلة علم الكلام فإنه غير مصلح للأديان لأن إصلاح الأديان متوقف على معرفة الحق، والوقوف على بطلان الباطل لا الأخير فحسب.
هذا المعنى الذي تقصده صحيح و الحمدلله رب العالمين فليس الكلام وحده هو الذي يهدي الإنسان لمعرفة الحق وإنما الهدى يأتي عن طريق اتباع الكتاب و السنة مع تدبرهما جيدا و هذه هي طريقة استخدام العقل الصحيحة.
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[19 - 04 - 10, 10:21 م]ـ
الأخ الكريم صالح حسن لاشك أننا جميعا متفقون على ذم الكلام وأهله ولكن هل ماذكره الأخ أبوقتادة هو ماأراده ابن تيمية بعبارته المذكورة أم لا؟ هذا محل النزاع والطريقة العلمية هي الرجوع لسياق الكلام في الكتاب لفهم العبارة لاالنظر إليها نظرا مقطوعا عن سباقها وسياقها ولحاقها وقد رجعت إليها ولم أفهم غير ما ذكرته سلفا والكتاب موجود وهو الفيصل في هذا المقام وليرجع إليه من أراد ليعلم المراد!
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[19 - 04 - 10, 10:40 م]ـ
أخ عيسى:
كلامي الذي ذكرته ليس هو كلام شيخ الإسلام وأنا لم أقل إنه هو نفسه. بل تحليلي للعبارة لم يذكره الشيخ تقي الدين أصلًا ... وانت لم تبد شيئًا حول كلامي عنها.
بقيت مسألة: وهي هل أورد ابن تيمية هذا العبارة في مورد ذم المتكلمين ام لا؟
فهما مسألتان وليستا واحدة.
الأولى لم تبت فيها بشيء.
والثانية قلت كلامًا فيها مذكورًا أعلاه وأنا أوافقك على مجمله.
وللتذكير:
الأولى: (هل هذا العبارة صحيحة أم لا؟).
الثانية: (ابن تيمية أورد هذه العبارة في أي مورد).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/387)
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 - 04 - 10, 04:46 م]ـ
الأخ الكريم صالح حسن لاشك أننا جميعا متفقون على ذم الكلام وأهله ولكن هل ماذكره الأخ أبوقتادة هو ماأراده ابن تيمية بعبارته المذكورة أم لا؟ هذا محل النزاع والطريقة العلمية هي الرجوع لسياق الكلام في الكتاب لفهم العبارة لاالنظر إليها نظرا مقطوعا عن سباقها وسياقها ولحاقها وقد رجعت إليها ولم أفهم غير ما ذكرته سلفا والكتاب موجود وهو الفيصل في هذا المقام وليرجع إليه من أراد ليعلم المراد!
الشيخ الفاضل الدكتور عيسى السعدي - حفظك الباري وسلمك -:
ما تفضلتم به هو الصواب المحض الذي لا يجوز خلافه، فجزاكم الله خيراً على الإيضاح!!
أما الأخ صالح بن حسن فقد وقع في التمويه الذي موه به (المعترض)!!
ونكتة المسألة أن (المعتَرِض) - هداه الله - فهم فهماً من العبارة - لا تدل عليه - ثم صار يدفعه ويفسِّدُه!!
ولو كانت العبارة (المسكينة) تدل على ما فهمه بمنطوقها أم مفهومها لكان له عذر - حتى لو تركنا مسألة السباق والسياق واللحاق جانباً -.
فهو (زعم) أن قول القائل:
" أكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم، ونصف متفقه، ونصف متطبب، ونصف نحوي، هذا يفسد الأديان، وهذا يفسد البلدان، وهذا يفسد الأبدان، وهذا يفسد اللسان "
زعم أن: " فيه تسليماً بأن المتكلم الكامل مقيم للأديان، ولا شك في بطلان هذا " ..
وهذا هو: " (تحليليه) [ما شاء الله!!] للعبارة الذي لم يذكره (الشيخ) (!!) تقي الدين (!!) "
وهذا الفهم الذي (لا شك في بطلانه) (!) لا بد إن كان صحيحاً أن تدل عليه العبارة بنوع من أنواع الدلالات المعروفة!!
إذ حال اللفظ مع المعنى، كحال الدليل مع المدلول لا بد لـ (لزاعم) بأن (هذا) اللفظ يدل على (هذا) المعنى من بيان وجه الدلالة ..
وإلا كان حاله كمن يرى الشمس طالعة ثم يقول: طلوعها دليل على أن (الوليد) بن عبد الملك من خلفاء بني (أمية)!!!
نعم هو كذلك .. وربي هو كذلك ..
لكن: كيف عرفت ذلك من طلوع الشمس؟!!
أيقول هذا من في قلبه عقل أم في بدنه حسّ!!
وهذا - أو مثله - حال هذا (المعترض) (!!) - أو: ((صاحب التحليل الذي لم يذكره الشيخ تقي الدين))!!
فزعمه أن قول القائل: " " أكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم .. " يدل على أن: " المتكلم الكامل مقيم للأديان " هو من هذا الباب - بلا ارتياب -!!
ولعله توهم أن فهمه هو دلالة (دليل الخطاب) ..
فإن كان كذلك: فهو كلام عجاب .. يتفوه به من لا يدري ما هو (دليل الخطاب)!!
لأن مفهوم: " " أكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم .. ": أكثر ما (لا) يفسد الدنيا (من ليس) نصف متكلم "
وما لا يفسد الدنيا أعم من (ما يصلح الدنيا) ..
ومن ليس نصف متكلم أعم من (المتكلم الكامل) ..
فضلاً عن كون دليل الخطاب .. من الجناية عليه أن يؤخذ به في مثل هذه المضايقِ (الصعاب) (!!)
وللعلم فقد ثبت عندي من متابعة (ردود) و (انتقادات) (المعترض) أن (التدقيق) - الذي هو وصف لا بد منه لك من يمارس (الاعتراض والنقد) -: لم يكن له بصديق.
بل (زيغ) في الفهم، وتسرع، وتعجل، مع (تبجح) واعتداد بالرأي، وعدم معرفة بحقوق (بعض) أهل الفضل والعلم!
وللعلم - أيضاً -:
فأنا لا أنتظر منه رداً ..
وإن رد فلن أجيبه ..
لأن من استقر في عقله وقلبه أن الحوارَ (العلميَّ) (مناطحة) أو (مصارعة) أو (مباطحة) (!)؛ لا يُحاوَر .. بل (يناطح) أو (يصارع) أو (يباطح) .. وهذا ما لا (يناسب) طبعي ولا (يلائم) خلقي أولاً - وإن كنتُ حَمَوياً!! -
ثم إنني لا أجد له وقتاً - ثانياً - ..
شيخنا الفاضل عيسى السعدي - نفع الله بك -:
لدي سؤال - أو أكثر - في بعض مسائل (الوعيد) فهل أطرحه هنا أم في موضع جديد؟
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[21 - 04 - 10, 12:35 ص]ـ
الشيخ الفاضل الدكتور عيسى السعدي - حفظك الباري وسلمك -:
ما تفضلتم به هو الصواب المحض الذي لا يجوز خلافه، فجزاكم الله خيراً على الإيضاح!!
أما الأخ صالح بن حسن فقد وقع في التمويه الذي موه به (المعترض)!!
ونكتة المسألة أن (المعتَرِض) - هداه الله - فهم فهماً من العبارة - لا تدل عليه - ثم صار يدفعه ويفسِّدُه!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/388)
ولو كانت العبارة (المسكينة) تدل على ما فهمه بمنطوقها أم مفهومها لكان له عذر - حتى لو تركنا مسألة السباق والسياق واللحاق جانباً -.
فهو (زعم) أن قول القائل:
" أكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم، ونصف متفقه، ونصف متطبب، ونصف نحوي، هذا يفسد الأديان، وهذا يفسد البلدان، وهذا يفسد الأبدان، وهذا يفسد اللسان "
زعم أن: " فيه تسليماً بأن المتكلم الكامل مقيم للأديان، ولا شك في بطلان هذا " ..
وهذا هو: " (تحليليه) [ما شاء الله!!] للعبارة الذي لم يذكره (الشيخ) (!!) تقي الدين (!!) "
وهذا الفهم الذي (لا شك في بطلانه) (!) لا بد إن كان صحيحاً أن تدل عليه العبارة بنوع من أنواع الدلالات المعروفة!!
إذ حال اللفظ مع المعنى، كحال الدليل مع المدلول لا بد لـ (لزاعم) بأن (هذا) اللفظ يدل على (هذا) المعنى من بيان وجه الدلالة ..
وإلا كان حاله كمن يرى الشمس طالعة ثم يقول: طلوعها دليل على أن (الوليد) بن عبد الملك من خلفاء بني (أمية)!!!
نعم هو كذلك .. وربي هو كذلك ..
لكن: كيف عرفت ذلك من طلوع الشمس؟!!
أيقول هذا من في قلبه عقل أم في بدنه حسّ!!
وهذا - أو مثله - حال هذا (المعترض) (!!) - أو: ((صاحب التحليل الذي لم يذكره الشيخ تقي الدين))!!
فزعمه أن قول القائل: " " أكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم .. " يدل على أن: " المتكلم الكامل مقيم للأديان " هو من هذا الباب - بلا ارتياب -!!
ولعله توهم أن فهمه هو دلالة (دليل الخطاب) ..
فإن كان كذلك: فهو كلام عجاب .. يتفوه به من لا يدري ما هو (دليل الخطاب)!!
لأن مفهوم: " " أكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم .. ": أكثر ما (لا) يفسد الدنيا (من ليس) نصف متكلم "
وما لا يفسد الدنيا أعم من (ما يصلح الدنيا) ..
ومن ليس نصف متكلم أعم من (المتكلم الكامل) ..
فضلاً عن كون دليل الخطاب .. من الجناية عليه أن يؤخذ به في مثل هذه المضايقِ (الصعاب) (!!)
وللعلم فقد ثبت عندي من متابعة (ردود) و (انتقادات) (المعترض) أن (التدقيق) - الذي هو وصف لا بد منه لك من يمارس (الاعتراض والنقد) -: لم يكن له بصديق.
بل (زيغ) في الفهم، وتسرع، وتعجل، مع (تبجح) واعتداد بالرأي، وعدم معرفة بحقوق (بعض) أهل الفضل والعلم!
وللعلم - أيضاً -:
فأنا لا أنتظر منه رداً ..
وإن رد فلن أجيبه ..
لأن من استقر في عقله وقلبه أن الحوارَ (العلميَّ) (مناطحة) أو (مصارعة) أو (مباطحة) (!)؛ لا يُحاوَر .. بل (يناطح) أو (يصارع) أو (يباطح) .. وهذا ما لا (يناسب) طبعي ولا (يلائم) خلقي أولاً - وإن كنتُ حَمَوياً!! -
ثم إنني لا أجد له وقتاً - ثانياً - ..
شيخنا الفاضل عيسى السعدي - نفع الله بك -:
لدي سؤال - أو أكثر - في بعض مسائل (الوعيد) فهل أطرحه هنا أم في موضع جديد؟
جزاك الله خيرا و نفع بك و لكني أخي الحبيب لم أوافق أخي أبا قتادة إلا على ما فهمه هو، و لم أقل قط أن هذا هو معنى العبارة أو معنى الكلام كما قلت في المشاركة السابقة ما نصه: (هذا المعنى الذي تقصده صحيح و الحمدلله رب العالمين فليس الكلام وحده هو الذي يهدي الإنسان لمعرفة الحق وإنما الهدى يأتي عن طريق اتباع الكتاب و السنة مع تدبرهما جيدا و هذه هي طريقة استخدام العقل الصحيحة).
فكلامي كله موجه لأخينا الحبيب أبي قتادة أن المعنى الذي فهمه من العبارة ثم نفاه و إن كانت العبارة لا تدل على ما فهمه فأنا أنفيه أيضا لأن المعنى الذي فهمه لا شك أنه خطأ و إن لم يكن هو معنى كلام شيخ الإسلام.
و جزاك الله خيرا أخي و حبيبي محمد براء على على هذا الشرح الممتع و زادك الله علما و أنصحك بما نصح به سيد ولد آدم أمته فقال كما روى أبو داود في سننه (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِى شَيْبَةَ قَالاَ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - عَنِ الْبَدَاوَةِ فَقَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَبْدُو إِلَى هَذِهِ التِّلاَعِ وَإِنَّهُ أَرَادَ الْبَدَاوَةَ مَرَّةً فَأَرْسَلَ إِلَىَّ نَاقَةً مُحَرَّمَةً مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ فَقَالَ لِى «يَا عَائِشَةُ ارْفُقِى فَإِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يَكُنْ فِى شَىْءٍ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/389)
قَطُّ إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ نُزِعَ مِنْ شَىْءٍ قَطُّ إِلاَّ شَانَهُ». و صححه العلامة الألباني.
و قال أبو داود في سننه أيضا
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ يُونُسَ وَحُمَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِى عَلَيْهِ مَا لاَ يُعْطِى عَلَى الْعُنْفِ».
.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[21 - 04 - 10, 03:13 م]ـ
الشيخ الفاضل الدكتور عيسى السعدي - حفظك الباري وسلمك -:
ما تفضلتم به هو الصواب المحض الذي لا يجوز خلافه، فجزاكم الله خيراً على الإيضاح!!
أما الأخ صالح بن حسن فقد وقع في التمويه الذي موه به (المعترض)!!
ونكتة المسألة أن (المعتَرِض) - هداه الله - فهم فهماً من العبارة - لا تدل عليه - ثم صار يدفعه ويفسِّدُه!!
ولو كانت العبارة (المسكينة) تدل على ما فهمه بمنطوقها أم مفهومها لكان له عذر - حتى لو تركنا مسألة السباق والسياق واللحاق جانباً -.
فهو (زعم) أن قول القائل:
" أكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم، ونصف متفقه، ونصف متطبب، ونصف نحوي، هذا يفسد الأديان، وهذا يفسد البلدان، وهذا يفسد الأبدان، وهذا يفسد اللسان "
زعم أن: " فيه تسليماً بأن المتكلم الكامل مقيم للأديان، ولا شك في بطلان هذا " ..
وهذا هو: " (تحليليه) [ما شاء الله!!] للعبارة الذي لم يذكره (الشيخ) (!!) تقي الدين (!!) "
وهذا الفهم الذي (لا شك في بطلانه) (!) لا بد إن كان صحيحاً أن تدل عليه العبارة بنوع من أنواع الدلالات المعروفة!!
إذ حال اللفظ مع المعنى، كحال الدليل مع المدلول لا بد لـ (لزاعم) بأن (هذا) اللفظ يدل على (هذا) المعنى من بيان وجه الدلالة ..
وإلا كان حاله كمن يرى الشمس طالعة ثم يقول: طلوعها دليل على أن (الوليد) بن عبد الملك من خلفاء بني (أمية)!!!
نعم هو كذلك .. وربي هو كذلك ..
لكن: كيف عرفت ذلك من طلوع الشمس؟!!
أيقول هذا من في قلبه عقل أم في بدنه حسّ!!
وهذا - أو مثله - حال هذا (المعترض) (!!) - أو: ((صاحب التحليل الذي لم يذكره الشيخ تقي الدين))!!
فزعمه أن قول القائل: " " أكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم .. " يدل على أن: " المتكلم الكامل مقيم للأديان " هو من هذا الباب - بلا ارتياب -!!
ولعله توهم أن فهمه هو دلالة (دليل الخطاب) ..
فإن كان كذلك: فهو كلام عجاب .. يتفوه به من لا يدري ما هو (دليل الخطاب)!!
لأن مفهوم: " " أكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم .. ": أكثر ما (لا) يفسد الدنيا (من ليس) نصف متكلم "
وما لا يفسد الدنيا أعم من (ما يصلح الدنيا) ..
ومن ليس نصف متكلم أعم من (المتكلم الكامل) ..
فضلاً عن كون دليل الخطاب .. من الجناية عليه أن يؤخذ به في مثل هذه المضايقِ (الصعاب) (!!)
وللعلم فقد ثبت عندي من متابعة (ردود) و (انتقادات) (المعترض) أن (التدقيق) - الذي هو وصف لا بد منه لك من يمارس (الاعتراض والنقد) -: لم يكن له بصديق.
بل (زيغ) في الفهم، وتسرع، وتعجل، مع (تبجح) واعتداد بالرأي، وعدم معرفة بحقوق (بعض) أهل الفضل والعلم!
وللعلم - أيضاً -:
فأنا لا أنتظر منه رداً ..
وإن رد فلن أجيبه ..
لأن من استقر في عقله وقلبه أن الحوارَ (العلميَّ) (مناطحة) أو (مصارعة) أو (مباطحة) (!)؛ لا يُحاوَر .. بل (يناطح) أو (يصارع) أو (يباطح) .. وهذا ما لا (يناسب) طبعي ولا (يلائم) خلقي أولاً - وإن كنتُ حَمَوياً!! -
ثم إنني لا أجد له وقتاً - ثانياً - ..
شيخنا الفاضل عيسى السعدي - نفع الله بك -:
لدي سؤال - أو أكثر - في بعض مسائل (الوعيد) فهل أطرحه هنا أم في موضع جديد؟
أسأل الله أن يذهب ضغائن قلبك.
وأنا على يقين من أن كلامك هذا تصفية حساب موضوع في موضوع آخر.
وكلامي الأعلى واضح ووجه دلالته واضح.
ولكن: أين التأمل والإنصاف؟(62/390)
هنا قول الله ثم قول الرسول صلى الله علية وسلم وأكثر من 300 صحابي وتابعي وسلفي بعلو الله وفوقيته على خلقه وانه في السماء؟
ـ[ابوعمرالشهري]ــــــــ[07 - 04 - 10, 08:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الكريم
ما أجمل أن نرد الشيء الى منبعه الأصلي ونقطة إنطلاقه فهو يغنينا عن نقل الكلام من هذا وذاك فلا يقاس الحق بالرجال.
ومنبعنا الاصلي هو كلام الله و كلام نبيه صلى الله عليه وسلم وهذا معروف عند الجميع ولا لبس فيه.
وانا هنا اريد أن ارد كلتا الجملتين الى منبعهما الأصلي "الله في السماء" او "الله موجود في كل مكان"
قالوا السلفية "الله في السماء"
سؤال للسلفية:
س1 - هل قالها الله في كتابه الكريم؟
جـ1 - نعم، قال تعالى (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ)
س2 - هل قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
جـ2 - نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا تأمنونني وأنا أمين من في السماء ... " صحيح البخاري وقال ايضا " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" حديث صحيح ومشهور و معروف وكذلك حديث الجارية عندما سالها الرسول اين الله فقالت في السماء في صحيح مسلم.
إذاً السلفية على قال الله وقال الرسول.
سؤال للأشاعرة و الصوفية:
س1 - هل قالها الله في كتابه الكريم؟
جـ1 - لا.
س2 - هل قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
جـ2 - لا.
إذا الأشاعرة والصوفية لا على قال الله ولا على قال الرسول
س3 - إذاً فمن هو سلفهم في ذلك؟
جـ3 - سلفهم في ذلك هو "ارسطو"
قال أرسطو: (الله هو الكل)، وقال أيضًا: (الله عقل وعاقل ومعقول)، فالله في نظر أرسطو: (ذات أزلية ليس جسمًا، وهو معقول ومعشوق، ليس في مكان، تحريكه للموجودات ليس عبثًا أو خبط عشواء، وإنما هو لقصد وغاية، وهو بسيط لا كثرة فيه بوجه من الوجوه، وإلا لكان ممكن الوجود جائز الانحلال).
يتبع لاقوال الصحابة بالعلو والفوقية لله وانه في (السماء) العلو ........ ؟
ـ[ابوعمرالشهري]ــــــــ[07 - 04 - 10, 08:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
لاشك بان علو الله عزوجل وفوقيته واستواءه على عرشه مما أجمع العقلاء من البشر عليهم ولم يخالف ذلك إلا من طبع الله على قلبه وسمعه وبصره
ولمَّا كانَ الكلامُ في أسماءِ اللهِ وصفاتهِ وأفعالهِ وخلقهِ وأمرهِ نفيًا وإثباتًا، مدارهُ على الوحي، كانَ أسعدَ النَّاسِ بالصَّوابِ فيهِ مَنْ تلقَّى ذلكَ منْ مشكاةِ الوحي المبين، ورغبَ بعقلهِ وفطرتهِ وإيمانهِ عن آراءِ المتهوِّكينَ، وتشكيكاتِ المتكلِّمينَ، وتكلُّفاتِ المتنطِّعينَ، واستمطرَ ديمَ الهدايةِ مِنْ كلماتِ أعلمِ الخلقِ بربِّ العالمينَ، فإنَّ كلماتهِ الجوامع النَّوافعِ في هذا البابِ وفي غيرهِ كَفَتْ وشَفَتْ، وجمَّعت وفرَّقتْ، وأوضحتْ وبيَّنتْ، وحلَّتْ محلَّ التفسيرِ والبيانِ لما تضمَّنهُ القرآنُ.
ثمَّ تلاهُ أصحابهُ منْ بعدهِ على نهجهِ المستقيمِ، وطريقِهِ القويمِ، فجاءتْ كلماتهم كافيةً شافيةً، مختصرةً نافعةً، لقربِ العهدِ ومباشرةِ التلقِّي مِنْ تلكَ المشكاةِ، التي هيَ مظهرُ كلِّ نورٍ، ومنبعُ كلِّ خيرٍ، وأساسُ كلِّ هدًى، ثمَّ سلكَ على آثارهم التابعونَ لهم بإحسانٍ، فاقتفوا طريقَهُم، ورَكِبوا منهاجَهُمْ، واهتدوا بهداهم، ودعوا إلى ما دعوا إليه، ومضوا على ما كانوا عليهِ [1].
وفيما يلي أوردُ أقوال الصحابة والتابعين وتابعيهم وكبار علماء أهل السنة والجماعة في العلوِّ والفوقيَّةِ مستعينًا بالله تباركَ وتعالى وقد نقلته من كتاب الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن.
أولاً: أقوال الصحابة:
1 - الصحابي الجليل حُمَيدُ بنُ ثوَرٍ:
أبو المثنى الهلالي، شاعرٌ مشهورٌ إسلاميٌّ، أدركَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالسنّ ... روى الزُبيرُ بنُ بكارٍ عنْ أبيهِ، أنَّ حميدَ بنَ ثورٍ وفدَ على بعضِ بني أميّة، فقالَ: ما جاءَ بكَ! فقال:
أتاكَ بي اللهُ الذي فوقَ عَرْشِهِ وخيرٌ ومعروفٌ عليك دليلُ [2]
2 - ابنُ عَبّاسٍ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/391)
عَنِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما أنَّه دخلَ على عائشةَ رضي الله عنها وهيَ تموتُ، فقالَ لهَا: «كنتِ أحبَّ نساءِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ولمْ يكُنْ يُحِبُّ إلَّا طيِّبًا، وأنزلَ اللهُ براءَتَكِ منْ فَوْقِ سَبْعِ سماواتٍ» [3].
وقال رضي الله عنه فِي قولهِ تَعَالَى: {ثُمَّ لآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ} [الأعراف: 17]: لم يستطعْ أنْ يقولَ: منْ فوقهم؛ عَلِمَ أنَّ الله منْ فوقهم [4].
3 - زينبُ بنتُ جَحْشٍ:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ زَيْنَبَ بِنت جَحْشٍ كَانَتْ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ: «زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ وَزَوَّجَنِي اللهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سماوات» وفي لفظٍ: كانتْ تقولُ: «إِنَّ اللهَ أَنْكَحَنِي فِي السَّمَاءِ» [5].
4 - ابنُ مَسْعُودٍ
قالَ ابنُ مسعود رضي الله عنه: «العَرْشُ فَوْقَ المَاءِ، واللهُ فَوْقَ العَرْشِ لا يَخْفَى عليهِ شيءٌ منْ أَعْمَالِكُم» [6].
5 - عَائِشَةُ
قالتْ رضي الله عنها: «وأيمُ اللهِ إنِّي لأَخْشَى لو كُنْتُ أُحِبُّ قَتْلَهُ لَقَتَلْتُ - تعني عثمان ـ، وَلَكِنْ عَلِمَ اللهُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ أَنِّي لَمْ أُحِبَّ قَتْلَهُ» [7].
6 - الصحابي الجليل أَبو ذَرٍّ
عَنِ ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قالَ: «لمَّا بَلغَ أبا ذرٍّ مَبعثُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ لأخيهِ: ارْكَبْ إلى هذا الوادِي فاعْلَمْ لي عِلْمَ هذا الرَّجُلِ الذي يَزْعُمُ أنَّهُ نَبِيٌّ يَأْتِيهِ الخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ» [8].
قولهُ: (يأتيهِ الخبرُ مِنَ السَّماءِ) المرادُ بهِ الوحيُ. وهلْ يوحي إلَّا الله سبحانه وتعالى. فهوَ كغيرهِ مِنَ الأحاديثِ الدَّالَّةِ على العُلُوِّ والفَوْقِيَّةِ.
7 - الصحابي الجليل ابنُ عُمَرَ
عن زيدِ بنِ أَسْلَمٍ قالَ: مَرَّ ابنُ عمرُ براعٍ فقال: هلْ منْ جَزَرَةٍ؟ فقالَ: ليسَ هاهنا ربُّها، قالَ ابنُ عمر: تقولُ لهُ: أكلَهَا الذئبُ. قالَ: فرفَعَ رأسَهُ إلى السَّماءِ وقالَ: فَأَيْنَ اللهُ؟ فقالَ ابنُ عمر: أنا واللهُ أحقُّ أنْ أقولَ: أَيْنَ اللهُ؟ واشترى الراعي والغنمَ، فأعتقهُ، وأعطاهُ الغنمَ [9].
أقوال التابعين رحمهم الله في علو الله على خلقه:
8 - مَسروقٌ
كَانَ مسروقٌ إِذَا حَدَّثَ عنْ عائشةَ قَالَ: حدَّثتني الصِّدِّيقةُ بنتُ الصِّدِّيقِ، حبيبةُ حبيبِ اللهِ، المُبَرَّأَةُ منْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ [10].
9 - أيوبُ السُّخْتِيَانِيُّ 131هـ)
قالَ أيُّوبُ السُّخْتِيَانِيُّ - وذكرَ المعتزلةَ -: «إِنَّما مدارُ القومِ على أنْ يَقُولوا ليسَ في السَّماءِ شيءٌ» [11].
10 - سليمان التِّيميُّ143 هـ
قَالَ سليمانٌ التِّيمِيُّ رحمه الله: «لَوْ سُئِلتُ أينَ اللهُ؟ لقلتُ: فِي السَّمَاءِ» [12].
11 - مقاتلُ بنُ حِيَّانَ (قبل150هـ)
قالَ عالمُ خراسانَ مقاتلُ بن حِيَّانَ رحمه الله في قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7]: «هُوَ على عَرْشِهِ وعِلْمُهُ مَعَهُمْ» [13].
12 - الأَوزاعيُّ (157هـ)
قالَ عالمُ الشَّامِ الأوزاعيُّ رحمه الله: كُنَّا - والتَّابعونَ متوافرونَ - نقولُ: «إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ على عرشهِ، ونؤمنُ بما وَرَدَتْ بهِ السُّنَّةُ منْ صِفَاتِهِ» [14].
قالَ شيخُ الاسلامِ ابنُ تيميَّةَ معلِّقًا: «فقدْ حكى الأوزاعيُّ - وهوَ أحدُ الأئمَّةِ الأربعةِ في عصرِ تابعي التابعينَ الذين همْ مالكٌ، إمامُ أهلِ الحجازِ، والأوزاعيُّ إمامُ أهلِ الشَّامِ، والليثُ إمامُ أهلِ مصرَ، والثَّوريُّ إمامُ أهلِ العراقِ - حكىَ شُهْرَةَ القولِ في زمنِ التَّابعينَ بالإيمانِ بأنَّ الله فوقَ العرشِ، وبصفاتهِ السَّمعية [15]؛ وإنَّما قالَ الأوزاعيُّ هذَا بعدَ ظهورِ مذهبِ جهمٍ، المنكِرِ لكونِ اللهِ فوقَ عرشهِ، والنَّافي لصفاتهِ، ليعرفَ النَّاسُ أنَّ مذهبَ السَّلف كانَ خلافَ ذلكَ» [16].
فقد تبيَّنَ للقارئ اللَّبيبِ أنَّ نفيَ علوِّ الله على العرشِ، مقولةُ جهمِ بنِ صفوانَ الضالُّ المبتدعُ، رأسُ الجهميَّةِ، الذي زرَعَ شرًّا عظيمًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/392)
فكيفَ تطيبُ نفسُ مؤمنٍ، بلْ نفسُ عاقلٍ: أن يسلكَ سبيلَ الجهميَّةِ، ويَدَعَ سبيلَ الذين أنعمَ الله عليهم من النبيِّين والصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ والصالحينَ؟!
فبعدًا لمن كان جهمٌ سلفَهُ، واستبدلَ سبيلَهُ بسبيلِ النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وصحابتِهِ.
وما عوضٌ لنا منهاجُ جهمٍ بمنهاجِ ابنِ آمنةَ الأمينِ
فرحمَ الله من قال بقولِ أهل الحديث الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، وتركَ دينَ جهمٍ وشيعتَهُ.
جعلنا الله سبحانه وتعالى ممن هُديَ إلى صراطه المستقيم، ووفَّقنا لاتباع رضى ربِّ العالمين، والاقتداء بنبيه محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم خاتم النبيين، والسلف الصالحين.
13 - سفيانُ الثوريُّ عالمُ زمانهِ (161هـ)
قَالَ معدانُ: سألتُ سفيانَ الثوريَّ عنْ قولهِ عزَّ وجلَّ: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4] قَالَ: عِلْمُهُ [17].
14 - مالك إمام دار الهجرة (179هـ)
قالَ الإمامُ مالك رحمه الله: «اللهُ في السَّمَاءِ، وعِلْمُهُ في كُلِّ مَكَانٍ لا يَخْلُو منهُ شَيءٌ» [18].
15 - حمَّادُ بنُ زيدٍ البصريّ (179هـ)
قال حمَّادُ بنُ زيدٍ رحمه الله وهو شيخ الإمام البخاري: «إنَّما يَدُورُونَ على أنْ يقولوا ليسَ في السَّمَاءِ إلهٌ. يعني الجهميَّة» [19].
قال الذهبيُّ رحمه الله معقِّبًا: «مقالةُ السَّلفِ وأئمَّةِ السنَّةِ؛ بلْ والصَّحابةُ واللهُ ورسولهُ والمؤمنونَ، أنَّ الله عزَّ وجلَّ فِي السَّمَاءِ، وأنَّ اللهَ عَلَى العرشِ، وأنَّ اللهَ فَوْقَ سماواته، وأنَّه ينزلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنيا، وحُجَّتهم على ذلكَ النُّصوصُ والآثارُ.
ومقالةُ الجهميَّةِ: أنَّ الله تباركَ وتعالى في جميعِ الأمكنةِ، تعالى الله عنْ قولهم، بلْ هوَ معنا أينمَا كنَّا بعلمهِ.
ومقالةُ مُتَأَخِّري المتكلِّمينَ [مِنَ المعتزلةِ والماتريديةِ والأشعريةِ]: أنَّ الله تعالى ليسَ في السَّمَاءِ، ولا على العرشِ، ولا على السَّمَاوَاتِ، ولا في الأرضِ، ولا داخلَ العالمِ، ولا خارجَ العالمِ، ولا هوَ بائنٌ عنْ خلقهِ ولا متَّصلٌ بهم! وقالوا: جميعُ هذهِ الأشياءِ صفاتٌ للأجسامِ والله تعالى فمنزَّهٌ عَنِ الجسمِ!.
قالَ لهم أهلُ السنَّةِ والأثرِ: نحنُ لاَ نخوضُ في ذلكَ، ونقولُ ما ذكرناهُ اتِّباعًا للنُّصوصِ، وإنْ زعمتم ... ولا نقولُ بقولكمْ، فإنَّ هذهِ السلوبَ نعوتُ المعدومِ، تعالى الله جلّ جلاله عَنِ العدمِ، بلْ هوَ موجودٌ متميِّزٌ عنْ خلقهِ، موصوفٌ بما وصفَ بهِ نفسَهُ، منْ أنَّهُ فَوْقَ العَرْشِ بِلاَ كَيْفٍ» [20].
أقولُ: أرجو أنْ يتدبَّرَ كلامُ هذا الإمامِ.
فقدْ ذكرَ في مسألةِ علوِّ الله تعالى ثلاثةَ مذاهبَ:
الأولُ: مذهبُ أهلِ السنَّةِ والجماعةِ أصحابِ الحديثِ: وهو أنَّ الله فوقَ العالَمِ بائنٌ منْ خَلْقِهِ عَالٍ على العَرْشٍ، وأنَّ هذا هو قولُ اللهِ ورسولِه صلى الله عليه وسلم وجميعِ المؤمنين.
والثاني: قولُ أصحابِ جَهْم بنِ صَفْوانَ: وهو أنَّ الله تعالى في كلِّ مكانٍ، وهو قولُ الحُلوليةِ.
والثالثُ: قولُ المُعَطِّلةِ كالمعتزلةِ والماتريديةِ والأشعريةِ: وهو أنَّ الله تعالى لا فوقَ العالَمِ ولا تحتهُ ولا داخلَ العالمِ ولا خارجَهُ ولا مُتَّصِلٌ بالعالَمِ ولا منفصلٌ عنهُ [21].
16 - عبدُ اللّه بنُ المباركِ، شيخُ الإسلامِ (181هـ)
قالَ عليُّ بنُ الحسنِ بن شقيق: قلتُ لعبدِ الله بنِ المبارك: كيفَ نعرفُ ربَّنا عزَّ وجلَّ؟ قَالَ: «بِأَنَّهُ فَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ عَلَى العَرْشِ، بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ» [22].
فرحم الله ابن المبارك، لقد أتى بأصل المعرفة التي لا يصلح لأحدٍ معرفةٌ ولا إقرارٌ بالله سبحانه إلَّا بها، وهو المباينة لخلقه جلَّ وعلا، والعلو على العرش [23]. فمن لم يعرفه بذلك، لم يعرف إلهه الذي يعبده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/393)
قالَ الذهبيُّ معقِّبًا: قلتُ: الجهميَّةُ يقولونَ: إنَّ الباري تعالى في كلِّ مكانٍ، والسَّلفُ يقولونَ: إنَّ عِلْمَ الباري في كلِّ مكانٍ، ويحتجُّونَ بقولهِ تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4]، يعني بالعلمِ، ويقولونَ: إنَّهُ على عَرْشِهِ اسْتَوَى كمَا نطقَ بهِ القرآنُ والسنَّةُ ... ومعلومٌ عندَ أهلِ العلمِ مِنَ الطوائفِ أنَّ مذهبَ السَّلفِ إمرارُ آياتِ الصِّفاتِ وأحاديثهَا كمَا جاءتْ منْ غيرِ تأويلٍ ولا تحريفٍ، ولا تشبيهٍ ولا تكييفٍ، فإنَّ الكلامَ في الصِّفاتِ فرعٌ على الكلامِ في الذَّاتِ المقدَّسةِ.
وقدْ عَلِمَ المسلمونَ أنَّ ذاتَ الباري موجودةٌ حقيقةً، لا مِثْلَ لها، وكذلكَ صفاتهُ تعالى موجودةٌ، لا مِثْلَ لها [24].
17 - جرير الضبيُّ، محدِّث الري (188هـ)
قال جريرُ بنُ عبدِ الحميد رحمه الله: «كلامُ الجهميَّةِ أَوَّلهُ عَسَلٌ وآخِرُهُ سُمٌّ، وإنَّما يحاولونَ أنْ يقولوا: ليسَ في السَّمَاءِ إلهٌ» [25].
18 - عبدُ الرحمنِ بنُ مهدي (198هـ)
قال الذهبيُّ رحمه الله: نقلَ غيرُ واحدٍ بإسنادٍ صحيحٍ عنْ عبدِ الرحمنِ - الذي يقولُ فيهِ عليُّ بنُ المديني: حافظُ الأمَّةِ، لو حلفتُ بينَ الركنِ والمقامِ لحلفتُ أنِّي ما رأيتُ أعلمَ منْ ابنِ مهدي - قال:
«إنَّ الجهميَّةَ أرادوا أنْ يَنْفُوا أن يكونَ اللهُ كَلَّمَ موسى؛ وأنْ يكونَ على العَرْشِ، أرى أنْ يُسْتَتابُوا، فإنْ تابوا وإلا ضُرِبَتْ أعناقُهُمْ» [26].
19 - أبو معاذ البلخي الفقيه (199هـ)
قال أبو قُدامةَ السرخسيُّ: سمعتُ أبا معاذٍ خالدَ بنَ سليمانَ بفرغانةَ يقولُ: «كانَ جهمٌ على معبرِ ترمذ، وكانَ فصيحَ اللِّسانِ، ولمْ يكنْ لهُ علمٌ ولا مجالسةٌ لأهلِ العلمِ، فكلَّم السمنية، فقالوا لهُ: صفْ لنَا ربَّكَ عزَّ وجلَّ الذي تعبدهُ، فدخلَ البيتَ لا يخرجُ منهُ، ثمَّ خرجَ إليهم بعدَ أيَّامٍ، فقالَ: هوَ هذا الهواءُ مَعَ كلِّ شيءٍ، وفي كلِّ شيءٍ، ولا يخلو منهُ شيءٌ، فقالَ أبو معاذ البلخيُّ الفقيهُ: كذَبَ عدوُّ اللهِ، بل اللهُ جلّ جلاله على العَرْشِ كمَا وَصَفَ نَفْسَهُ» [27].
وقال يحيى بنُ أيوب: سمعتُ أبا نُعيمٍ البلخيَّ قالَ: «كَانَ رجلٌ منْ أهلِ مرو صديقًا لجهمٍ ثمَّ قطعهُ وجفاهُ فقيلَ لهُ: لِمَ جفوتهُ؟ فقالَ: جاء منهُ ما لا يحتملُ، قرأتُ يومًا آيةَ كذاَ وكذَا - نسيهَا يحيى - فقالَ: ما كانَ أظرف محمَّدًا، فاحتملتهَا، ثمَّ قرأ سورةَ طه، فلمَّا قالَ: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5] قالَ: أمَا واللهِ لو وجدتُ سبيلًا إلى حَكِّها لَحَكَكْتُهَا مِنَ المصحفِ، فاحتملتهَا. ثمَّ قرأَ سورةَ القصصِ، فلمَّا انتهى إلى ذكرِ موسى قالَ: ما هذا؟ ذكر قصةً في موضعٍ فلم يُتِمَّها ثمَّ ذكرَ ههنا فلمْ يُتِمَّها، ثمَّ رمى بالمصحفِ من حِجْرِهِ برجليهِ!!! فَوَثَبْتُ عليهِ» [28].
فهذا شيخُ النَّافينَ لعلوِّ الربِّ عَلَى عرشهِ ومُبَايَنَتِهِ منْ خَلْقِهِ.
وذكرَ ابنُ أبي حاتم عنهُ بإسنادهِ عَنِ الأصمعيِّ قَالَ: قَدِمَتِ امرأةُ جَهْمٍ فقالَ رجلٌ عندهَا: اللهُ عَلَى عَرْشِهِ. فقالتْ: محدودٌ عَلَى محدودٍ. قَالَ الأصمعيُّ: هي كافرةٌ بهذهِ المقالةِ.
فهذهِ المقالةُ إِمَامَاهَا هَذَا الرجلُ وامرأتهُ وما أَوْلاهُ بأنْ {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ *} {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ *} [المسد: 4 - 5] [29].
20 - منصورُ بن عمار (200هـ)
كتبَ بِشْرٌ المرِّيسيُّ إلى منصور بن عمَّار يسألهُ عنْ قولهِ تعالى: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5] كيفَ استوى؟
فكتبَ إليهِ: «اسْتِوَاؤُهُ غيرُ محدودٍ، والجوابُ فيه تَكَلُّفٌ، مُسَاءَلَتُكَ عنهُ بِدْعَةٌ، والإيمانُ بِجُمْلَةِ ذَلِكَ وَاجِبٌ» [30].
يتبع ...
ـ[ابوعمرالشهري]ــــــــ[07 - 04 - 10, 08:25 م]ـ
نتابع أقوال علماء أهل السنة والجماعة في أن الرحمن على العرش استوى وأنه عالي على خلقه وأنه فوق العرش على الحقيقة لا الخيال والوهم:
21 - الإمامُ الشافعيُّ (204هـ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/394)
قال رحمه الله: «القولُ فِي السنَّةِ التي أنا عليهَا، ورأيتُ أصحابَنا عليهَا، أهلَ الحديثِ الذينَ رأيتهم فأخذتُ عنهم، مثلُ سفيانَ ومالكٍ وغيرهمَا: الإقرارُ بشهادةِ أنْ لاَ إلهَ إلَّا الله وأنَّ محمدًا رَسُولُ الله، وأنَّ اللهَ عَلَى عرشِهِ فِي سمائِهِ يقربُ منْ خَلْقِهِ كيفَ شاءَ» [31].
«وأنَّ الله عزَّ وجلَّ يُرى فِي الآخرةِ يَنْظُرُ إليهِ المؤمنونَ عيانًا جهارًا، ويسمعونَ كلامَهُ. وأَنَّهُ فَوْقَ العَرْشِ» [32].
وقال رحمه الله في «الرسالةِ»: «الحمدُ للهِ الذي هوَ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ وفَوْقَ ما يَصِفُهُ خَلْقُهُ» [33].
قال ابنُ القيِّمُ رحمه الله: «فأثبتَ في هذهِ الكلمةِ أنَّ صفاتهِ إنَّما تُتلقَّى بالسَّمعِ، لا بآراءِ الخلقِ، وأنَّ أوصافَهُ فوقَ ما يصفهُ بهِ الخلقُ، فتضمَّنتْ هذهِ الكلمةُ، إثباتَ صفاتِ الكمالِ الذي أثبتهُ لنفسهِ، وتنزيهَهُ عَنِ العيوبِ والنَّقائصِ والتَّمثيلِ، وأنَّ ما وصفَ بهِ نَفْسَهُ فهوَ الذي يُوصَفُ بهِ، لا مَا وَصَفَهُ به الخلقُ» [34].
22 - يزيدُ بنُ هارونَ الواسطيُّ (206هـ)
قال يزيدُ بنُ هارون رحمه الله: «مَنْ زَعَمَ أنَّ {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} على خِلاَفِ ما يَقِرُ في قُلُوبِ العَامَّةِ فهوَ جَهْمِيٌّ» [35].
قال الذهبيُّ معقِّبًا: «وهذا الذي قالهُ هوَ الحقُّ؛ لأنَّهُ لو كانَ معناهُ على خلافِ ما يَقِرُ فى القلوبِ السَّليمةِ مِنَ الأهواءِ، والفطرةِ الصَّحيحةِ مِنَ الأدواءِ، لوجبَ على الصَّحَّابةِ والتَّابعينَ أنْ يُبَيِّنوا أنَّ استواءَ الله على عرشِهِ على خلافِ ما فَطَرَ اللهُ عليهِ خَلْقَهُ، وَجَبَلَهُم على اعتقادِهِ، اللهمَّ إلَّا أنْ يكونَ في بعضِ الأغبياءِ منْ يفهمُ مِنْ أنَّ الله في السَّماء، أو على العرشِ [أنَّه محيِّزٌ وأنَّهما حَيِّزٌ له]، وأنَّ العرشَ محيطٌ بهِ، فكيَّفَ ذلكَ في ذهنهِ وبفهمهِ، كمَا بدر في الشَّاهدِ من أيِّ جسمٍ كانَ، على أيِّ جسمٍ، فهذا حالُ جاهلٍ و [مَا] أظنُّ أنَّ أحدًا اعتقدَ ذلكَ مِنَ العامَّةِ ولا قالهُ، وحاشَا يزيدَ بنَ هارونَ أنْ يكونَ مرادُهُ هذا وإنَّما مرادهُ ما تقدَّمَ» [36].
وقالَ شيخُ الاسلامِ رحمه الله: والذي تقرَّرَ في قلوبِ العامَّةِ هوَ ما فطرَ الله تعالى عليهِ الخليقةَ منْ توجُّههَا إلى ربِّها تعالى عنْدَ النوازلِ والشدائدِ والدُّعَاءِ والرغباتِ إليهِ تعالى نحوَ العُلُوِّ، لا يلْتفتُ يُمْنَةً ولا يُسْرَةً منْ غيرِ موقفٍ وقفهم عليه، ولكن فطرةَ الله التي فطَرَ النَّاسَ عليهَا، وما منْ مولودٍ إلَّا هوَ يولدُ على هذهِ الفطرةِ يجهِّمهُ وينقلهُ إلى التَّعْطيلِ منْ يقيَّض لهُ.
23 - سعيدُ بن عامر الضبعيُّ عالِمُ البصرة (208هـ)
ذكرَ سعيدُ بنُ عامرٍ الضبعيُّ الجهميَّةَ فقالَ: همْ شرٌّ قولًا مِنَ اليهودِ والنَّصارى، قَدِ اجتمعَ اليهودُ والنَّصارى، وأهلُ الأديانِ مَعَ المسلمينَ، عَلَى أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ عَلَى العَرْشِ. وقالوا هم: لَيْسَ عَلَى شيءٍ [37].
24 - عبدُ الله بن أبي جعفر الرازيُّ
قالَ صالحُ بنُ الضريسِ: «جعلَ عبدُ الله بنُ أبي جعفرٍ الرازيُّ يضربُ رأسَ قرابةٍ لهُ يرى برأيِّ جهمٍ، فرأيتهُ يضربُ بالنَّعلِ على رأسهِ ويقولُ: لا، حتَّى تقول: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5] بائِنٌ منْ خَلْقِهِ» [38].
25 - القعنبيُّ (221هـ)
قَالَ بنانُ بنُ أحمدَ: كنَّا عند القعنبيِّ رحمه الله، فسمعَ رجلًا مِنَ الجهميَّةِ يقولُ: الرَّحْمنُ عَلَى العرشِ استولى. فقال القعنبيُّ: «مَنْ لا يُوقِن أنَّ الرَّحْمن عَلَى العرش استوى كَمَا يَقِرُ فِي قلوبِ العامَّةِ، فهو جَهْمِيٌّ»
[39].
26 - عاصمُ بن علي شيخ البخاري (221هـ)
قَالَ رحمه الله: «ناظرتُ جهمًا فتبيَّنَ مِنْ كلامهِ أنَّه لاَ يؤمنُ أنَّ فِي السَّمَاء ربًّا» [40].
27 - هشام بن عبيد الله الرَّازيُّ (221هـ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/395)
قَالَ ابنُ أبي حاتم: حدَّثنا عليُّ بنُ الحسنِ بنِ يزيدَ السُّلميُّ: سمعتُ أبي يقولُ: «سمعتُ هشامَ بنَ عبيدِ الله الرَّازيَّ - وحبسَ رجلًا فِي التَّجَهُّم فتابَ فجيءَ بِهِ إليهِ ليمتحنهُ - فقالَ لهُ: أَتَشْهَدُ أنَّ اللهَ عَلَى عَرْشِهِ بائنٌ منْ خَلْقِهِ؟ فقالَ: لاَ أدري مَا بائنٌ منْ خَلْقِهِ. فقالَ: رُدُّوهُ فإنَّهُ لَمْ يَتُبْ بَعْدُ» [41].
28 - بِشْر الحافي، زاهدُ العصرِ (227هـ)
قال حمزةُ بنُ دَهْقَانَ: «قلتُ لبشرِ بنِ الحارث: أحبُّ أنْ أخلوَ معكَ. قال: إذا شئتَ فيكونُ يومًا. فرأيتهُ قدْ دخلَ قُبةً، فصلَّى فيهَا أربعَ رَكَعَاتٍ لا أحْسِنُ أصلِّي مثلَهَا، فسمعتُهُ يقولُ في سجودهِ: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعْلَمُ فَوْقَ عَرْشِكَ أنَّ الذُّلَّ أحبُّ إليَّ مِنَ الشَّرَفِ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ فَوْقَ عَرْشِكَ أنَّ الفقرَ أَحبُّ إليَّ مِنَ الغِنَى، اللَّهُمَّ إِنَّك تَعْلَمُ فَوْقَ عَرْشِكَ أنِّي لا أُوثِرُ عَلى حُبِّكَ شيئًا.
فلمَّا سمعتهُ، أخذني الشهيقُ والبكاءُ، فقالَ: اللهمَّ إنَّك تعلمُ أنِّي لو أعلمُ أنَّ هذا هاهنا، لم أتكلَّمْ» [42].
29 - محمدُ بن مصعب العابدُ: شيخُ بغداد (228هـ)
قالَ محمَّدُ بنُ مصعب العابد رحمه الله: «مَنْ زَعَمَ أنَّكَ لا تتكَلَّمُ ولا تُرى في الآخرةِ، فهوَ كافرٌ بوجهكَ، أَشْهَدُ أنَّكَ فَوْقَ العَرْشِ، فَوْقَ سَبعِ سَمَاوَاتٍ، ليسَ كمَا تقولُ أعداءُ اللهِ الزنادقةُ» [43].
30 - نُعَيمُ بن حمَّاد الخزاعيُّ الحافظ (228هـ)
قال الرماديُّ: سألتُ نعيمَ بنَ حمَّادٍ عنْ قولِ اللهِ تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحديد: 4] قالَ: «معناهُ أنَّهُ لا يَخْفَى عليهِ خافيةٌ بِعِلْمِهِ، ألا تَرَى قولَهُ: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7]» [44].
وقالَ رحمه الله: «منْ شَبَّهَ اللهَ بِخَلْقِهِ، فقدْ كَفَرَ، ومنْ أنكرَ ما وَصَفَ بهِ نفسَهُ، فقدْ كَفَرَ، وليسَ ما وصفَ بهِ نفسَهُ وَلاَ رسولُهُ تشبيهًا» [45].
وعقَّبَ الذهبيُّ عَلَى هذا الكلامِ بقولهِ: «قلتُ: هذاَ الكلامُ حقٌّ، نعوذُ باللهِ مِنَ التَّشبيهِ ومنْ إنكارِ أحاديثِ الصِّفاتِ، فما يُنْكِرُ الثَابتَ منهَا مَنْ فَقُهَ، وإنَّما بعدَ الإيمانِ بها هنا مقامانِ مذمومانِ:
تأويلُهَا وصرفُهَا عنْ موضوعِ الخِطابِ، فمَا أَوَّلَها السَّلفُ وَلاَ حَرَّفوا ألفاظَهَا عنْ مواضعِهَا؛ بلْ آمنوا بهَا، وأَمَرُّوهَا كَمَا جاءتْ.
المقامُ الثاني: المبالغةُ فِي إثباتها، وتصوُّرُهَا منْ جنسِ صفاتِ البشرِ، وتشكُّلهَا فِي الذِّهنِ، فهذا جهلٌ وضلالٌ، وإنَّما الصِّفةُ تابعةٌ للموصوفِ؛ فإذا كانَ الموصوفُ عزَّ وجلَّ لمْ نرَهُ، وَلاَ أخبرنَا أحدٌ أنَّهُ عاينهُ مَعَ قولهِ لنَا فِي تنزيلهِ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] فكيفَ بقيَ لأذهاننا مجالٌ فِي إثباتِ كيفيَّةِ الباري، تعالى الله عنْ ذلكَ، فكذلكَ صفاتُهُ المُقَدَّسَةُ، نُقِرُّ بهَا ونعتقدُ أنَّها حقٌّ، وَلاَ نُمَثِّلها أصلًا وَلاَ نَتَشَكَّلُهَا» [46].
31 - أبو عبد الله بن الأعرابي، لغوي زمانه (231هـ)
قَالَ داودُ بنُ عليٍّ: كنَّا عندَ ابنِ الأعرابيِّ، فأتاهُ رجلٌ فقالَ: يا أبَا عبدِ الله، ما معنى قولهِ تعالى: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]، قالَ: هُوَ على عَرْشِهِ كمَا أَخْبَرَ، فقالَ الرجلُ: ليسَ كذلكَ! إنَّما معناهُ استولى، فقالَ: اسكُتْ، ما يدريكَ ما هذا؟ العربُ لا تقولُ للرجلِ استولى على الشيءِ حتَّى يكونَ لهُ فيهِ مضادٌّ، فأيُّهما غلبَ، قيلَ: استولى، والله تعالى لا مضادَّ لهُ، وهُوَ على عَرْشِهِ كمَا أَخْبرَ. ثمَّ قالَ: الاستيلاءُ بعدَ المُغالبةِ، قال النَّابغةُ:
ألا لمثلِكَ أو من أنتَ سابقُه سبقَ الجوادُ إذا استولَى على الأَمَدِ [47]
32 - أبو معمر القطيعي (236هـ)
قال رحمه الله: «آخرُ كلامِ الجهميَّةِ أنَّه ليسَ في السَّماءِ إلهٌ» [48].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/396)
قال الإمامُ الذهبيُّ معقِّبًا على هذا الأثرِ: «قلتُ: بلْ قولهم: إنَّه عزَّ وجلَّ في السَّماءِ وفي الأرضِ، لا امتيازَ للسَّماءِ. وقولُ عمومِ أمَّةِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم: إنَّ اللهَ في السَّمَاءِ، يُطلقونَ ذلكَ وِفْقَ ما جاءتِ النُّصوصُ بإطلاقهِ، ولا يخوضونَ في تأويلاتِ المتكلِّمينَ، مَعَ جَزْمِ الكُلِّ بأنَّه تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11]» [49].
33 - إسحاق بن راهويه عالم خراسان (238هـ)
قَالَ إسحاقُ بنُ راهويه رحمه الله: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5] إجماعُ أهلِ العِلْمِ أَنَّهُ فَوْقَ العَرْشِ اسْتَوَى، ويعلمُ كلَّ شيءٍ فِي أسفلِ الأرضِ السَّابعةِ.
قال الذهبيُّ معلِّقًا: اسمع وَيْحَكَ إِلَى هَذَا الإمامِ كيفَ نقلَ الإجماعَ عَلَى هذهِ المسألةِ الشَّريفةِ» [50].
34 - قُتَيْبَةُ بنُ سعيدٍ: شيخُ خراسانَ (240هـ)
قال قُتَيْبَةُ بنُ سعيد رحمه الله: هذا قولُ الأئمَّةِ في الإسلامِ السنَّةِ والجماعةِ: نَعْرِفُ ربَّنا في السَّمَاءِ السَّابعةِ على عَرْشِهِ، كمَا قالَ جلّ جلاله: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5].
فهذا قتيبةُ في إمامتهِ وصدقهِ قدْ نقلَ الإجماعَ على المسألةِ، وقدْ لقيَ مالكًا والليثَ وحمَّادَ بنَ زيدٍ والكبارَ، وعمَّرَ دهرًا وازدحمَ الحفَّاظُ على بابهِ [51].
35 - أحمدُ بن حنبل شيخُ الإسلام (241هـ)
قالَ الإمامُ أحمد رحمه الله في «الردِّ على الزنادقةِ والجهميَّةِ» (ص48 - 49):
«أَنْكَرْتُم أن يكونَ اللهُ على العَرْشِ، وقد قال تعالى: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5] وقال: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [يونس: 3]، وقدْ أخبرنَا أنَّهُ في السَّماءِ فقال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} [الملك: 16]، {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} [الملك: 17]، وقال: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: 10]، وقال: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: 55]، وقال: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء: 158]، وقال: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ} [الأنبياء: 19]، وقال: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ}، وقال: {ذِي الْمَعَارِجِ} [المعارج: 3]، وقال: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18] وقال: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255]. فهذا خبرُ اللهِ أخبرنَا أنَّهُ في السَّماءِ.
وإنَّما معنى قولهِ جلَّ ثناؤه: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ} [الأنعام: 3]، يقولُ: هوَ إلهُ مَنْ في السَّماواتِ وإلهُ مَنْ في الأرضِ، وهُوَ على العَرْشِ وقدْ أحاطَ عِلْمُهُ بما دونَ العرشِ، ولا يخلو منْ علمِ الله مكانٌ، ولا يكونُ علمُ الله في مكانٍ دونَ مكانٍ، فذلكَ قولُه: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12]» [52].
وقال يوسفُ بن موسى القطان شيخُ أبي بكرٍ الخلال: «قيلَ لأبي عبد الله: اللهُ فَوْق السَّمَاءِ السَّابِعَةِ على عَرْشِهِ بَائِنٌ منْ خَلْقِهِ، وقُدْرَتُهُ وعِلْمُهُ بِكُلِّ مَكَانٍ؟ قالَ: نعمْ هوَ على عرشهِ ولا يخلو شيءٌ منْ علمهِ» [53].
وقال حنبلُ بنُ إسحاقَ: قلتُ لأبي عبدِ الله: ما معنى قولهِ: {وَهُوَ مَعَكُمْ} و {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ}؟ قال: عِلْمُهُ عِلْمُهُ.
وقال أبو بكرٍ المروزيُّ: حدثني محمدُ بن إبراهيم القيسيُّ قالَ: قلتُ لأحمدَ بنَ حنبلٍ: يُحكى عَنِ ابنِ المباركَ أنَّه قيلَ لهُ: كيفَ نعرفُ ربَّنَا؟ قالَ: في السَّماءِ السَّابِعَةِ على عَرْشِهِ. قال أحمدُ: هكذا هوَ عندنَا [54].
36 - الإمام الربانيُّ محمدُ بن أسلم الطوسيُّ (242هـ)
قالَ محمَّدُ بنُ أسلم رحمه الله: قال لي عبدُ الله بنُ طاهرٍ: بلغني أنَّكَ ترفعُ رأسَكَ إلى السَّماءِ، فقلتُ: ولِمَ؟ وهَلْ أَرْجُو الخَيْرَ إلَّا مِمَّنْ هُوَ فِي السَّمَاءِ [55]؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/397)
37 - الحارثُ بن أسد المحاسبيُّ (243هـ)
قال الزاهدُ المشهورُ الحارثُ بنُ أسدٍ المحاسبيُّ رحمه الله في «فهمِ القرآنِ»:
«وأمَّا قوله: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5] {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18]، و {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16]، و {إِذًا لاَبْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا} [الإسراء: 42]. فهذهِ وغيرُهَا مثلُ قولِهِ: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]، وقولهُ: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ} [السجدة: 5]. فهذا مَقْطَعٌ يوجبُ أنَّهُ فوقَ العرشِ، فوقَ الأشياءِ، منزَّهٌ عَنِ الدُّخولِ في خلقهِ، لا يخفى عليهِ منهم خافية، لأنَّهُ أبانَ في هذهِ الآياتِ أنَّ ذاتَهُ بنفسهِ فوقَ عبادهِ لأنَّهُ قال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} [الملك: 16]، يعني: فوقَ العرشِ، والعرشُ على السَّمَاءِ، لأنَّ مَنْ كانَ فوقَ شيء على السَّمَاءِ فهوَ في السَّمَاءِ، وقدْ قالَ مثلَ ذلكَ: {فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ} [التوبة: 2]، يعني: على الأرضِ لا يريدُ الدخولَ في جوفِها، وكذلكَ قولُهُ: {وَلأَُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71]، يعني: فوقهُ. وقال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16]، ثمَّ فصَّلَ فقالَ: {أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} [الملك: 16] ولم يصلهُ بمعنًى فَيشْتبهُ ذلكَ، فلم يكنْ لذلكَ معنًى إذ فصَّلَ بقولهِ: {فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16]- ثمَّ اسْتَأْنَفَ التخويفَ بالخسْفِ - إلَّا أنَّهُ عَلَى العَرْشِ فَوْقَ السَّمَاءِ. وقال: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ} [السجدة: 5]، وقال: {تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج: 4]، فبيَّنَ عروجَ الأمرِ، وعروجَ الملائكةِ، ثمَّ وصفَ صعودَهَا بالارتفاعِ صاعدةً إليهِ ...
فإذا صَعَدُوا إلى العرشِ فقدْ صَعَدُوا إلى الله جلَّ وعزَّ، وإنْ كانوا لمْ يَرَوْهُ، ولم يُسَاووهُ في الارتفاعِ في عُلُوِّهِ، فإنَّهم قدْ صَعَدُوا مِنَ الأرضِ، وعَرَجُوا بالأمرِ إلى العُلُوِّ الذي اللهُ عزَّ وجلَّ فوقَهُ ...
وقالَ: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: 10]. وكلامُ الملائكةِ أكثرُ وأطيبُ منْ كلامِ الآدميينَ، فلمْ يَقُلْ ينزلُ إليهِ الكَلِمُ الطَّيِّبُ.
وقال عنْ عيسى عليه السلام: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء: 158]، ولمْ يقلْ عندَهُ.
وقالَ عنْ فرعونَ: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} [غافر: 36 - 37]، ثمَّ استأنفَ فقالَ: {وَإِنِّي لأََظُنُّهُ كَاذِبًا} [غافر: 36 - 37]، فيمَا قالَ لي إنَّهُ في السَّماءِ، فطلبهُ حيثُ قال لهُ موسى مَعَ الظَّنِّ منهُ بموسى عليه السلام أنَّهُ كاذبٌ، ولوْ أنَّ موسى عليه السلام، أخبرهُ أنَّه في كلِّ مكانٍ بذاتهِ، لطلبهُ في الأرضِ أو في بيتهِ وبَدَنِهِ ولمْ يَتَعَنَّ بِبُنْيَانِ الصَّرْحِ» [56].
وكذلكَ قولهُ: {فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 84] فلمْ يقلْ في السَّمَاءِ ثمَّ قطعَ كمَا قالَ: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} [الملك: 16]، فقال: {فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ} [الزخرف: 84]، فأخبرَ أنَّهُ إلهُ أهلِ السَّماءِ وإلهُ أهلِ الأرضِ.
وذلكَ موجودٌ في اللُّغةِ إذْ يقولُ القائلُ: مَنْ بِخُراسان؟ فيقالُ: ابنُ طاهرٍ. وإنَّما هوَ في موضعٍ. فجايزٌ أنْ يقالَ: ابنُ طاهرٍ أميرٌ في خراسانَ، فيكونُ أميرًا في بلْخ وسَمَرْقَند وكلِّ مدنها. هذا وإنَّما هوَ في موضعٍ واحدٍ، يخفى عليهِ مَا وراءَ بيتهِ، ولو كانَ على ظاهرِ اللَّفظِ وفي معنى الكونِ، ما جازَ أنْ يقالَ أميرٌ في البلدِ الذي هو فيهِ لأنَّهُ في موضعٍ واحدٍ منْ بيتهِ، أو حيثُ كانَ، إنَّما هوَ في موضعِ جلوسِهِ، وليسَ هوَ في دارهِ أميرٌ ولا في بيتهِ كلِّهِ، وإنَّما هو في موضعٍ منهُ، لو كانَ هذَا معنى الكونِ، فكيفَ العالي فوقَ كلِّ شيء؟! لا يخفى عليهِ شيءٌ مِنَ الأشياءِ يُدَبِّرُهُ، فهو إلهُ أهلِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/398)
السَّماءِ، وإلهُ أهلِ الأرضِ لا إلهَ فيهما سواهُ، فهوَ فيهمَا إلهٌ إذْ كانَ مدبِّرًا لهما وما فيهما وهُوَ على عَرْشِهِ فَوْقَ كُلِّ شَيءٍ بَاقٍ [57].
38 - عبدُ الوهاب الوراق ُ (250هـ)
قال رحمه الله: «مَنْ زَعَمَ أنَّ اللهَ هاهنا فهو جَهْمِيٌّ خَبِيثٌ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ فَوْقَ العَرْشِ، وعِلْمُهُ مُحِيطٌ بالدُّنيا والآخِرَةِ» [58].
39 - خَشَيْشُ بن أصرم (253هـ)
قال أبو عاصم خَشيشُ بن أصرم رحمه الله: «وقدْ أنكرَ جهمٌ أنْ يكونَ اللهُ على العَرْشِ، وقالَ الله تباركَ وتعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ} [السجدة: 4]، وقالَ: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54]، وقالَ: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5] وقالَ: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَانُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: 59].
قالَ أبو عاصم: منْ كفرَ بآيةٍ منْ كتابِ الله؛ فقدْ كفرَ بهِ أجمع، فمنْ أنكرَ العرشَ؛ فقدْ كفرَ بالله. وجاءتِ الآثارُ بأنَّ لله عرشًا، وأنَّهُ على عرشهِ» [59].
قالَ أبو عاصم: وأنكرَ جهمٌ أنْ يكونَ اللهُ في السَّماءِ دونَ الأرضِ ... وقدْ دلَّ في كتابهِ أنَّهُ في السَّماءِ دونَ الأرضِ ... ثمَّ ذكرَ الآياتِ الدَّالَّةِ على عُلوِّ الله إلى أنْ قالَ:
لوْ كانَ في الأرضِ كمَا هوَ في السَّماء لم ينزلْ مِنَ السَّماءِ إلى الأرضِ شيءٌ، ولكانَ يصعدُ مِنَ الأرضِ إلى السَّماءِ كما ينزلُ مِنَ السَّماءِ إلى الأرضِ، وقدْ جاءتِ الآثارُ عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّ الله عزَّ وجلَّ في السَّماء دونَ الأرضِ [60].
40 - الذهلي ُّ (258هـ)
قال الحاكمُ: قرأتُ بخطِ أبي عمرو المستملي: سئلَ محمدُ بنُ يحيى عنْ حديثِ عبدِ الله بن معاوية عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «لِيَعْلَمِ العَبْدُ أنَّ اللهَ معهُ حيثُ كانَ» [61]، فقالَ: يريدُ أنَّ اللهَ عِلْمُهُ محيطٌ بكلِّ مكانٍ، واللهُ على العَرْشِ [62].
41 - إسماعيل بن يحيى المزنيُّ (264هـ)
قالَ محمَّدُ بنُ إسماعيل الترمذي: سمعتُ المزنيَّ يقولُ: «لا يَصِحُّ لأحدٍ توحيدٌ حتىَّ يعلمَ أنَّ اللهَ تعالى على العَرْشِ بصفاتهِ. قلتُ لهُ: مثلُ أيِّ شيءٍ؟ قالَ: سَمِيعٌ بَصِيرٌ عَلِيمٌ» [63].
وقَالَ رحمه الله فِي «شرحِ السنَّةِ»: «(عالٍ) عَلَى عرشهِ (فِي مجدهِ بذاتِهِ) ... عَالٍ عَلَى عَرْشِهِ، بَائِنٌ منْ خَلْقِهِ» [64].
قال العلامةُ الألبانيُّ رحمه الله: «واعلمْ أنَّ لفظةَ (بائنٌ) كَثُرَ ورودُهَا فِي عقيدةِ السَّلفِ فِي قولهم: «هَوَ تَعَالى عَلَى عَرْشِهِ، بائِنٌ من خَلْقِهِ» وحكاها أبو زرعة وأبو حاتم الرّازيانِ عَنِ العلماءِ فِي جميعِ الأمصارِ، وإنَّما نطقَ العلماءُ بهاتَيْنِ اللفظَتَيْنِ: «بذاتهِ» و «بائنٌ» - بعدَ أنْ لم تكونَا معروفتينِ فِي عهدِ الصَّحابةِ رضي الله عنهم - لمَّا ابتدعَ الجهمُ [65] وأتباعهُ القولَ بأنَّ الله فِي كلِّ مكانٍ، فاقتضت ضرورةُ البيانِ أنْ يتلفَّظَ هؤلاءِ الأئمَّةِ الأعلامِ بلفظِ «بائنٌ» دونَ أنْ ينكرهُ أحدٌ منهم» [66].
42 - أبو زُرعة الرازيُّ (264هـ)
قَالَ عبدُ الرَّحْمن بن أبي حاتم: سألتُ أبي وأبا زرعةَ عَن مذاهبِ أهلِ السنَّةِ فِي أصولِ الدِّينِ، وما أدركا عَلَيهِ العلماءُ فِي جميعِ الأمصارِ ومَا يعتقدانِ فِي ذلكَ؟ فقالا:
«أدركنَا العلماءَ فِي جميعِ الأمصارِ - حجازًا وعراقًا وشامًا ويَمَنًا - فكانَ منْ مذهبهم:
وأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ منْ خَلْقِهِ كَمَا وصفَ نفسَهُ فِي كتابهِ وعلى لسانِ رسولهِ صلى الله عليه وسلم بلا كيفٍ، أحاطَ بكلِّ شيءٍ علمًا {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]» [67].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/399)
وقال أبو زرعة الرازي رحمه الله: «المعطِّلةُ النَّافيةُ الذينَ ينكرونَ صفاتِ الله عزَّ وجلَّ التي وصفَ بها نفسَهُ في كتابهِ وعلى لسانِ نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم، ويكذِّبونَ بالأخبارِ الصحاحِ التي جاءتْ عنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في الصفاتِ ويتأوَّلونها بآرائهم المنكوسةِ على موافقةِ ما اعتقدوا منَ الضلالةِ وينسبونَ رواتها إلى التشبيهِ، فمنْ نسبَ الواصفينَ ربَّهم تبارك وتعالى بما وصفَ بهِ نفسهُ في كتابهِ وعلى لسانِ نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم منْ غيرِ تمثيلٍ ولا تشبيهٍ إلى التشبيهِ فهو معطِّلٌ نافٍ، ويستدلُّ عليهم بنسبتهم إيَّاهم إلى التشبيه أنَّهم معطِّلةٌ نافيةٌ، كذلكَ كانَ أهلُ العلمِ يقولونَ منهم: عبد الله بن المبارك ووكيع بن الجراح» [68].
43 - أبو حَاتِمٍ الرازيُّ (277هـ)
قال الحافظُ أبو القاسم الطبريُّ: وجدتُ في كتابِ أبي حاتمٍ محمدِ ابن إدريس بن المنذر الحنظليِّ ممَّا سُمِعَ منهُ يقولُ: «مذهبنا واختيارنا اتِّباعُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابهِ والتَّابعينَ منْ بعدهم، والتَّمسُّكُ بمذاهبِ أهلِ الأثرِ مثلُ الشَّافعيِّ وأحمدَ وإسحاقَ وأبي عبيدٍ رحمهمُ الله تعالى، ولزومُ الكتابِ والسنَّةِ، ونعتقدُ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ على عَرْشِهِ، بَائِنٌ منْ خَلْقِهِ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]» [69].
44 - حَرْب الكَرْمَانِيُّ (280هـ)
قال أبو محمد حرب بن إسماعيل الكرماني فِي «مسائلهِ المعروفةِ» التي نقلهَا عَنْ أحمدَ وإسحاقَ وغيرهمَا: «وهو سبحانه بائنٌ من خلقهِ لا يخلو منْ علمه مكانٌ، وللهُ عرشٌ، وللعرشِ حَمَلَةٌ يحملونهُ ... واللهُ عَلَى عَرْشِهِ عزَّ ذِكْرُهُ وتعالى جَدُّهُ وَلاَ إلهَ غيرهُ ... ينزلُ كلَّ ليلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنيا، كيفَ شَاءَ وكمَا شاءَ، ليسَ كمثلهِ شيءٌ وهوَ السَّميعُ البصيرُ» [70].
45 - ابنُ قُتَيْبَةَ (276هـ)
قَالَ الإمامُ العالمُ ابنُ قُتَيْبَةَ رحمه الله: «نحنُ نقولُ فِي قولهِ: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة: 7]: إنَّهُ معهم بالعلمِ بمَا هم عَلَيهِ، كَمَا تقولُ للرجلِ وجهتهُ إِلَى بلدٍ شاسعٍ، ووكلتهُ بأمرٍ من أموركَ: احذرِ التقصيرَ والإغفالَ لشيءٍ ممَّا تقدَّمتُ فيهِ إليكَ فإنِّي معكَ. تريدُ أنَّهُ لاَ يخفى عليَّ تقصيركَ أَوْ جدُّكَ للإشرافِ عليكَ والبحثِ عنْ أموركَ ...
وكيفَ يسوغُ لأحدٍ أنْ يقولَ: إنَّهُ بكلِّ مكانٍ عَلَى الحلولِ مَعَ قولهِ: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5] وقولهِ تَعَالَى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10].
وكيفَ يصعدُ إليهِ شيءٌ هُوَ معهُ؟ أَوْ يرفعُ إليهِ عملٌ وَهُوَ عندهُ؟ وكيفَ تعرجُ الملائكةُ والرُّوحُ إليهِ يومَ القيامة؟» [71].
46 - أبو عيسى الترمذيُّ (279هـ)
قالَ الحافظُ أبو عيسى الترمذيُّ رحمه الله: «وهُوَ عَلَى العَرْشِ كمَا وَصَفَ نَفْسَهُ في كِتَابِهِ» [72].
47 - عثمانُ بنُ سعيد الدّارِمِيُّ الحافظُ (280هـ)
قالَ رحمه الله: «قد اتَّفقتِ الكلمةُ مِنَ المسلمينَ أنَّ اللهَ فَوْقَ عَرْشِهِ فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ» [73].
قَالَ الذهبيُّ معقِّبًا: «قلتُ: أوضحُ شيءٍ فِي هَذَا البابِ قوله عزَّ وجلَّ: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]. فَلْيُمَرَّ كَمَا جاءَ، كَمَا هُوَ معلومٌ منْ مذهبِ السَّلفِ، ويُنهى الشَّخصُ عَنْ المراقبةِ والجدالِ، وتأويلاتِ المعتزلةِ، {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ} [آل عمران: 53]» [74].
وقال الذهبي رحمه الله: «كان عثمانُ الدارميُّ جِذْعًا في أَعْيُنِ المُبْتَدِعَةِ» [75].
48 - ثَعْلَب إمامُ العربية (291هـ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/400)
قَالَ الحافظُ أبو القاسمِ اللالكائيُّ فِي كتابِ «السنَّةِ»: وجدتُ بخطِّ الدارقطنيِّ عنْ إسحاقَ الكاذي قَالَ: سمعتُ أبا العبَّاسِ ثعلبَ يقولُ: «استوى: أقبلَ عَلَيهِ وإنْ لَمْ يكن معوَّجًا. {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة: 29] أقبلَ. و {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [السجدة: 4] عَلاَ. واستوى وجهه: اتَّصلَ. واستوى القمرُ: امتلأَ. واستوى زيدٌ وعمرو: تشابها فِي فعلهما وإنْ لَمْ تتشابه شخوصهما. هَذَا الَّذِي نعرفُ منْ كلامِ العرب» [76].
49 - أبو مُسْلِمٍ الكجيُّ الحافظُ (292هـ)
قال أبو مسلم الكجي: خرجتُ فإذا الحمامُ قد فُتحَ سَحَرًا، فقلتُ للحمامي: أدخلَ أحدٌ؟ قَالَ: لا، فدخلتُ، فساعةَ فتحتُ البابَ قَالَ لي قائلٌ: أبو مسلم! أسلمْ تسلمُ، ثمَّ أنشأ يقولُ:
لَكَ الحَمْدُ إمَّا عَلَى نِعْمَةٍ وإمَّا عَلَى نِقْمَةٍ تُدْفَعُ
تشاءُ فتفعل مَا شِئْتَهُ وتَسْمَعُ من حَيْثُ لا نَسْمَعُ
قالَ: فبادرتُ وخرجتُ وأنا جَزِعٌ، فقلتُ للحماميِّ: أليسَ زعمتَ أنَّهُ ليسَ في الحمَّامِ أحدٌ؟
قَالَ: ذاك جنيٌّ يترايا لنا فِي كلِّ حينٍ ينشدنا، فقلتُ: هلْ عندكَ منْ شعرهِ شيءٌ؟ قالَ: نعم وأنشدني:
أَيُّها المُذْنِبُ المُفَرِّطُ مَهْلًا كم تَمَادَى وَتَكْسِبُ الذَّنْبَ جَهْلًا
كَمْ وكَمْ تُسْخِطُ الجِلِيلَ بفعلٍ سَمْجٍ وهوَ يُحْسِنُ الصُنْعَ فِعْلًا
كيفَ تَهْدَا جُفُونُ مَنْ لَيْسَ يدري أَرَضِي عنهُ مَنْ عَلَى العَرْشِ أَمْ لاَ [77]
50 - عَمْرُو بنُ عثمانَ المكيُّ (297هـ)
صنَّف كتابًا سمَّاه «التعرُّفُ بأحوالِ العبّادِ والمتعبدينَ» قال: «باب ما يجيءُ بهِ الشَّيطانُ للتائبينَ» وذكر أنَّهُ يدفعهم في القنوطِ، ثمَّ في الغرورِ وطولِ الأمدِ، ثمَّ في التَّوحيدِ. فقالَ: «منْ أعظمِ ما يوسوسُ في «التَّوحيدِ» بالتشكل أو في صفاتِ الربِّ بالتمثيلِ والتَّشبيهِ، أو بالجحودِ لها والتَّعطيلِ.
فلا تذهبْ في أحدِ الجانبينِ، لا معطِّلًا ولا مشبِّهًا، وارضَ لله بما رضيَ بهِ لنفسهِ، وقفْ عندَ خبرهِ لنفسهِ مسلمًا، مستسلمًا، مصدِّقًا، بلا مباحثةِ التنفيرِ ولا مناسبةِ التنقيرِ.
فهو تباركَ وتعالى المستوي على عرشهِ بعظمةِ جلالهِ فوقَ كلِّ مكانٍ - تبارك وتعالى - النَّازلُ كلَّ ليلةٍ إلى السَّمَاءِ الدنيا ليتقرَّبَ إليهِ خلقهُ بالعبادةِ، وليرغبوا إليهِ بالوسيلةِ.
إلى أنْ قالَ: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]. القائل: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ *} {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ *} [الملك: 16 - 17].
تعالى وتقدَّسَ أنْ يكونَ في الأرضِ كمَا هوَ في السَّمَاءِ، جلَّ عنْ ذلكَ علوًّا كبيرًا» [78].
51 - ابنُ أبي شَيْبَةَ (297هـ)
قال رحمه الله في «كتاب العرش»:
«ذكروا أنَّ الجهميَّةَ يقولون: أنْ ليسَ بينَ اللهِ عزَّ وجلَّ وبينَ خلقهِ حجابٌ، وأنكروا العرشَ، وأَنْ يكونَ هو فوقهُ وفوقَ السَّماواتِ، وقالوا: إنَّه في كلِّ مكانٍ ...
وقدْ علمَ العالِمُونَ، أنَّ اللهَ قبلَ أنْ يخلقَ خلقَهُ قدْ كانَ متخلِّصًا منْ خلقهِ، بائنًا منهم، فكيفَ دخلَ فيهم؟! تبارك وتعالى أنْ يوصفَ بهذهِ الصِّفةِ، بلْ هُوَ فَوْقَ العَرْشِ كمَا قالَ، محيطٌ بالعرشِ، متخلِّصٌ منْ خلقهِ بيِّنٌ منهم، علمهُ في خلقهِ لا يخرجونَ منْ علمهِ ...
قال عزَّ وجلَّ: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ} [المجادلة: 7]، وقال: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحديد: 4]، ففسَّرَ العلماءُ قولَهُ: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحديد: 4] يعني: عِلْمَهُ، وقالَ عزَّ وجلَّ: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]، فاللهُ تعالى استوى على العرشِ يرى كلَّ شيءٍ في السَّماواتِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/401)
والأرضينَ، ويعلمُ ويسمعُ كلَّ ذلكَ بعينهِ وهُوَ فَوْقَ العَرْشِ، يرى ويسمعُ ما في الأرضِ السفلى، ولكنَّهُ خلقَ العرشَ كما خلقَ الخلقَ لمَّا شاءَ، وكيفَ شاءَ، وما يحملهُ إلَّا عظمتهُ فقالَ: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ *} [السجدة: 5]، وقال عزَّ وجلَّ: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: 10]، وقال عزَّ وجلَّ: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [آل عمران: 55]، وقال: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء: 157، 158] وأجمعَ الخلقُ جميعًا أنَّهم إذا دَعَوْا اللهَ جميعًا، رفعوا أيديهمْ إلى السَّماءِ، فلو كانَ اللهُ عزَّ وجلَّ في الأرضِ السُّفلى، ما كانوا يرفعونَ أيديهمْ إلى السَّماءِ وهو معهم في الأرضِ.
ثمَّ تواترتِ الأخبارُ أنَّ الله تعالى خلقَ العرشَ فاسْتَوَى عليهِ بذاتِهِ ... فَهُوَ فَوْقَ السَّماواتِ وفَوْقَ العَرْشِ بِذَاتِهِ مُتَخَلِّصًا منْ خلقهِ، بائنًا منهم، علمهُ في خلقهِ، لا يخرجونَ من علمهِ» [79].
52 - زكريا السَّاجيُّ (307هـ)
قَالَ الإمامُ الحافظُ محدِّثُ البصرةِ السَّاجيُّ: «القولُ فِي السنُّةِ الَّتِي رأيتُ عَلَيْهَا أهلَ الحديثِ الَّذِينَ لقيتهم أنَّ اللهَ عَلَى عَرْشِهِ فِي سمائِهِ يَقْرُبُ منْ خَلْقِهِ كَيْفَ شاءَ - وذكرَ سائرَ الاعتقادِ» [80].
53 - محمدُ بن جرير الطبريُّ (310هـ)
قَالَ الطبريُّ رحمه الله: «وحسبُ امرئٍ أنْ يعلمَ أنَّ ربَّهُ هوَ الّذي عَلَى العَرْشِ استوى، لهُ مَا فِي السَّماواتِ وما فِي الأرضِ وما بينهما وما تحتَ الثَّرى، فمنْ تجاوزَ ذلكَ فقدْ خابَ وخَسِرَ وضَلَّ وهَلَكَ» [81].
وقالَ رحمه الله في تفسيرِ قولهِ تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7]: «وعَنَى بقوله: {هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7] بمعنى أنَّهُ مُشَاهِدُهم بعلمهِ، وَهُوَ على عَرْشِهِ» [82].
وقالَ رحمه الله في تفسيرِ قولهِ تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4]، يقولُ: «وهو شاهدٌ لكم أيُّها النَّاسُ أينما كنتم يعلمكم، ويعلمُ أعمالَكُم، ومُتَقَلَّبَكمْ ومَثْوَاكُمْ، وهُوَ على عَرْشِهِ فَوْقَ سَمَوَاتِهِ السَّبْعِ» [83].
وقالَ رحمه الله: «وأولى المعاني بقولِ الله جلَّ ثناؤهُ: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ} [البقرة: 29] عَلاَ عليهنَّ وارتفعَ فَدَبَّرَهُنَّ بقدْرتهِ وخَلَقَهُنَّ سبعَ سمواتٍ» [84].
54 - ابنُ الأخرم (311هـ)
قالَ رحمه الله: «واللهُ تعالى على العَرْشِ وعِلْمُهُ مُحِيطٌ بالدُّنيا والآخرةِ» [85].
55 - إمام الأئمة ابنُ خُزَيْمَةَ (311هـ)
قالَ رحمه الله: «مَنْ لمْ يُقِرَّ بأنَّ اللهَ تعالى على عَرْشِهِ قَدِ اسْتَوَى فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ فَهُوَ كَافِرٌ بِرَبِّه، يُسْتَتَابُ فإِنْ تَابَ وإلَّا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ وأُلْقِيَ على بَعْضِ المَزَابِلِ حَيْثُ لا يَتَأَذَّى المُسْلِمُونَ والمُعَاهَدُونَ بنَتَنِ رِيْحِ جِيْفَتِهِ، وكَانَ مَالُهُ فَيْئًا لا يَرِثُهُ أَحَدٌ مِنَ المُسْلِمِينَ؛ إِذِ «المُسْلِمُ لا يَرِثُ الكَافِرَ»، كمَا قال صلى الله عليه وسلم» [86].
56 - نِفْطَوَيْه شيخُ العربية (323هـ)
صنَّفَ الإمامُ النَّحويُّ نفطويه كتابًا في «الردِّ على الجهميَّةِ» وذكرَ فيه أشياء منهَا: قولُ ابنِ الأعرابيِّ الذي مضى ثمَّ قالَ: وسمعتُ داودَ بنَ عليٍّ يقولُ: كانَ المريسيُّ - لا رحمه الله - يقولُ: سبحانَ ربِّي الأسفل. قال: وهذا جهلٌ منْ قائلهِ، وردٌّ لنصِّ كتابِ اللهِ إذْ يقولُ: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16] [87].
يتبع ...
ـ[ابوعمرالشهري]ــــــــ[07 - 04 - 10, 08:27 م]ـ
نتابع أقوال علماء أهل السنة في فوقيته على العرش وأنه بائن عن خلقه لا كما يقول الزنادقة الذين يشبهون الله بالمعدومات تعالى الله عما يقول الظالمون علو كبيرا
57 - أبو الحسن الأشعريُّ (324هـ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/402)
قالَ الإمامُ أبو الحسن الأشعريُّ رحمه الله فِي كتابِ «الإبانةِ فِي أصولِ الدِّيانةِ» فِي بابِ الاسْتِوَاءِ: إنْ قالَ قائلٌ: «ما تقولونَ في الاستواءِ؟ قِيلَ لهُ: نقولُ: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ مستوٍ عَلَى عرشهِ، كَمَا قَالَ: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]، وقدْ قَالَ الله عزَّ وجلَّ: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]، وقالَ: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء: 158]، وقالَ عزَّ وجلَّ: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ} [السجدة: 5]، وقالَ حكايةً عنْ فرعونَ: {يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأََظُنُّهُ كَاذِبًا} [غافر: 36 - 37]، كذَّبَ موسى عليه السلام فِي قولهِ: إنَّ الله عزَّ وجلَّ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ. وقال عزَّ وجلَّ: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} [الملك: 16]، فالسَّماواتُ فوقَهَا العرشُ. فلمَّا كَانَ العرشُ فَوْقَ السَّمَاوَات قَالَ: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16]، لأنَّهُ مستوٍ عَلَى العرشِ الَّذِي فَوْقَ السَّمَاوَاتِ، وكُلُّ مَا عَلا فهو سماء. فالعرشُ أعلى السَّماوات وليسَ إِذَا قَالَ: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16]، يعني جميعَ السَّمَاوَاتِ، وإنَّما أرادَ العرشَ الَّذِي هُوَ أعلى السَّمَاوَاتِ. ألاَ ترى أنَّ الله عزَّ وجلَّ ذكرَ السَّمَاوَاتِ فقال: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا} [نوح: 16]، ولم يُرِدْ أنَّ القمرَ يملأهنَّ جميعًا وأنَّهُ فيهنَّ جميعًا.
وقدْ قالَ قائلونَ من المعتزلةِ والجهميَّةِ والحروريةِ: إنَّ قولَ الله عزَّ وجلَّ: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]، إنَّه استولى وملكَ وقهرَ، وإنَّهُ عزَّ وجلَّ في كلِّ مكانٍ، وجحدوا أنْ يكونَ الله عزَّ وجلَّ على عرشهِ كمَا قالَ أهلُ الحقِّ، وذهبوا في «الاستواءِ» إلى القدرةِ، ولو كانَ هذا كما ذكروهُ كانَ لا فرقَ بينَ العرشِ والأرضِ، فالله سبحانهُ قادرٌ عليها وعلى الحشوشِ وعلى كلِّ ما في العالمِ. فلو كانَ الله مستويًا على العرشِ بمعنى الاستيلاءِ - وهو سبحانهُ مُسْتَوْلٍ على الأشياءِ كلِّها - لكانَ مستويًا على العرشِ وعلى الأرضِ وعلى السَّمَاءِ وعلى الحشوشِ والأقذارِ، لأنَّه قادرٌ على الأشياءِ مُسْتَوْلٍ عليهَا، وإذا كانَ قادرًا على الأشياءِ كلِّها - ولم يَجِزْ عندَ أحدٍ منَ المسلمينَ أنْ يقولَ: إنَّ الله عزَّ وجلَّ مستوٍ على الحشوشِ والأخليةِ - لم يَجِزْ أنْ يكونَ الاستواءُ على العرشِ الاستيلاءَ الذي هو عامٌّ في الأشياءِ كلِّها، ووجبَ أنْ يكونَ معناهُ استواءً يختصُّ العرشَ دونَ الأشياءِ كلِّها» [1].
قَالَ الذهبيُّ رحمه الله: «لو انتهى أصحابُنا المتكلِّمونَ إِلَى مقالةِ أبي الحسنِ هذهِ ولَزِمُوهَا لأحسنوا، ولكنَّهم خاضُوا كخوضِ حكماءِ الأوائلِ فِي الأشياءِ، ومَشَوْا خلفَ المنطقِ، فلا قُوَّةَ إلَّا بالله»
[2].
58 - الإمام البَرْبَهَارِيُّ صاحب كتاب السنة (329هـ)
قالَ رحمه الله: «اعلمْ رحمكَ الله: أنَّ الكلامَ في الرَّبِّ تعالى مُحْدَثٌ، وهو بدعةٌ وضلالةٌ، ولا يُتكلَّمُ في الرَّبِّ إلا بما وصفَ بهِ نفسَهُ عزَّ وجلَّ في القرآنِ، وما بيَّنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأصحابهِ، فهوَ جلَّ ثناؤهُ واحدٌ: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].
ربُّنا أوَّلٌ بلا مَتَى، وآخرٌ بلا مُنتهى، يعلمُ السِّرَّ وأخفى، وَهُوَ عَلَى عَرْشِهِ اسْتَوَى، وعِلْمُهُ بكلِّ مكانٍ، ولا يخلو منْ علمِهِ مكانٌ»
[3].
59 - الوزير عليُّ بنُ عيسى (334هـ)
قال محمَّدُ بنُ عليِّ بن حبيش: دخلَ أبو بكرٍ الشبليُّ رحمه الله دارَ المرضى ليعالجَ، فدخلَ عليهِ الوزيرُ عليُّ بنُ عيسى عائدًا، فقال الشِّبليُّ: ما فعلَ ربُّكَ؟ قَالَ: «الربُّ عزَّ وجلّ فِي السَّمَاءِ يَقْضِي ويُمْضِي» [4].
60 - العلَّامة أبو بكر الضِّبْعِيُّ (342هـ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/403)
قالَ رحمه الله: «قَدْ تضعُ العربُ «فِي» موضع «عَلَى» قَالَ الله تَعَالَى: {فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ} [التوبة: 2]، وقالَ: {وَلأَُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71] ومعناهُ عَلَى الأرضِ وعلى النَّخلِ، فكذلكَ قولهُ: {مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16] أيْ مَنْ عَلَى العرشِ، كَمَا صَحَّتِ الأخبارُ عنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم» [5].
61 - ابنُ شعبان (355هـ)
قال الذهبيُّ رحمه الله: «رأيتُ له [6] تأليفًا في تسميةِ الرواةِ عنْ مالكٍ، أولهُ: الحمدُ لله الحميدِ، ذي الرُّشدِ والتسديدِ، والحمدُ لله أحقُّ ما بُدِي، وأولى منْ شكر، الواحدِ الصَّمدِ، جَلَّ عَنِ المَثَلِ فلا شَبَهَ لهُ ولا عَدْلَ، عَالٍ على عَرْشِهِ، فهوَ دَانٍ بِعِلْمِهِ، وذكرَ باقي الخطبة» [7].
62 - الإمام العلامة صاحب التصانيف السلفية أبو بكر الآجُرِّيُّ (360هـ):
صنَّفَ الحافظُ الزَّاهدُ الآجُرِّيُّ المجاورُ بحرمِ الله كتابَ «الشَّريعةِ» فمنْ أبوابهِ: «بابُ التحذيرِ منْ مذاهبِ الحلوليَّةِ» ثمَّ قَالَ: أمَّا بعدُ: فإنِّي أحذِّرُ إخواني مِنَ المؤمنينَ مذهبَ الحلوليَّةِ: الذينَ لَعِبَ بهمُ الشَّيطانُ، فخرجوا بسوءِ مذهبهم عنْ طريقِ أهلِ العلمِ.
مذاهبهم قبيحةٌ، لاَ تكونُ إلَّا فِي كلِّ مفتونٍ هالكٍ، زعموا أنَّ الله عزَّ وجلَّ حالٌّ فِي كلِّ شيءٍ، حتَّى أخرجهم سوءُ مذهبهم إِلَى أنْ تكلَّموا فِي الله عزَّ وجلَّ بِمَا ينكرهُ العلماءُ العقلاءُ.
لاَ يوافقُ قولَهم كتابٌ وَلاَ سنَّةٌ، وَلاَ قولُ الصَّحابةِ، وَلاَ قولُ أئمَّةِ المسلمينَ، وإنِّي لأستوحشُ أنْ أذكرَ قبيحَ أفعالهم تنزيهًا منِّي لجلالِ اللهِ عزَّ وجلَّ وعظمتهِ، كَمَا قَالَ ابنُ المبارك رَحمةُ الله عليهِ: «إنَّا لنستطيعُ أنْ نحكيَ كلامَ اليهودِ والنَّصارى، وَلاَ نستطيعُ أنْ نحكيَ كلامَ الجهميَّةِ».
ثمَّ إنَّهم إِذَا أنكرَ عليهمْ سوءُ مذهبهم، قالوا: لنا حجَّةٌ منْ كتابِ الله عزَّ وجلَّ.
فإذا قِيلَ لهم: مَا الحجَّةُ؟!
قالوا: قَالَ الله عزَّ وجلَّ فِي كتابهِ فِي سورةِ المجادلة: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة: 7] وبقولهِ عزَّ وجلَّ: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} - إِلَى قوله - {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد 3 - 4].
فلبَّسوا عَلَى السَّامعِ منهم بِمَا تَأَوَّلوهُ، وفَسَّروا القرآنَ عَلَى مَا تهوى نفوسهم، فضلُّوا وأضلُّوا. فمنْ سمعهم ممَّنْ جهلَ العلمَ، ظنَّ أنَّ القولَ كَمَا قالوه، وليسَ هُوَ كَمَا تأوَّلوهُ عندَ أهلِ العلمِ.
والذي يذهبُ إليهِ أهلُ العلمِ: أنَّ الله عزَّ وجلَّ سبحانَهُ عَلَى عرشهِ فَوْقَ سماواتهِ، وعلمهُ محيطٌ بكلِّ شيءٍ، قَدْ أحاطَ علمهُ فِي جميعِ مَا خلقَ فِي السَّمَاوَاتِ العلا، وبجميعِ مَا فِي سبعِ أرضينَ وما بينهما، وما تحتَ الثَّرى وما بينهما، يعلمُ السِّرَّ وأخفى، ويعلمُ خائنةَ الأعينِ وما تخفي الصُّدور، ويعلمُ الخطرةَ والهمَّةَ، ويعلمُ مَا توسوسُ بِهِ النُّفوسُ، يسمعُ ويرى، لاَ يعزبُ عَنِ الله عزَّ وجلَّ مثقالُ ذرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ والأرضينَ وما بينهنَّ، إلَّا وقدْ أحاطَ عِلْمُهُ بهِ، وهوَ عَلَى عَرْشِهِ سُبْحَانهُ العَلِيُّ الأَعْلَى، تُرفعُ إليه أعمالُ العبادِ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِهَا مِنَ الملائكةِ الذينَ يَرْفَعُونها باللَّيلِ والنَّهارِ.
فإنْ قَالَ قائلٌ: فإيش معنى قولِهِ: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} [المجادلة: 7] الآية ... التي بِهَا يحتجُّون؟
قِيلَ لهُ: عِلْمُهُ عزَّ وجلَّ، واللهُ عزَّ وجلَّ عَلَى عرشهِ، وعِلْمُهُ محيطٌ بهم، وبكلِّ شيءٍ منْ خلقهِ، كذا فسَّرهُ أهلُ العلمِ، والآيةُ يدلُّ أوَّلها وآخرهَا عَلَى أنَّهُ العلمُ.
فإنْ قَالَ قائلٌ: كيفَ؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/404)
قِيلَ: قَالَ الله عزَّ وجلَّ: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} ... } [المجادلة: 7] إلى آخرِ الآيةِ قوله: {ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: 7].
فابتدأَ الله عزَّ وجلَّ الآيةَ بالعلمِ، وختمهَا بالعلمِ، فعِلْمُهُ عزَّ وجلَّ محيطٌ بجميعِ خلقهِ، وَهُوَ عَلَى عَرْشِهِ، وهذا قولُ المسلمينَ.
وفي كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ آياتٌ تَدُلُّ عَلَى أنَّ اللهَ تبارك وتعالى فِي السَّمَاءِ عَلَى عرشهِ، وعِلْمُهُ محيطٌ بجميعِ خَلْقِهِ. ثمَّ ذكرَ آياتٍ دالَّةً عَلَى العُلُوِّ، وذكرَ جُمْلَةً مِنَ الأحاديثِ إِلَى أنْ قَالَ:
فهذه السننُ قَدِ اتَّفقتْ معانيها، ويُصَدِّقُ بعضُهَا بعضًا، وكلُّها تَدُلُّ عَلَى مَا قلنا، أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ عَلَى عَرْشِهِ، فَوْقَ سماواتِهِ، وقدْ أحاطَ عِلْمُهُ بكلِّ شيءٍ، وأنَّهُ سميعٌ بصيرٌ، عليمٌ خبيرٌ.
وقدْ قَالَ جلَّ ذِكْرُهُ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى *} [الأعلى: 1].
وقدْ علَّمَ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم أمَّتهُ أنْ يقولوا فِي السُّجودِ: «سبحان ربِّيَ الأعلى» ثلاثًا.
وهذا كُلُّهُ يُقَوِّي مَا قلنا: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ العَلِيُّ الأعلى، عَلَى عرشهِ، فَوْقَ السَّمَاوَاتِ العلا، وعِلْمُهُ محيطٌ بكلِّ شيءٍ، خلافَ مَا قالتهُ الحُلولِيَّةُ، نعوذُ باللهِ منْ سوءِ مذهبهم ...
وممَّا يُلَبِّسونَ بهِ على منْ لا عِلْمَ معهُ احْتَجُّوا بقولهِ عزَّ وجلَّ: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ} [الأنعام: 3] وبقولهِ: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 84].
وهذا كلُّهُ إنَّما يطلبونَ بهِ الفتنةَ، كمَا قالَ الله تعالى: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران: 7].
وعندَ أهلِ العلمِ مِنْ أهلِ الحقِّ: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ *} [الأنعام: 3] فهوَ كمَا قالَ أهلُ العلمِ ممَّا جاءتْ بهِ السننُ: إنَّ الله عزَّ وجلَّ على عَرْشِهِ، وعِلْمُهُ مُحِيطٌ بجميعِ خَلْقِهِ، يعلمُ ما تُسِرُّونَ وما تُعْلِنُونَ، يعلمُ الجهرَ مِنَ القولِ ويعلمُ ما تَكْتُمُونَ.
وقولهُ عزَّ وجلَّ: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 84] فمعناهُ: أنَّهُ جلَّ ذكرهُ إلهُ مَنْ في السَّمواتِ، وإلهُ منْ في الأرضِ، إلهٌ يُعبدُ في السَّمواتِ، وإلهٌ يُعبدُ في الأرضِ، هكذا فسَّرهُ العلماءُ [8].
63 - الحافظُ أبو الشيخ (369هـ)
قَالَ محدِّثُ أصبهانَ أبو محمد ابن حيَّان رحمه الله فِي كتاب «العظمة» [9] له:
ذِكْرُ عَرْشِ الرَّبِّ تباركَ وتعالى وكُرْسِيِّهِ، وعِظَمِ خَلْقِهِما، وعُلُوِّ الرَّبِّ فَوْقَ عَرْشِهِ.
ثمَّ ساقَ جملةً مِنَ الأحاديثِ فِي ذَلِكَ.
64 - العلاّمة أبو بكر الإسماعيليُّ (371هـ)
قَالَ رحمه الله فِي كتابِ «اعتقادِ أئمَّةِ الحديثِ» (ص50):
«ويعتقدونَ أنَّ الله تَعَالَى ... اسْتَوى عَلَى العرشِ، بلا كيفٍ. فإنَّ الله تَعَالَى انتهى منْ ذَلِكَ إِلَى أنَّهُ استوى عَلَى العرشِ، ولمْ يذكرْ كيفَ كَانَ اسْتِوَاؤُهُ».
65 - أبو الحسن بنُ مهدي المتكلِّمُ (380هـ)
قالَ في كتابِ «مشكل الآياتِ» لهُ في بابِ قولهِ: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]:
«اعلمْ - عصمنا الله وإيَّاكَ مِنَ الزيغِ برحمته - أنَّ الله سبحانه في السَّمَاء فوقَ كلِّ شيءٍ، مستوٍ على عرشهِ، بمعنى أنَّه عَالٍ عليه، ومعنى الاستواءِ: الاعتلاءُ، كمَا تقولُ: استويتُ على ظهرِ الدَّابةِ، واستويتُ على السَّطحِ، يعني: عَلَوْتُهُ، واستوتِ الشَّمسُ على رأسي، واستوى الطيرُ على قمَّةِ رأسي، بمعنى علا في الجوِّ، فوجدَ فوقَ رأسي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/405)
والقديمُ جلّ جلاله، عالٍ على عرشهِ، يَدُلُّكَ أنَّه في السَّماء عالٍ على عرشهِ، قولُه: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16]، وقولهُ: {يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: 55]، وقوله: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50] وقوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: 10]، وقوله: {ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ} [السجدة: 5]، وزعمَ البلخيُّ: أنَّ استواءَ الله على العرشِ، هو الاستيلاءُ عليهِ، مأخوذٌ منْ قولِ العربِ: استوى بشرٌ على العراقِ، أي: استولى عليها.
قالَ: ممَّا يدلُّ على أنَّ الاستواءَ - هاهنا - ليسَ بالاستيلاءِ، أنَّه لو كانَ كذلكَ، لم يكنْ ينبغي أنْ يخُصَّ العرشَ بالاستيلاءِ عليهِ، دونَ سائرِ خَلقهِ، إذْ هوَ مُسْتَوْلٍ على العرشِ، وعلى سائرِ خلقهِ، ليسَ للعرشِ مَزِيَّةٌ على مَا وصفْتهُ، فبَانَ بذلكَ فسادُ قولهِ.
ثمَّ يقالُ لهُ أيضًا: إنَّ الاستواءَ، ليسَ هوَ الاستيلاءَ، الذي هوَ مِنْ قولِ العربِ: استوى فلانٌ على كذا، أي: استولى، إذ تَمَكَّنَ منهُ بعدَ أنْ لمْ يكنْ مُتَمَكِّنًا، فلمَّا كانَ الباري عزَّ وجلَّ لا يوصفُ بالتَّمَكُّنِ بعدَ أنْ لمْ يكنْ مُتَمَكِّنًا، لمْ يُصْرفُ معنى الاستواءِ إلى الاستيلاءِ.
ثمَّ قالَ: فإنْ قيلَ: ما تقولونَ في قولهِ: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16]؟
قيلَ لهُ: معنى ذلكَ أنَّهُ فوقَ السَّماءِ على العَرْشِ، كمَا قالَ: {فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ} [التوبة: 20]، بمعنى على الأرضِ، وقال: {وَلأَُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71] يعني على جذوعِ النَّخْلِ، فكذلكَ قولهُ: {فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16] بمعنى: فَوْقَ السَّمَاءِ على العَرْشِ.
فإنِ استدلُّوا بقولهِم على أنَّه في كلِّ مكانٍ بقولهِ سبحانهُ: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 84] قيلَ لهُ: ليسَ الأمرُ في ذلكَ على ما سبقَ إلى قلوبكم، إنَّما أرادَ بذلكَ أنَّه إلهٌ عندَ أهلِ الأرضِ وإلهٌ عندَ أهلِ السَّماءِ، كقولكَ: زيدٌ نبيلٌ عندَ أهلِ العراقِ وعندَ أهلِ الحجازِ، وليسُ يوجبُ هذا أنَّ ذاتهُ بالعراقِ والحجازِ.
فإنْ قيلَ: فمَا تقولونَ في قولهِ: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ} [الأنعام: 3]؟
قيلَ لهُ: إنَّ بعضَ القرَّاءِ يجعلُ الوقفَ في {السَّمَاوَاتِ} [الأنعام: 3] ثمَّ يبتدئُ: {وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ} [الأنعام: 3]، وكيفما كانَ، فلو أنَّ قائلًا قالَ: فلانٌ بالشَّامِ والعراقِ ملكٌ، لدلَّ على أنَّ ملكهُ بالشَّامِ والعراقِ، لا أنَّ ذاتهُ فيهما.
فإنْ قيلَ: فما يقولُ في قولهِ سبحانهُ: {يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ} [المجادلة: 7].
قيلَ لهُ: كونُ الشَّيءِ مَعَ الشَّيءِ على وجوهٍ: منها بالنُّصرةِ، ومنهَا بالصحبةِ، ومنهَا بالمماسةِ، ومنها بالعلمِ. فمعنى هذا القولِ عندنا: أنَّه مَعَ كلِّ الخلقِ بالعلمِ، بمعنى أنَّه يعلمهم ولا يخفى عليه منهم شيءٌ سبحانَهُ ...
وإنَّما أمرنَا الله تعالى برفعِ أيدينا قاصدينَ إليهِ برفعهمَا نحوَ العرشِ الذي هوَ مستوٍ عليهِ كمَا قالَ: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]» [10].
66 - ابنُ بطَّة (387هـ)
قَالَ الإمامُ الزاهدُ أبو عبد الله بن بطّة العكبري شيخُ الحنابلةِ فِي «الإبانة»:
«بابُ الإيمانُ بأنَّ الله عزَّ وجلَّ على عَرْشِهِ بائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ، وعِلْمُهُ مُحِيطٌ بجميعِ خَلْقِهِ. أجمعَ المسلمونَ مِنَ الصَّحابةِ والتَّابعينَ، وجميعُ أهلِ العلمِ مِنَ المؤمنينَ أنَّ الله تباركَ وتعالى على عَرْشِهِ، فَوْقَ سَمَاواتِهِ، بائِنٌ منْ خَلْقَهِ، وعِلْمُهُ مُحِيطٌ بجميعِ خَلْقِهِ، لا يأبى ذلكَ، ولا يُنْكِرُهُ إلَّا مَنِ انْتَحَلَ مذاهبَ الحُلوليَّةِ: وهمْ قومٌ زاغتْ قلوبهم، واسْتَهْوَتْهُمُ الشَّياطينُ فمَرَقُوا مِنَ الدِّينِ.
وقالوا: إنَّ الله ذاته لا يخلو منهُ مكانٌ.
فقالوا: إنَّهُ في الأرضِ كمَا هو في السَّماءِ، وهو بذاتهِ حَالٌّ في جميعِ الأشياءِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/406)
وقدْ أكذبهمُ القرآنُ والسُّنَّةُ وأقاويلُ الصَّحابةِ والتَّابعينَ مِنْ علماءِ المسلمينَ.
فقيلَ للحلوليِّةِ: لِمَ أنكرتمْ أنْ يكونَ اللهُ تعالى على العرشِ؟
وقال اللهُ تَعَالَى: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]. وقال: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَانُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: 59].
فهذا خبرُ الله أَخْبَرَ بهِ عنْ نَفْسِهِ، وأنَّهُ على العَرْشِ.
وقال: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ} [الأنعام: 3]، ثمَّ قالَ: {وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ} [الأنعام: 3]، فأخبرَ أنَّهُ في السَّماءِ، وأنَّهُ بِعِلْمِهِ في الأرضِ.
وقَالَ: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: 10]، فهلْ يكونُ الصُّعودُ إلَّا إلى ما علا؟.
وقَالَ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى *} [الأعلى: 1] فَأَخْبَرَ أنَّهُ أعلى مِنْ خلقِهِ.
وقَالَ: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50]، فأخبرَ أنَّهُ فوقَ الملائكةِ.
وقدْ أخبرنَا اللهُ تعالى أنَّهُ في السَّمَاءِ على العرشِ.
أَوَ مَا سَمِعَ الحُلوليُّ قولَ الله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ *} {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ *} [الملك: 16 - 17]. وقولَه لعيسى عليه السلام: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: 55]. وقَالَ: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء: 158]. وقَالَ: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18 و61]. وقَالَ: {مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ *} {تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج: 3 - 4]. وقَالَ: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} [الأنبياء: 19]. وقَالَ: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ} [غافر: 15]، ومِثْلُ هذا كثيرٌ في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
فأمَّا قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4]، فهوَ كمَا قالَ العلماءُ: عِلْمُهُ.
وأمَّا قولُهُ: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ} [الأنعام: 3]، كمَا قالَ: {وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ} [الأنعام: 3]، ومعناهُ أيضًا: أنَّهُ هوَ اللهُ في السَّماواتِ، وهوَ اللهُ في الأرضِ.
وتصديقُ ذلكَ في كتابِ الله: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 84].
واحْتَجَّ الجَهْمِيُّ بقولِ الله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة: 7].
فقالوا: إنَّ الله معنا وفينا.
وقدْ فسَّر العلماءُ هذهِ الآية: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ} [المجادلة: 7] إلى قولهِ: {هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة: 7]، إنَّما عنى بذلكَ: عِلْمُهُ، ألاَ ترى أنَّهُ قالَ في أوَّلِ الآيةِ: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7]، فرجعتِ الهاءُ والواوُ منْ هو على عِلْمِهِ لا على ذَاتِهِ. ثمَّ قالَ في آخرِ الآيةِ: {ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: 7]، فعادَ الوصفُ إلى العلمِ، وبَيَّنَ أنَّهُ إنَّما أرادَ بذلكَ العِلْمَ، وأنَّهُ عليمٌ بأمورِهم كُلِّها» [11].
وقالَ رحمه الله: «بابُ ذِكْرِ العَرْشِ والإيمانِ بأنَّ لله تعالى عَرْشًا فوقَ السَّمواتِ السَّبْعِ.
اعلموا - رحمكمُ الله -: أنَّ الجهميةَ تجحدُ أنَّ لله عرشًا، وقالوا: لا نقولُ إنَّ اللهَ على العَرْشِ؛ لأنَّهُ أعظمُ مِنَ العرشِ، ومتىَ اعترفنا أنَّه على العرشِ؛ فقدْ حَدَّدْناهُ، وقدْ خَلَتْ منهُ أماكنُ كثيرةٌ غيرُ العرشِ؛ فرَدُّوا نصَّ التنزيلِ، وكذَّبوا أخبارَ الرسولِ صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/407)
قال اللهُ تعالى: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]. وقال: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَانُ} [الفرقان: 59].وقال: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7].
وجاءتِ الأخبارُ، وصحيحُ الآثارِ منْ جهةِ النَّقلِ عَنْ أهلِ العدالةِ، وأئمَّةِ المسلمينَ عَنِ المصطفى صلى الله عليه وسلم منْ ذِكْرِ العرشِ ما لا يُنْكِرُهُ إلا المُلْحِدَةُ الضَّالَّةُ» [12].
67 - ابنُ أبي زيدٍ القيرواني إمام المالكية وصاحب الرسالة المشهورة في المذهب (386هـ)
قالَ الإمامُ أبو محمد بن أبي زيد المغربي شيخُ المالكية في كتابهِ «الجامع»:
«ممَّا اجتمعتِ الأئمةُ عليهِ منْ أمورِ الديانةِ ومِنَ السننِ التي خلافُهَا بدعةٌ وضلالةٌ أنَّ الله - تبارك وتعالى - فوقَ سماواتِهِ على عَرْشِهِ دونَ أرضِهِ وأنَّهُ في كُلِّ مكانٍ بِعِلْمِهِ» [13].
وقال رحمه الله في أوَّلِ رسالتهِ المشهورةِ في مذهبِ مالكٍ الإمام:
«وأنَّهُ فَوْقَ عَرْشِهِ المَجِيدُ بِذَاتِهِ، وهُوَ في كُلِّ مَكِانٍ بِعِلْمِهِ» [14].
قالَ الإمامُ الذهبيُّ معقِّبًا: ... واللهُ تعالى خالقُ كلِّ شيءٍ بذاتهِ، ومُدَبِّرُ الخلائقِ بذاتهِ، بِلاَ مُعينٍ، ولا مُؤازِرٍ؛ وإنَّما أرادَ ابنُ أبي زيدٍ وغيرهُ التَّفرقةَ بينَ كونه تعالى معنَا، وبينَ كونهِ تعالى فوقَ العرشِ، فهوَ كمَا قالَ: ومعنَا بالعلمِ، وأنَّهُ على العرشِ كما أعلمنا حيثُ يقولُ: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]، وقدْ تلفَّظَ بالكلمةِ المذكورةِ جماعةٌ مِنَ العلماءِ كمَا قدَّمناه [15].
وكانَ رحمه الله عَلَى طريقةِ السَّلفِ فِي الأصولِ، لاَ يدري الكلامَ، وَلاَ يتأوَّلُ، فنسألُ الله التَّوفيقَ [16].
68 - ابنُ مَنْدَه (395هـ)
قالَ رحمه الله في «كتابِ التَّوحيدِ»: «ذِكْرُ الآيِ المَتْلُوَّةِ والأخبارِ المأثورةِ في أنَّ الله عزَّ وجلَّ على العَرْشِ فَوْقَ خَلْقِهِ بَائِنًا عنهم وبدءِ خلقِ العرشِ والماءِ، ثمَّ ذكرَ ثلاثَ آياتٍ في استواءِ الرَّحمنِ على العَرْشِ» [17].
وقالَ رحمه الله: ذِكْرُ الآياتِ المَتْلوَّةِ والأخبارِ المأثورةِ بنقلِ الرواةِ المقبولةِ التي تَدُلُّ على أنَّ الله تعالى فوقَ سماواتِهِ وعَرْشِهِ وخَلْقِهِ قاهرًا لهم عالمًا بهم. ثمَّ ذكرَ آياتٍ دالَّةً على العُلُوِّ. وساقَ جُمْلةً مِنَ الأحاديثِ في ذلكَ [18].
69 - ابنُ أبي زمْنِين (399هـ)
قالَ رحمه الله: «ومنْ قولِ أهلِ السُّنَّةِ: أنَّ الله عزَّ وجلَّ خَلَقَ العَرْشَ واختصَّهُ بالعُلُوِّ والارتفاعِ فوقَ جميعِ ما خلقَ، ثمَّ استوى عليهِ كيفَ شاءَ، كمَا أخبرَ عنْ نفسهِ ... فسبحانَ مَنْ بَعُدَ فلا يُرى، وقرُبَ بِعِلْمِهِ وقُدْرَتِهِ فسَمِعَ النَّجْوَى» [19].
70 - القَصّابُ (400هـ)
قال الحافظُ الإمامُ أبو أحمد بن علي بن محمد المجاهد في «كتابِ السنَّةِ»:
كلُّ صفةٍ وصفَ اللهُ بها نفسهُ، أو وصفهُ بها نبيُّهُ، فهيَ صفةٌ حقيقيَّةٌ لا مجازًا» [20].
71 - ابنُ الباقلانيُّ (403هـ)
قال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب البصري الباقلاني في كتابِ «التمهيدِ» منْ تأليفهِ:
«فإنْ قالوا: فهلْ تقولونَ إنَّه فِي كلِّ مكانٍ؟
قِيلَ: مَعاذَ الله! بلْ هُوَ مستوٍ عَلَى العرشِ، كَمَا أخبرَ فِي كتابهِ فقال: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]، وقال: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10] وقال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} [الملك: 16]. ولوْ كَانَ فِي كلِّ مكانٍ، لكانَ فِي جوفِ الإنسانِ وفمهِ وفي الحشوشِ والمواضعِ التي يُرْغَبُ عنْ ذكرهَا - تَعَالَى اللهُ عنْ ذَلِكَ! ـ ولوجبَ أن يزيدَ بزيادةِ الأماكنِ إِذَا خلقَ منها مَا لَمْ يكن خلقهُ، وينقصُ بنقصانها إِذَا بطلَ منها مَا كَانَ؛ ولصحَّ أنْ يرْغبَ إليهِ إِلَى نحو الأرضِ وإلى وراءِ ظهورنَا وعنْ أيماننا وشمائلنَا. وهذا مَا قَدْ أجمعَ المسلمونَ عَلَى خلافهِ وتخطئةِ قائلهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/408)
فإنْ قالوا: أَفَلَيْسَ قَدْ قَالَ الله عزَّ وجلَّ: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 84]- فأخبرَ أنَّهُ فِي السَّمَاءِ وفي الأرضِ - وقال: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقُوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ *} [النحل: 128]، وقال: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه:]، وقال: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ} [المجادلة: 7] فِي نظائر لهذهِ الآياتِ. فمَا أنكرتم أنَّهُ فِي كلِّ مكانٍ؟
يقالُ لهم: قولُهُ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 84] المرادُ بِهِ أنَّه إلهٌ عندَ أهلِ السَّمَاءِ وإلهٌ عندَ أهلِ الأرضِ، كَمَا تقولُ العربُ: «فلانٌ نبيلٌ مطاعٌ بالعراقِ ونبيلٌ مطاعٌ بالحجازِ» يعنونَ بذلكَ أنَّهُ مطاعٌ فِي المِصْرَيْنِ وعندَ أهلهمَا، وليسَ يَعْنُونَ أنَّ ذاتَ المذكورِ بالحجازِ والعراقِ موجودةٌ.
وقوله: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقُوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ *} [النحل: 128]، يعني: بالحفظِ والنَّصرِ والتّأييدِ، ولم يردْ أنَّ ذاتهُ معهم - تَعَالَى عنْ ذَلِكَ!
وقوله: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] محمولٌ عَلَى هَذَا التأويلِ.
وقوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7] يعني: أنَّه عالمٌ بهم وبمَا خفيَ منْ سرائرهم ونجواهم. وهذا إنَّما يُستعملُ كَمَا وردَ بِهِ القرآنُ. فلذلكَ لاَ يجوزُ أنْ يقالَ - قياسًا عَلَى هَذَا -: إنَّ الله سبحانهُ بالبردانِ وبمدينةِ السَّلامِ، وإنَّه تَعَالَى مَعَ الثَّورِ ومَعَ الحمارِ؛ وَلاَ أنْ يُقالَ: إنَّهُ مَعَ الفسَّاقِ والمُجَّان ومَعَ المصعدينِ إِلَى حلوانَ، قياسًا عَلَى قولهِ: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقُوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ *} [النحل: 128] فوجبَ أنْ يكونَ التأويلُ عَلَى مَا وصفناهُ.
وَلاَ يجوزُ أن يكونَ معنى استوائِهِ عَلَى العرشِ هُوَ استيلاؤهُ عَلَيهِ كَمَا قَالَ الشَّاعرُ:
قَدِ اسْتَوَى بِشْرٌ عَلَى العراقِ من غيرِ سَيْفٍ ودَمٍ مِهْرَاقِ
لأنَّ الاستيلاءَ هُوَ القدرةُ والقهرُ، والله تَعَالَى لَمْ يَزَلْ قادرًا قاهرًا عزيزًا مقتدرًا. وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54] يقتضي استفتاحَ هَذَا الوصفِ بعدَ أنْ لَمْ يكنْ؛ فَبَطَلَ مَا قالوهُ» [21].
قال الذهبي رحمه الله: «فهذا النفس نفس هذا الإمامِ، وأينَ مثلُهُ في تبحُّرهِ وذكائهِ وبصرهِ بالمللِ فلقد امتلأ الوجودُ بقومٍ لا يدرونَ ما السلفَ، ولا يعرفونَ إلَّا السلبَ، ونفيَ الصفاتِ وردَّهَا، صمٌّ بكمٌّ عتمٌّ عجمٌّ، يدعونَ إلى العقلِ، ولا يكونونَ على النَّقلِ، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون» [22].
72 - ابنُ موهب (406هـ)
قَالَ العلَّامةُ أبو بكرٍ محمَّدُ بنُ موهب المالكيُّ فِي شرحهِ لرسالةِ الإمامِ محمَّد بن أبي زيد:
«أمَّا قولهُ: (إِنَّهُ فَوْقَ عَرْشِهِ المَجِيدِ بِذَاتِهِ) فمعنى (فَوْقَ) و (على) عندَ جميعِ العربِ واحدٌ. وفي الكتابِ والسنَّةِ تصديقُ ذلكَ، وَهُوَ قوله تَعَالَى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54]، وقال: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]، وقال: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50].
وساقَ حديثَ الجاريةِ والمعراجِ إِلَى سدرةِ المنتهى، إِلَى أنْ قَالَ:
«وقدْ تأتي لفظةُ (فِي) فِي لغةِ العربِ بمعنى فوق، كقولهِ تَعَالَى: {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا} [الملك: 15] و {فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71] و {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16]. قَالَ أهلُ التَّأويلِ: يريدُ فوقهَا، وَهُوَ قولُ مالكٍ ممَّا فهمهُ عمَّنْ أدركَ مِنَ التَّابعينَ ممَّا فَهِمُوهُ عَنِ الصَّحابةِ، ممَّا فهموهُ عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّ اللهَ فِي السَّماءِ، يعني فَوْقَها وعَلَيْهَا، فلذلكَ قَالَ الشيخُ أبو محمَّد: (إنَّهُ فَوْقَ عَرْشِه) ثمَّ بيَّنَ أنَّ عُلُوَّهُ فَوْقَ عرشِهِ إنَّما هُوَ بذاتهِ لأنَّه تَعَالَى بائنٌ عنْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/409)
جميعِ خلقهِ بلا كيفٍ، وَهُوَ فِي كُلِّ مكانٍ بِعِلْمِهِ لاَ بِذَاتِهِ. إِذْ لاَ تحويهِ الأماكنُ، لأنَّهُ أعظمُ منهَا، قَدْ كَانَ وَلاَ مكانَ».
ثمَّ سردَ كلامًا طويلًا إِلَى أنْ قَالَ: «فلمَّا أيقنَ المنصفونَ إفرادَ ذِكْرِهِ بالاستواءِ عَلَى عَرْشِهِ بعدَ خلقِ سماواتِهِ وأرضِهِ، وتخصيصِهِ بصفةِ الاستواءِ، عَلِمُوا أنَّ الاسْتِوَاءَ هنا غيرُ الاستيلاءِ ونحوِهِ، فأَقَرُّوا بوصفِهِ بالاستواءِ عَلَى عرشهِ، وأنَّهُ عَلَى الحقيقةِ لاَ عَلَى المَجازِ، لأنَّهُ الصَّادقُ فِي قِيْلِهِ، وَوَقَفُوا عنْ تكييفِ ذَلِكَ وتمثيلِهِ، إذْ لَيْسَ كمثلِهِ شيءٌ» [23].
73 - مَعْمَرُ بنُ زيادٍ (418هـ)
قالَ الإمامُ العارفُ أبو منصور مَعْمَرُ بن أحمد بن زياد الأصبهاني رحمه الله: «أحببتُ أنْ أوصيَ أصحابي بوصيةٍ مِنَ السنَّةِ، وأجمعُ ما كانَ عليهِ أهلُ الحديثِ والأثرِ، وأهلُ المعرفةِ والتَّصوفِ»، فذكرَ أشياءَ إلى أنْ قالَ فيهَا: «وأنَّ الله استوى على عَرْشِهِ بلا كَيْفٍ ولا تَشْبِيهٍ ولا تأويلٍ، والاستواءُ معقولٌ والكيفُ فيهِ مجهولٌ، وأنَّهُ عزَّ وجلَّ بائنٌ منْ خلقهِ، والخلقُ منهُ بائنونَ بلا حلولٍ ولا مُمَازَجَةٍ، ولا اختلاطٍ ولا مُلاَصَقَةٍ، وأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ينزلُ كلَّ ليلةٍ إلى سماءِ الدُّنيا كيفَ يشاءُ فيقولُ: «هَلْ منْ دَاعٍ فأستجيبَ لهُ؟ حتىَّ يَطْلُعَ الفَجْرُ»، ونزولُ الرَّبِّ إلى السَّماءِ بلا كَيْفٍ ولا تَشْبِيهٍ، ولا تَأْوِيلٍ، فمَنْ أَنْكَرَ النُّزُولَ أو تَأَوَّلَ فهوَ مُبْتَدِعٌ ضَالٌّ» [24].
74 - أبو القاسم اللاَلكَائِيُّ (418هـ)
قَالَ الإمامُ الحافظُ أبو القاسم هبةُ الله بن الحسن الطبري الشافعي مصنِّف كتاب «شرح اعتقاد أهل السنّة» وَهُوَ مجلَّدٌ ضخمٌ:
«سياقُ مَا رُوي فِي قوله تَعَالَى: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5] وأنَّ اللهَ عَلَى عَرْشِهِ فِي السَّمَاءِ:
قَالَ عزَّ وجلَّ: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10].
وقال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} [الملك: 16].
وقال: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً} [الأنعام: 16].
فدلَّتْ هذهِ الآيةُ أنَّهُ تَعَالَى فِي السَّمَاءِ وعِلْمُهُ مُحِيطٌ بكلِّ مكانٍ مِنْ أرضهِ وسمائهِ.
ورُوي ذَلِكَ مِنَ الصَّحابة: عنْ عمرَ وابنِ مسعودٍ وابنِ عبَّاسٍ وأمِّ سلمة رضي الله عنهم.
ومِنَ التَّابعين: ربيعة بن أبي عبد الرَّحْمن وسليمان التيمي ومقاتل بن حيَّان.
وبهِ قَالَ مِنَ الفقهاءِ: مالكُ بنُ أنسٍ وسفيانُ الثوريُّ وأحمدُ بنُ حنبل» [25].
75 - السُّلطانُ (421هـ)
قال أبو علي بن البنَّاء: «حكى عليُّ بن الحسين العكبري أنَّهُ سمعَ أبا مسعودٍ أحمدَ بنَ محمد البجلي قال: دخلَ ابنُ فورك على السُّلطانِ محمود [26]، فقالَ: لا يجوزُ أنْ يُوصفَ اللهُ بالفوقيَّةِ لأنَّ لازمَ ذلكَ وصفُهُ بالتَّحتيَّةِ، فمنْ جازَ أنْ يكونَ لهُ فوقٌ، جازَ أن يكونَ له تحتٌ. فقال السُّلطانُ: ما أنا وصفتُهُ حتَّى يُلْزِمَنِي، بلْ هوَ وَصَفَ نَفْسَهُ. فبُهتَ ابنُ فورك، فلمَّا خرجَ مِنْ عندهِ ماتَ. فيقالُ: انشقَّتْ مَرارَتُه» [27].
76 - يحيى بنُ عمَّارٍ (422هـ)
قال المفسِّرُ الحنبليُّ يحيى بنُ عمَّارٍ رحمه الله: «كلُّ مسلمٍ منْ أوَّلِ العصرِ إلى عصرنَا هذا إذا دعَا اللهَ سبحانهُ رفعَ يدَيْهِ إلى السَّماءِ. والمسلمونَ منْ عهدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، يقولونَ في الصَّلاةِ ما أمرهمُ الله تعالى بهِ في قولهِ تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى *} [الأعلى: 1].
ولا حاجةَ لله سبحانه وتعالى إلى العرشِ، لكنَّ المؤمنينَ كانوا محتاجينَ إلى معرفةِ ربِّهم عزَّ وجلَّ. وكلُّ منْ عبدَ شيئًا أشارَ إلى موضعٍ، أوْ ذكرَ مِنْ معبودهِ علامةً. فجبَّارُنَا وخالِقُنا، إنَّما خَلَقَ عرشَهُ ليقولَ عبدهُ المؤمنُ، إذا سُئلَ عنْ ربِّهِ عزَّ وجلَّ أينَ هوَ الرحمنُ؟ عَلَى العَرْشِ اسْتَوىَ، معناه فوقَ كُلِّ مُحْدَثٍ عَلَى عَرْشِهِ العظيمِ، وَلاَ كيفيَّةَ وَلاَ شَبَهَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/410)
ولا نحتاجُ في هذا البابِ إلى قولٍ أكثرَ منْ هذا أنْ نؤمنَ بهِ، وننفيَ الكيفيَّةَ عنهُ، ونتَّقيَ الشَّكَّ فيهِ، ونوقنَ بأنَّ ما قالهُ اللهُ سبحانه وتعالى ورسولُه صلى الله عليه وسلم، ولا نتفكَّرُ في ذلكَ، ولا نسلِّطُ عليهِ الوهمَ والخاطرَ والوسواسَ.
وتعلمُ حقًّا يقينًا أنَّ كلَّ ما تُصُوِّر في همِّكَ ووهمكَ منْ كيفيَّةٍ أو تشبيهٍ، فاللهُ بخلافهِ وغيرهِ.
نقولُ: هُوَ بِذَاتِهِ على العَرْشِ، وَعِلْمُهُ مُحِيطٌ بكُلِّ شَيءٍ» [28].
وقال رحمه الله: لا نقولُ كمَا قالتِ الجهميَّةُ: إنَّهُ تعالى مداخلٌ للأمكنةِ وممازجٌ بكلِّ شيءٍ ولا نعلمُ أينَ هوَ؟ بلْ نقولُ هُوَ بِذَاتِهِ عَلَى العَرْشِ وعِلْمُهُ مُحِيطٌ بكلِّ شَيءٍ، وعلمهُ وسمعهُ وبصرهُ وقدرتهُ مُدْرِكَةٌ لكلِّ شيءٍ. وذلكَ معنى قولهِ: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4]، فهذَا الذي قلناهُ هوَ كمَا قالَ اللهُ وقالهُ رسولهُ.
77 - القادرُ بالله أميرُ المؤمنين (422هـ)
لهُ معتقدٌ مشهورٌ، قرئَ ببغدادَ بمشهدٍ منْ علمائها وأئمَّتها، وأنَّهُ قولُ أهلِ السنَّةِ والجماعةِ، وفيهِ أشياء حسنة. منْ ذلكَ:
«وأنَّهُ خَلَقَ العرشَ لا لحاجةٍ، واسْتَوَى عليهِ كيفَ شاءَ لا استواءَ راحةٍ، وكلُّ صفةٍ وصفَ بها نفسَهُ، أو وصفَهُ بها رسولُهُ فهي صفةٌ حقيقيةٌ لا صفةُ مجازٍ، وكلامُ اللهِ غيرُ مخلوقٍ أنزَلَهُ على رسولِهِ صلى الله عليه وسلم» [29].
78 - أبو عمر الطلمنكيُّ (429هـ)
قالَ في كتابِ «الوصولِ إلى معرفةِ الأصولِ» وهوَ مجلدانِ: «أجمعَ المسلمونَ منْ أهلِ السنَّةِ على أنَّ معنى قولِهِ: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4]، ونحو ذلكَ مِنَ القرآنِ أنَّهُ عِلْمُهُ، وأنَّ اللهَ تعالى فوقَ السَّماواتِ بذَاتِهِ، مستوٍ على عَرْشِهِ كَيْفَ شَاءَ.
وقالَ أهلُ السُّنَّةِ في قولِهِ: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]: إنَّ الاستواءَ مِنَ اللهِ على عَرْشِهِ على الحَقِيقَةِ لا على المَجَازِ» [30].
[1] الإبانة (ص69 - 71).
[2] العلوّ (ص1254 - 1255).
[3] شرح السنة (ص24)، للبربهاري.
[4] العلوّ (ص1258)، وصححه الألباني في «مختصر العلو» (ص244).
[5] العلوّ (ص1264).
[6] أي: العلامة ابن شعبان، أبو إسحاق شيخ المالكية، محمد بن القاسم بن شعبان بن محمد بن ربيعة العماري المصري، من ولد عمّار بن ياسر.
[7] السير (16/ 79).
[8] الشريعة (ص1072 - 1105)، تحقيق: الدكتور عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي.
[9] (2/ 543).
[10] تأويل الآيات المشكلة - ورقة 132/أ - 135/أ (مخطوط في مكتبة طلعت، ضمن دار الكتب في القاهرة).
[11] راجع: المختار من الإبانة (3/ 136 - 144).
[12] المصدر السابق (ص168).
[13] كتاب الجامع (ص139 - 141).
[14] مقدمة ابن أبي زيد القيرواني لكتابه الرسالة (ص56).
[15] مختصر العلوّ (ص255).
[16] السير (12/ 17).
[17] كتاب التوحيد (3/ 185).
[18] انظر: كتاب التوحيد (3/ 185 - 190).
[19] أصول السنَّة (ص88).
[20] تذكرة الحفاظ (3/ 338 - 339).
[21] التمهيد (ص260 - 262).
[22] مختصر العلو (ص259).
[23] مختصر العلوّ (ص282 - 283).
[24] الفتوى الحموية (ص377 - 378).
[25] شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة (3/ 429 - 430).
[26] هو الملك يمين الدولة، فاتح الهند، أبو القاسم، محمود بن سيد الأمراء ناصر الدولة سُبُكْتِكين، التركيّ، صاحب خراسان والهند وغير ذلك.
[27] السير (17/ 487).
[28] الحجة في بيان المحجة (2/ 106 - 107).
[29] مختصر العلو (ص263).
[30] مختصر العلو (ص264).
يتبع .....
ـ[ابوعمرالشهري]ــــــــ[07 - 04 - 10, 08:29 م]ـ
نتابع الأقوال ولا عزاء للجهمية وأفراخهم
79 - أبو نُعيم الأصبهانيُّ (430هـ)
قَالَ الحافظُ أبو نُعيم الأصبهاني صاحبُ «الحلية» فِي عقيدةٍ لهُ قَالَ فِي أوَّلها:
«طريقتُنا طريقةُ المتَّبعينَ للكتابِ والسُّنَّةِ، وإجماعِ الأمَّةِ. فممَّا اعتقدوهُ أنَّ الأحاديثَ التي ثبتَتْ عَنِ النّبيِّ صلى الله عليه وسلم فِي العرشِ واستواءِ اللهِ يقولونَ بِهَا، ويُثْبتونهَا منْ غيرِ تكييفٍ، وَلاَ تمثيلٍ، وَلاَ تشبيهٍ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/411)
وأنَّ اللهَ بائنٌ مِنْ خَلْقِهِ والخلقُ بَائِنُونَ منهُ. لاَ يَحِلُّ فيهمْ وَلاَ يَمْتَزِجُ بهم وَهُوَ مستوٍ عَلَى عرشِهِ فِي سمائِهِ، دونَ أرضِهِ وخَلْقِهِ» [1].
وقالَ فِي كتابهِ «محجَّةُ الواثقينَ ومدرجةُ الوامقينَ»: «وأجمعوا أنَّ اللهَ فَوْقَ سماواتِهِ، عالٍ عَلَى عرشِهِ، مُسْتَوٍ عليهِ، لاَ مُسْتَولٍ عَلَيهِ كَمَا تقولُ الجهميَّةُ: إنَّهُ بكلِّ مكانٍ، خلافًا لما نزلَ فِي كتابهِ: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16]. {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: 10]، {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]» [2].
80 - عبدُ الله بن يوسف الجوينيُّ (438هـ)
قَالَ الشَّيخُ العالمُ العلَّامةُ أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني والدُ إمامِ الحرمينِ رحمه الله فِي «رسالةٍ فِي إثباتِ الاسْتِوَاءِ والفوقيَّةِ» [3]: ...
كنتُ أخافُ مِنْ إطلاقِ القولِ بإثباتِ العلوِّ، والاستواءِ، والنزولِ، مخافةَ الحصرِ والتَّشبيهِ، ومَعَ ذلكَ فإذا طالعتُ النُّصوصَ الواردةَ فِي كتابِ الله وسنَّةِ رسولهِ صلى الله عليه وسلم، أجدهَا نصوصًا تشيرُ إِلَى حقائقِ هذهِ المعاني، وأجدُ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم، قدْ صرَّحَ بهَا مخبرًا عنْ ربِّهِ، واصفًا لهُ بها، وأَعلمُ بالاضطرارِ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم كانَ يحضرُ فِي مجلسهِ الشريفِ العالمُ والجاهلُ، والذكيُّ والبليدُ، والأعرابيُّ والجافي، ثمَّ لا أجدُ شيئًا يعقِّبُ تلكَ النُّصوصَ، التي كانَ يصفُ ربَّهُ بها، لا نصًّا وَلاَ ظاهرًا، ممَّا يصرفُها عنْ حقائقها، ويؤوِّلها كَمَا تأوَّلها ... مشايخي الفقهاءِ المتكلِّمينَ مثلُ تأويلهم الاستواءَ بالاستيلاءِ، وللنزولِ بنزولِ الأمرِ وغيرِ ذلكَ. ولم أجدْ عنهُ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ كانَ يحذِّرُ النَّاسَ مِنَ الإيمان بما يظهرُ مِنْ كلامهِ فِي صفتهِ لربِّهِ مِنَ الفوقيَّةِ واليدين وغيرها، ولم ينقلْ عنهُ مقالة تدلُّ عَلَى أنَّ لهذهِ الصِّفاتِ معاني أُخَرَ باطنة، غير مَا يظهرُ منْ مدلُولِها، مثلُ فوقيَّةِ المرتبةِ، .. وغيرِ ذلكَ.
وأجدُ اللهُ عزَّ وجلَّ يقول: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]، {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الحديد: 4]، {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50]، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: 10]. {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ *} [الملك: 16 - 17]. {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ} [النحل: 102]. {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأََظُنُّهُ كَاذِبًا} [غافر: 36 - 37].
وهذا يَدُلُّ عَلَى أنَّ موسى أخبرهُ بأنَّ ربَّهُ تعالى فوقَ السَّماءِ ولهذا قالَ {وَإِنِّي لأََظُنُّهُ كَاذِبًا} [غافر: 37].
وقوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ *} [المعارج: 4] الآية.
ثمَّ ساقَ جُمْلَةً مِنَ الأحاديثِ الدَّالةِ عَلَى عُلُوِّ الرحمنِ - إِلَى أنْ قَالَ:
إِذَا علمنا ذلكَ واعتقدناهُ، تخلَّصنا منْ شبهِ التَّأويلِ، وعماوةِ التَّعطيلِ، وحماقةِ التَّشبيهِ والتَّمثيلِ، وأثبتنا علوَّ ربِّنا سُبْحَانهُ وفوقيَّته، واستواءَهُ عَلَى عرشهِ، كَمَا يليقُ بجلالهِ وعظمتهِ، والحقُّ واضحٌ فِي ذلكَ والصُّدورُ تنشرحُ لهُ.
فإنَّ التَّحريفَ تأباهُ العقولُ الصَّحيحةُ، مثلُ تحريفِ الاسْتِوَاءِ: بالاستيلاءِ وغيرهِ، والوقوفُ فِي ذلكَ جهلٌ وعيٌّ، مع كونِ أنَّ الرَّبَّ تعالى وصفَ لنا نفسَهُ بهذهِ الصِّفاتِ لنعرفَهُ بها، فوقوفنا عنْ إثباتها ونفيهَا، عدولٌ عَنِ المقصودِ منهُ فِي تعريفنا إيَّاها، فما وصفَ لَنا نفسَهُ بها إلَّا لنثبتَ مَا وصفَ بِهِ نفسَهُ لنا، وَلاَ نقفُ فِي ذلكَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/412)
وكذلكَ التَّشبيهُ والتَّمثيلُ حماقةٌ وجهالةٌ، فمنْ وفَّقهُ الله تعالى للإثباتِ بلا تحريفٍ، وَلاَ تكييفٍ، وَلاَ وقوفٍ، فقدْ وقعَ عَلَى الأمرِ المطلوبِ منهُ، إنْ شاءَ الله تعالى.
والذي شرحَ الله صدري، فِي حالِ هؤلاءِ الشيوخِ، الذين أوَّلوا الاسْتِوَاءَ: بالاستيلاءِ، والنزولَ: بنزولِ الأمرِ، واليدين بالنعمتين والقدرتينِ هو علمي بأنَّهم مَا فهموا فِي صفاتِ الرَّبِّ تعالى إلَّا مَا يليقُ بالمخلوقينَ، فما فهموا عَنِ الله استواءً يليقُ بهِ، وَلاَ نزولًا يليقُ به ولا يدينِ تليقُ بعظمتهِ بلا تكييفٍ وَلاَ تشبيهٍ، فلذلكَ حرَّفوا الكَلِمَ عنْ مواضعهِ، وعطَّلُوا مَا وصفَ الله تعالى نفسهُ بِهِ. ونذكرُ بيانَ ذلكَ إنْ شاءَ الله تعالى.
لا ريبَ إنَّا نحنُ وإيَّاهم متَّفقونَ عَلَى إثباتِ صفاتِ الحياةِ، والسَّمعِ، والبصرِ، والعلمِ، والقدرةِ، والإرادةِ، والكلامِ لله. ونحن قطعًا لا نعقلُ مِنَ الحياةِ إلَّا هَذَا العَرَض الّذي يقومُ بأجسامنا، وكذلكَ لا نعقلُ مِنَ السَّمعِ والبَّصرِ إلَّا أعراضًا تقومُ بجوارحنَا. فكمَا أنَّهم يقولونَ: حياتُه ليستْ بِعَرَضٍ، وعلمهُ كذلكَ، وبصرهُ كذلكَ، هي صفاتٌ كَمَا تليقُ بهِ، لا كَمَا تليقُ بنا. فكذلكَ نقولُ نحنُ: حياتهُ معلومةٌ وليستْ مُكيَّفةً، وعلمهُ معلومٌ وليسَ مُكيَّفًا، وكذلكَ سمعهُ وبصرهُ معلومانِ، لَيْسَ جميعُ ذلكَ أعراضًا بلْ هوَ كَمَا يليقُ بِهِ.
ومثلُ ذلكَ بعينهِ فوقيَّتهُ واستواؤهُ ونزولهُ، ففوقيَّته معلومةٌ، أعني ثابتة كثبوتِ حقيقةِ السَّمعِ وحقيقةِ البصرِ فإنَّهما معلومانِ وَلاَ يُكيَّفانِ، كذلكَ فوقيَّتهُ معلومةٌ ثابتةٌ، غيرُ مكيَّفةٍ كَمَا يليقُ بهِ، واستواؤهُ عَلَى عرشهِ معلومٌ غيرُ مُكيَّفٍ بحركةٍ أو انتقالٍ يليقُ بالمخلوقِ، بلْ كَمَا يليقُ بعظمتهِ وجلالهِ. صفاتهُ معلومةٌ منْ حيثُ الجملةِ والثبوتِ، غيرُ معقولةٍ منْ حيثُ التكييفِ والتحديدِ، فيكونُ المؤمنُ بِها مبصرًا منْ وجهٍ، أعمى منْ وجهٍ، مبصرًا منْ حيثُ الإثباتِ والوجودِ، أعمى منْ حيثُ التكييفِ والتحديدِ، وبهذا يحصلُ الجمعُ بينَ الإثباتِ لما وصفَ الله تعالى نفسَهُ بهِ، وبينَ نفيِ التَّحريفِ والتَّشبيهِ والوقوفِ، وذلكَ هو مرادُ الرَّبِّ تعالى منَّا فِي إبرازِ صفاتهِ لنا لنعرفهُ بها، ونؤمنُ بحقائقها وننفيَ عنهَا التَّشبيهَ، وَلاَ نعطِّلها بالتَّحريفِ والتَّأويلِ، وَلاَ فرقَ بينَ الاسْتِوَاءِ والسمعِ، وَلاَ بينَ النزولِ والبصرِ، الكلُّ وردَ فِي النَّصِّ.
فإنْ قالوا لنا: فِي الاسْتِوَاءِ شبَّهتم.
نقولُ لهم: فِي السَّمعِ شبَّهتم، ووصفتم ربَّكم بالعَرَض!!
فإنْ قالوا: لا عرض، بل كَمَا يليقُ بِهِ.
قلنا: فِي الاسْتِوَاءِ والفوقيَّةِ لا حَصْرَ، بلْ كَمَا يليقُ بهِ، فجميعُ مَا يلزمونَا بِهِ فِي الاستواءِ، والنزولِ، واليدِ، والوجهِ، والقدمِ والضحكِ، والتعجُّبِ مِنَ التَّشبيه، نلزمهمْ بِهِ فِي الحياةِ والسَّمعِ، فكمَا لا يجعلونها همْ أعراضًا، كذلكَ نحنُ لا نجعلهَا جوارحَ، وَلاَ مَا يوصفُ بِهِ المخلوقُ. وليسَ مِنَ الإنصافِ أنْ يفهموا فِي الاسْتِوَاءِ والنزولِ، والوجهِ، واليد صفاتِ المخلوقينَ فيحتاجوا إِلَى التَّأويلِ والتَّحريفِ.
فإنْ فهموا فِي هذه الصِّفاتِ ذلكَ فيلزمهم أنْ يفهموا فِي الصِّفاتِ السبعِ، صفاتِ المخلوقينَ مِنَ الأعراضِ!!
فما يلزمونَا فِي تلكَ الصِّفاتِ، مِنَ التَّشبيهِ والجِسْمِيَّةِ، نلزمهمْ بِهِ فِي هذهِ الصِّفاتِ مِنَ العرضيةِ، وما ينزَّهونَ ربَّهم بِهِ فِي الصِّفاتِ السَّبعِ، وينفونَ عنهُ عوارضَ الجسمِ فيها، فكذلكَ نحنُ نعملُ فِي تلكَ الصِّفاتِ، التي ينسبونا فِيهَا إِلَى التَّشبيهِ سواءٌ بسواءٍ.
ومنْ أنصفَ، عرفَ مَا قلنا واعتقدهُ، وقبلَ نصيحتنَا، ودانَ لله بإثباتِ جميعِ صفاتهِ هذهِ وتلكَ، ونفى عنْ جميعهَا التَّشبيهَ، والتَّعطيلَ، والتَّأويلَ، والوقوفَ.
وهذا مرادُ الله تعالى منَّا فِي ذلكَ، لأنَّ هذه الصِّفاتِ وتلكَ، جاءتْ فِي موضعٍ واحدٍ، وهو الكتابُ والسنَّةُ، فإذا أثبتنا تلكَ بلا تأويلٍ، وحرَّفنا هذهِ وأوَّلناها، كنَّا كمنْ آمنَ ببعضِ الكتابِ وكفرَ ببعضٍ، وفي هَذَا بلاغٌ وكفايةٌ إنْ شاءَ الله تعالى ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/413)
ثمَّ قَالَ رحمه الله مبيِّنًا أثرَ هذهِ العقيدةِ فِي قلبِ المؤمنِ بها:
العبدُ إِذَا أيقنَ أنَّ الله تعالى فوقَ السَّماءِ، عالٍ عَلَى عرشهِ بلا حصرٍ وَلاَ كيفيَّةٍ، وأنَّهُ الآن فِي صفاتهِ كَمَا كانَ فِي قِدَمِهِ، صارَ لقلبهِ قبلة فِي صلاتهِ وتوجههِ ودعائهِ، ومنْ لا يعرفُ ربَّهُ بأنَّهُ فوقَ سماواتهِ عَلَى عرشهِ، فإنَّهُ يبقى ضائعًا لا يعرفُ وجهةَ معبودهِ، ... بخلافِ منْ عرفَ أنَّ إلههُ الَّذي يعبدهُ فوقَ الأشياءِ، فإذا دخلَ فِي الصَّلاةِ وكبَّرَ، توجه قلبهُ إِلَى جهةِ العرشِ، منزِّهًا ربَّهُ تعالى عَنِ الحصرِ مفردًا لهُ، كَمَا أفردهُ فِي قِدَمِهِ وأزليَّتِهِ، عالمًا أنَّ هذهِ الجهاتِ منْ حدودنا ولوازمنا، وَلاَ يمكننَا الإشارةُ إِلَى ربِّنا فِي قِدَمِهِ وأزليَّتِهِ إلَّا بِهَا؛ لأنَّا مُحْدَثونَ، والمُحْدَثُ لاَ بدَّ لهُ فِي إشارتهِ إِلَى جهةٍ، فتقعُ تلكَ الإشارةُ إِلَى ربِّهِ، كَمَا يليقُ بعظمتهِ، لاَ كَمَا يتوهَّمهُ هُوَ منْ نفسهِ، ويعتقدُ أنَّهُ فِي علوِّهِ قريبٌ منْ خلقهِ، هُوَ معهم بعلمهِ وسمعهِ وبصرهِ، وإحاطتهُ وقدرتهُ ومشيئتهُ، وذاتُهُ فَوْقَ الأشياءِ، فَوْقَ العرشِ، ومتىَ شعرَ قلبهُ بذلكَ فِي الصَّلاةِ أَوْ التوجُّهِ أشرقَ قلبهُ، واستنارَ، وأضاءَ ... وقويَ إيمانُهُ، ونزَّهَ ربَّهُ عَنْ صفاتِ خلقهِ مِنَ الحصرِ والحلولِ، وذاقَ حينئذٍ شيئًا منْ أذواقِ السَّابقينَ المقرَّبينَ، بخلافِ منْ لاَ يعرف وجهةَ معبودهِ، وتكونُ الجاريةُ راعيةُ الغنمِ أعلمَ باللهِ منهُ، فإنَّها قالتْ: «فِي السَّمَاءِ» عرفتهُ بأنَّهُ عَلَى السَّمَاءِ.
فإنَّ «فِي» تأتي بمعنى «عَلَى» كقولهِ تَعَالَى: {يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ} [المائدة: 26] أي عَلَى الأرضِ: وقوله: {ط ظ ع غ {وَلأَُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71] أي عَلَى جذوعِ النَّخلِ. فمنْ تكونُ الراعيةُ أعلمَ بالله منهُ، لكونهِ لاَ يعرفُ وجهةَ معبودهِ، فإنَّهُ لاَ يزالُ مظلمَ القلبِ، لاَ يستنيرُ بأنوارِ المعرفةِ والإيمانِ.
ومنْ أنكرَ هَذَا القولَ، فليؤمنُ بهِ، وليجرِّب، ولينظر إِلَى مولاه مِنْ فوقِ عرشهِ بقلبهِ، مبصرًا منْ وجهٍ، أعمى منْ وجهٍ كَمَا سبقَ، مبصرًا منْ جهةِ الإثباتِ والوجودِ والتَّحقيقِ، أعمى منْ جهةِ التَّحديدِ، والحصرِ، والتكييفِ، فإنَّهُ إِذَا عملَ ذلكَ وجدَ ثمرتهُ إنْ شاءَ الله تعالى، ووجدَ نورهُ وبركتهُ عاجلًا وآجلًا، {وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر: 14] والله سُبْحَانهُ المُوَفِّقُ والمُعِينُ.
ثمَّ عقدَ فصلًا فِي تقريبِ مسألةِ الفوقيَّةِ إِلَى الأفهامِ، بمعنًى منْ علمِ الهيئةِ والفلكِ لمنْ عرفهُ قَالَ:
لا ريبَ أنَّ أهلَ هَذَا العلمِ حكموا بما اقتضتهُ الهندسةُ، وحكمهَا صحيحٌ لأنَّهُ ببرهانٍ، لا يكابرُ الحسُّ فيهِ بأنَّ الأرضَ فِي جوفِ العالمِ العلويِّ، وأنَّ كرةَ الأرضِ فِي وسطِ السَّمَاءِ كبطيخةٍ فِي جوفِ بطيخةٍ، والسَّماءُ محيطةٌ بهَا منْ جميعِ جوانبهَا، وأنَّ سُفلَ العالمِ هو جوفُ كُرَةِ الأرضِ، وهو المركزُ، ... وهوَ منتهى السفلِ والتحتِ، وما دونهُ لا يسمَّى تحتًا، بل لا يكونُ تحتًا ويكونُ فوقًا، بحيثُ لَوْ فرضنا خرقَ المركزُ وهو سفلُ العالمِ إِلَى تلكَ الجهةِ لكانَ الخرقُ إِلَى جهةِ فوقَ، ولو نفذ الخرقُ جهةَ السَّمَاءِ منْ تلكَ الجهةِ الأخرى لصعدَ إِلَى جهةِ فوقَ.
وبرهانُ ذلكَ أنَّا لَوْ فرضنَا مسافرًا سافرَ عَلَى كرَةِ الأرضِ منْ جهةِ المشرقِ إِلَى جهةِ المغربِ، وامتدَّ مسافرَ المشيِ عَلَى كرةِ الأرضِ إِلَى حيثُ ابتدأ بالسَّيرِ وقطعَ الكرةَ مما يراهُ النَّاظرُ أسفلَ منهُ، وهو فِي سفرهِ هَذَا لم تبرح الأرضُ تحتهُ، والسَّمَاءُ فوقهُ، فالسَّماءُ التي يشهدهَا الحسُّ تحتَ الأرضِ هي فوقَ الأرضِ، لا تحتهَا، لأنَّ السَّمَاءَ فوقَ الأرضِ بالذَّاتِ، فكيفَ كانتِ السَّمَاءُ كانتْ فوقَ الأرضِ، منْ أيِّ جهةٍ فرضتهَا ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/414)
وإذا كانَ هَذَا جسمٌ - وهو السَّمَاءُ - علُوُّهَا عَلَى الأرضِ بالذَّاتِ فكيفَ منْ لَيْسَ كمثلهِ شيءٌ وعلُوُّه عَلَى كلِّ شيءٍ بالذَّاتِ كَمَا قَالَ تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى *} [الأعلى: 1]، وقدْ تكرَّر فِي القرآنِ المجيدِ ذكرُ الفوقيَّة: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50]، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: 10]، {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18].
لأنَّ فوقيَّتهُ سُبْحَانهُ وعلوَّهُ عَلَى كلِّ شيءٍ ذاتيٌّ لهُ، فهو العليُّ بالذَّاتِ، والعلوُّ صفتهُ اللائقةُ بِهِ كَمَا أنَّ السُّفولَ والرسوبَ والانحطاطَ ذاتيٌّ للأكوانِ عنْ رتبةِ ربوبيَّته، وعظمتهِ، وعلوِّهِ. والعلوُّ والسُّفولُ حدٌّ بينَ الخالقِ والمخلوقِ يتميَّزُ بِهِ عنهُ. هو سُبْحَانهُ عليٌّ بالذَّاتِ، وهوَ كَمَا كانَ قبلَ خلقِ الأكوانِ، ومَا سواهُ مستقلٌ عنهُ بالذَّاتِ. وهوَ سُبْحَانهُ العليُّ عَلَى عرشهِ، يدبِّرُ الأمرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأرضِ، ثمَّ يعرجُ الأمرُ إليهِ، فيحيي هذا، ويميتُ هذا، ويمرضُ هذا، ويشفي هذا، ويعزُّ هذا، ويذلُّ هذا، وهو الحيُّ القيُّومُ القائمُ بنفسهِ، وكلُّ شيءٍ قائمٌ بِهِ [4].
81 - الإمام العلامة شيخ القراء أبو عَمْرٍو الدّانِيُّ (440هـ)
قَالَ عالمُ الأندلس عثمانُ بنُ سعيدٍ الدَّاني رحمه الله فِي «الرسالة الوافية» (ص129 - 132):
«ومنْ قولهم: إنَّهُ سُبْحَانَهُ فَوْقَ سماواتهِ مستوٍ عَلَى عرشه، ومُسْتَوْلٍ على جميعِ خلقهِ، وبائنٌ منهم بذاتهِ، غيرُ بائنٍ بعلمهِ، بلْ علمهُ محيطٌ بهم، يعلمُ سرَّهم وجهرهم، ويعلمُ ما يكسبونَ عَلَى ما وردَ بِهِ خبرهُ الصَّادقُ، وكتابهُ النَّاطقُ فقالَ تَعَالَى: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]، واستواؤه جلّ جلاله عُلُوُّه بغير كيفيةٍ، ولا تحديدٍ، ولا مجاورةٍ ولا مماسةٍ ...
قالَ جلّ جلاله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا} [الحديد: 4]. يعني أَنَّ علمَهُ محيطٌ بهم حيثما كانوا، بدليلِ قولهِ: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12]. وقال عزَّ وجلَّ: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]. وقال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} [الملك: 16]، {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} [الملك: 17]، وقال: {تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج: 4]، وقال: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ} [السجدة: 5] وقال: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18]، وقال: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50]، وقال: {يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: 55]، وقال: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء: 158]، وقال مخبرًا عَنْ فرعون: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا} [غافر: 36] الآية.
وقوله تَعَالَى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ} [الأنعام: 3] الآية. المعنى: وَهُوَ المعبودُ فِي السَّمَاوَاتِ وفي الأرضِ ...
وقوله تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 84] يعني: أَنَّهُ إلهُ أهلِ السَّمَاءِ، وإلهُ أهلِ الأرضِ.
وقولُهُ سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقُوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ *} [النحل: 128]: {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69] و: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] يعني: أنَّه يحفظهم وينصرهم ويؤيدهم، لا أنَّ ذاته معهم، تعالى الله عنْ ذلكَ علوًا كبيرًا، وقوله عزَّ وجلَّ: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7] الآية. يعني: أنَّه تبارك وتعالى عالمٌ بهم وبما خَفِيَ منْ سرِّهم ونجواهم بدليلِ قولهِ: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} [المجادلة: 7]، وقوله تعالى: {وَهُوَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/415)
بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: 7] فابتدأَ الآيةَ بالعِلْمِ، وختمها بالعِلْمِ» [5].
وقال في «أرجوزته» التي في عقودِ الدِّيانةِ:
كَلَّمَ مُوسى عبدَهُ تكليمًا ولم يَزَلْ مُدَبِّرًا حَكِيمًا
كلامُهُ وقولُهُ قديمٌ وهو فوقَ عَرْشِهِ العَظِيمُ
والقولُ في كتابِهِ المُفَضَّلُ بأنَّهُ كلامُهُ المُنَزَّلُ
على رَسُولِهِ النَّبِيِّ الصَّادِقِ ليسَ بمخلوقٍ ولا بِخَالِقٍ [6]
82 - عليُّ بنُ عمر الحربيُّ (442هـ)
قال علي بن عمر الحربي رحمه الله في «كتاب السنَّة»: ... «وممَّا نعتقدُ: أنَّ للهِ عزَّ وجلَّ عَرشًْا، وهو على العَرْشِ، وعِلْمُهُ تعالى محيطٌ بكلِّ مكانٍ، ما تسقطُ منْ ورقةٍ إلَّا يعلمهَا، ولا حبَّةٍ في ظلماتِ الأرضِ، ولا رطبٍ ولا يابسٍ إلَّا في كتابٍ مبينٍ.
والعرشُ فوقَ السَّماءِ السابعةِ، واللهُ تَعَالَى على العَرْشِ، قال الله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: 10]، وقال عزَّ وجلَّ: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: 55]، وقال: {تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج: 4]، وقال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16]. وللعرشِ حَمَلَةٌ يحملونهُ على ما شاءَ الله منْ غيرِ تكييفٍ والاستواءُ معلومٌ والكيفُ مجهولٌ» [7].
83 - أبو عثمانَ الصابونيُّ (449هـ)
قال رحمه الله: «ويعتقدُ أهلُ الحديثِ ويشْهدونَ أنَّ الله سبحانه وتعالى فوقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ على عَرْشِهِ كمَا نطقَ بهِ كتابُهُ، ثمَّ ذكرَ الآياتِ الدَّالَّةَ عَلَى العلوِّ إِلَى أنْ قَالَ:
وعلماءُ الأمَّةِ وأعيانُ الأئمَّةِ مِنَ السَّلفِ رحمهمُ الله لم يختلفوا في أنَّ اللهَ تعالى على عَرْشِهِ، وعَرْشُهُ فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ، يُثْبتونَ لهُ منْ ذلكَ ما أثبتهُ الله تعالى ويؤمنونَ بهِ ويُصدِّقونَ الرَّبَّ جلّ جلاله في خبرهِ، ويُطْلقونَ ما أَطْلقهُ سبحانه وتعالى من استوائهِ على العرشِ ويُمرُّونهُ على ظاهِرِهِ» [8].
84 - الإمام أبو نَصْرٍ السجزيُّ (444هـ)
قال في كتاب «الإبانة» الذي ألَّفهُ في السنَّةِ: «أئمَّتنا كسفيانَ الثوريِّ، ومالكٍ، وحمَّادِ بن سلمةَ، وحمَّادِ بنِ زيدٍ، وسفيانَ بنِ عيينة، والفضيلِ، وابنِ المباركِ، وأحمدَ، وإسحاقَ، متَّفقونَ على أنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ بِذَاتِهِ فَوْقَ العَرْشِ، وعِلْمَهُ بِكُلِّ مَكَانٍ، وأنَّهُ يَنْزِلُ إلى السَّماءِ الدُّنيا، وأنَّهُ يَغْضَبُ، ويَرْضَى، وَيَتَكَلَّمُ بما شَاءَ» [9].
وقال رحمه الله: «لاَ يجوزُ أنْ يُوصفَ الله سُبْحَانهُ إلَّا بما وصفَ بِهِ نفسَهُ أو وصفهُ بِهِ رسولهُ صلى الله عليه وسلم ... قَالَ اللهُ سُبْحَانه: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ *} [النحل: 50] وقال: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ} [السجدة: 5] وقال: {مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ * تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج: 3، 4] وقال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ *} [الملك: 16] الآية والآيةُ التي بعدَهَا» [10].
وعندَ أهلِ الحقِّ أنَّ اللهَ سُبْحَانهُ مُبَايِنٌ لِخَلْقِهِ بذاتِهِ فَوْقَ العَرْشِ بلا كَيْفِيَّةٍ بحيثُ لاَ مَكَانَ. ثمَّ ذكرَ حديثَ الجاريةِ إِلَى أنْ قَالَ:
ولقدْ قَالَ الأوسُ بنُ حارثة بن ثعلبة عندَ موتهِ قصيدةً يوصي فِيهَا إِلَى ابنهِ مالكٍ وذلكَ قبلَ الإسلامِ فيها:
فَإِنْ تَكُنِ الأيَّامُ أَبْلَيْنَ أَعْظُمِي وَشَيَّبْنَ رَأْسِي والمَشِيبُ مَعَ العُمُرِ
فإنَّ لنا رَبًّا عَلِيٌّ فَوْقَ عَرْشِهِ عَلِيمًا بما نَأْتِي من الخَيْرِ والشَّرِّ
وليسَ فِي قولنا: إنَّ الله سُبْحَانهُ فَوقَ العرشِ تحديدٌ؛ وإنَّما التَّحديدُ يقعُ للمحدثاتِ. فَمِنَ العرشِ إِلَى مَا تحتَ الثَّرى محدودٌ، واللهُ سُبْحَانهُ فوقَ ذَلِكَ بحيثُ لاَ مكانَ وَلاَ حدَّ ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/416)
وقدْ ذكرَ الله سُبْحَانهُ فِي القرآنِ مَا يَشفي العَلِيلَ وَهُوَ قولُهُ تَعَالَى: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى *} [طه: 5، 6] فخَصَّ العرشَ بالاستواءِ، وذَكَرَ مُلْكَهُ لسائرِ الأشياءِ فعُلِمَ أنَّ المرادَ بِهِ غيرُ الاستيلاءِ [11].
85 - القاضي أبو يعلى (458هـ)
قال في كتابِ «المعتمدِ في أصولِ الدِّينِ» عَنِ الاستواءِ: «وقدْ وصفَ نفسَهُ سبحانهُ بالاستواءِ على العرشِ فقال: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]، وقال سبحانهُ: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54].
والواجبُ إطلاقُ هذه الصِّفةِ منْ غيرِ تأويلٍ وأنَّهُ استواءُ الذَّاتِ على العرشِ لا على معنى القعودِ والمماسةِ، ولا على معنى العلوِّ والرفعةِ، ولا على معنى الاستيلاءِ والغلبةِ، خلافًا للمعتزلةِ في قولهم: معناهُ الاستيلاءُ والغلبةُ، وخلافًا للأشعريةِ في قولهم: معناه العلوُّ منْ طريقِ الرتبةِ والمنزلةِ والعظمةِ والقدرةِ، وخلافًا للكرَّاميَّةِ والمجسِّمةِ أنَّ معناهُ المماسَّةُ للعرشِ بالجلوسِ عليهِ. ثمَّ قالَ بعدَ الردِّ على المخالفينَ: فلمْ يبقَ إلَّا أنْ نحملَ هذهِ الصِّفةِ على إطلاقها» [12].
وقالَ رحمه الله في كتابِ «إبطالِ التَّأويلاتِ» لهُ: «لا يجوزُ ردُّ هذهِ الأخبارِ على ما ذهبَ إليه جماعةٌ مِنَ المعتزلةِ، ولا التَّشاغلُ بتأويلها على ما ذهبَ إليه الأَشْعَرِيَّةُ. والواجبُ حملُها على ظاهرهَا، وأنَّها صفاتٌ لله تعالى لا تشبهُ سائرَ الموصوفينَ بها من الخلقِ، ولا نعتقدُ التَّشبيهَ فيها» [13].
قالَ: «دليلٌ آخرُ على إبطالِ التَّأويلِ: أنَّ الصَّحابةَ ومنْ بعدهمْ مِنَ التابعينَ حملوهَا على ظاهرهَا ولمْ يتعرَّضُوا لتأويلِهَا، ولا صَرْفِهَا عنْ ظاهِرِهَا، فلو كانَ التأويلُ سائغًا لكانوا أسبقَ لما فيهِ من إزالةِ التَّشبيهِ، ورفعِ الشُّبهةِ» [14].
قال الذهبيُّ معقّبًا: «قلتُ: المتأخرونَ منْ أهلِ النَّظرِ قالوا مقالةً مولَّدةً، ما علمتُ أحدًا سبقهم بها.
قالوا: هذه الصفاتُ تمرُّ كما جاءتْ ولا تؤولُ، مع اعتقادِ أنَّ ظاهرهَا غيرُ مرادٍ، فتفرَّعَ منْ هذا أنَّ الظاهرَ يُعْنَى بهِ أمرانِ:
أحدُهما: أنَّهُ لا تأويلَ لها غيرُ دلالةِ الخطابِ كما قالَ السَّلفُ: الاستواءُ معلومٌ، وكما قالَ سفيانُ وغيرُهُ: قراءتُهَا تفْسيرُهَا، يعني أنَّها بيِّنةٌ واضحةٌ في اللغةِ لا يُبْتَغَى لها مضايقُ التأويلِ والتَّحريفِ، وهذا هوَ مذهبُ السَّلفِ مع اتفاقهم أيضًا أنَّها لا تُشْبِهُ صفاتِ البشرِ بوجهٍ، إذِ الباري لا مثلَ لهُ لا في ذاتهِ ولا في صفاتهِ.
الثاني: أنَّ ظاهرها هَو الذي يتشكَّلُ في الخيالِ منَ الصفةِ كما يتشكَّلُ في الذهنِ منْ وصفِ البشرِ، فهذا غيرُ مرادٍ، فإنَّ الله تعالى فردٌ صمدٌ ليسَ لهُ نظيرٌ، وإنْ تعددت صفاتهُ فإنَّها حقٌّ، ولكن ما لها مثلٌ ولا نظيرٌ، فمنْ ذا الذي عاينهُ ونعتهُ لنا؟ ومنْ ذا الذي يستطيعُ أنْ ينعتَ لنا كيفَ سُمِعَ كلامهُ؟ واللهِ إنَّا لعاجزونَ كالُّونَ حائرونَ باهتونَ في حدِّ الروحِ التي فينا؛ وكيفَ تَعْرُجُ كلَّ ليلةٍ إذا توفاها بارئها؛ وكيفَ يرسلها، وكيفَ تستقلُّ بعدَ الموتِ، وكيفَ حياةُ الشهيدِ المرزوقِ عندَ ربِّه بعدَ قتلهِ، وكيف حياةُ النبيينَ الآن؟ وكيفَ شاهدَ النبي صلى الله عليه وسلم أخاهُ موسى يصلي في قبرِه قائمًا؟ ثمَّ رآهُ في السماءِ السادسةِ وحاورهُ وأشارَ عليهِ بمراجعةِ ربِّ العالمينَ وطلبَ التخفيفَ منهُ على أمَّتهِ [15]؟ وكذلكَ نعجزُ عنْ وصفِ هيأتنا في الجنَّةِ ووصفِ الحورِ العينِ، فكيفَ بنا إذا انتقلنا إلى الملائكة وذواتهم وكيفيَّتها ... فاللهُ أعلى وأعظمُ، ولهُ المثلُ الأعلى والكمالُ المطلقُ ولا مثلَ له أصلًا، {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 52]» [16].
86 - البيهقيُّ (458هـ)
قال الحافظُ البيهقيُّ رحمه الله في «كتابِ الاعتقادِ» له:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/417)
بابُ القولِ في الاستواءِ: قال الله تبارك وتعالى: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]، {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54]، وقال: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الرعد: 2]، وقال: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الفرقان: 59]، وقال: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18، 61]، وقال: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ *} [النحل: 50]، وقال: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: 10]، وقال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16]، وأرادَ مَنْ فوقَ السَّماءِ كمَا قالَ: {وَلأَُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71]، يعني: على جذوعِ النَّخلِ. وقال: {فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ} [التوبة: 2]، يعني: على الأرضِ، وكلُّ ما علا فهو سماء، والعرشُ أعلى السَّماواتِ، فمعنى الآيةِ - واللهُ أعلمُ -: أأمنتم مَنْ على العرشِ، كما صرَّحَ بهِ في سائرِ الآياتِ.
وفيمَا كتبناهُ من الآياتِ دلالةٌ على إبطالِ قولِ مَنْ زعمَ مِنَ الجهميَّةِ بأنَّ الله سبحانه وتعالى بذاتهِ في كلِّ مكانٍ. وقوله عزَّ وجلَّ: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4]، إنَّما أرادَ بهِ: بعلمهِ لا بذاتهِ [17].
87 - ابنُ عبد البر (463هـ)
قالَ ابنُ عبد البر رحمه الله تعليقًا عَلَى حديثِ النزولِ: «هذا الحديثُ ثابتٌ منْ جهةِ النقلِ، صحيحُ الإسنادِ، لا يختلفُ أهلُ الحديثِ في صحَّتهِ. وهوَ حديثٌ منقولٌ منْ طرقٍ متواترةٍ، ووجوهٍ كثيرةٍ منْ أخبارِ العدولِ، عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وفيه دليلٌ على أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ في السَّماءِ على العَرْشِ، مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ، كما قالتِ الجماعةُ، وهوَ منْ حجَّتهم على المعتزلةِ، والجهميَّةِ، في قولهم: إنَّ الله عزَّ وجلَّ في كلِّ مكانٍ، وليسَ على العرشِ. ثمَّ ذكرَ الآياتِ الدَّالَّةَ عَلَى علوِّ الرَّحْمنِ إِلَى أنْ قَالَ:
وأمَّا ادِّعاؤهم المجاز في الاسْتِوَاءِ، وقولهم في تأويلِ استوى: استولى، فلا معنى لهُ، لأنَّهُ غيرُ ظاهرٍ في اللُّغةِ، ومعنى الاستيلاءِ، في اللغةِ: المغالبةُ، والله لا يغالبهُ ولا يعلوهُ أحدٌ. وهوَ الواحدُ الصَّمدُ. ومنْ حقِّ الكلامِ أنْ يحملَ على حقيقتهِ، حتَّى تتفقَ الأمَّةُ أنَّهُ أريدَ بهِ المجاز. إذْ لا سبيلَ إلى اتِّباعِ ما أنزلَ إلينا مِنْ ربِّنا، إلَّا على ذلكَ، وإنَّما يوجَّهُ كلامُ الله عزَّ وجلَّ إلى الأشهرِ والأظهرِ منْ وجوههِ، ما لمْ يمنعْ منْ ذلكَ ما يجبُ لهُ التسليمُ، ولو ساغَ ادِّعاءُ المجازِ لكلِّ مدَّعٍ، ما ثبتَ شيءٌ مِنَ العباراتِ، وجلَّ الله عزَّ وجلَّ عنْ أنْ يخاطبَ الأمَّةَ إلَّا بما تفهمهُ العربُ في معهودِ مخاطباتها، ممَّا يصحُّ معناهُ عندَ السَّامعينَ.
والاستواءُ معلومٌ في اللُّغةِ ومفهومٌ، وهوَ العُلُوُّ والارْتِفَاعُ على الشَّيءِ ... وبهذا خاطبنَا اللهُ عزَّ وجلَّ وقال: {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ} [الزخرف: 13]. وقال: {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} [هود: 44]. وقال: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ} [المؤمنون: 28]. وقال الشاعرُ:
فَأَوْرَدْتُهم ماءً بِفَيْفَاءَ قَفِرَةٍ وقد حَلَّقَ النَّجْم اليَمَانِيُّ فَاسْتَوَى
وهذا لا يجوزُ أنْ يتأوَّلَ فيهِ أحدٌ: استولى، لأنَّ النَّجمَ لا يستولي. وقدْ ذكرَ النَّضرُ بنُ شميل وكانَ ثقةً مأمونًا جليلًا في علمِ الدِّيانةِ واللُّغة، قال: حدثني الخليلُ، وحسبكَ بالخليلِ، قال: أتيتُ أبا ربيعةَ الأعرابيَّ، وكان من أعلمِ منْ رأيتُ، فإذا هو على سطحٍ، فسلَّمنا فردَّ علينا السَّلامَ وقالَ لنَا: استووا، فبقينا متحيرينَ، ولم نَدْرِ ما قالَ؟ قال: فقال لنا أعرابيٌّ إلى جنبهِ: إنَّهُ أمركم أنْ ترتفعوا، قال الخليلُ: هو منْ قولِ الله عزَّ وجلَّ: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} [فصلت: 11]. فصعدنَا إليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/418)
فإنِ احتجُّوا بقولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 84]. وبقولهِ: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ} [الأنعام: 3]، وقوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7]. وزعموا: أنَّ الله تبارك وتعالى في كلِّ مكانٍ بنفسهِ وذاتهِ تبارك وتعالى.
قيلَ لهم: لا خلافَ بيننا وبينكم، وبينَ سائرِ الأمَّةِ: أنَّهُ ليسَ في الأرضِ دونَ السَّماءِ بذاتهِ، فوجبَ حملُ هذهِ الآياتِ، على المعنى الصَّحيحِ المجمعِ عليهِ، وذلكَ: أنَّهُ في السَّماءِ إلهٌ معبودٌ منْ أهلِ السَّماءِ، وفي الأرضِ إلهٌ معبودٌ منْ أهلِ الأرضِ، وكذلكَ قالَ أهلُ العلمِ بالتفسيرِ، فظاهرُ التنزيلِ، يشهدُ أنَّهُ على العرشِ؛ والاختلافُ فِي ذَلِكَ بيننا فقط، وأسعدُ النَّاسِ بِهِ، مَنْ ساعدهُ الظَّاهرُ؛ وأمَّا قولهُ فِي الآيةِ الأخرى: {وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 84]، فالإجماعُ والاتِّفاقُ، قدْ بيَّنَ المرادَ بأنَّهُ معبودٌ منْ أهلِ الأرضِ، فتدبَّر هذا، فإنَّهُ قاطعٌ إنْ شاءَ الله.
ومِنَ الحجَّةِ أيضًا: في أنَّه عزَّ وجلَّ على العَرْشِ، فوق السَّماواتِ السَّبْعِ، أنَّ المُوَحِّدِينَ أجمعينَ، مِنَ العربَ والعجمِ، إذا كربهم أمرٌ، أو نزلتْ بهم شدَّةٌ، رَفَعُوا وجوهَهُم إلى السَّماءِ، يَسْتَغِيثُونَ رَبَّهُم تبارك وتعالى؛ وهذا أشهرُ وأعرفُ، عندَ الخاصَّةِ والعامَّةِ، منْ أنْ يحتاجَ فيهِ إِلَى أكثر من حكايتهِ؛ لأنَّهُ اضطرارٌ لم يُؤَنِّبْهُم عليه أحدٌ، ولا أنكرَهُ عليهمْ مسلمٌ.
فإنْ قالَ: إنَّه لا يكونُ مستويًا على مكانٍ إلَّا مقرونًا بالتكييفِ، قيلَ: قدْ يكونُ الاستواءُ واجبًا، والتكييفُ مرتفعٌ، وليسَ رفعُ التكييفِ يوجبُ رفعَ الاسْتِوَاءِ. وقدْ عقلنَا وأدركنا بحواسنا أنَّ لنا أرواحًا في أبداننا، ولا نعلمُ كيفيَّةَ ذلكَ، وليسَ جهلنا بكيفيَّةِ الأرواحِ، يوجبُ أنْ ليسَ لنَا أرواحٌ، وكذلكَ ليس جهلنا بكيفيَّةٍ على العرشِ، يوجبُ أنَّهُ ليسَ على عرشهِ.
وأمَّا احتجاجهم بقوله عزَّ وجلَّ: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة: 7]. فلا حجَّةَ لهم في ظاهرِ هذهِ الآيةِ، لأنَّ علماءَ الصَّحابةِ والتَّابعينَ الذين حملت عنهم التآويلُ في القرآنِ قالوا في تأويلِ هذهِ الآيةِ: هُوَ عَلَى العَرْشِ وعِلْمُهُ في كُلِّ مَكَانٍ، وما خالفهم في ذلكَ أحدٌ يحتجُّ بقولهِ ...
وأمَّا قولهُ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديثِ: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا» [18] فقدْ أكثرَ النَّاسُ التنازعَ فيهِ، والذي عليهِ جمهورُ أئمةِ أهلِ السُّنَّةِ، أنَّهم يقولونَ: ينزلُ كمَا قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ويصدِّقونَ بهذا الحديثِ، ولا يكيِّفون، والقولُ في كيفيَّةِ النزولِ، كالقولِ في كيفيَّةِ الاستواءِ والمجيءِ، والحجَّةُ في ذلكَ واحدةٌ.
وأمَّا احتجاجهم [أي الجهمية]: لو كانَ في مكانٍ لأشبهَ المخلوقاتِ، لأنَّ ما أحاطت بهِ الأمكنةُ واحتوته مخلوقٌ، فشيءٌ لا يلزمُ، ولا معنى لهُ، لأنَّه عزَّ وجلَّ ليسَ كمثلهِ شيءٌ منْ خلقهِ، ولا يقاسُ بشيءٍ منْ بريتهِ، لا يُدركُ بقياسٍ ولا يقاسُ بالنَّاسِ، لا إلهَ إلَّا هو» [19].
قالَ أبو عمر: «أهلُ السُّنَّةِ مجمعونَ على الإقرارِ بالصِّفاتِ الواردةِ كلِّها في القرآنِ والسنّةِ والإيمانِ بها، وحملهَا على الحقيقةِ لا على المجازِ إلَّا أنَّهم لا يكيِّفونَ شيئًا منْ ذلكَ ولا يحدُّون فيهِ صفةً محصورةً. وأمَّا أهلُ البدعِ والجهميَّةِ والمعتزلةِ والخوارج، فكلُّهم ينكرهَا، ولا يحملُ شيئًا منها على الحقيقةِ، ويزعمونَ أنَّ مَنْ أقرَّ بها مشبِّهٌ، وهم عندَ منْ أثبتَها نافونَ للمعبودِ، والحقُّ فيما قالهُ القائلونَ بما نطقَ بهِ كتابُ الله، وسنَّةُ رسولهِ، وهم أئمَّةُ الجماعةِ والحمدُ لله» [20].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/419)
قالَ أبو عمر: «الذي أقولُ: إنَّهُ منْ نَظَرَ إلى إسلامِ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ وطلحةَ وسعدٍ وعبدِ الرحمن، وسائرِ المهاجرينَ والأنصارِ، وجميعِ الوفودِ الذينَ دخلوا في دينِ الله أفواجًا، علمَ أنَّ الله عزَّ وجلَّ، لم يعرفهُ واحدٌ منهم إلَّا بتصديقِ النبيينَ بأعلامِ النبوةِ، ودلائلِ الرسالةِ، لا مِنْ قِبَلِ حركةٍ ولا منْ بابِ الكلِّ والبعضِ، ولا منْ بابِ كانَ ويكونُ، ولو كانَ النَّظرُ في الحركةِ والسكونِ عليهم واجبًا في الجسم ونفيهِ، والتَّشبيهِ ونفيهِ لازمًا، ما أضاعوهُ ولو أضاعوا الواجبَ ما نطقَ القرآنُ بتزكيتهم، وتقديمهم ولا أطنبَ في مدحهم وتعظيمهم، ولو كانَ ذلكَ منْ عملهم مشهورًا، أو منْ أخلاقهم معروفًا، لاستفاضَ عنهم ولشهروا بهِ كما شهروا بالقرآنِ والرواياتِ» [21].
قال أبو عمر: «وقولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا» عندهم مثلُ قول الله عزَّ وجلَّ: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} [الأعراف: 143]، ومثلُ قولِهِ: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا *} [الفجر: 22]، كلُّهم يقولُ: ينزلُ ويتجلَّى ويجيءُ بلا كيفٍ، لا يقولونَ كيفَ يجيءُ؟ وكيفَ يتجلَّى؟ وكيفَ ينزلُ؟ ولا منْ أينَ جاءَ؟ ولا منْ أينَ يتجلَّى؟ ولا منْ أينَ ينزلُ؟ لأنَّهُ ليسَ كشيءٍ منْ خلقهِ، وتعالى عَنِ الأشياءِ، ولا شريكَ لهُ.
وفي قولِ الله عزَّ وجلَّ: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} [الأعراف: 143] دلالةٌ واضحةٌ أنَّهُ لمْ يكنْ قبلَ ذلكَ متجلِّيًا للجبلِ، وفي ذلكَ ما يفسِّرُ معنى حديثِ التنزيلِ» [22].
وقال رحمه الله تعليقًا على قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَبْدَ قَالَ لِجِبْرِيلَ: يا جبريلُ: قَدْ أَحْبَبْتُ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي في أَهْلِ السَّمَاء: إِنَّ اللهَ قَدْ أَحَّبَ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ في الأَرْضِ» [23].
«في هذا الحديثِ مِنَ العلمِ والفقهِ:
أنَّ الله عزَّ وجلَّ في السَّماءِ ليسَ في الأَرْضِ، وأنَّ جبريلَ أقربُ الملائكةِ إليهِ وأَحْظَاهُم عندهُ ....
وفيهِ أنَّ الوُدَّ والمحبَّةَ بينَ النَّاسِ اللهُ يَبتدِئُهَا ويَبْسُطُهَا، والقرآنُ يشهدُ بذلكَ. قال الله عزَّ وجلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَانُ وُدًّا *} [مريم: 96]. قال المفسِّرونَ: يحبهم ويحببهم إلى النَّاس» [24].
فتدبَّرْ كلامَ هذا الإمامِ وما فيهِ مِنَ المعرفةِ والبيانِ.
88 - الخطيب ُ (463هـ)
نقلَ الذهبيُّ في «السيرِ» [25] قولَ الخطيبِ فِي مدحِ الإمامِ الشافعيِّ رحمه الله:
أبىَ الله إلَّا رَفْعهُ وعُلُوَّهُ وليسَ لما يُعْلِيْهِ ذو العرشِ واضِعُ.
89 - سعدٌ الزنجانيُّ (471هـ)
قَالَ إمامُ الشَّافعيَّةِ فِي وقتهِ سعدُ بنُ عَليٍّ الزنجانيُّ رحمه الله: «وَهُوَ فَوْقَ عَرْشِهِ بوُجُودِ ذَاتِهِ» [26].
قَالَ الحافظ الذهبيُّ رحمه الله: «وقد كَانَ الحافظُ سعدُ بنُ عليٍّ هَذَا منْ رؤوسِ أهلِ السنَّةِ، وأئمَّةِ الأثرِ، وممَّنْ يعادي الكلامَ وأهلَهُ، ويذمُّ الآراءَ والأهواءَ. فنسألُ الله أنْ يختمَ لنا بخيرٍ، وأنْ يتوفَّانا عَلَى الإيمانِ والسنَّةِ. فلقدْ قلَّ منْ يتمسَّكُ بمحضِ السنَّةِ؛ بل تراهُ يثني عَلَى السنَّةِ وأهلهَا وقدْ تلطَّخَ ببدعِ الكلامِ ويجسرُ عَلَى الخوضِ فِي أسماءِ الله وصفاتهِ وبادرَ إِلَى نفيهَا وبالغَ بزعمهِ فِي التنزيهِ؛ وإنَّما كمالُ التنزيهِ تعظيمُ الرَّبِّ عزَّ وجلَّ ونعتهُ بِمَا وصفَ بِهِ نفسَهُ تَعَالَى» [27].
90 - إمامُ الحرمَيْنِ (478هـ)
قَالَ الحافظ الحجّة عبد القادر الرهاوي: سمعت عبد الرحيم بن أبي الوفا الحاجي يقول: سمعت محمد بن طاهر المقدسي يقول: سمعت الأديب أبا الحسن القيرواني بنيسابور يقول: - وكان يختلف إِلَى دروس الأستاذ أبي المعالي الجويني يقرأ عَلَيهِ الكلام - يقول: «يَا أصحابنا لاَ تشتغلوا بالكلامِ، فلو عرفتُ أنَّ الكلامَ يبلغُ بي مَا بلغَ مَا اشتغلتُ بِهِ».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/420)
وقال الإمام أبو الفتح محمد بن علي الفقيه: دخلنا عَلَى الإمام أبي المعالي ابن الجويني نعوده فِي مرضِ موتهِ فأقعدَ، فقال لنا: «اشهدوا عليَّ أنِّي قَدْ رجعتُ عنْ كلِّ مقالةٍ قلتها أخالفُ فِيهَا مَا قَالَ السَّلفُ الصَّالحُ، وأنِّي أموتُ عَلَى مَا تموتُ عَلَيهِ عجائزُ نيسابور» [28].
قال شيخُ الإسلام: فإنَّ تلكَ العقيدةَ الفطريةَ التي للعجائزِ خيرٌ منْ هذهِ الأباطيلِ التي هي من شُعَبِ الكفرِ والنِّفاقِ، وهمْ يجعلونَها منْ بابِ التَّحقيقِ والتَّدقيقِ [29].
وقَالَ الذهبيُّ رحمه الله: «هَذَا معنى قول بعض الأئمَّةِ: عليكم بدينِ العجائزِ. يعني أنهنَّ مؤمناتٌ بالله عَلَى فطرةِ الإسلامِ، لَمْ يدرينَ مَا علمُ الكلامِ» [30].
91 - شيخُ الإسلام الهرويُّ (481هـ)
قَالَ الذهبيُّ رحمه الله: «غالبُ مَا رواهُ فِي كتابِ «الفاروق» صحاحٌ وحسانٌ، وفيهِ بابُ إثباتِ استواءِ اللهِ عَلَى عرشهِ فَوْقَ السَّمَاءِ السابعةِ بائنًا منْ خلقهِ مِنَ الكتابِ والسنَّةِ، فساقَ دلائلَ ذَلِكَ مِنَ الآياتِ والأحاديثِ إِلَى أَنْ قَالَ: وفي أخبارٍ شتَّى أنَّ الله فِي السَّمَاءِ السَّابعةِ على العَرْشِ، وعِلْمُهُ وقُدْرَتُهُ واسْتِمَاعُهُ ونَظَرُهُ ورَحْمَتُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ» [31].
وقال رحمه الله:
إلَهُنا مَرْئِيٌّ على العَرْشِ مُسْتَوٍ كَلاَمُهُ أَزَلِيٌّ رَسُولُهُ عَرَبِيٌّ
كُلُّ مَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا أَشْعَرِيٌّ مَذْهَبُنَا مَذْهَبٌ حَنْبَلِيٌّ [32]
92 - القيرواني ُّ (489هـ)
قَالَ الإمامُ أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحسنِ الحضرميُّ القيروانيُّ المتكلِّم صاحب رسالة «الإيماء إِلَى مسألة الاسْتِوَاء» فساقَ فِيهَا قولَ أبي جعفرٍ محمدِ بنِ جريرٍ، وأبي محمد بن أبي زيد، والقاضي عبد الوهَّاب، وجماعةٍ مِنْ شيوخِ الفقهِ والحديثِ أنَّ اللهَ سُبْحَانهُ مُسْتَوٍ عَلَى العَرْشِ بِذَاتِهِ:
قَالَ: «وأطلقوا فِي بعضِ الأماكنِ أنَّهُ فَوْقَ عرشهِ. ثمَّ قَالَ: وهذا هُوَ الصَّحيحُ الَّذِي أقولُ بِهِ مِنْ غيرِ تحديدٍ، وَلاَ تمكُّنٍ فِي مكانٍ، وَلاَ كون فيه وَلاَ مماسة».
قَالَ الذهبيُّ رحمه الله: «سلبُ هذه الأشياءِ وإثباتهُا مدارهُ عَلَى النَّقلِ، فلو وردَ شيءٌ بذلكَ نطقنَا بِهِ وإلَّا فالسُّكوتُ والكفُّ أشبهُ بشمائلِ السَّلفِ، إذِ التَّعَرُّضُ لذلكَ نوعٌ مِنَ الكيفِ وَهُوَ مجهولٌ، وكذلكَ نعوذُ بالله أنْ نثبتَ استواءَهُ بمماسةٍ أَوْ تمكُّنٍ بلا توقيفٍ وَلاَ أثرٍ، بَلْ نَعْلَمُ مِنْ حَيْثُ الجُمْلَةِ أَنَّهُ فَوْقَ عَرْشِهِ كَمَا وَرَدَ النَّصُّ» [33].
وقالَ العلَّامَةُ ابنُ عثيمين رحمه الله: يخطيءُ بعضُ العلماءِ الذينَ قالوا: إنَّ الله استوى على العرشِ بدونِ مماسةٍ!!
نقولُ: ليسَ لكَ الحقُّ أنْ تقولَ: بدونِ مماسةٍ، ولا أنْ تقولَ: بمماسَّةٍ ..
دعْ هذا! يسعكَ ما وسِعَ الصَّحابةُ، الذين همْ أحْرصُ منكَ على العلمِ، وأشدُّ منكَ تعظيمًا لله عزَّ وجلَّ. فكلمةُ بمماسةٍ أو غيرِ مماسةٍ يجبُ أنْ تلغى وتحْذف» اهـ. من «شرحه للسفارينية».
93 - الفقيهُ نَصْر المقدسيُّ (490هـ)
قَالَ رحمه الله فِي كتابِ «الحجَّة» له - وَهُوَ مجلَّدٌ فِي السُّنَّةِ: - «وأنَّ الله تعَالَى مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ، بَائِنٌ منْ خَلْقِهِ، كَمَا قَالَ فِي كِتَابِهِ» [34].
94 - ابن الحدَّاد (517هـ)
قَالَ رحمه الله: «وأَنَّهُ سُبْحَانهُ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ وفَوْقَ جَمِيعِ خَلْقِهِ كَمَا أَخْبَرَ فِي كِتَابِهِ وعلى أَلْسِنَةِ رُسُلِهِ صَلَّى الله عليهم وسَلَّمَ منْ غيرِ تَشْبِيهٍ وَلاَ تَعْطِيلٍ، وَلاَ تَحْرِيفٍ وَلاَ تَأْوِيلٍ» [35].
95 - أبو الحسن بنُ الزاغونيِّ (527هـ)
قالَ رحمه الله في قصيدةٍ له: منها:
عَالٍ على العَرْشِ الرَّفِيع بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ عن قَوْلِ غَاوٍ مُلْحِدِ [36].
96 - الحسنُ الكرجيُّ (532هـ)
قَالَ رحمه الله فِي عقيدتهِ المشهورةِ، أوَّلها:
عَقِيدَةُ أَصْحَابِ الحَدِيثِ فَقَدْ سَمَتْ بِأَرْبَابَ دينِ اللهِ أَسْنَى المَرَاتِبِ
عَقَائِدُهُم أنَّ الإِلَهَ بِذَاتِهِ عَلَى عَرْشِهِ مَعَ عِلْمِهِ بِالغَوَائِبِ
أنَّ استواءَ الرَّبِّ يُعْقَلُ كَوْنُهُ ويُجْهَلُ فِيْهِ الكَيْفُ جَهْلَ الشَّهَارِبِ [37]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/421)
97 - إسماعيلُ بنُ محمد التيميُّ الأصبهاني ُّ (535هـ)
قال رحمه الله في «كتاب الحجّة في بيان المحجَّة»: «بابٌ في بيانِ استواءِ الله عزَّ وجلَّ على العرشِ. قال الله عزَّ وجلَّ: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]، وقالَ في آيةٍ أخرى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} [البقرة: 255]، وقال: {الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255]، وقال: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى *} [الأعلى: 1] ...
قالَ أهلُ السنَّةِ: اللهُ فوقَ السَّماواتِ لا يَعْلُوهُ خَلْقٌ منْ خَلْقِهِ، ومِنَ الدَّليلِ على ذلكَ: أنَّ الخلقَ يُشِيرونَ إلى السَّماءِ بأصابِعِهِم، ويَدْعُونَهُ ويَرفَعُونَ إليه أبصارَهُم.
وقال عزَّ وجلَّ: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18]، وقال عزَّ وجلَّ: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ *} [الملك: 16، 17]. والدليلُ على ذلكَ الآياتُ التي فيها ذكرُ إنزالِ الوحيِ.
ثمَّ عقدَ فصلًا في بيانِ أنَّ العرشَ فوقَ السَّماواتِ، وأنَّ الله عزَّ وجلَّ فَوْقَ العَرْشِ، ثمَّ ذكرَ آياتٍ وأحاديثَ دالَّةً على عُلُوِّ اللهِ ثمَّ قالَ:
قالَ علماءُ أهلِ السنَّةِ: إنَّ الله عزَّ وجلَّ على عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خلقهِ، وقالتِ المعتزلةُ: هوَ بذاتهِ في كلِّ مكانٍ، وقالتِ الأشعريةُ: الاستواءُ عائدٌ على العرشِ.
ولو كانَ كما قالوا، لكانتِ القراءةُ برفعِ العرشِ، فلمَّا كانتْ بخفضِ العرشِ دلَّ على أنَّهُ عائدٌ إلى الله تعالى.
وقالَ بعضُهم: استوى بمعنى استولى، قالَ الشاعرُ:
استوى بِشْرٌ على العراقِ منْ غيرِ سيفٍ ودمٍ مهراق [38]
والاستيلاءُ لا يُوصَفُ بهِ إلَّا منْ قدرَ على الشَّيءِ بعدَ العجزِ عنهُ. واللهُ تعالى لم يَزَلْ قادرًا على الأشياءِ ومستوليًا عليها. ألا ترى أنَّهُ لا يُوصَفُ بِشْرٌ بالاستيلاءِ على العراقِ إلَّا وهوَ عاجزٌ عنهُ قبلَ ذلكَ [39].
وزعمَ هؤلاءِ: أنَّ معنى قولهِ: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]، أي مَلَكَهُ، وأنَّه لا اختصاصَ لهُ بالعرشِ، أكثر ممَّا لهُ بالأماكنِ، وهذا إلغاءٌ لتخصيصِ العرشِ وتشريفهِ.
قالَ أهلُ السنَّةِ: خلقَ اللهُ السَّماواتِ والأرضَ، وكانَ عرشُهُ على الماءِ مخلوقًا قبلَ خلقِ السَّماواتِ والأرضِ، ثمَّ استوى على العرشِ، بعدَ خلقِ السَّماوات والأرضِ، على ما وردَ بهِ النَّصُّ، وليسَ معناهُ: المماسَّة، بل هوَ مُسْتَوٍ على عَرْشِهِ بلا كَيْفٍ، كمَا أخبرَ عنْ نفسهِ.
وزعمَ هؤلاءِ: أنَّهُ لا يجوزُ الإشارةُ إلى الله سبحانهُ بالرؤوسِ والأصابعِ إلى فوق، فإنَّ ذلكَ يوجبُ التَّحديدَ.
وقدْ أجمعَ المسلمونَ أنَّ الله هوَ العليُّ الأعلى، ونطقَ بذلكَ القرآنُ في قوله: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى *} [الأعلى: 1].
وزعموا أنَّ ذلكَ بمعنى: علوِّ الغلبةِ، لا علوِّ الذَّاتِ. وعندَ المسلمينَ: أنَّ لله عزَّ وجلَّ عُلُوَّ الغَلَبَةِ، والعُلُوَّ منْ سائرِ وجوهِ العُلُوِّ، لأنَّ العلوَّ صفةُ مدحٍ، فثبتَ أنَّ لله تعالى علوَّ الذَّاتِ، وعُلُوَّ الصِّفاتِ، وعُلُوَّ القَهْرِ والغَلَبَةِ.
وفي منعهم الإشارةَ إلى الله سبحانهُ مِنْ جهةِ فوق، خلافٌ منهم لسائرِ المللِ؛ لأنَّ جماهيرَ المسلمينَ وسائرَ المللِ، قدْ وقعَ منهمُ الإجماعُ عَلَى الإشارةِ إِلَى اللهِ جَلَّ ثناؤهُ، منْ جهةِ الفوقِ فِي الدُّعاءِ والسؤالِ. فاتِّفاقهمُ بأجمعهمْ على ذلكَ حُجَّةٌ، ولمْ يَسْتَجِزْ أحدٌ الإشارةَ إليهِ منْ جهةِ الأسفلِ، ولا منْ سائرِ الجهاتِ، سوى جهةِ الفَوْقِ.
وقالَ الله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50]، وقالَ: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]، وقال: {تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج: 4]» [40].
98 - عديُّ بنُ مسافر الأمويُّ الهكاريُّ (555هـ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/422)
قال رحمه الله في «اعتقاد أهل السنة والجماعة» له: «وأنَّ اللهَ على عَرْشِهِ بَائِنٌ منْ خَلْقِهِ، كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ في كِتَابِهِ وعلى لِسَانِ نَبِيِّهِ بلا كَيْفٍ، أحاطَ بكُلِّ شيءٍ علمًا وهو بِكُلِّ شيءٍ عليمٌ» [41].
99 - العلامةُ يحيى بنُ أبي الخير العمرانُّي (558هـ)
قال في كتابهِ: الانتصارُ في الردِّ على المعتزلةِ القدريةِ الأشرارِ:
«قدْ ذكرنَا في أوَّلِ الكتابِ أنَّ عندَ أصحابِ الحديثِ والسُّنةِ أنَّ الله سبحانهُ بذاتهِ، بائنٌ عَنْ خَلْقِهِ، على العرشِ استوى فوقَ السَّمواتِ، غيرَ مماسٍ لهُ، وعِلْمُهُ محيطٌ بالأشياءِ كلِّها.
وقالتِ الكرَّاميةُ: إنَّهُ مماسٌّ للعرشِ.
وقالتِ المعتزلةُ: إنَّ ذاتَ الله بكلِّ مكانٍ حتى بالحشوشِ وأجوافِ الحيوانِ.
قيلَ لبشرٍ المريسيِّ: فهوَ في جوفِ حماركَ هذا؟ قالَ: نعمَ، وهذا قولُ الحلوليَّةِ وهوَ كفرٌ صريحٌ لا إشكالَ فيهِ.
وقالتِ الأشعريةُ: لا يجوزُ وصفهُ بأنَّهُ على العَرْشِ ولا في السَّماءِ.
ثمَّ ذكرَ آياتٍ وأحاديثَ دالَّةً على عُلُوِّ اللهِ إلى أنْ قالَ:
ولأنَّ المسلمينَ مُجْمِعُونَ عندَ الدُّعاءِ على رَفْعِ أَبْصَارِهِمْ وأَكُفِّهِمْ إلى نَحْوِ السَّماءِ؛ فَدَلَّ على صَحَّةِ ما قلناهُ.
ويقالُ لهم: إذا لم يَكُنِ اللهُ فوقَ العَرْشِ بمعنًى يختصُّ بالعرشِ كمَا قالَ أصحابُ الحديثِ، وكانَ بكلِّ مكانٍ، فقولوا: إنَّهُ تحتَ الأرضِ والسَّماءُ فوقهَا فهوَ تحتَ التَّحْتِ وأنَّهُ فَوْقَ الفَوْقِ والأشياءُ تحتَهُ وهذا متناقضٌ.
فإنِ احتَجُّوا بقوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة: 7]، وبقوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4].
فالجوابُ: أنَّ المرادَ بالآية {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ} [المجادلة: 7] أي منْ حديثٍ بَيْنَ ثلاثةٍ إلا هوَ رابعُهم بالإِحَاطَةِ والعِلْمِ لا في العَدَدِ لأنَّهُ واحدٌ لا منْ عَدَدٍ، ولا واحدٌ في معناه [42]، وكذلك المعنى في قوله تعالى: {وَلاَ خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} [المجادلة: 7]. إلى قوله {إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة: 7]، يريدُ بالإحاطةِ والعِلْمِ لا بالذَّاتِ والحُلُولِ.
يَدُلُّ على صحةِ هذا التأويلِ قولهُ تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ} [المجادلة: 7] الآية .. إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: 7] فبدأَ الآيةَ بالعِلْمِ وختمهَا بالعِلْمِ، فَدَلَّ على أنَّ المرادَ بذلك كُلِّهِ الإخبارُ عنْ عِلْمِهِ وإِحَاطَتِهِ بهم في جميعِ هذهِ الحالاتِ.
فإن احْتَجُّوا بقولهِ تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 84] فأخبرَ أنَّه إلهٌ بكلِّ واحدٍ منهما.
فالجوابُ: أنَّ المرادَ بالآيةِ أنهُ عندَ أهلِ السَّماءِ إلهٌ وعندَ أهلِ الأرضِ إلهٌ كمَا يقالُ: فلانٌ نبيلٌ مطاعٌ في العراقِ ونبيلٌ مطاعٌ في الحجازِ، يَعْنُونَ أنَّهُ نبيلٌ مطاعٌ فيهما وليس يَعْنُونَ أنَّ ذاتَهُ في العراقِ وفي الحجازِ.
فإن احْتَجُّوا بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقُوْا} [النحل: 128] وبقوله تعالى: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46].
فالجوابُ: أنَّ المرادَ على أنَّهُ أرادَ بالحفظِ والرعايةِ والنَّصرِ والتأييدِ مَعَ الذين اتقوا ومَعَ المحسنينَ ومَعَ موسى وهارون عليهما السلام، فلا يُقَاسُ على هذا أنَّه معَ الفسَّاقِ والكفَّارِ، ولا مَعَ الكلابِ والخنازيرِ تعالى الله عنْ ذلكَ عُلُوًّا كبيرًا.
وَتَأَوَّلَتِ المعتزلةُ ومَنْ تَابَعَهُم قولَ الله سبحانه: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5] على أنَّ الاستواءَ هو الاستيلاءُ والقهرُ واحتَجُّوا بقولِ الشَّاعرِ:
قَدِ استوى بِشْرٌ على العِرَاقِ مِنْ غَيْرِ سَيْفٍ ولا دَمٍ مِهْرَاقِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/423)
والجوابُ: أنَّهُ لا يُقَالُ هذا إلَّا لمنْ كان عاجزًا عن قهرِ شيءٍ ثمَّ قهرهُ واستولى عليهِ، واللهُ سبحانه قاهرٌ ومُسْتَولٍ على كلِّ شيءٍ.
ثمَّ نقلَ كلامَ ابنِ الأعرابيِّ في إبطالِ تفسيرِ الاستواءِ بالاستيلاءِ ثمَّ قالَ:
ولو كانَ ما ذكروهُ صحيحًا لجازَ أنْ يُقالَ: إنَّ الله مُسْتَوٍ على الحشوشِ والأمكنةِ التي يرغبُ عنْ ذكرِهَا لأنَّهُ مُسْتَولٍ عليهَا، ولو كانَ كذلكَ لم يَكُنْ لذكرهِ للعرشِ معنًى.
وأمَّا الأشعريةُ فقالوا: إذا قلتم إنَّه على العرشِ أفضى إلى أنَّهُ يكونُ محدودًا أو أنَّهُ يفتقرُ إلى مكانٍ وجهةٍ تحيطُ بهِ، وتعالى الله عنْ ذلكَ.
والجوابُ: أنَّا وإنْ قلنا إنَّهُ على العرشِ كمَا أخبرَ بكتابهِ وأخبرَ بهِ نبيُّه صلى الله عليه وسلم فلا نقولُ إنَّهُ محدودٌ، ولا إنَّهُ يفتقرُ إلى مكانٍ، ولا تحيطُ بهِ جهةٌ ولا مكانٌ، بل كانَ ولا مكانَ ولا زمانَ ثمَّ خلقَ المكانَ والزمانَ، واستوى على العرشِ بلا كيفيَّةٍ، ولم يخلقِ العرشَ لحاجتهِ إليهِ، بلْ كما حُكِيَ عنْ ذي النونِ المصريِّ لمَّا قيل لهُ: ما أرادَ اللهُ بخلقِ العرشِ؟ فقالَ: أرادَ اللهُ أنْ لا تتيهَ قلوبُ العارفينَ ولم يَخْلُقْهُ لحاجتهِ إليهِ، فإذا قيلَ للعبدِ المؤمنِ أينَ اللهُ؟ قال: عَلَى العَرْشِ» [43].
100 - الشيخُ عبدُ القادر (562هـ)
قَالَ شيخُ الإسلامِ سيِّدُ الوعَّاظِ عبد القادر الجيلي الحنبلي شيخ العراق فِي كتاب «الغنية»:
«وَهُوَ بِجِهَةِ العُلُوِّ، مُسْتَو عَلَى العَرْشِ، محتوٍ عَلَى الملكِ محيطٌ عِلْمُهُ بالأشياءِ {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]، {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ *} [السجدة: 5].
واللهُ تَعَالَى عَلَى العَرْشِ وَلاَ يَخْلُو منْ عِلْمِهِ مكانٌ، وَلاَ يجوزُ وصفهُ بأنَّهُ فِي كلِّ مكانٍ، بلْ يقالُ: إنَّهُ فِي السَّمَاءِ عَلَى العَرْشِ، كَمَا قَالَ جلَّ ثناؤهُ: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]، وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54]، وقال تَعَالَى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10].
وينبغي إطلاقُ صفةِ الاسْتِوَاءِ منْ غيرِ تأويلٍ، وأنَّهُ اسْتِوَاءُ الذَّاتِ عَلَى العَرْشِ لاَ عَلَى معنى القعودِ والمماسةِ كَمَا قالتِ المجسِّمَةُ والكرَّاميةُ، وَلاَ عَلَى معنى العُلُوِّ والرِّفْعَةِ كَمَا قالتِ الأشعريَّةُ، وَلاَ عَلَى معنى الاستيلاءِ والغَلَبَةِ كَمَا قالتِ المُعْتَزِلَةُ، لأنَّ الشَّرْعَ لَمْ يَرِدْ بذلكَ وَلاَ نُقلَ عنْ أحدٍ منَ الصَّحابةِ والتَّابعينَ مِنَ السَّلفِ الصَّالحِ مِنْ أصحابِ الحديثِ ذلكَ، بلِ المنقولُ عنهم حَمْلُهُ عَلَى الإطْلاَقِ.
وكَوْنُهُ عزَّ وجلَّ عَلَى العَرْشِ مذكورٌ فِي كلِّ كتابٍ أُنزلَ عَلَى كلِّ نبيٍّ أُرسلَ بلا كَيْفٍ، ولأنَّ اللهَ تَعَالَى فيما لَمْ يَزَلْ موصوفٌ بالعلوِّ والقدرةِ، والاستيلاءِ والغَلَبَةِ عَلَى جميعِ خلقهِ مِنَ العرشِ وغيرهِ، فلا يحملُ الاسْتِوَاءُ عَلَى ذلكَ، فالاستواءُ منْ صفاتِ الذَّاتِ بعدَ مَا أخبرنا بِهِ ونصَّ عَلَيهِ وأكَّده فِي سبعِ آياتٍ من كتابهِ، والسنَّةُ المأثورةُ بِهِ وَهُوَ صفةٌ لازمةٌ لهُ وَلاَئقةٌ بِهِ كاليدِ والوجهِ والعينِ والسَّمعِ والبصرِ والحياةِ والقدرةِ، وكونهُ خالقًا ورازقًا ومحييًا ومميتًا موصوفٌ بِهَا، وَلاَ نخرجُ مِنَ الكتابِ والسنَّةِ. نقرأُ الآيةَ والخبرَ ونؤمنُ بِمَا فيهما، ونكلُ الكيفيَّةَ فِي الصِّفاتِ إِلَى علمِ الله عزَّ وجلَّ. ولمْ نتكلَّف غيرَ ذلكَ، فإنَّهُ غيبٌ لاَ مجالَ للعقلِ فِي إدراكهِ، ونسألُ الله تَعَالَى العفوَ والعافيةَ، ونعوذُ بِهِ مِنْ أنْ نقولَ فيهِ وفي صفاتهِ مَا لَمْ يخبرنَا بِهِ هُوَ أَوْ رسولهُ عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ» [44].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/424)
وقالَ فِي ذكرِ مقالةِ السالميَّة: «ومنْ قولهم إنَّ الله تَعَالَى فِي كلِّ مكانٍ، وَلاَ فرقَ بينَ العرشِ وغيرهِ مِنَ الأمكنةِ. قَالَ: وفي القرآنِ تكذيبهم، قَالَ الله عزَّ وجلَّ: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5] وَلاَ يُقَالُ عَلَى الأرضِ استوى، وَلاَ عَلَى بطونِ الجبالِ وغيرِ ذَلِكَ مِنَ الأمكنةِ» [45].
تنبيه: قال ابنُ حجر الهيتمي في الفتاوى الحديثية (1/ 145): وإياك أن تغتر أيضاً بما وقع في [الغُنْية] لإمام العارفين وقطب الإسلام والمسلمين الأستاذ عبد القادر الجيلاني، فإنه دسَّه عليه فيها مَنْ سينتقم اللَّهُ منه وإلا فهو برىء من ذلك.
وهذا الكلامُ أوهى من خيوط العنكبوت وعارٍ من الصحةِ وقائمٍ على جرفٍ هارٍ.
وكلامُ الجيلاني في إثبات الجهةِ والعلو لله تعالى ذكرهُ ابنُ تيمية في أكثر من موضع من كتبهِ [46]، والذهبي في «العلو» [47]، وابن القيم في «اجتماع الجيوش الإسلامية» [48]، وابن رجب في «الذيل على طبقات الحنابلة» [49]. فهل تواطأ هؤلاء الأمة الكبار على الكذب على هذا الإمام؟! سبحانك هذا بهتانٌ مبين.
101 - ابنُ رشد المالكيُّ (595هـ)
قالَ ابنُ رشدٍ رحمه الله: «القولُ بالجهةِ: وأمَّا هذهِ الصِّفَةُ فلمْ يزل أهلُ الشَّريعةِ منْ أولِ الأمرِ يثبتونها لله سبحانه وتعالى، حتَّى نَفَتْها المعتزلةُ ثمَّ تبعهم على نفيِّها متأخرو الأشعريةِ، ... وظواهرُ الشَّرعِ كلُّها تقتضي إثباتَ الجهةِ مثلُ قولهِ تعالى: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ *} [السجدة: 5]، ومثل قوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج: 4] ومثلُ قولهِ تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ *} [الملك: 16]، إلى غيرِ ذلكَ من الآياتِ، التي إنْ سُلِّطَ عليها التأويلُ عادَ الشَّرعُ كلُّهُ مُؤَوَّلًا، وإنْ قيلَ فيهَا إنَّها من المتشابهاتِ عادَ الشَّرْعُ كُلُّهُ مُتَشَابِهًا؛ لأنَّ الشرائعَ كلَّها مَبْنِيَّةٌ على أنَّ اللهَ في السَّماءِ، وأنَّ منهُ تنزلُ الملائكةُ بالوحي إلى النبيينَ، وأنَّ مِنَ السماءِ نزلتِ الكتبُ، وإليهَا كانَ الإسراءُ بالنبيِّ، حتَّى قربَ من سدرةِ المنتهى. وجميعُ الحكماءِ قَدِ اتَّفقوا أنَّ اللهَ والملائكةَ في السَّماءِ، كما اتَّفَقَتْ جميعُ الشرائعِ على ذلكَ» [50].
102 - المقدسيُّ (600هـ)
قال الإمامُ الحافظُ عبدُ الغنيِّ بنُ عبد الواحد المقدسيُّ في كتاب «الاقتصاد في الاعتقاد»:
«مِنْ صفاتِ الله تعالى التي وصفَ بها نفسَهُ، ونطقَ بهَا كتابهُ، وأخبرَ بها نبيُّه: أنَّهُ مُسْتَوٍ على عَرْشِهِ كما أخبرَ عنْ نفسهِ، ثمَّ ذكرَ آياتِ الاسْتِوَاءِ السبعِ إِلَى أنْ قَالَ:
فهذهِ سبعةُ مواضعَ أخبرَ الله فيهَا سبحانهُ أنَّهُ على العرشِ.
ثمَّ ساقَ جملةً مِنَ الأحاديثِ في ذلكَ إلى أنْ قالَ:
وفي هذهِ المسألةِ أدلَّةٌ مِنَ الكتابِ والسنَّةِ يطولُ بذكرهَا الكتاب.
ومُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ اللهُ في جِهَةِ العُلُوِّ بعدَ هذهِ الآياتِ والأحاديثِ مُخَالِفٌ لكتابِ اللهِ، مُنْكِرٌ لِسنَّةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم» [51].
103 - القرطبيُّ (677هـ)
قالَ الإمامُ القرطبيُّ رحمه الله في تفسيرِ قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54]: «هذهِ مسألةُ الاستواءِ، وللعلماءِ فيها كلامٌ وإجراءٌ .. والأكثرُ مِنَ المتقدِّمينَ والمتأخِّرينَ أنَّه إذا وجبَ تنزيهُ الباري سبحانهُ عَنِ الجهةِ و [التحيزِ] فمنْ ضرورةِ ذلكَ ولواحقهِ اللازمةِ عليهِ عندَ عامةِ العلماءِ المتقدمينَ وقادتهم مِنَ المتأخرينَ تنزيههُ تبارك وتعالى عَنِ الجهةِ، فليسَ بجهةِ فوق عندهم، لأنَّه يلزمُ منْ ذلكَ عندهم متَّى اختصَّ بجهةٍ أنْ يكونَ في مكانٍ أو حَيِّزٍ، ويلزمُ على المكانِ والحَيِّزِ الحركةُ والسكونُ للمُتَحَيِّزِ، والتغيرُ والحدوثُ. هذا قول المُتَكَلِّمِينَ. وقدْ كانَ السَّلفُ الأولُ رضي الله عنهم لا يقولونَ بنفيِّ الجهةِ ولا ينطقونَ بذلكَ، بلْ نطقوا هم والكآفَّةُ بإثباتها لله تعالى كمَا نطقَ كتابهُ وأخبرتْ رسلهُ. ولم ينكرْ أحدٌ مِنَ السَّلفِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/425)
الصَّالحِ أنَّه استوى على عرشهِ حقيقةً وخصَّ العرشَ بذلكَ لأنَّه أعظمُ مخلوقاتهِ، وإنَّما جهلوا كيفيةَ الاستواءِ فإنَّه لا تُعلم حقيقتهُ» [52].
وقالَ فِي «الأسنى» - بعد أن حكى أربعةَ عَشَرَ قولًا فِي معنى الاسْتِوَاءِ -:
«وأظهرُ هذهِ الأقوالِ - وإنْ كنتُ لاَ أقولُ بِهِ وَلاَ أختارهُ [53]- مَا تظاهرت عَلَيهِ الآيُ والأخبارُ أنَّ الله سُبْحَانهُ عَلَى عَرْشِهِ كَمَا أخبرَ فِي كتابهِ وعلى لسانِ نبيِّهِ بلا كَيْفٍ، بائنٌ منْ جميعِ خَلْقِهِ. هَذَا جُمْلَةُ مذهبِ السَّلفِ الصَّالحِ فيما نَقَلَ عنهمُ الثِّقَاتُ» [54].
وفي قولهِ رحمه الله: «وإنْ كنتُ لا أقولُ بهِ»، غايةُ العجبِ؛ لأنَّهُ اعترفَ بتظافرِ الآياتِ القرآنيةِ عليهِ ودلالةِ الأخبارِ النبويةِ إليهِ وتعويلِ السَّلف الصالحِ الأخيارِ عليهِ، فكيفَ يليقُ مِنْ مثلهِ أنْ يقولَ: وإنْ كنتُ لا أقولُ بهِ ولا أختارهُ، مَعَ الدلالاتِ القرآنيةِ والأحاديثِ النبويةِ وكونهِ معتقدَ الرَّعيلِ الأوَّلِ؟!
104 - الشيخ الفقيهُ الصالحُ تقيُّ الدين المقدسي ُّ (608 - ؟)
قال الذهبي رحمه الله: «رأيت له مُصَنَّفًا في الصِّفاتِ، ولمْ يصحَّ عنهُ ما كانَ يلطخ بهِ مِنَ التَّجسيمِ، فإنَّ الرجلَ كانَ أتقى لله وأخوفَ منْ أنْ يقولَ على الله ذلكَ، ولا ينبغي أنْ يُسْمَعَ فيهِ قولُ الخصومِ.
وكانَ الواقعُ بينهُ وبينَ شيخنا العلامة شمس الدين ابن أبي عمر وأصحابه، وهو فكانَ حنبليًّا خشنًا متحزقًا على الأشعريةِ. وبلغني أنَّ بعضَ المتكلِّمينَ قالَ لهُ: أنتَ تقولُ إنَّ الله استوى على العرشِ؟ فقالَ: لا والله ما قلتهُ، لكنَّ الله قالهُ، والرسولُ صلى الله عليه وسلم بلَّغَ، وأنا صَدَّقتُ، وأنتَ كَذَّبْتَ. فأَفْحَمَ الرَّجلَ» [55].
105 - العلاّمةُ الشَّوكانِيُّ (1255هـ)
قال رحمه الله: «الاستواءُ على العرش، والكونُ في تلكَ الجهةِ، قد صرَّح به القرآنُ الكريمُ في مواطنَ يكثرُ حصرهَا، ويطولُ نشرها. وكذلكَ صرَّح بهِ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في غيرِ حديثٍ، بل هذا ممَّا يجده كلُّ فردٍ منْ أفرادِ النَّاسِ في نفسهِ، وتحِسه في فطرته وتجذبه إليه طبيعتهُ كما نراه في كلِّ مَنِ استغاثَ بالله سبحانه وتعالى، والتجأَ إليهِ، ووجَّهَ أدعيتهُ إلى جانبهِ الرفيعِ وعزِّهِ المنيعِ، فإنَّهُ يشيرُ عندَ ذلكَ بكفهِ أو يرمي إلى السَّماءِ بطرفهِ، ويستوي في ذلكَ عندَ عروضِ أسبابِ الدعاءِ وحدوثِ بواعثِ الاستغاثةِ ووجودِ مقتضياتِ الإزعاجِ، وظهورِ دواعي الالتجاءِ، عالمُ الناس وجاهلهم. والماشي على طريقِ السَّلفِ والمقتدي بأهلِ التأويلِ القائلينَ بأنَّ الاستواءَ هو الاستيلاءُ، فالسلامةُ والنجاةُ في إمرارِ ذلكَ على الظاهرِ والإذعان بأنَّ الاستواءَ والكون على ما نطقَ بهِ الكتابُ والسنةُ منْ دونِ تكييفٍ ولا تكلُّفٍ، ولا قيل ولا قال، ولا قصورٍ في شيءٍ منَ المقالِ.
فمنْ جاوزَ هذا المقدارَ بإفراطٍ أو تفريطٍ فهو غيرُ مقتدٍ بالسَّلفِ، ولا واقفٍ في طريقِ النَّجاةِ، ولا معتصمٍ عَنِ الخطأ ولا سالكٍ في طريقِ السلامة والاستقامة» [56].
[1] مجموع الفتاوى (5/ 60).
[2] مجموع الفتاوى (5/ 60).
[3] طبعة دار طويق - الرياض، الطبعة الأولى: 1419هـ.
[4] رسالة فِي «إثبات الاسْتِوَاء والفوقية» (ص32 - 84).
[5] الرسالة الوافية (ص129 - 132)، طبعة دار الإمام أحمد - الكويت - تحقيق: دغش بن شبيب العجمي.
[6] الأرجوزة المنبِّهة (ص180)، لأبي عمرو الداني.
[7] الحجة في بيان المحجة (1/ 248 - 250).
[8] عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص36 - 37).
[9] مختصر العلو (ص266 - 267).
[10] الرد على من أنكر الحرف والصوت (ص123).
[11] الرد على من أنكر الحرف والصوت (ص129 - 131).
[12] المعتمد في أصول الدين (ص54 - 55).
[13] إبطال التأويلات (ص43).
[14] إبطال التأويلات (ص71).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/426)
[15] فالجوابُ: أنَّه مُثِّلَ لهُ، فرآهُ غيرَ مرَّةٍ فرأى موسى في مسيرهِ قائمًا يصلي في قبرهِ، ثمَّ رآه في بيتِ المقدس، ثمَّ رآهُ في السماءِ السادسةِ هوَ وغيرهُ، فعرجَ بهم، كما عرجَ بنبينا صلوات الله على الجميع وسلامه، والأنبياء أحياءٌ عند ربِّهم كحياة الشهداء عندَ ربِّهم، وليستْ حياتهم كحياةِ أهلِ الدنيا، ولا حياة أهل الآخرة، بلْ لونٌ آخر، كما وردَ أنَّ حياة الشهداء بأنْ جعلَ الله أرواحهم في أجوافِ طيرٍ خُضْرٍ، تسرح في الجنَّةِ وتأوي إلى قناديل معلَّقة تحت العرشِ فهم أحياءٌ عند ربِّهم بهذا الاعتبار كما أخبر سبحانه وتعالى، وأجسادهم في قبورهم.
وهذه الأشياء أكبر من عقول البشر، والإيمانُ بها واجبٌ كما قال تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة: 3]. انظر: تاريخ الإسلام - السيرة النبوية - (ص269 - 270).
[16] العلو (2/ 1329 - 1330)، تحقيق: الشيخ عبد الله البراك.
[17] الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد (ص116 - 118)، تحقيق: أحمد بن إبراهيم أبو العينين.
[18] رواه البخاري (1145 و6321 و7494)، ومسلم (758).
[19] التمهيد (7/ 135).
[20] التمهيد (7/ 145).
[21] التمهيد (7/ 152).
[22] التمهيد (7/ 153).
[23] رواه البخاري (3209 و 6040 و7485)، ومسلم (2637).
[24] التمهيد (21/ 238 - 239).
[25] (10/ 95).
[26] اجتماع الجيوش الإسلامية (ص197).
[27] تذكرة الحفاظ (3/ 1178).
[28] مختصر العلو (275).
[29] بيان تلبيس الجهمية (1/ 122).
[30] العلو (ص1345).
[31] السير (18/ 514).
[32] الذيل على طبقات الحنابلة (3/ 52).
[33] مختصر العلوّ (ص279).
[34] مختصر العلوّ (ص274).
[35] اجتماع الجيوش الإسلامية (ص175 - 176).
[36] سير أعلام النبلاء (19/ 606).
[37] مختصر العلو (ص281). ومعنى الشهرب: العجوز الكبير.
[38] الحجة في بيان المحجة (2/ 109 - 110).
[39] وأين استواء بشر على العراق من استواء الحق سبحانه على العرش؟!
[40] الحجة في بيان المحجة (2/ 113 - 115).
[41] اعتقاد أهل السنة والجماعة (ص30).
[42] أي: لا يُشركه جلَّ وعلا في صفة الوحدانية أحدٌ.
[43] الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (2/ 607 - 622).
[44] الغنية (1/ 54 - 57).
[45] الغنية (1/ 94 - 95).
[46] مجموع الفتاوى ()، درء تعارض العقل والنقل ().
[47] .................
[48] ....................
[49] .....................
[50] مناهج الأدلة في عقائد الملة (ص176)، لابن رشد.
[51] الاقتصاد فِي الاعتقاد (ص80 - 94).
[52] الجامع لأحكام القرآن (7/ 219).
[53] وأهلُ الحديثِ الفرقةُ الناجيةُ يقولون به.
[54] الأسنى فِي شرح أسماء الله الحسنى (2/ 132).
[55] تاريخ الإسلام - حوادث ووفيات 671 - 680هـ (ص324).
[56] التحف في مذاهب السلف (ص35 - 37).
يتبع ....
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[09 - 04 - 10, 01:12 م]ـ
أخي الحبيب أبا عمر الشهري جزاك الله خيرا على مجهودك وحبذا لو تكرمت في أن تجعل هذا البحث في ملف مستقل لتسهل قراءته. بارك الله فيك
ـ[ابوعمرالشهري]ــــــــ[09 - 04 - 10, 09:22 م]ـ
أخي الحبيب أبا عمر الشهري جزاك الله خيرا على مجهودك وحبذا لو تكرمت في أن تجعل هذا البحث في ملف مستقل لتسهل قراءته. بارك الله فيك
جزيتم خيرا على مروركم
تم اضافة المراد الى مستند نصي
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[02 - 05 - 10, 06:54 ص]ـ
لا يسعني أن أقول لك إلا جزاك الله تعالى عنا كل خير أيها الفاضل
ـ[عبد الله البجاوي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 03:22 م]ـ
جمع نفيس
بارك الله فيكم
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[03 - 05 - 10, 10:51 ص]ـ
أحسن الله إليكم أبا عمر الشهري
ـ[ابوعمرالشهري]ــــــــ[16 - 05 - 10, 02:21 ص]ـ
ومنها ايضا
هذه الادلة
نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا تأمنونني وأنا أمين من في السماء ... " صحيح
البخاري وقال ايضا " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" حديث صحيح ومشهور و
معروف وكذلك حديث الجارية في صحيح مسلم
-------------
فمنها حديث معاوية بن الحكم السلمي وفيه أنه أتى النبي – صلى الله عليه وسلم - بجارية أراد
تحريرها من العبودية، فسألها النبي: (أين الله) قالت: في السماء، قال: (من أنا؟)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/427)
قالت: أنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أعتقها – حررها - فإنها مؤمنة
) رواه مسلم وأحمد وأبو داود والنسائي و مالك في موطئه الشافعي في مسنده و ابن حبان وغيرهم ولم
يؤول أي منهم الحديث فدل على قبولهم ظاهره.
الدليل الثاني
---------------
ومنها حديث جابر - رضي الله عنه – في سرده حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه عندما
خطب الناس في حجة الوداع واستشهدهم على البلاغ، فقالوا: " نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت "
فقال: بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، وينكتها – ويخفضها - إلى الناس، اللهم اشهد، اللهم اشهد،
ثلاث مرات) رواه مسلم في صحيحه. وهو دليل صحيح صريح على علو الله على خلقه.
الدليل الثالث
-------------
ومنها ما ورد في صحيح البخاري أن زينب – رضي الله عنها - كانت تفخر على أزواج النبي -
صلى الله عليه وسلم – فتقول: " زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات "
ومثل هذا القول من زينب لا يقال بالرأي، بل هو مما تلقته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وما
فهمته من نصوص القرآن.
الدليل الرابع
--------------
ومنها حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)
رواه الترمذي وصححه.
الدليل الخامس
---------------
ومن الأحاديث التي تثبت صفة العلو لله ما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه -
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه
فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها)
الدليل السادس
-----------------
ومنها حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:
(لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي سبقت غضبي) متفق عليه
.
الدليل السابع
---------------
ما في الصحيحين من حديث أبي سعيد قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساء)
الدليل الثامن
------------
ونذكر الحديث الذي يتحدث عن الروح الطيبة و الروح الخبيثة حينما تُتوفى وهذا
الحديث رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ( .... فيصعدون بها إلى السماء فتفتح لها أبواب السماء ويشيعه
مقربوها إلى السماء الثانية وهكذا إلى بقية السماوات فلا يمرون بها على ملأ من
الملائكة إلا قالوا ما هذه الروح الطيبة فيقولون فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي
يدعى بها في الدنيا حتى تصل إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب
عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها
أخرجهم تارة أخرى).
أي أن الروح الطيبة تصعد إليه تعالى ثم يأمر عز وجل بكتابة عبده في أعلى عليين
الدليل التاسع
-------------
ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: (الملائكة يتعاقبون فيكم، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في
صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم:
كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون
الدليل العاشر
----------------
ما رواه النسائي من حديث سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لسعد بن معاذ: (لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبع سموات).
ما جاء في قصة معراجه صلى الله عليه وسلم وارتفاعه إلى مستوى سمع فيه
صريف الأقلام، وكلامه مع ربه جل وعلا، ثم مروره على موسى، ثم رجوعه إلى
ربه جل وعلا سائلاً التخفيف في أمر الصلاة. والحديث معروف بالصحيحين.
الدليل الحادي عشر
---------------------
التصريح برفع الأيدي إلى الله تعالى، فعن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله *
صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن
يردهما صفراً خائبتين) حديث صحيح.
9
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/428)
القصص (آية:38):وقال فرعون يا ايها الملا ما علمت لكم من اله غيري فاوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي اطلع الى اله موسى واني لاظنه من الكاذبين) لاحظ قال الكاذبين وهذا دليل انه اخبره انه في العلو. وكذلك الصرح
2
غافر (آية:36):وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب غافر (آية:37):اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون الا في تباب
[/ frame]
ـ[ابوعمرالشهري]ــــــــ[16 - 05 - 10, 03:35 ص]ـ
تجميع جميع الاقوال للرد على هولاء المتكبرين هداهم الله
1 - حميد بن ثور , أبو المثنى الهلالي , ممن أدرك النبي صلى الله عليه و سلم , روى الزبير بن بكار عن أبيه أن حميد بن ثور وفد على بعض بني أمية فقيل ما جاء بك فقال:
أتاكَ بي الله الذي فوق عرشه ** وخيرٌ ومعروفٌ عليك دليل
(تاريخ الإسلام حوادث ووفيات 60 – 81 هـ , ص / 111)
2 - الصحابي الجليل إبن عباس – رضي الله عنهما - حيث روى إنه دخل على عائشة رضي الله عنها وهي تموت فقال لها كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن يحب إلا طيباً وأنزل براءتك من فوق سبع سماوات. (أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية بسند حسن).
3 - وقال أيضا: في قوله تعالى (ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ): «لم يستطع أن يقول من فوقهم؛ علم أن الله من فوقهم» (رواه اللالكائي في شرح أصول السنة بسند حسن).
4 - أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها. عن أنس رضي الله عنه أنها كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فتقول: زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات. (أخرجه البخاري).
5 - قال الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه: (العرش فوق الماء والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم. (أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات بسند حسن).
6 - قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: وأيم الله إني لأخشى لو كنت أحب قتله لقتلت – تعني عثمان – ولكن علم الله من فوق عرشه إني لم أحب قتله. (أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية بسند صحيح).
7 - الصحابي الجليل عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما. عن زيد بن أسلم قال: مر ابن عمر براعٍ فقال هل من جزرة فقال: ليس هاهنا ربها فقال ابن عمر: تقول له أكلها الذئب , قال: فرفع رأسه إلى السماء و قال: فأين الله؟ فقال ابن عمر أنا والله أحق أن أقول اين الله فاشترى الراعي والغنم فأعتقه وأعطاه الغنم. (أخرجه الذهبي في العلو).
8 - التابعي الجليل مسروق. كان مسروق إذا حدث عن عائشة رضي الله عنها , قال حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرئة من فوق سبع سماوات. (أخرجه الذهبي في العلو وقال إسناده صحيح).
8 - قال أيوب السختياني: إنما مدار القوم على أن يقولوا ليس في السماء شيء. (أخرجه الذهبي في العلو وقال: هذا إسناد كالشمس وضوحاً وكالأسطوانة ثبوتاً عن سيد أهل البصرة وعالمهم).
9 - قال سليمان التيمي رحمه الله: لو سئلت أين الله لقلت في السماء. (أخرجه الذهبي في العلو).
10 - قال عالم خراسان مقاتل بن حيان (ت قبل 150 هـ) في قوله تعالى: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) (المجادلة آية 7): هو على عرشه وعلمه معه. (أخرجه أبو داود في مسائله ص / 263 بسند حسن).
11 - قال الإمام أبو حنيفة: (ت 150هـ): من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر، وكذا من قال إنه على العرش، ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض. [الفقه الأبسط ص49، مجموع الفتاوى لابن تيمية ج5 ص48، اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص139، العلو للذهبي ص101، 102، العلو لابن قدامة ص116، شرح الطحاوية لابن أبي العز ص301]
12 - قال عالم الشام الإمام الأوزاعي (ت 157 هـ): كنا والتابعون متوافرون نقول: (إن الله عز وجل على عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته). (أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات وصححه الذهبي في تذكرة الحفاظ 1/ 182).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/429)
13 - الامام الكبير سفيان الثوري ت (161 هـ) قال معدان: سألت سفيان الثوري عن قوله عز وجل (وهو معكم أينما كنتم) قال: علمه.
(أخرجه الذهبي في السير وإسناده صحيح).
قلت: كان الجهمية الاوائل يقولون ان الله في كل مكان - تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا - و يستدلون بآيات المعية!! فلما سُئل الامام الثوري اجاب بأن المعية هنا بالعلم , و الامام الثوري يقر بأن الله فوق عرشه قطعا كما نقل ذلك الامام السجزي حيث قال: (وأئمتنا كالثوري ومالك وابن عيينة وحماد بن زيد والفضيل وأحمد وإسحاق متفقون على أن الله فوق العرش بذاته وأن علمه بكل مكان) (الابانة للسجزي)
14 - قال الإمام مالك (ت 179 هـ): الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء. (أخرجه أبو داوود في مسائله ص / 263 بسند صحيح).
15 - قال الإمام حماد بن زيد (ت 179 هـ): إنما يدورون على أن يقولوا ليس في السماء إله – يعني الجهمية - (أخرجه الذهبي في العلو بسند صحيح).
16 - شيخ الإسلام عبدالله ابن المبارك (ت 181 هـ) قال علي بن حسن بن شقيق: قلت لعبدالله بن المبارك: كيف نعرف ربنا عز وجل؟ قال: بأنه فوق السماء السابعة على العرش بائن من خلقه. (أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية بسند صحيح ص / 67).
17 - الامام جرير الضبي محدث الري (ت 188 هـ) قال جرير بن عبدالحميد رحمه الله: كلام الجهمية أوله عسل وآخره سم وإنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء إله. (أخرجه الذهبي في العلو بسند جيد).
18 - قال الإمام عبدالرحمن بن مهدي (ت 198 هـ): أن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الله كلم موسى , وأن يكون على العرش , أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم. (أخرجه الذهبي في العلو وقال نقله غير واحد بإسناد صحيح).
19 - أبو معاذ البلخي (ت 199 هـ) قال أبو قدامة السرخسي: سمعت أبا معاذ خالد بن سليمان بفرغانة يقول: (كان جهم على معبر ترمذ , وكان فصيح اللسان ولم يكن له علم ولا مجالسة لأهل العلم فكلم السمنية فقالوا له صف لنا ربك الذي تعبده فدخل البيت لا يخرج منه , ثم خرج إليهم بعد أيام فقال: هو هذا الهواء مع كل شيء وفي كل شيء ولا يخلو منه شيء فقال أبو معاذ البلخي رحمه الله: (كذب عدو الله بل الله عز وجل على العرش كما وصف نفسه). (أخرجه الذهبي في العلو بسند صحيح).
20 - الامام منصور بن عمار (ت 200 هـ). كتب بشر المريسي إلى منصور بن عمار يسأله عن قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى؟ فكتب إليه (استواؤه غير محدود والجواب به تكلف , مساءلتك عنه بدعة , والإيمان بجملة ذلك واجب). (تاريخ الإسلام حوادث ووفيات (191 – 200 هـ) ص / 413).
21 - الإمام الشافعي (ت 204 هـ). قال رحمه الله: القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها , أهل الحديث الذين رأيتهم فأخذت عنهم مثل: سفيان ومالك وغيرهما: الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله , وأن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء. (وصية الإمام الشافعي ص / 53 – 54).
22 - وقال أيضاً: (وأن الله عز وجل يرى في الآخرة ينظر إليه المؤمنين أعياناً جهاراً ويسمعون كلامه وأنه فوق العرش). (وصية الإمام الشافعي ص / 38 – 39).
23 - قال يزيد بن هارون الواسطي (ت 206 هـ): من زعم أن (الرحمن على العرش استوى) على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي. (أخرجه أبو داوود في المسائل ص / 268 بسند جيد).
24 - ذكر الامام سعيد بن عامر الضبعي (ت 208 هـ) الجهمية فقال: هم شر قول من اليهود والنصارى , قد اجتمع اليهود والنصارى وأهل الأديان مع المسلمين , على أن الله عز وجل على العرش وقالوا هم ليس على شيء. (كتاب العلو للذهبي)
25 - الامام القعنبي (ت 221 هـ). قال بنان بن أحمد كنا عند القعنبي رحمه الله فسمع رجلاً من الجهمية يقول: (الرحمن على العرش استوى) فقال القعنبي من لا يوقن أن الرحمن على العرش استوى كما يقر في قلوب العامة فهو جهمي. (كتاب العلو للذهبي)
26 - الامام عاصم بن علي – شيخ الإمام البخاري – ت (221 هـ). قال رحمه الله: ناظرت جهماً فتبين من كلامه أنه لا يؤمن أن في السماء رباً. (كتاب العلو)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/430)
27 - الامام هاشم بن عبيد الله الرازي (ت 221 هـ). قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسن بن يزيد السلمي سمعت أبي يقول: سمعت هشام بن عبيدالله الرازي – وحبس رجلاً في التجهم فتاب فجىء به إليه ليمتحنه – فقال له: أتشهد أن الله على عرشه بائن من خلقه؟ فقال لا أدري ما بائن من خلقه , فقال: ردوه فإنه لم يتب بعد. (العلو)
28 - بشر الحافي (ت 227 هـ) قال حمزة بن دهقان قلت لبشر بن الحارث أحب أن اخلوا معك , قال: إذا شئت فيكون يوماً فرأيته قد دخل قبةً فصلى فيها أربعة ركعات لا أحسن أصلي مثلها فسمعته يقول في سجوده: اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الذل أحب إلي من الشرف , اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الفقر أحب إلي من الغنى , اللهم إنك تعلم فوق عرشك أني لا أؤثر على حبك شيئاً , فلما سمعته أخذنا الشهيق والبكاء فقال: اللهم إنك تعلم أني لو أعلم إن هذا هاهنا لم أتكلم. (السير 10 / ص 473).
29 - قال محمد بن مصعب العابد (ت 228 هـ): (من زعم انك لا تتكلم ولا ترى في الآخرة فهو كافر بوجهك , أشهد أنك فوق العرش , فوق سبع سماوات , ليس كما تقولوا أعداء الله الزنادقة. (أخرجه الذهبي في العلو بسند صحيح).
30 - قال الامام الحافظ نعيم بن حماد الخزاعي (ت 228 هـ): أخبرنا أبو صفوان الأموي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن كعب قال قال الله في التوراة أنا الله فوق عبادي وعرشي فوق جميع خلقي وأنا على عرشي أدبر أمور عبادي لا يخفى علي شيء من أمر عبادي في سمائي ولا أرضي وإلي مرجع خلقي فأنبئهم بما خفي عليهم من علمي أغفر لمن شئت منهم بمغفرتي وأعاقب من شئت بعقابي)
31 - الامام لغوي زمانه أبو عبدالله ابن الأعرابي (ت 231 هـ). قال داوود بن علي كنا عند ابن الأعرابي فآتاه رجل فقال: يا أبا عبدالله ما معنى قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) , قال: هو على عرشه كما هو , فقال الرجل ليس كذلك! إنما معناه استولى , فقال: اسكت ما يدريك ما هذا , العرب لا تقول للرجل استولى على شيء حتى يكون له فيه مضاد فأيهما غلب قيل استولى والله تعالى لا مضاد له فهو على عرشه كما أخبر. ثم قال الإستيلاء بعد المغالبة. (أخرجه الذهبي في العلو وصححه الألباني).
32 - أبو معمر القطيعي (ت 236 هـ) قال رحمه الله: آخر كلام الجهمية انه ليس في السماء إله. (أخرجه الذهبي في العلو)
33 - قال الامام الحافظ إسحاق بن راهويه - شيخ البخاري و مسلم - (ت 238 هـ): قال الله تعالى (الرحمن على العرش استوى) إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى , ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة. (العلو ص / 1128).
34 - قال الامام قتيبة بن سعيد (240 هـ): هذا قول الأئمة في الإسلام السنة والجماعة: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه كما قال جل وعلى (الرحمن على العرش استوى).
35 - قال الإمام أحمد بن حنبل (ت 241 هـ) في الرد على الجهمية: (فَقُلْنَا لِهمَ أَنْكَرْتُمْ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَلَى الْعَرْشِ, وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: (الرحمن على العرش استوى)
وقال: (خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش) 3
36 - و قال في موضع اخر: (و قد اخبرنا انه في السماء فقال (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)
(أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا)
وقال: (إليه يصعد الكلم الطيب)
وقال: (إني متوفيك ورافعك إلي)
وقال: (بل رفعه الله إليه)
وقال: (يخافون ربهم من فوقهم)
وقال: (وهو القاهر فوق عباده)
وقال: (وهو العلي العظيم)
فَهَذَا خَبَرُ اللَّهِ, أَخْبَرَنَا أَنَّهُ فِي السَّمَاءِ, وَوَجَدْنَا كُلَّ شَيْءٍ أَسْفَلَ مِنْهُ مَذْمُومًا, يَقُولُ اللَّهُ -جَلَّ ثَنَاؤُهُ -: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار) (الرد على الجهمية و الزنادقة)
37 - و ايضا: قال ابو بكر الأثرم وحدثني محمد بن ابراهيم القيسي قال قلت لأحمد ابن حنبل يحكى عن ابن المبارك انه قيل له كيف نعرف ربنا قال في السماء السابعة على عرشه قال احمد هكذا هو عندنا
(اثبات صفة العلو للحافظ ابن قدامة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/431)
38 - قال الإمام الرباني محمد بن أسلم الطوسي (ت 242 هـ): قال لي عبدالله بن طاهر بلغني أنك ترفع رأسك إلى السماء فقلت ولم؟ وهل أرجوا الخير إلا ممن هو في السماء. (أخرجه الذهبي في العلو).
39 - قال الزاهد الحارث بن أسد المحاسبي (ت 243 هـ): (وأما قوله: (الرحمن على العرش استوى)
(وهو القاهر فوق عباده) و (أأمنتم من في السماء- و ساق ادلة الفوقية و العلو - ثم قال:
وهذه توجب أنه فوق العرش فوق الأشياء كلها متنزه عن الدخول في خلقه لا يخفى عليه منهم خافية لأنه أبان في هذه الآيات أنه أراد به بنفسه فوق عباده لأنه قال (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) يعني فوق العرش والعرش على السماء لأن من كان فوق كل شيء على السماء في السماء) (كتاب العقل و فهم القرآن ص 355 , تحقيق القوتلي)
40 - قال الامام الكبير عبدالوهاب الوراق (ت 250 هـ): من زعم أن الله هاهنا فهو جهمي خبيث , أن الله عز وجل فوق العرش وعلمه محيط بالدنيا والآخرة (العلو).
عقب الامام الذهبي بقوله: (كان عبد الوهاب ثقة حافظا كبير القدر حدث عنه أبو داود والنسائي والترمذي قيل للإمام أحمد رضي الله عنه من نسأل بعدك فقال سلوا عبد الوهاب وأثنى عليه)
41 - قال الإمام الحافظ الحجة أبو عاصم خشيش بن أصرم المتوفى سنة 253 للهجرة - شيخ أبي داود والنسائي - في كتابه الإستقامة:
((وأنكر جهم أن يكون الله في السماء دون الأرض، وقد دل في كتابه أنه في السماء دون الأرض:
بقوله: ((إني متوفيك ورافعك إلي وطهرك من الذين كفروا)) وقوله: ((وما قتلوه يقيناً))
وقوله: ((بل رفعه الله إليه))
وقال: ((يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه))
وقوله: ((إليه يصعد الكلم الطيب))
وذكر أكثر من 75 دليل من القرآن مثل ((ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور () أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا)) ثم قال:
لو كان في الأرض كما هو في السماء لم ينزل من السماء إلى الأرض شيء ولكان يصعد من الأرض إلى السماء كما ينزل من الأرض إلى السماء، وقد جاءت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن الله في السماء دون الأرض ثم ذكر أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.)) نقله بنصه الملطي الشافعي مرتضياً له في التنبيه والرد ص104.
42 - الامام البخاري (ت256هـ): قال رحمه الله في آخر الجامع الصحيح في كتاب الرد على الجهمية باب قوله تعالى وكان عرشه على الماء:
قال أبو العالية استوى إلى السماء إرتفع
وقال مجاهد في استوى علا على العرش)
43 - و قال ايضا في كتابه خلق أفعال العباد:
(باب ما ذكر أهل العلم للمعطلة الذين يريدون أن يبدلوا كلام الله
- قال حماد بن زيد: "القرآن كلام الله نزل به جبرائيل، ما يجادلون إلا أنه ليس في السماء إله" ص8
- قال ابن المبارك: "لا نقول كما قالت الجهمية إنه في الأرض ههنا، بل على العرش استوى" وقيل له: كيف تعرف ربنا؟ قال: " فوق سماواته على عرشه " ص8
- قال سعيد بن عامر: " الجهمية أشر قولا من اليهود والنصارى، قد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان أن الله تبارك وتعالى على العرش، وقالوا هم: ليس على شيء " ص9)
44 - إمام خراسان الذهلي (ت 258 هـ): قال الحاكم قرأت بخط أبي عمرو المستملي سئل محمد بن يحيى عن حديث عبد الله بن معاوية عن النبي ليعلم العبد أن الله معه حيث كان فقال يريد أن الله علمه محيط بكل ما كان وا لله على العرش) (العلو للذهبي ص186)
نكمل ما بدأناه من نقل أقوال أئمة اهل السنة و الجماعة في علو الله على عرشه و على خلقه:
45 - إمام خراسان الامام الذهلي (ت 258 هـ): قال الحاكم قرأت بخط أبي عمرو المستملي سئل محمد بن يحيى عن حديث عبد الله بن معاوية عن النبي ليعلم العبد أن الله معه حيث كان فقال يريد أن الله علمه محيط بكل ما كان والله على العرش (العلو للذهبي ص186)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/432)
46 - الامام الكبير أبو زرعة الرازي (ت 264 هـ) قال عبدالرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين , وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان في ذلك فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار – حجازاً وعراقاً ويمناً – فكان من مذهبهم وأن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف , أحاط بكل شيء علماً , (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). (كتاب شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي , 1 / ص 198).
47 - الامام اللغوي ابن قتيبة الدينوري (ت 276 هـ) قال: (والأمم كلها عربيها وعجميها تقول إن الله تعالى في السماء ما تركت على فطرها ولم تنقل عن ذلك بالتعليم وفي الحديث إن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمة أعجمية للعتق فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أين الله تعالى فقالت في السماء قال فمن أنا قالت أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام هي مؤمنة (كتاب تأويل مختلف الحديث ص 272)
48 - و قال ايضا في موضع اخر: (وكيف يسوغ لأحد أن يقول إنه بكل مكان على الحلول مع قوله (الرحمن على العرش استوى) أي استقر كما قال (فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك) أي استقررت ومع قوله تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب والعلم الصالح يرفعه) وكيف يصعد إليه شيء هو معه أو يرفع إليه عمل وهو عنده وكيف تعرج الملائكة والروح إليه يوم القيامة وتعرج بمعنى تصعد يقال عرج إلى السماء إذا صعد والله عز وجل ذو المعارج والمعارج الدرج فما هذه الدرج وإلى من تؤدي الأعمال الملائكة إذا كان بالمحل الأعلى مثله بالمحل الأدنى ولو أن هؤلاء رجعوا إلى فطرهم وما ركبت عليه خلقتهم من معرفة الخالق سبحانه لعلموا أن الله تعالى هو العلي وهو الأعلى وهو بالمكان الرفيع وأن القلوب عند الذكر تسمو نحوه والأيدي ترفع بالدعاء إليه ومن العلو يرجى الفرج ويتوقع النصر وينزل الرزق)
49 - الحافظ الكبير إمام اهل الجرح و التعديل أبي حاتم محمد بن ادريس الحنظلي الرازي (277 هـ): قال الحافظ أبو القاسم الطبري وجدت في كتاب أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي مما سمع منه يقول مذهبنا وإختيارنا: إتباع رسول الله وأصحابه والتابعين من بعدهم والتمسك بمذاهب أهل الأثر مثل الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد رحمهم الله تعالى ولزوم الكتاب والسنة ونعتقد أن الله عزوجل على عرشه بائن من خلقه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (أخرجه الذهبي في العلو).
50 - قال الإمام أبو عيسى الترمذي (ت 279 هـ): وهو على العرش كما وصف نفسه في كتابه. (جامع الترمذي).
51 - قال أبو محمد حرب بن إسماعيل الكرماني (ت280 هـ) في مسائله التي نقلها عن أحمد بن إسحاق وغيرهما: (وهو سبحانه بائن من خلقه ولا يخلو من علمه مكان , ولله العرش وللعرش حملة يحملونه.- الى ان قال - والله على عرشه عز ذكره وتعالى جده ولا إله غيره). (درء تعارض العقل والنقل 2 / ص 22 – 23).
52 - قال الحافظ عثمان بن سعيد الدارمي (ت 280 هـ): (قد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله فوق عرشه فوق سماواته) , (كتاب نقض عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد). قال الذهبي معلقاً: كان عثمان الدارمي جذعاً في أعين المبتدعة. (كتاب السير , 13/ 322)
53 - ابو العباس ثعلب إمام العربية (ت 291 هـ): قال الحافظ أبو القاسم اللالكائي في كتاب السنة: وجدت بخط أبي الحسن الدارقطني رحمه الله، عن إسحاق الهادي، قال: سمعت أبا العباس ثعلبا يقول: استوى: أقبل عليه وإن لم يكن معوجا (ثم استوى إلى السماء) أقبل (و استوى على العرش): علا واستوى وجهه: اتصل واستوى القمر: امتلأواستوى زيد وعمرو تشابها واستوى فعلاهما وإن لم تتشابه شخوصهما هذا الذي يعرف من كلام العرب) (شرح اعتقاد اهل السنة و الجماعة للامام اللالكائي 3\ 443)
54 - الامام الحافظ الكبير مسند العصر أبو مسلم الكجي الحافظ (ت 292 هـ) , روى قصة ملخصها ما قاله:
(خرجت فإذا الحمام قد فتح سحرا فقلت للحمامي أدخل أحد قال لا فدخلت فساعة افتتحت الباب قال لي قائل أبو مسلم أسلم تسلم ثم أنشأ يقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/433)
لك الحمد إما على نعمة ... وإما على نقمة تدفع
تشاء فتفعل ما شئته ... وتسمع من حيث لا نسمع
قال فبادرت وخرجت وأنا جزع فقلت للحمامي أليس زعمت أنه ليس في الحمام أحد قال ذاك جني يتزايا لنا في كل حين وينشدنا فقلت هل عندك من شعره شيء قال نعم وأنشدني:
أيها المذنب المفرط مهلا ... كم تمادى وتكسب الذنب جهلا
كم وكم تسخط الجليل بفعل ... سمج وهو يحسن الصنع فعلا
كيف تهدي جفون من ليس يدري ... أرضي عنه من على العرش أم لا) (رواه الذهبي في العلو بسنده و صححه الالباني)
55 - عمرو بن عثمان المكي (ت 297 هـ) صنف كتاباً سماه (التعرف بأحوال العباد والمتعبدين) قال باب ما يجيب الشيطان للتائبين فذكر في التوحيد , فقال: من أعظم ما يوسوس في التوحيد بالتشكل أو في صفات الرب بالتمثيل والتشبيه أو بالجحد لها والتعطيل فقال بعد ذكر حديث الوسوسة:
(فلا تذهب فى أحد الجانبين لا معطلا ولا مشبها وأرض لله بما رضى به لنفسه وقف عند خبره لنفسه مسلما مستسلما مصدقا بلا مباحثة التنفير ولا مناسبة التنقير الى أن قال فهو تبارك وتعالى القائل انا الله لا الشجرة الجائى قبل أن يكون جائيا لا أمره المتجلى لأوليائه فى المعاد فتبيض به وجوههم وتفلج به على الجاحدين حجتهم المستوى على عرشه بعظمة جلاله فوق كل مكان تبارك و تعالى.)
56 - و قال ايضا: (النازل كل ليلة الى سماء الدنيا ليتقرب اليه خلقه بالعبادة وليرغبوا اليه بالوسيلة القريب فى قربه من حبل الوريد البعيد فى علوه من كل مكان بعيد ولا يشبه بالناس.
الى أن قال: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه القائل أأمنتم من فى السماء ان يخسف بكم الأرض فإذا هى تمور
أم أمنتم من فى السماء أن يرسل عليكم حاصبا تعالى وتقدس أن يكون فى الأرض كما هو فى السماء جل عن ذلك علوا كبيرا أهـ (مجموع الفتاوى 5/ 62)
57 - الامام الحافظ ابن أبي شيبة (ت 297 هـ) قال في كتابه العرش: فهو فوق السماوات وفوق العرش بذاته متخلصاً من خلقه بائناً منهم علمه في خلقه لا يخرجون من علمه. (كتاب العرش 51)
58 - قال الإمام المحدث زكريا الساجي (ت 307 هـ) القول في السنة التي رأيت عليها أهل الحديث الذين لقيتهم أن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء. (تذكر الحفاظ ص 710).
59 - قال الإمام الحافظ شيخ المفسرين محمد بن جرير الطبري (ت 310 هـ): في تفسير قوله تعالى (وهو معكم أينما كنتم) يقول: وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم ويعلم أعمالكم ومتقلبكم ومثواكم , وهو على عرشه فوق سماواته السبع. (تفسير الطبري 27/ 216)
60 - و قال رحمه الله في تفسيره: (وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه: ** ثم استوى إلى السماء فسواهن} علا عليهن وارتفع فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سموات)
61 - و قال رحمه الله في تفسيره لسورة الملك (({أم أمنتم من في السماء} وهو الله))
62 - و قال ايضا رحمه الله: (وعني بقوله: ** هو رابعهم} بمعنى أنه مشاهدهم بعلمه وهو على عرشه)
63 - وقال ايضا في تفسير سورة المعارج ((يقول تعالى ذكره: تصعد الملائكة والروح، وهو جبريل عليه السلام إليه، يعني إلى الله عز و جل))
64 - قال ابن الأخرم (ت 311 هـ): الله تعالى على العرش وعلمه محيط بالدنيا والآخرة. (تذكر الحفاظ / 747)
65 - قال إمام الأئمة ابن خزيمة رحمه الله (ت 311 هـ): من لم يقر بإن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سماواته فهو كافر بربه , يستتاب فإن تاب وألا ضربت عنقه وألقي على بعض المزابل حيث لا يتأذى المسلمون والمعاهدون بالنتن ريحة جيفته , وكان ماله فيئاً لا يرثه أحد من المسلمين إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال صلى الله عليه وسلم. (كتاب التوحيد)
66 - نفطويه شيخ العربية (ت 323 هـ): صنف الإمام أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي نفطويه كتابا في الرد على الجهمية وذكر فيه أشياء منها قول ابن العربي الذي مضى ثم قال وسمعت داود بن علي يقول كان المريسي لا رحمه الله يقول سبحان ربي الأسفل , قال: وهذا جهل من قائله ورد لنص كتاب الله إذ يقول (أأمنتم من في السماء) (العلو للذهبي)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/434)
67 - الامام أبو الحسن الأشعري إمام الفرقة الأشعرية (ت 324 هـ) قال في كتابه الإبانة: (فإن قال قائل ما تقولون في الإستواء؟ قيل: نقول إن الله مستو على عرشه كما قال (الرحمن على العرش استوى) وقال: (إليه يصعد الكلم الطيب) وقال: (بل رفعه الله إليه) , وقال حكاية عن فرعون (وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا)
كذّب موسى في قوله إن الله فوق السموات , وقال عزوجل: (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) فالسموات فوقها العرش فلما كان العرش فوق السموات وكل ما علا فهو سماء وليس إذا قال (أأمنتم من في السماء) يعني جميع السموات وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات ألا ترى أنه ذكر السموات فقال وجعل القمر فيهن نورا ولم يرد أنه يملأهن جميعا)
68 - و قال في موضع اخر: (ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله مستو على العرش الذي هو فوق السماوات فلولا أن الله على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية إن معنى استوى إستولى وملك وقهر وأنه تعالى في كل مكان وجحدوا أن يكون على عرشه كما قال أهل الحق وذهبوا في الإستواء إلى القدرة فلو كان كما قالوا كان لا فرق بين العرش وبين الأرض السابعة لأنه قادر على كل شيء والأرض شيء فالله قادر عليها وعلى الحشوش , وكذا لو كان مستويا على العرش بمعنى الإستيلاء لجاز أن يقال هو مستو على الأشياء كلها ولم يجز عند أحد من المسلمين أن يقول إن الله مستو على الأخلية والحشوش فبطل أن يكون الإستواء الإستيلاء) (الإبانة للأشعري و ذكر نحوه عدد من اهل العلم كالذهبي و غيره و ذكر انه شهره الحافظ ابن عساكر , و هذا الكتاب مرجع للاشعرية عند دفاعهم عن امامهم , و ممن نقل هذا الكلام منه من المتأخرين: الامام مرعي الكرمي – ت1033 هـ-
69 - و قال في كتابه الذي سماه إختلاف المضلين ومقالات الإسلاميين فذكر فرق الخوارج والروافض والجهمية وغيرهم إلى أن قال: ذكر مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث جملة قولهم الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله .. الى ان قال: وإنه على العرش كما قال: (الرحمن على العرش استوى) ولا نتقدم بين يدي الله بالقول بل نقول استوى بلا كيف) (قال الذهبي: نقلها ابن فورك بهيئتها في كتابه المقالات و الخلاف بين الاشعري و ابن كلاب)
70 - - شيخ الحنابلة الامام أبو الحسن علي البربهاري (ت 329 هـ) قال: (وهو على عرشه استوى وعلمه بكل مكان ولا يخلو من علمه مكان) (شرح السنة للبربهاري ص1)
71 - الوزير علي بن عيسى (ت 334 هـ): قال محمد بن علي بن حبيش: دخل أبو بكر الشبلي رحمه الله دار المرضى ليعالج فدخل عليه الوزير بن عيسى عائدا فقال الشبلي ما فعل ربك؟ قال: الرب عز وجل في السماء يقضي ويمضي. (العلو 1258)
72 - العلامة الفقيه أبوبكر الصبغي (ت 342 هـ) قال رحمه الله: قد تضع العرب في موضع على قال الله تعالى (فسيحوا في الأرض) وقال (ولأصلبنكم في جذوع النخل) ومعناه على الأرض وعلى النخل فكذلك قوله (من في السماء) أي من على العرش كما صحت الأخبار عن رسول الله (كتاب العلو ص1264)
73 - شيخ المالكية العلامة ابو إسحاق محمد بن القاسم ابن شعبان المالكي (ت355 هـ):
قال الذهبي رأيت له تأليفا في تسمية الرواة عن مالك، أوله (أوله: الحمد لله الحميد، ذي الرشد والتسديد، والحمد لله أحق مابدي، وأولى من شكر الواحد الصمد، جل عن المثل فلا شبه له ولا عدل، عال على عرشه، فهو دان بعلمه، وذكر باقي الخطبة، ولم يكن له عمل طائل في الرواية. (السير 16/ 79)
74 - قال الإمام أبوبكر الآجري (ت 360 هـ) في كتابه الشريعة: والذي يذهب به أهل العلم أن الله عز وجل على عرشه فوق سماواته وعلمه محيط بكل شيء. (كتاب الشريعة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/435)
75 - وفي موضع آخر قال: (وفي كتاب الله عز وجل آيات تدل على أن الله تبارك وتعالى في السماء على عرشه وعلمه محيط بجميع خلقه) ثم ذكر آيات دالة على العلو وذكر جملة من الأحاديث إلى أن قال: (هذه السنن قد اتفقت معانيها , ويصدق بعضها بعضاً وكلها تدل على من قلنا أن الله عز وجل على عرشه فوق سماواته وقد أحاط علمه بكل شيء وانه سميع بصير عليم خبير.)
و قال ايضا في موضع اخر من كتابه الشريعة:
76 - (وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يقولوا في السجود: [سبحان ربي الأعلى ثلاثا]
وهذا كله يقوي ما قلنا: أن الله عز وجل العلي الأعلى: على عرشه فوق السموات العلا وعلمه محيط بكل شيء خلاف ما قالته الحلولية نعوذ بالله من سوء مذهبهم) ص 295
77 - الحافظ الامام أبو الشيخ (ت 369 هـ) , قال في كتاب العظمة: له ذكر عرش الرب تبارك وتعالى وكرسيه وعظم خلقهما و علو الرب فوق عرشه. ثم ساق جملة من الأحاديث في ذلك. (العظمة 2/ 543).
78 - قال العلامة أبوبكر الإسماعيلي (ت 371 هـ) في كتاب إعتقاد أئمة الحديث ص 50: يعتقدون إن الله تعالى ... استوى على العرش , بلا كيف , إن الله انتهى من ذلك إلى إنه استوى على العرش ولم يذكر كيف كان استواؤه.
79 - أبو الحسن بن مهدي المتكلم (ت 380 هـ) تلميذ الأشعري , قال في كتابه مشكل الآيات: في باب قوله (الرحمن على العرش استوى)
(أعلم أن الله في السماء فوق كل شيء مستو على عرشه بمعنى أنه عال عليه ومعنى الإستواء الإعتلاء كما تقول العرب إستويت على ظهر الدابة وإستويت على السطح بمعنى علوته وإستوت الشمس على رأسي واستوى الطير على قمة رأسي بمعنى علا في الجو فوجد فوق رأسي)
80 - و قال ايضا: (فالقديم جل جلاله عال على عرشه , يدلك على أنه في السماء عال على عرشه قوله: (أأمنتم من في السماء) وقوله: (يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي) وقوله: (إليه يصعد الكلم الطيب وقوله ثم يعرج إليه)
(العلو للذهبي , و كذا كتاب الكلمات الحسان نقله صاحبه عن المخطوط الأصلي لكتاب أبي الحسن بن مهدي الموجود في مكتبة طلعت في مصر ورقة 132)
81 - قال الإمام الزاهد أبو عبدالله بن بطة العكبري (ت 387 هـ): أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين وجميع أهل العلم من المؤمنين أن الله تبارك وتعالى على عرشه فوق سماواته بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع خلقه لا يأبى ذلك ولا ينكره إلا من انتحل مذاهب الحلولية.)
82 - و قال في موضع اخر: (و قال: (الرحمن على العرش استوى) فهذا خبر الله أخبر به عن نفسه , و أنه على العرش. (المختار من الإبانة
83 - و قال أيضا في موضع آخر: (و قال (يخافون ربهم من فوقهم) فأخبر انه فوق الملائكة , و قد أخبرنا الله تعالى انه في السماء على العرش , أوَ مَا سمع الحلولي قول الله تعالى ** أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17)}) (المختار من الإبانة 3\ 136 - 144)
84 - و قال ايضا: (وَهُوَ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ0) (متن كتاب الشرح و الإبانة)
قال الحافظ ابن حجر عن الإمام ابن بطة: (كان إماما في السنة) لسان الميزان (4\ 113)
85 - الإمام أبو محمد بن أبي زيد القيرواني المالكي (ت 386 هـ) , قال في كتابه الجامع (ص 139 – 141) (مما اجتمعت الأئمة عليه من أمور الديانة ومن السنن التي خلافها بدعه وضلالة أن الله تبارك وتعالى فوق سماواته على عرشه دون أرضه وإنه في كل مكان بعلمه.)
ثم قال في آخره: وكل هذا قول مالك، فمنه منصوص من قوله ومنه معلوم من مذهبه
86 - وقال رحمه الله في أول رسالته المشهور في مذهب الإمام مالك (وإنه فوق عرشه المجيد بذاته وهو بكل مكان بعلمه). (مقدمة ابن أبي زيد القيرواني لكتابه الرسالة ص 56).
قال الحافظ الذهبي عن الإمام ابن أبي زيد القيرواني: (وكان رحمه الله على طريقة السلف في الاصول، لا يدري الكلام، ولا يتأول، فنسأل الله التوفيق.) السير (12\ 17)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/436)
87 - الإمام الحافظ محدث الشرق ابن مندة (ت 395 هـ) قال في كتابه التوحيد: ذكرُ الآي المتلوة والأخبار المأثورة في أن الله عز وجل على العرش فوق خلقه بائن عنهم وبدء خلق العرش والماء. ثم ذكر ثلاث آيات في استواء الرحمن على العرش. (3\ 185)
88 - وقال رحمه الله: ذكر الآيات المتلوة والأخبار المأثورة بنقل الرواة المقبولة التي تدل على أن الله تعالى فوق سماواته وعرشه وخلقه قاهراً لهم عالماً بهم. ثم ذكر آيات دالة على العلو وساق جملة من الأحاديث في ذلك. (كتاب التوحيد 3/ 185 – 190).
89 - الإمام ابن أبي زمنين (ت 399 هـ) قال: ومن قول أهل السنة أن الله عز وجل خلق العرش واختصه بالعلو والإرتفاع فوق جميع ما خلق وسبحان من بَعُدَ فلا يُرى وقَرُبَ بعلمه فسمع النجوى. (أصول السنة ص / 88).
90 - قال القاضي أبوبكر محمد بن الطيب الباقلاني الأشعري (403 هـ) في كتاب التمهيد: فإن قالوا فهل تقولون إنه في كل مكان قيل معاذ الله بل هو مستو على عرشه كما أخبر في كتابه فقال تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى). (التمهيد ص / 260)
91 - ثم قال في موضع آخر: ولا يجوز أن يكون معنى استواؤه على العرش هو استيلاؤه عليه؛ لأن الإستيلاء هو القدرة والقهر والله تعالى لم يزل قادراً قاهراً عزيزاً مقتدراً. (التمهيد ص\260 – 262)
قال الحافظ الذهبي معلقا على كلام الباقلاني
(فهذا النفس نفس هذا الإمام وأين مثله في تبحره وذكائه وبصره بالملل والنحل فلقد امتلأ الوجود بقوم لا يدرون ما السلف ولا يعرفون إلا السلب ونفي الصفات وردها صم بكم غتم عجم يدعون إلى العقل ولا يكونون على النقل فإنا لله وإنا إليه راجعون) العلو
92 - الشيخ العلامة أبوبكر بن محمد ابن موهب المالكي (ت 406 هـ) قال في شرحه لرسالة الإمام محمد بن أبي زيد القيرواني: (أما قوله إنه فوق عرشه المجيد بذاته , فمعنى فوق وعلى عند جميع العرب واحد وبالكتاب والسنة تصديق ذلك.
93 - وساق حديث الجارية والمعراج إلى سدرة المنتهى
إلى أن قال: (وقد تأتي لفظة في في لغة العرب بمعنى فوق كقوله فأمشوا في مناكبها و في جذوع النخل و أأمنتم من في السماء قال أهل التأويل يريد فوقها وهو قول مالك مما فهمه عمن أدرك من التابعين مما فهموه عن الصحابة مما فهموه عن النبي أن الله في السماء يعني فوقها وعليها فلذلك قال الشيخ أبو محمد إنه فوق عرشه ثم بين أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته لا تحويه الأماكن وأنه أعظم منها)
94 - و قال ايضا: (ثم بين أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته، لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف، وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته، لا تحويه الأماكن وأنه أعظم منها، وقد كان ولا مكان .... )، نقله عنه الحافظ الذهبي في كتاب العلو ص 264
قلت: و العلامة ابن موهب من أخص تلامذة الامام ابن أبي زيد و هو أعرف بأقواله من المتأخرين الذين حرّفوا كلام الامام ابن ابي زيد بكل صفاقة و الله المستعان
94 - الإمام العارف معمر بن أحمد بن زياد الأصبهاني (ت418 هـ) قال في وصيته لأصحابه: " وإن الله استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل والاستواء معقول والكيف فيه مجهول. وأنه عز وجل مستو على عرشه بائن من خلقه والخلق منه بائنون ; بلا حلول ولا ممازجة ولا اختلاط ولا ملاصقة ; لأنه الفرد البائن من الخلق الواحد الغني عن الخلق) (الفتوى الحموية لابن تيمية)
95 - الإمام الحافظ أبو القاسم اللالكائي (ت418 هـ): قال رحمه الله في كتابه النفيس شرح أصول اعتقاد اهل السنة: (سياق ما روي في قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) وأن الله على عرشه في السماء وقال عز وجل (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) وقال: (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) وقال: (وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة) فدلت هذه الآيات أنه تعالى في السماء وعلمه بكل مكان من أرضه وسمائه. وروى ذلك من الصحابة: عن عمر، وابن مسعود، وابن عباس، وأم سلمة ومن التابعين: ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وسليمان التيمي، ومقاتل بن حيان وبه قال من الفقهاء: مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وأحمد بن حنبل) (شرح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/437)
أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة 3\ 429 - 430)
96 - السلطان العادل يمين الدولة محمود سبكتكين (ت421 هـ) , قال أبو علي بن البناء: حكى علي بن الحسين العكبري أنه سمع أبا مسعود أحمد بن محمد البجلي قال: دخل ابن فورك على السلطان محمود، فقال: لا يجوز أن يوصف الله بالفوقية لان لازم ذلك وصفه بالتحتية، فمن جاز أن يكون له فوق، جاز أن يكون له تحت.
فقال السلطان: ما أنا وصفته حتى يلزمني، بل هو وصف نفسه.
فبهت ابن فورك، فلما خرج من عنده مات , فيقال: انشقت مرارته.) (سير أعلام النبلاء 17\ 487)
97 - المفسر الأصولي يحيي بن عمار (ت 422 هـ) , قال رحمه الله: (كل مسلم من أول العصر الى عصرنا هذا اذا دعا الله سبحانه رفع يديه الى السماء. و المسلمون من عهد النبي صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا يقولون في الصلاة ما أمرهم الله به في قوله: (سبح اسم ربك الأعلى) – الى ان قال:
و نقول: هو بذاته على العرش , و علمه محيط بكل شيء)
98 - و قال ايضا: (و لا نقول كما قالت الجهمية انه مداخل للأمكنة و ممازج لكل شيء و لا نعلم أين هو؟ بل نقولُ هو بذاته على العرش و علمه محيط بكل شيء و علمه و سمعه و بصره و قدرته مدركة لكل شيء و ذلك معنى قوله: (و هو معكم أين ما كنتم) فهذا الذي قلناه هو ما قاله الله و قاله الرسول (الحجة في بيان المحجة 2\ 106 – 107)
99 - الامام الحافظ أبوعمر الطلمنكي المالكي (ت429 هـ) , قال في كتابه الوصول الى معرفة الأصول: (أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله (وهو معكم أينما كنتم) ونحو ذلك من القرآن أنه علمه وأن الله تعالى فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء) (العلو للذهبي و اجتماع الجيوش لابن القيم)
100 - و قال ايضا في نفس الكتاب: (أجمع المسلمون من أهل السنة على أن الله استوى على عرشه بذاته) (اجتماع الجيوش لابن القيم)
101 - وقال في هذا الكتاب أيضا: (أجمع أهل السنة على أنه تعالى استوى على عرشه على الحقيقة لا على المجاز) ثم ساق بسنده عن مالك قوله: (الله في السماء وعلمه في كل مكان)
قال الامام الذهبي: (كان الطلمنكي من كبار الحفاظ وأئمة القراء بالأندلس)
102 - الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني الشافعي (ت430 هـ) مصنف حلية الأولياء, قال في كتاب الإعتقاد له: (طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة ومما اعتقدوه أن الله لم يزل كاملا بجميع صفاته القديمة لا يزول ولا يحول لم يزل عالما بعلم بصيرا ببصر سميعا بسمع متكلما بكلام ثم أحدث الأشياء من غير شيء وأن القرآن كلام الله وكذلك سائر كتبه المنزلة كلامه غير مخلوق وأن القرآن في جميع الجهات مقروءا ومتلوا ومحفوظا ومسموعا ومكتوبا وملفوظا كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة وأنه بألفاظنا كلام الله غير مخلوق وأن الواقفة واللفظية من الجهمية وأن من قصد القرآن بوجه من الوجوه يريد به خلق كلام الله فهو عندهم من الجهمية وأن الجهمي عندهم كافر إلى أن قال وأن الأحاديث التي ثبتت في العرش وإستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه) (العلو للذهبي ص 243)
103 - وقال رحمه الله فى كتابه محجة الواثقين ومدرجة الوامقين تأليفه: (وأجمعوا أن الله فوق سمواته عال على عرشه مستو عليه لا مستول عليه كما تقول الجهمية أنه بكل مكان خلافا لما نزل فى كتابه أأمنتم من فى السماء اليه يصعد الكلم الطيب الرحمن على العرش استوى (مجموع الفتاوى لابن تيمية 5/ 60)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - 05 - 10, 05:31 م]ـ
بارك الله فيك(62/438)
رأي الإمام زيد بن علي في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما
ـ[محمد عزان]ــــــــ[07 - 04 - 10, 10:26 م]ـ
ذكر المؤرخون أن جماعة من غلاة الشيعة سجلوا موقفا سلبياً تجاه الإمام زيد بن علي، حيث جاؤوا إليه وقالوا: تبرأ من أبي بكر وعمر حتى نكون معك، فقال: بل أتولاهما وأبرأ ممن تبرأ منهما.
وذلك حدث تاريخي مشهور يلخص موقف الإمام زيد الإيجابي تجاه الخلفاء. ويزيد الأمر وضوحاً ما روي عنه من نصوص في هذا الصدد، والتي منها:
(1) عن هاشم بن البريد، قال: قال لي زيد بن علي: يا هاشم، اعلم أن البراءة من أبي بكر وعمر البراءة من علي، فإن شئت فتقدم وإن شئت فتأخر.
(2) وعن عيسى بن زيد، قال زيد بن علي: انطلق الخوارج فبرئت ممن دون أبي بكر وعمر، ولم يستطيعوا أن يقولوا فيهما شيئا، وانطلقتم أنتم فطفرتم فوق ذلك فبرئتم منهما، فمن بقي؟ فوالله ما بقي أحد إلا برئتم منه.
(3) وعن آدم بن عبد الله الخثعمي وكان من أصحاب زيد بن علي قال سألت زيد بن علي عن قول الله عز وجل " والسابقون السابقون أولئك المقربون " من هؤلاء قال أبو بكر وعمر ثم قال لا أنالني الله شفاعة جدي إن لم أوالهما.
(4) وروي أن أبا الخطاب وجماعة دخلوا على الإمام زيد، فسألوه عن مذهبه، فقال: «إني أبرأ إلى الله من المشبهة الذين شبهوا الله بخلقه، ومن المجبرةالذين حملوا ذنوبهم على الله، ومن المرجئة الذين طمعوا الفساق في عفو الله، ومن المارقة الذين كفروا أمير المؤمنين، ومن الرافضة الذين كفروا أبا بكر وعمر».
(5) وعن الحافظ ابن عقدة بإسناده إلى كثير النواء، قال سألت زيد بن علي عن أبي بكر وعمر؟ فقال: تولهما. قلت: كيف تقول فيمن يبرأ منهما؟ قال: أبرأ منه حتى يموت.
(6) وعن فضيل بن مرزوق قال، قال زيد بن علي: «أما أنا فلو كنت مكان أبي بكر رضي الله عنه؛ لحكمت بمثل ما حكم به في فدك».
(7) وعن محمد بن سالم، قال: كان عندنا زيد بن علي، فذكر أبا بكر، فجاء بعض الاعتراض، فقال زيد: مه يا محمد بن سالم لو كنت حاضرا ما كنت تصنع؟ قلت: كنت أصنع كما صنع علي. قال: فارض بما صنع علي.
(8) وعن السدي قال أتيت زيد بن علي وهو في بارق حي من أحياء الكوفة، فقلت أنتم سادتنا وأنتم ولاة أمرنا، ما تقول في أبي بكر وعمر؟ قال تولهما.
(9) وعن هاشم بن البريد، عن زيد بن علي، قال: أبو بكر الصديق إمام الشاكرين ثم قرأ وسيجزي الله الشاكرين.
وذلك ما عرفه علماء وأئمة الزَّيدية عن إمامهم ودونوه في كتبهم على مر العصور، وعنه:
* قال الإمام يحيى بن حمزة: «روي أن الإمام زيد بن علي كان كثير الثناء على الشيخين أبي بكر وعمر والترحم عليهما، وينهى عن سبهما، ويعاقب على ذلك. وأضاف: والمشهور أن بعض الناس قالوا: لا نبايعك حتى تبرأ من الشيخين فقال: كيف أتبرأ منهما وهما صهرا جدي وصاحباه ووزيراه؟ وجعل يثني عليهما، فرفضوه».
* وقال العلاَّمة يحيى بن الحسين بن القاسم: «والجمهور من الزَّيدية يذهبون إلى القول بمقالة زيد بن علي من الترضية والولاء لهم». يعني الخلفاء.(62/439)
(قلب الأدلة على الطوائف المخالفة) للقاضي ... د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[08 - 04 - 10, 02:21 ص]ـ
((قلب الأدلة على الطوائف المخالفة) للقاضي
د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
قد لا يعاني البحث العلمي في هذا الوقت مِنْ تعذُّر الوصول إلى المعلومة أو تعسُّرها، بل المعلومة يمكن العثور عليها بأيسر طريق، وأكبر قَدْر؛ لا سيما مع التقنيات الحديثة: من الحاسب وشبكات المعلومات ومحرِّكات البحث ... ونحوها.
كما أن الباحث لا يَلقى عَنَتاً ولا شحّاً في تعدُّد القضايا، وتنوُّع النوازل، وتتابُع المستجدات التي يجدر بحثها ومعالجتها؛ إذ لا تزال هذه الإشكالات والوقائع ميداناً رحباً لمن عزم على بحثها، وجدَّ في تحريرها وتحقيقها.
لكنْ على الرغم من وفرة المعلومات وضخامتها، والسهولة المُفْرطة في مطالعتها، وأيضاً تكاثر المستجدات والحوادث؛ إلا أن الفاحص والناظر في جملة من البحوث العلمية - سواء كانت رسائل علمية أو بحوث مجلات محكَّمة أو مؤتمرات - ليجدُ الهشاشة والهزال فيها، والرتابة المُمِلَّة، والتكرار والاجترار، ولسان الحال يقول:
ما أرانا نقولُ إلا مُعاراً ... أو مُعاداً من قولنا مكرورا
إضافة إلى الإغراق في النواحي الشكلية والفنية، والاستطراد في المقدمات المعروفة، وأما القضايا العلمية المشْكِلة والمعْنيَّة بالبحث، فإن الباحث قد يختزلها أو يسوق كلاماً عائماً، أو يتنصَّل منها ... دعك من حال البحوث التي يتشبَّع أصحابها بما لم يُعطَوْا، أو الذين يحمدون بما لم يفعلوا.
ولمَّا سئل الخريشي (ت 1001 هـ) أن يؤلف كتاباً، فقال: (التأليف في زماننا هذا هو تسويد الورق، والتحلي بحلية السرق) (1).
ومهما كان الواقع قاتماً ومتردياً جرَّاء تلك البحوث، إلا أن ثمة بحوثاً على النقيض من ذلك؛ إذ تجد في هذه البحوث الجادة عمقاً علمياً، وتحريراً متيناً، وسَعة في الاطلاع، وابتكاراً في التصنيف، وجزالة في الأسلوب، ورسوخاً في التحقيق، ودراية فائقة في التخصص.
ومن خير النماذج وأروع الأمثلة على ذلك رسالة: «قلب الأدلة على الطوائف المخالفة في توحيد المعرفة والإثبات» للشيخ تميم بن عبد العزيز القاضي (2).
ومع أن كثرة الصفحات، ووفرة المراجع ليست أهم المعايير - في نظري - لإضافة تزكية على البحث، وتحقيق إيجابيته؛ إلا أن الباحث سطَّر ما يزيد على ستمائة وألف صفحة، ورجع إلى أكثر من ثماني مئة مرجع، ولم تكن هذه الصفحات المئات حشواً ولا استطراداً، كما لم تكن مراجعه تكثُّراً وتعسفاً؛ فالباحث قد رجع إليها فعلاً، وتحرَّى المراجع الأصلية، والمصادر العميقة، وجانب ما كان هشّاً وما ليس مرجعاً معتبراً.
ويستوقفك في البحث ابتداءً حُسْن اختيار الموضوع وجدَّته وبكارته، ومفارقته للبحوث المكرورة الرتيبة.
وأحسب أن هذا البحث النفيس من واجبات الوقت، ويسدُّ حاجة ملحَّة في الآونة الأخيرة؛ إذ يسهم البحث في مدافعة انهزاميةٍ واضطرابٍ قد عرضا لبعض المتسنِّنة؛ فقَلْبُ الأدلة على أهل البدع يبعث تمام الثقة بالمنهج السلفي، والاعتزاز والاعتصام بطريقة أهل السُّنة والجماعة، بل هذا سبيل المرسلين وأتباعهم؛ فإبراهيم - عليه السلام - حين عارضه قومه، وخوَّفوه من أصنامهم، قال قالباً عليهم حجتهم وتخويفهم: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنعام: 18].
قال ابن القيم: «وهذا من أحسن قلب الحجة، وجَعْل حجة المبطل بعينها دالة على فساد قوله، وبطلان مذهبه» (3).
فما يشغب به أهل البدع من أدلة يحتجون بها على أهل السُّنة، فإننا معشرَ أهل السُّنة نوقن أن كل دليل (نقلي أو عقلي) يتشبث به أهل الأهواء ضد أهل السُّنة، هو حُجَّة لنا ودليل على أهل الزيغ والبدعة، وهذا القَلْب من دلائل صِدْق المرسلين - عليهم السلام - وبراهين أهل السُّنة في صحة معتقدهم وسلامة منهجهم طوال القرون الماضية وما يُستَقبَل من أيام حتى يأتي أمر الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/440)
يقول ابن تيمية: « ... فهؤلاء كل ما احتجوا به من دليل صحيح؛ فإنه لا يدل على مطلوبهم، بل إنما يدل على مذهب السلف المتبعين للرسل؛ فتبيَّن أن الأدلة العقلية الصحيحة من جميع الطوائف إنما تدلُّ على تصديق الرسول، وتحقيق ما أخبر به، لا على خلاف قوله، وهي من آيات الله الدالة على تصديق الرسول التي قال الله فيها: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ} [فصلت: 35]، وهي من الميزان الذي أنزله الله، تعالى» (4).
لا عجب أن يعكف الباحث في هذه الرسالة سبع سنين؛ فهو قد اشتغل بمسائل عميقة ومباحث شائكة، هي من مَحَارات العقول، ودقائق المطالب، وخاصة أن الرسالة تجمع بين تخصصين مهمين وعميقين، وهما: أصول الفقه ومسائل الاعتقاد، وهذه مزية أخرى للرسالة؛ فإن من آفات التخصص الدقيق أن يفوِّت دراسة موضوعات مهمة تشتمل على أكثر من فن؛ إذ إن الموضوعات المشتركة والمشتملة على أكثر من تخصص قد تتقاذفها الأقسام بدعوى «عدم التخصص»، وخاصة أن هذا النوع من الموضوعات لا ينفك عن تبعات وأعباء على الباحث ... وصاحبنا قد أحكم موضوع قلب الأدلة من خلال مطالعة كتب أصول الفقه، ومدارسة أهل هذا الفن، وأعدَّ باباً مستقلاً عن قلب الأدلة، وحقيقة الاعتراض بالقلب وأقسامه، وحجية الاعتراض بالقلب وضوابطه.
عقد الباحث باباً بعنوان: «قلب الأدلة الإجمالية التي استدلَّت بها الطوائف المخالفة في توحيد المعرفة والإثبات»:
ففي الفصل الأول: قَلَب الباحثُ أدلة المخالفين في توحيد الربوبية، سواء التي استدل بها أهل الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، أو أدلة مسألة حلول الحوادث.
وفي الفصل الثاني: قَلَب الباحثُ أدلة المخالفين في مبحث أسماء الله الحسنى.
ثم في الفصل الثالث: ساق الباحث أدلة المخالفين من نفاة الصفات الإلهية وتعقَّبَها بالقلب عليهم، مثل: استدلالهم بالتنزيه، وتقديمهم العقل عند توهُّم تعارض العقل بالنقل، ومسألة دليل التركيب والتجسيم ...
ومثال ذلك أن المتكلمين استدلوا بحلول الحوادث ونفيها عن الله - تعالى - على إثبات أن الله هو الصانع، وهو في الحقيقة نفي للصانع؛ فإن الذي يصح أن تنفى عنه الصفات، أو يقال: إنه لا داخل العالم ولا خارجه؛ فمن كان كذلك فهو ممتنع الوجود؛ ولذا قال بعض السلف: المعطِّل يعبد عدماً (5).
وأما الباب الثالث: فعنوانه: «قلب الأدلة التفصيلية التي استدلَّت بها الطوائف المخالفة في توحيد المعرفة والإثبات»: استوعب الباحثُ فيه القلب والاعتراض على المخالفين في مسألة: أول واجب على المكلَّف، ودليل التمانع، ومقالة قِدَم العالم عند الفلاسفة، كما قلب الأدلة على نفاة صفات الله - تعالى - الذاتية والفعلية، وساق أمثلة تفصيلية في هذا الشأن، ومثال ذلك: دعوى المتكلمين بوجوب النظر، وعدم صحة إيمان العوام، احتجاجاً بعدم التقليد. يقول الباحث تميم: «وحين ننظر إلى حال ومقال المتكلمين وأهل النظر، فإننا نجد أنهم قد نالوا من التقليد المذموم أوفر الحظ وأجزل النصيب؛ فالذم بالتقليد ينقلب عليهم؛ ذلك أن القواعد النظرية التي أوجبوها لم تدل عليها حجة معتبرة ... وإنما تلقَّوها عن أسلافهم الفلاسفة والمعتزلة؛ فحين يأتي الكلام عن الاستدلال بنصوص الوحي المعصوم في أبواب الإلهيات تجد الردَّ والتزهيد وأنها تحتمل التأويل، لكن حينما يكون الكلام على القواعد الكلامية والفلسفية، فإنك ترى التمجيد تجاهها والتقديس وأنها قد صقلتها الأذهان على تطاول الأزمان!» (6).
أما الباب الرابع: فهو في قلب الألقاب التي أطلقها المبتدعة على أنفسهم، أو على أهل السُّنة:
ففي الفصل الأول من هذا الباب: قَلْبُ ألقاب الذم التي أطلقها المبتدعة على أهل السُّنة، وبيانُ أنهم هم الأحق بها، مثل تسميتهم أهل السُّنة بالمشبهة والمجسمة، ونَبْزِهم أهل السُّنة بالحشوية والنابتة والجهلة ...
وأما الفصل الثاني: فهو قلب ألقاب المدح التي أطلقها المبتدعة على أنفسهم، مثل دعواهم أنهم أهل العدل والتوحيد، وأهل الحق والبرهان، وأهل السُّنة ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/441)
ومن ذلك: إطلاق لقب المشبِّهة على أهل السُّنة، والحقيقة أن لقب التشبيه والتمثيل ينقلب على طوائف المعطلة؛ إذ إنهم شبَّهوا أولاً ثم دفعوا ذلك بالتعطيل ونفي الصفات، وكذا شبهوا الخالق - عز وجل - بالناقصات والمعدومات؛ «ولهذا قال بعض أهل العلم: إن كل معطِّل مشبِّه، ولا يستقيم له التعطيل إلا بعد التشبيه» (7).
«كما أن لقب المشبهة ينقلب على كثير من متأخري الأشاعرة والماتريدية ممن وقع في تشبيه المخلوق بالخالق، وذلك من جهة ما دخل عليهم من التصوف الغالي، والذي لم يُعهد مثله عن أسلافهم؛ حيث أضافوا إلى أوليائهم وأقطابهم كثيراً من خصائص الربوبية: كعلم الغيب أو التصرُّف في الكون، كما أضافوا إليهم بعض مقامات العبودية التي تفرَّد الله - سبحانه - باستحقاقها: كالاستغاثة بغير الله، والذبح لغير الله ... ونحو ذلك، فكانوا أحق بلقب المشبهة؛ إذ شبَّهوا المخلوق بالخالق في ألوهيته» (8).
وكذا دعوى الأشاعرة والماتريدية أنهم أهل السُّنة والجماعة؛ فقد قلَبَها الباحث عليهم من عدة وجوه؛ حيث لم يحققوا ضابط أهل السُّنة فيهم، بل تحقق نقيضه؛ فقد فرَّطوا في مصادر التلقي (الكتاب والسُّنة والإجماع)، فسلَّطوا على القرآن طاغوت التأويل، وطاغوت المجاز، وطاغوت تقديم العقل على النقل ... وأن نصوص الكتاب والسُّنة ظنية الدلالة .. وعدم الاحتجاج بأحاديث الأحاد، كما أن الأشاعرة خالفوا إجماعات السلف في غالب أبواب الاعتقاد؛ فخالفوا أهل السُّنة في قواعد الشريعة وأصول الدين؛ ثم ساق الباحث شهادة أئمة السُّنة بخروج الأشاعرة من أهل السُّنة، ومن ذلك ما أخرجه ابن عبد البر عن ابن خويز منداد (ت 390هـ): «أهل الأهواء عند مالك وأصحابنا هم أهل الكلام؛ فكل متكلِّم فهو من أهل الأهواء والبدع، أشعرياً كان أو غير أشعري، ولا تُقْبَل له شهادة في الإسلام أبداً ويُهجَر ويؤدَّب على بدعته ... » (9).
وبعد أن خاض الباحث غمار مسائل عويصة، وحرر مباحث معضلة، واستوعب وأحكم كتب السلف، وغاص في أعماق مراجع أهل البدع (الأشاعرة والماتريدية والمعتزلة والفلاسفة)، وأجاد فهمها وأحكم نقضها، عندئذٍ ختم بحثه بهذه الكلمات: «وبعدُ: فهذا ما اقتضاه الخاطر المكدود، على عُجَرِه وبُجَرهِ، وعَلاَّته وهنَّاته، وعجزه وضعفه، فما كان فيه من صواب، فمِنَ الكريم الوهاب، وما فيه من زلل ونقصان، فمِنَ النفس الأمارة والشيطان، وأسأل الله منه الصفح والغفران» (10).
وهكذا فالبحث الجاد والعلم النافع يورث تواضعاً وإخباتاً، وعلى هذا جرت مناقشة هذه «الموسوعة» بهدوء وخمول، وفي قاعة صغيرة، لم يحضرها إلا أربعة: الباحث ولجنة المناقشة.
http://www.dorar.net/art/462
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[09 - 04 - 10, 03:47 م]ـ
جزيت خيرا ..
هل طبع هذا الكتاب: قلب الأدلة على الطوائف المخالفة في توحيد المعرفة والإثبات؟
أرجوا اعلامي لحاجتي اليه ..
شكر الله لك
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[09 - 04 - 10, 08:51 م]ـ
وأنت أيضا , ولا أظن أن الكتاب قد طبع - والله أعلم -
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[09 - 04 - 10, 09:07 م]ـ
شكر الله لك ..
ونسأل الله أن يعجل مؤلفه بطباعته قريبا لتقر عيون أهل السنة
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[09 - 04 - 10, 11:32 م]ـ
آ مين .....
ـ[ربى محمد]ــــــــ[10 - 04 - 10, 03:50 ص]ـ
الكتاب لم يطبع بعد، كما أفاد الشيخ عبدالعزيز - حفظه الله ونفع به الإسلام والمسلمين - في الهامش الثاني من المقال.
يقول الشيخ في الهامش:
(2) رسالة تقدَّم بها الباحث إلى قسم العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود، ونال بها درجة الماجستير بتقدير ممتاز سنة 1430هـ. ولا تزال الرسالة حبيسة الأدراج و (الأقراص).
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[10 - 04 - 10, 02:44 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[13 - 04 - 10, 01:13 ص]ـ
وأنت كذلك(62/442)
فتح الإله في نظم شروط لا إله الا الله
ـ[*خالد العصيمي*]ــــــــ[08 - 04 - 10, 06:30 م]ـ
هذا نظم في شروط " لا إله إلا الله". موجود في مجلة راية الاصلاح - السلفية- العدد السادس عشر (16).
فأحببت أن أضعه هنا إفادة لإخواني.
باسْمِ القََوِّي أَبْتَدِي كَلامِي
= في نَظْم شَرطِ أَفْضَلِ الكَلاَمِ
وهي شُرُوطُ عَدُّها ثَمَانِي
= مُثْبَتَة ٌ في مُحْكَمِ القُرْآن
وفي الصَحِيحِ سُنَّةِ العَدْنَانِي
= صَلَى عَلَيْه الرَّبُّ كُلُ آن
أَوَّلَها العِلْمُ كَمَا في الزُّخْرُفِ
= و في الصَّحِيح جَا دَلِيلٌ فَاعْرِفِ
عنْ سَيِّدٍ يُدْعَى بِذِي النُّورَيْنِ
= رَوَاهُ مُسْلِمٌ أبُو الحُسْينِ
وثانيَ الشروطِ في الآدابِ
= و هُوَ اليَقِينُ دُونَ مَا ارْتيَابِِ
ِ وعن أبي هرَيْرَهْ في الصَّحيحِ
= لِمُسْلِمٍ بِلَفْظِهِِ الصَّرِيحِِ
والثالِثُ هو الإخْلاَصُ فادر
= دَلِيلُه ُ لَدَى النِّساءِ يَجْرِِي
ِ وعن أبي هُرَيْرَهْ في البُخَارِي
= مََنْ أسعدُ الناس ِ؟ لدى الغفارِ
و رابِعٌ صِدْقٌ لدى العَوَانِ
= دلِيلُهُ صَحَحَهُ الشَّيْخَانِِ
عن عالمِ أَرْسَلَهُ الرَّسُولُ
= و هُو معاذ عِلْمُه مَنْقُولُ
و شَرْطٌ خَامِسٌ هو القََبُولُ
= دَلِيلُهُ في نَظْمِهِ أَقُولُ
في سُورَةِ السَّجْدَةِ و اليَقْطِينِِ
= كَذَا الحَدِيثُ صَحَّ باليَقِينِِ
عن ابنِ قيسٍ مَاهِرِ القُرْآنِ
= بِسَنَدٍٍ عَنْهُ روى الشَيْخَانِِ
و سادسُ الشروطِ الانقيادُ
= و مَنْ لُقَمَانِ عِلمُهُ يُفادُ
و من حديثٍ أخرجَ الشيخانِ
= عَنْ وَلَدِِ الفَارُوقِ يرْوِيَانِ
و سابعُ الشُّروط في العقودِ
= مَحَبَّةٌ لَربِّنا الودُودِ
و في حديثِ أنسِ الأنصاري
= في مُسْلِمٍ و شيخِهِ البُخَارِي
و آخرُ الشروطِ في العَوَانِ
= كُفْرٌ بكلِ نِدٍّ للدَّيَّان
و في حديثِ طارق ِ بنِ أَشْيَم
= عنْ سيدِ الأنامِ عند مُسْلِم
قد تمَّتْ الشُّروط ُ يا إخواني
= من سنَّةِ الرسولِ و القرآنِ
نظمها عبدٌ فقيرٌ يَسْألُ
= رَّبًَا كريما و رحيما يعْدلُ
ختْماً له بأَفْضلِ الكلامِ
= و كلِ مُقْتَفِ هُدَى الإِسلامِ
لأَنَه لم يَنْتَفِعْ قَائلها
= بالنُّطْقِ إِلا حيثُ يسْتكْمِلها
في قولهِ مُعْتَقِداً معناها
= و فِعْلِهِ وِفْقًا لِمُقْتَضَاها
كَذَا حَكَاه العَالم الرَّبَّاني
= في نَظْمِهِ ذا حافِظُ الزمانِ
و قد سمَاه سُلَّم َ الوُصولِ
= إلى سَمَا مباحثِ الأُصُولِ
و الحمدُ للقَويِّ لاِنْتِهاءِ
= كَمَا سميْتُهُ عند ابتِداءِ
معَ الصَّلاةِ و السَّلامِ السَرْمَدِي
= على النَّبيِّ الهَاشِمي أحمْد
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[12 - 04 - 10, 01:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا فما تفضلت به هو الشروط مع أدلتها ومن أراد الشروط مجردة
قال الحافظ حافظ الحكمي رحمه الله
العلم واليقين والقبول والانقياد فادر ما أقول
والصدق والإخلاص والمحبة وفقك الله لما أحبه(62/443)
الأخوة الفضلاء أود عمل بحث عن مهج أهل السنة والجماعة
ـ[محمدأنيس سالم]ــــــــ[09 - 04 - 10, 12:29 ص]ـ
الأخوة الفضلاء
أود عمل بحث عن مهج أهل السنة والجماعة
الخصائص والمميزات
وأيضاً كل مايتعلق بهذا المنهج الطيب المبارك
فدلوني بارك الله فيكم على الكتب التي أستعين بها وياليت أحدكم يتحفنا ببعض العناصر التي تصلح لهذا البحث.
وجزاكم الله خيراً
ـ[ربى محمد]ــــــــ[09 - 04 - 10, 02:09 ص]ـ
منهج الاستدلال على مسائل الإعتقاد لعثمان علي حسن
مجمل أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للشيخ ناصر العقل(62/444)
المأمول في اختصار شرح ثلاثة الأصول بطريقة الأسهم للشيخ/العثيمين رحمه الله
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[09 - 04 - 10, 01:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نفعنا الله وإياكم
اختصار شرح ثلاثة الأصول للشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله بطريقة الأسهم
جزى الله صاحب هذا العمل خير الجزاء
الرابط
http://www.4shared.com/file/23755196...c66/____3.html (http://www.4shared.com/file/237551968/c6fadc66/____3.html)(62/445)
مختصرالقول المفيد على كتاب التوحيد (اختصار بطريقة الأسهم)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[09 - 04 - 10, 01:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نفعنا الله وإياكم
هذا المختصر
جمع فيه أهم التقاسيم الموجودة في شرح العلامة ابن عثيمين رحمه الله لكتاب التوحيد
بطريقة الأسهم
جزى الله صاحب هذا العمل خير الجزاءللتحميل
http://www.4shared.com/file/179386215/a5b98f8a/___online.html (http://www.4shared.com/file/179386215/a5b98f8a/___online.html)
ـ[ابو صلاح السلفي]ــــــــ[10 - 04 - 10, 03:32 م]ـ
ارجو وضعه في المرفقات إن أمكن و جزاكم الله خيراً
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[10 - 04 - 10, 07:49 م]ـ
هو بالمرفقات
والمختصر للأخ الغالي سالم الجزائري جزاه الله خيرا
وتفريغاته تنشرها منتديات الآجري جزاهم الله خيرا
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[15 - 04 - 10, 08:31 ص]ـ
جزيتم خيراً(62/446)
هل يجوز وصف (آمنة بنت وهب) بـ (السيدة)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[09 - 04 - 10, 07:26 م]ـ
سمعت خطيب الجمعة يقول: (السيدة آمنة)، (سيدتنا آمنة)، عن أم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فأنكرت ما أسمع لأن الصحيح عدم إيمان أبوي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فهل إنكاري صحيح؟
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[09 - 04 - 10, 07:46 م]ـ
لم يصح حديث في أن الله تعالى أحيا أبوي النبي صلى الله عليه وسلم وأنهما آمنا به ثم ماتا، بل الأحاديث الصحيحة الثابتة تدل على أنهما ماتا على الكفر، وأنهما من أهل النار.
من موقع الإسلام سؤال وجواب
http://islamqa.com/ar/ref/70297
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[09 - 04 - 10, 07:54 م]ـ
أما وصفها بالسيدة فأرجو أنه لا بأس به، إكراما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كانت كافرة، وأما وصفها بسيدتنا فلا يجوز والله أعلم
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[10 - 04 - 10, 05:27 م]ـ
قال صلى الله عليه وسلم: " لا تقولوا للمنافق سيد، فإنه إن يك سيدا فقد أسخطتم ربكم عز وجل " ..
- إذا كان هذا في حق المنافق، الذي يثظهر الإسلام، فكيف بمن هو كافر، بل جاء النص بكفره؟!
- صحيح أن الناس يطلقون كثيرا على اي امرأة " سيدة "، لكن هذا لا ينفي أنهم يريدون بهذا تعظيمها، ولا تجد أحدهم يصف بها حقيرة أو خصيمة.
- إذا جاز إطلاق " سيدة " على الكافرة لأن الناس اعتادوا إطلاقها على أي امرأة، فقد اعتادوا " سيد " كذلك مع الرجال!
ويُنظر هنا ( http://islamqa.com/ar/ref/135664) المنع من إطلاق ( Sir) على الكافر، مع أنها كلمة شائعة جدا في الإنكليزية.
وفي فتاوى الإمام " ابن باز " ( http://islamqa.com/ar/ref/12625) رحمه الله: وأما قول سيد للمنافق والكافر فلا يجوز ... . ا. هـ
ويُنظر أيضا: http://islamqa.com/ar/ref/131191
- وهل وصف أحدٌ من أهل العلم أم النبي صلى الله عليه وسلم بـ " السيدة "؟ وعلى أي شيء يعتمد من برى هذا من إكرام رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
- وما الفرق بين " السيدة " و " سيدتنا "؟ فكلاهما تعظيم!
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 01:42 ص]ـ
لفظ السيدة يطلق على معنيين اثنين:
الأول:على مالكة الرقبة ( ... وليقل سيدي و سيدتي)
الثاني: على المرأة العفيفة الخيرة الكريمة
و إطلاقه بالمعنى الثاني على والدة النبي صلى الله عليه وسلم مما لا ينبغي التوقف في القول بجوازه إلا أن تنفي عنها صفات العفة و كرم الارومة،وحاشاها,
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 02:01 ص]ـ
بعيداً عن التماس الأعذار قد نختصرُ الأمر في الاعتذار ونقول عن هذا الخطيب: إنَّهُ يقلدُ أو يرى ما يراهُ طائفةٌ من أهل العلمِ من أنَّ والدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليسا في النَّار.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 02:27 ص]ـ
الثاني: على المرأة العفيفة الخيرة الكريمة
جزاك الله خيرا .. هل من عزو لهذا المعنى؟
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 02:30 ص]ـ
بعيداً عن التماس الأعذار قد نختصرُ الأمر في الاعتذار ونقول عن هذا الخطيب: إنَّهُ يقلدُ أو يرى ما يراهُ طائفةٌ من أهل العلمِ من أنَّ والدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليسا في النَّار.
جزاك الله خيرا أخي الفاضل " أبا زيد الشنقيطي " ..
إن كان الأمر كما تقول، أيكون لي أن أبدأ ببيان الصحيح في هذه المسألة معه؟
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 03:00 ص]ـ
راجع "المخصص"لابن سيده , وتفسير الآية 39 من سورة آل عمران في زاد المسير
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 06:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل " أبا زيد الشنقيطي " ..
إن كان الأمر كما تقول، أيكون لي أن أبدأ ببيان الصحيح في هذه المسألة معه؟
أحسن الله إليك أخي الحبيب أبا عبد الملك , وما المانعُ من تبيينك الصحيحَ عندكَ بحُجَّتهِ التي لا يتطرَّقُ إليها إعلالٌ.؟
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 07:40 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الحبيب أبا عبد الملك , وما المانعُ من تبيينك الصحيحَ عندكَ بحُجَّتهِ التي لا يتطرَّقُ إليها إعلالٌ.؟
جزاكم الله خيرا. لا ما نع إن شاء الله، والله الموفق.
ـ[أبو عبد الرحمن الشريف]ــــــــ[12 - 04 - 10, 08:33 ص]ـ
اخي الكريم عبدالملك السبيعي
حسب فهمي المتواضع فإن إنكاررك هذه اللفظه صحيح لماذكرتَ
فالثابت أن أم الرسول ماتت كافرة
وقد نهي الرسول صص عن قولنا (سيد) للمنافق فكيف بالكافر
وقد قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله
471) وسئل فضيلته: عن هذه العبارة " السيدة عائشة رضي الله عنها "؟.
فأجاب قائلًا: لا شك أن عائشة - رضي الله عنها - من سيدات نساء الأمة، ولكن إطلاق " السيدة " على المرأة و" السيدات " على النساء هذه الكلمة متلقاة فيما أظن من الغرب حيث يسمون كل امرأة سيدة وإن كانت من أوضع النساء، لأنهم يسودون النساء أي يجعلونهن سيدات مطلقًا، والحقيقة أن المرأة امرأة، وأن الرجل رجل، وتسمية المرأة بالسيدة على الإطلاق ليس بصحيح، نعم من كانت منهن سيدة لشرفها في دينها أو جاهها أو غير ذلك من الأمور المقصودة فلنا أن نسميها سيدة، ولكن ليس مقتضى ذلك أننا نسمي كل امرأة سيدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/447)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[12 - 04 - 10, 09:36 م]ـ
عبدالملك السبيعي
الثاني: على المرأة العفيفة الخيرة الكريمة
جزاك الله خيرا .. هل من عزو لهذا المعنى؟
العَفِيفة من النِّساء: السَّيِّدة الخَيِّرة التي لا فَوْقَ لها ولا بَعْدَ لها إذا فَضَّلوها، وأصل العِفَّة الكَفُّ عَمَّا لا يَحِلُّ وعن كل قَبِيح. (تاج العروس 1/ 345).
وفي لسان العرب لابن منظور (9/ 253):
العَفِيفة من النساء السيدة الخَيْرةُ.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[13 - 04 - 10, 03:46 ص]ـ
العَفِيفة من النِّساء: السَّيِّدة الخَيِّرة التي لا فَوْقَ لها ولا بَعْدَ لها إذا فَضَّلوها، وأصل العِفَّة الكَفُّ عَمَّا لا يَحِلُّ وعن كل قَبِيح. (تاج العروس 1/ 345).
هو عين ما في " المخصص " لابن سيده.
ولم أفهم شاهد الأخ الفاضل " أبا العلياء " في زاد المسير: وفي معنى السيد ثمانية أقوال. أحدها: أنه الكريم على ربه، قاله ابن عباس، ومجاهد. والثاني: أنه الحليم التقي، روي عن ابن عباس أيضاً، وبه قال الضحاك. والثالث: أنه الحكيم، قاله الحسن، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وعطاء، وأبو الشعثاء، والربيع، ومقاتل. والرابع: أنه الفقيه العالم، قاله سعيد بن المسيب. والخامس: أنه التقي، رواه سالم عن ابن جبير. والسادس: أنه الحَسَن الخلق، رواه أبو روق عن الضحاك. والسابع: أنه الشريف، قاله ابن زيد. والثامن: أنه الذي يفوق قومَه في الخير، قاله الزجاج. وقال ابن الأنباري: السيد هاهنا الرئيس، والإمام في الخير. ا. هـ
جزاكم الله خيرا أخواي الفاضلان: أبا العلياء، وصلاحَ الدين.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[13 - 04 - 10, 08:10 ص]ـ
أضحكتني هذه الفقره من فتوى موقع الاسلام سؤال و جواب حيث جاء فيها:-
(وبعض أهل التصوف لم يستطع تصحيح هذه الأحاديث وفق القواعد الحديثية فصححها بالكشف!
يقول البيجوري:
" ولعل هذا الحديث - حديث إحياء والدي النبي صلى الله عليه وسلم وإيمانهما ثم موتهما- صح عند أهل الحقيقة بطريق الكشف " انتهى.
"جوهرة التوحيد" (ص 30).) انتهى.
و اسف على عدم دخولي في صلب الموضوع
ـ[محمد زكريا الحنبلي]ــــــــ[13 - 04 - 10, 10:03 ص]ـ
على الذين يدخلون ابوي النبي صلى الله عليه وسلم النار لم لايردون الامر الي الله اتعرفون ان الاحاديث المروية في صحيح مسلم في هذا الباب ان من العلماء من يعللها
فحسبكم ان القضية مختلف فيها منذ القديم
لم يجزم احدنا على شيئ لا يساله الله تعالى عنه
نسال الله السلامة والعافية
لاحول ولاقوة الا بالله لاحول ولاقوة الا بالله لاحول ولاقوة الا بالله
(((تنبيه من المشرف الأحاديث ثابتة وصحيحة وقد أجمع العلماء في القديم على ذلك، ولاينبغي أن تأخذنا العاطفة ونرد بها الأدلة الشرعية الصحيحة))
راجع هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35656
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[13 - 04 - 10, 02:58 م]ـ
على الذين يدخلون ابوي النبي صلى الله عليه وسلم النار لم لايردون الامر الي الله اتعرفون ان الاحاديث المروية في صحيح مسلم في هذا الباب ان من العلماء من يعللها
فحسبكم ان القضية مختلف فيها منذ القديم
لم يجزم احدنا على شيئ لا يساله الله تعالى عنه
نسال الله السلامة والعافية
لاحول ولاقوة الا بالله لاحول ولاقوة الا بالله لاحول ولاقوة الا بالله
لا أظن أنهم من العلماء بل هم من الجهلاء، و إن فرضنا أنهم علماء فقد يقول العالم ما لا يقوله الجاهل ولذلك فليس كل قول لعالم من العلماء يخالف فيه السلف يصح فيه الخلاف. أما إذا أردت تحقيق هذه المسألة بعينها فعليك بكتاب (أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في ابوي الرسول عليه السلام) للإمام العلامة على بن سلطان محمد القاري رحمه الله تعالى. فقد أبدع و أفاد و أبان الصواب و دحض الشبهات فعليه من الله الرحمات.
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[13 - 04 - 10, 03:20 م]ـ
هناك شارع في حي الحمراء بمكة المكرمة وضعت لوحة مكتوب بها "شارع السيدة آمنة بنت وهب"
فهل تصح تسمية الأماكن أو الشوارع بهذه التسمية؟
كأني سمعت الشيخ عبدالعزيز الراجحي في شرح تجريد التوحيد المفيد أن تسمية الأماكن بأسماء الكفار لا يجوز وذكر ابن سينا. (معنى كلام الشيخ)
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[13 - 04 - 10, 04:11 م]ـ
هو عين ما في " المخصص " لابن سيده.
ولم أفهم شاهد الأخ الفاضل " أبا العلياء " في زاد المسير: وفي معنى السيد ثمانية أقوال. أحدها: أنه الكريم على ربه، قاله ابن عباس، ومجاهد. والثاني: أنه الحليم التقي، روي عن ابن عباس أيضاً، وبه قال الضحاك. والثالث: أنه الحكيم، قاله الحسن، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وعطاء، وأبو الشعثاء، والربيع، ومقاتل. والرابع: أنه الفقيه العالم، قاله سعيد بن المسيب. والخامس: أنه التقي، رواه سالم عن ابن جبير. والسادس: أنه الحَسَن الخلق، رواه أبو روق عن الضحاك. والسابع: أنه الشريف، قاله ابن زيد. والثامن: أنه الذي يفوق قومَه في الخير، قاله الزجاج. وقال ابن الأنباري: السيد هاهنا الرئيس، والإمام في الخير. ا. هـ
جزاكم الله خيرا أخواي الفاضلان: أبا العلياء، وصلاحَ الدين.
وما قيل في الذكر يقال عن الانثى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/448)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[13 - 04 - 10, 09:40 م]ـ
الحمد لله وحده
الأمر كما قال أخينا الفاضل أبوزيد الشنقيطي ـ حفظه الله ـ ونقول عن هذا الخطيب: إنَّهُ يقلدُ أو يرى ما يراهُ طائفةٌ من أهل العلمِ من أنَّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم ليسا في النَّار.
أما الكلام على اطلاق لقب " السيدة " لأم النبي صلى الله عليه وسلم من باب أنها عظيمة في قومها وفي زمنها فلا حرج فيه، فقد خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم " الكُفَّارَ " من ملوك فارس والروم في كتبه إليهم بقوله " عظيم "
قال شراح الحديث:
" إلى عظيم الروم " أي: من يعظمه الروم أخذ بأدب الله في تليين القول لمن يبتدئه بالدعوة إلى دين الحق.
وقال النووي:
أي الذي يعظمونه ويقدمونه وقد أمر الله تعالى بإلانة القول لمن يدعى إلى الإسلام فقال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}،وقال تعالى: {فقولا له قولا لينا} وغير ذلك.
وقال ابن حجر:
لم يخله من إكرام لمصلحة التآلف.
وأمّ النبي صلى الله عليه وسلم أولى بالأدب والإكرام ولين الكلام من ملوك الفرس والروم.
ومن المعلوم عند جميع المسلمين بشتى مذاهبهم أن آمنة بنت وهب شريفة قرشية وهي يؤمئذ سيدة قومها ومن أفضلهم حسبا ونسبا، وأبوها وهب بن عبد مناف بن زهرة سيد بني زهرة، قال ابن كثير:
فخرج به عبد المطلب حتى أتى وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر، وهو يومئذ سيد بنى زهرة سنا وشرفا، فزوجه ابنته آمنة بنت وهب، وهى يومئذ سيدة نساء قومها. السيرة النبوية لابن كثير (1/ 177)
وقال أيضاً:
قد تقدم أن عبد المطلب لما ذبح تلك الإبل المائة عن ولده عبد الله حين كان نذر ذبحه فسلمه الله تعالى لما كان قدر في الأزل من ظهور النبي الأمي صلى الله عليه و سلم خاتم الرسل و سيد ولد آدم من صلبه ذهب كما تقدم فزوجه أشرف عقيلة في قريش آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة الزهري. سيرة ابن كثير (1/ 204)
** وقال شهاب الدين النويري في نهاية الأرب في فنون الأدب (2/ 368):
ومنهم: السيدة آمنة بنت وهب بن عبد مناف، بن زهرة: أمّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
*
وزُهْرَة بنُ كلاب بن مُرَّةَ بن كَعْبِ بن لُؤَيِّ بن غالب: أبو حيٍّ من قُرَيْش وهم أخوالُ النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم أمُّه وهي السِّيَّدةُ آمِنَةُ ابنة وَهْبِ بن عَبْدِ مناف بن زُهْرَةَ. تاج العروس (1/ 2909)
*
(وآمنة بنت وهب) بن عبد مناف بن مرة بن كلاب (أم النبي صلى الله عليه وسلم) وأم وهب عاتكة بنت الاقصى السلمية وأم السيدة آمنة رضى الله تعالى عنها مرة بنت عبد العزى بن غنم بن عبد الدار بن قصى كما ذكرناه في العقد المنظم في ذكر أمهات النبي صلى الله عليه وسلم.
تاج العروس (1/ 7958)
* وهذه مجموعة من الفتاوى اشتملت على اسم آمنه بنت وهب مسبوقاً بالسيدة دون إنكار من لجنة الفتوى
ما هو مهر السيدة آمنة بنت وهب؟
رقم الفتوى 32941 مهر السيدة آمنة بنت وهب
تاريخ الفتوى: 16 صفر 1420
السؤال
ما هو مهر السيدة آمنة بنت وهب؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتحديد مهر والدة النبي صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب لم يتسير لنا العثور عليه، إلا أن الثابت هو زواج عبد الله بن عبد المطلب منها، وأما تفاصيل هذا الزواج، فلم ترد من طريق صحيحة.
كذا ذكر الدكتور أكرم ضياء العمري في كتابه: السيرة النبوية الصحيحة.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
*****
كم كان عمر السيدة آمنة بنت وهب حين توفيت
رقم الفتوى 56761 عمر آمنة بنت وهب حين توفيت
تاريخ الفتوى: 29 شوال 1425
السؤال
كم كان عمر السيدة آمنة بنت وهب والدة رسول الله صلى الله وعليه وسلم عندما توفيت؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن آمنة ذكر بعض أهل العلم أنها توفيت وهي بنت عشرين سنة، وذكر ابن عبد البر في الاستيعاب توفيت والرسول صلى الله عليه وسلم عنده سبع سنوات، وذكر ابن كثير في البداية أن عمره ست، ولا تناقض بين الأمرين فقد يكون أكمل السادسة ودخل في السابعة. والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبد الله الفقيه
* ورحم الله الخليفة الزاهد العابد " العالم " حينما تكلم أحد عماله عن أبي النبي صلى الله عليه وسلم فعزله
قال عمر بن عبد العزيز لسليمان: بلغني أنّ أبا فلان عامِلَنا كَانَ زنديقاً، قال: وَمَا يضرّك يَا أمير المؤمنين؟ كَانَ أبو النبي صلى الله عَلَيْهِ وسلم كافراً فما ضرّه! فغضب غضباً شديداً وقال: مَا وجدتَ لَهُ مَثَلاً إلاّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم وعزله.
{(تاريخ دمشق لابن عساكر (22/ 321) والوافي بالوفيات 5/ 126)}
* وهل نقول كما قال الشيخ عائض بن عبدالله القرني ـ حفظه الله ـ في مقاماته:
شكرًا يا آمنة بنت وهب لقد أهديت للإنسانية، وقدمت للبشرية، ابناً تضاءلت في عظمته الشمس في ضحاها، والقمر إذا تلاها، ابنا قال للوثنية وهي تعرض تلك العروض، وتفرض تلك الفروض، والذي نفسي بيده لو وضعتم الشمس في يميني، والقمر في يساري لن أترك ديني، حتى يعم القرى والبراري، ويكفي النساء، ما أطل صباح وكرّ مساء، أن محمدًا صلى الله عليه وسلم من امرأة وُلِد، ومن أنثى وُجِد:
بشرى من الغيب ألقت في فم الغار ... وحياً وأفضت إلى الدنيا بأسرارِ
بشرى النبوة طافت كالشذى سحرًا ... وأعلنت في الدنا ميلاد أنوارِ
وشقّت الصمت والأنسام تحملها ... تحت السكينة من دارٍ إلى دارِ
وقال صلى الله عليه وسلم:
" أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب،إن الله تعالى خلق الخلق فجعلني في خيرهم، ثم جعلهم فرقتين فجعلني في خيرهم فرقة،ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا، فأنا خيركم بيتا و أنا خيركم نفسا ".
والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع.
فمن نفى الخيرية عن آمنة بنت وهب كَذّّبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم كثيراً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/449)
ـ[أم محمد]ــــــــ[13 - 04 - 10, 11:18 م]ـ
السلام عليكم
بحثُّ في الأحاديث النبوية الشريفة التي تحكي عن استغفاره لوالدته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فوجدتُ معظمها ضعيف وواحد فقط على شرط الشيخين، فهل يكفي هدا لنعلم صحة المرويِّ عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟
أم أن روايتها بتعدد الطرق جعلها في مرتبة الصحيح؟
ـ[مصطفى سمير]ــــــــ[15 - 04 - 10, 03:42 ص]ـ
مع التسليم أنه جائز أن يُقال لها سيدة .. فإن هذه اللفظة قد توهم عند البعض أنها ماتت على الإسلام .. وقد تؤكد هذا المعنى عند من يسمعون حديث أن الله أحياهما للنبي وعرض عليهم الإسلام ... إلخ; وعند هذا الأمر فقد مُسَّ جانب الإعتقاد; وجانب الإعتقاد لايجوز فيه الكلام الواسع ذو الدلالات الكثيرة, لذا لا ينبغي أن تطرق هذه اللفظة آذان الجماهير دون تعقيب وتبيين!! , والله أعلم.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[16 - 04 - 10, 07:37 ص]ـ
فإن قيل: إن من معاني السيد " الشريف " أو " كثير الخير "، فهل يجوز هذا الإطلاق على رجل كافر؛ مقصودا به مثل ذلك؟
ـ[محمد زكريا الحنبلي]ــــــــ[16 - 04 - 10, 12:04 م]ـ
لا أظن أنهم من العلماء بل هم من الجهلاء، و إن فرضنا أنهم علماء فقد يقول العالم ما لا يقوله الجاهل ولذلك فليس كل قول لعالم من العلماء يخالف فيه السلف يصح فيه الخلاف. أما إذا أردت تحقيق هذه المسألة بعينها فعليك بكتاب (أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في ابوي الرسول عليه السلام) للإمام العلامة على بن سلطان محمد القاري رحمه الله تعالى. فقد أبدع و أفاد و أبان الصواب و دحض الشبهات فعليه من الله الرحمات.
كن متأدبا ان ستطعت يا خي!!!!!!!!
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[16 - 04 - 10, 12:59 م]ـ
فإن قيل: إن من معاني السيد " الشريف " أو " كثير الخير "، فهل يجوز هذا الإطلاق على رجل كافر؛ مقصودا به مثل ذلك؟
وصفك الكافر الحسيب النسيب الكريم بالشريف أو السيد لا حرج فيه ــ إن شاء الله ــ لأنه من باب الإخبار عن الواقع الذي هو عند قومه.
( ... كانوا إذا سرق فيهم تاشريف تركوه ... )
ـ[محمد زكريا الحنبلي]ــــــــ[16 - 04 - 10, 01:07 م]ـ
على الذين يدخلون ابوي النبي صلى الله عليه وسلم النار لم لايردون الامر الي الله اتعرفون ان الاحاديث المروية في صحيح مسلم في هذا الباب ان من العلماء من يعللها
فحسبكم ان القضية مختلف فيها منذ القديم
لم يجزم احدنا على شيئ لا يساله الله تعالى عنه
نسال الله السلامة والعافية
لاحول ولاقوة الا بالله لاحول ولاقوة الا بالله لاحول ولاقوة الا بالله
(((تنبيه من المشرف الأحاديث ثابتة وصحيحة وقد أجمع العلماء في القديم على ذلك، ولاينبغي أن تأخذنا العاطفة ونرد بها الأدلة الشرعية الصحيحة))
راجع هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35656
بارك الله فيكم وزادكم امين
والرابط رايته كنت على العجلة لذلك ما قراءت ما وجدت فيه الا بعد عودتي ان شاء الله بارك الله فيكم ونفعنا الله بكم
و السلام علكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[16 - 04 - 10, 09:22 م]ـ
حرر،
أقول لك أخي هداك الله للصواب لا تبحث عن التأويلات البعيدة و تأتي بها و ابحث عن المسألة و ادرسها جيدا ثم إذا أردت نقاش هذه المسألة فأتي بأدلة المخالفين لمذهبك ثم رد عليهم و لا تعتقد ثم تستدل.
ثم إذا أردت أن تعتقد أن أبوي النبي صلى الله عليه و سلم في الجنة فاعتقده و عض عليه لكن اعلم أنه ليس هو الصواب فديناه صلى الله عليه و سلم بأنفسنا و أمهاتنا و أبائنا لكن هذا هو الواقع وذلك لا يضره صلى الله عليه و سلم قط.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[22 - 04 - 10, 05:31 ص]ـ
وصفك الكافر الحسيب النسيب الكريم بالشريف أو السيد لا حرج فيه ــ إن شاء الله ــ لأنه من باب الإخبار عن الواقع الذي هو عند قومه.
( ... كانوا إذا سرق فيهم تاشريف تركوه ... )
مع أنه جاء نهي عن كلمة " سيد "؟!
ولاحظ أنه جاء عن لفظة " سيد " بعينها.
فـ " شريف " تُقبل لأنه لم يأتِ نهيٌ عنها كتلك.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[22 - 04 - 10, 05:46 ص]ـ
اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[زكرياءُ]ــــــــ[19 - 06 - 10, 02:21 ص]ـ
إن كان الشيخ ابن عثيمين لا يرى أن تُقال كلمة سيدة على المرآة المسلمة فكيف بمن دونها!
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 08:42 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
فائدة:
حديث: (لا تقولوا للمنافق سيد)، ليس صحيحًا وإن صححه المنذري والنووي والألباني رحم الله الجميع، فقتادة يرسل ويدلس، وقد أرسل هذا الحديث، فليس إسناده بالمتصل، فلم يسمع من ابن بريدة شيخه في هذا الحديث.
ويستفاد هذا من:
1 - نفي البخاري رحمه الله في التاريخ الكبير علمه بسماعه منه.
2 - عدم إثبات أحد من أهل العلم سماعه منه مع الحاجة إلى ذلك خاصة مع كثرة إرسال قتادة وتدليسه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/450)
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 01:08 ص]ـ
مع أنه جاء نهي عن كلمة " سيد "؟!
ولاحظ أنه جاء عن لفظة " سيد " بعينها.
فـ " شريف " تُقبل لأنه لم يأتِ نهيٌ عنها كتلك.
قد صح عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: ( ... ولكن ليقل سيدي و سيدتي) وقال: (قوموا الى سيدكم) في أحاديث كثيرة. و أما حديث النهي فلا يثبت.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 02:19 م]ـ
أحسن الله إلى شيخنا " الأزهري السلفي "، وإلى الفاضل " أبي العلياء ".
وقفتُ على تضعيف الحديث بالفعل قبل أيام، ونسيت أن أعود إلى الموضوع.
فالحمد لله على كل حال.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 03:01 م]ـ
الحمد لله وحده ...
وأحسن الله إليك وبارك فيك.
والحق الذي لا ينبغي المحيد عنه، أن مراعاة أعراف المخاطَبين ولغتهم ولهجتهم ومقدار معرفتهم بالشرع فقهٌ، بل هو كل الفقه.
وحينئذ فالقضية ليست في لفظ نختلف فيه قاله خطيبٌ واستمع إليه عوام ثم انصرفوا؛
وليست في مشروعية هذه اللفظة في نفس الأمر من عدمها فحسب.
بل القضية: كيف يفهم الخطيب، وكيف فهم الناس كلامه، فإن واجبه تبيين الحق من الباطل، فإن لم يفعل فقد أساء.
فكيف إذا كان كلامه يُفهم على أنه عين الباطل!
حينئذ لا ينفعه أن يقول لقد احترزتُ، أو وضعتُ قيدًا، أو غير ذلك مما لا يحسن العوام فهمه ..
فإن واجبه التبيين لهم كما سبق، وأما قيوده ومحترزاته فمكانها دروس العلم وبحوث (الدكتوراه)!
والظاهر والله أعلم أن العوام - خاصة في مصر - لا يفهمون من هذا الإطلاق إلا أن أم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من جملة المؤمنات الصالحات.
لا سيما ونحن نعلم أن أكثرهم على هذا الاعتقاد، اللهم إلا إن بيّن السياق الذي لا أعلمه خلافه ..
وهو خطأ بلا شك.
فالواجب ترك التعرض للمسألة برمتها أمام العوام، وإن دعت الحاجة إلى ذكر أحد أبوي النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فلتجتنب مثل هذه العبارات التي تؤكد وهم العوام.
ولا بأس من نوع إشارة إلى الحق من غير خوض في المسألة، كأن يقول بين كلامه (وقد ماتت قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم) أو نحو ذلك.
وأما الأكمل فهو بيان الحق لهم مع كل تلطف وتحر في الوصول إلى قلوبهم حتى لا ينكروا الحق، فينقلب الأجر وزرًا، والإحسان إساءة من حيث لا تراد.
والله المستعان.(62/451)
تناقضات الأشعرية (14): في التكفير
ـ[محمد براء]ــــــــ[09 - 04 - 10, 11:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تناقضات الأشعرية (14): في التكفير
الحكمُ على قولٍ أو فعلٍ أو اعتقادٍ بأنه كفرٌ حكمٌ شرعيٌّ محضٌ، وهذا يتضمَّنُ أمرين:
الأول: أنَّهُ لا مجالَ للعقل فيه، وإن كان العقلُ يمكن أن يُدرِكَ قُبحَ قولٍ أو فعلٍ، بمعنى أن فاعلَه مذمُومٌ معاقبٌ بشرطِهِ، إلا أنَّهُ لا يُدرِكُ تفاصيل ذلك العقاب: هل هو خالدٌ في النار أم يدخلُها ثم يخرجُ بالشفاعة؟، فهذا لا يدرَكُ إلا بالسمع.
الثاني: أنه ليسَ خاضعاً لآراء الرجال وأصولِهم التي وضعُوها، سواءً سمُّوهَا أصولَ الدينِ أو غيرَ ذلك، بل الكافرُ من كفره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن نظر في تكفيرِ أئمَّةِ السنة لمن كفروه من المبتدعةِ تجدُ أنهم يستدلون لذلك بكلام الله تعالى وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم، كما تقدم النقل عن الإمام أحمد في مسألة تكفير من قال بخلق القرآن.
وقد خالفَ عامة طوائفِ المبتدعَةِ هذا الأصلَ، إذ يجعلُون وفاق أُصُولهم هو الإيمانُ، وخلافَهَا هو الكفرُ، بصرف النظرِ هل لأصلهم الذي يُكفِّرُون من قال بخلافِه دليلٌ شرعيٌّ أم لا.
فمن ذلك تكفيرُ الرافضة لمن خالفَهُم في أصل الإمامةِ، وتكفيرُ الجهميَّةِ لمن لم يقُل بقولهم في خلقِ القرآن واستحلالُ دمه كما حصلَ زمن الفتنةِ، وتكفيرُ المعتزلة لمن خالفَهُم في أصولِهِم الخمسةِ.
والأشعريَّةُ وإن كانوا يقولون بأن التكفيرَ حكمٌ شرعيٌّ لا مدخلَ للعقل فيه، فقد نقضَ بعضُ أئمَّتِهم ذلك في أكثر من موضع.
أما تصريحهم بأن التكفير حكم شرعيٌّ لا مجالَ للعقل فيهِ، فقد قال الغزالي في الاقتصاد: " البابُ الرابعُ: بيانُ من يجبُ تكفيرُهُ من الفرقِ.
اعلم أن للفرقِ في هذا مبالغاتٌ وتعصُّبَاتٌ، فرُبَّمَا انتهى بعضُ الطوائفِ إلى تكفير كُلِّ فرقةٍ سوى الفرقةِ التي يُعزَى إليها، فإذا أردتَ أن تعرفَ سبيل الحق فيه فاعلم قبلَ كُلِّ شيءٍ أنَّ هذه مسألةٌ فقهيَّةٌ، أعني الحُكمَ بتكفيرِ من قال قولاً وتعاطى فعلاً، فإنها تارة تكونُ معلومة بأدلَّةٍ سمعيَّةٍ، وتارةً تكونُ مظنونةً بالاجتهادِ، ولا مجال لدليلِ العقل فيها البتَّةَ " (1).
أما مناقضة بعضِ أئمَّتِهم لهذا الأصل، فسأذكرُ لهُ ثلاثة أمثلة بعون الله تعالى.
واعلم قبل الخوض في ذلك أن التزامَ الأشعريَّةِ بهذه القاعدةِ، وهي أن التكفيرَ حكمٌ شرعيٌّ لا حكم فيه إلا لله ورسولِه صلى الله عليه وسلم؛ من أصعبِ ما يكُون، ذلك أنَّ معنى تطبيقِ هذه القاعدة أن تُعرَض أصول الدين الأشعرية من ألفها إلى ياءها على الكتاب والسنة، فما وافقها أخذ به، وما خالفها رُدَّ، وبعد هذه الغربلة يُبنَى الحكم بالتكفير أو التبديع على من خالف تلك الأصول بشرطه، ومن المعلوم أن هذه الغربلةَ ستُسقِطُ كثيراً من أصولِ الأشعرية البدعيَّة، وحينها ينهدمُ كثيرٌ مما بنَوه في ما سمَّوه علمَ أصولِ الدين، وهذا لا يهونُ عليهم، فلا بد إذن من أن ينقضوا هذه القاعدة.
1 - المثال الأول: في كلام الجويني في من جهل صفة من الصفات:
قال أبو المعالي الجويني في أجوبتِه على أسئلةِ عبد الحقِّ الصقلي (2)، في جوابِ سؤالِه عمَّن جهلَ صفةً من الصفاتِ: " .. إذا نظر وجهل صفةً من صفاتِ الباري، واعتقدَهَا على خلافِ ما هي عليهِ، فلا يخلُو: إما أن تكون صفةً نفسيَّةً، وإما أن تكونَ صفةً معنويَّةً، فإن كانت الصِّفَةُ التي جَهِلَها صفةً نفسيَّةً، مثلَ أن يعتقِدَ تحيُّزَ الباري - واللهُ جلَّت قدرتُهُ مُنزَّهٌ عنهُ -، فالأصحُّ أنَّ الجهلَ بها يُنافِي المعرفةَ بالله.
وذلك أن صفةَ النفسِ تدلُّ على عينِ النفسِ، ولا ترجعُ إلى صفةٍ زائدةٍ عليها، فالجاهلُ بها جاهلٌ بالنفس.
وتقريبُ القول في ذلكَ: أن مُعتَقِدَين إذا اعتقدَ أحدُهُما موجوداً غيرَ مُتحيِّزٍ، واعتقدَ الثاني موجُوداً متحيِّزَاً، فمعتقَدُ أحدهما غيرُ معتقَدِ الآخر، فلا خفاءَ به " (3).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/452)
ثم نقلَ بعدَ ذلك عن القاضي أبي بَكرٍ الباقلاني قوله: " لا أنفي صفة المعرفة عن الذي خالف في صفة نفسية، ما لم تقم دلالة سمعية على تكفيره " (4)، وهذا القول مطابق لقاعدتهم في أنَّ التكفير حكم شرعي، لكن الجويني جعلَهُ مرجوحاً!
قال مقيده عفا الله عنه: إن كان التكفيرُ حكماً شرعياً فأينَ في الشرع تكفيرُ من اعتقد التحيُّزَ – لفظاً أو معنى -؟!
بل " هذا اللفظ ومعناه الذي أرادوه ليس هو في شيء من كتبِ الله المنزلة من عنده، ولا هو مأثوراً عن أحدٍ من أنبياء الله ورسله، لا خاتم المرسلين ولا غيره، ولا هو أيضاً محفوظاً عن أحدٍ من سلف الأمة وأئمَّتِها أصلاً " (5).
وأين فرَّق الشرع بين حكم جاهل الصفات النفسية وجاهل الصفات المعنوية – لفظاً أو معنىً -؟!
فهذا يدلُّكَ على أن الجويني خرمَ قاعدة الأشعرية في أن التكفيرَ حكمٌ شرعيٌّ.
ولذلك لمَّا لم يكن الشرعُ هو المعيارُ عندهُ في هذه المسألة – أعني حكمَ من جهل شيئاً من الصفات -، حصل بينهُم فيها نزاعٌ واضطرابٌ، وهذا شأنُ كلُّ مسألة لا تحالُ على الشرع للفصلِ فيها، بل قال بعضهم: إن كان الجهل ببعض الصفات كفراً فإنه يلزم منه تكفيرُ بعض أئمَّتِهم، لأنَّهم مختلفون في كثيرٍ من الصفاتِ، فإن كان الجهلُ فيها كفراً كان بعضُهم كفاراً!
وهذا اللازمُ أزعجَ الجويني فحاولَ الانفصال عنه بكلامٍ خطابيٍّ (6).
ولما رأى الصفيُّ الهندي أن تعريف الكفر بالجهل يؤول إلى تكفير بعض أئمة الأشاعرة، عدل عنه إلى تعريف الغزالي: أنه تكذيبُ الرسول في شيءٍ ممَّا جاءَ به (7).
وليتهم يلتزِمُون بهذا التعريفِ – بعجره وبجره - فلا يُكفِّرُون إلا من كذَّب بشيءٍ مما جاء به الرسولُ، ويدَعونَ تكفيرَ الناس وتبديعَهُم وامتحانَهُم لمُجرَّدِ مخالفتِهِم لمقالاتهم!
والمصيبةُ أنَّ هذه المقالات البدعية تلقَّاها أتباعٌ مقلدة متعصبون، فنزَّلُوها منزلةَ الدين المنزلِ من رب العالمين، فأخذوا يمتحنون الناس عليها، يكفِّرونَ ويبدِّعُون، يطعنُون ويقدحُون، فجمعوا بين الزيغِ عن الحقِّ وظلمِ الخلق!
وليتهم إذا طُلِبَت منهم المناظرة على مقالاتهم هذه استطاعُوها، بل يخنسون ويبلسون، ويسعونَ بالكيدِ والمكرِ للنِّكَايةِ في خصومِهم، واعتبر ذلك بما جرى لابن تيمية حين حبسوه في الجب من قلعة جبل في مصر سنة 706هـ، لا لشيء إلا لمخالفته لهم في اعتقاداتهم البدعيَّةِ، وكان أولُّ شرطٍ اشترطُوه عليه إذا أراد الخروجَ أن ينفي الجهةَ عن الله والتَّحَيُّز (8)، وهكذا تجعل المقالات البدعيَّةُ محنةً يُمتحن الناس عليها!
وكان مما أجاب به ابن تيمية هؤلاء المقلدة: " ليسَ لأحدٍ من الناس أن يُلزمَ الناس ويوجبَ عليهم إلا ما أوجبهُ الله ورسولُه، ولا يحظرَ عليهم إلا ما حظرَهُ الله ورسولُه، فمن أوجب ما لم يوجبه اللهُ ورسوله وحرَّمَ ما لم يُحرِّمهُ الله ورسولُه فقد شرع من الدِّينِ ما لم يأذن به الله، وهو مضاهٍ لما ذمَّهُ الله في كتابه من حالِ المشركين وأهلِ الكتابِ الذين اتَّخذُوا ديناً لم يأمرهم الله بهِ، وحرَّمُوا ما لم يُحرِّمهُ الله عليهِم، وقد بيَّن ذلك في سورة الأنعامِ والأعرافِ وبراءة وغيرهنَّ من السور، ولهذا كان من شعارِ أهل البدع إحداثُ قولٍ أو فعلٍ وإلزامُ الناس به، وإكراهُهُم عليه والموالاة عليه والمعاداة على تركه، كما ابتدعتِ الخوارجُ رأيَهَا وألزمتِ الناس به ووالت وعادت عليه، وابتدعتِ الرَّافضَةُ رأيها وألزمتِ الناس به ووالت وعادت عليه، وابتدعت الجهميَّةُ رأيها وألزمتِ الناس به ووالت وعادت عليه؛ لمَّا كانت لهم قُوَّةٌ في دولةِ الخلفاء الثلاثةِ الذين امتُحن في زمنهم الأئمَّةُ لتوافقهم على رأي جهم الذي مبدؤه أن القرآن مخلوق، وعاقبُوا من لم يوافقهم على ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/453)
ومن المعلوم أن هذا من المنكراتِ المُحرَّمةِ بالعلم الضروريِّ من دينِ المسلمينَ، فإن العقاب لا يجوزُ أن يكون إلا على ترك واجبٍ أو فعل مُحرَّم، ولا يجوزُ إكراهُ أحدٍ إلا على ذلك، والإيجابُ والتحريمُ ليس إلا لله ولرسوله، فمن عاقب على فعلٍ أو تركٍ بغير أمر الله ورسوله وشرع ذلك ديناً فقد جعل لله نداً ولرسوله نظيراً، بمنزلة المشركين الذين جعلوا لله أنداداً، أو بمنزلة المرتدِّين الذين آمنوا بمسيلمة الكذاب وهو ممن قيل فيه: ? أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ? [الشورى: 21].
وإذا كان كذلك فقولُ القائل: المطلوبُ من فلانٍ أن يعتقدَ كذا وكذا، وأن لا يتعرَّض لكذا وكذا، إيجابٌ عليه لهذا الاعتقاد وتحريمٌ عليه لهذا الفعل، وإذا كانوا لا يرون خروجَهُ من السِّجنِ إلا بالموافقةِ على ذلك فقد استحلُّوا عقوبَتَهُ وحبسَهُ حتى يطيعَهُم في ذلك، فإذا لم يكن ما أمرُوا به قد أمر الله به ورسولُه، وما نهَوا عنه قد نهى الله عنه ورسولُه، كانُوا بمنزلةِ من ذُكِر من الخوارج والروافض والجهمية المشابهين للمشركينَ والمرتدينَ، ومعلوم أن هذا الذي قالُوه لا يوجدُ في كلامِ الله ورسولِهِ بحالٍ، وهم أيضاً لم يبيَّنُوا أنه يوجدُ في كلام الله ورسوله، فلو كان هذا موجوداً في كلام الله ورسوله لكان عليهم بيان ذلك لأن العقوبات لا تجوزُ إلا بعد إقامة الحجة كما قال تعالى: ? وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ? [الإسراء: 15] فإذا لم يقيموا حجة الله التي يعاقبُ من خالفها بل لا يوجد ما ذكروه في حجة الله، وقد نَهوا عن تبليغ حجة الله ورسوله، كان هذا من أعظم الأمور مماثلة لما ذكر من حال الخوارج المارقين المضاهين للمشركين والمرتدين والمنافقين " (9).
2 - المثال الثاني: في كلام الآمدي في أن أخبار الآحاد لا يحتج بها في التكفير:
وممن خرم هذه القاعدةَ أيضاً: أبو الحسنِ الآمديُّ، وتبعه عضد الدين الإيجيُّ، ذلك أنَّهُ ذكر في صددِ مناقشته لمن كفَّرَ المعتزلة قوله صلى الله عليه وسلم: " القدرية مجوس هذه الأمة "، وأجاب عنه بأنه خبرُ واحدٍ لا يُثبتُ التكفيرَ، وذكر أيضاً حديثاً آخر وهو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من قال القرآن مخلوق فهو كافر "، وأجاب عنه بنفسِ الجواب، وكذلك ذكرَ في حُجَّةِ من كفَّر الرَّافِضَةَ قولَه: " من قال لأخيه يا كافرُ فقد باء به أحدُهما "، وأجاب عنه بنفسِ الجواب أيضاً (10).
ووجه نقضه لتلك القاعدة، أنه إن كان التكفيرُ حكماً شرعياً، ومسألةً فقهيَّةً، فلماذا لا يعتدُّ فيها بأخبار الآحاد؟!
وحقيقة الأمر أن هؤلاء المتكلمين لَمَّا رسخ في نفوسهم بغض أخبار الآحاد والنفرة منها، صارت هذه الكلمة: " خبر آحاد لا يحتج به " تخرج منهم بسبب وبدون سبب!
والعجيب أنه نقل ثلاثة أحاديث الثالث منها في الصحيحين وغيرهما، والأول في السنن، والثاني حديث موضوع (11)، ثم أجاب عن الجميع بجواب واحد! (12)
والأعجب من هذا أن الإيجيَّ مع أنه متابعٌ للآمديِّ في كثيرٍ مما ذكره في مقصدِ التكفيرِ، فإنَّهُ لمَّا ذكرَ هذا الحديث الموضوعَ في حجة من يُكفِّرُ المعتزلة، أضافَ من عنده تصحيح هذا الحديث، فقال: " وفي الحديث الصحيح: من قال القرآن مخلوق فهو كافر " (13)، ولا أدري من أين جاء بالتصحيح، فلا الآمديُّ الذي تابعَهُ صحَّحهُ، ولا الصنعة صنعته حتى يصحِّحَ ويضعِّفَ من عندِه!
3 - المثال الثالث: كلام السنوسي في أصول الكفر والبدع
وقال الشيخُ أبو عبد الله محمَّدُ بن يوسف السنوسي صاحب الكبرى والوسطى والصغرى وصغرى الصغرى وصغرى صغرى الصغرى!: " أصولُ الكُفرِ والبدع سبعةٌ: الإيجابُ الذاتيُّ: وهو إسنادُ الكائناتِ إلى الله تعالى على سبيلِ التعليل أو الطبعِ من غيرِ اختيار، والتحسين العقلي: وهو كونُ أفعالِ الله تعالى وأحكامِه موقوفةً عقلاً على الأغراضِ وهي جلبُ المصالح ودرءُ المفاسد، والتقليد الرديء: وهو متابعة الغير لأجل الحمية والتعصب من غير طلب للحق، والربط العادي: وهو إثباتُ التلازمِ بين أمرٍ وأمرٍ وجوداً وعدماً بواسطَةِ التكرُّرِ، والجهل المركب: وهو أن يجهل الحق ويجهل جهله به، والتمسك في عقائد الإيمان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/454)
بمجرد ظواهر الكتاب والسنة من غير تفصيل بين ما يستحيل وما لا يستحيل، والجهل بالقواعد العقلية التي هي العلم بوجوب الواجبات وجواز الجائزات واستحالة المستحيلات، وباللسان العربي الذي هو علم اللغة والإعراب والبيان" (14).
وفي ما ذكره وقفات لا بد منها:
الوقفة الأولى: أن هذه الأصول السبعةَ التي ذكرها ليسَت من جنسٍ واحد، بل منها ما هو مقالاتٌ قالت بها بعض الفرق، وهي القول بالإيجاب الذاتي والتحسين العقلي والربط العادي، ومنها أسباب نفسية أو اجتماعية أو (بيئيَّة) للكفر والبدع وهي التقليدُ الرديءُ والجهلُ المُركَّبُ، فلا يصلح أن يُجعَل ما هو من الجنس الأول قسيماً لما هو من غير جنسه.
الثانية: أن فيها تكراراً، لأنه ذكر الجهلَ المُركَّبَ، وذكر بعده الجهلَ بالقواعد العقلية واللسان العربي، وهما من أنواع الجهل.
الثالثة: أنه قال في الشرح: " يعني أن اعتقاد واحد من هذه الأمور قد ينشأ عنه كفر مجمع عليه وقد تنشأ عنه بدعة يختلف في كفر صاحبها " (15)، وهذا يدلك أن ما ذكره ليس كفراً أو بدعة في نفسه، وإنما هو سبب لكفر أو بدعة، وهذا ينبغي التنبه إليه.
الرابعة – وهي المقصد -: أنه خرَم بذكره بعضَ الأصول قاعدَتَهم في أنَّ التكفير حكمٌ شرعي، وذلك في جعلِهِ القولَ بالتحسين العقليِّ والربط العادي والأخذِ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر والبدع!
أما الأول فقد بينه بقوله: " وهو كونُ أفعالِ الله تعالى وأحكامِه موقوفةً عقلاً على الأغراضِ، وهي جلبُ المصالح ودرءُ المفاسد "، والغرضُ لفظٌ يريدُ به الأشعريَّةُ نفيَ حكمةِ الله تعالى عن أفعالِه، وهذه المسألةُ راجعةٌ إلى نفيهم الأفعالَ الاختياريَّة وسيأتي بيان ذلك بإذن الله تعالى.
فمن أين له في كتابٍ أو سُنةٍ – وهما طافحان بإثبات العلل والحكم لأفعال الله تعالى - أنَّ التحسينَ العقليَّ أصلٌ من أصولِ الكفرِ والبدع؟!
بل لو قُلِبَ ذلكَ عليهم وقيلَ إن نفيَهُم للتحسين العقلي والحكمةِ والتعليلِ أوقعَهُم في بدعٍ كثيرة وتناقضاتٍ خطيرة، كتجويزِهم التسويةَ بين المؤمنين والكافرين في الجزاءِ على الله الحكيم العادل القائل: ? أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ? [القلم: 35 - 36] وغير ذلك، لما كان ذلك بعيداً.
أما الثاني وهو الربطُ العاديُّ، وعرَّفه بقوله: " إثباتُ التلازمِ بين أمرٍ وأمرٍ وجوداً وعدماً بواسطَةِ التكرُّرِ "، فهذه المسألةُ فرعٌ عن قولِ الأشعرية في الأسبابِ والطبائع، إذ نفوا تأثيرها بحُجة أن ذلك معنى توحيدِ الله تعالى في أفعاله، قال الشيخ أحمدُ الدَّردِير في ذكره لصِفَاتِ الله تعالى في خَريدَتِه:
.................... وحدانيةْ =في الذَّاتِ أو صِفَاتِهِ العليَّةْ
والفِعلِ، فالتأثيرُ ليسَ إلا=للواحِدِ القَهَّار جلَّ وعَلا
ومن يَّقُل بالطَّبعِ أو بالعلَّةْ= فذاكَ كُفرٌ عند أهلِ المِلَّةْ
ومَن يَقُل بِالقُوَّةِ المُودَعَةِ =فَذَاكَ بِدْعِيٌّ فلا تَلتَفِتِ
قال في الشرح: " يعني أنَّهُ تعَالى مُتَّصفٌ بوحدانيَّةِ الأفعالِ، فليس ثمَّ مَن له فعلٌ من الأفعال سِوَاهُ تعالَى، إذ كُلُّ ما سِوَاهُ عاجزٌ لا تأثيرَ له في شيءٍ من الأشياء.
فلا تأثيرَ للنار في الإحراقِ، ولا للطَّعامِ في الشَّبَعِ ولا للماء في الرّيِّ، ولا في إنباتِ الزَّرعِ، ولا للكواكبِ في إنضَاجِ الفواكِه وغيرِهَا، ولا للأفلاكِ في شيءٍ من الأشياء، ولا للسِّكِّين في القطعِ، ولا لشيءٍ في دفع حَرٍّ أو بردٍ أو جلبِهِمَا وغيرِ ذلك، لا بالطَّبعِ ولا بالعلَّةِ ولا بقُوَّةٍ أودَعَهَا اللهُ فِيها، بل التأثيرُ في ذلك كُلُّهُ لله تعالى وحدَهُ، بمحضِ اختيارِهِ عند وُجُودِ هذه الأشيَاءِ " (16).
وهم لم يأتوا على قولهم في تكفير أو تبديع من قالَ بأنَّ الأسبابَ تؤثُّر لكن دون استقلال بدليلٍ نقلي، فنقضوا ما زعموه من أن التكفير حكمٌ شرعيٌّ، وشبهتُهم في ذلك أن إثبات التأثيرِ يلزم منه الشرك، وهي شبهةٌ واهية.
قال ابنُ القيم: " وأما الوقوفُ مع الأسباب واعتقادُ تأثيرها فلا نعلمُ من أتباعِ الرُّسُلِ من قال: إنَّهَا مستقلَّةٌ بأنفُسِها، حتى يُحتاجَ إلى نفي هذا المَذهب!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/455)
فلا تكن ممن غلُظَ حجابُه وكثف طبعُه فيقولُ: لا نقفُ معها وقوفَ من يعتقدُ أنها مُستقلَّةً بالإحداث والتأثير، وأنها أربابٌ من دون الله، فإن وجدت أحداً يزعُم ذلك، ويظُنُّ أنهَّا أربابٌ وآلهة مع الله مستقلَّةٌ بالإيجادِ، أو أنَّهَا عونُ لله يحتاجُ في فعله إليها، أو إنها شركاءُ له، فشأنُكَ به فمزِّق أديمَهُ، وتقرَّب إلى الله بعداوته ما استطعت، وإلا فما هذا النَّفيُ لما أثبتَهُ الله، والإلغاءُ لما اعتبره، والإهدار لما حققه، والحطُّ والوضعُ لما نصبه، والمحوُ لما كتبه، والعزلُ لما ولاه؟!.
فإن زعمت أنَّك تعزلها عن رُتبَةِ الإلهيَّة؛ فسبحان الله! من ولاها هذه الرُّتبةَ حتى تجعل سعيك في عزلِهَا عنها؟! " (17).
والحق أن ما قالوه هنا يلزم منه تبديعُ بعضِ أئمتهم، وقد أوردَ الدردير هذا الإيرادَ في شرحه فقال: " فإن قلتَ: إنَّ بعضَ أهل السنة قال بالتأثير بواسطة القُوَّة، ورجَّحه الإمامُ الغزالي والإمامُ السبكي كما نقله السيوطي، فكيف يكونُ القائل به بدعيَّاً وفي كفرِه قولان؟
قلتُ: معنى القول بالتأثيرِ بالقوة عند بعضِ أئمَّتِنا: أنَّ الله تعالى هو المُؤثِّرُ والفاعل بسببِ تلك القوة التي خلقَها الله تعالى في تلك الأشياء، فالتأثيرُ عنده لله وحدَه، وإن كان بواسطةِ تلك القوة، وأما القدريَّةُ فينسِبُون التأثيرَ لتلك الأشياءِ بواسطة القُوَّةِ، ففرقٌ بين الاعتقادين، ومع ذلك فالراجح الأول، وهو أن التأثير لهُ وحدَه عندها لا بها " (18).
قلت: المعنى الذي ذكره عن أئمَّتِهم هؤلاء هو المعنى الذي حكم السنوسي بتبديعِ قائله في البدع التي ذكر أنها نشأت عن القول بالربطِ العادي، ولم يقل إن هؤلاء المبتدعةَ في زعمه ينسبون التأثير لتلكَ الأشياء بواسطَةِ القوة، بل صرَّح بأن من قال أن الله تعالى خلق فيها قوة مؤثرة، ولو نزعها منها لم تُؤثِّر، مبتدعٌ ضالٌّ فاسقٌ!!
قال: " ونشأ عنه – أي عن القول بالرَّبطِ العادي – بدعةٌ مختلفٌ في كُفر صاحبِها، كبدعَةِ من اعتقد حُدوثَ الأسباب العادية بجعلِ الله تعالى فيها قوة لذلك ولو شاء لم تُؤثِّر " (19)
وقال: " ومن الناس من يعتقد حدوثَ الأسبابِ وتأثيرَها في ما قارنها، لكن ليس من طبائِعِها، وإنما هو بخلقِ الله تعالى فيها قُوَّةً مؤثرة، ولو نزعها منها لم تُؤثِّر، فهؤلاء مبتدعةٌ ضُلالٌ فُسَّاق، وفي كفرهم من الخلاف ما سبق!! " (20).
فهذا الحكمُ الذي ذكرَهُ ينطبقُ على الأئمَّةِ المذكورين، فهو مخالفٌ لما قاله الدردير، وليس سببُ هذا الخبط إلا أنهم يخترعون أصولاً من عندهم ثم يحكمون على من خالفها بأحكامٍ من عندهم، فليس غريباً أن يحكمَ كُلُّ واحدٍ منهما بحكم، لأنه ليس ثمَّة فيصلٌ يفصلُ بينهما.
أما جعله: " التمسكَ في عقائد الإيمان بمجرد ظواهر الكتاب والسنة من غير تفصيل بين ما يستحيل وما لا يستحيل "، من أصولِ الكُفرِ والبدَعِ، فلم يناقِض به قول الأشعريَّةِ: إن التكفيرَ حكمٌ شرعيٌّ فحسب، بل أتى بشناعة عظيمة لا أجد لردِّها أحسنَ من كلامِ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى، حين تعقب الصاوي الذي قلَّدَ السنوسي وذكرَ هذا الأصل في أصول الكفر في حاشيته على تفسير الجلالين، قال الشنقيطي: " وَقَوْلُ الصَّاوِيِّ فِي كَلَامِهِ الْمَذْكُورِ فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ: إِنَّ الْعُلَمَاءَ قَالُوا: إِنَّ الْأَخْذَ بِظَوَاهِرِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مِنْ أَصُولُ الْكُفْرِ، قَوْلٌ بَاطِلٌ لَا يَشُكُّ فِي بُطْلَانِهِ مِنْ عِنْدِهِ أَدْنَى مَعْرِفَةٍ.
وَمَنْ هُمُ الْعُلَمَاءُ الَّذِينَ قَالُوا: إِنَّ الْأَخْذَ بِظَوَاهِرِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مَنْ أَصُولُ الْكُفْرِ؟ سَمُّوهُمْ لَنَا، وَبَيِّنُوا لَنَا مَنْ هُمْ؟
وَالْحَقُّ الَّذِي لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ لَا يَقُولُهُ عَالِمٌ، وَلَا مُتَعَلِّمٌ ; لِأَنَّ ظَوَاهِرَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ هِيَ نُورُ اللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى رَسُولِهِ لِيُسْتَضَاءَ بِهِ فِي أَرْضِهِ وَتُقَامَ بِهِ حُدُودُهُ، وَتُنَفَّذَ بِهِ أَوَامِرُهُ، وَيُنْصَفَ بِهِ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي أَرْضِهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/456)
وَالنُّصُوصُ الْقَطْعِيَّةُ الَّتِي لَا احْتِمَالَ فِيهَا قَلِيلَةٌ جِدًّا لَا يَكَادُ يُوجَدُ مِنْهَا إِلَّا أَمْثِلَةٌ قَلِيلَةٌ جِدًّا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ، وَالْغَالِبُ الَّذِي هُوَ الْأَكْثَرُ هُوَ كَوْنُ نُصُوصِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ظَوَاهِرُ.
وَقَدْ أَجْمَعَ جَمِيعُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ الْعَمَلَ بِالظَّاهِرِ وَاجِبٌ حَتَّى يَرِدَ دَلِيلٌ شَرْعِيٌّ صَارِفٌ عَنْهُ إِلَى الْمُحْتَمَلِ الْمَرْجُوحِ، وَعَلَى هَذَا كُلُّ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الْأُصُولِ.
فَتَنْفِيرُ النَّاسِ وَإِبْعَادُهَا عَنْ كِتَابِ اللَّهِ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، بِدَعْوَى أَنَّ الْأَخْذَ بِظَوَاهِرِهِمَا مِنْأُصُولِ الْكُفْرِ هُوَ مِنْ أَشْنَعِ الْبَاطِلِ وَأَعْظَمِهِ كَمَا تَرَى.
وَأُصُولُ الْكُفْرِ يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَحْذَرَ مِنْهَا كُلَّ الْحَذَرِ، وَيَتَبَاعَدَ مِنْهَا كُلَّ التَّبَاعُدِ وَيَتَجَنَّبَ أَسْبَابَهَا كُلَّ الِاجْتِنَابِ فَيَلْزَمُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ الْمُنْكَرِ الشَّنِيعِ وُجُوبُ التَّبَاعُدِ مِنَ الْأَخْذِ بِظَوَاهِرَ الْوَحْيِ.
وَهَذَا كَمَا تَرَى، وَبِمَا ذَكَرْنَا يَتَبَيَّنُ أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ الضَّلَالِ ادِّعَاءَ أَنَّ ظَوَاهِرَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ دَالَّةٌ عَلَى مَعَانٍ قَبِيحَةٍ، لَيْسَتْ بِلَائِقَةٍ، وَالْوَاقِعُ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ بُعْدُهَا وَبَرَاءَتُهَا مِنْ ذَلِكَ.
وَسَبَبُ تِلْكَ الدَّعْوَى الشَّنِيعَةِ عَلَى ظَوَاهِرِ كِتَابِ اللَّهِ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، هُوَ عَدَمُ مَعْرِفَةِ مُدَّعِيهَا.
وَلِأَجْلِ هَذِهِ الْبَلِيَّةِ الْعُظْمَى، وَالطَّامَّةِ الْكُبْرَى، زَعَمَ كَثِيرٌ مِنَ النُّظَّارِ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ فَهْمٌ، أَنَّ ظَوَاهِرَ آيَاتِ الصِّفَاتِ وَأَحَادِيثَهَا غَيْرُ لَائِقَةٍ بِاللَّهِ، لِأَنَّ ظَوَاهِرَهَا الْمُتَبَادِرَةَ مِنْهَا هُوَ تَشْبِيهُ صِفَاتِ اللَّهِ بِصِفَاتِ خَلْقِهِ، وَعَقَدَ ذَلِكَ الْمَقَّرِي فِي إِضَاءَتِهِ فِي قَوْلِهِ:
وَالنَّصُّ إِنْ أَوْهَمَ غَيْرَ اللَّائِقِ = بِاللَّهِ كَالتَّشْبِيهِ بِالْخَلَائِقِ
فَاصْرِفْهُ عَنْ ظَاهِرِهِ إِجْمَاعَا = وَاقْطَعْ عَنِ الْمُمْتَنِعِ الْأَطْمَاعَا (21)
وَهَذِهِ الدَّعْوَى الْبَاطِلَةُ مَنْ أَعْظَمِ الِافْتِرَاءِ عَلَى آيَاتِ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَحَادِيثِ رَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَالْوَاقِعُ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ أَنَّ ظَوَاهِرَ آيَاتِ الصِّفَاتِ وَأَحَادِيثِهَا الْمُتَبَادِرَةِ مِنْهَا، لِكُلِّ مُسْلِمٍ رَاجِعَ عَقْلَهُ، هِيَ مُخَالَفَةُ صِفَاتِ اللَّهِ لِصِفَاتِ خَلْقِهِ " (22).
الخامسة: أن بعضَ الأصولِ التي ذكرَهَا أصولٌ صحيحةٌ، وهي من أصولِ الكفر والبدع، وهي أربعة: الجهلُ المُركَّبُ، والتقليدُ الرديءُ، والجهلُ بالقواعدِ العقليَّةِ، والجهلُ باللِّسَانِ العربيِّ.
لكِن للأشعرية من كُلِّ واحدٍ من هذه الأصول حظٌّ ونصيبٌ، فهي من أصول بدعهم حقاً!
أما الجهل المركب، فهو موجود فيهم، ومن أمثلته جهلُ كبار أئمَّتِهم بالسُّنَن والآثار، ومن هذا شأنُهُ لا يصلح أن يقلَّدَ ويؤتمَّ به في مسألة فرعية فكيف يقلد في أصل الدين!
ومما يدل على ذلك قول الجويني في رده على الإمام أبي بكر الآجريِّ رحمه الله تعالى: " أَئِمَّةُ السُّنَّةِ وَأَحْبَارُ الْأُمَّةِ بَعْدَ صَحْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ عَنْهُمْ لَمْ يُودِعْ أَحَدٌ مِنْهُمْ كِتَابَهُ الْأَخْبَارَ الْمُتَشَابِهَة، فَلَمْ يُورِدْ مَالِكٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْمُوَطَّإِ مِنْهَا شَيْئًا مِمَّا أَوْرَدَهُ الْآجُرِّيُّ وَأَمْثَالُهُ، وَكَذَلِكَ الشَّافِعِيُّ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَسُفْيَانُ وَاللَّيْثُ وَالثَّوْرِيُّ، وَلَمْ يعتَنُوا بِنَقْلِ الْمُشْكِلَاتِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/457)
وَ [نَبَغَتْ] (23) نَاشِئَةٌ ضَرُّوا بِنَقْلِ الْمُشْكِلَاتِ وَتَدْوِينِ الْمُتَشَابِهَاتِ، وَتَبْوِيبِ أَبْوَابٍ وَرَسْمِ تَرَاجِمَ عَلَى تَرْتِيبِ فِطْرَةِ الْمَخْلُوقَاتِ، وَرَسَمُوا بَابًا فِي ضَحِكِ الْبَارِي، وَبَابًا فِي نُزُولِهِ وَانْتِقَالِهِ وَعُرُوجِهِ وَدُخُولِهِ وَخُرُوجِهِ، وَبَابًا فِي إثْبَاتِ الْأَضْرَاسِ، وَبَابًا فِي خَلْقِ اللَّهِ آدَمَ عَلَى صُورَةِ الرَّحْمَنِ، وَبَابًا فِي إثْبَاتِ الْقَدَمِ وَالشَّعْرِ الْقَطَطِ، وَبَابًا فِي إثْبَاتِ الْأَصْوَاتِ وَالنَّغَمَاتِ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ قَوْلِ الزَّائِغِينَ، وَلَيْسَ يَعْتَمِدُ جَمْعَ هَذِهِ الْأَبْوَابِ وَتَمْهِيدَ هَذِهِ الْأَسبابِ إلَّا مُشَبِّهٌ عَلَى التَّحْقِيقِ، أَوْ مُتَلَاعِبٌ زِنْدِيقٌ " (24).
وكلامُه هذا يدلُّ على جهلٍ مُركَّبٍ بالسنن والآثارِ، وجهلٍ مُركَّب بأئمة السنن والآثار، نتج عنه هذا التحاملُ، وقد تعقَّب ابنُ تيمية كلامه هذا من خمسة عشر وجهاً فراجعه (25).
ومن أئمَّةِ الأشعريَّةِ من جهلُهُ بعلمِ الحديث جهلٌ بسيطٌ، فهو يجهلُ ويعلمُ أنَّهُ يجهلُ، كالغزاليِّ الذي صرح بأن بضاعته في الحديث مزجاة (26).
أما التقليدُ الرديء فكثيرٌ منهم واقعٌ فيه، بل لو قيل إن المتأخرين والمعاصرينَ من الأشعرية أساطينُ ذلك وأئمَّتُه لما كان بعيداً، حتى إنهم يقلِّدُون في ما لا يصح التقليدُ فيه، ويعتمدُون كلام أئمتهم في تصوير مذاهب خصومهم كأنه كلامٌ منزلٌ من السماء، وقد صدق الشيخ المقبلي حين قال فيهم: " وهُم في كل المذاهب يجعلُون نقلَ أسلافهم حُجَّةً على خَصمِهِم في أنَّهُ يقولُ القولَ مع أنه يتبرَّأ مِنهُ، وهو مثلُ ما يُقالُ في الحِمصِيَّاتِ: شَهِدَ عليك من هُوَ أعدَلُ منكَ! " (27)
وقال فيهم العلامة محمد الطاهر بن عاشور – مع ترجيحه لطريقتهم -: " وألزموا الناس بالتقليدِ في الدليل كما يُقلِّدون في المدلول " (28)، وهذا كلام خبير بحالهم.
أما الجهلُ بالقواعدِ العقليَّةِ، فهم وإن كانوا يدعون أنَّهم أربابُ المعقول وأئمَّةُ النظر وفرسانُ الكلام، فهم كثيرُو التناقض، وما أرقمه هنا ليس إلا أمثلة على ذلكَ.
قال ابن عاشور في أسباب تأخر علم الكلام: " ثالثها: قولُ ما لا يُعقَل واعتقادُه، وعندَهم أن ذلك من محاسنِ الإيمان، ورُبَّما جعلُوه من معنى قولِه تعالى ?الذين يؤمنون بالغيب? [البقرة:3] فمن ذلك قولُهم: "إن السمع يتعلق بالمبصرات، فهو بظاهره فاسد إلا أن يصرّحوا بأنه كناية عن العلم، وأنَّ الكلام بلا حرفٍ مع أنَّهُ كلام، وأن رُؤيتنا الله في الآخرة بالعين لكن بلا جهةٍ ولا كيفٍ، وكذلك تقريرُهم في الكسب " (29).
أما الجهلُ باللِّسانِ العربيِّ فهو موجودٌ فيهم أيضاً، ومن ذلك مفهومُ التوحيدِ عندَهُم، فإنهم عرَّفُوه بما لا يدل عليه لا لغةً ولا شرعاً.
السادسةُ: أنَّ السنوسيَّ ذكر في الشرح في الكفريات التي نشأت عن التحسينِ العقليِّ كُفرَ البراهمة (30)، وذكر في الكفريات الناشئةِ عن الأخذ بالظواهر كفرَ الثنوية (31).
أما البراهمةُ، فهم فرقةٌ مندثرةٌ لا وجودَ لها، فمن العجب أن هؤلاء إذا تطرَّقُوا إلى مسألة التحسين والتقبيح اشتغلُوا بمقارعتهم، مع أن الشبهةَ التي ينقلونها عنهم في هذه المسألةِ شبهةٌ سخيفة، لا تحتاج إلى تضخيم كتب الكلام بمناقشتها، لكنهم يموهون بذلك حتى يوهموا الدارسين أن التحسين والتقبيح يفضي إلى قول البراهمة.
مع أن من الماتريدية (32) – المثبتين للتحسين والتقبيح – من ناقش قول البراهمة دون حاجة للالتزام بقولِ الأشاعرة في النفي.
أما الثنوية، فقد ذكر أنهم استدلُّوا بقوله تعالى: ? الله نور السماوات والأرض ?، على قولِهم بألوهيَّةِ النور والظلمة، ثم اشتغل بتأويل الآية حتى يرد عليهم!
وهذا من الأمور المضحكةِ المبكيةِ، فهذه الطائفة طائفةٌ مجوسيَّةٌ ملحدةٌ لا تؤمن بالرُّسُل، فكيف يستدلُّون بهذه الآية التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم ويكون كفرُهم ناتجاً عن أخذهم بظاهرها؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/458)
وحقيقةُ الأمر أن السنوسي موَّه بذكرهم أن تهمته التي اتَّهم بها ظواهرَ الكتاب والسنة تهمةٌ صحيحة، فها هم الثنوية وقعوا في شركِهِم من أجل أخذهم بظاهر هذه الآيةِ، وهذا يكفي لجعلِ ظواهر النصوص في قفص الاتهام، وجعلِ الأخذ بها من أصولِ الكُفر والبدَع!
والحق أن الثنويةَ لا هم استدلُّوا بهذه الآية، ولا ظاهرُها يدلُّ على ما نسبَهُ إليهم من الاستدلالِ، لكن ذريعتُهُ هذه كالذَّرائع التي يتَّخذُها الغزاة الظلمة إذا أرادوا الاعتداء على بلد، فيقولون لأهله: إن فلاناً منكم فعل كذا وكذا فأنتم أصل البلاء والتهديد لدولتنا، ولا بُدَّ أن تناولُوا أشدَّ العذابِ والنَّكالِ!!
السابعة: بقي أصل واحد: وهو الإيجاب الذاتي وسأتكلم عليه لاحقاً إن شاء الله تعالى.
وقد استطردت في الكلام على ما ذكرَهُ السنوسيُّ – بما قد يكونُ خارجاً عن محل البحث – لأنَّنِي لم أعثُر على كلامٍ لأحدٍ من أهل السنة في نقضِ كلامه، ولو وجدتُّه لاكتفيت بالإحالةِ عليهِ.
وبهذه الأمثلة يتبيَّنُ أنَّ الأشعرية وإن كانُوا قد قرَّرُوا أن التكفيرَ حُكمٌ شرعيٌّ، فقد نقض بعض أئمتهم أصلَهُم هذا في أكثرِ من موضع، حتى إن بعضهم – سيما أهل التعصب منهم - يجعلون معيارَ التكفير والتبديع موافقةَ أصولهم أو مخالفتَها، حتى قال فيهم ابن القيم:
وجعلتم التكفير عين خلافِكُم = ووفاقُكُم فحقيقةُ الإيمان
فوفاقكم ميزانُ دينِ الله لا = من جاء بالبُرهانِ والفُرقان
ميزانكم ميزان باغ جاهل = والعولُ - كلُّ العول - في الميزان
أهون به، ميزانُ جَورٍ عائلٌ = بيدِ المُطفِّفِ ويلَ ذا الوزَّان
لو كان ثَمَّ حيا وأدنى مسكةٍ = من دينٍ او علم ومن إيمان
لم تجعلوا آراءكم ميزانَ كفـ = ـر الناس بالبُهتانِ والعُدوان
هبكم تأولَّتُم وساغ لكم أيك=فرُ من يخالفكم بلا برهان؟!
هذه الوقاحةُ والجراءة والجها = لةُ ويحكم يا فرقةَ الطُّغيان
الله أكبر ذا عقوبةُ تا = رك الوحيين للآراءِ والهذيان (33)
ثم قال:
الكفر حق الله ثم رسوله = بالشرع يثبتُ لا بقولِ فلانِ
من كان ربُّ العالمين وعبدُهُ = قد كفَّرَاهُ فذاك ذو الكُفرَانِ
فهلُمَّ ويحكُمُ نحاكمْكُم إلى الـ= وحيين من خبرٍ ومن قُرآنِ
وهناك يُعلَمُ أيُّ حزبينا على = الكُفرانِ حقَّاً أو على الإيمانِ (34)
وبالله التوفيق.
_____________
(1) الاقتصاد، وانظر بقية كلامه هناك.
(2) هي أسئلة سألها عبد الحق الصقلي للجويني في مكة لما جاءها حاجاً للمرة الثانية، قال ابن فرحون في الديباج (275): " ولقي - بمكة إذ ذاك - إمامَ الحرمين أبا المعالي فباحثَهُ عن أشياء، وسألَهُ عن مسائلَ أجابه عنها أبو المعالي، هي مشهورة بأيدي الناس "، وهذه الأجوبة معروفة عند المغاربة، أشار إليها القاضي عياض في الشفا في إكفار المتأولين (2/ 277)، وأثبتها الونشريسي في المعيار المعرب (11/ 231 - 248) ووقع فيه خطأ في اسم أبي المعالي إذ سماه عبد العلي، وقد أطبق المترجمون لأبي المعالي على أن اسمه عبد الملك.
(3) المعيار المعرب (11/ 244 - 245).
(4) المعيار المعرب (11/ 245).
(5) التسعينية (1/ 187).
(6) المعيار المعرب (11/ 246 - 247).
(7) سبق نقل كلامه في الحلقة السابقة.
(8) وهذا لفظ ما طلبوه منه في ورقة بعثوها إليه:" الَّذِي نَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ يَعْتَقِدَهُ أَنْ يَنْفِيَ الْجِهَةَ عَنْ اللَّهِ وَالتَّحَيُّزَ، وَأَنْ لَا يَقُولَ إنَّ كَلَامَ اللَّهِ حَرْفٌ وَصَوْتٌ قَائِمٌ بِهِ بَلْ هُوَ مَعْنًى قَائِمٌ بِذَاتِهِ، وَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَا يُشَارُ إلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ إشَارَةً حِسِّيَّةً، وَنَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ لَا يَتَعَرَّضَ لِأَحَادِيثِ الصِّفَاتِ وَآيَاتِهَا عِنْدَ الْعَوَامّ، وَلَا يَكْتُبُ بِهَا إلَى الْبِلَادِ، وَلَا فِي الْفَتَاوَى الْمُتَعَلِّقَةِ بِهَا "، وقد أجابهم ابن تيمية عن ورقتهم هذه بكتابه المعروف بالتسعينية وهو مطبوع قي ثلاثة مجلدات، أما نفي التحيز والجهةِ فأجاب عنه من ثلاثة عشر وجهاً (1/ 187 - 227)، ولم يبسط القول في هذه المسألة كما بسطها في مسألة الكلام النفسي، والسبب في ذلك أنه كان قد كتب في هذه المسألة بالتفصيل في رده على الرازي المسمى بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، فاكتفى بالإحالة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/459)
إليه.
(9) التسعينية (1/ 175 - 182).
(10) أبكار الأفكار (5/ 100،101،102).
(11) انظر الموضوعات لابن الجوزي (1/ 107 - 109).
(12) ومما وقفت عليه مما يدل على جهله بعلم الحديث وعدم تمييزه بين درجاته، أنه عندما تعرض لمسألة حجية إجماع الخلفاء الأربعة رضوان الله عليهم في إحكام الأحكام (1/ 357) ذكر في حجة من قال بحجية إجماعهم قوله صلى الله عليه وسلم: " اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِى أَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ " وهو حديث حسن أخرجه أحمد والترمذي وغيرهما، فعارضه بحديث موضوع وهو أصحابي كالنجوم، ثم قال: " ليسَ العمل بأحد الخبرين أولى من الآخر "!!
(13) المواقف (3/ 561)، وهذه العبارة متواترة عن السلف، وقد أجابا عن الاستدلال بها بأن المراد بالمخلوق المكذوب، وهذا غلط ظاهر وجواب سخيف لا يقوله من عرَفَ حقيقة كلام السلف في المسألة، ونكتة الأمر أن ما سماه المعتزلة والجهمية مخلوقاً يتفق الأشعرية معهم على خلقه، ولذلك لا يمكنهم تكفيرهم، انظر التسعينية (2/ 686 - 687).
(14) شرح المقدمات (111)
(15) شرح المقدمات (111)
(16) شرح الخريدة البهية (24 - 26).
(17) مدارج السالكين (3/ 402)، (3/ 408).
(18) شرح الخريدة البهية ص26 - 27.
(19) شرح المقدمات (110).
(20) شرح المقدمات (115).
(21) رائحة الجنة شرح إضاءة الدُّجُنَّة (151).
(22) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (7/ 472 - 474)، ويلزم مراجعة كلام الشيخ بتمامه في رده على هذه المقالة فهو كاف شاف.
(23) في المطبوع: " وسعت "، والتصحيح من التسعينية (2/ 901).
(24) الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى للقرطبي (2/ 201 - 202).
(25) انظر التسعينية: (3/ 902 وما بعدها)، وقد نبه الحافظ ابن حجر إلى أغلاط الجويني في التصحيح والتضعيف في أكثر من موضع من تلخيص الحبير انظر مثلاً: (1/ 419)، (2/ 48)، (2/ 125)، (2/ 150)، (3/ 202)، (3/ 425) (4/ 227)، (4/ 447)، ونقل عن ابن الصلاح قوله بعد أن تعقبه في ادعائه الاتفاق على تصحيح حديث (4/ 164): " وله أشباه بذلك كثيرة أوقعه فيها اطِّرَاحهُ صناعة الحديث التي يفتقر إليها كلُّ فقيهٍ وعالم ".
(26) وذلك في آخر رسالته قانون التأويل (30).
(27) العلم الشامخ (163).
(28) أليس الصبح بقريب (182).
(29) أليس الصبح بقريب (182).
(30) شرح المقدمات (113).
(31) شرح المقدمات (117).
(32) انظر كلام أبي المعين النسفي في تبصرة الأدلة.
(33) الكافية الشافية الأبيات (4389 - 4397)، ص (232).
(34) الكافية الشافية الأبيات (4441 - 4444) ص (234) وأبيات ابن القيم في هذه المسألة طويلة فراجعها ص (232 - 237)، وقد انتقيت منها ما يناسب المقام.
الحلقة السابقة:
تناقضات الأشعرية (13): في حقيقة الكفر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=207521)
المقال في المرفقات
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[10 - 04 - 10, 02:45 م]ـ
للرفع , رفع الله قدر كاتبه
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[12 - 04 - 10, 02:09 م]ـ
بارك الله فيك، ونفع بك ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[13 - 04 - 10, 03:11 م]ـ
ولكم - جميعاً - بالمثل.(62/460)
سؤال عاجل جدا ياأهل العقيدة
ـ[الصابرة]ــــــــ[10 - 04 - 10, 12:10 ص]ـ
حرره المشرف
ينظر هذا الرابط
http://www.saaid.net/Doat/almuwahid/6.htm
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[10 - 04 - 10, 01:02 ص]ـ
أختي وفقها الله لماذا تنقلين كلام أهل البدع وتقرأينه فهذا غيث الغالبي من المبتدعة الضلال المحاربين للعقيدة السلفية
والسلف كانوا ينهون عن قراءة كلام المبتدعة حتى لايعلق في ذهن السني فالله يهدينا وإياك
كلامه فيه أخطاء كثيرة خفيت عليك قد يكون لقلة علمك فهو يخلط ويراوغ ويدخل توحيد الربوبية في توحيد الألوهية وإن شاء الله اكتب رد عليه يبين دسه للباطل وتغريره لضعفاء العلم
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[10 - 04 - 10, 01:20 ص]ـ
أول تلبيس للمبتدع الغالبي أنه أوهم الناس أن هذا قول أتباع محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ولم يذكر أن هذا القول قال به كثير من علماء السلف
تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد - (1/ 17)
النوع الأول توحيد الربوبية والملك وهو الاقرار بأن الله تعالى رب كل شيء ومالكه وخالقه ورازقه وأنه المحيي المميت النافع الضار المتفرد بإجابة الدعاء عند الاضطرار الذي له الامر كله وبيده الخير كله القادر على ما يشاء ليس له في ذلك شريك ويدخل في ذلك الايمان بالقدر وهذا التوحيد لا يكفي العبد في حصول الاسلام بل لا بد ان يأتي مع ذلك بلازمه من توحيد الآلهية لان الله تعالى حكى عن المشركين أنهم مقرون بهذا التوحيد لله وحده قال تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون وقال تعالى ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله وقال و لئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الارض من بعد موتها ليقولن الله وقال تعالى أمن يجيب المضطر اذا دعاه الآية
فهم كانوا يعلمون أن جميع ذلك لله وحده ولم يكونوا بذلك مسلمين بل قال تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون قال مجاهد في الآية إيمانهم بالله قولهم إن الله خلقنا ويرزقنا ويميتنا فهذا إيمان مع شرك عبادتهم غيره رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وعن ابن عباس وعطاء والضحاك نحو ذلك فتبين أن الكفار يعرفون الله ويعرفون ربوبيته وملكه وقهره وكانوا مع ذلك يعبدونه ويخلصون له أنواعا من العبادات كالحج والصدقة والذبح والنذر والدعاء وقت الاضطرار ونحو ذلك ويدعون أنهم على ملة ابراهيم عليه السلام فأنزل الله تعالى ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين وبعضهم يؤمن بالبعث والحساب وبعضهم يؤمن بالقدر.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية
وهذا فى القرآن كثير
وليس المراد بالتوحيد: مجرد توحيد الربوبية وهو اعتقاد أن الله وحده خلق العالم كما يظن ذلك من يظنه من أهل الكلام والتصوف ويظن هؤلاء أنهم إذا أثبتوا ذلك بالدليل فقد أثبتوا غاية التوحيد وأنهم إذا شهدوا هذا وفنوا فيه فقد فنوا فى غاية التوحيد فإن الرجل لو أقر بما يستحقه الرب تعالى من الصفات ونزهه عن كل ما ينزه عنه وأقر بأنه وحده خالق كل شئ لم يكن موحدا حتى يشهد بأن لا إله إلا الله وحده فيقر بأن الله وحده هو الإله المستحق للعبادة ويلتزم بعبادة الله وحده لا شريك له و الإله هو المألوه المعبود الذى يستحق العبادة وليس هو الإله بمعنى القادر على الاختراع فإذا فسر المفسر الإله بمعنى القادر على الاختراع واعتقد أن هذا المعنى هو أخص وصف الإله وجعل إثبات هذا هو الغاية فى التوحيد - كما يفعل ذلك من يفعله من متكلمة الصفاتية وهو الذى يقولونه عن أبى الحسن وأتباعه لم يعرفوا حقيقة التوحيد الذى بعث الله به رسوله صلى الله عليه و سلم فإن مشركى العرب كانوا مقرين بأن الله وحده خالق كل شئ وكانوا مع هذا مشركين قال تعالى: '12: 106' {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} قالت طائفة من السلف تسألهم: من خلق السموات والأرض؟ فيقولون: الله وهم مع هذا يعبدون غيره قال تعالى: '23: 84 - 89' {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل أفلا تذكرون * قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم * سيقولون لله قل أفلا تتقون * قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل فأنى تسحرون} فليس كل من أقر بأن الله تعالى رب كل شئ وخالقه يكون عابدا له دون ما سواه داعيا له دون ما سواه راجيا له خائفا منه دون ما سواه يوالى فيه ويعادى فيه ويطيع رسله ويأمر بما أمر به وينهى عما نهى عنه وعامة المشركين أقروا بأن الله خالق كل شئ وأثبتوا الشفعاء الذين يشركونهم به وجعلوا له أندادا قال تعالى: '39: 43، 44 ' {أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أو لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون * قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض} وقال تعالى: '10: 18' {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون} وقال تعالى: '6: 14' {ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون} وقال تعالى: '2: 165' {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله} ولهذا كان أتباع هؤلاء من يسجد للشمس والقمر والكواكب ويدعوها ويصوم وينسك لها ويتقرأ إليها ثم يقول: إن هذا ليس بشرك إنما الشرك إذا اعتقدت أنها المدبرة لى فإذا جعلتها سببا وواسطة لم أكن مشركا ومن المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام أن هذا شرك انتهى كلامه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/461)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[10 - 04 - 10, 01:28 ص]ـ
ومن الرد على المدلس الغالبي
الكتاب: تجريد التوحيد المفيد
المؤلف: الإمام تقي الدين أحمد بن علي المقريزي الشافعي المتوفى عام 845 هـ
فهذا المقريزي لاهو وهابي ولا حنبلي؟؟؟
قال رحمه الله>>>>
فتوحيد الربوبية هو الذي اجتمعت فيه الخلائق، مؤمنها وكافرها، وتوحيد الألوهية مفرق الطرق بين المؤمنين والمشركين، ولهذا كانت كلمة الإسلام لا إله إلا الله، ولو قال لا رب إلا الله لما أجزأه عند المحققين، فتوحيد الألوهية هو المطلوب من العباد. ولهذا كان أصل ((الله)) الإله، كما هو قول سيبَوَيه، وهو الصحيح وهو قول جمهور أصحابه، إلا من شذ منهم.
وبهذا الاعتبار الذي قررنا به الإله، وأنه المحبوب لاجتماع صفات االكمال فيه كان الله هو الاسم الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العليا، وهو الذي ينكره المشركون ويحتج الرب سبحانه وتعالى عليهم بتوحيدهم ربوبيته على توحيد ألوهيته، كما قال الله تعالى} قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ءآلله خير أما يشركون، أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ماكان لكم أن تنبتوا شجرها أءله مع الله بل هم قوم يعدلون {"النمل:59و60". وكلما ذكر تعالى من آياته جملة من الجمل قال عقبها} أله مع الله {فأبان سبحانه وتعالى بذلك أن المشركين إنما كانوا يتوقفون في إثبات توحيد الإلهية لا الربوبية على أن منهم من أشرك في الربوبية كما يأتي بعد ذلك إن شاء الله تعالى.
وبالجملة فهو تعالى يحتج على منكري الإلهية بإثباتهم الربوبية. ويتركهم سدىً معطلين لا يؤمرون ولا ينهون، ولا يثابون ولا يعاقبون، فإن الملك هو الآمر الناهي المعطى المانع الضار النافع المثيب المعاقب.
ـ[الصابرة]ــــــــ[10 - 04 - 10, 02:44 ص]ـ
لم أكن أعرف عن الغالبي هذا هدانا الله وإياه
لكن انظر هذا أيضا في منتدى الالوكة http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19015
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[10 - 04 - 10, 03:46 ص]ـ
وفقك الله
والحقيقة هذا غيث الغالبي من مدسة المدلس الأكبر صالح الأسمري فهو من مريديه وممن أسلم عقله لهذه الأسمري التائه الكذاب!!! فانتبهي اختي وفقك الله من كلامهم ولمزهم
وقد بان واتضح بحمد الله أن هذا الغالبي كاذب على اتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومدلس في كلامه
وبالنسبة للرابط في موقع ألوكة المجلس العلمي فهو نفس كلام الغالبي
فيا أختي وفقك الله اعلمي أن النت يحوي شبهات متعددة ما تصلح للقراءة لكل واحد من الناس فلازم نحتاط ونشوف من هذا الكاتب قبل ما نقتنع بكلامه لأن هذا الأمر دين فننظر ممن نأخذ ديننا
فالمشركين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون بخلق الله للسماوات والأرض وغيرها (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) فالله أثبت إيمانهم وحكم عليهم بالشرك
والإيمان الذي فعلوه هو داخل في توحيد الربوبية على حسب الاصطلاح
واعلمي أختي أن تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أنواع تقسيم للتقريب من العلماء وليس في القرآن والحديث تقسيم فلا مشاحة في الاصطلاح مثل ما قسم العلماء الحديث إلى صحيح وضعيف وحسن ومثل أصول الفقه وغيرها من التقسيمات الكثيرة في العلوم الشرعية وغير الشرعية
والغالبي يحاول أن يثبت أن بعض المشركين لايقرون بكل الربوبية وهذا قد ذكره العلماء قبله وقد اقتصر في النقل على الشمس السلفي لحاجة في نفس الغالبي المدلس!!!!
فبعض العرب كان لايقر بالبعث وبعضهم لايقر بالقدر فكان كلام العلماء بالتفصيل أن المشركين الذي خاطبهم الله تعالى بتلك الآيات كانوا يقرون بها كما ثبت في القرآن فهذا معنى إيمانهم بتوحيد الربوبية أما كونهم أو كون بعضهم لايقر ببعض تفاصيل توحيد الربوبية فلا ينفي وصفهم بالإيمان بتوحيد الربوبية لأن العبرة بالغالب وقد نص القرآن على أنهم مؤمنين بقوله تعالى (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) فأثبت إيمانهم بالله وهو توحيد الربوبية ووصفهم بالشرك لعدم الإيمان بتوحيد الألوهية؟
ـ[عبدالله البدري]ــــــــ[10 - 04 - 10, 02:36 م]ـ
لكن دائمًا ما نسمع عن الأغريق -مثلاً- أنه هناك إله للحب!!!
وإله للمطر .... وإله للجبال -إسمه أطلس- ومنه سميت الكتب المصورة المعروفة بالأطالس ....
فلماذا لا نقول أنه أصاب في هذه الجزئية ونستفيد منه ... ولنا في شيخ الاسلام قدوة حيث كان يستفيد من ابن رشد في نقده للأشاعرة .. ومن نقد الغزالي للمعتزلة ..
ـ[أبو عبد الرحمان أمين الجزائري]ــــــــ[11 - 04 - 10, 05:14 م]ـ
موضوع رائع للنقاش والرد على الشبه وأقوال المبتدعة لكن حبذا لو كان بأدب واحترام حتى يكون وقعه أكبر على القلب والعقل ...
ـ[ام عبدالرحمن باصريح]ــــــــ[11 - 04 - 10, 06:29 م]ـ
لم أكن أعرف عن الغالبي هذا هدانا الله وإياه
لكن انظر هذا أيضا في منتدى الالوكة http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19015 هدانا الله تعالى واياكي الي الحق ياختي لاتجعلي النت هو الشيخ نعلم الان ان في كل بيت شيخ وهو النت انا مثلكي ياختاه اطلب الفتوى من ملتقى اهل الحديث وكذلك اسأل من هم اهل للعلم ولااعتمد على الفتوى التي تكون في النت فقط بل ابحث اكثر الي ان اقتنع ان هذه هو الصواب(62/462)
حمّل كتاب إجتماع الجيوش والدساكر في الرد على بن عساكر
ـ[أبو البركات]ــــــــ[10 - 04 - 10, 03:46 ص]ـ
وجدته في احد المواقع ...
فهو كتاب كنا ننتظره يطبع من سنوات
والان وجدته
وهو كتاب في الرد على بن عساكر في كتابه تبين كذب المفتري
ومبالغته في تبجيل الأشعري وذم الأهوازي
وهذه نسخة ضوئية منه:
http://www.archive.org/download/jamaa_juyuch_mibrad_199/jamaa_juyuch_mibrad.pdf
ـ[ابوالمنذرالأزهرى]ــــــــ[10 - 04 - 10, 03:56 م]ـ
للأسف الرابط لا يعمل أخي الحبيب
ـ[أبو البركات]ــــــــ[10 - 04 - 10, 06:01 م]ـ
للأسف الرابط لا يعمل أخي الحبيب
عزيزي الرابط يعمل معي
جرب هذه الصفحه
http://www.archive.org/details/jamaa_juyuch_mibrad_199
واذهب الى المستطيل الذي على اليسار واختر الرابط الثاني وهو PDF (http://www.archive.org/download/jamaa_juyuch_mibrad_199/jamaa_juyuch_mibrad.pdf)
ـ[أبو الوليد الدمشقي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 12:49 ص]ـ
نعم الرابط يعمل ... جزاك الله خيراَ.
ـ[عمرو جمال حسن أبوشاهين]ــــــــ[12 - 04 - 10, 09:58 ص]ـ
من بن عساكر الذي تعنيه، هل هو صاحب تاريخ دمشق المعروف، برجاء توضيح الصورة كاملة و ما هو افتراؤه و كذبه؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو البركات]ــــــــ[13 - 04 - 10, 02:46 م]ـ
من بن عساكر الذي تعنيه، هل هو صاحب تاريخ دمشق المعروف، برجاء توضيح الصورة كاملة و ما هو افتراؤه و كذبه؟
جزاكم الله خيرا
نعم ابن عساكر صاحب تاريخ دمشق وصاحب تبين كذب المفتري.
واقرأ الكتاب لكي تتضح لديك الصورة.
ـ[بدري أبوعاصم]ــــــــ[13 - 04 - 10, 11:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[14 - 04 - 10, 01:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو زياد القاهري]ــــــــ[17 - 04 - 10, 09:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو البركات]ــــــــ[18 - 04 - 10, 04:52 م]ـ
جزاكم الله خير وجزى الله من صوره ورفعه لكي يستفيد منه طلاب العلم
ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[18 - 04 - 10, 07:16 م]ـ
جزاك الله خيرا على ما قدمت
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[13 - 05 - 10, 06:18 م]ـ
بل الرابط يعمل، وجزاك الله خيرا على هذا الكتاب القيم.
ـ[أبو هريرة ربيع العلالي]ــــــــ[13 - 05 - 10, 09:02 م]ـ
جزاك الله خيرا(62/463)
إشكالية في التعامل مع بعض الأحاديث
ـ[أبو النفير]ــــــــ[10 - 04 - 10, 10:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
هناك عندي إشكالية في فهم بعض الأحاديث المتعلقة بما سيحدث بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم نتج عنها سؤالان وهما هل هناك نسخ في بعض الأحاديث الصحيحة السند التي تتكلم عن ما سيحدث في آخر الزمان؟ وهل إذا خالف ظاهر خبر الآحاد الحس والواقع يجب التوقف فيه وعدم تكلف تأويله إذا كان سنده صحيحا ولم يعثر له على ناسخ؟ حيث أنه عند مطابقة بعض الأحاديث لما حدث بالفعل في الواقع نجد أن بعضها قد حدث بالفعل والبعض الآخر لم يحدث فمنها كما في أحاديث فتح القسطنطينية فهناك أحاديث تخبر أن فتحها قبيل خروج الدجال مباشرة وأنها ستفتح بالتكبير وسيكون أسلحة المسلمين يومئذ هي السيوف وأحاديث أخرى تخبر أنها ستفتح قبل رومية وأنها ستغزى أكثر من مرة حتى تفتح والواقع جاء بأنها بالفعل تعدد غزوها أكثر من مرة وفتحت في زمن محمد الفاتح وتغير اسمها وصارت مدينة إسلامية وأصبحت أسوارها أطلالا وانتهى حكم قيصر فيها للأبد واستخدم المسلمون في فتحها ودك أسوارها المدافع ومازالت روما في أيدي الروم الغربيين اليوم ومازالت لها قيمة عقدية عندهم ففيها الفاتيكان الذي يعتبر مركز النصرانية الكاثوليكية في العالم، ومنها كما في الأحاديث التي تتحدث عن عمر أمة الإسلام وقرب قيام الساعة فبعضها يخبر أنها تقوم قبل مائة عام وأنها تقوم إذا بلغ الصحابي الصغير الهرم وأن عمرها قصير مقارنة بعمر أمتي اليهود والنصارى وهناك أحاديث أخرى تخبر أنها لن تقوم قبل نصف يوم أي خمسمائة عام وآيات القرآن تصرح بأنه لا يعلم مخلوق بزمن وقوعها وأنها قد تقع قريب أو بعيد والواقع جاء بأن عمر أمة الإسلام إلى وقتنا الحالي زاد على الألف وأربعمائة عام وهذا زمن طويل لا شك في ذلك وهو يزيد عن عمر أمة النصارى قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم على قول أكثر المؤرخين،ومنها كما في الأحاديث التي تتحدث عن الملاحم مع الروم فهناك أحاديث تخبر أن الملحمة تحدث بعد عمران بيت المقدس وخراب يثرب وفيها هلاك الروم وذهاب ملكهم وأخرى تخبر أن الساعة لا تقوم إلا والروم أكثر أهل الأرض أن ملكهم سيثبت والواقع جاء بأن الروم الآن بالفعل هم أكثر أهل الأرض عددا وقوة وأن الملحمة لم تحدث بعد خراب يثرب في واقعة الحرة بعد بناء المسجد الأقصى وتعمير القدس، وهناك أحاديث أخرى تخبر أن خيل الجهاد في نواصيها الخير إلى يوم القيامة والواقع يخبر بأن حقبة الخيول قد انتهت منذ أكثر من مائة عام بعد اختراع المركبات المتنوعة والطائرات وأنه حتى لو انتهى الوقود التقليدي الذي تعمل به فهناك وقود غير تقليدي باستخدام الطاقة المتجددة ومنها الطاقة الشمسية وكذلك الأحاديث التي تتحدث عن أسلحة آخر الزمان وأنها السيوف والرماح والواقع يشهد بأن حقبة الأسلحة القديمة قد انتهت منذ أكثر من سبعمائة عام بعد اختراع البارود وأصبح الآن أسلحة دمار شامل بل وحتى القنابل البسيطة يمكن تصنيعها في المنزل بأدوات بسيطة للغاية ولم يعد هناك حاجة لسيوف أو غيرها من الأسلحة القديمة.
ـ[أبو سليمان الهاشمي]ــــــــ[10 - 04 - 10, 11:25 ص]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
لدي بعض التنبيهات بخصوص هذا الموضوع أذكرها هنا لعل الله أن ينفع بها
أولا لسنا مكلفين أن نشغل أنفسنا بهذه الإشكاليات 0 فالمطلوب منا هو العمل الذي أمرنا به في الكتاب والسنة0 وحتى الذين شغلوا أنفسهم بتنزيل بعض الاحاديث النبوية على وقائع معينة قد حصل فيهم الإختلاف الكبير0 ودخل بعضهم في التخريف والقطع والجزم بأمور لا سبيل إلى القول بها إلا بالوحي المعصوم مع أن سبيل النجاة -في هذا الباب وغيره - مراجعة كلام اهل العلم والشأن في مثل هذه الأمور 0
ثانيا حدوث النسخ لا يكون في الأخبار كما معلوم وإنما موضعه مسائل الأحكام 0 وإذا صح الحديث فدعك من موضوع الآحاد أو التواتر 0
ثالثا أما ما ذكرته من بعض المسائل فلا إشكال فيها -إن شاء الله- فالقسطنطينية فتحت سابقا ولا ما نع أن تفتح مرة أخرى لعودة استيلاء الكفار عليها 0وأما المراد بالساعة في حديث المائة عام فهي الموت وليس يوم القيامة وأما الخيول فمن قال لك بأن دورهاقد انتهى بل هناك مناطق وعرة في بعض الثغور ما زالت تستخدم فيها الخيول إلى يومك هذا حيث لا تستطيع الوسائل الحديثة للنقل دخولها 0وأما السيوف فهي البديل الجاهز إذا انتهت الأسلحة الحديثة وهي معرضة بلا شك للإنتهاء اذا ما انتهت المواد التي تحركها كالوقود مثلا أو الكهرباء أو غيرها 0
والله أعلم وصلى وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين(62/464)
مقال أعجبني ... أدعوكم لقراءته .....
ـ[عبدالله البدري]ــــــــ[10 - 04 - 10, 02:03 م]ـ
أخواني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....
أحببت أن تشاركوني في قراءة هذا المقال ... والاستفادة منه ....
إنما السلفية منهج .. ذو أصول ومصادر
زين العابدين الركابي
انتسب كثيرون إلى مصطلح (السلفية) أو السلف: أفرادا أو جماعات - في القديم والحديث - كما خاض كثيرون في هذا المصطلح خوضا شوش عليه وكاد يقتلعه من مكانه ويجعله شيئا آخر. (والعجب من هذا ينتهي أو يتدنى بالقياس إلى أن الإسلام نفسه قد اضطرب كثيرون في فهمه في القديم والحديث أيضا) .. فهناك - في عصرنا هذا - من تخصص في نقد السلفية: متهما إياها بأنها وراء تخلف المسلمين ووراء (غيبوبة) العقل العربي الإسلامي، ووراء العنف والإرهاب، ووراء كل مصيبة حلت بالمسلمين .. وهناك من جعل السلفية (نقيضا) للاجتهاد والتجديد .. وهناك من اطّرح منها أئمة كثيرين: توطئة لعزلها ثم نبذها .. وهناك من حول السلفية إلى (حزبية) تتبارى أو تتنافس مع الأحزاب الأخرى - الدينية وغير الدينية - في التنظيم والسرية والصراعات السياسية والكسب الجماهيري إلخ .. وهناك من يتوسل بـ (المكر الفكري) - في نقض السلفية - إلى هدف سياسي وهو محاولة هدم نظام سياسي واجتماعي معين: ارتبط بالسلفية في نشأته ومسيرته .. وهناك من دعا إلى مزاحمة السلفية بإحياء تيارات أخرى (كما فعلت مؤسسة راند مثلا) .. ومنهم من يستخدم مصطلح السلفية كـ (شتيمة) ملفوفة لأهل السنة والجماعة!
كل هذا التشويش - والتشويه - وقع، ولا يزال يقع .. والخيارات العلمية والفكرية بإزاء هذا الواقع هي:
1 - إما إقرار التشويش والتلبيس والتدليس والتحريف، أي إقرار (الواقع) السيئ دون نقد ولا نقض، وهو إقرار يترتب عليه ديمومة اضطراب مفهوم السلفية في الأذهان والتصورات والمنازع والمسالك.
2 - وإما إعمال منهج النقد في هذا التشويش بهدف جلاء المفهوم الصحيح للسلفية .. ولقد اخترنا الخيار الثاني الذي نحسبه أقرب إلى العقل والشرع، كما نحسبه أرجى إلى إصلاح (الفوضى الفكرية) حول هذا المصطلح أو المفهوم.
ولنبدأ جهد التصحيح والتصويب بسؤال توجبه البداهة السريعة، كما يوجبه التأمل العقلي العميق الطويل وهو: بمَ تعرف السلفية أو السلفي؟ .. هل السلفية جسم يلمس باليد، أو رائحة تشم بالأنف، أو هو مطعوم يذوقه اللسان؟ .. ليست السلفية شيئا من ذلك، وبنفي ذلك كله، يثبت أن السلفية (مفهوم معنوي) أو (منهج): ينبغي أن يعرف بما تعرف به المناهج المعتبرة من حيث الأسس والقواعد والمصادر والأصول.
في ضوء ذلك نقول - باطمئنان علمي -: إنما السلفية منهج ذو أصول ومصادر .. ومنها: أصل (العقلانية) وبه نبدأ .. كان صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبّادا أتقياء .. نعم .. هذه خاصية واضحة من خصائص شخصياتهم .. وثمة خاصية أخرى ساطعة كذلك وهي: أن تفكيرهم وكلامهم اتسما بالسداد الفكري، والرشد العقلي .. ومصدر ذلك هو بالتوكيد: تأثرهم الفطن العميق بخطاب القرآن في مجالات ثلاثة - على سبيل المثال -: مجال إعلاء قيمة العقل باطراد في القرآن: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) .. ومجال أن العقل هو المفتاح الأول - والضروري - لفهم القرآن: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) .. ومجال أن (التوحيد) - وهو قضية القرآن الكبرى - ينشّط العقل ويحرره من غواشي الغيبوبة .. فمن لوازم التوحيد الخالص: تحرير العقل - بعمق وشمول - من مضادات العقل مثل: الخرافة والوهم والدجل والكهانة وأغلال التقاليد الجاهلة الفاسدة، وحين يطّهر العقل من ذلك كله، يستد التفكير (من السداد) .. ويرشد العقل .. وهكذا كان الصحابة رضوان الله عليهم .. وما هذا بعجب!! .. فقد قاد نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم (النهضة التنويرية الكبرى) في التاريخ البشري كله .. وكان مفتاح هذه النهضة هو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/465)
(إحياء العقل)، وهذه هي البداية الحقة لأي نهضة مستنيرة نافعة، إذ لا نهضة حقيقية - في أي حقل - في غياب العقل، أو في حال تحجره وجموده .. والنبي هو إمام الصحابة ومعلمهم ومزكيهم .. ولقد ورث التابعون هذا (الأصل العقلاني) عن الصحابة .. ثم تتابع ضياء هذا الإرث في القرون المستنيرة الصالحة من بعد .. ومنها - بالقطع - القرون التي ظهر فيها الأئمة الأربعة: أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل (والترتيب هنا وفق الوجود التاريخي المتتابع لهم).
ومن الغرائب - التي تصطدم بأصل العقلانية عند السلف -: أن هناك من يجعل (سلفية) الإمام أحمد مثلا في مقابل نقيض وهو (عقلانية) المعتزلة، وكأن المعتزلة (أعقل) من الإمام أحمد، على حين أن العكس هو الصحيح (نقول ذلك دون تجريد لعدول المعتزلة من كل فضيلة) .. مثال ذلك: أن المعتزلي اخترع إشكالا من عند نفسه حين قاس يد الله – تعالى - على يد نفسه!، وهذا موقف غير عقلاني، لأن القياس العقلي إنما يكون بين المتماثلات .. والتماثل منفي - ها هنا - .. ثم حاول المعتزلي الخروج من هذا الإشكال بنفي صفة اليد عن الله عز وجل .. لكن الإمام أحمد - وأمثاله من أئمة السلف - آمنوا بصفات الله كما وردت في الكتاب والسنة - وهذا عين العقل - ذلك أن معظم المعارف في حياة الناس هي معارف (خبرية): لا عَيَانِيّة .. ومع ذلك لسائل أن يسأل - طلبا لمزيد من الاقتناع - وأين دور العقل الراجح في قضية الأسماء والصفات؟ .. والجواب هو: أن العقل يؤمن - بادئ ذي بدء - بوجود الله عن طريق البراهين الكونية التي تؤدي بالضرورة - لدى الأسوياء من الناس - إلى الإيمان بوجود الله. لكن الإيمان بأسمائه وصفاته لا يكون إلا عن طريق الوحي وحده .. لماذا؟ لأن الناس لا يرون الله ليتسنى لهم وصفه سبحانه - حيث إن الوصف الحقيقي لا يكون إلا بالرؤية - .. ولقد قيل (ولا يتقن الوصف من لم يشاهد) .. وإنما الذي يصف نفسه هو الله وحده، ولأجل هذا نزل الوحي على الأنبياء والمرسلين، ذلك أن أول مقصد من مقاصد الوحي هو: تعريف الناس بربهم جل ثناؤه: تعريفهم بأسمائه وصفاته .. ولقد قال المشركون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: انسُب لنا ربك .. صِفْ لنا ربك. فجاء العلم بالأسماء والصفات من الله: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. اللَّهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) .. والبرهان العضد هو: أن الناس حين حاولوا التعرف على أسماء الله وصفاته بدون وحي: تخبطوا وتاهوا وضلوا ضلالا بعيدا في وصفه سبحانه. ولذا استفاضت الآيات التي تنزه الله عن هذا الوصف الضال الجاهل والتي تثبت له ما يليق بجلاله وكماله .. ومن ذلك آيات الأنعام: (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ. بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ. لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ).
وعوْد على منشأ السياق - في هذا المحور العقلاني - نسأل: أي الفريقين أوفى ذكاء، وأرجح عقلا: (المعتزلي) الذي عطل فتورط فنفى فتورط - أيضا - بناء على قياس عقلي فاسد؟ .. أم (السلفي) العاقل الذي أثبت الإيمان بوجود الله عقلا، وأثبت الإيمان بالأسماء والصفات: وحيا وخبرا. وهو خبر يعقله العقل أيضا، أي من حيث الاقتناع العقلي بقدرة الله المطلقة على ابتعاث الرسل وإنزال الكتب التي (تخبر) الناس بأسماء الله وصفاته: خبرا عليما حقيقيا يقينيا منزها عن التخرصات والظنون والأوهام، لأنه خبر مصدره الله العليم بنفسه وأسمائه وصفاته تقدس في علاه: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا)؟
وبمقتضى هذا الأصل (العقلاني والخبري): اجتمع الأئمة الكبار، ولم يختلفوا في أصول الاعتقاد .. فعقيدة الأئمة الأربعة المشهورين (أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل) هي (عقيدة واحدة) في الأسماء والصفات وفي سائر أمهات الاعتقاد. بل إن ما حرره الأحناف والمالكية والحنابلة في هذا الاعتقاد يكاد يكون (متطابقا) حتى في لفظه، وكأن (لجنة مشتركة) قد حررت هذه العقيدة وصاغتها وضبطت عبارتها:
1 - نجد ذلك فيما حرره أبو القاسم اللالكائي في (أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) حيث لخص اعتقادات أحمد بن حنبل، والبخاري، والثوري، والأوزاعي، وابن عيينة، وابن المديني، وأبي ثور، وأبي زرعة، وأبي حاتم، والتستري، وابن جرير الطبري.
2 - ونجد ذلك فيما كتبه (القيرواني) المالكي في مقدمة الرسالة حيث حرر عقيدة المالكية، بَلْه أهل السنة والجماعة.
على أن (الأصل العقلاني) - عند السلف - مستصحب كذلك في مجال الفقه: باطراد وتوسع. فـ (القياس) من أوسع أبواب الاجتهاد الفقهي .. والقياس (عمل عقلي) في الصميم.(62/466)
صوفية حضرموت يجوزون الصراط يوم القيامة وهم يتواجدون ويرقصون بالسماع مع مشايخهم .. !!
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[10 - 04 - 10, 07:08 م]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
صوفية حضرموت
يجوزون الصراط يوم القيامة وهم يتواجدون ويرقصون بالسماع مع مشايخهم
سننقل لكم اليوم إستخفاف صوفية حضرموت باليوم الأخر والله المستعان .. !!
تعد مرحلة المرور على هذا الصراط من أخطر الكرب التي سيواجهها المسلم يوم القيامة، وإن المؤمن لن يهدأ روعه حتى ينجو من هذا الصراط ويتركه وراء ظهره ففيه من الأهوال والفزع والخوف والرعب ما لا تتحمله عقول الخلق ولا نفوسهم .. !!
ومن شدة هوله أنه لا يتكلم عند إجازته إلا الرسل داعين الله تعالى بالسلامة لمن عبره من أتباعهم، حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( .... فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته، ولا يتكلم يومئذٍ إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذٍ: اللهم سلم سلم .... ) [رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني (24/ 157)، والبخاري واللفظ له (806)، ومسلم (182)، وابن ماجه (4280)] .. !!
فالرسل كلامهم يومئذ اللهم سلم سلم .. ولكن صوفية حضرموت يومئد يتراقصون ويتواجدون بالسماع مع مشايخهم .. !!
نعم يتراقصون .. ورد في كتاب مخطوط "الجوهر الشفاف" الجزء الثاني للمؤلف "عبدالرحمن الخطيب النصاري" .. !!
في الحكاية 356 وهي 115 من مناقب السقاف مانصة:
((قال قيس ياسيدي قالوا أن الفقراء يوم القيامة يجوزون على الصراط بالسماع وهم يتواجدون مع شيخهم، فقال الشيخ نعم يجوزون على الصراط فما يقدرون على العبور فيضربون السماع ويطيرون إلى الجنة فقال قيس ونحن معهم فقال الشيخ نعم كلا مع صاحبه وكان رضي الله عنه كثير ما يتواجد في السماع)) .. [ص: 104] .. !!
لاحظوا قوله (نعم يجوزون على الصراط فما يقدرون على العبور) وهذا دليل على أنه هؤلاء لايستطيعون المرور على الصراط والحل في نظر هذا الصوفي القبوري الحضرمي (يضربون السماع ويطيرون إلى الجنة) أفترى على أم به جِنَّةٌ .. !!
ينجون من الصراط بالطرب والرقص والله المستعان .. فأين هم من هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. ؟؟!!
ونكمل خرافات صوفية حضرموت (وقال أحمد بن عمر علوي أبو علوي وقع سماع عند قبر نبي الله هود على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام بمحضر شيخنا الشيخ عبدالرحمن رضي الله تعالى عنه فأخذ الشيخ بيدي وجذبني وقال لي قم وأرقص عسى احد يأخذ بيدك على الصراط هكذا فقمت ورقصت) .. [ص: 105] .. !!
هكذا يعلم الشيخ المريد على الرقص بالدنيا حتى إذا جاء يوم القيامة ومر على الصراط أو حتى إذا سقط منه ينجو بالرقص والسماع والله المستعان .. !!
سفة وإستخفاف بدين الله ثم يقولون نحن على الكتاب والسنة .. !!
والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر آحاديث وأعمال كثيرة للنجاة من الصراط والنجاة من النار .. ولكن هل صوفية حضرموت يعقلون ذلك .. !!
لقد عظم الضرر واشتد الخطب بهؤلاء المفترين على الله ورسوله عليه الصلاه والسلام،، الذين ورثوا هذه العلوم عن المشركين، ولبّسوا بها على خفافيش البصر نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة. .!!
فائدة:
كيف تنجو من كرب الصراط على منهج أهل السنة .. وليس على منهج المخرفين من أتباع صوفية حضرموت الرقاصين؟
www.saaid.net/book/8/1834.doc (http://www.saaid.net/book/8/1834.doc)
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. !!
السبت 25 ربيع الثاني 1431 .. !!
ـ[ابوفارس الانصاري]ــــــــ[16 - 04 - 10, 10:25 م]ـ
اللهم لك الحمد هذا البلاء العظيم والله بعض الكتب حينما تتصفحها يقشعر البدن
الرقص في المساجد كيف تجد نفسك حينما تكون في مجلس من المجالس وفي بيت من بيوت الله ويضرب الدف ثم حين يصرخ اد الاطفال يتكر عليه اشد الانكار ويعاتب!!!!
سبحانك اللهم
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[17 - 04 - 10, 07:30 م]ـ
أخي هؤلاء لايستحون من الله ولارسوله صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيك ابوفارس الانصاري
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[17 - 04 - 10, 11:00 م]ـ
وما خفي في كتب القوم كان أعظم
نسأل الله العفو والعافية
جزاك خيراً أخي الكريم على هذا الإيضاح
ـ[ابوفارس الانصاري]ــــــــ[17 - 04 - 10, 11:09 م]ـ
اذكر بعض الابيات اكتبها بقصد التحذير والتذكير
انا نلت الهنا والمنى وفي حضرة الرب روحي تجول
انا طفت بالعرش انا .....
بل قال قائلهم
ونار الجحيم انا اطفيها
سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم!!!
احبتي المشكلة ليس فيهم انما المشكلة فينا نحن اهل السنة والجماعه قد نسكت في كثير من الاحيان عن انكار المنكر خوفا من السجن والايذأ او نسيتم الامام احمد امام اهل السنة والبلاء الذي اصابه رحمه الله؟.؟؟
اللهم اسالك الثبات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/467)
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[18 - 04 - 10, 12:15 ص]ـ
وما خفي في كتب القوم كان أعظم
نسأل الله العفو والعافية
جزاك خيراً أخي الكريم على هذا الإيضاح
وفيك يبارك الرحمن وبما أنك من حضرموت الحبيبة فشاركنا هنا
www.soufia-h.net (http://www.soufia-h.net)
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[18 - 04 - 10, 12:19 ص]ـ
اذكر بعض الابيات اكتبها بقصد التحذير والتذكير
انا نلت الهنا والمنى وفي حضرة الرب روحي تجول
انا طفت بالعرش انا .....
بل قال قائلهم
ونار الجحيم انا اطفيها
سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم!!!
نعم وممكن تسمعها بالصوت وهم ينشدون هذا الكفر
مجلس إنشاد بحضرموت فيه تصريح بأن الولي الصوفي الحضرمي هو الله
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=115
احبتي المشكلة ليس فيهم انما المشكلة فينا نحن اهل السنة والجماعه قد نسكت في كثير من الاحيان عن انكار المنكر خوفا من السجن والايذأ او نسيتم الامام احمد امام اهل السنة والبلاء الذي اصابه رحمه الله؟.؟؟
اللهم اسالك الثبات
ياليت قومي يعلمون خطر التصوف وبالذات التصوف الحضرمي ولعل هذا الموقع يكشف حقائق غيبت عن كثير من المسلمين
www.soufia-h.net (http://www.soufia-h.net)(62/468)
من للقرآنيين؟ فإنهم قد آذوا الله و رسوله
ـ[أبو عبد الرحمن الشريف]ــــــــ[10 - 04 - 10, 10:01 م]ـ
إخواني الكرام أعضاء هذا الملتقي الطيب
أكتب إليكم الآن و في قلبي ضيق وحرج شديد من هذه الشرذمة التي تسمي نفسها قرآنيين وذلك بعد زيارتي لموقعهم الخبيث وياليتني ما فعلت
فقد كنت أعلم أن لهم موقع ولم أكن أتصور ما فيه من الوقاحه تجاه سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإنكار الأحاديث بالتشهي و لا أقول بالعقل فليس لديهم مسكة من عقل ووالله يجب أن نحمد ربنا علي نعمة السنة التي نحن فيها
وأرجو من كل داعية أو طالب علم أو عالم ألا يتواني في التحذير من ضلالهم و إنحرافهم
وأرجو من كل من يعرف عالما من العلماء أن يطلب منه الرد علي شبهاتهم المتهافتة لاسيما مشايخنا الأفاضل الذين يظهرون علي الفضائيات
وأخيرا قال الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما في البخاري:من لكعب بن الأشرف فإنه آذى الله ورسوله
فوالله هذا الموقع قد آذي الله و رسوله فأطلب من كل من يعرف شيئا عن إختراق وتدمير المواقع أن يدمر موقعهم أو يحاول تعطيله أكثر وقت ممكن فإن هذا من تغيير المنكر وله الأجر إن شاء الله ووالله لو كنت أعلم شيئا من هذا لما ترددت طرفة عين
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته
ـ[أم نور الدين]ــــــــ[10 - 04 - 10, 10:30 م]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم عليك بأعداء دينك، اللهم ردهم خائبين أذلاء واجعل كيدهم في نحورهم ياقوي ياعزيز
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[15 - 04 - 10, 07:06 ص]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم عليك بأعداء دينك، اللهم ردهم خائبين أذلاء واجعل كيدهم في نحورهم ياقوي ياعزيز
اللهم آمين
وذكرني صاحب الموضوع برجل كان من زمن يقول "أكثر أبو هريرة"وألف في ذلك كتابا ثم تطور حتى أنكر السنة، ومن سنوات قليلة صار يدعو إلى المقولة الكفرية وحدة الأديان ...
أسأل الله أن يأخذه أخذ عزيز مقتدر وأن لا يرحم فيه مغرز إبرة فهو فتان مفتون.
ـ[أبو عبد الرحمن الشريف]ــــــــ[26 - 04 - 10, 07:35 م]ـ
أمين وجزاكم الله خيرا جميعا
ـ[أبو الوليد التونسي]ــــــــ[26 - 04 - 10, 08:38 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الفاضل و جزاكم الله خيرا
الإخوة في منتدي التوحيد ( http://www.eltwhed.com/vb/index.php) - بارك الله فيهم- عندهم مجهود طيب في الرد علي منكري السنة هؤلاء (عندي تحفظ حقيقة علي وصفهم بالقرآنيين) من خلال المقالات و المناظرات فقوموا بنشره بارك الله فيكم(62/469)
هل السلطان من صفات الله عز وجل؟؟ سؤال أبحث له عن إجابة
ـ[أبو الحارث الحجازي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 02:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أيها الإخوة الأفاضل ..
ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله: "أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم"
فهل السلطان من صفات الله تعالى؟
وما معنى السلطان؟
وهل هناك خلاف في إثباته كصفة إن كان صفة لله عز وجل؟
أرجو الإفادة بارك الله فيكم
ومن استطلع أن يطيل في ذكر الفوائد فيه فجزاه الله خيرا
ـ[أبو الحارث الحجازي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 06:18 ص]ـ
هل من مجيب؟؟
ـ[أبو الحارث الحجازي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 06:07 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[أبو الحارث الحجازي]ــــــــ[12 - 04 - 10, 06:19 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو الحارث الحجازي]ــــــــ[13 - 04 - 10, 12:04 ص]ـ
هل هذا السؤال من الأسئلة التي ليست لها إجابة!!!
أجيبوني على هذا أقل قليل ..
ـ[أم حنان]ــــــــ[13 - 04 - 10, 12:13 ص]ـ
كنت اتمنى لو يجيب أحد الإخوة على السؤال
سئل الشيخ صالح آل شيخ حفظه الله هذا السؤال فقال ان معنى السلطان هو الملكوت، والسلطان ليس
صفة لله بل هو ملكوت الله
ـ[ابو علي الفلسطيني]ــــــــ[13 - 04 - 10, 02:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في كتاب "صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة" للشيخ " علوي بن عبد القادر السَّقَّاف" ما نصه:
(السُّلْطَانُ
يوصف الله عَزَّ وجَلَّ بأنه (ذو سلطان)، والسُّلطان صفةٌ من صفاته يستعيذ الإنسان بها كما يستعيذ بالله وبسائر صفاته، وهذا ثابتٌ في الحديث الصحيح.
? الدليل:
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان إذا دخل المسجد يقول: ((أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم ... )). رواه أبو داود.
قال النووي في ((الأذكار)) (86): ((حديث حسن، رواه أبو داود بإسناد جيد)).
وانظر: ((صحيح سنن أبي داود)) (441).
قال الأزهري في ((تهذيب اللغة)) (12/ 336): (( ... وقال الليث: السُّلطان: قدرة الملك ... وقدرة من جعل ذلك له، وإن لم يكن ملكاً)).
قال أبو محمد الجويني في ((رسالة إثبات الاستواء والفوقية)) (ص175): (( ... نصفه بما وصف به نفسه من الصفات التي توجب عظمته وقدسه ... ذو الوجه الكريم، والسمع السميع، والبصر البصير ... والقدرة والسُّلطان والعظمة ... )).
قال الحافظ ابن القيم في ((النونية)) (1/ 415)
((والرُّوُحُ والأمْلاكُ تَصْعَدُ في مَعَا رِجِهِ إليْهِ جَلَّ ذُو السُّلْطَانِ)) عن نسخة الشاملة
والله تعالى اعلم واحكم
ـ[أم حنان]ــــــــ[13 - 04 - 10, 10:06 ص]ـ
ذكر الشيخ صالح آل شيخ الكلام السابق في شرحه للطحاوية
ـ[أبو الحارث الحجازي]ــــــــ[13 - 04 - 10, 11:22 ص]ـ
جزاكِ الله اخيرا أختي أم حنان وبارك الله فيكِ
أخي الفلسطيني كتب الله لك الأجر
=================
ما معنى ملكوت الله؟
وما هو القول الصحيح في كون السلطان صفة أم غير صفة؟
لأنه عندي إشكال
إذا كان صفة فكيف يصح أن يقال قديم؟
وإذا لم يكن صفة فكيف يصح الإستعاذة به؟
ـ[أم حنان]ــــــــ[13 - 04 - 10, 12:30 م]ـ
القول الثاني: أن المراد بسلطان الله هي الصفة المتعلقة بالخلق " الملكوت "
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للطحاوية:السلطان هنا المقصود به الخَلْقْ؛ يعني الملكوت أو يُقْصَدْ به الصفة المتعلقة بذلك، وهذا فيه بحث زيادة على ما ذكرت، ولكن هذه الكلمة لا تعني أن القديم من أسماء الله - عز وجل -، أو أنه من صفاته سبحانه؛ لأنه وُصِفَ به سلطانه سبحانه «أَعُوذُ بِوَجْهِ الله الْكَرِيمِ وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ» سلطان الله القديم الذي هو صفة تدبيره سبحانه، وهذه ليست راجعة إلى الاسم القديم الذي يدل على الذات، كما هو معلوم أن الأسماء تدل على الذات وتدل على الصفات
هذا الكلام وجدته في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=124639
ـ[أبو الحارث الحجازي]ــــــــ[13 - 04 - 10, 06:52 م]ـ
جزاكِ الله خيرا أختي أم حنان
وأسكنك أعالي الجنان
ـ[أسلم اليعربي]ــــــــ[14 - 04 - 10, 07:41 ص]ـ
الأمر أوضح وأيسر من أن يكون فيه إشكال لدى صاحب سنة
ـ[أبو الحارث الحجازي]ــــــــ[14 - 04 - 10, 08:55 م]ـ
الأمر أوضح وأيسر من أن يكون فيه إشكال لدى صاحب سنة
إن كان أوضح وأيسر كما تقول
كان الأولى أن تشارك في المسألة
وأن تجيب علي بدل أن أنتظر كل هذه المدة
ثم تأتيني بعد الإجابات الجاهزة وتقول ما تقول!!
طيب إن كان الأمر واضح ويسير , أنا ممن لم تتضح عندهم المسألة ولم تمر علي قبل هذا الوقت
فماذا لديك من علم
هل هي صفة لله كما يقول الشيخ علوي السقاف
أم أنها ليست صفة لله كما يقول الشيخ صالح آل الشيخ
في انتظار إجابتك ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/470)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[14 - 04 - 10, 10:06 م]ـ
الأمر أوضح وأيسر من أن يكون فيه إشكال لدى صاحب سنة
ولا أظن صاحب سنة يقول بمثل مقالتك هذه فالأخ أراد أن يتبصر في كلمة (السلطان) حتى يتعرف على ربه ..
فالذي تعلمه يا أخي الفهامة لا يعلمه غيرك. فاضبط حديثك وانتقادتك , وإذا بصرك الله بأثارةٍ من علم فتكرم وعلم الآخرين , فليس كل ما وضح لك وتيسر عليك سار لغيرك ..
الله المستعان .. كيف يرد بعضنا على بعض!!
ـ[أم حنان]ــــــــ[15 - 04 - 10, 12:05 ص]ـ
الشيخ صالح آل شيخ حفظه الله قال عن معنى السلطان:
إما أن يكون المعنى الملكوت أو الصفة المتعلقة بالخلق
وبحثت في الشبكة ولم أجد شيئا واضحا،والبعض ضعف هذا الحديث
وبعضهم قال السلطان القوة والغلبة، وبعضهم لم يجعل السلطان صفة لله
ونأمل ان نجد إجابة عن هذا السؤال
ـ[أم حنان]ــــــــ[15 - 04 - 10, 10:11 ص]ـ
شرح عقيدة السفاريني للشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله:
هذا يقول: أخرج أبو داود في سننه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الذكر الوارد عند دخول المسجد قوله: ((أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم، وبسلطانه القديم ... )) الحديث.
قال النووي في الأذكار: حديث حسن رواه أبو داود بإسناد جيد، وصححه الألباني، قال شيخ الإسلام: "والناس متنازعون، هل يسمى الله بما صح معناه في اللغة والعقل والشرع، وإن لم يرد بإطلاقه نص ولا إجماع؟
ما أدري كيف يصح معناه في الشرع ولم يرد بإطلاقه نص؟! هاه يعني يكفي عدم المخالفة لأن نقول: أنه صح في الشرع، والصحة وجودية، المخالفة، عدم المخالفة عدمية.
"والناس متنازعون، هل يسمى الله بما صح معناه في اللغة والعقل والشرع، وإن لم يرد بإطلاقه نص ولا إجماع، أم لا يطلق إلا ما أطلقه نص أو إجماع على قولين مشهورين، وعامة النظار يطلقون ما لا نص في إطلاقه ولا إجماع كلفظ القديم والذات ونحو ذلك.
يعني تعجب من هؤلاء النظار الذين يطلقون ما لا نص في إطلاقه، وينفون ما دل الدليل والنص الصحيح الصريح على إطلاقه.
يقول: ومن الناس من يفصل بين الأسماء التي يدعى بها، وبين ما يخبر به عنه للحاجة، وهذا يحتاج إلى دقة في النظر للتفريق بين الأسماء التي يدعى به، وبين الأسماء التي يخبر به عنه للحاجة، فمثلاً: ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً)) رفيق يحب الرفق، هل من أسمائه الحسنى طيب ورفيق؟ ولا أن هذه إطلاقات للإخبار فقط، لا أنها أسماء حسنى يدعى بها
ومعنى السلطان عند أهل اللغة قدرة الملك، قدرة الملك.
يقول: ويلاحظ في قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((وسلطانه القديم)) أنه وصف للصفة، يعني هل يتجاوز في وصف الصفة ما لا يتجاوز في وصف الذات؟ قال: يلاحظ في قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((وسلطانه القديم)) أنه وصف للصفة، وقد وصف شيخ الإسلام علم الله بالقدم في الواسطية فقال: "الإيمان بأن الله عليم بالخلق وما هم عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به أزلاً وأبدا".
يعني شيخ الإسلام لا يت
ردد في وصفه بالقديم إذا أضيف إليه ما يدل على الأولية وهو الأزل، أما مجرد الوصف بالقدم فهو محل الإشكال الذي يتردد على ألسنة المتكلمين، ولم يرد به نص، هذا الذي يحتاج إلى مزيد بحث، وهل وصف الصفة يجري على وصف الذات ما دامت الصفة الملازمة توصف بوصف، هل يلزم من ذلك أن يسوغ أن يطلق وصف على الاسم وعلى الذات بهذه الكيفية أم لا؟ شيخ الإسلام يقول: بعلمه القديم، يعني لو قال: بعلمه القديم وسكت، قلنا: إنه وصف الصفة، لقال: الذي هو موصوف به أزلاً، ينتفي المحظور المرتب على لفظ القديم؛ لأن القديم لا يعني الأول، مثل ما قلنا: لو اشتريت آلة العام الماضي، واشتريت هذه السنة الآلة، صح أن ما اشتريته في العام الماضي تقول: قديم، وأن ما اشتريته هذه السنة تقول: جديد، أو حديث، لا يعني أنك اشتريته أو اشتري لك مع وجودك، المسألة يعني تحتاج إلى دقة نظر، والمتكلمون لا يترددون في إطلاق القديم، لكن الذي جاء به النص الصحيح الصريح من الكتاب والسنة هو الأول، هو الأول، وفسر في السنة بأنه ليس قبله شيء، هذا لائق به -جل وعلا-، كالعرجون القديم، العرجون القديم هذا يمكن أكل تمره اليوم، وترك في الشمس والتوت شماريخه واصفر وصار قديماً، بينما الطري الآن يقطع من النخلة شماريخه خضر، جديد، يقابله الذي قطع أمس أو في الأسبوع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/471)
الماضي، فهذا الوصف لا يعني ما يليق بالله -جل وعلا- من كونه هو الأول الذي ليس قبله شيء، وصف الصفة سلطانه القديم، لا شك أن وصف الصفة الملازمة لله -جل وعلا- بالقدم مع اعتقاد أن الله -جل وعلا- ليس قبله شيء؛ لأنه يغتفر لمن يعتقد التنزيه الذي تدل عليه النصوص ما لا يغتفر لغيره، يعني لو جاءنا في كلام مفسر أو في كلام شارح أو في كلام مؤلف في مسائل الاعتقاد يقول: اليد ثابتة لله -جل وعلا- بالكتاب والسنة وإجماع سلف هذه الأمة على ما يليق بجلاله وعظمته، ثم مر به حديث: ((والذي نفسي بيده)) قال: روحي في تصرفه، هل نقول: إنه قال هذا الكلام فراراً من إثبات الصفة؟ ما نقول هذا الكلام؛ لأننا عرفنا من اعتقاده أنه يثبت الصفة لله -جل وعلا- وإن عبر باللازم، لكن لو مر بنا شخص يؤول الصفات، مرت آيات اليد وأحاديث اليد، وكلها يؤلها بالقدرة وبالنعمة أوبـ، ثم بعد ذلك قال: والذي نفسي بيده: روحي في تصرفه قلنا: لا، هذا أول فراراً من الصفة، فالذي يثبت لله جل علا الأولية المطلقة وأنه الأول الذي ليس قبله شيء، قد يقبل منه إذا قال: قديم؛ لأنه لا يتصور من هذا أنه يقصد بالقديم ما يقصده المتكلمون، لا سيما فيما يتعلق بصفة الكلام التي فيها الكلام، قال شيخ الإسلام: فإن الله تعالى لما أخبر بقوله: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [(82) سورة يس]، وقال: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [(54) سورة الأعراف]، استدل طوائف من السلف على أن الأمر غير مخلوق، بل هو كلامه، بل هو كلامه، بل هو كلامه، الأمر هو الكلام، يعني هل الأمر مرادف للكلام، أو أن الكلام أعم من الأمر؟
طالب: ........
إذن الكلام أعم من الأمر؛ لأن الكلام متنوع، متنوع منه الأمر ومنه النهي، ومنه الخبر، ومنه الاستخبار، والأمر فرد من أفراد الكلام، {إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [(82) سورة يس]، وقال: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [(54) سورة الأعراف]، فاستدل طوائف من السلف على أن الأمر غير مخلوق، بل هو كلامه.
نعم الأمر غير مخلوق، وصفة من صفاته بهذه الآية وغيرها، صار كثير من الناس يطرد ذلك في لفظ الأمر حيث ورد، حيث ورد، فيجعله صفة طرداً للدلالة ويجعل دلالته على غير الصفة نقضاً لها، وليس الأمر كذلك، فبينت في بعض كلامي أن الأمر وغيره من الصفات يطلق على الصفة تارة وعلى متعلقها أخرى، {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ} يقول للأمر كن، أو يقول للمأمور كن؟ نعم؟ للمأمور، كن فيكون، يقول: بينت في بعض رسائلي أن الأمر وغيره من الصفات يطلق على الصفة تارة، وعلى متعلقها أخرى، فالقدرة من صفات الله تعالى، ويسمى المقدور قدرة، ويسمى تعلقها، ويسمى تعلقها بالمقدور قدرة، فتارة يراد الصفة، وتارة يراد متعلقها، وتارة يراد نفس المتعلق.
ومعنى السلطان كما تقدم قدرة الملك.
على كل حال الأمر يدور على ما ذكره أولاً، الناس متنازعون هل يسمى الله بما صح معناه في اللغة والعقل، أما الشرع، يحتاج إلى نص؛ لأنه قال: وإن لم يرد بإطلاقه نص ولا إجماع، لو قال: والشرع لا ينفيه، والشرع لا ينفيه، يعني لا يوجد في الشرع ما ينفيه، استقام.
طالب: ........
إيش هو؟
طالب: ........
الحديث أقل أحواله الحسن، يعني أنه حسن، وأبو داود رواه بإسناد جيد، وسكت عنه، يعني المسألة.
طالب: ........
إيش لون؟
طالب: ........
إيه يعني السلطان قدرة الملك؟ هاه؟
طالب: ........
قدرة المَالِك، يعني هل السلطان الذي أضيف إلى الله -جل وعلا- التعبير عنه بقدرة المَلك تأويل؟
طالب: ......
ويش هو؟
طالب: .......
يعني إذا عبر عنه بالقدرة ما يكون تأويل؟
هاه؟
طالب: ........
على كل حال السلطان يعني لو قيل أنه هو المُلك، سلطانه ملكه، على كل حال يحتاج إلى مزيد تأمل؛ لأن قد يفتح باب للتأويل، فمن أول السلطان بالقدرة لماذا لا تؤول غيرها من الصفات؟ وما في كلام على، لشيخ الإسلام عن معنى السلطان؟
هاه؟
طالب: .........
إيش هو؟
طالب: .........
إيش فيه؟ هو أضيف إلى الله -جل وعلا-، وهو معنىً من المعاني، معنى وليس بذات، فيقال إضافة تشريف.
طالب: .....
بالله العظيم ووجهه الكريم.
طالب: .......
ويش هو؟
طالب: ....
ملكه مضاف إليه، لا، لا.
طالب: .....
لا لا، إذا أضيف إليه في صفته، يعني ما تكون كلامه.
ـ[أبو الحارث الحجازي]ــــــــ[15 - 04 - 10, 12:07 م]ـ
جزاكِ الله خيرا اختي أم حنان
استفدت كثيرا بمشاركاتك
والله لا أدري كيف أشكرك
اللهم ارحمها برحمتك وارضها وارض عنها
وأسكنها فسيح جناتك
وإذا وقفتي على شيء جديد فأفيديني به
والله يجزاكِ بالخير
بحثت في مسألة السلطان هل هي صفة أم لا في النت وفي الشاملة ولم أفلح في العثور على شيء
واستفدت منكم كثيرا هنا(62/472)
كيف نفهم حديث النزول وسجود الشمس مع اختلاف المطالع
ـ[البهناوي الشنقيطي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 03:14 ص]ـ
السلام عليكم
كيف نفهم هذين الحديثين:
حديث نزول الله جل وعلا في ثلث الليل اآخر،
وحديث سجود الشمس عند الغروب تحت العرش
مع ان الثلث الاخير من الليل مستمر وكذلك وقت الغروب بسبب اختلاف المطالع؟
أعني ان ثلث الليل الأخير اذا انتهى مثلا عند اندنوسيا سيبدأ في الهند تقريبا، واذا انتهى يبدأ في الامارات تقريبا،
واذا انتهى يبدا عند تونس وهكذا حسب اختلاف المطالع؟
ونفس الشيء يقال في الغروب
أفيدونا بالنقول الصحيحة عن الإئمة وبالأدلة العقلية الداعمة
بارك الله فيكم
اللهم أجرنا من الزيغ واتباع ما تشابه ابتغاء الفتنة
آمين
ـ[عمرو جمال حسن أبوشاهين]ــــــــ[12 - 04 - 10, 09:56 ص]ـ
و الله يا أخي لقد احتجت إلى ما ااحتجت إليه من فهم هذا الحديث لكن الله على ما يشاء قادر، هذا هو ما أسكتني عن التفكير في هذا الأمر
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[12 - 04 - 10, 10:30 ص]ـ
أخي الفاضل: الشنقيطي
كيف نفهم النزول الإلهي والليل مختلف في البلدان
قال الإمام ابن باز رحمه الله: قد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بإثبات النزول وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له .. ).
وقد أجمع أهل السنة والجماعة على إثبات صفة النزول على الوجه الذي يليق بالله سبحانه لا يشابه خلقه في شيء من صفاته كما قال سبحانه: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) وقال عز وجل: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) فالواجب عند أهل السنة والجماعة إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل مع الإيمان بها واعتقاد أن ما دلت عليه حق ليس في شيء منها تشبيه لله بخلقه ولا تكييف لصفته بل القول عندهم في الصفات كالقول في الذات، فيما يثبت أهل السنة والجماعة ذاته سبحانه بلا كيف ولا تمثيل فهكذا صفاته يجب إثباتها بلا كيف ولا تمثيل، والنزول في كل بلاد بحسبها لأن نزول الله سبحانه لا يشبه نزول خلقه وهو سبحانه يوصف بالنزول في الثلث الأخير من الليل في جميع أنحاء العالم على الوجه الذي يليق بجلاله سبحانه ولا يعلم كيفية نزوله إلا هو كما لا يعلم كيفية ذاته إلا هو عز وجل: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) وقال عز وجل: (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز يرحمه الله، م/4، ص/420
توضيح أكثر: علينا أن نؤمن بما جاء في القرآن من صفات الله وبما ثبت من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك أن نؤمن أنه ينزل سبحانه نزول يليق به تعالى وتقدس، لكن لا نعلم كيف هذا النزول ولا نجعله كنزول المخلوقين ولا نحرفه عن ظاهره أو نعطل نزوله وبذلك يزول الإشكال وينغلق باب الشياطين سواءً الأنس أو الجن، وهكذا في جميع الصفات نؤمن بها من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. والله أعلم بصفاته.
خلاص قال: الرسول صلى الله عليه وسلم ينزل الله كل لليلة في الثلث الأخير .. نسلّم ونؤمن بذلك ولا نقول كيف ينزل والثلث الأخير متفاوت الوقت على الكرة الأرضية فيلزم من ذلك وجود الله كل الليل في السماء الدنيا وهذه خطأ عظيم وشنيع نسأل الله السلامة والعافية , وإلا الواجب هو الإيمان فقط بأنه ينزل ولا نكيف بصفه معينه ولا نمثله بنزول المخلوق ولا نعطل صفة النزول ولا نحرف صفة ا لنزول عن ظاهرها.
نسأل الله السلامة والعافية
ـ[البهناوي الشنقيطي]ــــــــ[14 - 04 - 10, 01:47 ص]ـ
أخي الفاضل: الشنقيطي
كيف نفهم النزول الإلهي والليل مختلف في البلدان
قال الإمام ابن باز رحمه الله: قد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بإثبات النزول وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له .. ).
، والنزول في كل بلاد بحسبها
لأن نزول الله سبحانه لا يشبه نزول خلقه
وهو سبحانه يوصف بالنزول في الثلث الأخير من الليل
في جميع أنحاء العالم على الوجه الذي يليق بجلاله سبحانه ولا يعلم كيفية نزوله إلا هو كما لا يعلم كيفية ذاته إلا هو عز وجل: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) وقال عز وجل: (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز يرحمه الله، م/4، ص/420
بارك الله فيك
أخي الكريم
هل هذه العبارات التي غلظتُ لك كتابتها هي من ضمن فتوى الشيخ ام من ادراجك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/473)
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[14 - 04 - 10, 01:56 ص]ـ
هناكم بحث للاخ " عبد " بخصوص هذا الموضوع , ابحث عنه.
ـ[البهناوي الشنقيطي]ــــــــ[14 - 04 - 10, 02:06 ص]ـ
بارك الله فيك
انا بحمد الله أسلم تسليما بقضاء الله ورسوله في مسائل العقيدة وغيرها
وليس في صدري حرج من حكم الله ورسوله
كل ما اردت هو السؤال عن الحديثين هل سبق ان استشكل فهمهما في العصر الحديث بعد ما نُقل من كروية الأرض واختلاف المطالع
واسال طلبة العلم والعلماء عن الردود المعاصرة على هذا
وان كان نفس الطرح قد اثير قديما فبم اجاب القدماءُ عنه؟
وبما أني قليل التردد على الشبكة مع قلة مهارة في البحث وقصر باع في العلم،أردت من الإخوة الأفاضل أن يتولوا عني البحث وان يفتوني بما حضرهم او ينقلوا السؤال الى اهل العلم حتى نستفيد جميعا
نعوذ بالله من زيغ القلوب
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[14 - 04 - 10, 10:05 ص]ـ
أخي الفاضل:
كلام الشيخ فقط هو التالي:
قال الإمام ابن باز رحمه الله: قد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بإثبات النزول وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له .. ).
وقد أجمع أهل السنة والجماعة على إثبات صفة النزول على الوجه الذي يليق بالله سبحانه لا يشابه خلقه في شيء من صفاته كما قال سبحانه: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) وقال عز وجل: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) فالواجب عند أهل السنة والجماعة إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل مع الإيمان بها واعتقاد أن ما دلت عليه حق ليس في شيء منها تشبيه لله بخلقه ولا تكييف لصفته بل القول عندهم في الصفات كالقول في الذات، فيما يثبت أهل السنة والجماعة ذاته سبحانه بلا كيف ولا تمثيل فهكذا صفاته يجب إثباتها بلا كيف ولا تمثيل، والنزول في كل بلاد بحسبها لأن نزول الله سبحانه لا يشبه نزول خلقه وهو سبحانه يوصف بالنزول في الثلث الأخير من الليل في جميع أنحاء العالم على الوجه الذي يليق بجلاله سبحانه ولا يعلم كيفية نزوله إلا هو كما لا يعلم كيفية ذاته إلا هو عز وجل: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) وقال عز وجل: (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ). ويوجد ذلك في كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز يرحمه الله، م/4، ص/420
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[14 - 04 - 10, 11:12 ص]ـ
الخطأ من نفس السؤال و هو (كيف) فالنزول معلوم و الكيف مجهول و الايمان به واجب!!
هكذا قال الشيخ عبدالله العجيري حفظه الله في شرحه للمعة الاعتقاد بعد صلاة المغرب ليلة البارحه في درسه
ـ[البهناوي الشنقيطي]ــــــــ[15 - 04 - 10, 03:06 ص]ـ
الخطأ من نفس السؤال و هو (كيف) فالنزول معلوم و الكيف مجهول و الايمان به واجب!!
هكذا قال الشيخ عبدالله العجيري حفظه الله في شرحه للمعة الاعتقاد بعد صلاة المغرب ليلة البارحه في درسه
اخي الفاضل
تقبل الله منا ومنك صالح الاعمال
انا لم اسال عن كيفية النزول
وانما سالت هل استشكل احد التوقيت في ساعة واحدة
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[15 - 04 - 10, 09:26 م]ـ
الأمر أسهل من ذلك: يسعك ما وسع الأمة كلها في فهم الأحاديث منذ زمن النبي صلى الله عليه و سلم حتى الآن فإذا كنت مقراً لله بقدرة مطلقة فلم هذا السؤال أو غيره؟
ـ[محمد بن سليم]ــــــــ[16 - 04 - 10, 03:47 م]ـ
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
انا لم اسال عن كيفية النزولأنت لم تسأل عن الكيفية ... لكن هذه الشبهة فرعٌ عن تصور الكيفية
و أقولُ رداً على هذه الشبهة؛ أولاً الزمنُ ليس جوهراً مستقلاً بذاته، بل هو عرضٌ ناتجٌ عن الحركة، فهو نسبي وليس مطلق كما برهن ألبرت أنتشتاين على ذلك في النظرية النسبية الخاصة.
مثال:
اليوم في الأرض = 24 ساعة و 27 دقيقة
اليوم في عطارد = 1408 ساعات
اليوم في الزهرة = 5832 ساعة
فكما ترى الزمن نسبي حتى داخل الكون الذي نحن فيه، والله سبحانه وتعالى ليس داخل الكون .. فلا يجري عليه زمننا!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " قد اتفق سلف الأمة وأئمتها: على أن الخالق تعالى بائن من مخلوقاته ليس في ذاته شيء من مخلوقاته ولا في مخلوقاته شيء من ذاته "
مجموع الفتاوى (2/ 126)
وقال: " فالسلف والأئمة يقولون: إن الله فوق سمواته مستو على عرشه بائن من خلقه كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وكما علم المباينة والعلو بالمعقول الصريح الموافق للمنقول الصحيح وكما فطر الله على ذلك خلقه"
مجموع الفتاوى (2/ 297)
وقال: " ثم من توهم أن كون الله في السماء بمعنى أن السماء تحيط به وتحويه فهو كاذب - إن نقله عن غيره - وضال - إن اعتقده في ربه -"
مجموع الفتاوى (106/ 5)
وبهذا يتضح أن الخطأ الذي بنيت عليه هذه الشبهة:
1 - جهل المفهوم الفيزيائي للزمن، وتصور أن الزمن جوهر مستقبل بذاته.
2 - توهم أن الزمن الأرضي يجري على الله سبحانه وتعالى .. و يلزم من هذا أنّ السماء تحويه ولا يقول بهذا إلا ضال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/474)
ـ[البهناوي الشنقيطي]ــــــــ[16 - 04 - 10, 10:09 م]ـ
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أنت لم تسأل عن الكيفية ... لكن هذه الشبهة فرعٌ عن تصور الكيفية
و أقولُ رداً على هذه الشبهة؛ أولاً الزمنُ ليس جوهراً مستقلاً بذاته، بل هو عرضٌ ناتجٌ عن الحركة، فهو نسبي وليس مطلق كما برهن ألبرت أنتشتاين على ذلك في النظرية النسبية الخاصة.
مثال:
اليوم في الأرض = 24 ساعة و 27 دقيقة
اليوم في عطارد = 1408 ساعات
اليوم في الزهرة = 5832 ساعة
فكما ترى الزمن نسبي حتى داخل الكون الذي نحن فيه، والله سبحانه وتعالى ليس داخل الكون .. فلا يجري عليه زمننا!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " قد اتفق سلف الأمة وأئمتها: على أن الخالق تعالى بائن من مخلوقاته ليس في ذاته شيء من مخلوقاته ولا في مخلوقاته شيء من ذاته "
مجموع الفتاوى (2/ 126)
وقال: " فالسلف والأئمة يقولون: إن الله فوق سمواته مستو على عرشه بائن من خلقه كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وكما علم المباينة والعلو بالمعقول الصريح الموافق للمنقول الصحيح وكما فطر الله على ذلك خلقه"
مجموع الفتاوى (2/ 297)
وقال: " ثم من توهم أن كون الله في السماء بمعنى أن السماء تحيط به وتحويه فهو كاذب - إن نقله عن غيره - وضال - إن اعتقده في ربه -"
مجموع الفتاوى (106/ 5)
وبهذا يتضح أن الخطأ الذي بنيت عليه هذه الشبهة:
1 - جهل المفهوم الفيزيائي للزمن، وتصور أن الزمن جوهر مستقبل بذاته.
2 - توهم أن الزمن الأرضي يجري على الله سبحانه وتعالى .. و يلزم من هذا أنّ السماء تحويه ولا يقول بهذا إلا ضال.
بارك الله فيك
إن الله على كل شيء قدير
ها نحن نشاهد سحابة بركان آيسلندا تعيق حركة الطيران الأوروبي وتكلف 150000مليون دولار يوميا بإلغاء الاف الرحلات
غاب عني ايضا أن سماء الدنيا بعيدة جدا من الأرض
ـ[البهناوي الشنقيطي]ــــــــ[16 - 04 - 10, 10:15 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد بن سليم]ــــــــ[16 - 04 - 10, 11:21 م]ـ
و فيك أخي البهناوي ..
لم تعلق على رد أخوك المذنب على الشبهة، هل عندك اعتراض أو اشكال؟ أم زالت الشبهة من صدرك؟
أسأل الله أن يذيقنا برد اليقين وحلاوة الإيمان
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[17 - 04 - 10, 05:46 م]ـ
يقول ابن تيمية رحمه الله في بحث طويل الذيل ادخل فيه علوم الفلك للجواب عن مسألتك حفظك الله
وَ (بِهَذَا يَحْصُلُ الْجَوَابُ عَمَّا احْتَجَّ بِهِ مَنْ قَالَ: إنَّ ثُلُثَ اللَّيْلِ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْبِلَادِ. وَهَذَا قَدْ احْتَجَّ بِهِ طَائِفَةٌ وَجَعَلُوا هَذَا دَلِيلًا عَلَى مَا يَتَأَوَّلُونَ عَلَيْهِ حَدِيثَ النُّزُولِ. وَهَذَا الَّذِي ذَكَرُوهُ إنَّمَا يَصِحُّ إذَا جَعَلَ نُزُولَهُ مِنْ جِنْسِ
نُزُولِ أَجْسَامِ النَّاسِ مِنْ السَّطْحِ إلَى الْأَرْضِ وَهُوَ يُشْبِهُ قَوْلَ مَنْ قَالَ: يَخْلُو الْعَرْشُ مِنْهُ بِحَيْثُ يَصِيرُ بَعْضُ الْمَخْلُوقَاتِ فَوْقَهُ وَبَعْضُهَا تَحْتَهُ. فَإِذَا قُدِّرَ النُّزُولُ هَكَذَا كَانَ مُمْتَنِعًا؛ لِمَا ذَكَرُوهُ مِنْ أَنَّهُ لَا يَزَالُ تَحْتَ الْعَرْشِ فِي غَالِبِ الْأَوْقَاتِ أَوْ جَمِيعِهَا فَإِنَّ بَيْنَ طَرَفَيْ الْعِمَارَةِ نَحْوَ لَيْلَةٍ؛ فَإِنَّهُ يُقَالُ: بَيْنَ ابْتِدَاءِ الْعِمَارَةِ مِنْ الْمَشْرِقِ وَمُنْتَهَاهَا مِنْ الْمَغْرِبِ مِقْدَارُ مِائَةٍ وَثَمَانِينَ دَرَجَةً فَلَكِيَّةً وَكُلُّ خَمْسَ عَشْرَةَ فَهِيَ سَاعَةٌ مُعْتَدِلَةٌ وَالسَّاعَةُ الْمُعْتَدِلَةُ هِيَ سَاعَةٌ مِنْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَاعَةً بِاللَّيْلِ أَوْ النَّهَارِ إذَا كَانَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ مُتَسَاوِيَيْنِ - كَمَا يَسْتَوِيَانِ فِي أَوَّلِ الرَّبِيعِ الَّذِي تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ الصَّيْفَ وَأَوَّلِ الْخَرِيفِ الَّذِي تُسَمِّيهِ الرَّبِيعَ - بِخِلَافِ مَا إذَا كَانَ أَحَدُهُمَا أَطْوَلَ مِنْ الْآخَرِ وَكُلُّ وَاحِدٍ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً؛ فَهَذِهِ السَّاعَاتُ مُخْتَلِفَةٌ فِي الطُّولِ وَالْقِصَرِ فَتَغْرُبُ الشَّمْسُ عَنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ قَبْلَ غُرُوبِهَا عَنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ كَمَا تَطْلُعُ عَلَى هَؤُلَاءِ قَبْلَ هَؤُلَاءِ بِنَحْوِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَاعَةً أَوْ أَكْثَرَ. فَإِنَّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/475)
الشَّمْسَ عَلَى أَيِّ مَوْضِعٍ كَانَتْ مُرْتَفِعَةً مِنْ الْأَرْضِ الِارْتِفَاعَ التَّامَّ كَمَا يَكُونُ عِنْدَ نِصْفِ النَّهَارِ فَإِنَّهَا تُضِيءُ عَلَى مَا أَمَامَهَا وَخَلْفَهَا مِنْ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ تِسْعِينَ دَرَجَةً شَرْقِيَّةً وَتِسْعِينَ غَرْبِيَّةً وَالْمَجْمُوعُ مِقْدَارُ حَرَكَتِهَا: اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً سِتَّةٌ شَرْقِيَّةٌ وَسِتَّةٌ غَرْبِيَّةٌ وَهُوَ النَّهَارُ الْمُعْتَدِلُ)
الى ان قال
(فَمَا ذَكَرَ مِنْ تَقَدُّمِ اخْتِلَافِ اللَّيْلِ فِي الْبِلَادِ يُبْطِلُ قَوْلَ مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ يَخْلُو مِنْهُ الْعَرْشُ وَيَصِيرُ تَحْتَ الْعَرْشِ أَوْ تَحْتَ السَّمَاءِ. وَأَمَّا " النُّزُولُ " الَّذِي لَا يَكُونُ مِنْ جِنْسِ نُزُولِ أَجْسَامِ الْعِبَادِ؛ فَهَذَا لَا يَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ لِخَلْقِ كَثِيرٍ وَيَكُونُ قَدْرُهُ لِبَعْضِ النَّاسِ أَكْثَرَ بَلْ لَا يَمْتَنِعُ أَنْ يَقْرُبَ إلَى خَلْقٍ مِنْ عِبَادِهِ دُونَ بَعْضٍ فَيَقْرُبُ إلَى هَذَا الَّذِي دَعَاهُ دُونَ هَذَا الَّذِي لَمْ يَدْعُهُ. وَجَمِيعُ مَا وَصَفَ بِهِ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ نَفْسَهُ مِنْ الْقُرْبِ فَلَيْسَ فِيهِ مَا هُوَ عَامٌّ لِجَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ كَمَا فِي الْمَعِيَّةِ؛ فَإِنَّ الْمَعِيَّةَ وَصَفَ نَفْسَهُ فِيهَا بِعُمُومِ وَخُصُوصٍ. وَأَمَّا قُرْبُهُ مِمَّا يَقْرُبُ مِنْهُ فَهُوَ خَاصٌّ لِمَنْ يَقْرُبُ مِنْهُ كَالدَّاعِي وَالْعَابِدِ وَكَقُرْبِهِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ وَدُنُوِّهِ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا لِأَجْلِ الْحُجَّاجِ وَإِنْ كَانَتْ تِلْكَ الْعَشِيَّةُ بِعَرَفَةَ قَدْ تَكُونُ وَسَطَ النَّهَارِ فِي بَعْضِ الْبِلَادِ وَتَكُونُ لَيْلًا فِي بَعْضِ الْبِلَادِ؛ فَإِنَّ تِلْكَ الْبِلَادَ لَمْ يَدْنُ إلَيْهَا وَلَا إلَى سَمَائِهَا الدُّنْيَا وَإِنَّمَا دَنَا إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا الَّتِي عَلَى الْحُجَّاجِ وَكَذَلِكَ نُزُولُهُ بِاللَّيْلِ. وَهَذَا كَمَا أَنَّ حِسَابَهُ لِعِبَادِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُحَاسِبُهُمْ كُلَّهُمْ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ وَكُلٌّ
مِنْهُمْ يَخْلُو بِهِ كَمَا يَخْلُو الرَّجُلُ بِالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ وَذَلِكَ الْمُحَاسَبُ لَا يَرَى أَنَّهُ يُحَاسِبُ غَيْرَهُ. كَذَلِكَ {قَالَ أَبُو رَزِينٍ: لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلَّا سَيَخْلُو بِهِ رَبُّهُ كَمَا يَخْلُو أَحَدُكُمْ بِالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ؟ وَنَحْنُ جَمِيعٌ وَهُوَ وَاحِدٌ فَقَالَ: سَأُنَبِّئُك بِمِثْلِ ذَلِكَ فِي آلَاءِ اللَّهِ: هَذَا الْقَمَرُ كُلُّكُمْ يَرَاهُ مُخْلِيًا بِهِ؛ فَاَللَّهُ أَكْبَرُ}. وَقَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَيْفَ يُحَاسِبُ اللَّهُ الْعِبَادَ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ؟ قَالَ: كَمَا يَرْزُقُهُمْ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ. وَكَذَلِكَ مَا ثَبَتَ فِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {يَقُولُ اللَّهُ: قَسَمْت الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ: فَنِصْفُهَا لِي وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قَالَ اللَّهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قَالَ اللَّهُ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قَالَ اللَّهُ: مَجَّدَنِي عَبْدِي فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قَالَ: هَذِهِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قَالَ: هَؤُلَاءِ لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ}. فَهَذَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/476)
يَقُولُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: لِكُلِّ مُصَلٍّ قَرَأَ الْفَاتِحَةَ فَلَوْ صَلَّى الرَّجُلُ مَا صَلَّى مِنْ الرَّكَعَاتِ قِيلَ لَهُ ذَلِكَ وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ يُصَلِّي مَنْ يَقْرَأُ الْفَاتِحَةَ مَنْ
لَا يُحْصِي عَدَدَهُ إلَّا اللَّهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَمَا يَقُولُ لِهَذَا كَمَا يُحَاسِبُهُمْ كَذَلِكَ فَيَقُولُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مَا يَقُولُ لَهُ مِنْ الْقَوْلِ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ وَكَذَلِكَ سَمْعُهُ لِكَلَامِهِمْ يَسْمَعُ كَلَامَهُمْ كُلَّهُ مَعَ اخْتِلَافِ لُغَاتِهِمْ وَتَفَنُّنِ حَاجَاتِهِمْ؛ يَسْمَعُ دُعَاءَهُمْ سَمْعَ إجَابَةٍ وَيَسْمَعُ كُلَّ مَا يَقُولُونَهُ سَمْعَ عِلْمٍ وَإِحَاطَةٍ لَا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ وَلَا تُغَلِّطُهُ الْمَسَائِلُ وَلَا يَتَبَرَّمُ بِإِلْحَاحِ الْمُلِحِّينَ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِي خَلَقَ هَذَا كُلَّهُ وَهُوَ الَّذِي يَرْزُقُ هَذَا كُلَّهُ وَهُوَ الَّذِي يُوَصِّلُ الْغِذَاءَ إلَى كُلِّ جُزْءٍ مِنْ الْبَدَنِ عَلَى مِقْدَارِهِ وَصِفَتِهِ الْمُنَاسِبَةِ لَهُ وَكَذَلِكَ مِنْ الزَّرْعِ. وَكُرْسِيُّهُ قَدْ وَسِعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا فَإِذَا كَانَ لَا يَئُودُهُ خَلْقُهُ وَرِزْقُهُ عَلَى هَذِهِ التَّفَاصِيلِ فَكَيْفَ يَئُودُهُ الْعِلْمُ بِذَلِكَ أَوْ سَمْعُ كَلَامِهِمْ أَوْ رُؤْيَةُ أَفْعَالِهِمْ أَوْ إجَابَةُ دُعَائِهِمْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} وَهَذِهِ الْآيَةُ مِمَّا تُبَيِّنُ خَطَأَ هَؤُلَاءِ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَالَ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} وَقَدْ ثَبَتَ فِي " الصَّحِيحَيْنِ " مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ وَيَطْوِي السَّمَوَاتِ بِيَمِينِهِ وَيَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ}.) مجموع الفتاوى
ـ[البهناوي الشنقيطي]ــــــــ[23 - 04 - 10, 01:49 م]ـ
احسنت
بارك الله فيك
ـ[البهناوي الشنقيطي]ــــــــ[25 - 04 - 10, 03:14 ص]ـ
و فيك أخي البهناوي ..
لم تعلق على رد أخوك المذنب على الشبهة، هل عندك اعتراض أو اشكال؟ أم زالت الشبهة من صدرك؟
أسأل الله أن يذيقنا برد اليقين وحلاوة الإيمان
قرات ردك واستفدت منه
بارك الله فيك
والمعذرة في تاخر الجواب(62/477)
دروس المجد العلمية - العقيدة (4) بروابط مباشرة
ـ[أبو الوليد المقتدي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 03:51 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين بعد إعداد دروس المجد العلمية للشاملة
هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=206295
سأقوم بعون الله بعرض دروس الأكاديمية بروابط مباشرة لكل مادة وكل مستوى
لتيسير تحميلها
وهذه دروس مادة العقيدة المستوى الرابع
ـ[العقيدة - المستوى الرابع]ـ
المادة: العقيدة [كتاب العقيدة الطحاوية]
فضيلة الشيخ: عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف
عدد الدروس: 24
_________________________________
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-260207.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-270207.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-050307.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-060307.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-120307.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-130307.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-190307.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-200307.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-260307.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-270307.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-020407.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-030407.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-090407.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-100407.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-160407.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-170407.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-230407.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-240407.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-300407.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-010507.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-070507.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-080507.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-140507.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-150507.rm
نسألكم الدعاء
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم(62/478)
دروس أكاديمية المجد العلمية - بروابط مباشرة - العقيدة (4)
ـ[أبو الوليد المقتدي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 03:57 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين بعد إعداد دروس المجد العلمية للشاملة
هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=206295
سأقوم بعون الله بعرض دروس الأكاديمية بروابط مباشرة لكل مادة وكل مستوى
لتيسير تحميلها
وهذه دروس مادة العقيدة المستوى الرابع
ـ[العقيدة - المستوى الرابع]ـ
المادة: العقيدة [كتاب العقيدة الطحاوية]
فضيلة الشيخ: عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف
عدد الدروس: 24
_________________________________
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-260207.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-270207.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-050307.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-060307.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-120307.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-130307.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-190307.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-200307.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-260307.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-270307.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-020407.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-030407.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-090407.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-100407.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-160407.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-170407.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-230407.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-240407.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-300407.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-010507.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-070507.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-080507.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-140507.rm
http://media.islamacademy.net/Library_Files/media/100/177/173/2001/AAQ107-150507.rm
نسألكم الدعاء
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم(62/479)
الإمام عثمان الدارمي رد شبه ودفع أباطيل ..
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[12 - 04 - 10, 08:33 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
لمَّا كنتُ سبباً في اتهام هذا الإمام الكبير – الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله تعالى - بتهمة هو منها براء، ألا وهي تهمة التجسيم، فقد كان لزاماً عليَّ أن أدفع عن هذا الإمام رحمه الله تعالى هذه التهمة التي لا تثبت عليه، وهذه الفرية التي لم تصح عنه رحمه الله تعالى، كما سنرى إن شاء الله تعالى.
والسبب في ذلك هو أنَّي قد احتججتُ على أحد المبتدعة – هداه الله تعالى – بكلام له في إثبات صفة:" العلو لله تعالى ". وذلك في إحدى المنتديات الصوفية، فما كان منهم إلاَّ أن اتهموه بالتجسيم، وتكلموا عليه بكلام فظيع تقشعر منه الأبدان، وليس هذا فحسب، بل قالوا عن عقيدته التي يقول بها - وبكل جرأة ووقاحة – بعد أن نقلوا بعض أقوله والتي فهموا منها التشبيه:
" وفي هذا القدر الكفاية لنعلم عقيدة هذا المسمَّى بالدارمي، فهل هذه عقيدة المسملين أم هي عقيدة النصارى الملحدين ".
وإليكم هذه الأقوال التي ظنوا أنَّها تسعفهم في إثبات عقيدة التجسيم على هذا الإمام السني الكبير:" عثمان بن سعيد الدارمي ". رحمه الله تعالى.
فقد قالوا هناك – بعد أن نقلتُ لهم إجماع كلمة المسلمين على أنَّ الله تعالى في السماء -:" الدارمي هذا مجسم في الأصل فهو إجماعهم أنتم الحشوية فمن يقول أنَّ الله يتحرك وله لسان وفم وخزعبلات والعياذ بالله، لا يُنظر إلى أقولك لأننا نشاهدها عند النصارى واليهود فقط.
وليعلم الأخوة إنَّ هذا الدارمي غير الإمام الدارمي المحدث، حتى لا يشتبه عليكم الاسم فشتان بين هذا وذاك.
فنعرفكم بالدارمي وأقوله وهل هذا ينظر إلى كلامه في الأصل:
لله له لسان
نعم لله: (تعالى الله). لسان عن الدارمي حيث يقول عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على المريسي ص 316 ما نصه: (الكلام لا يقوم بنفسه شيئاً يرى ويحس إلاَّ بلسان متكلم به ".
وفي ص:81 من نفس الكتاب من مطبوعة السويد 1960 يقول الدارمي:
قال كعب الأحبار: لمَّا كلم الله موسى بالألسنة كلها قبل لسانه طفق موسى يقول: أي رب ما أفقه هذا حتى كلمة ءاخر الألسنة بلسانه بمثل يعني بمثل لسان موسى وبمثل صوت موسى ". هذا نص كلامهم بالحرف.
وفي هذا النص العديد من المغالطات البينة، بل والكذب المكشوف أيضاً:
أولاً – اتهامهم الإمام الدارمي رحمه الله تعالى بأنَّه مجسم، وهذا كذب وافتراء عليه رحمه الله تعالى، بل كان رحمه الله تعالى سيفاً على المجسمة، كما كان سيفاً على المعطلة سواءً بسواءً، كما سنرى إن شاء الله تعالى.
و من توفيق الله لي في الدفاع عن هذا الإمام الكبير، أنَّي سأبرأه من هذه التهمة، و من كتب الأشاعرة أنفسهم.
1 - فقد ترجم له تاج الدين السبكي – الأشعري - رحمه الله تعالى في كتابه طبقات الشافعية الكبرى، فقال ما نصه: (2/ 302).
" محدث هراة وأحد الأعلام الثقات ومن ذكره العبادي في الطبقات قائلاً:" الإمام في الحديث والفقه أخذ الأدب عن ابن الأعرابي والفقه عن البويطي والحديث بن يحيى بن معين ".
قلت – اي السبكي -: كان الدارمي واسع الرحلة طواف الأقاليم ولقى الكبار ".
ثُمَّ قال ما نصه: (2/ 303).
" وللدارمي كتاب في الرد على الجهمية، وكتاب في الرد على بشر المريسي، ومسند كبير وهو الذي قام على محمد بن كرَّام الذي تنسب إليه الكرامية وطردوه عن هراة، وكان من خبر ابن كرَّام هذا وهو شيخ سجستان مجسم ".
ثُمَّ عقد باباً في نهاية ترجمته بعنوان:
" ومن غرئب أبي سعيد الدارمي وفوائده ".
فذكر من غرائبه مسائل فقهية تفرد بها، منها قوله بتحريم الثعلب، فعقب عليه السبكي بقوله في الطبقات: (2/ 306) 0" قلت قوله بتحريم الثعلب غريب ".
ففي كلام تارج الدين السبكي – الأشعري المذهب بل إمام كبير من أئمة الأشاعرة – تصريح واضح بأنَّه ليس بمجسم، إذا كيف يتفق عند العقلاء أنَّ من يطرد المجسمة، و يقوم عليهم بالأنكار، و هوفي الوقت نفسه هو مجسم، وعلى عقيدة المجسمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/480)
ثُمَّ هل يُعقل أن يتعقب السبكي رحمه الله تعالى على الإمام الدارمي هذه المسألة الفقهية، ويترك التعقيب عليه في أمهات المسائل والقضايا، وهي مسألة التجسيم فيما لوكان بالفعل مجسماً .. ؟؟. فهل يُعقل هذا .. ؟؟.
2 – و ترجم له - أي للإمام الدرامي - الحافظ الأشعري الكبير ابن عساكر رحمه الله تعالى في كتابه:" تاريخ دمسق ". ترجمة حافلة.
فأخرج رحمه الله تعالى في كتابه:" تاريخ دمشق ".: (38/ 363). بسنده إلى أبي الفضل بن إسحاق وهو يعقوب القراب قال: ما رأينا مثل عثمان بن سعيد ولا رأي عثمان مثل نفسه أخذ الأدب عن ابن الأعرابي والفقه على أبي يعقوب البويطي، والحديث عن يحيى بن معين وعلي بن المديني، وتقدم في هذه العلوم ".
وأخرج أيضاً: (38/ 363). بسنده إلى أبي يعقوب الأعمشي أنَّه قال:" ما رأيتُ في المحدثين مثل محمد بن يحيى وعثمان بن سعيد ويعقوب بن سفيان ".
فهل يعقل أن يكون مجسماً، ويترجم له الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى – وهو أشعري المذهب - هذه الترجمة الحافلة، ولا يذكر شيئاً عن هذا التجسيم الذي اتهمه به هؤلاء المفترون، سبحانك اللهمَّ إن هذا إلاَّ بهتان مبين.
3 - و ذكره الإمام البغدادي رحمه الله تعالى في كتابه:" أصول الدين " - والذي دافع في هذا الكتاب عن عقيدة الأشاعرة أيما دفاع – تحت باب:
" المسألة الثانية عشرة من هذا الأصل في ترتيب أئمة الحديث والإسناد ".
فقال رحمه الله تعالى ما نصه: (ص314).
" ومنهم عثمان بن سعيد الدارمي الذي أخذ النحو والعربية عن ابن الأعرابي، والفقه عن البويطي، والحديث عن يحيى بن معين وعلى بن المديني، وكان في نوع إماماً ".
والظاهر أنَّ البغدادي – الأشعري - رحمه الله تعالى، قد نسي أن يذكر أنَّه كان إماماً في التجسيم أيضاً، سبحان الله ما أجرأكم على الكذب والإفتراء .. !!.
4 - كما ترجم له الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى، في كتابه طبقات الحفاظ فقال ما نصه: (ص277رقم627).
" عثمان بن سعيد بن خالد الدارمي السجستاني الإمام الحجة الحافظ أبو سعيد ".
ثُمَّ نقل عن أبي الفضل الجارودي قوله فيه: (ص278).
:" كان إماماً يقتدى به في حياته وبعد مماته ".
فكيف يٌقتدى بمجسم في حياته وبعد مماته .. ؟؟. وهل يصح من الحافظ السيوطي – الصوفي الأشعري – أن يتستر على مجسم عقيدته:" عقيدة النصارى الملحدين ".
فهذه نصوص أئمتكم – إذا كان لكم أئمة أصلاً – تصرخ في براءة هذا الإمام الكبير من هذه التهمة الجسيمة، فإمَّا أنتم أعلم وأفهم من أئمتكم هؤلاء، أو أنَّهم قد تستروا على هذا المجسم والذي عقدته:" هي عقيدة النصارى الملحدين ". كما قلتم في حقه، وبالتالي فإنَّه يلزمكم تكفير هؤلاء الحافظ – تاج السبكي وابن عساكر والبغدادي والسيوطي رحمهم الله تعالى جميعاً - وكلهم أشاعرة كما تعلمون، لأنَّهم قد تواطئوا جميعاً في التستر على عقيدة هذا المجسم، والذي قد وصفتم عقيدته بقولكم:" هي عقيدة النصارى الملحدين ". بل وليس هذا فحسب، وجعلوه إماماً يٌقتدى به في الحياة وبعد الممات.
ثانياً – وأمَّا قولكم:" وليعلم الأخوة إنَّ هذا الدارمي غير الإمام الدارمي المحدث، حتى لا يشتبه عليكم الاسم فشتان بين هذا وذاك ".
فهذا من جهلكم في مقام الرجال، وتعصبكم الذي جعلكم تطعنون في إمام كبير من أئمة السنة والحديث – وهذا باعتراف أئمتكم كما قد رأينا – فالرجل جليل القدر رفع المنزلة عند أهل العلم – انتبهوا على عبارتي جيداً عند أهل العلم - بل هو محدث كبير، بل هو من طبقة الإمام البخاري وأبو حاتم الرازي وهذه الطبقة العالية، وفي ذلك يقول الخليلي رحمه الله تعالى في الإرشاد في رجال الحديث ما نصه: (3/ 877).
" عثمان بن سعيد الدارمي كبير المحل عالم بهذا الشأن، يُقارن بالبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم، سمع بالعراق القعنبي وأبا الوليد وأبا نعيم وأحمد بن يونس ومن بعدهم، وأخذ علم الحديث عن علي بن المديني ويحيى بن معين، والبعض عن أحمد بن حنبل، وله عنهم تاريخ ينفرد به، وصنَّف لنفسه تاريخاً .. إلى أن قال الخليلي رحمه الله تعالى: " وسمعتُ عبد الله بن محمد الحافظ يقول:" كان عثمان بن سعيد ثقة متفقاً عليه ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/481)
فقد خفي حاله على جميع هؤلاء الأئمة - الذي أخذ عنهم العلم - أمثال علي بن المديني أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والعقنبي وأبو نعيم - الفضل بن دكين – وغيرهم من كبار الأئمة، بأنَّه مجسم، وأنَّ عقيدته:" عقيدة النصارى الملحدين ".
خفي حاله على هؤلاء الأئمة مع العلم بأنَّهم معاصرون له، وقد عايشوه وعايشهم، في حين عرفه هؤلاء الجهابذة المعاصرون – أمثالكم – والذين أتوا بعده بأكثر من 1200 سنة، فأكبر ظني أنَّكم اكتشفتم هذا الاكتشاف الخطير، عن طريق الكشف الصوفي الذي تحترفونه .. !!.
وقال فيه ابن حبَّان في الثقات: (8/ 455).
" عثمان بن سعيد الدارمي أبو سعيد السجستاني سكن هراة أحد أئمة الدنيا، يروي عن أبي الوليد وأهل العراق حدَّثنا عنه ابنه محمد بن عثمان بن سعيد مات سنة إحدى وثمانين ومائتين أو ثمانين ومائتين ".
ونسي أن يقول ابن حبَّان:" أنَّه أحد أئمة الدنيا في التجسيم ". لذا أطلب منكم يا جهابذة هذا العصر أن تتضيفوا هذه العبارة إلى كلام ابن حبَّان، فأنتم أهدى وأعلم من هؤلاء الأئمة الأفذاذ رحمهم الله تعالى.
وقبل أن أنهي هذا الجزء الأول – من الدفاع عن هذا الإمام الكبير – عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله تعالى، أحب أن أذكر أهم مفاخره العلمية التي تركها لنا ألا وهي كتابه الفذ الكبير:" تاريخ يحيى بن معين ".
فهو أحد العلماء الأفذاذ الذين كان لهم الفضل – بعد الله سبحانه وتعالى – في الحفاظ على تراث هذا الإمام الكبير يحيى بن معين رحمه الله تعالى، حيث روى لنا هذا التاريخ الحافل في النقل الموثق عن يحيى بن معين في جرح الرواة وتعديلهم.
ومن ينظر في كتب الرجال التي أُلفت من بعده - ككتاب:" الكامل في الضعفاء ". لابن عدي، و:" الضعفاء للعقيلي ". و من بعدهم ككتاب تهذيب الكمال للحافظ المزي، واختصاره:" تهذيب التهذيب ". للحافظ ابن حجر، وكتب الحافظ الذهبي:" كسير أعلام النبلاء ". و:" تذكرة الحفاظ ". و:" ميزان الاعتدال في نقد الرجال ". والقائمة تطول - وأمعن النظر في هذه الكتب لوجد أثر عثمان بن سعيد الدارمي شاخصاً إمامه، يرفض ما أفتراه عليه هؤلاء المفترون هداهم الله تعالى.
إذ كيف لهؤلاء الأئمة الثقات، أن يثقوا بنقل هذا المجسم في نقله عن يحيى بن معين، في توثيق الرجال، و تضعيفهم .. ؟؟.
ومن هنا نقول:
إنَّ قولكم: " وليعلم الأخوة إنَّ هذا الدارمي غير الإمام الدارمي المحدث، حتى لا يشتبه عليكم الاسم فشتان بين هذا وذاك ". بقصد الانتقاص منه ومن علمه، لا يدل إلاَّ على جهلكم المطبق، بمقام أهل العلم ورجاله.
وإذا حُقى لنا أن نفاضل بين الدارمييْن، فلا شكَّ على أنَّ عثمان بن سعيد الدارمي يُقدم على عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي.
ولكن هذا التفضيل ليس من حقنا - ومن باب الأولى ليس من حققكم من بعد ما تبين لنا جهلكم وافترائكم على الأئمة، بل وتكفيركم لإمام كبير كعثمان الدارمي رحمه الله تعالى - أقول ليس من حقنا ولا من حققكم في أن نفاضل بين هذين العلميْن رحمهما الله تعالى، والويل لمن يكون أمثال هؤلاء الأئمة خصمه يوم يقوم النَّاس لرب العالمين.
يتبع إن شاء الله تعالى في الجزء الثاني لتفنيد شبهاتهم الأخرى، إن شاء الله تعالى.
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[14 - 04 - 10, 02:52 م]ـ
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
هذا هو الجزء الثاني من دفاعنا عن الإمام الدارمي رحمه الله تعالى:
بعد أن بيَّنا – ولله الحمد - في الجزء الأول، مكانة الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله تعالى، وأنَّه إمام كبير من أئمة أهل السنة والجماعة، وأنَّ أهل العلم بما فيهم كبار علماء الأشاعرة قد برأوا ساحته من تهمة التجسيم، نأتي الآن إلى دحض شبهات القوم، ورد أباطيلهم.
وكالعادة ننقل أقوال هؤلاء المفترين، ثُمَّ نكر عليها بالرد والتفنيد بإذن الله تعالى فقد قالوا ما نصه "
" فنعرفكم بالدارمي وأقوله وهل هذا ينظر إلى كلامه في الأصل:
لله له لسان
نعم لله: (تعالى الله). لسان عن الدارمي حيث يقول عثمان الدارمي في نقضه على المريسي ص216 ما نصه:" الكلام لا يقوم بنفسه شيئاً يرى ويحس إلاَّ بلسان متكلم به ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/482)
وفي ص/81 من نفس الكتاب من مطبوعة السويد 1960 يقول الدارمي:
" قال كعب الأحبار: لمَّا كلم الله موسى بالألسنة كلها قبل لسانه طفق يقول: أي رب ما أفقه هذا حتى كلمه آخر الألسنة بلسانه بمثل لسان موسى وبمثل صوت موسى ".
الله يتحرك من مكان لمكان
في كتاب رد الدارمي على بشر المريسي ص54 / يقول المؤلف:
" معنى: (لا يزول). لا يفنى ولا يبيد، لا أنَّه لا يتحرك ولا يزول من مكان إلى مكان ".
ويقول الدارمي في ص / 55:
" إنَّ الله إذا نزل أو تحرك ".
اهد عقيدة اليهود الله ينزل في بهائه وجمله ويصحب معه الملائكة وعلى شماله جهنم.
وفي كتاب الرد على الجهمية للدرامي ص/36 يقول:
" قال الضحاك بن مزاحم: ثُمَّ ينزل الله في بهائه وجماله ومعه ما شاء من الملائكة على مجنبته اليسرى جهنم ".
الله إذا أراد يستقر على ظهر بعوضة تقله والعياذ بالله
قوله: (1/ 458) 0
" ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته فكيف على عرش عظيم ".
المقت والجري والحركة من مكان لمكان والمشي والحب من أفعال الذات عند الدارمي.
يقول الدارمي المجسم في ص/121 من كتابه الرد على المريسي يقول المؤلف:
" لا نسلم أنَّ مطلق المفعولات مخلوقة، وقد أجمعنا واتفقنا على أنَّ الحركة والنزول والهرولة و الغضب والحب والمقت كلها أفعال في الذات للذات وهي قديمة ".
وفيه - والصواب وفي لكن أبقيتها حفاظاً على أمانة النقل – كتبه تجسيم صريح لا يليق بالله عز وجل تعالى عن ذلك، وفي كتبه نحو هذا كثير ـ وفي هذا القدر الكفاية لتعلم عقيدة هذا المسمى بالدارمي، فهل هذه عقيدة المسلمين أم عقيدة النصارى الملحدين ". انتهى كلامهم بالحرف.
وفي هذا النص الكثير من المغالطات البينة، بل والكذب الصريح، كما سنرى إن شاء الله تعالى.
أولاً – أمَّا قولكم:" فنعرفكم بالدارمي وأقوله وهل هذا يُنظر إلى كلامه في الأصل".
فقد عرفنا ولله الحمد من هو الإمام الدارمي، ومن كتب أسيادهم الأشاعرة، كما قد رأينا في الجزء الأول، فلا حاجة بنا لأن نعيد ما كتبناه هناك.
ثانياً – وأمَّا قولكم:" لله له لسان، نعم لله: (تعالى الله). لسان عن – ولعلَّ الصواب أن يقول عند الدارمي - الدارمي حيث يقول عثمان الدارمي في نقضه على المريسي ص216 ما نصه:" الكلام لا يقوم بنفسه شيئاً يرى ويحس إلاَّ بلسان متكلم به ".
وهذا من أكذب الكذب على هذا الإمام رحمه الله تعالى، وجعله الله تعالى خصمكم يوم القيامة، فأين قال:" لله له لسان ". تعالى الله تعالى عمَّا يفتري هؤلاء المفترون علواً كبيراً.
وأنا أتحدى أن يثبتوا أين قال هذه العبارة:" لله له لسان " .. ؟؟.
وأمَّا ما استشهدتم به من كلام الإمام الدارمي، حيث قلتم:" يقول عثمان الدارمي في نقضه على المريسي ص216 ما نصه:" الكلام لا يقوم بنفسه شيئاً يرى ويحس إلاَّ بلسان متكلم به ". على أنَّ في هذا النص ما يدين الإمام الدارمي رحمه الله بالتجسيم، نقول:
إنَّ من يرجع إلى الكتاب المذكور فسيكتسف الحقيقة المرة، و سينفضح كذبهم، وافترائهم على الإمام الدارمي رحمه الله تعالى.
وهذا النص الذي نقلوه عن الدارمي رحمه الله تعالى لا يفيد أنَّ لله تعالى لسان – تعالى الله عما يقول هؤلاء المفترون علواً كبيراً – بل المقصود من قوله:" بلسان متكلم به ". هو اللغة، أي أنَّه لا يصح أن يكون هناك كلام بلا لغة يتلكم بها، وهذا معروف جارٍ في لغة العرب، بل وفي القرآن أيضاً ما يشهد لهذا، فقد قال الله تعالى في سورة الشعراء: [وإنَّه لتنزيلٌ ربِّ العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين].
واستخدام اللسان بمعنى اللغة، جاء في كلام أهل العلم أيضاً من غير نكير بينهم، وفي ذلك يقول الإمام الطبري رحمه الله تعالى في مقدمة نفسيره المبارك:" جامع البيان ".حيث قال ما نصه: (1/ 21).
" إنَّ الله جلَّ ثناؤه أنزل جميع القرآن بلسان العرب دون غيرها من ألسن سائر أجناس الأمم، وعلى فساد قول من زعم أنَّ منه ما ليس بلسان العرب ولغاتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/483)
فنقول الآن – إذا كان ذلك صحيحاً – في الدلالة عليه بأي ألسن العرب أنزل: أبألسن جميعها أم بألسن بعضها .. ؟؟. إذ كانت العرب وإن جمع جميعها اسم أنَّهم عرب، فهم مختلفو الألسن بالبيان متباينو المنطق والكلام ". انتهى كلام الطبري.
قلت: وهذا الاستخدام شائع جداً في لغة العرب، لكن لمَّا أصبحنا نجهل كل شيء – حتى اللغة التي نتكلم بها وأسلوبها – أضحى الجهل حكماً نحاكم به أقوال أهل العلم الثقات، والله المستعان.
انظروا إلى جهل هؤلاء وحماقتهم، كيف فهموا كلام الإمام الدارمي هذا الفهم الخاطىء، ونسبوا إليه كلاماً شنيعاً لم يقله، ولا ينبغي لمثله أن يقوله، حيث قالوا:" لله له لسان، نعم لله: (تعالى الله). لسان عن – ولعلَّ الصواب أن يقولوا عند الدارمي - الدارمي ".
وهذا واضح جلي لمن أراد أن يقف على الحق، وأن لا يخالف في الفهم ولا يشطط.
و أمَّا ما استدللتم به لتثبيت اتهامكم للإمام الدارمي رحمه الله تعالى، بأنَّه يقول:" إنَّ لله لسان ". حيث قلتم ما نصه:
" وفي ص/81 من نفس الكتاب من مطبوعة السويد 1960 يقول الدارمي:
" قال كعب الأحبار: لمَّا كلم الله موسى بالألسنة كلها قبل لسانه طفق يقول: أي رب ما أفقه هذا حتى كلمه آخر الألسنة بلسانه بمثل لسان موسى وبمثل صوت موسى ".
فهو من أوضح الأدلة على صحة ما ذهبنا إليه، من أنَّ المقصود من معنى اللسان الوارد في كلام الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، هنا هو:" اللغة ". وليس اللسان بمعنى الجارحة المعروفة، وذلك للأمور التالية:
1 - إذ يُفهم هذا - و بوضوح - من خلال سياق الكلام، حيث جاء في هذا الأثر:" حتى كلمه آخر الألسنة بلسانه ". أي بلغة موسى، فإذا لم نفهم هذا النص، يلزمكم أن يكون الله تعالى قد اقتلع لسان موسى و أخذ يتكلم به، من يقول هذا الهراء إلاَّ الجاهل أمثالكم .. ؟؟.
2 - ومن أوضح الأدلة على صحة هذا المعنى، أنَّ موسى عليه السلام لم يفقه من كلام الله شيء، حتى كلمه الله تعالى بلسانه – أي بلغته – ولا يعقل أن يفهم غير هذا، طبعاً أنا هنا أشرح لا أقرر.
3 – وإلاَّ إذا لم يكن هذا هو المعنى الصحيح لهذا النص، فليزمكم أن تطعنوا في أئمتكم الأشاعرة، كتاج الدين السبكي والحافظ البغدادي والحافظ ابن عساكر والحافظ السيوطي وغيرهم، إذ أنَّ سكوت هؤلاء جميعاً عن التنبيه إلى هذا الكلام الذي فيه تجسيم – بنظركم طبعاً - وتعديلهم الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، يتعبر تواطؤاً منهم على التستر على هذا المجسم الكافر، والعياذ بالله تعالى.
لذا نقول:
لقد خاب ظنكم، وطاش سهمكم، في إثبات ما أردتم إثباته من تجسيم على الإمام الدارمي رحمه الله تعالى من خلال هذا النص، وإنَّ ما قلتموه بأنَّه يقول:" لله له لسان ". ما هو إلاَّ كذب وافتراء منكم على هذا الإمام الجليل، والذي سيكون خصمكم يوم القيامة إن لم تتوبوا من غيكم، وترجعوا إلى الصواب وتبرأوه مما نسبتموه إليه من كذب مكشوف هو منه براء.
ثُمَّ إنَّ في قولكم:" يقول الدارمي ". تدليس قبيح يأباه أهل الدين والصلاح، إذ أنَّ الدارمي لم يورد هذا الخبر عن كعب الأحبار إلاَّ مسنداً، حيث قال:
" قرأتُ على أبي اليمان قلتُ: أخبركم شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أنَّه أخبره بن جابر الخثعمي أنّه سمع كعب الأحبار يقول لما كلم الله موسى .. ".
هكذا أورد الإمام الدارمي رحمه الله تعالى هذا الأثر، بإسناده إلى كعب بن الأحبار، فإذا كان هذا تجسمٌ، يُكفر به الإمام الدارمي، لزمكم تكفير كل من روى هذا الحبر – قبل وبعد الدارمي رحمه الله تعالى – وهم على سبيل المثال:
1 – الإمام أبو جعفر الطبري رحمه الله تعالى، حيث أخرجه في تفسيره: (9/ 406). من طريق أبو يونس المكي قال: حدَّثنا ابن أبي أويس قال أخي عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أنَّه أخبره جزء بن جابر الخثعمي: أنَّه سمع كعب الأحبار يقول: لمَّا كلم الله موسى بالألسنة كلها قبل لسانه، فطفق موسى يقول: أي رب والله ما أفقه هذا!!. حتى كلمه آخر بلسانه بمثل صوته، فقال موسى: أي رب أهكذا كلامك .. ؟؟. فقال: لو كلمتك بكلامي لم تكن شيئاً، قال: أي رب هل في خلقك شيء يشبه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/484)
كلامك .. ؟؟. فقال: لا وأقرب خلقي شيهاً بكلامي أشد ما يسمع من الصواعق.
وهذا صريح في أنَّ المقصود باللسان هو:" اللغة ". وليس اللسان بمعنى الجارحة.
2 – الإمام ابن أبي حاتم الرازي رحمه الله تعالى، حيث أخرجه في تفسيره أيضاً: (رقم8924). من طريق أبيه ثنا محمد بن عبد الأعلى ثنا محمد بن ثور عن معمر عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن أنَّه أخبره جرير بن جابر الخثعمي سمع كعب الأحبار يقول: لمَّا كلم الله موسى .. به ..
3 – الإمام البيهقي رحمه الله تعالى، حيث أخرجه في كتابه الأسماء والصفات: (ص276). من طريق أبو محمد السكري أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور نا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن جرير بن جابر الخثعمي عن كعب الأحبار قال: إنَّ الله عزَّ وجل لمَّا كلَّم موسى .. به .. حيث اكتفى بضعيفه، بأنَّ فيه جرير وهو مجهول.
4 – شيخكم محمد زاهد الكوثري، حيث لم يعلق على هذا الأثر في تعليقاته الكثيرة على كتاب الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى:" الأسماء والصفات ". إذا كيف له أن يسكت عن التعليق على مسألة التجسيم هذه، ويكتفي بضعيفه بجهالة جرير، في حين كان يعلق على ما هو أقل من هذا أهمية.
5 – الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى، حيث أورده في كتابه الدر المنثور في التفسير بالمأثور: (3/ 536).
6 – الإمام أبو الفضل محمود الألوسي رحمه الله تعالى، حيث أورده في كتابه:" روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني ". انظر: (9/ 44). وغيرهم كثير.
فكل هؤلاء العلماء قد ذكرو هذا الأثر في كتبهم، فإذا كان الإمام الدارمي رحمه الله تعالى مجسماً بمجرد إخراجه لهذا الأثر في كتابه،، فيلزمكم أن تتهموا هؤلاء جميعاً بالتجسيم، فتأملوا .. !!.
لذا أقول:
فبعد أن شرحنا وبينا معنى اللسان الوارد في كلام الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، هل يصح أن تنسبوا إليه أنَّه قال:" لله له لسان " .. ؟؟.
يتبع الجزء الثالث إن شاء الله تعالى.
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
-------------------------
من مواضعي السابقة في الملتقى:
http://ahlalhdeeth.com/vb/search.php?do=finduser&u=54632
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[15 - 04 - 10, 07:41 ص]ـ
جزاك الله تعالى كل خير أخي المكرم أبا محمد على جهودك التي تبذلها للذب عن علماء الإمة
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[16 - 04 - 10, 03:06 م]ـ
جزاك الله تعالى كل خير أخي المكرم أبا محمد على جهودك التي تبذلها للذب عن علماء الإمة
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
أحسن الله إليك أخي:" أبو الحسنين ". ونفع بك
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
----------------------
من مشاركاتي السابقة في الملتقى:
http://ahlalhdeeth.com/vb/search.php?do=finduser&u=54632
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[16 - 04 - 10, 03:17 م]ـ
الحمد لله العالمين .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
فهذا هو الجزء الثالث من سلسة الدفاع عن الإمام الدارمي رحمه الله تعالى.
فبعد أن بينَّا في الجزء الثاني جهل القوم في اللغة العربية وأساليب استخدامها، وبعد أنَّ بينا أنَّهم قد افتروا على الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، حيث نسبوا له القول بأنَّ: " لله له لسان ". هكذا باللفظ، وبهذه الركاكة، نشرع الآن في رد ما تبقى من شبه وأباطيل في كلامهم على هذا الإمام، لنتفرغ بعد ذلك للرد على ما سودوه في محاولة الرد على هذه المباحث التي نكتبها في دفاعنا عن هذا الإمام الكبير العَلَم:" عثمان بن سعيد الدارمي ". رحمه الله تعالى.
وأمَّا قولكم: "
الله يتحرك من مكان لمكان
في كتاب رد الدارمي على بشر المريسي ص54 / يقول المؤلف:
" معنى: (لا يزول). لا يفنى ولا يبيد، لا أنَّه لا يتحرك ولا يزول من مكان إلى مكان ".
ويقول الدارمي في ص / 55:
" إنَّ الله إذا نزل أو تحرك ".
شاهد عقيدة اليهود الله ينزل في بهائه وجمله ويصحب معه الملائكة وعلى شماله جهنم.
وفي كتاب الرد على الجهمية للدرامي ص/36 يقول:
" قال الضحاك بن مزاحم: ثُمَّ ينزل الله في بهائه وجماله ومعه ما شاء من الملائكة على مجنبته اليسرى جهنم ". ".
فنقول وبالله المستعان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/485)
أولاً: إنَّ الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، حين نسب الحركة إلى الله تعالى، لم ينسبها ابتداءً، بل نسبها وهو يرد على جهالات الجهمي الذي يناقشه، حيث كان من معتقد هذا الجهمي، إنَّ معنى:" الحي القيوم ". هو الذي لا يزول من مكانه، ولا يتحرك، فأراد الإمام الدارمي رحمه الله تعالى أن ينفي عن الله تعالى صفات:" الميت ". والذي هو مؤدى كلام هذا الجهمي، فقال: (ص20).
" وأمَّا دعواك أنَّ تفسير القيوم الذي لا يزول من مكانه، ولا يتحرك، فلا يقبل منك هذا التفسير إلاَّ بأثر صحيح مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عن أصحابه أو التابعين، لأنَّ الحي القيوم يفعل ما يشاء، ويتحرك إذا شاء ويهبط ويرتفع إذا شاء، ويقبض ويبسط ويقوم ويجلس إذا شاء لأنَّ أمارة ما بين الحي والميت التحرك، كلُّ حي متحرك لا محالة، وكل ميت غير متحرك لا محالة ".
ومن هنا يتبين لنا أنَّ مقصود الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، هو الرد على هذا الجهمي الذي مؤدى كلامه، أنَّ الله تعالى ميت لا حركة له، ومن هنا جاءت عبارة الإمام واضحة في الدلالة على هذا المعنى حيث قال:" وكل ميت غير متحرك لا محالة ". لا أنَّه ينسب – ابتداءً – الحركة إلى الله تعالى.
2 – ولا شك على أنَّ مقصود الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، هو نسبة الفعل إلى الله تعالى، ولا شكَّ على أنَّ هذا المعنى صحيح لا غبار عليه، فإنَّ من معاني:" الحي ". أنَّه يتحرك وينزل ويصعد، ويفعل ما يشاء، و هذا معروف معلوم عند العقلاء جميعاً، وفي ذلك يقول الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه خلق أفعال العباد ما نصه: (ص71).
" ولقد بيَّن نعيم بن حماد أنَّ كلام الرب ليس بخلق، وأنَّ العرب لا تعرف الحي من الميت إلاَّ بالفعل، فمن كان له فعلٌ فهو حيٌ، ومن لم يكن له فعلٌ فهو ميت ".
نعم إذا كان إنكاركم على الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، استخدام هذه اللفظة - اي الحركة - ونسبتها إلى الله تعالى، وأنَّه ما ينبغي أن يوصف بها الله تعالى، ذلك لأنَّها لم ترد في كتاب ولا سنة.
نقول إن كان هذا مقصودكم في الإنكار على الإمام الدارمي رحمه الله تعالى هذا المعنى، قلنا نحن معكم في هذا الأمر، ما كان على الإمام الدارمي رحمه الله تعالى أن يستخدم هذه اللفظة، بل ونزيدكم أنَّ الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قد خطأ الإمام الدارمي رحمه الله تعالى قبلكم، حيث قال ما نصه في مجموع الفتاوى: (16/ 422).
" ولا ريب أنَّه العلي الأعلى العظيم، فهو أعلى من كل شيء وأعظم من كل شيء، فلا يكون نزوله إتيانه بحيث تكون المخلوقات تحيط به، أو تكون أعظم منه وأكبر هذا ممتنع، وأمَّا لفظ:" الزوال ". و:" الانتقال ". فهذا اللفظ مجمل ولهذا كان أهل الحديث والسنة فيه على أقوال، فعثمان بن سعيد الدارمي وغيره أنكروه على الجهمية قولهم: إنَّه لا يتحرك، وذكروا أثراً أنَّه لا يزول، وفسَّروا الزوال بالحركة، فبين عثمان بن سعيد أنَّ ذلك الأثر إن كان صحيحاً لم يكن حجة لهم في تفسير قوله: [الحيُّ القيوم]. ذكروا عن ثابت: دائم باقٍ لا يزول عمَّا يستحقه كما قال ابن إسحاق، لا يزول عن مكانته.
قلت – أي شيخ الإسلام -: و الكلبي بنفسه الذي روى هذا الحديث هو يقول: [استوى على العرش]. استقر، ويقول: [ثُمَّ استوى إلى السماء]. صعد إلى السماء، وأمَّا:" الإنتقال ". فابن حامد وطائفة يقولون: ينزل بحركة وانتقال، وآخرون من أهل السنة من أصحاب كالتميمي من أصحاب أحمد أنكروا هذا وقالوا: بل ينزل بلا حركة وانتقال، وطائفة ثالثة كابن بطة وغيره يقفون في هذا، وذكر الأقوال الثلاثة أبو يعلى في كتاب:" اختلاف الروايتين والوجهين ونفي اللفظ بمجمله ". والأحسن في هذا الباب مراعاة ألفاظ النصوص فيثبت ما أثبت الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – باللفظ الذي أثبته، وينفي ما نفاه الله ورسوله كما نفاه ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/486)
3 – إمَّا إذا كان اعتراضكم على الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، من باب الاعتراض على المعنى الذي تضمنه كلامه، فإنَّ هذا لا يُسلَّم لكم، إذ أنَّ الإمام الدارمي رحمه الله تعالى لم يخرج عن المعنى الذي نقله الإمام البخاري في كتابه خلق أفعال العباد عن نعيم بن حماد – وقد نقلناه فيما مضى – ولا عن المعنى الذي قاله القاضي عياض رحمه الله تعالى، عندما قال:
" إذا قال لك الجهمي أنا أكفر برب يزول عن مكانه، فقال أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء ".
وهذا الاثر قد أخرجه البخاري في كتابه خلق أفعال العباد: (ص14). والكرمي في أقاويل الثقات: (ص63). واللالكائي في في أصول السنة: (ص501 - 502 رقم775).وأبو يعلى في أبطال التأويلات: (1/ 52 رقم24). وغيرهم
ومفهوم الزوال الذي كفر به الجهمي، هو الحركة والانتقال، وجواب القاضي عياض رحمه الله تعالى قاطع بصحة المعنى الذي جاء في كلام الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، وإن لم يشركه في اللفظ.
فمما لا شكَّ فيه أنَّ جواب القاضي عياض رحمه الله تعالى هذا، كان أكثر توفيقاً في أصابة الحق - معناً ولفظاً – من جواب الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، حيث أصاب المعنى، وأخطأ في اللفظ.
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، قد صرح بتخطئة الإمام الدارمي ولا غضاضة في ذلك، حيث يقول - كما مر سابقاً -:
" والأحسن في هذا الباب مراعاة ألفاظ النصوص فيثبت ما أثبت الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – باللفظ الذي أثبته، وينفي ما نفاه الله ورسوله كما نفاه ".
و في ذلك يقول ابن عبد ابر رحمه الله تعالى أيضاً، ما نصه: (4/ 51).
" فإن قيل: فهل يجوز عندك أن ينتقل من لا مكان في الأزل إلى مكان00؟؟ 0 قيل له أمَّا الإنتقال وتغير الحال فلا سبيل إلى إطلاق ذلك عليه لأن كونه في الأزل لا يوجب مكانا وكذلك نقله لا يوجب مكانا، وليس في ذلك كالخلق لأن كون ما كونه يوجب مكانا من الخلق ونقلته توجب مكانا ويصير منتقلا من مكان إلى مكان، والله تعالى ليس كذلك لأنه في الأزل غير كائن في مكان، وكذلك نقلته لا توجب مكانا وهذا ما لا تقدر العقول على دفعه0
ولكنَّا نقول: [استوى] 0 من لا مكان إلى مكان ولا نقول انتقل، وإن كان المعنى في ذلك واحدا ألا ترى أنا نقول له العرش ولا نقول له سرير ومعناهما واحد، ونقول: هو الحكيم ولا نقول هو العاقل، ونقول خليل إبراهيم ولا نقول صديق إبراهيم، وإن كان المعنى في ذلك كله واحدا لا نسميه ولا نصفه ولا نطلق عليه إلا ما سمى به نفسه على ما تقدم ذكرنا له من وصفه لنفسه لا شريك له، ولا ندفع ما وصف به نفسه لأنه دفع للقرآن ".
وعلى هذا لا وجه لطعنكم على الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، في مثل هذا، وإنَّما أقصى ما يمكن أن نصف صنيع الإمام الدرامي رحمه بأنَّه اجتهد فأخطأ، أمّا أن نشنع عليه هذا التشنيع الغريب، فهذا ما لايجوز فعله، بل هو الوقعية في علماء الأمة الثقات وأئمتها.
وهذا ما صنعه الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى، في كتابه العلو، حيث بيَّن مسلك الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، ووصف حاله بأنَّه يبالغ في الإثبات، حيث قال رحمه الله تعالى في كتابه العلو: (ص195).
" وفي كتابه بحوث عجيبة مع المريسي يبالغ فيها في الإثبات والسكوت عنها أشبه بمنهج السلف في القديم والحديث ".
فأين هذا من كلامكم الذي كفرتم به الرجل، من كلام الحافظ الذهبي رحمه الله، حيث ما زاد على أن قال:" يبالع فيها في الإثبات ". أمَّا أنتم - والله - قد بالغتم في القدح والذم، بل والتكفير، هدنا الله وإيِّاكم.
وخصوصاً إذا علمنا أنَّ الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى قد نقل الكثير من أقواله في كتابه العلو محتجاً بها، وإذا لم ينقل لنا إلاَّ قوله – والذي ردتموه علينا – " اتفقت الكلمة من المسلمين أنَّ الله فوق عرشه فوق سمواته ". لكفى.
وبعد هذا: فهل تظنون أنَّ في كلام الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى، ما يشهد لكم في اتهامهكم له بالتجسيم والتشبيه .. ؟؟.
أقول:
إنَّ موقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وموقف الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى، من الإمام الدارمي رحمه الله تعالى في هذه المسألة، لهو أكبر دليل على أننا لا نجامل أحداً، ولا نحابي أحداً على حساب الحق، بل الحق أحق أن يُقال، و أحق أن يُتبع.
ثانياً - وأمَّا قولكم: " وفي كتاب الرد على الجهمية للدرامي ص/36 يقول:
" قال الضحاك بن مزاحم: ثُمَّ ينزل الله في بهائه وجماله ومعه ما شاء من الملائكة على مجنبته اليسرى جهنم ".
فهذا أيضاً من التدليس القبيح الذي اشتهرتم به، ذلك لأنَّ الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، قد أخرج هذا الأثر في كتابه الرد على الجهمية: (ص74 رقم 143). بإسناده إلى الإمام الكبير الضحاك بن مزاحم رحمه الله تعالى، فإذا كان في هذا الأثر أي خلل عقدي، فقد برىء الإمام الدارمي رحمه الله تعالى من عهدته، حين أسنده إلى قائله.
أمَّا إن كان - عنكم - أنَّه بمجرد رواية الإمام الدارمي هذا الخبر في كتابه يعتبر مجسماً، تُشَنُ عليه هذا الحملات المسعورة، فإنَّه لزماً عليكم إن تشنعوا التشنيع نفسه على كل من روى هذا الخبر، كالإمام الطبري، حيث أخرجه في تفسيره: (21/ 381 – 23/ 43 - 581 - 24/ 418). و غيره.
لذا نقول لكم: خففوا من حقدكم على علماء الأمة وأثباتَها، فإذا سقط الإمام الدارمي رحمه الله تعالى اليوم – بمثل هذه الهفوات – فلا ندري على من سيكون الدور غداً، إذ أنَّ لكل إمام وعالم هفوة كبرت أم صغرت،
و من ينظر في أسلوب المستشرقين وأعداء الأمة، يجد أنهم يتصيدون الأخطاء والهفوات، ويجعلون من الحبة قبة – على اللهجة الدارجة عندنا في سوريا حماها الله تعالى – لذا نربأ بكم أن تكونوا مثل هؤلاء القوم أعداء الأمة.
يتبع إن شاء الله تعالى
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
-----------------
من مشاركاتي السابقة في الملتقى:
http://ahlalhdeeth.com/vb/search.php?do=finduser&u=54632
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/487)
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[19 - 04 - 10, 11:27 م]ـ
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
حقائقنا وأباطيلهم
بعد أن كتبتُ هذه سلسلة من المقالات في الدفاع عن الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله تعالى، تعالت أصوات أهل البدع، وخرج جهالهم يشرِّقون ويغرِّبون، ويشككون في كل شيء، لا يهتدون إلى الحق سبيلاً.
وقد استشرتُ بعض الإخوة في كتابه هذه الحقائق، للرد على أباطيلهم، فحبذوا الفكرة، ورحبوا بها، فرأيتُ أنَّ السكوت عن هذا الباطل هزيمة للحق الذي نعتقده، لذا شمرتُ عن ساعد الجد – رغم كثرة المشاغل وضيق الوقت – فكتبتُ هذا الرد للدفاع عن الحق الذي ندين الله تعالى به، وندفع عدوانهم عن هذا الحق المبين.
وطريقتنا في كشف باطلهم أننا نورد كلامهم أولاً، ثمَّ نكر عليه بالنقد وأظهارعواره بإذن الله تعالى، وإلى المقصود والله المستعان:
قالوا:
" هذا مع أنَّ القوم قد اعترفوا بأنَّ الكتاب يشتمل على ما يسمونه (مبالغات). فيقول الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه العلو ص214 – واستند إليه الأخ في التوثيق – عن هذا الكتاب:
" وفي كتابه بحوث عجيبة مع المريسي يبالغ فيها في الإثبات، والسكوت عنها أشبه بمذهب السلف في القديم والحديث ".
فهذا هو الذهبي ينطق بالحق وليس أنا، فكلام الدارمي ليس من كلام السلف وبالغ في الإثبات، بل هذا تحذير من كلامه في هذا الكتاب بالخصوص كما يظهر من كلام الذهبي ونصيحته نعرف معناه ".انتهى كلامهم
وفي هذا النص العديد من المغالطات، وإليك بيانها:
1 – امَّا قولهم:" وأستند الأخ في التوثيق ". فهذا من الكذب المكشوف إذ أني لم استشهد بهذا الكتاب، كما أني لم أوثق أي نص من النصوص التي نقلتها من هذا الكتاب أيضاً، فأين دليلهم على أنَّي قد استندتُ إلى هذا الكتاب في التوثيق .. ؟؟ ..
والحقيقة أني قد تعمدتُ أن أتجنب الاحتجاج بهذا الكتاب، بل وبكتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، لأنَّ الخصوم لا يرون في كلامهم حجة، وليس من المروءة العلمية أن أحتج على الخصم بما ليس هو حجة عنده.
2 – وأمَّا قولهم:" فهذا هو الذهبي ينطق بالحق وليس أنا، فكلام الدارمي ليس من كلام السلف وبالغ في الإثبات، بل هذا تحذير من كلامه في هذا الكتاب ".
لا أدري كيف فهم هؤلاء القوم من كلام الذهبي رحمه الله تعالى، بأنَّ كلام الإمام الدارمي رحمه الله تعالى:" ليس من كلام السلف ".
فإنَّ كلام الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى، لا يدل على هذا المعنى الذي ذهبوا إليه، بل أقصى ما يُفهم منه أنَّه يرى أنَّ الإمام الدارمي رحمه الله تعالى قد بالغ في إثبات بعض الصفات لله تعالى، وإنَّ السكوت كان هو الأفضل في مثل هذه الحالات، لا أكثر من هذا المعنى ولا أقل .. !!.
وإلاَّ لو كان ما فهموه هو المعنى الصحيح من كلامه، كيف للحافظ الذهبي رحمه الله تعالى إذاً أن يستشهد بكلام الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، ويحتج به في العديد من المواطن في كتابه العلو، منها:
1 – ما قاله الذهبي في كتابه العلو: (ص81 - 81 رقم183).:" قال عثمان بن سعيد الدارمي في كتاب النقض على المريسي حدثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أنَّ عبد الله بن عمرو قال: قالت الملائكة يا ربنا منا الملائكة ومنا جملة العرش، ومنا الكرام الكاتبين ونحن نسبح الليل والنهار لا نسأم ولا نفتر خلقتَ بني آدم فجعلتَ لهم الدنيا، فاجعل لنا الآخرة، قال: ثم عادوا فأجهدوا المسألة فقالوا مثل ذلك، فقال جلَّ جلاله: لن أجعل صالح ذرية من خلقتًُ بيدي كمن قلتُ له كن فيكون " ثُمَّ قال عن هذا الأثر:" إسناده صالح ".
أقول:
فكيف للذهبي أن يحتج بهذا الأثر ويحكم عليه بأنّ إسناده صالح، وهو يرى أنَّ كلام الدارمي رحمه الله تعالى:" ليس من كلام السلف " .. ؟؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/488)
2 – وقال الذهبي في العلو: (ص126 رقم335). " حديث أبي جعفر النفيلي حدثنا زهير بن معاوية حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم حدثنا ابن أبي مليكة أنَّه حدَّثه ذكوان صاحب عائشة أنَّ ابن عبَّاس دخل عليها وهي تموت فقال لها: كنتِ أحب نساء رسول الله، ولم يكن يجب إلاَّ طيباً، وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات. أخرجه عثمان الدارمي في الرد على بشر بن عثمان المريسي ".
أقول:
كيف للذهبي رحمه الله تعالى، أن يكون رأيه في كلام عثمان الدارمي رحمه الله تعالى على نحو ما فهمتم بأنَّه:" ليس من كلام السلف " .. ؟؟. وهو يعتمد عليه وعلى روايته .. ؟؟.
3 – وقال الذهبي في كتابه العلو أيضاً: (ص194 رقم513). " قال عثمان الدارمي في كتاب النقض على بشر المريسي، وهو في مجلد سمعناه من أبي حفص بن القوس، فقال:" اتفقت الكلمة من المسلمين أنَّ الله فوق عرشه فوق سمواته ".
أقول:
إنَّ الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى، قد نقل كلام الإمام الدارمي رحمه الله تعالى هذا على سبيل الاحتجاج به، وهو القول الذي ردتموه علينا بأنَّه إجماعنا نحن الحشوية، سبحان الله تعالى ما أجرأكم على اتهام النَّاس بالباطل .. !!.
والأدلة في هذا المجال كثيرة، ولا سبيل إلى إحصائها، وفي هذا القدر كفاية لمن أراد الحق، أو أراد أن يفهم عبارة الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى، الفهم الصحيح، بعيداً عن الهوى أوالعصبية، ولكن أنَّي لكم أن تفهوا كلامه، وقد أخطأتم في فهم كلام الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى، و ربما يكون كلام الإمام الأوزاعي هو أسهل للفهم، وأوضح في الدلالة، من كلام الحافظ الذهبي هذا، لذا لا أعتب لكم في قلة فهمكم، فمن منهج أهل السنة والجماعة:" العذر بالجهل ".
قالوا:
" الله يتحرك وينتقل ويرتفع ويجلس ويقوم أي صفة الجلوس مثلك ايها الإنسان، يقول ص20:" لأنَّ الحي القيوم يتحرك إذا شاء وينزل ويرتفع إذا شاء و يقبض ويبسط إذا شاء ويقوم ويجلس ". انتهى كلامهم.
والجواب على هذا الإفتراء من وجهين:
الأول: إنَّ الإمام الدارمي لم يقل:" الله يتحرك وينتقل ويرتفع ويجلس ويقوم أي صفة الجلوس مثلك ايها الإنسان ". وأنا أتحداكم أن تخبرونا أين قال هذه العبارة:" أي صفة الجلوس مثلك أيها الإنسان ". فوالله إنَّ هذا من أكذب الكذب على الإمام الدارمي رحمه الله تعالى.
إذ كيف يستقيم هذا الإتهام مع من يكفِّر من يشبِّه الله تعالى بخلقه، وفي ذلك يقول الدارمي رحمه الله تعالى، في كتابه الرد على المريسي: (ص22).
" أمَّا قولك إنَّ كيفية هذه الصفات، وتشبيهها بما موجود في الخلق فإنَّا لا نقول إنَّه خطأ كما قلتَ، بل هو عندنا كفر، ونحن لكيفيتها وتشبيهها بما هو موجود في الخلق أشد أنفاً منكم، غير أنا كما لا نشبهها ولا نكيفها، لا نكفر بها ولا نكذب ولا نبطلها بتأويل الضلال كما أبطلها إمامك المريسي في أماكن من كتابك سنبينها لمن غفل عنه ".
وقال أيضاَ ما نصه، في كتابه الرد على المريسي: (ص152 وما بعدها).
" ادعى – أي المعارض الذي يرد عليه الإمام الدارمي - أنَّ بعض كتبة الحديث ثبتوا به بصراً بعين كعين، وسمعاً كسمع جارحا مركباً.
فيقال لهذا المعارض: أمَّا دعواك عليهم أنَّهم ثبتوا له سمعاً وبصراً، فقد صدقت، وأمَّا دعواك عليهم أنَّه كعين وكسمع، فإنَّه كذب ادعيتَ عليهم لأنَّه ليس كمثله شيء ولا كصفاته صفة، وأمَّا دعواك أنَّهم يقولون جارح مركب، فهذا كفرٌ لا يقوله أحدٌ من المسلمين، ولكنَّا نثبت له السمع والبصر والعين بلا تكييف، كما أثبته لنفسه فيما أنزل من كتابه، وأثبت له الرسول، وهذا الذي تكرره – كما تكررون أنتم اليوم - مرة بعد مرة جارح عضو وما أشبهه حشو وخرافات وتنشيع، لا يقوله أحد من العالمين، و قد روينا روايات السمع والبصر والعين في صدر هذا الكتاب بأسانيدها وألفاظها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال، ونعني كما عنى والتكييف عنَّا مرفوع، وذكر الجوارح والأعضاء تكلف منك وتنشيع ".
كيف يستقيم أن يتهم من يكفر المجسمة والمشبهة، بأنَّه مجسم، إلاَّ عند قليلي الفهم أمثالكم .. ؟؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/489)
وكلامه صريح في نفي التشبيه عن صفات الله تعالى، وقال لا نكيف هذه الصفات ولا نشبهها، " ونعني كما عنى والتكييف عنَّا مرفوع، وذكر الجوارح والأعضاء تكلف منك وتنشيع ".
هذا هو كلامه ألا تستحون من الله تعالى، من هذا الكذب والإفتراء على مثل هذا الإمام الكبير رحمه الله تعالى.
الثاني: لقد بينا فيما مضى أنَّ الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، قد أخطأ – خطأً لفظياً – حينما نسب إلى الله تعالى الحركة، فأنَّه لم يقصد أبداً هذا المعنى الذي فهمتموه من كلامه أنَّه يتحرك وينزل كتحرك ونزول الإنسان، كيف له أن يقول بذلك وهو الذي كفَّر من يقول بالتشبيه أو التجسيم، كما نقلنا كلامه الصريح في هذا الباب .. !!.
استحوا من الله وكفاكم كذباً وتدليساً على هذا الإمام الكبير رحمه الله تعالى .. !!. فنحن لكم بالمرصاد إن شاء الله تعالى.
قالوا:
" ص /71 يقول الدارمي على رسول الله أنَّه قال:" آتى باب الجنة فيفتح لي فأرى ربي وهو على كرسيه تارة يكون بذاته على العرش وتارة يكون بذاته على الكرسي.
في كتاب الدارمي في الرد على بشر المريسي ص/74: وإنَّ كرسيه وسع السموات والأرض، وأنَّه ليقعد عليه فما يفضل منه إلاَّ قدر أربع أصابع، وأنَّه له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد من يثقله.
وينسب هذا إلى النبي، والعياذ بالله ".
وللجواب عن هذا أقول:
1 – أمَّا قولكم:" يقول الدارمي على رسول الله أنَّه قال:" آتى باب الجنة فيفتح لي فأرى ربي وهو على كرسيه تارة يكون بذاته على العرش وتارة يكون بذاته على الكرسي ". فإنَّ هذا من باب الرواية بالمعنى، وهذا لا ضير فيه، فإنَّ أكثر الأحاديث رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم بالمعنى، كما هو معلوم معروف عند أهل الحديث.
والحديث هو: ما أخرجه الدارمي رحمه الله تعالى بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال في كتابه الرد على الجهمية: (ص96 رقم184). وفي كتابه نقض الدارمي على المريسي: (ص14). حدَّثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد - يعني بن سلمة – عن علي بن زيد عن أبي نضرة قال خطبنا ابن عبَّاس على هذا المنبر، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نبي إلاَّ له دعوة تعجلها في الدنيا وإنَّي اختبأتُ دعوتي شفاعةً لأمتي يوم القيامة وأنا سيد ولد آدم ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر وبيدي لواء الحمد لا فخر 0 قال رسول الله: فيطول ذلك اليوم على النَّاس فيقول بعضهم لبعض انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر فليشفع لنا إلى ربنا وساق الحديث إلى قوله: فآتي باب الجنة فأخذ بحلقة الباب فأقرع الباب فيُقال من أنت فأقول: أنا محمد فيفتح الباب فآتي ربي وهو على كرسيه أو على سريره فيتجلى لي فأخر له ساجداً، وساق أبو سلمة الحديث بطوله إلى آخره.
هذا هو النص الصحيح الذي أخرجه الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو كما ترى لا يختلف كثيراً من حيث المعنى عن كلام الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، وإن كنَّا نحن نحبذ أن لا يتصرف الإمام الدارمي رحمه الله تعالى باللفظ، حتى لا يقع في شراك جهلكم.
وما تعيبونه على الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، قد شركه فيه غيره، كالإمام أحمد رحمه الله تعالى، إذ أنَّه قد أخرج هذا الحديث في مسنده: (4/ 330رقم 2546). من طريق عفَّان قال حدَّثنا حمَّاد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة قال خطبنا ابن عبَّاس .. ثُمَّ ذكر الحديث بطوله، وفيه:" فآتي باب الجنة فآخذ بحلقة الباب، فأقرع الباب فيُقال: من أنت .. ؟؟. فأقول: أنا محمد فيُفتح لي فآتي ربي عزَّ وجل على كرسيه – أو سريره شكَّ حمَّاد – فأخر له ساجداً .. ".
وهذا كما ترى، أنَّه يتفق مع ما أخرجه الإمام الدارمي رحمه الله تعالى سنداً ومتناً، فكيف يسوغ لكم أن تقولوا:" وينسب هذا إلى النبي، والعياذ بالله ".
نعم و:" العياذ بالله ". و لكن من كذبكم وتكذيبكم وجهلكم .. هداكم الله تعالى.
ألا تستحوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تردوا أحاديثه، فقط من أجل نصر باطلكم، هذا مع العلم بأنَّ هذا الحديث قد حسَّنه الشيخ شعيب الأرناؤوط حفظه الله تعالى، وهو أقرب إلى المذهب الأشعري في مسألة الأسماء والصفات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/490)
كما أخرج هذا الحديث أيضاً الإمام أبو داود الطيالسي في مسنده: (4/ 430 رقم2834).
والإمام البيهقي – وهو أقرب إلى المذهب الأشعري في مسألة الأسماء والصفات - في كتابه دلائل النبوة: (5/ 481). وغيرهم كثير.
وبعد كل هذا، هل علمتم أنَّ هذا الحديث ليس من اختراع الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، وأنَّه لم يكذب – كما تكذبون – على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ؟؟.
2 - وما قلناه عنه هذا الحديث، نقوله عن حديث: " وإنَّ كرسيه وسع السموات والأرض، وأنَّه ليقعد عليه فما يفضل منه إلاَّ قدر أربع أصابع، وأنَّه له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد من يثقله ".
أقول إنَّ هذا نص حديث أخرجه الإمام الدارمي رحمه الله تعالى في كتابه الرد على المريسي: (ص74). من طريق عبد الله بن رجاء أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة، قال: أتت أمرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة فعظم الرب، فقال: إنَّ كرسيه وسع السموات والأرض وإنَّه ليعقد عليه فما يفضل منه إلاَّ قدر أربع أصابع ومد أصابعه الأربع وإنَّ له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركبه من يثقله.
وهذا الحديث لم ينفرد بروايته الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، بل شركه في إخراجه الإمام الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره، وبل وأخرجه من عدة طرق،، وبل وذهب إلى الإحتجاج به أيضاً، فقد قال رحمه الله تعالى – بعد أن ذكر أقول أهل العلم في معنى العرش فمن قائل أنَّه:" علمه ". ومن قائل أنَّه:" موضع القدمين ". ومن قائل:" هو العرش نفسه " - قال: (5/ 399).
" ولكل قول من هذه الأقوال وجه ومذهب، غير أنَّ الذي هو أولى بتأويل الآية ما جاء به الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما حدَّثني به عبد الله بن أبي زياد القطواني قال: حدَّثنا عبيد الله بن موسى قال: حدَّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة قال: أتتْ امرأةٌ النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة. فعظَّم الرب تعالى ذكره، ثُمَّ قال: إنَّ كرسيه وسع السموات والأرض وأنَّه ليقعد عليه فما يفضل منه أربع أصابع – ثُمَّ قال بأصابعه فجمعها – وإنَّ له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله.
حدَّثني عبد الله بن أبي زياد قال: حدَّثنا يحيى بن أبي بكر عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه ..
حدَّثنا أحمد بن إسحاق قال: حدَّثنا أبو أحمد قال حدَّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة، قال: جاءتْ امرأة فذكر نحوه ". انتهى كلام الإمام الطبري.
فأي نقد توجهونه إلى الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، هو متجه لا محال إلى الإمام الطبري، فإذا ذهبتم إلى أنَّ رواية هذا الحديث والاحتجاج به تجسيم، فإنَّ الإمام الطبري رحمه الله تعالى مجسم، فهذا لازم قولكم لا انفكاك لكم عنه، فانظروا إلى أين تذهبون بعلماء الأمة وأثباتها .. !!.
والحديث أخرجه الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في تاريخ بغداد: (8/ 52). والإمام الدارقطني في كتابه الصفات: (ص49رقم35). وغيرهم.
وقال الكرمي في كتابه أقاويل الثقات: (ص119).
" وكما اعترض بعضهم على الحنابلة في حديث رووه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: استوى على العرش فما يفضل منه إلاَّ مقدار أربع أصابع، قال المعترضون للحنابلة: وهذا يوهم دخول كمية، وإجراء هذا مستحيل في حق الرب
إلاَّ على قول المشبهة والمجسمة الذين يثبتون لله ذاتاً لها كمية وصخامة، وهذا مما اتفقنا نحن وأنتم على تكفير القائل به.
فقال الحنابلة: أمَّا هذا الحديث فنحن لم نقله من عند أنفسنا، فقد رواه عامة أئمة الحديث في كتبهم التي قصدوا فيها نقل الأخبار الصحيحة، وتكلموا على توثيقه رجاله وتصحيح طرقه من الأئمة جماعة أحدهم إمامنا أحمد – أي أحمد بن حنبل – وأبو بكر بن الخلال صاحبه وابن بطة والدارقطني في كتاب الصفات الذي جمعه وضبط طرقه وحفظ عدالة رواته، وهو حديث ثابت لا سبيل إلى دفعه ورده إلاَّ بطريق العناد والمكابرة ".
ثُمَّ قال:" والتأويل يمكن ". ثم ذهب إلى تأويله، لكن ما استطاع أن يرده من جهة الثبوت.
فكل كلام على الإمام الدارمي رحمه الله تعالى، بشأن هذا الحديث، يُقال عن هؤلاء الأئمة الذين رووا هذا الحديث واحتجوا به، كالإمام أحمد وتلميذه أبو بكر الخلال وابن بطة والطبري والدارقطني وغيرهم، كما ذكرنا فيما مضى.
ومن هنا فإنَّ قولكم:" وينسب هذا إلى النبي، والعياذ بالله ". مجازفة علمية تنم عن جهلكم، وتعجرفكم - هداكم الله - إذا أنَّ الإمام الدارمي رحمه الله تعالى روى هذا الحديث بإسناده – كما صنع غيره - إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فلا أدري ما وجه قولكم هذا:" وينسب هذا إلى النبي ". بعد أن علمنا أنَّ هؤلاء الأئمة قد رووه عن النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه الإمام الدرامي رحمه الله تعالى. .. ؟؟.
يتبع إن شاء الله تعالى
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/491)
ـ[إبراهيم بن عبدالله الدخيل]ــــــــ[20 - 04 - 10, 01:14 م]ـ
ليس بغريب على المبتدعة أنهم ينسبون أئمة أهل السنة والجماعة بأبشع الألفاظ ويصفونهم بالمجسمة والحشوية لتنفير عامة الناس عنهم ولكن من يستطيع أن يحجب شعاع الشمس ((يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره .... )).
والإمام الدارمي إمام من ائمة أهل السنة ومن المدافعين عن العقيدة الصحيحة رحمه الله.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[11 - 06 - 10, 08:48 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا محمد السوري ونفع بك
ـ[محمد البغدادي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 08:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[21 - 06 - 10, 10:50 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
الأخوان الكريمان:" أبو نسيبة:. و الأخ:" محمد البغدادي ". شكر الله لكما ونفع بكما .. اللهم آمين
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري(62/492)
مدلول التأويل واقعيا لانظريا!!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[12 - 04 - 10, 04:30 م]ـ
يذكر المحققون من أهل السنة أن التأويل إنما ورد في الكتاب والسنة بمعنى التفسير أو بمعنى الحقيقة التي يؤول إليه الكلام فإن كان خبرا فتأويله وقوعه وإن كان أمرا فتأويله امتثاله.
ولكن هناك معنى أحدث للتأويل واشتهر حتى لايكاد يتبادر لأذهان كثير من الناس غيره وهو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به. وهذا المعنى لو طبق حرفيا لما كان في قبوله من بأس لأنه يكون حينئذ ضربا من التفسير. ولكن عند التطبيق الكلامي يختلف هذا المعنى اختلافا واسعا حتى إنك تكاد أن تجزم بأنه عبارة عن صرف لدلالات النصوص الشرعية حتى توافق رأي المؤول ومذهبه!! أي أن هذا اللفظ الشرعي المقدس أصبح يستخدم كقناع أو غطاء لتحريف الكلم عن مواضعه!! ولو نظرت لتأويلات الرازي في أساس التقديس وتأويلات ابن فورك في مشكل الحديث وغيرها لما وجدت من رابطة لغوية بين النصوص وتأويلاتها إلا في القليل النادر!!! ولهذا أصبح التأويل طريقا ومسلكا لجميع المخالفين لأهل السنة والجماعة، فاستخدمه المرجئة في تأويل نصوص الوعيد، واستخدمه الوعيدية في تأويل نصوص الوعد، بل إن الفلاسفة استخدموه في تأويل نصوص المعاد، والقرامطة في تأويل شرائع الإسلام!!!
وهكذا اختلف المعنى الواقعي للتأويل عن المعنى النظري اختلافا واسعا بل هائلا حتى إنك لتجد كلام ابن القيم يطابق واقعه تماما حين ذكر أصول أهل التأويل أوطواغيتهم وقال إنهم دكوا بها معاقل الوحي!!!
ـ[عادل آل رشيد السعدي]ــــــــ[13 - 04 - 10, 12:06 ص]ـ
جزيتم خيرا شيخنا الفاضل على هذه الفائدة القيمة والدرة النادرة
وأعلى الله مراتبكم ..
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[21 - 04 - 10, 07:36 م]ـ
الأخ الكريم عادل أشكركم على اهتمامكم ودعائكم وأود أن أضيف إلى الموضوع التنبيه على دعوى باطلة يروج لها كثير من أنصار التأويل الباطل خلاصتها أن التأويل ضرورة لجأ إليها حتى علماء السلف وذكروا عن الإمام أحمد أنه تأول في ثلاثة أحاديث وهي دعوى تروج على بعض الناس ولهذا تتبع العلماء مزاعمهم وأجابوا عنها إجابة مفصلة أي في كل حديث على حده ومن أحسن هذه الكتب القواعد المثلى فقد ذكر في آخره إجابات شافية عن هذه الأحاديث التي يزعم أنصار التأويل أن السلف تأولوها فليرجع إليه من شاء والله الموفق.(62/493)
هل صح أن أبو حامد الغزالي رجع عن كل ما كان يعتقده؟
ـ[محمدأنيس سالم]ــــــــ[12 - 04 - 10, 05:09 م]ـ
هل صح أن أبو حامد الغزالي رجع عن كل ما كان يعتقده قبل موته أم أنه رجع عن بعض معتقداته?
أفيدونا بارك الله فيكم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/misc/vbulletin3_logo_white.gif (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/index.php)
www.altawhed.net
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[15 - 04 - 10, 05:00 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل: ولهذا تجد أبا حامد ـ مع فرط ذكائه وتألهه ومعرفته بالكلام والفلسفة وسلوكه طريق الزهد والرياضة والتصوف ـ ينتهي في هذه المسائل إلي الوقف ويحيل في آخر أمره علي طريقة أهل الكشف وإن كان بعد ذلك رجع إلي طريقة أهل الحديث ومات وهو يشتغل في صحيح البخاري.
وكذا قال ابن ابي العز في شرح الطحاوية: وكذلك الغزالي رحمه الله انتهى آخر أمره إلى الوقف والحيرة في المسائل الكلامية ثم أعرض عن تلك الطرق وأقبل على أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم فمات و [وصحيح الإمام] البخاري على صدره.
وهذا رابط مفيد لجملة من مشايخ الأشاعرة ـ ومن ضمنهم الغزالي ـ ورجوعهم إلى مذهب أهل السنة والجماعة:
http://www.saaid.net/feraq/el3aedoon/index.htm
ـ[فيصل الحربي]ــــــــ[15 - 04 - 10, 10:06 م]ـ
من أهل العلم من يرى أنه رجع عن ما كان يعتقده ومنهم متوقف في حاله
ولا أظن أنه يفيدك بشيء معرفت ماله فشتغل في ما ينفعك
ـ[محمدأنيس سالم]ــــــــ[15 - 04 - 10, 10:26 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أخ فيصل
ولكني أريد معرفة هذا الأمر للرد على أحد المتعصبين للتصوف؟
ـ[أبو مالك الأثري السلفي]ــــــــ[15 - 04 - 10, 10:42 م]ـ
راجع هذا الرابط: http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=162614
وفيه: " حتى قال فيه تلميذه القاضي أبو بكر بن العربي رحمه الله تعالى: شيخنا أبو حامد بلع الفلاسفة وأراد أن يتقيأهم فما استطاع ".
وربما تنفع هذه ....
وفقكم الله
ـ[محمدأنيس سالم]ــــــــ[16 - 04 - 10, 01:36 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[16 - 04 - 10, 03:12 ص]ـ
بل رجع عما كان عليه رحمه الله إلى طريقة أهل الحديث وأدرك أن سلوك طريقهم هو سبيل السلف الصالح وأقبل على درسة صحيح البخاري وقراءته على شيخ مسند (لا أذكر اسمه) فجاءه أجله و هو مشتغل بسماع الصحيح ودارسته , وقد ذكر هذا وأرخ له الحافظ عبد الغفار الفارسي في تاريخه السياق في تاريخ نيسابور ونقله الصريفيني في مختصر السياق , قف عليه في آخر كتابه في ترجمة محمد الطوسي.رحمه الله
ـ[محمدأنيس سالم]ــــــــ[16 - 04 - 10, 03:46 م]ـ
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 04 - 10, 01:48 م]ـ
لقد تاب أبو حامد الغزالي عن تصحيح طريقة المتكلمين والفلاسفة على طريقة أهل الحديث وذلك في آخر حياته لما أورثه النظر الكلامي والفلسفي الشك والحيرة والاضطراب، وجعله لم يهتد إلى شيء ولا يتيقن من شيء.
ولكن مع ذلك فإن كتابه (إلجام العوام عن علم الكلام) كتاب ضلالات لا كما يظن بعضهم من ظاهر اسمه.
والله أعلم.(62/494)
كتاب حول ما قيل في الإمام النعمان بن ثابت أبو حنيفة
ـ[أبو عثمان الأندلسي]ــــــــ[12 - 04 - 10, 05:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل أجد كتاب جامع لأقوال أهل العلم في الثناء على العلم العيلم الإمام أبو حنيفة رحمه الله - لا سيما من أقوال المتقدمين أمثال الإمام أحمد رحمه الله -
و الدفاع عنه تجاه ما ورد من الطعن فيه في بعض الروايات التي رواها ابن حبان رحمه الله وغيره مثلا؟
أرجوكم ضروري أيها الأحبة
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[15 - 04 - 10, 09:29 م]ـ
هناك كتب كثيرة أذكر لك بعض عناوينها:
الانتقاء في فضل الأئمة الثلاثة الفقهاء للحافظ ابن عبد البر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=59510&d=1220412764)
أخبار أبي حنيفة وأصحابه للصيمري ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=37842&d=1143814529)
تبييض الصحيفة بمناقب أبي حنيفة للسيوطي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=10355&d=1118347733)
الشذرة اللطيفة في شرح جملة من مناقب الامام أبى حنيفة للغنيمى الخزرجي الأنصاري
قلائد عقود الدر والعقيان في مناقب الإمام أبي حنيفة النعمان
الروضة العالية المنيفة في فضائل الإمام أبي حنيفة لشرف الدين القرشي الحنفي
الحر النفيس في مناقب أبي حنيفة لعبد الله بن سعد بن عبد الكافي المصري
عقود الجمان في مناقب أبي حنيفة النعمان لمحمد بن يوسف الصالحي
الخيرات الحسان في مناقب أبي حنيفة النعمان لابن حجر الهيتمي
مناقب الامام أبي حنيفة وصاحبيه للحافظ الذهبي
مناقب الامام الأعظم للملا علي القاري
والرسائل الثلاث الأولى بإمكانك تحميلها بالضغط على أسمائها
هذا ما للمتقدمين، وأما ما للمتأخرين فكثير كثير يصعب حصره.
وهنا كلام جيد في فضل هذا الإمام رحمه الله تعالى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=206665)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 04 - 10, 11:41 م]ـ
هناك كتب كثيرة أذكر لك بعض عناوينها:
الانتقاء في فضل الأئمة الثلاثة الفقهاء للحافظ ابن عبد البر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=59510&d=1220412764)
أخبار أبي حنيفة وأصحابه للصيمري ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=37842&d=1143814529)
تبييض الصحيفة بمناقب أبي حنيفة للسيوطي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=10355&d=1118347733)
الشذرة اللطيفة في شرح جملة من مناقب الامام أبى حنيفة للغنيمى الخزرجي الأنصاري
قلائد عقود الدر والعقيان في مناقب الإمام أبي حنيفة النعمان
الروضة العالية المنيفة في فضائل الإمام أبي حنيفة لشرف الدين القرشي الحنفي
الحر النفيس في مناقب أبي حنيفة لعبد الله بن سعد بن عبد الكافي المصري
عقود الجمان في مناقب أبي حنيفة النعمان لمحمد بن يوسف الصالحي
الخيرات الحسان في مناقب أبي حنيفة النعمان لابن حجر الهيتمي
مناقب الامام أبي حنيفة وصاحبيه للحافظ الذهبي
مناقب الامام الأعظم للملا علي القاري
والرسائل الثلاث الأولى بإمكانك تحميلها بالضغط على أسمائها
هذا ما للمتقدمين، وأما ما للمتأخرين فكثير كثير يصعب حصره.
وهنا كلام جيد في فضل هذا الإمام رحمه الله تعالى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=206665)
أغلب بل جميع من ذكرتهم لا علاقة لهم بالمتقدمين، إنما المتقدمون هم السلف وهم أهل القرون الثلاة الأولى.(62/495)
هل يعذب الكافر على الطيبات التقلي في الدنيا؟
ـ[عبد الملك السلفى]ــــــــ[14 - 04 - 10, 01:28 ص]ـ
قول بعض أهل العلم أن الكافر يعذب على الطيبات في الدنيا لقوله تعالى ((قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا ........ ))
أي أن الكافر قد أخذ ما ليس من حقه إذ هي للذين آمنوا فلذلك يعذب
كيف أخذ ما ليس من حقه وهذا الشئ هي قوام حياته كإنسان فليست من أصول ولا فروع الشريعة
أرجوا التوضيح وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 04 - 10, 11:37 م]ـ
هذا المعنى استفاض العلامة سراج العصر محمد بن صالح العثيمين في شرحه عندما تعرض للآية في دروس التفسير.
ويقال في هذا الموطن: إن الله خلق عباده لعبادته وجعل لهم الطيبيات المباحات معينة لهم على ذلك، والكافر لم يأت بعبادة الله تعالى فلذا لم يستحق نعمة الله عليه فإن الطيبات من الرزق هبة الله لمن عبده.
ومثال ذلك الأدنى: لو أن رجلًا استأجر معشرًا للعمل عنده بأجرتهم وشرط لهم الطعام والسقيا فلم وافقوا وأقروا امتنع بعضهم من العمل بعد أن أقر، أيكون له حق في الطعام والسقيات ام يكون ذلك منه تعديا؟!
والخلق جميعًا أقروا من قبل أنه سبحانه ربهم ولذا فهو مستحق للعبادة.
والله أعلم.
ـ[أبو عبدالرحمن المكي]ــــــــ[18 - 04 - 10, 12:22 ص]ـ
يا ليت الأخوة يوضحون أكثر
فقد سبق ابن عثيمين لهذا الكلام الامام ابن سعدي في تفسيره عند هذه الاية التي في سورة الاعراف
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[18 - 04 - 10, 10:26 م]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=55722(62/496)
يثير البعض كلاماً حول الخضر، هل هو نبي أو ولي؟ وكذلك هل هو حي أم ميت نرجوا منكم تفنيد هذه الشبة؟
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[14 - 04 - 10, 08:25 ص]ـ
يثير البعض كلاماً حول الخضر، هل هو نبي أو ولي؟ وكذلك هل هو حي أم ميت Question نرجوا منكم تفنيد هذه الشبة؟
حتى يفيقوا من غفلتهم
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[14 - 04 - 10, 11:26 ص]ـ
أين الشبهه يا أخي محمد؟!!
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[14 - 04 - 10, 11:30 ص]ـ
ان كان حول نبوته فالامام الشنقيطي رحمه الله صاحب أضواء البيان ذهب أنه نبي
ان كان حول حياته فكذلك ذهب الامام الشنقيطي رحمه الله إلى أنه ميت
يقول الامام الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان (4/ 178 – 183):-
"وحكايات الصالحين عن الخضر أكثر من أن تحصر، ودعواهم أنه يحج هو وإلياس كل سنَة، ويروون عنهما بعض الأدعية، كل ذلك معروف، ومستند القائلين بذلك ضعيف جدّاً؛ لأن غالبه حكايات عن بعض من يظن به الصلاح، ومنامات وأحاديث مرفوعة عن أنس وغيره وكلها ضعيف لا تقوم به حجة. . . " انتهى.
المرجع
http://www.islamqa.com/ar/ref/20505
http://www.islam-qa.com/ar/ref/21793
ـ[ابن سعد التيمي]ــــــــ[14 - 04 - 10, 03:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأما حياة الخضر فذكرها شيخ الاسلام في الفتاوى
وهي كذب كما قال الشيخ ناصر الفهد في صيانة الفتاوى
ـ[ام عبدالرحمن باصريح]ــــــــ[14 - 04 - 10, 08:47 م]ـ
الإجماع على موت الخضر
قال الإمام أبو إسحاق الحربي: ما ألقى هذا بين الناس إلا الشيطان).
وكذا قال الإمام أحمد بن حنبل و أبو الحسين بن المنادي والإمام البخاري و ابن الجوزي و ابن كثير و ابن تيمية وكذا قال الإمام الحافظ ابن حجر، في آخرين يطول المقام بذكرهم، فهؤلاء أجمعوا، وقد قلت: إجماع المحققين، ولم أقل: إجماع الأمة، حتى لا يقول قائل: إن فلاناً من العلماء رحمه الله يقول: إنه حي، بل إجماع العلماء المحققين على أن الخضر ماتدلالة العقل على موت الخضر
أما المعقول فمن أوجه: الوجه الأول: أن الذين ادعوا أن الخضر حي زعموا أنه من ولد آدم لصلبه، أي: أنه من صلب آدم، وهذا باطل؛ لأن الذين يدعون أنهم رأوا الخضر يصفونه بأنه إنسان عادي، جسمه جسم رجل مقبول، وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (خلق الله عز وجل آدم طوله ستون ذراعاً، فلا يزال الخلق يتناقص إلى يوم القيامة) فمن كان من ذرية آدم من صلبه سيأخذ خصائصه من كون طوله ستين ذراعاً، كما كان طول آدم عليه السلام، والذين يزعمون أنهم قابلوا الخضر يقولون: إن بدنه بدن رجل عادي.
ثانياً: لو كان من صلب آدم لكان له عدة ألوف من السنين، فكيف يخلو القرآن الكريم من ذكر مثل هذا الأمر الخارق الذي هو من أدل الأشياء على ربوبية الله تبارك وتعالى؟ وقد ذكر الله تبارك وتعالى نوحاً عليه السلام الذي دعا قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً وجعل هذا من آيات ربوبيته، لأن هذا العمر يذكر ولا يذكر ستة آلاف أو سبعة آلاف أو ثمانية آلاف سنة!! ولئن قلنا: إن القرآن الكريم لا يذكر كل شيء أفتخلو السنة المطهرة من حديث واحد صحيح أو حسن ينبه على أبهر آيات الربوبية؟ ثالثاً: لو كان من ولد آدم لصلبه لكان من الذين ركبوا مع نوح في السفينة، ولم يذكر هذا أحد قط.
رابعاً: لو ركب مع نوح في السفينة لمات، فلقد ثبت أن جميع من كان في السفينة مع نوح ماتوا بدلالة قول الله عز وجل: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} [الصافات:77] فإن كان الخضر من ذرية آدم فيستحيل أن يكون حياً؛ لأن الذي بقي هو ذرية نوح فقط، فهذا يدل دلالة قاطعة على أنه لم يكن من صلب آدم.
ثم الخضر عليه السلام لو كان حياً ألا يجب عليه أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيسلم بين يديه ويجاهد معه ويصلي معه الجماعة والجمعة خلفه، وقد قال الله تبارك وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف:158] أليس الخضر من الناس؟ فإن كان حياً إبان بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأته ولم يجاهد معه ولم يسلم بين يديه كان ذلك من أعظم الطعن عليه، وقد جعل النبي عليه الصلاة والسلام الهجرة واجبة إلى المدينة على من يستطيع، وقد قال الله تبارك وتعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/497)
للمسلمين: {فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا} [النساء:89] لأن الهجرة كانت واجبة على الأعيان؛ لأن المدينة دار الإسلام الوحيدة آنذاك وكان يجب الهجرة إليها، فلما فتحت مكة ولم تعد المدينة هي الدار الوحيدة قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية) أي: أن الهجرة الواجبة على الأعيان أغلقت وتوقفت بعد الفتح.
فإن كانت الهجرة واجبة على المسلمين الذين يقيمون في مكة، ونهى الله تبارك وتعالى المسلمين أن يتخذوهم أولياء حتى يهاجروا فأين كان الخضر؟ ولم لم يذهب إلى النبي عليه الصلاة والسلام؟ خامساً: أيقول الخضر عليه السلام لموسى كليم الله وأحد أولي العزم: {هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} [الكهف:78]، ثم يدور مع الجهال والمغفلين الذين لا يصلون ولا يزكون، وإن فعلوا فهم يتمسكون بالإسلام بحبل واهٍ ضعيف.
هل هذا إلا من أعظم الطعن في الخضر أن يلتقي بهؤلاء الجهلة ويدور معهم في الفلوات يسبح ويفارق كليم الله ويقول: {هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} هذا مستحيلالأدلة من السنة على أن الخضر مات
ثانياً: السنة المطهرة: وبها احتج الإمام البخاري رحمه الله على موت الخضر، وقد روى أصحاب الصحاح هذا الحديث من حديث ابن عمر و أبي سعيد الخدري و جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهم وكلها موجودة في صحيح مسلم، وبعضها في صحيح البخاري أن النبي عليه الصلاة والسلام قال قبل أن يموت بشهر واحد وهذا التحديد وقع في رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال عليه الصلاة والسلام: (أرأيتكم ليلتكم هذه ليس على ظهر الأرض أحد ممن هو عليها اليوم بعد مائة عام)، أي: بدءاً من هذه الليلة جميع الموجودين على الكرة الأرضية بعد مائة عام لا يكون أحد منهم حي.
وفي اللفظ الآخر: (ما من نفس منفوسة تمر عليها مائة عام وهي على ظهر الأرض حية يومئذٍ).
والعجيب أن الذين ردوا هذا الحديث قالوا: إن الخضر يعيش في البحر فلذلك الحديث لا يشمله، وهذا من المضحك المبكي الموجع، وهل هناك دليل على أنه في البحر؟ ولِمَ لم تقل: إنه في السماء؟ أليس من المضحك أن ترد الأحاديث الصحيحة بمثل هذا الباطل الذي لا يعجز عنه أحد، كل إنسان يستطيع أن يغفل دلالة القرآن الكريم والسنة المنزلة بمثل هذه الأقوال، أما نحن فنأتيكم بأدلة ناصعة كالشمس في رابعة النهار، ونؤصل أدلتنا ونسندها ونصححها، فهلا أبرزتم لنا دليلاً واحداً ارتقيتم به إلى النبي صلى الله عليه وسلم في مواجهة الأدلة التي نأتي بها؟ ما عندهم شيء وإنما قالوا: هو في البحر، ولو أن الحديث قال: هو في البحر لقالوا: هو في الأرض، ولو أن الحديث قال: في البحر والأرض لقالوا: في السماء، فلابد من أن يأتوا بجهة ليست موجودة في الحديث.
وقد استدل بهذا الإمام البخاري على أن الخضر مات، إذ لو سلمناً جدلاً أنه كان موجوداً في زمان النبي عليه الصلاة والسلام فبدلالة هذا الحديث هو ميت لا محالة بعد مائة عام، ويستحيل أن يكون موجوداً بعد مائة عام.
فالذين يقولون بعد المائة الأولى: رأينا الخضر وسمعنا الخضر وكلمنا الخضر! هم كذبة، والمحققون كالإمام مسلم وغيره استدلوا بهذا الحديث على انقطاع الصحبة بعد مائة عام.
فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام هذا الحديث في السنة العاشرة للهجرة، فإذا اعتبرت أنه بعد مائة عام من هذه المقالة لا يوجد أحد ممن يعيش على ظهر الأرض، فإذاً: نقطع بأن الصحابة جميعاً سيكونون قد ماتوا بتمام سنة (110هـ)، وكان آخر صحابي مات كما قال مسلم هو أبو الطفيل عامر بن واثلة مات سنة (110هـ) وهذا تصديق للحديث من أنه لا يوجد أحد بعد مائة عام من هذه المقالة.
لذلك ادعى جماعة الصحبة بعد سنة (100هـ) وقالوا: بل إنهم رأوا النبي عليه الصلاة والسلام، فكذبهم أهل العلم وقالوا لهم: لستم صحابة ولم تروه؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (ما من نفس منفوسة تمر عليها مائة عام وهي على ظهر الأرض حية يومئذٍ).
فلو سلمنا جدلاً أن الخضر حي فهو بعد سنة (110هـ) يستحيل أن يكون حياً، فهذا دليل من السنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/498)
ودليل آخر: في غزوة بدر لما جأر النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه وقد رأى أصحابه ضعافاً أذلة يقتسمون التمرات، وحالة الفقر عليهم ظاهرة، مشردون وهم سيقابلون عتاة قريش الذين خرجوا لأجل الحرب، وهؤلاء ما خرجوا لأجل الحرب، وما عندهم استعداد, نظر إليهم ورثى لحالهم، وقال: (اللهم نصرك الذي وعدت، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض) وقد اتفق العلماء أن عدة من كان موجوداً من الصحابة يوم بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً معروفون بأسمائهم، وهم الذين يطلق عليهم العلماء: البدريون، وهم غرة في جبين الإسلام والمسلمين، حسبهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لعل الله اطلع إلى أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخل النار أحد شهد بدراً والحديبية).
ومن هذا أن حاطب بن أبي بلتعة كان يقسو على غلامه ويضربه، فذهب الغلام يشكوه إلى النبي عليه الصلاة والسلام وكان حاطب ممن شهد بدراً، فقال غلام حاطب للنبي عليه الصلاة والسلام: (والله يا رسول الله ليدخلن حاطب النار -أي: بقسوته عليَّ- فقال النبي عليه الصلاة والسلام: كذبت، لقد شهد بدراً).
وهؤلاء البدريون ينسبون إلى هذه الغزوة المباركة، فيقال: أبو مسعود البدري ولا يقال: فلان الأحدي ولا الخندقي ولا التبوكي ولا الرضواني، لا ينسب أحد إلى غزوة قط إلا إلى بدر؛ لجلالها وشرفها؛ لذلك حصر العلماء من كان فيها.
فإن كان الخضر حياً أكان ممن يعبد الله أم لا؟ لا شك أنه ممن يعبد الله، فكيف قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض)؟ فلا يستثني الخضر ولا غيره، فهذا دليل دلالة قاطعة على أن الخضر غير موجود، هذا من السنةالأدلة من القرآن على أن الخضر مات
أما القرآن: فقد قال الله تبارك وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِينْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} [الأنبياء:34] أي: إن كتبنا عليك الموت مع جلالتك وقربك منا واصطفائنا لك وأنت سيد ولد آدم ولا فخر، وأنت أول من يهز حلق الجنة، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول من يدخل الجنة من النبيين بل من الخلق، وأول شافع ومشفع، أفإن مت يكون هؤلاء الذين لم تتوفر لهم هذه الصفات هم الخالدون.
ونحن نسأل: هل الخضر بشر أم جني؟ لا يشك أحد أنه بشر، فإن كان من البشر شمله عموم الآية بل لا شك في ذلك عند جميع العلماء: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِينْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} [الأنبياء:34] إن كان من البشر شملته الآية {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران:185] ولفظة (كل) عند العلماء: تفيد العموم ولم يخرج عن هذا العموم أحد -أي: في الدنيا- إلا إبليس لعنه الله، وعيسى عليه السلام بدلالة النص الخاص بكل منهما.
ولو أخذنا الآية على جميع أفرادها وجميع زمانها صار الكل فانياً.
الدليل الثاني من القرآن: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران:81].
والخضر نبي: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ} [آل عمران:81] فلا شك أنه داخل في هذه الجملة، ولا نعلم في حديث صحيح ولا حسن ولا ضعيف ضعفاً منجبراً أن الخضر جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به وصدقه وجاهد معه، فأين كان؟ وقد أخذ الله الميثاق على جميع الأنبياء الذين يأتي النبي صلى الله عليه وسلم وهم أنبياء أخذ عليهم الميثاق أنه إذا ظهر هذا النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم أنه يجب عليهم أن يأتوه ويعزروه وينصروه، فإن كان الخضر حياً فأين كان؟ أليس هذا من الطعن في الخضر وأنه خالف ميثاق الله عز وجل ولم يجد لنصرة النبي عليه الصلاة والسلام، أليس القول ببقائه من باب الطعن فيه؟ بلى.
وبهذا احتج ابن الجوزي رحمه الله على أن الخضر ماتالخلاف في الخضر أنبي هو أم ولي أم ملك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/499)
اختلف العلماء هل الخضر نبي أم ولي أم ملك؟ على ثلاثة أقوال: وجمهور العلماء على أنه نبي، وجماعة من الصوفية وزنادقتهم يقولون: هو ولي، وجماعة يقولون: هو ملك.
قال الإمام النووي: (وقول القائلين: هو ملك باطل، كما أنه ليس بولي).
وقلنا عن هؤلاء الصوفية: زنادقة؛ لأن الزنادقة يجعلون الولي أفضل من النبي والرسول، قال قائلهم: مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي فقوله: (فويق الرسول) أي: فوق مقام الرسول بقليل، ودون الولي، إذاً: مقام الولاية أعلى من النبوة، والنبوة أعلى من الرسالة، فالولاية أعلى من النبوة والرسالة.
ولكن كما قال جمهور العلماء: الخضر نبي لكن لم يرسل لأحد، فهناك فرق بين النبي وبين الرسول.
فالنبي: هو رجل اختاره الله عز وجل واجتباه وعلمه، فيقال: هذا نبي ليست معه رسالة لأحد، إنما هو مقام ورتبة شريفة.
والرسول: هو الذي أرسل لجماعة من الناس أو طائفة أو أسرة أو للناس جميعاً كما هو حال النبي عليه الصلاة والسلام، فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولاً.
فالخضر عليه السلام نبي ليس برسول، إذ ليست معه رسالة لأحد ولم يبعث لأحداختلف الناس: هل الخضر ما زال حياً حتى الآن؟ الصوفية على أنه حي حتى الآن، وأهل التحقيق من العلماء على أنه قد مات، وكثير من الذين يأكلون أموال الناس بالباطل يأكلونها في بطونهم ناراً يدجلون على الناس بوجود الخضر، فيقولون: أتاني سيدي الخضر، وقال لي: كذا وكذا، والتابع لا يعترض.
وقرأت حكاية عجيبة لرجل صوفي مارق كافر بالله تعالى، لا يفعل شيئاً من شعائر الإسلام إطلاقاً، ويزني بحليلة جاره، فهذا الرجل عنده بيت كبير وكان من المشهورين بأن الخضر عليه السلام يتصل به ويأتيه ويعلمه، وضع في فناء داره صندوقاً خشبياً ووضع عليه كسوة كالكعبة تماماً، فإذا أراد أحد المساكين المريدين شيئاً من ذلك الشيخ يطوف حول الصندوق سبع مرات أولاً، ويدعو الله أن يجعل له القبول في قلب الشيخ، وقبل أن يدخل على الشيخ ينتظر ساعة أو ساعتين أو ثلاثاً أو أربعاً ثم يدخل فيقبل قدميه ورجليه ويديه ويقول حاجته، فالرجل يصطنع حركات يحضر الخب، والخب عفريت جان، ثم يقول له: مولانا الخضر وسيدنا الخضر يقول: افعل كذا وكذا، وهات معك ديكاً، وهات معك عجلاً، وهات معك مالاً وهات معك.
إلخ فأكثر الذين يدعون الاتصال بالخضر دجالون كذبة، ولا أقول: مرقة عن دين الإسلام إلا إن تبين من فعله أنه مارق.
فأول حل لعقدة الزندقة هذه أن نقرر أن الخضر مات.
ـ[أبوسهل العتيبي]ــــــــ[15 - 04 - 10, 01:49 ص]ـ
راجع تفسير الالوسي ستجد مايسرك
فقد اسهب في المسألة عند قصة الخضر مع موسى عليهما السلام
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[15 - 04 - 10, 02:52 ص]ـ
راجعوا هذا الكتاب فيه بحث خاص بالخضر ولعله جمع أقوال أهل العلم على نحو من التحقيق:
http://www.drmalo.com/spip.php?rubrique12
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[15 - 04 - 10, 08:18 ص]ـ
جزيتم خيراً،
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[15 - 04 - 10, 08:43 ص]ـ
هل الخضر نبي؟
هل الخضر ملَك أم رسول أم نبي أم ولي؟.
الحمد لله
الظاهر من إطلاق القرآن أنه نبي.
قال الشيخ الشنقيطي – رحمة الله تعالى عليه – في تفسير قوله تعالى: {فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمةً من عندنا وعلمناه من لدنا علماً} الكهف/65:
ولكنه يفهم من بعض الآيات أن هذه الرحمة المذكورة هنا رحمة نبوة، وأن هذا العلم اللدني علم وحي … ومعلوم أن الرحمة وإيتاء العلم اللدني أعم من كون ذلك عن طريق النبوة وغيرها، والاستدلال بالأعم على الأخص في أن وجود الأعم لا يستلزم وجود الأخص كما هو معروف، ومن أظهر الأدلة في أن الرحمة والعلم اللدني الذين امتن الله بهما على عبده الخضر عن طريق النبوة والوحي قوله تعالى: {وما فعلته عن أمري} الكهف / 82، أي: وإنما فعلته عن أمر الله جل وعلا، وأمر الله إنما يتحقق بطريق الوحي، إذ لا طريق تعرف بها أوامر الله ونواهيه إلا الوحي من الله جل وعلا، ولا سيما قتل الأنفس البريئة في ظاهر الأمر، وتعييب سفن الناس بخرقها؛ لأن العدوان على أنفس الناس وأموالهم لا يصح إلا عن طريق الوحي من الله تعالى، وقد حصر تعالى طرق الإنذار في الوحي في قوله تعالى: (قل إنما أنذركم بالوحي) الأنبياء/45، و " إنما " صيغة حصر.
" أضواء البيان " (4/ 172، 173).
وقال:
". . . وبهذا كله تعلم: أن قتل الخضر للغلام، وخرقه للسفينة وقوله: (وما فعلته عن أمري)، دليل ظاهر على نبوته، وعزا الفخر الرازي في تفسيره القول بنبوته للأكثرين، ومما يستأنس به للقول بنبوته تواضع موسى عليه الصلاة والسلام له في قوله: (هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا) الكهف/66، وقوله: (ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا) الكهف/69، مع قول الخضر له: (وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) الكهف/68. "
أضواء البيان (3/ 326).
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/500)
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[15 - 04 - 10, 08:44 ص]ـ
هل مازال الخضر حياً على وجه الأرض
هل ما زال الخضر حيّاً على وجه الأرض حتى يومنا هذا وأنه سيظل حيّاً إلى يوم القيامة؟ ..
الحمد لله
قال الشنقيطي:
وحكايات الصالحين عن الخضر أكثر من أن تحصر، ودعواهم أنه يحج هو وإلياس كل سنَة، ويروون عنهما بعض الأدعية، كل ذلك معروف، ومستند القائلين بذلك ضعيف جدّاً؛ لأن غالبه حكايات عن بعض من يظن به الصلاح، ومنامات وأحاديث مرفوعة عن أنس وغيره وكلها ضعيف لا تقوم به حجة. . .
الذي يظهر لي رجحانه بالدليل في هذه المسألة أن الخضر ليس بحي بل توفي وذلك لعدة أدلة:
الأول: ظاهر عموم قوله تعالى: (وما جعلنا لأحدٍ من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون) الأنبياء/34.…
الثاني: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض " رواه مسلم …
الثالث: إخباره صلى الله عليه وآله وسلم أنه على رأس مائة سنَة من الليلة التي تكلم فيها بالحديث لم يبق على وجه الأرض أحد ممن هو عليها تلك الليلة فلو كان الخضر حيّاً لما تأخر بعد المائة المذكورة، قال مسلم بن الحجاج … أن عبد الله بن عمر قال: " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته فلما سلم قام فقال: " أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد، قال ابن عمر: فوهل الناس في مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك فيما يتحدثون من هذه الأحاديث عن مائة سنة وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن. " …
الرابع: أن الخضر لو كان حيّاً إلى زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكان من أتباعه، ولنصره وقاتل معه لأنه مبعوث إلى جميع الثقلين الإنس والجن …
" أضواء البيان " (4/ 178 – 183).
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
ـ[عبد الرحمن معاذ]ــــــــ[21 - 04 - 10, 11:16 ص]ـ
في هذه المسألة كلام طيب للعلامة ابن قيم الجوزية (رحمه الله) في كتابه النافع المنار المنيف في معرفة الحديث الضعيف، فليراجع ويذكر فيه نبوة الخضر من اوجه عديدة.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[25 - 04 - 10, 06:56 ص]ـ
بارك الله فيكم
وأذكر كلام للعلامة عبد المحسن العباد حفظه الله في شرحه لسنن أبي داود أن الخضر نبي وقد مات
ـ[محمد بن يحيى محمد]ــــــــ[27 - 04 - 10, 05:22 م]ـ
وقد مال الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه حول الخضر عليه السلام القول بنبوته. وذلك يقطع الطريق على مخرفة الصوفية الذين يقدمون الأولياء على الأنبياء في بعض الأمور ولاحول ولا قوة إلا بالله
ـ[مؤيد السامرأئي]ــــــــ[28 - 07 - 10, 09:03 م]ـ
جزاك الله خير ومشكور(63/1)
هل يوجد رد صوتي على عدنان الرفاعي الذي يظهر على قناة دريم؟ وبارك الله فيكم
ـ[أبوالوفاء الرملي]ــــــــ[14 - 04 - 10, 08:54 ص]ـ
هل يوجد رد صوتي على عدنان الرفاعي الذي يظهر على قناة دريم؟ وبارك الله فيكم
ـ[إبراهيم الشيخ]ــــــــ[14 - 04 - 10, 09:36 ص]ـ
يوجد رد " مرئى" للشيخ صلاح عبدالمعبود ... تجده على موقع طريق السلف
ـ[أبوالوفاء الرملي]ــــــــ[15 - 04 - 10, 12:18 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ابراهيم
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[15 - 04 - 10, 04:56 م]ـ
http://www.alsalafway.com/cms/multimedia.php?action=lesson&id=74803
ـ[أبوالوفاء الرملي]ــــــــ[16 - 04 - 10, 11:08 م]ـ
بارك الله فيك أخي يحي صالح.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[17 - 04 - 10, 11:25 ص]ـ
وفيك بارك الله تعالى
وإن كان هذا المذكور لم يفِ بالغرض للأسف!
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[17 - 04 - 10, 12:00 م]ـ
رد للشيخ مازن السرساوي
http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=90d968d7547fbc845257
http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=cceeb55cd883ae26bb53
ـ[أبوالوفاء الرملي]ــــــــ[18 - 04 - 10, 08:47 م]ـ
بارك الله فيك أخي يحي صالح وصدقت في قولك أنه لايكفي وجزى الله الشيخ صلاح عبدالمعبود على ما قال وبارك الله في أخينا أبي بكر التونسي وسأستمع للدرس بعد تحميله ان شاء الله تعالى.
ـ[محمد بن سيد المصري]ــــــــ[19 - 04 - 10, 04:37 م]ـ
من هو عدنان الرفاعي وماذا يقول؟؟
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[20 - 04 - 10, 01:38 م]ـ
هو إنسان سافل بكل ما تعنيه الكلمة.
يطعن في السنة وأقوال العلماء ولن يترك للمسلمين شيئًا إلا هدمه!
أخذه الله عز وجل أخذ عزيز مقتدر.(63/2)
إشكال حول نار عدن
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[14 - 04 - 10, 02:44 م]ـ
تذكرت ((نار تخرج من قعر عدن)) وعندي بعض الاسئلة من عنده عنها شي فليتحفني بها اكرمه الباري وهي 1 - هل عدن هي اخفض مكان بالجزيرة
2 - وما مصير من هم الان بعد عدن ومعلوم المحشر الي الشام
3 - يقول ابن كثير رحمه الله انها من نار الفتن فهل يقصد بها مجازي ام انها نار حقيقة
4 - هل هذه النار متعدده لكل اهل بلد نار تخصهم تحشرهم ام هذه النار الوحيدة؟
والله اسأل ان يعصمنا واياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يتوفنا مسلمين.
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[18 - 04 - 10, 04:27 م]ـ
رفع الموضوع(63/3)
عقولنا تحت القصف ... مقال أعجبني ... فما هو واجبنا؟؟؟
ـ[أبو صالح المظهري]ــــــــ[15 - 04 - 10, 04:51 م]ـ
الإخوة الكرام:
اطلعت قبل أيام على مقال للشيخ عايض الدوسري بعنوان: (عقولنا تحت القصف) يعني: قصف الشبهات، فأثر فيّ المقال كثيراً.
وذلك أنه يتحدّث عن تأثر كثير من الشباب في بلاد التوحيد السعودية بأفكار الإلحاد وإنكار وجود الله.
فكيف بشباب المسلمين خارج بلاد التوحيد!!!!
تأمّلت فإذا الأمر جد خطير ...
خصوصاً في ظل السكوت المطبق عن الكلام في هذا الموضوع.
ثم وسّعت الدائرة وبدأت أتأمّل حال الشباب في مجتمع التوحيد والسنة ... فرأيت أن الشبهات قد أحاطت بهم إحاطة السوار بالمعصم.
نعم ... أقولها، وأنا أعي ما أقول ... فوالله لقد سلّط أعداء الدين - من المنتسبين إليه ومن غيرهم - سهامهم تجاه شباب بلاد التوحيد لينسلخ من عقيدته.
فشبهات إلحادية من جهة ... وشبهات لدعاة الشرك القبورية من ناحية أخرى ... وشبهات لأهل التأويل والتعطيل من جهة ثالثة ... وشبهات للصوفية الخرافية ... وشبهات للرافضة البغيضة ... وشبهات لأهل الخروج والغلاة في التكفير ... وشبهات لأهل الإرجاء ... وشبهات المستشرقين حول القرآن والسنة ... وشبهات المنصرين ... وغير ذلك كثير.
وكل هذه الشبهات تطرح في القنوات الفضائية التي دخلت كل بيت، أو في مواقع الانترنت التي يتصفحها من أرادها.
وكل هذا يقابل بفتور ظاهر من أهل التوحيد والسنة عن مواجهة تلك الموجة العارمة، بل نجد انشغال الكثيرين بالرد على بعضهم في مسائل فرعية جزئية فيها مجال للاجتهاد.
إخوتاه: والله وبالله وتالله إن الخطب جلل، والمصاب عظيم، والواجب أعظم وأعظم.
إن من أعظم واجباتنا - طلاب العلم - تجاه ديننا، أن نذبّ عنه، ونردّ عن حماه.
وإن من أعظم واجباتنا تجاه أمّتنا أن نحميها من هذه الشبهات الغازية.
فماذا عملنا لنصرة ديننا؟ وحماية أمتنا؟
إنني أطرح مبادرة وكلي أمل أن أجد في هذا الملتقى المبارك من يتشجع لهذه المبادرة.
وذلك أني أقترح إنشاء موقع علمي متخصص في الرد على الشبهات العصرية مهما تنوعت، ويسمى (موقع تحصين الأمة الإسلامية ضد الشبهات العصرية)
ومثل هذا يعتبر مشروعا ضخما، يحتاج إلى فريق عمل متكامل.
فآمل أن يضم الإخوة أصواتهم إلى صوتي، وأن نجد من يبدأ بهذه المبادرة.
والله الموفق(63/4)
المعنى السلفي لقوله (أطيب عند الله من ريح المسك)
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[17 - 04 - 10, 03:26 ص]ـ
المعنى السلفي لقوله (أطيب عند الله من ريح المسك)
جاء في حديث أبي هريرة المروي في الصحيحين وغيرهما:
قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قَالَ اللهُ - عز وجل -: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَام، فَإنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإذَا كَانَ يَومُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ. وَالذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أفْطَرَ فَرِحَ بفطره، وَإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ)
متفقٌ عَلَيْهِ، وهذا لفظ روايةِ البُخَارِي.
وفي لفظ مسلم: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يضاعَفُ، الحسنةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِئَةِ ضِعْفٍ. قَالَ الله تَعَالَى: إِلاَّ الصَّوْمَ فَإنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ؛ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أجْلِي. للصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخُلُوفُ فِيهِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ).
أخرجه البخاري (1894) و (1904)، ومسلم (1151) وغيرهما.
فذهب الجمهور إلى تأويل قوله: أطيب عند الله من ريح المسك ..
وعلى رأس شراح الحديث الحافظ ابن حجر في فتح الباري 4/ 127 فقال:
قوله: (أطيب عند الله من ريح المسك) اختلف في كون الخلوف أطيب عند الله من ريح المسك – مع أنه سبحانه وتعالى منزه عن استطابة الروائح، إذ ذاك من صفات الحيوان، ومع أنه يعلم الشيء على ما هو عليه – على أوجه:
قال المازري: هو مجاز لأنه جرت العادة بتقريب الروائح الطيبة منا فاستعير ذلك للصوم لتقريبه من الله، فالمعنى أنه أطيب عند الله من ريح المسك عندكم، أي يقرب إليه أكثر من تقريب المسك إليكم، وإلى ذلك أشار ابن عبد البر!!
وقيل: المراد أن ذلك في حق الملائكة وأنهم يستطيبون ريح الخلوف أكثر مما تستطيبون ريح المسك.
وقيل: المعنى أن حكم الخلوف والمسك عند الله على ضد ما هو عندكم، وهو قريب من الأول.
وقيل: المراد أن الله تعالى يجزيه في الآخرة فتكون نكهته أطيب من ريح المسك كما يأتي المكلوم وريح جرحه تفوح مسكاً.
وقيل: المراد أن صاحبه ينال من الثواب ما هو أفضل من ريح المسك لاسيما بالإضافة إلى الخلوف، حكاهما عياض.
وقال الداودي وجماعة: المعنى أن الخلوف أكثر ثواباً من المسك المندوب إليه في الجمع ومجالس الذكر، ورجح النووي هذا الأخير، وحاصله حمل معنى الطيب على القبول والرضا، فحصلنا على ستة أوجه. اهـ
ومما قاله الإمام النووي في شرحه على مسلم (8/ 30):
وأما معنى الحديث فقال القاضي قال المازرى هذا مجاز واستعارة لأن استطابة بعض الروائح من صفات الحيوان الذي له طبائع تميل إلى شئ فتستطيبه وتنفر من شيء فتستقذره والله تعالى متقدس عن ذلك لكن جرت عادتنا بتقريب الروائح الطيبة منا فاستعير ذلك في الصوم لتقريبه من الله تعالى ..
قال القاضي: وقيل يجازيه الله تعالى به في الآخرة فتكون نكهته أطيب من ريح المسك كما أن دم الشهيد يكون ريحه ريح المسك ..
وقيل يحصل لصاحبه من الثواب أكثر ممن يحصل لصاحب المسك ..
وقيل رائحته عند ملائكة الله تعالى أطيب من رائحة المسك عندنا وان كانت رائحة الخلوف عندنا خلافه ..
والأصح ما قاله الداورى من المغاربة وقاله من قال من أصحابنا: أن الخلوف أكثر ثوابا من المسك حيث ندب إليه في الجمع والأعياد ومجالس الحديث والذكر وسائر مجامع الخير. اهـ
وفي الديباج على مسلم للسيوطي (3/ 231) قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/5)
أطيب عند الله من ريح المسك: لا يتوهم أن الله تعالى يستطيب الروائح ويستلذها فإن ذلك محال عليه وإنما معنى هذه الأطيبة راجعة إلى أنه تعالى يثيب على خلوف فم الصائم ثوابا أكثر مما يثيب على استعمال المسك ... ويحتمل أن يكون ذلك في حق الملائكة فيستطيبون ريح الخلوف أكثر مما يستطيبون أو نستطيب ريح المسك وقيل يجازيه الله في الآخرة بأن يجعل نكهته أطيب من ريح المسك كما في دم الشهيد وقيل مجاز واستعارة لتقريبه من الله تعالى.
وقال السيوطي أيضا في تنوير الحوالك شرح موطأ مالك (1/ 227):
أطيب عند الله من ريح المسك اختلف في معناه لأنه تعالى منزه عن استطابة الروائح فقال المازري هو مجاز لأنه جرت العادة بتقريب الروائح الطيبة منا فاستعير ذلك لتقريب الصوم من الله ... الخ.
وقال في شرحه على سنن النسائي (4/ 161):
أطيب عند الله من ريح المسك اختلف في ذلك مع أن الله منزه عن استطابة الروائح إذ ذاك من صفات الحوادث ومع أنه يعلم الشيء على ما هو عليه ... الخ
وفي فيض القدير للمناوي (4/ 618):
ولا يتوهم أن الله يستطيب الروائح ويستلذ فإنه محال عليه تعالى وإنما معنى هذه الأطيبية راجع إلى أنه تعالى يثيب على خلوف فمه ثوابا أكثر مما يثيب على استعمال المسك .. ويحتمل أن يكون في حق الملائكة فيستطيبون ريح الخلوف أكثر مما يستطيبون ريح المسك وقيل يجازيه الله في الآخرة بأن يجعل نكهته أطيب من المسك كما في دم الشهيد أو هو مجاز واستعارة لتقريبه من الله. الخ
وفي عمدة القاري شرح صحيح البخاري (16/ 382): والله غني عن وصول الرائحة الطيبة إليه ..
وفيه أيضا: قوله أطيب عند الله لا يتصور الطيب على الله إلا بطريق الفرض أي لو تصور الطيب عند الله لكان الخلوف أطيب. الخ
وقال ابن عبد البر في التمهيد (13/ 128):
ومعنى قوله "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" يريد أزكى عند الله وأقرب إليه وأرفع عنده من ريح المسك.
وقال في الاستذكار (3/ 375):
وقوله أطيب عند الله من ريح المسك يريد أزكى عند الله وأقرب إليه من ريح المسك عندكم يحضهم عليه ويرغبهم فيه وهذا في فضل الصيام وثواب الصائم. الخ
وعليه كثير من الشراح كالباجي في المنتقى وصاحب شرح مشكاة المفاتيح وغيرهما ..
رأي من ترك المعنى على حقيقته بلا تأويل ..
وممن رد هذا التأويل وبين خطأه وجعله على الحقيقة بلا ميل، الإمام ابن القيم وهو العدو اللدود لأهل التأويل والتعطيل رحمة الله تبارك وتعالى عليه.
فقال في الوابل الصيب (1/ 43) بعد ذكر مناظرة بين الامام أبي محمد العز بن عبد السلام والامام ابن الصلاح في مسألة هذا الطيب في الدنيا أم الآخرة:
ثم ذكر [العز بن عبد السلام] كلام الشراح في معنى طيبه وتأويلهم إياه بالثناء على الصائم والرضى بفعله على عادة كثير منهم بالتأويل من غير ضرورة حتى كأنه قد بورك فيه فهو موكل به ..
وأي ضرورة تدعو إلى تأويل كونه أطيب عند الله من ريح المسك بالثناء على فاعله والرضا بفعله وإخراج اللفظ عن حقيقته؟
وكثير من هؤلاء ينشئ للفظ معنىً ثم يدعي إرادة ذلك المعنى بلفظ النص من غير نظر منه إلى استعمال ذلك اللفظ في المعنى الذي عينه أو احتمال اللغة له ..
ومعلوم أن هذا يتضمن الشهادة على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بأن مراده من كلامه كيت وكيت، فإن لم يكن ذلك معلوما بوضع اللفظ لذلك المعنى أو عرف الشارع صلى الله عليه وسلم وعادته المطردة أو الغالبة باستعمال ذلك اللفظ في هذا المعنى أو تفسيره له به وإلا كانت شهادة باطلة.
ومن المعلوم أن أطيب ما عند الناس من الرائحة رائحة المسك فمثل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخلوف عند الله تعالى بطيب رائحة المسك عندنا وأعظم ونسبة استطابة ذلك إليه سبحانه وتعالى كنسبة سائر صفاته وأفعاله إليه فإنها استطابة لا تماثل استطابة المخلوقين كما أن رضاه وغضبه وفرحه وكراهته وحبه وبغضه لا تماثل ما للمخلوق من ذلك كما أن ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات خلقه وصفاته لا تشبه صفاتهم وأفعالهم وهو سبحانه وتعالى يستطيب الكلم الطيب فيصعد إليه والعمل الصالح فيرفعه وليست هذه الاستطابة كاستطابتنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/6)
ثم إن تأويله لا يرفع الإشكال: إذ ما استشكله هؤلاء من الاستطابة يلزم مثله في الرضا فإن قال رضا ليس كرضا المخلوقين، فقولوا استطابة ليس كاستطابة المخلوقين، وعلى هذا جميع ما يجيء من هذا الباب ..
ومن العجب رده [أي ابن الصلاح] على أبي محمد [العز بن عبد السلام] بما لا ينكره أبو محمد وغيره فإن الذي فسر به الاستطابة المذكورة في الدنيا بثناء الله تعالى على الصائمين ورضائه بفعلهم أمر لا ينكره مسلم فإن الله تعالى قد أثنى عليهم في كتابه وفيما بلغه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم ورضي بفعله فإن كانت هذه هي الاستطابة فيرى الشيخ أبو محمد [لا] ينكرها ...
وإن كانت تلك الرائحة كريهة للعباد فرب مكروه عند الناس محبوب عند الله تعالى وبالعكس فإن الناس يكرهونه لمنافرته طباعهم والله تعالى يستطيبه ويحبه لموافقته أمره ورضاه ومحبته فيكون عنده أطيب من ريح المسك عندنا فإذا كان يوم القيامة ظهر هذا الطيب للعباد وصار علانية وهكذا سائر آثار الأعمال من الخير والشر ..
وإنما يكمل ظهورها ويصير علانية في الآخرة وقد يقوى العمل ويتزايد حتى يستلزم ظهور بعض أثره على العبد في الدنيا في الخير والشر كما هو مشاهد بالبصر والبصيرة ... فهذا فصل الخطاب في هذه المسألة والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. اهـ
باختصار لموضوع الشاهد وتصرف بحذف موضوع الخلاف بين الشيخين ابن الصلاح والعز بن عبد السلام.
وعلى ذلك الكلام القيم من ابن القيم تبع كثير من جمهور علماء السلفية في عصرنا رأي ابن القيم لأنه يتماشى مع أصول أهل السنة في دفع التأويل والتعطيل والقول بحقيقة ظاهر اللفظ بلا تشبيه أو تمثيل ..
فقال الشيخ علي بن عبد العزيز الشبل في كتابه التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري (1/ 17) تعليقا على كلام الامام ابن حجر عاليه:
هذا وما قبله تأويلات متكلفة لا مبرر لها، وخروج باللفظ عن حقيقته. والاستطابة لرائحة خلوف فم الصائم من جنس سائر الصفات العلى يجب الإيمان بها مع عدم مماثلة صفات المخلوقين، ومع عدم التكلف بتأويلها بآراء العقول ومستبعدات النقول، والذي يفضي بها إلى تعطيلها عن الله.
فالواجب الإيمان بها كسائر الصفات على الوجه اللائق بالله من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، كما قال سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} وقال: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} وقال: {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}. والله أعلم.
وفي تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري (1/ 15):
قال الشيخ البراك: قوله: " ... مع أنه سبحانه تعالى منزه عن استطابة الروائح ... إلخ": هذا الجزم من الحافظ رحمه الله بنفي صفة الشم عن الله تعالى الذي هو إدراك المشمومات لم يذكر عليه دليلاً إلا قوله: " إذ ذاك من صفة الحيوان "، وهذه الشبهة هي بعينها شبهة كل من نفى صفة من صفات الله سبحانه من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، وهي شبهة باطلة؛ فما ثبت لله تعالى من الصفات يثبت له على ما يليق به ويختص به كما يقال ذلك في سمعه وبصره وعلمه وسائر صفاته. وصفة السمع ليس في العقل ما يقتضي نفيها فإذا قام الدليل السمعي على إثباتها وجب إثباتها على الوجه اللائق به سبحانه، وهذا الحديث - وهو قوله: " لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " - ليس نصاً في إثبات الشم، بل هو محتمل لذلك، فلا يجوز نفيه من غير حجة، وحينئذ فقد يقال: إن صفة الشم لله تعالى مما يجب التوقف فيه لعدم الدليل البين على النفي أو الإثبات فليتدبر، والله أعلم بمراده ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثم نقل كلام ابن القيم المذكور أعلاه .. ثم قال معقيا:
ويلاحظ أن ابن القيم اقتصر على لفظ الاستطابة دون لفظ الشم وقوفاً مع لفظ الحديث.
قلت: وهذا هو الصواب في تسمية هذه الصفة وقوفا مع ظاهر اللفظ ..
وفي التعليق على فتح الباري قال الدويش (1/ 6):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/7)
كل هذا تأويل لا حاجة إليه وإخراج للفظ عن حقيقته والصواب أن نسبة الاستطابة إليه سبحانه كنسبة سائر صفاته وأفعاله إليه فإنها استطابة لا تماثل استطابة المخلوقين كما أن رضاه وغضبه وفرحه وكراهته وحبه وبغضه لا تماثل ما للمخلوق من ذلك كما أن ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات المخلوقين وصفاته لا تشبه صفاتهم وأفعاله لا تشبه أفعالهم قاله العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في الوابل الصيب والله أعلم.
وفي سلسلة الأسماء والصفات لمحمد الحسن الددو الشنقيطي:
قال: وإنما يذكر هنا ما كان صفة صريحة جاء بها النص أو كان متعلقاً بصفة جاء بها النص ولو لم تذكر تلك الصفة، فقوله: (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)، هذا ليس تصريحاً بصفة، لكنه تصريح بمتعلق صفة لم تذكر، فالشم صفة لم تثبت بلفظها لكن متعلق هذا ذكر في هذا الحديث، بخلاف ما جاء فيه أفعل من غير هذا مثل: أثقل عند الله، أو أرجح عند الله من كذا، فهذا المقصود به في الميزان الذي عند الله، فهو ليس متعلقاً بصفات الله، مثل المقصود بالعندية هنا، فالعندية بمعنى القرب في الميزان يوم القيامة فقط، ولذلك فلابد من النظر إلى دلالة الصفة على متعلقها سواءً ذكرت الصفة أو ذكر متعلقها فقط. الخ
وفي صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة (1/ 28) قال علوي بن عبد القادر السَّقَّاف: اسْتِطَابَةُ الْرَّوَائِحِ صفةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بالسنَّةِ الصحيحة.
الدليل: حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (ولخلوف فم الصائم أطيب
عند الله من ريح المسك) رواه البخاري (5583) ومسلم (1151)
ثم نقل قول الحافظ ابن القيم في (الوابل الصيب) ونقل قول الشيخ علي الشبل في كتاب (التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري) (ص36) - والذي قَرَّظه عددٌ من العلماء وفي مقدمتهم الإمام عبد العزيز بن باز -رحمه الله -.
وقد أجاد في تسميتها استطابة الروائح ولم يقل صفة الشم ..
وفي الختام لي مسألتين:
الأولى: أن مناقشة هذه المسألة ليست من التنطع الذي نهينا عنه إذ في المسألة نص صحيح، وهو وإن لم يكن صريحا في اثبات صفة الشم فهو صريح في اثبات صفة الاستطابة كما بينه ابن القيم جريا على قاعدة أهل السنة من السلف الصالح في رد التأويل المؤدي الى التعطيل في الصفات واثباتها بلا تشبيه أو تمثيل ..
كما أن مدارسة آيات الكتاب وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم هي العلم الشرعي تقيدا بأدواته، فلا حرج من طرح الموضوع أصلا ونقل الأقوال فيه.
الثانية: أن اثبات صفة الاستطابة مقرونة باستطابة الروائح كما هو نص هذا الحديث لا نتعداه ..
ففيه " لخلوف فم الصائم " وهو مشموم، وفيه " ريح المسك " وهو مشموم أيضا ..
فلا يقال الاستطابة على عمومها إذ قد يدخل فيها استطابة المطعوم والله منزه عن ذلك لأنه منزه عن الطعام والشراب بنص الكتاب الكريم ..
فالتقيد بنص الحديث يكون لفظا ومعنا، فنقول ثبت بهذا الحديث صفة الاستطابة لفظا وتخصص باستطابة الروائح ..
وقد ناقش شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى موضوع اثبات الحواس الخمسة للباري [وهي السمع والبصر واللمس والشم والذوق] وذكر كلام العلماء بين المنع والقبول وهل اثباتها من صفات الكمال أم لا .. وذكر أن أهل الحديث يثبتون اللمس مع السمع والبصر دون الشم والذوق ..
قلت: نفي صفة الذوق مع أنها من الحواس الخمسة والتي هي صفات كمال إنما يتم نفيها لنص آخر صحيح وهو أن الله يطعم ولا يطعم كما هو ظاهر اللفظ القرآني لأن الحاجة الى الطعام نقص في كمال الإله، فلا يمنع من اثبات الحواس الأربعة إذ ليس فيها ما في الأخير .. هذا إذا ثبت دليل صريح وصحيح في صفة اللمس ..
وابن القيم اختار ظاهر نص الحديث هنا مع تسميته بالاستطابة دون تسميته بالشم وقوفا مع نص الحديث ..
وإن كانت صفة الشم من لوازم صفة الاستطابة إلا أن الوقوف مع ظاهر اللفظ يمنع من اثبات صفة صريحة باسم الشم أو نفيها .. وهو المرجح مما نقلناه أعلاه ..
ونستغفر الله سبحانه من الخوض فيما لا نعلم ..
ومن كان عنده فائدة في هذا البحث فليتحفنا بها مشكورا ..
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[17 - 04 - 10, 08:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[17 - 04 - 10, 02:44 م]ـ
شكر الله لك أخي محمد ..
ومما حقه الاضافة هنا:
أن ادعاء أن الامام ابن عبد البر قال مثل قول المازري أي أنه مجاز دعوى باطله يرد عليها كلام ابن عبد البر نفسه ..
إذ نسب اليه القول بالمجاز ابن حجر ومن تبعه ناقلا عنه ..
وهذا كلام ابن عبد البر:
قال في التمهيد (13/ 138):
ومعنى قوله "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" يريد أزكى عند الله وأقرب إليه وأرفع عنده من ريح المسك. اهـ
وقال في الاستذكار (3/ 375):
وقوله أطيب عند الله من ريح المسك يريد أزكى عند الله وأقرب إليه من ريح المسك عندكم يحضهم عليه ويرغبهم فيه. اهـ
فحاصل كلامه تفسير معنى كلمة أطيب بـ أزكى ..
ولم يأت عنه تأويل أو قول بالمجاز أو نفي أو إثبات لهذه الصفة ..
هذا ما ظهر لي من كلامه رحمه الله تعالى ..
ومعلوم أن منهج ابن عبد البر في الأسماء والصفات متبع فيه لمنهج السلف على الاجمال كحديث النزول والاستواء على العرش وغيره ..
وأقول على الاجمال لأن له كلام في معنى صفتي الغضب والحب على ما أذكر ..
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/8)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[18 - 04 - 10, 11:23 م]ـ
قال الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف في كتابه (الصفات الله عزوجل الواردة في الكتاب والسنة):
اسْتِطَابَةُ الْرَّوَائِحِ
صفةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بالسنَّةِ الصحيحة.
• الدليل:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((ولخلوف فم الصائم أطيب
عند الله من ريح المسك)) رواه البخاري (5583) ومسلم (1151)
قال الحافظ ابن القيم في ((الوابل الصيب)) (1/ 52)
((من المعلوم أنَّ أطيب ما عند الناس من الرائحة رائحة المسك فمثَّل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخلوف عند الله تعالى بطيب رائحة المسك عندنا وأعظم، ونسبة استطابة ذلك إليه سبحانه وتعالى كنسبة سائر صفاته وأفعاله إليه فإنها استطابة لا تماثل استطابة المخلوقين كما أنَّ رضاه وغضبه وفرحه وكراهيته وحبه وبغضه لا تماثل ما للمخلوق من ذلك كما أنَّ ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات خلقه، وصفاته لا تشبه صفاتهم وأفعالهم، وهو سبحانه وتعالى يستطيب الكلم الطيب فيصعد إليه والعمل الصالح فيرفعه وليست هذه الاستطابة كاستطابتنا، ثم إنَّ تأويله لا يرفع الإشكال إذ ما استشكله هؤلاء من الاستطابة يلزم مثله في الرضا فإن قال: رضا ليس كرضا المخلوقين فقولوا: استطابه ليست كاستطابة المخلوقين وعلى هذا جميع ما يجيء من هذا الباب))
و قال الشيخ علي الشبل في كتاب ((التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري)) (ص36) - والذي قَرَّظه عددٌ من العلماء و في مقدمتهم الإمام عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-: ((والاستطابة لرائحة خلوف فم الصائم من جنس الصفات العُلى، يجب الإيمان بها مع عدم مماثلة صفات المخلوقين)).انتهى
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[23 - 04 - 10, 04:18 م]ـ
اخي العزيز عادل القطاوي
عندي اشكال في تسمية بعض الصفات الثابة للباري كالسمع والبصر انها من الحواس الخمس.
وكذلك في قولك ان - صفة الشم من لوازم صفة الاستطابة - اليس هذا اللازم ثابت في حق المخلوق. لكن الخالق عز وجل لا يقاس على مخلوقاته.
شكرا بارك الله فيك اخي الكريم.
ـ[سنية كوردية]ــــــــ[23 - 04 - 10, 09:46 م]ـ
قال الرازي في مختار الصحاح (1): (سلف يسلف بالضم مضى، والقوم السلاف المتقدمون، والجمع أسلاف) 0
وقيل كذلك (سَلَف) في اللغة (2): سُلوفا، و سَلَفاً: تقدم وسبق فهو سالف – سُلاّفٌ، وسَلَفٌ وهي سالفة، (السَّلَف ُ): جمع سالِفٍ وكل من تقدَّمَك من آبائِك وذوي قرابتك أو الفصل – وكل عمل صالح قَدَّمَته 0
وقيل أيضاً (سَلَف) في اللغة (3): يَسلَفُ بالضم (سَلَفا ً) بفتحتين أي مضى، والقوم (السُّلافَّ) المُتَقدمون، و (سَلَفُ) الرَّجل آباؤه المتقدمون والجمع (أسلاف) 0
وقال الراغب الأصفهاني في كتابه المفردات في غريب القرآن (4): (السلف المتقدم، ولفلان سلف كريم أي: آباء متقدمون وجمعه أسلاف) 0
اتفق علماء اللغة على أن السلف يطلق على الماضي المتقدم قال ألجواهري (5): (سلف، يسلف، سلفاً أي: مضى، والقوم السلاف المتقدمون، والجمع أسلاف، وسلاف، والسلف نوع من البيوع يعجل فيه الثمن، وتضبط السلعة بالوصف إلى أجل معلوم، والسالف والسليف المتقدم، والتسليف التقدم) 0
___________________________________
(1) مختار الصحاح، محمد بن أبي بكر الرازي، تحقيق وترتيب: حمزة فتح الله ومحمود خاطر، طبعة مؤسسة الرسالة، دار البصائر – دمشق، بيروت 1405 هـ، (ص 309) 0
(2) المعجم الوسيط، قام بإخراجه: إبراهيم مصطفى، أحمد حسن الزيات، حامد عبد القادر، محمد علي النجار، المكتبة الإسلامية، استانبول – تركيا (1/ 444) 0
(3) مختار الصحاح، محمد بن أبي بكر عبد القادر الرازي،دار الكتاب العربي، بيروت – لبنان،ط1، 1967م (ص 514)
(4) المفردات في غريب القرآن،الحسين بن محمد الأصفهاني،تحقيق محمد سيد كيلاني، دار المعرفة – بيروت، (د- ت)، (ص 239)
(5) الصحاح في اللغة والعلوم، إسماعيل بن حماد الجوهري،المجلد الأول، تقديم:عبد الله العلايلي، إعداد وتصنيف: نديم مرعشلي، وأسامة مرعشلي، ط1، دار الحضارة العربية – بيروت 1974 م، (ص 603 - 604)
تعريف السلف في الاصطلاح:
المراد بالسلف (1): الصحابة رضي الله عنهم أجمعين و أتباعهم من ألأئمة ألإسلام العدول، ممن اتفق الأئمة على إحالتهم في الدين، وعظم شأنهم فيه، وتلقى المسلمون كلامهم خلفا ً عن سلف – بالرضا والقبول 0
وقد أختلف في تحديد مدلول كلمة (السلف)، فيرى البعض (2):أن (السلف) وكل من يقلد مذهبه في الدين ويتبع أثره 0
وجاء في القرآن الكريم قول الله عز وجل: {فَجَعَلْناهُم سَلَفَاً وَمَثَلاً للآخرين} (3)،وقال القرطبي عند تفسير لهذه الآية (4)، سلف تقدم ومضى، وسلف له عمل صالح تقدم، والقوم السلاف المتقدمون، وسلف الرجل آباؤه المتقدمون، والجمع أسلاف)
وقيل أيضاً أن السلف هم (5): ((أهل القرون الثلاثة التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها خير القرون، دون المبتدعين)) ثم أصبح مدلول السلفية، اصطلاحيا ً يطلق على من تمسك بمذهب السلف، وترك مذاهب المبتدعة، ولذا فإن مذهب السلف غير منحصر في مرحلة زمنية معينة كما زعم الدكتور البوطي، ولكنه ممتد إلى العصر الحاضر، ولله الحمد وفق عقيدة السلف الصالح ومنهجهم، وسوف يستمر ذلك ويزداد بإذن الله تعالى حتى يرث الأرض ومن عليها 0
_________________________
(1) منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة، عثمان بن حسن، مكتبة الرشد ط1، 1412 هـ - 1992 م، (1/ 33) 0
(2) كشاف اصطلاحات الفنون، محمد علي ألتهاوني، وحققه الدكتور لطفي عبد البديع، وترجم نصوصه الفارسية الدكتور عبد النعيم محمد، طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1877 م، (4/ 15)
(3) سورة الزخرف، (الآية: 56) 0
(4) الجامع ألأحكام القرآن، محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، طبعة دار الكتاب العربي – القاهرة، 1387 هـ، (6/ 202)
(5) العقيدة السلفية والرد على المنحرفين عنها، الطيب بن عمر بن الحسين الحنكي، المكتب الإسلامي، دار ابن حزم، بيروت – لبنان، ط1
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/9)
ـ[سنية كوردية]ــــــــ[23 - 04 - 10, 09:49 م]ـ
من قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهوَ السَّميعُ البَصيرُ} (1):
وجه الدلالة (2): هذه الآية أصل أصيلٌ، وركن ركين ٌ، في معتقد أهل السنة والجماعة، فقد جمع الله تعالى فيها بين النفي والإثبات، فنفي المماثلة من كل وجه، فليس هناك وجه تشابه بين الخالق والمخلوق، وان كان هناك اشتراك في الأسماء فمن أجرى النصوص على ظواهرها اللغوية في حق المخلوقين فقد حمل نصوص الصفات على مقتضى التشبيه، إذ لفظ (اليد) في لغة العرب التي نزل بها القرآن هي العضو والجزء الذي له بداية ونهاية،وقد نص على ذلك جماعة من أئمة اللغة0
قال الإمام اللغوي الكبير ابن سيده رحمه الله (3): (اليد ُ: الكف ُ، وقال أبو إسحاق: اليَدُ من أطرافِ الأصابع إلى (4) الَكَتِفِ) 0
وأما لفظ (الساق) اسم للعضو الذي بين القدم والركبة، وقال ابن منظور (5): (الساق) من الإنسان مابين الركبة والقدم، ومن الخيل والبغال والحمير والإبل ما فوق الوَظيف، ومن البقر والغنم والظباء ما فوق الكُرع 0
ثم قال (6): ((يَكشِفُ عن ساقه))؛ الساق في اللغة: الأمر الشديد وكَشْفَهُ مَثلٌ في شدة الأمر، كما يقال للشيخ يَدُه مغلولة، ولا يَد ثَمَّ ولا غُلَّ، وإنما هو مَثل ٌ في شدة البخل 0وكذا هذا،لا ساق هناك كَشْف؛ وأصله أن الإنسان إذا وقع في أمر شديد يقال: شَمر ساعِدَهُ وكَشف عن ساقِهِ، للاهتمام الأمر العظيم0
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الشورى، (ص11) 0
(2) القول التمام بإثبات التفويض مذهبا ً للسلف الكرام، (ص 95 - 96) 0
(3) المحكم والمحيط الأعظم، أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده، دار الكتب العلمية – بيروت، 2000 م، ط1، (1/ 363) 0
(4) فقوله (من) يدل على البداية، وقوله (إلى) يدل على نهاية 0
(5) لسان العرب، ط1، (10/ 168) 0
(6) المصدر السابق، ط1، (10/ 168) 0
ـ[الغواص]ــــــــ[12 - 08 - 10, 04:54 م]ـ
ترددت في المشاركة أولا ثم عزمت على المشاركة من باب المدارسة ..
أما إثبات الاستطابة فصدق ابن القيم وغيره فيها فجزاهم الله عنا خير الجزاء
ولكن تبقى مسألة أخرى مع إثبات الاستطابة
المسألة: هل هذه الاستطابة في الدنيا أم في الآخرة؟
عندما نرجع إلى لفظ الحديث نجده عاما يحتمل الوجهين
- أن الاستطابة في الدنيا
- وأن الاستطابة في الآخرة
ولكن تم منع استطابة الدنيا بدليل وهو:
أن كل الخلق "يجمعون" على أن هذه الرائحة كريهة، وكما معلوم من الدين والعقل بالضرورة أن الشيء المكروه لا يمكن نسبته إلى القدوس سبحانه.
لذا تم الاكتفاء على الاحتمال الثاني للحديث فتكون الاستطابة في الآخرة، وبالتالي يكون تقدير الحديث على النحو التالي:
((لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ _يوم القيامة_ مِنْ رِيحِ المِسْكِ))
ويشهد لهذا المعنى حديث المكلوم في سبيل الله الذي تتحول رائحة دمه يوم القيامة إلى رائحة مسك
بل مما يؤكد هذا المعنى وجود رواية صحيحة عند الإمام مسلم تقيد ذلك بيوم القيامة
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَسْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ
فليس في حمل الحديث على يوم القيامة أي تأويل مذموم
والله أعلم
ولا نعدم الخير من تعليق أهل الفضل والعلم
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[12 - 08 - 10, 09:37 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الغواص وبارك فيكم
تسجيل متابعة ورمضان مبارك
ـ[الغواص]ــــــــ[13 - 08 - 10, 12:07 ص]ـ
الأخ الكريم (أبو نسيبة السلفي) وجزاك الله خيرا ووفقك الله وأكرمك الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/10)
بالنسبة للأحاديث التي استدل بها ابن الصلاح رحمه الله
?حديث (فإنهم يمسون وخلوف أفواههم أطيب عند الله من ريح المسك)
فهذا الحديث كاملا:
(أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسا، لم يعطهن نبي قبلي: أما واحدة؛ فإذا كان أول ليلة من شهر رمضان؛ نظر الله إليهم، ومن نظر الله إليه؛ لم يعذبه أبدا. وأما الثانية؛ فإنهم يمسون وخلوف أفواههم أطيب عند الله من ريح المسك. وأما الثالثة؛ فإن الملائكة تستغفر لهم في ليلهم ونهارهم. وأما الرابعة؛ فإن الله يأمر جنته: أن استعدي وتزيني لعبادي، فيوشك أن يذهب عنهم نصب الدنيا، ويصيرون إلى رحمتي وكرامتي. وأما الخامسة؛ فإذا كان آخر ليلة؛ غفر الله لهم جميعا. فقال قائل: هي ليلة القدر يا رسول الله؟ قال: لا، ألم تر إلى العمال إذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم؟!.)
وقد ضعف هذا الحديث الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة
أما حديث (حين يخلف)
فهذا الحديث كاملا:
(كل حسنة يعملها ابن آدم بعشر حسنات إلى سبعمائة ضعف يقول الله إلا الصوم فهو لى وأنا أجزى به يدع الطعام من أجلى والشراب من أجلى وشهوته من أجلى وأنا أجزى به وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه ولخلوف فم الصائم حين يخلف من الطعام أطيب عند الله من ريح المسك (ابن حبان عن أبى هريرة)
أخرجه ابن حبان (8/ 211، رقم 3424).
لم أجد تعليقا للألباني حول صحة هذا الحديث
أما في موقع الدرر فوجدت هذا فقط:
لخلوف فم الصائم حين يخلف من الطعام أطيب عند الله من ريح المسك
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن الملقن - المصدر: البدر المنير - لصفحة أو الرقم: 1/ 696 خلاصة حكم المحدث: إسناده ثابت
وبالرغم من أهمية التأكد من صحة سند هذا الحديث لكن حتى لو صح فقد أجاد وأجاب عن هذا ابن القيم رحمه الله في كتابه الوابل الصيب عندما قال:
( ... وأما قوله لخلوف فم الصائم حين يخلف فهذا الظرف تحقيق للمبتدأ أو تأكيد له وبيان إرادة الحقيقة المفهومة منه لا مجازة ولا استعارته وهذا كما تقول: جهاد المؤمن حين يجاهد وصلاته حين يصلي يجزيه الله تعالى بها يوم القيامة ويرفع بها درجته يوم القيامة ... )
والله أعلم
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[13 - 08 - 10, 06:19 ص]ـ
قال الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف في كتابه (الصفات الله عزوجل الواردة في الكتاب والسنة):
اسْتِطَابَةُ الْرَّوَائِحِ
صفةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بالسنَّةِ الصحيحة.
• الدليل:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((ولخلوف فم الصائم أطيب
عند الله من ريح المسك)) رواه البخاري (5583) ومسلم (1151)
قال الحافظ ابن القيم في ((الوابل الصيب)) (1/ 52)
((من المعلوم أنَّ أطيب ما عند الناس من الرائحة رائحة المسك فمثَّل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخلوف عند الله تعالى بطيب رائحة المسك عندنا وأعظم، ونسبة استطابة ذلك إليه سبحانه وتعالى كنسبة سائر صفاته وأفعاله إليه فإنها استطابة لا تماثل استطابة المخلوقين كما أنَّ رضاه وغضبه وفرحه وكراهيته وحبه وبغضه لا تماثل ما للمخلوق من ذلك كما أنَّ ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات خلقه، وصفاته لا تشبه صفاتهم وأفعالهم، وهو سبحانه وتعالى يستطيب الكلم الطيب فيصعد إليه والعمل الصالح فيرفعه وليست هذه الاستطابة كاستطابتنا، ثم إنَّ تأويله لا يرفع الإشكال إذ ما استشكله هؤلاء من الاستطابة يلزم مثله في الرضا فإن قال: رضا ليس كرضا المخلوقين فقولوا: استطابه ليست كاستطابة المخلوقين وعلى هذا جميع ما يجيء من هذا الباب))
و قال الشيخ علي الشبل في كتاب ((التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري)) (ص36) - والذي قَرَّظه عددٌ من العلماء و في مقدمتهم الإمام عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-: ((والاستطابة لرائحة خلوف فم الصائم من جنس الصفات العُلى، يجب الإيمان بها مع عدم مماثلة صفات المخلوقين)).انتهى
هذا ماذكره الشيخ علوي السقاف مع إستناده بعد الأدلة على كلام ابن القيم .. مع أن الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك فهم من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى التوقف في إثبات الصفة كما هاهنا .. وفي تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري (1/ 15):
قال الشيخ البراك: قوله: " ... مع أنه سبحانه تعالى منزه عن استطابة الروائح ... إلخ": هذا الجزم من الحافظ رحمه الله بنفي صفة الشم عن الله تعالى الذي هو إدراك المشمومات لم يذكر عليه دليلاً إلا قوله: " إذ ذاك من صفة الحيوان "، وهذه الشبهة هي بعينها شبهة كل من نفى صفة من صفات الله سبحانه من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، وهي شبهة باطلة؛ فما ثبت لله تعالى من الصفات يثبت له على ما يليق به ويختص به كما يقال ذلك في سمعه وبصره وعلمه وسائر صفاته. وصفة السمع ليس في العقل ما يقتضي نفيها فإذا قام الدليل السمعي على إثباتها وجب إثباتها على الوجه اللائق به سبحانه، وهذا الحديث - وهو قوله: " لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " - ليس نصاً في إثبات الشم، بل هو محتمل لذلك، فلا يجوز نفيه من غير حجة، وحينئذ فقد يقال: إن صفة الشم لله تعالى مما يجب التوقف فيه لعدم الدليل البين على النفي أو الإثبات فليتدبر، والله أعلم بمراده ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثم نقل كلام ابن القيم المذكور أعلاه .. ثم قال معقيا:
ويلاحظ أن ابن القيم اقتصر على لفظ الاستطابة دون لفظ الشم وقوفاً مع لفظ الحديث.
قلت: وهذا هو الصواب في تسمية هذه الصفة وقوفا مع ظاهر اللفظ
فما وجه فهم الشيخين .. ؟ مع أقرب الدلالات لكلام ابن القيم رحمه الله تعالى؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/11)
ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[14 - 08 - 10, 10:29 ص]ـ
بحث جيد و يستحق الحفظ
الأخ (أبو قتادة)
و الأخ (ماجد)
كأن الذي أضفتماه مكرر لما ذكره أخانا (عادل) في بحثه الطيب
ـ[عبدالنور جودى]ــــــــ[14 - 08 - 10, 06:18 م]ـ
السلام عليكم بحث قيم اخى نسال الله ان يعلمنا مالا نعلم ووفقك الله الى ما يحب ويرضى
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[15 - 08 - 10, 02:28 ص]ـ
لله دركم يا أهل الحديث، فقد أجدتم وأفدتم، جزاك الله خير على هذا الموضوع النافع ..
ـ[فهد العنزي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 12:24 ص]ـ
جهد مبارك , وسعي مشكور.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[21 - 08 - 10, 05:08 م]ـ
فنفي المماثلة من كل وجه، فليس هناك وجه تشابه بين الخالق والمخلوق، وان كان هناك اشتراك في الأسماء فمن أجرى النصوص على ظواهرها اللغوية في حق المخلوقين فقد حمل نصوص الصفات على مقتضى التشبيه
انظري مفهوم التشبيه عند السلف الصالح هنا:
http://as-salaf.com/article.php?aid=82&lang=ar
إذ لفظ (اليد) في لغة العرب التي نزل بها القرآن هي العضو والجزء الذي له بداية ونهاية،وقد نص على ذلك جماعة من أئمة اللغة
قال الإمام اللغوي الكبير ابن سيده رحمه الله (3): (اليد ُ: الكف ُ، وقال أبو إسحاق: اليَدُ من أطرافِ الأصابع إلى (4) الَكَتِفِ) 0
اليد يُقصد به شيئين وهو إما الكف أو من أطراف الأصابع إلى الكتف
واليد المذكورة في النصوص هي الكف وقد ورد "الكف" في السنة النبوية
ولا ذكر لـ"عضو" أو "جارحة" في تعريف اليد هنا
وكون اليد أو الكف جارحة هو من كيفية صفات المخلوقين وليس من أصله، فإذا نسبنا اليد إلى المخلوقين فتكون جارحة لأنه من كيفية صفاتهم ... أما الله عز وجل، فيده ليست كيد المخلوقين مثل ما أن ذاته ليست كذوات المخلوقين.
وأما لفظ (الساق) اسم للعضو الذي بين القدم والركبة، وقال ابن منظور (5): (الساق) من الإنسان مابين الركبة والقدم، ومن الخيل والبغال والحمير والإبل ما فوق الوَظيف، ومن البقر والغنم والظباء ما فوق الكُرع 0
هذا في الانسان والحيوانات ... وكما ترين هي تختلف في المخلوقات فما بالك بالله عز وجل الذي ليس كمثله شيء.
نؤمن به ونسلم ونوكل علم كيفيته إلى الله عز وجل.
ـ[محمد إسماعيل السجلماسي]ــــــــ[25 - 08 - 10, 02:05 ص]ـ
أليس التوغّل في أمثال هذه الشروح يخرج المسلم عن تأثيرها التربوي الذي سيقت لأجله؟ و يكفي فيه ما كفى الصحابة رضي الله عنهم بمجرد الرواية الواضحة التي لا يختلف في روايتها أحد؟ و تتلقّاها الفطرة في سياقها و بحجمها المذكور في الحديث كأحسن ما يكون فهم لها؟ خاصة إذا ما وقر في القلب التعظيم ابتداءً؟ فيكون العمل الأساسي اليوم للعوام و الخواص ترك أمثال هذه التفصيلات و الانشغال عنها ببناء الإيمان الفطري على " ما أنا عليه و اصحابي "!؟
و بارك الله فيكم.
ـ[الغواص]ــــــــ[26 - 08 - 10, 04:37 م]ـ
أخي الكريم محمد إسماعيل
إن التوغل إن كان ابتداء فهو المذموم ومما يزيد من نسبة ذمه إذا قادهم إلى إنكار حقيقة الصفة
ومن هنا اضطر العلماء أن يردوا عليهم ويوقفوهم عند حدهم لينفوا عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين
واضطر العلماء كابن تيمية وابن القيم رحمهم الله إلى التوغل معهم في كل دقيقة من مسائلهم حتى يبينوا لهم موطن الخطأ الذي قادهم لإنكار صفات الله سبحانه وتعالى.
أما عندما لا تكون هناك مناقشة مع أولائك فإن الأمر يرجع كما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فيذكر أهل العلم والدعوة والخير نصوص الصفات وما فيها من إيمان وفطرة بدون الدخول في التفصيلات التي تشتت أذهان العوام
نسأل الله أن يملأ حياتنا إيمانا وفطرة وحكمة
ـ[محمد اسامه الصيرفى]ــــــــ[27 - 08 - 10, 03:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم على هذا الشرح
ـ[خالد الغنامي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 07:12 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا الموضوع القيم بحق ..
ورحم الله ابن القيم وشيخه ابن تيميّه .. نصروا الدين نصراً مؤزرا ..
والله الموفق(63/12)
عدة أسئلة حول كتاب فقه الأسماء الحسنى .. للبدر
ـ[أم البراء الصقري]ــــــــ[17 - 04 - 10, 10:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت كتاب فقه الأسماء الحسنى تأليف عبدالرزاق البدر
وكان رائعا بحق ...
لكن لدي عدة أسئلة ..
تحت عنوان جادة أهل السنة في باب الأسماء والصفات
قال المؤلف: "فيؤمنون بما ورد فيهما من أسماء الرب وصفاته ويُمرُّونه كما جاء, ويثبتونه كما ورد .... "
وقال" .... فآمنوا بذلك كله , وأَمَرُّوه كما جاء من غير تعرض لكيفية ..... الخ"
مامعنى كلمة يمرونه وأمروه؟؟
تحت عنوان
تقسيم أسماء الله من حيث الدلالة
قال المؤلف"و من القواعد المفيدة في فقه أسماء الله الحسنى أن الاسم من أسماء الله سبحانه له ثلاث دلالات:
دلالة على الذات الصفة بالمطابقة .. ودلالة على أحدهما بالتضمن ودلالة على الصفة الأخرى باللزوم.
هل يقصد بكلمة "أحدهما" الذات أو الصفة؟
وماهو الفرق بين التضمن واللزوم؟
مثال
اسم الله "الحي"سبحانه فإنه دال على الذات وعلى صفة الحياة
بالمطابقة, ودال على الذات وحدها وعلى صفة الحياة وحدها بالتضمن. ودال على القدرة والسمع والبصر والعلم وغيرها من الصفات باللزوم.""ذكر بالهامش:انظر:"مجموع الفتاوى" (7\ 185) ,ومدارج السالكين (1\ 30)
أريد شرحا وافيا ... لهذا؟؟
بارك الله فيكم وزادكم علما وتقوى.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[18 - 04 - 10, 03:41 ص]ـ
قالت: (مامعنى كلمة يمرونه وأمروه؟؟).
المعنى:
هو أن سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى يمرّون صفات الله تعالى كما جاءت من غير سؤال عن كيفيّتها , إذ أن كيفية صفات الله تعالى مجهولة لنا , لذلك نمرّها كما جاءت من غير تحريف و لا تمثيل و لا تكييف و لا تعطيل , فيثبتون صفات الله تعالى كما أثبتها الله لنفسه في كتابه إثباتاً بلا تمثيل و تنزيهاً بلا تعطيل من غير تعريض لكيفيتها .. و الله أعلم ..
ـ[ابو ربا]ــــــــ[18 - 04 - 10, 08:51 ص]ـ
معنى قول السلف: امروها كما جاءت بلا كيف
اي: لا تتكلموا فيها ولا تزيدوا عليها ولا تنقصوا واتركوها كما جاءت فقد جاءت بمعانى مفهومة من دلالة الخطاب
وهذه المعاني المفهومة كلية لا وجود لها الا في الذهن اما عند اضافتها لله تعالى فطلب معناها طلب لكيفيتها وهذا لا يُعلم الا بعد العلم بالذات
ومن هذا يعلم قول السلف من غير تفسير وقولهم لا معنى ...
ونحو ذلك
اما دلالة التضمن فمبحثها علم المنطق ويذكره علماء اصول الفقه
دلالة التضمن معناها هو دلالة اللفظ على بعض معناه
ودلالة المطابقة هي دلالة اللفظ على جميع معناه
والالتزام دلالة اللفظ على معنى خارج عن معناه
فمثلا اسم الخالق لله تعالى يدل على المسمى والصفة بدلالة المطابقة
ويدل على الصفة فقط او المسمى فقط بدلالة التضمن
ويدل على القدرة بدلالة الالتزام لان من لوازم الخلق القدرة على الخلق
والله الموفق(63/13)
حال أطفال المسلمين، وأطفال الكافرين:
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[19 - 04 - 10, 01:01 ص]ـ
حال أطفال المسلمين، وأطفال الكافرين.
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: " أتي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بصبي من صبيان الأنصار، فصلى عليه، قالت عائشة: فقلت: طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة لم يعمل سوء، ولم يدركه. قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «أو غير ذلك يا عائشة. خلق الله عز وجل الجنة وخلق لها أهلاً، وخلقهم وهم في أصلاب آبائهم، وخلق النار وخلق لها أهلاً، وخلقهم قي أصلاب آبائهم» رواه مسلم وغيره.
قال النووي ـ رحمه الله ـ: «أجمع من يعتد به من علماء المسلمين، على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة. والجواب عن هذا الحديث، أنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير دليل، أو قال ذلك قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة».
وقال السندي ـ رحمه الله ـ في حاشيته على سنن النسائي بجواب خلاصته: «أنه إنما أنكر عليها الجزم بالجنة لطفل معين، قال: ولا يصح الجزم في مخصوص، لأن إيمان الأبوين تحقيقاً غيب، وهو المناط عند الله تعالى».
وقد أخذ بعض أهل العلم من قتل الخضر الغلام، أن أطفال المسلمين لا يحكم لهم بجنة، ولا بنار، حيث أن الغلام الذي قتله الخضر في النار، ولهذا قتله. وأبواه مؤمنان، والله أعلم.
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «ذرا ري المسلمين في الجنة يكفلهم إبراهيم ـ صلى الله عليه وسلم ـ» رواه احمد (2/ 326)، وابن حبان (1826)،والحاكم (2/ 370) وإسناده حسن.
انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 153) حديث رقم (603).
فالحديث يدل على أن أطفال (ذراري) المسلمين في الجنة.
قال الإمام احمد ـ رحمه الله ـ: «أطفال المسلمين لا يختلف عليهم أحد أنهم في الجنة». كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين ص (673).
أما أطفال المشركين:
فقد أختلف الناس فيهم إلى ثمانية مذاهب ذكرها الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه طريق الهجرتين وباب السعادتين من ص (674 وحتى ص 697)، وذكر أدلة كل مذهب، وهذه المذاهب هي:
(1) الوقف فيهم.
(2) أنهم في النار.
(3) أنهم في الجنة.
(4) أنهم في منزلة بين المنزلتين بين الجنة والنار.
(5) أنهم تحت مشيئة الله تعالى.
(6) أنهم خدم أهل الجنة ومماليكهم.
(7) أن حكمهم حكم آبائهم في الدنيا والآخرة فلا يفرون عنهم بحكم في الدارين، فكما هم منهم في الدنيا فهم منهم في الآخرة.
(8) أنهم يمتحنون في عرصات القيامة، ويرسل إليهم هناك رسول، وإلى كل من لم تبلغه الدعوة، فمن أطاع الرسول دخل الجنة ومن عصاه أدخله النار.
وهذا القول الأخير هو الذي مال إليه ابن القيم ـ رحمه الله ـ ورجحه.
قال ـ رحمه الله ـ: «وعلى هذا فيكون بعضهم في الجنة، وبعضهم في النار. وبهذا يتألف شمل الأدلة كلها، وتتوافق الأحاديث ويكون معلوم الله الذي أحال عليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث قال: «الله أعلم بما كانوا عاملين» يظهر حينئذ ويقع الثواب والعقاب عليه حال كونه معلوماً علماً خارجياً لا عماً مجرداً، ويكون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد رد جوابهم إلى علم الله فيهم، والله يرد ثوابهم وعقابهم إلى معلومة منهم، فالخبر عنهم مردود إلى علمه ومصيرهم مردود إلى معلومة.
وقد جاءت بذلك آثار كثيرة يؤيد بعضها بعضاً، فمنها:
ما رواه الإمام أحمد في مسنده، والبزار ـ أيضاً ـ بإسناد صحيح.
فقال الإمام احمد: حدثنا معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن الأحنف بن قيس، عن الأسود بن سريع، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع، ورجل هرم، ورجل أحمق، ورجل مات في الفترة. أما الأصم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وأنا ما أسمع شيئاً، وأما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفونني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل، وأما الذي في الفترة فيقول: رب ما أتاني رسول. فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه. فيرسل إليهم رسولاً أن ادخلوا. والذي نفسي بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/14)
قال معاذ بن هشام: وحدثني أبي، عن الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، بمثل هذا الحديث، وقال في آخره: «فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً، ومن لم يدخلها رد إليها» ......
قال الحافظ عبد الحق في حديث الأسود: «قد جاء هذا الحديث، وهو صحيح فيما أعلم .... » إلى أن قال ـ رحمه الله ـ: «فإن قيل: قد أنكر ابن عبد البر هذه الأحاديث وقال: أهل العلم ينكرون أحاديث هذا الباب، لأن الآخرة ليست دار عمل ولا ابتلاء، وكيف يكلفون دخول النار وليس ذلك في وسع المخلوقين، والله لا يكلف نفساً إلا وسعها؟ فالجواب عليه من وجوه:
(أحدها) أن أهل العلم لم يتفقوا عل إنكارها بل ولا أكثرهم، وإن أنكرها بعضهم فقد صحح غيره بعضها كما تقدم.
(الثاني) أن أبا الحسن الأشعري حكى هذا المذهب عن أهل السنة والحديث، فدل على أنهم ذهبوا إلى موجب هذه الأحاديث.
(الثالث) أن إسناد حديث الأسود أجود من كثير من الأحاديث التي يحتج بها في الأحكام، ولهذا رواه الأئمة احمد، وإسحاق، وعلي بن المديني.
(الرابع) أنه قد نص جماعة من الأئمة على وقوع الامتحان في الدار الآخرة، وقالوا: لا ينقطع التكليف إلا بدخول دار القرار. ذكره البيهقي عن غير واحد من السلف.
(الخامس) ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة، وأبي سعيد؛ في الرجل الذي هو آخر أهل الجنة دخولاً إليها، أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ يأخذ عهوده ومواثيقه أن لا يسأله غير الذي يعطيه، وأنه يخالفه ويسأله غيره، فيقول الله تعالى: «ما أغدرك» وهذا الغدر منه هو لمخالفته للعهد الذي عاهد ربه عليه.
(السادس) قوله: وليس ذلك في وسع المخلوقين. جوابه من وجهين:
أحدهما: أن ذلك ليس تكليفاً بما ليس في الوسع، وإنما هو تكليف بما فيه مشقة شديدة، وهو كتكليف بني إسرائيل قتل أولادهم وأزواجهم وآبائهم حين عبدوا العجل، وكتكليف المؤمنين إذا رأوا الدجال ومعه مثال الجنة والنار أن يقعوا في الذي يرونه ناراً.
الثاني: أنهم لو أطاعوه ودخلوها لم يضرهم، وكانت برداً وسلاماً، فلم يكلفوا بممتنع ولا بما لم يستطع.
(السابع): أنه قد ثبت أنه سبحانه وتعالى يأمرهم في القيامة بالسجود ويحول بين المنافقين وبينه، وهذا تكليف بما ليس في الوسع قطعاً، فكيف ينكر التكليف بدخول النار في رأي العين إذا كانت سبباً للنجاة؟ كما جعل قطع الصراط الذي هو أدق من الشعرة وأحد من السيف سبباً كما قال أبو سعيد الخدري: «بلغني أن أدق من الشعرة وأحد من السيف» رواه مسلم، فركوب هذا الصراط الذي هو في غاية المشقة كالنار، ولهذا كلاهما يفضي منه إلى النجاة، والله أعلم.
(الثامن): أن هذا استبعاد مجرد لا ترد بمثله الأحاديث والناس لهم طريقان: فمن سلك طريق المشيئة المجرة لم يمكنه أن يستبعد هذا التكليف، ومن سلك طريق الحكمة والتعليل لم يكن معه حجة تنفي أن يكون هذا التكليف موافقاً للحكم، بل الأدلة الصحيحة تدل على أته مقتضى الحكمة كما ذكرناه.
(التاسع) أن في أصح هذه الأحاديث وهو حديث الأسود أنهم يعطون ربهم المواثيق ليطيعنه فيما يأمرهم به، فيأمرهم أن يدخلوا نار الامتحان فيتركون الدخول معصية لأمره لا لعجزهم عنه. فكيف يقال أنه ليس في الوسع.
فإن قيل: فالآخرة دار جزاء، وليست دار تكليف، فكيف يمتحنون في غير دار التكليف؟ فالجواب: أن التكليف إنما ينقطع بعد دخول دار القرار، وأما في البرزخ وعرصات القيامة فلا ينقطع وهذا معلوم بالضرورة من الدين من وقوع التكليف بمسألة الملكين في البرزخ وهي تكليف. وأما في عرصة القيامة فقال تعالى: (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون) [القلم: 42] فهذا صريح في أن الله يدعوا الخلائق إلى السجود يوم القيامة، وأن الكفار يحال بينهم وبين السجود إذ ذاك، ويكون هذا التكليف بما لا يطاق حينئذ حساً عقوبة لهم، لأنهم كلفوا به في الدنيا وهم يطيقونه فلما امتنعوا منه وهو مقدور لهم كلفوا به وهم لا يقدرون عليه حسرة عليهم وعقوبة لهم، ولهذا قال تعالى: (وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون) دعوا إليه في وقت حيل بينهم وبينه كما في الصحيح من حديث زيد بن أسلم، عن عطاء، عن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ «أن ناساً قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا» فذكر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/15)
الحديث بطوله، إلى أن قال: «فيقول تتبع كل أمة ما كانت تعبد فيقول المؤمنون: فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم، ولم نصاحبهم. فيقول: أنا ربكم. فيقولون: نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئاً ـ مرتين أو ثلاثاً ـ حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب فيقول هل بينكم وبينه آية تعرفونه بها؟ فيقولون نعم. فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود، ولا يبقى من كان يسجد اتقاءً ورياءً إلا جعل الله ظهره طبقاً واحداً كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ثم يرفعون روؤسهم» وذكر الحديث.
وهذا التكليف نظير تكليف البرزخ بالمسألة، فمن أجاب في الدنيا طوعاً واختياراً أجاب في البرزخ، ومن امتنع من الإجابة في الدنيا منع منها في البرزخ، ولم يكن تكليفه في الحال وهو غير قادر قبيحاً، بل هو مقتضى الحكمة الإلهية، لأنه مكلف وقت القدرة وأبى، فإذا كلف وقت العجز وقد حيل بينه وبين الفعل كان عقوبة له وحسرة. والمقصود أن التكليف لا ينقطع إلا بعد دخول الجنة أو النار.
وقد تقدم أن حديث الأسود بن سريع صحيح، وفيه التكليف في عرصة القيامة. فهو مطابق لما ذكرنا من النصوص الصحيحة الصريحة.
فعلم أن الذي تدل عليه الأدلة الصحيحة وتأتلف به النصوص ومقتضى الحكمة هذا القول، والله أعلم.
وقد حكى بعض أهل المقالات عن عامر بن أشرس أنه ذهب إلى أن الأطفال يصيرون في يوم القيامة تراباً.
وقد نقل عن ابن عباس، و محمد بن الحنفية، والقاسم بن محمد، وغيرهم، أنهم كرهوا الكلام في هذه المسألة جملة».
انتهى كلام الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ.
وسمعت شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ في الجامع الكبير عام 1403 هـ يوم الخميس يقول جواباً على سؤال وجه له في هذا الموضوع: «إذا مات الإنسان انتهى عمل الشيطان، وجاء دور الملائكة من الأسئلة، والامتحان، وغير ذلك. والطفل الكافر إذا مات مع أهله، فإنه لا يغسل، ولا يصلى عليه، حاله كحال أهله. ولكن لا يحكم له لا بجنة، ولا بنار، لأن الله سبحانه أعلم بما كانوا عاملين». أهـ
والله تعالى أعلم
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[19 - 04 - 10, 11:00 م]ـ
جزاك الله حيرًا.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[19 - 04 - 10, 11:12 م]ـ
وإياك أخي الكريم الفاضل الحبيب أبا قتادة وليد الأموي.
ـ[إبراهيم بن عبدالله الدخيل]ــــــــ[20 - 04 - 10, 01:18 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي ضيدان.(63/16)
شمعة المرتاد في نظم لمعة الاعتقاد
ـ[ناصر السبيعي]ــــــــ[20 - 04 - 10, 12:06 ص]ـ
شمعة المرتاد
في نظم
لمعة الاعتقاد(63/17)
شمعة المرتاد في نظم لمعة الاعتقاد نظمها علي بن عبد الله الزبيدي
ـ[ناصر السبيعي]ــــــــ[20 - 04 - 10, 12:15 ص]ـ
شمعة المرتاد
في نظم
لمعة الاعتقاد
للإمام موفق الدين ابن قدامة المقدسي
(541 - 620هـ)
نظمها
علي بن عبد الله الزبيدي
عفا الله عنه
ـ[ناصر السبيعي]ــــــــ[20 - 04 - 10, 12:25 ص]ـ
وقد قرأ المنظومة شيخنا علي الريشان حفظه الله وسدده.
ـ[ناصر السبيعي]ــــــــ[27 - 04 - 10, 12:11 ص]ـ
جزى الله الناظم خيراً
نظم جيد ومنتظم.(63/18)
ما المقصود بهذه العبارة؟
ـ[ابوسمية]ــــــــ[20 - 04 - 10, 02:43 ص]ـ
ماالمقصود بهذه الجملة فى كتاب التوحيد للامام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-
العشرون: أنه متقرر عندهم أن العبادات مبناها على الأمر، فصار فيه التنبيه على مسائل القبر. أما (من ربك)؟ فواضح، وأما (من نبيك)؟ فمن إخباره بأنباء الغيب، وأما (ما دينك)؟ فمن قولهم: (اجعل لنا إلهاً) إلخ.
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو عمر بن محمد أحمد]ــــــــ[20 - 04 - 10, 10:48 م]ـ
ماالمقصود بهذه الجملة فى كتاب التوحيد للامام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-
العشرون: أنه متقرر عندهم أن العبادات مبناها على الأمر، فصار فيه التنبيه على مسائل القبر. أما (من ربك)؟ فواضح، وأما (من نبيك)؟ فمن إخباره بأنباء الغيب، وأما (ما دينك)؟ فمن قولهم: (اجعل لنا إلهاً) إلخ.
وجزاكم الله خيراً
الأخ الكريم أبو سمية
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الشيخ العلامة محمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى
العشرون: أنه متقرر عندهم أن العبادات مبناها على الأمر ... الخ"، وهذا واضح، فالعبادات مبناها على الأمر، فما لم يثبت فيه أمر الشارع، فهو بدعة، قال - صلى الله عليه وسلم -: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا، فهو رد" (1)، وقال: "إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة" (2).
فمن تعبد بعبادة طولب بالدليل، لأن الأصل في العبادات الحظر والمنع، إلا إذا قام الدليل على مشروعيتها.
وأما الأكل والمعاملات والآداب واللباس وغيرها، فالأصل فيها الإباحة، إلا ما قام الدليل على تحريمه.
وقوله: "مسائل القبر التي يسأل فيها الإنسان في قبره: من ربك؟ من نبيك؟ ما دينك؟ ".
ففي هذه القصة دليل على مسائل القبر الثلاث، وليس مراده أن فيها دليلاً على أن الإنسان يسأل في قبره، بل فيها دليل على إثبات الربوبية والنبوة والعبادة.
أما "من ربك"، فواضح، يعني أنه لا رب إلا الله تعالى.
وأما "من نبيك" فمن إخباره بالغيب، قال - صلى الله عليه وسلم -: "لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة" (3)، فوقع كما أخبر.
أما "ما دينك"، فمن قولهم: {اجعل لنا إلهاً}، أي: مألوهاً معبوداً، والعبادة هي الدين.
والمؤلف محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فهمه دقيق جداً لمعاني النصوص، فأحياناً يصعب على الإنسان بيان وجه استنباط المسألة من الدليل.
* * *
ـ[ابوسمية]ــــــــ[22 - 04 - 10, 02:23 ص]ـ
جزاكم الله خيراً(63/19)
الشك عند المعتزلة
ـ[بدر أبو ناصر]ــــــــ[20 - 04 - 10, 12:42 م]ـ
إلى المشايخ وطلبة العلم؟
هل الشك ينافي الاعتقاد عند المعتزلة وهل يخرجون به العبد من الإيمان أو لا؟(63/20)
ما هي الأدلة من ((السنة)) على أثبات اليوم الآخر .. ضروري جدا ..
ـ[أبو لجين]ــــــــ[20 - 04 - 10, 03:20 م]ـ
السلام عليكم
افيدونا مأجورين بالأدلة من السنة على إثبات اليوم الآخر ..
فقد تبين لنا الدليل من القرآن والعقل وبقي لنا السنة.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[20 - 04 - 10, 04:14 م]ـ
حديث سؤال جبريل للنبي عليه السلام
وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث طويل ( ... فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر .. ).
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 - 04 - 10, 05:20 م]ـ
سؤالك أيها الفاضل عام جداً ..
فاليوم الآخر يشتمل على مواقف كثيرة - أجارنا الله من أهوالها -
والعلماء إذ يستدلون بالسنة في هذا المحل - ويصنفون في ذلك - فيستدلون بها على إثبات بعض مواقفه:
كعذاب القبر ونعيمه.
والشفاعة.
والصراط.
والميزان.
والرؤية.
وهذا الاستدلال أعلى وأرفع من مجرد الاستدلال بالسنة على (مجرد) وقوع اليوم الآخر، لأن إثبات هذه المواقف شعار أهل السنة - به يتميزون عن مخالفيهم -، فالاستدلال بالسنة على بعض شعارات أهلها أعلى من الاستدلال بها على ما يقول به أهلها وغير أهلها.
ثم هو يدل على (مجرد) الوقوع باللزوم.
والله أعلم.
ـ[أبو لجين]ــــــــ[20 - 04 - 10, 07:06 م]ـ
بارك الله فيكم
وشكر الله مسعاكم
ـ[أبو لجين]ــــــــ[30 - 06 - 10, 09:54 ص]ـ
ماذا تقصد بهذا السؤال أخي الكريم؟
سؤال غريب!
ـ[عبدالرحمن آل منصور]ــــــــ[30 - 06 - 10, 11:19 ص]ـ
السلام عليكم
افيدونا مأجورين بالأدلة من السنة على إثبات اليوم الآخر ..
فقد تبين لنا الدليل من القرآن والعقل وبقي لنا السنة
.
هل من الممكن تخبرني الدليل العقلي؟ وحينها سأخبرك الدليل من السنة.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[30 - 06 - 10, 03:32 م]ـ
لا إشكال أخي المنصور في أن العقل يدل على وقوع اليوم الآخر والحساب، هذا من حيث العموم، أما الكيف والتفصيل فهذا مما يستحيل استقلال العقل بعلمه، بل لا مدخل له فيه، وإنما يقف على السمع فقط.
لكن العجيب جدا أن يعلم إنسان الدليل على وقوع اليوم الآخر من القرآن والعقل، ولا يقف عليه من السنة، كيف يعني؟
ـ[عبدالرحمن آل منصور]ــــــــ[30 - 06 - 10, 08:48 م]ـ
لا إشكال أخي المنصور في أن العقل يدل على وقوع اليوم الآخر والحساب، هذا من حيث العموم، أما الكيف والتفصيل فهذا مما يستحيل استقلال العقل بعلمه، بل لا مدخل له فيه، وإنما يقف على السمع فقط.
لكن العجيب جدا أن يعلم إنسان الدليل على وقوع اليوم الآخر من القرآن والعقل، ولا يقف عليه من السنة، كيف يعني؟
عمرو بسيوني لا شك أن الشرائع متفقة على وقوع حياة الآخرة وهذا مادل عليه القرآن العظيم والسنة. والعقل يجيز وقوع هذه الأمور في دليل الإمكان وليس الجزم بها لأن العقل لا يستطيع أن يفصل هذه الأمور كما ذكرت أنت آنفا قال تعالى {وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} هذا دليل أن الله قادر على إحياء الموتى وشبه الله عزوجل بعث الأموات بخروج النبات من الأرض الهامدة وهذا دليل على الإمكان. وحسبنا القرآن والسنة
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 02:45 ص]ـ
أنا مع الأخ محمد براء في التفصيل عن أحداث اليوم الآخر ومواقفه .. فالأدلة كثيرة ..
والعقل لا يحيل اليوم الآخر .. ولكنه يعجز عن تفصيلاته ..
وأذكر أن هناك أدلة عقلية ذكرها وحيد الدين خان في كتابه الإسلام يتحدى ..
أما التفصيل لأحاديث السنة عن اليوم الآخر فليراجع الأخ السائل كتب السنة كالصحيحين والسنن وغيرهما
بالاضافة إلى الكتب المفردة فعن الجنة كتاب ابن القيم حادي الأرواح، وعن النار كتابي ابن رجب وصديق خان ..
وكتاب الحافظ ابن كثير النهاية في الفتن والملاحم وحبذا لو نسخة محققة الأحاديث ..
وتذكرة القرطبي مع الاحتياط من أحاديثه الضعيفة والموضوعة والآثار الغير ثابتة والتأويلات الموجودة في بعض الأماكن .. وكذلك كتاب البدور السافرة في أمور الآخرة للسيوطي .. مع التنبيه السابق ..
وهناك كتاب اليوم الآخر في الكتاب والسنة تأليف عبد المحسن المطيري وهو رسالة ماجستير من جامعة الكويت أجاد مؤلفه ترتيبه واختياره واختصاره أيضا ..
وكتاب صحيح الدار الآخرة لمؤلفه د. أحمد مصطفى متولي فهو على اختصاره ففيه فوائد ..
هذا عن المراجع المهمة في الباب وقد ذكرت القليل منها ..
ولا يزال سؤال أحد الأخوة قائما: ما فائدة هذا السؤال؟
بورك فيك.(63/21)
دخول الجن في الإنس
ـ[أبو محمد سيلاني]ــــــــ[21 - 04 - 10, 05:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها المشايخ الكرام، وعلماء الملتقى
أرجوكم أن تجيبوني على هذا السؤال
هل يمكن أن يدخل الجن في بدن الإنس؟
بارك الله فيكم
ـ[عبدالسلام الخليفي]ــــــــ[21 - 04 - 10, 07:04 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13894
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=101932
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=74072
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8160
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[22 - 04 - 10, 03:00 ص]ـ
عن أم أبان بنت الوازع بن زارع بن عامر العبدي، عن أبيها (أن جدها الزارع انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق معه بابن له مجنون، أو ابن أخت له - قال جدي: فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: إن معي ابنا لي أو ابن أخت لي – مجنون، أتيتك به تدعو الله له، قال: (ائتني به)، قال: فانطلقت به إليه وهو في الركاب، فأطلقت عنه، وألقيت عنه ثياب السفر، وألبسته ثوبين حسنين، وأخذت بيده حتى انتهيت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (ادنه مني، اجعل ظهره مما يليني) قال بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله، فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبطيه، ويقول: أخرج عدو الله، أخرج عدو الله)، فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول 0 ثم أقعده رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه، فدعا له بماء فمسح وجهه ودعا له، فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله ? يفضل عليه) (رواه الطبراني)
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[22 - 04 - 10, 06:22 ص]ـ
روى الإمام مسلم في (صحيحه ج8ص226ر7683) عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا تثائب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل.
والله تعالى أعلم(63/22)
حد الشرك في دعاء الأموات
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[21 - 04 - 10, 07:51 م]ـ
ما هو حد الشرك في مخاطبة الأموات؟ هل هو دعوتهم فيما لايقدرون عليه أم دعوتهم فيما لايقدر عليه إلا الله؟
أعني لو خاطب رجل ميتا وقال له تكلم أو ارفع يدك أو غير ذلك، هل هذا يقدح في التوحيد أم يقدح في العقل؟.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[07 - 05 - 10, 05:06 م]ـ
الحد في ذلك والله تعالى أعلم أن الدعاء لهم الذي يكون فيما لا يقدر عليه إلا الله أو يستلزم أنهم يعلمون الغيب أو يشتمل على التذلل والتعظيم والتقرب الذي لا يصرف إلا لله تعالى هو الشرك الأكبر
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[07 - 05 - 10, 08:07 م]ـ
سؤال مهم جدا بارك الله في السائل و المجيب.
لو تم اثراء الموضوع بالنقول عن اهل العلم سيكون اكثر افادة
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[07 - 05 - 10, 09:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
يبدو لي أن الشرك هو دعوة الأموات في ما لايقدر عليه إلا الله، وهو يستلزم تعظيمهم وإضفاء صفات الربوبية عليهم. وأما مخاطبة الأموات عموما فمنها ماهو واجب ومنها ماهو سنة ومنه ماهو مباح ومنه ماهو محرم وشرك.
فالواجب مثل قولنا في الصلاة: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته
والسنة مثل قولنا لموتى المسلمين: السَّلامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَلاحِقُونَ، أخرجه مسلم والنسائي وابن ماجه
وكذلك مخاطبة قتلى الكفار كما في البخاري ومسلم وغيرهما عن عَبْدُ اللَّهِ بن عمر أنه قال قَالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ تُنَادِي نَاسًا أَمْوَاتًا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا قُلْتُ مِنْهُمْ
ومثل تبشير أهل القبور من المشركين بالنار
ومثل مخاطبة الهلال كما ورد في الحديث الذي رواه أحمد والترمذي وغيرهما: ربي وربك الله
والمباح مثل مخاطبة الشعراء للجمادات كالأطلال والنخيل وغيرها كقول الشاعر:
أيا نخلتي وادي بوانة حبذا ... إذا نام حراس النخيل جناكما
والمحرم مثل دعاء الأموات في قضاء الحاجات وتفريج الكربات وغير ذلك مما لايدعى به إلا الله.
والله أعلم
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[07 - 05 - 10, 10:31 م]ـ
- رسالة الماجستير- «الشرك بالله أنواعه وأحكامه» - ماجد شبالة
- الشرك في القديم والحديث - أبو بكر محمد زكريا
- الشرك ومظاهرة - مبارك الميلي (وتهذيبها: سعد الحصين)
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[07 - 05 - 10, 11:21 م]ـ
أبو عبدالله الجبوري;1278487] جزاكم الله خيرا وبارك فيكم يبدو لي أن الشرك هو دعوة الأموات في ما لايقدر عليه إلا الله، وهو يستلزم تعظيمهم وإضفاء صفات الربوبية عليهم.
ليس هذا هو فقط الشرك قطعا
لأن من نادى ميتا من مكان بعيد فقد اعتقد أنه يعلم الغيب واعتقاد علم الغيب لغير الله شرك أكبر.
وأما من مكان قريب فالميت لا يسمع على الصحيح كما هو مذهب عائشة رضي الله عنها وظاهر القرآن الكريم.
ومن طلب من الميت شيئا وقام في قلبه التذلل له والخضوع كما يقوم بقلبه إذا دعا الله فقد اتخذه إلها مع الله وصرف له العبادة مع الله سبحانه فهو أيضا شرك أكبر
ومن طلب من الميت ما يدل على أن له تصرفا خفيا يخرج عن الأسباب الحسية التي سخرها الله تعالى في الكون فهو أيضا شرك أكبر لأنه يكون قد اعتقد أن الميت يتصرف في الكون مع الله تعالى.
وأما مخاطبة الأموات عموما فمنها ماهو واجب ومنها ماهو سنة ومنه ماهو مباح ومنه ماهو محرم وشرك.
فالواجب مثل قولنا في الصلاة: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته
والسنة مثل قولنا لموتى المسلمين: السَّلامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَلاحِقُونَ، أخرجه مسلم والنسائي وابن ماجه
هذا نداء لاستحضار المنادى في القلب فالمخاطب لا يقصد أن المخاطب يسمعه وهو كخطاب عمر رضي الله عنه للحجر الأسود وخطاب النبي صلى الله عليه للقمر وخطاب الشعراء للجمادات.
وليس فيها طلب من الأموات.
وكذلك مخاطبة قتلى الكفار كما في البخاري ومسلم وغيرهما عن عَبْدُ اللَّهِ بن عمر أنه قال قَالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ تُنَادِي نَاسًا أَمْوَاتًا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا قُلْتُ مِنْهُمْ
هذا معجزة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم أسمعهم الله تبكيتا لهم لذلك أقر النبي صلى الله عليه وسلم من أنكر سماع الأموات ولكنه استثنى من عموم إنكارهم هذه القضية.
ومثل تبشير أهل القبور من المشركين بالنار
هذا أيضا من قبيل استحضار المنادى في القلب فمن يقوله لا يعتقد أن الأموات يسمعونه لذلك قد يقوله سرا في نفسه وهو مار بقبور المشركين.
وليس فيه طلب من الأموات.
ومثل مخاطبة الهلال كما ورد في الحديث الذي رواه أحمد والترمذي وغيرهما: ربي وربك الله
والمباح مثل مخاطبة الشعراء للجمادات كالأطلال والنخيل وغيرها كقول الشاعر:
أيا نخلتي وادي بوانة حبذا ... إذا نام حراس النخيل جناكما
هذا من نفس النوع السابق استحضار المنادى في القلب فلا يعتقد المخاطب أنه يخاطب شيئا يسمعه وليس فيه طلب من الجمادات ولا الأموات.
والمحرم مثل دعاء الأموات في قضاء الحاجات وتفريج الكربات وغير ذلك مما لايدعى به إلا الله.
وأيضا حتى لو طلب منهم الشفاعة إذا كان من مكان بعيد عن القبر فقد اعتقد أنهم يعلمون الغيب فهو شرك أكبر.
وإن كان بجانب القبر فعلى القول بأن الأموات لا يسمعون وهو الصحيح يكون الحكم واحدا وعلى القول الآخر إن خاطبهم سرا في نفسه فهو أيضا يستلزم علمهم بالغيب وإن رفع صوته ونادى بحيث لو كان حيا لسمعه يكون قد ابتدع في العبادة وخالف إجماع الصحابة وخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا مات الميت انقطع عمله إلا من ثلاث ...
والله أعلم [/ QUOTE]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/23)
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[08 - 05 - 10, 02:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...
لعل النقول الآتية عن شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله، توضح الفرق:
قال، رحمه الله، في الفتاوي 27/ 72 - 75:: وَأَمَّا مَنْ يَأْتِي إلَى قَبْرِ نَبِيٍّ أَوْ صَالِحٍ، أَوْ مَنْ يَعْتَقِدُ فِيهِ أَنَّهُ قَبْرُ نَبِيٍّ أَوْ رَجُلٍ صَالِحٍ وَلَيْسَ كَذَلِكَ، وَيَسْأَلُهُ وَيَسْتَنْجِدُهُ، فَهَذَا عَلَى ثَلاثِ دَرَجَاتٍ:
إحْدَاهَا: أَنْ يَسْأَلَهُ حَاجَتَهُ، مِثْلُ أَنْ يَسْأَلَهُ أَنْ يُزِيلَ مَرَضَهُ، أَوْ مَرَضَ دَوَابِّهِ، أَوْ يَقْضِيَ دَيْنَهُ، أَوْ يَنْتَقِمَ لَهُ مِنْ عَدُوِّهِ، أَوْ يُعَافِيَ نَفْسَهُ وَأَهْلَهُ وَدَوَابَّه، وَنَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إلا اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، فَهَذَا شِرْكٌ صَرِيحٌ يَجِبُ أَنْ يُسْتَتَابَ صَاحِبُهُ فَإِنْ تَابَ وَإِلا قُتِلَ.
وَإِنْ قَالَ أَنَا أَسْأَلُهُ لِكَوْنِهِ أَقْرَبَ إلَى اللَّهِ مِنِّي لِيَشْفَعَ لِي فِي هَذِهِ الأُمُورِ؛ لأَنِّي أَتَوَسَّلُ إلَى اللَّهِ بِهِ، كَمَا يُتَوَسَّلُ إلَى السُّلْطَانِ بِخَوَاصِّهِ وَأَعْوَانِهِ، فَهَذَا مِنْ أَفْعَالِ الْمُشْرِكِينَ وَالنَّصَارَى ...
ثم قال:
"وَإِنْ قُلْت: هَذَا إذَا دَعَا اللَّهَ أَجَابَ دُعَاءَهُ، أَعْظَمَ مِمَّا يُجِيبُهُ إذَا دَعَوْته. فَهَذَا هُوَ (الْقِسْمُ الثَّانِي) وَهُوَ: أَلا تَطْلُبَ مِنْهُ الْفِعْلَ وَلا تَدْعُوَهُ، وَلَكِنْ تَطْلُبُ أَنْ يَدْعُوَ لَك. كَمَا تَقُولُ لِلْحَيِّ: اُدْعُ لِي، وَكَمَا كَانَ الصَّحَابَةُ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، يَطْلُبُونَ مِنْ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، الدُّعَاءَ، فَهَذَا مَشْرُوعٌ فِي الْحَيِّ كَمَا تَقَدَّمَ. وَأَمَّا الْمَيِّتُ مِنْ الأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَغَيْرِهِمْ، فَلَمْ يُشْرَعْ لَنَا أَنْ نَقُولَ: اُدْعُ لَنَا، وَلا اسْأَلْ لَنَا رَبَّك، وَلَمْ يَفْعَلْ هَذَا أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَلا أَمَرَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ، وَلا وَرَدَ فِيهِ حَدِيثٌ ".
إلى أن قال: " لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ قَطُّ، بَلْ هُوَ بِدْعَةٌ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ".
فقد جعل، رحمه الله، الأخير من قبيل البدعة وليس من الشرك الأكبر كما في القسمين الأولين.
والله أعلم
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[08 - 05 - 10, 08:06 م]ـ
جزاك الله خيرا على النقل الهام.
ما الفرق بين القسم الثالث وبين قول المشركين كما اخبر عنهم الله سبحانه وتعالى:
أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء
مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى
إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر: 3]
=تحديث =
لقد جاء كلام الشيخ رحمه الله مقيدا بالمجئ الى القبر. وقد سبق تناوله في مشاركات الاخوة.
وَأَمَّا مَنْ يَأْتِي إلَى قَبْرِ نَبِيٍّ أَوْ صَالِحٍ، أَوْ مَنْ يَعْتَقِدُ فِيهِ أَنَّهُ قَبْرُ نَبِيٍّ أَوْ رَجُلٍ صَالِحٍ وَلَيْسَ كَذَلِكَ، وَيَسْأَلُهُ
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[11 - 05 - 10, 12:17 ص]ـ
ما الفرق بين القسم الثالث وبين قول المشركين كما اخبر عنهم الله سبحانه وتعالى: أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى.
الفرق أن الذين عناهم الله تعالى هم الذين صرفوا العبادة لغير الله. وكل ماكان من خصائص الألوهية أو الربوبية وصرف لغير الله فهو شرك. وأما من طلب مايقدر عليه المخلوقين فلايدخل في مسمى العبادة.
والله أعلم
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[11 - 05 - 10, 07:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
يبدو لي أن الشرك هو دعوة الأموات في ما لايقدر عليه إلا الله، وهو يستلزم تعظيمهم وإضفاء صفات الربوبية عليهم. وأما مخاطبة الأموات عموما فمنها ماهو واجب ومنها ماهو سنة ومنه ماهو مباح ومنه ماهو محرم وشرك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/24)
فالواجب مثل قولنا في الصلاة: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته
قال العلامة العثيمين في " الشرح الممتع " (3/ 150، 151):"
وقوله: " السلام عليك " هل هو خَبَرٌ أو دعاءٌ؟ يعني: هل أنت تخبر بأن الرسولَ مُسَلَّمٌ، أو تدعو بأن الله يُسلِّمُه؟.
الجواب: هو دُعاءٌ تدعو بأنَّ الله يُسلِّمُه، فهو خَبَرٌ بمعنى الدُّعاء.
ثم هل هذا خطاب للرَّسول عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ كخطابِ النَّاسِ بعضهم بعضاً؟.
الجواب: لا، لو كان كذلك لبطلت الصَّلاة به؛ لأن هذه الصلاة لا يصحُّ فيها شيء من كلام الآدميين؛ ولأنَّه لو كان كذلك لجَهَرَ به الصَّحابةُ حتى يَسمعَ النبي صلى الله عليه وسلم، ولردَّ عليهم السَّلام كما كان كذلك عند ملاقاتِهم إيَّاه، ولكن كما قال شيخ الإسلام في كتاب " اقتضاء الصراط المستقيم ": لقوَّة استحضارك للرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلام حين السَّلامِ عليه، كأنه أمامك تخاطبه.
ولهذا كان الصَّحابةُ يقولون: السلام عليك، وهو لا يسمعهم، ويقولون: السلام عليك، وهم في بلد وهو في بلد آخر، ونحن نقول: السلام عليك، ونحن في بلد غير بلده، وفي عصر غير عصره.
وأمّا ما وَرَدَ في " صحيح البخاري " عن عبد الله بن مسعود أنهم كانوا يقولون بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم: " السَّلامُ على النَّبيِّ ورحمة الله وبركاته " فهذا مِن اجتهاداتِه – رضي الله عنه - التي خالَفه فيها مَنْ هو أعلمُ منه؛ عُمرُ بن الخطَّاب، فإنه خَطَبَ النَّاسَ على مِنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال في التشهُّد ِ: " السَّلامُ عليك أيُّها النبيُّ ورحمة الله " كما رواه مالك في " الموطأ " بسَنَدٍ من أصحِّ الأسانيد، وقاله عُمرُ بمحضر الصَّحابة وأقرُّوه على ذلك.
ثم إن الرَّسولَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ علَّمه أمَّته، حتى إنه كان يُعَلِّم ابنَ مسعود، وكَفُّه بين كفَّيه من أجل أن يستحضر هذا اللَّفظَ، وكان يُعلِّمُهم إيَّاه كما يُعلِّمُهم السُّورة من القرآن، وهو يعلَم أنه سيموت؛ لأن الله قال له: (إنك ميت وإنهم ميتون) الزمر / 30، ولم يقلْ: بعد موتي قولوا: السَّلامُ على النَّبيِّ، بل عَلَّمَهم التشهُّدَ كما يُعلِّمُهم السُّورةَ من القرآن بلفظها، ولذلك لا يُعَوَّلُ على اجتهاد ابن مسعود، بل يُقال: " السَّلامُ عليك أيُّها النبيُّ ".انتهى.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[11 - 05 - 10, 07:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...
لعل النقول الآتية عن شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله، توضح الفرق:
قال، رحمه الله، في الفتاوي 27/ 72 - 75:: وَأَمَّا مَنْ يَأْتِي إلَى قَبْرِ نَبِيٍّ أَوْ صَالِحٍ، أَوْ مَنْ يَعْتَقِدُ فِيهِ أَنَّهُ قَبْرُ نَبِيٍّ أَوْ رَجُلٍ صَالِحٍ وَلَيْسَ كَذَلِكَ، وَيَسْأَلُهُ وَيَسْتَنْجِدُهُ، فَهَذَا عَلَى ثَلاثِ دَرَجَاتٍ:
إحْدَاهَا: أَنْ يَسْأَلَهُ حَاجَتَهُ، مِثْلُ أَنْ يَسْأَلَهُ أَنْ يُزِيلَ مَرَضَهُ، أَوْ مَرَضَ دَوَابِّهِ، أَوْ يَقْضِيَ دَيْنَهُ، أَوْ يَنْتَقِمَ لَهُ مِنْ عَدُوِّهِ، أَوْ يُعَافِيَ نَفْسَهُ وَأَهْلَهُ وَدَوَابَّه، وَنَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إلا اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، فَهَذَا شِرْكٌ صَرِيحٌ يَجِبُ أَنْ يُسْتَتَابَ صَاحِبُهُ فَإِنْ تَابَ وَإِلا قُتِلَ.
وَإِنْ قَالَ أَنَا أَسْأَلُهُ لِكَوْنِهِ أَقْرَبَ إلَى اللَّهِ مِنِّي لِيَشْفَعَ لِي فِي هَذِهِ الأُمُورِ؛ لأَنِّي أَتَوَسَّلُ إلَى اللَّهِ بِهِ، كَمَا يُتَوَسَّلُ إلَى السُّلْطَانِ بِخَوَاصِّهِ وَأَعْوَانِهِ، فَهَذَا مِنْ أَفْعَالِ الْمُشْرِكِينَ وَالنَّصَارَى ...
ثم قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/25)
"وَإِنْ قُلْت: هَذَا إذَا دَعَا اللَّهَ أَجَابَ دُعَاءَهُ، أَعْظَمَ مِمَّا يُجِيبُهُ إذَا دَعَوْته. فَهَذَا هُوَ (الْقِسْمُ الثَّانِي) وَهُوَ: أَلا تَطْلُبَ مِنْهُ الْفِعْلَ وَلا تَدْعُوَهُ، وَلَكِنْ تَطْلُبُ أَنْ يَدْعُوَ لَك. كَمَا تَقُولُ لِلْحَيِّ: اُدْعُ لِي، وَكَمَا كَانَ الصَّحَابَةُ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، يَطْلُبُونَ مِنْ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، الدُّعَاءَ، فَهَذَا مَشْرُوعٌ فِي الْحَيِّ كَمَا تَقَدَّمَ. وَأَمَّا الْمَيِّتُ مِنْ الأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَغَيْرِهِمْ، فَلَمْ يُشْرَعْ لَنَا أَنْ نَقُولَ: اُدْعُ لَنَا، وَلا اسْأَلْ لَنَا رَبَّك، وَلَمْ يَفْعَلْ هَذَا أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَلا أَمَرَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ، وَلا وَرَدَ فِيهِ حَدِيثٌ ".
إلى أن قال: " لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ قَطُّ، بَلْ هُوَ بِدْعَةٌ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ".
فقد جعل، رحمه الله، الأخير من قبيل البدعة وليس من الشرك الأكبر كما في القسمين الأولين.
والله أعلم
قلت في:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=202108
ابن تيمية يرى ذلك بدعة كفرية أخي، وعلماء نجد قاطبة على أنه شرك اكبر مخرج من الملة:
السؤا ل1 من سأل النبي أن يدعو له وأن يطلب له المغفرة من الله بعد موته، هل هذا شرك؟
الجواب: نعم، وهو شرك أكبر لأن النبي عليه الصلاة والسلام لا يدعى بعد موته، فطلب الدعاء من الميت، وطلب الدعاء بالإغاثة أو الاستسقاء؛ يعني أن يدعو الله أن يغيث، أو أن يدعو الله أن يغفر، أن يدعو الله أن يعطي ونحو ذلك، هذا كله داخل في الدعاء في لفظ الدعاء والله جل وعلا قال وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18]، والذي يقول إنّ هذه الصورة وهي طلب الدعاء تخرج عن الطلب الذي به يكون الشرك شركا فإنه ينقض أصل التوحيد كله في هذا الباب، فكل أنواع الطلب؛ طلب الدعاء يعني طلب الدعاء من الميت، طلب المغفرة من الميت، أو طلب الدعاء من الميت أن يدعو الله أن يغفر، أو طلب الإغاثة من الميت أو طلب الإعانة أو نحو ذلك كلها باب واحد هي طلب، والطلب دعاء، فداخلة في قوله تعالى وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117]، وفي قوله وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا، وفي قوله وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ [فاطر:13]، ونحو ذلك من الآيات، فالتفريق مضاد للدليل.
ومن فهم من كلام بعض أئمتنا التفريق أو أن هذا طلب الدعاء من الميت بدعة لا يعني أنه ليس بشرك؛ بل هو بدعة شركية؛ يعني ما كان أهل الجاهلية يفعلونه، وإنما كانوا يتقربون ليدعو لهم، لكن أن يطلب من الميت الدعاء هذا بدعة ما كانت أصلا موجودة، لا عند الجاهليين ولا عند المسلمين، فحدثت فهي بدعة ولاشك، ولكنها بدعة شركية كفرية وهي معنى الشفاعة، إيش معنى الشفاعة التي من طلبها من غير الله فقد أشرك؟ الشفاعة طلب الدعاء، طلب الدعاء من الميت هو الشفاعة.
المصدر شرح العقيدة الطحاوية الشريط الثامن الدقيقة 1س26د
* * * *
السؤال 2 هناك بعض الناس في بلاد أخرى يأتون إلى بعض الناس يزعمون أنهم أولياء فيطلبون منهم أن يدعوا لهم الله عز وجل فما حكم هذا العمل؟
الجواب إذا أتى إلى ميت؛ ولي أو نبي أو نحو ذلك فطلب منه أن يدعو الله له؛ يعني قال: يا فلان أدع الله لي. هذا ميت، هذا هو معنى الشفاعة فمعنى طلب الشفاعة من الميت طلب أن يدعو الله له، أن يسأل الله له، فإذن قول القائل للميت أدعو الله لي، أو يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم (خارج الحجرة والأسوار ويقول يا رسول الله أدع الله لي أن يرزقني بكذا، ومعنى هذا اشفع لي بهذا المطلب، لهذا معنى أدع الله لي اشفع، وحكمها حكم الشفاعة وقد مر معنا في هذا الكتاب أنّ أولئك ما قصدوا إلا الشفاعة، وهم حين يتقربون للموتى يريدون في النهاية أن الموتى يشفعون لهم إذا طلبوا منهم شيئا، فيأتي يذبح له ينذر له في المواسم بين الحين والآخر لظنه أن هذا الميت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/26)
أو هذا الولي أو هذا النبي أو هذا الجني أو إلى آخره يعرفه بأنه يتقرب إليه، فإذا سأله عند حاجته فإنه مباشرة يرفع حاجته ويدعوا له ويطلب له ما سأل؛ لأنه يتقرب إليه، فهم ما عبدوا إلا للقربى، ولا ذبحوا ولا نذروا ولا استغاثوا ولا عملوا هذه الأشياء بأنواع العبادات إلا لأجل أن يُشفع لهم يعني أن يشفع لهم من سئل.
فإذن من طلب من الميت أن يدعو له هذا معناه أنه طلب منه أن يشفع له والشفاعة لا تصلح إلا لله.
المصدر شرح كشف الشبهات الشريط 3 الدقيقة 1س3د.
قال ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 708): ومن رحمة الله تعالى أن الدعاء المتضمن شركًا كدعاء غيره أن يفعل , أو دعائه أن يدعو ونحو ذلك – لا يحصل غرض صاحبه ولا يورث حصول الغرض شبهة إلا في الأمور الحقيرة ... "انتهى.
قول الشيخ أبا بطين:
"ومن العجب قول بعض من ينسب إلى علم ودين أن طلبهم م ن
المقبورين والغائبين ليس دعاء لهم بل هو نداء، أفلا يستحى هذا ال قائل من الله إذا لم يستح من الناس من ه ذ ه
الدعوى الفاسدة الس?مجة التي ي ر و ج بها على رعاع النا س. والله سبحان ه وتعالى قد سمى ال دعاء ن داء كما ف ي
قوله: "ِإذْ َنا ?دى ? رب?ه? ?ن ?داء َ خ ?ف ي? ًا". و قوله تعال ى: "فَنَا?دى ف?ي الظُّلُ ? مات? أَ ن ل اَّ إِلَه? إِلاَّ أَنتَ ? سب? ? حانَك? إِنِّي ُ كنتُ م? ? ن
الظَّالِ ? مي ? ن".وأي فرق بي ن ما إذا سأل العب د ربه حاجة، وبي ن ما إذا طلبها من غيره، ميت أو غائب، ب أ ن ا لأ و ل
يسمى دعاء والثاني ندا ء؟ ما أسمج هذا القول وأق ب ح ه .. وهو قول يستحى من ح ك ايته لولا أنه يروج عل ى
((الانتصار:25))
وقال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ"" ولو قال يا ولي الله اشفع لي، فإن نفس السؤال محرم، وطلب الشفاعة منهم يشبه قول النصارى، يا والدة الإله ا شفعي لناإلى الإله. وقد أجمع المسلمون أن هذا شرك، وإذا سألهم معتقداً ت أثيرهم من د و ن ه فهو أكبر وأط م ". ((البراهين الإسلامية)).
ويقول الشيخ عبدالغنى الدهلوي كما في رسالةالتوحيد (ص/ 65 - ... )
"ن داء الأموات من بعيد أو من قريب للد عاء إشراك في العلم، قا ل الله تعالى: " ? و ? من? أَ ? ضلُّ ? مم?ن ?يد?ع?و ? من د?و ِ ن
اللَّ ? ه ? من لَّا ?يس?َت ِ جيب? َله? إلى ?يو ِم الْ?ق?يا ? م ? ة ? وه?م? ? عن د? ? عائِ ِ هم? َ غ ا ?ف لُ و ن ". وقد دلت هذه الآية على أن المشركين ق د
أمعنوا في السفاهة فقد عدلوا عن القادر العلي م ال سميع إلى أناس لا يسمع و ن د ع اءهم وإن سمعوا ما استجاب واوه م لا يقدرو ن على شيء وقد يكتفي بعض الناس فيقولو ن: "يا سيدنا ادع الله لنا يقضى حاجاتنا ..... "
ويظنون أنهم ما أشركوا فإنهم ما طلبوا منه م قضاء ا لحاجة أي أنهم لم يقولوا اقض حاجاتنا وإنما طلبوا م ن ه م
الدعاء أي الشفاعة وهذا باطل .... فإنهم وإن لم يشركوا عن طريق طلب قضاء الحاج ة فإنه م أش ر ك و ا عن
طريق النداء إذ أن مجرد مناداة الميت أو الغائب تعد دعاء وصرف الدعاء إلى غير الله شرك بالاتفاق".اهـ
وللشيخ شمس الحق الأفغاني في كتابه ((جهود علماء الحنفية)) {3/ 1484} تفصيل حسن لولا كبره لنقلته.
وآمل أن أكون قد نقلت من كلام اهل العلم ما يقطع هذه المسألة.
والله أعلم.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 05 - 10, 08:27 ص]ـ
والبدعة ليست قسيما للشرك أو الكفر، بل تجامعه وتفارقه، كالذنب.
ومن اهل العلم كالشيخ البراك من يفرق بين القريب والبعيد من القبر في تلك المسألة ـ يعني مسألة طلب الدعاء أو الشفاعة من الميت ـ.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[15 - 05 - 10, 08:55 م]ـ
اخي وليد حفظك الله ورعاك
ضابط الشرك في الدعاء ان يطلب من المخلوق امرا لا يقدر عليه الا الله عز وجل فلا تهمل هذا الضابط.
والشفاعة كما لا يخفى عليك اخي الكريم هو التوسط للغير بالدعاء.
فكونك تحكم على من طلب الشفاعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند القبر انه وقع في الشرك الاكبر وتقصد الشرك في العبودية. امر عجيب. لماذا.
لان حقيقة المطلوب من رسول الله صلى الله عليه وسلم هو التوسط للداعي بالدعاء. لان هذا هو معنى الشفاعة
فهل هذا المطلوب هو من خصائص الله عز وجل. اي من خصائص الله عز وجل التوسط بالدعاء للداعي. استغفر الله.
وكذلك صرف العبادة للميت شرك. ونفس هذه العبادة المصروفة لو صرفت للحي لكانت شرك.
فكيف نحكم على طلب الشفاعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ميت بان هذا شرك اكبر.
وفي نفس الوقت نحكم على هذا الفعل بانه سنة لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا.
فهل الحياة والموت تؤثر في العبادة يعني اذا صرفت للميت شرك واذا صرفت للحي عمل صالح.
واخيرا اسالك سؤال/
ماذا تقول في ولد عاق توفى ابوه فاتى الولد عند القبر وطلب من والده ان يسامحه ويتجاوز عنه.
انبه ان طلب الشفاعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم عند القبر بدعة محدثة وهي من وسائل الشرك.
لكن الخلاف في كونها من الشرك الاكبر المخرج من الملة ام لا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/27)
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[16 - 05 - 10, 04:17 ص]ـ
الله المستعان
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[16 - 05 - 10, 06:07 ص]ـ
اخي وليد حفظك الله ورعاك
ضابط الشرك في الدعاء ان يطلب من المخلوق امرا لا يقدر عليه الا الله عز وجل فلا تهمل هذا الضابط.
والشفاعة كما لا يخفى عليك اخي الكريم هو التوسط للغير بالدعاء.
فكونك تحكم على من طلب الشفاعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند القبر انه وقع في الشرك الاكبر وتقصد الشرك في العبودية. امر عجيب. لماذا.
لان حقيقة المطلوب من رسول الله صلى الله عليه وسلم هو التوسط للداعي بالدعاء. لان هذا هو معنى الشفاعة
فهل هذا المطلوب هو من خصائص الله عز وجل. اي من خصائص الله عز وجل التوسط بالدعاء للداعي. استغفر الله.
وكذلك صرف العبادة للميت شرك. ونفس هذه العبادة المصروفة لو صرفت للحي لكانت شرك.
فكيف نحكم على طلب الشفاعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ميت بان هذا شرك اكبر.
وفي نفس الوقت نحكم على هذا الفعل بانه سنة لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا.
فهل الحياة والموت تؤثر في العبادة يعني اذا صرفت للميت شرك واذا صرفت للحي عمل صالح.
واخيرا اسالك سؤال/
ماذا تقول في ولد عاق توفى ابوه فاتى الولد عند القبر وطلب من والده ان يسامحه ويتجاوز عنه.
انبه ان طلب الشفاعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم عند القبر بدعة محدثة وهي من وسائل الشرك.
لكن الخلاف في كونها من الشرك الاكبر المخرج من الملة ام لا.
أسألك أخي وأرجو أن تجيب
لو دعا الأصنام في أمر ليس هو مما لا يقدر عليه إلا الله هل يكون أشرك شركا أكبر أم ابتدع فقط
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[16 - 05 - 10, 07:06 م]ـ
اجيبك اخي الكريم لكن اود الاستفصال في السؤال
تقصد اشرك شركا اكبر في الالوهية ام في الربوبية
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[16 - 05 - 10, 08:19 م]ـ
اقصد الشرك الأكبر طبعا
من دعا الأصنام هل أشرك الشرك الأكبر أو لا سواء أكان في الربوبية أو الألوهية
المهم هل يكون أشرك الشرك الأكبر
وإن لم يعتقد أن الأصنام تقدر على ما لا يقدر عليه إلا الله
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[16 - 05 - 10, 08:23 م]ـ
نعم هو مشرك الشرك الاكبر
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[17 - 05 - 10, 05:26 ص]ـ
إذا بطل الضابط الذي وضعته فها هو يدعو غير الله ويكون قد أشرك الشرك الأكبر مع أنه لا يعتقد أن المدعو يقدر على ما لا يقدر عليه إلا الله
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 05 - 10, 02:09 م]ـ
المسألة المطروحة لا أعلم فيها خلافا إلا ممن لا يعتد بخلافه.
فمن دعا غير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله فقد أشرك، ومن ذهب إلى قبر نبي او ولي وسأله أن يدعو له فقد أشرك الشرك الأكبر لأنه سأله ما لا يستيطع والنقول متستفيضة عن أهل العلم كما تقدم في مشاركتي رقم (11).
والله الموفق.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[17 - 05 - 10, 04:02 م]ـ
المسألة المطروحة لا أعلم فيها خلافا إلا ممن لا يعتد بخلافه.
فمن دعا غير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله فقد أشرك، ومن ذهب إلى قبر نبي او ولي وسأله أن يدعو له فقد أشرك الشرك الأكبر لأنه سأله ما لا يستيطع والنقول متستفيضة عن أهل العلم كما تقدم في مشاركتي رقم (11).
والله الموفق.
سبق النِّقاش حول هذه المسألة قبل سنوات، وقد طال الموضوع جدا، وحررت بعض المشاركات من المشرف، وبقي ما في هذا الرابط، وفيه طرح للقضية ونقل لأقوال أهل العلم فيها، فلعلك تجد فيه ما لم تقف عليه من قبل.
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16527
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[17 - 05 - 10, 05:25 م]ـ
اخي خالد بارك الله فيك على الرابط وقد كنت رفعت الموضوع البارحة للفائدة لكن المشرف رده الى مكانه.
اخي غالب حكمي عليه بالشرك لا يقتضي ان لا يكون الضابط صحيحا. لذا طلبت منك توضيح السؤال من قبل.
يتبين لك هذا عندما تجبني عن هذا السؤال/
ولد عاق توفي والده فاتى القبر فساله ان يسامحه ويتجاوز عنه.
هل يعد هذا شرك اكبر ولماذا.
شكرا بارك الله فيك اخي الكريم.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[17 - 05 - 10, 09:43 م]ـ
أخي أبا سعيد الجزائري
من دعا الأصنام وهو لا يعتقد أنها لا تقدر على شيء مما لا يقدر عليه إلا الله يكون مشركا شركا أكبر بالاتفاق
فلم يكون مشركا هل تجيب على هذا السؤال ما دام أنه لم يعتقد أنها تقدر على ما لا يقدر عليه إلا الله ولم يطلب منها شيئا لا يقدر عليه إلا الله لم يكون مشركا لا بد أن تجيب على هذا السؤال وإلا لم يكن الضابط الذي ذكرته كافيا في المسألة قطعا
واحتجت إلى ضوابط أخرى لضبطها
فإنه يلزمك إذا تمسكت بذلك الضابط أن الدعاء الذي يكون شركا هو فقط الذي يكون فيما لا يقدر عليه إلا الله أن لا تعتبر دعاء الأصنام فيما لا يقدر عليه إلا الله شركا أكبر.
وأهل السنة يقولون في كتبهم دعاء غير الله يكون شركا أكبر إذا دعا ميتا أو دعا حيا حاضرا فيما لا يقدر عليه إلا الله أو دعا غائبا.
والمسألة التي ذكرتها على أي وجه كان جوابها لا تفيدك أن دعاء غير الله لا يكون شركا أكبر إلا إذا كان في أمر لا يقدر عليه إلا الله
فهناك ضوابط أخرى في المسألة قد ذكرت بعضها فيما سبق وأنت لم تجب عليها مطلقا
وأيضا بالنسبة للمثال الذي ذكرته آتيك بصور عديدة يكون فاعلها مشركا شركا أكبر بلا ريب مع أنه يكون فيها دعا والده في أمر ليس هو مما لا يقدر عليه إلا الله
لو دعا والده من بعيد أن يسامحه لأنه يلزم من ذلك أنه اعتقد أنه يعلم الغيب
لو جاء إلى القبر وطلب من والده أن يصلح بينه وبين زوجته أو أن يصلح له سيارته التي تعطلت أو يبني له بيتا ليسكن فيه يكون مشركا شركا أكبر مع أنه طلب منه أمرا يقدر عليه والده في حياته
ثم بم تجيب على عموم النصوص الكثيرة في بيان أن دعاء غير الله شرك كقوله تعالى: ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/28)
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[18 - 05 - 10, 12:32 ص]ـ
اخي الكريم غالب الساقي/
ساجيبك باذن الله عز وجل على كل ما سالت لكن بعد ان تجبني على السؤال المكرر لان صورة السؤال شبيهة في جميع جزئياتها بصورة طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم عند القبر بعكس الامثلة والصور التي ضربتها اخي الكريم.
- ولد عاق توفي والده فاتى القبر فساله ان يسامحه ويتجاوز عنه - هل هذا شرك اكبر ام لا.
واعلم من خلال كلامك اخي الكريم ان الحكم على بعض الامثلة السابقة بانها من الشرك الاكبر لاجل ان الضابط المذكور غير كافي في نفي الحكم لاجل ما يقترن بالطلب من اعتقاد في المدعو. كعلم الغيب او التاثير ........ او ما شابه ذلك من الامور التي فيها خرم للربوبية. لذا قيدت الكلام في اول المشاركة فقلت - وتقصد الشرك في العبودية -
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[18 - 05 - 10, 06:11 ص]ـ
والضابط الذي أنت وضعته كون الداعي يطلب من المدعو ما لا يقدر عليه إلا الله هو يعود إلى الشرك في الربوبية
لأن الداعي اعتقد أن المدعو له قدرة مماثلة لقدرة الله تعالى.
ثم إن النقاش الجاري ليس في تحديد نوع الشرك في دعاء غير الله هل هو من الشرك في الربوبية أو الألوهية
ولكنه في تحديد نوعه هل هو شرك أكبر أو دون ذلك
فيلزمك أولا قبل أن تؤكد على جواب سؤالك أن تدخل في دائرة الشرك الأكبر في دعاء غير الله أمورا لم تدخلها
قبل ذلك
ثم يتم الانتقال إلى مناقشة سؤالك بعد أن تكون دائرة الاختلاف قد ضاقت
أما أن ننتقل إلى مناقشة سؤالك مع وجود ما لا يصلح فيه الخلاف في ذات المسألة فهذا لا يحسن
فهل أصبحت ترى أن تحديد الضابط في دعاء غير الله بكونه في أمر لا يقدر عليه إلا الله غير كاف أو لا
فالآن لا يصلح الانتقال إلى مناقشة سؤالك حتى تبرز لنا رأيك في الإشكالات العديدة التي طرحت على الضابط الذي وضعته
لا سيما وأن المثال الذي ذكرته لا يلزم منه الضابط الذي أنت وضعته على أي وجه كان جوابه كما سلف
وفي الحقيقة قد تم الانفصال عن سؤالك فيما سلف والجواب عليه
فلا يصلح أن يصبح هو محور الحديث
ثم إن المثال الذي ذكرته لا يصلح أن يؤخذ منه ضابط في الموضوع لأنك لا تستطيع أن تأتي بدليل ملزم من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم أو إجماع الأمة على أنه ليس بشرك أكبر.
فلا تستطيع أن تلزم من قال هو شرك أكبر بأن يقول غير ذلك
فما الفائدة إذا من ربط الموضوع به.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[18 - 05 - 10, 08:35 م]ـ
اخي الكريم
- قولك عن الضابط بانني وضعته انا ليس بصحيح. بل هو من وضع العلماء ليميزوا به بين الطلب المخرج من الملة وما ليس بمخرج.
- وكون الداعي لغير الله في شيء هو من خصائص الله شركه يعود الى الربوبية صحيح لكن كيف عرفت هذا.
كيف عرفت من دعائه ان فعله صاحبه اعتقاد. اليس في نوع الدعاء اي انه سال المخلوق في امر لا يقدر عليه الا الخالق فلزم انه يكون معتقدا في المخلوق ما هو من خصائص الخالق.
لكن لو سال المخلوق في امر يستطيعه المخلوق لم يكن هذا الفعل شركا اكبر لانه لا يلزم ان يكون معتقدا في المدعو.
فظهر بهذا الفرق بين سؤال المخلوق في امر هو من خصائص الله وانه يلزم منه ان يكون معتقدا في المدعو ما هو من خصائص الخالق.
وبين سؤال المخلوق في امر ليس من خصائص الله.
وتحديد نوع الشرك في هذه المسالة مهم لتصور المسالة وفهم حجة المتكلم وكذلك هو مهم من جهة تلازم توحيد الربوبية مع توحيد الالوهية. وان الشرك في الالوهية كان لاجل اعتقاد في المدعو وان الاعتقاد في المدعو هو الحامل على الطلب.
فكون الرجل ذهب عند القبر وطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم ان يدعوا لا يلزم منه ان يكون معتقدا في الرسول امرا هو من خصائص الله. وكذلك نفس طلبه ليس فيه عبادة مصروفة الى الرسول فكيف يحكم على هذا الفعل بانه شرك اكبر.
- والضابط اخي صحيح في الحكم على الدعاء هل هو مخرج من الملة ام لا. يعني هو ضابط في الحكم على نفس الطلب. اما ان اقترنت بالطلب امورا اخرى كان يكون بعيدا عن القبر فيلزم منه ان يكون يعلم الغيب. او ان يلزم من الطلب ان يكون اعتقد في المدعو نوع تاثير بعد موته وما الى ذلك. فذلك حكم متعلق بالقرائن ان صح التعبير.
وانصافا لك اخي الكريم اقول ولست اهلا لذلك لكن من باب المناقشة والمباحثة/
ربما يزاد على الضابط وان لا يتضمن الدعاء اعتقاد في المدعو والله اعلم.
لكن حتى لو زدنا هذا لم يتغير الحكم في المسالة لان طلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم لا تستلزم اعتقاد في الرسول.
فان كان لك اخي الكريم شيء تضيفه الى ما سبق فلا تبخل به ونسمع بعده الجواب على السؤال باذن الله.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[18 - 05 - 10, 09:16 م]ـ
اما قولك اخي غالب/
ثم إن المثال الذي ذكرته لا يصلح أن يؤخذ منه ضابط في الموضوع لأنك لا تستطيع أن تأتي بدليل ملزم من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم أو إجماع الأمة على أنه ليس بشرك أكبر.
فلا تستطيع أن تلزم من قال هو شرك أكبر بأن يقول غير ذلك
فما الفائدة إذا من ربط الموضوع به.
الجواب/
الدليل على هذا اخي الكريم هو من اجماع العلماء ان التكفير حق لله ورسوله فلا يحكم على فعل انه كفر الا اذا ورد فيه الدليل واظن ان هذا واضح بين.
فالذي يحكم على المثال المذكور انه كفر اكبر مخرج من الملة هو المطالب بالدليل فربط الموضوع بهذا السؤال ربط سديد باذن الله لان صورته
ان الولد العاق طلب من والده ما هو عليه قادر لو كان حيا بخلاف موته.
والطالب للشفاعة طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم ماهو قادر عليه لو كان حيا بخلاف موته والله اعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/29)
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[19 - 05 - 10, 12:57 ص]ـ
لعلنا بعد هذه المحاورة نستطيع أن نحرر محل النزاع
فالمتفق عليه بيننا أن من دعا غير الله من الأموات من مكان بعيد عن القبر فقد أشرك الشرك الأكبر سواء دعاه في أمر لا يقدر عليه إلا الله أو دعاه في أمر ليس كذلك كطلب الشفاعة.
أما عند القبر فأنت تقول إن طلب من صاحب القبر الشفاعة لا يكون شركا أكبر بل بدعة غير مكفرة
وإن طلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله فهو الشرك الأكبر
هل ترى أن هذا هو تحرير محل النزاع
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[19 - 05 - 10, 01:16 ص]ـ
نعم هو ذا
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[19 - 05 - 10, 06:00 ص]ـ
حسنا فلو وقف عند القبر وطلب منه الشفاعة في نفسه ألا يلزم من ذلك أنه اعتقد أن صاحب القبر يعلم ما في ذات الصدور إذ لو كان حيا ووقف بجانبه وتحدث في نفسه فإنه لا يعلم ما في نفسه فعلم ما في النفس هو مما يغيب على الحي فضلا عن الميت
فماذا تقول في هذه الصورة أليست أيضا من الشرك الأكبر لكونها تستلزم أن صاحب القبر يعلم ما لا يعلمه إلا الله تعالى.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[19 - 05 - 10, 12:44 م]ـ
حسنا فلو وقف عند القبر وطلب منه الشفاعة في نفسه ألا يلزم من ذلك أنه اعتقد أن صاحب القبر يعلم ما في ذات الصدور إذ لو كان حيا ووقف بجانبه وتحدث في نفسه فإنه لا يعلم ما في نفسه فعلم ما في النفس هو مما يغيب على الحي فضلا عن الميت
فماذا تقول في هذه الصورة أليست أيضا من الشرك الأكبر لكونها تستلزم أن صاحب القبر يعلم ما لا يعلمه إلا الله تعالى.
لا أظن هذا التحليل كافيًا، فقد يقول بعضهم: أنا لا أقول إن صاحب القبر يعلم ما في نفسي ولكنه أناديه وأدعوه وأذهب إلى أن الموتى يسمعون وهو قول لبعض العلماء، وما دام يسمعني فأنا أدعوه فيما يقدر عليه وهو أن يدعو الله لي أن يغفر لي.
وهذا القول محجوج.
ولكن هذا إيراد يرد على منزعك يا أخي (غالب).
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[19 - 05 - 10, 04:44 م]ـ
سؤالك اخي غالب
فلو وقف عند القبر وطلب منه الشفاعة في نفسه ألا يلزم من ذلك أنه اعتقد أن صاحب القبر يعلم ما في ذات الصدور إذ لو كان حيا ووقف بجانبه وتحدث في نفسه فإنه لا يعلم ما في نفسه فعلم ما في النفس هو مما يغيب على الحي فضلا عن الميت.
جوابه موجود ضمنا في قولي في المشاركة رقم 26 .... وان لا يتضمن الدعاء اعتقاد في المدعو
وكذلك في التفريق بين الدعاء عند القبر والدعاء بعيد عن القبر. فلو تدبرت هذا مع القيد المذكور في المشاركة الاولى - ويقصد الشرك في العبادة - لتبين لك ان الصورة المختلف فيها هي ان ياتي الى القبر و يساله كما يسال الحي الحي فيما ليس من خصائص الله عز وجل. والقرائن المحفوفة بالدعاء التي يؤخذ منها ان الداعي له اعتقاد في المدعو تخدش في الربوبية فليس الخلاف في الصورة التي وجدت فيها.
ولا تنسى اخي الكريم اني حكمت بالغلط في المسالة اذا حكم بالشرك فيها وعلل بانه صرف الدعاء لغير الله.
ولكي يتضح لك المراد اخي الكريم.
اسالك عن صرف الدعاء لغير الله هل هو شرك في العبودية ام شرك في الربوبية.
لا اسالك عن لازم الفعل بل اسالك عن نفس الفعل. وهل العلماء يمثلون به في الربوبية ام في الالوهية.
اذا قلت هو شرك في الالوهية.
سالتك هل كل دعاء صرف لغير الله يحكم عليه بالشرك الاكبر.
اذا قلت لا سالتك عن الضابط في الحكم على الدعاء بعينه هل هو من الشرك الاكبر ام لا بدون النظر الا القرائن التي تحف بالدعاء التي يمكن ان تغير الحكم.
ونظرنا بعد ذلك في طلب الشفاعة بالصورة المختلف فيها هل هي شرك اكبر ام لا.
فالضابط اخي الكريم في كون الدعاء يكون شرك اكبر اذا طلب من المدعو ما هو من خصائص الله.
ضابط في الحكم على الطلب بانه شرك اكبر في العبودية وشرك في الربوبية بالازم.
اما القرائن التي حففتها بالدعاء اخي الكريم فيعرف منها ان الداعي له اعتقاد في المدعو فشركه لاجل هذه القرينة لا لاجل الشيء المطلوب. والله اعلم.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[19 - 05 - 10, 07:06 م]ـ
الأخ أبو سعد الجزائري
ولكن أيضا حين يطلب منه ما هو من خصائص الله تعالى يكون شركه لكونه جعل خصائص الله من الربوبية والصفات للمخلوق فلا يكون أشرك في الألوهية ولكن في الربوبية
فلا يصلح أن يكون الضابط ما ذكرت
لأن الدعاء عبادة إذا صرفت لغير الله فهي شرك حتى لو لم تقترن باعتقاد مكفر لأن الاعتقاد المكفر هو كفر بذاته
والنصوص تثبت كفر من دعا غير الله بإطلاق
فالضابط في الموضوع هو ما معنى الدعاء شرعا
لا لغة
وماذا قصد النبي صلى الله عليه وسلم من الدعاء حين قال: الدعاء هو العبادة.
المقصود من الحديث الدعاء بمعناه الشرعي وليس اللغوي
والدعاء بمعناه الشرعي هو طلب ما وراء الأسباب فالطلب من الأموات هو طلب ما وراء الأسباب التي سخرها الله تعالى فيكون داخلا في عموم الحديث والعام على عمومه حتى يأتي ما ينسخه أو يخصصه
أما القول بأن الدعاء لا يكون شركا إلا إذا كان طلب ما لا يقدر عليه إلا الله يترتب عليه أغلاط عديدة منها أن دعاء الأصنام في طلب الشفاعة ليس بشرك أكبر.
ومنها أن من طلب من الميت ما يقدر عليه الحي ولا يقدر عليه الميت كأن يجلب له الطعام أو يساعده في النجاة من سبع هجم عليه لا يكون شركا أكبر
ومنها أن من طلب من الميت وقام في قلبه من الذل والخضوع مثل ما يقوم في قلبه إذا طلب من الله لا يكون شركا أكبر
وهكذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/30)
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[19 - 05 - 10, 08:29 م]ـ
اخي الكريم غالب الساقي/
قولك ان
والدعاء بمعناه الشرعي هو طلب ما وراء الأسباب فالطلب من الأموات هو طلب ما وراء الأسباب التي سخرها الله تعالى فيكون داخلا في عموم الحديث والعام على عمومه حتى يأتي ما ينسخه أو يخصصه.
هل افهم من هذا اخي الكريم ان كل من توجه الى سبب لم يجعله الله عز وجل سببا فقد اشرك الشرك الاكبر المخرج من الملة لان الامر المطلوب لم يجعل الله عز وجل ذلك السبب سببا لتحصيله.
وهل تفرق اخي الكريم بين من حكم على كفره بمجرد النظر الى فعله وبين من حكم على فعله بانه كفر بالنظر الى القرائن التي صاحبت فعله. مثلا.
سؤال المخلوق النجاة من النار.
سؤال المخلوق الدعاء لكن يساله من مكان بعيد يستحيل عادة ان يسمعه من تلك المسافة.
فالاول شرك في العبادة لانه صرف نوعا منها لغير الله وهو الدعاء ولا زمه ان يكون معتقدا في المدعو. فنحن نحكم عليه بالكفر بمجرد النظر في نوع المطلوب. ومسالة طلب الشفاعة ينظر فيها من هذه الجهة. لان الذي قال انها كفر علل بان فيها صرف عبادة.
والثاني شرك اكبر مخرج من الملة لاجل الحالة التي كان عليها طلبه وليس لاجل نوع المطلوب. يعني لا نستطيع ان نحكم عليه بالكفر بمجرد ان ننظر في نوع المطلوب. بخلاف الاول.
واما الامثلة التي ذكرتها اخي الكريم فلعلك تفرق فيها بين السبب الذي يجمع الشرع مع الحس على انها ليست اسباب مؤثرة. بحيث لا يلتبس الامر فيها انها ليست اسباب.
وبين الاسباب التي لم يجعلها الله عز وجل اسبابا لكن كونها غير مؤثرة ليست ظاهرة للناس ظهور الاولى.
فكون الاصنام لا تسمع ولا تشفع عند الله امر واضح بين. لا يلتبس الامر فيها لعاقل.
وكون الرسول صلى الله عليه وسلم لا يسمع ولا يشفع عند الله. امر ليس واضح وضوح الاول.
فوجب ان يفرق في الضابط الذي ذكرته في الاسباب.
فليس كل من توجه الى سبب لم يجعله الله عز وجل سببا يكون فعله هذا شرك مخرج عن الملة.
فانت تعلم حكم لبس الحلقة والخيط التي لم يجعلها الله عز وجل اسبابا ينال بها المطلوب.
والله اعلم.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[19 - 05 - 10, 08:48 م]ـ
تعديل عبارة - وكون الرسول صلى الله عليه وسلم لا يسمع ولا يشفع عند الله. امر ليس واضح وضوح الاول -
الى
وكون الرسول صلى الله عليه وسلم لا يسمع ولا يجيب سؤاله. امر ليس واضح وضوح الاول.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[19 - 05 - 10, 09:28 م]ـ
المسألة ليست هي هي
المسألة عندنا نصوص في أن دعاء غير الله شرك
ونحن نعلم أن دعاء العادة وهو دعاء الحي الحاضر فيما يقدر عليه هو غير داخل في صرف العبادة لغير الله بالإجماع ويدل على ذلك النصوص
فعلمنا من خلال ذلك أن الدعاء المراد بالنصوص هو دعاء العبادة ودعاء العبادة هو ما عدا دعاء العادة المذكور آنفا
فيكون هذا المعنى الشرعي للدعاء المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم: الدعاء هو العبادة.
فكل دعاء يخرج عن دائرة الأسباب الحسية التي سخرها الله تعالى هو عبادة إذا صرفت لغير الله كانت شركا
ومن خلال هذا البيان نعلم أن الدعاء الذي هو شرك أكبر هو دعاء الأموات مطلقا أو دعاء الغائب أو دعاء الحي الحاضر فيما لا يقدر عليه إلا الله.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[19 - 05 - 10, 09:40 م]ـ
اذا اخي غالب ما ذا تقول في
ولد عاق توفي والده فاتى القبر فساله ان يسامحه ويتجاوز عنه
هل هذا شرك اكبر
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[19 - 05 - 10, 09:49 م]ـ
ولماذا جعلت دعاء الاموات مطلقا شركا اكبر هل لعدم السماع ام لعدم القدرة على الاجابة.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[19 - 05 - 10, 11:22 م]ـ
دعاء الأموات يكون شركا لأنه دعاء خارج عن دائرة العادات فيكون مندرجا في دعاء العبادة
والمسألة التي طرحتها لا يفيدك جوابها على أي وجه كان الضابط الذي وضعته فلا فائدة من الجواب عليها
فقد يقال هي شرك أكبر لدخولها في عموم النص ولكن من فعل ذلك جاهلا يعذر بالجهل
وقد يقال ليست شركا أكبر لكونها شبيهة في دعاء العادة في كون الطالب يطلب شيئا خاصا في حق المطلوب منه فهو يطلب منه أن يسقط حقه عنه فهو يخلو من التعلق القلبي والذل والخضوع واتخاذ الوسائط بين الله وخلقه ولكن يكون قد توهم الطالب أن الميت يسمعه أو يستطيع أن يسامحه في ذلك الأوان فيكون باطلا من تلك الناحية.
بخلاف طلب الشفاعة من الميت فهو دعاء عبادة وليس فيه شبه بالعادات لكونه يشتمل على تعظيم الميت والتعلق به واتخاذه واسطة بينه وبين الله تعالى وفيه تذلل وخضوع وهو خارج عن الأسباب الحسية التي سخرها الله تعالى خروجا تاما.
وعلى جميع الوجوه لا يصلح هذا المثال ليؤخذ منه ضابط
لأن المثال الذي يجوز أن يؤخذ منه ضابط لا بد أن يكون حكمه مجمعا عليه لأن فصل النزاع لا يكون بناء على مسألة هي أيضا تحتاج إلى ما يفصل النزاع فيها
هذا من جانب ومن جانب آخر هذه المسألة على فرض أننا قلنا صاحبها لم يقع في الشرك الأكبر تحتمل احتمالات كثيرة في سبب عدم كونها شركا أكبر
وإذا تطرق الاحتمال سقط الاستدلال
والأمثلة التي ذكرتها لك هي أقوى من هذا المثال وأوضح
فمن دعا صنما في أمر يقدر عليه غير الله يكون مشركا شركا أكبر فبطل هذا الضابط الذي وضعته فهذا مثال مجمع عليه
ومن طلب من ميت قريب منه أن يساعده لدفع عدوان سبع أقبل عليه ليفترسه يكون مشركا شركا أكبر مع أنه طلب منه ما كان يقدر عليه وهو حي
وعلى كل حال لا بد لنا أن نفسر الدعاء الشرعي تفسيرا صحيحا ونجعل نفس صرف هذا الدعاء لغير الله شركا أكبر
كي لا نعطل النصوص عن مدلولاتها
أما أن نضيف إلى الدعاء شيئا هو شرك أكبر بذاته حتى لو انفصل عنه فهذا تعطيل لتلك النصوص فمن اعتقد أن غير الله له القدرة الخاصة بالله فهو شرك أكبر سواء دعا غير الله أو لم يدع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/31)
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[20 - 05 - 10, 12:47 ص]ـ
اخي غالب مشيا على الضوابط التي وضعتها ومنها ان دعاء الميت مطلقا يكون شركا اكبر لا يصح لك ان تحكم على السؤال الموجه اليك الا بانه شرك اكبر مخرج من الملة و ذكرك لمسالة العذر بالجهل وان المسالة شبيهة بدعاء العادة لا ينفي على الضوابط التي ذكرتها ان يكون الجواب انها من الشرك الاكبر لان محاولة اخراج المسالة من حيز الشرك الاكبر لا ينفع مع تلك الضوابط.
فالجواب اصبح واضحا وهو ان الولد العاق لو اتى الى قبر والده وطلب منه ان يسامحه على ما لا قى منه ان هذا السؤال شرك اكبر.
اما قولك ان هذا السؤال لا يتضمن خضوع القلب و التذلل والخضوع. فمسالة الشفاعة وطلب الدعاء المتنازع فيها لا توجد فيها هذه الامور. وطلب الدعاء من الميت لا يستلزم خضوع القلب والتذلل وتعلق القلب.
فانظر اخي رعاك الله كيف خرجت من الصورة المختلف فيها واصبحت تذكر القرائن التي حكمت بها على طلب الدعاء بانه شرك ونبهتك مرارا اننا نتكلم على نفس المطلوب بدون القرائن المذكورة.
اما قولك -
ولكن يكون قد توهم الطالب أن الميت يسمعه أو يستطيع أن يسامحه في ذلك الأوان فيكون باطلا من تلك الناحية.-
هذا الامر اخي موجود كذلك في طلب الدعاء من الميت فالطالب يظن ان الميت يسمعه ويستطيع ان يدعوا له في ذلك الوقت او مستقبلا. فنفس التوهم موجود كما ترى اخي الكريم.
وهل نفي قدرة الميت على الدعاء مسالة قطعية لا يسوغ الخلاف فيها. اقصد الدعاء مطلقا.
اما قولك اخي الكريم ان
بخلاف طلب الشفاعة من الميت فهو دعاء عبادة وليس فيه شبه بالعادات لكونه يشتمل على تعظيم الميت والتعلق به واتخاذه واسطة بينه وبين الله تعالى وفيه تذلل وخضوع وهو خارج عن الأسباب الحسية التي سخرها الله تعالى خروجا تاما.
- كون طلب الدعاء من الميت عبادة صرفت له امر مشكل عليك اخي الكريم. لان هذه العبادة المصروفة لو صرفت بعينها لحي لكان ذلك شرك اكبر. فنحن لا نفرق في العبادة المصروفة لحي والمصروفة لميت في انها شرك.
وحسب علمي القاصر لا اعلم فعل معين اذا صرف لميت يكون شركا اكبر مخرج من الملة.
ونفس الفعل المعين لو صرف لحي لكان قربة. ارجوا اجابة واضحة بينة في هذا لاني اظن ان به يفصل في المسالة.
- اما قولك ليس شبيه بالعادات لكونه يشتمل على تعظيم الميت وتعلق به وجعله واسطةو ......
جوابه - ان تعليلك لعدم شبهه بالعادات لان فيه تعظيم للميت ...... ليس صحيح لان طلب الدعاء من الميت لا يستلزم ما ذكرت. لان الداعي اعتقد سماع الاموات واعتقد ان ذلك الميت له قدرة ان يدعوا له لانه حي في قبره كما جاء في بعض الاخبار ان اقارب الميت يدعوا لحيهم - اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا -
واتخاذ الوسائط اخي الكريم ليس شركا هكذا مطلقا كما ذكرت في هذا المثال فطلب الدعاء من الحي فيه اتخاذ وسائط وهو ليس بشرك.
- وقولك ان المسالة خارجة عن الامور الحسية خروجا تاما.
يبطله الخلاف في مسالة سماع الاموات وكذلك ما ورد من احاديث فيها ان الاموات يدعون للاحياء. وكون مسالة هل الميت يستطيع الدعاء في القبر ما دام حيا ليست بتلك القطعية والوضوح التي ذكرتها اخي الكريم.
وقولك اخي الكريم بعد ذلك ان المسالة التي طرحتها عليك دخلها الاحتمال فيسقط بها الاستدلال.
لا يصلح هنا لانك اصلت المسالة تاصيلا جعل تلك الاحتمالات لا تساوي شيئا عندها.
لانك قلت الدعاء هو العبادة فيستثنى منه ما كان مجمعا عليه وهو دعاء الحي للحي فيما يقدر عليه وابقيت على رايك الحديث على عمومه فتناول كل الافراد الباقية.
اما الامثلة التي ذكرتها بعد ذلك اخي الكريم فقد اجبتك عنها سابقا وانك تحف دائما بالدعاء قرائن كان يكون بعيدا.
او دعا صنم الذي اجمع العقل والحس انه لا يسمع ولا يستطيع ان يدعوا للطالب.
واردت ان تسوي في هذا بين ما اختلف فيه شرعا و حسا.
وبينت لك ان الخلاف ليس في هذا.
اما قولك لا بد ان نجعل نفس صرف هذا الدعاء شرك اكبر.
يجاب عليك بانه يلزمك ان تقول تجعل نفس صرف هذا الدعاء لحي شرك اكبر لانه لا فرق بين صرف العبادة لحي او ميت.
فاذا اقررت ان هذا اللازم يلزمك علمت انك ادخلت بعض الجزئيات في مدلولات النصوص لا تدل عليها.
اما قولك -
أما أن نضيف إلى الدعاء شيئا هو شرك أكبر بذاته حتى لو انفصل عنه فهذا تعطيل لتلك النصوص فمن اعتقد أن غير الله له القدرة الخاصة بالله فهو شرك أكبر سواء دعا غير الله أو لم يدع.
فهذا الذي طالبتك به اخي الكريم طالبتك ان لا تضيف الى الصورة المختلف فيها امورا يحكم بها على الفعل انه شرك ليس لاجل نوع الطلب بل لاجل الامور المضافة.
فتعين اخيرا ان تحدد الصورة المختلف فيها فقط دون ان يضاف لها اعتقاد لا يلزم من طلب الدعاء.
فننظر في نفس الطلب هل هو شرك ام لا.
فان قلت بان هذا صرف عبادة لغير الله الزمناك ان تجعل نفس الفعل والطلب اذا صرف لحي شرك اكبر وانت لا تقول بهذا.
معذرة على الاطالة شكرا بارك الله فيك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/32)
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[20 - 05 - 10, 06:31 ص]ـ
أخي أبو سعد الجزائري:
قبل أن ننتقل للضابط الذي ذكرته أنا لا بد أن ننتهي من الضابط الذي وضعته أنت
فقد نقض في صور عديدة
فقولك أن الأصنام دعاءها شرك أكبر مع أن الداعي لم يطلب منها ما لا يقدر عليه إلا الله هو نقض للضابط الذي ذكرته والإجماع على كون ذلك شركا هو الذي يجعل الاحتجاج بذلك عليك صحيحا لا العكس.
وأنت في الحقيقة تقيد الدعاء ولا تطلقه حين تقول أن يطلب الداعي من المدعو ما لا يقدر عليه إلا الله فهو كالقيود الأخرى ولا فرق فلو قلنا أيضا الدعاء الذي يستلزم أن المدعو يعلم الغيب هو أيضا من نفس الباب فلم تفرق بين الأمرين وتعتبر أن قيدك ليس إضافة.
ولم تجب على مسألة أن يطلب الحي من الميت القريب منه أن ينقذه من عدوان سبع هل هو شرك أكبر أو لا
مع أنه لم يطلب منه أمرا لا يقدر عليه إلا الله بل طلب منه ما يقدر عليه الحي.
وقولك إن الدعاء إذا لم يكن عبادة بالنسبة للحي فلا يكون عبادة بالنسبة للميت ينقضه أمور عديدة فلو أنه زارك إنسان فذبحت له ذبيحة لا يكون شركا لأنه ذبح عادة ولكن لو ذبحت للميت يكون شركا لأنه ذبح عبادة ولا يمكن أن يكون عادة لخروجه عن الأسباب الحسية التي سخرها الله.
ولو أنك طلبت من زيد مثلا أن يساعدك لينقذك من من هجوم حيوان مفترس عليك لم يكن شركا لأنه طلب عادة
فلو طلبت منه ذلك بعد موته كان شركا لخروجه عن نطاق العادة.
وقد نفى الله سبحانه المساواة بين الأحياء والأموات.
ولو سجد إنسان لحي تحية له لا يكون شركا بل كان جائزا في الشرائع السابقة وهو محرم في شريعتنا ولكن لو سجد للقبر تحية له فهو شرك أكبر لأن السجود لغير الله للحي قد يكون على وجه العادة كما سجد إخوة يوسف وأبواه له ولكن السجود للقبر لا يمكن أن يكون على وجه العادة فهو شرك على أي وجه كان.
ولو اعتمدت على الحي في إنجاز عمل لك لم يكن شركا
ولكن لو اعتمدت على ميت في إنجاز عمل لك فهو شرك أكبر
فالفرق بين دعاء الحي الحاضر فيما يقدر عليه ودعاء الميت أن الأول دعاء عادة والثاني دعاء عبادة
الأول يجري على السنن الكونية التي سخرها الله لعباده والثاني ليس كذلك.
ثم لم أنت تركز على المثال الذي ذكرته مع كونه لا يفيدك شيئا في الضابط الذي وضعته على أي حال من الأحوال
فتركيزك ليس له حاجة في النقاش.
فقد أجبتك على كلا الاحتمالين
إن قلت هو شرك أكبر لم يكن لك فيه حجة ولم تستطع أن تثبت أنه ليس شركا أكبر لا من كتاب ولا من سنة ولا من إجماع
وإن قلت هو ليس شركا أكبر فلا يلزم من هذا القول أن الضابط الذي ذكرته صحيح
لوجوه كثيرة قد ذكرتها
وعلى كل حال لا يحسن الآن الانتقال إلى الضابط الذي ذكرته أنا حتى ننتهي من الضابط الذي ذكرته فإن لم يصمد الضابط الذي ذكرته أنت عند البحث فما هو الضابط عندك إذا
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[20 - 05 - 10, 09:50 ص]ـ
اختصار للموضوع اخي غالب فقد قلت في المشاركة رقم 26
وانصافا لك اخي الكريم اقول ولست اهلا لذلك لكن من باب المناقشة والمباحثة/
ربما يزاد على الضابط وان لا يتضمن الدعاء اعتقاد في المدعو والله اعلم.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[20 - 05 - 10, 10:48 ص]ـ
الفرق أن الذين عناهم الله تعالى هم الذين صرفوا العبادة لغير الله. وكل ماكان من خصائص الألوهية أو الربوبية وصرف لغير الله فهو شرك. وأما من طلب مايقدر عليه المخلوقون فلايدخل في مسمى العبادة.
والله أعلم
هل الميت يقدر على أن يدعو اللهَ لفلانٍ؟
ثم إن هذا دعاءٌ، وقد صرفه لغير الله، وإذا لم يكن الدعاء عبادة، فما العبادة؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[20 - 05 - 10, 10:57 ص]ـ
اخي وليد حفظك الله ورعاك
ضابط الشرك في الدعاء ان يطلب من المخلوق امرا لا يقدر عليه الا الله عز وجل فلا تهمل هذا الضابط.
والشفاعة كما لا يخفى عليك اخي الكريم هو التوسط للغير بالدعاء.
فكونك تحكم على من طلب الشفاعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند القبر انه وقع في الشرك الاكبر وتقصد الشرك في العبودية. امر عجيب. لماذا.
لان حقيقة المطلوب من رسول الله صلى الله عليه وسلم هو التوسط للداعي بالدعاء. لان هذا هو معنى الشفاعة
فهل هذا المطلوب هو من خصائص الله عز وجل. اي من خصائص الله عز وجل التوسط بالدعاء للداعي. استغفر الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/33)
وكذلك صرف العبادة للميت شرك. ونفس هذه العبادة المصروفة لو صرفت للحي لكانت شرك.
فكيف نحكم على طلب الشفاعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ميت بان هذا شرك اكبر.
وفي نفس الوقت نحكم على هذا الفعل بانه سنة لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا.
فهل الحياة والموت تؤثر في العبادة يعني اذا صرفت للميت شرك واذا صرفت للحي عمل صالح.
واخيرا اسالك سؤال/
ماذا تقول في ولد عاق توفى ابوه فاتى الولد عند القبر وطلب من والده ان يسامحه ويتجاوز عنه.
انبه ان طلب الشفاعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم عند القبر بدعة محدثة وهي من وسائل الشرك.
لكن الخلاف في كونها من الشرك الاكبر المخرج من الملة ام لا.
لا حول ولا قوة إلا بالله.
أخي الفاضل، أنت في بلادٍ قام بعض علمائها بجهاد مرير لتطهيرها من أدران الشرك والخرافات، فكيف تطلع علينا بمثل هذا الفهم؟!!!
* من دعا الأموات فهو مشرك الشرك الأكبر، ولا يُشترط أن يكون ذلك من خصائص الله، بل مجرد دعائه للميت: شرك أكبر، وذلك: ?ن الميت أخبر الله أنه لا يملك شيئا ولا يستطيع تصرفا ما، فمن دعاه فقد اعتقد أنه يستطيع تحصيل الأمور دون مباشرة أسبباها، وهذا شرك أكبر، ?ن هذا من خصائص الله الذي يقول للشيء: (كن، فيكون).
* وأما القول بأن طلب الشفاعة من الأموات ليس بشرك، فسبحان الله، هذا عين شرك الأولين، قال الله تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)، (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله).
وقرر هذا الأصل غير واحد من أهل العلم، وليُراجع في هذا ما كتبه وقاله أهل العلم في القاعدة الثانية من القواعد الأربع.
وقد حكى الإمام المجدد في نواقض الإسلام الإجماع على أن من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليه أنه يكفر، فراجعه هناك.
ومسائل الشرك والحكم على المشركين، دخل على كثير من الإخوة فيها الشك والتردد، بل تقرير خلاف الحق، ويُخشى أن يكون هذا من عدم الاهتمام بالتوحيد، وقولهم: (أما التوحيد فعرفناه).
والله المستعان.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[20 - 05 - 10, 11:01 ص]ـ
لعلنا بعد هذه المحاورة نستطيع أن نحرر محل النزاع
فالمتفق عليه بيننا أن من دعا غير الله من الأموات من مكان بعيد عن القبر فقد أشرك الشرك الأكبر سواء دعاه في أمر لا يقدر عليه إلا الله أو دعاه في أمر ليس كذلك كطلب الشفاعة.
أما عند القبر فأنت تقول إن طلب من صاحب القبر الشفاعة لا يكون شركا أكبر بل بدعة غير مكفرة
وإن طلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله فهو الشرك الأكبر
هل ترى أن هذا هو تحرير محل النزاع
يا أخي الفاضل، تحرير محل النزاع بين من؟ بين الإخوةِ طلبةِ العلم -حفظهم الله-؟
يا أخي هذه المسائل لا يُنازع فيها أهل العلم، وقد حكى الإمام المجدد في الناقض الثاني من نواقض الإسلام على أنه كفرٌ وشركٌ، وذكره حفيده عبد الرحمن بن حسن على أنه إجماع متيقَّنٍ، وأظن أنه حكاه أيضا عن شيخ الإسلام ابن تيمية.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[20 - 05 - 10, 11:02 ص]ـ
نعم هو ذا
يُقال فيه ما قيل في سابقه.
لا تقرروا مسائل التوحيد والشرك تقريرات من عند أنفسكم -بارك الله فيكم-
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[20 - 05 - 10, 02:19 م]ـ
وذكره حفيده عبد الرحمن بن حسن على أنه إجماع متيقَّنٍ، وأظن أنه حكاه أيضا عن شيخ الإسلام ابن تيمية.
قد نقلنا لك كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، وأنه قسم ذلك إلى ثلاثة أقسام، الأول: من دعى الميت فيما لايقدر عليه إلا الله، والثاني: من ظن أن الميت له منزلة مع الله كمنزلة الوزراء والأعوان، فطلب منهم بهذا اعتبار، والثالث: من ظن أن الميت عبد صالح أو نبي وطلب منه أن يدعو له، لشبهة أنهم أحياء في قبورهم. فجعل شيخ الإسلام النوع الثالث من قبيل البدعة وأنها ذريعة ووسيلة إلى الشرك وليس شركا كما في النوعين الأولين.
فأين الاجماع المتيقن؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[20 - 05 - 10, 03:15 م]ـ
قد نقلنا لك كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، وأنه قسم ذلك إلى ثلاثة أقسام، الأول: من دعى الميت فيما لايقدر عليه إلا الله، والثاني: من ظن أن الميت له منزلة مع الله كمنزلة الوزراء والأعوان، فطلب منهم بهذا اعتبار، والثالث: من ظن أن الميت عبد صالح أو نبي وطلب منه أن يدعو له، لشبهة أنهم أحياء في قبورهم. فجعل شيخ الإسلام النوع الثالث من قبيل البدعة وأنها ذريعة ووسيلة إلى الشرك وليس شركا كما في النوعين الأولين.
فأين الاجماع المتيقن؟
مكانك رَاوِح (ابتسامة)
راجع ما قاله الإخوة قبلُ.
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[28 - 11 - 10, 08:21 م]ـ
هل اعتقاد سببية الشيء من الشرك الاكبر او من الشرك الأصغر؟
اقصد الذي لم يدل عليه الدليل العقلي ولا الشرعي أنه من الأسباب؟
هل مجرد مخاطبة الميت وتوصيته بما كان يقدر عليه في حياته مثل ادع الله لي بكذا و كذا يعد شركا أم لا؟
أو لا بد أن يعتقد في الميت حتى يكون شركا ان له شرك مع الله في ربوبيته مثل السمع والعلم والقدرة كما قال الدهلوي: نداء الأموات من بعيد أو من قريب للدعاء إشراك في العلم؟ وعامة الديوبند على هذا كما اعلم ان الذي ينادي الميت يكون مشركا ليس لأجل صرف العبادة بل لأجل اعتقاد شركي في الميت
كان هذا الموضوع في الملتقى ولكني لم أجده و فيه نقولات مختلفة عن العلماء
وكيف يمكن أن يكون في مثل هذه الأمور الخطيرة التي وراءها الدماء والحقوق أقوال مختلفة(63/34)
استفسار عن كتب تحتوي على موضوع التفويض عند السلف
ـ[سنية كوردية]ــــــــ[22 - 04 - 10, 01:07 ص]ـ
السلام عليكم
ممكن احد يكتبلي شيئا عن التفويض عند السلف رضي الله عنهم
وشكرا لكم
ـ[ولد محمد]ــــــــ[22 - 04 - 10, 01:30 ص]ـ
هناك رسالة ماجستير أو دكتوراه للشيخ أحمد القاضي عن التفويض أظنها موجودة في موقع الشيخ
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[22 - 04 - 10, 01:33 ص]ـ
معنى قول السلف في أحاديث الصفات (أمروها كما جاءت)
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=2165&highlight=%C7%E3%D1%E6%E5%C7+%CC%C7%C1%CA
ـ[سنية كوردية]ــــــــ[22 - 04 - 10, 02:07 ص]ـ
جزاكم الله خيراا
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[07 - 05 - 10, 05:10 م]ـ
لي رسالة مختصرة جدا وواضحة في الموضوع أرجو الاطلاع عليها وهي في موقع صيد الفوائد اسمها " الخلاصة المفيدة في إثبات معاني صفات الله الحميدة وإبطال طريقة التفويض "
وإليك رابطها
http://www.saaid.net/book/open.php?book=3325&cat=1
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[07 - 05 - 10, 08:32 م]ـ
لي رسالة مختصرة جدا وواضحة في الموضوع أرجو الاطلاع عليها وهي في موقع صيد الفوائد اسمها " الخلاصة المفيدة في إثبات معاني صفات الله الحميدة وإبطال طريقة التفويض "
وإليك رابطها
http://www.saaid.net/book/open.php?book=3325&cat=1
جزاك الله خيرا. لماذا لم تضع الرابط في موقعكم اخي غالب.
ـ[سنية كوردية]ــــــــ[06 - 07 - 10, 05:04 م]ـ
جزاك الله خيرا على الروابط لقد كملت البحث ونقاشته كل ذالك بفضل ربنا وبمساعدة الاخوان والاخوات
بشكركم جزيل الشكر
ـ[إسلام الغرباوي]ــــــــ[06 - 07 - 10, 07:22 م]ـ
عقيدة الحافظ ابن كثير بين التفويض والتأويل
http://www.waqfeya.com/search.php
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[06 - 07 - 10, 09:48 م]ـ
رسالة الدكتور الشيخ أحمد بن عبد الرحمن القاضي هي رسالته للماجستير وقد طبعت بدار العاصمة سنة 1416 هـ وعنوانها ((مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات، عرض ونقد)).
وهناك رسالة مهمة جدًا في باب الصفات للدكتور جابر إدريس بعنوان ((مقالة التشبيه وموقف أهل السنة منها)) وهي مطبوعة بدار أضواء السلف في ثلاث مجلدات ..
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 03:01 ص]ـ
ويضاف أيضا كتاب: الإمام البيهقي وموقفه من الإلهيات .. ففيه كلام على مذهب البيهقي في التفويض للصفات الخبرية ومناقشة لكثير من آرائه .. ومنها التفويض.
وهي رسالة ماجستير أو دكتوراة للأستاذ أحمد بن عطية الغامدي
وهي موجودة في الشاملة.
ـ[سنية كوردية]ــــــــ[11 - 07 - 10, 08:31 م]ـ
السلام عليكم
شكرا لكم ولمساعدتكم لقد اكملت بحثي وبارك الله فيكم(63/35)
الإله الخالق ما بين تعظيم المسلمين وافتراءات النصاري وإنكار الملحدين
ـ[نور الدين محمود]ــــــــ[22 - 04 - 10, 09:13 م]ـ
شواهد ودلائل وبراهين
على وجود الله تعالى ووحدانيته
وعظيم صفاته وأفعاله
وطلاقة قدرته
http://rapidshare.com/files/378878616/______________________.pdf.html(63/36)
الاستدلال بحديث أبي هريرة رضي الله عنه في إخراج عصاة الموحدين من النار على تكفير تارك الصلاة
ـ[محمد براء]ــــــــ[22 - 04 - 10, 10:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيمالاستدلال بحديث أبي هريرة رضي الله عنه في إخراج عصاة الموحدين من النار على تكفير تارك الصلاة
فقد (قرأتُ) رسالة ((حكم تارك الصلاة)) للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى، فوجدتها قائمةً على الاستدلالِ بحديثِ أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الطويلِ المشهور في إخراج عصاة الموحدين من النار.
قال الشيخ (ص60) بعد أن ذكر موضع الاستدلال من الحديث، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: " فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنْ النَّارِ نَاساً لَمْ يَعْمَلُوا لِلَّهِ خَيْرًا قَطُّ ": " فهذا نصٌّ قاطعٌ في المسألة ينبغي به أن يزول به النزاع في هذه المسألة بين أهل العلم الذين تجمعهم العقيدة الواحدة التي منها عدم تكفير أهل الكبائر من الأمة المحمدية ".
أقول:
ثم (تأمَّلتُ) حديث أبي هريرة رضي الله عنه في المسألة نفسها، فوجدت فيه دلالة على نقيض ما ذهب إليه الشيخ، أي: على تكفير تارك الصلاة، ومحلُّ الاستدلال لم يذكره أبو سعيد رضي الله عنه في حديثه - الذي استدل به الشيخ -.
جاء في حديث أبي هريرة – وهي في الصحيحين وغيرهما -:
" ... حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ بِرَحْمَتِهِ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مِنْ النَّارِ مَنْ كَانَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا مِمَّنْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَرْحَمَهُ مِمَّنْ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَعْرِفُونَهُمْ فِي النَّارِ بِأَثَرِ السُّجُودِ، تَأْكُلُ النَّارُ ابْنَ آدَمَ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيَخْرُجُونَ مِنْ النَّارِ قَدْ امْتُحِشُوا فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ تَحْتَهُ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ.
ثُمَّ يَفْرُغُ اللَّهُ مِنْ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ، وَيَبْقَى رَجُلٌ (مِنْهُمْ) مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ هُوَ آخِرُ أَهْلِ النَّارِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ! اصْرِفْ وَجْهِي عَنْ النَّارِ، فَإِنَّهُ قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا، وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا، فَيَدْعُو اللَّهَ بِمَا شَاءَ أَنْ يَدْعُوَهُ.
ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ: هَلْ عَسَيْتَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟
فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ! وَيُعْطِي رَبَّهُ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ مَا شَاءَ.
فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ.
فَإِذَا أَقْبَلَ عَلَى الْجَنَّةِ وَرَآهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ! قَدِّمْنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ.
فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: أَلَسْتَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَ الَّذِي أُعْطِيتَ أَبَدًا؟ وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ!
فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ! وَيَدْعُو اللَّهَ حَتَّى يَقُولَ: هَلْ عَسَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ؟
فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ! لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ.وَيُعْطِي مَا شَاءَ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ.
فَيُقَدِّمُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا قَامَ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ انْفَهَقَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَرَأَى مَا فِيهَا مِنْ الْحَبْرَةِ وَالسُّرُورِ، فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ! أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ فَيَقُولُ اللَّهُ: أَلَسْتَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لَا تَسْأَلَ غَيْرَ مَا أُعْطِيتَ؟
فَيَقُولُ: وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ!
فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ! لَا أَكُونَنَّ أَشْقَى خَلْقِكَ فَلَا يَزَالُ يَدْعُو حَتَّى يَضْحَكَ اللَّهُ مِنْهُ، فَإِذَا ضَحِكَ مِنْهُ قَالَ لَهُ ادْخُلْ الْجَنَّةَ، فَإِذَا دَخَلَهَا قَالَ اللَّهُ لَهُ: تَمَنَّهْ. فَسَأَلَ رَبَّهُ وَتَمَنَّى حَتَّى إِنَّ اللَّهَ لَيُذَكِّرُهُ يَقُولُ: كَذَا وَكَذَا حَتَّى انْقَطَعَتْ بِهِ الْأَمَانِيُّ، قَالَ اللَّهُ: ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ ".
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " فَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ ".
أقول: ووجه الاستدلال: أن هذا الرجل - الذي هو آخر أهل الجنة دخولاً - من أولئك القوم الذين أمر الله الملائكةَ بإخراجهم وعرفوهم من آثر السجود، وإذا كان كذلك فهو من أهل الصلاة.
وإذا كان آخر أهل الجنة دخولاً من أهل الصلاة، علمنا أن من سبقه في الدخول إليها هم أيضاً من أهل الصلاة، فيكون كل من دخل الجنة من أهل الصلاة، وهو المطلوب.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/37)
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[22 - 04 - 10, 11:06 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[23 - 04 - 10, 01:26 ص]ـ
قال ابو الحسنات: أقول: ووجه الاستدلال: أن هذا الرجل - الذي هو آخر أهل الجنة دخولاً - من أولئك القوم الذين أمر الله الملائكةَ بإخراجهم وعرفوهم من آثر السجود، وإذا كان كذلك فهو من أهل الصلاة.
قال ابو العلياء: قد يسلم لك هذا القول لو كانت لفظة "منهم"ثابتة في كل الروايات، والحال أنها ليست كذلك،فجل الروايات لا تذكرها، وهذا يعني أن هذا الرجل ليس من أولئك الذين أمر الله الملائكة بإخراجهم.
ومما يؤيد هذا ما جاء في روايات صحيحة أخرى من قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
( ... فَيَقُولُ الْجَبَّارُ بَقِيَتْ شَفَاعَتِي، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ فَيُخْرِجُ أَقْوَامًا قَدِ امْتُحِشُوا، فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرٍ بِأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ فِي حَافَتَيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ قَدْ رَأَيْتُمُوهَا إِلَى جَانِبِ الصَّخْرَةِ إِلَى جَانِبِ الشَّجَرَةِ، فَمَا كَانَ إِلَى الشَّمْسِ مِنْهَا كَانَ أَخْضَرَ، وَمَا كَان مِنْهًا إِلَى الظِّلِّ كَانَ أَبْيَضَ فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمُ اللُّؤْلُؤُ، فَيُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمِ الْخَوَاتِيمُ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ هؤُلاَءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمنِ أَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ بَغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ، وَلاَ خَيْرٍ قَدَّمُوهُ، فَيُقَالُ لَهُمْ لَكُمْ مَا رَأَيْتُمْ وَمِثْلُهُ مَعَهُ)
وفي رواية: ( ... فيأخذ قبضة من النار فيخرج اقواما قد عادوا حممة لم يعملوا خيرا قط فيطرحون في نهر الجنة يقال له نهر الحياة فينبتون فيه والذي نفسي بيده كما تنبت الحبة في حميل السيل ... )
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[23 - 04 - 10, 01:46 ص]ـ
لفظة منهم موجودة في رواية الكشميهني وذكر ذلك الحافظ في الفتح
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[23 - 04 - 10, 03:06 ص]ـ
!!!!!
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 - 04 - 10, 03:18 ص]ـ
أخي المكرم أبا العلياء نور الله قلبك:
قلت: " قد يسلم لك هذا القول لو كانت لفظة "منهم"ثابتة في كل الروايات، والحال أنها ليست كذلك،فجل الروايات لا تذكرها ".
وأقول: نعم، ليست هذه اللفظة ثابتة في كل الروايات، فكان ماذا؟!
هذه الزيادة – أقل أحوالها - أن تكون زيادة ثقة،وحكمها - حينئذ - حكم زيادة الثقة غير المخالفة، فهي مقبولة، وهي في الصحيح، وقد ادعى الخطيب الاجماع على قبول هذا النوع على حد قول العراقي:
أو لم يخالف فاقبلنه وادعى = فيه الخطيب الاتفاق مجمعاً
فاشتراطك لـ (تسليمك) (!!) (لي) بقولي أن تكون هذه الزيادة مذكورة في جميع الروايات لا أعلم أنه يجري على قاعدة أحد من أهل هذا الشأن، لا متقدميهم ولا متأخريهم!!
ثم قلت:
"،فجل الروايات لا تذكرها،وهذا يعني أن هذا الرجل ليس من أولئك الذين أمر الله الملائكة بإخراجهم "
أقول: يا سلام!!
ومتى كان يلزم من عدم الإثبات النفي؟!
هل يقول هذا صاحب (وعي)؟!
ثم قلت:
" ومما يؤيد هذا ما جاء في روايات صحيحة أخرى من قوله:
( ... فَيَقُولُ الْجَبَّارُ بَقِيَتْ شَفَاعَتِي، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ فَيُخْرِجُ أَقْوَامًا قَدِ امْتُحِشُوا، فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرٍ بِأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ فِي حَافَتَيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ قَدْ رَأَيْتُمُوهَا إِلَى جَانِبِ الصَّخْرَةِ إِلَى جَانِبِ الشَّجَرَةِ، فَمَا كَانَ إِلَى الشَّمْسِ مِنْهَا كَانَ أَخْضَرَ، وَمَا كَان مِنْهًا إِلَى الظِّلِّ كَانَ أَبْيَضَ فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمُ اللُّؤْلُؤُ، فَيُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمِ الْخَوَاتِيمُ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ هؤُلاَءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمنِ أَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ بَغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ، وَلاَ خَيْرٍ قَدَّمُوهُ، فَيُقَالُ لَهُمْ لَكُمْ مَا رَأَيْتُمْ وَمِثْلُهُ مَعَهُ) وفي رواية: ( ... فيأخذ قبضة من النار فيخرج اقواما قد عادوا حممة لم يعملوا خيرا قط فيطرحون في نهر الجنة يقال له نهر الحياة فينبتون فيه والذي نفسي بيده كما تنبت الحبة في حميل السيل .. ) "
وأقول:
هذه من المعارضات التي كنت أتوقعها – أو قريباً منها –، والجواب عنها جاهز وهو:
أن هذه الرواية التي ذكرتَها: من حديث أبي سعيد، والذي يظهر - والعلم عند الله – أن (هؤلاء) القوم غير (أولئك) – أعني المذكورين في حديث أبي هريرة -، لأن (هؤلاء) يخرجهم الجبار – جل شأنه – بقبضته، بعد أن يشفع النبيون والملائكة والمؤمنون، أما (أولئك) فيأمر الله الملائكة أن يخرجوهم.
ولعل اللبس حصل عندك من تشابه حال الفريقين بعد الإخراج، لكن من دقق رأى أن (هؤلاء) يلقون في نهر الحياة، أما (أولئك) فيصب عليهم الماء صباً، وهو فرق لطيف.
فلعلك إذا (فهمتَ) هذا خفت وطأتك على تلك الزيادة التي كدت أن تردها بدون سبب!!(63/38)
هل هذا الشعر يؤثر فى عقيدة قائله؟
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[23 - 04 - 10, 03:07 ص]ـ
اخوتى اعضاء منتدى ملتقى اهل الحديث:
لقد أنشد أحدهم شعرا فيه:
إن الذى قتل المسيح المنتظر ******لايستحى من قتل أطفال بشر
ويقصد بذلك اليهود الذين قتلوا الطفل محمد الدرة رحمه الله؛
فماحكم هذا البيت ارجو البيان وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو فهر الأثري]ــــــــ[23 - 04 - 10, 04:39 ص]ـ
أظن والله أعلم أنك تعتقد أن المسيح عليه السلام لم يقتل
قال تعالى (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم)
إذاً السؤال لا يحتاج إلى جواب
ـ[السيد محمد الطنطاوي]ــــــــ[23 - 04 - 10, 11:51 ص]ـ
من قال أن اليهود قتلوا المسيح فهو كافر مكذب للقرآن(63/39)
التربية عند الصوفية / للشيخ أكرم مبارك عصبان .. !!
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[23 - 04 - 10, 01:15 م]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
التربية عند الصوفية / للشيخ أكرم مبارك عصبان
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=5568
لقد حوت طرق الصوفية دعاوى عريضة في الحقائق، وخوارق في باب السلوك والرقائق تنتهي إلى حيث لا يقوى على تصديقها ـ فضلاً عن حملها ـ من أشرب قلبه معالم الدين، فرسموا تربية تمكنهم من التمادي في السير إلى نهاية المطاف، ولافتة يرفعونها كلما بادر عليهم الأتباع بالإنكار، واخترعوا أصولاً فاسدة لتربية مريديهم تلتقي عند القول (بحفظ الشيخ عن الخطأ) و (الخضوع التام له) حيث يستحيل المريد إلى جماد يتصرف فيه الشيخ، وبهيمة يأخذ برأسها فينقاد له بلا اعتراض، ويسلم له في جميع أحواله ولو كان يرتكب المعاصي علانية، وجعلوا هذا التسليم ركناً ركيناً، وعقداً مكيناً بينهم وبين المريدين، يترتب عليه آثاره، ويسري بين الطرفين، وأخذوا عليهم فيه الأيمان المؤكدة والمواثيق الغليظة، والنكتة في هذا العقد أن الغاية لا تتحصل بالعلم وإنما بالرياضة على يد شيخ قد جرب الطريق وكشف له الحجاب وتجلت له الأنوار فيدرج المريد خلف شيخه في عقبات الطريق ليحصل له الكشف.
قال السهروردي: (الشيخ يسلك بالمريد طريق التزكية، وإذا تزكت نفسه انجلت مرآة القلب، وانعكست فيه أنوار العظمة الإلهية، ولاح فيه جمال التوحيد) ([1]) وبعد التسليم بالعقد يدخل المريد في حكم شيخه، وتكون الخرقة الصوفية شعاراً لهذا النوع من التربية، وعلامة للقبول في الطريقة، ويدخل الزوايا أو الخوانق التي بنيت لتجمع شمل هؤلاء القادمين ويتخرجوا من عتباتها.
أهمية الشيخ المربي في الفكر الصوفي:
تظهر أهمية الشيخ في الوصية به كونه حجر الزاوية في التربية، ومن لم يكن له شيخ فليس بشيء، ونقلوا عن البسطامي قوله: (من لم يكن له أستاذ فإمامه الشيطان) وقريباً منه قول الرفاعي: (من لم يكن له أستاذ فشيخه الشيطان) ويرى علي محمد وفا أن المريد كالعورة التي لا حرج أن تبدو للطبيب في علاجه المرض، لكي يطلع الشيخ على كل ما يتعلق بالمريد فيقول: من ليس له أستاذ ليس له مولى، ومن ليس له مولى فالشيطان به أولى. وكان يقول: ينبغي للمشايخ تفقد حال المريدين، ويجوز إخبار الأستاذ بما في بواطنهم إذ الأستاذ كالطبيب، وحال المريد كالعورة، والعورة قد تبدو للطبيب لضرورة التداوي، وفي الحقيقة كل مريد رأى أن له عورة مع شيخه فهو أجنبي عنه لم يتحد به ([2]).
ويبعد أبو المواهب الشاذلي في الوصية إلى الغلو في الشيوخ فيقول: ما ثقل على الأشياخ خدمة أحد من الفقراء إلا لعلة في قلب الخادم كتمها عنهم، وهذه علة لا يسلم منها إلا من أتى الله بقلب سليم، ولو أن الخادم كان أظهر لهم تلك العلة لربما وصفوا له دواءها أو شفعوا له فمحاها الله تعالى عنه من اللوح! أو سألوا النبي في الشفاعة فيه فيشفع إلا إذا كان قضاء مبرماً لا مرد له!!!
وقد رأى السيد عبد القادر الجيلاني لمريده أنه لا بد له أن يزني بامرأة سبعين مرة!! فقال: يا رب! اجعلها في النوم فكان كذلك ([3]). وهذه ظلمات بعضها فوق بعض، وملامح التخريف بادية على الوصف، ولذا لم يكتف الواصف بأمرالجيلاني ـ الذي نربأ به عن ذلك ـ بالزنا مرة واحدة، بل جعلها سبعين إذ لا يضره كمية العدد ما دام الكيل جزافاً؟
المريد كالميت عند مغسله:
هكذا اختار الصوفية هذا التشبيه لتصوير المريد بين يدي شيخه، واستملحوا إيراده كثيراً دون نكير، وهو يوحي بالموت الكامن وراء هذه التربية، فيصير المريد كالميت بين يدي مغسله، وهذا شرطٌ لازمٌ وجوده، فإذا فقد هذا الشرط ذهب العقد برمته، فليستصحب المريد إذا هذا الشرط القوي، ويحرم عليه السؤال بكيف؟ ولمَ؟ وقد صاغه بعضهم بالشعر قائلاً:
وكن عنده كالميْت عند مغسل يقلبه ما شاء وهو مطاوع
ولا تعترض فيما جهلت من أمره عليه فإن الاعتراض تنازع
وسلم له فيما تراه ولو يكن على غير مشروع فثم مخادع
وفي قصة الخضر الكريم كفاية لقتل الغلام والكليم يدافع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/40)
ويزيده إبراهيم الدسوقي تفصيلاً فيقول: المريد مع شيخه على صورة الميت لا حركة ولا كلام ولا يقدر أن يتحدث بين يديه إلا بإذنه من زواج أو سفر أو خروج أو دخول أو عزلة أو مخالطة أو اشتغال بعلم أو قرآن أو ذكر أو خدمة في الزاوية أو غير ذلك، وهكذا كانت طريق السلف والخلف مع أشياخهم فإن الشيخ هو والد السر، ويجب على الولد عدم العقوق لوالده، ولا نعرف للعقوق ضابطاً نضبطه به إنما الأمر عام في سائر الأحوال، وما جعلوه ـ أي المريد ـ إلا كالميت بين يدي الغاسل، وكان يقول: يجب على المريد أن لا يتكلم قط إلا بدستور شيخه إن كان جسمه حاضراً وإن كان غائباً يستأذنه بالقلب.
ويعد أبو المواهب الشاذلي السؤال بـ (لم؟) ذنباً عند الصوفية فيقول: ربما منع المريد من أجل قوله لشيخه: لم فإنه ذنب عند أهل الطريق لا يشعر به كل أحد.
ويزيد الطين بلة نور الدين المرصفي فيزعم أنه ليس للمريد أن يسأل شيخه عن سبب غيظه وهجره له، بل ذلك من سوء الأدب، ولا يجوز للمريد عند أهل الطريق أن يجيب عن نفسه أبدا إذا لطخه شيخه بذنب؛ لأنه يرى ما لا يرى المريد!!! ([4]).
المريد ملك الشيخ:
الفناء في إرادة الشيخ والعبودية له بحيث يصير ملكاً يفعل فيه ما يشاء هذه عبارات وردت في قاموس الصوفية، الطلبة يرون أنفسهم ملكاً للشيخ يفعل فيهم ما يشاء، فهذا نموذج منهم يسمى محمد الغمري خدم عند أحمد الزاهد فقال: وكان قد قسم الفقراء ثلاثة أقسام: كهول وشباب وأطفال، وقد أخذ العهد عليهم أن لا يجيب أحد عن نفسه قط بل يعفو عن الظالم أو يشكوه للشيخ يفعل فيه ما شاء من حيث أنهم كانوا يرون نفوسهم ملكاً للشيخ يفعل فيهم ما يشاء، وهم أوصياء على أجسامهم فينتصرون لها من حيث أنها مضافة إلى الحق، وما كان أحد منهم يتكدر مما يفعله الشيخ معه من هجر أو إخراج أو ضرب أو جوع أو نحو ذلك بل كانوا يرون الفضل للشيخ!!! ([5]).
وقد عبر بعضهم بأن المريد من تحقق بمراده في عين أستاذه وهو فناء إرادة المريد في إرادة الشيخ فلا حركة ولا سكون إلا موافقاً له، وفي هذا يتغنى القائل:
وأنزل الشيخ في أعلى منازله واجعله قبلةَ تعظيم وتنزيه
واترك مرادك واستسلم له أبداً وكن ميتاً مخلى في أياديه
واعدم وجودك لا تشهد له أثراً ودعه يهدمه طوراً ويبنيه
آداب المريد في تقديس الشيخ:
أدب المريد على سبيل الإجمال هو الخضوع التام كما سبق، وعلى سبيل التفصيل وردت جملة آداب لا تمت للشرع بصلة، بل هي تؤدي إلى الغلو في الشيوخ،
منها: خدمة الشيخ وأنها أفضل من الحج كما عند يوسف العجمي في قوله (إنما يصلح السفر للرجال إذا كملوا، وأما المريد فإقامته في خدمة شيخه ساعة ساعةً أفضل من خمسين حجة).
ومنها عدم استدباره؛ لأنه أعظم من الكعبة كما قال الشعراني: (لا ينبغي للمريد أن يستدبر شيخه أبدا إلا بإذن ويكون ذلك مع استشعار المريد الخجل حتى كأنه يمشي على الجمر فإن شيخه أعظم حرمة من الكعبة) ([6]).
ومنها عدم الاعتراض عليه بالقلب فضلاً عن اللسان قال القشيري (ومن شرطه أن لا يكون له بقلبه اعتراض على شيخه) ([7]) وأن يجلس عنده بخشوع ولا يطأ سجادته:
وسلم الأمر له لا تعترض ولو بعصيان أتى إذا فرض
وكن لديه مثل ميت فانيلدى مغسل لتمس داني
ولا تطأ له على سجادة ولا تنم له على وسادة
منهج الصحابة:
لا شك أن منهجاً كهذا لا يخرج إلا أرتالاً من الأتباع الذين لا إرادة لهم، يسكتون على المنكرات، ويستسيغون الخرافات، ويمشون في ركاب التصوف مغمضي العينين إلى حيث مهالك الوحدة وغيرها من القضايا الفلسفية، وهو منهج منحرف عن منهج الصحابة الذين تربوا على العلم والأخذ بالنصوص، وقد استوقفني من أمرهم موقفان حدث كلاهما في الكوفة التي وليها كل من ابن مسعود وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما، وكأني بأبي موسى وقد وردت عليه مسألة في الفرائض فيها بنت وبنت ابن وأخت، فقضى للبنت النصف وللأخت النصف وأسقط بنت الابن، ثم استدرك قائلاً: وائت ابن مسعود فسيتابعني، فسئل ابن مسعود وأخبر باستدراك أبي موسى فقال: ضللت إذاً وما أنا من المهتدين، أقضي فيها بما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، للبنت النصف ولبنت الابن السدس تكملة الثلثين وللأخت ما بقي، فأتى أبا موسى وأخبره بالجواب فقال: لا تسألوني ما دام فيكم هذا الحبر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/41)
ولئن صال ابن مسعود هنا بحجته على أبي موسى فإن الموقف الآخر يقضي بالحجة لأبي موسى، فبينما هما في أحد المجالس الطيبة قال أبو موسى لابن مسعود: أرأيت يا أبا عبد الرحمن إذا أجنب فلم يجد الماء كيف يصنع؟ فقال أبو عبد الرحمن: لا يصلي حتى يجد الماء، فقال أبو موسى فكيف تصنع بقول عمار حين قال له النبي صلى الله عليه وسلم: كان يكفيك، قال: ألم تر أن عمر لم يقنع بذلك، فقال أبو موسى: فدعنا من قول عمر، كيف تصنع بهذه الآية: (فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا) [النساء:43] فما درى عبد الله ما يقول، فقال: إنا لو رخصنا لهم في هذا لأوشك إذا برد على أحدهم الماء أن يدعه ويتيمم. ا. هـ ([8]).
ولم يقنع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقول عمار لكونه أخبره أنه كان معه في تلك الحال، فقال: اتق الله يا عمار، قال: إن شئت لم أحدث به، فقال عمر: نوليك ما توليت، وقد فسر النووي جملة عمر رضي الله عنه الأخيرة بأنه لا يلزم من كوني لا أتذكره أن لا يكون حقاً في نفس الأمر، فليس لي منعك من التحديث به. أ. هـ.
والملمح المهم في هذا السياق هو إعلام عمار لعمر بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، وعدم حمل عمار على رأيه مع أنه ـ أعني عمر رضي الله عنه ـ رأس الملهمين، وليس في الملهمين أفضل منه لقوله عليه السلام في الحديث الصحيح: (إنه كان في الأمم قبلكم محدثون، فإن يكن في أمتي منهم أحد فعمر منهم) وتأمل مراجعة عمار له رضي الله عنهما في المسألة السابقة تجد أنه لم يدع العصمة، مع أنه قد وافق ربه في بعض أشياء، وناقشه الصحابة في أمور، ورجع إلى قولهم كمناظرة أبي بكر له في مانعي الزكاة وغيرها، فماذا يقول هؤلاء الصوفية الذين يحتجون بالإلهام ويأخذون الأثر بخلاف مأخذه الصحيح ([9]).
نقض الشبهات:
يورد الصوفية شبهات في باب التربية الذليلة التي ابتدعوها نقف عند اثنتين:
الأولى: القول بحفظ الشيخ.
الثانية: الاستدلال بقصة موسى والخضر عليهما السلام، فأما ما كان من حفظ الشيخ فإنهم يضاهئون به عصمة الأئمة عند الرافضة، وقد أثبت القول بالحفظ القشيري بقوله: (ومن شرط الولي أن يكون محفوظاً كما أن من شرط النبي أن يكون معصوماً) والسبب يعود عندهم كون الحق يتولى تصرفه (فيصرفه في وظائفه وموافقاته فيكون محفوظاً فيما لله عليه مأخوذا عما له وعن جميع المخالفات فلا يكون له إليها سبيل وهو العصمة) ([10]).
وقد وضح شيخ الإسلام هذا الغلو الذي يقضي بالعصمة فقال في منهاج السنة: (وكثيراً من الغلاة في المشايخ يعتقد أحدهم في الشيخ نحو ذلك ويقولون: الشيخ محفوظ ويأمرون باتباع الشيخ في كل ما يفعل لا يخالف شيئاً أصلاً، وهذا من جنس غلو الرافضة والنصارى والإسماعيلية التي تدعي في أئمتها أنهم كانوا معصومين) وأضاف في موضع آخر: (بل كثيراً من الناس من عبادهم وصوفيتهم وجندهم وعامتهم يعتقدون من شيوخهم العصمة من جنس ما يعتقده الرافضة في الاثني عشر، وربما عبروا عن ذلك بقولهم: الشيخ محفوظ) وقال في الفتاوى: (أما الشرك فغالب عليهم أن يحبوا مشايخهم أو غيره مثل ما يحبون الله ويتواجدون على حبه) ([11]).
وأما الاستدلال بقصة موسى والخضر عليهما السلام الذي يبتغون من ورائه القول بامتلاك العلوم اللدنية فإنه مردود، وتنحل أول عقدة منه بالقول بنبوة الخضر لقوله: (وما فعلته عن أمري) وتنحل الثانية بالقول بوفاته، وقد زاد شيخ الإسلام ابن تيمية نقض هذا الاستدلال أيضاً من جهتين: إحداهما أن موسى لم يكن مبعوثاً إلى الخضر لقوله: (إني على علم من الله علمنيه الله لا تعلمه .. ) والثانية أن ما فعله الخضر لم يكن مخالفا لشريعة موسى بل كان موافقاً، لكن موسى لم يكن علم الأسباب التي تبيح ذلك، فلما بينها له وافقه على ذلك ([12]).
تمارين على الاستكانة والذل:
لم تزل تفعل الحكايات الصوفية فعلها في تربية المريدين حتى استكانوا لشيوخهم فلا ينكرون عليهم، ولو فعلوا المنكر الذي لا مرية فيه، والقصص في هذا المجال كثيرة تمرّن المريد على الخضوع ويرتضع من لبانها منذ وضع قدمه في الطريق، ونجيز لأنفسنا بالتقاط ثلاثة مشاهد يرويها لنا أحمد بن مبارك السجلماسي وهي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/42)
الأول: مشهد رجل يحب الصالحين خرج من ماله فباعه وجمع ثمنه وخرج به لبعض من شهر عنه الصلاح، وكانت تقصده الوفود من النواحي، وسأل عن داره، فسأله الخادم عن اسمه فقال: عبد العلي، وكان الشيخ المشهور بالولاية من العصاة!! وله نديم يتعاطى معه الشراب اسمه عبدالعلي! فأذن له ظناً أنه نديمه، فلما دخل على الشيخ وجد الشراب بين يديه وامرأة فاجرة معه، فتغافل عن ذلك كله وقال: يا سيدي! سمعت بك من بلادي وجئتك قاصداً لتدلني على الطريق، وهذا مالي أتيتك به. فقال الشيخ: يتقبل الله منك، فأعطاه رغيفاً وفأساً، وأمره بالخدمة في البستان، فذهب مسروراً فرحاً للخدمة، وصادف وفاة أكبر العارفين من الديوان، فحضر وفاته الغوث والأقطاب السبعة!! وعرضوا عليه أن يعين له وارثاً، فقال: عبد العلي الذي وفد فلان المبطل، فانظروا إلى حسن سريرته مع الله عز وجل، وإلى تمام صدقه وخاطره ونفوذ عزمه، وصلابة جزمه، فإنه رأى ما رأى ولم يتزلزل له خاطر ولا تحرك له وسواس، فهل سمعتم بمثل هذا الصفاء الذي في ذاته!!!
الثاني: إن بعض الأكابر له عدة أصحاب فأراد أن يختبرهم، فاجتمعوا عند باب خلوته، فأظهر لهم صورة امرأة فدخلت الخلوة، فقام الشيخ ودخل معها، فأيقنوا أن الشيخ اشتغل معها بالفاحشة، فتفرقوا كلهم وخسرت نيتهم إلا واحد! فإنه ذهب وأتى بالماء وجعل يسخنه يقصد أن يغتسل به الشيخ! فخرج عليه الشيخ وسأله فقال: رأيت المرأة دخلت. فقلت: لعلك بحاجة إلى غسل، فسخنت لك الماء! فقال له الشيخ: تتبعني بعد أن رأيتني على المعصية فقال له: ولم لا أتبعك والمعصية لا تستحيل عليك وإنما تستحيل في حق الأنبياء! ولم أخالطك على أنك نبي، وإنما خالطتك على أنك بشر، وأنك أعرف مني بالطريق وهي باقية فيك، فقال له: يا ولدي تلك الدنيا تصورت بصورة امرأة وأنا فعلت ذلك لينقطع عني أولئك القوم، فادخل معي الخلوة فهل ترى امرأة فدخل فلم يجد امرأة.
الثالث: بعض المشايخ أراد أن يمتحن صدق مريد له فقال: أتحبني؟ قال: نعم، قال: أرأيت إن أمرتك أن تأتيني برأس أبيك أتطيعني؟ قال: يا سيدي! كيف لا أطيعك، ولكن الساعة ترى، فذهب من حينه، وكان ذلك بعد أن رقد الناس فتسور جدار دارهم وعلا فوق السطح ثم دخل على أبيه وأمه، فوجد أباه يقضي حاجته من أمه، فلم يمهله من قضاء حاجته بل قطع رأسه وأتى به للشيخ وطرحه بين يديه، فقال: ويحك إنما كنت مازحاً! فقال له المريد: أما أنا فكل كلامك عندي لا هزل فيه! فقال الشيخ: انظر هل هو رأس أبيك. فنظر المريد فإذا هو رأس فلان العلج، وكان أبوه قد غاب فخانته زوجته في فراشه ومكنته من نفسها، وكوشف الشيخ بذلك، فأرسل المريد ليقتله! وليمتحن صدقه فكان وارث سره والمستولي بعده على فتحه ... ([13])
فتأمل هذه الأربعة المشاهد التي تكشف مخاطر هذه التربية نلخصها في التالي:
ـ تعطيل شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإسقاط الاستدلال بالنصوص
ـ الدعوة للبطالة وارتكاب المعاصي المعلومة بكونها فسقا كالخلوة بالأجنبية في الأمثلة الأول والثاني والقتل في المثال الأخير.
ـ التسليم للأقوال المتضمنة الكفر والضلال المسمى عندهم شطحا.
ـ الغلو في المشايخ بتعظيمهم والتسليم لهم ثم تقديس أضرحتهم بعد موتهم.
================
([1]) عوراف المعارف (ص 83).
([2]) قلادة الجواهر (ص 209) ـ حلية الأولياء (10/ 33) ـ الطبقات الكبرى للشعراني (ص 383).
([3]) الطبقات الكبرى (ص 281).
([4]) (ص 305 ـ 488).
([5]) (ص 494 ـ 504).
([6]) الأنوار القدسية (2/ 45 ـ 2/ 62).
([7]) الرسالة (622) ومن جملة الآداب ما نقله محمد بن أبي جمرة عنهم بأنه لا ينبغي للشيخ أن يأكل مع المريد ولا يجالسه إلا عند ضرورة خوفاً على المريد من سقوط حرمته من قلبه، ومنها ما نظمه صاحب الرائية التي شرحها السجلماسي في قوله:
ولا ترفعوا أصواتكم فوق صوته ولا تجهروا جهر الذي هو في قفر
ولا تنطقن يوماً لديه فإن دعا إليه فلا تعدل إلى الكلم النزر
ولا يقعدن قدامه متربعاً ولا بادياً رجلاً فبادر إلى الستر
سوى الشيخ لا تكتمه سراً فإنه بساحة كشف السر يجري على بحر
([8]) انظر فتح الباري كتاب التيمم (1/ 599)، وكتاب الفرائض (12/ 18).
([9]) الحديث رواه البخاري في صحيحه.
([10]) الرسالة للقشيري (ص 2/ 521)، والتعرف للكلاباذي (ص 147).
([11]) منهاج السنة (6/ 175 ـ 430)، مجموع الفتاوى (10/ 417).
([12]) الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
([13]) الإبريز (ص 186 ـ 188).
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[02 - 05 - 10, 11:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم(63/43)
الإرهاب الفكري من أقوى أسلحة القبورية / للشيخ أحمد بن حسن المعلم .. !!
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[23 - 04 - 10, 01:19 م]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
الإرهاب الفكري من أقوى أسلحة القبورية
للشيخ أحمد بن حسن المعلم
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=5572
يقول الشيخ أحمد بن حسن المعلم في كتابة الرائع "القبورية" في مبحث أساليب القبورية في محاربة مخالفيها فصل (الإرهاب الفكري من أقوى أسلحة القبورية) ص 495 - 499:
وفيه مطلبان:
المطلب الأول: تربية المجتمع على التسليم المطلق لأوليائهم وأقطابهم:
وهذه سمة أخرى من سمات الباطنية أن يربوا المجتمع بشكل عام على التسليم لهم وعدم معارضتهم، وأن المعارضة سبيل إلى الحرمان، وما أفلح من اعترض، والفوز والقبول في التسليم للقادة والأئمة والأولياء؛ وذلك أن علومهم الباطنة المزعومة لا يمكن إقامة الحجة عليها، فلا كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا عقل يمكن أن يدل عليها، فما بقي إلا أن يسلّم السامع، وأن يلغي عقله حتى لا يحرم، وكذلك تصرفاتهم المخالفة للشرع والعقل لا يمكن تبريرها إلا بذلك، ولو ذهبتُ أبحث عن الأمثلة، وأحصرها لضاقت عنها مساحة هذا المطلب، ولكن أضرب أمثلة قليلة تدل على أمثالها وأشكالها:
المثال الأول: في كتاب " السعادة الأبدية في الأنفاس العلية الحبشية "التي ألقاها صاحبها (علي الحبشي) في مجالسه التي كان يعقدها؛ لتعليم الناس وإرشادهم؛ ولتدريس وتربية طلابه، وتلقاها وجمعها أحد طلابه وهو (محسن بن عبدالله بن الحبيب الإمام محسن بن علوي السقاف)، وردت هذه الحكاية، قال: (وأورد الشيخ عبد العزيز الدباغ كلاماً في حسن الظن وكونه نافعاً، وإن لم يكن المعتقَد فيه متصفاً بذلك، فقال: كان رجل تاجراً وله مال كثير، فاشتاقت نفسه إلى ما مع الرجال أهل الكمال، وعزم أن يتجرد إلى الله، وينقطع إليه، وكان في البلد رجل مشهورٌ بالصلاح وتربية المريدين، وهو في الباطن على خلاف ذلك، فكان إذا رجع إلى خلوته يأتون إليه ناس من أصحابه على طريقته، فيلهون ويسكرون، فباع الرجل التاجر جميع ما معه وصيره نقداً، ثم سار إليه ومعه ذلك المال؛ ليتحكم له ويوصله إلى الله، فصادف وقت خلوته، فلما دق الباب أشرفت جارية، فقالت: من بالباب؟ فقال: عبدالعال، وكان واحد من أصحابه أهل الملاهي اسمه عبدالعال، فلما أخبرت الشيخ باسمه ظن أنه صاحبه، فقال لها: افتحي له الباب، فطلع الرجل، فوجد الجواري والشراب وآلات اللهو عنده، فما التفت إلى شيء قط بل جثا بين يدي الشيخ، فخجل لما رآه غير صاحبه، وهو يظهر الصلاح، فقال له: يا سيدي، أنا رجل أريد الطريق إلى الله، وأريد أن تسلّكني، وتدلني على الله، وهذا ما معي من المال، فلما وضعه بين يديه تقاصرا لخجل، فقال: إن الوظائف جميعها مشغولة إلا عمل في حديقة لنا بعيدة، خذ المكتل والمسحاة، وسر إليها، واشتغل فيها إلى أن يفتح الله عليك، فامتثل أمره، ولم يغير حسن ظنه فيه ما شاهده عنده، وحين وصل إلى الحديقة، ابتدأ في العمل، ومات أحد الأبدال في تلك الليلة، فاجتمعوا هم والقطب، فقالوا: من يصلح بدله؟ فقالوا: فلان، يعنون ذلك الرجل الذي في الحديقة؛ بسبب حسن ظنه، فدعوا منه، وقالوا له: خذ هيل بلا كيل، واتصل بربه، فاطلع على حالة شيخه، فقال: أنا قد أدركت مطلوبي، وهو يصطلح هو وربه) [1] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn1).
هذه هي التربية التي يربون بها أتباعهم، وينشئون عليها أجيالهم، فهل سيكون لدى خريج هذه المدارس أي غيرة أو نخوة تدفعه لإنكار منكراتهم، والاعتراض على أي شيء يقدمون عليه من أقوال أو أفعال مهما بلغت في القبح والسوء؟! وليس هذا هو المثال الوحيد، ولكن الأمثلة على ذلك كثيرة جداً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/44)
المثال الثاني: ما ذكره الشلي، وهو يتحدث عن كرامات الأولياء ووجوب التسليم لهم فيها، وإن ظهر منهم أي مخالفة، فإنهم لاشك أن لهم في الباطن ما يسوِّغ ذلك، قال: (وأنا أورد قصة، فيها أبلغ زجر وآكد ردع من الإنكار على أولياء الله تعالى وأتمّ حث على اعتقادهم والتأدب معهم وحسن الظن بهم ما أمكن، وهي ما حكاه إمام الشافعية في زمنه " أبو سعيد عبدالله بن أبي عصرون " قال: دخلت بغداد في طلب العلم، فرافقت ابن السقاء بالنظامية، وكنا نزور الصالحين، وكان ببغداد رجل يقال له الغوث يظهر إذا شاء، فقصدنا زيارته، ومعنا الشيخ عبدالقادر الجيلاني، وهو يومئذ شاب، فقال ابن السقاء: لأسأله مسالة لا يدري جوابها، وقلت: لأسأله مسألة، وأنظر ما يقول، وقال الشيخ عبدالقادر: معاذ الله أن أسأله شيئاً وأنا بين يديه أنتظر بركته، فدخلنا عليه، فلم نره إلا بعد ساعة، فنظر إلى ابن السقاء مغضَباً، وقال: ويحك يا ابن السقاء تسألني مسألة لا أدري جوابها، وهي كذا وجوابها كذا، إني لأرى نار الكفر تتلهب فيك، ثم نظر إليّ وقال: يا عبدالله تسألني؛ لتنظر ما أقول فيها وهي كذا وجوابها كذا، لتخران [2] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn2) عليك الدنيا إلى شحمة أذنيك بإساءة أدبك، ثم نظر إلى الشيخ عبدالقادر، وأدناه منه، وأكرمه، وقال له: يا عبد القادر، لقد أرضيت الله ورسوله بأدبك كأني أراك ببغداد، وقد صعدت الكرسي متكلماً على الملأ، وقلت: قدمي هذه على رقبة كل ولي، وكأني أرى الأولياء في وقتك، وقد حنوا رقابهم؛ إجلالاً لك، ثم غاب عنا، فلم نره بعد. قال: فأما الشيخ عبدالقادر فقد ظهرت أمارات قربه من الله، وأجمع عليه الخاص والعام، وقال: قدمي هذه على رقبة كل ولي، فأجابه في تلك الساعة أولياء الدنيا، قال جماعة: وأولياء الجن، وطأطأوا رؤوسهم وخضعوا إلا رجلاً بأصبهان فسُلِب حاله، وممن طأطأ رأسه أبو النجيب السهروردي، وأحمد الرفاعي، وأبو مدين، والشيخ عبدالرحيم القناوي، قال ابن أبي عصرون: وأما ابن السقاء فإنه اشتغل بالعلوم حتى فاق أهل زمانه، واشتهر بقطع من يناظره في جميع العلوم، وكان ذا لسان فصيح، وسمت مليح، فأدناه الخليفة، وبعثه رسولاً إلى ملك الروم، فأعجب به، وجمع له القسيسين، وناظرهم، فأفحمهم، وعظُم عند الملك، فأراد فتنته فتراءت له بنت الملك، فافتتن بها، فسأله أن يزوجها له، فقال: لا إلا أن تتنصر، فتنصر والعياذ بالله، وتزوجها، ثم مرض، فألقوه بالسوق يسأل القوت، فمر عليه من يعرفه، فقال له: ما هذا؟ فقال: فتنة حلّت بي بسببها ما ترى، فقال: هل تحفظ القرآن؟ قال: لا إلا قوله تعالى:] رُبَما يودُّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين [[3] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn3)، ثم جاز عليه وهو في النزع، فقلبه إلى القبلة، فاستدار عنها، فعاد فاستدار عنها، فخرجت روحه لغير القبلة، وكان يذكر كلام الغوث، ويعلم أنه أصيب بسببه. قال ابن أبي عصرون: وأما أنا فجئت إلى دمشق، فأحضرني السلطان نور الدين الشهيد، وأكرهني على ولاية الأوقاف، فوليتها، وأقبَلت علي الدنيا إقبالاً كثيراً، فقد صدق الغوث فينا كلنا انتهى.
فهذه الحكاية التي كادت تتواتر في المعنى بكثرة ناقليها وعدالتهم فيها أبلغ زجر عن الإنكار على أولياء الله تعالى خوفاً أن يقع المنكر فيما وقع فيه ابن السقاء نعوذ بالله من ذلك) [4] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn4).
قلت: هذه من خرافات القوم ولا يرهبنا وصفه لها بأنها كادت أن تتواتر، فأين أسانيده بذلك؟ ثم لو فرض تواترها، فلا تعدو أن تكون من أخبار الكهنة الذين يخبرون ببعض المغيبات، ويصدقون في بعضها؛ لأن الولي الحق ليس من شأنه أن يظهر متى شاء، ويختفي عن الأبصار متى شاء، وليس من شأنه أن يبشّر عبدالقادر بذلك العلو والاستكبار الذي يجعله يتحدى الأولياء ويقول: (قدمي على رقبة كل ولي)، ولكن الرجل قد بلغ بعض ما يريد من إقناع قرّائه بالتسليم للأولياء وعدم الاعتراض عليهم؛ لما يترتب على التسليم من الفوز والفلاح، وعلى الاعتراض من الطرد والحرمان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/45)
المثال الثالث: ما نقله الشرجي عن أبي بكر بن أحمد بن دعسين في ترجمته أنه: (كان يقول: أقل درجات الإيمان أن تسلم للأولياء أحوالهم وأقوالهم وأفعالهم، فإن لم تعرف معناها، ولا اهتديت إليه، فاحمل جميع أمورهم على أحسن الأشياء وأعدلها، وما صح عنهم فسمع وطاعة وحب وكرامة) [5] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn5).
قلت: هذه أقل درجات الإيمان فما أعلاها يا ترى؟.
المثال الرابع: ما ذكره صاحب تذكير الناس، قال: (وقال سيدي أحمد: وقد أمدّ الله الوقت للشيخ عمر أبا مخرمة من بعد العصر إلى المغرب ثلاثين ألف سنة، فاستشكل بعضهم هذا، فقال له سيدي: أما في بالك حديث يوم القيامة طوله خمسون ألف سنة، وأنه يكون على المؤمن كأخف صلاة صلاها في الدنيا وهذا منه، فقيل له: وكيف صارت تلك المدة ليالي أو أياماً أو غير ذلك، فقال: هذا علم تصديق وإيمان، ما هو علم ها توه أشوفه) [6] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn6). فقوله: (هذا علم تصديق وإيمان ما هو علم هاتوه أشوفه)، واضح جداً أنه ليس من علم الدليل والحجة التي يصح أن يطالب بها السامع، وإنما هو علم تصديق وإيمان لا اعتراض وانتقاد، وقوله: (هاتوه أشوفه) يعني أرني إياه حتى أنظر إليه.
المثال الخامس: من قواعدهم المسلّمة وكلماتهم الدارجة المنتشرة، قول عبدالله بن علوي الحداد:
وسلِّم لأهل الله في كل مُشْكِلٍ لديك، لديهم واضحٌ بالأدلةِ [7] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn7)
وقول الآخر:
وإذا لم تر الهلال فسلِّم لأناسٍ رأوه بالأبصار
هذه خمسة أمثلة تدل كلها على ما عنونا له في هذا المطلب، وهو تربية الأمة على الرضوخ والاستسلام وإلغاء العقول وتجاوز القواعد والأصول الشرعية؛ لأجل أن يمشي ما يريده القوم، ويسلم لهم ما يأتون من أقوال وأفعال دون حاجة إلى أدلة شرعية أو عقلية، وقد اقتصرتُ على هذه الأمثلة الخمسة مع وجود الكثير من الأمثلة في تراث صوفية اليمن، أما صوفية البلاد الأخرى فلا أخال قواعدها في هذا الموضوع خافية على المتابع لتواريخهم.
المطلب الثاني: استخدام الخرافة [8] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn8) والشعوذة [9] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn9) والاستعانة بالجن لإرهاب المخالف:
لقد سعى الصوفية والباطنية لترسيخ وتعميق القدرات الخارقة للأئمة والأولياء، حتى لقد بالغوا في ذلك، فوصفوهم بعلم الغيب وتصريف الكون والقدرة على إظهار الخوارق التي لم يُظهر مثلها الأنبياء، وأنهم قادرون على أن يتجزءوا بأجسادهم، وأن يكون الواحد منهم في عدة أماكن في آن واحد، وكل ذلك قد مر، حتى أصبح حكم الناس على صلاح الشخص هو إظهاره تلك الخوارق مع ادعاء الولاية، وعندما ترسَّخ ذلك في أذهان المجتمع، وتربى عليه، بادروا بافتراء الأكاذيب ورواية الخرافات عمن يريدون أن يسبغوا عليهم صفة الولاية حتى يقنعوا الناس بولايتهم، كما بادر طلاب الجاه والمناصب في الرياضات الموصلة إلى خرق العادات، وتعلموا أنواعاً من علوم السحر، حتى أتقنوا ذلك، وعملوا به، وعقدوا الصلح مع الجن؛ ليقوموا لهم بأعمال خارقة يطلعونهم على مغيبات واقعة، ثم جعلوا ذلك كله سلاحاً يشهرونه في وجه كل من يخالفهم، وينكر عليهم، وهذه عدة أمثلة توضح ذلك وتثبته:
المثال الأول: ما ذكره الشلي في ترجمة محمد بن علي مولى الدويلة، قال: (وتواجد يوماً بحضرة عمه الشيخ الإمام عبدالله بن علوي حتى غُشي عليه، ثم أقيمت الصلاة، فصلى معهم، فلما فرغوا، قال العارف بالله علي بن سلم لعمه عبدالله: صلى ابن أخيك بلا وضوء؛ لأنه زال عقله، فأخبره عمه بقول الفقيه علي بن سلم فقال: وعزة الحق إني توضأت، وشربت من الكوثر، ونفض لحيته، فتقاطر منها الماء، ثم قال: يا فقيه، نزل علينا شيء لو نزل على الجبال لدكت، ثم أنشأ يقول:
الحب حبي والحبيب حبيبي والسبق سبقي قبل كل مجيب
نوديت فأجبت المنادي مسرعاً وغطست في بحر الهوى وغدي بي
لي تسعة وثلاثة مع تسعة والعقد لي وحدي وعلا نصيبي
ما تعلموا أني المقدم في الملا ليلة سرى باليثربي سرى بي) [10] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn10).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/46)
فانظر إلى هذه الدعوى العريضة والتي برهانها أنه نفض لحيته، فتقاطر الماء منها، ولو كان ذلك الماء من ماء الكوثر، هل سيذهب هكذا هدراً ولا يعرف له ميزة عن غيره من المياه، ولا تظهر له رائحة، ولا يبقى في موضعه؟ إلى آخر ما يمكن أن يظهر من الدلائل، ثم أعجبُ لهذا الفقيه وسرعة تصديقه وتسليمه واقتناعه بما حكى هذا الرجل عن نفسه!.
المثال الثاني: ذكر الشلي في ترجمة الشيخ عمر المحضار أنه قال: (قال لابن أخيه الشيخ عبدالله العيدروس: أن رجلاً يغضب لغضبه جبار السماوات، وأشار إلى نفسه) [11] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn11)، ثم استدل الشلي على إثبات ذلك بقوله: (وكان إذا غضب على أحد أصابه الجذام وغيره من الأسقام بعد ثلاثة أيام، فقيل له: أما تخشى أن ينالك بهذا شيء؟ فقال: إني لم أدعُ على أحد، ولكني إذا غضبت على أحد، وقع في باطني نار لا تنطفئ إلا بعد ما يصيبه ذلك المرض، أو يتوب) [12] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn12).
هذه الحكاية الله أعلم بصحتها ولكن على فرض صحتها، فإنها رادع قوي لكل من يفكر أن يخالف هذا الشيخ، وربما كان ذلك من السحر إذ الصحيح أن الساحر قد يصيب المسحور بعوار واختلال في عقله أو في بدنه، والقصة بغضِّ النظر عن صحتها أو عدم صحتها فالغرض منها حاصل حين تُروى، ويتداولها الناس، فإنه يترتب عليها هيبة عظيمة من التعرض لإغضاب من يدّعي الولاية.
المثال الثالث: ما قدمناه في الباب الثاني في مطلب التصرف في الكون [13] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn13) عن " مرآة الجنان " [14] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn14) في قصة أحمد ابن أبي الجعد وسعيد بن عيسى العمودي، حيث ذكر أنه عندما أقام ابن أبي الجعد الشيخ سعيد؛ للإنصاف من نفسه، قال: (من أقامنا أقعدناه فقال الشيخ أحمد: ومن أقعدنا ابتليناه، فأصاب كل واحد منهما ما قال لصاحبه، وصار الشيخ أحمد مقعداً إلى أن لقي الله تعالى، وصار الشيخ سعيد مبتلىً في جسمه حتى لقي الله تعالى)، وهذه الحكاية تصب في نفس الغرض، وهو إرهاب الناس من التعرض للأولياء ومخالفتهم.
المثال الرابع: ما ذكره صاحب " تذكير الناس " عن أحمد بن حسن العطاس أنه ذكر حكاية طويلة منها أن عبدالرحمن بن مصطفى العيدروس دخل مصر، قال: (وحصلت بينه وبين أهل مصر مناظرة في الإمامة، وقال لهم: أنا أحق بها منكم؛ لِمَا اجتمعَ فيَّ من الشرف والعلم والتبرع، فقالوا له: لا نسلم لك إلا بدليل، فتوجه بحاله إلى القناديل التي في المسجد فابتلعها، فقالوا له: هذه ولاية، ومسلّمون لك فيها) [15] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn15).
والحكاية ظاهرة الدلالة على أن برهان الولاية هو هذه الخوارق التي لا يبعد أن تكون من السحر.
المثال الخامس: ما حكاه الشلي في ترجمة محمد بن علي مولى الدويلة، قال: (وأكثر أعماله قلبيات، وكان يخفي أعماله عن أصحابه حتى عن أهله، وربما اعترض عليه بعض من اتصف بالعلم وليس من أهله، حتى إن بعضهم قام يصلي، والسيد عنده نائم، فقال في نفسه: أنا ساجد وقائم وهذا مضطجع نائم، ويدّعون أنه قدوة للعالم. فلما سجد عجز عن رفع رأسه، فتاب عما وقع له في نفسه، فأمر صاحب الترجمة بعض من عنده بأن يرفع رأسه من السجود، ولما فرغ اعتذر إليه، وعاهده على أن لا يعود) [16] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn16).
فانظر إلى ما لقي هذا العالم من العقوبة والتأديب لقاء اعتراضه على هذا الولي، ثم كيف سلَّم له ولايته، وتاب من الاعتراض عليه.
المثالان السادس والسابع: ما تقدم [17] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn17) نقله عن " تاج الأعراس " في مطلب استخدام الجن حيث نقلنا هناك حكاية سالم العطاس الذي كان له جني، اسمه " مزنقب "، وكيف سلطه على تلك القبيلة التي أبت أن تستقبل الركب العطاسي حسب تعبير المؤلف: (فصرخ بهم مزنقب صرخات، روّع بها نساء القبيلة وأطفالها؛ مما اضطر رجال القبيلة إلى الرضوخ لآل العطاس واسترضائهم والاعتذار إليهم وضيافتهم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/47)
وحكايته مع شريف مكة وكيف فجّر"مزنقب" الماء في مجلس الشريف مما اضطره للتسليم له كذلك.
=============
[1] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref1) كنوز السعادة ص (374 – 375).
[2] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref2) كذا في الأصل.
[3] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref3) سورة الحجر (2).
[4] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref4) المشرع (1/ 167).
[5] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref5) الطبقات ص (390).
[6] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref6) تذكير الناس ص (125).
[7] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref7) الدر المنظوم لذوي العقول والفهوم لعبدالله بن علوي الحداد ص (41)،طبع مطبعة المدني بالقاهرة سنة (1388هـ - 1968 م)
[8] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref8) تقدم تعريف الخرافة في الباب الثاني ص (364)
[9] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref9) الشعوذة: خفة في اليد وأخذ كالسحر، يرى الشيء بغير ما عليه أصله في رأي العين، وهو مُشعْوِذ، ومشعوَذ. انظر: القاموس المحيط ص (427).
[10] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref10) المشرع (1/ 200 - 201).
[11] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref11) المصدر السابق (2/ 242).
[12] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref12) المصدر السابق (2/ 242 - 243).
[13] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref13) انظر: ص (235).
[14] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref14) وانظر أيضاً: طبقات الخواص ص (73).
[15] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref15) تذكير الناس ص (129 - 130). و انظر: تاج الأعراس (1/ 342 - 343).
[16] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref16) المشرع (1/ 200).
[17] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref17) انظر ما تقدم ص (351).
ـ[وليد]ــــــــ[23 - 11 - 10, 08:40 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
جزيت خيرا أخي الكريم
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 05:33 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 06:45 م]ـ
هذا الموضوع من أهم المواضيع التي يجب على المحاور ومن من يريد أن يفهم عقلية الصوفي أن يعيه جيدا.
فالصوفية مساجين الخوف لو تعلمون!
ودليله ليس فقط من كتب القوم بل من خلال خبرة عملية مع الصوفية فقد شاهدناه فيهم أنفسهم وشاهدنا كيف يشهرونه على من ينكر عليهم. فأول ما تقع في أوليائهم يشهرون في وجهك حديث الاولياء وكأن الله أنزل في القرآن أن الاولياء هم مشايخ الصوفية وأن الايمان هو التصوف و المؤمن هو الصوفي وأهل الله هم الصوفية!
والحق أن هؤلاء الصوفية ليسوا أولياء بل قطاع طرق عاملهم الله بعدله.
لكن هناك موضوع أهم من هذا - على عظم أهمية هذا - ألا وهو التقية الصوفية.
من لا يعرف التقية الصوفية لا يعرف الصوفية ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html). نقطة.
جزاك الله خيرا. لقد قرأت الموضوع سابقا لكنه الان أتى في وقته فإنني بحاجة إليه فهو من المواضيع القيمة المختارة التي يجب تثبيتها وليس فقط نشرها في مدونة: الاشاعرة .. الوجه الآخر.(63/48)
من علامات أهل البدع
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[24 - 04 - 10, 06:06 م]ـ
الحمد لله .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
فهذه علامات أهل البدع، في زمن كثر فيه أهل البدع، وظاهروا أعداء الإسلام على محاربة دين الله تعالى، نضعها بين يدي إخوتي طلاب العلم، حتى يعرفونهم بسيماهم - ولا شكَّ على أنَّهم معروفون عند إخواني من طلاب العلم لكن من باب التذكير بحالهم.
وهذه الكلمات النيرات هي من كلام الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني رحمه الله تعالى، من كتابه النافع المبارك:" عقيدة السلف أصحاب الحديث ".
وكلامه هذا موجود في طبعة الشيخ:" بدر البدر ". من الصفحة: (101). حتى: (107).
قال رحمه الله تعالى
وعلامات أهل البدع على أهلها بادية ظاهرة، وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم، واحتقارهم لهم واستخفافهم لهم، وتسميتهم إيَّاهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة، اعتقاداً منهم في أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّها بمعزل عن العلم، وأنَّ العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة، ووساوس صدروهم المظلمة، وهواجس قلوبهم الخالية من الخير وكلماتهم، وحججهم العاطلة بل شبههم الداحضة الباطلة: [أؤلئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبضارهم]. محمد: (23): [ومن يهن الله فما له من مكرم إنَّ الله يفعل ما يشاء]. الحج: (18).
163 - سمعتُ الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول: سمعتُ أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول: سمعتُ جعفر بن أحمد بن سنان الواسطي يقول: سمعتُ أحمد بن سنان القطَّان يقول: ليس في الدنيا مبتدع إلاَّ وهو يبغض أهل الحديث فإذا ابتدع الرجل نزعت حلاوة الحديث من قلبه.
164 – قال وسمعتُ الحاكم رحمه الله يقول: سمعتُ أبا الحسين محمد بن أحمد الحنظلي ببغداد يقول: سمعتُ أبا إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي يقول: كنتُ أنا وأحمد بن الحسن الترمذي عند إمام الدين أبي عبد الله أحمد بن حنبل، فقال له أحمد بن الحسن: يا أبا عبد الله ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة أصحاب الحديث، فقال: أصحاب الحديث قوم سوء، فقام أحمد بن حنبل وهو ينفض ثوبه ويقول: زنديق زنديق حتى دخل البيت.
165 – قال وسمعتُ الحاكم أبا عبد الله يقول: سمعتُ أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى يقول: سمعتُ أبا نصر بن سلام الفقيه يقول: ليس شيء أثقل على أهل الالحاد ولا أبغض إليهم من سماع الحديث ورواياته بإسناده.
166 – قال: وسمعتُ الحاكم يقول: سمعتُ الشيخ أبا بكر أحمد بن غسحاق بن أيوب الفقيه وهو يناظر رجلاً، فقال الشيخ أبو بكر: حدَّثنا فلان، فقال له الرجل: دعنا من حدَّثنا إلى متى حدَّثنا .. ؟؟. فقال الشيخ له: قم يا كافر فلا يحل لك أن تدخل داري بعد هذا أبداً، ثُمَّ ألتفت إلينا وقال: ما قلتُ قط لأحد ما تدخل داري إلاَّ هذا.
167 – وسمعتُ الأستاذ أبا منصور محمد بن عبد الله بن حمشاد العلم الزاهد رحمه الله تعالى يقول: سمعتُ أبا القاسم جعفر بن أحمد المقري الرازي يقول: قرأ على عبد الرحمن بن أبي حاتم ,انا أسمع سمعتُ أبي يقول: - عتى به الإمام في بلده أباه محمد بن إدريس الحنظلي الرازي - يقول: علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل الأثر حشوية، يريدون بذلك إبطال الأثر، وعلامة القدرية تسميتهم أهل السنة مشبهة، وعلامة الرافضة تسميتهم أهل الأثر نابتة وناصبة.
168 – قال أبو عثمان: قلتُ أنا: وكل ذلك عصبية ولا يلحق أهل السنة إلاَّ اسم واحد وهو: أهل الحديث.
169 – قال أبو عثمان: قلتُ أنا: رأيتُ أهل البدع في هذه الأسماء التي لقبوا بها أهل السنة سلكوا - ولا يلحقهم شيء منها فضلاً من الله ومنه – معهم مسلك المشركين لعنهم الله ن مع رسول الله صلى الله عليه سولم فإنَّهم اقتمسوا القول فيه، فسماه بعضهم ساحراً، وبعضهم كاهناً، وبعضهم شاعراً، وبعضهم مجنوناً، وبعضهم مفتوناً، وبعضهم مفترياً مختلقاً كذاباً، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم من تلك المعائب بعيداً بريئاً، ولم يكن إلاَّ رسولاً مصطفى نبياً، قال الله عز وجل: [انظروا كيف ضروا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلاً]. الفرقان: (9)
170 – و كذلك المبتدعة خذلهم الله اقتمسوا القول في حملة أخباره ونقلة آثاره ورواة أحاديثه المقتدين به المهتدين بسنته المعروفين بأصحاب الحديث، فسماهم بعضهم حشوية، وبعضهم مشبهة، وبعضهم نابتة، وبعضهم ناصبة، وبعضهم جبرية، ,اصحاب الحديث عصامة من هذه المعايب بريئة زكية نقية، وليسوا إلاَّ أهل السنة المضية، والسيرة المرضية، والسبل السوية، والحجج البالغة القوية، قد وفقهم الله جلَّ جلاله لاتباع كتابه ووحيه وخطابه، واتباع أقرب أؤليائه، والإقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم في أخباره التي أمر أمته بالمعروف من القول والعمل، وزجرهم فيها عن المنكر منهما، وأعانهم على التمسك بسيرته والاهتداء بملازمة سنته، وجعلهم من ابتاع أقرب أؤليائه، وأكرمهم وأعزهم، وشر صدرورهم لمحبته، ومحبته أئمة شريعته، وعلماء أمته، ومن أحب قوماً فهو معهم يوم القيامة بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم:" المرء مع من أحب ".
انتهى كلام الإمام إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/49)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 04 - 10, 11:09 ص]ـ
شكر الله لك أبا محمد
أهل الحديث هم أهل النبي وإن ...... لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
ـ[محمد بن يحيى محمد]ــــــــ[29 - 04 - 10, 09:59 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا محمد، والخلاصة أن علامة أهل البدعة تقديم كلام الرجال على النصوص الثابتة، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.(63/50)
الرد على المقال (ابن تيميه يطعن فى خديجه ام المؤمنين!!!!!) للملثم أحمد
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[24 - 04 - 10, 06:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الرد على مقال الصوفي (الملثم أحمد)
__________________
الرد على المقال أعلاه ...
بقلم: أبو عبد الله الرياني
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه ..
وبعد:
فإن العيب كل العيب أن يأتي من يجهل اللغة العربية يفسر ويبين معاني اللغة ومقاصد أقوال أهل العلم والصلاح ..
وكما قال الشافعي رحمه الله: أهل العربية جن الإنس يبصرون ما لا يبصر غيرهم ..
أقول: وأهل اللغة المشققة والمرقعة لا يبصرون إلا ما يبصره الأعور ..
فهذا الرجل أتى بكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وفسره (بهواه) ليتهم شيخنا .. حسدا أو حقدا ..
أو لأن شيخ الإسلام حارب أهل الشركيات والاستغاثات بغير رب الأرض والسماوات ..
فكان هذا الرجل ممن يريد أن يطعن في شيخ الإسلام رحمه الله ,,
فأعمي بصر هذا الصوفي عن الحق فطعن بالباطل شيخنا طعنا شديدا ..
وضل ضلالا بعيدا ..
نحن لا نثبت العصمة لأحد لكن يجب على الحق أن يظهر وأن يدحر أهل الباطل بباطلهم سواءً بغيّهم أو ضلالهم ..
أما وقولهم أن ابن تيمية يحمل بغض سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم .. وحاشاه رحمه الله ..
لكن إنما قالوا هذا لأن الشيخ كان يدفع الشرك والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبدافع عن التوحيد ....
فأصبحوا يرون دفع التوسل بالنبي بغضا له ..
لم يدروا بأن الحب الحقيقي للنبي صلى الله عليه وسلم هو اتباع هديه وسنته صلى الله عليه وسلم لا التمادي والغلو فيه صلى الله عليه وسلم بل إنه كان يقول: " قولوا عبد الله ورسوله" تواضعا منه .. وكان يأبى صلى الله عليه وسلم أن يقوم الصحابة له تعظيما ..
وكانوا لا يقومون له لأنهم يعلمون أن حبه يكون باتباعه لا الغلو فيه كما فعل النصارى أهل الخسارة ..
وأيضا كما فعل بعض الشيعة حين ألّهوا عليا ..
رضي الله عنه ..
وإن الرجل الصوفي كاتب المقال أخذ بالتدليس في قول شيخ الإسلام تدليسا يلمحه المتمعن في نقله لكلام شيخ الإسلام ..
فهو يقف يعلق على كلام له اتصال بكلام له معنى ..
فأنا إن قلت:
مشيت فوقعت ..
فهنا المعنى تم أني وقعت ..
ولكن إن قلت:
مشيت فوقعت لولا أنه أمسكني ..
فهنا لم أقع ..
....
أو أن الرجل لم يدلس وإنما هو جاهل بالعربية الفصحى ..
أو جاهل بالفهم ..
فإنا إن لم نعذره بهذه الأعذار ..
حسبناه ضالا مضلا عن قصد ..
حيث نقل الكاتب كلام شيخ الإسلام ..
" (وهؤلاء يقولون بقوله لخديجه .. ما ابدلنى الله بخير منها .. ان صح معناه .. < تامل.ان صح معناه > .. فخديجه كان خيرها مقصورا على نفسه!!! لم تبلغ عنه شيئا!!! ولم تنتفع بها الامه!!!!! .. ) "
وما وقفت عليه أن ابن تيمية رحمه الله قال
"فخديجة كان خيرها مقصورا على نفس النبي صلى الله عليه وسلم لم تبلغ عنه شيئا ولم تنتفع بها الأمة كما انتفعوا بعائشة رضي الله عنها"
إن كاتب المقال دلّس ونقل باطلا كلام شيخ الإسلام ... لعله عن جهل ..
لكن الرجل لم يضع الكلام كاملا حين قال شيخ الإسلام
"لم تنتفع بها الأمة كما انتفعوا بعائشة"
فالأمر واضح أن عائشة رضي الله عنها نقلت عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد ماتت بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف خديجة رضي الله عنهما التي توفيت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ..
ثم إن الفعل للأمة وليس لخديجة
"لم تنتفع بها الأمة كما انتفعت بعائشة"
...
إن الرجل حين نقل المقال وضع نقاطا بعد كلمة
"لم تنتفع بها الأمة ... "
ليبين أن شيخ الإسلام انتقص من خديجة ..
وفي صحيح البخاري من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه:
"كمل من الرجال كثير ولم يكمل من الناس إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وإن فضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"
وهذا هو الانتقاص من العلماء ..
حين يفسر كلامهم الحق بقول باطل لا أصل له ولا تأويل ..
والله المستعان ..
فإما أن الرجل جاهل بالعربية جهلا عميقا ..
أو أن الرجل قصد الانتقاص من الشيخ لم يقصد بلوغ الحق ..
ثم ..
أتى بكلام لشيخ الإسلام رحمه الله متهما له أنه يكمل تجريح خديجة رضي الله عنها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/51)
"وحتى يحصل لها من كمال الايمان به .. مثل ما حصل لمن علمه من امن به بعد كمال الدين!!!! "
لاحظ أنه يضع نقاطا بعد كلمة "الإيمان به"
لا يدري الفصيح أن (مثلما) مرتبطة بالجملة
أو أنه يريد أن يدلس ..
والله المستعان ..
ثم بعد نقله للكلام أخذ يقول أن هذه هي الكارثة الكبرى أنه يتهما أنها ليست كاملة الإيمان!!
وما وقفت عليه هو هذا الكلام لشيخ الإسلام:
"
ولا كان الدين قد كمل حتى تعلمه ويحصلها من كمال الإيمان به ما حصل لمن علمه وامن به بعد كماله ومعلوم أن من اجتمع همه على شيء واحد كان أبلغ فيه ممن تفرق همه في أعمال متنوعة فخديجة رضي الله تعالى عنها خير له من هذا الوجه"
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
فقصد أبي العباس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله واضح ..
ومن المعضلات توضيح الواضحات ..
أنه لم يكمل الدين حتى تعلمه كله فقد توفيت رضي الله عنها قبل كماله وتمامه ..
هذا هو ديدنهم ..
أن يأتوا يولولون ويضعون عبارات تهيج وتثير المشاعر ومع التدليس ..
فأصبح كوكتيلا ينطلي على العوام ..
وعلى الصوفية الجهلة منهم ..
بل على المتعلمين منهم ..
فتجد بعضهم يرى التدليس الواضح ..
ولكن يجيب قائلا:
"بسم الله الرحمن الرحيم
لقد صمت الوهابيه ........ فلا تسمع لهم ركزا "
فإذا تكلم أهل السنة والجماعة حظرونا من منتداهم ..
(لاحظ حقدهم على ابن تيمية وعلى أهل السنة والجماعة يقولون "وهابية" وكأن ابن تيمية ولد بعد الشيخ محمد بن عبد الوهاب فتبعه)
يحظرونا من منتداهم الذي فيه سب وشتم لأهل السنة والجماعة ..
وتعظيم لأهل البدع والشركيات ..
وإنما كتبت المقال هنا لأنهم حظروني في منتدى الصوفية متهميني أنني تكفيري أدافع عن أهل البدع ..
يقصدون علماءنا ابن باز وابن عثيمين والألباني وابن تيمية رحمهم الله جميعا ..
ونسأل الله أن يهديهم للحق والصواب ..
وأن يبعد عنا مكرهم وكذبهم وتدليسهم ..
إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
ولسنا ندفع عن مشايخنا إلا لأنه هذا حقنا عليهم وهذا هو منهج أهل السنة والجماعة في الدفاع عن أهل الحق ولكي يظهر الحق من الباطل ولنظهر ضلال من ضل عن السبيل مضلا غيره بتضليل أهل الحق بكلامهم الباطل ..
والله المستعان ..
( http://abuabdullah.0jet.com/AEa-UEI-Caaa-CaNiCai-b1/CaNI-Uai-CaaCa-CEa-Eiaia-iOUa-Yi-IIiIa-Ca-CaaAaaia--aaaaEa-AIaI-b1-p18.htm)(63/52)
القرطبي: طريقة الصوفية بعيدة عن الصواب، غير لائقة بالبشر، ولا مستمرة على السنن .. !!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[25 - 04 - 10, 12:05 ص]ـ
القرطبي: طريقة الصوفية بعيدة عن الصواب، غير لائقة بالبشر، ولا مستمرة على السنن .. !!
يقول القرطبي رحمه الله: " فأما طريقة الصوفية أن يكون الشيخ منهم يوما وليلة وشهرا مفكرا لا يفتر، فطريقه بعيدة عن الصواب غير لائقة بالبشر، ولا مستمرة على السنن ". تفسير القرطبي، من تفسيره لأواخر سورة آل عمران.
ـ[محمد بن يحيى محمد]ــــــــ[29 - 04 - 10, 04:23 م]ـ
كلام نفيس، نسأل الله السلامة
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 06:39 ص]ـ
اللهم وفقنا للزوم الحق والثبات عليه
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 02:58 م]ـ
القرطبي ناقلا عن أبي بكر الطرطوشي: مذهب الصوفية بطالة، وجهالة، وضلالة .. !!
سئل الإمام أبو بكر الطرطوشي رحمه الله:
ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصوفية؟ واعلم - حرس الله مدته - أنه اجتمع جماعة من رجال، فيكثرون من ذِكر الله تعالى، وذِكر محمد صلى الله عليه وسلم، ثم إنهم يوقعون بالقضيب على شيء من الأديم – الجِلد -، ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد حتى يقع مغشيّاً عليه، ويحضرون شيئا يأكلونه، هل الحضور معهم جائز أم لا؟ أفتونا مأجورين.
فأجاب:
" يرحمك الله، مذهب الصوفية بطالة، وجهالة، وضلالة، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنَّة رسوله، وأما الرقص والتواجد: فأول من أحدثه أصحاب " السامري "، لمَّا اتخذ لهم عجلاً جسداً له خوار، قاموا يرقصون حواليه، ويتواجدون؛ فهو دين الكفار، وعُبَّاد العجل؛ وأما القضيب: فأول من اتخذه الزنادقة؛ ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى؛ وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه كأنما على رؤوسهم الطير من الوقار، فينبغي للسلطان، ونوابه: أن يمنعهم عن الحضور في المساجد، وغيرها؛ ولا يحل لأحدٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطلهم؛ هذا مذهب مالك، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وغيرهم من أئمة المسلمين، وبالله التوفيق " انتهى.
نقله عنه الإمام القرطبي في "تفسيره" (11/ 237، 238).
__________________(63/53)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: هل من مساعد
ـ[وليد شرة]ــــــــ[25 - 04 - 10, 03:12 ص]ـ
بسم الله والصلاة والصلاة على خير خلق الله وبعد:-
.... مما لا يخفى علينا من العلماء (ابن قيم الجوزى) الذى ملئت كتبه وعلمه الأفاق رحمه الله الإمام المحدث العابد الزاهد العالم بأمراض النفوس والذى تفنن فى إصلاحها للنجاة بها إلى أعلى الجنان.
الذى دون لنا شتى الفوائد فى كتابه (الفوائد)
ومما لا يخفى علينا انا أشار فى بعض كتبه أنه يريد أن يقوم بشرح أسماء الله الحسنى ولكن لم يصل إلينا أنه قام بشرحها ولكن شرحها فى أماكن متفرقة فى مؤلفاته مثل كتاب بدائع الفوائد الكتاب الشيق الملئ بالفوائد التى كنت لا نتخيل أتصور ان أعرفها ففى كتابه بدائع الفوائد شرح إسم الله (السلام) شرحاً مستفيضاً وشرح اسم (الرحمن) وإسم (الرحيم) فى كتابه مدارج السالكين وذكر رحمه الله أسماء عديدة للملك سبحانه وتعالى فى نونيته القيمة (نونية ابن القيم) رحمه الله الإمام ابن قيم الجوزى واسكنه الفردوس الأعلى إنه ولى ذلك والقادر عليه؟
اما بعد
فهل يستطيع أن يدلنا أحد من الأخوة على كتاب جمع لنا شرح أسماء الله الحسنى من كتب إبن القيم إن كان يوجد؟
Question
أو هل يستطيع أحد من الأخوة من أصحاب الهمم العالية الذين يسارعون فى فعل الخيرات ونشر العلم أن يقوم بجمعها من كتب ابن القيم رحمه الله أعاننى الله وإياكم على طاعته وخدمة دينه إنه ولى ذلك والقادر عليه
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[25 - 04 - 10, 07:54 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
راجع كتاب الشيخ صالح الشامي " ابن قيم الجوزية .. العالم الموسوعي والداعية المصلح.
وراجع كتاب الشيخ بكر أبو زيد عن ابن القيم.
ففي هذه الكتب ذكر كتاب الإمام رحمه الله شرح أسماء الله الحسنى
ـ[وليد شرة]ــــــــ[25 - 04 - 10, 02:57 م]ـ
ياأخى ممكن تضع لى روابط الكتب بصيغة bdf أو تذكر لى إسم الكتاب الذي شرح فيه ابن القيم أسماء الله الحسنى
وجزاك الله خيرا
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[26 - 04 - 10, 01:06 ص]ـ
يبدوا أن كتاب الشيخ سعيد بن وهف القحطاني عن الأسماء الحسنى و شرحها ..
فهذا يفيدك جداً وفيه نقولات عن ابن القيم في شرح أسماء الله الحسنى ..
ـ[عبدالسميع]ــــــــ[24 - 05 - 10, 02:26 م]ـ
جزاك الله خير(63/54)
سؤال هل الخضر حى؟ ارجوا الجواب
ـ[خالد نصر]ــــــــ[25 - 04 - 10, 07:10 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
قرأت فى فتاوى شيخ الاسلام احمد بن تيمية رحمه الله فى المجلد الرابع طبعة دار الرحمة
صفحة 337عن الخضر والياس هل هما معمران؟ فأجاب الشيخ ليسا فى الاحياء ولا معمران.
وفى صفحة 339 سئل الشيخ عن الخضر هل هو حى؟ قال هو حى.
فوجدت قد حدث عندى اشكال فهل عند احدكم توضيح لازالة هذا الاشكال وجزاكم الله خيرا.
ـ[خالد الغنامي]ــــــــ[25 - 04 - 10, 08:44 م]ـ
راجع http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6017
ـ[خالد نصر]ــــــــ[26 - 04 - 10, 12:12 ص]ـ
راجع http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6017
والله من القلب جزاكم الله خيرا. وجزى الله اخى " ابو عمرو المصرى " خير الجزاء على هذا
النقل الرائع الذى استفدت منه وراجعت فتوى الشيخ فى المجلد 27 صفحة 100 فوجدت ان كلام
الشيخ واضح وضوح الشمس فى كبد النهار وان القول الأخر ليس من كلام الشيخ رحمه الله.(63/55)
عقيدة الإمام الطبراني السلفية
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[25 - 04 - 10, 06:38 م]ـ
عقيدة الإمام الطبراني السلفية
كتبه
أبو معاوية مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن استنّ بسنّته.
الحمد لله الذي هدانا للإسلام ولمنهج السلف الصالح عليهم الرضوان، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
أما بعد، فأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني الشامي (260 – 360 هـ) هو – كما وصفه الحافظ الذهبي – الإمام، الحافظ، الحجّة، الثِّقة، الرّحّال الجوّال، محدِّث الإسلام، مسند الدنيا، علمُ المعمّرين. ووصفه الحافظ يحيى بن عبد الوهاب ابن منده في الجزء الذي ترجم له فيه بقوله: إن ممّا أنعم الله على أهل أصبهان أن قد تفضل وامتنّ عليهم بقدوم الإمام المبجل والحافظ المفضل أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الطبراني رحمة الله عليه من طبرية الشام إلى هنا لفضله وعلمه وديانته وحفظه وإتقانه وطوله ورزانته وحمله وحسن سيرته الجميلة وطريقته القويمة المستقيمة ونشر ما سمعه من الأحاديث في المدائن والأمصار وإلحاقه الأصاغر بالأكابر بعلو أسانيد الأخبار وإيصاله الأبناء بالآباء والأسباط بالأجداد ومن اشتغاله في الصغر بهذا الشأن وتردده في الأقطار والبلدان.
وقال: سمعت أحمد بن عبد الرحمن يقول: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن رحمه الله يقول: سليمان بن أحمد بن أيوب أشهر من أن يدل على فضله وعلمه وحدث بأصبهان ستين سنة فسمع منه الآباء ثم الأبناء الأسباط حتى لحقوا بالأجداد، وكان رحمه الله واسع العلم كثير التصانيف، وقيل ذهبت عيناه في آخر أيامه فكان يقول: الزنادقة سحروني.
قال أبو معاوية البيروتي: والحديث عن فضائل الإمام الطبراني طويل ومشرف، ومن أراد الاستزادة في ترجمته العطرة فليرجع إلى الجزء الذي ألفه الحافظ ابن منده في ترجمته وإلى ترجمة الطبراني في " سير أعلام النبلاء " و " تاريخ الإسلام " وغيرهما. أما هنا، فسأتكلّم عن عقيدته السلفية رحمه الله، ومعظم النقولات من " جزء " الحافظ ابن منده، فإنْ كان في غيره ذكرت مصدر النقل.
1 – سيره على منهج أهل الحديث في العقيدة ووقيعة أهل البدع فيه وافترائهم عليه بأنه من المُشَبِّهة والحَشَويِّة:
قال الحافظ ابن منده في " جزئه ":
من طريقته المستقيمة وأفعاله الحميدة إنزال مشائخة منازل الأئمة السلف ووقيع الزنادقة من أهل البدع فيه وتسميتهم إياه مشبِّهاً، كما سمعت الإمام (عمِّي رحمه الله ... أبا القاسم يقول ... سمّاهم زنادقة ... بالمشبِّهة: أبو) (1) مسعود أحمد بن الفرات الرازي وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأبو عبد الله محمد بن ... ولا أعرف رابعهم، فإذا رأيتم من يقع فيهم أو في واحد منهم فاعلموا أنه على غير الطريق.
وقال الإمام عمي رحمه الله: أخبرت عن أبي عبد الله الشعار أنه قال: أبنا أحمد بن هارون البردعي قال: سمعت أبا زرعة الرازي يذكر عن محمد بن أبان، قال: سمعت وكيع بن الجراح رحمة الله عليه يقول: من علامة الجهمية أن يسموا أصحاب الحديث مشبهة.
وكذلك قال عبد الله بن المبارك ووهب بن جرير و (أبو) عاصم النبيل وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وقتيبة بن سعيد وعتبة بن وهب وحرب بن إسماعيل وأبو مسعود الرازي وأبو حاتم الرازي وأبو زرعة الرازي وبشر بن الوليد و عبد الله بن محمد بن النعمان وغيرهم من أئمة الدين رحمة الله عليهم أجمعين.
ومقصودنا من إيراد هذا الفصل أن الامام أبا القاسم الطبراني رحمه الله قد أقام نفسه بما قد نسبه أهل البدع والخلاف اقتداء بالأئمة السلف والصالحين قبله بهذه النسبة إليهم، مع أن المبتدعة والمخالفين له كانوا يموتون على علو إسناده وكثرة أحاديثه، وقد سمعوا منه ورووا عنه، مع هذا ويطعنون عليه ويزعمون أنه كان حشويًّا!! وهل يضر القمر نباح الكلب؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/56)
مع أني سمعت مشائخنا رحمة الله عليهم يقولون: من نعتمد عليهم يقولون: أملى الامام أبو القاسم الطبراني رحمه الله في الجامع العتيق بأصبهان حديث عكرمة مولى ابن عباس رضي الله تعالى عنه في الرؤية، فأنكر عليه ابن طباطبا العلوي ورماه بدواة كانت بين يديه إليه، فلما رأى الطبراني ذلك منه واجهه بكلام اختصرته أنا صيانة لأقوام، وقال في أثناء كلامه: أما تسكتون وتشتغلون بما أنتم فيه ولا تزعجونا عما سكتنا حتى لا نذكر ما جرى يوم الحرة! فلما سمع ابن طباطبا ذلك منه قام واعتذر إليه وندم على ما فعل واستغفر، فقبل الطبراني عذره، وكان هذا من علمه الوافر بالأنساب والتواريخ وما جرى بين الناس في الخصومات والمجادلات، وقد اختصرنا على هذا القدر فقد سكتنا عما سكت عنه الإمام أبو القاسم الطبراني رحمه الله.
2 – قول الطبراني باستواء ربنا على عرشه:
نقل الحافظ الذهبي في كتابه " العلو للعليّ العظيم " عن الطبراني في " كتاب السنة " له:
" باب ما جاء في استواء الله تعالى على عرشه، بائن من خلقه "،
ثم روى الطبراني أحاديث للدلالة على الباب.
3 – موقفه من الإمامين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وهجرانه أهل البدع لكلامهم فيهما:
قال ابن منده في " جزئه ":
وجدت عن أحمد بن جعفر الفقيه أبنا أبو عمر بن عبد الوهاب قال: سمعت أبا القاسم الطبراني رحمه الله يقول: لما قدم أبو علي بن رستم من فارس دخلت عليه، فدخل عليه بعض الكتاب فصبّ على رجله خمس مئة درهم فلما خرج قال: ارفع يا أبا القاسم هذا، فرفعته، فجعلت أحدث إلى أن دخلت أم عدنان ابنته فصبت على رجله خمس مئة درهم فقمت، فقال: إلى أين يا أبا القاسم؟ فقلت: قمت لأنك تقول إنما جلست لهذا، فقال: ارفع هذا أيضاً، فلما كان آخر أمره تكلم في أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما ببعض شيء، فخرجت من عنده ولم أعد إليه بعد.
فرحم الله تعالى أبا القاسم الطبراني ما أحسن سيرته وطريقته في هجران أهل البدع، فقد هجر أبا علي بن رستم بعد إنعامه عليه وأياديه لديه لما ظهر منه بعض شيء من حال أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، لأن حبهما إيمان وبغضهما نفاق.
4 – إنكاره على الرافضة بدعهم:
كنت مريضا في بعض الحوانيت بمدينة شبام، فسمعت واحداً يقرأ هذه الآية: " إن عليًّا جمعه وقرأ به، فإذا قرأناه فاتّبع قراءته "، وأهلها كانوا من غلاة الشيعة، فأردت أن أرد عليه فمنعني بعض الغرباء عن ذلك وقال: أهل هذه المدينة كلها روافض، لو قلت شيئا لسعيت في إراقة دمك! الزم السكوت! اهـ.
(أوردها السمعاني في كتاب الأنساب (مادة: الشبامي) قال: حكي عن الطبراني أنه قال: ... فذكرها)
=======================
(1) نقلت ما بين القوسين من طبعة الشيخ حمدي السلفي الأخيرة لجزء ابن منده.
ـ[محمد معطى الله]ــــــــ[25 - 04 - 10, 07:02 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم، نُقول طيبة
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[26 - 04 - 10, 06:09 م]ـ
وإياكم يا أخي،
وإن شاء الله سأضيف ما يتيسّر من نقولات أُخَر عن عقيدة الإمام الطبراني رحمه الله.
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[26 - 04 - 10, 06:52 م]ـ
الحمد لله رب .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
جزاك الله تعالى خيراً أخي الحبيب:" أبو معاوية البيروتي ". ونفع بك، وهذا بحث نافع على صغره، بارك الله فيك.
أخوكم من بلاد الشام
ابو محمد السوري
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[28 - 04 - 10, 07:35 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا محمد،
5 – مؤلفات الإمام الطبراني في إظهار العقيدة السلفية والرد على أهل البدع:
أ - كتاب السنة (عشرة أجزاء).
قال حمد التويجري في شرح الفتوى الحموية:
الكتاب لا يزال مفقوداً، وقد حرص بعض إخواننا على جمعه لكن من خلال الكتب الأخرى، يأتي مثلاً إلى ما أورده الشيخ، يقول مثلاً: رواه الطبراني، ذكر الطبراني في كتاب (السنة) عن فلان عن فلان، ينقل هذا الشيء، فهو حاول، يعتبر أجود الموجود إلى أن يوجد الكتاب، شيخ الإسلام يحيل إليه كثيراً، وأيضا ابن القيم يحيل إليه كثيراً. اهـ.
وقال عبد الله الغنيمان في شرح كتاب التوحيد:
كتاب (السنة) للطبراني مفقود الآن لا وجود له؛ لأن هذا من الكتب التي أغاظت هؤلاء، فصاروا يتتبعون الكتب التي تؤلف في الرد عليهم ويحرقونها، بل يشترونها بغالي الأثمان ويحرقونها حتى لا توجد في الناس؛ لأنها تفضحهم. اهـ.
ب - كتاب بيان كفر من قال بخلق القرآن (جزء).
ج – كتاب الرد على المعتزلة (جزء).
د – الرد على الجهمية.
هـ – فضائل العلم واتباع الأثر وذم الرأي وأهله.
و - كتاب ذكر الخلافة لأبي بكر وعمر.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 08:02 م]ـ
ذكر الذهبي في مقدمة الأربعين البلدانية التي خرّجها من " المعجم الصغير " للطبراني،
فقال: وقد أفردت سيرته وذكرت أنه مات في سنة ستين وثلاث مئة ... . اهـ.
نقلته من كتاب د. بشار معروف " الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام " (ص 208).
وبما أن كتاب " السنة " للطبراني مفقود،
فلعل في" سيرة الطبراني " للذهبي نقولات أكثر عن عقيدة الإمام الطبراني السلفية،
فهل يوجد هذا الكتاب مطبوعاً أو مخطوطاً لنراجعه؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/57)
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[04 - 05 - 10, 10:34 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=552945
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1245182
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[21 - 05 - 10, 04:37 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=552945
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1245182
جزاك الله خيراً،
وهذا فصل (عقيدة الطبراني) للدكتور عبد الله البراك، نقلته من الملف الموجود في الرابط أعلاه:
- عقيدته:
الإِمام الطبراني، إمام من أئمة السنة، سار على سَنَن من سبقه من علماء الإسلام في الدفاع عن العقيدة الصافية: إملاءً للأحاديث الدالة على العقيدة السليمة، وتأليفًا في مسائل أصول الدين مما وقع فيها الخلاف بين أهل السنة ومخالفيهم.
وإليك بيان ذلك:
- قال يحيى بن منده: " ومن طريقته - أي الطبراني - المستقيمة وأفعاله الحميدة إنزال مشايخه منازل الأئمة ... ولما ذكر بعض الأئمة مع الإِمام الطبراني قال: " فإذا رأيتم من يقع فيهم أو في واحدٍ منهم فاعلموا أنه على غير الطريقة " (1)
(" كتاب يحيى بن منده عن الطبراني " (ص356 - 357).)
.
- ومن ذلك أنه كان يملي حديث عكرمة مولى ابن عباس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - في الرؤية في الجامع العتيق بأصبهان، ويردُّ على كل من اعترض عليه من أهل الأهواء والمبتدعة والمخالفين له، بل وصل حال المخالفين له إلى الطعن فيه، كما يقول ابن منده: " مع أن المبتدعة والمخالفين له كانوا يموتون على علو إسناده وكثرة أحاديثه، وقد سمعوا منه ورووا عنه، مع هذا يطعنون عليه ويزعمون أنه كان حشويًّا " (2)
(" كتاب يحيى بن منده عن الطبراني " (ص356 - 357).)
.
- ومن مؤلفاته التي تدل على معتقده السُّني الأثري:
(1) " كتاب يحيى بن منده عن الطبراني " (ص356 - 357).
(2) " كتاب يحيى بن منده عن الطبراني " (ص356 - 357).
- كتاب السنة، وسيأتي التعريف بمنهجه وموضوعه وما اشتمل عليه من أحاديث وآثار.
- كتاب الرد على المعتزلة.
- كتاب الرد على الجهمية (1)
(قال في " المعجم الكبير " باب بيان كفر الجهمية الضلال برؤية الرب - عز وجل - في القيامة " " مسند جرير " (2/ 294).)
.
- كتاب بيان كفر من قال بخلق القرآن.
- كتاب دلائل النبوة.
- كتاب ذكر الخلافة لأبي بكر وعمر.
- كتاب فضائل العرب وعثمان وعلي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ -. اهـ.
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[21 - 05 - 10, 05:11 م]ـ
عقيدة الإمام الطبراني السلفية
كتبه
أبو معاوية مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن استنّ بسنّته.
الحمد لله الذي هدانا للإسلام ولمنهج السلف الصالح عليهم الرضوان، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
أما بعد، فأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني الشامي (260 – 360 هـ) هو – كما وصفه الحافظ الذهبي – الإمام، الحافظ، الحجّة، الثِّقة، الرّحّال الجوّال، محدِّث الإسلام، مسند الدنيا، علمُ المعمّرين. ووصفه الحافظ يحيى بن عبد الوهاب ابن منده في الجزء الذي ترجم له فيه بقوله: إن ممّا أنعم الله على أهل أصبهان أن قد تفضل وامتنّ عليهم بقدوم الإمام المبجل والحافظ المفضل أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الطبراني رحمة الله عليه من طبرية الشام إلى هنا لفضله وعلمه وديانته وحفظه وإتقانه وطوله ورزانته وحمله وحسن سيرته الجميلة وطريقته القويمة المستقيمة ونشر ما سمعه من الأحاديث في المدائن والأمصار وإلحاقه الأصاغر بالأكابر بعلو أسانيد الأخبار وإيصاله الأبناء بالآباء والأسباط بالأجداد ومن اشتغاله في الصغر بهذا الشأن وتردده في الأقطار والبلدان.
وقال: سمعت أحمد بن عبد الرحمن يقول: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن رحمه الله يقول: سليمان بن أحمد بن أيوب أشهر من أن يدل على فضله وعلمه وحدث بأصبهان ستين سنة فسمع منه الآباء ثم الأبناء الأسباط حتى لحقوا بالأجداد، وكان رحمه الله واسع العلم كثير التصانيف، وقيل ذهبت عيناه في آخر أيامه فكان يقول: الزنادقة سحروني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/58)
قال أبو معاوية البيروتي: والحديث عن فضائل الإمام الطبراني طويل ومشرف، ومن أراد الاستزادة في ترجمته العطرة فليرجع إلى الجزء الذي ألفه الحافظ ابن منده في ترجمته وإلى ترجمة الطبراني في " سير أعلام النبلاء " و " تاريخ الإسلام " وغيرهما. أما هنا، فسأتكلّم عن عقيدته السلفية رحمه الله، ومعظم النقولات من " جزء " الحافظ ابن منده، فإنْ كان في غيره ذكرت مصدر النقل.
1 – سيره على منهج أهل الحديث في العقيدة ووقيعة أهل البدع فيه وافترائهم عليه بأنه من المُشَبِّهة والحَشَويِّة:
قال الحافظ ابن منده في " جزئه ":
من طريقته المستقيمة وأفعاله الحميدة إنزال مشائخة منازل الأئمة السلف ووقيع الزنادقة من أهل البدع فيه وتسميتهم إياه مشبِّهاً، كما سمعت الإمام (عمِّي رحمه الله ... أبا القاسم يقول ... سمّاهم زنادقة ... بالمشبِّهة: أبو) (1) مسعود أحمد بن الفرات الرازي وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأبو عبد الله محمد بن ... ولا أعرف رابعهم، فإذا رأيتم من يقع فيهم أو في واحد منهم فاعلموا أنه على غير الطريق.
وقال الإمام عمي رحمه الله: أخبرت عن أبي عبد الله الشعار أنه قال: أبنا أحمد بن هارون البردعي قال: سمعت أبا زرعة الرازي يذكر عن محمد بن أبان، قال: سمعت وكيع بن الجراح رحمة الله عليه يقول: من علامة الجهمية أن يسموا أصحاب الحديث مشبهة.
وكذلك قال عبد الله بن المبارك ووهب بن جرير و (أبو) عاصم النبيل وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وقتيبة بن سعيد وعتبة بن وهب وحرب بن إسماعيل وأبو مسعود الرازي وأبو حاتم الرازي وأبو زرعة الرازي وبشر بن الوليد و عبد الله بن محمد بن النعمان وغيرهم من أئمة الدين رحمة الله عليهم أجمعين.
ومقصودنا من إيراد هذا الفصل أن الامام أبا القاسم الطبراني رحمه الله قد أقام نفسه بما قد نسبه أهل البدع والخلاف اقتداء بالأئمة السلف والصالحين قبله بهذه النسبة إليهم، مع أن المبتدعة والمخالفين له كانوا يموتون على علو إسناده وكثرة أحاديثه، وقد سمعوا منه ورووا عنه، مع هذا ويطعنون عليه ويزعمون أنه كان حشويًّا!! وهل يضر القمر نباح الكلب؟!
مع أني سمعت مشائخنا رحمة الله عليهم يقولون: من نعتمد عليهم يقولون: أملى الامام أبو القاسم الطبراني رحمه الله في الجامع العتيق بأصبهان حديث عكرمة مولى ابن عباس رضي الله تعالى عنه في الرؤية، فأنكر عليه ابن طباطبا العلوي ورماه بدواة كانت بين يديه إليه، فلما رأى الطبراني ذلك منه واجهه بكلام اختصرته أنا صيانة لأقوام، وقال في أثناء كلامه: أما تسكتون وتشتغلون بما أنتم فيه ولا تزعجونا عما سكتنا حتى لا نذكر ما جرى يوم الحرة! فلما سمع ابن طباطبا ذلك منه قام واعتذر إليه وندم على ما فعل واستغفر، فقبل الطبراني عذره، وكان هذا من علمه الوافر بالأنساب والتواريخ وما جرى بين الناس في الخصومات والمجادلات، وقد اختصرنا على هذا القدر فقد سكتنا عما سكت عنه الإمام أبو القاسم الطبراني رحمه الله.
2 – قول الطبراني باستواء ربنا على عرشه:
نقل الحافظ الذهبي في كتابه " العلو للعليّ العظيم " عن الطبراني في " كتاب السنة " له:
" باب ما جاء في استواء الله تعالى على عرشه، بائن من خلقه "،
ثم روى الطبراني أحاديث للدلالة على الباب.
3 – موقفه من الإمامين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وهجرانه أهل البدع لكلامهم فيهما:
قال ابن منده في " جزئه ":
وجدت عن أحمد بن جعفر الفقيه أبنا أبو عمر بن عبد الوهاب قال: سمعت أبا القاسم الطبراني رحمه الله يقول: لما قدم أبو علي بن رستم من فارس دخلت عليه، فدخل عليه بعض الكتاب فصبّ على رجله خمس مئة درهم فلما خرج قال: ارفع يا أبا القاسم هذا، فرفعته، فجعلت أحدث إلى أن دخلت أم عدنان ابنته فصبت على رجله خمس مئة درهم فقمت، فقال: إلى أين يا أبا القاسم؟ فقلت: قمت لأنك تقول إنما جلست لهذا، فقال: ارفع هذا أيضاً، فلما كان آخر أمره تكلم في أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما ببعض شيء، فخرجت من عنده ولم أعد إليه بعد.
فرحم الله تعالى أبا القاسم الطبراني ما أحسن سيرته وطريقته في هجران أهل البدع، فقد هجر أبا علي بن رستم بعد إنعامه عليه وأياديه لديه لما ظهر منه بعض شيء من حال أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، لأن حبهما إيمان وبغضهما نفاق.
4 – إنكاره على الرافضة بدعهم:
كنت مريضا في بعض الحوانيت بمدينة شبام، فسمعت واحداً يقرأ هذه الآية: " إن عليًّا جمعه وقرأ به، فإذا قرأناه فاتّبع قراءته "، وأهلها كانوا من غلاة الشيعة، فأردت أن أرد عليه فمنعني بعض الغرباء عن ذلك وقال: أهل هذه المدينة كلها روافض، لو قلت شيئا لسعيت في إراقة دمك! الزم السكوت! اهـ.
(أوردها السمعاني في كتاب الأنساب (مادة: الشبامي) قال: حكي عن الطبراني أنه قال: ... فذكرها)
=======================
(1) نقلت ما بين القوسين من طبعة الشيخ حمدي السلفي الأخيرة لجزء ابن منده.
ما شاء الله
جهد مشكوووور أخي الفاضل الحبيب .....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/59)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[21 - 05 - 10, 05:13 م]ـ
- ومن ذلك أنه كان يملي حديث عكرمة مولى ابن عباس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - في الرؤية في الجامع العتيق بأصبهان، ويردُّ على كل من اعترض عليه من أهل الأهواء والمبتدعة والمخالفين له، بل وصل حال المخالفين له إلى الطعن فيه، كما يقول ابن منده: " مع أن المبتدعة والمخالفين له كانوا يموتون على علو إسناده وكثرة أحاديثه، وقد سمعوا منه ورووا عنه، مع هذا يطعنون عليه ويزعمون أنه كان حشويًّا " (2)
(" كتاب يحيى بن منده عن الطبراني " (ص356 - 357).)
.
- ومن مؤلفاته التي تدل على معتقده السُّني الأثري:
(1) " كتاب يحيى بن منده عن الطبراني " (ص356 - 357).
(2) " كتاب يحيى بن منده عن الطبراني " (ص356 - 357).
- كتاب السنة، وسيأتي التعريف بمنهجه وموضوعه وما اشتمل عليه من أحاديث وآثار.
- كتاب الرد على المعتزلة.
- كتاب الرد على الجهمية (1)
(قال في " المعجم الكبير " باب بيان كفر الجهمية الضلال برؤية الرب - عز وجل - في القيامة " " مسند جرير " (2/ 294).)
.
- كتاب بيان كفر من قال بخلق القرآن.
- كتاب دلائل النبوة.
- كتاب ذكر الخلافة لأبي بكر وعمر.
- كتاب فضائل العرب وعثمان وعلي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ -. اهـ.
طالما انهم ينبزونه بالحشوي = عقيدته سلفية
جزاك الله خيرا ورحم الله اهل السنة
يموتون على علو اسناده!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
"مع أن المبتدعة والمخالفين له كانوا يموتون على علو إسناده وكثرة أحاديثه، وقد سمعوا منه ورووا عنه، مع هذا يطعنون عليه ويزعمون أنه كان حشويًّا "(63/60)
ما الدليل على ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله ......
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[25 - 04 - 10, 06:42 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وهم وإن شموا رائحة طيبة ورائحة خبيثة [أي الملائكة تشم ريحا طيبة حين يهم العبد بالحسنة كما جاء عن سفيان بن عيينة]، فعلمهم لا يفتقر إلى ذلك، بل ما في قلب ابن آدم يعلمونه، بل ويبصرونه ويسمعون وسوسة نفسه، بل الشيطان يلتقم قلبه؛ فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل قلبه عن ذكره وسوس، ويعلم هل ذكر الله أم غفل عن ذكره، ويعلم ما تهواه نفسه من شهوات الغي فيزينها له
ما الدليل على ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 02:00 ص]ـ
أخي الفاضل شيخ الإسلام قد ذكر الأدلة على ذلك، وتأمل النقل كاملاً يتبيّن لك ذلك؛ قال شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى 5/ 507 - 508) بعد أن تكلم على مثل قول الله تعالى (ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون) وقوله: (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) وآيات مماثلة؛ قال رحمه الله: "فان مثل هذا اللفظ اذا ذكره الله تعالى في كتابه دل على أن المراد أنه سبحانه يفعل ذلك بجنوده وأعوانه من الملائكة فان صيغة نحن يقولها المتبوع المطاع العظيم الذى له جنود يتبعون أمره وليس لأحد جند يطيعونه كطاعة الملائكة ربهم وهو خالقهم وربهم فهو سبحانه العالم بما توسوس به نفسه وملائكته تعلم فكان لفظ نحن هنا هوالمناسب، وكذلك قوله (ونعلم ما توسوس به نفسه) فانه سبحانه يعلم ذلك وملائكته يعلمون ذلك كما ثبت في (الصحيحين) عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال (اذا هم العبد بحسنة كتبت له حسنة فان عملها كتبت له عشر حسنات واذا هم بسيئة لم تكتب عليه فان عملها كتبت عليه سيئة واحدة وان تركها لله كتبت حسنة) فالملك يعلم ما يهم به العبد من حسنة وسيئة وليس ذلك من علمهم بالغيب الذى اختص الله به وقد روى عن بن عيينة أنهم يشمون رائحة طيبة فيعلمون أنه هم بحسنة ويشمون رائحة خبيثة فيعلمون أنه هم بسيئة وهم وان شموا رائحة طيبة ورائحة خبيثة فعلمهم لا يفتقر إلى ذلك بل ما في قلب بن آدم يعلمونه بل ويبصرونه ويسمعون وسوسة نفسه بل الشيطان يلتقم قلبه فاذا ذكر الله خنس واذا غفل قلبه عن ذكره وسوس ويعلم هل ذكر الله أم غفل عن ذكره ويعلم ما تهواه نفسه من شهوات الغى فيزينها له، وقد ثبت في (الصحيح) عن النبى صلى الله عليه وسلم في حديث ذكر صفية رضى الله عنها (ان الشيطان يجرى من بن آدم مجرى الدم)، وقرب الملائكة والشيطان من قلب بن آدم مما تواترت به الآثار سواء كان العبد مؤمنا أو كافرا واما أن تكون ذات الرب في قلب كل أحد كافر أو مؤمن فهذا باطل لم يقله أحد من سلف الأمة ولا نطق به كتاب ولا سنة بل الكتاب والسنة واجماع السلف مع العقل يناقض ذلك" إهـ.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 02:05 ص]ـ
وبهذا نعلم كيف تكتب الملائكة ما هم به الإنسان من خير وشر وإن لم يفعله ولم يتكلّم به، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعًا:"قال الله عز وجل إذا هَمَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ فلا تَكْتُبُوهَا عليه فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا سَيِّئَةً وإذا هَمَّ بِحَسَنَةٍ فلم يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا عَشْرًا"، فلولا أن الله قد أطلع الملائكة على همّ الإنسان لما علمت به ولما كتبته.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 02:09 ص]ـ
وإن كنت تريد دليل قول الشيخ رحمه الله عن الشيطان: بل الشيطان يلتقم قلبه؛ فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل قلبه عن ذكره وسوس، ويعلم هل ذكر الله أم غفل عن ذكره، ويعلم ما تهواه نفسه من شهوات الغي فيزينها له.
فدليلها ــ والله أعلم ــ ما رواه ابن أبي شيبة والطبري وغيرهم عن ابن عباس قال: " الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا ذكر الله خنس وإذا غفل وسوس " وهو موقوف عليه وإسناده صحيح، وذكره بنحوه البخاري تعليقًا.(63/61)
الرد على الشيعي كمال الحيدري الحلقة الاولى للشيخ مختار طيباوي
ـ[منهاج السنة]ــــــــ[26 - 04 - 10, 01:36 م]ـ
الرد على الشيعي كمال الحيدري
((نقض موقفه من موقف ابن تيمية من مناقب علي بن أبي طالب))
الحلقة الأولى
الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبيّ بعده، وبعد ......
فهذه حلقات خصصتها للرد على الشبهات و التلبيسات التي ألقاها الشيعي كمال الحيدري في برنامج:" مطارحات في العقيدة"،وهي شبهات ضعيفة تنم عن جهل بأصول الشريعة، و مقاصد الإسلام، ومرامي العلماء، وقواعد الاستنباط، و طرق التحليل، فإن ما يفسر به الحيدري كلام أئمة السنة الذي ينقله عنهم لا يمثل إلا وجهة نظره، ولكن التحليل لما ينقله هو ما يميّز بين الحقيقة و الخيال، بين الصواب و الخطأ، بين العلم والشبهة، و أخيرا بين الصدق و الكذب.
قال الحيدري:
ـ[محمد سمير]ــــــــ[26 - 04 - 10, 08:10 م]ـ
الدخول للرابط يحتاج الى كلمة سر فما نفعل
ـ[منهاج السنة]ــــــــ[26 - 04 - 10, 11:23 م]ـ
http://www.taibaoui.com/index.php?type=3(63/62)
طلب العون في الرد على من قال بإيمان فرعون
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[27 - 04 - 10, 02:52 ص]ـ
طلب العون في الرد على من قال بإيمان فرعون
الحمد لله الذي يهرع إليه المذنبون ويتقرب إليه المتقربون الذين هم إلى رحمة ربهم يسارعون وجنانه يطلبون سبحانه لا يطلب إلا منه العون أعز نبيه موسى وأذل الكافر فرعون فكان بينهما من البون ما يعلمه أصغر طلبة العلم والراسخون
وصل اللهم على سيدنا محمد الذي أخبرنا بهلاك ذلك المتكبر الملعون وسلام الله عليكم أيها الآل والصحابة والتابعون 0
وبعد:
فقد يعجب بعض القراء الأفاضل من هذا البحث فكل الأمة تعلم أن فرعون كافر متكبر متجبر وهو من أهل النار الخالدين فيها أبدا لكثرة النصوص القرآنية ثم النبوية التي تدل على كفر فرعون وعلى ضلاله وإضلاله
فلطالما أفسد في البلاد وقتل العباد وقرب إليه الأوغاد وجند الأجناد لتقتيل كل داعية وهاد
ولكن أقول لا تعجبوا إخواني فلفرعون هذا في زماننا محامي دفاع ينكر كفره وأنه من أهل النار بل ويعلم ذلك لطلابه ولطالما حاورتهم لكي أقنعهم بأن فرعون من أهل النار ولكن لم يزدادوا إلا تكبرا وعنادا كحال الذي يدافعون عنه
بل أكثرهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا
بل بعضهم طلب مناظرتي في منتدياته على النت فلما ناظرتهم ولوا مدبرين ولم يعقبوا ومكروا مكرا كبارا ولا أعلم أنه سيزيدهم ذلك إلا خسارا
ووقد ألغوا مشاركتي في منتداهم "الذي يدافعون فيه عن فرعون " وما ذلك إلا لإفلاسهم من الحجة فكيف تكون لهم حجة وهم غرقوا في تلك اللجة
فكيف يقتنعون مني وهم لم يقتنعوا بكلام كبار علماء بلادنا فلطالما دعاهم وبين عوارهم الشيخ عبد الله سراج الدين الحسيني ومن بعده تلميذه وصهره وابن أخته الدكتور نور الدين عتر كما سنرى
فقد تصدى لهم وبين جهلهم وسخافة تفكيرهم وعقولهم ولكن قد أشربوها في قلوبهم فلم يلتفتوا إلى كلامه
فلقد قال كبيرهم أن فرعون آمن ولكن أقبل إيمانه أم لم يقبل فهذا متروك علمه لله عز وجل
وعقب قائلا أنه لا يوجد نص أن فرعون في النار
فيا سبحان الله ما هذا الجهل الذي لم أشهد له نظير
ألم تقرأ أيها الشيخ القرآن في حياتك؟!!!
ألم تقرأ سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!!!
بل ما أردت إلا أن تنفرد بمسألة لتخالف الأمة - وخالف تعرف - كما يقول شيخنا عبد الله سراج الدين رحمه الله تعالى
إليكم أيها الأخوة الأفاضل الآيات والأحاديث التي تدل على كفر فرعون وأنه من أهل النار ويا حبذا لو يوصلوها الأخوة لذلك الشيخ لعله يتوب ويرجع إلى كتاب علام الغيوب وسنة البيب المحبوب صلى عليه وآله مفرج الكروب
والآن إلى دحض تلك الترهات والسخافات التي خرجت من تلك الأبواق الغبية
و بيان أن فرعون كافر من أهل النار
أولا:من القرآن
1 - وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ
إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ
يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ
وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ
هود 96 - 99
فهل أيها الأخوة سيذهب فرعون وقومه إلى النار برحلة إستطلاعية أم ماذا؟!!!
2 - وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ
وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ
فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ
وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يُنْصَرُونَ
سُورَةُ القَصَصِ 38 - 41
فإنه ليس في النار فقط بل من أئمتها فانتبهوا ويحكم
3 - النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ
سُورَةُ غَافِرٍ 46
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/63)
هل يعرضون عليها لكي يتدفئوا بنارها ويحكم إن لهيب جهنم ليلفح الوجوه ويحرقها من مسيرة كذا وكذا أعيذكم بالله منها
4 - ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ
الأعراف 103
لو أنه آمن فأين تكمن العبرة حتى يقول الله تعالى لموسى عليه السلام فانظر كيف كان عاقبة المفسدين
5 - قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاَءِ إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا
موسى عليه السلام يقول له إني لأظنك يا فرعون مثبورا
وهم يقولون لا نعرف هل قبل إيمانه أم لا!
عش رجبا ترى عجبا
6 - ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ 0يونس 75
هل المؤمن يا شباب يسمى مجرما لا سيما أن إيمانه كان في آخر لحظة في حياته
7 - فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلاً
المزمل 16
هل المؤمن يكون يوصف إيمانه بـ -وبيلا –
8 - هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ
فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ
سُورَةُ البُرُوجِ 17 - 19
ثانيا:الأدلة من السنة
1 - عبد الواحد بن سليم قال: قدمت مكة فلقيت عطاء بن رباح فقلت له يا أبا محمد إن أهل البصرة يقولون في القدر قال يابني أتقرأ القرآن؟ قلت نعم قال فأقرأ الزخرف قال فقرأت {حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون * وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} فقال أتدري ما أم الكتاب؟ قلت الله ورسوله أعلم قال فإنه كتاب كتبه الله قبل أن يخلق السموات وقبل أن يخلق الأرض وفيه إن فرعون من أهل النار وفيه تبت يدا أبي لهب وتب قال عطاء فلقيت الوليد بن عبادة بن الصامت صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم فسألته ما كان وصية أبيك عند الموت؟ قال دعاني أبي فقال لي يا بني أتق الله واعلم أنك لن تتقي الله حتى تؤمن بالله وتؤمن بالقدر كله خيره وشره فإن مت على غير هذا دخلت النار إني سمعت رسول الله عليه وسلم يقول إن أول ما خلق الله القلم فقال اكتب فقال ما أكتب؟ قال اكتب القدر ما كان وما هو كائن إلى الأبد
الترمذي والحديث صحيح
2 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلاَةَ يَوْمًا فَقَالَ: مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا؟ كَانَتْ لَهُ نُورًا، وَبُرْهَانًا، وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ، وَلاَ بُرْهَانٌ، وَلاَ نَجَاةٌ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ، وَفِرْعَوْنَ، وَهَامَانَ، وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ.
أخرجه أحمد والحديث صحيح
3 - خَلقَ الله يَحيى بنَ زَكريَّا في بَطنِ أُمِّهِ مُؤمِناً، وَخَلقَ فِرعونَ في بَطنِ أُمِّهِ كَافِراً
المعجم الكبير للطبراني والحديث حسن
4 - لمَّا أَغرقَ اللهُ فِرعونَ قالَ آمنتُ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ الَّذِى آمنتْ بهِ بَنُو إِسرائيلَ، قالَ جِبريلُ يَا مُحمدُ! لوْ رَأيتنى وأَنَا آخذٌ منْ حَالِ البَحرِ فأَدسُّهُ فِى فيهِ مَخافةَ أَنْ تُدركهُ الرَّحمةُ}
الترمذي وقال حديث حسن وقال غيره الحديث صحيح
5 - عن ميمون بن مهران قال: قال: سمعت الضحاك بن قيس يقول: اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة، فإن يونس كان عبدا صالحا ذاكرا لله، فلما وقع في بطن الحوت قال الله: (فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون) وإن فرعون كان عبدا طاغيا ناسيا لذكر الله فلما ادركه الغرق قال: آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين، الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين) *. مصنف ابن ابي شيبة
والأدلة أكثر بكثير من ذلك ولكن بذلك الكفاية لمن أراد الهداية
ثالثا: كلام للشيخ عبد الله سراج الدين الحسيني في المسألة
قال الدكتور نور الدين عتر في كتابه
صفحات من حيات الإمام شيخ الإسلام
عبد الله سراج الدين الحسيني رضي الله عنه
"ما مصير فرعون:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/64)
ومن المسائل التي أثيرت: دعوة صحة إيمان فرعون وقبول إيمانه , وإنه ناج من أهل الجنة!! لوجود ذلك في بعض نسخ من كتاب لكبار الصوفية , وقد تكررت هذه الدعوة في غير حلب , وأثارها بعض الناس غير المتمكنين في العلومالشرعية والتفسير , اثاروها في دمشق أكثر من مرة , وناقشت بعض هؤلاء وقد دأبعلى إثارة هذه المسألة أهل الزيغ بتهوين المعاصي والموبقات على الناس , لأهواء في نفوسهم , وربما أثارها البعض لمجرد التفرد برأي مخالف , أو غريب!
وقد عني شيخنا " عبد الله سراج الدين "رحمه الله تعالى في دروسهبالردعلى هذه الخرافة وأطال البحث فيها في دروس متعددة مستدلا بالنصوص القاطعة من القرآن والحديث فمن القرىن قوله تعالى:
يَقْدُمُ قَوْمَهُيَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ [سُورَةُ هُودٍ: 98]
قال: ليس الذهاب إلى النار ذهابا لنزهة إن سمومها يلفح القادم إليها قبل وصوله إليها بسبعين سنة 0
يشيربذلك إلى سخف التفكير بأن فرعون يدخل قومه النار ثم يرجع إلى الجنة؟! 0
ومن الحديث قوله صلى الله عليه وسلم في تارك الصلاة: " وحشر مع فرعون وهامان وأبي بن خلف "
وهامان وأبي كافران مخلدان في النار, ففرعون كذلك 0
قال: وإذا عاند أحد نقول له:حشرك الله مع فرعون
فهل يقبل؟!
قال لي رحمه الله:" وقد انزعجوا من هذا كثيرا , وكنت شابا " , يشير إلى انه تمنى لو كان ألين من هذا , وقد طويت هذه المسألة في حلب , وصلح ما بين الشيخ والآخرين 0
إنما ذكرتها لإثارتها في دمشق ولجاج مثيرها
صـ 48 - 48
وقال في الصفحة 199
"ونتيجة لذلك يرى أن القول بصحة إيمان فرعون ونجاته الموجود في بعض مخطوطات الفتوحات مدسوس على الشيخ (يقصد ابن عربي) , وأن الصوابما ثبت فيها في موضع آخر أنه هالك مخلد في النار"
والشيخ عبد الله سراج الدين هو من أكبر مشايخ حلب والشيخ نور الدين عتر هو من أكبر مشايخ الشام وهو صهر وابن أخت الشيخ عبد الله سراج الدين " وكلاهما صوفيان "
وأخيرا أقول لكم يا دعاة الفتنة ويا من خرجتم على الأمة بهذه المسألة الضالة المضلة
أقول لكم ما قاله موسى عليه السلام لفرعون وقومه:
فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ سُورَةُ غَافِرٍ 44
وأسأل الله تعالى ان يشرح قلوبكم لاتباع الحق
وأن يهدكم ويهد بكم ويجعلكم سببا لمن اهتدى
اللهم إني أعوذ بك أن أَضل أو أُضل وأن أكون جسرا يعبر عليه الناس إلى الجنة ثم يؤخذ فيلقى في النار
اللهم متعني برؤية سيدي وحبيبي وقرة عيني محمد رسولك ونبيك الهادي إلى سبل الرشاد
هذا وما كان من خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان وما كان من توفيق فمن الله تعالى وحده سبحانك ربنا توكلنا عليك أنت حسبنا ونعم الوكيل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه راجي رحمة ربه الفقير إلى عونه ومدده
خادمكم أبو الحسنين السوري
-----------
واضغط هنا لتستمع لصوت الشيخ الحلبي "محمود حوت" الذي قال يإيمان فرعون والذي قال إنه لا يوجد نص في القرآن يصرح أن فرعون في النار
وهذا رابط لحواري معهم في منتداهم وذلك قبل طردي منه بسبب إفلاسهم من الحجة والبرهان وطبعا هم الذين دعوني للحوار كما سترون
ـ[أبو سليمان الهاشمي]ــــــــ[27 - 04 - 10, 05:33 ص]ـ
أحي أنصحك بألا تشغل نفسك بمثل هؤلاء المجانين فكما يقال (توضيح الواضح فاضح) واشغل وقتك بما تحتاجه الامة المسلمة أكثر وفقك الله ونصر بك دينه
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[27 - 04 - 10, 06:37 ص]ـ
جزاك الله تعالى كل خير أخي المكرم ولكن هؤلاء القوم يدعون إلى هذه الضلالة في مساجدهم ويعلمونها أبناءهم وطلابهم
ونسأل الله الرحمة
لك حبي
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[27 - 04 - 10, 08:42 م]ـ
الإخوة الأفاضل:
الذي أريد أن أشير إليه هو أن لهؤلاء سلفا في القول بنجاة فرعون وإيمانه بل وبعضهم يفضله على موسى عليه الصلاة والسلام.
ولا تعجبوا إن قلت لكم إنهم يثنون على إبليس ويصفونه بالإيمان والمعرفة التامة لآداب الحضرة الإلهية.
وسلفهم في ذلك هو أئمة التصوف الكبار من أمثال ابن عربي في الفصوص والفتوحات والجيلي في الإنسان الكامل، ومن سار على نهجهم المعادي للإسلام والذي يحاول طمس كل معلم من معالمه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/65)
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[27 - 04 - 10, 10:58 م]ـ
:: فتوى شيخ الإسلام أبن تيمية على إيمان فرعون::
أجاب شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله - عن السؤال التالي:
نص السؤال:
ما تقول السادة العلماء رضي الله عنهم في قول فرعون عند الغرق: {آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين} [سورة يونس: 90] .. !!
هل فيه دليل على إيمانه وإسلامه.؟؟
أو هل يوجد في القرآن أو السنة أو القياس دليل على إيمانه أو إسلامه؟
وما يجب على من يقول: إنه مات مؤمنا، والحالة هذه .. ؟؟!!
الجواب: الحمد لله.
- فرعون من أعظم الخلق كفرا
كفر فرعون، وموته كافرا، وكونه من أهل النار هو مما علم بالاضطرار من دين المسلمين، بل ومن دين اليهود والنصارى، فإن أهل الملل الثلاثة متفقون على أنه من أعظم الخلق كفرا، ولهذا لم يذكر الله تعالى في القرآن قصة كافر كما ذكر قصته في بسطها وتثنيتها، ولا ذكر عن كافر من الكفر أعظم مما ذكر من كفره واجترائه وكونه أشد الناس عذابا يوم القيامة.
ولهذا كان المسلمون متفقين على أن من توقف في كفره وكونه من أهل النار فإنه يجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل كافرا مرتدا، فضلا عمن يقول إنه مات مؤمنا.
- لا يصرح بموته مؤمنا إلا من فيه نفاق وزندقة كالاتحادية
والشك في كفره أو نفيه أعظم منه في كفر أبي لهب ونحوه، وأعظم من ذلك في أبي جهل وعقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث ونحوهم ممن تواتر كفرهم ولم يذكر باسمه في القرآن، وإنما ذكر ما ذكر من أعمالهم، ولهذا لم يظهر عن أحد بالتصريح بأنه مات مؤمنا إلا عمن فيه من النفاق والزندقة أو التقليد للزنادقة والمنافقين ما هو أعظم من ذلك، كالاتحادية الذين يقولون: إن وجود الخالق هو وجود الخلق، حتى يصرحون بأن يغوث ويعوق ونسرا وغيرها من الأصنام هي وجودها وجود الله، وأنها عبدت بحق، وكذلك العجل عبد بحق، وأن موسى أنكر على هارون من نهيه عن عبادة العجل، وأن فرعون كان صادقا في قوله: أنا ربكم الأعلى، وأنه عين الحق، وأن العبد إذا دعا الله تعالى فعين الداعي عين المجيب، وأن العالم هويته، ليس وراء العالم وجود أصلا.
ومعلوم أن هذا بعينه هو حقيقة قول فرعون الذي قال: {يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب * أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا} [سورة غافر: 35 - 36].
ولقد خاطبت بعض الفضلاء مرة بحقيقة مذهبهم، وأنه حقيقة قول فرعون فذكر لي رئيس من رؤسائهم أنه لما دعاه إلى هذا القول وبينه قال: قلت له: هذا قول فرعون. فقال له: ونحن على قول فرعون؛ وما كنت أظن أنهم يقرون أو يعترفون بأنهم على قول فرعون. قال: إنما قلت ذلك استدلالا، فلما قال ذلك، قلت له: مع إقرار الخصم لا يحتاج إلى بينة.
- تفضيل الاتحادية الولي على النبي والرسول:
وهم مع هذا الكفر والتعطيل الذي هو شر من قول اليهود والنصارى، يدعون أن هذا العلم ليس إلا لخاتم الرسل وخاتم الأولياء الذي يدعونه، وأن خاتم الأنبياء إنما يرى هذا العلم من مشكاة خاتم الأولياء، وأن خاتم الأولياء يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحى به إلى خاتم الأنبياء، وهو في الشرع مع موافقته له في الظاهر مشكاة له في الباطن، ولا يحتاج أن يكون متبعا للرسول لا في الظاهر ولا في الباطن.
وهذا -مع أنه من أقبح الكفر وأخبثه- فهو من أفسد الأشياء في العقل، كما يقال لمن قال: "فخر عليهم السقف من تحتهم": لا عقل ولا قرآن؛
لأن الخرور لا يكون من أسفل، وكذلك الاستفادة، إنما يستفيد المتأخر من المتقدم.
ثم خاتم الأولياء الذين يدعونهم، ضلالهم فيه من وجوه، حيث ظنوا أن للأولياء خاتما، وأن يكون أفضلهم قياسا على خاتم الأنبياء، ولم يعلموا أن أفضل الأولياء من هذه الأمة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وهم السالفون من الأولياء لا الآخرون، إذ فضل الأولياء على قدر أتباعهم للأنبياء واستفادتهم منهم علما وعملا.
وهؤلاء الملاحدة يدعون أن الولي يأخذ من الله بلا واسطة، والنبي يأخذ بواسطة، وهذا جهل منهم، فإن الولي عليه أن يتبع النبي، ويعرض كل ما له من محادثة وإلهام على ما جاء به النبي، فإن وافقه وإلا رده، إذ ليس هو بمعصوم فيما يقضي له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/66)
وقد يلبسون على بعض الناس بدعواهم أن ولاية النبي أفضل من نبوته، وهذا مع أنه ضلال فليس هو مقصودهم، فهم مع ضلالهم فيما ظنوه من خاتم الأولياء ومرتبته يختلفون في عينه بحسب الظن وما تهوى الأنفس، لتنازعهم في تعيين القطب الفرد الغوث الجامع، ونحو ذلك من المراتب التي يدعونها، وهي معلومة البطلان بالشرع والعقل. ثم يتنازعون في عين الموصوف بها، وهذا باب واسع.
والمقصود هنا أن هؤلاء الاتحادية من أتباع صاحب "فصوص الحكم" وصاحب "الفتوحات المكية" ونحوهم، هم الذين يعظمون فرعون، ويدعون أنه مات مؤمنا، وأن تغريقه كان بمنزلة غسل الكافر إذا أسلم، ويقولون: ليس في القرآن ما يدل على كفره، ويحتجون على إيمانه بقوله: {حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين} [سورة يونس: 90].
[عدل] بطلان حجتهم على إيمان فرعون:
وتمام القصة تبين ضلالهم، فإنه قال سبحانه: {آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين} [سورة يونس: 91]، وهذا استفهام إنكار وذم، ولو كان إيمانه صحيحا مقبولا لما قيل له ذلك.
وقد قال موسى عليه السلام: {ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم} [سورة يونس: 88].
قال الله تعالى: {قد أجيبت دعوتكما} [سورة يونس: 89]، فاستجاب الله دعوة موسى وهارون، فإن موسى كان يدعو وهارون يؤمن أن فرعون وملأه لا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم.
وقد قال تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون * فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون * فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين * فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون} [سورة غافر: 82 - 85]، فأخبر سبحانه وتعالى أن الكفار لم يك ينفعهم إيمانهم حين رأوا البأس، وأخبر أن هذه سنته التي قد خلت في عباده، ليبين أن هذه عادته سبحانه في المستقدمين والمستأخرين، كما قال سبحانه وتعالى: {وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار} [سورة النساء: 18].
ثم إنه سبحانه وتعالى قال بعد قوله: {آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين * فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية} [سورة يونس: 91 - 92]، فجعله الله تعالى عبرة وعلامة لمن يكون بعده من الأمم لينظروا عاقبة من كفر بالله تعالى، ولهذا ذكر الله تعالى الاعتبار بقصة فرعون وقومه في غير موضع.
وقد قال سبحانه وتعالى: {كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود * وعاد وفرعون وإخوان لوط * وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد} [سورة ق: 12 - 14]، فأخبر سبحانه أن كل واحد من هؤلاء المذكورين، فرعون وغيره، كذب الرسل كلهم، إذ لم يؤمنوا ببعض ويكفروا ببعض كاليهود والنصارى، بل كذبوا الجميع، وهذا أعظم أنواع الكفر، فكل من كذب رسولا فقد كفر، ومن لم يصدقه ولم يكذبه فقد كفر؛ فكل مكذب للرسول كافر به، وليس كل كافر مكذبا به، إذ قد يكون شاكا في رسالته، أو عالما بصدقه لكنه يحمله الحسد أو الكبر على ألا يصدقه، وقد يكون مشتغلا بهواه عن استماع رسالته والإصغاء إليه؛ فمن وصف بالكفر الخاص الأشد، كيف لا يدخل في الكفر؟!
ولكن ضلالهم في هذا نظير ضلالهم في قوله:
مقام النبوة في برزخ ... فويق الرسول ودون الولي
وقد علم أن كل رسول نبي، وكل نبي ولي، ولا ينعكس.
وقال سبحانه وتعالى: {كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد * وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب * إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب} [سورة ص: 12 - 14]. وقال تعالى: {وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة * فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية} [سورة الحاقة: 9 - 10].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/67)
ثم إن الله تعالى أخبر عن فرعون بأعظم أنواع الكفر: من جحود الخالق، ودعواه الإلهية، وتكذيب من يقر بالخالق سبحانه، ومن تكذيب الرسول ووصفه بالجنون والسحر وغير ذلك. ومن المعلوم بالاضطرار أن الكفار العرب الذين قاتلهم النبي -مثل أبي جهل وذريته- لم يكونوا يجحدون الصانع، ولا يدعون لأنفسهم الإلهية، بل كانوا يشركون بالله ويكذبون رسوله.
وفرعون كان أعظم كفرا من هؤلاء؛ قال الله تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين * إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب * فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال * وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد * وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب * وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم} [سورة غافر: 23 - 28]، إلى قوله: {وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب * أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب} [سورة غافر: 36 - 37].
أخبر الله سبحانه وتعالى أن فرعون ومن ذكر معه قال إن موسى ساحر كذاب، وهذا من أعظم أنواع الكفر.
ثم أخبر الله أنه أمر بقتل أولاد الذين آمنوا معه لينفروا عن الإيمان معه كيدا لموسى. قال تعالى: {وما كيد الكافرين إلا في تباب} [سورة غافر: 37]، فدل على أنهم من الكافرين الذين كيدهم في تباب، فوصفهم بالتكذيب وبالكفر جميعا، وإن كان التكذيب مشتملا مستلزما للكفر، كما أن الرسالة مستلزمة للنبوة، والنبوة مستلزمة للولاية.
ثم أخبر عن فرعون أنه طلب قتل موسى وقال: {وليدع ربه}، وهذا تنبيه على أنه لم يكن مقرا بربه، ولهذا قال في تمام الكلام: {ما علمت لكم من إله غيري} [سورة القصص: 38]، وهذا جحد صريح لإله العالمين، وهي الكلمة الأولى.
ثم قال بعد ذلك لما ذكره الله تعالى بقوله: {فكذب وعصى * ثم أدبر يسعى * فحشر فنادى * فقال أنا ربكم الأعلى} [سورة النازعات: 21 - 24]، قال الله تعالى: {فأخذه الله نكال الآخرة والأولى * إن في ذلك لعبرة لمن يخشى} [سورة النازعات: 25 - 26]. قال كثير من العلماء: أي نكال الكلمة الآخرة، ونكال الكلمة الأولى، فنكل الله تعالى به على الكلمتين باعترافه، وجعل ذلك عبرة لمن يخشى. ولو كان هذا ممن لم يعاقب على ما تقدم من كفره، ولم يكن عقابه عبرة، بل من آمن غفر الله له ما سلف، ولم يذكره بكفر ولا بذم أصلا، بل يمدحه على إيمانه، ويثني عليه كما أثنى على من آمن بالرسل، وأخبر أنه نجاهم.
وفرعون هو أكثر الكفار ذكرا في القرآن، وهو لا يذكره سبحانه إلا بالذم والتقبيح واللعن، ولم يذكره بخير قط.
وهؤلاء الملاحدة المنافقون يزعمون أنه مات طاهرا مطهرا ليس فيه شيء من الخبث، بل يزعمون أن السحرة صدقوه في قوله: ما علمت لكم من إله غيري، وأنه صح قوله: أنا ربكم الأعلى، وأنه كان عين الحق.
وقد أخبر سبحانه وتعالى عن جحوده لرب العالمين. قال لما قال له موسى عليه السلام: {إني رسول من رب العالمين * حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل} [سورة الأعراف: 104 - 105]، {قال فرعون وما رب العالمين * قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين * قال لمن حوله ألا تستمعون * قال ربكم ورب آبائكم الأولين * قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون * قال رب المشرق والمغرب إن كنتم تعقلون * قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين} [سورة الشعراء: 23 - 29]، فتوعد موسى بالسجن إن اتخذ إلها غيره.
وهؤلاء مع تنظيمهم لفرعون يشاركون في حقيقة كفره، وإن كانوا مفارقين له من جهة أخرى، فإن عندهم: ما ثم موجود غير الله أصلا، ولا يمكن أحد أن يتخذ إلها غيره، لأنه أي شيء عبد العابد من الأوثان والأصنام والشياطين، فليست عندهم غير الله أصلا. وهل يقال هي الله؟ لهم في ذلك قولان.
[عدل] إخبار الله عن عذاب فرعون في الآخرة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/68)
وإخباره سبحانه وتعالى عن تكذيب فرعون وغير ذلك من أنواع كفره كثير في القرآن، وكذلك إخباره عن عذابه في الآخرة. فإن هؤلاء الملاحدة يزعمون أنه ليس في القرآن آية تدل على عذابه، ويقولون إنما قال سبحانه: {يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود} [سورة هود: 98]، قالوا: فأخبر أنه يوردهم، ولم يذكر أنه دخل معهم. قالوا: وقد قال: {أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} [سورة غافر: 46]، فإنما يدخل النار آل فرعون لا فرعون.
وهذا من أعظم جهلهم وضلالهم، فإنه حيث ذكر في الكتاب والسنة آل فلان كان فلان داخلا فيهم، كقوله: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين} [سورة آل عمران: 33]، وقوله: {إلا آل لوط نجيناهم بسحر} [سورة القمر: 34]، وقوله: {سلام على إل ياسين} [سورة الصافات: 130]. وقول النبي: "اللهم صل على آل أبي أوفى"، وقوله: "لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود".
ومنه قوله تعالى: {وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب} [سورة البقرة: 49]، {كدأب آل فرعون} [سورة آل عمران: 11]، {ولقد جاء آل فرعون النذر * كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر} [سورة القمر: 41 - 42].
وقوله: {أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} [سورة غافر: 46] متناول له ولهم باتفاق المسلمين، وبالعلم الضروري من دين المسلمين.
وهذا بعد قوله تعالى حكاية عن مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه: {أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله} [سورة غافر: 28]، والذي طلب قتله هو فرعون، فقال المؤمن بعد ذلك: {مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار * تدعونني لأكفر بالله وأشرك به} [سورة غافر: 41 - 42]، والداعي إلى الكفر هو كافر كفرا مغلظا، فهذا فيه.
ووصفهم أيضا بالكفر إلى قوله: {فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب * النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} [سورة غافر: 45 - 46]، فأخبر أنه حاق بآل فرعون سوء العذاب، ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب. ثم قال: {وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار * قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد} [سورة غافر: 47 - 48] ومعلوم أن فرعون هو أعظم الذين استكبروا، ثم هامان وقارون، وأن قومهم كانوا لهم تبعا، وفرعون هو متبوعهم الأعظم الذي قال: ما علمت لكم من إله غيري، وقال: أنا ربكم الأعلى.
وقد قال: {واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون * فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين * وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون * وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين} [سورة القصص: 39 - 42].
وهذا تصريح بأنه نبذه وقومه في اليم عقوبة الذي هو الكفر، وأنه أتبعه وقومه في الدنيا لعنة، ويوم القيامة هم من المقبوحين هو وقومه جميعا، وهذا موافق لقوله: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين * إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد * يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود * وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود} [سورة هود: 96 - 99].
فأخبر سبحانه أنهم اتبعوا أمره، وأنه يقدمهم لأنه إمامهم، فيكون قادما لهم لا سائقا لهم، وأنه يوردهم النار. فإذا كان التابع قد ورد النار فمعلوم أن القادم الذي يقدمه وهو متبوعه ورد قبله، ولهذا قال بعد ذلك: {وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين} [سورة القصص: 42].
والتابع والمتبوع كما قال الله تعالى في تلك السورة عن فرعون وقومه: {وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود} [سورة هود: 99].
(والكلام في هذا مبسوط، لم تحتمل هذه الورقة إلا هذا، والله أعلم.
والحمد لله وحده، وصلوات الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
تم وكمل.)
ويقول شيخ الاسلام أيضا في مجموع الفتاوى المجلد الثاني:
فصل: زعمت طائفة من هؤلاء الاتحادية أن فرعون كان مؤمناً:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/69)
وزعمت طائفة من هؤلاء الاتحادية الذين ألحدوا في أسماء الله وآياته أن فرعون كان مؤمنا، وأنه لا يدخل النار، وزعموا أنه ليس في القرآن ما يدل على عذابه، بل فيه ما ينفيه، كقوله: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [1]، قالوا: فإنما أدخل آله دونه. وقوله: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ} [2]، قالوا: إنما أوردهم ولم يدخلها، قالوا: ولأنه قد آمن أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل، ووضع جبريل الطين في فمه لا يرد إيمان قلبه.
وهذا القول كفر معلوم فساده بالاضطرار من دين الإسلام، لم يسبق ابن عربي إليه فيما أعلم أحد من أهل القبلة، بل ولا من اليهود، ولا من النصارى، بل جميع أهل الملل مطبقون على كفر فرعون.
فهذا عند الخاصة والعامة أبين من أن يستدل عليه بدليل، فإنه لم يكفر أحد بالله، ويدعى لنفسه الربوبية والإلهية مثل فرعون.
ولهذا ثنى الله قصته في القرآن في مواضع، فإن القصص إنما هي أمثال مضروبة للدلالة على الإيمان، وليس في الكفار أعظم من كفره، والقرآن قد دل على كفره وعذابه في الآخرة في مواضع:
أحدها: قوله تعالى في القصص: {فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} إلى قوله: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ} [3].
فأخبر سبحانه أنه أرسله إلى فرعون وقومه، وأخبر أنهم كانوا قومًا فاسقين، وأخبر أنهم: قالوا: {مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّفْتَرًى} [4]، وأخبر أن فرعون قال: {مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [5]، وأنه أمر باتخاذ الصرح ليطلع إلى إله موسى، وأنه يظنه كاذبا، وأخبر أنه استكبر فرعون وجنوده، وظنوا أنهم لا يرجعون إلى الله، وأنه أخذ فرعون وجنوده فنبذهم في اليم، فانظر كيف كان عاقبة الظالمين، وأنه جعلهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون، وأنه أتبعهم في الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين.
فهذا نص في أن فرعون من الفاسقين المكذبين لموسى، الظالمين الداعين إلى النار، الملعونين في الدنيا بعد غرقهم، المقبوحين في الدار الآخرة. وهذا نص في أن فرعون بعد غرقه ملعون، وهو في الآخرة مقبوح غير منصور، وهذا إخبارعن غاية العذاب، وهو موافق للموضع الثاني في سورة المؤمن وهو قوله: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عليها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [6]، وهذا إخبار عن فرعون وقومه، أنه حاق بهم سوء العذاب في البرزخ، وأنهم في القيامة يدخلون أشد العذاب، وهذه الآية إحدى ما استدل به العلماء على عذاب البرزخ.
وإنما دخلت الشبهة على هؤلاء الجهال لما سمعوا آل فرعون، فظنوا أن فرعون خارج منهم، وهذا تحريف للكلم عن مواضعه، بل فرعون داخل في آل فرعون بلا نزاع بين أهل العلم بالقرآن واللغة، يتبين ذلك بوجوه:
أحدها: أن لفظ آل فلان في الكتاب والسنة يدخل فيها ذلك الشخص، مثل قوله في الملائكة الذين ضافوا إبراهيم: {إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ امْرَأَتَهُ} ثم قال: {فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ قَالَ} يعني لوطا: {إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ} [7]، وكذلك قوله: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عليهمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ} [8] ثم قال بعد ذلك: {وَلَقَدْ جَاء آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ} [9].
ومعلوم أن لوطا داخل في آل لوط في هذه المواضع، وكذلك فرعون داخل في آل فرعون المكذبين المأخوذين، ومنه قول النبي: (قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صلىت على آل إبراهيم)، وكذلك قوله: (كما باركت على آل إبراهيم فإبراهيم داخل في ذلك، وكذلك قوله للحسن: (إن الصدقة لا تحل لآل محمد).
وفي الصحيح عن عبد الله بن أبي أوفى قال: كان القوم إذا أتوا رسول الله بصدقة يصلي عليهم، فأتى أبي بصدقة فقال: (اللهم صل على آل أبي أوفى)، وأبو أوفى هو صاحب الصدقة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/70)
ونظير هذا الاسم أهل البيت، فإن الرجل يدخل في أهل بيته، كقول الملائكة، {رَحْمَتُ الله وَبَرَكَاتُهُ عليكم أَهْلَ الْبَيْتِ} [10]، وقول النبي: (سلمان منا أهل البيت)، وقوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} [11]، وذلك لأن آل الرجل من يؤول إليه، ونفسه ممن يؤول إليه، وأهل بيته هم من يأهله، وهو ممن يأهل أهل بيته.
فقد تبين أن الآية، التي ظنوا أنها حجة لهم، هي حجة عليهم، في تعذيب فرعون مع سائر آل فرعون في البرزخ، وفي يوم القيامة، ويبين ذلك: أن الخطاب في القصة كلها إخبار عن فرعون وقومه، قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} إلى قوله: {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} إلى قوله: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعلى أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} إلى قوله: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عليها غُدُوًّا وَعَشِيًّا} إلى قوله: {قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ الله قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ} [12].
فأخبر عقب قوله: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} عن محاجتهم في النار، وقول الضعفاء للذين استكبروا، وقول المستكبرين للضعفاء: {إِنَّا كُلٌّ فِيهَا} ومعلوم أن فرعون هو رأس المستكبرين، وهو الذي استخف قومه فأطاعوه، ولم يستكبر أحد استكبار فرعون، فهو أحق بهذا النعت والحكم من جميع قومه.
الموضع الثاني وهو حجة عليهم لا لهم قوله تعالى: {فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ} إلى قوله: {بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ} [13]، فأخبر أنه يقدم قومه ولم يقل: يسوقهم، وأنه أوردهم النار. ومعلوم أن المتقدم إذا أورد المتأخرىن النار، كان هو أول من يردها، وإلا لم يكن قادما، بل كان سائقا، يوضح ذلك أنه قال: {وَأُتْبِعُواْ فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ} [14]، فعلم أنه وهم يردون النار، وأنهم جميعا ملعونون في الدنيا والآخرة.
وما أخلق المحاج عن فرعون أن يكون بهذه المثابة فإن المرء مع من أحب {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أولىاء بَعْضٍ} [15]، وأيضا: فقد قال الله تعالى: {فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ} [16]، يقول: هلا آمن قوم فنفعهم إيمانهم إلا قوم يونس؟
وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ} إلى قوله: {سُنَّتَ الله الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ} [17]، فأخبر عن الأمم المكذبين للرسل، أنهم آمنوا عند رؤية البأس، وأنه لم يك ينفعهم إيمانهم حينئذ، وأن هذه سنة الله الخالية في عباده.
وهذا مطابق لما ذكره الله في قوله لفرعون: {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [18]، فإن هذا الخطاب هو استفهام إنكار أي: الآن تؤمن وقد عصيت قبل؟ فأنكر أن يكون هذا الإيمان نافعًا أو مقبولا فمن قال: إنه نافع مقبول فقد خالف نص القرآن، وخالف سنة الله التي قد خلت في عباده.
يبين ذلك أنه لو كان إيمانه حينئذ مقبولا، لدفع عنه العذاب كما دفع عن قوم يونس، فإنهم لما قبل إيمانهم متعوا إلى حين، فإن الإغراق هو عذاب على كفره، فإذا لم يكن كافرًا لم يستحق عذابًا.
وقوله بعد هذا: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} [19] يوجب أن يعتبر من خلفه، ولو كان إنما مات مؤمنا لم يكن المؤمن مما يعتبر بإهلاكه وإغراقه، وأيضا فإن النبي لما أخبره ابن مسعود بقتل أبي جهل قال: (هذا فرعون هذه الأمة)، فضرب النبي المثل في رأس الكفار المكذبين له برأس الكفار المكذبين لموسى.
فهذا يبين أنه هو الغاية في الكفر، فكيف يكون قد مات مؤمنا؟ ومعلوم أن من مات مؤمنا: لا يجوز أن يوسم بالكفر ولا يوصف؛ لأن الإسلام يهدم ما كان قبله، وفي مسند أحمد وإسحاق وصحيح أبي حاتم، عن عوف بن مالك، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي في تارك الصلاة: (يأتي مع قارون، وفرعون وهامان، وأبي بن خلف).
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[28 - 04 - 10, 02:41 ص]ـ
جزى الله تعالى الإدارة الكريمة كل خير على تنظيفها للمشاركة
ـ[محمد المسلم المغربي]ــــــــ[28 - 04 - 10, 05:11 ص]ـ
السلام عليكم
كما قال أحد الإخوة الكرام هناك أمور و قضايا تزخر في ديننا الحنيف أهم و أعلى من البحث في مسألة إيمان أو كفر أحد خلق الله و إن كان كفر فرعون واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار
-فالله أعلم- لندع مسألة الحكم بالكفر إو الإيمان لخالقنا جل في علاه
لكن وجه الخطورة كما تفضلت أيها الأخ الكريم يكمن في غرس بعض المفاهيم الخاطئة لدى النشء
و هذا ما قد يجب على كل من ينتهج الدعوة إلى الله أن يحول بقدر استطاعته دون تحققه
و الله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/71)
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[21 - 09 - 10, 01:49 ص]ـ
السلام عليكم
كما قال أحد الإخوة الكرام هناك أمور و قضايا تزخر في ديننا الحنيف أهم و أعلى من البحث في مسألة إيمان أو كفر أحد خلق الله و إن كان كفر فرعون واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار
-فالله أعلم- لندع مسألة الحكم بالكفر إو الإيمان لخالقنا جل في علاه
لكن وجه الخطورة كما تفضلت أيها الأخ الكريم يكمن في غرس بعض المفاهيم الخاطئة لدى النشء
و هذا ما قد يجب على كل من ينتهج الدعوة إلى الله أن يحول بقدر استطاعته دون تحققه
و الله المستعان
بارك الله بك أخي الحبيب على مداخلتك جزيت الجنة وشفاعة صاحب السنة - صلى الله عليه وسلم -
ـ[محمود الحلبي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 02:52 ص]ـ
السلام علكيم ورحمة الله:
أولا: أوجه شكري لأخي أبي الحسنين على ما كتبت يداه.
ثانيا: لعل الإخوة الذين شاركوا يستغربون من إثبات كفر فرعون وهو أمر معلوم للجاهل قبل العالم وللصغير قبل الكبير! وأقول: هنا ليست القضية متعلقة بإيضاح الواضحات، ولكن المسألة هي مسألة عقيدة يجب الدفاع عنها، ولعل بعض الإخوة أن يقول: إنك إن رددت على هؤلاء وتكلمت فيهم جعلت لهم قدرا وقيمة وصار الناس يعرفونهم، ولو تركتهم بدون أن ترد عليهم لماتوا وخمل ذكرهم بين الناس؟
أقول: قال ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة: (ومن المعلوم إنه إذا ازدوج التكلم بالباطل والسكوت عن بيان الحق؛ تولد بينهما جهل الحق وضلال الخلق). فإن مدينة حلب ثاني أكبر مدينة سورية، وعدد سكانها - حسب إحصائية رسمية لعام 2007م- أربعة ملايين ونصف، وهذه المدينة الدعوة السلفية فيها ميتة! أي لا يوجد دعاة يدعون الناس إلى الحق، وعلى الجانب الآخر فإن أهل البدع فيها على قدم وساق، ومن أكبر المعاهد الشرعية هناك (معهد الكلتاوية) والذي يديره الشيخ محمود الحوت، وهذا الشيخ هو من يقوم بنشر هذه الفكرة (إيمان فرعون) بين الناس وبين طلابه ومريديه على الأخص، ولهذا الشيخ شعبية لا توصف في حلب، حيث إنك لو سألت أي حلبي: اذكر لي علماء حلب؟ لذكر لك في مطلعهم الشيخ محمود الحوت! وتصور عدد الطلبة الخريجون في كل سنة بل وعدد المريدون! وهم نشيطون في دعوتهم ضاربون بأطنابهم في مدينة حلب وقراها .. !!
وأنا شخصيا ناقشت عددا من طلابهم في هذه الفكرة (إيمان فرعون) وفي نهاية الحوار لا أجد إلا أن صاحبي يحمر وجهه ويتأتأ ويفأفأ ثم لا يلبث أن يرحل، وهذا دأبهم!.
فالله المستعان، قد خلت الديار من أهل السنة وعاث أهل البدع فيها الفساد. وما خفي من ضلال الصوفية هناك أطم وأعظم. فإلى الله نشكو غربة الدين.
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[26 - 09 - 10, 05:04 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
أشاطر الأخ الفاضل:" محمد الحلبي ". زفرته الصادقة هذه في غربة أهل السنة في هذا الزمن .. و أمَّا قوله بارك الله فيه: وهم نشيطون في دعوتهم ضاربون بأطنابهم في مدينة حلب وقراها بل في جميع المحافظات السورية، وليس في حلب وقراها فحسب.
ومن الغريب في الأمر أنهم في الوقت الذي يدافعون فيه - وبحماس منقطع النظير - عن فرعون لعنه الله تعالى، يكفرون - وبكل جرأة - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[26 - 09 - 10, 06:00 م]ـ
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
أشاطر الأخ الفاضل:" محمد الحلبي ". زفرته الصادقة هذه في غربة أهل السنة في هذا الزمن .. و أمَّا قوله بارك الله فيه: بل في جميع المحافظات السورية، وليس في حلب وقراها فحسب.
ومن الغريب في الأمر أنهم في الوقت الذي يدافعون فيه - وبحماس منقطع النظير - عن فرعون لعنه الله تعالى، يكفرون - وبكل جرأة - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
ليست المحافظات السورية يتيمة في ذلك؛ فالصوفية تسيطر الآن على جل العالم الإسلامي ..
وليس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بوحيد في ذلك؛ فقد طالت ألسنتهم الأنبياء فضلا عن العلماء والصالحين ..
ولكم في كلامهم على موسى عليه الصلاة والسلام ما يكفي.
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[14 - 10 - 10, 08:27 م]ـ
أشكركم على مداخلاتكم الطيبة
ولتعلموا أن أمواج الحق قادمة فلا تيأسوا ولا تحزنوا
وطوبى للغرباء وأنت الجماعة ولو كنت وحدك
ـ[نايف باعلوي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 09:59 م]ـ
أبو سليمان الهاشمي - جزاك الله خيرا على الرد الواضح جدا(63/72)
هل أجد كتاب التوحيد مترجم .. ؟؟
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[27 - 04 - 10, 01:04 م]ـ
هل أستطيع العثور على كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد مترجماً إلى اللغة الانجليزية؟
وأيضاً أي كتب ورسائل تعتني بالتوحيد باللغة الانكليزية أرجو وضعها هنا بارك الله فيكم ...
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[27 - 04 - 10, 02:43 م]ـ
وأيضاً أي كتب ورسائل تعتني بالتوحيد باللغة الانكليزية أرجو وضعها هنا بارك الله فيكم ...
تجد بعضها هنا
http://www.islamhouse.com/gp/192741
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[28 - 04 - 10, 12:27 ص]ـ
فتح المجيد مترجماً للانجليزية ( http://www.mohdy.name/pdfs/e102.pdf)(63/73)
هل يصح تسمي النصرانية أو البوذية دينا؟
ـ[بن محمد الحنبلي المصري]ــــــــ[27 - 04 - 10, 03:44 م]ـ
سلام عليكم ورحمة الله.
هذا موضوع تناقشنا فيه أنا وبعض أصحابي، وقد استدللت بقوله عز وجل (ومن يبتغ غير الإسلام دينا) على أن الأديان الباطلة يصح تسميتها دينا، واستدلوا بقوله تعالى (إن الدين عند الله الإسلام) على عدم مشروعية ذلك. فسألنا شيخنا فرأى أنه فعلا دين ولكن كره تسميته بذلك. فقلت لهم أبحث ويحكم أهل العلم بيننا. فما قول أهل العلم في المسألة؟ مع ذكر الدليل طبعا. وجزاكم الله خيرا.
أنا أتيت بدليلين من القرآن على بطلان قولهم:
"لكم دينكم ولي دين" - فأمر الله النبي صلى الله عليه وسلم أن يقر أن لهم دينهم.
"ومن يبتغ غير الإسلام دينا" - فسمى ما يُدان به ولو لم يكن الإسلام دينا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[27 - 04 - 10, 04:19 م]ـ
راجع ما كتبه الشيخ ابو فهر محمود شاكر في كتاب اباطيل اسمار
في مقالة او مقالتين موسعتين عن دلالة كلمة دين في القرآن
وقد استنتج فيها عن طريق الاستقراء انه لا يجوز اطلاق كلمة دين الا على الاسلام
وهي مقالة مميزة بحق تليق بشيخ المحققين ابي فهر
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[27 - 04 - 10, 04:31 م]ـ
هاك صفحتان من الفهرس تلخصان المقالتين (في المرفقات)
ـ[بن محمد الحنبلي المصري]ــــــــ[27 - 04 - 10, 05:40 م]ـ
جزاك الله خيرا، وجاري البحث.
ولكني أذكر أن للشيخ المنجد فتوى في هذا الموضوع، هي التي أقنعتني بقولى هذا، وهي على الشبكة، وإن كنت لا أعرف مكانها. فمن عرفه فليدلني، وأرجو ممن لديه علم أن يشارك في الموضوع، فقد واعدتهم غدا.
ـ[بن محمد الحنبلي المصري]ــــــــ[27 - 04 - 10, 05:43 م]ـ
ومن الشيخ؟ وهل هو أخو الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله؟
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[27 - 04 - 10, 07:08 م]ـ
عن ابن مسعود قال:
أخَّر رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد والناس ينتظرون الصلاة فقال:
(أما إنه ليس من أهل الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم) ثم نزلت عليه: {ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله} - إلى - {يسجدون} [آل عمران:113] حسنه الشيخ الألباني في " التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان"
وسمعت الشيخ علي حسن الحلبي - حفظه الله - يقول " (يقال للإسلام دين ولغيره شريعة) (ولعله يقصد إذا ما أفردت كلمة " دين" أما الجمع فلا إشكال)
على كل حال الأمر فيه سعة ولا فائدة في الجدال أو النقاش حول التسمية والله أعلم
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[27 - 04 - 10, 07:16 م]ـ
نعم هو اخو الشيخ المحدث ابو الاشبال احمد شاكر
والشيخ محمود شاكر هو اديب ومحقق مشهور
وتستطيع ان تقول انه شيخ العربية في العصر الحديث بلا منازع
ـ[بن محمد الحنبلي المصري]ــــــــ[27 - 04 - 10, 08:16 م]ـ
جزاكما الله خيرا، وشكرا على الدليل أخي أبا أسامة. ولكني لم أرِد عن نفسي النقاش في هذا الموضوع خصوصا وأني كنت مشغولا حينها، ولكن بدأ أصحابي في التحدث فيه، فرأيتُ ألا أسكت عن شيء أظنه باطلا. هذا، وأظن أن للموضوع أهمية، فأنا مثلا إن تحدثت عن أهل دين معين وقلت أن "دينهم" كذا وكذا مثلا، وكان الحق أن هذا محرم، لكنت فعلت بهذا معصية لله تعالى، عافانا الله وإياكم وغفر لنا ولكم.
أخي أبا فراس، جزاك الله خيرا على المعلومات وقد وجدت الكتاب والحمد لله، وإن كان حجمه سبعة عشر ميغا مع أنه ملجد واحد! والحمد لله على كل حال. ولكن ما دام من أخو الشيخ الحبيب أحمد شاكر، فلعله يستحق التحميل! (ابتسامة)
ـ[ابو ماجد صديقي]ــــــــ[27 - 04 - 10, 09:02 م]ـ
البوذية والنصرانية أديان بلا أدنى شك، والآية التي ذكرتها وهي قوله سبحانه (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه) واضحة في ذلك، والأمر واضح بغير الآية كذلك، فالدين عندنا معشر المسلمين: منهاج كامل في الحياة وطريقة معينة في العيش تقوم على اساس عقيدة كلية عن الله والكون والحياة، حقا كان ذلك ام باطلا، بخلاف التصور الغربي القاصر الذي يقصر الأمر على تنظيم علاقة الانسان بربه او تحديد بعض القيم الخلقية والآداب الفردية، وهذا المفهوم للدين يدرك بالنظر في نصوص الكتاب والسنة والمبنى الذي تقوم عليه الأحكام؛ والذي يشكل الدافع للعمل، وعليه فكل طريقة معينة للعيش ومنهاج للحياة هي دين، فالعلمانية دين، لأنها نظام قائم على تصور معين،
إذا أردكت هذا علمت أن كثيرا من المذاهب العصرية التي لا يتصور الناس أنها دين هي في حقيقتها أديان، كالديقمراطية مثلا، فهي دين، لأنها نظام مبني على تصور مسبق، وهو اعطاء حق السيادة للشعب ليحكم هو نفسه بنفسه.
ولا أدري لم كره شيخكم صاحب الفضيلة تسمية تلك الأديان (دينا)؟!
والأمر غاية في الوضوح! ولا أدري ماذا سيقول شيخكم في العلمانية والديمقراطية! أظن تصور الأمر سيكون أصعب عليه!
راجع مقدمة كتاب التوحيد للمسعري، فقد عقد بابا عن مفهوم الدين، أجاد فيه، وقد نقلت في كلامي السابق جملا منه.
وفقك الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/74)
ـ[ابو ماجد صديقي]ــــــــ[27 - 04 - 10, 09:45 م]ـ
__________
ـ[ابو ماجد صديقي]ــــــــ[27 - 04 - 10, 09:56 م]ـ
وكما في الكتاب العزيز:
(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)، فمسى ما يشرعونه لهم دين
(أفغير دين الله يبغون)
(ليظهره على الدين كله)
(يا أهل لا تغلوا في دينكم)
(إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الارض الفساد)
(إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا)
(وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون)
أما ما ذكره أخونا أبو أسامة:
عن ابن مسعود قال:
أخَّر رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد والناس ينتظرون الصلاة فقال:
(أما إنه ليس من أهل الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم) ثم نزلت عليه: {ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله} - إلى - {يسجدون} [آل عمران:113] حسنه الشيخ الألباني في " التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان"
وسمعت الشيخ علي حسن الحلبي - حفظه الله - يقول " (يقال للإسلام دين ولغيره شريعة) (ولعله يقصد إذا ما أفردت كلمة " دين" أما الجمع فلا إشكال)
على كل حال الأمر فيه سعة ولا فائدة في الجدال أو النقاش حول التسمية والله أعلم
1 - فالحديث المذكور دليل على تسمية مذاهب أخرى (دين).
2 - كلام الشيخ علي لا يصح أبداً، ولعله استند إلى قوله تعالى (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)، وغاية ما تدل عليه الآية أن ملة الأنبياء واحدة وشراعهم مختلفة، وهو المعنى الوارد في قول المعصوم بعصمة الله -صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعلى آله-: "الانبياء أخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد".
3 - أما كونه لا فائدة من الجدال في هذا، فكلام ليس يصحيح، بل الواجب على الدعاة أن بيبنوا للناس معنى الدين، لأن الناس ما عادوا يتصورون الدين إلا ركوع وسجود و .... أي يقصرون الأمر على النسك وهذا بطال بلا شك، بل ه% u
ـ[ناصر الأزهري]ــــــــ[27 - 04 - 10, 10:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إخواننا ومما يُشكل إطلاقه أيضاً قول المسلم لغير المسلم:
" يا أخ فلان " وهو على غير الأخوة الإيمانية أفيجوز ذلك من بابة الأخوة النسبية
كما في قوله تعالى: " واذكر أخا عادِ ... " وهي في حق قوم هود - صلى الله عليه وسلم - وهم من حيثُ دينهم آنذاك كما تعلمون؟
*****
ـ[بن محمد الحنبلي المصري]ــــــــ[27 - 04 - 10, 10:45 م]ـ
أسبل الله عليك من نعمه، شيخنا الفاضل أبا ماجد، نحسبك كذلك والله حسيبك ولا نزكي على الله أحدا. ما شاء الله تبارك الله؛ يبدو أن ردي غدا لن يكون سهلا إن شاء الله.
جزاك الله خيرا أخي الأزهري، وإن كنت حككتُ في رأسي حينما قرأتُ كلامك!
ـ[ابو ماجد صديقي]ــــــــ[28 - 04 - 10, 04:05 ص]ـ
وإياك أخي الحنبلي .. زادك الله من فضله وأنار دربك بالعلم ..
__________________________________________________ __
الإخوة المشرفين ..
هذه هي المرة الثانية التي يحذف فيها جزء من مشاركتي .. ثم يوضع مكان الحذف %!
ارجوا توضيح الأمر .. بوركتم
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 01:49 ص]ـ
ولا تغب عنكم سورة الكافرون والتي في آخرها: (لكم دينكم ولي دين).(63/75)
كيف ينشر الخرافيون خرافاتهم؟ / للشيخ أحمد بن علي بن أحمد برّعود .. !!
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 10, 12:21 ص]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
كيف ينشر الخرافيون خرافاتهم
للشيخ أحمد بن علي بن أحمد برّعود
http://www.soufia-h.net/showthread.php?p=27866#post27866
يقول الشيخ حفظه الله في كتابه (تنبيه الساهي إلى ما في الخرافة من الدواهي):
إن الخرافيين لهم وسائل عديدة في استمالة الناس إليهم، والتسلط على قلوبهم، ومن خلالها ينشرون فسادهم وضلالهم، ومن هذه الوسائل:
الوسيلة الأولى: الاستعانة بشياطين الجن:
قد عرفنا آنفا أن الخرافة مذهب ومنهج إبليسي يقوم عليه الكهان والعرافون في الجاهلية، ثم تبناه بعد الإسلام أصحاب الطرق الصوفية، فهم يستخدمون السحر في نيل أغراضهم.
ومن الأمثلة على ذلك ما ذكر الغزالي (ذكر كلمات تفرق بها بين جماعة فاسدة تخافهم) تأخذ أفرادا من شعير حزام وتقول عليه أربع مرات (ها طاش ما طاش هطاشه، وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة، وترميه من حيث لا يشعرون وتنظر ما يصنع الله) ([1] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn1)) .
وجاء في شمس المعارف ([2] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn2)) :( والعزيمة والدعوة هي السورة الشريفة بتمامها وكذا البخور، واعلم أيها الواصل أنها من الأسرار المختصة، وأنها من كتب الأنبياء والأولياء وأسرارهم وهي هذه، تقول: بسم الله الرحمن الرحيم قل أوحي إلي، اللهم إني أسالك يا منزل الوحي من فوق سموات) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا 27 لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ([سورة الجن] اللهم إني أسالك بحق المساجد لله، وبحق عبادك الصالحين، يا خدام هذه الدعوة الروحانيين، أقسمت عليكم بهذه الدعوة والأسماء والسورة بحق (رقوش، كلهوش، بططهوش، كمصهلوش، بهوش، قانوش، أقسمت عليك يا روقيائيل الملك الموكل بملك الشمس).
ونص آخر (فصل) ([3] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn3)) : تكتب هذه الأسماء في وسادة للمتباغضين من الزوجين،
وهي أسماء أم موسى يوم الجمعة عند جلوس الإمام على المنبر، أو شرع في الآذان الأول، بالزعفران وماء الورد والطيب والقرنفل مفروكا في ماء ورد، ثم اطو الكتاب وتصمغه بالغالية، وتجعل الكتابة في جوف الوسادة التي ينامان عليها فإنهما يتحابان، وهذا ما تكتب: (طسوم، عيسوم، علوم، كلوم، حيوم، قيوم، ديوم).
إن هذا و السحر نفسه، والذي لا يصدق يستطيع أن يلقي نظرة على كتب السحر ([4] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn4))
الوسيلة الثانية: الكشف والإلهام ([5] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn5)) :
تزعم الصوفية أن الكشف والإلهام يوصلان إلى معرفة الحقائق، قال ابن خلدون ([6] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn6)) :
( ثم حدث أيضا عند المتأخرين من الصوفية، الكلام في الكشف وفيما وراء الحس وظهر من كثير منهم القول على الإطلاق بالحلول والوحدة، فشاركوا فيها الإمامية والرافضة لقولهم بألوهية الأئمة وحلول الإله فيهم، وظهر منهم أيضا القول بالقطب والأبدال وكأنه يحاكي مذهب الرافضة في الإمام والتقيا وأشربوا أقوال الشيعة وتوغلوا في الديانة بمذهبهم حتى لقد جعلوا مستند طريقهم في لبس الخرقة أن عليا ألبسها الحسن البصري وأخذ عليه العهد بالتزام الطريقة) ... إلى آخر كلامه رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/76)
لقد بلغ بهم الكشف إلى ما لم يعرفه ملك مقرب ولا نبي مرسل: جاء في كتاب كنوز السعادة الأبدية ([7] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn7)) : ( قالوا: إن الشيخ عبد القادر الجيلاني رأى شخصا يطوف بالكعبة على رجل واحدة، فقال: من هذا الطائف على رجل في هذه الساعة؟ فقالت له: أمة من بغداد جئت أطوف بالبيت وتركت بنتي نائمة على الرجل الأخرى، فتعجب من كونها من بغداد ولم يعلم بها، فقال لها: أنا أتصفح اللوح المحفوظ كل يوم كذا كذا مرة وما رأيتك فيه! فقالت له: اللوح المحفوظ لك ولأمثالك وأما أنا فقبلك في أم الكتاب)
وفي (ص:227): (وقالوا: إن سيدنا أبا بكر العيدروس العدني لما تعسرت به أمه في الولادة قال أبوه سيدنا عبد الله بن أبي بكر العيدروس: هذا ولدي ما با يخرج حتى يقرأ اللوح المحفوظ باقي معه أسطر بايتمها وبايخرج).
وفي (ص:302): (مرة كنا نحن والحبيب عيدروس بن عمر الحبشي في طريق نبي الله هود، وكان الذين يسيرون قبلنا يشلون رجزا ويقولون (إني محنية وشم عيني) قال: فاستحييت من قولهم هذا الكلام والحبيب عيدروس يسمع، وبعد قلت للحبيب: كيف الإشارة في هذا الكلام؟ فقال الحبيب: الملمح فيه بعيد جم، فقلت له: با تدري به ولو هو بعيدا فقال: هذا نداء من الحضرة الأحدية تقول (إني محنية) ([8] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn8)) يعني ما يدخلني إلا من انحنى وخضع وتواضع ولم يبق واقفا مع هواه وغرضه ونفسه (وشم عيني) شم بمعنى انظر وعيون الحق أنبياؤه وأولياؤه وأحفياؤه والواسطة بينه وبين خلقه) اهـ.
فانظر إلى هذا الكلام في الغيبيات، كيف حولها الكشف والإلهام إلى كرامة، وانظر إلى سفاهة الألفاظ كيف حولها الكشف والإلهام إلى نداءات إلهية، تنزل عن طريق الواسطة بين الله وخلقه.
وفي كتاب مواهب القدوس في مناقب العيدروس ([9] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn9)) :( ومنها كونه من أهل الكشف والعيان وإخباره في آخر من أهل الكشف والعيان إلى مطالعة الحقائق المنقوشة في اللوح المحفوظ إلى غير ذلك مما لا يحيل العقل والشرع يؤيده) 1 هـ
فهم لا يستحون أن يكذبوا حتى على الشرع، فأي الشرع الذي يقولون إنه يقر ويخبر بأن من البشر من يعلم ما في اللوح المحفوظ؟!
الوسيلة الثالثة: الاحتيال على ضعاف العقول:
فإنهم يكذبون على الناس ببعض الحيل الخفية ليثبتوا لهم منزلتهم وولايتهم وقدرتهم على خرق العادة، وقد اكتشف العلماء كذبهم وبينوا ذلك كما حدث لشيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه في مناظرته للسحرة البطائحية الأحمدية (الرفاعية): وقال: (يعني شيخ البطائحية) ورفع صوته: نحن لنا أحوال وكذا وكذا، وادعى الأحوال الخارقة كالنار وغيرها، واختصاصهم بها، وإنهم يستحقون تسليم الحال إليها لأجلها، قال شيخ الإسلام: فقلت- ورفعت صوتي وغضبت-: أنا أخاطب كل أحمدي من مشرق الأرض إلى مغربها:
أي شيء فعلوه في النار فأنا أصنع مثل ما تصنعون، ومن احترق فهو مغلوب، وربما قلت: فعليه لعنة الله ولكن بعد أن تغسل جسومنا بالخل والماء الحار، فسألني الأمراء والناس عن ذلك فقلت: لأن لهم حيلا في الاتصال بالنار يصنعونها من أشياء من دهن الضفادع وقشر التاريخ وحجر الطلق، فضج الناس بذلك فأخذ يظهر القدرة على ذلك فقال: أنا وأنت نلف في بارية بعد أن تطلى جسومنا بالكبريت، فقلت: فقم، وأخذت أكرر عليه في القيام إلى ذلك فمد يده يظهر خلع القميص، فقلت: لا. حتى تغتسل بالماء الحار والخل، فأظهر الوهم على عادتهم، فقال: من كان يحب الأمير فليحضر خشبا أو قال: حزمة حطب، فقلت: هذا تطويل وتفريق للجمع ولا يحصل به مقصود، بل قنديل يوقد أدخل أصبعي وأصبعك فيه بعد الغسل ومن احترقت أصبعه فعليه لعنة الله أو قلت: فهو مغلوب، فلما قلت ذلك تغير وذل) اهـ ([10] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn10)).
الوسيلة الرابعة: الدجل المشوق:
وذلك من خلال حكاية القصص الخيالية التي تجمع الغرائب التي تثير الإعجاب عند الناس، وكذلك من خلال نشر الأحاديث المكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم والرؤى الشيطانية (أي الأحلام).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/77)
ففي كنوز السعادة الأبدية ([11] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn11))( قال الحبيب بكر العطاس: صلينا نحن والحبيب محمد المشهور في مسجد باعلوي فقال لي: هيا يا أبا بكر بانتنسم بانزور السماء مثل ما تقول بانروح النخل، قال: فطلعنا من سحاب إلى سحاب ورجعنا وصلينا المغرب في باعلوي).
فانظر أخي القارئ: أن الله جعل اختراق السماء آية لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولم يكن باختياره صلى الله عليه وسلم، ثم إن هذه خاصية للملائكة وأن العروج من الأرض إلى السماء يستغرق ألف سنة مما نعد، قال الله جل جلاله (يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ([سورة السجدة] وهؤلاء يتنسمون، أي يروحون على أنفسهم في السماء، فلا شك أن هذه من الكذب المشوق ليسترهبهم الناس ويقدسونهم.
وانظر إلى هذه القصة العجيبة التي تجعل اللص وليا، وهي من الطرق التي يتوصلون بها إلى أخذ أموال الناس بالدجل، جاء في كتاب صلة الأهل بتدوين ما تفرق من مناقب بنى فضل ([12] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn12)) ذكر صاحب الجوهر عن أحمد بن المعلم بن أبي فضل قال: (كان الشيخ إبراهيم بن يحيى بافضل رضي الله عنه في جماعة من فقرائه مقيمين على التوكل في رباطه المعروف بتريم، فبينما هم ذات يوم جلوس إذ جاءهم ثور ووقف على باب الرباط، فلما رآه الشيخ، قال للفقراء: خذوه وانحروه، فتناظروا فيما بينهم وقالوا: كيف نذبح ثورا أتى من البلد؟ نخشى أن يعلم صاحبه فنفتضح، فرآهم الشيخ متأخرين عن الثور، فقال لهم ثانيا: قوموا وانحروا هذا الثور، فلم يمكنهم مخالفته ([13] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn13)) ، فقاموا إلى الثور ونحروه،فبينما هم يجزرونه إذ جاء صاحب الثور يقفو أثره، فرآهم يجزرونه فأنكر عليهم وشتمهم وشتم شيخهم ونسبهم إلى اللصوصية، فسمعه الشيخ فخرج إليه وقال له: لم تنكر على الفقراء؛ وقد نذرت أنت بهذا الثور لهم وقلت في نفسك إن ولدت بقرتي الفلانية ثورا فهو نذر علي لله تعالى للفقراء، فجاءت بهذا الثور فلما تزين بين عينيك فأردت أن تمنعه عنهم، وقلت: ما عندي أحد يعلم نذري، ولم يعلم الغيب إلا الله وقد أعلمنا الله تعالى، فجاء إلى الفقراء ما هو لهم؟! فلما سمع صاحب الثور كلام الشيخ استغفر الله عما صدر عنه واعترف بما قال الشيخ واعتذر إليه رضي الله عنه) اهـ.
فانظر أخي إلى ما قاله: (أعلمنا الله) وإلى قول الله تعالى (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ ([الجن:26 - 27] والرسول إما أن يكون ملائكيا أو يكون بشريا، ولا رسول بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإنما معتقد الرافضة أن جبريل يأتي أئمتهم، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
أما كذبهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كثير، ومن ذلك ما ذكره في جامع كرامات الأولياء ([14] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn14)) عن أحمد بن إدريس قال: (ثم إن سيدي أحمد بن إدريس قدس سره النفيس: خصه الله تعالى بالمواهب المحمدية والعلوم اللدنية والاجتماعات الصورية الكمالية بالنبي صلى الله عليه وسلم، والأخذ والتلقي منه، حتى لقنه صلى الله عليه وسلم بنفسه أوراد الطريقة الشاذلية ([15] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn15)) فهو تلميذه وجليسه ومريده الخاص، فإنه صلى الله عليه وسلم أعطاه أورادا جليلة، وطريقة تسليكية خاصة، وقال له: من انتمى إليك فلا أكله إلى ولاية غيري ولا إلى كفالته بل أنا وليه وكفيله).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/78)
وقال سيدي أحمد رضي الله عنه: (اجتمعت بالنبي صلى الله عليه وسلم اجتماعا صوريا ومعه الخضر عليه السلام فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الخضر أن يلقنني أذكار الطريقة الشاذلية، فلقنيها بحضرته ثم قال صلى الله عليه وسلم للخضر عليه السلام: يا خضرا لقنه ما كان جامعا لسائر الأذكار والصلوات والاستغفار ... إلى أن قال: ثم لقنها لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير واسطة، فصرت ألقن المريدين كما لقنني به رسول الله، ومرة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا إله إلا الله محمد رسول الله في كل لمحة ونفسي عدد ما وسعه علم الله خزنتها لك يا أحمد ما سبقك إليها أحد ([16] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn16)) علمها أصحابك يسبقون بها) اهـ.
وبمثل هذا الكذب والافتراء يشرعون للناس أذكارا وصلوات وعبادات ما أنزل الله بها من سلطان ويجعلون ما أتوا به عن الرؤى الصورية لا المنامية أفضل مما أتى به الصحابة رضوان الله عليهم.
الوسيلة الخامسة: استخدام وجاهتهم: [أو بما يسمى السلطة الروحية التي يتوارثونها أبا عن جد]:
فإنه معروف في طقوس الصوفية التنصيب للسيادة، ويتمتع بذلك من ينتسبون إلى أكل البيت، فيتصدر المجالس وكلمته الفصل، ومنه تحصل البركة والكرامة، ويصرفون وجوه الناس إليهم من خلال انتقال الأسرار الربانية، وأنه يفتح لهم بعد موت آبائهم، ومن ذلك ما جاء في المشرع الروي في مناقب آل باعلوي ([17] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn17)) في ترجمة علوي بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد ابن الفقيه المقدم من كراماته وحكى أن الشيخ عبد الله باعباد سأل صاحب الترجمة عما ظهر له من المكاشفة بعد موت والده فقال: (ظهر لي ثلاث: أحيي وأميت بإذن الله، وأقول للشيء: كن فيكون، وأعرف ما سيكون) فقال الشيخ عبد الله: (نرجو فيك أكثر من هذا) اهـ.
انظر إلى هذا الكفر الصريح؛ حيث جعل من نفسه إلها، فإن الله يقول (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [سورة البقرة] ويقول (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ([سورة يس] ويقول سبحانه وتعالى (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ([سورة لقمان] ومن أجل ترويج بضاعتهم وتعلق الناس بهم يرون ما من أحد من آل البيت إلا وله توبة قبل موته.
وهذا معناه مهما رأينا منهم من معاصي وكفر ورده فينبغي أن نحسن الظن بهم، هذا إذا سلموا أنها معاصي و إلا فإن معاصيهم- كما سيأتي في موضعه مبينا- فضائل ومنح وهذا مثال على ما ذكرنا.
جاء في كتاب كنوز السعادة الأبدية ([18] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn18)): وقد ذكروا أن الحبيب أحمد (بن محسن الهدار) كان إذا رأى امرأة في الطريق قبصها في ثديها، والحكمة من ذلك أنه يخرج شهوة الزنا منها، فقال بعض السادة لزوجته: إن خليتي عمي أحمد يقبص ثديك فعلت بك وفعلت، فلما كانت في بعض الأيام أقبلت تلك المرأة تسير وزوجها يمشي في تلك الطريق فإذا الحبيب أحمد واصل إليها فأسرعت المشي وخبت خوفا من الحبيب أحمد ومن زوجها فخب الحبيب أحمد وراءها وقال لها: مالك عذر من قبصة عمك أحمد وإن خبيتي؟ فلحقها وقبصها في ثديها وزوجها ينظر، وقال لها: با تأتي بسبعة أولاد كلهم يركبون الخيل على رغم أنف زوجك) اهـ. وسيأتي التعليق في موضعه.
الوسيلة السادسة: استخدام من يسمونهم الدراويش:
وهؤلاء هم جهال استرهبوهم بسحرهم وحيلهم فصدقوهم فيما زعموا وصاروا يخدمونهم وينتقلون للناس ما كان من أمر السحر والكهانة والعرافة بأنه كرامة وقد يصل الأمر إلى ترك الفرائض من غير إنكار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/79)
جاء في كنوز السعادة الأبدية في الأنفاس العلية الحبشية ([19] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn19)): ( جاء الحبيب عبد الله بن عمر بن يحيى إلى قوس وفيها الحبيب أحمد بن عبد الله بافقيه وأولاده شيخ ومحمد وكلهم رجال، فحضرت صلاة قدموا فيها الحبيب عبد الله بن عمر إماما وكان الحبيب علوي بن هاشم جالسا في ناحية لم يصل معهم، فقال الحبيب محمد في نفسه: كيف هذه الولاية وفيها خرق الشريعة؟ وكيف تكون ولاية بلا صلاة؟ فكاشفه والده الحبيب أحمد وقال له: يا محمد، فقال: مرحبا فقال له: ارفع رأسك، فرفع رأسه فإذا تسع صور على صورة الحبيب علوي يصلين في الهواء، فقال: هل تضر صورة واحدة جالسة لا تصلي وتسع يصلين؟) 1هـ.
فانظر هداني الله وإياك إلى سحرهم ودجلهم، لقد وسعهم ما لم يسع المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.
****************
([1]) سر العالمين (2/ 65 - 66).
([2]) (ص:122 - 123 - 124).
([3]) شمس المعارف الكبير (ص:213).
([4]) للمزيد انظر: الصوفية من كتاب الكشف عن حقيقة الصوفية (ص:859).
([5]) يقول الجرجاني في التعريفات (ص:148): الكشف في اللغة رفع الحجاب، وفي الإصلاح، هو الإطلاع على ما رواه الحجاب من المعاني الغيبية والأمور الحقيقية وجودا أو شهودا .. ) وفي (ص:34) الإلهام: ما يلقي في الروع بطريق الفيض، وقيل: الإلهام ما وقع في القلب من علم، وهو يدعو إلى العمل من غبر استدلال بالآية ولا نظر في حجة، وهو ليس بحجة عند العلماء إلا الصوفيين. انظر: الكشف المبين عن حقيقة القبوريين للشيخ/ أحمد بن حسن المعلم (ص:29 - 35).
([6]) انظر: مقدمة ابن خلدون (ص:256).
([7]) (ص:207).
([8]) ظاهرة أي أني مصبوغة اليد بالحناء.
([9]) (ص:9).
([10]) مجموع الفتاوى (11/ 465 - 466).
([11]) (ص:388).
([12]) طبع في (1420هـ) الطبعة الأولى (ص:80).
([13]) لأنهم يغرسون في نفوسهم الطاعة المطلقة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) رواه الحاكم وهو في صحيح الجامع (7520) فتنبه رحمك الله.
([14]) (1/ 571 - 572).
([15]) ومن ذلك المدخل يرون الأحاديث الضعيفة والمكذوبة ويستندون في ذلك على الرؤى والمنامات ويعتبرون ذلك تشريعا.
([16]) ولذلك تجدهم يحضون على ذلك الذكر ويواضبون عليه رجاء ما وعدهم أحمد بن إدريس بما تلقاه شفاهة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
([17]) (ص:211).
([18]) (ص: 237 - 238).
([19]) (ص:55).
****************
لتحميل الكتاب كاملاً:
تنبيه الساهي إلى ما في الخرافة من الدواهي
تأليف أحمد بن علي بن أحمد برّعود إمام وخطيب جامع الفرقان بمدينة الشحر حضرموت - اليمن
تقديم علامة اليمن ومفتي الشافعية الوالد القاضي محمد بن إسماعيل العمراني حفظه الله
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=5357(63/80)
من ينقل لنا فتاوى العلماء في حكم مشاهدة القنوات الشيعية؟
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[28 - 04 - 10, 06:21 م]ـ
مسألة تمس الحاجة إليها
تحتاج إلى فتاوى لضبطها والحكم عليها
فمن كان عنده فتوى ينقلها لنا أو كان من تلاميذ المشايخ يسألهم وينقل لنا فتواه
أو كان من أهل العلم يقدم لنا فتوى في هذه المسألة
أحسن الله إليكم
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[29 - 04 - 10, 08:09 م]ـ
أما قولك: مسألة تمس الحاجة إليها.
فأقول: لعلّك تقصد مما تمس الحاجة لمعرفة حكمها فهذا لا شك أنه حق فيجب علينا معرفة حكم أهل البدع وما يستحقونه من الهجر وعدم الإستماع إليهم.
قلت هذا لئلاّ يتوهم متوهّم أنك تقصد الحاجة إلى مشاهدة قنوات الرافضة وأنها مما تمس الحاجة إليها!!!
وأما قولك: تحتاج إلى فتاوى لضبطها والحكم عليها
فمن كان عنده فتوى ينقلها لنا أو كان من تلاميذ المشايخ يسألهم وينقل لنا فتواه
أو كان من أهل العلم يقدم لنا فتوى في هذه المسألة
أحسن الله إليكم.
فنعم؛ فتاوى العلماء قد ملأت مصنفاتهم بهجر المبتدع وعدم مخالطته أو سماع شيء منه، وهذا أكثر من أن يحصر، ولا شك أن الرافضة من رؤوس أهل البدع فهم جمعوا شتى أصناف البدع فهم في باب الأسماء والصفات جهمية، وفي باب القدر قدرية، وفي الإمامة هم رأس الإمامية بأصنافها،
من أقوال السلف على سبيل المثال أثر ابن سيرين رحمه الله لما جاءه سلم بن قتيبة القدريّ فسأله عن شيء من القدر فقال له محمد: إختر إما أن تقوم عني وإما أن أقوم عنك.
ورفض أيوب السختياني مجرد الاستاع لآية أوحديث من مبتدع، وعندما قال له المبتدع: اسمع مني كلمة؛ قال له: "ولا نصف كلمة، إما أن تقوم وإما أن أقوم". وزجر الشافعي حفصاً المعتزلي ولعنه، وقد جاء لعيادته، عندما قال له: عرفتني يا أبا عبد الله؟ قال له: "لا عرفك الله، ولا حيَّاك، ولا بيَّاك".
ومنع عمر بن عبد العزيز دخول شعراء المبتدعة المتزلفين عليه، أمثال الفرزدق وجرير. وعن خصيف الجزري قال مكتوب في التوراة لا تجالس أهل الأهواء فيدخل في قلبك شيء من ذلك فيدخلك النار، وعن الربيع قال رأيت الشافعي وهو نازل من الدرجة وقوم في المسجد يتكلمون بشيء من الكلام فصاح وقال إما أن تجاورونا بخير وإما أن تقوموا عنا، وقال عبدوس بن مالك العطار قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل يقول: اصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم والاقتداء بهم وترك البدع وكل بدعة فهي ضلالة وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء وترك المراء والجدال والخصومات في الدين.
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 01:21 ص]ـ
وقال الذهبي في ترجمة الراوندي الملحد من كتاب (تاريخ الإسلام) 22/ 84 - 85:"صاحب الزندقة؛ كان حياً إلى حدود الثلاثمائة، وكان يلازم الرافضة والملحدة، فإذا عوتب قال: أنا أريد أن أعرف مذاهبهم ثم كاشف وناظر، وصنف في الزندقة، لعنه الله".(63/81)
نفي الجسم الذي لم يرد فيه نص. (حجة من ليس عنده حجة من كتاب او سنة)
ـ[ابو ربا]ــــــــ[28 - 04 - 10, 08:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اما بعد
فهؤلاء يحتجون بنفي الجسم عن الله تعالى في نفي صفات الله عز وجل كلها او بعضها بسبب خلافهم في معنى الاعراض وهو خلاف صوري عند التحقيق
فيلزم القائلين بهذه الحجة العقلية (ما لا يخلو من الحوادث -الاعراض - فهو حادث - مخلوق -) نفي جميع الصفات
فلما قرروا هذه الحجة جعلوها اصلا لهم وحكما يرجعون اليها في تحكيم آيات الصفات وهذا ما جعلهم
يصفون المثبتين بالتجسيم لانهم لم يحكموا هذه القاعدة في النصوص المتشابه كما يزعمون
وما نقموا من اهل السنة والجماعة الا لانهم
وصفوا الله تعالى بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته ونفوا عن الله تعالى ما نفى عن نفسه ونفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم
اثباتا بلا تمثيلا ونفيا بلا تعطيل
ولهذا قال غير واحد من السلف علامة اهل البدع وصفهم لاهل السنة بالتجسيم
ومما يدل على ذلك وصف الجهمية والمعتزلة الامام احمد بن حنبل بالتجسيم ووصفهم لعثمان بن سعيد الدارمي بالتجسيم بل بعض متعصبتهم قال:
ثلاثة من الانبياء مشبهة موسى ومحمد وابراهيم صلوات الله عليهم وسلامه
وقد عُذِّبَ كثير من السلف لاجل تمسكهم بالكتاب والسنة
ووِصفوا بالتجسيم منهم الامام عبدالغني بن عبدالواحد المقدسي الحنبلي صاحب كتاب عمدة الاحكام
وله كتاب في العقيدة شاهد على تمسكه بالسنة واتباعه للسلف
لا للحنابلة المتأخرين
وبعده شيخ الاسلام بن تيمية وقصته مشهورة
وهذا نقل لشيخ الاسلام بن تيمية يبين مرادي من الوضوع:
(وَأَمَّا قَوْلُ الْمُعَارِضِ: إنَّ هَذَا إنَّمَا يُعْقَلُ فِيمَا هُوَ جِسْمٌ مُتَحَيِّزٌ فَإِذَا قُدِّرَ مَا لَيْسَ بِجِسْمِ وَلَا مُتَحَيِّزٍ خَلَا عَنْ هَذَيْنِ الْقِسْمَيْنِ وَلَمْ تَنْحَصِرْ الْقِسْمَةُ حِينَئِذٍ فِي أَحَدِهِمَا.
فَيُقَالُ: أَوَّلًا لَفْظُ " الْجِسْمِ " و " الْحَيِّزِ " و " الْجِهَةِ " أَلْفَاظٌ فِيهَا إجْمَالٌ وَإِبْهَامٌ
وَهِيَ أَلْفَاظٌ " اصْطِلَاحِيَّةٌ " وَقَدْ يُرَادُ بِهَا مَعَانٍ مُتَنَوِّعَةٌ وَلَمْ يَرِدْ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ فِي هَذِهِ الْأَلْفَاظِ لَا بِنَفْيٍ وَلَا إثْبَاتٍ وَلَا جَاءَ عَنْ أَحَدٍ مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا فِيهَا نَفْيٌ وَلَا إثْبَاتٌ أَصْلًا؛
فَالْمُعَارَضَةُ بِهَا لَيْسَتْ مُعَارَضَةً بِدَلَالَةِ شَرْعِيَّةٍ؛ لَا مِنْ كِتَابٍ وَلَا مِنْ سُنَّةٍ وَلَا إجْمَاعٍ؛ بَلْ وَلَا أَثَرٍ لَا عَنْ صَاحِبٍ أَوْ تَابِعٍ وَلَا إمَامٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ
بَلْ الْأَئِمَّةُ الْكِبَارُ أَنْكَرُوا عَلَى الْمُتَكَلِّمِينَ بِهَا وَجَعَلُوهَا مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ الْبَاطِلِ الْمُبْتَدَعِ؛ وَقَالُوا فِيهِمْ أَقْوَالًا غَلِيظَةً مَعْرُوفَةً عَنْ الْأَئِمَّةِ؛ كَقَوْلِ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ حُكْمِي فِي أَهْلِ الْكَلَامِ: أَنْ يُضْرَبُوا بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ وَيُطَافَ بِهِمْ فِي الْقَبَائِلِ وَالْعَشَائِرِ؛ وَيُقَالُ هَذَا جَزَاءُ مَنْ تَرَكَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَأَقْبَلَ عَلَى الْكَلَامِ.
وَبِالْجُمْلَةِ فَمَعْلُومٌ أَنَّ الْأَلْفَاظَ " نَوْعَانِ ": لَفْظٌ وَرَدَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَوْ الْإِجْمَاعِ؛ فَهَذَا اللَّفْظُ يَجِبُ الْقَوْلُ بِمُوجَبِهِ سَوَاءٌ فَهِمْنَا مَعْنَاهُ أَوْ لَمْ نَفْهَمْهُ؛ لِأَنَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَقُولُ إلَّا حَقًّا وَالْأُمَّةُ لَا تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلَالَةٍ.
وَالثَّانِي: لَفْظٌ لَمْ يَرِدْ بِهِ دَلِيلٌ شَرْعِيٌّ كَهَذِهِ الْأَلْفَاظِ الَّتِي تَنَازَعَ فِيهَا أَهْلُ الْكَلَامِ وَالْفَلْسَفَةِ هَذَا يَقُولُ: هُوَ مُتَحَيِّزٌ.
وَهَذَا يَقُولُ. لَيْسَ بِمُتَحَيِّزِ
وَهَذَا يَقُولُ: هُوَ فِي جِهَةٍ.
وَهَذَا يَقُولُ: لَيْسَ هُوَ فِي جِهَةٍ.
وَهَذَا يَقُولُ: هُوَ جِسْمٌ أَوْ جَوْهَرٌ.
وَهَذَا يَقُولُ: لَيْسَ بِجِسْمِ وَلَا جَوْهَرٍ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/82)
فَهَذِهِ الْأَلْفَاظُ لَيْسَ عَلَى أَحَدٍ أَنْ يَقُولَ فِيهَا بِنَفْيٍ وَلَا إثْبَاتٍ حَتَّى يَسْتَفْسِرَ الْمُتَكَلِّمُ بِذَلِكَ فَإِنْ بَيَّنَ أَنَّهُ أَثْبَتَ حَقًّا أَثْبَتَهُ وَإِنْ أَثْبَتَ بَاطِلًا رَدَّهُ وَإِنْ نَفَى بَاطِلًا نَفَاهُ وَإِنْ نَفَى حَقًّا لَمْ يَنْفِهِ وَكَثِيرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ يُجْمِعُونَ فِي هَذِهِ الْأَسْمَاءِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ: فِي النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ.
فَمَنْ قَالَ: إنَّهُ فِي جِهَةٍ وَأَرَادَ بِذَلِكَ أَنَّهُ دَاخِلٌ مَحْصُورٌ فِي شَيْءٍ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ - كَائِنًا مَنْ كَانَ - لَمْ يُسَلَّمْ إلَيْهِ هَذَا الْإِثْبَاتُ وَهَذَا قَوْلُ الْحُلُولِيَّةِ. وَإِنْ قَالَ: إنَّهُ مُبَايِنٌ لِلْمَخْلُوقَاتِ فَوْقَهَا لَمْ يُمَانَعْ فِي هَذَا الْإِثْبَاتِ؛ بَلْ هَذَا ضِدُّ قَوْلِ الْحُلُولِيَّةِ. وَمَنْ قَالَ: لَيْسَ فِي جِهَةٍ فَإِنْ أَرَادَ أَنَّهُ لَيْسَ مُبَايِنًا لِلْعَالَمِ وَلَا فَوْقَهُ لَمْ يُسَلَّمْ لَهُ هَذَا النَّفْيُ) اهـ
قلت: وقس على هذا في الالفاظ المجملة التي تحتمل معنى صحيحا وآخر باطلا و لم ترد في الكتاب والسنة
فالفاظها يتوقف فيها فلا تنفى ولا تثبت لله تعالى
واما معانيها فنثبت المعنى الحق وننفى المعنى الباطل
وهذا التفصيل هو الحق وتركه يلزمك بلوازم باطلة
فتنبه
نقل آخر لشيخ الاسلام رحمه الله تعالى:
(وَأَمَّا لَفْظُ " التَّجْسِيمِ " فَهَذَا لَفْظٌ مُجْمَلٌ لَا أَصْلَ لَهُ فِي الشَّرْعِ؛ فَنَفْيُهُ وَإِثْبَاتُهُ يَفْتَقِرُ إلَى تَفْصِيلٍ وَدَلِيلٍ كَمَا تَقَدَّمَ.
وَأَمَّا إنْ قَالَ الْمُثْبِتُ لِذَلِكَ: الْمُرَادُ بِهِ أَنَّهُ فَوْقَ الْعَالَمِ وَمُبَايِنٌ لَهُ.
قِيلَ لَهُ: هَذَا الْمَعْنَى صَحِيحٌ وَإِنْ قَالَ النَّافِي لِذَلِكَ: الْمُرَادُ أَنَّهُ لَا تَحُوزُهُ الْمَخْلُوقَاتُ وَلَا تُمَاثِلُهُ.
قِيلَ لَهُ: هَذَا الْمَعْنَى صَحِيحٌ. وَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَ قَوْلَيْكُمَا؛ فَإِنَّهُ فَوْقَ الْعَالَمِ مُبَايِنٌ لَهُ وَالْمَخْلُوقَاتُ لَا تَحْصُرُهُ وَلَا تَحُوزُهُ وَلَا يَفْتَقِرُ إلَى الْعَرْشِ وَلَا غَيْرِهِ؛ مَعَ أَنَّهُ عَالٍ عَلَيْهَا مُبَايِنٌ لَهَا وَلَيْسَ مُمَاثِلًا لَهَا وَلَا يَجُوزُ عَلَيْهِ مَا يَجُوزُ عَلَيْهَا.
فَهَذِهِ الْمَعَانِي صَحِيحَةٌ مِنْ النَّافِي وَالْمُثْبِتِ مَقْبُولَةٌ؛ وَتِلْكَ الْمَعَانِي مِنْهُمَا مَرْدُودَةٌ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
قلت: ان كان يريد من معنى الجسم المركب من جوهرين مفردين فاكثر او من المادة و الصورة
او الذي يحتاج بعضه الى بعض
فهذه معاني منفية عن الله تعالى
فتبين من منهجنا اننا لا نثبت لفظ التجسيم ولا ننفيه عن الله تعالى لعدم ورود النصوص في ذلك واما المعنى فنفصل فيه لاحتماله لمعاني صحيحة ومعاني باطلة
فنفيه مطلقا نفي للمعاني الصحيحة
واثباته مطلقا اثبات للمعانى الباطلة فَخَلُصَ معنا ان الحق هو التفصيل
والله الموفق
14/ 5/1431
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[29 - 04 - 10, 11:21 ص]ـ
يا أخي الفاضل:
قولك (فتبين من منهجنا اننا لا نثبت لفظ التجسيم ولا ننفيه عن الله تعالى لعدم ورود النصوص في ذلك واما المعنى فنفصل فيه لاحتماله لمعاني صحيحة ومعاني باطلة
فنفيه مطلقا نفي للمعاني الصحيحة
واثباته مطلقا اثبات للمعانى الباطلة فَخَلُصَ معنا ان الحق هو التفصيل)
لماذا لا نسكت عن إثارة مثل هذه المواضيع؟
فقولك يفتح بابا لا أعرف كيف يمكننا إغلاقه ...
هل يمكن أن نقول (أن لله بطن أو لسان أو ... )
هل ستقول يالتفصيل أيضا؟
قال الإمام أحمد رحمه الله: (لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث).
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 01:39 ص]ـ
أولاً: جزى الله الناقل خيرًا على الفائدة.
ثانيًا:
لماذا لا نسكت عن إثارة مثل هذه المواضيع؟ فقولك يفتح بابا لا أعرف كيف يمكننا إغلاقه ...
إعلم أن هذا الباب مفتوح منذ ما يربو على الألف عام؛ فكيف يكون الأخ صاحب الموضوع قد فتحه؟؟؟!!
فالإختلاف في التجسيم قول قديم، وقد نقل فيه الخلاف جميع من صنف في الفرق والديانات؛ هو قول طائفة الكرّامية أتباع محمد بن كرّام، وكذلك هو قول قدماء الشيعة.
ولا يزال أهل البدع من الأشاعرة والماتريدية يصمون أهل السنة أتباع السلف بالتجسيم، فكان لزامًا ضبط مسائل هذا الباب لئلا يقع اللبس على من لا علم له به.
وبذلك يتبيّن الفرق بين مسألة التجسيم وبين قولك: هل يمكن أن نقول (أن لله بطن أو لسان أو ... )، هل ستقول يالتفصيل أيضا؟
ولا شك أن الخير باتباع الكتاب والسنة على ما نقلته عن الإمام أحمد رحمه الله: (لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث). ولكن ما الحل فيمن يصم أهل السنة السنية بالتجسيم وأنهم يثبتون لله تعالى الجوارح والأعضاء المعهودة في البشر؟!! أليس من الواجب ردّ طعنهم وبيان باطلهم وتبرئة ساحتنا مما يقذفوننا به؟!!!
بل على هذا الأساس ـ أعني بيان تلبيس أهل البدع في كلامهم المذموم ـ أقام شيخ الإسلام كتابه الحافل العظيم (بيان تلبيس الجهمية) من أوله إلى آخره، وبيّن فيه هذه المسألة التي ذكرها أخونا صاحب الموضوع ومسائل أخر من مثل الجهة والحيز والتركيب التي يتكلم بها أهل الكلام في حق الله تعالى نفيًا أو إثباتًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/83)
ـ[ابو ربا]ــــــــ[30 - 04 - 10, 07:33 ص]ـ
جزاكما الله خيرا
وبارك فيكما
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[01 - 05 - 10, 10:39 ص]ـ
ولا شك أن الخير باتباع الكتاب والسنة على ما نقلته عن الإمام أحمد رحمه الله: (لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث). ولكن ما الحل فيمن يصم أهل السنة السنية بالتجسيم وأنهم يثبتون لله تعالى الجوارح والأعضاء المعهودة في البشر؟!! أليس من الواجب ردّ طعنهم وبيان باطلهم وتبرئة ساحتنا مما يقذفوننا به؟!!!
يا أخي الحبيب
أليست هذه حجة الأشاعرة في التأويل؟
ألم يقولوا نحن نضطر إلى التأويل، حتى نرد شبه المعتزلة وغيرهم من أصحاب الفرق والديانات؟
لماذا نثير هذه القضايا في المنتديات والمحاضرات؟
لماذا لا نتركها لأهل العلم، وفي حلقاتهم مع طلبة العلم دون أن نثيرها نحن ابتداء؟
إذا نبتت نابتة وأثارت هذه المسائل يكون هناك من يرد عليهم بحججهم ومنطقهم حتى يبطل باطلهم؟
أما أن تكتب وتنشر في المنتديات التي يدخلها العالم والجاهل، فالأسلم لديننا ما قاله الإمام المبجل ((لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث) فهذا هو الأصل، والله أعلم
ـ[ابو ربا]ــــــــ[02 - 05 - 10, 01:59 ص]ـ
اخي الفاضل ابو دوسر جزاك الله خيرا على النصيحة وبارك فيك
اخي الكريم كان يسعنا ما قُلتَ لو ان القوم سكتوا ولكن لما تكلموا وجب على الكلام
ولهذا لما قيل الامام احمد رحمه الله تعالى فلان يقول القران كلام الله ويسكت قال الامام احمد ما معناه: ولماذا يسكت بل يقول القران كلام الله غير مخلوق
ولو ان القوم لم يتكلموا كان يسعه السكوت فلما تكلموا فلماذا يسكت
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 03:07 ص]ـ
أليست هذه حجة الأشاعرة في التأويل؟
ألم يقولوا نحن نضطر إلى التأويل، حتى نرد شبه المعتزلة وغيرهم من أصحاب الفرق والديانات؟
يعني (اضطروا) الى تبديل (تحريف) دينهم بدل أن يدافعوا عنه!!! فماذا استفادوا؟ أتوا بدين محرف. فأين الدفاع؟
الدفاع يكون عن شئ. لا أن تستبدله بشئ آخر.
لقد حاجج السلف الجهمية بدون أن يضطروا الى التأويل. لأنه لا يجوز لهم تحريف دين الله.
وهم اليوم ينصاعوا الى العولمة بدل أن يحافظوا على دينهم. انظر الى الاخوة بين المسلمين (الاشعريين) والكافرين. أقصد الاخوة الانسانية!!!
الانسان يغير الواقع كما غيره رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا ان يغير نفسه لكي يناسب الواقع.(63/84)
خاتمة موسوعة: حقيقة الرافضة
ـ[أبو الوليد المقتدي]ــــــــ[28 - 04 - 10, 09:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فلقد يسر الله إتمام موسوعة حقيقة الرافضة اليوم وإن شاء الله سأرفعه في القريب العاجل
وسأضع شرح قريبا
خاتمة
الحمد لله وحده لا شريك له، وصلى الله وسلم على نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه الأطهار حملة الدين وجند رب العالمين الذي زكاهم الله ومدحهم ورفع أقدارهم فهم جند الله وهم عباد الله أبتعثهم وأختارهم لصحبة نبيه – صلى الله عليه وسلم – ففدوه بأنفسهم وضحوا من أجل نصره وبذلوا ونافحوا وكافحوا وصدو وجاهدوا وأجتهدوا حتى بلغوا علياء المنازل فهم نجوم تتلألأ في سماء الإسلام وهم حملة القرآن ونقلة الحكمة إلى الأنام، الكرام الأوائل الصحب الأفاضل رضي الله عنهم ورضوا عنه فهل يبقى مقال بعد ذلك لقائل؟!
وبعد
فإن الكلام عاجز عن نعت خير الناس فماذا أقول؟! ولكن حسبي:
} وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {التوبة 100
} لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ {البخاري عن أبي سعيد - رضي الله عنه - 3673
} النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِى فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِى مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِى أَمَنَةٌ لأُمَّتِى فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِى أَتَى أُمَّتِى مَا يُوعَدُونَ {مسلم عن أبي موسى رضي الله عنه 6629
أما بعد
فهذه هي عقائد الشيعة الروافض أتباع ابن سبأ اليهودي أتخذوا آل البيت ذريعة لهدم الإسلام فهم العدو ولقد تبين لك أخي الكريم شذوذهم عن الإسلام فلهم قرآن جديد!!! وإمام جديد والعجيب أنه مازال في السرداب!! ولهم كعبة جديدة!! ولعلهم يخرجون علينا مستقبلاً بدين جديد ونبي جديد ورب جديد!!!!
ولتعلم أن الرافضة يشذون عن الإسلام في:
1 - قولهم القرآن محرف [وهذا من ضروريات المذهب]
2 - وقوعهم في عرض النبي – صلى الله عليه وسلم -.
3 - سبهم للصحابة رضي الله عنهم وهم نقلة الدين والقرآن
4 - عدم إعترافهم بالسنة النبوية لأنها من نقل الصحابة
5 - عقولهم المغيبة فهم لا يعقلون بل يفكرون بعاطفتهم
6 - إعتقادهم بالخرافة
7 - ولائهم لدولة المجوس
8 - حقدهم على العرب وبلاد العرب وبخاصة بلاد الحرمين
9 - تقديسهم لأبي لؤلؤة المجوسي وقد تقدم
10 - قتلهم الطائفي لأهل السنة
11 - الشرك وهذا فحدث عنه ولا حرج
12 - الغلو في آل البيت
13 - طعنهم في رموز الإسلام مثل الخلفاء وصلاح الدين
14 - مسلسل الخيانة المتكرر عبر التاريخ للمسلمين بداية بقتل عثمان – رضي الله عنه – مروراً بابن العلقمي ونصير الدين الطوسي حتى ولاية الفقيه وخيانة العراق ويا ترى ماذا بعد؟!!
15 - مواداتهم لليهود والنصارى من دون المؤمنين
16 - طموحهم في إحتلال بلاد المسلمين
17 - إحتلالهم للأحواز العربية وجزر الإمارات الثلاث وإطلاقهم على الخليج العربي: الخليج الفارسي وهذه عقيدة
18 - نسبتهم لله ما لا يليق
19 - التقية
20 - تكفير المسلمين
فلا يمكن التقارب مع هؤلاء لأنهم إن تخلوا عن هذه النقاط سقط الدين الفارسي وهذا هم لا يقبلون أبداً واعلم أن كل واحدة من هذه طامة بمفرده فكيف بها مجتمعة؟!!
- فإن قال قائل: إن هذا في الكتب وهم لا يعتقدونه
- كان الجواب:
- أولاً: لكي نتعرف على أي عقيدة لمذهب نرجع لأصول المذهب وهذه الكتب التي نقل منها هي أصولهم وكذلك ذكر ذلك كبار مراجعهم، فلو أتينا لنتعرف على مذهب السنة رجعنا لأئمته كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وأصوله كالسنن والصحاح فأصول مذهبهم تقول بذلك بالتوافق
- ثانياً: هم لا يخطئون ذلك ولو كان بعضهم جاهلاً به كشأن العوام إلا أنهم تابعون لمراجعهم يصدرون عن أمرهم.
ولهذ فالحذر الحذر يا أهل السنة والحذر الحذر يا أبناء الإسلام من هذا المخطط الخبيث ولتأخذوا حذركم
ولهذا فلا يمكن التقارب مع هؤلاء.(63/85)
الهدلق الباحث الدؤوب .. يغوص للدر الفريد، مقالٌ بعنوان: سلفيّة متجددة أو المجتمع المدني ..
ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[28 - 04 - 10, 10:13 م]ـ
وهذه مقالة نقدية فكرية جديدة، دبجتها يراع أستاذنا الهدلق - حفظه الله ومتعنا به -، وهي في ثوب جديد غير الثياب التي كان يلبسها أستاذنا مقالاته في العادة، وقد اختتمها بما أسماه " إضافاتٌ لحُسن النيّة " قال فيها:
1 - كتبتُ هذه المقالة بقصد "النقد الذاتي الإيجابي" لمحاولة إصلاح المنهج مما يكون قد اعتوره من خلل (ليمكن للفكر أن يعود فيجعل الأيدي تتحرك) .. وليس لتقويض المنهج القائم وإحلال منهج آخر محلّه، فعنوان المقالة "سلفية متجددة أو المجتمع المدني" وليس "الظلامية السلفية عدوّ المجتمع المدني".
2 - أتحدث هنا عن المنهج العلمي السائد بما هو اجتهاد بشري قابل للنقد، أتحدث عن آلات الخطاب وأدواته. لا أعني بحالٍ الخطاب الشرعي المنزّه نفسه، ولا النص السلفي المبارك، حاشا .. ونعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر.
3 - لست أتعالى فاستثني نفسي مما آخذه على غيري، فأنا لا أحسن لغةً ثانية، وأعاني ضعفًا فاضحًا في تحقيق أدنى الكمال من الاطلاع على كثير من ضروب النتاج المعرفي، لكن "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت" ما استطعت.
وأترككم مع المقال:
نص المقال
سلفيّة متجددة أو المجتمع المدني ..
الاربعاء 14 جمادى الأولى 1431الموافق 28 إبريل 2010
"وهناك آخر لا يقف إحساسه بالمسؤولية عند حدود بيته، بل يتعداه إلى الفئة التي ينتمي إليها، أو وطنه كاملاً، هذا النوع هو الذي يتكوّن منه: وقود الثورات، أو سكّان السجون، أو الباحثون عن المعرفة". أحمد بهاء الدين
إن كنتَ ممّن يمضغ الكلماتِ بفمٍ متورِّم، ويصرخ في انفعالٍ أبله: "يستتاب (وإلا) قُتل"! فلا تقرأ هذه المقالة ..
.. لقد كان المنهج العلمي السائد في هذا البلد يفي -إلى وقتٍ قريب- بالحاجة المعرفية والإنسانية لأهله، لما كان عليه المجتمع من بيئة مغلقة، وفطرة قريبة.
لكنَّ العلمَ الشفهيَّ، وحَلَّ المتون، والفتوى الحاضرةَ التي تدور على المواسم؛ ما عاد قادرًا –وحده- على صياغة نظرةٍ شاملة للإنسان والكون والحياة في زماننا الحاضر هذا.
بناءُ الإنسان لحصونه مقدَّمٌ على دكّ حصون الآخرين، فالتسلّح بالمعرفة يكون قبل ثقافة الردود، وكان مما أضعف الخطاب السلفي المعاصر؛ أن المشروع العلمي الكتابي للصحوة كان أكثره قائمًا على ثقافة الردود الوقتية غير المؤصلة وليس على البناء العلمي، غابت تلك الردود مع شمس أحداثها، بعد أن أضرّتْ بعقول نابتة الصحوة من شيوخ اليوم.
كثيرٌ ممّن شغب على المدرسة السلفية؛ إنما استطال عليها بأدوات علم أنها لا تحسنها كثيرًا، أصبحت أقدامهم ترتاد مساحات معرفية لا تطرقها أقدامنا، فبلغوا منّا شئنا أم أبينا.
ولا سبيل إلى ردِّ عادية هؤلاء عن أصولنا وثوابتنا؛ إلا بخطاب معرفي يملك من الكفاءة ما يفكك أطروحاتهم من الداخل، إذ ليس أدعى لهزيمة الخصم ولا أنهض للحجة من أن تساجله بخطابٍ من جنس خطابه .. وأما حوقلة العجائز فللعجائز!
الهرب من المشكلة لا يعالجها بل يزيدها استفحالاً، فليس كل ما يقال عنا غير صحيح، وإذا ما تحدّث من لا تودّ عن فوائد التنفّس فلا تمت مختنقًا.
لا تكن على مبدأ أطباء موليير: "خير للمريض أن يموت على قوانين الطب من أن يشفى على خلافها"؛ لا تكن على هذا المبدأ لئلا يطبق عليك أول ما يطبق.
لقد جعل درس المؤسسة الاجتماعية، ونزعة التعليل في العقل المعاصر، وحديث الوعي بالهوية، وتحقيق الذات المبدعة؛ الخطابَ السلفي يخفت صوتُه في أنفس باتت ترى أن هذا النصَّ الضيق ما عاد قادرًا على أن يستوعب آمالها المعرفية، ولا يلبي شوق الإنسان فيها إلى خطاب الحضارة المُربك واللذيذ.
إننا إن استمررنا في الجمود على ما نحن عليه: من ضعف اعتبار الواقع، والجهل باللغات الحضارية، وتنقّص قيمة البناء المعرفي، والغض من شأن أثر الثقافة؛ مما أنتج هذا الخطاب المعرفي ..
إن عرضنا معتقدات الآخرين وأفكارَهم من أوهى مَكاسِرها: حتى إذا ما قيّض لواحد من أبناء مدرستنا أن يناقش أصحابها؛ هالته هذه السطحية الساذجة التي غذونا بها عقله فعاد باللائمة علينا بما غيّبناه ..
إننا إن سلبنا حرية الإنسان، وأهدرنا كرامته: بسطوة الإسلام السياسيّ المتوهَّمة، ودعوى القَدَر التاريخي؛ فألجأناه ببقايا آدميته إلى قيم الليبرالية ..
إن نحن رَدَدنا آلةَ رأس المال الطاحنة، والقلقَ الاجتماعي الفاتك، وأزمةَ الاغتراب في الضمير المعاصر، والتنميطَ القسري للعولمة، وضجيجَ العلمانية المُصمّ، وشهوةَ هوليود الآثمة: بمرقّعةٍ تشفّ عن بؤس لابسها؛ إن فعلنا كلّ أولئك؛ فإن طوفان المجتمع المدني غامرنا لا محالة.
"القدرة على الإصغاء إلى الآخر تعني أكثر من التقاط الإشارات الصوتية, بل تعني أكثر من فهم ما يقوله الآخر .. إنها تعني أن أُدرك أن الآخر يودّ أن يقول لي شيئًا، شيئًا مهمًا بالنسبة إليّ, شيئًا عليّ أن أُفكّر فيه, وقد يرغمني -إذا دعت الضرورة- على أن أُغيرّ رَأيي". بولنوف.
المصدر:
http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-40-131832.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/86)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 05:41 م]ـ
رائع جدا
شيخي الهدلق أوتي روعة البيان والثقافة الواسعة،، حفظه الله ورعاه
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 08:15 م]ـ
رائع. نظرة جميلة إلى ما يقتضيه الواقع، وما ينبغي على المتصدر للإصلاح، فليس كل ما وُجدنا عليه صالحا لكل حال، فلكل زمان ما يحتاجه، و الحكيم العاقل من يوظف ما وقف عليه من علم ومعرفة في بناء حاضره، و صيانته، و تأسيس مستقبل مشرق، و أما العكوف على أطلال ما سبق فلا تكون إلا لمن أراد أن يقرأ التاريخ لقضاء حاجة النفس لا لإصلاح الوقت.(63/87)
زلة العالم
ـ[أبو همام الثوري]ــــــــ[29 - 04 - 10, 01:18 م]ـ
أسأل الاخوة: اذا كان هناك عالم كبير من أهل السنة وأخطأ في مسائل الايمان فهل نقول هو مثلا (مرجئ) أو نقول (وقع في الارجاء) وهل هناك فرق بين العبارتين.
وقل نفس الشئ للخطأ في الصفات
ـ[أبو عمر بن محمد أحمد]ــــــــ[29 - 04 - 10, 02:32 م]ـ
أسأل الاخوة: اذا كان هناك عالم كبير من أهل السنة وأخطأ في مسائل الايمان فهل نقول هو مثلا (مرجئ) أو نقول (وقع في الارجاء) وهل هناك فرق بين العبارتين.
وقل نفس الشئ للخطأ في الصفات
الأخ الكريم أبو همام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فرق كبير بين عالم بدا منه زلة لسان بكلمة نطق بها فيها مخالفة لعقيدة أهل السنة وبين عالم عنده شهة فى مسألة فى العقيدة وبين عالم يدعوا إلى بدعة تخالف منهج أهل السنة و الجماعة فى مسألة من مسائل الغقيدة.
فالأول ينصح ويراجع بأنه يجب عليه أن يبين للناس أن ما قاله كان خطأ و ما كان يقصد به مخالفة أهل السنة بل كانت ذلة لسان ليس أكثر حتى يخرج من سوء الظن به. ولا يجوز التشهير به ما دام علمنا من حالة ذلك
أما الثانى فلابد أن ينصح ويشدد عليه فى النصيحة وتقام عليه الحجة ويبين له ذلك بالدليل الشرعى ولا ينفر منه الناس بل يبين خطئه حتى لا يغتر الناس به
أما الثالث فتقام عليه الحجة ويبين للناس ضلاله وبدعته التى قد تسوقه إلى الكفر بل و ينفر الناس من مجلسه
هذا كلام عام
وهناك فرق بين قولنا (فلان مرجىء) و (وقع فى الإرجاء) فالأول فيه معنى رسوخ الأرجاء فيه إما بالإعتقاد فقط وإما بالإعتقاد و الدعوة اليه أما قولنا وقع فلان فى الإرجاء فهو أعم من الأول ولا يلزم منه بل قد يكون وقوعه بشبهة ولم يتشرب قلبه بعد بالإرجاء
والله تعالى أعلم
ـ[ابو ماجد صديقي]ــــــــ[29 - 04 - 10, 02:44 م]ـ
لا علاقة لمكان الشخص في اطلاق إحدى العبارتين، تعلقهما في ما وقع فيه،
هل وافق المرجئة فوقع في شيء من الارجاء، أم قال بقولهم تماما، او حتى جاوزهم فتجهم!
لننظر ..
والفرق بين العبارتين أنه قد يوافقهم في بعض قولهم فلا يسمى مرجئاً إنما وقع في الارجاء،
هذا من الناحية النظرية، إلا أني لا أعلم لهذا صورة واقعية!
فمن كان عنده علم بهذا فليتحفنا به، على أن المرجئة وإن اشتركوا في أصل القول في (العمل) إلا أنهم مختلفون في ما يقوم به الايمان، والكل مرجئ.
واعلم أن كثيرا من الحمقى هذه الأيام لا يتصورون أن يقع بعض أهل السنة في الارجاء!
وتقوم الدنيا كلها ولا تقعد إذا ما قيل: إن قول فلان في الايمان ارجاء .. بل تتغير أقوال أهل السنة لعيون فلان!!!!
وهم أنفسهم يصيحون ليل نهار: أنه لا عصمة لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم!
والله المستعان ...
والمصيبة أن هؤلاء ينتسبون الى شيخ الاسلام ابن تيمية!
حتى إن بعضهم ادعى ان من قال فقد عمل! أي يريد أن يجعل القائل بأن الإيمان عمل القلب وقول اللسان قائلا بقول السلف!!!، وهذا عين قول شبابة المرجئ، جاء في كتاب الايمان لابن تيمية " قال أبو عبد الله: قال شبابة: إذا قال: فقد عمل بلسانه كما يقولون فإذا قال فقد عمل بجارحته أي بلسانه حين تكلم به؛ ثم قال أبو عبد الله: هذا قول خبيث ما سمعت أحدا يقول به ولا بلغني" انتهى
وفقك الله(63/88)
نرجو البيان في هذه المسألة، هل الخلق متساوون في محصل النعم؟
ـ[أبو عمر العامري]ــــــــ[29 - 04 - 10, 02:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: طرحت هذه المسألة في قسم العقيدة لمتعلقها بعدالة الله سبحانه جل في علاه
وهي:
المسألة التي اشتهر بها الشعراوي رحمه الله، وهي: أن المجموع ثابت لكل إنسان، أي: أن مجموع كل إنسان يساوي مجموع كل إنسان، فمحصلة النعم عند كل إنسان تساوي محصل النعم عند الاخر.؟
نرجو اثبات الأدلة الصريحة والصحيحة على صحة هذا القول أو عدم صحته، وأقوال العلماء من المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين ممن عليهم مدار هذا العلم الشريف؟
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 06:00 ص]ـ
لا بد من استفصال قصد المتكلم، فماذا يعني بمحصّل النعم؟؟
إن كان يعني أن الله أنعم على جميع عباده بنعم متساوية فهذا لا شك في بطلانه، تبطلة سورة الفاتحة التي نقرأها في كلّ صلاة إذ قسم الله تعالى فيها العباد إلى ثلاثة أصناف؛
فلم يجعلهم كلهم ممن أنعم عليهم، فلا يمكن القول بأن الذين أنعم الله عليهم قد تساووا مع الباقين في محصّل النعمة، فقد أنعم الله على الأنبياء بنعمة النبوة بما لا يساويهم فيها أحد، وأنعم على الشهداء بالشهادة بما لم يشاركهم فيها أحد، وأنعم على الصالحين بالهداية والتوفيق الذي حرمه الضالين والغاوين، وهذا لحكمة بالغةٍ،
ويدلّ لذلك أدلة متكاثرة من كتاب الله تعالى؛ منها قول الله تعالى: " الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس" فالإصطفاء يدلّ على امتياز وتفضيل وزيادة إكرام وإنعام.
وكذلك قوله تعالى: "وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" فاختصّ الأنبياء بما لم يَحْبُهُ غيرهم.
وإن كان يعني غير ذلك فلا بد من بيانه؟!
ونصيحتي لك ــ أخي الفاضل ــ الإبتعاد عن مثل هذه العبارات والمسائل الكلامية المأخوذة من علم الكلام المبتدع، فيأتون بعبارات واسعة فضفاضة حمّالة وجوهٍ ويقيمون عليها الدّين والتبديع والتفسيق، ثم هذه العبارة يذكرونها ضمن (القدر)، وهو عظيم، حتى لقد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيه:" إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، و إذا ذكر النجوم فأمسكوا، و إذا ذكر القدر فأمسكوا" (السلسلة الصحيحة) (34).
ويكفيك أن تعلم أركان القدر الأربعة:
1 ـ أن الله خالق كلّ شيء.
2 ـ أن الله يعلم ما كان وما يكون.
3 ـ أن الله كتب في اللوح عنده ما هو كائن إلى يوم القيامة.
4 ـ أن مشيئة الله هي النافذة.
وإليك هذا الحديث العظيم: عن ابن الديلمي قال لقيت زيد ابن ثابت فسألته فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لو أن الله تعالى عذب أهل سمواته وأرضيه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ولو كان لرجل أحد أو مثل أحد ذهبا ينفقه في سبيل الله لا يقبله الله عز و جل منه حتى يؤمن بالقدر خيره وشره ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه وإنك إن مت علي غير هذا أدخلت النار ــ وفي رواية ــ: قال ثم أتيت عبد الله بن مسعود فقال مثل قوله ثم أتيت حذيفة بن اليمان فقال مثل قوله ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي صلى الله عليه و سلم مثل ذلك" والحديث صححه الألباني (ظلال الجنة) (245).
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 07:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا عبد الله على الرد الطيب.
بالنسبة للاخ الكريم:
الشعراوي الان غير موجود ولا ادري هل هو من ابتدع هذا القول أم لا. لكن عموما كل من يأتي بمقالة يجب أن يبرهن على صحتها لا أن يقول كلاما بلا زمام ولا خطام. ولو أنني أشك في أنهم يرسلون كلاما هكذا فقط. ربما انت لم تتطلع على تفاصيلها عندهم.
النظريات العلمية في العلوم الدنيوية يتم طرحها مع البراهين فأين برهان هؤلاء. وانا هنا أتكلم من حيث المنهجية ولا أدعي أنني مطلع على مسائل الاعتقاد.(63/89)
هل الجن معرضون للوسوسة؟
ـ[باحثة في العقيدة]ــــــــ[29 - 04 - 10, 02:26 م]ـ
قال ابن القيم في تفسيره للمعوذتين: لم يقم دليل يثبت على أن الجني يوسوس في صدور الجن ويدخل فيه كما يدخل في الانسي " بدائع الفوائد 2/ 263
السؤال: هل الجن معرضون للوسوسة كالإنس؟ وما الدليل على ذلك؟ وهل هناك فرق بين الوسوسة الحاصلة للإنس والوسوسة الحاصلة للجن؟
أرجو لمن لديه علم الرد على سؤالي فأنا في مسيس الحاجة لذلك.
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[29 - 04 - 10, 11:13 م]ـ
عالم الجن من الغيب لا نعلم عنه إلا ما ذكره الله في كتابه أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلا يقال عنهم شيء إلا بما ورد في النصوص الشرعية، وما عدا ذلك يبقى خافياً علينا، قال تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) الإسراء/36.
وينصح بكتاب "عالم الجن والشياطين"للدكتور عمر سليمان الأشقر. ففيه ما يثلج الصدر ولم أر كتابا مثله في عالم الجن .....
وللفائدة ننقل هذه الفتوى:
السؤال
هل يدفن الجن عند موتهم تحت الأرض كما يدفن الإنسان أم لهم طريقة أخرى؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا علم لنا بهذا الأمر حتى نقول فيه شيئاً ينفع السائل، كما أننا ننصحه أن يشتغل بما ينفعه في دينه ودنياه، ويسأل في المسائل التي ينبني عليها عمل، وهذا السؤال على خلاف ذلك.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[30 - 04 - 10, 01:06 ص]ـ
ولعل ذلك من السؤال فيما لا طائل تحته اعتذر عن القسوة فى التعبير
ـ[أبو يوسف الشافعى]ــــــــ[30 - 04 - 10, 11:45 ص]ـ
أليس في قوله تعالى " الذي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ " دلالة على أن الشيطان يوسوس للجن أيضا؟ أما الكيفية فلا نعلم
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[30 - 04 - 10, 03:28 م]ـ
أليس في قوله تعالى " الذي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ " دلالة على أن الشيطان يوسوس للجن أيضا؟ أما الكيفية فلا نعلم
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله - "والوسواس كما يكون من الجن يكون من الإنس، ولهذا قال: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}."
والمفهوم الذي نقلت أخي أشار إليه البغوي في " معالم التنزيل " قال " {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} يعني يدخل في الجني كما يدخل في الإنسي، ويوسوس للجني كما يوسوس للإنسي، قاله الكلبي"معالم التنزيل 8/ 597"
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[01 - 05 - 10, 07:08 ص]ـ
أرجو لمن لديه علم الرد على سؤالي فأنا في مسيس الحاجة لذلك.
أيها الإخوة آمل منكم الترفق في الرد، فالأخت باحثة وقد عرضت لها هذه المسألة وهي بحاجة إلى التحقيق فيها، ولذلك أرادت الاستعانة برواد هذا الملتقى العامر لحسن ظنها فيهم، وقد ذكرت كلاماً في هذه المسألة لإمام من الأئمة، فكيف تقابل بالإنكار؟!!
ثم إن هذه المسألة قد بحثها المفسرون في تفسير سورة الناس، ومن أهل العلم المتقدمين من ذهب إلى أن الناس في قوله تعالى: (في صدور الناس) يشمل الإنس والجن، وهي مسألة تحتاج إلى بحث وتحرير.
وهذه بعض النقول أرجو أن تفيد الباحثة في بحثها سددها الله وأعانها.
قالَ هُودُ بْنُ مُحَكَّمٍ الْهوَّارِيُّ (ت: ق3): (قالَ بَعْضُهم: بَلَغَنَا أنَّ الشياطينَ تُوَسْوِسُ إلى الجِنِّ مِنْ غَيْرِ الشياطينِ كَمَا تُوَسْوِسُ إلى الناسِ). [تفسير كتاب الله العزيز: 4/ 545]
قالَ أَبُو اللَّيْثِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ت:375هـ): ({الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ}. يعني: يَدخُلُ في صُدورِ الْجِنِّ كما يَدخُلُ في صُدورِ الإِنْسِ، ويُوَسْوِسُ لهم. ويُقالُ: {النَّاسِ} في هذا الْمَوضِعِ يَصلُحُ للجِنِّ والإِنْسِ؛ فإذا أَرادَ به الْجِنَّ فمَعناه يُوَسْوِسُ في صُدورِ المؤمنينَ الذين هُمْ جِنٌّ). [بحر العلوم: 3/ 528] (م)
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبِيُّ (ت: 427هـ): ({مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} يعني وفي صُدورِ الْجِنَّةِ؛ يَدْخُلُ في الْجِنِّيِّ ما يَدْخُلُ في الإِنْسِيِّ، قالَه الكلبيُّ). [الكشف والبيان: 10/ 341]
قالَ الْحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): ({مِنَ الْجِنَّةِ والنَّاسِ} يعني: يَدْخُلُ في الْجِنِّيِّ كما يَدْخُلُ في الإنْسِيِّ ويُوسوِسُ للجِنِّيِّ كما يُوَسْوِسُ للإنسيِّ، قالَه الكلبيُّ). [معالم التنزيل: 727]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ (ت: 671هـ): (وقِيلَ: إنَّ إِبليسَ يُوَسْوِسُ في صدورِ الجنِّ، كما يُوَسْوِسُ في صدورِ الناسِ.
فعلى هذا يكونُ {فِي صُدُورِ النَّاسِ} عامًّا في الجَميعِ. و {مِنَ الْجِِنَّةِ وَالنَّاسِ} بيانٌ لما يُوَسْوِسُ في صَدْرِهِ). [الجامع لأحكام القرآن: 20/ 264]
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبِينِيُّ (ت: 977هـ): (وَقِيلَ: إنَّ إبليسَ يُوسوسُ في صدورِ الجِنِّ كما يوسوسُ في صدورِ النَّاسِ فعلى هَذَا يكونُ في صدورِ النَّاسِ عامًّا في الجميعِ، ومنَ الجِنَّةِ والنَّاسِ بيانًا لِما يُوسوِسُ في صدورِهم). [تفسير القرآن الكريم: 4/ 616]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وَقيلَ: إِنَّ إِبليسَ يُوَسْوِسُ في صدورِ الجنِّ كما يُوَسْوِسُ في صدورِ الإِنسِ). [فتح القدير: 5/ 764]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/90)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[01 - 05 - 10, 07:20 ص]ـ
وهذه مسألة أخرى تتصل بهذه المسألة وهي المراد بالناس في قوله تعالى: {في صدور الناس}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقولُه عزَّ وجَلَّ: {يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.
فالناسُ ها هنا قد وَقعتْ على الْجِنَّةِ وعلى الناسِ، كقولِك: يُوسوسُ في صُدورِ الناسِ: جِنَّتِهم وناسِهم، وقد قالَ بعضُ العرَبِ وهو يُحَدِّثُ: جاءَ قومٌ مِنَ الْجِنِّ فوَقَفُوا، فقيلَ: مَن أَنْتُم؟ فقالوا: أُناسٌ مِنَ الْجِنِّ، وقد قالَ اللهُ جلَّ وعَزَّ: {إِنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} فجعَلَ النفَرَ مِنَ الْجِنِّ، كما جَعَلَهم مِنَ الناسِ، فقالَ جلَّ وعَزَّ: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} فسَمَّى الرجالَ مِنَ الجِنِّ والإنسِ، واللهُ أعلَمُ). [معاني القرآن: 3/ 302]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بنِ بَشِيرٍ الْحَرْبِيُّ (ت: 285هـ): (وَقَالَ: {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}
أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: وَقَعَ النَّاسُ هَاهُنَا عَلَى الْجِنَّةِ يَقُولُ: في صُدُورِ النَّاسِ جِنِّهِمْ وَنَاسِهِمْ، وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ - وَهُوَ يُحَدِّثُ-: فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ قَوْمٌ مِنَ الْجِنِّ، فَقَالُوا: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَقَالُوا: نَاسٌ مِنَ الْجِنِّ). [غَرِيبُ الْحَدِيثِ: 2/ 421]
قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبٍ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 308هـ): ({الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} في صدُورِ الإِنْسِ وَالْجِنِّ). [الواضح: 2/ 528]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): (وقولُه: {الَّذِي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ النَّاسِ}. يعني بذلك: الشيطانَ الوَسْوَاسَ، الذي يُوَسْوِسُ في صدورِ الناسِ؛ جِنِّهُم وإِنْسِهُم.
فإن قالَ قائِلٌ: فالجنُّ ناسٌ، فيقالُ: الذي يُوَسْوِسُ في صدورِ الناسِ: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}. قِيلَ: قد سَمَّاهُم اللهُ في هذا الموْضِعِ نَاساً، كما سَمَّاهُم في مَوْضِعٍ آخَرَ رِجَالاً، فقالَ: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ}. فجَعَلَ الجنَّ رجالاً، وكذلك جعَلَ مِنْهم ناساً.
وقد ذُكِرَ عن بَعْضِ العربِ أنَّه قالَ وهو يُحَدِّثُ، إذ جاءَ قومٌ مِن الجِنِّ فوَقَفُوا، فقيلَ: مَن أنتم؟ فقالوا: ناسٌ مِن الجِنِّ. فجَعَلَ مِنهم ناساً، فكذلك ما في التنزيلِ مِن ذلك). [جامع البيان: 24/ 756]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ (ت: 328 هـ): (والناسُ حَرْفٌ مِنَ الأضدادِ، يقالُ: ناسٌ للناسِ، وناسٌ مِنَ الجِنِّ.
قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}؛ أي: الَّذِي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ الناسِ جِنَّتِهِمْ وَنَاسِهِمْ، قالَ الفرَّاءُ: حَدَّثَ بعضُ العربِ قومًا فقالَ: جَاءَ قومٌ من الجنِّ فَوَقَفُوا، فَقِيلَ لهم: مَنْ أَنْتُمْ. فقالُوا: نَحْنُ نَاسٌ مِنَ الجِنِّ). [الأضداد: 328]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وسألتُ عَلِيَّ بنَ سُلَيمانَ عن قولِه عزَّ وجَلَّ: (وَالنَّاسِ) فكيفَ يُعْطَفُونَ على (الجِنَّةِ) وهم لا يُوَسْوِسُونَ؟ فقالَ: هم مَعْطُوفونَ على الوَسْوَاسِ، والتقديرُ: قُلْ أَعُوذُ برَبِّ الناسِ من شَرِّ الوَسْوَاسِ وَالنَّاسِ. والذي قالَ حَسَنٌ، لأَنَّ التقديمَ والتأخيرَ في الواوِ جَائِزٌ حَسَنٌ كَثِيرٌ كما قالَ:
جَمَعْتَ وَفُحْشًا غِيبَةً ونَمِيمَةً
ثَلاثَ خِصَالٍ لَسْتَ عَنْهَا بِمُرْعَوِي
وقالَ حَسَّانُ:
وَمَا زَالَ في الإسلامِ مِن آلِ هَاشِمٍ = دَعَائِمُ غُرٍّ ما تُرَامُ ومَفْخَرُ
وهم جَبَلُ الإسلامِ والناسُ حَوْلَهُم = رِضَامٌ إِلَى طَوْدٍ يَرُوقُ ويَقْهَرُ
بَهَالِيلُ مِنْهُمْ جَعْفَرٌ وَابْنُ أُمِّهِ = عَلِيٌّ ومِنْهُمْ أَحْمَدُ المُتَخَيَّرُ .......... [لعله: يبهر]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/91)
فبَدَأَ اللفظَ بجَعْفَرٍ ثم جاءَ بَعْدَه بعليٍّ، ثم جاءَ بعدَه بالنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ، وهو المُقَدَّمُ على الحقيقةِ. صَلَّى اللَّهُ عليه وعلى آلِهِ الطَّاهِرِينَ وسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا). [إعراب القرآن: 5/ 317] (م)
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَزْهَرِيُّ (ت: 370 هـ): (والمعنى عندَ الفَرَّاءِ في قَوْلِهِ: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.
الذين هم جِنٌّ و {يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} يعني: الإِنْسَ.
وقالَ الزَّجَّاجُ: المعنى فيه: قُلْ يا مُحمدُ: أعوذُ بِرَبِّ الناسِ مِن شرِّ الوَسْوَاسِ، الذي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ الناسِ مِن الجِنَّةِ؛ أي: مِن الذي هو مِن الجِنِّ.
قالَ: وقولُه: (وَالنَّاسِ) مَعْطُوفٌ على الوَسْوَاسِ، المعنى: مِن شَرِّ الوَسْوَاسِ، ومِن شرِّ الناسِ، كما يَسْتَعِيذُ الرجلُ باللهِ مِن شرِّ الجِنِّ والإنسِ، ودليلُ ذلك قوْلُه: {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}). [علل القراءات:811]
قَالَ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ خَالَوَيْهِ (ت: 370هـ): (وَالنَّاسُ هَاهُنَا الجِنُّ والإنْسُ جَمِيعًا؛ فَلِذَلِكَ قَالَ {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} كَمَا يُقَالُ مَرَرْتُ بالنَّاسِ شَرِيفِهِمْ ووَضِيعِهِمْ، ومَرَرْتُ بالنَّاسِ هَاشِمِيِّهِمْ وقُرَشِيِّهِمْ.
وَذَلِكَ أنَّ العَرَبَ تَقُولُ: نَاسٌ مِنَ الْجِنِّ [وقَوْمٌ مِنَ الْجِنِّ]، ونَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ، ورِجَالٌ مِنَ الْجِنِّ). [إعراب ثلاثين سورة: 240]
قالَ أَبُو اللَّيْثِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ت:375هـ): ({الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ}. يعني: يَدخُلُ في صُدورِ الْجِنِّ كما يَدخُلُ في صُدورِ الإِنْسِ، ويُوَسْوِسُ لهم. ويُقالُ: {النَّاسِ} في هذا الْمَوضِعِ يَصلُحُ للجِنِّ والإِنْسِ؛ فإذا أَرادَ به الْجِنَّ فمَعناه يُوَسْوِسُ في صُدورِ المؤمنينَ الذين هُمْ جِنٌّ). [بحر العلوم: 3/ 528]
قالَ أَبُو اللَّيْثِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ت:375هـ): ({يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} يعني: الذين هم مِن بني آدَمَ، ويُقالُ: {النَّاسِ} مَعطوفٌ على الوَسْوَاسِ، ومعناه: مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ، ومِن شَرِّ الناسِ. كما قالَ في آيةٍ أخرى: {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ}). [بحر العلوم: 3/ 528]
قالَ أَبُو اللَّيْثِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ت:375هـ): ({الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ}. يعني: يَدخُلُ في صُدورِ الْجِنِّ كما يَدخُلُ في صُدورِ الإِنْسِ، ويُوَسْوِسُ لهم.
ويُقالُ: {النَّاسِ} في هذا الْمَوضِعِ يَصلُحُ للجِنِّ والإِنْسِ؛ فإذا أَرادَ به الْجِنَّ فمَعناه يُوَسْوِسُ في صُدورِ المؤمنينَ الذين هُمْ جِنٌّ). [بحر العلوم: 3/ 528]
قالَ أبو عَلِيٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ الْفَارِسِيُّ (ت: 377 هـ): (حَكَاهُ أحمدُ بنُ يحيَى في تَفْسِيرِ قولِهِ: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} أنَّ العربَ تقولُ: جَاءَنِي نَاسٌ مِنَ الجنِّ). [المسائل الحلبيات: 166]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبِيُّ (ت: 427هـ): ({مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} يعني وفي صُدورِ الْجِنَّةِ؛ يُدْخِلُ في الْجِنِّيِّ ما يُدْخِلُ في الإِنْسِيِّ، قالَه الكلبيُّ.
فإنْ قالَ قائلٌ: فالْجِنُّ ناسٌ، فالجوابُ عنه: أنَّ اللهَ تعالى قد سَمَّاهم في هذا الْمَوْضِعِ ناساً كما سَمَّاهم رجالاً فقالَ عزَّ مِن قائلٍ: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} وقد ذُكِرَ عن بعضِ العَرَبِ أنه قالَ وهو يُحَدِّثُ: جاءَ قومٌ مِنَ الجنِّ فوَقَفُوا فقِيلَ: مَن أَنتمْ؟ فقالوا: ناسٌ مِنَ الجنِّ. فجُعِلَ منهم ناسٌ، وهذا معنى قولِ الفَرَّاءِ ووَاصِلٍ: الوَسواسُ الحرَكَةُ، ومنه وَسواسُ الْحَلْيِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/92)
وحَكَى لنا الأستاذُ أبو القاسمِ الحسنُ بنُ محمَّدِ بنِ الحسنِ بنِ جَعفرٍ الْحُنَيْنِيُّ عن أبي الهيثمِ الشَّجَرِيِّ: أنه حكى عن بعضِهم: أنه كان يُثْبِتُ الوَسواسَ مِنَ الناسِ مِنَ الإنسانِ للإنسانِ كالوَسوسةِ مِنَ الشيطانِ؛ فيَجعلُ الوَسواسَ مِن فعْلِ الْجِنَّةِ والناسِ، ويَحتَجُّ بخَبَرِ أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنه أنه قالَ لرَجُلٍ: هل تَعَوَّذْتَ باللهِ مِنْ شياطينِ الإنسِ لقولِه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ}.
والاختيارُ أنْ يكونَ الناسُ عَطْفًا على الوَسواسِ، والمعنى: مِن شَرِّ الوَسواسِ الذي هو مِنَ الْجِنِّ ومِن شَرِّ الناسِ). [الكشف والبيان: 10/ 341]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّ هَذَا الشَّيْطَانَ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ {مِنَ الْجِنَّةِ}: أَيِ: الشَّيْطَانِ الَّذِي هو مِنَ الْجِنِّ، {وَالنَّاسِ}: عَطْفٌ على قَوْلِهِ: {الْوَسْوَاسِ}، والمَعْنَى: مِنْ شَرِّ ذِي الْوَسْوَاسِ، ومِنْ شَرِّ النَّاسِ، كَأَنَّهُ أُمِرَ أَنْ يَسْتَعِيذَهُ مِنْ شَرِّ الجِنِّ، ومِن شَرِّ النَّاسِ). [الوسيط: 4/ 575]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (وَعَطَفَ قَوْلَهُ: {وَالنَّاسِ} عَلَى الوَسْوَاسِ. الْمَعْنَى: مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ وَمِنْ شَرِّ النَّاسِ، كَأَنَّهُ أُمِرَ أَنْ يَسْتَعِيذَ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَالإِنْسِ). [الوسيط: 4/ 575]
قالَ الْحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (وقولُه: {فِي صُدُورِ النَّاسِ} أرادَ بالناسِ: ما ذُكِرَ مِن بعدُ، وهو الجِنَّةُ والناسُ، فسَمَّى الجِنَّ ناسًا، كما سَمَّاهم رِجَالاً، فقالَ: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ} [الجن: 6].
وقد ذُكِرَ عن بعضِ العَرَبِ أنه قالَ وهو يُحَدِّثُ: جاءَ قومٌ من الْجِنِّ فوَقَعُوا، فقيلَ: من أنتم؟ قالُوا: أُناسٌ من الْجِنِّ. وهذا معنى قولِ الفَرَّاءِ.
قالَ بعضُهم: أَثْبَتَ أنَّ الوَسواسَ للإنسانِ من الإنسانِ كالوَسوسةِ للشيطانِ، فجَعَلَ " الوَسواسَ" من فِعْلِ الْجِنَّةِ والناسِ جميعًا، كما قالَ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ} [الأنعام: 112] كأنه أَمَرَ أن يَستعيذَ من شَرِّ الجِنِّ والإنْسِ جميعًا). [معالم التنزيل: 727 - 728]
قَالَ قِوَامُ السُّنَّةِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ (ت: 535هـ) (فيما نُسِبَ إليه): (وقَالَ الْفَرَّاءُ: {فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الجَنَّةِ وَالنَّاسِ} {النَّاسِ} وَقَعَتْ هَاهُنَا على الجِنِّ والإنْسِ، كقَوْلِكَ: يُوَسْوِسُ في صُدُورِ النَّاسِ جِنِّهِم وإِنْسِهِم، وحُكِيَ عَنْ بَعْضِ العَرَبِ قَالَ: جَاءَ قَوْمٌ مِنَ الجِنِّ فقِيلَ: مَنْ أَنْتَم؟ فقَالُوا: أُنَاسٌ مِنَ الجِنِّ، والقَوْلُ الأَوَّلُ أَوْجَهُ.
قِيلَ: أَمَرَ أَنْ يُسْتَعَاذَ مِنْ شَرِّ الإنْسِ والجِنِّ). [إعراب القرآن: 566]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): ({مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} بَيَانٌ للذي يُوَسْوِسُ، على أنَّ الشيطانَ ضَرْبَانِ: جِنِّيٌّ وإِنْسِيٌّ؛ كما قالَ: {شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ} [الأنعام: 112].
وعن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه قالَ لرجُلٍ: هل تَعَوَّذْتَ باللَّهِ مِن شيطانِ الإنسِ؟
ويجوزُ أنْ يكونَ {مِنَ} مُتَعَلِّقاً بـ {يُوَسْوِسُ}، ومعناه: ابْتِدَاءُ الغايةِ؛ أي: يُوَسْوِسُ في صُدُورِهم مِن جِهَةِ الجِنِّ ومِن جِهَةِ الناسِ.
وقِيلَ: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} بيانٌ للناسِ، وأنَّ اسمَ الناسِ ينطلق على الجِنَّةِ، واسْتَدَلُّوا بـ {نَفَرٌ} و {رِجَالٌ} في سورةِ الجِنِّ.
وما أُحِقُّه لأنَّ الجنَّ سُمُّوا جِنًّا لاجْتِنَانِهِم، والناسَ ناساً لظُهُورِهم، مِن الإِيناسِ، وهو الإبصارُ، كما سُمُّوا بَشَراً، ولو كانَ يَقَعُ الناسُ على القَبِيلَيْنِ، وصَحَّ ذلك وثَبَتَ ـ لم يَكُنْ مناسِباً؛ لفَصاحةِ القرآنِ وبُعْدِهِ مِنَ التصَنُّعِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/93)
وأَجْوَدُ مِنه أنْ يُرَادَ بالناسِ: الناسِي؛ كقولِه: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} [القمر: 6]، وكما قُرِئَ: (مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسِ) [البقرة: 199]. ثُمَّ يُبَيَّنُ بالجِنَّةِ والناسِ؛ لأنَّ الثَّقَلَيْنِ هما النوعانِ الموصوفانِ بنِسْيَانِ حقِّ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ). [الكشاف: 6/ 469] (م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بنِ الحُسَيْنِ الرَّازِيُّ (ت: 604هـ): (أَمَّا قَوْلُه تَعالَى: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} ففيه وُجُوهٌ:
أَحَدُها: كأَنَّه يَقُولُ: الوَسْوَاسُ الخَنَّاسُ قَدْ يَكُونُ مِن الجِنَّةِ وقَدْ يَكُونُ مِن النَّاسِ كَمَا قَالَ: {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ والْجِنِّ} [الأنعام: 112] وكَمَا أَنَّ شَيْطانَ الجنِّ قَدْ يُوَسْوِسُ تَارَةً ويَخْنِسُ أُخْرَى، فشَيْطَانُ الإنسِ يكونُ كذلك؛ وذلك لأنَّه يَرَى نَفْسَه كالنَّاصِحِ المُشْفِقِ، فإِنْ زَجَرَه السامِعُ يَخْنِسُ ويَتْرُكُ الوَسْوَسَةَ، وإِنْ قَبِلَ السَّامِعُ كَلامَه بالَغَ فيه.
وثانيها: قالَ قومٌ: قولُه: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} قِسْمَانِ مُنْدَرِجانِ تَحْتَ قَوْلِه: {فِي صُدُورِ النَّاسِ} كأَنَّ القَدْرَ المُشْتَرَكَ بَيْنَ الجنِّ والإنسِ يُسَمَّى إنسانًا، والإنسانُ أيضًا يُسَمَّى إنسانًا فيكونُ لَفْظُ الإنسانِ وَاقعًا على الجِنْسِ والنوعِ بالاشْتِراكِ، والدَّليلُ علَى أَنَّ لَفْظَ الإنسانِ يَنْدَرِجُ فيه الجنُّ والإنسُ ما رُوِيَ أَنَّه جَاءَ نَفَرٌ مِن الجنِّ فقِيلَ لَهُم: مَن أَنْتُم؟ فقالُوا: أُنَاسٌ مِن الجنِّ، وأيضًا قد سَمَّاهُم اللَّهُ رِجَالاً في قولِه: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} [الجن: 6] فجَازَ أيضًا أَنْ يُسَمِّيَهم ههنا نَاسًا.
فمَعْنَى الآيةِ علَى هذا التَّقْديرِ أَنَّ هذا الوَسْوَاسَ الخَنَّاسَ شَدِيدُ الخَنْسِ لا يَقْتَصِرُ علَى إِضْلالِ الإنسِ، بل يُضِلُّ جِنْسَه وهم الجنُّ، فجَدِيرٌ أَنْ يَحْذَرَ العَاقِلُ شَرَّه.
وهذا القولُ ضَعِيفٌ؛ لأنَّ جَعْلَ الإنسانِ اسْمًا للجِنْسِ الذي يَنْدَرِجُ فيه الجنُّ والإنسُ بَعِيدٌ مِن اللُّغَةِ؛ لأَنَّ الجنَّ سُمُّوا جِنًّا لاجْتِنَانِهِم، والإنسانُ إنسانًا لظُهُورِه مِن الإيناسِ وهو الإبْصَارُ.
وقالَ صَاحِبُ الكَشَّافِ: مَن أَرَادَ تَقْرِيرَ هذا الوَجْهِ فالأَوْلَى أَنْ يَقُولَ المُرَادُ مِن قولِه: {يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} أي: فِي صُدُورِ النَّاسِي كقَوْلِه: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} [القمر: 6] وإِذَا كَانَ المَارِدُ مِن النَّاسِ النَّاسِيَ، فحِينَئذٍ يُمْكِنُ تَقْسِيمُه إلى الجنِّ والإنسِ؛ لأنَّهما هما النَّوعانِ المَوْصُوفانِ بنِسْيانِ حَقِّ اللَّهِ تعالَى، وثالِثُها: أَنْ يَكُونَ المُرَادُ أَعُوذُ برَبِّ النَّاسِ مِن الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ ومِن الجِنَّةِ والناسِ كأَنَّه اسْتَعَاذَ برَبِّه مِن ذلك الشَّيْطَانِ الوَاحِدِ، ثُمَّ اسْتَعاذَ برَبِّه مِن الجَمِيعِ الجِنَّةِ والنَّاسِ). [التفسير الكبير: 32/ 182]
قَالَ عَبْدُ العَزِيزِ بنُ عَبْدِ السَّلامِ السُّلَمِيُّ (ت: 660هـ): (واخْتُلِفَ هَلِ النَّاسُ بإِزَاءِ الجِنِّ لكِنَّهُ غَلَبَ اسْتِعْمَالُهُ في أَحَدِ مُسَمَّيَاتِهِ، ولأَجْلِ الغَلَبَةِ أُفْرِدَ بالذِّكْرِ في السُّورَةِ، أو هو مَخْصُوصٌ بمَنْ غَلَبَ فيه اللَّفْظُ؟). [فوائد في مشكل القرآن:263]
قالَ زَيْنُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ أبِي بَكْرٍ الرَّازِيُّ (ت: 666هـ): (فإنْ قيلَ: هل قولُه تعالى: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} بيانٌ للذي يُوَسْوِسُ على أنَّ الشيطانَ المُوَسْوِسَ ضَرْبانِ: جِنِّيٌ وإنسيٌّ كما قالَ تعالى: {شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ}، أو بيانٌ للناسِ الذي أُضِيفَتْ الوسوسةُ إلى صُدُورِهِم، والناسُ المذكورُ آخِرًا بمعنى الإنسِ؟
قلنا: قالَ بعضُ أَئِمَّةِ التفسيرِ: المرادُ المعنى الأوَّلُ، كأنه قالَ: مِن شرِّ الوَسْوَاسِ الجِنِّيِّ، ومن شرِّ الوَسْوَاسِ الإِنْسِيِّ، فهو استعاذةٌ باللهِ تعالَى من شرِّ المُوَسْوِسِينَ مِنَ الجِنْسَيْنِ، وهو اختيارُ الزَّجَّاجِ، وفي هذا الوجهِ إطلاقُ لفظِ الخنَّاسِ على الإنسيِّ، والنقلُ أنه اسمٌ للجِنِّيِّ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/94)
قالَ بعضُهم: المرادُ المعنى الثاني، كأنه قالَ: من شرِّ الوَسواسِ الجنيِّ الذي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ الناسِ جِنِّهِم وإِنْسِهِم، فسَمَّى الجِنَّ نَاسًا كما سَمَّاهُم نَفَرًا ورِجالاً في قولِهِ تعالى: {أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} وقولِه تعالى: {يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} فهو استعاذةٌ باللهِ مِنْ شرِّ الوسواسِ الذي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ الجنِّ كما يُوَسْوِسُ في صدورِ الإنسِ، وهو اختيارُ الفَرَّاءِ، والمرادُ بالجِنَّةِ هنا الشَّياطِينُ مِنَ الجنِّ على الوجهِ الأوَّلِ، ومطلقُ الجِنِّ على الوجهِ الثاني؛ لأنَّ الشيطانَ مِنهم هو الذي يُوَسْوِسُ لا غيرُه، ومُطْلَقُهُم يُوَسْوَسُ إليه، واختارَ الزَّمَخْشَرِيُّ الوجهَ الأوَّلَ، وقالَ: ما أُحِقُّ أنَّ اسمَ الناسِ يَنْطَلِقُ على الجِنِّ؛ لأنَّ الجِنَّ سُمُّوا جِنًّا لاجْتِنَانِهِم؛ أي: لاسْتِتَارِهِم، والناسَ سُمُّوا ناسًا لِظُهُورِهِم مِنَ الإيناسِ وهو الإبصارُ، كما سُمُّوا بَشَرًا بظُهُورِهِم مِنَ البَشَرَةِ، ولو صَحَّ هذا الإطلاقُ لم يَكُنْ هذا المُجْمَلُ مناسبًا لفصاحةِ القرآنِ، قالَ: وأجودُ مِنه أنْ يُرادَ بالناسِ الأوَّلِ الناسي كقولِه تعالى: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} وكما قُرِئَ: (مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسِي) ثم بَيَّنَ بالجِنَّةِ والناسِ؛ لأنَّ الثَّقَلَيْنِ هما الجِنسانِ المَوْصُوفانِ بنِسيانِ حُقُوقِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ). [غرائب التنزيل: 602]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ (ت: 671هـ): (قولُه تعالَى: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} أَخَبَرَ أنَّ المُوَسْوِسَ قد يكونُ مِنَ الناسِ.
قالَ الحَسَنُ: هما شَيْطَانَانِ؛ أمَّا شيطانُ الجِنِّ فيُوَسْوِسُ في صدورِ الناسِ، وأمَّا شيطانُ الإنسِ فيأتِي عَلاَنِيَةً.
وقالَ قَتادَةُ: إنَّ مِن الجِنِّ شَيَاطِينَ، وإنَّ مِن الإنسِ شياطينَ؛ فتعوَّذْ باللهِ مِن شياطينِ الإنسِ والجنِّ.
ورُوِيَ عن أبي ذَرٍّ أنَّه قالَ لرجلٍ: هل تَعَوَّذْتَ باللهِ مِن شياطينِ الإنسِ؟ فقالَ: أَوَمِنَ الإنسِ شَيَاطِينُ؟ قالَ: نَعَمْ؛ لقولِه تعالَى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ} [الأنعامُ: 112] ... الآيةَ.
وذَهَبَ قَوْمٌ إِلى أنَّ {النَّاسِ} هنا يُرَادُ بِهِ الجِنُّ. سُمُّوا ناسًا كمَا سُمُّوا رِجالاً في قولِهِ: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} [الجنُّ: 6]- وَقَوْمًا وَنَفَرًا.
فعلى هذا يكونُ: {وَالنَّاسِ} عَطْفًا على {الْجِنَّةِ}، ويكونُ التَّكْرِيرُ لاخْتِلاَفِ اللَّفْظَيْنِ.
وذُكِرَ عن بَعْضِ العرَبِ أنه قالَ وهو يُحَدِّثُ: جاءَ قَوْمٌ مِن الجنِّ فَوَقَفُوا. فقِيلَ: مَن أنْتُم؟ فقالُوا: نَاسٌ مِنَ الجِنِّ. وهو معنى قولِ الفَرَّاءِ.
وقِيلَ: {الوَسْوَاسِ} هو الشيطانُ. وقولُه: {مِنَ الْجِنَّةِ} بيانٌ أنَّه مِنَ الجِنِّ، {وَالنَّاسِ} معطوفٌ على {الْوَسْوَاسِ}. والمعنَى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ، الذي هو مِنَ الجِنَّةِ، ومِنْ شَرِّ النَّاسِ.
فعلى هذا أُمِرَ بأَنْ يَسْتَعِيذَ مِن شَرِّ الإنسِ والجِنِّ.
والجِنَّةُ: جَمْعُ جِنِّيٍّ, كمَا يُقَالُ: إِنْسٌ وإِنْسِيٌّ. والهاءُ لتأنِيثِ الجماعَةِ.
وقِيلَ: إنَّ إِبليسَ يُوَسْوِسُ في صدورِ الجنِّ، كما يُوَسْوِسُ في صدورِ الناسِ.
فعلى هذا يكونُ {فِي صُدُورِ النَّاسِ} عامًّا في الجَميعِ. و {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} بيانٌ لما يُوَسْوِسُ في صَدْرِهِ.
وقِيلَ: معنَى: {مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ}. أيِ: الوَسْوَسَةِ التي تَكُونُ مِنَ الجِنَّةِ والناسِ، وهو حديثُ النفْسِ.
وقد ثَبَتَ عنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قالَ: ((إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ بِهِ)). روَاهُ أبو هُرَيْرَةَ، أخْرَجَهُ مسلمٌ). [الجامع لأحكام القرآن: 20/ 263 - 264]
قَالَ ابنُ المُنيِّرِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ (ت: 683هـ): (
والجِنَّةُ الجِنُّ ولَفْظُ (الناسِ) = قيلَ يَعُمُّ الكلَّ في الوَسْوَاسِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/95)
وقيلَ لفظُ الناسِ مَعْطُوفٌ على = كَلِمَةِ الوَسْواسِ فِيمَا نُقِلا
فالعَوْذُ إذْ ذاكَ من الوَسْواسِ = ثُمَّ يَعُوذُ من شِرَارِ الناسِ
عاذَ من الجِنَّةِ والإنسِ مَعَا = أعاذَنَا اللهُ ومَن قَدْ سَمِعَا). [التيسير العجيب: 235]
قالَ نِظَامُ الدِّينِ الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ (ت: 728هـ): (وقالَ قَوْمٌ: "الناسُ" الرابِعُ يُرادُ به الجِنُّ والإنسُ جَميعاً، وهو اسْمٌ للقَدْرِ المُشْتَرَكِ بينَ النوعيْنِ.
كما رُوِيَ أنه جاءَ نَفَرٌ مِن الجنِّ فقيلَ لهم: مَنْ أَنْتُمْ؟ فقالوا: نَاسٌ مِن الجِنِّ.
وقدْ سَمَّاهُمُ اللَّهُ رِجَالاً في قَوْلِه: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ}.
و"الناسُ" الخامسُ هوا لمَخْصُوصُ بالبَشَرِ.
ومعنى الآيةِ على هذا التقديرِ: أنَّ هذا الوَسْوَاسَ الخَنَّاسَ لا يَقْتَصِرُ على إضلالِ البَشَرِ، ولكنَّه يُوَسْوِسُ للنوعيْنِ، فيكونُ
قولُه: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} بياناً للناسِ). [غرائب القرآن: 30/ 225]
قالَ ابْنُ القَيِّمِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزَّرْعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ (ت: 751 هـ): (فصلٌ: وقولُه تعالى: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرون في هذا الجارِّ والمجرورِ بم يَتَعَلَّقُ. فقالَ الفَرَّاءُ وجماعةٌ: هو بيانٌ للناسِ الْمُوَسْوَسِ في صدورِهم. والمعنى: يُوَسْوِسُ في صدورِ الناسِ الذين هم من الْجِنِّ والإنْسِ، أي: الْمُوَسْوَسُ في صدورِهم قِسمان؛ إنسٌ وجِنٌّ، فالوَسواسُ يُوَسْوِسُ للجِنِّيِّ كما يُوَسْوِسُ للإنسيِّ.
وعلى هذا القولِ فيكونُ من الْجِنَّةِ والناسِ نُصِبَ على الحالِ؛ لأنه مجرورٌ بعدَ مَعرفةٍ على قولِ البَصْرِيِّينَ، وعلى قولِ الكُوفِيِّينَ: نُصِبَ بالخروجِ من المعرفةِ. هذه عِبارتُهم، ومعناها أنه لَمَّا لم يَصْلُحْ أن يكونَ نَعْتًا للمَعرفةِ انْقَطَعَ عنها فكانَ مَوْضِعُه نَصْبًا، والبَصْرِيُّون يُقَدِّرُونه حالاً، أي: كائنَيْنِ من الْجِنَّةِ والناسِ، وهذا القولُ ضَعيفٌ جِدًّا لوُجوهٍ:
أحدُها: أنه لم يَقُمْ دليلٌ على أنَّ الْجِنِّيَّ يُوَسْوِسُ في صُدورِ الْجِنِّ، ويُدخِلُ فيه ما يُدْخِلُ في الإنسيِّ، ويَجرِي منه مَجراه من الإنسيِّ، فأيُّ دليلٍ يَدُلُّ على هذا حتى يَصِحَّ حَمْلُ الآيةِ عليه.
الثاني: أنه فاسدٌ من جِهةِ اللفظِ أيضًا؛ فإنه قالَ: الذي يُوَسْوِسُ في صُدورِ الناسِ، فكيف يُبَيِّنُ الناسَ بالناسِ؛ فإنَّ مَعنى الكلامِ على قولِه يُوَسْوِسُ في صدورِ الناسِ الذين هم أو كائنِينَ من الجِنَّةِ والناسِ، أَفيَجوزُ أن يُقالَ: في صدورِ الناسِ الذين هم من الناسِ وغيرِهم، هذا ما لا يَجوزُ، ولا هو استعمالٌ فصيحٌ.
الثالثُ: أن يكونَ قد قَسَّمَ الناسَ إلى قِسمينِ: جِنَّةٍ وناسٍ، وهذا غيرُ صحيحٍ، فإنَّ الشيءَ لا يَكونُ قَسيمَ نفسِه.
الرابعُ: أنَّ الْجِنَّةَ لا يُطْلَقُ عليهم اسمُ الناسِ بوجهٍ لا أَصْلاً واشْتِقاقًا ولا استعمالاً، ولفْظُهما يَأْبى ذلك؛ فإنَّ الجِنَّ إنما سُمُّوا جِنًّا من الاجتنانِ، وهو الاستتارُ، فهم مُسْتَتِرون عن أَعْيُنِ البَشَرِ فُسُمُّوا جِنًّا لذلك، من قولِهم: جَنَّه الليلُ وأَجَنَّه إذا سَتَرَه، وأَجَنَّ الْمَيِّتَ إذا سَتَرَه في الأرْضِ، قالَ:
ولا تَبْكِ مَيْتًا بعدَ مَيْتٍ أَجَنَّهُ
عليٌّ وعَبَّاسٌ وآلُ أبي بَكْرِ
يُريدُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومنه الْجَنينُ لاستتارِه في بَطْنِ أُمِّه، قالَ تعالى: {وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} [النجم:32] ومنه الْمِجَنُّ لاستتارِ المحارِبِ به من سلاحِ خَصْمِه، ومنه الْجَنَّةُ لاستتارِ داخلِها بالأشجارِ، ومنه الْجُنَّةُ بالضَّمِّ لِمَا يَقِي الإنسانَ من السهامِ والسلاحِ، ومنه الْمَجنونُ لاستتارِ عَقْلِه.
وأمَّا الناسُ فبَيْنَه وبينَ الإنسِ مناسَبَةٌ في اللفظِ والمعنى، وبينَهما اشتقاقٌ أوْسَطُ، وهو عَقْدُ تَقالَيبِ الكلمةِ إلى معنًى واحدٍ.
والإنْسُ والإنسانُ مُشْتَقٌّ من الإيناسِ، وهو الرؤيةُ والإحساسُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/96)
ومنه قولُه: {آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا} [القصص:29] أي: رآها، ومنه: {فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا} [النساء:6] أي: أَحْسَسْتُمُوه ورَأَيْتُمُوه، فالإنسانُ سُمِّيَ إنسانًا؛ لأنه يُونَسُ، أي: يُرَى بالعينِ، والناسُ فيه قولان؛ أحدُهما: أنه مَقلوبٌ من أَنِسَ وهو بعيدٌ، والأصْلُ عدَمُ القلْبِ، والثاني: وهو الصحيحُ أنه من النَّوْسِ وهو الحركةُ المتتابِعَةُ، فُسُمِّيَ الناسُ نَاسًا للحركةِ الظاهرةِ والباطِنَةِ، كما سُمِّيَ الرجُلُ حارثًا وهَمَّامًا، وهما أَصْدَقُ الأسماءِ، كما قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأنَّ كلَّ أَحَدٍ له هَمٌّ وإرادةٌ، وهي مَبْدَأٌ وحَرْثٌ وعَمَلٌ هو مُنْتَهًى، فكُلُّ أَحَدٍ حارِثٌ وهَمَّامٌ، والْحرثُ والْهَمُّ حَرَكَتا الظاهِرِ والباطِنِ، وهو حقيقةُ النَّوْسِ وأصْلُ ناسَ نَوَسَ تَحَرَّكَتِ الواوُ وقَبْلَها فَتْحَةٌ فصارَتْ ألِفًا. هذان هما القولان الْمَشهوران في اشتقاقِ الناسِ، وأمَّا قولُ بعضِهم: إنه من النِّسيانِ، وسُمِّي الإنسانُ إنسانًا لنِسيانِه.
وكذلك الناسُ سُمُّوا ناسًا لنِسيانِهم، فليس هذا القولُ بشيءٍ، وأين النِّسيانُ الذي مادَّتُه [ن س ى] إلى الناسِ الذي مادَّتُه [ن و س] وكذلك أين هو من الإنْسِ الذي مادَّتُه [أ ن س]. وكذلك أين هو من الإنْسِ الذي مادَّتُه إ ن س و.
وأمَّا إنسانٌ فهو فِعْلانٌ من [أ ن س] والألِفُ والنونُ في آخِرِه زائدتان لا يَجوزُ فيه غيرُ هذا البَتَّةَ؛ إذ ليس في كلامِهم أَنِسَ حتى يكونَ إِنسانًا إِفعالاً منه، ولا يَجوزُ أن يكونَ الألِفُ والنونُ في أوَّلِه زائدتينِ؛ إذ ليس في كلامِهم انْفَعَلَ، فيَتَعَيَّنُ أنه فِعلانٌ من الإنْسِ، ولو كان مُشْتَقًّا من نَسِيَ لكان نِسيانًا لا إِنسانًا.
فإن قلْتَ: فهَلاَّ جَعَلْتَه إِفعلالاً، وأَصْلُه إنسيانٌ كليلةٍ إضحيانٍ، ثم حُذِفَت الياءُ تَخفيفًا فصارَ إنسانًا.
قلتُ: يأبى ذلك عَدَمُ إفعلالٍ في كلامِهم، وحَذْفُ الياءِ بغيرِ سببٍ، ودَعْوَى ما لا نَظيرَ له، وذلك كلُّه فاسدٌ.
على أنَّ الناسَ قد قِيلَ: إن أصْلَه الأُناسُ، فحُذِفَت الهمزةُ فقِيلَ الناسُ. واسْتَدَلَّ بقولِ الشاعِرِ:
................ إنَّ الْمَنايا يَطَّلِعْنَ على الأُناسِ الغَافِلِينَا
ولا رَيْبَ أنَّ أُناسًا فُعالٌ، ولا يَجوزُ فيه غيرُ ذلك الْبَتَّةَ، فإنْ كان أَصْلُ ناسٍ أُناسًا فهو أقوى الأدِلَّةِ على أنه من أَنِسَ، ويكونُ الناسُ كالإنسانِ سواءً في الاشتقاقِ، ويكونُ وَزْنُ ناسٍ على هذا القولِ (عالٍ)؛ لأنَّ المحذوفَ فاؤُه، وعلى القولِ الأوَّلِ يكونُ وزنُه فَعَلَ؛ لأنه من النَّوْسِ.
وعلى القولِ الضعيفِ يكونُ وَزنُه فَلَعَ؛ لأنه من نَسِيَ، فقُلِبَتْ لامُه إلى مَوْضِعِ العينِ، فصارَ ناسًا، ووَزْنُه فَلَعًا.
والمقصودُ أنَّ الناسَ اسمٌ لبني آدمَ فلا يَدْخُلُ الجنُّ في مُسمَّاهم فلا يَصِحُّ أن يكونَ من الْجِنَّةِ والناسِ بيانًا لقولِه: {فِي صُدُورِ النَّاسِ}. وهذا واضحٌ لا خَفَاءَ فيه.
فإن قيلَ: لا مَحذورَ في ذلك، فقد أُطْلِقَ على الْجِنِّ اسمُ الرِّجالِ، كما في قولِه تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ} [الجن:6] فإذا أُطْلِقَ عليهم اسمُ الرجالِ لم يَمْتَنِعْ أن يُطلَقَ عليهم اسمُ الناسِ.
قلتُ: هذا هو الذي غَرَّ مَن قالَ: إنَّ الناسَ اسمٌ للجِنِّ والإنسِ في هذه الآيةِ.
وجوابُ ذلك: أنَّ اسمَ الرجالِ إنما وَقَعَ عليهم وُقوعًا مُقَيَّدًا في مُقابَلَةِ ذِكْرِ الرجالِ من الإنْسِ، ولا يَلْزَمُ من هذا أن يَقَعَ اسمُ الناسِ والرجالِ عليهم مُطْلَقًا.
وأنت إذا قُلْتَ إنسانٌ من حِجارةٍ أو رَجُلٌ من خَشَبٍ ونحوَ ذلك، لم يَلْزَمْ من ذلك وُقوعُ اسمِ الرجلِ والإنسانِ عندَ الإطلاقِ على الْحَجَرِ والْخَشَبِ.
وأيضًا فلا يَلْزَمُ من إطلاقِ اسمِ الرجُلِ على الْجِنِّيِّ أن يُطْلَقَ عليه اسمُ الناسِ؛ وذلك لأنَّ الناسَ والْجِنَّةَ مُتقابلانِ.
و كذلك الإنسُ والْجِنُّ فاللهُ سُبحانَه يُقابِلُ بينَ اللفظينِ كقولِه: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ} [الأنعام:130] وهو كثيرٌ في القرآنِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/97)
وكذلك قولُه: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} يَقتضِي أنهما مُتقابلانِ فلا يَدْخُلُ أحدُهما في الآخَرِ بِخِلافِ الرجالِ والجِنِّ فإنهما لم يُستَعْمَلا متقابلينِ فلا يُقالُ: الْجِنُّ والرجالُ، كما يقالُ: الجِنُّ والإنْسُ، وحينئذٍ فالآيةُ أَبْيَنُ حُجَّةٍ عليهم في أنَّ الْجِنَّ لا يَدخُلونَ في لفظِ الناسِ؛ لأنه قابَلَ بينَ الْجِنَّةِ والناسِ، فَعُلِمَ أنَّ أحدَهما لا يَدْخُلُ في الآخَرِ.
فالصوابُ القولُ الثاني وهو أنَّ قولَه: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} بيانٌ للذي يُوَسْوِسُ، وأنهم نوعان إنسٌ وجِنٌّ، فالْجِنِّيُّ يُوَسْوِسُ في صدورِ الإنْسِ، والإنسيُّ أيضًا يُوَسْوِسُ إلى الإنسيِّ، فالْمُوَسْوَسُ نوعان: إنسٌ وجِنٌّ، فإنَّ الوَسوسةَ هي الإلقاءُ الْخَفِيُّ في القَلْبِ وهذا مُشْتَرَكٌ بينَ الجِنِّ والإنْسِ، وإن كان إلقاءُ الإنسيِّ ووَسْوَسَتُه إنما هي بِواسِطَةِ الأُذُنِ، والجنِّيُّ لا يَحتاجُ إلى تلك الواسِطَةِ؛ لأنه يَدخُلُ في ابنِ آدمَ ويَجرِي منه مَجرى الدَّمِ، على أنَّ الجِنِّيَّ قد يَتَمَثَّلُ له ويُوَسْوِسُ إليه في أُذُنِه كالإنسيِّ، كما في البخاريِّ، عن عُروةَ، عن عائشةَ، عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قالَ: ((إِنَّ الْمَلائِكَةَ تُحَدِّثُ فِي الْعَنَانِ، وَالْعَنَانُ الْغَمَامُ، بِالأَمْرِ يَكُونُ فِي الأَرْضِ فَتَسْتَمِعُ الشَّيَاطِينُ الْكَلِمَةَ فَتُقِرُّهُا فِي أُذُنِ الْكَاهِنِ كَمَا تُقِرُّ الْقَارُورَةَ فَيَزِيدُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ)) فهذه وَسوسةٌ وإلقاءٌ من الشيطانِ بواسِطَةِ الأُذُنِ.
ونظيرُ اشتراكِهما في هذه الوَسوسةِ اشتراكُهما في الوحيِ الشيطانيِّ، قالَ تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام:112].
فالشيطانُ يُوحِي إلى الإنسِيِّ باطِلَه ويُوحيهِ الإنسُ إلى إنسيٍّ مِثلِه فشياطينُ الإنْسِ والجِنِّ يَشتركان في الوَحْيِ الشيطانيِّ ويَشتركان في الوَسوسةِ.
وعلى هذا فتَزولُ تلك الإشكالاتُ والتَّعَسُّفاتُ التي ارْتَكَبَها أصحابُ القولِ الأوَّلِ. وتَدُلُّ الآيةُ على الاستعاذةِ من شَرِّ نَوْعَي الشياطينِ؛ شياطينِ الإنْسِ والجِنِّ.
وعلى القوْلِ الأوَّلِ إنما تَكونُ الاستعاذةُ من شَرِّ شياطينِ الجِنِّ فقط فتَأَمَّلْهُ، فإنه بَديعٌ جِدًّا). [بدائع الفوائد: 2/ 263 - 266]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقولُه: {الَّذِي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ النَّاسِ}. هل يَخْتَصُّ هذا ببَنِي آدَمَ كما هو الظاهِرُ؟ أو يَعُمُّ بني آدَمَ والجِنَّ؟ فيه قولانِ، ويكونونَ قدْ دَخَلُوا في لفظِ الناسِ تَغْلِيباً.
وقالَ ابنُ جَرِيرٍ: وقد اسْتُعْمِلَ فيهِم {رِجَالٍ مِنَ الجِنِّ}؛ فلا بدْعَ في إِطْلاقِ الناسِ عليهم، وقولُه: {مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ} هل هو تفصيلٌ لقولِه: {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ}؟ ثُمَّ بَيَّنَهم فقالَ: {مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.
وهذا يُقَوِّي القولَ الثانِيَ، وقيلَ: قولُه: {مِنَ الجِنَّةِ والنَّاسِ} تَفْسِيرٌ للذي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ الناسِ مِن شَيَاطِينِ الإِنْسِ والجِنِّ، كما قالَ تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ والجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُرُوراً}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 3912]
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَيْرُوزَآباَدِيُّ (ت: 817 هـ): (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ الثِّقَةُ ابْنُ الْمَأْمُونِ الْهَرَوِيُّ قالَ: أَخْبَرَنَا أََبِي، قالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللهِ مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، قالَ: أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ عَبْدِ المَجِيدِ الهَرَوِيُّ، قالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، عن مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنِ الكَلْبِيِّ، عن أَبِي صَالحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ({يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} فِي صُدُورِ الْخَلْقِ). [تنوير المقباس: 604]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/98)
قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت: 880هـ): (وَذَهَبَ قَوْمٌ: أنَّ الْمُرَادَ بالناسِ هُنَا الْجِنُّ، سُمُّوا بِذَلِكَ نَاسًا كَمَا سُمُّوا رِجَالا في قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} [الْجِنِّ: 6] وكَمَا سُمُّوا نَفَرًا في قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ} [الأَحْقَافِ: 29].
فعَلَى هَذَا يَكُونُ "وَالنَّاسِ" عَطْفًا عَلَى "الْجِنَّةِ" ويَكُونُ التَّكْرِيرُ لاخْتِلافِ اللَّفْظَيْنِ.
وقِيلَ: مَعْنَى: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ} أَيِ: الْوَسْوَسَةِ الَّتِي تَكُونُ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ، وهُوَ حَدِيثُ النَّفْسِ.
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللَّهَ –عَزَّ وَجَلَّ- تَجَاوَزَ لأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ بِهِ))). [اللباب: 20/ 580]
قَالَ بُرْهَانُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمُ بنُ عُمَرَ البِِقَاعِيُّ (ت: 885هـ): ({فِي صُدُورِ النَّاسِ} أي: المُضْطَرِبِينَ إِذا غَفَلُوا عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ، فَإِنَّهَا دَهَالِيزُ القلوبِ، منها تَدْخُلُ الوَارِدَاتُ إِليها، وَذلكَ كالقُوَّةِ الوَهْمِيَّةِ، فإِنَّ العقلَ يُسَاعِدُ في المُقَدِّمَاتِ الحَقَّةِ المُنْتِجَةِ للأمرِ المقطوعِ بهِ، فإِذا وَصَلَ الأمرُ إِلى ذلكَ خَنَسَت الواهِمَةُ رَيْثَمَا يَفْتُرُ العَقْلُ عَنِ النَّتِيجَةِ فَتْرَةً مَا، فَتَأْخُذُ الوَاهِمَةُ فِي الوسوسةِ وَتَقْبَلُ مِنْهَا الطبيعةُ بما لَهَا بها مِنْ مجانسةِ الظلمةِ الوهميَّةِ وَالناسُ – قَالَ في القَامُوسِ: يَكُونُ مِنَ الإِنسِ وَمِن الجنِّ، جَمْعُ إِنْسٍ أَصْلُهُ أُنَاسٌ جمعٌ عَزِيزٌ أُدْخِلَ عَلَيْهِ أل – انْتَهَى.
وَلَعَلَّ إِطلاقَهُ على هَذَيْنِ المُتَقَابِلَيْنِ بالنَّظَرِ إِلى النَّوْسِ الذي أَصْلُهُ الاضطرابُ وَالتَّذَبْذُبُ فَيَكُونُ مَنْحُوتاً مِنَ الأَصْلَيْنِ: الأَنَسُ، وَالنَّوْسُ، وَمِن ثالثٍ وَهوَ النِسْيَانُ). [نظم الدرر: 8/ 616]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِيجِيُّ الشَّافِعِيُّ (ت: 905 هـ): ({مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}: بيانُ (الَّذِي) أو الوَسْوَاسِ، قالَ تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ} [الأنعام: 112]، وعن بعضٍ: هو بيانٌ للناسِ، والناسُ يَعُمُّهُما تَغْلِيبًا، أو يُطْلَقُ على الجِنِّ أيضًا ناسٌ حقيقةً، أو لأنَّ المُرادَ مِنَ النَّاسِ الناسِي، ونِسيانُ حقِّ اللهِ يَعُمُّهما). [جامع البيان: 4/ 547 - 548]
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبِينِيُّ (ت: 977هـ): (ويُقَالُ: رأسُهُ كرأسِ الحيَّةِ واضعٌ رأسَهُ على ثمرةِ القلبِ يَمَسُّهُ ويُحَدِّثُهُ فإذا ذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى خَنَسَ ورجعَ ووضعَ رأسَهُ فذلكَ قولُهُ تَعَالَى: {الَّذِي يُوَسْوِسُ} أيْ: يُلقي المعاني الضارَّةَ على وجهِ الخفاءِ والتَّكريرُ.
{فِي صُدُورِ النَّاسِ} أيِ: المُضْطَرِبِينَ إذا غَفَلُوا عنْ ذكرِ ربِّهم مِن غيرِ سماعٍ، وقَالَ مقاتلٌ: إنَّ الشَّيطانَ في صورةِ خنزيرٍ يُجْرِي إطاعتَهُ بكلامٍ خفيٍّ يَصِلُ مفهومُهُ إلى القَلبِ مِن غيرِ سماعِ صوتٍ). [تفسير القرآن الكريم: 4/ 616]
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبِينِيُّ (ت: 977هـ): (وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {مِنَ الْجِنَّةِ} أيِ: الجنِّ الَّذِي همْ في غايةِ الشَّرِّ والتمرُّدِ والخناسِ.
{وَالنَّاسِ} أيْ: أهلُ الاضطرابِ والذَّبْذَبَةِ بيانٌ للذي يُوسوسُ على أنَّ الشَّيطانَ ضَرْبَانِ جِنِّيٌّ وإنسيٌّ كما قَالَ تَعَالَى {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ} ويجوزُ أنْ يكونَ بدلاً منَ الَّذِي يُوسوسُ أيِ المُوَسْوِسُ منَ الجنِّ والإنسِ، وأنْ يكونَ حالاً منَ الضَّميرِ في يُوسوسُ أيْ: حالَ كونِهِ مِن هذينِ الجنسينِ، وَقِيلَ غيرُ ذلكَ). [تفسير القرآن الكريم: 4/ 616]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/99)
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبِينِيُّ (ت: 977هـ): (وذهبَ قومٌ إلى أنَّ المُرادَ بالنَّاسِ هنا الجنُّ سُمُّوا ناسًا كما سُمُّوا رجالاً في قولِهِ تَعَالَى {وَأنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} وكما سُمُّوا نفرًا في قولِهِ تَعَالَى {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} وكما سُمُّوا قومًا، نقلَ الفَرَّاءُ عنْ بعضِ العربِ أنَّهُ قَالَ وهوَ يُحَدِّثُ: جاءَ قومٌ منَ الجنِّ فوقفوا فقيلَ: مَن أنتمْ؟ فقالوا: ناسٌ منَ الجنِّ، فعلى هَذَا يكونُ، (والناسُ) عطفٌ على الجِنَّةِ يكونُ التَّكريرُ لاختلافِ اللَّفظينِ). [تفسير القرآن الكريم: 4/ 616]
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبِينِيُّ (ت: 977هـ): (وَقِيلَ: إنَّ إبليسَ يُوسوسُ في صدورِ الجِنِّ كما يوسوسُ في صدورِ النَّاسِ فعلى هَذَا يكونُ في صدورِ النَّاسِ عامًّا في الجميعِ، ومنَ الجِنَّةِ والنَّاسِ بيانًا لِما يُوسوِسُ في صدورِهم). [تفسير القرآن الكريم: 4/ 616]
قالَ أَبُو السُّعُودِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ العِمَادِيُّ الحَنَفِيُّ (ت: 982هـ): ({مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}: بَيَانٌ للَّذِي يُوَسْوِسُ عَلَى أَنَّهُ ضَرْبَانِ: جِنِّيٌّ وَإِنْسِيٌّ، كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {شَيَاطِينِ الإِنْسِ وَالْجِنِّ}. أَوْ مُتَعَلِّقٌ بِـ {يُوَسْوِسُ}؛ أَيْ: يُوَسْوِسُ فِي صَدْرِهِمْ مِنْ جِهَةِ الْجِنِّ وَمِنْ جِهَةِ الإنسِ.
وَقَدْ جُوِّزَ أَنْ يَكُونَ بَيَاناً لِلنَّاسِ عَلَى أَنَّهُ يُطْلَقُ عَلَى الْجِنِّ أَيْضاً حَسَبَ إطلاقِ النَّفَرِ والرِّجَالِ عَلَيْهِمْ، وَلا تَعْوِيلَ عَلَيْهِ، وَأَقْرَبُ مِنْهُ أَنْ يُرَادَ بالنَّاسِ النَّاسِي، وَيُجْعَلَ سُقُوطُ الْيَاءِ كَسُقُوطِهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ}، ثُمَّ يُبَيِّنُ بالجِنَّةِ والنَّاسِ؛ فَإِنَّ كُلَّ فَرْدٍ مِنْ أفرادِ الْفَرِيقَيْنِ مُبْتَلًى بِنِسْيَانِ حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى إِلاَّ مَنْ تَدَارَكَهُ شَوَافِعُ عِصْمَتِهِ وَتَنَاوَلَهُ وَاسِعُ رَحْمَتِهِ، عَصَمَنَا اللَّهُ تَعَالَى مِن الغَفْلَةِ عَنْ ذِكْرِهِ، وَوَفَّقَنَا لأداءِ حُقُوقِ شُكْرِهِ). [إرشاد العقل السليم: 7/ 217]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (ثمَّ بَيَّنَ سبحانَهُ الذي يُوَسْوِسُ بأنَّهُ ضَرْبَانِ: جِنِّيٌّ، وَإِنْسِيٌّ، فَقَالَ: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}. أمَّا شيطانُ الجنِّ فَيُوَسْوِسُ في صدورِ الناسِ، وَأمَّا شيطانُ الإِنسِ فَوَسْوَسَتُهُ في صدورِ الناسِ أَنَّهُ يَرَى نفسَهُ كالناصحِ المُشْفِقِ فَيُوقِعُ في الصدرِ مِنْ كلامِهِ الذي أَخْرَجَهُ مخرجَ النصيحةِ ما يُوقِعُ الشيطانُ فيهِ بِوَسْوَسَتِهِ كما قَالَ سبحانَهُ: {شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ}. وَيَجُوزُ أنْ يَكُونَ مُتَعَلِّقاً بِيُوَسْوِسُ أيْ: يُوَسْوِسُ في صدورِهِم مِنْ جهةِ الجِنَّةِ وَمن جهةِ الناسِ، وَيَجُوزُ أنْ يَكُونَ بَيَاناً للناسِ.
قَالَ الرازيُّ: وَقالَ قومٌ: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} قِسْمَانِ مُنْدَرِجَانِ تحتَ قولِهِ: {فِي صُدُورِ النَّاسِ}؛ لأنَّ القدرَ المُشْتركَ بينَ الجنِّ وَالإِنسِ يُسَمَّى إِنساناً، وَالإِنسانُ أيضاً يُسَمَّى إِنْسَاناً، فيكونُ لفظُ الإِنسانِ وَاقِعاً على الجنسِ وَالنوعِ بالاشتراكِ.
وَالدليلُ على أنَّ لفظَ الإِنسانِ يَنْدَرِجُ فيهِ لفظُ الإِنسِ وَالجنِّ ما رُوِيَ أَنَّهُ جاءَ نفرٌ مِنَ الجنِّ فَقِيلَ لهم: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: ناسٌ مِنَ الجنِّ. وَأيضاً قدْ سَمَّاهُمُ اللَّهُ رِجَالاً في قولِهِ: [الجن: 6] {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ}. وَقيلَ: يَجُوزُ أنْ يَكُونَ المرادُ {أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} مِن {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} وَ {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}. كأنَّهُ اسْتَعَاذَ رَبَّهُ مِنْ ذلكَ الشيطانِ الواحدِ، ثمَّ اسْتَعَاذَ بِرَبِّهِ مِنْ جميعِ الجِنَّةِ وَالناسِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/100)
وَقيلَ: المرادُ بالناسِ النَّاسِي، وَسَقَطَت الياءُ كَسُقُوطِهَا في قولِهِ: [القمر: 6] {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ}.
ثمَّ بُيِّنَ بالجِنَّةِ وَالنَّاسِ؛ لأنَّ كلَّ فردٍ مِنْ أفرادِ الفريقَيْنِ في الغالبِ مُبْتَلًى بالنسيانِ.
وَأَحْسَنُ مِنْ هذا أنْ يكونَ قولُهُ: {وَالنَّاسِ} مَعْطُوفاً على الوَسْوَاسِ؛ أيْ: مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ وَمِن شرِّ الناسِ، كأنَّهُ أُمِرَ أنْ يَسْتَعِيذَ مِنْ شرِّ الجنِّ وَالإِنسِ.
قَالَ الحسنُ: أَمَّا شَيْطَانُ الجنِّ فَيُوَسْوِسُ في صدورِ الناسِ، وَأمَّا شيطانُ الإِنسِ فَيَأْتِي عَلانِيَةً.
وَقالَ قتادةُ: إِنَّ مِنَ الجنِّ شَيَاطِينَ وَإِنَّ مِنَ الإِنسِ شَيَاطِينَ، فَنَعُوذُ باللَّهِ مِنْ شياطينِ الجنِّ وَالإِنسِ، وَقيلَ: إِنَّ إِبليسَ يُوَسْوِسُ في صدورِ الجنِّ كما يُوَسْوِسُ في صدورِ الإِنسِ، وَواحِدُ الجِنَّةِ جِنِّيٌّ كما أَنَّ وَاحِدَ الإِنسِ إِنْسِيٌّ، وَالقولُ الأوَّلُ هُوَ أَرْجَحُ هذهِ الأقوالِ وَإِنْ كانَ وَسْوَسَةُ الإِنسِ في صدورِ الناسِ لا تَكُونُ إِلاَّ بالمعنَى الذي قَدَّمْنَا، وَيكونُ هذا البيانُ تَذْكِيرَ الثَّقَلَيْنِ للإِرشادِ إِلى أنَّ مَنِ اسْتَعَاذَ باللَّهِ مِنْهُمَا ارْتَفَعَتْ عنهُ مِحَنُ الدنيا وَالآخرةِ). [فتح القدير: 5/ 763 - 764]
قالَ أبو الثَّناءِ مَحْمُود بن عبد الله الأَلُوسِيُّ (ت: 1270هـ): ({مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} بيانٌ للذي يُوَسْوِسُ على أنه ضَربانِ جِنِّيٌّ وإنسيٌّ، كما قالَ تعالى: {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ} أو مُتَعَلِّقٌ بيُوسوسُ، ومِن لابتداءِ الغايةِ أي: يُوَسوسُ في صدورِهم مِن جِهةِ الجنِّ مِثلَ أن يُلْقِيَ في قلبِ المرءِ مِن جِهَتِهم أنهم يَنفعون ويَضُرُّون، ومِن جِهةِ الناسِ مِثلَ أن يُلقِيَ في قلبِه مِن جِهةِ المنجِّمينَ والكُهَّانِ أنهم يَعلَمُونَ الغيبَ، وجُوِّزَ فيه الحاليَّةُ مِن ضميرِ يُوسْوِسُ والبَدَلِيَّةُ مِن قولِه تعالى: {مِنْ شَرِّ} بإعادةِ الجارِّ وتقديرِ المضافِ، والبَدَلِيَّةُ مِن الوَسواسِ على أنَّ مِن تَبعيضيَّةٌ.
وقالَ الفرَّاءُ وجماعةٌ: هو بيانٌ للناسِ بِناءً على أنه يُطْلَقُ على الجِنِّ أيضًا فيُقالُ كما نُقِلَ عن الكلبيِّ: ناسٌ مِن الجنِّ، كما يقالُ: نَفَرٌ، ورجالٌ منهم، وفيه أنَّ المعروفَ عندَ الناسِ خِلافُه مع ما في ذلك مِن شَبَهٍ جَعَلَ قِسْمَ الشيءِ قَسِيمًا له، ومثلُه لا يُناسِبُ بلاغةَ القرآنِ وإن سُلِّمَ صِحَّتُه،،وتُعُقِّبَ أيضًا بأنه يَلزَمُ عليه القولُ بأنَّ الشيطانَ يُوسوسُ في صدورِ الجنِّ كما يُوسوسُ في صدورِ الإنسِ ولم يَقُمْ دليلٌ عليه، ولا يَجوزُ جَعلُ الآيةِ دَليلاً لما يَخْفَى، وأقربُ منه على ما قيلَ أن يُرادَ بالناسِ الناسِيَ بالياءِ مِثلُه في قراءةِ بعضُهم: {مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسِ} بالكسْرِ، ويُجْعَلُ سقوطُ الياءِ كسقوطِها في قولِه تعالى: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} ثم يُبَيِّنُ بالجنَّةِ والناسِ، فإنَّ كلَّ فردٍ مِن أفرادِ الفريقينِ مُبْتَلًى بنِسيانِ حقِّ اللهِ تعالى إلا مَن تَدارَكَه شَوافِعُ عِصْمَتِه، وتناوَلَه واسعُ رحمتِه جَعَلَنا اللهُ مِمَّن نالَ مِن عِصمتِه الحظَّ الأوْفَى، وكالَ له مَولاه مِن رحمتِه فأَوْفَى). [روح المعاني: 29/ 287]
قالَ مُحَمَّد صِدِّيق حَسَن خَان القِنَّوْجِيُّ (ت: 1307هـ): (ثُمَّ بَيَّنَ سبحانَهُ الذي يُوَسْوِسُ بأنَّهُ ضَرْبَانِ جِنِّيٌّ وَإِنْسِيٌّ فَقَالَ: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.
أَمَّا شيطانُ الجنِّ فَيُوَسْوِسُ في صدورِ الناسِ، وَأمَّا شيطانُ الإِنسِ فَوَسْوَسَتُهُ في صدورِ الناسِ أَنَّهُ يَرَى نفسَهُ كالناصحِ المُشْفِقِ فَيُوقِعُ في الصدرِ مِنْ كلامِهِ الذي أَخْرَجَهُ مَخْرَجَ النصيحةِ ما يُوقِعُ الشيطانُ فيهِ بِوَسْوَسَتِهِ كما قَالَ سبحانَهُ: {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ}. وَيَجُوزُ أنْ يكونَ مُتَعَلِّقاً بـ {يُوَسْوِسُ} أيْ: يُوَسْوِسُ في صدورِهِم مِنْ جهةِ الجنَّةِ وَمن جهةِ الناسِ، وَيَجُوزُ أنْ يكونَ بَيَاناً للناسِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/101)
قالَ الرازيُّ: وَقَالَ قَوْمٌ: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} قِسْمَانِ مُنْدَرِجَانِ تحتَ قولِهِ: {فِي صُدُورِ النَّاسِ}. لأنَّ القدرَ المشتركَ بينَ الجنِّ وَالإِنسِ سُمِّيَ إِنْسَاناً، وَالإِنسانُ أيضًا سُمِّيَ إِنْسَاناً، فَيَكُونُ لفظُ الإِنسانِ وَاقِعاً على الجنسِ وَالنوعِ بالاشتراكِ.
والدليلُ على أنَّ لفظَ الإِنسانِ يَنْدَرِجُ فيهِ لفظُ الإِنسِ وَالجنِّ ما رُوِيَ أَنَّهُ جاءَ نَفَرٌ مِنَ الجنِّ، فَقِيلَ لهم: مَنْ أَنْتُمْ؟ قالُوا: نَاسٌ مِنَ الجنِّ.
وَأيضاً قدْ سَمَّاهُم اللَّهُ تَعَالَى رِجَالاً في قولِهِ: {وأنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ}.
وَقِيلَ: يَجُوزُ أنْ يَكُونَ المرادُ أَعُوذُ بِرَبِّ الناسِ مِنَ الوسواسِ الخنَّاسِ الذي يُوَسْوِسُ في صدورِ الناسِ ومِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ، كأنَّهُ اسْتَعَاذَ رَبَّهُ مِنْ ذلكَ الشيطانِ الواحدِ ثمَّ اسْتَعَاذَ بِرَبِّهِ مِنْ جميعِ الجِنَّةِ وَالناسِ.
وَقِيلَ: المرادُ بِ {النَّاسِ} النَّاسِي، وَسَقَطَتِ الياءُ كَسُقُوطِهَا فِي قَولِهِ: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ}. ثمَّ بَيَّنَ بـ {الْجِنَّةَ وَالنَّاسِ}؛ لأنَّ كُلَّ فردٍ مِنْ أفرادِ الفَرِيقَيْنِ فِي الغالبِ مُبْتَلًى بالنسيانِ.
وأحسنُ مِنْ هَذَا أنْ يكونَ قولُهُ: {وَالنَّاسِ} مَعْطُوفاً على {الوَسْوَاسِ} أيْ: مِنْ شرِّ الوَسْوَاسِ وَمِنْ شَرِّ النَّاسِ، كأنَّهُ أُمِرَ أنْ يَسْتَعِيذَ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَالإِنسِ، قَالَ الحسنُ: أمَّا شيطانُ الجنِّ فَيُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مُبَاشَرَةً، أمَّا شيطانُ الإِنسِ فَيَأْتِي عَلانِيَةً.
وقَالَ قَتَادَةُ: إِنَّ مِنَ الجنِّ شَيَاطِينَ، وَإِنَّ مِنَ الإِنسِ شياطينَ، فَنَعُوذُ باللَّهِ مِنْ شياطينِ الجنِّ وَالإِنسِ، وَقيلَ: إِنَّ إِبليسَ يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ الإِنسِ.
وَوَاحِدُ الجِنَّةِ جِنِّيٌّ، كَمَا أَنَّ وَاحِدَ الإِنسِ إِنْسِيٌّ، وَالقولُ الأوَّلُ هُوَ أَرْجَحُ هَذِهِ الأقوالِ وَإِنْ كانَ وَسْوَسَةُ الإِنسِ فِي صُدُورِ النَّاسِ لا تَكُونُ إِلاَّ بالمَعْنَى الذِي قَدَّمْنَا، وَيَكُونُ هَذَا البَيَانُ تَذَكُّرَ الثَّقَلَيْنِ للإِرشادِ إِلى أنَّ مَنِ اسْتَعَاذَ باللَّهِ مِنْهُمَا ارْتَفَعَتْ عَنْهُ مِحَنُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ). [فتح البيان: 15/ 467 - 469]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الجَاوِيُّ (ت: 1316هـ): ({الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ}، أيْ: في قُلُوبِ الغَافِلِ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وسُقُوطُ اليَاءِ عَنِ النَّاسِ كَسُقُوطِهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} [القَمَرُ: 6].
{مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} بَيَانٌ للنَّاسِي عَنْ ذِكْرِ اللهِ فإنهما النَّوْعَانِ المَوْصُوفَانِ بنِسْيَانِ حَقِّ اللهِ تَعَالَى، وعَلَى هَذَا لا يَحْتَاجُ إِلَى تَكَلُّفِ بَعْضِ العُلَمَاءِ مِنْ جَعْلِ قَوْلِهِ: {مِنَ الْجَنَّةِ} بَيَانًا لِلْوَسْوَاسِ، وجَعْلِ قَوْلِهِ: {وَالنَّاسِ} عَطْفًا عليه، فكَأَنَّهُ قِيلَ: مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ، وهو الجِنُّ ومِنْ شَرِّ النَّاسِ اهـ. ومن جَعْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} عَطْفًا عَلَى {الْوَسْوَاسِ} بتَقْدِيرِ حَرْفِ العَطْفِ. فالمَعْنَى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مِنَ الْوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ ومِنَ الجِنَّةِ والنَّاسِ، كَأَنَّهُ اسْتَعَاذَ بِرَبِّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الوَاحِدِ، ثُمَّ اسْتَعَاذَ بِرَبِّهِ مِنْ جَمِيعِ الجِنَّةِ والنَّاسِ). [مراح لبيد: 2/ 684]
قالَ مُحَمَّد عَبْدُه المصريُّ (ت: 1323هـ): (وقد وَصَفَ اللهُ الوَسْواسَ الخَّنَّاسَ بقَوْلِهِ: {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} مِنَ الجِنَّةِ والناسِ بَيَانُ الذي يُوَسْوِسُ، أو بَيَانُ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/102)
فالمُوَسْوِسونَ قِسْمانِ؛ قِسْمُ الجِنَّةِ، وهمُ الخَلْقُ المُسْتَتِرونَ الَّذينَ لا نَعْرِفُهم، وإِنَّمَا نَجِدُ في أَنْفُسِنا أَثَرًا يُنْسَبُ إليهم، ولكُلِّ واحِدٍ مِنَ النَّاسِ شَيْطانٌ، وهي قُوَّةٌ نازِعَةٌ إلى الشَّرِّ يَحْدُثُ منها في نَفْسِهِ خَواطِرُ السُّوءِ، وإِنَّمَا جَعَلَ الوَسْوَسَةَ في الصُّدُورِ على ما عُهِدَ في كَلامِ العَرَبِ من أنَّ الخَواطِرَ في القَلْبِ، والقَلْبُ مِمَّا حَواهُ الصَّدْرُ عندَهم.
وكَثِيرًا ما يُقالُ: إِنَّ الشَّكَّ يَحُوكُ في صَدْرِهِ، وما الشَّكُّ إلاَّ في نَفْسِهِ وعَقْلِهِ، وأَفاعِيلُ العَقْلِ في المُخِّ، وإنْ كانَ يَظْهَرُ لها أَثَرٌ في حَرَكاتِ الدَّمِ وضَرَباتِ القَلْبِ وضِيقِ الصَّدْرِ أو انْبِساطِهِ، وكُلُّ ما أَوْرَدُوهُ في خُرْطومِ الشَّيْطانِ وخَطْمِهِ ومِنْقارِهِ وجُثُومِهِ على الصَّدْرِ أو القَلْبِ ونَحْوِ ذلك، فهو مِنَ التَّمْثِيلِ والتَّصْوِيرِ، وإلاَّ فليَجْعَلوا مِثْلَ ذلك للقِسْمِ الثَّانِي مِنَ الوَسْواسِ أو المُوَسْوِسينَ، وهمُ النَّاسُ، فإنَّ اللهَ نَسَبَ الوَسْوَسَةَ إليهم على السَّواءِ فقالَ: {مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ} فليَكُنْ للنَّاسِ الَّذين يُوَسْوِسونَ في صُدورِ النَّاسِ خُرْطُومٌ وخَطْمٌ ومِنْقارٌ يَدْخُلُ في الصُّدُورِ ويُوضَعُ على أُذُنِ القَلْبِ، فإذا ذُكِرَ اللهُ خَنَسَ الخُرْطومُ كما ذَكَروهُ في الجِنَّةِ، ولكِنَّهم يُكْثِرونَ الوَصْفَ ويَخْتَرِعونَ ما يَشَاءُونَ بأَوْهامِهم فيما لا يَراهُ النَّاسُ، وإنْ كانوا لا يَعْقِلُونَهُ ويَجْتَرِئونَ على الغَيْبِ فيَذْكُرونَ من شُئُونِهِ ما اسْتَأْثَرَ اللهُ بعِلْمِهِ، ثُمَّ لا يَكْفِيهم ذلك حتى يَخْتَرِعوا مِنَ الأَحادِيثِ ما يُسْنِدُ أَوْهامَهم ويَنْسُبونَ إلى السَّلَفِ ما يَظُنُّونَ أَنَّهُ يُقَوِّي مَزاعِمَهم، واللهُ يَشْهَدُ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ والسَّلَفَ الصَّالِحَ بَرَاءٌ مِمَّا يُنْسَبُ إليهم من ذلكَ كُلِّهِ، وإِنَّمَا هو من اخْتِراعِ مَن لم يَرْضَ لنَفْسِهِ أنْ يَقْتَرِفَ جَرِيمَةً واحِدَةً جَرِيمَةَ الجُرْأَةِ على الغَيْبِ بوَهْمِهِ حتى يَضُمَّ إلى ذلك جَرِيمَةَ الكَذِبِ على رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وسَلَفِ الأُمَّةِ، أولئك الَّذين إذا انْجَرَّ القَوْلُ بهم إلى ما يَعْرِفُهُ النَّاسُ ويُمَكِّنُهم أنْ يُكَذِّبوهم فيه سَكَتوا سُكوتَ البُكْمِ، ولَجَئُوا إلى سِلاحِهم الَّذي يَشْرَعونَهُ في وُجوهِ الجُبَناءِ، وقالوا: هكذا مَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ، كأنَّ السُّنَّةَ عندَهم مَذْهَبٌ جِسْمانِيٌّ مَحْضٌ لا شائِبَةَ مِنَ الرَّوْحانِيَّةِ فيه، وافَتَرُوا على أَهْلِ السُّنَّةِ وهمُ السَّلَفُ ما لا يَعْرِفونَهُ، وماذا عليهم لو أَخَذُوا السُّنَّةَ والكِتابَ ونَظَروا إلى الدِّينِ جُمْلَةً وفَسَّروا بَعْضَ نُصُوصِهِ ببَعْضٍ كما هو الواجِبُ على المُسلِمِ الذي يُؤمِنُ بالكِتابِ كُلِّهِ، وليس مِنَ الذين يُؤمِنُونَ ببَعْضِ الكِتابِ ويَكْفُرونَ ببَعضٍ؟
نَعُوذُ باللهِ مِنَ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ الذي يُوَسْوِسُ في صدورِ الناسِ مِنَ الجِنَّةِ والناسِ. واللهُ أَعْلَمُ). [تفسيرُ جُزءِ عَمَّ: 189 - 190]
قالَ مُحَمَّدُ جَمَالُ الدِّينِ القَاسِمِيُّ (ت: 1332هـ): (وقولُهُ تعالى: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} بيانٌ للذي يُوَسْوِسُ، على أنَّهُ ضَربَانِ: ضَرْبٌ مِن الْجِنَّةِ، وهم الخلْقُ الْمُسْتَتِرونَ الذينَ لا نَعرِفهم، وإنَّما نَجِدُ في أنْفُسِنا أثراً يُنْسَبُ إليهم، وضَرْبٌ مِن الإنسِ؛ كالْمُضَلِّلِينَ مِنْ أفرادِ الإنسانِ، كما قالَ تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً}، وإيحاؤُهم هوَ وَسْوَسَتُهم.
قالَ ابنُ تَيْمِيَّةَ: فإنْ قَيل: فإنْ كانَ أصْلُ الشرِّ كُلِّهِ مِن الوَسواسِ الْخَنَّاسِ، فلا حَاجَةَ إلى ذِكْرِ الاستعاذةِ مِنْ وَسواسِ الناسِ؛ فإنَّهُ تابعٌ لوَسواسِ الْجِنِّ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/103)
قيلَ: بل الوَسوسةُ نَوْعَانِ: نوعٌ مِن الْجِنِّ، ونَوعٌ مِنْ نُفوسِ الإنْسِ، كما قالَ: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ}، فالشرُّ مِن الْجِهتَيْنِ جَمِيعاً، والإنْسُ لهم شياطينُ كما للجِنِّ شياطينُ.
وقالَ أيضاً: الذي يُوسوسُ في صُدورِ الناسِ نفْسُهُ لنَفْسِهِ، وشياطينُ الجنِّ وشياطينُ الإنْسِ، فليسَ مِنْ شَرْطِ الْمُوَسْوِسِ أنْ يكونَ مُسْتَتِراً عن البَصَرِ، بلْ قدْ يُشَاهَدُ). [محاسن التأويل: 9/ 580]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُصْطَفَى المَرَاغِيُّ (ت: 1371هـ): (وَقَدْ وَصَفَ اللهُ هَذَا الْوَسْوَاسَ الخَنَّاسَ بِقَوْلِهِ: {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} أَيْ إنَّ هَذَا الوَسْوَاسَ الخَنَّاسَ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ البَشَرِ، قد يَكُونُ مِنَ الجِنَّةِ وَقَدْ يَكُونُ مِنَ النَّاسِ، كما جاء فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ} فَشَيْطَانُ الجِنِّ قَد يُوَسْوِسُ تَارَةً وَيَخْنَسُ أُخْرَى، وشَيْطَانُ الإنْسِ كذلك، فَكَثِيرًا ما يُرِيكَ أنه نَاصِحٌ شَفِيقٌ، فإذا زَجَرْتَهُ خَنَسَ وَتَرَكَ هَذِهِ الْوَسْوَسَةَ، وَإِذَا أَصْغَيْتَ إِلَى كَلامِهِ اسْتَرْسَلَ واسْتَمَرَّ فِي حَدِيثِهِ وبَالَغَ فِيهِ، وَقَدْ ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّمَ أنه قَالَ: ((إنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا ما لم تَعْمَلْ أو تَتَكَّلَمْ بِهِ)) رَوَاهُ أبُو هُرَيْرَةَ وَخَرَّجَهُ مُسْلِمٌ). [تفسير المراغي: 30/ 271]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُصْطَفَى المَرَاغِيُّ (ت: 1371هـ): (قَالَ الأسْتَاذُ الإمَامُ: الْمُوَسْوِسُونَ قِسْمَانِ:
(1) قِسْمُ الجِنَّةِ، وَهُم الخَلْقُ المُسْتَتِرُونَ الَّذِينَ لا نَعْرِفُهُمْ، وإنما نَجِدُ فِي أنْفُسِنَا أَثَرًا يُنْسَبُ إِلَيْهِم، ولِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ شَيْطَانٌ، وَهِيَ قُوَّةٌ نَازِعَةٌ إِلَى الشَّرِّ ويَحْدُثُ مِنْهَا فِي نَفْسِهِ خَوَاطِرُ السُّوءِ.
(2) قِسْمُ النَّاسِ، وَوَسْوَسَتُهُمْ ما نُشَاهِدُهُ وَنَرَاهُ بأَعْيُنِنَا، ونَسْمَعُهُ بآذَانِنَا.
وما أَوْرَدُوهُ فِي خُرْطُومِ الشَّيْطَانِ وَخَطْمِهِ وَمِنْقَارِهِ وَجُثُومِهِ عَلَى الصَّدْرِ أو عَلَى القَلْبِ ونَحْوِ ذلك -فَهُوَ مِن قَبِيلِ التَّمْثِيلِ والتَّصْوِيرِ. اهـ مُلَخَّصًا). [تفسير المراغي: 30/ 271 - 272]
قالَ عَطِيَّةُ مُحَمَّد سَالِم (ت: 1420هـ): (وفي لفْظِ الناسِ هنا الْمُضافِ إليه الصدورُ اختلافٌ في الْمُرادِ منه؛ فقِيلَ: الإنْسُ الظاهِرُ الاستعمالِ.
وقيلَ: الثَّقَلانِ؛ الإنْسُ والجِنُّ.
وأنَّ إطلاقَ الناسِ على الْجِنْسِ مَسموعٌ كما حَكَاهُ القُرطبيُّ، قالَ عن بعْضِ العرَبِ: إنَّه كانَ يُحَدِّثُ فجاءَ قومٌ مِن الْجِنِّ فوَقَفُوا فقِيلَ: مَن أنتم؟ فقالوا: ناسٌ مِن الْجِنِّ. وهذا مَعْنَى قولِ الْفَرَّاءِ.
واسْتَدَلَّ صاحِبُ هذا القولِ بطَريقِ القِياسِ باستعمالٍ لفْظِيٍّ: رجالٌ ونَفَرٌ في قَوْلِه تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} [الجن: 6]، وقولِه: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ} [الأحقاف: 29].
وعليه يكونُ الوَسْوَاسُ الْمُستعاذُ منه يُوَسْوِسُ في صُدورِ الْجِنِّ والإِنْسِ.
وقد ذَكَرَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ هذا الوَجْهَ: ولكنَّه رَدَّهُ وضَعَّفَه؛ لأنَّ لفْظَ الناسِ أظْهَرُ وأَشْهَرُ في الإِنْسِ، وهو المعروفُ في استعمالِ القرآنِ، ولأنه على هذا يكونُ قَسيمُ الشيءِ قِسْماً منه؛ لأنه يَجْعَلُ الناسَ قَسِيمَ الْجِنِّ ويَجْعَلُ الْجِنَّ نَوْعاً مِن الناسِ. اهـ ملَخَّصاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/104)
وعلى كُلٍّ فإنَّ مَنْهَجَ الأضواءِ أنَّ ما كانَ مُحْتَمَلاً، وكانَ أكثَرُ استعمالاتِ القرآنِ لأحَدِ الاحتمالينِ؛ فإنَّ كَثرةَ استعمالِه إيَّاهُ تَكونُ مُرَجِّحاً، وجَميعُ استعمالاتِ القرآنِ للفْظِ (الناسِ) إِنَّما هو في خُصوصِ الإنْسِ فقَطْ، ولم تُسْتَعْمَلْ ولا مَرَّةً واحدةً في حَقِّ الْجِنِّ معَ مُراعاةِ استعمالِها في هذه السُّورَةِ وَحْدَها خَمْسَ مَرَّاتٍ، حتَّى سُمِّيَتْ سُورَةَ الناسِ.
أمَّا القِياسُ على لَفْظَتَيْ رَجُلٍ ونَفَرٍ، فقَدْ رَدَّهُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ أيضاً بأنَّهما وَرَدَا مُقَيَّدَيْنِ: {رِجَالٌ مِنَ الْجِنِّ}، {نَفَراً مِنَ الْجِنِّ}.
أمَّا على الإطلاقِ فلم يَرِدَا، وهكذا لفْظُ الناسِ فلا مانِعَ مِن استعمالِه مُقَيَّداً: نَاسٌ مِن الجِنِّ، أمَّا على الإطلاقِ فلا.
وعليه فحيثُ وَرَدَ لفْظُ الناسِ هنا مُطْلَقاً فلا يَصِحُّ حَمْلُه على الجِنِّ والإنْسِ معاً، بل يكونُ خاصًّا بالإنْسِ فقط، ويكونُ في صُدورِ الناسِ؛ أيْ: في صُدُورِ الإِنْسِ.
وقد ذَكَرَ أبو السُّعودِ مَعْنًى آخَرَ في لفْظِ النَّاسِ، وهو أنَّ الناسِيَ من النِّسيانِ، حُذِفَتِ الياءُ تَخفيفاً؛ لأنَّ الوَسواسَ لا يُوَسْوِسُ إلاَّ في حِينِ النِّسيانِ والغَفْلَةِ.
وعليه يكونُ حَذْفُ الياءِ كحَذْفِها مِن "الداعِ" في قولِه: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} [القمر: 6] ونحوِه.
ولكنْ يَبْقَى على هذا القولِ بيانُ مَن الْمُرادُ بالناسي، أهُوَ مِن الإِنْسِ أمْ مِن الْجِنِّ؟ فلم يَخْرُجْ عن الاحتماليْنِ السابقيْنِ، معَ أنَّ هذا القولَ مِن لَوازِمِ معنَى الوَسواسِ الْخَنَّاسِ.
ويَرد على هذا القولِ: جَمْعُ الصُّدورِ وإفرادُ الناسِ، والْجَمْعُ لا يُضافُ إلاَّ إلى جَمْعٍ؛ أي: جَمْعِ الصدورِ؛ لأنَّ الفرْدَ ليسَ له جَمْعٌ مِن الصدورِ، فيُقَابِلُ الجمْعَ بجَمْعٍ، أو يَكْتَفِي لِلْمُفْرَدِ بِمُفْرَدٍ.
وقد جاءَ في إضافةِ الْجَمْعِ إلى الْمُثَنَّى في قولِه: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4].
قالَ أبو حَيَّانَ وحَسَّنَه: إنَّ الْمُثَنَّى جَمْعٌ في المعنَى، والْجَمْعُ في مِثْلِ هذا أَكْثَرُ استعمالاً مِن الْمُثَنَّى والتثنيةِ دُونَ الْجَمْعِ.
كما قالَ الشاعِرُ:
فتَخَالَسَا نَفْسَيْهِمَا بنَوَافِذٍ = كنوافِذِ العُبْطِ التي لا تُرْقَعُ
وهذا كانَ القِياسَ؛ وذلك أنَّ الْمُعَبَّرَ عن الْمُثَنَّى بِالْمُثَنَّى، لكِنْ كَرِهُوا اجتماعَ تَثْنِيَتَيْنِ، فعَدَلُوا إلى الْجَمْعِ بأنَّ التثنيةَ جَمْعٌ في المعنَى، والإفرادُ لا يَجوزُ عندَ أصحابِنا إلاَّ في الشِّعْرِ.
كقولِه: * حَمَامَةَ بَطْنِ الوَادِيَيْنِ تَرَنَّمِي *
يُريدُ "بَطْنَي"، وغَلِطَ ابنُ مالِكٍ في التسهيلِ؛ إذ قالَ: ونَختارُ الإفرادَ على لَفْظِ التَّثنيةِ، فتَراهُ غَلَّطَ ابنَ مالِكٍ في اختيارِه جَوازَ إضافةِ الجمْعِ إلى الْمُفْرَدِ، كما أنَّه قالَ: ولا يَجُوزُ ذلك إلاَّ في الشِّعْرِ، وأنَّه معَ الْمُثَنَّى لكَراهِيَةِ اجتماعِ التثنيتيْنِ، فظََهَرَ بُطلانُ قولِ أبي السُّعودِ.
أمَّا الراجِحُ في الوجهيْنِ في معنَى الناسِ الْمُتَقَدَّمِ ذِكْرُهما فهو الوجْهُ الأوَّلُ، وهو أنَّهم الإنْسُ، وأنَّ قَوْلَه تعالى: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} بيانٌ لِمَنْ يَقومُ بالوَسوسةِ؛ أي: بيانٌ للوَسواسِ الْخَنَّاسِ، وأنَّه مِن كلٍّ مِن وَسواسِ الْجِنَّةِ ووَسواسِ الناسِ.
ويَظْهَرُ ذلك مِن أُمُورٍ:
منها: أنَّ الْخِطَابَ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ ولأُمَّتِه تَبَعاً له، فهو في حَقِّ الناسِ أَظْهَرُ.
ومِنها: أنَّنا لو جَعَلْنَا "النَّاسِ" الأُولَى عامَّةً لِمَنْ يُوَسْوَسُ إليه كانَ {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} مَصْدَرَ الوَسوسةِ، فيكونُ مِن وَسواسِ الناسِ مَن يُوَسْوِسُ في صُدورِ الْجِنِّ، وهذا بَعيدٌ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/105)
ومنها: أنَّه لو كانَ لفْظُ الناسِ يَشْمَلُ الْجِنَّ والإنْسَ لَمَا احْتِيجَ إلى هذا التقسيمِ؛ الْجِنَّةِ والناسِ، واكْتَفَى في الثانيةِ بما اكْتَفَى به في الأُولَى، وكانَ يكونُ الذي يُوَسْوِسُ في صُدورِ الناسِ مِن الناسِ، ولكنْ جاءَ بيانُ مَحَلِّ الوَسوسةِ: {صُدُورِ النَّاسِ}، ثم جاءَ مَصدرُ الوَسوسةِ: {الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}. واللَّهُ تعالى أعْلَمُ). [تتمة أضواء البيان: 9/ 363]
ـ[باحثة في العقيدة]ــــــــ[01 - 05 - 10, 06:18 م]ـ
أثاب الله كل من اعتنى بسؤالي ورد عليه.
لكن حتى تتضح الصورة لدي فصل في بحثي عن الوسوسة من خلال المعوذتين، وقد قسمت دلالتهما على ما تعلق بالوسوسة إلى سبع نقاط، منها نقطة: الفئة المستهدفة من الوسوسة.
وكان تناولي لها على النحو التالي:
رابعاً: الفئة المستهدفة من الوسوسة.
يؤخذ من قوله تعالى: (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) أن الفئة المتعرضة للوسوسة هم بني آدم،" فالناس: اسم جمع يدل على جماعة من الآدميين" () قال أبو القاسم الشبلي:"فالموسوس نوعان إنس وجن والموسوس إليه نوع واحد وهو الإنس" ()، وقال الشيخ عطية سالم: "وحيث ورد لفظ الناس هنا مطلقا فلا يصح حمله على الجن والإنس معا، بل يكون خاصا بالإنس فقط، ويكون في صدور الناس أي: في صدور الإنس" ().
ويؤخذ من أل الاستغراق في لفظ: الناس، إفادة العموم ()، فكل إنسان معرض للوسوسة لم يستثنى من ذلك أحد، قال ابن كثير: "من شر الوسواس الخناس، وهو الشيطان الموكل بالإنسان، فإنه ما من أحد من بني آدم إلا وله قرين يُزَين له الفواحش، ولا يألوه جهدًا في الخبال. والمعصوم من عَصَم الله، وقد ثبت في الصحيح أنه: "ما منكم من أحد إلا قد وُكِل به قرينة". قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: "نعم، إلا أن الله أعانني عليه، فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير" () ()، وقد سبق بيان ذلك.
ويبقى سؤال: هل يتعرض الجن للوسوسة كما يتعرض الإنس؟
ويجاب عن ذلك: أن العلماء قد توقفوا في هذه المسألة لعدم دلالة الآية على ذلك على الراجح، وبالنسبة لما ورد عن بعض المفسرين في أن المراد بالناس في قوله (صدور الناس) الطائفتين الجن والإنس () يعد قول ضعيف لا يعول عليه كما ذكر شيخ الإسلام لوجوه:
الأول: أن الناس اسم لبني آدم، فلا يدخل الجن في مسماهم.
الثاني: لم يقم دليل على أن الجني يوسوس في صدور الجن ويدخل فيه كما يدخل في الإنسي ويجري منه مجراه من الإنسي حتى تحمل الآية عليه ().
وترى الباحثة أن ذلك القول يلزم منه أن الإنسي يوسوس للجني وهذا بعيد.
إذاً حصول الوسوسة في صدر الجني أمر غيبي لا يجوز إثباته إلا بخبر وليس هناك دليل في المسألة.
هذا عن الوسوسة الحاصلة بالصدر إما حصول الإضلال والإغراء من شياطين الجن للجن فقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن} قال: إن للجن شياطين يضلونهم مثل شياطين الإنس يضلونهم فيلتقي شيطان الإنس وشيطان الجن فيقول هذا لهذا: أضلله بكذا وأضلله بكذا،فهو قوله {يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا}. ()
فمن لديه نقد أو إضافة على ما كتبت أو توجيه أرجو إفادتي.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[03 - 05 - 10, 10:01 ص]ـ
ويبقى سؤال: هل يتعرض الجن للوسوسة كما يتعرض الإنس؟
ويجاب عن ذلك: أن العلماء قد توقفوا في هذه المسألة لعدم دلالة الآية على ذلك على الراجح.
فمن لديه نقد أو إضافة على ما كتبت أو توجيه أرجو إفادتي.
لدي نقد في أمرين:
الأمر الأول: أن إطلاق القول بأن العلماء قد توقفوا في هذه المسألة غير صحيح، والتحرير أن تذكري الأقوال وأدلة كل قول ثم تناقشي الأقوال وترجحي ما يترجح لك؛ فإن من العلماء من صرح بإثبات وسوسة الجن للجن، واستدل لقوله فكيف يقال بأنه توقف.
الأمر الثاني: أن قول بعض أهل اللغة بأن لفظ الناس في قوله تعالى: (في صدور الناس) يشمل الإنس والجن، قد ضعفه غير واحد من العلماء لكن لا يلزم منه تضعيف القول بأن الجن لا يُوسوس إليهم، لأن انتفاء دليل واحد عن أمر لا يقتضي أن لا يدل عليه دليل آخر.
ولو تأملنا أدلة أخرى من القرآن لظهر أن الجنَّ يُوسوس إليهم كما يوسوس إلى الإنس، إذ فيهم شياطين يغوونهم كما في الإنس شياطين، ومنهم من يسمع من بعض الإنس ما يزينه له بعض الباطل فيغويه بذلك، وكل ذلك جاء بيانه في القرآن الكريم.
قال تعالى: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً)
فدل منطوق الآية على وصول وحي بزخرف القول إلى شياطين الجن، والوحي هنا في معنى الوسوسة لأنه إلقاء خفي بتزيين الباطل.
وسماع الجن لخطاب الإنس ثابت بنص القرآن، بل حصل لهم من الغواية بسبب ذلك ما ذكره الله تعالى عنهم في قوله جل وعلا: (وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا)
فحصل لهم غواية بسبب ما سمعوه من كذب الإنس والجن على ربهم.
وقوله تعالى: (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ... ) الآية
وخطابه موجه لأهل النار إنسهم وجنهم، وقد حصل لهم من تصديقه واتباعه ما أوجب لهم العذاب.
وكذلك قوله تعالى: (وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين)
فالعذاب وقع على الكفار من الجن والإنس بسبب غوايتهم إذ اتبعوا ما زينته لهم الشياطين.
وتزيين الباطل بزخرف القول هو حقيقة الوسوسة.
وكذلك قوله تعالى بعدها: (وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين) يدخل في الذين كفروا كفار الجن والإنس.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وليس من شرط الموسوِس أن يكون مستتراً عن البصر بل قد يشاهد).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/106)
ـ[أبو يوسف التخمارتي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 01:31 ص]ـ
شكرا على الفائدة إخواني الكرام
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[09 - 05 - 10, 11:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على الفائدة(63/107)
سلفية متجددة أو المجتمع المدني (مقالة حسناء للأديب عبد الله الهدلق)
ـ[أبو معاذ الأسمري]ــــــــ[29 - 04 - 10, 05:04 م]ـ
عبد الله بن عبد العزيز الهدلق
"وهناك آخر لا يقف إحساسه بالمسؤولية عند حدود بيته، بل يتعداه إلى الفئة التي ينتمي إليها، أو وطنه كاملاً، هذا النوع هو الذي يتكوّن منه: وقود الثورات، أو سكّان السجون، أو الباحثون عن المعرفة". أحمد بهاء الدين
إن كنتَ ممّن يمضغ الكلماتِ بفمٍ متورِّم، ويصرخ في انفعالٍ أبله: "يستتاب فإن تاب قُتل"! فلا تقرأ هذه المقالة ..
.. لقد كان المنهج العلمي السائد في هذا البلد يفي -إلى وقتٍ قريب- بالحاجة المعرفية والإنسانية لأهله، لما كان عليه المجتمع من بيئة مغلقة، وفطرة قريبة.
لكنَّ العلمَ الشفهيَّ، وحَلَّ المتون، والفتوى الحاضرةَ التي تدور على المواسم؛ ما عاد قادرًا –وحده- على صياغة نظرةٍ شاملة للإنسان والكون والحياة في زماننا الحاضر هذا.
بناءُ الإنسان لحصونه مقدَّمٌ على دكّ حصون الآخرين، فالتسلّح بالمعرفة يكون قبل ثقافة الردود، وكان مما أضعف الخطاب السلفي المعاصر؛ أن المشروع العلمي الكتابي للصحوة كان أكثره قائمًا على ثقافة الردود الوقتية غير المؤصلة وليس على البناء العلمي، غابت تلك الردود مع شمس أحداثها، بعد أن أضرّتْ بعقول نابتة الصحوة من شيوخ اليوم.
كثيرٌ ممّن شغب على المدرسة السلفية؛ إنما استطال عليها بأدوات علم أنها لا تحسنها كثيرًا، أصبحت أقدامهم ترتاد مساحات معرفية لا تطرقها أقدامنا، فبلغوا منّا شئنا أم أبينا.
ولا سبيل إلى ردِّ عادية هؤلاء عن أصولنا وثوابتنا؛ إلا بخطاب معرفي يملك من الكفاءة ما يفكك أطروحاتهم من الداخل، إذ ليس أدعى لهزيمة الخصم ولا أنهض للحجة من أن تساجله بخطابٍ من جنس خطابه .. وأما حوقلة العجائز فللعجائز!
الهرب من المشكلة لا يعالجها بل يزيدها استفحالاً، فليس كل ما يقال عنا غير صحيح، وإذا ما تحدّث من لا تودّ عن فوائد التنفّس فلا تمت مختنقًا.
لا تكن على مبدأ أطباء موليير: "خير للمريض أن يموت على قوانين الطب من أن يشفى على خلافها"؛ لا تكن على هذا المبدأ لئلا يطبق عليك أول ما يطبق.
لقد جعل درس المؤسسة الاجتماعية، ونزعة التعليل في العقل المعاصر، وحديث الوعي بالهوية، وتحقيق الذات المبدعة؛ الخطابَ السلفي يخفت صوتُه في أنفس باتت ترى أن هذا النصَّ الضيق ما عاد قادرًا على أن يستوعب آمالها المعرفية، ولا يلبي شوق الإنسان فيها إلى خطاب الحضارة المُربك واللذيذ.
إننا إن استمررنا في الجمود على ما نحن عليه: من ضعف اعتبار الواقع، والجهل باللغات الحضارية، وتنقّص قيمة البناء المعرفي، والغض من شأن أثر الثقافة؛ مما أنتج هذا الخطاب المعرفي ..
إن عرضنا معتقدات الآخرين وأفكارَهم من أوهى مَكاسِرها: حتى إذا ما قيّض لواحد من أبناء مدرستنا أن يناقش أصحابها؛ هالته هذه السطحية الساذجة التي غذونا بها عقله فعاد باللائمة علينا بما غيّبناه ..
إننا إن سلبنا حرية الإنسان، وأهدرنا كرامته: بسطوة الإسلام السياسيّ المتوهَّمة، ودعوى القَدَر التاريخي؛ فألجأناه ببقايا آدميته إلى قيم الليبرالية ..
إن نحن رَدَدنا آلةَ رأس المال الطاحنة، والقلقَ الاجتماعي الفاتك، وأزمةَ الاغتراب في الضمير المعاصر، والتنميطَ القسري للعولمة، وضجيجَ العلمانية المُصمّ، وشهوةَ هوليود الآثمة: بمرقّعةٍ تشفّ عن بؤس لابسها؛ إن فعلنا كلّ أولئك؛ فإن طوفان المجتمع المدني غامرنا لا محالة.
"القدرة على الإصغاء إلى الآخر تعني أكثر من التقاط الإشارات الصوتية, بل تعني أكثر من فهم ما يقوله الآخر .. إنها تعني أن أُدرك أن الآخر يودّ أن يقول لي شيئًا، شيئًا مهمًا بالنسبة إليّ, شيئًا عليّ أن أُفكّر فيه, وقد يرغمني -إذا دعت الضرورة- على أن أُغيرّ رَأيي". بولنوف.
إضافاتٌ لحُسن النيّة:
1 - كتبتُ هذه المقالة بقصد "النقد الذاتي الإيجابي" لمحاولة إصلاح المنهج مما يكون قد اعتوره من خلل (ليمكن للفكر أن يعود فيجعل الأيدي تتحرك) .. وليس لتقويض المنهج القائم وإحلال منهج آخر محلّه، فعنوان المقالة "سلفية متجددة أو المجتمع المدني" وليس "الظلامية السلفية عدوّ المجتمع المدني".
2 - أتحدث هنا عن المنهج العلمي السائد بما هو اجتهاد بشري قابل للنقد، أتحدث عن آلات الخطاب وأدواته.
لا أعني بحالٍ الخطاب الشرعي المنزّه نفسه، ولا النص السلفي المبارك، حاشا .. ونعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر.
3 - لست أتعالى فاستثني نفسي مما آخذه على غيري، فأنا لا أحسن لغةً ثانية، وأعاني ضعفًا فاضحًا في تحقيق أدنى الكمال من الاطلاع على كثير من ضروب النتاج المعرفي، لكن "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت" ما استطعت.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[29 - 04 - 10, 08:28 م]ـ
رائع جدا .. نفع الله بالشيخ عبدالله
وبارك فيك يا أبا معاذ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/108)
ـ[سليمان البدراني]ــــــــ[03 - 05 - 10, 08:57 م]ـ
(إن كنتَ ممّن يمضغ الكلماتِ بفمٍ متورِّم، ويصرخ في انفعالٍ أبله: "يستتاب فإن تاب قُتل"! فلا تقرأ هذه المقالة)
ما زال عجبي كيف خرجت هذه الكلمات من الشيخ الهدلق.
هل هو نفسه الذي راجع نسخة التويجري محقق الحموية أم أنه تشابه أسماء؟
ـ[سالم عدود]ــــــــ[03 - 05 - 10, 09:14 م]ـ
كأني بالشيخ وقع في الذي انتقده، فنقد لمجرد النقد، فجاء مقاله أشبه ما يكون باللغز
أو هو فهمي السقيم ... أرجو ممن هو أهل أن يفهمني ما أراد الشيخ وله الدعاء بالسداد
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 11:09 ص]ـ
هل هو نفسه الذي راجع نسخة التويجري محقق الحموية أم أنه تشابه أسماء؟
هو نفسه
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[06 - 05 - 10, 06:41 م]ـ
فكرة المقال ...
والمراد منه لم تبين ...
ففيه قدر كبير من الغموض ..(63/109)
طاب مساعدة: كتب عن الاستشراق
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[30 - 04 - 10, 04:15 ص]ـ
السلام على جميع الإخوة في المنتدى: مشرفين وأعضاء وزوار.
أرجو أن أجد هذه الكتب فهي مهمة بالنسبة لي كباحث:
- دراسات في الاستشراق ورد شبه المستشرقين حول الإسلام pdf المؤلف: علي علي شاهين
-الإسلام والمستشرقون pdf. عرفان عبد الحميد.
-الاستشراق وموقفه من السنة النبوية pdf.
- الاستشراق - رؤية إسلامية. pdf
- المستشرقون - لنجيب العقيقي. لدي لكنه ليس كاملاً حملته من ملتقى أهل الحديث.
-السنة النبوية في كتابات أعداء الإسلام pdf. يوجد على المكتبة الشاملة.
-سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والمستشرقون pdf.
- المستشرقون والدراسات العربية والإسلامية / مجموعة مؤلفين pdf.
- الإسلام على مفترق طرق pdf.
- أي كتب في تراجم المستشرقين غير موسوعة المستشرقين ومعجم أسماء المستشرقين فهما لدي.
-أي من الكتب التي ألفها المستشرقون عن الإسلام، وتمت ترجمتها إلى العربية.
أعتذر لطول القائمة لكن عزائي أن أجد صدورا واسعة تحتمل ما أثقل به على أصحابها.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 05:15 م]ـ
تفضّل رسالة: الإستشراق والدراسات الإسلامية للأستاذ الدكتور عبدالقهار داود العاني ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1265989&postcount=11)، ( وهو كتاب نفيس أنصح الجميع بقراءته).
و كتاب عبدلله محمد الامين النعيمى - الاستشراق فى السيره النبويه ( http://www.mediafire.com/?ywkktoimkun)
ـ[عبدالرحمن الغامدي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 05:37 م]ـ
عليك بكتاب الشيخ محمود شاكر رسالة في الطريق إلى ثقافتنا
وكتاب تاريخ حركة الاستشراق يوهان فوك وفيه ملاحظات فانتبه منه
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[01 - 05 - 10, 01:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الشكر الجزيل لكما (العنزي والغامدي) على الاهتمام والرد على طلبي هذا وأسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكما، وجزاكما الله خير الجزاء وأحسنه.
لكن! الكتب التي ذكرتما كلها لدي والحمد لله.
أتمنى ممن يجد أي من الكتب التي طلبتها أن يسعفني بها وأهمها الكتاب الأول.
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[20 - 05 - 10, 12:22 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=192543
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=862980
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=151124
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=162527
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95285
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=141654
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87423
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=77838
لو وجدتَ بعض الروابط قديمة ... فلعل اسم الكتاب يفيدك:)
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[20 - 05 - 10, 07:00 ص]ـ
http://www.books4all.net/showthread.php?t=1269
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[20 - 05 - 10, 07:02 ص]ـ
مصادر الدراسة حول الاستشراق والمستشرقين في اللغة العربية ( http://science-islam.net/article.php3?id_article=788&lang=ar)(63/110)
ما رايكم في عنوان محل تجاري؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 07:28 ص]ـ
ما رايكم في عنوان محل تجاري اسمه الزارعون
هل تصح هذه التسمية؟؟
مع الاية الكريمة (ام نحن الزارعون)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 08:05 م]ـ
لعلكم تراجعون " معجم المناهي " للشيخ بكر - رحمه الله - (ص 646 - 647) ط 3
وفيه: ( ......... وقال في فتح الباري عند حديث: ما من مسلم يزرع زرعًا: وفيه جواز نسبة الزرع إلى الآدمي، وقد ورد في المنع منه حديث غير قوي ... إلخ). فيبقى التوفيق بين الآية والحديث السابق .. والله أعلم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 07:27 ص]ـ
حبذا لو اكملت الفائدة اخي الفاضل بارك الله فيك فا انا اعرف الحديث الذي ذكرت
وسؤالي هل ذكر الشيخ رحمه الله التوفيق بين الآية والحديث السابق؟؟؟؟
ثم وجدت الحديث الذي يمنع
، وَقَدْ وَرَدَ فِي الْمَنْعِ مِنْهُ حَدِيثٌ غَيْرُ قَوِيٍّ أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: زَرَعْتُ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: حَرَثْتُ، أَلَمْ تَسْمَعْ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ، إِلَّا أَنَّ مُسْلِمَ بْنَ أَبِي مُسْلِمٍ الْجَرْمِيَّ قَالَ فِيهِ ابْنُ حِبَّانَ: رُبَّمَا أَخْطَأَ. وَرَوَى عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ بِمِثْلِهِ مِنْ قَوْلِهِ غَيْرِ مَرْفُوعٍ، [ص: 7]
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 03:21 م]ـ
وبارك فيك ..
لم يذكر. ولذا قلت: (فيبقى .. ).
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[01 - 05 - 10, 03:55 م]ـ
إخوتي الكرام أليس (الزراع) في هذه الآية المقصود بها بني آدم؟
{وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} [الفتح: 29]
ومن لطيف هذه الآية أنها دليل على كفر من يبغض الصحابة
لأن الله قال {ليغيظ بهم الكفار}(63/111)
فائدة في // موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول
ـ[ابو ربا]ــــــــ[30 - 04 - 10, 07:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اما بعد
قال الله تعالى: (نورعلى نور)
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
والنور على النور نور الفطرة الصحيحة والادراك الصحيح ونور الوحي والكتاب فينضاف أحد النورين إلى الآخر فيزداد العبد نورا على نور
ولهذا يكاد ينطق بالحق والحكمة قبل أن يسمعما فيه بالأثر
ثم
يبلغه الأثر بمثل ما وقع في قلبه ونطق به فيتفق عنده شاهد
العقل والشرع والفطرة والوحي
فيريه عقله وفطرته وذوقه الذي جاء به الرسول هو الحق
لا يتعارض عنده العقل والنقل البتة
بل يتصادقان ويتوافقان
فهذا علامة النور على النور
عكس من تلاطمت في قلبه أمواج الشبه الباطلة والخيالات الفاسدة من الظنون الجهليات التي يسميها أهلها القواطع العقليات
فهي في صدره كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها
ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور
فانظر كيف تضمنت هذه الآيات طرائق بني آدم أتم انتظام
واشتملت عليه أكمل اشتمال
فإن الناس قسمان أهل الهدى والبصائر الذين عرفوا أن الحق فيما جاء به الرسول عن الله سبحانه وتعالى
وأن كل ما عارضه فشبهات يشتبه على من قل نصيبه من العقل والسمع أمرها فيظنها شيئا له حاصل ينتفع به
وهي كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذاجاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب
أو
كظلمات في بحر لجي يغشاه موج
من فوقه موج
من فوقه سحاب
ظلمات بعضها فوق بعض
إذا أخرج يده لم يكد يراها
ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور
وهؤلاء هم أهل الهدى ودين الحق أصحاب العلم النافع والعمل الصالح الذين صدقوا الرسول في أخباره ولم يعارضوها بالشبهات وأطاعوه في أوامره ولم يضيعوها بالشهوات فلا هم
في علمهم من أهل الخوض الخراصين الذين هم في غمرة ساهون
ولا هم
في عملهم من المستمتعين بخلاقهم الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة
وأولئك هم الخاسرون
أضاءلهم نور الوحي المبين
فرأوا في نوره أهل الظلمات في ظلمات آرائهم يعمهون
وفي ضلالتهم يتهوكون
وفي ريبهم يترددون
مغترين بظاهر السراب ممحلين مجدبين مما بعث الله تعالى به رسوله من الحكمة وفصل الخطابإن عندهم إلا نخالة الأفكار
وزبالة الأذهان التي قد رضوا بها واطمأنوا اليها وقدموها على السنة والقرآن إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه أوجبه لهم اتباع الهوى ونخوة الشيطان وهم لأجله يجادلون في آيات الله بغير سلطان. اهـ
اجتماع الجيوش الاسلاميةلابن القيم
قلتُ:
صدق رحمه الله تعالى
مننظر الى القوم الذين أسسوا لانفسهم بفلسفة اليونان اساساللتقديس
وهو في الحقيقة اساسللتعطيل
وجدَ في صدورهم حيرة وشكا بسبب مخالفةِ اساسهم لنور الفطرة التي فطروا عليها
فكان حال من سار على هذا الاساس ان رجع في اخر مطافه
وتمنَّى ان يموت على عقيدة
العجائز
وهذا مشهور عن اصحاب هذا التأسيس
كالجويني وبعده الغزالي وبعده الرازي
ولكن رجوعهم بقي معه حيرة فبقوا على التفويض وهذا شأن من سار على هذا الطريق
اذا اراد الرجوع لابد ان تبقى معه شائبة
ولهذا قال ابن العربي (بمعناه) عن شيخه الغزالي: اراد ان يرجع فما استطاع.
والله الموفق
15/ 5/1431(63/112)
الاشاعرة و القدم النوعي للعالم؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 08:52 ص]ـ
بسم الله
لماذا لا يؤمن الاشاعرة بالقدم النوعي للعالم؟
أتوقع أن اثباته ينقض لهم شيئا ما في عقيدتهم إن لم تكن أشياء متسلسلة.
فما السبب بارك الله فيكم؟
ـ[ابو ربا]ــــــــ[30 - 04 - 10, 03:04 م]ـ
لان اثبات هذا اثبات للصفات الاختيارية
وسابينه ان شاء الله تعالى
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 08:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا ربا.
ـ[محمد الشمالي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 11:05 م]ـ
حثت فوجدت لك هذه المعلومات عن الأشاعرة علها تفيد:
حرره المشرف
لايسمح بوضع روابط مخالفة لمنهج السلف الصالح.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[03 - 05 - 10, 03:57 م]ـ
أصل ذلك طريقة إثبات وجود الباري عند المتكلمين الإسلاميين (المعتزلة ثم الأشاعرة) وهو دليل الحدوث، أن العالم لا يخلو من الحوادث، وما لا يخلو من الحوادث فهو حادث، وإذا كان محدثا فله محدث وهو الصانع، وذلك كله ردا على الفلاسفة من المتأخرين أتباع أرسطو ومن تبعهم من الإسلاميين كابن سينا و الفارابي و ابن ملكا وغيرهم ـ على خلاف بينهم في التفصيل ـ عدا الكندي، إذ أنهم يقولون بقدم العالم، أو الأفلاك، أو الأفلاك وجنس الحوادث على خلاف بينهم في ذلك، فألزمهم الفلاسفة بأن الله كان معطلا عن الفعل ثم فعل، فالتزموه، فألزموهم بأنه إن كان قبل وأثناء وبعد الفعل بلا سبب حادث قام به ليفعل الفعل (الذي هو الخلق هنا) للزم منه عدم تأثيره في المفعول وهو باطل، ققال المتكلمون خلق من غير سبب حادث أصلا، بل خلق بإرادة قديمة تعلق بها المخلوق تعلقا تنجيزيا حادثا، فألزمهم الفلاسفة أنه خلق في وقت دون وقت (عند من يرى منهم الزمن اعتباريا) أو اختار أحد مقدوريه ترجيحا من غير مرجح وهو باطل، فالتزمه المتكلمون، أن القادر المختار يرجح بلا مرجح.
والشأن في ذلك كله كما قال شيخ الإسلام أن المتكلمين لم يفرقوا بين القول في حدوث الحوادث من حيث أعيانها، إذ لا شيء في العقل ولا الشرع يمنع من تسلسل حدوثها بلا أول، طالما أن المفعول يتأخر عن الفاعل (عند جمهور العقلاء كما يقول الشيخ) وأن كل حادث يكون مسبوقا بعدمه، فلا يقولون بقول الفلاسفة القائلين بقدم العالم أو شيء منه عينا،فلم يفرقوا بين أعيان الحوادث، وبين نوعها أو جنسها.
والضابط في ذلك كما قال الشيخ (ولهذا كان كل من جوز حدوث الحوادث بدون سبب حادث يقول بحدوثه ومن قال بقدمه لم يقل أحد منهم بجواز حدوث الحوادث بدون سبب حادث)
وارجع إلى أول منهاج السنة فقد أفاض فيه الشيخ، وكذلك درء التعارض.(63/113)
براءة ابن تيمية مما جاء في (الدرر الكامنة) الحلقة الاولى للشيخ طيباوي
ـ[منهاج السنة]ــــــــ[30 - 04 - 10, 11:23 ص]ـ
براءة ابن تيمية من مطاعن ابن حجر في (الدرر الكامنة)
الجزء الأول
قضية ابن تومرت
الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبيّ بعده، وبعد .....
لقد ترجم الحافظ ابن حجر العسقلاني ـ رحمه الله ـ في كتابه (الدرر الكامنة) ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ترجمة تقترب من الاستيفاء إلا أنه ضمنها بعض المطاعن ذكرها من غير سند، ولا نسبة إلى قائلها.
وهي مطاعن بعيدة عن الموضوعية بمقابل الممادح التي ذكره بها، وهذا ينم عن ضعف في الموقف العلمي، وخلل في الأمانة العلمية من جهة التحقيق العلمي و النزاهة في الحكم، لأن أول شرط في الترجمة بالرواية صحة النقل، وفي الترجمة بالاجتهاد و الاستنباط العزو إلى المصادر.
إضافة إلى أنها متناقضة مع كل ما سطره ابن تيمية في كتبه، وما نقله عنه تلامذته.
وهذه المطاعن تنقسم إلى قسمين:
http://www.taibaoui.com/index.php?type=3
ـ[أبو البركات]ــــــــ[30 - 04 - 10, 02:42 م]ـ
ارجو أن توضع البحوث والمقالات مباشرة دون وضع تحويلات ربما لا نجدها تعمل في الآيام المقبلة ....
هذا هو البحث أنقله هنا ولم اقراه كله:
بسم الله الرحمان الرحيم
براءة ابن تيمية من مطاعن ابن حجر في (الدرر الكامنة)
الجزء الأول
قضية ابن تومرت
الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبيّ بعده، وبعد .....
لقد ترجم الحافظ ابن حجر العسقلاني ـ رحمه الله ـ في كتابه (الدرر الكامنة) ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ترجمة تقترب من الاستيفاء إلا أنه ضمنها بعض المطاعن ذكرها من غير سند، ولا نسبة إلى قائلها.
وهي مطاعن بعيدة عن الموضوعية بمقابل الممادح التي ذكره بها، وهذا ينم عن ضعف في الموقف العلمي، وخلل في الأمانة العلمية من جهة التحقيق العلمي و النزاهة في الحكم، لأن أول شرط في الترجمة بالرواية صحة النقل، وفي الترجمة بالاجتهاد و الاستنباط العزو إلى المصادر.
إضافة إلى أنها متناقضة مع كل ما سطره ابن تيمية في كتبه، وما نقله عنه تلامذته.
وهذه المطاعن تنقسم إلى قسمين:
1 ـ مطاعن لا أصل لها في شيء من كتب ابن تيمية، و فيما نقله عنه أصحابه وتلامذته، صنعها خصومه بسب حملاته العلمية التي طالتهم أو طالت مذاهبهم و أئمتهم.
2 ـ عبارات اقطتعت من سياقها، أوردها في سياق النقض الجدلي، بمجرد الرجوع إلى النص بتمامه يتبيّن أنها افتعالية، ومن باب التقول عليه،وافتعال الأعذار لذمه و النيل منه.
بل أحيانا طعنوا فيه لقوله بمضمون النصوص، بل وبمنطوقها، كما في تهمة الثناء على العاصي بن الربيع، قال ابن حزم في (الرسائل) (2/ 115): ((رجلان أثنى عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر: أبو بكر الصديق والعاصي بن الربيع.)).
و في بعضها طعن فيه ابن حجر بما يقوله هو نفسه في كتبه الأخرى، كما في مسألة خطبة علي ـ رضي الله عنه ـ لبنت أبي جهل،وما تضمنته من أحكام شرعية.
فمن خلال التحقيق العلمي في هذه المطاعن نتبيّن حقيقة موقف ابن حجر من ابن تيمية،و أنه موقف بعيد عن التحقيق العلمي الذي عرف به الحافظ، يتسم بالتساهل، ومسايرة خصوم ابن تيمية.
وقد يشفع لابن حجر أنه ذكر بعض ما قيل من فضائل ابن تيمية، وقام بتقريض كتاب ابن ناصر الدمشقي (الرد الوافر) فربما هذا تدارك منه للموقف، ومحاولة تعديل الكفة لأنه جانب الصواب في رواية أكاذيب يعلم ابن حجر، ولا شك أنه أول العالمين أنها باطلة.
من المفروض من الحافظ ابن حجر وهو من محققي أهل الحديث في الروايات و التراجم عندما يأتي إلى تقييم العلماء من خلال ترجمة مستوفية لمواقفهم العلمية المختلفة أن يترك جانبا طريقة (ذكر كل ما قيل في الرجل) لأنه هنا إضافة إلى وجوب التحقق من النقل، وعدم الاكتفاء بصيغ التمريض كقوله: ((ومنهم)) عليه أن ينظر في كتب الشيخ ـ وكانت متوفرة له بحيث نقل منها في كتبه ـ و ينظر هل هذا الذي نسب له موجود في كتبه أم لا؟!
ثم إنه نقل عن شيوخه، ومن هم أهل الشأن في هذا الباب، ولم ينسبوا ابن تيمية إلى هذا الخبل الذي ذكره عنه، فهل نسي ابن حجر منهج التحقيق، و أصبح يجمع ما يقع تحت يديه لأسباب ما؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/114)
لقد حاول بعض الناس ممن تقف كتب ابن تيمية أمامهم سدا منيعا استغلال هذه المطاعن، و الترويج لها باسم ابن حجر، مع أن ابن حجر لم يذكرها مسندة، بل وذكر ما يناقضها من فضائل ابن تيمية إلا أن هؤلاء استغلوا مكانة ابن حجر و اسمه لإذاعة هذه المطاعن خاصة الشيعة.
وكما قال السبكي: ((كتب التاريخ مملوءة بالجهل و التعصب)) فلننظر في هذه المطاعن بحيادية، و نخلص بعدها إلى نتيجة علمية موضوعية تعيد الحقوق إلى أهلها، و تبيّن حال بعض أهل العلم عندما تصطدم عقائدهم و منافعهم مع الأمانة العلمية.
نقد منهج ابن حجر في ذكر هذه المطاعن:
1 ـ لم يذكر ابن حجر من قال هذا الكلام، ومن أي كتاب أخذه، لأنه بالتعرف على صاحب هذا القول من خلال ترجمته نعرف دوافعه و مصادره وسنده، و هذا الشرط يبطل مطاعن ابن حجر في (الدرر الكامنة) من أصلها، إذ بعدمه تفقد أية قيمة علمية عند أصحاب المنهج العلمي و التحقيق الموضوعي.
ولقد أشار إلى هذا الضعف فيما نقله الحافظ من مطاعن المؤرخ البارع نعمان الألوسي في كتابه (جلاء العينين) (1/ 73) عندما قال:
((كان ينبغي من ابن حجر أن يعزو هذا الكلام إلى الكتاب الذي نقله منه ونسبه إلى ابن تيمية، ثم نظر بعين التدبر والإنصاف إليه على تقدير صحته بهذه العبارة فهل يقتضي هذا التهور العظيم والطعن الوخيم! وسيقف بحوله سبحانه على تفصيله كالدر النظم.)).
وقال أيضاً (1/ 81): ((فإذا وعيت ما تلوناه عليك تبين لك أن حكاية من رمى الشيخ ابن تيمية باستنقاصه للصحابة ذوي النفوس الزكية كلام ولا أصل له ولا أساس؛ بل هو من عمل من يوسوس في صدور الناس فنعوذ بالله من سر الوسواس الخناس. والحمد لله وحده.
وبه أيضاً تبين للمصنف وكلامنا معه أن ما نسبه الشيخ ابن حجر إلى شيخ الإسلام من سوء الاعتقاد في أكابر الصحابة الكرام لا أصل له.،وكذا أغلب ما نسب إليه كما ستقف - إن شاء الله تعالى عليه.)).
النقد الثاني:
لترجمة العلماء و نقل مذاهبهم شروط علمية واضحة متى افتقدها المؤرخ سقط نقله، ومعه حجيته،،وحتى أبيّن مجانبة ابن حجر لشروط ترجمة العلماء و نقل مذاهبهم، و افتقاده إلى الموضوعية و الحياد في هذه القضية أذكر الشروط التي ذكرها خصوم ابن تيمية في هذا الباب، وهل وفوا بها عندما ترجموه أم هي شروط وضعوها للدفاع عن طائفتهم فقط؟!
قال تاج الدين السبكي في (طبقات الشافعية الكبرى) (2/ 22):
((إن أهل التاريخ ربما وضعوا من أناس ورفعوا أناسا إما لتعصب، أو لجهل، أو لمجرد اعتماد على نقل من لا يوثق به، أو غير ذلك من الأسباب.
والجهل في المؤرخين أكثر منه في أهل الجرح والتعديل، وكذلك التعصب، قل أن رأيت تاريخا خاليا من ذلك.
والرأي عندنا (السبكي) أن لا يقبل مدح، ولا ذم من المؤرخين إلا بما اشترطه إمام الأئمة - والده - حيث قال يشترط في المؤرخ:
1 - الصدق.
[قلت: لا صدق بدون السند و العزو إلى المصدر]
2 - إذا نقل يعتمد اللفظ دون المعنى.
[ما نقله ابن حجرمما اقتطع من كلام ابن تيمية ذكره بالمعنى]
3 - وأن يكون ذلك الذي نقله أخده في المذاكرة، وكتبه بعد ذلك.
4 - وأن يسمي المنقول عنه، فهذه شروط أربعة فيما ينقله.))
[قلت: أي عند الترجمة بالرواية، وابن حجر لم يفعل هذا، فلم يذكر عمن نقل ومن أي كتاب]
ثم قال:
((ويشترط فيه أيضا: لما يترجمه من عند نفسه، ولما عساه يطول في التراجم من النقول ويقصر. [الترجمة بالاجتهاد و الاستنباط]
1 - أن يكون عارفا بحال الترجمة، علما ودينا وغيرهما من الصفات.
2 - أن يكون حسن العبارة، عارفا بمدلولات الألفاظ.
3 - أن يكون حسن التصور، حتى يتصور حال ترجمته جميع حال ذلك الشخص ويعبر عنه بعبارة لا تزيد عليه، ولا تنقص عنه.
4 - أن لا يغلبه الهوى فيخيل إليه هواه الإطناب في مدح من يحبه، والتقصير
في غيره.
.... وأصعب هذه الشروط الاطلاع على حال الشخص في العلم، فإنه يحتاج إلى المشاركة في علمه والقرب منه حتى يعرف مرتبته)).
قلت: أكثر هذه الشروط مفقودة فيما نقله ابن حجر من مطاعن.
قال ابن حجر في (لسان الميزان) (1/ 16):
((وممن ينبغي أن يتوقف في قبول قوله في الجرح من كان بينه وبين من جرحه عداوة سببها الاختلاف في الاعتقاد.))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/115)
وبهذا يظهر أن الحافظ ابن حجر أهمل كل هذه الشروط عند ذكره لتلك المطاعن،فلم يذكر عمن نقلها، ومن أي كتاب، ولا هو مشارك لشيخ الإسلام في علمه، فإنما صناعته الحديث فقط، وهو ضعيف جدا في علم الكلام وما يتعلق به.
وقد علم أن ما نقله هو من نسج خصوم ابن تيمية في الاعتقاد، فكان يجب عليه التوقف في قبول هذه المطاعن، وروايتها في كتابه إلا أن يعمل فيها يد التحقيق، فإما يثبتها، و إما ينفيها،هذا هو المنهج العلمي.
أما ذكرها معلقة فيفقد ترجمته مصداقيتها و نزاهتها، و بالتالي تفقد قيمتها العلمية، خاصة وقد جاءت مخالفة لترجمة من عاصروا ابن تيمية كابن الزملكاني، و الصفدي، و الألوسي الأب و الابن، و غيرهم.
وقد يظهر من كلام ابن حجر العسقلاني في بعض المواضع من هذه الترجمة لابن تيمية أنه يكيل بمكيالين، فقد جاء بمقدمة كاذبة مفادها أن ابن تيمية يبغض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وهذا ما سنفنده، و بناء عليه نسبه بلسان غيره إلى النفاق عملا بالحديث: ((لا يبغضك إلا منافق)).
قلت: يكيل بمكيالين لأنه ترجم جميع الرواة الذين عرفوا بالإجماع بانحرافهم و بغضهم لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ولم يطبق عليهم هذا الحديث، بل تأول لهم و مدحهم، مثل: عثمان بن حريز، وعبد الله بن شقيق العقيلي،وخالد بن سلمة الفأفأ،و الجوزجاني، حتى انتقده الشيعة أمثال البعلوي في كتابه (العتب الجميل) وقالوا: كيف يوثق من ثبت نفاقهم؟
وقد بيّن الحافظ هذه القضية في (تهذيب لتهذيب) (418/ 8) ولكنه لم يطبقها في ترجمة ابن تيمية، هذا أذا فرضنا صحة هذه التهمة، و إلا فإن ابن تيمية أشد موالاة للصحابة من ابن حجر و جميع شيوخه، لأن من يدعو إلى تجديد علم الصحابة، و الاقتداء بهم في العلم و العمل، و يدافع عنهم أكثر من دفاعه على علماء الكلام أو طائفته هو الصادق في موالاتهم.
قال الحافظ: ((وقد كنت أستشكل توثيقهم الناصبي غاليا وتوهينهم الشيعة مطلقا، ولا سيما أن عليا ورد في حقه لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق.
ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض ها هنا مقيد بسبب، وهو كونه نصر النبي صلى الله عليه وسلم لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض، والحب بعكسه، وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالبا، والخبر في حب علي وبغضه ليس على العموم، فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبي أو أنه إله تعالى الله عن إفكهم، والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار، وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاقه وبالعكس، فكذا يقال في حق علي، وأيضا فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة، والتمسك بأمور الديانة، بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب، ولا يتورع في الأخبار، والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن عليا ـ رضي الله عنه ـ قتل عثمان، أو كان أعان عليه، فكان بغضهم له ديانة بزعمهم ثم أنضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي.))
قلت: لقد بيّن الحافظ أن هذا الحديث (لا يبغضك إلا منافق) ليس على عمومه، مثله مثل حديث (حب الأنصار) وأن ذلك يحمل على من أبغضه من أجل نصرته النبي صلى الله عليه و سلم، و أنه حتى الناصبة لم يبغضوه من أجل ذلك،و إنما لاعتقادهم الخاطئ أنه قتل عثمان أو أعان عليه، و أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي، و أن هذا من بغض الدنيا لا من بغض الدين،ثم وازن بينهم وبين الرافضة، وفضلهم عليهم بصدق اللهجة و التمسك بأمور الديانة.
وهذا الذي قاله ابن حجر هو عين ما يذم به ابن تيمية فأي ميزان هذا؟!
ولا بأس أن أذكر هنا لما روى أهل السنة عن الناصبة ولم يرووا عن الرافضة إضافة إلى ما ذكره الحافظ في جوابه فأقول:
1 ـ شيعة عثمان وهم الناصبة أفضل من الشيعة من كل وجه، فهم أكثر خيرا منهم و أقل شرا.
2 ـ الناصبة لهم بدعة واحدة وحيدة، وهي الانحراف عن علي ـ رضي الله عنه ـ ببغضه و سبه على المنابر لما جرى بينهم و بينه من القتال لكن مع ذلك لم يكفروه، ولا كفروا من يحبه.
أما الشيعة ففيهم كم هائل من البدع المكفرة و الغليظة، فقد كفروا الصحابة و الأمة، و يلعنون كبار الصحابة، و يرمونهم بالكفر و الزندقة و الفواحش.
ولا شك أن من يبغض صحابيا واحدا و يتولى بقيتهم خير عند الله و عند رسوله ممن يتولى واحدا و يبغض بل و يكفر بقيتهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/116)
3 ـ الناصبة قاتلوا الروم و الترك و الكفار وفتحوا الأمصار، بينما الشيعة لا يقاتلون إلا المسلمين، ولا يعرف أنهم قاتلوا الكفار، بل كانوا عورة المسلمين و أعوان التتر و الإفرنج على المسلمين.
4 ـ لم يدخل في الناصبة المرتدون و الزنادقة و الدجاجلة كما دخل في الشيعة من هؤلاء ما امتلأت بذكرهم كتب التاريخ و التراجم.
5 ـ الناصبة لم يدعوا في عثمان ـ رضي الله عنه ـ النبوة أو الألوهية بخلاف الشيعة ففيهم طوائف تزعم له النبوة، ومنهم من يألهه.
6 ـ الناصبة فرقة واحدة ما عدا بدعتهم في الانحراف عن علي ـ رضي الله عنهم ـ هم أهل سنة في الاعتقاد و الأصول و الأحكام، بينما الشيعة ملل ونحل، وفيهم الباطنية، و يخالفون أهل السنة في الاعتقاد و الأصول وبعض الأحكام.
7 ـ لم تزعم الناصبة أن عثمان معصوم، بخلاف الشيعة الذين زعموا العصمة لكل أئمتهم.
8 ـ الناصبة يتولون أبا بكر و عمر و عائشة و طلحة و الزبير و سعدا، و يقدمون الشيخين على عثمان، بينما الشيعة يذمونهم و يقدمون عليا عليهم في كل شيء.
9 ـ الناصبة غاية ما يستندون إليه في بدعتهم زعمهم أن عليا شارك في قتل عثمان أو أعان عليه، ومع ذلك لا يضعون الأحاديث بخلاف الشيعة الذين عرفوا بالكذب في الرواية.
فالشر والفساد الذي في الشيعة أعظم بكثير من الشر والفساد الذي في الناصبة، والخير والصلاح الذي في الناصبة أضعاف أضعاف الخير الذي في الشيعة.
فلهذه الأسباب يروي أهل السنة عن الناصبة،ولا يروون عن الشيعة الرافضة.
المقصود أن ما قرره الحافظ ابن حجر هو عين ما قرره ابن تيمية،وما ترمي به الشيعة ابن تيمية من النصب هو هذا الذي قرره ابن حجر.
ومما يدلك على أن ابن حجر لا يعتقد هذه الترهات أنه قرض (الرد الوافر) لابن ناصر الدين الدمشقي الذي كتبه للدفاع عن ابن تيمية.
و الآن إلى المطاعن نفحصها واحدة واحدة.
مسألة ابن تومرت:
قال ابن حجر في ترجمة ابن تيمية من (الدرر الكامنة) (47/ 1):
((ونسبه قوم إلى أنه يسعى في الإمامة الكبرى، فإنه كان يلهج بذكر ابن تومرت ويطريه)).
قلت: لقد ذكر ابن تيمية محمد بن تومرت في مواضع من كتبه، تتبعتها كلها فلم أجده يطريه، بل يذمه أشد الذم.
و الاختلاف العلمي الوحيد الممكن معه في هذه القضية هو في نسبته ابن تومرت إلى الاعتزال، بينما نسبه أكثر المترجمين له إلى الأشعرية، وهذه سنجيب عنها في الآخر، ونذكر سببها بعد أن نبيّن كذب هذه التهمة، و أن أصحاب ابن تومرت، ومن كان يطريه هم الطائفة القريبة من ابن حجر، وليس ابن تيمية.
2 ـ إليك ما قاله ابن تيمية عن ابن تومرت في جميع كتبه، وقابل بينه و بين ما نسبه إليه ابن حجر زورا.
قال ابن تيمية في (الدرء) (2/ 174): ((ولقب ابن تومرت أصحابه بذلك إذ كان قوله في التوحيد قول نفاة الصفات جهم وابن سينا ويقال إنه تلقى ذلك عمن يوجد في كلامه موافقة الفلاسفة تارة ومخالفتهم أخرى))
قلت: يقصد الغزالي فقد ذكر الغزالي في كتابه (سر العالمين وكشف ما في الدارين) (ص:1):
((فلما رأيت أهل الزمان همهم قاصرة على نيل المقاصد الباطنة والظاهرة، وسألني جماعة من ملوك الأرض أن أضع لهم كتاباً معدوم المثل لنيل مقاصدهم واقتناص المماليك وما يعينهم على ذلك استخرت الله فوضعت لهم كتاباً. وسميته بكتاب (سر العالمين وكشف ما في الدارين) ..... فهو يصلح للعالم الزاهد وشريك شرك المالك بتطييب قلوب الجند وجذبهم إليه بالمواعظ، فأول من استحسنه وقرأه على بالمدرسة النظامية سراً من الناس، في النوبة الثانية بعد رجوعي من السفر رجل من أرض المغرب يقال له محمد بن تومرت من أهل سلمية، وتوسمت منه الملك.)).
قال ابن تيمية: ((قلت: ولهذا رأيت لابن التومرت كتابا في التوحيد صرح فيه بنفي الصفات، ولهذا لم يذكر في (مرشدته) شيئا من إثبات الصفات،ولا إثبات الرؤية ولا قال إن كلام الله غير مخلوق، ونحو ذلك من المسائل التي جرت عادة مثبتة الصفات بذكرها،ولهذا كان حقيقة قوله موافقا لحقيقة قول ابن سبعين والقائلين بالوجود المطلق موافقة لابن سينا، وقد ذكر ابن التومرت في (فوائده المشرقية) أن الوجود مشترك بين الخالق والمخلوق فوجود الخالق يكون مجردا ووجود المخلوق يكون مقيدا وقال ابن التومرت في كتاب (الدليل والعلم) .... ))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/117)
قلت: يتبين من هذا النقل أن ابن تيمية ينطلق في نقده ابن تومرت وذمه من موقف علمي صحيح يرتكز على دراسة كاملة لكتب ابن تومرت، بينما بعض من ترجم ابن تومرت و مدحه كالسبكي لا يعرف كل كتبه، ولا يظهر من ترجمته أنه اطلع عليها، بل ينقل عن غيره.
و شتان بين من يحكم على الناس من كتبهم، وبين من يحكم لهم لمجرد أنهم نفاة الصفات حتى ولو كانوا شيعة يقولون بعصمة الإمام، ودجاجلة يدعون المهدوية، ومبتدعة يزيدون في الآذان كما صح عن ابن تومرت.
قال ابن تيمية في (الفتاوى المصرية) (1/ 97):
((حتى ادعى ابن تومرت المغربي صاحب (المرشد) أنه المهدي صار طائفة من الغلاة في مشايخهم يعتقدون لهم العصمة بقلوبهم أو يقولون إنه محفوظ والمعنى واحد ولو أقر بلسانه عاملة بالعصمة بقلبه فهؤلاء إذا اعتقدوا العصمة في بعض العوام كييف لا يعتقدون ذلك في الأنبياء، فإن كان من المسلمين من اعتقد أن الأنبياء أفضل من شيخه وإمامه وهو يعتقد عصمة شيخه فهو يعتقد عصمتهم بطريق الأولى وإن كان من الزنادقة الذين يعتقدون أن الشيخ أفضل من النبي كما يقوله المتفلسفة والشيعة وغلاة الصوفية لاتحادية.))
وقال في (منهاج السنة) (4/ 99):
((وأصحاب ابن تومرت الذي ادعى أنه المهدى يقولون إنه معصوم ويقولون في خطبة الجمعة الإمام المعصوم والمهدي المعلوم ويقال إنهم قتلوا بعض من أنكر أن يكون معصوما ومعلوم أن كل هذه الأقوال مخالفة لدين الإسلام للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأئمتها .... ))
قلت: ذكر الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (20/ 217) أن القاضي عياض قتله أتباع ابن تومرت بالطعن بالرمح لأنه أنكر عصمته، قال: ((بلغني أنه قتل بالرماح لكونه أنكر عصمة ابن تومرت.))
وقال ابن تيمية في (إبطال الحيل) (2/ 179):
((ولهذا كان المغاربة الذين اتبعوا ابن التومرت المتبع لأبي المعالي أمثل وأقرب إلى الإسلام من المغاربة الذين اتبعوا القرامطة وغلوا في الرفض والتجهم حتى انسلخوا من الإسلام فظنوا أن هذه الأصول التي وضعوها هي أصول الدين الذي لا يتم الدين إلا بها , وجعلوا الصحابة حين تركوا أصول الدين كانوا مشغولين عنه بالجهاد))
قلت: هنا يبيّن ابن تيمية أن ابن تومرت كان متبعا لأبي المعالي، ومعلوم أن أبا المعالي في (الشامل) أقرب إلى المعتزلة منه إلى الأشاعرة، فهو أول من أدخل الفلسفة و التعطيل في عقائد الأشعرية، ومن هذه الحيثية يمكن أن نقول بأنه من الأشاعرة المائلين للاعتزال، بخلاف سلفه كالأشعري و الباقلاني وغيرهما.
وقال ابن تيمية في المصدر نفسه (3/ 201):
((ولهذا اختار كل مبطل أن يأتي بمخاريق لقصد صلاح العامة , كما فعل ابن التومرت الملقب بالمهدي , ومذهبه في الصفات مذهب الفلاسفة لأنه كان مثلها في الجملة , ولم يكن منافقا مكذبا للرسل معطلا للشرائع , ولا يجعل للشريعة العملية باطنا يخالف ظاهرها ; بل كان فيه نوع من رأي الجهمية الموافق لرأي الفلاسفة , ونوع من رأي الخوارج الذين يرون السيف ويكفرون بالذنب.)).
قلت: هذا صحيح، فعقيدة ابن تومرت فيها التعطيل المحض، وهو مذهب الفلاسفة، وعنهم أخذه المتكلمون مثل الجويني و الغزالي الذين تأثرا بكتب ابن سينا كـ (النجاة) و (الشفا) كما صرح بذلك القشيري و الصفدي.
أما كون ابن تومرت كان فيه نوع من رأي الخوارج، فقد ذكره كذلك الشاطبي في (الاعتصام) (1/ 446):
(( .... فمن هنا لا ينبغي للراسخ في العلم أن يقول: هؤلاء الفرق هم بنو فلان وبنو فلان! وإن كان يعرفهم بعلامتهم بحسب اجتهاده اللهم إلا في موطنين:
أحدهما: حيث نبه الشرع على تعيينهم كالخوارج فإنه ظهر من استقرائه أنهم متمكنون تحت حديث الفرق، ويجري مجراهم من سلك سبيلهم فإن أقرب الناس إليهم شيعة المهدي المغربي فإنه ظهر فيهم الأمران اللذان عرف النبي صلى الله عليه و سلم بهما في الخوارج من أنهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم وأنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان فإنهم أخذوا أنفسهم بقراءة القرآن وإقرائه حتى ابتدعوا فيه ثم لم يتفقهوا فيه ولا عرفوا مقاصده ولذلك طرحوا كتب العلماء وسموها كتب الرأي وخرقوها ومزقوا أدمها مع أن الفقهاء هم الذين بينوا في كتبهم معاني الكتاب والسنة على الوجه الذي ينبغي وأخذوا في قتال أهل الإسلام بتأويل فاسد زعموا عليهم أنهم مجسمون وأنهم غير موحدين وتركوا الانفراد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/118)
بقتال أهل الكفر من النصارى والمجاورين لهم وغيرهم)).
قلت: هذه التهمة التي استباح بها ابن تومرت دماء المسلمين بعد خروجه على دولة المرابطين، وهي تهمة التجسيم هي ما مدحه بها السبكي في (الطبقات الكبرى) (8/ 138)،ووفقا لرأي الشاطبي يكون السبكي مثله.
قال ابن تيمية في (الفتاوى الكبرى) (5/ 85):
((وأما الزمخشري فتفسيره محشو بالبدعة، وعلى طريقة المعتزلة، من إنكار الصفات والرؤية والقول بخلق القرآن وأنكر أن الله مريد للكائنات وخالق لأفعال العباد وغير ذلك من أصول المعتزلة، وأصولهم خمسة يسمونها التوحيد والعدل والمنزلة بين المنزلتين وإنفاذ الوعيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن معنى التوحيد عندهم يتضمن نفي الصفات، ولهذا سمى ابن التومرت أصحابه الموحدين، وهذا إنما هو إلحاد في أسماء الله وآياته.)).
وفي (المجموع) (1/ 206):
((حتى ادعى ابن التومرت المغربي صاحب «المرشدة» أنه المهدي صار طائفة من الغلاة في مشايخهم يعتقدون لهم العصمة بقلوبهم أو يقولون: إنه محفوظ والمعنى واحد، ولو أقر له بلسانه عامله بالعصمة بقلبه، فهؤلاء إذا اعتقدوا العصمة في بعض العوام كيف لا يعتقدون ذلك في الأنبياء؟)).
وقال في (النبوات) (88):
((وذكر لي أنه تناظر اثنان متفلسف سبعيني ومتكلم على مذهب ابن التومرت فقال ذاك نحن شيخنا يقول بالوجود المطلق فقال الآخر ونحن كذلك إمامنا قلت له والمطلق في الأذهان لا في الأعيان فتبين له ذلك وأخذ يصنف في الرد عليهم ولم أكن أظن ابن التومرت يقول بالوجود المطلق حتى وقفت بعد هذا على كلامه المبسوط فوجدته كذلك، وأنه كان يقول الحق حقان الحق المقيد والحق المطلق وهو الرب، وتبينت أنه لا يثبت شيئا من الصفات، ولا ما يتميز به موجود عن موجود فان ذلك يقيد شيئا من الاطلاق، وسألني هذا عما يحتجون به من الحديث مثل الحديث المذكور في العقل وأن أول ما خلق الله تعالى العقل ومثل حديث كنت كنزا لا أعرف فأحببت أن اعرف وغير ذلك فكتبت له جوابا مبسوطا وذكرت أن هذه الأحاديث موضوعة وأبو حامد وهؤلاء لا يعتمدون على هذا وقد نقلوه إما من رسائل إخوان الصفا أو من كلام أبي حيان التوحيدي أو من نحو ذلك وهؤلاء في الحقيقة هم من جنس الباطنية الإسماعيلية لكن أولئك يتظاهرون بالتشيع والرفض وهؤلاء غالبهم يميلون إلى التشيع ويفضلون عليا ومنهم من يفضله بالعلم الباطن ويفضل أبا بكر في العلم الظاهر كأبي الحسن الحرلي وفيه نوع من مذهب الباطنية الاسماعيلية لكن لا يقول بوحدة الوجود مثل هؤلاء ولا أظنه يفضل غير الأنبياء عليهم فهو أنبل من هؤلاء من وجه لكنه ضعيف المعرفة بالحديث والسير وكلام الصحابة والتابعين فيبني له أصولا على أحاديث موضوعة ويخرج كلامه من تصوف وعقليات وحقائق وهو خير من هؤلاء وفي كلامه أشياء حسنة صحيحة وأشياء كثيرة باطلة والله سبحانه وتعالى أعلم.))
وقال في (بغية المرتاد) (495/ 1):
((وأقبح من غلو هؤلاء ما كان عليه المتسمون بالموحدين في متبوعهم الملقب بالمهدي محمد بن التومرت الذي أقام دولتهم بما أقامها به من الكذب والمحال وقتل المسلمين واستحلال الدماء والأموال فعل الخوارج المارقين ومن الابتداع في الدين مع ما كان عليه من الزهد والفضيلة المتوسطة ومع ما ألزمهم به من الشرائع الإسلامية والسنن النبوية فجمع بين خير وشر لكن من أقبح ما انتحلوه فيه خطبتهم له على المنابر بقولهم الإمام المعصوم والمهدي المعلوم.
وبلغني أن بعض عقلاء خلفائهم جمع العلماء فسألهم عن ذلك فسكتوا خوفا لأنه كان من تظاهر بإنكار شيء من ذلك قتل علانية إن أمكن وإلا قتل سرا ويقال أنهم قتلوا القاضي أبا بكر بن العربي والقاضي عياضا السبتي وغيرهما.
وجهالهم يغلون في ابن التومرت حتى يجعلوه مثل النبي وينشدون
... إذا كان من بالشرق في الغرب مثله ... فللوا له المشتاق أن يتحيرا ...
وهم يقولون في الخطبة الذي أيد بالحكمة فكان أمره حتما واكتنف بالعدل اللائح والنور الواضح الذي ملأ الأرض فلم يدع فيها ظلاما ولا ظلما)).
وقال في (بيان تلبيس الجهمية) (465/ 1):
((ومن هنا أخذ محمد ابن التومرت هذا اللقب وسمى طائفته الموحدين ووضع لهم (المرشدة) المتضمنة لمثل عقيدة المعتزلة وغيرهم من الجهمية في التوحيد).
وفي المصدر نفسه (470/ 1):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/119)
((قال أبو المعالي فإن قيل أوضحوا معنى التوحيد قيل مراد المتكلمين من إطلاق هذه اللفظة الوحدانية والحكم بذلك وأبو المعالي كثيرا ما يقول قال الموحدون ويعني بهم هؤلاء وسلك سبيله ابن التومرت في لفظة الموحدين لكن لم يذكر في مرشدته الصفات الثبوتية، كما يذهب إليه أبو المعالي ونحوه لكن اقتصر على الصفات السلبية، وعلى الأحكام، وهذه طريقة المعتزلة والنجارية ونحوهم)).
قلت: من هنا يتبين خطأ السبكي وعدم دقته العلمية حينما قال في (طبقات الشافعية الكبرى) (8/ 183): ((وهذه العقيدة المرشدة جرى قائلها على المنهاج القويم والعقد المستقيم وأصاب فيما نزه به العلي العظيم ووقفت على جواب لابن تيمية سئل فيه عنها ذكر فيه أنها تنسب لابن تومرت وذلك بعيد من الصحة أو باطل لأن المشهور أن ابن تومرت كان يوافق المعتزلة في أصولهم وهذه مباينة لهم انتهى
وأطال العلائي في تعظيم المرشدة والإزراء بشيخنا الذهبي وسيف الدين ابن المجد فيما ذكراه.
فأما دعواه أن ابن تومرت كان معتزليا فلم يصح عندنا ذلك والأغلب أنه كان أشعريا صحيح العقيدة أميرا عادلا داعيا إلى طريق الحق)).
قلت: ابن تيمية كان دقيقا في وصف عقيدة ابن تومرت عندما بين ما أخذه هذا الأخير من عقيدة أبي المعالي الجويني وما تركه، وكيف قلده حتى في التسمي بـ (الموحدين) فإنه لم يذكر في (المرشدة) إلا الصفات السلبية، ولم يثبت شيئا من الصفات الثبوتية، وهذا مذهب المعتزلة لا مذهب الأشاعرة، ولكن السبكي جرى على عادته في مخالفة ابن تيمية ليس إلا.
ثم يتبين أن الذين مدحوا ابن تومرت هم العلائي و السبكي لا ابن تيمية، فإن كان أحد متاثرا به ويحب أن يقلده فهو من يمدحه لا من يذمه، ولا شك أن ابن حجر يعلم ذلك فقد اطلع على (الطبقات الكبرى) يقينا.
وقد مدح ابن رشد ابن تومرت في كتابه (مناهج الأدلة) كما هي عادته في التقرب إلى السلاطين ومداهنتهم و التصنع و التبصبص لهم، خاصة و أن المرابطين المتبعين لطريقة الفقهاء أحرقوا كتبه، و أصبته نكبة عظيمة في عهدهم.
قال ابن تيمية في المصدر السابق (363/ 5):
((قال ابن رشد: وأما ما حصله الإمام المهدي من التصريح بنفي الجسمية فهو الواجب بحسب زمانه .... ولما كانت خاصة الإمام المهدي رفع الاختلاف بين الناس أتى مقررا لنفي الجسمية عنه سبحانه كفر المثبت للجسمية وهو شيء جرى من فعله في الشرع في وقته - وبحسب الناس الذين وجد فيهم - مجرى التتميم والتبيين والله يختص بفضله من يشاء ... ))
وقال في (المنهاج) /84/ 4):
((وأما إذا أخذ يعيب ذلك من يعوض عنه بما هو شر منه كطائفة ابن التومرت الذي كان يدعى فيه أنه المهدي المعلوم والإمام المعصوم إذا ذكروه باسمه على المنبر ووصفوه بالصفات التي تعلم أنه أباطلة وجعلوا حزبه هم خواص أمة محمد صلى الله ليه وسلم وتركوا مع ذلك ذكر أبي بكر وعمر وعثمان وعلى الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين الذين ثبت بالكتاب والسنة وإجماع السابقين الأولين والتابعين لهم بإحسان أنهم خير هذه الأمة وأفضلها وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون في زمن أفضل القرون ثم أخذ هؤلاء التومرتية ينتصرون لذلك بأن ذكر الخلفاء الأربعة ليس سنة بل بدعة كان هذا القول مردودا عليهم غاية الرد مع ذكرهم لإمامهم ابن التومرت بعد موته فإنه لا يشك من يؤمن بالله واليوم الآخر أن أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم خير منه وأفضل منه وأن أتباعهم للنبي صلى الله عليه وسلم وقيامهم بأمره أكمل بل ذكر غير واحد من خلفاء بني أمية وبني العباس أولى من ذكر هذا الملقب بالمهدي فإن خلافة أولئك خير من خلافته وقيامهم بالإسلام خير من قيامه وظهورهم بمشارق الأرض ومغاربها أعظم من ظهوره وما فعلوه من الخير أعظم مما فعله هو وفعل هو من الكذب والظلم والجهل والشر ما لم يفعله أولئك فكيف يكون هو المهدي دونهم أم كيف يكون ذكره والثناء عليه.)).
وبهذا التوضيح بنقل كلام ابن تيمية يتبيّن أن هذه التهمة لا يمكن أن تأتي إلا من كاذب حاقد أراد أن يستعدي عليه السلطان بمثل هذه الفرية.
كذلك ممن يؤخذ على الحافظ ابن حجر أنه لم يذكر في كتبه علاقة ابن تومرت بالغزالي، وهي ثابتة مليون مرة على ما نسبه لابن تيمية.
و في الأخير أقول: لقد كان ابن تومرت معتزليا في عقيدته يميل إلى التشيع، يقول بعصمة الإمام، خارجيا أعمل السيف في المسلمين، كذابا زعم أنه من نسل علي رضي الله عنه وهو بربري مصمودي من أهل السوس،وزعم أنه المهدي،دجالا يفتعل المخاريق، مبتدعا مشَعوِذا،، وكم له من بِدَع جَرى بها العملُ كـ: (أَصْبَحُ ولله الحمد) في آذان الصبح، ولا زالوا يقولونها إلى الآن،والتهليل يوم الأحد ليلاً، ويومَ الخميس ليلا قبل صلاة العشاء والصبح.
أخذ عن الكيا الهراسي، وأبي حامد الغزالي، وأبي بكر الطرطوشي،قال ابن خلدون (التاريخ) (6/ 226): ((وكان ابن تومرت قد لقي بالمشرق أئمة الاشعرية من أهل السنة، وأخذ عنهم، واستحسن طريقهم في الانتصار للعقائد السلفية، والذب عنها بالحجج العقلية الدامغة في صدر أهل البدعة، وذهب في رأيهم إلى تأويل المتشابه من الآي والأحاديث، بعد أن كان أهل المغرب بمعزل عن اتباعهم في التأويل، والأخذ برأيهم فيه الاقتداء بالسلف في ترك التأويل، وإقرار المتشابهات كما جاءت .... وكان من رأيه القول بعصمة الإمام على رأى الإمامية من الشيعة وألف في ذلك كتابه في الإمامة الذي افتتحه بقوله: أعز ما يطلب، وصار هذا المفتتح لقبا على ذلك)).
فالأحرى أن يذم به من مدحه على بدعه، و ارتضى طريقته المخالفة للكتاب و السنة، لا ابن تيمية، و الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين.
أرزيو/ الجزائر في 28/ 04/2010
مختار الأخضر الطيباوي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/120)
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[30 - 04 - 10, 11:06 م]ـ
بارك الله في الجميع
صار بعض الناس لا يستطيع أن يدافع عن شيخ الإسلام ابن تيمية إلا بالطعن بأهل الفضل والعلم
فيطعن من أجل ذلك ويشتم الجويني والغزالي تارة
والسبكي وغيره تارة أخرى
وحتى انتقص بعضهم من الذهبي وابن رجب
واليوم الحافظ ابن حجر
وكل هذا من التعصب الممقوت للشيخ رحمه الله
وحجةٌ للمخالف
واليد تكتب والتاريخ يسجل ويدون
وكثير منا يكتب بيده ما يظنه صوابا وسيكون في كتب التراجم والتواريخ غدا عيبا وضلالا
ولو اكتفى صاحب المقال بنفي هذه التهم عن شيخ الإسلام من غير طعن ولمز بالحافظ وسلبه الأمانة والدقة العلمية التي شهر بها وتواترت صحتها عند أهل العلم من الموافق و المخالف
على أن من تدبر هذه الترجمة في كتابه الدرر علم أنه أراد الجمع لا غير
وتكثير النقول
جريا على سنن أهل التراجم من ذكر ما يصح وما لايصح عن المترجم
فجاءت هذه الترجمة كلها نقول عمن ترجم لشيخ الإسلام وعاصرة
ومصدر هذه المثالب المنقولة عن الشيخ إما من الطوفي أو الأقشهري كما يظهر من السياق
والعجب أن موقف الحافظ ابن حجر من ابن تيمية من أفضل المواقف خلافا لأكثر المتأخرين
ومما يدل على أنه كان مدققا منصفا في موقفه من الشيخ ما كتبه في تقريظ الرد الوافر
قال:
والمسائل التي أنكرت عليه ما كان يقولها بالتشهي ولا يصر على القول بها بعد قيام الدليل عليه عنادا وهذه تصانيفه طافحة بالرد على من يقول بالتجسيم والتبري منه ومع ذلك فهو بشر يخطئ ويصيب فالذي اصاب فيه وهو الأكثر يستفاد منه ويترحم عليه بسببه والذي أخطأ فيه لا يقلد فيه بل هو معذور لأن علماء الشريعة شهدوا له بأن ادوات الاجتهاد اجتمعت فيه حتى كان أشد المتعصبين عليه العاملين في إيصال الشر إليه وهو الشيخ كمال الدين الزملكاني شهد له بذلك وكذلك الشيخ صدر الدين بن الوكيل الذي لم يثبت لمناظرته غيره ومن أعجب العجب ان هذا الرجل كان من أعظم الناس قياما على أهل البدع من الروافض والحلولية والاتحادية وتصانيفه في ذلك كثيرة شهيرة وفتاويه فيهم لا تدخل تحت الحصر فياقرة أعينهم إذا سمعوا تكفيره وياسرورهم إذا رأوا من يكفره من أهل العلم فالواجب على من يلتبس بالعلم وكان له عقل أن يتأمل كلام الرجل من تصانيفه المشهورة أو من السنة من يوثق به من اهل النقل فيفرد من ذلك ما ينكر فليحذر منه قصد النصح ويثني عليه بفضائله فيما أصاب من ذلك كدأب غيره من العلماء الأنجاب
فليس بعد هذا الكلام كلام ولا مذهب ...
فأرجو أن لا يكمل الشيخ هذه الحلقات أو أن يعدل منهجه فيها
فينفي التهم عن ابن تيمية من غير أن يلمز ويطعن بالحافظ رحم الله الجميع وغفر لهم
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 11:27 م]ـ
سبحان الله.
لا أدري لماذا هذا الدفاع العجيب المستميت والثناء الغريب على أمثال السبكي والغزالي والجويني؟
ونحن لم نعرف إمامًا سلفيًا أثنى عليهم هذا الثناء ولا دندن بأنهم من اهل العلم والفضل بل غاية أقولا الأئمة فيهم السكوت عنهم لا يذكرون بذم ولا مدح وإلا فهم عاشوا مبتدعة مأصلين للبدعة وبعضهم مات ولم يعرف معبوده! لانه لم يقر أن الله في السماء كالسبكي.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[30 - 04 - 10, 11:42 م]ـ
هل تتكلم عن شيء خارج صادفك أو سمعته ...
أين الدفاع المستميت في كلامي ...
كل ما في الأمر
أنه لا يجوز الطعن في هؤلاء العلماء وشتمهم وسبهم وإن تلبسوا ببدعة في الاعتقاد
فإن لهم على الإسلام فضل في التعليم والتأليف في الفقه وغيره من العلوم
وفي الوقوف في وجه المعتزلة والرافضة والملحدين وغيرهم من الطوائف
ولا يقال في ردودهم مخالفات ... الخ هذا الكلام
فليس هذا محله
هؤلاء وإن أخطئوا وضلوا في بعض الأبواب
فإن غايتهم ومقصدهم طلب الحق وإصابته
فبين خطئهم وترحم عليه ثم سل الله النجاة وأن يوصلك إلى ربع مرتبتهم في العلم والعمل
ومن ذهب يسب الأشعري والباقلاني والجويني والغزالي والإسفراييني وابن الزملكاني وابن دقيق العيد والسبكي وابن حجر
من أجل مخالفتهم تلك
فقد نادى على نفسه بالجهل
وأتي المذهب الحق من قبله
وجعل لمخالفه حجة عليه
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 11:54 م]ـ
1) قرأت الدفاع المستميت في مشاركات كثير من الأخوة.
2) يجوز الطعن في المخطئ بحق وهذا من النصح لله ورسوله لئلا يقع العامة في أغلاطهم، ومن تكلم فيهم بما تكلم أئمة السنة فلا حرج عليه. وأنا طالبت بالوقوف على نصوص الأئمة السلفيين فيها والتحدث بها. ولا أعلم أحدًا منهم أثنى على السبكي أو الجويني بالإمامة.
3) قولك (لهم فضل على الإسلام) أراه غير صحيح فما لمكلف فضل على الإسلام الذي هو دين الله إنما يقال لهم فضل على بعض المسلمين.
4) قل لي لماذا أدخلت (الأشعري والباقلاني والاسفراييني) فانا لم أذكرهم بسوء؟
5) الترحم على المبتدعة يجوز ولا يدندن به، ولكن على المرء أن يسأل الله أن يبلغه مراتب الأئمة السلفيين لا مراتب أئمة البدعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/121)
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[01 - 05 - 10, 01:51 ص]ـ
بارك الله فيك
1_ إذا الدفاع المستميت عن السبكي خارج عن الموضوع
2_ ليس كل من أخطأ يجوز الطعن فيه أو لعنه أو سبه وشتمه بحجة أن لا يغتر به العوام
وليس هذا مذهب الصحابة والتابعين ولا مذهب أئمة أهل السنة ولا مذهب شيخ الإسلام
والنصوص صريحة في رده
ومن التزم ذلك طعن في كثير من علماء الإسلام ولم يسلم منه إلا القليل
وإذا لم تثني عليهم بالإمامة في الاعتقاد أو بمعنى عام
فإنهم أئمة في الفقه وأصوله أو في الحديث أو في اللغة
فإن أبيت أن تثبت لهم الإمام مطلقا
فلا تطعن فيهم ولا تلعنهم ولا تسبهم
3_ معنى لهم فضل على الإسلام أي في نشره والدفاع عنه والأمر هين لأنه اختلاف عبارة
4_ أدخلتهم لأن طلب الحق والصدق في البحث عنه يجمعهم
وأنا أعلم أن الأشعري والباقلاني أفضل حالا من الجويني والغزالي
لكن إذا كنت تطعن في الجويني من أجل بدعته لزمك أن تطعن في الأشعري والباقلاني وكثير من علماء الإسلام
لنفس العلة
وليس هذا مذهب أهل العلم والسنة ولا هو مذهب شيخ الإسلام وفضلاء الحنابلة
5_ لا أتكلم عن عموم المبتدعة
أتكلم عن علماء المسلمين وأئمة في علوم الدين
كان لهم فضل في الدفاع عن الإسلام ضد الملحدين والروافض واليهود والنصاري لكن تلبسوا ببدع عن اجتهاد في طلب الحق ولم يفقوا له
فليس فقط الترحم عليهم هو الذي يجب أن ندندن حوله بل عدم الطعن بهم وشتمهم وسبهم
وليس عيبا أن يسأل الطالب ربه أن يبلغه درجة هؤلاء العلماء في الفقه والحديث مع السلامة من البدع.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 02:50 ص]ـ
2) أوافقك.
4) الأشعري لم يبتدع إنما هو إمام على مذهب السلف بخلاف الجويني والغزالي فجعلك الأشعري في مصاف الجويني حيف وجور. وكذلك الباقلاني ليس في مصاف الجويني والغزالي إنما هو من افاضل المتكلمين وهو من أهل السنة السلفيين في الجملة وكان ينسب نفسه لأحمد ويوقع على الفتاوى باسم (أبو بكر الحنبلي) مع انه كان شافعيًا ولكنه يقصد أنه حنبلي في الاعتقاد.
5) المعتزلة كان لهم فضل في الرد على الزنادقة واليهود والنصارى ولأئمتهم كتب في ذلك وأئمة السلف ذموهم ولم يثنوا عليهم بذلك بل كفروا بعضهم. ولذا فالدفاع عن أصل من أصول السنة لا يخول للمدافع أن يكون ممدوحًا بإطلاق. إنما يمدح الرجل بقدر موافقته للسنة ويذم بقدر مخالفته. وللشيخ ابن تيمية كلام طويل في تفصيل ذلك في أول نقض المنطق المطبوع مفردا بعناية سليمان الصنيع ومحمد عبد الرزاق حمزة.
والرجل يذم بقدر بدعته ونحن نقلد في ذم هؤلاء ونقتفي أثر الأئمة فمن ذموه نذمه ومن سكتوا عنه نسكت عنه.
فقد سكتوا عن الغزالي كما نقل عن أبي عمرو بن الصلاح واعتبره ابن تيمية.
........
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[01 - 05 - 10, 03:55 ص]ـ
- الأشعري كان مبتدعا أربعين سنة ينصر معتقد المعتزلة
ثم انقلب عليهم زمنا
ثم صنف كتاب الإبانة الذي فيه معتقد أهل السنة
فإن كان رجوعه في آخر حياته مؤثرا هنا
فالجويني والغزالي قد نقل أكثر من واحد رجوعهم وتوبتهم
لكن حتى لو لم يصح رجوعهم
فإن الأمر كما قدمت
لا يجوز لعنهم ولا الطعن فيهم ولا سبهم وشتمهم
لما لهم من فضل
ولأنهم كانوا طلاب حق يبحثون عن الحقيقة قدر جهدهم
ولأن مذهب أهل السنة كما قرره شيخ الإسلام أن الخطأ في دقيق المسائل مغفور ولولا ذلك لهلك فضلاء الأمة وأن من أخطأ عن اجتهاد وطلب للحق مغفور له ولا يأثم
فمن ذلك قوله مثلا رحمه الله:
"فمن كان من المؤمنين مجتهداً في طلب الحق وأخطأ فان الله يغفر له خطأه كائناً ما كان، سواء كان في المسائل النظرية أو العملية، هذا الذي عليه أصحاب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم - وجماهير أئمة الإسلام".
مع أني قد قدمت أن الأشعري والباقلاني أحسن حالا من الجويني والغزالي
وذكرت العلة في عدم جواز لعنهم والطعن فيهم
- لا يقاس رد المعتزلة على اليهود والنصارى والروافض ودفاعهم عن الإسلام ضد الملحدين
برد الأشاعرة ودفاعهم
فإن الخلل في أصول المعتزلة التي بنوا عليها الدفاع عن الإسلام لا يقارن بالخلل الذي في أصول الأشاعرة
كما أنه لا يقول أحد أنهم لا يمدحون مطلقا على نصرتهم تلك ودفاعهم بل يذمون مطلقا
وانا لا أقول تمدح أشخاصهم بإطلاق
وإنما أمنع أن يطعن في علماء الإسلام ممن تلبس ببدعة كما تقدم
نعم يذم بقدر ما فيه من البدعة ويمدح بقدر ما فيه من السنة
وليس معنى الذم أن يلعن ويشتم ...
قال شيخ الإسلام عن مثل هؤلاء العلماء الذي وقعوا في تلك البدع:
" ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة وحسنات مبرورة وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف لكن لما التبس عليهم هذا لأصل المأخوذ ابتداء عن المعتزلة وهم فضلاء عقلاء احتاجوا إلى طرده والتزام لوازمه فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين وصار الناس بسبب ذلك: منهم من يعظمهم لما لهم من المحاسن والفضائل ومنهم من يذمهم لما وقع في كلامهم من البدع والباطل وخيار الأمور أوساطها
وهذا ليس مخصوصا بهؤلاء بل مثل هذا وقع لطوائف من أهل العلم والدين والله تعالى يتقبل من جميع عباده المؤمنين الحسنات ويتجاوز لهم عن السيئات ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ".
وقال عن المعتزلة: كما أن المعتزلة لما نصروا الإسلام في مواطن كثيرة وردوا على الكفار بحجج عقلية لم يكن أصل دينهم تكذيب الرسول ورد أخباره ونصوصه لكن احتجوا بحجج عقلية: إما ابتدعوها من تلقاء أنفسهم وإما تلقوها عمن احتج بها من غير أهل الإسلام فاحتجوا أن يطردوا أصول أقوالهم التي احتجوا بها وتسلم عن النقص والفساد فوقعوا في أنواع من رد المعاني الأخبار الإلهية وتكذيب الأحاديث النبوية ...
وله كلام غير ذلك
- وحتى لو سكت شيخ الإسلام عن الغزالي أو لعنه أو سبه أوشتمه _ولم يكن كذلك رحمه الله_ فلا يجوز أن نلعن علماء الإسلام أو نشتمهم سواء كان الغزالي أو الجويني والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/122)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 03:59 ص]ـ
العبرة في كونه المعين عالمًا أو مبتدعًا: والعالم لا يكون مبتدعًا والمبتدع لا يكون عالمًا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 04:23 ص]ـ
والعالم لا يكون مبتدعًا والمبتدع لا يكون عالمًا.
هذا جهل وخبط لا أصل له ولا يقول به طالب علم يدري ما يخرج من فيه ..
والرجل يكون سنياً عالماً ويكون مبتدعاً عالماً ..
ولولا علم المبتدع وفقهه لما أمكن إعذاره بالتأويل ..
يقول شيخ الإسلام: ((وابن رشد يذم أبا حامد من الوجه الذي يمدحه به علماء المسلمين ويعظمونه عليه ويمدحه من الوجه الذي يذمه به علماء المسلمين وإن كانوا قد يقولون: إنه رجع عن ذلك لأن أبا حامد يخالف الفلاسفة تارة ويوافقهم أخرى فعلماء المسلمين يذمونه بمن وافقهم فيه من الأقوال المخالفة للحق الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه و سلم الموافقة لصحيح المنقول وصريح المعقول كما وقع من الإنكار عليه أشياء في كلام رفيقه أبي الحسن المرغيناني وأبي نصر القشيري وأبي بكر الطرشوشي وأبي بكر بن العربي وأبي عبد الله المازري وأبي عبد الله الذكي ومحمود الخوارزمي وابن عقيل وأبي البيان الدمشقي ويوسف الدمشقي وابن حمدون القرطبي القاضي وأبي الفرج بن الجوزي وأبي محمد المقدسي وأبي عمرو بن الصلاح وغير واحد من علماء المسلمين وشيوخهم)).
ولا جدال أن في هؤلاء مبتدعة وقد سماهم الشيخ: ((علماء المسلمين)) ..
ومثل هذا كثير جداً في كلام أهل العلم ولا أعلم أن واحداً منهم نفى مطلق العلم والعالمية عن رجل لمجرد ابتداعه ..
وقد اختلف الأصوليون في اعتبار خلاف المبتدع لمكان الفسق وما كان أسهل عليهم أن يقولوا بعدم اعتبار خلافه؛لأنه ببدعته ليس عالماً كما يهذي به بعضهم ..
كفانا الله شر نزغات المتعالمين ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 06:51 ص]ـ
قال الشيخ ابن باز: ((الأشاعرة عندهم أشياء خالفوا فيها أهل السنة؛ من تأويل بعض الصفات، فهم في باب التأويل ليسوا من أهل السنة، لأن أهل السنة لا يؤولون، وهذا غلط من الأشاعرة ومنكر، لكنهم من أهل السنة في المسائل الأخرى التي وافقوا فيها أهل السنة)).
فقال وليد: ((الأشاعرة ليسوا من أهل السنة والجماعة بل هم من اهل البدع والضلال ولا يوافقون أهل السنة إلا في باب الصحابة وفتوى الشيخ ابن باز فيها تفصيل وليس فيها أنهم من أهل السنة بعامة! ولازلت من زمن أكتم هذه الفتوى حتى أذعتموها عفا الله عنكم.)).
فسئل ولم تكتمها فقال: ((لأنها زلة عالم)).
وقال: ((هذه الفتوى يا أخي زلة عالم، وطالب العلم عليه تتبع الدليل لا تتبع زلات العلماء))
فلم هي زلة عالم يا وليد فقال:
((فنسبهم للبدعة في الصفات، ونسبهم للسنة في غير هذا الباب ... وهذا فيه نظر.
لأنهم مبتدعة في الإيمان، والقدر، ومسائل توحيد العبادة.))
بالله عليكم هل هذا عقل يتصدر للكلام في هذه الأبواب؟؟!!
يا مسكين هل قال ابن باز إنهم من أهل السنة في المسائل الأخرى غير التأويل لتقول زلة عالم؟؟!!
هل قال إنهم من أهل السنة في الإيمان والقدر لتقول في هذا نظر؟؟!!
عبارة الشيخ الإمام واضحة: ((لكنهم من أهل السنة في المسائل الأخرى التي وافقوا فيها أهل السنة)).
وهل مثل الشيخ يخفى عليه مخالفات الأشاعرة في القدر ..
ارحمنا يا رب!!
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[01 - 05 - 10, 03:32 م]ـ
بارك الله في الجميع
صار بعض الناس لا يستطيع أن يدافع عن شيخ الإسلام ابن تيمية إلا بالطعن بأهل الفضل والعلم
فيطعن من أجل ذلك ويشتم الجويني والغزالي تارة
والسبكي وغيره تارة أخرى
وحتى انتقص بعضهم من الذهبي وابن رجب
واليوم الحافظ ابن حجر
وكل هذا من التعصب الممقوت للشيخ رحمه الله
وحجةٌ للمخالف
واليد تكتب والتاريخ يسجل ويدون
وكثير منا يكتب بيده ما يظنه صوابا وسيكون في كتب التراجم والتواريخ غدا عيبا وضلالا
ولو اكتفى صاحب المقال بنفي هذه التهم عن شيخ الإسلام من غير طعن ولمز بالحافظ وسلبه الأمانة والدقة العلمية التي شهر بها وتواترت صحتها عند أهل العلم من الموافق و المخالف
على أن من تدبر هذه الترجمة في كتابه الدرر علم أنه أراد الجمع لا غير
وتكثير النقول
جريا على سنن أهل التراجم من ذكر ما يصح وما لايصح عن المترجم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/123)
فجاءت هذه الترجمة كلها نقول عمن ترجم لشيخ الإسلام وعاصرة
ومصدر هذه المثالب المنقولة عن الشيخ إما من الطوفي أو الأقشهري كما يظهر من السياق
والعجب أن موقف الحافظ ابن حجر من ابن تيمية من أفضل المواقف خلافا لأكثر المتأخرين
ومما يدل على أنه كان مدققا منصفا في موقفه من الشيخ ما كتبه في تقريظ الرد الوافر
قال:
والمسائل التي أنكرت عليه ما كان يقولها بالتشهي ولا يصر على القول بها بعد قيام الدليل عليه عنادا وهذه تصانيفه طافحة بالرد على من يقول بالتجسيم والتبري منه ومع ذلك فهو بشر يخطئ ويصيب فالذي اصاب فيه وهو الأكثر يستفاد منه ويترحم عليه بسببه والذي أخطأ فيه لا يقلد فيه بل هو معذور لأن علماء الشريعة شهدوا له بأن ادوات الاجتهاد اجتمعت فيه حتى كان أشد المتعصبين عليه العاملين في إيصال الشر إليه وهو الشيخ كمال الدين الزملكاني شهد له بذلك وكذلك الشيخ صدر الدين بن الوكيل الذي لم يثبت لمناظرته غيره ومن أعجب العجب ان هذا الرجل كان من أعظم الناس قياما على أهل البدع من الروافض والحلولية والاتحادية وتصانيفه في ذلك كثيرة شهيرة وفتاويه فيهم لا تدخل تحت الحصر فياقرة أعينهم إذا سمعوا تكفيره وياسرورهم إذا رأوا من يكفره من أهل العلم فالواجب على من يلتبس بالعلم وكان له عقل أن يتأمل كلام الرجل من تصانيفه المشهورة أو من السنة من يوثق به من اهل النقل فيفرد من ذلك ما ينكر فليحذر منه قصد النصح ويثني عليه بفضائله فيما أصاب من ذلك كدأب غيره من العلماء الأنجاب
فليس بعد هذا الكلام كلام ولا مذهب ...
فأرجو أن لا يكمل الشيخ هذه الحلقات أو أن يعدل منهجه فيها
فينفي التهم عن ابن تيمية من غير أن يلمز ويطعن بالحافظ رحم الله الجميع وغفر لهم
يا شيخ أمجد هداك الله و أصلحك
ما أدري ما وجه المنافحة عن السبكي الكبير؟ والغزالي والجويني؟
كأن السبكي كان إمام هدى! وقد جعله الآلوسي ثالوث الشرك! في رده على النبهاني، وانظر كلام ابن عبدالهادي عنه في "الصارم المنكي "
بل أزيدك من الشعر بيت اليوم تطبع كتب السبكي في الاستغاثة والشرك وتقرريها و تزوع وتنشر ويثنى على إمامة كاتبها
و الغزالي معروف موقف أهل العلم في عصره من كتبه وكيفية تم حرقها و منعها
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[01 - 05 - 10, 05:04 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ أبا عبد الرحمن
- لا أنافح ولا أستميت في الدفاع عنهم
لكن أقول ما أعلمه من منهج أهل السنة وأئمة المسلمين المعتبرين:
أن هؤلاء العلماء ضلوا أو أخطئوا أو ابتدعوا في أبواب من الدين
ولم يكونوا أصحاب هوى بل اجتهدوا في طلب الحق ولم يوفقوا لإصابته
وأن ما كان من جنس هذه الأخطاء هو مغفور لهم كما تقدم في كلام شيخ الإسلام وحكاه عن جمهور علماء الأمة
وأنه يترحم عليهم ولا يطعن فيهم ولا يسبون ولا يشتمون
لما لهم من فضل ومحاسن في نصرة الإسلام
والرد على طوائف من أعداء الدين
والصدق في طلب الحق
وأنه يبين خطؤهم من غير طعن وشتم وسب ولعن
والذي أنكره على بعض المتسننة ما يطلقونه في أعراض هؤلاء العلماء من لعن وسب وطعن وشتم
وإنكار لفضلهم وعلمهم في غير الباب الذي أخطئوا فيه
فليس هذا من العدل والإنصاف الذي عرف به أئمة الإسلام المقتدى بهم في مسائل الحلال والحرام والأسماء والأحكام
- وينبغي التنبيه على أمر ظاهر عند أهل العلم والإنصاف
وهو أن ثمت فرق بين متقدمي الأشاعرة وبين متأخريهم
وبين متقدميهم أنفسهم
وبين علماء الأشاعرة والمعتزلة
وبين هؤلاء كلهم وبين الجهمية
فليسوا على درجة واحدة من الفضل وقصد الحق والاستماتة في دركه
فلا شك أن الشيخ أبا الحسن والقاضي مثلا أكثر فضلا وصدقا من الجويني والغزالي
وكل ذو فضل وصدق
وكذا الفخر الرازي لا يقارن بالغزالي من هذه الجهات
والعز بن عبد السلام أحسن حالا من الفخر الرازي ولا يساويه عند أهل العدل في هذه الجهات
فإذا اختلفنا في السبكي الكبير والصغير لم نختلف في الجويني والغزالي ولم نختلف في الأشعري والقاضي
قد تقول: السبكي في كتابه الزيارة يظهر فيه ميل وهوى من تصحيح الضعيف الموضوع ونحو هذا
ثم تُعارض بما علم من سيرته وثناء منصفي المؤرخين على زهده وعبادته وعلمه وورعه
ثم قد تعارض بأن تجويزه الاستغاثة بالنبي لا يسوغ أن يقال عنه أنه داعية للشرك
لما يُعلم من الملابسات والقرائن التي حفت مسائل التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم
قد تقول ذلك في السبكي تنزلا معك من مخالفك
لكن أين هو في الجويني والغزالي
ثم أين هو في الباهلي والقاضي والأشعري
لقد تواتر عند أهل العلم ما كان عليه هؤلاء العلماء من الزهد والعبادة والتفاني في طلب الحق وشدة الصدق في دركه
دل على ذلك ما اتفق المترجمون لهم وغيرهم على نقله من سيرهم وأخبارهم وأحوالهم في التنقل من قول إلى قول اتباعا للدليل لا للتشهي
ودل على ذلك ما وصل إلينا من مؤلفاتهم
اقرأ في البرهان مثلا
وانظر كيف يكد الجويني ذهنه في درك الحق ويخالف إمام مذهبه مرة أعني الأشعري ويرد عليه ويأتي بعبارة عالية أحيانا
وكيف يرد على أشياخه كالقاضي مرة أخرى
وكيف يباحث الأستاذ أبا إسحاق في اختيارته ويخالفه ويرد عليه مرة أخرى
تدرك إدراكا تاما أنهم كانوا طلابا للحق لا أصحاب هوى
فالكلام لا يقتصر على السبكي فقط
بل نحن نتكلم على علماء المسملين ممن هذا حالهم
ثم بعد هذا لا يقال لماذا هذا الثناء الكبير والمدح الكثير لهؤلاء
لماذا الاستماتة في الدفاع عنهم
لا
لا يقال ذلك
لأن المقام اقتضى ذكر هذا الكلام
وكل شيء له قدر
ولله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/124)
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 06:47 م]ـ
كتب الامام السبكي لا تجوز الاستغاثة بالنبي صل الله عليه و سلم على سبيل التوجه و القصد و الطلب مباشرة الى النبي صلى الله عليه و سلم .. فهذا الشرك محرم اجماعا من علماء الأمة ... و لا يخفى مثل هذا الاجماع الضروري على من قيل فيه: أن لو درست المذاهب الأربعة لأملاها من صدره .. و كتبه ناطقة بتحريمها .. و انما تعلق القبورية بكتبه كتعلقهم بكتب النووي و العز و غيرهم ممن أرسلوا كلاما متشابها فيتعلقون به ... فقد عصم الله أمثال هؤلاء الأعلام من أن يجمعوا على ضلالة .. و هم مجمعون على تحريم الاشتغاثة الشركية من توجيه القصد و الطلب الى غير الله
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 07:52 م]ـ
بارك الله فيك أخي محب ..
يقول الشيخ تقي الدين السبكي رحمه الله في ((شفاء السقام)) (ص/187): ((الاستغاثة هي طلب الغوث وتارة بطلب الغوث من خالقه وهو الله وحده ... وتارة يطلب ممن يصح إسناده إليه على سبيل الكسب ومن هذا النوع الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم .. فالله تعالى مستغاث فالغوث منه خلقاً وإيجاداً والنبي مستغاث والغوث منه تسبباً وكسباً .. وقد تكون الاستغاثة بالنبي على وجه آخر وهو أن يقال استغثت الله بالنبي كما تقول سألت الله بالنبي فيرجع إلى النوع الأول من أنواع التوسل)).
وهذا بنصه وفصه هو شرك القبوريين،ولم يبق لنا الشيخ مجالاً لنحمل كلامه على إرادة التوسل البدعي بعد أن فصل بين البدعي والشركي مجوزاً لهما جميعاً.
غفر الله للشيخ وأوسع عذره ..
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 08:08 م]ـ
كتب الامام السبكي لا تجوز الاستغاثة بالنبي صل الله عليه و سلم على سبيل التوجه و القصد و الطلب مباشرة الى النبي صلى الله عليه و سلم .. فهذا الشرك محرم اجماعا من علماء الأمة ... و لا يخفى مثل هذا الاجماع الضروري على من قيل فيه: أن لو درست المذاهب الأربعة لأملاها من صدره .. و كتبه ناطقة بتحريمها .. و انما تعلق القبورية بكتبه كتعلقهم بكتب النووي و العز و غيرهم ممن أرسلوا كلاما متشابها فيتعلقون به ... فقد عصم الله أمثال هؤلاء الأعلام من أن يجمعوا على ضلالة .. و هم مجمعون على تحريم الاشتغاثة الشركية من توجيه القصد و الطلب الى غير الله
هل اقتصر استغاثته على النبي صلى الله عليه وسلم فقط أم تعدى بها الى غيره؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 12:58 ص]ـ
هم مبتدعة وإن وافقوا السنة في بعض المسائل، كما أن المعتزلة مبتدعة وقد وافقوا السنة في مسائل.
أليس الاشاعرة اليوم أقرب الى الاعتزال - وأغلبهم قبوريون!
(اذا كان الكلام عن المعتقد نفسه بدون المنتسبين اليه فينبغي التنبيه على استبعاد عباد القبور حتى لا يحشر عباد القبور انفسهم بحجة أنهم أشاعرة)
الاباضية مثلا ليسوا قبوريين حسب فتوة للخليلي
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 02:15 ص]ـ
و فيكم بارك الله .. يتبين مقصود الامام السبكي بايراد كل كلامه في الشفاء ... قال رحمه الله:
وأما الاستغاثة: فهي طلب الغوث، وتارة يطلب الغوث من خالقه وهو الله تعالى وحده، كقوله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم}.
وتارة يطلب ممن يصح إسناده إليه على سبيل الكسب، ومن هذا النوع الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذين القسمين تعدى الفعل تارة بنفسه كقوله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم} {فاستغاثه الذي من شيعته}، وتارة بحرف الجر كما في كلام النحاة في المستغاث به، وفي كتاب سيبويه رحمه الله تعالى فاستغاث بهم ليشتروا له كليبا.
فيصح أن يقال استغثت النبي صلى الله عليه وسلم وأسْتُغِيْثَ بالنبي صلى الله عليه وسلم بمعنى واحد، وهو طلب الغوث منه بالدعاء ونحوه على النوعين السابقين في التوسل من غير فرق، وذلك في حياته وبعد موته، ويقول استغثت الله وأستغيث بالله بمعنى طلب خلق الغوث منه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/125)
فالله تعالى مُسْتَغَاثٌ فالغوث منه خَلْقًا وإيجادًا، والنبي صلى الله عليه وسلم مستغاثٌ والغوث منه تسببًا وكَسْباً، ولا فرق في هذا المعنى بين أن يُستعمل الفعل متعديا بنفسه أو لازما أو تعدى بالباء، وقد تكون الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم على وجه آخر، وهو أن يُقال أستغثتُ اللهَ بالنبيِ صلى الله عليه وسلم كما تقول سألت الله بالنبي صلى الله عليه وسلم، فيرجع إلى النوع الأول من أنواع التوسل، ويصح قبل وجوده وبعد وجوده، وقد يُحذفُ المفعول به ويقال استغثت بالنبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى.
فصار لفظ الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم له معنيان:
أحدهما: أن يكون مستغاثا.
والثاني: أن يكون مستغاثا به، والباء للاستعانة فقد ظهر جواز إطلاق الاستغاثة والتوسل جميعاً، وهذا أمر لا يُشَكُّ فيه، فإن الاستغاثة في اللغة طلب الغوث وهذا جائزٌ لغةً وشرعاً من كل من يقدر عليه، بأي لفظ عبر عنه كما قالت أم إسماعيل: أغث إن كان عندك غواث. اه
فتجويزه على وجه التوجه الى الله سبحانه و ان كانت الصورة توجها الى المخلوق فلا متعلق للقبوريين به .. فقد قال في نفس كلامه:
ولسنا في ذلك سائلين غير الله تعالى ولا داعين إلا إياه، فالمسئول في هذه الدعوات كلها هو الله وحده لا شريك له، والمسئول به مختلف، ولم يوجب ذلك إشراكاً ولا سؤال غير الله، كذلك السؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم ليس سؤالاً للنبي صلى الله عليه وسلم بل سؤال لله به ".
ثم قال: ((مثلا أن تقول " استغثت الله بالنبي صلى الله عليه وسلم كما يقول: سألت الله بالنبي صلى الله عليه وسلم " ... اه
و بمثل هذا ر د المخالفون لشيخ الاسلام عليه قوله في التوسل و الاستغاثة .. كابن الوكيل و الجزري و غيرهم خاصة من ناظروه ..... الا انهم وافقوه على منع الصيغ المقصود بها القصد و الطلب من المخلوق نفسه و ما قدروا على انكار ما نقله من الاجماع على تحريمه و عده شركا ... فما كانوا على الجهل الذي سيصير اليه المقلدة في القرون المتأخرة الى أيامنا ... و الصورة الأولى لاأظن ان شيخ الاسلام يجادل فيها .. و انما كانت حيدة منهم ... فقد اجاز شيخ الاسلام نظير هذه الصورة في كلامه عن التوسل في الاقتضاء و غيره كتبه .. لكن استدرك ان عامة المستغيثين لا يقصدون هذا المعنى و انما يقصدون التوجه الى المخلوق بطلب الحاجة ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 02:28 ص]ـ
بارك الله فيك ..
قال الشيخ: ((فيصح أن يقال استغثت النبي صلى الله عليه وسلم وأسْتُغِيْثَ بالنبي صلى الله عليه وسلم بمعنى واحد، وهو طلب الغوث منه بالدعاء ونحوه على النوعين السابقين في التوسل من غير فرق، وذلك في حياته وبعد موته، ويقول استغثت الله وأستغيث بالله بمعنى طلب خلق الغوث منه.))
هذه هي عبارة السبكي وهذا أي جعل الإغاثة من الله خلقاً ومن النبي كسباً وتسبباً هو عين الشرك الأكبر وهو عين قول المشركين:
{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}
فلو قال السبكي أو غيره إن النبي صلى الله عليه وسلم يغيث بنفسه لكان ذلك كفراً يفوق كفر مشركي العرب، وإنما كلام السبكي هو نفس كلام مشركي العرب= إن المغيث على الحقيقة والنافع الضار حقاً هو الله وإنما هؤلاء وسائط للكسب والتسبب ..
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 02:48 ص]ـ
وهو طلب الغوث منه بالدعاء ونحوه على النوعين السابقين في التوسل
أي استغاثة في صورة توسل. فأنت تسأل الله بالنبي صلى الله عليه و سلم كما لو توسلت به ... و هذا هو ما عناه بقوله ان الغوث من النبي صلى الله عليه و سلم بالسبب و الكسب كما هو معروف عند الجمهور المجوز للتوسل .. و هذه الصورة على هذا المعنى من توجيه القصد و الطلب الى الله توسلا ليست هي نفسها صورة التقرب الى الله زلفى اذ نفس قصد المشركين و طلبهم متوجه الى الوسائط في طلب الكسب و التسبب كما هو حاصل في طلبهم الشفاعة منهم ... و لهذا بينه بعد بقوله:وهو أن يُقال أستغثتُ اللهَ بالنبيِ صلى الله عليه وسلم كما تقول سألت الله بالنبي صلى الله عليه وسلم، فيرجع إلى النوع الأول من أنواع التوسل
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 03:00 ص]ـ
بارك الله فيك ..
الذي يرجع عنده للنوع الأول من التوسل هو:
((وقد تكون الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم على وجه آخر، وهو أن يُقال أستغثتُ اللهَ بالنبيِ صلى الله عليه وسلم كما تقول سألت الله بالنبي صلى الله عليه وسلم، فيرجع إلى النوع الأول من أنواع التوسل، ويصح قبل وجوده وبعد وجوده، وقد يُحذفُ المفعول به ويقال استغثت بالنبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى)).
وهذا ليس محل بحثنا الآن ..
محل بحثنا هو هذا الذي وصفه بقوله:
((فالله تعالى مُسْتَغَاثٌ فالغوث منه خَلْقًا وإيجادًا، والنبي صلى الله عليه وسلم مستغاثٌ والغوث منه تسببًا وكَسْباً))
وهذا هو عين شرك مشركي العرب والقصد فيه متوجه للنبي مع ملاحظة أنه زلفى وسبب كما أن المشركين يتوجهون لمعبوداتهم مع إقرارهم وملاحظتهم أنهم زلفى وسبب ولا فرق ..
وادعاء أنه توسل في صورة استغاثة لا يُغني شيئاً فليس يُشرع للإنسان أن يأتي بالفعل الكفري ثم يقول إنما الفعل الكفري صورة، ولو صح = لجاز جعل فعل المشركين توسل في صورة استغاثة وأنهم إنما يقصدون التوسل بأصنامهم لله لجاههم عنده ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/126)
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 03:14 ص]ـ
بارك الله فيك .. و الذي هو محل بحثنا الضابط فيه هو نفس التوجه و الطلب و القصد ... فالصورة التي يتحدث عنها السبكي ينتفي فيها القصد و الطلب من المخلوق بخلاف صورة المشركين و ان اتفقا في كونهما سببا و كسبا ... تماما كمثال الشفاعة .. فكلاهما في صورة اللفظ يتفقان في كونهما سببا وواسطة و زلفى .. لكن يفترقان في المعنى بكون احداهما المسؤول منه الشفاعة هو الخالق و الثاني المسؤول منه الشفاعة هو المخلوق ... و هو ما بينه رحمه الله بقوله: ولسنا في ذلك سائلين غير الله تعالى ولا داعين إلا إياه، فالمسئول في هذه الدعوات كلها هو الله وحده لا شريك له، والمسئول به مختلف، ولم يوجب ذلك إشراكاً ولا سؤال غير الله، كذلك السؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم ليس سؤالاً للنبي صلى الله عليه وسلم بل سؤال لله به ". ...
نعم الادعاء بأن المعنى في مثل هذه الصورة الاستثائية على هذا النحو بعيد عن الواقع كما بينه شيخ الاسلام و نبه الى ان هذا المعنى و ان كان صحيحا من الناحية اللغوية الا انه من الناحية الفقهية الواقعية لا يغني و لا يسمن من جوع لأن عامة المستغيثين لا يقصدونه .... فلو استغاث احد بمخلوق يجوز التوسل به ثم حين استفسر عن قصده اجاب بهذا الاعتبار لقبل منه و ما عد نظير المشركين لأن هؤلاء متوجهون بقصدهم و طلبهم و سؤالهم لغير الله ... لكن الواقع ان المستغيثين لا يعنون ذلك في قصدهم و طلبهم في الغالب كما هو معروف عند من خالطهم
و المقصود بيان ان الاجماع الذي ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب من تحريم شرك الطلب و القصد و الاستغاثة بغير الله اجماع معلوم مقطوع به لم يخالف فيه أئمة الفقهاء و ان استشهاد القبوريين المعاصرين بالسبكي او ابن الوكيل او الباجي او غيرهم من خصوم شيخ الاسلام لا أساس له و لا متعلق لهم ... فقد كانوا اجل من ان ينقضوا اجماعا معلوما بالضرورة عند المسلمين .. و انما نقضه من جاء بعد هؤلاء في القرون المتأخرة و التي ينقطع عندهم سند القبورية و ما تمسحهم بالنووي او الرافعي او السبكي الا محاولة لرفع السند ما امكنهم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 03:22 ص]ـ
بارك الله فيك ...
لم يقل المشركون أنهم متوجهون لأصنامهم توجهاً خالصاً ..
ولم يقل السبكي أنه توجه لربه توجهاً خالصاً ..
ولم ينف المشركون أنهم متوجهون لله ..
ولم ينف السبكي أنه متوجه للرسول صلى الله عليه وسلم ..
وتوجه المشركون لأصنامهم لأنهم زلفى وسبب ..
وتوجه السبكي للرسول صلى الله عليه وسلم لأنه سببا يتكسب به ..
فليس نفي إرادة التوجه للمخلوق عن السبكي بأولى من نفيه عن المشركين ..
وليس محل النبي المستغاث به كسبب ومحل كسب بأقل دلالة من محل الأصنام المستغاث بها لأنها زلفى يتقرب بها ..
ولو قال الرجل ارزقني يا محمد لم ينفعه أن يقول إنما أردتُ ارزقني يالله بمحمد ولقيل له: قل ارزقني يا الله بمحمد، أما وقد قلت ما قلت فقد نطقت بكلمة الكفر وفعلت فعل المشركين وشبهتك شبهتهم لا تنفعك؛كما لم ينفع المشركون أنهم يسألون الله وإنما هي وسائط تقرب ..
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 04:25 ص]ـ
بارك الله فيكم قولكم
ولم يقل السبكي أنه توجه لربه توجهاً خالصاً ...
في مقابله قول السبكي:
ولسنا في ذلك سائلين غير الله تعالى ولا داعين إلا إياه، فالمسئول في هذه الدعوات كلها هو الله وحده لا شريك له، والمسئول به مختلف، ولم يوجب ذلك إشراكاً ولا سؤال غير الله، كذلك السؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم ليس سؤالاً للنبي صلى الله عليه وسلم بل سؤال لله به
و هو واضح في بيان توجهه الخالص الى الله سبحانه لا يسأل لا النبي صلى الله عليه و سلم و لا غيره ... ـاما المشركين فتوجههم الى الله ليس خالصا كما قلت .. و هنا افترقا .... تماما كما في مسألة الشفاعة .. لا يستوي من يطلبها من النبي صلى الله عليه و سلم و مقصوده طلبها من الله .. و من يطلبها من اللات و مقصوده طلبها من اللات نفسها لاعتقاده أن لها استقلالية في الشفاعة و لهذا رد عليهم المولى بانتفاء الشفاعة لاحد الا باذنه ...
و المقصود كما قلت بيان ان لا احد ممن هو معروف بعلمه و امامته في الفقه و التصوف اجاز الاستغاثة الشركية بصورتها المعروفة من توجيه القصد و الطلب الى المخلوق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/127)
و لتوضيحه اكثر انقل كلاما للشيخ الجزري و هو في نفس الجبهة المقابلة لشيخ الاسلام يوضح فيه ما يقصدونه بصورة الاستغاثة الجائزة عندهم و ان مرجعها التوسل و ان خرجت بلفظ الاستغاثة و يتبين انها ليست الاستغاثة التي يلهج بها المتأخرون فهي محرمة عندهم بالاجماع .. و لا ينفع معها خلط التوسل بالاستغاثة عند المتأخربن لأن الاستغاثة التي يقولون بها لم يجزها احد من علماء الاسلام المعتبرين بكافة طوائفهم ...
قال الشيخ الجزري فيما نقله عنه النجم الطوفي:
(فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه) [القصص:15] احتج بها الشيخ شمس الدين الجزري شارح المنهاج في أصول الفقه على الشيخ تقي الدين ابن تيمية فيما قيل عنه أنه قال: لا يستغاث برسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الاستغاثة بالله عز وجل من خصائصه وحقوقه الخاصة به فلا تكون لغيره كالعبادة.
وتقرير الحجة المذكورة: أنه قال: يجب أن ينظر في حقيقة الاستغاثة ماهي وهي الاستنصار والاستصراخ ثم قد وجدنا هذا الإسرائيلي استغاث بموسى واستنصره واستصرخه بنص هذه الآيات وهي استغاثة مخلوق بمخلوق وقد أقر موسى عليها الإسرائيلي وقد أقر الله عز وجل موسى على ذلك ولم ينكر محمدا صلى الله عليه وسلم ذلك لمانزلت هذه الآيات أي فكان هذا إقرارا من الله عز وجل ورسوله على استغاثة المخلوق بالمخلوق وإذا جاز أن يستغاث بموسى فبمحمد صلى الله عليه وسلم أولى لأنه أفضل بإجماع.
ومما يحتج به على ذلك: حديث هاجر أم إسماعيل حيث التمست الماء لابنها فلم تجد فسمعت حسا في بطن الوادي فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث وهذا في معنى الاستغاثة منها بجبريل وقد أقرها على ذلك ولم ينكره النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها لما حكاه عنها.
ولأن اعتقاد التوحيد من لوازم الإسلام فإذا رأينا مسلما يستغيث بمخلوق علمنا قطعا أنه غير مشرك لذلك المخلوق مع الله عز وجل وإنما ذلك منه طلب مساعدة أو توجه إلى الله ببركة ذلك المخلوق وإذا استصرخ الناس في موقف القيامة بالأنبياء ليشفعوا لهم في التخفيف عنهم جاز استصراخهم بهم في غير ذلك المقام وقد صنف الشيخ أبو عبدالله النعمان كتبا سماه: (مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام) واشتهر هذا الكتاب وأجمع أهل عصره على تلقيه منه بالقبول وإجماع أهل كل عصر حجة فالمنكر لذلك مخالف لهذا الإجماع فإن قيل: الآية المذكورة في قصة موسى والإسرائيلي ليست في محل النزاع من وجهين:
أحدهما: أن موسى حينئذ كان حيا ونحن إنما نمنع الاستغاثة بميت.
الثاني: أن استغاثة صاحب موسى به كان في أمر يمكن موسى فعله وهو إعانته على خصمه وهو أمر معتاد ونحن إنما نمنع من الاستغاثة بالمخلوق فيما يختص فعله بالله عز وجل كالرحمة والمغفرة والرزق والحياة ونحو ذلك فلا يقال: يامحمد اغفر لي أو ارحمني أو ارزقني أو أجبني [وفي نسخة أخرى:أحييني بدل أجبني] أو أعطني مالا وولدا لأن ذلك شرك بإجماع.
وأجيب عن الأول: بأن الاستغاثة إذا جازت بالحي فبالميت المساوي فضلا عن الأفضل أولى لأنه أقرب إلى الله عز وجل من الحي لوجوه:
أحدها: أنه في دار الكرامة والجزاء والحي في دار التكليف.
الثاني: أن الميت تجرد عن عالم الطبيعة القاطعة عن الوصول إلى عالم الآخرة والحي متلبس بها.
الثالث: أن الشهداء في حياتهم محجوبون وبعد موتهم أحياء عند ربهم يرزقون.
وعن الثاني: أن ماذكرتموه أمر مجمع مجمع عليه معلوم عند صغير المسلمين فضلا عن كبيرهم أن المخلوق على الإطلاق لايطلب منه ولا ينسب إليه فعل ما اختصت القدرة الإلهية به وقد رأينا أغمار الناس وعامتهم وأبعدهم عن العلم والمعرفة يلوذون بحجرة النبي صلى الله عليه وسلم ولا يزيدون على أن يسألو الشفاعة والوسلية يارسول الله [وفي نسخة أخرى: برسول الله] اشفع لنا يالله ببركة نبيك اغفر لنا فصار الكلام في المسألة المفروضة فضلا لا حاجة بأحد من المسلمين إليه.
وإذا لم يكن بد من التعريف بهذا الحكم خشية أن يقع فيه أحد فليكن بعبارة لا توهم نقصا في النبي صلى الله عليه وسلم ولا غضا من منصبه مثل أن يقال: ما استأثر الله عز وجل بالقدرة عليه فلا يطلب من مخلوق على الإطلاق أو نحو هذا ولا يتعرض للنبي صلى الله عليه وسلم بسلب الاستغاثة عنه مطلقا ولا مقيدا ولا يذكر إلا بالصلاة والسلام عليه والرواية عنه ونحو ذلك. انتهى
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 04:53 ص]ـ
ليس سؤالاً للنبي صلى الله عليه وسلم بل سؤال لله به
بارك الله فيك ..
لو سأل به فقط لم نبحث معه هذه المباحثة ..
لكنه سأله واستغاث به ولذلك جعلهما صنفان سماهما توسل ..
الأول: سؤال به.
والثاني: استغاثة به لمكان الكسب والتسبب، ولو كانا واحداً لما احتاج لجعلهما قسمين ..
ولما قال:
((فالله تعالى مُسْتَغَاثٌ فالغوث منه خَلْقًا وإيجادًا، والنبي صلى الله عليه وسلم مستغاثٌ والغوث منه تسببًا وكَسْباً))
وكل ذي قلب عربي يعلم أن المسؤول به لا يكون الغوث منه،وإنما جعل الغوث منه؛لأنه راعوا مكان التوجه إليه كسبب وزلفى كما راعت المشركة أصنامها كسبب وزلفى ولا فرق ..
ولو كان أراد ربه خالصاً لما جعل الغوث من النبي صلى الله عليه وسلم،كما أن المشركة لا تغفل عن أن النافع الضار المتزلف إليه هو الله وإنما جعلوا مشركين بهذا الذي توجهوا إليه معه سبحانه وجعلوا الغوث منه كما جعل السبكي الغوث منه ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/128)
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 05:39 ص]ـ
بارك الله فيك. الاستفسار في التفريق بين المشرك و من تكلم عنهم الامام السبكي ليس في نية اعتقاد الضر او النفع ... فهذا عليه اجماع يقره السبكي و غيره في حرمته و لو لم يعتقد فيه النفع و الضر ... انما الاستفسار يقع في نية القصد و التوجه قي نفس الصورة اللفظية للاستغاثة .. ماذا يقصد بها؟ أيقصد بها التوجه الى الله ام يقصد بها التوجه الى المخلوق؟؟؟ و في صورة السبكي التوجه فيها الى المخلوق لفظا لا معنى و في صورة المشركين التوجه فيها لفظا و معنى بغض النظر في كليهما عن اعتقاد النفع و الضر فاعتقاد النفع و الضر شرك آخر مجرد لوحده وان لم يتوجه ... أما اعتقاد الغوث من النبي صلى الله عليه و سلم فقد بين معناه و ليس هو نفس اعتقاد الغوث في صورة المشركين ... اذ اعتقاده عنده ان الله جعله سببا و محلا للقبول كما جعل سببا في الوسيلة و الشفاعة ... فلو طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه و سلم مجازا و هو يقصد طلبها من الله حقيقة لما كان جعله الشفاعة من النبي صلى الله عليه و سلم بهذه الصورة قادحا في اخلاصه و لما استوت صورته مع صورة عابد الأصنام و طالب الشفاعة منها .. فكذلك جعله محل الغوث من النبي صلى الله عليه و سلم لا يلزم منه انه متوجه اليه و لا معتقد فيه النفع و الضر ما دام انه مقر ان توجهه الى النبي صلى الله عليه و سلم ليس الا من قبيل مجاز اللغة لا أكثر و لا أقل و ان المعنى الحقيقي المحذوف هو توجهه الى الله سبحانه ... و لهذا صرح هو و غيره بموافقتهم للاجماع في تحريم التوجه لغير الله كائنا من كان ... فالصور تنقسم الى ثلاث عنده توجه الى الله لفظا و معنى و توجه الى الله معنى دون اللفظ و توجه الى غير الله لفظا و معنى ... ففي الأولى اجماع على شرعيتها و في الثالثة اجماع على تحريمها ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 05:56 ص]ـ
بارك الله فيك ..
قوله:
((فالله تعالى مُسْتَغَاثٌ فالغوث منه خَلْقًا وإيجادًا، والنبي صلى الله عليه وسلم مستغاثٌ والغوث منه تسببًا وكَسْباً))
صريح في إرادة التوجه للنبي صلى الله عليه وسلم لفظاً ومعنى وإلا لما كان الغوث منه صلى الله عليه وسلم ..
بقى أن يبحث فيما هو وجه كون الغوث منه عنده؟
والجواب: وجه كون الغوث منه عنده أنه هو السبب الذي كسب به الغوث ..
وهذا هو عين صنيع الكفار الذين توجهوا لمعبوداتهم مع إقرارهم بأن ما يأتيهم إنما هو من الله من الله وإنما هؤلاء سبب يتكسب به ويتزلف به ..
فالنبي صلى الله عليه وسلم عند السبكي هو المستغاث بنص عبارته،وهذا إشراك مع الله في عبادة الاستغاثة، وإنما كان إشراكاً في العبادة؛لأنه جعله مستغاثاً مع الله بطريق السبب كما جعلت المشركة أصنامها شركاء مع الله بطريق السبب،وإلا فلو لم يلحظ الله لكان شركاً في الملك والتصرف وليس شركاً في العبادة فقط ..
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 06:30 ص]ـ
بارك الله فيكم .. ليس فيه أدنى اشارة الى التوجه معنى الى المخلوق فيما يبدو لي و الله أعلم .. فالسياق كله في اتباث حواز اللفظ مع التحرز عن المعنى الباطل ... فلو كان يجيز التوجه للنبي صلى الله عليه و سلم لفظا و معنى فلم كل هذا التحرز في كل الكتاب و كل هذه المجازات .. ؟؟ عماذا يتحرز؟؟؟ مع ما نعرفه يقينا من تحريمه للاستغاثة المتضمنة للتوجه لغير الله .... بل مر بي انه يحرم قول: يا محمد لفظا و معنى و لا أتذكر الموضغ الآن في كلامه .. اما كون الغوث منه صلى الله عليه و سلم فليس دالا على انه يتوجه اليه بالقصد و الطلب و قد بينه في غير ما موصع في كتابه قارنا في ذلك التوسل بالشفاعة و بالاستغاثة فالمناط فيهما واحد ... قال رحمه الله مثلا:
ولا فرق في هذا المعنى بين أن يعبر عنه بلفظ (التوسل) أو (الاستغاثة) أو (التشفع) أو (التجوه).
والداعي بالدعاء المذكور وما في معناه: متوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنه جعله وسيلة لإجابة الله دعاءه. ومستغيث به، والمعنى أنه استغاث الله به على ما يقصده، فالباء هاهنا للسببية، وقد ترد للتعدية، كما يقول: (من استغاث بك فأغثه). ومستشفع به. ومتجوه به، ومتوجه، فإن التجوه والتوجه راجعان إلى معنى واحد. فإن قلت: المتشفع بالشخص من جاء به ليشفع، فكيف يصح أن يقال: يتشفع به؟ قلت: ليس الكلام في العبارة، وإنما الكلام في المعنى، وهو سؤال الله بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم كما ورد عن آدم، وكما يفهم الناس من ذلك، وإنما يفهمون من التشفع والتوسل والاستغاثة والتجوه ذلك، ولا مانع من إطلاق اللغة بهذه الألفاظ على هذا المعنى. والمقصود جواز أن يسأل العبد الله تعالى بمن يقطع أن له عند الله قدرا أو مرتبة. ولا شك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم له عند الله قدر علي، ومرتبة رفيعة، وجاه عظيم. وفي العادة أن من كان له عند الشخص قدر، بحيث أنه إذا شفع عنده قبل شفاعته، فإذا انتسب إليه شخص في غايته، وتوسل بذلك، وتشفع به، فإن ذلك الشخص يجيب السائل، إكراما لمن انتسب إليه وتشفع به، وإن لم يكن حاضرا ولا شافعا، وعلى هذا التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل خلقه. ولسنا في ذلك سائلين غير الله تعالى، ولا داعين إلا إياه، ويكون ذكر المحبوب أو العظيم سببا للإجابة. كما في الأدعية الصحيحة المأثورة: (أسألك بكل اسم لك، وأسألك بأسمائك الحسنى، وأسألك بأنك أنت الله، وأعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك). وحديث الغار الذي فيه الدعاء بالأعمال الصالحة، وهو من الأحاديث الصحيحة المشهورة. فالمسؤول في هذه الدعوات كلها، هو الله وحده لا شريك له، والمسؤول به مختلف، ولم يوجب ذلك إشراكا، ولا سؤال غير الله.
و شيخ الاسلام تعرض لمثل هذه الصورة من الحذف المقدر في التوسل و الشفاعة و غيرذلك و أقر ان لا مانع من اطلاق هذه الألفاظ في اللغة و لكن استدرك على ذلك ان الواقع يكذبه و ان عامة المتوسلين لا يريدون المعنى المحذوف و لا المعنى الذي ذكره السبكي في معنى الغوث او الوسيلة او الشفاعة انما يريدون التوجه الى نفس المخلوق ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/129)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 06:44 ص]ـ
بارك الله فيك ..
هو إنما يتحرز عما ظن أنه ينفعه التحرز منه وهو إرادة الغوث من النبي صلى الله عليه وسلم خلقاً وإيجاداً ..
وهذا هو باب الشبهة الذي دخل على أولئك العلماء الأفاضل أي: عدم تحقيقهم لصور الشرك التي كان عليها مشركو العرب ..
وكما قدمتُ لك ..
غاية ما تحاوله هو أن تقول أنه يريد التوسل الذي نسميه نحن التوسل البدعي ..
ولكن المحاولة غير ناجحة لسببين قدمتهما لك ..
الأول: أنه فصل بين الصورتين فجعلهما توسلين ومحل النزاع في واحد منهما،فلا ينفع أن ندمج ما فصله هو.
الثاني: مقتضى قوله:
((فالله تعالى مُسْتَغَاثٌ فالغوث منه خَلْقًا وإيجادًا، والنبي صلى الله عليه وسلم مستغاثٌ والغوث منه تسببًا وكَسْباً))
نفس جعل النبي مستغاثاً ولو لفظاً ولو على جهة السببية والكسب ولو مع جعل الغوث خلقاً وإيجاداً من الله (هذا لا أنازعك في أنه يريده) = نفس هذا هو عين شرك العبادة الذي وقع فيه مشركو العرب الذين بعث لهم النبي صلى الله عليه وسلم ..
ولا ينفعه عده هذا كسباً وتسبباً؛ لأن هذا هو نفس متعلق الكفار فلم ينفعهم ..
ولا ينفعه ظنه أن اعتقاده أن الغوث خلقاً وإيجاداً من الله؛ لأن هذا لا تنفيه مشركة الجاهلية ..
فلا فرق بين الصورة التي يقررها السبكي وبين شرك عرب الجاهلية أصلاً ..
وفي الصورتين:
توجه للواسطة وظن أن الغوث يأتي منها تسبباً وكسباً؛لأجله يتزلف بها لخالق وموجد الغوث ..
أما في التوسل البدعي:
فلا يتوجه للمُتوسل ولا يخاطب ولا يُعتقد أنه يأتي منه شيء ولا أنه يَتسبب في شيء ولا أنه يُكسب به شيء ..
وإذا حصل المطلوب في التوسل البدعي فإنه لا يقال إن المتوسل به فعل ..
والتسوية بين الصورتين أو بين اللفظين هي كالتسوية بين الذي يقول: بمقام (س) عندك افعل يا (ص)
وبين الذي يقول: افعل يا (س)
وهذه تسوية لا تعرفها العربية ولو صنع مثلها في مسألة طلاق أو يمين لكان فاعلها والمفتي بها هزأة للساخر ..
وهل قالت العرب إلا:
إنما نسألهم لكونهم زلفى وقربى وإنما مسؤولنا الله ..
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 07:57 ص]ـ
و فيك بارك الله ... لم سيتحرز عن إرادة الغوث من النبي صلى الله عليه وسلم خلقاً وإيجاداً مع ان هذا ليس في العير و لا في النفير؟ فالكتاب هو في الرد على ابن تيمية .. و اين تيمية لم ينعت المستغيثين بالشرك لأنهم يقولون بانهم يعتقدون الخلق و الايجاد بل لمجرد التوجه و القصد .. فلم سيتحرز السبكي عن شيء لم يشنع به ابن تيمية لأنه أصلا ظاهر الشناعة ظهورا لا يمكن ان يقوم حوله نزاع ...
و انما تحرزه في كل الكتاب واضح عن جعل صورة الاستغاثة التي اباحها من جنس ما ادعى شيخ الاسلام انها شرك في التوجه و القصد و الطلب .. اما اعتقاد الايجاد و الخلق و النفع و الضر فهذا كفر آخر مستقل لم يحصل النزاع فيه ...
و انما النزاع كان في اشتمال الاستغاثة على شرك الطلب و القصد ... و فوق ذلك هو يبين بكلامه نفسه صريحا انه انما يحترز عن ان يكون في صور التوسل و الاستغاثة و امثلتها التي سردها شرك في القصد و التوجه .. و لم يذكر شرك اعتقاد الخلق و الايجاد .. و فوق ذلك يأتي ما هو معروف عنه من تحريم مجرد دعاء غير الله و التوجه اليه ... فكيف يقال بعدها انه يتحرز عن ما لا يحتاج اصلا الى التحرز منه لأن خصمه أصلا لم يشنع به؟؟؟
اما فصله بين صور التوسلين فانما هو فرق بينهما فقط في الصورة اللفظية و هو ما بينه هو نفسه اما في المعنى فقد صرح ان مؤداها عنده واحد و ان معناها مندمج عنده ... و انه يجيزها لأنها فقط اختلاف في صورة اللفظ في التوجه اما في المعنى فكلها التوجه فيها الى الله ... و هذا ما يفرقها عن صورة المشركين لأن التوجه فيها الى المخلوق معنى و لفظا فلو ان المشركين قالوا نسأل الأنبياء زلفى و انما نقصد نسأل الله بهم زلفى لصح كلامهم على مذهب من يجيز التوسل لأن عندهم مؤدى كل هذه الألفاظ واحد ما اجتنب التوجه الى غير الله و سؤال غيره ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/130)
و المشركون لم يتجنبوا التوجه الى اصنامهم لا لفظا و لا معنى .. و لم يكن شركهم فقط لمجرد اعتقاد المنفعة و انما ايضا لاشراكهم مع الله في التوجه و القصد ... و هو ما لا يتوفر في الصورة التي ذكرها السبكي ... و ان كان كما اكرر انها فعلا محاولة ضعيفة من السبكي لأن الواقع كما يقول شيخ الاسلام يكذبها و لان الطبيعة البشرية مجبولة على تحري المعاني من الألفاظ و هو فعلا حاول ترقيعها لغويا و ذكر ان مثل هذا الحذف المقدر مجازا معروف في اللغة و مقبول ... و ليس غرضي تصويب استدلاله و لكن الشاهد ان السبكي و غيره من خصوم شيخ الاسلام لم يخرقوا الاجماع على تحريم التوجه و القصد و الطلب من غير الله ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 08:39 ص]ـ
بارك الله فيك ..
هو يتحرز عنها؛لأنه يظن أنها وحدها شرك ..
فكأنه يقول للشيخ: مالم يُرد المستغيث هذا = فلا يحق لك وصف فعله بالشرك لمجرد أن لفظه أستغيث بك ..
وهذا يجري على أصوله الإرجائية التي تمنع عد الفعل كفراً إلا مع الاعتقاد الكفري، فيظن أن هذه الألفاظ والأفعال لا تكون كفراً بنفسها إلا إذا تضمنت اعتقاد النفع والضر، أو الخلق والإيجاد ..
وبحث الشيخ معه: أن نفس: أستغيث بمحمد صلى الله عليه وسلم = هو فعل كفري كالسجود للصنم فلو سجد وقال إنما أسجد لله وإنما الصنم واسطة وقربى وكسب وتسبب = لكان كافراً ..
فمحل نزاع الشيخ معهم: أن نفس الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم ولو مع كونه سبب وكسب نفس الاستغاثة هي صرف تعبد لغير الله، ومجرد قول القائل منهم السبكي وغيره: محمد مستغاث، ومجرد قول القائل منهم السبكي وغيره = الغوث يكون من محمد هذا نفسه شرك في العبادة وليس الشرك مقتصراً على اعتقاد أن الخلق والإيجاد يكون من محمد صلوات ربي وسلامه عليه ..
فالسبكي يحترز من الصورة الوحيدة التي يظن أنها وحدها هاهنا شرك ..
وصورته التي أجازها والتي يكون محمد صلى الله عليه وسلم فيها مستغاث ومغيث لمكان التسبب هي نفسها توجه لمحمد صلى الله عليه وسلم بطلب الإغاثة وقصد له هو كقصد الكفار لأصنامهم مع إقرار الكفار أنهم وسائط يتزلف بها ويتكسب بها ولا فرق ..
وعباراته صريحة عندي في إجازته القصد والتوجه للنبي صلى الله عليه وسلم وإلا لما كان لقوله محمد مستغاث به معنى، غاية ما هنالك أنه يفرق بين التوجه لله كخالق موجد والتوجه لمحمد كمكسب متسبب، وتقدم أن ذلك لا ينفعه وأنه هو نفسه شرك العبادة الذي فعلته المشركة ..
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[02 - 05 - 10, 02:55 م]ـ
ابو فهر
هل هناك فرق بين ما فعله المشركون وما قرره السبكي هنا؟
بعبارة اوضح:هل وقع السبكي في الشرك الأكبر؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 08:08 م]ـ
بارك الله فيك ..
قد أجاز صورة منه يظنها شعبة إيمانية جاء بها الوحي ولم يفقه تعلقها بالشرك الأكبر ..
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 08:57 م]ـ
و فيكم بارك الله .. فان كان يجيز الاستغاثة المباشرة بالنبي صلى الله عليه و سلم لفظا و معنى .. اذن ما معنى ان يتكلف تفسير الألفاظ المباشرة للاستغاثة بالنبي و يبين أنها بمعنى التوجه الى الله لا الى النبي .. كما في قوله الواضح:"وقد يحذف المفعول به (أي الله المستغاث) ويقال: استغثت بالنبي صلى الله عليه وسلم " و كذلك لو كان يتحرز فقط من اعتقاد النفع و الضر لما قال في كل الأمثلة التي ساقها "فالمسئول في هذه الدعوات كلها هو الله وحده لا شريك له، والمسئول به مختلف، ولم يوجب ذلك إشراكاً ولا سؤال غير الله" .. نعم .. و لا سؤال غير الله ... و لاسؤال غير الله ... و لم يقل لم يوجب اعتقاد نفع و ضر في غير الله ... ابتسامة ... ققد بين بوضوح ما يحترز منه ... و الا فقد كان يكفيه ان يقول ان التوجه الى النبي لفظا و معنى و سؤاله لفظا و معنى صحيح ما لم يعتقد صاحبه النفع و الضر في المستغاث به .. و هذا ما لم اجده لحد الآن في كتبه .. فان وقفت حفظك الله على كلام له يجيز فيه التوجه لنبي او مخلوق مباشرة لفظا و معنى فافدني بارك الله فيك ... و ما وقفت عليه لحد الآن بما فيه كلامه هنا هو على العكس في افادة انه لا يجيز التوجه الى الله كقوله في التفسير في فتاويه في آية الدعاء انه لا يستعان الا بالله وأكد أن تقديم المعمول يفيد الاختصاص ... و هو نفسه ما قال به زملاؤه في نفس جبهته كما ذكره اعلاه الشيخ الجزري بوضوح أيضا ... نعم .. هناك اضطراب عند السبكي في هذه المسألة لاعتقاده بالارجاء بلا شك .. فكلامه في عده شركا او لا مضطرب ... وهو امر عادي عند كل من تلبس بمحدث من القول .. لكن الكلام ليس في اعتباره شركا من عدمه .. انما في عده محرما و هل خرق هؤلاء الفقهاء الأفاضل الاجماع على تحريم التوجه لغير الله؟؟؟ طبعا لا .. وهذا هو الضابط في التفريق بينهم و بين المشركين ... أن لا أحد منهم يقول بجواز التوجه لغير الله و السؤال لغير الله معنى و ان اجازوه لفظا ... فلا مقارنة بينهم و بين من اجازه لفظا و معنى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/131)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 09:31 م]ـ
بارك الله فيك ..
هذا نص في محل النزاع ..
((فالله تعالى مُسْتَغَاثٌ فالغوث منه خَلْقًا وإيجادًا، والنبي صلى الله عليه وسلم مستغاثٌ والغوث منه تسببًا وكَسْباً))
وسؤالك الكريم تقدمت إجابته بما نصه:
هو يتحرز عنها؛لأنه يظن أنها وحدها شرك ..
فكأنه يقول للشيخ: مالم يُرد المستغيث هذا = فلا يحق لك وصف فعله بالشرك لمجرد أن لفظه أستغيث بك ..
وهذا يجري على أصوله الإرجائية التي تمنع عد الفعل كفراً إلا مع الاعتقاد الكفري، فيظن أن هذه الألفاظ والأفعال لا تكون كفراً بنفسها إلا إذا تضمنت اعتقاد النفع والضر، أو الخلق والإيجاد ..
وبحث الشيخ معه: أن نفس: أستغيث بمحمد صلى الله عليه وسلم = هو فعل كفري كالسجود للصنم فلو سجد وقال إنما أسجد لله وإنما الصنم واسطة وقربى وكسب وتسبب = لكان كافراً ..
فمحل نزاع الشيخ معهم: أن نفس الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم ولو مع كونه سبب وكسب نفس الاستغاثة هي صرف تعبد لغير الله، ومجرد قول القائل منهم السبكي وغيره: محمد مستغاث، ومجرد قول القائل منهم السبكي وغيره = الغوث يكون من محمد هذا نفسه شرك في العبادة وليس الشرك مقتصراً على اعتقاد أن الخلق والإيجاد يكون من محمد صلوات ربي وسلامه عليه ..
فالسبكي يحترز من الصورة الوحيدة التي يظن أنها وحدها هاهنا شرك ..
وصورته التي أجازها والتي يكون محمد صلى الله عليه وسلم فيها مستغاث ومغيث لمكان التسبب هي نفسها توجه لمحمد صلى الله عليه وسلم بطلب الإغاثة وقصد له هو كقصد الكفار لأصنامهم مع إقرار الكفار أنهم وسائط يتزلف بها ويتكسب بها ولا فرق ..
وعباراته صريحة عندي في إجازته القصد والتوجه للنبي صلى الله عليه وسلم وإلا لما كان لقوله محمد مستغاث به معنى، غاية ما هنالك أنه يفرق بين التوجه لله كخالق موجد والتوجه لمحمد كمكسب متسبب، وتقدم أن ذلك لا ينفعه وأنه هو نفسه شرك العبادة الذي فعلته المشركة ..
فقوله:
((فالله تعالى مُسْتَغَاثٌ فالغوث منه خَلْقًا وإيجادًا، والنبي صلى الله عليه وسلم مستغاثٌ والغوث منه تسببًا وكَسْباً))
فالنبي صلى الله عليه وسلم عند السبكي هو المستغاث بنص عبارته،وهذا إشراك مع الله في عبادة الاستغاثة، وإنما كان إشراكاً في العبادة؛لأنه جعله مستغاثاً مع الله بطريق السبب كما جعلت المشركة أصنامها شركاء مع الله بطريق السبب،وإلا فلو لم يلحظ الله لكان شركاً في الملك والتصرف وليس شركاً في العبادة فقط ..
ونفيه لسؤال غير الله أي سؤال غير الله الخلق والإيجاد أما سؤال غير الله التسبب والإكساب فيكون الغوث منه ويستغاث فهذا نص عليه ولا ينفيه وهو موضع الشرك في كلامه ..
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 12:36 ص]ـ
بارك الله فيك ...
كيف يكون نصا في محل النزاع و هو قد بين ما يقصده بكون النبي صلى الله عليه و سلم مستغاث و معنى التسبب و الكسب من النبي؟؟
فبين معنى مستغاث بقوله:
وأما الاستغاثة: فهي طلب الغوث. وتارة: يطلب الغوث من خالقه، وهو الله تعالى وحده، كقوله تعالى: * (إذ تستغيثون ربكم) *. وتارة: يطلب ممن يصح إسناده إليه على سبيل الكسب .... فيصح أن يقال: (استغثت النبي صلى الله عليه وآله وسلم) و (أستغيث بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم) بمعنى واحد، وهو طلب الغوث منه بالدعاء ونحوه على النوعين السابقين في التوسل من غير فرق، وذلك في حياته وبعد موته ....
و النوعين الأولين من التوسل عند السبكي هما:
-أن يتوسل به، بمعنى أن طالب الحاجة يسأل الله تعالى به، أو بجاهه، أو ببركته حيا او ميتا
-. النوع الثاني: التوسل به، بمعنى طلب الدعاء منه، حيا او ميتا
فأين في هذين النوعين التوجه الى النبي صلى الله عليه و سلم بالقصد و الطلب؟؟
ثم بين معنى الكسب و التسبب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/132)
فإن قلت: المتشفع بالشخص من جاء به ليشفع، فكيف يصح أن يقال: يتشفع به؟ قلت: ليس الكلام في العبارة، وإنما الكلام في المعنى، وهو سؤال الله بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم كما ورد عن آدم، وكما يفهم الناس من ذلك، وإنما يفهمون من التشفع والتوسل والاستغاثة والتجوه ذلك، ولا مانع من إطلاق اللغة بهذه الألفاظ على هذا المعنى. والمقصود جواز أن يسأل العبد الله تعالى بمن يقطع أن له عند الله قدرا أو مرتبة. ولا شك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم له عند الله قدر علي، ومرتبة رفيعة، وجاه عظيم .... ويكون ذكر المحبوب أو العظيم سببا للإجابة.
فأين هنا التوسط المعروف من المشركين ... فقد بين معنى التسبب عنده .. و هذا قطعا ليس ما يفعله المشركون في توجيه طلبهم و قصدهم الى نفس الميت بطلب الحوائح لا ان يتوسلو ا بهم و لا أن يطلبوا دعاءهم كما بين السبكي هذين النوعين في معنى التسبب عنده ... وهو عنده على نوعي التوسل اما استغاثة بنفس النبي او استغاثة بدعائه ... و في كليهما احترم الضابطين لاجتناب شرك المشركين في تحرزه
- من التوجه بالسؤال و الطلب الى غير الله لفظا و معنى كما قال: لم يوجب ذلك إشراكا، ولا سؤال غير الله. كذلك السؤال بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس سؤالا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بل سؤال لله به ...
- و تحرزه من ان يطلب من النبي صلى الله عليه و سلم ما لا يقدر عليه فقال:
فيكون قوله: (لا يستغاث بي) عاما مخصوصا، أي لا يستغاث بي في هذا الأمر، لأنه مما يستأثر الله تعالى به. ولا شك أن من أدب السؤال أن يكون المسؤول ممكنا، فكما أنا لا نسأل الله تعالى إلا ما هو في ممكن القدرة الإلهية، كذلك لا نسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا ما يمكن أن يجيب إليه.
و لهذا كان الأمر عنده على هذا المعنى و عند غيره ممن وافقوه كابن الوكيل و ابن الجزري و ابن الزملكاني و غيرهم واضحا ضروريا و ان كانوا مقرين ايضا ان تحريم التوجه و القصد و الطلب لغير الله واضح و ضروري .. فتبين انهم يعنون بالاستغاثة كسبا ما كان من جنس التوسل سواء بالذات او بالدعاء ... قال رحمه الله:
وبالجملة: إطلاق لفظ (الاستغاثة) بالنسبة لمن يحصل منه غوث - إما خلقا وإيجادا، وإما تسببا وكسبا - أمر معلوم لا شك فيه لغة وشرعا، ولا فرق بينه وبين السؤال، فتعين تأويل الحديث المذكور. وقد قيل: إن في البخاري في حديث الشفاعة يوم القيامة: فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم، ثم بموسى، ثم بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو حجة في إطلاق لفظ (الاستغاثة). ولكن ذلك لا يحتاج إليه، لأن معنى (الاستغاثة) و (السؤال) واحد سواء عبر عنه بهذا اللفظ، أم بغيره، والنزاع في ذلك نزاع في الضروريات، وجوازه شرعا معلوم، فتخصيص هذه اللفظة بالبحث مما لا وجه له، وإنكار السؤال بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مخالف لما قدمناه من الأحاديث والآثار وما أشرنا إليه مما لم نذكره .....
فلهذا لم يكن ليتكلف تفسير الفاظ الاستغاثة لغة بالمعنى الذي يكون فيه التوجه و القصد و الطلب متوجها لله وحده .. و الا فلو كان هؤلاء الأفاضل يقولون بجواز طلب غير الله و سؤاله و التوجه اليه بالقصد و الطلب فيما لا يقدر عليه كما يقوله المشركون لما احتاجوا الى كل هذا العناء و لقالوا بكل بساطة: نعم يجوز التوجه للمخلوق لفظا و معنى لأننا لا نعتقد فيهم النفع و الضر ... و هذا ما لم أجده لهؤلاء الأفاضل و ليس فقط للسبكي كما تجده مثلا عند المتأخرين كالرملي و ابن الحاج و المناوي و الشعراني و غيرهم .... بل وجدت عكسه كما نقلته لكم .. فان وقفتم على تجويزهم لذلك صراحة في كتبهم فافيدونا به
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 03:45 ص]ـ
بارك الله فيك ..
((فالله تعالى مُسْتَغَاثٌ فالغوث منه خَلْقًا وإيجادًا، والنبي صلى الله عليه وسلم مستغاثٌ والغوث منه تسببًا وكَسْباً))
جعله النبي صلى الله عليه وسلم مستغاثاً وجعل الغوث منه هو نفسه الشرك الأكبر، وتجويزه أستغيث بك هو نفسه الشرك الأكبر،وهو نفسه جعل التوجه والقصد للنبي صلى الله عليه وسلم، وليس يغني عنه تعليق ذلك بالكسب والتوسط كما لم يغن عن المشركين، وليس يغني عنه أنه سماه توسلاً كما لم يغن عن الكفار أنهم سموه تشفعاً ....
وسؤالك الكريم:
-أن يتوسل به، بمعنى أن طالب الحاجة يسأل الله تعالى به، أو بجاهه، أو ببركته حيا او ميتا
-. النوع الثاني: التوسل به، بمعنى طلب الدعاء منه، حيا او ميتا
فأين في هذين النوعين التوجه الى النبي صلى الله عليه و سلم بالقصد و الطلب؟؟
جوابه: ليس هاهنا في عبارتك ..
وإنما هاهنا في عبارته:
((الاستغاثة هي طلب الغوث وتارة بطلب الغوث من خالقه وهو الله وحده ... وتارة يطلب ممن يصح إسناده إليه على سبيل الكسب ... ))
فهاهنا الطلب من والتوجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الشرك الأكبر،وليس يغني عنه جعله الطلب باعتبار التسبب؛لأن نفس الطلب منه شرك كما لم يغن عن الكفار جعلهم الطلب باعتبار الزلفى والتوسط؛ لأن نفس الطلب شرك ..
وليس يغني جعله هذا الطلب في الباطن طلباً من الله به إلا إذا أغنى ذلك المشركة وجعل طلبهم من أصنافهم طلباً من الله بهم لجاههم فالمشركة ما دعوهم إلا ليقربوهم بجاههم والمسؤول هو الله والسبكي ما جوز دعائه صلى الله عليه وسلم إلا لتسببه بجاهه،ومحل الإشراك في الفعلين هو نفس الدعاء والطلب وإلا فالمشركة والسبكي يقولون: إن الموجد الخالق هو الله وإنما شرك الجميع هو شرك العبادة ..
وليست تغني قرمطة اللفظ إلا كما يغني ذلك رجل طلق وأعتق باللفظ الصريح ثم هو يقول إنما أردتُ كذا وكذا ..
فنفس اللفظ هنا هو محل الحكم الشرعي الذي تُناط به الأحكام ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/133)
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 05:44 ص]ـ
بارك الله فيك ... ابتسامة ..
وتارة يطلب ممن يصح إسناده إليه على سبيل الكسب
لو كان قال يطلب فقط لربما ... و لكن قيده بمن يصح اسناده اليه على سبيل الكسب ... و بين ما يصح به الاسناد في كلامه عن التوسل و هو اما طلبا الى الله بذاته او طلبا للدعاء منه .... و لو كان يعتقد ان الطلب على وجه التوجه و القصد للنبي صلى الله عليه و سلم جائز لما احتاج الى تقييده اصلا بالأمثلة ... و الرجل حدد الأمثلة التي يقصدها و ليس في اي واحد منها توجه للنبي بالقصد و الطلب ... و بين ان قوله استغيث بك مقصوده المعنوي استغيث الله بك على معنى اسال الله بك و بين ان لا فرق عنده بين لفظي الاستغاثة و السؤال ... و هذا ما لا يقول به المشركون ... اذ يتبثون لأصنامهم شركا في القدرة و الخلق و شركا في الطلب و القصد ... و كون الأولى قرمطة في اللغة او عدم قرمطة لا يؤثر ... اذ قلت انني لست بصدد الدفاع عن حجة الامام السبكي بل هي دليل على ان خصوم شيخ الاسلام ضاقت عليهم السبل حتى اضطروا الى مثل هذه الترقيعات اللغوية .. و لكن القصد ان خصومه من كبار اللغويين و الفقهاء و الأصوليين كانوا أجل من أن يخرقوا الاجماغ الذي خرقه من بعدهم من تجويز التوجه و السؤال و الطلب و القصد الى المخلوق لفظا و معنى ... و لهذا لا تجد في كتبهم فيما اعلم تجويزا لقصد المخلوق و طلبه بل تجد المنع منه .. و لو كانوا يقولون بجواز القصد و الطلب الى المخلوق لذكروه كما ذكره من بعدهم .. و لما أقروا الاجماع الذي احتج به عليهم شيخ الاسلام ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 06:01 ص]ـ
بارك الله فيك ..
وكذلك المشركون إنما هو طلب ممن يصح إسناد الطلب إليه لمكانه وقربه وجاهه وتسببه في الزلفى ولا فرق ..
وكونه قرمطة في اللغة يفيد فائدة عظيمة في بناء الأحكام الشرعية، فالحكم الشرعي بكون ذلك شركاً أكبراً إنما بناؤه على: ((أستغيث بك .. ومالنبي مستغاث .. ومنه الغوث)) فليُقرمط في مراده منها بعد ذلك كيف يشاء، وليقل هو طلب وتوجه باللفظ كيف يشاء، فليس ينفعه ذلك في تأخير الحكم الشرعي عنه إلا إذا نفع ذلك المشركة ..
ونفس الطلب من النبي هو نفسه توجه وقصد وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم، وكون مراده أنه سبب= هذا لا ننازعك فيه أصلاً، ولكن كلامنا أن هذا المراد لا ينفي أنه توجه للنبي، وغايته أنه احتراز حتى لا يحمل التوجه على شرك التصرف، ولسنا ننازع السبكي في أنه لا يريد شرك التصرف فليهنأ بالاً، وإنما ننازعه في أن نفس إشراكه في الطلب والاستغاثة وجعله مستغاثاً ولو على جهة التسبب= نفس هذا هو شرك مشركة العرب ..
وهو يذكر الطلب والتوجه بعيارة فصيحة ناصعة أما قصد التسبب فهذا لا ينفي أنه أجاز القصد والتوجه ولكن غاية ما هناك أنه يشركه مع الله في القصد والتوجه لمكان التسبب وليس يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم طلباً خالصاً ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 07:17 ص]ـ
فائدة فيما يتعلق بأصل الموضوع:
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: ((وفي تقريظه-أي الحافظ- للرد الوافر مختصراً متميزاً بالدفاع عنه-أي عن الشيخ- وما يمس شيخ الإسلام هو فيه ناقل وليس بقائل)).
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 07:35 ص]ـ
بارك الله فيك
وكذلك المشركون إنما هو طلب ممن يصح إسناد الطلب إليه لمكانه وقربه وجاهه وتسببه في الزلفى ولا فرق ....
كيف و لا فرق و السبكي يحدد اولا انه اسناد الطلب هو اولا على المجاز لغويا و انما الطلب الى الله بالمعنى بينما المشركون يسندون الطلب الى المخلوق لفظا و معنى بلا مجاز .. و ثانيا السبكي يبين معنى التسبب و الكسب عنده بمعنيي التوسل عنده و هو اما السؤال يذات المخلوق او السؤال بدعائه ... بينما المشركون يحددون الكسب بغير هذين .. فليس قولهم هو التوسل بذات العزى و لا طلب الدعاء منها .. و هذا هو الكسب الذي حدده السبكي في استغاثته ... ثم السبكي وجماعته لا ينكرون الاجماع على منع سؤال غير الله و الاستعانة به .. و المشركون المتأخرون يمنعون هذا الاجماع ...
فهل يستوي من يقول أستغيث بالنبي و انا قصدي استغيث الله بالنبي حذفا مقدرا تجيزه اللغة عندي. بمن يقول استغيث بالعزى و انا اقصد اني استغيث البدوي و العزى بلا حذف و لا مجاز.؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/134)
هل يستوي من يقول أنه لا يستغيث بالنبي الا بمعنى أتوسل به الى الله لقضاء حاجتي او أسأل منه الدعاء لله لحاجتي ... بمن يقول انه لا يستغيث بالعزى او البدوي الا لأنها تقضي الحاجات؟
هل يستوي من يقول ان الاجماع على تحريم سؤال غير الله حق و ليس من ذلك استغاثتي و توسلي بمن يقول
انه لا اجماع في تحريم سؤال غير الله و ان الاحماع على خلافه و لهذا جاز الاستغاثة توجها الى المخلوق في طلب الحاجة.؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 08:26 ص]ـ
بارك الله فيك ..
كلام السبكي عن المجاز هو تعليل للطلب والاستغاثة الشركية بالمخلوق، ولاشك أن هذا تعليل لم تحسن مشركة العرب إبدائه فلا طاقة لهم بتلك المخترعات، أما نفس الطلب من المخلوق فقد اشتركا فيه جميعاً ..
والطلب عند المشركين على قواعد السبكي هو طلب لفظي أما المعنى فما هم إلا مقربين لله وهو وحده الخالق الموجد كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو المتسبب والله هو الخالق الموجد وكلا التعلقين لا يلغي أن نفس اللفظ شرك أكبر ..
وبالطبع لم تجعل المشركة الاستغاثة بالمخلوق توسلاً به وحاشاهم من تلك القرمطة التي تستحي الأعجمية منها، وهذا الجعل لا نفع السبكي في رفع حكم الشرك الأكبر المناط بقوله: أستغيث بك ..
والسبكي لم يمنع سؤال النبي بل أجازه وجعله مستغاثاً ويغيث على معنى التسبب كما أجازته المشركة على معنى الجاه والقربى ولا فرق بينهما ..
وقصد السبكي وقصد المشركين هو الله وإنما الوسائط عند المشركين جاه يتزلف به وعند السبكي سبب يتكسب به ..
ومناط الحكم الشرعي هو نفس أستغيث بك والقصد لا ينفع قائلها في رفع حكم الشرك عن فعله إلا إذا نفع قصد الله بالوسائط المتزلف بها المشركين، وإلا إذا نفع قصد المزاح من قال لزوجته أنت طالق،وإلا إذا نفع قصد التنزيه من أنكر أسماء الله وجعلها أعلاماً محضة ..
والمتوسل به وبجاهه لا يكون مغيثاً ومستغاثاً إلا لمن استغاث به وتوجه إليه وطلب منه،وتعليل ذلك بالتسبب لا يختلف عن تعليله بكونه يتزلف به ..
ـ[العاصمي الجزائري]ــــــــ[03 - 05 - 10, 01:48 م]ـ
فليس بعد هذا الكلام كلام ولا مذهب ...
فأرجو أن لا يكمل الشيخ هذه الحلقات أو أن يعدل منهجه فيها
فينفي التهم عن ابن تيمية من غير أن يلمز ويطعن بالحافظ رحم الله الجميع وغفر لهم
الشيخ لم يلمز ولم يطعن في الحافظ ابن حجر بل انتقد قلّة تحقيقه في المطاعن التي وجّهت لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وطعن في منهجه حول هذه الجزئية فأرجوا أن تنصف الشيخ وأنت تدعوه للإنصاف وقد استغربت من نقلك عن الحافظ مدح شيخ الإسلام وكأنّه قد خفي عن الشيخ مع أنّه قد ذكره في مقدمة بحثه وأشار إليه بقوله: (وقد يشفع لابن حجر أنه ذكر بعض ما قيل من فضائل ابن تيمية، وقام بتقريض كتاب ابن ناصر الدمشقي (الرد الوافر) فربما هذا تدارك منه للموقف، ومحاولة تعديل الكفة لأنه جانب الصواب في رواية أكاذيب يعلم ابن حجر، ولا شك أنه أول العالمين أنها باطلة)
فالشيخ لم يسلب الحافظ (الأمانة والدقة العلمية التي شهر بها وتواترت صحتها عند أهل العلم من الموافق و المخالف) مطلقا بل سلبها عنه في هذه الجزئية المتعلّقة بالمطاعن المفتراة على شيخ الإسلام بدليل قول الشيخ في نفس مقدمته (المفروض من الحافظ ابن حجر وهو من محققي أهل الحديث في الروايات و التراجم عندما يأتي إلى ... ) فانظر إلى وصف الشيخ له بأنه من (محققي أهل الحديث في الروايات و التراجم) لتقتنع بصحة ما أشرت إليه أما عدك للشيخ في من يسب ويشتم أمثال الحافظ فهو من ظلمك وقلّة إنصافك للشيخ!! وإلاّ فالشيخ الطيباوي حفظه الله معروف بعدله حتى مع أبعد الناس عنه فما بالك بأمثال الحافظ رحمه الله
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 06:54 م]ـ
المجاز العقلي لتبرير شرك الاستعانة بالاموات ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=209979)
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[04 - 05 - 10, 01:47 ص]ـ
بارك الله فيك أخي العاصمي
لا أريد أن يؤول الكلام في الشيخ الطيباوي ...
إن كان الشيخ لم يلمز الحافظ فليكن وانا هو من أخطأ
لكن كلام الشيخ واضح ولذلك لم أستنكره وحدي
فقوله: "وهذا ينم عن ضعف في الموقف العلمي، وخلل في الأمانة العلمية من جهة التحقيق العلمي و النزاهة في الحكم"
لا يصح فلا الحافظ موصوف بذلك على الإطلاق
ولا هو موصوف بذلك في هذا الموطن فقط مع ان هذا المعنى لا يستقيم خاصة مع طبيعة كلام الشيخ
ولا هذه الترجمة تدل على ذلك لما قدمنا
وكذا قول الشيخ: "فمن خلال التحقيق العلمي في هذه المطاعن نتبيّن حقيقة موقف ابن حجر من ابن تيمية".
فإن هذا الترجمة لا تدل على أن موقف الحافظ من ابن تيمية ما صوره الشيخ لما قدمنا من ذكر منهج أهل التراجم والمؤرخين ولما ذكرنا من كلام له آخر هو أصرح وأبين
ولا أريد أن أذكر باقي العبارات والكلمات التي تؤيد هذا
لأني كما قلت: إن كان كما تقول فهو الذي نريد
لكن فليغير الشيخ خطابه وأسلوبه اتجاه الحافظ إذا أراد أن يواصل ما كتبه حول هذه الترجمة
والله يغفر للجميع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/135)
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 07:30 ص]ـ
بارك الله فيك ...
،وإلا إذا نفع قصد المزاح من قال لزوجته أنت طالق،وإلا إذا نفع قصد التنزيه من أنكر أسماء الله وجعلها أعلاماً محضة .. ذ
هنا الخلط في مناط الحكم الشرعي بين القصد في اللفظ وا القصد في الحكم فيما يبدو لي ... فالاستفسار هنا في القصد في اللفظ لا في الحكم ... فلو قالت امرأة لرجل سمني خلية طالقا فقال أنت خلية طالق لما وقع الطلاق ان سألناه عن مقصود اللفظ ... فلو قال احدهم أنا أحمد النبي الأمي ... و قال آخر أنا أحمد النبي الأمي ... فلو سألنا الأول فأجاب أنا أحمد النبي الأمي و لا أذمه ... و استفسرنا الآخر فاجاب انا احمد النبي خاتم النبيين لكفر الثاني دون الأول ... فالا ستفسار عن القصد في نفس المستوى اللغوي لا على مستوى القصد في النيات فطبعا لا احد يتقصد الكفر الا ما شاء الله ...
فالسبكي يقر على طول الخط ان لا توجه في القصد و الطلب الى غير الله و انه لا يجوز و انه لا ينكر الاجماع على تحريمه بل يؤيده و يقره على المستوى اللغوي فحين تسأله ما تقصد لغة بأستغيث بالنبي يجيبك اقصد استغيث الله بالنبي و هو اسلوب من الحذف المقدر معروف عند العرب و معروف ورود السؤال و الاستغاثة على معنى واحد .. و المشركون سواء الأقدمون او المعاصرون ان استفسرتهم لا يجيبون الا بتأكيد المعنى اللغوي الحقيقي ... بتأكيد توجيه القصد و الطلب الى الأصنام او البدوي في طلب الحاجة ... في نفس المستوى اللغوي ... لا مجاز و لا حذف عندهم ... سواء مقبول عند العرب او مهجور ... فهم اصلا لا يرون حرمة في توجيه القصد و الطلب الى غير الله ...
ثم ان الكسب و التسبب عند السبكي حدده فقط بشيئين اما سؤال الله بذات المخلوق او سؤال الله بدعاء المخلوق ... و كلاهما ليسا من معاني الكسب و التسبب عند المشركين ..... فالشرك يقع بالتوجه في القصد و الطلب الى غير المخلوق معنى و ليس فقط لفظا - و اكرر ان المقصود بالمعنى هنا المعنى اللغوي لا الحكمي المتعلق بالنوايا فقط-و يقع باعتقاد النفع و الضر و هذا كفر مستقل و كلاهما لا يقول به السبكي و يقول باحدهما او كلاهما المشركون ...
أما ان المتوسل ان استغاث فلا يكون الا متوجها بالطلب و القصد الى المخلوق فهذا رأيكم .. أما رأي السبكي فلا فيما يبدو لي. فهو يستوي عنده السؤال و الاستغاثة فكليهما عنده بمعنى واحد ... و في كليهما يقول انه لا يكون فيهما عنده التوجه و السؤال الى غير الله - بخلاف المتأخرين ممن أجازوا ذلك- و هذا رأيه هو. فيما يبدو لي في رأيي المتواضع. و سواء صح ام لم يصح فليس من مقصودنا .. انما مقصودنا تحرير رأيه و معرفة مقصوده
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 09:04 ص]ـ
بارك الله فيك ..
كلامنا عن رجل قال لزوجته أنت طالق، فمثله لا يقبل منه ادعاء قصد غير اللفظ الظاهر وقد يُدَّينه القاضي مع القضاء بالطلاق، كما هو معلوم ..
وحال السبكي في مسألتنا أسوأ بجعله الطلب من النبي وأنه مستغاث ويغيث وهذا يضرب ادعاء أنه لا يجعل السؤال لغير الله في مقتل ..
فاللفظ كفري والمعنى معنى مدعى مكذوب لا يكون في العربية ولا في واقع الناس فمثله مثل رجل يقول إنما أردت بأنت طالق اصنعي الطعام، فيجيبه القاضي:
أما لفظك فصريح تؤاخذ به ..
وأما المعنى الذي أردته فلا ينفعك كشبهة حتى؛لعدم جريانه في العربية جرياناً يجعل لك وجهاً في الاحتمال؛ فليس هو حتى كمن قال: لامرأة مقيدة: أنت طالق ..
وعود على بدء: نحن لا نجادل في قصده وإنما نقول: مجرد إشراكه النبي صلى الله عليه وسلم في الاستغاثة هو شرك في العبادة ولو كان على معنى التسبب لم ينفعه كما أن كونه على معنى التزلف لم ينفع المشركة، ودعواه إرادة التوسل لا تنفعه إلا إذا نفعت المشركة إرادة التزلف والكل مقر بأن الخالق الموجد هو الله وإنما هم لاحظوا الزلفة فأشركوا والسبكي لا حظ التسبب فأشرك فكلاهما أشرك شركاً فعلياً لا يرفعه عنه قصده التسبب أو التزلف قضية أن الله لم يرفع حكم الشرك عن المشركة رغم تعلقهم بالجاه والزلفى وإقراراهم بأن الخالق الموجد هو الله جل سبحانه عن شريك يغيث معه ..
وأصل ذلك في معتقد أهل السنة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/136)
أن الأقوال والأفعال التي هي شرك محض،يحكم بكونها شركاً إذا تلفظ بها متلفظ ولا يُسأل عن قصده فيها ولا يُعتبر، بل يُناط الحكم بنفس القول والفعل الكفري،وإنما ينفع القصد ونحوه من تكييف الواقع في الشرك لشركه تكييفاً فقهياً = في مسائل إعذار المعينين، أما نفس الفعل الكفري فهو فعل كفري لا ينفع قائله أو فاعله أنه أراد منه معنى غير ما يقتضيه اللفظ في العربية والفعل في الأحكام الشرعية ..
ـ[منهاج السنة]ــــــــ[13 - 05 - 10, 02:11 ص]ـ
جواب الشيخ طيباوي على المعترضين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=210754
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - 05 - 10, 06:29 م]ـ
حتى هذه الصورة التي جوزها السبكي وزعم فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم مستغاث على سبيل التسبب والتكسب = هو منهي عنه شرعا، لأنها طلب الشفاعة ممن لم يأذن له المشفِّع بالشفاعة أو لم يعرف منه الإذن بها. وهو بدعة قبيحة وأحسن أحوالها أنها ذريعة لى الشرك الأكبر. قال تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ}. وقال تعالى نصا في المسألة: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ}. يقولون هؤلاء أسبابنا عند الله!!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (فَإِنَّ دُعَاءَ الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاءِ بَعْدَ مَوْتِهِمْ وَفِي مَغِيبِهِمْ وَسُؤَالَهُمْ وَالِاسْتِغَاثَةَ بِهِمْ وَالِاسْتِشْفَاعَ بِهِمْ فِي هَذِهِ الْحَالِ وَنَصْبَ تَمَاثِيلِهِمْ - بِمَعْنَى طَلَبِ الشَّفَاعَةِ مِنْهُمْ - هُوَ مِنْ الدِّينِ الَّذِي لَمْ يَشْرَعْهُ اللَّهُ وَلَا ابْتَعَثَ بِهِ رَسُولًا وَلَا أَنْزَلَ بِهِ كِتَابًا وَلَيْسَ هُوَ وَاجِبًا وَلَا مُسْتَحَبًّا بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَلَا فَعَلَهُ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَلَا أَمَرَ بِهِ إمَامٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مِمَّا يَفْعَلُهُ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ مِمَّنْ لَهُ عِبَادَةٌ وَزُهْدٌ وَيَذْكُرُونَ فِيهِ حِكَايَاتٍ وَمَنَامَاتٍ فَهَذَا كُلُّهُ مِنْ الشَّيْطَانِ. وَفِيهِمْ مَنْ يَنْظِمُ الْقَصَائِدَ فِي دُعَاءِ الْمَيِّتِ وَالِاسْتِشْفَاعِ بِهِ وَالِاسْتِغَاثَةِ أَوْ يَذْكُرُ ذَلِكَ فِي ضِمْنِ مَدِيحِ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ فَهَذَا كُلُّهُ لَيْسَ بِمَشْرُوعِ وَلَا وَاجِبٍ وَلَا مُسْتَحَبٍّ بِاتِّفَاقِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَمَنْ تَعَبَّدَ بِعِبَادَةِ لَيْسَتْ وَاجِبَةً وَلَا مُسْتَحَبَّةً؛ وَهُوَ يَعْتَقِدُهَا وَاجِبَةً أَوْ مُسْتَحَبَّةً فَهُوَ ضَالٌّ مُبْتَدِعٌ بِدْعَةً سَيِّئَةً لَا بِدْعَةً حَسَنَةً بِاتِّفَاقِ أَئِمَّةِ الدِّينِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُعْبَدُ إلَّا بِمَا هُوَ وَاجِبٌ أَوْ مُسْتَحَبٌّ. وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ يَذْكُرُونَ فِي هَذِهِ الْأَنْوَاعِ مِنْ الشِّرْكِ مَنَافِعَ وَمَصَالِحَ وَيَحْتَجُّونَ عَلَيْهَا بِحُجَجِ مِنْ جِهَةِ الرَّأْيِ أَوْ الذَّوْقِ أَوْ مِنْ جِهَةِ التَّقْلِيدِ وَالْمَنَامَاتِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَجَوَابُ هَؤُلَاءِ مِنْ طَرِيقَيْنِ: أَحَدُهُمَا الِاحْتِجَاجُ بِالنَّصِّ وَالْإِجْمَاعِ. وَالثَّانِي الْقِيَاسُ وَالذَّوْقُ وَالِاعْتِبَارُ بِبَيَانِ مَا فِي ذَلِكَ مِنْ الْفَسَادِ فَإِنَّ فَسَادَ ذَلِكَ رَاجِحٌ عَلَى مَا يُظَنُّ فِيهِ مِنْ الْمَصْلَحَةِ.)
ثم قال الشيخ: (وَهَذَا وَنَحْوُهُ مِمَّا يُبَيِّنُ أَنَّ الَّذِينَ يَدْعُونَ الْأَنْبِيَاءَ وَالصَّالِحِينَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ عِنْدَ قُبُورِهِمْ وَغَيْرِ قُبُورِهِمْ: هُمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يَدْعُونَ غَيْرَ اللَّهِ كَاَلَّذِينَ يَدْعُونَ الْكَوَاكِبَ وَاَلَّذِينَ اتَّخَذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ... وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ فِي الْقُرْآنِ: يَنْهَى أَنْ يُدْعَى غَيْرُ اللَّهِ لَا مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَلَا الْأَنْبِيَاءِ وَلَا غَيْرِهِمْ؛ فَإِنَّ هَذَا شِرْكٌ أَوْ ذَرِيعَةٌ إلَى الشِّرْكِ؛ بِخِلَافِ مَا يُطْلَبُ مِنْ أَحَدِهِمْ فِي حَيَاتِهِ مِنْ الدُّعَاءِ وَالشَّفَاعَةِ فَإِنَّهُ لَا يُفْضِي إلَى ذَلِكَ؛ فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ لَمْ يُعْبَدْ فِي حَيَاتِهِ بِحَضْرَتِهِ فَإِنَّهُ يَنْهَى مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ؛ بِخِلَافِ دُعَائِهِمْ بَعْدَ مَوْتِهِمْ فَإِنَّ ذَلِكَ ذَرِيعَةٌ إلَى الشِّرْكِ بِهِمْ وَكَذَلِكَ دُعَاؤُهُمْ فِي مَغِيبِهِمْ هُوَ ذَرِيعَةٌ إلَى الشِّرْكِ. فَمَنْ رَأَى نَبِيًّا أَوْ مَلَكًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَقَالَ لَهُ " اُدْعُ لِي " لَمْ يُفْضِ ذَلِكَ إلَى الشِّرْكِ بِهِ بِخِلَافِ مَنْ دَعَاهُ فِي مَغِيبِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ يُفْضِي إلَى الشِّرْكِ بِهِ كَمَا قَدْ وَقَعَ فَإِنَّ الْغَائِبَ وَالْمَيِّتَ لَا يَنْهَى مَنْ يُشْرِكُ بَلْ إذَا تَعَلَّقَتْ الْقُلُوبُ بِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ أَفْضَى ذَلِكَ إلَى الشِّرْكِ بِهِ فَدَعَا وَقَصَدَ مَكَانَ قَبْرِهِ أَوْ تِمْثَالِهِ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ كَمَا قَدْ وَقَعَ فِيهِ الْمُشْرِكُونَ وَمَنْ ضَاهَاهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَمُبْتَدِعَةِ الْمُسْلِمِينَ.)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/137)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - 05 - 10, 06:41 م]ـ
كما يكمل صاحب الموضوع مشواره؟
ـ[ابو علاء سيف الدين]ــــــــ[13 - 05 - 10, 07:11 م]ـ
جزاكم الله كل خير.(63/138)
أحد الملحدين سأل أحد المسلمين: لو أن ربك أمرك؟، فماذا ستفعل؟
ـ[محمود المحلي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 03:44 م]ـ
السلام عليكم.
أحد الملحدين سأل أحد المسلمين: لو أن ربك أمرك بأن ترمي نفسك من الدور العاشر، فماذا ستفعل؟
فما إجابة هذا السؤال في رأيكم؟
أيقال: نعم، سأفعل بالتأكيد؟ أم: إن الله لا يأمر بمثل هذا؟
وجزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[30 - 04 - 10, 04:13 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
هذا العلج يريد منك أن تجيب بـ نعم حتى ينال من آمرِك الذي يودي بك للتهلكة وما فيه فساد ومضرة لك ....
لكن نحن المسلمون ننظر في شيئين الثبوت والدلالة؛ فإذا ثبت عندي أمر من الله عز وجل وأنه يدل على الفعل الفلاني ائتمرت به ولا أبالي
وفي الحديث يكلف الله يومَ القيامة المجانين وصبيان المشركين .... بالخوض في جهنم؛ فمن فعل نجا، ومن لم يفعل عذب، وهذه كتلك
فأوامر الله عز وجل مصالح كلها في الدنيا والآخرة، منها ما يعقل في الدنيا ابتداءً، ومنه ما يعقل في الدنيا انتهاءً (بعد الفعل)، ومنه ما لا يعقل إلا في الآخرة كأنواع العبادات.
والله أعلم.
ـ[أبو محمد وسيف]ــــــــ[16 - 05 - 10, 08:43 م]ـ
سأجيبه بأن الله لن يأمرني بذلك، إذ الوحي انقطع بعد موت محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولا نبي بعده.
هذا فضلا عن أن الله أمرنا بـ (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وقال (ولا تقتلوا أنفسكم)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[16 - 05 - 10, 08:58 م]ـ
السلام عليكم.
أحد الملحدين سأل أحد المسلمين: لو أن ربك أمرك بأن ترمي نفسك من الدور العاشر، فماذا ستفعل؟
فما إجابة هذا السؤال في رأيكم؟
أيقال: نعم، سأفعل بالتأكيد؟ أم: إن الله لا يأمر بمثل هذا؟
وجزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم.
لو لم يكن قادرا على أن يرمي بي أو يعذبني بأشد من ذلك اذا رفضت ما أطعته
فكيف اذا كان قادرا وحكيما فوق ذلك!
فاسأله هو: هل اذا أطعته كنت حكيما أم سفيها؟
يجب ان يرجع السؤال الى السائل.
ـ[أبو المنذر أحمد]ــــــــ[16 - 05 - 10, 10:53 م]ـ
الجواب بلا شك ولا ارتياب اني اعلم من ربي انه رحيم حكيم فمن رحمته بي انه لا يعنتني بشئ من امره ولا نهيه ومن حكمته بي انه ان امرني فلخير علمه لن اصل اليه الا ببذل نفسي له.الا ترى انه اشترى من المؤمنين انفسهم وهو غني عنهم وهم فقراء اليه.
وشواهد الحكمة والرحمة قد تناولها ابن القيم رحمه الله في كتابيه طريق الهجرة وكذا شفاء العليل فانظر الى آثار رحمة ربك
ـ[أبو مالك الأثري السلفي]ــــــــ[16 - 05 - 10, 10:59 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
في البداية ... هل هذا الملحد يؤمن بوجود رب؟
ـ[أحمد سعيدي]ــــــــ[16 - 05 - 10, 11:06 م]ـ
لو أمرني لفعلت طبعا لأن هذا خير لي
ـ[أبو محمد وسيف]ــــــــ[17 - 05 - 10, 12:24 م]ـ
لو أمرني لفعلت طبعا لأن هذا خير لي
كيف تعرف أنه أمرك؟ إذا كان ثمة أمر
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[17 - 05 - 10, 01:17 م]ـ
السؤال ممنوع أصلا!
والتسليم له مع باطله غلط
هذا كمن يتكلف في جواب هل يقدر الله ان يخلق صخرة لا يستطيع حملها؟
فالجواب أن هذا السؤال ممتنع باطل، بل ثبت بالشرع والعقل عند من يثبت وجوده تعالى أنه لا يأمر إلا بما فيه نفع أو مصلحة عاجلة أو آجلة، ولا يأمر بالفحشاء و لا بالكفر ولا بالمشقة التي لا تطاق ولا يحبها ولا يرضاها، فما كان ضرره خالصا مجردا لا يأتي به أمر منه تعالى أبدا ولا يكون، وما يكون في ظاهره مشقة أو ضر عاجل فله من النفع في العاجل بعد أو في العاقبة والآجل أكثر من مشقته أو ضرره العاجل، فعلى صورة السؤال إن لم يكن لقتل الإنسان نفسه مسوغ كمن يغرر بنفسه ويخاطر بها في سبيل الله كمسألة المنغمس في العدو ولو تُحقق قتله، أو مطلق الجهاد بالنفس والمال وهو كره للنفس، أو تمني موت ـ لا فِعْلِه ـ عند حلول فتنة مهلكة، فهذا مع ما فيه من مشقة إلا أن مايترتب عليه من منافع في الدنيا والآخرة أربى وأكثر.، أقول إن لم يكن فيما ظاهره الضرر أو المشقة مسوغ كما مثلت فإنه لا يأتي به الشرع ولا يأمر الله به عباده.
وهذا مبني على القول بإدراك العقل حسنا وقبحا في الشرع، وهو الحق وهو مذهب أهل السنة، وعلى أصول من ينفيهما يمتنع السؤال لورود السمع بنقضه، وهم متفقون أن المسألة ـ يعني التحسين والتقبيح ـ فيما قبل البعثة، أما بعد البعثة فالحكم للشرع اتفاقا، واجمعوا أن الحاكم هو الله عز وجل،وكذا اتفقوا أن المنافر للطبع والملائم له يدرك العقل حسنه وقبحها، ولا شك أن إيلام النفس وقتلها بلا مسوغ ولا نوع منفعة يلائم الطبع قطعا، ثم يقال أيضا على أصولهم: لما لم يأت في الشرع هذا الحكم المسئول عنه ولا نظيره ولا قريب منه ـ وهو قتل النفس بلا مصلحة ـ بل الورد النهي عنه والوعيد الشديد لفاعله، فللمجيب على هذا الأصل أن يقول السؤال ممنوع لإكذاب الشرع له.
والحاصل أن هذا السؤال من الأغلوطات النى يسالأها من لا خلاق الله، وله نوع تعلق بالتحسين والتقبيح العقلي، والتكليف بما لا يطاق، وهي مسائل طويل الذيل، لكن أشرت لك لأطراف منها.
وارجع لكلام شيخ الإسلام عن المسألتين، وكلام ابن القيم عن قتل الخضر للغلام، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/139)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[17 - 05 - 10, 01:57 م]ـ
وما يرد على ذلك من أمر الرسول بولوج نار الدجال، فنقول هذا في حقيقته وإن كان يبدو ضرره في الظاهر إلا أن فيه نفعا متحققا أخبر عنه الرسول.
وكذا أمر الخليل بذبح ولده، فإنه وإن كان في الظاهر شاقا لا يستطاع، إلا أنه ترتبت عليه من المنفعة الأمر الجليل وهو حصول الخلة لإبراهيم، ولم يكن مراد الله تعالى ذبح إسماعيل، وإنما امتحان إبراهيم فلما امتثل نسخه الله لكونه ليس مرادا في نفسه.
ومن نفس الباب خبر الامتحان يوم القيامة لأهل الفترة فإن الظاهر ولو كان شاقا إلا أن المنفعة متحققة من وراءه وهي دخول الجنة، مع ثبوت التحقق أن الآمر الله عز وجل وأنه لا يريد لهم إلا الرحمة وإلا ما قبل معذرتهم أصلا، فالحاصل أن الشرع لا يأمر بضرر محض أبدا، بل ولا بما يغلب ضرره على نفعه إن ثبتت له منفعة.
وارجع كذلك لكلام ابن القيم في (أحكام أهل الذمة) على هذا ونظائره.
ـ[أبو عبيدة التونسي السلفي]ــــــــ[17 - 05 - 10, 02:35 م]ـ
هداني الله وإياكم , الإجابة على هذا المرجف لا أسهل منها:
{إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي}
{قل إن الله لا يأمر بالفحشاء}
{قل أمر ربي بالقسط}
وقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن رب العزة: {يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا}
فالله أحكم الحاكمين حرم الظلم على نفسه ولا يمكن أن يأمر أبدا أو يقضي بما فيه ظلم للإنسان , فيلزم السائل الملحد أن يعلم أن هذا السؤال هو بسبب سفاهته وجهله بالله , ونعلمه أن الله حرم ذلك ومثله على نفسه ...
ـ[أبو سليمان الهاشمي]ــــــــ[17 - 05 - 10, 03:05 م]ـ
جوابه هو إذا كان قتل النفس جائزا وقربة الى الله في شريعتنا كما أمر به أهل الكتاب وجاءنا ذلك على لسان نبي مرسل من الله فما المانع من ذلك؟ لكن هذين الشرطين يستحيل وجودهما في دين الاسلام الذي اتى به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. فقد نسخ الأمر ومات خاتم الأنبياء وقضي الأمر والحمدلله رب العالمين
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[17 - 05 - 10, 03:44 م]ـ
ليس في شرع سابق أمر بقتل النفس لله على وجه القربى بلا مسوغ، واتفقت كل الشرائع على قبح القتل ظلما وعدوا، وهو ما كان لمفسدة أو لم تكن له مصلحة،وخرج البخاري (إن الله لغني عن تعذيب هذا نفسه) لمن حج ماشيا فكيف بمن يقتل نفسه تقربا لله؟
وما جاء عن بني إسرائيل فكان بسبب كفرهم واتخاذهم العجل، وهؤلاء كانوا شرارهم وقتلهم حد، وإلا لو كان القتل قربى للزم قتل خيارهم أنفسهم.
والشرائع جاءت لحفظ الحياة وصونها و تعديل شؤونها بالعلم والعدل، وليس بإزهاقها تقربا لله، بل هذا فعل عبدة الشياطين والنار و العياذ بالله.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - 05 - 10, 04:06 م]ـ
وكذا أمر الخليل بذبح ولده، فإنه وإن كان في الظاهر شاقا لا يستطاع، إلا أنه ترتبت عليه من المنفعة الأمر الجليل وهو حصول الخلة لإبراهيم، ولم يكن مراد الله تعالى ذبح إسماعيل، وإنما امتحان إبراهيم فلما امتثل نسخه الله لكونه ليس مرادا في نفسه.
هذا هو نفسه محل النزاع ..
لأن السائل سيقول: ومن أدراك أن الله لا يأمر بهذا لمصلحة لك عظيمة فمادام ثبت عندك أنه سبحانه أمر = وجب عليك الامتثال؛ ثقة منك أنه ما أمرك بهذا إلا لمصلحة عظيمة يراها لك ..
وصورة المسألة: هل يمتنع شرعاً أن يأمر الله عز وجل مكلفاً بقتل نفسه لمصلحة يراها سبحانه في الأمر؟
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[17 - 05 - 10, 07:35 م]ـ
المشاركة رقم تسعة تناقض المشاركة رقم عشرة!!!
فلو قلنا بامتناعه لذاته أعني السؤال كما في المشاركة رقم تسعة فالواجب اطراده في الأمثلة في المشاركة رقم عشرة.
ولو عللنا الأمثلة في المشاركة رقم عشرة بالحكمة ونحوها فليكن الأمر كذلك في سؤال السائل.
المهم أن تكون الإجابة مطردة في الجميع فإما أن نمنع الجميع وإما أن نعلل الجميع بما يسوغ شرعا وعقلا.
ثم المثال المذكور في المشاركة التاسعة وهو خلق الله لصخرة لا يستطيع حملها مثال مغاير لمسألة هذا الزنديق فخلق صخرة لا يمكن حملها ممتنع لذاته كخلق إله آخر وكالتجسد في جسد بشر ..
وأما سؤال الزنديق هو عن أمر فيه كلفة ومشقة وله نظائر في الشرع في الأمثلة المذكورة في المشاركة العاشرة .. فالقول بأن السؤال ممتنع وباطل في ذاته باطل.
والصواب أن يقال إن إجابة السؤال فرع عن امتثال العبد للرب الحكيم الذي يعبده فلو حصل الأمر بذلك يقينا وثبت إخبارا فما يكون لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون له الخيرة .. وإذا كان حصل الأمر بالجوع والعطش لحكمة وكذا بذل المال-الذي قد يراه البعض إضاعة له- كذلك لحكمة والأمر بقتل بعض بني إسرائيل لبعضهم لحكمة وكذا الأمر بقتل إبراهيم لولده لحكمة فإذا ثبت كل هذا مع ثبوت الحكمة فحينئذ لو أمر بقتل النفس بالتردي من شاهق أو النحر بسكين فسيكون ذلك لحكمة مع القيد المذكور.
وكل ما ذكرته مفترض مع ثبوت الأمر بذلك والافتراض العقلي .. وأما من جهة الشرع فالشرع قد ورد بالنهي عن قتل النفس وأمر بصيانتها فالرد المذكور رد مفترض على سؤال غير محال عقلا لكنه غير حاصل شرعا.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/140)
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[18 - 05 - 10, 02:19 ص]ـ
قل له ان الله لن يأمرني بذلك وذكره بقوله تعالى:. {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما}. النساء. 29.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - 05 - 10, 02:38 ص]ـ
بارك الله فيك ..
ليس البحث في هذا ..
وإنما البحث في هذا: هل يمتنع شرعاً أن يأمر الله عز وجل مكلفاً بقتل نفسه لمصلحة يراها سبحانه في الأمر؟
فالكلام في الإمكان، وليس فيما هو الوحي الذي أوحي إلى نبينا صلى الله عليه وسلم وانقطع بموته ..
والثابت بيقين لاشك فيه: هو أن الممتنع أن الله لن يأمره يقتل نفسه لغير مصلحة عظيمة،فهو سبحانه كتب على نفسه الرحمة وحرم على نفسه الظلم ..
فهل يمتنع شرعاً أن يأمر الله عز وجل مكلفاً بقتل نفسه لمصلحة يراها سبحانه في الأمر؟
والله الرحيم هو من سيأمر الأربعة بدخول النار يوم القيامة ويجعل طاعتهم للأمر طاعة محمودة جزائها أن يجدوا النار جنة كما في حديث الأسود بن سريع ..
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[18 - 05 - 10, 03:53 ص]ـ
أما في الحقيقة والواقع، فلن يحدث ذلك لأن الشرع قد تم، وكمل، ونهانا -عز وجل- عن فعله،
أما لو قدر أن الأمر مستمر، لما امتنع أن يأمر بهذا، فقد أمر به بني إسرائيل فقال لهم: ((فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم ... ))، فقتل النفس عند أمره سبحانه خير لا مرية في ذلك، فكل أمر يأمره الله تعالى -وإن شق وعسر- فهو حكمة وصلاح وخير، والله أعلم.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[18 - 05 - 10, 09:37 ص]ـ
هذا هو نفسه محل النزاع ..
لأن السائل سيقول: ومن أدراك أن الله لا يأمر بهذا لمصلحة لك عظيمة فمادام ثبت عندك أنه سبحانه أمر = وجب عليك الامتثال؛ ثقة منك أنه ما أمرك بهذا إلا لمصلحة عظيمة يراها لك ..
وصورة المسألة: هل يمتنع شرعاً أن يأمر الله عز وجل مكلفاً بقتل نفسه لمصلحة يراها سبحانه في الأمر؟
حياكم الله يا شيخ
لا يمتنع شرعا، والممنوع في الجواب هو الأمر بالضرر المحض أو ما لا منفعة فيه لذلك لم يخل مثال من منفعة، وهذا الذي يمنعه العقل والشرع، والسائل الملحد لا يريد إلا هذا بالسؤال.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[18 - 05 - 10, 09:49 ص]ـ
المشاركة رقم تسعة تناقض المشاركة رقم عشرة!!!
فلو قلنا بامتناعه لذاته أعني السؤال كما في المشاركة رقم تسعة فالواجب اطراده في الأمثلة في المشاركة رقم عشرة.
ولو عللنا الأمثلة في المشاركة رقم عشرة بالحكمة ونحوها فليكن الأمر كذلك في سؤال السائل.
المهم أن تكون الإجابة مطردة في الجميع فإما أن نمنع الجميع وإما أن نعلل الجميع بما يسوغ شرعا وعقلا.
ثم المثال المذكور في المشاركة التاسعة وهو خلق الله لصخرة لا يستطيع حملها مثال مغاير لمسألة هذا الزنديق فخلق صخرة لا يمكن حملها ممتنع لذاته كخلق إله آخر وكالتجسد في جسد بشر ..
وأما سؤال الزنديق هو عن أمر فيه كلفة ومشقة وله نظائر في الشرع في الأمثلة المذكورة في المشاركة العاشرة .. فالقول بأن السؤال ممتنع وباطل في ذاته باطل.
والصواب أن يقال إن إجابة السؤال فرع عن امتثال العبد للرب الحكيم الذي يعبده فلو حصل الأمر بذلك يقينا وثبت إخبارا فما يكون لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون له الخيرة .. وإذا كان حصل الأمر بالجوع والعطش لحكمة وكذا بذل المال-الذي قد يراه البعض إضاعة له- كذلك لحكمة والأمر بقتل بعض بني إسرائيل لبعضهم لحكمة وكذا الأمر بقتل إبراهيم لولده لحكمة فإذا ثبت كل هذا مع ثبوت الحكمة فحينئذ لو أمر بقتل النفس بالتردي من شاهق أو النحر بسكين فسيكون ذلك لحكمة مع القيد المذكور.
وكل ما ذكرته مفترض مع ثبوت الأمر بذلك والافتراض العقلي .. وأما من جهة الشرع فالشرع قد ورد بالنهي عن قتل النفس وأمر بصيانتها فالرد المذكور رد مفترض على سؤال غير محال عقلا لكنه غير حاصل شرعا.
والله أعلم.
حياكم الله يا شيخ
ليس المراد التفريق بين الممتنع الذاتي أو العرضي في السؤال التمثيلي، وهذا متفرع على الظلم هل هو ممكن أم ممتنع في حقه تعالى، والمسألة ممنوعة على الوجهين، وعنوانها أنه يمتنع أن يأمر الله عباده بالضرر المحض الذي لا نوع منفعة فيه عاجلة أو آجلة.
وليس في إجابتي أن امتناع السؤال ذاتي أو عرضي ليرد الاستشكال بالمثال، سيما و أنه لا يجب المطابقة في المثال، ومن ثم عابوا الاعتراض على التمثيل، إلا لو خالف المطلوب من كل وجه!
أما التناقض فيسلم لو خلت تلك المأمورات في الأمثلة عن المصلحة.
وسؤال الملحد من هذا الباب، فالممنوع جنس السؤال لا أفراده وإلا ما أثبتُّ نظائر في الشرع لتكاليف فيها مشقة مماثلة أو أدون لما في السؤال، ولكن مع إثبات القدر المغاير وهو حصول المصلحة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - 05 - 10, 12:20 م]ـ
سيدنا الشيخ مالناش دعوة بغرض الملحد، نحن الآن نقرر المسألة:
المهم الآن: لو ثبت أن الله أمر = وجب الامتثال والله وحده يعلم حكمة أمره والقدر المحكم أنه لا يأمر إلا بما فيه غاية الحكمة وتمامها ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/141)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[18 - 05 - 10, 12:37 م]ـ
لا شك أنني لا أخالف في هذا، وأومأت إليه في الكلام على أهل الفترة لما قلت (مع ثبوت التحقق أن الآمر الله عز وجل وأنه لا يريد لهم إلا الرحمة وإلا ما قبل معذرتهم أصلا) وكلام ابن القيم قريب جدا من هذا أيضا.
أما القضية المحكمة الكلية التي ذكرتها في إجابتي فهي أن إتلاف النفس لغير مصلحة ليس مما يأتي به الشرع أبدا.
أما غرض الملحد فهو أساس في إجابة شبهته، إذ أصل الملحد الذي يسأل عنه هو كلام قدماء الكفار مثل البراهمة الذين يحكون كلامهم في قبح البعثة لأن الأنبياء جاؤوا بما تنفر منه النفوس من إيلام الحيوان و ما إلى ذلك، فسؤاله لو أمرك إلهك بما لا مصلحة فيه، بل بالقبيح المؤلم الذي يعود عليك بالضرر أتفعله؟
والطريقة في جوابه لا تكون التسليم بل تكون المنع من هذا عقلا وشرعا.
أما المسألة التي تقررها فلا خلاف فيها وذكرتها في الأمثلة فوق.
بارك الله فيكم سيدنا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - 05 - 10, 01:49 م]ـ
بوركت يا مولانا ..
سؤاله إذا أمر = تستجيب؟
فيكون جوابه نعم أستجيب ..
فإن تكلم عن الإيذاء = دفع بأن الإيذاء والإيلام متوهم وأن هذا أمر بما فيه مصلحة ..
وإذا كان الخلل في الإلزام لم يدفع بعدم تسليم الأصل بل يكفي في دفعه منع الملازمة، وهذا لا يخفى على مثلك ..
ولذا إذا كان سؤاله: إذا أمرك ربك بما لا مصلحة فيه = كان جوابه ما تفضلتَ به ..
اما السؤال المذكور فلا مانع من تسليمه وإبطال اللازم المتوهم من التسليم ..
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - 05 - 10, 01:55 م]ـ
السلام عليكم.
أحد الملحدين سأل أحد المسلمين: لو أن ربك أمرك بأن ترمي نفسك من الدور العاشر، فماذا ستفعل؟
فما إجابة هذا السؤال في رأيكم؟
أيقال: نعم، سأفعل بالتأكيد؟ أم: إن الله لا يأمر بمثل هذا؟
وجزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم.
قل له:
المؤمن يطيع أمر الله تعالى في كل شيء،
ويثق أن طاعته لن تضره بل تنفعه وتصلحه،
وأسأل ربي أن يجعلني مؤمنا صادقا في إيماني.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - 05 - 10, 02:02 م]ـ
أحسنتَ ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[18 - 05 - 10, 02:32 م]ـ
بوركت يا مولانا ..
سؤاله إذا أمر = تستجيب؟
فيكون جوابه نعم أستجيب ..
فإن تكلم عن الإيذاء = دفع بأن الإيذاء والإيلام متوهم وأن هذا أمر بما فيه مصلحة ..
وإذا كان الخلل في الإلزام لم يدفع بعدم تسليم الأصل بل يكفي في دفعه منع الملازمة، وهذا لا يخفى على مثلك ..
ولذا إذا كان سؤاله: إذا أمرك ربك بما لا مصلحة فيه = كان جوابه ما تفضلتَ به ..
اما السؤال المذكور فلا مانع من تسليمه وإبطال اللازم المتوهم من التسليم ..
حاضر!
لكن الذي فهمته أن السائل أراد ما ذكرتَه
جزاك الله خيرا يا شيخ
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - 05 - 10, 02:33 م]ـ
حضر لك الخير يا عسل ..
وحشتني ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[18 - 05 - 10, 02:35 م]ـ
بلاش على العام حيحذفوه ـ ابتسامة
ـ[أحمد الوبيري الشمري]ــــــــ[20 - 05 - 10, 01:17 ص]ـ
حياكم الله أيها المشايخ الكرام
متابع
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[20 - 05 - 10, 02:00 ص]ـ
بارك الله فيكم
وصورة المسألة: هل يمتنع شرعاً أن يأمر الله عز وجل مكلفاً بقتل نفسه لمصلحة يراها سبحانه في الأمر؟
نعم يأمر الله بالجهاد ويرغب في الشهادة، ورجال يتلذذون الموت في سبيل الله ويريدونه .....
هذا في المصلحة التي يدركها العبد، لكن لقصر نظر العبد عن نظر الرب فقد لا يرى كثيرا من مصالحه التي يراها له الرب سبحانه وتعالى؛ وأحسن العبادة أن يمتثل العبد أوامر الرب فيما لا يدرك مصلحته العبد كالعبادات.
إنما هي زيادة إيضاح لأن أبا فهر قد أصاب الجواب وزيادة.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[20 - 05 - 10, 02:14 ص]ـ
لا تعارض إن شاء الله بين إجابات الإخوة الأفاضل، زذلك أنه في باب الجدل والمناظرة يمكن أن تجيب الخصم على فرض المنع ويمكن أن تجيبه على فرض التسليم
فنقول الجواب أولا على فرض المنع: نثبت له أنه يمتنع أن يأمر الله بهذا في شريعتنا، لأن الشرع اكتمل، ولأن الله لا يأمر بالفحشاء .. إلى آخر ما ذكر
ثم الجواب ثانيا على فرض التسليم نقول لو سلمنا جدلا أن الله سبحانه أمرنا بهذا فالواجب علينا الامتثال وسيكون في الامتثال حينئذ سعادتنا ونجاتنا في الدنيا والآخرة
وليس في تعليق الجواب على شرط ممتنع بأس ويكون الجواب حينئذ ممتنعا لامتناع شرطه، مثاله قوله تعالى: " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا "، وقوله: " قل إن كان للرحمن ولد فانا أول العابدين "، وقوله: " لئن أشركت ليحبطن عملك "، وقوله صلى الله عليه وسلم: " لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " ونظائره كثيرة.
وكأن غرض هذا الملحد أن يقرر المسؤول أولا أن قتل النفس ضرر وينافي المصلحة، ثم يقول له لو أمرك به ربك سبحانه هل ستمتثل فيكون المسؤول بين نارين إن قال نعم فقد أقر بجواز التكليف بما ينافي المصلحة، وإن قال لا فقد انخلع من ربقة الانقياد للشرع وصار يرد حكم الشرع إلى عقله.
والمخرج من هذه الإشكالات ألا يسلم له المسؤول أولا بأن قتل النفس ضرر ينافي المصلحة بإطلاق، وإنما يجيب بأن قتل النفس ضرر حيث لم يأمرنا الله به بل نهانا عنه، أما إن أمرنا الله به فهو حينئذ عين المصلحة لأن الآمر سبحانه هو الواهب لها الموجد لها ابتداء ولأنه قادر أن يسلب نفسك متى شاء ويعذبك بعذاب أعظم إيلاما من قتل النفس ولأنك لو امتثلت رد إليك نفسك وأحياك حياة أخرى أسعد وأبقى وهو القادر على ذلك.
وبالله التوفيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/142)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - 05 - 10, 04:21 ص]ـ
بارك الله فيك أبا خالد ..
لا وجه للكلام عن تمام الشرع ومنع السؤال به لأن الطرفين قد اتفقا على أن هذا سؤال تقديري ..
أما الأمر بالفحشاء فلا وجه لمنع السؤال به؛ لأن الأمر بقتل النفس ليس أمراً بالفحشاء بل هو ممكن غير ممتنع وقد ثبت بالفعل جنسه في الشرع،وإنما الممتنع أن يكون لغير حكمة ..
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[20 - 05 - 10, 05:13 ص]ـ
بارك الله فيك أبا خالد ..
لا وجه للكلام عن تمام الشرع ومنع السؤال به لأن الطرفين قد اتفقا على أن هذا سؤال تقديري ..
أما الأمر بالفحشاء فلا وجه لمنع السؤال به؛ لأن الأمر بقتل النفس ليس أمراً بالفحشاء بل هو ممكن غير ممتنع وقد ثبت بالفعل جنسه في الشرع،وإنما الممتنع أن يكون لغير حكمة ..
نفع الله بك أبا فهر وأحسن إليك
أنا كانت وجهة نظري عدم التركيز على خصوصية المثال " قتل النفس " وأنه ثبت جنسه في الشرع، لأن الملحد فيما يبدو إنما يقصد ضرب المثال لما هو مستقبح ضار يفحش في النفوس، ولذا فيمكنه أن يقول لو أمرك ربك سبحانه وتعالى بالزنا أو كذا وكذا مما تسلم له أنه فحشاء
فإذا أجبناه بجواب يقطع عليه الطريق ويصلح جوابا لكل ما يمثّل به كان أحسن والله أعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - 05 - 10, 05:54 ص]ـ
جزاك الله خيراً، ومتفهم لوجهة نظرك ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[20 - 05 - 10, 08:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على التتمات، وبعض ماذكره الشيخ وليد هو مافهمته من أصل السؤال، وذكرته في إجابات الاستشكالات أن المراد من الجواب جنس السؤال أكثر من أفراده.
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[20 - 05 - 10, 01:45 م]ـ
السلام عليكم.
أحد الملحدين سأل أحد المسلمين: لو أن ربك أمرك بأن ترمي نفسك من الدور العاشر، فماذا ستفعل؟
فما إجابة هذا السؤال في رأيكم؟
أيقال: نعم، سأفعل بالتأكيد؟ أم: إن الله لا يأمر بمثل هذا؟
وجزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم.
قل له لو ثبت بطريق معتبر أن الله أمر بهذا فسأفعلهُ لأنك إن كنت قد ترى -أيها الملحدُ- أن إلقاء النفس من شاهق ضررا وفحشاً وشناعةً فإنه لا يكون الأمر كما تظن مع أمر الله به؛ فالله لا يأمر بالضرر والفحش المحضين الخاليين عن كل مصلحة بل قد لا يقع القتل مع أن سببه متوفر وهذا الذي حصل مع إبراهيم حين امتحن بولده إسماعيل وأُمر بذبحه فمع أنه بادر بالذبح إلا أنه مُنِعَ منه قبيل وقوعه ففاز بأجر الامتثال ولم ينل ضرراً في نفسه وولده .. وكذا الحال هنا فقد تبادر للإلقاء بنفسك من شاهق امتثالاً لأمر ربك -تعالى- فإذا بك تمنَعُ بأمر آخر من الله فتكون قد فزت بامتثال الأمرين أو أنك تلقي بنفسك فعلاً فلا يحصل لك أي ضرر بقدرة ربك, وكرامةً لك لامتثالك أمر الله .. فعلى الملحد الذي يغالط في مثل هذه المسائل أن يتعرف صفات رب ومعبود محاجَجِه حتى يفهم الجواب بناء على ذلك, والله أعلم ..
وبارك الله فيكم جميعا على هذا النقاش الهادئ والجميل والمفيد ..
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[20 - 05 - 10, 05:40 م]ـ
فالله لا يأمر بالضرر ((والفحش)) المحضين الخاليين عن كل مصلحة
جزاك الله خيرا أخي الفاضل أبا الازهر السلفي
استشكل علي قولكم في الاقتباس. هل يأمر الله تعالى بالفحش الغير محض؟
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[20 - 05 - 10, 08:32 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل أبا الازهر السلفي
استشكل علي قولكم في الاقتباس. هل يأمر الله تعالى بالفحش الغير محض؟
وإياكم أخي الكريم أبا نسيبة السلفي ..
قصدت الفحش بمعناه اللغوي لا الاصطلاحي والسياق يوضِّح؛ فقد قصدت استفحاش العقل لمثل ذاك الفعل وهو الأمر بالإلقاء من على شاهق, وليس الفاحشة وهي الزنا, والله أعلم.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[20 - 05 - 10, 08:54 م]ـ
وإياكم أخي الكريم أبا نسيبة السلفي ..
قصدت الفحش بمعناه اللغوي لا الاصطلاحي والسياق يوضِّح؛ فقد قصدت استفحاش العقل لمثل ذاك الفعل وهو الأمر بالإلقاء من على شاهق, وليس الفاحشة وهي الزنا, والله أعلم.
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[20 - 05 - 10, 09:06 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وجزاك الله كل خير وبارك فيك ..
وأسأل الله أن يتقبل جهودكم المشكورة في نصرة التوحيد والحق والسنة وهدم الشرك والباطل والبدعة!
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[20 - 05 - 10, 09:34 م]ـ
وجزاكم الله بمثله أخي الحبيب الازهر وعفا عنا وعنكم
ـ[إسماعيل بن علي المدغري]ــــــــ[20 - 05 - 10, 10:19 م]ـ
سأجيبه بأن الله لن يأمرني بذلك، إذ الوحي انقطع بعد موت محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولا نبي بعده.
هذا فضلا عن أن الله أمرنا بـ (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وقال (ولا تقتلوا أنفسكم)
أحسنت أحسن الله إليك.
ـ[فاطمة الزهراء بنت العربي]ــــــــ[31 - 05 - 10, 03:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على النقاش الجميل
هذا كمن يتكلف في جواب هل يقدر الله ان يخلق صخرة لا يستطيع حملها؟
هذه من الأغلوطات التي لا ينبغي للمرء ان يكلف نفسه بها, مع ذلك فإني رأيت الكثير الكثير من الكفار و الملحدين يستعملونها فلا يجيز الموقف حينئذ السكوت و الاعراض مع ان ذلك لا يقدح في الايمان و لله الحمد فهلا أفدتونا بارك الله فيكم بجواب مفعم يسير بسيط , و إن لم يتسنى ذلك فلا باس بتطويل بسيط على الا يطول فيكسل القارئ عن متابعة الرد _ ان استخدم _ الى النهاية
و بارك الله فيكم و جزاكم الله عنا كل خير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/143)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[31 - 05 - 10, 10:04 ص]ـ
الجواب على السؤال أنه باطل ممتنع، إذ فيه تعلق الفعل بغير مفعوله
ومثله من يقول هل تسمع المرئي وترى المسموع؟
وعلى طريقة متأخري المتكلمين في التفويض والتجهيل التزموا هذا فنص بعضهم أن الله يرى المسموع ويسمع المرئي، لأنهم لا يعقلون فرقا بين سمعه وبصره تعالى أصلا، بل كما يقولون السمع والبصر صفتان يتعلقان بالموجود تعلقا ما!، أو صفة يكون بها الكشف عن الموجود بوجه ما.
فالحاصل أن السؤال ممتنع، لأنه يقال له أولا إن القدرة لا تتعلق بالمستحيلات أصلا إذ المستحيل الذاتي عدمي وتعلق القدرة وجودي، وإنما تتعلق بالممكنات، والممكن ما يتصور في العقل وجوده وعدمه، أو لا يترتب على وجوده أو عدمه محال، وتلك الصخرة ليست من قبيل الممكنات قطعا بل هي مستحيلة،لأن الصخرة التي لا يستطاع حملها بلا نهاية لا يتصور جرمها أصلا، فليست محدودة، فأي جسم يتصور حمله ولو تصورا نظريا خارجا عن حد الوقوع، فافتراض صخرة لا يمكن حملها عقلا هو ممتنع.
ويقال له ثانيا إن في السؤال تناقضا و خُلفا، لأن السائل افترض وجوده تقدس، والقائل بوجوده يلزمه بالقواطع العقلية والسمعية أن يثبت له من صفات الكمال غايتها، والعجز ممتنع في حقه، فيبطل السؤال.
وهذا ضرب من المغالطات المنطقية معروف، كمن يقول: هل الحادث على فرض قدمه يقدر على إحداث حادث غيره؟ فمن أوجه إبطال هذا السؤال أن يقال إنه خلف لأنه فرضه حادثا.
ـ[فاطمة الزهراء بنت العربي]ــــــــ[01 - 06 - 10, 03:02 ص]ـ
مع اني فهمت بعضا من كلامك و استشكل علي البعض الاخر لكني اظن و الله اعلم اني فهمت المعنى العام و صحح لي ان اخطات:
الخلاصة ان هذه من المغالطات التي تجمع الاضداد كأن تقول مثلا هل تسمع الالوان او هل ترى الصوت؟ فالحادث لزم ان يكون من جنس القدرة لا عكسها
لا ادري ان كان هذا هو المقصود ام ان هناك زيادات لم التقطها فأفدنا بارك الله فيك و بك و جزاك الجنة
ـ[طويلبة شنقيطية]ــــــــ[01 - 06 - 10, 03:38 ص]ـ
جزاكم الله عنا خير الجزاء
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[01 - 06 - 10, 08:26 ص]ـ
نعم الخلاصة أن السؤال من الأغلوطات لأن القدرة تتعلق بالممكنات لا المستحيلات، والله عز وجل على كل شيء قدير، والمستحيل لذاته ليس شيئا، كالشريك والولد له وجمع النقيضين ورفعهما عن المحل الواحد باعتبار واحد كل هذه مستحيلات ذاتية وهي عدم محض.(63/144)
هذا العلوي الفاضل ابتدأ سلسلة ردود على الصفويين .. فادعوا له
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 05:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يستلم العلويون راية الدعوة إلى عقيدة أهل السنة، ويذبون عنها، فإنه يحق للمسلمين أن يقولوا: طلعَ الصباحُ فأطفئ القنديلا ..
لأنهم أولى الناس بهذا، فهي عقيدة جدهم صلى الله عليه وسلم، وعقيدة أهل بيته وصحابته الكرام – رضي الله عنهم -.
لقد ابتدأ الأخ الكريم، والعلوي الفاضل: عبد الرحمن الحسن السقاف، سلسلة علمية مباركة، بعنوان: " الردود على الصفوية "، صدر منها الجزء الأول:
" الرد العتيد على الأفاك العنيد - فرية اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم - عرض ونقد ". يُفند فيها خرافة الرافضة وافتراءَهم على أبي بكر وعمر وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنهم - أنهم حاولوا اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم!
وهي فرية رافضية تبين أي حد وصل إليه الحقد في نفوس أحفاد المجوس.
وقد ضمّن كتابه ذكر فضائل الشيخين وأمهات المؤمنين، وموقف أهل السنة منهم، مقارنة بموقف الرافضة - قبحهم الله -.
وقال في مقدمة رده (ص9): (هدف البحث الأساس: الرد على الافتراء الذي أطلقه الشيعة الإمامية قديمًا و حديثًا، من زعمهم تسميم الرسول الأكرم وقتله، واغتياله، يد أبي بكر وعمر وعائشة وحفصة - رضي الله عنهم أجمعين -).
وميزة هذه السلسلة أنها جاءت من أحد العلويين، أحفاد الحسين بن علي - رضي الله عنهما -، الذين حاول البعض حرفهم وصرفهم عن عقيدة جدهم - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام، إلى بدعٍ ما أنزل الله بها من سلطان " رافضية أو صوفية أو أشعرية " ..
فلعل المؤلف الفاضل، وإخوانه من العلويين أهل السنة – وهم كُثر ولله الحمد – يكونون طليعةً لبني قومهم، فيقودونهم – برفق وحكمة - إلى التزام عقيدة السلف، ويحذرونهم ممن يُزيّن لهم البدع والانحرافات .. وفقهم الله وبارك فيهم.
(بريد المؤلف: skaf2008@hotmail.com )
صورة غلاف الكتاب
http://img222.imageshack.us/img222/3710/111vy.jpg
موقع آل البيت (السنة)
http://alalbayt.com/
موقف أهل السنة والجماعة من آل البيت
http://www.saaid.net/mohamed/s/3.htm
أحد وجهاء (آل البيت) يوجه لهم نصيحة سديدة ..
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/154.htm
علويٌ فاضل يتصدى لمحاولة نشر التشيع بين العلويين الحضارم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=153272
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 05:50 ص]ـ
اللهم وفقه وسدد خطاه واجعل له القبول آمين
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[02 - 05 - 10, 04:35 م]ـ
نفع الله به. آمين
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[03 - 05 - 10, 07:40 م]ـ
الحمد رب العالمين .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
أمضِ شيخنا بارك الله فيك في الدفاع عن عقيدة ودين جدك السرول صلى الله عليه وسلم، عقيدة التوحيد الخالص لله تعالى، لا شرك خفي ولا شرك جلي، بل توحيد نقي .. أمضِ شيخنا فأنتم أولى من يدافع عن دين الإسلام وعقيدته.
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
ـ[عمر]ــــــــ[29 - 05 - 10, 08:15 م]ـ
بارك الله فيه
وبارك الله فيك شيخنا سليمان الخراشي على هذا النقل المبارك
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[29 - 05 - 10, 08:42 م]ـ
وفقه الله.
ـ[ليث بجيلة]ــــــــ[31 - 05 - 10, 11:28 م]ـ
أحسن الله إليك وجزى الشيخ السقاف (سقاف السنة) كل خير، وأسأل الله أن يربط على قلبه ويثبته وأن يجعل الدائرة على شيعة المجوس فـ آل البيت برءآء منهم.(63/145)
شهادة ابن عبد الهادي على خرق الله للعادة في حفظ كتب الشيخ ابن تيمية
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 03:08 ص]ـ
قال الإمام ابن عبد الهادي في ترجمته للشيخ تقي الدين بعد سرده لكتبه:"
وله من الأجوبة والقواعد شيء كثير غير ما تقدم ذكره يشق ضبطه وإحصاؤه ويعسر حصره واستقصاؤه.
وسأجتهد إن شاء الله تعالى في ضبط ما يمكنني من ضبط مؤلفاته في موضع آخر غير هذا.
وأبين ما صنفه منها بمصر وما ألفه منها بدمشق وما جمعه وهو في السجن وأرتبه ترتيبا حسنا غير هذا الترتيب بعون الله تعالى وقوته ومشيئته.
قال الشيخ أبو عبدالله (يعني ابن رشيق) لو أراد الشيخ تقي الدين رحمه الله أو غيره حصرها يعني مؤلفات الشيخ لما قدروا لأنه ما زال يكتب وقد من الله عليه بسرعة الكتابة ويكتب من حفظه من غير نقل.
وأخبرني غير واحد انه كتب مجلدا لطيفا في يوم وكتب غير مرة أربعين ورقة في جلسة وأكثر وأحصيت ما كتبه وبيضه في يوم فكان ثمان كراريس في مسألة من أشكل المسائل وكان يكتب على السؤال الواحد مجلدا.
وأما جواب يكتب فيه خمسين ورقة وستين وأربعين وعشرين فكثير
وكان يكتب الجواب فإن حضر من يبيضه وإلا أخذ السائل خطه وذهب.
ويكتب قواعد كثيرة في فنون من العلم في الأصول والفروع والتفسير وغير ذلك فإن وجد من نقله من خطه وإلا لم يشتهر ولم يعرف وربما أخذه بعض أصحابه فلا يقدر على نقله ولا يرده إليه فيذهب.
وكان كثيرا ما يقول قد كتبت في كذا وفي كذا.
ويسئل عن الشيء فيقول قد كتبت في هذا فلا يدري أين هو فيلتفت إلى اصحابه ويقول ردوا خطي وأظهروه لينقل فمن حرصهم عليه لا يردونه ومن عجزهم لا ينقلونه فيذهب ولا يعرف اسمه.
فلهذه الأسباب وغبرها تعذر إحصاء ما كتبه وما صنفه.
وما كفى هذا إلا أنه لما حبس تفرق أتباعه وتفرقت كتبه وخوفوا أصحابه من أن يظهروا كتبه ذهب كل أحد بما عنده وأخفاه ولم يظهروا كتبه فبقي هذا يهرب بما عنده وهذا يبيعه أو يهبه وهذا يخفيه ويودعه حتى إن منهم من تسرق كتبه أو تجحد فلا يستطيع أن يطلبها ولا يقدر على تخليصها فبدون هذا تتمزق الكتب والتصانيف ولولا أن الله تعالى لطف وأعان ومن وأنعم وجرت العادة في حفظ أعيان كتبه وتصانيفه لما أمكن لأحد أن يجمعها.
ولقد رأيت من خرق العادة في حفظ كتبه وجمعها وإصلاح ما فسد منها ورد ما ذهب منها ما لو ذكرته لكان عجبا يعلم به كل منصف أن لله عناية به وبكلامه لأنه يذب عن سنة نبيه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين"انتهى من العقود الدرية (1/ 80 - 82).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 03:53 ص]ـ
لأنه يذب عن سنة نبيه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين
ولعل من إثابة الله للشيخ أن ذب عن كلامه وكتبه وحماه من كذب المتنفخين وتدليس المتنفشين وهذيان المتعالمين ..
فلا يكذب عليه متنفخ ولا يدلس في نقل كلامه متنفش ولا يتصدر لنقد كلامه متعالم = إلا فضحهم الله وقيض الله من أهل العلم من يكشف عوارهم ويعري سوأتهم ..
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 03:55 ص]ـ
ربنا يهيديك.
وطائفة المتعالمين والمميعين مع أهل البدع الضالين.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 03:56 ص]ـ
ربنا يهيديك.
وطائفة المتعالمين والمميعين مع أهل البدع الضالين.
ـ[سالم عدود]ــــــــ[01 - 05 - 10, 05:44 ص]ـ
اذا كانت هذه هي اخلاق المشتغلين بالعلم فعلى الدنيا السلام
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[01 - 05 - 10, 03:27 م]ـ
أصبح همنا إسقاط الآخرين
يا ملح البلد! من يصلح الملح إذا الملح فسد
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 03:35 م]ـ
رحم الله شيخ الإسلام رحمة واسعة وأثابه على ما قدم الثواب الأعظم.
وافقه الناس أو خالفوه فإنه فلتة من فلتات الدهر.
ـ[سالم عدود]ــــــــ[01 - 05 - 10, 05:54 م]ـ
شيخنا يوسف العبارة التي استعملتها (فلتة من فلتات الدهر) لا محذور فيها بارك الله فيكم
نرجو الفائدة و المعذرة فمثلي لا يعترض على مثلك الا من باب الفائدة
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 08:16 م]ـ
شيخنا يوسف العبارة التي استعملتها (فلتة من فلتات الدهر) لا محذور فيها بارك الله فيكم
نرجو الفائدة و المعذرة فمثلي لا يعترض على مثلك الا من باب الفائدة
وما مثلي من لايقبل النصح والتذكير من مثلك يا سالم سلمك الله.
{وما يعْزب عن ربك منْ مثقال ذرّة فى الارض ولا فى السماء ولا أصغر منْ ذلك ولا أكبر إلا فى كّتّاب مُبين}.
معاذ الله أن أقصد إلى هذا.
إنما أوردتها بالنظر إلى الزمن الذي جاء فيه ابن تيمية رحمه الله من اضطراب وخمول همة وسكوت عن الحق وقد غلب العدو على البلاد والعباد، فقلما زمن يكون فيه مثل ابن تيمية علما وعملا سيفا وقلما، وابتلاء وصبرا، وزمن أنجب ابن تيمية حقيق أن يكون رحمه الله فلتة فيه، وقد كانت بيعة أبي بكر رحمه الله فلتة، صحيح أن عمر رضي الله عنه لم يقل من الدهر، لكنها في معناها أي أن بيعة أبي بكر لم يكن لها سابق تخطيط أو تدبير، وكذا ابن تيمية رحمه الله فقد كان رحمه الله عجبا في زمنه. وإني قلتها على خلاف العادة ببركة صحة النية.
وليعلم أي معقب بعد هذا أني أستغفر الله وأعود إلى الحق، وما عن جهل كان الأمر مني ولكنها فلتة لسان لا تنبي عما في القلب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/146)
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 08:40 م]ـ
كل ما كان الشخص صادقا فيما يعتقده و يؤمن به فإن الله يحفظه له، لصدقه في ذلك، فإن ما كان لله بقي، وما كان من صدقٍ و نُصح بقي، مهما كان صاحبه و مهما كان توجهه. لأن العبرة هنا بالمقاصد لا بالمشاهد. و التاريخ خير شاهد. فليست مزية لأحد على أحد بل هي سُنة من سنن الله.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 09:36 ص]ـ
شيخنا يوسف العبارة التي استعملتها (فلتة من فلتات الدهر) لا محذور فيها بارك الله فيكم
نرجو الفائدة و المعذرة فمثلي لا يعترض على مثلك الا من باب الفائدة
(فلتة = نادرة)
(من فلتات الدهر = نوادر الدهر = نوادر التاريخ)
لقد سن الله أن لا تخرج مثل هذه النوادر الا بالقدر الذي عرفناه من التاريخ
هل هذا ما قصده الاخ بارك الله فيكما.
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 03:26 م]ـ
(فلتة = نادرة)
(من فلتات الدهر = نوادر الدهر = نوادر التاريخ)
لقد سن الله أن لا تخرج مثل هذه النوادر الا بالقدر الذي عرفناه من التاريخ
هل هذا ما قصده الاخ بارك الله فيكما.
إي بالله ما عدوت عن قصدي يرحمك الله.
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[06 - 07 - 10, 03:44 م]ـ
رحم الله شيخ الإسلام
ـ[مهند ابو همام]ــــــــ[10 - 07 - 10, 04:03 ص]ـ
اللهم اعز الاسلام بمثل شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله وارفع شانه وارزقه الله جنتك العليا الفردوس الاعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وطيب الله له ثراه وماواه ومن سار على نهج نبيه محمد بن عبد الله عليه الصلاه والسلام الحمد لله .......... الحمد لله
ـ[أبومهدي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 10:16 م]ـ
الجزاء من جنس العمل
فن صان الله صانه
ومن حفظ الله حفظه
ومن أفنى عمره في صيانة كلام الله وكلام رسوله، صان الله كلامه وأبقاه ورفعة
ـ[أبو حفصه الأثري]ــــــــ[09 - 11 - 10, 10:55 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مصطفاوي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 11:31 ص]ـ
رحم الله شيخ الإسلام بن تيمية فقد كان فريد عصره ومجدد قرنه وعقمت النساء عن مثله من بعده
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[11 - 11 - 10, 09:19 م]ـ
وهذا الجبل (شيخ الإسلام) لا أظنه بلغ ما بلغ إلا أنه جمع بين العلم والعبادة بصدق وتوكل على الله، في الوقت الذي تجد فيه بعض طلاب العلم في زماننا إن لم أقل الأكثر قليلوا العبادة قليلوا الذكر، وشيخ الإسلام كان له غدوة في الصباح يذكر الله فيها كثيرا يستغفر ألفا ويجلس يذكر الله طويلا فلذلك بارك الله في علمه وعمله، فهل نسير على ما سار عليه. والله تعالى أعلم
فإذا أراد أحدنا أن يصل فليكثر من ذكر الله كثيرا (يمضي الساعات الطوال في أول نهاره على ذلك ما بين استغفار وتسبيح وتهليل وتحميد) مع الحزم في الطلب ويبشر بإذن الله بكل خير.(63/147)
تنبيه المسلمين العوام الى ما عند الاثني عشرية من طوام
ـ[سعد الخييلي الدوسري]ــــــــ[01 - 05 - 10, 03:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا يا أخواني بحث قمت بجمعه من كلام اهل العلم اضعه بين ايديكم يا اخواني حتى
تتحفوني بملحظاتكم عليه بارك الله فيكم.
وهو يدور حول بعض عقائد الرافضه على طريقة مقارنة بين عقيدتهم وعقيدتنا في بعض هذه
العقائد وقد اسميته ب [تنبيه المسلمين العوام الى ما عند الاثني عشرية من طوام] وهو في
المرفقات.
ـ[سعد الخييلي الدوسري]ــــــــ[01 - 05 - 10, 08:04 ص]ـ
اخواني هذا رابط لمن لم يفتح معه الملف في المرفقات:
http://www.4shared.com/file/mqLp-_Q7/_________.htm
ـ[أبو شيماء المدني]ــــــــ[01 - 05 - 10, 08:06 ص]ـ
بارك الله فيك يا مولانا الحبيب سعد الدوسري
مع تمنياتي لك بالتوفيق في تنضيد المنهج الأسمى والطريق الأعلى
وجعلك الله ذخرًا وعزًا للإسلام والمسلمين في تيسير الفهوم والعلوم للمؤمنين والله أعلم
ـ[سعد الخييلي الدوسري]ــــــــ[03 - 05 - 10, 04:01 ص]ـ
اللهم امين اخي الفاضل ابا شيماء المدني(63/148)
مناقيش محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في استخراج قبائح الرافضة
ـ[عبدالعزيز السريهيد]ــــــــ[01 - 05 - 10, 05:37 ص]ـ
مناقيش محمد بن عبدالوهاب – قدس الله روحه - في استخراج قبائح الرافضة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين وبعد:
فهذه بعض قبائح الرافضة التي جمع الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب شتاتها ليظهر لجميع المسلمين خبث هؤلاء الفئة الفاجرة الكافرة ومن ذلك أن الرافضة قام دينها على تجميع هجين لعقائد شتى و من ذلك:
أ – مشابهتهم اليهود: من قبائح الرافضة تشابههم باليهود ولهم بهم مشابهات منها:
1 – أنهم يضاهون اليهود الذين رموا مريم الطاهرة بالفاحشة بقذف زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة المبرأة بالبهتان وسلبوا بسبب ذلك الإيمان.
2 – ويشابهونهم: في قولهم إن دينا بنت يعقوب خرجت وهي عذراء فافترعها مشرك بقولهم إن عمر اغتصب بنت علي رضي الله عنه.
3 – ومنها ترك الجمعة و الجماعة وكذلك اليهود فإنهم لا يصلون إلا فرادى.
4 – شدة عدوانهم لأهل السنة والجماعة حتى أنهم يعدونهم أنجاسا، فقد شابهوا اليهود الذين هم أشد عداوة للمسلمين (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) المائدة: (82)). فقد شابهوهم في ذلك ومن خالطهم لا ينكر وجود ذلك فيهم.
5 – ومنها أنهم بجمعهم بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها يشابهون اليهود فإنهم كانوا يجمعون في شرع يعقوب بين الأختين.
6 – ومنها: قولهم إن من عداهم من الأمة لا يدخلون الجنة بل يخلدون في النار. وقد قال اليهود والنصارى: (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى? ? تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ? قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) البقرة: (111).
7 – ومنها: تخلفهم عن نصر أئمتهم كما خذلوا عليا وحسينا وزيدا وغيرهم رضي الله عنهم قبحهم الله ما أعظم دعواهم في حب أهل البيت وأجبنهم عن نصرهم وقد قال اليهود لموسى عليه السلام: (قَالُوا يَا مُوسَى? إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا ? فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) المائدة: (24).
8 – ومنها: أن اليهود يكتبون الكتاب بأيديهم و يقولون: هذا من عند الله، وكذلك هؤلاء يكتبون الكذب ويقولون: هذا من كلام الله. تعالى الله ويفترون الكذب على رسوله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته رضي الله عنهم.
ب – مشابهتهم النصارى: ومن مشابهتهم النصارى:
1 – أنهم عبدوا المسيح كذلك غلاة هؤلاء عبدوا عليا وأهله رضي الله عنهم.
2 – ومنها: أن النصارى أطرت عيسى وكذلك غلاة الرافضة أطروا أهل البيت حتى ساووهم بالأنبياء.
3 – ومنها: جماعهم النساء في الأدبار حالة الحيض وكانت النصارى تجامع النساء في المحيض.
3 – ومنها: أن لبس بعضهم يشبه لبس النصارى.
ج – مشابهتهم المجوس: ومن مشابهتهم المجوس:
1 – أنهم قالوا بإلهين النور والظلمة وهؤلاء يقولون: الله خالق خير والشيطان خالق الشر.
2 – ومنها: أن المجوس ينكحون المحارم وكذلك غلاة الشيعة يفعلون ذلك.
3 – و منها: المجوس (يقولون بالتناسخ وكذلك غلاتهم يقولون بالتناسخ)
هذه المقتطفات من (رسالة في الرد على الرافضة) للشيخ المجدد: محمد بن عبدالوهاب رحمه الله رحمة واسعة.
انتخبها: عبدالعزيز بن محمد السريهيد(63/149)
سؤال عن: العندية والمعية؟
ـ[ريم بنت عبدالعزيز]ــــــــ[01 - 05 - 10, 01:48 م]ـ
جاء في الحديث القدسي: (أنا عند المنكسرة قلوبهم لأجلي) و (أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني)
والسؤال: ما دلالة العندية والمعية, هل تدل على الوجوب أم على الحث والإستحباب؟
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[03 - 05 - 10, 10:20 ص]ـ
أما الأول فلا يصح، أخرجه البيهقي في الزهد، وعبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد لأبيه.
وأما الثاني فصحيح متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه لكن لفظه: (وأنا معه إذا ذكرني)
والمعية نوعان:
- معية عامة وهي معية تقتضي سعة علم الله تعالى وإحاطته بكل شيء كما في قوله تعالى: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا)
- ومعية خاصة، وهي معية الله تعالى لأوليائه المؤمنين وهي معية تقتضي المحبة والنصرة والولاية والتأييد كما في قوله تعالى: (إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا)
والمعية المذكورة في الحديث هي المعية الخاصة، فإذا آمن بذلك العبد دعاه إلى الإكثار من ذكر الله تعالى فرحاً بمعيته، وطمعاً في فضله وإحسانه.
نسأل الله الكريم من فضله ورحمته وإحسانه.
ـ[ريم بنت عبدالعزيز]ــــــــ[14 - 05 - 10, 10:43 ص]ـ
الأخ: عبدالعزيز الداخل
أشكرك على الإفادة(63/150)
الإيمان بالله
ـ[جاسر أبو ولاء]ــــــــ[01 - 05 - 10, 04:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(الإيمان بالله)
سلسلة أصول إعتقاد أهل السنة
لفضيلة
(د محمد سعيد رسلان)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1954(63/151)
قاصمة ظهر الصوفية في الجزائر " كلام الشيخ أحمد حماني - رحمه الله - في الزردة و الوعدة "
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[01 - 05 - 10, 05:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فحوى السؤال:
"كنا نزور المشايخ بنية خالصة و نتبرك بآثار الصالحين و نتمسح بقبورهم و نتوسل بهم و نقيم الزردات و الوعدات كلما اشتدت بنا المحن فنظفر بالمنن و تفرج علينا حتى جاء البادسيون و قطعوا علينا هذه الإحتفالات البهيجة و غابت علينا و غضب علينا ديوان الصالحين أ فليس من الخير أن نعود إلى الزردة و الوعدة و نحيي ما اندثر فإن ذلك عادات الآباء و الأجداد زيادة على الرجاء في تبديل الأحوال و انصراف الأهوال و إرضاء الرجال و عسى أن تنفرج عنا المحن و تكثر المنن هذا ما يقوله بعض الناس و يود أن تسبح الأمة فتذهب الغمة و ما علينا في الزردة و الوعدة و قضاء زمن كثير في الأفراح و الأيام و الليالي الملاح و القصبة و البندير و التهويل و الشخير و النحير و ما رأيكم دام فضلكم؟ _ عبد الله الغفلان –زمورة: غليزان _
الجواب:
"الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اتبع هداه:
أولا: سؤال محير لا ندري أصاحبه جاد به أم هازل؟ فإن كان جادا أجبناه بعلمنا و لا عتب علينا و إن كان هازلا فإنا نعوذ بالله أن نكون من الهازلين
فقول السائل " كنا نزور المشايخ بنية صالحة " الصواب كنا نزورهم بغفلة فاضحة أعيننا مغلقة و عقولنا معطلة فالشيوخ كانوا عاطلين عن كل ما يؤهلهم للزيارة فلا علم و لا زهد و لا صلاح و لكن نسب مرتاب في صحته فكنا كما قيل نعبدهم و نرزقهم
و الزيارة الشرعية تكون للشيخ إذا كان من ذوي العلم و الفهم و الصلاح و يأخذ منه المنقول و المعقول و يرجع بفوائد جمة كما كان عالم المدينة بها و أبو حنيفة في العراق هذه الزيارة هي المأذون فيها و كانت تضرب إليه آباط الإبل فأما إذا كان الشيخ كالصنم فماذا يستفيد منه الزائر؟ أعلما أم زهدا أم صلاحا أم نصيحة و عقلا؟
إن المشايخ كانوا خلوا من كل ذلك و فاقد الشيء لا يعطيه.
و الذي كان يمكن الإستفادة من علمهم لم يردوا في سؤالكم و لا يمكن أن يخطروا ببالكم مثل ابن باديس و التبسي رحمهما الله فقد كان يزورهم الطلاب و يرجعون من عندهم بعلم و فير و نصائح جمة أفادت الوطن و الأمة و إنما حكمت بأنك لا تريد هذا الصنف المقيد من العلماء لأنك ذكرت مع زيارتهم البركة و التمسح بالقبور و الزردة و الوعدة و نسيت الهردة و الوخدة و الفجور و الخمور فقد أنقذوا الأمة من هذه الشرور و خلّصوها من قبضة مشايخ الطرق فكان ذلك مقدمة لتحريرها و رفع رايتها و لم يكن لغالب مشايخ الطرق إلا فضيلة النسب الشريف و هو مظنون و إن صح ففي الحديث:" من بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه [رواه مسلم] فإذا أردت أخذ البركة من المشايخ فاقصدهم للعلم و الفضل و الصلاح و الزهد و اقتد بهم و اعمل عملهم تنتفع و تحصل لك أنواع من البركة الحقيقية لا المتخيلة.
ثانيا: و أما قولك " نتمسح بقبورهم " فإن مثل هذا التمسح نوع من الشرك و لا يكون إلا للحجر الأسود بالكعبة فقط مع التوحيد الخالص لله و قد قال له عمر يخاطبه: "و الله ما أنت إلا حجر لا تنفع و لا تضر و لولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك " [متفق عليه] فإن كنت مع الحجر الأسود كما قال عمر فلا بأس أن تقبله أما غيره فلا يجوز لك التمسح به فإن التمسح به و تقبيله شرك يتنزه عنه المؤمن الموحد.
إن المؤمن يعلم _ كما علم عمر _ أنه حجر و الله يقول في مثله من الجماد الذي كان يفتن العباد "إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم و لو سمعوا ما استجابوا لكم و يوم القيامة يكفرون بشرككم و لا ينبئك مثل خبير " [فاطر:14] فالبركة المستفادة من هذا التمسح هي الرجوع إلى عهد الجاهلية و الشرك بالله هذا هو التمسح بالقبور فإنها أجداث فإن قصدت ساكني القبور فإن ذلك منك أضل ألم تر أن صاحب القبر كان حيا يرزق ثم جاءه الموت و الموت كريه لا يحب زيارته أحد من الأحياء فلم يستطع دفعه عن نفسه و استسلم مكرها له و لو استطاع أن يفتدي منه لبذل له الدنيا و ما فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/152)
فمن رجا الخير من ميت أو دفع الضر المتوقع فلا أضل منه فادع في كل ما يصيبك الحيّ الذي لا يموت فإنه النافع الضار وحده و الله يوصي عباده فيقول: " و من ءاياته الليل و النهار و الشمس و القمر لا تسجدوا للشمس و لا للقمر و اسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون" [فصلت:37].
ثالثا: أما قولك: " كنا نتوسل بهم " فإن التوسل الشائع بين الناس و هو دعاء _ الدعاء هو مخ العبادة _ شرك محض فالتوحيد أن تدعو الله الذي خلقك _ و لو عظمت
ذنوبك _ فإنه معك يسمع دعاءك فإن كان لا بد من التوسل فتوسل بصالح أعمالك كما فعل الثلاثة أصحاب الغار حينما نزلت عليهم الصخرة و سدّته عليهم فاستجاب لهم من يعلم شدّتهم هذا هو التوسل الصحيح و غيره قد يوقع صاحبه في الشرك فلا تحم حوله.
رابعا: و أما قولك " كنا نقيم الزردات و الوعدات كلما اشتدت بنا المحن " فإن هذه الزردات كانت من آثار غفلتنا منافية ليقظتنا و كان علماؤنا رحمهم الله يسمونها " أعراس الشيطان " لما يقع فيها من سفه و تبذير و عهر و خمر و اختلاط و فجور و إنما كان يشدّ إليها الرحال من تونس حتى المغرب الغافلون منا المستهترون بالدين و الأخلاق ممن نامت ضمائرهم و كانت من أعظمها زردة " سيدي عابد " بناحيتكم يأتيها الفسّاق من تونس و المغرب و ما بينهما و سل الشيوخ عن الأحياء ينبئونك و كانت هذه الزرد كثيرة لأن لكل قوم إلههم من أصحاب القبور من حدود تبسة إلى مغنية كان تعبد من دون الله و لكل قوم من يقدسونه ف (سيدي سعيد) في تبسة و (سيدي راشد) بقسنطينة و (سيدي راشد) بالسطيف و (سيدي بن حملاوي) بالتلاغمة و (سيدي الزين) بسكيكدة و (سيدي منصور) بولاية تيزي وزو و (سيدي محمد الكبير) في البليدة و (سيدي بن يوسف) بمليانة و (سيدي الهواري) بوهران و (سيدي عابد) بغليزان و
(سيدي بومدين) بتلمسان و (سيدي عبد الرحمن) بالجزائر و يزاحمه (سيدي محمد) و ليعذرني الإخوة ممن لم أذكر آلهة بلدانهم و هم ألوف.
ففعل هؤلاء القوم مع هؤلاء المشايخ يشبه فعل الجاهلية مع هبل و اللات و العزى و خصوصا إقامة الزردة حولها و الذبح لها و التمسح بالقبور أفترانا نحيي آثار الشرك و نحن موحدون؟
لقد وقف العلماء وقفة صادقة ضد هذه المناكير في الزرد لا فرق بين علماء الإصلاح و غيرهم ممن كان يناصر جمعية العلماء و من كان خارجها حتى قضوا على الزردة و ساء ذلك الدوائر الإستعمارية فأرادت أن تحييها و تحافظ عليها و في علمي أن آخر زردة قسنطينة أقامها سياسي فشل في سياسته الإدماجية فعادى العلماء و اتهمهم و أقام زردة بثيران المعمون و أخرافهم و أين مدينة قسنطينة عرين أسد الإصلاح و لكنه دفن نفسه و لم تقم له قائمة فمن يريد أن يسير اليوم بإحياء الزردة و الوعدة فبشره بخيبة تصيبه مثل خيبة الأمس فاحذر يا صاحب السؤال
خامسا: ثم إن الطعام و و اللحم المقدم في الزردة لا يحل أكله شرعا لأنه مما نص القرءان على حرمة أكله فإنه سبحانه و تعالى يقول: " حرّمت عليكم الميتتة و الدم و لحم الخنزير و ما أهل لغير الله به? " [المائدة: 3] فاللحم من القسم الرابع أي مما أهل لغير الله به أي ذبح لغير الله بل للمشايخ فزردة (سيدي عابد) أقيمت له و هكذا (سيدي بن عودة) و (سيدي بومدين) إلخ .... أقيمت له الزردة ليرضى و ينفع و يدفع الضر و تقول إن هذه الذبائح قد ذكر اسم الله عليها فأقول: و لو ذكر اسم الله فإن النية الأولى و هي تقديمها إلى صاحب المقام يجعلها لغير الله.
برهان ذلك فعل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع والد الفرزدق و سحيم فإن سحيما علم أن غالبا نحر ليطعم الناس فنحر فسمع به غالب فنحر عشرات فغالبه سحيم و نحر مثله و كثر المنحور حت عدّ بالمئات يريدان به الفخر فلفما جاء الأمر إلى علي رضي الله عنه نهى الناس عن أكل لحمها و اعتبرها مما أهل لغير الله و لا شك أن ناحريها قد ذكروا عند نحرها اسم الله لكن الناحرين قصدا بدلك التباهي و الإفتخار فكانت مما أهل به لغير الله
فلحم الزردة حرام لأنه صنع بذلك اللحم و حضور الزردة حرام لأنه تكثير لأهل الباطل و لو كان الذي حضر إماما أو رئيس أئمة أو دكتورا أو عالما فإنه عار أن نزرد بأموال الدولة و نحن غارقون في الديون و قد شاهدنا في تلفزتنا ما يحب الأوروبيون أن نكون عليه من اللعب بالثعابين فكل من أحيا فينا الغفبة التي كنا فيها بالأمس ليس بناصح لنا بل غاش و لن يفلح في مقاصده و سيكون كما قال الله في مثله ممن جعلوا المال للكيد للمسلمين:" فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون و الذين كفروا إلى جهنم يحشرون " [الأنفال:36] و هذا وعد من الله صادق و لن يخلف الله و عده.
سادسا: و أما قولك " حتى جاء البادسيون " فالحق أن ابن باديس و أصحابه إنما دقوا الجرس فاستيقظ الشعب و رأى الخطر المحدق به فانفض عنهم و لم يأت ابن باديس بدين جديد و لا بطريق جديد و إنما تلا كتاب الله و حدّث بكلام رسول الله صلى الله عليه و سلم و سار بسيرة السلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين و كفى ابن باديس أن أيقظ المسلمين.
سابعا: إذا أردنا أن تزول عنا المحن فلنجتنبها و لنخالف طريقها: نعبد الله و حده و نطيع الله و رسوله و نوحد الكلمة فيما بيننا و نعتصم بحبل الله المتين و نجتنب الخلاف و النزاع و نؤمن بالله و نستقيم و نعمل الصالحات فلا بد من العمل المتواصل لأن الله يأمر به" و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون " [التوبة:105] هذه هي وسائل النجاح و ليست إقامة الوعدات و الزردات و دعاء غير الله فهذا عمل الخاسرين فإن طلبنا النجاح و زوال المحن بغير هذه الطريقة فنحن في ضلال و خسران كما أقسم على ذلك رب الناس
" و العصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصو بالصبر " هذا جواب سؤالك يا أخا زمورة و سنعود إلى الموضوع و السلام عليكم و على كل من اتبع الهدى."
أحمد حماني رحمه الله 19/ 11/1991 (من جريدة الشعب اليومية:الإثنين 18/ 11/1991 صفحة 9 _ رياض الإسلام)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/153)
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[02 - 05 - 10, 09:23 م]ـ
رحم الله الشيخ أحمد حماني وعلماء الجزائر ....
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 05:25 م]ـ
بارك الله فيك ورفع الله قدرك موضوع رائع ومهم
رحم الله الشيخ رحمه واسعه
ـ[أبو يوسف التخمارتي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 01:29 ص]ـ
رحم الله الشيخ ونفع بما خلّف
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[05 - 05 - 10, 08:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا(63/154)
أحاديث ظاهرها التجسيم عند الاشاعرة
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 07:20 م]ـ
بسم الله
هل يوجد كتاب أو بحث أو مقال فيه سرد للاحاديث التي تعتبر تجسيما عند الاشاعرة وحبذا تكون المادة متفرة على الشبكة.
إن لم توجد مادة بهذه المواصفات فأريد أقرب شئ الى ذلك.
أريد المادة لفكرة بدت لي.
جزاكم الله خيرا(63/155)
كيف يريد الله شيئًا وهو لا يحبه ولا يرضاه؟
ـ[سعد الخييلي الدوسري]ــــــــ[01 - 05 - 10, 10:04 م]ـ
قال شيخنا وليد بن راشد السعيدان في كتابه الماتع [القول الرشيد في سرد فوائد التوحيد] 1/ 83 ـ 85، تحت الفائدة (28): " هنا سؤال مشهور وهو قولهم: كيف يريد الله شيئًا وهو لا يحبه ولا يرضاه؟
فأقول في جوابه: إن هذا من إقحام النفس فيما لا مدخل لها فيه، ودس للأنف في شيء لا شأن لنا به، فإنه سبحانه: (لا يسأل عن ما يفعل وهم يسألون) وهو من التعدي المحرم، فحق السائل أن يزجر ويعنف عليه، لكن ومع ذلك فإن العلماء - رحمهم الله تعالى - قد أجابوا عنه فشفوا وكفوا فقالوا: إن المراد نوعان: مراد لنفسه، ومراد لغيره.
فالمراد لنفسه مطلوب محبوب لذاته لما فيه من الخير فهو مراد إرادة الغايات والمقاصد.
وأما المراد لغيره فإنه قد لا يكون مقصودًا للمراد ولا فيه مصلحة بالنظر إلى ذاته وإن كان وسيلة إلى مقصوده ومراده، فهو مكروه له من حيث نفسه وذاته، مراد له من حيث إفضاؤه وإيصاله إلى مراده فيجتمع فيه الأمران: بغضه وإرادته، ولا يتنافيان، وذلك لاختلاف متعلقهما، أي أنه مكروه باعتبار ذاته محبوب باعتبار ما يترتب عليه من المصالح، وهذا كالدواء الكريه إذا علم المتناول له أن فيه شفاءً، فإنه يتجرعه تجرعًا لا يكاد يسيغه ولكنه يُكره نفسه على ذلك لعلمه بالمصلحة المترتبة على ذلك، وكقطع العضو المتآكل إذا علم أن في قطعه بقاء جسده، وكقطع المسافة الشاقة إذا علم أنها توصل إلى مراده ومحبوبه، فالشيء قد يكون محبوبًا من وجه مكروهًا من وجه فلا يكون هذا من التعارض في شيء، وأضرب لك مثالاً واحدً على ذلك وهو خلق إبليس الذي هو مادة فساد الأديان والأعمال والاعتقادات والإرادات، وسبب لشقاوة كثير من العباد وعملهم بما يغضب الرب تبارك وتعالى، ومع ذلك فهو وسيلة إلى محاب كثيرة للرب تعالى ترتبت على خلقه، ووجودها أحب إليه من عدمها وإليك بيانها:
فمن ذلك: أنه تظهر للعباد قدرة الرب على خلق المتضادات المتقابلات، فخلق هذه الذوات التي هي أخبث الذوات وشرها، وهي سبب كل شر في مقابلة ذات جبريل التي هي من أشرف الذوات وأطهرها وأزكاها، وهي مادة كل خير، فتبارك خالق هذا وهذا، كما ظهرت قدرته في خلق الليل والنهار، والكفر والإيمان، والداء والدواء، والحياة والموت، والحسن والقبيح، والخير والشر، وذلك من أدل دليل على كمال قدرته وعزته وملكه وسلطانه فهو المستحق أن يُعبد لا إله غيره ولا رب سواه.
ومن ذلك: ظهور آثار أسمائه وصفاته القهرية مثل القهار والمنتقم والعدل والضار والشديد العقاب والسريع الحساب وذي البطش الشديد والخافض والمذل، فإن هذه الأسماء والأفعال كمال ولابد من وجود متعلقها ولو كان الجن والإنس على طبيعة الملائكة لم تظهر آثار هذه الأسماء.
ومن ذلك: ظهور آثار أسمائه وصفاته المتضمنة لعلمه وعفوه ومغفرته وستره وتجاوزه عن حقه وأنه الرؤوف الكريم البر الرحيم الودود اللطيف، فلو لا خلق ما يكرهه من الأسباب المفضية إلى ظهور هذه الأسماء لتعطلت هذه الحكم والفوائد وقد قال - عليه الصلاة والسلام -: ((لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولأتى بقومٍ يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم)) رواه مسلم.
ومن ذلك: ظهور آثار أسماء الحكمة والخبرة فإنه الحكيم الخبير الذي يضع الأشياء مواضعها وينزلها منازلها اللائقة بها فهو أعلم حيث يجعل رسالته، وأعلم بأهل الجنة من أهل النار، وأهل الإيمان من أهل الكفر والعصيان كل ذلك على ما تقتضيه حكمته وعلمه وخبرته.
ومن ذلك: حصول العبودية المتنوعة التي لو لم يخلق إبليس لما حصلت، فإن عبودية الجهاد من أحب أنواع العبودية إليه سبحانه، ولو كان الناس كلهم مؤمنين لتعطلت هذه العبودية وتوابعها من الموالاة لله سبحانه وتعالى والمعاداة فيه، ومن ذلك عبودية التوبة والرجوع إلى الله تعالى فإنها لم تكن لتحصل لو لم يخلق إبليس الداعي إلى المعصية فيتوب العبد منها فتحصل منه هذه العبودية التي يفرح الله لها فرحًا عظيمًا لائقًا بجلاله وعظمته وغير ذلك.
ومن ذلك: أنه خلقه ابتلاءً لعباده ليميز الخبيث من الطيب وأمرهم بالصبر عن مقارفة الشهوات ووعدهم على ذلك الأجر الذي لا حد له، ولا يتأتى ذلك لو لم يخلق إبليس ويسلطه عليهم فيدعوهم إلى الشهوات فيتحقق منهم الصبر عن ذلك فيعطيهم الثواب الجزيل والأجر العظيم الذي لا حد له ولا غاية} إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب {وغير ذلك من الحكم والمصالح التي لا يحيط بها على وجه الحصر إلا الله تعالى.
ومن الأمثلة أيضًا: قوله تعالى:} ظهر الفساد في البر والبحر {وهذا من جملة إرادة الله الكونية القدرية فهو من هذه الجهة مكروه له - جل وعلا -، لكن باعتبار غاياته والمصالح والحكم المترتبة عليه محبوب كما قال تعالى:} ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون {فصارت الغاية حميدة والعاقبة مرادة لذاتها فاجتمع في هذا الأمر أنه مكروه من جانب ومحبوب من جانب آخر، وكذلك قبض روح عبده المؤمن فإنه من الأشياء التي يكرهها الله تعالى ويتردد فيها ترددًا يليق بجلاله وعظمته إلا أنه يريد بذلك إكرامه بما أعده له في الجنة من النعيم المقيم والدرجات العلى وهو لا يدخلها إلا بالموت، فقبض روح العبد اجتمع فيه الأمران: فهو مكروه من جانب أنه مساءة للعبد، ومحبوب باعتبار أنه سبب للوصول للكرامة والنعيم في الجنة.
والأمثلة كثيرة وبه يتقرر صحة ما ذهب إليه أهل السنة - رحمهم الله تعالى - من التفريق بين الإرادتين والتقديرين، فالإرادة شرعية وكونية، والقدر شرعي وكوني، والله تعالى أعلى وأعلم. "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/156)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 05:02 ص]ـ
قد يفهم بعضهم من قوله تعالى (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) أن ذلك لعزته ومنعته فجسب وهذا غلط.
قال شيخ الإسلام (1):" و هو لا يسأل عما يفعل لكمال حكمته و رحمته و عدله لا لمجرد قهره و قدرته كما يقوله جهم و أتباعه "اهـ
وقال عن الجبرية (2):" وأولئك يتعلقون بقوله لا يسأل عما يفعل والله يفعل ما يشاء وهذا ذكره الله اثباتا لقدرته لا نفيا لحكمته وعدله بل بين سبحانه انه يفعل ما يشاء فلا أحد يمكنه أن يعارضه إذا شاء شيئاً بل هو قادر على فعل ما يشاء بخلاف المخلوق الذي يشاء أشياء كثيرةً ولا يمكنه أن يفعلها"اهـ
وقال ابن القيم (3):" وصدق الله وهو أصدق القائلين لا يسأل عما يفعل لكمال حكمته وعلمه ووضعه الأشياء مواضعها وأنه ليس في أفعاله خلل ولا عبث ولا فساد يسأل عنه كما يسأل المخلوق وهو الفعال لما يريد ولكن لا يريد أن يفعل إلا ما هو خير ومصلحة ورحمة وحكة فلا يفعل الشر ولا الفساد ولا الجور ولا خلاف مقتضى حكمته لكمال أسمائه وصفاته "اهـ
وقال (4):" وأنه سبحانه لا يسأل عما يفعل لكمال حكمته ووقوع أفعاله كلها على أحسن الوجوه وأتمها على الصواب والسداد ومطابقة الحكم والعباد يسألون إذ ليست أفعالهم كذلك ولهذا قال خطيب الأنبياء شعيب عليه السلام أنى توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذٌ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم"اهـ
قال السعدي في تفسيره (5) لقوله تعالي {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ} الآية:" {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ} لعظمته وعزته وكمال قدرته لا يقدر أحد أن يمانعه أو يعارضه لا بقول ولا بفعل ولكمال حكمته ووضعه الأشياء مواضعها وإتقانها أحسن شيء يقدره العقل فلا يتوجه إليه سؤال لأن خلقه ليس فيه خلل ولا إخلال"اهـ
ولذا قال الرازي في تفسير قوله تعالى {وَلَوْ رُدُّواْ لعادوا لِمَا نُهُواْ عَنْهُ} [الأنعام:28]:" احتج الكعبي به على أن الله تعالى يقبل حجة العباد وليس الأمر كما يقوله أهل السنة من أنه تعالى لا يقبل الحجة وظهر بهذا أنه ليس المراد من قوله: {لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ} [الأنبياء: 23] ما يظنه أهل السنة، وإذا ثبت أنه يقبل الحجة وجب أن لا يكون فعل العبد بخلق الله تعالى وإلا لكان للكافر أعظم حجة على الله تعالى "اهـ
الهوامش:
1 - مجموع الفتاوى (8/ 511).
2 - مجموع الفتاوى (13/ 225).
3 - طريق الهجرتين، ص 612.
4 - مفتاح السعادة (2/ 79).
5 - تفسير السعدي: ص 521.
ـ[سعد الخييلي الدوسري]ــــــــ[02 - 05 - 10, 08:29 ص]ـ
بارك الله فيك يا ابا قتادة، ونفع بكم.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 11:58 م]ـ
وإياك أخي.(63/157)
شرح الواسطية والاصول الثلاثة للشيخنا الصقعوب
ـ[سعد الخييلي الدوسري]ــــــــ[01 - 05 - 10, 10:23 م]ـ
هاذان شرحان للشيخنا أحمد بن محمد الصقعوب ـ حفظه ربي ـ للعقيدة الواسطية والاصول الثلاثة:
شرح العقيدة الواسطية
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=6787 (http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=6787)
شرح الأصول الثلاثة
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=6786 (http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=6786)(63/158)
إشكال في مسألة الرؤية عند الاشاعرة؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 11:39 م]ـ
بسم الله
سؤال أحب ان اعرف ماذا يجيب عنه الاشاعرة.
هل يرى المؤمنون الله سبحانه وتعالى في الجنة ((كله)) أم ((بعضه)) عند الاشاعرة؟
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 12:43 ص]ـ
جزاك الله خيرًا.
لعل الأشاعرة يجيبون بان هذا السؤال غير وارد عليهم لأنهم يطلقون نفي التبعيض عن الله تعالى فلا يرد عليهم إذ أثبتوا الرؤية: هل يرى الله بعضه او كله؟
وكذلك اهل السنة لا يطلقون في التبعيض إثباتًا ولا نفيًا فلا يرد عليهم هذا السؤال.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 12:59 ص]ـ
جزاك الله خيرًا.
لعل الأشاعرة يجيبون بان هذا السؤال غير وارد عليهم لأنهم يطلقون نفي التبعيض عن الله تعالى فلا يرد عليهم إذ أثبتوا الرؤية: هل يرى الله بعضه او كله؟
.
بل إن الرؤية عندهم بلا جهة حتى لا يثبتون لله جهة أو حيزًا فمن باب أولى ألا يرد عليهم سؤال الأخ.
وإن كان سؤال الأخ من أجل إلزامهم، فإلزامهم باستحالة إثبات رؤية بلا جهة أولى وأحرى.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 01:08 ص]ـ
لا شك أن الأشاعرة مضطربون جدا في إثبات الرؤية ولذا قال:
الشهرستاني في نهاية الأقدام:" ... وأما جواز الرؤية فالمسلك العقلي ما ذكرناه وقد وردت عليه تلك الإشكالات ولم تسكن النفس في جوابها كل السكون ولا تحركت الأفكار العقلية إلى التفصي عنها كل الحركة فالأولى بنا أن نجعل الجواز أيضاً مسئلة سمعية وأقوى الأدلة السمعية فيها قصة موسى عليه السلام وذلك مما يعتمد كل الاعتماد عليه"اهـ
وقال الفخر الرازي في مناظرة الماتريدية:"كما أنه يستبعد سماع كلام لا يكون حرفًا ولا صوتًا فكذلك يستبعد رؤية موجود لا يكون جسمًا ولا حاصلًا في جهة معينة فإن كان هذا الاستبعاد معتبرًا فليكن معتبرًا في الموضعين وحينئذ نلزمكم بامتناع رؤيته وإن كان باطلًا في الموضعين فحينئذ نلزمكم أن تحكموا بأنه لا يمتنع سماع كلام لا يكون حرفًا ولا صوتًا "اهـ
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 02:46 ص]ـ
جزاك الله خيرًا.
لعل الأشاعرة يجيبون بان هذا السؤال غير وارد عليهم لأنهم يطلقون نفي التبعيض عن الله تعالى فلا يرد عليهم إذ أثبتوا الرؤية: هل يرى الله بعضه او كله؟
وجزاكم الله بمثله
ونحن ننفي التجسيم (كما يحلو لهم!) فلا يرد علينا أن اليد و الوجه الخ أجزاء وأبعاض.
فإذا تهربوا من البعض فيجب عليهم الكل!!
نسألهم: هل ترون ((كل)) الله تعالى؟
فإن نفوا فماذا يرون؟
لا شئ!
...................... أو شيئا آخر ليس الله تعالى.
وان اثبتوا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
................ مصيبة!!!!
===
على قلة علمي .. أنا أعرف الاشاعرة خاصة عندما يكون الاشعري قبوري نتن. فأحدهم سألته هل رأى الله نفسه فلبس جلباب السنة وقال: تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في ذاته وربما قال لا يجوز هذا السؤال وبدعة أو شيئا ما = يعني "طلع فيها شيخ". ثم ظهر أن امامه الاشعري رحمه الله يرى بأن الله يرى نفسه!!!
فإمامه مبتدع أقصد أنه بدع امامه. ولو علم بانه يرى لاجاب من فوره (ولا داعي للمشيخة = يعني أشعري أصلي) ولا بأس عندها أن نتفكر في ذات الله لأن امامه جوز ذلك أي ان ضابط الحديث هو الامام الاشعري أو أي واحد من ائمته فهو الذي يقرر ما يجوز ولا يجوز. وقد كان هذا القبوري متبجحا. فأعظم الشر عندما يجتمع التمشعر مع التخريف.
ويبقى السؤال:
هل يرى الله سبحانه وتعالى كله ام بعضه؟
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 03:57 ص]ـ
وجزاكم الله بمثله
ونحن ننفي التجسيم (كما يحلو لهم!) فلا يرد علينا أن اليد و الوجه الخ أجزاء وأبعاض.
فإذا تهربوا من البعض فيجب عليهم الكل!!
نسألهم: هل ترون ((كل)) الله تعالى؟
فإن نفوا فماذا يرون؟
لا شئ!
...................... أو شيئا آخر ليس الله تعالى.
وان اثبتوا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
................ مصيبة!!!!
جزاك الله الجنة على غيرتك على السنة.
لم أفهم معنى قولك (ونحن ننفي التجسيم كما يحلو لهم).
ومن المعلوم ان أهل السنة لا يطلقون في لفظ الجسم لا النفي ولا الإثبات.
في مناظرة الأشاعرة لابن تيمية قال بعضهم له:" فحينئذ يجوز أن يقال هو جسم لا كالأجسام" فأجابه:" إنما قيل إنه يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله وليس فى الكتاب والسنة أن الله جسم حتى يلزم هذا وأول من قال إن الله جسم هشام بن الحكم الرافضى" (مجموع الفتاوى3/ 186).
وقال:" .. والقائلين بالصفات الخبرية وهم السلف وأهل الحديث وأئمة الأمة وجماهيرها وجمهور الصفاتية من الكلابية والأشعرية والكرامية وجمهور المشهورين بالإمامة في الفقه والتصوف في الأمة من جميع الطوائف جمهورهم لا يقول هو جسم ولا ليس بجسم لما في اللفظين من الإجمال والاشتراك المشتمل على الحق والباطل" (بيان تلبيس الجهمية).
وقال:" وأما الشرع فالرسل وأتباعهم الذين من أمة موسى وعيسى ومحمد صلّى الله عليه وسلّم لم يقولوا: إن الله جسم، ولا إنه ليس بجسم، ولا إنه جوهر ولا إنه ليس بجوهر، لكن النزاع اللغوي والعقلي والشرعي في هذه الأسماء هو بما أحدث في الملل الثلاث بعد انقراض الصدر الأول من هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء" (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح 4/ 432).
يستدل بعضهم بقول ابن تيمية من أساس التقديس (1/ 5):"كون ليس بجسم ولا متحيز ونحو ذلك، لم يقل أحد من العقلاء أن هذا النفي معلوم بالضرورة"اهـ
والسؤال: هل ترون كل الله أم بعضه؟ لا يلزم الأشاعرة ولا غيرهم. أي لا يلزم أهل السنة كذلك وهو سؤال مبتدع.
فالسني المثبت للرؤية بنحو ما ورد في النصوص الشرعية لا يلزمه إذا سئل: هل ترى كل الله أم بعضه؟
أن يجيب أراه كله أو أراه بعضه.
ولكن يلزمه أن يقول: هذا سؤال مبتدع لم أكلف بجوابه في الكتاب ولا السنة وان أؤمن بالرؤية وارى الله لا أتعدى اللفظ الوارد.
هل بالغ فهمي ومعرفتي وإن كان لديك مزيد علم فهاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/159)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 05:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع الله بك .. أعلم أن منهج اهل السنة في الالفاظ التي لم ترد في الشرع و الحمد لله. لذلك قلت في لفظ التجسيم ((كما يحلو لهم)) ,أي بالمعنى الذي يعرفونه هم من لزوم الحيز و الاجزاء والابعاض. ((باختصار: التعريف للجسم عندهم الذي يلزم منه نفي صفة كالعلو وكاليد مثلا.))
والعبد الضعيف لم يقل يلزم اهل السنة لان منهجنا ليس منهجا يقدم فيه العقل على صحيح النقل. لكنه يلزم الاشاعرة طالما أنهم يوجبون أن العقل يلزم ان يتصور الشئ حتى يقبل النص وإلا فلا. ولا يهمني انهم مرة يأخذون بالعقل ومرة بالنقل عند العجز. الذي يهمني انهم يدعون الدليل القطعي الذي ليس معه شك وأشدد 60 ألف مرة على كلمة القطعي الذي يشفي صدر المتكلم.
فانا ألزمهم بمنهجهم العقلي. فمثلا صفتي السمع و البصر لا تثبتان بالدليل القطعي الكلامي. وكلام الله ليس بدليل قطعي عند القوم والدليل ان بعض الاشاعرة يرجع الصفتين الى مجرد العلم. ولا يهمني إن عجز البعض الاخر فاستسلم وقال نقبل ذلك.
والدليل على انهم ملزمون أشد الالزام بالاجابة: ان الله تعالى يرى فإذا كان يرى لزم شيئان لا مفر منهما ولا ثالث لهما:
1 - يرى كله
2 - يرى بعضه
أما أن يتفلسف في ان الله لا داخل العالم ولا خارجه لانه ان كان خارج فهل يمس العرش أم لا وهل له حد ام لا أم يمس بمسافة ام لا مسافة لانه عدم ومرة بانه لا يجوز في حقه الدخول والخروج. ومرة يقولون ان الله لا يقال عنه انه واحد في العدد لأنه:
جولة اخرى (الواحد)
انا لنحكي في بعض الاحيان قول اليهود والنصارى ونستحي ان نحكي كلام الكلابية.
يقول السني للكلابي: انتم ايها الكلابية اما مشركون تقولون بتعدد الارباب وهذا لم يقل به عاقل الا جاحدا او مجنونا. او تقولون بنفي وجود الرب. فتلحقوا بالملحدين.
يجيب الكلابي: اعوذ بالله
يقل السني سائلا: الم تقولوا "لا نقول ان الله واحد في العدد".
الكلابي يسكت: ولا ينكر.
يعقب السني: مع ان هذه اللفظة فيها محادة لكلام في كثير من الايات مثل قول قوله تعالى:" أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ " فاثبت انه يوجد رب واحد في مقابلة تعدد الارباب. فاثبت الواحد من حيث العدد.
ومع ان كلامكم مناف لكلام العرب التي تطلق الواحد على المعدود, فان كلامكم منافي للمعقول.
ثم يسأل السني: فماذا غير عدد الواحد اما الصفر او التعدد
يقول الكلابي: لا الصفر ولا التعدد.
يقول السني: وهذا هو النفي المحض لوجود الرب, لأن: لا الصفر ولا متعدد = لاشيء.
فلا يجد الكلابية اجابة على هذا الاشكال
النتيجة:
تقول الكلابية: لانقول ان الله واحد في العدد وانما نقول ان الله واحد بمعنى انه في الازل كان وحده اي وجوده قبل وجود المخلوق. لأنهم قالوا: لو قلنا ان الله واحد في العدد معناها نستطيع عده وبالتالي فهو متناهي "له نهايات".
فوقعوا في النفي المحض لوجود الله. هروبا من هذا الاشكال.
المصدر: عرض انحرافات العقيدة الاشعرية الخفية بطريقة ميسرة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=207114
فهذا سفسطة وهروب.
طالما أنهم ادعوا أن منهجهم عقلي ويتبجحون بذلك فيجب عليهم الاجابة.
والسؤال بدعة عندنا لكنه ليست بدعة عندهم فمذهبهم ليس فيه بدع انما عقل فقط. الذي يخالف العقل هو البدعة. ألا توافقني في هذه بالذات؟
وانا هنا لا اتلكم بلسان السنة إنما بلسان المعتزلة.
لذلك فانا مصر على السؤال. حتى يجيبوا باجابة (عقلية لا غير) أو يعترفوا بفشل منهجهم في الاستدلال. لا أريد إجابات شرعية فالحمد لله أعرفها.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 05:28 ص]ـ
الرؤية عند الأشاعرة ضرب من التخيل وليست بالبصر.
قال الغزالي في كتاب الاقتصاد ص95: ((المسلك الثاني وهو الوصف البالغ أن تقول إنما أنكر الخصم الرؤية لأنه لم يفهم ما تريده بالرؤية ولم يحصل معناها على التحقيق وظن أنا نريد بها حالة تساوي الحالة التي يدركها الرائي عند النظر إلى الأجسام والألوان، وهيهات فنحن نعترف باستحالة ذلك في حق الله سبحانه)) اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/160)
ثم قال:" ولكن ينبغي أن نحصل معنى هذا اللفظ في الموضع المتفق ونسكبه ثم نحذف منه ما يستحيل في حق الله سبحانه وتعالى وأمكن أن يسمى ذلك المعنى رؤية حقيقية أثبتناه في حق الله تسبحانه، وقضينا بأنه مرئي حقيقة وإن لم يكن إطلاق اسم الرؤية عليه إلا بالمجاز أطلقنا اللفظ عليه بإذن الشرع، واعتقدنا المعنى كما دل عليه العقل.
وتحصيله أن الرؤية تدل على معنى له محل وهو العين، وله متعلق وهو اللون والقدر والجسم وسائر المرئيات، فلننظر إلى حقيقة معناه ومحله وإلى متعلقه ولنتأمل أن الركن من جملتها في إطلاق هذا الاسم ما هو.
فنقول أما المحل، فليس بركن في صحة هذه التسمية فإن الحالة التي تدركها بالعين من المرئي لو أدركناها بالقلب أو الجبهة مثلا لكنا نقول قد رأينا الشيء وأبصرناه وصدق كلامنا فإن العين محل وآلة لا تراد لعينها بل لتحل فيه هذه الحالة فحيث حلت الحالة تمت الحقيقة وصح الاسم.
ولنا أن نقول علمنا بقلبنا أو بدماغنا أن أدركنا الشيء بالقلب أو بالدماغ أنا أدركنا الشيء بالدماغ وكذلك إن أبصرنا بالقلب أو بالجبهة أو بالعين.
وأما المتعلَّق بعينه فليس ركنا في إطلاق هذا الاسم وثبوت هذه الحقيقة. فإن الرؤية لو كانت لتعلقها بالسواد لما كان المتعلق بالبياض رؤية، ولو كان لتعلقها باللون لما كان المتعلق بالحركة رؤية، ولو كان لتعليقها بالعرض لما كان المتعلق بالجسم رؤية. فدل أن خصوص صفات المتعلق ليس ركنا لوجود هذه الحقيقة وإطلاق هذا الاسم، بل الركن فيه من حيث إنه صفة متعلقة أن يكون لها متعلق موجود، أي موجود كان وأي ذات كان.
فإذا الركن الذي الاسم طلق عليه هو الأمر الثالث وهو حقيقة المعنى من غير التفات إلى محله ومتعلقه، فلنبحث عن الحقيقة ما هي؟
ولا حقيقة لها إلا إنها نوع إدراك هو كمال ومزيد كشف بالإضافة إلى التخيل، فإننا نرى الصديق مثلا ثم نغمض العين فتكون صورة الصديق حاضرة في دماغنا على سبيل التخيل والتصور، ولكنا لو فتحنا البصر أدركنا تفرقته، ولا ترجع تلك التفرقة إلى إدراك صورة أخرى مخالفة لما كانت في الخيال بل الصورة المبصرة مطابقة للمتخيلة من غير فرق، وليس بينهما افتراق إلا أن هذه الحالة الثانية كالاستكمال لحالة التخيل وكالكشف لها، فتحدث فيها صورة الصديق عند فتح البصر حدوثا أوضح وأتم وأكمل من الصورة الجارية في الخيال والحادثة في البصر بعينيها تطابق بيان الصورة في الخيال.
فإذا التخيل نوع إدراك أعلى رتبة، ووراءه رتبة أخرى هي أتم في الوضوح والكشف بل هي كالتكميل له فتسمى هذا الاستكمال بالإضافة إلى الخيال رؤية وإبصارا، وكذا من الأشياء ما نعلمه ولا نتخيله، وهو ذات الله سبحانه وتعالى وصفاته وكل ما لا صورة له أي لا لون له ولا قدر مثل القدرة والعلم والعشق والإبصار والخيال. فإن هذه أمور نعلمها ولا نتخيلها والعلم بها نوع إدراك.
فلننظر هل يحيل العقل أن يكون لهذا الإرداك مزيد استكمال نسبته إليه نسبة الإبصار إلى التخيل، فإن كان ذلك ممكنا سمينا ذلك الكشف والاستكمال بالإضافة إلى العلم رؤية كما سمينا ذلك الكشف والاستكمال بالنسبة إلى التخيل رؤية. ومعلوم أن تقدير هذا الاستكمال في الاستيضاح والاستكشاف غير محال في الموجودات المعلومة التي ليست متخيلة كالعلم والقدرة وغيرهما. وكذا في ذات الله سبحانه وصفاته، بل تكاد تدرك ضرورة من الطبع أنه يتقاضى طلب مزيد استيضاح في ذات الله وصفاته وفي ذوات هذه المعاني المعلومات كلها.
فنحن نقول: إن ذلك غير محال، فإنه لا مُحيل له بل العقل دليل على إمكانه بل على استدعاء الطبع له. إلا أن هذا الكمال في الكشف غير مبذول في هذا العالم، والنفس في شغل البدن وكدورة صفاته، فهو محجوب عنه. وكما لا يبعد أن يكون الجفن أو الستر أو سواد ما في العين سببا بحكم اطراد العادة لامتناع الإبصار للمتخيلات، فلا يبعد أن تكون كدورة النفس وتراكم حجب الأشغال بحكم اطراد العادة مانعا من إبصار المعلومات، فإذا بعثر ما في القبور، وحصل ما في الصدور، وزكيت القلوب بالشراب الطهور، وصفيت بأنواع التصفية والتنقية، لم يمتنع أن تشتغل بسببها لمزيد استكمال واستيضاح في ذات الله سبحانه، أو في سائر المعلومات يكون ارتفاع درجته عن العلم المعهود كارتفاع درجة الإبصار عن التخيل، فيعبر عن هذا بلقاء الله تعالى ومشاهدته أو رؤيته أو إبصاره أو ما شئت من العبارات، فلا مشاحة فيها بعد إيضاح المعاني.
وإذا كان ذلك ممكناً بأن خلقت هذه الحالة في العين كان اسم الرؤية بحكم وضع اللغة عليه أصدق وخلقه في العين غير مستحيل، فإذا فهم المراد بما أطلقه أهل الحق من الرؤية، علم أن العقل لا يحيله بل يوجبه، وأن الشرع قد شهد له، فلا يبقى للمنازعة وجه إلا على سبيل العناد أو المشاحة في إطلاق عبارة الرؤية أو القصور عن درك هذه المعاني الدقيقة التي ذكرناها، ولنقتصر في هذا الموجز على هذا القدر)) انتهى.
فمسألة الرؤية أصلا هم يثبتونها بالسمع دون العقل، ويؤلون المعنى.
وأرى انه لا يلزمهم اختيار الكل أو البعض، لأمرين:
الأول: أنهم ينفون لفظ البعض.
الثاني: أنه على ذلك لا يجب إلزامهم إلا بلفظ الكل، وهذا إلزام بشيء مبتدع لم يات عليه دليل فلا حاجة له.
الخلاصة: أن الذي لا يطلق في مسألة روية البعض أو الكل إثباتًا أو نفيًا لا يكون إلا متبعًا. وهذا الإلزام غير لازم.
ولعل أخي الفاضل أبا نسيبة يعيد النظر بعد التأمل ف6ي مشاركتي السابقة.
والله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/161)
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[02 - 05 - 10, 06:33 ص]ـ
طيب لو قال لنا المبتدعة نراه ولكن كيف لا يعلم إلا الله ما نقول لهم حينها؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 07:33 ص]ـ
طيب لو قال لنا المبتدعة نراه ولكن كيف لا يعلم إلا الله ما نقول لهم حينها؟
للتو رجعت لقراءة مشاركة أخينا الاموي جزاه الله خيرا ولم أبدأ بعد.
ان كان سؤالكم موجه إلي فأقول سؤالنا هنا مثل السؤال عن جواز الرؤية من عدمها. فالسؤال غير مختص بالكيف. بل الغرض من السؤال إلزامهم بالتجسيم أو نفي الرؤية (على حسب قواعدهم) لا مفر منهما لهم سواء كانت الرؤية بصرية أو (قلبية)!
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[02 - 05 - 10, 07:55 ص]ـ
والدليل على انهم ملزمون أشد الالزام بالاجابة: ان الله تعالى يرى فإذا كان يرى لزم شيئان لا مفر منهما ولا ثالث لهما:
1 - يرى كله
2 - يرى بعضه
أخي بارك الله فيك.
لا تلجْ باباً - ولو لأجلِ إثباتِ الحقِّ - لم يلجْهُ الراسخون.
فمن أينَ أتيتَ بهذا اللازمِ؟!
وهل يلتزمه أهل السنَّة؟!
هذا - بارك الله فيك - من قبيل صنيعهم.
نقول: الله يُرى؛ لقوله تعالى: (إلى ربها ناظرة).
ونقول: ولا تدركه الأبصار؛ لقوله تعالى: (لا تدركه الأبصار).
ونقف هنا ..
ونناقش المخالفَ إذا خالفَ وأحدث؛ كنفي الجهة عنده، ونحو ذلك.
أما تجعل الأمرَ لازماً، لا مفرَّ له، ولا ثالث لاثنين؛ فأنت مطالبٌ بإثبات ذلك عن سلف الأمة، أو راسخي أهل العلم.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 09:20 ص]ـ
أخي الكريم خليل الفائدة نفع الله بك
هذا الموضوع لا يساوي عندنا شيئا (أهل السنة). إنما نخاطب القوم (الاشاعرة) بقواعدهم. فليس الامر موجها إليك بصفتك سني. إنما لغيرك بارك الله فيك. لسنا في مقام تقرير عقيدة.
وهذه المسألة يجب أن نلزم بها القوم فقد ذكرت للاخ السوري ما نصه:
بل الغرض من السؤال إلزامهم بالتجسيم أو نفي الرؤية (على حسب قواعدهم) لا مفر منهما لهم سواء كانت الرؤية بصرية أو (قلبية)!
وبالنسبة لللازم فإن كنت مخطئا فصوبني وهذه دعوى عقلية ان كان فيها خطأ فأنقضها. نحن في حوار فشاركنا بارك الله فيك.
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[03 - 05 - 10, 06:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي المكرم أبا نسبة السلفي
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 06:56 ص]ـ
لا زلت قائلًا: هذا السؤال غير وارد على الأشاعرة، ويبدو أن أخي أبا نسيبة لم يتأمل مشاركاتي ولا مشاركة الأخ خليل الفائدة.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 08:20 ص]ـ
لا زلت قائلًا: هذا السؤال غير وارد على الأشاعرة، ويبدو أن أخي أبا نسيبة لم يتأمل مشاركاتي ولا مشاركة الأخ خليل الفائدة.
جزا الله الاخوة جميعا خيرا و بارك فيهم
بل لم انظر في مشاركتك الاخيرة اخي بسبب صوارف فلم انتهي منها إلا منذ فترة قليلة. فمعذرة.
هذه مشاركة طرحتها على احد الاخوة. أرجو أن تنظر فيها اخي الاموي مشكورا وتعطيني رأيك. وجزاك الله خيرا على النقل المهم.
- الرؤية عند الاشاعرة لا تحتاج الى ادوات فالادوات مثل العين ليست ركنا في الرؤية. فالله يمكن أن يجعل الانسان يرى من خلال رجله أو يرى بدون آلة أصلا. لماذا؟
لأن الله تعالى في النهاية هو الذي يخلق الابصار في عقل الانسان وطالما أن هذا هو اللب فمسألة الرؤية مثلها مثل خلق أي شئ: خلق انسان خلق ورقة خلق الشمس خلق صوت خلق ضوء خلق بقرة خلق تفاحة الخ.
يعني الانسان يمكن أن يرى بدون أن تكون له عينان أساسا. لان الله تعالى يستطيع أن يخلق صور الاشياء في عقل الانسان فيرى بدون عيون.
أرجو أن اكون قد اوضحت الفكرة .. لأن المسألة عندهم لا تتعدى .. مجرد .. (خلق).
الان:
طالما أن الصورة تخلق بدون الحاجة الى ادوات وطالما انهم يدعون أنهم يرون ربهم يوم القيامة إذن سيخلق الله تعالى كما يعتقدون صورة في ادمغتهم.
هنا شيئان إما يرون:
1 - صورة مطابقة لربهم
2 - أو صورة غير مطابقة.
في الحالة الثانية لا يرون ربهم عل حقيقته وهنا تسقط الرؤية ويسقط الالزام (لكن الدعوى العقلية لا تسقط لأن الدعوى العقلية تتناول الممكنات و الممتنعات فهنا لا نرضى الا بالممتنعات مع اصحاب المنهج العقلي)
وفي الحالة الاولى سيرون ربهم على حقيقته وهنا شيئان:
1 - إما أن يروه كله
2 - يرون بعضا منه.
في الاولى. اثبات الحدود وهذا تجسيم. لكنه لا يصح شرعا لأن الله تعالى لا تحيط به الابصار. لكن المهم عندنا مطالبة القوم بالبرهان العقلي فقط لأن القوم يشترطون الدليل القطعي و النصوص ليست قطعية. فنحن نريد اسقاط المنهج ولا تهمنا المسألة برمتها اصلا لأننا أهل نصوص صحيحة.
وفي الثانية. أثبتوا أنه يُرى منه جزء و جزء آخر لا يُرى. بعبارة أخرى (1 + 1 = 2) جزئين! ... وهذا تبعيض وهو تجسيم وهو كفر وهو سقوط منهجهم و هو المطلوب اثباته!
الخلاصة:
1 - إما أن لا يرى = نفوا الرؤية = تعطيل
2 - وإما أن يرى منه جزء = تبعيض = تجسيم
3 - وإما أن يرى كله = تحديد = تجسيم
هذا والله اعلم
فما رأيكم غفر الله لنا ولكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/162)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 11:22 م]ـ
هل مسألة الجهة تهمنا في الحصول على اجابة من الاشاعرة في هذه المسألة؟
يقول الغزالي:
((وأما المتعلَّق بعينه فليس ركنا في إطلاق هذا الاسم وثبوت هذه الحقيقة. فإن الرؤية لو كانت لتعلقها بالسواد لما كان المتعلق بالبياض رؤية، ولو كان لتعلقها باللون لما كان المتعلق بالحركة رؤية، ولو كان لتعليقها بالعرض لما كان المتعلق بالجسم رؤية. فدل أن خصوص صفات المتعلق ليس ركنا لوجود هذه الحقيقة وإطلاق هذا الاسم، بل الركن فيه من حيث إنه صفة متعلقة أن يكون لها متعلق موجود، أي موجود كان وأي ذات كان.))
ولكن يقول أيضا في نفس المصدر وفي السطر الذي قبله متناولا الالة التي يتم بها الابصار:
((ولنا أن نقول علمنا بقلبنا أو بدماغنا أن أدركنا الشيء بالقلب أو بالدماغ أنا أدركنا الشيء بالدماغ وكذلك إن أبصرنا بالقلب أو بالجبهة أو بالعين.))
فبغض النظر عن مقصده من عبارة: ((أي موجود كان وأي ذات كان)) هل يدخل فيه الموجود الذهني ام لا عندما اضاف قائلا ((وأي ذات كان)) فقد ذكر الحركة والحركة ليست شيئا قائما بنفسه انما عرض فقد ذكر الغزالي الابصار بالقلب في قوله ((وكذلك إن أبصرنا بالقلب)) ومن المعلوم أن الابصار بالقلب لا يشترط فيه وجود موجود أصلا!
فيمكن للانسان ان يرى بقلبه أشياء ليس لها وجود خارج الذهن وبالتالي مسألة الجهة لا تهمنا في هذه الحالة (سنفترض أن الخالق موجود بدون جهة لكي نصل الى ما نريد)
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 01:09 ص]ـ
أهل السنة يقولون إن المؤمنين يرون الله تعالى بعضه لا كله
لقوله تعالى: "لا تدركه الأبصار"
أي لا تحيط به أي لا تراه كله سبحانه.
وأما لفظ البعض هنا فهو يستعمل للحاجة من باب الإخبار مع كون السياق هنا عين المراد وأزال الإجمال والالتباس
فأرجو الانتباه إلى ذلك
لأن أهل السنة يقولون بالألفاظ الواردة في القرآن والسنة وأيضا بما تدل عليه من المعاني فألفاظ القرآن والسنة حق ومعانيها حق
وهذا هو معنى ما جاء في الكتاب والسنة
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 01:26 ص]ـ
أهل السنة يقولون إن المؤمنين يرون الله تعالى بعضه لا كله
لقوله تعالى: "لا تدركه الأبصار"
أي لا تحيط به أي لا تراه كله سبحانه.
وأما لفظ البعض هنا فهو يستعمل للحاجة من باب الإخبار مع كون السياق هنا عين المراد وأزال الإجمال والالتباس
فأرجو الانتباه إلى ذلك
لأن أهل السنة يقولون بالألفاظ الواردة في القرآن والسنة وأيضا بما تدل عليه من المعاني فألفاظ القرآن والسنة حق ومعانيها حق
وهذا هو معنى ما جاء في الكتاب والسنة
الإحاطة هي الإدراك وهي خلاف الرؤية.
قال الإمام الطبري:"قالوا: فإن كان الشيء قد يرى الشيء ولا يدركه ويدركه ولا يراه، فكان معلوماً بذلك أن قوله: {لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ} من معنى لا تراه الأبصار بمعزل، وأن معنى ذلك: لا تحيط به الأبصار لأن الإحاطة به غير جائزة. قالوا: فالمؤمنون وأهل الجنة يرون ربهم بأبصارهم ولا تدركه أبصارهم، بمعنى: أنها لا تحيط به إذ كان غير جائز أن يوصف الله بأن شيئاً يحيط به. قالوا: ونظير جواز وصفه بأنه يرى ولا يدرك جواز وصفه بأنه يُعلم ولا يحاط به وكما قال جلّ ثناؤه:
{وَلا يُحِيطُونَ بَشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلاَّ بِمَا شاءَ}
قالوا: فنفى جلّ ثناؤه عن خلقه أن يكونوا يحيطون بشيء من علمه إلاَّ بما شاء. قالوا: ومعنى العلم في هذا الموضع: المعلوم قالوا: فلم يكن في نفيه عن خلقه أن يحيطوا بشيء من علمه إلاَّ بما شاء نفي عن أن يعلموه. قالوا: فإذا لم يكن في نفي الإحاطة بالشيء علماً نفي للعلم به، كان كذلك لم يكن في نفي إدراك الله عن البصر نفي رؤيته له. قالوا: وكما جاز أن يعلم الخلق أشياء ولا يحيطون بها علماً، كذلك جائز أن يروا ربهم بأبصارهم ولا يدركوه بأبصارهم، إذ كان معنى الرؤية غير معنى الإدراك، ومعنى الإدراك غير معنى الرؤية، وأن معنى الإدراك: إنما هو الإحاطة، كما قال ابن عباس في الخبر الذي ذكرناه قبل. انتهى
وقال الإمام الأشعري في الإبانة:"
فإن قال قائل: فما معنى قوله تعالى: (لا تدركه الأبصار) من الآية (103/ 6)؟
قيل له: يحتمل أن يكون لا تدركه في الدنيا، وتدركه في الآخرة؛ لأن رؤية الله تعالى أفضل اللذات، وأفضل اللذات تكون في أفضل الدارين.
ويحتمل أن يكون الله تعالى أراد بقوله: (لا تدركه الأبصار) من الآية (103/ 6) يعني: لا تدركه أبصار الكافرين المكذبين، وذلك أن كتاب الله يصدق بعضه بعضا، فلما قال في آية: إن الوجوه تنظر إليه يوم القيامة، وقال في آية أخرى: إن الأبصار لا تدركه، علمنا أنه إنما أراد أبصار الكافرين لا تدركه. (2/ 48) "انتهى.
قلت: لفظ (يرى بعضه) قول مبتدع لم يقل به أحد من أئمة السنة فيما أعلم ولم يخبر به احد منهم عن معنى (لا تدركه الأبصار).
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/163)
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 06:17 ص]ـ
قلت: لفظ (يرى بعضه) قول مبتدع لم يقل به أحد من أئمة السنة فيما أعلم ولم يخبر به احد منهم عن معنى (لا تدركه الأبصار).
والله أعلم.
أرجو أن تبين ما الذي أنكرته من قولي هل هو المعنى أو اللفظ مع الإقرار بصحة المعنى فهل أنت تقول إن الله تعالى يرى بعضه لا كله المعنى صحيح واللفظ مبتدع
أم تقول إن المعنى غير صحيح واللفظ مبتدع
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 06:58 ص]ـ
أقول: إن المعنى مبتدع واللفظ مبتدع.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 07:23 ص]ـ
إذا ما هو المعنى الصحيح عندك
فإنه يلزمك أن تقول يرى كله سبحانه لأنك نفيت أنه سبحانه يرى بعضه
لأنك إذا قلت لا يرى كله سبحانه ولا يرى بعضه تكون نفيت الرؤية
وإن قلت يرى كله وبعضه في آن واحد تكون قد قلت بالمحال
فيلزمك أن تقول يرى كله أو يرى بعضه سبحانه
وأنت نفيت أنه سبحانه يرى بعضه وعددت هذا المعنى باطلا
فيلزمك أن تقول يرى كله
سبحانه وتعالى
فوضح ما هو قولك من حيث المعنى
فسؤالي الآن عن المعنى وسنأتي للفظ فيما بعد
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 07:50 ص]ـ
الكلام في مسألة رؤية البعض بنفي أو إثبات غلط فلا تقولني ما لم اقله.
ولا يلزم من ترك الخوض في مسألة رؤية الكل أو البعض نفي رؤية الله تعالى او الشك فيها؛ فالسلف والأئمة أثتوا الرؤية وتوقفوا لم يخوضوا في مسألة الكل أو البعض تلك. فهي مسألة مبتدعة.
ويجب على المرء أن يقف حيث وقف القوم لا سيما ولا دليل صحيح ولا استنباط مقبول يدل على الجزم بالقول إن الله يرى كله أو بعضه. نقول: يرى فحسب. ونسأل الله رؤيته.
والإدراك قد تقدم الكلام في معناه وهو بخلاف الرؤية في المعنى كما تقدم.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 07:50 ص]ـ
الكلام في مسألة رؤية البعض بنفي أو إثبات غلط فلا تقولني ما لم اقله.
ولا يلزم من ترك الخوض في مسألة رؤية الكل أو البعض نفي رؤية الله تعالى او الشك فيها؛ فالسلف والأئمة أثتوا الرؤية وتوقفوا لم يخوضوا في مسألة الكل أو البعض تلك. فهي مسألة مبتدعة.
ويجب على المرء أن يقف حيث وقف القوم لا سيما ولا دليل صحيح ولا استنباط مقبول يدل على الجزم بالقول إن الله يرى كله أو بعضه. نقول: يرى فحسب. ونسأل الله رؤيته.
والإدراك قد تقدم الكلام في معناه وهو بخلاف الرؤية في المعنى كما تقدم.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 08:04 ص]ـ
إذا أنت تجوز الأمرين إما أن يرى كله أو يرى بعضه
ولكن ترى أن القول بأحد الأمرين بدعة لأنه لم يرد
هل ما فهمته صحيح
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 08:13 ص]ـ
أنا لا أطلق في كلا الأمرين لا النفي ولا الإثبات.
والقول بأحد الأمرين نفيًا أو إثباتًا بدعة.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 08:32 ص]ـ
يعني أنت تقول لم يأت في الكتاب والسنة ما يدل على أن الله سبحانه يرى كله أو بعضه في الجنة
لذلك من قال يرى كله سبحانه فقد ابتدع من حيث المعنى ومن حيث اللفظ
ومن قال يرى بعضه فقد ابتدع من حيث المعنى ومن حيث اللفظ
ولكن الواجب هو التوقف والسكوت عما سكت الله عنه ورسوله
مع اعترافك بأنه لا بد أن يكون أحد الأمرين هو الواقع ولكن لا نعلمه
ما هو.
لأنك لو قلت أنفي الأمرين كليهما تكون نفيت الرؤية وأنت تثبتها
وإن قلت أثبت الأمرين كليهما تكون جئت بالمحال
فلم يبق إلا إثبات أحد الأمرين
ولكن كونك لا تعلم أن الكتاب والسنة دلت على أحد الأمرين فترى التوقف في المسألة وأن القول بأحد الأمرين بدعة في الدين ومخالفة للسلف.
هذا مضمون كلامك فقل نعم أو لا.
فإن قلت نعم بدأنا نبحث قولك هل هو موافق للحقيقة أو لا
وإن قلت لا فبين مقصودك تماما لنستطيع أن نحكم عليه لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره ولا يمكن مناقشة قول لم يتضح
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 11:15 م]ـ
كلامك في تحليل قولي صحيح إلا هذه العبارة:
لأنك لو قلت أنفي الأمرين كليهما تكون نفيت الرؤية وأنت تثبتها
وإن قلت أثبت الأمرين كليهما تكون جئت بالمحال
فلم يبق إلا إثبات أحد الأمرين
لأني أقول: من نفى الأمرين فهو مبتدع ومن أثبتهما فهو مبتدع. ولا يلزم المرء إلا الإقرار بالرؤية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/164)
وإذا كان نفي الأمرين فيه نفي الرؤية للزمك تكفير من نفى الامرين وهذا قول لم يقله أحد فيما أعلم.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[05 - 05 - 10, 06:58 ص]ـ
الآن بعد أن وضح قولك
أقول إنك لم تصب مذهب أهل السنة بل وقعت في ما يخالفه لأن مذهب أهل السنة هو أن الله سبحانه يراه المؤمنون بلا إحاطة كما ذكر ذلك الإمام الطحاوي في عقيدته
وذلك مأخوذ من القرآن الكريم " لا تدركه الأبصار " أي لا تحيط به.
وأيضا من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى "فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) [الأعراف: 143]
صحيح وضعيف سنن الترمذي - (7/ 74)
(سنن الترمذي)
3074 حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا) قال حماد هكذا وأمسك سليمان بطرف إبهامه على أنملة إصبعه اليمنى قال فساخ الجبل (وخر موسى صعقا) قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة حدثنا عبد الوهاب الوراق البغدادي حدثنا معاذ بن معاذ عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه هذا حديث حسن.
تحقيق الألباني:
صحيح ظلال الجنة (480)
الإبانة - ابن بطة - (3/ 72):
فأما حجته وخصومته بقول الله تعالى لا تدركه الأبصار فإن معنى ذلك واضح لا يخيل على أهل العلم والمعرفة ذلك أنك تنظر إلى الصغير من خلق الله فيما يدركه بصرك ولا يحيط نظرك فا لله تعالى أجل وأعظم من كل شيء يدركه بصر
وإنما الإدراك أن يحيط البصر بالشيء حتى يراه كله فذلك الإدراك
ألا ترى أنك ترى القمر فلا ترى منه إلا ما ظهر من وجهه ويخفى عليك ما غاب من قفاه وكذلك الشمس وكذلك السماء وكذلك البحر وكذلك الجبل وإن الرجل ليكلمك وهو معك فما يدركه بصرك وإنما تنظر منه إلى ما أقبل عليك منه فإنما قول الله عز و جل لا تدركه الأبصار لا تحيط به لعظمته وجلاله
ولكن الجهمي عدو الله إنما ينزع إلى المتشابه ليفتن الجاهل " انتهى.
شرح العقيدة الطحاوية - (19/ 12) للشيخ عبد الله بن جبرين:
وقد ذكر الشارح أن أهل السنة استدلوا بها على إثبات الرؤية لا على نفيها، وذلك لأن الإدراك هو الإحاطة، أي: لا تحيط به فإذا رأته الأبصار لا تحيط به، فالفرق بينهما واضح، فليست الرؤية هي الإدراك، فالإدراك شيء زائد على الرؤية.
ولهذا روي أن ابن عباس سئل عن هذه الآية فقال للسائل: ألستَ ترى القمر؟ قال: بلى.
قال: أكله -يعني: أتراه كله-؟ قال: لا.
قال: فذلك الإدراك.
يعني أنك ترى القمر ولكنك لا تراه كله، إنما ترى منه ما قابلك، فأنت -مثلاً- إذا رأيت جبلاً بعيداً رأيت منه ما قابلك ولم تره كله، فرؤيته كله أعلاه وأسفله والخفي منه والمقابل وغير المقابل يقال لها: الإدراك.
فإدراك البصر معناه: رؤية المرئي كله وعدم خفاء شيء منه، والله تعالى لعظمته ولجلاله ولكبريائه إذا رأته الأبصار فلا تحيط به ولا ترى إلَّا ما يتجلى منه لها، وينظر إليهم وينظرون إليه، ولكن لا يحيطون بذاته، إنما يدركون منه ما تجلى، ففرق واضح بين الرؤية والإدراك.
وقد أخبر الله تعالى عن قوم موسى أنه لا يُدرَكون فقال تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ} [الشعراء:61] يعني: قوم فرعون وقوم موسى {قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} [الشعراء:61] أخبر بأنهم يتراءون، هؤلاء يرون هؤلاء وهؤلاء يرون هؤلاء، فما معنى (مُدرَكون)؟ أي: محاطون.
أي: سوف يحيطون بنا ويلحقوننا ويحدقون بها، هذا معنى الإدراك، فنفى ذلك موسى وقال: (كَلَّا) أي: لا تخافوا فلن يدركوكم {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء:62]، وقد وعده الله بأنهم لا يُدرَكون في قول تعالى: {لا تَخَافُ دَرَكاً وَلا تَخْشَى} [طه:77]، فلما وعده بأنهم لا يُدرَكون وثق بوعد ربه وأنه لا يدركهم شيء.
فالحاصل أن هذه الآية دليل واضح على إثبات أن الله تعالى يُرَى، وذكرها في مجال التمدُّح، فالآية يتمدح بها الرب.
انتهى.
وجاء في الجامع في الرسائل الدعوية - (1/ 149)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/165)
وخصومته بقول الله تعالى: لا تدركه الأبصار، فإن معنى ذلك واضح لا يخيل على أهل العلم والمعرفة، ذلك أنك تنظر إلى الصغير من خلق الله فيما يدركه بصرك، ولا يحيط نظرك، فالله تعالى أجل وأعظم من كل شيء يدركه بصر وإنما الإدراك أن يحيط البصر بالشيء حتى يراه كله فذلك الإدراك، ألا ترى أنك ترى القمر فلا ترى منه إلا ما ظهر من وجهه، ويخفى عليك ما غاب من قفاه، وكذلك الشمس، وكذلك السماء وكذلك البحر، وكذلك الجبل، وإن الرجل ليكلمك وهم معك فما يدركه بصرك، وإنما تنظر منه إلى ما أقبل عليك منه، فإنما قول الله عز وجل: لا تدركه الأبصار، لا تحيط به لعظمته وجلاله، ولكن الجهمي عدو الله إنما ينزع إلى المتشابه ليفتن الجاهل. قالت الجهمية: إنما معنى قوله: إلى ربها ناظرة (15)، إنما أراد بذلك الانتظار، فخالفت في ذلك بهذا التأويل جميع لغات"انتهى.
الصارم المنكي في الرد على السبكي - (1/ 233)
وما استروح إليه مخالفتنا من أن المراد نزول بعض الذات كما في قوله {فََلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} (الأعراف 143) والمراد تجلي البعض أمر غير معقول منه، والفرق بين الموضوعين ظاهر والدليل هناك دل على إرادة البعض فلا يلزم من الحمل على إرادة البعض في مكان بديل الحمل على إرادة البعض في مكان آخر من غير دليل " انتهى.
وقال ابن القيم في النونية:
428 ... وَزَعَمْتَ أنَّ اللهَ أبْدَى بَعْضَهُ ... للطُّورِ حَتَّى عَادَ كَالكُثْبَانِ
429 ... لَمَّا تَجَلَّى يَومَ تَكْلِيمِ الرِّضَى ... موسَى الكلِيمِ مُكلِّمِ الرَّحمنِ،
430 ... وَزَعَمْتَ للمعْبُودِ وَجْهاً بَاقِياً ... وَلَهَ يَمِينٌ بَلْ زَعَمْتَ يَدَانِ
وجاء في شرح القصيدة النونية - (1/ 235)
قوله وزعمت أن الله أبدى بعضه الخ روى الترمذي في جامعه عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم قرأ هذه الآية فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا الاعراف 143 قال حماد هكذا وأمسك سليمان بطرف إبهامه على أنملة أصبعه اليمنى قال فساخ الجبل وخر موسى صعقا قال الترمذي هذا حديث حسن غريب صحيح لا نعرفه الا من حديث حماد بن سلمة وروى ابن أبي عاصم في كتاب السنة عن ابن عباس فلما تجلى ربه للجبل قال ما تجلى منه إلا مثل الخنصر قال فجعله دكا قال ترابا وخر موسى صعقا عشي عليه فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك عن أن أسألك الرؤية وأنا أول المؤمنين قال أول من آمن بك من بني إسرائيل ورواه الطبراني أيضا ورواه البيهقي في كتاب اثبات الرؤية له اخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن اسحق يعني العدناني ثنا عمرو ابن طلحة في التفسير ثنا اسباط عن السدي عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال تجلى منه مثل طرف الخنصر فجعله دكا" انتهى.
فوضح من خلال ما سبق أن ما زعمته قول مبتدع لم يقل به أهل السنة بل أهل السنة ينفون أن الله سبحانه يرى كله.
اتباعا للكتاب والسنة
وهو الموافق للعقل والفطرة.
وهو اللائق بجلال الله وكماله فهو سبحانه أعظم من أن يحيط أحد به علما أو رؤية.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[05 - 05 - 10, 07:34 ص]ـ
أخي.
أهل السنة يعرفون الإدراك بانه رؤية الشيء كله، ولكنهم لا يطلقون النفي على حكم الحاكم (يرى الله كله في الآخرة) وكذلك لا يطلقون الإثبات.
وأنت لم تأت بإمام قال يرى الله كله أو بعضه هذه ألفاظ مبتدعة.
إنما غاية أقوالهم إن الإدراك رؤية الشيء كله من كل جهاته. والله لا تدركه الأبصار. فلا ينبغي لك ان تقول الله لا يرى كله لانك عند ذلك تكون قد قست الأشياء بالله تعالى.
وهذا غلط.
بل ويمكن لي أن أعقب على قولك بما ينقضه مستشهدًا بـ:
ومن جملة تلك الأحاديث في النظر إلى الله تعالى:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن ناساً قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا، يا رسول الله، قال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا، يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه كذلك) رواه مسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/166)
وهذا تشبيه للرؤية بالرؤية وهي رؤية لنصف القمر وعلى هذا يمكنك القول على مذهبك في القياس قياس الشاهد بالغائب أن تقول: يرى نصف الله! لأنك ترى نصف القمر المواجه لك.
وهذا منكر من القول وزور.
العلماء تكلموا في عموم معنى الحديث وأن الإدراك رؤيتك الشيء كله وقد ألفوا في الرؤية والرد على الجهمية في تلك المسألة ولم يتعرضوا لمسألة رية البعض او الكل هذه فهي حادثة لم تعهد.
وهذا بالغ علمي.
وإني لأستحيي أن أتكلم في تلك المسألة بما لم يرد على ألسنة الأئمة فاعذرني.
والله الموفق.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[05 - 05 - 10, 09:21 ص]ـ
بارك الله فيك أنت نفيت صحة المعنى واللفظ جميعا
واعتبرت أن من يقول إن الله تعالى يرى في الجنة بعضه لا كله أخطأ في المعنى واللفظ كليهما وقد تبين من خلال ما سبق أن هذا المعنى الذي أنكرته ثابت بالكتاب والسنة لا يجوز إنكاره وهو عقيدة أهل السنة والجماعة وأما بالنسبة للفظ فإليك كلام شيخ الإسلام ابن تيمية الذي يكشف لك عن حقيقة هذه المسألة:
قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى - (6/ 405):
كما قد أوضحنا ذلك في بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية ويسمى أيضا تخليص التلبيس من كتاب التأسيس الذي وضعه أبو عبدالله الرازي في نفي الصفات الخبرية وبين ذلك على أن ثبوتها يستلزم افتقار الرب تعالى إلى غيره وتركيبه من الأبعاض وبينا ما في ذلك من الألفاظ المشتركة الجملة فهذا إن كان أحد أطلق لفظ البعض على الذات وغيره من الصفات وقال إنه بعض الله وأنكر ذلك عليه لأن الصفة ليست غير الموصوف مطلقا وإن كان الإنكار لأنه لا يقال في صفات الله لفظ البعض فهذا للفظ قد نطق به أئمة الصحابة والتابعين وتابعيهم ذاكرين وآثرين
قال أبو القسم الطبراني في كتاب السنة: حدثنا حفص بن عمرو حدثنا عمرو ابن عثمان الكلابي حدثنا موسى بن أعين عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس قال: إذا أراد الله أن يخوف عباده أبدا عن بعضه للأرض فعند ذلك تزلزلت وإذا الله أن يدمدم على قول تجلى لها عز و جل
وقد جاء في الأحاديث المرفوعة في تجليه سبحانه للجبل ما رواه الترمذي في جامعه حدثنا عبدالله بن عبدالرحمن يعني الدرامي أبنأنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سملة عن ثابت بن أنس [أن النبي صلى الله عليه و سلم - قرأ هذه الآية: {فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا}] قال حماد هكذا وأمسك سليمان بطرف إبهامه على أنملة أصبعه اليمنى قال فساخ الجبل وخر موسى صقعا
قال الترمذي هذا حديث حسن غريب صحيح لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة
وقال أبو بكر بن أبي عاصم في كتاب حدثنا حسين بن الأسود حدثنا عمرو بن محمد العنقري حدثنا أسباط عن السدي عن عكرمة عن ابن عباس: {فلما تجلى ربه للجبل} قال ما تجلى منه إلا مثل الخنصر قال فجعله دكا قال ما تجلى منه إلا مثل الخنصر قال فجعله دكا قال ترابا وخر موسى صقعا غشي عليه فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك عن أن أسألك الرؤية وأنا أول المؤمنين قال أول من آمن بك من بن إسرائيل
ورواه الطبراني قال حدثنا محمد بن إدريس بن عاصم الحمال حدثنا إسحاق ابن راهوية حدثنا عمرو بن محمد العنقري فذكره عن ابن عباس: فلما تجلى ربه للجبل قال ماتجلى منه إلا مثل الخنصر فجعله دكا قال ترابا
ورواه البيهقي في كتاب إثبات الرؤية له أخبرنا محمد بن عبدالله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن إسحاق يعني العدفاني حدثنا عمرو بن طلحة في التفسير حدثنا أسباط عن السدي عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال: تجلى منه مثل طرف الخنصر فجعله دكا والصفاني ومن فوقه إلى عكرمة روى لهم مسلم في صحيحه؟ وعكرمة روى له البخاري في صحيحه
وروى الثوري وحماد بن سلمة وسفيان بن عيينة بعضهم عن ابن أبي نجيح وبعضهم عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن عمير في قوله داود: {وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب} قال يدينه حتى يمس بعضه وهذا متواتر عن هؤلاء وممن رواه الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عام النبيل في كتاب السنة حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد بن عبيد بن عمير {وإن له عندنا لزلفى} قال ذكر الدنو منه حتى أنه يمس بعضه وقال حدثنا أبو بكر حدثنا ابن فعنيل عن ليث عن جاهد: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} قال: يقعده معه على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/167)
العرش
وقال الإمام أبو بكر بن أبي عاصم في كتاب السنة حدثنا فضيل بن سهل حدثنا عمرو بن طلحة القناد حدثنا أسباط بن نصر عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: {ولقد رآه نزلة أخرى} قال إن النبي صلى الله عليه و سلم - رأى ربه فقال له رجل أليس قد قال الله تعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} فقال له عكرمة أليس ترى السماء؟ قال بلى قال أفكلها ترى؟ ففي هذه أن عكرمة أخبر قدام ابن عباس أن إدراك البصر هي رؤية المدرك كله دون رؤية بعضه فالذي يرى السماء ولا يراها كلها ولا يكون مدركا لها وجعل هذا تفسيرا لقوله: {لا تدركه الأبصار} وأقره ابن عباس على ذلك ومع هذا هؤلاء الذين نقل عنهم هذا اللفظ فقد نقل عنهم أيضا إنكار تبعضه سبحانه وتعالى وبين الناقلون معنى ذلك
قال الحافظ أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب السنة حدثني عبدالرحمن بن محمد الأملي عن موسى بن عيسى بن حماد بن زغبة حدثنا نعيم بن حماد حدثنا نوح بن مريم عن إبراهيم بن ميمون عن عكرمة قال: جاء نجدة الحروري إلى ابن عباس فقال يا أبا عباس نبئنا كيف معرفتك بربك تبارك وتعالى فإن من قبلنا اختلفوا علينا فقال ابن عباس: من نصب دينه على القياس لم يزل الدهر في التباس مائلا عن المنهاج ظاعنا في الأعوجاج ضالا عن السبيل قائلا غير جميل أعرفه بما عرف به نفسه تبارك وتعالى من غير رؤية
قال نعيم في الدنيا واصفه بما وصف به نفسه لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس معروف بغير شبيه ومتدان في بعده
قال نعيم: يقول هو على العرش ولا يخفى عليه خافية لا تتوهم ديموميته ولا يمثل بخليقته ولا يجور في قضية الخلق إلى ما علم منقادون وعلى ما سطر في المكنون من كتابه ماضون لا يعلمون بخلاف ما منهم علم ولا غيره يريدون فهو قريب غير ملتزق يعني قريبا بعلمه وبعيدا غير منقض يحقق ولا يمثل ويوجد ولا يبعض قال نعيم لا يقال بعضه على العرض وبعضه على الأرض يدرك بالآيات ويثبت بالعلامات هو الكبير المتعال تبارك وتعالى
قلت: هذا الكلام في صحته عن ابن عباس نظر والذي يغلب على الظن أنه ليس من كلام ابن عباس ونوح بن أبي مريم له مفاريد من هذا النمط ولكن لا ريب أن نعيم بن حماد ذكر ذلك في كتبه التي صنفها في الرد على الجهمية وهو قد نفى تبعيضه بالمعنى الذي فسره وهذا ما لا يستريب فيه المسلمون وهذا مما دل عليه قوله تعالى: {قل هو الله أحد * الله الصمد} كما قد بسطنا الكلام فيه في موضعه في الكلام على من تأول هذه السورة على غير تأويلها ولا ريب أن لفظ البعض والجزء والغير ألفاظ مجملة فيها إيهام وإبهام فإنه قد يقال ذلك على ما يجوز أن يوجد منه شيء دون شيء بحيث يجوز أن يفارق بعضه بعضا وينفصل بعضه عن بعض أو يمكن ذلك فيه
كما يقال: حد الغيرين ما جاز مفارقة أحدهما للآخر كصفات الأجسام المخلوقة من أجزائها وأعراضها فإنه يجوز أن تتفرق وتنفصل والله سبحانه منزه عن ذلك كله مقدس عن النقائص والآفات وقد يراد بذلك ما يعمل منه شيء دون شيء فيكون المعلوم ليس هو غير المعلوم وإن كان لازما له لا يفارقه والتغاير بهذا المعنى ثابت لك موجود فإن العبد قد يعلم وجود الحق ثم يعلم أنه قادر ثم أنه عالم ثم أنه سميع بصير وكذلك رؤيته تعالى كالعلم به فمن نفى عنه وعن صفاته التغاير والتبعيص بهذا المعنى فهو معطل جاحد للرب فإن هذا التغاير لا ينتفي إلا عن المعدوم
وهذا قد بسطناه في كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية في الكلام على سورة الإخلاص وغير ذلك بسطا بينا ومن علم ذلك زالت عنه الشبهات في هذا الباب فقول السلف والأئمة ما وصف الله من الله وصفاته منه وعلم الله من الله وله نحو ذلك مما استعملوا فيه لفظ من وإن قال قائل معناها التبعيض فهو تبعيض بهذا الإعتبار كما يقال إنه تغاير بهذا الاعتبار ثم كثيرا من الناس يمتنع أو ينفي لفظ التغاير والتبعيض ونحو ذلك وبعض الناس لا يمتنع من لفظ التغاير ويمتنع من لفظ التعيض وبعضهم لا يمتنع من اللفظين إذا فسر المعنى وأزيلت عنه الشبهة والإجمال الذي في اللفظ
ولا ريب أن الجهمية تقول في هذا الباب ما هم متناقضون فيه تناقضا معلوما بالبديهة ثم إن الذين ينفون أن لا يتصف إلا بالمعدوم فيتناقضون ويعطلون فإنهم يقولون إن كونه واحدا يمتنع أن يكون له صفة بوجه من الوجوه لأن ذلك يوجب الكثرة والعددية قالوا ويجب تنزيهه عن ثبوت عدد وكثرة في وصف أو قدرة ثم إنهم يضطرون إلى أن يقولوا هو قديم حق رب حي عليم قدير ونحو ذلك من المعاني التي يمكن علمنا ببعضها دون بعض والمعلوم ليس هو الذي ليس بمعلوم وذلك يقتضي ما فروا منه مما سموه تعددا وكثرة وتبعيضا وتغايرا فهذا تناقضهم ثم إن سلب ذلك لا يكون إلا عن المعدوم وأما الموجود فإما قديم وإما محدث وإما موجود بنفسه وإما ممكن مفتر إلى غيره وإن الموجود إما قائم بنفسه وإما قائم بغيره إلى غير ذلك من المعاني التي تميز بها الموجودات بعضها عن بعض إذ لكل موجود حقيقة خاصة يميز بها يعلم منها شيء دون شيء وذلك هو التبعيض والتغاير الذي يطلقون إنكاره وهذا أصل نفاة الجهمية المعطلة وهم كما قال الأئمة لا يثبتون شيئا في الحقيقة"انتهى.
ولعلك تسأل أهل العلم فهو يغنيك عن العناء فهي مسألة واضحة عندهم
ولا اختلاف فيها بينهم.
وأكتفي بهذا القدر وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/168)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[05 - 05 - 10, 07:00 م]ـ
جزاكما الله خيرا أخوي الكريمين الاموي والساقي على اثرائكما للموضوع بالنقول والنقاش المثمر.
لكن تبقى عقيدة الاشاعرة في الرؤية!
هل يرون الكل ام البعض؟
ممتنع أن يرى الانسان شيئا لا كله ولا بعضه!
===
لقد قرأت بعض الصفحات الاولى من بيان تلبيس الجهمية واظن أن فيها كلام لابن الخطيب يحاجج به على نفي العلو فيذكر كلاما عن الكبر و الصغر و (النقطة). وما يهمني هو النقطة فأظن أن فيها مفتاح لجر القوم جرا الى هذا الموضوع. أرجو أن اعثر على كلامه هناك أو في مكان آخر إن طنت مخطئا.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[05 - 05 - 10, 10:49 م]ـ
أخي أبا نسيبة بارك الله فيك
هذا سؤال يحسن أن تسأله في منتديات الأشاعرة لترى رأيهم
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[06 - 05 - 10, 05:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشيخ غالب. دخول مواقع الاشاعرة لم يحن وقته بعد. "عمري الاشعري" العام بالكاد يتعدى السنة الواحدة او يصل الى سنة ونصف. والخاص لا يتعدى بضعة أشهر فقط.
أشار علي احد الاخوة الافاضل هنا في الملتقى بالالزام بالكلام النفسي في محاججة الاشاعرة. ورغم أن الاحتجاج بالكلام النفسي مسألة اخرى إلا أن من تدبرها يلحظ بسهولة مدى التشابه الشديد بين الكلام والرؤية لدرجة تكاد تنطبقان!
قال شيخ الاسلام: 12/ 49
" وجمهور العقلاء يقولون: قول هؤلاء معلوم الفساد بالضرورة.
وهؤلاء يقولون: تكليمه لموسى ليس إلا خلق إدراك يفهم به موسى ذلك المعنى. فقيل لهم: أفهم كل الكلام أم بعضه؟
إن كان فهمه كله فقد علم علم الله!
وان كان فهم بعضه فقد تبعض. وعندهم كلام الله لا يتبعض ولا يتعدد.
وقيل لهم: قد فرق الله بين تكليمه لموسى وإيحائه لغيره، وعلى أصلكم لا فرق " انتهى.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[14 - 05 - 10, 09:00 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم /
من المعلوم ان كملات الله عز وجل وصفاته لا حصر لها و لا منتهى. كمالات ذاته وكمالات صفاته ان صح التعبير.
فهل نستطيع ان نستدل بهذا على عدم ادراك الابصار لله عز وجل رؤية. لان الادراك فيه حصر لصفات الله عز وجل الذاتية رؤية؟
ـ[أحمد الوبيري الشمري]ــــــــ[15 - 05 - 10, 12:08 م]ـ
حياكم الله جميعاً
اخي الكريم ابا نسيبة،
الله عز وجل عند هؤلاء المتمشعره لايرى كله ولا بعضه، لعلك تنظر كتاب "بحوث في علم الكلام"ص87 او 88 وما بعدها لعلامة زمانه الخفاش سعيد فودة، فهو قرر مايعتقده بعد تناقض شنيع وبلا خجل!.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 11:11 م]ـ
حياكم الله جميعاً
اخي الكريم ابا نسيبة،
الله عز وجل عند هؤلاء المتمشعره لايرى كله ولا بعضه، لعلك تنظر كتاب "بحوث في علم الكلام"ص87 او 88 وما بعدها لعلامة زمانه الخفاش سعيد فودة، فهو قرر مايعتقده بعد تناقض شنيع وبلا خجل!.
حيا الله شيخنا وحبيبنا أحمد الشمري
لقد اطلعت على كلامه كما أشرت ووجدت أنه يثبت رؤية مخلوقة في العقل أو في الروح! وهذه الرؤية ليست بالعين ولا يحتاج الى عين أساسا. وهو نفس خلاصة كلام ابي حامد الغزالي كما نقل أخونا أبو قتادة جزاه الله خيرا.
ولو نظر المرء في كتب الاشاعرة لوجد أن نهاية كلامهم كله (عقيدتهم) ترجع الى (الخلق المباشر) بدون (أسباب).
وجزاك الله خيرا على الاشارة. والله لكلامه عن العين و الاعصاب و انتقال لجعلني أشعر بالسخرية من طريقة تفكيره يترك النصوص ويذهب الى القياس و الاعصاب!(63/169)
محمد زاهد الكوثري يطعن في الإمام الشافعي وفي علماء الأشاعرة (صور)
ـ[أبو البركات]ــــــــ[02 - 05 - 10, 03:35 ص]ـ
محمد زاهد الكوثري غني عن التعريف فهو رمز التعصب والجنون في التقليد وحامل لواء الجهمية في هذا العصر حيث عمل على خدمة الجهمية بما اتاه الله من العلم ... فتجده إما يطعن في السنة وأهلها أو تجده ينشر البدعة ويثني على أهلها ....
وهو مقدم عند جماهير الأشعرية والماتريدية بل يعولون عليه كثيرا في بحوثه ومقالاته التي تخدم عقائد أهل البدع من الأشعرية والماتريدية وغيرها من الفرق المبتدعة .... حتى الرافضة يحتجون بكلامه ضد أهل السنة ...
وطالما أن الرجل مقدم وذوا منزلة لدى المتمشعرين والمتصوفين وغالب أهل التمشعر (الأشاعرة) هم من أتباع الإمام الشافعي في الأمور الفقهية ...
فإليكم كلامه في كتابه المعروف:
((إحقاق الحق بإبطال الباطل في مغيث الخلق)) ص 19 - 20
http://www.m5zn.com/uploads/2010/5/1/photo/050110160516znug9pcj50k.jpg
هذا هو التعصب وهو مرض مزمن عانى منه الكوثري حتى الجنون ... فما الفائدة المرجوة في التشكيك بنسب الإمام الشافعي رحمه الله؟؟؟
مع أن الكوثري يكفيه أن يقول أن العلم ليس مقصورا في القرشيين وهكذا ... لكن التعصب والحقد يعمي!!
مرفق لكم صور الصفحات ...
ويتبع ...
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 05:50 ص]ـ
سيرة الكوثري و كلامه في أهل العلم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله،بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وتركنا على البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك،أما بعد:
روى الخطيب البغدادي في كتابه (شرف أصحاب الحديث) رقم 153ـعن قتيبة بن سعيد أنه قال: إذا رأيت الرجل يحب أهل الحديث مثل يحيى بن سعيد القطان،وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه - وذكر عدة أئمة آخرين - فإنه على السنة، ومن خالف هذا فاعلم أنه مبتدع.
لقد ابتلي أهل الحديث في كل زمان بأناس متجهمين لا يرقبون في مؤمن إلاً ولاذمةً، ناصبوهم العداء لا لشيء إلا لأنهم عدول حملوا هذا العلم ونفوا عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. مما كشف عن سوء اعتقادهم وخبث نواياهم، فراحوا يكيلون لهم التهم فمرة يصفونهم (بالحشوية) وأخرى (بالمجسمة) إلى آخر تلك الألقاب التي ما تفوهوا بها إلا ليصدوا عامة الأمة عن أتباع الحديث وأهله. ومن زعماء تلك الطائفة المبتدعة ذاك المتعصب المسمى (محمد زاهد الكوثري) عامله الله بما يستحق، الذي أخذ على نفسه أن يحارب أهل الحديث وأعلام السنة والتوحيد ولولا ظهور بعض بعض المنتسبين إلى العلم الذين الذين بدأوا يروجون مذهبه وينشرون عقيدته، فغرروا عوام المسلمين بذلك لماوجدنا داعياً إلى كتابة هذه الوقفات مع كتبه المليئة بشتم أعلام الأمة بكلام تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم. ولكن واجب النصيحة يقتضي وجوب بيان حال الرجل، ومن كتبه نفسها، وكما قيل: (من فمك أدنيك) وسنترك الحكم للقارئ الكريم.
ترجمة موجزة للشيخ محمد زاهد الكوثري وموقف العلماء منه
هو الشيخ محمد زاهد بن حسن بن علي بن خضوع بن باي بن قانيت بن قنصو الجركسي الكوثري، نسبة لقرية الكواثرة بضفة نهر شبز القوقاز (الكوثري وتعليقاته: ص67). ولد في قرية الحاج حسن أفندي من أعمال دوزجة بشرقي القسطنطينية في (27 أو 28 شوال سنة 1296ه) وتلقى مبادئ العلوم من شيوخ دوزجة وغادرها إلى القسطنطينية فتفقه في جامع الفاتح (معجم المؤلفين: 3/ 302)، ولما أراد الإتحاديون أن يحجّموا أمر الدروس الدينية وينقصوا منها عارضهم الكوثري وحذر منهم وألب عليهم، فعمل الإتحاديون على إبعاده إلى معهد فرعي وسط الأناضول ثم عاد الأستانة فعين أستاذاً في جامعة إستنبول ثم صار وكيلاً للمشيخة الإسلامية (محمد زاهد…مقال في مجلة الأزهر: س66ج6ص876، ومعجم المؤلفين:3/ 302) ن ووكالة المشيخة هذه نسهبا لنفسه كثيراً ونسبها له كذلك أبو زهرة في "تقدمة المقالات" ص (22)، وعمر كحالة في "معجم المؤلفين" (3/ 302) وغيرهما , ونفى عنه هذا اللقب الشيخ عبد الرزاق حمزة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/170)
في "المقابلة"ص (129) وقال: إن الشيخ مصطفى صبري (جعله وكيلاً للدرس في معهد سليمان الشرعي، وقد استغل الكوثري هذا وجعل نفسه وكيلاً للمشيخة والفرق بينهما كبير جداً)، وهذا هو الصواب فقد قال الشيخ مصطفى صبري في "موقف العلم " (3/ 393): (أنا الذي اخترت فضيلته في عهد مشيختي وكيلاً للدرس).
وقد جابه الكوثري العلمانية في تركيا لما ظهرت دعوتهم وصدر الأمر باعتقاله، فهاجر بدينه منتقلاً بين دمشق والقاهرة حتى استقر في القاهرة (معجم المؤلفين:3/ 302). وقد أكرم أهل دمشق مثواه وإقامته فترة طويلة وفيها نشرت أوائل الكتب التي علق عليها، واستمر السيد القدسي ينشر كتبه (المقابلة: ص 129)، وقد اضطر السيد حسام الدين القدسي إلى إيقافه عن التصحيح والتعليق لما وقف على خياناته وجناياته على أئمة الدين، وذكر في مقدمة الإنتقاء أن في بعض تعليقاته: (يحاول الارتجال في التاريخ تعصباً واجتراءً) (الكوثري وتعليقاته: ص47 - 57).
وهاجم الكوثري في مصر علماء عصره بدافع التعصب لمذهبه الحنفي ولآراء أبي حنيفة- والإمام أبو حنيفة من هذا التعصب براء-، وقسا الكوثري في رده على مخالفيه وصال وجال في نقض كل ما يخالف مذهبه واعتقاده، ومن هؤلاء المعاصرين الذين صال عليهم: شيخي الأزهر عبد المجيد سليم ومحمد مصطفى المراغي وشيخ المحدثين أحمد شاكر وغيرهم (الأزهر: س66ج6ص877)، واشتهر عنه ذلك التعصب حتى لقب ب (مجنون أبي حنيفة) (المقابلة: ص142).
وفي تعاليقه وتحقيقاته يضعف من أراد ويوثق من أراد دون ضوابط أو قيود، وربما ارتجل الكذب صرح بذلك العلامة الشيخ سليمان الصنيع رحمه الله حيث قال-بعد حكاية مجلس ضمهما-: (الذين يظهر لي أن الرجل يرتجل الكذب) (انظر هامش طليعة التنكيل: ص257)، وأخطأ في تراجم كثيرة ولعل ذلك منشئوه حكمه على الرواة كما استظهره الأستاذ ضيف الله المناصير في رسالته " جهود الكوثري في علوم الحديث" ص (204 - 205) وذكر أنه وقف على ما يزيد على (250) راوٍ أخطأ فيهم أو وهم، كما نبه على أغلاطه وأخطائه في تعليقاته على "ذيول التذكرة" العلامة الشيخ أحمد رافع الطهطاوي في " التنبيه والإيقاظ"، وللعلامة الشيخ محمد العربي التباني الجزائري مؤلف سماه "تنبيه الباحث السري إلى ما في رسائل وتعاليق الكوثري" تعقبه فيه (حيث تحامل على الأئمة وأتباعهم من غير الحنفية) (تحذير العبقري:1/ 9)، وممن بيَّن تحامله وكشف نقمه على أهل الحديث الشيخ أحمد بن الغمّاري في كتاب له سماه "بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري" وقال فيه ص (44) أن الأستاذ الكوثري (لم يشكر لغير الحنفية نعمة، ولم يرع لهم حرمة بل جعلهم غرضاً لطعنه)، يقول الشيخ الألباني: (لا يخفى أن التعصب المذهبي لم يحفل أحد به مثل الأستاذ زاهد الكوثري على الحقيقة منذ كتاب "التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل" لذهبي العصر العلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحي المعلمي رحمه الله.
وذكر المعلمي في "طليعته" ص (9) أن الكوثري-بتعصبه هذا- أساء جداً حتى إلى الإمام أبي حنيفة رحمه الله ورضي عنه. ومع تعصب الكوثري لمذهبه ومغالاته فقد كان فيه انحراف في المعتقد وعدول عن منهج السلف، وانحياز إلى مذهب الجعد والجهم، وميول إلى الاعتزال. يقول الشيخ بكر أبو زيد في "براءة أهل السنة" ص (6): أن الكوثري (اجتمعت فيه أمراض متنوعة: من التقليد الأصم، والتمشعر بغلو وجفاء، والتصوف السادر، والقبورية المكبَّة للمخلوق عن الخالق)، ولهذا يقول علامة الشام محمد بهجة البيطار في"الكوثري وتعليقاته" ص (92): (وجملة القول أن هذا الرجل لا يعتد بعقله ولا بنقله ولا بعلمه ولا بدينه، ومن يراجع تعليقاته يتحقق صدق ما قلناه فيه).
وأما اعتزاليته فقد كشفها الشيخ مصطفى صبري إذ حكى مناظرة دارت بينه وبين الكوثري في مسألة القدر أوردها في كتابه "موقف العلم" (3/ 392) ثم قال: (الآن أجده- يعني الكوثري- قدرياً صريحاً… فهو معتزل أي قدري)، ثم ذكر أن الكوثري عرَّض به وأساء في الرد والنقض، ولذلك يقول الدكتور محمد رجب البيومي في مجلة الأزهر (س66ج7ص1057) إن الكوثري (يتسرع في القسوة دون موجب… وما كان أحراه يجادل بالتي هي أحسن).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/171)
وقد حاول الدكتور رجب حفظه الله أن ينفي عن الكوثري تهمة التعصب وأنه باحث نزيه فيه بعض قسوة وصولة، وأتى على ذلك بشواهد لا تفي بالمقصود ولا تزيل عنه تلك التهمة، فهي لاصقة به ولا يمكن أن تنفك عنه وقد كتب ما كتب، كيف وعلماء عصره إلى يومنا هذا يشهدون بتعصبه ويقررون تحامله على أهل العلم وأئمة الدين، حتى أن مقال الدكتور رجب في ترجمته للكوثري ذكر جملاً فيها إشارات إلى تعصبه وتقليده الأعمى لمذهبه، ولا يتسع المجال هنا لبيان ذلك. وذكر الدكتور رجب- نقلاً عن الأستاذ أحمد خيري- أن للكوثري (51) مؤلفاً غير حواشيه التي كان يضعها على الكتب. وتوفي الكوثري سنة (1371ه) وقد زرع فتنة ما زال شررها يحرق وشظاها يلفح أقواماً ويضر بآخرين.
وقد حذر العلامة المعلمي من هذه الفتن حين خاطب الكوثري في "التنكيل" ص (474) بقوله: (كان خيراً للأستاذ ولأصحابه ولنا وللمسلمين أن يطوي الثوب على غرة، ويقر الطير على مكناتها ويدع ما في "تاريخ بغداد " مدفوناً فيه، ويذر النزاع الضئيل بين مسلمي الهند مقصوراً عليهم … وقد جرني الغضب للسنة وأئمتها إلى طرف مما أكره، وأعوذ بالله من شر نفسي وسيء عملي {ربنا اغفر لنا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}) اه كلامه رحمه الله.
ومن أقوال هذا المشرك في الاستغاثة بغير الله: (لا بد لأهل السلوك والرشاد من التوسل والاستغاثة والاستمداد بأرواح الأجلة، والسادة الأمجاد، إذ هم المالك لأزمة الأمور في نيل ذلك المراد). اهـ
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
التحديث بما في كتابات الكوثري من عدوان على أهل الحديث
هذا كلام الكوثري في أهل العلم بما لا يليق أن ينسب إليهم، من كتابيه (المقالات وتأنيب الخطيب). و وقفتنا ستكون إن شاء الله تعالى مع كتابه"مقالات الكوثري" المملوء بالطعون على أهل الحديث وذلك على سبيل التمثيل لا الحصر. قوله في:
-الموافق ابن قدامة: فيكون اعترف في أول خطوة أن الحق بيد المعتزلة وهو لا يشعر فإذا كان حال الموقف هكذا فماذا يكون الحال من دونه؟ نسأل الله الصون. (المقالات ص75 - 85).
-ابن قتيبة: وقد هفا ابن قتيبة هفوة باردة في كتابه"الإختلاط في اللفظ" في تفلسفه بشأن اللفظ المسموع فرددنا عليه رداً واضحاً مكشوفاً. (المقالات ص60).
-الاصطخري ومن بعده عبد القادر بدران: وقد كذب من عزا أحمد بن حنبل أنه قال:"وكلم الله موسى تكليماً" من فيهِ وناوله التوراة من يده إلى يده. كما نقله عبد القادر بدران المسكين في كتابه "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل" رواية بطريق الاصطخري. (المقالات ص 60/ 61.
-الشوكاني: بل عدو الأئمة والأمة حقاً: هو من يسبح بحمد الشوكاني الذي يجاهر في تفسيره بإكفار أتباع هؤلاء الأئمة القادة. وقد قال بلديه عنه: المطلع على دخائله العلامة ابن حريوة الشهيد-بمؤامرة منه-في الغطمطم الزخار: "أنه يهودي مندسّ بين المسلمين لإفساد دينهم" وليس ذلك ببعيد". (المقالات ص368).
-ابن عدي: وكان ابن عدي على بعده عن الفقه النظر والعلوم طويل اللسان في أبي حنيفة وأصحابه. (الحاشية على تأنيب الخطيب).
-الساجي: واما الساجي فهو أبو يحي زكريا بن يحي الساجي البصري صاحب كتاب"العلل" وشيخ المتعصبين. كان وقاعاً ينفرد بمناكير عن مجاهيل وتجد في تاريخ بغداد نماذج من افتراءاته عن مجاهيل بأمور منكرة. ونضال الذهبي عنه من تجاهل العارف. (التأنيب ص82).
-العقلي: هو تلميذ العقلي (ابن الدخيل) العقلي هو أبو جعفر محمد بن عمرو-نسخة فريدة من كتابه" الضعفاء في الظاهرية"- يرحل اليهم لولا خبث لسانه (التأنيب ص94) الحاشية.
-المباركفوري: قال الكوثري: يبدي أنه حنفي ثم تحمل على كثير من مسائل المذهب بمعول جهل. وهذه خطة بعض الهنود من لا يجدون جرأة كافية على الظهور بمظهر أنهم لا مذهبيون-راجع شرحه في الأشعار ثم راجعها في شرح المصابيح لتعلم مبلغ تهوره. فهو جاهل أحمق متهور مجترئ أخرق يحتج به كثير من الحمقى من أهل البلد (التأنيب ص46).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/172)
- البخاري: ومن الغريب أن بعض من يعدونه من أمراء المؤمنين في الحديث يتبجح قائلاً أني لم أخرج في كتابي عمن لا يرى أن الأيمان قول وعمل يزيد أو ينقص مع أنه أخرج عن غلاة الخوارج. (التأنيب ص76).
وقد استوفى الكلام على ذلك أبو الحسن السبكي في كتابه "الإعتبار ببقاء الجنة والنار" وقد ألفه للرد على ابن تيمية حيث يقول بفناء النار بعد دخول أهلها فيها تابعه على ذلك صاحبه ابن القيم. ص109.
-ابن حبان: سماه الكوثري فيلسوف أهل الجرح التعديل. (التأنيب ص 132).
وزفر معروف بالحفظ والإتقان عند أهل العلم حتى إن مثل ابن حبان على انحرافه يعترف له بذلك في كتابه الثقات له (التأنيب ص 316).
-الذهبي- الدارمي: وثناء ابن السبكي على الدارمي المجسم ناشئ من تقليد الذهبي ونحوه من الحشوية. ص318
وقد نقلنا في أواخر تكملة الرد على نونية ابن القيم" مبلغ قسوة ابن السبكي على شيخه في باب التجسيم مع أن الذهبي يسعى جهده في الإبتعاد عن النطق بما لم يرد في الكتاب والسنة في باب الصفات وان كان غالطاً في فهم ما ورد وهو أهون بكثير من الدرامي صاحب النقص. (المقالات ص 318/ 319)
-الحاكم: وأما صنيع الحاكم في مستدركه ... فإستدراك الموقوف وعده على شرط مسلم تخريف ... وتخليط الحاكم مشروح في لسان الميزان. (المقالات ص 344)
-الدرامي-عبد الله بن أحمد- ابن خزيمة: ولا أعتقد أن عاقلاً يطلع على الكتب الثلاثة وعلى ما فيها من المخازي. المشروحة في مقالاتنا السابقة دون أن ينبذهم نبذاً بمرة واحدة، يعني بالكتب الثلاثة- النقص الدارمي- والسنة لعبد الله بن أحمد- والتوحيد لابن خزيمة. ص346.
كتاب يسمى كتاب السنة وهو كتاب الزيغ. ص355
وعبد الله بن أحمد هذا قد ورث من أبيه مكانته في قلوب الرواة إلا أنه لم يتمكن من المضي على سيرة أبيه في عدم التدخل فيما لا يعنيه حتى ألف هذا الكتاب تحت ضغط تيار الحشوية بعد وفاة والده وأدخل فيه بكل أسف ما ينافي دين الله وينافي الإيمان بالله من وصف الله بما لا يجوز فضل به أصحابه. ص 355
ولا أظن بمسلم نشأ نشأة إسلامية أن يميل إلى تصديق مثل تلك الأساطير الوثنية. ص361.
وقال عن "إمام الأئمة ابن خزيمة": ولهذين الكتابَيْن - (أي: كتاب "النقض" وكتاب "السنَّة") - ثالثٌ في مجلَّدٍ ضخمٍ يُسمِّيه مؤلفُه ابن خزيمة "كتاب التوحيد" وهو عند محقِّقي هلِ العلم كتاب الشرك! وذلك لِما حواه من الآراء الوثنية!! ... أ. ه. (المقالات ص 361).
وقال عن "الإمام عبد الله بن الإمام أحمد " رحمهما الله: والآن نتحدث عن كتاب "السنَّة" هذا - (وهو لعبد الله بن أحمد في "العقيدة") - تحذيراً للمسلمين عمّا فيه مِن صنوفِ الزيغ، لاحتمالِ انخداع بعضِ أُناسٍ مِن العامَّةِ بسمعة والِدِ المؤلِّف، مع أنَّ الكفرَ كفرٌ كائناً مَن كان الناطق به. أ. ه (ص403).
قال الكوثري عن "الإمام الدارمي" رحمه الله: فيا تُرى هل يوجدُ في البسيطة من يَكْفُر هذا الكفرَ الأخرقَ سوى صاحبِ "النقض" - (أي: كتاب نَقْضِ الدارمي على بِشْرِ المرِّيسي إمام الضلالة) - ومتابعيه!. أ. ه (ص356).
-ابن كثير-الكثبي-ابن عبد الهادي: وأما أمثال ابن كثير والصلاح بن شاكر الكثبي والشمس بن عبد الهادي من الذين اتصلوا به (يعني ابن تيمية) وهم شباب حتى افتتنوا به وعزروا على ذلك فلا يوثق بهم في ترجمة الرجل. ص 375
ولكن الرازي هذا ليس حاله كما يريد أن يصوره الشمس بن عبد الهادي حيث حشر قول جميع من تكلم فيه واهل كلام من أثنى عليه وهذا أحد الثلاثة الذين اتصلوا بإبن تميمة وهم شباب فانخدعوا به فزاغوا يذكر الجرح ويغفل التعديل في الأدلة التي تساق ضد شذوذ شيخه. ض423.
وقد جرى عمل الأمة على التوسل والزيارة إلى أن إبتدع إنكار ذلك الحراني فرد أهل العلو كيده في نحره ودامت فتنته عند جاهلي بلاياه وقد غلط الألوسي وإبنه المتصرف في تفسيره بعض غلط ترده عليها تلك الأدلة وكانا مضطربين في مسائل من عدوى جيرانهما وبعض شيوخها وليس هذا بموضع بسط لذكر ذلك. (المقالات ص428).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/173)
-إبن أبي حاتم: لكن ابن أبي حاتم المسكين الذي يقال أنه كتب كاتب الشمال شيئاً عليه أفسده حرب بن اسماعيل السيرجاني في المعتقل حتى أصبح ينطوي على العداء لمتكلمي الحق ويقول: أن القول بأن نعطي القرآن مخلوق كفر ينقل قائله من الملة وقد ذكر في كتاب"الرد على الجهمية"ما يدل على ما أصيب به عقله. ص167.
ولو كشفنا الستار عما ينطوي ابن أبي حاتم عليه من الإعتقاد الردئ الحامل له على عداد أهل الحق لطال بنا الكلام. (التأنيب ص168)
-الأزهري (اللغوي الشهير): وكان المسكين على براعته في العربية وصيته الطيب في مبدأ أمره ساءت سمعته وأصبح أداة صماء بأيدي الحشوية في آخر عمره ومن مروياته (رأيت ربي في صورة شاب أمرد جعد قطط ... ) تعالى الله عنه. ومن دافع عنه لا بد وأن يكون جاهلاً بحاله أو زائغاً نسأل الله السلامة ولو ثبت تلك الكلمة عنه لوجوب تعزيره على هذا السفه الذي يأبى السوقة أن يفوهوا بمثله. (التأنيب ص189).
-أبو بكر المرذوي: وأبو بكر بن الحجاج المروذي هو صاحب الدعوة إلى أن المراد بالمقام المحمود هو اقعاد الرسول صلى الله عليه وسلم على العرش في جنبه تعالى، تعالى الله عما يقول المجسمة علواً كبيراً وفتنة صاحبه البربهاري حول هذه الإسطورة معروفة في كتب التاريخ. (التأنيب ص205)
-أحمد بن حنبل: وليس بقليل من لم يرضى تدوين أقوال أحمد في عداد أقوال الفقهاء بإعتبار أنه محدث غير فقيه وأنى لغير الفقيه ابداء رأي متزن في فقه الفقهاء؟ (التأنيب ص206).
-وعثمان بن أبي شيبة: والظاهر أن ابن أبي شيبة شيخه هو محمد بن عثمان المجسم الكذاب. (التأنيب ص215)
-ابن بطة العكبري: وهو ابن بطة صاحب الأمانة كان من اجلاء الحشوية له مقام عندهم إلا أنه لا يساوي فلساً. (التأنيب ص216).
-الدارقطني: وهو الأعمى بين عور حيث ضل في المعتقد وتابع الهوى في الكلام على الأحاديث. (التأنيب ص244).
-ابن حجر العسقلاني: وابن شيبة هذا جهله ابن حجر فيما جهل مع أنه معروف عند الحافظ عبد القادر القرشي. وابن دقماق المؤرخ. والتقي المقيزي، والبدر العيني، والشمس بن طولون الحافظ فنعد صنيع ابن حجر هذا من تجاهلاته المعروفة-لحاجة في النفس-وقانا الله من اتباع الهوى. (التأنيب ص7)
-الخطيب البغدادي: وفي تاريخه أنباء كاذبة وأحاديث باطلة جزماً فمن المجازفة البالغة حد الشناعة تدوين بعضهم رؤيا مؤداها: أن النبي صلى الله عليه وسلم حضر مجلس اقراء الخطيب لتاريخه. وهذه الطريقة تدجيل في ترويج ما فيه من الأباطيل المكشوفة. وراوي تلك الرؤيا من حملة رواة حال الخطيب مع الصبي الذي كان يتغزل فيه نعوذ بالله من الخذلان. وهذا القدر كاف في الإلمام بحال الخطيب في الأمانة والديانة. (التأنيب ص20).
-الدرامي: وعثمان بن سعيد في السند فهو صاحب النقص مجسم مكشوف الأمر يعادي ائمة التتريه ويصرح بإثبات القيام والعقود والحركة والنقل والإستقرار المكاني والحد ونحوه ذلك له تعالى ومثله يكون جاهلاً بالله بعيداً إن أن تقبل روايته. (التأنيب ص 26)
-أبو نعيم الأصبهاني: لكن أبا نعيم يستبيح الإساءة بدل هذا الإحسان. ويذكر الخبر الكاذب. وهو يعلم أنه كذب ويعلم أيضاً ما يترتب على ذلك من اغترار جهلة أهل مذهبه بذكره الخبر المذكور وسعيهم في الفتنة سعي الموتور في الثأر.نسأل الله الصون. ومن المعروف أن عادة أبي نعيم سوق الأخبار الكاذبة بأسانيده بدون تنبيه على كذبها. وهو أيضاً ممن يسوق بإجازة فقط مع ما سمعه في سياق واحد ويقول في الإثنين حدثنا. وهذا تخليط فاحش. وليس جرح ابن منده فيه مما يتغاضى عنه بهوى الذهبي. (التأنيب ص28).
-ابن القيم الجوزية: قال الكوثري - قاتله الله - واصفاً "ابن القيم" رحمه الله بـ: "الكفر"، "الزندقة"، "ضال مضل"، "زائغ"، "مبتدع"، "وقح"، "كذاب"، "بليد"، "خارجي"، "تيس"، "حمار"، "ملعون"، "من إخوان اليهود والنصارى"، "منحل من الدين والعقل" ... الخ. أ. ه (ص22، 24، 28 ... ).
يتبع بمواضيع أخرى عنه ... موقفه من عقيدة السلف ....... موقفه من الجعد بن درهم والجهم بن صفان إمامي المعطلة ويعتبرهم مرجعه؟؟؟!!! وهناك المزيد. اللهم أرنا الحق حقاً ورزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
أقوال العلماء في الكوثري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/174)
قال الشيخ عبد الرحمن المعلِّمي اليماني رحمه الله: فرأيتُ الأستاذ- (أي: الكوثري) - تعدَّى ما يوافقه عليه أهلُ العلمِ من توقيِر أبي حنيفة وحسنِ الذبِّ عنه إلى ما لا يرضاه عالم متثبِّتٌ من المغالطات المضادَّة للأمانة العلميَّة، ومِن التخليط في القواعد، والطعنِ في أئمَّة السنَّةِ ونقَلَتِها حتى تناول بعضَ أفاضل الصحابة والتابعين والأئمَّة الثلاثة مالكاً والشافعيَّ وأحمد وأضرابَهم وكبارَ أئمَّةِ الحديث وثقات نَقَلَتِه، والردِّ لأحاديث صحيحةٍ ثابتةٍ، والعيبِ للعقيدة السلفية، فأساء في ذلك جدّاً، حتى إلى الإمام أبي حنيفةَ نفسِه ... أ. ه . "طليعة التنكيل" (ص17)
وقال الشيخ الألباني حفظه الله: فإني أقدِّم اليومَ إلى القرَّاء الكرام كتابَ "التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل" تأليف العلامة المحقق الشيخ عبد الرحمن بن يحيى بن علي اليماني رحمه الله تعالى. بيَّن فيه بالأدلَّةِ القاطعةِ والبراهينِ الساطعةِ تجنِّي الأستاذ الكوثري على أئمة الحديث ورواته، ورميَهُ إيَّاهم بالتجسيمِ والتشبيهِ، وطعنَه عليهم بالهوى والعصبية المذهبية، حتى لقد تجاوز طعنُه إلى بعض الصحابة، مصرِّحاً بأنَّ أبا حنيفة رحمه الله رغب عن أحاديثهم، وأنَّ قياسَه مقدَّمٌ عليها! فضلاً عن غمزه بفضل الأئمَّةِ وعلمِهم، "فمالكٌ" -مثلاً- عنده ليس عربيَّ النسبِ، بل مولى! والشافعيُّ كذلك، بل هو عنده غيرُ فصيحٍ في لغته ولا متينٍ في فقهِه، والإمامُ أحمد غيرُ فقيهٍ عنده، وابنُه عبد الله مجسِّمٌ، ومثلُه ابن خزيمة وعثمان بن سعيد الدارمي وابن أبي حاتم وغيرهم. والإمامُ الدارقطني عنده أعمى ضالٌّ في المعتقد، متَّبعٌ للهوى، و"الحاكم " شيعيٌّ مختلطٌ اختلاطاً فاحشاً، وهكذا لم يَسْلَم مِن طعنه حتى مثل الحميدي وصالح بن محمد الحافظ، وأبي زرعة وابن عدي وابن أبي داود والذهبي وغيرهم.
ثم هو إلى طعنه هذا يضعِّف الثقات من الحفَّاظ والرواة، وينصب العداوةَ بينهم وبين أبي حنيفة لمجرَّد روايتِهم عنه بعضَ الكلمات التي لا تروق لعصبيَّة الكوثري وجموده المذهبي، وهو في سبيلِ ذلك لا يتورَّع أنْ يعتَمِد على مثل "ابن النديم الورّاق" وغيره ممَّن لا يُعتدُّ بعلمه في هذا الشأن، وهو على النقيض من ذلك يوثِّقُ الضعفاءَ والكذابين إذا رَوَوْا ما يوافق هواه، وغير ذلك مما سترى تفصيلَه في هذا الكتاب بإذن الله ... أ. ه. "مقدِّمة طليعة التنكيل" (ص3 - 4).
وقال الصوفي عبد الله الغماري - وهو أحدُ محبِّي ومريدي الكوثري -: وكنَّا نُعجبُ بالكوثريِّ لعلمه وسَعةِ اطَّلاعه، كما كنَّا نكره منه تعصُّبَه الشديدَ للحنفيَّة تعصُّباً يفوق تعصُّبَ الزمخشريِّ لمذهبِ الاعتزال، حتى كان يقول عنه شقيقُنا الحافظ أبو الفيض: "مجنون أبي حنيفة"، ولمَّا أهداني رسالتَه "إحقاق الحق" في الردِّ على رسالة إمام الحرمين في ترجيح مذهب الشافعي! وجدتُه غَمَزَ نَسَبَ الإمامِ الشافعيِّ، وَنَقَلَ عبارةَ "الساجي" في ذلك، فلمْتُه على هذا الغمز، وقلتُ له: إنَّ الطعنَ في الأنساب ليس بردٍّ علمي، فقال لي: "متعصِّبٌ رَدَّ على متعصِّبٍ". هذه عبارته، فاعترف بتعصُّبِه ... وذكر - (أي: الكوثري) - أنه - (أي: الحافظ ابن حجر) - كان يَتْبَع النساءَ في الطريق، ويتغزَّل فيهن، وأنه تبِعَ امرأةً ظنَّها جميلةً، حتى وصلتْ إلى بيتِها وهو يمشي خلفها، وكشفتْ له البرقُعَ، فإذا هي سوداء دميمة، فرجع خائباً ... وأكبر من هذا أن "الكوثري" رمى أنس بن مالك - رضي الله عنه- بالخَرَف، لأنَّه روى حديثاً يخالفُ مذهبَ أبي حنيفة، وأقبحُ مِن هذا أنَّه حاول تصحيحَ حديثٍ موضوعٍ لأنه قد يفيدُ البشارة بأبي حنيفةَ، وهو حديث "لو كان العلم بالثريَّا لتناوله رجالٌ من فارس" ... فكتَبَ شقيقُنا ردّاً عليه -قال الأخ إحسان: وسمّاه "بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري"- جمع فيه سقطاته العلميَّةَ، وتناقضاته التي منشؤها التعصب البغيض، وقسا عليه بعضَ القسوة، وهو مع هذا معترفٌ بعلمه واطلاعه ... أ. ه "بدع التفاسير" (ص180 - 181) بوساطة "كشف المتواري من تلبيسات الغماري" (ص88 - 90). وانظر كتاب "بيان مخالفة الكوثري لاعتقاد السلف" للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميِّس ففيه بيانٌ شافٍ لأهل التوحيد في عقيدة ذلك الرجل الهالك.
المصدر: http://arabic.islamicweb.com/sunni/
قال الشيخ الألباني :
authari.htm
ـ[أبو البركات]ــــــــ[04 - 05 - 10, 02:36 ص]ـ
جزاك الله خير ابو قتادة وليتك اختصرت الكلام المنقول لأجل تركيز القراء على طعونات هذا الماتريدي في علماء السنة ...
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 04:39 ص]ـ
جزيت خيرًا.
الكلام المنقول مختصر.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[04 - 05 - 10, 03:37 م]ـ
هنا الكوثري يرد على الجويني أيضا بتعصب وكأن الدفاع عن أبي حنيفة لا يكون إلا بالطعن في الآخرين من الأئمة في علمهم وفي نسبهم!!
يقول في في نفس الكتاب المذكور:
http://www.m5zn.com/uploads/2010/5/4/photo/050410030556v9snkqrs1vd91uw.jpg
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(63/175)
ـ[أبو البركات]ــــــــ[05 - 05 - 10, 03:35 ص]ـ
هنا يصف الكوثري الجويني بجهله بالحديث والجويني أحد اعمدة الأشعرية وأحد كبار علماء الأصول بالمذهب الأشعري
والعجيب أن الكوثري هنا يستند على علماء سلفيين ملأ كتبه وردوده بسبهم وشتمهم مثل شيخ الإسلام وهو الآن يستند وينقل كلامه بحروفه تقريبا وهذا دليل على أن الرجل صاحب هوى!:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=75473&stc=1&d=1273016037
ـ[أبو البركات]ــــــــ[05 - 05 - 10, 03:42 م]ـ
الجويني إمام الحرمين كما أسلفنا هو أحد الأعمدة في المذهب الأشعري وأحد أساطين المذهب ... له كلام شنيع هو من جنس كلام الفلاسفة في مسألة علم الله بالكليات دون الجزئيات ... وهي موجودة في أحد كتب الجويني وقد أثبتها له أيضا التاج السبكي
أذكر في أحد المنتديات طرح زميلنا الشيخ فيصل - حفظه الله - هذه المسألة الصادرة من كبير الأشاعرة ... وأوضح خطورتها زميلنا الشيخ الفاضل أبومحمد مجدي - متعه الله بالصحة والعافية - في ذلك المنتدى واوضحنا أن هذا مذهب كفري لا يجوز الإعتقاد به .... فحصل أن نسخ الموضوع أحد أصحاب سعيد فودة وطالب بالرد علينا ... فانتدب سعيد فودة نفسه مشمرا ذراعيه للرد على موضوعنا ... فما عمل إلا أن نسخ كلام التاج السبكي وألصقه كرد على كلامنا ولم يزد شيئاوترك الموضوع بدون تعقيب وتوضيح .... فعقب عليه الشيخ أبومحمد مجدي بأنه هذا الرد ماهو إلا إثبات وادانة للجويني على هذه المقولة الشنيعة والسقطة الفضيعة مع بيان الأخطاء المطبعية التي لم يتفطن لها سعيد فودة في قصه ولزقه لكلام السبكي ...
وهاهو الكوثري عمدتهم ومرجعهم في الطعن في السنة واهلها .... يصف الحال كما وصفناه ويستنكره ويقول ان هذا الكلام لا يصدر من يعرف الله!! بل ويتهكم بالتاج السبكي وتبريراته الغير مقنعه ودفاعه الغير مقنع له وللقراء ...
فيقول الكوثري:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=75478&stc=1&d=1273059473(63/176)
بِمَ تقوم الحُجَّةُ على الكفار؟
ـ[المحبرة]ــــــــ[02 - 05 - 10, 09:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تقوم الحُجَّة على الكافر بمجرد سماع القرآن؟ حتى وإن لم يفهمه؟
وما حكم من لم تبلغه الحُجَّة في الآخرة؟
نرجو نقل كلام كبار العلماء فقط في هذه المسألة بارك الله فيكم
ـ[المحبرة]ــــــــ[03 - 05 - 10, 07:30 م]ـ
.......
ـ[أم عمران السلفية]ــــــــ[03 - 05 - 10, 08:55 م]ـ
تجدين هنا مبحث في قيام الحجة من موقع الدرر السنية
http://www.dorar.net/enc/aqadia/1723 (http://www.dorar.net/enc/aqadia/1723)
ـ[المحبرة]ــــــــ[03 - 05 - 10, 09:00 م]ـ
وأخيرا ..
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[المحبرة]ــــــــ[03 - 05 - 10, 09:09 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
أسأل الله أن يكتب لكما أجر كل من سيبلغه ما نقلتم لنا
ـ[أم عمران السلفية]ــــــــ[03 - 05 - 10, 10:09 م]ـ
وإياكِ أختنا المحبرة
و الموضوع يستحق نقاش أطول من طلبة العلم الاكابر في هذا الصرح ...
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 12:37 ص]ـ
وهذا رابط من الملتقى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4043&highlight=%C7%E1%D1%D3%C7%E1%ED%C9
ـ[المحبرة]ــــــــ[04 - 05 - 10, 12:40 ص]ـ
وفقك الله وجزاك خيرا
ـ[عبدالمنان الأثري]ــــــــ[04 - 05 - 10, 09:52 ص]ـ
بارك الله فيكم
وهناك سوال مهم وهو بم تقوم الحجة على من قال لا اله الا الله ثم هو يدعو مع الله نبيا او وليا او ملكا مقربا. او هو يحكم بغير ما انزل الله؟ ماذا علينا؟ هل نقول لا نحكم بكفره حتى نقوم عليه الحجة؟ باي شئ نقوم عليه الحجة وهو يقرأ القران صباحا ومساءا؟(63/177)
التفريق بين شرعية الأصل وشرعية الوصف
ـ[سعد الخييلي الدوسري]ــــــــ[03 - 05 - 10, 08:21 ص]ـ
قال شيخنا وليد بن راشد السعيدان في كتابه الماتع [القول الرشيد في سرد فوائد التوحيد] 1/ 62 ـ 63، تحت الفائدة (19): "
اعلم - أرشدك الله لطاعته - أن من المهمات لطالب العلم التفريق بين شرعية الأصل وشرعية الوصف، فإن الخلط بينهما يوجب للطالب شيئًا من الاضطراب في الجواب عما يورده المبتدعة من الأدلة التي يستدلون بها على إثبات بدعهم، فالمبتدعة كلهم إنما يستدلون على إثبات بدعهم في غالب أحيانهم بالأدلة التي تثبت أصل العبادة فقط وهو يربط هذه العبادة بصفةٍ معينة أو مكانٍ أو زمانٍ معين، فيستدل على بدعته بدليل الأصل، وإذا سبرت أحوال المبتدعة وجدتها كذلك فقل لهم: إن شرعية الأصل لا تستلزم شرعية الوصف؛ وذلك لأن الوصف شيء زائد على الأصل يتطلب دليلاً آخر غير الدليل المثبت للأصل، فدليل الأصل للأصل ويبقى هذا التقييد به وصف معين أو زمانٍ أو مكانٍ معين مفتقرًا إلى دليل آخر؛ وذلك لأن الأصل في العبادات الإطلاق حتى يرد المقيد، فإنك إذا راعيت ذلك سهل عليك الأمر وعرفت كيف ترد البدعة، ومن باب التوضيح أضرب لك بعض الأمثلة فأقول:
إن الذين يحتفلون بمولد النبي e يستدلون على ما يفعلونه بأدلة عامة كالأدلة التي توجب محبة النبي e وتقديم محبته على كل أحدٍ والتي توجب توقيره وتعزيه ونحو ذلك، وإذا نظرت إلى هذه الأدلة وجدتها إنما تثبت أصل الحب والتعظيم والتعزير إلا أنهم يخرجون هذا الحب على صفةٍ معينة في أوقات معينة، ونحن إنما نطلب الدليل على هذه الصفة المعينة ولاحق لهم أن يستدلوا على إثباتها بالأدلة العامة فإن أدلة الأصل للأصل ويبقى الوصف محتاجًا إلى دليل آخر غير دليل الأصل؛ لأن شرعية الأصل لا تستلزم شرعية الوصف، ثم يأتي بعد ذلك أن النبي e لم يفعله وكذلك الخلفاء الراشدون ومن بعدهم إلى عصور متأخرة، لكن بالتفريق بين أصل الشيء ووصه يسهل عليك فهم المسألة وأنها أصلاً بنيت على غير أساس، والله أعلم.
ومن الأمثلة أيضًا: قول: صدق الله العظيم عقيب كل قراءة، واعتقاد أن ذلك سنة ثابتة أو واجب متحتم ويستدلون على ذلك بقوله تعالى:} ومن أصدق من الله قيلا {،} ومن أصدق من الله حديثًا {،} وقل صدق الله {.
وأقول: إن هذه الأدلة إنما تثبت أصل هذا الشيء وهو لب الدين وجماع الإسلام، فلا أحد أصدق من الله حديثًا ولا قيلا، لكن الذي نطلبه الآن هو الدليل على اعتقاد مشروعية هذا القول عقيب كل قراءة فإنه لم يثبت عنه e من وجه صحيح أنه كان يقولها ولا أعلم ذلك ثابتًا عن أحدٍ من الصحابة، فلو كان خيرًا لسبقونا إليه، والأصل في العبادات التوقيف وشرعية الأصل لا تستلزم شرعية الوصف، والله أعلم.
ومن الأمثلة أيضًا: أن بعض الناس يقول: (استعنا بالله) أو (بالله نستعين) عند قول الإمام في الجهرية:} إياك نعبد وإياك نستعين {، وهذا القول إذا نظرت إليه من ناحية أصله لوجدته لا بأس به، إذ العبد ينبغي له أن يستعين بالله في كل أموره، لكن اعتقاد شرعية هذا القول في هذا الوقت بعينه هو الذي يحتاج إلى دليل، ولا يكتفى بالاستدلال عليه بالأدلة التي تثبت الأصل، فإن شرعية الأصل لا تستلزم شرعية الوصف، والله أعلم.
ومن الأمثلة أيضًا: الطواف حول قبور الأولياء والصالحين، والنذر عندها بكسوتها، أو الذبح لها ودعاء أصحابها من دون الله، وغير ذلك مما يُفعل عند قبورهم إنما دليل من يفعل ذلك قوله تعالى:} ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون {فبالله عليك ماذا تفيد هذه الآية، هل تفيد ما يفعلونه مطابقة أو تضمنًا أو التزام؟ فإن من عنده أدنى معرفة بأوجه الاستدلال وكيفيته يعلم علمًا قطعيًا أنها تفيد بيان منزلة الأولياء عند الله تعالى، ومجرد وجود منزلة عالية لهم عند الله عز وجل لا يلزم منه فعل ذلك عند قبورهم؛ لأن شرعية الأصل لا يستلزم شرعية الوصف، والله أعلم.
ومن الأمثلة أيضًا: التمسح بمقام إبراهيم وبالركنين الشاميين وبسائر جدران الكعبة وأستارها أو بالحجرة النبوية على سكانها وصاحبيه أفضل الصلاة والسلام، فإن هذه الأماكن وإن كان لها عظمة وحرمة إلا أن اعتقاد ذلك لا يوجب طلب البركة منها لأن شرعية الأصل هو عظمتها وحرمتها وقدسيتها لا يستلزم شرعية الوصف الذي هو التبرك بها والتمسح بجدرانها ونحو ذلك، فانظر كيف أهمية التفريق بين الأصل والوصف فإنك تقضي بذلك على البدع كلها لأنه كما قدمت أن المبتدعة يستدلون على بدعهم إما بالأحاديث الضعيفة جدًا أو الموضوعة أو بأدلة صحيحة لكن لا تدل إلا على إثبات الأصل فقط، والله يتولانا وإياك.
وإذا أردت أمثلة أكثر فارجع إلى تحرير القواعد ومجمع الفرائد وعند شرحنا لهذه القاعدة، والله أعلم. "
وهذا هو رابط كتاب تحرير القواعد ومجمع الفرائد القسم الأول وذلك في صفحة (172):
http://www.saaid.net/Doat/wled/2.zip
وقد افرد الشيخ رساله في ذلك باسم رسالة في التفريق بين أصل العبادة ووصفها:
http://www.aljlees.com/3s3998204-73.html(63/178)