(أكثر المسلمين على طريقة السلف في الاعتقاد .. أما العلماء فهذه هي المصيبة .. ) للعلامة الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله تعالى-
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[20 - 02 - 10, 10:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(أكثر المسلمين على طريقة السلف في الاعتقاد .. أما العلماء فهذه هي المصيبة .. )
للعلامة الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله تعالى-
سؤال/ يقول أشكل عند قول الطحاوي: (حب الصحابة دين وإيمان)، وذلك من جهة تسمية حب الصحابة إيمان، والحب عمل القلب وليس هو التصديق، فيكون العمل داخِلَاً في مُسَمَّى الإيمان؟
الجواب/ هذا مُشْكِلْ وقد ذكر الشارح أنه مُشْكِلٌ على أصل الشيخ، وهذا ظاهر أنه مُشْكِلْ، وما من أحد يخالف السّنة إلا ويقع في التناقض، لأنَّ الميزان الذي لا يختلف هو الكتاب والسنة، أما الرأي فيختلف، الإنسان يرى رأياً اليوم وغداً يبدو له شيء آخر، ما يلتزمه في كل كلمة، يلتزمه إذا جاء في التعريف، يلتزمه إذا جاء في الوصف ثُمَّ يخالفه في سَنَنْ كلامه وهكذا.
ولهذا بعض أهل البدع حتى في مسائل الصفات، إذا جاؤوا يتكلمون مثلاً عن الاستواء على العرش، لو تَحَقَّقَ هو من نفسه لوجد أنَّ نفسه تغلبه إلى أنَّ الله جل وعلا مستوٍ على عرشه بذاته بائنٌ من خلقه حتى وهو يتكلم فيها.
لكن إذا أراد أن يُقَرِّرْ المسألة ذهب إلى ما تَعَلَّمَهُ فَثَمَّ فرق مابين الشيء الفطري وهو التسليم لكلام الله جل وعلا وكلام رسوله وما يأتي في باب التعليم تارَةً.
ولهذا نبهناكم مراراً إلى غلط قول من يقول إنَّ أكثر المسلمين أشاعرة أو أكثر المسلمين ليسوا من أهل السنة والجماعة، وإنما أكثر المسلمين أشاعرة، أو أكثر المسلمين ماتريدية أو نحو ذلك، والقليل هم من يتبعون منهج السلف الصالح، هذا غلط كبير.
بل أكثر المسلمين في المسائل الغيبية على الطريقة المرضية، لكن ليس أكثر العلماء؛ لأَنَّ العلماء هم الذين عندهم ما يخالف ظاهر الكتاب والسنة، وما يُخالف الفطرة، أما لو تسأل أي عامي في البلاد التي هي بلاد لنصرة المذاهب المخالفة لطريقة السلف، إما للأشعرية والماتريدية بحسب اختلاف البلدان وتأخذ عامي وتسأله عن الاستواء على العرش، ما يستحضر إلا ما يدل عليه الظاهر وما يؤمن به، إلا إذا أتى أحد من العلماء وعَلَّمَهْ أَنَّ هذه تأويلها كذا وكذا، فيذهب إلى كلام العالم.
والإيمان بالظاهر في الصفات ما يستحضر أَنَّ الله لا يُوصَفْ بالرحمة، ما يستحضر أنَّ الله لا يوصف بالرضا.
لو تسأل عامي: هل الله يرضى؟
يقول: نعم الله يرضى، في القرآن.
هل الله يغضب؟
يقول: نعم يغضب.
فلذلك عامة الناس حتى في مسائل الإيمان، العمل، لو تسأل عامة الناس: هل العمل من الإيمان؟
أكثر المسلمين يقولك نعم العمل من الإيمان، كذلك مسائل القَدَرْ ما عندهم مبحث الجبر ولا يعرفون الجبر الداخلي لا الظاهري الذي هو الكسب عند الأشاعرة، هذه مسائل مُخَالِفَة للفطرة ومخالفة لظاهر النصوص، والناس لا يستوعبونها إلا بالدرس والتعليم.
ولهذا مِيْزَةْ هَدْيْ السلف الصالح و مِيْزَةْ طريقة أئمة الحديث أنَّهُم على ظاهر القرآن والحديث، وهذا هو الذي يسع الذكي والبليد والعامي وغير العامي والعالم وغير العالم، يسع الجميع لأنها سهلة ميسورة، وإنما فصَّلنا في المسائل وكَثُرَ الكلام لأجل كثرة المخالفين وحماية للشريعة.
مثل الإعداد بالسلاح، عندنا مال كثير نحتاج فيه إلى بناء مساجد فنذهب نبني المساجد لكن إن دَهَمَنَا عدو وَجَّهنَاه في العدو، أَخَّرْنَا بناء المساجد لأن لا يقضي ما هو موجود من الدين والمساجد.
فلهذا النفوس، نفوس المسلمين هي على ظاهر الكتاب والسنة ما عندهم التأويل والعقلانيات إلخ.
فأكثر المسلمين على طريقة السلف في الاعتقاد.
لكن، أما العلماء فهذه هي المصيبة هم الذين تعلموا، منذ نشؤوا دخلوا في مدارس تعلمهم الأشعرية بقوانينها، دخلوا في مدارس تعلمهم دين الخوارج أو دين الرافضة أو إلخ، فأخذوا منها شيئاً فشيئاً بالتعليم وبالقصد، ولهذا كما جاء في الحديث: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه».
المقصود من ذلك أنَّ المُعَلِّمْ قد يكون أعظم من الأبوين في التأثير أو المربي أو الذي تخالط.
ولهذا احرص تمام الحرص على أن يسلم القلب من مخالفة الكتاب والسنة في الاعتقاد.
الأعمال والذنوب فهي على باب الغفران كما قال ابن القيم / في النونية:
فَوَالله مَا خَوْفِي الذُّنُوبَ فَإِنَّهَا لَعَلَى سَبِيلِ الْعَفْوِ وَالْغُفْرَانِ
لَكِنَمَا أَخْشَى انْسِلاَخَ الْقَلْبِ مِنْ تَحْكِيمِ هَذَا الْوَحْيِ وَالْقُرْآنِ
تحكيمه ليس معناه الدولة اللَّتي تُحَكِّمْ فقط، لا أنت أيضا تُحَكِّمْ الوحي والقرآن في المسائل، تعتقد ما في القرآن وتعتقد ما في السنة.
فالمقصود من ذلك أنَّ الإشكال الذي وقع فيه الطحاوي يُبَيِّنُ لك أَنَّ بعض العلماء حتى من الذين ربما أصَّلُوا شيئاً مُخَالِفاً للسنة، مثل ما أصَّلْ في مسألة الإيمان شيئاً وبَيَّنَا عدم صحت ذلك هو يُخالفه.
نحن نقول إشكال، لكن هو في الواقع مُخَالف وهو الصحيح أَنَّ حب الصحابة إيمان وحب الصحابة عمل القلب وأَدْخَلَهْ في الإيمان، حب الصحابة إيمان، خلاص واضح أنَّ هذا العمل إيمان.
ولهذا قال الشارح: وهذه الكلمة مُشْكِلَةْ على أصل الشيخ. كما ذكره السائل. اهـ[من دروس شرح العقيدة الطحاوية].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/33)
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[21 - 02 - 10, 12:54 ص]ـ
- أكثر المسلمين على عقيدة أهل السنة والجماعة لأنها هي الفطرة.
- أكثر العلماء كذلك على عقيدة أهل السنة والجماعة لأنه مقتضى العلم وهم أهله.
- يكمن الإشكال في التصنيف من جهة النظر إلى انتساب العالم إلى بعض الطوائف، أو بالنظر إلى أخطائه، وإذا تم إرجاع وصف أهل الأهواء إلى الأسباب المفصلة في الكتاب والسنة علمنا انتفاء معظمها عن أهل العلم، وأن أكثر أخطائهم هي في النتائج.
وهذا من جملة الأجوبة في انتساب أهل الحديث إلى بعض الطوائف المنحرفة، أو ما يقع منهم من غلط في هذا الباب، والله أعلم.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[22 - 02 - 10, 12:21 ص]ـ
قال العز بن عبد السلام في قواعد الأحكام (1/ 202) ((وكل ذلك مما لا يمكن تصويب للمجتهدين فيه بل الحق مع واحد منهم , والباقون مخطئون خطأ معفوا عنه لمشقة الخروج منه والانفكاك عنه , ولا سيما قول معتقد الجهة فإن اعتقاد موجود ليس بمتحرك ولا ساكن ولا منفصل عن العالم ولا متصل به , ولا داخل فيه ولا خارج عنه لا يهتدي إليه أحد بأصل الخلقة في العادة , ولا يهتدي إليه أحد إلا بعد الوقوف على أدلة صعبة المدرك عسرة الفهم فلأجل هذه المشقة عفا الله عنها في حق العامي ولذلك كان صلى الله عليه وسلم لا يلزم أحدا ممن أسلم على البحث عن ذلك بل كان يقرهم على ما يعلم أنه لا انفكاك لهم عنه , وما زال الخلفاء الراشدون والعلماء المهتدون يقرون على ذلك مع علمهم بأن العامة لم يقفوا على الحق فيه ولم يهتدوا إليه , وأجروا عليهم أحكام الإسلام من جواز المناكحات والتوارث والصلاة عليهم إذا ماتوا وتغسيلهم وتكفينهم وحملهم ودفنهم في مقابر المسلمين , ولولا أن الله قد سامحهم بذلك وعفا عنه لعسر الانفصال منه ولما أجريت عليهم أحكام المسلمين بإجماع المسلمين , ومن زعم أن الإله يحل في شيء من أجساد الناس أو غيرهم فهو كافر لأن الشرع إنما عفا عن المجسمة لغلبة التجسم على الناس فإنهم لا يفهمون موجودا في غير جهة بخلاف الحلول فإنه لا يعم الابتلاء به ولا يخطر على قلب عاقل ولا يعفى عنه))
قلت في هذا النص ردٌ بليغ على من زعم أن معظم الأمة من الأشاعرة لأن هذا عالمهم العز ينص على أن عامة الناس من المجسمة أي أنهم ليسوا أشاعرة
وتأمل ما تحته خط لخطورته فقد زعم هذا العالم الجليل أن عامة الناس في القرون الفاضلة لم يقفوا على الحق وأن العلماء في تلك العصور كانوا يقرونهم على الباطل
فيا ليت شعري تكون قروناً فاضلة وأهلها لم يقفوا على الحق
فتعوذ بالله من البدع الذي أسقطت العلماء في هذه المزالق
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=5335
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[27 - 02 - 10, 02:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
وقد ينازع الأخ "فؤاد" -بارك الله فيه- في بعض ما قال ..
ينظر كتاب ((الأشاعرة في ميزان أهل السنة)) للشيخ فيصل الجاسم -بارك الله فيه- فصل مهم في هذا الموضوع. والله الموفق.(62/34)
استفسار عن كل ما قام المقتضي لفعله
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[20 - 02 - 10, 11:31 م]ـ
هل جملة: (كل ما قام المقتضي لفعله على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وانتفى المانع من القيام به ثم لم يفعل فهو بدعة)
ضابط للرمي بالبدعة علي الاطلاق؟ أم لا.(62/35)
حصرياً: شبكة صوفية حضرموت تستضيف فضيلة الشيخ محمد مصطفى عبدالقادر - حفظه الله
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[21 - 02 - 10, 01:10 م]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/1/sudan2.gif (http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=84)
يسر
(شبكة صوفيه حضرموت .. www.soufia-h.net (http://www.soufia-h.net/) )
أن تتقدم لكافة الأعضاء وزوارها الكرام ببشرى إستضافة فضيلة الشيخ:
(محمد مصطفى عبدالقادر)
إلى قافلة منتدانا المبارك، والذي تكرم ـ جزاه الله خيرا ـ بالموافقة على الاستضافة، ليجيب فيها على أسئلة أعضاء الشبكة وآمل من الإخوة الكرام، كتابة أسئلتهم واستفساراتهم
كما إننا نتوجه بوافر الشكر والتقدير لفضيلة الشيخ على قبوله دعوتنا , شاكرين له جهوده المباركة , سائلين الله تعالى أن يمدّ في عمره ويبارك في وقته لنصرة دينه, وأن يوفقنا وإيّاه لخدمة هذا الدين العظيم وأهله, وأن يجعل ما يبذله من جهد ووقت في ذلك سبباً لنيل رضوانه سبحانه وبلوغ كرامته.
وأن يجزي الشيخ عنا خير الجزاء وأن يبارك له في علمه وعمله.
==========
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/1/sudan2.gif (http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=84)
==========
??? ( نبذه عن الشيخ حفظه الله) ???
الاسم: محمد بن مصطفي بن عبد القادر حسين.
الكنيه:ابو ايمن من مواليد الخرطوم 1956 وله من الابناء 3 ذكور و3 اناث.
نسبه: هو محمد بن مصطفي من قبيله الجعافره.
النشأه: الخرطوم المقرن حيث درس مدرسه المقرن الابتدائيه ثم مدرسه الخرطوم غرب 2ثم الثانويه العامه مدرسه الخرطوم جنوب.
العلم الشرعي: التقي في السبعينيات بمشايخ الدعوه السلفيه في السودان ,الشيخ محمد هاشم الهديه رحمه الله ,والشيخ ابوزيد محمد حمزه, والشيخ مصطفي ناجي وقد اجازوه في مجال الدعوه السلفيه في لما وجد فيه من دقه الفهم والنشاط الدعوي.
وللشيخ تخصصات في مجال النقد والكشف عن بدع الفرق الهدامه القديمه و المعاصره مثل (الاخوان المسلمين - الصوفيه - الجمهوريين - الخوارج - السروريه)
وله مطبوعات و رسائل تحت عنوان احذرو التصوف وله الكثير من الدروس و الاشرطه في هذا المجال.
المشاركات الاعلاميه: للشيخ الكثير من اللقاءات التلفزيونيه والبرامج الحيه الاذاعيه ومشاركات الصحف
مطبوعات الشيخ:
1 - حوار هادىء مع الشيخ البرعي.
2 - اباطيل الطرق (السمانيه- الختميه-القادريه- البرهانيه-التجانيه).
3 - دليل المنير في تحريم الاغاني و المعازف و المزامير.
4 - أحكام الصيام
5 - دعاء غير الله؟؟
6 - الادلة الشرعية في أن الجرح والتشهير بالدعاة الى البدع من المسائل الاصولية
وللشيخ مناظرات علميه مع دعاة اهل البدع (صوتيه ومرئيه).
وقد من الله علي الشيخ بالفتح والقبول لدي كثير من طلبه العلم و العوام وهو الّان مدرس في المعهد المفتوح لاعداد الدعاة بمسجده في الفتيحاب مربع 5.
وقد تقلد الشيخ امامه الكثير من المساجد بالسودان وهو الان امام وخطيب مسجد الفتيحاب مربع 5.
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[23 - 02 - 10, 05:00 ص]ـ
بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[01 - 03 - 10, 02:13 م]ـ
وفيك يبارك الرحمن أخي الأثري(62/36)
ماحكم من سب الله او الرسول صلى الله عليه وسلم وهو شارب للخمر؟ وهل يعذر؟ وهل تقبل توبته؟ ارجو الإجابه بالتفصيل
ـ[ابو عبدالرحمن المحيسني]ــــــــ[21 - 02 - 10, 01:52 م]ـ
اخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماحكم من سب الله اوسب الرسول صلى الله عليه وسلم وهو شارب للخمر؟ وهل يعذر؟ وهل تقبل توبته؟ ارجو الإجابه بالتفصيل
وجزاكم الله خيراً
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[23 - 02 - 10, 01:12 ص]ـ
السكران السكر الطافح لا يكفر لحديث علي ابن ابي طالب عند مسلم قال أصبت شارفا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغنم يوم بدر وأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم شارفا أخرى فأنختهما يوما عند باب رجل من الأنصار وأنا أريد أن أحمل عليهما إذخرا لأبيعه ومعي صائغ من بني قينقاع فأستعين به على وليمة فاطمة وحمزة بن عبد المطلب يشرب في ذلك البيت معه قينة تغنيه فقالت ألا يا حمز للشرف النواء فثار إليهما حمزة بالسيف فجب أسنمتهما وبقر خواصرهما ثم أخذ من أكبادهما قلت لابن شهاب ومن السنام قال قد جب أسنمتهما فذهب بها قال بن شهاب قال علي فنظرت إلى منظر أفظعني فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم وعنده زيد بن حارثة فأخبرته الخبر فخرج ومعه زيد وانطلقت معه فدخل على حمزة فتغيظ عليه فرفع حمزة بصره فقال هل أنتم إلا عبيد لآبائي فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقهقر حتى خرج عنهم.
اخذت المسالة عن الشيخ اشرف عبد المقصود في شرحه على مذكرة اصول الفقه. والله اعلم(62/37)
من إحصاء أسماء الله تعالى أن لا تتحول إلى مادة للخصام ...
ـ[رشيد أحمد]ــــــــ[22 - 02 - 10, 03:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو من الأخوة الكرام التعليق على الفقرة التالية إذا كان فيها مأخذ:
" ... ولعلّ من إحصائها ألا تتحول إلى مادة للخصام أو الجدل الأكاديمي، الذي لا يثمر معرفة قلبية، على أن البحث العلمي الهادي مطلب لا بدّ منه لمن أراد سلوك الطريق." (مع الله، ص28).
-(62/38)
كره الكافر أم الكفر؟
ـ[أبو لجين]ــــــــ[22 - 02 - 10, 04:52 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
من المسائل المتعلقة بالولاء والبراء مسألة كره الكفار وعداوتهم.
فالبعض يحمل على أن العداوة والكره يجب أن تكون لكل كافر، فتبعا لذلك لا يجوز محبة أي كافر. وآخرون يرون أن العداوة والكره إنما هي للكفر والكافر المحارب والمعادي لله ورسوله. ومن أدلة ذلك، محبة رسول الله لعمه أبي طالب، وقوله تعالى (إنك لا تهدي من أحببت). فكل سبب للمحبة من غير الدين وما لا يرضاه الله يجوز للكافر، كحب الزوجة الكتابية والأم الغير مسلمة ونحوهم، والجار والصديق وما إلى ذلك.
من كان له دلو فليدلي به متجنباً النقل الطويل والتفرع عن الموضوع
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[22 - 02 - 10, 07:28 ص]ـ
قال تعالى: (قد كانت لكم أسوةٌ حسنة في إبراهيم والذين معه إذا قالوا لقومهم إنا برؤاء منكم ومما تعبدون من دون الله. كفرنا بكم ..... وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً ............. حتى تؤمنوا بالله وحده ....... إلا ............ قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك ....... )
وقال تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم والآخر ........... يوادون ........... من حاد الله ورسوله ..... ولو كانوا .............. آبائهم ............. أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم .... )
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[22 - 02 - 10, 07:29 ص]ـ
هذا مع أننا .......... نحب ........... هدايتهم
ـ[أبو لجين]ــــــــ[22 - 02 - 10, 08:45 ص]ـ
قال تعالى: (قد كانت لكم أسوةٌ حسنة في إبراهيم والذين معه إذا قالوا لقومهم إنا برؤاء منكم ومما تعبدون من دون الله. كفرنا بكم ..... وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً ............. حتى تؤمنوا بالله وحده ....... إلا ............ قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك ....... )
ليتك تركت فصل الآيات بالتنقيط واكتفيت بتلوين ما أردت.
وعموماً صنيع إبراهيم عليه السلام ومن معه كان لما أعلن القوم العداوة على الإسلام، ويدل على ذلك قول الله حكاية عن إبراهيم (فلما تبين له أن عدو لله تبرأ منه)
وقال تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم والآخر ........... يوادون ........... من حاد الله ورسوله ..... ولو كانوا .............. آبائهم ............. أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم .... )
تفضل الشيخ الددو يبين لك معنى هذه الآية:
http://www.youtube.com/watch?v=gjjzthlLuDc
ـ[أبو أسامه]ــــــــ[23 - 02 - 10, 02:07 ص]ـ
ليس الكفرُ معلقًا في الهواء!
إنما هو من فعل الكافر؛ فيُبغض الكافر وكفره.
ولا يتنافى هذا مع دعوته وحبّ هدايته ... إلخ
والله أعلم.
..
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[23 - 02 - 10, 02:20 ص]ـ
أخي في الله حب النبي صلى الله عليه و سلم لعمه ليس لشخصه بل لأمور لا تتوفر في كل شخص و إنما في حالات استثنائية ك: (النسب) - مثلا: الاب ام العم أم الأم أو الأخت ... يجب أن تحسن إليهم و الاحسان إليهم و حب هدايتهم ليس هو حبهم إطلاقاً , فأبو طالب ربى النبي صلى الله عليه و سلم و أحسن إليه و كانت معاملته له قبل نزول كثير من الاحكام التي توجب بغضهم كإخراج النبي من دياره و المؤمنين و الآية التي نزلت في الواقعة معلومة , و غيرها من الآيات التي توجب قتالهم و عدم حبهم وكذلك الاحسان للغير محارب و حب هدايته هو و المحارب بشرط أن لا تقدمهم في شيئ على مسلم ولو كان ذاك المسلم أفجر الناس و أكثرهم عصياناً فلا ننسا هذه العوامل المهمة ...
ـ[خالد جمال]ــــــــ[23 - 02 - 10, 06:40 ص]ـ
الصفة تتبع الموصوف،فلا يتصور صفة قائمة بذاتها دون موصوف يتصف بها، فكيف تُبغض الكفر دون حامله؟! ومن الذي جاء بهذا الكفر؟! أليس الكافر؟!
قال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}
وأما محبة الزوجة الكتابية، والأم، ونحوهما فهذه محبة طبيعية غريزية، وليست محبة عبادة، ومع هذا فأنت تبغضهما في قلبك لكفرهما بالله تعالى.
قال تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} والمصاحبة بالمعروف لا تقتضي الرضى بالكفر!
والحقيقة أن هذه المسألة شبهة قد تنطلي على البعض فيجب الحذر منها والتنبيه عليها
والله الموفق
ـ[أبو لجين]ــــــــ[23 - 02 - 10, 09:27 ص]ـ
الصفة تتبع الموصوف،فلا يتصور صفة قائمة بذاتها دون موصوف يتصف بها، فكيف تُبغض الكفر دون حامله؟! ومن الذي جاء بهذا الكفر؟! أليس الكافر؟!
قال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}
وأما محبة الزوجة الكتابية، والأم، ونحوهما فهذه محبة طبيعية غريزية، وليست محبة عبادة، ومع هذا فأنت تبغضهما في قلبك لكفرهما بالله تعالى.
قال تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} والمصاحبة بالمعروف لا تقتضي الرضى بالكفر!
والحقيقة أن هذه المسألة شبهة قد تنطلي على البعض فيجب الحذر منها والتنبيه عليها
والله الموفق
من قال ان الصفة تتبع الموصوف في كل حال؟
فهل كل من فعل كفراً صار كافرا؟
ثم كيف أحب إنسان ثم أبغضه في نفس الوقت؟
هذا كلام نظري فقط
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/39)
ـ[فيصل الحربي]ــــــــ[23 - 02 - 10, 10:03 ص]ـ
قول الله تعالى (انك لا تهدي من أحببت)
اختلف العلماء في هذه الاية فمنهم من قال
أن المحبة هذه هي محبة طبيعية وهي كحب الاب وحب الام والقريب ونحوه وسبب المحبة هي القرابة مع البراءه
منه لانه كافر
ومنهم من قال
ان المحبة هي محبة هدايته وليست محبة شخصه
اما قولك فهل كل من فعل كفراً صار كافرا؟
قد يكون كافراً بهذا الفعل اذا كان معلوم من الدين بضرورة واذا انتفت الموانع وثبتت الشروط
وقد يكون الفعل كفر والفاعل غير كافر
ثم كيف أحب إنسان ثم أبغضه في نفس الوقت
المحبة هنا سببها الغريزة الموجودة عند كل انسان وهي لا تنفك عنه فالاب والام والزوجة والاولاد لاشك ان هناك علاقات مشتركة ولكن اذا اتى امر الله قلنا سمعنا واطعنا
اما البعيد فليس ثم علاقة تربطك به فليس هناك ما يوجب محبته
والعلم عند الله
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[23 - 02 - 10, 12:25 م]ـ
الحل سهلٌ للغاية ... يا د. حمد الماجد.
(2/ 1)
بقلم: بندر الشويقي
· فالنصراني الذي ينسب لله الولد، هو –في الواقع- شاتمٌ لله. فهل نقول: حتى مع شتمه لله وأذيته له، لن نكرهه حتى يؤذينا و يحاربنا نحن المخلوقين؟!
* الإمامُ أحمدُ بن حنبلٍ إذا نظرَ إلى نصرانيٍّ أغمض عينيه. فلما سئل عن ذلك قال: "لا أقدرُ أنظر إلى من افترى على الله وكذبَ عليه". فليقرأ هذا (فيلسوفُ السلفية)، ليستطيع أن يكره نصرانياً يمشي في الشارع.
قرأتُ مقالةَ أخينا المفضال الأستاذ د. حمد الماجد، و التي جعل عنوانها: (أحبُّ زوجتي المسيحية ... فأفتوني كيف أكرهها؟). حيث استشكل الدكتور مسألة (بغض الكافر غير المحارب). وقد رأيته –سلمه الله- يذكر أن "من صالح التسويق للمبادئ الإسلامية أن يعاد النظرُ في قراءة بعض العلماء الفضلاء للنص القرآني الكريم: (لا تجدُ قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم) ".
ما أودُّ البدء بذكره والتذكير به هنا: أن من صالح التسويق للمبادئ الإسلامية أن يحافظَ على نصاعتها، وأن تصان من التحريف والتبديل المتعمَّد وغير المتعمَّد، ما كان منه بحسن نيةٍ، أو بسوء نيةٍ. فمن المتعيِّن أن تقدَّم مفاهيم الإسلامِ للناس كما هي، لكن في قالب لفظيٍّ جميلٍ، ومنطقٍ عقليٍّ مقبولٍ لا يبدل المضمون ولا يحرفه. ذلك أن التحريف مع كونه اعتداءً على الشرع، فهو أيضاً مسلكٌ لم يعد مجدياً في وقتٍ يستطيع كل يهودي أو نصراني أن يطالع القرآن ليكتشف أننا كنا نخادعه، حين قلنا إن الإسلام لم يأمر المسلمين بقطع مودة أهل الكفر.
يستطيع المسلمُ أن يقول للنصارى: إن القرآن لا يأمر ببغضكم. لكنهم سيقرأون القرآن، ويرون فيه آياتٍ تلعنهم، وتذمهم، وتنهى عن موالاتهم ومودتهم، وتأمر بالبراءة منهم، وتحرم دخولهم المسجد الحرامَ باعتبارهم أنجاساً، وتذكر أنهم كالأنعام بل أضل. تلك الآياتُ صريحةٌ في معناها، وليس فيها تفريق بين محاربٍ و غيرها. وصراحةُ هذه الآيات تجعلُ من الصعب على النصرانيِّ أن يلغي عقله وفهمه، ليأخذ بتأويلاتٍ تنافي ما يقرؤه بعيني رأسه. وبخاصة أن القضية التي يطرحها د. الماجد ظاهرةٌ في القرآن ظهوراً يستحيل أخفاؤه لو أراد أحدٌ ذلك.
دين الإسلام جاء ليؤسس العواطف القلبية (الحب والبغض) على قاعدة دينيةٍ، وليس على الروابط الإنسانية، أو القومية، أو القبلية، أو الوطنية، أو على المنافع والمضار الخاصة. فالله يقول بنصٍّ محكَم لا يحتمل التأويل: (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعضٍ). ثم يقول: (والذين كفروا بعضُهم أولياء بعضٍ. إلا تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبيرٌ).
وليتأمل أخي د. الماجد في قول الحكيم العليم بمصالح الخلق: (إلا تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبيرٌ). فمعنى الآيةِ: أن على المؤمنين أن يكون ولاؤهم لبعضهم، وأن يتركوا الكفار ليكون ولاءُ بعضهم لبعضٍ، وإن لم يفعل المؤمنون ذلك، (تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبيرٌ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/40)
هكذا يقولُ العليمُ الحكيمُ. فليتأمل د. الماجد هذا. ثم ليراجع ما ذكره هو في مقالته، حين أعلنَ: إن إعادة قراءة نصوص النهي عن مودة الكفار: "من شأنها أن تفك كثيراً من الاحتقانات والإشكالات، بل من الممكن أن تساعد على ترسيخ السلم الاجتماعي"! فما يقول حبيبنا د. الماجد: إنه السبيل المساعد على ترسيخ السلم الاجتماعي، يقول القرآن عنه: إنه طريقٌ إلى فتنةٍ في الأرضِ وفسادٍ كبيرٍ.
******
د. الماجد –وفقه الله- طرحَ إشكالاتٍ حول مسألة بغض الكافر. والذي أقطع به أن حلَّ جميعِ تلك الإشكالات سهلٌ وقريبٌ كلَّ القُرب. لكنَّ هذا الحلَّ له شرطٌ واحدٌ جليلُ القدر: وهو شرطُ (التسليم والانقياد التام للوحي الإلهي). فالقضية هنا لا تتعلق بفهم ((بعض)) العلماء لآيةٍ قرآنيةٍ واحدةٍ محتملة الدلالة كما ظنَّ الدكتور. بل هي قضية تتعلق بأصل ديني بدهي كبير، دلائله متواترة من القرآن والسنة والإجماع الجليِّ.
نصوص الشريعة متوافرةٌ متضافرةٌ في تقريرِ أن الحبَّ والبغضَ يجب أن يدورَ أصله مع الإيمان، لا مع الأهواء والأذواق والرغبات. والذي يقول: (لا نبغض إلا من يحاربنا)، فهو –من حيثُ لم يشعُر- جعل التعدي على شخصه أو قومه أو بلده، أعظم من التعدي على حق الله في التعظيم والتوقير والإفراد بالوحدانية. فصار انتهاكُ حقوق الخلق من موجبات الكره والبغض. أما انتهاك حق الله، وشتيمته بنسبة الولد والشريك له، فليس لهذا علاقةٌ بمشاعر الكره والحب!
*****
نصوص الشريعة كلها أدارت الحب والمودة مع الإيمان: (إنما المؤمنون إخوةٌ). (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا). (لا يجد أحدٌ حلاوةَ الإيمان حتى يحبَّ المرءَ لا يحبه إلا لله ... ). (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد)، (المؤمن للمؤمن كالبنيان .. ). فالحبُّ في دين الإسلام قاعدته الإيمان بالله. ولن يجد الباحثُ في نصوص الشريعة نصاً يقول: (مثل الناس في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد). بل الموجود فيها فقط: (مثل المؤمنين في توادهم ... ).
والمحبة والمودة مشاعر قلبية، تدور مع ما يسكن القلب ويستقر فيه من المعاني. فمتى استقر في القلب تعظيمُ شيءٍ ومحبته محبةً تامةً، فإنه ينفر مباشرةً مما يناقضه وينافيه. فحبك لأبيك وأمك يجعلك تنفر ممن يشتمهما أو ينالُ منهما. ومحبتك لمالك تجعلك تنفر ممن يتلفه ويتعدى عليه. ومحبتك لولدك تجعلك تنفر وتكره من يسعى في أذيتهم وإفسادهم. فكذلك حبك لله، يجعلك تنفر وتكره من يكفر به، أو يجعل له شريكاً، أو ينسبُ له ما لا يليق بجلاله. وقد ثبت في الصحيح عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أن الله تعالى قال: "يشتُمني ابنُ آدمَ، وما ينبغي له أن يشتمني، ويُكذِّبني وما ينبغي له. أما شتمه فقوله: إن لي ولداً. وأما تكذيبه، فقوله: ليس يعيدني".
فالنصراني الذي ينسب لله الولد، هو –في الواقع- شاتمٌ لله. فهل نقول: حتى مع شتمه لله وأذيته له، لن نكرهه حتى يؤذينا و يحاربنا نحن المخلوقين؟!
وأبعدُ من هذا أن يقالَ: نبغضُ شتمَ لله وسبَّه والكفرَ به، لكن لا نبغض الشاتم والكافرَ ولا نكرهُه!
*****
قد يقول قائلٌ هنا: إن هذا النصراني جاهلٌ بدين الإسلام، فهو قد نشأ على شيءٍ يظنه حقاً، فكيف نؤمر ببغضه وكراهيته؟
هذا السؤال يمكن قلبه بالاتجاه الآخر: فالنصراني المحاربُ أيضا، قد نشأ على دين يراه حقاً، وهو يحسب أنه محسنٌ مأجورٌ في حربه لأعداء المسيح. فكيف نؤمر ببغضه وكراهيته؟
على أن هذا السؤال إنما يصدر ممن يظن مخطئاً أن بغض الكافر عقوبةٌ مرتبةٌ على جنايةٍ. والواقع أن بغض الكافر والنفور منه، ليس عقوبةً يختار المؤمن إنزالها بالكافر. بل هو شعورٌ قلبيٌّ، واستجابةٌ فطرية، يفترضُ أن تنشأ تلقائياً متى استقر في القلبِ إيمانٌ صحيحٌ وتعظيم لمقام الله -عز وجل-.
فكما أن المسلم المحافظ المهذَّب الخلوق الذي نشأ في خيرٍ وأدبٍ، يجدُ في نفسه تلقائياً: نفرةً وكرهاً للفاجر العربيد السكير سيء الأخلاق، بقطع النظر عن تربية ذاك السكير وظروف نشأته التي أوصلته لهذه الحال. فكذلك قلب المؤمن المعظم لمقام الله، فإنه يكره ويبغضُ وينفر ممن يكفر بالله، أو ينسب له الولد والشريك، أو ينتهك حقه في الوحدانية، بقطع النظر عن أسباب ذلك الكفرِ وملابساته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/41)
ولا بد من التنبيه هنا إلى أن: هذا الشعور بالكره والبغض والنفور، لا يستلزم التعدي وانتهاك الحقوق. بل لا ينافي مشاعر الشفقة والرحمة والرغبة في الإحسان. فمن الممكن أن تكره السكير العربيد سيء الأخلاق، وتنفر من مجالسته، أو الحديث معه، أو حتى رؤيته. وفي الوقت نفسه تشفق عليه، وتأسى لحاله، وربما تحمل نفسك على ما تكره، فتحادثه وتعظه وترغبه في الخير، علَّ الله ينفعه ويصلح حاله. فإن تغيرت حاله، نشأت في قلبك –تلقائياً- محبته. وإن أبى وعاند، بقي كرهك له كما هو، وربما زادَ.
هذا بالنسبة لمسلمٍ معه أصل الإيمان، لكنه عربيدٌ فاجرٌ سيء الأخلاق لم يحظ بتربيةٍ تهذب سلوكه. وأسوأ منه حالاً من يقارف أكبرَ جنايةٍ في الوجود، وهي الكفر بالله أو برسوله -صلى الله عليه وسلم-. فمثل هذا يفترضُ أن ينفرَ القلبُ السليمُ منه ولا يألفه، إذ (الأرواح جنودٌ مجندةٌ، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف) كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-. ومتى لم يكره القلبُ وينفر ممن كفر بالله، دلَّ هذا على مرضه وفساده. فالمؤمن الحقُّ الذي سلم قلبه من الأوضار لا يستطيع -لو أرادَ- منع قلبه من كراهية الكافر بالله والنفرةِ منه. لكن مع ذلك، قد تأخذه الرأفة والشفقة على ذاك الكافر المكروه، فتراه يحسن معاملته، ويترفق به، ويرغبه في دين الحق، عله ينجح في إنقاذه من الكفر. لكن هذا السلوك شيءٌ لا علاقة له بالحب والكره، أو الألفة والنفرة.
فالمقصود من هذا أن كله: أن خصال السوء إذا اتصف بها شخصٌ، فإن القلبَ السليمَ ينفرُ منه. ولا يصلح هنا أن يقال: عليك أن تكره شربَ الخمرة. لكن لا يجوز أن تكره السكير العربيد. عليك أن تكره سوء الخلق، لكن ليس لك أن تكره الشخص سيء الأخلاق. عليك أن تكره الكذب والنفاق. لكن لا يجوز أن تكره الكذابين المنافقين. عليك أن تبغض الكفر. لكن ليس لك أن تكره الكافر! فمثلُ هذه التكلفات والتمحلات لا تستقيم ونصوص الشرعِ الصريحة الجلية، بل لا تتفق مع طباع النفوس السليمة من الدواخل. فمن لا يجد في قلبه كرهاً ونفرةً ممن ينسب لربه الولد، أو يشرك معه غيره في ألوهيته أو ربوبيته. فما قدر الله حق قدره.
ومن لم يدرك غورَ هذه المسألة، فليتأمل كيف حكى الله ردة فعل الجمادات الصماء حين تسمعُ الكفر المجلجل. يقول –تعالى-: (وقالوا اتخذ الرحمن ولداً. لقد جئتم شيئاً إدَّاً، تكاد السماوات يتفطرن منه، وتنشق الأرضُ، و تخرُّ الجبال هداً. أن دعو للرحمن ولداً).
فالسماوات كادت تتفطر لما سمعت من ينسبُ لله الولدَ. وكادت الأرض تنشق، وأوشكت الجبال أن تخر. فماذا عن قلب المؤمن حين تطرقه مثلُ هذه المقولة الفاجرة؟ إن لم يبغض ويكره وينفر، فلا ريبَ أنه قلبٌ محجوبٌ عن حقائق الإيمان، بل محروم من حلاوته ولذته التامة: (لا يجدُ أحدٌ حلاوةَ الإيمان حتى يحبَّ المرءَ لا يحبه إلا لله .. ).
د. الماجد نقل عن فاضلٍ معروفٍ وصفه بأنه (فيلسوف السلفية). نقل عنه قوله: "لا أعرفُ كيف يطلب إليَّ بعضُهم أن أكره رجلاً نصرانياً يمشي في الشارع. وحتى لو أردتُ أن أكرهه فلن أستطيع".
فليأذن لي د. الماجد أن أنقل له مقولةً لمن هو أفضلُ وأجلُ وأعلم وأرسخ علماً وفهماً. علَّ (فيلسوف السلفية) يفهم من ذلك ما غابَ عنه، فيدرك حقائق الإيمان ومقتضياته. فقد كان الإمامُ أحمدُ بن حنبلٍ إذا نظرَ إلى نصرانيٍّ أغمض عينيه. فلما سئل عن ذلك قال: "لا أقدرُ أنظر إلى من افترى على الله وكذبَ عليه". فليقرأ هذا (فيلسوفُ السلفية)، عله يدرك كيف يستطيع أن يكره نصرانياً يمشي في الشارع.
أما إمامُ الإسلام الآخرُ ابن تيمية، فكان يقول: "ليُعلم أن المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك. والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك".
أما سيدُ هؤلاء جميعاً، فاروق الأمة عمرُ بن الخطاب –رضي الله عنه-، فقد صحَّ أن رجلاً من أهل الشام قدمَ عليه فسأله عمر: لعلكم تجالسون أهل الشرك؟ قال: لا يا أمير المؤمنين. قال: إنكم إن جالستموهم أكلتُم وشربتُم معهم، ولن تزالوا بخيرٍ ما لم تفعلوا ذلك.
هكذا فقِهَ هؤلاء وسائر أئمة الإسلام وحي الله وشرعه.
******
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/42)
النصوص الشرعيةُ والأخبارُ عن أئمة الإسلامِ في تقرير هذا المعنى كثيرةٌ وفيرةٌ. وليس المقام مقام استيفاءٍ. لكنَّ المراد أن من الخطأ أن يظن أحدٌ أن هذا الأصل العظيم مبني على خطأ من ((بعض)) العلماء في فهم آية. بل هو أصلٌ راسخٌ مجمعٌ عليه، ودلائله منثورةٌ مشهورةٌ في نصوص الوحيين.
لكن هذه النصوصُ الواضحةُ الجلية، لن يفيد منها قارئها حتى يأتي البيت من بابه. ومسائل الشريعة لها بابٌ واحدٌ، وهو بابُ التسليم والخضوع للتوجيه الإلهي، بأن يحاول المسلمُ فهم مراد الله من كلامه، كي ينزله على الواقع مهما كان هذا التنزيل ثقيلاً. وإن من أعظم سبل الزلل أن نعكس المسار، فننظر إلى تعقيدات الواقع، ثم ننادي بإعادة قراءة النص القرآني كي نخرج بتفسير يخفُّ علينا ويلائم أهواءنا. سواءٌ في ذلك أهواؤنا القلبية، أو أهواؤنا العقلية. فللعقول أهواؤها كما أن للقلوب أهواءها. وإذا كان هوى القلوب في شهواتها ورغباتها، فإن هوى العقول في تفلتها وتمرُّدها الخفي على الوحي الإلهي.
*****
في سبيل أن نصل لفهمٍ صحيح للمسألة، نحتاج لفتح القلوب والعقول للتوجيهات الربانية، فإذا سمعنا نهياً واضحاً صريحاً عن مودة الكفار أو موالاتهم، فلا نحرف الكلم عن مواضعه ونذهبَ لنقول: المقصود النهي عن محبة ومودة الكفر، وليس الكافر!
لنفتح قلوبنا وعقولنا، ولنقرأ –مثلاً- قول الحكيم العليم الخبير:
(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وأبناءكم أولياء، إن استحبوا الكفر على الإيمان. ومن يتولهم منكم فإنه منهم. إن الله لا يهدي القوم الكافرين).
لنقرأ الآية، ثم لنتدبر قوله: (لا تتخذوا آباءكم وأبناءكم). فالكلام هنا عن موالاة ومودة أشخاص الكفار وأعيانهم (الآباء والأبناء)، وليس عن محبة معنى مجرد اسمه (الكفر).
و لنتأمل –أيضاً- أن الله قال: (إن استحبوا الكفر على الإيمان)، ولم يقُل (إن قاتلوكم أو حاربوكم). فالنهي عن الموادة والموالاة هنا ليس لأجل أنهم حاربونا أو قاتلونا أو أبغضونا أو منعونا من الدعوة إلى الله. بل النهي عن المودة سببه -بنص القرآن- أن أولئك الآباء والأبناء: (استحبوا الكفر على الإيمان).
فكيف يسوغ لمن يعظم النص القرآني أن يلغي هذه الدلالة الجلية الصريحة، ثم يعلنُ أن المقصودَ بالآيةِ الكافر المحارب؟! أو أن المقصود بغضُ الكفر وليس الكفار أنفسهم؟!
*****
آيةٌ أخرى عظيمةٌ جليلةٌ:
يقول الله جل ذكرُه: (قد كانت لكم أسوةٌ حسنةٌ في إبراهيم والذين معه).
الآية تقول: إن لنا أسوةً حسنةً في إبراهيم والذين معه. فما الذي فعله إبراهيم والذين معه حتى نتأسى ونقتدي بهم؟
(إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله).
انظروا لدقة التعبير القرآني الذي يأبى أيَّ تأويل أو تحريف: (إنا برآء منكم)، وبرآء أيضاً (مما تعبدون من دون الله). براءة من الكفر. وبراءة من الكفار أنفسهم. فهل نقبل بعد هذا من أحدٍ أن يقول: بل البراءة والعداوة تكون للكفر وليس للكافر؟!!
لم تنته كنوزُ هذه الآية بعد. فلا زال هناك المزيد من جوانب الأسوة الإبراهيمية:
(إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله. كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً).
يقولون لقومهم وأهليهم: (كفرنا بكم) .... فأين هذا من قول من يقولُ: الكره للكفر وليس للكافر؟!
(وبدا بيننا وبينكم العداوةُ والبغضاء أبداً).
عداوة ... بغضاء ... أبداً.
لكن إلى متى تستمرُّ هذه العداوة والبغضاء؟
قال تعالى: (وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده).
إذن نهاية العداوة والبغض: (إيمان قومِ إبراهيم بالله وحده). هنا تنتهي العداوةُ والبغضاء.
السؤال هنا: لماذا تنتهي العداوة عند هذا الحد؟
الجواب واضح: فسبب العداوة والبغض كفرهم بالله. فمتى آمنوا بالله وحده، زال السبب، فزالت العداوة والبغضاء، وحلت محلها المودة والمحبة والموالاة.
أوليس من المغالطة أن يقول قائل بعد هذا: إن سبب الأمر ببغض الكافر محاربته لنا؟!! فهلا قالَ إبراهيم: (بدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء حتى تكفوا عن حربنا وأذيتنا)؟
هناك نصوصٌ أخرى كثيرةٌ تؤكد هذا المعنى. لكني أكتفي بهذا القدر. وقد جعلتُ هذا التقريرَ مقدمةً للحديث عن الإشكالات الجانبية التي طرحها د. حمد الماجد. ولأني أطلتُ عليكم بما فيه كفاية، فسوف أؤجل ما تبقى إلى جزء آخر من هذا التعليق.
كتبه/ بندر الشويقي
1/ 3/1431هـ
ـ[خالد جمال]ــــــــ[23 - 02 - 10, 06:42 م]ـ
من قال ان الصفة تتبع الموصوف في كل حال؟
فهل كل من فعل كفراً صار كافرا؟
ثم كيف أحب إنسان ثم أبغضه في نفس الوقت؟
هذا كلام نظري فقط
أخشى أنك خلطت عدة أمور!
- فهل تتصور كفراً مجرداً هكذا في الهواء بدون شخصٍ يتصف به؟!!
- بغض الكافر لا ينافي دعوته للدين الإسلامي، والتعامل معه
في تجارة ونحوها (بالضوابط الشرعية)، بل وإجابة دعوته كما
فعل المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولعل هذا منشأ الخلط
عندك!
- أنت تتكلم على الكافر وليس من وقع في الكفر فالبون بينهما شاسع جداً!
- الإنسان المسلم قد يحب لأجل ما عنده من الطاعة، ويُبغض لأجل ما عنده من
المعاصي والفجور، فيجتمع له حب من جهة، وبغض من جهة أخرى، وهذا لا إشكال فيه.
- الكافر يبغض لكفره بالله تعالى وسبه له بأن يدّعي له الصاحبة والولد، وقد يكون هذا الكافر
زوجةً يميل إليها المرء لشهوة وهذا الميل ليس للدين، بل لما غرزه الله تعالى في النفس
البشرية من حب النساء والميل إليهن.
- أخشى أن طرحك أخي هو النظري، ولا شك أنها شبهة دخلت عليك، أو كما سمعت بعض
أهل العلم يقول: (هذه مخادعة).
والله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/43)
ـ[أبو لجين]ــــــــ[23 - 02 - 10, 07:24 م]ـ
راحع:
http://www.almeshkat.com/index.php?pg=stud&ref=150
ـ[أبو عبد الله الإسحاقي]ــــــــ[24 - 02 - 10, 01:29 ص]ـ
سبحان الله!!!!
مسائل في العقيدة جلية في القرآن والسنة وكانت واضحة عن الصحابة والسلف وضوح الشمس في رابعة النهار وهي من صلب الاعتقاد صارت عند كثير من طلبة العلم محل لبس وموطن إشكال وموضع نزاع وقضابا عويصة كمسائل: جنس العمل في الإيمان، والعذر بالجهل، والحكم بغير ما أنزل الله، والولاء والبراء.
ـ[أبو لجين]ــــــــ[24 - 02 - 10, 02:01 ص]ـ
يقول الله (ها أنتم هؤلاء تحبونهم ولا يحبونكم)
قال الطبري في تفسير (إنك لا تهدي من أحببت) لا تهدي من أحببته لقرابته منك.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[24 - 02 - 10, 09:38 م]ـ
أخي الحبيب إن استطعت أن تقرأ كتاب نواقض الإيمان القولية والعملية للشيخ الدكتور عبد العزيز العبد اللطيف فهو مفيد وفيه توصيل واسع
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[24 - 02 - 10, 11:09 م]ـ
انظر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1215595
ـ[أبو لجين]ــــــــ[25 - 02 - 10, 03:41 ص]ـ
فائدة: هل يجوز محبة المسلمِ للكافر لغير دينه؟
يقول الشيخ محمد بن عمر بن سالم بازمول ـ حفظه الله ـ:
إن قيل: هل يجوز أن يحب المسلم الكافر لغير دينه واعتقاده؟
فالجواب: نعم، يجوز له ذلك، وليس هذا من القسم الأول من الموالاة التي تُخرج من الملة، والدليل قوله تعالى [اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنين والمحصنات من الذين أوتو الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين]ـالمائدة:5ـ،
ومحل الإستدلال هو قوله تعالى [والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب]،
ووجه الإستدلال أن الله تعالى أباح للمسلمين التزوج بالكتابيات المحصنات، ومعلوم أن عشرة الرجل لزوجه لا تخلو من نوع الحب والمودة تقع بين الرجل والمرأة، فلما أباح الله تعالى نكاح الكتابيات، مع أنه لا يخلو مما ذُكر، دل على أن هذا ليس من الموالاة المُخرجة من الملة، ولذلك ضُبطت الموالاة المخرجة من الملة بأنها حب للدين والإعتقاد الذي عليه الكافر.
صفحة:13.
منقول من رسالة: الولاء والبراء.
ـ[أبو لجين]ــــــــ[25 - 02 - 10, 03:42 ص]ـ
مراتب محبة الكافر، للشيخ صالح آل الشيخ:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=334512(62/44)
طلب عاجل ... فتح المنتدى في الرد على المخالف.
ـ[السنفراوي]ــــــــ[23 - 02 - 10, 04:16 م]ـ
إلى الشرف وكل من يهمه الأمر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم وبارك الله فيكم لا يخفى عليكم هجمات شرسة على السنة وأهلها من الكفرة الفجرة عموما وأهل البدعة بالخصوص ولا سيما الرافضة هداهم الله إلى سواء السبيل, لذا أرجوا من المشرف أن يفتح منتدا خاصا بالرد على أهل الباطل والرد على شبههم وغيره لأن كثيرا من المسلمين قد غروا بحب أهل البيت والمتعة وحزب الله في لبنان -والله المستعان- ترى كثير من الشباب غافلين عن خطورتهم وأخشى ما أخشى .......
{ياليت قومي يعلمون}.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[24 - 02 - 10, 08:44 ص]ـ
اويد قسم لرد الشبهات فقط
و لا اويد قسم للحوار معهم فالمنتديات الحواريه كثيره و اظن ان الملتقى لو استمر في خدمة طلبة العلم و التركيز على هدا الجانب سينتج اكثر
و لا يخفى عليكم ما في المواضيع الحواريه من تعب في تتبع المشاركات و حدف الردود المخالفه و يتطلب جهد كبير من المشرف و لو وظٌف هدا الجهد في خدمة طلبة العلم سيكون اولى من وجهة نظري
ـ[السنفراوي]ــــــــ[24 - 02 - 10, 10:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك.(62/45)
في ذكرى المولد النبوي
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[23 - 02 - 10, 04:25 م]ـ
في ذكرى المولد النبوي
وقفات وتأملات!
بقلم: خباب مروان الحمد*في ذكرى المولد النبوي
وقفات وتأملات!
قال الشيخ الألباني :
habab1403@hotmail.com
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى الله شهيداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً إلى يوم الدين .. أما بعد:
في مثل هذه الأيام يحتفل فئام من البشر بيوم مولد سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم، وهم من وقت ليس ببعيد يعدون العدة ويجهزون الأجهزة استعداداً للاحتفال لهذا اليوم، فالأضواء قد علقت في أعمدة الشوارع، والبيوت قد زينت بالزهور والورود، والحلويات قد أصبح لها سوق رائجة للبيع، وبعض الأمكنة استئجرت حتى يقام بها هذا الاحتفال، ويقيمون الابتهالات والدعوات في المساجد، أضف إلى ذلك آلات المعازف والطبول والدفوف لإقامة المهرجانات الاحتفاليَّة بذكره مولده ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأشياء كثيرة كثيرة قد نُفِضَ عنها الغبار استعداداً لذكرى المولد النبوي!!
فهل فعل هذا من الأمور التي ترضي الرب تبارك وتعالى؟ وما هو حكمه؟ وهل فعله السلف أو أقروه؟ إلى غير ذلك من الأشياء التي سأطرقها في هذا البحث اليسير.
وقبل أن أصول وأجول في ثنايا هذا البحث فإني سأذكر مقدمة يسيرة نافعة بإذن الله عز وجل لمن أراد الله هدايته وأبعده عن أسباب شقاوته، كلها من سلسبيل القرآن ومشكاة الحديث والسنة، فهما المنهل العذب الزلال على قلوب أهل الإيمان، والصواعق المردية لأهل الكفر والضلال.
فهذه مقدمة نافعة في الأمر بالاعتصام بالكتاب والسنة، ووجوب طاعة الله ورسوله، وأن مرجع أهل السنة والجماعة في استدلالهم هو كتاب الله وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام لا إلى آراء الناس وعقول المشايخ، نقول فيها:
يا مَن يقرأ هذا الكلام المزبور والخط المسطور، قد أنزل الله علينا هذا القرآن ليكون الهادي لنا في ظلمات الحياة، ومنيراً للصراط المستقيم، وقائداً يدعو البشرية جمعاء إلى جنة خلد أعدت للمؤمنين.
وقد ذكر الله عز وجل في هذا الكتاب العظيم آيات كثيرة بلغت ثلاثاً وثلاثين آية كما قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل ـ قدس الله روحه ـ كلها في الأمر والحث على طاعة الله ورسله والتمسك بغرز القرآن والسنة فقد قال تعالى {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا} [الأحزاب: 36].
فقد ذكر الله أنه لا يكون للمؤمنين إذا قضى الله ورسوله عليهم أي أمر، وتأمل هنا قوله تعالى {أمراً} فهي نكرة في سياق النفي فتعم كل أمر، فإذا قضى الله ورسوله أي أمر لا يكون لهم أن يتخيروا من أمرهم، هذا غير الذي قضى فيهم ثم ذكر الله عزَّ وجل أن من عصى الله ورسوله فهو في ضلال بعيد؛ لأنه يأبى ما قضاه الله ورسوله عليه وخالف أمرهما.
وقال تعالى {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون* ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون} [النور: 51 ـ 52].
وقال تعالى { .. فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} [النور: 36].
وقال تعالى {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا .. } [الحشر: 7].
وقال تعالى {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين} [المائدة: 92].
وقد حذرنا الله عز وجل من الإشراك بطاعته فقال {وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} [الأنعام: 121]، وقال تعالى {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله .. } [الشورى: 21]، وقال تعالى {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آبائنا .. } [لقمان: 21]، وقال تعالى {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً} [النساء: 61].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/46)
ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم يوصينا بالتمسك بسنته فيقول: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة". (مسند أحمد 4/ 126، وانظر صحيح الجامع 2546).
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة: "أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة". (صحيح مسلم867).
وقال صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". (رواه البخاري 2697، ومسلم 1718).
والعجب كل العجب أن ترى كثيراً ممن ينتسبون للإسلام ويقولون بألسنتهم نحن نحب الله ورسوله فإذا أنكرت عليهم شيئاً من منكرات في الدين ظاهرةٍ عليهم، جادلوك بألسنتهم وبدءوا يستندون بأقوال لبعض من ينتسب إلى العلم، ثم إذا قلت لهم قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضجوا وأكثروا وقالوا أنت قرن مماحك، فواأسفاه على أناس أعرضوا عن الكتاب والسنة، وكأنّ هذين الأصلين لا اعتبار لهما في مجرى حياتهم، ويأتي آخرون من هذا الصنف ثم يقولون وهل أنت أعلم من الشيخ الفلاني أو العالم الرباني فهم يرونا نفعل مثل هذه الأمور التي تدعون أنها منكرات وبدع ولم ينكروا علينا ما نفعله؟
وهذه طامة كبيرة وقارعة خطيرة حيث أن مثل هؤلاء قد أجّروا عقولهم لمشايخهم ولم يطلبوا أدلة الكتابة والسنة؛ لأنهم لو فعلوا ذلك لتركوا منكرات كثيرة وقعوا بها ولما أقلعوا عن البدع والمعاصي التي تحيط بهم.
فأعيذك الله أخي وأنت يا أختاه أن تكونا من مثل هذا النوع فإن الهوى استحكم على قلوبهم فهم إما أن يناقشوك بآرائهم وأهوائهم أو بآراء مشايخهم بلا استناد للكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وقد قال الشاعر ينكر على المحتجين بكلام شيوخهم: ـ
أقول قال الله قال رسوله ... فتجيب شيخي إنه قد قالَ
وأمثال هؤلاء قليل ـ إن شاء الله ـ وأسأله تعالى أن يهديهم ويصلح شأنهم.
وقد يحصل لك في النقاش مع مثل هذه النخبة من البشر أن يقولون لك هذه وجهة نظرنا وما ندين الله به وأنت يا من تناقشني برأيك هذه هي وجهة نظرك وما تدين الله به، والحمد لله كل على هدى مستقيم.
وهذه شبهة غير منطقيَّة والجواب عن ذلك أن يقال: أن المرجع في النزاع والنقاش هو كتاب الله سبحانه وتعلى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والله عز وجل يقول {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً} [النساء: 59].
وقال تعالى {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله .. } [الشورى: 10].
نعم، هذا هو مرجعنا كتاب الله عز وجل ..
لا تذكر الكتب السوالف ... طلع النهار فأطفئ القنديلا
إذاً ما يدعي به بعضهم بأنّ آرائهم هي التي يدينون الله بها فكلامهم هذا مردود عليهم، وعلى هذا فإن اليهود والنصارى يدينون الله بما هم عليه من الكفر والضلال ولن ينقذهم كلامهم هذا عند الله شيئاً.
وأنا الآن أطلب من القارئ الكريم والأخت الكريمة أن يتجردا للحق فالحق أحق أن يتبع فماذا بعد الحق إلا الضلال، وحذار حذار من الهوى فالله عز وجل يقول {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله} [ص: 26] وقال: {بل اتبع الذين ظلموا أهوائهم}.
وقد أحسن من قال:
إن الهوان هو الهوى قلب اسمه ... فإذا هَوِيتَ فقد لقيت هواناً
وأختم بقول الله سبحانه {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} [الأنعام: 153]، وليكن شعار كل مسلم طالب للحق مبتعد عن الباطل أن يقول ما قاله أحد المتقدمين ـ رحمه الله ـ:
كتاب الله عز وجل قولي ... وما صحت به الآثار ديني
فدع ما صدّ عن هذي وخذها ... تكن منها على عين اليقين
المبحث الأول
في حكم الاحتفال بذكرى مولد محمد صلى الله عليه وسلم.
في يوم 12/ 3 يحتفل جمع من الأمة الإسلامية بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي الحقيقة إن الاحتفال بمثل هذا اليوم واتخاذه عيداً بدعة منكرة قبيحة ولم يدل على جوازها كتاب ولا سنة ولا إجماع سلف الأمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/47)
بل الأمة الإسلامية في عهد القرون الثلاثة الأولى التي فضلها محمد صلى الله عليه وسلم على غيرها مجمعة أنها لا تعرف احتفالاً ولا عيداً إلا الأضحى والفطر، أما سواهما من الأعياد والذكريات فهو لغو غير معدود ولا معروف عندهم، بل لا تشرئب إليها أنفسهم، ولا ترتفع إليها أعناقهم.
ذلك أنهم كانوا شديدي الإنكار على كل من خالف الإسلام بكفر أو بدعة أو معصية، ولقوة اعتصامهم بالكتاب والسنة خلت بيوتاتهم من البدع المنكرة، والأمور المحدثة.
وللقارئ أو القارئة أن يسألا ويقولا:
ما سبب حكمك على أن من احتفل بذكرى مولد النبي المختار محمد صلى الله عليه وسلم أنه قد ارتكب بدعة منكرة في الدين؟
فأقول وبالله التوفيق:
1ـ النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده في حياته وهو المبلغ للدين، ولم يأمر بذلك.
2ـ أن الخلفاء الراشدين لم يفعلوا هذا الاحتفال مع أنهم أحب للرسول صلى الله عليه وسلم منا.
3ـ أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا بالتمسك بسنته، وأن لا نعبد الله إلا بما شرع، وذكرى المولد لو كان فيها خير لذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منها خبراً، ومن تعبّد الله بما لم يشرعه لعباده وعلى لسان رسوله، فقد اتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالقصور أو بالتقصير في تبليغ دعوة الله.
4ـ قال الإمام مالك بن أنس ـ نوّر الله ضريحه ـ: "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها"، فما دام أن السلف لم يفعلوا مثل هذه البدعة المحدثة فحري بنا ألا نفعلها، وقد قال الناظم:
وكل خير في إتباع من سلف ... كل شر في ابتداع من خلف
5ـ أن يوم المولد وليلته لو كان لها مزية لاختصت بفضل معين، ثم إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتذكر سيرته لا تكون في يوم واحد بل في كل الأيام نقرأ سيرته ونتبع ما شرعه لنا صلى الله عليه وسلم.
وقد ورد في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم من شر ما يعلمه لهم".
6ـ إن بعض الموالد فيها اختلاط الرجال بالنساء، وفيها الغلو بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى أنّ بعضهم قد يجعله في مقام الربوبية، وبعضهم يظن أن محمداً صلى الله عليه وسلم يحضر المولد فيقومون له محييين ومرحبين، ويكون كذلك من المنكرات مشاركة المعازف من الطبل وآلات الموسيقى، وكذلك بعضهم يستغيث بمحمد صلى الله عليه وسلم ويطلبوا منه المدد والغوث وأنه يعلم الغيب. وكل هذه الأمور منكرة محرمة وبعضها فيها شرك بالله ـ عياذاً به سبحانه ـ فكيف إذا اجتمعت كلها.
7ـ الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا في الحديث الصحيح فقال: "إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" رواه النسائي بسند صحيح. ولفظه: "كل" هنا للعموم فيكون معناها أن أية بدعة محدثة في الدين فهي بدعة.
8ـ من فعل هذه البدعة فقد تشبه بأعداء الله فإن النصارى يحتفلون بعيد ميلاد المسيح عيسى بن مريم، وقد سرت بدعتهم هذه للمسلمين فأصبحوا يحتفلون بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم، والرسول حذرنا من التشبه بأعداء الله فقال: "من تشبه بقوم فهو منهم" والحديث رواه أحمد وأبو داود وجوّد إسناده ابن تيمية، وحسنه ابن حجر.
9ـ من احتفل بذكرى المولد فقد اتهم ديننا بالنقص، ولو كان قصد هذا المبتدع حسناً؛ فإن بدعته طعن في دين الله عز وجل وتكذيب لقوله تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} [المائدة: 3].
10ـ إن الكفار أعداء الله يفرحون بإقامة هذه البدع؛ لأنهم قرءوا كتبنا الإسلامية وعلموا أنه متى أحدث في الدين بدعة ماتت سنة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، "وأوضح أنموذج لذلك ما ذكره الجبرتي من أن نابليون أمر الشيخ البكري بإقامة الاحتفال بالمولد وأعطاه ثلاثمائة ريال فرنسي، وأمره بتعليق الزينات، بل وحضر الحفل بنفسه من أوله إلى آخره ... " ويعلل الجبرتي اهتمام الفرنسيين بالاحتفال بالموالد عموماً بما "رآه الفرنسيون في هذه الموالد من الخروج عن الشرائع، واجتماع النساء، وإتباع الشهوات، والرقص، وفعل المحرمات" أ. ه. [حقوق النبي صلى الله عليه وسلم بين الإجلال والإخلال (155) المنتدى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/48)
الإسلامي].
11ـ إننا لو نقبنا في بداية تاريخ هذه البدعة ومن هو أول من فعلها فسنجد أنهم الفاطميون العبيديون، وهم من الباطنيين، وقد حكموا مصر وكان بدء حكمهم في مصر في القرن الرابع الهجري، وقد ذكر تقي الدين أحمد بن علي المقريزي في كتابة "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" (1/ 490) أنه كان للفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم، فذكرها وهي كثيرة جداً، ومنها مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ومولد علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، ومولد الخليفة الحاضر، وقد قال ابن كثير في البداية والنهاية في حوادث سنة (567هـ) وهي السنة التي انتهت فيها دولتهم بموت آخرهم العاضد، قال: "ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات، وكثر أهل الفساد، وقلّ عندهم الصالحون من العلماء والعباد .. ". [الرد على الرفاعي والبوطي، للعباد (82ـ83). وكتاب القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل، (2/ 451ـ452)].
وقال العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي مفتي الديار المصرية سابقاً في كتابة "أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام" (44ـ45): "مما حدث وكثر السؤال عنه الموالد فنقول: إن أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعز لدين الله توجه من المغرب إلى مصر في شوال سنة (361هـ)، فوصل إلى ثغر الإسكندرية في شعبان سنة (362هـ) ودخل القاهرة لسبع خلون من شهر رمضان فابتدعوا ستة موالد النبوي، ومولد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ... ". [القول الفصل، إسماعيل الأنصاري (2/ 457ـ458)].
وبعض أهل العلم ذكر أن أول من احتفل بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم هو الملك المظفر "أبو سعيد كوكبوري" ملك إربل في آخر القرن السادس أو أول القرن السابع الهجري، وقد قال ابن كثير في البداية والنهاية (13/ 137) عن هذا الملك وهو أبو سعيد كوكبوري: "كان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً .. [إلى أن قال:] قال السبط: حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد أنه كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس مشوي، وعشرة آلاف دجاجة، ومائة آلف زبدية، وثلاثين ألف صحن حلوى .. [إلى أن قال:] ويعمل الصوفية سماعاً من الظهر إلى الفجر ويرقص بنفسه معهم" أ. ه [حقوق النبي صلى الله عليه وسلم بين الإجلال والإخلال (140)].
ويمكن الجمع بين قول من قال إن الاحتفال بالمولد النبوي أول من فعله الرافضة بنو عبيد القداح في القرن الرابع، وبين قول من قال أول من فعله هو ملك إربل في القرن السابع، أن يقال:
أن أول من فعله بنو عبيد القداح في مصر ثم سرت هذه البدعة إلى الشام والعراق في القرن السابع الهجري.
وقد قال ابن كثير في البداية والنهاية عن الدولة الفاطمية (11/ 346): "هم كفار، فساق، فجار ملحدون، زنادقة، معطلون الإسلام جاحدون ولمذهب المجوسية معتقدون" ا. هـ.
وقال ياقوت في معجمه (1/ 138) عن الملك المظفر صاحب إربل وقد كان من معاصريه: "طباع هذا الأمير متضادة، فإنه كثير الظلم، عسوف بالرعية، راغب في أخذ الأموال من غير وجهها" ا. هـ.
إذاًَ علمنا علم اليقين أيها القارئ الكريم والقارئة الكريمة أن هذه البدعة تسربت للمسلمين من الكفار العبيديين ومن ملك إربل الظالم المتعسف المبتدع، فهل يجوز لنا أن نأخذ ديننا من مثل هؤلاء المبتدعة؟
12ـ ومن الأمور التي تجعلنا نقول إن الاحتفال بذكرى المولد بدعة، أن إحياء بدعة المولد يفتح الباب للبدع الأخرى والاشتغال بها عن السنن، ولهذا تجد المبتدعة ينشطون في إحياء البدع ويتكاسلون عن السنن ويبغضونها ويعادون أهلها. [حقوق النبي صلى الله عليه وسلم بين الإجلال والإخلال (142)].
والبدعة أحب إلى إبليس من مائة معصية؛ لأنها تجر الإنسان إلى الشرك بالله وقد لا يعلم ذلك، ولأن صاحبها يعتقد أنه على صواب ويجادل عن جواز بدعته، أما صاحب المعصية يعلم أن المعصية غير جائزة وقد يتوب منها ويستغفر الله عز وجل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/49)
13ـ يُلزَم أصحاب بدعة المولد النبوي أن يفعلوا ذكرى لوفاته صلى الله عليه وسلم وذكرى ليوم بعثته في نشر دين الإسلام وهلم جراً، ثم أن محمداً صلى الله عليه وسلم توفي في شهر ربيع الأول "فلأي سبب يفرحون ـ أي أصحاب البدعة ـ بميلاده، ولا يحزنون بموته لولا قسوة القلب"، وعلى هذا الإلزام يكون في كل يوم ذكرى مولد أو وفاة لكل نبي وصالح وضاع ديننا بالموالد والذكريات.
المبحث الثاني
ذكر أقوال لأهل العلم في إنكار هذه البدعة
1ـ قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه: "وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة" وفي رواية النسائي "وكل ضلالة في النار".
2ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 123): "وكذلك ما يحدثه بعض الناس، إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً .. من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداً. مع اختلاف الناس في مولده فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه لو كان خيراً، ولو كان هذا خيراً محضاً أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة للرسول صلى الله عليه وسلم، وتعظيم له منا، وهم على الخير أحرص ... ".
وتأمل رعاك الله ما قاله "مع اختلاف الناس في مولده"؛ لأن بعض أهل العلم قال: ولد صلى الله عليه وسلم في يوم التاسع من ربيع الأول، وبعضهم قال ولد في يوم الثاني عشر. ولذا يلزم من يفعل هذه البدعة أن يحتفل كل يوم قيل إنه ولد فيه محمد صلى الله عليه وسلم حتى ينال ما يريده من موافقة اليوم الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم.
3ـ وقد ألف الفاكهاني رسالة "المورد في عمل المولد" وأنكر هذه البدعة وقال: "لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعة، أحدثها البطالون، وشهوة نفس اغتنى بها الأكالون" إلى آخر ما قال رحمه الله (1/ 8ـ9) من كتاب "رسائل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي"، تحت إشراف رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء.
4ـ وألف الشيخ إسماعيل الأنصاري رسالة ضخمة بما يقارب (600) صفحة وذكر أن الاحتفال بالمولد بدعة، وردّ على معظم الشبه التي يثيرها أدعياء هذه البدعة في رسالته "القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل".
5ـ وممن أنكر هذه البدعة الإمام الشاطبي في كتابه "الاعتصام".
6ـ والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي في كتابه "صيانة الإنسان".
7ـ والشيخ ابن باز، ومحمد ابن إبراهيم وجمع من العلماء المتقدمين والمتأخرين ـ رحمة الله عليهم أجمعين ـ.
المبحث الثالث
شبهات وردود
يستند بعض مقيمي مثل هذا المولد إلى شبهات يتعلقون بها ويجوزون بناءً عليها فعل بدعتهم، ولذا فلا بد من عرض شيء منها، وسأذكر أهم الشبه التي يتعلق بها هؤلاء وأناقشها، خاصة أن بعض من ينتسب إلى العلم ويقيم مثل هذه الموالد يلبّس على العوام بهذه الشبه ـ فلا حول ولا قوة إلا بالله ـ.
كيف، لا أدري، لماذا؟ ربما ... أنني يوماً عرفت السببا
عالِم يدعو بدعوى جاهل ... وليوث الحرب ترجو الأرنبا
الشبهة الأولى: أن إقامة مثل هذا المولد من قبيل البدعة الحسنة الجائزة في دين الإسلام.
ويجاب عن هذه الشبة بأن يقال: ليس في دين الإسلام بدعة تسمى بدعة حسنة، فإنه صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي مرّ بنا مراراً يقول: "وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"، وزاد النسائي "وكل ضلالة في النار".
وقد ذكر الشاطبي في كتابه "الاعتصام" (1/ 28) أن "ابن الماجشون" قال: سمعت مالكاً يقول: "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة؛ لأن الله يقول {اليوم أكملت لكم دينكم} فما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً".
ثم إنه صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث المتفق عليه: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وفي لفظ مسلم "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
فهل عمل بدعة الاحتفال بالمولد النبوي من دين الإسلام الذي ذكره الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم لنا، وهل فعل هذه البدعة كان عليه أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/50)
وذكر الإمام ابن بطة في كتاب "الإبانة" (1/ 339) عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قوله: "كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة" وذكره محمد بن نصر المروزي في كتاب السنة بسند صحيح.
ورحمة الله على الإمام مالك الذي كان كثيراً ما ينشد:
وخير أمور الدين ما كان سنة ... وشر الأمور المحدثات البدع
ذكره الشاطبي في كتابه "الاعتصام" (1/ 115).
الشبهة الثانية: يستند بعضهم إلى ما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه أن قال: "ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح"، ثم يقولون وكثير من المسلمين يستحسن فعل الاحتفال بذكرى مولد محمد صلى الله عليه وسلم.
والجواب عن ذلك:
1ـ أن هذا الكلام المنسوب لابن مسعود رضي الله عنه إنما أراد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يرد كل من هب ودب من المسلمين والمنتسبين إلى الإسلام، وكلامه صريح في ذلك، وهذا لفظه عند الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيئ".
وهذا مثل ما رآه الصحابة حسن من العلم بالتاريخ والابتداء به بالهجرة، ومثل وضع ديوان العطاء زمن عمر بن الخطاب، ومثل جمع المصحف في عهد أبي بكر، وأما ما رأوه سيئاً مثل التحلق والاجتماع على عد التسبيح والتحميد والتكبير، وقد أنكر ذلك ابن مسعود وأبي موسى الأشعري، ومثل إنكار الصحابة لبدعة الخوارج، ومثل إنكار علي رضي الله عنه على الرافضة في غلوهم فيه وإنكار الصحابة معه. [الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي لحمود التويجري (163ـ166) بتصرف].
2ـ أن يقال إن كثيراً من أهل الإسلام يستقبحون البدع ويعتبرونها ضلالة، ومن ضمنها بدعة المولد النبوي.
3ـ أن هذا الكلام الوارد عن ابن مسعود المراد به ما أجمع عليه المسلمون ورأوه حسناً لا ما رآه بعضهم واستحسنه وقد ذكر هذا الجواب أربعة من أئمة العلم، وهم ابن القيم والشاطبي وابن قدامة وابن حزم. [القول الفصل، الأنصاري (2/ 591)].
ومن أراد التفصيل فليرجع إلى كتبهم أو إلى المرجع السابق ذكره فقد ذكر الشيخ إسماعيل جميع أقوالهم.
الشبهة الثالثة: أن الاحتفال بالمولد يفعله الكثير من الناس بل يراه بعض المشايخ، ولو كان منكراً ما فعله هؤلاء.
والجواب عن هذه الشبهة:
1ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجتمع أمتي على ضلالة"، رواه أهل السنن إلا النسائي وهو حسن لغيره. (سلسلة الأحاديث الصحيحة، رقم 1331).
2ـ ذكر العلامة محمد ابن إبراهيم ـ رحمه الله ـ عن الإمام الشاطبي في كتاب "الاعتصام" أنه قال نقلاً عن بعض مشايخه: "إن الاحتجاج على تحسين البدع بهذه الدعوى ليس بشيء في أمر تركته القرون الثلاثة المقتدى بهم"، ثم قال الإمام الشاطبي ـ رحمه الله ـ "ولما كانت البدع والمخالفات وتواطأ الناس عليها صار الجاهل يقول: "ولو كان هذا منكراً لما فعله الناس"، ثم قال ما ذكره ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: "من اعتقد أن أكثر هذه العادات المخالفة للسنن مجمع عليها بناء على أن الأمة أقرتها ولم تنكرها فهو مخطئ في هذا الاعتقاد، فإنه لم يزل ولا يزال في كل وقت من ينهى عن عامة العادات المستحدثة المخالفة للسنة .. ". [رسائل في حكم الاحتفال بالمولد، رسالة الشيخ محمد ابن إبراهيم].
3ـ أن فعل الكثير من الناس لأي شيء لا يدل على أنه حق بل إن الله ذم الكثرة في القرآن فقال {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله} [الأنعام: 116]، وقال {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} [يوسف: 103]، وقال {وإن كثيراً ليضلون بأهوائهم بغير علم} [الأنعام: 119]، وقال تعالى {وإن كثيراً من الخلفاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا أو قليل ما هم} [ص: 24].
4ـ ويرد على من قال إن بعض المشايخ يقول بجوازه بل يفعله، بأن رسول الهدى يقول: "وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار"، ووالله إن قول رسول الله أحب إلينا من قول أمة كلها، وقد قال أبو بكر بن أبي داود:
ودع عنك آراء الرجال وقولهم ... فقول رسول الله أزكى وأشرح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/51)
ويقال لمن استدل بقول شيوخه، أيهما أحب إليك قول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم أم قول مشايخك؟ فإن قال بل قوله عليه الصلاة والسلام أحبُّ إليّ، فيقال له: إن الله عز وجل يقول {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}، وقد ذكر ابن تيمية في كتاب العبودية قول الحسن البصري: "ادعى قوم محبة الله ورسوله فأنزل الله عليهم آية الممتحنة {قل إن كنتم تحبون الله .. }، فامتحنهم الله بهذه الآية.
وقد قال الإمام الشافعي: "أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس. [الرسالة (104)].
إن قال إن قول شيخي أحب إلي من قول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، فإني أبشره بآية عظيمة {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً}. [النساء: 115].
وقد قال ابن تيمية: "ومن نصب شخصاً كائناً من كان فوالى وعادى على موافقته في القول والفعل فهو من الذين فرقوا بدينهم وكانوا شيعاً". [الفتاوى (2/ 239ـ240)].
الشبهة الرابعة: دعوى بعضهم أن من لم يحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم فإنه يكره الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يحبه ولا يعظمه.
والجواب عن هذه الشبهة أن يقال:
1ـ بل إنكم أنتم يا من تدعون محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لا تعظموه ولا توقروا شرعه، واتِّباع سنَّته، واجتناب ما نهى عنه من البدع المحدثة، فلم خصصتم هذا اليوم لقراءة الشمائل المحمدية هل لكم نص بذلك من كتاب أو سنَّة؟!
2ـ ويقال كذلك أنتم الذين تنقصتم محمداً صلى الله عليه وسلم، ورميتموه بالتقصير فقد قال صلى الله عليه وسلم: "ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم" (أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (1844) في كتاب الإمارة).
وقد نهانا محمد صلى الله عليه وسلم وحذرنا عن البدع كلها، فقال: "وكل بدعة ضلالة".
قال ابن القيم في "إغاثة اللهفان" (1/ 102): "وكما أنك لا تجد مبتدعاً إلا وهو متنقص للرسول صلى الله عليه وسلم، وإن زعم أنه معظم له بتلك البدعة فإن يزعم أنها خير من السنة وأولى بالصواب، أو يزعم أنها هي السنة إن كان جاهلاً مقلداً، وإن كان مستبصراً في بدعته فهو مشاق لله ورسوله".
وإني أبشر السني بكلام عظيم لابن القيم قاله كذلك في إغاثة اللهفان (1/ 111) "وهذا المبتدع إنما ينقم على السني تجريده متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لم يشبها بآراء الرجال ولا بشيء مما خالفها. فصبر الموحد المتبع للرسل على ما ينقمه عليه أهل الشرك والبدعة خير له وأنفع، وأسهل عليه من صده على ما ينقمه الله ورسوله عليه من موافقة أهل الشرك والبدعة.
إذا لم يكن بد من الصبر، فاصطبر ... على الحق، ذاك الصبر تحمد عقباه
وأختم بما ذكره أبو داود في سننه عن حذيفة رضي الله عنه قال: " كل عبادة لا يتعبدها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها، فإن الأول لم يترك للآخر مقال".
وقد أخرج عبد الرزاق في مصنفه (20750) واللفظ له، وأخرجه كذلك أبو داود (4611) من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: "فيوشك قائل أن يقول: ما هم بمتبعي فيتبعوني وقد قرأت القرآن؟! ثم يقول: ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره! فإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة .. ". هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أصحابه الكرام الميامين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• باحث وداعية فلسطيني.(62/52)
ما هي أفضل الكتب التي ألفت في التصوف
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[23 - 02 - 10, 08:46 م]ـ
السلام عليكم
ما هي أفضل الكتب التي ألفت في التصوف بارك الله فيكم
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[24 - 02 - 10, 10:37 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أظن مدارج السالكين لابن القيم فيه مبتغاك أخي الحبيب إن كنت تقصد التصوف المحمود والله تعالى أعلم
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[26 - 02 - 10, 12:05 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أظن مدارج السالكين لابن القيم فيه مبتغاك أخي الحبيب إن كنت تقصد التصوف المحمود والله تعالى أعلم
أخي الكريم أنا أقصد التصوف بشكل عام لو يدلني أحدكم عن كتاب أو أطروحة عن البدايات الأولى للتصوف وأشهر مدارسه واعتقادات الفرق بارك الله في الجميع
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[26 - 02 - 10, 12:11 ص]ـ
جهود علماء السلف في الرد على الصوفية - د محمد الجوير - مكتبة الرشد.
- دراسة عن عبدالقادر الجيلاني - الشيخ سعيد بن مسفر القحطاني.
ـ التصوف الإسلامي، أحمد توفيق عياد، الأنجلو المصرية، 1970م.
ـ المنقذ من الضلال لحجة الإسلام الغزالي، مع أبحاث في التصوف، د. عبد الحليم محمود، مطبعة حسان، القاهرة.
ـ مجموع فتاوى ابن تيمية، المجلد 11 عن التصوف، والمجلد 10 عن السلوك، طبعة 1398هـ.
ـ الدعوة الإسلامية في غرب أفريقيا. د. حسن عيسى عبد الظاهر، مطبوعات جامعة الإمام محمد بن سعود، 1401هـ ـ 1981م.
ـ نشأة الفلسفة الصوفية وتطورها، د. عرفان عبد الحميد فتاح، المكتب الإسلامي، بيروت، 1394هـ/1974م.
ـ في التصوف الإسلامي وتاريخه، أبو العلا عفيفي.
ـ الصوفية الإسلامية، نيكلسون، ترجمة شريبة.
ـ إحياء علوم الدين، للإمام الغزالي، دار إحياء الكتب العربية، 1957م.
ـ الفتوحات المكية، للشيخ الأكبر محيي الدين محمد بن عربي، بيروت، دار صادر، بلا تاريخ.
ـ كتاب الطواسين للحلاج، نشرة لويس ماسنيون، باريس 1913م.
ـ أخبار الحلاج، نشرة لو. م سيراب، نوينسان س ش.
ـ ديوان الحلاج، نشرة لويس ماسنيون، باريس 1931م.
ـ كتاب اللمع، لأبي نصر السراج الطوسي، تحقيق د. عبد الحليم محمود، وطه عبد الباقي سرور، دار الكتب الحديثة، مصر 1960م.
ـ الرسالة القشيرية، لأبي القاسم عبد الكريم بن هوازن، مكتبة محمد علي صبيح، القاهرة 1957م.
ـ في التصوف الإسلامي وتاريخه، أرنولد رينولدز نيكلسون، مجموع مقالات ترجمها الدكتور أبو العلا عفيفي، القاهرة 1947م.
ـ المذاهب الصوفية ومدارسها، عبد الحكيم عبد الغني قاسم.
ـ الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة، عبد الرحمن عبد الخالق.
ـ المصادر العامة للتلقي عند الصوفية، عرضاً ونقداً، صادق سليم صادق.
ـ أبو حامد الغزالي والتصوف، عبد الرحمن دمشقية.
ـ دراسات حول التصوف، إحسان إلهي ظهير.
ـ الصوفية، محمد العبدة، طارق عبد الحليم.
ـ المذاهب والأفكار في التصور الإسلامي، محمد الحسن.
ـ دراسات في الفرق والمذاهب القديمة والمعاصرة، عبد الله الأمين.
ـ التصوف والأدب، زكي مبارك، د. عبد الرحمن بدوي.
ـ تاريخ التصوف، د. عبد الرحمن بدوي.
المراجع الأجنبية:
- Nicholson. R. A Studies in Islamic Mysticism. Combridge 1961.
- Spencer Trimingham. T. The sufi Orders of Islam. Oxford 1971.
- Arberry. A.J. An Introduction to the History of Sufism. Oxford 1942.
- Nicholson: Literary History of the Arabs.
- Macdonald: Development of Moslem Theology.
- Sufism: An Account of the Mystics of Islam, London 1956.
- Fazlur Rahman: Islam, London 1966.
- Encyclopedia of Religion and Ethics 1908. the Articles: Soul-Pantheism sufis.
- Encyclopedia of Islam the New Edition the Articles: Al-Hallja-ibn-Arabi Al-Bistami-Asceticism.
عن الموسوعة الميسرة
ـ[أبو علاء الجزائري]ــــــــ[26 - 02 - 10, 12:14 ص]ـ
أخي اقترح كتابين للشيخ إحسان إلهي ظهير:
- التصوف، المنشأ والمصادر: الجزء الأول
- دراسات في التصوف وهو الجزء الثاني
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[26 - 02 - 10, 12:16 ص]ـ
ـ تاريخ التصوف، د. عبد الرحمن بدوي
مؤلفات البدوي عن التصوف يمدحها الأخ أبو فهر
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[26 - 02 - 10, 12:20 ص]ـ
تاريخ التصوف لقاسم غني وهو كتاب جيد(62/53)
موضوع جامع بمناسبة قرب بدعة الاحتفال بالمولد النبوي
ـ[أبو الوليد المقتدي]ــــــــ[24 - 02 - 10, 04:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمناسبة قرب ميلاد الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحببت أن يكون هذا الموضوع جامع لمن أراد أن يضيف شيئاً عن الاحتفال بالمولد
1 - ملف المولد النبوي من الأكاديمية الاسلامية ( http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Category&id=802&lang=Ar)
2- محاضرة رائعة للشيخ مازن السرساوي ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=89747) رائعة حقا
وهذا تفريغي لها pdf (http://www.mediafire.com/?tmzmyzdliny)
للشاملة ( http://www.mediafire.com/?oywynt3yuzm)
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبا المنذرالسلفي]ــــــــ[24 - 02 - 10, 02:29 م]ـ
جزاك الله خيرا لكن الذي يظهر أن رابط (ملف المولد النبوي من الأكاديمية الاسلامية) لا يعمل ..
ـ[أم محمد]ــــــــ[24 - 02 - 10, 03:23 م]ـ
جزاك الله خيرا لكن الذي يظهر أن رابط (ملف المولد النبوي من الأكاديمية الاسلامية) لا يعمل ..
السلام عليكم
بارك الله فيكم
فتحتُ الرابط فوجدته يعمل، قد يفتح لديك هدا الرابط إن شاء الله
http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Category&id=253&lang=Ar (http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Category&id=253&lang=Ar)
ـ[أبا المنذرالسلفي]ــــــــ[24 - 02 - 10, 08:48 م]ـ
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... نعم الان الرابط يعمل بارك الله فيكم ...
ـ[أبو زكريا الأثري]ــــــــ[25 - 02 - 10, 11:25 ص]ـ
بارك الله في الجميع.
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[25 - 02 - 10, 03:07 م]ـ
جزاك الله خيرا(62/54)
صيد الفوائد (1): الفوائد الحسان من كتاب الفرقان.
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[24 - 02 - 10, 02:38 م]ـ
" صيد الفوائد (1) "
" الفوائد الحسان من كتاب الفرقان"
بسم الله الرحمن الرحيم.
وبعد:
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif فهذه سلسلة من الفوائد المقتنصة المستخرجة من بطون الكتب ..
ومن فوائدها:
1ـ أخذ الفوائد والفرائد منها.
2ـ شحذ الهمم لقراءة هذه الكتب.
وغيرها .... إلخ.
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif وأبدأ بكتاب " الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" لشيخ الاسلام ابن تيمية الحراني.
_ ملاحضة:
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif عزوت في آخر كل فائدة إلى رقمها من مجموع الفتاوى الجزء الحادي عشر, ثم إلى طبعة الشيخ د. عبد الرحمن اليحيى.
والله أعلم.
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[24 - 02 - 10, 02:44 م]ـ
{1}
[تضعيف حديث الأبدال]
وَكَذَا كُلُّ حَدِيثٍ يُرْوَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عِدَّةِ " الْأَوْلِيَاءِ " وَ " الْأَبْدَالِ " وَ " النُّقَبَاءِ " وَ " النُّجَبَاءِ وَ " الْأَوْتَادِ " وَ " الْأَقْطَابِ " مِثْلُ أَرْبَعَةٍ أَوْ سَبْعَةٍ أَوْ اثْنَيْ عَشَرَ أَوْ أَرْبَعِينَ أَوْ سَبْعِينَ أَوْ ثَلَاثَمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ أَوْ الْقُطْبَ الْوَاحِدَ فَلَيْسَ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ صَحِيحٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَنْطِقْ السَّلَفُ بِشَيْءِ مِنْ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ إلَّا بِلَفْظِ " الْأَبْدَالِ ". وَرُوِيَ فِيهِمْ حَدِيثُ أَنَّهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا وَأَنَّهُمْ بِالشَّامِ وَهُوَ فِي الْمُسْنَدِ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْقَطِعٌ لَيْسَ بِثَابِتِ. <167> , <27>
{2}
[حديث: {رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ .. متفق على صحته]
وَكَذَلِكَ الْمَجَانِينُ وَالْأَطْفَالُ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنْ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ. وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ}. وَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ رَوَاهُ أَهْلُ السُّنَنِ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ وَعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وَاتَّفَقَ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ عَلَى تَلَقِّيهِ بِالْقَبُولِ. <191>, <67>
{3}
[بطلان حديث "رَجَعْنَا مِنْ الْجِهَادِ الْأَصْغَرِ إلَى الْجِهَادِ الْأَكْبَرِ"]
أَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي يَرْوِيه بَعْضُهُمْ أَنَّهُ قَالَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ {رَجَعْنَا مِنْ الْجِهَادِ الْأَصْغَرِ إلَى الْجِهَادِ الْأَكْبَرِ} فَلَا أَصْلَ لَهُ وَلَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِأَقْوَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَفْعَالِهِ.<197> , <78>.
{4}
[لاشيء بعد الفرائض أفضل من الجهاد]
وَجِهَادُ الْكُفَّارِ مِنْ أَعْظَمِ الْأَعْمَالِ؛ بَلْ هُوَ أَفْضَلُ مَا تَطَوَّعَ بِهِ الْإِنْسَانُ.<197>, <78>.
{5}
[اقتربوا من أفواه المطيعين .. ]
وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ اقْتَرِبُوا مِنْ أَفْوَاهِ الْمُطِيعِينَ وَاسْمَعُوا مِنْهُمْ مَا يَقُولُونَ فَإِنَّهُ تَتَجَلَّى لَهُمْ أُمُورٌ صَادِقَةٌ. <205>, <91>.
{6}
[إنما حرموا الوصول بتضييع الأصول]
وَلِهَذَا قِيلَ فِي مِثْلِ هَؤُلَاء [من يسلم لمن يظنه وليا في كل ما يقوله] ِ إنَّمَا حَرَّمُوا الْوُصُولَ بِتَضْيِيعِ الْأُصُولِ فَإِنَّ أَصْلَ الْأُصُولِ تَحْقِيقُ الْإِيمَانِ بِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا بُدَّ مِنْ الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ وَبِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا بُدَّ مِنْ الْإِيمَانِ بِأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ إنْسِهِمْ وَجِنِّهِمْ وَعَرِبِهِمْ وَعَجَمِهِمْ عُلَمَائِهِمْ وَعُبَّادِهِمْ مُلُوكِهِمْ وَسُوقَتِهِمْ وَأَنَّهُ لَا طَرِيقَ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِأَحَدِ مِنْ الْخَلْقِ إلَّا بِمُتَابَعَتِهِ بَاطِنًا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/55)
وَظَاهِرًا حَتَّى لَوْ أَدْرَكَهُ مُوسَى وَعِيسَى وَغَيْرُهُمَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ لَوَجَبَ عَلَيْهِمْ اتِّبَاعُهُ. <212>, <103>.
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[24 - 02 - 10, 02:47 م]ـ
{7}
[حديث العقل موضوع بالإتفاق]
وَالْحَدِيثُ الَّذِي ذَكَرُوهُ فِي الْعَقْلِ كَذِبٌ مَوْضُوعٌ عِنْدَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو حَاتِمٍ البستي والدارقطني وَابْنُ الْجَوْزِيِّ وَغَيْرُهُمْ. وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ دَوَاوِينِ الْحَدِيثِ الَّتِي يُعْتَمَدُ عَلَيْهَا وَمَعَ هَذَا فَلَفْظُهُ لَوْ كَانَ ثَابِتًا حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ؛ فَإِنَّ لَفْظَهُ " {أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْعَقْلَ قَالَ لَهُ - وَيُرْوَى - لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ} " فَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّهُ خَاطَبَهُ فِي أَوَّلِ أَوْقَاتِ خَلْقِهِ؛ لَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ أَوَّلُ الْمَخْلُوقَاتِ.<231>, <136>.
{8}
[حكاية حال أهل الكلام وسبب تفوق أهل الفلسفة عليهم مع بيان وجه تلبيسهم]
وَهَؤُلَاءِ يُلَبِّسُونَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ تَلْبِيسًا كَثِيرًا كَإِطْلَاقِهِمْ أَنَّ " الْفَلَكَ " مُحْدَثٌ: أَيُّ مَعْلُولٍ مَعَ إنَّهُ قَدِيمٌ عِنْدَهُمْ وَالْمُحْدَثُ لَا يَكُونُ إلَّا مَسْبُوقًا بِالْعَدَمِ لَيْسَ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ وَلَا فِي لُغَةِ أَحَدٍ أَنَّهُ يُسَمَّى الْقَدِيمُ الْأَزَلِيُّ مُحْدَثًا وَاَللَّهُ قَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَكُلُّ مَخْلُوقٍ فَهُوَ مُحْدَثٌ وَكُلُّ مُحْدَثٍ كَائِنٌ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ؛ لَكِنْ نَاظَرَهُمْ أَهْلُ الْكَلَامِ مِنْ الجهمية وَالْمُعْتَزِلَةِ مُنَاظَرَةً قَاصِرَةً لَمْ يُعْرَفُوا بِهَا مَا أَخْبَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَلَا أَحْكَمُوا فِيهَا قَضَايَا الْعُقُولِ فَلَا لِلْإِسْلَامِ نَصَرُوا وَلَا لِلْأَعْدَاءِ كَسَرُوا وَشَارَكُوا أُولَئِكَ فِي بَعْضِ قَضَايَاهُمْ الْفَاسِدَةِ وَنَازَعُوهُمْ فِي بَعْضِ الْمَعْقُولَاتِ الصَّحِيحَةِ فَصَارَ قُصُورُ هَؤُلَاءِ فِي الْعُلُومِ السَّمْعِيَّةِ وَالْعَقْلِيَّةِ مِنْ أَسْبَابِ قُوَّةِ ضَلَالِ أُولَئِكَ كَمَا قَدْ بُسِطَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ. <232>,<139>.
{9}
[تمسح الزنادقة باسم الصوفية مع بيان مخالفتهم للزهاد الأول]
فَإِنَّ ابْنَ عَرَبِيٍّ وَأَمْثَالَهُ وَإِنْ ادَّعَوْا أَنَّهُمْ مَنَّ الصُّوفِيَّةِ فَهُمْ مِنْ صُوفِيَّةِ الْمَلَاحِدَةِ الْفَلَاسِفَةِ لَيْسُوا مِنْ صُوفِيَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونُوا مِنْ مَشَايِخِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ: كالفضيل بْنِ عِيَاضٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ وَأَبِي سُلَيْمَانَ الداراني وَمَعْرُوفٍ الكرخي والجنيد بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التستري وَأَمْثَالِهِمْ - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ. <233>,<141>.
{10}
[حقيقة عقيدة وحدة الوجود]
وَغَايَةُ حَقِيقَةِ هَؤُلَاءِ إنْكَارُ " أُصُولِ الْإِيمَانِ " بِأَنْ يُؤْمِنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَحَقِيقَةُ أَمْرِهِمْ جَحْدُ الْخَالِقِ فَإِنَّهُمْ جَعَلُوا وُجُودَ الْمَخْلُوقِ هُوَ وُجُودُ الْخَالِقِ وَقَالُوا: الْوُجُودُ وَاحِدٌ وَلَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْوَاحِدِ بِالْعَيْنِ وَالْوَاحِدِ بِالنَّوْعِ فَإِنَّ الْمَوْجُودَاتِ تَشْتَرِكُ فِي مُسَمَّى الْوُجُودِ كَمَا تَشْتَرِكُ الْأَنَاسِيُّ فِي مُسَمَّى الْإِنْسَانِ وَالْحَيَوَانَاتُ فِي مُسَمَّى الْحَيَوَانِ وَلَكِنَّ هَذَا الْمُشْتَرَكَ الْكُلِّيَّ لَا يَكُونُ مُشْتَرَكًا كُلِّيًّا إلَّا فِي الذِّهْنِ وَإِلَّا فالحيوانية الْقَائِمَةُ بِهَذَا الْإِنْسَانِ لَيْسَتْ هِيَ الْحَيَوَانِيَّةُ الْقَائِمَةُ بِالْفَرَسِ.<235>,<144>.
{11}
[عامة كلام صوفية الملاحدة من التخييلات الشيطانية]
وَلِهَذَا عَامَّةُ كَلَامِهِمْ إنَّمَا هُوَ فِي الْحَالَاتِ الشَّيْطَانِيَّةِ وَيَقُولُونَ مَا قَالَهُ صَاحِبُ الْفُتُوحَاتِ: (بَابُ أَرْضِ الْحَقِيقَةِ وَيَقُولُونَ هِيَ أَرْضُ الْخَيَالِ. فَتُعْرَفُ بِأَنَّ الْحَقِيقَةَ الَّتِي يَتَكَلَّمُ فِيهَا هِيَ خَيَالٌ وَمَحَلُّ تَصَرُّفِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يُخَيِّلُ لِلْإِنْسَانِ الْأُمُورَ بِخِلَافِ مَا هِيَ عَلَيْهِ قَالَ تَعَالَى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} {حَتَّى إذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ}.<236>,<147>.
{12}
[لطيفة]
وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ شُيُوخِهِمْ لِمُرِيدِهِ: مَنْ قَالَ لَك: إنَّ فِي الْكَوْنِ سِوَى اللَّهِ فَقَدْ كَذَبَ. فَقَالَ لَهُ مُرِيدُهُ: فَمَنْ هُوَ الَّذِي يَكْذِبُ؟.<241>,<156>.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/56)
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[24 - 02 - 10, 02:50 م]ـ
.........
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[25 - 02 - 10, 12:56 ص]ـ
{13}
[مناقضة عقيدة صوفية الملاحدة للعقل]
وَهُمْ مَعَ كُفْرِهِمْ هَذَا لَا يَنْدَفِعُ عَنْهُمْ التَّنَاقُضُ فَإِنَّهُ مَعْلُومٌ بِالْحِسِّ وَالْعَقْلِ أَنَّ هَذَا لَيْسَ هُوَ ذَاكَ وَهَؤُلَاءِ يَقُولُونَ مَا كَانَ يَقُولُهُ التلمساني: إنَّهُ ثَبَتَ عِنْدَنَا فِي الْكَشْفِ مَا يُنَاقِضُ صَرِيحَ الْعَقْلِ. وَيَقُولُونَ: مَنْ أَرَادَ التَّحْقِيقَ - يَعْنِي تَحْقِيقَهُمْ - فَلْيَتْرُكْ الْعَقْلَ وَالشَّرْعَ. وَقَدْ قُلْت لِمَنْ خَاطَبْته مِنْهُمْ: وَمَعْلُومٌ أَنَّ كَشْفَ الْأَنْبِيَاءِ أَعْظَمُ وَأَتَمُّ مِنْ كَشْفِ غَيْرِهِمْ وَخَبَرَهُمْ أَصْدَقُ مِنْ خَبَرِ غَيْرِهِمْ؛ وَالْأَنْبِيَاءُ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ يُخْبِرُونَ بِمَا تَعْجِزُ عُقُولُ النَّاسِ عَنْ مَعْرِفَتِهِ؛ لَا بِمَا يَعْرِفُ النَّاسُ بِعُقُولِهِمْ أَنَّهُ مُمْتَنِعٌ فَيُخْبِرُونَ بِمَحَارَاتِ الْعُقُولِ لَا بِمُحَالَاتِ الْعُقُولِ وَيَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ فِي إخْبَارِ الرَّسُولِ مَا يُنَاقِضُ صَرِيحَ الْعُقُولِ وَيَمْتَنِعُ أَنْ يَتَعَارَضَ دَلِيلَانِ قَطْعِيَّانِ: سَوَاءٌ كَانَا عَقْلِيَّيْنِ أَوْ سَمْعِيَّيْنِ أَوْ كَانَ أَحَدُهُمَا عَقْلِيًّا وَالْآخَرُ سَمْعِيًّا فَكَيْفَ بِمَنْ ادَّعَى كَشْفًا يُنَاقِضُ صَرِيحَ الشَّرْعِ وَالْعَقْلِ؟. <244>.<160>.
{14}
[من بدائع انصاف ابن تيمية]
وَهَؤُلَاءِ قَدْ لَا يَتَعَمَّدُونَ الْكَذِبَ لَكِنْ يُخَيَّلُ لَهُمْ أَشْيَاءُ تَكُونُ فِي نُفُوسِهِمْ وَيَظُنُّونَهَا فِي الْخَارِجِ وَأَشْيَاءَ يَرَوْنَهَا تَكُونُ مَوْجُودَةً فِي الْخَارِجِ لَكِنْ يَظُنُّونَهَا مِنْ كَرَامَاتِ الصَّالِحِينَ وَتَكُونُ مِنْ تَلْبِيسَاتِ الشَّيَاطِينِ.< 244>,<160>.
{15}
[وجه حديث احتج آدم وموسى]
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " {احْتَجَّ آدَمَ وَمُوسَى قَالَ مُوسَى: يَا آدَمَ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَك اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيك مِنْ رُوحِهِ وَأَسْجَدَ لَك مَلَائِكَتَهُ لِمَاذَا أَخْرَجْتنَا وَنَفْسَك مِنْ الْجَنَّةِ فَقَالَ لَهُ آدَمَ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاك اللَّهُ بِكَلَامِهِ وَكَتَبَ لَك التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ فَبِكَمْ وَجَدْت مَكْتُوبًا عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}؟ قَالَ: بِأَرْبَعِينَ سَنَةٍ [قَالَ]: فَلِمَ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ بِأَرْبَعِينَ سَنَةٍ؟ قَالَ: فَحَجَّ آدَمَ مُوسَى} " أَيْ: غَلَبَهُ بِالْحُجَّةِ. وَهَذَا الْحَدِيثُ ضَلَّتْ فِيهِ طَائِفَتَانِ: " طَائِفَةٌ " كَذَّبَتْ بِهِ لَمَّا ظَنُّوا أَنَّهُ يَقْتَضِي رَفْعَ الذَّمِّ وَالْعِقَابِ عَمَّنْ عَصَى اللَّهَ لِأَجْلِ الْقَدَرِ. وَ " طَائِفَةٌ " شَرٌّ مِنْ هَؤُلَاءِ جَعَلُوهُ حُجَّةً وَقَدْ يَقُولُونَ: الْقَدَرُ حُجَّةٌ لِأَهْلِ الْحَقِيقَةِ الَّذِينَ شَهِدُوهُ أَوْ الَّذِينَ لَا يَرَوْنَ أَنَّ لَهُمْ فِعْلًا. وَمِنْ النَّاسِ مَنْ قَالَ: إنَّمَا حَجَّ آدَمَ مُوسَى لِأَنَّهُ أَبُوهُ أَوْ لِأَنَّهُ كَانَ قَدْ تَابَ أَوْ لِأَنَّ الذَّنْبَ كَانَ فِي شَرِيعَةٍ وَاللَّوْمَ فِي أُخْرَى أَوْ لِأَنَّ هَذَا يَكُونُ فِي الدُّنْيَا دُونَ الْأُخْرَى. وَكُلُّ هَذَا بَاطِلٌ. وَلَكِنَّ وَجْهَ الْحَدِيثِ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَلُمْ أَبَاهُ إلَّا لِأَجْلِ الْمُصِيبَةِ الَّتِي لَحِقَتْهُمْ مِنْ أَجْلِ أَكْلِهِ مِنْ الشَّجَرَةِ فَقَالَ لَهُ: لِمَاذَا أَخْرَجْتنَا وَنَفْسَك مِنْ الْجَنَّةِ؟ لَمْ يَلُمْهُ لِمُجَرَّدِ كَوْنِهِ أَذْنَبَ ذَنْبًا وَتَابَ مِنْهُ؛ فَإِنَّ مُوسَى يَعْلَمُ أَنَّ التَّائِبَ مِنْ الذَّنْبِ لَا يُلَامُ وَهُوَ قَدْ تَابَ مِنْهُ أَيْضًا وَلَوْ كَانَ آدَمَ يَعْتَقِدُ رَفْعَ الْمَلَامِ عَنْهُ لِأَجْلِ الْقَدَرِ لَمْ يَقُلْ: {
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/57)
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.<259>,<183>.
{16}
[الجواب عن شبهة الاحتجاج بحال الخضر على جواز الخروج عن شريعة محمد http://majles.alukah.net/images/smilies/salah.gif]
وَمَنْ ظَنَّ أَنَّ لِأَحَدِ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ طَرِيقًا إلَى اللَّهِ غَيْرَ مُتَابَعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاطِنًا وَظَاهِرًا فَلَمْ يُتَابِعْهُ بَاطِنًا وَظَاهِرًا فَهُوَ كَافِرٌ. وَمَنْ احْتَجَّ فِي ذَلِكَ بِقِصَّةِ مُوسَى مَعَ الْخَضِرِ كَانَ غالطا مِنْ وَجْهَيْنِ: " أَحَدُهُمَا " أَنَّ مُوسَى لَمْ يَكُنْ مَبْعُوثًا إلَى الْخَضِرِ وَلَا كَانَ عَلَى الْخَضِرِ اتِّبَاعُهُ؛ فَإِنَّ مُوسَى كَانَ مَبْعُوثًا إلَى بَنِي إسْرَائِيلَ وَأَمَّا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرِسَالَتُهُ عَامَّةٌ لِجَمِيعِ الثَّقَلَيْنِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَلَوْ أَدْرَكَهُ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ الْخَضِرِ: كَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى وَجَبَ عَلَيْهِمْ؛ اتِّبَاعُهُ فَكَيْفَ بِالْخَضِرِ سَوَاءٌ كَانَ نَبِيًّا أَوْ وَلِيًّا؛ وَلِهَذَا قَالَ الْخَضِرُ لِمُوسَى: " إنَّا عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ اللَّهُ لَا تَعْلَمُهُ؛ وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَكَهُ اللَّهُ لَا أَعْلَمُهُ " وَلَيْسَ لِأَحَدِ مِنْ الثَّقَلَيْنِ الَّذِينَ بَلَغَتْهُمْ رِسَالَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَ مِثْلَهَذَا. " الثَّانِي " أَنَّ مَا فَعَلَهُ الْخَضِرُ لَمْ يَكُنْ مُخَالِفًا لِشَرِيعَةِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمُوسَى لَمْ يَكُنْ عَلِمَ الْأَسْبَابَ الَّتِي تُبِيحُ ذَلِكَ فَلَمَّا بَيَّنَهَا لَهُ وَافَقَهُ عَلَى ذَلِكَ فَإِنَّ خَرْقَ السَّفِينَةِ ثُمَّ تَرْقِيعُهَا لِمَصْلَحَةِ أَهْلِهَا خَوْفًا مِنْ الظَّالِمِ أَنْ يَأْخُذَهَا إحْسَانٌ إلَيْهِمْ وَذَلِكَ جَائِزٌ وَقَتْلُ الصَّائِلِ جَائِزٌ وَإِنْ كَانَ صَغِيرًا وَمَنْ كَانَ تَكْفِيرُهُ لِأَبَوَيْهِ لَا يَنْدَفِعُ إلَّا بِقَتْلِهِ جَازَ قَتْلُهُ.< 264>,<189>.
{17}
[الكرامات قد تكون بحسب حال الرجل]
وَمِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُعْرَفَ أَنَّ الْكَرَامَاتِ قَدْ تَكُونُ بِحَسَبِ حَاجَةِ الرَّجُلِ فَإِذَا احْتَاجَ إلَيْهَا الضَّعِيفُ الْإِيمَانِ أَوْ الْمُحْتَاجُ أَتَاهُ مِنْهَا مَا يُقَوِّي إيمَانَهُ وَيَسُدُّ حَاجَتَهُ وَيَكُونُ مَنْ هُوَ أَكْمَلُ وِلَايَةً لِلَّهِ مِنْهُ مُسْتَغْنِيًا عَنْ ذَلِكَ فَلَا يَأْتِيه مِثْلُ ذَلِكَ لِعُلُوِّ دَرَجَتِهِ وَغِنَاهُ عَنْهَا لَا لِنَقْصِ وِلَايَتِهِ؛ وَلِهَذَا كَانَتْ هَذِهِ الْأُمُورُ فِي التَّابِعِينَ أَكْثَرَ مِنْهَا فِي الصَّحَابَةِ؛ بِخِلَافِ مَنْ يَجْرِي عَلَى يَدَيْهِ الْخَوَارِقُ لِهَدْيِ الْخَلْقِ وَلِحَاجَتِهِمْ فَهَؤُلَاءِ أَعْظَمُ دَرَجَةً. <283>,<230>.
{18}
[الغناء من أعظم ما يقوي الأحوال الشيطانية]
وَمِنْ أَعْظَمِ مَا يُقَوِّي الْأَحْوَالَ الشَّيْطَانِيَّةَ سَمَاعُ الْغِنَاءِ وَالْمَلَاهِي وَهُوَ سَمَاعُ الْمُشْرِكِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَغَيْرُهُمَا مِنْ السَّلَفِ " التَّصْدِيَةُ " التَّصْفِيقُ بِالْيَدِ وَ " الْمُكَاءُ " مِثْلُ الصَّفِيرِ فَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَتَّخِذُونَ هَذَا عِبَادَةً وَأَمَّا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ فَعِبَادَتُهُمْ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مِنْ الصَّلَاةِ وَالْقِرَاءَةِ وَالذِّكْرِ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَالِاجْتِمَاعَاتِ الشَّرْعِيَّةِ وَلَمْ يَجْتَمِعْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ عَلَى اسْتِمَاعِ غِنَاءٍ قَطُّ لَا بِكَفِّ وَلَا بِدُفِّ وَلَا تَوَاجُدٍ وَلَا سَقَطَتْ بُرْدَتُهُ؛ بَلْ كُلُّ ذَلِكَ كَذِبٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِحَدِيثِهِ. <295>,<250>.(62/58)
زيارة صاحب الفضيلة الشيخ عدنان عرعور للجزائر من 27 فيفري إلى غاية 8 مارس 2010م
ـ[أبو ياسر الونشريسي]ــــــــ[25 - 02 - 10, 01:35 ص]ـ
بدعوة رسمية من إذاعة القرآن الكريم الدولية بالجزائر سيحل في بداية الأسبوع القادم _بمشيئة الله تعالى_ بالجزائر صاحب الفضيلة سماحة العلامة المحدث الشيخ أبو حازم عدنان محمد بن محمد عرعور السوري المقيم بالرياض في المملكة العربية السعودية، ضمن رحلة دعوية رسمية تمتد من 27 فيفري إلى غاية 8 مارس 2010م، يزور فيها فضيلة الشيخ كل من ولاية الجزائر وولاية تيزي وزو وولاية الوادي، يلقي من خلالها محاضرات ودروس علمية عبر المساجد ودور الثقافة.
وتأتي هذه الزيارة المباركة في إطار نشر العلم النافع بين ربوع وطننا المفدى والتأسيس لمنهج الاعتدال والوسطية في الإسلام، وترسيخا للبعد الروحي للمصالحة الوطنية. و قد سبق للشيخ حفظه الله تعالى أن زار الجزائر وكانت محاضرات وجلسات علمية مفيدة
وقد علمنا من مصادر مطلعة ومقربة من الشيخ أن البرنامج المسطر سيكون كالتالي:
الأحد 28_02_ مساءا: محاضرة بمسجد الفرقان بحي باب الزوار بالعاصمة "وسطية أهل السنة بين الفرق".
الاثنين 01_03 _: لقاء ومحاضرة بعنوان: " فقه الائتلاف وأدب الاختلاف" بمعهد "دار الإمام بالمحمدية " مع الخطباء والأئمة والمعلمين والمرشدات بالعاصمة.
مساءا: محاضرة بمسجد النصر بعنوان "موقف المسلم من الأحداث "بحي باب الوادي" بالعاصمة
الثلاثاء 02_03 _: محاضرة بعنوان: "وسطية الإسلام بين الأديان" ولقاء مع أئمة وخطباء ومرشدات مدينة " تيزي وزو " بدار الثقافة مولود معمري.
مساءا: إلقاء محاضرة بعنوان: "منهج الاعتدال " بمدينة: "ذراع بن خدة".
الأربعاء 03_03_ مساءا: محاضرة بالمسجد الكبير بمدينة الوادي بعنوان: "موقف المسلم من الأحداث".
الخميس 04_03_ لقاء ومحاضرة بعنوان: "الوسطية في الإسلام بين التساهل والتطرف" مع أئمة وخطباء ولاية الوادي بدار الثقافة.
السبت 06_03_ مساءا: محاضرة بمسجد المنظر الجميل بحي القبة بعنوان: "شباب الصحوة ".
بطاقة فنية عن صاحب الفضيلة:
الاسم: ـ عدنان بن محمد بن محمد العرعور.
الجنسية: ـ سوري.
تاريخ الولادة:- 1368 هـ.
مكان الميلاد:- حماة ـ سورية.
المؤهلات العلمية: ـ شهادة جامعية ــ دبلوم تربية.
الأعمال التي قام بها:
ــ مدرس.
ــ مدير علمي للبحوث والنشر.
ــ مشرف علمي على مشروع جمع السنة النبوية في مؤلف واحد.
المؤلفات:
1) السبيل إلي منهج أهل السنة والجماعة.
2) منهج الاعتدال في قضايا الإيمان والتكفير.
3) أحكام القنوت.
4) الواقع المؤلم بين المعالجة المرتجلة والتأصيل الصحيح.
5) صراع الفكر والاتباع.
6) صراع العقل والنقل.
7) التيه والمخرج.
8) صفات الطائفة والمنصورة.
9) أدلة إثبات أن جدة ميقات.
10) الصحوة الإسلامية بين الفتنة والثبات.
11) حكم التأمين بين التساهل والتشدد.
12) التشاؤم: أنواعه , صوره , أحكامه.
13) ثلاث صلوات مهجورة.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[01 - 03 - 10, 11:39 م]ـ
وفقه الله(62/59)
فضل مريم في القرآن وعقيدة النصارى فيها
ـ[همام النجدي]ــــــــ[25 - 02 - 10, 04:01 ص]ـ
فضل مريم في القرآن وعقيدة النصارى فيها
كتبه / أبي عبد الله أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين
مريم بنت عمران أفضل نساء بني إسرائيل، وهي بريئة من الشرك وأهله
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى (3432): حدثني أحمد بن أبي رجاء حدثني النضر عن هشام قال: أخبرني أبي قال: سمعت عبد الله بن جعفر قال: سمعت علياً رضي الله عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (خير نسائها مريم ابنة عمران، وخير نسائها خديجة) (1)، وفي الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسو الله صلى الله عليه وسلم: (كمل من الرجال كثير، ولم كمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) (2)،
وروى النسائي في الكبرى (8355)، وأحمد (2668) بإسناد صحيح عن أبن عباس رضي الله عنهما قال: (خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض أبعة خطوط قال: (تدرون ما هذا؟) فقالوا: الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وىسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران)، وأخرج الترمذي في سننه (3878) نحوه من حديث أنس رضي الله عنه، وصححه، والأحاديث في فضل مريم عليها السلام كثيرة، وقال الله عز وجل {إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم، إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبل مني إنك أنت السميع العليم، فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى، وإني سميتها مريم وإني أعيذبها بك وذريتها من الشيطان الرجيم، فتقبلها ربها بقول حسن وأنبتها نباتاً حسناً وكفلها زكريا، كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً}
وقال تعالى {وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين}
قال الحافظ بن حجر رحمها لله في فتح الباري (6/ 470): واستدل بقوله تعالى {إن الله اصطفاك} أنها نبيه، وليس بصريح في ذلك، وأَيّد بذكرها مع الأنبياء في سورة مريم، ولا يمنع وصفها بأنها صديقة، فقد وصِف يوسف الصديق بذلك، وقد نقل عن الأشعري أنه في النساء عدة نبيات، وحصرهن أبن حزم في ست: حواء، وهاجر،هاجر، وأم موسى، وآسية، وميرم، وأسقط القرطبي: سارة، وهاجر، ونقله في " التمهيد "، عن أكثر الفقهاء، وقال القرطبي: الصحيح أن مريم نبيه، وقال عياض: الجمهور على خلافه، ونقل النووي في الأذكار أن الإمام (3) نقل الإجماع على أن مريم ليست نبيه، وعن الحسن: ليس في النساء نبيه ولا في الجن، وقال السبكي الكبير: لم يصح عندي في هذه المسألة شيء، ونقله السهيليل في آخر " الروض " عن أكثر الفقهاء. أ هـ
وسواء كانت نبيه أو لم تكن كما هو قول جمهور العلماء، وهو الراجح، فهي صديقة لقول الله عز وجل {ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون}، فهذه هي عقيدة أهل الإسلام في مريم عليها السلام، فهم أولى بها من النصارى الذين يعتقدون فيها المعتقدات الفاسدة، وقد ادعى النصارى في مصر أنها عليها السلام قد ظهرت في بعض الكنائس، وليست هذه بأول مرة يدّعون ظهورها، ويدعون رؤيتهم لها، وقد أنكر ذلك بعضهم، ففي جريدة صوت الأمة بتاريخ 26/ 12/2009: قال الدكتور حنين عبد المسيح: إن الكنيسة الأرثوذكسية القبطية تعامل العذراء القديسة مريم نفس معاملة الإله، وتقدم لها كل الطقوس وممارسات العبادة، مثل السجود والبخور، والتسابيح، والصلوات، والصوم والأعياد والصدقات، ولا توجد ممارسة واحدة من ممارسات العبادة تخص بها الكنيسة الأرثوذكسية المسيح (4) دون العذراء، كما تطلق عليها نفس الألقاب والرموز الخاصة بالمسيح في كل طقوسها وعباداتها، ويرجع السبب الرئيس لدخول بدعة تأليه العذراء وعبادتها في الكنيسة الأرثوذكسية إلى البابا كيرلس الأول الملقب زوراً بعمود الدين، وهو البابا رقم 24 على الكرسي السكندري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/60)
، ففي صراع هذا البابا ضد نسطور بطريك القسطنطنية حول طبعية المسيح والإلهية بالطبيعة الإنسانية في شخص مولود العذراء الرب يسوع المسيح، وقنن هذا اللقب في مجمع أفسس المسكوني الثالث عام 431، ووضعه في صلاة رسمية أدخلها إلى طقس الكنيسة الأرثوذكسية، وتسمى " مقدمة قانون الإيمان " وفي هذه الصلاة تقدم الكنيسة للعذراء ـ أولاً وقبل المسيح ـ التعظيم والتمجيد وبعد ذلك تقدم للمسيح التمجيد فقط دون التعظيم إلى أن قال صاحب المقالة: "وفي أخطر فصل في الكتاب (5)، والذي جاء تحت عنوان: ظهورات العذراء ومعجزاتها في ضوء الكتاب المقدس " يشير الكاتب إلى أنه من أكثر العوامل التي أدت إلى تأليه العذراء القديسة مريم عبادتها في الكنيسة الأرثوذكسية المصرية تلك الظهورات المنسوبة إليها، ويطرح الكاتب عدة تساؤلات مهمة ومن وجهة نظره
هل مثل هذه الظهورات والمعجزات تحدث بالفعل أم أنهاغ مجرد تخيلات، ولماذا تحدث دائماً أو غالباً في ظلام الليل؟!،
وهل وراءها استخدامات الأشعة الليزر والألعاب النارية كما يدعي البعض؟
ثم لماذا تكثر في الكنيسة الأرثوذكسية بالتحديد؟
وإذا كانت تحدث بالفعل فهل من الله أم من الشيطان؟
وهل يستطيع الشيطان أن يظهر على شكل القديسة مريم (6) العذراء أو أي قديس آخر أو ملاك أو نور ويعمل معجزات باسمها، وما هو الغرض من مثل هذه الظهورات؟
وهل تؤدي في النهاية لمجدذ الله والاقتراب إليه أم لمجد العذراء وتأليهها واللجوء إليها والاتكال عليها دون الله؟
ويستطرد الكاتب للإجابة على هذه الأسئلة قائلاً: إننا نؤكد أن الشيطان يستطيع أن يظهر على شكل ملاك أو نور أو قديس .... إلى آخر ما قال.
وأقول:
الذي يظهر أن هذه دعوات كاذبة، وعلى أي حال فإنهم يدّعون هذه الدعوى لتصحيح عقيدتهم وتأييدها، وهذا باطل بلا شك بالعقل والنقل، فكيف يقبل أي عاقبل أن رب العالمين جل وعلا كان في بطن امرأة من بنات آدم بين الدم واللحم والروث، وفي ظلمات الرحم، ويحتاج إلى أمه، ثم وضعته فكان يحتاج إلى لبنها ورعايتها، فهل يتصور عاقل أن رب العالمين جل وعلا يرضع من ثدي امراة، ويخرج منه ما يخرج من الأطفال، ثم بعد ذلك صار يأكل ويشرب ويلبس الثياب مع حاجته لذلك، تعالى الله عما يقولون علواً
قال الله عز وجل {ما المسيح ابن مريم إلا رسول الله قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون، قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضراً ولا نفعاً والله هو السميع العليم}
وقال قبلها: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل عبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار، لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم، أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم}
وقال تعالى {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعاً والله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير}
وقال تعالى: {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب، ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}
ويحسن بنا أن ننبه في هذا المقام على أنه لا يجوز لمسلم أن يشارك النصارى فيما يسمونه بعيد رأس السنة الميلادية، وذلك لأمرين:
أولهما: أن الاحتفال بعيد ميلاد أي مخلوق يعتبر بدعة، لأن هذا أمر لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نعلم أحداً من الأنبياء فعله، فمن من الأنبياء احتفل بمولد إبراهيم ولا موسى ولا غيرهما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/61)
وثانياً: لأنه لا يجوز لنا ان نحدث عيداً جديداً، لأن الأعياد توقيفية، فقال أنسرضي الله عنه: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: (ما هذان اليومان؟) قاولا: كنا نعلب فيهما في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويم الفطر) (7)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه القيم " اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم " (1/ 433): إسناده على شرط مسلم، ووجه الدلالة أن العيدين الجاهليين لم يقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة، بل قال: (إن الله قد أبدلكم بهما يومين آخرين) والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه.
وروى أبو داود عن ثابت بن الضحاك قال: نذر رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلاً ببوانة (8)، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوانة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (هل فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟) قالوا: لا، قال: (هل فيها عيد من أعيادهم؟) قالوا: لا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم) (9)، والمسيح عليه السلام وأمه بريئان من كل ما يخالف الحق، والحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
ـ (1) ورواه البخاري (3815)، ومسسلم (2430)، والنسائي في الكبرى (8354) والترمذي (3877)، وأحمد (640)، (1109)، (1212)، وفي فضائل الصحابة (1563)، (1597)، (1580)، (1583)، (1583)، وعبد الرزاق (144006)، وابن أبي شيبة (11/ 188 ـ 189)، والبزار (467)، (468)، وابن أبي عاصم في الأحاد والمثاني (2985)، (2986)، وأبو يعلى (522)، (612)، والطبري في تفسيره (7026)، وعبد الله بن أحمد في زائد المسند (938)، والدولابي في الذرية الطاهرة (28)، والمحاملي في الأمال (164)، والطبراني في الكبير ج (23) رقم (4)، (5)، والحاكم (2/ 497)، (3/ 184)، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (2742)، وأبو نعيم في المعرفة (349)، (7371)، والبيهقي في لاسنن الكبير (6/ 367)، وابن عبد البر في الاستيعاب (4/ 1823)، والبغوي في شرح السنة (3954)، وفي التفسير (1/ 463ـ 464)، وابن عساكر (138/ 88)، (74/ 75 ـ 79) من طرق عن عشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن جعفر عن علي به.
ورواه الطبري (7027) من طريق المنذر بن عبد الله الحزامي، والحاكم (3/ 569)، وأبو نعيم في المعرفة (4041)، وابن عساكر (74/ 75) كلهم من طريق محمد بن كناسة (المنذر ومحمد) كلاهما عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن جعفر بدون ذكر علي مرفوعاً، وخالفهما ابن جريج عند ابن أبي عاصم (2987)، فرواه عن هشام عن أبه عن عبد الله بن الزبير عن عبد الله بن جعفر مرفوعاً به، والصواب أنه من حديث علي كرواية الجماعة، وهو الذي صوبه الدارقطني في علله (312)،
ــ (2) رواه البخاري (3411)، ومسلم (2431) وقد خرجه بتوسع في تخريجي لمنتخب، عبد الله بن حميد برقم (566).
ــ (3) هو إمام الحرمين
ــ (4) لقد قال هذا على اعتبار أن المسيح عليه السلام إله، وهو باطل عند كل من له أدنى عقل، والله المستعان.
ــ (5) يعني كتاب الدكتور المسمى بحنين عبد المسيح
ــ (6) وأقول: هل رأوا العذراء على الحقيقة حتى يعلموا أن الذي ظهر إن كان ظهر فعلاً على صورتها أم لا؟
ــ (7) حديث صحيح، وقد جرجته في منتخب " عبد الله بن حميد " برقم (1393).
ــ (8) هي هضبة من وراء ينبع قريبة من ساحل البحر
ــ (9) رواه أبو داوود (3313)، وإسناده صحيح، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاقتضاء (1/ 437): هذا الإسناد على شرط الشيخين، وإسناده كلهم ثقاته مشاهير، وهو متصل بلا عنعنة(62/62)
هل بإمكانك أخي الكريم أن تذكر لنا بعض المفاهيم التي يجب أن تصحح
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[25 - 02 - 10, 08:11 ص]ـ
هل بإمكانك أخي الكريم أن تذكر لنا بعض المفاهيم التي يجب أن تصحح
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[06 - 03 - 10, 07:47 ص]ـ
أين التعليقات يا إخوتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[06 - 03 - 10, 02:31 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=204953
مفهوم منتشر!
يجب أن يصحّح!
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[07 - 03 - 10, 10:09 ص]ـ
وغيره
ـ[سالم ابن النابلسي]ــــــــ[07 - 03 - 10, 11:32 ص]ـ
إذا كنت تقصد أخي المفاهيم التي يجب أن تصحح عند عوام الناس
فأول مفهوم و أراه أهم مفهوم هو معنى العبودية لله سبحانه و تعالى
و من ثمة
يندرح تحته مفهوم خطير و هو مفهوم الحرية عند الناس الذي يؤول إلى العلمانية و الإنسان في غفلة عن ذلك و لا يشعر أنها صار علمانيا
و لا أقصد أنه صار علمانيا في كل جوانب حياته و أحواله, لا, و لكنه بسبب فهمه الخاطأ لمعنى العبودية
و الله أعلم
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[07 - 03 - 10, 11:51 ص]ـ
بارك الله فيكم
مفهوم الخضر وخلوده وحضوره بعض مجالس المتصوفة
مفهوم تعظيم قبور الأولياء ووساطتهم عند الله تعالى
مفهوم تعطيل شريعة الإسلام والاستهزاء بها مستدلين بما ينسب لابن عباس
والله تعالى أعلم
ـ[أبو عبادة]ــــــــ[07 - 03 - 10, 07:39 م]ـ
جزاك الله خيرا
مفهوم عند العوام يردد بكثرة عند غير الملتزمين منهم
وهو عندما تنصح احدهم بالقيام بالعبادات وتحذره من العقاب
يبادر إليك بالقول:
الإيمان بالقلب.
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[15 - 03 - 10, 07:39 ص]ـ
زيدونا بعضاً من المفاهيم الخاطئة لدى بعض الجماعات(62/63)
الدعوة الى الصوفية؟!! يماني أنموذجاً ..
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[25 - 02 - 10, 09:19 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وآله وصحبه، وبعد ..
فقد كتب معالى وزير الإعلام السابق د / محمد عبده يماني مقالاً في جريد الجزيرة يوم السبت 6/ 3/ 1431 هـ حول الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ..
وحيث أن الدكتور – وكعادته – دعا إلى الاحتفال بمولده عليه الصلاة والسلام وكرر ذلك وشدد عليه .. بل أنه دعا إلى أشد من ذلك .. وهو تكرار هذا الاحتفال كل أسبوع؟!!
ولما كان من الواجب على طلبة العلم الرد عليه وبيان خطئه وشططه .. والرد على الشبه التي أثارها في مقاله ..
أقول مستعيناً بالله – تعالى – وأساله التوفيق والسداد ..
أولا: معالي الدكتور محمد مثقف واعٍ .. وأديب أريب .. ورجلٌ عرف بحب الخير والحرص عليه .. وله جهد مشكور في دعم الأعمال الخيرية .. ولكنه لم يعرف بالعلم الشرعي المؤصل .. وإنما هو قاري وكاتب ومثقف .... فهو ليس من المتخصصين في العلم الشرعي ..
لأن هناك فرق بين أن يكون الإنسان معروفاً بالعلم الشرعي والقدرة العلمية التأصيلة .. والملكة العلمية المشهودة - إي أنه لم يأخذ آتى العلم من بابه - وحصّل العلم بالطريقة العلمية المعروف عند أهل العلم .. وبين إنسان مثقف أو كاتب أو حتى داعية .. فبين هؤلاء والعالم عموم وخصوص مطلق ... فليس من لازم كون الكاتب والمثقف بل حتى الداعية والواعظ أن يكون عالماً .. فالعالم غير هؤلاء جميعاً .. ويصح أن يكون العالم داعيةً وواعظاً وكاتباً .. ولكن ليس من لازم الداعية ولا الكاتب ولا غيره أن يكون عالماً متبحراً في الشريعة ..
جاء في كتاب من كتاب:من هم العلماء؟
تأليف: الشيخ / عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم
قال الشيخ:
" إنّ من يستحق أن يطلق عليه لفظ العالم في هذا الزمن -وأقولها بكل صراحة- قليل جداًًََََّ، ولا نبالغ إن قلنا نادر، وذلك أنّ للعالم صفات قد لا ينطبق كثيرٌ منها على أكثر من ينتسب إلى العلم اليوم.
فليس العالم من كان فصيحا بليغا، بليغا في خطبه، بليغا في محاضراته، ونحو ذلك، وليس العالم من ألف كتابا، أو نشر مؤلفا، أو حقق مخطوطة أو أخرجها؛ لأن وزْن العالم بهذه الأمور فحسب هو المترسب وللأسف في كثير من أذهان العامة، وبذلك انخدع العامة بالكثير من الفصحاء والكتاب غير العلماء، فأصبحوا محل إعجابهم، فتري العامّي إذا أسمع المتعالم من هؤلاء يُجيش بتعالمه الكذّاب يضرب بيمينه على شماله تعجبا من علمه وطَرَبَه، بينما العالمون يضربون بأيمانهم على شمائلهم حُزنا وأسفا لانفتاح قبح الفتنة. فالعالم حقا من تَوَلَّعَ بالعلم الشرعي، وألَمَّ بمجمل أحكام الكتاب والسنة، عارفا بالناسخ والمنسوخ، بالمطلق والمقيد، بالمجمل والمفسر، واطلع أيضا على أقاويل السلف فيما أجمعوا عليه واختلفوا فيه، فقد عقد ابن عبد البر رحمه الله تعالى في ”جامع بيان العلم وفضله“ 2/ 43 [بابا فيمن يستحق أن يسمى فقيها أو عالما، فليرجع إليه في الجزء] ..
أودت من هذا كله أن أبين نقطة في غاية الأهمية .. وهي أن سبب مانسمعه ونقرأه من الفتاوى الشاذة .. والآراء المنحرفة .. والدعوات الباطلة .. إنما هي بسبب صدورها عن أناس لم يعرفوا بعلم؟!! فوسكت هؤلاء لقل الخلاف .. كما قال الخليفة الراشد علىٌ -رضي الله عنه - لو سكت الجاهل لقل الخلاف!!
ثانياً: إن كل مسلم يتفق مع معالي الدكتور على أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم، بل هي من أعظم أصول الإيمان ومسائل العقيدة، وتأتي في الدرجة الثانية بعد محبة الله تعالى، وبغض الرسول صلى الله عليه وسلم أو بغض شيء مما جاء به ردَّة عن دين الإسلام .. .
كما نتفق كذلك مع معاليه على أن بيان هذا للناس أمر واجب ...
ولكن لابد وأن يكون ذلك الحب .. موافقاً للطريقة الشرعية .. والأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة .. بفهم السلف الصالح .. على ضوء العقائد المعتبرة عند أهل السنة والجماعة .. وهذا ما لم يقرره – وللأسف – معالي الدكتور .. وهذا هو بيت القصيد .. وهو سبب الخلل والزلل عند الكاتب وكل من يتنكب هذا المنهج العظيم ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/64)
ثالثاً: ما علاقة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم بابتداع الاحتفال في اليوم الذي يُقال: حتى يأتي معالي الدكتور ليقول: " وهذا اليوم الذي ولد فيه -صلى الله عليه وسلم- دون تحديد وقت محدد، بل يكون طوال العام وفي كل يوم اثنين، كما فعل -صلى الله عليه وسلم- " .. وحاول في مقاله أن يسوغ هذا الاحتفال .. دون أن يبرز دليلاً صحيحاً واحداً أو استدلالاً صحيحاً على ما قال .. سوى أنه - وكعادته هو وغيره من أرباب هذه البدعة - .. بدأ يثير العاطفة .. وأن هذا الأمر من أشد مظاهر المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم .. وكأن من لم يحتفل بمولده عليه الصلاة والسلام ..
فهو لايحبه .. بل ربما أراد أن يقول أن ذلك من الجفاء في حقه .. وأن هذه طريقة الوهابية .. وغير ذلك من الأوصاف التي لم يصرح بها إن كان لمح بها .. غير أنه لايستطيع ذلك كونه في بلد هي راعية السنة .. وصاحبة المنهج السلفي .. وإلا ربما رينا وسمعنا العجب العجاب .. والسم الزعاف .. من الأوصاف والكلمات والتي تدل على حقدٍ شديد على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب [الوهابية زعموا] .. تلك الكلمات التي تتصدر مجالس الموالد والتي حضرها ويحضره معاليه .. بل ويدعوا اليها ..
ولست بصدد مناقشة الشبهات والأوصاف التي تكال لدعوة الشيخ؛ لأن هذا له موضع آخر، وقد نوقشت والحمد لله في أكثر من كتاب، وفيها رسائل علمية محكمة فليرجه إليها ..
رابعاً: أستغرب حرص معالي الدكتور على الدعوة إلى هذا الأمر .. فقد كرره في كتابه [لماذا لم يعبد محمد؟!] وكرره في القنوات الفضائية .. وهو يكرره .. ما الهدف من ذلك .. ولماذا يحرص على نشره في هذه البلاد والتي لم تعرف فيها هذه البدعة؟!
أخشى أن يكون هذا الأمر تمهيداً لنشر مذهب الصوفية المقيت .. ولذا فهو يحرص على كل أمر يحيي البدعة ويميت السنة!! ومن أواخر الطوام الدعوة لترميم مقبرة حواء في جدة .. ولا يشك من له أدنى معرفةٍ بعلم أن ذلك من أعظم أسباب التعلق بالقبور بل وعبادتها .. فالأمر خطير جداً .. ولابد من وقفة صادقة من أهل العلم .. خاصة سماحة المفتي العام حفظه الله .. وقفة في وجه هذه الدعوات الخطيرة من الدكتور وغيره من الدعاة والكتاب الذين يدعون إلى تعظيم الآثار والأماكن الدينية بزعمه .. أقول هذا لأن هناك أناس أخذوا على عاتقهم الدعوة إلى البدع .. وتجيد التصوف المنحرف .. والاستهزاء بمنهج السلف سواء تلميحاُ أو تصريحاً .. ونشر ذلك عبر وسائل الإعلام خاصة القنوات الفضائية ..
ولذا رأينا كيف قامت قيامتهم .. يوم أن جاءت حلقة وحيدة غريبة في أحد القنوات عن القبورية؟!! فصاح القوم وضجوا .. وأخذوا يعتذرون لأهل القبور والتصوف خشية جرح مشاعرهم؟!!
والمصيبة الكبرى أن هؤلاء هم من بني جلدتنا .. ويتكلمون بألسنتنا .. وقد اغتر بهم بعض أهل العلم فضلاَ عن العامة!!!
رابعاً: وقفة مع حكم – الاحتفال بمولده عليه الصلاة والسلام - ..
لقد كتب غير واحدٍ من أهل العلم في بيان بدعية هذا الأمر .. وبينوا فساد قول من دعا إليه وردوا عليهم ..
ولكن حتى لايظنٌ أحدٌ أنا لم نستطع بيان بطلانه .. أو الرد على الشبه التي ذكرها .. نذكر ذلك باختصار .. حتى لايطول المقام ..
فيقال هنا:
إن هذا الاحتفال بالمولد أمر مبتدع .. ويدل على بدعيته أدلة كثيرة منها:
أولاً: نسأل الدكتور وغيره من الدعاة إلى هذا الأمر .. هل شرع الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الاحتفال لأمته أو هو شيء محدث بعده؟
الجواب هو أمر محدث ..
وقد قال صلى الله عليه وسلم: " من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ".
إن النبي صلى الله عليه وسلم يامعالي الدكتور هو صاحب الشأن .. وع ذلك لم يحتفل بمولده في حياته .. بل ولم يأمر بذلك أحدا من الناس .. وهو المبلغ للدين .. ولم يمت صلى الله عليه وسلم حتى أكمل الله به الدين، قال سبحانه: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/65)
وأول من سنّ وابتدع هذا الاحتفال هم الرافضة ملوك الدولة الفاطمية .. تلك الدولة التي انتسبت كذبًا وزورًا إلى فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم .. ففي القرن الرابع الهجري ابتدع الخليفة الفاطمي المعز العبيدي فكرة الاحتفال بالمولد النبوي .. وأحدث مع المولد النبوي أربعة موالد أخرى: مولدًا لعلي .. وآخر لفاطمة .. وثالثا للحسن والحسين .. ورابعا لمن يحكم من العبيديين .. ثم توسعوا في إحداث الموالد والمناسبات البدعية الأخرى ..
والسؤال لماذا يحرص معالي الدكتور على أحيائه والدعوة إليه ..
ومن العجيب أن بعض زعماء الكفر من قادة الاستعمار كان حريصاً على أقامة هذه الموالد؟!!
فقد جاء في كتاب [مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس] للمؤرخ الجبرتي ص 26 مانصه " وفي يوم الثلاثاء 21 ربيع الثاني سنة 1213 عمل المولد الحسيني!! وكان العزم على تركه في هذا العام .. فقال بونابرته – يعني نابليون – ولماذا لم يعملوه؟!! " ..
فلماذا يهتم الكفار بمثل هذه الموالد؟!!!
وأما قول الدكتور: [خاصة وأنه -صلى الله عليه وسلم- قد اهتم بمولده واعتز به وبما كرمه الله فقال للصحابة عندما سألوه عن صيام يوم الاثنين (هذا يوم ولدت فيه).] …
فأقول هذه هي أعظم شبههم ..
والجواب عنها:
أنه لا وجه للاستدلال بذلك على أحياء المولد .. بل هو استدلال باطل من وجوه:
1 - أن فهم مراد النبي صلى الله عليه وسلم لايكون إلا بفهم الصحابة لقوله وفعله .. وأصحابه رضوان الله عليهم لم يفهموا من حث على صيام هذا اليوم مافهمه الدعاة إلى الموالد .. ولأن من أراد اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم فليصم الاثنين من كل أسبوع .. أما إقامة احتفال في يوم واحد في العام ثأثرا باتجاهات منحرفة أرادت أن تحصر طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والاطلاع على سيرته مرة واحدة في العام ..
والإسلام لا يريد هذا من أتباعه .. بل يريد منهم فعل الطاعات دائما والسير على هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع كل أذان يرفع يشهد فيه أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ..
2 - أين الدلالة في الحديث على تخصيص يوم من السنة يحتفل فيه بالمولد، وهل كل يوم فضيل أتى الخبرُ ينصُ عليه يُسن الاحتفال فيه؟ بل على هذه القاعدة الباطلة سنحتفل بأيام كثيرة .. فهناك أيام فضيلة كثيرة فهل يسن فيها احتفال أيضاً كيوم الخميس .. ويوم النحر و القر مثلاً فقد قال صلى الله عليه وسلم: " إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ثم يوم القر " .. أو أيام العشر من ذي الحجة أو ليلة القدر أو .......
3 - أن يوم الثاني عشر من ربيع الذي يعظمه من يحتفل بالمولد لا يكون دائماً في كل سنة يوم الاثنين، وعليه يكون فعلهم هذا بخلاف فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو والله عين المخالفة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى على يوم من الأسبوع بعينه هو يوم الاثنين وهم اتخذوا الثاني عشر من ربيع يوماً من السنة الذي يدور من الأسبوع دورته!! كذلك لم يعرف الصيام يوم الثاني عشر من ربيع لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن غيره وهذا معناه أن السبب الداعي للصيام هو يوم الاثنين الذي اجتمعت فيه فضائل منها يوم مولده صلى الله عليه وسلم ومنها: أنه يوم ترفع الأعمال فيه كما جاء في حديث فسر فيه صلى الله عليه وسلم سبب صيامه له دون ذكر فضيلة أخرى فقال: {تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم}
ثانياً: هل فعله صحابته وخلفاؤه الراشدون الذين لا يساويهم أحد في محبته صلى الله عليه وسلم؟! وهل كانوا مقصرين في محبته حين لم يفعلوه؟!
لا؛ بل إنهم لم يفعلوه .. لأنه بدعة .. وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن البدع، وفعل البدعة معصية له صلى الله عليه وسلم، يتناقض مع محبته .. ولأن محبته تقتضي متابعته وترك ما نهى عنه .. .
فيا معالي الدكتور! كيف نعلم أولادنا محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ندعوهم لمخالفته بفعل البدع؟! أليس هذا تناقضاً؟!
ليتك قلت: علموهم متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانهوهم عن مخالفته، وألزموهم بطاعته؛ كما قال صلى الله عليه وسلم:
" مُروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع " ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/66)
ثالثاً: مما يدل على حرمة هذا الفعل .. أنه بالنظر إلى هذا الفعل وتنزيله على الأحكام التكليفية الخمسة ..
نجد أنه ليس بواجب إجماعاً، ولا مندوباً؛ لأن حقيقة المندوب: ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه، وهذا لم يأذن فيه الشرع، ولا فعله الصحابة ولا التابعون، ولا العلماء المتدينون -فيما علمت- وهذا جوابي عنه بين يدي الله إن عنه سئلت ..
ولا جائز أن يكون مباحاً؛ لأن الابتداع في الدين ليس مباحاً بإجماع المسلمين.
فلم يبق إلا أن يكون مكروهاً، أو حراماً ...
لا سيما إن انضاف إلى ذلك شيء من الغناء مع البطون الملأى بآلات الباطل .. من الدفوف والشبابات واجتماع الرجال مع الشباب المرد .. والنساء الفاتنات .. والرقص بالتثني والانعطاف .. والاستغراق في اللهو والغناء والرقص .. والتطريب في الإنشاد .. والخروج في التلاوة والذكر عن المشروع والأمر المعتاد ..
وهذا الذي لا يختلف في تحريمه اثنان ..
رابعاً: مما يدل على بدعية هذا الأمر .. إن أصحاب هذه الموالد البدعية والمحتفلين بهذا اليوم يتشبهون من حيث لا يشعرون بأعداء الله النصارى، حيث كان في البلاد التي جاور فيها المسلمون النصارى كما في الشام ومصر، يحتفل النصارى بعيد ميلاد المسيح في يوم مولده وميلاد أسرته، فسرت تلك البدعة إلى المسلمين، قال الحافظ السخاوي رحمه الله تعالى: "كان أهل الصليب اتخذوا ليلة مولد نبيهم عيدًا أكبر" اهـ. ولقد حذر النبي من التشبه بأعداء الدين فقال صلى الله عليه وسلم: ((من تشبه بقوم فهو منهم)) أخرجه الإمام أحمد وأبو داود وحسنه ابن حجر رحمه الله ..
خامساً: إن بدعة عيد المولد التي تقام في شهر ربيع الأول في الليلة الثانية عشرة منه ليس لها أساس من التاريخ؛ لأنه لم يثبت أن ولادة النبي صلى الله عليه وسلم كانت تلك الليلة، وقد اضطربت أقوال المؤرخين في ذلك، فبعضهم زعم أن ولادته في اليوم الثاني من الشهر، وبعضهم في الثامن، وبعضهم في التاسع، وبعضهم في العاشر، وبعضهم في الثاني عشر، وبعضهم في السابع عشر، وبعضهم في الثاني والعشرين، فهذه أقوال سبعة ليس لبعضهم ما يدل على رجحانه على الآخر، فيبقى تعيين مولده صلى الله عليه وسلم من الشهر مجهولا إلا أن بعض المعاصرين حقق أنه من اليوم التاسع ...
وهنا كلام مهم .. وتحليل مهم جداً .. للعلامة الشيخ سفر الحوالي شفاه الله:
أنقله بنصه لأهميته: يقول فيه: " وهذه البدعة التي يسمونها المولد، عندما تتبعت كيف وجدت وكيف نشأت، تأكد لي أن أول من أوجدها هم العبيديون، الذين يسمون أنفسهم بالفاطميين أتباع الدولة الفاطمية في مصر، وهذه الدولة دولة يهودية أثبت ذلك علماء الإسلام، وتكلم علماء الإسلام والمؤرخون أنها يهودية، القدماء منهم والمتأخرون، حتى من كان باطنياً على دينهم، ثم رجع عنه، وكتبهم الآن طبعت وحققت ولله الحمد.
فالذي حيَّرني في هذه المسألة أن هناك سراً، ولعل السر والله أعلم، أن مولد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير ثابت، ولا ندري في أي يوم ولد، وفي أي شهر، فقيل: إنه في ربيع، وقيل: إنه في رمضان، وقيل: في أول الشهر، وقيل في آخره، وكان العلماء كابن عبد البر والمالكية يرجحون أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولد في رمضان، بدليل أن القرآن أنزل في رمضان، وهذا ثابت في القرآن، والقرآن أنزل عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تمام الأربعين سنة، ونحو ذلك من الأدلة، فوقت مولد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير معروف.
فنحن لا نتكلم عن مناقشتهم بالأدلة، بل نحلل القضية بالتحليل التاريخي والعقلي، وما وراء هذه المسألة، فإذا كان مولده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير ثابت، مع أن وفاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثابتة في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول، فما الذي يتوقع من اليهود أن يفعلوه وهم أعداء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟!
فقد جعلوا تاريخ وفاته المؤكد أنه في الثاني عشر من ربيع الأول عيداً لهم، وموهوا على المسلمين؛ لأنهم كانوا يحكمونهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/67)
وكان المسلمون يعلمون أنهم كفرة، وأنهم زنادقة، وخاصة في مصر والمغرب لأنهم كانوا متضايقين منهم أشد الضيق، ولذلك عندما جاء صلاح الدين وقضى على دولتهم لم يبق في مصر والمغرب رافضي واحد ينتمي لهذه الدولة، من شدة ما كان الناس يكرهونها.
فكيف يستطيعون أن يهدموا ويفعلوا ويموهوا على هؤلاء الشعوب وعلى المسلمين، وأن يفعلوا احتفالاً بالوفاة، قالوا: احتفالاً بالمولد فجعلوه مولداً، يوقدون فيه الشموع، ويبسطون الموائد، وتأتي الخيول، وتقام المهرجانات والاحتفالات، وهناك يظهرون الفرح والابتهاج، لماذا تفرحون؟
قالوا: الناس يفرحون على أنه مولد، واليهود يفرحون على أنه موت.
وإن شئتم بعض الأدلة على ذلك، فإن محمد الفاتح؛ عندما فتح القسطنطينية، فإن أوروبا تألمت ألماً شديداً -اليهود والنصارى- وخاصة النصارى، تألموا جداً أن عاصمتهم تفتتح، فماذا عملوا؟
جعلوا يوم وفاة محمد الفاتح عيداً، يقدمون فيه الولائم في كل أوروبا، ويجمعون الناس، ويذبحون الذبائح، ويبتهجون يوم وفاته.
وهذه من عادة أولئك القوم، فمن عادة اليهود والنصارى وبعض الشعوب أن تجعلوا يوم وفاة أكبر عدو لها عيداً تحتفل به وتبتهج، ومن هنا كان المولد أول من أحدثه: هم هؤلاء الزنادقة اليهود، وجعلوه عيداً واحتفالاً، لأنه يوافق موت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
هذا هو التحليل التاريخي، بغض النظر عما تعلمونه من أدلة ونصوص، فإن الإنسان لا يجوز له أن يحتفل بأية بدعة، وكفى في ذلك ما صح عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: {من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد} أي: مردود على صاحبه غير مقبول، بل هو مأزور غير مأجور، وعليه إثم البدعة، وهذه الأحاديث والنصوص الكثيرة التي جعل الله التمسك بالسنة وترك البدعة أمراً.
إحدى وصايا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الآيات العشر التي أنزلها عليه الله، قوله تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ [الأنعام:153] وهي السنة، وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ [الأنعام:153] وهي البدعة فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [الأنعام:153] ومع هذا التأكيد إلا أن أهل الضلال والبدع لا يزالون في غيهم يعمهون.
حتى أنهم جعلوا عزاءهم يوم كربلاء ومولد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متشابه الكلام والأناشيد والنغمات، فمع اختلاف موضوعهما وكل منهما في جهة إلا أن أعداء الإسلام يقولون: هدمنا هؤلاء بالتشيع، فلنهدم هؤلاء بالتصوف والبدع، ولا يبقى للإسلام قائمة، هذه عقول تخطط وتعمل ليل نهار، يمكرون ويخططون، ويوحي بعضهم إلى بعضٍ من الجن والإنس، لكي يفسدوا هذا الدين، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو الذي يعلم ما يبيتون، وهو الذي يعلم ما يمكرون وما يخططون، ومن أجل ذلك بيَّن لنا الله المحجة البيضاء، وأوجب علينا سلوكها، لنجتنب أولئك ..
وكتبه /
عبد الله المعيدي
المدرس بالمعهد العلمي بحائل
وعضو الجمعية الفقهية السعودية
والمستشار التربوي في برنامج التنمية الأسرية
www.mettleofmuslem.net(62/68)
بحث: هل الاسم هو المسمى أو غيره
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[25 - 02 - 10, 03:09 م]ـ
الحمد لله وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله
أما بعد:
فهذا تلخيص في الكلام عن موضوع هل الاسم هو المسمى أو غيره من كتاب
الدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود ((موقف ابن تيمية من الأشاعرة)) مكتبة الرشد
لبيان حكمها لعل الله أن ينفعني به يوم لا ينفع مال ولا بنون, إلا من أتى الله بقلب سليم, وقد كان عملي هو تلخيص من الكتاب مع تنسيقها بطريقة سهلة وميسرة لحصول النفع
فيقول الدكتور حفظه اله تعالى وبارك الله فيه (1042/ 3):
((ومن المسائل المشهورة في هذا الباب مسألة هل الاسم هو المسمى أو غيره
والمعروف أن الجهمية حرصوا على تقرير أن الاسم غير المسمى ليسلم لهم مذهبهم الفاسد القائل بخلق القرآن.فقابلهم البعض فقالوا بل الاسم هو المسمى، حتى لا يقال: أن أسماء الله غير الله، وهذا قول بعض المنتسبين إلى السنة.
وقد ذكر شيخ الإسلام عدة أقوال في هذه المسألة، وهي:
1) أن الاسم غير المسمى
وهذا قول الجهمية، الذين يقولون أسماء الله غير الله، وما كان غير فهو مخلوق.
2) التوقف والأمساك عن إطلاق هذه اعبارات نفيا وإثباتا وإن كلا من الإطلاقين بدعة
وقد ذكر هذا الخلال عن إبراهيم الحربي وغيره كما ذكره أبو جعفر الطبري في صريح السنة وعده من الحماقات
ونسب الأشعري هذا القول إلأى بعض أصحاب ابن كلاب
3) أن الاسم هو المسمى
وهذا قول كثير من المنتسبين إلى السنة
مثل أبي بكر عبد العزيز، وأبي القاسم الطبري، واللالكائي، وأبي محمد البغوي في شرح السنة وغيرهم وهو أحد قولى أصحاب أبى الحسن الأشعري وأختاره ابن فورك وغيره
4) والقول الثاني وهو المشهور عن أبي الحسن الأشعري أن الأسماء ثلاثة اقسام
تارة يكزن الاسم هو المسمى كالموجود
وتارة يكون غير المسمى كالخالق
وتارة لا يكون هو ولا غيره كاسم العليم والقدير
5) أن الإسم للمسمى
وهذا قول أكثر اهل السنة لأنهم وافقوا الكتاب والسنة والمعقول
لقوله تعالى ((ولله الأسماء الحسنى)) الاعراف:180
وقال عز وجل ((أياما تدعون فله الأسماء الحسنس)) الإسراء:
110
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى (207/ 6)
((وإذا قيل لهم: أهو المسمى أم غيره؟ فصلوا، فقالوا: ليس هو نفس المسمى، ولكن يراد به المسمى، وإذا قيل: إنه غيره بمعنى أنه يجب أن يكون مباينًاله، فهذا باطل، فإن المخلوق قد يتكلم بأسماء نفسه فلا تكون بائنة عنه فكيف بالخالق، وأسماؤه من كلامه، وليس كلامه بائنًا عنه، ولكن قد يكون الاسم نفسه بائنا، مثل أنيسمى الرجل غيره باسم، أو يتكلم باسمه. فهذا الاسم نفسه ليس قائمًا بالمسمى، لكنالمقصود به المسمى، فإن الاسم مقصوده إظهار [المسمى] وبيانه.))
ولقد رد شيخ الإسلام على من قال منهم أن الاسم هو المسمى فقال في مجموع الفتاوى الجزء السادس (192 - 191)
((قلت: لو اقتصروا على أن أسماء الشىء إذا ذكرت في الكلام فالمرادبها المسميات ـ كما ذكروه في قوله: {يَا يَحْيَى} [مريم: 12]،ونحو ذلك ـلكان ذلك معني واضحًا لا ينازعه فيه من فهمه، لكن لم يقتصروا على ذلك؛ ولهذا أنكرقولهم جمهور الناس من أهل السنة وغيرهم؛ لما في قولهم من الأمور الباطلة، مثلدعواهم أن لفظ اسم الذي هو [أ س م] معناه: ذات الشىء ونفسه، وأن الأسماء ـالتي هي الأسماء ـ مثل: زيد وعمرو هي التسميات، ليست هي أسماء المسميات، وكلاهماباطل مخالف لما يعلمه جميع الناس من جميع الأمم ولما يقولونه.
..... وأيضًا، فهم تكلفوا هذا التكليف ليقولوا: إن اسم الله غير مخلوق، ومرادهم أن الله غير مخلوق، وهذا مما لا تنازع فيه الجهمية والمعتزلة. فإن أولئكما قالوا الأسماء مخلوقة إلا لما قال هؤلاء: هي التسميات، فوافقوا الجهميةوالمعتزلة في المعنى، ووافقوا أهل السنة في اللفظ، ولكن أرادوا به مالم يسبقهم أحدإلى القول به من أن لفظ اسم وهو [ألف سين ميم] معناه: إذا أطلق هو الذاتالمسماه، بل معنى هذا اللفظ هي الأقوال التي هي أسماء الأشياء، مثل زيد وعمرو، وعالم وجاهل. فلفظ الاسم لا يدل على أن هذه الأسماء هي مسماه.
ثم قد عرف أنه إذا أطلق الاسم في الكلام المنظوم فالمراد به المسمى، فلهذا يقال: ما اسم هذا؟ فيقال: زيد. فيجاب باللفظ، ولا يقال: ما اسمهذا؟ فيقال: هو هو، وما ذكروه من الشواهد حجة عليهم.
أما قوله: {إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا} ( http://**********:openquran%2818,7,7%29) [ مريم: 7]،ثم قال: {يَايَحْيَى} فالاسم الذى هو يحيى هو هذا اللفظ المؤلف من (يا و حا و يا) هذا هواسمه، ليس اسمه هو ذاته؛ بل هذا مكابرة. ثم لما ناداه فقال: {يَايَحْيَى}. فالمقصود المراد بنداء الاسم هو نداء المسمى، لم يقصد نداء اللفظ، لكنالمتكلم لا يمكنه نداء الشخص المنادى إلا بذكر اسمه وندائه، فيعرف ـ حينئذ ـ أن قصده نداء الشخص المسمى، وهذا من فائدة اللغات وقد يدعى بالإشارة، وليست الحركة هي ذاته، ولكن هي دليل على ذاته))
ويرد شيخ الإسلام على الأشاعرة الذين قسموا الاسماء إلى ثلاثة أقسام فقال رحمه الله في مجموع الفتاوى (201،202/ 6)
((غلطوا من وجه آخر؛ فإنه إذا سلملهم أن المراد بالاسم الذي هو [ألف سين ميم] هو مسمى الأسماء، فاسمه الخالق هوالرب الخالق نفسه، ليس هو المخلوقات المنفصلة عنه، واسمه العليم هو الرب العليمالذي العلم صفة له، فليس العلم هو المسمى، بل المسمى هو العليم، فكان الواجب أنيقال على أصلهم: الاسم هنا هو المسمى وصفته، وفي الخالق الاسم هو المسمى وفعله.
ثم قولهم إن الخلق هو المخلوق، وليس الخلق فعلاً قائمًا بذاته، قولضعيف، مخالف لقول جمهور المسلمين))
وبهذا يتبين أن القول الخامس هو القول الراجح وأن الاسم للمسمى وأنه لابد من الاستفصال عن المقصوود لمن قال أن السم هو المسمى أو غيره.(62/69)
أقوال أهل العلم في الإحتفال بالمولد النبوي ساهم في نقل أقوال أهل العلم
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[25 - 02 - 10, 03:21 م]ـ
المولد بدعه
- الشيخ تاج الدين عمر بن علي اللخمي، المشهور بالفاكهاني المالكي (ت: 731 هـ):
قال: "أما بعد: فقد تكرر سؤال جماعة من المُباركين عن الاجتماع الذي يعمله بعض الناس في شهر ربيع الأول، ويسمونه "المولد"؛ هل له أصلٌ في الشرع؟ أو هو بدعة وحدث في الدين؟ وقصدوا الجواب عن ذلك مٌبيَّنًا، والإيضاح عنه معيَّنًا.
فقلت - وبالله التوفيق -: "لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين؛ بل هو بِدعة أحدثها البطَّالون، وشهوة نفسٍ اغتنى بها الأكَّالون، بدليل أنَّا إذا أدرنا عليه الأحكام الخمسة قلنا: إما أن يكون واجبًا، أو مندوبًا، أو مباحًا، أو مكروهًا، أو محرمًا، وهو ليس بواجب إجماعًا، ولا مندوبًا؛ لأنَّ حقيقة الندب: ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه، وهذا لم يأذن فيه الشرع، ولا فعله الصحابة، ولا التابعون ولا العلماء المتديِّنون - فيما علمت - وهذا جوابي عنه بين يدي الله - إن عنه سئلت -ولا جائز أن يكون مباحًا؛ لأنَّ الابتداع في الدين ليس مباحًا بإجماع المسلمين؛ فلم يبق إلا أن يكون مكروهًا أو حرامًا".
كتاب: "المورد في عمل المولد"، ضمن مجموع: "رسائل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي: 1/ 8).
2 - محمد بن محمد بن الحاج العبدري الفاسي المالكي (ت: 737هـ):
قال: "فصل في المولد: ومن جملة ما أحدثوه من البدع، مع اعتقادهم أن ذلك من أكبر العبادات وأظهر الشعائر: ما يفعلونه في شهر ربيع الأول من المولد، وقد احتوى على بدع ومحرمات جملة"؛ (المدخل: 2/ 2 - 10).
3 - العلامة إبراهيم بن موسى بن محمد الشاطبي المالكي (ت: 790هـ):
قوله: " .. فمعلوم أن إقامة المولد - على الوصف المعهود بين الناس - بدعة محدثة، وكل بدعة ضلالة؛ فالإنفاق على إقامة البدعة لا يجوز، والوصية به غير نافذة؛ بل يجب على القاضي فسخه ... "؛ (فتاوى الشاطبي: ص203).
4 - العلامة أبو عبدالله محمد الحفار الغرناطي المالكي (ت: 811هـ):
قال: "ليلة المولد لم يكن السلف الصالح يجتمعون فيها للعبادة، ولا يفعلون فيها زيادة على سائر ليالي السنة؛ لأن النبي لا يعظم إلا بالوجه الذي شرع به تعظيمه .. "؛ (المعيار المعرب والجامع المغرب: ص: 99 - 101).
5 - الحافظ أحمد بن عبدالرحيم أبو زرعة العراقي الشافعي (ت: 826هـ):
قال: "لا نعلم ذلك - أي: عمل المولد - ولو بإطعام الطعام عن السلف" (تشنيف الآذان: ص 136).
6 - العلامة محمد بن علي الشوكاني (ت: 1250هـ):
قال: "لم أجد إلى الآن دليلاً يدل على ثبوته من كتاب، ولا سنة، ولا إجماع، ولا قياس، ولا استدلال؛ بل أجمع المسلمون أنَّه لم يوجد في عصر خير القرون، ولا الذين يلونهم ولا الذين يلونهم، وأجمعوا أن المخترع له السلطان -الكردي- المظفر أبو سعيد كوكبوري بن زين الدين علي سبكتكين صاحب أربل"؛ (رسالة في حكم المولد، ضمن مجموع "الفتح الرباني": 2/ 1087).
7 - الشيخ محمد رشيد رضا (ت: 1354هـ):
قال: "هذه الموالد بدعة بلا نزاع، وأول من ابتدع الاجتماع لقراءة قصة المولد أحد ملوك الشراكسة بمصر"؛ (المنار: 17/ 111).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم): ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى وإما محبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وتعظيماً له من اتخاذ مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - عيداً مع اختلاف الناس في مولده فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضى له وعدم المانع ولو كان خيراً محضاً أو راجحاً كان السلف أحق به منا فإنهم كانوا أشد محبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وتعظيماً له منا وهم على الخير أحرص وإنما كانت محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره وإحياء سنته ظاهراً وباطناً ونشر ما بعث به والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان وأكثر هؤلاء الذين تجدهم حرصاء على هذه البدع تجدهم فاترين في أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - مما أمروا بالنشاط فيه وإنما هم بمنزلة من يحلي المصحف ولا يقرأ فيه أو يقرأ فيه ولا يتبعه اهـ كلامه رحمه الله تعالى
وكيف يقومون بعمل المولد وهذا الشهر هو الشهر الذى أصيبت فيه الأمة الإسلاميه بأعظم مصيبه ,وهى ووفاته صلى الله عليه وسلم فقد كانت وفاته صلى الله عليه وسلم فى شهر ربيع الاةل بلا خلاف وقد ثبت عن النبى صللى الله عليه وسلم أنه قال "إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي, فإنها أعظم المصائب
والعيبديون هم أول من أقام الاحتفال بالمولد في القرن الرابع وكان ذلك سنة 363ه أثناء حكمهم مصر ومن المعروف أن الفاطميين هم أصل كل شر وهم من الشيعه الرافضه وأحدثوا أمور كثيره منها المولد النبوي
وبنظر "تاريخ الاحتفال بالولد " للسندوبي ص 62 الابداع فى مضار الابتداع ص251 وينظر عيد اليوبيل للعلامه بكر أبو زيدص 16
وذهب السيوطى في حسن المقاصد ص189 إلى أن أول من عمله السلطان كوكبري الايوبى المتوفى سنة 630ه
وهذا وهم منه ,لأنه قد أحدث قبله ومن حفظ حجه على من لا يحفظ(62/70)
من عجائب المعتزلة!
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[25 - 02 - 10, 10:40 م]ـ
العجيبة الأولى
الله ليس إلهًا للأعراض ولا الجوهر الفرد!
قال القاضي عبد الجبار في (المغني في أبواب التوحيد والعدل) ج5 ص210 - 211:
فإن قيل: أيوصف الله بأنه إله؟
قيل له: نعم.
والمراد بذلك: أنه ممن تحق له العبادة وتليق به عند شيخينا أبي علي وأبي هاشم رحمهما الله.
وأبطلا قول من قال: إنه يوله إليه، واستدلا على ذلك بما ثبت عن أهل اللغة من وصفهم الأصنام أنها آلهة ومن حيث اعتقدوا فيها ان العبادة تحق لها.
وليس قولنا: إن العبادة تحق له من قولنا إنه يستحق العبادة بسبيل لأن معنى القول إنه يستحق العبادة أن هناك مستحقًا عليه، فلذلك لا يوصف به فيما لم يزل.
وأما قولنا: إن العبادة تحق له يراد بذلك أنه في ذاته ممن يصح أن ينعم الإنعام الذي به يستحق العبادة.
فتحقيقه: يرجع إلى أنه قادر على خلق الأجسام وإحيائها والإنعام عليها النعمة العظيمة التي معها تصح العبادة، فلذلك قلنا: إنه فيما لم يزل ممن تحق له العبادة من حيث كونه قادرًا في نفسه فيما لم يزل، ولذلك خصصناه بكونه قادرًا على القدر الذي يستحق به العبادة دون سائر القادرين.
وإنما لا نقول إنه إله للأعراض مقيدًا من حيث استحال أن ينعم عليها بما يستحق العبادة.
وقولنا: إنه إله للحيوان لما صح ذلك فيها؛ وبذلك يصح أن يقال: غنه إله للأجسام والجمادات لانه قادر على أن ينعم عليها من النعم ما به يستحق العبادة.
ويجب على ما قدمناه في الأعراض أنه لا يقال: إنه إله للجوهر الواحد، لأنه لا يصح أن يحييه وينعم عليه بما ذكرناه من النعم، فالجوهر الفرد في حكم أجناس الاعراض في استحالة ذلك فيه" انتهى.
رب سلم سلم.
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[04 - 03 - 10, 03:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا ...
لقد شعرت بعد قراءة هذا المذكور بعظم معتقد السلف وجمال كلامهم ...
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 03 - 10, 01:59 م]ـ
نعم معتقد السلف عظيم وجليل فوق ما تتصور، وإن أردت الوقوف على حقيقة ذلك فعليك بكتابي الإمام الدرامي:
1) الرد على الجهمية.
2) والنقض على بشر المريسي.
وكذلك عليك بجميع كتب الإمام بحق والرباني بصدق أحمد بن عبد الحلجيم بن عبد السلام ابن تيمية.
والله أعلم.
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[30 - 04 - 10, 03:15 ص]ـ
اكمل يا اخى الفاضل هؤلاء القوم لهم بلايا
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[10 - 05 - 10, 06:34 ص]ـ
جزيت خيرًا ....
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[13 - 05 - 10, 10:21 م]ـ
بغض النظر عن مذهب القاضي عبد الجبار وفساده إلا أن كلامه هذا بناءً على تعريفه قد لا يكون فيه خطأ كبير كما يتضح من عنوانك.
فالذي فهمته من كلامه -إن كان فهمي صواباً- بناءً على تعريفه للـ (إله) بأنه الذي أنعم على خلقه بنعم توجب عليهم تأليهه وتستحق عبادته بسبب إنعامه عليهم فالإله هنا بمعنى صفة من الصفات لله سبحانه وتعالى.
وفي حالة الأعراض - إن كان يقصد بها الأوصاف - فهي وإن كانت مخلوقة لله إلا أنها ليست كالمخلوقات الحية والجمادات بل أقل من ذلك، لم ينعم عليها الله بنعمة الحياة وغيرها من النعم - كما يرى هو ويعتقد- فلذا يعتقد أنه لا يلحقها الوصف بأن الله سبحانه وتعالى إله لها بمعنى أنعم عليها أي نعمة.
فكما أن الله سبحانه وتعالى لا يوصف بأنه ماكر مع كل الخلق بل فقط مع من يمكر به، وكما لا يوصف سبحانه وتعالى بأنه غافر للحجر أو الجماد كونه لا تقع منه معصية إنما يوصف بأنه غافر لمن تقع منه المعصية وهو الانسان فكذلك لا يوصف بإله للأعراض أو للجوهر الفرد لأنه لم ينعم عليها أي نعمة حسب تعريفه لكلمة إله.
فلا أدري هل فهمي لكلامه صحيح أم لا؟
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 05 - 10, 02:15 م]ـ
عنوان موضوعي (عجائب المعتزلة) ولا شك انه لهم عجائب.
وعنوان العجيبة (الله ليس إلهًا للأعراض ولا الجوهر الفرد!) وهذا إقرار أقره هو على نفسه ليس استنتاجًا ولا استنباطًا!
وهو غير مقبول لأن الله أنعم على الأعراض بنعمة الوجود وأنه خالق لها والأعراض قائمة بالأعيان والأعيان عابدة لله تعالى والأعراض تابعة لها.
والجوهر الفرد إن كان في حكم الأعراض فهو عابد كذلك وإلا فهو عين من الأعيان عابد لله.
والله أعلم.(62/71)
شرح مسألة القدم النوعي وتسلسل المخلوقات باختصار
ـ[أم حنان]ــــــــ[26 - 02 - 10, 07:20 م]ـ
قال الأستاذ المساعد في جامعة الإمام محمد بن سعود (محمد الغانم) مايلي:
قبل الشروع في شرح المسألة، لابد أن نعرف بعض المقدمات.
المقدمة الأولى: لا بد أن يعرف الطالب أن التسلسل أنواع:
منها: التسلسل في العلل والفاعلين والمؤثرات، وهذا بأن يكون للفاعل فاعل، وللفاعل فاعل إلى ما لانهاية له، وهذا متفق على امتناعه بين جميع العقلاء، لأنه يلزم الدور، فلا يبقى فاعل ولا مفعول حينئذ.
النوع الآخر: التسلسل في الآثار، وذلك بأن يكون الحادث الثاني موقوفا ً على حادث قبله. وهذا فيه قولان مشهوران بين طوائف المسلمين.
إذا عرفنا هذا ننتقل إلى:
المقدمة الثانية: وهي أن هناك فرق بين نوع الحوادث و أعيانها.
فإذا قلنا أن نوع الحوادث قديمة، ليس كقولنا أن هذه الأشياء من الحوادث قديمة، مثل قولنا: نوع وجود المخلوقات قديم لأنه راجع إلى صفة الخلق لله تعالى، لكنها مخلوقة بعد العدم، ومعنى قدم النوع ليس هو المعنى الذي تقول به الفلاسفة من القول بقدم العالم، لكن المعنى أن قدم النوع راجع إلى اتصاف الله سبحانه وتعالى بالقدرة على الخلق في الأزل.
المقدمة الثالثة: أن نوع الحوادث راجع إلى المشيئة والخلق لله سبحانه وتعالى.
وهذا بخلاف قول الفلاسفة بالقول بقدم العالم، وأن الخالق هو محركها وعلتها. هذا كفر، لكن القول الحق أن قدم الحوادث راجع إلى أن الله سبحانه ما زال ولم يزل ولا يزال خالقا ً مريدا ً، فلذلك قلنا بقدم نوع الحوادث العائدة إلى صفة الخلق لله.
المقدمة الرابعة: مسألة التسلسل منزع الخلاف فيها راجع إلى مسألة قدم الصفات لله تعالى.
فالمتكلمون ينكرون قدم نوع الصفات لله تعالى، وهم يقولون أن الله تكلم بعد أن لم يكن متكلما ً، وأراد بعد أن لم يكن له إرادة، فحدثت له الصفة بعد أن لم تكن موجودة. لذا فهم ينكرون التسلسل في الماضي ويثبتونه في المستقبل.
وهذا باطل عقلا ً وشرعا ً.
أما أهل السنة والجماعة فيقولون أن صفات الله سبحانه قديمة قدما ً مطلقا ً، قديمة النوع متجددة الآحاد. فهو متصف بالصفات ولا يزال متصفا ً بها.
لذا أثبتوا له قدم الصفات ومنها صفة الخلق والمشيئة والإرادة، وعليها فقدم نوع الحوادث راجع إلى قدم صفة الخلق لله تعالى. فقالوا: إن نوع الحوادث قديم، أما الحوادث وحدوثها فهي حادثة بعد أن لم تكن بقدرة الله ومشيئته وبخلقه وإرادته.
بعد هذه المقدمات لا بد أن ننظر للمسألة كي تفهم من جهتين، الأولى: إثبات القدم النوعي لصفات الباري شرعا ً وعقلا ً وإبطال مسلك المتكلمين فيها، وهذه الجهة سأتركها لكي لا يطول الكلام ويتشتت ذهن الطالب.
أما الجهة الثانية: مسألة الكلام على التسلسل والقدم النوعي للحوادث وعلاقتها بقدم الصفات النوعي.
وقد عرفنا أن الصفات النوعية لله قديمة قدما ً مطلقا ً
وإذا كان الأمر كذلك؛ فإن متعلقات هذه الصفات وهي المفعولات (المخلوقات) لابد وأن تكون دائمة النوع (قديمة النوع)؛فإن وجود الصفة الاختيارية بدون متعلقها محال، ولا يتم إثباتها إلا بإثبات متعلقها (وهو المفعول المخلوق)،فالمخلوق لا زمة، والصفات الاختيارية ملزومة، ووجود الملزوم بدون لا زمه محال.
وبهذا يتبين أن إثبات قدم نوع المخلوقات من لوازم إثبات قدم الصفات الاختيارية.
والمراد بقدم نوعها هو أنه لا يخلو وقت من الأوقات إلا وفيه مخلوق ما، هو متعلق صفات الله الاختيارية، ولكن أفراد هذه المخلوقات ليست كذلك؛ فإن لكل مخلوق معين وقتاً محدداً ابتداء وانتهاء؛ فالحكم على النوع لا يستلزم الحكم على الأفراد بنفس هذا الحكم؛ فإذا قلنا:"هذا بيت"لم يستلزم الحكم على أجزاء هذا البيت بأنها بيت؛ فلا يقال:"السقف بيت، والجدار بيت"،وكذلك إذا قلنا:"إن نوع الإنسان موجود منذ خلق الله آدم إلى الآن"لم يستلزم هذا الحكم على زيد وعمرو ومحمد وغيرهم من الأفراد بأنهم موجودون هذه المدة الطويلة، وهكذا.
فمعنى قدم نوع المخلوقات أنها متتابعة متوالية، كلما انقضى منها مخلوق خلفه مخلوق آخر، وهكذا؛ فإذا نظرنا إلى كل مخلوق معين فهو حادث له أول وله آخر، وإذا نظرنا إلى نوعها فهي قديمة. وبهذا يتبين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/72)
1 - أن إثبات قدم نوع المخلوقات هو من لوازم إثبات صفات الله-تعالى-الاختيارية وبخاصة المتعدية منها، ومن لم يثبت ذلك لزمه أن يكون الله معطلاً عن هذه الصفات في وقت من الأوقات، وهذا يرده ما تقدم من الأدلة الدالة على قدم نوع هذه الصفات.
2 - أنه لا محذور من إثبات قدم نوع المخلوقات مع إثبات حدوث أفرادها، وإنما المحذور هو إثبات قدم شئ من هذه الأفراد.
وقبل أن أختم الجواب ألخص المسألة بشيء من التفصيل.
الأقوال في مسألة التسلسل:
القول الأول: وهو من أبطل الأقوال أنه لا يمكن دوامها لا في الماضي ولا في المستقبل، وهذا قول الجهم بن صفوان، والعلاف من المعتزلة وقد انفردا به وهو قول شاذ حتى عند جميع أهل الملل، والفلاسفة، واليهود، والنَّصارَى، فلم يقولوا: بأن الحوادث لا تدوم لا في الماضي ولا في المستقبل، وينبني عليه أن الله لم يكن خالقاً، ولا متكلماً، ولا فعالاً لما يريد في زمن من الأزمان، ثُمَّ حدث له ذلك - كما يقولون - فانتقل الأمر من الامتناع الذاتي إلى الإمكان الذاتي، ومن ذلك قولهم: إن الجنة والنَّار تفنيان، وعالم الملأ الأعلى يفنى.
والقول الثاني: يمكن دوامها في المستقبل الذي لا آخر له، ويسمى الأبد، ولا يمكن دوام نوع الحوادث في -الزمن الذي لا أول له- الأزل.
وهذا قول جمهور المتكلمين، يقولون: لم يكن الله في الماضي خالقاً، ولا رازقاً، ولا مُحيياً، ولا مميتاً؛ لأنه لم يكن هناك خلق يخلقهم، ولا يرزقهم، ولا يحييهم أو يميتهم قبل أن توجد هذه الحوادث، وأما في المستقبل فالإمكان وارد؛ لأن أهل الجنة وأهل النَّار يبقون أبد الآبدين ولا يفنون.
القول الثالث: وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة، وهو أن أنواع الحوادث دائمة على طرفي الزمان بحسب الماضي والمستقبل، وهناك فرق بين هذا القول وبين قول الفلاسفة فإنهم يقولون: إن الكون أو بعضه، أو الأفلاك، أو العقول العشرة التي سماها أفلاطون، وما أشبه ذلك، قديمةٌ كقدم الله تعالى، ويسمونه واجب الوجود أي: الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
إن الأفلاك أو العقول أو هذا الكون المشهود إذا قيل: إنه لا أول له، هو كفر، وتكفر به الفلاسفة، ومنهم: ابن سينا والفارابي وأمثالهم.
وأما أهل السنة فإنهم لا يتكلمون عن عين من أعيان المخلوقات، فلا يقولون: العرش قديم، ولا القلم قديم أي أزلي، وإنما يقولون: الجنس -جنس الحوادث- وأما الأعيان فكل مخلوق بذاته فهو مخلوق خلقه الله بوقت ما، وسيفنيه متى شاء.
هذه هي خلاصة المسألة مع الاختصار الشديد لها، وإلا فالمسألة تحتاج إلى مزيد شرح وتفصيل وتأصيل، لكن التفصيل غير مجدي لأنه يحتاج إلى الكلام معه لمسائل جديدة على الطلاب.
آمل أن يكون ما ذكر فيه كفاية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[27 - 02 - 10, 02:36 م]ـ
الحمد لله وحده ...
جزى الله الشيخ خيرا، والمقالة تنتقد في مواضع ليست قليلة في فهم المسألة، وحكاية مذهب المتكلمين وأهل السنة سواء.
وقد سبق الكلام على المسألة كثيرًا.
ـ[أم حنان]ــــــــ[27 - 02 - 10, 08:58 م]ـ
الحمد لله وحده ...
جزى الله الشيخ خيرا، والمقالة تنتقد في مواضع ليست قليلة في فهم المسألة، وحكاية مذهب المتكلمين وأهل السنة سواء.
وقد سبق الكلام على المسألة كثيرًا.
لو توضح المواضع التي تنتقد، بارك الله فيك
الأستاذ كاتب المقال دكتور في جامعة الإمام محمد بن سعود لذلك لم أشك في كلامه أبدا، بل كلامه واضح بالنسبة لي و البعض يشرح المسألة بتوسع فيزيدها صعوبة(62/73)
هل كان القرآن معنى قائما بذات الله تعالى؟
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[26 - 02 - 10, 10:59 م]ـ
قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في شرحه على الطحاوية: (
هل القرآن الكريم حروفه ومعانيه مكتوب في اللوح المحفوظ؟
ج/ نعم، كما قال سبحانه: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌفِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) وقال: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُوم وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ، إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ،فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ) الله جَعَلَ القرآن في اللوح المحفوظ مكتوباً قبل أن يتكلم به ... ثم هو تكلم به فسمعه منه جبريل.)
ما الفرق بين هذا الكلام وبين كلام الاشعرية والماتريدية القائلين بقدم القرآن و أن معناه كان قائما بالذات المقدسة قبل ان ينزل به جبريل وقد يعبرون عنه بالكلام النفسي؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[27 - 02 - 10, 04:09 م]ـ
بل ما هي الصلة بين كلام الشيخ ومذهب الأشاعرة في الكلام النفسي في نظرك؟
ـ[العلوشي الشنقيطي]ــــــــ[27 - 02 - 10, 04:21 م]ـ
اري ان المحل زلت فيه اقدام
اقوام
والناجي من نهج منهج السلف
ولم يتشبع بمالم يعط فالله اخبر عن كتابه انه: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌفِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ)
: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُوم وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ، إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ،فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ)
فلننظر الى ما قال السلف في تفسير هذا ولنعض عليه النواجذ
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[27 - 02 - 10, 09:59 م]ـ
بل ما هي الصلة بين كلام الشيخ ومذهب الأشاعرة في الكلام النفسي في نظرك؟
ما كتبه في اللوح المحفوظ إلا ومعناه قائم بذاته قبل ذلك.
ـ[محمد براء]ــــــــ[27 - 02 - 10, 10:01 م]ـ
هل كل من قال: القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ، يلزمه أن يكون أشعرياً قائلاً بالكلام النفسي؟
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[27 - 02 - 10, 10:33 م]ـ
هل كل من قال: القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ، يلزمه أن يكون أشعرياً قائلاً بالكلام النفسي؟
أين رأيت هذا في كلام الشيخ أبي العلياء؟ دقق قليلا!
ـ[محمد براء]ــــــــ[27 - 02 - 10, 10:34 م]ـ
أين رأيت هذا في كلام الشيخ أبي العلياء؟ دقق قليلا!
وأين نسبتُ هذا الكلام لأبي العلياء؟!
دقق قليلاً!!.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[27 - 02 - 10, 11:16 م]ـ
قلتَ ذلك في مقام الاعتراض عليه .. وأنا لم أزعم أنك نسبته إليه، فاقرأ كلامي جيدا .. ودقق قليلا (لا تغضب أخي الكريم) (ابتسامة)
ـ[محمد براء]ــــــــ[27 - 02 - 10, 11:59 م]ـ
قلتَ ذلك في مقام الاعتراض عليه .. وأنا لم أزعم أنك نسبته إليه، فاقرأ كلامي جيدا .. ودقق قليلا (لا تغضب أخي الكريم) (ابتسامة)
وأنت قلت هذا في مقام الاعتراض عليَّ:
أين رأيت هذا في كلام الشيخ أبي العلياء؟ دقق قليلا!
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[28 - 02 - 10, 02:41 م]ـ
ما كتبه في اللوح المحفوظ إلا ومعناه قائم بذاته قبل ذلك.
أخبرني أيها الفاضل. هل تعتقد صحة كلامي هذا؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[28 - 02 - 10, 02:48 م]ـ
ماذا تريد بقولك: " ومعناه قائم به قبل ذلك "؟ هل تريد بالمعنى (الكلام النفسي) أم شيئاً آخر؟
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[28 - 02 - 10, 06:38 م]ـ
أراك ولوعا بطرح الأسئلة! و قد أعديتني فدعني أسألك:ماذا يعني عندك "الكلام النفسي "؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[01 - 03 - 10, 01:01 ص]ـ
أعني به ما عنيت به في مشاركتك الأولى تماماً.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[02 - 03 - 10, 01:16 ص]ـ
قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في شرحه على الطحاوية: (
هل القرآن الكريم حروفه ومعانيه مكتوب في اللوح المحفوظ؟
ج/ نعم، كما قال سبحانه: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌفِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) وقال: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُوم وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ، إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ،فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ) الله جَعَلَ القرآن في اللوح المحفوظ مكتوباً قبل أن يتكلم به ... ثم هو تكلم به فسمعه منه جبريل.)
قد علمت أيها الفاضل أن أول ما خلق الله تعالى القلم فقال له اكتب ما هو كائن الى يوم
القيامة، فكتب. و لاشك عند أهل الحق أن القرآن الكريم كان في جملة المكتوبات. وعليك أن
تخبرني الآن إن كان الله تعالى قد أملى على القلم القرآن (فيكون قد تكلم به قبل وجود
النبوات)، أم أنه تعالى أفاض عليه من علمه فعلمه القرآن من غير أن يتلوه عليه (وهذا اختيار
لا أظنك تقول به ولا بلازمه)؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[02 - 03 - 10, 02:37 ص]ـ
بل عليك أن تجيب عن سؤالي حتى أتمكن من جواب سؤالك: "أخبرني أيها الفاضل. هل تعتقد صحة كلامي هذا؟ "، ولا تقفز من مسألة إلى مسألة.
وتذكر أننا في الأصل نناقش سؤالك: " ما الفرق بين هذا الكلام وبين كلام الاشعرية والماتريدية القائلين بقدم القرآن و أن معناه كان قائما بالذات المقدسة قبل ان ينزل به جبريل وقد يعبرون عنه بالكلام النفسي؟ "، وسؤالك الأخير هذا هو اعتراض آخر على كلام الشيخ صالح غير الأول، فلا أدري هل لجأت إليه لعلمك ببطلان اعتراضك الأول؟! إن كان كذلك، انتقلنا لاعتراضك الثاني هذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/74)
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[03 - 03 - 10, 11:58 م]ـ
ماذا تريد بقولك: " ومعناه قائم به قبل ذلك "؟ هل تريد بالمعنى (الكلام النفسي) أم شيئاً آخر؟
الله المستعان ... إذا عز أخوك فهن. طيب يا طيب:
لست أقصد ب"المعنى" مدلول اللفظ،ولكني أعني به ما يمكن تسميته بالصورة التخييلية للفظ والمعنى جميعا حال قيامهما بذاته،
ـ[محمد براء]ــــــــ[04 - 03 - 10, 12:24 ص]ـ
تفسير الشيء بما هو أغرب منه عيب عند أهل النظر، وليس عند أهل السنة ولا غيرهم صفة اسمها " الصورة التخييلية "، فهل تريد صفة العلم أم صفة أخرى؟
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[04 - 03 - 10, 11:08 ص]ـ
الله المستعان ...
لست أقصد ب"المعنى" مدلول اللفظ،ولكني أعني به ما يمكن تسميته بالصورة التخييلية للفظ والمعنى جميعا حال قيامهما بذاته،
أنا لم أنسب هذا الكلام ـ كما هو ظاهر ـ لقائل معين. ثم إن "القوة التخيلية" موجودة في الانسان ـ وقيل حتى بعض الحيوان ـ تلك القوة التي نستطيع بأذهاننا ـ بموجبهاـ تركيب ما لا يتركب في الخارج من الصور الجسمانية. (أعني به الحقيقي لا المجازي)
همسة: ليتك ترفق في كلامك وتترفق بإخوانك،فما كان الرفق في شيء الا زانه،ولو الحرص على الاستفادة مباحثتك لنفض كثير من الاخوة ايديهم من مجاوبتك،وقد اوتيت علما فألبسه حلما والسلام.
ـ[محمد براء]ــــــــ[04 - 03 - 10, 01:58 م]ـ
أخي الفاضل:
أنت تفسر (المعنى القائم بالله تعالى)، فهل تقصد الصورة التخيليلة في الإنسان أم صفة في الله تعالى تسميها " الصورة التخييلية " إن كان الأول، فكيف تفسر صفة لله بصفة في غيره؟، وإن كان الثاني فما هي هذه الصفة القائمة بالله؟ هل هي العلم أو غير ذلك؟
وصدقني إلى الآن لم أفهم من كلامك أدنى علاقة بين كلام الشيخ ومذهب الأشعرية والماتريدية!
فإن تكرمت بشرح ذلك بشكل واضح يظهر من خلاله الصلة بين كلام الشيخ وقول الأشعرية .. يكون ذلك أفضل من العبارات الموجزة التي لا أفهم مرادك منها.
ـ[أبوسهل العتيبي]ــــــــ[04 - 03 - 10, 03:13 م]ـ
همسة: ليتك ترفق في كلامك وتترفق بإخوانك،فما كان الرفق في شيء الا زانه،ولو الحرص على الاستفادة مباحثتك لنفض كثير من الاخوة ايديهم من مجاوبتك،وقد اوتيت علما فألبسه حلما والسلام.
سبحان الله
لماذا تحويل الموضوع الى ذات الشخص هل لأنه رجل سؤول فأجيبوا وأسألوا
كثير من المناقشات حرمنا من الفائدة بسبب التركيز على المتكلم وترك لب الكلام
لماذا الأنسان لا ينظر الى كلامه ويبدأ بنفسه
انظر ياأخي ابا العلياء _ ولتعذرني _ الى اسلوبك: اراك ولوعا اذا عز أخوك
واخرها همسة وهل الهمسة تكون بصوت عالي في العلن
ياأخوان قليل من الأنصاف واتركوا الأشخاص واقرعوا الحجة بالحجة واحتسبوا الأجر في ذلك
ـ[أبو عبدالله السكندري]ــــــــ[04 - 03 - 10, 05:18 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله
من متابعة مداخلات اخونا محمد البراء اعزه الله
نري انه اوتي ما لم يؤت كثير منا من سعة العلم
نسأل الله له الثبات والزيادة وان يلحقه بالصالحين
ولا نزكيه علي الله
ونري له اسلوبا فريدا في المناظرة
يري منه علمه بان تدقيق السؤال هو السبيل الي ازالة المبهم
فاذا استفهم منك علي عين سؤالك اجابك
ومن سنن الله التي اوضعها فينا الضيق بالضيق
اي اذا احسست بان المذاهب قد ضاقت من حولي
تضيق نفسي وقد يخفي السبيل وان كان موجودا
ويتفاوت الناس في ذلك
وفي عين كلام الاخ ابوالعلياءالواحدي مثل ما قلت من سمت اخينا محمد بما فيه
،ولولا الحرص على الاستفادة من مباحثتك
،وقد اوتيت علما
نسال الله لنا وله الزيادة
و قد رايت من حال الائمة لاقتصاد الاوقات الانصراف في كثير من الاحيان عن المناظرة وجها لوجه
واستبدالها بالمناظرة المتخيلة والرد علي ما يطرأ علي الذهن
مثل ان كان قصد فلان كذا فالرد كذا
وان كان قصد كلامه كذا فالرد كذا
ولازم كلامه كذا فيكون الرد كذا ومثله
وفي هذا خير ان اراد الله
فالسائل قد يجد ضالته وزيادة في ردود علي مسائل تفرعت عن سؤاله قد يكون ما استوضحها او طرأت علي باله
دون ان يضيق بضيق سؤال موجه الي شخصه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/75)
مع عدم وجود مانع من المناظرة قولا بقول وحجة بحجة عندما تسلم النفوس للمتناظرين مثل ثنائيات اخينا ابوقتادة واخينا محمد البراء فكل قد وسع صاحبه لعلمه بسلامة فهمه لما يقول ويحدث هذا لكثير من اهل العلم
اعود للمسالة
المسالة علي جزئين
اولهما تحقيق مذهب اهل السنة في المسالة
وثانيهما حقيقة قول الاشاعرة ومن علي شاكلتهم
قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في شرحه على الطحاوية: (هل القرآن الكريم حروفه ومعانيه مكتوب في اللوح المحفوظ؟
ج/ نعم، كما قال سبحانه: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌفِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) وقال: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُوم وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ، إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ،فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ) الله جَعَلَ القرآن في اللوح المحفوظ مكتوباً قبل أن يتكلم به ... ثم هو تكلم به فسمعه منه جبريل.)
وهذه عقيدة عظيمة عند اهل السنة أن القران ومثله القدر وكل شئ من أمر هذا الخلق مما يلي القلم مكتوب في اللوح المحفوظ
قال اخونا العلوشي الشنقيطي
اري ان المحل زلت فيه اقدام
اقوام والناجي من نهج منهج السلف
ولم يتشبع بمالم يعط فالله اخبر عن كتابه انه: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌفِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ)
: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُوم وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ، إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ،فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ)
فلننظر الى ما قال السلف في تفسير هذا ولنعض عليه النواجذ
فالحذر الحذر
يتسائل اخينا ابو العلياء الواحدي
وعليك أن تخبرني الآن إن كان الله تعالى قد أملى على القلم القرآن (فيكون قد تكلم به قبل وجود النبوات)، أم أنه تعالى أفاض عليه من علمه فعلمه القرآن (القلم) من غير أن يتلوه عليه (وهذا اختيار لا أظنك تقول به ولا بلازمه)؟
ويسأل اخونا ابو الحسنات الدمشقي
فما هي هذه الصفة القائمة بالله؟ هل هي العلم أو غير ذلك؟
فيتعين سؤال هنا هل هناك دليل يتناول هذه المسالة الدقيقة
وهي كيفية كتابة القلم للمقادير والقران
هل كان كلمة كلمة فيكون سبحانه وتعالي قد تكلم بالقران عند كتابته في اللوح
او ان القلم أُمر فكتب والكيفية من علم الله الذي لم يصلنا به دليل فنسكت حتي لا تزل الاقدام
"أول ما خلق الله القلم، فقال له اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء " الحديث في مسلم / ابو داود / الترمذي/ احمد (من حديث عبادة ابن الصامت
ولكي نفهم هذه المسالة تراجع مداخلات الاخوة في مسالة حدوث القران
فهي مثلها وقريبتها
ومبدئها هذه المسألة
فاسال الاخ البراء افراد المسالتين لكي تعم الفائدة
استغفر الله استغفر الله استغفر الله
ـ[محمد براء]ــــــــ[05 - 03 - 10, 11:03 م]ـ
هل هناك دليل يتناول هذه المسالة الدقيقة
وهي كيفية كتابة القلم للمقادير والقران
هل كان كلمة كلمة فيكون سبحانه وتعالي قد تكلم بالقران عند كتابته في اللوح
او ان القلم أُمر فكتب والكيفية من علم الله الذي لم يصلنا به دليل فنسكت حتي لا تزل الاقدام
"أول ما خلق الله القلم، فقال له اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء " الحديث في مسلم / ابو داود / الترمذي/ احمد (من حديث عبادة ابن الصامت
أحسن الله إليك، وما أثنيت به عليَّ دليل على حسن ظنك بأخيك وكريم خلقك وطيب محتدك.
أما ما سألتني عنه، وهو كيفية كتابة القلم للمقادير، فلا أعرف آية أو حديثاً فيه بيان تلك الكيفية.
وينبغي الانتباه إلى أن جبريل تلقى القرآن مسموعاً من الله تعالى، ولم يأخذه عن المكتوب في اللوح المحفوظ.
والله تعالى أعلم.(62/76)
ولي ينتظر الرجال والنساء عند باب السلام بمكة،،، فما الحكمة من ذلك .. ؟؟!!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[26 - 02 - 10, 11:27 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه .. وبعد:
ولازلنا مع سلسلة الدجل والخرافة وهذه المرة مع أحد الأولياء المتظاهرين بالفسق والمجون .. !!
ذكر العلامة أحمد بن حسن العطاس عن أحد الأولياء المجاذيب مايلي:
(وكان بمكة عند باب السلام واحد من المجاذيب، وإذا خرج أحد من الناس ذكرا كان أو أنثى قبض على فرجه، ومن قبض على فرجه ذلك المجذوب لم يعص الله أبدا) .. !!
[مجموع كلام الحبيب أحمد بن حسن العطاس، لمحمد عوض بافضل ص 72] .. !!
لاتعليق .. !!
وطوبى لمن احترم عقله .. !!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[26 - 02 - 10, 11:29 م]ـ
كرامة صوفية برواية الغماري: ولي صوفي يشرب بوله ويأمر من بجانبه أن يمسك له. . . ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=187772)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[28 - 02 - 10, 03:31 ص]ـ
شيخ صوفي: بعد أن طلب الإمداد من الكلاب،،، استشفع بالحرباء .. !! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=203603)
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[28 - 02 - 10, 12:25 م]ـ
اضحكتني بارك الله فيك
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[01 - 03 - 10, 02:15 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[01 - 03 - 10, 04:39 م]ـ
لاتعليق .. !!
لا تعليق .. !!(62/77)
هل يوجد في هذه القصيدة غلو لو سمحتم
ـ[مراد باخريصة]ــــــــ[27 - 02 - 10, 09:59 ص]ـ
http://www.grnaas.com/vb/showthread.php?60204- قصيدة- ((-في-نهج-البردة-)) -للشاعر-يحيى-فتلون(62/78)
هذا (النجدي) .. كان يسخر من كتاب (كشف الشبهات)، ثم تغير حاله
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - 02 - 10, 02:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هو الشيخ محمد بن إبراهيم السناني – رحمه الله -، المتوفى عام (1269هـ)، ترجمته في " علماء نجد " للشيخ البسام (5/ 472)، ومجلة الدرعية (ربيع الآخر 1422هـ).
تبع في أول أمره بعض المغرضين من أعداء دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – السلفية، حيث شوّهوا صورتها عنده، وحذّروه من قراءة كتب الشيخ؛ لاسيما كتاب " كشف الشبهات "؛ فطاوعهم مغترًا بهم. ثم يسّر الله له زيارة بعض البلدان، فهاله ما رآه فيها من الانحرافات العقدية، وصرف أنواعٍ من العبادة لغير الله، فعلم قيمة دعوة الشيخ الإصلاحية، وأثرها الطيب، وعزم على قراءة كتب الشيخ: (فأُولِع بها، وشغف باتباعها، وقال كلمة وقصيدة في هذه الحال التي مرّت به) - كما يقول الشيخ البسام -، ثم أورد الشيخ البسام كلامه وجزءًا من قصيدته.
وهاهما (كاملان) من وثيقة أهدانيها الأخ الكريم الشيخ: عبدالله البسيمي – حفظه الله -:
قال الشيخ محمد بن إبراهيم السناني - رحمه الله -:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين، و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين، كنت في أول الأمر مع أناس من جماعتنا، نسمي "كشف الشُبه": جمع الشُبه، و لم أرها، و لم أطالع فيها، و لو طُلبتْ مني المطالعة فيها لم أقبل، بغضًا لمؤلفها رحمه الله تعالى، وسبب ذلك الجهل ظنيت بقوم خيرًا، فنسأل الله لنا و لهم الهداية إلى صراطه المستقيم، فأغروني و لبّسوا عليّ، فغلب عليّ الهوى و التعصب، فمن بغضائي للشيخ رحمه الله، لم أقبل أن أنظر في كلامه، فلما سافرت إلى بعض الآفاق، و رأيت اختلاف الناس و كثرة من أعرض عن الهدى، و نكب عن الصراط المستقيم، و الصراط المستقيم أوضح من الشمس، و لكن أكثر الناس عميٌ عنه، و لا عجب، فهل يرى الشمس أعمى العينين؟ فعمى القلب أشد، و العياذ بالله، فعند ذلك دعوت الله سبحانه و تعالى واضعًا خدي على التراب، ملتجئا إلى رب الأرباب، مناديًا للملك الوهاب: اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات و الأرض، عالم الغيب و الشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، فأزال الله وله الحمد عني التعصب و الهوى، و أبدله بالإنصاف و الهدى، و صار الحق عندي أحق أن يُتبع، كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "الرجوع إلى الحق خير من التمادي على الباطل"، فعنّ لي أن أطالع في "كشف الشُبه" لما كنا نسميها و ننفر عنها، فوجدتها كاسمها، كيف لا؟ وهي مشتملة على أجل المطالب، وأوجب الواجبات، فكانت جديرة أن تُكتب بماء الذهب، و هيجني إلى المطالعة فيها قول أناس من جماعتنا في مؤلفها مقالاتٍ لا يقولها من خالط الإيمان بشاشة قلبه، و لا من وجد حلاوة الإيمان، بل لا يقولها إلا من في قلبه غلٌ على سنن الرسول صلى الله عليه وسلم و القرآن، و إن أخفى ذلك في المقال، و أبداه في صفحات وجهه، يراه من له معرفة بهذا الشارة، فعند ذلك حُق لي أن أقول و إن رغمت منه أنوف، وعبست منه وجوه، فبُعدًا لتلك الأنوف والوجوه:
لقد ضل قوم سمو الكشف بالجمع * و قالوا مقالاً واجب الدفع و الرد
فجمع الشُبه مالفقوه ببغيهم * و تضليلهم من هد ما شِيد من ند
و قام بنصر الدين لله وحده * و تجريده التوحيد للواحد الفرد
و جاهد فيما قام فيه لربه * بماله و الأهلين حقًا و باليد
بدا بما أبدا بأول أمره * بتنفيذ إرسال إلى كل مشهد
بأن اعبدوا الله ربنا وحده * و لا تجعلوا منها له من ند
ألا فاعبدوه باتباع رسوله * فيا حُسن هذا الاتباع لذي الرشد
فلما رأوه قام بالحق صادعًا * و لا يخش فيه لومة لذوي الجحد
بغوه الغوائل حاولوا كل حيلة * كما رامه قُدمًا حيي بأحمد
و لكن رب العرش أعظم حارس * لمن عادى فيه في مغيب و مشهد
ألا إنكم من جهلكم و محالكم * أضللتم الجهال بالشتم والصد
و أشعرتمونا و الشعار لبينٌ * بأنكم وُرّاث من لاذ في وَد
فيا طالب الإنصاف بالعلم و الهدى * أما تنظرنْ كشف الشبه درة العقد
فقد حل فيه كشف ما كان مشكل * بأوضح تبيان و قول مسدد
فجازاه رب العرش خيرًا لأنه * أقام على التوحيد يهدي و يهتدي
وأورثه الفردوس و المنزل الذي * يُرى الله فيه بالعشيّ و بالغد
و من جرّد التوحيد لله ربه * و حكّم للمختار في كل مقصد
وصلِ وسلم يا إلهي على الذي * هو خير هادٍ للأنام إلى الرُشد
كذا الآل و الأصحاب و التابع الذي * تبعهم بإحسان لأطيب مورد
تعليق
رحم الله الشيخ السناني، الذي لزم الحق بعد أن عرفه، وعاد إليه بعد أن تنكر له، فلم يستكبر، أو يرضَ بالركون لواقعه، أو متابعة الضالين المضلين، بل لجأ إلى مولاه طالبًا منه أن يهديه صراطه المستقيم. وتأمل قوله: (فعند ذلك دعوت الله سبحانه و تعالى واضعًا خدي على التراب، ملتجئا إلى رب الأرباب، مناديًا للملك الوهاب: اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات و الأرض، عالم الغيب و الشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) الذي يشهد لصدقه في الطلب، ولذا كانت عاقبة أمره نجاحًا وفلاحًا، فكان حاله كحال الطفيل بن عمرو الدوسي - رضي الله عنه - في قصته المشهورة مع مَن أرادوا صدّه عن دعوة الحق ..
أسأل الله أن يوفق ضال المسلمين ممن نشأ وتربى في بيئة بدعية بأن يكسر الحواجز التي تحول بينه وبين دعوة التوحيد والسنة، والاتباع الحقيقي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن ينهل من معينها (مباشرة)، دون وسائط مُكدّرة .. والله الهادي.
رسالة الشيخ السناني
http://www6.0zz0.com/2010/02/27/20/835570907.jpg
http://www6.0zz0.com/2010/02/27/20/720643450.jpg
كتاب (كشف الشبهات)
http://www6.0zz0.com/2010/02/27/20/685318496.jpg
لتحميل الكتاب
http://kabah.info/uploaders/norh/kshf.pdf
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/79)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[28 - 02 - 10, 02:44 م]ـ
كشف الله عنك الهموم والغموم والكرب في الدنيا ويوم الدين .. وجزاك الله خيرًا
ـ[الحارثي ابوسهل]ــــــــ[28 - 02 - 10, 03:14 م]ـ
أحسنت أحسن الله إليك
وشكر الله لك وللشيخ البسيمي
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[28 - 02 - 10, 05:30 م]ـ
نفع الله بكم ياشيخ سليمان ...
وجزاكم خيرا ..
ومن العجائب أنه حدثني بعض أهل العراق من ضواحي بغداد ..
يقول: كان لكتاب " كشف الشبهات" وقع آخر لدينا ..
حيث كنا نجمع أهل القرية .. ونطلب منهم عرض ما لديهم من الشبه العقدية ...
فيعرضونها .. فوجدنا شبههم كلها موجودة في الكشف .. مع الرد عليها ..
فحصل بهذا العرض والرد نفع عظيم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 02 - 10, 06:43 م]ـ
سبحان الله العظيم أثرت يا شيخ سليمان في نفسي قصةً شهدت أحد فصولها تعرفت على أخ لنا من إحدى البلاد وكان ظاهره السنة ومن الحديث قال لي أنه لم يكن سنياً ثم هداه الله بعد ... قلت له كيف كان هذا وهو قد تعلم العلم في بلاده على يد أناس لم يكونوا من أهل السنة!! قال لي وقع بين يدي كتاب كشف الشبهات فقرأته وكان سبباً لذلك و لا أزال (والكلام له) أعيد قراءة هذا الكتاب بين الفينة والأخرة ..... فالحمدلله على فضله
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[01 - 03 - 10, 06:55 م]ـ
-[التعريف الموجز بكتاب (كشف الشبهات) وبعض شروحه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24944) ] للشيخ (الراية).
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[01 - 03 - 10, 07:51 م]ـ
بارك الله فيكم شيخ "سليمان" وأحسن الله إليكم على هذه الدرر ..
وصدق أحد الإخوة من طبة العلم الفضلاء إذ قال لي يوما ما ما معناه: (من درس تاريخ نجد ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله تعالى-و أحفاده و من تبعه عليها من علماء نجد؛ لاستفاد منها الكثير خاصة في معرفة واقع الجزائر والدعوة إلى التوحيد فيها!) ..
وسبحان الله الكثير من أتباع الطرق الصوفية لا يقرأ كتب الشيخ الإمام لأن الرؤوس ينفرون منها، ويشوهون صورته بأنه تكفيري وو .. الخ.
ولشيخنا العلامة صالح آل الشيخ-نفع الله به-توجيه مفيد في شرحه على (كشف الشبهات) حول دراسة كتاب (بلوغ الأرب في معرفة حال العرب) للأديب الموحد محمود شكري الألوسي، لمعرفة حال العرب في الجاهلية بعبادتهم المختلفة، لكي يتأهل الطالب ويوكن قويا في ردِّ الشبهات. وقد نصحني أحد الإخوة بكتاب أظنه للشيخ عيسى حول الدعوة في نجد نسيت اسمه!
ومما نصح به الشيخ صالح بعض طلبة العلم -بارك الله فيه-تجميع الشبه المثارة حول التوحيد في المناطق التي تروج فيها مع الرد عليها و جعلها كمذكرة لضبط ما فيها اثناء الدعوة إلى التوحيد .. وما إلى ذلك ..
وحسبنا الله و نعم الوكيل.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[02 - 03 - 10, 07:43 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً
قام بعض الإخوة في التسعينيات باستنساخ الكتاب وتغير اسم المؤلف رحمه الله فكتبوا (محمد بن سليمان التميمي) ونشروه فكان له أثر عظيم، فالشيعة السبئية شوهوا اسم شيخ الإسلام فلا يقبل العوام أن يقرؤوا كتبه بل اليوم قد يؤدي كتاب عليه اسم الشيخ إلى قتل صاحبه على أيدي ميليشيات السبئية كجيش المهدي ومنظمة بدر، ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[03 - 03 - 10, 02:46 م]ـ
"و هيجني إلى المطالعة فيها قول أناس من جماعتنا في مؤلفها مقالاتٍ لا يقولها من خالط الإيمان بشاشة قلبه"
سبحان الله ... و أعلم سابا من أسبانيا كان مما هيجه إلى التعرف على الإسلام, ما يراه من مبالغة الإعلام الغربي في الحط على الإسلام!
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[03 - 03 - 10, 07:54 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً
قام بعض الإخوة في التسعينيات باستنساخ الكتاب وتغير اسم المؤلف رحمه الله فكتبوا (محمد بن سليمان التميمي) ونشروه فكان له أثر عظيم، فالشيعة السبئية شوهوا اسم شيخ الإسلام فلا يقبل العوام أن يقرؤوا كتبه بل اليوم قد يؤدي كتاب عليه اسم الشيخ إلى قتل صاحبه على أيدي ميليشيات السبئية كجيش المهدي ومنظمة بدر، ولا حول ولا قوة إلا بالله
الأخ الكريم"فلاح": وقد فعل مثل ذلك الشيخ العلامة تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى ..
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[03 - 03 - 10, 11:13 م]ـ
رحم الله الإمام العظيم محمد بن عبد الوهاب، فقد كان مجاهدا بقلبه ولسانه ويده لنصرة دين الله، وهداية الخلق فكانت دعوته تجديدا لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، لم يركن إلى الدعة والخمول كما ركن غيره، فخلَّد الله ذكره الطيب في نفوس العالمين، وأخمد ذكر المناوئين لدعوته، الصادين عنها.
حاول أعداؤه قتله واغتياله مرات، ولكنَّ الله حفظه بعنايته وأمد في عمره حتى عاش فوق التسعين نكاية في المعتدين دعاة الشرك بالله رب العالمين.
ولو كان صوفية عصرنا صادقين في البحث عن الحق لهداهم الله إلى توحيده ونبذ ما هم عليه من الشرك، ولكنهم قوم استثقلوا التكاليف وستراحوا للمألوف فصدهم ذلك عن الدين الحنيف.
وجزى الله شيخنا الفاضل سليمان الخراشي كل خير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/80)
ـ[حمد القحيصان]ــــــــ[05 - 03 - 10, 06:46 م]ـ
الشَّيخ الفاضِل؛ سُلَيمان الخراشي - وفَّقَهُ الله - ..
جُزيتَ الجَنَّةَ وَما قَرَّبَ إلَيْها مِن قَولٍ وَعَمَل.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - 03 - 10, 05:17 م]ـ
الإخوة: المشايخ الكرام
أبازارع المدني – الحارثي أبوسهل – عبدالعزيز النجدي – أباالحسن الأثري – عبدالحق آل أحمد – فلاح البغدادي – خطاب القاهري – هشام أبوزيد – حمد القحيصان
شرفت بمروركم، بارك الله فيكم، ونفع بجهودكم ..
ـ[ابو سمية الأثري]ــــــــ[24 - 03 - 10, 06:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[24 - 03 - 10, 07:47 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء شيخنا سليمان
والله إني لأحبك وأحب كلامك
بارك الله بك وكتب لك أجرك ورفع لك قدرك.
ـ[المشتاقة للطاعه]ــــــــ[30 - 03 - 10, 12:42 م]ـ
سبحان الله
اللهم اهدنا الى سبيل الحق
ـ[نايف النايف]ــــــــ[30 - 03 - 10, 06:16 م]ـ
سبحان الله
ـ[صالح عبد الله التميمي]ــــــــ[31 - 03 - 10, 12:10 ص]ـ
بارك الله بجهودك شيخنا الفاضل .. ورحم الله الأمام / محمد بن عبدالوهاب
ـ[أبو العباس ياسين علوين المالكي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 03:30 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[07 - 04 - 10, 07:55 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخ "سليمان" وأحسن الله إليكم على هذه الدرر ..
وصدق أحد الإخوة من طبة العلم الفضلاء إذ قال لي يوما ما ما معناه: (من درس تاريخ نجد ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله تعالى-و أحفاده و من تبعه عليها من علماء نجد؛ لاستفاد منها الكثير خاصة في معرفة واقع الجزائر والدعوة إلى التوحيد فيها!) ..
وسبحان الله الكثير من أتباع الطرق الصوفية لا يقرأ كتب الشيخ الإمام لأن الرؤوس ينفرون منها، ويشوهون صورته بأنه تكفيري وو .. الخ.
ولشيخنا العلامة صالح آل الشيخ-نفع الله به-توجيه مفيد في شرحه على (كشف الشبهات) حول دراسة كتاب (بلوغ الأرب في معرفة حال العرب) للأديب الموحد محمود شكري الألوسي، لمعرفة حال العرب في الجاهلية بعبادتهم المختلفة، لكي يتأهل الطالب ويوكن قويا في ردِّ الشبهات. وقد نصحني أحد الإخوة بكتاب أظنه للشيخ عيسى حول الدعوة في نجد نسيت اسمه!
ومما نصح به الشيخ صالح بعض طلبة العلم -بارك الله فيه-تجميع الشبه المثارة حول التوحيد في المناطق التي تروج فيها مع الرد عليها و جعلها كمذكرة لضبط ما فيها اثناء الدعوة إلى التوحيد .. وما إلى ذلك ..
وحسبنا الله و نعم الوكيل.
نعم بارك الله فيكم. لقد جربت هذا بنفسي ولو انني لم أقرا عن الجاهلية (إلا سماع شرح مسائل الجاهلية قديما أو بعض المقالات) لكنني عندما اناقش القبوريين في عبادات الجاهلية البعض منهم ينقطع والاخر يحيد. فهم من أجهل الناس بمسائل الجاهلية.
وارجو أن اجد وقتا لقراءة كتاب الالوسي أو شرحه لمسائل الجاهلية للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
وجزا الله الشيخ الخراشي على الفوائد. و الاخ صاحب التوقيع التالي:
"أجمع العارفون بالله بأن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات، وأن عبادات الخفاء هي أعظم أسباب الثبات"
وللصوفية شبهات من عقيتهم الاشعرية لذا الاطلاع على الردود على الاشاعرة مفيد.
وتشجيعا للاخوة على دراسة كشف الشبهات اضع رابطا فيه مقطع صوتي وتفريغ لرد تأصيلي للشيخ صالح آل الشيخ على شبهة الاسباب.
(نص و صوت)
http://shirarr.blogspot.com/2009/09/blog-post_20.html
ـ[أسلم اليعربي]ــــــــ[14 - 04 - 10, 07:33 ص]ـ
اللهم أنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[28 - 04 - 10, 10:05 م]ـ
حبيبى الشيخ سليمان مازلت تمتعنا بمقالاتك الجميلة غفر الله لك واسكنك الجنة
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[02 - 05 - 10, 04:00 م]ـ
هذه القصة شبيهة بما حدث لأحد علماء الهند ـوكان ممن يحذر من الشيخ محمد بن عبدالوهاب ـ فأتوه بكتاب التوحيد، وقد نزعوا غلافه، فقرأه كاملا ثم قال: هذا والله هو الدين الحق، وإنه على نسق صحيح البخاري.
فلما أتوه بالغلاف، ذهل، وأقر بالحق، فكان بعدها من أنصار دعوة التوحيد. ولله الحمد.(62/81)
الفلسفة وعلوم الآلة
ـ[ابن حنتوش]ــــــــ[28 - 02 - 10, 02:51 م]ـ
هل يمكن اعتبار الفلسفة من علوم الآلة لدراسة وتطبيق الشريعة؟؟
ام ان الفلسفة التي لها يد خفية في معظم ماندرسه حاليا هي ((شرّ كله)) كما يقول البعض؟؟
ـ[أبو عبدالله السكندري]ــــــــ[28 - 02 - 10, 04:07 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله
هل المقصود بالفلسفة علم الفلسفة الاصطلاحي
بما يشمله من مقارنة للمذاهب الفلسفية المغرقة في البعد عن الصواب والتي حادت باصحابها عن الحق
ان كان هذا المقصود فهو مندوب لزمرة قليلة من الاثبات من اهل العلم الذين يرابطون علي حمي هذه الامة خوفا من التيارات الفكرية المنحرفة
اما ان كان المقصود هو علوم العقل عامة من المنطق والنظر العقلي لبيان الحكمة والتعليل للادلة وعلوم الحساب وما يماثلها فهو مندوب لطلبة العلم كافة حيث تساعدهم هذه العلوم علي تقوية ملكة الاستنباط والفطنة والنظر في الادلة والقياس
وتدريسها مع علوم اصول الفقه مقترن في التحرير منذ زمن
وافرادها بالدراسة قد يشغل عن العلوم الاولي منها
هذا رايي واسال الله السداد
من كان من الاخوة عنده نقل عن الائمة الاعلام او علمائنا الاجلاء فلا يبخل علينا به(62/82)
لم لا تعد هذه الآيات من آيات الصفات؟
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[28 - 02 - 10, 03:41 م]ـ
السلام عليكم
لم لا تعد هذه الآيات من آيات الصفات مع كون أن الصفة فيها أضيفت لله والقاعدة أن الصفة إذا أضيفت فالمراد منها الصفة؟
قوله تعالى: " فأينما تولوا فثم وجه الله " - " في جنب الله "؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[01 - 03 - 10, 12:06 ص]ـ
ما يضاف إلى الله تبارك اسمه فيه تفصيل:
فمنه ما لا يقوم بنفسه كيد الله ووجه الله فيكون صفة.
ومنه ما يقوم بنفسه كعرش الله وبيت الله وناقة الله فلا يكون صفة.
وجنب الله ليس صفة بالإجماع وقد تكلم أهل التفسير في معنى الآية فليراجع. وأهل البدع يتهمون اهل السنة بإثبات الجنب ولم يقل معتبر من أهل السنة بان الجنب صفة لله.
أما الآية الأخرى فإن الوجه بمعنى الجهة والوجهة كما بين الشيخ ابن تيمية ونقل ذلك عن بعض السلف ونقله البيهقي في الأسماء والصفات وابن تيمية في المجموع وابن عبد الهادي عن ابن تيمية في ترجمته المسماة بالانتصار.
وللحديث بقية.
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[01 - 03 - 10, 01:29 ص]ـ
اما قولك ليس احد معتبر قال بصفة الجنب
فهذا النقل غلط بل ابن القيم الامام وابوعمر الطلمنكي يقولون باثبات صفة الجنب لله تعالى وانها صفة ثابته لله تعالى كما تضاف له سائر الصفات ذكر ذلك في مختصر الصواعق فليراجع
فنقل الاخ ابوقتادة بارك الله فيه الاجماع على عدم اعتبار الصفة ثابته لله تعالى لايصح هذا النقل اذ خولف في ذلك من هذين الامامين الجليلين
وليس الكلام في مسالة الراجح من عدمه وانما الكلام في من ذكره من اهل العلم رحمهم الله تعالى
وكون اهل البدع يتهمون اهل السنة باثبات الصفات فلاينكر الحق لمجرد تشنيع الجهلة الاشاعرة ونحوهم فهم ينكرون على اهل السنة والجماعة اهل الحديث والاثر مايقولونه في الصفات الموافق فيه جمهور الصحابة والتابعين من اثبات الصفات فلا عبرة بانكارهم الاشاعرة
اما اية (فأبنما تولوا فثم وجه الله) فقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مناظرة في الواسطية ان هذه الاية ليست من ايات الصفات ونقل ذلك عن الامامين مجاهد والشافعي رحمهم الله تعالى راجع الفتاوى
3/ 193 والجواب الصحيح4/ 414
مغ ان ابن القيم رحمه الله تعالى يقول انها من اية الصفات كما ذكره في مختصر الصواعق 3/ 1010 تحقيق د. الحسن بن علي العلوي
ولابن خزيمة رحمه الله تعالى كلام جميل جدا في كتابة التوحيد حيث قال ولايقال هذا الكلام الا لمن هو متصف بهذه الصفة فعندما تقول العرب لولا يد لك عندي -يريدون النعمة- وهي في هذا السياق تكون بمعنى النعمة
فان المعنى صحيح لكن لاتقول ذلك الا وهذا الشخص من ذوي الايدي وكذلك صفة الوجه فلما تقول العرب اقبل وجوه القوم يريدون اشرافهم فهم لايقولون هذا القول الا وهم من ذوي الوجوه اصلا (بتصرف)
وللدارمي رحمه الله تعالى كلام قريب من هذا في كتابه الرد على بشر المريسي
وللحديث بقية ان شاء الله تعالى
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[01 - 03 - 10, 01:31 ص]ـ
الذي يثبته أهل السنة هو الكنف وليس الجنب!
وانقل كلام ابن القيم وأبي عمر لنتحقق.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[01 - 03 - 10, 01:39 ص]ـ
قال شيخ الإسلام في ((الجواب الصحيح)) (3/ 145، 146): ((000لا يُعرف عالم مشهور عند المسلمين، ولا طائفة مشهورة من طوائف المسلمين، أثبتوا لله جنباً نظير جنب الإنسان، وهذا اللفظ جاء في القرآن في قوله: ?أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ? (الزمر:56) فليس في مجرد الإضافة ما يستلزم أنَّ يكون المضاف إلى الله صفة له، بل قد يضاف إليه من الأعيان المخلوقة وصفاتها القائمة بها ما ليس بصفة له باتفاق الخلق؛ كقوله تعالى: ?بَيْت الله?، ?ناقَة الله?، و?عِبَاد الله?، بل وكذلك ?رُوح الله? عند سلف المسلمين وأئمتهم وجمهورهم، ولكن؛ إذا أضيف إليه ما هو صفة له وليس بصفة لغيره؛ مثل كلام الله، وعلم الله، ويد الله، ونحو ذلك؛ كان صفة له.
وفي القرآن ما يبين أنه ليس المراد بالجنب ما هو نظير جنب الإنسان؛ فإنه قال: ?أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ?، والتفريط ليس في شيء من صفات الله عَزَّ وجَلَّ، والإنسان إذ قال: فلان قد فرط في جنب فلان أو جانبه؛ لا يريد به أنَّ التفريط وقع في شيء من نفس ذلك الشخص، بل يريد به أنه فرط في جهته وفي حقه.
فإذا كان هذا اللفظ إذا أضيف إلى المخلوق لا يكون ظاهره أنَّ التفريط في نفس جنب الإنسان المتصل بأضلاعه، بل ذلك التفريط لم يلاصقه؛ فكيف يظن أنَّ ظاهره في حق الله أنَّ التفريط كان في ذاته؟!)).اهـ.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[01 - 03 - 10, 01:40 ص]ـ
وقال ابن القيم في ((الصواعق المرسلة)) (1/ 250): ((000 فهذا إخبار عما تقوله هذه النفس الموصوفة بما وصفت به، وعامة هذه النفوس لا تعلم أنَّ لله جنباً، ولا تقر بذلك؛ كما هو الموجود منها في الدنيا؛ فكيف يكون ظاهر القرآن أنَّ الله أخبر عنهم بذلك، وقد قال عنهم: ?يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ? (الزمر: 56)، والتفريط فعل أو ترك فعل، وهذا لا يكون قائماً بذات الله؛ لا في جنب ولا في غيره، بل يكون منفصلاً عن الله، وهذا معلوم بالحس والمشاهدة، وظاهر القرآن يدل على أنَّ قول القائل: ?يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ?؛ ليس أنه جعل فعله أو تركه في جنب يكون من صفات الله وأبعاضه)).اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/83)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[01 - 03 - 10, 01:41 ص]ـ
وليراجع هذا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95850
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[01 - 03 - 10, 02:28 ص]ـ
صدقت اخي الحبيب اخطات انا في النقل عن ابن القيم وقد رجعت للكتاب فوجدة كلامه في المجلد الاول من مختصر الصواعق 1/ 55 بل نقل رحمه الله تعالى وقال في صفحة 56 مانصه: فعلى تقدير ان يكون الساق والجنب من الصفات فليس في ظاهر القران مايوجب الا يكون له الا جنب واحد او ساق واحده .... الى اخر كلامه رحمه الله تعالى
والوهم مني في النقل ... فجزاك الله خيرا على التنبيه
لكن ذكر الشيخ منصور السماري محقق كتاب نقض عثمان بن سعيد الدارمي على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله في التوحيد
فقال الدارمي رحمه الله تعالى باب الجنب ص517 تحقيق الشيخ منصور السماري قال المحقق ما هو نصة: وقد ورد عن بعض السلف من اهل العلم اثبات صفة الجنب لله تعالى منهم: ابوعمر الطلمنكي في كتاب السنة له قال: باب الجنب لله وذكر الاية نقل ذلك الذهبي في سير اعلام النبلاء17/ 569 وكذا عن بعض الحنابلة اثباته روى ذلك ابو يعلى في ابطال التاويلات وذهب الى هذا كذلك صديق حسن خان في كتابه قطف الثمر في يبان عقيدة اهل الاثر
فرجعت للترجمة الامام احمد بن محمد بن عبدالله با ابي عيسى المعافري الاندلسي الطلمنكي 17/ 569 تحقيق شعيب الارنؤوط طبعة مؤسسة الرسالة
فقال الذهبي رحمه الله تعالى عنه وقد رايت له كتابا في السنة في مجلدين عامته جيد وفي بعض تبويبه مالايوافق عليه ابدا مثل باب الجنب ثم ذكر الاية قال الذهبي معقبا رحمه الله تعالى فهذه زلة عالم
اما كلام ابو يعلى الفراء فذكره في الجلد الثاني 2/ 427 بتحقيق محمد النجدي دار ايلاق الدوليه
فحكى شيخنا ابو عبدالله في كتابة عن جماعة من اصحابنا الاخذ بظاهر الاية في اثبات الجنب صفة له تعالى
ثم ساق كلام ابن بطة وانه يقول الجنب ليس صفة لله تعالى فجنب الله يعني امر الله فهذا يمنع ان يكون الجنب صفة لله والصحيح عندي _الكلام لابي يعلى ان الجنب ليس صفة لله تعالى
اما ماذكره عن صديق حسن خان فقد راجعت الرسالة فوجدت صديق حسن خان ذكر هذه الصفة لله تعالى صفحه 42 م كتابه قطف الثمر في بيان عقيدة اهل الاثر منشورات دار الكتب العلمية لمحقق محمد امين الضناوي
انتهى النقل
وذكرت اني اخطات عن الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في النقل وهو وسبق كتابة مني والله الموفق للصواب
(اللهم غفرا)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[02 - 03 - 10, 04:31 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا!
أما عن أبي عمر الطلمنكي فلا يتابع على هذا،،،،
وليراجع ما سطرته عن صفة الكنف في هذا الرابط غير مأمور:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=200527
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[05 - 03 - 10, 12:49 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ولكن سؤالي بأن هذا خرق للقاعدة "بأن الشيء الذي لايقوم بذاته إذا أضيف لله فالمراد به الصفة"،
والجنب والوجه في الآيتين السابقتين أضيفا لله ومع ذلك قال شيخ الإسلام رحمه الله ليسا من آيات الصفات؟
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[06 - 03 - 10, 11:02 م]ـ
ذلك لان الشيخ فسرهما بما يقوم بنفسه ولو معنى.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[11 - 03 - 10, 11:27 م]ـ
بقول الشيخ الدكتور عبد الرزاق البدر في كتابه القول السديد الذي رد فيه على أباطيل المدعو حسن السقاف التي سودها في رسالته التنديد بمن عدد التوحيد.
قال الكاتب ص (17) يعني - به السقاف -: "وقد أثبت ابن القيم أيضاً جنباً لله تعالى عما يقول!! واستنبط ذلك من قوله تعالى {يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللهِ} (2) ففي الصواعق المرسلة (1/ 250) ومختصر الصواعق للموصلي ((1) /33) ما نصه: "هب أنَّ القرآن دلَّ على إثبات جنب هو صفة، فمن أين لك ظاهره أو باطنه على أنَّه جنب واحد وشقٌّ واحد؟ ومعلوم أنَّ إطلاق مثل هذا لا يدل على أنَّه شق واحد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين "صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب" وهذا لا يدل على أنَّه ليس للمرء إلا جنب واحد" ا. ه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/84)
قلت – لا يزال الكلام للسقاف -: وهل يصح قياس الله سبحانه وتعالى بعمران بن حصين وتشبيهه به؟! وهل يقول أحد من الموحدين أنَّ لله جنباً؟!.
والله ما الإتيان بمثل هذا الكلام إلا رجوع للوثنية الأولى ف {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ}!!!! ".
قلت – الكلام للشيخ عبد الرزاق-: ما أعظم جرأتك على التدليس والتلبيس والكذب، فإنَّ ابن القيم رحمه الله أجل قدراً وأرفع مكانة وأنبل منزلة من هذا الذي بهته به.
قال رحمه الله: "السادس: أن يقال: من أين في ظاهر القرآن إثبات جنب واحد هو صفة لله؟ ومن المعلوم أن هذا لا يثبته أحد من بني آدم، وأعظم الناس إثباتاً للصفات هم أهل السنة والحديث لايثبتون أنَّ لله تعالى جنباً واحداً ولا ساقاً واحداً.
قال عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على المريسي: وادعاء المعارض زوراً على قوم أنَّهم يقولون في تفسير قوله تعالى: {يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللهِ}، أنَّهم يعنون بذلك الجنب هو العضو، وليس ذلك على ما يتوهمونه.
قال الدارمي: فيقال لهذا المعارض: ما أرخص الكذب عندك وأخفه على لسانك، فإن كنت صادقاً في دعواك فأشر بها إلى أحد من بني آدم قاله،
وإلاَّ فلم تشنع بالكذب على قوم هم أعلم بهذا التفسير منك وأبصر بتأويل كتاب الله منك ومن إمامك، إنَّما تفسيرها عندهم: تحسر الكفار على ما فرطوا في الإيمان والفضائل التي تدعو إلى ذات الله واختاروا عليها الكفر والسخرية، فمن أنبأك أنَّهم قالوا: جنب من الجنوب؟ فإنَّه لا يجهل هذا المعنى كثير من عوام المسلمين فضلاً عن علمائهم. وقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "الكذب مجانب للإيمان"، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "لا يجوز من الكذب جدٌّ ولا هزلٌ"، وقال الشعبي: "من كان كذَّاباً فهو منافق"، والتفريط فعل أو ترك فعل، وهذا لا يكون قائماً بذات الله لا بجنب ولا غيره بل يكون منفصلا (1) عن الله تعالى، وهو معلوم بالحس والمشاهدة".
ثم قال ابن القيم "السابع: أن يقال: هب أنَّ القرآن دلَّ على إثبات جنب هو صفة ... " على وجه المجادلة للخصم والإلزام في مقام المناظرة. والكاتب اكتفى بنقل كلام ابن القيم هذا وترك ما قبله مما يوضح مراده ويبيّن مقصوده.
قلت: فيالله ما أعظم تشابه قلوب القوم وتعانق أهوائهم فالدارمي رحمه الله يقول للجهمي المعارض الذي ادعى على قوم أنَّهم يفسرون {فِي جَنبِ اللهِ} بالجنب الذي هو العضو، يقول له: ما أرخص الكذب عندك وأخفه على لسانك فإن كنت صادقاً في دعواك فأشر بها إلى أحد من بني آدم، وإلا فلم تشنع بالكذب على قوم هم أعلم بهذا التفسير منك، ثم ينقل معنى الآية عند أهل العلم بأنَّ المراد: ما فرطوا في الإيمان والفضائل، ويقول: لايجهل هذا المعنى كثير من عوام المسلمين فضلاً عن علمائهم، ثم يورد آثاراً عن السلف في التحذير من الكذب، وأنَّه مجانب للإيمان، وأنَّه صفة المنافقين، ولا يجوز منه جد ولا هزل، كل ذلك ذكره الدارمي ونقله ابن القيم بتمامه معتقداً له مستشهداً به وهو في نفس الصحيفة التي نقل منها الكاتب، فيتعامى عن ذلك كله، ويدعي أن ابن القيم يثبت الجنب صفة لله ويرجع بالأمة إلى الوثنية الأولى.
فنقول له مثل ما قاله الإمام الدارمي لسلفه: ما أرخص الكذب عندك وأخفه على لسانك فإنَّ معنى قوله: {فِي جَنبِ اللهِ}، أي: في دين الله أو في حق الله، وهذا معنى لا يجهله كثير من عوام المسلمين فضلاً عن الإمام العلامة المحقق ابن القيم رحمه الله تعالى.
ونقول للكاتب: ألم يردعك عن الكذب ما قرأته في الصحيفة نفسها: من قول أبي بكر رضي الله عنه: "الكذب مجانب للإيمان"، وقول ابن مسعود رضي الله عنه: "لا يجوز من الكذب جدٌّ ولا هزلٌ"، وقول الشعبي: "من كان كذَّاباً فهو منافق"، ألم يردعك ذلك كله عن الكذب فإنَّ فيه أعظم رادع، أم أنَّ الطبع غالب.
القول السديد في الرد على من انكر تقسيم التوحيد عبد الرزاق البدر حفظه الله ورعاه.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[12 - 03 - 10, 10:36 م]ـ
كلام الإمام الدارمي:
قال الدارمي: فيقال لهذا المعارض: ما أرخص الكذب عندك وأخفه على لسانك، فإن كنت صادقاً في دعواك فأشر بها إلى أحد من بني آدم قاله،
وإلاَّ فلم تشنع بالكذب على قوم هم أعلم بهذا التفسير منك وأبصر بتأويل كتاب الله منك ومن إمامك، إنَّما تفسيرها عندهم: تحسر الكفار على ما فرطوا في الإيمان والفضائل التي تدعو إلى ذات الله واختاروا عليها الكفر والسخرية، فمن أنبأك أنَّهم قالوا: جنب من الجنوب؟ فإنَّه لا يجهل هذا المعنى كثير من عوام المسلمين فضلاً عن علمائهم. وقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "الكذب مجانب للإيمان"، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "لا يجوز من الكذب جدٌّ ولا هزلٌ"، وقال الشعبي: "من كان كذَّاباً فهو منافق"، والتفريط فعل أو ترك فعل، وهذا لا يكون قائماً بذات الله لا بجنب ولا غيره بل يكون منفصلا (1) عن الله تعالى، وهو معلوم بالحس والمشاهدة".
يفهم منه حكاية الإجماع على أن أهل السنة لا يثبتون لله جنبًا وبذلك يصبح قول أبي عمر الطلمنكي ساقطًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/85)
ـ[سليم الله عابد بلتستاني]ــــــــ[13 - 03 - 10, 01:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"أينما تولوا فثم وجه الله "
يجب أن نراعي هنا نقطة مهمة وهي أن السلف الذين فسروا "الوجه" هنا ب "الجهة " لم يقصدوا به إنكار صفة الوجه لله عز وجل وإنما فسروا هذا اللفظ بهذا المعنى في هذا المقام الخاص ولكنهم يثبتون صفة الوجه في الأماكن الأخرى وليس معنى هذا أنهم ينكرون صفة الوجه لله كما ظن بعض الناس أن الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ يؤول صفة الوجه فلينتبه لهذا بارك الله فيكم(62/86)
كلام بديع للقرطبي زلزل الاحباش فقد تكلم بكلام ينسف معتقدهم في مسألة العلو والجهة
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[28 - 02 - 10, 04:40 م]ـ
كلام بديع للقرطبي زلزل الاحباش فقد تكلم بكلام ينسف معتقدهم في مسألة العلو والجهة عند تفسيره للآية 54 من سورة الاعراف فأخبروني
هل ما سيقوله كفر عند فرقة الاحباش أم لا
الكتاب: الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي
المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى: 671هـ)
تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش
الناشر: دار الكتب المصرية - القاهرة
الطبعة: الثانية، 1384هـ - 1964 م
عدد الأجزاء: 20 جزءا (في 10 مجلدات)
ج7ص219
قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) هذه مسألة الاستواء، وللعلماء فيها كلام وإجراء. وقد بينا أقوال العلماء فيها في الكتاب (الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى) وذكرنا فيها هناك أربعة عشر قولا.
والأكثر من المتقدمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري سبحانه عن الجهة والتحيز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة، فليس بجهة فوق عندهم، لأنه يلزم من ذلك عندهم متى اختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز، ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للمتحيز، والتغير والحدوث.
هذا قول المتكلمين
. وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله. ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة.
وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته(62/87)
المناظرة الصغرى في إثبات صفة اليدين لله تعالى بين سلفي وأشعري
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[28 - 02 - 10, 11:44 م]ـ
المناظرة الصغرى في إثبات صفة اليدين لله تعالى بين سلفي وأشعري
السلفي: أتثبت لله تعالى اليدين كما أثبت ذلك لنفسه في قوله (بل يداه مبسوطتان) وفي قوله رسوله صلى الله عليه وسلم (كلتا يديه يمين)؟
الأشعري: نعم، أثبت له يدين، وأقول: إن اليد بمعنى القدرة.
السلفي: إذن لله قدرتان لأنك تثبت بنص القرآن له يدين!
الأشعري: بل له قدرة واحدة فتوحيد صفاته يقتضي أنه ليس له صفتان من نوع واحد كما قرر ذلك أئمتنا ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1)).
السلفي: وأي شيء أفادت التثنية لليد التي بمعنى القدرة عندك!
الأشعري: أفاد ذلك توكيد المعنى.
السلفي: هذا مما لا نظير له في استعمال العرب اللغوي، وينفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم (كلتا يديه يمين) فإنه أثبت له يدين وأن كلتيهما يمين ويتعذر مع هذا البيان أن يكون له قدرتان كلتاهما يمين، أو له قدرة كما زعمت ثم يكون مناسبًا الاستطراد النبوي (كلتا يديه يمين!)، وكذلك قوله تعالى في خلق آدم: (لما خلقت بيدي) فلو كانت اليد هي القدرة لما خص آدم بأنه مخلوق بها إذ كل مخلوق فهو بقدرته سبحانه وتعالى.
الأشعري: إن كان آدم قد خلق بيد الله فإن سائر الخلق قد خلقوا بكلامه ولا تشريف لمخلوق بصفة على مخلوق بصفة آخرى.
السلفي: بل التشريف حاصل لآدم لأنه دون غير مخلوق بيدي الله تبارك اسمه، وغيره خلق بكلامه سبحانه وهذا تخصيص تشريفي ووجهه واضح وجلي.
ثم إن آدم كذلك مخلوق بكلامه تبارك وتعالى كما قال تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).
الأشعري: أقلني من القول بأن اليد بمعنى القدرة.
السلفي: أقلتك، وأخبرني بأي معنى هي!
الأشعري: هي بمعنى النعمة.
السلفي: واليدان هما النعمتان، ولكنهما أي نعمتين؟
الأشعري: نعمتا الدنيا والآخرة، أو نعمتا الدنيا الظاهرة والباطنة، أو نعمتا المطر والنبات التان بهما سائر النعم.
السلفي: هذا المعنى حصلته بضرورة أم بنظر؟
الأشعري: بنظر.
السلفي: فأنت على يقين بصحته أم على ظن.
الأشعري: على يقين بعدم خروج الصحة من أحد تلك المعاني، وكل بمعنى بمفرده فأنا على ظن من صحته.
السلفي: فمن اعتقد معنى من تلك المعاني يكون على يقين من صحته في نفسه، وتبرأ بذلك ذمته من تعظيم النص وإثبات الصفة أم لا؟
الأشعري: يكون على ظن، وتبرأ ذمته إن شاء الله.
السلفي: ولكن طريق العلميات هو طريق اليقين دون الظن، وتشوف الشارع إلى الاجتماع فيه دون التفرق ولا مرجح للاجتماع على معنى دون آخر. فلا مرجح للقدرة على النعمة ولا للنعمة على القوة ولا للقوة على القدرة، وتفسير اليد بالقدرة أو بالقوة أو بنحوهما من الصفات متعذر لتعذر اجتماع صفتين لله من نوع واحد، وتفسيره بالنعمة غير منضبط كما تقدم فيداخله الظن والاحتمال فيباين جادة اليقين التي هي مسلك الكلام في العلميات بل وأعظم العلميات صفات الرب تبارك وتعالى.
قال الفخر الرازي:" صرف اللفظ عن الراجح إلى المرجوح لا بد فيه من دليل منفصل.
وهو إما لفظي أو عقلي:
والأول: لا يمكن إعتباره في المسائل الأصولية لأنه لا يكون قاطعا لأنه موقوف على انتفاء الاحتمالات العشرة المعروفة وانتفاؤها مظنون، والموقوف على المظنون مظنون والظني لا يكتفي به في الأصول.
وأما العقلي: فإنما يفيد صرف اللفظ من ظاهره لكونه الظاهر محالا وأما إثبات المعنى المراد فلا يمكن بالعقل لأن طريق ذلك ترجيح مجاز على مجاز وتأويل على تأويل وذلك الترجيح لا يمكن إلا بالدليل اللفظي والدليل اللفظي في الترجيح ضعيف لا يفيد إلا الظن والظن لا يعول عليه في المسائل الأصولية القطعية فلهذا اختار الأئمة المحققون من السلف والخلف بعد إقامة الدليل القاطع على أن حمل اللفظ على ظاهره محال ترك الخوض في تعيين التأويل" انتهى.
الأشعري: فماذا تقول أنت؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/88)
السلفي: أقول إنهما يدان حقيقيتان تلقيان بالله تبارك وتعالى. والقرآن نزل بلغة العرب واليد المطلقة في لغة العرب وفي معارفهم وعاداتهم المراد بها إثبات صفة ذاتية للموصوف لها خصائص فيما يقصد به وهي حقيقة في ذلك. ولا يثبت في معنى اليد معنى خلاف هذا إلا بقرينة.
الأشعري: القول بأنهما حقيقيتان يستلزم أنهما جارحتان كجارحتي المخلوق.
السلفي: القول بأنهما جارحتان أو ليستا بجارحتين مما لم يأت به آية محكمة ولا سنة صحيحة مبينة ولا أعرف فيه قولا لصاحب ولا تقريرًا لتابع. والقول بالتشبيه أبرأ إلى الله منه.
الأشعري: أتقول إن الله خاطبنا في كتابه بما نعرف أم بما لا نعرف؟
السلفي: بما نعرف.
الأشعري: فإني لا أعرف من معنى اليد إلا الجارحة ذات الأصابع والأعصاب والدم والعروق.
السلفي: بل تعرف غير هذا، يد السكين والسيف ونحوهما ليست بذات عروق ولا دماء ولا أعصاب.
الأشعري: إذن بين لي معنى اليد التي تثبتها لله تعالى.
السلفي: اليد معروفة من اللغة وهي كما صح الخبر يبسطها كيف يشاء ويمسك به السموات والأرض يوم القيامة ويهزهن ... إلخ لا نعدو ما جاءت به الأخبار.
الأشعري: هذا ليس بمعنى لليد.
السلفي: أما المعنى الذي هو حد نتج عن تصور فلا مجال للعقل في تصور صفاته سبحانه وتعالى كما لا نتصور ذاته والقول في الصفات كالقول في الذات، وأما اليد فمعروفة على وجه مخصوص أنها يد حقيقة لائقة بربنا تبارك وتعالى يبسطها ويقبضها ويمسك بها السموات والأرض ويهزهن .... إلى آخر ما جاءت به الأخبار.
لا نعدو بذلك الكتاب والسنة الصحيحة ولا نشبه يد ربنا بيد المخلوقين، ولا نجحد أن تكون له يد فنكذب بكتاب رب العالمين.
الأشعري: فهلا قلت: له يد ذات عروق ودماء وأعصاب ليست تشابه يد المخلوقين!
السلفي: إنما قلت له يدان لأنه أخبر عن نفسه فقال: (بل يداه مبسوطتان)، وأكد ذلك رسوله في غير ما حديث بأن له يدين كلتاهما يمين فأثبت ما أثبت الله ورسوله ولم يأتني عن الله ولا عن رسوله أن هاتين اليدين ذواتا أعصاب ولا عروق ولا دماء،،، فتوقفت وما أتكلم في هذا بنفي ولا إثبات ولا تقرير ولا إنكار ولم أعد النص ولا تسورت الوارد ولا رجمت بغيب.
الأشعري: فهلا أثبت له أيدي لقوله تعالى (مما خلقت أيدينا أنعامًا)!
السلفي: لفظ الأيدي مجموع ومضاف إلى جمع فلا يدل على إثبات أيد كثيرة فهو كقوله تعالى (بما كسبت أيدي الناس)، وكقول الملائكة: (وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا) فلا يفهم منه أن لكل ملك أيدي. وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ويضع الأرض في الأخرى) فجعلهما اثنتين ولو كن أيدي كثيرة لقال: (في أخرى).
وكذلك فإن العرب يستعملون الجمع في موضع المثنى أحيانًا ولا إشكال على هذا.
الأشعري: ولكن على هذا لا فرق بين آدم والأنعام فهذا آدم خلق بيديه وهذه الأنعام عملت بيديه كذلك لأن الجمع كما زعمت وضع موضع المثنى.
السلفي: بل ثمت فرقان:
أحدهما: انه هنا أضاف الفعل إليه وبين أنه خلقه بيديه وهناك أضاف الفعل إلى الأيدى.
الثانى: أن من لغة العرب أنهم يضعون اسم الجمع موضع التثنية إذا أمن اللبس كقوله تعالى: (والسارق والسارق فاقطعوا أيديهما) أى يديهما وقوله: (فقد صغت قلوبكما) أى قلباكما.
الأشعري: فبم تدفع قول من قال: إن التثنية في (اليدين) من قبيل تثنية اللفظ دون تثنية الصفة؟
السلفي: القائل بهذا لجأ إلى ذلك فارًّا من إثبات يدين حقيقيتين لله تبارك وتعالى فذهب هذا المذهب إلى تسعفه دلالة نقلية ولا أمارة عقلية، وقد بينت أن طريقة التأويل لليدين عند من ارتضاها ظنية في تعيين المعنى، فلم يبق إلا سبيلان: سبيل التفويض مع الإثبات وهذا غير مرتضى لأمور ليس هذا موضعها.
الثاني: إثبات يدين حقيقيتين لائقتين بالله تبارك وتعالى.
ويوصف الله تعالى بعد ذلك بأن له يدين، فوصفك إياه بأن له يدين واحد مفرد أي أن له صفة واحدة هي اليدان، والموصوف به ربنا يدان اثنتان.
تقرير ماتع في إثبات صفة اليدين لله تبارك وتعالى
من كلام الإمام أبي الحسن الأشعري
قال أبو الحسن الأشعري في كتابه (الإبانة عن أصول الديانة): " قد سئلنا أتقولون إن لله يدين؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/89)
قيل: نقول ذلك بلا كيف وقد دل عليه قوله تعالى: (يد الله فوق أيديهم) وقوله تعالى: (لما خلقت بيدي) وروي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: (إن الله مسح ظهر آدم بيده فاستخرج منه ذريته) فثبتت اليد بلا كيف وجاء في الخبر المأثور عن النبي صلى الله عليه و سلم (أن الله تعالى خلق آدم بيده وخلق جنة عدن بيده وكتب التوراة بيده وغرس شجرة طوبى بيده) ... وقال تعالى: (بل يداه مبسوطتان) وجاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: (كلتا يديه يمين) وقال تعالى: (لأخذنا منه باليمين) وليس يجوز في لسان العرب ولا في عادة أهل الخطاب أن يقول القائل: عملت كذا بيدي ويعني به النعمة وإذا كان الله عز و جل إنما خاطب العرب بلغتها وما يجري مفهوماً في كلامها ومعقولاً في خطابها وكان لا يجوز في خطاب أهل اللسان أن يقول القائل: فعلت بيدي ويعني النعمة بطل أن يكون معنى قوله تعالى: (بيدي) النعمة وذلك أنه لا يجوز أن يقول القائل: لي عليه يدي بمعنى لي عليه نعمتي ومن دافعنا عن استعمال اللغة ولم يرجع إلى أهل اللسان فيها دوفع عن أن تكون اليد بمعنى النعمة إذ كان لا يمكنه أن يتعلق في أن اليد النعمة إلا من جهة اللغة فإذا دفع اللغة لزمه أن لا يفسر القرآن من جهتها وأن لا يثبت اليد نعمة من قبلها لأنه إن روجع في تفسير قوله تعالى: (بيدي) نعمتي فليس المسلمون على ما ادعى متفقين وإن روجع إلى اللغة فليس في اللغة أن يقول القائل: بيدي يعني نعمتي وإن لجأ إلى وجه ثالث سألناه عنه ولن يجد له سبيلاً .. ويقال لأهل البدع: ولم زعمتم أن معنى قوله: (بيدي) نعمتي أزعمتم ذلك إجماعاً أو لغة؟ فلا يجدون ذلك إجماعا ولا في اللغة. وإن قالوا: قلنا ذلك من القياس. قيل لهم: ومن أين وجدتم في القياس أن قوله تعالى: (بيدي) لا يكون معناه إلا نعمتي؟ ومن أين يمكن أن يعلم بالعقل أن تفسير كذا وكذا مع أنا رأينا الله عز و جل قد قال في كتابه العزيز الناطق على لسان نبيه الصادق: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) وقال تعالى: (لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين) وقال تعالى: (إنا جعلناه قرآناً عربياً) وقال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله) ولو كان القرآن بلسان غير العرب لما أمكن أن نتدبره ولا أن نعرف معانيه إذا سمعناه فلما كان من لا يحسن لسان العرب لا يحسنه وإنما يعرفه العرب إذا سمعوه على أنهم إنما علموه لأنه بلسانهم نزل وليس في لسانهم ما ادعوه. وقد اعتل معتل بقول الله تعالى: (والسماء بنيناها بأيد) قالوا: الأيد القوة فوجب أن يكون معنى قوله تعالى: (بيدي) بقدرتي قيل لهم: هذا التأويل فاسد من وجوه:
أحدها: أن الأيد ليس جمع لليد لأن جمع يد أيدي وجمع اليد التي هي نعمة أيادي وإنما قال تعالى: (لما خلقت بيدي) فبطل بذلك أن يكون معنى قوله: (بيدي) معنى قوله: (بنيناها بأيد). وأيضاً فلو كان أراد القوة لكان معنى ذلك بقدرتي وهذا ناقض لقول مخالفنا وكاسر لمذهبهم لأنهم لا يثبتون قدرة واحدة فكيف يثبتون قدرتين. وأيضاً فلو كان الله تعالى عنى بقوله: (لما خلقت بيدي) القدرة لم يكن لآدم صلى الله عليه و سلم على إبليس مزية في ذلك والله تعالى أراد أن يرى فضل آدم صلى الله عليه و سلم عليه إذ خلقه بيديه دونه ولو كان خالقا لإبليس بيده كما خلق آدم صلى الله عليه و سلم بيده لم يكن لتفضيله عليه بذلك وجه وكان إبليس يقول محتجا على ربه: فقد خلقتني بيديك كما خلقت آدم صلى الله عليه و سلم بهما فلما أراد الله تعالى تفضيله عليه بذلك وقال الله تعالى موبخا له على استكباره على آدم صلى الله عليه و سلم أن يسجد له: (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت؟) دل على أنه ليس معنى الآية القدرة إذ كان الله تعالى خلق الأشياء جميعاً بقدرته وإنما أراد إثبات يدين ولم يشارك إبليس آدم صلى الله عليه و سلم في أن خلق بهما. وليس يخلو قوله تعالى: (لما خلقت بيدي) أن يكون معنى ذلك إثبات يدين نعمتين أو يكون معنى ذلك إثبات يدين جارحتين [أي كيدي المخلوقين]. تعالى الله عن ذلك أو يكون معنى ذلك إثبات يدين قدرتين أو يكون معنى ذلك إثبات يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين ولا قدرتين لا توصفان إلا كما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/90)
وصف الله تعالى فلا يجوز أن يكون معنى ذلك نعمتين لأنه لا يجوز عند أهل اللسان أن يقول القائل: عملت بيدي وهو نعمتي. ولا يجوز عندنا ولا عند خصومنا أن نعني جارحتين ولا يجوز عند خصومنا أن يعني قدرتين.
وإذا فسدت الأقسام الثلاثة صح القسم الرابع وهو أن معنى قوله تعالى: (بيدي) إثبات يدين ليستا جارحتين ولا قدرتين ولا نعمتين لا يوصفان إلا بأن يقال: إنهما يدان ليستا كالأيدي خارجتان عن سائر الوجوه الثلاثة التي سلفت. وأيضاً فلو كان معنى قوله تعالى: (بيدي) نعمتي لكان لا فضيلة لآدم صلى الله عليه و سلم على إبليس في ذلك على مذاهب مخالفينا لأن الله تعالى قد ابتدأ إبليس على قولهم كما ابتدأ آدم صلى الله عليه و سلم وليس تخلو النعمتان أن يكونا هما بدن آدم صلى الله عليه و سلم أو يكونا عرضين خلقا في بدن آدم عليه الصلاة و السلام فلو كان عنى بدن آدم عليه السلام فلأبدان عند مخالفينا من المعتزلة جنس واحد وإذا كانت الأبدان عندهم جنسا واحدا فقد حصل في جسد إبليس على مذاهبهم من النعمة ما حصل في جسد آدم صلى الله عليه و سلم وكذلك إن عنى عرضين فليس من عرض فعله في بدن آدم صلى الله عليه و سلم من لون أو حياة أو قوة أو غير ذلك إلا وقد فعل من جنسه عندهم في بدن إبليس وهذا يوجب أنه لا فضيلة لآدم صلى الله عليه و سلم على إبليس في ذلك والله تعالى إنما احتج على إبليس بذلك ليريه أن لآدم صلى الله عليه و سلم في ذلك الفضيلة فدل ما قلناه على أن الله عز و جل لما قال: (خلقت بيدي) لم يعن نعمتي. ويقال لهم: لم أنكرتم أن يكون الله تعالى عنى بقوله: (بيدي) يدين ليستا نعمتين؟
فإن قالوا: لأن اليد إذا لم تكن نعمة لم تكن إلا جارحة. قيل لهم: ولم قضيتم أن اليد إذا لم تكن نعمة لم تكن إلا جارحة؟ وإن رجعونا إلى شاهدنا أو إلى ما نجده فيما بيننا من الخلق فقالوا: اليد إذا لم تكن نعمة في الشاهد لم تكن إلا جارحة. قيل لهم: إن عملتم على الشاهد وقضيتم به على الله تعالى فكذلك لم نجد حيا من الخلق إلا جسما لحما ودما فاقضوا بذلك على الله - تعالى عن ذلك - وإلا كنتم لقولكم تاركين و لاعتلالكم ناقضين وإن أثبتم حياً لا كالأحياء منا فلم أنكرتم أن تكون اليدان اللتان أخبر الله تعالى عنهما يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين ولا كالأيدي؟
وكذلك يقال لهم: لم تجدوا مدبرا حكيما إلا إنسانا ثم أثبتم أن للدنيا مدبرا حكيما ليس كالإنسان وخالفتم الشاهد ونقضتم اعتلالكم فلا تمنعوا من إثبات يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين من أجل أن ذلك خلاف الشاهد فإن قالوا إذا أثبتم لله عز و جل يدين لقوله تعالى: (لما خلقت بيدي) فلم لا أثبتم له أيدي لقوله تعالى: (مما عملت أيدينا)؟
قيل لهم: قد أجمعوا على بطلان قول من أثبت لله أيدي فلما أجمعوا على بطلان قول من قال ذلك وجب أن يكون الله تعالى ذكر أيدي ورجع إلى إثبات يدين لأن الدليل عنده دل على صحة الإجماع وإذا كان الإجماع صحيحا وجب أن يرجع من قوله أيدي إلى يدين لأن القرآن على ظاهره ولا يزول عن ظاهره إلا بحجة فوجدنا حجة أزلنا بها ذكر الأيدي عن الظاهر إلى ظاهر آخر ووجب أن يكون الظاهر الآخر على حقيقته لا يزول عنها إلا بحجة. فإن قال قائل: إذا ذكر الله عز و جل الأيدي وأراد يدين فما أنكرتم أن يذكر الأيدي ويريد يدا واحدة؟ قيل له: ذكر تعالى أيدي وأراد يدين لأنهم أجمعوا على بطلان قول من قال أيدي كثيرة وقول من قال يدا واحدة فقلنا يدان لأن القرآن على ظاهره إلا أن تقوم حجة بأن يكون على خلاف الظاهر.
فإن قال قائل: ما أنكرتم أن يكون قوله تعالى: (مما عملت أيدينا) وقوله تعالى: (لما خلقت بيدي على المجاز؟ قيل له: حكم كلام الله تعالى أن يكون على ظاهره وحقيقته ولا يخرج الشيء عن ظاهره إلى المجاز إلا بحجة ألا ترون أنه إذا كان ظاهر الكلام العموم فإذا ورد بلفظ العموم والمراد به الخصوص فليس هو على حقيقة الظاهر وليس يجوز أن يعدل بما ظاهره العموم عن العموم بغير حجة كذلك قوله تعالى: (لما خلقت بيدي) على ظاهره أو حقيقته من إثبات اليدين ولا يجوز أن يعدل به عن ظاهر اليدين إلى ما ادعاه خصومنا إلا بحجة ولو جاز ذلك لجاز لمدع أن يدعي أن ما ظاهره العموم فهو على الخصوص وما ظاهره الخصوص فهو على العموم بغير حجة وإذا لم يجز هذا لمدعيه بغير برهان لم يجز لكم ما ادعيتموه أنه مجاز أن يكون مجازا بغير حجة بل واجب أن يكون قوله تعالى: (لما خلقت بيدي) إثبات يدين لله تعالى في الحقيقة غير نعمتين إذا كانت النعمتان لا يجوز عند أهل اللسان أن يقول قائلهم: فعلت بيدي وهو يعني النعمتين" انتهى
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref1) - قال البيجوري: ((ومعنى الوحدانية في الصفات أنه ليس له صفتان أو أكثر من جنس واحد كقدرتين وهكذا ... )) انتهى من ((رسالة في التوحيد: ص 40)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/91)
ـ[ابو اليمن ياسين الجزائري]ــــــــ[25 - 03 - 10, 02:49 م]ـ
من اين لك هذه المناظرة يا اخي الكريم ........
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[25 - 03 - 10, 10:48 م]ـ
جزيت خيراً
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[26 - 03 - 10, 03:11 م]ـ
من أين لك بها أخي الحبيب؟؟
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[27 - 03 - 10, 01:31 ص]ـ
أنا واضعها بحمد الله_
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[27 - 03 - 10, 01:04 م]ـ
هل المناظرة معك أخي الفاضل؟؟
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[29 - 03 - 10, 06:25 م]ـ
لا هذه مناظرة لم تقع أصلًا، وإنما نظمت فيها الأدلة الدامغة لشبهات القوم في هذه الصفة وتركت بعض الشبهات كذلك ولذا أسميتها بالصغرى!
ولا زالت عادة أهل العلم مستمرة في وضع مثل هذه المناظرات ...
والله الموفق.
ـ[ابن عتاب المالكي]ــــــــ[30 - 03 - 10, 03:10 م]ـ
"واليد المطلقة في لغة العرب وفي معارفهم وعاداتهم المراد بها إثبات صفة ذاتية للموصوف لها خصائص فيما يقصد به وهي حقيقة في ذلك"
أثبت أن العرب قالوافي "اليد" هي صفة عند الإطلاق المقصود به الحقيقة أصالة؟
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[30 - 03 - 10, 10:07 م]ـ
الأصل في الألفاظ الحقيقة دون المجاز.
ومعنى كونها صفة أي قائمة بذات أو موصوف وهذا بديهي.
والعرب تصف الشيء بأنه له يدًا إن كانت له يد وتصفه بغير ذلك إن لم يكن كذلك وهذا أمر لا يفتقر لإداراكه إلى كبير نظر ....
ويمكنني قلب السؤال على السائل فيقال: وهل العرب تطلق اليد وتريد بها أصالة غير اليد الحقيقية، ما الدليل؟
.... وينتظر الجواب .....
ـ[ابومحمدالجميلي]ــــــــ[02 - 04 - 10, 12:26 م]ـ
اقتباس
وهل العرب تطلق اليد وتريد بها أصالة غير اليد الحقيقية، ما الدليل؟
نعم كقولنا: القرار بيد الوزير
او: يدا فلان ملطختان بدماء الابرياء (حتى لو كان أقطع)
او:ايدي الطغاة وراء كل شر
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[02 - 04 - 10, 04:18 م]ـ
اقتباس
وهل العرب تطلق اليد وتريد بها أصالة غير اليد الحقيقية، ما الدليل؟
نعم كقولنا: القرار بيد الوزير
او: يدا فلان ملطختان بدماء الابرياء (حتى لو كان أقطع)
او:ايدي الطغاة وراء كل شر
لا تطلق مثل هذه الألفاظ إلا لمن له يد حقيقة أما من ليست له يد فلا يصلح أن يقال عنه هذا
فلا يصلح أن يقال مثلا يد البحر ويد الليل
فلو لم تكن للوزير يد لما قلنا القرار بيد الوزير
واستعمل لفظ اليد في هذا المثال لكونها [أي اليد] هي التي غالبا من يباشر الفعل
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[02 - 04 - 10, 04:51 م]ـ
الأشعري: إذن بين لي معنى اليد التي تثبتها لله تعالى.
الجواب:
هذا تعليق لأحد الإخوان إجابة عن مثل هذا السؤال
ومن الجواب كلام مأخوذ من عبدالرحمن دمشقية في مناظرته للأزهري.
قال:
ومن المسائل التي ينبغي توضيحها أن الأشاعرة في هذا الزمن عندما يناقشهم أهل السنة يطلبون منهم معنى يد الله
فيقول الأشعري ما معنى يد الله
وانا هنا أقول للذي يسأل عن المعنى [معنى اليد والعين والرجل] ما قاله الذهبي في العلو [ص 156] قال: السؤال عن النزول عيٌ لأنه إنما يكون السؤال عن كلمة غريبة في اللغة
والكلام والسمع والبصر والعلم والاستواء عبارات جليلة واضحة] اهـ
إذا: خرجنا من هذا السؤال بمثل هذه الكلمة من الذهبي جزاه الله خيرا
لكن سأتبرع وأذكر جوابا آخر:
إن معنى اليد والرجل والساق والعين والغضب والرحمة من الضروريات فإن الإنسان عندما يسمع هذه الكلمات يجد نفسه يعرف معناها لكنه لا يستطيع التعبير عنها .. لماذا؟
ليس لأنه لا يعلم معناها بل لأن العرب لم تضع لهذه الكلمات مرادفا
وأنا سأقلب عليك السؤال وسأقول لك:
ما معنى غضب الإنسان وما معنى رحمته وما معنى روح الإنسان وما معنى لسانه وما معنى رجل الإنسان وما معنى يده؟
أنت لن تستطيع تعريف هذه الأمور ليس لأنك لا تعرف المعنى .. بل لأن العرب لم تضع لها مرادفا
فإن قلتَ: معنى اليد هي التي فيها اصابع وتقبض وتبسط وترفع وتبطش وتطوي؟
قلتُ لك: ومعنى يد الله: أنها صفة يحصل بها القبض والبسط والكتابة والإمساك.
إذاَ: خرجتُ من هذا السؤال بهذا الجواب
فإن قلتَ: زدني ..
قلتُ لك:إن اليد لها معنى مشترك بين الخالق والمخلوق وبسببه فهم المخلوق المعنى مع فطرته التي فطره الله عليها في أن الخالق لا يشبه المخلوق
ألا تفرق بين غضب الله ورحمته وبين ضحكه وسخطه؟
أنت تفرق ....... وهذا دليل على فهمك للمعنى
وأيضا نقول: إن الله جل جلاله وصف نفسه بصفة نعرف جنسها في عالمنا ولهذا فهمنا معناها
فنحن لا نفسرها لأنها واضحة المعنى ليس لانها ليس لها معنى.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 04 - 10, 08:38 م]ـ
اقتباس
وهل العرب تطلق اليد وتريد بها أصالة غير اليد الحقيقية، ما الدليل؟
نعم كقولنا: القرار بيد الوزير
او: يدا فلان ملطختان بدماء الابرياء (حتى لو كان أقطع)
او:ايدي الطغاة وراء كل شر
لكن هل للوزير يد في الاصل أم لا؟
هل لفلان يد أم لا؟
هل للطاغي يد ام لا؟
ربما ولد احدهم بدون يدين!
لكن المهم ان جنسه له يدان.
وعنما يبطش بيد من حديد ... فلم يجوز فيه هذا الوصف إلا لأن له يد في الاصل (من لحم ودم = جارحة) .. اما يد الباب فليست من لحم ودم لكن ربما من خشب او معدن أو زجاج الخ. لكن يد الباب حقيقة تليق بالباب!!!
ويد الانسان حقيقية تليق بالانسان الجارح!!!
ولله تعالى يدا تليق به ... فذات الله تعالى ليست جارحة!!!
ذات الانسان من لحم وعظم و دم و روح تليق به.
بالنسبة لـ "تصريفات" اليد فعليك بجواب الشيخ البراك في شبهات حول التفويض ففيه الشفاء إن شاء الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/92)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[03 - 04 - 10, 01:06 ص]ـ
علق بعضهم في منتدى الأزهريين فقال:
((السخيف ذو العقل الغريب أبو قتادة وليد الأموي يقول في السؤال الثاني
اقتباس:
السلفي: إذن لله قدرتان لأنك تثبت بنص القرآن له يدين!
فهل يدري هذا السخيف أنه يثبت إرادتين (واحده كونية والأخرى شرعية)
عقول مريضة تحتاج للعلاج قبل الإجابة على ما تحتاج)).
الجواب:
السب والشتم عادة أهل البدع فلا جواب عليه.
مسألة الإرادتين:
أهل السنة لم يقولوا إن لله إرادتين بل قالوا له إرادة تنقسم إلى نوعين:
قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية:"
الحمد لله، هذه الأمور المذكورة، وهي الإرادة والإذن والكتاب والحكم والقضاء والتحريم وغيرها، كالأمر والبعث والإرسال ينقسم في كتاب الله إلى نوعين:
أحدهما: ما يتعلق بالأمور الدينية التي يحبها الله تعالى ويرضاها، ويثيب أصحابها، ويدخلهم الجنة، وينصرهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وينصر بها العباد من أوليائه المتقين، وحزبه المفلحين وعباده الصالحين.
والثاني: ما يتعلق بالحوادث الكونية التي قدرها الله وقضاها مما يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر، وأهل الجنة وأهل النار وأولياء الله وأعداؤه، وأهل طاعته الذين يحبهم ويحبونه، ويصلي عليهم هو وملائكته، وأهل معصيته الذين يبغضهم ويمقتهم ويلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. انتهى
.....
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[03 - 04 - 10, 03:11 ص]ـ
دولة ذاك الازهري التي يسكن فيها = (وامحمدااااه)
يعني قبوري!
ربما لا يفرق بين الارادة الكونية و الارادة الشرعية لأنه لو فرق بينهما للزمه التفريق بين الحي و الميت وهذا ينقض مذهبه القبوري .. وللزمه التفريق بين الخالق و المخلوق ولذلك سيهدم معتقده بان الخالق هو عين المخلوق في صورته الصوفية أو يعدم وجود الخالق في صورته الجهمية = لا داخل ولاخارج العالم!!! (ابتسامة)
وعليه لا فرق بين الغبي والذكي عندهم!!!
فكيف يفرق بعدها بين التوحيد والشرك
والهدى والنور!!!
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[03 - 04 - 10, 04:47 ص]ـ
دولة ذاك الازهري التي يسكن فيها = (وامحمدااااه)
يعني قبوري!
ربما لا يفرق بين الارادة الكونية و الارادة الشرعية لأنه لو فرق بينهما للزمه التفريق بين الحي و الميت وهذا ينقض مذهبه القبوري .. وللزمه التفريق بين الخالق و المخلوق ولذلك سيهدم معتقده بان الخالق هو عين المخلوق في صورته الصوفية أو يعدم وجود الخالق في صورته الجهمية = لا داخل ولاخارج العالم!!! (ابتسامة)
وعليه لا فرق بين الغبي والذكي عندهم!!!
فكيف يفرق بعدها بين التوحيد والشرك
والهدى والنور!!!
على مذهبه لا فرق بيني وبينه، ولذا فشتائمه وسبابه عائد عليه، والحمد لله ...
قال ابن القيم في نونيته:
هذا وثم لطيفة أخرى بها ... سلوان من قد سب بالبهتان
... تجد المعطل لاعنا لمجسم ... ومشبه لله بالإنسان
والله يصرف ذاك عن اهل الهدى ... كمحمد ومذمم اسمان
... هم يشتمون مذمما ومحمد ... عن شتمهم في معزل وصيان
... صان الإله محمدا عن شتمهم ... في اللفظ والمعنى هما صنوان
... كصيانة الأتباع عن شتم المعطل للمشبه هكذا الإرثان
......
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[03 - 04 - 10, 05:18 ص]ـ
قال بعضهم:
بل معنى اليد عندهم هو القدر المشترك بين الخالق والمخلوق والعياذ بالله، نص على هذا ابن تيمية وأتباعه ..
أي مناظرة هذه وهو يجعل كلام الأشعري على هواه
الجواب:
من نفى القدر المشترك فهو معطل، ومن أثبت القدر الفارق فهو مشبه.
والقدر المشترك: هو اللفظ الوارد في نصوص الشرع ومعنى هذا اللفظ في لغة العرب مع اعتقاد أن الله ليس كمثله شيء تبارك وتعالى.
والقدر الفارق: هو الفرق بين حقيقة صفة الخالق، وحقيقة صفة المخلوق.
فمن ادعى أن لا قدر فارق بينهما فقد شبه الله بخلقه، ومن زعم أنه لا قدر مشترك فقد عطل الله أن تكون له صفة أصلا.
فالخالق له يد، والمخلوق له يد، فالقدر المشترك هو إثبات اليد الحقيقية.
والقدر الفارق: هو أنه ثمت فرق بين يد الخالق ويد المخلوق.
فمع إثباتنا يدًا للخالق ويدا للمخوق، نقول بأن يد الخالق تليق به تبارك وتعالى ويد المخلوق تليق به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/93)
قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية:"الوجود المطلق بشرط الإطلاق أو بشرط سلب الأمور الثبوتية أو لا بشرط مما يعلم بصريح العقل انتفاؤه في الخارج ,وإنما يوجد في الذهن وهذا مما قرروه في منطقهم اليوناني وبينوا أن المطلق بشرط الإطلاق كإنسان مطلق بشرط الإطلاق وحيوان مطلق بشرط الإطلاق جسم مطلق بشر الإطلاق ووجود مطلق بشرط الإطلاق: لا يكون إلا في الأذهان دون الأعيان.
ولما أثبت قدماؤهم الكليات المجردة عن الأعيان التي يسمونها المثل الأفاطونية أنكر ذلك حذاقهم وقالوا: هذه لا تكون إلا في الذهن. درء التعارض (1|167)
وقال:"وإذا كان من المعلوم بالضرورة أن في الوجود ما هو قديم واجب بنفسه وما هو محدث ممكن يقبل الوجود والعدم فمعلوم أن هذا موجود وهذا موجود ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود أن يكون وجود هذا مثل وجود هذا بل وجود هذا يخصه ووجود هذا يخصه , واتفاقهما في اسم عام لا يقتضى تماثلهما فى مسمى ذلك الاسم عند الإضافة والتخصيص والتقييد ولا فى غيره
فلا يقول عاقل إذا قيل إن العرش شيء موجود وإن البعوض شيء موجود أن هذا مثل هذا لاتفاقهما في مسمى الشيء والوجود لأنه ليس فى الخارج شيء موجود غيرهما يشتركان فيه بل الذهن يأخذ معنى مشتركا كليا هو مسمى الاسم المطلق وإذا قيل هذا موجود وهذا موجود؛ فوجود كل منهما يخصه لا يشركه فيه غيره مع أن الاسم حقيقة فى كل منهما.
ولهذا سمى الله نفسه بأسماء وسمى صفاته بأسماء وكانت تلك الأسماء مختصة به إذا أضيفت إليه لا يشركه فيها غيره وسمى بعض مخلوقاته بأسماء مختصة بهم مضافة إليهم توافق تلك الأسماء إذا قطعت عن الإضافة والتخصيص ولم يلزم من اتفاق الاسمين وتماثل مسماهما واتحاده عند الإطلاق والتجريد عن الإضافة والتخصيص اتفاقهما ولا تماثل المسمى عند الإضافة والتخصيص فضلا عن أن يتحد مسماهما عند الإضافة والتخصيص
فقد سمى الله نفسه حيا فقال {الله لا اله إلا هو الحي القيوم} وسمى بعض عباده حيا فقال {يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي} وليس هذا الحي مثل هذا الحي لأن قوله الحي اسم لله مختص به وقوله {يخرج الحي من الميت} اسم للحى المخلوق مختص به وإنما يتفقان إذا أطلقا وجردا عن التخصيص ولكن ليس للمطلق مسمى موجود في الخارج ,ولكن العقل يفهم من المطلق قدرا مشتركا بين المسميين وعند الاختصاص يقيد ذلك بما يتميز به الخالق عن المخلوق والمخلوق عن الخالق.
ولا بد من هذا فى جميع أسماء الله وصفاته يفهم منها ما دل عليه الاسم بالمواطأة والاتفاق وما دل عليه بالإضافة والاختصاص المانعة من مشاركة المخلوق للخالق فى شيء من خصائصه سبحانه وتعالى.
مجموع الفتاوى (3|11).
ويراجع هذا الرابط كذلك: http://www.ahlalhdeeth.com/~ahl/vb/showthread.php?p=914417
والله أعلم.
ـ[ابومحمدالجميلي]ــــــــ[22 - 04 - 10, 11:39 م]ـ
لا تطلق مثل هذه الألفاظ إلا لمن له يد حقيقة أما من ليست له يد فلا يصلح أن يقال عنه هذا
ماذا عن قولهم:
جرعته يد الزمان كأس المرار فهل للزمان يد
ثم اذا قلت باليد الحقيقية كيف تتخلص من التبعيض
وما تقول بتأويل اليد عند أئمة كالطبري وابن الجوزي والبغوي
ـ[سنية كوردية]ــــــــ[23 - 04 - 10, 12:05 ص]ـ
وقال الإمام الشوكاني (3): في قوله تعالى: {بَلْ يَداهُ مَبْسوطَتانِ} (4):، أي: بل هو في غاية ما يكون من الجود 0 وذكر اليدين مع كونهم لم يذكروا إلا اليد الواحدة مبالغة في الرد عليهم بإثبات ما يدل على غاية السخاء، فإن نسبة الجود أضلهم عن الهدى، وقد تضمن هذا الظن استجهال السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وسائر الصحابة، وكبار الذين كانوا أعلم الأمة علماً وأفقهم فهماً، وأحسنهم عملاً ن وأتبعهم سنناً، ولازم هذا الظن أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتكلم بذلك ولا يعلم معناه وهو خطاء عظيم وجسارة قبيحة، نعوذ بالله منه
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[30 - 04 - 10, 01:35 ص]ـ
ارجو اكمال الخط الذى سرت عليه خط المناظرات
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 04:54 ص]ـ
لا تطلق مثل هذه الألفاظ إلا لمن له يد حقيقة أما من ليست له يد فلا يصلح أن يقال عنه هذا
ماذا عن قولهم:
جرعته يد الزمان كأس المرار فهل للزمان يد
هل هذا البيت من كلام العرب في الجاهلية ام بعد الاسلام؟
وهل يثبت من الدواوين الموثوقة في الحالة الاولى؟
وهل الزمان قائم بنفسه له ذات؟
هل يمكنك أن تأتي بأبيات من كلام العرب قبل الاسلام فيه اطلاق اليد على شئ قائم بنفسه لا يد له؟
ثم اذا قلت باليد الحقيقية كيف تتخلص من التبعيض
هل تثبت رؤية المؤمنين لله تعالى؟
ان قلت نعم , فهل ترى الله ((كله)) أم (((بعضه)))؟
وما تقول بتأويل اليد عند أئمة كالطبري وابن الجوزي والبغوي
هل يثبت التأويل عنهم جميعا؟ أم أنهم يفسرون باللازم ولكنهم يثبتون الصفة في مكان آخر؟
وما المشكلة في أنهم أولوا بعض الصفات؟
وما رأيك في من لم يؤول الصفات من الائمة الاعظم شأنا منهم؟
وهل الاصل فيهم أنهم مؤولة أم مثبتة؟
واذا اثبتوا العلو لله تعالى مع تعطيلهم لصفة اليد هل هم مجسمة عندك؟
ما رأيك في من أثبت علو الذات من السلف هل تتبعهم ام لا؟ وان قلت لا فهل هم مجسمة عندك؟
ملاحظة: أريد الاجابة حتى نستفيد مع علمي بحال ابن الجوزي مثلا. لكن نحب أن نعرف آراء مخالفة. لكن ما دعاني لابداء الملاحظة (لا المشاركة) هو طلبك رأي الاخ الاموي في الائمة الذين ذكرتهم. أرى أن السؤال ليس سؤال طلبة علم مع العلم انني لست منهم. لكنه سؤال لا ينم عن علم البتة ويدل على الجدال. وهو أسلوب يكثر في الصوفية الذين يعبدون الاموات مثل البدوي!!!
أرجو أن لا تشعر باحراج من الملاحظة. المهم لدي الحوار العلمي الصرف وشكرا لك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/94)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 05:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا:
1) الأبيات الشعرية لا تفصل في مسألة عقدية وغن كان قائلها النابغة أو امرؤ القيس أو غيرهما فضلا عن الاخطل وغيره فضلا عن الأبيات مجهولة النسبة.
2) الأئمة كالطبري والبغوي وغيرهما يحتج لهم لا يحتج بهم إنما يستأنس بصواب أقوالهم وعلى هذا يصبح طالب الرأي في بعض أخطائهم مع تترسه بأسمائهم سفيهًا وأنا أنزه إخواني عن السفه.
ـ[ابومحمدالجميلي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 08:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1) كلمة السفه غير ضرورية لايصال فكرتك
2) ما تواضع عليه الفصحاء ملزم في فهم النصوص حتى العقدية منها
3) في مقام الكلام عن اليد فاني أصوب أقوال من ذكرت ولا أصوب أقوال مخالفيهم وقد اخترتهم لانهم ليسوا أشاعرة
فهل من ضير في اتباع أقوال الفحول مع احترامي للجميع
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 10:37 م]ـ
ب
3) في مقام الكلام عن اليد فاني أصوب أقوال من ذكرت ولا أصوب أقوال مخالفيهم وقد اخترتهم لانهم ليسوا أشاعرة
فهل من ضير في اتباع أقوال الفحول مع احترامي للجميع
عزيزي الاشعري أبا محمد الجميلي
1 - في مقام أين الله من تصوب؟
2 - لقد طرحت سؤالا عن التبعيض .. فهلا أجبتني حول رؤية المؤمنين لله تعالى: هل يرون الله (كله) أم ((((بعضه))))؟
بالنسبة للضير الخ:
فالواجب هو اتباع الحق. لكنني لن أتدخل في هذا. يكفيني الاجابة عن سؤالي من باب العلم.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 12:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1) كلمة السفه غير ضرورية لايصال فكرتك
2) ما تواضع عليه الفصحاء ملزم في فهم النصوص حتى العقدية منها
3) في مقام الكلام عن اليد فاني أصوب أقوال من ذكرت ولا أصوب أقوال مخالفيهم وقد اخترتهم لانهم ليسوا أشاعرة
فهل من ضير في اتباع أقوال الفحول مع احترامي للجميع
مسألة تواضع الفصحاء على شيء، هذه من الأوهام وليست من العلم من حكى هذا التواضع وكيف عرف؟
الفحول هم أئمة السلف وأتباعهم وسواهم ليسوا أهلا لئن يقلدوا في أصول الدين.
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[02 - 05 - 10, 03:04 م]ـ
لا تطلق مثل هذه الألفاظ إلا لمن له يد حقيقة أما من ليست له يد فلا يصلح أن يقال عنه هذا
فلا يصلح أن يقال مثلا يد البحر ويد الليل
فلو لم تكن للوزير يد لما قلنا القرار بيد الوزير
واستعمل لفظ اليد في هذا المثال لكونها [أي اليد] هي التي غالبا من يباشر الفعل
يشكل عليّ قول المولى عز وجل عن القرآن الكريم ( ... لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ... )
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[02 - 05 - 10, 03:18 م]ـ
يشكل عليّ قول المولى عز وجل عن القرآن الكريم ( ... لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ... )
قال عثمان بن سعيد الدارمي [فإن لم يكن المضاف إلى يده من ذوي الأيدي يستحيل أن يقال بيده شيء من الأشياء.
يجوز أن يقال بين يدي كذا وكذا كذا وكذا لما هو من ذوي الأيدي ومن ليس من ذوي الأيدي ولا يجوز أن يقال بيده إلا لمن هو من ذوي الأيدي] الرد على المريسي 2236
نقلا عن [الأشاعرة في ميزان السنة
فلابد أن تفرق أخي بين النصوص المختلفة في ألفاظها وسياقها
ولا تضرب بعضها ببعض سعيا لنفي الصفات
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 04:54 م]ـ
قال عثمان بن سعيد الدارمي [فإن لم يكن المضاف إلى يده من ذوي الأيدي يستحيل أن يقال بيده شيء من الأشياء.
يجوز أن يقال بين يدي كذا وكذا كذا وكذا لما هو من ذوي الأيدي ومن ليس من ذوي الأيدي ولا يجوز أن يقال بيده إلا لمن هو من ذوي الأيدي] الرد على المريسي 2236
نقلا عن [الأشاعرة في ميزان السنة
فلابد أن تفرق أخي بين النصوص المختلفة في ألفاظها وسياقها
ولا تضرب بعضها ببعض سعيا لنفي الصفات
جزاك الله خيرا ونفع بك أخي الطيب
ولا يجوز أن يقال بيده إلا لمن هو من ذوي الأيدي] الرد على المريسي 2236
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 12:53 ص]ـ
يجوز أن يقال بين يدي كذا وكذا كذا وكذا لما هو من ذوي الأيدي ومن ليس من ذوي الأيدي ولا يجوز أن يقال بيده إلا لمن هو من ذوي الأيدي] الرد على المريسي 2236
نقلا عن [الأشاعرة في ميزان السنة
هل هذا رقم الصفحة أم ايش؟ وهل هو صحيح؟
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 07:13 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/95)
قال بعضهم في منتديات النخبة:
ولننظر كيف يكون الجمع النصوص وكيف يكون التدبر الواعى لكتاب الله والحرص التام على عدم الزلل فإما كلام بيقين لايحتمل الرد وإلا فالسكوت نجاة
قال ربنا عز وجل فى خلق أبينا أدم عليه السلام
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ} الحجر29
ومن المعلوم عند العلماء وبالإجماع وكمادلت النصوص القطعية أن خلق أبينا أدم عليه السلام تم على مرحلتين ذكرهما القرآن الكريم
الأولى مرحلة تسوية الطين وهى قوله تعالى {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ}
الثانية نفخ الروح وهى قوله تعالى (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي)
قلت: هذا الإجماع المزعوم من الذي حكاه؟ وفي أي كتاب حكي؟ وعلى أي لسان نقل؟
هذا مفهوم النص وليس بمسألة إجماع.
قال:
والشاهد المراد هو (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي)
فنسب الفعل لذاته العلية (وَنَفَخْتُ)
وأضاف الروح لذاته العلية (مِن رُّوحِي)
فهل الأيةعلى ظاهرها!؟؟ أم مؤولة!؟! الذى يجيب عن ذلك التساؤل النصوص الأخرى
هي على ظاهرها.
وهذا الظاهر هو اللائق بالله تبارك وتعالى.
قال شيخ الإسلام [الفتوى الحموية 159 – 160]: ((واعلم أن من المتأخرين من يقول مذهب السلف إقرارها على ما جاءت به مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد وهذا اللفظ مجمل فإن قوله ظاهرها غير مراد يحتمل أنه أراد بالظاهر نعوت المخلوقين وصفات المحدثين مثل أن يراد بكون الله قبل وجه المصلى أنه مستقر فى الحائط الذى يصلى إليه وأن الله معنا ظاهره أنه الى جانبنا ونحو ذلك فلا شك أن هذا غير مراد.
ومن قال إن مذهب السلف أن هذا غير مراد فقد أصاب فى المعنى لكن أخطأ بإطلاق القول بأن هذا ظاهر الآيات والاحاديث فان هذا المحال ليس هو الظاهر على ما قد بيناه فى غير هذا الموضع اللهم الا أن يكون هذا المعنى الممتنع صار يظهر لبعض الناس فيكون القائل لذلك مصيباً بهذا الاعتبار معذوراً فى هذا الإطلاق فإن الظهور والبطون قد يختلف باختلاف أحوال الناس وهو من الأمور النسبية وكان أحسن من هذا أن يبين لمن اعتقد أن هذا هو الظاهر أن هذا ليس هو الظاهر حتى يكون قد أعطى كلام الله وكلام رسوله حقه لفظاً ومعنى وإن كان الناقل عن السلف أراد بقوله الظاهر غير مراد عندهم أن المعانى التى تظهر من هذه الآيات والأحاديث مما يليق بجلال الله وعظمته ولا يختص بصفة المخلوقين بل هى واجبة لله أو جائزة عليه جوازاً ذهنياً أو جوازاً خارجياً غير مراد فهذا قد أخطأ فيما نقله عن السلف أو تعمد الكذب فما يمكن أحد قط أن ينقل عن واحد من السلف ما يدل لا نصاً ولا ظاهراً أنهم كانوا يعتقدون أن الله ليس فوق العرش ولا أن الله ليس له سمع ولا بصر ولا يد حقيقة)) انتهى
ثم قال المدعي:
قال الله عن خلق سيدنا عيسى عليه السلام فى شطر من الآية الكريمة
{فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ} الأنبياء91
فبدا التماثل بين الخلقين وذكر ربنا التماثل فقال
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} آل عمران59
فهذا التماثل مثبت بنص صريح
هذا التماثل مبين في قوله تعالى (خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) أي أن عيسى مثله كمثل آدم في هذا، دون تعرض لمسألة نفخ الروح.
ثم قال:
فماذا قال ربناتبارك وتعالى فى تأويل قوله {فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا))
والخاصة بخلق سيدنا عيسى ليغلق الطريق على النصارى فلايحجتوا بالقرآن على عقيدتهم الباطلة الزاعمة بأن سيدنا عيسى (والعياذ بالله) ابن الله تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا
قال مولانا ذاكرا التأويل الصريح
{فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً.قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً.قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً}
فبدا من التفسير أن المباشر لنفخ الروح بأمر من الله هو سيدناجبريل وتسمية سيدناجبريل بالروح ورادة فى القرآن وعليها الإجماع من كافة العلماء
فبدا لنا أن قول ربنا تبارك وتعالى فى خلق سيدنا آدم عليه السلام (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي) على التأويل لما ذكر من المثلية كما ذكرت
وهذا جهل عظيم.
فالله تعالى نسب النفخ في آدم إلى نفسه، اما النفخ في عيسى فبواسطة حبريل. والمثلية قد مضى الكلام عليها.
ثم قال:
ولو رجعنا إلى السنة المطهرة لوجدنا قولا نبويا متفق عليه ذكره رسول الله فى حديث الشفاعة قال صلى الله عليه وآله وسلم فى قول الشفعاء لأبينا آدم عليه السلام يوم القيامة (خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه) وهذا يشير إلى المرحلتين (التسوية ونفخ الروح)
والمثبت لليد على ظاهر النص ليس له إلا أن يقول بظاهر النص بكامله
فيقول اليد صفة لله والكيف مجهول وكذلك الخلق فعل لذاته
والروح صفة لله والكيف مجهول وكذلك النفخ فعل لذاته
فإن فعل ذلك عارض صريح القرآن القائل بالتأويل لقوله
(ونفخ فيك من روحه)
فإن قال بظاهر الشطر الأول من النص وقال بتأويل الشطر الثانى
لا قول بالتأويل.
الروح هذه لا كلام عنها ولا إشكال فيها وهي خلق من خلق الله تعالى.
والنفخ فعل الله في الأولى بلا واسطة، وفي الثانية فعل جبريل.
وبقية قوله لا فائدة فيه.
وما رددت عليه إلا بطلب أحد الإخوة، وليس في قوله ما ينتهض للمعارضة أصلا.
والله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/96)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 07:57 ص]ـ
هذا جواب للشيخ البراك فيه فائدة حول صفة اليدين فيه فوائد نافعة:
سُئل فضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك _حفظه الله _ ضمن سؤالات روّاد ملتقى أهل الحديث السؤال التالي:
س: ذكر شيخ الإسلام في الفتاوى أن اليد بمعنى القدرة لا تأتي مثناة في لغة العرب، ألا يتعارض هذا مع حديث النواس بن سمعان في صحيح مسلم رقم (2937) في خروج يأجوج ومأجوج " فيوحي إلى عيسى أني قد بعثت عبادا لا يدان لأحد بقتالهم " وقد ذكر ابن الأثير والنووي وغيرهما أن المعنى: لا طاقة لأحد بقتالهم. فجاءت اليد بمعنى القدرة مع كونها مثناة؟
فأجاب نفع الله بعلومه الإسلام والمسلمين:
" الحمد لله، نعم ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه العلامة ابن القيم في ردهما على من يأول صفة اليدين في قوله تعالى: {ما مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (سورة ص: 75) بالقدرة، ذَكَرا أن اليدين لا تأتي في اللغة العربية بمعنى القدرة، وقد ورد في كلامهما في مواضع التعبير باليدان عن القدرة كما في مطلع القصيدة النونية:
حكم المحبة ثابت الأركان * ما للصدود بفسخ ذاك يدان
أي: (قدرة).
ومن ذلك ما جاء في الحديث الذي أورده شيخ الإسلام في الفتاوى (28: 128) " إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأيٍ برأيه ورأيت أمرا لا يدان لك به، فعليك بنفسك، ودع عنك أمر العوام .. الحديث ".
وكذلك الحديث الذي أورد السائل ذكره في الفتاوى (1: 44) وهذا قد يشكل مع إنكارهما على من فسر اليدين بالقدرة؛ لأن ذلك لا أصل له في اللغة العربية.
والجواب: أن لفظ اليد مثناة لها في اللغة العربية استعمالات:
فتارة تستعمل غير مضافة، وتلزم الألف، وهذه هي التي بمعنى القدرة، تقول: لا يدان لي بهذا الأمر، أي لا قدرة لي عليه.
وتارة تستعمل مضافة إلى ضمير من قامت به، أو اسمه الظاهر كقولك: بيديّ، أو بيديه، أو بيدي محمد، ويجري فيها إعراب المثنى. وهي في هذا الاستعمال لا تكون بمعنى القدرة، بل يتعين أن يراد بهما: اليدان اللتان يكون بهما الفعل، والأخذ، ومن شأنهما القبض، والبسط.
وبهذا يظهر ألا تعارض بين أنكارهما على النفاة تأويل اليدين بمعنى القدرة، لأن ذلك لم يرد في اللغة العربية، وبين استعمالهما اليدان بمعنى القدرة.
وهناك استعمالان آخران لليدين في اللغة العربية:
أحدهما: أن يعبر بهما عن الفاعل للفعل، وإن لم يكن باشره بيديه كقولك هذا ما فعلت يداك، ومنه قوله تعالى: {ذلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ} (الحج: 10)
ويأتي لفظ اليدين مجموعا إذا أضيف إلى ضمير الجمع كقوله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} (آل عمران: 182)، ومنه قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} (يس: 71)
الثاني: استعماله مضافا إليه بعد (بين)، فيكون بمعنى أمام، كقولك: جلس بين يديه، و مشى بين يديه، ويجري هذا الاستعمال في العاقل، وغير العاقل كقوله تعالى: {لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} (كريم: 62)، وقوله: {وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ} (سبأ: 12)، وقوله: {بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} (الأعراف: 57) ونظائر ذلك كثيرة.
فهذه أربعة وجوه من الاستعمالات:
ثلاثة منها مجاز وهي: الأول، والثالث، والرابع.
والثاني: حقيقة.
ويمتنع المجاز في اليدين إذا أسند الفعل لفاعل، وعدي إلى اليدين بالباء كقولك: عملت بيدي، ومنه قوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (سورة ص: 75).
وأما إذا أسند الفعل إلى اليدين كقولك: هذا ما فعلت يداك، فهو من قبيل المجاز العقلي؛ لأنه عبر باليدين عن الفعل مطلقا، وإن لم يكن فعل بيديه.
وبهذا يظهر الفرق بين قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} (يس: 71)، وقوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (سورة ص: 75)، فلا تدل الآية الأولى على خلق الأنعام باليدين، وتدل الآية الثانية على خلقِ اللهِ آدم بيديه؛ فتثبت له هذه الخصوصية على سائر الناس.
فمن جعل آية "ص" نظيرا لآية "يس"؛ فقد أخطأ فبين الآيتين فروق:
ففي آية "ص" أضاف الله الفعل إلى نفسه، وعداه إلى اليدين بالباء، وذكر اليدين بلفظ التثنية، وأضافهما إلى ضمير المفرد.
وفي آية "يس" أضاف سبحانه الفعل إلى اليدين بلفظ الجمع، وذكر نفسه بلفظ الجمع الدال على التعظيم.
فيجب التفريق بين المختلفات من الألفاظ، والمعاني، والتسوية بين المتماثلات،
والله أعلم(62/97)
عجباً: نظرة من ولي صوفي إلى كلب صار الكلب بها آلهةً تُعبد من دون الله .. !!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[01 - 03 - 10, 09:31 م]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
عجباً: نظرة من ولي صوفي إلى كلب صار الكلب بها آلهةً تُعبد من دون الله .. !!
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه .. وبعد:
جاء في الطبقات الكبرى للشعراني: (2ـ 66) في ترجمة يوسف العجمي الكوراني:
((وكان رضي الله عنه إذا خرج من الخلوة يخرج وعيناه كأنهما قطعة جمر تتوقد فكل من وقع نظره عليه انقلبت عينه ذهباً خالصاً، ولقد وقع بصره يوماً على كلب فانقادت إليه جميع الكلاب، إن وقف وقفوا وإن مشى مشوا)) .. !!
إلى أن قال: ((ووقع له مرة أخرى أنه خرج من خلوة الأربعين فوقع بصره على كلب فانقادت إليه جميع الكلاب، وصار الناس يهرعون إليه (إلى الكلب) في قضاء حوائجهم، فلما مرض ذلك الكلب اجتمع حوله الكلاب يبكون ويظهرون الحزن عليه، فلما مات أظهروا البكاء والعويل، وألهم الله تعالى بعض الناس فدفنوه فكانت الكلاب تزور قبره حتى ماتوا)) .. !!
قال الشعراني: ((فهذه نظرة إلى كلب فعلت ما فعلت، فكيف لو وقعت على إنسان؟!!!)) .. !!
قلت انظروا لهذا السفه .. !!
وانظر كيف يهرع الصوفية الى الكلب ليقضي لهم الحاجات .. !!
حسبنا الله نعم الوكيل .. !!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 03:04 م]ـ
شيخ صوفي: بعد أن طلب الإمداد من الكلاب،،، استشفع بالحرباء .. !! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=203603)
ـ[ابو ماجد صديقي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 01:11 م]ـ
لا حول ولاقوة إلا بالله ..
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[02 - 05 - 10, 01:57 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الحمد لله على نعمة الإسلام والتوحيد والسنة والعقل.(62/98)
شبهات حول بدعية المولد .. أرجوا المساعدة
ـ[أبومحمد الوائلي]ــــــــ[02 - 03 - 10, 12:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوان الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في مناقشتي اليوم لدكتور يدرسني في الجامعة ذكر بعض الشبهة أرجوا لمن لديه أو اطلع على
بحث في هذا الموضوع أن يشارك ويفيد لما فيه من فائدة للجميع وهي كالتالي:
1 - بما أن الأحكام التكليفية خمسة كما هي معلومة لديكم فإما أن يكون-الإحتفال بالمولد- حرام أو مكروه ومن قال بهذا الحكم فليس لديه دليل على ما يقوله وإما أن يكون واجبا أو سنة وهذا لم يقله المجوزون له فلم يبق إلا أن يكون مباحاً وبما أنه مباح فلا إشكال فيه إذا خلا من المحرمات والمفاسد.
ومحل النزاع في هذه الشبهة ما يلي:
هل صحيح أن المجوزين لهذا العمل يعتقدون أنه مباح وأنه ليس عبادة وأنهم لا يعتقدون أنه سنة أو واجب بل من احضر الإحتفال ولم ينوى ليس له أجر ومن حضر ونوى له أجر
مع تقييد ذلك-خلاف ما قاله الدكتور- بكلام من أجازه من كتبهم
2 - قوله بأن قول الجمهور بأن الترك ليس بحجة:
فهل صحيح أن هذا قول الجمهور أم هو قول مرجوح ومن من الأصوليين نقل ذلك
3 - ما يتعلق بالنقطة السابقة هل نستطيع أن نقول بأن جمع المصحف وأن المسابقات القرآنية التي تقام في رمضان في معظم الدول الإسلامية بدعة لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يفعلها مع قدرته على ذلك وعدم وجود المانع
وعلى العموم أخواني الأفاضل قد قرأت عن ردودلهذه الشبهات منذ فترة وطرحتها هنا لمزيد
الفايدة ولعل الله أن يسر من يشرح صدور الموحدين
وجزاكم الله خير(62/99)
الشبهات حول المولد
ـ[محمد زكريا الحنبلي]ــــــــ[02 - 03 - 10, 01:08 ص]ـ
يستدل اهل البدعة بان الندوات و الدورات التي تقام سنويا او شهريا ان هذا من البدعة اذ ان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ماكانت عنده مثل هذه الدورات وقالوا ان هذا القيد (بالسنة او الشهر) بدعة لان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يفعله .............
وكذلك قالوا المولود ليس ببدعة اذ نفينا ان تكون هذه بدعة.
ـ[أبومحمد الوائلي]ــــــــ[02 - 03 - 10, 02:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل الرد على هذه الشبهة من كتاب الرد المسدد على من أجاز المولد للأخ جمال البليدي
للفائدة العامة
1 - شبهة كقياس المولد على المسابقات القرآنية والدروس العلمية والمحاضرات:
· والجواب: هذا قياس فساد من عدة أوجه:
-1المسابقات تعتبر وسائل للعبادة وليس عبادة فهي غير مقصودة لذاتها وإنما المقصود منها مصلحة معينة وهي التشجيع على الحفظ فليست متعبدا بها بخلاف المولد فهو يراد به التقرب إلى الله فهو عبادة مبتدعة بذاته.
-2المسابقات ليس لها تاريخ معين يجتمع عليه المسلمون في بقاع الأرض إنما هي تختلف وليس المراد منها التخصيص ولا التعبد ولا يؤثر التقدم أو التأخر فيه موعدها
-3هناك عدة أدلة تحث على المسابقة بما فيه نفع للإسلام كالرمي والمسابقة بالخيل مع التشجيع على ذلك بالجوائز ولا يوجد أدنى دليل على الإحتفال بالمولد.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا سبق إلا في ثلاث: نصل أو خف أو حافر"، وقاس بعض أهل العلم على ذلك ما فيه منفعة للمسلمين كحفظ القرآن والحديث والعلم، فالمسابقات على الأمور التافهة والتي لا فائدة فيها لا تجوز، ولا يجوز الاشتراك فيها.
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه: " الفروسية" (المسألة الحادية عشرة: المسابقة على حفظ القرآن والحديث والفقه وغيره من العلوم النافعة، والإصابة في المسائل، هل تجوز بعوض؟ منعه أصحاب مالك وأحمد والشافعي، وجوزه أصحاب أبي حنيفة وشيخنا، وحكاه ابن عبد البر عن الشافعي، وهو أولى من الشباك والصراع والسباحة، فمن جوز المسابقة عليها بعوض فالمسابقة على العلم أولى بالجواز، وهي صورة مراهنة الصِديق لكفار قريش على صحة ما أخبرهم به وثبوته، وقد تقدم أنه لم يقم دليل شرعي على نسخه، وأن الصديق أخذ رهنهم بعد تحريم القمار، وأن الدين قيامه بالحجة والجهاد فإذا جازت المراهنة على آلات الجهاد، فهي في العلم أولى بالجواز، وهذا القول هو الراجح) انتهى.
وقال في موضع آخر من كتابه (وإذا كان الشارع قد أباح الرهان في الرمي والمسابقة بالخيل والإبل، لما في ذلك من التحريض على تعلم الفروسية وإعداد القوة للجهاد فجواز ذلك في المسابقة والمبادرة إلى العلم والحجة التي بها تفتح القلوب ويعز الإسلام وتظهر أعلامه أولى وأحرى.
وإلى هذا ذهب أصحاب أبي حنيفة وشيخ الإسلام ابن تيمية).
-4لم يكن هناك المقتضى الدافع للمسابقات في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لأنهم كانوا يتنافسون على القرآن الكريم والخيرات دون أن يحتاجوا لمثل هذه المسابقات لكن لما ضعفت الهمم في عصرنا إحتاج المسلمين لمثل هذه المسباقات التي تعتبر وسيلة للتشجيع والإحسان فأين كل هذا من المولد الذي لا يعتبر وسيلة لشيء وقد بدلنا النبي صلى الله عليه وسلم بعبادة خير منها ألا وهي الصيام يوم الإثنين بقوله (ذلك يوم ولدت فيه)؟؟؟
للإمام الشاطبي تفصيل مهم ومفيد في فهم النقطة الرابعة وفهم قاعدة مهمة من قواعد معرفة البدع قال رحمه الله:
سكوت الشارع عن الحكم على ضربين:
أحدهما: أن يسكت عنه لأنه لا داعية له تقتضيه، ولا موجب يقدر لأجله، كالنوازل التي حدثت بعد ذلك، فاحتاج أهل الشريعة إلى النظر فيها وإجرائها على ما تقرر في كلياتها، وما أحدثه بعد السلف الصالح راجع إلى هذا القسم، كجمع المصاحف وتدوين العلم وتضمين الصناع، وما أشبه ذلك مما لم يجر له ذكر في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تكن من نوازل زمانه ولا عرض للعمل بها موجب يقتضيها، فهذا القسم جارية فروعه على أصوله المقررة شرعاً بلا إشكال، فالقصد الشرعي فيها معروف …
والثاني: أن يسكت عنه وموجبه المقتضي له قائم، فلم يقرر فيه حكم عند نزول النازلة زائد على ما كان في ذلك الزمان، فهذا الضرب السكوت فيه كالنص على أن قصد الشارع أن لا يزاد فيه ولا ينقص، لأنه لما كان هذا المعنى الموجب لشرع الحكم العملي موجوداً ثم لم يشرع الحكم دلالة عليه، كان ذلك صريحاً في أن الزائد على ما كان هنالك بدعة زائدة، ومخالفة لما قصده الشارع، إذ فهم من قصده الوقوف عندما هنالك، لا زيادة عليه ولا نقصان منه
وبناء على كلام الإمام الشاطبي أن الدورات العلمية والندوات والمسابقة القرآنية والعلمية وغيرها تدخل في القسم الأول لأنه لا داع لها تقتضية وفي زمن الصحابة كان جل وقتهم في العلم والتعلم والمنافسة على الخيرات وفي زماننا ما ضهرت هذه إلا بعد فتور الهمم فجائت هذه الأفكار
أما المولد فهو من القسم الثاني وقد نص كلام الإمام الشاطبي في موضع آخرمن كتابه على ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/100)
ـ[أبومحمد الوائلي]ــــــــ[02 - 03 - 10, 02:44 م]ـ
وهذا نقل لكلام الشيخ الفوزان في الرد على من يشبهة بدعة المولد بالدروس والمحاضرات العلمية
قال الشيخ صالح الفوزان في رده على هذه الشبهة: زعموا أن الموالد مثل المحاضرات والدروس والعلمية.
يجاب عن هذا بالاعتراض، فليست الموالد كالمحاضرات والدروس العلمية ..
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه، ويقرر لهم الدروس والخطب، وخصص يوما للنساء يعلمهن فيه، فإذن الدروس والخطب والمحاضرات مشروعة، شرعها النبي صلى الله عليه وسلم بفعله وأمره: (بلغوا عني ولو آية) ..
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يجمع الناس ليخطب فيهم نادى بهم ليجتمعوا، فيجتمعوا، فيلقي عليهم ما أراد تعليمهم، والإعلان عن الدروس والمحاضرات هو من هذا النوع الذي كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم مثلا بمثل، سواء بسواء ..
فأين هذا من المولد؟ ..
هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بين جواز جمع الناس لتعليمهم أمور دينهم، إذ لا يمكن تعليم الناس إلا بهذه الطريقة، أو قل هو طريق عظيم لتعليم الناس، لكنه ما بين للناس جواز أن يجتمعوا لأجل المولد، الذي في الحقيقة ليس فيه تعليم بشيء، إلا شيئا واحدا هو ذكر أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يصل الأمر إلى الغلو والمنكر ..
وهذه الموالد حتى في حال خلوها من الغلو والمنكرات ليس فيها تعليم ولا تفقيه ..
والدليل أنك تجد جل الذين يؤمون الموالد لا يفقهون في دين الله شيئا، وذلك أنهم لا يجدون في الموالد شيئا من العلم والفقه إلا المدائح النبوية الغالية والرد على الخصوم في جواز الاحتفال بالمولد ...
أما قضايا الفقه والعقيدة وأحوال المسلمين فلا تجد منها شيئا، فكيف يكون طريقا للعلم؟، وكيف يصح تشبيه الموالد بالمحاضرات والدروس العلمية؟ ..
إن الذي يتابع ويحضر الدروس العلمية والمحاضرات تجده بعد مدة متفقها واعيا، مستدلا على طريق السنة، عارفا بحقيقة أحوال المسلمين، بخلاف الذي يؤم الموالد، لا تجد عنده شيء من ذلك، وهذا مما يؤكد الفرق بين الأمرين.
تلك أبرز شبه القوم، وقد علمنا بطلانها، وتبين لنا كيف أن القوم يحتجون بأي شيء، ولو كان مخالفا للدليل الصريح والعقل الصحيح، وكثير منهم يجادلون بالباطل، ويتبعون أهواءهم، ويكلمون بكلام كثير لا يقصد منه الوصول إلى الحق، بل تغرير عموم القارئين والمستمعين الذين يتابعون ما يدور من كلام
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[03 - 03 - 10, 07:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شبهات حول المولد النبوي والرد عليها
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وحفظه، وسنَّ الدين وشرعه، وأرسل لنا أفضل البشر، وقيَّض للدين رجال ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، والصلاة والسلام على خير البشر البشير النذير، والسراج المنير محمد بن عبد الله الصادق الأمين - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن من رحمة الله - تبارك وتعالى - لنا أن أرسل إلينا رسولاً من أنفسنا هو أفضل البشر، فهو سيد ولد آدم، وحامل لواء الحمد، وصاحب الشفاعة يوم القيامة، به أكمل الله الرسالة، وختم الرسل قال الله - تبارك وتعالى -: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً}، وقد بعثه الله بأفضل الكتب وهو القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، الذي تكفل الله - تبارك وتعالى - بحفظه بخلاف الكتب السابقة؛ فقد حُرِّفت وبُدِّلت قال الله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، وقد بيَّن لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - كل شيء، فلم يترك من شيء فيه خير إلا ودلنا عليه وأرشدنا إليه، ولا شر إلا وحذرنا منه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، جاء عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - قال: "وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن هذه لموعظة مودع فما تعهد إلينا؟ قال: ((قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هلك، من يعش منكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/101)
فيسرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة، وإن عبداً حبشياً، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد))، ومع ذلك فقد وجدنا من خرج عن المحجة البيضاء التي هي الكتاب والسنة، وتنكَّب طريقها، واتبع هواه؛ بحجج تافهة، وشبهات ساقطة كسراب بقيعة
حجج تهافت كالزجاج تخالها حقاً وكلٌ كاسر مكسور
من أدعياء محبة الله تبارك وتعالى، ومحبة نبيه الكريم - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، فزعموا حبه، وخالفوا هديه، فامتحنهم الله - تبارك وتعالى - بهذه الآية: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: "هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية؛ فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي، والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله وأحواله؛ كما ثبت في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))، ولهذا قال: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ} أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول كما قال بعض العلماء الحكماء: ليس الشأن أن تُحِب، إنما الشأن أن تُحَبَّ؛ وقال الحسن البصري وغيره من السلف: زَعَمَ قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية ".
ولا يخفى على كل ذي لبٍّ وعقل ما للصوفية من نشاط في الأزمنة المتأخرة؛ من نشر باطلهم وبِدَعِهِم بين الناس بعد زخرفتها بزخرف القول، ومما رفع عقيرتهم ثناء بعض من ينتسبون للعلم والدعوة في هذه الأمة عليهم، لذا كان لا بد لزاماً علينا أن نكشف شبهاتهم حول بدعة المولد التي يخدعون بها عوام المسلمين، فنذكر بعضاً من هذه الشبه ونرد عليها قدر الإمكان، فنقول والله المستعان:
الشبهة الأولى: زعمهم أن الاحتفال بالمولد النبوي ليس بدعة وإنما هو سنة حسنة، ويستدلون بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من سنَّ في الإسلام سنَّة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء؛ ومن سن في الإسلام سنَّة سيئة كان عليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء)).
ونرد عليها فنقول: إن السنة الحسنة لا تكون إلا لما له أصل في الدين كالصدقة التي كانت سبباً لورود الحديث، وكقول عمر - رضي الله عنه - عندما جمع الناس لصلاة التراويح فقال: "نَعِمَتِ البدعة" بخلاف البدع؛ فإن كلها مذمومة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار))، فلفظ "كل" هو من ألفاظ العموم، و"بدعة" نكرة دلت على العموم، فدل على أن جميع البدع ضلالة، ثم قال: "وكل ضلالة في النار" فيشمل جميع أنواع البدع، إذ ليس في الدين بدعة حسنة، ولو كان في الدين بدعة حسنة لأخبرنا بها النبي - صلى الله عليه وسلم - كما أخبرنا بأن جميع البدع ضلالة، فكان سيستثني منها.
الشبهة الثانية: تفسيرهم قول الله - تبارك وتعالى -: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون}، أن الرحمة في هذه الآية هو محمد - صلى الله عليه وسلم -، والرد عليها: أن اذكروا لنا من فسر هذه الآية بهذا التفسير من العلماء الذين يعتمد عليهم، بل قد قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: "أي بهذا الذي جاءهم من الله من الهدى ودين الحق فليفرحوا، فإنه أولى ما يفرحون به {هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} أي من حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة لا محالة "، وقال العلامة ابن سعدي - رحمه الله -: "يقول - تعالى - مرغباً للخلق في الإقبال على هذا الكتاب الكريم بذكر أوصافه الحسنة الضرورية للعباد فقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} أي: تعظكم، وتنذركم عن الأعمال الموجبة لسخط الله المقتضية لعقابه، وتحذركم عنها ببيان آثارها ومفاسدها؛ {وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} وهو هذا القرآن، شفاء لما في الصدور من أمراض الشهوات الصادة عن الانقياد للشرع، وأمراض الشبهات القادحة في العلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/102)
اليقيني، فإن ما فيه من المواعظ والترغيب والترهيب، والوعد والوعيد؛ مما يوجب للعبد الرغبة والرهبة؛ ... إلى أن قال: ولذلك أمر - تعالى - بالفرح بذلك فقال: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ} الذي هو القرآن، الذي هو أعظم نعمة ومنة، وفضل تفضل الله به على عباده {وَبِرَحْمَتِهِ} الدين والإيمان، وعبادة الله، ومحبته ومعرفته {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} من متاع الدنيا ولذاتها"، فإذن لم يرد تفسير الرحمة بأنها النبي - صلى الله عليه وسلم - كما زعموا.
الشبهة الثالثة: قولهم أن الاحتفال بالمولد هو إحياء لذكرى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وهذا مشروع في الإسلام؛ كما أن الحاج يفعل في جميع المناسك كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهي إذن إحياء لذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وللرد عليها نقول: إن ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوع في كل زمان قال الله - تبارك وتعالى -: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَك} قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: " قال مجاهد: لا أُذكَرُ إلا ذُكِرْتَ معي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، وقال قتادة: رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي بها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله "، ولم ينقل عن أحد من الصحابة الكرام - رضوان الله عليهم أجمعين - أن واحداً منهم احتفل بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهم من هم في الحب له والاتباع.
الشبهة االرابعة: زعمهم أن شعراء الصحابة كانوا يقولون القصائد في مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - كحسان بن ثابت، وكعب بن زهير وغيرهما - رضي الله عنهم -، فكان يرضى بذلك، ويكافئهم عليه.
والرد عليها هو أنه: لم ينقل عنهم أنهم كانوا يلقون القصائد في مدحه في يوم مولده، فنقول لمن فعل ذلك "ثبِّتْ عرشَكَ ثم انْقُش"، هات الدليل على صحة ما تقولون، فإنما كانت القصائد التي يلقيها شعراء الصحابة - رضي الله عنهم - في مدحه - صلى الله عليه وسلم - بعيدة كل البعد عن الغلو، بخلاف ما يفعله هؤلاء المبتدعة فإنهم يلقون القصائد في هذا الاحتفال المحدث وفيها الغلو مع وصفه ببعض صفات الرب - تبارك وتعالى -، ويستغيثون به ويدعونه، ويزعمون أنه يحضر في هذا الاحتفال المبتدع - عليهم من الله ما يستحقون -، وهنا نذكر جزءاً من هذه القصائد المغالية على سبيل المثال لا الحصر ونقصد "قصيدة البردة" إذ قال فيها:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم
إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي صفحاً وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
وغير ذلك كثير في القصائد التي تلقى في مثل هذا اليوم والتي فيها الكفر - عياذاً بالله تبارك وتعالى -.
الشبهة الخامسة: في الصحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسئلوا عن ذلك؟ فقالوا: هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون فنحن نصومه تعظيماً له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نحن أولى بموسى منكم فأمر بصومه))، فقالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلاحظ ارتباط الزمان بالحوادث الدينية الكبرى التي مضت؛ فإذا جاء الزمان التي وقعت فيه كانت فرصة لتذكرها، وتعظيم يومها؛ ومن ذلك المولد النبوي، فنحن نحتفل به لذلك.
وفي الرد عليها نقول: إن من النعم التي أنعم بها الله تبارك وتعالى على موسى عليه السلام أن أغرق الله تبارك وتعالى فرعون، ونجَّى موسى عليه السلام، والنعم تستحق الشكر، وإن النعمة الكبرى في الأمة الإسلامية هي بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وليس مولده، إذ لم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه احتفل بمولده، ولم ينقل عن أحد من الصحابة أنه احتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يشر القرآن ليوم مولده صلى الله عليه وسلم وإنما أشار لبعثته على أنها فضل ومنة ونعمة فقال الله تبارك وتعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِين}، وقال سبحانه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/103)
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِين}، فلو كان الاحتفال بذكرى مولده جائز؛ لكان الأولى الاحتفال بذكرى يوم بعثته وليس ذكرى يوم مولده صلى الله عليه وسلم؛ وأما صيام النبي صلى الله عليه وسلم لهذا اليوم فإنه عليه الصلاة والسلام المبلغ عن الله تبارك وتعالى، وهو المشرع عن الله تبارك وتعالى، وإنما نحن مأمورون بالاتباع لا الابتداع قال الله تبارك وتعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد))، وقال: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))، فالحديث الأول يشمل كل حدث في الدين، والثاني يشمل كل عمل لم يدل الشرع عليه، ولم ينقل، فهو مردود على صاحبه غير مقبول، ومن ذلك الاحتفال بالمولد.
الشبهة السادسة: حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن صومه؟ قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر رضي الله عنه: "رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، وببيعتنا بيعة"، قال: فسئل عن صيام الدهر؟ فقال: لا صام ولا أفطر، أو ما صام وما أفطر، قال: فسئل عن صوم يومين وإفطار يوم؟ قال: ((ومن يطيق ذلك؟))، قال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يومين؟ قال: ((ليت أن الله قوانا لذلك))، قال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يوم؟ قال: ((ذاك صوم أخي داود عليه السلام))، قال: وسئل عن صوم الاثنين؟ قال: ((ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت .... الحديث))، فخص النبي صلى الله عليه وسلم يوم مولده بصيام.
ورداً عليها نقول: يقال إن صح أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم كان يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول -؛ لو كان معظماً عنده صلى الله عليه وسلم كما يزعم هؤلاء الصوفية لاتخذه عيداً، أو لخصه بشيء من الأعمال دون بقية الأيام، لكنه لم يُنقَل عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء من ذلك، وقد قال الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}، والأولى بكم يا من ادعى محبته كذباً وزوراً أن تتبعوه في جميع أعمالكم، فتتبعوه في أمره ونهيه، وفي جميع أفعاله صلى الله عليه وسلم وخبره، فإن كان خصه بصيام فكان لكم أن تصوموه وكفى، لكنه كان عليه الصلاة والسلام يصوم كل اثنين وخميس، ولم يصم فقط يوم الثاني عشر من ربيع الأول أفلا تعقلون!!!؛ ولم يُنقَل عن الخلفاء الأربعة أو الصحابة أجمعين رضي الله عنهم أجمعين فهمكم هذا، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وعليكم بالطاعة، وإن عبداً حبشياً، عضوا عليها بالنواجذ، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما انقيد انقاد)) فدل هذا على أنه عمل محدث.
الشبهة السابعة: يقولون نحن قَصَدْنَا الخير، وفي هذا الاحتفال نذكر الله - تبارك وتعالى -، ونسبح، ونذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونصلي عليه، فأي إشكال في ذكر الله - تبارك وتعالى -، وفي الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، هذا عمل خير وعبادة لله - تبارك وتعالى -؟
وفي الرد عليها نقول: إن العبادات مبناها على التوقيف، فكل عبادة لم يرد عليها دليل فهي بدعة محدثة، وكل بدعة ضلالة كما تقدم، أما قولكم "نحن قَصَدْنَا الخير" فنقول كما قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "وكم من مريد للخير لم يصبه"، وإنما الخير كله في الاتباع لا الابتداع، فهل فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، أو الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، فإن قالوا: نعم قلنا: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، وإن قالوا: لا، قلنا: أفلا يسعكم ما وسعهم، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، فإن ذكر الله تبارك وتعالى عبادة، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عبادة، ولكن لا بد لقبول العبادة من شرطين أساسيين هما: الإخلاص
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/104)
والاتباع، فالإخلاص إن وُجِدَ عندكم كما تقولون؛ فقد غاب الشرط الآخر وهو الاتباع، فوقعتم بذلك في الابتداع، وقد سبق حديث عائشة رضي الله عنها في أن العمل إذا لم يكن على هدي النبي صلى الله عليه وسلم فهو مردود.
الشبهة الثامنة: يتمسكون بكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال: "وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد، لا على البدع؛ من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداً، مع اختلاف الناس في مولده، فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه لو كان خيراً، ولو كان هذا خيراً محضاً أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرص ".
والرد عليها هو أن نقول: إن شيخ الإسلام رحمه الله قد صرح ببدعية المولد في كلامه السابق، ومعنى قوله: يثيبهم الله على هذه المحبة والاجتهاد أي أنهم يؤجرون على نيتهم في محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وحسن القصد؛ لا على العمل، فتنبه، ومع ذا حتى لو لم يقل شيخ الإسلام ببدعيته؛ فيبقى أنه ليس معصوماً، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، مع أنه رحمه الله قد صرح ببدعيته في أماكن متعددة من كتبه، فقد قال رحمه الله: "وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال أنها ليلة المولد، أو بعض ليالي رجب، أو ثامن عشر ذي الحجة، أو أول جمعة من رجب، أو ثامن شوال الذي يسميه الجهال عيد الأبرار؛ فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف، ولم يفعلوها والله سبحانه وتعالى أعلم "، وقال العلامة الأثري عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله: "المولد لم يرد في الشرع ما يدل على الاحتفال به; لا مولد النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره، فالذي نعلم من الشرع المطهر، وقرره المحققون من أهل العلم؛ أن الاحتفالات بالموالد بدعة لا شك في ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أنصح الناس وأعلمهم بشرع الله، والمبلغ عن الله؛ لم يحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه لا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم، فلو كان حقاً وخيراً وسنة لبادروا إليه، ولما تركه النبي صلى الله عليه وسلم، ولعلمه أمته، أو فعله بنفسه، ولفعله أصحابه وخلفاؤه رضي الله عنهم، فلما تركوا ذلك علمنا يقيناً أنه ليس من الشرع، وهكذا القرون المفضلة لم تفعل ذلك، فاتضح بذلك أنه بدعة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) في أحاديث أخرى تدل على ذلك.
وبهذا يعلم أن الاحتفالات بالمولد النبوي في ربيع الأول أو في غيره، وكذا الاحتفالات بالموالد الأخرى كالبدوي والحسين وغير ذلك; كل ذلك من البدع المنكرة التي يجب على أهل الإسلام تركها، حيث قد عوضهم الله بعيدين عظيمين: عيد الفطر وعيد الأضحى فيهما الكفاية عن إحداث أعياد واحتفالات منكرة مبتدعة.
وليس حب النبي صلى الله عليه وسلم بإقامة الموالد، وإنما حبه صلى الله عليه وسلم يقتضي اتباعه، والتمسك بشريعته، والذب عنها، والدعوة إليها، والاستقامة عليها، وهذا هو الحب الصادق كما قال الله عز وجل: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، فحب الله ورسوله يكون بطاعة الله ورسوله، والاستقامة على شريعة الله، وبالجهاد في سبيل الله، والدعوة إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ".
وبعد: فإننا نظن أن قد بَطُلَ احتجاج من يحتج على مشروعية المولد، وتبين أنه بدعة محدثة، نسأل الله تبارك وتعالى أن يبصرنا ديننا، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يهدينا ويهدي ضال المسلمين إنه على كل شيء قدير، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
بقلم أبي عبد الله محمد العبدلي
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[03 - 03 - 10, 07:56 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/105)
بسم الله الرحمن الرحيم
شبهات حول المولد النبوي والرد عليها
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وحفظه، وسنَّ الدين وشرعه، وأرسل لنا أفضل البشر، وقيَّض للدين رجال ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، والصلاة والسلام على خير البشر البشير النذير، والسراج المنير محمد بن عبد الله الصادق الأمين - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن من رحمة الله - تبارك وتعالى - لنا أن أرسل إلينا رسولاً من أنفسنا هو أفضل البشر، فهو سيد ولد آدم، وحامل لواء الحمد، وصاحب الشفاعة يوم القيامة، به أكمل الله الرسالة، وختم الرسل قال الله - تبارك وتعالى -: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً}، وقد بعثه الله بأفضل الكتب وهو القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، الذي تكفل الله - تبارك وتعالى - بحفظه بخلاف الكتب السابقة؛ فقد حُرِّفت وبُدِّلت قال الله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، وقد بيَّن لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - كل شيء، فلم يترك من شيء فيه خير إلا ودلنا عليه وأرشدنا إليه، ولا شر إلا وحذرنا منه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، جاء عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - قال: "وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن هذه لموعظة مودع فما تعهد إلينا؟ قال: ((قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هلك، من يعش منكم فيسرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة، وإن عبداً حبشياً، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد))، ومع ذلك فقد وجدنا من خرج عن المحجة البيضاء التي هي الكتاب والسنة، وتنكَّب طريقها، واتبع هواه؛ بحجج تافهة، وشبهات ساقطة كسراب بقيعة
حجج تهافت كالزجاج تخالها حقاً وكلٌ كاسر مكسور
من أدعياء محبة الله تبارك وتعالى، ومحبة نبيه الكريم - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، فزعموا حبه، وخالفوا هديه، فامتحنهم الله - تبارك وتعالى - بهذه الآية: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: "هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية؛ فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي، والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله وأحواله؛ كما ثبت في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))، ولهذا قال: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ} أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول كما قال بعض العلماء الحكماء: ليس الشأن أن تُحِب، إنما الشأن أن تُحَبَّ؛ وقال الحسن البصري وغيره من السلف: زَعَمَ قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية ".
ولا يخفى على كل ذي لبٍّ وعقل ما للصوفية من نشاط في الأزمنة المتأخرة؛ من نشر باطلهم وبِدَعِهِم بين الناس بعد زخرفتها بزخرف القول، ومما رفع عقيرتهم ثناء بعض من ينتسبون للعلم والدعوة في هذه الأمة عليهم، لذا كان لا بد لزاماً علينا أن نكشف شبهاتهم حول بدعة المولد التي يخدعون بها عوام المسلمين، فنذكر بعضاً من هذه الشبه ونرد عليها قدر الإمكان، فنقول والله المستعان:
الشبهة الأولى: زعمهم أن الاحتفال بالمولد النبوي ليس بدعة وإنما هو سنة حسنة، ويستدلون بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من سنَّ في الإسلام سنَّة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء؛ ومن سن في الإسلام سنَّة سيئة كان عليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/106)
ونرد عليها فنقول: إن السنة الحسنة لا تكون إلا لما له أصل في الدين كالصدقة التي كانت سبباً لورود الحديث، وكقول عمر - رضي الله عنه - عندما جمع الناس لصلاة التراويح فقال: "نَعِمَتِ البدعة" بخلاف البدع؛ فإن كلها مذمومة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار))، فلفظ "كل" هو من ألفاظ العموم، و"بدعة" نكرة دلت على العموم، فدل على أن جميع البدع ضلالة، ثم قال: "وكل ضلالة في النار" فيشمل جميع أنواع البدع، إذ ليس في الدين بدعة حسنة، ولو كان في الدين بدعة حسنة لأخبرنا بها النبي - صلى الله عليه وسلم - كما أخبرنا بأن جميع البدع ضلالة، فكان سيستثني منها.
الشبهة الثانية: تفسيرهم قول الله - تبارك وتعالى -: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون}، أن الرحمة في هذه الآية هو محمد - صلى الله عليه وسلم -، والرد عليها: أن اذكروا لنا من فسر هذه الآية بهذا التفسير من العلماء الذين يعتمد عليهم، بل قد قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: "أي بهذا الذي جاءهم من الله من الهدى ودين الحق فليفرحوا، فإنه أولى ما يفرحون به {هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} أي من حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة لا محالة "، وقال العلامة ابن سعدي - رحمه الله -: "يقول - تعالى - مرغباً للخلق في الإقبال على هذا الكتاب الكريم بذكر أوصافه الحسنة الضرورية للعباد فقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} أي: تعظكم، وتنذركم عن الأعمال الموجبة لسخط الله المقتضية لعقابه، وتحذركم عنها ببيان آثارها ومفاسدها؛ {وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} وهو هذا القرآن، شفاء لما في الصدور من أمراض الشهوات الصادة عن الانقياد للشرع، وأمراض الشبهات القادحة في العلم اليقيني، فإن ما فيه من المواعظ والترغيب والترهيب، والوعد والوعيد؛ مما يوجب للعبد الرغبة والرهبة؛ ... إلى أن قال: ولذلك أمر - تعالى - بالفرح بذلك فقال: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ} الذي هو القرآن، الذي هو أعظم نعمة ومنة، وفضل تفضل الله به على عباده {وَبِرَحْمَتِهِ} الدين والإيمان، وعبادة الله، ومحبته ومعرفته {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} من متاع الدنيا ولذاتها"، فإذن لم يرد تفسير الرحمة بأنها النبي - صلى الله عليه وسلم - كما زعموا.
الشبهة الثالثة: قولهم أن الاحتفال بالمولد هو إحياء لذكرى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وهذا مشروع في الإسلام؛ كما أن الحاج يفعل في جميع المناسك كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهي إذن إحياء لذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وللرد عليها نقول: إن ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوع في كل زمان قال الله - تبارك وتعالى -: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَك} قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: " قال مجاهد: لا أُذكَرُ إلا ذُكِرْتَ معي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، وقال قتادة: رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي بها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله "، ولم ينقل عن أحد من الصحابة الكرام - رضوان الله عليهم أجمعين - أن واحداً منهم احتفل بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهم من هم في الحب له والاتباع.
الشبهة االرابعة: زعمهم أن شعراء الصحابة كانوا يقولون القصائد في مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - كحسان بن ثابت، وكعب بن زهير وغيرهما - رضي الله عنهم -، فكان يرضى بذلك، ويكافئهم عليه.
والرد عليها هو أنه: لم ينقل عنهم أنهم كانوا يلقون القصائد في مدحه في يوم مولده، فنقول لمن فعل ذلك "ثبِّتْ عرشَكَ ثم انْقُش"، هات الدليل على صحة ما تقولون، فإنما كانت القصائد التي يلقيها شعراء الصحابة - رضي الله عنهم - في مدحه - صلى الله عليه وسلم - بعيدة كل البعد عن الغلو، بخلاف ما يفعله هؤلاء المبتدعة فإنهم يلقون القصائد في هذا الاحتفال المحدث وفيها الغلو مع وصفه ببعض صفات الرب - تبارك وتعالى -، ويستغيثون به ويدعونه، ويزعمون أنه يحضر في هذا الاحتفال المبتدع - عليهم من الله ما يستحقون -، وهنا نذكر جزءاً من هذه القصائد المغالية على سبيل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/107)
المثال لا الحصر ونقصد "قصيدة البردة" إذ قال فيها:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم
إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي صفحاً وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
وغير ذلك كثير في القصائد التي تلقى في مثل هذا اليوم والتي فيها الكفر - عياذاً بالله تبارك وتعالى -.
الشبهة الخامسة: في الصحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسئلوا عن ذلك؟ فقالوا: هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون فنحن نصومه تعظيماً له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نحن أولى بموسى منكم فأمر بصومه))، فقالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلاحظ ارتباط الزمان بالحوادث الدينية الكبرى التي مضت؛ فإذا جاء الزمان التي وقعت فيه كانت فرصة لتذكرها، وتعظيم يومها؛ ومن ذلك المولد النبوي، فنحن نحتفل به لذلك.
وفي الرد عليها نقول: إن من النعم التي أنعم بها الله تبارك وتعالى على موسى عليه السلام أن أغرق الله تبارك وتعالى فرعون، ونجَّى موسى عليه السلام، والنعم تستحق الشكر، وإن النعمة الكبرى في الأمة الإسلامية هي بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وليس مولده، إذ لم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه احتفل بمولده، ولم ينقل عن أحد من الصحابة أنه احتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يشر القرآن ليوم مولده صلى الله عليه وسلم وإنما أشار لبعثته على أنها فضل ومنة ونعمة فقال الله تبارك وتعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِين}، وقال سبحانه: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِين}، فلو كان الاحتفال بذكرى مولده جائز؛ لكان الأولى الاحتفال بذكرى يوم بعثته وليس ذكرى يوم مولده صلى الله عليه وسلم؛ وأما صيام النبي صلى الله عليه وسلم لهذا اليوم فإنه عليه الصلاة والسلام المبلغ عن الله تبارك وتعالى، وهو المشرع عن الله تبارك وتعالى، وإنما نحن مأمورون بالاتباع لا الابتداع قال الله تبارك وتعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد))، وقال: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))، فالحديث الأول يشمل كل حدث في الدين، والثاني يشمل كل عمل لم يدل الشرع عليه، ولم ينقل، فهو مردود على صاحبه غير مقبول، ومن ذلك الاحتفال بالمولد.
الشبهة السادسة: حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن صومه؟ قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر رضي الله عنه: "رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، وببيعتنا بيعة"، قال: فسئل عن صيام الدهر؟ فقال: لا صام ولا أفطر، أو ما صام وما أفطر، قال: فسئل عن صوم يومين وإفطار يوم؟ قال: ((ومن يطيق ذلك؟))، قال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يومين؟ قال: ((ليت أن الله قوانا لذلك))، قال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يوم؟ قال: ((ذاك صوم أخي داود عليه السلام))، قال: وسئل عن صوم الاثنين؟ قال: ((ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت .... الحديث))، فخص النبي صلى الله عليه وسلم يوم مولده بصيام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/108)
ورداً عليها نقول: يقال إن صح أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم كان يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول -؛ لو كان معظماً عنده صلى الله عليه وسلم كما يزعم هؤلاء الصوفية لاتخذه عيداً، أو لخصه بشيء من الأعمال دون بقية الأيام، لكنه لم يُنقَل عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء من ذلك، وقد قال الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}، والأولى بكم يا من ادعى محبته كذباً وزوراً أن تتبعوه في جميع أعمالكم، فتتبعوه في أمره ونهيه، وفي جميع أفعاله صلى الله عليه وسلم وخبره، فإن كان خصه بصيام فكان لكم أن تصوموه وكفى، لكنه كان عليه الصلاة والسلام يصوم كل اثنين وخميس، ولم يصم فقط يوم الثاني عشر من ربيع الأول أفلا تعقلون!!!؛ ولم يُنقَل عن الخلفاء الأربعة أو الصحابة أجمعين رضي الله عنهم أجمعين فهمكم هذا، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وعليكم بالطاعة، وإن عبداً حبشياً، عضوا عليها بالنواجذ، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما انقيد انقاد)) فدل هذا على أنه عمل محدث.
الشبهة السابعة: يقولون نحن قَصَدْنَا الخير، وفي هذا الاحتفال نذكر الله - تبارك وتعالى -، ونسبح، ونذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونصلي عليه، فأي إشكال في ذكر الله - تبارك وتعالى -، وفي الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، هذا عمل خير وعبادة لله - تبارك وتعالى -؟
وفي الرد عليها نقول: إن العبادات مبناها على التوقيف، فكل عبادة لم يرد عليها دليل فهي بدعة محدثة، وكل بدعة ضلالة كما تقدم، أما قولكم "نحن قَصَدْنَا الخير" فنقول كما قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "وكم من مريد للخير لم يصبه"، وإنما الخير كله في الاتباع لا الابتداع، فهل فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، أو الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، فإن قالوا: نعم قلنا: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، وإن قالوا: لا، قلنا: أفلا يسعكم ما وسعهم، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، فإن ذكر الله تبارك وتعالى عبادة، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عبادة، ولكن لا بد لقبول العبادة من شرطين أساسيين هما: الإخلاص والاتباع، فالإخلاص إن وُجِدَ عندكم كما تقولون؛ فقد غاب الشرط الآخر وهو الاتباع، فوقعتم بذلك في الابتداع، وقد سبق حديث عائشة رضي الله عنها في أن العمل إذا لم يكن على هدي النبي صلى الله عليه وسلم فهو مردود.
الشبهة الثامنة: يتمسكون بكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال: "وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد، لا على البدع؛ من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداً، مع اختلاف الناس في مولده، فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه لو كان خيراً، ولو كان هذا خيراً محضاً أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرص ".
والرد عليها هو أن نقول: إن شيخ الإسلام رحمه الله قد صرح ببدعية المولد في كلامه السابق، ومعنى قوله: يثيبهم الله على هذه المحبة والاجتهاد أي أنهم يؤجرون على نيتهم في محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وحسن القصد؛ لا على العمل، فتنبه، ومع ذا حتى لو لم يقل شيخ الإسلام ببدعيته؛ فيبقى أنه ليس معصوماً، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، مع أنه رحمه الله قد صرح ببدعيته في أماكن متعددة من كتبه، فقد قال رحمه الله: "وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال أنها ليلة المولد، أو بعض ليالي رجب، أو ثامن عشر ذي الحجة، أو أول جمعة من رجب، أو ثامن شوال الذي يسميه الجهال عيد الأبرار؛ فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف، ولم يفعلوها والله سبحانه وتعالى أعلم "، وقال العلامة الأثري عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/109)
رحمه الله: "المولد لم يرد في الشرع ما يدل على الاحتفال به; لا مولد النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره، فالذي نعلم من الشرع المطهر، وقرره المحققون من أهل العلم؛ أن الاحتفالات بالموالد بدعة لا شك في ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أنصح الناس وأعلمهم بشرع الله، والمبلغ عن الله؛ لم يحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه لا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم، فلو كان حقاً وخيراً وسنة لبادروا إليه، ولما تركه النبي صلى الله عليه وسلم، ولعلمه أمته، أو فعله بنفسه، ولفعله أصحابه وخلفاؤه رضي الله عنهم، فلما تركوا ذلك علمنا يقيناً أنه ليس من الشرع، وهكذا القرون المفضلة لم تفعل ذلك، فاتضح بذلك أنه بدعة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) في أحاديث أخرى تدل على ذلك.
وبهذا يعلم أن الاحتفالات بالمولد النبوي في ربيع الأول أو في غيره، وكذا الاحتفالات بالموالد الأخرى كالبدوي والحسين وغير ذلك; كل ذلك من البدع المنكرة التي يجب على أهل الإسلام تركها، حيث قد عوضهم الله بعيدين عظيمين: عيد الفطر وعيد الأضحى فيهما الكفاية عن إحداث أعياد واحتفالات منكرة مبتدعة.
وليس حب النبي صلى الله عليه وسلم بإقامة الموالد، وإنما حبه صلى الله عليه وسلم يقتضي اتباعه، والتمسك بشريعته، والذب عنها، والدعوة إليها، والاستقامة عليها، وهذا هو الحب الصادق كما قال الله عز وجل: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، فحب الله ورسوله يكون بطاعة الله ورسوله، والاستقامة على شريعة الله، وبالجهاد في سبيل الله، والدعوة إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ".
وبعد: فإننا نظن أن قد بَطُلَ احتجاج من يحتج على مشروعية المولد، وتبين أنه بدعة محدثة، نسأل الله تبارك وتعالى أن يبصرنا ديننا، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يهدينا ويهدي ضال المسلمين إنه على كل شيء قدير، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
بقلم أبي عبد الله محمد العبدلي
ـ[ابو محمد المصرى الأثرى]ــــــــ[03 - 03 - 10, 05:57 م]ـ
الحمد لله الذي أنزل علي عبده الكتاب و لم يجعل له عوجا قيما، و الصلاة و السلام علي رسول الله و نبيه محمد .. و بعد
لله در أهل السنة و الجماعة؛ فهم -بفضل الله تعالي عليهم-متي قالوا أو عملوا أجادوا و أفادوا، بحيث لا مزيد عليهم، ولا تعقيب يخالفهم.
و لقد هممت أن أكتب في هذا الموضوع، لكن الإخوة سبقوني، فقالوا أفضل مما كنت أعزم قوله،و أبانوا، فتذكرت موقف عمر (رضي الله عنه) مع أبي بكرالصديق (رضي الله تعالي عنه) يوم الثقيفة.
أحببت أن أضيف شيئا قليلا -كمزيد بيان-علي ما قاله أخي محمد بن عبد الله العبدلي حول الشبهة السابعة -علي ما أذكر-وهي (صيامه صلي الله عليه وسلم يوم الإثنين معللا ذلك صلي الله عليه وسلم بقوله: ذاك يوم ولدت فيه) فأقول:
- كان صلي الله عليه و سلم يصوم كل يوم إثنين من الأسبوع و ليس يوم إثنين بعينه.
- كان صلي الله عليه وسلم يضم إليه يوم الخميس، مبينا علة ذلك بأن الأعمال ترفع فيهما أسبوعيا؛ فأحب صلي الله عليه وسلم أن يرفع عمله و هو صائم.
- أن النبي صلي الله عليه وسلم تقرب إلي تعالي بعبادة مشروعة؛ وهى الصيام.
-لم يفهم الصحابة (رضوان الله تعالي عليهم) - وهم أكثر هذه الأمة فهما و سَدادا-أن هذا أمر منه صلي الله عليه وسلم أن يصوموا يوم الإثنين بنية الإحتفال بمولده صلي الله عليه وسلم،و الدليل أن احدهم لم يتخذ يوم مولده هو شخصيا يوم احتفاء و احتفال؛كأن يكون ولد يوم الأربعاء مثلا فيصوم هذا اليوم.
أن المنة منه سبحانه وتعالي كانت ببعثة محمد وليس بمولده؛ قال الله تعالي"لقد من الله علي المؤمنين إذ بعث فيهم ... "الآية.
هذا والله تعالي أعلي و أعلم.
و السلام عليكم و رحم الله و بركاته.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 03 - 10, 02:56 م]ـ
شبهات وردود حول المولد
http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/d.htm
ـ[محمد زكريا الحنبلي]ــــــــ[12 - 04 - 10, 09:23 م]ـ
جزكم الله خيرا ونفع بكم(62/110)
استفسار: قال ابن خلدون في مقدمته
ـ[أبو أميمة احمد]ــــــــ[02 - 03 - 10, 02:43 م]ـ
قال: ابن خلدون في مقدمته ...
((و شذ أهل البيت بمذاهب ابتدعوها و فقه انفردوا به و بنوه على مذهبهم في تناول بعض الصحابة بالقدح، و على قولهم بعصمة الأئمة و رفع الخلاف عن أقوالهم و هي كلها أصول واهية)).
سؤالي ما هو رأي الأخوة في هذه العبارة التي أوردها ابن خلدون في مقدمته ..
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[03 - 03 - 10, 01:04 ص]ـ
يقصد ابن خلدون: الرافعين عقيرتهم بما يسمونه مذهب أهل البيت،، فهو يقصد المتمذهبون بمذهب أهل البيت بزعمهم:
وتمام قوله:
(وشذ بمثل ذلك الخوارج و لم يحتفل الجمهور بمذاهبهم بل أوسعها جانب الإنكار و القدح فلا نعرف شيئا من مذاهبهم و لا نروي كتبهم و لا أثر بشيء منها إلا في مواطنهم فكتب الشيعة في بلادهم و حيث كانت دولتهم قائمة في المغرب و المشرق و اليمن و الخوارج كذلك و لكل منهم كتب و تآليف و آراء في الفقه غريبة)(62/111)
دع الأقدار تفعل ما تشاء!!!!
ـ[عمرو جمال حسن أبوشاهين]ــــــــ[02 - 03 - 10, 03:58 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:-
فهذا بيت ينسب للشافعي رحمه الله تعالى
دع الأقدار تفعل ما تشاء::: و طب نفسا إذا حكم القضاء
فهل كلمة أن الأقدار هي التي تفعل صحيحة، و هل القدر مخلوق، ولو كان مخلوقا كيف هو الذي يفعل؟
أم أن هذا كله من البلاغيات اللغوية و هي مجرد كنايية؟
أفتونا مأجورين
ـ[إبراهيم البراهيم]ــــــــ[02 - 03 - 10, 05:21 م]ـ
للتصحيح أخي الكريم،
البيت:
دعِ الأيَّامَ.
بارك الله فيك.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[03 - 03 - 10, 01:12 ص]ـ
هذه الأبيات لم أجدها في الكتب المأمونة الراوية لشعر الشافعي وغالب الظن أنها لا تصح،،،وأول من نقلها في ظني ناسبًا إياها للشافعي هو السيد الهاشمي في جواهر البلاغة،،، وهي غالبا لا تصح .... وللمزيد من أمثالها راجع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=200524(62/112)
ملخص رسالة" موافقة شيخ الإسلام ابن تيمية لأئمة السلف في تقرير القواعد والضوابط المتعلقة بباب الأسماء والصفات
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[03 - 03 - 10, 09:42 م]ـ
ملخص رسالة" موافقة شيخ الإسلام ابن تيمية لأئمة السلف في تقرير القواعد والضوابط المتعلقة بباب الأسماء والصفات
للباحث أحمد محمد النجار من طلاب الجامعة الاسلامية بالمدينة النبوية
قد اشتملت هذه الرسالة على أربعة أبواب:
الباب الأول: قواعد الاستدلال في باب الأسماء والصفات,
الباب الثاني: القواعد المتعلقة بباب الأسماء, وفيه فصلان:
الفصل الأول: القواعد المتعلقة بإثبات الأسماء الحسنى وحصرها
الفصل الثاني: القواعد المتعلقة بأحكام الأسماء الحسنى,
الباب الثالث: القواعد والضوابط المتعلقة بباب الصفات
الفصل الأول: القواعد المتعلقة بالصفات.
الفصل الثاني: الضوابط المتعلقة بالصفات.
الباب الرابع: القواعد المتعلقة بباب الرد والمناظرة في باب الأسماء والصفات,
وأهم النتائج التي تضمنها هذا البحث أنَّ شيخَ الإسلامِ ابنَ تيمية اعتمَدَ فيما يُقَرِّرُهُ مِن مسائِلَ في بابِ الاعتقَادِ على كلامِ أئمَّةِ السلف مِنَ الصحابة ومَن اتَّبعَهُم بإحسَانٍ.
فهذه الرسالة جاءت ردا لما اتُّهِمَ به شيخُ الإسلام ابن تيمية من المخالفة لمنهج السلف الصالح, وخروجه عن إجماعهم, وهذه شبهةٌ قديمةٌ, لهجَ بها بعضُ المخالفين لعقيدة السلف قديما وَشَنَّع عليه خصومُهُ بها, وَتَلَقَّفها أتباعُهم حديثا
وقد كانت هذه الرسالة تحت إشراف:
فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي
وناقشها كلٌّ من صاحبي الفضيلة:
- الدكتور محمد بن عبد الوهاب العقيل
- الدكتور سليمان بن سالم السحيمي
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[03 - 03 - 10, 11:01 م]ـ
هذا بث المناقشة من رحاب الجامعة الاسلامية
http://hotfile.com/dl/20427232/d6bf4c7/.rar.html(62/113)
ماهي الذنوب التي تغير النعم و تحل النقم
ـ[الفكراوي]ــــــــ[04 - 03 - 10, 12:59 ص]ـ
ماهي الذنوب التي تغير النعم و تحل النقم و تحبس الدعاء والقسم و تكشف الغطاء وتعجل الفناء وتمسك غيث السماء؟
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[04 - 03 - 10, 11:23 ص]ـ
رب سلم , رب سلم , رب سلم
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54)
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30(62/114)
ما حكم: عليك دائماً أن تخدم الله في كل شيء ?
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[04 - 03 - 10, 01:47 ص]ـ
السلام عليكم
ماحكم النلفظ بهذه العبارة؟
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[04 - 03 - 10, 08:37 ص]ـ
هذه العبارة تحتمل! فاجتنابُها لا شكّ أنّه أولى.
ومن باب المدارسة لا أكثر= أقول:
لا أرى فيها بأساً، وهذا الّذي يظهر لي لما يأتي:
أولاً: جاء في الحديث ابن عبّاس رضي الله عنه: (احفظِ اللهَ يحفظْكَ)، ومثله: اخدم اللهَ.
ثانياً: السّامع لا يشكّ أدنى شكّ في أنّ الظّاهر منها غيرُ مراد؛ وإنّما هي مؤوّلة.
والأفضل اجتنابُ ما يوهمُ دائماً، خصوصاً في هذا الزّمن الّذي غلبَ فيه الجهل، والله تعالى أعلم.
ولعلّ شيوخنا الكرام يتحفونا بالمزيد.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[17 - 04 - 10, 03:38 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و حياكم الله و نفع الله بكم
و نسأل الله لنا و لكم القبول
و أن يجعل ما نقدمه نوراً لنا يوم القيامه
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[18 - 04 - 10, 03:31 ص]ـ
هذه العبارة تحتمل! فاجتنابُها لا شكّ أنّه أولى.
ومن باب المدارسة لا أكثر= أقول:
لا أرى فيها بأساً، وهذا الّذي يظهر لي لما يأتي:
أولاً: جاء في الحديث ابن عبّاس رضي الله عنه: (احفظِ اللهَ يحفظْكَ)، ومثله: اخدم اللهَ.
ثانياً: السّامع لا يشكّ أدنى شكّ في أنّ الظّاهر منها غيرُ مراد؛ وإنّما هي مؤوّلة.
والأفضل اجتنابُ ما يوهمُ دائماً، خصوصاً في هذا الزّمن الّذي غلبَ فيه الجهل، والله تعالى أعلم.
ولعلّ شيوخنا الكرام يتحفونا بالمزيد.
أخي الحبيب حمد بن صالح ..
كلام موفّق و سديد ..
ـ[أبا مالك السعدي]ــــــــ[18 - 04 - 10, 06:54 ص]ـ
جواب أخي حمد بن صالح ..
كلام موفّق و سديد
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[18 - 04 - 10, 01:58 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و حياكم الله و نفع الله بكم
و نسأل الله لنا و لكم القبول
و أن يجعل ما نقدمه نوراً لنا يوم القيامه(62/115)
ما هي الكتب التي ردت على محمد العلوي المالكي؟؟
ـ[أبو أويس السلفى]ــــــــ[04 - 03 - 10, 02:24 ص]ـ
ما هي الكتب التي ردت على محمد العلوي المالكي؟؟
ـ[محمد بن سعد المالكى]ــــــــ[04 - 03 - 10, 10:39 ص]ـ
للعلامة صالح آل الشيخ رد عليه
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[04 - 03 - 10, 11:44 ص]ـ
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=89&book=1399
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=537
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1225
http://www.dorar.net/book_index/7363(62/116)
تناقضات الأشعرية (8): في استدلالهم بقوله تعالى: " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " على أن القرآن غير مخلوق
ـ[محمد براء]ــــــــ[05 - 03 - 10, 04:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تناقضات الأشعرية (8): في استدلالهم بقوله تعالى: " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " على أن القرآن غير مخلوق.
أجمع أئمة السنة على أن كلام الله عز وجل غير مخلوق، وكفروا الجهمية القائلين بخلقه، واستدلوا على هذا الأصل السني العظيم، بأدلة عقلية ونقلية وأدلة تجمع بين الوصفين.
ومن الأدلة العقلية النقلية على ذلك: قوله تعالى: ? إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ?.
وتقرير الاستدلال بهذه الآية على أن كلام الله تعالى غير مخلوق: أن " كن " من كلامه تعالى، ولو كانت " كن " مخلوقة، لافتقرت إلى " كن " أخرى، وهكذا، حتى يفضي إلى التسلسل المحال.
ومن أقدم من وجدته استدل بهذه الآية من أئمة السنة الإمام الفقيه أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي صاحب الإمام الشافعي، الذي قال فيه: " لَيْسَ فِي أَصْحَابِي أَحَدٌ أَعْلَمَ مِنَ البُوَيْطِيِّ " (1)، المتوفى سنة 231 أو 232 هـ رحمه الله تعالى.
قال: " إنما خلق اللهُ كُلَّ شيء بكن، فإن كانت كن مخلوقةً فمخلوق خلق مخلوقاً " (2).
قال الإمام أبو القاسم اللالكائي رحمه الله تعالى: " وهذا معنى ما يعبرون عنه العلماء اليوم: إن هذا كن الأول كان مخلوقاً، فهو مخلوق بكن أخرى، فهذا يؤدي إلى ما يتناهى، وهو قول مستحيل " (3).
وهذه الآية يستدل بها أهل السنة على أصلين آخرين لا يتم الاستدلال الأول إلا بهما:
الأصل الأول: أن الفعل غير المفعول، والخلق غير المخلوق.
بيان ذلك: أن الله عز وجل يخلق الخلق بـ " كن "، وهذا الفعل، غير المفعول المكون.
قال الإمام أبو عبد الله البخاري في خلق أفعال العباد في بيان أسباب مغاليط الناس وأن منها أنهم لم يعرفوا الفعل من المفعول: " وأما الفعل من المفعول؛ فالفعل إنما هو إحداث الشيء، والمفعول هو الحدث، لقوله: ? خلق السماوات والأرض ?، فالسموات والأرض مفعوله، وكل شيء سوى الله بصفاته فهو مفعول، فتخليق السماوات فعله، لأنه لا يمكن أن تقوم سماء بنفسها من غير فعل الفاعل، وإنما تنسب السماء إليه لحال فعله، ففعله من ربوبيته حيث يقول: ? كُنْ فَيَكُونُ ? والـ (كن) منه: صفته، وهو الموصوف به، لذلك قال: رب السماوات، ورب الأشياء، وقال النبي صلى الله عليه و سلم: رب كل شيء ومليكه " (4).
والتفريق بين الخلق والمخلوق والفعل والمفعول " هُوَ قَوْلُ السَّلَفِ قَاطِبَةً، وَجَمَاهِيرُ الطَّوَائِفِ " كما قال شيخ الإسلام (5).
الأصل الثاني: أن كلام الله تعالى متعلق بمشيئته:
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: " وقد دل القرآن وصريح السنة والمعقول وكلام السلف على أن الله سبحانه يتكلم بمشيئته، كما دل على أن كلامه صفة قائمة بذاته، وهي صفة ذات وفعل، قال تعالى: ? إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ?، وقوله: ? إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ?.
فـ (إذا) تُخلِّصُ الفعل للاستقبال، و (نقول) فعل دال على الحال والاستقبال و (كن) حرفان، يسبق أحدهما الآخر، فالذي اقتضته هذه الآية هو الذي في صريح العقول والفطر " (6).
قال مقيده عفا الله عنه: وقد صرح بهذا الأصل إمام أهل السنة أبو عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه بقوله: "إنَّ اللَّهَ لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا إذَا شَاءَ "، وقد أولها بعض أئمة الحنابلة بأن بمَعْنَاهُ: إذَا شَاءَ أَنْ يَسْمَعَهُ (7)، وهو تأويل بلا دليل، والله أعلم.
وهذه الآية، استدل بها أئمة الأشعرية على أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وقرروا الاستدلال بذلك بنفس الطريقة.
قال الإمام الأشعري في رسالته إلى أهل الثغر: " وأجمعوا على أن أمره عز وجل وقوله غير مُحدَث ولا مخلوق، وقد دل الله تعالى على صحة ذلك بقوله: ? ألا له الخلق والأمر ? ففرق تعالى بين خلقه وأمره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/117)
وقال ? إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ? فبين بذلك تعالى أن الأشياء المخلوقة تكون شيئاً بعد أن لم تكن بقوله وإرادته، وأن قولَهُ غيرُ الأشياء المخلوقة، من قِبَل أن أمرَهُ تعالى للأشياء وقوله لها: " كوني " لو كان مخلوقاً لوجب أن يكون قد خلقه بأمرٍ آخر، وذلك القول لو كان مخلوقاً لكان مخلوقاً بقول آخر، وهذا يوجب على قائله أحدَ شيئين: إما أن يكون كل قول محدث قد تقدمه قول محدث إلى ما لا نهاية له وهذا قول أهل الدهر بعينه، أو يكون ذلك القول حادثاً بغير أمره عز و جل له فبطل معنى الامتداح بذلك " (8).
قال مقيده عفا الله عنه: وقع الأشعرية هنا في تناقضين عظيمين، وذلك في مخالفتهم لأهل السنة وغيرهم في الأصلين السابقين، فإنهم لا يفرقون بين الخلق والمخلوق ولا يجعلون كلام الله تعالى متعلقاً بمشيئته، وبهذا ينقضون استدلالهم بهذه الآية على أن كلام الله غير مخلوق.
أما تناقضهم الأول فقد بينه إخوانهم الماتريدية، إذ إنهم يفرقون بين الخلق والمخلوق، بما أثبتوه من صفة التكوين، كما قال ابن القيم في النونية لما ذكر أن اختلاف الناس في القرآن راجع إلى أصلين: أولهما هل الخلق هو المخلوق أم غيره؟:
والقائلون بأنَّهُ غيرٌ له = متنازعون وهم فطائفتانِ
إحداهما قالت: قديمٌ قائمٌ = بالذات وهو كقدرة المنانِ
سموه تكويناً قديماً، قالهُ = أتباع شيخِ العالم النُّعمانِي
وخصومهم لم ينصفوا في رده = بل كابرُوهم ما أتوا ببيان (9)
أقول: لما كانوا مخالفين للأشعرية في هذا الأصل، بينوا تناقضهم في استدلالهم بهذه الآية على أن كلام الله غير مخلوق، وقولهم: إن الخلق هو المخلوق والفعل هو المفعول.
قال أبو المعين ميمون النسفي الماتريدي في كتابه تبصرة الأدلة – وهو من المراجع المهمة للماتريدية (10) – في معنى " كن ": "والأشعري ومن تابعه من متكلمي أهل الحديث، يقولون إنه كلام، وأن العالم خلق به، وإذا سلموا أن وجود العالم وتكونه حصل به؛ فكان تكويناً وتخليقاً، ومن أعطى الحقيقة ثم أنكر الاسم كان مناقضاً.
وعد المتكلمون هذا من مناقضات الأشعري، وهذا لعمري أفحش مناقضة فإنه ينفي التكوين ثم يثبته، ولو لم يكن هذا تناقضاً فلا تناقض في عالم الله!!
وكل شبهة للأشعرية تبطل بهذا. يحققه أن ما من كتاب من كتب الأشعري أو أحد أصحابه تكلموا فيه على المعتزلة في إثبات أزلية كلام الله تعالى، إلا وقد تعلقوا بهذه الآية، وقالوا: إنه تعالى أخبر أنه خلق المخلوقات بخطاب " كن "، فلو كان خطاب " كن " مخلوقاً لاحتاج إلى خطاب آخر، وكذا الثاني والثالث، إلى ما لا يتناهى، فقال: إن الكلام غير مخلوق.
وإذا كان الأمر كذلك ثبت أنهم أثبتوا لله تعالى صفة أزلية يتعلق بها حدوث العالم، وهذا هو التكوين والإيجاد والخلق عند القائلين به، وهذا ظاهر ولا محيص عنه لمن أنصف ولم يكابر " (11).
وأما تناقضهم الثاني: فيظهر بأن يقال: إن دلالة الآية على تعلق الكلام بالإرادة ظاهرة، فكيف تحتجون بهذه الآية على الجهمية، وتنفون دلالتها على تعلق الكلام بالإرادة؟ فإن كانت دالة على بطلان قولهم بخلق الكلام، فهي دالة على بطلان قولكم بعدم تعلق كلام الله تعالى بمشيئته، والله تعالى أعلم.
___________
(1) سير أعلام النبلاء (12/ 59).
(2) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/ 198).
(3) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/ 198)، ونحوه في الحجة في بيان المحجة (1/ 243)، وذكر هذه الحجة الإمام ابن خزيمة أيضاً في كتاب التوحيد.
(4) خلق أفعال العباد فقرة (615)، وقد بوب لذلك أيضاً باباً في كتاب التوحيد من صحيحه.
(5) انظر: مجموع الفتاوى (5/ 528) وما بعدها.
(6) مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة ص483.
(7) هو القاضي أبو يعلى في رسالته: إيضاح البيان في مسألة القرآن انظر: مجموع الفتاوى (6/ 158 - 159).
(8) رسالة أهل الثغر ص68، ونحوه في التمهيد للباقلاني ص237، والاعتقاد للبيهقي ص95 - 96 ولغيرهما في غيرهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/118)
(9) لا شك أن مذهب الماتريدية في هذه المسألة أقوم من الأشعرية، لكنه لا يفرح به كثيراً ما دام الفريقان متفقين على نفي الصفات الاختيارية أو ما يسمونه بقيام الحوادث في الذات الإلهية.
وقد ذكر ابن الهمام في المسايرة وتبعه ابن أبي الشريف في المسامرة أن الخلاف لفظي، وهذا يحتاج لتحقيق، لكن له وجه.
ويستفاد في هذه المسألة من كلام الشمس السلفي في عداء الماتريدية للعقيدة السلفية (1/ 458 - 463).
ووجه كونه أقوم: أن الماتريدية بتفريقهم بين الخلق والمخلوق وبين الفعل والمفعول سلموا من إيرادات المعتزلة في مسألة خلق أفعال العباد بما فيها الكفر والفسوق وغيره من القبائح، قال أبو المعين النسفي في تبصرة الأدلة 669 - 670: " واعلموا رحمكم الله أن أصحابنا لما كان مذهبهم أن التكوين غير المكون والكفر مكون وتكوينه غيره، فلم يكن هو عندنا فعل الله تعالى، بل هو مفعوله، وكون المفعول قبيحاً لا يوجب قبح التكوين إذا كانت فيه عاقبة حميدة، فلم يكن بنا على هذا المذهب حاجة إلى القول بجهات الفعل وأنه بجهة أنه فعل الله تعالى ليس بقبيح، وبجهة أنه فعل العبد قبيح، وإنما الحاجة إلأى ذلك لمن يزعم ان التكوين هو عين المكون ".
أما الأشعرية فاضطرهم قولهم بعدم التفريق بين الخلق والمخلوق والتكوين والمكون والفعل والمفعول إلى القول بأن الله لا يقبح منه شيء ممكن، فوقعوا في مزالق خطيرة وهذه المزالق سلم منها الماتريدية، لذا رأينا الماتريدية يثبتون التحسين والتقبيح العقليين والأشعرية ينفونهما، والله تعالى أعلم.
(10) انظر: مناظرات الفخر الرازي ص23 - 24.
(11) تبصرة الأدلة (1/ 317).
الحلقات السابقة:
تناقضات الأشعرية (1): قول الرازي بأن الله لا يقبح منه شيء، وإثباته قبح أن يخاطب الله الناس بما لا يفهمون معناه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=169917)
تناقضات الأشعرية (2):اعتماد قياس الأولى في إثبات صفتي السمع والبصر وغيرهما، ورده في إثبات صفة الحكمة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=169930)
تناقضات الاشعرية (3): إدخال بعضهم أعمال القلب في الإيمان وإخراجهم أعمال الجوارح ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=170044)
تناقضات الأشعرية (4): الدعوة إلى اتباع السلف مطلقاً ومخالفتهم في مذهبهم المزعوم في التفويض! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=170224)
تناقضات الأشعرية (5): كيف يكون البيهقي والرازي في حزب واحد؟! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=170817)
تناقضات الأشعرية (6): إثباتهم لصفات لها معاني مختلفة، وقولهم بأن كلام الله تعالى معنى واحد ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=177931)
تناقضات الأشعرية (7): ادعائهم نفي علو الله تعالى بألسنتهم، وإقرارهم بذلك عند الرجوع إلى فطرهم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=178786)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[06 - 03 - 10, 02:25 م]ـ
بارك الله فيكم .. وزادكم من فضله.
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[06 - 03 - 10, 10:01 م]ـ
قوي، قوي .. !
بسم الله ماشاء الله .. !
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[07 - 03 - 10, 02:01 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم(62/119)
نصيحة الشاطبي لمن أراد إدراك مقاصد الشريعة وكلياتها!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[05 - 03 - 10, 10:34 م]ـ
وجدت نصيحة نفيسة للشاطبي ذكرها في كتاب الموافقات بقوله: (يلزم من رام الاطلاع على كليات الشريعة وطمع في إدراك مقاصدها واللحاق بأهلها أن يتخذ القرآن سميره وأنيسه وأن يجعله جليسه على مر الليالي والأيام نظرا وعملا لااقتصارا على أحدهما فيوشك أن يفوز بالبغية وأن يظفر بالطلبة ويجد نفسه من السابقين وفي الرعيل الأول). أ ه بتصرف يسير
ـ[حكيم بن عبدالله]ــــــــ[06 - 03 - 10, 10:15 م]ـ
نقل موفق وفقك الله لك هدى.(62/120)
اريد ان اعرف كيف يكون صنع حلوى المولد بدعة حسب تعريف الشاطبي للبدعة
ـ[مروان عبد الرحمان]ــــــــ[06 - 03 - 10, 10:16 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يقول الامام الشاطبي:البدعة طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه.
اريد ان اعرف كيف يكون صنع حلوى المولد بدعة حسب هذا التعريف؟
بارك الله في الجميع.(62/121)
نزعة التشيع عند الشيخ المشهورالصوفي اليمني
ـ[أبومالك عدنان المقطري]ــــــــ[06 - 03 - 10, 05:44 م]ـ
نزعة التشيع عند الشيخ أبي بكر المشهور
(نقد تحليلي لكتب الشيخ أبي بكر المشهور العدني)
كتبه / وهيب بن عبد الجليل بن إسماعيل
أبو جهاد
عدن / يمن الحكمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
وبعد:
لا يخفى على أحد أن الشيخ أبا بكر المشهور ـ هداه الله ـ من رؤوس الدعاة إلى (منهج التصوف وآل البيت) في بلاد اليمن (حفظها الله من كل سؤ) على منهج منحرف عن الصواب، ويسعى بخيله ورجله لنشر هذا الفكر والتنظير له بجملة من المؤلفات والأشرطة، لا لأن ذلك المنهج دعوة للزهد والأخلاق كما يزعم، وإنما لأمر آخر!. إنه الزعامة و الحكم واستعادة الخلافة المسلوبة.
الحكم والخلافة لا تصح إلا في (أهل البيت):
إن التصوف في اليمن ترعرع وانتشر بجهود السادة العلويين الحضارم، أحفاد الإمام أحمد بن عيسى (المهاجر)، وهو من أشراف البصرة في العراق، وتعود نسبته إلى الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. وهو شيعي المذهب، قدم اليمن مع أهله وأولاده وجلب معه الأموال والخدم ليؤسس دعوة شيعية في أرض حضرموت ويجمع حوله الأتباع والأنصار، حتى إذا واتته الظروف أعلنها خلافة مستقلة عن الخلافة العباسية، إذ يرى أن العباسيين غلبوهم على الخلافة، ومن قبلهم الأمويين، وضحى الحسين بن علي بنفسه لاستعادة الخلافة المغصوبة، وهكذا يجب أن يسير الأحفاد لتكون الخلافة في (أهل البيت) خاصة.
هذا هو حلم الشيعة الذي يراودهم جميعا. والصوفية في اليمن وبالذات في حضرموت أصولهم شيعة كما بيناه في الجزء الأول من سلسلة الردود هذه، وأشبعت أفكارهم بالفكر الشيعي، لذا يظل أمر الحكم والخلافة يؤرقهم أن يكون بيد غيرهم، لذا انتدب الشيخ (المشهور) نفسه للدعوة إلى هذا الأمر، وبدأ ينشر سمومه بين الناس، في كتبه وأشرطته ومحاضراته، بينما يتستر بالظاهر عند ولاة الأمر بأنه يدعو إلى منهج الوسطية والاعتدال، لذا كان لزاما أن نبين حقيقة الشيخ من خلال ما كتبته يداه ليعرف الناس دعوته.
وأحب قبل الخوض في الردود أن أذكر بعض الخصائص والمناقب التي يؤمن بها أهل السنة ويثبتونها لآل البيت من غير إفراط ولا تفريط والتنبيه على معتقد أهل الضلال فيهم:
أولاً: الخصائص والمناقب العامة:
1 - قال تعالى:] إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [.
2 - الصلاة والسلام عليهم، وهذا يكون تبعاً للصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم، وقد سئل صلى الله عليه وسلم كيف يصلى عليه فقال: {قولوا اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد ... }.
3 - محبتهم ومودتهم: قال تعالى:] قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى [.
4 - فضل النسب وطهارة الحسب: قال صلى الله عليه وسلم: {إن الله اصطفى كنانة من بني إسماعيل، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم}.
5 - تحريم أكل الصدقة عليهم: قال r : { إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس، وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد}.
6 - إعطاؤهم خُمُس خمس الغنيمة، وخمس الفيء، فإذا حرموا نصيبهم هذا أعطوا من الصدقة.
7 - وصية الرسول r بهم كما في قوله: {إني تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، ثم قال: وأهل بيتي؛ أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي – ثلاثاً-}.
ثانياً: المناقب والفضائل الخاصة:
قد ثبت لكثير من أفراد آل البيت مناقب كثيرة، حفظتها السنة، ففضائل علي أشهر من أن تذكر، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وخديجة خير النساء، وفضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وحمزة سيد الشهداء يوم القيامة ... وهذا غض من فيض.
معتقد أهل البدع والضلال في أهل البيت:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/122)
افترق الناس في آل البيت، فهلكوا، ونجا أهل السنة، وهذا بحكم علي t حيث قال: (يهلك في رجلان عدو مبغض ومحب مفرط) ([1]).
وجاء في مسند (أبي يعلى: 1/ 406) عن علي t قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فيك مثل من عيسى بن مريم أبغضته يهود حتى بهتوا أمه وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس به}. قال: ثم قال علي: (يهلك في رجلان: محب مطر يفرط لي بما ليس في ومبغض مفتر يحمله شنآني على أن يبهتني).
وقد غلا الرافضة في محبتهم كما غلت النصارى في المسيح، وقالوا: لا ولاء إلا ببراء، أي: لا يتولى أهل البيت حتى يتبرأ من أبي بكر وعمر (رضي الله عنهما)، وأطلقوا (النّصْب) على من تولى الشيخين أبي بكر وعمر. بناءً على أن: (من أحبهما فقد أبغض عليًّا)، و (من أبغضه فهو ناصبي)، وهاتان مقدمتان، أولاهما باطلة.
وقد تبرأ خيرة آل البيت من تلك المحبة ودعوا إلى الاعتدال فيها، قال علي بن الحسين - رحمه الله تعالى -: (يا أيها الناس أحبونا حب الإسلام، فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عاراً).
وعن الحسن بن الحسن أنه قال لرجل يغلو فيهم: (ويحك! أحبونا لله، فإن أطعنا الله فأحبونا، وإن عصينا الله فأبغضونا، ولو كان الله نافعاً أحداً بقرابة من رسول الله بغير طاعة، لنفع بذلك أباه وأمه، قولوا فينا الحق فإنه أبلغ فيما تريدون، ونحن نرضى منكم).
فأهل السنة في آل البيت وسط بين طرفين، بخلاف أهل الزيغ والضلال، فإنهم إما مفرط في الحب وهم الروافض والصوفية، وإما مفرط في البغض والعداء وهم النواصب ([2]).
وقبل أن نناقش الشيخ (المشهور) في أقواله التي يعبر فيها عن أطماعه (السلطوية) ولهفته لاستعادة (آل البيت) للحكم والقرار، أذكّر القراء بإشارة خاطفة فقط بطائفة أخرى تنطلق بنفس الفكر (السلطوي) الذي عند الشيخ (المشهور) داخل هذه البلاد الطيبة، إنها طائفة (البهرة الإسماعيلية)، الذين لا يعترفون بشرعية أي حكومة قائمة ولا أي حاكم عليها، وبدلا من ذكر (الجمهورية اليمنية) يتحدثون عن شئ اسمه (الجزيرة اليمنية)!!.
لقد أشار زعيم الطائفة البهرية الحالي (محمد برهان الدين) في الدستور البهري (صفحة: 5) إلى قرب انتهاء ما أسماه بسلطان الباطل في اليمن، وأن مؤشرات الانفراج قد لاحت، وأن الإمام المستتر قد أوعز إلى أبيه بذلك، حيث قال:
(قد ادخر الله للداعي الأجل سيدنا طاهر سيف الدين – رضوان الله عليه – في جزيرة اليمن من شاناته أعظم شأن، فرأى بما أمده ولي الله – سلام الله عليه – الإمام المستتر، من تأييد الإشراق اليمن بنظر اللطف والأشواق، حين علم أن الوقت لإنعاش المؤمنين قد آن أوانه، وأن الباطل سوف يزول عن قريب سلطانه، فأمر منصوصه الداعي الثاني والخمسين محمد برهان الدين بالسفر إلى اليمن، فبشر أهلها بوجود منصوصه فيهم بما سيريهم من سعادات) ([3]). اهـ.
ثم ماذا حدث ولا يزال يحدث نتيجة هذه التعبئة المستمرة بهذه الأفكار؟ .. صدام ومواجهات مسلحة وتلويح للأعداء للتدخل في شؤون البلاد.
وحتى ننتبه لخطر الدعوات الطائفية والسلالية في اليمن سواء (البهرة الإسماعيلية) أو (الصوفية العلوية الحضرمية) ذي الجذور الشيعية، فإليك – عزيزي القارئ – هذه النصوص من أقوال الشيخ (أبي بكر المشهور) التي تكشف الوجه الآخر له وهو يدعو لنصرة آل البيت ومنهج آل البيت، وتكشف الفكر الشيعي الذي ينطلق منه حينما يدعو للعنصرية والغلو والفكر الخارجي الذي يدعو لاستيلاء آل البيت لمقاليد الحكم والعلم والسياسة ... إلخ.
(1) أمر المسلمين يجب أن يتولاه (آل البيت) فقط:
يقول الشيخ (المشهور) في كتابه (التنصيص المثبوت: 23):
( .. وقد يسأل السائل: إذا كانت أزمّة الكفر بيد اليهود، فمن يجب أن تكون أزمة المسلمين بيديه؟.
ولو طرحنا هذا السؤال بديهة على الساحة الإسلامية لرأيت وسمعت عجبا! فأما الإسلام فيقول: يجب أن تكون أزمة المسلمين جميعا بيد آل البيت النبوي ومدرستهم العالمية، فلا عالمية في الإسلام إلا بهم ... ).
أقول:
أن تكون ملل الكفر قد وضعت أزمتها بأيدي اليهود، فهذا واقع وملموس. أما أن يجعل المسلمون أمرهم ومصيرهم بيد (آل البيت) فمن يقول هذا؟؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/123)
لقد كذبت أيها الشيخ على الإسلام حين قلت: ( .. فأما الإسلام فيقول: يجب أن تكون أزمّة المسلمين (جميعا) بيد آل البيت)!.
فقل لي أيها الشيخ في أي آية من كتاب ربنا أو أي حديث من سنة نبينا r يأمر بذلك؟.
وقل لي أيها الشيخ – أصلحك الله -: إذا كان الإسلام أمر بذلك كما تزعم، فلماذا لم يُعط القرار والحكم لعلي بن أبي طالب بعد وفاة النبي r ؟. ولماذا لم تسلم له أزمة المسلمين (جميعا)؟!.
الجواب:
لن يسعفك أي جواب على هذه الفرية التي ألصقتها بالإسلام أيها الشيخ إلا أن تكون تنطلق من مقالتك هذه من منطلق شيعي إمامي، فإن (الشيعة) تقول نفس مقالتك وهو ما جعلهم يفتحون الباب بهذه المقالة للطعن في الصحابة وتكفيرهم!.
ثم ألا تعلم أيها الشيخ أن لازم كلامك هذا فيه نسبة الظلم والجهل إلى صحابة النبي r واتهام لهم بالتآمر على (علي بن أبي طالب) t إذ سلموا الخلافة وأمر المسلمين لأبي بكر ثم عمر ثم عثمان y دون علي t ؟
وأقل الأحوال إن التمسنا للشيخ المشهور العذر بعدم إرادته أنهم تآمروا على (عليّ) t فأنهم على لازم قوله أنهم كانوا – رضي الله عنهم - جهلة بأمر الإسلام الذي يقول: (يجب أن تكون أزمّة المسلمين (جميعا) بيد آل البيت) كما زعمه سابقا!!. ولا شك أن كلا الأمرين زيغ وضلال لم يقله به أحد من أهل السنة.
إن معتقد أهل السنة والجماعة هو التسليم لإجماع الصحابة y في اختيارهم لخليفتهم بعد وفاة نبيهم r ، وأنهم y اختاروا من يرونه أفضلهم فكان اختيار أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي y جميعا، والطرق التي انعقدت بها الخلافة لهم تعتبر شرعية للأدلة التالية:
1) ما ورد في حديث العرباض بن سارية الطويل مرفوعا: [ .. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور ... إلخ}.
2) قوله r : { اقتدوا بالذين من بعدي، أبي بكر وعمر} وفي لفظ: {إني لا أدري ما بقائي فيكم فاقتدوا بالذين من بعدي، وأشار إلى أبي بكر وعمر} ([4]).
3) الإجماع على ذلك، والإجماع حجة شرعية، فما بالك حين يكون من الصحابة والرعيل الأول.
ولست هنا بصدد التفصيل للأدلة في هذا الباب، ولكنها إشارة عابرة، والذي أنبّه عليه هو أنه لم يرد في الروايات أية رواية عن أحد من الصحابة تطعن في الطريقة التي تم بها تعيين أحد من الخلفاء، وما كان هناك من خلاف – وهو قليل جدا – فقد انتهى باجتماع السقيفة، لا كما تصوره أقلام الشيعة الحاقدين.
وإليك أيها الشيخ كلام (الشيعة) في هذا الأمر حتى تعرف أن فكرك فكرهم وكلامك كلامهم:
ذكر الكليني في كتابه (الكافي: 1/ 217) عن عليّ بن أبي طالب t أنه قال في الصحابة y :
( ما بال أقوام غيروا سنة رسول الله r وعدلوا عن وصيِِّه؟ ألا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب؟ ثم تلا هذه الآية:] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَار [؟. ثم قال: نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده، وبنا يفوز من فاز يوم القيامة). اهـ.
وقال أيضا (الكافي: 8/ 283):
(عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت سلمان الفارسي t يقول: لما قبض رسول الله r وصنع الناس ما صنعوا، وخاصم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح الأنصار فخاصموهم بحجة علي u قالوا: يا معشر الأنصار، قريش أحق بالأمر منكم لأن رسول الله r من قريش، والمهاجرون منهم. إن الله تعالى بدأ بهم في كتابه وفضلهم، وقد قال رسول الله r : [ الأئمة من قريش}. قال سلمان: فأتيت عليا u وهو يغسل رسول الله r فأخبرته بما صنع الناس، وقلت: إن أبا بكر الساعة على منبر رسول الله r ، والله ما يرضى أن يبايعوه بيد واحدة، إنهم ليبايعونه بيديه جميعا بيمينه وشماله، فقال لي: أتدري يا سلمان من أول من بايعه على منبر رسول الله r ؟ قلت: لا أدري، إلا أني رأيت في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار وكان أول من بايعه بشير بن سعد وأبو عبيدة بن الجراح ثم عمر ثم سالم. قال: لست أسألك عن هذا، ولكن هل تدري أول من بايعه حين صعد على منبر رسول الله r ؟ قلت: لا، ولكني رأيت شيخا كبيرا متوكئا على عصاه، بين عينيه سجادة، شديد التشمير، صعد إليه أول من صعد وهو يبكي ويقول: الحمد لله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/124)
الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان، ابسط يدك، فبسط يده فبايعه ثم نزل فخرج من المسجد. فقال علي u : هل تدري من هو؟ قلت: لا، ولقد ساءتني مقالته وكأنه شامت بموت النبي r ! ، فقال: ذاك إبليس - لعنه الله -، أخبرني رسول الله r أن إبليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول الله إياي بغدير خم بأمر الله - U - فأخبرهم أني أولى بهم من أنفسهم، وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب، فأقبل إلى إبليس أبالسته ومردة أصحابه فقالوا: إن هذه أمة مرحومة ومعصومة، وما لك ولا لنا عليهم سبيل، قد أعلموا إمامهم ومفزعهم بعد نبيهم، فانطلق إبليس – لعنه الله – كئيبا حزينا، وأخبرني رسول الله r أنه لو قبض؛ أن الناس يبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد ما يختصمون، ثم يأتون المسجد فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس – لعنه الله – في صورة شيخ مشمر، يقول كذا وكذا ثم يخرج فيجمع شياطينه وأبالسته فينخر ويكسع ويقول: كلا، زعمتم أن ليس لي عليهم سبيل، فكيف رأيتم ما صنعت بهم حتى تركوا أمر الله - U - وطاعته وما أمرهم به رسول الله r )([5]). اهـ.
فهل رأيت أيها الشيخ ثمرة هذه المقالة التي تدندن بها في كتبك؟.
(2) دولة لا يحكمها آل البيت لا تعتبر صحيحة بل مشبوهة:
يقول الشيخ المشهور في كتابه (التنصيص المثبوت: 65):
( .. لأن الحكم والعلم إذا كان في دولة الإسلام قائما على الضوابط الصحيحة فلا شك أن (آل البيت) هم في مقدمة رجاله المخلصين، يخدمون دولة الإسلام ويرفعون رايتها العالمية. أما إذا كان الحكم والعلم على غير ما ذكر، فأهل البيت لا يرفعون الرايات المشبوهة ولا ينتصرون لها .. ).
قلت:
قولك: (الحكم والعلم إذا كان في دولة الإسلام قائما على الضوابط الصحيحة .. ) أيُ ضوابط تقصدها – هداك الله -؟ ضوابط أهل السنة والجماعة المتفق عليها، أم ضوابط الشيعة التي ترى أحقية آل البيت لاستعادة حقوقهم المسلوبة في الحكم والعلم والقيادة؟!.
إنك أيها الشيخ للأسف تنساق وراء العاطفة بنفس ما عند الشيعة من طموحات لتقرير أحقية آل البيت للحكم والعلم، غير مبال بما يلزمه قولك من عقائد باطلة، نسأل الله لنا ولك السداد.
فتأمل ما كتبته قبل هذا بقليل (صفحة: 64) حنقا وغيظا مما كتبه البعض ممن يرى خلاف ما تذهب إليه، حيث قلت:
(ولم تزل الأمة الإسلامية برغم ما تنتجه المطابع من تصورات المفكرين والكتاب الإسلاميين، تعيش حيرة واضحة، وتحوم من بعيد حول الكيفية المناسبة لاستعادة ضوابط الدين والدولة، ولم يتجرأ أحد على كسر حاجز العقدة المتأزمة في الصدور، حول مسألة آل البيت النبوي وموقعهم من هذه الاستعادة، بل إن العديد من المفكرين الإسلاميين اعتبر هذه القضية والاهتمام بها في مسألة الإعادة والاستعادة عصبية عائلية، وإقحاما نرجسيا، وأنانية مقيتة، تضر الإسلام أكثر مما تفيده أو تخدم قضاياه).
فواضح من كلامك أنك ترى ضرورة (كسر حاجز العقدة) وذلك بتسليم آل البيت مقاليد الحكم والعلم، وهو ما تعبر عنه هنا بمسألة (الإعادة والاستعادة).
و (الإعادة): أي إعادة الحق المسلوب من الحكم والعلم لآل البيت طوعا من الأمة وإقرارا منهم بمزيتهم وخصوص فضلهم كما تزعمون. أما (الاستعادة): فلا أدري أيها الشيخ أتريدها (سلما) أم (حربا)؟.
فاستعادة الشئ ليس كإعادته، إنما يقتضي زيادة مباشرة، فاللهم سلَّم سلّم!!.
والآن:
أصبح واضحا أنك لا ترى شرعية أي دولة وحكومة لا يحكمها أحد من آل البيت، وما ترك الخروج منكم على الحكام علانية إلا لعدم توفر القدرة عندكم، لكن لم يمنعك ذلك أيها الشيخ (المشهور) ـ هداك الله ـ أن تواصل المسيرة بطريق الدعوة عبر كتبك ومؤلفاتك للخروج عليهم والتهييج والتعبئة ضدهم، فإن لم يكن بالسنان فعلى الأقل بالقلم واللسان!.
قل لفهد وللقصور العوانس .. إننا سادة أباة أشاوس
سنعيد الحكم للإمامة إما تحت .. ثوب النبي أو بأثواب ماركس
(3) متى كان آل البيت في الحكم فليس لليهود مكان والعكس:
يقول الشيخ المشهور في كتابه (المناصرة والمؤازرة: 29، 30):
(وأعظم المعنيين بالأمر في معسكر الإيمان هم أهل البيت، وأما في معسكر الكفر فالمعنيون بالأمر هم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/125)
اليهود، ولهذا تصبح مسألة سيادة آل البيت من جهة الإسلام وسيادة اليهود من جانب الكفر هي محور الصراع على العالمية ... فحيثما كان الإسلام المشطور موجودا وليس فيه موقع لآل البيت النبوي، فاليهود هناك يعملون، وحيثما كان أهل البيت مجودين بثقلهم العلمي والعملي – لا الفكر السياسي المفروض – فاليهود هناك ضعفاء مستذلون يتآمرون ويخططون .. ). اهـ.
أقول:
لا ننكر أن اليهود هم وراء الكثير من الأزمات في عالمنا الإسلامي، لكن لا يدعونا هذا إلى النظرة السوداوية للواقع والقفز على أنغام الحماسات الفارغة والتعبئة الخاطئة التي تعزف على أوتارها أيها الشيخ!.
لماذا هذا الترويج للعصبية السلالية لآل البيت؟.
ولماذا دغدغة العواطف بتكبير حجم ومكانة آل البيت على أنهم وحدهم القادرون على خلاص الأمة من شرور اليهود؟
هل تريد أيها الشيخ استغلال عواطف الأمة كي تنساق وراء هذه الدعوة الخارجية لآل البيت لإشعال الثورات باسم نصرة الإسلام (الصحيح) و القضاء على اليهود والموت (للشيطان الأكبر)؟!.
وهل هذه الطريقة هي الصواب في معالجة الأخطاء الموجودة في الحكم والسياسة؟، أن تبالغ وتجازف في وصف الإسلام بدون قيادة من آل البيت بأنه (إسلام مشطور)؟، والمجتمع بدونهم مجتمع يسيره اليهود؟!.
(4) الحرب القائمة على آل البيت إنما هي الخشية من عودة الإسلام الصحيح:
يقول الشيخ المشهور في كتابه (المناصرة والمؤازرة: 15):
(وكما توجه القوى الفاعلة أدقّ أجهزتها إلى مواقع الأسلحة والكيماويات لتلاحق نشاطها وتحاصر رموزها خشية امتلاك قرارات الحرب؛ فهي أيضا توجه عيونها وأصابعها نحو (رموز وسلالات أهل البيت الطاهر) خشية امتلاك قرار الإسلام. فالإسلام قوة الحق التي لا تغلب متى كان بيد أهله، والإسلام أيضا ورقة العبث المرعب متى كان بيد غير أهله. والإسلام بيد غير أهله عبء ثقيل على المسلمين والعالم، وقد صار اليوم كذلك، ولم يبق له غير الحفظ الأزلي الذي ضمنه الله للدين. فمتى يكون الإسلام بيد أهله ليخرج العالم من كابوس الدجل والدجاجلة). اهـ.
قلت:
نعم، هذا هو الحلم والطموح الذي يؤرقكم!: (متى يكون الإسلام بيد أهله) - أي من آل البيت -؟. ولذلك نجد هذا الهوس للتطلع نحو الحكم والقيادة يجعلك أيها الشيخ (المشهور) تهوّل من الأمر جدا حتى تجعل قضية (أهل البيت ورموزها) وكأنهم يعانون القهر والتعذيب والملاحقة والتشريد أشبه بالحرب على منتجي (أسلحة الدمار الشامل)!!.
فهل أنت أيها الشيخ وغيرك من آل البيت هنا في بلد (الإيمان والحكمة) تشردون وتلاحقون؟ أم أنتم معززون ومكرمون؟، ومع هذا فأنت لا ترضى إلا بحصول آل البيت على (الحكم)، وإذ لم يسلم لكم (الحكم) فلا شرعية لغير حكمكم.
(5) مركز القرار – اليوم- لا يمتلكه حاكم مسلم:
يقول الشيخ المشهور في كتابه (التنصيص المثبوت: 34):
(ولأن مركز القرار في الإسلام لا يمتلكه سلطان مسلم، فالعالم الإسلامي من طرفه إلى طرفه اليوم، في حربه وسلمه وعلمه وترتيبه وسياسته واقتصاده مرهون بقرار العالمية الغثائية المعبر عنها في نص الحديث النبوي (بأكلة القصعة)، ومرهون أيضا بمستوى الغثاء الكائن في شعوب الإسلام ... والمخرج السليم من هذه الفتنة وحرجها، هو موقف آل البيت النبوي إذا عرفوا موقعهم الطبيعي من الدعوة الإسلامية). اهـ.
أقول:
معلوم أنك تقصد أيها الشيخ بـ (مركز القرار) بأنه (الحاكم). فهل أنت لا ترى في العالم الإسلامي حاكما مسلما واحدا من طرفه إلى طرفه؟. وهل نعتبر هذا منك دعوة لفكر (التكفير)؟.
اعلم أيها الشيخ إننا وإن التمسنا لك العذر أنك لا تقصد القول بـ (التكفير) فإن منهجك هذا وطريقتك هذه التي تسير عليها مقتفيا خطا التشيع ستكون ثمرته القول بتكفير الحاكم والمجتمع، كما تحكم الشيعة على أهل السنة جميعا بالكفر وتعين عليهم أعداء هم.
ثم ماذا تقصد بقولك: (والمخرج السليم من هذه الفتنة وحرجها، هو موقف آل البيت النبوي إذا عرفوا موقعهم الطبيعي من الدعوة الإسلامية)؟؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/126)
الجواب: معلوم من خلال كلامك المفرق في مؤلفاتك والذي نقلنا بعضا منه أنك تقصد بـ (الموقع الطبيعي) لآل البيت هو القفز إلى سدة الحكم و (استعادة) القرار فعندها يكون الحكم شرعيا، وما لم فلا!!، وهذا المسلك هو دعوة للخروج على الحاكم وتأليب للناس عليه، والنتيجة مزيد من دماء الأبرياء بسبب هذه الدعوة المشئومة التي يدعو إليها دعاة آل البيت ورموزهم بين حين وآخر!!.
قد تتنكر أيها الشيخ لهذا الاتهام، لكن هذه أقوالك من كتبك، منها الصريح ومنها التلويح، ولا بأس أن أزيدك من أقوالك ما يؤكد دعوتك لـ (الخروج على الحكام) من خلال تمجيدك لحوادث التاريخ التي سلك فيها دعاة آل البيت مسلك الخوارج بتفجير الثورات والخروج على الحكام:
(6) الحسين وزيد درس في سبيل إعادة الحق المغتصب:
يقول الشيخ المشهور في كتابه (التنصيص المثبوت: 27):
( ... كما كان لهم – أي آل البيت – من تضحية أسلافهم في سبيل استعادة الحق المغتصب درس عالمي آخر، أبرز بيقين موقف الشعوب واستتباع الأمم لدولة الحكم في الغالب، كموقف الإمام الحسين والإمام زيد وغيرهما ... ). اهـ.
قلت:
إن الحسين بن علي t كان مجتهدا على كل حال ومأجورا، لكن فعله ذلك لا يعني أنه مصيب ولا أن نجعل من موقفه ذلك حجة للخروج على الحكام لإعادة الحكم والقرار لآل البيت، كما يراه الشيخ. والحسين نفسه t كما ذكر أهل السير، ندم وطلب أن يعطى إحدى ثلاث لكف الدماء ولكن مضى القدر كما قدر الله ليكون الحسين t شهيدا.
قال ابن كثير في (البداية والنهاية: 8/ 183):
(وبعث عبيد الله بن زياد عمر بن سعد لقتالهم، فقال له الحسين: يا عمر اختر لي إحدى ثلاث خصال: إما أن تتركني أرجع كما جئت، فإن أبيت هذه فسيرني إلى يزيد فأضع يدي في يده فيحكم فيّ ما رأى، فإن أبيت هذه فسيرني إلى الترك فأقاتلهم حتى أموت). ومثل هذا ذكره أيضا ابن جرير الطبري في (تاريخه).
أما (زيد بن علي بن زين العابدين) فقد خرج في خلافة هشام بن عبد الملك، وقد نهاه بعض العقلاء عن الخروج فلم يقبل – رحمه الله -، فخرج بمن معه في صفر من سنة 122هـ، وقد تهيأ له يوسف بن عمر نائب العراق، والحكم بن الصلت نائبه على الكوفة، فحجبا الناس عنه، فما اجتمع معه إلا عدد قليل، وقتل – رحمه الله – وتفرق أتباعه من بعده. ثم ظهر أمر ابنه (يحي) في خراسان، حيث لاحقته سيوف الأمويين فقتل هناك سنة 125هـ.
وفوّض الأمر بعد يحي إلى (محمد وإبراهيم)، فخرج محمد بالمدينة فقتله عاملها عيسى بن ماهان، وخرج إبراهيم بالبصرة فكان مقتله فيها بأمر من المنصور.
والآن:
ماذا تستفيد الأمة من هذه (الثورات العلوية)؟. وهل تفنى الأمة مقابل أن يصل آل البيت إلى الحكم واستعادة الحق المغتصب؟!.
ثم من هؤلاء (وغيرهما) الذين تقصدهم بقولك: ( .. كموقف الإمام الحسين والإمام زيد وغيرهما ... )؟.
(7) الثورات العلوية لضبط العالم:
يقول الشيخ المشهور في كتابه (المناصرة والمؤازرة: 15):
(لقد بذل العديد من (آل البيت النبوي) جهودهم عبر مسيرة التاريخ لضبط مسيرة العالم تحت الراية الواحدة، ولكن الأقدار الأزلية رسمت غير ذلك، فكان الأمر كما كان، و] ِلَّلهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ [ .. ). اهـ.
أقول:
هل فعلا كانت الثورات العلوية لضبط مسيرة العالم تحت الراية الواحدة؟!.
لا ننكر أن هناك من أئمة آل البيت من كان يرى في خروجه على دولة الحكم أنه يرجو أن يقيم الأمر، لكن ليس سياسة الأمة وضبطها يتم بالنيات الحسنة فقط، فإدخال الأمة في صراعات داخلية يضعف قوتها ويرغب عدوها فيها.
ثم لماذا هذا الظلم والهضم لمحاسن ولاة المسلمين السابقين من غير آل البيت؟!، أليسوا قد نشروا الدين، وفتحوا البلدان، ودانت لهم الأمم، وظهر الإسلام حينها على غيره من الملل؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/127)
أليسوا هم حقا الذين ضبطوا العالم تحت الراية الواحدة، وما انتقضت عليهم إلا بوجود هذه الأفكار العلوية الشيعية الخارجية والشعارات الكاذبة لإعادة الحق لآل البيت، حتى تستر وراء هذه الدعوات والشعارات كل عدو للمسلمين من الزنادقة والملحدين من إسماعيلية باطنية وقرامطة وعبيديين وبويهيين وإماميين اثنا عشريين وغيرهم؟!!.
فليست الأمور كما تراها أيها الشيخ – أصلحك الله -!، ولا هي الهمة العلية التي يبذل العمر لها.
(8) الذين يحاربون آل البيت يشاركون في بناء دولة الدجال:
يقول الشيخ المشهور في كتابه (المناصرة والمؤازرة: 28):
( .. فالعالمية الماسونية هي العدو الأصلي للنماذج الثلاثة، وكل من حارب هذه النماذج (أهل البيت، المذهبية، التصوف) فهو يشارك بوعي أو بغير وعي ببناء دولة الدجال العالمية حيث لا عالمية إلا بصورتين:
(1) عالمية الإسلام ممثلا في صورته الأصلية المنعدمة على الواقع.
(2) عالمية الماسونية ممثلة في التهيئة السياسية والدينية والاقتصادية القائمة اليوم بكل أشكالها المتنوعة، تمهيدا لعالمية الدجال). اهـ.
أقول:
(أولا): قولك: ( .. فالعالمية الماسونية هي العدو الأصلي للنماذج الثلاثة ... (أهل البيت، المذهبية، التصوف)، هذا من مبالغاتك وتهاويلك المضحكة حقا!!.
لقد جعلك أيها الشيخ قهر الحرمان من حصول آل البيت على (سلطة الحكم) الشعور بمرض الاضطهاد، وأمثال هؤلاء إن قالوا نسمع عجبا من اصطناعهم قصصا ومؤامرات ضدهم، لكنها غير موجودة إلا في شعورهم فقط!.
فهل الماسونية اليهودية عدوها الأساس هم آل البيت والصوفية؟.
انظر حولك جيدا أيها الشيخ (المشهور)، واقرأ كيف تجري الأحداث وعلى من؟ لعلك تهتدي للصواب!.
ولا بأس أن أنقل أمثلة من خيالات الاضطهاد عندك لتعرف حجم تهاويلك الفضفاضة:
أ) قولك: (إن أخطر ما تخطط له اليهودية العالمية أن تطوي صفحات آل البيت النبوي، وتضيق دائرة تأثيرهم في الواقع والحياة، وتعمل بواسطة جنودها ومؤسساتها على استمرار تجهيلهم بالحياة وعزلهم عن مواقع التأثير فيها .. ) ([6])!. اهـ.
ب) قولك: (وكما توجه القوى الفاعلة أدقّ أجهزتها إلى مواقع الأسلحة والكيماويات لتلاحق نشاطها وتحاصر رموزها خشية امتلاك قرارات الحرب؛ فهي أيضا توجه عيونها وأصابعها نحو (رموز وسلالات أهل البيت الطاهر) خشية امتلاك قرار الإسلام) ([7])!. اهـ.
ج) قولك: (وليس سرا أن يعلم الجميع أن مراكز الدراسات الاستشراقية قد اعتنت بصفة خاصة بـ (مشجرات انتساب آل البيت) ومشجرات مواليهم وأتباعهم، لعلم أولئك أن هناك من يظهر من آل البيت النبوي يملؤها عدلا كما ملئت جورا. فلا بد من ملاحقة هذا الحدث والتعمية الثقافية وجس أنفاس الموالين والمحبين لهذا المستقبل القادم) ([8])!. اهـ.
ثانيا: أما قولك: ( .. حيث لا عالمية إلا بصورتين:
(1) عالمية الإسلام ممثلا في صورته الأصلية المنعدمة على الواقع.
(2) عالمية الماسونية ممثلة في التهيئة السياسية والدينية والاقتصادية القائمة اليوم بكل أشكالها المتنوعة، تمهيدا لعالمية الدجال).
فهذا الكلام أيها الشيخ تفوح منه رائحة التكفير والغلو!!.
فهل ترى أيها الشيخ – هداك الله - أن الإسلام الأصلي (منعدم على الواقع)، بينما الكفر بكل أشكاله هو القائم؟، ألا يوجد إسلام صحيح ولو (50 %) أو (20 %) أو (5 %)؟!.
فأين إذن حديث النبي r : { لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ... الحديث}؟!.
وعين الرضا عن كل عيب كليلة .. كما أن عين السخط تبدي المساويا
والآن:
أيها الشيخ وبعد كل هذه النصوص من كلامك، أليست كافية للتأكيد بأنك تنطلق من أفكار شيعية بحتة؟.
إنني أرى أنها كفاية بل وفوق الكفاية، ولكن لا بأس أن أنقل هذه النصوص من كتبك ومؤلفاتك، ثم لننظر هل يقول بكلامك أهل السنة أم أنك موافق فيه لأسلافك من الشيعة؟.
(9) علي بن أبي طالب حجة على غيره:
يقول الشيخ المشهور في كتابه (التليد والطارف: 34):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/128)
( .. يشير الناظم إلى سكون الإمام علي مع أصحاب الشأن، ولم يجيش أحدا ضد قرار الحكم على عهد أبي بكر ولا من بعده، ولو فعل ذلك لكان موقفا يحتذى .. فهو حجة في سكوته، وحجة في انطوائه مع الخلفاء الراشدين، ويتوقف الاحتجاج بالنصوص بتوقفه عن العمل بها، فموقفه حجة وكفى)!. اهـ.
أقول:
من يتمعّن كلام الشيخ المشهور جيدا يتضح له الآتي:
أولا: أن خلافة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - ومن بعده، ليس لأنهم أحق بها، وإنما لأن عليا - رضي الله عنه - سكت ولم يجيش أحدا ضدهم، فلذا القرار يعود إلى علي وحده دون سواه.
ثانيا: أن عليا - رضي الله عنه – لو قُدّر أنه نازع أبا بكر أو غيره أمر الخلافة، فعلى الناس أن يحتذوا بفعله، ويقفوا إلى جانبه .. لماذا؟ .. لأنه (حجة)!!.
ثالثا: أن النصوص الشرعية التي وردت في من هو أولى بالخلافة، إنما مردها إلى الإمام علي بن أبي طالب، ولا يصح من أحد أن يحتج بشئ من النصوص إلا ببيان من الإمام علي أو تقرير منه، ولأنه توقف عن المطالبة بالخلافة بعد وفاة النبي r فينبغي السكوت عن خلافة أبي بكر ومن بعده اتباعا لفعل علي. فعلي ثم علي هو المقرر للمواقف أولا وأخرا، لأنه (حجة الله على خلقه)!!. وإذا سألنا: لماذا علي بن أبي طالب حجة دون غيره؟، يأتينا الجواب من المشهور: (فموقفه حجة وكفى)، فلا داعي للاسترسال حتى لا ينكشف الغطاء وتظهر حقيقة النزعة الشيعية لديه، فالأحوط الاختصار بمثل هذا الجواب.
مفهوم (الحجة):
إن الشيخ المشهور – هداه الله - يصف الإمام عليا بأنه (حجة). وهذا الوصف هو عين ما تقوله الشيعة في علي وبقية الأئمة من بعده. وقد عقد الكليني في كتابه (الكافي) ([9]) بابا سماه: كتاب الحجة، ننقل منه ما يلي:
قال الكليني: عن أمير المؤمنين علي – عليه السلام – قال: (إن الله تبارك وتعالى طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحجة في أرضه) ([10]).
فما هو مفهوم الحجة؟.
الجواب: أن يُجعل الأئمة في مرتبة لا يبلغها نبي مرسل ولا ملك مقرب، وعبرهم يتوصل إلى الله، وبهم يحفظ الله السماوات والأرض بمن فيهما، و ... إلخ!!.
يقول الكليني: عن أبي عبد الله – عليه السلام – قال: (إن الله خلقنا فأحسن خلقنا، وصورنا فأحسن صورنا، وجعلنا خزّانه في سمائه وأرضه، ولنا نطقت الشجرة، وبعبادتنا عبد الله - عز وجل-، ولولانا ما عبد الله - عز وجل -) ([11]).
وقال أيضا: عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: (لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله) ([12]).
ويذكر ابن بابويه القمي، وهو واحد من أصحاب الصحاح الأربعة عند الشيعة، عن جعفر بن محمد الباقر عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين أنه قال:
(نحن أئمة المسلمين وحجج الله على العالمين، وسادة المؤمنين، وقادة الغر المحجلين، وموالي المؤمنين، ونحن أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء، ونحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الأرض، ولولا ما في الأرض منا لساخت بأهلها) ([13]).
وذكر الخميني - الهالك - في كتابه (الحكومة الإسلامية) أن الأئمة لهم مقام لا يبلغه نبي مرسل ولا ملك مقرب، وتخضع لولايتهم كل ذرة في ذرات الكون!!.
فهذا إذن مفهوم (الحجة)، فهل يعي الشيخ المشهور ما يقوله حين يجازف في الأوصاف والألقاب؟!.
(10) النبي يخص عليا بالعلوم اللدنية:
قال الشيخ المشهور في كتابه (التليد والطارف: 51) في قصة أمره r لأصحابه بقتل رجل وهو يصلي، فذهب أبوبكر لقتله فوجده يصلي فرجع، وكذلك عمر، فلما ذهب علي لم يجده فرجع، فقال له النبي r : { أنت صاحبه إن أدركته} ..
قال الشيخ: ( .. وكأنها إشارة منه r للعلاقة الشرعية في مدلول العلم اللدني منه لعلي بن أبي طالب، وأفضليته في شأن تأهله لاجتثاث الفتن ومعالجتها .. ). اهـ.
أقول:
أي علاقة شرعية يستنبطها الشيخ (المشهور) من هذه الرواية لينسب لعلي tالعلوم اللدنية؟!. فالنبي أخبر أن عليا كفيلا بالرجل إن أدركه. فما دخل العلوم اللدنية هنا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/129)
وهل تعلم أيها الشيخ (المشهور) أنك تقول نفس كلام الشيعة؟!. إنهم يقولون بأن عليا قد خصه النبي r بعلوم وأسرار دون بقية الصحابة، وأن هذه العلوم يتوارثها الأئمة واحدا بعد الآخر!.
يقول الكليني في كتابه (الكافي: 1/ 263):
عن أبي عبد الله – عليه السلام – قال: (إن جبريل – عليه السلام – أتى رسول الله r برمانتين فأكل رسول الله r إحداهما وكسر الأخرى نصفين، فأكل نصفا وأطعم عليا نصفا، ثم قال رسول الله r : { يا أخي، هل تدري ما هاتان الرمانتان؟. قال: لا، قال: أما الأولى فالنبوة، ليس لك فيها نصيب، وأما الأخرى فالعلم، أنت شريكي فيه}. قال: لم يعلم الله محمدا r إلا وأمره أن يعلمه عليا عليه السلام).
فهل تقريرك أيها الشيخ باختصاص علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - بالعلوم اللدنية عقيدة، أم زلة قلم؟!.
(11) كتاب (الجفر) حقيقة:
ما كنت أظن أن الشيخ المشهور ـ هداه الله ـ يؤمن بخرافة (الجفر) الذي تزعمه الشيعة؛ حتى رأيته ينقل عن المدعو محمد عيسى داود في كتابه (التليد والطارف) أشياء ناسبا لها أنها من علوم الجفر، واصفا لها بأنها تحليلات مفيدة، حيث قال: ’’ وقد وقف مؤلف كتاب (المفاجأة) الدكتور / محمد عيسى داود مع معطيات هذا الحديث وقفة تحليلية مفيدة، مفادها: ... ’’.
وقال في آخر الفقرة: ’’ وهذا يوافق ما ورد في (الجفر) عن الإمام علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه بأنها ... ’’ اهـ.
وقد ذكرت في كتابي (عجائب وغرائب أبي بكر المشهور) كلاما وافيا في هذا الموضوع، فليُرجع إليه.
(12) علي وزير للنبي كما كان (هارون) وزيرا لموسى:
يقول الشيخ المشهور في كتابه (تقليب الأرض الخاشعة: 3 - 5):
(وفيما أنا قلق حائر .. ، ظهرت لي إشارة لطيفة .. وإذ بي وأنا أشرع في وردي بعد صلاة المغرب من كتاب الله تعالى تبادرني الآية الكريمة من أول حزبي] إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ. ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [أحسست حينها بانشراح عظيم يداخل روعي ويشاغلني عن صلاتي، فتجوزت فيها ثم حملت القلم لأنتصر لأهلي راغبا وراهبا.
... فماذا يمنعني أن انتصر لتركة أهلي وسلفي، الذين على هدي النبوة عاكفون آناء الليل وأطراف النهار .. وإذا أنا بالمناجاة الموسوية ترد على الخاطر حاملة صورة البشرى من وجه آخر:] رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي. وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي. وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي. يَفْقَهُوا قَوْلِي. وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي [. .. وطاف بخلدي قول الرسول r لعلي بن أبي طالب: [أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى]؟. فاطمأن قلبي إلى هذا الارتباط الشاهد باتصالنا حسا ومعنى .. فهارون كان لموسى وزيرا وأخا وعضدا، وعليا – رضي الله عنه- قال له الرسول r : [ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى].
وكفى بهذا الفخر العرقي القائم على الجهاد في سبيل الله من دليل على عظم السلالة وأصلها، وإباحة مطلقة في الانتصار للأب والأهل). اهـ.
أقول:
هل تعلم أيها الشيخ – هداك الله - بأن كلامك هذا حين نربطه مع ما سبق من أقوالك الموافقة لأقوال الشيعة فإنه يدل على فكر شيعي منحرف؟. ومن باب الإنصاف فإنني لا أظنك ممن يعتقد بكل ما في الفكر الشيعي من غلو وانحراف، لكنك لم تسلم من أفكارهم، واستدلالاتك نجدها هي نفس استدلالاتهم، وهذا يفتح للمغترين بك الباب لأن يتقبلوا الأفكار الشيعية التي تسربت إليك حين تمليها عليهم، ولا نستبعد بعد ذلك أن يتخرج جيل على يديك أسرع ما يكونون قبولا للدين الشيعي الذي صار له مبشرون مأجورون، يدعمهم شيعة إيران باسم (تصدير الثورة الإسلامية)!!.
ولي مع كلامك هذا وقفات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/130)
أولا: تسمي الشيعة هذا الحديث بـ (حديث المنزلة)، ويقولون: إن النبي r في هذا الحديث أثبت لعلي ابن أبي طالب - t - كل المنازل التي كانت لهارون - u - من موسى - u- . وهارون كان وزيرا لموسى وشريكا له في أمره، وخليفة له في غيبته، ويزيدون في هذا الحديث أن النبي r قال في آخره: { .. إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي}. وهي زيادة مكذوبة لا تثبت، وقد صح الحديث عند البخاري ومسلم بدونها.
ثانيا: هذا الحديث إنما جاء لسبب معين، وهو تطييب قلب علي وخاطره - t - ، لكونه r تركه مع النساء والصبيان. فقد خرج النبي r للجهاد في (غزوة تبوك) ولم يأذن لأحد بالتخلف إلا أهل الأعذار والنساء والصبيان. واستخلف النبي r على أهل بيته علي بن أبي طالب t . فتحدث المنافقون وقالوا: إن النبي r إنما تركه في المدينة لأمر في نفسه – يعني بغضا لعلي -، فبلغ عليا كلامُهم، فتبع النبيَ r يبكي ويقول: يا رسول الله، أتخلفني في النساء والصبية؟!. فطيب النبي r خاطره وقال: {ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة ... } الحديث.
فأنت ترى أن النبي r إنما تكلم بهذا حينما اشتكى علي t ، وإلا قد خرج النبي r ولم يقل له شيئا. فدل هذا على أن المراد ما ذكرناه، لا أن يكون علي t خليفة للناس من بعده ([14]).
ثالثا: ذكر ابن جرير وابن كثير أن الوالي على المدينة في غزوة تبوك كان (محمد بن مسلمة) t ، أما علي بن أبي طالب فكان على أهل بيت النبي r خاصة. وهذا يدل على عدم إرادة النبي r للخلافة.
رابعا: هارون لم يخلف موسى، لأنه مات قبل موسى، والذي خلفه هو (يوشع) u .
خامسا: إن النبي r استخلف غير علي في (حجة الوداع) وهي بعد تبوك.
سادسا: تشبيه النبي r لعلي t بهارون u لا يعني أنه أفضل الصحابة أو أنه أولى بالأمر من بعده. فإن النبي rشبه (أبا بكر) و (عمر) بمن هم أفضل من هارون u .
ففي (غزوة بدر)، رأى عمر في قضية الأسرى أن يقتلوا، ورأى أبوبكر أن يعفى عنهم، فقال النبي r لأبي بكر: {إن مثلك كمثل إبراهيم يوم قال:] َمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [. ومثلك كمثل عيسى إذ قال:] إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [. وقال لعمر: ومثلك كمثل نوح لما قال:] رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً [. ومثلك كمثل موسى لما قال:] رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ [}.
سابعا: إن النبي r مات ولم يصبح علي خليفة للمسلمين، فدل على بطلان زعمهم، والله لا يخلف الميعاد.
والآن: قل لي أيها الشيخ: ماذا تريد أن تستدل عليه من هذا الحديث؟.
(13) الحسن ملزم بالقتال لأجل الحكم (مهما كلف الثمن):
يقول الشيخ المشهور في كتابه (التليد والطارف: 34) ناظما وشارحا:
ومثله صلح الإمام الحسن .. مع البغاة مدرءاً للفتن
قال:
(أي: ويستشهد على مفهوم سنة المواقف ما فعله الإمام الحسن مع محاربيه من أجل الحكم، فالنصوص الشرعية تلزمه بمحاربة البغاة وعدم التخلي عن موقع القرار مهما كلف الثمن .. ). اهـ.
قلت:
أي نصوص شرعية هذه التي تلزمه بمحاربة (البغاة) في سبيل الحكم، بل ومهما كلف الثمن؟!.
أليس النبي r قد بشر الحسن - t - بمنقبة عظيمة بقوله: {إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين}. فهذا هو النص الشرعي الذي اتخذه الحسن بن علي - t - ، لا ما يتعطش له الشيخ (أبوبكر المشهور) – هداه الله - من الحكم والبقاء في الخلافة، (ومهما كلف الثمن)!!.
(14) (الحسين) ضحى بنفسه لاستعادة الحق المسلوب:
يقول الشيخ المشهور في كتابه (التليد والطارف: 35) نظما وشرحا:
وما جرى من فتنة التآمر .. على الحسين في الصراع الدائر
ضحى لأجل الحق واعتداله فصار درسا مقنعا لآله
قال: (يشير الناظم، إلى موقف آخر من مواقف السنة المشار إليها بسنة المواقف، وهي ما جرى للإمام الحسين الذي دفع به الدافعون من المحبين والمتعلقين، ليتخذ موقفا في سبيل إعادة الحق إلى نصابه .. ). اهـ.
أقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/131)
هل كان الحسين t مصيبا في خروجه للقتال؟. لقد حاول بعض الصحابة أن يمنعوه كعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن جعفر، ولقيه الفرزدق الشاعر ونصحه أن لا يفعل، لكنه t لم يصغ لمشورتهم وخرج للقاء حتفه.
إن الحسين بن علي t كان مجتهدا على كل حال ومأجورا، لكن فعله ذلك لا يعني أنه مصيب ولا أن نجعل من موقفه ذلك حجة للخروج على الحكام لإعادة الحكم والقرار لآل البيت، كما يراه الشيخ (المشهور) – هداه الله - بأنه الدرس المستفاد من خروج الحسين بقوله: (ليتخذ موقفا في سبيل إعادة الحق إلى نصابه)!.
إن الله تعالى بعث نبيه محمدا r عبدا رسولا، ولم يبعثه ملكا رسولا. فالمُلك لم يكن للنبي r فلا يكون مطلبا لأهل بيته!!. فكم سفكت من دماء، وقتل أبرياء، بسبب هذه الفكرة المشئومة التي سلكها الخوارج من أهل البيت ومعهم شيعتهم في سبيل الوصول إلى الحكم والخلافة، على مدى التاريخ، و مع هذا ينادي الشيخ (المشهور) – هداه الله - بهذه الأفكار لأنها عنده من حقوق آل البيت!.
وإليك – عزيزي القارئ – بيان الجذور الحقيقية لفكرة (الولاء لآل البيت) – الولاء المنحرف -، وماذا يراد من ورائها:
1) في عام (35 هـ) وقع الخلاف المشهور بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما -، فكان هذا الخلاف فرصة العمر التي لا تعوض عند المجوس، فأعلنوا أنهم شيعة علي. والوقوف مع علي t حق، لكن المجوس أرادوا من وراء هذا الموقف تفريق كلمة المسلمين، وإضعاف شوكتهم. والدعوة لآل البيت ورقة رابحة تجد رواجا لدى جميع الناس، وخاصة عند العامة، ومن ذا لا يحب آل بيت رسول الله r ؟ ! .
ووقف عبد الله بن سبأ اليهودي وأنصاره في الصف الذي يقول بأحقية علي في الخلافة، ومنذ ذلك الحين، التحمت المؤامرات اليهودية مع كيد المجوسية ضد الإسلام والمسلمين، لأن الإسلام أخرج اليهود من الجزيرة، وسلب المجوس الفرس ملكهم، فلا غرابة أن دبروا مقتل الخليفة عمر بن الخطاب t ، وأن يستمروا في مسلسل مؤامراتهم ضد الإسلام.
2) عندما افتتح المسلمون بلاد فارس، تزوج الحسين بن علي t ( شهر بانو) ابنة يزدجرد ملك الفرس، بعد ما جاءت مع الأسرى، وكان هذا الزواج، من الأسباب التي دفعت المجوس للوقوف مع الحسين بالذات، لأنهم يرون أن الدم الذي يجري في عروق علي بن الحسين، وأولاده من بعده، هو دم فارسي، من قبل أمه (شهر بانو) ابنة يزدجرد من سلالة الساسانيين المقدسة عندهم.
3) بعد الحدث الأليم الذي أودى بحياة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب t ، راح اليهود والمجوس يدفعون أنصار علي لقتال بني أمية، لتجد الدعوات الباطنية فراغا تنشط فيه، حتى إذا كان عهد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، نهض الحسين بن علي بن أبي طالب t وأعلن ثورته ضد بني أمية، فكانت معركة (كربلاء) بين الفريقين، وقتل فيها الحسين t وكوكبة من كبار العلويين، فاتخذت الأيدي الخفية أسلوب العمل السري، والحركة الباطنية، ورفعوا شعار (البيعة للرضا من آل محمد).
4) وفي عام 132هـ بويع أبو العباس (السفاح) بالخلافة، كأول خليفة عباسي بتمهيد من القائد أبي مسلم الخراساني – المجوسي الأصل -، ومنذ هذا التاريخ بدأ حكم الفرس فعلا، وأشفى معظم الفرس غليلهم من العرب، فأشبعوهم قتلا وتنكيلا وبطشا منذ قيام الدولة العباسية وحتى عام 137 هـ، وعندما هم المنصور أن يكون خليفة فعلا، سخر منه أبو مسلم، وشق عصا الطاعة، وحاول أن يستقل بخراسان، لولا أن المنصور استدرجه بحنكته ودهائه، وفرق عنه معظم أتباعه وأنصاره، ثم قتله عام 137 هـ، متهما إياه بالعمل سرا لإعلان دولة علوية.
5) ظل العباسيون على مستوى عال من اليقظة والحذر من خطر الثورات العلوية. فعندما أحس هارون الرشيد بخطر البرامكة على دولته تولى نكبتهم الشهيرة سنة 186 هـ، متهما إياهم بالعمل السري لدعوة (يحي بن عبد الله بن الحسن العلوي).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/132)
وفي أثناء اشتداد الأزمة بين الأمين والمأمون ولدي هارون الرشيد، تمكن الفضل بن سهل السر خسي وزير المأمون من إقناعه بالتنازل عن الخلافة للإمام علي الرضا بن موسى الكاظم. فأحس العلويون بالانتعاش، ونهضت الثورات العلوية ضد العباسيين في البصرة والكوفة وغيرها، ومن بين قادة هذه الثورات أخوا الإمام علي الرضا، وهما زيد بن موسى، وإبراهيم بن موسى. ومن هول وشراسة هذه الثورات العلوية لمجرد شعورهم أنهم اقتربوا من الحكم، أن لقب زيد بن موسى بـ (زيد النار) لكثرة من أحرق من المسلمين بالنار. ولقب إبراهيم بن موسى بـ (إبراهيم الجزار) لكثرة من ذبح من المسلمين. وجاء رد القيادة العباسية حاسما وقاسيا أمام هذه الانتفاضات الدموية التي كادت أن تنجح لصالح العلويين، فقام المأمون بالقضاء على وزيره الفضل بن سهل، ومات الإمام علي الرضا على إثره بمدة فجأة ([15]).
6) مضى المجوس يحيكون المؤامرات على الإسلام والمسلمين، والعمل على هدم الخلافة الإسلامية، وإثارة النعرات العرقية.
وفي مطلع القرن الثالث من الهجرة أنهكوا الخلافة الإسلامية، واستغل المجوس ضعف الخلافة، فشجعوا طاهر بن الحسين على الاستقلال بخراسان، ووقفوا إلى جانبه، وأقاموا دولتهم في مرو ونيسابور، واستمرت حتى عام 259 هـ. وهذا أول انقسام عرفته الخلافة الإسلامية، وكان بداية لمزيد من الدويلات والانقسامات. فقامت دولة للقرامطة في الإحساء والبحرين واليمن وعمان وفي بلاد الشام حينا من الزمن. وقامت دولة البويهيين في العراق وفارس وسائر المشرق. وقامت دولة العبيديين في مصر والشام. وقامت الدولة الزيدية في بلاد الديلم و (صعدة) في اليمن.
علوية حضرموت والحنين لإقامة دولة علوية
كان اليمن ولا يزال محط أنظار العلويين كموقع ملائم لنشاطهم الدعوي والحركي، لما يتمتع به أهله من حب آل البيت، ولبعده عن مركز الخلافة حينها، ولوعورة مسالكها الجبلية. فقامت في (صعدة) دولة زيدية علوية على يد يحي بن الحسين الرسي (الهادي إلى الحق)! سنة 284 هـ.
وفي عام 317 هـ، تحرك ركب علوي آخر من البصرة في أرض العراق بقيادة أحمد بن عيسى المهاجر ليستقر في وادي حضرموت، حاملا في ضلوعه وجنباته إقامة إمامة علوية من منطلق نظرتهم في حقهم الشرعي في إمامة المسلمين، لكن هذا الهدف فشل أمام تمسك الحضارم بالحكم.
وبعد وفاة المهاجر ظل العلويون يحلمون بهذا الهاجس، وعبر عن هذا الطموح العلوي صاحب كتاب (العقود العسجدية: 1،2) عبد القادر بن عبد الرحمن بن عمر الجنيد بقوله: ( .. وعاد الحنين والرغبة المكبوتة لدى العلويين لاعتلاء السلطة، وإقامة الدولة العلوية).
وقد ذكر المؤرخ / كرامة مبارك سليمان با مؤمن في كتابه الفذ (الفكر والمجتمع في حضرموت) محاولات العلويين الحضارم لإقامة الدولة العلوية، منها:
(1) محاولة محمد بن عقيل بن يحي العلوي، وذلك في عام 1217 هـ، ولكن المنية وافته قبل أن يراها.
(2) محاولة طاهر بن حسين بن طاهر العلوي، وذلك في عام 1220 هـ، وأمده أثرياء العلويين بالأموال الطائلة، فدعا إلى التسلح والزحف، لكنه فشل في تحقيق حلمه.
(3) محاولة أحمد بن علي الجنيد، حيث اقترح السيد حسن بن صالح البحر أن ينهض بالإمارة العلوية السيد الثري أحمد بن علي الجنيد، وذلك في رسالة وجهها إلى السيد عمر بن زين الحبشي عام 1253 هـ. ومما جاء في الرسالة:
( .. وقد وددنا من أهل البيت خصوصا، وسائر المؤمنين عموما، أن يشنوا الغارة على أعداء دين الله، ولنصرة شريعة رسول الله r ، وإقامة ما وضع من ود الله. والحبايب آل الجنيد قد أدخلهم الله في هذا الأمر، وفيهم أهلية من وجهة الدين ومعرفة الشريعة المحمدية ... ، فيحق للجميع من أهل البيت وغيرهم أن يعقدوا البيعة للأخ / أحمد بن علي الجنيد .. ومن أراد أن يكون من حزب الله ساعده على ذلك).
والجدير بالذكر أن هذه المحاولة فشلت، وظلت حبرا على ورق.
(4) محاولة إسحاق بن عقيل بن يحي العلوي، وذلك في عام 1265 هـ، ودارت معركة بين الشحر وقرية دفيقة، انتهت بهزيمة العلويين.
الانصراف من الإمارة إلى الوزارة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/133)
من خلال تلك المحاولات العلوية غير الموفقة لإقامة دولة علوية في حضرموت، استوعب العلويون هذا الدرس فانصرفوا عن الإمارة إلى الوزارة، ريثما تأتيهم فرصة ناجحة، ونجحوا في هذا الشأن لما لهم من وجاهات اجتماعية تميزوا بها من خلال دورهم الصوفي. وقد تولى السيد / حسين بن حامد المحضار وزارة السلطنة القعيطية، ومحمد بن هاشم العلوي منصب سكرتير الدولة في الدولة الكثيرية ([16]).
وهكذا: أصبح شعار (حقوق آل البيت) و (الدعوة لمنهج أهل البيت) شعارا يرفعه المغرضون ومن يريدون الوصول للحكم، لا لخدمة الإسلام، وإنما لنشر أفكار دخيلة على الإسلام، فالقرامطة والعبيديون والبويهيون والصفويون والنصيرية والدروز و ... إلخ، كانوا يرفعون شعار (حقوق آل البيت)، فلما تم لهم الأمر، أذاقوا المسلمين قتلا وتعذيبا!!.
هل هذا من المصادفات:
هل من المصادفات أن يرجع البويهيون والقرامطة والعبيديون إلى أصول فارسية؟!.
وهل من المصادفات أن تتشابه عقائدهم، وأن تكون هي نفسها عقائد مزدك وماني وزرادشت؟!.
وهل من المصادفات أن يظهروا في أزمنة متقاربة: العبيديون في 296 هـ، والبويهيون في 334 هـ، والقرامطة في 278 هـ؟!.
وهل من المصادفة أن يتقاسموا العالم الإسلامي: البويهيون في العراق، والقرامطة في شبه الجزيرة، والعبيديون في مصر والشام؟!.
وهل من المصادفات أن يلج هؤلاء جميعا من باب التشيع والدعوة لآل البيت؟!.
وهل من المصادفات أن يكون المسلمون السنة هم العدو اللدود لهم، وأن يتعاونوا مع كل أحد ضدهم؟! ([17]).
والآن ... :
هل سيكف الشيخ (المشهور) عن الفكر والمنهج الذي يسلكه؟. وهل سيتعلم من ذاكرة التاريخ أن شعار الدعوة لمنهج (آل البيت) و (حقوق آل البيت) هي دعوة مشبوهة قد سلكها قبله كثير وافتضح أمرهم، وظهرت حقيقتهم، وأنه بهذا الفكر يخدم الغلو ويفتح الباب للتشيع شاء أم أبى؟!. ثم إن أهل السنة وبحمد الله يعرفون الحقوق الشرعية لآل البيت، ويتعبدون الله بحبهم، لكن ليس على مراد الشيخ المشهور – وفقه الله للصواب -.
وأنا أزيدك – عزيزي القارئ – إلى ما ذكرته لك من نزعة التشيع عند الشيخ أبي بكر المشهور نصوصا أخرى من أقواله التي تصب في تكريس منهج الغلو والتشيع، فاسمع:
(15) معاوية يعلن العصيان:
قال الشيخ المشهور في كتابه (التليد والطارف: 122):
(وكان من قدر الله في تحولات هذه المرحلة أن شق بعض بني أمية العصا وهربوا من المدينة إلى الشام ومكة فرارا من بيعة الإمام، والذين ذهبوا إلى الشام حملوا معهم قميص عثمان – رضي الله عنه – مضرجا بالدماء وأنامل زوجته نائلة بنت الفرافصة التي بترها القتلة وهي تدافع عن زوجها.
وعلق معاوية القميص على منبر جامع دمشق وأعلن العصيان على الإمام مطالبا بثأر عثمان وأن لن يبايع حتى يسلم إليه القتلة).
قلت:
ما الذي يمنعك أيها الشيخ من الترضي على معاوية – رضي الله عنه - حين تذكره؟. وهل من الأدب ومنهج السلف أن يذكر هذا الصحابي الجليل بمثل هذا التعبير: (وأعلن معاوية العصيان)؟.
إن صنيعك هذا مع هذا الصحابي هو نفس صنيع الشيعة، وليس نسيانا منك، أو خطأ في التعبير، حتى نلتمس لك العذر، لأنها قناعة عندك بنفس العواطف والشعور الذي ينتاب الشيعة عند ذكر هذا الصحابي، لتكرارك مثل هذا اللمز فيه إنشاءً ونقلا!!.
ولماذا لا تلتمس العذر لهذا الصحابي ومن معه من الصحابة في تركهم لمبايعة علي كما التمسه له السلف، وتقول كما قالوا بأنه اجتهد في الأمر، ورأى أن التعجيل بالقصاص من قتلة عثمان أمر لا يقبل التأجيل؛ لأنه سيطفئ نار الفتنة، وبالتالي تجتمع القلوب، خاصة وأن معاوية t كان ولي دم عثمان، والله يقول] وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً [.
والذي نؤمن به أن الإمام عليا – رضي الله عنه – لم يحقق مطالب أهل الشام، لأن الأحداث لم تسمح له بذلك، خاصة وأن قتلة عثمان كانوا منتشرين مع الثوار في المدينة، ولهم منعة وقوة، فأراد أن يستتب الأمر أولا ثم يكون القصاص. وعلي ومعاوية – رضي الله عنهما – في هذا الأمر مجتهدان لصالح الأمة، فكلاهما مأجور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/134)
خلفت جيلا من الأصحاب سيرتهم .. تضوع بين الورى مسكا وريحانا
كانت فوحهم برا ومرحمة كانت .. سياستهم عدلا وإحسانا
لم يعرفوا الدين أورادا ومسبحة بل .. أشبعوا الدين محرابا وميدانا
قال ابن كثير في (البداية والنهاية: 8/ 23):
(ولما ولّي علي بن أبي طالب الخلافة أشار عليه كثير من أمرائه ممن باشر قتل عثمان أن يعزل معاوية عن الشام ويولي عليها سهل بن حنيف فعزله فلم ينتظم عزله والتف عليه جماعة من أهل الشام ومانع علياً عنها وقد قال: لا أبايعه حتى يسلمني قتلة عثمان فإنه قتل مظلوماً، وقد قال الله تعالى:] وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً .. [.
وروى الطبراني عن ابن عباس t أنه قال: ما زلت موقناً أن معاوية يلي الملك من هذه الآية. وقد أوردنا سنده ومتنه عند تفسير هذه الآية. فلما امتنع معاوية من البيعة لعلي حتى يسلمه القتلة، كان من صفين ما قدمنا ذكره، ثم آل الأمر إلى التحكيم، فكان من أمر عمرو بن العاص وأبي موسى ما أسلفناه من قوة جانب أهل الشام في الصعدة الظاهرة، واستفحل أمر معاوية، ولم يزل أمر علي في اختلاف مع أصحابه حتى قتله ابن ملجم).
وقال أيضا: (وقد ورد من غير وجه أن أبا مسلم الخولاني وجماعة معه دخلوا على معاوية فقالوا له:
أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟ فقال: والله إني لأعلم أنه خير مني وأفضل، وأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما ً، وأنا ابن عمه، وأنا أطلب بدمه وأمره إليَّ؟. فقولوا له فليسلم إليَّ قتله عثمان وأنا أسلم له أمره. فأتوا عليّاً فكلموه في ذلك فلم يدفع إليهم أحدا ً، فعند ذلك صمم أهل الشام على القتال مع معاوية) ([18]).
(16) كبار الصحابة ممن وقف مع معاوية مندفعون:
قال الشيخ المشهور في كتابه (التليد والطارف: 108، في الحاشية):
(وبُعد نظر الإمام _ أي (عليّ) _ في شأن قتلة عثمان وأخذهم بعد جمع خيوط المؤامرة، لم يقبله معاوية، بل وقف ومعه عدد من كبار الصحابة بنفس الاندفاع الذي أدى في عهد عثمان إلى قتله، وهذا ما يعبر عنه بالفتنة ... ). اهـ.
أقول:
هل هذا من الأدب أن يوصف أصحاب النبي r بأنهم مندفعون؟. أليس السلامة في السكوت عما شجر بينهم، والإمساك عما جرى بينهم، وأن نكل أمرهم إلى الله] تلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [.
(17) معاوية أول ناكث للعهد:
قال الشيخ المشهور في كتابه (التليد والطارف: 146):
( ... وأول من نكث العهد معاوية وابنه يزيد مع الإمام الحسن في شأن تولية العهد، ثم تتابع الأمر مع الإمام الحسين - رضي الله عنه - حيث أخذ معاوية البيعة لابنه يزيد من أهل الشام بُعيد علمه بموت الحسن ونكث العهد بعده). اهـ.
أقول:
لماذا لا يستحيي الشيخ (المشهور) من وصف هذا الصحابي الجليل بأنه (أول من نكث العهد)؟. وأي عهد نكثه معاوية t ، وقد سلم الحسن بن علي t له الخلافة بنفسه، وتنازل عنها؟.
قال ابن كثير في (البداية والنهاية: 8/ 285):
(ولم يزل أمر علي في اختلاف مع أصحابه حتى قتله ابن ملجم كما تقدم، فعند ذلك بايع أهل العراق الحسن بن علي، وبايع أهل الشام لمعاوية بن أبي سفيان. ثم ركب الحسن في جنود العراق عن غير إرادة منه، وركب معاوية في أهل الشام. فلما تواجه الجيشان وتقابل الفريقان سعى الناس ينهما في الصلح فانتهى الحال إلى أن خلع الحسن نفسه من الخلافة وسلم الملك إلى معاوية بن أبي سفيان وكان ذلك في ربيع الأول من هذه السنة - أعني سنة إحدى وأربعين - ودخل معاوية إلى الكوفة فخطب الناس بها خطبة بليغة بعدما بايعه الناس واستوثقت له الممالك شرقاً وغرباً، وبعداً وقرباً، وسمّى هذا العام عام الجماعة لاجتماع الكلمة فيه على أمير واحد بعد الفُرقة).
وأي عهد نكثه معاوية مع الحسين t ؟ . أهو توليته لولده يزيد من بعده وأخذه البيعة له؟.
والجواب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/135)
إن هذا كان اجتهادا منه t ، فقد رأى لابنه يزيد من القوة العسكرية والألمعية ما يؤهله لتولي الخلافة، فتكون قوته قوة للمسلمين، كما أنه رأى أن للأمويين شوكة ومنعة تكفي لاجتماع الكلمة عليهم، فخشي t أن تقع الأمة في صراع جديد من بعده فتضعف قوة المسلمين، فأحسن ما يفعل هو أن يختار ولي عهده قبل أن يموت، لأن ذلك يبعد الاختلاف الذي هو شر على الأمة، فجعل العهد لابنه، وذلك لمصلحة الإسلام والمسلمين في تلك الظروف. ثم إن معاوية استخلف وهو في هذا مقتدٍ بالشيخين أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما -. حيث استخلف الصديق عمر قبل وفاته، واستخلف عمرُ ستة من بعده يجعلونها في واحد بينهم. لكن الذي أخذ على معاوية t من قبل المخالفين له حينها هو استخلافه لولده، فالصديق لم يستخلف ابنه ولا ابن عمه طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنهما – مع أهليتهما. والفاروق لم يستخلف ابنه أو ابن عمه سعيد بن زيد – رضي الله عنهما – مع أهليتهما.
أقول:
هو كذلك، ولكن من المعلوم قطعا عند كل عاقل أن الأمة في عصر الشيخين - رضي الله عنهما - ليست مثل الأمة التي كانت في عصر معاوية t . فما كان للصديق أو الفاروق أن يستخلفا المفضول من أهلهم مع وجود الفاضل من غير أهلهم لخير أمة حينها. وأما في عصر معاوية t ، وقد فتحت أبواب الفتن بمقتل عثمان t ثم علي t ، فقد عصفت الفتن بالقلوب، وتوسعت الأقطار، فرأى معاوية t مجتهدا ما ذكرناه، خاصة وأنه t لم يستبد بالأمر دون الأمة، فطلب وفود الأمصار فحضروا عنده وأجابوه إلى طلبته من بيعة يزيد، وكان هذا خير ما يلم شعث المسلمين.
قال ابن خلدون:
(والذي دعا معاوية t لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون سواه، إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل والعقد عليه حينئذ من بني أمية، إذ بنو أمية يومئذ لا يرضون سواهم، وهم عصابة قريش وأهل الملة أجمع وأهل الغلب منهم، فآثره بذلك دون غيره ممن يظن أنه أولى بها، وعدل عن الفاضل إلى المفضول حرصا على الاتفاق واجتماع الأهواء الذي شأنه أهم عند الشارع، وإن كان لا يظن بمعاوية غير هذا لعدالته، وصحبته مانعة من سوى ذلك، وحضور أكابر الصحابة لذلك وسكوتهم عنه دليل انتفاء الريب فيه، فليسوا ممن يأخذهم في الحق هوادة، وليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق، فإنهم كلهم أجل من ذلك، وعدالتهم مانعة منه) ([19]).
فهل يليق بعد هذا أن يقول الشيخ المشهور ما قاله في هذا الصحابي إلا أن يكون ينزعه عرق التشيع؟!. فما رأينا أحدا يبغضه ويلمزه إلا شيعي أو خارجي.
(18) معاوية من البغاة:
قال الشيخ المشهور في كتابه (التليد والطارف: 34) ناظما وشارحا:
ومثله صلح الإمام الحسن .. مع البغاة مدرءاً للفتن
قال:
(أي: ويستشهد على مفهوم سنة المواقف ما فعله الإمام الحسن مع محاربيه من أجل الحكم).
قلت:
مع من كان صلح الحسن بن علي t ؟ . أليس كان مع معاوية t ؟ .
فهل يليق أن يوصف هذا الصحابي بذلك؟!.
فأين يقع منك أيها الشيخ حديث النبي r : { إذا ذكر أصحابي فأمسكوا}؟.
ما ضر البحر أمسى زاخرا .. أن رمى فيه غلام بحجر
(19) معاوية مهندس للفتن:
قال الشيخ المشهور في كتابه (التليد والطارف: 129) ناظما وشارحا لنظمه:
ومثله ما قيل في عمار .. يقتله الباغون بالتار
علامة حددها نبينا .. فحرف البغاة معنىً بيِِنا
وأعلنوا أن الذي قد قتله .. ذاك الذي للحرب طوعا حمله
قال:
(كان مقتل عمار – رضي الله عنه - تحولا خطيرا في المواقف، وكاد جيش معاوية أن ينهزم، وخاصة أن كثيرا من المقاتلة امتنع عن القتال لما عرف بالعلامة أن البغاة هم قتلة عمار. فما كان من مهندسي الفتن إلا أن بينوا الأمر على غير وجهه، وقالوا: إن الذي جاء بعمار إلى الحرب هو علي وفئته، فهي التي قتلته وهي الفئة الباغية وليس جماعة معاوية، واستمر القتال). اهـ.
أقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/136)
قد ثبت في الصحيح أن النبي قال: {ويح عمار، تقتله الفئة الباغية}. وذكر أهلالسير بأن معاوية هو الذي أشار إلى ذلك المعنى، وهو معنى بعيد عن الصواب، لكن لا يعني هذا أن يجعل الشيخ المشهور عِرْضَ هذا الصحابي مرتعا يلغ فيه، ويوسع السب والشتم تصريحا وتلويحا كما تفعله الشيعة، مما يكشف لنا داخلة سؤ من الشيخ أبي بكر المشهور) تجاه معاوية صاحب النبي وصهره t ! .
قال ابن كثير في (البداية والنهاية):
(وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش عن عبد الرحمن بن أبي زياد قال: إني لأسير مع معاوية منصرفه من صفين بينه وبين عمرو بن العاص فقال عبد الله بن عمرو: يا أبه أما سمعت رسول الله r يقول لعمار: [وَيْحَكَ يا ابْنَ سُمَيَّةَ تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ]. قال: فقال عمرو لمعاوية: ألا تسمع ما يقول عبد الله هذا؟ فقال معاوية: لا يزال يأتينا بهنة بعد هنة، أنحن قتلناه؟ إنما قتله الذين جاؤوا به). اهـ.
جاء في (السيرة الحلبية: 2/ 153):
( .. وفيه أن تلك الفئة التي كان فيها قاتله كان فيها جمع من الصحابة وهم معذورون بالتأويل الذي ظهر لهم، ... وإطلاق البغي عليهم حينئذٍ باعتبار ذلك، قال بعضهم: وفئة معاوية وإن كانت باغية لكنه بغي لا فسق فيه، لأنه إنما صدر عن تأويل يعذر به أصحابه).
(20) معاوية من (المضلين عضدا):
قال الشيخ المشهور في كتابه (التليد والطارف: 124) عن الإمام علي بن أبي طالب t :
( .. ونصحه المغيرة بن شعبة أن يثبت معاوية على الشام في الإمارة حتى يلتزم الطاعة فأبى، وقال: إن أقررت معاوية على ما في يده كنت متخذا المضلين عضدا، ولا يراني الله كذلك أبدا)!!. اهـ.
قلت:
ألا تتقي الله في نفسك أيها الشيخ وتكون أمينا في نقلك!. إن هذا الذي ذكرته قد ذكره ابن كثير في (البداية والنهاية) لكن ليس بهذا اللفظ وإنما قال:
(وقال معاوية لجرير: إن ولاَّني عليّ الشام ومصر بايعته على أن لا يكون لأحد بعده عليَّ بيعةٍ، فقال: ابن شعبة أن أولّي معاوية الشام وأنا بالمدينة فأبيت ذلك] وَمَا كُنْتَ مُتَّخِذَ المُضِلِّينَ عَضُداً [.) ([20]).
فأنت ترى أن عليا t إنما تلا الآية استئناسا لا استدلالا شرعيا يقصد به معنى الآية، وهذا مثل قول النبي r لعائشة – رضي الله عنها – {إنكن لصواحب يوسف}. وكذا قوله r لعلي بن أبي طالب لما وجده وفاطمة قد ناما عن صلاة الليل: {ألا تصليان}. فقال علي: يا رسول اللّه إنما أنفسنا بيد اللّه، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف حين قلت ذلك، ولم يرجع إلي شيئاً ثم سمعته وهو مولٍّ يضرب فخذه و يقول:] وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا ً [([21]).
فهذه الآية إنما هي في النضر بن الحارث أو أبي بن خلف، وليس عليا t ، وكذلك ذكر علي للآية] وَمَا كُنْتَ مُتَّخِذَ المُضِلِّينَ عَضُداً [يُحمل على ما ذكرنا.
فانظر أيها الشيخ كم من الفرق بين ما ذكرته وبين ما ذكره الحافظ ابن كثير - عليه رحمة الله -، لتعرف حجم الجناية التي ترتكبها في عرض هذا الصحابي الجليل!!.
فإن كان لا يدري فتلك مصيبة .. وإن كان يدري فالمصيبة أعظم
وإليك أيها الشيخ معتقد أهل السنة والجماعة في هذا الصحابي الجليل t وما ورد في حقه من الآثار الشريفة، لعلها تحدث في نفسك ذكرا:
قال ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية) عن سيرة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه:
(1) (ثم كان ما كان بينه وبين علي بعد قتل عثمان، على سبيل الاجتهاد والرأي، فجرى بينهما قتال عظيم كما قدمنا، وكان الحق والصواب مع علي، ومعاوية معذور عند جمهور العلماء سلفاً وخلفا ً، وقد شهدت الأحاديث الصحيحة بالإسلام للفريقين - أهل العراق وأهل الشام - كما ثبت في الحديث الصحيح: [تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عَلَى خَيْرِ فِرْقَةٍ مِنَ المُسْلِمِينَ، فَيَقْتُلُهَا أَدْنَى الطَائِفَتَين إِلَى الحَقِّ]. فكانت المارقة الخوارج، وقتلهم علي وأصحابه، ثم قتل علي فاستقل معاوية بالأمر سنة إحدى وأربعين، وكان يغزو الروم في كل سنة مرتين، مرة في الصيف ومرة في الشتاء، ويأمر رجلاً من قومه فيحج بالناس، وحج هو سنة خمسين، وحج ابنه يزيد سنة إحدى وخمسين. وفيها أو في التي بعدها أغزاه بلاد الروم وقد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/137)
تقدم ذلك كله فسار معه خلق كثير من كبراء الصحابة حتى حاصر القسطنطينية، وقد ثبت في الصحيح: [أَوَّلُ جَيْشٍ يَغْزُو القُسْطَنْطِينِيَّة مَغْفُورٌ لَهُمْ]) ([22]).
(2) وقال: (قد تقدم في الحديث أن الخلافة بعده عليه السلام ثلاثون سنة، ثم تكون ملكا ً، وقد انقضت
الثلاثون بخلافة الحسن بن علي. فأيام معاوية أول الملك، فهو أول ملوك الإسلام وخيارهم .. وكان حليماً وقوراً رئيساً سيداً في الناس، كريماً عادلاً شهما) ([23]).
(3) وقال: (ولم يزل مستقلاً بالأمر في هذه المدة إلى هذه السنة التي كانت فيها وفاته، والجهاد في بلاد العدو قائم، وكلمة الله عالية. والغنائم ترد إليه من أطراف الأرض، والمسلمون معه في راحة وعدل، وصفح وعفو) ([24]).
(4) وروى أبو داود من حديث الثوري عن ثور بن يزيد عن راشد بن سعد المقري الحمصي عن معاوية قال: قال رسول الله r : [ إنَّكَ إنْ تَتَبَّعْتَ عَوْرَاتِ النَّاسِ أَفْسَدْتَهُمْ أَوْ كِدْتَ أَنْ تُفْسِدَهُمْ]. قال: كلمة سمعها معاوية نفعه الله بها.
قال ابن كثير: (تفرد به أحمد - يعني أنه كان جيد السيرة، حسن التجاوز، جميل العفو، كثير الستر - رحمه الله تعالى) ([25]).
(5) وقال الترمذي: حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي حدثنا عمرو بن واقد عن يونس بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني قال: (لما عزل عمر بن الخطاب عمير بن سعد عن الشام وولَّى معاوية قال الناس: عزل عمر عميراً وولَّى معاوية، فقال عمر: لا تذكروا معاوية إلا بخير، فإني سمعت رسول الله r يقول: [اللَّهُمَّ اهْدِ بِهِ].
قال ابن كثير: (تفرد به الترمذي، وعندي أنه ينبغي أن يكون من رواية عمر بن الخطاب، ويكون الصواب: (فقال عمر: لا تذكروا معاوية إلا بخير)، ليكون عذراً له في توليته له. ومما يقوي هذا أن هشام بن عمار قال: حدثنا ابن أبي السائب وهو عبد العزيز بن الوليد بن سليمان قال: وسمعت أبي يذكر أن عمر بن الخطاب ولَّى معاوية بن أبي سفيان فقالوا: ولَّى حدث السن، فقال: (تلومونني في ولايته، وأنا سمعت رسول الله r يقول: [اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِياً مَهْدِيّاً وَاهْدِ بِهِ]. وهذا منقطع يقويه ما قبله) ([26]).
(6) قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية ـ يعني ابن صالح ـ عن يونس بن سيف عن الحارث بن زياد عن أبي رهم عن العرباض بن سارية السلمي قال: [سمعت رسول الله r يدعونا إلى السحور في شهر رمضان: هَلُمَّ إلى الغَدَاءِ المُبَارَكِ. ثم سمعته يقولُ: اللَّهُمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الكِتَابَ وَالحِسَابَ وَقِهِ العَذَابَ].
قال ابن كثير: (تفرد به أحمد. ورواه ابن جرير من حديث ابن مهدي، وكذلك رواه أسد بن موسى، وبشر بن السريّ وعبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح بإسناده مثله. وفي رواية بشر بن السري [وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ].
ورواه ابن عدي وغيره من حديث عثمان بن عبد الرحمن الجمحي عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله r : [ اللَّهُمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الكِتَابَ وَالحِسَابَ وَقِهِ لعَذَابَ]) ([27]).
(7) وروى ابن عساكر عن أبي زرعة الرازي أنه قال له رجل: إني أبغض معاوية، فقال له: ولم؟ قال: لأنه قاتل علياً، فقال له أبو زرعة: ويحك إن رب معاوية رحيم، وخصم معاوية خصم كريم، فأيش دخولك أنت بينهما؟ - رضي الله عنهما – ([28]).
(8) وسئل الإمام أحمد عما جرى بين علي ومعاوية فقرأ: (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلاَ تَسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْملونَ). وكذا قال غير واحد من السلف.
(9) وقال جرير بن عبد الحميد عن مغيرة قال: لما جاء خبر قتل علي إلى معاوية جعل يبكي، فقالت له امرأته: أتبكيه وقد قاتلته؟. فقال: ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم ([29]).
(10) وقال ابن وهب عن مالك عن الزهري قال: سألت سعيد بن المسيب عن أصحاب رسول الله r فقال لي: اسمع يا زهري: من مات محباً لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وشهد للعشرة بالجنة، وترحم على معاوية، كان حقّاً على الله أن لا يناقشه الحساب ([30]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/138)
(11) وقال سعيد بن يعقوب الطالقاني: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: تراب في أنف معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز.
(12) وقال محمد بن يحيى بن سعيد: سئل ابن المبارك عن معاوية فقال: ما أقول في رجل قال رسول r : سمع الله لمن حمده، فقال خلفه: ربنا ولك الحمد. فقيل له: أيهما أفضل؟ هو أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال: لتراب في منخري معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير وأفضل من عمر بن عبد العزيز ([31]).
(13) وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي وغيره: سئل المعافى بن عمران أيهما أفضل: معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فغضب وقال للسائل: أتجعل رجلاً من الصحابة مثل رجل من التابعين؟. معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله ([32]).
(14) وقال الميموني: قال لي أحمد بن حنبل: يا أبا الحسن إذا رأيت رجلاً يذكر أحداً من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام ([33]).
(15) وقال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد الله يسأل عن رجل تنقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له رافضي؟. فقال: إنه لم يجترىء عليهما إلا وله خبيئة سوء، ما انتقص أحد أحداً من الصحابة إلا وله داخلة سوء ([34]).
وإليك – عزيزي القارئ – إضافات أخرى من أقوال الشيخ (المشهور) ـ هداه الله ـ تكشف نزعة التشيع لديه:
(21) غيبة المهدي:
كتب الشيخ المشهور في كتابه (التليد والطارف: 273) فصلا بعنوان: (ظهور المهدي وغيبته)، ثم نقل عن البرزنجي في كتابه (الإشاعة في أشراط الساعة) قوله: ( .. ويؤيد هذا ما أورده أبو جعفر محمد بن علي الباقر: يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض الشعاب، وأومأ بيده إلى ناحية ذي طوى).
قلت:
خروج (المهدي) آخر الزمان هو من علامات الساعة التي تواترت الأحاديث بشأنه، وهو حق نؤمن به، أما أن تكون له (غيبة) كما عنون له المشهور، فهذا من أباطيل الشيعة وأساطيرهم. فالشيعة الإمامية يؤمنون بأن الإمام الثاني عشر الذي هو (المهدي) عندهم، ويعبرون عنه بالحجة، وأحيانا بصاحب الأمر، وأحيانا بقائم آل محمد، قد اختفى، وجعل له أربعة سفراء بينه وبين الناس، تجري عبرهم الردود والمراسلات، وتسمى تلك الفترة بـ (الغيبة الصغرى). فلما مات آخر السفراء وهو علي بن محمد السميري، أعلن أن زمان الغيبة الصغرى قد انتهت، وأن زمان (الغيبة الكبرى) قد بدأت. وهكذا لم تعد هناك أي إمكانية للاتصال به حتى ظهوره، ولذلك إذا ذكروه قالوا: (عجل الله فرجه)!.
وأنا أسألك أيها الشيخ، وأرجو أن تكون شجاعا في الجواب:
هل تؤمن (بغيبة المهدي) كما تزعمه الشيعة؟. إن قلت: لا، فلماذا تنقل كلامهم مقررا له؟!. ألا تعي معاني ما تكتب؟.
ألا تعلم أيها الشيخ أن معنى (الغيبة) عند القوم، يعني أنه موجود فعلا، ولكنه غائب مختف في السرداب. بينما عقيدة أهل السنة في (المهدي) أنه لم يولد أصلا، وبالتالي ليس له غيبة على نحو ما تدعيه الشيعة، ولكنه سيظهر في آخر الزمان، ومتى أراد الله شيئا هيأ له الأسباب.
ولا بأس أن أذكر لك خرافة الشيعة الإمامية وأسطورتهم عن ولادة (المهدي)، وهو يمثل الإمام الثاني عشر والأخير عندهم، وكيفية اختفائه، علما بان الثابت تاريخيا أن الإمام الحادي عشر (الحسن بن علي العسكري) لم يكن له أولاد أبدا. ولذلك لما مات، أعلن أخوه (جعفر بن علي)، ومعه أهل بيته أن الحسن العسكري توفي ولم يخلف ولدا .. وعلى هذا تحولت تركته وميراثه إلى أخيه جعفر بن علي، وهذا يعني انقطاع الإمامة، وهي أساس العقيدة الإمامية، لذلك وقعوا في ورطة شديدة، إذ لابد أن يكون الإمام التالي من نسل الإمام السابق، وهم قد أسسوا مذهبهم على اثني عشر إماما. فماذا صنعوا ليستروا كذبهم؟. اسمع أيها الشيخ إلى هذه الخرافة:
يقول الدكتور / علاء بكر في كتابه (عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت): (ادعى الشيعة أنه قبل وفاة الحسن العسكري بأربع أو خمس سنوات .. ولد للإمام الحسن العسكري ولد من أحد جواريه وكان مختفيا. ولهم في ذلك قصة ظريفة جديرة بالذكر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/139)
ذكر العلامة المجلسي في (جلاء العيون)، وفي (حق اليقين) رواية تفصيلية من روايات ابن بابويه والشيخ الطوسي _ وهما من أساطين الشيعة _ نقلاها عن بشر بن سليمان بالأسانيد المعتبرة، خلاصتها:
أن بشرا (هذا) كان من خواص الإمام الحسن العسكري، اشترى له جارية، أرسله خصيصا لشرائها الإمام العسكري من بغداد، من سفينة على ساحل النهر، فيها جواري للبيع. وذكر له من صفاتها أنها داخل حجابها لا تريد أن يشاهدها أحد، وترفض الذهاب مع أي أحد بأي حال من الأحوال، فإذا سلمها خطابا _ بعث به معه _ سترضى بالذهاب معه بعد شرائها. ففعل بشر كما أمره، وجاء بها من بغداد إليه، فإذا هي حفيدة ملك الروم، واسمها (مليكة). وكانت قد رأت في منامها المسيح u وجماعة من الحواريين والنبي r ووصيه (علي) والأئمة، فخطب النبي r مليكة من المسيح للإمام الحسن العسكري، فوافق المسيح بسعادة، وعقد الزواج .. ثم وقع لها منام آخر أشد غرابة، إذ جاءتها (مريم) _ عليها السلام _ ومعها فاطمة الزهراء وآلاف من الحور العين، حيث عرفتها مريم بالسيدة فاطمة أم زوجها الحسن العسكري، فلما طلبت رؤيته قالت لها: كيف يمكن هذا؟، أنت مسيحية مشركة .. فلما سمعت ذلك نطقت بالشهادتين ودخلت في الإسلام .. واستيقظت من منامها على ذلك .. فلما اشتد بها الشوق لزوجها الإمام الحسن العسكري، صحبت جنودا قادمين من بلادها لقتال المسلمين، فوقعت في الأسر، حتى جاءها بشر بن سليمان رسول الإمام الحسن العسكري بخطابه إليها، واشتراها له، فكانت جارية من جواريه .. وولدت له الإمام الثاني عشر .. وظلت ولادته مخفية غير ظاهرة .. وظل المولود مختفيا عن الأنظار.
فلما مات والده الحسن العسكري اختفى الطفل الصغير وغاب، وعمره أربع أو خمس سنوات. وبطريقة إعجازية أخذ معه كل المتاع الخاص بأئمة الشيعة الذين سبقوه، والذي ظل ينتقل من علي بن أبي طالب إلى كل إمام من الأئمة على التوالي، حتى وصل في نهاية الأمر إلى الحسن العسكري. ويتضمن المتاع: القرءان الكامل الذي جمعه وكتبه علي بن أبي طالب، وصحف الأنبياء السابقين في شكلها الأصلي، ومنها التوراة والإنجيل والزبور، ومصحف فاطمة، والجفر، والجامعة، ومعجزات الأنبياء السابقين، ومنها قميص آدم، وعصا موسى، وخاتم سليمان، وغير ذلك) ([35]).
أقول:
كيف حمل طفل صغير كل ذلك المتاع واختفى به في السرداب؟. وكيف ظل هذا الإمام حيا مختفيا منذ ولد إلى آخر الزمان؟!.
إنني أنصح (المشهور) أن يحسن قراءة التاريخ حتى لا تزري به كتبه عند طلبة العلم!!.
(22) لا خلاف بين عقائد أهل السنة وعقائد الشيعة:
قال الشيخ المشهور في كتابه (الأبنية الفكرية: 38):
( .. ويرى السيد الشاطري في (الأدوار) أن مذهب أهل السنة لا يختلف عن عقائد أئمة آل البيت النبوي، وهذا يؤيد القول لآنف أن أئمة آل البيت حيثما كانوا وعلى أي مذهب من مذاهب الإسلام المجمع عليها، يمثلون الإمامة كمرتبة ومقام اجتهادي، وإلى هذا يعني قول السيد الشاطري. إذ لا تنافي بين عقيدة أئمة آل البيت القدماء وبين عقيدة أهل السنة، كما تصرح بذلك الكتب المختصة، اللهم إلا إن كان في مسائل معروفة .. ). اهـ.
أقول:
(أولا): هذا الموضوع ليس لأحد أن يختزله بهذه الطريقة المصغرة التي ذكرتها أيها الشيخ!. إن غالبية الأمة في هذا الزمان من العوام وغيرهم، يرون أن أئمة آل البيت (القدماء) في عقائدهم، بأنهم على نفس ما هو عليه الفكر الشيعي الإمامي اليوم، من غلو وباطنية وشرك. بينما يرى الباحثون والمحققون أن ما ينسب إليهم هو مكذوب عليهم، وضعته الزنادقة والملاحدة، وقد تبرأ الأئمة - y - منها، إلا أن الفرق الضالة تمسكت بعقائدها، ونسبت لأئمة البيت مقالات كلها زور وبهتان، ليثبتوا عقائدهم الضالة في الأمة، ويحرفوا ما ورد عن الأئمة من التبرؤ منها، بأنها خرجت منهم من باب التقية.
وقد ارتبطت حياة كل إمام منهم بظهور فرق عاصرته وانتسبت إليه وغالت فيه. ومن أمثلة ذلك:
1) غلو السبئية في علي بن أبي طالب.
2) انتساب الكيسانية والمختارية إلى محمد بن الحنفية.
3) انتساب الهاشمية إلى أبي هشام عبد الله بن محمد بن الحنفية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/140)
4) معاصرة الخطابية والنعمانية لحياة الإمام الصادق.
5) معاصرة المنصورية والمغيرية لحياة الإمام الباقر.
6) انتساب الإسماعيلية الباطنية إلى الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق.
7) ظهور الإسحاقية والنصيرية في حياة الإمام أبي الحسن العسكري.
وبناء على ما سبق، فأي عقيدة لأهل البيت تقصده أيها الشيخ (المشهور) بأنه لا خلاف بينه وبين عقيدة أهل السنة؟. أهي العقائد الباطلة المنسوبة لهم، والتي يدين بها الرافضة الإمامية والإسماعيلية الباطنية وغيرهم من الشيعة اليوم؟، أم العقيدة النقية الصافية التي كانوا عليها على ما هو مذهب السلف وأهل الحديث في عقيدتهم بالله والرسل والملائكة والكتب واليوم الآخر والقدر؟.
إن كنت تقصد الثاني – أي أن عقيدة الأئمة هي عقيدة السلف -، فلماذا هذا الضجيج المفتعل منك لإبراز منهج أهل البيت بأنه متميز عن غيره؟!. بينما النقطة المهمة التي يجب توضيحها هي هل أتباع منهج (أهل البيت) اليوم هم على منهج الأئمة y ، أم سقطوا في العقائد الضالة التي نسبت للأئمة زورا وبهتانا؟؟.
أنت أيها الشيخ – هداك الله – تدعو بنفسك إلى منهج منحرف عن منهج السلف، وتنادي بالعودة لمنهج أهل البيت، لكن للمنهج المنحرف الذي لم يقل به الأئمة من أهل البيت، وقد ناقشت كثيرا من تلك الانحرافات في كتابي (التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية) بما يغني عن إعادته فراجعه.
ثم سل نفسك أيها الشيخ، هل أحد من الأئمة كان يقول بمفهوم (القطبية)، و (التصرف في الكون)، و (العلوم اللدنية)، و (الظاهر والباطن)، أو الدعوة إلى (تقديس القبور)، وغيرها كثير من الأفكار الضالة الغريبة على الإسلام، مما سطرته في كتبك ومؤلفاتك، وسبق مناقشتها؟!.
إذن:
إن كنت تريد أيها الشيخ أن تدعو لعقيدة أئمة آل البيت (القدماء) فعليك بالعقيدة السلفية، عقيدة أهل الحديث، لأنها هي عقيدة الأئمة، ودع عنك الشعارات الوهمية للدعوة إلى منهج أهل البيت.
خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به .. في طالع الشمس ما يغنيك عن زحل
واعلم أيها الشيخ أن أي دعوة لمنهج (أهل البيت) إنما هي دعوة للتشيع. وقد تستر كثيرون من دعاة التشيع خلف هذه الشعارات، وإني لأرجو أن لا تكون مستدرجا من حيث لا تعلم للتبشير بهذا الفكر!.
ثم إن قولك السابق: (إذ لا تنافي بين عقيدة أئمة آل البيت القدماء وبين عقيدة أهل السنة، كما تصرح بذلك الكتب المختصة، اللهم إلا إن كان في مسائل معروفة .. )، هو نفس كلام (دعاة التقريب) بين السنة والشيعة!!، وهي دعوة مشبوهة، الهدف من ترويجها هو التبشير بالفكر الشيعي بين أوساط أهل السنة.
(ثانيا): قولك أيها الشيخ: (أن أئمة آل البيت حيثما كانوا وعلى أي مذهب من مذاهب الإسلام المجمع عليها، يمثلون الإمامة كمرتبة ومقام اجتهادي)، هو جناية عظيمة على كتاب الله وسنة نبيه r ومنهج السلف الصالح. أتدري لماذا؟.
لأن جميع كتب الشيعة باستثناء (الزيدية) يرون مرتبة (الإمامة) هي مرتبة (العصمة). فكيف يجتهد من هو معصوم، بل ينزل عليه الوحي؟!. فاسمع ماذا يقولون:
(1) الأئمة عندهم علم الغيب:
قال الكليني في (الكافي: 1/ 260):
(وعن أبي عبد الله - - u قال: ورب الكعبة، ورب البنية – ثلاث مرات -، لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما، ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما، لأن موسى والخضر – عليهما السلام - أعطيا علم ما كان، ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة، وقد ورثناه من رسول الله r وراثة) ([36]).
(2) الأئمة تنزل عليهم الملائكة والوحي:
وعنون محمد بن الحسن الصفار – وهو من أقدم علماء الشيعة – بابا بعنوان: (الباب الخامس عشر: في الأئمة – عليهم السلام – أن روح القدس يتلقاهم إذا احتاجوا إليه) ([37]).
(3) الأئمة عندهم علم الأنبياء:
قال الكليني في كتابه (الكافي: 1/ 244):
(عن أبي عبد الله قال: إن داود ورث الأنبياء، وإن سليمان ورث داود، وإن محمدا r ورث،وإنا ورثنا محمدا r ، وإن عندنا صحف إبراهيم وألواح موسى) ([38]).
(4) عصمة الأئمة وإحاطتهم بالعلوم:
قال الكليني في (الكافي):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/141)
(وعن أمير المؤمنين u أنه قال: إن الله – تبارك وتعالى – طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحجة في أرضه) ([39]).
ويقول (الخميني) – الهالك – في كتابه (الحكومة الإسلامية):
( .. الأئمة لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة، ونعتقد فيهم الإحاطة بكل ما فيه مصلحة المسلمين).
إذن:
ليس مفهوم (الإمامة) هو بمعنى (الاجتهاد) كما تحاول أن تقرره، وإليك هذه الشهادة الهامة من الملحق الخاص لـ (فرع الدراسات وخدمة التراث لرباط التربية الإسلامية بعدن) ذي المنهج الصوفي، والذي ترعاه بنفسك، في ملحقه على كتابك (الأبنية الفكرية: 81 - 83)، حيث جاء فيه:
( .. وأول من كتب في هذا المضمار من المتأخرين الإمام المؤرخ العلامة السيد / عبد الرحمن بن عبيد الله في الموضوع، في رسالة سماها (نسيم حاجر في مذهب الإمام المهاجر) ذهب فيها إلى أن الإمام المهاجر إمامي بمعنى الإمامة الباطنة، التي هي بمقام القطبانية، الذي توارثه آل البيت عن سيدنا علي - t - ، ... ثم أردف الإمام ابن عبيد الله رسالته (نسيم حاجر) برسالته الثانية (سموم ناجر في الرد على إثمد البصائر) .. ومفادها التأكيد على ما عناه في رسالته الأولى، وأنه في (نسيم حاجر) إنما عنى الإمامة المتوارثة في آل البيت كمقام روحي (القطبانية).
ومما قاله في آخر (سموم ناجر) – مخطوط -: وقد راجعت في ذلك – أي الإمامة بمعنى القطبانية – أخانا الذي انتهت إليه رئاسة الإرشاد في تريم، السيد علوي بن شهاب الدين، فقال: إن ذلك مما أصفقوا عليه – أي أجمعوا – ولا حاجة للتأليف في ذلك). اهـ.
أقول:
إذا كنتم تؤكدون على أن مرتبة (الإمامة) هي بمرتبة (القطبانية) هربا من أن ترموا بالتشيع، فإن حالكم أشبه بحال المستجير من الرمضاء بالنار!!.
هل تعرف أيها الشيخ (المشهور) والإخوة في فرع الدراسات وخدمة التراث ما معنى (القطبية)؟. ليس هناك من فرق بين مفهوم (القطب) عند الصوفية، ومفهوم (الإمام) عند الشيعة الإمامية. فالشيعة يجعلون من (الإمام) إلها من دون الله يعبد، وما ذلك إلا لما وصفوه من صفات الكمال التي لا ينبغي أن يوصف بها أحد إلا لله، وأنتم معشر (الصوفية) أوصلتم القطب إلى مرتبة الربوبية والألوهية لما أطلقتم عليه من الصفات.
يقول العلامة ابن خلدون في (مقدمته): ( .. وظهر في كلام المتصوفة القول بالقطب، ومعناه رأس العارفين، يزعمون أنه لا يمكن أن يساويه أحد في مقامه حتى يقبضه الله، ثم يورث مقامه لآخر من أهل العرفان .. وهو بعينه ما تقوله الرافضة في توارث الأئمة عندهم، فأنظر كيف سرقت طباع هؤلاء القوم هذا الرأي من الرافضة ودانوا به، ثم قالوا بترتيب وجود الأبدال بعد هذا القطب، كما قال الشيعة في النقباء).
وأنت بنفسك أيها الشيخ (المشهور) قد قدمت بالثناء العاطر والمديح الفاخر لرسالة أحد تلاميذكم المتصوفة، وهو الأخ / أحمد بن عبد اله بن شهاب، والتي هي بعنوان (التعرف على التصوف)، جاء فيها – وأرجو أن تتأمل هذا جيدا – قوله عن (القطب):
(القطب: هو أكمل إنسان ممكن في مقام الفردية أو الواحد الذي هو موضع نظر الله في كل زمان، تدور عليه أحوال الخلق، وهو يسري في الكون وأعيانه الباطنة والظاهرة سريان الروح في الجسد، ويفيض روح الحياة على الكون الأعلى والأسفل).
فأي فرق بين هذه الأوصاف (للقطب)، وبين أوصاف (الإمام) عند الشيعة؟
والعجب كل العجب من تزكيتك أيها الشيخ لهذا الكتاب، وفيه ما فيه من الطوام، ومباركتك له قائلا:
(فقد اطلعت على ما رقمته أنامل السيد الفاضل / أحمد بن شهاب وقد أجاد وأفاد، وجمع من الفوائد العلمية والنقولات ا لتاريخية ما يضعنا أمام لبنة هامة من لبنات العمل الجاد لتوثيق تراثنا المبارك ... ولهذا نرى أن تحفظ من هذه الأعمال صورة في ملفات قسم الدراسات والبحوث بتريم .. وخاصة أن لدى المذكور أعمال أدبية وعلمية وثقافية، وأخرى تحتاج إلى الإبراز والإظهار ليتمكن الذهن من زيادة الإثراء، وهذا ما نأمله في كل باحث ومفكر).
والآن:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/142)
لماذا هذا التحريف والتلبيس للمفاهيم والمصطلحات، أيها الشيخ (المشهور)؟!. ولماذا هذه الجعجعة والضجيج لنشر مفاهيم خاطئة لفرق ضالة؟!. أليس فينا كتاب ربنا وسنة نبينا؟، فماذا نخسر لو تمسكنا بهما، وماذا نستفيد لو تركناهما؟.
قال المنجم والطبيب كلاهما .. لا تحشر الأموات قلت إليكما
إن صح قولكما فلست بخاسر .. أو صح قولي فالخسار عليكما
(23) الاحتفال بيوم (غدير خم) وغيره لا بأس به:
قال الشيخ (المشهور) في كتابه (الأبنية الفكرية: 50 – 52):
(ليس لسلفنا أي شعار من فرح أو حزن في الأيام التالية: 18 ذي الحجة (يوم غدير خم)، يوم عاشوراء، يوم كربلاء، وغيرها من الأيام ذات المناسبات المتعلقة بأحداث آل البيت النبوي).
قلت:
وهذا كلام حق، إذ لا نعرف عنهم ذلك. لكن الذي ننبه عليه هو قولك أيها الشيخ عن الأيام التي ذكرتها بأنها (ذات مناسبات متعلقة بأحداث آل البيت النبوي). فإن كان يوم (كربلاء) فهو يوم حقيقي سطره التاريخ. أما يوم (غدير خم) فهو يوم مكذوب من أكاذيب الشيعة، ليس له حقيقة. فكيف تنسبه بأنه من الأحداث المتعلقة بآل البيت النبوي؟.
فهل تراه كذلك، وإن كنت لا تحتفل به؟.
الجواب: ذكرت في كتابك السابق (في الحاشية) قولك:
(سلفنا الصالح يرون أن أحقية الاقتداء إنما تكون لما ثبت عن الرسول r ، ولا أثر عندهم لما يقع من الحوادث التاريخية في مسألة الفعل والترك، فإذا كان قوم لا يحتفلون بعيد الفطر لأن فيه مناسبة مقتل فلان، ولا يحتفلون بعيد الأضحى لأن احتفالهم بيوم غدير خم، فسلفنا لا يقولون بهذا، إذ أن النص مقدم على الاختيار. ولا بأس بمن أراد أن يبرز مقام الإمام أو أحدا من ذريته، دون تعطيل سنة نبوية أو معارضته مشروعيتها، فالمسألة اختيار لا وجوب شرعي).
أقول:
أسلوبك هذا ركيك في تقرير ما تريد، وخبرتي مع كتبك وأسلوبك، يوحي بأنك حذر جدا أن تكشف صراحة عما تريد. والذي أنبّه عليه هو قولك: (ولا بأس بمن أراد أن يبرز مقام الإمام أو أحدا من ذريته، دون تعطيل سنة نبوية أو معارضته مشروعيتها، فالمسألة اختيار لا وجوب شرعي).
فقولك (ولا بأس) أليس هو فتح للباب لمن أراد أن يحتفل (بيوم الغدير) أو غيره من المناسبات؟. وترك أسلافك للاحتفال به لا يعني عندك أنه ممنوع، لأنك ترى أن مسألة الفعل والترك لا يتعلق به منع ولا وجوب إلا ما ثبت به نص عن الرسول r و لا يوجد هنا، وهذا يفسر لنا قولك: (سلفنا الصالح يرون أن أحقية الاقتداء إنما تكون لما ثبت عن الرسول r ، ولا أثر عندهم لما يقع من الحوادث التاريخية في مسألة الفعل والترك).
إذن: لا بأس بجميع الاحتفالات المبتدعة عندكم وعند غيركم إذ لا نص فيها صراحة عن النبي r عندكم، وهنا يصير الأمر واضحا أنه لا مانع من احتفالات الشيعة (بيوم الغدير) وغيره من المناسبات عندهم إن أرادوا أن يبرزوا من احتفالهم ذلك مكانة الإمام علي أو غيره من الأئمة، وكذلك ما تفعلونه أنتم من المناسبات الحولية للأولياء كما تزعمون. فالمسألة عندكم اختيارية، لا حظر ولا إيجاب، ولذلك قلت في خاتمة كلامك: (فالمسألة اختيار لا وجوب شرعي).
أما ما تخلل في ثنايا كلامك من قولك: (دون تعطيل سنة نبوية أو معارضته مشروعيتها) فهذا تلبيس منك لذر الرماد في عين المعارض لكم، فالسنة تستدلون بلفظها وتحرفون جوهرها!!.
ولا بأس أن أذكر للقارئ العزيز ما هو (يوم الغدير) الذي يدعو الشيخ (المشهور) إباحة الاحتفال به، لنعرف النزعة الشيعية لديه، سواء كان يدري أو لا يدري.
فإن كان لا يدري فتلك مصيبة .. وإن كان يدري فالمصيبة أعظم
(يوم الغدير):
يذكر الشيعة في أدلتهم التي يزعمون أنها تنص على إمامة علي بالتعيين حديث (غدير خم)، ويقولون فيه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/143)
(لما رجع النبي r من حجة الوداع، نزلت عليه في الثامن عشر من ذي الحجة آية] يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ [فنزل (غدير خم) من الجحفة، ووقف هناك حتى لحقه من بعده، ورد من كان تقدم، ونادى بالصلاة جامعة، فصلى الظهر، ثم قام خطيبا، فكان من خطبته: {أيها الناس، الله مولاي،وأنا مولاكم، فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه. اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، ثم قال: اللهم فاشهد. ثم لم يفترقا رسول الله r وعليّ حتى نزلت هذه الآية] الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ [. فقال رسول الله r : الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الرب بالرسالة لي، والولاية لعليٍٍٍٍّ}!!.
أقول:
هذا الكلام لي معه وقفات إذ ليس هذه الرواية حديثا واحدا، بل هي روايات مختلفة لفقوا بينها للتدليس، حتى يظن السامع والقارئ أنها نسيج واحد، بينما الحق أن لكل واحدة منها سبب، وإليك بيان ذلك:
(أولا): الوارد في سبب نزول الآية:] يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ... [الآية، أن الرسول r كان إذا خرج في غزوة انتدب بعض أصحابه لحراسته، حتى كان ذات ليلة، فأنزل الله تعالى:] يا أيها الرسول بلغ .. [فأخرج رأسه من قبة خيمته، وقال: {يأيها الناس انصرفوا، فقد عصمني الله}. فلم يتخذ بعد ذلك حارسا، حتى إنه سل أحد المشركين سيف النبي r وهو نائم وأراد قتله، فعصمه الله.
(ثانيا): الشيعة يزعمون أن النبي r أوقف الناس في (الجحفة) لأنه مفترق طريق الحجيج، ليبين لهم التنصيص على خلافة (علي) بعده. وهذا باطل!!. فإن (الجحفة) تبعد عن مكة (250 كم) تقريبا، فكيف مع هذا البعد تكون مفترقا للحجيج؟!.
بل الصحيح أنه r إنما رجع في أهل المدينة خاصة دون بقية الناس، وكان من عادته r الاستراحة في السفر، ليلحق به من تخلف. فحط رحله في (غدير خم). وليس توقفه هناك لأجل بيان خلافة (عليّ)!!.
(ثالثا): كان النبي r قبل توجهه إلى حجة الوداع أرسل (عليا) t إلى اليمن لجمع الصدقات، فوافاه علي بعد جمعها في مكة ليحج معه r ، وقد وجد الناس الذين ساروا مع عليّ t شدة في منعهم من استعمال شئ من الصدقات، فشكوه إلى النبي r في جلسة راحته في (غدير خم) فقام النبي r ووعظهم (ليبين صواب فعل عليّ في حفظ الصدقات)، وكان مما قال: {من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه}. لأن علبا t كان عامله على الصدقة، فالأمر يخص أهل المدينة، حتى لا يوقر شئ في قلوبهم من عليّ t .
( رابعا): قولهم في روايتهم: { .. وانصر من نصره، واخذل من ... } إلخ، هي زيادة مكذوبة ([40]).
(خامسا) الجزء الأخير من روايتهم ملفق مكذوب أيضا!! – أي (أنهما لم يفترقا رسول الله r وعليّ حتى نزلت الآية] اليوم أكملت لكم دينكم .. [.
وهذه الآية إنما نزلت في (عرفة) قبل يوم الغدير بأيام، وهذا لا مجال للتشكيك فيه، وهو في الصحيحين ([41]).
(سادسا): معنى {مولاه} في الحديث من (الموالاة) وهي المحبة والمؤازرة والنصرة، لا كما تزعم الشيعة أنه بمعنى (واليه) من الوالي. فإنه خلاف اللغة، قال تعالى] فإن الله هو مولاه وجبريل .. [.
هذا هو (يوم الغدير) الذي تعظمه الشيعة في كل مكان، لما يزعمون أنه يوم أخذ فيه النبي r البيعة بالخلافة لعلي t من جميع الصحابة، وقد كشفنا لك زيفهم.
فهل يليق بعد هذا أن يفتح الشيخ (المشهور) – هداه الله - الباب للاحتفال به وبغيره من المناسبات الباطلة؟!.
وختاماً:
أرجو أن أكون قد وفقت في النصح والبيان للشيخ (أبي بكر المشهور) أولا، ثم للمحبين له ثانيا، كما أرجو من الشيخ أن يفسح صدره لهذه المؤاخذات، التي مقصدنا فيها بيان الحق، وليعذرنا الشيخ إن كان في ما أوردناه قسوة، فإن نصيحتي له هي استجابة لدعوة الشيخ نفسه بأن يُسدى له النصح حين قال في كتابه (تقليب الأرض الخاشعة: 6):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/144)
( .. ولعلي أحوج الناس إلى النصيحة والاستفادة، وشاني كذلك .. وإني أستمد التوجيه من كل مؤمن موجود ضمن دائرة الوجود حسا كان أو معنى، قاصٍ كان أو أدنى). اهـ.
وقال في كتابه (شروط الاتصاف: 15):
(ونحن في هذا البحث نقف إن شاء الله على حد الاعتدال في كافة المسائل المتناولة، كما هو شأن أهل السنة والجماعة الذين يتخذون من الدليل حجة لهم وعليهم، ويسعون إلى إعذار الأمة لا إلى إحراجها، كما لا نألو جهدا في دمغ الأوجه السلبية والشذوذ أيا كان منبته ومرتعه، ولن نغمط حقا لعبد من عباد الله .. ). اهـ.
وأطلب من الشيخ أن يقرّ عيناً بأننا نعرف لأهل البيت حقهم وقدرهم ونتقرب إلى الله بحبهم لكن لمن عمل منهم بسنة جده (المصطفى) r وجانب البدعة والهوى، فالنسب بحد ذاته لا يمكن أن يكون كافياً لتحصيل تلك المزية والمنقبة وذلك الفضل، إذ لو كان كافياً لنفع أبا لهب وأبا طالب، فلا بد أن يضاف إليه الإيمان والعمل الصالح، فالقرب من النبي كما أنه تشريف، فهو تكليف أيضاً، لكن الواقع المشاهد لبعض المنتسبين لآل البيت، من الذين بدلوا وغيروا وحرفوا، وصاروا دعاة للضلالة، ناصرين للبدعة؛ فهؤلاء لا حب لهم ولا كرامة، بل حقهم الكراهية والبغض والبراءة والعداوة، كما هو مقرر في باب الولاء والبراء، فتسري عليهم أحكام الشريعة، كما تسري على غيرهم، في حين أن الأمر في حقهم أشد وأقبح!!.
وأسال الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه تحصيل العلم النافع والعمل به والدعوة إليه على بصيرة، وأن يجمعنا على الحق والهدى، إنه القادر على ذلك وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الهوامش:
==============
1) السنة للخلال: 3/ 500.
2) النواصب: هم الذين عادوا أهل البيت وناصبوهم العداء؛ فوقع منهم السب والشتم والإيذاء، وأشقاهم ابن ملجم قاتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
[3]) الشيعة الإسماعيلية رؤية من الداخل: 44، لعلوي طه الجبل.
[4]) رواه الإمام أحمد في المسند (5/ 382)، وصححه الشيخ الألباني في (صحيح الجامع).
[5]) عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت: 2/ 13، 14).
[6]) المناصرة والمؤازرة: 30، 31، لأبي بكر المشهور.
[7]) المناصرة والمؤازرة: 15، لأبي بكر المشهور.
[8]) المناصرة والمؤازرة: 31، لأبي بكر المشهور.
[9]) يعتبر كتاب (الكافي من أوثق كتب الشيعة مطلقا، ويزعمون أن الإمام الغائب قال فيه: (الكافي كاف لشيعتنا).
[10]) أصول الكافي: 1/ 113. للكليني.
[11]) أصول الكافي: 1/ 193.
[12]) أصول الكافي: 1/ 195.
[13]) كمال الدين وتمام النعمة، (باب العلة التي من أجلها يحتاج إلى الأمام، 1/ 207) لابن بابويه القمي.
[14]) انظر (البداية والنهاية: 5 /) لابن كثير.
[15]) الفكر والمجتمع في حضرموت: 177، 178).
[16]) الفكر والمجتمع في حضرموت: 200 – 204).
[17]) (وجاء دور المجوس: 77) للدكتور / عبدا لله محمد الغريب.
[18]) البداية والنهاية:
[19]) عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت: (1/ 101) للدكتور علاء بكر.
[20]) البداية والنهاية:
[21]) أخرجه البخاري ومسلم والإمام أحمد.
[22]) البداية والنهاية:
[23]) البداية والنهاية:
[24]) البداية والنهاية:
[25]) البداية والنهاية:
[26]) البداية والنهاية:
[27]) البداية والنهاية:
[28]) البداية والنهاية:
[29]) البداية والنهاية:
[30]) البداية والنهاية:
[31]) البداية والنهاية:
[32]) البداية والنهاية:
[33]) البداية والنهاية
[34]) البداية والنهاية:
[35]) عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت: (288، 289).
[36]) عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت: 1/ 318، 319).
[37]) بصائر الدرجات الكبرى، للصفار. انظر (عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت: 1/ 321).
[38]) عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت: 1/ 323).
[39]) (2) المصدر السابق: 1/ 331).
[40]) انظر (السلسلة الصحيحة، رقم ـ 1750 ـ) للشيخ الألباني.
[41]) انظر: (بخ: 4606، م: 3017).(62/145)
هل نشهد لجميع الصحابة - رضي الله عنهم - بالجنة؟؟
ـ[أم ديالى]ــــــــ[06 - 03 - 10, 06:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعلم ان هناك من الصحابة - رضي الله عنهم - من شهد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة مثل العشرة المبشرون بالجنة، واصحاب بيعة الرضوان، وبلال بن باح ..
ولكن الصحابة - رضي الله عنهم - عددهم مئة الف فهل نشهد لهم جميعا بالجنة؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[06 - 03 - 10, 11:00 م]ـ
الصحابة لا يعلم عددهم إلا الله تعالى كما قال غير واحد، وهم بلا ريب يزيدون عن مائة ألف.
والشهادة بالجنة شهادة عظيمة لا تثبت إلا بدليل شرعي صحيح. فلا نشهد بالجنة إلا لم جاءت النصوص الشرعية بانهم من أهل الجنة، وهم يربون على السبعين من الصحابة كما قال بعض أهل العلم.
ـ[عبد الحكيم بن عبد القادر]ــــــــ[06 - 03 - 10, 11:09 م]ـ
قال البخاري في صحيحه (1243) حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ أُمَّ الْعَلَاءِ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ بَايَعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه و سلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّهُ " اقْتُسِمَ الْمُهَاجِرُونَ قُرْعَةً فَطَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فَأَنْزَلْنَاهُ فِي أَبْيَاتِنَا، فَوَجِعَ وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَلَمَّا تُوُفِّيَ وَغُسِّلَ وَكُفِّنَ فِي أَثْوَابِهِ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و سلم: وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَكْرَمَهُ؟، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنْ يُكْرِمُهُ اللَّهُ؟، فَقَالَ: أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي، قَالَتْ: فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا " حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ مِثْلَهُ، وَقَالَ نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عُقَيْلٍ مَا يُفْعَلُ بِهِ، وَتَابَعَهُ شُعَيْبٌ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَمَعْمَرٌ اهـ
ـ[ابولينا]ــــــــ[06 - 03 - 10, 11:17 م]ـ
الشهادة للمعين بالجنة أو النار
وقال رحمه الله تعالى: ولا نشهد على أحد من أهل القبلة بعمل يعمله بجنة ولا نار نرجو للصالح ونخاف عليه ونخاف على المسيء المذنب ونرجو له رحمة الله.
--------------------------------------------------------------------------------
نعم هذه المسألة وهي الشهادة على أحد من أهل القبلة بالجنة أو النار، هذه المعروفة بالشهادة للمعين، الشهادة للمعين من أهل القبلة، والمراد من أهل القبلة من التزم بأحكام الإسلام واستقبل القبلة في الصلاة، والدعاء والذبح، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو مسلم له ما لنا وعليه ما علينا.
هذا المسلم الذي التزم بأحكام الإسلام في الظاهر، ولم يفعل ناقضا من نواقض الإسلام يحكم عليه بالإسلام في الظاهر، ولا يشهد عليه بجنة ولا نار بعينه، لكن يشهد على العموم، فيقال: كل مؤمن في الجنة، وكل كافر في النار، على العموم، لا يشهد على معين من أهل القبلة بجنة ولا نار، نرجو للصالح ونخاف على المسيء المذنب ونرجو رحمة الله.
هذه عقيدة أهل السنة والجماعة لا يشهدون للمعين بجنة ولا نار، لكن يرجون للمحسن ويخافون على المسيء، من رأيناه مستقيما على طاعة الله، وعمل الطاعات نرجو له الجنة لكن ما نشهد له بالجنة بعينه، ومن رأيناه يعمل المعاصي والمخالفات نخاف عليه من النار، ولكن لا نشهد له بالنار بعينه، ولكن نشهد بالعموم، فنقول: كل مؤمن في الجنة، وكل كافر في النار.
أما المعين فهل يشهد له؟ فيه ثلاثة أقوال لأهل العلم في الشهادة للمعين بالجنة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/146)
القول الأول: أنه لا يشهد للمعين إلا لمن شهدت له النصوص، فمن شهد له بالجنة فإنه يشهد له بالجنة، مثل العشرة المبشرين بالجنة نشهد لهم بالجنة، الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، يُشهد لهم بالجنة، ابن عمر، عكاشة بن محصن، عبد الله بن سلام، وغيرهم، والعشرة المبشرين بالجنة.
هذا هو الصواب وهذا هو الراجح، أنه لا يشهد للمعين بالجنة إلا لمن شهدت له النصوص كالعشرة المبشرين بالجنة، وكذلك أهل بدر بالعموم، لا يدخل النار أحد، وأهل بيعة الشجرة، لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة، أهل بيعة الرضوان، كذلك شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك أيضا أهل بدر قال النبي صلى الله عليه وسلم: قال لعمر: وما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
القول الثاني: أنه لا يشهد إلا للأنبياء فقط، لا يشهد إلا للأنبياء.
القول الثالث: أنه يشهد لمن شهدت له النصوص، ولمن شهد له اثنان عدلان، لمن شهد له عدلان، شخصان عدلان إذا شهدا له بالجنة يشهد له بالجنة، ومن ذلك أن أبا ثور كان يشهد للإمام أحمد بالجنة.
دليل هذا القول ما ثبت في الحديث الصحيح: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان جالسا فمروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت، ثم مرت جنازة أخرى فأثنوا عليها شرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت، فقال عمر: يا رسول الله ما وجبت؟ قال: هذا أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض.
الدليل الثاني: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: يوشك أن تعلموا أهل الجنة من أهل النار، قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: بالثناء الحسن، والثناء السيئ بالثناء الحسن، والثناء السيئ، قالوا: هذا دليل على أنه يشهد بالجنة لمن شهد له أهل الخير وأهل العدل دون الفساق، الفساق ما لهم، الفساق وأهل التفريط ما لهم، لكن من شهد له أهل الخير أهل الصلاح والتقى، شهدوا له بالخير، هذا دليل على أنه من أهل الجنة.
والصواب: القول الأول: إنه لا يشهد بالجنة إلا لمن شهد له النصوص، للأنبياء، ولمن شهد له النصوص، النبي، الأنبياء في الجنة، وكذلك من شهد له النصوص، مثل العشرة المبشرين بالجنة، لا يشهد إلا لمن شهدت له النصوص هذا هو الصواب في المسألة؛ لأنه لو كان يشهد لكل شخص، معناه لم يكن هناك ميزة للمبشرين بالجنة، كل واحد يشهد له اثنان بالجنة وصار مثل المبشرين بالجنة.
وأما الحديث أجيب عنه، أجاب عنه بعض العلماء، قال بعضهم: إنه خاص بالصحابة، بهؤلاء الذين زكاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وعدلهم، يعني هذا في مسائل خاصة، فالصواب أنه لا يشهد بالجنة والنار إلا لمن شهدت له النصوص، لا يشهد بالجنة إلا لمن شهدت له النصوص.
والنار كذلك، من شهد له النصوص كأبي لهب وأبي جهل نشهد له بالنار، وأما عداهم فإذا علمنا أنه إذا مات على الكفر ولم يكن له شبهة قامت عليه الحجة، علمنا أنه مات على الكفر هذا نشهد له بالكفر ونشهد عليه بالنار، إذا علمت خاتمته وليس له شبهة، مثل شخص حضرته الوفاة وهو يفعل الشرك، ونهيته عن الشرك، فقال: لا، أريد الشرك، ومات على ذلك، وتعلم هذا وبلغته الحجة، هذا يشهد له بالكفر ويشهد له بالنار، من شهد بالكفر شهد له بالنار فالنار مثوى الكافرين، نعوذ بالله.
http://www.taimiah.org/Display.asp?t=book100&f=13osool00026.htm&pid=1
كلام الشيخ عبد العزيز الرجحي في شرحه لكتاب اصول السنة للإمام احمد رحمه الله
وحفظ الله الشيخ عبد العزيز الراجحي ومن الله عليه بصحة والعافية
سعيد الأسمري ابو لينا
ـ[بندر لنبهان]ــــــــ[07 - 03 - 10, 09:04 م]ـ
اليكم هذا النقل الذي يثري الموضوع.
قال الشيخ علي بن خضير الخضير حفظه الله في كتابه الزناد شرح لمعة الإعتقاد ما نصه:
مسألة: بقية الصحابة الذين لم يُشهد لهم بالجنة، فهل يُشهد لهم؟
الصحيح أن الصحابة كلهم يُشهد لهم بالجنة ويدل على ذلك أدلة:
1 - قوله تعالى: {لقد تاب اللَّه على النَّبِيّ والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة} (). وهذه في المهاجرين والأنصار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/147)
2 - أما غيرهم ففيه قوله.: {لا يستوي منكم من أنفق قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة ... وكلاً وعد اللَّه الحسنى} ()، أي الجنة، وكلاً أي الصحابة كلهم وعدهم اللَّه الحسنى. مع وعده تعالى لأهل الحسنى (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها) الآية.
3 ـ قوله: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من اللَّه ورضواناً وينصرون اللَّه ورسوله أولئك هم الصادقون. والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون. والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم} (). وأولى من يدخل فيه الصحابة أهل ما بعد الهجرة.
4 ـ قوله تعلى (يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه، الآيات) وكل الصحابة آمنوا معه.
أما الأحاديث فمنها: حديث (أنتم شهداء الله في أرضه) فالصحابة مشهود لهم بالعدالة بالإجماع. وحديث (خير القرون قرني الحديث).
واختاره ابن حزم في كتابه الدرة ص 367 قال: وجميع الصحابة ممن صحبه ولو يوما من غير المنافقين في الجنة قطعا اهـ.
واستدلوا أيضاً بحديث رواه الضياء في المختارة، قال عليه السلام: " لا تمس النار رجل رآني " (). وأيضا بعموم حديث (الله الله في أصحابي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه) رواه الترمذي وحسنه وغربه وحسنه السيوطي وصحح ابن حبان ورواه أحمد. وعموم حديث (من سب أصحابي فعليه لعنة الله الحديث) رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني رحمه الله في الجامع. وعموم حديث (لا تسبوا أصحابي فإن الله قد أمرني بالاستغفار لهم) ذكره ابن بطة في الإبانة الصغرى ص119، ورواه اللالكائي في اعتقاد أهل السنة 4/ 1319.
مسألة: هل يُشهد للتابعين بالجنة؟
أما التابعون فقد ذهب بعض العلماء إلى أنه يُشهد لهم بالجنة، واختار هذا القول عبد الغني النابلسي في كتابه لمعة الأنوار في المقطوع لهم بالجنة أو النار.
وقال نشهد أيضاً للتابعين بالجنة، واستدل على ذلك بالحديث السابق: "لا يمس النار رجل رآني، ولا رأى من رآني"، والقول الثاني عدم الشهادة.
إلا أن بعض السلف شهد لبعض التابعين بالجنة كعمر بن عبد العزيز، والحسن البصري، والإمام أحمد، فقد كان أبو ثور يحلف أن أحمد بن حنبل في الجنة، ذكر ذلك ابن تيمية في الفتاوى.
وهل يُشهد لأحد غير هؤلاء؟
ذهب بعض أهل العلم إلى أن من استفاض الثناء عليه فإنه من أهل الجنة، واستدلوا بالحديث الصحيح لما مرت جنازة فأثنوا عليها خيراً، فقال النَّبِيّ ? وجبت، فلما سألوه قال: وجبت الجنة، ثم قال: أنتم شهداء اللَّه في الأرض ().
وما هو الضابط لذلك؟
الضابط أنه إذا شهد له علماء الأمة وأهل الحل والعقد من أهل السنة والجماعة، فهذا يكون شهادة له بالجنة، لقوله: " أنتم شهداء اللَّه " يقصد الصحابة، ومن كان مثل صفات الصحابة في العدل والإنصاف ممن يعرف التعديل والقدح والإنصاف فهم شهداء اللَّه، وكل عصر له شهداء، وكل مكان فيه شهداء لله في أرضه إلى قيام الساعة، ومن ذلك المهدي فقد جاء الثناء عليه في الحديث وكمالك والشافعي وأئمة أهل الحديث .. إلخ.انتهى النقل
والله الموفق ..
ـ[أم ديالى]ــــــــ[07 - 03 - 10, 10:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخواني الفضلاء
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[08 - 03 - 10, 12:14 ص]ـ
يشكل علي ان علماء الحديث والاصول زكوا كل صحابي ولو راى النبي صلى الله عليه وسلم لو لمرة واحدة
فهل مجرد الرؤية او سماع النبي صلى الله عليه وسلم توجب التعديل والتزكية
مرارا وتكرارا اقلب نظري في هذه علي اجد ما اثلج به صدري فلا اقع على جواب مقنع على ان علماءنا استدلوا بالحديث والاية المعروفة في هذا الباب لكن لا يمكن حمل الاية الا على من اشتهر بالصحبة والصدق و الامانة والافقد علم العالمون ان بعض الصحابة اخطاء وبعضهم فعل ما فعل فكيف يا ترى عدل علماء الاصول هذه النوع من الاصحاب رضي الله عنهم
وفقكم الله
ـ[مسدد2]ــــــــ[08 - 03 - 10, 02:50 ص]ـ
الى الاخ أبي نصر المازري سلمه الله،
الحقيقة أن العلماء إنما "عدّلوا" الصحابة جميعاً، وفرق بين التعديل والتزكية، لكن على كل حال هي مصطلحات.
أما التعديل فإنما عنوا به التسليم برواياتهم واعتقاد صدقهم بغض النظر عن العدالة الشرعية التي قد تكون مخدوشة عند بعضهم إذ هم بشر ويقع منهم ما يقع من البشر وكما نقل عن بعضهم أنه زنى أو شرب الخمر. فعلى الرغم من الوقوع في المعاصي وارتفاع صفة العدالة الشرعية عن ذلك الصحابي حينها، لكن تبقى مروياته مقبولة كالعدل الضابط.
وسبب هذا المسلك مشروح في أجود عبارة في توضيح الأفكار وكذلك في ظفر الأماني، لكن باختصار في الاخير.
أما التزكية فهي استحسان الفرد لحسن عمله، وهذا شيء آخر لم يُردْه علماء الحديث حينما حكموا بعدالة الصحابة عموماً.
أرجو ان يكون في هذا جلاء ما تساءلتم عنه، و اعتذر ان اخطأتُ فهم السؤال.
والله تعالى أعلم
والله من وراء القصد
مسدد2
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/148)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[08 - 03 - 10, 08:30 ص]ـ
هذا الضابط المذكور غير لاوم وعليه فإننا نشهد لكل إمام سني بالجنة كما شهد ابن السبكي للشافعي وأبي حنيفة وأحمد وهذ غلو في القاعدة.
واما ما ذكره الشيخ الخضير في الصحابة فهذا نظري نوعي ولا ينفع في الآحاد فهذا يقع على الصحابة كنوع اما الآحاد فلا يقع عليهم ناهيك عن كونه معارضًا ببعض النصوص النبوية كالنص الذي ذكره الأخ عبد القادر.
والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 03 - 10, 01:57 م]ـ
الأمر كما قاله مسدد وأبو قتادة، والله أعلم
ـ[أبو معاذ الحايلي]ــــــــ[08 - 03 - 10, 07:27 م]ـ
قال البخاري في صحيحه (1243) حدثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ أُمَّ الْعَلَاءِ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ بَايَعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه و سلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّهُ " اقْتُسِمَ الْمُهَاجِرُونَ قُرْعَةً فَطَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فَأَنْزَلْنَاهُ فِي أَبْيَاتِنَا، فَوَجِعَ وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَلَمَّا تُوُفِّيَ وَغُسِّلَ وَكُفِّنَ فِي أَثْوَابِهِ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و سلم: وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَكْرَمَهُ؟، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنْ يُكْرِمُهُ اللَّهُ؟، فَقَالَ: أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي، قَالَتْ: فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا " حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ مِثْلَهُ، وَقَالَ نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عُقَيْلٍ مَا يُفْعَلُ بِهِ، وَتَابَعَهُ شُعَيْبٌ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَمَعْمَرٌ اهـ
نقل موفق , جزى الله صاحب الموضوع والإخوه كل خير
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[08 - 03 - 10, 07:41 م]ـ
أما التعديل فإنما عنوا به التسليم برواياتهم واعتقاد صدقهم بغض النظر عن العدالة الشرعية التي قد تكون مخدوشة عند بعضهم إذ هم بشر ويقع منهم ما يقع من البشر وكما نقل عن بعضهم أنه زنى أو شرب الخمر. فعلى الرغم من الوقوع في المعاصي وارتفاع صفة العدالة الشرعية عن ذلك الصحابي حينها، لكن تبقى مروياته مقبولة كالعدل الضابط.
بارك الله فيكم اخي الكريم
كلامكم هذا هو نفسه الذي اشكل علي فهمه اذ كيف نعدل من ليس يتقي المعاضي فهو يجوز عليه ما يجوز على ائمة الحديث ورجاله الذين تكلم فيهم بجرح
والكلام الذي خطت اناملك يناقض اوله اخره فالتعديل لمجرد الرؤية او السماع ولو لمرة هذا مردود ببعض من افنى حياته في الحديث وعرف بالزهد والعبادة غير انه لم يعدل ولم يؤخذ بمروياته
فكيف جاز للصحابي مالم يجز لغيره
انتظرردكم اخي الكريم وجزاكم الله كل خير
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[08 - 03 - 10, 08:36 م]ـ
اخواني الكرام قد وجدت كلاما للامام اين المسيب رحمه الله ولا اعلم هل نقله عنه الامام مالك واعتمده ام وليت المطلعين يبينون لي هذه بالذات عن ابن المسيب وصحة نقل الامام مالك عنه
كان سعيد بن المسيب لا يَعُدُّ الرجل صحابيا إلا من أقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة أو سنتين أو غزا معه غزوة أو غزوتين
ونقل عن بعض علماء الاصول قولهم: أنَّ الصحابي من طالت مجالسته له على طريق التبع له والأخذ عنه بخلاف من وفد عليه وانصرف بلا مصاحبة ولا متابعة.
وارى انه مشتق من الصاحب لغة عندهم و لايرد بان الرجل قد يصحب رجلا ساعة فهذا لا اعتبار له لان الاعتبار بالعادة والغالب والغالب من لغة العرب وعاداتهم استعمال الصحبة فيمن طالت مجالسته لرجل سواء في حضر او في سفر حاصله اثبات صحبة لمدة يعرف كلا الرجلين حال صاحبه على جهة اليقين ان الظن الموجب لمعرفة الرجل بغالب صفاته وخصاله هل هو كذاب او منافق او امين او غيرها
وقد وجدت مرويا رواه ابن سعد بسند جيد في الطبقات عن علي بن محمد عن شعبة عن موسى، قال: أتيت أنس بن مالك فقلت له: أنت آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: قد بقي قوم من الأعراب فأما من أصحابه فأنا آخر من بقي.
ليت الاخوة اصحاب الحديث يتحفونا ويفيدونا بما يرونه صحيحا سالما من الشبهات
وفقكم الله
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[09 - 03 - 10, 02:10 م]ـ
السلف اختلفوا في تعيين من هو الصحابي فقالوا في ذلك أقوالا منها ما أورده المازري، ولكنهم لم يختلفوا في أن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم خير ممن لم يره مطلقًا، وحمل العلماء اختلافهم على أنه اختلاف في الصحبة الخاصة أو الصحبة اللغوية أما الصحبة الشرعية التي علقوا عليها أحكامًا في كتب الاعتقاد من تحريم السب وإلحاق المبغض للصاحب بأهل البدع فهذا مما لم يختلفوا فيه والحمد لله.
وللحديث بقية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/149)
ـ[مسدد2]ــــــــ[09 - 03 - 10, 03:24 م]ـ
اخي ابي النصر المازري،
حسناً هاك الجواب كما تريده واضحاً لكن باختصار لأني لا أحب التطويل ولا هو يحبني:
علماء الحديث أرادوا بداية أن يستعملوا أدوات التعديل الشرعية على كل الرواة كي يميزوا من يأخذوا روايته وممن لا يأخذوها.
فنظروا في حال شيوخهم ثم شيوخ شيوخهم، فجرحوا وعدلوا حسب السلوك الشرعي فقالوا هذا عدل أمين مطيع وهذا فاسق ساقط العدالة الشرعية مردود الشهادة، ووثقوا وضعفوا .. والغرض من هذا الأمر إنما هو محاولة حصر الرواية بمن يحفظ و يُظن فيه أن صادق أمين والعدالة الشرعية شرط في هذا ..
ثم وصلوا الى طبقة الصحابة .. وأرادوا أن يطبقوا عليهم ما طبقوه على شيوخهم .. فاعترضتهم أمور، منها:
1 - أنهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أمر صلى الله عليه وسلم أن يدع الناسُ التعرض لأصحابه (هل أنتم تاركوا لي صحابتي) وغيرها من الاحاديث
2 - أن الصحابة وقعت بينهم أمور تهيّبَ معها المحدثون أن يدخلوا فيها و ينصبوا أنفسهم حكماً بين الصحابة.
3 - كلام من سبقهم بالكف عن الكلام في الصحابة وتعميم الاجلال لهم لفضل صحبتهم.
فتأمل المحدثون الأمرَ ثم نظروا " استقراءاً " - وهذه كلمة مهمة جداً - فوجدوا أن الصحابة بالرغم من الدماء التي سالت بينهم، وبالرغم من بشريتهم التي معها يقع بعضهم في أمور تجعله فاسقاً شرعياً ساقط الشهادة، وبالرغم من جرأتهم في قول الحق على بعضهم البعض، على الرغم من ذلك كله: لم يدّع أحد من الصحابة أن مناوئه وخصمه من الصحابة قد كذب على رسول الله في حرف واحد. بل بقي يصدّق بعضهم بعضاً.
فقال حينها المحدّثون: نحن أردنا أن نجرح ونعدل لكي نطمئن من صدق الراوي وأنه لم يكذب، وليست غايتنا و ليس غرضنا الأصلي هو الحكم الشرعي على الناس بالعدالة والفسق. فحينما بان لنا أن النتيجة أن الصحابة صدقوا في رواياتهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذن قال المحدثون عندها: سوف نقول أن الصحابة كلهم عدول بمعنى أن كل ما يقولونه هم مصدَّقون فيه ولم يكذبوا، وهذه غاية الجرح والتعديل. أما قولنا أنهم عدول فلا يعنى أكثر من هذا وهو أصطلاح خاص بالمحدثين، وخاص خصوصية ثانية بالصحابة فقط معناه: أنه لم يكذب ومقبول الرواية بغض النظر عن التزامه الشرعي.
وتكتمل الصورة حينما نفهم الآن لماذا أدخل المحدثون كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في عداد الصحابة. والجواب لأن كل من رآهم مرة واحدة صح أن يروي شيئاً عنه صلى الله عليه وسلم وهو مع هذا قد يكون مجهول العدالة الشرعية لكنه حينما روى حديثاً ولو واحداً فقط كان مقبولاً منه لأن كلامه بلغ بقية الصحابة و بينهم القدماء منهم والعلماء فقبلوه و كما قلنا سابقاً أنه بالاستقراء وجدنا أن أحداً من الصحابة لم بتهم بالكذب بالرغم مما جرى بينهم.
فبهذه الطريقة سلِم المحدثون من الخوض فيما جرى بين الصحابة، وحصلوا النتيجة التي أرادوها وهو معرفة من صدق في روايته ونقله.
ولو افترضنا ان الصحابة كذب بعضهم بعضاً واتهم بعضهم بعضا بأنه يكذبون على النبي صلى الله عليه وسلم لما استطاع المحدثون ان يسلكوا هذا المسلك و لكن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم وزرع فيهم الصدق ثم حذرهم ايما تحذير من الكذب عليه، فكانت النتيجة أنهم كانوا أمنة في النقل عنه صلى الله عليه وسلم.
ماتساءلتم عنه تساءلتُ عنه وبحثت فيه مدة 15 سنة حتى وجدتُه و فهمته.
والله من وراء القصد
مسدد2
ـ[أم محمد]ــــــــ[09 - 03 - 10, 03:50 م]ـ
-أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما، والترمذي في سننه وصححه، والنسائي في سننه، وأحمد في المسند عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: {ألا وإنه يجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك}
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[10 - 03 - 10, 07:33 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/150)
أما حديث عثمان بن مظعون فهو معارض بالادلة التي ذكرها الشيخ الخضير في استدلاله و بحديث أنتم شهداء الله في الأرض و حديث وفاة عثمان بن مظعون متقدم -لوفاته سنة 2 هجرياً كما ذُكر في أسد الغابة-فيظهر أنه كان قبل آية "لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى " التي نزلت بعد الحديبية فيكون ذلك قبل أن يوحى إلى النبي صلى الله عليه و سلم بأن جميع الصحابة من اهل الجنة و يشهد لهذا حديث"وعن الأسود بن سريع قال: لما مات عثمان بن مظعون أشفق المسلمون عليه، فلما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الحق بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون".رواه الطبراني و قال في مجمع االزوائد رجاله ثقات.
و أخي الكريم أبي نصر المازري لا تعني التزكية العصمة بل قد تقع من الصحابي الكبيرة ولكن إما ان يتوب عنها كما في قصة ماعز رضي الله عنه أوتغفر في بحر حسناته هذا إن لم يكن متأولا فيها أصلا وإلا فقد صدرت الذنوب من أكابر الصحابة بل و ذهب بعض اهل العلم إلى وقوع بعض الأنبياء في الصغائر.
ولنعلم ان المسألة هي اصطفاء من الله عز وجل لخير هذه الأمة يدل لذلك:
1 - عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله اختار أصحابى على الثقلين سوى النبيين و المرسلين ". رواه البزار وقال ابن حجر في الإصابة رجاله موثقون.
2 - قوله صلى الله عليه وسلم "أكرموا اصحابى فإنهم خياركم ".رواه عبد الرزاق وعبد بن حميد و صححه ابن حجر
3 - - قال ابن مسعود وله حكم المرفوع: "إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رآوه سيئاً فهو عند الله سيء". رواه احمد في المسند.
اما مسالة هل مجرد رؤية النبي صلى الله عليه و سلم مرة توجب التزكية فلما لا و قد ثبت أن رؤية الصحابي توجب البركة لصاحبها بل وللامة كلها.
روى الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي على الناس زمان يغزو فئام من الناس فيقال لهم: فيكم من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون نعم فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم هل فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون نعم: فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون نعم فيفتح لهم"
قال صلى الله عليه وسلم "لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآنى وصحبنى والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآنى وصحبنى". رواه الطبراني و قال ابن حجر اسناده حسن.
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[10 - 03 - 10, 08:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا و خاصة الأخ الليث السكندري.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[10 - 03 - 10, 11:21 م]ـ
الاثار التي نقلها الاخوة بارك الله فيهم كلها محمولة عندي علي التزكية في العبادة والشهادة لهم بالبلاء الحسن وحسن الايمان، وليس فيها ما يدل على التعديل او التفويض بالتبليغ
لاننا ان شددنا في الامام مالك كثلا وهو من عرفتم فيجب ان نشدد في الاصحاب الذين ليس لهم كبير صحبة وماذا الا لامور منها
- النسيان والسهو يطرا على الجميع
-غلبة النفس و الهوى ايضا
-جواز عدم الاهتمام بالمتاخر من التشريع لعدم الاهتمام بهذا الامر
-حث النبي على الاخذ بسنة الخلفاء و بعض الاصحاب الذين عرفوا بالعلم وكثرة الصحبة
هذه وغيرها تجعلني لا اقول بان الصحابي هو من كان له كبير صحبة او قرينة دالة على لم ينفرد بالحديث اذا كان مممن قصرت صحبته
و رما نكمل بعد اجابة الاخوة الكرام وفقهم الله
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[11 - 03 - 10, 01:12 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/151)
-أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما، والترمذي في سننه وصححه، والنسائي في سننه، وأحمد في المسند عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: {ألا وإنه يجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك}
قوله (قال فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم)
وقع في رواية الكشميهني " لن يزالوا " ووقع في ترجمة مريم من أحاديث الأنبياء قال الفربري ذكر عن أبي عبد الله البخاري عن قبيصة قال: هم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر فقاتلهم أبو بكر يعني حتى قتلوا وماتوا على الكفر. وقد وصله الإسماعيلي من وجه آخر عن قبيصة. وقال الخطابي: لم يرتد من الصحابة أحد وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب ممن لا نصرة له في الدين وذلك لا يوجب قدحا في الصحابة المشهورين. ويدل قوله " أصيحابي " بالتصغير على قلة عددهم. وقال غيره: قيل هو على ظاهره من الكفر والمراد بأمتي أمة الدعوة لا أمة الإجابة. ورجح بقوله في حديث أبي هريرة " فأقول بعدا لهم وسحقا " ويؤيده كونهم خفي عليه حالهم ولو كانوا من أمة الإجابة لعرف حالهم بكون أعمالهم تعرض عليه. وهذا يرده قوله في حديث أنس " حتى إذا عرفتهم " وكذا في حديث أبي هريرة. وقال ابن التين يحتمل أن يكونوا منافقين أو من مرتكبي الكبائر. وقيل هم قوم من جفاة الأعراب دخلوا في الإسلام رغبة ورهبة. وقال الداودي: لا يمتنع دخول أصحاب الكبائر والبدع في ذلك. وقال النووي، قيل هم المنافقون والمرتدون فيجوز أن يحشروا بالغرة والتحجيل لكونهم من جملة الأمة فيناديهم من أجل السيما التي عليهم فيقال إنهم بدلوا بعدك أي لم يموتوا على ظاهر ما فارقتهم عليه. قال عياض وغيره: وعلى هذا فيذهب عنهم الغرة والتحجيل ويطفأ نورهم. وقيل لا يلزم أن تكون عليهم السيما بل يناديهم لما كان يعرف من إسلامهم وقيل هم أصحاب الكبائر والبدع الذين ماتوا على الإسلام وعلى هذا فلا يقطع بدخول هؤلاء النار لجواز أن يذادوا عن الحوض أولا عقوبة لهم ثم يرحموا ولا يمتنع أن يكون لهم غرة وتحجيل فعرفهم بالسيما سواء كانوا في زمنه أو بعده ورجح عياض والباجي وغيرهما ما قال قبيصة راوي الخبر إنهم من ارتد بعده صلى الله عليه وسلم ولا يلزم من معرفته لهم أن يكون عليهم السيما لأنها كرامة يظهر بها عمل المسلم. والمرتد قد حبط عمله فقد يكون عرفهم بأعيانهم لا بصفتهم باعتبار ما كانوا عليه قبل ارتدادهم ولا يبعد أن يدخل في ذلك أيضا من كان في زمنه من المنافقين وسيأتي في حديث الشفاعة " وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها " فدل على أنهم يحشرون مع المؤمنين فيعرف أعيانهم ولو لم يكن لهم تلك السيما فمن عرف صورته ناداه مستصحبا لحاله التي فارقه عليها في الدنيا وأما دخول أصحاب البدع في ذلك فاستبعد لتعبيره في الخبر بقوله " أصحابي " وأصحاب البدع إنما حدثوا بعده. وأجيب بحمل الصحبة على المعنى الأعم واستبعد أيضا أنه لا يقال للمسلم ولو كان مبتدعا سحقا وأجيب بأنه لا يمتنع أن يقال ذلك لمن علم أنه قضي عليه بالتعذيب على معصية ثم ينجو بالشفاعة فيكون قوله سحقا تسليما لأمر الله مع بقاء الرجاء وكذا القول في أصحاب الكبائر. وقال البيضاوي ليس قوله " مرتدين " نصا في كونهم ارتدوا عن الإسلام بل يحتمل ذلك ويحتمل أن يراد أنهم عصاة المؤمنين المرتدون عن الاستقامة يبدلون الأعمال الصالحة بالسيئة انتهى. وقد أخرج أبو يعلى بسند حسن عن أبي سعيد " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " فذكر حديثا فقال " يا أيها الناس إني فرطكم على الحوض فإذا جئتم قال رجل: يا رسول الله أنا فلان بن فلان وقال آخر: أنا فلان ابن فلان فأقول أما النسب فقد عرفته ولعلكم أحدثتم بعدي وارتددتم " ولأحمد والبزار نحوه من حديث جابر وسأذكر في آخر " باب صفة النار " ما يحتاج إلى شرحه من ألفاظ الأحاديث التي أشرت إليها إن شاء الله تعالى.
فتح الباري
ـ[أم محمد]ــــــــ[11 - 03 - 10, 02:54 ص]ـ
قوله (قال فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم)
فتح الباري
نقل موفق أخي، بارك الله فيك. إنَّما إيرادي للحديث النبوي الشريف إجابة على السؤال أعلاه وقد أسهب الإخوة مشكورين في التفصيل عن معنى - صحابي - ويدخل فيها كما تفضلتم عصاة المؤمنين والمنافقون.
أما الصحابة الدين أخبرهم رسولنا صلى الله عليه وسلَّم بمقامهم في الجنة فلا يجوز لأحد أن يقول غير ما قال نبينا صلى الله عليه وسلَّم.
جزاكم الله خيرا على التوضيح.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[12 - 03 - 10, 12:47 ص]ـ
ننتظر اجابة الاخوة وفقهم الله
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[16 - 03 - 10, 12:13 ص]ـ
الاثار التي نقلها الاخوة بارك الله فيهم كلها محمولة عندي علي التزكية في العبادة والشهادة لهم بالبلاء الحسن وحسن الايمان، وليس فيها ما يدل على التعديل او التفويض بالتبليغ
لاننا ان شددنا في الامام مالك كثلا وهو من عرفتم فيجب ان نشدد في الاصحاب الذين ليس لهم كبير صحبة وماذا الا لامور منها
- النسيان والسهو يطرا على الجميع
-غلبة النفس و الهوى ايضا
-جواز عدم الاهتمام بالمتاخر من التشريع لعدم الاهتمام بهذا الامر
-حث النبي على الاخذ بسنة الخلفاء و بعض الاصحاب الذين عرفوا بالعلم وكثرة الصحبة
هذه وغيرها تجعلني لا اقول بان الصحابي هو من كان له كبير صحبة او قرينة دالة على لم ينفرد بالحديث اذا كان مممن قصرت صحبته
و رما نكمل بعد اجابة الاخوة الكرام وفقهم الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/152)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[18 - 03 - 10, 11:00 م]ـ
الاثار التي نقلها الاخوة بارك الله فيهم كلها محمولة عندي علي التزكية في العبادة والشهادة لهم بالبلاء الحسن وحسن الايمان، وليس فيها ما يدل على التعديل او التفويض بالتبليغ
لاننا ان شددنا في الامام مالك كثلا وهو من عرفتم فيجب ان نشدد في الاصحاب الذين ليس لهم كبير صحبة وماذا الا لامور منها
- النسيان والسهو يطرا على الجميع
-غلبة النفس و الهوى ايضا
-جواز عدم الاهتمام بالمتاخر من التشريع لعدم الاهتمام بهذا الامر
-حث النبي على الاخذ بسنة الخلفاء و بعض الاصحاب الذين عرفوا بالعلم وكثرة الصحبة
هذه وغيرها تجعلني لا اقول بان الصحابي هو من كان له كبير صحبة او قرينة دالة على لم ينفرد بالحديث اذا كان مممن قصرت صحبته
و رما نكمل بعد اجابة الاخوة الكرام وفقهم الله
خطيرة هذه الكلمة إذا قيلت في حق الصحابة!
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[18 - 03 - 10, 11:19 م]ـ
أليس غلبة الهوى والنفس مما يجر الى اقتراف المعاصي و النوح الى رغبة النفس وهواها والعدول عن امر المولى سبحانه ومرضاته،، ونحن هنا نناقش عدالة الصحابي فالافضل اخي الحبيب عدم الخرو عن الموضوع
وفقك الله
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[18 - 03 - 10, 11:25 م]ـ
يا أخي: أجمع أهل السنة على أن الصحابة لا يذكرون إلا بخير. وغلبة النفس والهوى ليس بخير؛ فلا يذكر في حق الصحابة ....
الموضوع ليس عدالة الصحابة فهذا أمر مسلم فالصحابة جميعهم عدول ولذا لم يبحث الأئمة في عدالة من ثبتت صحبته.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[18 - 03 - 10, 11:56 م]ـ
-أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما، والترمذي في سننه وصححه، والنسائي في سننه، وأحمد في المسند عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: {ألا وإنه يجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك}
تامل هذا وهو عندي نص لا غبار عليه ولا اسلم تأويله أو أخراجه عن ظاهره الا بقرينة
بورك فيك أخي الحبيب لكني لا اتهم الصحابة ولكن اقول يجري عليهم ما يجري على الناس من تلك الا مور التي ذكرتها اعلاه
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[19 - 03 - 10, 12:06 م]ـ
إن الحديث السابق أخي فيمن ارتد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم و قوله صلى الله عليه وسلم أصحابي هو علي علمه صلى الله عليه وسلم إذ النبي صلى الله عليه و سلم لا يعلم الغيب لذا قيل له إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك هذا إن كان الحديث في الصحابة أما لو كان في عموم الأمة فلا إشكال ويكون معنى أصحابي هنا أتباعي
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[22 - 03 - 10, 09:44 م]ـ
ليراجع كتاب الانتصار للصحابة الأخيار للشيخ العباد:
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/alentesar.zip
ـ[ام عبدالرحمن باصريح]ــــــــ[24 - 03 - 10, 08:20 م]ـ
انما اهلك الذين قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبائهم
ـ[الشيزاوي عماني]ــــــــ[25 - 03 - 10, 01:25 م]ـ
عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه)
بارك الله فيكم
ـ[أم محمد]ــــــــ[25 - 03 - 10, 02:45 م]ـ
معاد الله أن يتجرأ أحد على سب الصحابة رضوان الله عليهم جميعا وإنما هدا ملتقى مبارك لأخد العلم وتعليمه وبالسؤال يعلم الإنسان ما كان يجهل.ثم اختلاف الدلائل يوضح سقيمها من صحيحها
والصلاة والسلام على نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[25 - 03 - 10, 04:19 م]ـ
اخي ابي النصر المازري،
حسناً هاك الجواب كما تريده واضحاً لكن باختصار لأني لا أحب التطويل ولا هو يحبني:
علماء الحديث أرادوا بداية أن يستعملوا أدوات التعديل الشرعية على كل الرواة كي يميزوا من يأخذوا روايته وممن لا يأخذوها.
فنظروا في حال شيوخهم ثم شيوخ شيوخهم، فجرحوا وعدلوا حسب السلوك الشرعي فقالوا هذا عدل أمين مطيع وهذا فاسق ساقط العدالة الشرعية مردود الشهادة، ووثقوا وضعفوا .. والغرض من هذا الأمر إنما هو محاولة حصر الرواية بمن يحفظ و يُظن فيه أن صادق أمين والعدالة الشرعية شرط في هذا ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/153)
ثم وصلوا الى طبقة الصحابة .. وأرادوا أن يطبقوا عليهم ما طبقوه على شيوخهم .. فاعترضتهم أمور، منها:
1 - أنهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أمر صلى الله عليه وسلم أن يدع الناسُ التعرض لأصحابه (هل أنتم تاركوا لي صحابتي) وغيرها من الاحاديث
2 - أن الصحابة وقعت بينهم أمور تهيّبَ معها المحدثون أن يدخلوا فيها و ينصبوا أنفسهم حكماً بين الصحابة.
3 - كلام من سبقهم بالكف عن الكلام في الصحابة وتعميم الاجلال لهم لفضل صحبتهم.
فتأمل المحدثون الأمرَ ثم نظروا " استقراءاً " - وهذه كلمة مهمة جداً - فوجدوا أن الصحابة بالرغم من الدماء التي سالت بينهم، وبالرغم من بشريتهم التي معها يقع بعضهم في أمور تجعله فاسقاً شرعياً ساقط الشهادة، وبالرغم من جرأتهم في قول الحق على بعضهم البعض، على الرغم من ذلك كله: لم يدّع أحد من الصحابة أن مناوئه وخصمه من الصحابة قد كذب على رسول الله في حرف واحد. بل بقي يصدّق بعضهم بعضاً.
فقال حينها المحدّثون: نحن أردنا أن نجرح ونعدل لكي نطمئن من صدق الراوي وأنه لم يكذب، وليست غايتنا و ليس غرضنا الأصلي هو الحكم الشرعي على الناس بالعدالة والفسق. فحينما بان لنا أن النتيجة أن الصحابة صدقوا في رواياتهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذن قال المحدثون عندها: سوف نقول أن الصحابة كلهم عدول بمعنى أن كل ما يقولونه هم مصدَّقون فيه ولم يكذبوا، وهذه غاية الجرح والتعديل. أما قولنا أنهم عدول فلا يعنى أكثر من هذا وهو أصطلاح خاص بالمحدثين، وخاص خصوصية ثانية بالصحابة فقط معناه: أنه لم يكذب ومقبول الرواية بغض النظر عن التزامه الشرعي.
وتكتمل الصورة حينما نفهم الآن لماذا أدخل المحدثون كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في عداد الصحابة. والجواب لأن كل من رآهم مرة واحدة صح أن يروي شيئاً عنه صلى الله عليه وسلم وهو مع هذا قد يكون مجهول العدالة الشرعية لكنه حينما روى حديثاً ولو واحداً فقط كان مقبولاً منه لأن كلامه بلغ بقية الصحابة و بينهم القدماء منهم والعلماء فقبلوه و كما قلنا سابقاً أنه بالاستقراء وجدنا أن أحداً من الصحابة لم بتهم بالكذب بالرغم مما جرى بينهم.
فبهذه الطريقة سلِم المحدثون من الخوض فيما جرى بين الصحابة، وحصلوا النتيجة التي أرادوها وهو معرفة من صدق في روايته ونقله.
ولو افترضنا ان الصحابة كذب بعضهم بعضاً واتهم بعضهم بعضا بأنه يكذبون على النبي صلى الله عليه وسلم لما استطاع المحدثون ان يسلكوا هذا المسلك و لكن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم وزرع فيهم الصدق ثم حذرهم ايما تحذير من الكذب عليه، فكانت النتيجة أنهم كانوا أمنة في النقل عنه صلى الله عليه وسلم.
ماتساءلتم عنه تساءلتُ عنه وبحثت فيه مدة 15 سنة حتى وجدتُه و فهمته.
والله من وراء القصد
مسدد2
أخي أبا نصر المازري لما لم تقرأ ما سطره الأخ الفاضل مسدد
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[25 - 03 - 10, 10:50 م]ـ
جزاكم الله خير يا إخوة، ولي تأمُل في هذه المسألة (للمدارسة فقط)
فأقول مستعينا بالله عز وجل:
قد قال علماء الأمة بأن الصحابة رضي الله عنهم عدول بلا شك، فهل من ظهر منه معصية ما من الصحابة ينافي أنه عدل! الجواب في ظني يقال:
أننا في زمن، طويت فيه صحيفة الصحابة ولم يبقى لنا إلا تلك الأحاديث والآيات الدالة على عدالتهم وتزكيتهم
(رضي الله عنهم ورضوا عنه)، (وكلا وعد الله الحسنى)، (لا تسبوا أصحابي)، والصحابي هو كل من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم وسلم مؤمنا ومات على ذلك، وما وقع من بعضهم من معاصي كمن زنا أو شرب الخمر الجواب على ذلك:
أننا منذ أن مات آخر صاحبي ليس لنا إلا النصوص الظاهرة في تزكيتهم وعدالتهم، وما وقع من بعضهم فنقول فيه إما أنه لم يمت على ذلك فتاب، أو متأول، وبالتالي تظهر لنا النصوص جلية (وكلا وعد الله الحسنى) (لا تسبوا اصحابي .. ولانصيفه) فالله عز وجل يعلم الغيب والرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب إلا أنه يوحى إليه، فثبتت التزكية والتعديل لأن الله عز وجل يعلم حالهم ومآلهم ومايختم لهم، ونحن مأمورون بما قاله الله وقاله رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا نعلم الغيب ولا يوحى إلينا، وبالتالي تزول عنا كثير من الإشكالات في هذه المسألة، أما غيرهم فلم يثبت لنا تزكيتهم فليس لنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/154)
إلا ما ظهر لنا من أعمالهم من معصية وفسق وغير ذلك، أو توبة ظاهرة أما الصحابة رضي الله عنهم أجمعين فمن وقع منهم بمعصية فلا بد أن يموت تائبا وبالتالي ننفي عنه صفة الفسق بلا أدنى شك.
الخلاصة أن صحابة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هم حملة الشريعة ولا يمكن بحال من الأحول أن يموت الصحابي فاسقا غير عدل البتة البتة، وليست العدالة في الصدق ونقيضه بل العدالة التي تنفي عنهم الفسق مطلقا و يقال ما صدر من بعضهم يقال إما أنهم تابوا قبل موتهم أو تأولوا وبأحد هذين الوصفين ينفى عنهم الفسق ويثبت لهم وصف العدالة لأن من أذنب وتاب فالعبرة بالتوبة بلا شك ومن تأول فأخطأ فهو مجتهد وله أجر اجتهاده، فلذلك زكاهم الله (رضي الله عنهم ورضوا عنه) ووعدهم الحسنى (وكلا وعد الله الحسنى)
........................
ثم أثناء بحثي وبعد ما كتبت هذا وجدت بفضل الله عز وجل ما يؤيد ما قلته قال في الشاملة (تفسير آيات الأحكام):
أن الصحابة كلهم عدول، ببركة صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، ومزيد ثناء الله عزّ وجلّ عليهم في كتابه العزيز كقوله سبحانه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} [البقرة: 143] أي عدولاً، وقوله سبحانه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] وقوله جلّ ذكره: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ الله والذين مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى الكفار رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]. وقوله جلّ وعلا: {يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ الله وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ الله وَرَسُولَهُ أولئك هُمُ الصادقون} [الحشر: 8] وقوله جلّ وعلا: {رَّضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} [المائدة: 119] إلى آخر ما هناك من الآيات الكثيرة.
وكذلك ما ثبت في السنة المطهرة من مدحهم، والثناء عليهم، وبيان أنهم أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإطلاق، ونحن نذكر بعض هذه الأحاديث الشريفة التي تشير إلى فضيلتهم باختصار.
أ- قال صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني، ثمّ الذين يلونهم، ثمّ الذين يلونهم» الحديث.
ب- وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تسبُّوا أصحابي فالوالذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أُحد ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه».
ج - وقال صلى الله عليه وسلم: «اللَّهَ اللَّهَ في أصحابي، لا تتّخذوهم غرضاً بعدي، فمن أحبّهم فبحبي أحبّهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه».
فهذه الأخبار التي وردت في الكتاب والسنة كلها متضافرة على عدالة الصحابة وأفضليتهم على سائر الناس، وما وقع من بعضهم من مخالفات فليس يسوغ لنا أن نحكم عليهم بالفسق، لأنهم لا يصرّون على الذنب، وإذا تاب الإنسان رجعت إليه عدالته ولا يحكم بفسقه على التأبيد، فهذا (ماعز الأسلمي) الذي ارتكب الفاحشة يقول عنه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أمر برجمه «لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم».
والقولُ: بأنَّ بعض الصحابة قد وقع في الذنب والمخالفة - بناء على الاعتقاد بعدم عصمتهم - لا يعني أنهم غير عدول، لأن الفاسق الذي ترد شهادته وروايته هو الذي يصرّ على الذنب والمعصية، وليس في الصحابة من يصر على ذلك.
وقد عرفتَ ما ذكره الإمام الفخر أنها لم تنزل خاصة بسبب (الوليد بن عقبة) وإنما نزلت عامة في بيان حكم كل فاسق، وأنها نزلت في ذلك الوقت الذي حدثت فيه تلك القصة، فهي مِثْل التاريخ لنزول الآية، وكلامُ الإمام الفخر نفيس فارجع إليه.
انتهى
.................................................. .........
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه لرياض الصالحين عند قوله (إنك لا تدري ما أحدثوا بعد):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/155)
تمسك به الرافضة الذين قالوا إن الصحابة كلهم ارتدوا عن الإسلام والعياذ بالله ومنهم أبو بكر وعمر وعثمان أما على آل البيت فهم لم يرتدوا ولا شك أنهم في هذا كاذبون وأن الخلفاء الأربعة كلهم لم يحصل منهم ردة بإجماع المسلمين وكذلك عامة أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام لم يحصل منهم ردة بإجماع المسلمين إلا قوم من الأعراب لما مات النبي عليه الصلاة والسلام افتتنوا وارتدوا على أدبارهم ومنعوا الزكاة حتى قاتلهم الخليفة الراشد أبو بكر صلى الله عليه وسلم تمسكوا بظاهر هذا الحديث أما أهل السنة والجماعة فقالوا إن هذا الحديث عام يراد به الخاص وما أكثر العام الذي يراد به الخاص فقوله أصحابي يعني ليسوا كلهم بل الذين ارتدوا على أدبارهم لأن هكذا قيل للرسول عليه الصلاة والسلام إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ومعلوم أن الخلفاء الراشدين وعامة أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام لم يرتدوا بالإجماع ولو قدر أنهم ارتدوا لم يبق لنا ثقة بالشريعة ولهذا كان الطعن في الصحابة يتضمن الطعن في شريعة الله ويتضمن الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتضمن الطعن بالله رب العالمين الذين يطعنون في الصحابة تضمن طعنهم أربعة محاذير ومنكرات عظيمة والعياذ بالله الطعن في الصحابة والطعن في الشريعة والطعن في النبي صلى الله عليه وسلم والطعن في رب العالمين تبارك وتعالى لكنهم قوم لا يفقهون {صم بكم عمي فهم لا يعقلون} أما كونه طعنا في الشريعة فلأن الذين نقلوا إلينا الشريعة هم الصحابة وإذا كانوا مرتدين والشريعة جاءت من طريقهم فإنها لا تقبل لأن الكافر لا يقبل خبره بل الفاسق أيضا كما قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقُ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} وأما كونه طعنا برسول الله صلى الله عليه وسلم فيقال إذا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بهذه المثابة من الكفر والفسوق فهو طعن بالرسول صلى الله عليه وسلم لأن القرين على دين قرينه وكل إنسان يعاب بقرينه إذا كان قرينه سيئا يقال فلان ليس فيه خير لأن قرناءه فلان وفلان وفلان من أهل الشر فالطعن في الأصحاب طعن بالمصاحب وأما كونه طعنا بالله رب العالمين فظاهر جدا أن يجعل أفضل الرسالات وأهمها وأحسنها على يد هذا الرجل الذي هؤلاء أصحابه وأيضا أن يجعل أصحاب هذا النبي الذي هو أفضل الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه مثل هؤلاء الأصحاب الذين زعمت الرافضة أنهم ارتدوا على أدبارهم ولهذا نعتقد أن هذه فرية عظيمة على الصحابة رضي الله عنهم وعدوان على الله ورسوله وشريعة الله ولا شك أننا نكن الحب لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولآل النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين ونرى أن لإله حقين حق الإيمان وحق قربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} يعني إلا أن تودوا قرابتي على أحد التفاسير والتفسير الآخر لقوله تعالى {إلا المودة في القربى} أي إلا أن تودوني لقرابتي منكم وعلى كل حال فهذا الحديث ليس فيه مطمع للرافضة في القدح في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا يصدق إلا على من ارتدوا أما من بقوا على الإسلام وأجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم فإنهم لا يدخلون في هذا الحديث ويقال إن الذي خصص هذا الحديث إجماع المسلمون على أن الصحابة لم يرتدوا وإنما ارتدت طائفة قاتلهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه ورجع أكثرهم إلى الإسلام انتهى.
والله تعالى أعلم
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[27 - 03 - 10, 12:53 ص]ـ
مذهب ابن حزم الظاهري
ـ[المشتاقة للطاعه]ــــــــ[30 - 03 - 10, 12:46 م]ـ
بارك الله في الجميع
سؤال مثري
استفدنا من خلال اجابة الإخوة عليه
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[31 - 03 - 10, 03:00 ص]ـ
هناك أدلة نقلية وعقلية على عدالة الصحابة كأن نقول مثلا قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة في حجة الوداع:
"ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب"، فيأتيك الواحد من هؤلاء وتقول له من أين نعرف عدالتك؟
غير أن الأظهر في هذه المسألة هو الاستدلال بالإجماع.
فمعلوم أن الصحابة سألوا عن الإسناد بعد ظهور البدع والحوادث.
وهذا كما قال ابن عباس رضي الله عنه وابن سيرين رحمه الله.
وكان بعض الصحابة يقول ما كنا نكذب وما ندري ما الكذب أو كما قال رضي الله عنه.
ولهذا فقد خلص الصحابة بالإجماع من الحاجة للتعديل، فكلهم مأمون في الحديث.
وقد نقل الإجماع الخطيب رحمه الله في الكفاية.
وعلى هذا العمل على الإطلاق لا أعرف له مخالفا من أهل العلم.
وأبو زرعة الرازي رحمه الله كان غاية في معرفة الحديث وأصوله وكان علما في السنة قامعا للبدعة، وكلامه فيمن تكلم في واحد من الصحابة معروف لا يخفى على أحد فقال رحمه الله:
إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه زنديق وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق وانما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما يريدون ان يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة.
لا نقول في أحد بالعصمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم لم يقع في الصحابة.
وكنت أحسب أن حديث الحوض حجة الرافضة فقط في حشد من الأحاديث التي يحملونها ما لا تحتمل للطعن في الصحابة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/156)
ـ[ابو سمية الأثري]ــــــــ[05 - 04 - 10, 01:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد المعصراوي]ــــــــ[05 - 04 - 10, 01:55 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وأجزل لكم العطاء
تقريبا السؤال يتحدث عن الشهادة للصحابة بالجنة
وفي سورة البينة قوله تعالى في الصحابة لأنهم خير البرية (رضي الله عنهم ورضوا عنه)
ألا يستوجب الرضا دخول الجنة
أم يكون هناك من يرضى الله عنه ويدخله النار مع أنه رضي عنه؟
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[05 - 04 - 10, 03:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل نشهد لجميع الصحابة - رضي الله عنهم - بالجنة؟؟
أهل السنة يقطعون بالجنة لمن بشرهم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بذلك فمنهم:
العشرة المبشرون بالجنة، وغيرهم ممن أخبر عنهم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنهم من أهل الجنة كبلال بن رباح، وعكاشة بن محصن، وثابت بن قيس، والحسن والحسين وأم حرام وغيرهم.
وكذلك أهل بدر الذين قال لهم الله تعالى على لسان نبيه: "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ".
وأيضاً الذين بايعوا تحت الشجرة وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة وهم أهل بيعة الرضوان، قال صلى الله عليه وسلم:" لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة " صحيح مسلم.
فنشهد لمن شهد لهم الله ورسوله، أما غير هؤلاء من الصحابة رضوان الله عليهم فلا نقطع لهم بجنة أو نار، مع علمنا بأنهم أفضل الأمة و خير القرون.
والله تعالى أعلى و أعلم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91497
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[05 - 04 - 10, 08:09 ص]ـ
عن سهل بن سعد بن سعد الساعدي رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه فقالوا ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (أما إنه من أهل النار). فقال رجل من القوم أنا صاحبه قال فخرج معه كلما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه قال فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أشهد أنك رسول الله قال (وما ذاك). قال الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك فقلت أنا لكم به فخرجت في طلبه ثم جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم عند ذلك (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة)
متفق عليه
وعلى هذا لا نشهد بالجنة إلا لمن شهد لهم بدليل صحيح(62/157)
التوسل والتبرك بغير الله عز وجل
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[06 - 03 - 10, 10:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مشايخي الأفاضل إخواني الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله, هذه كلمات من بقية السلف الشيخ العلامة ابن الجبرين رحمه الله في التوسل والاستشفاع بغير الله.
يقول الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله:
"فنحن نستدل بفعل الانسان على عقيدته، فمتى رأينا شخصا وقف عند قبر إنسان معظَّم في نفسه، وخضع برأسه، وتذلل، وأهطع، وأقنع، وخشع، وخفض صوته، وسكنت جوارحه، وأحضر قلبه ولبه، أعظم مما يفعل في الصلاة بين يدي ربه عز وجل، وهتف باسم ذلك المقبور، وناداه نداء من وثق منه بالعطاء، وعلق عليه الرجاء ونحو ذلك، فإننا لا نشك أنه والحالة هذه يعتقد أنه يعطيه سؤله ويدفع عنه السودء، وأنه يستطيع التصرف في أمر الله، ففعله هذا دليل على سوء معتقده، فلا حاجة لنا أن نسأله: هل أنت تعتقد أنه يضر وينفع من غير إذن الله؟ فالله تعالى ما كلفنا أن ننقب عن قلوب الناس، وإنما نأخذهم بموجب أفعالهم وأقوالهم الظاهرة، وهذا الشخص قد خالف قول الله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ (106)}. {يونس/106}.
وقد رأينا خشوعه وتذلله أمام هذا المخلوق الميت، وذلك هو عين العبادة كما عرفنا، فنحكم عليه بموجب فعله وقوله، بأنه قد أشرك بالله وتأله سواه.
فإن الإله: هو الذي تألهه القلوب وتعظمه، وتحبه وترجوه، وتخافه وتعامله بما لا يصلح إلا لله، ولو لم يسمه الفاعل إلها، ولو لم يسم فعله تألها وتعبدا؛ فإن العبرة بالحقائق وما في نفس الأمر بخلاف الأسماء.
فأهل هذا الزمان: لما جهلوا حقيقة العبادة والتأله والدعاء ونحوه _ الذي هو من حق الله _ ولم يعرفوا معانيها وأصل وضعها صرفوها لغير الله، وسموا: ذلك توسلا واستشفاعا وتبركا واحتراما وهو عين عبادة ذلك المخلوق, وعين الشرك الذي توعد الله عليه بالنار وحرمان الجنة".اهـ كلامه رحمه الله من {الكنز الثمين: مجموع فتاوى ورسائل عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين صفحات: 291 - 292}
ـ[مهداوي]ــــــــ[07 - 03 - 10, 07:56 م]ـ
التبرك بغير الله هذه جديدة ما سمعت بها من قبل
فالتبرك نفعه دنيوي يكون طلبا للخير ويكون التبرك بما جعله الشرع موضعا للبركة والتبرك، كالتبرك بالطاعات وبالذكر وبالمطر(62/158)
تعليق أحد الصوفية على قول قائلهم"مقام النبوة في برزخ، فويق الرسول ودون الولي"
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[06 - 03 - 10, 11:49 م]ـ
مقام النبوة في برزخ، فويق الرسول ودون الولي
ولا ولاية أعظم من ولايته - يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - لما اتفق عليه الجمهور أن كل نبي ولي وكل رسول نبي ولا عكس، فما كل نبي رسول ولا كل ولي نبي، واعلم أن كل نبي أو رسول فإن ولايته على قدر نبوته، ولهذا قال المحققون: إن الولاية أفضل من النبوة يريدون بذلك في الرجل الواحد، يعني أن ولاية النبي أفضل من نبوته، ومن هنا قال بعضهم:
فالولاية عبارة عن الوجه الإلهي للنبي، والرسالة عبارة عن الوجه الذي بين النبي وبين الرسول.
المرجع / الحجة المؤتاة للسيد أحمد القطعاني الحسني المالكي
( http://www.dorar.net/enc/firq/2240)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[07 - 03 - 10, 12:00 ص]ـ
المبحث السادس: تفضيل الولي على النبي
.
ولم يقتصر القوم على مثل هذه السخافات والأباطيل، بل زادوا في غلوهم حيث فضلوا الولاية على النبوة والرسالة، والأولياء على الأنبياء والمرسلين، فقالوا: (خضنا بحورا وقفت الأنبياء بسواحلها.و (معاشر الأنبياء، أو تيتم اللقب، وأوتينا ما لم تؤتوه.
ونقلوا عن البسطامي أنه قال: (تالله أن لوائي أعظم من لواء محمد صلى الله عليه وسلم، لوائي من نور تحته الجان والجن والإنس، كلهم من النبيين.
وهذا ما صرّح به بعضهم: (مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الوليّ.
لأن (الولاية: هي الفلك الأقصى، من سبح فيه اطلع، ومن اطلع علم، ومن علم تحول في صورة ما علم. فذلك الوليّ المجهول الذي لا يعرف، والنكرة التي لا تتعرّف، لا يتقيد بصورة، ولا تعرف له سريرة، يلبس لكل حالة لبوسها، أما نعيمها وإمّا بؤسها.
يوماً يمان إذا لاقيت ذا يمن
وإن لاقيت معديا فعدنان إمعة، لما في فلكه من السعة.
و (إن الولاية هي المحيطة العامة، وهي الدائرة الكبرى، فمن حكمها أن يتولى الله من شاء من عباده بنبوة وهي من أحكام الولاية، وقد يتولاه بالرسالة وهي من أحكام الولاية أيضا. فكل رسول لابد أن يكون نبيا، وكل نبيّ لابد أن يكون وليا، فكل رسول لابد أن يكون وليا. فالرسالة بخصوص مقام في الولاية، والرسالة في الملائكة دنيا و آخرة، لأنهم سفراء الحق لبعضهم ... والرسالة في البشر لا تكون إلا في الدنيا، وينقطع حكمها في الآخرة، وكذلك تنقطع في الآخرة بعد دخول الجنة والنار نبوة التشريع، لا نبوة العامة.وأصل الرسالة في الأسماء الإلهية. وحقيقة الرسالة إبلاغ كلام من متكلم إلى سامع. فهي حال لا مقام، ولا بقاء لها بعد انقضاء التبليغ، وهي تتجدد.بخلاف الولاية فإنها لا تنقطع أبدا، ولا تحدّ، لا بالزمان ولا بالمكان، ولها الإنباء العام (والله لم يتسمّ بنبي ولا برسول، وتسمّى بالوليّ، واتصف بهذا الاسم، فقال: الله ولي الذين آمنوا، وقال: هو الوليّ الحميد، وهذا الاسم باق جار على عباد الله دنيا وآخرة.وأن الولي يعلم علمين: علم الشريعة، وعلم الحقيقة، أي الظاهر والباطن، والتنزيل والتأويل، حيث أن الرسول من حيث هو رسول ليس له علم إلا بالظاهر والتنزيل والشريعة (فإذا رأيت النبي يتكلم بكلام خارج عن التشريع فمن حيث هو وليّ عارف، ولهذا مقامه من حيث هو عارف أتمّ وأكمل من حيث هو رسول أو ذو تشريع وشرع.وأن النبي والرسول يستمدّ بالعلم والمعرفة من الملك الذي يبلغه الوحي الإلهي بواسطته، ولا يمكنه الأخذ من الله مباشرة، والوليّ يستمد المعرفة من حيث يأخذها الملك الذي يؤدي بدوره إلى الأنبياء والرسل (فمرجع الرسول والنبي المشرع إلى الولاية والعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/159)
فلذلك قال ابن عربي بصراحة لا تحتمل التأويل: (وما يراه أحد من الأنبياء والرسل إلا من مشكاة الرسول الخاتم، ولا يراه أحد من الأولياء إلا من مشكاة الوليّ الخاتم، حتى أن الرسل لا يرونه – متى رأوه – إلا من مشكاة خاتم الأولياء: فإن الرسالة والنبوة – أعني نبوة التشريع ورسالته – تنقطعان، والولاية لا تنقطع أبداً. فالمرسلون، من كونهم أولياء، لا يرون ما ذكرناه إلا من مشكاة خاتم الأولياء، فكيف من دونهم من الأولياء؟ وإن كان خاتم الأولياء تابعا في الحكم لما جاء به خاتم الرسل من التشريع، فذلك لا يقدح في مقامه ولا يناقض ما ذهبنا إليه، فإنه من وجه يكون أنزل كما أنه من وجه يكون أعلى ... لما مثل النبي صلى الله عليه وسلم النبوة بالحائط من اللبّن وقد كَمُلَ سوى موضع لبِنَة، فكان صلى الله عليه وسلم تلك اللبنة. غير أنه صلى الله عليه وسلم لا يراها كما قال لبِنَة واحدة. وأما خاتم الأولياء فلا بد له من هذه الرؤيا، فيرى ما مثله به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويرى في الحائط موضع لبِنَتين، واللبن من ذهب وفضة. فيرى اللبنتين اللتين تنقص الحائط عنهما وتكمل بهما، لبنة ذهب ولبنة فضة، فلا بد أن يرى نفسه تنطبع في موضع تينك اللبنتين، فيكون خاتم الأولياء تينك اللبنتين. فيكمل الحائط. والسبب الموجب لكونه رآها لبنتين أنه تابع لشرع خاتم الرسل في الظاهر وهو موضع اللبنة الفضة، وهو ظاهره وما يتبعه فيه من الأحكام، كما هو آخذ عن الله في السر ما هو موضع اللبنة الذهبية في الباطن، فإنه أخذ من المعدن الذي يأخذ من الملك الذي يوحى به إلى الرسول .. فإن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع بكل شيء. فكل نبي من لدن آدم إلى آخر نبي ما منهم أحد يأخذ إلا من مشكاة خاتم النبيين، وإن تأخر وجود طينته، فإنه بحقيقته موجود، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((كنت نبياً وآدم بين الماء والطين)). وغيره من الأنبياء ما كان نبيا إلا حين بُعثَ، وكذلك خاتم الأولياء كان وليا وآدم بين الماء والطين، وغيره من الأولياء ما كان ولياً إلا بعد تحصيله شرائط الولاية من الأخلاق الإلهية في الاتصاف بها من كون الله تعالى تسمى (بالولي الحميد). خاتم الرسل من حيث ولايته، نسبته مع الخاتم للولاية نسبة الأنبياء والرسل معه، فإنه الولي الرسول النبي. وخاتم الأولياء الولي الوارث الآخذ عن الأصل المشاهد للمراتب.
ولا أدري كيف يدافع من يدافع عن ابن عربي بأنه لا يفضل الولي على النبي، وبعد هذه التصريحات كلها؟ حيث يجعل خاتم الأولياء منبع العلوم، ومصدر الفيض لجميع الأنبياء والرسل، وأنهم لا يستمدون إلا منه، و لا يستقون إلا من ذلك المنهل والمورد، ولا يستضيئون إلا من مشكاته، وهذا الفيض الشيثي والعزيري نص في القضية.
ولذلك ردّ شيخ الإسلام ابن تيمية في رسائله بشدّة عليه، وعلى من نهج منهجه وسلك مسلكه، في رسائله وكتبه، ونسب كلامه إلى الكفر الذي تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّا.
وقال شيخ الإسلام في فتاواه: (وكذا لفظ (خاتم الأولياء) لفظ باطل لا أصل له، وأول من ذكره محمد بن علي الحكيم الترمذي، وقد انتحله طائفة كل منهم يدعي أنه خاتم الأولياء: كابن حمويه وابن عربي وبعض الشيوخ الضالين بدمشق وغيرها، وكل منهم يدعي أنه أفضل من النبي عليه السلام من بعض الوجوه، إلى غير ذلك من الكفر والبهتان، وكل ذلك طمعاً في رياسة خاتم الأولياء لما فاتتهم رياسة خاتم الأنبياء، وقد غلطوا، فإن خاتم الأنبياء إنما كان أفضلهم للأدلة الدالة على ذلك، وليس كذلك خاتم الأولياء. فإن أفضل أولياء هذه الأمة السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر رضي الله عنه، ثم عمر رضي الله عنه و ثم عثمان رضي الله عنه، ثم علي رضي الله عنه، وخير قرونها القرن الذي بعث فيه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، وخاتم الأولياء في الحقيقة آخر مؤمن تقي يكون في الناس، وليس ذلك بخير الأولياء، ولا أفضلهم بل خيرهم وأفضلهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه تعالى عنه، ثم عمر: اللذان ما طلعت شمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل منهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/160)
وقبل أن نورد نصوصا أخرى من القوم ممن خلف ابن عربي في مثل هذه المقولات وسبقوه نودّ أن نلفت أنظار القراء والباحثين إلى أن خاتم الأولياء الذي صعد وارتقى تلك المنزلة الكبرى، وحاز ذلك المنصب العظيم حتى ازداد على أنبياء الله ورسله، لم يكن عند ابن عربي إلا هو نفسه كما يقول في (فتوحاته):
(أنا ختم الولاية دون شك
لورثي الهاشمي مع المسيح
كما أني أبو بكر عتيق
أجاهد كلّ ذي جسم وروح
بأرواح مثقفة طوال
وترجمة بقرآن فصيح
أشدّ على كتيبة كل عقل
تنازعني على الوحي الصريح
لي الورع الذي يسمو اعتلاء
على الأحوال بالنبأ الصحيح
وساعدني عليه رجال صدق
من الورعين من أهل الفتوح
يوالون الوجوب وكلّ ندبويستثنون سلطنة المبيح.
وهناك تصريحات أخرى منه ومن أتباعه، نذكرها في ترجمته في باب مستقل في الجزء الثاني من هذا الكتاب، تحت تراجم كبراء المتصوفين – إن شاء الرحمن -.
وأما الحكيم الترمذي الذي منه أخذ ابن عربي تلك الفكرة في أخذ النبي العلم والمعرفة من الملك، وأخذ الوليّ بدون واسطة، فيقول في جواب سؤال: ما الفرق بين النبوة والولاية؟: (الفرق بين النبوة والولاية أن النبوة كلام ينفصل من الله وحيا، ومعه روح من الله فيقضي الوحي ويختم بالروح ... والولاية لمن ولى الله حديثه على طريق أخرى، فأوصله إليه فله الحديث، وينفصل ذلك الحديث من الله عز وجل، على لسان الحق معه السكينة، تتلقاه السكينة في قلب المحدّث، فيقبله ويسكن إليه.
ثم يذكر خاتم الأولياء فيقول:
(لما قبض الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم صيّر في أمته أربعين صديقا بهم تقوم الأرض، وهم آل بيته، فكل ما مات واحد منهم خلفه من يقوم مقامه، حتى إذا انقرض عددهم وأتى وقت زوال الدنيا إبتعث الله وليا اصطفاه واجتباه، وقرّبه وأدناه، وأعطاه ما أعطى الأولياء، وخصّه بخاتم الولاية، فيكون حجة الله يوم القيامة على سائر الأولياء فيوجد عنده بذلك الختم صدق الولاية على سبيل ما وجد عند محمد صلى الله عليه وسلم من صدق النبوة فلم ينله العدو، ولا وجدت النفس إليه سبيلا إلى الأخذ بحظها من الولاية.
فإذا برز الأولياء يوم القيامة و اقتضوا صدق الولاية والعبودية وجد الوفاء عند هذا الذي ختم الولاية تماما، فكان حجة الله عليهم وعلى سائر الموحدين من بعدهم، وكان شفيعهم يوم القيامة، فهو سيدهم، ساد الأولياء، كما ساد الأنبياء، فينصب له مقام الشفاعة، ويثني على الله تعالى ثناء ويحمده بمحامد يقرّ الأولياء بفضله عليهم في العلم بالله تعالى.فلم يزل هذا الولي مذكورا في البدء، أولا في الذكر، وأولا في العلم، ثم هو الأول في المشيئة، ثم هو الأول في اللوح المحفوظ، ثم الأول في الميثاق، ثم الأول في المحشر، ثم الأول في الجوار، ثم الأول في الخطاب، ثم الأول في الوفادة، ثم الأول في الشفاعة، ثم الأول في دخول الدار، ثم الأول في الزيارة، فهو في كل مكان أول الأولياء.
وقد سئل: أين مقامه؟ فقال:
(في أعلى منازل الأولياء، في ملك الفردانية، وقد انفرد في وحدانيته، ومناجاته كفاحا في مجالس الملك، وهداياه من خزائن السعي.
قال: وما خزائن السعي؟ قال: إنما هي ثلاث خزائن: المنن للأولياء، وخزائن السعي لهذا الإمام القائد، وخزائن القرب للأنبياء عليهم السلام، فهذا (خاتم الأولياء) مقامه من خزائن المنن، ومتناوله من خزائن القرب، فهو في السعي أبدا، فمرتبته هنا، ومتناوله من خزائن الأنبياء عليهم السلام، قد انكشفت له الغطاء عن مقام الأنبياء ومراتبهم وتحفهم.
ويقول أيضا: (وقد يكون في الأولياء من هو أرفع درجة، وذاك عبد قد ولى الله استعماله، فهو في قبضته يتقلب، به ينطق، وبه يسمع، وبه يبصر، وبه يبطش، وبه يعقل، شهره في أرضه، وجعله إمام خلقه و وصاحب لواء الأولياء، وأمان أهل الأرض، ومنظر أهل السماء، وريحانة الجنان، وخاصة الله، وموضع نظره، ومعدن سره، وسوطه في أرضه، يؤدب به خلقه، ويحيي القلوب الميتة برؤيته، ويرد الخلق إلى طريقه، وينعش به حقوقه، مفتاح الهدى، وسراج الأرض، وأمين صحيفة الأولياء، و قائدهم، والقائم بالثناء على ربه، بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم! يباهي به الرسول في ذلك الموقف، وينوه الله باسمه في ذلك المقام، ويقر عين رسول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/161)
الله صلى الله عليه وسلم!، قد أخذ الله بقلبه أيام الدنيا، ونحله حكمته العليا، وأهدى إليه توحيده، ونزه طريقه عن رؤية النفس، وظل الهوى، وأئتمنه على صحيفة الأولياء، وعرّفه مقاماتهم، وأطلعه على منازلهم. فهو سيد النجباء، وصالح الحكماء، وشفاء الأدواء، وإمام الأطباء. كلامه قيد القلوب، ورؤيته شفاء النفوس، وإقباله قهر الأهواء، وقربه طهر الأدناس، فهو ربيع يزهر نوره أبداً، وخريف يجنى ثماره دأبا، وكهف يلجأ إليه، ومعدن يؤمل ما لديه، وفصل بين الحق والباطل. وهو الصديق والفاروق والولي والعارف والمحدّث. هو واحد الله في أرضه.
وأما ما قاله المتأخرون فهو أظهر وأصرح، فيقول داود القيصري:
(فالنبوة دائرة تامة مشتملة على دوائر متباينة متفاوتة في الحيطة، وقد علمت أن الظاهر لا يأخذ التأييد والقوة والتصرف والعلوم، وجميع ما يفيض من الحق تعالى عليه إلا بالباطن: وهو مقام الولاية، المأخوذ من الولي، وهو القرب، والوليّ بمعنى الحبيب أيضا منه.
فرباط النبوة الولاية، وهي تنقسم بالعامة والخاصة. فالأولى تشتمل على كل من آمن بالله وعمل صالحا، على حسب مراتبهم كما قال الله تعالى: {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ} [البقرة:257].
والثانية تشتمل على الواصلين من السالكين فقط، عند فنائهم فيه وبقائهم به في الولاية الخاصة، عبارة عن فناء العبد في الحق. فالوليّ هو الفاني فيه الباقي به ..... وهذا الفناء موجب لأن يتعين العبد بتعيّنات حقانية وصفات ربانية مرة أخرى، وهو البقاء بالحق، فلا يرتفع التعين منه مطلقا، وهذا المقام دايرة أتمّ وأكبر من دايرة النبوة، لذلك انختمت النبوة، والولاية دائمة، وجعل الوليّ، اسما من أسماء الله تعالى دون النبي، ولما كانت الولاية أكبر حيطة من النبوة وباطنا لها، شملت الأنبياء والأولياء. فالأنبياء هم أولياء فانون بالحق، باقون به، منبئون عن الغيب وأسراره .... ولا نهاية لكمال الولاية، فمراتب الأولياء غير متناهية.
هذا ومثل هذا كثير عنده.
وهناك تلميذ آخر لابن عربي شيعي، فقال مثل ما قاله القيصري: (وفي الحقيقة: الولاية هي باطن النبوة، والفرق بين النبي والرسول والوليّ أن النبي والرسول لهما التصرف في الخلق بحسب الظاهر والشريعة، والولي له التصرف فيهم بحسب الباطن والحقيقة ومن هذا قالوا: النبوة تنقطع، والولاية لا تنقطع أبدا.
وقال النسفي عزيز الدين بن محمد المتوفى 671 هـ في كتابه (زبدة الحقائق): (إن طائفة من الصوفية ذهبت إلى تفضيل الولاية على النبوة، وقالوا: أن النبوة باطنها الولاية، وأما الولاية فباطنها عالم الإله.هذا ما ذكره في كتابه (زبدة الحقائق)، وبمثل ذلك ذكر في كتابه (الإنسان الكامل.
وأما ما قاله في كتابه (كشف الحقائق) فهو:
(أيها العارف، إن العارفين عند أهل الوحدة ثلاثة طوائف: حكماء وأنبياء وأولياء، فالحكيم من يكون عارفا بطبائع الأشياء، والنبي من يكون عارفا بطبائع الأشياء وخواصّها، والولي من يكون عارفا بطبائع الأشياء وخواصّها وحقائقها، فظهر أنه لا يوجد في العالم أحد يضاهي الوليّ في العلم والقدرة، لأن الله له تجليّان: تجلي عام، تجلي خاص.فالتجلي العام عبارة عن أفراد الموجودات، والتجلي الخاص عبارة عن الوليّ، وهذا هو معنى قول الله عز وجل: {فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الشورى:9] {وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق:12].
ويقول في موضع آخر من كتابه: (المعرفة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول معرفة طبيعة كل شيء، وهذه رتبة الحكماء، والثاني معرفة خاصية كل شيء، وهذه رتبة الأنبياء، والثالث معرفة حقيقة كل شيء، وهذه رتبة الأولياء، وأعلم أن أهل الوحدة فضّلوا النبي على الحكيم، والوليّ على النبيّ، فإن كل نبي حكيم، وكل وليّ نبيّ، وليس كل نبي وليّ).
وأما الصوفي الآخر سعد الدين حمويه فيقول في مثنويّه:
(واو الولاية أقرب إلى الحضرة الإلهية من نون النبوة، فلأجل هذا التقرب تعتبر الولاية أفضل من النبوة، ثم يبيّن ذلك في أبياته قائلا:
الحرف الأول من كلمة الولاية هو الواو
والواو في وسطها ألف أيها المريد
والحرف الأول من كلمة النبوة هو النون
والنون في وسطها حرف الواو
فإذن الوليّ قلب النبي وروحهوروح الوليّ هو ذات الله ونفسه.
فهذه هي عقيدة المتصوفة في الأولياء، والولاية، عين تلك العقيدة الشيعية الشنيعة التي ذكرناها من قبل، وهي تتضمن تفضيل الأولياء على أنبياء الله ورسله، والبعض الآخر كتموها عملا بالتقية التي لم يأخذوها أيضا إلا من الشيعة كما سنذكرها.
فإن الوليّ عندهم فوق الرسول والنبي، ودون الله قليلا، وأحيانا يحذفون هذا الفرق البسيط أيضا بينه وبين الله، ويجعلونه ذات الله وعينه، سواء اتحد به، أو ذلك اتحد به، وعلى ذلك قالوا: (لو كشف عن حقيقة الوليّ لعبد.
التصوف المنشأ والمصادر لإحسان إلهي ظهير
http://www.dorar.net/enc/firq/2105
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/162)
ـ[أبو يوسف الشافعى]ــــــــ[07 - 03 - 10, 06:45 م]ـ
يارب سلم سلم(62/163)
كتب العقيدة التي ينصح بها الإمام ابن باز رحمه الله
ـ[أبو عبادة]ــــــــ[07 - 03 - 10, 08:53 م]ـ
أحسن كتاب، وأعظم كتاب، وأصدق كتاب يجب أن يقرأ في تعليم العقيدة والأحكام والأخلاق، هو كتاب الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.
وقد قال الله فيه عز وجل: ? إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا? الإسراء الآية 9
وقال أيضا فيه عز وجل: ? قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ? فصلت الآية 44.
وقال فيه سبحانه: ? كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ? ص الآية 29
وقال فيه عز وجل: ? وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ?الأنعام الآية
155
وقال فيه عز وجل: ? وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ?النحل الآية 89
والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في خطبته في حجة الوداع: ((إني تارك فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله))، وقال صلى الله عليه وسلم في خطبته يوم غدير خُمٍّ حين رجع من حجة الوداع إلى المدينة: ((إني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به)) فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: ((وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي)) خرجهما مسلم في صحيحه، الأول من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، والثاني من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه. وقال عليه الصلاة والسلام: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) خرجه البخاري في صحيحه.
وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: ((من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)) خرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
ثم إن أحسن الكتب بعد القرآن الكريم كتب الحديث النبوية، وهي: كتب السنة كالصحيحين، والسنن الأربع وغيرها من كتب الحديث المعتمدة، فينبغي أن تعمر المجالس والحلقات بتلاوة القرآن الكريم وتعليمه، وتفقيه الناس فيه، وبدراسة كتب الحديث الشريف، والعناية بها، وتفقيه الناس فيها، وأن يتولى ذلك أهل العلم والبصيرة، الموثوق بعلمهم ودرايتهم، ونصحهم واستقامتهم.
ومن الكتب المناسبة في ذلك قراءة كتاب: [رياض الصالحين]، و [الترغيب والترهيب]، و [الوابل الصيب]، و [عمدة الحديث الشريف] و [بلوغ المرام]، و [منتقى الأخبار] وغيرها من كتب الحديث المفيدة.
أما الكتب المؤلفة في العقيدة فمن أحسنها [كتاب التوحيد] للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -، وشرحه لحفيديه الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد، والشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد، وهما: [تيسير العزيز الحميد]، و [فتح المجيد].
ومن ذلك: [مجموعة التوحيد] للشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله – و [كتاب الإيمان]، و [قاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة]، و [العقيدة الواسطية]، [والتدمرية]، و [الحموية]، وهذه الخمسة لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -.
ومن ذلك: [زاد المعاد في هدي خير العباد]، و [الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة]، و [اجتماع الجيوش الإسلامية]، و [القصيدة النونية]، و [إغاثة اللهفان من مكايد الشيطان]، وكل هذه الكتب الخمسة للعلامة ابن القيم - رحمه الله -.
ومن ذلك: [شرح الطحاوية] لابن أبي العز، و [منهاج السنة] لشيخ الإسلام ابن تيمية، و [اقتضاء الصراط المستقيم] له أيضا، و [كتاب التوحيد] لابن خزيمة، و [كتاب السنة] لعبد الله بن الإمام أحمد، و [الاعتصام] للشاطبي، وغيرها من كتب أهل السنة المؤلفة في بيان
عقيدة أهل السنة والجماعة.
ومن أجمع ذلك [فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية]، و [الدرر السنية في الفتاوى النجدية]، جمع العلامة الشيخ عبد الرحمن بن قاسم - رحمه الله -.
نقلتها لكم من كتاب: مجموع فتاوى ومقالات متنوعة تأليف الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله-
جمع وترتيب: د. محمد بن سعد الشويعر(62/164)
الصوت الذي كسلسلة على صفوان صوت ماذا؟ (الشيخ عبدالله السعد)
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[08 - 03 - 10, 12:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سمعت الشيخ عبد الله السعد في شرحه كتاب التوحيد لابن خزيمة يقول:
الصوت الذي كسلسلة على صفوان هو صوت: السماء كما في اكثر الروايات (يعني روايات أثر ابن مسعود)
واستدل على ذلك بأثر ابن مسعود (قال الشيخ له حكم الرفع) الذي اخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد1/ 351:
حدثنا أبو موسى، وسلم بن جنادة، قالا: ثنا أبو معاوية، قال: ثنا الأعمش، عن مسلم وهو ابن صبيح، عن مسروق، عن عبد الله، قال: «إن الله إذا تكلم بالوحي سمع أهل السماوات للسماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا، فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل، فإذا جاءهم جبريل فزع عن قلوبهم قال: فيقولون: يا جبريل: ماذا قال ربك؟ قال: الحق» قال سلم: «فيقول الحق»، وقالا: «فينادون: الحق الحق»
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[08 - 03 - 10, 09:32 ص]ـ
بل صوت الحق سبحانه وتعالى
قال عبد الله بن احمد سألت ابي عن قوم يقولون لما كلم الله موسى لم يتكلم بصوته فقال ابي بلى تكلم تبارك وتعالى بصوت وهذه الاحاديث نرويها كما جاءت وحديث ابن مسعود اذا تكلم الله بالوحي سمع له صوت كجر السلسلة على الصفوان قال ابي والجهمية تنكره قال ابي وهؤلاء كفار يريدون ان يموهوا على الناس من زعم ان الله لم يتكلم فهو كافر انما نروى هذه الاحاديث كما جاءت ا. ه
من العقل والنقل لابن تيمية
ـ[أبو معاذ الحايلي]ــــــــ[08 - 03 - 10, 07:32 م]ـ
جزيت الجنه
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[08 - 03 - 10, 07:48 م]ـ
حديث ابن مسعود اذا تكلم الله بالوحي سمع له صوت كجر السلسلة على الصفوان
[4738] (صلصلة) هي صوت وقوع الحديد بعضه على بعض (كجر السلسلة على الصفا) جمع صفاة وهي الصخرة والحجر الأملس
وفي صحيح البخاري تعليقا من قول عبد الله بن مسعود إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات شيئا فإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أنه الحق ونادوا ماذا قال ربكم قالوا الحق انتهى ووصله البيهقي في كتاب الصفات موقوفا وكذا البخاري في خلق أفعال العباد
قال البيهقي ورواه أحمد بن أبي سريج الرازي وعلي بن اشكاب وعلى بن مسلم ثلاثتهم عن أبي معاوية مرفوعا
منقول من "عون المعبود"
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[08 - 03 - 10, 08:37 م]ـ
لا يفهم من ثبوت أثر ابن مسعود أنه ينفي كلام الله سبحانه وتعالى بصوت كما قال الإمام أحمد ..
فغايته: أن صوت السماء إما أن يكون تمثيلا للكلام بالوحي .. مثاله: إنكم ترون ربكم كما ترون القمر ..
أو أن يكون صوت السماء من أثر سماع صوت الحق بالوحي ..
والله أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - 03 - 10, 10:08 م]ـ
أخطأ الشيخ -حفظه الله- والذي في الأثر من أنهم سمعوا للسماء لا يعني أنه صوت السماء بل هو الصوت الذي سمعوه من جهة السماء وترجرجت به السماء وهو من جنس حديث: ((يسمع لجوفه أزيز)) فليس المعنى أن لنفس الجوف أزيز وإنما الأزيز هو الصوت القادم من الجوف والذي يتلجلج به الصدر أما الصوت نفسه صوت من؟ فهو صوت النبي صلى الله عليه وسلم كما أنه في الأولى صوت الله سبحانه القادم من جهة السماء وتترجرج به السماء ...
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[09 - 03 - 10, 03:04 ص]ـ
لا خلاف بين أهل السنة في أن الله يتكلم بصوت .. ومن أدلة هذا ما جاء في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار .. الحديث
وقال البخاري رحمه الله تعالى في خلق أفعال العباد (ص137):
وأن الله عز وجل ينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب، فليس هذا لغير الله عز وجل، وفي هذا دليل أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق لأن صوت الله جل ذكره يسمع من بعد كما يسمع من قرب، وأن الملائكة يصعقون من صوته. اهـ
واستدل الإمام أحمد بالحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/165)
ووجه الدلالة منه: أن الملائكة سمعوا الصوت كأنه سلسلة على صفوان .. إذا فكلام الله كان بصوت مسموع.
واختلف في صوت السلسلة على الصفوان، هل هو صوت كلام الله تعالى أم صوت السماء وأجنحة الملائكة؟
على قولين:
الأول: أن الصوت ليس صوت الله ولكن صوت السماء أو صوت أجنحة الملائكة
وممن نصر هذا القول كثير من الأشاعرة الذين ينفون الصوت لله كما أثبته أهل السنة ..
قال البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 30):
عن عبد الله بن مسعود، موقوفا ومرفوعا إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا، وفي حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان.
ففي هذين الحديثين الصحيحين دلالة على أنهم يسمعون عند الوحي صوتا لكن للسماء، ولأجنحة الملائكة، تعالى الله عن شبه المخلوقين علوا كبيرا. الخ
وجاء في شرح ابن بطال (20/ 157):
فرد البخاري عليهم بقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا قضى الله الأمر في السماء، فزعت الملائكة وضربت بأجنحتها فكان لها صوت، كأنه سلسلة على صفوان خضعانا» الخ
فإذا صح ما قاله ابن بطال عن البخاري فهو يقول بأن الصوت صوت ضرب الأجنحة.
وهذا النقل عن البخاري يحتاج إلى مراجعة من ناحية ثبوته، فربما زاد ابن بطال لفظة " فكان لها صوت " من عنده .. والله أعلم.
ويستدل هؤلاء برواية من رواه بلفظ " كأنها سلسلة على صفوان " أي كأن فعل الملائكة وهو ضرب الأجنحة.
وهي في الترمذي ج5/ص362 ح3223 وفي التوحيد لابن خزيمة (1/ 220) من رواية سعيد بن عبد الرحمن المخزومي.
فنقول: الروايات جاءت بلفظ " كأنه سلسلة على صفوان " والضمير فيها لكلام الله تعالى.
وأوضح من ذلك رواية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وهي قوله: إذا تكلم الله عز وجل سمع له صوت كجر السلسلة على الصفوان.
ذكرها عبد الله في السنة (1/ 281) فقال:
وقال أبي رحمه الله حديث ابن مسعود رضي الله عنه إذا تكلم الله عز و جل سمع له صوت كجر السلسلة على الصفوان قال أبي وهذا الجهمية تنكره وقال أبي هؤلاء كفار يريدون أن يموهوا على الناس من زعم أن الله عز و جل لم يتكلم فهو كافر ألا إنا نروي هذه الأحاديث كما جاءت.
وفي رواية: إذا قضى الله الوحي في السماء سُمِعَ له كجر سلسلة على صفوان»
وجاء في السنة لعبد الله بن أحمد (1/ 281):
حدثني أبو معمر نا جرير عن الأعمش نا ابن نمير وأبو معاوية كلهم عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله قال إذا تكلم الله عز وجل بالوحي سمع أهل السماء له صلصلة كصلصلة الحديد على الصفا.
قال أبو عبد الرحمن وقد روى هذا الحديث بعض الشيوخ عن قران بن تمام عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورواه أيضا أبو معاوية ببغداد فرفعه مرة. اهـ
الثاني: أن هذا الصوت هو صوت كلام الله تعالى الموحى به.
وظاهر هذا الرأي تشبيه صوت الحق تبارك وتعالى بصوت مخلوق وهو السلسلة على الصفوان، فما المخرج؟
المخرج هو أن نقول بالتشبيه بين سماع صوت الحق وسماع صوت السلسلة، أي أن التشبيه في السمع وليس المسموع ..
قال حافظ حكمي – رحمه الله - في أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة (1/ 171):
وهذا تشبيه للسماع بالسماع، لا للمسموع بالمسموع، تعالى الله أن يشبهه في ذاته أو صفاته شيء من خلقه، وتنزه النبي صلى الله عليه وسلم أن يحمل شيء من كلامه على التشبيه، وهو أعلم الخلق بالله عز وجل.
وقال ابن عثيمين - رحمه الله - في القول المفيد على كتاب التوحيد (1/ 223):
وليس المراد تشبيه صوت الله تعالى بهذا، لأن الله {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} [الشورى: 11]، بل المراد تشبيه ما يحصل لهم من الفزع عندما يسمعون كلامه بفزع من يسمع سلسلة على صفوان.
وقوله: "ينفذهم ذلك"، النفوذ: هو الدخول في الشيء، ومنه، نفذ السهم في الرمية، أي: دخل فيها، والمعنى: إن هذا الصوت يبلغ منهم كل مبلغ. اهـ
وقال الشيخ عبد العزيز الراجحي - حفظه الله - في شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (1/ 170):
وهو أن قوله: (كأنه سلسلة على صفوان) معناه أن الصوت المسموع هو من كلام الله وليس المراد أن كلام الله يشبه صوت السلسلة، لأن كلام الله لا يشبه شيئا من كلام المخلوقين ولا أصواتهم، بل المراد إثبات الصوت، وأن كلام الله بصوت، كما أن السلسلة التي على صفوان يسمع منها صوت، فالمراد إثبات أن كلام الله بصوت مسموع، بحرف وصوت لا يشبه كلام ولا حروف المخلوقين، ولا أصواتهم. هذا الصواب من معتقد أهل السنة والجماعة. اهـ بتصرف يسير.
والله أعلم.
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[12 - 03 - 10, 03:09 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عادك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/166)
ـ[ابو اسحاق فيصل الاحمداني]ــــــــ[12 - 03 - 10, 04:14 م]ـ
وقال الشيخ عبد العزيز الراجحي - حفظه الله - في شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (1/ 170):
وهو أن قوله: (كأنه سلسلة على صفوان) معناه أن الصوت المسموع هو من كلام الله وليس المراد أن كلام الله يشبه صوت السلسلة، لأن كلام الله لا يشبه شيئا من كلام المخلوقين ولا أصواتهم، بل المراد إثبات الصوت، وأن كلام الله بصوت، كما أن السلسلة التي على صفوان يسمع منها صوت، فالمراد إثبات أن كلام الله بصوت مسموع، بحرف وصوت لا يشبه كلام ولا حروف المخلوقين، ولا أصواتهم. هذا الصواب من معتقد أهل السنة والجماعة. اهـ بتصرف يسير.
بارك الله فيك ايها الفاضل وهذا هو القول الذي تطمئن اليه النفس
ـ[ابو اسحاق فيصل الاحمداني]ــــــــ[12 - 03 - 10, 04:17 م]ـ
لا يفهم من ثبوت أثر ابن مسعود أنه ينفي كلام الله سبحانه وتعالى بصوت كما قال الإمام أحمد ..
فغايته: أن صوت السماء إما أن يكون تمثيلا للكلام بالوحي .. مثاله: إنكم ترون ربكم كما ترون القمر ..
أو أن يكون صوت السماء من أثر سماع صوت الحق بالوحي ..
والله أعلم.
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[12 - 03 - 10, 04:38 م]ـ
اخواني بارك الله فيكم ونفع بكم
الاشكال لا يزال قائم اخواني.
لان الحديث ظاهر في ان التشبيه وقع لنفس الصوت المسموع.
فلو قلنا ان الصوت المسموع هو صوت كلام الله. وقلنا انه يشبه صوت جر السلسة على الصفوان. وقعنا في نوع تشبيه.
وحتى لو قلنا ان سماعنا لصوت الكلام يشبه سماعنا لصوت السلسلة لما سلمنا من التشبيه.
والا فما الفائدة من التشبيه في الحديث. يعني ما الفائدة بتشبيهه بصوت جر السلسة بالذات.
شكرا بارك الله فيكم.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[12 - 03 - 10, 04:52 م]ـ
تعديل - حتى ولو قلنا سماع صوت الكلام يشبه سماع صوت السلسلة وقعنا في نوع التشبيه-
بدل - وحتى لو قلنا ان سماعنا لصوت الكلام يشبه سماعنا لصوت السلسلة لما سلمنا من التشبيه.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[12 - 03 - 10, 06:32 م]ـ
تعديل - حتى ولو قلنا سماع صوت الكلام يشبه سماع صوت السلسلة وقعنا في نوع التشبيه
وإذا قلنا أن رؤيتنا لربنا يوم القيامة تشبه رؤيتنا للقمر ليلة البدر فلماذا هنا سلمنا من التشبيه؟
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[12 - 03 - 10, 07:56 م]ـ
شكرا بارك الله فيك
لكن ما الفائدة بتشبيهه بصوت جر السلسة بالذات
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[12 - 03 - 10, 09:39 م]ـ
لا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسالون
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[12 - 03 - 10, 11:19 م]ـ
اخي المقدادي عندما نشبه شيء بشيء لا بد ان يكون قدر مشترك بينها يصح به التشبيه. اليس كذلك.
ـ[أم حنان]ــــــــ[12 - 03 - 10, 11:56 م]ـ
التشبيه يكون من وجه ولايستلزم أن يكون من كل وجه
وصوت السلسلة على صفوان يوصف بالقوة، فهل نقول ان الصفة المشبهة هنا هي قوة وعظمة الصوت؟
وهذه القوة والعظمة في الصوت هي التي جعلت الملائكة يصعقون؟
ـ[ابو اسحاق فيصل الاحمداني]ــــــــ[13 - 03 - 10, 02:38 ص]ـ
كلام الامام عبد الله السعد حفظه الله واضح بأنه صوت السماء وأرجوا ممن عنده اشكال أن يراجع الشرح الصوتي للشيخ عبد الله في شرحه لكتاب التوحيد لابن خزيمة
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[13 - 03 - 10, 01:41 م]ـ
كلام الشيخ عبد الله السعد - حفظه الله - يشبه كلام البيهقي وابن بطال الذين أولوا الصوت بأنه صوت السماء أو صوت أجنحة الملائكة ..
ودليله رواية واحدة عن ابن مسعود، ولو جمع باقي الروايات في الباب لرأى أن الحديث مرفوعا وموقوفا من أحاديث الصفات ..
ونقلنا نص الإمام أحمد بأنه لا يؤول ويمر كما جاء إذ إنه يجر الى نفي الصوت عن كلام الله تعالى ..
فمعتقد أهل السنة: أن الله يتكلم ولا يزال يتكلم إذا شاء وقتما شاء بصوت وحرف ..
وجمهور الأشعرية ينفون الصوت ..
أما أخونا الفاضل الذي يقول: ما زال التشبيه قائما!!
فقد نقلنا قول الأفاضل في أن التشبيه في السمع لا المسموع ..
يعني أن الله يتكلم بصوت مسموع كما يسمع صوت السلسلة على الصفوان ..
ولا يلزم منه تشبيه صوت كلام الله تعالى بصوت السلسلة إذ أن التشبيه وقع في سمع الخلق للصوت وليس تشبيه الصوت بالصوت ..
وقلنا مثاله: إنكم ترون ربكم كما ترون القمر .. فالمشبه به للخلق هو الرؤية وليس المرئي ..
والله أعلى وأعلم ..
ومن كان عنده الاشكال لا يزال قائما .. فلينتهج نهج الإمام أحمد في إمرار الحديث كما جاء ..
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[13 - 03 - 10, 04:02 م]ـ
بارك الله فيك اخي عادل وانشاء الله اذا لم يتبين لي الصواب في المسالة يكون امرار الحديث هو الاسلم لحالي.
لكن.
سماع الملائكة للصوت الكلام يشبه سماعهم لصوت السلسلة على الصفوان.
لماذا كان سماعهم لصوت الكلام يشبه سماعهم لصوت السلسلة بالذات.
الاشكال هو -
لوقلنا يشبهه لانه صوت مسموع كما ان صوت السلسلة صوت مسموع. لما حل الاشكال لانه ياتي معترض ويقول يصح تشبيه سماع صوت الكلام باي صوت مسموع. فالكل صوت مسموع.
لكن تخصيص التشبيه بصوت السلسلة بالذات يدل على ان التشبيه وقع على شيء زائد على مطلق السماع.
هذا خلاصة ما اشكل علي في المسالة ارجوا من الله عز وجل ان يوفقني للصواب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/167)
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[13 - 03 - 10, 05:48 م]ـ
هنا توضيح آخر ..
وهو أن الصوت المسموع ورد أن سماعه للملائكة فقط كما نص الحديث ..
وورد تشبيه سماعهم له كسماع صوت السلسلة على الصفوان ..
ولا شك أن صوت السلسلة على الصفوان مخلوق .. وصوت الباري ليس بمخلوق لأنه صفة من صفات الحق.
والملائكة بلا شك لهم قدرات أعلى من بني آدم .. ومع ذلك فصوت هذه السلسلة الذي هو مثل (عند الملائكة) لصوت كلام الله تعالى بالوحي وقد أزعج الملائكة جدا وأخافهم كما في قوله (فزع عن قلوبهم) ومع ذلك لم يعرفوا كنه كلام الحق تبارك وتعالى ..
فأفاد أن تشبيه السلسلة بصوت الحق إنما هو تشبيه سماع الملائكة من حيث القوة التي لا يستطيع تحملها من هم أشد خلق الله تعالى ..
فنفهم من هذا بوضوح: أن صوت السلسلة على الصفوان مُثَّل به على ما سمعته الملائكة من أثر عِظًم وقوة صوت الباري بالوحي .. والذي لم تحتمله الملائكة ولم تعرف كنهه، واحتمله جبريل عليه السلام إذ إن هذا من مهامه وهي أنه (رسول كريم - ذي قوة - عند ذي العرش - مكين) ولذلك عرفه جبريل ولم تتحمله الملائكة ..
فالحديث فيه:
- إثبات الصوت للباري.
- بيان واضح لعظمة وقوة صوت الباري بالوحي.
- ضعف الملائكة عن فهمه وسماعه على وجهه.
- معرفة جبريل بالوحي إذ إنه رسول مبلغ عن رب العالمين.
- سماع الملائكة لصوت الباري بالوحي يشبه عندهم في القوة والعظم صوت السلسلة على الصفوان ..
- وليس بالضرورة أن يكون صوت السلسلة على الصفوان هو عين صوت الباري بالوحي إذ إنه تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع العليم.
- أن وجه المشابهة من حيث سماع الملائكة وعدم تمييزهم لحقيقة صوت الباري بالوحي.
والنتيجة: نفي تشبيه صوت الباري بصوت السلسلة على الصفوان.
ومن أمثلة هذا: حديث الرؤية في الإسراء وقوله صلى الله عليه وسلم " نور أنى أراه " و " رأيت نورا ".
فإثبات النور لا يعني أن الله ذاته هو النور الذي رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وإنما هذا النور هو حجاب الباري كما في روايات أخرى ..
قال ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية (1/ 3):
سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللهّ تعالى يقول: معناه كان ثَمَّ نور وحال دون رؤيته نور، فأنى أراه ....
قال: ويدل عليه أن في بعض الألفاظ الصحيحة: هل رأيت ربك؟ فقال: رأيت نوراً ..
ويدل على صحة ما قال شيخنا في معنى حديث أبي ذر رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: حجابه النور، فهذا النور هو والله أعلم: النور المذكور في حديث أبي ذر رضي اللّه عنه: رأيت نوراً. الخ من ابن القيم.
وفي تفسير قوله تعالى " مَثَلُ نُورهِ كَمِشْكاة فيهَا مِصْباحٌ " قال أيضا:
الصحيح أنه يعود على الله سبحانه وتعالى، والمعنى: مثل نور اللّه سبحانه وتعالى في قلب عبده. الخ
فلم يضطرب أحد من السلف في أن هناك تشبيه بين قوله (مثل نوره) وبين نور الله الذي هو صفة من صفاته مع أن (النور) اسم من أسمائه تبارك وتعالى ..
فكذلك ها هنا لا يستلزم التشبيه بين ما سمعته الملائكة من صوت السلسلة على الصفوان بأنه صوت الحق تبارك وتعالى ..
والله أعلم .. وأستغفر الله من الخطأ والزلل ..
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا والقول على الله بلا علم ..
أستغفر الله أستغفر الله استغفر الله.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[13 - 03 - 10, 08:06 م]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم
- فأفاد أن تشبيه السلسلة بصوت الحق إنما هو تشبيه سماع الملائكة من حيث القوة التي لا يستطيع تحملها من هم أشد خلق الله تعالى .. -
هل يفهم من هذا ان التشبيه وقع من حيث قوة الصوت.
مع العلم ان الاخت الفاضلة اشارت الى هذا في المشاركة التي هي برقم 17
شكرا بارك الله فيكم.
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[14 - 03 - 10, 12:45 ص]ـ
لم أقل هذا تعيينا ..
وإنما قلت: من حيث القوة .. وهذا لا يعني أن التشبيه وقع بقوة السلسلة على الصفوان فقط ..
وحاصله:
أن الملائكة عند استماعهم لصوت الحق بالوحي فزعوا حتى لم يستطيعوا تمييز ما سمعوه وكأنهم .. لاحظ هذا جيدا - وكأنهم سمعوا صوت سلسلة على صفوان فيه الشدة والقوة وعلو الصوت وإزعاجه بالرنين ..
فالقضية تكمن في: كأنهم سمعوا صوت سلسلة على صفوان فأزعجهم حتى لم يعلموا ماذا قال ربنا عزوجل ..
فصوت السلسلة ليس هو صوت الحق تعالى عن ذلك.
إذ إن قولنا "كأنهم " تشبيه لحالة عدم استماعهم لكلام الحق تبارك وتعالى ..
ومن أدلة التغاير بين صوت الحق وبين صوت السلسلة ..
ما رواه البخاري في الصحيح - ووصله البيهقي - وفي خلق أفعال العباد ووصله الحافظ في تغليق التعليق:
عن ابن مسعود قال:
إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات شيئا، فإذا فُزِّع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أنه الحق، ونادوا ماذا قال ربكم قالوا الحق.
ففيه أنهم سمعوا شيئا مبهما لم يميزوه .. وهو صوت بدليل قوله: حتى سكن الصوت ..
ولم يعلم كنه هذا الصوت،، ولكنه في الحديث الآخر وصف سمعهم له كأنه جر سلسلة على صفوان ..
وهذا التشبيه هو لبيان حقيقة سماعهم وليس لبيان تشبيه صوت الحق بصوت السلسلة.
فالمسموع صوت لا ريب،، وهو ما يثبته أهل السنة ..
وصوت السلسلة هو تشبيه الحالة التي منعتهم من فهم كلمات الصوت.
والأشعرية يهربون من اثبات الصوت وينسبون المسموع لصوت السلسلة أو صوت السماء ..
والحق هو اثبات الصوت مع نفي التشبيه.
والعلم عند الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/168)
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[14 - 03 - 10, 01:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي عادل -
اما كون - صوت السلسلة ليس هو صوت الحق تعالى عن ذلك- فهذا امر بين واضح. وكذلك اثبات الكلام لله عز وجل بصوت لا بادلة اخرى لا اشكال في ذلك.
اما.
- هذا لا يعني أن التشبيه وقع بقوة السلسلة على الصفوان فقط .. الخ الكلام.
الذي افهمه من هذا ان هناك تشبيه بين صوت الكلام وصوت السلسلة من حيث القوة.
يعني كان سماعهم له قويا شديدا كسماعهم لصوت السلسلة على الصفوان قويا شديدا.
فهل فهمي لكلامك صحيحا بارك الله فيك وزادك من فضله ومنه.
ـ[أم حنان]ــــــــ[14 - 03 - 10, 11:14 ص]ـ
التشبيه يكون من وجه ولايستلزم أن يكون من كل وجه
وصوت السلسلة على صفوان يوصف بالقوة، فهل نقول ان الصفة المشبهة هنا هي قوة وعظمة الصوت؟
وهذه القوة والعظمة في الصوت هي التي جعلت الملائكة يصعقون؟
كون الصوت يكون فيه قوة مثل صوت سلسلة على صفوان لايلزم من ذلك تشابه في قوة الصوت
لأن صفات الله عزوجل لامثيل لها.
هذه فتوى للشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله:
قال أحد الشراح على كتاب التوحيد، عند قوله -صلى الله عليه وسلم-: كأنه سلسلة على صفوان قال: أي: كأن صوت الرب المسموع سلسلة على صفوان، فهل هذا الشرح صحيح. أرجو توضيح ذلك؟
هذا كأن الصوت مسموع، هذا هو ظاهر الحديث، كأنه يعني: كأن الصوت مسموع كجر السلسلة على الصفوان، ليس المراد التشبيه، يعني: المراد: التقريب أنه يعني: المراد القوة، كما أن السلسلة إذا ضرب بها الصخر يكون لها صوت قوي، فكذلك صوت الرب -جل وعلا-، والمراد التقريب، مثل قوله -عليه الصلاة والسلام-: إنكم ترون ربكم كما ترون القمر تشبيه للرؤية بالرؤية، وليس المراد تشبيه الله بالقمر، المراد التقريب، نعم، وأنه صوت قوي يشبه الصوت القوي، وليس المراد أن الصوت مثل الصوت، نعم؛ لأن الله لا يماثله أحد من خلقه.
http://shrajhi.com/?Cat=1&Fatawa=577
ـ[أم حنان]ــــــــ[14 - 03 - 10, 12:26 م]ـ
وهذه فتوى أخرى في الموضوع:
العنوان هل في هذا الحديث تشبيه الخالق بالمخلوق
المجيب راشد بن فهد آل حفيظ - رحمه الله -
القاضي بمحكمة الهدار العامة بمحافظة الأفلاج
التاريخ الثلاثاء 30 ربيع الثاني 1426 الموافق 07 يونيو 2005
السؤال
السلام عليكم.
قرأت كتاباً يروي فيه مؤلفه عن الإمام مالك، أنه قال: (من يصف أن لله يداً، ويشير إلى يده هو (برفعها لكي تُرى) فيجب أن تقطع يده، وكذلك من شبه بوجهه). فلماذا أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى عينيه وأذنه، عندما تلا قوله تعالى: "إنه هو السميع البصير"؟ وكذلك ما يحيرني هو: كيف قارن النبي -صلى الله عليه وسلم- كلام الله بجر السلاسل على الصخر، أليس في المثالين أعلاه تشبيه؟.
جزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إن من الإيمان بالله –تعالى- الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه، وبما وصفه به رسوله – صلى الله عليه وسلم- من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل، هذا هو منهج أهل السنة والجماعة في صفات الله –تعالى-، فهم يؤمنون بها إيماناً خالياً من هذه الأمور الأربعة، فالتحريف: تغيير اللفظ والمعنى، فتحريف المعنى هو تغييره بصرف اللفظ عن ظاهره بغير دليل، وهو نوع من التعطيل.
أما التعطيل: فهو إنكار ما أثبته الله –تعالى- لنفسه من الأسماء والصفات كلياً أو جزئياً، بتحريف أو بجحود، فهذا كله تعطيلٌ.
أما التكييف: فهو ذكر كيفية الصفة من صفات الله –تعالى- وهو محرم، وبدعة منكرة، وقول على الله بغير علم؛ لأن الله – سبحانه – وصف نفسه في كتابه بصفات، ولم يخبرنا بكيفيتها.
أما التمثيل: فهو تمثيل الله –سبحانه- بخلقه، في ذاته، أو في صفاته، والتمثيل ذكر مماثل للشيء.
وأهل السنة يتبرؤون منه ومن التحريف، والتعطيل، والتكييف، قال تعالى: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" [الشورى: 11]، فقوله: "ليس كمثله شيء" ردٌّ على الممثلة، وقوله: "وهو السميع البصير" ردٌ على المعطلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/169)
وقال تعالى: "هل تعلم له سميا" [مريم: 65]، أي مماثلاً، وقال تعالى: "ولم يكن له كفوا أحد" [الإخلاص: 4]، وقال تعالى: "فلا تجعلوا لله أنداداً" [البقرة: 22]، أي نظراء مماثلين، وقال تعالى: "فلا تضربوا لله الأمثال" [النحل: 74]، فإن قيل: إن هناك أحاديث قد تشتبه علينا، ونريد الجواب الشافي عنها:
أولاً: قوله صلى الله عليه وسلم: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته" أخرجه البخاري (7434)، ومسلم (633)، فالجواب عن ذلك من وجهين:
الأول: أنه لا يمكن أن يقع تعارض بين كلام الله –تعالى- وكلام رسوله –صلى الله عليه وسلم- الذي صح عنه أبداً؛ لأن الكل حق من عند الله- تعالى- لكن قد يقع التعارض في فهم البعض، لقلة العلم، أو لقصور الفهم، أو للتقصير في البحث والتعلم والتدبر، أو لسوء القصد والنية، وبناء على ذلك فيجب عليك عند الاشتباه أن ترد المشتبه إلى المحكم؛ حتى يبقى النص كله محكماً، وهذه طريق الراسخين في العلم، قال تعالى: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات ... " [آل عمران: 7]، وبهذا تسلم أمام الله.
الثاني: أن الحديث ليس فيه تشبيه للمرئي بالمرئي، وإنما فيه تشبيه للرؤية بالرؤية، أي ترون ربكم كرؤيتكم القمر ليلة البدر، ولهذا أعقبه بقوله: "لا تضامون في رؤيته" أو: "لا تضارون في رؤيته" أخرجه البخاري (7440).
ثانياً: قوله صلى الله عليه وسلم: " خلق الله آدم على صورته" أخرجه البخاري (6227)، ومسلم (2841)، والجواب عنه من ثلاثة وجوه:
الأول: - بما سبق-: أنه لا يمكن أن يتعارض هذا الحديث مع قوله تعالى: "ليس كمثله شيء"، فإن استطعت الجمع فافعل، وإلا فقل: إن الله خلق آدم على صورته، وأنه سبحانه ليس كمثله شيء، فأثبت الصورة بدون مماثلة.
الثاني: أنه لا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء أن يكون مماثلاً له من كل وجه، فقد قال صلى الله عليه وسلم-: " أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر" أخرجه البخاري (3246)، ومسلم (2834)، فهؤلاء البشر ليسوا على صورة القمر من كل وجه، بل على صورتهم، لكن في الوضاءة والحسن والجمال، وما أشبه ذلك على صورة القمر، لا من كل وجه.
الثالث: أن الإضافة في قوله: "على صورته" من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، فيعني خلقه على الصورة التي اختارها، واعتنى بها خلقاً، وتصويراً، فإضافة الله الصورة إليه من باب التشريف والتكريم.
ولا يعني ذلك نفي الصورة، فإنها ثابتة لله –تعالى- بأدلة كثيرة، وسيأتي بيان معناها، أي معنى الصورة التي تكون لله –تعالى- وتليق بجلاله وعظمته.
وهذا الوجه – أعني الوجه الثالث- صحيح، وله نظير، لكن الوجه الثاني أسلم منه؛ لأن لظاهر اللفظ مساغاً في اللغة، وإمكاناً في العقل، فالواجب حمل الكلام عليه، مع اعتقادنا الجازم أن الصورة لا يلزم منها مماثلة الصورة الأخرى، وحينئذ يكون الأسلم أن نحمله على ظاهره. فإن قيل: ما هي الصورة التي لله –تعالى- ويكون آدم عليها؟
فالجواب: أن الله –تعالى- له وجه يليق بجلاله وعظمته، وله عينان تليقان بجلاله وعظمته، وله يدان تليقان بجلاله وعظمته، لكن لا يلزم من أن تكون هذه الصفات مماثلة لصفات الآدمي، كما أن الزمرة الأولى من أهل الجنة تكون على صورة القمر، لكن بدون مماثلة، وهذا بالنسبة بين المخلوق والمخلوق، فكيف بالأمر إذا كان بين الخالق – سبحانه- وبين المخلوق الذي هو ليس بشيء بالنسبة إلى الخالق- سبحانه- "ليس كمثله شيء".
ثالثاً: قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خُضْعاناً لقوله: "كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك ... " أخرجه البخاري (7481)، وفي لفظ: "كالسلسلة على صفوان ينفذهم ذلك" أخرجه البخاري (4701)، وفي لفظ "إذا تكلم الله تعالى بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا .. " أخرجه أبو داود (4738).
ومعنى قوله: "كأنه" أي صوت القول في وقعه على قلوبهم، حين سماعه. وقوله: "صفوان" هو الحجر الأملس الصلب، والسلسلة عليه يكون لها صوت عظيم. والجواب عن ذلك بثلاثة وجوه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/170)
الأول: - كما سبق- أنه لا يمكن أن يقع تعارض بين كلام الله وكلام رسوله – صلى الله عليه وسلم-؛ لأن الكل حق من عند الله –تعالى- فإن استطعت الجمع فافعل، وإلا فرد المتشابه إلى المحكم؛ حتى يبقى النص كله محكماً، "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير".
الثاني: أن الحديث ليس فيه تشبيه لصوت الله –تعالى- بصوت السلسلة على صفوان، وإنما فيه تشبيه سماع الملائكة لصوت الله –تعالى- بسماع من يسمع سلسلة على صفوان. أو يقال: إن المراد تشبيه ما يحصل للملائكة من الفزع عندما يسمعون كلام الله –تعالى- بفزع من يسمع سلسلة على صفوان. إذاً ليس في الحديث تشبيه الصوت بالصوت، وإنما فيه تشبيه السماع بالسماع، والفزع بالفزع، والوقع بالوقع، ولذلك أعقبه بقوله: "ينفذهم ذلك" أي أن الصوت يبلغ منهم كل مبلغ. فإن أبى أحدٌ وأصر زاعماً أن في الحديث تشبيهاً للصوت بالصوت، قلنا: إن هذا لا يفهم من الحديث، لكن حتى وإن سلمنا بذلك، فلا يلزم منه أن يكون مماثلاً له من كل وجه، كما سبق وأن بيناه في حديث الزمرة الأولى من أهل الجنة؛ لأن الله – سبحانه- "ليس كمثله شيء" أبداً، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، وهذا هو الوجه الثالث.
رابعاً: أن الرسول – صلى الله عليه وسلم- قرأ قوله تعالى: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ... " إلى قوله تعالى: "إن الله كان سميعاً بصيراً"، فوضع إبهامه على أذنه اليمنى، والتي تليها على عينه، وأبو هريرة –رضي الله عنه- لما حدث به فعل ذلك. أخرجه أبو داود بسند صحيح (4728).
والجواب عن ذلك بوجهين:
الأول: - بما سبق-: أنه إذا اشتبه عليك مثل ذلك، ولم تستطع الجمع، فردّ المتشابه إلى المحكم، "ليس كمثله شيء"، واجزم أنه لا تعارض بين كلام الله، وكلام رسوله – صلى الله عليه وسلم-، وأنه إنما حصل لك الاشتباه لسبب من الأسباب المذكورة فيما سبق.
الثاني: أن الرسول – صلى الله عليه وسلم- فعل ذلك ليؤكد ثبوت هاتين الصفتين لله –سبحانه- على الوجه اللائق به، فهو إذاً تحقيق لهما، وإثبات لهما بالقول والفعل، وليس في الحديث ما يدل على التمثيل أبداً، لا من قريب ولا من بعيد، "ليس كمثله شيء".
خامساً: أنه قد ورد في حديث ابن عمر- رضي الله عنهما- كيف يحكى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "يأخذ الله – عز وجل- سماواته وأرضيه بيديه، فيقول: "أنا الله، ويقبض صلى الله عليه وسلم أصابعه ويبسطها- أنا الملك" أخرجه مسلم (2788).
ويجاب عنه بالوجهين السابقين، وأن المراد بفعل الرسول –صلى الله عليه وسلم- لذلك، هو تحقيق صفة اليدين لله تعالى، وإثباتها حقيقة على الوجه اللائق به، وأنه سبحانه يقبض بهما سماواته وأراضيه حقيقة، يوم القيامة، كما قال تعالى: "وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه" [الزمر: 67]، فإن قيل: هل يجوز لأحد أن يفعل كما فعل الرسول –صلى الله عليه وسلم- في الحديثين السابقين؟
فالجواب: أن هذا يختلف بحسب ما يترتب عليه، فإذا خشينا أن يتوهم أحد التمثيل فينبغي أن نكف عن ذلك كما لو كان أمامك عامة لا يفهمون الشيء على ما ينبغي، وعلى كل فلا حاجة إلى أن نفعل ذلك ما دمنا نعلم أن المقصود هو التحقيق، مما يعني أن ما فعله الرسول – صلى الله عليه وسلم- إنما هو مقصود لغيره، وحينئذ فلا حاجة إلى ذلك، ولكل مقام مقال.
المراجع:
(1) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.
(2) العقيدة الواسطية، لشيخ الإسلام ابن تيمية.
(3) شرح العقيدة الواسطية، للشيح محمد بن عثيمين.
(4) القول المفيد، للشيخ محمد بن عثيمين.
(5) فتح المجيد، للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ.
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[14 - 03 - 10, 12:39 م]ـ
هذا الحديث ليس باعجب من حديث (خلق الله ادم على صورته)
وحديث خلق الله على صورته ليس باعجب من اثبات باقي الصفات
يقول اديب اهل السنة ابن قتيبة في كتابة المفيد تاويل مختلف الحديث بعد حديث الصورة
قال أبو محمد والذي عندي والله تعالى أعلم أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن ونحن نؤمن بالجميع ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد ا. ه تاويل مختلف الحديث
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[23 - 03 - 10, 08:14 ص]ـ
كل الآراء متفقة على أن صوت الله ليس مماثلا لصوت جر السلسلة
فمن تحاشى الذهاب ‘إلى ما ذهب إليه شيخنا عبد الله السعد اضطروا لنوع من التأويل كما لا يخفى بجعل القوة هي وجه الشبه ونحو ذالك ولو سلمنا لما جاء عن إبن مسعود لكان أسلم قال: «إن الله إذا تكلم بالوحي سمع أهل السماوات للسماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا، فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل، فإذا جاءهم جبريل فزع عن قلوبهم قال: فيقولون: يا جبريل: ماذا قال ربك؟ قال: الحق» قال سلم: «فيقول الحق»، وقالا: «فينادون: الحق الحق»
فإن كان معتقد بن مسعود أنها للسماء فلماذا نتحرج منه
فالله عندما يتكلم تسمع الملائكة للسماء صلصلة كجر السلسلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/171)
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[23 - 03 - 10, 11:03 ص]ـ
يا أخي الكريم ..
اجمع كل روايات ابن مسعود ثم قيم .. وستجد أن غالب الرواية عنه كما هي عن جميع الرواة ..
وليس هناك ثمة تأويل .. فالتشبيه للسمع وليس للمسموع ..
وأولى لنا أن نأخذ بقول الإمام أحمد ها هنا .. إذ التأويل يكون بصرف اللفظ عن ظاهره فينسب الصوت للسماء أو لأجنحة الملائكة كما فعل البيهقي وابن بطال وغيرهما ..
فالحديث مساق لبيان أن الله يتكلم بصوت .. وهو مذهب أهل السنة.
فمن قال صوت الله كصوت السلسلة وقع في التشبيه.
ومن قال هو صوت السماء أو أجنحة الملائكة وقع في التعطيل ..
والجادة هي الاثبات بلا هذا أو هذا كما هو مذهب الإمام أحمد ..
شكر الله لك.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[28 - 05 - 10, 05:42 م]ـ
كون الصوت يكون فيه قوة مثل صوت سلسلة على صفوان لايلزم من ذلك تشابه في قوة الصوت
لأن صفات الله عزوجل لامثيل لها.
هذه فتوى للشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله:
قال أحد الشراح على كتاب التوحيد، عند قوله -صلى الله عليه وسلم-: كأنه سلسلة على صفوان قال: أي: كأن صوت الرب المسموع سلسلة على صفوان، فهل هذا الشرح صحيح. أرجو توضيح ذلك؟
هذا كأن الصوت مسموع، هذا هو ظاهر الحديث، كأنه يعني: كأن الصوت مسموع كجر السلسلة على الصفوان، ليس المراد التشبيه، يعني: المراد: التقريب أنه يعني: المراد القوة، كما أن السلسلة إذا ضرب بها الصخر يكون لها صوت قوي، فكذلك صوت الرب -جل وعلا-، والمراد التقريب، مثل قوله -عليه الصلاة والسلام-: إنكم ترون ربكم كما ترون القمر تشبيه للرؤية بالرؤية، وليس المراد تشبيه الله بالقمر، المراد التقريب، نعم، وأنه صوت قوي يشبه الصوت القوي، وليس المراد أن الصوت مثل الصوت، نعم؛ لأن الله لا يماثله أحد من خلقه.
http://shrajhi.com/?Cat=1&Fatawa=577
جزاك الله خيرا أختي
هذا ما جاء في نفسي عندما قرأت الأثر(62/172)
زعموا أن الإمام الذهبي قبوري متشدد!!
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[08 - 03 - 10, 02:05 ص]ـ
الإمام الذهبي قبوري متشدد!!
هكذا لفظ بها أحد الجهلة القبوريين الذين نبتلى بهم بين الحين والآخر ..
ففي معرض نقاش دار بيني وبين أحد القبوريين المتشددين ممن يتمسح بذكر بعض رجالات أهل السنة، وهم منه ومن أمثاله براء ..
دار هذا الحوار في مسألة أن دعاء الموتى من دون الله شرك:
قال القبوري: ذهبيكم المؤرخ أترضى حكمه؟
قلت: فيما قاله من حقٍ، نعم بلا ريب، وهو ليس بمعصوم ..
فقال القبوري: يعني أترضى حكمه أم لا؟
قلت: حكمه وحكم من هو أجل منه كابن تيمية وابن القيم يوزن بميزان الشرع، ولا ريب أنهم وأمثالهم بل ومن هم أجل منهم يخطئون ويقعون في بعض الأخطاء، ويتوهمون أشياء وهي ليست بصواب، لأنهم ليسوا بمعصومين ..
فنحن لا نقدس العلماء لدرجة أن نقول بعصمتهم كإخوانكم الشيعة ..
وعلى العموم: من ذكرت هم علماء من أهل السنة الكبار، وهم ممن رفعوا لواء أهل السنة والأثر ورفعوا رايته واستماتوا دونه، ونصحوا لخلق الله وجاهدوا في نصرة مذهب السلف حتى أتاهم اليقين ..
فنشهد لهم بذلك ونعذرهم فيما وقعوا فيه من أخطاء عامة – هينة - هي مغمورة في بحر فضائلهم لا ريب إن شاء الله تعالى لكثرة اشتغالهم بالتصنيف والدعوة إلى الله ..
ولكن أخبرني ما الذي تريده من شهادة الإمام الذهبي؟
هل ترى أنه قبوري مثلك يدعوا الأولياء والصالحين من دون الله؟
قال القبوري: إن كنت تسمينا قبوريين ونحن في الحقيقة إنما نحب العلماء والأولياء ونجلهم ونعرف من كراماتهم ما لا يعرفه السلفيون أمثالك، فنحن إذا قبوريين ونفتخر ..
وإن كنت قرأت للذهبي فاقرأ له سير الأولياء النبلاء وسترى أن مذهبنا هو عين مذهبه ..
قلت: من أين أتيت بهذا العنوان " سير الأولياء النبلاء "؟ وإنما هو " سير أعلام النبلاء؟
قال القبوري: يا سيدي النبلاء منهم العلماء والأولياء لا تغضب ..
قلت: لن أتجادل معك في مسميات وإن كان هذا ديدينكم تحرفون الكلم عن مواضعه ليسلم لكم ما تدعون ..
ولكن أخبرني ما هو عين مذهب الإمام الذهبي الذي تدعي أنه عين مذهبكم؟
قال القبوري: ألم تقرأ له كم مرة يذكر أن فلان من الأولياء له قبر عظيم يزار؟
وكم مرة يقول " وعلى قبره قبة عظيمة " ولم ينكر ذلك ولا مرة؟ وهذا هو عين مذهبنا ..
فإن كان لا يرى بأسا من عمل القباب على القبور فنحن على مذهب الذهبي ..
وألم تقرأ أنه نقل عن سيدي إبراهيم الحربي قوله عن سيدي معروف الكرخي رضي الله عنه: قبر معروف الترياق المجرب؟
وأنه لا ينكر دعاء الصالحين عند قبورهم بل أكده ونصره غير مرة ..
قلت: هذا الذي تقوله في حاجة إلى تحرير ومراجعة لكتابه سير النبلاء، وأنا عندي أن الإمام الذهبي على مذهب السلف في مثل هذه المسائل .. فإن ثبت كل ما تقول على الوجه الذي تأولته فهو ليس بمعصوم .. وهذا أولا ..
وثانيا: أن ما تدعيه من قولك: لا ينكر دعاء الصالحين عند قبورهم!! هذا كبير.
فإن أردت أنه لا ينكر الدعاء – لله – عند قبور الصالحين فهذا مسلم إن صح عنه، أما أنه يدعوا الصالحين المقبورين أنفسهم كأن يطلب من الشيخ أو الولي الميت عند قبره ما يطلب من الله تبارك وتعالى .. أو أن يقول مدد أو ما هو من هذا القبيل. فهذا شرك ظاهر عصم الله منه الذهبي وأمثاله من كبار العلماء السلفيين ..
وبيني وبينك كتابه السير فلنراجعه سويا ونتحاكم إلى ألفاظه بعينها ..
قال القبوري: هذا جميل، غدا أنت تحضر الكتاب وأقرأ عليك كلامه بعينه.
قلت: قل إن شاء الله.
قال القبوري بلفظه: إن شاء الله يا سيدي ما تزعلش!!
...............................
انتهى الحوار .. وأعوذ بالله من الجهل والغواية ..
وأعتذر للقراء الكرام عما في هذا الحوار القصير من أسلوب قد لا يستسيغه البعض ..
ولكن هكذا جرى وقد سجلته على الهاتف ونقلته بنصه إلا ما لابد منه من تعديل من أجل الكتابة والاختصار .. لكن هذا ما جرى بمعناه وقريب من لفظه.
بقي علي أن أبين لهذا القبوري خطأ فهمه فيما افتراه على الإمام الذهبي ..
وذلك قبل أن أذهب إليه تحضيرا للأمر ..
فركزت على مسائل:
المسألة الأولى: ذكره للقبور والمشاهد والقباب التي عليها وزيارتها ولم ينكر؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/173)
المسألة الثانية: ذكره لقول إبراهيم الحربي: قبر معروف الترياق المجرب؟
المسألة الثالثة: رأيه في الدعاء عند القبور ودعاء المقبور ذاته والفرق بينهما.
فأقول والله المستعان:
أما المسألة الأولى وهي: ذكره للقبور والمشاهد والقباب التي عليها وزيارتها ولم ينكر؟
فهذا في الحقيقة متواجد في كتابه السير، ومن أمثلته:
قال في سير أعلام النبلاء (ج 2 / ص 321) في ترجمة العباس رضي الله عنه:
وعلى قبره اليوم قبة عظيمة من بناء خلفاء آل العباس.
وفي سير أعلام النبلاء - (ج 3 / ص 136) في ترجمة أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه نقل عن الواقدي قوله: مات أبو أيوب سنة اثنتين وخمسين، وصلى عليه يزيد، ودفن بأصل حصن القسطنطينية. فلقد بلغني أن الروم يتعاهدون قبره، ويستسقون به. اهـ
ما جاء في ترجمة الإمام أبي عوانة من سير أعلام النبلاء (16/ 432) قول الذهبي: وقال غيره: بني على قبر أبي عوانة مشهد بإسفرايين يزار، وهو في داخل المدينة. اهـ
أما عن مقولة " قبره يزار " فكثيرة جدا ولم يتبعها بنقد أو تعليق ..
ولكن من قال أنه لم ينكر مطلقا؟
جاء في سير أعلام النبلاء (8/ 432) في ترجمة عبد الله بن لهيعة:
وقد ذكر روايته لحديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تجعلوها عليكم قبورا، كما اتخذت اليهود والنصارى في بيوتهم قبورا، وإن البيت ليتلى فيه القرآن فيتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجوم لأهل الأرض ". [صححه الألباني في الصحيحة 3112]
قال الإمام الذهبي: هذا حديث نظيف الإسناد، حسن المتن، فيه النهي عن الدفن في البيوت، وله شاهد من طريق آخر، وقد نهى عليه السلام أن يبنى على القبور، ولو اندفن الناس في بيوتهم، لصارت المقبرة والبيوت شيئا واحدا، والصلاة في المقبرة، فمنهي عنها نهي كراهية، أو نهي تحريم، وقد قال عليه السلام: " أفضل صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة " فناسب ذلك ألا تتخذ المساكن قبورا. اهـ
والشاهد قوله: وقد نهى عليه السلام أن يبنى على القبور .. وهو ظاهر.
وقال المعلق غلى السير في المنقول أعلاه من ترجمة أبي عوانة وأنه بني على قبره مشهد يزار ما نصه:
هو من صنيع العامة الذين لا علم عندهم، فإن ذلك من البدع المنهي عنها.
فقد أخرج مسلم في " صحيحه " (969) في الجنائز: باب الأمر بتسوية القبور، وأبو داود (3218) والنسائي: 4/ 89 88، والترمذي (1049) والحاكم: 1/ 369، والبيهقي: 4/ 3، وأحمد (741) (1061) من طريق أبي وائل، عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه " ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألا تدع تمثالا إلا طمسته، ولا قبرا مشرفا إلا سويته ".
قال الشوكاني في " نيل الأوطار " 4/ 95 في شرح هذا الحديث:
في هذا الحديث أن السنة أن القبر لا يرفع رفعا كبيرا، من غير فرق بين من كان فاضلا ومن كان غير فاضل، والظاهر أنه رفع القبور على القدر المأذون فيه محرم، وقد صرح بذلك أصحاب أحمد وجماعة من أصحاب الشافعي ومالك.
وقال الإمام محمد بن الحسن الشيباني في كتابه " الآثار " ص 45: أخبرنا أبو حنيفة، عن حماد عن إبراهيم قال: كان يقال: ارفعوا القبر حتى يعرف أنه قبر فلا يوطأ.
وقال محمد: وبه نأخذ، ولا نرى أن يزاد على ما خرج منه، ونكره أن يجصص أو يجعل عنده مسجد أو علم، وهو قول أبي حنيفة.
ومن رفع القبور الداخل تحت الحديث دخولا أوليا القبب والمشاهد المعمورة على القبور، وهو من اتخاذ القبور مساجد، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ولعن فاعله كما في الصحيح وكم كان لهذه المشاهد من مفاسد يبكي لها. اهـ
فبان من هذا أن الإمام الذهبي أنكر ذلك ولو في مكان واحد، وذكره هذه الأشياء على سبيل التأريخ والواقع وليس معنى نقله ذلك أنه مقر عليه ..
والله أعلم.
المسألة الثانية: ذكره لقول إبراهيم الحربي: قبر معروف الترياق المجرب؟
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (10/ 291 - 292) أثناء ترجمة العابد معروف الكرخي: وعن إبراهيم الحربي قال: قبر معروف الترياق المجرب. (1)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/174)
قال الإمام الذهبي: يريد إجابة دعاء المضطر عنده لان البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاء، كما أن الدعاء في السحر مرجو، ودبر المكتوبات، وفي المساجد، بل دعاء المضطر مجاب في أي مكان اتفق، اللهم إني مضطر إلى العفو، فاعف عني. اهـ
فالإمام الذهبي يبين أن المعنى إجابة الدعاء عند قبر معروف وليس دعاء معروف وطلب الحوائج منه ..
ولا يلزم من نقل الخبر لا سيما أخبار التراجم الإقرار بكل ما فيها .. وقد نقل هذا كثير من العلماء مثل ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة والخطيب في تاريخ بغداد وغيرهما ..
قال المعلق على سير النبلاء (ج 10 / ص 291):
(1) هذا الكلام لا يسلم لقائله، إذ كيف يكون قبر أحد من الأموات الصالحين ترياقا ودواءا للأحياء، وليس ثمة نص من كتاب الله يدل على خصوصية الدعاء عند قبر ما من القبور، ولم يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم، ولا سنه لأمته، ولا فعله أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولا استحسنه أحد من أئمة المسلمين الذين يقتدى بقولهم، بل ثبت النهي عن قصد قبور الأنبياء والصالحين لأجل الصلاة والدعاء عندها، فعن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زين العابدين الثقة الثبت، الفقيه أنه رأى رجلا يجئ إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فيدخل فيها فيدعو، فدعاه، فقال: ألا أحدثك بحديث سمعته من أبي عن جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: " لا تتخذوا قبري عيدا، ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي، فإن صلاتكم وتسليمكم تبلغني حيثما كنتم " أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 375، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم رقم (20)، ويقويه ما أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (6726) من طريق سهيل، عن الحسن بن علي قال: رأى قوما عند القبر، فنهاهم، وقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تتخذوا قبري عيدا ".
وأخرجه أبو داود (2042)، وأحمد 2/ 367 من طريق عبد الله بن نافع، عن ابن
أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم "، وهذا سند حسن.
وأخرج ابن أبي شيبة في " المصنف " 2/ 376 من طريق أبي معاوية عن الأعمش، عن المعرور بن سويد قال: خرجنا مع عمر في حجة حجها، فقرأ بنا في الفجر: (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) و (لإيلاف قريش)، فلما قضى حجه ورجع والناس يبتدرون، فقال: ما هذا؟ فقالوا: مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هكذا هلك أهل الكتاب، اتخذوا آثار أنبيائهم بيعا، من عرضت له منكم فيه الصلاة، فليصل، ومن لم تعرض له منكم فيه الصلاة، فلا يصل. وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وجاء في " مناسك الحج للامام النووي 69/ 2، وهو من محفوظات الظاهرية ما نصه: كره مالك رحمه الله لأهل المدينة كلما دخل أحدهم وخرج الوقوف بالقبر، قال: وإنما ذلك للغرباء، قال: ولا بأس لمن قدم من سفر، أو خرج إلى سفر أن يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فيصلي عليه ويدعو له ولأبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
قال الباجي: فرق مالك بين أهل المدينة والغرباء، لان الغرباء قصدوا ذلك، وأهل المدينة مقيمون بها.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد " فتأمل قول مالك: " يصلي عليه ويدعو له ولأبي بكر وعمر " فإن هذه هي الزيارة الشرعية للقبور أن نسلم على أصحابها وندعو لهم كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المخرج في صحيح مسلم (974) عن عائشة، و (975) عن بريدة. انتهى من المحقق.
وجاء في الفروع لابن مفلح (3/ 152): الاستعاذة لا تكون بمخلوق، قال إبراهيم الحربي: الدعاء عند قبر معروف الترياق المجرب.
وقال شيخنا (ابن تيمية): قصده للدعاء عنده رجاء الإجابة بدعة لا قربة باتفاق الأئمة، وقال أيضا: يحرم بلا نزاع بين الأئمة.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط (1/ 342):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/175)
فإن قيل قد نقل عن بعضهم أنه قال قبر معروف الترياق المجرب وروي عن معروف أنه أوصى ابن أخيه أن يدعو عند قبره وذكر أبو علي الخرقي في قصص من هجره أحمد أن بعض هؤلاء المهجورين كان يجيء إلى عند قبر أحمد ويتوخى الدعاء عنده وأظنه ذكر ذلك المروزي ونقل عن جماعات بأنهم دعوا عند قبور جماعات من الأنبياء والصالحين من أهل البيت وغيرهم فاستجيب لهم الدعاء وعلى هذا عمل كثير من الناس ..
وقد ذكر المتأخرون المصنفون في مناسك الحج إذا زار قبر النبي صلى الله عليه و سلم فإنه يدعو عنده ..
وذكر بعضهم أن من صلى عليه سبعين مرة عند قبره ودعا استجيب له ..
وذكر بعض الفقهاء في حجة من يجوز القراءة على القبر أنها بقعة يجوز السلام والذكر والدعاء عندها فجازت القراءة عندها كغيرها ..
وقد رأى بعضهم منامات في الدعاء عند قبر بعض الأشياخ وجرب أقوام استجابة الدعاء عند قبور معروفة كقبر الشيخ أبي الفرج الشيرازي المقدسي وغيره ..
وقد أدركنا في أزمامنا وما قاربها من ذي الفضل عند الناس علما وعملا من كان يتحرى الدعاء عندها والعكوف عليها وفيهم من كان بارعا في العلم وفيهم من له عند الناس كرامات فكيف يخالف هؤلاء ..
وإنما ذكرت هذا السؤال مع بعده عن طريق أهل العلم والدين لأنه غاية ما يتمسك به القبوريون.
قلنا الذي ذكرنا كراهته لم ينقل في استحبابه فيما علمناه شيء ثابت عن القرون الثلاثة التي أثنى عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث قال خير أمتي القرن الذي بعثت فيه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم مع شدة المقتضى عندهم لذلك لو كان فيه فضيلة فعدم أمرهم وفعلهم لذلك مع قوة المقتضى لو كان فيه فضل يوجب القطع بأن لا فضل فيه ..
وأما من بعد هؤلاء فأكثر ما يفرض أن الأمة اختلفت فصار كثير من العلماء والصديقين إلى فعل ذلك وصار بعضهم إلى النهي عن ذلك فإنه لا يمكن أن يقال اجتمعت الأمة على استحسان ذلك لوجهين:
أحدهما أن كثيرا من الأمة كره ذلك وأنكره قديما وحديثا.
الثاني أنه من الممتنع أن تتفق الأمة على استحسان فعل لو كان حسنا لفعله المتقدمون ولم يفعلوه فإن هذا من باب تناقض الاجماعات وهي لا تتناقض وإذا اختلف فيه المتأخرون فالفاصل بينهم هو الكتاب والسنة وإجماع المتقدمين نصا واستنباطا، فكيف وهذا والحمد لله لم ينقل هذا عن إمام معروف ولا عالم متبع بل المنقول في ذلك إما أن يكون كذبا على صاحبه مثل ما حكى بعضهم عن الشافعي رحمه الله أنه قال إذا نزلت بي شدة أجيء فأدعو عند قبر أبي حنيفة رحمه الله فأجاب أو كلاما هذا معناه وهذا كذب معلوم كذبه بالاضطرار عند من له أدنى معرفة بالنقل ..
فإن الشافعي لما قدم ببغداد لم يكن ببغداد قبر ينتاب للدعاء عنده البتة بل ولم يكن هذا على عهد االشافعي معروفا وقد رأى الشافعي بالحجاز واليمن والشام والعراق ومصر من قبور الأنبياء والصحابة والتابعين من كان أصحابها عنده وعند المسلمين أفضل من أبي حنيفة وأمثاله من العلماء فما باله لم يتوخ الدعاء إلا عند قبر أبي حنيفة ..
ثم أصحاب أبي حنيفة الذين أدركوه مثل أبي يوسف ومحمد وزفر والحسن وابن زياد وطبقتهم لم يكونوا يتحرون الدعاء لا عند قبر أبي حنيفة ولا غيره ..
ثم قد تقدم عن الشافعي ما هو ثابت في كتابه من كراهة تعظيم قبور الصالحين خشية الفتنة بها،
وإنما يضع مثل هذه الحكايات من يقل علمه ودينه
وإما أن يكون المنقول من هذه الحكايات عن مجهول لا يعرف ونحن لو روى لنا مثل هذه الحكايات المسيبة أحاديث عمن لا ينطق عن الهوى لما جاز التمسك بها حتى تثبت فكيف بالمنقول عن غيره ..
ومنها ما قد يكون صاحبه قاله أو فعله باجتهاد يخطئ فيه ويصيب أو قاله بقيود وشروط كثيرة على وجه لا محذور فيه فحرف النقل عنه كما أن النبي صلى الله عليه و سلم لما أذن في زيارة القبور بعد النهي عنها فهم المبطلون أن ذلك هو الزيارة التي يفعلونها من حجها للصلاة عندها والاستغاثة بها ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/176)
ثم سائر هذه الحجج دائر بين نقل لا يجوز إثبات الشرع به أو قياس لا يجور استحباب العبادات بمثله مع العلم بأن الرسول لم يشرعها وتركه لها مع قيام المقتضي للفعل بمنزلة فعله وإنما تثبت العبادات بمثل هذه الحكايات والمقاييس من غير نقل عن أبناء النصارى وأمثالهم وإنما المتبع عند علماء الإسلام في إثبات الأحكام هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسبيل السابقين أو الأولين ولا يجوز إثبات حكم شرعي بدون هذه الأصول الثلاثة نصا استنباطا بحال ..
والجواب عنها من وجهين مجمل ومفصل
أما المجمل فالنقض فإن اليهود والنصارى عندهم من الحكايات والقياسات من هذا النمط كثير بل المشركون الذين بعث اليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم كانوا يدعون عند أوثانهم فيستجاب لهم أحيانا كما قد يستجاب لهؤلاء أحيانا وفي وقتنا هذا عند النصارى من هذا طائفة
فإن كان هذا وحده دليلا على أن يرضى ذلك ويحبه فليطرد الدليل وذلك كفر متناقض
ثم إنك تجد كثيرا من هؤلاء الذين يستغيثون عند قبر أو غيره كل منهم قد اتخذ وثنا وأحسن الظن به وأساء الظن بآخر وكل منهم يزعم أن وثنه يستجاب عنده ولا يستجاب عند غيره فمن المحال إصابتهم جميعا وموافقة بعضهم دون بعض تحكم وترجع بلا مرجح والتدين بدينهم جميعا جمع بين الأضداد
فإن أكثر هؤلاء إنما يكون تأثرهم فيما يزعمون بقدر إقبالهم على وثنهم وانصرافهم عن غيره وموافقتهم جميعا فيما يثبتونه دون ما ينفونه بضعف التأثير على زعمهم فإن الواحد إذا أحسن للظن بالإجابة عند هذا وهذا لم يكن تأثره مثل تأثر من حسن الظن بواحد دون آخر وهذا كله من خصائص الأوثان
ثم قد استجيب لبلعم بن باعوراء في قوم موسى المؤمنين وسلبه الله الإيمان
والمشركون قد يستسقون فيسقون ويستنصرون فينصرون
وأما الجواب المفصل فنقول:
مدار هذه الشبهة على أصلين، منقول وهو ما يحكى من نقل هذا الدعاء عن بعض الأعيان، ومعقول وهو ما يعتقد من منفعته بالتجارب والأقيسة
فأما النقل في ذلك فإما كذب أو غلط وليس بحجة بل قد ذكرنا النقل عمن يقتدى به بخلاف ذلك
وأما المعقول فنقول عامة المذكور من المنافع كذب فإن هؤلاء الذين يتحرون الدعاء عند القبور وأمثالهم إنما يستجاب لهم في النادر ويدعو الرجل منهم ما شاء الله من دعوات فيستجاب له في واحدة ويدعو خلق كثير منهم فيستجاب للواحد بعد الواحد وأين هذا من الذين يتحرون الدعاء في أوقات .. الخ وكلامه كثير طيب.
المسألة الثالثة: رأيه في الدعاء عند القبور ودعاء المقبور ذاته والفرق بينهما.
تبين أنه يرى في دعاء المخلوق من دون الله شرك ..
ولكن رأيه في الدعاء عند قبور الصالحين ظاهر ينتصر له ..
قال في سير أعلام النبلاء - (ج 10 / ص 316)
عند ذكر حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى ".
معناه: لا تشد الرحال إلى مسجد، ابتغاء الأجر سوى المساجد الثلاثة، فإن لها فضلا خاصا، فمن قال: لم يدخل في النهي شد الرحل إلى زيادة قبر نبي أو ولي، وقف مع ظاهر النص، وأن الأمر بذلك والنهي خاص بالمساجد، ومن قال بقياس الأولى، قال: إذا كان أفضل بقاع الأرض مساجدها، والنهي ورد فيها، فما دونها في الفضل كقبور الأنبياء والصالحين، أولى بالنهي، أما من سار إلى زيارة قبر فاضل من غير شد رحل، فقربة بالإجماع بلا تردد، سوى ما شذ به الشعبي ونحوه، فكان بلغهم النهي عن زيارة القبور، وما عملوا بأنه نسخ ذلك، والله أعلم. اهـ
وقال في تاريخ الإسلام: في ترجمة سلطان بن محمود البعلبكي الزاهد:
وحكى الشيخ الصالح محمود بن سلطان أن أباه كانت تفتح له أبواب بعلبك بالليل. وقال لي: إذا كانت لك حاجة تعال إلى قبري واسأل الله فإنها تقضى.
قال الذهبي: فهذا ما وجدت من أخبار هذا الشيخ، وفي النفس شيء من ثبوت هذه الحكايات.
والدعاء عند القبور جائز لكن في المسجد أفضل، وفي السحر أفضل، ودبر الصلاة أفضل، والصلاة لا تجوز عند القبور الفاضلة.
وأما مضي الولي إلى مكة فممكن، لكن ذلك بلطيفته لا بهذا الجسد، فالذي أُسري به ليلاً إلى المسجد الأقصى هو سيد البشر، وذلك كان بجسده لا يشاركه في ذلك بشر إلا أن يشاء الله. اهـ
وقال سير أعلام النبلاء - (ج 11 / ص 143)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/177)
في ترجمة السيدة نفيسة ابنة أمير المؤمنين الحسن بن زيد بن الحسن بن علي رضي الله عنهما:
العلوية الحسنية، صاحبة المشهد الكبير المعمول بين مصر والقاهرة. اهـ
وقال أيضا في ترجمتها: ولجهلة المصريين فيها اعتقاد يتجاوز الوصف، ولا يجوز مما فيه من الشرك، ويسجدون لها، ويلتمسون منها المغفرة، وكان ذلك من دسائس دعاة العبيدية (1)
وقيل: كانت من الصالحات العوابد، والدعاء مستجاب عند قبرها، بل وعند قبور الأنبياء والصالحين (2)، وفي المساجد، وعرفة ومزدلفة، وفي السفر المباح، وفي الصلاة، وفي السحر، ومن الأبوين، ومن الغائب لأخيه، ومن المضطر، وعند قبور المعذبين، وفي كل وقت وحين، لقوله تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم).
ولا ينهى الداعي عن الدعاء في وقت إلا وقت الحاجة، وفي الجماع، وشبه ذلك.
ويتأكد الدعاء في جوف الليل، ودبر المكتوبات، وبعد الآذان. اهـ
وقد نقلنا ما يرد هذا الرأي من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ..
وأقول كما قال المعلق على سير أعلام النبلاء (ج 11 / ص 143):
(1) قال ابن كثير في " البداية " 10/ 262: وإلى الآن قد بالغ العامة في اعتقادهم فيها وفي غيرها كثيرا جدا، ولا سيما عوام مصر، فإنهم يطلقون فيها عبارات بشيعة مجازفة تؤدي إلى الكفر والشرك، وألفاظا ينبغي أن يعرفوا أنها لا تجوز، وربما نسبها بعضهم إلى زين العابدين وليست من سلالته، والذي ينبغي أن يعتقد فيها ما يليق بمثلها من النساء الصالحات، وأصل عبادة الأصنام من المغالاة في القبور وأصحابها، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتسوية القبور وطمسها، والمغالاة في البشر حرام، ومن زعم أنها تفك من الخشب، أو أنها تنفع أو تضر بغير مشيئة الله فهو مشرك، رحمها الله وأكرمها.
(2) لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم شئ في كون الدعاء مستجابا عند قبور الأنبياء والصالحين، والسلف الصالح لا يعرف عنهم أنهم كانوا يقصدون قبور الأنبياء والصالحين للدعاء عندهم، ويرى ابن الجزري في " الحصن الحصين " أن استجابة الدعاء عند قبور الأنبياء والصالحين ثبتت بالتجربة، وأقره عليه الشوكاني في " تحفة الذاكرين " ص 46 لكن قيده بشرط ألا تنشأ عن ذلك مفسدة وهي أن يعتقد في ذلك الميت ما لا يجوز اعتقاده كما يقع لكثير من المعتقدين في القبور، فإنهم قد يبلغون الغلو بأهلها إلى ما هو شرك بالله عزوجل فينادونهم مع الله، ويطلبون منهم ما لا يطلب إلا من الله عزوجل، وهذا معلوم من أحوال كثير من العاكفين على القبور خصوصا العامة الذين لا يفطنون لدقائق الشرك.
آخره والله أعلى وأعلم ..
ومن كان عنده زيادة علم فليأتنا به مذكرا ومعلما جزاه الله خيرا ..(62/178)
لمن هذا الكلام حول (الاسم والمسمى) من الحنابلة؟
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[08 - 03 - 10, 09:48 ص]ـ
أقول: جاء في مخطوطة بين يدي ناقصة الأول والآخر في فقه الحنابلة هذا الكلام في شرح البسملة.
فصل في الكلام على معنى الاسم
قال العلماء: الاسم هو المسمى عينه وذاته ونفسه، قال الله تعالى: ?إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى? [مريم: 7]، ثم نادى الاسم فقال: ?يا يحيى? [مريم: 12]، وقال: ?ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها? [يوسف: 40]، وأراد الأشخاص المعبودة دون الألفاظ [122/ب] التي وضعت للتعريف، وقد يراد بالاسم اللفظ الذي وضع لتعريف المسمى وتمييزه عن أمثاله وأشباهه، فإذا لم يعرف المسمى من بين الجنس الذي هو منه قصد اللفظ الذي خص به المسمى لأجل معرفته، كما أنك إذا رأيت شخصًا لا تعرفه، فإذا أردت معرفته فسألته عن اسمه: ما اسمك؟ فمقصودك حينئذ اللفظ الموضوع لتعريفه وتمييزه من بين الناس، فإذا أعلمك باسمه الذي هو اللفظ الموضوع ثم ناديته به لم يكن مقصودك إذن اللفظ، وإنما مقصودك الشخص عينه وذاته، والله أعلم.
فإذا قرأ العبد القرآن فابتدأ ببسم الله، فمعناه: قراءتي بالله، وكذلك إذ أكل فقال: بسم الله، فمعناه: أكلي بالله، وكذلك [123/أ] سائر الأفعال؛ قال رسول الله @ في دعائه لربه: «أنا بك»، وقال: «بك أمسي، وبك أصبح، وبك أحيا، وبك أموت»، وقال: «باسمك ربِّ وضعت جنبي وبك أرفعه»، وقال: «أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته» ()، وهذا مُخرَّجٌ في الصحيح.
وقال الله تعالى: ?سبح اسم ربك الأعلى? [الأعلى: 1]، و?تبارك اسم ربك? [الرحمن: 78]، والمعنى سبح ربك وتبارك ربك، ولكن ذكر الاسم لأجل العظمة؛ فاسم الله هو العظيم الأعظم، وهو الكريم الأكرم؛ العظيم الذي لا غاية لعظمته، المبارك الذي لا نهاية لبركته، ?هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو [123/ب] الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق الباري المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم? [الحشر: 22 - 24] وهو الاسم العظيم الذي يحصل به السعادات، وتنال به الخيرات والبركات، وهو الاسم العظيم الأعظم الذي به تدفع الشقاوات وتذهب به المضرات والمكروهات، وهو الاسم الأعظم الأكرم، ركن وحصن وملجأ، وأمن للخائفين، وأنس وسرور، وروح وريحان للمحبين الطائعين، فبهذا الاسم العظيمُ الأعظمُ العليُ الأعلى الكريمُ الأكرمُ تبارك وَهوَ المبارَكُ؛
الرجاء ممن يعرف شيئا حول صاحب هذا الكلام أو احتماليته يفيدني مشكورا مأجورا إن شاء الله.
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[08 - 03 - 10, 09:51 ص]ـ
الرجاء من الإشراف التكرم بوضع حرف النون لأن المراد هو السؤال بقولي: لمن. وشكرا(62/179)
كتب ومراجع عن أعمال القلوب
ـ[ريم بنت عبدالعزيز]ــــــــ[08 - 03 - 10, 10:35 ص]ـ
إخوتي الكرام
أريد تزويدي بعناوين كتب ورسائل عن أعمال القلوب: سواء كانت عن أعمال القلوب عامة, أو عن عمل من أعمال القلوب: كالتوكل, الخوف, الرجاء, الخشوع, الخشية ... الخ
عندي هذين الكتابين وأريد غيرهما:
-أعمال القلوب: حقيقتها وأحكامها عند أهل السنة والجماعة وعند مخالفيهم.
-التوكل على الله وعلاقته بالأسباب.
ولكم جزيل الشكر
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[09 - 03 - 10, 01:27 ص]ـ
- الإحياء بتخريج العراقي ومختصره للمقدسي
- مدارج السالكين ومختصره للعك .... ومؤلفات ابن القيم الأخرى
- الفلاكة والمفلوكون لأبي علي الدلجي
- مؤلفات ابن أبي الدنيا كلها
.........
ـ[أبوالقاسم محمد]ــــــــ[09 - 03 - 10, 04:18 ص]ـ
إضافة إلى ماتقدم
كتيب العبادات القلبية وأثرها في حياة المؤمنين للشيخ محمد موسى الشريف
ألبوم الإخلاص للشيخ خالد السبت 4 أشرطة
وله ألبوم في أعمال القلوب
وللشيخ محمد المنجد أيضاً -فيما أذكر- ألبوم في أعمال القلوب
كتيب تزكية النفس للشيخ عبدالعزيز العبداللطيف
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[09 - 03 - 10, 06:44 ص]ـ
نصيحة:
موسوعة فقه القلوب للشيخ إبراهيم التويجري
جمع عجيب لما يختص بالقلوب من كتب كثيرة جدا في 3 أو 4 مجلدات
ـ[بندر لنبهان]ــــــــ[09 - 03 - 10, 10:16 ص]ـ
رابط لعله يفيد.
http://www.heartsactions.com/ref/bh.htm
ـ[عبد المعين]ــــــــ[10 - 03 - 10, 12:24 م]ـ
الشيخ الدكتور خالد السبت قال في أحد دروسه
أنه على وشك إخراج كتاب يتحدث عن أعمال القلوب
وله سلسلة دروس في هذا الجانب تبلغ 32 درساً موجودة في موقعه
ـ[ابو اسحاق فيصل الاحمداني]ــــــــ[10 - 03 - 10, 02:59 م]ـ
كتاب الزهد للامام احمد بن حنبل رحمه الله
وكتاب تهذيب مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله
وكتب ابن أبي الدنيا رحمه الله
وكتاب الغنية للامام عبد القادر الجيلاني رحمه الله
ـ[عبدالرحمن الغامدي]ــــــــ[11 - 03 - 10, 01:56 ص]ـ
يوجد كتاب لصلاح الدين عبدالموجود ط. درا ابن الجوزي
وكتاب مختصر منهاج القاصدين له عدة طبعات منها ط. دار البيان تحقيق شعيب الارنؤوط
ويوجد دورة جيدة للشيخ طلال أبو النور
وكتب شيخ الإسلام فيها بعض المباحث الجيدة
وكتب ابن القيم وأغلب من كتب في اعمال القلوب في الغالب عالة على ابن القيم
وكتب سيدعفاني
وأشرطة الشيخ السبت والمنجد
واقصد البحر ودع القنوات وعليك بأصول الكتب التي يعتمد عليها المؤلفون وهي كتب الشيخان ابن القيم وابن تيمية
وانصح بأمر مهم ألا وهو الاعتناء بالقرآن والسنة فإنا في غفلة الله هو العليم بها عن هذا التدبر فالامر المهم هو التدبر والتأمل في أحوال النفس من خلال التركيز في أمور هذه الحياة والاستمرار في الطريق الإيماني والبعد عن أعباء هذه الحياة المادية القاتلة التي جعلت الناس في أسوء الاحوال في طريق العبودية
والله المستعان وهو المعين على كل الأمور
قال صلى الله عليه وسلم (استعن بالله ولا تعجز)
ـ[عبدالرحمن الغامدي]ــــــــ[11 - 03 - 10, 02:12 ص]ـ
دورة الشيخ طلال أبو النور
هذا الرابط
http://www.mediafire.com/?nr2j5m5mgdm
وقد أجاد الشيخ فيها وركز على أمر مهم ألا وهو الافتقار إلى الله
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[13 - 03 - 10, 10:31 م]ـ
عبودية القلب في القران الكريم رسالة ماجستير مجلدين
عبادة القلب د. عبدالرحمن المحمود
العبادات القلبية واثرها في حياة المؤمنين د. محمد حسن عقيل موسى
مرض القلوب وشفائهاعندابن تيمية وابن القيم د. سعود الصقري
القلب في القران وسلوك الانسان سيد محمدالشنقيطي
اعمال القلوب واثرها في الايمان د. محمد دوكوري محمد رسالة دكتوراه
اعمال القلوب عند ابن القيم وفاء العزيزي رسالة ماجستير
اعمال القلوب حقيقتها واحكامها عنداهل السنة والجماعه ومخالفيهم سهل بن رفاع العتيبي
ـ[أسامة طارق]ــــــــ[16 - 03 - 10, 05:01 ص]ـ
عبادة القلب د. عبدالرحمن المحمود
أين طبع هذا الكتاب؟
ـ[بكيل]ــــــــ[16 - 03 - 10, 12:47 م]ـ
وأيضا كتاب السلوك - ضمن مجموع الفتاوى لشيخ افسلام ابن تيمية - رحمه الله
ـ[ريم بنت عبدالعزيز]ــــــــ[19 - 03 - 10, 01:39 م]ـ
الأخوة الكرام: أشكركم جميعاً على المرور والإفادة.
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[22 - 03 - 10, 04:40 م]ـ
كتب الشيخ مجدي الهلالي مثل كيف نحب الله ونشتاق إليه(62/180)
إسلام صفية بنت حيي؟
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[08 - 03 - 10, 12:04 م]ـ
المشايخ الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من نصوص صريحة بإسلام صفية بنت حيي بن أخطب
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[10 - 03 - 10, 12:24 ص]ـ
عن عائشة أم المؤمنين انها قالت لرسول الله صلى الله عليه و سلم:يا رسول الله ان صفية بنت حيي قد حاضت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلها تحبسنا ألم تكن طافت معكن بالبيت قلن بلى قال فاخرجن.
قال ابن سعد في الطبقات: أخبرنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن صافية سمعها وهي تقول رأيت صفية بنت حيي صلت أربعا قبل خروج الإمام وصلت الجمعة مع الإمام ركعتين
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[10 - 03 - 10, 05:56 ص]ـ
بارك الله فيكم وحشركم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين(62/181)
من هو محمد بن سليمان الكردي
ـ[ماهر أبوعبد الله]ــــــــ[08 - 03 - 10, 03:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
إخواني،
من يفيدوني بمن هو محمد بن سليمان الكردي
فإنّي قرأت من بعض أهل الأهواء أنه من مشايخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله،
وقد قام هذا الكردي رحمه الله بالرد على تلميذه ويستدل المبتدعة بهذا على خطأ بن عبد الوهاب في ما ذهب إليه من الدعوة الإصلاحية،
فمن يفيدني في هذا البحث جزاكم الله خيرا
ويقولون أيضا أنّه ممن ردّ على بن عبد الوهاب رحمه الله:
أخوه سليمان بن عبد الوهاب فألف رسالتين:
الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية
و
فصل الخطاب في الرد على محمد عبد الوهاب
الرجاء من كل من لديه أيّ معلومة حول هذه الردود وأقوال العلماء فيهم أن يفيدنا.(62/182)
عقيدة الأئمة الأربعة في الأسماء والصفات
ـ[وراق لبنان]ــــــــ[08 - 03 - 10, 08:44 م]ـ
عقيدة الأئمة الأربعة في توحيد الأسماء والصفات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله سيد الأولين والآخرين، اللهم فصل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وعلى آلهم وصحبهم أجمعين صلاة وسلاما دائمين متلازمين أبد الآبدين آمين.
وبعد،
قد سألني بعض الأصدقاء حفظهم الله تعالى أن أعمل مختصراً في عقيدة الأئمة الأربعة رحمة الله عليهم ورضوانه، ليقرب على المتعلم درسه ويسهل على المبتدئ حفظه ويتبين بطلان قول كثير من أهل الزيغ والبدع - أخزاهم الله - الذين انتسبوا إلى بعض من الأئمة الأربعة كالماتريدية والأحباش وغيرهم، ونسبوا إليهم عقيدة التعطيل بالتأويل الباطل، وهذا فرية بلا مرية، ومن شك في ذلك، فليطالع "أصول البزدوي" و"مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" و"روح المعاني" و"الفقه الأبسط" و"شرح العقيدة الطحاوية" و"الجواهر المنفية في شرح وصية الإمام" و"ذم الكلام" و"الصفات" و"الشريعة" و"الأعتقاد" و"التمهيد" و"عقيدة السلف أصحاب الحديث" و"الفتح" و"ترتيب المدارك" و"آداب الشافعي" و"الحلية" و"السنن الكبرى" و"الأسماء والصفات" و"شرح السنة" و"إثبات صفة العلو" و"العلو" و"مختصر العلو" و"مجموع الفتاوى" و"الرسالة" و"الانتقاء" و"اللسان" و"ذم التأويل" و"الطبقات" و"اجتماع الجيوش الاسلامية" و"السير" و"كتاب المحنة" و"مناقب الشافعي" و"السنة" و"سير أعلام النبلاء" و"تهذيب التهذيب" و"مناقب الإمام" و"درء تعارض العقل والنقل" و"طبقات الحنابلة" وأخيراً "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" يظهر له أن زعمه موقع له في خسران، وإن ليس كل من انتسب إلى الإمام أبي حنيفة وبقية أئمة أهل السنة والجماعة - رضوان الله عليهم - يعدُّ موافقاً له في أصول الدين وفروعه، بل هناك من كبار المبتدعة من انتسب إلى الإمام أبي حنيفة، وأبو حنيفة بريء منهم كبراءة الذئب من دم يوسف، فبالمقارنة بين الإمام أبي حنيفة وأبي منصور الماتريدي والماتريدية يظهر إنَّهما مختلفان في المنهج متباعدان في التطبيق في كثير من مسائل الاعتقاد. فلم يكن الماتريدي والماتريدية على منهج الإمام أبي حنيفة في الاعتقاد وإن انتسبوا إليه في الفروع، وإنه ليس من منهج الإمام أبي حنيفة نوع من التشبيه أو التعطيل، وكذلك لا يوجد في كلام الإمام تفويض مطلق، بل الذي في كلام أبي حنيفة تفويضٌ مقيَّدٌ بنفي العلم بالكيفيَّة فقط لا المعنى، فقد أثبت الإمام جميع الصفات: ذاتيَّة كانت أو فعليَّةً بدون تأويلٍ، أو تحريفٍ، وظلَّ ملتزماً بمنهجه هذا أثناء التطبيق؛ فأبى أن يُؤوِّل اليد بالقدرة أو النعمة، والرضا بالثواب، والغضب بالعقاب. وكذلك يزعم الأحباش أنهم على مذهب الإمام الشافعي في الفقه والاعتقاد ولكنهم في الحقيقة أبعد ما يكونون عن مذهب الإمام الشافعي - رضي الله عنه، فهم يُأولون صفات الله تعالى بلا ضابط شرعي فيُأولون الاستواء بالاستيلاء كالمعتزلة والجهمية، والإمام الشافعي يثبت صفات الله بلا كيف ولا تعطيل، وهذا هو الصراط المستقيم في باب صفات الله إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل. فعقيدة الأئمة الأربعة: أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد - رضوان الله عليهم - اعتقاد واحدٌ في أصول الدين. وقد جمعت نصوص الأئمة الأربعة الواضحة في بيان عقيدتهم ليعرف القارئ الكريم أنهم متفقون في باب الاعتقاد. والحمد لله الذي يسَّر وأعان على إتمام هذا، فللَّهِ وحده الفضل والمنَّة.
إمام المسلمين أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه
هو النعمان بن ثابت بن زوطي, التيمي بالولاء. أبو حنيفة. فقيه العراق وإمام الحنفية وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة. ولد ونشأ بالكوفة, ولما شب تلقى الفقه على حماد بن أبي سليمان الأشعري وسمع كثيرا من علماء التابعين وروى عنهم كعطاء ابن أبي رباح ونافع مولى ابن عمر والشعبي والزهري وغيرهم. وروى عنه جماعة منهم ابنه حماد وزفر والهذيل ومحمد بن الحسن الشيباني وأبو يوسف القاضي وغيرهم. كان زاهدا ورعا, أراده يزيد بن هبيرة, أمير العراق, أيام مروان بن محمد أن يلي القضاء فأبى وأراده بعد ذلك المنصور العباسي على القضاء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/183)
فامتنع وقال: لن أصلح للقضاء, فحلف عليه المنصور ليفعلن, فحلف أبو حنيفة أنه لن يفعل, فحبسه المنصور إلى أن مات, وقيل إنه قتله بالسم وقيل إنه توفي وهو يصلي. كان واسع العلم في كل العلوم الإسلامية وهو الذي تجرد لفرض المسائل وتقدير وقوعها وفرض أحكامها بالقياس وفرع للفقه فروعاً زاد في فروعه, وقد تبع أبا حنيفة جل الفقهاء بعده ففرضوا المسائل وقدروا وقوعها ثم بينوا أحكامها. وكان أبو حنيفة يتشدد في قبول الحديث ويتحرى عنه وعن رجاله, فلا يقبل الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إذا رواه جماعة عن جماعة, أو إذا اتفق فقهاء الأمصار على العمل به. توفي في بغداد عن سبعين سنة. [الأعلام ج9 ص4، تاريخ بغداد ج13 ص323 - 378، وفيات الأعيان ج5 ص405، المسعودي ج3 ص304، البداية والنهاية ج10 ص107، تذكرة الحفاظ ج1ص168 العبر ج1 ص214، النجوم الزاهرة ج2 ص12، مروج الذهب ج3 ص304، المعارف ص495، دائرة المعارف الإسلامية: مادة أبو حنيفة]
عقيدة الإمام أبو حنيفة - رضي الله عنه - في التوحيد:
1) قال الإمام أبو حنيفة: لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف، وهو قول أهل السنة والجماعة، وهو يغضب ويرضى ولا يقال: غضبه عقوبته، ورضاه ثوابه. ونصفه كما وصف نفسه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، حي قادر سميع بصير عالم، يد الله فوق أيديهم، ليست كأيدي خلقه، ووجهه ليس كوجوه خلقه. [الفقه الأبسط ص56]
2) قال الإمام أبو حنيفة: وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن، فما ذكره الله تعالى في القرآن، من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف، ولا يقال: إن يده قدرته أو نعمته؛ لأن فيه إبطالَ الصفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال… [الفقه الأكبر ص302]
3) قال البزدوي: العلم نوعان علم التوحيد والصفات، وعلم الشرائع والأحكام. والأصل في النوع الأول هو التمسُّك بالكتاب والسُّنة ومجانبة الهوى والبدعة ولزوم طريق السنُّة والجماعة، وهو الذي عليه أدركنا مشايخنا وكان على ذلك سلفنا أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد وعامة أصحابهم. وقد صنف أبو حنيفة - رضي الله عنه - في ذلك كتاب الفقه الأكبر، وذكر فيه إثبات الصفات وإثبات تقدير الخير والشر من الله. [أصول البزدوي ص3، كشف الأسرار هن أصول البزدوي ج1 ص7، 8]
4) قال الإمام أبو حنيفة: لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء، بل يصفه بما وصف به نفسه، ولا يقول فيه برأيه شيئاً تبارك الله تعالى ربّ العالمين. [شرح العقيدة الطحاوية ج2 ص427 تحقيق د. التركي وجلاء العينين ص368]
5) سئل الإمام أبو حنيفة عن النزول الإلهي، فقال: ينزل بلا كيف. [عقيدة السلف أصحاب الحديث ص42، الأسماء والصفات للبيهقي ص456، وسكت عليه الكوثري، شرح الطحاوية ص245، شرح الفقه الأكبر للقاري ص60]
6) قال الملاَّ علي القاري بعد ذكره قول الإمام مالك: "الاستواء معلوم والكيف مجهول…": اختاره إمامنا الأعظم – أي أبو حنيفة – وكذا كل ما ورد من الآيات والأحاديث المتشابهات من ذكر اليد والعين والوجه ونحوها من الصفات. فمعاني الصفات كلها معلومة وأما كيفيتها فغير معقولة؛ إذْ تَعقُّل الكيف فرع العلم لكيفية الذات وكنهها. فإذا كان ذلك غير معلوم؛ فكيف يعقل لهم كيفية الصفات. والعصمة النَّافعة من هذا الباب أن يصف الله بما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل يثبت له الأسماء والصفات وينفي عنه مشابهة المخلوقات، فيكون إثباتك منزهاً عن التشبيه، ونفيك منزَّهاً عن التعطيل. فمن نفى حقيقة الاستواء فهو معطل ومن شبَّهه باستواء المخلوقات على المخلوق فهو مشبِّه، ومن قال استواء ليس كمثله شيء فهو الموحِّد المنزه. [مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج8 ص251]
7) قال الإمام أبو حنيفة: ولا يقال إن يده قدرته أو نعمته لأنَّ فيه إبطال صفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال. [الفقه الأكبر ص302]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/184)
8) قال الألوسي الحنفيُّ: أنت تعلم أن طريقة كثير من العلماء الأعلام وأساطين الإسلام الإمساك عن التأويل مطلقاً مع نفي التَّشبيه والتجسيم. منهم الإمام أبو حنيفة، والإمام مالك، والإمام أحمد، والإمام الشافعيَّ، ومحمد بن الحسن، وسعد بن معاذ المروزيُّ، وعبد الله بن المبارك، وأبو معاذ خالد بن سليمان صاحب سفيان الثوري، وإسحاق بن راهُويه، ومحمد بن إسماعيل البخاري، والترمذي، وأبو داود السجستاني .. [روح المعاني ج6 ص156]
9) قال الإمام أبو حنيفة: ولا يشبه شيئاً من الأشياء من خلقه، ولا يشبهه شيء من خلقه، لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته ... [الفقه الأكبر ص301]
10) قال الإمام أبو حنيفة: وصفاته بخلاف صفات المخلوقين يعلم لا كعلمنا، ويقدر لا كقدرتنا، ويرى لا كرؤيتنا، ويسمع لا كسمعنا، ويتكلَّم لا ككلامنا ... [الفقه الأكبر ص302]
11) قال الإمام أبو حنيفة: لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين. [الفقه الأبسط ص56]
12) قال الإمام أبو حنيفة: وصفاته الذاتية والفعلية: أما الذاتية فالحياة والقدرة والعلم والكلام والسمع والبصر والإرادة، وأما الفعلية فالتخليق والترزيق والإنشاء والإبداع والصنع وغير ذلك من صفات الفعل لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته. [الفقه الأكبر ص301]
13) قال الإمام أبو حنيفة: ولم يزل فاعلاً بفعله، والفعل صفة في الأزل، والفاعل هو الله تعالى، والفعل صفة في الأزل والمفعول مخلوق وفعل الله تعالى غير مخلوق. [الفقه الأكبر ص301]
14) قال الإمام أبو حنيفة: من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر، وكذا من قال إنه على العرش، ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض. [الفقه الأبسط ص49، مجموع الفتاوى لابن تيمية ج5 ص48، اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص139، العلو للذهبي ص101، 102، العلو لابن قدامة ص116، شرح الطحاوية لابن أبي العز ص301]
15) قال الإمام أبو حنيفة للمرأة التي سألته أين إلهك الذي تعبده؟ قال: إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض، فقال رجل: أرأيت قول الله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [سورة الحديد: الآية 4] قال: هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت غائب عنه. [الأسماء والصفات ص429]
16) قال الإمام أبو حنيفة: والقرآن غير مخلوق. [الفقه الأكبر ص301]
17) قال الإمام أبو حنيفة: ونقر بأن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق. [الجواهر المنفية في شرح وصية الإمام ص10]
18) قال الإمام أبو حنيفة: ونقر بأن الله تعالى على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة. [شرح الوصية ص10]
الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه
هو مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، ينتهي نسبه إلى ذي أصبح، وهي قبيلة من اليمن. أبو عبد الله. قدم أحد أجداده من اليمن إلى المدينة وسكنها، وكان جده أبو عامر من أصحاب رسول الله، شهد معه المغازي كلها ما عدا بدرا. هو أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه تنسب المالكية. أخذ العلم عن نافع مولى عبد الله بن عمر، وأخذه عن ابن شهاب الزهري، وأما شيخه في الفقه فهو ربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي. كان مالك إماما في الحديث، وكان مجلسه مجلس وقار وحلم، وكان رجلا مهيبا، ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط. حدث عنه كثير من الأئمة، منهم ابن المبارك والأوزاعي والليث بن سعد والشافعي. قال البخاري. أصح الأحاديث عن مالك عن نافع عن ابن عمر. كان يعتمد في فتياه على كتاب الله ثم على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما ثبت عنده منهما، وكان يعطي لما جرى عليه العمل في المدينة أهمية كبرى، ولا سيما عمل الأئمة وفي مقدمتهم الشيخان: أبو بكر وعمر. حمل إلى جعفر بن سليمان العباسي، والي المدينة فضربه سبعين سوطا لأنه أفتى بعدم لزوم طلاق المكره، وهي فتوى ذات وجه سياسي، لأنها تسري إلى أيمان البيعة التي أحدثوها، وكانو يكرهون الناس على الحلف بالطلاق عند المبايعة، فرأوا أن فتوى مالك تنقض البيعة وتهون الثورة عليهم. سئل مالك عن البغاة أيجوز قتالهم؟ فقال: يجوز قتالهم إن خرجوا على خليفة مثل عمر بن عبد العزيز، فقيل له: إن لم يكن مثله، قال: دعهم ينتقم الله من ظالم بظالم، ثم ينتقم من كليهما، فكانت هذه الفتوى سبب محنته. استند في إبطال يمين المكره على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: رفع عن أمتي الخطأ والنسيان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/185)
وما أكرهوا عليه. ولما بلغ الخليفة ما فعل والي المدينة بمالك أنكره وعزل جعفر بن سليمان عن المدينة وأمر أن يؤتى به إلى بغداد محمولا على قتب (أي على جمل). ثم لقي المنصور مالكا في موسم الحج سنة 163هـ واجتمع به في منى واعتذر إليه وطلب منه أن يدون علمه في كتاب يتجنب فيه شدائد عبد الله بن عمر ورخص عبد الله بن عباس وشواذ عبد الله بن مسعود، وأن يقصد إلى أواسط الأمور وما اجتمع عليه من الأئمة والصحابة، وأمر له بألف دينار وكسوة، فصنف مالك الموطأ وهو أول كتاب ظهر في الفقه الإسلامي. ومن كتبه (المدونة) وهي مجموعة رسائل من فقه مالك جمعها تلميذه أسد بن الفرات أقام مالك بالمدينة ولم يرحل منها إلى بلد آخر، وقد وجه إليه الرشيد ليأتيه فيحدثه، فقال: العلم يؤتى، فقصده الرشيد إلى منزله، وجلس بين يديه فحدثه. أكثر من رحل إليه المصريون والمغربيون من أهل أفريقية والأندلس، وهم الذين نشروا مذهبه في شمال أفريقية وفي الأندلس، ثم ظهر مذهبه في البصرة وبغداد وخراسان بواسطة فقهاء رحلوا إليه من تلك البلاد. توفي في المدينة عن 86 عاما ودفن بالبقيع. [الأعلام ج6 ص128، البداية والنهاية ج10 ص174، الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج2 ص178 - 180، تذكرة الحفاظ ج1 ص207، شذرات الذهب ج1 ص289، الفهرست ص 286، وفيات الأعيان ج4 ص135، المعارف ص 498]
عقيدة الإمام مالك بن أنس - رضي الله عنه - في التوحيد:
1) سئل مالك عن الكلام والتوحيد؛ فقال مالك: محال أن يُظنَّ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه علَّم أمَّته الاستنجاء، ولم يعلمهم التوحيد، والتوحيد ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله. فما عُصم به المال والدم حقيقة التوحيد. [ذم الكلام ق - 210]
2) عن وليد بن مسلم قال: سألت مالكاً، والثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات؛ فقالوا أمِرّوها كما جاءت. [الصفات للدارقطني ص75، الشريعة للآجري ص314، الأعتقاد للبيهقي ص118، التمهيد لابن عبد البر ج7 ص149]
3) قال ابن عبد البر: سئل مالك أيُرى الله يوم القيامة؟ فقال: نعم يقول الله عزَّ وجلَّ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [سورة القيامة: الآيتان 22، 23] وقال لقوم آخرين: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [سورة المطففين: الآية 15]. [الانتقاء ص36]
4) عن ابن نافع، وأشهب، وأحدهما قال: يزيد على الآخر: يا أبا عبد الله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [سورة القيامة: الآيتان 22، 23]، ينظرون إلى الله؟ قال: نعم بأعينهم هاتين؛ فقلت له: فإن قوماً يقولون: لا ينظر إلى الله، إنَّ {نَاظِرَةٌ} بمعنى منتظرة الثواب. قال: كذبوا بل ينظر إلى الله أما سمعت قول موسى عليه السلام: {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} [سورة الأعراف: الآية 143] أفترى موسى سأل ربه محالاً؟ فقال الله: {لَن تَرَانِي} [سورة الأعراف: الآية 143] أي في الدنيا لأنها دار فناء ولا ينظر ما يبقى بما يفنى فإذا صاروا إلى دار البقاء نظروا بما يبقى إلى ما يبقى وقال الله: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [سورة المطففين: الآية 15]. [ترتيب المدارك للقاضي عياض ج2 ص42]
5) عن جعفر بن عبد الله قال: كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله، {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه: الآية 5] كيف استوى؟ فما وجد - جاء في لسان العرب ج3 ص446: وجد عليه في الغضب يُجِدُ وجداً ومَوْجِدَة ووجداناً غضب، وفي حديث الإيمان، إني سائلك فلا تجد عليَّ أي لا تغضب من سؤالي - مالك من شيء ما وجد من مسألته، فنظر إلى الأرض، وجعل ينكت بعودٍ في يده علاه الرحضاء - يعني العرق - ثم رفع رأسه ورمى بالعود، وقال: الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج. [الحلية لابي نعيم ج6 ص325، عقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني ص17 - 18، التمهيد ج7 ص151، الأسماء والصفات للبيهقي ص407، قال الحافظ ابن حجر في الفتح ج13 ص406، 407: إسناده جيد. وصححه الذهبي في العلو ص103]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/186)
6) عن يحيى بن الربيع قال: كنت عند مالك ابن أنس، ودخل عليه رجل فقال: يا أبا عبد الله، ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق فاقتلوه. فقال: يا أبا عبد الله، إنما أحكي كلاماً سمعته. فقال: لم أسمعه من أحد، إنما سمعته منك، وعظَّم هذا القول. [الحلية لابي نعيم ج6 ص325، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج1 ص249، ترتيب المدارك للقاضي عياض ج2 ص44]
7) عن عبد الله بن نافع قال: كان مالك بن أنس يقول: من قال القرآن مخلوق، يوجع ضرباً، ويحبس حتى يتوب. [الانتقاء ص35]
8) عن عبد الله بن نافع قال: قال مالك: الله في السماء، وعلمه في كل مكان. [مسائل الإمام أحمد لأبي داود ص263، السنة لعبد الله بن أحمد ص11 (الطبعة القديمة)، التمهيد لابن عبد البر ج7 ص138]
الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه
هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب القرشي، بن عبد المطلب بن مناف. أبو عبد الله. موطن أبيه مكة خرج أبوه إلى غزة فولد له ابنه محمد، فعادت به أمه إلى مكة وهي يمانية من الأزد، وهو ابن سنتين بعد وفاة أبيه. استظهر القرآن في صباه، ثم خرج إلى قبيلة هذيل بالبادية، وكانوا من أفصح العرب، فحفظ كثيرا من أشعارهم، ثم عاد إلى مكة وقد أفاد فصاحة وأدبا. لزم مكة وقرأ على مسلم بن خالد الزنجي، وهو يومئذ شيخ الحرم المكي ومفتيه، حتى أذن له أن يفتي. ثم أتى الإمام مالكا في المدينة فقرأ عليه الموطأ فاكتسب فقها من مسلم وحديثا من مالك. رحل إلى اليمن وولي عملا لقاضيها مصعب بن عبد الله القرشي، وكانت اليمن مهدا لكثير من الشيعة، فاتهم بالتشيع، وكان الخليفة آنئذ هارون الرشيد، فحمل إليه، وهو في مدينة الرقة مع جماعة من المتهمين، وقد تعرض بهذه التهمة لخطر شديد، لولا لطف الله ثم شفاعة الحاجب الرشيد الفضل بن الربيع، فدافع عنه حتى أثبت براءته، وتكلم الشافعي أمام الرشيد فأعجب به وأمر بإطلاقه ووصله، وكان ذلك عام 184 هـ. انتهز الشافعي فرصة وجوده بالعراق فدخل بغداد واتصل بمحمد بن الحسن الشيباني، صاحب أبي حنيفة، فأنزله عنده وأخذ الشافعي عنه واطلع على كتب فقهاء العراق واكتسب من فقههم، فجمع بين طريقة الفقهاء وطريقة أهل الحديث وكانت له مناظرات مع محمد بن الحسن مملوءة بكتب الشافعي. عاد بعد ذلك إلى مكة وكانت محجة العلماء من سائر الأقاليم، فاستفاد وأفاد وناظر وأخذ عنه كثيرون، ثم رحل إلى بغداد سنة 195 هـ في خلافة الأمين، وأخذ عنه علماء العراق، وأملى هناك كتبه في مذهبه (العراقي أو القديم)، واجتمع بعلماء بغداد وأئمتها ومنهم الإمام أحمد بن حنبل، ثم عاد إلى مكة وقد انتشر ذكره في بغداد وانتحل طريقته كثير من علمائها. في سنة 198 هـ عاد إلى العراق في رحلته الثالثة إليه، ومكث في العراق قليلا وسافر منه إلى مصر، فنزل بالفسطاط ضيفا على عبد الله بن عبد الحكم، وكان من أصحاب مالك، وكانت طريقة مالك منتشرة بين المصريين، وفي مصر صنف كتاب (الأم) وهو من كتبه الجديدة التي أملاها مع كتابه (الرسالة) في الأصول. والشافعي هو أحد الأئمة الأربعة. وقد نشر مذهبه بنفسه بما قام به من رحلات، وهو الذي كتب كتبه بنفسه وأملاها على تلاميذه ولم يعرف هذا لغيره من كبار الأئمة. والشافعي شاعر مقل، قريب المعاني، سهل الأسلوب، نجد في بعض مقطوعاته روح الشاعر. هو أول من صنف في أصول الفقه وأول من قرر ناسخ الحديث من منسوخه. من تصانيفه: كتاب الأم، رسالة في أصول الفقه، سبيل النجاة، ديوان شعره وغير ذلك. توفي في مصر عن 54 سنة. [الأعلام ج6 ص249، تاريخ بغداد ج2 ص56 - 73، وفيات الأعيان ج4 ص163، تذكرة الحفاظ ج1 ص361، شذرات الذهب ج2 ص9، حسن المحاضرة ج1 ص303، البداية والنهاية ج10 ص251، العبر ج1 ص243، حلية الأولياء ج9 ص63، طبقات الشافعية ص 6، معجم الأدباء ج6 ص367، الفهرست ص294]
عقيدة الإمام ابن إدريس الشافعي - رضي الله عنه - في التوحيد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/187)
1) عن الربيع بن سليمان قال: قال الشافعي: من حلف باللهِ، أو باسم من أسمائه، فحنث؛ فعليه الكفارة. ومن حلف بشيء غير اللهِ، مثل أن يقول الرجل: والكعبة، وأبي، وكذا وكذا ما كان، فحنث؛ فلا كفارة عليه. ومثل ذلك قوله: لعمري .. لا كفارة عليه. ويمين بغير اللهِ فهي مكروهة، منهي عنها من قبل قول الرسول - صلى الله عليه وسلم: إن اللهَ عزَّ وجلَّ نهاكم أن تحلِفوا بأبائكم، فمن كان حالفاً فليحلِف بالله أو ليسكت. [مناقب الشافعي ج1 ص405] وعلل الشافعي ذلك بأن أسماء اللهِ غير مخلوقة؛ فمن حلف باسم اللهِ، فحنث؛ فعليه الكفارة. [آداب الشافعي لابن أبي حاتم ص193، الحلية لابي نعيم ج9 ص112، السنن الكبرى للبيهقي ج10 ص28، الأسماء والصفات للبيهقي ص255، 256، شرح السنة للبغوي ج1 ص188، والعلو للذهبي ص121، ومختصره للألباني ص77]
2) عن الشافعي أنه قال: القول في السنة التي أنا عليها، ورأيت أصحابنا عليها، أهل الحديث الذين رأيتهم، وأخذت عنهم مثل سفيان، ومالك، وغيرهما: الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن اللهَ تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وأن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا كيف شاء. [اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص165، إثبات صفة العلو ص124، مجموع الفتاوى ج4 ص181 - 183، والعلو للذهبي ص120، ومختصره للألباني ص176]
3) عن المزني قال: قلت إن كان أحد يخرج ما في ضميري، وما تعلَّق به خاطري من أمر التوحيد؛ فالشافعي، فصرت إليه وهو في مسجد مصر، فلما جثوت بين يديه، قلت: هجس في ضميري مسألة في التوحيد، فعلمت أن أحداً لا يعلم علمك، فما الذي عندك؟ فغضب ثم قال: أتدري أين أنت؟ قلت: نعم. قال: هذا الموضع الذي أغرق اللهُ فيه فرعون، أبلغك أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمر بالسؤال عن ذلك؟ قلت: لا، قال: هل تكلم فيه الصحابة؟ قلت: لا، قال: أتدري كم نجماً في السماء؟ قلت: لا، قال: فكوكب منها تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، ممَّ خُلِق؟ قلت: لا، قال: فشيءٌ تراه بعينك من الخلق لست تعرفه تتكلم في علم خالقه؟ ثم سألني عن مسألة في الوضوء فأخطأت فيها، ففرَّعها على أربعة أوجهٍ، فلم أصب في شيء منه، فقال: شيءٌ تحتاج إليه في اليوم خمس مرات؛ تدع عِلْمَهُ وتتكلف علم الخالق إذا هجس في ضميرك ذلك. فارجع إلى قول اللهِ تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ {163} إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ} [سورة البقرة: الآيتان 163، 164] فاستدل بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلف على ما لم يبلغه عقلك. [سير أعلام النبلاء ج10 ص31]
4) عن يونس بن عبد الأعلى، قال: سمعت الشافعي يقول: إذا سمعت الرجل يقول الاسم غير المُسمى، أو الشيء غير الشيء، فاشهد عليه بالزندقة. [الانتقاء ص79، مجموع الفتاوى ج6 ص187]
5) قال الشافعي في كتابه الرسالة: والحمد لله ... الذي هو كما وصف به نفسه، وفوق ما يصفه به خلقه. [الرسالة ص7، 8]
6) عن الشافعي أنه قال: نثبت هذه الصفات التي جاء بها القرآن، ووردت بها السنة، وننفي التشبيه عنه، كما نفى عن نفسه، فقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [سورة الشورى: الآية 11] [السير للذهبي ج20 ص341]
7) عن الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول في قول الله عزَّ وجلَّ: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [سورة المطففين: الآية 15] أعلمنا بذلك أن ثم قوماً غير محجوبين، ينظرون إليه، لا يضامون في رؤيته. [الانتقاء ص79]
8) عن الربيع بن سليمان قال: حضرت محمد ابن إدريس الشافعي، جاءته رقعة من الصعيد فيها: ما تقول في قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [سورة المطففين: الآية 15] قال الشافعي: فلما حجبوا هؤلاء في السخط؛ كان هذا دليلاً على أنه يرونه في الرضا. قال الربيع: قلت يا أبا عبد الله وبه تقول؟ قال: نعم به أدين اللهَ. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج2 ص506]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/188)
9) عن الجارودي قال: ذُكر عند الشافعي، إبراهيم بن إسماعيل بن عُلَيَّة [قال عنه الذهبي: جهمي هالك كان يناظر ويقول بخلق القرآن. ميزان الاعتدال ج1 ص20، وانظر ترجمته في لسان الميزان ج1 ص34، 35] فقال: أنا مخالف له في كل شيء، وفي قوله لا إله إلا الله، لست أقول كما يقول. أنا أقول: لا إله إلا الله الذي كلَّم موسى عليه السلام تكليماً من وراء حجاب، وذاك يقول لا إله إلا اللهُ الذي خلق كلاماً أسمعه موسى من وراء حجاب. [الانتقاء ص79، والقصة ذكرها الحافظ عن مناقب الشافعي للبيهقي، اللسان ج1 ص35]
10) عن الربيع بن سليمان، قال الشافعي: من قال القرآن مخلوق؛ فهو كافر. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج1 ص252]
11) عن أبي محمد الزبيري قال: قال رجل للشافعي، أخبرني عن القرآن خالق هو؟ قال الشافعي: اللهم لا، قال: فمخلوق؟ قال الشافعي: اللهم لا. قال: فغير مخلوق؟ قال الشافعي: اللهم نعم، قال: فما الدليل على أنه غير مخلوق؟ فرفع الشافعي رأسه وقال: تقر بأن القرآن كلام الله؟ قال: نعم. قال الشافعي: سبقت في هذه الكلمة، قال الله تعالى ذكره: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ} [سورة التوبة: الآية 6] {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} [سورة النساء: الآية 164] قال الشافعي: فتقر بأن الله كان، وكان كلامه؟ أو كان الله، ولم يكن كلامه؟ فقال الرجل: بل كان الله، وكان كلامه. قال: فتبسم الشافعي وقال: يا كوفيون إنكم لتأتوني بعظيم من القول إذا كنتم تقرُّون بأن الله كان قبل القبل، وكان كلامه. فمن أين لكم الكلام: إن الكلام اللهُ، أو سوى اللهِ، أو غير اللهِ، أو دون اللهِ؟ قال: فسكت الرجل وخرج. [مناقب الشافعي ج1 ص407، 408]
12) وفي جزء الاعتقاد المنسوب للشافعي - من رواية أبي طالب العُشاري - ما نصه قال: وقد سئل عن صفات الله عزَّ وجلَّ، وما ينبغي أن يؤمن به، فقال: للهِ تبارك وتعالى أسماء وصفات، جاء بها كتابه وخبَّر بها نبيه - صلى الله عليه وسلم - أمته، لا يسع أحداً من خلق الله عزَّ وجلَّ قامت لديه الحجَّة أن القرآن نزل به، وصحَّ عنده قول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما روى عنه، العدل خلافه، فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجَّة عليه، فهو كافر بالله عزَّ وجلَّ. فأما قبل ثبوت الحجة عليه من جهة الخبر؛ فمعذور بالجهل؛ لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل، ولا بالدراية والفكر. ونحو ذلك إخبار الله عزَّ وجلَّ أنه سميع وأن لد يدين بقوله عزَّ وجلَّ: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [سورة المائدة: الآية 64] وأن له يميناً بقوله عزَّ وجلَّ: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [سورة الزمر: الآية 67] وأن له وجهاً بقوله عزَّ وجلَّ: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [سورة القصص: الآية 88] وقوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [سورة الرحمن: الآية 27] وأن له قدماً بقوله - صلى الله عليه وسلم: "حتى يضع الرب عزَّ وجلَّ فيها قدَمه." يعني جهنم؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - للذي قُتِل في سبيل الله عزَّ وجلَّ أنه: "لقي الله عزَّ وجلَّ وهو يضحك إليه." وأنه يهبط كل ليلة إلى السماء الدنيا، بخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك، وأنه ليس بأعور لقوله النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ ذكر الدجال فقال: "إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور"، وأن المؤمنين يرون ربهم عزَّ وجلَّ يوم القيامة بأبصارهم كما يرون القمر ليلة البدر، وأن له إصبعاً بقوله - صلى الله عليه وسلم: "ما من قلب إلاَّ هو بين إصبعين من أصابع الرحمن عزَّ وجلَّ" وإن هذه المعاني التي وصف الله عزَّ وجلَّ بها نفسه، ووصفه بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تُدرَك حقيقتها تلك بالفكر والدراية، ولا يكفر بجهلها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه به، وإن كان الوارد بذلك خبراً يقول في الفهم مقام المشاهدة في السَّماع؛ وجبت الدينونة على سامعه بحقيقته والشهادة عليه، كما عاين وسمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم، ولكن نثبت هذه الصفات، وننفي التشبيه كما نفى ذلك عن نفسه تعالى ذكره فقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [سورة الشورى: الآية 11] ... آخر الاعتقاد. [ذم التأويل لابن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/189)
قدامة ص124، الطبقات لابن أبي يعلى ج1 ص283، اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص165، السير للذهبي ج10 ص79]
الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه
هو أحمد بن حنبل بن هلال الذهلي الشيباني المروزي البغدادي. أبو عبد الله. أصله من مرو ولد في بغداد وفيها تعلم. رحل إلى الكوفة و البصرة وإلى الشام والحجاز واليمن، وعني في هذه الأسفار بطلب الحديث، ثم عاد إلى بغداد. ولما قدم الشافعي إلى بغداد تفقه عليه، ثم اجتهد لنفسه. صاحب المذهب الحنبلي والإمام في الحديث والفقه. وقف وقفته المشهورة في المحنة بخلق القرآن، وتزعم الفريق الذي عارض هذه الفكرة واحتمل مع أصحابه كثيرا من الأذى والضرر، فقد أمر المعتصم بضربه بالسياط، فضرب حتى تمزق جسمه وحبس نحو ثمانية وعشرين شهراً وهو في العذاب، ثابت محتسب، فلما علموا أنه لا يجيب أطلقوا سراحه. في عهد الخليفة الواثق بالله منع من الفتيا وأمر أن يختفي، فلزم بيته حتى مات الواثق فارتفعت المحنة في عهد الخليفة المتوكل وتلاشت فكرة خلق القرآن وقد أظهر المتوكل إكرامه له، فاستدعاه إليه وأكرمه وأمر له بجائزة كبيرة فلم يقبلها، وخلع عليه خلعة سنية فاستحيا منه أحمد فلبسها إلى الموضع الذي كان نازلا فيه، ثم نزعها نزعاً عنيفاً وهو يبكي، وجعل المتوكل يرسل إليه في كل يوم من طعامه الخاص ويظن أنه يأكل منه، ولكنه كان صائماً طاوياً تلك الأيام حتى غادر سامراء وعاد إلى بغداد. سمع الحديث من أكابر المحدثين وشيوخ بغداد وروى عنه البخاري ومسلم وطبقتهما، وكان إمام أهل الحديث في عصره، وعداده في رجال الحديث أثبت منه في عداد الفقهاء. من تصانيفه: المسند ويحتوي على نيف وأربعين ألف حديث. كتاب طاعة الرسول. كتاب الناسخ والمنسوخ. كتاب العلل، كتاب الجرح والتعديل، وغير ذلك. توفي عن 77 سنة. [الأعلام ج1 ص192، تاريخ بغداد ج4 ص412، البداية والنهاية ج10 ص316، شذرات الذهب ج2 ص96، وفيات الأعيان ج1 ص63، العبر ج1 ص435، الفهرست ص320، دائرة المعارف الإسلامية: مادة ابن حنبل]
عقيدة الإمام أحمد بن حنبل - رضي الله عنه - في التوحيد:
1) إن الإمام أحمد سئل عن التوكل، فقال: قطع الاستشراف بالإياس من الخلق. [طبقات الحنابلة ج1 ص416]
2) قال الإمام أحمد: لم يزل الله عزَّ وجلَّ متكلماً، والقرآن كلام الله عزَّ وجلَّ، غير مخلوق، وعلى كل جهة، ولا يوصف الله بشيءٍ أكثر مما وصف به نفسه، عزَّ وجلَّ. [كتاب المحنة لحنبل ص68]
3) عن أبي بكر المروذي قال: سألت أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والرؤية والإسراء وقصة العرش فصححها، وقال: تلقتها الأمة بالقبول وتمر الأخبار كما جاءت. [مناقب الشافعي لابن أبي حاتم ص182]
4) قال عبد الله بن أحمد: إن أحمد قال: من زعم أن الله لا يتكلم فهو كافر، إلاَّ أننا نروي هذه الأحاديث كما جاءت. [طبقات الحنابلة ج1 ص56]
5) عن حنبل أنه سأل الإمام أحمد عن الرؤية فقال: أحاديث صحاح، نؤمن بها، ونقر، وكل ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بأسانيد جيدة نؤمن به ونقر. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج2 ص507، السنة ص71]
6) أورد ابن الجوزي في المناقب كتاب أحمد بن حنبل لمسدَّد وفيه: صفوا الله بما وصف به نفسه، وانفُوا عن الله ما نفاه عن نفسه ... [سير أعلام النبلاء ج10 ص591، تهذيب التهذيب ج10 ص107]
7) قال الإمام أحمد: وزعم - جهم بن صفوان - أن من وصف الله بشيءٍ مما وصف به نفسه في كتابه، أو حدَّث عنه رسوله كان كافراً وكان من المشبِّهة. [مناقب الإمام أحمد ص221]
8) قال الإمام أحمد: نحن نؤمن بأن الله على العرش، كيف شاء، وكما شاء، بلا حد، ولا صفة يبلغها واصف أو يحده أحد؛ فصفات اللهِ منه وله، وهو كما وصف نفسه، لا تدركه الأبصار. [درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية ج2 ص30]
9) قال الإمام أحمد: من زعم أن اللهَ لا يُرى في الآخرة فهو كافر مكذب بالقرآن. [طبقات الحنابلة ج1 ص59، 145]
10) عن عبد الله بن أحمد، قال: سألت أبي عن قوم يقولون: لما كلم اللهُ موسى، لم يتكلم بصوت فقال أبي: تكلم اللهُ بصوت، وهذه الأحاديث نرويها كما جاءت. [طبقات الحنابلة ج1 ص185]
11) عن عبدوس بن مالك العطار، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: ... والقرآن كلام اللهِ، وليس بمخلوق، ولا تضعف أن تقول ليس بمخلوق؛ فإن كلام اللهِ منه، وليس منه شيء مخلوق. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج1 ص157]
والله أسأل أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يوفقنا جميعاً لهدي كتابه والسير على سنَّة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه الشيخ أبو إبراهيم الرئيسي العماني. (18 من صفر 1423هـ)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[09 - 03 - 10, 02:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا
أرجو من الإشراف تكبير الخط لتسهيل القراءة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73399
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/190)
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[09 - 03 - 10, 07:42 م]ـ
مجهود طيب جزاك الله خيرا عليه ..
ولكن منعني من اتمامه كله صغر حجم الخط ..
فياليت أحد المشرفين يتولى تكبير الخط قليلا ..
شكر الله لكم.
ـ[أم البراء السلفية]ــــــــ[12 - 03 - 10, 04:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله تعالى عنا كل خير
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 02:06 م]ـ
رائع ماتع، رحم الله أئمة اهل السنة، رضوان الله عليهم،
يا ليت أحد الأخوة يتحفنا بذكر أسماء علماء أهل السنة الكبار الذين هم على مذهب أهل الحق في الأسماء و الصفات لرب العبيد جل ذكره و بالترتيب الزمني لو أمكن
ـ[فهد العنزي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 09:54 م]ـ
بارك الله فيك ,, جهد رائع ..
فجزاك الله خيرا.
ـ[عماد ابن عمر]ــــــــ[06 - 11 - 10, 10:53 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم(62/191)
سيرة الكوثري و كلامه في أهل العلم
ـ[وراق لبنان]ــــــــ[08 - 03 - 10, 08:51 م]ـ
سيرة الكوثري و كلامه في أهل العلم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله،بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وتركنا على البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك،أما بعد:
روى الخطيب البغدادي في كتابه (شرف أصحاب الحديث) رقم 153ـعن قتيبة بن سعيد أنه قال: إذا رأيت الرجل يحب أهل الحديث مثل يحيى بن سعيد القطان،وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه - وذكر عدة أئمة آخرين - فإنه على السنة، ومن خالف هذا فاعلم أنه مبتدع.
لقد ابتلي أهل الحديث في كل زمان بأناس متجهمين لا يرقبون في مؤمن إلاً ولاذمةً، ناصبوهم العداء لا لشيء إلا لأنهم عدول حملوا هذا العلم ونفوا عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. مما كشف عن سوء اعتقادهم وخبث نواياهم، فراحوا يكيلون لهم التهم فمرة يصفونهم (بالحشوية) وأخرى (بالمجسمة) إلى آخر تلك الألقاب التي ما تفوهوا بها إلا ليصدوا عامة الأمة عن أتباع الحديث وأهله. ومن زعماء تلك الطائفة المبتدعة ذاك المتعصب المسمى (محمد زاهد الكوثري) عامله الله بما يستحق، الذي أخذ على نفسه أن يحارب أهل الحديث وأعلام السنة والتوحيد ولولا ظهور بعض بعض المنتسبين إلى العلم الذين الذين بدأوا يروجون مذهبه وينشرون عقيدته، فغرروا عوام المسلمين بذلك لماوجدنا داعياً إلى كتابة هذه الوقفات مع كتبه المليئة بشتم أعلام الأمة بكلام تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم. ولكن واجب النصيحة يقتضي وجوب بيان حال الرجل، ومن كتبه نفسها، وكما قيل: (من فمك أدنيك) وسنترك الحكم للقارئ الكريم.
ترجمة موجزة للشيخ محمد زاهد الكوثري وموقف العلماء منه
هو الشيخ محمد زاهد بن حسن بن علي بن خضوع بن باي بن قانيت بن قنصو الجركسي الكوثري، نسبة لقرية الكواثرة بضفة نهر شبز القوقاز (الكوثري وتعليقاته: ص67). ولد في قرية الحاج حسن أفندي من أعمال دوزجة بشرقي القسطنطينية في (27 أو 28 شوال سنة 1296ه) وتلقى مبادئ العلوم من شيوخ دوزجة وغادرها إلى القسطنطينية فتفقه في جامع الفاتح (معجم المؤلفين: 3/ 302)، ولما أراد الإتحاديون أن يحجّموا أمر الدروس الدينية وينقصوا منها عارضهم الكوثري وحذر منهم وألب عليهم، فعمل الإتحاديون على إبعاده إلى معهد فرعي وسط الأناضول ثم عاد الأستانة فعين أستاذاً في جامعة إستنبول ثم صار وكيلاً للمشيخة الإسلامية (محمد زاهد…مقال في مجلة الأزهر: س66ج6ص876، ومعجم المؤلفين:3/ 302) ن ووكالة المشيخة هذه نسهبا لنفسه كثيراً ونسبها له كذلك أبو زهرة في "تقدمة المقالات" ص (22)، وعمر كحالة في "معجم المؤلفين" (3/ 302) وغيرهما , ونفى عنه هذا اللقب الشيخ عبد الرزاق حمزة في "المقابلة"ص (129) وقال: إن الشيخ مصطفى صبري (جعله وكيلاً للدرس في معهد سليمان الشرعي، وقد استغل الكوثري هذا وجعل نفسه وكيلاً للمشيخة والفرق بينهما كبير جداً)، وهذا هو الصواب فقد قال الشيخ مصطفى صبري في "موقف العلم " (3/ 393): (أنا الذي اخترت فضيلته في عهد مشيختي وكيلاً للدرس).
وقد جابه الكوثري العلمانية في تركيا لما ظهرت دعوتهم وصدر الأمر باعتقاله، فهاجر بدينه منتقلاً بين دمشق والقاهرة حتى استقر في القاهرة (معجم المؤلفين:3/ 302). وقد أكرم أهل دمشق مثواه وإقامته فترة طويلة وفيها نشرت أوائل الكتب التي علق عليها، واستمر السيد القدسي ينشر كتبه (المقابلة: ص 129)، وقد اضطر السيد حسام الدين القدسي إلى إيقافه عن التصحيح والتعليق لما وقف على خياناته وجناياته على أئمة الدين، وذكر في مقدمة الإنتقاء أن في بعض تعليقاته: (يحاول الارتجال في التاريخ تعصباً واجتراءً) (الكوثري وتعليقاته: ص47 - 57).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/192)
وهاجم الكوثري في مصر علماء عصره بدافع التعصب لمذهبه الحنفي ولآراء أبي حنيفة- والإمام أبو حنيفة من هذا التعصب براء-، وقسا الكوثري في رده على مخالفيه وصال وجال في نقض كل ما يخالف مذهبه واعتقاده، ومن هؤلاء المعاصرين الذين صال عليهم: شيخي الأزهر عبد المجيد سليم ومحمد مصطفى المراغي وشيخ المحدثين أحمد شاكر وغيرهم (الأزهر: س66ج6ص877)، واشتهر عنه ذلك التعصب حتى لقب ب (مجنون أبي حنيفة) (المقابلة: ص142).
وفي تعاليقه وتحقيقاته يضعف من أراد ويوثق من أراد دون ضوابط أو قيود، وربما ارتجل الكذب صرح بذلك العلامة الشيخ سليمان الصنيع رحمه الله حيث قال-بعد حكاية مجلس ضمهما-: (الذين يظهر لي أن الرجل يرتجل الكذب) (انظر هامش طليعة التنكيل: ص257)، وأخطأ في تراجم كثيرة ولعل ذلك منشئوه حكمه على الرواة كما استظهره الأستاذ ضيف الله المناصير في رسالته " جهود الكوثري في علوم الحديث" ص (204 - 205) وذكر أنه وقف على ما يزيد على (250) راوٍ أخطأ فيهم أو وهم، كما نبه على أغلاطه وأخطائه في تعليقاته على "ذيول التذكرة" العلامة الشيخ أحمد رافع الطهطاوي في " التنبيه والإيقاظ"، وللعلامة الشيخ محمد العربي التباني الجزائري مؤلف سماه "تنبيه الباحث السري إلى ما في رسائل وتعاليق الكوثري" تعقبه فيه (حيث تحامل على الأئمة وأتباعهم من غير الحنفية) (تحذير العبقري:1/ 9)، وممن بيَّن تحامله وكشف نقمه على أهل الحديث الشيخ أحمد بن الغمّاري في كتاب له سماه "بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري" وقال فيه ص (44) أن الأستاذ الكوثري (لم يشكر لغير الحنفية نعمة، ولم يرع لهم حرمة بل جعلهم غرضاً لطعنه)، يقول الشيخ الألباني: (لا يخفى أن التعصب المذهبي لم يحفل أحد به مثل الأستاذ زاهد الكوثري على الحقيقة منذ كتاب "التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل" لذهبي العصر العلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحي المعلمي رحمه الله.
وذكر المعلمي في "طليعته" ص (9) أن الكوثري-بتعصبه هذا- أساء جداً حتى إلى الإمام أبي حنيفة رحمه الله ورضي عنه. ومع تعصب الكوثري لمذهبه ومغالاته فقد كان فيه انحراف في المعتقد وعدول عن منهج السلف، وانحياز إلى مذهب الجعد والجهم، وميول إلى الاعتزال. يقول الشيخ بكر أبو زيد في "براءة أهل السنة" ص (6): أن الكوثري (اجتمعت فيه أمراض متنوعة: من التقليد الأصم، والتمشعر بغلو وجفاء، والتصوف السادر، والقبورية المكبَّة للمخلوق عن الخالق)، ولهذا يقول علامة الشام محمد بهجة البيطار في"الكوثري وتعليقاته" ص (92): (وجملة القول أن هذا الرجل لا يعتد بعقله ولا بنقله ولا بعلمه ولا بدينه، ومن يراجع تعليقاته يتحقق صدق ما قلناه فيه).
وأما اعتزاليته فقد كشفها الشيخ مصطفى صبري إذ حكى مناظرة دارت بينه وبين الكوثري في مسألة القدر أوردها في كتابه "موقف العلم" (3/ 392) ثم قال: (الآن أجده- يعني الكوثري- قدرياً صريحاً… فهو معتزل أي قدري)، ثم ذكر أن الكوثري عرَّض به وأساء في الرد والنقض، ولذلك يقول الدكتور محمد رجب البيومي في مجلة الأزهر (س66ج7ص1057) إن الكوثري (يتسرع في القسوة دون موجب… وما كان أحراه يجادل بالتي هي أحسن).
وقد حاول الدكتور رجب حفظه الله أن ينفي عن الكوثري تهمة التعصب وأنه باحث نزيه فيه بعض قسوة وصولة، وأتى على ذلك بشواهد لا تفي بالمقصود ولا تزيل عنه تلك التهمة، فهي لاصقة به ولا يمكن أن تنفك عنه وقد كتب ما كتب، كيف وعلماء عصره إلى يومنا هذا يشهدون بتعصبه ويقررون تحامله على أهل العلم وأئمة الدين، حتى أن مقال الدكتور رجب في ترجمته للكوثري ذكر جملاً فيها إشارات إلى تعصبه وتقليده الأعمى لمذهبه، ولا يتسع المجال هنا لبيان ذلك. وذكر الدكتور رجب- نقلاً عن الأستاذ أحمد خيري- أن للكوثري (51) مؤلفاً غير حواشيه التي كان يضعها على الكتب. وتوفي الكوثري سنة (1371ه) وقد زرع فتنة ما زال شررها يحرق وشظاها يلفح أقواماً ويضر بآخرين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/193)
وقد حذر العلامة المعلمي من هذه الفتن حين خاطب الكوثري في "التنكيل" ص (474) بقوله: (كان خيراً للأستاذ ولأصحابه ولنا وللمسلمين أن يطوي الثوب على غرة، ويقر الطير على مكناتها ويدع ما في "تاريخ بغداد " مدفوناً فيه، ويذر النزاع الضئيل بين مسلمي الهند مقصوراً عليهم … وقد جرني الغضب للسنة وأئمتها إلى طرف مما أكره، وأعوذ بالله من شر نفسي وسيء عملي {ربنا اغفر لنا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}) اه كلامه رحمه الله.
ومن أقوال هذا المشرك في الاستغاثة بغير الله: (لا بد لأهل السلوك والرشاد من التوسل والاستغاثة والاستمداد بأرواح الأجلة، والسادة الأمجاد، إذ هم المالك لأزمة الأمور في نيل ذلك المراد). اهـ
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
التحديث بما في كتابات الكوثري من عدوان على أهل الحديث
هذا كلام الكوثري في أهل العلم بما لا يليق أن ينسب إليهم، من كتابيه (المقالات وتأنيب الخطيب). و وقفتنا ستكون إن شاء الله تعالى مع كتابه"مقالات الكوثري" المملوء بالطعون على أهل الحديث وذلك على سبيل التمثيل لا الحصر. قوله في:
-الموافق ابن قدامة: فيكون اعترف في أول خطوة أن الحق بيد المعتزلة وهو لا يشعر فإذا كان حال الموقف هكذا فماذا يكون الحال من دونه؟ نسأل الله الصون. (المقالات ص75 - 85).
-ابن قتيبة: وقد هفا ابن قتيبة هفوة باردة في كتابه"الإختلاط في اللفظ" في تفلسفه بشأن اللفظ المسموع فرددنا عليه رداً واضحاً مكشوفاً. (المقالات ص60).
-الاصطخري ومن بعده عبد القادر بدران: وقد كذب من عزا أحمد بن حنبل أنه قال:"وكلم الله موسى تكليماً" من فيهِ وناوله التوراة من يده إلى يده. كما نقله عبد القادر بدران المسكين في كتابه "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل" رواية بطريق الاصطخري. (المقالات ص 60/ 61.
-الشوكاني: بل عدو الأئمة والأمة حقاً: هو من يسبح بحمد الشوكاني الذي يجاهر في تفسيره بإكفار أتباع هؤلاء الأئمة القادة. وقد قال بلديه عنه: المطلع على دخائله العلامة ابن حريوة الشهيد-بمؤامرة منه-في الغطمطم الزخار: "أنه يهودي مندسّ بين المسلمين لإفساد دينهم" وليس ذلك ببعيد". (المقالات ص368).
-ابن عدي: وكان ابن عدي على بعده عن الفقه النظر والعلوم طويل اللسان في أبي حنيفة وأصحابه. (الحاشية على تأنيب الخطيب).
-الساجي: واما الساجي فهو أبو يحي زكريا بن يحي الساجي البصري صاحب كتاب"العلل" وشيخ المتعصبين. كان وقاعاً ينفرد بمناكير عن مجاهيل وتجد في تاريخ بغداد نماذج من افتراءاته عن مجاهيل بأمور منكرة. ونضال الذهبي عنه من تجاهل العارف. (التأنيب ص82).
-العقلي: هو تلميذ العقلي (ابن الدخيل) العقلي هو أبو جعفر محمد بن عمرو-نسخة فريدة من كتابه" الضعفاء في الظاهرية"- يرحل اليهم لولا خبث لسانه (التأنيب ص94) الحاشية.
-المباركفوري: قال الكوثري: يبدي أنه حنفي ثم تحمل على كثير من مسائل المذهب بمعول جهل. وهذه خطة بعض الهنود من لا يجدون جرأة كافية على الظهور بمظهر أنهم لا مذهبيون-راجع شرحه في الأشعار ثم راجعها في شرح المصابيح لتعلم مبلغ تهوره. فهو جاهل أحمق متهور مجترئ أخرق يحتج به كثير من الحمقى من أهل البلد (التأنيب ص46).
- البخاري: ومن الغريب أن بعض من يعدونه من أمراء المؤمنين في الحديث يتبجح قائلاً أني لم أخرج في كتابي عمن لا يرى أن الأيمان قول وعمل يزيد أو ينقص مع أنه أخرج عن غلاة الخوارج. (التأنيب ص76).
وقد استوفى الكلام على ذلك أبو الحسن السبكي في كتابه "الإعتبار ببقاء الجنة والنار" وقد ألفه للرد على ابن تيمية حيث يقول بفناء النار بعد دخول أهلها فيها تابعه على ذلك صاحبه ابن القيم. ص109.
-ابن حبان: سماه الكوثري فيلسوف أهل الجرح التعديل. (التأنيب ص 132).
وزفر معروف بالحفظ والإتقان عند أهل العلم حتى إن مثل ابن حبان على انحرافه يعترف له بذلك في كتابه الثقات له (التأنيب ص 316).
-الذهبي- الدارمي: وثناء ابن السبكي على الدارمي المجسم ناشئ من تقليد الذهبي ونحوه من الحشوية. ص318
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/194)
وقد نقلنا في أواخر تكملة الرد على نونية ابن القيم" مبلغ قسوة ابن السبكي على شيخه في باب التجسيم مع أن الذهبي يسعى جهده في الإبتعاد عن النطق بما لم يرد في الكتاب والسنة في باب الصفات وان كان غالطاً في فهم ما ورد وهو أهون بكثير من الدرامي صاحب النقص. (المقالات ص 318/ 319)
-الحاكم: وأما صنيع الحاكم في مستدركه ... فإستدراك الموقوف وعده على شرط مسلم تخريف ... وتخليط الحاكم مشروح في لسان الميزان. (المقالات ص 344)
-الدرامي-عبد الله بن أحمد- ابن خزيمة: ولا أعتقد أن عاقلاً يطلع على الكتب الثلاثة وعلى ما فيها من المخازي. المشروحة في مقالاتنا السابقة دون أن ينبذهم نبذاً بمرة واحدة، يعني بالكتب الثلاثة- النقص الدارمي- والسنة لعبد الله بن أحمد- والتوحيد لابن خزيمة. ص346.
كتاب يسمى كتاب السنة وهو كتاب الزيغ. ص355
وعبد الله بن أحمد هذا قد ورث من أبيه مكانته في قلوب الرواة إلا أنه لم يتمكن من المضي على سيرة أبيه في عدم التدخل فيما لا يعنيه حتى ألف هذا الكتاب تحت ضغط تيار الحشوية بعد وفاة والده وأدخل فيه بكل أسف ما ينافي دين الله وينافي الإيمان بالله من وصف الله بما لا يجوز فضل به أصحابه. ص 355
ولا أظن بمسلم نشأ نشأة إسلامية أن يميل إلى تصديق مثل تلك الأساطير الوثنية. ص361.
وقال عن "إمام الأئمة ابن خزيمة": ولهذين الكتابَيْن - (أي: كتاب "النقض" وكتاب "السنَّة") - ثالثٌ في مجلَّدٍ ضخمٍ يُسمِّيه مؤلفُه ابن خزيمة "كتاب التوحيد" وهو عند محقِّقي هلِ العلم كتاب الشرك! وذلك لِما حواه من الآراء الوثنية!! ... أ. ه. (المقالات ص 361).
وقال عن "الإمام عبد الله بن الإمام أحمد " رحمهما الله: والآن نتحدث عن كتاب "السنَّة" هذا - (وهو لعبد الله بن أحمد في "العقيدة") - تحذيراً للمسلمين عمّا فيه مِن صنوفِ الزيغ، لاحتمالِ انخداع بعضِ أُناسٍ مِن العامَّةِ بسمعة والِدِ المؤلِّف، مع أنَّ الكفرَ كفرٌ كائناً مَن كان الناطق به. أ. ه (ص403).
قال الكوثري عن "الإمام الدارمي" رحمه الله: فيا تُرى هل يوجدُ في البسيطة من يَكْفُر هذا الكفرَ الأخرقَ سوى صاحبِ "النقض" - (أي: كتاب نَقْضِ الدارمي على بِشْرِ المرِّيسي إمام الضلالة) - ومتابعيه!. أ. ه (ص356).
-ابن كثير-الكثبي-ابن عبد الهادي: وأما أمثال ابن كثير والصلاح بن شاكر الكثبي والشمس بن عبد الهادي من الذين اتصلوا به (يعني ابن تيمية) وهم شباب حتى افتتنوا به وعزروا على ذلك فلا يوثق بهم في ترجمة الرجل. ص 375
ولكن الرازي هذا ليس حاله كما يريد أن يصوره الشمس بن عبد الهادي حيث حشر قول جميع من تكلم فيه واهل كلام من أثنى عليه وهذا أحد الثلاثة الذين اتصلوا بإبن تميمة وهم شباب فانخدعوا به فزاغوا يذكر الجرح ويغفل التعديل في الأدلة التي تساق ضد شذوذ شيخه. ض423.
وقد جرى عمل الأمة على التوسل والزيارة إلى أن إبتدع إنكار ذلك الحراني فرد أهل العلو كيده في نحره ودامت فتنته عند جاهلي بلاياه وقد غلط الألوسي وإبنه المتصرف في تفسيره بعض غلط ترده عليها تلك الأدلة وكانا مضطربين في مسائل من عدوى جيرانهما وبعض شيوخها وليس هذا بموضع بسط لذكر ذلك. (المقالات ص428).
-إبن أبي حاتم: لكن ابن أبي حاتم المسكين الذي يقال أنه كتب كاتب الشمال شيئاً عليه أفسده حرب بن اسماعيل السيرجاني في المعتقل حتى أصبح ينطوي على العداء لمتكلمي الحق ويقول: أن القول بأن نعطي القرآن مخلوق كفر ينقل قائله من الملة وقد ذكر في كتاب"الرد على الجهمية"ما يدل على ما أصيب به عقله. ص167.
ولو كشفنا الستار عما ينطوي ابن أبي حاتم عليه من الإعتقاد الردئ الحامل له على عداد أهل الحق لطال بنا الكلام. (التأنيب ص168)
-الأزهري (اللغوي الشهير): وكان المسكين على براعته في العربية وصيته الطيب في مبدأ أمره ساءت سمعته وأصبح أداة صماء بأيدي الحشوية في آخر عمره ومن مروياته (رأيت ربي في صورة شاب أمرد جعد قطط ... ) تعالى الله عنه. ومن دافع عنه لا بد وأن يكون جاهلاً بحاله أو زائغاً نسأل الله السلامة ولو ثبت تلك الكلمة عنه لوجوب تعزيره على هذا السفه الذي يأبى السوقة أن يفوهوا بمثله. (التأنيب ص189).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/195)
-أبو بكر المرذوي: وأبو بكر بن الحجاج المروذي هو صاحب الدعوة إلى أن المراد بالمقام المحمود هو اقعاد الرسول صلى الله عليه وسلم على العرش في جنبه تعالى، تعالى الله عما يقول المجسمة علواً كبيراً وفتنة صاحبه البربهاري حول هذه الإسطورة معروفة في كتب التاريخ. (التأنيب ص205)
-أحمد بن حنبل: وليس بقليل من لم يرضى تدوين أقوال أحمد في عداد أقوال الفقهاء بإعتبار أنه محدث غير فقيه وأنى لغير الفقيه ابداء رأي متزن في فقه الفقهاء؟ (التأنيب ص206).
-وعثمان بن أبي شيبة: والظاهر أن ابن أبي شيبة شيخه هو محمد بن عثمان المجسم الكذاب. (التأنيب ص215)
-ابن بطة العكبري: وهو ابن بطة صاحب الأمانة كان من اجلاء الحشوية له مقام عندهم إلا أنه لا يساوي فلساً. (التأنيب ص216).
-الدارقطني: وهو الأعمى بين عور حيث ضل في المعتقد وتابع الهوى في الكلام على الأحاديث. (التأنيب ص244).
-ابن حجر العسقلاني: وابن شيبة هذا جهله ابن حجر فيما جهل مع أنه معروف عند الحافظ عبد القادر القرشي. وابن دقماق المؤرخ. والتقي المقيزي، والبدر العيني، والشمس بن طولون الحافظ فنعد صنيع ابن حجر هذا من تجاهلاته المعروفة-لحاجة في النفس-وقانا الله من اتباع الهوى. (التأنيب ص7)
-الخطيب البغدادي: وفي تاريخه أنباء كاذبة وأحاديث باطلة جزماً فمن المجازفة البالغة حد الشناعة تدوين بعضهم رؤيا مؤداها: أن النبي صلى الله عليه وسلم حضر مجلس اقراء الخطيب لتاريخه. وهذه الطريقة تدجيل في ترويج ما فيه من الأباطيل المكشوفة. وراوي تلك الرؤيا من حملة رواة حال الخطيب مع الصبي الذي كان يتغزل فيه نعوذ بالله من الخذلان. وهذا القدر كاف في الإلمام بحال الخطيب في الأمانة والديانة. (التأنيب ص20).
-الدرامي: وعثمان بن سعيد في السند فهو صاحب النقص مجسم مكشوف الأمر يعادي ائمة التتريه ويصرح بإثبات القيام والعقود والحركة والنقل والإستقرار المكاني والحد ونحوه ذلك له تعالى ومثله يكون جاهلاً بالله بعيداً إن أن تقبل روايته. (التأنيب ص 26)
-أبو نعيم الأصبهاني: لكن أبا نعيم يستبيح الإساءة بدل هذا الإحسان. ويذكر الخبر الكاذب. وهو يعلم أنه كذب ويعلم أيضاً ما يترتب على ذلك من اغترار جهلة أهل مذهبه بذكره الخبر المذكور وسعيهم في الفتنة سعي الموتور في الثأر.نسأل الله الصون. ومن المعروف أن عادة أبي نعيم سوق الأخبار الكاذبة بأسانيده بدون تنبيه على كذبها. وهو أيضاً ممن يسوق بإجازة فقط مع ما سمعه في سياق واحد ويقول في الإثنين حدثنا. وهذا تخليط فاحش. وليس جرح ابن منده فيه مما يتغاضى عنه بهوى الذهبي. (التأنيب ص28).
-ابن القيم الجوزية: قال الكوثري - قاتله الله - واصفاً "ابن القيم" رحمه الله بـ: "الكفر"، "الزندقة"، "ضال مضل"، "زائغ"، "مبتدع"، "وقح"، "كذاب"، "بليد"، "خارجي"، "تيس"، "حمار"، "ملعون"، "من إخوان اليهود والنصارى"، "منحل من الدين والعقل" ... الخ. أ. ه (ص22، 24، 28 ... ).
يتبع بمواضيع أخرى عنه ... موقفه من عقيدة السلف ....... موقفه من الجعد بن درهم والجهم بن صفان إمامي المعطلة ويعتبرهم مرجعه؟؟؟!!! وهناك المزيد. اللهم أرنا الحق حقاً ورزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
أقوال العلماء في الكوثري
قال الشيخ عبد الرحمن المعلِّمي اليماني رحمه الله: فرأيتُ الأستاذ- (أي: الكوثري) - تعدَّى ما يوافقه عليه أهلُ العلمِ من توقيِر أبي حنيفة وحسنِ الذبِّ عنه إلى ما لا يرضاه عالم متثبِّتٌ من المغالطات المضادَّة للأمانة العلميَّة، ومِن التخليط في القواعد، والطعنِ في أئمَّة السنَّةِ ونقَلَتِها حتى تناول بعضَ أفاضل الصحابة والتابعين والأئمَّة الثلاثة مالكاً والشافعيَّ وأحمد وأضرابَهم وكبارَ أئمَّةِ الحديث وثقات نَقَلَتِه، والردِّ لأحاديث صحيحةٍ ثابتةٍ، والعيبِ للعقيدة السلفية، فأساء في ذلك جدّاً، حتى إلى الإمام أبي حنيفةَ نفسِه ... أ. ه . "طليعة التنكيل" (ص17)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/196)
وقال الشيخ الألباني حفظه الله: فإني أقدِّم اليومَ إلى القرَّاء الكرام كتابَ "التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل" تأليف العلامة المحقق الشيخ عبد الرحمن بن يحيى بن علي اليماني رحمه الله تعالى. بيَّن فيه بالأدلَّةِ القاطعةِ والبراهينِ الساطعةِ تجنِّي الأستاذ الكوثري على أئمة الحديث ورواته، ورميَهُ إيَّاهم بالتجسيمِ والتشبيهِ، وطعنَه عليهم بالهوى والعصبية المذهبية، حتى لقد تجاوز طعنُه إلى بعض الصحابة، مصرِّحاً بأنَّ أبا حنيفة رحمه الله رغب عن أحاديثهم، وأنَّ قياسَه مقدَّمٌ عليها! فضلاً عن غمزه بفضل الأئمَّةِ وعلمِهم، "فمالكٌ" -مثلاً- عنده ليس عربيَّ النسبِ، بل مولى! والشافعيُّ كذلك، بل هو عنده غيرُ فصيحٍ في لغته ولا متينٍ في فقهِه، والإمامُ أحمد غيرُ فقيهٍ عنده، وابنُه عبد الله مجسِّمٌ، ومثلُه ابن خزيمة وعثمان بن سعيد الدارمي وابن أبي حاتم وغيرهم. والإمامُ الدارقطني عنده أعمى ضالٌّ في المعتقد، متَّبعٌ للهوى، و"الحاكم " شيعيٌّ مختلطٌ اختلاطاً فاحشاً، وهكذا لم يَسْلَم مِن طعنه حتى مثل الحميدي وصالح بن محمد الحافظ، وأبي زرعة وابن عدي وابن أبي داود والذهبي وغيرهم.
ثم هو إلى طعنه هذا يضعِّف الثقات من الحفَّاظ والرواة، وينصب العداوةَ بينهم وبين أبي حنيفة لمجرَّد روايتِهم عنه بعضَ الكلمات التي لا تروق لعصبيَّة الكوثري وجموده المذهبي، وهو في سبيلِ ذلك لا يتورَّع أنْ يعتَمِد على مثل "ابن النديم الورّاق" وغيره ممَّن لا يُعتدُّ بعلمه في هذا الشأن، وهو على النقيض من ذلك يوثِّقُ الضعفاءَ والكذابين إذا رَوَوْا ما يوافق هواه، وغير ذلك مما سترى تفصيلَه في هذا الكتاب بإذن الله ... أ. ه. "مقدِّمة طليعة التنكيل" (ص3 - 4).
وقال الصوفي عبد الله الغماري - وهو أحدُ محبِّي ومريدي الكوثري -: وكنَّا نُعجبُ بالكوثريِّ لعلمه وسَعةِ اطَّلاعه، كما كنَّا نكره منه تعصُّبَه الشديدَ للحنفيَّة تعصُّباً يفوق تعصُّبَ الزمخشريِّ لمذهبِ الاعتزال، حتى كان يقول عنه شقيقُنا الحافظ أبو الفيض: "مجنون أبي حنيفة"، ولمَّا أهداني رسالتَه "إحقاق الحق" في الردِّ على رسالة إمام الحرمين في ترجيح مذهب الشافعي! وجدتُه غَمَزَ نَسَبَ الإمامِ الشافعيِّ، وَنَقَلَ عبارةَ "الساجي" في ذلك، فلمْتُه على هذا الغمز، وقلتُ له: إنَّ الطعنَ في الأنساب ليس بردٍّ علمي، فقال لي: "متعصِّبٌ رَدَّ على متعصِّبٍ". هذه عبارته، فاعترف بتعصُّبِه ... وذكر - (أي: الكوثري) - أنه - (أي: الحافظ ابن حجر) - كان يَتْبَع النساءَ في الطريق، ويتغزَّل فيهن، وأنه تبِعَ امرأةً ظنَّها جميلةً، حتى وصلتْ إلى بيتِها وهو يمشي خلفها، وكشفتْ له البرقُعَ، فإذا هي سوداء دميمة، فرجع خائباً ... وأكبر من هذا أن "الكوثري" رمى أنس بن مالك - رضي الله عنه- بالخَرَف، لأنَّه روى حديثاً يخالفُ مذهبَ أبي حنيفة، وأقبحُ مِن هذا أنَّه حاول تصحيحَ حديثٍ موضوعٍ لأنه قد يفيدُ البشارة بأبي حنيفةَ، وهو حديث "لو كان العلم بالثريَّا لتناوله رجالٌ من فارس" ... فكتَبَ شقيقُنا ردّاً عليه -قال الأخ إحسان: وسمّاه "بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري"- جمع فيه سقطاته العلميَّةَ، وتناقضاته التي منشؤها التعصب البغيض، وقسا عليه بعضَ القسوة، وهو مع هذا معترفٌ بعلمه واطلاعه ... أ. ه "بدع التفاسير" (ص180 - 181) بوساطة "كشف المتواري من تلبيسات الغماري" (ص88 - 90). وانظر كتاب "بيان مخالفة الكوثري لاعتقاد السلف" للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميِّس ففيه بيانٌ شافٍ لأهل التوحيد في عقيدة ذلك الرجل الهالك.
المصدر:
http://arabic.islamicweb.com/sunni/
قال الشيخ الألباني :
authari.htm
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[08 - 03 - 10, 09:16 م]ـ
-الأزهري (اللغوي الشهير): وكان المسكين على براعته في العربية وصيته الطيب في مبدأ أمره ساءت سمعته وأصبح أداة صماء بأيدي الحشوية في آخر عمره ومن مروياته (رأيت ربي في صورة شاب أمرد جعد قطط ... ) تعالى الله عنه. ومن دافع عنه لا بد وأن يكون جاهلاً بحاله أو زائغاً نسأل الله السلامة ولو ثبت تلك الكلمة عنه لوجوب تعزيره على هذا السفه الذي يأبى السوقة أن يفوهوا بمثله. (التأنيب ص189).
الصواب أن الكوثري قد قال هذا الكلام في شيخ الإسلام (حماد بن سلمة) وليس في الأزهري اللغوي المشهور!
وهذا المقال فيه تصحيف وتحريف وأغلاط في مواطن كثيرة! فكان ينبغي على كاتبه الاعتناء بضبطه وتحريره.
والله المستعان.
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[08 - 03 - 10, 09:22 م]ـ
ابن القيم الجوزية: قال الكوثري - قاتله الله - واصفاً "ابن القيم" رحمه الله بـ: "الكفر"، "الزندقة"، "ضال مضل"، "زائغ"، "مبتدع"، "وقح"، "كذاب"، "بليد"، "خارجي"، "تيس"، "حمار"، "ملعون"، "من إخوان اليهود والنصارى"، "منحل من الدين والعقل" ... الخ. أ. ه
وأكثر هذه الألفاظ ليست للكوثري! بل هي من كلام التقي السبكي في (السيف الصقيل)! ولم يفطن الشمس السلفي الأفغاني لهذا الأمر في كتابه المشهور! فنسبها إلى الكوثري أيضًا!
ونقله عنه الشيخ (سليمان الخراشي) في مقدمة تعليقه على (تعليقات العلامة ابن مانع على مقالات الكوثري)! وكنتُ قد نبَّهتُ الشيخ سليمان على هذا الأمر سابقًا. فلْيُعْلَم ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/197)
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[08 - 03 - 10, 09:29 م]ـ
ومن أقوال هذا المشرك!!!
هذا على إطلاقه قبيح!
والرجل لا خلاف في كونه مبتدعا هالكًا متعصبًا محترقًا! غير أني لا أعلم أن الكبار الذين تكلموا فيه قد كفره بعضهم أو حكم بردته!
وأهل السنة منصفون حتى في معاملتهم مع خصومهم من أقحاح المبتدعة!
ـ[وراق لبنان]ــــــــ[08 - 03 - 10, 09:42 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب ولكن قد رفعت ذلك عن كاهلي وأعطيتك المصدر
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[09 - 03 - 10, 08:09 م]ـ
بارك الله فيكم أحبتي في الله
اللهم انصر الحق وأهله.
واقمع البدعة وأهلها
وتوفنا على مذهب السلف الصالح
اللهم آمين
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[11 - 03 - 10, 09:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.(62/198)
أمور مستنكرة قد يكون لها أصل
ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[09 - 03 - 10, 04:16 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على عبده ورسوله مجمد وعلى آله وصحابته
أجمعين أما بعد:
أمور سارت بين بعض طلبة العلم مسير المسلمات
(وقد لا تكون كذلك عند بعضهم)
ويقف الناظر في الأسفار على ما يظن أنه أصل لأمر قد ذاعت تخطئته
وصاحب هذه السطور قد وقف على شيء من ذلك
على ضعف قراءته وقصر باعه
وقد راعيت في الفوائد ألا يكون الكلام فيها مكرورا
كمسألة حل الأزرار و إطالة الشعر وتفريقه
وألا تصادم نصا
كذكر من عرف بالإكثار من الأكل
وهذا أوان الشروع في المقصود
(1) يستنكر بعض الأحبة مناداة الابن لأبيه "بابا"
أورد ابن حبان رحمه الله في مقدمة كتاب المجروحين من المحدثين حيث قال:حدثني ابن زهير بتستر قال: حدثنا عيسى بن شاذان قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: كان صبيان و فقراء الحي يسمون شعبة "بابا بابا"من كثرة ما كان يعطيهم.
ثم وقفت على موضوع منقول أنقله للفائدة
قال ابن منظور في اللسان في مادة "بأبأ":
" ... وبأْبأْتُ به قلتُ له بَابَا وقالوا بَأْبَأَ الصبيَّ أَبوهُ إِذا قال له بَابَا وبَأْبَأَهُ الصبيُّ إِذا قال له بَابَا .... "
ونحوه في مقاييس ابن فارس
وسر صناعة الإعراب لابن جني
والراغب في مفردات ألفاظ القرآن
والزبيدي في تاج العروس
والفيروزآبادي في القاموس
ونوادر اللغة لأبي زيد الأنصاري ص254
رسالة الاشتقاق لابن السرّاج (316هـ)
وفي كتاب الأفعال للسرقسطي (توفي بعد المئة الرابعة للهجرة)
وللشاعر العربي الغَزِل العباس بن الأحنف (192هـ) جاء فيها:
وكانتْ جارةً للحُو رِ في الفردوس أحقابا * فأمسَتْ وهْيَ في الدنيا وما تألفُ أترابا
لها لُعَبٌ مصفَّفَةٌ تُلقبُهُنَّ ألقابا * تنادي كلّما رِيعت مِن الغِرّةِ يا بابا
[جاءت في الأصل: (من العزة) انظر عبقرية اللغة العربية ص219. والتصحيح من ديوان العباس بن الأحنف طبعة دار الكتب المصرية شرح وتحقيق عاتكة الخزرجي حيث وردت القصيدة ص16، 18].
وفي فتاوى اللجنة:
الفتوى رقم (8867)
س: تسأل عن حكم مناداة أمها بلفظ (ماما)، وحكم طاعتها في خلع الحجاب ونحوه.
ج: لا شيء في مناداة الأم بلفظة (ماما)، إلا إذا كرهتها الأم فتنادى بأحب الأسماء إليها. ولا يجوز طاعة الأم في كشف الوجه
(الجزء رقم: 25، الصفحة رقم: 175)
والتبرج في الملابس ونحوها؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[09 - 03 - 10, 04:19 ص]ـ
أحسن الله إليك ..
أكمل بارك الله فيك
ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[09 - 03 - 10, 05:39 م]ـ
(2) الانكار على من لبس " القبعة الرياضية المعروفة بالكاب"
طبعا المقصد واضح وهو ما لم يكن عليها شعار للكفار أو كان قد لبسها بهيئة فيها تقليد لهم
أخرج ابن أبي شيبة 24256 والفاكهي (2/ 88)
عن أبي معاوية قال: ثنا هشام بن عروة قال: «رأيت ابن الزبير يطوف وعليه قلنسوة لها رف» قال أبو معاوية: يستظل بها
واللفظ لابن أبي شيبة في طبعة اللحيدان أما الموجود في الشاملة فتصحفت إلى (رق) وإلى (رب) وعند الفاكهي (زر)
وغير خاف علينا كلام بعض علمائنا في هذا كأمثال الشيخ العثيمين رحمه الله وهذا رابط كلامه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84890(62/199)
قد تقع في أحد الصحابة وأنت لا تدري
ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[09 - 03 - 10, 05:02 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده
ورسوله محمد وعلى آله وصحابته أجمعين
أما بعد:
لا شك ان الصحابة هم خير البشر بعد الأنبياء
ولا شك كذلك ان النقص والخطأ قد يعتريهم كما يعتري غيرهم
وأنا أذكر نفسي وإخواني بمقولة ذهبية للإمام الذهبي في هذا المقام
في ترجمة مسطح بن أثاثة رضي الله عنه
"إياك يا جري أن تنظر لهذا البدري شزرا لهفوة بدت منه فإنها قد غفرت وهو من أهل الجنة"
وقد لا ينتبه بعض الأفاضل عند تقريره لمسألة شرعية ورد فيها ذكر أحد الصحابة الكرام بقول أو فعل أخطأ فيه
فيتكلم فيه ويزري عليه إما لجهل من المتكلم بهذا الصحابي أو لذهول اعتراه أثناء كلامه
فمن الصحابة الكرام
(1) الوليد بن عقبة بن أبي معيط
والذي جاء عنه في صحيح مسلم أنه صلى الصبح بأهل المدينة وهو سكران وفي غير الصحيح أنه صلاها أربعا وقال أزيدكم؟ ويعجبني كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى عندما ترجم له فقال في آخر ترجمته
(وقد طول الشيخ (يعني المزي) ترجمته ولا طائل فيها من كتاب ابن عبد البر وفيها خطأ وشناعة والرجل فقد نبئت صحبته وله ذنوب أمرها إلى الله تعالى والصواب للسكوت والله تعالى أعلم.)
ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[09 - 03 - 10, 05:14 م]ـ
(2) أبو الغادية الجهني
قد ذكر عنه بعض كبار أهل العلم أن هذا الصحابي الجليل في النار لأنه قد صح أنه قاتل عمار رضي الله عن الجميع
وأحب نقل كلام شيخ الإسلام في هذا
قال رحمه الله تعالى في
منهاج السنة النبوية - (6/ 205)
(والذي قتل عمار بن ياسر هو أبو الغادية وقد قيل إنه من أهل بيعة الرضوان ذكر ذلك ابن حزم
فنحن نشهد لعمار بالجنة ولقاتله إن كان من أهل بيعة الرضوان بالجنة وأما عثمان وعلي وطلحة والزبير فهم أجل قدرا من غيرهم ولو كان منهم ما كان فنحن لا نشهد أن الواحد من هؤلاء لا يذنب بل الذي نشهد به أن الواحد من هؤلاء إذا أذنب فإن الله لا يعذبه في الآخرة ولا يدخله النار بل يدخله الجنة بلا ريب وعقوبة الآخر تزول عنه إما بتوبة منه وأما بحسناته الكثيرة وإما بمصائبه المكفرة وأما بغير ذلك كما قد بسطناه في موضعه
فإن الذنوب مطلقا من جميع المؤمنين هي سبب العذاب لكن العقوبة بها في الآخرة في جهنم تندفع بنحو عشرة أسباب)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[09 - 03 - 10, 05:35 م]ـ
حاطب بن أبي بلتعة.
معاوية بن أبي سفيان.
ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[09 - 03 - 10, 05:42 م]ـ
جزاك الله خيرا و لكني أقصد بعض الصحابة الذين قد تخفى صحبتهم
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[11 - 03 - 10, 09:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[11 - 11 - 10, 02:57 ص]ـ
(3) نوفل بن معاوية الديلي
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى:
( ... و لما دخلت خزاعة ـ كما قدمنا ـ عام الحديبية في عقد رسول الله صلى الله عليه و سلم، و دخلت بنو بكر في عقد قريش و ضربت المدة إلى عشر سنين، .... ، فلم تكمل حتى غدا نوفل بن معاوية الديلي فيمن أطاعه من بني بكر بن عبد مناة فبيتوا خزاعة على ماء لهم يقال له الوتير، فاقتتلوا هناك بذحول كانت لبني بكر على خزاعة من أيام الجاهلية، ... ، و فرت خزاعة إلى الحرم فاتبعهم بنو بكر إليه، فذكر قوم نوفلٍ نوفلاً بالحرم، و قالوا: اتق إلهك. فقال لا إله له اليوم، و الله يا بني بكر إنكم لتسرقون في الحرم أفلا تدركون فيه ثأركم؟
قلت: قد أسلم نوفل هذا بعد ذلك، و عفا الله عنه، و حديثه مخرج في الصحيحين رضي الله عنه) اهـ،بتصرف واختصار
الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم (ص/ 173 ط المعارف)(62/200)
ما موقفنا من الصفات التي يثبتها الأشاعرة؟
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[09 - 03 - 10, 08:42 ص]ـ
الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني - (1/ 194)
(تَتِمَّاتٌ) الْأُولَى: الصِّفَاتُ عِنْدَ مَنْ يُثْبِتُ الْأَحْوَالَ أَرْبَعٌ: نَفْسِيَّةٌ وَسَلْبِيَّةٌ وَمَعَانٍ وَمَعْنَوِيَّةٌ.
فَالنَّفْسِيَّةُ كَالْوُجُودِ وَحَقِيقَتُهَا الْحَالُ الْوَاجِبَةُ لِلذَّاتِ مَا دَامَتْ الذَّاتُ غَيْرَ مُعَلَّلَةٍ بِعِلَةٍ، بِخِلَافِ الْحَالِ الْمَعْنَوِيَّةِ كَكَوْنِ الذَّاتِ عَالِمَةً وَقَادِرَةً وَمُرِيدَةً فَإِنَّهَا مُعَلَّلَةٌ بِقِيَامِ الْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ بِالذَّاتِ.
وَالسَّلْبِيَّةُ وَهِيَ الدَّالَّةُ عَلَى نَفْيِ مَا لَا يَلِيقُ بِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَهِيَ خَمْسَةٌ: الْقِدَمُ وَالْبَقَاءُ وَالْمُخَالَفَةُ لِلْحَوَادِثِ وَقِيَامُهُ بِنَفْسِهِ وَالْوَحْدَانِيَّة.
وَصِفَاتُ الْمَعَانِي وَهِيَ الدَّالَّةُ عَلَى مَعْنًى قَائِمٍ بِالذَّاتِ زَائِدٍ عَلَيْهَا وَهِيَ سَبْعٌ: الْعِلْمُ وَالْقُدْرَةُ وَالْإِرَادَةُ وَالسَّمْعُ وَالْبَصَرُ وَالْكَلَامُ وَالْحَيَاةُ وَزَادَ بَعْضُهُمْ الْإِدْرَاكَ فَتَكُونُ ثَمَانِيَةً.
وَالْمَعْنَوِيَّةُ وَهِيَ فَرْعُ صِفَاتِ الْمَعَانِي كَكَوْنِهِ قَادِرًا وَمُرِيدًا وَهِيَ قَدِيمَةٌ كَأَصْلِهَا وَضَابِطُهَا أَنَّهَا الْحَالُ الْوَاجِبَةُ لِلذَّاتِ مَا دَامَتْ الذَّاتُ مُعَلَّلَةً بِعِلَةٍ، وَالْحَقُّ أَنَّهَا لَيْسَتْ زَائِدَةً عَلَى صِفَاتِ الْمَعَانِي لِأَنَّ الصَّحِيحَ أَنَّهُ لَا حَالَ، وَالشَّيْءُ إمَّا مَوْجُودٌ وَإِمَّا غَيْرُ مَوْجُودٍ خِلَافًا لِمَنْ أَثْبَتَ الْحَالَ انتهى.
أقول:
هذه الصفات التي يثبتها الأشاعرة ولا شك أننا أهل السنة لا نثبت الصفات المعنوية ولا صفة الإدراك.
ونثبت صفات المعاني.
ونخالف الأشاعرة في بعض تفاصيلها
ولكن سؤالي هو عن الصفات السلبية والنفسية ما هو موقفنا منها
أرجو ممن عنده علم أن يخرجه لنا
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[11 - 03 - 10, 10:14 م]ـ
طريقة إثبات هذه الصفات غير طريقتنا نحن أهل السنة , فإذا اختلفنا في الأصل من المحال أن نتفق في الفرع , إلا في الحروف والمسميات.
والله أعلم.(62/201)
ما هو موقف الأشاعرة من علم المنطق؟
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[09 - 03 - 10, 08:45 ص]ـ
أرجو ممن عنده نقول عنهم في جواب هذا السؤال
أن يبرزه لنا
بارك الله فيه
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[09 - 03 - 10, 02:51 م]ـ
ألف مقدمهم في هذا العصر الجهمي سعيد فودة كتابًا في تدعيم المنطق فراجعه إن غلب على ظنك أن هذا مما يرجى خيره وما أظن ذلك كذلك!
وألف من قبل مصطفي صبري كتابه (موقف العلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين) في أجزاء تعرض لهذه المسألة باستفاضة، والكتاب نافع جدًّا وفيه طوام كثيرة، فإن غلب على ظنك بعد استخارة الله نفعه فراجعه.
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[09 - 03 - 10, 04:57 م]ـ
جزاك الله خيرا
حبذا لو تذكرون لي موقف قدمائهم منه
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[09 - 03 - 10, 11:37 م]ـ
الجواب:
الحمد لله وبعد:
إن المتقدمين من الأشاعرة كالأشعري وأصحابه كالقاضي أبي بكر وطبقته لم يعرف عنهم تعلم المنطق ولا الدعوة إليه ولا مدحه وتزكيته وإيقاف الحقيقة على معرفته وإن كان درسه الأشعري فعن المعتزلة قبل توبته وهذا على العموم لم ينقل.
وأما من تلاه وتلا كبار أصحابه كالغزالي والجويني والرازي فإنهم يعتنون به عناية بالغة يمتثلون فيذلك قول الغزالي:""نذكر في هذه المقدمة مدارك العقول وانحصارها في الحد والبرهان، ونذكر شرط الحد الحقيقي وشرط البرهان وأقسامهما على منهاج أوجز مما ذكرناه في كتاب "محك النظر" وكتاب "معيار العلم". وليست هذه المقدمة من جملة علم الأصول ولا من مقدماته الخاصة به، بل هي مقدمة العلوم كلها، ومن لا يحيط بها فلا ثقة له بعلومه أصلا."اهـ
وقال الشيرازي:""ومن طلب العلوم التي لا يُؤْمَنُ فيها الغلط ولا يَعْلَم المنطق، فهو كحاطب ليل، وكرامد العين لا يقدر على النظر إلى الضوء لا لبخل من الموجد، بل لنقصان الاستعداد، والصواب الذي يصدر من غير المنطقي كرمية من غير رام، وكمداواة عجوز".
وعلى العموم فإن المتقدمين من الأشاعرة سواء الذين غلب عليهم الكلام أو الذين غلب عليهم الفقه لا يعرف عن الجميع الاشتغال بالمنطق.
أما المتأخرون فمتكلموهم يمدحونه وفقهاؤهم فيهم من يذمه كالنووي وغيره.
والله أعلم.
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[10 - 03 - 10, 07:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا و أحسن إليك
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[10 - 03 - 10, 07:44 ص]ـ
وإياكم أخي،،،
ـ[أبو عبدالله الشهري]ــــــــ[11 - 03 - 10, 06:01 م]ـ
وأما من تلاه وتلا كبار أصحابه كالغزالي والجويني والرازي فإنهم يعتنون به عناية بالغة
أين ظهر لك عناية الجويني بعلم المنطق؟
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[12 - 03 - 10, 10:18 م]ـ
من كتبه الأصولية والكلامية.
ـ[محمد براء]ــــــــ[22 - 04 - 10, 08:16 م]ـ
الأخ أسامة - بارك الله فيك -: لعل هذه النقول تفيدك:
قال الإمام أبو عمرو ابن الصلاح رحمه الله تعالى في طبقات الشافعية في ترجمة الغزالي: " فكيف غَفَل الغزالي عن حال شيخه إمام الحرمين ومن قبله من كل إمام هو له مُقدِّم، ولمحلِّه في تحقيق الحقائق رافع ومعظم، ثم لم يرفع أحد منهم بـ (المنطق) رأساً ولا بنى عليه في شيء من تصرفاته أُسَّاً.
ولقد أتى بخلطه (المنطق) بأصول الفقه بدعةً عظم شؤمها على المتفقهة حتى كثر فيهم بعد ذلك المتفلسفة، والله المستعان ".
نقله ابن تيمية في شرح الأصبهانية (ص645)، ولم يتعقبه.
وقال في مجموع الفتاوى (9/ 231 - 232): " وَأَمَّا اخْتِلَافُ الْفَلَاسِفَةِ فَلَا يَحْصُرُهُ أَحَدٌ، وَقَدْ ذَكَرَ الْإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ فِي كِتَابِ الْمَقَالَاتِ (مَقَالَاتِ غَيْرِ الْإِسْلَامِيِّينَ) فَأَتَى بِالْجَمِّ الْغَفِيرِ، سِوَى مَا ذَكَرَهُ الْفَارَابِيُّ وَابْنُ سِينَا وَكَذَلِكَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الطَّيِّبِ فِي كِتَابِ الدَّقَائِقِ الَّذِي رَدَّ فِيهِ عَلَى الْفَلَاسِفَةِ وَالْمُنَجِّمِينَ وَرَجَّحَ فِيهِ مَنْطِقَ الْمُتَكَلِّمِينَ مِنْ الْعَرَبِ عَلَى مَنْطِقِ الْيُونَانِ.
وَكَذَلِكَ مُتَكَلِّمَةُ الْمُعْتَزِلَةِ وَالشِّيعَةِ وَغَيْرِهِمْ فِي رَدِّهِمْ عَلَى الْفَلَاسِفَةِ.
وَصَنَّفَ الْغَزَالِيُّ كِتَابَ " التَّهَافُتِ " فِي الرَّدِّ عَلَيْهِمْ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/202)
وَمَا زَالَ نُظَّارُ الْمُسْلِمِينَ يُصَنِّفُونَ فِي الرَّدِّ عَلَيْهِمْ فِي الْمَنْطِقِ وَيُبَيِّنُونَ خَطَأَهُمْ فِيمَا ذَكَرُوهُ فِي الْحَدِّ وَالْقِيَاسِ جَمِيعًا كَمَا يُبَيِّنُونَ خَطَأَهُمْ فِي الْإِلَهِيَّاتِ وَغَيْرِهَا.
وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ نُظَّارِ الْمُسْلِمِينَ يَلْتَفِتُ إلَى طَرِيقِهِمْ، بَلْ الْأَشْعَرِيَّةُ وَالْمُعْتَزِلَةُ والكَرَّامِيَة وَالشِّيعَةُ وَسَائِرُ الطَّوَائِفِ مِنْ أَهْلِ النَّظَرِ كَانُوا يَعِيبُونَهَا وَيُبَيِّنُونَ فَسَادَهَا، وَأَوَّلُ مَنْ خَلَطَ مَنْطِقَهُمْ بِأُصُولِ الْمُسْلِمِينَ أَبُو حَامِدٍ الْغَزَالِيُّ وَتَكَلَّمَ فِيهِ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ بِمَا يَطُولُ ذَكَرَهُ ".
قال الشيخ أحمد بن عمر الحازمي حفظه الله تعالى في شرح الكوكب الساطع نظم جمع الجوامع للسيوطي (ش: 5، د: 53 وما بعدها) بعد أن نقل كلام ابن تيمية من قوله: " ولم يكن أحد ... " إلخ وعزاه خطأ لمجموع الفتاوى (2/ 86): " والصحيح أنه مسبوق بشيخه وأستاذه الأول صاحب البرهان، وهو إمام الحرمين الجويني حيث عقد ضمن مقدمات كتابه البرهان في أصول الفقه مقدمة خصصها للقول في العلوم ومداركها، وهي تتعلق بالعلم وحقيقة العلم ومدارك العلوم ومرتبها وغيرها، وهذه المباحث منطقية، حينئذ وضع اللبنة، ثم جاء بعده الغزالي متمما لهذه اللبنة، حينئذ يصح كلام ابن تيمية إذا نظرنا إلى أنه ألف مقدمة متكاملة، لا إشكال فيه، فيبقى أن أبا حامد الغزالي هو أول من كتب، وأول من أدخل بهذه الصورة، وأما المسائل من حيث هي فهو مسبوق بشيخه الجويني وإنما الغزالي أكمل مبادرة شيخه حيث جعل للمنطق في أول كتابه مقدمة، وهو المستصفى ".
قلت: المسائل المذكورة - المتعلقة بالعلم وحقيقة العلم ومدارك العلوم ومرتبها - موجودة في كتب الأشعرية من قبل الجويني، كما ذكر الأستاذ أبو بكر ابن فورك – مثلاً – كلام أبي الحسن الأشعري فيها في أول مجرد المقالات (ص5 - 14)، فلا يصح أن يقال إن أبا المعالي أخذها عن المنطق اليوناني، ولا اعتراض على ما قاله شيخ الإسلام – وابن الصلاح - في أولية الغزالي في إدخال المنطق في علم الأصول.(62/203)
عقيدة الحافظ عبدالحق الاشبيلي رحمه الله؟؟
ـ[العاصمي الجزائري]ــــــــ[09 - 03 - 10, 08:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام
هل من إفادة حول عقيدة الحافظ عبدالحق الاشبيلي رحمه الله؟؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 03 - 10, 03:51 م]ـ
الحمد لله وحده ...
إمام سني.
ـ[العاصمي الجزائري]ــــــــ[10 - 03 - 10, 03:59 م]ـ
الحمد لله وحده ...
إمام سني.
أخي الكريم: أشكر لك اهتمامك إلاّ أنّك لم تفد أخاك ..(62/204)
كل عمل مأمور به شرعاً فصرفه لغير الله شرك؟
ـ[رشيد أحمد]ــــــــ[10 - 03 - 10, 05:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو من الأخوة الكرام التعليق على الفقرة التالية إذا كان فيها مأخذ:
" ... كل اعتقاد أو قول أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشارع فصرفه لله وحده توحيد وإيمان وإخلاص وصرفه لغيره شرك وكفر."
أليس في هذا توسع؟
ألا يدخل في هذا الضابط للشرك جميع الأعمال المأمورة بها حتى التي لا تكون عبادات محضة؟
أرجو من الإخوة الكرام توضيح هذا الإشكال. وبارك الله فيكم.
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[10 - 03 - 10, 11:27 ص]ـ
أخي الكريم لو تفضلت بذكر مثال.
ـ[رشيد أحمد]ــــــــ[10 - 03 - 10, 11:22 م]ـ
الأمثلة كثيرة جداً، منها: النكاح، والهجرة، وكذلك جميع الأخلاق الحسنة والفاضلة ... فكلها مأمور به شرعاً، فهل يقال إن صرفها للمخلوق - أو القيام بها من أجل مصلحة دنيوية - شرك؟
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[12 - 03 - 10, 04:07 م]ـ
هكذا فهمت قصدك من السؤال اخي الحبيب
ولكن اخي الحبيب مجال تطبيق القاعدة التعبدات المحضة لا العبادات التي تلتبس بالعادات اما الأخيرة فلا تنطبق عليها القاعدةإلا إذا فعلت على سبيل العبادة.
بالمثال يتضح المقال:
مثال العبادات المحضة الصلاة فلو صلى لغير الله اشرك بذلك.
مثال العبادات التي تلتبس بالعادات االهجرة فلو فعله لطلب الرزق مثلا كان من باب العادات أما لو فعله امتثالا لأمر الله أفهي عبادة يؤجر عليها إن شاء الله أما لو فعلها قاصدا بذلك عبادة غير الله عز و جل فذلك الشرك.
ـ[رشيد أحمد]ــــــــ[14 - 03 - 10, 08:50 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، وبارك فيكم، أخي الكريم.
المشكلة عندي كانت في لفظ التعريف - في عبارة "مأمور به من الشارع"، فإنه ليس بمانع، يدخل جميع المأمورات في التعريف، بخلاف لو أنه قال مثلاً: كل ما ثبت أنه عبادة من اعتقاد أو قول أو عمل، فإن صرفه ...
ـ[سالم ابن النابلسي]ــــــــ[14 - 03 - 10, 10:29 ص]ـ
" ... كل اعتقاد أو قول أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشارع فصرفه لله وحده توحيد وإيمان وإخلاص وصرفه لغيره شرك وكفر."
.
أخي الحبيب
أرجو منك أن تذكر لي من قائل هذه الجملة؟
لأنه كانت تدور هذه المسألة في ذهني منذ فترة طويلة
فلعلي أرجع لكلامه إذا دللتني عليه
بوركت
ـ[رشيد أحمد]ــــــــ[14 - 03 - 10, 08:31 م]ـ
http://i860.photobucket.com/albums/ab161/uflinks/1.jpg
http://i860.photobucket.com/albums/ab161/uflinks/2.jpg
طبعاً، السطران الأولان من كلام الشيخ ليس فيهما شيء. والمؤلف - رحمه الله - من كبار العلماء، وقصده معروف، وكذلك ما تنزل عليه القاعدة.
وإنما لم أذكره باسمه، ولا ذكرت كتابه، حتى لا يؤثر في إبداء الملاحظات والإيرادات على العبارة.
وإني لأجد كثيراً من الباحثين ينقل هذا التعريف عنه للشرك الأكبر، بدون أي تعليق أو تعقيب كأنه ليس فيه شيء.
ونحن، أحياناً، لا بد أن ننظر أيضاً من جهة نظر المخالفين حتى نعرف لماذا لا يفهمون كلامنا في التوحيد ويرموننا بـ ... في هذه المسائل.
نحن - السلفيين - نعرف قصد المؤلف، ومجال تطبيق القاعدة، ولكن ليس كل أحد ممن يسمع هذا الكلام.
ـ[سالم ابن النابلسي]ــــــــ[15 - 03 - 10, 11:25 ص]ـ
http://i860.photobucket.com/albums/ab161/uflinks/1.jpg
http://i860.photobucket.com/albums/ab161/uflinks/2.jpg
طبعاً، السطران الأولان من كلام الشيخ ليس فيهما شيء. والمؤلف - رحمه الله - من كبار العلماء، وقصده معروف، وكذلك ما تنزل عليه القاعدة.
وإنما لم أذكره باسمه، ولا ذكرت كتابه، حتى لا يؤثر في إبداء الملاحظات والإيرادات على العبارة.
وإني لأجد كثيراً من الباحثين ينقل هذا التعريف عنه للشرك الأكبر، بدون أي تعليق أو تعقيب كأنه ليس فيه شيء.
ونحن، أحياناً، لا بد أن ننظر أيضاً من جهة نظر المخالفين حتى نعرف لماذا لا يفهمون كلامنا في التوحيد ويرموننا بـ ... في هذه المسائل.
نحن - السلفيين - نعرف قصد المؤلف، ومجال تطبيق القاعدة، ولكن ليس كل أحد ممن يسمع هذا الكلام.
أخي الحبيب
لم أعرفه (ابنسامة)
لعلك تذكر لي اسم الكتاب و المؤلف
بوركت
ـ[رشيد أحمد]ــــــــ[15 - 03 - 10, 11:40 ص]ـ
لقد ظننت أنني لن أستطيع أن أغيب المرجع عن أحد منكم لشهرته من جهة، ومن جهة أخرى لتوفر محركات وبرامج البحث!
المؤلف: العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت 1376هـ) رحمه الله
الكتاب: القول السديد شرح كتاب التوحيد(62/205)
هل ابن ناصر الدين الدمشقي صاحب (الرد الوافر) أشعري صوفي؟
ـ[الباحث]ــــــــ[10 - 03 - 10, 05:41 م]ـ
قرأتُ قديماً من وصف ابن ناصر الدين الدمشقي بالأشعرية والتصوف.
فهل هو صوفي أشعري؟
أتمنى أن تفيدونا بالدليل على عقيدته.
لأنني أستغرب أن يؤلف يكون مؤلف كتاب (الرد الوافر على من زعم أن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام فهو كافر).
فهل يصدر هذا الدفاع القوي بهذا الكتاب عن إمام السلفيين في زمانه من شخص أشعري صوفي؟
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[11 - 03 - 10, 04:43 ص]ـ
ما هو مصدر قراءتك هذه؟
فالذي نقل عنه أنه أشعري مكن المدافعي عن ابن تيمية هو الإمام ابن كثير، ولأهل السنة على هذه الشبهة رد جلي.(62/206)
بلاغة ابن القيم رحمه الله،،، حينما وصف منهج الموحدين في الأسماء والصفات .. !!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[10 - 03 - 10, 07:38 م]ـ
بلاغة ابن القيم رحمه الله،،، حينما وصف منهج الموحدين في الأسماء والصفات .. !!
قال رحمه الله: " المعطل قد تخلف عن سفينة النجاة ولم يركبها فأدركه الطوفان، والمشبه قد انكسرت به اللجة، فهو يشاهد الغرق بالعيان، والموحد قد ركب سفينة نوح، وقد صاح به الربان: " اركبوا فيها باسم الله مجريها ومرساها، إن ربي لغفور رحيم " ".
ملحوظة: فقدتُ مصدر المقولة فليُتحفنا به من استطاع إلى ذلك سبيلا.
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[10 - 03 - 10, 09:04 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[محمد وحيد]ــــــــ[10 - 03 - 10, 09:20 م]ـ
ملحوظة: فقدتُ مصدر المقولة فليُتحفنا به من استطاع إلى ذلك سبيلا.
مقدمة القصيدة النونية
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 03:02 م]ـ
جزاك الله خيرا.
وإياكم
حفظكم الله ورعاكم(62/207)
ابن حجر العسقلاني ناقلا عن سراج الدين البلقيني: حول ابن عربي
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[10 - 03 - 10, 07:53 م]ـ
ابن حجر العسقلاني ناقلا عن سراج الدين البلقيني: ابن عربي كافر .. !!
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله:
وقد كنت سألت شيخنا سراج الدين البلقيني عن ابن عربي, فبادر بالجواب: هو كافر. اهـ. [لسان الميزان4/ 318].
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[10 - 03 - 10, 08:21 م]ـ
ليس هو الوحيد الذي كفره بل كان سبب قتله أنه كفر.
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 03:03 م]ـ
بارك الله فيكم(62/208)
شرح العلامة البراك لقوله صلى الله عليه وسلم "سبعة يظلهم الله في ظله"
ـ[ابو اسحاق فيصل الاحمداني]ــــــــ[10 - 03 - 10, 10:37 م]ـ
قال الشيخ البراك: قوله: "سبعة يظلهم الله في ظله": المتبادر أن المراد بالظل هنا ما يستظل به ويتقى به من الحر، وهو أثر الحائل المانع من شعاع الشمس، والظاهر أن المراد بالظل المضاف إلى الله عز وجل في الحديث هو ما يظل به عباده الصالحين يوم تدنو الشمس من رؤوس الخلائق، وهو أثر أعمالهم الصالحة كما في الحديث: "كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس ... ". [انفرد به أحمد وسنده متصل ورجاله ثقات].
وعلى هذا فهذا الظل مخلوق وإضافته إلى الله سبحانه إضافة ملك وتشريف كما قال عياض والحافظ رحمهما الله تعالى، وليس إضافة صفة إلى موصوف؛ فلا يقال: إن لذات الله ظلاً أخذاً من هذا الحديث؛ لأن الظل مخلوق كما قال سبحانه: "ألم تر إلى ربك كيف مد الظل"، والمخلوق ليس صفة للخالق، وقوله صلى الله عليه وسلم: "يوم لا ظل إلا ظله" يعني يوم القيامة. ومعناه: ليس لأحد ما يستظل به من حر الشمس إلا من له عمل صالح يجعل الله له به ظلا، وذلك من ثواب الله المعجل في عرصات القيامة.
هذا ولم أقف لأحد من أئمة السنة على تفسير للظل في هذا الحديث، وهل هو صفة او مخلوق، وما ذكرته هو ما ظهر لي، والله أعلم بالصواب.
ـ[ابو اسحاق فيصل الاحمداني]ــــــــ[10 - 03 - 10, 10:39 م]ـ
نقلا عن تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[11 - 03 - 10, 01:08 ص]ـ
هذا يشبه قول العثيمين كما على هذا الرابط ..
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=187259(62/209)
استفسار عن معنى قول العلامة البراك حفظه الله (الظل مخلوق)
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[11 - 03 - 10, 09:20 ص]ـ
بغضّ النّظر عن مسألة ظل العرش، والحديث السبعة ... إلخ، فقد بُحثتْ هذه المسألة في هذا الملتقى المبارك.
أقول: بيّن الشيخ/ البرّاك حفظه الله تعالى، أنّ الظلّ مخلوق؛ لقوله تعالى: (ألمْ ترَ إلى ربِّكَ كيفَ مدَّ الظلَّ)، وبالتالي: ليس صفةً لله تعالى.
وسؤالي: ماعلاقة كون الظلّ مخلوقاً في مسألة الصفات؟
لأنّ العين كذلك مخلوقة؛ لقوله تعالى: (ألمْ نجعلْ له عينين)، ومع ذلك؛ هي صفةٌ لله تعالى.
لم أفهمْ مرادَ الشيخ حفظه الله، فأرجو من الشيوخ والطلبة توضيح هذه المسألة لي، وجزاهم الله خيراً.
ـ[محمد بن حسن الشهري]ــــــــ[14 - 03 - 10, 12:28 ص]ـ
أخي الكريم بارك الله فيك ..
الشيخ يتكلم عن مسألة النسبة إلى الله عز وجل ..
أي ماجاء منسوباً إلى الله تعالى في النصوص ..
فإن القاعدة أن ليس كل منسوب إلى الله تعالى يكون صفة له ..
فهناك نسبة المخلوق إلى خالقه، كقولك: عبد الله، أمة الله، خلق الله ..
وكذلك نسبة التشريف: كبيت الله، ناقة الله، رسول الله ..
وهذين النوعين من المخلوقات وليست من صفات الله تعالى، ومثلها ظل الله _ الذي جاء في حديث السبعة _ فالنسبة من جهة الخلق والتشريف لا من جهة أنه صفة كما فهمه البعض وخصوصا بعض المشبهة، ولهذا يكون الشيخ قد ألمح لهذه المسألة ..
وهناك نسبة الصفة إلى الموصوف، كوجه الله، يد الله، كلام الله، رحمة الله، وغيرها مما ثبت في الكتاب والسنة ..
أرجو أن أكون قد وفيت لك الإجابة ..
غفر الله لي ولك ولوالدينا .. آمين
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[14 - 03 - 10, 11:25 ص]ـ
أوضحْتَ وبيّنْتَ ... جزاك اللهُ كلّ خير ...
الشيخ حفظه الله تعالى قال: (فلا يقال: إن لذات الله ظلاً أخذاً من هذا الحديث؛ لأن الظل مخلوق كما قال سبحانه: "ألم تر إلى ربك كيف مد الظل"، والمخلوق ليس صفة للخالق).
قوله حفظه الله: (من هذا الحديث) إلى الآن والكلام واضح بالنسبة لي. ثمّ قال: (لأنّ الظلّ مخلوق ... والمخلوق ليس صفة للخالق) وهنا الإشكال! لأنّ هذا غير مسلّم عند الجميع، فمن أين أخذْنا أنّ الظلّ مخلوق؟
فالشيخ حفظه الله بنى نتيجته على مقدّمة (الظلّ هنا مخلوق)، وهذه المقدّمة غير مسلّمة عند غيره (كالشيخ ابن باز والراجحي وغيرهم).
جزى اللهُ العلاّمة البرّاك خيرَ الجزاء، وحفظه الله للأمةِ ...
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[24 - 03 - 10, 12:17 ص]ـ
أخي الكريم حمد المري وفقني الله وإياك لكل خير
الصفات لا تثبت لله عز وجل إلا بنص واضح كما قال الإمام أحمد – رحمه الله – " لا يوصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم " , قال ابن سمحان – رحمه الله – تعليقا " وذلك لعلمهم بالله وعظمته في صدورهم وشدة هيبتهم له وعظيم جلاله "
لذا لا يثبت لله عز وجل صفة الظل بهذا الحديث كما قال الشيخ البراك سدده الله.
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[24 - 03 - 10, 07:38 ص]ـ
أخي الكريم حمد المري وفقني الله وإياك لكل خير
الصفات لا تثبت لله عز وجل إلا بنص واضح كما قال الإمام أحمد – رحمه الله – " لا يوصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم " , قال ابن سمحان – رحمه الله – تعليقا " وذلك لعلمهم بالله وعظمته في صدورهم وشدة هيبتهم له وعظيم جلاله "
لذا لا يثبت لله عز وجل صفة الظل بهذا الحديث كما قال الشيخ البراك سدده الله.
جزاك الله خيراً شيخي الفاضل ...
وأنا أقول بقولك؛ وأنّ الظلَّ ظلُّ العرش، فالحديث صحيحٌ عندي (ظلّ العرش) والحمد لله.
وإنّما قلْتُ ما قلْتُ جرْياً على قواعد من يثبتونَ هذه الصّفة.
وفّقك الله تعالى على هذه الفوائد.(62/210)
تنبيه الشيخ بن عثيمين -رحمه الله- على عبارتين مخالفتين
ـ[خالد نصر]ــــــــ[11 - 03 - 10, 09:58 ص]ـ
بسم الله و الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله.
http://http//www.imanway.com/akhawat/attachment.php?attachmentid=1174&stc=1&d=1268120135 السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.
تنبيه الشيخ بن عثيمين -رحمه الله- على عبارتين مخالفتين
وأحب أن أنبه هنا على كلمة يُطلقها بعض الناس، قد يريدون بها خيرًا، وقد يُطلقها بعض الناس يريدون بها شرًا؛ وهي قولهم: "إن الدين الإسلامي دين المساواة"؛ فهذا كذب على الدين الإسلامي؛ لأن الدين الإسلامي ليس دين مساواة، الدين الإسلامي دين عدل، وهو إعطاء كل شخص ما يستحق، فإذا استوى شخصان في الأحقية؛ فحين إذا يتساويان فيما يترتب على هذه الأحقية.
أما مع الاختلاف فلا، ولا يمكن أن يُطلَق على أنَّ الدين الإسلامي دين مساواة أبدًا؛ بل إنه دين العدل؛ لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى}. [النحل: 90]
هذه الكلمة: "الدين الإسلامي دين المساواة"، قد يطلقها بعض الناس ويريد بها شرًا؛ فمثلاً: يقول: لا فرق بين الذكر والأنثى الدين دين مساواة، الأنثى أعطوها من الحقوق مثل ما تعطون الرجل ...
لماذا؟ لأن الدين الإسلامي دين المساواة؛ الاشتراكيون يقولون: الدين دين مساواة، لا يمكن، هذا غني جدًا، وهذا فقير جدًا، لابد أن نأخذ من مال الغني ونعطي الفقير؛ لأن الدين دين المساواة؛ فيريدون بهذه الكلمة شرًا.
ولما كانت هذه الكلمة قد يُراد بها خير، وقد يُراد بها شر؛ لم يوصف الدين الإسلامي بها؛ بل يوصف بأنه دين العدل، الذي أمر الله به: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90]
ما قال: بالمساواة، ولا يمكن أن يتساوى اثنان أحدهما أعمى، والثاني بصير، أحدهما عالم والثاني جاهل، أحدهما نافع للخلق والثاني شرير، لا يمكن أن يستوون.
العدل الصحيح: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} [النحل: 90]؛ لهذا أحببت التنبيه عليها؛ لأن كثيرًا من الكتاب العصريين أو غيرهم، يطلق هذه الكلمة ولكنه لا يتفطن لمعناها، ولا يتفطن أن الدين الإسلامي لا يمكن أن يأتي بالمساواة من كل وجه مع الاختلاف أبدًا، لو أنه حكم بالمساواة مع وجود الفارق؛ لكان دينًا غير مستقيم.
فعلى المسلم ألا يسوِّي بين اثنين بينهما تضاد أبدًا؛ لكن إذا استووا من كل وجه؛ صار العدل أن يعطي كل واحد منهما ما يعطي الآخر.
وعلى كل حال فهذه الكلمة ينبغي لطالب العلم أن يتفطن لها، وأن يتفطن لغيرها أيضًا من الكلمات التي يطلقها بعض الناس، وهو لا يعلم معناها، ولا يعلم مغزاها.
ومن ذلك أيضًا قول بعضهم: "اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه"
هذه كلمة عظيمة لا تجوز، لا أسألك رد القضاء؟! وقد قال النبي: ((لا يرد القضاء إلا الدعاء))، الدعاء لا يرد القضاء؛ لكن من أثر الدعاء إذا دعوت الله –تعالى- بكشف ضر؛ فهذا قد كتب في الأزل في اللوح المحفوظ، أن الله تعالى يرفع هذا الضر عنك بدعائك؛ فكله مكتوب.
وأنت إذا قلت: لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه؛ كأنك تقول: ما يهمني ترفع أو لا ترفع؛ لكن الإنسان يطلب رفع كل ما نزل به؛ فلا تقل: اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه؛ قل: اللهم إني أسألك العفو والعافية، اللهم اشفني من مرضي، اللهم أغنني من فقري، اللهم اقض عني الدين، اللهم علمني ما جهلت، وما أشبه ذلك.
أما لا أسألك رد القضاء؛ فالله -تعالى- يفعل ما يشاء، ولا أحد يرده؛ لكن أنت مفتقرٌ إلى الله، أما هذا الكلام لا أصل له، ولا يجوز؛ بل قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، -وهي أهون من: اللهم لا أسألك رد القضاء- لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، وليعزم المسألة؛ فإن الله تعالى لا مكره له، وفي لفظ: فإن الله لا يتعاظمه شيء)).
وأرجو منكم حين جرى التنبيه على هاتين الكلمتين: "الدين الإسلامي دين المساواة"، "واللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه"، إذا سمعتم أحدًا يقول ذلك؛ أن تنبهوه، وتتعاونوا على البر والتقوى، وأكثر ما في القرآن العزيز هو نفي الاستواء، لم يأت ذكر الاستواء إلا في مواطن قليلة؛ مثل قوله تعالى: {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ} [الروم: 98]؛ فالمراد: نفي المساواة {هَلْ لَكُمْ} هذا الاستفهام بمعنى النفي؛ هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء؟ والجواب: لا. إذًا فالمراد نفي المساواة.
وعلى كل حال فإني أنصح وأريد منكم إذا سمعتم أحدًا يقول هذا؛ فقل له: لا ليس دين المساواة؛ بل هو الدين العدل؛ فهو إعطاء كل واحد ما يستحق.
والقول الآخر لا أسألك رد القضاء ...
هذا كلام لغو من يرد القضاء؛ لكن من قضاء الله: أن يرفع عنك المرض، أو يرفع عنك الجهل.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في ديننا، وألا يجعلنا إمعة نقول ما يقول الناس، ولا ندري ما نقول. والله الموفق.
منقول(62/211)
ماهو تأويل طائفة الإسماعيلية لمعجزات الأنبياء؟
ـ[أبو محمد العبدلي]ــــــــ[11 - 03 - 10, 04:47 م]ـ
أرجوا من أعضاء المنتدى أن يفيدوني بالرد على فرقة الإسماعيلية الضالة وتأويلاتهم لمعجزات الأنبياء، وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو محمد العبدلي]ــــــــ[13 - 03 - 10, 05:45 م]ـ
لماذا لا يفيدني أحد؟
على الأقل أريد الرد على الإسماعيلية الباطنية في تأويليهم نصوص الشريعة جملة.(62/212)
الذهبي،،، ناقلا عن العز بن عبد السلام: ابن عربي شيخ سوء كذاب .. !!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[11 - 03 - 10, 10:49 م]ـ
الذهبي،،، ناقلا عن العز بن عبد السلام: ابن عربي شيخ سوء كذاب .. !!
قال العز بن عبد السلام: " هو شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجًا " [سير أعلام النبلاء 23/ 48].(62/213)
سؤال عن شرح أحد أبيات نونية القحطاني
ـ[محمد بن سمير شلهوب]ــــــــ[12 - 03 - 10, 07:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ورد في نونية القحطاني:
وأجل صحب الرسل صحب محمد وكذاك أفضل صحبه العمران
وأنا أعلم أن المقصود بالعمرين أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ولكنني أريد أن أعرف معنى كلمة العمرين هنا.
أرجو أن تفيدوني وجزيتم خيراً سلفاً
ـ[محمد وحيد]ــــــــ[12 - 03 - 10, 11:14 ص]ـ
هما أبوبكر وعمر وهذا بيّن
الضمير (الهاء) في كلمة صحبه يعود على محمد
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[12 - 03 - 10, 07:59 م]ـ
ومثله " القمران " ويقصد الشمس والقمر , وهذا من باب التغليب.
ـ[محمد بن سمير شلهوب]ــــــــ[12 - 03 - 10, 09:23 م]ـ
أخي العزيز:
أعتقد أنك لم تفهم مقصودي من السؤال وهو التالي:
العمران مثنى عمر فالأول هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه والثاني هو أبو بكر رضي الله عنه
والسؤال هو التالي كيف كنى الشاعر عن إبي بكر بأنه عمر وهل لأبي بكر اسم من مشتقات عمر؟
ـ[محمد بن سمير شلهوب]ــــــــ[12 - 03 - 10, 09:26 م]ـ
أخي العزيز:
أعتقد أنك لم تفهم مقصودي من السؤال وهو التالي:
العمران مثنى عمر فالأول هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه والثاني هو أبو بكر رضي الله عنه
والسؤال هو التالي كيف كنى الشاعر عن إبي بكر بأنه عمر وهل لأبي بكر اسم من مشتقات عمر؟
ـ[محمد وحيد]ــــــــ[12 - 03 - 10, 10:44 م]ـ
أخي العزيز:
أعتقد أنك لم تفهم مقصودي من السؤال وهو التالي:
العمران مثنى عمر فالأول هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه والثاني هو أبو بكر رضي الله عنه
والسؤال هو التالي كيف كنى الشاعر عن إبي بكر بأنه عمر وهل لأبي بكر اسم من مشتقات عمر؟
سؤالك السابق لايدل على هذا أخي الكريم
على العموم هذا يسمى في اللغة التغليب وهو أن يغلب أحد الأسمين الأخر إما لشهرته أو لخفته
العمران لأبي بكر وعمر (غلَّبوا عمر على أبي بكر؛ لأنَّ أيّام عمر امتدَّت فاشتهرت؛ وقيل: لأنّه أخفُّ الاسمين) أصلاح المنطق والشجري
الأبوان للأب والأم
والقمران للقمر والشمس (وغلّبوا القمر على الشّمس؛ لخفّة التّذكير) الشجري
الأسْوَدَان التمر والماء
والحسنين الحسن والحسين
المروتين الصفا والمروة
وتثنية في اللفظ دون المعنى؛ وذلك على حُكم التّغْلِيْبِ؛ وهو قليلٌ، كالعُمَرَين و القَمَرين و الأَبوَين (الملحة)
ملاحظة هذا الأمر سماعي لايقاس عليه
ـ[محمد بن سمير شلهوب]ــــــــ[13 - 03 - 10, 09:10 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم(62/214)
ما الدليل على ان صاحب البدعة ملعون؟
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[12 - 03 - 10, 03:13 م]ـ
ما الدليل على ان صاحب البدعة ملعون؟
ـ[أبو عبدالله ومحمد]ــــــــ[14 - 03 - 10, 08:15 ص]ـ
(لعن الله من أحدث حدثا)
المحدث: الهيتمي المكي - المصدر: الزواجر - الصفحة أو الرقم: 1/ 99
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ـ[أبو معاذ الأنصاري]ــــــــ[15 - 03 - 10, 01:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا
عن أبى الطفيل قال: سئل على هل خصكم النبي صلى الله عليه و سلم بشيء لم يخص به الناس كافة قال ما خصنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بشيء لم يخص به الناس إلا ما في قراب سيفى ثم أخرج صحيفة فإذا فيها مكتوب لعن الله من ذبح لغير الله لعن الله من سرق منار الأرض لعن الله من لعن والديه لعن الله من آوى محدثا) والحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله
إذا كان هذا هو حال من آوى محدثا؟!! فكيف بمن أحدث في دين الله ما ليس منه!!؟؟(62/215)
ما حكم قول "إن شاء الله" في مكان الشك
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[12 - 03 - 10, 03:49 م]ـ
ما حكم قول "ان شاء الله" في مكان الشك بارك الله في الجميع0
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[30 - 03 - 10, 01:37 م]ـ
ننتظر مشاركة المشايخ؟
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[06 - 04 - 10, 07:52 ص]ـ
هل تقصد قول (أنا مؤمن إن شاء الله) أم مطلق قول (إن شاء الله) شاكًّا؟(62/216)
هل ذكر المهدي في كتب العقيدة المتقدمة؟
ـ[عبدالله محمود]ــــــــ[12 - 03 - 10, 03:58 م]ـ
أريد نصوصا من كتب العقيدة التي ألفها القدماء فيها ذكر ظهور المهدي
جزاكم الله خيرا(62/217)
بطلان التأويل والتفويض
ـ[وراق لبنان]ــــــــ[12 - 03 - 10, 05:43 م]ـ
قال شيخ الإسلام - رحمه الله -:
غاية ما ينتهي إليه هؤلاء المعارضون لكلام الله ورسوله بآرائهم من المشهورين بالإسلام هو التأويل أو التفويض فأما الذي ينتهون إلي أن يقولوا الأنبياء أوهموا وخيلوا ما لا حقيقة له في نفس الأمر فهؤلاء معروفون عند المسلمين بالإلحاد والزندقة
والتأويل المقبول: هو ما دل علي مراد المتكلم والتأويلات التي يذكرونها لا يعلم أن الرسول أرادها بل يعلم بالاضطرار في عامة النصوص أن المراد منها نقيض ما قاله الرسول كما يعلم مثل ذلك في تأويلات القرامطة والباطنية من غير أن يحتاج ذلك إلي دليل خاص
وحينئذ فالمتأول إن لم يكن مقصوده معرفة مراد المتكلم كان تأويله للفظ بما يحتمله من حيث الجملة في كلام من تكلم بمثله من العرب هو من باب التحريف والإلحاد لا من باب التفسير وبيان المراد
وأما التفويض: فإن من المعلوم أن الله تعالي أمرنا أن نتدبر القرآن وحضنا علي عقله وفهمه فكيف يجوز مع ذلك أن يراد منا الإعراض عن فهمه ومعرفته وعقله؟
وأيضا فالخطاب الذي أريد به هدانا والبيان لنا وإخراجنا من الظلمات إلي النور إذا كان ما ذكر فيه من النصوص ظاهره باطل وكفر ولم يرد منا أن نعرف لا ظاهره ولا باطنه أو أريد منا أن نعرف باطنه من غير بيان في الخطاب لذلك فعلي التقديرين لم نخاطب بما بين فيه الحق ولا عرفنا أن مدلول هذا الخطاب باطل وكفر
وحقيقة قول هؤلاء في المخاطب لنا: أنه لم يبين الحق ولا أوضحه مع أمره لنا أن نعتقده وأن ما خاطبنا به وأمرنا باتباعه والرد إليه لم يبين به الحق ولا كشفه بل دل ظاهره علي الكفر والباطل وأراد منا أن نفهم منه شيئا أو أن نفهم منه ما لا دليل عليه فيه وهذا كله مما يعلم بالاضطرار تنزيه الله ورسوله عنه وأنه من جنس أقوال أهل التحريف والإلحاد
وبهذا احتج الملاحدة كابن سينا وغيره علي مثبتي المعاد وقالوا: القول في نصوص المعاد كالقول في نصوص التشبيه والتجسيم وزعموا أن الرسول صلي الله عليه وسلم لم يبين ما الأمر عليه في نفسه لا في العلم بالله تعالي ولا باليوم الآخر فكان الذي استطالوا به علي هؤلاء هو موافقتهم لهم علي نفي الصفات وإلا فلو آمنوا بالكتاب كله حق الإيمان لبطلت معارضتهم ودحضت حجتهم
ولهذا كان أبن النفيس المتطبب الفاضل يقول: ليس إلا مذهبان: مذهب أهل الحديث أو مذهب الفلاسفة فأما هؤلاء المتكلمون فقولهم ظاهر التناقض والاختلاف يعين أن أهل الحديث أثبتوا كل ما جاء به الرسل وأولئك جعلوا الجميع تخيلا وتوهيما ومعلوم بالأدلة الكثيرة السمعية والعقلية فساد مذهب هؤلاء الملاحدة فتعين أن يكون الحق مذهب السلف أهل الحديث والسنة والجماعة
ثم إن ابن سينا وأمثاله من الباطنية المتفلسفة والقرامطة يقولون: إنه أراد من المخاطبين أن يفهموا الأمر علي خلاف ما هو عليه وأن يعتقدوا ما لا حقيقة له في الخارج لما في هذا التخييل والاعتقاد الفاسد لهم من المصلحة
والجهمية والمعتزلة وأمثالهم يقولون: إنه أراد أن يعتقدوا الحق علي ما هو عليه مع علمهم بأنه لم يبين في الكتاب والسنة بل النصوص تدل علي نقيض ذلك فأولئك يقولون: أراد منهم اعتقاد الباطل وأمرهم به وهؤلاء يقولون: أراد اعتقاد ما لم يدلهم إلا علي نقيضه
والمؤمن يعلم بالاضطرار أن كلا القولين باطل ولا بد للنفاة أهل التأويل من هذا أو هذا: وإذا كان كلاهما باطلا كان تأويل النفاة للنصوص باطلا: فيكون نقيضه حقا وهو إقرار الأدلة الشرعية علي مدلولاتها ومن خرج عن ذلك لزمه من الفساد ما لا يقوله إلا أهل الإلحاد
وما ذكرناه من لوازم قول التفويض: هو لازم لقولهم الظاهر المعروف بينهم إذ قالوا: إن الرسول كان يعلم معاني هذه النصوص المشكلة المتشابهة ولكن لم يبين للناس مراده بها ولا أوضحه إيضاحا يقطع به النزاع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/218)
وأما علي قول أكابرهم: إن معاني هذه النصوص المشكلة المتشابهة لا يعلمه إلا الله وأن معناها الذي أراده الله بها هو ما يوجب صرفها عن ظواهرها فعلي قول هؤلاء يكون الأنبياء والمرسلون لا يعلمون معاني ما أنزل الله عليهم من هذه النصوص ولا الملائكة ولا السابقون الأولون وحينئذ فيكون ما وصف الله به نفسه في القرآن أو كثير مما وصف الله به نفسه لا يعلم الأنبياء معناه بل يقولون كلاما لا يعقلون معناه وكذلك نصوص المثبتين للقدر عند طائفة والنصوص المثبتة للأمر والنهي والوعد والوعيد عند طائفة والنصوص المثبتة للمعاد عند طائفة
ومعلوم أن هذا قدح في القرآن والأنبياء إذ كان الله أنزل القرآن وأخبر أنه جعله هدي وبيانا للناس وأمر الرسول أن يبلغ البلاغ المبين وأن يبين للناس ما نزل إليهم وأمر بتدبر القرآن وعقله ومع هذا فأشرف ما فيه وهو ما أخبر به الرب عن صفاته أو عن كونه خالقا لكل شيء وهو بكل شيء عليم أو عن كونه أمر ونهي ووعد وتوعد أو عما أخبر به عن اليوم الآخر ـ لا يعلم أحد معناه فلا يعقل ولا يتدبر ولا يكون الرسول بين للناس ما نزل إليهم ولا بلغ البلاغ المبين
وعلي هذا التقدير فيقول كل ملحد ومبتدع: الحق في نفس الأمر ما علمته برأيي وعقلي وليس في النصوص ما يناقض ذلك لأن تلك النصوص مشكلة متشابهة لا يعلم أحد معناها وما لا يعلم أحد معناه لا يجوز أن يستدل به
فيبقي هذا الكلام سدا لباب الهدي والبيان من جهة الأنبياء وفتحا لباب من يعارضهم ويقول: إن الهدي والبيان في طريقنا لا في طريق الأنبياء لأنا نحن نعلم ما نقول ونبينه بالأدلة العقلية والأنبياء لم يعلموا ما يقولون: فضلا عن أن يبينوا مرادهم
فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد
فإن قيل: أنتم تعلمون أن كثيرا من السلف رأوا أن الوقف عند قوله {وما يعلم تأويله إلا الله} [آل عمران: 6] بل كثير من الناس يقول: هذا هو قول السلف ونقلوا هذا القول عن أبي بن كعب وابن مسعود وعائشة وابن عباس وعروة بن الزبير وغير واحد من السلف والخلف وإن كان القول الآخر وهو أن السلف يعلمون تأويله ـ منقولا عن ابن عباس أيضا وهو قول مجاهد ومحمد بن جعفر وابن إسحاق وابن قتيبة وغيرهم وما ذكرتموه قدح في أولئك السلف وأتباعهم
قيل: ليس الأمر كذلك فإن أولئك السلف الذين قالوا: لا يعلم تأويله إلا الله كانوا يتكلمون بلغتهم المعروفة بينهم ولم يكن لفظ التأويل عندهم يراد به معني التأويل الاصطلاحي الخاص وهو صرف اللفظ عن المعني المدلول عليه المفهوم منه إلي معني يخالف ذلك فإن تسمية هذا المعني وحده تأويلا إنما هو اصطلاح طائفة من المتأخرين من الفقهاء والمتكلمين وغيرهم ليس هو عرف السلف من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وغيرهم لاسيما ومن يقول إن لفظ التأويل هذا معناه يقول: إنه يحمل اللفظ علي المعني المرجوح لدليل يقترن به وهؤلاء يقولون: هذا المعني المرجوح لا يعلمه أحد من الخلق والمعني الراجح لم يرده الله
وإنما كان لفظ التأويل في عرف السلف يراد به ما أراده الله بلفظ التأويل في مثل قوله تعالي {هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق} [الأعراف: 53] وقال تعالي {ذلك خير وأحسن تأويلا} [النساء: 59] وقال يوسف {يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل} [يوسف: 100] وقال يعقوب له {ويعلمك من تأويل الأحاديث} [يوسف: 6] {وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله} [يوسف: 45] وقال يوسف {لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما} [يوسف: 37]
فتأويل الكلام الطلبي: الأمر والنهي وهو نفس فعل المأمور به وترك المنهي عنه كما قال سفيان بن عيينة: السنة تأويل الأمر والنهي و [قالت عائشة: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم في يقول ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن] وقيل لعروة بن الزبير: فما بال عائشة كانت تصلي في السفر أربعا؟ قال: تأولت كما تأول عثمان ونظائره متعددة
وأما تأويل ما أخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الآخر فهو نفس الحقيقة التي أخبر عنها وذلك في حق الله: هو كنه ذاته وصفاته التي لا يعلمها غيره ولهذا قال مالك وربيعة وغيرهما: الاستواء معلوم والكيف مجهول وكذلك قال ابن الماجوشون وأحمد بن حنبل وغيرهما من السلف يقولون: إنا لا نعلم كيفية ما أخبر الله به عن نفسه وإن علمنا تفسيره ومعناه
ولهذا رد أحمد بن حنبل علي الجهمية والزنادقة فيما طعنوا فيه من متشابه القرآن وتأولوه علي غير تأويله فرد علي من حمله علي غير ما أريد به وفسر هو جميع الآيات المتشابهة وبين المراد بها
وكذلك الصحابة والتابعون فسروا جميع القرآن وكانوا يقولون: إن العلماء يعلمون تفسيره وما أريد به وإن لم يعلموا كيفية ما أخبر الله به عن نفسه وكذلك لا يعلمون كيفية الغيب فإن ما أعده الله لأوليائه من النعيم لا عين رأته ولا أذن سمعته ولا خطر علي قلب بشر فذاك الذي أخبر به لا يعلمه إلا الله فمن قال من السلف إن تأويل المتشابه لا يعلمه إلا الله بهذا المعني فهذا حق
وأما من قال: إن التأويل الذي هو تفسيره وبيان المراد به لا يعلمه إلا الله فهذا ينازعه فيه عامة الصحابة والتابعين الذين فسروا القرآن كله وقالوا: إنهم يعلمون معناه كما قال مجاهد: عرضت المصحف علي ابن عباس من فاتحته إلي خاتمته أقفه عند كل آية وأسأله عنها وقال ابن مسعود: ما في كتاب الله آية إلا وأنا أعلم فيم أنزلت وقال الحسن البصري: ما أنزل الله آية إلا وهو يحب أن يعلم ما أراد بها
ولهذا كانوا يجعلون القرآن يحيط بكل ما يطلب من علم الدين كما قال مسروق: ما نسأل أصحاب محمد عن شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن علمنا قصر عنه وقال الشعبي: ما ابتدع قوم بدعة إلا في كتاب الله بيانها وأمثال ذلك من الآثار الكثيرة المذكورة بالأسانيد الثابتة مما ليس هذا موضع بسطه.
(درء تعارض العقل والنقل 1\ 115)(62/219)
هل ثبت عن هؤلاء تكفير شيخ الاسلام ابن تيمية؟
ـ[احمد التونسي]ــــــــ[12 - 03 - 10, 07:07 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
اخوتنا الاعزاء مدى صحة القوا ان هؤلاء العلما المذكورين في الاسفل
الشيخ برهان الدين ابن الشيخ تاج الدين
الشيخ شهاب الدين ابن جهبل الشافعي
الصدر المالكي
الكوثري
الحمصي
السبكي
يكفرون شيخ الاسلام و ايضا هل هم من اهل السنة ام من المبتدعة و لو صح هذا الخبر فهل هناك من رد عليهم من اهل العلم
افيدونا بارك الله فيكم
ـ[ابو اسحاق فيصل الاحمداني]ــــــــ[12 - 03 - 10, 08:42 م]ـ
أما السبكي والكوثري فهم أشاعرة(62/220)
ما حكم الطواف حول القبور و جزاكم الله خيرا؟
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[12 - 03 - 10, 08:31 م]ـ
إخواننا الكرام في ملتقى أهل الحديث جزاكم الله خيرا و نفع بكم هل من تعليق على هذه الإجابة من أحد المشهورين عن سؤال حول مسألة الطواف بالقبور ولكن رجاء منكم إخواننا الكرام التعلق بالمسألة نفسها لا المسئول عنها و جزاكم الله خيرا
فأجاب بما نصه:
####
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[12 - 03 - 10, 08:53 م]ـ
الرد على فتوى سماحة مفتي جمهورية مصر العربية
في حكم الطواف على القبور
بقلم: عبدالرحمن بن عبدالخالق
العناوين الرئيسية:
- الطواف بالقبور ودعاؤها من دون الله جريمة مركبة من الكفر والشرك والمحاداة لأمر الله وأمر رسوله.
- الأولى دعوة الناس إلى التوحيد والسنة لا إقرارهم على الكفر والشرك وتهوين شأن البدعة عليهم.
- الذين ارتدوا عن الإسلام وكفروا وأشركوا وافترقوا عن طريق الحق من هذه الأمة أكثر من الذين بقوا على الحق.
- حمل أعمال المسلمين على المعنى الحسن ليست إلا فيما يحتمل حقاً وباطلاً، أما ما لا يحتمل إلا بالباطل فلا يحمل على معنى حسن.
الفتوى التي نشرت في الوطن عدد 10857 يوم الخميس الموافق 20/ 4/2006 منسوبة إلى سماحة مفتي مصر الدكتور علي جمعة فتوى باطلة والتي جعل طواف عباد القبور حولها غير داخل في الشرك حيث يقول في آخر الفتوى: "أما إقحام الشرك والكفر في هذه المسألة فلا وجه له، اللهم إلا افتراض أن الطائف يعبد من في القبر أو يعتقد أنه يجلب الضر أو النفع بذاته، أو يعتقد بأن الطواف بالقبر عبادة شرعها الله تعالى كما شرع الطواف بالبيت، وكلها احتمالات ينأى أهل العلم عن حمل فعل المسلم عليها كما سبق. لأن فرض المسألة في المسلم الذي يطوف بالقبر لا في غير ذلك."
وبطلان هذه الفتوى من وجوه كثيرة وهذا بيان لذلك:
أولاً: أنها قد بُنِيَتْ على أصول فاسدة فقد قال سماحة المفتي: "الأصل في الأفعال التي تصدر من المسلم أن تحمل على الأوجه التي لا تتعارض مع أصل التوحيد، ولا يجوز أن نبادر برميه بالكفر أو الشرك، فإن إسلامه قرينة توجب علينا ألا نحمل أفعاله على ما يقتضي الكفر" وهذا أصل فاسد ليس عليه دليل من كتاب أو سنة أو إجماع، بل القرآن والسنة والإجماع على غير ذلك، فإن الله تبارك وتعالى قد أخبر بأن المسلمين إذا شابهوا الكفار في أعمالهم الكفرية كفروا كقوله تعالى: {وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} وهذا في تحليل الميتة، وقوله تعالى: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوهم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} وقوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} وقوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}، وقوله تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء}.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: [العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر] فمن ترك الصلاة فهو كافر سواء قيل أنه كفراً ناقلاً عن الملة أو أنه كفر دون كفر، فالمسلم إذا وقع منه الكفر كفر وإذا وقع منه الفسق فسق، وليس أعمال المسلمين جميعاً الأصل فيها أنها موافقة الإسلام، بل يحكم على المسلم بحسب عمله إسلاماً أو كفراً أو فسقاً، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذه الأمة تفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذه الأمة ستتبع سنن من كان قبلها حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلوه، والمشاهد أن كثيراً من المسلمين بل أكثرهم يقع منهم الكفر البواح كسب الله وسب رسوله وسب دين الإسلام والردة، وترك الصلوات، وأفعال الكفر والشرك وما دون ذلك من الكبائر والمعاصي ..
فالقول بأن الأصل في أعمال المسلم أن تحمل على الإسلام قول باطل، بل يجب الحكم على عمل المسلم بما حكم به الله ورسوله، فإن عمل مكفراً ينقل عن الدين حكم بكفره، وإن عمل مكفراً لا ينقل عن الملة فالحكم بما حكم به الله ورسوله، وإن فعل فسقاً فسق كقول الله تعالى في القاذف: {وأولئك هم الفاسقون}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/221)
ثانياً: قول سماحة المفتي: "والمسلم يعتقد أيضاً أن العبادة لا يجوز صرفها لله وحده، والمشرك يعتقد جواز صرفها لغير الله تعالى فإذا رأينا مسلماً يصدر منه لغير الله ما يحتمل العبادة وغيرها وجب حمل فعله على ما يناسب اعتقاده كمسلم لأن من ثبت له عقد الإسلام بيقين لم يزل عنه بالشك والاحتمال" هذا الكلام ليس على إطلاقه لأن فيه التسوية بين العالم والجاهل وبين المتأول وغيره وبين من قامت عليه الحجة ومن لم تقم عليه الحجة، وبين من ينكر معلوماً من الدين بالضرورة، ومن ينكر أمراً خفياً في الدين، وبين المتأول وغيره، فإن من ينكر معلوماً من الدين بالضرورة فهو كافر قد أجمعت الأمة على كفره، ومن سب الله أو رسوله أو دين الإسلام أو يستهزئ بشيء من الدين فقد فكر، ولا يرفع عنه الكفر كونه مازحاً أو يقول بلسانه ما ليس بقلبه كما قال تعالى: {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم .. } الآية، فكل من وقع منه الكفر بعد انتفاء موانعه أو تحقق شروطه فهو كافر.
ثالثاً: إنتفاء الحكم عن معين فعل مكفراً لتأول أو جهل أو إكراه لا ينفي أن يكون العمل الذي ارتكبه كفراً، فإن كل عمل حكم الله تبارك وتعالى أو رسوله بأنه كفر وجب اعتقاد ذلك والحكم به، وإن كان من يقع منه الكفر جهلاً أو تأولاً أو إكراهاً لا يكون كافراً، فالسجود لغير الله كفر، وصرف شيء من العبادة التي اختص الله بها نفسه لغيره شرك، ونفي ما أثبته الله لنفسه أو وصف الله تبارك وتعالى بما لم يصف به نفسه كل هذا من الكفر وإن كان بعض من يفعله لا يكون كافراً لجهل أو تأويل أو إكراه.
وسماحة المفتي أطلق وجوب نفي الكفر عن المسلم مهما عمل من أعمال الكفر وألا يظن به إلا الحق ما دام مسلماً، وإن فعل ما هو كفر بمجرده كسب الله أو سب رسوله، أو صرف عبادة من العبادات التي لا تجوز إلا لله سبحانه وتعالى.
رابعاً: قول سماحة المفتي: "فإذا ما حصل خلاف بعد ذلك في بعض أنواع الوسيلة كالتوسل بالصالحين والدعاء عند قبورهم مثلاً أو حصل خطأ فيها من بعض المسلمين فيما لم يشرع كونه وسيلة كالسجود للقبر أو الطواف به، فإنه لا يجوز أن ننقل هذا الخطأ أو ذلك الخلاف من دائرة الوسيلة إلى دائرة الشرك والكفر، لأننا نكون بذلك قد خلطنا بين الأمور وجعلنا التعظيم لله كالتعظيم مع الله" أخرج سماحته أعمال الشرك والكفر التي تقع من المسلمين وجعلها من باب الوسائل وأنها لا تكون شركاً إذا فعلها المسلم، وهذا غير صحيح من وجوه كثيرة فأن الوسيلة التي أمرنا الله بها هي ما شرعه لعباده من وجوه التقرب، أما ما حكم الله بأنه شرك وكفر فليس وسيلة للتقرب إليه، بل سبب لسخطه وغضبه وعقابه، فمن جعل دعاء غيره دعاء عبادة أو سجد لغيره أو ذبح لغيره أو صرف شياً من العبادة التي اختص الله بها نفسه فهو مشرك.
والله سبحانه وتعالى لم يجعل الشرك وسيلة للتقرب إليه كما قال تعالى: {ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباًً أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون}، وقال: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ... الآية}
فالله سبحانه وتعالى لا يُتوسل إليه إلا بما يرضيه وارتضاه لعباده من الأقوال والأعمال والاعتقاد، والشرك به ليس وسيلة إليه، فمن عبد غير الله من الملائكة، أو الرسل، أو الأولياء فقد أشرك وتعرض لسخط الله وعقابه، وإن كان من كان كما قال تعالى: {ولقد أُوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}، وقال تعالى: {لا تجعل مع الله إلهاً آخراً فتقعد مذموماً مخذولاً}، وقال: {ولا تجعل مع الله إلهاً آخر فتلقى في جهنم ملوماً مدحوراً} وقال عن أنبيائه ورسله المكرمين الذين عددهم في سورة الأنعام: {ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون}.
فالشرك موجب لسخط الله وإن وقع ممن وقع منه، فإن كان مسلماً كفر، ولا يقال إن المسلم إذا فعل الشرك والكفر لا يحكم عليه بكفر ولا بشرك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/222)
خامساً: القول بأن الطواف بالقبور والسجود لها إذا وقع من المسلم لا يكون كفراً ولا شركاً بل هو تعظيم لشعائر الله!! قول باطل. فالقبور المرفوعة ليست من شعائر الله بل من شعائر الشرك ولذلك جاء الإسلام بهدهما وتسويتها بالأرض كما في صحيح مسلم من حديث أبي الهياج الأسدي أن علي بن أبي طالب قال له: [ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله. ألا تدع قبراً مشرفاً إلا سويته ولا تمثالاً إلا طمسته] وتعظيم الصالحين بتصوير صورهم ونصب أنصاب لهم هو أساس شرك العالم، فإن أول ما وقع من الشرك في قوم نوح كان سببه تصوير صور الصالحين ونصبها كما جاء في قوله تعالى: {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً} قال ابن عباس هم أسماء الرجال الصالحين من بين آدم ونوح صوروا لهم صوراً فمع تقدم العهد عبدت من دون الله.
وفي الصحيح أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم كنيسة رآتاها بأرض الحبشة فيها من الصور والتماثيل. فقال الرسول: [أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره وصوروا هذه الصور أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة].
وفي الصحيح عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله لما نزل به جعل يطرح خميصةً له عن وجهه فإذا أغتم كشفها ويقول: [لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد] (يحذر ما صنعوا) فالمسلمون إذا فعلوا أعمال الشرك التي أشرك بها من قبلهم أصبحوا بذلك مشركين مثلهم.
والحاصل أن البناء على القبور وتعظيمها ليس من شعائر الله، بل هي من شعائر المشركين، وتعظيمها بالبناء والإسراج والرفع هو ذريعة إلى الشرك بالله. وأما الطواف بها والذبح لها والنذر لها والسجود إليها كل ذلك من الشرك بإجماع الأمة.
سادساً: الطواف بالقبور ليس من شعائر الله بل فيه جرائم متعددة؛ فهو يجمع بين الكفر والشرك والمحادة لأمر الله وأمر رسوله، وتشريع ما لم يأذن به الله، وتعظيم غيره بما لم يُشرع إلا لتعظيمه وهو الطواف.
فإن الله قد شرع الطواف ببيته فقط تعظيماً له سبحانه وتعالى، قال تعالى لإبراهيم وإسماعيل: {وطهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود} وقال تعالى: {وليطوفوا بالبيت العتيق} وهو ركن من أركان الحج شرعت له الطهارة كما قال صلى الله عليه سلم: {الطواف صلاة غير أنه أُذٍنَ لكم أن تتكلموا فيه}.
ولم تشرع عبادة الطواف إلا حول بيت الله سبحانه وتعالى، فمن وضع مكاناً للطواف غير البيت فقد حاد الله ورسوله، وشرع ما لم يشرعه الله ورسوله، وقد كَفر المسلمون الحلاج لما صنع في بيته كعبة يطاف بها، فمن زعم أنه يطاف بمكان غير الكعبة طواف عبادة، وإن زعمها لله فهو مبتدع بدعة تكفره وتخرجه من الإسلام لأنه شرع من الدين ما لم يأذن به الله، وحاد الله وحاد رسوله، وهذه أول الجرائم، وأما من جعل الطواف حول القبر تعظيماً له فقد أشرك بالله لأنه صرف عبادة لا تجوز إلا لله فجعلها لغيره.
والعجب أن سماحة المفتي قد عرف الشرك بقوله: "أما الشرك فهو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله على الوجه الذي لا ينبغي إلا لله تعالى حتى لو كان ذلك بغرض التقرب إلى الله تعالى" وهذا تعريف صحيح لمعنى الشرك، فمن جعل الطواف الذي لا يجوز إلا الله جعله لغيره، فهو مشرك.
والجريمة الثالثة أن المقابر والمشاهد المنصوبة التي أمرنا الله تعالى بهدمها وتسويتها بالأرض، فالذي يطوف حول القبر يعظم مكاناً ونصباً أمرنا بهدمه وإزالته فهو معاندٌ محادٌ لله ورسوله.
سابعاً: قول سماحة المفتي إن المسلم عندما يطوف بهذه القبور يعظم من أمر الله بتعظيمه: "التقرب إلى الله تعالى بكل ما شرعه سبحانه ويدخل في ذلك تعظيم كل ما عظمه الله تعالى من الأمكنة والأزمنة والأشخاص والأحوال، فيسعى المسلم مثلاً للصلاة في المسجد الحرام والدعاء عن قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم والملتزم تعظيماً لما عظمه الله سبحانه وتعالى من الأماكن، ويتحرى قيام ليلة القدر والدعاء في ساعة الإجابة يوم الجمعة وفي ثلث الليل الأخير تعظيماً لما عظمه الله سبحانه وتعالى من الأزمنة، ويتقرب إلى الله تعالى بحب الأنبياء والصالحين تعظيماً لمن عظمه الله من الأشخاص، ويتحرى الدعاء حال السفر وعند نزول الغيث وغير ذلك تعظيماً لما عظمه الله من الأحوال" وهكذا وكل هذا داخل في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/223)
قوله تعالى: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} قول أشتمل على باطل من وجوه كثيرة:
أ: أن البناء على القبور وتعظيمها والطواف بها والذبح لها والنذر لها والصلاة إليها كل ذلك ليس من شعائر الله بل هو من شعائر الشرك ولم يأمر الله ولا رسوله بشيء من ذلك بل جاء أمر الله وأمر رسوله بالنهي عن ذلك ولعن فاعله، فكيف يجعل هذا مع ما أمر الله به من تعظيم الأماكن الشريفة والأوقات الشريفة كالكعبة وليلة القدر والدعاء وقت نزول المطر وغير ذلك.
ب: أن كثيراً من الذين يطوفون بهذه القبور ويعظمونها بالذبح عندها ودعاء أصحابها يعتقدون فيهم النفع والضر بل ويعطونهم كل صفات الله سبحانه وتعالى من الإحياء والإماتة والخلق والرزق وعلم الغيوب والتصرف في الكون عُلوه وسفله، ومغفرة الذنوب والشفاعة اللازمة على الله، وأن سماحة المفتي على علم بما في طبقات الصوفية ومما نسب إلى شيوخهم. ومن يسمونهم بالأولياء من يجعل اعتقاد النصارى في عيسى أقل كفراً من اعتقادهم، فإذا كان النصارى يعتقدون بأن عيسى ابن الله -تعالى الله عما يقولون- وأنه يأتي يوم القيامة يجلي على يمين أبيه -تعالى الله عن ذلك- ليدين الأحياء والأموات.
وفي الفكر الصوفي أن الحقيقة المحمدية -في زعمهم- أنه رسول الله هو التعينات وأول خلق الله ومن أنواره خلقت الملائكة والعرش والكرسي والسماوات والأراضين، وأنه في النهاية المستوي على عرش الله!!
وفي الفكر الصوفي أن السيدة زينب هي رئيسة الديوان الصوفي والذي يجمع الغوث والأقطاب والأوتاد وهو الديوان الذي يحكم العالم العلوي والسفلي.
ونقل مثل هذا الكفر وبيانه أمر يطول، وأظن سماحة المفتي مطلع كذلك على ما يعتقده غير أهل السنة والجماعة من الفرق الإسلامية الكثيرة التي تعتقد فيمن يعظمونهم أنهم يتصرفون بالخلق والرزق والإحياء والإماتة ويتحكمون في كل ذرات الكون!!
فكيف يقول سماحة المفتي بعد ذلك أن المسلم إذا فعل مثل هذا الكفر يجب أن يظن فيه الخير، وأنه لا يفعل ما يناقض الإسلام.
ثامناً: قول سماحة المفتي: "أن هناك فرقاً أيضا بين كون الشيء سبباً واعتقاده خالقاً ومؤثراً بنفسه، تماماً كما مثلنا في الأصل الأول من اعتقاد المسلم أن المسيح عليه السلام سبب في الخلق بإذن الله في مقابلة اعتقاد النصراني أنه يفعل ذلك بنفسه، فإذا رأينا مسلما يسأل أو يستعين أو يرجو نفعاً أو ضراً من غير الله فإنه يجب علينا قطعاً أن نحمل ما يصدر منه على ابتغاء السببية لا على التأثير والخلق" تفريق سماحة المفتي بين من يشرك بالله فيدعو غيره بأن يفعل ذلك معتقداً قدرته الذاتية على ذلك، ومن يعتقد أن الله قد وهبه ذلك وأعطاه تفريق لا وجه له فإن من يدعو غير الله من الموتى وهو يعتقد أن الله قد منحهم تفريج الكروب وقضاء الحاجات وإجابة السائلين كذاب مفتري على الله!! فإن الله لم يعط أحداً من الموتى ذلك. قال تعالى: {ومن أضل ممن يدعون من دون الله منة لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداً وكانوا بعبادتهم كافرين}. فالله سبحانه وتعالى لم يأمرنا أن ندعو ميتاً في قبره أو أن تطلب منه ما يطلب من الأحياء، بل جعل هذا من الشرك الجلي، وهؤلاء الذين يدعون الموتى ويزعمون أن الله اختصهم بالعطاء والمنع وإجابة دعوة الداعي، وإغاثة المستغيث كاذبون على الله أولاً لأن الله لا يأمر عباده بالكفر والشرك، ودعاء غيره شرك فكيف يأمر الله عبداه بان يشركوا به {ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون}
تاسعاً: أعمال المسلم التي يجب حملها على حسن الظن به، هي ما يحتمل البر والإثم والمباح وغيره، كمن رأى رجلاً مع امرأة في خلوة أو طريق مظلم فيحتمل أن تكون امرأة أجنبية لا تحل له ويحتمل أن تكون زوجته أو من محارمه .. فيحمل المسلم على حسن الظن ما لم يعلم ويقطع بالاحتمال الآخر.
أما الأعمال التي لا تحتمل إلا معنى واحداً كقول كلمة الكفر أو سب الله وسب رسوله، أو السجود لغير الله ونحو ذلك فإنها لا تحتمل إلا معنى واحداً، وأما احتمال أن يكون فاعل ذلك معذوراً لجهل أو إكراه أو تأويل فباب آخر ولا يغير حكم العمل نفسه من أنه كفر أو شرك أو فسق، وإن كان كفر ليس كذلك.
وسماحة المفتي سوى بين من يعمل عملاً يحتمل الإباحة والحرمة، والإثم والبر بمن يعمل عملاً لا تفسير له إلا الإثم، وهذا هو الأصل الثالث الباطل الذي بنى عليه سماحة المفتي فتواه.
عاشراً: أليس بدلاً من إقرار الناس على هذا الكفر والشرك من الطواف بالقبور وعبادتها من دون الله والطلب من أصحابها ودعائهم والذبح لهم، وجعل مواسم لعبادتها وشد الرحال إليها وقول قائلهم: (قبر أبي معروف ترياق مجرب) وعبدالقادر الكيلاني يا متصرف في الأكوان، واعتقاد أن الله قد غفر لكل من زار قبر البدوي في مولده كل ذنوبه .. الخ من هذا الكفر والشرك. (اقرأ ترجمة البدوي في طبقات الشعراني)
أليس الأولى من ذلك من سماحة المفتي ومن غيره من أهل العلم والدين أن ينهوا الناس عن ذلك وخاصة أن سماحته يقول إن المفتي على أن الطواف بالقبور حرام وأن الفتيا على ذلك.
فإذا كان سماحة المفتي يعتقد أنه حرام وأنه يفتي بذلك فلماذا التبرير للناس والقول بأن المسلم لا يفعل إلا حقاً، ولا يظن به إلا خيراً حتى وإن عمل هذا الإثم والحرام.
والأجدر أن يقال لا يعجل بتكفير من فعل ذلك من المسلمين ولكن العمل كفر وشرك وبدعة وحرام ومخالف للحق، ولا نكفر المسلم إلا بإقامة الحجة عليه فإن أصر بعد ذلك كما عليه بما يستحق من الحكم الشرعي الذي حكم الله به، وإلا فترك الناس ليعتقدوا من الكفر أعظم مما كفرت به النصارى في عيسى ويعبدوا من دون الله ما لم ينزل الله يه سلطاناً، ويكفروا كفراً لم يكفره ويشركه العرب أنفسهم. والقول بأنهم ما يفعله المسلمون عن قبور الصالحين لا يخرج عن الحركة والكراهة. فهذا في النهاية إقرار للشرك والكفر والبدعة وتهوين من شأن ذلك كله.
وفق الله سماحة المفتي لقول الحق والعمل به والدعوة إليه.
http://www.salafi.net/articles/article43.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/224)
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[12 - 03 - 10, 09:15 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخ خالد وبارك الله في نقلك
و لكني أتعجب من المشرف لماذا يحذف هذه الإجابة مع أنني نبهت في بداية عرضي لهذا السؤال أن نهتم بالمسألة لا بالشخص وقمت بنقل هذه الإجابة دون الإخلال بها للأمانة العلمية و لكن الحمدلله أني لقيت من الشيخ خالد جزاه الله خيرا ردا على هذه المسألة و إن كنت أحب الاستزادة من الإجابات حول هذه الفتيا العقيمة و إن كانت لمروجيها أثرا كبيرا هداهم الله أجمعين
وجزى الله الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق لمجهوده و لرده الرائع الذي يدل على عمق فهمه لهذا الدين قال تعالى (هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون)(62/225)
هل يأمر النبي في الرؤيا وينهى، أم هذا من الشريعة المختومة؟.
ـ[مؤمن محمد ناصر الدين]ــــــــ[12 - 03 - 10, 09:49 م]ـ
سمعت أحد المشايخ يتكلم في تأصيل رؤية النبي صلى الله عليه وسلم، فقال فيها كثيرا؛ منها أن رؤيته المقصودة في الحديث، مخصوصة فيمن رآه حقيقة وأدركه!!.
ثم، بدا لي هذا السؤال:
مما نسمعه ممن يرونه -صلى الله عليه وسلم- أنه -إن صدقت رؤياهم- لا يكلمهم، ولا يأمر ولا ينهى، بل عامة ما هم عليه أن تكون من البشائر والمواعظ!
فما قولكم؟.
خاصة إن تعلقت الرؤيا أن يأمر صلى الله عليه وسلم باتباع فلان، أو هجر فلان، وتصديق فلان أو تكذيبه!؟
فأذكر مرة أنّ أحد الشباب حلف يمينا أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، فأمره أن لا يتبع الشيخ الفلاني -من شيوخ السنة "الفضائيين" المعروفين!؟
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[13 - 03 - 10, 12:18 ص]ـ
يقول النووي في (شرح مسلم) (1/ 101):
قوله _مسلم _: (ان حمزة الزيات رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام , فعرض عليه ما سمع من أبان ,فما عرف منه الا شيئا يسيرا!)
قال القاضي عياض رحمه الله: هذا ومثله استئناس واستظهار على ما تقرر من ضعف ابان , لا انه يقطع بامر المنام , ولا انه تبطل بسببه سنة ثبتت , ولا نثبت به سنة لم تثبت , وهذا باجماع العلماء. هذا كلام القاضي ..
ثم قال النووي:
أما اذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم يأمره بفعل ماهو مندوب اليه , أو ينهاه عن منهي عنه , أو يرشده الى فعل مصلحة , فلا خلاف في استحباب العمل على وفقه ,
لأن ذلك ليس حكما بمجرد المنام , بل بما تقرر من أصل ذلك الشيء , والله أعلم.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[13 - 03 - 10, 12:25 ص]ـ
كلام النووي رحمه الله مشكل لان امره صلى الله عليه وسلم الرائي بمأمور او منهي فلا حاجة فيه الى الرجوع الى الرؤيا او الاستيناس بها اللهم الا زيادة العزم ورفع الهمة من اجل مغالبة النفس في هذا العمل
وباقي كلامه رحمه الله مشكل؟؟؟
ـ[مؤمن محمد ناصر الدين]ــــــــ[13 - 03 - 10, 09:03 م]ـ
فماذا نقول لمن حلف يمينا أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، ينهاه عن اتباع فلان، من شيوخ السنة ممن يثق الناس بدينه، ولا يُعلم عنه إلا الخير!!؟؟
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[16 - 03 - 10, 12:12 ص]ـ
هذا يرجع الى قناعة الرائي فان اخذ بالامر منه صلى الله عليه وسلم وطلب الحيطة فهو وذلك وان لم يفعل فلا حرج عليه اذ لا تشريع ولا تكليف بالرؤى(62/226)
{تحديد المفاهيم}
ـ[شربتلي محمد]ــــــــ[13 - 03 - 10, 12:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين فهذه معاني ومفاهيم أحببت ان
انقلها لكم لتعم الفائدة ويستفيد الجميع:
أولا: مفهوم التنزيل:
مادة (نزل) في اللغة التي خاطبنا الله عز وجل بها لها عدة معان ترجع إلى ماقاله في معجم مقاييس اللغة: النون والزاي واللام كلمة صحيحة تدل على هبوط شئ ووقوعه, نزل عن دابته نزولا, ونزل المطر نزولا.
وقالوا في المعجم الوسيط: الهبوط من علو إلى أسفل ... وأنزل الشئ جعله ينزل ويقال أنزل الله
كلامه على أنبيائه أوحى به.
ثانيا: مفهوم الوحي:
أصل هذه المادة الإعلام في خفاء يقال وحى وأوحى لغتان فصيحتان لكن (أوحى) هي
المستعملة في القرآن, ومصدرها (وحي) ويطلق أيضا عل اسم المفعول, فيقال للموحى به
(وحي).
ويطلق الوحي تارة على الإلهام كما في قوله تعالى {وأوحى ربك إلى النحل إن اتخذي من الجبال بيوتا} (النحل:68)
كما يطلق على الإشارة كما في قوله تعالى {فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن
سبحوا بكرة وعشيا} (مريم:11) يعني: أشار إليهم.
كما يطلق الوحي على أي وسيلة من وسائل الإعلام كالكتابة والتصويت شيئا بعد شئ وغيرها قال ابن حجر بعد ذكر هذه المعاني: وقيل أصله التفهيم وكل مادللت به من كلام أو كتابةأورسالة
أو إشارة فهو وحي, وشرعا الإعلام بالشرع.
ومن طرق الوحي إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ما ذكرته السنة ومنها:
1 - تكليم الله تعالى لرسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كفاحا, أو من وراء حجاب كما في الصحيحين من حديث المعراج.
2 - الرؤيا الصادقة: ففي صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (أول ما بدئ
به رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح).
3 - صوت يشبه صلصلة الجرس: وهو أثقله وأشده على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
4 - تمثل جبريل على صورة رجل يكلمه كما يكلمه الشخص من الناس, بل قد يكون ذلك بحضرة
الصحابة رضي الله عنهم في بعض الأحيان.
5 - كشف حجاب الغيب عن بصره وسمعه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما وقع في حديث أسماء حيث رأى الجنة والنار
فوصفهما عليه الصلاة والسلام, وقد يقع لسمعه كما في صحيح مسلم في حديث الوجبة
وأصوات المعذبين في قبورهم, فيصف عليه السلام كل ذلك ويبلغه تبصرة وذكرى لقوم يؤمنون.
6 - الإلهام وهو النفث في الروع: ومنه قوله عليه السلام: يبنا أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحى إلى في المنام أن انفخهما, فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين
يخرجان بعدي.
ثالثا: مفهوم الذكر:
مفهوم الذكر مفهوم واسع يطلق على عدة معان تتحدد بسياق الخطاب, والحقيقة أنها ترجع كلها إلى أصل المادة في اللغة وهي أن الذكر نقيض النسيان. وقد ورد هذا اللفظ في النصوص الشرعية دالا على معان نورد أهمها:
1 - ذكر القلب ومنه قوله تعالى {ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم} (آل عمران:135)
2 - الصلاة ومنه قوله تعالى {إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله} (الجمعة:9)
3 - العلم ومنه قوله تعالى {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}
4 - العظة ومنه قوله تعالى {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} (الذاريات:55)
5 - القرآن ومنه قوله {إن الذين كفروا بالذكر لما جآءهم وإنه لكتاب عزيز} (فصلت:41)
6 - السنة ومنه قوله {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} (النحل:44)
7 - البيان ومنه قوله {أو عجبتم أن جآءكم ذكر من ربكم على رجل منك لينذركم} الأعراف:63
8 - الخبر ومنه قوله {ويسئلونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا} (الكهف:83)
9 - الوحي قال تعالى {فالتاليات ذكرا} (الصافات:3)
ومن تأمل هذه المعاني يدرك أن الوحي يشملها جميعا قرآنا وسنة, فهما بيان للناس وموعظة
لهم وخبر عن أنباء السابقين واللاحقين ويوم الدين, وتنفرد السنة بمشروعية الذكر بألفاظها من تسبيح وتهليل , وتعظيم, هذا فضلا عن الأذكار المأثورة في الأوقات والمواسم والأحوال
كالتلبية وأذكار النوم وغيرها. وبناء على ماسبق يتبين لك أخي المسلم مدى الخطأ, وجسامته
في تفسير الذكر بالقرآن فقط ومن ثم قصر الحفظ عليه.
مع أننا نعتذر لمن وقع في هذا الفهم بكون القرآن سمي ذكرا ووصف بذلك أكثر من السنة حتى
غلب عليه بل صارا علما له. وهذا ماأردنا التنبيه عليه من خلال توضيح هذا المفهوم. والله اعلم.
رابعا: مفهوم الحفظ:
مادة (حفظ) في اللغة التي خاطبنا الله عز وجل بها تدور على المعاني التالية:
حفظ الشئ بالكسر حفظا: حرسه, وحفظه أيضا: استظهره, والحفظة: الملائكة الذين يكتبون أعمال بني آدم, والمحافظة: المراقبة والحفاظ والأنفة, والحفيظ: المحافظ ومنه قوله تعالى
{ومآ أنا عليكم بحفيظ} (الانعام:104). ويقال احتفظ بهذا الشئ: أي احفظه, وتحفظ الكتاب:
استظهره شيئا بعد شئ وحفظه الكتاب تحفيظا: حمله على حفظه, واستحفظه كذا سأله أن يحفظه.
والحفظ: نقيض النسيان, وحفظ الشئ حفظا منعه من الضياع ... وقد يجعل عبارة عن الصون وترك
الأبتذال.
هذا ما تيسر تدوينه ونقله من كتاب (طليعة البرهان على أن السنة محفوظة كالقرآن) من الفصل الرابع (تحديد المفاهيم).
تأليف: سيدي محمد بن أحمد العلوي الشنقيطي.
أسأل الله أن ينفع به الكاتب والقارئ وان يجعله خالصا لوجهه الكريم ودمتم بخير.(62/227)
معنى حديث إِنّك لا تدرِي ما أَحدَثُوا بعدك، فأَقولُ: سُحْقًا، سُحْقًا، لِمنْ غيّر بعدي .. !!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[13 - 03 - 10, 12:15 ص]ـ
إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا، سُحْقًا، لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي .. !!
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا، سُحْقًا، لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي). رواه البخاري (6212) ومسلم (2290).
يقول الإمام الشاطبي رحمه الله:
ولقوله: (قد بدلوا بعدك)، ولو كان الكفر: لقال: " قد كفروا بعدك "، وأقرب ما يحمل عليه: تبديل السنة، وهو واقع على أهل البدع، ومن قال: إنه النفاق: فذلك غير خارج عن مقصودنا؛ لأن أهل النفاق إنما أخذوا الشريعة تقيةً، لا تعبداً، فوضعوها غير مواضعها، وهو عين الابتداع.
ويجري هذا المجرى كل من اتخذ السنَّة والعمل بها حيلةً وذريعةً إلى نيل حطام الدنيا، لا على التعبد بها لله تعالى؛ لأنه تبديل لها، وإخراج لها عن وضعها الشرعي. " الاعتصام " (1/ 96).
قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه للحديث:
هذا مما اختلف العلماء في المراد به على أقوال:. . . والثالث: أن المراد به أصحاب المعاصي والكبائر الذين ماتوا على التوحيد، وأصحاب البدع الذين لم يخرجوا ببدعتهم عن الإسلام. " شرح مسلم " (3/ 136، 137).
قال الإمام القرطبي رحمه الله:
قال علماؤنا رحمة الله عليهم أجمعين: فكلُّ مَن ارتد عن دين الله، أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله، ولم يأذن به الله: فهو من المطرودين عن الحوض، المبعدين عنه، وأشدهم طرداً: مَن خالف جماعة المسلمين، وفارق سبيلهم، كالخوارج على اختلاف فرقها، والروافض على تباين ضلالها، والمعتزلة على أصناف أهوائها، فهؤلاء كلهم مبدِّلون، وكذلك الظلمة المسرفون في الجور، والظلم، وتطميس الحق، وقتل أهله، وإذلالهم، والمعلنون بالكبائر، المستخفون بالمعاصي، وجماعة أهل الزيغ، والأهواء، والبدع. " التذكرة في أحوال الموتى والدار الآخرة " (ص 352).(62/228)
حزل المجاز والاشتراك
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[13 - 03 - 10, 02:22 م]ـ
السلام عليكم
عندي بعض الأسئلة المتعلقة بالعقيدة.
سمعت أمس مفتي مصر يقول أن بعض الناس قالوا بالمجاز وبعضهم بالاشتراك والمجاز أولى ..
لم أفهم كلامه من يشرح؟
وهل يكون السؤال في القبر عن توحيد الربوبية: من ربك؟
هل يوجد كتاب في العقيدة مثلا شرح الأصول الستة في الإيمان ولكن مع ذكر أقوال الأشاعرة والماتردية؟
هل الإنسان يخرج من الملة إذا اعتقد أن شيئا ما يكون سببا لحدوث شيء؟
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[25 - 03 - 10, 05:24 م]ـ
للرفع(62/229)
موقف العلماء من المنطق
ـ[سلمان الخطيب]ــــــــ[13 - 03 - 10, 10:04 م]ـ
هل من بحث موسع عن موقف العلماء من علم المنطق وخاصة فيم يتعلق بمناهج الفكر القديم(62/230)
سؤال عن أحاديث العقيدة
ـ[محمد أبومروان]ــــــــ[14 - 03 - 10, 01:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إخواني الأفاضل ,,
لقد جمع كثير من علماء المسلمين أحاديث الأحكام في مؤلفات مستقلة,
فهل من كتاب جمع أحاديث العقيدة مرتبة على أبواب هذا العلم؟؟
ـ[همام النجدي]ــــــــ[14 - 03 - 10, 03:30 ص]ـ
بلوغ السعادة من أدلة توحيد العبادة
للشيخ / صلاح البدير إمام المسجد النبوي
كتاب المنهج الصحيح للشيخ عبدالله الغنيمان
التدمرية لشيخ الاسلام ابن تيمية
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[15 - 03 - 10, 02:48 م]ـ
يوجد مثل هذا في الكتب المعنون لها بالتوحيد والرد على الجهمية، وقد ألف أئمة السلف كتبًا كثيرة ضمنوها أحاديث وآثارًا في الرد على الجهمية منها:
: " السنة " لحماد بن سلمة [ت: 167].
وكتاب " الصفات " لعبدالله بن محمد الجعفي [ت: 229].
وكتاب " الرد على الجهمية، وأصول السنة " للإمام أحمد بن حنبل [ت: 241].
وكتاب " الاعتصام بالسنة " و " الرد على الجهمية " للبخاري [ت: 256].
وكتاب " خلق أفعال العباد " له.
وكتاب الرد على الجهمية لأبي داود من كتابه السنن، ومسائله عن الإمام أحمد في " الصفات ".
وكتاب " النعوت " في سنن النسائي.
وأبواب " الرد على الجهمية " لابن ماجه.
وكتاب " أصول السنة " للرازيين أبي حاتم وأبي زرعة.
وكتاب " الحيدة " لعبدالعزيز الكناني صاحب الشافعي.
وكتاب " السنة " لعبدالله بن أحمد.
وكتاب “ السنة " لحنبل بن إسحاق.
وكتاب " السنة " لأبي بكر الأثرم.
وكتاب " الاستقامة في الرد على أهل البدع " لخشيش بن أشرم.
وكتاب “ التوحيد " لأبي بكر محمد بن خزيمة.
وكتاب " السنة " لابن أبي عاصم.
وكتاب " السنة " للحكم بن معبد الخزاعي.
وكتاب " السنة " لأبي القاسم الطبراني.
وكتاب " المعرفة " في السنة، و " الرؤية " لأبي أحمد العسال.
وكتاب " الصفات " و " الرؤية " للدارقطني.
و كتاب " العرش لابن أبي شيبة " لابن أبي شيبة.
وكتاب " الرد على الجهمية " للدارمي.
وكتاب " السنة " للخلال.
وكتاب " السنة " لأبي الشيخ الأصبهاني.
وكتاب " الرد على الجهمية " لابن منده.
وكتاب " شرح أصول أهل السنة " لأبي القاسم اللالكائي.
وكتاب " الرد على الجهمية " من سنن ابن ماجه لأبي محمد بن ماجه.
وكتاب " السنة " لأبي عمر الطلمنكي.
وكتاب " الإبانة " لابن بطة.
وقصيدة " السنة " لأبي بكر بن أبي داود السجستاني صاحب السنن.
وكتاب " الشريعة " للآجري.
وكتاب " العلو " لابن قدامة.
..... انتهت الأمثلة من (نظرات في كتاب الرد على الجهمية في سنن ابن ماجه) للشيخ بدر العتيبي
http://islamancient.com/ressources/docs/167.doc
وكذلك: الرد على صاحب إطلالة على مصطلح حشوية للعبد الفقير
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=200649
ـ[أبو نور النوبى]ــــــــ[19 - 03 - 10, 03:59 م]ـ
أحاديث العقيدة التى يوهم ظاهرها التعارض في الصحيحين
تأليف: د. سليمان بن محمد الدبيخي
مكتبة دار البيان الحديثة الطبعة الأولى 1422هـ - 2001 م
هذا الكتاب رسالة علمية تقدم بها المؤلف لنيل درجة العالمية العالية (الدكتوراه) من قسم العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية وقد أجيزت بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بطبعها.
ومما يحسن التنبيه عليه أنّ الباحث قد طبع منذ فترة ليست بالقريبة رسالته للماجستير، والتي بعنوان أحاديث الصحيحين التي يوهم ظاهر التعارض، وفرّق الباحث بين الإشكال والتعارض في رسالته الأخيرة.
رابط التحميل: http://ia311340.us.archive.org/1/items/HowToDownload_364/AhadethAqida.pdf
وصدر حديثاً
أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين
تأليف: د. سليمان بن محمد الدبيخي
مكتبة دار المنهاج الطبعة الأولى 1427هـ
أصل هذا الكتاب رسالة علمية تقدم بها المؤلف لنيل درجة العالمية العالية (الدكتوراه) من قسم العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية وقد أجيزت بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بطبعها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/231)
ومما يحسن التنبيه عليه أنّ الباحث قد طبع منذ فترة ليست بالقريبة رسالته للماجستير، والتي بعنوان أحاديث الصحيحين التي يوهم ظاهر التعارض، وفرّق الباحث بين الإشكال والتعارض في رسالته الأخيرة.
وقد جاءت خطة البحث على النحو التالي:
التمهيد
المبحث الأول: تعريف المشكل وبيان الفرق بينه وبين المختلف
المبحث الثاني: التعريف بأشهر المؤلفات في مشكل الحديث
المبحث الثالث: ظواهر الكتاب والسنة كلها حق
المبحث الرابع: العمل بالمحكم والإيمان بالمتشابه
المبحث الخامس: ترجمة موجزة للبخاري ومسلم
المبحث السادس: مكانة الصحيحين عند الأمة
الباب الأول: الأحاديث المتوهم إشكالها في باب الإيمان بالله تعالى
الفصل الأول: الأحاديث المتوهم إشكالها في الأسماء والصفات
المبحث الأول: خلق الله آدم على صورته
المبحث الثاني: وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة
المبحث الثالث: إن الله تسع وتسعين اسماً
المبحث الرابع: لا يمل الله حتى تملوا
المبحث الخامس: مرضت فلم تعدني
المبحث السادس: ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله
المبحث السابع: ما ترددت عن شيء أنا فاعله
المبحث الثامن: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
المبحث التاسع: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر
المبحث العاشر: الرحم شجنة من الرحمن
المبحث الحادي عشر: فإذا مت فأحرقوني ثم اسحقوني
الفصل الثاني: الأحاديث المتوهم إشكالها في القدر
المبحث الأول: حج آدم موسى
المبحث الثاني: خلق الله التربة يوم السبت
المبحث الثالث: لا يدخل أحداً الجنة عمله
الباب الثاني: الأحاديث المتوهم إشكالها في باب النبوة
المبحث الأول: نحن أحق بالشك من إبراهيم
المبحث الثاني: ما جاء في سحر النبي صلى الله عليه وسلم
المبحث الثالث: ما جاء في إرسال الشهب على الشياطين
المبحث الرابع: إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل
المبحث الخامس: حديث شريك في الإسراء
المبحث السادس: لطم موسى عليه السلام لملك الموت
المبحث السابع: اسمعوا وأطيعوا و‘ن استعمل عليكم عبد حبشي
الباب الثالث: الأحاديث المتوهم إشكالها في أشراط الساعة والمعاد
الفصل الأول: الأحاديث المتوهم إشكالها في أشراط الساعة
المبحث الأول: لا تزال طائفة من أمتي
المبحث الثاني: إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها
المبحث الثالث: ما جاء في طواف الدجال بالبيت مع ما ورد من أنه لا يدخل مكة ولا المدينة
المبحث الرابع: لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان
المبحث الخامس: أن تلد الأمة ربتها
الفصل الثاني: الأحاديث المتوهم إشكالها في المعاد
المبحث الأول: أحاديث الميزان في ما الذي يوزن
المبحث الثاني: إن أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة المصورون
المبحث الثالث: طوبى له عصفور من عصافير الجنة
المبحث الرابع: وإن ناساً من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: أصحابي أصحابي فيقول: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم
المبحث الخامس: شفاعته صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب
المبحث السادس: ما جاء في سماع الأموات
الخاتمة
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[22 - 03 - 10, 07:41 ص]ـ
أحاديث العقيدة:
هذه رسالة ماجستير.
ـ[محمد أبومروان]ــــــــ[23 - 03 - 10, 11:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا ,
أسأل الله أن يجعلها في موازين حسناتكم.(62/232)
كشاف تحليلي لشروح ثلاثة الأصول وأدلتها
ـ[همام النجدي]ــــــــ[14 - 03 - 10, 02:35 ص]ـ
الرسالة عبارة عن ثلاثة أقسام:
1 - مقدمة: وهي عبارة عن ثلاث مقدمات وثلاثة مواضيع، كل موضوع يبدأ بكلمة اعلم رحمك الله.
أ - الأولى في وجوب أربع مسائل.
ب - الثانية في وجوب ثلاث مسائل.
ج - في بيان ملة إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
2 - صلب الموضوع وهو الحديث عن الأصول الثلاثة، فبدأ بالأصول الثلاثة:
الأصل الأول عن معرفة الله، ثم الثاني عن معرفة الدين ومراتبه الثلاث، ثم الثالث عبارة عن سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - باختصار شديد.
3 - نهاية وخاتمة الكتاب، فالنهاية ضمنها المصنف بعض قضايا الآخرة، منها الإيمان بالبعث والحساب ثم قضية مهمة وهي وجوب الكفر بالطاغوت مع ذكر معناه ورؤوسه.
وأسلوب الكتاب أسلوب مبسط ومختصر وعنده اهتمام كبير بذكر الأدلة، وأحياناً يستعمل أسلوب السؤال والجواب، وإن كان هذا ليس كثيراً إنما أستخدمه في الأصل الأول وهو معرفة الرب.
ملاحظة: الاسم الصحيح للرسالة هو ثلاثة الأصول وأدلتها.
قال معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله - في الوجه الأول من الشريط الأول لشرح متن الورقات:
" الشيخ - رحمه الله تعالى - له رسالة أخرى بعنوان الأصول الثلاثة، رسالة صغيرة أقل من هذه علمًا؛ ليعلمها الصبيان والصغار تلك يقال لها الأصول الثلاثة, وأما ثلاثة الأصول فهي هذه التي نقرأها، ويكثر الخلط بين التسميتين، ربما قيل لهذه ثلاثة الأصول، أو الأصول الثلاثة، لكن تسميتها المعروفة أنها ثلاثة الأصول وأدلتها ".
قال فضيلة الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم - حفظه الله - في كتابه الدليل إلى المتون العلمية:
" الأصول الثلاثة وأدلتها " للإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن مشرف التميمي المتوفي سنة (1206هـ) رحمه الله تعالى اشتملت على تقرير توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية والولاء والبراء وذكر الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها وهي معرفة الله سبحانه،ومعرفة دين الإسلام بالأدلة،ومعرفة النبي صلى الله عليه وسلم.
طبعاته:
طبع عدة مرات منها: ـ
1 ـ طبعة إدارة الطباعة المنيرية بمصر دون تاريخ بتعليق الشيخ محمد منيرالدمشقي،ويليها شروط الصلاة وواجباتها وأركانها،والقواعد الأربع للمؤلف.
2 ـ طبعة دار المعارف المصرية بتعليق أحد أفاضل العلماء راجعها وصححها الشيخ أحمد محمد شاكر.
3 ـ طبعة المكتب الإسلامي سنة (1389هـ) بعنوان عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة.
4 ـ في مطبعة التمدن بالخرطون باعتناء الشيخ أحمد حسون بعنوان متن الدين الإسلامي، ويليها كشف الشبهات للمؤلف.
5 ـ طبعة مكتبة الإمام البخاري الدار السلفية للنشر والتوزيع والبحث العلمي بالإسماعيلية بمصر دون تاريخ في (40) صفحة بتعليق أشرف بن عبد المقصود بن عبد الرحيم.
6 ـ ضمن مجموع متون طبع في مطبعة المنار بمصر سنة (1340هـ).
7 ـ ضمن المجموعة العلمية السعودية من نفائس الكتب الدينية والعلمية راجعها وصحح أصولها سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى.
8 ـ ضمن مجموع الرسائل المفيدة المهمة في أصول الدين وفروعه طبع في مطبعة المدني بمصر سنة (1380هـ) من ص (5) إلى ص (17).
9 ـ ضمن المجموعة العلمية السعودية " من درر علماء السلف الصالح " حققها وراجع أصولها سماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله تعالى، طبعت في مطبعة النهضة الحديثة في مكة سنة (1391هـ) من ص (221) إلى ص (234).
10 ـ ضمن مجموعة الرسائل السلفية للشيخ علي بن عبدالله الصقعبي رحمه الله تعالى الطبعة الأولى سنة (1402هـ) من ص إلى ص (51).
11 ـ مع كتاب كشف الشبهات للشيخ محمد بن عبد الوهاب، طبع في مطبعة سفير بالرياض، نشر دار ابن خزيمة بالرياض سنة (1414هـ) وهي طبعة مشكولة بالشكل الكامل.
12 ـ ضمن مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب نشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (1/ 183 ـ 197) دون تاريخ.
13 ـ ضمن الجامع الفريد المطبوع في مؤسسة مكة للطباعة والإعلان دون تاريخ على نفقة الشيخين عبد العزيز ومحمد العبد الله الجميح من ص (237) إلى ص (277).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/233)
14 ـ ضمن مجموع فيه إحدى عشرة رسالة، تصحيح ومراجعة الشيخين أحمد محمد شاكر وعلي محمد شاكر، نشر دار المعارف بمصر من ص (95) إلى ص (111).
ترتيبه:
رتبه على طريقة السؤال والجواب الشيخ محمد الطيب بن إسحاق الأنصاري المدني المتوفي سنة (1363هـ) رحمه الله تعالى.
طبع في المطبعة الماجدية في مكة المكرمة سنة (1351هـ).
ثم طبع بعنوان " أصول الدين الإسلامي " ويليها " عقيدة السلف: للشيخ محمد الطيب المذكور دون تاريخ، نشرها أحد طلبة العلم في المسجد الحرام.
وطبع ثالثة سنة (1413هـ) باسم:" تسهيل الأصول الثلاثة " ويليه الأصول الثلاثة وأدلتها " باعتناء وتخريج الشيخ صالح بن عبد الله العصيمي نشر دار ابن خزيمة للنشر والتوزيع ـ الرياض.
كما طبع رابعة سنة (1419هـ) نشر دار نور المكتبات في جدة، ودار البشائر الإسلامية في بيروت، ويليه نظمه للشيخ عمر بن إبراهيم البري المدني.
شروحه:
1 ـ " شرح ثلاثة الأصول " لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله تعالى، اعتنى به وخرج أحاديثه وكتب هوامشه الشيخ علي بن صالح المري والشيخ أحمد بن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، نشرته دار الفتح للنشر والتوزيع في المدينة المنورة، الطبعة الأولى سنة (1416هـ).
2 ـ " شرح ثلاثة الأصول " لفضيلة الشيخ صالح العثيمين،إعداد الشيخ فهد بن ناصر السليمان،نشرته دار الثريا للنشر والتوزيع سنة (1414هـ) في مجلد لطيف.
3 ـ " الأصول في شرح ثلاثة الأصول " تأليف الشيخ عبد الله المحمد اليحيى طبع الطبعة الأولى سنة (1414هـ) في مجلد، ومعه: شرح القواعد الأربع، وشرح شروط الصلاة.
4 ـ " شرح وتيسير الأصول الثلاثة " تأليف الشيخ محمد محمد منير آدم، نشرته دار أجنادين في الرياض سنة (1414هـ).
حواشيه:
" حاشية ثلاثة الأصول " للشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم المتوفي سنة (1392هـ) رحمه الله تعالى، طبعت الطبعة الأولى في مطبعة الترقي بدمشق سنة (1375هـ) وطبعت بعد ذلك أكثر من مرة.
الشروح المسجلة:
1 ـ شرح سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز في شريطين.
2 ـ شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين في أشرطة.
3 ـ شرح فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان.
4 ـ شرح فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في (8) أشرطة.
5 ـ شرح فضيلة الشيخ محمد أمان الجامي - رحمه الله - في شريطين وشرح آخر في (10) أشرطة.
6 ـ شرح فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في (6) أشرطة.
7 ـ شرح الشيخ محمد الفراج في (10) أشرطة.
8 ـ شرح الشيخ صالح السحيمي في (4) أشرطة.
9 ـ شرح الشيخ عبيد الجابري في (6) أشرطة.
10 ـ شرح الشيخ عبد الله السبت في شريطين.
11 ـ شرح الشيخ عمر العيد في (10) أشرطة.
12 ـ شرح الشيخ عبد الله السعد في أشرطة.
13 ـ شرح الشيخ عبد الله الغنيمان في (6) أشرطة.
14 ـ شرح حاشية الأصول الثلاثة للشيخ صالح العبود في (11) شريطاً
15 ـ شرح الشيخ زيد المدخلي في (7) أشرطة.
نظمه:
نظمه الشيخ عمر بن إبراهيم البري المدني المتوفي سنة (1378هـ) رحمه الله تعالى،وسمى نظمه: " تسهيل الحفظ والوصول نظم الثلاثة الأصول في التوحيد" طبع في مطبعة المدينة المنورة دون تاريخ.
ثم طبع ثانية سنة (1419هـ) نشر دار نور المكتبات بجدة، ودار البشائر الإسلامية ببيروت، بعناية الشيخ مد بن أحمد مكي.
مختصراته:
اختصره الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري المتوفي سنة (1387هـ) رحمه الله تعالى، وطبع مع رسالة المؤلف " أذكار الصباح والمساء " في مؤسسة النور للطباعة والتجليد في الرياض دون تاريخ.
ثم طبع بعد ذلك عدة مرات منها طبعة دار العاصمة بالرياض سنة (1410هـ) وعليه حاشية حفيد المؤلف الشيخ الدكتور سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري المسماه " المصقول في التعليق على مختصر ثلاثة الأصول".
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 03 - 10, 02:42 ص]ـ
جزيت خيرًا،،
ولو تشفع عملك هذا بإيراد الروابط المتوفرة لهذه الشروح على الشبكة يكون انفع.
ـ[الباعجي]ــــــــ[16 - 03 - 10, 12:14 ص]ـ
من الشروح:
شرح صوتي للعلامة البراك والعلامة الراجحي
شرح مطبوع للشيخ عبدالمحسن القاسم (تيسير الوصول)
نظمها د. سعود الشريم (اسراج الخيول)(62/234)
المسائل الاعتقادية في الروض المربع للبهوتي
ـ[الباعجي]ــــــــ[15 - 03 - 10, 12:37 ص]ـ
السلام عليكم
يلاحظ من قرأ الروض المربع للبهوتي وجود عدد لابأس به من مسائل الاعتقاد وقد عزمت على نفع نفسي واخواني منها و خاصة ان منها ما يحتاج تعقيب وتحرير ....
وستكون باذن الله على شكل سلسة من بداية الكتاب الى آخره يسر الله ذلك
ترقبوا
ـ[محمد بن سعد المالكى]ــــــــ[15 - 03 - 10, 12:43 ص]ـ
ننتظرك بفارغ الصبر أخى وجزاك الله كل خير وعجل بالنفع(62/235)
كتب عن الالحاد
ـ[ابوالعباس المصري]ــــــــ[15 - 03 - 10, 04:04 ص]ـ
ايها الاخوه الاحباء بارك الله فيكم
اريد كتب تتكلم عن الالحاد ومناقشه الملحدين
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[19 - 03 - 10, 12:08 ص]ـ
عندك منتدى التوحيد يناقش هذه الفئة
http://www.eltwhed.com
وهناك هذا الموضوع أيضًا (جامع الكتب والابحاث فى الرد على الالحاد والمذاهب الفكرية المعاصرة)
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2456(62/236)
المسائل الاعتقادية في الروض المربع للبهوتي (1)
ـ[الباعجي]ــــــــ[15 - 03 - 10, 05:40 م]ـ
بسم الله الحمدلله والصلاة والسلام على خير خلق الله أما بعد:
هذه السلسلة الاولى من المسائل الاعتقادية في الكتاب النفيس (الروض المربع)
1*قال رحمه الله في المقدمة (وفي الجمع بين الصحب والآل مخالفة للمبتدعة لأنهم يوالون الآل دون الصحب)
قلت: أحسن رحمه الله في قوله , ولولا أنه كتابه فقهي لقلت كان الأولى أن يضيف *ولايكتفى بالصحب دون الآل لأن هناك من يبغضون الآل ويسبونهم وهم النواصب*
أنتظر تعقيباكم وتصويباتكم
وفي السلسة الثانية ان شاء الله نتحدث عن قول المؤلف في باب الاستنجاء (وحرز للمشقة)
ـ[هشام بن محمد البسام]ــــــــ[16 - 03 - 10, 01:19 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بعلمك.
وهذه مسألة نبه عليها ابن قاسم:
قال في الروض: (بسم الله الرحمن الرحيم) أي بكل اسم للذات الأقدس. المسمى بهذا الاسم الأنفس، الموصوف بكمال الإنعام وما دونه، أو بإرادة ذلك (2). اهـ.
قال ابن قاسم: (2) ... وتأويله الرحمة بالإنعام، أو بإرادة الإنعام، جرى على طريقة الأشعرية، والذي عليه أهل السنة والجماعة إثبات صفة الرحمة، مع القطع بأنها ليست كرحمة المخلوق، ومن ثمرتها الإنعام، وإرادة الشيء قصده والعزيمة عليه. اهـ.
ـ[الباعجي]ــــــــ[16 - 03 - 10, 12:55 م]ـ
وفقك الله ونفع بك
وننتظر المزيد
ـ[محمد زكريا الحنبلي]ــــــــ[16 - 03 - 10, 02:15 م]ـ
وننتظر الوقف
ـ[محمد زكريا الحنبلي]ــــــــ[16 - 03 - 10, 02:20 م]ـ
وننتظر الوقف
ـ[الباعجي]ــــــــ[16 - 03 - 10, 06:51 م]ـ
وننتظر خروجك لغير عودة
ان لم يناسبك الموضوع فافتحه وانصرف صرفك الله عن كل سوء(62/237)
مناظرة مكذوبة بين شيخ الاسلام ابن تيمية والصوفي ابن عطاء الله السكندري
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 03 - 10, 08:44 م]ـ
بسم الله
رقم الفتوى: 110542
عنوان الفتوى: حول المناظرة بين ابن تيمية وابن عطاء الله
تاريخ الفتوى: 20 رجب 1429/ 24 - 07 - 2008
السؤال: هل المناظرة الموجودة في كتب التاريخ بين شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عطاء الله صحيحة أم لا؟.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه المناظرة تطرح بكثرة في المنتديات الصوفية والشيعية، وينسبونها ـ كذبا وبهتانا ـ إلى ابن كثير وابن الأثير كمصادر تاريخية. مع أن ابن الأثير قد مات قبل أن يولد شيخ الإسلام ابن تيمية بأكثر من ثلاثين سنة, وبين وفاته وبين زمن المناظرة المزعومة نحو قرن من الزمان.
وأما ابن كثير فلم يذكر شيئا من ذلك، وإنما قال ابن كثير في أحداث سنة 707 هـ: استهلت .. والشيخ تقي الدين ابن تيمية معتقل في قلعة الجبل بمصر .. وفي يوم الجمعة رابع عشر صفر اجتمع قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة بالشيخ تقي الدين ابن تيمية في دار الأوحدي من قلعة الجبل وطال بينهما الكلام ثم تفرقا قبل الصلاة والشيخ تقي الدين مصمم على عدم الخروج من السجن، فلما كان يوم الجمعة الثالث والعشرين من ربيع الأول جاء الأمير حسام الدين مهنا بن عيسى ملك العرب إلى السجن بنفسه وأقسم على الشيخ تقي الدين ليخرجن إليه، فلما خرج أقسم عليه ليأتين معه إلى دار سلار، فاجتمع به بعض الفقهاء بدار سلار وجرت بينهم بحوث كثيرة ثم فرقت بينهم الصلاة، ثم اجتمعوا إلى المغرب، وبات الشيخ تقي الدين عند سلار ثم اجتمعوا يوم الأحد بمرسوم السلطان جميع النهار ولم يحضر أحد من القضاة بل اجتمع من الفقهاء خلق كثير .. وطلبوا القضاة فاعتذروا بأعذار بعضهم بالمرض وبعضهم بغيره لمعرفتهم بما ابن تيمية منطو عليه من العلوم والأدلة وأن أحدا من الحاضرين لا يطيقه .. وبات الشيخ عند نائب السلطنة، وجاء الأمير حسام الدين مهنا يريد أن يستصحب الشيخ تقي الدين معه إلى دمشق فأشار سلار بإقامة الشيخ بمصر عنده ليرى الناس فضله وعلمه وينتفع الناس به ويشتغلوا عليه .. قال البرزالي: وفي شوال منها شكا الصوفية بالقاهرة على الشيخ تقي الدين وكلموه في ابن عربي وغيره إلى الدولة، فردوا الأمر في ذلك إلى القاضي الشافعي فعقد له مجلس وادعى عليه ابن عطاء بأشياء فلم يثبت عليه منها شيء ... ثم إن الدولة خيروه بين أشياء إما أن يسير إلى دمشق أو الإسكندرية بشروط أو الحبس فاختار الحبس. اهـ البداية والنهاية (14، 44،45) وذكر نحو ذلك ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة ص 343، وابن حجر في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة 1/ 173.
وهذه المناظرة المزعومة ذكرتها جريدة المسلم الصادرة عن العشيرة المحمدية بالقاهرة, وذكرها السيد الجميلي في كتابه مناظرات ابن تيمية مع فقهاء عصره كلاهما نقلا عن الكاتب المسرحي اليساري عبد الرحمن الشرقاوي في كتابه ابن تيمية
وقد ذكر الشرقاوي ما سبق نقل بعضه عن ابن كثير مع زيادات كثيرة لا أدري من أين أتى بها، دون إحالة لأي مصدر تاريخي، وهذا شأنه في الكتاب كله انظر ابن تيمية الفقيه المعذب ص 193: 200. وقد سبق ذكر نبذة عن ابن عطاء الله السكندري وعن كتابه الحكم في الفتوى رقم: 57583، والفتوى رقم:57513.
والله أعلم.
المصدر: اسلام ويب
منقول من منتدى / التصوف العالم المجهول
ـ[محمد بن يحيى محمد]ــــــــ[29 - 04 - 10, 10:12 م]ـ
بورك بك أخي العوضي على هذه الفائدة(62/238)
هل هناك محظور لهذا التفسير لمعنى "حادث" عند الحديث عن القرآن وآحاد كلام الله عز وجل؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[15 - 03 - 10, 09:25 م]ـ
السلام عليكم
كثيرًا ما يحصل نقاش مع أهل البدع في المواقع غير العربية في مسائل الصفات ومنها مسألة كلام الله وكون القرآن حادث ومعنى حدوث القرآن وحدوث آحاد كلام الله عز وجل
وقد ترجم أحد الاخوة معنى قولنا أن آحاد كلام الله عز وجل (ومنها القرآن) حادثة بأنه ظهورها أو خروجها من ذاته سبحانه وتعالى، فالقرآن من علم الله عز وجل وهو منذ الأزل، وكلامه بالقرآن هو خروجه منه بحرف وصوت، وليس معناه بأن القرآن لم يكن له أي وجود ثم أصبح موجودا، فهو من علم الله وعلم الله أزلي، ثم تكلم الله به بحرف وصوت عندما أنزله إلى النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام
ما قاله الأخ لم يظهر لي أنه خطأ حيث أن السلف الصالح قد أخبروا بأن كلام الله خرج منه، وأن القرآن من علم الله
ولكنني أريد أن أتأكد من سلامة هذه الترجمة لكلمة "حادث" عندما نتحدث عن كلام الله عز وجل، بأنه خروج أو ظهور الكلام من ذات الله عز وجل، وهو قبل ذلك من علم الله ثم تكلم به الله عز وجل فخرج منه سبحانه وتعالى.
وجزاكم الله خيرا
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[15 - 03 - 10, 09:33 م]ـ
للتوضيح أكثر
معنى الحدوث يعني أنه تكلم به بعد أن لم يتكلم به، أو أنه يتكلم بمشيئته
ولكنه قال بذلك التفصيل ليوضح لهم الفرق بين المحدث المخلوق والمحدث غير المخلوق، وكيف أن حدوث القرآن لا يعني الخلق
فأخبرهم بأن حدوث آحاد كلام الله عز وجل ومن ذلك القرآن، هو خروجه من ذات الله عز وجل، فالقرآن من علم الله عز وجل، وهو أزلي، ثم تكلم الله به فخرج منه بحرف وصوت
فالقرآن موجود منذ الأزل لأنه من علمه سبحانه وتعالى وعلم الله أزلي، ثم تكلم الله به عندما أنزله على نبينا صلى الله عليه وسلم، فهذا هو حدوثه وهو غير مخلوق
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[15 - 03 - 10, 10:40 م]ـ
- هل يصح ان يسمى القران قرانا او يسمى الكلام كلاما قبل ان يتكلم به الله عزوجل.
بمعنى ان الله عز وجل قبل ان يتكلم بالقران لم يكن القران موجودا. لان لفظ القران يطلق على اللفظ والمعنى
وليس على المعنى وحده.
- اليس قولنا ان القران كان موجودا منذ الازل ومعنى حدوثه هو ظهوره وخروجه تقرير لمذهب الاشاعرة في الكلام.
لانهم يقولون ان القران هو المعنى القديم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[16 - 03 - 10, 12:17 ص]ـ
المقصود هو آحاد كلام الله عموما وليس القرآن بالذات، ولكنني ذكرت القرآن كمثال
ولا شك أن آحاد ما تكلم الله عز وجل به ومنه القرآن، كان من علم الله عز وجل قبل تكلمه به، وقبل تكلم الله به لا يُسمى كلاما ولكنه من علمه
فالله يعلم ما سيتكلم به قبل أن يتكلمه، وما هو مذكور في القرآن هو من علم الله عز وجل، وكذلك كل ما يتكلم به عز وجل، الله يعلمه قبل أن يتكلم به، لا شك في هذا.
اليس قولنا ان القران كان موجودا منذ الازل ومعنى حدوثه هو ظهوره وخروجه تقرير لمذهب الاشاعرة في الكلام.
لانهم يقولون ان القران هو المعنى القديم.
بل هو مخالف لقولهم، فهم يقولون بأن القرآن قديم بمعنى أن الله تكلم به في الأزل وانتهى
هم يعتقدون بأن القرآن معنى قائم بنفس الله عز وجل، ويسمون ذلك المعنى القائم بنفسه كلامًا
نفسيا
هذا هو كلام الله عز وجل عندهم
ولا أعرف ما الفرق عندهم بين علم الله وكلامه باعتقادهم هذا
فلا يؤمنون بأن الله يتكلم بمشيئة وينفون أن الله يتكلم بحرف وصوت أو أن كلامه يخرج منه بل كلامه نفسي وتكلم بكل شيء في الأزل وانتهى.
وهذا خلاف ما ذكرته وهو أن المعنى القائم بنفسه (إن صح قول ذلك) قبل تكلم الله به هو علمه، ثم عندما تكلم الله به فإنه خرج منه وكان بحرف وصوت
ولا أقصد بأن كلام الله عز وجل هو اللفظ فقط ولكنه اللفظ والمعنى معًا
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[16 - 03 - 10, 12:48 ص]ـ
هنا نقاط
اولا الحادث المقصود بكلامنا ليس هو المخلوق اذ من تقسيم اهل البدع ان جعلوا الحادث قسيما للقديم فالقديم هو الله وصفاته والحادث ما سوى الله
لكن الصواب ان نقول ان الحادث والحديث هو ما كان بعد ان لم يكن
ومنشا الخلط عند الاشاعرة انهم بنوا دينهم على مسالة الحدوث بل ان دليلهم اليتيم على اثبات الخالق هو دليل الحدوث
ثانيا هل تكلم الله سبحانه وتعالى بمثل قوله تعالى (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) في الازل ام انه تكلم بعد جاءت هذه المراة المشتكية لا شك انه الثاني اذ كلام الله من الصفات الاختيارية المتعلقة بالارادة والمشيئة
ومثله لما كلم الله تعالى نبيه موسى عليه السلام في قوله (يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) فان الياء للنداء وقد نادى الله موسى لما جاء الى الشجرة ولا يمكن القول ان الله نادى موسى في الازل اذ كيف ينادي من هو معدوم ولم يوجد
ثالثا تعلق العلم الازلي بالقران والكتب السماوية السابقة ليس هو نفس الكلام فالعلم بما كان وما يكون صفة ثابتة لله في الازل والابد والكلام صفة ثابتة مغايرة للعلم فالكلام يكون بصوت وحرف مفهم للمخاطب والكلام صفة ازلية لكن كونه متكلما بكلام معين لاشك انه حادث بل انه سبحانه
رابعا مذهب الاشاعرة المنكرون لكون كلام الله حادثا بعد ان لم يكن (نعني احاد الكلام لا الصفة) يوصلهم الى ان القران قديم وما كان قديما لا يمكن ان يكون الله تكلم به اذ لو تكلم به لتكلم بالباء قبل السين والسين قبل الميم في مثل بسم الله فالاشاعرة ينكرون ايضا ان يكون القران الذي بين ايدينا قديما ايضا فهو على هذا الترتيب يستحيل ان يتكلم الله به ولذا هم صرحوا بان القران الذي بين ايدينا هو من نظم جبريل ام محمد عليهما السلام وكلام الله نفسي لم يسمعه احد ولا كلم احدا من خلقه ولن يكلم احدا من خلقه
والمسالة طويلة جدا والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/239)
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[16 - 03 - 10, 01:04 ص]ـ
الاشاعرة يقولون ان الكلام الذي هو المعنى النفسي اذا عبر عنه بالعربية يسمى قرانا
وتفسريهم الكلام بهذا المعنى يشكل عليهم في التفريق بينه وبين العلم.
فلو قلنا ان القران او احاد الكلام كان موجودا في الازل لانه من علم الله لزم من هذا ان المعنى النفسي يسمى قرانا وكلاما بدون ان يتكلم به الله عز وجل. اي لا يلزم في الكلام ان يسمى كلاما ان يكون بحرف وصوت. وهذا وجه ما اشكل علي في الكلام السابق.
شكرا بارك الله فيكم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[16 - 03 - 10, 02:15 ص]ـ
فلو قلنا ان القران او احاد الكلام كان موجودا في الازل لانه من علم الله لزم من هذا ان المعنى النفسي يسمى قرانا وكلاما بدون ان يتكلم به الله عز وجل. اي لا يلزم في الكلام ان يسمى كلاما ان يكون بحرف وصوت. وهذا وجه ما اشكل علي في الكلام السابق.
ما كنت أحاول قوله هو أن ما تكلم الله به في الماضي وما سيتكلم به مستقبلا هو من علم الله عز وجل منذ الأزل، وقبل أن يتكلم الله به لا يُسمى كلاما، ولكنه من علم الله عز وجل منذ الأزل قبل أن يتكلم الله به، فلما تكلم الله به فإنه أصبح كلامًا.
أما مسألة أن القرآن من علم الله عز وجل، وهل يُسمى قرآنا قبل تكلم الله به، فلا علم لي بذلك ولكن إن كان الصواب هو أنه لا يُسمى قرآنا إلا بعد أن تكلم الله به، فإن الله عز وجل قد تكلم به وقت نزوله، وكلام السلف في ذلك كان بعد نزوله، وأيضا كلامنا نحن الآن بعد أن تكلم الله به فلا أظن بأن هناك مشكلة بعد أن تكلم الله به بأن نسمي معناه الذي منذ الأزل قرآنا لكنه في الأزل لا يُسمى كلاما، ولكنه من علم الله عز وجل الأزلي، ثم تكلم لله به عند انزاله إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
هذا ما قهمته من كلام السلف رحمهم الله عندما قالوا بأن القرآن من علم الله عز وجل عند ردهم على القائلين بأن القرآن مخلوق
وأيضا قولهم بأن معنى قوله تعالى {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} [الأنبياء: 2]
أنه مُحدث عند النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما علمه الله ما لم يكن يعلم، وأنه ليس مُحدث عند الله عز وجل ...
فهمت من كلامهم رحمهم الله بأن الله علمهم بتكلمه بالقرآن، فالقرآن مُحدث من جهة تكلمه به وقت انزاله على النبي صلى الله عليه وسلم، فعلمه ما لم يعلم، ولكن بالنسبة لله عز وجل القرآن غير مُحدث لأنه من علمه وعلمه أزلي
فنفي السلف لحدوث القرآن هو نفيهم أنه جديد على الله عز وجل، لأنه من علم الله وعلم الله أزلي
وليس نفيهم أنه تكلم به وقت انزاله، بل كان تعليم الله النبي صلى الله عليه وسلم القرآن بتكلم الله به، فسمعه منه جبريل عليه السلام ثم سمعه النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل.
هذا فهمي للمسألة والله أعلم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[16 - 03 - 10, 02:44 ص]ـ
بارك الله فيكم
ثانيا هل تكلم الله سبحانه وتعالى بمثل قوله تعالى (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) في الازل ام انه تكلم بعد جاءت هذه المراة المشتكية لا شك انه الثاني اذ كلام الله من الصفات الاختيارية المتعلقة بالارادة والمشيئة
ومثله لما كلم الله تعالى نبيه موسى عليه السلام في قوله (يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) فان الياء للنداء وقد نادى الله موسى لما جاء الى الشجرة ولا يمكن القول ان الله نادى موسى في الازل اذ كيف ينادي من هو معدوم ولم يوجد
نعم صحيح ولا خلاف في ذلك
وكان حديثي عن كون هذا الكلام معلوما عند الله عز وجل منذ الأزل
أن الله يعلم بأن خولة ستشتكي زوجها ويعلم ما سيقوله -سبحانه- للنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، فهو من علم الله عز وجل منذ الأزل ... لكن تكلمه به حصل وقت حصول الحادثة
وكذلك كلامه مع موسى عليه السلام، كلمه وقتها وسمعه موسى عليه السلام، ولكنه كان في سابق علم الله بأنه سيكلم موسى عليه السلام بهذا الكلام، فهو في الأزل من علم الله، ثم تكلمه به هو الحادث.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[30 - 03 - 10, 02:11 م]ـ
للرفع(62/240)
موقع أشعري - صوفي
ـ[بكيل]ــــــــ[16 - 03 - 10, 12:42 م]ـ
جزاكم الله خيار على جهودكم ...
ونأمل بذل المزيد من الجهود للرد على الأشاعرة الجدد ..........
وخاصة أننا كل يوم نرى لهم موقعا يبثون فيه شبهاتهم ومن هذه المواقع الجددية موقع [] d] وهو مليئ بالتخبطات والضلالات العقدية ...
وبارك الله فيكم
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[22 - 03 - 10, 02:36 م]ـ
بارك الله فيك
إخوانك في شبكة صوفية حضرموت افتتحوا بوابة للرد عليهم وهي بداية لمشروع عمل موقع كامل للرد على الأشاعرة والماتريدية
.. :: بوابة الرد على الأشاعرة والماتريدية:: ..
http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=86 (http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=86)
بارك الله فيك(62/241)
سؤال عن كتاب
ـ[احمد التونسي]ــــــــ[16 - 03 - 10, 01:34 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
يا اخوان هل هناك كتاب لابن تيمية اسمه العرش؟؟؟
مش الرسالة العرشية بل العرش فقط
ان كان هناك فارجو منكم فضلا لا امرا ان تمدوني به
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 03 - 10, 01:43 م]ـ
وبهذه المناسبة أحب أن أذكر شيئاً مما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه في الرسالة العرشية وهي في آخر الجزء السادس من مجموع الفتاوى، وقد طبعت مفردة مستقلة، وقد حققت ونشرت أيضاً في مجلة الدارة في عدد قديم، وهذه الرسالة من أحسن ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، ففيها من الفوائد والعلم الغزير ما يحير العقول.
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=4787
ـ[أبو جهاد المسلم]ــــــــ[19 - 03 - 10, 11:25 ص]ـ
أخي أحمد: الكتاب اسمه " عرش الرحمن وما ورد فيه من الآيات والأحاديث
مطبعة المنار بمصر، و الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة يمثلها دارة الملك عبد العزيز(62/242)
انحرافات المحققين (4): محقق " فتاوى العراقي " وتجويز الشرك الأكبر!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - 03 - 10, 03:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
متابعة للحلقات السابقة من هذه السلسلة العقدية عن " انحرافات " بعض المحققين، الذين يُهمّشون كتب العلماء، إما بتشويه الحق وأهله، أو الترويج لبدعهم وشركياتهم، فهذه الحلقة عن محقق " فتاوى العراقي "، التي أصدرتها قريبًا دار الفتح بالأردن: حمزة أحمد فرحان – هداه الله – حيث وقع في أمرٍ عظيم، بتأصيله في أحد هوامشه للاستغاثة الشركية بالأموات! متعقبًا كلام العراقي – رحمه الله -، الذي أنكر هذا الشرك البواح؛ لعلمه بشناعته.
فقد قال العراقي مجيبًا عمن سأله عن حكم " الاستغاثة " و" التوسل " (ص 168 – 169): (وأما قوله: " أنا أطلب منك أن يحصل لي كذا و كذا " فأمرٌ منكر، فالطلب إنما هو من الله تعالى، والتوسل إليه بالأعمال الصالحة أو بأصحابها أحياء وأمواتًا لا يُنكر .. ).
فلم يُرضِ هذا الجواب محقق الكتاب – هداه الله -، رغم تجويز العراقي للتوسل " البدعي " بالذوات، فأراد أن يؤصل للاستغاثة الشركية التي أنكرها العراقي، فقال: (يظهر جليًا من كلام الحافظ تفرقته بين حكم الاستغاثه والتوسل، فهو يجيز التوسل بالأعمال الصالحة و بأصحابها أحياء وأمواتا، و يمنع الاستغاثه بها، و لكن جمهور الشافعية على جواز الاستغاثه بغير الله، كالسبكي، والشهاب الرملي، وابن حجر الهيتمي، وغيرهم من العلماء.والحق أن هذه المسألة لا تدخل في باب العقيدة، و لا يترتب عليها كفر وإيمان، فالدعاء هنا ليس بعبادة، و إنما هو هنا بالمعنى اللغوي لا الشرعي، وهو نظير طلب الحي من الحي، أو سؤله العون في شئ يحتاج اليه، مع علمه أن هذا الحي أو الميت ليس إلا سببًا لا مسببًا، على أن تخصيص جواز دعاء الحي دون الميت أقرب إلى إيقاع الناس في الشرك، فإنه يُوهم أن للحي فعلاً يستقل به دون الميت، فهذا يناقض قولنا: إن الفعل في الحقيقة لله، لا للحي ولا للميت، فإن كان ثمت وقوع شرك، فلا يجوز تخصيصه بالأموات دون الأحياء. و أما عن جدوى استجابة الولي أوغيره من الأموات للذي يدعوه فليس له علاقة في بحث هذه المسأله، لا من باب الفقه ولا من باب العقيده)!!
تعليق
1 - كذب المحقق في نسبة تجويز الشرك لـ (جمهور الشافعية)! وإنما جوّزه أفراد من متأخريهم. وهنا رسالة: " جهود أئمة الشافعية في تقرير توحيد العبادة ":
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=163211
2- صدرت – ولله الحمد - رسائل جامعية في بيان عقيدة: " السبكي " و " الهيتمي "، والرد على انحرافاتهما في هذا الباب.
3 - قوله: " والحق أن هذه المسألة لا تدخل في باب العقيدة، و لا يترتب عليها كفر وإيمان ... إلخ كلامه "!
كيف لا تدخل في باب العقيدة، ولا يترتب عليها كفر وإيمان، وهي " عبادة " كغيرها من العبادات؟ من صرفها لله فقد وحّد، ومن صرفها لغيره فقد أشرك؟ وتفصيل الرد على المحقق تجده في رسالة " نواقض الإيمان القولية والعملية "؛ للدكتور عبدالعزيز آل عبداللطيف (ص 131 – 156) حيث بيّن الأدلة على كون الدعاء من أجلّ العبادات، وردّ على من جوّز الاستغاثة الشركية، وخلط بينها وبين الاستغاثة بالحي فيما يقدر عليه:
حمّل الرسالة من هنا:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=597
4- يخلط القبوريون بين (الاستغاثة الشركية) وهي دعاء غير الله، و (التوسل البدعي)، ويسمون الجميع: " توسلاً "، تلطيفًا لشركهم، ومخادعة. وفي التمهيد رقم (5) هنا: الرد عليهم:
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/127.htm
5- هدى الله (دار الفتح)، ووفق القائمين عليها لما يُحب ويرضى، وجنبهم نشر مثل هذه الدعوات للشرك الأكبر، وعدم المجاملة فيها؛ لكي لا يبوؤوا بإثم التعاون مع معتنقيها.
وقد صادف نشرهم للكتاب السابق: نشرهم لرسالة مهمة، عنوانها: (جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي)؛ للأستاذ محمد بن أبي بكر باذيب – وفقه الله -، وهي رسالة قيّمة، تقع في مجلدين. أحسن فيها الأستاذ محمد عندما ترجم للشيخ محمد بن سالم البيحاني – رحمه الله -، وأورد بعض كلامه في الرد على القبوريين ودعاة الشرك (ص 1266 – 1285). فلعله يسعى في نُصح الدار وأهلها .. والله الهادي.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - 03 - 10, 04:13 م]ـ
إجماع أهل العلم على أن دعاء غير الله شرك أكبر
http://jmuslim.naseej.com/Detail.asp...sItemID=273180
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[16 - 03 - 10, 04:54 م]ـ
الرابط الأخير لا يعمل يا شيخ سليمان بارك الله فيكم
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[16 - 03 - 10, 05:32 م]ـ
سبق التحذير من هذه الدار أسأل الله لأصحابها الهداية:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1236399
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=164413
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/243)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - 03 - 10, 07:36 م]ـ
الأخ الكريم: أحمد بن العبد: وبارك ربي فيك ..
فاتني هذا الرابط:
http://www.saaid.net/kutob/8.htm
------
الأخ الكريم: أباخالد: جزاكم الله خيرًا عن النصيحة. وهدى الله أهل الفتح ..
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[16 - 03 - 10, 08:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا.(62/244)
[علي جمعة] ماذا قال أبناء الشيخ حمود التويجري عنه؟!
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[19 - 03 - 10, 06:26 ص]ـ
بمناسبة مناقشة أفكاره: ماذا قال أبناء الشيخ حمود التويجري عنه؟! مع كتاب مهم
سليمان بن صالح الخراشي
بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة إعلان الدكتور محمد الهاشمي – وفقه الله – صاحب قناة المستقلة عن نيته في الأيام القادمة مناقشة فكر مفتي مصر: الصوفي " علي جمعه " – هداه الله -، وهو الساعي بنشاط إلى ترميم مذهب التصوف، والمتعاطف مع الشيعة، والمعادي لأهل السنة، فقد أحببت أن أذكر موجزًا لما قاله لي أبناء الشيخ حمود التويجري – رحمه الله – عنه، بحكم علاقته السابقة بوالدهم لما كان في السعودية، ليعرف القراء بعض الحقائق عنه.وقد استأذنتهم في نشره؛ فرحبوا، وأضع رابطًا لكتاب مهم يُناقش أفكاره؛ ليستفيد منه الدكتور محمد الهاشمي وغيره.
1 - بدأت علاقة الشيخ حمود التويجري – رحمه الله – بعلي جمعه بواسطة أحد أقارب الشيخ الذين كانوا يعملون في السفارة السعودية بمصر.
2 - كان علي جمعه حريصًا على لقاء الشيخ!
3 - كان يبعث له بالرسائل من هناك.
4 - ختم علي جمعه إحدى رسائله للشيخ بقوله تعالى: (ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها) ويقصد مصر!
5 - جاء للسعودية، وعمل في جامعة الإمام. (أظنه محاسبًا).
6 - كان يتردد كثيرًا على الشيخ حمود، متظاهرًا أمامه بالسنة والحرص عليها.
7 - كان من رفقائه: المبتدع الآخر: محمود سعيد ممدوح. الذي كان مثله يتظاهر بالسنة! (انظر رد الشيخ الألباني عليه في مقدمة كتابه آداب الزفاف).
8 - تم القبض على علي جمعه قبل حادثة جهيمان بتهمة الانتماء لحزب التحرير!
9 - بقي في السجن حوالي 7 أشهر. (لعل هذه الحادثة من أسباب نقمته).
10 - شفع له الشيخان: ابن باز وحمود التويجري – رحمهما الله – عند السلطات السعودية. (تأمل هذا الموقف النبيل ممن يسميهم الوهابية وكيف قابله فيما بعد، واتق شر من أحسنت إليه).
11 - عندما ذهب لمصر مر بأزمة مالية كان للشيخ عبدالله بن حمود التويجري سبب – بعد الله – في كشفها.
12 - لم يستنكر منه أبناء الشيخ حمود عندما كان يتردد على والدهم سوى ذكره لشيخه الغماري " الصوفي "، وكان عندما يناقشونه يدعي أنه يستفيد منه في الحديث فقط!
13 - استغرب أبناء الشيخ موقف علي جمعة الأخير ممن يسميهم " الوهابية "، واختلفت توقعاتهم حول أسبابه.
- أما عن أفكار علي جمعه؛ فيجد القارئ على الرابط التالي كتابًا مهمًا للأستاذ المصري: إبراهيم أبو شادي – حفظه الله -، ناقش فيه تلك الأفكار، بالدليل والحجة والبرهان، سماه: " الرد العلمي على شبهات في العقيدة والتصوف ":
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=39669 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=39669)
- أسأل الله أن يهدي علي جمعه للحق، وأن يوفق أهل السنة في مصر للتصدي لفتنته، وتحذير الناس من بدعه، وتنبيه الحاكم إلى خطورة أفكاره دينيًا وسياسيًا على دولة مصر؛ حيث التعاطف مع أعدائها الروافض، وتأزيم العلاقة مع دول السنة، وعلى رأسها السعودية.
- وأسأل الله أن يوفق " جماعة الإخوان " بمصر وغيرها إلى أن تكون لهم جهود ملموسة في مجال الاهتمام بأمر التوحيد، ونشره، والتحذير مما يضاده، وأن لا تستغرق السياسة أوقاتهم وطاقاتهم؛ فيُضيعوا أهم الواجبات لأجلها.
والله الموفق ..
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/172.htm (http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/172.htm)
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[19 - 03 - 10, 02:08 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40642
هنا (بيان بعض الملحوظات العقدية) لعلي جمعة مفتي الديار المصرية
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[19 - 03 - 10, 02:15 م]ـ
وحتى لو لم يجعل شيخ الأزهر القادم
ف. أحمد الطيب. واحمد عمر هاشم ..
من نفس الطينة والعجينة!
فلك الله يا مصر!
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[23 - 03 - 10, 11:18 م]ـ
بارك الله فيك على زيادة الفائدة و بيان حقيقة هذا الرجل لمن جهله
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[07 - 05 - 10, 06:24 م]ـ
وحتى لو لم يجعل شيخ الأزهر القادم
ف. أحمد الطيب. واحمد عمر هاشم ..
من نفس الطينة والعجينة!
فلك الله يا مصر!
فرج الله على المسلمين في مصر من كل شر و جميع بلاد المسلمين.
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[08 - 05 - 10, 01:20 ص]ـ
بارك الله فيكم
ويأبى الله إلا أن يفضح أمثال هؤلاء
والله يهديهم على كل حال
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[08 - 05 - 10, 12:35 م]ـ
وتنبيه الحاكم إلى خطورة أفكاره دينيًا وسياسيًا على دولة مصر
!!!!!(62/245)
سؤال لطلبة العلم في قسم العقيدة
ـ[أبو جهاد المسلم]ــــــــ[19 - 03 - 10, 09:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد منكم بارك الله فيكم:
1 ـ شرح العبارة التالية " أما الكهانة فهي من خواص النفس الإنسانية؛ وذلك أن للنفس الإنسانية استعداد للإنسلاخ من البشرية إلى الروحانية، وأعلا ذلك الإنسلاخ صنف الأنبياء)
2 ـ مدى موافقة هذه العبارة للعقيدة الإسلامية.
3ـ تعريف الروحانية تعريفا علميا مع ذكر المصدر.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[22 - 03 - 10, 10:02 م]ـ
هذه عبارة فلسفية أفلاطونية ومعنى النبوة عند أولئك القوم (أفلاطون، ابن سينا، الفارابي) أنه استعداد للاتصال الروحاني بالعقل الفعال الذي يسميه بعض جهلتهم (جبريل)، ومسألة العودة للتجسد أو مغادرة الجسد أو التناسخ ... إلخ تجد تفصيلها تفصيلا مملا جدا في موسوعة الدكتور عبيد (الإنسان روح لا جسد) من ثلاثة مجلدات ضخام جدا وهو دراسة تأصيلية روحية فريدة ......
والعبارة والكتاب مضاد للعقيدة ومباين للشريعة فاحذر .. !
ـ[محمد وحيد]ــــــــ[22 - 03 - 10, 10:33 م]ـ
العبارة قالها ابن خلدون في مقدمته
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[22 - 03 - 10, 10:37 م]ـ
ابن خلدون في مسائل الاعتقاد حاطب ليل وغير محرر، ....
ـ[محمد وحيد]ــــــــ[22 - 03 - 10, 10:44 م]ـ
فليكن ما يكون
فقط ذكرته للتعريف بقائلها
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[22 - 03 - 10, 10:54 م]ـ
ولكن التعريف بقائلها غير مطلوب!
وابن خلدون ليس مخترعها وواضع حدها إنما هو ناقل بالمعنى كمن ذكروا، والرجل جامع لعديد من البدع أشهرها: الأشعرية، والشعوبية.
ـ[محمد وحيد]ــــــــ[22 - 03 - 10, 11:05 م]ـ
ومن جعله غير مطلوب
ذكر الأخ عبارة فذكرت قائلها
فلا تكثر أخي الكريم ومالي ولبدعه التي يعرفها صغار الطلبه(62/246)
((يا أمةَ الإسلام لا يطلبنا الله بأعظم حقوقه علينا فنهلِك)) ... {إنّ الله لا يغفر أن يشرك به} ... بقلم الشيخ حسان شعبان الجزائري
ـ[سمير زمال]ــــــــ[19 - 03 - 10, 12:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
((يا أمّةَ الإسلام لا يطلبُنا الله بأعظم حقوقه علينا فنهلِك))
... إنّ الله لا يغفر أن يُشرك به ...
الحلقة الأولى
(عبدَ الله اِرْبأْ بنفسكَ، أمةَ الله انجُ بنفسكِ، احذروا يا عباد الله لا يطلبنا الله بأعظم حقوقه علينا فَنَهْلِك)
الحمد لله الذي ليس في الوجود إلهٌ غيره فيُدْعَى، وليس في الكون ربٌّ غيره فيُرْجَى،
والصلاة والسلام على حامي جناب التوحيد، المبعوث بفك الرِّقِّ عن العبيد للعبيد،
وإخلاص العبودية لربّ العبيد، وعلى آله وأصحابه حماة العقيدة والتوحيد وبعد ... :
فهذه كلمات سطّرتها، وعبارات دبّجتها، قصدت بها الذبَّ عن الحق الأعظم لربّ الأرباب،
ومجري السحاب، خالق خلقه من تراب، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
حين قال لمعاذ رضي الله عنه: ((هل تدري ما حق الله على عباده؟)) قال: قلت: الله ورسوله أعلم،
قال: ((حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا)) متفق عليه.
ومحافظةً على عقيدة العباد من أن تلتبس بأدران الشرك والإلحاد،
وقد جعلتها على شكل حوار بين الشيخ وتلميذه، والطالب وأستاذه، على طريقة السؤال والجواب،
لتكون أقربَ إلى الفهم، وأوقعَ في النفس، كما قرر ذلك أهل العلم رحمهم الله أخذاً من حديث جبريل عليه السلام.
واللهَ أسأل باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب،
وإذا سئل به أعطى أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن ينفع بها من شاء من عباده المؤمنين،
والحمد لله ربّ العالمين (1)
وكتب:
أبو وائل حسّان بن حسين بن محمد آل شعبان
الجزائر في 27 من رمضان 1430 هـ
ماجستير في قسم الحديث بجامعة ام القرى بمكة المكرمة - حرسها الله -
? الطالب: ما هو الشرك يا شيخ؟
? الشيخ: الشرك يا بنيّ أن تجعل لله نِدًّا وهو خلقك.
? الطالب: ما معنى ذلك يا شيخ؟
? الشيخ: معنى ذلك: أن يصرف العبد شيئا من خصائص الرب سبحانه لغيره،
مع أن الله هو الذي تفرد بخلقه وحده سبحانه، لم يَشْرَكه في ذلك أحد،
ومن خصائص الربّ سبحانه إفراده جلّ وعلا بالعبادة، وهو اعتداء على حق الله الخالص.
? الطالب: وضّح لي أكثر يا أستاذ؟
? الشيخ: يا بني: أليس اللهُ جلّ وعلا هو الواحد الأحد الفرد الصمد،
الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، الذي تفرّد بالخلق، والرزق، والملك، والتدبير،
والإحياء، والإماتة، والنفع، والضّر، والخفض، والرفع، وعلم الغيب والشهادة؟
فمن اعتقد النفع والضر وتدبير شؤون الخلق والكون في غير الربّ سبحانه فقد أشرك بالله غيره،
ولم تنفعه لا إله إلا الله، وكذا من اعتقد ذلك في الله سبحانه
ثم لجأ بعد ذلك إلى غيره يسأله الرزق والأولاد والشفاء وتفريج الكربات وقضاء الحاجات،
فقد أشرك بالله عزّ وجلّ حينما صرف العبادة لغيره، فخلع بذلك ربقة الإسلام من عنقه،
وكذا من اعتقد في غير الله سبحانه من حيّ أو ميّت علم الغيب وعلم ما في الصدور،
أو السماع أو الرؤية من بعيد على الوجه الذي لا يكون ثابتا مثله إلا لله الواحد الأحد،
فقد صرف لغير الله ما يختص به سبحانه.
? الطالب: يا شيخ هل من الممكن أن تذكر لي بعض الأدلة على كلامك هذا من كلام الله سبحانه؟
? الشيخ: أجل يا بنيّ، كلام الله مليء بذلك، قال سبحانه:
{قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} (يونس: 31)، وقال جلّ في علاه:
{قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِله قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِله قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} (المؤمنون86: 89)،
وقال لا إله غيره ولا ربّ سواه: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/247)
(سبأ: 24).
أي بنيّ: ومعنى قوله {أفلا تتقون}، وقوله {فأنّى تسحرون}:
أفلا تخشونه بصرفكم العبادة لغيره من خلقه؟! بل كيف تُصْرَفون عن عبادته إلى عبادة غيره،
وأنتم تعلمون وتقرّون أنه المتفرّد بذلك؟!
? الطالب: يا أستاذ! هل إذا سأل أحدُنا غيرَ الله من المخلوقين شيئا من جَلْب نفعٍ أو دفع ضُرٍّ أصبح بذلك مشركا بالله؟
? الشيخ: لا يا بني، الأمر ليس على إطلاقه، فالعبد قد يسأل غيره من الخلق أن يعينه في جلب منفعة،
أو دفع مضرّة فيما يقدر عليه المخلوق كما في قوله تعالى:
{وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ
فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ
قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ}
(القصص: 15). فإغاثة موسى للرجل من شيعته من هذا القبيل.
ولكن الشأن في أن يسأل العبد غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله من طلب الشفاء: قال تعالى على لسان إبراهيم:
{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} (الشعراء: 80)، وقال صلى الله عليه وسلم:
(اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ مُذْهِبَ الْبَاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا)
متفق عليه، وهبة الولد: قال سبحانه وتعالى:
(لِلهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ*
أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) (الشورى49: 50)،
والرزق: قال سبحانه: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} (يونس: 31)، وقال تعالى:
{وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ} (النحل: 73)،
والإخبار بالغيب: قال عزّ من قائل: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ
(النمل: 65)، هذا هو الشرك بعينه بنيّ، نعوذ بالله أن نشرك به شيئا نعلمه ونستغفره لما لا نعلمه.
? الطالب: يا شيخ! هل من ضابط يحدّد لنا الاستغاثة الشركية من الاستغاثة الجائزة بالمخلوق؟
? الشيخ: أجل بنيّ، إذا استغاث العبد بحيٍّ قادرٍ حاضرٍ، فليست استغاثة شركية،
فإذا اختلّ أحد هذه الشروط الثلاثة صارت شركا أكبر، فلو استغاث العبد بميِّتٍ كانت استغاثة شركية،
ولو استغاث بحيٍّ لكنّه عاجزٌ (عَجْزَ قُدْرَةٍ، كأن يسأله الشفاء والولد أو الإخبار بالغيب،
أو عجز حسيّ كاستغاثة بمشلول أو رضيع لإنقاذه من الغرق) فهي كذلك استغاثة شركية،
وكذا لو استغاث بحيٍّ قادرٍ لكنه غائبٌ، كاستغاثة المريد بشيخه الذي يبعد عنه بمسافات، فكذلك (2)
? الطالب: شيخي الكريم، لعّل من سأل غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله
لم يسأله على جهة أنه يستقل بفعل ذلك، أو له القدرة على هبة الرزق والشفاء والولد،
ولكن من باب الوساطة والشفاعة؟
?الشيخ: ولوْ كانَ بنيّ! فإنّ من سأل غير الله من خلقه فيما لا يقدر عليه إلا الله
على أنه يملك ذلك استقلالا، فهذا أكفر من المشركين الذين كانوا يعتقدون أن المتفرّد بذلك هو الله وحده،
كما أخبرنا الله سبحانه عنهم كما في الآيات السابقة، ولكن من سألهم على جهة الشفاعة والوساطة
هو كذالك أشرك بالله غيره، وهذا عين شرك المشركين الأولين من العرب، قال تعالى عنهم:
{أَلَا لِلهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى
إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}
(الزمر: 3)، وقال سبحانه وبحمده: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ
وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
(يونس: 18) فنصّ الله تعالى في ختام هاتين الآيتين على كفرهم وشركهم،
مع أنهم صرّحوا بأنّهم لم يعبدوهم على جهة الاستقلال، بل على جهة الوساطة والشفاعة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(1) أصل هذه الرسالة عبارة عن مساهمة منّي، كانت إجابة لسؤال أخي الكريم الفاضل محمد معاشو
الذي ألّح عليّ بحسن ظنّه بأخيه إلحاحا منقطع النظير، من أجل أن أخرج مطويّة في مسألة:
هي قضية الدين الكبرى، فلم أجد بُدًّا من إجابته رجاء الاندراج في مسالك المدافعين عن حق الربّ الأعظم،
وما إن شرعت في كتابتها، حتىّ أيقنت أنه هو صاحب الفضل فيها، إذ كان سببا في خروجها،
إلاّ أنه مع الاسترسال خرجت عن حدّ المطوية لتصبح رسالة من الحجم الصغير.
والله أسأل الله أن يكتب لي وله، ولكل من اطّلع عليها، وأعان على نشرها خير الجزاء،
في يوم تَعِزُّ فيه الحسنات، وتعظُم فيه الحسرات، وتُسكب فيه العَبرات،
ولا منجي للعبد إلا رحمة ربّ الأرض والسماوات.
(2) أصل هذا السؤال هو عبارة عن تعليق لفضيلة الشيخ محمد حاج عيسى حفظه الله،
أتحفني به خلال تفضله حفظه الله بقراءة الرسالة، وزدت عليه ما يجعله أكثر وضوحا.
...... يتبع بإذن الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/248)
ـ[إبراهيم بن سعيد بن سليمان]ــــــــ[22 - 03 - 10, 12:09 م]ـ
بارك الله فيكم، و وفقكم للخير والصّلاح.
ـ[سمير زمال]ــــــــ[16 - 07 - 10, 06:30 م]ـ
بارك الله فيكم على مروركم الطيب(62/249)
هل الأشاعرة يثبتون العرش؟
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[19 - 03 - 10, 04:17 م]ـ
أرجو ممن عنده علم أن يوضح ذلك
ما هو مذهب الأشاعرة في العرش وهل هم متفقون في إثباته أم مختلفون
كاختلافهم في إثبات الكرسي
جزاكم الله خيرا
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[24 - 03 - 10, 12:53 ص]ـ
أظن و الله أعلم يأولونه بالعلم
ـ[إبراهيم بن سعيد بن سليمان]ــــــــ[25 - 03 - 10, 09:46 م]ـ
أظن و الله أعلم يأولونه بالعلم
أين الدليل(62/250)
منظومة القواعد النيرات في توحيد الأسماء والصفات
ـ[أبو يعلى]ــــــــ[19 - 03 - 10, 05:13 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله الصادق الأمين
وبعد: فهذه " منظومة القواعد النيرات في توحيد الأسماء والصفات " جمعتُ فيها أكثر وأهم القواعد في هذا الباب مما ورد على ألسنة أهل العلم قديماً وحديثاً وقد عرضتُ هذه المنظومة على بعض الأفاضل من أهل العلم فأجازوها واستحسنوها وهذه هي المنظومة بين أيدي أهل العلم وطلبته عسى أن تنالني دعوة ممن انتفع بها على أي وجه كان
والمنظومة في المرفقات بصيغة ( pdf ) ومعها الحواشي المنيرات على القواعد النيرات وهي حواشي قليلة ومفيدة تبين بعض الأشياء التي تحتاج إلى حاشية
ولا أنسى أن أشكر من قام بمراجعتها خصوصاً في هذا المنتدى المبارك.
وهذه هي المنظومة
القواعد النيرات
في
توحيد الأسماء والصفات
بِاسمِ الإِلهِ القادِرِ المُقتَدِرِ = أَبدَأُ في نَظمي لِذا المُختَصرِ
مُفتَتِحاً بِحمدِهِ تَعالى = مُذكِّراً بِحمدِهِ الأَجيالا
مُصّلياَ مُسَلِّماً عَلى النَّبي = مُحَمَّدٍ مَن نالَ خَيرَ الرُّتَبِ
وَآلِهِ وَصَحبِهِ وَمَن تَبِعْ = طَريقَهُم وَلَم يَزِغْ أَو يَبتَدِعْ
وَبَعدُ فالشَّرَفُ في العُلومِ = وَرِفعةُ العِلمِ مِنَ المَعلومِ
إِذ قَد سَما بِالعِلمِ كُلُّ كابِرِ = فَافرَحْ بِما تَعلَمُهُ وَحاذِرِ
وَاسلُكْ بِهِ في مَسلَكِ الكِبارِ = لا مَسلَكَ الرُّهبانِ وَالأَحبارِ
إِذ عِلمُهُم لِلبَغيِ والمُكابرَةْ = وَفي سبيلِ الغَيِّ والمُفاخَرَةْ
قَد دَرَستْ عُلومُهم بِذلكْ = وَضُيِِقَت عَليهُمُ المَسالِكْ
لكِنّنا في الخَيرِ خَيرُ أُمَّةْ = لِذا سَلَكتُ مَسلكَ الأَئِمّةْ
في نَظمِ بَعضِ العلمِ لِلمُذاكَرَةْ = لا الفخَرُ يُرجى لا وَلا المُكاثرَةْ
وَهذهِ الأَبياتُ في قَواعِدِ = تَوحيدِ أَسما وَصِفاتِ الواحِدِ
ضَمّنتُها بِالنَّيراتِ حَتّى = حَتَّت أصولَ المُبطِلينَ حَتّا
أَرجو بِها مِن رَبِّنا الجَزاءَ = وَمِن أُخٍ نَلتَمِسُ الدُّعاءَ
فَواجِبٌ وَلتَسمَعِ العِظاتِ = تَوحيدُنا الأَسماءَ وَالصِّفاتِ
إِذ صار فيهِ النّاسُ في افتِراقِ = فَواقِفٌ وَذاكَ ذو شِقاقِ
وَذاكَ في تأويلِهِ مُمَثِّلُ = وَذاكَ في تَحريفِهِ مُأَوِّلُ
وَشَرُّ ما يُذكَرُ في القَريضِ = المَذهَبُ المَوسومُ بِالتَّفويضِ
فَالزَم طَريقَ الصَّفوَةِ الأَخيارِ = طَريقَةَ الإِقرارِ وَالإمرارِ
أَمّا الدَليلُ فَالزَمِ الآياتِ = أَوَ سُنَّةً في النَّفيِ وَالإِثباتِ
لا يُقبَلَنَّ بِالهَوى مِن قائِلِ = رَأيٌ لِذي مَعرِفَةٍ أَو جاهِلِ
فَالعَقلُ فيهِ لَم يَكُن دَليلا = وَمِن مُحالٍ عِلمُهُ التَّفصيلا
وَالنَّفيُ أَن تَنفِيَ كُلَّ نَقصِ = فَانفِ وَلا إِشكالَ بَعدَ نَصِّ
لكنّنا نُثبِتُ ضُدَّ ما نُفي = كَالنَّفيِ لِلنَّومِ وَفِعلِ السَّرَفِ
ثُمَّ افقَهِ المَقصودَ بِالإِثباتِ = وَأَثبِتِ الأَسماءَ وَالصِّفاتِ
وَاثبُت عَلى إِثباتِ كُلِّ ما وَرَدْ = في آيَةٍ أَو في حَديثٍ مُعتَمَدْ
فَلتَقبَلِ النَّصَّ إَذاً وَظاهِرَهْ = ثُمَّ اجتَنِب رَأَيَ العُقولِ الخاسِرَةْ
فَإِنَّما تَأويلُهُم تَحريفُ = وَهَكَذا تَحريفُهُم تَكيِيفُ
لا تَتَّصِفْ بِالجَحدِ وَالإِلحادِ = وَاقبَل حَديثَ الجَمِّ وَالآحادِ
وَخُذْ بِحَقٍّ ما بَدا للِذِّهنِ = فَهْوَ مُرادُ اللهِ في ذا الشَّأْنِ
إِذ ليسَ في ظاهِرِهِ تَمثيلُ = لكنَّما الرَّدُّ لَهُ تَعطيلُ
وَخُذ بما قالَ الإِمامُ مالِكُ = فَالكَيفُ لا نَعلَمُهُ يا سالِكُ
أَمَّا المَعاني في لِسانِ العَرَبِ = مَعلومَةٌ يامولَعًا بِالطَّلَبِ
وَقُل إِذا تَساوَتِ الأَلفاظُ = هذا اشتِراكُ اللَّفظِ ياحُفّاظُ
جَلَّ الَّذي لَيسَ لَهُ نَظيرُ = هُوَ السَّميعُ عَزَّ وَالبَصيرُ
وَاستَفصِلَنَّ في الَّذي لَم يَرِدِ = فَلتَقبَلِ الحَقَّ وَغَيرَهُ اردُدِ
وَهذِهِ مِن أَنفَعِ الفَوائِدِ = أَبحِرْ بِها في كُتُبِ العَقائِدِ
أَسماؤُهُ سُبحانهُ بِالحُسنى = قَد وُصِفَت وَالحُسنُ فيها الأَسنى
مِن كُلِّ وَجهٍ حُسنُها قَد اكتَملْ = لا نَقصَ فيها ظاهِرٌ أَو مُحتَملْ
فَإِنَّها دَلَّت عَلى التَّمامِ = دَلالَةَ الأَوصافِ وَالأَعلامِ
دَلالَتَي تَضَمُّنٍ مُطابَقَةْ = كَذا التِزامٍ ذو الحِجا قَد وافَقَهْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/251)
وَوَصفُها إِن يَكُ قَد تَعَدّى = فَأَثبِتَنَّ حُكمَهُ المُعَدّى
أَسماؤُهُ سُبحانَهُ بِالنَّقلِ = نُثبِتُها لَيسَ بِمَحضِ العَقلِ
لَم تَنحَصِر في عَدَدٍ مُعَيَّنِ = كَما أَتى? في المُسنَدِ المُبَيَّنِ
ثُمَّ الصِّفاتُ كُلُّها كَمالُ = مِن كُلِّ وَجهٍ زانَها الجَمالُ
وَبابُها أَعني الصِّفاتِ أَوسَعُ = لِكُلِّ فِعلٍ وَكَذا اسمٍ تَرجِعُ
وَهْيَ عَلى قِسمينِ فَأَعِرني = سَمعاً وَقُم أُخَيَّ فَابتَدِرني
قِسماً إِلى ذاتِ العَلِيِّ رَدّوا = وَثانيًا قِسمَ الفعالِ عَدّوا
وَاشتَرَكَت بَعضُ صِفاتِ اللهِ = في ذاتِهِ وَفِعلِهِ الإلاهي
وَما أَضافَ اللهُ مِن أَعيانِ = إِلى جَنابِهِ فَذا قِسمانِ
إِمّا لِتَشريفٍ كَبيتِ اللهِ = أَو قُل لِخَلقِهِ كَأَرضِ اللهِ
فَإِن يَكُ المُضافُ مَعنىً يُفهَمُ = أَو خَبَراً عَن ذاتِ رَبّي يُعلَمُ
فَما هُوَ إِلا مِنَ الصِّفاتِ = فَافهَم بِهذا مُحكَمَ الآياتِ
وَاستَذكِرَنَّ ما ذَكَرتُ سابِقا = وَكُن لأَربابِ النُّهى مُوافِقا
فَالخَوضُ في الأَسماءِ وَالصِّفاتِ = فَرعُ الحَديثِ عَن مَعاني الذّاتِ
فَاللهُ جَلَّ ذو الكَمالِ المُطلَقِ = فَلا تَخُضْ ياذا بِغَيرِ الأَليَقِ
أَسأَلُهُ بِوَجهِهِ الكَريمِ = الفَوزَ بِالجنّاتِ وَالنَّعيمِ
إلاهَنا مُصَرِّفَ القُلوبِ = طَهِّر قُلوبَنا مِنَ الذُنوبِ
وَامنُن عَلَينا رَبَّنا وَرَضِّنا = بِالخَيرِ في قُلوبِنا وَأَرضِنا
وَهَب لَنا الفُرقانَ في البَصيرَةِ = بِهِ نَعوذُ مِن دُعاةِ الحَيرَةِ
إِذ أَلَّهوا صَخراً فَلَيسَ يُبصِرُ = وَإِن رَجَوهُ نُصرَةً لا يَنصُرُ
وَلا يَرى أَفعالَهُم أَو يَسمَعُ = وَلا يَضُرُّ عابِداً أَو يَنفَعُ
قَد أُذهَبَت عُقولُهُم فَانحَرَفوا = عَلى مَوارِدِ الرَّدى قَد أَشرَفوا
وَصرِفَت قُلوبُهُم عَنِ الهُدى = هذا جَزاءُ مَن تَعَدّى فَاعتَدى
وَإِنَّما العَجيبُ حَقّاً ما تَجِدْ = أَنْ زاعِمُ الحَقِّ فَسادًا يَعتَقِدْ
فَزاعِمٌ بِأَنَّ رَبّي لا يُرى = مُعتَزِلاً بِرَأيِهِ الَّذي يَرى
وَعِندَهُ الحَقُّ شَبيهُ الكَذِبِ = وَأَحرُفٌ مَخلوقَةٌ في الكُتُبِ
فَرَأيُهُ في صِفَةِ الكَلامِ = كَقَولِهِ في آيَةِ الظَّلامِ
وَكُلَّ ما لا يَستَسيغُ عَقلُهُ = مِن آيَةٍ أَو ما يَصِحُّ نَقلُهُ
يَسلُكُ فيهِ مَسلَكَ التَّحريفِ = أَو بِالهَوى يَرُدُّ بِالتَّضعيفِ
لكِنَّنا مِن خالِصِ الوَحيَينِ = مَسلَكُنا الإِيمانُ دونَ مَينِ
نُؤمِنُ ثُمَّ نَقتَفي خَيرَ الهُدى = وَنَقتَدي بِخَيرِ مَن قَدِ اقتَدى
حَقّاً نَقولُ أَنَّ رَبّي خالِقُ = وَمالِكٌ لِخَلقِهِ وَرازِقُ
وَقاهِرٌ سُبحانَهُ وَظاهِرُ = وَباطِنٌ وَعالِمٌ وقادِرُ
وَأَنَّهُ يُرى بِلا إِدراكِ = يانَفسُ توبي استَغفِري مَولاكِ
وَفي القِيامَةِ انظُري في النّاظِرَةْ = وَفي إِلى مِن بَعدِ ذِكرِ النّاضِرَةْ
وَخالِفي طَريقَةَ المَحجوبِ = عَن رَبِّهِ بِحاجِبِ الذُّنوبِ
فَإِنَّ (كَلاّ) أُتبِعَت بِالرّانِ = ثُمَّ أُعيدَت لِلبَيانِ الثّاني
حَجبٌ عَنِ الرُّؤيا لِذي الجُحودِ = فَاستَبشِري يانَفسُ بِالمَوعودِ
تِلكَ المَزيدُ لِذَوي السَّعادَة = تِلكَ لِذي الحُسنى هِيَ الزِّيادَة
وَفي الأَحاديثِ دَليلٌ قاطِعُ = فَليُنظَرِ البَدرُ المُنيرُ السّاطِعُ
لا تَعتَزِلْ بِلَن عَنِ الجَماعَةْ = فَإِنَّ لَن قَبلَ قِيامِ السّاعَةْ
وَإِنَّها لا تَقتَضي تَأبيدا = قَد قالَها ابنُ مالِكٍ تَأكيدا
((وَمَن رَأى النَّفيَ بِلَن مُؤَبَّدا = فَقَولَهُ اردُد وَسُواهُ فَاعضُدا))
مَن قَد تَمَنّى المَوتَ في دارِ الرَّدى = مَنِ الَّذي لَن يَتَمَنّى أَبَدا
أَسئِلَةٌ جَوابُها جَوابُ = عَن شُبهَةٍ قَد جاءَكَ الصَّوابُ
ثُمَّ مَعَ التَّبيِينِ وَالمُناظَرَةْ = فَإِنَّها لي حُجَّةٌ مُؤازِرَةْ
فَقَولُنا لِلشَّيءِ هذا لَن يُرى = لَيسَ كَقَولِ الشَّيءُ هذا لا يُرى
بَل إِنَّ لَن فيها دَليلُ رُؤيَتِهْ = فَكُن مَعَ مُحَمَّدٍ وَصُحبَتِهْ
وَهَكَذا اعلَم أَنَّ موسى ذو أَدَبْ = لا يَجهَلُ الَّذي استَحالَ إِن طَلَبْ
وَإِنَّما لِحِكمَةٍ لَم يُجَبِ = لَهُ كَنوحٍ في دُعاءِ الكُرَبِ
ثُمَّ تَجَلّي الرَّبِّ جَلَّ لِلجَبَلْ = بَيِّنَةٌ صَريحَةٌ لِمَن عَقَلْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/252)
فَاحذَر عَلى عِلمٍ مِنَ الغُوايَة = وَاسلُك سَبيلَ الرُّشدِ وَالهِدايَة
رُؤيَتُهُ سُبحانَهُ لا تَقتَضي = إِحاطَةً أَو وَصفَهُ بِالعَرَضِ
أَو أَنَّ جِسماً ما يُرى بِالنَّظَرِ = فَهذِهِ أَلفاظُهُم في الجَوهَرِ
سَفسَطَةٌ ضَلالَةٌ تُعمي البَصَرْ = وَلا أَرى إِيرادَها في مُختَصَرْ
وَإِنَّما بِأَوجَزِ العِبارَة = عَلى سَبيلِ الرَّمزِ وَالإِشارَة
ثُمَّ الكَلامُ صِفَةُ الرَّحمنِ = إِيّاكَ أَن تَكونَ ذا نُكرانِ
ذاتِيَّةٌ فِعلِيَّةٌ وَصفانِ = وَمُحدَثُ الآحادِ ذو مَعانِ
صِدقٌ وَعَدلٌ وَهُما التَّمامُ = قَد تَمَّ حَقاً بِهما الكَلامُ
مِنهُ الحَديثُ الحَقُّ في القُرآنِ = خَيرُ الكَلامِ خُطَّ بِالبَنانِ
فيهِ الهُدى وَالنّورُ ذِكرٌ عَرَبي = أَوحاهُ حَقّاً رَبُّنا إِلى النَّبي
لا يَعتَريهِ اللَّبسُ وَالإِلغازُ = وَلا الضَّلالُ المُحدَثُ المَجازُ
وَفي الحَديثِ أَنَّهُ ذو أَحرُفِ = مَحفوظَةٍ مِن شُبهَةِ المُحَرِّفِ
وَفيهِ مُثبَتٌ بِأَنَّهُ صِفَةْ = فَلا تَكُن بِهِ قَليلَ المَعرِفَةْ
قَد قَال فيهِ رَبُّنا سًبحانَهُ: = (إنّي أَنا اللهُ) تعالى شانُهُ
(وَأَنا رَبُّكُمُ فَاعبُدونِ) = وَقَولُهُ سُبحانَه: (مِن دوني)
فَكَيفَ بَعدَها إِذاً يَروقُ = القَولُ فيهِ أَنَّهُ مَخلوقُ؟
فَاعلَم هَداكَ اللهُ خَيرَالعِلمِ = أَنَّ الَّذي قَد قُلتُهُ في النَّظمِ
نَبعٌ جَرى مِن عَينِهِ فَهمُ السَّلَف = أَنعِم بِهِم مِن قُدوَةٍ لِمَن خَلَف
كَأَحمَدٍ وَمالِكٍ وَالشّافِعي = وَقَبلَهُم كَم صاحِبٍ وَتابِعي
فَانهَجْ سَبيلاً ذُق بِهِ الإِيمانَ = وَاثبُتْ وُقيتَ الرَّأيَ وَالخِذلانَ
وَرَبُّنا جَلَّ عَلى العَرشِ اعتلا = فَاحذَر أَخَيَّ مِن غُلوِّ مَن غَلا
وَاصدَع بِها حَقّاً تُسَمْ بِالشَّرَفِ = وَالزَم لها صَبراً طَريقَ السَّلَفِ
وَبِالدَّليلِ اعلَم يَقيناً ما (استَوى) = وَلا تَكُن مُتَّبِعاً لِذي هَوى
كَما لَهُ العُلُوُّ في صِفاتِهِ = فَقَد عَلا سُبحانَهُ بِذاتِهِ
عَمَّ الإلهُ كُلَّ شَيءٍ عِلمُهُ = أَفلَحَ مَن يَومَ المَعادِ هَمُّهُ
في البابِ قُل مَع لَها قِسمانِ = مَاعَمَّ قِسمٌ فَارجَوَنَّ الثّاني
اصبِر وَأَحسِن وَاحذَرَنْ ظُلمَ الوَرى = تَفُزْ بِهِ حَقّاً فَتَحمدُ السُّرى
وَاعلَم بِأَنَّ القُربَ وَالمَعِيَّةْ = في الكُتُبِ المَنقولَةِ السَّمعِيَّةْ
بَينَهُما فَرقٌ لِمَن تَأَمَّلْ = فَالقُربُ لَيسَ داخِلاً في الاْوَّلْ
وَهَكَذا مِنَ الصَّفاتِ العُليا = نُزولُهُ إِلى السَّماءِ الدُّنيا
وَمِثلُها المَجيءُ وَالإِتيانُ = أَثبَتَها الحَديثُ وَالقُرآنُ
والوجهُ واليدانِ والعينانِ = وكلُّها تُضافُ لِلرَّحمنِ
يا جاهِلاً مِن رَحمَةِ المَولى قَنِطْ = وَاللهُ مِن هذا القُنوطِ قَد سَخِطْ
فَاخَشَ أُخَيَّ الحَشرَ وَالتَّلاقي = وَلَتَغتَنِمْ أَيّامَكَ البَواقي
أَنتَ الجَهولُ وَالضَّعيفُ المُذنِبُ = لا تَعصِيَنَّ فَالرَّحيمُ يَغضَبُ
وَهذِهِ قَواعِدٌ مُختَصَرَةُ = نَظَمتُها تَذكِرَةً وَتَبصِرَةْ
وَالأَصلُ في النَّفيِّ مَعَ الإِثباتِ = ما قَد نَظَمتُ قَبلُ مِن أَبياتِ
وَقَد أَتَت مَنظومَةُ القَواعِدِ = تَرفُلُ بِالتأصيلِ والفَوائِدِ
أَتممتُها عَامَ (غَلَتْ) في رَجَبِ = مُحمّدِلاً مُصلّيّاً عَلى النَّبي
...
أبو يعلى محمود الجمل اليمني(62/253)
شريط مظاهر ضعف العقيدة، في عصرنا الحاضر، وطرق علاجها، للدكتور العلامة صالح بن فوزان الفوزان ,وتم تفريغ مادة هذا الشريط
ـ[ابوزكري]ــــــــ[22 - 03 - 10, 12:33 م]ـ
*بسم الله الرحمن الرحـ ــيم*
هذه المادة من شريط مظاهر ضعف العقيدة، في عصرنا الحاضر، وطرق علاجها، للدكتور العلامة صالح بن فوزان الفوزان ,وتم تفريغ مادة هذا الشريط،من قبل مجموعة آل سهيل الدعوية .. وإليكم هذه المادة .. وبحثنا لكم في الإنترنت عن المحاضرةصوتيةً ولمن يُريد سماعها يتفضل بالدخول على هذا الرابط:
http://www.box.net/shared/ikv6gubj86 (http://www.box.net/shared/ikv6gubj86)
الحمد لله رب العالمين،وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد،وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد ...
فإن العقيدة، يراد بها، هي ما يعتقده الإنسان، بقلبه، ويجزم به وينطق بهِ بلسانه،ويعلنه، ويعملُ بجوارحه بما تتطلب هذه العقيدة.
وأقول من عقد الشيء، إذا شدّه أحكمه،والمرادهنا عقيدة التوحيد، التي هي أساس الإسلام ,الملة التي تبنى عليها جميع الأعمال، فهي الأساس الذي يقوم عليه الدين، وتصح به الأعمال، والأقوال، وهي الركن الأول، من أركان الإيمان.
والركن الأول، من أركان الإسلام، فأول ركن من أركان الإسلام، شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله.
وأول ركن من أركان الأيمان، كذلك شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
وهي أول ما يدعوا إليه الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأتباعهم، وكل رسول يقول لقومه:
"يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ" ,وقال تعالى:"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَافَاعْبُدُونِ"
فهي البداية، وهي الأساس، وهي المعتبرة، في صحة الأعمال، أو بطلانها، فإن كانت العقيدةُ صحيحةً، مبنيةً على كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،صِحّة معهاجميع الأعمال، إذا كانت موافقةً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
فإن العملَ لا يُقبل إلا بشرطين:
الشرط الأول /الإخلاص لله عزٌ وجل، بأن لا يكون فيه شيئاُُ من الشرك، وهذا معنى" لا إله إلا الله "
الشرط/ الثاني/أن يكون العمل موافقاً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ليس بهِ بدعة، ولا إحداثُُ في الدين، وهذا من معنى"شهادة أن محمدً رسول الله"
فهذه هي العقيدة، وهذه أهميتها، في دين الإسلام، ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم كإخوانه من النبيين، أول ما بعثه الله في مكة، أول ما دعا إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.
قال"صلى الله عليه وسلم": أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله،فإذا قالوها عصموا مني دمائهم،وأموالهم إلا بحقه"
فأمضى صلى الله عليه وسلم ثلاثةَ عشره سنة، في مكة قبل الهجرة، يدعوا إلى التوحيد، وينهى عن الشرك، ولقي في ذلك ما لقي كإخوانه من النبيين من الأذى، وتحمل ذلكفي سبيل الله عزٌ وجل، وتبِِع الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك صحابته الكرام، والتابعين، لهم بإحسان، ومن جاء من بعدهم من الأئمة، يعتنُون بهذه العقيدة، وتأصِيلها، وتعليمها للناس، والدعوة إليه، والذب عنها، وأثارهم في ذلك موجودة في مؤلفاتهم، التي تقوم على هذا الأساس.
وهذا مما يدل على أهمية العقيدة، وأنها يُبدأ بها أولاً، فإذا صحت اتجه إلى بقية الأعمال.
ولهذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذً اِبن جبل إلى اليمن، قال له: " إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، أول ما تدعوهم إليه .. شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، فإن هم أجابوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة،فإن هم أجابوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقةً تؤخذ من أغنيائهم وتُرد في فقرائهم ".
فلم يطلب من معاذ أن يُعْلمهم الصلاة، والزكاة، إلا بعد أن يجيبوا بشهادة أن لا إلا الله وأنّ محمداً رسول الله ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/254)
بأنه لا فائدةً، من الصلاةِ، والزكاةِ، وسائر الأعمال، بدون تحقيق الشهادتين، وهذا مما يدل على أهمية العقيدة، ومكانتها في الإسلام، وأنها يُبدأبها قبل كل أمرٍ بمعروف، أو نهيٍ عن منكر،وهي عبادة الله وحدهُ لا شريكَ لهْ، وترك عبادة ما سواه، وكما قال تعالى:"وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا""أََنِِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ"
والطاغوت: هو عبادة غير الله سبحانه وتعالى، لأن العبادة لا تصح إذا كان معها شرك،لا تصح إلا إذا كانت خالصةً لله عز ُوجل، أما الذي يعبد الله،ويعبد معه غيره،عبادته غير صحيحة، كما في الحديث القدسيأ ن الله جلٌوعلا قال: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عَمِل عملاً أشرك معي فيه غيري، تركته وشركه" وفي رواية: "فهوللذي أشرك، وأنا منه بريء"
ولا يأتي الأمر بالتوحيد، إلا ومعه النهي عن الشرك، لأن التوحيد لا يتحقق إلابِتجنبْ الشرك، فهما متلازمان، فلا يكفي أن الإنسان يقول: أنا اعبد الله، أُنا أُصلي، أنا أصوم،أنا أحج،أنا أتصدق، ولا يمنع هذا أن أدُعوا الحسن، والحُسين، وعبد القادر، وأستغيث بالأموات،هذا لا يُقبل منه عملُُ، ولا تصح منه حسنةً واحده، حتى يُخلصَ عبادته لله سبحانه وتعالى فلا يشرك بربه أحد.
"وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوامَعَ اللَّهِ أَحَدًا-" "فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِيِِنَ له الدِّينَ"
أي مُخلصين له الدُعاء، فلا تدعوا الله، وتدعوا معه غيره، من أصحاب القبور، والأموات، والغائبين، تستنجدوا بهم، تدعوا هذا وهذا،وهذاشركُُ أكبر، يُخرج من الملة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أو تعبد الله، وتقول لا إله إلا الله، ثم تذبح للقبور، أو تنذر للأموات،وغير ذلك، فهذا تناقض لا يقبله الله سبحانه وتعالى،كما سمِعتم في الحديث"من عمل عملاً، أشرك معي فيه غيري، تركته و شركه "وفي رواية""فهوللذي أشرك، وأنا منه بريء"
أما مظاهر ضعف العقيدة، في عصرنا،فهي كثيرة تجب معالجتها، وإلا فأنها سيكون لها أثارُُ قبيحة على العقيدة، وقد لا تبقى معها عقيدة إذا لم تُعالج.
*من مظاهر ضعف العقيدة *
1/التقليلُ من شأنها، لأن بعض الناس مع الأسف وقد يكونون من المتعلمين، أو من الدعاة حتى، لا يهتمون بالعقيدة، ويقولون العقيدة تُنفِّر، فلاتُنفروا الناس،لا تُعلموهم العقيدة، اتركوا كلاً على عقيدته، ولكن ادعوهم إلى التآخي، والتعاون، وادعوهم إلى الاجتماع، وهذا تناقض، لأنه لا يمكن التآخي، ولا يمكن التعاون، ولايمكن الاجتماع، إلا على عقيدةٍ واحدة صحيحة،سليمة، وإلا فإنه سيحصُل الاختلاف، وكلُُ ُ يُؤيد ما هو عليه، ولا يجمع الناس إلا كلمة التوحيد "لا إله إلا الله، نطقاَ، واعتقاداً، وعملاً، أما مجرد أنهم ينتسبون إلى الإسلام، وهم مختلفون في عقيدتهم فهذا لا يُجدي شيئاً.
المشركون الذين بُعثَ إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا يعترفون بتوحيد الربوبية، يعتقدون أن الله هو الرب وحده، وهو الخالق،وهو الرازق، وهوالمحيي،المميت،المُدبر، ولكنهم في العبادة لا يخلصون العبادة لله، وإنما كلُ ُ يعُبد ما استحسنه، فصاروا متفرقين في عباداتهم، وإن كانوا يعترفون كلهم بتوحيد الربوبية، لكنفي العبادة، والتأله، متفرقون، منهم من يعبُد الشمس والقمر، ومنهم من يعبُد المسيح وعُزير، ومنهم من يعبُد الشجر والحجر، ومنهم من يعبُد ويعبُد .... الخ
كل له آلهة، ومن أثر ذلك أنهم مُتناحرون، أنهم مُتفرقون، أنهم مُتباغضون،أنهم مُتعصبون، كلُُ ُ يتعصب إلى آلهته لهذاقال يُوسف عليه السلام:"ءَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌأَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ"
"ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بهامن سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثرالناس لا يعلمون"
فكانوا مُتفرقين، مُتناحرين، كلُ ُ يتعصب لِملته، ونِحلته، وآلِهته، وإن كانوا يقولون ربُنا واحد، لكن معبوداتهم متفرقة، فلما دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد، وإفراد الله بالعبادة، واستجاب له من استجاب،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/255)
اجتمعوا وصاروا إخوةً متحابين، وصاروا أمةً واحده، وصار سلمان الفارسي،وبلال الحبشي،وصهيب الرومي، وغيرهم من سادات المسلمين، صاروا إخوة لبني هاشم، أشرف العرب،صاروا إخوة مُتحابين، مُتلاحمين بكلمة التوحيد، التي وَحَدْتِهم والذي أيدك بنصره وبالمؤمنين، ما اجتمعوا إلا بالإيمان، أيدك بنصره، وبالمؤمنين، وألف بين قلوبهم،"لَوْأَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَبَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "
ألّف بينهم بأي شيء؟
بالعقيدة الصحيحة، توحيد لا إله إلا الله، هذا الذي ألّف الله بهِ بينهم، ولا يؤلّف المسلمين اليوم، ويردهم إلى وحدتهم،وقوتهم، إلا ما ألف بين السابقين, ولهذا قالالإمام مالك -رحمه الله-: "لا يصلح أخر هذه الأمة، إلا ما أصلح أوله " فإذا كانوايُريدون جمع الأمة،والتآخي، والتعاون، فعليهم بإصلاح العقيدة، وبدون إصلاح العقيدة لايمكن جمع الأمة، لأنه جمع بين المتضادات، ولو حاول من حاول، لو عُقَدت المؤتمرات والندوات هذا لا يمكن إلا بإصلاح العقيدة، عقيدة التوحيد
يقول: الشاعر
إذا ما الجُرحُ رُمَّ على فسادٍ
تبين فيه إهمال الطبيبِ
الجُرح لابد يُعالج، ويُنقٌى، ويٌطهر، وُيرم على دواء نافع، أما إذا رُمٌى علىفسادٍ، فذلك إهمال من الطبيب، كذلك الذي يريد أن يجمع الأمة، ويُلمها على غير التوحيد، والعقيدة الصحيحة،هذا مُهمل.
فبطلت بذلك مقولة، أن العقيدة تنفر الناس، والدعوة إلى التوحيد يُنفر الناس، ادعوهم إلى الاجتماع، ادعوهم إلى الوقوف ضد العدو، العدو يفرح بمثل هذا الكلام، لأنه يعرف لا جدوى له.
ومن أعظم مظاهر ضعف العقيدة، التقليلُ من شأنها، لأن فيه من يقلل من شأن التوحيد، ومن شأن العقيدة، ويدعوا إلى الالتفاف تحت مسمى الإسلام، ومظلّة الإسلام العامة،مع أنه لا يكون إسلام إلا بالعقيدة الصحيحة، التي هي رأسه، وأُسُسُه، ولا يكون إسلام وإن سَمْوُه إسلام، فليس هو الإسلام.
2/كذلك من مظاهر ضعف العقيدة، في عصرنا الحاضر، عدم اهتمام كثيرٍ من الدعاة بها،دعاة يدعون إلى الإسلام، لكن أي إسلام يدعون إليه؟!
لا يدعون إلى العقيدة، قد يكون يدعون إلى الصلاة، إلى الصدق، إلى الأمانة،إلى الأعمال الطيبة، لكن العقيدة لا تأتي لهم على بال، فكيف يكونوا دعاةً بهذه الصفة؟!
هؤلاء ليس دعاة إلى الإسلام، بالمعنى الصحيح، الدعاة إلى الإسلام يهتمون بأساس الإسلام، ومنبع الإسلام، وقوة الإسلام، وهي العقيدة، فلذلك لا تجد للدعوة إلى التوحيد، في مناهجهم، لا تجد لذلك ذكراً، ولااهتماماً، فهذا من مظاهر الضعف، بل ربما أن أغلبهم لا يعرفون التوحيد، بالمعرفةالصحيحة، لأنهم لم يدرسوه، ولم يتعلموه، وهم يدعون إلى الإسلام، كيف يدعون إلى الإسلام، وهم لا يعرفون أساسه، ويعرفون أصله؟! فيجب على الدعاة وفقهم الله، أن يتعلمواالعقيدة أولا، ًويهتموا بها، ويفهموها، وينظروا في واقع الناس اليوم، وما وقع من الخلل في العقيدة، ثم يقومون بإصلاحه قبل كل شيء، هذا هو الإصلاح الصحيح، والمنهج السليم، للدعوة إلى الإسلام، و إلا فإن الدعاة إلى الإسلام، والجماعات، وجمعيات،وجهود،ومراكز، لكن أين الأثر؟
والشرك يعُج في الأمة الإسلامية، والأضرحة في كل مكان، إلا ما شاء الله،وعبادة غير الله، تُعلن جهاراً، نهاراً، بالاستغاثة بالأموات، والذبح للأموات، وربما للجن، والشياطين، والدعاة ساكتون!!
يدعون إلى أي شيء إذن؟
ولذلك لم تُثمر دعوتهم، بينما لو قام عالم واحد محقق، ودعا إلى التوحيد، نفع الله بهالأمة، وهوَ ما عنده أعوان، ولا عنده أموال، ولا عنده ...... الخ
لكن يدعوا إلى التوحيد، وإلى العقيدة السليمة، ويدعوا إلى الله على بصيرة، كما قال الله عزٌ وجل: لنبيه صلى الله عليهوسلم "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِعَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/256)
سبحان الله: أي ينزَّه الله سبحانه عما لا يليق به، وما أنا من المشركين، يتبرأ من المشركين، هذه طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله، التي أمره الله أن يعلنها للناس على بصيرة، أنا، ومن اتبعني، فأتباع الرسول يدعون إلى الله على بصيرة، أما الذي يدعوا إلى الله على جهل، أو على عدم اهتمام بالعقيدة، فهذا ليس على بصيرة، وإن كان عالماً، فهو إن لم يهتم بالتوحيد ليس على بصيرة، فهذا من مظاهر ضعف العقيدة، في عصرنا الحاضر، أن كثيراً من الدعاة، والجماعات،والجمعيات، لا تعيرها اهتماماً، لاتعلماً، ولا تعليماً، ولا دعوةً، وإنما يهتمون بمخططات يضعونها لأنفسهم، ليست على أساس سليم، فهذه لا تُجدي شيء، وتضيع الجهود كلها، ويبقى الناس على ما هم عليه.
ولا حول ولاقوة إلا بالله.
وكذلك من مظاهر ضعف العقيدة، في عصرناالحاضر، ..
3/عدم التركيز عليها، في المناهج الدراسية، لا يركزون عليها، ويجعلون لها الصدارة، في الوقت، وفي الحصص، وفي الكتب، المفيدة،النافعة، لا يركزون عليها في الغالب، وإنما المناهج محشوة بمواد دنيويه،علوم دنيويه، أو أمور تنسب إلى الدين،من حسن التعامل، وحسن الجوار، والصدق في المعاملات ...... والخ، لكن نصيب العقيدة في المناهج الدراسية إلا من رحم الله نصيبُُ ُ ضعيف، ونصيب الأسد لغيرها، فهذا مما أخّر المسلمين، وأنشى جيل جاهل بالعقيدة، يتخرج من الدراسات العليا،وهو لا يعرف العقيدة المعرفةاللائقة، فكيف يُرجى حينئذ أن العقيدة تنتصر، وتنمو، وهي لا وجود لها في المناهج، وإن وُجَد لها ذكر، فهو ذكرُ ُ ضعيف، لا يسمن، ولا يُغني من جوع، ما فيه تفصيل، ما فيه بيان، ما فيه تركيز، وحتى لو وُجد في المناهج حيّزُُ للعقيدة، فالغالب إن الذين يدرسونها لايهتمون بها، ولا يُفٌهمون الطلاب،إنما همهم التحدث مع الطلاب،ومدح الإسلام، ومدح الدين، لكن من غير اهتمام بالعقيدة، ولا فهمٍُ لها، ولا معرفةِ لها،أو همهم أن ينجح الطالب ولو بالدف على ما قالوا، ولو مع الضعف، همهم إنه ينجح الطالب، وليس همهم في الغالب أن يكون فاهم للعقيدة، فاجتمع عدم التركيزُ عليها في تخطيط المناهج،واجتمع ضعف المدرسين، أو عدم اهتمامهم بها، وانشغالهم بالأفكار، والأشياء، والثقافات، دون أن يهتموا بالعقيدة، ويلقنوها للطلاب تلقيناً صحيحاً، ويختبروهم فيها،ويعلمونهم الاهتمام بالعقيدة، ويُبٌيُنُونَ لهم أهمية العقيدة، قلٌ هذا في مجتمعات المسلمين،في بلادنا ولله الحمد، المناهج فيها نصيبُ ُكبير للتوحيد، والعقيدة، ولكن نرجوا الله أن يهيئ لها معلمين، ورجال مخلصين، يَفهمون العقيدة، ويُوصلونها إلى الطلاب، فليس المقصود وُجُود الكتب، أو وُجُود الحصص، هذا طيب ...
لكن المقصود وُجُود المدرس، الذي يُفهم الطلاب العقيدة، وُيوضحها لهم، هذا هو المهم.
كذلك من مظاهر ضعف العقيدة،
4/التأثر بما يبثه أعداء الإسلام، وأعداء التوحيد، من تهوين للعقيدة، ورمْيٍ لهابأنها تشدد، يرْمون العقيدة بأنها تشدد، وتكفيرية، وأنها من منابع التطرف، يقولون هذا في الفضائيات، وفي الكتابات، وفي الصحف،والمجلات، بأن العقيدة، و أهل التوحيد، أنهم أهل تطرف، وأهل غُلو، فيتأثر بهم من يسمع هذا الكلام، فيزهد في العقيدة، أو لا يُحب الكلام فيها، لئلا يُتهم بأنه متطرف، وأنه غالي،وأنه تكفيري، وأنه .... الخ
ياعباد الله هذا أمرُُ ُ لا يجوز، فالعقيدة لا مساومة عليها، مهما قال القائلون، وأثارالأعداء من الشُبهْ، يقولون خلوا عندكم إنسانية، خلوا عندكم محبةً للبشرية، لا تكرهواالناس كُره الأخر، يتأثر بهذه الأفكار الخبيثةَ من هو ضعيفُ الإدراك، فيزهد بالعقيدة، فالعقيدة عبادة لله عزٌ وجل، العقيدة ولاءُ ُ وبراءَ، ولاء للمؤمنين، وبراء من المشركين،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/257)
العقيدة فارقة بين الحق والباطل،بين الشرك والتوحيد، بين الكفر والإيمان، وإلا إذا ضعُفت العقيدة، وضعُفت مداركها في الناس، حصل الضلال والفساد الكبير في الأرض، بسبب ترك العقيدة، المسلم يتميز بعقيدته، وتوحيده، ولكن مع هذا يكون عنده حكمة، ويكون عنده فقهُ ُ في دين الله، ويكون عنده رغبة في هداية الناس، ودعوتهم إلى الله بالحكمة، والموعظة،الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، ليس الغرض من تعلُمنا للعقيدة والتمسك بها أننا نُصبح وحشاً كاسراً، كما يتصورنا الأعداء، وأننا نكفر الناس، وأننا .... الخ.
لكن مهمتنا أننا نحمل العقيدة، حملاً صحيحاً، ونبينها للناس، ونوضحها للناس، بالحكمة، والموعظة الحسنة،والجدال بالتي هي أحسن، نحنُ لا نريد الشر للبشرية، نريد الخير للبشرية، نريد لهم الخير، نريد لهم الإيمان، نريد لهم التوحيد، ونريد لهم النجاة من النار، هذا الذي نريده للبشرية، النصح لعباد الله، لا كما يتصورن أننا نَنْغَلَقْ، وأننا نُبْغِض البشرية، وأننا, و أننا، نحنُ لا نُبْغِضُ إلا من يُبْغِضَهُ الله، ورسوله، نُوالي في الله، ونُعادي في الله، ولكن نبذل جُهدنا، وعلمنا، وإمكانياتنا، في إخراج الناس من الظلماتِ إلى النور، فنحنُ أنفع للبشرية من الذين يُداهنون في دين الله، ويساومون علىدين الله، ويريدون بذلك كما يقولون، يريدون التآخي، لبني الإنسان، والإنسانية ......... والخ
الإنسانية الصحيحة هي في عبادة الله سبحانه، هي في اِتباع أوامر الله، هي في ترك ما نهى الله عنه، ليست الإنسانية بالبهيمية والشهوانية، ليست البهيمية بالشرك بالله عزٌ وجل، ليست الإنسانية بالشرك بالله تعالى،ليست الإنسانية بالبدع، والمحدثات، الإنسانية الصحيحة هي عبادة الله وحده لا شريك له، كما شرع الله لنا على لسان نبينامحمدٍ صلى الله عليه وسلم، هذه هي البشرية الصحيحة، أما ما عداها فهو البهيمية، ماعداها هو الجاهلية، وإن كانوا يسمونه بالتقدم، والرقي، والحضارة،الحضارة، والرقي، والتقدم، في الإسلام، في دين الإسلام، الذي هو دين الله جٌل وعلا، الذي هو دين الأنبياءعليهم الصلاة والسلام، هذا هو الذي فيه الرقي، والحضارة،والتقدم، والخير للبشرية، اللهجلٌ وعلا خلق الخلق لعباداته، ما خلقهم ليعبدوا فلانً، وفلانة، وما يهوون، خلقهملعباداته، وتكفل لهم بالأرزاق، والهداية، قال تعالى:"وما خلقت الجن والإنس إلاليعبدون*ما أُريد منهم من رزق وما أُريد أن يطعمون*أن الله هو الرزاق ذو القوةِالمتين"وهو لا تنفعه عبادة العابد، أو طاعةالمُطيع،
ولا تضره معصية العاصي، وشرك المشرك، و أنما هذا يرجع إلى العباد، فالله أمرهمبعباداته، لمصلحتهم هم، وإلا فإن الله غني عنهم.
*إن تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْفِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ *
ولكنه يأمره بعبادته، وطاعته، لمصلحتهم، لصلتهم بالله عزٌوجل، ليرزقهم،ويعافيهم،ليهديهم، ليدخلهم الجنة، والله يدعوا إلى دار السلام، يدعوكم ليغفر لكم، من ذنوبكم،"أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِوَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِبِإِذْنِهِ"
فهو حينما أمر الخلق لعباداته، إنما أمرهم لمصلحتهم هم، أما لو كفروا جميعاً، فإنهم لن يضروا الله عزٌ جل، ولو صلحوا جميعاً، لنينفعوا الله عزٌ وجل، فهو النافع، الضار، الغني، الكريم سبحانه وتعالى، فكيف نزهد بعقيدةٍ هذاشأنُها،كيف نذهب إلى غير الله،نعبد غير الله، نترك الحي الذي لا يموت،ونعبدالأموات، والرمم البالية في القبور، أين العقول؟ أين المدارك؟ ولا حول ولا قوة إلابالله.
لكن كما قال الإمام ابن القيم –رحمه الله-:"هربوا من الرق الذي خُلقوا له وبُلوا برق النفسِ والشيطانِ"
فمن لم يكن عبداً لله، صار عبداًللشيطان.
قال تعالى":وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ"" أَلَمْ أَعْهَدْإِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ"
كيف تعبدوا عدوكم؟ وان اعبدوني، هذا صراطُُ مستقيم، فمن ترك عبادة الله، اِبْتُلِيَ بعبادة الشيطان، وحينئذ لا يدري أين يذهب؟ ولاأين يصير؟؟
من يُشرك بالله"فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيق"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/258)
هذا مآل الشرك بالله عز ٌوجل، فنحنُ إذا نظرنا إلى المجتمعات البشرية، قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونظرنا إلى اجتماع المسلمين بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، عرفنا الفرق بين الكفر، والأيمان، وبين الشرك، والتوحيد، فهذه مظاهر سببت ضعف العقيدة في وقتنا، أو اِنعدامها في بعض البلدان، ولاحول ولا قوة إلا بالله
فلا بد من لفتة صادقه من المسلمين، نحو عقيدتهم، في تعليمها، وتعلمها، في الدعوةِ إليها، في المحافظة عليها،
ولا تحفظ هذه العقيدة إلا بأمرين:
الأمرالأول:العلم بالعقيدة الصحيحة، وهذا لا يحصل إلا بالتعلم، والدعوة، وكذلك السلطة التي تحمي هذه العقيدة، فإذا توفر العلم، والسلطة فإن العقيدةَ تكون في عز، ٍ وأمانٍ، وحماية، أما إذْا لم يكن هناك علم، أو كان هناك علم، وليس هنا كسلطة، فإن العقيدة تضعُف، فلا بد لِعز العقيدة، ولابد من أمرين:العلم النافع، والسلطةالتي تحمي هذه العقيدة من عبث العابثين، ولهذا لما قام شيخُ الإسلام الإمام محمد ابن عبد الوهاب –رحمه الله- في هذه البلاد، بالدعوة إلى التوحيد، وانضم إليه الإمام محمدابن سعود، بالجهاد في سبيل الله، وحماية الدعوة، أثمرت هذه الدعوة، مما تعيشون الآن في ظله، ونسأل الله، أن يستمر وأن يبقى، وأن ينتشر في البلاد الأخرى، ما قام إلا علىأمرين: على العلم، وعلى والسلطة التي تحمي هذه الدعوة، وهذا التوحيد، فلابد من الأمرين، وهذا مما تقوم بهِ العقيدة، ومما يُعالج بهِ ضعف العقيدة، تضافُر العلم مع السلطة، العلم الذي يُوضح الحق من الباطل، والسلطة التي تنفذ الحق،وتقمع الباطل، ونسأل الله سبحانه وتعالى، أن يُعيد لهذه العقيدة عزتها، ومكانتها، وأن يثبتها في قلوبنا، وفيبلادنا، وأن ينشرها في بلاد المسلمين، ولكن هذا لا يحصل بالتمني، و أنما يُحصل بالعمل، أولاً: الاهتمام بالعقيدة تعلماً، وتعليماً، من المصادر الصحيحة، والكتب الصافيةالمفيدة، وهي موجودة، ومتوفرة، ولله الحمد لكنها في الرفوف، وماذا تغني إذا كانت في الرفوف بدون أن يُنتفع بها، ويُشرح ما فيها، للناس ويوضح.
ثانياً: الدعوة إلى هذه العقيدة، وتبصير الناس، وتعليم الناس هذه العقيدة، أما مجرد أنك تعرف التوحيد، وتعرف العقيدة الصحيحة، وتسكت، فوجودك كعدمه، فلابد لمن منٌ الله عليه، بمعرفة هذه العقيدة، أن يقوم بالواجب، بالتعليم، بالدعوة إلى الله، بنشر العلم،بنشر الخير.
ثالثاً: لما كانت التعليم في وقتنا في الغالب تعليماً نظامياً، فلابد أن يُجعل للعقيدة الصدارة في مناهج التعليم، ولابد أن يُختار لها المدرسون الأكفياء، الناصحون، لابُد وإلا منهج، وكتاب، بدون مدرس، لا يُجدي شيئاً لابد أن نطرح الأفكار التي تُضاد هذه العقيدة، وهي تُروج الآن مع الأسف،تُروج الأفكار المضادة لهذه العقيدة، لابد أن نفضحها، لابد أن نطرحها، لابد أن نحذر منها، إذا كُنا نريد أن تبقى هذه العقيدة، وإلا إن لم نقم بهذا، فإن الله جلٌوعلا يقول:"وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لايَكُونُواأَمْثَالَكُمْ"
نخشى أن تُسلب هذه النعمة من هذه البلاد، والله لا يُضيع دينه، يُقيض له من يقوم بهِ غيرنا، لك، نُحن الذين نضِيع، وإلا فإن الدين والعقيدة لا تضيع بإذن الله، بل يُهيئ الله لها من يقوم بها،"وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ""يأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويُحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولايخافون لومةَ لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم"فإذا لم نتبه لعقيدتنا، ونتدارك ما دبٌ إليه من الضعف، ونقمع من يريدالقضاء عليها، أو التقليل من شأنها، فإنها سَتسلب، وتُعطى لغيرنا، ولا حول ولا قوة إلابالله.
نسأل الله، أن يوفقنا وإياكم جميعاً، لصالح القول، والعمل،أن يرزقنا وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح، والتواصي، بالحق والتواصي بالصبر.
وصلى الله وسلم علىمحمد وعلى آله أجمعين ..
جزا الله، معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، خير الجزاء،على ما تفضل بهذهالمحاضرة القيمة، الطيبة،النافعة ..
معالي الشيخ يقول السائل:
س/هل هناك ضوابط أو قواعد للتفريق بين الشرك الأكبر والشركالأصغر؟ وجزاكم كل خير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/259)
ج/نعم هناك فوراق كبيره، بين الشرك الأكبر، والشرك الأصغر، وإن كان كُل منهماشرك، لكن الشرك الأكبر يخرج من الملة، ويُبطل الإيمان، ويُصبح الإنسان كافراً مشركً، والشرك الأصغر لا يُخرج من الملة، لكنه يُنقص في العقيدة، ويُنقص من الإيمان، وهووسيلة إلى الشرك الأكبر،لا يتهاون بهِ.
س/هذا مدّرس في مادة التوحيد في الصف السادس الابتدائي ما نصيحتكم لي تجاه الطلاب لكي نثبت العقيدة في نفوسهم؟
ج/كما سمعت يا أخي أولاً: لابد أن تكون على علمٍ بالعقيدة، لابد أن تكون فاهماً للعقيدة، على الوجه الصحيح.
ثانياً: لابد أن تهتم بتوضيحها، وإيصالها للطلاب،بالوجه السليم
ثالثاً: لابد أن تشرح مقرر التوحيد الذي بأيديهم،توضحه لهم، تُبينه لهم ولا تترك منه شيء، تقول هذا غير مهم لأننا مع الأسف نسمع أو قد عايشنا في وقت الطلب، من يُقسم المقرر إلى مهم، وإلى غير مهم، ويُوجه الطلاب إلى مراكزالأسئلة في الامتحان،ويترك بقية الكتاب، ويخرج الطلاب لم يفهموا الكتاب، نُوصي المدرس أن يتقي الله، وإن يشرح الكتاب بِكامله، حسب استطاعته، وإمكانيته، أن يشرحه، ولا يقسمه إلى مهم، وغير مهم، ويُلغي بعض الأشياء، قد يكون الذي ألغيته هو المهم، وقد يكون الذي ألغيته مرتبط ولا يُفهم الذي تهتم به، لا يُفهم إلا بالذي حذفته، لأن العلم مترابط بعضه مع بعض.
س/هناك سائل من الإنترنت من ليبيا يقول ما هي الطريقة الصحيحة للعملية لتقوية العقيدة في قلبالمسلم؟
ج/الطريقة الصحيحة أولاً: قوة الإيمان بالله، والتوكل عليه، والاعتصام بهِ، وسؤاله التوفيق، وإخلاص النية لله عُز وجل، في العلم، والعمل، والتعليم.
ثانياً:الأمانة في توصيل المعلومات للطلاب، بأن تُوضح لهم العقيدة الصحيحة، لاسيما إذا كان في أيديهم كتابُ ُ مقرر، تعتني بهذا الكتاب، وبشرحه، ولا تقتصر علىفَهمك، أو على مجرد قراءة الكتاب، لابُد أن تُراجع الشروح، وكلام أهل العلم، حول مسائل هذاالكتاب، حتى تفهمه وتُفهمه لطلابك.
س/نجد كثيراً ممن يدعون الناس إلى التوحيد في الدول الإسلامية يتفرقون وينقسمون إلى جماعات، وكلهم يدعون إلى التوحيد للأسف مع أن العقيدة تجمع ولا تُفرق؟
ج/ما أظن هذاصحيح، ما أظن أن المتفرقين يدعون إلى التوحيد، لو كانوا يدعون إلى التوحيد ماتفرقوا، لكنهم يدعون إلى أفكار، و إلى مناهج، كلُ ُ له منهج، وكلَ حزبٍ بما لديهم فِرحون، وإلا لو كانوا يدعون إلى التوحيد دعوةً صحيحة لاجتمعوا، ولتألفوا، لأن التوحيد هوالذي ألف بين من قبلنا، وهو يؤلفنا ويؤلف من بعدنا، إنما الجهل بالتوحيد، أو عدم الاهتمام به،هو الذي يفرق الدعاة.
س/ يقول السائل فضيلة الشيخ إني أُحبكم في الله ما لفرق بين عقيدة المرجئة، والخوارج، وكيف نعرف عقيدة الجماعة الصحيحة؟
ج/عقيدة المرجئة متناقضة، مع عقيدةالخوارج،الخوارج مُتشدِدُون والمرجئة مُتساهِلُون، الخوارج يُكَفْرون بالذنوب التي دون الشرك والمرجئة، يقولون الذنوب لا تضر، ما دون الشرك لا يضر عندهم ولو كانت كبائر، صاحبها مؤمن كامل الإيمان لا تضره المعاصي، والعمل ليس من الإيمان،العمل إنما هوقول، واعتقاد،أو اعتقاد فقط،أو معرفةُ ُ بالقلب فقط،ولو لم يعتقد، لأن المرجئة فرق كثيرة، لكن المهم إنهم على النقيض من الخوارج، الخوارج متشددون،غالونَ والمرجئة مُتَساهِلُون، وكذا الطائفتين على ضلل.
س/يقول السائل فضيلة الشيخ كيف يمكن الجمع بين قول النبي عليه الصلاةوالسلام"ستفترق أمتي إلى ثلاثة وسبعين فرقة، وأن نجمع كلمة الأمة على قول واحد؟
ج/على فرقة واحده، وهي قوله صلى الله عليه وسلم "كلها في النارإلا واحده قيل من يا رسول الله قال: من كان مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي "
ندعوهم إلى هذه الفرقة الناجية، وبذلك يسلمون من النار، ويسلمون من الضلال،وهذه الفرقة الناجية ولله الحمد فيها الخير فيها البركة.
س/هل تجوز الصلاة في المساجد التي فيها قبور صلاة صوريةًفقط،وذلك لتأليف قلوب أهل القبور، ثم دعوتهم لترك عبادة القبور، وقد نفعت هذه الطريقةعلى قول من قام بهذه الطريقة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/260)
ج/هذه طريقة ضالة، مخالفه لما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة عند القبور، ونهى عن اتخاذ القبورمساجد، ونهى عن البناء على القبور، الذي يصلي عند القبور مخالف لنهي الرسول صلى الله عليه وسلم،وصلاته غير صحيحة، لأن النهي يقتضي الفساد، فهو صلى صلاةً منهيٍ عنها، ولاتكون صحيحة، وليس هذا طريق التأليف، وطريق الدعوة، هذه مداهنة في دين الله لا يجوز، أنت بيٌن لهم أنه لا يجوز البناء على القبور،لا تجوز الصلاة عند القبور، لا يجوزتعظيم القبور تعظيماً يخرج عن الشرع، فإن قبلوا فالحمد لله،وإن لم يقبلوا أنت لاتتنازل عن شيء من الدين،يفرحون هم بهذا لا شافوك طاوعتهم، ومشيت معهم فرحوا بهذا، وأيضا يقولون لو فيه خلاف ما صلى معنا،لو إن هذا ممنوع ما صلى معنا ويحتجون بكأيضا.
س/إذا كان عندي نقصُُفي العقيدة، فكيف أعالج ما كان عندي من نقص وجزأكم اللهخيراَ؟
ج/بأمرين: الأمر الأول إصلاح النية، و إحسان القصد، وطلب الحق
والأمرالثاني: تعلم العلم النافع،تعلم العقيدة الصحيحة على أهل الإيمان، وعلى أهل العلم، ماأتعلمها على الجُهٌال، والمُتعالمين، أو تقرأها من الكتب، وتعتمد على فهمك لا، تعلمهاعلى أهل العلم، الراسخين في العلم
س/هناك من يقول نحنُ نجمع المسلمين أولاً،ثم ندعوهم إلى التوحيد بعد تجميعهموتكتِليهم؟
ج/مايمكن تجمعهم، ولا يُطيعونك تجمعهم وهم على عقائد مختلفة، ما يمكن هذا، هذا تناقض،مايجتمعون إلا على التوحيد، والعقيدة الصحيحة، فإذا كنت تُريد جمع المسلمين فأجمعهم على العقيدة الصحيحة، التي يؤلِّف الله بها بين قلوبهم.
س/ ما حكم الطواف على القبور، لأجل الدعوة إلى الله، وهل هذهالمسألة خلافية؟
ج/هذه سبق الجواب عنها، هذا مثل اللي يقول أنا أصلي عند القبور عشان يتألفوا، أطوف بالقبور عشان يتألفوا، يا سبحان الله أنت تنهى عن الشرك، وعن البدع، وتفعلها من أجل التألف؟ هذا لا يجوز، والتألف ليس بهذه الطريقة التألف بالحكمة، والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أهي أحسن، لا بموافقتهم، أو مشاركتهم فيما هم عليهمن الضلال، والبدع.
س/فضيلةالشيخ وفقكم الله هل تنصحون بإنشاء قنواتٍ العلمية مثل قناة المجد العلمية بالتصدي لأهل البدع كالجفري وغيرهم من الضُلال الذين ينشرون سموهم عبر الفضائيات وهل منكلمة بخصوص التصدي لأهل البدع وجزأكم الله خير؟
ج/نعم هذا أمرُُ ضروري، أن يوجد قناةيتولاها أهل العلم، تشرح فيها العقيدة الصحيحة، ويُبين ما يُضاد العقيدة، من الشرك، والبدع إذا وِجدت قناة بهذا الصفة فهذا عملُُ جليل، وهذا يُضاد القنوات الأخرى، ويسد عليها الطريق ونسأل الله أن يحقق هذا.
س/شيخنا الكريم سمعت عن فرقة الجهمية أو الجامية التي يُحذر منها، وهل هذه الفرقة موجودة الآن، ومن هو الشيخ محمدالجامي؟
ج/محمدالجامي هذا أخونا، وزميلنا، تخرج من هذه الجامعة المباركة، وذهب إلى الجامعةالإسلامية، مدرسً في الجامعة الإسلامية، وفي المسجد النبوي، وداعي إلى الله سبحانه وتعالى، ماعلِمنا عنه إلا خيراً، وليس هناك جماعة تُسمى بالجامية، وهذا من الافتراء، ومن التشويه هذا ما نعلمه عن الشيخ محمد أمان الجامي رحمهالله-
لكن لأنه يدعوا إلى التوحيد، وينهي عن البدع، وعن الأفكار المنحرفة، صاروا يُعادونه، ويُلقبونه بهذا اللقب.
س/سماحة الشيخ هناك من يقول لا تضيقوا على الشباب وتحذروهم من قراءة بعض الكتب ككتب دعاةِ الضلالة فإن الشباب يميزون بين الحقِ والباطل،اتركوهم يقرؤونوهم يميزون بين الحق والباطل فهل هذه الحجة صحيحة؟
ج/هذه حجة شيطانيه، يعني نضيع الشباب ونقول لهم اقرؤوا من الكتب ما شئتم التي فيها الضلال، وفيها الإلحاد، لكم الحرية، ولانضيق عليكم،هذا ما هو بتضييق هذه حماية،هذه من الحماية لهم،ومن النصح لهم، ومن الشفقة عليهم،من التحصين لهم،ومن التربية لهم.
س/معالي الشيخ مانصيحتكم لمن يُماشي، ويطعن في هذه الدولة المباركة، بل قد يصل بهم الأمر إلى تكفيرهم ما نصيحتكم لهذا الشاب؟ وما نصيحتكم للطاعنين؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/261)
ج/نصيحتنا إن كانوا جُهُالاً، ولا يعرفونهذه الدولة، ولا يعرفون ما هي عليه، يُبين لهم، ويُشرح لهم، ما عليه هذه الدولة، ومنهج هذه الدولة، وما قامت عليه، يُبين لهم، لأنهم قد يكون يجهلون هذا، ويسمعون كلاماً من الأعداء ويصدقونه، فلابد من البيان لهم، فإذا بُين لهم ولم يقبلوا فإنه يجب هجرهم، والبعد عنهم، وعدم تمكينهم من مجتمعاتنا
س/يقول السائل ما حكم شراء إقامة، في بلدِ من بلاد الإسلام في المملكة العربية السعودية، بغرض الهجرة من بلاد الكفر إلى بلد الإسلام، هذا من فرنسا؟
ج/هذه مسألة نظامية، يرجع فيها إلى النظام، والإقامة لها نظام، لا بد من التقيد به ولتمشي عليه.
س/يقول لدي معاملة وهي إدخال الكهرباء للمنزل، وقد تعطلت المعاملة فترة طويلة، وذكر لي المعقب أن أحدالموظفين لا مانع لديه من إنهاء المعاملة بشرط مبلغٍ وقدره .. وأنا لا مانع لدي فماحكم ذلك؟
ج/هذه رشوة، قد لعن النبي صلى الله عليه وسلم: (الراشي والمرتشي) والرشوة سُحت، ولا يجوزدفعها، ولا أخذها، ولا السعي فيها، وهذا الموظف فوقه موظفون يأخذون على يده، يُرفع بشأنه إلى المسئولين للأخذ على يده، وأمثاله، ولا يُتركون على هذا الأمر، وهذا من إنكار المنكر، ومن النصيحة للمسلمين، أن تُجتث هذه الفكرة، فكرة الرشوة، وأصحاب الرشوة.
س/ هل الاستغاثة بحي قادر، وموجود هل تجوز، وجزاك الله خيراً؟
ج/نعم لا بأس بذلك، أن تستعين بأخيك الله جلٌ وعلا قال:"وتعانوا على البرِ والتقوى "، وقال صلى الله عليه وسلم: (والله في عون العبد ما كانالعبد في عون أخيه)، والاستعانة بالمخلوق، بما يقدر عليه في الأمر المباح لا بأس، بذلك قال الله تعالى: عن موسى عليه السلام"استغاثهُ الذي من شيعته بالذي من عدوه"
فالاستغاثة بالمخلوق، بما يقدر عليه وفي أمرٍ مباح لا بأسبذلك، وهو من التعاون على البرِ والتقوى.
س/يقول السائل هل من أسباب ضعف العقيدة وهو ضعف الإيمان، وهل يصف بمن عنده عدم اهتمام بالعقيدة، أنه ضعيفُ الإيمان؟
ج/ضعف العقيدة،يحصُل من أمرين إما من ضعف العقيدة، أو ضعف الإيمان في القلب، وإما من الجهل.
الجهل بالعقيدة يُضعٌفه، أو لا تُوجد معه العقيدة الصحيحة، فلا بد من الصدق مع الله،وإخلاص النية ولابد من التعلمالصحيح.
س/معالي الشيخ يقول السائل كيف يمكنني دعوة الكافر وأنا اكرهه في الله،هل أُظهر له الكراهية،أم أُداريه، وما الفرق بين المدارة، والمداهنة وفقكم الله وزادكم منعلمه؟؟
ج/تكره الكافر لكفره، وتُحب له الهداية،ما دام إنك تحب له الهداية تدعوه إلى الله،و ما دام إنك تكره لكفره، فلا تُداهنه، وتتنازل عن شيء من الدين، أو من الدعوة إلى الله، من أجل إرضائِه، والمداهنة معناها التنازل عن شيء من الدين، لأجل إرضاء الناس، أو لأجل نيل دنيا، تُعطى إياهُ ثمن لدينك، وأما المدارة فهي دفع الإكراه، أو دفع الضرر مع التمسك بالدين،تدفع عنك وحتى يُرخص لك عند الإكراه، أن تتخلص ولو بالكلام الذي من كلام الكفر، لكن تكون عقيدتُك في قلبك عقيدة سليمة، كما حصل لعمار بن ياسررضي الله عنه، لمّا أخذوه المشركون، وعذبوه، وأبو أن يَطلقوه، إلا أن يسُب محمد صلى الله عليه وسلم فأجابهم إلى ما قالوا، وتكلّم بما طلبوا منه وندم رضي الله عنه وجاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبرهُ، بما حصل فقال له صلى الله عليه وسلم: "كيف تجدُ قلبك؟ "قال: مطمئنٍ بالإيمان يا رسولالله، قال: "إن عادوا فعُدْ"،وأنزل الله:" مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَوَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ" هذه هي المدارة "لَا يَتَّخِذِالْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً"هذه هي المدارة، لا تتنازل عن شيئاٍ من دينك، في قلبك، وفي عقيدتك، وأما دفع الشر فتدفعه عنك بما لا يكون نقصاً على حساب دينك.
س/ معالي الشيخ يقول السائل أنا أعمل في المملكة، وفي بلدي بقالة أملُكها، ويعطيني بعضالناس مبلغاً من المال، والعامل الذي في بلدي يُعطيها قريب هذا الرجل، وأنا أخذ عمولةعلى ذلك، فما حكم هذا العمل؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/262)
ج/هذا فيه أشكال لأنه صرف، يُعطيك دارهم هنا وتُعطيها بدلها في بلدك وتأخذ عليها عُملة كما ذكرت، إلا فيه إشكال، إن أمكن إنك ترسل الدراهم مع أحدٍ أمين يسلمها لأهلك، هذا هو الطريق السليم، وإذا لم يمكن فبإمكانك أنك تصرفالدراهم هنا،تصرف العملة هنا، بعملة ببلدك وتحولها إلى بلدك.
س/يقول فضيلة الشيخ هل أكون مؤهل للدعوة إلى العقيدةالسلفية، إذا حصلت على الامتياز، في دورة مقامة في مكتب الدعوة والإرشاد وجزأكم الله خيراَ؟
ج/لايحصل هذا إلا بالعلم، إذا عرفت هذا في ذاكرتك، وتصورته تصوراً تاماً،حصل لك العلم في ذلك، أما مجرد الامتياز وأنت لم تفهم الشيء، هذا ما يكفي كم ممن أخذ الامتياز ومرتبةالشرف الأولى، وهو ما يفهم وكم ممن أخذ مقبولاً،أو لم ينجح حتى، ولكن عنده معرفة وإدراك،ما هو العبرة بالشهادات، العبرة بالإدراك، والمعرفة الحقيقية العلمية.
س/ظهر أحد الدعاة في بعضالصحف، يقول ما من أحد إلا وقع في شيء من الهوى، حتى الأنبياء، فما رأي فضيلتكم في هذهالكلمة؟
ج/إذاكان الأنبياء ما سلموا منه، واتهمهم بالهوى، فما بالك بالبقية هذه من جملة شرهم وسخافتهم، وتناولهم لأمور الدين، عليهم من الله ما يستحقون.
س/سائلة سماحة الشيخ تقول استخدمت حبوب إيقاف الدورة، وارتبكت الدورة عندي، فأصبح الدم الذي في فترة الحيض، ينزل سبعة أيام، أو ثمانية أيام، وبقية الأيام ينزل دماً ليس فيه صفة الحيض، قد يبلغ شهراً كاملاً، فما حكم الصلاة والصيام في ذلك؟
ج/عليك مراجعة الأطباء، فإذا قرروا أنالدم الزائد عن صفات الحيض وما هو بدم حيض، فلا يكون حيضاً، وإلا على الأقل ما تجاوزين خمسة عشر يوماً، ما زاد على خمسة عشر يوما هذا آخر حد.
س/إذا أردت أن أدعواغير المسلمين في بلدي، فهل ألجأ إلى محادثتهم والتبسم إليهم، ومناقشتهم، وهذا كله غرضه الدعوة إلى الله، ودخولهم في الإسلام؟
ج/المهم أن يكون عندك علم، وبصيرة، فإذا كان عندك علم، وبصيرةعرفت كيف تدعوا الناس.
س/ورد في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله، عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، جمع بلا مرضٍ،ولا مطر، نرجوا التوضيح والإفادة عن هذا الحديث؟
ج/هذا الحديث من المشكلات، من مشكلات الأحاديث، وهو من المتشابهة والمجمل، والأصل أن الصلوات في مواقيتها، و أنه لا يجوز الجمع إلا للسفر، أو المرض، أو للمطر ثلاثة أعذار، للسفر، وللمرض، وللمطر بين المغرب والعشاء وماعدا هذا لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع، فهذا من الأحاديث المشكلة، ونرجع إلى الأحاديث الواضحة، وقوله تعالى": إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا"- وإلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم:" صلي الصلاة في وقتها"
س/ ما حكم الدعاء بهذا الدعاء (اللهم أن كنتُ كتبتني في الأشقياء، فأمحوها، واكتبني في السعداء،فإنك تمحوا ما تشاء، وتثبت وعندك أم الكتاب)؟
ج/المهم ثبوت هذا الدعاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم،إذا ثبت فإنك تدعوا بهِ، وإذا لم يثبت اتركه، فيحتاج إلى مراجعه.
س/ هذا سائل يقول لم يحلق شعره بعد العمرة فما حكم عمله؟
ج/ما تمت عمرته إلى الآن، يذهب،و يلبس ملابس الإحرام، ويُبادر ويقص شعره في أي مكان، وإن كان حصل جماع لزوجته، فإنه يفدي في مكة يذبح فدية في مكة، ويوزعها على فقراء الحرم.
س/ هل المرآة تجهر بالصوت في الصلاة الجهرية، حين تصلي لوحدها في البيت أثابكم الله؟
ج/المرآة لا تجهر، الجهر للرجال،ما أعلم أنها تجهر في الصلاة الجهرية، إنما تسر، ولا مانع إنها ترفع صوتها، بقدر ما تُسمع نفسها لا بأس في ذك.
س/فضيلة الشيخ وقفكم الله، يذكُر بعضِ رؤساء التبليغ، أن فضيلتكم قد تراجعتم عن تخطِئتهم، وأنكم تقولون الآن بأنهم على صواب، فهل هذا القول صحيح؟
ج/الكذب ما يعوزهم، أبد عليٌ، وعلى غيري، ما يعوزهم إذا كانوا صادقين، يجيبون كلامي إما مسجلاً، وإما مكتوباً، فإذا كنت قلت هذا مسجلاً، أو مكتوباً، فأنا استغفر الله،وأتوب إليه، أخطأت. أما إذا كان مجرد كذب، وافتراء، هذا ما ينفعهم شيء
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله، ما حكم التصوير بكاميرة الفيديو، وماذا نردُ على أنكم أبحتم ذلك، بخروجكم في التلفاز، وبقناة المجد؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/263)
ج/سبحان الله أنا أبحت هذا؟ أما الخروج أنا ما خرجت، لكن هم جاؤوا وحضروا في المسجد، وصوروا المحاضرة، والحاضرين هم الذي فعلوا هذا، وبدون استئذان، وبدون مشورة، أنا ما أبحت هذا ولا رضيت بهِ حتى،هم يصورون ابن باز رحمه الله- وهو ما يرضى بهذا، ويُحذر منه، يجون في الحفلات، والمجالس، ويأخذون صورته، وتظهر في التلفزيون هل هذامعناه أن ابن باز أباح التصوير؟ حاشى وكلا،مات وهو يقول التصوير بجميع أنواعه حرام.
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله، من يفرق بين الفرقة الناجية، والفرقة المنصورة،أو الطائفة المنصورة، هل تفريقه صحيح؟
ج/هذا ماهو بعلم، هذا عن جهل، ما فيه فرق، ما تكون منصورة إلا إذا كانت ناجيه، ولا تكون ناجيةإلا كانت منصورة، لكن هذه حذلقة، أظهرها بعض المتحذلقين، ولا أصل لها.
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله، الأشاعرة هل يُعدون من الفرق الثلاثة والسبعين فرقةالضالة؟
ج/كل من خالف ما عليه، أهل السنة والجماعة، يا أخي عندك ضابط ما يحتاج تسأل، ما خالف مذهب أهل السنة والجماعة فهو من الفرق الضالة، لكن قد يكون ضلاله ضلال شديد، وقد يكون ضلاله ضلال خفيف.
س/يقول فضيلةالشيخ وفقكم الله هناك مقولة يرددها بعض الدعاة وهي وحدة الصف لا وحدة الرأي فهل هذا صحيح؟
ج/هذا محال، يستحيل أنه يتحد الصف مع وحدة الرأي، (لا تنازعُِوا فتفشلوا وتذهب رِيحكُم)؛ النزاع والاختلاف سبب للتفرق (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا) هذا من المتناقضات، وحدة الصف لا وحدة الرأي هذا تناقُض.
س/أحسن الله إليكم، هذا سائل يقول رجلُُ يدعوا في المجالس، بقاعدة ويحُثُ الناس عليها، نجتمعُ فيما اتفقنا عليه، ونعذرُ بعضنا فيما اختلفنا فيه، ويدعوا بها في التلفزيون،وفي مجامع الناس، بل أنهيندد بمن خالفها كأمثال فضيلة الشيخ ابن باز –رحمه الله؟
ج/هذه قاعدة الإخوان المسلمين، معروف الذي قالها هو حسن البنٌا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، وهي قاعدة باطله، كيف نجتمع على ما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضَ فيما اختلفنا،إذا كنٌا مختلفين في العقيدةيعذر بعضنا بعضَ؟ نجتمع مع الشيعة! ومع القبوريين! ومع الصوفية! يعني اختلفنا فيه على إطلاقه، أي اختلاف نصبر عليه؟ لا هذا ما هو بصحيح، ما نجتمع على اختلاف، وهذا من التناقض، القاعدة هذه متناقضة لأنه ما يمكن الاجتماع مع الاختلاف، أبداً يقول نجتمع فيما اختلفنا فيها! لا يمكن اجتماع مع اختلاف أبداً، لابد من اتفاق في العقيدة،في المذهب،في السلوك،في المنهج، ما نجتمع وحنا مختلفين أبداً.
س/ أحسن الله إليكم، هذا يقول ما رأيكم فيمن يقول أنصح ولاة الأمر بالتخلي عن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب، لأنها لا تناسب الدولة في هذا العصر؟
ج/هذا كلام مجنون، الدولة ما قامت إلاهذه الدعوة المباركة، فإذا تركتها ضاعت دولتها، والدولة إن شاء الله ما تٌصغي لمثل هذا، والواجب أن هذا يُبلغ عنه الجهات المختصة، و أنا قلت لكم أن المدرسين أكثرهم يلقنون الطلاب هذه الأفكار/ وهذه الضلالات/ ولا يدرسونهم المقررات.
س/أحسن الله إليكم، هذايقول لقد قرأتُ بأن كتاب الإبانة لابن بطة، بأنه لا يخلو من الأخطاء،فما صحة هذاالكلام؟
ج/والله مشكلة، إن كان إنك في صف ابن بطة و تبي تُخطِّي ابن بطة، وعطاك الله علمٍ غزير تساوي ابن بطة أو تَفْضُل عليه, ودنا نعرفك ونشوفك.
س/أحسن الله إليكم، هذا سائل يقول نسمع من يقول بأنه لايُفتي في أحكام الجهاد إلا من كان من المجاهدين،وأن الفتوى في ذلك لا تؤخذ من غيرهم، فما يُقال لهؤلاء؟
ج/أبد لا تطيعونهم لا قالوا الكلام ذا؟ ا العالم يُفتي ويُبين الحق، سواء كان مع المجاهدين، أو ما هو مع المجاهدين،الحق يُبيّن له، ويُوضحه للناس.
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله، هل يُعرف من هو أول من قسٌم التوحيد إلى أقسام ثلاثة الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات؟
ج/يعني عندكم تشكيك في هذا؟ يعني تبون تحذفون أقسام التوحيد كما يقوله بعض الملاحدة في هذا العصر؟،أقسام التوحيد مأخوذة من القرآن، كل الآيات التي تحدثت عن الخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة، فهي من توحيد الربوبية، وكل الآيات تتحدث عن العبادة، والشرك، فهي توحيدالألوهية، وكل الآيات التي تحدثت عن أسماء الله، وصفاته، فهي من توحيد الأسماء، والصفات هذا مأخوذ من القرآن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/264)
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله هل الردود على أهل الباطل تُقسي القلوب بأن هناك أُناسُُ يُبعدُوننا عن كتب أهل العلم التي ترد على أهل الباطل؟
ج/عدم الردعليها هو الذي يُقسّي القلوب، لأنها شُبهات تدخل القلوب، ثم تقسوا، أما الرد عليهم، وبيان الحق، فهذا مما يُلين القلوب، ويردها إلى الحق، فلا تلفتوا لمثل هذه الأقوال الباطلة، الصادرة عن أُناس يريدون أن تُروج الأباطيل، والشُبهات، ولا يُعترض عليها، ولا ترد، ويقولون هذه حرية الرأي،هذا الرأي الأخر،هذا رأيُُ والرأي الأخر يعني صار الدين أراء الدين ما فيه أراء، فيه وحيُُ من الله عزٌ وجل، تنزيلُُ من حكيمٍ حميد، ما وكلنا الله إلى آراءنا، وعقولنا، بل أمرنا باتباع الكتاب، والسنة والتفقه فيهما، والعمل بهما، ورد ما يُخالفهما من الشُبهات، والأقوال الباطلة، ولولا الرد على أهل الباطل لما انتصر الحق، ولا اتضح الحق للناس، ولكن أقول ولا زلتُ أقول، ما يرد على هذه الأمور إلا أهل العلم، أما المتعلم، وطالب العلم، والمتعالم، ما يجوز يرد على هذه الأمور، لأنه ربماي رد بجهل فيكون رده أشر من المردود عليه، لأن الرد ما لم يكون بعلم صار فساده أكثرمنه، فأقول لا يرد عليهم إلا أهل العلم،الراسخون في العلم، اللي يردون بعلم، وحجج، وبراهين، أما الذي ما تمكن من العلم لا يرد عليه، لأن رده ربما يكون أسوأ من المردودعليه.
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله، هناك من يقول ويُكرر هذه المقولة، وينشرها، وهي خذ من العلماء الكبارالعلم، لكن لا تأخذ منهم المنهج، وفتاواهم في الجماعات، لأنه مُلَبْس عليهم من قبل المحيطين بهم، فما رأيكم في هذا القول وفقكم الله؟
هذا تناقض، العلماء صاروا ما يفهمون المناهج الباطلة، والأقوال الباطلة؟ وأنهم يصدقون الناس، بدون تثبت وبدون مايأخذون بقوله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواإِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا "هذا تزوير للعلماءفي الحقيقة وهذا تناقض، ولا حول ولا قوة إلابالله.
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله، نرى على بعض الإعلانات التي تكون على أغلفة الأشرطة، لبعض الدعاة، رسوم اكالأنهار، والزروع،إذا كان الحديث عن الجنة،ويرسمون ظلً يزعمون بهِ محاكاة ظلال الشيطان، إذا كان الكلامُ عن شر، فهل هذه الأفعال جائزة؟
ج/لا هذي ما هي بجائزة، هذي فيها بيان لعلم الغيب، الذي لا يعلمه إلا الله الجنة ما يعلمها إلا الله، والنار ما يعلمها إلا الله، فلا يجوز أنها تصور على ورق النار، أو أنها تصور الجنة،أو الصراط، مثل ما توزع الآن ورقة أو تُحط في المساجد فيها صورة الجنة، وصورة النار، والصراط،ومدري كيف، هذالا يجوز أبداً وهذا من الجهل.
س/ يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله، في حديث أخرجه الترمذي عن أبي أُمامة رضيالله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في شأن الخوارج كانوا مسلمين، فصارواكُفار، الحديث هل القصد أنهم كُفار كفرُُ أكبر، أم كفرُُأصغر؟
ج/والله هذا يحتاج على وقوف على الحديث، ووقوف على شرحه، من أهل العلم، ولكن الرسول أخبرنا:" أنالخوارج يمرقون من الدين كما يمُرق السهمُ من الرمية"؛ ثم لا يعودون إليه، أخبر عنهم صلى الله عليه وسلم بذلك، والله أعلم،إنما هم ضُلٌال على كل حال، وظلمة، ومسيئون إلى الإسلام، والمسلمين،بلا شك، ومُستحلون لحرمات الله، كل هذه الآفات فيهم، ويشقون عصاالطاعة، ويُفرقون الجماعة كل هذا من مذهبهم.
تفريغ/مجموعة آل سهيل الدعوية.
بإشراف/ سهيل بن عمر بن عبدالله بن سهيل الشريف.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[22 - 03 - 10, 01:35 م]ـ
جزاكم الله أحسن الجزاء و أوفاه ..
وأسأل الله تعالى أن يبارك في علم الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان و أن يبارك فيه ..
آمين ..
ـ[سفيان السلفي]ــــــــ[22 - 03 - 10, 02:28 م]ـ
محاضرة في غاية من الأهمية
جزاكم الله خيرا على النقل و بارك الله في جهود المفرَّغ و حفظ لنا الطود الشامخ الوالد الكريم العلامة صالح بن فوزان الفوزان.
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[22 - 03 - 10, 07:08 م]ـ
جزى الله الشيخ خير الجزاء ونفع الأمة بعلومه
وأشكر من قام بالتفريغ والنقل بهذه الصورة الطيبة جزاهم الله خيراً.
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[23 - 03 - 10, 03:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على نفع إخوانكم وحفظ الله الشيخ الفوزان
ـ[الجعفري]ــــــــ[23 - 03 - 10, 05:54 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ..
ونفع بالشيخ وبارك في عمره وعلمه ..
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[23 - 03 - 10, 10:06 م]ـ
عالم رباني يعظ على علمه بالنواجذ
كلام يكتب بماء الذهب.
ـ[جبور]ــــــــ[23 - 03 - 10, 10:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا على نفع إخوانكم وحفظ الله الشيخ الفوزان(62/265)
بعض طلبة العلم يقول لا ينبغي تربية الأطفال على بغض وكراهية اليهود
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[22 - 03 - 10, 03:39 م]ـ
بعض طلبة العلم يقول لا ينبغي تربية الأطفال على بغض وكراهية اليهود
إلا إذا بلغ الطفل فهل قوله صحيح؟
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[30 - 03 - 10, 01:40 م]ـ
ننتظر مشاركة المشايخ؟(62/266)
الألوسي ومذهبه في صفة العلو والفوقية
ـ[وراق لبنان]ــــــــ[22 - 03 - 10, 05:45 م]ـ
قال الألوسي في تفسيره روح المعاني عند قوله تعالى:
{وَهُوَ القاهر فَوْقَ عِبَادِهِ} قيل هو استعارة تمثيلية وتصوير لقهره سبحانه وتعالى وعلوه عز شأنه بالغلبة والقدرة، وجوز أن تكون الاستعارة في الظرف بأن شبه الغلبة بمكان محسوس، وقيل: إنه كناية عن القهر والعلو بالغلبة والقدرة، وقيل: إن {فَوْقَ} زائدة وصحح زيادتها وإن كانت اسماً كونها بمعنى على وهو كما ترى، والداعي إلى التزام ذلك كله أن ظاهر الآية يقتضي القول بالجهة والله تعالى منزه عنها لأنها محدثة بإحداث العالم وإخراجه من العدم إلى الوجود، ويلزم أيضاً من كونه سبحانه وتعالى في جهة مفاسد لا تخفى، وأنت تعلم أن مذهب السلف إثبات الفوقية لله تعالى كما نص عليه الإمام الطحاوي وغيره، واستدلوا لذلك بنحو ألف دليل، وقد روى الإمام أحمد في حديث الأوعال عن العباس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " والعرش فوق ذلك والله تعالى فوق ذلك كله " وروى أبو داود عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قوله صلى الله عليه وسلم للرجل الذي استشفع بالله تعالى عليه: " ويحك أتدري ما الله تعالى؟ إن الله تعالى فوق عرشه وعرشه فوق سماواته وقال بأصابعه مثل القبة وأنه ليئط به أطيط الرحل الجديد بالراكب ".
وأخرج الأموي في «مغازيه» من حديث صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسعد يوم حكم في بني قريظة: " لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبع سموات " وروى ابن ماجه يرفعه قال: " بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا إليه رؤوسهم فإذا الجبار جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم وقال: يا أهل الجنة سلام عليكم ثم قرأ صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {سَلاَمٌ قَوْلاً مّن رَّبّ رَّحِيمٍ} [ياس: 58] فينظر إليهم وينظرون إليه فلا يلتفتون إل شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه ". وصح أن عبد الله بن رواحة أنشد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبياته التي عرض بها عن القراءة لامرأته حين اتهمته بجاريته وهي:
شهدت بأن وعد الله حق ... وأن النار مثوى الكافرينا
وأن العرش فوق الماء طاف ... وفوق العرش رب العالمينا
وتحمله ملائكة شداد ... ملائكة الإله مسومينا
فأقره عليه الصلاة والسلام على ما قال وضحك منه، وكذا أنشد حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه قوله:
شهدت بإذن الله أن محمدا ... رسول الذي فوق السموات من عل
وأن أبا يحيى ويحيى كلاهما ... له عمل من ربه متقبل وأن الذي
عادى اليهود ابن مريم ... رسول أتى من عند ذي العرش مرسل
وأن أخا الأحقاف إذ قام فيهم ... يقوم بذات الله فيهم ويعدلفقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا أشهد. وروى عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى حكاية عن إبليس: {ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أيمانهم وَعَن شَمَائِلِهِمْ} [الأعراف: 17] أنه قال: لم يستطع أن يقول ومن فوقهم لأنه قد علم أن الله تعالى سبحانه من فوقهم، والآيات والأخبار التي فيها التصريح بما يدل على الفوقية كقوله تعالى: {تَنزِيلُ الكتاب مِنَ الله العزيز الحكيم} [الزمر: 1]. و {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكلم الطيب} [فاطر: 10] و {بَل رَّفَعَهُ الله} [النساء: 158] إليه. و {تَعْرُجُ الملئكة والروح إِلَيْهِ} [المعارج: 4] وقوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مسلم: " وأنت الظاهر فليس فوقك شيء " كثيرة جداً، وكذا كلام السلف في ذلك فمنه ما روى شيخ الإسلام أبو إسمعيل الأنصاري في كتابه «الفاروق» بسنده إلى أبي مطيع البلخي أنه سأل أبا حنيفة رضي الله تعالى عنه عمن قال: لا أعرف ربي سبحانه في السماء أم في الأرض فقال: قد كفر لأن الله تعالى يقول: {الرحمن عَلَى العرش استوى} [طه: 5] وعرشه فوق سبع سموات فقال: قلت فإن قال إنه على العرش ولكن لا أدري العرش في السماء أم في الأرض؟ فقال رضي الله تعالى عنه هو كافر لأنه أنكر آية في السماء ومن أنكر آية في السماء فقد كفر، وزاد غيره لأن الله تعالى في أعلى عليين وهو يدعى من أعلى لا من أسفل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/267)
وأيد القول بالفوقية أيضاً بأن الله تعالى لما خلق الخلق لم يخلقهم في ذاته المقدسة تعالى عن ذلك فإنه الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد فتعين أنه خلقهم خارجاً عن ذاته ولو لم يتصف سبحانه بفوقية الذات مع أنه قائم بنفسه غير مخالط للعالم لكان متصفاً بضد ذلك لأن القابل للشيء لا يخلو منه أو من ضده وضد الفوقية السفول وهو مذموم على الإطلاق، والقول بأنا لا نسلم أنه قابل للفوقية حتى يلزم من نفيها ثبوت ضدها مدفوع بأنه سبحانه لو لم يكن قابلاً للعلو والفوقية لم يكن له حقيقة قائمة بنفسها فمتى سلم بأنه جل شأنه ذات قائم بنفسه غير مخالط للعالم وأنه موجود في الخارج ليس وجوده ذهنياً فقط بل وجوده خارج الأذهان قطعاً وقد علم كل العقلاء بالضرورة أن ما كان وجوده كذلك فهو إما داخل العالم وإما خارج عنه وإنكار ذلك إنكار ما هو أجلى البديهيات فلا يستدل بدليل على ذلك إلا كان العلم بالمباينة أظهر منه وأوضح، وإذا كان صفة الفوقية صفة كمال لا نقص فيها ولا يوجب القول بها مخالفة كتاب ولا سنة ولا إجماع كان نفيها عين الباطل لا سيما والطباع مفطورة على قصد جهة العلو عند التضرع إلى الله تعالى.
وذكر محمد بن طاهر المقدسي أن الشيخ أبا جعفر الهمداني حضر مجلس إمام الحرمين وهو يتكلم في نفي صفة العلو ويقول: كان الله تعالى ولا عرش وهو الآن على ما كان فقال الشيخ أبو جعفر: أخبرنا يا أستاذ عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا فإنه ما قال عارف قط يا الله إلا وجد في قلبه ضرورة بطلب العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة فكيف تدفع هذه الضرورة عن أنفسنا قال: فلطم الإمام على رأسه ونزل وأظنه قال وبكى وقال حيرني الهمداني، وبعضهم تكلف الجواب عن هذا بأن هذا التوجه إلى فوق إنما هو لكون السماء قبلة الدعاء كما أن الكعبة قبلة الصلاة، ثم هو أيضاً منقوض بوضع الجبهة على الأرض مع أنه سبحانه ليس في جهة الأرض، ولا يخفى أن هذا باطل، أما أولاً: فلأن السماء قبلة للدعاء لم يقله أحد من سلف الأمة ولا أنزل الله تعالى به من سلطان والذي صح أن قبلة الدعاء هي قبلة الصلاة فقد صرحوا بأنه يستحب للداعي أن يستقبل القبلة. وقد استقبل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة في دعائه في مواطن كثيرة فمن قال: إن للدعاء قبلة غير قبلة الصلاة فقد ابتدع في الدين وخالف جماعة المسلمين. وأما ثانياً: فلأن القبلة ما يستقبله الداعي بوجهه كما تستقبل الكعبة في الصلاة وما حاذاه الإنسان برأسه أو يديه مثلاً لا يسمى قبلة أصلاً فلو كانت السماء قبلة الدعاء لكان المشروع أن يوجه الداعي وجهه إليها ولم يثبت ذلك في شرع أصلاً، وأما النقض بوضع الجبهة فما أفسده من نقض فإن واضع الجبهة إنما قصده الخضوع لمن فوقه بالذل لا أن يميل إليه إذ هو تحته بل هذا لا يخطر في قلب ساجد. نعم سمع عن بشر المريسي أنه يقول: سبحان ربي الأسفل تعالى الله سبحانه عما يقول الجاحدون والظالمون علواً كبيراً.
وتأول بعضهم كل نص فيه نسبة الفوقية إليه تعالى بأن فوق فيه بمعنى خير وأفضل كما يقال: الأمير فوق الوزير والدينار فوق الدرهم. وأنت تعلم أن هذا مما تنفر منه العقول السليمة وتشمئز منه القلوب الصحيحة فإن قول القائل ابتداء: الله تعالى خير من عباده أو خير من عرشه من جنس قوله الثلج بارد والنار حارة والشمس أضوأ من السراج والسماء أعلى من سقف الدار ونحو ذلك وليس في ذلك أيضاً تمجيد ولا تعظيم لله تعالى بل هو من أرذل الكلام فكيف يليق حمل الكلام المجيد عليه وهو الذي لو اجتمع الإنس والجن على أن يأتوا بمثله لا يأتون بمثله ولوكان بعضهم لبعض ظهيراً، على أن في ذلك تنقيضاً لله تعالى شأنه ففي «المثل السائر:
ألم تر أن السيف ينقص قدره ... إذا قيل إن السيف خير من العصا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/268)
نعم إذا كان المقام يقتضي ذلك بأن كان احتجاجاً على مبطل كما في قول يوسف الصديق عليه السلام {مُّتَّفَرّقُونَ خَيْرٌ أَمِ الله الواحد القهار مَا} [يوسف: 39] وقوله تعالى: {الله خَيْرٌ * أَمَّا يُشْرِكُونَ} [النمل: 59] {والله خَيْرٌ وأبقى} [طه: 73] فهو أمر لا اعتراض عليه ولا توجه سهام الطعن إليه، والفوقية بمعنى الفوقية في الفضل مما يثبتها السلف لله تعالى أيضاً وهي متحققة في ضمن الفوقية المطلقة، وكذا يثبتون فوقية القهر والغلبة كما يثبتون فوقية الذات ويؤمنون بجميع ذلك على الوجه اللائق بجلال ذاته وكمال صفاته سبحانه وتعالى منزهين له سبحانه عما يلزم ذلك مما يستحيل عليه جل شأنه ولا يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض ولا يعدلون عن الألفاظ الشرعية نفياً ولا إثباتاً لئلا يثبتوا معنى فاسداً أو ينفوا معنى صحيحاً فهم يثبتون الفوقية كما أثبتها الله تعالى لنفسه. وأما لفظ الجهة فقد يراد به ما هو موجود وقد يراد به ما هو معدوم؛ ومن المعلوم أنه لا موجود إلا الخالق والمخلوق فإذا أريد بالجهة أمر موجود غير الله تعالى كان مخلوقاً والله تعالى لا يحصره شيء ولا يحيط به شيء من المخلوقات تعالى عن ذلك وإن أريد بالجهة أمر عدمي وهو ما فوق العالم فليس هناك إلا الله تعالى وحده فإذا قيل: إنه تعالى في جهة بهذا الاعتبار فهو صحيح عندهم، ومعنى ذلك أنه فوق العالم حيث انتهت المخلوقات، ونفاة لفظ الجهة الذين يريدون بذلك نفي العلوم يذكرون من أدلتهم أن الجهات كلها مخلوقة وأنه سبحانه كان قبل الجهات وأنه من قال: إنه تعالى في جهة يلزمه القول بقدم شيء من العالم وأنه جل شأنه كان مستغنياً عن الجهة ثم صار فيها. وهذه الألفاظ ونحوها تنزل على أنه عز اسمه ليس في شيء من المخلوقات سواء سمي جهة أم لم يسم وهو كلام حق ولكن الجهة ليست أمراً وجودياً بل هي أمر اعتباري ولا محذور في ذلك، وبالجملة يجب تنزيه الله تعالى عن مشابهة المخلوقين وتفويض علم ما جاء من المتشابهات إليه عز شأنه والإيمان بها على الوجه الذي جاءت عليه. والتأويل القريب إلى الذهن الشائع نظيره في كلام العرب مما لا بأس به عندي على أن بعض الآيات مما أجمع على تأويلها السلف والخلف والله تعالى أعلم بمراده.
روح المعاني: 5\ 165 - 166 - 167
.................................................. .........
وقال في قوله تعالى:
{ءامَنْتُمْ * مَّن فِى السماء} وهو الله عز وجل كما ذهب إليه غير واحد فقيل على تأويل من في السماء أمره سبحانه وقضاؤه يعني أنه من التجوز في الإسناد أو أن فيه مضافاً مقدراً وأصله من في السماء أمره فلما حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ارتفع واستتر وقيل على تقدير خالق من في السماء وقيل في بمعنى على ويراد العلو بالقهر والقدرة وقيل هو مبني على زعم العرب حيث كانوا يزعمون أنه سبحانه في السماء فكأنه قيل أأمنتم من تزعمون أنه في السماء وهو متعال عن المكان وهذا في غاية السخافة فكيف يناسب بناء الكلام في مثل هذا المقام على زعم بعض زعم الجهلة كما لا يخفى على المنصف أو هو غيره عز شأنه وإليه ذهب بعضهم فقيل أريد بالموصول الملائكة عليهم السلام الموكلون بتدبير هذا العالم وقيل جبريل عليه السلام وهو الملك الموكل بالخسف وأئمة السلف لم يذهبوا إلى غيره تعالى والآية عندهم من المتشابه وقد قال صلى الله عليه وسلم: " آمنوا بمتشابهه " ولم يقل أولوه فهم مؤمنون بأنه عز وجل في السماء على المعنى الذي أراده سبحانه مع كمال التنزيه وحديث الجارية من أقوى الأدلة لهم في هذا الباب وتأويله بما أول به الخلف خروج عن دائرة الإنصاف عند أولي الألباب.
روح المعاني 16\ 25(62/269)
موقف الأشاعرة من الصفات الفعلية
ـ[وراق لبنان]ــــــــ[22 - 03 - 10, 11:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله الطاهرين وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد،
إن من أهم سمات المذهب الأشعري إجماع متقدمي الأشاعرة ومتأخريهم على مسألة الصفات الفعلية والتي يسميها الأشاعرة مسألة حلول الحوادث، وذلك بخلاف الصفات الخبرية فإن الخلاف قائم بين المتقدمين والمتأخرين.
تعتقد الأشاعرة بأن أفعال الله عبارة عن تعليقات القدرة بالمقدورات، دون قيام فعل بذاته تعالى.
فأثبتوا للقدرة تعليقين:
الأول: تعلق صلوحي قديم؛ وهو صلاحيتها في الأزل لإيجاد كل ممكن فيما لا يزال أي حين وجوده.
الثاني: تعلق تنجيزي حادث؛ وهو إبرازها بالفعل للممكنات التي أراد الله وجودها؟
فتعلقها في الأزل أعم؛ لأنها صالحة في الأزل لإيجاد ممكن على أي صفة كانت، بخلاف تعلقها التنجيزي فإنه تعلقها بالممكن الذي أراد الله وجوده على أي صفة كانت.
انظر: حاشية الدسوقي على شرح أم البراهين (ص98)، وحاشية إبراهيم البيجوري على متن السنوسية (ص19).
وقد قابلت الماتريدية هذا الرأي وقالت برجوع جميع صفات الأفعال إلى صفة التكوين القديمة عندهم، ومغايرة لصفة القدرة، وهذا ما ذهب إليه الغزالي.
انظر: تبصرة الأدلة لأبي المعين النسفي (1/ 339).
ووجه الخلاف بين الأشاعرة والماتريدية، إن الأشاعرة تعتقد بحدوث صفات الفعل – مع إنكارهم بحلول الحوادث بذات الله -، أما الماتريدية فإنها تعتقد بقدم جميع الصفات.
فزعمت الأشاعرة بأن الاعتقاد قدم الصفات بفضي إلى القول بتسلسل الحوادث وهو ممنوع، ولم تلتزم الماتريدية بهذا الإلزام فرأت بأن القول بقدم الصفات لا يؤدي إلى القول بتسلسل الحوادث لأن التكوين غير المكون.
في حين تعتقد أهل السنة والجماعة بأن تسلسل الحوادث ممكن في الماضي والمستقبل؛ فإن الله لم يزل حياً، والفعل من لوازم الحياة، فلم يزل فاعلاً لما يريد، والفعل غير المفعول، وصفات الفعل قائمة بالله متعلقة بمشيئته، والمفعول منفصل عن الله تعالى.
وأصل هذا الخلاف ومنشأة: الفعل هل هو المفعول أو غيره؟ وهذه المسألة مرتبطة بمسألة حلول الحوادث.
فالذين ينفون حلول الحوادث زعموا بأن الفعل هو المفعول؛ ومعنى ذلك: أن الفعل لا يقوم بالله تعالى، فعل سبيل المثال: يفسرون أفعاله المتعدية كقوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} أن ذلك وجد بقدرته من غير أن يكون منه فعل قام بذاته، فحاله قبل أن يخلق وبعد ما خلق سواء، لم يتجدد عندهم إلا إضافة نسبة وهي أمر عدمي لا وجودي، كما يقولون في كلامه واستواءه. وهذا قول الأشاعرة.
انظر: مجموع الفتاوى (5/ 378 وما بعدها).
والمقدمة التي بنت عليها الأشاعرة مذهبهم أنه لو كان الفعل غير المفعول: لكان إما قديماً أو حادثاً: فإن كان قديماً لزم قدم المفعول، وهو محال، وإن كان حادثاً لزم أن تقوم به الحوادث، وثم ذلك الحادث يفتقر إلى حادث آخر ويلزم التسلسل وهذا باطل.
قلنا: لو سلمنا جدلاً بأن الفعل يفتقر إلى فعل قبله، فذاك غير ممتنع، وليس هذا تسلسلاً في الفاعلين والعلل الفاعلة، بل هو تسلسل في الآثار، وهو حصول الشيء بعد شيء، ودليله قوله تعالى: {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} فكلمات الله لا نهاية لها، وهذا تسلسل جائز كالتسلسل في المستقبل؛ لأن نعيم الجنة لا ينفذ، فإذا كان هذا التسلسل جائز في المستقبل فما الذي يمنع أن يكون في الماضي.
للمزيد انظر: مجموع الفتاوى (6/ 231 - 232)، ومنهاج السنة (2/ 306 - 307).
فإن مذهب الأشاعرة في الأفعال التي هي المفعولات المنفصلة باطل، وقد فتحت على نفسها باباً تسلط من خلاله الفلاسفة القائلين بقدم العالم، فقالت لهم: إن الفعل لو كان صفة كمال لزم عدم الكمال في الأزل، وإن كان صفة نقص لزم اتصافه بالنقائص. فلم تجد الأشاعرة من هذا الإلزام مفراً إلا أن تقر بأنه ليس صفة نقص ولا كمال.
انظر: مجموع الفتاوى (6/ 241).
وكما تسلط المعتزلة على الأشاعرة وضعضعوا حجتهم، وألزمت الأشاعرة أن يجعلوا الله موصوفاً بمفعولاته القائمة بغيره، حتى قالوا: من فعل الظلم فهو ظالم، ونحو ذلك، فعجزت الأشاعرة عن مناظرتهم في هذا المقام، في مسألة القرآن ومسائل القدر بكونهم سلموا لهم بأن الرب لا تقوم به صفة فعليه، فلا يقوم به، لزمهم أ، يقولوا: هو موصوف بمفعولاته، فلا يجب أن يكون القرآن قائماً به، ويكون مسمى بأسماء القبائح التي خلقها.
انظر: التسعينية (2/ 487 وما بعدها).
وهذا باطل بل أن الموصوف بهذه الأسماء من قامت به هذه الأفعال لا من جعلها فعلاً لغيره أو قائمة بغيره.
وليتدبر السالك لطريق أهل السنة والجماعة ما وقعت فيه الأشاعرة في أصولهم من اضطراب، وليحمد الله على الهداية، وليقل: ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا للإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
كتبه الفقير إلى ربه الغني المنان/ أبو إبراهيم أحمد الرئيسي الحنفي(62/270)
سؤال عن أثر الانحراف العقدي في باب الأسماء والصفات
ـ[يوسف منصور]ــــــــ[22 - 03 - 10, 11:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي عن الآثار المترتبة على الانحراف العقدي في باب الأسماء والصفات
أو ما هي لوازم هذا الانحراف في سائر مسائل العقيدة
يعني على سبيل المثال:
- مخالفة اعتقاد السلف في صفة الكلام ترتب عليه القول بخلق القرآن، ومن ثم جواز وقوع التحريف عليه
مع ملاحظة أنني مبتدئ ولست من طلاب العلم، ولذا فأرجو عدم المؤاخذة على ضعف العبارة وركاكة التعبير.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[23 - 03 - 10, 05:32 م]ـ
لا شك أخي أن أثر المخالفة في باب الأسماء والصفات عظيم ومؤثر في سائر أبواب الاعتقاد والسلوك، وسأضرب لك مثالا واحدًا على ذلك:
إن الفلاسفة عليهم لعائن الله تترى لما نفوا عموم علم الله تعالى بخلقه وقالوا: إنه يعلم الجزئيات فحسب، لما ظنوا ذلك ارتكبوا محارمه وترك التوكل عليه واستحلوا مخاصمته ومدافعة أمره ونهيه بأهوائهم ومقالاتهم الباطلة ....
ومن عجيب أقوال الشيخ تقي الدين ابن تيمية أنه قال: ما توكل فيلسوف قط!
وفسر ابن القيم هذه الجلمة في المدارج بما حاصله أنه كيف يتوكل الفيلسوف على الله وهو يظن انه لا يسمعه ولا يبصره ولا يعلم جزئيات حياته فيكف يعتمد على مثل هذا الرب!!
وكذلك هم لذلك أبخل الناس كما تواتر ذلك عنهم وفسره أبو حيان في أخلاق الوزيرين فراحعه ...
هذا أثر لنفي علم الله بالجزئيات وهو ترك التوكل والالتجاء إليه سبحانه ....
وللحديث بقية إن شاء الله.
ـ[يوسف منصور]ــــــــ[24 - 03 - 10, 07:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وفي انتظاركم أخي الحبيب
وقد أحببت في هذا الموضوع أن تظهر أهمية الاعتقاد السليم في هذا الباب، وبيان انعكاس ذلك في النواحي السلوكية كما تفضلتم بالإضافة إلى سائر أبواب الاعتقاد كمسائل الإيمان مثلا
ـ[سعد العرجون]ــــــــ[26 - 03 - 10, 03:21 ص]ـ
نريد أكثر توضيح
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[26 - 03 - 10, 03:08 م]ـ
أخي الحبيب إن توحيد الأسماء والصفات من أصول الإعتقاد فإن العبودية
تكتمل عند المرء بتحقيق العمل والإيمان بالإسماء والصفات التي أثبتت
لله تبارك وتعالى في القرآن الكريم وفي السنة النبوية ,,
فليس هناك أعلم من الله تبارك وتعالى بنفسه ,,
وليس هناك بأحدٍ اعلم من النبي صلى الله عليه وسلم بالله تبارك وتعالى ,,
فالإنحراف في الأسماء والصفات قد يحقق إنحراف في العبودية ,,
والصفات في القرآن والسنة حقيقة لا مجازية ,,
كما ذهب إليه بعض المعتزلة وأهل الكلام والأهواء من الفلاسفة ,,
وغيرهم من أهل البدع والأهواء ولزيادة التوضيح أخي الحبيب ,,
فيقول صاحب كتاب تحقيق العبودية بمعرفة الأسماء والصفات:
وهكذا وبعد هذه الفصول الثلاثة يظهر بجلاء أن العبودية لله رب العالمين لا تتحقق إلا بمعرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا، إذ كل اسم له تعبد مختص به، وأكمل الناس عبودية المتعبد بجميع الأسماء والصفات التي عرفها البشر، لا تحجبه عبودية اسم عن عبودية اسم آخر: فهو يعرف ربه بجماله وجلاله؛ فيحبه ويعظمه. ويعرفه بقوته وقدرته وشدة عذابه وانتقامه؛ فيهابه ويخافه. وكذلك يعرفه برحمته وحلمه وقربه فلا يرجو إلا إياه.
ومن ثم يدفعه الحب إلى الامتثال والطاعة، ويحدوه الرجاء فيشحذ همته، ويحمله الخوف على الاستقامة، وبذا يكمل مراتب عبوديته لله عز وجل من الذل والخضوع، والصبر والشكر، والرضا والإنابة، والتوكل والاستعانة، وكل ما يتبع ذلك من قول وعمل في مرضاة الله عز وجل، ثم إذا قدر عليه الذنب وارتكبه على حين غفلة منه كمل عبوديته لربه بالتوبة وصدق اللجأ ودوام التذلل والتضرع، وفي تحققه بهذا وصوله إلى غاية السعادة التي يطلبها العبد، والتي يسعى لها الناس على اختلاف فكرهم وعقائدهم.
وما أحوج العباد اليوم – وقد صدئت كثير من العقول والقلوب – أن يرجعوا إلى المعين الصافي في القرآن والسنة ليتلقوا منهما المعتقد الحق الذي يروي ظمأ الروح، ويجلو صدأ القلب، ويصحح السلوك، ويقوم الأخلاق ويحقق الصحة النفسية التي فقدها كثيرون في هذا العصر.
ويمكن تلخيص أهم نتائج البحث في النقاط التالية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/271)
1 – أن المعرفة الحية الحاضرة هي طريق تحقيق العبودية، ولهذا دعا الله عباده في القرآن بقوله: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180]. فهو سبحانه وتعالى (مستحق للتوحيد، الذي هو دعاؤه وإخلاص الدين له: دعاء العبادة بالمحبة والإنابة، والطاعة والإجلال، والخشية والرجاء ونحو ذلك من معاني تألهه وعبادته. ودعاء المسألة والاستعانة بالتوكل عليه، والالتجاء إليه، والسؤال له، ونحو ذلك مما يفعل سبحانه بمقتضى ربوبيته).
فلفظ الدعاء الذي اقترن الأمر به بأسماء الله الحسنى يعني التعبد بها من بعد معرفتها كما قال صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة).
وحقيقة الدعاء: (إظهار الافتقار إليه، والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمة العبودية، واستشعار الذلة البشرية، وفيه معنى الثناء على الله عز وجل وإضافة الجود والكرم إليه) والإقرار بجميع أسمائه الحسنى وصفاته العلا.
2 – أن أثر المعرفة في تحقيق العبودية يكون بحسب قوة المعرفة وضعفها، فكلما كانت المعرفة بالله وأسمائه وصفاته قوية مفصلة مستحضرة كانت العبودية بها أتم، وكلما كانت ناقصة وضعيفة أو اعترتها غفلة كان صاحبها أبعد عن سمة العبودية.
3 – أن الجهل بالله سبحانه وتعالى والإلحاد في أسمائه وصفاته أصل الكفر والشرك والتعطيل، كما أن الغفلة عن المعرفة بهذا الباب العظيم سبب رئيس في ضعف محبة الله والخوف ورجائه في قلوب العباد ومن ثم بعدهم عن سمت العبودية وما يتبع هذا من مظاهر السلوك غير السوي فـ (الإيمان بالله وعبادته ومحبته وإجلاله هو غذاء الإنسان وقوته وصلاحه وقوامه).
4 - أن تحقيق ركائز العبودية الثلاث: الحب والخوف والرجاء، كفيل إن صح – بعد توفيق الله – برفع العبد إلى أعلى درجات العبودية؛ درجة المحسنين السابقين بالخيرات، وأن تخلف العبد عن الارتقاء في درجات العبودية إنما هو من ضعف تحقيقه لهذه الركائز والتي معرفة الأسماء والصفات أساس تحقيقها.
5 – تحقيق العبودية لله رب العالمين هو المخرج للأمة اليوم وقد سيطر السعار المادي على كثير من القلوب والعقول، وانتشرت مظاهر كثيرة تدل على اختلال الأخلاق والسلوك، وفشت أنواع القلق والحيرة والاكتئاب وغيرها من الأمراض النفسية؛ إذ بتحقيق العبودية تزكو النفوس، وتطمئن القلوب؛ ففي القلب فاقة لا يسدها إلا معرفة الله وفي القلب شعث لا يلمه إلا العبودية له تعالى.
6 – أهمية إبراز التعبد الشرعي الصحيح بالأسماء والصفات لكثرة المنتشر بين الناس من أنواع التعبد البدعي يتزعمه المتصوفة مستغلين بذلك حاجة الفطرة للمعرفة والعبادة.
7 – أهمية لفت انتباه العامة والخاصة إلى ضرورة فهم معاني أسماء الله وصفاته على المعتقد الحق، واستحضار معرفتها، وإبراز دورها في العبادة والسلوك.
هذا كما أوصى في ختام البحث الباحثين من بعدي باستشراف آثار توحيد الأسماء والصفات على مناحي الحياة والسلوك والأخلاق في مواضيع حية تبرز عظمة هذا الدين وملاءمته للفطرة السوية، وموافقته للعقل الصحيح، كما تبرز الدور الإيجابي للعقيدة الصحيحة في حياة الأمة المسلمة من الناحية العلمية والعملية.
هذا وإني أ؛ مد الله عز وجل على ما وفقني، ويسر لي من معايشة هذه المعاني العظيمة طيلة زمن البحث، وأحمده سبحانه وتعالى على ما بلغني إياه من إتمامه وإخراجه بهذه الصورة والتي حرصت أن تكون سهلة التناول نافعة للعامة والخاصة إسهاماً في تلبية الحاجة الملحة النابعة من الفطرة في معرفته جل جلاله حق المعرفة وعبادته حق العبادة. وأنى لجهد العبد الضعيف أن يكفي لمثل هذه المهمة العظيمة التي ما خلق الجن والإنس إلا لتحقيقها كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]، ولكنه جهد المقل الذي أسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يباركه ويقبله عملاً خالصاً لوجهه الكريم وأن يجعلني أول المنتفعين به.
وأسأله بكرمه وعفوه وغفرانه أن يعفو عني إن زل بي قلم عن الحق أو شطت بي فكرة عن الصواب، إنه سميع قريب مجيب.
سبحانه اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. والله أعلم
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[26 - 03 - 10, 03:09 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/272)
أخي الحبيب إن توحيد الأسماء والصفات من أصول الإعتقاد فإن العبودية
تكتمل عند المرء بتحقيق العمل والإيمان بالإسماء والصفات التي أثبتت
لله تبارك وتعالى في القرآن الكريم وفي السنة النبوية ,,
فليس هناك أعلم من الله تبارك وتعالى بنفسه ,,
وليس هناك بأحدٍ اعلم من النبي صلى الله عليه وسلم بالله تبارك وتعالى ,,
فالإنحراف في الأسماء والصفات قد يحقق إنحراف في العبودية ,,
والصفات في القرآن والسنة حقيقة لا مجازية ,,
كما ذهب إليه بعض المعتزلة وأهل الكلام والأهواء من الفلاسفة ,,
وغيرهم من أهل البدع والأهواء ولزيادة التوضيح أخي الحبيب ,,
فيقول صاحب كتاب تحقيق العبودية بمعرفة الأسماء والصفات:
وهكذا وبعد هذه الفصول الثلاثة يظهر بجلاء أن العبودية لله رب العالمين لا تتحقق إلا بمعرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا، إذ كل اسم له تعبد مختص به، وأكمل الناس عبودية المتعبد بجميع الأسماء والصفات التي عرفها البشر، لا تحجبه عبودية اسم عن عبودية اسم آخر: فهو يعرف ربه بجماله وجلاله؛ فيحبه ويعظمه. ويعرفه بقوته وقدرته وشدة عذابه وانتقامه؛ فيهابه ويخافه. وكذلك يعرفه برحمته وحلمه وقربه فلا يرجو إلا إياه.
ومن ثم يدفعه الحب إلى الامتثال والطاعة، ويحدوه الرجاء فيشحذ همته، ويحمله الخوف على الاستقامة، وبذا يكمل مراتب عبوديته لله عز وجل من الذل والخضوع، والصبر والشكر، والرضا والإنابة، والتوكل والاستعانة، وكل ما يتبع ذلك من قول وعمل في مرضاة الله عز وجل، ثم إذا قدر عليه الذنب وارتكبه على حين غفلة منه كمل عبوديته لربه بالتوبة وصدق اللجأ ودوام التذلل والتضرع، وفي تحققه بهذا وصوله إلى غاية السعادة التي يطلبها العبد، والتي يسعى لها الناس على اختلاف فكرهم وعقائدهم.
وما أحوج العباد اليوم – وقد صدئت كثير من العقول والقلوب – أن يرجعوا إلى المعين الصافي في القرآن والسنة ليتلقوا منهما المعتقد الحق الذي يروي ظمأ الروح، ويجلو صدأ القلب، ويصحح السلوك، ويقوم الأخلاق ويحقق الصحة النفسية التي فقدها كثيرون في هذا العصر.
ويمكن تلخيص أهم نتائج البحث في النقاط التالية:
1 – أن المعرفة الحية الحاضرة هي طريق تحقيق العبودية، ولهذا دعا الله عباده في القرآن بقوله: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180]. فهو سبحانه وتعالى (مستحق للتوحيد، الذي هو دعاؤه وإخلاص الدين له: دعاء العبادة بالمحبة والإنابة، والطاعة والإجلال، والخشية والرجاء ونحو ذلك من معاني تألهه وعبادته. ودعاء المسألة والاستعانة بالتوكل عليه، والالتجاء إليه، والسؤال له، ونحو ذلك مما يفعل سبحانه بمقتضى ربوبيته).
فلفظ الدعاء الذي اقترن الأمر به بأسماء الله الحسنى يعني التعبد بها من بعد معرفتها كما قال صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة).
وحقيقة الدعاء: (إظهار الافتقار إليه، والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمة العبودية، واستشعار الذلة البشرية، وفيه معنى الثناء على الله عز وجل وإضافة الجود والكرم إليه) والإقرار بجميع أسمائه الحسنى وصفاته العلا.
2 – أن أثر المعرفة في تحقيق العبودية يكون بحسب قوة المعرفة وضعفها، فكلما كانت المعرفة بالله وأسمائه وصفاته قوية مفصلة مستحضرة كانت العبودية بها أتم، وكلما كانت ناقصة وضعيفة أو اعترتها غفلة كان صاحبها أبعد عن سمة العبودية.
3 – أن الجهل بالله سبحانه وتعالى والإلحاد في أسمائه وصفاته أصل الكفر والشرك والتعطيل، كما أن الغفلة عن المعرفة بهذا الباب العظيم سبب رئيس في ضعف محبة الله والخوف ورجائه في قلوب العباد ومن ثم بعدهم عن سمت العبودية وما يتبع هذا من مظاهر السلوك غير السوي فـ (الإيمان بالله وعبادته ومحبته وإجلاله هو غذاء الإنسان وقوته وصلاحه وقوامه).
4 - أن تحقيق ركائز العبودية الثلاث: الحب والخوف والرجاء، كفيل إن صح – بعد توفيق الله – برفع العبد إلى أعلى درجات العبودية؛ درجة المحسنين السابقين بالخيرات، وأن تخلف العبد عن الارتقاء في درجات العبودية إنما هو من ضعف تحقيقه لهذه الركائز والتي معرفة الأسماء والصفات أساس تحقيقها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/273)
5 – تحقيق العبودية لله رب العالمين هو المخرج للأمة اليوم وقد سيطر السعار المادي على كثير من القلوب والعقول، وانتشرت مظاهر كثيرة تدل على اختلال الأخلاق والسلوك، وفشت أنواع القلق والحيرة والاكتئاب وغيرها من الأمراض النفسية؛ إذ بتحقيق العبودية تزكو النفوس، وتطمئن القلوب؛ ففي القلب فاقة لا يسدها إلا معرفة الله وفي القلب شعث لا يلمه إلا العبودية له تعالى.
6 – أهمية إبراز التعبد الشرعي الصحيح بالأسماء والصفات لكثرة المنتشر بين الناس من أنواع التعبد البدعي يتزعمه المتصوفة مستغلين بذلك حاجة الفطرة للمعرفة والعبادة.
7 – أهمية لفت انتباه العامة والخاصة إلى ضرورة فهم معاني أسماء الله وصفاته على المعتقد الحق، واستحضار معرفتها، وإبراز دورها في العبادة والسلوك.
هذا كما أوصى في ختام البحث الباحثين من بعدي باستشراف آثار توحيد الأسماء والصفات على مناحي الحياة والسلوك والأخلاق في مواضيع حية تبرز عظمة هذا الدين وملاءمته للفطرة السوية، وموافقته للعقل الصحيح، كما تبرز الدور الإيجابي للعقيدة الصحيحة في حياة الأمة المسلمة من الناحية العلمية والعملية.
هذا وإني أ؛ مد الله عز وجل على ما وفقني، ويسر لي من معايشة هذه المعاني العظيمة طيلة زمن البحث، وأحمده سبحانه وتعالى على ما بلغني إياه من إتمامه وإخراجه بهذه الصورة والتي حرصت أن تكون سهلة التناول نافعة للعامة والخاصة إسهاماً في تلبية الحاجة الملحة النابعة من الفطرة في معرفته جل جلاله حق المعرفة وعبادته حق العبادة. وأنى لجهد العبد الضعيف أن يكفي لمثل هذه المهمة العظيمة التي ما خلق الجن والإنس إلا لتحقيقها كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]، ولكنه جهد المقل الذي أسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يباركه ويقبله عملاً خالصاً لوجهه الكريم وأن يجعلني أول المنتفعين به.
وأسأله بكرمه وعفوه وغفرانه أن يعفو عني إن زل بي قلم عن الحق أو شطت بي فكرة عن الصواب، إنه سميع قريب مجيب.
سبحانه اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. والله أعلم(62/274)
دروس إيمانية
ـ[عبدالعزيز السريهيد]ــــــــ[23 - 03 - 10, 12:47 ص]ـ
مواقف العصا مع موسى والدروس الإيمانية:
الموقف الأول:
لما نادى الله – عز وجل – موسى في الوادي المقدس، تفاجأ بسؤال من الله غريب (وما تلك بيمينك يا موسى) سؤال العالم بالشئ، والمقصود منه تقرير موسى بالأمر. فرد موسى بجواب ينم حبه لعصاه وتعلقه بها.
(قال هي عصاي) فأضاف العصا إلى نفسه، ولم يقل هذه عصا، بل عصاي.
ثم أخذ موسى يستعرض مزايا هذه العصا الحبيبة إلى قلبه عليه السلام:
(أتوكؤا عليها): أي أتحامل عليها في المشي. (وأهش بها على غنمي) (ولي فيها مآرب أخرى): أي حوائج.
فهذه عدة منافع تبين مقدار هذه العصا عند موسى ومكانتها.
روى ميمون بن مهران عن ابن عباس: (إمساك العصا سنة للأنبياء، وعلامة للمؤمن).
أراد الله عز وجل أن يفرغ قلب موسى من كل شي يشغله حتى ولو كان أمرا يسيرا، فأمر موسى بأن يلقي العصا (ألقها) ولم يقل: ضعها، أو اتركها وإنما أمره بأن يلقيها ويلقي كل شي يشغل موسى عما سيأتي بعد قليل من أوامر وتوجيهات وتعليمات ربانية حتى تجد قلبا خاليا من كل ما يشغله.
لما ألقى العصا تحولت بقدرة الله إلى حية ضخمة تسعى بسرعة قوية، فأصاب الخوف والهلع موسى فولى هاربا ولم يعقب لشدة ما رآه وهول ما شاهده. ولكن ما إن سمع الأمر بالرجوع وعدم الخوف حتى عاد أدراجه ليستجيب لأمر الله في العود، كما استجاب لأمر الله في إلقاء العصا بل استجاب في أخذ الحية وهو خائف. وقد أعادها الله سيرتها الأولى بعد ذلك.
ثم أمره بالذهاب إلى فرعون ومعه أخاه هارون بل ومعه عصاه الحبيبة التي سيكون لها مواقف عظيمة.
الدروس من هذا الموقف:
1 – لقد أراد الله أن يربي موسى تربية إيمانية في هذا الموقف العظيم.
2 – تربيته على السمع والطاعة لله وامتثال أوامره سبحانه: بإلقاء العصا، والرجوع بعد مشهد الخوف المفزع من الحية، وأخذه للعصا وهي حية مع خوفه استجابة لأمر الله.
3 – تقوية جانب الثقة بالله لديه: فقد ذهب إلى فرعون مع أنه عدوه وقد قتل منهم نفسا، وهو وقومه أعداء لفرعون.
تأمل: ((موسى في هذا الموقف خاف وهرب)).
الموقف الثاني:
دخل موسى على فرعون بعزة وثقة بالله مكرما بالرسالة ومعه دليل على صدقه، دليل متعلق بذاته عليه السلام وهي اليد التي أخرجها من جيبه فإذا هي بيضاء، ودليل خارجي هي تلك العصا الحبيبة إليه التي تحولت أمام فرعون الحقير إلى حية عظيمة. إلا أن الفاجر عاند وكابر وادعى أن هذا سحر وأن لديه من السحرة ما يبطلون سحرك يا موسى كما يزعم.
جمع فرعون السحرة في ذلك اليوم المشهود فألقى السحرة حبالهم وعصيهم فإذا هي حيات وثعابين تتحرك أمام ناظري موسى الذي خاف مما رأى. إلا أن موسى ألقى عصاه الحبيبة فأخذت تلقف ما ألقاه السحرة فبطل سحرهم وتبين لهم صدق موسى.
الدروس من هذا الموقف:
1 – عند الدعوة إلى الله على الداعية أن يحاول بشتى السبل المشروعة دعوة الناس إلى الحق، فموسى لم ييأس من هداية فرعون لما أنكر معجزتين عظيمتين فقد كان عند موسى أمل في هداية فرعون وتصديقه، فكان الموقف مع السحرة الذي بطل فيه سحرهم، ولكنه كابر وعاند، ومع ذلك جاءت فرعون مع هذه تسع آيات لعله أن يؤمن ولكن الشقي كتبت عليه الضلالة.
2 – التربية الإيمانية في الموقف الأول آتت أكلها فنجد موسى في هذا الموقف خاف ولكنه لم يهرب كما فعل في ذلك الموقف. مع أنه رأى في الموقف الأول ثعبانا واحدا، وفي هذا الموقف رأى ثعابين وحيات كثر – خيل إليه -.
3 – لم تتزعزع ثقة موسى بالله ولا بالحق الذي جاء به على الرغم من سخرية فرعون بمعجزات موسى، وهكذا المؤمن الداعية عليه أن لا يتثبط عند سخرية الناس به وبما يدعو إليه وليكن على ثقة بدعوته وبمن يدعو الناس إلى عبادته.
4 – الباطل له صولته ولأهله سطوتهم وكثرتهم وعدتهم ولكن على المؤمن أن يثبت ولا يهاب لأن الله ناصره ومظهر الحق مهما طال ليل الظلام.
الموقف الثالث:
لما هرب موسى ببني إسرائيل قطع البحر الطريق عليهم فالتفت قوم موسى فإذا فرعون من خلفهم بجيش جرار عظيم فخاف وفزع القوم وقالوا: إنا لمدركون. إلا أن موسى ثبت ولم يتزعزع ولم يقل إلا كلمة واحدة: إن معي ربي سيهدين. وسكت بعدها وهو في قمة التوكل والثقة بالعزيز القوي سبحانه.
وفي وسط هذا الوضع المخيف لأتباعه جاء الأمر إلى موسى بأن يضرب البحر بعصاه ليرفع موسى العصا بدون تردد لتهوي العصا على ماء البحر لتقوم بدور عظيم تكون فيه سببا في نجاة المؤمنين فانفلق البحر فكان كالجبلين العظيمين وما بينهما يابس لا طين ولا ماء فيه.
ولما خرج بنو إسرائيل وتكامل عدد فرعون وجيوشه في وسط ما كان بحرا رفع موسى عصاه مرة أخرى لتهوي على البحر لينطبق على هذه الجيوش الجرارة لتكون سببا في هلاك هذا الطاغية ومن معه.
الدروس من هذا الموقف:
1 – العصا التي ألقاها موسى في الموقف الأول وخيل لمن قرأ ذلك أن العصا انتهى دورها إلا أن مصاحبة الصالحين تشمل من كان معهم فبركة موسى شملت حتى هذه العصا الحقيرة قيمة ومكانة في نظر الناس.
فعليك إيه المسلم بمصاحبة ومجالسة الصالحين فعليهم تتنزل الرحمات والمكرمات من رب السماوات، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم، كما ينزل الغضب بأهل المعاصي والمخازي و تشملهم اللعنات.
2 – في هذا الموقف ترقى إيمان موسى في أعلى الدرجات ففي هذا الموقف لم يخف ولم يهرب بل ثبت ثبوت الجبال الرواسي عليه السلام
3 – هلاك فرعون العظيم كان بسبب عصا حقيرة لا وزن لها ولا قيمة مقارنة بجيوش فرعون اللعينة ولكن الله يفعل ما يريد.
4 – على المسلم أن يحرص على تقوية إيمانه وأن يترقى في مراتب الإيمان إلى أن يصل أعلى درجات الإيمان.
5 – من مواقف موسى الثلاثة دليل أن الإيمان كما أنه ينقص فهو يزيد كذلك بالطاعات.
كتبه:
عبدالعزيز بن محمد السريهيد(62/275)
هل يوجد بحث او كتاب ذكر علماء السلف البارزين في كل قرن من القرن الرابع الى القرن الرابع عشر
ـ[سلمان الخطيب]ــــــــ[23 - 03 - 10, 09:03 م]ـ
هل يوجد بحث او كتاب ذكر علماء السلف البارزين في كل قرن من القرن الرابع الى القرن الرابع عشر
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[06 - 04 - 10, 07:57 ص]ـ
العلماء السلفيون أكثر من أن يحصرهم كتاب، ومظان معرفة سيرهم ومقالاتهم كتب التراجم والتواريخ لا سيما التي ألفها السلفيون مثل الإمام الذهبي وابن كثير.
وكذلك الكتب المترجمة للحنابلة فهم -بحمد الله - واسطة عقد أهل السنة والجماعة في جميع العصور.
وينظر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=203327
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[06 - 04 - 10, 09:26 ص]ـ
وهل يوجد علماء سلفيين في بلاد الهند و السند قبل عصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[09 - 04 - 10, 02:15 ص]ـ
حسب تأملي أجد أن أقرب ترتيب لعلماء الحديث والسنة الذين هم على منهج أهل السنة والجماعة من السلف والخلف ما جاء في كتاب [جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر] لمؤلفه السلفي جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن عبد الهادي المشهور بابن المَبْرَدْ المتوفي في أوائل القرن العاشر [909 هـ] رحمه الله ..
وقد ألجأه إلى ذكر هؤلاء العلماء ما وجده في كتاب ابن عساكر - تبيين كذب المفتري على ابي الحسن الأشعري - من ذكر أتباع الأشعري على الطبقات .. فرد عليه ابن عبد الهادي فذكر المخالفين للأشعرية من أهل السنة والحديث من عصر الأشعري إلى عصر المؤلف في القرن العاشر ..
وبدأ بالامام البرهباري ثم ذكرهم من ص 196 حتى ص 279 ثم قال رحمه الله:
هذه لعمرك الدساكر لا العسكر الملفق الذي لفقه ابن عساكر بالصدق والكذب الذين لا يبلغون خمسين نفسا ممن قد كذب عليهم، ولو نطول تراجم هؤلاء [أي الذين ذكرهم هو من المجانبين للأشعرية] كما قد أطال في أولئك لكان هذا الكتاب أكثر من عشر مجلدات، ووالله ثم والله ثم والله لما تركنا أكثر مما ذكرنا ولو ذهبنا نستقصي ونتتبع كل من جانبهم من يومهم وإلى الآن لزادوا على عشرة آلاف نفس .. الخ
ويؤخذ على المؤلف عدة أمور ذكرها المحقق أهمها الحط الكبير على الامام ابن عساكر الحافظ الكبير وهو الذي قال فيه النووي: هو حافظ الشام بل هو حافظ الدنيا الإمام مطلقا الثقة الثبت. وليراجع تلك الأمور المعتني بها ..
والله أعلى وأعلم.(62/276)
مناقشة شيخنا الفاضل مع أشعري. . رائعة
ـ[بن نصار]ــــــــ[23 - 03 - 10, 11:57 م]ـ
الحمد لله رب العالمين و الصلاو و السلام على نبينا و حبيبنا محمد و على آله و صحبه أجمعين. . وبعد
هذه مناقشة لشيخنا و حبيبنا / سالم الطويل حفظه الله. . مع أشعري في أمريكا شاهد أخي الكريم لتعلم كيف أن عقيدة أهل السنة و الجماعة هي عقيدة الفطرة الصافية الخالية من الفسططات و الفلسفات المعقدة.
شكرا أبا سعد. . فوالله أثلجت صدورنا
الرابط من موقع الشيخ الكريم. .
http://www.saltaweel.com/lectures/10
ـ[صالح علي سالم]ــــــــ[06 - 04 - 10, 12:23 ص]ـ
سمعت المناظرة أكثر من مرتين ,, والله إنها تستحق أن تسمع وتنشر بين طلبة العلم
جزاك الله خيرا أيها الدال على الخير
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[06 - 04 - 10, 12:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا فعلا لقد استمعت لها اكثر من مرة وكانت رائعة فعلا!!!
حفظ الله الشيخ سالم و نفع به
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[06 - 04 - 10, 02:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أمين نواري]ــــــــ[06 - 04 - 10, 08:02 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك غلى هذه المحاضرة، والله فعلا محاضرة قيمة(62/277)
هل القبائل العربية التي فشت فيها النصرانية كانت نصرانية سطحية؟
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[24 - 03 - 10, 07:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
قال تعالى:
(وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى)
ورد في تفسير الجلالين:
(ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك) أي قرب مودتهم للمؤمنين (بأن) بسبب أن (منهم قسيسين) علماء (ورهبانا) عبادا (وأنهم لا يستكبرون) عن اتباع الحق كما يستكبر اليهود وأهل مكة نزلت في وفد النجاشي القادمين عليه من الحبشة قرأ صلى الله عليه وسلم سورة يس فبكوا وأسلموا وقالوا ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى)
وورد في بعض الكتب التاريخية:
"القبائل العربية التي فشت فيها النصرانية كانت نصرانية سطحية غير عميقة الجذور ومما يدل على ذلك سرعة إسلام هذه القبائل، وقيل إنها نصرانية بدائية قريبة جدا من التوحيد"
ورد هذا التوجيه في عدة كتب منها:
الحياة العربية في الشعر الجاهلي، وتاريخ الأدب العربي، والحياة الدينية عند العرب بين الجاهلية والإسلام.
وقد ورد في كتاب الوجود النصراني في المدينة قبل الإسلام وفي العهد النبوي، د. حمد بن محمد بن صراي:
" وفي رأيي أن هذا حكم عام غير دقيق، لأن من تنصر من العرب وتعمق في الديانة النصرانية كان يدافع عنها ويتمسك بها، بل كان يدخل في صراعات مع الدول الكبرى كالبيزنطيين عندما كانوا يخالفونهم الرأي، مثلما حدث بين البيزنطيين والغساسنة على الرغم من التحالف السياسي والعسكري بينهما.
ومن المعروف أن الغساسنة من النصارى القائلين بالطبيعة الواحدة المونوفيزية أو اليعقوبية " أهـ
وفي موقع الشيخ سفر الحوالي ورد ما يلي:
"اليعقوبية:
فرقة نصرانية تنتسب إلى يعقوب البرادعي أسقف الرها ومؤسس الكنيسة السريانية المونوفيزية من القائلين بالطبيعة الواحدة للمسيح، وهم أكفر الفرق النصرانية تكفرهم سائر فرقها، وهم الذين يقولون: (إن الله هو المسيح ابن مريم) تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً."
والقرآن الكريم لم يفرق بين الفرقتين فقد قال تعالى:
" لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة " (المائدة)
" لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح " (المائدة)
و يظهر لي أن اليعقوبية أقرب إلى التوحيد، فهم بفطرتهم استنتجوا أن الرب لا ينقسم بل لابد أن يكون واحد.
والله أعلم وأحكم.
منقول:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=54074(62/278)
إذا كان طالب العلم يرى كفر تارك الصلاة و علماء بلده يرون عدم كفره يبيّن الحق]
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[25 - 03 - 10, 01:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[إذا كان طالب العلم يرى كفر تارك الصلاة و علماء بلده يرون عدم كفره يبيّن الحق]
للعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله تعالى-
السائل: شيخ بارك الله فيكم عندي سؤال مهم جدا مادام جاء ذكر الصلاة؛ شيخ إذا كان الناس تبع لعلمائهم فإذا كانت الفتوى في بلد ما يعني علمائهم يفتونهم بأن تارك الصلاة مسلم عاصي ليس بكافر وتبيّن لطالب العلم الحق في هذه المسألة فهل له أن يبيّن هذا الحق إذا سُئِلَ ولا يقول قد أُحْدِثْ فتنة وقد أحدث بلبلة أم يجب عليه حينئذ خوفا من الفتنة أن يفتيهم ويقول لهم ما عليه علماء بلادهم؟
الجواب: والله أرى أن يبيّن الحق، يعني هذا فيه مصلحة؛ لأنّ إذا أفتي بأنه فاسق عاصي فقط تهاون الناس في الصلاة، فإذا قيل كفر حثهم على الصلاة، أي نعم.
===
من تعليق الشيخ -رحمه الله- على كتاب (اقتضاء الصراط المستقيم)
لشيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله تعالى-
شريط (19/ب).
ـ[سفيان السلفي]ــــــــ[25 - 03 - 10, 12:41 م]ـ
كفر تارك الصلاة. لسماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى
المصدر: الشيخ ابن عثيمين - رسالة صفة صلاة النبي، ص (29، 30)
السؤال:
ماذا يفعل الرجل إذا أمر أهله بالصلاة ولكنهم لم يستمعوا إليه، أيسكن معهم ويخالطهم أم يخرج من البيت؟
الجواب:
إذا كان الأهل لا يصلون أبداً فإنهم كفار، مرتدون، خارجون عن الإسلام، ولا يجوز أن يسكن معهم، ولكن يجب عليه أن يدعوهم ويلح ويكرر لعل الله يهديهم؛ لأن تارك الصلاة كافر - والعياذ بالله - بدليل الكتاب والسنة، وقول الصحابة، والنظر الصحيح.
- أما من القرآن: فقوله تعالى عن المشركين: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآْيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ *} [التّوبَة: 11] مفهوم الآية أنهم إذا لم يفعلوا ذلك فليسوا إخواناً لنا ولا تنتفي الأخوة الدينية بالمعاصي وإن عظمت، ولكن تنتفي عند الخروج عن الإسلام.
- أما من السنة: فقول النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ [1]- ثابت في صحيح مسلم - وقوله في حديث بريدة رضي الله عنه في السنن: الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ [2].
- أما أقوال الصحابة: قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: (لا حَظَّ فِي الإِسْلامِ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلاةَ) [3]، والحظ: النصيب، وهو هنا نكرة في سياق النفي فيكون عاماً لا نصيب لا قليل ولا كثير - وقال عبدالله بن شقيق: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة [4].
* أما من جهة النظر الصحيح فيقال: هل يعقل أن رجلاً في قلبه حبة خردل من إيمان يعرف عظمة الصلاة وعناية الله بها ثم يحافظ على تركها؟! هذا شيء لا يمكن، وقد تأملت الأدلة التي استدل بها من يقول أنه لا يكفر، فوجدتها لا تخرج عن أحوال خمسة:
1 - إِما أنها لا دليل فيها أصلاً.
2 - أو أنها قيدت بحال أو وصف يمتنع معه ترك الصلاة.
3 - أو أنها قيدت بحال يعذر فيها من ترك هذه الصلاة.
4 - أو أنها عامة فتخصص بأحاديث كفر تارك الصلاة.
5 - أو أنها ضعيفة لا تقوم بها حجة.
وإذا تبين أن تارك الصلاة كافر؛ فإنه يترتب عليه أحكام المرتدين - وليس في النصوص أن تارك الصلاة مؤمن، أو أنه يدخل الجنة، أو ينجو من النار ونحو ذلك مما يحوجنا إلى تأويل الكفر الذي حكم به على تارك الصلاة بأنه كفر نعمة أو كفر دون كفر- ومنها:
أولاً: أنه لا يصح أن يزوج، فإن عقد له وهو لا يصلي فالنكاح باطل، ولا تحل له الزوجة به، لقوله تعالى عن المهاجرات: {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلاَ تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لاَ هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ} [المُمتَحنَة: 10].
ثانياً: أنه إذا ترك الصلاة بعد أن عقد له فإن نكاحه ينفسخ، ولا تحل له الزوجة للآية التي ذكرناها سابقاً، على حسب التفصيل المعروف عند أهل العلم بين أن يكون ذلك قبل الدخول أو بعده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/279)
ثالثاً: أن هذا الرجل الذي لا يصلي إذا ذبح لا تؤكل ذبيحته لماذا؟ .. لأنها حرام، ولو ذبح يهودي أو نصراني فذبيحته يحل لنا أن نأكلها، فيكون - والعياذ بالله - ذبحه أخبث من ذبح اليهود والنصارى.
رابعاً: أنه لايحل أن يدخل مكة أو حدود حرمها؛ لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ *} [التّوبَة: 28].
خامساً: أنه لو مات أحد من أقاربه فلا حق له في الميراث، فلو مات رجل عن ابن له لا يصلي، الرجل مسلم يصلي والابن لا يصلي وعن ابن عم له بعيد (عاصب)، من الذي يرثه؟ ابن عمه البعيد دون ابنه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أسامة رضي الله عنه: لا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ وَلا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ [5]؛ متفق عليه، ولقوله صلى الله عليه وسلم: أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا فَمَا بَقِيَ فَهُوَ لأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ [6]. وهذا مثال ينطبق على جميع الورثة.
سادساً: أنه إذا مات لايغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين، إذاً ماذا نصنع به؟ نخرج به إلى الصحراء ونحفر له وندفنه بثيابه لأنه لا حرمة له. وعلى هذا فلا يحل لأحد مات عنده ميت وهو يعلم أنه لا يصلي أن يقدمه للمسلمين يصلون عليه.
سابعاً: أنه يحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبيّ بن خلف، أئمة الكفر - والعياذ بالله - ولا يدخل الجنة، ولا يحل لأحد من أهله أن يدعو له بالرحمة والمغفرة، لأنه كافر لا يستحقها - لقوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ *} [التّوبَة: 113].
فالمسألة يا إخواني خطيرة جداً .. ومع الأسف فإن بعض الناس يتهاونون في الأمر، ويقرون في البيت من لا يصلي، وهذا لا يجوز. والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـــــــــــــــــــــ
[1] مسلم (82).
[2] أحمد (5/ 346)، والترمذي (2621)، والنسائي (464)، وابن ماجه (1079). وقال الترمذي: «حسن صحيح غريب».
[3] موطأ مالك (84).
[4] الترمذي (2757). وسيأتي الكلام عليه في باب الصلاة.
[5] البخاري (6764)، ومسلم (1614).
[6] البخاري (6732)، ومسلم (1615).
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[02 - 06 - 10, 01:43 م]ـ
الأخ الكريم/ "سفيان السلفي": بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرا على الإفادة ..
===
والعلامة صالح اللحيدان-حفظه الله تعالى-ينصح بتبليغ النص كما ورد بإطلاق الكفر دون الدخول في تفصيلات، لأن هذا أبلغ في الزجر، ثم بعد ذلك إذا لم يستجب التارك للصلاة فلا حرج في الحكم عليه، والله أعلم.(62/280)
تفريغ شروح الشيخ الحازمى
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[25 - 03 - 10, 04:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أبحث عن تفريغات شروح الشيخ الحازمى.
خصوصا شرحه المطول والمختصر على ثلاثة الأصول.
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[25 - 03 - 10, 12:26 م]ـ
قريباً إن شاء الله سينزل على موقع الشيخ تفريغات لكل الأشرطة العلمية
ـ[عمر موفق محمد]ــــــــ[25 - 03 - 10, 11:25 م]ـ
للرفع
ـ[محمد براء]ــــــــ[26 - 03 - 10, 01:36 ص]ـ
قريباً إن شاء الله سينزل على موقع الشيخ تفريغات لكل الأشرطة العلمية
بشرك الله بالخير ..
- هل الخبر مؤكد؟
- متى سيكون ذلك؟
- وهل التفريغات لكل الأشرطة بلا استثناء؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - 03 - 10, 02:27 ص]ـ
أنا بدأت بوضع تفريغاتي هنا لشرحه على ملحة الاعراب فما رأيت إقبالا أصلا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - 03 - 10, 02:34 ص]ـ
أنا بدأت بوضع تفريغاتي هنا لشرحه على ملحة الاعراب فما رأيت إقبالا أصلا
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=199468
.
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=199532
.
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=199534
.
فتوقفت
يسر الله الإتمام
آمين
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[26 - 03 - 10, 12:48 م]ـ
وجزاك الله خيراً
إن شاء الله سيتم تفريغ أشرطة الشيخ ووضعها على موقعه
لا أعلم كلها أم بعضها
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[31 - 03 - 10, 12:24 م]ـ
والله أنا أتعجب كيف تهمل أشرطة هذا ويلتفت إلى من هو أقل منه بكثير.
الإشكال أنى أرى المتابعة بالقراءة مع الأشرطة هى الحل الأمثل لعدم ضياع تلك المعلومات الوفيرة، فلاتمر دقيقة فى الشرح إلا بمعلومة ثمينة.
أرجو أن يقوم إسلام ويب بتفريغ شروحات الشيخ كما فرغ شروحات غيره.
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[31 - 03 - 10, 12:33 م]ـ
والله أنا أتعجب كيف تهمل أشرطة هذا ويلتفت إلى من هو أقل منه بكثير.
.
إلى الله المشتكى يا اخي الحبيب
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[05 - 04 - 10, 12:40 ص]ـ
اذا اردت الفائدة ففرغ انت بيديك
فان كل عمل يقوم به الانسان ويعاني فيه يرسخ في الذاكرة
وهذه من نصائح الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله
ـ[شيهان]ــــــــ[07 - 04 - 10, 10:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا.
ـ[ابا عبد الله السهيل]ــــــــ[07 - 04 - 10, 01:48 م]ـ
للتذكير(62/281)
حقيقة التوّكل على الله عزَّ وجلّ
ـ[ابو عبيد الجزائري]ــــــــ[25 - 03 - 10, 11:47 ص]ـ
حقيقة التوّكل على الله عزَّ وجلّ
إنَّ التوكّل على اللَّه وحده، وتفويضَ الأمور كلِّها إليه، والاعتمادَ عليه في جلب النّعماء ودفع الضّر والبلاء مقامٌ عظيمٌ من مقامات الدِّين الجليلة، وفريضة عظيمة يجب إخلاصها لله وحده، وهو من أجمع أنواع العبادة وأهمها لما ينشأ عنه من الأعمال الصالحة، والطاعات الكثيرة، فإنَّه إذا اعتمد القلب على اللَّه في جميع الأمور الدينيّة والدنيوية دون مَنْ سواه صحَّ إخلاصه وقويت معاملته مع اللَّه وزاد يقينه وثقته به تبارك وتعالى.
وقد أمر اللَّه سبحانه بالتوكل عليه في مواطن كثيرة من القرآن الكريم، وجعل التوكل عليه شرطاً في الإيمان، فقال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 23]، وقال تعالى: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ} [يونس: 84]. فجعل دليل صحة الإيمان والإسلام التوكل على اللَّه، وكلما قوي إيمان العبد كان توكله أقوى، وإذا ضعف الإيمان ضعف التوكل، فإذا كان التوكل ضعيفاً كان دليلاً على ضعف الإيمان ولا بد، فالتوكل أصل لجميع مقامات الدِّين، ومنزلتُهُ منها كمنزلة الجسد من الرأس، فكما لا يقوم الرأس إلا على البدن، فكذلك لا يقوم الإيمان ومقامته وأعماله إلا على ساق التوكل.
وحقيقة التوكل هو عمل القلب وعبوديته اعتماداً على اللَّه وثقة به والتجاء إليه وتفويضاً إليه ورضاً بما يقضيه له؛ لعلمه بكفايته سبحانه وحسن اختياره لعبده إذا فوَّض إليه أموره مع قيامه بالأسباب المأمور بها واجتهاده في تحصيلها. هذه هي حقيقة التوكل: اعتماد على اللَّه وحده لا شريك له، مع فعل الأسباب المأمور بها والقيام بها، دون تعدٍّ إلى فعل سبب غير مأمور، أو سلوك طريق غير مشروع.
والناس منقسمون في هذا الأمر الجليل إلى طرفين ووسط: فأحد الطرفين عطل الأسباب محافظة على التوكل، والطرف الثاني عطل التوكل محافظة على السبب، والوسط علم أنَّ حقيقة التوكل لا تتم إلا بالقيام بالسبب فتوكل على اللَّه في نفس السبب.
وقد جُمع بين هذين الأصلين في نصوص كثيرة منها قوله صلى الله عليه و سلم: ((احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ)) رواه مسلم عن أبي هريرة، ففي قوله: ((احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ)) أمر بكلِّ سبب ديني ودنيوي بل أمر بالجد والاجتهاد فيه والحرص عليه نية وهمة وفعلاً وتدبيراً، وفي قوله: ((وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ)) إيمان بالقضاء والقدر وأمر بالتوكل على اللَّه الذي الاعتماد التام على حوله وقوته في جلب المصالح ودفع المضار مع الثقة التامة به في نجاح ذلك، فالمتبع للرسول صلى الله عليه و سلم يلزمه أن يتوكل على اللَّه في أمر دينه وديناه، وأن يقوم بكل سبب نافع بحسب قدرته وعلمه ومعرفته.
وفي الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رجل: يَا رَسُولَ اللهِ أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ، أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ؟ قال: ((اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ)) فأرشده صلى الله عليه و سلم إلى الجمع بين الأمرين، فعل السبب والاعتماد على اللَّه.
وفي الترمذي أيضاً عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ((لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا)) فذكر الأمرين معاً، فإنَّ غدو الطير وهو ذهابها في الصباح الباكر هو سعي في طلب الرزق وتحصيله.
وروى ابن أبي الدنيا عن معاوية بن قرة قال: لقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ناساً من أهل اليمن فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكِّلُون، قال: ((بل أنتم المتَوَاكِلُون، إنَّما المتوكِّل الذي يلقي حبَّه في الأرض ويتوكل على اللَّه عز وجل)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/282)
وجاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما في سبب نزول قوله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]. قال: كَانَ أَهْلُ الْيَمَنِ يَحُجُّونَ، وَلاَ يَتَزَوَّدُونَ وَيَقُولُونَ نَحْنُ الْمُتَوَكِّلُونَ فَإِذَا قَدِمُوا مَكَّةَ سَأَلُوا النَّاسَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}.
وبهذا يعلم أنَّ التوكّل لا بد فيه من الجمع بين الأمرين: فعل السَّبَب، والاعتماد على المسبِّب وهو اللَّه، أما من عطَّل السبب وزعم أنَّه متوكِّل فهو في الحقيقة مُتوَاكِل مغرور مخدوع، وفعله هذا ما هو إلا عجز وتفريط وتضييع، فلو قال قائلٌ مثلاً: إن قُدر لي أدركتُ العلم اجتهدتُ أو لم أجتهد، أو قال: إن قدر لي أولاد حصلوا تزوجت أو لم أتزوج، وهكذا من رجا حصول ثمر أو زرع بغير حرث وسقي وعملٍ متكلاً على القدر، وهكذا أيضاً من يترك أهله وولده بلا نفقة ولا غذاء ولا سعي في ذلك متكلاً على القدر، فكل هذا تضييع وتفريط وإهمال وتواكل.
أما من يقوم بالسبب ناظراً إليه معتمداً عليه غافلاً عن المسبِّب معرضاً عنه فهذا توكله عجز وخذلان، ونهايته ضياع وحرمان ولذا قال بعض العلماء: ((الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد، ومحو الأسباب أن تكون أسباباً نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع، وإنما التوكل والرجاء معنى يتألف من موجب التوحيد والعقل والشرع)).
إنَّ التوكل مصاحب للمؤمن الصادق في أموره كلِّها الدينية والدنيوية، فهو مصاحب له في صلاته وصيامه وحجّه وبرّه وغير ذلك من أمور دينه، ومصاحب له في جلبه للرزق وطلبه للمباح وغير ذلك من أمور دنياه، فالتوكل على اللَّه نوعان: توكلٌ عليه في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية أو دفع مكروهاته ومصائبه، وتوكلٌ عليه في حصول ما يحبه هو ويرضاه من الإيمان واليقين والصلاة والصيام والحج والجهاد والدعوة وغير ذلك.
فهذه صفة المؤمنين الصّادقين، والله تعالى يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2
الشيخ الدكتور عبد الرزاق البدر
ـ[سعد العرجون]ــــــــ[26 - 03 - 10, 02:00 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[26 - 03 - 10, 03:11 م]ـ
نفع الله بك أخي الحبيب وأحسن الله تعالى إليك
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[26 - 03 - 10, 09:37 م]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم ...
سأنقله لموقع آخر ... نفع الله بك.
ـ[إبراهيم بن سعيد بن سليمان]ــــــــ[30 - 03 - 10, 11:27 م]ـ
جزاك الله خيرا ووفقك للعمل الصالح(62/283)
القرآن كلام الله
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[26 - 03 - 10, 03:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الحافظ أبو بكر الإسماعيلي -رحمه الله تعالى- في بيان اعتقاد أهل السنة:
"ويقولون ما يقوله المسلمون بأسرهم: "ما شاء الله كان، وما لم يشأ لا يكون" كما قال الله -تعالى-: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّه).
ويقولون: لا سبيل لأحد أن يخرج عن علم الله، ولا أن يغلب فعله وإرادته مشيئة الله، ولا أن يبدِّل علم الله، فإنه العالم لا يجهل ولا يسهو، والقادر لا يغلب.
ويقولون: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأنه كيفما يُصَرَّف بقراءة القارئ له وبلفظه ومحفوظًا في الصدور متلوا بالألسن مكتوبًا في المصاحف غير مخلوق، ومن قال بخلق اللفظ في القرآن يريد به القرآن فقد قال: بخلق القرآن".
قال المعلق -جزاه الله خيرًا-: "مسألة اللفظ بالقرآن اضطرب فيها أقوام من أهل الحديث والسنة، قال ابن قتيبة في كتاب "الاختلاف في اللفظ": "ثم انتهى بنا القول إلى ذكر غرضنا من هذا الكتاب، وغايتنا من اختلاف أهل الحديث في اللفظ بالقرآن وتشانئهم، وإكفار بعضهم بعضًا، وليس ما اختلفوا فيه مما يقطع الألفة، ولا مما يوجب الوحشة؛ لأنهم مجمعون على أصل واحد، وهو القرآن كلام الله غير مخلوق".
وقال ابن القيم: "وأئمة السنة والحديث يميزون بين ما قام بالعبد وما قام بالرب، والقرآن عندهم جميعه كلام الله، حروفه ومعانيه، وأصوات العباد وحركاتهم وآداؤهم وتلفظهم كل ذلك مخلوق بائن عن الله" إلى أن قال: "البخاري أعلم بهذه المسألة وأولى بالصواب فيها من جميع من خالفه، وكلامه أوضح وأمتن من كلام أبي عبد الله، فإن الإمام أحمد سد الذريعة حيث منع إطلاق لفظ المخلوق نفيًا وإثباتًا عن اللفظ" إلى أن قال: "والذي قصده أحمد أن اللفظ يراد به أمران: أحدهما: الملفوظ نفسه، وهو غير مقدور للعبد، ولا فعل له.
الثاني: التلفظ به والأداء له وفعل العبد، فإطلاق الخلق على اللفظ قد يوهم المعنى الأول، وهو خطأ، وإطلاق نفي الخلق عليه قد يوهم المعنى الثاني، فمنع الإطلاقين، وأبو عبد الله البخاري ميَّز وفصل، وأشبع الكلام في ذلك، وفرق بين ما قام بالرب وما قام بالعبد، وأوقع المخلوق على تلفظ العباد وأصواتهم وحركاتهم وأكسابهم، ونفى اسم الخلق عن الملفوظ وهو الذي سمعه جبرائيل من الله، وسمعه محمد من جبرائيل.
تنبيه: لقد زعم كثير من أهل الأهواء أن الإمام البخاري قال: "لفظي بالقرآن مخلوق" ولكن بعد التحقيق تبين أن نسبة هذا القول للإمام البخاري -رحمه الله- من قبل شهادة الزور عليه، وأنه براء من هذه المقالة، ولقد صرح الإمام البخاري نفسه أن من قال: "إني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فقد كذب عليَّ".
قال محمد بن نصر سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: "من زعم أني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله. فقلت له: يا أبا عبد الله قد خاض الناس في هذا، وأكثروا فيه. فقال: ليس إلا ما أقول".
وقال أبو عمرو الخفاف: "أتيت البخاري فناظرته في الأحاديث حتى طابت نفسه. فقلت: يا أبا عبد الله ها هنا أحد يحكي عنك أنك قلت هذه المقالة، فقال: يا أبا عمرو، احفظ ما أقول لك: من زعم من أهل نيسابور وقومس والري وهمذان وحلوان وبغداد والكوفة والبصرة ومكة والمدينة أني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله إلا أني قلت: أفعال العباد مخلوقة".
إذن الثابت عنه أنه قال: أفعالنا مخلوقة، فيدخل في هذا تلفظ القارئ بالقرآن، وكتابة الكاتب لألفاظ القرآن، وحفظ الحافظ للقرآن، وجهر القارئ بالقرآن، وحسن صوته وتغنيه بالقرآن، فهي أمور مخلوقة؛ لأنها من أفعال العباد، فهذا ما ذهب إليه -رحمه الله-، وهذا تفصيله في المسألة فتأمل." والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[26 - 03 - 10, 07:59 م]ـ
للفائدة ..
ـ[سمير بن لوصيف]ــــــــ[26 - 03 - 10, 09:59 م]ـ
هذا مبحث من رسالة تخرجي من المدرسة العليا للأساتذة:
المبحث الثاني: مسألة اللفظ بالقرآن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/284)
إنّ سبب البدع المنتشرة في العالم الإسلامي قديما وحديثا هو ما أوقعه أهل الإلحاد والضلال من الألفاظ المجملة التي يظنّ الظانّ أنّه لا يدخل فيها إلاّ الحقّ وقد دخل فيها الحقّ والباطل فمن لم ينقب عنها أو يستفصل المتكلّم بها كما كان السلف والأئمّة يفعلون صار متناقضا أو مبتدعا ضالا من حيث لا يشعر، وكثير ممن تكلّم بالألفاظ المجملة المبتدعة كلفظ الجسم والجوهر والعرض وحلول الحوادث ونحو ذلك، كانوا يظنون أنّهم ينصرون الإسلام بهذه الطريقة وإنّهم بذلك يثبتون معرفة الله وتصديق رسوله، فوقع منهم من الخطأ والضلال ما أوجب ذلك وهذه حال أهل البدع كالخوارج وأمثالهم (الجهمية والمعتزلة)، فإنّ البدعة لا تكون حقّا موافقا للسنّة، إذ لو كانت كذلك لم تخف على النّاس، ولكن تشتمل على حقّ وباطل، فيكون صاحبها قد لبّس الحقّ بالباطل إمّا مخطئا غالطا وإمّا متعمدا لنفاق فيه وإلحاد، ومن هذه البدع المحدثة مسألة اللفظ التي ظهرت زمان الإمام أحمد رحمه الله وهي من المسائل الدقيقة التي حصل فيها اضطراب بين النّاس عموما وبين أهل الحديث والسنّة خصوصا، وكان النّاس قد افترقوا حيث ظهرت هذه البدعة إلى أربع فرق:
- الأولى: الجهمية القائلين بخلق القرآن، تسّتروا بالقول ألفاظنا بالقرآن مخلوقة ومرادهم أنّ كلام الله مخلوق اعتقاد أسلافهم.
- الثانية: طائفة شابهت الجهمية في قولهم، وهم الكلاّبية إتباع المتكلّم أبو محمد عبد الله بن سعيد ابن كلاب البصري (ت 240هـ/855م) الذين أطلقوا القول كالجهمية فقالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة ومرادهم أنّ القرآن العربي الذي نزل به جبريل الذي هو الألفاظ المؤلفة من الحروف مخلوق وأنّ الله لم يتكلم بالحروف، إنّما كلامه معنى مجرد عن الألفاظ وهذا قديم غير مخلوق، وقالوا: إنّ التلاوة غير المتلو والقراءة غير المقروء، وهؤلاء هم "اللفظية النافية" أو "اللفظية الخلقية" كما سمّاهم شيخ الإسلام ابن تيمية في بعض كلامه.
- الثالثة: طائفة من أهل الحديث كأبي حاتم الرازي محمد بن إدريس التميمي (ت 277هـ/891م) وأبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم القرشي الرازي (ت 264هـ/878م) وغيرهم لمّا رأوا أنّ مقالة الجهمية والكلاّبية باطلة فأرادوا تقويم السّنة فوقعوا في البدعة وردّوا باطلا بباطل وقابلوا الفاسد بالفاسد فقالوا: تلاوتنا للقرآن غير مخلوقة وألفاظنا به غير مخلوقة لأنّ هذا هو القرآن والقرآن غير مخلوق، ولم يفرّقوا بين الاسم المطلق والاسم المقيّد في الدلالة وبين حال المسمى إذا كان مجرّداوحاله إذا كان مقرونا مقيّدا وقالوا: التلاوة هي المتلو والقراءة هي المقروء وهؤلاء هم "اللفظية المثبتّة".
- الرابعة: طائفة أهل السنّة والجماعة أصحاب الحقّ والرأي السديد، منعوا إطلاق القولين، وقالوا: القرآن كلام الله غير مخلوق حيث تصرّف وهو كلام الله ووحيه وتنزيله بألفاظه ومعانيه ليس هو كلامه دون معانيه ولا معانيه دون ألفاظه وألفاظ العباد وأصواتهم مخلوقة والعبد يقرآ القرآن فالصوت صوت القارئ والكلام كلام الباري عز وجل، قال ابن تيمية: "كلام أحمد في مسألة التلاوة والإيمان والقرآن في نمط واحد منع إطلاق القول بأن ذلك مخلوق لأنه يتضمن القول بأنّ من صفات الله ماهو مخلوق، ولما فيه من الذريعة ومنع أيضا إطلاق القول بأنّه غير مخلوق لما في ذلك من البدعة والضلال.
وقد وقع الخلاف في هذه المسألة لدقتها وغموضها، بقول ابن قتيبة: "وإنّما اختلفوا في فرع لم يفهموه لغموض ولطف معناه، فتعلّق كل فريق منهم بشعبة منه ... " وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية حقيقة الغموض في هذه المسألة فقال رحمه الله: "ومنشأ النزاع بين أهل الأرض والاضطراب العظيم الذي لا يكاد ينضبط في هذا الباب يعود إلى أصلين:
- مسألة تكلّم الله بالقرآن وسائر كلامه.
- ومسألة تكلّم العباد بكلام الله
وسبب ذلك أنّ التكلم والتكليم له مراتب ودرجات وكذلك تبليغ المبلغ لكلام غيره له وجود وصفات، ومن النّاس من يدرك من هذه الدرجات والصفات وبعضها ربمّا لم يدرك إلاّ أدناها ثمّ يكذب بأعلاها، فيصيرون مؤمنين ببعض الرسالة كافرين ببعضها ويصير كل من الطائفتين مصدقة بما أدركته مكذبة بما مع الآخرين من الحقّ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/285)
وكان أوّل من تكلّم في اللفظ رجل من أهل العلم، وهو أبو علي الحسين بن علي بن يزيد الكراييسي البغدادي (ت 248هـ/862م). قال الذهبي: "وكان من بحور العلم ذكيّا فطنا لسنا، تصانيفه في الفروع والأصول تدلّ على تبحره إلاّ أنّه وقع بينه وبين الإمام أحمد، فهجر لذلك، وهو أول من فتق اللفظ ولمّا بلغ يحيى بن معين أنّه يتكلم في أحمد قال: ما أحوجه إلى أن يضرب وشتمه"، وقال: "قال حسين: لفظي به مخلوق فبلغ قوله أحمد فأنكره وقال: هذه بدعة، فأوضح حسين المسألة وقال: تلفظك بالقرآن يعني غير الملفوظ وقال في أحمد: أيّ شيء نعمل بهذا الصّبي؟ إن قلنا: مخلوق قال بدعة وإن قلنا: غير مخلوق قال بدعة فغضب لأحمد أصحابه ونالوا من حسين".
واللفظية النافية، كما قدّمنا هم القائلون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة وأنّ التلاوة غير المتلو والقراءة غير المقروء، والكتابة غير المكتوب وهي مخلوقة، والمتلو المقروء غير مخلوق وهو غير مسموع فإنّه ليس بحروف ولا أصوات، ومرادهم بالتلاوة والقراءة نفس ألفاظ القرآن العربي الذي سمع من النّبي صلّى الله عليه وسلّم والمتلو المقروء عندهم هو المعنى القائم بالنّفس وهو غير مخلوق وهو اسم القرآن، فإذا قالوا القرآن غير مخلوق أرادوا به ذلك المعنى وهو المتلو المقروء وأمّا المقروء المسموع المثبت في المصاحف فهو عبارة عنه وهو مخلوق.
وقد كان إنكار الإمام أحمد على هذه الطائفة أكثر وأشهر وأغلظ لوجهين:
الأول: إنّ قولهم يفضي إلى زيادة التعطيل والنفي وجانب النفي أبدا شر من جانب الإثبات، فإن الرسل جاءوا بالإثبات المفصل في صفات الله وبالنفي المجمل، فوصفوه بالعلم والرحمة والقدرة والحكمة والكلام والعلو وغير ذلك من الصفات، وفي النفي "ليس كمثله شيء" و"لم يكن له كفؤا أحد". وأمّا الخارجون عن حقيقة الرسالة من الصابئة والفلاسفة والمشركين وغيرهم ومن تجهّم من أتباع الأنبياء فطريقتهم "النفي المفصل" ليس كذا، ليس كذا، وفي الإثبات أمر مجمل ولهذا يقال: المعطل أعمى والمشبّه أعشى فأهل التشبيه مع ضلالهم خير من أهل التعطيل.
والثاني: أنّ أحمد -رحمه الله- إنّما ابتلي بالجهمية المعطلة فهم خصومه فكان همّه منصرفا إلى ردّ مقالاتهم دون أهل الإثبات فإنّه لم يكن في ذلك الوقت والمكان ممّن هو داع إلى زيادة في الإثبات، كما ظهر من كان يدعوا إلى زيادة في النفي والإنكار يقع بحسب الحاجة، والبخاري لمّا ابتلي باللفظية المثبتة ظهر إنكاره عليهم كما في تراجم آخر كتاب الصحيح و في كتاب خلق الأفعال مع أنّه كذّب من نقل عنه أنّه قال: لفظي بالقرآن مخلوق من جميع أهل الأمصار.
وقد نقل غير واحد من العلماء نصوصا عن أئمّة السلف في الردّ على من قال: "لفظي بالقرآن مخلوق" وهذه النصوص على قسمين: قسم جعل اللفظية من الجهمية وقسم جعلهم من المبتدعة، وهذه بعضها:
1. سئل الإمام أحمد عن الذين يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة. فقال هم شرَ من الجهمية ومن زعم هذا فقد زعم أنَ جبريل جاء بمخلوق وأنَ النَبي صلََى الله عليه وسلَم تكلَم بمخلوق.
2. قال يعقوب الدورقي قلت لأحمد بن حنبل: هؤلاء الذين يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوق؟ فقال: القرآن على أيَ جهة كان لا يكون مخلوقا أبدا، قال الله تعالى: "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله" (التوبة 6) ولم يقل حتى يسمع كلامك يا محمد فقلت له: إذا يدور هؤلاء على الإبطال والتعطيل، قال: نعم، وقال أحمد بن حنبل: عليهم لعنة الله.
3. قال أبو بكر المروزي: قلت لأبي عبد الله: إنَ رجلا من أصحابنا زوّج أخته من رجل فإذا هو من هؤلاء اللفظية، يقول لفظي بالقرآن مخلوق، وقد كتب الحديث فقال أبو عبد الله: "هذا شرَ من جهميَ" قلت: فتفرق بينهما؟ قال: نعم، قلت: فإن أخاها يفرق بينهما؟ قال: قد أحسنت، وقال: "أظهروا الجهميَة هذا كلام ينقض آخره أوله"، قلت لأبي عبد الله: إنَ الكرابيسي يقول: من لم يقل لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر، قال: "بل هو الكافر"، وقال: "مات بشر المريسي وخلفه حسين الكرابيسي" وقال: "بلغني عن جهم أنَه قال بهذا في بدء أمره".
4. قال الإمام أحمد بن صالح أبي جعفر المصري المعروف بابن الطبري (ت248هـ/862م): لفظنا بالقرآن هو الملفوظ والحكاية هي المحكي وهي كلام الله غير مخلوق، من قال: لفظي به مخلوق فهو كافر".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/286)
5. وقيل للإمام أبي مصعب أحمد بن بكر القاسم الزهري (ت242هـ/857م): "إنَا قبلنا رجلا في بغداد يقول: لفظه بالقرآن مخلوق، فقال: هذا كلام خبيث نبطي".
6. قال الإمام ابن جرير الطبري: "وأمَا القول في ألفاظ العباد بالقرآن فلا أثر فيه نعلمه عن صحابي مضى ولا عن تابعي قضى، إلاَ عن من في قوله الشفا والغنى وفي إتباعه الرشد والهدى، ومن يقوم لدينا مقام الأئمَة الأولى: أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، فإنَ أبا إسماعيل الترمذي حدثني قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: اللفظية جهميَة، قال الله تعالى: "حتى يسمع كلام الله"، ممَن يسمع؟
قال ابن جرير: وسمعت جماعة من أصحابنا لا أحفظ أسماءهم يحكون عنه أنَه كان يقول: من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع.
قال ابن جرير: ولا قول عندنا في ذلك يجوز أن نقوله غير قوله إذ لم يكن لنا إمام نأتمَ به سواه وفيه الكفاية والمقنع وهو الإمام المتَبع.
وقال أبو داوود: سمعت إسحاق بن راهويه سئل عن اللفظية فبدّعهم.
وقال الحافظ أبو عبد الله بن يحيى الذهلي النَيسابوري: ومن زعم أنَ لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع لا يجالس ولا يكلَّم، وبمثله قال الإمام الفقيه إبراهيم بن خالد أبو ثور الكلبي البغدادي.
وأئمَة السلف رحمهم الله لمَا أطلقوا القول بالتجهيم على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق إنَما أرادوا من قصد بقوله هذا القرآن الذي هو كلام الله المسطور المكتوب الملفوظ فإنَ من قال هذا فهو جهمي، أمَا من قال لفظي بالقرآن مخلوق وأراد به فعل العبد القائم به الذي هو حركته وصوته، فهذا لا يجهّم ولا يبدّع لأنَ إطلاق هذا القول غير جائز لما يوقع فيه من المحذور الموهم للمعنى الثاني، قال الإمام أحمد: "كلَ من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق فهو جهميَ، فاحترز بقوله "يقصد إلى القرآن" عن تكفير من قال لفظي بالقرآن مخلوق ويريد به حركته وصوته به لا نفس الكلام الملفوظ المقروء.
قال الذهبي معقَبا على كلام الإمام أحمد في الكرابيسي: "ولا ريب أنَ ما ابتدعه الكرابيسي وحرَره في مسألة التلفظ وأنَه مخلوق هو حقَ، لكن أباه الإمام أحمد لئلاَ يتذرع به إلى القول بخلق القرآن فسدَ الباب لأنَك لا تقدر أن تفرز التلفظ من الملفوظ الذي هو كلام الله إلاَ في ذهنك"، وقال أيضا: "وكان يقول (الكرابيسي): القرآن كلام الله غير مخلوق ولفظي به مخلوق فإن عنى التلفظ فهذا جيد، وإن عنى ألفاظنا مخلوقة وإن قصد الملفوظ بأنَه مخلوق فهذا الذي أنكره أحمد والسلف وعدَوه تجهَما ومقت النَاس حسينا لكونه تكلَم في أحمد".
قال ابن القيم: "وأمَا الفريق الثاني (اللفظية النافية) أصابوا في قولهم: إنَ أصوات العباد وتلاوتهم وقراءتهم وما قام بهم من أفعالهم وتلفظهم بالقرآن وكتابتهم له مخلوق، وأخطأوا في قولهم هذا القرآن العربي الذي بلّغه رسول الله صلَى الله عليه وسلَم عن الله مخلوق، ولم يكلَم به الربَ ولا سمع منه، وأنَ كلام الله هو المعنى القائم بنفسه ليس بحروف ولا سور ولا آيات، ولا له بعض ولا كلَ وليس بعربي ولا عبراني، بل هذه عبارات مخلوقة تدلَ على ذلك المعنى.
أمَااللفظية المثبتة: فهم كما قدَمنا القائلون بأنَ ألفاظنا بالقرآن غير مخلوقة، وأنَ التلاوة هي المتلو والقراءة هي المقروء والكتابة هي المكتوب، ومرادهم أنَ القرآن المسموع غير مخلوق وليست مرادهم صوت العبد، كما يذكر ذلك عن أبي حاتم الرازي وأبي زرعة الرازي ومحمد بن يحيى الذهلي والمحدَث أبو جعفر محمد بن داود المصيصي وغيرهم وهم يريدون بقولهم هذا أيضا الردَ على اللفظية النافية القائلين: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة.
ولكنَهم حيث أطلقوا هذه المقالة -مع صحة مرادهم- جاء من بعدهم أقوام وافقوهم في إطلاق اللفظ، وأدخلوا في ذلك صوت العبد أو فعله ومنهم من وقف فيه وسبب ما أوقفهم في ذلك إطلاقهم القول: إنَ التلاوة هي المتلو والقراءة هي المقروء، ففهم ذلك بعض الأئمَة فصاروا يقولون: أفعال العباد وأصواتهم مخلوقة ردا على
هؤلاء كما فعل المحدث إسماعيل البخاري والحافظ أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي (ت294هـ/907م) وغيرهما أهل العلم والسنَة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/287)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وكلَ هؤلاء (اللفظية المثبتة) من أهل العلم والسنَة والحديث، وهم من أصحاب أحمد بن حنبل ولهذا قال ابن قتيبة: "إنَ أهل السنَة لم يختلفوا في شيء من أقوالهم إلاَ في مسألة اللفظ" وصار قوم يطلقون بأنَ التلاوة هي المتلو والقراءة هي المقروء وليس مرادهم بالتلاوة المصدر، و الإنسان إذا تكلَم بالكلام فلا بدَ من حركة وممَا يكون من الحركة من أقوالهم الَتي هي حروف منظومة ومعان مفهومة، والقول والكلام يراد به تارة، المجموع فتدخل الحركة في ذلك ويكون الكلام نوعا من العمل وقسما منه ويراد به تارة ما يقترن بالحركة ويكون عنها لا نفس الحركة فيكون الكلام قسما للعمل ونوعا آخر ليس هو منه، ولهذا تنازع العلماء في لفظ العمل المطلق: هل يدخل فيه الكلام؟ على قولين معروفين لأصحاب أحمد وغيرهم وبنوا على ذلك ما إذا حلف لا يعمل اليوم عملا فتكلم، هل يحنث أم لا؟ على قولين، وذلك لأنَ لفظ الكلام قد يدخل في العمل وقد لا يدخل، فالاول: كما في قول النَبي صلَى الله عليه وسلَم: "لا حسد إلاَ في اثنين، رجل أتاه الله القرآن فهو يتلوه أناء اللَيل والنَهار، فقال رجل: لو أنَ لي مثل ما لفلان لعملت فيه مثل ما يعمل فلان"، لقد جعل فعل هذا الذي يتلوه أناء اللَيل والنَهار عملا كما قال: لعملت مثل ما يعمل فلان.
والثاني: كما في قوله تعالى: "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه" (فاطر 10) وقوله تعالى: "وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون عمل إلاَ كنَا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه" (يونس 61) فالذين قالوا التلاوة هي المتلو من أهل السنَة قصدوا أنَ التلاوة هي القول والكلام المقترن بالحركة وهي كلام الله المتلو، وآخرون قالوا بل التلاوة غير المتلو والقراءة غير المقروء والذين قالوا ذلك من أهل السنَة والحديث أرادوا بذلك أنَ أفعال العباد ليست هي كلام الله، ولا أصوات العباد هي صوت الله، وهذا الذي قصده البخاري وهو مقصود صحيح، والإمام أحمد رحمه الله منع إطلاق هذا اللفظ (ألفاظنا بالقرآن غير مخلوقة) لأنَه لفظ مبتدع لم يتكلَم فيه السَلف وأيضا لما يجرّ من الوقوع في المحذور كما جرّ بعض من جاء بعد من إتباع هذه المقالة فمنهم من توقَف هل يدخل في اللفظ صوت العبد وحركته أم لا؟ وتجرَأ آخرون فأدخلوا فعل العبد وحركته وصوته، كما قدَمنا.
وهذا سياق لبعض ما تيسَر الوقوف عليه من كلام أئمَة السنَة في شأن هذه الطائفة:
قال أحمد بن الحسن بن علي البزوري أبو بكر الطبري: سمعت أبا عبد الله حين سأله رجل عن اللفظ فقال له: يا أبا عبد الله حكوا عنك بالكرخ إنَك قلت: لفظي بالقرآن غير مخلوق، فوقف غضبان وقال: ما أكثر الكذب عليَ، ما قلت في هذا شيئا ولا أقول إنَما بلغني هذا الكلام فقلت هذا كلام سوء، الله المستعان ودخل إلى منزله مغضبا.
و قال أو بكر محمد بن عبد الملك بن زنجويه (ت 258هـ/872م): سمعت أحمد بن حنبل يقول: من قال لفظه بالقرآن مخلوق فهو جهميَ ومن قال: لفظه بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع لا يكلَم.
وقال ابن جرير الطبري: سمعت جماعة من أصحابنا لا أحفظ أسماءهم يحكون عنه أنَه (الإمام أحمد) كان يقول: ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهميَ ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع.
وقال أبو بكر المروزي: بلغ أبا عبد الله عن أبي طالب أنَه كتب إلى أهل "نصيبين" (مدينة بين الشام والموصل) إنَ لفظي بالقرآن غير مخلوق، قال أبو بكر: فجاءنا صالح بن أحمد فقال قوموا إلى أبي، فجئنا فدخلنا على أبي عبد الله فإذا هو غضبان شديد الغضب في وجهه، فقال اذهب فجئني بأبي طالب فجئت به، فقعد بين يديَ أبي عبد الله وهو يرعد فقال: كتبت إلى أهل نصيبين تخبرهم عنَي أنَي قلت: لفظي بالقرآن غير مخلوق؟!! فقال: إنَما حكيت عن نفسي، قال: فلا يحلَ هذا لك ولا عن نفسي، ما سمعت عالما قال هذا، قال أبو عبد الله: القرآن كلام الله غير مخلوق كيف تصرَف، فقيل لأبي طالب: أخرج وأخبر أنَ أبا عبد الله قد نهى أن يقال لفظي بالقرآن غير مخلوق، فخرج أبو طالب فلقي جماعة من المحدَثين فأخبرهم أنَ أبا عبد الله نهاه أن يقول لفظي بالقرآن غير مخلوق.
قال أبو عبد الله البخاري: وقع عندي عن أحمد بن حنبل على اثنين وعشرين وجها كلَها يخالف بعضها بعضا والصحيح عندي أنَه قال: ما سمعت عالما يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
ويرى ابن القيم أنَ اللفظية المثبتة أصابوا في قولهم إنَ الله تعالى تكلَم بهذا القرآن على الحقيقة حروفه ومعانيه تكلَم به بصوته وأسمعه من شاء من ملائكته وليس هذا القرآن العربي مخلوقا من جملة المخلوقات وأخطئوا في قولهم: إنَ هذا الصوت المسموع من القارئ هو الصوت القائم بذات الربَ تعالى وأنَه غير مخلوق، وأنَ تلاوتهم وقراءتهم وألفاظهم القائمة بهم غير مخلوقة فهذا غلَو في الإثبات يجمع بين الحقَ والباطل.
فهذه النصوص وغيرها عن الإمام أحمد رحمه الله كافية في بيان إعتقاده في هذه المسألة، فكما أنَه أنكر بدعة اللفظية النافية أنكر كذلك بدعة اللفظية المثبتة ولم يوافق أيَا من الطائفتين على بدعتهم وأولئك النافية جهّمهم وهؤلاء المثبتة بدّعهم وأمر بهجرهم، لكن كيف شرح أهل السنَة والجماعة هذه المسألة وعلى ما بنوا موقفهم من الطائفتين؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه في المبحث التالي إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/288)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[27 - 03 - 10, 01:07 م]ـ
بارك الله تعالى فيك أخي الحبيب سمير ونفع الله تعالى بك ... يرفع للفائدة(62/289)
الكتاب الذي هز الاشاعره عن بكرة ابيهم
ـ[مسفر العقربي]ــــــــ[26 - 03 - 10, 09:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك فئه تسئ الى علماء الجزيره العربيه وتصفهم بابشع الصفات وتسئ اليهم حتى ابن تيميه
وتلميذه ابن القيم والذهبي رحمهم الله لم يسلموا منهم وعندما رديت عليهم في احد منتدياتهم تم حضري
وهذا ديدن الضلال عندما تفحمهم بالاحاديث والايات يطردونك من منتدياتهم والله يجعل تدبيرهم
تدميرا عليهم وقام احد العلماء الاتقياء وهو العلامه الشيخ الدكتور سفر الحوالي بالرد عليهم في كتاب هزهم وازعجهم غاية الازعاج
http://arabsh.com/duha1xjlbva3.html(62/290)
عقيدة الأشعري "في العلو "هي غير عقيدة الأشاعرة
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[26 - 03 - 10, 11:26 م]ـ
عقيدة الأشعري
من كتابه الإبانة عن أصول الديانة "صـ57 - 62
يقول:
الباب الخامس ذكر الاستواء على العرش
إن قال قائل: ما تقولون في الاستواء؟
قيل له: نقول: إن الله عز و جل يستوي على عرشه استواء يليق به من غير طول استقرار كما قال: (الرحمن على العرش استوى) (5/ 20) وقد قال تعالى: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) من الآية (10/ 35) وقال تعالى: (بل رفعه الله إليه) من الآية (158/ 4) (1/ 106) وقال تعالى: (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه) من الآية (5/ 32) وقال تعالى حاكيا عن فرعون لعنه الله: (يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا) من الآيتين (36 - 37/ 40) كذب موسى عليه السلام في قوله: إن الله سبحانه فوق السماوات
وقال تعالى: (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) من الآية (16/ 67)
فالسماوات فوقها العرش فلما كان العرش فوق السماوات قال: (أأمنتم من في السماء) من الآية (14/ 67). . . لأنه مستو على العرش (1/ 107) الذي فوق السماوات وكل ما علا فهو سماء والعرش أعلى السماوات وليس إذا قال: (أأمنتم من في السماء) من الآية (16/ 67) يعني جميع السماوات وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السماوات ألا ترى الله تعالى ذكر السماوات فقال تعالى: (وجعل القمر فيهن نورا) من الآية (16/ 7) ولم يرد أن القمر يملأهن جميعا وأنه فيهن جميعا ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله تعالى مستو على العرش الذي هو فوق السماوات فلولا أن الله عز و جل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش كما لا يحطونها إذا دعوا إلى الأرض 1 (1/ 108)
فصل
وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية: إن معنى قول الله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) (5/ 20) أنه استولى وملك وقهر وأن الله تعالى في كل مكان وجحدوا أن يكون الله عز و جل مستو على عرشه كما قال أهل الحق وذهبوا في الاستواء إلى القدرة
ولو كان هذا كما ذكروه كان لا فرق بين العرش والأرض السابعة لأن الله تعالى قادر على كل شيء والأرض لله سبحانه (1/ 109) قادر عليها وعلى الحشوش وعلى كل ما في العالم فلو كان الله مستويا على العرش بمعنى الاستيلاء وهو تعالى مستو على الأشياء كلها لكان مستويا على العرش وعلى الأرض وعلى السماء وعلى الحشوش والأقدار لأنه قادر على الأشياء مستول عليها وإذا كان قادرا على الأشياء كلها لم يجز عند أحد من المسلمين أن يقول إن الله تعالى مستو على الحشوش والأخلية تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا لم يجز أن يكون الاستواء على العرش الاستيلاء الذي هو عام في الأشياء كلها ووجب أن يكون معنى الاستواء يختص بالعرش دون الأشياء كلها
وزعمت المعتزلة والحرورية والجهمية أن الله تعالى في كل مكان فلزمهم أنه في بطن مريم وفي الحشوش والأخلية وهذا خلاف الدين. تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا
مسألة
ويقال لهم: إذا لم يكن مستويا على العرش بمعنى يختص العرش (1/ 110) دون غيره كما قال ذلك أهل العلم ونقله الأخبار وحملة الآثار وكان الله عز و جل في كل مكان فهو تحت الأرض التي السماء فوقها وإذا كان تحت الأرض والأرض فوقه والسماء فوق الأرض وفي هذا ما يلزمكم أن تقولوا إن الله تحت التحت والأشياء فوقه وأنه فوق الفوق والأشياء تحته وفي هذا ما يجب أنه تحت ما هو فوقه وفوق ما هو تحته وهذا هو المحال المتناقض تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
دليل آخر:
ومما يؤكد أن الله عز و جل مستو على عرشه دون الأشياء كلها ما نقله أهل الرواية عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
روى عفان قال: ثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا (1/ 111) عمرو بن دينار عن نافع عن جبير عن أبيه رضي الله عنهم أجمعين أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (ينزل ربنا عز و جل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ حتى يطلع الفجر)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/291)
روى عبيد الله بن بكر قال: ثنا هشام بن أبي عبد الله عن يحيى بن كثير عن أبي جعفر أنه سمع أبا حفص يحدث أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إذا بقى ثلث الليل ينزل الله تبارك وتعالى فيقول: من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يستكشف الضر فأكشفه عنه؟ من ذا الذي يسترزقني فأرزقه؟ حتى ينفجر الفجر). (1/ 112)
وروى عبد الله بن بكر السهمي قال: ثنا هشام بن أبي عبد الله عن يحيى بن كثير عن هلال بن أبي ميمونة قال: ثنا عطاء بن يسار أن رفاعة الجهني حدثه قال: فكنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كفا بالكديد - أو قال بقديد - حمد الله وأثنى عليه ثم قال: (إذا مضى ثلث الليل - أو قال ثلثا الليل - نزل الله عز و جل إلى السماء فيقول: من ذا الذي يدعوني أستجيب له؟ من ذا الذي يستغفرني أغفر له؟ من ذا الذي يسألني أعطيه؟ حتى ينفجر الفجر) نزولا يليق بذاته من غير حركة وانتقال تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
دليل آخر:
قال الله تعالى (1/ 113): (يخافون ربهم من فوقهم) من الآية (50/ 16) وقال تعالى: (تعرج الملائكة والروح إليه) من الآية (4/ 70) وقال تعالى: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان) من الآية (11/ 41) وقال تعالى: (ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا) من الآية (59/ 25) وقال تعالى: (ثم استوى على العرش مالكم من ولي ولا شفيع) (4/ 32) فكل ذلك يدل على أنه تعالى في السماء مستو على عرشه والسماء بإجماع الناس ليست الأرض فدل على أنه تعالى منفرد بوحدانيته مستو على عرشه استواء منزها عن الحلول والاتحاد. (1/ 114)
دليل آخر:
قال الله تعالى: (وجاء ربك والملك صفا صفا) (22/ 89) وقال تعالى: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة) من الآية (210/ 2) وقال: (ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى ولقد رآه نزلة أخرى) (8 - 13/ 53) إلى قوله: (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) (18/ 53) وقال تعالى لعيسى ابن مريم عليه السلام: (إني متوفيك ورافعك إلي) وقال تعالى: (وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه) من الآية (158/ 4) (1/ 115) وأجمعت الأمة على أن الله سبحانه رفع عيسى صلى الله عليه و سلم إلى السماء ومن دعاء أهل الإسلام جميعا إذا هم رغبوا إلى الله تعالى في الأمر النازل بهم يقولون جميعا: يا ساكن السماء ومن حلفهم جميعا: لا والذي احتجب بسبع سماوات
دليل آخر:
قال الله عز و جل: (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء) من الآية (51/ 42) وقد خصت الآية الشريفة البشر دون غيرهم ممن ليس من جنس البشر ولو كانت الآية عامة للبشر وغيرهم كان أبعد من الشبهة وإدخال الشك على من يسمع الآية أن يقول: ما كان لأحد أن يكلمه الله إلا وحيا (1/ 116) أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيرتفع الشك والحيرة من أن يقول: ما كان لجنس من الأجناس أن أكلمه إلا وحيا أو من وراء حجاب أو أرسل رسولا وننزل أجناسا لم يعمهم بالآية فدل ما ذكرنا على أنه خص البشر دون غيرهم
دليل آخر:
قال الله تعالى: (ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق) من الآية (62/ 6) وقال: (ولو ترى إذ وقفوا على ربهم) من الآية (30/ 6) وقال: (ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم) (12/ 32) وقال عز و جل: (وعرضوا على ربك صفا) من الآية (48/ 18) كل ذلك يدل على أنه تعالى ليس في خلقه ولا خلقه فيه وأنه مستو (1/ 117) على عرشه سبحانه بلا كيف ولا استقرار تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا فلم يثبتوا له في وصفهم حقيقة ولا أوجبوا له بذكرهم إياه وحدانية إذ كل كلامهم يؤول إلى التعطيل وجميع أوصافهم تدل على النفي يريدون بذلك التنزيه ونفي التشبيه على زعمهم فنعوذ بالله من تنزيه يوجب النفي والتعطيل
دليل آخر:
قال الله تعالى (الله نور السماوات والأرض) من الآية (35/ 24) فسمى نفسه نورا والنور عند الأمة لا يخلو من أن يكون أحد معنيين (1/ 118):
إما أن يكون نورا يسمع أو نورا يرى
فمن زعم أن الله يسمع ولا يرى فقد أخطأ في نفيه رؤية ربه وتكذيبه بكتابه وقول نبيه صلى الله عليه و سلم
وروت العلماء عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله عز و جل فإن بين كرسيه إلى السماء ألف عام والله عز و جل فوق ذلك)
دليل آخر:
وروت العلماء رحمهم الله عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: (إن العبد لا تزول قدماه من بين يدي الله عز و جل حتى يسأله عن عمله)
وروت العلماء أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم بأمة (1/ 119) سوداء فقال: يا رسول الله إني أريد أن أعتقها في كفارة فهل يجوز عتقها؟
فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم: أين الله؟ قالت: في السماء قال فمن أنا؟ قالت: أنت رسول الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم: أعتقها فإنها مؤمنة
وهذا يدل على أن الله تعالى على عرشه فوق السماء فوقية لا تزيده قربا من العرش. (1/ 120) إنتهى كلام أبي الحسن الأشعري
أقول يا خوفي من أن يخرج مبتدع ويقول مدسوووووووووووووووووس والله مدسووووووس صدقونا مدسوووووووووووووووووووووووس
ويقعد يتبكبك علينا (يتبكبك مصطلح من بلادي بمعنى: يتصنع البكاء)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/292)
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[27 - 03 - 10, 12:01 ص]ـ
بل أنكر نسبته بعضهم وغيرهم حاصوا حيصة الحمر فقالوا إنما فعله تقية من الحنابلة وقال آخرون بل ليتدرج مع الحشوية في معتقدهم الى معتقد أهل السنة ...
أخزى الله الجهمية الإناث ..
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[27 - 03 - 10, 12:03 ص]ـ
من الإمام الأشعري إلى كل أشعري
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له، و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا و أنتم مسلمون)، (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالاً كثيراً و نساءً واتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيباً)، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا ًسديداً يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزاً عظيماً).
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، و أحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم، و شر الأمور محدثاتها، و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار.
ثم أما بعد , فقد أحببت أن أقدم للإخوة الأشاعرة مقتطفات من كتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري رحمه الله , ليعلموا أن ما نقوله في باب الأسماء والصفات لا يكاد يختلف عما كان يقوله رحمه الله , فإن كنا مشبهة مجسمة – عياذاً بالله - كما يقولون، فهو عندهم كذلك، وحاشاه، ونحن نطالبهم بإحدى اثنتين إما أن يتبرؤوا من رمينا بالتجسيم ومن تكفيرنا كما صرح بذلك أحدهم وإما أن يتبرؤوا من الإمام الأشعري و يتركوه لنا فنحن أولى به منهم!
بين يدي الموضوع:
قد يقول بعض الإخوة الأشاعرة أن ما في الإبانة مكذوب على الإمام أو أنه رجع عنه وهذا مردود من وجوه:
أولاً: قد عد غير واحد من الأئمة كتاب الإبانة من تأليف أبي الحسن رحمه الله ومنهم:
• الإمام البيهقي (384 - 458) وقد نقل عن الإبانة – ناسباً إياه لأبي الحسن – في عدة مواضع من كتابه "الاعتقاد".
• الحافظ أبو عثمان الصابوني (ت 449) وكان يظهر الإعجاب بالكتاب ويقول ما الذي ينكر على من هذا الكتاب شرح مذهبه؟
• الإمام أبو الفتح نصر المقدسي (ت (490
• الإمام الحافظ أبو القاسم ابن عساكر صاحب تاريخ دمشق (ت571) فقد دافع عن الإبانة في كتابه "تبيين كذب المفتري على أبي الحسن الأشعري" وقال: ولم يزل كتاب الإبانة مستصوباً عند أهل الديانة!!!
• الشيخ أبو محمد القاسم بن عساكر) ت600 (
• القاضي أبو القاسم بن درباس (ت 659) في "رسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري".
ثانياً: قد تصدى جمع من العلماء للرد على من طعن في الإمام منافحين عما أورده في الإبانة من معتقد وأنه هو معتقده لا كما زعم الأهوازي وغيره من كونه ألف الإبانة تقية من الحنابلة!!! ومن أشهر من قام بالرد الحافظ ابن عساكر رحمه الله ومما قاله في تبيين كذب المفتري:
• (وما ذكره - يعني الزاعم - ما تقدم في كتاب الإبانة فقول بعيد من قول أهل الديانة، كيف يصنف في العلم كتابا يخلده وقولاً يقول بصحة ما فيه ولايعتقده، بل هم يعني المحققين من الأشعرية يعتقدون ما فيها أشد اعتقاد ويعتمدون عليها أشد اعتماد فإنهم بحمد الله ليسوا معتزلة ولا نفات لصفات الله معطلة، لكنهم يثبتون له سبحانه ما أثبته لنفسه من الصفات ويصفونه بما اتصف به في محكم الآيات وما وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم في صحيح الروايات ... ).
• (وقوله - يعني الأهوازي- لا أحسن الله له رعاية، إن أصحاب الأشعري جعلوا الإبانة من الحنابلة وقاية فمن جملة أقواله الفاسدة وتقولاته المستبعدة البارد ... ).
• ذَكَرَ ثناء الإمام أبي عثمان الصابوني – وهو من مثبتي الصفات لا المفوضة – على الإبانة ومؤلفه ثم قال: (فهذا قول الإمام أبي عثمان وهو من أعيان أهل الأثر بخراسان).
• (وقول الأهوازي: إن الحنابلة لم يقبلوا منه ما أظهره في كتاب الإبانة وهجروه، فلو كان الأمر كما قال لنقلوه عن أشياخهم و أظهروه ... ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/293)
• (وبَيِّنوا فضل أبي الحسن واعرفوا إنصافه، واسمعوا وصفه لأحمد بالفضل واعترافه، لتعلموا أنهما كانا في الاعتقاد متفقين، وفي أصول الدين ومذهب السنة غير مفترقين، ولم تزل الحنابلة في بغداد في قديم الدهر على ممر الأوقات يعتقدون بالأشعرية ... ).
وممن قام بالرد القاضي عبد الملك بن عيسى بن درباس في رسالته في الذب عن أبي الحسن حيث قال:
(قد نص فيه – أي الإبانة – على أنه ديانته التي يدين الله سبحانه بها، و روى وأثبت ديانة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث الماضين وقول أحمد بن حنبل رضي الله عنهم أجمعين ... فإلى ماذا يرجع تراه؟ يرجع عن كتاب الله وسنة نبي الله، خلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون وأئمة الحديث الماضين؟ ... هذا مما لا يتوهمه منصف، ولا يزعمه إلا مكابر مسرف، ويكفيه معرفته بنفسه أنه على غير شيء.).
(ولقد عرضها بعض أصحابنا على عظيم من عظماء الجهمية المنتمين افتراء إلى أبي الحسن الأشعري ببيت المقدس فأنكرها وجحدها، وقال: ماسمعنا بها قط، ولا هي من تصنيفه، واجتهد آخر في إعمال رويته ليزيل الشبهة بفطنته فقال بعد تحريك لحيته: لعله ألفها لما كان حشوياً. فما دريت من أي أمريه أعجب، أمن جهله بالكتاب مع شهرته ... أو من جهله بحال شيخه الذي يفتري عليه بانتمائه إليه ... فإذا كانوا بحال من ينتمون إليه بهذه المثابة يكونون بحال السلف الماضين وأئمة الدين من الصحابة والتابعين و أعلام الفقهاء والمحدثين , وهم لا يلوون على كتبهم ولاينظرون في آثارهم , وهم والله بذلك أجهل وأجهل ... ).
ثالثاً: من باب وشهد شاهد من أهلها نذكر شيئاًَ من تعليقات الكوثري على تبيين كذب المفتري، وهو من هو في تعصبه لمذهب الخلف – الأعلم و الأحكم!! – وحطه على السلف ومذهبهم – الأسلم مع قلة علمه وحكمته!!! – فمن ذلك:
• تعليقه على قول ابن عساكر: ومن وقف على كتابه المسمى "بالإبانة " ... فقال الكوثري: (وأراد بها – أي الإبانة – انتشال المتورطين في أوحال التشبيه من الرواة، والتدرج بهم إلى مستوى الاعتقاد الصحيح) فهو يشير هنا إلى كونه ألفها كمرحلة متوسطة بين تشبيه الرواة! والاعتقاد الصحيح!! فرواة الأحاديث عنده مشبهة مجسمة، فلله الأمر من قبل ومن بعد، وتحضرني مقالة أحد إخواننا الأشاعرة حيث طالب بذكر من أثنى على الشيخ محمد بن عبد الوهاب من تلاميذ تلاميذ النووي أو تلاميذ تلاميذ ابن حجر لأن السند ليس سند تلق فقط بل وفهم أيضا, فكل واحد في السند ينقل الفهم عن شيخه إلى شيخه ... إلخ , فمن أين جاء الرواة بالتشبيه يا ترى؟ اللهم إنا نبرأ إليك من هذا الطعن فيمن نقلوا لنا ديننا.
• تعليقه على ترجمة البربهاري حيث أعقبه بقوله ( ... ثم دخل بغداد – أي الأشعري رحمه الله - وسعى بكل حكمة أن يتدرج بمتقشفة الحشوية إلى معتقد السنة بكتاب الإبانة الذي ألفه أول ما دخل بغداد، وليس هو آخر مؤلفاته كما يلهج به متأخروا الحشوية ... ) فهل من يعتقد بما جاء في الإبانة يكون حشويا؟ وهل يليق بأبي الحسن أن يؤلف كتاباً يلهج به متأخروا الحشوية؟ وأيهما نصدق، الكوثري في تعليقه الأول حيث يشير من طرف خفي إلى أن الإمام رحمه الله لم يكن يعتقد ما فيها – ضاربا بكلام ابن عساكر وغيره من الأئمة عرض الحائط – أم الكوثري في تعليقه الثاني حيث يشير إلى أن الإمام رحمه الله قد رجع عما في الإبانة من كلام الحشوية! – ضاربا بكلام ابن عساكر وغيره من الأئمة عرض الحائط مرة أخرى – هل من منصف يجيبنا؟
والآن نشرع بإذن الله في المقصود وهو ذكر مقتطفات من عقيدة الإمام أبي الحسن الأشعري رحمه الله في الإبانة
الباب الثاني
في إبانة قول أهل الحق والسنة
( ... وديانتنا التي ندين بها: التمسك بكتاب ربنا عز وجل، وبسنة نبينا صلى الله عليه و آله وسلم، وما روي عن الصحابة والتابعين و أئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون. وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن حنبل نضر الله وجهه، ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون، ولمن خالف قوله مجانبون ... ) ثم قال (وجملة قولنا: ...
6 - و أن الله استوى على عرشه كما قال: ** الرحمن على العرش استوى}
7 - و أن له وجهاً بلا كيف كما قال ** ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/294)
8 - و أن له يدين بلا كيف كما قال: ** خلقت بيدي} وكما قال: ** بل يداه مبسوطتان}
9 - و أن له عيناً بلا كيف كما قال: ** تجري بأعيننا}
24 - و ندين بأن الله تعالى يقلب القلوب " وأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن"، وأنه سبحانه "يضع السماوات على أصبع والأرضين على أصبع " , كما جاءت الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تكييف.
30 - و نصدق بجميع الروايات التي يثبتها أهل النقل من النزول إلى السماء الدنيا " وأن الرب عز وجل يقول: هل من سائل , هل من مستغفر " وسائر ما نقلوه و أثبتوه خلافاً لما قاله أهل الزيغ والتضليل.
32 - و نقول إن الله عز وجل يجيء يوم القيامة كما قال: ** وجاء ربك والملك صفاً صفاً} , وأن الله عز وجل يقرب من عباده كيف شاء كما قال ** ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}، وكما قال: ** ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى}.
الباب السابع
ذكر الاستواء على العرش
إن قال قائل: ما تقولون في الاستواء؟ قيل له: نقول إن الله عز وجل يستوي على عرشه [استواءً] * يليق به من غير طول الاستقرار كما قال ** الرحمن عل العرش استوى ... و رأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء، لأن الله عز وجل مستوٍ على العرش الذي هو فوق السماوات فلولا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش، كما لا يحطونها إذا دعوا إلى الأرض.
وقد قال قائلون - من المعتزلة والجهمية والحرورية – إن قول الله عز وجل ** الرحمن على العرش استوى} أنه استولى وملك وقهر , وأن الله عز وجل في كل مكان , وجحدوا أن يكون الله عز وجل على عرشه – كما قال أهل الحق – وذهبوا في الاستواء إلى القدرة. ولو كان هذا كما ذكروه كان لافرق بين العرش والأرض السابعة , فالله سبحانه قادر عليها وعلى الحشوش , وعلى كل ما في العالم ... و إذا كان قادراً على الأشياء كلها ولم يجز عند أحد من المسلمين أن يقول إن الله عز وجل مستوٍ على الحشوش والأخلية , لم يجز أن يكون الاستواء على العرش الاستيلاء الذي هو عام في الأشياء كلها، ووجب أن يكون معناه استواءً يختص العرش دون الأشياء كلها).
ثم ذكر أدلة أخرى على الاستواء وردودا على المخالفين إلى أن قال (كل ذلك يدل على أنه ليس في خلقه , ولا خلقه فيه , وأنه مستوٍ على عرشه بلا كيف ولااستقرار، وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً. فلم يثبتوا له في وصفهم حقيقة، ولا أوجبوا له بذكرهم إياه وحدانية، إذ كل كلامهم يؤول إلى التعطيل، وجميع أوصافهم تدل على النفي، يريدون بذلك التنزيه ونفي التشبيه؟ فنعوذ بالله من تنزيه يوجب النفي والتعطيل.) وختم الباب بحديث الجارية ثم قال (وهذا يدل على أن الله عز وجل على عرشه فوق السماء).
الباب الثامن
الكلام في الوجه والعينين والبصر واليدين
بعد أن أورد أدلة على صفات الباب قال (فمن سألنا أتقولون إن لله سبحانه وجهاً؟ قيل له: نقول ذلك خلافاً لما قاله المبتدعون وقد دل على ذلك قوله عز وجل ** ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}. فإن سئلنا أتقولون أن لله يدين؟ قيل: نقول ذلك، وقد دل عليه قوله عز وجل ** يد الله فوق أيديهم} وقوله عز وجل ** لما خلقت بيدي} ... ) إلى أن قال (وليس يخلو قوله عز وجل: ** لما خلقت بيدي} أن يكون معنى ذلك: إثبات يدين نعمتين، أو يكون معنى ذلك إثبات يدين جارحتين، أو يكون معنى ذلك إثبات يدين قدرتين , أو يكون معناه إثبات يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين ولا قدرتين لا يوصفان إلا كما وصف الله عز وجل، فلا يجوز أن يكون معنى ذلك نعمتين لأنه لا يجوز عند أهل اللسان أن يقول القائل: عملت بيديَّ وهو يعني نِعمتيَّ، ولا يجوز عندنا ولا عند خصومنا أن نعني جارحتين , ولا يجوز عند خصومنا أن نعني قدرتين، وإذا فسدت الأقسام الثلاثة صح القسم الرابع، وهو أن معنى قوله ** بيدي} إثبات يدين ليستا جارحتين ولا قدرتين ولا نعمتين لا يوصفان إلا بأن يقال إنهما يدان ليستا كالأيدي خارجتان عن سائر الوجوه الثلاثة التي سلفت ... ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/295)
ثم قال ... ) ويقال لهم لم أنكرتم أن يكون الله عز وجل عنى بقوله ** بيدي} يدين ليستا نعمتين؟ فإن قالوا لأن اليد إذا لم تكن نعمة لم تكن إلا جارحة , قيل لهم: ولم قضيتم أن اليد إذا لم تكن نعمة لم تكن إلا جارحة؟ فإن رجعونا إلى شاهدنا وإلى ما نجده فيما بيننا من الخلق , فقالوا اليد إذا لم تكن نعمة في الشاهد لم تكن إلا جارحة. قيل لهم: إن عملتم على الشاهد وقضيتم به على الله عز وجل , فكذلك لم نجد حياً من الخلق إلا جسماً لحماً ودماً فاقضوا بذلك على الله عز وجل، وإلا كنتم لقولكم تاركين ولاعتلالكم ناقضين , وإن أثبتم حياً لا كالأحياء منا، فلم أنكرتم أن تكون اليدان اللتان أخبر الله عز وجل عنهما يدين ليستا نعمتين , ولا جارحتين ولا كالأيدي؟
وكذلك يقال لهم: لم تجدوا مدبراً حكيماً إلا إنساناً ثم أثبتم أن للدنيا مدبراً حكيماً ليس كالإنسان وخالفتم الشاهد ونقضتم اعتلالكم فلا تمنعوا من إثبات يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين من أجل أن ذلك خلاف الشاهد ... ).
ثم ختم الباب بمسألة (فإن قال قائل: ما أنكرتم أن يكون قوله: ** مما عملت أيدينا} وقوله ** لما خلقت بيدي} على المجاز؟
قيل له: حكم كلام الله عز وجل أن يكون على ظاهره و حقيقته، ولا ُيخرَج الشيء عن ظاهره إلى المجاز إلا لحجة , ألا ترون أنه إذا كان ظاهر الكلام العموم، فإذا ورد بلفظ العموم والمراد به الخصوص فليس هو على حقيقة الظاهر، وليس يجوز أن يعدل بما ظاهره العموم عن العموم بغير حجة , كذلك قول الله عز وجل ** لما خلقت بيدي} على ظاهره وحقيقته من إثبات اليدين، ولا يجوز أن يعدل به عن ظاهر اليدين إلى ما ادعاه خصومنا إلا بحجة ... بل واجب أن يكون قوله ** لما خلقت بيدي} إثبات يدين لله تعالى في الحقيقة غير نعمتين، إذا كانت النعمتان لا يجوز عند أهل اللسان أن يقول قائلهم: فعلت بيدي وهو يعني النعمتين.).
========================================
* في المطبوعة بدل القوسين [كما قال] ولعل الصواب ما أثبتناه.
المصادر:
1 - رسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري لأبي القاسم عبد الملك بن عيسى بن درباس/تحقيق د. علي بن محمد بن ناصر الفقيهي/ الطبعة الأولى 1404
2 - الإبانة عن أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري / تحقيق عبد القادر الأرناؤوط / مكتبة دار البيان – دمشق /الطبعة الأولى 1401
منقول
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[27 - 03 - 10, 01:26 ص]ـ
جزاك الله تعالى كل خير أخي المكرم المقدادي على الزيادة والإفادة
ما ضر شمس الضحى والشمس ساطعة ------ أن لا يرى ضوءها من ليس ذا بصر
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[27 - 03 - 10, 01:40 ص]ـ
لكي نفهم عقيدة الاشعري لا بد وان نفهم عقيدة الكلابية فعقيدة الكلابية يثبتون الصفات كلها الا الصفات الاختيارية التي تتعلق بالمشيئة والارادة كالنزول والكلام .... الخ وهم اي الكلابية من مثبتة الصفات عموما ولا يخالفون اهل السنة والجماعة الا في الصفات الاختيارية
اما تاويل الصفات سوى السبع فقد بدا من اما الحرمين الجويني فهو اول من اول العلو لله وتابعه الاشاعرة ونسبوا القول لابي الحسن الاشعري واولوا جميع الصفات سوى السبع ونسبوا التاويل ايضا لابي الحسن الاشعري وهذه النسبة غير صحيحة
الا ان ابا الحسن الاشعري ليس سلفيا بل هو كلابي ينكر الصفات الاختيارية مطلقا
والله اعلم
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[27 - 03 - 10, 02:05 ص]ـ
أرى أن نقل الأخ ليس في محله ففي النقل كلام الأشعري في الاستواء لا العلو ا لذي هو مطلق غير مقيد وهوفطري بخلاف الاستواء الذي هو خبري ومقيد بالعرش_
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[27 - 03 - 10, 04:34 ص]ـ
أخي أبا قتادة بارك الله فيك ألم ترى كيف
جاء الاشعري بالأدلة على علو الله تعالى
فلم أفهم ماترمي إليه أخي الفاضل بارك الله فيك
بين ما أردت ـأكرمك الله
مما استدل به الرجل على العلو
وقال تعالى حاكيا عن فرعون لعنه الله: (يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا) من الآيتين (36 - 37/ 40) كذب موسى عليه السلام في قوله: إن الله سبحانه فوق السماوات
ارجو أن تقرأ كلامه كاملأ يا شيخنا الفاضل
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[29 - 03 - 10, 06:39 م]ـ
عقيدة الأشعري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/296)
من كتابه الإبانة عن أصول الديانة "صـ57 - 62
يقول:
الباب الخامس ذكر الاستواء على العرش
إن قال قائل: ما تقولون في الاستواء؟
قيل له: نقول: إن الله عز و جل يستوي على عرشه استواء يليق به من غير طول استقرار كما قال: (الرحمن على العرش استوى) (5/ 20) وقد قال تعالى: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) من الآية (10/ 35) وقال تعالى: (بل رفعه الله إليه) من الآية (158/ 4) (1/ 106) وقال تعالى: (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه) من الآية (5/ 32) وقال تعالى حاكيا عن فرعون لعنه الله: (يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا) من الآيتين (36 - 37/ 40) كذب موسى عليه السلام في قوله: إن الله سبحانه فوق السماوات
وقال تعالى: (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) من الآية (16/ 67)
فالسماوات فوقها العرش فلما كان العرش فوق السماوات قال: (أأمنتم من في السماء) من الآية (14/ 67). . . لأنه مستو على العرش (1/ 107) الذي فوق السماوات وكل ما علا فهو سماء والعرش أعلى السماوات وليس إذا قال: (أأمنتم من في السماء) من الآية (16/ 67) يعني جميع السماوات وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السماوات ألا ترى الله تعالى ذكر السماوات فقال تعالى: (وجعل القمر فيهن نورا) من الآية (16/ 7) ولم يرد أن القمر يملأهن جميعا وأنه فيهن جميعا ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله تعالى مستو على العرش الذي هو فوق السماوات فلولا أن الله عز و جل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش كما لا يحطونها إذا دعوا إلى الأرض 1 (1/ 108)
فصل
وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية: إن معنى قول الله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) (5/ 20) أنه استولى وملك وقهر وأن الله تعالى في كل مكان وجحدوا أن يكون الله عز و جل مستو على عرشه كما قال أهل الحق وذهبوا في الاستواء إلى القدرة
ولو كان هذا كما ذكروه كان لا فرق بين العرش والأرض السابعة لأن الله تعالى قادر على كل شيء والأرض لله سبحانه (1/ 109) قادر عليها وعلى الحشوش وعلى كل ما في العالم فلو كان الله مستويا على العرش بمعنى الاستيلاء وهو تعالى مستو على الأشياء كلها لكان مستويا على العرش وعلى الأرض وعلى السماء وعلى الحشوش والأقدار لأنه قادر على الأشياء مستول عليها وإذا كان قادرا على الأشياء كلها لم يجز عند أحد من المسلمين أن يقول إن الله تعالى مستو على الحشوش والأخلية تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا لم يجز أن يكون الاستواء على العرش الاستيلاء الذي هو عام في الأشياء كلها ووجب أن يكون معنى الاستواء يختص بالعرش دون الأشياء كلها
وزعمت المعتزلة والحرورية والجهمية أن الله تعالى في كل مكان فلزمهم أنه في بطن مريم وفي الحشوش والأخلية وهذا خلاف الدين. تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا
مسألة
ويقال لهم: إذا لم يكن مستويا على العرش بمعنى يختص العرش (1/ 110) دون غيره كما قال ذلك أهل العلم ونقله الأخبار وحملة الآثار وكان الله عز و جل في كل مكان فهو تحت الأرض التي السماء فوقها وإذا كان تحت الأرض والأرض فوقه والسماء فوق الأرض وفي هذا ما يلزمكم أن تقولوا إن الله تحت التحت والأشياء فوقه وأنه فوق الفوق والأشياء تحته وفي هذا ما يجب أنه تحت ما هو فوقه وفوق ما هو تحته وهذا هو المحال المتناقض تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
دليل آخر:
ومما يؤكد أن الله عز و جل مستو على عرشه دون الأشياء كلها ما نقله أهل الرواية عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
روى عفان قال: ثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا (1/ 111) عمرو بن دينار عن نافع عن جبير عن أبيه رضي الله عنهم أجمعين أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (ينزل ربنا عز و جل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ حتى يطلع الفجر)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/297)
روى عبيد الله بن بكر قال: ثنا هشام بن أبي عبد الله عن يحيى بن كثير عن أبي جعفر أنه سمع أبا حفص يحدث أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إذا بقى ثلث الليل ينزل الله تبارك وتعالى فيقول: من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يستكشف الضر فأكشفه عنه؟ من ذا الذي يسترزقني فأرزقه؟ حتى ينفجر الفجر). (1/ 112)
وروى عبد الله بن بكر السهمي قال: ثنا هشام بن أبي عبد الله عن يحيى بن كثير عن هلال بن أبي ميمونة قال: ثنا عطاء بن يسار أن رفاعة الجهني حدثه قال: فكنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كفا بالكديد - أو قال بقديد - حمد الله وأثنى عليه ثم قال: (إذا مضى ثلث الليل - أو قال ثلثا الليل - نزل الله عز و جل إلى السماء فيقول: من ذا الذي يدعوني أستجيب له؟ من ذا الذي يستغفرني أغفر له؟ من ذا الذي يسألني أعطيه؟ حتى ينفجر الفجر) نزولا يليق بذاته من غير حركة وانتقال تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
دليل آخر:
قال الله تعالى (1/ 113): (يخافون ربهم من فوقهم) من الآية (50/ 16) وقال تعالى: (تعرج الملائكة والروح إليه) من الآية (4/ 70) وقال تعالى: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان) من الآية (11/ 41) وقال تعالى: (ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا) من الآية (59/ 25) وقال تعالى: (ثم استوى على العرش مالكم من ولي ولا شفيع) (4/ 32) فكل ذلك يدل على أنه تعالى في السماء مستو على عرشه والسماء بإجماع الناس ليست الأرض فدل على أنه تعالى منفرد بوحدانيته مستو على عرشه استواء منزها عن الحلول والاتحاد. (1/ 114)
دليل آخر:
قال الله تعالى: (وجاء ربك والملك صفا صفا) (22/ 89) وقال تعالى: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة) من الآية (210/ 2) وقال: (ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى ولقد رآه نزلة أخرى) (8 - 13/ 53) إلى قوله: (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) (18/ 53) وقال تعالى لعيسى ابن مريم عليه السلام: (إني متوفيك ورافعك إلي) وقال تعالى: (وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه) من الآية (158/ 4) (1/ 115) وأجمعت الأمة على أن الله سبحانه رفع عيسى صلى الله عليه و سلم إلى السماء ومن دعاء أهل الإسلام جميعا إذا هم رغبوا إلى الله تعالى في الأمر النازل بهم يقولون جميعا: يا ساكن السماء ومن حلفهم جميعا: لا والذي احتجب بسبع سماوات
دليل آخر:
قال الله عز و جل: (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء) من الآية (51/ 42) وقد خصت الآية الشريفة البشر دون غيرهم ممن ليس من جنس البشر ولو كانت الآية عامة للبشر وغيرهم كان أبعد من الشبهة وإدخال الشك على من يسمع الآية أن يقول: ما كان لأحد أن يكلمه الله إلا وحيا (1/ 116) أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيرتفع الشك والحيرة من أن يقول: ما كان لجنس من الأجناس أن أكلمه إلا وحيا أو من وراء حجاب أو أرسل رسولا وننزل أجناسا لم يعمهم بالآية فدل ما ذكرنا على أنه خص البشر دون غيرهم
دليل آخر:
قال الله تعالى: (ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق) من الآية (62/ 6) وقال: (ولو ترى إذ وقفوا على ربهم) من الآية (30/ 6) وقال: (ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم) (12/ 32) وقال عز و جل: (وعرضوا على ربك صفا) من الآية (48/ 18) كل ذلك يدل على أنه تعالى ليس في خلقه ولا خلقه فيه وأنه مستو (1/ 117) على عرشه سبحانه بلا كيف ولا استقرار تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا فلم يثبتوا له في وصفهم حقيقة ولا أوجبوا له بذكرهم إياه وحدانية إذ كل كلامهم يؤول إلى التعطيل وجميع أوصافهم تدل على النفي يريدون بذلك التنزيه ونفي التشبيه على زعمهم فنعوذ بالله من تنزيه يوجب النفي والتعطيل
دليل آخر:
قال الله تعالى (الله نور السماوات والأرض) من الآية (35/ 24) فسمى نفسه نورا والنور عند الأمة لا يخلو من أن يكون أحد معنيين (1/ 118):
إما أن يكون نورا يسمع أو نورا يرى
فمن زعم أن الله يسمع ولا يرى فقد أخطأ في نفيه رؤية ربه وتكذيبه بكتابه وقول نبيه صلى الله عليه و سلم
وروت العلماء عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله عز و جل فإن بين كرسيه إلى السماء ألف عام والله عز و جل فوق ذلك)
دليل آخر:
وروت العلماء رحمهم الله عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: (إن العبد لا تزول قدماه من بين يدي الله عز و جل حتى يسأله عن عمله)
وروت العلماء أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم بأمة (1/ 119) سوداء فقال: يا رسول الله إني أريد أن أعتقها في كفارة فهل يجوز عتقها؟
فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم: أين الله؟ قالت: في السماء قال فمن أنا؟ قالت: أنت رسول الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم: أعتقها فإنها مؤمنة
وهذا يدل على أن الله تعالى على عرشه فوق السماء فوقية لا تزيده قربا من العرش. (1/ 120) إنتهى كلام أبي الحسن الأشعري
أقول يا خوفي من أن يخرج مبتدع ويقول مدسوووووووووووووووووس والله مدسووووووس صدقونا مدسوووووووووووووووووووووووس
ويقعد يتبكبك علينا (يتبكبك مصطلح من بلادي بمعنى: يتصنع البكاء)
هذا كله في الاستواء لا العلو وبينهما فرق كما تقدم:
قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية بعد إيراده حكاية أبي جعفر الهمداني مع الجوني:"
وذلك لأن نفس استوائه على العرش بعد أن خلق السموات والأرض في ستة أيام علم بالسمع، الذي جاءت به الرسل، كما أخبر الله به في القرآن والتوراة.
وأما كونه عاليًا على مخلوقاته بائنا منهم، فهذا أمر معلوم بالفطرة الضرورية، التي يشترك فيها جميع بني آدم."انتهى.
فالعلو معلوم بالفطرة والضرورة وهو غير مقيد بالعرش ولا غيره، أما الاستواء فهو سمعي خبري مقيد بالعرش.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/298)
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[29 - 03 - 10, 07:16 م]ـ
هذا كله في الاستواء لا العلو وبينهما فرق كما تقدم:
قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية بعد إيراده حكاية أبي جعفر الهمداني مع الجوني:"
وذلك لأن نفس استوائه على العرش بعد أن خلق السموات والأرض في ستة أيام علم بالسمع، الذي جاءت به الرسل، كما أخبر الله به في القرآن والتوراة.
وأما كونه عاليًا على مخلوقاته بائنا منهم، فهذا أمر معلوم بالفطرة الضرورية، التي يشترك فيها جميع بني آدم."انتهى.
فالعلو معلوم بالفطرة والضرورة وهو غير مقيد بالعرش ولا غيره، أما الاستواء فهو سمعي خبري مقيد بالعرش.
والله أعلم.
هل تقصد أخي الحبيب بالعلم بالفطرة التي يشترك بها بنو آدم جميعا علو الذات أم الصفات
فالأشاعرة والجهمية ينكرون العلو للذات ويثبتونه كصفة
أرجو الإيضاح أكثر
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[30 - 03 - 10, 07:49 ص]ـ
علو الذات كما هو بين في كلام الشيخ ابن تيمية، والأشاعرة والجهمية ينابذون ضرورة الفطرة والعقل في ذلك.
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[30 - 03 - 10, 11:39 م]ـ
صدقت بارك الله فيك شيخنا الفاضل أبا قتادة(62/299)
تواتر المضامين عند الشيعة الإمامية يفضي إلى هدم الدين (الإمامة والتحريف أنموذجاً)
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[27 - 03 - 10, 12:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله وكفى, وصلاة ربي وسلامه على نبيه الذي اصطفى؛ محمدٍ وآله ومن اتبعه واقتفى, وبعد؛
تعلمُ –هُديتَ- أنه لا ينفكُّ الناس المخلصون عن البحث في الملل والنحل قاصدين معرفةَ الحق من الباطل, وتخليصَ الهدى من شوائب الضلال؛ حتى تنجليَ البراهين والحجج على صلاح سبيلٍ, وفساد آخرٍ؛ فيتَّبعُ قاصدون الحقَّ؛ الحقَّ, ويهلك الهالكون عن بينة من الأمر.
ومن ساحات العراك العلمي الفكري؛ (الاعتقادي أو الفقهي أو السلوكي أو غيره)؛ أقول: من ساحات هذا العراك؛ ساحة العراك (السني) (الشيعي الإمامي) , وهي من أقوى الساحات عراكا, وأشدها حِراكا.
ولا ريب عند عاقل (موافق أو مخالف) أن البحث في القرآن الكريم وحفظِه وسلامتِه من جهة, والقول بتحريفه من جهة أخرى؛ لهو من أهم المسائل التي يدندن حولها المدندنون؛ لتعلقها المباشرِ بأجلِّ كتاب وأهمِّه وأعظمِه على وجه الإطلاق؛ ألا وهو كتاب الله تعالى, وكلامه الذي تكلم به, وأوحاه إلى أشرف رسله وخلقه؛ محمدٍ –صلى الله عليه وسلم-.
ونحن قاصدون – بعون الله- في هذه الكُلَيْمات الخفيفات كشفَ نقابِ إشكالٍ علميٍّ محيِّرٍ يكتنف مسألة القول بالتحريف عند الشيعة الإمامية الإثني عشرية .. وأهمية هذا البحث تكمن في عدة نقاط ستأتي الإشارة إليها -بعون الله-.
وليس مقصودنا في هذا الكشف عن الإشكال إثارةَ المخالف, أو استعداءَه, أو غيرَ ذلك من المقاصد التي (قدْ) يؤمُّها البعض؛ لا .. فليس هذا المقصود إطلاقا, وإنما نُحاوِل تَطلَّبَ الحق من خلال تجلية المشكلة العلمية, وتوضيحها لكل من يقرأُ ويتدبرُ ويتأمَّلُ ويطلبُ الحق؛ فإن وُفِّقنا لذلك, وأصبنا في ادعاءنا؛ فنحمد لله –تعالى-, وما على العاقل المنصف, والمحرر المدقق, والمتأمِّل الخوَّاص إلا أن يشكر صديقه وقبيله على إسداءه الفائدة له, وتجلية الصراط السوي لمن يتبعه, وإن أخطأنا؛ فما على أعرج في ذاك من حرج؛ فـ ((كل ابن آدم خطاء وخير الخطَّائين التوَّابون)) -كما قال النبي المعصوم-صلى الله عليه وسلم-, وحينئذٍ لا ننتظر من قراءنا الأعزاء إلا تصويب الخطأ, وبذل النصح, وبيان الحق.
ومن الأمور التي يجدر التنبيه عليها قبل الشروع في المقصود هو أننا سنتكلم في المسألة المطروحة حسبَ مباني الطائفة الإمامية الإثني عشرية؛ بل إني إخالُك تحسب أن المتكلم من أفراد هذه الطائفة, وأهمية هذا عائدة إلى أنَّ الخطاب متوجه إلى أبناء هذه الطائفة لا إلى غيرهم بالمقصد الأوَّل.
الشروع في المقصود:
أخرج حجة الإسلام الكليني في كتابه الجليل الكافي (ج 2 ص 27634) فقال:
((28 - عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: إِنَّ الْقُرْآنَ الَّذِي جَاءَ بِهِ جَبْرَئِيلُ (ع) إِلَى مُحَمَّدٍ (ص) سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ آيَةٍ)) انتهى.
قال خاتمة المجتهدين والمحدِّثين المولى محمد باقر المجلسي في شرحه على هذا الحديث في كتابه (مرآة العقول) (12/ 525):
[موثق, وفي بعض النسخ عن هشام بن سالم موضع هارون بن مسلم، فالخبر صحيح ولا يخفى أن هذا الخبر, وكثير من الأخبار الصحيحة صريحةٌ في نقص القرآن وتغييره، وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأسا؛ بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامةفكيف يثبتونها بالخبر؟!
فإن قيل: إنه يُوجب رفع الاعتماد على القرآن لأنه إذا ثبت تحريفه ففي كل آية يُحتمل ذلك, و تجويزهم -عليهم السلام- على قراءة هذا القرآن, والعمل به متواتر معلوم؛ إذ لم ينقل من أحد من الأصحاب أن أحداً من أئمتنا أعطاه قرآنا أو علمه قراءة، و هذا ظاهر لمن تتبع الأخبار.
و لعمري كيف يجترئون على التكلُّفاتِ الركيكة في تلك الأخبار؛ مثل ما قيل في هذا الخبر: إن الآيات الزائدة عبارة عن الأخبار القدسية, أو كانت التجزية بالآيات أكثر, وفي خبر لم يكن أن الأسماء كانت مكتوبة على الهامش على سبيل التفسير والله تعالى يعلم] انتهى المراد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/300)
قلت: وهذا النص من كلام خاتمة المجتهدين والمحدِّثين البحر الزخَّار العَلَم العلامة الحجة فخر الإمامية المولى محمد باقر المجلسي, وهو غني عن التعريف, ولو لم يكن له إلا كتابه الكبير الضخم؛ الذي يعد موسوعة الموسوعات؛ أعني كتاب (بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار) = (110 مجلداً)؛ أقول: لو لم يكن له إلا هذا الكتاب؛ فحسبه منه جلالةً ورفعةً وعلوَّ قدْر عند الطائفة الإمامية الإثني عشرية, ناهيك عن (مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول) = (26 مجلداً) وغيرها من كبريات المصنفات.
وكلامه المتقدم في غاية الخطورة والإشكال عندي وعند كل إمامي ينكر قول طائفته بتحريف كتاب الله تعالى -فيما أحسبُ- ..
وإيضاحُهُ:
إن العلامة المجلسي الذي وصفنا لك بعض شأنه, وعلوَّ قدْره في العلوم شتى, وفي علم الحديث خاصَّة؛ يقررُ تواتر أمور كبيرة مرتبطة بالطائفة الإمامية الإثني عشرية؛ من مثل: تواتر أخبار الإمامة, وتواتر أخبار التحريف الصريحة؛ بل جعل طرحَ أخبار التحريف الصريحة المتواترة موجباً لرفع الاعتماد على الأخبار بأسرها, وهذا لازم خطير جداً جداً جداً؛ يدلُّ على شدَّة تواتر أخبار التحريف, وأقل ما يقال عنده: إن أخبار التحريف لا تقصر عن أخبار الإمامة؛ فكلا الأمرين متواتر بنفس القوَّة!
فهذه نقطة البدء, وهي التسليم بثبوت تواتر أخبار التحريف الصريحة, وهذا الأصل لا يُسمح لأحد كائناً من كان أن يغمزَ فيه؛ فضلاً عن أن يبطله ويردَه؛ لأن التواتر من جملة اليقينيات التي لا تُردُّ ولا تَتعارض؛ فاليقينيُّ أمرٌ ثابت في نفسه لا يضرُّه جحود جاحد, ولا مشاغبة مشاغب, والتواتر أمرٌ يحصل في النفس ضرورةً, ولا يُستطاع دفعه؛ فكما يَتحصَّلُ للإمامي الإثني عشري تواترَ أخبار الإمامة؛ فكذلك الأمر بالنسبة لأخبار التحريف؛ فكيف إذا علمتَ أن الحكم بالتواتر منشأهُ ممن تبحَّر في علم الأخبار حتى صار بحراً, وممن لو أرادتْ طائفتُه استيفاء حميد وصفه ومدحه لاستغرقت دهراً؛ فلا شك أن الأمر أشدُّ وآكدُ.
ولا يخفاكَ – أنار الله قلبك بالهدى- أن القول باستفاضة أو تواتر أخبار التحريف كان قد قال به غير واحد من أئمة الطائفة؛ كالشيخ المفيد الذي قال بالاستفاضة, وكأبي الحسن العاملي, ونعمة الله الجزائري, والسيد عدنان البحراني الذين قالوا بالتواتر, وغيرهم؛ فالمسألة ليست محصورةً بالإمام المجلسي فقط؛ بل ولا يجوز حصرها به؛ لأن التواتر أمرٌ يُعرف ويشتهر, ولا يتأتَّى كتمه وإخفاءه لمن أرادَه.
أما النقطة الثانية فهي توضيح مراد الإمام المجلسي بالتحريف في هذا المقام, وهو واضح, ولكننا نزيد إيضاحه لمن تلتبس عليه الواضحات عند نظره في مثل هذه التصريحات!!
قال الإمام المجلسي: ((فالخبر صحيح ولا يخفى أن هذا الخبر, وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره))
فالأخبار عند هذا الإمام صريحةٌ في أمرين:
1 - نقص القرآن.
2 - تغيير القرآن.
وهذا الأمران هما التحريف المذموم بعينه, وإن شئتَ أن نقْصُرُ لك التحريف على الثاني, وهو التغيير؛ فلك ذلك من باب التنزل فقط, وحتى لا تظنّ أننا استظهرنا مراده بالتحريف من هاذين الأمرين فحسب؛ فإني أُذَكِّرُكَ بكلمة الإمام المجلسي الأخرى, وهي قوله:
((فإن قيل: إنه يُوجب رفع الاعتماد على القرآن لأنه إذا ثبت تحريفه ففي كل آية يحتمل ذلك ... )).
فتأمَّل طويلا في قوله: ((تحريفه))؛ فهي منطوق صريح!
فالمسألة مسألة تحريف صريح كتاب الله الذي بين أيدينا المشار إليه في كلام المجلسي بـ (هذا القرآن)!
ويؤكدهُ أيضاً أنه أوردَ إشكالاتٍ لا تَرِد إلا إن قصد التحريف بمعنى النقص والتغيير, وهو قوله: ((فإن قيل: إنه يوجب رفع الاعتماد على القرآن لأنه إذا ثبت تحريفه ففي كل آية يحتمل ذلك ... ))؛ فلا شيء يُوجب رفع الاعتماد على القرآن إلا إن وقع به التحريف الصريح المذموم في المضمون (نقصاً, وتغييراً) , والذي يفضي إلى الشكِّ في كل آية من القرآن؛ لاحمتال وقوع التحريف فيها, وهو وارد جداً على هذا المذهب!
ويزيده توكيداً أن الإمام المجلسي وصفَ الأجوبة التأويليَّة لهذا الإشكال بـ (التكلُّفات الركيكة) , وهو وصف ينبي عن استقرار القول بالتحريف الصريح المذموم عنده, كيف لا والأمر من اليقينيات التي لا تُدفع ولا تُرفع؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/301)
فإن بقي شيء من الشك يختلجُ في صدرك بعد ما تقدم؛ فإني لا أبخلُ عليكَ بما قد ادَّخرته لحين مثل هذا الحين ..
فقد قال الإمام المجلسي في (مرآة العقول) (ج 3، ص: 244) متحدثاً عن ترتيب الآيات القرآنية المعبَّرِ عنها بـ (النظم)؛ أثناء كلامه عن آية التطهير:
((فلعل آية التطهير أيضا وضعوها في موضع زعموا أنها تناسبه، أو أدخلوها في سياق مخاطبة الزوجات لبعض مصالحهم الدنيوية، و قد ظهر من الأخبار عدم ارتباطها بقصتهن، فالاعتماد في هذا الباب على النظم و الترتيب ظاهر البطلان.)) انتهى.
وقرر قبله ذلك أنه سينقل من روايات الفريقين في كتاب القرآن: ((أن ترتيب القرآن الذي بيننا ليس من فعل المعصوم حتى لا يتطرق إليه الغلط)).
ومراده الترتيبَ في الآيات -كما سبق-.
وأضف إلى ذلك أيضا أنه وصف بعض الآيات في غير ما موضع من (بحار أنواره) بأنها ((على خلاف ما أنزل الله على نبيه (صلى الله عليه وآله)))؛ يُنظر البحار (22/ 67) , (20/ 57).
فإن تقررت عندكَ المقدمات اليقينية التي ذكرناها من كلام المجلسي؛ فإنه لا بد لك إزاء هذا من المصير إلى أحد أمرين:
1 - أن تقول بتواتر أخبار الإمامة والتحريف الصريحة معاً.
2 - أن تطرح القول بتواتر أخبار الإمامة والتحريف الصريحة معاً.
فالخيار الأول مخرجٌ لك من الملَّة لأن القول بالتحريف كفرٌ بأعظم كتاب من كتب الله تعالى, وخاصة أن منشأ القول كان من تواتر الأخبار الصريحة, والتواتر يقيني -كما تعلم-, واليقين لا يجتمع مع الشبهة والشك؛ فقولك بالتحريف ليس عن شبهةٍ؛ فتدبَّرْ!
والخيار الثاني مخرج لك من الطائفة الإمامية لأنه مفضٍ إلى إنكار القول بتواتر أخبار الإمامة؛ بل إنه إسقاط جملي لأخبار الطائفة بأسرها كما قرره لكَ الإمام المجلسي, وهذا ما نرجوه لك إن أبيتَ القول بالتحريف.
وقد تظنُّ أن لك مخرجاً من هذا الإشكال بأن تقبل تواتر أخبار الإمامة, وترد تواتر أخبار التحريف!!
فنقول: هذا تَحَكُّمٌ لا يجوز؛ وبعبارة أخرى: هذه مِزاجيَّة في الانتقاء من غير دليل ولا برهان, وهذا ممتنع على أمثالك من أصحاب الدليل والبرهان, ومتبعي أهل العصمة من أهل البيت؛ فكيف يقبلون هذا ويردون هذا, وكلا الأمرين متواتر عن المعصوم؟!
وأمَّا نحن؛ فنحلفُ بالله -غير حانثين- أنه لا يجوز القول بالتحريف إطلاقاً؛ لأن حفظ القرآن مسلمة كبرى يقينية نقلية عقلية لا يمكن معارضتها بأي معارض, وكل ما يُدَّعى أنه من جنس اليقينيات ويُعارض هذه المسلمة الكبرى؛ فواقعه ليس على ما يُدَّعى, ولا يخلوا من أن يكون زيفاً, وسُخْفاً وخدعةً كبرى؛ لأن اليقينيات لا تتعارض -كما تقرر مراراً-.
ملاحظات:
1 - لا يجوز نقض أو معارضة ما قرَّرناه بنقل أقوال بعض علماء الطائفة الإثني عشرية القائلين بسلامة القرآن من التحريف؛ لأن إلزامنا مبني على تواتر القول بالتحريف الصريح عن المعصومين, وهو أمر لا يُعارض بأقوال العلماء غير المعصومين؛ حتى لو كانوا في العِدة مئاتٍ.
فإن قلت: وهذه الأخبار المتواترة في التحريف معارضةٌ لصريح القرآن حيث قال تعالى: ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)) [الحجر:9]
قلت: هذه مصادرة على المطلوب؛ فإنه لا يجوز لكَ الاستدلال بنص القرآن قبل أن تثبت سلامته من التحريف الصريح الذي ثبت تواتره بشهادة أئمتكم؛ فيجوز على مذهب التحريف أن تكون هذه الآية محرفة أيضاً؛ فما الذي يجعل آية التطهير وغيرها محرفة, ويمنع تحريف هذه الآية؟!
فإن قلت: ثبت تواتر القرآن.
قلتُ: يسقط إذن تواتر أخبار التحريف الصريحة, وتسقط جملة الأخبار أيضاً بما فيها أخبار الإمامة- المزعوم تواترها-, وهو المطلوب.
فإن تعلَّق قلبكَ بطاغوت التأويل, ورأيت أن الاخبار المتواترة الصريحة في التحريف يمكن تأويلها!
قلنا: إن كانت هذه الأخبار الصريحة من الممكن تأويلها بطاغوت التأويل؛ فإنكَ لا تعدِم حينئذٍ من تأويلات قوية فضلا عن (ركيكة)؛ تأوِّل بها أخبار الأمامة المتواترة؛ فتتساقط الأدلة بنفس المؤثِّر!!
2 - ولا يجوز -من باب أولى- نقض أو معارضة ما قرَّرناه بتبرئة علماءِ الإثني عشرية من القول بالتحريف من قبل (بعض العلماء أو المنتسبين إلى العلم من أهل السنة)؛ لأن المقرَّر هنا قد كان على مباني الطائفة الإمامية وهو الذي يُعتبر حجة عليهم, وأقوال غيرهم ليست حجةً على أهل السنة فضلا أن تكون حجة عليهم؛ هذا نقضا, وأما معارضةً فنقول: إن كان القلَّةُ قد برَّؤوا الطائفة الإمامية من القول بالتحريف؛ فإن الكثرة الكاثرة من علماء أهل السنة والجماعة الخلَّص؛ فضلا عن المنتسبين إلى السنة بعموم مثل الأشاعرة والمعتزلة وغيرهم؛ أقول: إن هؤلاء أشبه بالمجمعين على رمي الطائفة الإمامية بالقول بالتحريف عن قوس واحدة؛ حتى صارت نسبة القول بالتحريف للإمامية –عندهم- من خصائص هذه الطائفة التي تمتاز بها عن غيرها.
3 - إننا قد سلكنا –فيما نحسب- طريق العلم والأدب في هذه المقالة؛ فمن كان رادّاً عليها؛ فلا أقلَّ من أن يعاملنا بالمثْل؛ (علماً وأدباً).
4 - حرصنا غايةَ الحرص على التوضيح والتبيين والتجلية للمسائل؛ فمن كان الأمر عنده واضحاً بيِّنا جلياً؛ فهذا من فضل الله, ومن استبْهمَ شيئاً؛ فليستوضحْ, ونحن نبذل قُصارى جهدنا للإيضاح, وربي المستعان!
والله الهادي لأقوم سبيل, والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/302)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[27 - 03 - 10, 01:06 م]ـ
بارك الله تعالى فيك أخي الحبيب
والناظر إلي عقيدة هؤلاء القوم فإن كتبهم تهدم دينهم
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[29 - 03 - 10, 11:08 م]ـ
بارك الله تعالى فيك أخي الحبيب
والناظر إلي عقيدة هؤلاء القوم فإن كتبهم تهدم دينهم
وفيك بارك الله أخي العزيز أبا مسلم الفلسطيني ..
وقد صدقت وبررت في قولك؛ فإنه لا يهدم عقيدة القوم, ويزلزل دينهم في نفوسهم مثل الاستدلال عليهم من كتبهم!!
والله الهادي ..
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 12:36 ص]ـ
يرفع في وجه أذل أهل البدع وأخزاهم من الرافضة ..
ويرفع نصرة لسبيل أهل السنة والجماعة ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[15 - 09 - 10, 01:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 01:07 ص]ـ
وجزاك الله خيراً أخي الكريم عمر بيسوني!
أسعدني مرورك ودعاؤك ..
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[17 - 09 - 10, 11:30 م]ـ
جزاك الله خيرا أحسنت
ولكن بعض علماء الشيعة كالشيخ على الأمين الذى ظهر على قناة المستقلة وأنكر تلك الأقوال ورد الروايات
ولكن بعضهم أيدها كالكورانى وياسر الخبيث فانظر إلى كم التناقض الكبير بينهم فى مسألة كبيرة كتلك المسأله والله المستعان
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 03:33 م]ـ
جزاك الله خيرا أحسنت
ولكن بعض علماء الشيعة كالشيخ على الأمين الذى ظهر على قناة المستقلة وأنكر تلك الأقوال ورد الروايات
ولكن بعضهم أيدها كالكورانى وياسر الخبيث فانظر إلى كم التناقض الكبير بينهم فى مسألة كبيرة كتلك المسأله والله المستعان
وجزاك الله خيراً, وأحسن إليك أخي محمد حماصه ..
نعم التلاعن والتطاحن والتراشق ظاهر فيه وبادٍ ولله الحمد والمنة!(62/303)
هل يوجد نظم لمناظرة النصاري أو اليهود أو الفرق الضالة؟
ـ[مصطفي محمود محمد]ــــــــ[27 - 03 - 10, 01:57 ص]ـ
هل يوجد نظم لمناظرة هؤلاء بحيث يستطيع أي طالب علم إذا حفظه وفهمه أن يناظر أي نصراني أو يهودي أو أي شيعي أو صوفي أو ..... إلخ.(62/304)
سؤال عن الرهبانية المبتدعة
ـ[المهندس]ــــــــ[27 - 03 - 10, 02:39 ص]ـ
السادة شيوخ العقيدة يقول الحق عزوجل في محكم كتابه الذي حمد ذاته العلية (تقدست أسماءه) بانزاله الكتاب العزيز بقوله (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينزر بأسا شديدا من لدنه)
(ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد: 27)
وسؤالي عن الرهبانية التي كتبها الله على أتباع شريعة عيسى صلى الله عليه وسلم
فأحببت أن أتعلم منكم هل أن البدعة التي أبتدعها ..... قد وافق الله تعالى عليها أم لا؟
اللهم جنبنا الفتن في القعيدة أمين
ووالله ما قصدت الا التعلم منكلم فقد أشكلت علي الامور وأعذروني بالله عليكم
أخوكم المهندس الصغير
ـ[أم محمد]ــــــــ[27 - 03 - 10, 03:28 ص]ـ
أولا لستُ من الشيوخ ولكني سأجيبك إن شاء الله
في البداية هدا تصحيح للآية الأولى يقول ربنا عز وجل: الحَمدُ لِلَّهِ الَّذى أَنزَلَ عَلى? عَبدِهِ الكِت?بَ وَلَم يَجعَل لَهُ عِوَجا ? ?1? قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأسًا شَديدًا مِن لَدُنهُ وَيُبَشِّرَ المُؤمِنينَ الَّذينَ يَعمَلونَ الصّـ?لِح?تِ أَنَّ لَهُم أَجرًا حَسَنًا ?2?
وهده الآية لاعلاقة لها بالتانية.
الآية التانية وللعلم فنحن لانفسر القرآن على هوانا وإنما ننظر تفسير المفسرين حيث أننا لن نجد حلاقا يمارس الطب لدلك فالقرآن الكريم أيضا له علومه ومفسروه وهدا نقل لتفسير:
تفسير القرطبي:
قوله تعالى: ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)
فيه أربع مسائل:
الأولى: قوله تعالى: ثم قفينا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) أي: أتبعنا على آثارهم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) أي: على آثار الذرية. وقيل: على آثار نوح وإبراهيم برسلنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) موسى وإلياس وداود وسليمان ويونس وغيرهم وقفينا بعيسى ابن مريم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) فهو من ذرية إبراهيم من جهة أمه وآتيناه الإنجيل ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) وهو الكتاب المنزل عليه. وتقدم اشتقاقه في أول سورة (آل عمران).
الثانية: قوله تعالى: وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) على دينه يعني الحواريين وأتباعهم رأفة ورحمة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) أي: مودة فكان يواد بعضهم بعضا. وقيل: هذا إشارة إلى أنهم أمروا في الإنجيل بالصلح وترك إيذاء الناس، وألان الله قلوبهم لذلك، بخلاف اليهود الذين قست قلوبهم وحرفوا الكلم عن مواضعه. والرأفة: اللين، والرحمة: الشفقة. وقيل: الرأفة: تخفيف الكل، والرحمة: تحمل الثقل. وقيل: الرأفة أشد الرحمة. وتم الكلام. ثم قال: ورهبانية ابتدعوها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) أي: من قبل أنفسهم. والأحسن أن تكون الرهبانية منصوبة بإضمار فعل، قال أبو علي: وابتدعوها رهبانية ابتدعوها. وقال الزجاج: أي: ابتدعوها رهبانية، كما تقول: رأيت زيدا وعمرا كلمت. وقيل: إنه معطوف على الرأفة والرحمة، والمعنى على هذا أن الله تعالى أعطاهم إياها فغيروا وابتدعوا فيها. قال الماوردي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showalam.php?ids=15151): وفيها قراءتان، إحداهما بفتح الراء وهي [ص: 237] الخوف، من الرهب. الثانية بضم الراء وهي منسوبة إلى الرهبان كالرضوانية من الرضوان؛ وذلك لأنهم حملوا أنفسهم على المشقات في الامتناع من المطعم والمشرب والنكاح والتعلق بالكهوف والصوامع، وذلك أن ملوكهم غيروا وبدلوا وبقي نفر قليل فترهبوا وتبتلوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/305)
قال الضحاك: إن ملوكا بعد عيسى عليه السلام ارتكبوا المحارم ثلاثمائة سنة، فأنكرها عليهم من كان بقي على منهاج عيسى فقتلوهم، فقال قوم بقوا بعدهم: نحن إذا نهيناهم قتلونا فليس يسعنا المقام بينهم، فاعتزلوا الناس واتخذوا الصوامع. وقال قتادة: الرهبانية التي ابتدعوها رفض النساء واتخاذ الصوامع. وفي خبر مرفوع: هي لحوقهم بالبراري والجبال. ما كتبناها عليهم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) أي: ما فرضناها عليهم ولا أمرناهم بها؛ قاله ابن زيد. وقوله تعالى: إلا ابتغاء رضوان الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) أي: ما أمرناهم إلا بما يرضي الله؛ قاله ابن مسلم. وقال الزجاج: ما كتبناها عليهم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) معناه لم نكتب عليهم شيئا البتة. ويكون ابتغاء رضوان الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) بدلا من الهاء والألف في كتبناها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) والمعنى: ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله. وقيل: إلا ابتغاء الاستئناء منقطع، والتقدير: ما كتبناها عليهم لكن ابتدعوها ابتغاء رضوان الله. فما رعوها حق رعايتها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) أي: فما قاموا بها حق القيام. وهذا خصوص، لأن الذين لم يرعوها بعض القوم، وإنما تسببوا بالترهب إلى طلب الرياسة على الناس وأكل أموالهم، كما قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) وهذا في قوم أداهم الترهب إلى طلب الرياسة في آخر الأمر. وروى سفيان الثوري ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showalam.php?ids=16004) عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: ورهبانية ابتدعوها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) قال: كانت ملوك بعد عيسى بدلوا التوراة والإنجيل، وكان فيهم مؤمنون يقرءون التوراة والإنجيل ويدعون إلى دين الله تعالى، فقال أناس لملكهم: لو قتلت هذه الطائفة. فقال المؤمنون: نحن نكفيكم أنفسنا. فطائفة قالت: ابنوا لنا أسطوانة ارفعونا فيها، وأعطونا شيئا نرفع به طعامنا وشرابنا ولا نرد عليكم. وقالت طائفة: دعونا نهيم في الأرض ونسيح، ونشرب كما تشرب الوحوش في البرية، فإذا قدرتم علينا فاقتلونا. وطائفة قالت: ابنوا لنا دورا في الفيافي ونحفر الآبار ونحترث البقول فلا تروننا. وليس أحد من هؤلاء إلا وله حميم منهم ففعلوا، فمضى أولئك على منهاج عيسى، وخلف قوم من بعدهم ممن قد غير الكتاب فقالوا: نسيح ونتعبد كما تعبد أولئك، وهم على شركهم لا علم لهم بإيمان من تقدم من الذين اقتدوا بهم، فذلك قوله تعالى: ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) الآية.
[ص: 238] يقول: ابتدعها هؤلاء الصالحون فما رعوها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) المتأخرون حق رعايتها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) يعني الذين ابتدعوها أولا ورعوها وكثير منهم فاسقون ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) يعني المتأخرين، فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ولم يبق منهم إلا قليل، جاءوا من الكهوف والصوامع والغيران فآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم.
الثالثة: وهذه الآية دالة على أن كل محدثة بدعة، فينبغي لمن ابتدع خيرا أن يدوم عليه، ولا يعدل عنه إلى ضده فيدخل في الآية. وعن أبي أمامة الباهلي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showalam.php?ids=481)- واسمه صدي بن عجلان - قال: أحدثتم قيام رمضان ولم يكتب عليكم، إنما كتب عليكم الصيام، فدوموا على القيام إذ فعلتموه ولا تتركوه، فإن ناسا من بني إسرائيل ابتدعوا بدعا لم يكتبها الله عليهم، ابتغوا بها رضوان الله فما رعوها حق رعايتها، فعابهم الله بتركها فقال: ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu).
ـ[أم محمد]ــــــــ[27 - 03 - 10, 03:39 ص]ـ
تفسير الطبري:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/306)
حدثني بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) فهاتان من الله، والرهبانية ابتدعها قوم من أنفسهم، ولم تكتب عليهم، ولكن ابتغوا بذلك وأرادوا رضوان الله، فما رعوها حق رعايتها، ذكر لنا أنهم رفضوا النساء، واتخذوا الصوامع.
حدثنا ابن عبد الأعلى قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (ورهبانية ابتدعوها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) قال: لم تكتب عليهم، ابتدعوها ابتغاء رضوان الله.
حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: (ما كتبناها عليهم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) قال: فلم؟ قال: ابتدعوها ابتغاء رضوان الله تطوعا، فما رعوها حق رعايتها.
ذكر من قال: الذين لم يرعوا الرهبانية حق رعايتها كانوا غير الذين ابتدعوها. ولكنهم كانوا المريدي الاقتداء بهم.
حدثنا الحسين بن الحريث [أبو عمار المروزي] قال: ثنا الفضل بن موسى، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كانت ملوك بعد عيسى بدلوا التوراة والإنجيل، وكان فيهم مؤمنون يقرءون التوراة والإنجيل. فقيل لملكهم: ما نجد شيئا أشد علينا من شتم يشتمناه هؤلاء، أنهم يقرءون (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) هؤلاء الآيات. مع ما يعيبوننا به في قراءتهم، فادعهم فليقرءوا كما [ص: 204] نقرأ، وليؤمنوا كما آمنا به قال. فدعاهم فجمعهم وعرض عليهم القتل، أو يتركوا قراءة التوراة والإنجيل، إلا ما بدلوا منها. فقالوا: ما تريدون إلى ذلك فدعونا قال: فقالت طائفة منهم: ابنوا لنا أسطوانة، ثم ارفعونا إليها، ثم أعطونا شيئا نرفع به طعامنا وشرابنا، فلا نرد عليكم. وقالت طائفة منهم: دعونا نسيح في الأرض، ونهيم ونشرب كما تشرب الوحوش، فإن قدرتم علينا بأرضكم فاقتلونا. وقالت طائفة: ابنوا لنا دورا في الفيافي، ونحتفر الآبار، ونحترث البقول، فلا نرد عليكم، ولا نمر بكم، وليس أحد من أولئك إلا وله حميم فيهم. قال: ففعلوا ذلك، فأنزل الله - جل ثناؤه - (ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) . الآخرون قالوا: نتعبد كما تعبد فلان، ونسيح كما ساح فلان، ونتخذ دورا كما اتخذ فلان، وهم على شركهم لا علم لهم بإيمان الذين اقتدوا بهم. قال: فلما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يبق منهم إلا قليل، انحط رجل من صومعته، وجاء سائح من سياحته، وجاء صاحب الدار من داره، وآمنوا به وصدقوه. فقال الله - جل ثناؤه - (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) قال: أجرين لإيمانهم بعيسى، وتصديقهم بالتوراة والإنجيل، وإيمانهم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وتصديقهم به. قال: (ويجعل لكم نورا تمشون به ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) : القرآن، واتباعهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال (لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) .
حدثنا يحيى بن أبي طالب قال: ثنا داود بن المحبر قال: ثنا الصعق بن حزن قال: ثنا عقيل الجعدي، عن أبي إسحاق الهمداني ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showalam.php?ids=11813)، عن سويد بن غفلة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showalam.php?ids=16072)، عن عبد الله بن مسعود ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showalam.php?ids=10) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " اختلف من كان قبلنا على إحدى وسبعين فرقة، نجا منهم ثلاث وهلك سائرهم: فرقة من الثلاث وازت الملوك وقاتلتهم على دين الله ودين [ص: 205] عيسى ابن مريم صلوات الله عليه، فقتلتهم الملوك. وفرقة لم تكن لهم طاقة بموازاة الملوك، فأقاموا بين ظهراني قومهم يدعونهم إلى دين الله ودين عيسى ابن مريم - صلوات الله عليه - فقتلتهم الملوك، ونشرتهم بالمناشير. وفرقة لم تكن لهم طاقة بموازاة الملوك، ولا بالمقام بين ظهراني قومهم يدعونهم إلى دين الله ودين عيسى - صلوات الله عليه - فلحقوا بالبراري والجبال، فترهبوا فيها، فهو قول الله - عز وجل - (ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) قال: ما فعلوها إلا ابتغاء رضوان الله، (فما رعوها حق رعايتها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) قال: ما رعاها الذين من بعدهم حق رعايتها، (فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) قال: وهم الذين آمنوا بي، وصدقوني. قال (وكثير منهم فاسقون ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) قال: فهم الذين جحدوني وكذبوني.
حدثنا ابن حميد قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس (ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) قال الآخرون: ممن تعبد من أهل الشرك، وفني من فني منهم. يقولون: نتعبد كما تعبد فلان، ونسيح كما ساح فلان، وهم في شركهم لا علم لهم بإيمان الذين اقتدوا بهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/307)
ـ[أم محمد]ــــــــ[27 - 03 - 10, 03:43 ص]ـ
تفسير البغوي:
[ص: 42] (ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)( 26 ) ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)( 27 ) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)( 28 ) لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)( 29 ) )
( ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) [ على دينه] (رأفة) وهي أشد الرقة (ورحمة) كانوا متوادين بعضهم لبعض، كما قال الله تعالى في وصف أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - " رحماء بينهم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)" . ( الفتح - 29 (ورهبانية ابتدعوها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) من قبل أنفسهم، وليس هذا بعطف على ما قبله، وانتصابه بفعل مضمر كأنه قال: وابتدعوا رهبانية أي جاءوا بها من قبل أنفسهم (ما كتبناها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) أي ما فرضناها (عليهم إلا ابتغاء رضوان الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) يعني: ولكنهم ابتغوا رضوان الله بتلك الرهبانية، وتلك الرهبانية ما حملوا أنفسهم من المشاق في الامتناع من المطعم والمشرب والملبس والنكاح والتعبد في الجبال (فما رعوها حق رعايتها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) أي لم يرعوا الرهبانية حق رعايتها بل ضيعوها وكفروا بدين عيسى فتهودوا وتنصروا ودخلوا في دين ملوكهم وتركوا الترهب، وأقام منهم أناس على دين عيسى عليه الصلاة والسلام حتى أدركوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - فآمنوا به، وذلك قوله تعالى: (فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) وهم الذين ثبتوا عليها وهم أهل الرأفة والرحمة (وكثير منهم فاسقون ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) وهم الذين تركوا الرهبانية وكفروا بدين عيسى عليه الصلاة والسلام.
أخبرنا أبو سعيد الشريحي أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showalam.php?ids=13968) أنبأني عبد الله بن حامد، أخبرنا أحمد بن عبد الله المزني حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان حدثنا شيبان بن فروخ، ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showalam.php?ids=16131) حدثنا الصعق بن حزن، عن عقيل الجعدي عن أبي إسحاق عن سويد بن غفلة، ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showalam.php?ids=16072) عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: " يا ابن مسعود اختلف من كان قبلكم على اثنتين وسبعين فرقة، نجا منها ثلاث وهلك سائرهن، فرقة آزت الملوك وقاتلوهم على دين عيسى عليه الصلاة والسلام، فأخذوهم وقتلوهم، وفرقة لم تكن لهم طاقة بموازاة الملوك ولا بأن يقيموا بين ظهرانيهم يدعونهم [ص: 43] إلى دين الله ودين عيسى عليه السلام فساحوا في البلاد وترهبوا وهم الذين قال الله - عز وجل - فيهم: " ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)" فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " من آمن بي وصدقني واتبعني فقد رعاها حق رعايتها ومن لم يؤمن بي فأولئك هم الهالكون ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/308)
وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنت رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - على حمار فقال لي: " يا ابن أم عبد هل تدري من أين اتخذت بنو إسرائيل الرهبانية؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ظهرت عليهم الجبابرة بعد عيسى عليه السلام يعملون بالمعاصي فغضب أهل الإيمان فقاتلوهم، فهزم أهل الإيمان ثلاث مرات، فلم يبق منهم إلا القليل، فقالوا: إن ظهرنا لهؤلاء أفنونا ولم يبق للدين أحد يدعو له فقالوا: تعالوا نتفرق في الأرض إلى أن يبعث الله النبي الذي وعدنا به عيسى عليه السلام، يعنون محمدا - صلى الله عليه وسلم - فتفرقوا في غيران الجبال، وأحدثوا رهبانية فمنهم من تمسك بدينه ومنهم من كفر، ثم تلا هذه الآية: " ورهبانية ابتدعوها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)" الآية. " فآتينا الذين آمنوا منهم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)" يعني من ثبتوا عليها أجرهم، ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " يا ابن أم عبد أتدري ما رهبانية أمتي؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: الهجرة والجهاد، والصلاة والصوم والحج والعمرة والتكبير على التلاع "
وروي عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن لكل أمة رهبانية، ورهبانية هذه الأمة الجهاد في سبيل الله "
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت ملوك بعد عيسى عليه السلام بدلوا التوارة والإنجيل، وكان فيهم مؤمنون يقرءون التوراة والإنجيل ويدعونهم إلى دين الله فقيل لملوكهم: لو جمعتم هؤلاء الذين شقوا عليكم فقتلتموهم أو دخلوا فيما نحن فيه، فجمعهم ملوكهم [ص: 44] وعرض عليهم القتل أو يتركوا قراءة التوراة والإنجيل إلا ما بدلوا منها فقالوا: نحن نكفيكم أنفسنا فقالت طائفة: ابنوا لنا أسطوانة، ثم ارفعونا إليها ثم أعطونا شيئا نرفع به طعامنا وشرابنا ولا نرد عليكم، وقالت طائفة: دعونا نسيح في الأرض ونهيم ونشرب كما يشرب الوحش، فإن قدرتم علينا بأرض فاقتلونا وقالت طائفة: ابنوا لنا دورا في الفيافي نحتفر الآبار ونحترث البقول فلا نرد عليكم ولا نمر بكم، ففعلوا بهم ذلك فمضى أولئك على منهاج عيسى عليه الصلاة والسلام، وخلف قوم من بعدهم ممن قد غير الكتاب، فجعل الرجل يقول: نكون في مكان فلان فنتعبد كما تعبد فلان ونسيح كما ساح فلان ونتخذ دورا كما اتخذ فلان، وهم على شركهم لا علم لهم بإيمان الذين اقتدوا بهم، فذلك قوله - عز وجل -: " ورهبانية ابتدعوها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)" أي ابتدعها هؤلاء الصالحون (فما رعوها حق رعايتها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) يعني الآخرين الذين جاءوا من بعدهم (فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) يعني الذين ابتدعوها ابتغاء رضوان الله " وكثير منهم فاسقون ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)" هم الذين جاءوا من بعدهم، قال: فلما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يبق منهم إلا قليل انحط رجل من صومعته وجاء سياح من سياحته وصاحب دير من ديره وآمنوا به
فقال الله - عز وجل -: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) . الخطاب لأهل الكتابين من اليهود والنصارى، يقول: يا أيها الذين آمنوا بموسى وعيسى اتقوا الله في محمد - صلى الله عليه وسلم - (وآمنوا برسوله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) محمد - صلى الله عليه وسلم - (يؤتكم كفلين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) نصيبين (من رحمته) يعني يؤتكم أجرين لإيمانكم بعيسى عليه الصلاة والسلام، والإنجيل وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - والقرآن.
وقال قوم: انقطع الكلام عند قوله " ورحمة " ثم ابتدأ: ورهبانية ابتدعوها وذلك أنهم تركوا الحق فأكلوا الخنزير وشربوا الخمر وتركوا الوضوء والغسل من الجنابة والختان، فما رعوها يعني: الطاعة والملة " حق رعايتها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)" كناية عن غير مذكور " فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)" وهم أهل الرأفة والرحمة " وكثير منهم فاسقون ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)" وهم الذين ابتدعوا الرهبانية، وإليه ذهب مجاهد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/309)
معنى قوله: " إلا ابتغاء رضوان الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)" [ على هذا التأويل: ما أمرناهم وما كتبنا عليهم إلا ابتغاء رضوان الله، وما أمرناهم بالترهب]. [ص: 45]
قوله - عز وجل -: (يا أيها الذين آمنوا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) بموسى وعيسى (اتقوا الله) وآمنوا برسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - " يؤتكم كفلين من رحمته ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)" .
وروينا عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين رجل كانت له جارية فأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها ورجل من أهل الكتاب آمن بكتابه وآمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، وعبد أحسن عبادة الله ونصح سيده "
(ويجعل لكم نورا تمشون به ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) قال ابن عباس ومقاتل: يعني على الصراط، كما قال: " نورهم يسعى بين أيديهم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)" ( التحريم - 8) ويروى عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النور هو القرآن. وقال مجاهد: هو الهدى والبيان، أي يجعل لكم سبيلا واضحا في الدين تهتدون به (ويغفر لكم والله غفور رحيم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) وقيل: لما سمع من لم يؤمن من أهل الكتاب قوله - عز وجل -: " أولئك يؤتون أجرهم مرتين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)" ( القصص - 54) قالوا للمسلمين: أما من آمن منا بكتابكم فله أجره مرتين لإيمانه بكتابكم وبكتابنا وأما من لم يؤمن منا فله أجر كأجوركم فما فضلكم علينا؟ فأنزل الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)" فجعل لهم الأجرين إذا آمنوا برسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - وزادهم النور والمغفرة ثم قال: (لئلا يعلم أهل الكتاب ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)( لئلا يعلم أهل الكتاب ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) قال قتادة: حسد الذين لم يؤمنوا من أهل الكتاب المؤمنين منهم فأنزل الله تعالى " لئلا يعلم أهل الكتاب ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)" .
قال مجاهد: قالت اليهود يوشك أن يخرج [منا]. نبي يقطع الأيدي والأرجل، فلما خرج من العرب كفروا به، فأنزل الله تعالى " لئلا يعلم أهل الكتاب ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)" أي ليعلم و " لا " صلة (ألا يقدرون على شيء من فضل الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) أي ليعلم الذين لم يؤمنوا أنهم لا أجر لهم ولا نصيب لهم في [ص: 46] فضل الله (وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)) أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showalam.php?ids=12070) حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث عن نافع، عن ابن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس، وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط؟ فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط، ثم قال من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط؟ فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط، ثم قال: من يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين، ألا فأنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس ألا لكم الأجر مرتين، فغضبت اليهود والنصارى وقالوا: نحن أكثر عملا وأقل عطاء؟ قال الله تعالى: " هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟ " قالوا: لا قال: " فإنه فضلي أعطيه من شئت ".
أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showalam.php?ids=12070) حدثني محمد بن العلاء، حدثنا أبو أسامة عن يزيد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قوما يعملون له عملا إلى الليل على أجر معلوم فعملوا إلى نصف النهار، فقالوا: لا حاجة لنا إلى أجرك الذي شرطت لنا وما عملناه باطل، فقال لهم: لا تفعلوا أكملوا بقية عملكم، وخذوا أجركم كاملا فأبوا وتركوا واستأجر قوما آخرين بعدهم، فقال: أكملوا بقية يومكم هذا ولكم الذي شرطت لهم من الأجر، فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر قالوا: ما عملنا باطل ولك الأجر الذي جعلت لنا فيه، فقال: أكملوا بقية عملكم فإنما بقي من النهار شيء يسير فأبوا فاستأجر قوما أن يعملوا له بقية يومهم فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس فاستكملوا أجر الفريقين كليهما فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/310)
ـ[أم محمد]ــــــــ[27 - 03 - 10, 03:46 ص]ـ
هكدا يتضح جليا معنى الآية أما أقوال العامة والسفهاء فلا يؤخد بها.
والصلاة والسلام على نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -(62/311)
تأويل الصفات
ـ[شمير بن محمد]ــــــــ[27 - 03 - 10, 01:18 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
السلام عليكم ورحمة الله
ورد في صحيح البخاري (كتاب التفسير، سورة القصص) "كل شيء هالك إلا وجهه": إلا ملكه
هل يعتبر هذا تأويل الصفات لله تعالى؟! وما توجيهكم؟ جزاكم الله خيرا
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 12:43 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=97757
كذلك يقال:
إن تفسير الوجه بالملك غير معقول، فالله يخبر تبارك وتعالى أن كل شيء من خلقه هالك إلا وجهه ولا يمك أن يكون وجهه هو ملكه الذي هو خلقه لأن هذا تناقض؛ إذ كيف يخبر أن خلقه كلهم هالكون وأنهم مع ذلك غير هالكين .. هذا جمع بين النقيضيين ....
فإما أن يكون ذلك تحريفًا في النسخ أو شيء آخر كالسهو ونحوه.
لكن هذا على حالته تلك مخالف للعقل قبل مخالفته لمنهج السلف في إثبات الصفات.
ـ[مبارك مسعود]ــــــــ[06 - 04 - 10, 10:00 م]ـ
وهذا فيه إشكال، ووجه الإشكال تفسير الوجه بالملك، وتفسير الوجه بإرادة الثواب أو الإخلاص، ولكن الإشكال يزول إذا عرفنا مسألتين:
أ - أن البخاري على مذهب السلف في مسألة الوجه بل إنه في آخر صحيحه في كتاب التوحيد، قال: باب ما جاء في كل شيء هالك إلا وجهه، وذكر حديث الاستعاذة بوجه اللَّه مما يدل على أنه يثبت الوجه.
ب - أن البخاري في نقله لمن فسر الوجه بالملك، قال (يقال) وهذه صيغة تمريض تدل على أنه لم يثبت القول، وإنما ذكره رحمه اللَّه لبيان ضعفه. ومما سبق في كلام البخاري تبين لنا حسن صنيعه رحمه اللَّه.
ـ[أبو عمر الصيداوي]ــــــــ[07 - 04 - 10, 12:52 ص]ـ
بحاجة إلى مراجعة ...(62/312)
تناقضات الأشعرية (9): في دليلهم النظري على أن كلام الله تعالى غير مخلوق
ـ[محمد براء]ــــــــ[29 - 03 - 10, 04:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تناقضات الأشعرية (9): في دليلهم النظري على أن كلام الله تعالى غير مخلوق
من الأدلة العقلية التي استدلَّ بها أهلُ السُّنَّةِ على أن كلام الله تعالى غيرُ مخلوق، أن الصفة إذا قامت بمحلٍّ عادَ حكمُهَا إلى ذلك المحل فكان هو الموصوفُ بها، ولا يعود حكمُها على غير ذلك المحلِّ، فلو كان الكلامُ قائِمَاً بغيرِ الله تعالى، لكانَ ذلك المحل هو الموصوف بالكلام، لا الله تعالى، ولو كان الكلامُ الذي خلقه في غيره كلاماً له لكان كلُّ كلامٍ في الوجود كلامَه، سواء حسنه وقبيحه، نثره ونظامه.
وقد بيَّن هذه الحجة الإمامُ أبو أيوب سليمانُ بن داودَ الهاشميُّ - الذي قال فيه الإمام الشافعي: " مَا رَأَيْتُ أَعْقَلَ مِنْ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ: أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَسُلَيْمَانَ بنِ دَاوُدَ الهَاشِمِيِّ " (1) المتوفى سنة 219 هـ رحمه الله تعالى – بيَّنها بقوله: " من قال: القرآنُ مخلوق فهو كافرٌ، وإن كان القرآنُ مخلوقاً كما زعمُوا، فلِمَ صار فرعونُ أولى بأن يُخلَّد في النار إذ قال: أنا ربُّكم الأعلى، وزعموا أن هذا مخلوق، والذي قال: إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي؛ هذا أيضاً قد ادَّعَى ما ادَّعَى فِرعَونُ، فلم صار فرعونُ أولى بأن يُخلَّدَ في النار من هذا؟ وكلاهما عندَهُ مخلوقٌ!
فأُخبِر بذلك أبو عبيد، فاستحسنَهُ وأعجبه " (2).
قال ابن تيمية معلقاً على كلامه: " ومعنى كلامِ السلف أنَّ من قال: إنِّ كلام الله مخلوق، فحقيقةُ قوله أن الله تعالى لا يتكلم، وأنَّ المحل الذي قام به: إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا هو المدعى الإلهية، كما أن فرعون لما قام به: أنا ربُّكم الأعلى كان مُدَّعِياً للرُّبُوبيَّة.
وكلامُ السلف مبنيٌّ على ما يعلمونَهُ من أنَّ الله خالقُ أفعال العباد وأقوالِهم، وإذا كان كلامُه ما خلقَه في غيره، كان كلُّ كلامٍ كلامَه، وكان كلامُ فرعون كلامَه، إذ المتكلِّمُ من قام به الكلامُ، فلا يكون مُتكلَّماً بكلامٍ يكون في غيره، كسائرِ الصفات والأفعال، فإنه لا يكون عالماً بعلمٍ يقومُ بغيرِه، ولا قادراً بقدرة تقوم بغيره، ولا حيَّاً بحياةٍ تقومُ بغيرهِ، وكسائر الموصوفين، فإن الشيءَ لا يكونُ حياً عالماً قادراً بحياةٍ أو علمٍ أو قُدرَةٍ تقومُ بغيرِهِ ولا يكونُ متحرِّكاً أو ساكناً يحركةٍ أو سكونٍ يقومُ بغيرِه، كما لا يكون متلوِّناً بلونٍ يقوم بغيره.
وهنا أربع مسائل: مسألتان عقليتان، ومسألتان سمعيتان لغويتان:
الأولى: أن الصفة إذا قامت بمحلٍّ عاد حُكمُها إلى ذلك المحل، فكان هو الموصوفُ بها، فالعلمُ والقدرة والكلام والحركةُ والسُّكونُ إذا قام بمحلٍّ كان ذلك المحلُّ هو العالم القادر المتكلِّمُ أو المتحرِّكُ أو الساكنُ.
الثانية: أن حكمَهَا لا يعودُ على غير ذلك المحل، فلا يكون عالماً بعلمٍ يقومُ بغيره، ولا قادراً بقدرةٍ تقومُ بغيره، ولا مُتكلِّماً بكلامٍ يقوم بغيره، ولا مُتحرِّكاً بحركةٍ تقوم بغيره، وهاتان عقليتان.
الثالثة: أنه يُشتقُّ لذلك المحل من تلك الصفة اسمٌ، إذا كانت تلك الصفة مما يشتقُّ لمحلها منها اسمٌ، كما إذا قام العلمُ أو القدرةُ أو الكلامُ أو الحركة بمحلٍ قيل: عالمٌ أو قادرٌ أو متكلِّمٌ أو متحرِّكٌ، بخلاف أصناف الروائح التي لا يشتق لمحلِّهَا منها اسمٌ.
الرابعة: أنه لا يُشتقُّ الاسم لمحلٍّ لم يقُم به تلك الصِّفَةُ، فلا يُقَال لمحلٍّ لم يقم به العلم أو القدرة أو الإرادة أو كلام أو الحركة إنه عالم أو قادر أو مريد أو متكلم أو متحرك " (3).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/313)
وهذه الحجة أوضحها أيضاً بواضح العبارة الإمامُ أبو جعفر محمدُ بن جريرٍ الطبريُّ رحمه الله تعالى، فقال بعد أن ذكرَ الاختلاف في القرآن: " والصوابُ في ذلك من القول عندنا قولُ من قال: ليس بخالقٍ ولا مخلوق، لأن الكلام لا يجوزُ أن يكون كلاماً إلا لمتكلمٍ، لأنه ليس بجسمٍ فيقومُ بذاته قيامَ الأجسام بأنفُسِها، فمعلوم إذ كان ذلك كذلك أنه غير جائز أن يكون خالِقَاً، بل الواجِبُ إذ كان ذلك كذلك أن يكون كلاماً للخالقِ.
وإذ كان كلاماً للخالِق وبطلَ أن يكون خالقاً لم [يمكن] (4) أن يكون مخلوقاً، لأنه لا يقومُ بذاتِه وأنه صفةٌ، والصفاتُ لا تقوم بأنفسها، وإنما تقومُ بالموصوف بها، كالألوانِ والطُّعُوم والأراييح والشمِّ، لا يقوم شيءٌ من ذلك بذاته ونفسِهِ وإنما يقوم بالموصوفِ به، فكذلك الكلامُ صفةٌ من الصفاتِ لا تقُوم إلا بالموصُوفِ بها.
وإذ كان ذلك كذلك صحَّ أنَّهُ غيرُ جائزٍ أن يكونَ صفةً للمخلوقِ والموصوفُ بها الخالق، لأنه لو جاز أن يكونَ صفةً لمخلوق والموصوفُ بها الخالقُ، جاز أن يكونَ كلُّ صفةٍ لمخلوقٍ فالموصوفُ بها الخالق، فيكونُ إذ كان المخلوق موصوفاً بالألوان والطعوم والأراييح والشم والحركة والسكونِ أن يكُونَ الموصوف بالألوان وسائر الصفات التي ذكرنا الخالقُ دون المخلوق؛ في اجتماع جميعِ الموحدين من أهل القبلة وغيرهم على فسادِ هذا القول ما يوضحُ فسادَ القولِ بأنَّ يكون الكلامُ الذي هو موصوفٌ به ربُّ العزة كلاماً لغيرِه " (5).
وقال ابن القيم في ذكر مذهب أهل الحديث في مسألة الكلام:
وكذا كلامٌ من سوى متكلم = أيضاً محالٌ ليس في إمكانِ
إلا لمن قام الكلام به فذا = ك كلامه المعقولُ في الأذهانِ
أيكون حيٌّ سامعاً أو مبصراً = من غير ما سمعٍ وغير عِيَان
والسمعُ والإبصارُ قام بغيره = هذا المحالُ وواضحُ البُهتَانِ
وكذا مريدٌ والإرادَةُ لم تَكُن = وصفاً لهُ هذا من الهذيانِ
وكذا قديرٌ ماله من قُدرَةٍ = قامت به من أوضحِ البُطلانِ (6)
ولهذا ألزم أهلُ السنة الجهميةَ بمقتضى هذه الحجة، بأن يكون كلامُ الخلق حقُّه وباطِلُه عينَ كلام الله سبحانه، قال ابن القيم:
أوليسَ قد قام الدَّليلُ بأنَّ أفعـ = ـالَ العبادِ خليقةُ الرحمنِ
من ألفِ وجهٍ أو قريبِ الألف يُحصِيـ = ـها الذي يُعنَى بهذا الشَّانِ
فيكونُ كلُّ كلامِ هذا الخلقِ = عينَ كلامِهِ سبحانَ ذي السُّلطانِ
إذ كان منسوباً إليه كلامُه = خلقاً كبيتِ الله ذي الأركانِ
هذا ولازمُ قولكم قد قالَهُ = ذو الاتحادِ مُصرحاً ببيانِ (7)
حذر التناقُض إذ تناقضتم ولكـ = ـن طرده في غايةِ الكفرانِ (8)
وهذه الحجة العقلية عينها، كان أئمة الأشعرية يستدلون بها، وربما يصوغُونَهَا بسبرٍ وتقسيمٍ، فيقولون: " لو كان مخلوقاً لم يخلُ أن يكونَ خلقه في نفسِه أو في غيره أو في غير شيء، ولا يجوزُ أن يكون مخلوقاً في نفسه لأن ذاتَه لا تقومُ بها المخلوقاتُ والحوادثُ يتعالى عن ذلك عُلوَّاً كبيراً، ولا يجوزُ أن يكون خلقاً في غيرِه لأنه لو كان خلقَهُ في غيرِه لكان ذلك الغيرُ إلهاً آمرَاً ناهِياً قائلاً: يا موسى ... ، وهذا محالٌ باطلٌ، ولا يجوزُ أن يكون خلقَهُ في غيرِ شيء لأنَّهُ يؤدِّي إلى وجودِ كلامٍ من غير مُتكلِّمٍ، وهذا محالٌ.
فإذا ثبت بطلانُ هذه الثلاثة الأقسام لم يبقَ إلا أنه [غيرُ] (9) مخلوقٍ، بل هو صفةٌ من صفاتِ ذاته ... " (10).
وقد ناقض الأشعرية استدلالهم هذا في موضعين:
الموضعِ الأول: في تسميتهم الله تعالى خالقَاً ورازقاً ومحيياً ومميتاً ومحسناً، وجعلهم وجعلهم الخلق والرزق والإحياء والإماتة من صفات الله تعالى – ويسمُّونَها الصِّفَات الفعليَّة -، ومنعِهم أن يقومَ به شيءٌ من هذه المعانِي!.
قال ابن تيمية بعد كلامه السابق: " والجهميَّةُ والمعتزلة عارضُوا هذا بالصفاتِ الفعليةِ، فقالوا: إنه كما أنَّهُ خالقٌ عادلٌ بخلقٍ وعدلٍ لا يقومُ بهِ، بل هو موجود في غيرِه، فكذلك هو مُتكلِّمٌ مريدٌ بكلامٍ وإرادة لا تقومُ به بل يقومُ الكلام بغيره.
فمن سلَّم لهم هذا النقض - كالأشعري ومن اتَّبعهُ من أصحاب مالك والشافعيِّ وأحمد - أظهر تناقضَهم، ولم يجيبوهم بجوابٍ مُستقيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/314)
وأما السلف وجمهورُ المسلمين من جميعِ الطوائف فإنهم طردُوا أصلَهُم وقالوا: بل الأفعالُ تقومُ به كما تقومُ به الصفات، والخلقُ ليس هو المخلوق وذكر البخاريُّ أن هذا إجماعَ العلماء.
ومن قال: الصفاتُ تنقسم إلى صفاتٍ ذاتيَّةٍ وفعليَّةٍ ولم يجعلِ الأفعالَ تقوم به؛ فكلامُه فيه تلبيسٌ، فإنه سبحانه لا يُوصَفُ بشيءٍ لا يقومُ به، وإن سُلِّمَ أنه يتصف بما لا يقوم به فهذا هو أصل الجهمية الذين يصفونه بمخلوقاتِه ويقولون: إنه متكلِّمٌ ومريدٌ وراضٍ وغضبانُ ومحبٌّ ومبغضٌ وراحم لمخلوقات يخلقها منفصلةً عنه لا بأمورٍ تقومُ بذاته " (11).
وقال: " وَالْمُعْتَزِلَةُ اسْتَطَالُوا عَلَى الْأَشْعَرِيَّةِ وَنَحْوِهِمْ مِنْ الْمُثْبِتِينَ لِلصِّفَاتِ وَالْقَدَرِ بِمَا وَافَقُوهُمْ عَلَيْهِ مِنْ نَفْيِ الْأَفْعَالِ الْقَائِمَةِ بِاَللَّهِ تَعَالَى، فَنَقَضُوا بِذَلِكَ أَصْلَهُمْ الَّذِي اسْتَدَلُّوا بِهِ عَلَيْهِمْ فِي أَنَّ كَلَامَ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَأَنَّ الْكَلَامَ وَغَيْرَهُ مِنْ الْأُمُورِ إذَا خُلِقَ بِمَحَلِّ عَادَ حُكْمُهُ عَلَى ذَلِكَ الْمَحَلِّ " (12).
وقال في موضع آخر: " وَهَذَا السُّؤَالُ هُوَ الَّذِي ضَعْضَعَ هَذِهِ الْحُجَّةَ عِنْدَ أَبِي الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيِّ وَالرَّازِيِّ وَغَيْرِهِمْ لِمَا أَلْزَمهُمْ الْمُعْتَزِلَةُ بِذَلِكَ، وَلِهَذَا عَدَلَ عَنْهَا أَبُو الْمَعَالِي " (13).
قلت: ولذلك استخفَّ الفخرُ الرازيُّ بهذه الحُجَّةِ (14)، وجعل البحثَ بحثاً لغوياً يليقُ بالأدباء لا بحثاً عقلياً.
وقد تقدَّم من كلام ابن تيمية بيان أنه بحث عقليٌّ في جانب، لغوي في جانبٍ بما يكفِي ويشفِي.
الموضع الثاني: في قولِ من قال منهم بأن الكلامَ يكونُ حقيقة في الكلام النفسي واللفظيِّ، مع قولِهم بخلق الكلام اللفظي، بيانُ ذلك أن يُقال: هل القرآن العربي المؤلف من حروف وكلمات وسور وآيات كلام الله عندكم حقيقة؟!
فمن قال بأن لفظ (الكلام) مشتركٌ بين الكلام النفسي واللفظي كأبي المعالي (15)، فلا بد له من نعم.
فيقال لكم: وهل هذا القرآن العربي عندكم مخلوقٌ؟
ولا بُدَّ من نعم، وعلى هذا نصَّ أئمَّتُهم.
فيُحتجُّ عليهم بالحجة نفسها، فيقال: هل خلقه الله في نفسه، أم خلقه لا في محل، أم خلقه قائماً بغيره. فتختارون: أنه خلقه في غيره.
فمنكم من يقول: خلقه في اللوح المحفوظ، أو في جبريل أو في محمد صلى الله عليه وسلم (16)!.
فيلزمكم أنه كلام ذلك المخلوق الذي خلقه فيه، وعندها تكونون قد نقضتم أصلَكُم، إذ قد قررتم أنَّ الكلامَ لو خلقَهُ الله في غيرِه لكان ذلكَ الغيرُ إلهاً آمراً ناهياً!!
قال ابن تيمية: " وَلِهَذَا لَمْ يَكُنْ قُدَمَاءُ الْكُلَّابِيَة يَقُولُونَ: إنَّ لَفْظَ الْكَلَامِ مُشْتَرَكٌ بَيْنَ اللَّفْظِ وَالْمَعْنَى، لِأَنَّ ذَلِكَ يُبْطِلُ حُجَّتَهُمْ عَلَى الْمُعْتَزِلَةِ وَيُوجِبُ عَلَيْهِمْ الْقَوْلَ بِأَنَّ كَلَامَ اللَّهِ مَخْلُوقٌ، لَكِنْ كَانُوا يَقُولُونَ: إنَّ إطْلَاقَ الْكَلَامِ عَلَى اللَّفْظِ بِطَرِيقِ الْمَجَازِ وَعَلَى الْمَعْنَى بِطَرِيقِ الْحَقِيقَةِ، فَعَلِمَ مُتَأَخِّرُوهُمْ أَنَّ هَذَا فَاسِدٌ بِالضَّرُورَةِ، وَأَنَّ اسْمَ الْكَلَامِ يَتَنَاوَلُ اللَّفْظَ حَقِيقَةً، فَجَعَلُوهُ مُشْتَرَكًا، فَلَزِمَهُمْ أَنْ يَكُونَ كَلَامُ اللَّهِ مَخْلُوقًا.
فَهُمْ بَيْنَ مَحْذُورَيْنِ: إمَّا الْقَوْلُ بِأَنَّ كَلَامَ اللَّهِ مَخْلُوقٌ، وَإِمَّا الْقَوْلُ بِأَنَّ الْقُرْآنَ الْعَرَبِيَّ لَيْسَ كَلَامَ اللَّهِ، وَكِلَا الْأَمْرَيْنِ مَعْلُومُ الْفَسَادِ " (17).
_______
(1) تاريخ بغداد (9/ 31)، وذكر هذه العبارة الذهبي في السير (10/ 625) بهذا اللفظ، وذكرها ابن تيمية في المجموع (6/ 317) بلفظ: " مَا خَلَّفْت بِبَغْدَادَ أَعْقَلَ مِنْ رَجُلَيْنِ: أَحْمَد بْنَ حَنْبَلٍ وَسُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُد الْهَاشِمِيَّ "، وقال ابن تيمية في العقل والنقل (2/ 253) في وصفه: " أحدُ أئمَّةِ الإسلام نظيرُ الشافعي وأحمدَ وإسحاق وأبي عبيد وأبي بكر بن أبي شيبة وأمثالِهم ".
(2) خلق أفعال العباد (2/ 35).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/315)
(3) شرح العقيدة الأصبهانية (483 - 485).
(4) في المطبوع: "يكن " ولعل الصواب ما أثبته.
(5) التبصير في معالم الدين (201 - 202).
(6) الكافية الشافية الأبيات (659 - 664)، ص51.
(7) يعني ابن عربي الطائي حين قال في الفتوحات المكية (4/ 141):
ألا كل قول في الوجود كلامه = سواء علينا نثره ونظامه
(8) ساقطة من المطبوع.
(9) الكافية الشافية الأبيات (714 - 719) ص (53 – 54)، قال الشيخ أحمد بن عيسى رحمه الله تعالى في شرحه (1/ 314): " هذا الإلزام الذي ذكره الناظم هو إلزام مشهور للسلف ".
(10) الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به (68 - 69)، وانظر: اللمع (43 - 44)، والتمهيد (237 – 238)، والعقل والنقل (2/ 244 - 245)، والتسعينية (2/ 483 - 484)، وهذا السبر والتقسيم أول من ذكره فيما وقفت عليه عبد العزيز الكناني رحمه الله في الحيدة (134)، ونقله عنه ابن أبي العز في شرح الطحاوية شرح الطحاوية (1/ 261)، وعنه الحكمي في ومعارج القبول، وممن ذكره أيضاً من علماء السنة الطبري في التبصير (203 - 204)، وانظر كلام ابن تيمية في القسم الأول الذي قد يشكل على البعض في مجموع الفتاوى (6/ 320 - 329).
(11) شرح العقيدة الأصبهانية (485 - 486).
(12) مجموع الفتاوى (8/ 128)، وانظر: (6/ 317) في رسالة عنوانها: " قَاعِدَةٌ شَرِيفَةٌ وَهِيَ أَنَّ جَمِيعَ مَا يَحْتَجُّ بِهِ الْمُبْطِلُ مِنْ الْأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْعَقْلِيَّةِ إنَّمَا تَدُلُّ عَلَى الْحَقِّ؛ لَا تَدُلُّ عَلَى قَوْلِ الْمُبْطِلِ ".
(13) التسعينية (488) وانظر كلام أبي المعالي هناك.
(14) وذلك في كتابه نهاية العقول انظر التسعينية (2/ 598 - 599)، وانظر رد شيخ الإسلام عليه في هذه المسألة (2/ 618 - 622) الوجوه: من الثالت إلى السابع.
وقد ضعف الرازي هذه الحجة أيضاً في الأربعين (177)، وذكر أن منازعة أصحابه للمعتزلة بهذه الحجة منازعة ضعيفة، وعلل ذلك، مع أنه في كتاب الإشارة في أصول الكلام (194 - 195) ذكر هذه الحجة وعول عليها ونقل كلام الأشعري فيها، وهذا مما يرجح ما ذهب إليه الزركان في رسالة الرازي وآراؤه الكلامية (69) من أن كتاب الإشارة من أوائل كتبه، خلافاً لمحقِقَي هذا الكتاب. انظر مقدمتهما (15 - 17).
(15) قال في الإرشاد (108): " الطريقة المرضية عندنا أن العبارات تُسمَّى كلاماً على الحقيقة، والكلام القائم بالنفس كلام، وفي الجمع بينهما ما يدرأ تشغيب المخالفين. ومن أصحابنا من قال: الكلام الحقيقي هو القائم بالنفس، والعبارات تسمى كلاماً تجوزاً كما تسمى علوماً تجوزاً، إذ قد يقول القائل سمعت علماً وأدركت علماً، وإنما يريد إدراك العبارات الدالة على العلوم، ورب مجاز يشتهر اشتهار الحقائق ".
أقول: وهذا البحث بحث لغوي جار على أصول الأشعرية والمعتزلة في تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز، إذ يحدُّونَ الحقيقةَ باللفظَ المستعمل في ما وضع له، والمجازَ باللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة، واللفظُ المشترك عندهم هو اللفظُ الذي وضع لمعنيين، فالوضع شرطُ الاشتراك.
وعند تطبيق هذه الحدود على لفظِ الكلام، يتبين لك تلاعبُ القوم بلغة العرب، بل تلاعبهم بقوانينهم هم، وأن حدودهم هذه لم يطبقوها ولم يأخذوا بها.
فكيف يجوزُ أن يُجعَل " درء تشغيب المخالفين " – كما قال الجويني - مُرجِّحَاً لكون اللفظ مشتركاً بين المعنيين، دونَ (الوضع) الذي جعلُوه فيصلاً بين الحقيقة والمجاز؟!
وإنما يكون اللفظُ مشتركاً بين المعنيين – وفق تعريفهم للاشتراك -، إن استطاع أن يعرفَ أن لفظَ الكلام وُضِع لهما معاً، وهذا لا سبيلَ إليه البتة، لأن الواضعَ على المشهور عندهم هو الله تعالى، فأنَّى له أن يعرفَ أنَّ الله تعالى وضع لمعنى الكلام اللفظي ولمعنى الكلام النفسي لفظاً مُشتركاً هو لفظ (الكلام)؟! وأنَّى لأصحابه الذين ذكرهم أن يعرفُوا أن الله تعالى وضع لمعنى الكلام النفسي لفظ (الكلام) ولم يضعهُ للكلام اللفظي؟! فهذا لا سبيل إلى معرفته البتة إلا بخبر صادق عن الله تعالى، فكيف اهتدى الجويني لرأيه واهتدى هؤلاء لرأيهم؟
فلا سبيل إلى الترجيح – إذاً - بين هذين القولين إلا الهوى والتشهي لصيانة الآراء العقدية أو: " درء تشغيبِ المخالفين "!!
على أن القول بأن الكلام لفظ مشترك بين المعنيين غلطٌ في نفسه، وقد بين ذلك ابن تيمية بقوله في التسعينية (2/ 675 - 676): " ومن جعل اللفظ مشتركاً بينَهُما فقد جمعَ البعيدين، بل أثبتَ النقيضين، فإنه يجعلُ اللفظَ الشامِلَ لهُمَا مانعاً من كُلٍّ منهُما، فإنه إذا قال: أريدُ به هذا وحدَهُ أو هذا وحدَهُ مع أن اللفظ أُريدَ به كلاهُمَا كان نافياً لكُلٍّ منهُمَا في حال إثبات اللفظِ له، وإنما اللفظُ المطلقُ من القولِ والنطقِ والكلام ونحو ذلك يتناولُهُما جميعاً، كما أنَّ لفظَ الإنسان يتناولُ الرُّوحَ والبدن جميعاً، وإن كان أحدُهُما قد يُسمَّى بالاسم مُفرَدَاً
ومن لم يسلك هذا المسلكَ انهالتْ عليه الحججُ لما نفاه من الحقِّ، فإن دلالة الأدلَّةِ الشرعيَّةِ واللغويَّةِ والعُرفِيَّةِ على شُمُول الاسم لهُمَا وعلى تسمية أحدِهِمَا به أكثرُ من أن تُحصَرَ ".
(16) انظر الإتقان للسيوطي ص292 - 293.
(17) مجموع الفتاوى (6/ 535).
الحلقة السابقة:
تناقضات الأشعرية (8): في استدلالهم بقوله تعالى: " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " على أن القرآن غير مخلوق. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1242409)
فائدة
من دقائق المعاني ما قاله الإمام سليمان بن داود الهاشمي الذي تقدم النقل عنه في أول المقال:
" ربما أحدث بحديث واحد ولي نية، فإذا أتيت على بعضه تغيرت نيتي، فإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيات ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/316)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - 03 - 10, 05:25 م]ـ
بارك الله فيكم أيها الفاضل
ويسّر لكم إكمال هذه الحلقات النافعة لمن كان له قلبٌ منهم
ـ[محمد براء]ــــــــ[29 - 03 - 10, 09:07 م]ـ
بارك الله فيكم أيها الفاضل
ويسّر لكم إكمال هذه الحلقات النافعة لمن كان له قلبٌ منهم
وفيكم.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[30 - 03 - 10, 06:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا و نفع بكم
متابعون
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[31 - 03 - 10, 03:17 ص]ـ
متابعون
ليس نحن فقط من يتابع
عضو فى أحدى المنتديات المخالفة فتح موضوعا للرد على هذا الموضوع
جزاكم الله خيرا ونفع بكم وجعلكم شوكة فى حلوق المبتدعة
ـ[محمد براء]ــــــــ[31 - 03 - 10, 10:29 ص]ـ
يا أبا مالك: صدقني إن هؤلاء يسوؤني متابعتهم لمقالاتي، ووالله إنني ما كتبتها لهذا الصنف، لأن هؤلاء مقلدة متعصبة، والمقلد المتعصب لن يتغير اعتقاده إلا بتغير اعتقاد من يقلده، كما أن البهيمة لا تغير طريقها ومسلكها ما لم يغيره من يقودها، وقد قال أبو عمر بن عبد البر رحمه الله تعالى:
لا فرق بين مقلد وبهيمة = تنقاد بين جنادل ومعاثر
وإذا كان كذلك، فتغير اعتقادهم أشبه ما يكون بالمحال، لأن مقلَّديهم قد عفا الزمان عليهم وماتوا منذ قرون!
والشريحة الأشعرية الوحيدة التي كتبت لها هذه المواضيع: هي شريحة طلبة العلم الباحثين المسترشدين، فهؤلاء أسأل الله تعالى أن ينفعهم ما أكتبه.
وقل يا أبا مالك لنزار حمادي (= نزار بن علي = أبو عبيدة الهاني) هذا - إن لقيته يوماً -: لماذا فررت من ملتقى أهل التفسير بعد أن فُضحت أكاذيبك على الإمام الطبري الذي أمللتنا من كثرة الكذب عليه؟!
يراجع هذا الموضوع
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=97120#post97120
بعد المشاركة (29).
وإنني أشفق على نزار هذا كثيراً، ولا أدري ما هي مصلحته في كثرة الكذب على الطبري بهذه الصورة.
وقد نقل ياقوت في معجم الأدباء عن الطبري قوله: " كل من عاداني وتكلم فيَّ فهو في حِلٍّ إلا رجلٌ رماني ببدعةٍ ". معجم الأدباء (18/ 84)
وقال بعد أن ذكر اعتقاده في القرآن في كتاب صريح السنة: " فمن روى عَنَّا أو حكى عَنَّا أو تقوَّل علينا فادَّعى أنَّا قُلنا غير ذلك، فعليه لعنةُ الله وغضبُه، ولعنةُ اللاعنين والملائكةِ والناس أجمعين، لا قبل الله له صرفاً ولا عدلاً، وهتك سترَه وفضحه على رؤوس الأشهاد، يوم لا ينفعُ الظالمين معذرتُهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ".
أقول: فهل في وسع نزار أن يتحمل هذا الدعاء الذي سيناله إن لم يتب إلى الله ويتوقف عن الكذب على الطبري؟!
والذي أزعجه من موضوعي هذا أنني نقلت كلاماً عن الإمام الطبري أزه أزاً، لأنه من النصوص التي حرفها عليه.
قال في موضوع سابق له في ملتقى الأصلين يزعم فيه أن الطبري أشعري: " نقل الإمام الطبري في التبصير ص201 اجتماع الموحدين من أهل القبلة وغيرهم على فساد وصف الله تعالى بالحركة والسكون والألوان والطعوم والأراييح ".
والكلام الذي يعنيه هو الكلام الذي نقلته عن الطبري أعلاه.
وقد قلتُ في رد عليه سميته: براءة الطبري الإمام من بدعة الأشعرية في صفة الكلام: " هذا تحريف قبيح جداً لكلام الطبري، لا يقوله إلا واحد من اثنين: جاهل غبي لم يفهم حجة الطبري السلفية هذه، أو مضل ملبس فهم الحجة لكنه كذب على الإمام الطبري حتى يجعل كلامه رداً على من يسميهم الوهابية.
والإجماع الذي حكاه الطبري هنا هو الإجماع على أنه لا يجوز وصف الخالق بصفات المخلوقين القائمة بهم ومن ذلك الألوان والطعوم والأراييح والشم والحركة والسكون، وهذا يشمل أيضاً الصفات التي يجب وصف الله بها كالكلام والعلم والقدرة، فلا يجوز وصف الله بكلام وعلم قائم بغيره، كما لا يجوز وصفه بلون أو طعم أو حركة قائمة بغيره، فإن وصف الخالق بالصفات القائمة بالمخلوقين وسيلة للكفر الصراح، وهذا الذي اجتمع أهل القبلة على فساده.
وليس مراده - هنا - أنه لا يجوز وصف الخالق بألوان وطعوم وأراييح وشم وحركة وسكون قائمة به، بله أن يكفر من وصف الله بذلك!، لأن نفي هذه الصفات لا يفيد شيئاً في ترتيب الحجة التي ذكرها " اهـ
أقول: ومن هو بهذا المستوى في الفهم لحجة فهمها سهل جداً، ينبغي له ان يسترزق الله عقلاً قبل أن يشغل نفسه بمثل هذه المسائل الصعبة عليه.
لكن نزار المسكين حتى في رده الأخير علي الذي سماه: " الرد على بعض صبيان الوهابية (محمد براء+سليمان الخراشي) "، والذي لم يفهم فيه مقالي، لم يستطع أن يمرر الموضوع دون تحريف جديد يضيفه إلى قائمة تحريفاته لكلام الطبري، قال: " قال الإمام الطبري رضي الله تعالى عنه وأرضاه: القرآن الذي هو كلام الله ـ تعالى ذكره ـ لم يزل صفةً قبل كون الخلق جميعًا، ولا يزال بعد فنائهم " (التبصير، ص 152) ".
ونص كلام الطبري: " فأما إن قال: أعني بقول " قراءتي ": فعلي الذي يأجرني الله عليه والذي حدث مني بعد أن لم يكن موجوداً، لا القرآن الذي هو كلام الله تعالى ذكره، الذي لم يزل صفة قبل كون الخلق جميعاً، ولا يزال بعد فنائهم، الذي هو غير مخلوق، فإن القول فيه نظير القول في الزاعم أن ذكره الله جل ثناؤه بلسانه مخلوق، يعني بذلك فعله لا ربه الذي خلقه وخلق فعله ".
فأين طارت: " الذي "؟! ولماذا أزعجتك يا نزار؟! حتى تحكم عليها بالإعدام؟!(62/317)
ما صحة نسبة مسند زيد إلى صاحبه
ـ[أبو النفير]ــــــــ[30 - 03 - 10, 10:52 ص]ـ
في برنامج جوامع الكلم وجدت كتاب يدعى مسند زيد وهو منسوب إلى زيد بن على بن الحسين بن علي بن أبي طالب وهذا الكتاب فيه أحاديث موافقة لما جاء في الصحيحين وفيه احاديث اخرى مخالفة للأحاديث الصحيحة وموافقة لبعض الأحاديث الضعيفة وفيه آراء منسوبة لزيد تخالف عقيدة اهل السنة ومنها قوله في نزول الله يوم عرفة أنه ليس نزول بل هو نظر فما صحة نسبة هذا الكتاب ولو كانت نسبته صحيحة فما هو الرد على ما جاء فيه مخالف لمذهب وعقيدة أهل السنة
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[30 - 03 - 10, 12:33 م]ـ
قال العلامه الألباني:-
" ... أعرف للشيعة بعض الكتب لكنها لا تشفي، أما الزيدية إلى الآن لا أعرف لهم كتابا في معرفة رواة كتب الحديث عندهم! لكن من أعجب الأشياء عندهم كتاب في رواية الأحاديث معتمد عندهم مسند من؟!: زيد بن علي مسند زيد يرويه رجل كذاب عندنا و هم لا يستطيعون دفاعا عنه , لأنهم فقراء في التراجم إطلاق ... "
http://www.almanhaj.net/vb/showthread.php?t=4543
ـ[محمد عزان]ــــــــ[30 - 03 - 10, 02:16 م]ـ
مسند الإمام زيد بن علي من الكتب المشهورة لدى الزيدية، وله عدة شروح مشهورة، منها (الروض النضير) للعلامة السياغي طبع عدة مرات في خمسة مجلدات. وكتاب (المناج الجلي شرح مجموع الإمام زيد بن علي)، للإمام محمد بن المطهر، تحت الطبع.
وما نقل هنا من كلام الشيخ الألباني رحمه الله عن المجموع وعن الزيدية ليس دقيقاً. فالزيدية قد دافعوا عن مسند الإمام زيد وعن راويه، في مواضع عديدة، منها مقدمة الروض.
أما كونهم لايمتلكون كتب في التراجم، فهم لا يحتاجون لكتب خاصة بهم، فقد كفى علماء الحديث رحمهم الله ووفوا، وجهدهم مبذول للأمة جميعاً.
ـ[ابو حسين اليافعي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 04:29 م]ـ
أخي محمد - بارك الله فيك - من المعلوم أنه لابد لإثبات أي كتاب أو حديث من إسناد وهذا ما يميز ديننا الإسلامي وبالأخص أهل السنة والجماعة.
ومسند الإمام زيد -رحمه الله - الراوي له عمرو بن خالد الواسطي وقد كذبه الإمام أحمد ويحيى بن معين كما في ميزان الاعتدال للذهبي والراوي عن عمرو إبراهيم ابن الزبرقان وقد تكلم فيه، وإذا كنت تعرف إسنادا صحيحا غير هذا فأتحفنا، أما أن يدافع الزيدية عن هذا فبأي شيء يدافع
أهل الحديث وضعوا ضوابط لقبول أي حديث كما لا يخفاك، فإن لم تتوافر فلا يقبل أي حديث مهما كان، وما أكثر الأحاديث الضعيفة.
وتعجبني كلمة لشيخنا مقبل الوادعي - رحمه الله- حينما قال المذهب الزيدي مبني على الهيام وهو أعلم بهم وأهل مكة أدرى بشعابها، وصاحب البيت أدرى بما فيه. فراجع كتابات الشيخ وأشرطته.
ومع كل هذا فبعض الزيدية القدامى لهم إجلال للحديث أفضل من غيرهم الروافض الذين لا يعيرون للحديث اهتماما بل ولا للقرآن والله المستعان.
ـ[أبو طالب الهاروني]ــــــــ[04 - 04 - 10, 09:25 م]ـ
مسند الإمام زيد بن علي عليه السلام من أقدم المسانيد الحديثية
ومحك الخلاف في راوية هذا المسند الواسطي والكلام في هذا الرجل قد ساقه العلامة السياغي وتكلم على دعاوى أئمة الحديث في هذا الباب قولا قولا.
إلا أن هذا المسند قد مر بمرحلة تحريفية ذكر العلامة المؤرخ يحيى بن الحسين أن جماعة من الجارودية [غلاة الزيدي] قد قاموا بتحريف وحذف أشيأ منه.
كما أن المسند لم يكن لزيدية فيه أهتمام كثير فعدد شراحه لا يتجاوزون الأربعة مع دعواهم أنه المعتمد في كتبهم.
الأحاديث التي في المسند جلها أحاديث موجودة في المصادر الحديثية عند أهل السنة ولا يشذ منها إلا القليل وقد حاول أحد أعيان الزيدية في القرن الثالث عشر توثيق نسبة ما في هذا المسند من كتب المحدثين وأظنه أحمد بن حسين زبارة ترجم له الشوكاني في الدر الطالع واثنى على جهده.
واما الشيخ مقبل بن هادي الوادعي فثائر في ما يكتبه والنقد الذي عنده نقد مدفوع لا نقد علمي، فليس فيه مناقشة بينة المسألة بالمسألة.
وأما المذهب الزيدي فأظنه من الناحية الفقهية مذهب قد اكتملت أركانه وأستوى بناينه وليس كما يدعي الشيخ مقبل وجنوده.
والتقليل من شأن المذاهب [الفقهية!!] هي واحدة من الأدواء التي يعانيها بعض أهل العصر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/318)
فليكن التعامل مع المسند من ناحية حديثية صرفة هو الأجدى مثله مثل بعض المصنفات التي تعامل معها المحدثون أو كبعض الصحائف.
ـ[ابو حسين اليافعي]ــــــــ[05 - 04 - 10, 12:52 ص]ـ
أولا أخي هدي نفسك - بارك الله فيك - وخذ المسألة بنقاش علمي هادي دون التجريح بشخص لا سيما إذا كان عالما من العلماء وثانيا هو ميت وللميت حرمة بارك الله فيك،
أولا: ما دام أتفقت معي أن الراوي للمسند متكلم فيه وأن علماء الحديث تكلموا فيه. أظن أنني قد أجبت السؤال في عدم إثبات المسند للإمام زيد - رحمه الله- وصحة ما قاله الشيخ الألباني -رحمه الله -في نفي نسبة المسند للإمام.
ثانيا: ما الجديد الذي أتى به السياغي وأنه ناقش أئمة الحديث ورد قولهم قولا قولا كما تقول وهو متأخر ومن المعلوم بارك الله فيك أن الجرح مقدم على التعديل إذا كان الجرح مفسرا لا سيما مع عدم المقارنة فهؤلاء جهابذة وهذا متأخر لا يعرف إلا للمتخصصين ممن يعرف تاريخ الزيدية.
ثالثا: أما طعنك للشيخ مقبل - رحمه الله - وأنه مدفوع كما تقول. فأقول ممن مدفوع وأنت كما تعرف أن الشيخ كان نسيج وحده ولم يكن مدعوما من أي جهة بل قد يكون مخالفا لهم ولو تلقى الشيخ مقبل الدعم من أي جهة لانتشرت الدعوة وتآلف طلاب العلم الذين كان ينقصهم الحاجة ومع ذلك كانت إرادة الله فوق الجميع واتشرت الدعوة بفضل الله تعالى، وأيضا من المعلوم أن الشيخ كان زيديا ثم رجع إلى الحق وتكلم كثيرا حول الزيدية مسألة مسالة لا كما تقول؟ وهذا زعمك.
رابعا: أنه ليس من الأدب بارك الله فيك أن تقول الشيخ مقبل وجنوده فمثل هذه العبارات سوقية ولا تصلح بين طلاب العلم.
خامسا: أنا لم أتكلم على المذهب الفقهي بل ولا شيخنا مقبل - رحمه الله - بل كان شيخنا مقبل ضد أي قول يخالف الكتاب والسنة أو ليس له دليل من الكتاب والسنة من أي المذاهب الفقهية المعروفة. وأقول أخيرا لولا الصنعاني والشوكاني -رحمهما الله - لما عُرِف مذهب الزيدية ولأندثر وأختفى كما اختفت الكثير من كتب أهل اليمن بسبب النزاعات والخلافات والحروب ولكن لما كان للصنعاني والشوكاني الطلاب الكثر فاشتهرت كتبهما حتى وصلت للهند ولو كانت في اليمن فما ندري ما مصيرها؟
ويا أخي لو يقرأ كل إنسان بتجرد وابتعد عن العصبية لعرف الحق لكن الله المستعان فالإنصاف في هذا الزمن عزيز فأسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه. آمين فقل آمين.
ـ[محمد عزان]ــــــــ[05 - 04 - 10, 08:38 م]ـ
آمين آمين
أخي اليافعي بارك اله فيك .. مسند الإمام زيد كغيره من الكتب جمعها بشر ورواها بشر والعصمة من التحريف للقرآن وحده .. والعبرة أولا وأخيراً ـ في إثبات أي نص سواء كان في مسند الإمام زيد أو في غيره ـ بمدى صلاحيته في ضوء قواعد الرد والقبول المتفق عليها عند علماء الأصول والحديث .. وأنا إنما عقبت على القول بأن الزيدية لم يدافعوا عن أبي خالد ولا عن مسند الإمام زيد، وكذلك القول بأن الزيدية فقراء في علم الحديث ..
كما أنها لا تعجبيني العبارة التي نقلتها الشيخ مقبل رحمه الله، لما فيها من التحامل والجفاء .. والرجل ليس بمعصوم عن التحامل والمجازفة خصوصاً في ظل خصومته مع الزيود، وأنت تعلم أن قول الخصم لا يقبل في خصمة مهما بلغ من العلم، وإلا لزم قبول كلام الحفاظ بعضهم في بعض وضاع علم الحديث بأسرة ..
نسأل الله أن يبصرنا سبل الهداية وأن يجنبنا سبل التعصب والغواية .. وأن يرحم علماء المسلمين ويسامحهم ..
ـ[ابو حسين اليافعي]ــــــــ[06 - 04 - 10, 02:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمد على هذا الرد الجميل الرزين ولكن كلامنا في إثبات المسند للإمام زيد - رحمه الله - لا في الأحاديث التي فيه. نعم كثير منها موجود في الصحيحين لكن هل هو الذي رواها؟ هذا السؤال -بارك الله فيك-
ثانيا: قولك:العصمة للقرآن وحده، وكذلك للأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي تلقاها العلماء بالقبول كصحيحي البخاري ومسلم إلا نزر يسير انتقدها بعض الحفاظ، إذن فالعصمة لله ورسوله فيما صح عنه.
ثالثا: عبارة الشيخ مقبل -رحمه الله - المذهب الزيدي مبني على الهيام. فالشيخ كما قلت ليس بمعصوم ومن يدعي ذلك، فالعصمة لله ورسوله، أما غير الله ورسوله فكل يؤخذ من قوله ويرد، ولكن عبارة الشيخ يريد أن المذهب الزيدي ليس لهم كتب معتمدة ثابتة صحيحة الإسناد، وأنا أقول: ولا غضاضة إن لم يثبت المسند أو غيره من الكتب عنه - رحمه الله- ففي الكتب الستة غنية وكفاية يعني لا بد أن يتميز الزيدية بشيء فمن المعلوم أن الزيدية لم تتميز كفرقة إلا بعد تدوين الأحاديث فيكفيهم الكتب الستة،
و أنا لم أقل أن الزيدية فقراء في الحديث فهذا ليس بصحيح بل هناك كثير من علماء الزيدية ممن اهتمو بعلم الحديث وإلا فكيف جاء ابن الوزير والمغربي والصنعاني والشوكاني وقبله المقبلي هل أتوا من الفضاء هكذا؟ لا بل هناك مشائخ لهم وتلامذة وكثير وكثير ممن اهتموا بهذا العلم لكن كان هناك طائفة كثيرة لا تهتم بهذا العلم وكما لا يخفاك أنهم في العقيدة معتزلة ويقدمون العقل ويقدسونه ويردون الأحاديث بأتفه الأسباب.
رابعا: قولك: أن الشيخ مقبلا كان خصما. هذا ليس بصحيح فهو ليس بخصم ولمَ الخصومة؟ وقد كان الشيخ منهم وفيهم فهم أهله وقبيلته ولكن لما تبين الحق صدع به. ولو قلنا لكل من نصح وانتقد جماعة أنه خصم لما قبلنا قوله وصار الأمر ملتبسا ويختلط الحق بالباطل، وإنما تعرف الخصومة فيما لم يجرح هذا الشخص إلا هو ووثقه الآخرون مثل تجريح الذهلي للبخاري وتجريح النسائي لأحمد بن صالح المصري وهؤلاء قد استفاضت عدالتهم وهذا باب قد تكلم فيه علماء الحديث في كتبهم في رواية الأقران فليراجع - بارك الله فيك -
وأخيرا أقول جزاك االه خيرا على هذا الرد الهادي وأسأل الله تعالى أن يهدي الجميع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/319)
ـ[محمد عزان]ــــــــ[06 - 04 - 10, 11:01 م]ـ
شكرا أخي الكريم ..
ويبدو أنني قد فهمت كلامك وفهمت كلامي عدى ما يمكن أن يكون لبساً في قولي العصمة للقرآن وحده، فأنا إنما قصدت عصمة الثبوت باعتباره محفوظا من الله، وما عداه يحتاج إلى بحث وتدقيق في صحة ثبوته وإن كان في الصحيحين، فإذا ثبت الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، صار من السنة التي يجب الاخذ بها.
وفقنا الله وإياك لما فيه صلاح أنفسنا وخدمة الامة
ـ[ابو حسين اليافعي]ــــــــ[06 - 04 - 10, 11:15 م]ـ
جزاك الله خيرا لكن سؤال ولو كان تطفلا مني: هل الأخ محمد هو ابن يحيى عزان أو آخر؟ هكذا من باب المعرفة فقط أخي الكريم لا غير
ـ[محمد عزان]ــــــــ[06 - 04 - 10, 11:21 م]ـ
نعم هو نفسه العبد الفقير إلى عفو الله تعالى
ـ[ابو حسين اليافعي]ــــــــ[06 - 04 - 10, 11:25 م]ـ
تشرفنا بمعرفتك أخي الكريم وأسأل الله تعالى أن يحمينا ويحميك من كيد المغرضين
ـ[ابو حسين اليافعي]ــــــــ[06 - 04 - 10, 11:29 م]ـ
وكنت أريد أن أسألك أسئلة خاصة أخي الكريم هل ممكن أن اكتب لك بريدي الالكتروني أو تكتب لي بريدك إن أمكن ذلك
ـ[أبو طالب الهاروني]ــــــــ[07 - 04 - 10, 04:06 م]ـ
الكلام ليس في شخص الشيخ مقبل.
ووصف كلامي بالسوقية فهو من محاسن قرائتك.وليس في مقالي أي لون من ألوان الغضب وانما من تحسس الجرح تألم.
أما القول بان السياغي لم يأت بجديد فهذه مشكلة من يقراء كتب المخالفين أنه لا يعير لها أهتماما. إلا بقدر ما تدعو الحاجة.
ولذا كان وصف مناقشة السياغي للعلماء بأنه غير متخصص إذا فالعبرة بالقائل لا بالمقول ومن أي المدارس هو هذا القائل وكيف يفكر ومن ثم نحكم على مقالة.
الشيخ مقبل هو الآخر لم يأت بجديد في مناقشاته مع الزيدية بل أقوال منقولة من هنا ومن هناك وكم قرات كتبه لاجد فيها مناقشة مؤصلة مع الزيدية بل هجوم ليس ورائه شيئ.
فهذا السيد يدر الدين الحوثي!! له مناقشات مع الشيخ مقبل كان له فيها ردود قوية في بعضها.
فاقرأ كتابه الزهري أحاديثه وسيرته ففيها من المضايقات العلمية والحدثيثة خاصة ما تعرف به سبر الرجل لكثير من المسائل الحديثية.
وفي المقابل أقرأ تصانيف!! الشيخ مقبل فتجد أنها جملة من الفوائد المبعثرة لا تجد فيها التفنن.
نعم الشيخ مشهود له معرفته في علم الرجال ولكن أنظر كتابه رجال الدرقطني فليس الكتاب بقدر الشهرة.
ولعل خير ما صنفه الشيخ هو كتاب الصحيح المسند.
ولا يعني أني أقلل من جهود الشيخ في مسيرة الدعوة النجدية في اليمن فهذا الجهد قد حرك الركود العلمي الذي ساد في اليمن من بعد الثورة.
وأما جنود وأتباع الشيخ فهم يغردون خارج السرب وفلا يرون إلا ما يرون هم .....................
وأما المسند فكما قلت: فالنظر إليه من الناحية الحديثية. دون الغلو والقداسة التي اُحيط بها رجال وأهل الصنعة الحديثية.
فليس كل ماقاله أهل الحديث هو عين الصواب وبالمقابل ليس كل من دافع عن الواسطي بمخطئ.
وأما الداعي لذكر الشيخ مقبل هو جعل الشيخ مرجعاً يحتج به في كثير من ما يتعلق باليمن والزيدية والصوفية خصوصا.
فلو أن من أجاب على استفسار الأخ السائل بإحالته إلى أقوال أئمة الجرح والتعديل من أهل السنة واكتفى لكفى ولكن لم يكن الجواب على قدر السؤال.
بقي
هل الأخ محمد عزان هو من أخرج كتاب شرح التجريد؟
فان كان هو فليته يضبط نص التجريد ففيه أخطأ كثيرة والكتاب مفيد قيم لا يستغى عنه.
والحمد لله رب العالمين
ـ[ابو حسين اليافعي]ــــــــ[07 - 04 - 10, 07:53 م]ـ
والله لا أدري هل أرد على الكلام؟ حقيقة أنا مستغرب حاول أن تركب جملة صحيحة، تتكلم أولا على الشخ مقبل ثم ترجع إلى المسند ثم الحوثي ثم الشيخ مقبل. تحوم هنا وهنا حرام عليك لا تضيع وقتي.
ثانيا: يا أخي قبل أن ترد تعلم الإملاء وإلا اذهب عند الحوثي يعلمك (كل إناء بما فيه ينضح) ففرّق بين همزة الوصل والقطع ثم اعرف كيف تكتب الهمزات ثم علامات الترقيم في غير محلها، فإذا كانت الأخطاء كأخطاء الصبيان فكيف الفكر والرد - هدانا الله وإياك -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/320)
ثالثا: انظر الفرق بينك وبين الأخ محمد عزان انظر للذي يريد الحق كيف يكتب برزانة وعقلانية، أما أنت مندفع ما أدري كيف تكتب وأنا أسألك هل أنت فاهم ما كتبته أو لا؟ يا أخي ابتعد عن التعصب وانطر بعيني قلبك قبل رأسك
والله ما ينفعك الحوثي ولا غيره كلنا سنقف أمام الله - جل وعلا - وسنسئل عن كل صغيرة وكبيرة.
ـ[ابو حسين اليافعي]ــــــــ[08 - 04 - 10, 08:10 م]ـ
رابعا: تأملتُ كلامك المشتت (المتفرق) فضحكت كثيرا عند قولك: إن الحوثي رد على الشيخ مقبل -رحمه الله- وأنه ناقشه في مسائل وتصفها بالقوية؟ _ ما شاء الله_ وتذكرت حينها قصة حمار الحكيم توم حينما قال:
قال حمار الحكيم توم لو أنصف الدهر كنت أركب - قوله: الدهر مخالفة عقدية لكن أوردتها كما جاءت)
لأنني جاهل جهل بسيط وصاحبي جاهل جهل مركب
وذلك لأن الحكيم توم كان مشهورا بالحمق حتى قال القائل:
ومن طلب العلوم بغير شيخ فسوف يضل عن الطريق المستقيم
وتلتبس العلوم عليه حتى يصير أضل من توم الحكيم
تصدق بالبنات على الرجال يريد بذاك جنات النعيم
(وهذه حكاية موجودة في كتب الأدب قرأتها قديما فقد يكون هناك خلل بوزن بعض الأبيات)
فقلت هذه شهادة الأعمى للأعور بأن عينيه جميلتان، و قل لي: ما الفرق بين السب والرد؟
وقد اطلعت قديما على بعض منها في الموسوعة الزيدية الشاملة وقلت: أين العلم فيها فكلها اتهامات وافتراءات كما تعودنا من الرافضة قديما وحديثا حيث إنهم يجوزون الكذب باسم التقية وأعوذ بالله أن تكون منهم يا أخي.
فما دام أنه لم يسلم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنهم -من لسانه فكيف بالشيخ مقبل -رحمه الله -
ثانيا: تحيل إلى كتابه (الزهري وأحاديثه ... ) والتي طعن فيها على الزهري؟؟؟ ماشاء الله تتكلم هذا الكلام وأنت في ملتقى أهل الحديث وتعرف مكانة الزهري عند أهل السنة الذين هم والله الطائفة المنصورة.
ارجع إلى عقلك وسل الله تعالى أن يبصرك بعينيك ويبعد عن قلبك الشبهات، و أقولها ثانيا: اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرن الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه.
ـ[محمد بن يحيى محمد]ــــــــ[29 - 04 - 10, 04:41 م]ـ
أخي اليافعي بارك الله بك، ذكرت في مداخلتك: (العصمة لله ولرسوله)، ولا أعلم من السلف من قال بهذه المقولة، وجواز نسبة العصمة الى الله تعالى؟ فهل أفدتنا- جزيت خيراً.
والقول في أبي خالد الواسطي هو عين ماقلته وماذكره أئمة الحديث نضر الله وجوههم من قبل. وإن كان كثير من حديث المسند صحيحاً، فهو كذلك من غير طريق أبي خالد. والسؤال لأهل العلم هنا هل تجوز نسبة المسند لزيد رضي الله تعالى عنه، ولو نسبة إجمالية أم لا؟
ـ[ابو حسين اليافعي]ــــــــ[29 - 04 - 10, 11:47 م]ـ
أخي جزاك الله خيرا على التنبيه وهذا سبق قلم مني وإنما أردت العصمة في كتاب الله تعالى وفيما صح من سنته عليه الصلاة والسلام وأستغفر الله تعالى وأتوب إليه وجزاك الله خيرا أخي في الله
ثانيا: أقول: إن أبا خالد الواسطي من رواة المسند وليس من سلسلة الإسناد فما دام أن المسند لم يرو إلا من طريقه وقد كذبه أهل العلم فكيف نثق بكتاب هذا حاله.
ـ[ابو حسين اليافعي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 12:17 ص]ـ
ثالثا: إن كنت تعرف - بارك الله فيك - إسنادا أو رجلا روى المسند غيره فأتحفنا ومنكم نستفيد والله إننا نريد الحق ويعلم الله ذلك وكلام أهل العلم مشهور في ذلك - أي في التشكيك في إثبات المسند لزيد بن علي - رحمه الله - ولك علي أن آتيك به على ضيق وقتي وهذا مكافأة لتنبيهك إياي
ـ[محمد بن يحيى محمد]ــــــــ[30 - 04 - 10, 07:35 ص]ـ
بارك الله بك أخي اليافعي وأحسن اليك. ولاأظن أن للمسند طريقاً غير أبي خالد الواسطي هذا، وكما سبق وتفضلت أن كلام أهل العلم فيه معروف. فلم يبق إلا الشبهة التي ذكرها محمد أبو زهرة يرحمه الله كون أغلب الأحاديث في المسند إن لم يكن كلها واردة من طرقنا بأسانيد مختلفة، وكثير منها صحيح. ولعل هذا يشفع لأحاديث المسند، خلافاً لأسانيدها والله أعلم. ماقولكم؟
ـ[ابو حسين اليافعي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 04:24 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/321)
لا بل هناك أحاديث ليست بالقليلة غير موجودة عندنا لاسيما أنه قد زيد فيه ونقص وحرف في نسخه كما ذكر الشوكاني- رحمه الله - في كتابه بدر الطالع في ترجمة السيد يحيى بن الحسين ابن الإمام المؤيد بالله محمد ابن الإمام القاسم ابن محمد الشهارى الزيدي ما نصه: (و رأيت بخط السيد يحيى بن الحسين و هو ابن الإمام القاسم بن محمد أن صاحب الترجمة تواطأ هو وتلامذته على حذف أبواب من مجموع زيد بن علي، و هو ما فيه ذكر الرفع والضم والتأمين و نحو ذلك، ثم جعلوا نسخاً و بثوها في الناس، و هذا أمر عظيم وجناية كبيرة، و في ذلك دلالة على مزيد الجهل و فرط التعصب، و هذه النسخ التي بثوها في الناس موجودة الآن؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله). أ هـ
وابن حزم - رحمه الله - في المحلى يقول: فإن قيل: فإنه قد روي من طريق زيد عن أبيه عن جده عن علي؛ قلت: يا رسول الله! أمسح على الجبائر؟ قال: نعم، امسح عليها، قال: قلنا -اي ابن حزم -: هذا خبر لا تحل روايته؛ إلا على بيان سقوطه لأنه انفرد به أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي، و هو مذكور بالكذب. أ هـ وعلق أحمد شاكر -رحمه الله - على كلام ابن حزم فقال:: أبو خالد هذا وضاع، قال وكيع: كان في جوارنا يضع الحديث، فلما فطن له؛ تحول إلى واسط. و قال أحمد: يروي عن زيد عن آبائه أحاديث موضوعة؛ يكذب. وقال ابن معين: كذاب غير ثقة ولا مأمون، وأحاديثه التي يرويها هي التي عرفت باسم مسند زيد، أو المجموع الفقهي.: و مما يؤسف له أن يقرظه بعض أفاضل العلماء من شيوخنا علماء الأزهر، غير متحرين معرفة ما فيه من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا ناظرين إلى عاقبة وثوق العامة ممن لا يعرف الصحيح من السقيم بوجود توقيعاتهم على مدائح لهذه الأكاذيب، و لله الأمر من قبل و من بعد. التعليق على المحلى (2/ 75).
وقال أحمد شاكر -رحمه الله- أيضاً في تقديمه لعمل محمد فؤاد عبد الباقي في القيام بمراجعة ترجمة مفتاح كنوز السنة (ص: ع) في معرض حديثه عن الأصول التي فهرسها د. أ. ي. فنسنك ما نصه: ( .. والكتاب الرابع عشر: المسند المنسوب لإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المتوفى شهيداً سنة (122 هـ)، و هذا الكتاب عمدة في الفقه عند علماء الزيدية من الشيعة، لو صحت نسبته إلى الإمام زيد عليه السلام؛ لكان أقدم كتاب موجود من كتب الأئمة المتقدمين؛ إلا أن الراوي له عن زيد رجل لا يوثق بشيء من روايته عند أئمة الحديث، و هو أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي، رماه العلماء بالكذب في الرواية، قال الإمام أحمد بن حنبل في شأنه: كذاب يروي عن زيد بن علي عن آبائه أحاديث موضوعة). أ هـ
وقال الشيخ الألباني - رحمه الله - في السلسلة الضعيفة عند حديث برقم6044. عند ذكره لمسند الإمام زيد -رحمه الله -واعلم أن هذا "المسند" حاله عندنا كحال "مسند الربيع ابن حبيب " أو أسوأ؛ فإنه من رواية عمرو بن خالد أبي خالد الواسطي عن الإمام زيد،والواسطي هذا اتفق أئمتنا على أنه كذاب وضاع؛ فراجع ترجمته في "الميزان" وغيره.
وكذلك ذكر شيخنا مقبل - رحمه الله - في كتابه المخرج من الفتنة وغيره من الكتب والأشرطة نحوا من هذ الكلام(62/322)
تناقضات الأشعرية (10): إثباتُهم أصل الخبر النفسي ببيان جواز الكذب فيه، وإثباتهم صدقه باستحالة الكذب فيه
ـ[محمد براء]ــــــــ[30 - 03 - 10, 04:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تناقضات الأشعرية (10): إثباتُهم أصل الخبر النفسي ببيان جواز الكذب فيه، وإثباتهم صدقه باستحالة الكذب فيه
من الحجج المشهور التي احتجَّ بها الإمامُ أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى على تكفير من قال بخلق القرآن: أنَّ القرآنَ من علم الله تعالى، وعلمُ الله تعالى غيرُ مخلوقٍ، فمن زعم أنَّ القُرآنَ مخلوقٌ فقد زعَمَ أنَّ علمَ الله تعالى مخلوقٌ، ومن زعمَ أنَّ علمَ الله تعالى مخلوقٌ فقد كفَرَ.
قال يعقوبُ الدورقي: " سألتُ أحمد بن حنبل عمَّن يقولُ: القرآن مخلوق.
فقال: كنت لا أكفِّرُهم حتى قرأتُ آياتٍ من القرآن: " ولئن اتبعت أهواءهم من بعدك ما جاءك من العلم " وقوله: " بعد الذي جاءك من العلم "، وقولَه: " أنزله بعلمه " فالقرآن من علمِ اللهِ، ومن زعمَ أنَّ علمَ الله مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن زعم أنه لا يدري: علمُ الله مخلوقٌ أو ليس بمخلوقٍ؟ فهو كافرٌ، أشرُّ ممن يقول: القرآنُ مخلوقٌ " (1).
ولما سأله عبدُ الرحمن بنُ إسحاق قاضي المعتصم فلامه، فقال: ما تقولُ في القُرآن؟
قال: فقلتُ: ما تقولُ في العلم؟
فسكتَ!
فقلتُ لعبد الرحمن: القرآنُ من علمِ الله، ومن زعمَ أنَّ علمَ الله مخلوقٌ فقد كفر بالله.
قال: فسألتُ عبدَ الرحمن فلم يردَّ عليَّ شيئاً.
وقال لي عبد الرحمن: كان الله ولا قرآن!
فقلت: كان الله ولا علم؟!
فأمسك، ولو زعم أن الله كان ولا علم لكفرَ بالله (2).
وقال: " ولسنا نشكُّ أن علمَ الله ليس مخلوقاً، وهو كلامُ الله، ولم يزل الله مُتكلِّمَاً.
وأيُّ أمرٍ أبين من هذا؟ وأيُّ كُفرٍ أكفرُ من هذا؟ إذا زعمُوا أن القرآن مخلوقٌ؛ فقد زعموا أن أسماءَ الله مخلوقة، وأنَّ علمَ الله مخلوقٌ، ولكنَّ النَّاسَ يتهاونُون بهذا ويقولُون: إنما يقولون القرآن مخلوق!، فيتهاونون به ويظنُّون أنه هيِّن، ولا يدرُون ما فيه من الكفر " (3).
قال ابنُ تيمية: ". فقول الإمام أحمد: " إذا زعموا أن القرآن مخلوق فقد زعموا أن أسماء الله مخلوقة وأن علم الله مخلوق "؛ يبيِّنُ أن العلمَ الذي تضمَّنَهُ القرآنُ داخلٌ في مُسمَّى القرآنِ، وقد نبَّهنَا فيما تقدَّمَ على أنَّ كُلَّ كلامٍ حقٍّ فإنَّ العلمَ أصلُ معناه، [وإن] (4) كان قد ينضمُّ إلى العلم معنى الحُبِّ والبغض.
وذلكَ أنَّ الكلامَ خبرٌ أو طلبٌ أما الخبرُ الحقُّ فإن معناه علمٌ بلا ريب، وأمَّا الإنشاء كالأمر والنهي فإنه مسبوقٌ بتصوُّر المأمور والمأمور به وغيرِ ذلك، فالعلمُ أيضاً أصلُه، واسمُ القرآن والكلام يتضمَّنُ هذا كُلَّه، فقولُ القائل: القرآنُ مخلوقٌ يتضمَّنُ أنَّ علم الله مخلوق " (5).
وقد احتجَّ ابنُ تيمية بكلامِ الإمامِ أحمدَ هذا على أنَّ القُرآن الذي هو كلامُ الله تعالى ليس مُجرَّدَ الحروف والأصواتِ، بل المعاني أيضاً، قال: " ولو كان القرآنُ اسماً لمُجرَّدِ الحروف والأصوات لم يصح ما ذكره الإمام أحمد من الحجة؛ فإنَّ خلقَ الحروف وحدَهَا لا يستلزم خلقَ العلم، وهكذا القائلونَ بخلق القرآن، إنَّمَا يقولون بخلق الحروف والأصواتِ في بعض الأجسامِ، لأن هذا هو عندَهم القرآنُ ليس العلم عندهم داخلاً في مُسمَّى القرآن " (6).
وقالَ: " وقال أحمد: " فيه أسماء الله وهو من علم الله " ولم يقل: " فيه علم الله "، لأنَّ كونَ أسماء الله في القرآن يعلمُهُ كلُّ أحد، ولا يمكنُ أحداً أن ينازعَ فيه، وأما اشتمالُ القرآن على العلمِ فهذا يُنازِعُ فيه:
1 - من يقولُ إنَّ القُرآن هو مُجرَّدُ الحروفِ والأصواتِ، فإن هؤلاء لا يجعلون القرآن فيه علمُ الله.
2 - بل والذين يقولون: الكلام معنىً قائمٌ بالذات: الخبرُ والطلب، وأنَّ معنى الخبر ليس هُوَ العلمُ ومعنى الطلب لا يتضمَّنُ الإرادةَ؛ ينازعِون في أنَّ مسمى القرآن يدخُلُ فيه العلمُ " (7).
وهذا الصنفُ الثاني هم الأشعريَّةُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/323)
فالأشعريَّةُ لما أثبتُوا الكلامَ النفسيَّ، الذي صرَّح الرازي بأنَّهُ لم يقلُ به أحدٌ غيرهم (8) - احتجُّوا بأنَّ الله تعالى آمرٌ ناهٍ مخبر، فاحتاجُوا عندها أن يُفرِّقُوا بين الأمر والنهي وصفة الإرادة، وبين الخبر وصفة العلم.
قال الرزاي: ": لمَّا كانَ اللهُ تعالى آمراً ناهياً مخبراً وثبتَ أنَّ ذلكَ لا يتحقَّقُ إلا إذا كان الله موصوفاً بطلبٍ وزجرٍ وحُكم، فهذه الأمور الثلاثةُ ظاهرٌ أنها ليست عبارة عن العلم والقدرة والحياة والسمع والبصر والبقاء، بل الذي يشتبهُ الحالُ فيه: إمَّا في الطلب والزجر: فهي الإرادة والكراهية، وأمَّا في الحكم: وهو العلمُ " (9).
وأبو المعالي الجويني وأبو حامد الغزالي ونحوهما - ممن سبقَ الرازي - لم يذكروا فرقَاً بين العلم والخبر وإنما ذكروا فرقاً بين الإرادة والأمر والنهي، " وذاك إن دلَّ فإنما يدلُّ على أن معنى الأمر غيرُ الإرادةِ، لا يدلُّ على أن معنى الخبر غير العلم " (10) كما هو ظاهرٌ.
ولذلك قال الفخرُ الرازيُّ بعد أن شرح الفرقَ بين العلم والخبرِ: " ومن أنصفَ: علم أن هذا التقريرَ والتلخيصَ لم يتيسَّر لأحدٍ ممن تقدَّمَنَا " (11).
والتناقض المقصود هنا - وهو بحثي في هذا المقال -: أن الرازي لما أثبت الكلام النفسي فرق بين العلم والخبر (12) بإثبات إمكانِ الكذب في الخبر النفسي، ولما أثبتَ هو وغيره من الأشعريَّةُ صدقَ الله تعالى أثبتُوه بإثبات استحالةِ الكذبِ في الخبر النفسي!!
أما كلام الرازي في القضية الأولى، فقد قال في الأربعين: "وإنما قلنا: إن هذا الحكمَ الذهنيَّ ليس من جنس العلوم والاعتقادات: وذلك لأنِّي حال ما أكون عالماً بأن العالم ليس بقديم، يمكنني أن أقول في الذهن: العالم قديم (13)، وذلك لأن الذهن كما يمكنه تركيب القضايا الصادقة، فكذلك يمكنه تركيب القضايا الكاذبة.
والقضايا الكاذبة الذهنية يكون الحكمُ الكاذبُ فيها حاصِلاً في الذهن، والعلم بها والاعتقاد غير حاصل.
فها هنا الكلام في القضايا الكاذبة التي يكون كذبها معلوماً، حصل الحكم الذهني، ولم يحصل العلم والاعتقاد، وهذا يدل قطعاً على أن الحكم الذهني مغاير للعلم والاعتقاد " (14).
وقال في نهاية العقول بعد كلامه آنف الذكر: " في الشاهد قد يحكمُ الإنسانُ بما لا يعلمه ولا يعتقدُه ولا يظنُّه، فإذن الحكم الذهنيُّ في الشاهد مغايرٌ لهذه الأمور، وإذا ثبت ذلك في الشاهد ثبت في الغائبِ، لانعقاد الإجماع على أن ماهيَّة الخبر لا تختلف في الشاهد الغائب " (15).
أما كلام الأشعرية في القضيَّةِ المناقضة لها، وهي إثباتُ صدق الله تعالى باستحالة الكذبِ في الكلام النفسي، فقد أورد الغزالي بعدَ أن قرَّرَ دلالةَ المعجزة على صدقِ الرسول (16) اعتراضاً فقال: " هب أنَّ الناس رأوا الله تعالى بأعينهم وسمعُوه بآذانهم وهو يقولُ: هذا رسولي ليخبركم بطريق سعادتكم وشقاوتكم، فما الذي يؤمنكم أنه أغوى الرسولَ والمرسلَ إليه وأخبر عن المُشقي بأنه مُسعِدٌ، وعن المُسعِدِ بأنه مُشقِي، فإن ذلك غيرُ محال، إذا لم تقولوا بتقبيح العُقُول؟
بل لو قُدِّرَ عدمُ الرسولِ، ولكن قال الله تعالى شفاهاً وعياناً ومشاهدةً: نجاتُكُم في الصَّوم والصلاة والزكاة وهلاككم في تركها، فبم نعلم صدقَه؟ فلعله يلبِّسُ علينا ليغويَنَا ويُهلِكَنا، فإنَّ الكذب عندكم ليس قبيحاً لعينِه، وإن كان قبيحاً فلا يمتنعُ على الله تعالى ما هو قبيحٌ وظلمٌ وما فيه فيه هلاكُ الخلق أجمعين!! "
قال: " والجوابُ: إن الكذبَ مأمونٌ عليه، فإنَّهُ إنما يكون في الكلام، وكلامُ الله تعالى ليسَ بصوتٍ ولا حرفٍ حتى يتطرَّقَ إليه التلبيسُ، بل هو معنىً قائمٌ بنفسِهِ سبحانه، فكلُّ ما يعلمُه الإنسانُ يقوم بذاته خبرٌ عن معلومه على وفق علمِهِ ولا يتصور الكذبُ فيه، وكذلك في حقِّ الله تعالى.
وعلى الجملة: الكذبُ في كلام النفس محال، وفي ذلك الأمنُ عمَّا قالوه " (17)
فقوله: " فكلُّ ما يعلمُه الإنسانُ يقوم بذاته خبرٌ عن معلومه على وفق علمِهِ ولا يتصور الكذبُ فيه "، بيانٌ لاستحالة أن يقوم في الإنسان خبرٌ بخلافِ علمِهِ، وهذا يناقض الطريقة التي أثبت بها الرازي الكلامَ النفسيَّ، بإمكان أن يخبرَ الإنسانُ بخلاف علمه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/324)
وقال أبو القاسم الأنصاري شيخُ الشهرستاني وتلميذُ أبي المعالي في شرحِ الإرشاد: "ومما تمسَّك به الأستاذُ أبو إسحاق والقاضي أبو بكر وغيرُهُما أن قالوا: الكلام القديم هو القول الذي لو كان كذباً لَنَافَى العلمَ به من حيثُ أنَّ العالم بالشيء من حقِّه أن يقومَ به إخبارٌ عن المعلومِ على الوجه الذي هو معلومٌ له، وهكذا القولُ في الكلامِ القائِمِ بالنفس شاهداً، أو هو الذي يسمى التدبير أو حديث النفس، وهو ما يلازم العلم " (18).
وقد بين الأشعرية أن الكلامَ النفسيَّ ملازمٌ للعلم في موضعٍ آخرَ، وهو عند كلامهم في حقيقةِ الإيمان، أو: في الأسماء والأحكام.
قال أبو المعالي في الإرشاد بعد أن عرض أقوال الفرق في الإيمان: " والمرضيُّ عندَنَا أنَّ حقيقةَ الإيمان التصديقُ بالله، فالمؤمنُ بالله من صدَّقهُ.
ثُمَّ التصديقُ على الحقيقة كلامُ النفس، ولا يثبتُ كلامُ النَّفسِ كذلك إلا مع العلمِ، فإنا أوضحنَا أن كلامَ النفس يثبت على حسبِ الاعتقاد " (19).
قال ابن تيمية: " فقد صرح بأنَّ كلامَ النفس لا يثبتُ إلا معَ العلم، وأنَّهُ إنما يثبتُ على حسب الاعتقادِ، وهذا تصريحٌ بأنه لا يكونُ معَ عدمِ العلمِ ولا يكونُ على خلافِ المُعتَقَدِ، وهذا يناقضُ ما أثبتوا به كلامِ النفس وادَّعَوا أنهُ مغاير للعلم " (20).
أقول: ولذلك فسر الباقلاني الإيمان بالتصديق، وبالعلم، ولم يفرق بينهما (21).
ولا يُقَالُ: إنَّ هذا في الشاهدِ دون الغائب، لأن حقيقةَ الخبر لا تختلفُ في الشاهدِ والغائبِ.
وبهذا يُعلَمُ " أن الطريقةَ التي سلكوها في إثبات صدقِ الخبر، تُبطِلُ عليهم إثباتَ أصل الخبر النفسانِي، فلا يثبت حينئذٍ لا خبرٌ نفساني ولا صدقُه، والطريقةُ التي سلوكُها في إثبات الكلامِ النفساني إنما يثبتُ بها لو قُدِّر صحتُها خبرٌ هو كذبٌ، وذلك ممتنع في حقِّه تعالى.
فعُلِم أنهم مع التناقُضِ لم يُثبِتُوا لا الكلامَ النفساني ولا صدقَه، فلم يثبتوا واحداً من المتناقضين " (22).
أقول: وهذا التناقضُ من أظهرِ التناقُضات التي وقفتُ عليها في مقالات الأشعرية، إذ هو تناقص " في عينِ الشيء ليس تناقضاً من جهةِ اللزوم " (23).
_____________
(1) طبقات الحنابلة (1/ 414)، وانظر المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة (1/ 225 - 226).
(2) مجموع الفتاوى (6/).
(3) التسعينية (2/ 575) نقلاً عن السنة للخلال، وانظر نقولات أخرى عن الإمام أحمد في هذا المعنى في التسعينية أيضاً (2/ 583 - 588).
(4) في المطبوع: " فإن "، ولعل الصواب ما أثبتُّه.
(5) التسعينية (2/ 577).
(6) التسعينية (2/ 580).
(7) التسعينية (2/ 581)، وانظر (2/ 640).
(8) قال في المحصل (174): " أما المعنى الذي يقول أصحابنا، فهو غير مجمع عليه، بل لم يقل به أحد غير أصحابنا ".
أقول: وليس نفي الكلام النفسي الذي يقولون به نفياً لمطلق الكلامِ النفسي، لكن النفي هو نفي أن يكون الكلام النفسي مغايراً للعلم كما يزعُمُون، قال ابن تيمية: " لا ريبَ أنَّ النَّفسَ الذي هو القلبُ يوصَفُ بالنُّطقِ والقولِ كما يوصَفُ بذلك اللسَانُ، وإن كان القولُ والنُّطقُ عند الإطلاق يتناولُ مجموعَ الأمرين.
لكن هذا النطقُ والكلامُ الذي هو معنى الخبرِ القائم بالنفس، هل هُو شيءٌ مخالفٌ للعلمِ يمكنُ أن يكون ضدَّاً له؟ أو هو هو؟ أو هو مستلزم له؟
فدعوى إمكانِ مضادته للعلم مما يحسُّ الإنسان بنفسه خلافَهُ، ودعوى مغايرته للعلم أيضاً، فإن الإنسان لا يحسُّ من نفسه بنسبتين جازمَتَين كلٌّ منهما يتناولُ المفردين: إحداهُمَا علمٌ، والأخرى غيرُ علمٍ.
ولهذا لم يتنازع في ذلك لا المسلمين ولا من قبلهم من الأمم، حتى أهلُ المنطق الذين يُثبِتُون نُطقَ النفس ويسمُّونَهَا النفسَ الناطقة هم عند التحقيق يردُّون ذلك إلى العلم والتمييز.
ولهذا لما أراد حاذقُ الأشعريَّةِ المتأخرين أبو الحسن الآمديُّ أن يحُدَّ العلمَ بعد أن تعقَّب حدودَ الناس بالإبطال، وردَّ قول من زعم: أنه غنيٌّ عن الحد أو أنه يعرفُ بالتقسيم والتمثيل قال: " هو صفةٌ جازمةٌ قائمة بالنفسِ يوجب لمن قامَ به تمييزاً " ومعلومٌ أنه إن كان في النفس معنى للخبر غيرُ العلم فهذا الحدِّ منطبقٌ عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/325)
ولهذا لما قسم الأولون والآخِرُون العلمَ إلى تصوُّرٍ وتصديقٍ وجعلوا التصوُّرَ هو العلمُ بالمفردات الذي هو مجرَّدُ تصوُّرِهَا، والتصديقُ العلم بالمركَّبَات الخبريَّةِ من النفي والإثبات، فسمُّوا العلم بذلك تصديقاً، وجعلوا نفسَ العلمِ هو نفسَ التصديقِ، ولو كان في النفس تصديقٌ لتلك القضايا الخبريَّة ليسَ هو العلمُ لوجبَ الفرقُ بين العلم بِهَا وتصديقِهِا ".
أقول: ولا يرِدُ على هذا أن العلم الذي قسمه المناطقة إلى تصور وتصديق هو العلم الحادث لا علم الله تعالى – كما قيده بذلك الأخضري في السُّلَّم -، فإن حقيقة الخبر لا تختلف في الشاهد والغائب – وقد حكى الرازي في نهاية العقول الإجماع على ذلك -، وإنما قيد المتأخرون كالأخضري العلم بالعلم الحادث – كما يذكره الشراح انظر مثلا شرح القويسني ص (10) – لأن علم الله لا يتنوع، ولأن التصور يشعر بسبق الجهل على الله تعالى، وهذا لا يضر، لأن ابن تيمية لم يستشهد بهذا التقسيم من حيث هو، ولم يقل إن علم الله تصوُّرِي، وإنما الشاهد عنده أنهم لم يفرقوا بين حقيقة العلم بالشيء وحقيقة التصديق به (وهو الخبر النفسي)، وإن كان هناك فرق بين حقيقتهما فهو كذلك في الشاهد والغائب.
وكلام الآمدي المشار إليه في أبكار الأفكار (1/ 18 - 20).
(9) نهاية العقول. كما في التسعينية (2/ 602).
(10) التسعينية (2/ 642).
(11) الأربعين (170).
(12) أو الخبر النفسي أو التصديق أو الحكم الذهني أو الحكم النفسي أو التدبير أو حديث النفس، فكلها أسماء لمسمى واحد.
(13) هذا ممكن بلا ريب، " لكن هذا لا يخرجه عن أن يكون من جنسِ الاعتقاد الذي يكونُ من جنس العلم والجهل المركب، فإنَّ المعتقدَ للشيء بخلافِ ما هو به لا ريبَ أنَّهُ ليس بعالمٍ به، وإن اعتقد أنه عالمٌ به، فالكذبُ من هذا الجنس، لكنَّ الكذبَ يعلمُ صاحبه أنه باطلٌ والجهل المركَّبُ لا يعلم صاحبه أنه باطل، ومعلومٌ أن الاعتقادات في كونها حقاً أو باطلاً أو معلومة أو مجهولة لا تخرجُ عن الاشتراك في مُسمَّى الاعتقاد والخبر النفساني، كما لا تخرج العبارة عنها - بكونها حقاً أو باطلاً أو معلومة أو مجهولة - عن أن تكون لفظَاً وعبارةً وكلاماً، فإذا كانت العبارات على اختلاف أنواعها يجمعُهَا النطق اللسانيُّ فالمعنَى الذي هو الاعتقادُ على اختلافِ أنواعه يجمعُهُ النطق النفسانيُّ والخبرُ النفسانيُّ " التسعينية (2/ 669).
(14) الأربعين (170).
(15) التسعينية (2/ 603).
(16) وسأبين في حلقة لاحقة بإذن الله تناقض هذا التقرير مع قول الأشعرية في الحكمة والتعليل.
(17) الاقتصاد في الاعتقاد
(18) التسعينية (2/ 644). والشرح المذكور للإرشاد – الذي يسميه ابن تيمية زبور الأشعرية - ليس مطبوعاً.
(19) الإرشاد (397).
(20) التسعينية (2/ 649).
(21) التمهيد (346).
(22) التسعينية (2/ 664 - 665).
(23) التسعينية (2/ 643).
الحلقة السابقة:
تناقضات الأشعرية (9): في دليلهم النظري على أن كلام الله تعالى غير مخلوق ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=206834)
فائدة:
لما تطرق الإمام محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى إلى مسألة اللفظ في رسالته صريح السنة قال:
" وأما القول في ألفاظ العباد بالقرآن؛ فلا أثر فيه نعلمه عن صحابي مضى ولا تابعي قضى إلا عمن في قوله الغناء والشفاء رحمة الله عليه ورضوانه وفي اتباعه الرشد والهدى ومن يقوم قوله لدينا مقام قول الأئمة الأولى أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه ".
وقيل في الإمام أحمد:
أضحى ابنُ حنبلَ محنة ًمأمونةً=وبِحُبِّ أحمدَ يُعرفُ المُتَنَسِّكُ
وإذا رأيتَ لأحمدَ مُتَنَقِّصًا = فاعلمْ بأنَّ سُتُورَهُ سَتُهَتَّكُ(62/326)
أرجوا المساعدة عاجلاً
ـ[الشيزاوي عماني]ــــــــ[30 - 03 - 10, 08:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخواني انا اخوكم من اهل السنة والجماعة
سألني أحد الاباضية عن هذه الاسئلة ولم أعرف كيف ارد عليه
أرجوا ان تفيدوني في اسئلته التي سأطرحها الآن - بارك الله فيكم -:
طيب
ممكن تشرحلي هذي الأشياء المختصره
في قولة تعالى (كل شئ هالك إلا وجهه) (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)
فهل تفنى قدم وساق و يد واليمين ويبقى فقط بوجهه الحقيقي
أيضا لمن ربه جسما أوجه السؤال
و هو سؤال يتعلق بموضوع التجسيم
في سورة النور يقول الله عز وجل واصفا نفسه
الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دريٌّ يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء
فكيف يفهم ذلك الوصف؟
أرجوا ان تفيدونني جزاكم الله خير
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 12:58 ص]ـ
قال الشيخ عبد العزيز الراجحي في شرحه على (الرد على الزنادقة والجهمية):
هذا جواب على الآية، الآية: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ هذه شبهة للجهمية، قالوا: هذه الآية تدل على فناء الجنة والنار والعرش والكرسي، وكل شيء لا يبقى إلا الله كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ بماذا أجاب الإمام عنها؟
قال: هذه الآية نزلت بعد قوله تعالى في سورة الرحمن: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا يعني على الأرض، لما أنزل الله كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ يعني على الأرض وهم الآدميون قالت الملائكة: هلك أهل الأرض، وطمعوا في البقاء، إذن كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا يعني الأرض فَانٍ ونحن في السماء لسنا في الأرض، إذن طمعوا في البقاء.
فأنزل الله يخبر عن أهل السماوات أيضا أنكم تموتون كما يموت الآدميون، فقال كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ كل شيء من الحيوان هالك -يعني ميت- إلا وجهه، إنه حي لا يموت، كل شيء من الحيوان، يعني من الحي والآدميين، أحياء.
وهذا لا يشمل أيش؟ لا يشمل العرش، ولا يشمل الكرسي، كل شيء حي، كل شيء من الحيوان -يعني مما فيه الحياة- هالك -يعني ميت- إلا وجهه؛ فإنه حي لا يموت، فعند ذلك أيقن الملائكة، أيقنوا بالموت، هذا جواب.
وقيل: معنى قوله تعالى: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قال: قيل: معنى كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ إخبار عن فناء الذوات، إخبار بأن الله -سبحانه وتعالى- الدائم الباقي الحي القيوم، الذي تموت الخلائق ولا يموت، فهو إخبار عن فناء الذوات إلا ذاته -عز وجل-.
وقيل معنى كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ إلا ما أريد به وجهه، وقيل: إلا ما ابتغي به وجهه، إلا ما أريد به وجهه، أو إلا ما ابتغي به وجهه، لا ينافي القول الأول
القول الأول: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ إخبار بأن الله هو الدائم الباقي، الذي تموت الخلائق ولا يموت، فهو الحي الباقي -سبحانه وتعالى-، هل هناك منافاة بين القولين؟
والثاني: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ إلا ما أريد به وجهه، ليس منافاة بين القولين، لا تنافٍ بين القولين؛ لأن القول الأول إخبار بأن الله هو الدائم الباقي الحي القيوم الحي القيوم، الذي تموت الخلائق وهو لا يموت، فهو إخبار عن فناء الذوات إلا ذاته -عز وجل-، إخبار عن فناء الذوات إلا ذاته -عز وجل-.
والقول الآخر يراد به بطلان العمل إلا العمل المراد به وجهه كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ يعني إلا ما أريد به وجهه، يراد به بطلان العمل إلا العمل الذي يراد به وجهه، وهو ما وافق الشريعة، وكان خالصا لوجهه، كل شيء من العمل باطل إلا ما أريد به وجه الله، والأول كل الذوات فانية إلا ذاته -عز وجل-، لا منافاة كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ كل الذوات فانية إلا ذاته سبحانه، أو كل الأعمال باطلة إلا ما أريد به وجهه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/327)
وقوله كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ يعني الموت، ميت، يراد به الموت، ولا يراد به عدم ذواتهم، فإن الأرواح بعد الموت في نعيم أو عذاب، معنى كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ فناء الآدميين في الدنيا، هل فناء ذواتهم؟ لا، المراد الموت، يموتون، وإلا الروح تبقى، روح الإنسان تُنقل بعد موته إما إلى الجنة أو إلى النار، روح المؤمنين في الجنة، ولها صلة بالجسد، وروح الكفار في النار، ولها صلة بالجسد.
الروح ما تموت، باقية إما في عذاب أو في نعيم، لكن الموت مفارقة الروح للجسد، الروح تُنقل أرواح المؤمنين في الجنة، وأرواح الكفار في النار، والجسم يبلى، ويبقى عجْب الذنب، يخلق الله منه ابن آدم، يعيده الله، الذرات التي استحالت، فإذا كمل خلقهم أمر الله إسرافيل فنفخ في الصور، فعادت الأرواح إلى أجسادها يوم القيامة، بعد أن ينزل الله مطرًا كمني للرجال، تنبت منه أجساد الناس، وينشئهم الله نشأة قوية.
تبدل الصفات والذرات التي استحالت، يعيدها الله، ويخلق الإنسان من عجب الذنب، وهو العصعص، آخر العمود الفقري، فإذا كمل الجسم، ونبتت أجسام الناس، أمر الله إسرافيل فنفخ في الصور، فقامت القيامة، وعادت الأرواح إلى أجسادها، تطايرت الأرواح، كل روح تعود إلى جسدها، فإذا الناس وقوف بين يدي الله للحساب. نعم. انتهى
ومعنى الآية كما قال الإمام ابن باز:
معنى الآية الكريمة عند العلماء أن الله سبحانه منورها فجميع النور الذي في السموات والأرض ويوم القيامة كله من نوره سبحانه. والنور نوران: نور مخلوق وهو ما يوجد في الدنيا والآخرة وفي الجنة وبين الناس الآن من نور القمر والشمس والنجوم، وهكذا نور الكهرباء والنار كله مخلوق وهو من خلقه سبحانه وتعالى.
أما النور الثاني: فهو غير مخلوق بل هو من صفاته سبحانه وتعالى. والله سبحانه وبحمده بجميع صفاته هو الخالق وما سواه مخلوق فنور وجهه عز وجل ونور ذاته سبحانه وتعالى كلاهما غير مخلوق بل هما صفة من صفاته جل وعلا.
وهذا النور العظيم وصف له سبحانه وليس مخلوقا بل هو صفة من صفاته كسمعه وبصره ويده وقدمه وغير ذلك من صفاته العظيمة سبحانه وتعالى، وهذا هو الحق الذي درج عليه أهل السنة والجماعة. انتهى.
وعلى هذا فلا إشكال إن شاء الله تعالى.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[04 - 04 - 10, 02:01 ص]ـ
يا أخي الكريم اشتغل بطلب مبادئ العلوم الشرعية، واطرح عنك هذه الأمراض
ومن يتعلق بهته الشبهات فواجهه بمحكم الآيات وصحاح السنن وإجماع العلماء.(62/328)
أيسر شرح لكتاب التوحيد؟
ـ[ابن محمد الشريف]ــــــــ[31 - 03 - 10, 02:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لمن أتم دراسة مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة ويريد أن يحفظ كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ويدرس شرحه، ما هو أيسر شرح مكتوب عليه؟
بارك الله فيكم
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[31 - 03 - 10, 03:49 ص]ـ
لعله الجديد فى شرح كتاب التوحيد للقرعاوى ط دار السوادى
والله أعلم
ـ[إبراهيم بن سعيد بن سليمان]ــــــــ[31 - 03 - 10, 12:44 م]ـ
هو كتاب
الشرح الموجز الممهد لتوحيد الخالق الممجد
الذي ألفه شيخ الإسلام محمد رحمه الله
تأليف العلامة: أحمد بن يحي بن محمد النجمي رحمه الله
والله أعلم
ـ[أبو محمدالنجدي]ــــــــ[31 - 03 - 10, 01:52 م]ـ
شرح الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[31 - 03 - 10, 02:59 م]ـ
يوجد شرح الشيخ: صالح الفوزان أسمه " الملخص"سهل و مرتب
ـ[ابو جودى المصرى]ــــــــ[31 - 03 - 10, 03:19 م]ـ
شرح الشيخ ابن عثيمين
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[01 - 04 - 10, 11:48 ص]ـ
وهناك شرح الشيخ عبدالملك القاسم
ولعل اسمه الشرح الميسر لكتاب التوحيد / دار القاسم
وعموما غالب ما ذكر ان شاء الله يفيد المقصود فانشغل بدراسة أى واحد منهم ولا تؤخر
وفقك الله
ـ[ابو اسحاق الاطرشي]ــــــــ[01 - 04 - 10, 01:34 م]ـ
أحسن كتاب لشرح التوحيد هو: " فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد " وهو للشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله جميعا - وهو شرحٌ لكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -
وهو أحسن من كل الشروح المُقترحةِ هنا
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[01 - 04 - 10, 02:00 م]ـ
الأخ يسأل عن أيسر شرح لا عن أفضل شرح
من الشروح الميسرة:
شرح الشيخ صالح الفوزان واسمه "الملخص"
شرح القرعاوي المذكور
شرح عبد الرحمن الجطيلي واسمه "إفادة المستفيد"
شرح الشيخ سعيد الجندول واسمه "الدر النضيد على كتاب التوحيد"
وشرح الشيخ عبد الملك القاسم
هذه هي الشروح المكتوبة , وهناك شروح مفرغة تختلف عما سبق.
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[01 - 04 - 10, 07:28 م]ـ
كتاب "المجموع الفريد فى شرح كتاب التوحيد"
للعلماء (بن باز والعثيمين والفوزان والسعدى) سهل وميسر
والشيخ هشام البيلى يشرح منه والدروس موجودة على الموقع فى السلاسل
http://www.albeialy.com/
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[01 - 04 - 10, 11:45 م]ـ
القول السديد للعلامة السعدي
وفتح المجيد يجمع بين اليُسر والأفضلية وهناك طبعة مذيلة بتعليقات العلامة محمد حامد الفقي والعلامة ابن باز رحمهم الله جميعاً، لاغنى لطالب العلم عنها
والله تعالى أعلم
ـ[أبو سلمة الجبرتي]ــــــــ[02 - 04 - 10, 01:51 ص]ـ
شرح الشيخ عبدالله بن جبرين سهل جدآ(62/329)
تناقضات الأشعرية (11): تناقض مسالكهم في إثبات صدق الله تعالى مع أصلهم في التحسين والتقبيح، والحكمة والتعليل
ـ[محمد براء]ــــــــ[31 - 03 - 10, 11:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تناقضات الأشعرية (11): تناقض مسالكهم في إثبات صدق الله تعالى مع أصلهم في التحسين والتقبيح، والحكمة والتعليل
قال الشيخُ العلامةُ عبدُ الرحمن المعلميُّ اليمانيُّ رحمه الله تعالى: " مما عُلِم من الدين بالضَّرورةِ وشَهِدَت به الفطرُ السَّليمةُ والعقولُ المستقيمَةُ؛ أنَّ من المحال الممتَنِع أن يقعَ الكَذِبُ من ربِّ العالمين، وكيف يُتصوَّرُ وقوعُهُ منه وهو عالمُ الغيبِ والشهادةِ القادرُ على كُلِّ شيءٍ، الغنيُّ عن كُلِّ شيء، الحكيمُ الحميدُ الذي له الحمدُ كُلُّه.
وإنما تخبَّطَ في ذلك متأخِّرُو الأشعريَّة، و كأنَّ المُوقِعَ لهم في التخبُّط ما ألزَمَهُم به المعتزِلَةُ في مسألة القَدَر، - و الخوضُ في القدر أمُّ كُل بليَّةٍ و لأمرٍ ما وَرَد في الشَّرعِ النَّهيُ عن ذلك، وشَدَّد فيه السَّلَفُ -.
وإيضاحُ هذا أن الأشعريَّةَ لما صار قولُهُم إلى أن العبادَ مجبورُون على أفعالِهم، قال لهُم المُعتزِلَةُ: كيفَ يُجبِرُ الله تَعَالى خَلقَهُ على الكُفرِ و الفُجُور ثم يعاقِبُهُم عليه، وهذا قبيحٌ ومفسَدَةٌ والله تعالى منزَّهٌ عن القبائِح، وأفعالُه مبنيَّةٌ على المصالِح؟!
فاضطربَ الأشعريَّةُ في هذا، ثم لم يجدُوا محيصاً إلا أن يجحدُوا هذين الأصلين؛ فقالُوا: الأفعالُ كلُّها سواءٌ عند العقلِ، لا يُدرِك منها حُسناً و لا قُبحاً، والله عزَّ وجَلَّ لا يفعلُ لشِيء، ولا لأجلِ شيءٍ، وإنما يفعلُ ما يريدُه، وإرادتُه لا تُعلَّلُ بشيءٍ البتَّة.
فقال المعتزلةُ: فيلزمُكُم أن يجوزَ عقلاً أن يكذِبَ اللهُ تعالى!.
فصارَ الأشعريَّةُ إلى التزام أنَّهُ يجوزُ عقلاً أن يقعَ الكذبُ من الله تبارَكَ و تَعَالى، ثم حاولُوا القولَ بأنه و إن جازَ عقلاً فلا يقع " (1).
قال مقيده عفا الله عنه: البحث في مسألة صدق الله عند الأشعرية له ثلاثة أطراف:
الطرف الأول: حكم الكذب على الله تعالى في الكلامِ النفسيِّ، والأشعرية يقولون باستحالته، وقد تقدم بحثُ دليلهم في الحلقةِ السابقةِ، وبيانُ أنه يناقضُ أصل قولهم بالكلام النفسي.
ولهم على ذلك أدلة أخرى تناقض أصولاً أخرى لهم، وهذا محل بحثها.
الطرف الثاني: حكمُ الكذب على الله تعالى في الكلام اللفظيِّ، فحقيقة مذهبهم أنهم يجوِّزُونه، فيجوِّزُن على الله تعالى أن يخلق حروفاً وأصواتاً تدل على أمرٍ غير واقع.
الطرف الثالث: وقوع الكذب من الله تعالى، وهذا يمنعونَهُ كسائر المسلمين.
فبحثي في مسألتين:
الأولى: حكمُ الكذب على الله تعالى في الكلام اللفظيِّ عندهم:
قال الفخرُ الرازي: " فإن قلتَ الكلامُ الأزليُّ يستحيلُ أن يكون كذباً؟
قلتُ: هب أنَّ الأمر كذلك، لكن لِمَ لا يجوزُ أن تكونَ هذه الكلماتُ التي نسمعُها مخالفةً لما عليه الشيءُ في نفسه؟. وحينئذٍ يعودُ الإشكال " (2).
وقال القرافيُّ: " وليس مقصُود الخصم الكذبَ في الكلام النفسي، فإن النزاع إنما وقع في مُراعاته المصالح في أفعالِه، وأما صفاتُه تعالى فاتَّفق الفرق كلها على أنها في غايةِ الكمال " (3).
وقد أجاب الفخر عن هذا الإشكال بأنَّ الكَذِب قد يكون حَسَناً في أحوال، وهذا منه تسليمٌ بجوازِ الكذبِ على الله تعالى، وصرَّح بذلك القرافيُّ في شرحه بقوله: " تجويزُ أن الله تعالى يخلق أصواتاً في بعض مخلوقاتِه تدلُّ على أمرٍ غير واقعٍ، كما يجُوز أن يخلُقَ في حَجَرٍ من الحجارة أصواتًاً قائلة: الواحدُ نصف العشرة، وهذا نحن نجوزه " (4).
وحسبُك بتجويزِهم الكذبَ على ربِّ البرية – في كلامه اللفظي - قولاً شنيعاً تنفرُ منهُ قلوبُ الموحِّدِين! ولك أن تتعجب بعد ذلك غاية التعجب من رفعهم شعارَ التنزيه، وتبجحهم به، وهم يجوزون على الله تعالى أقبحَ القبائح وأشنعَهَا!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/330)
قال ابنُ القيم: " فيا لله العجبُ!، كيف يجوِّزُ العقلُ التزامَ مذهبٍ مُلتزمٍ معه جوازُ الكذب على ربِّ العالمين وأصدقِ الصادقين، وأنه لا فرقَ أصلاً بالنسبة إليه بين الصدقِ والكذب، بل جوازُ الكذب عليهِ - سُبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً - كجوازِ الصدق وحُسنُه كحُسنه، وهل هذا ألا من أعظمِ الإفكِ والباطِل؟ ونسبتُه إلى الله تعالى جَوازاً كنسبة ما لا يليقُ بجلاله إليه من الولدِ والزَّوجَة والشَّريك، بل كنسبةِ أنواعِ الظُّلمِ والشَّر إليه جَوَازاً - تعالَى الله عن ذلك عُلوَّاً كبيراً!.
فمن أصدقُ مِن الله حديثاً؟ ومن أصدقُ من الله قيلاً؟ وهل هذا الإفكُ المفترى ألا رافعٌ للوثُوق بأخبارِه ووعدِه ووعيدِه، وتجويزُه عليه وعلى كلامه ما هو أقبحُ القبائح التي تنزه عنها بعضُ عبيده ولا يليقُ به، فضلاً عنهُ سبحانه!.
فلو التزمتُم كُلَّ إلزامٍ بلزُوم مُسمَّى الحُسن والقُبح العقلييَّن، لكان أسهلَ من التزام هذا الإدِّ الذي تكادُ السموات يتفطَّرنَ منه وتنشقُّ الأرض وتخر الجِبال هدَّا، ولا نسبةَ في القُبح بين الولَدِ والشَّريكِ والزوجةِ وبين الكذب؛ ولهذا فطَر الله عُقُول عبادِه على الازدراء والذمِّ والمقتِ للكاذب، دُون من له زوجةٌ وولدٌ وشريكٌ، فتنزُّهُ أصدقِ الصادقينَ عن هذا القبيح كتنزُّهه عن الولد والزوجةِ والشريكِ، بل لا يُعرَفُ أحدٌ من طوائف هذا العالم جوَّز الكَذِبَ على الله لما فطرَ الله عُقُول البشر وغيرِهم على قُبحِه ومقتِ فاعله وخسِّتِه ودناءَتِه.
وكفى بمذهبٍ بُطلاناً وفساداً: هذا القولُ العظيمُ والإفك المبين لازمُه، ومع هذا فأهلُه لا يتحاشَون من التزامه، فلو التزمَ القائلُ أن يُذهِبَ الذمَّ كان خيراً لهُ من هذا " (5).
المسألة الثانية: في تناقض سائر أدلتهم على ذلك مع أصلهم في التحسين والتقبيح والحكمة والتعليل، وهو المقصود:
ذكر العضد الإيجي في المواقف، ثلاثة مسالك، وكذلك ذكرها الأرموي الهندي في الرسالة التسعينية في الأصول الدينية.
- أما المسلكُ الأول الذي ذكره: فهو أن الكَذِبَ نقصٌ، والنقصُ على الله تعالى محالٌ إجماعاً، وممن ذهب إليه أبو القاسم الأنصاري في شرح الإرشاد (6).
وهذا المسلك نقده العضُد بقوله: " واعلم أنه لم يظهَر لي فرقٌ بين النَّقص في الفعل وبين القُبح العقلي، فإنَّ النقص في الأفعالِ هو القُبح العقليُّ بعينِه! " (7).
وقد ذكر ابنُ الهمام الحنفي في المسايَرة أن هذا ذهولٌ منهم عن محلِّ النزاع في مسألة التحسين والتقبيح، إذ الحسنُ والقبحُ بمعنى صفةِ النقص والكمال يدركهما العقل إجماعاً، فقال: " وقد تقدَّمَ أن محلَّ الاتفاقِ إدراكُ العقلِ قُبحَ الفعل بمعنى صِفَة النقصِ وحسنَه بمعنى صفةِ الكمال، وكثيراً ما يذهلُ أكابرُ الأشاعرة عن محلِّ النزاع في مسألتِي التحسين والتقبيح العقليين لكثرة ما يشعُرُون في النفس أن لا حُكم للعقل بحُسنٍ ولا قبح، حتى تحيَّر كثيرٌ منهم في الحُكم باستحالة الكَذِب عليه، حتى قال بعضُهُم، ونعوذُ بالله ممَّا قال: لا يتمُّ استحالةُ النقص عليه إلا على رأي المعتزلةِ القائلين بالقُبح العقلي " (8)
قلت: ليس الأمرُ على ما ذَكَر لوجهين:
الأول: أن هذا في محلِّ النزاع، لأن الكلام اللفظي عندهم من مخلوقات الله وأفعاله، وليس من صفاته الذاتية التي لا خلاف في إدراك العقل للكامل منها والناقص (9).
الثاني: أن الذُّهُول إنما يتصوَّر من إمام منهم أو إمامينِ، أما إذا تتابُع كبار أئمَّة المذهبِ من لدن أبي الحسن الأشعري إلى العَضُد فمن بعده على أنَّ الكذب ليس قَبيحاً لذاته فهذَا يدلُّ على القصد، أمَّا من قال بخلافِه فهو غيرُ محققٍ لمذهبهم في المسألة.
قال أبو الحسنِ الأشعريُّ: " لا يجوزُ على الله الكذبُ، ليس لقُبحه، ولكن لأنَّهُ يستحيلُ عليه الكذبُ، ولا يجوزُ أن يوصفَ بالقُدرة على أن يكذبَ، كما لا يجوزُ أن يُوصَف بالقُدرة على أن يتحرَّك ويجهَل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/331)
ولو جازَ لزاعمٍ أن يزعم أنه يوصفُ الباري بالقدرة على أن يكذب ولا يوصفُ بالقدرة على أن يجهل ولا يأتي بين ذلك بفُرقانٍ، لجازَ لقالبٍ أن يقلب القصَّة، فيزعُم أن الباري يوصفُ بالقدرة على أن يجهلَ ولا يوصف بالقدرة على أن يكذبَ، فلما لم يجز ذلكَ بطل ما قالُوه " (10).
وقال أبو بَكر الباقلاني: " فإن قال قائلٌ: هل يجوز وقوعُ الكذب منه تعالَى؟.
قُلنا: أما الكذب فلا يجوزُ عليه، لا لأنَّهُ يستقبَحُ منهُ، ولكن لأن الوصفَ له بأنَّهُ صادقٌ من صفاتِ نفسه، ومن كان صدقُه من صفات نفسه استحالَ عليه الكذب، كما أنَّ من كان الوصف له بأنه قادرٌ عالم من صفاتِ النفس استحال أن يعجَز ويجهَل، وليس وجهُ استحالة هذه الأمور عليه لأجلِ القُبح، لكن استحالتُها عليه بأدلَّة العُقُول " (11).
فقد صرحا بأن عدم جواز وقوعه ليس لقبحه!
- والمسلك الثاني هو دليلُهم الذي تقدَّم بحثه في الحلقةِ السابقةِ، وبيانُ أنه يناقض أصل القول بالكلام النفسي، على أنَّ العضد نفسه تعقبه بقوله: " وهذا إنما يدلُّ على كون الكلام النفسي صدقَاً، وأما هذه العبارات فلا " (12).
- والمسلكُ الثالث من مسالك العضد - وهو الذي اختارَهُ -: " خبرُ النبي عليه السلام، وذلك يُعلَم بالضرورةِ من الدين.
فإن قيلَ: إنما يدلُّ تصديقه على الصدق إذا امتنعَ عليه الكذب، فيلزم الدَّور؟. قلنا: التصديقُ بالمعجزة " (13).
ومعنى هذا: أن الله تعالى يصدِّقُ رسولَه بإظهار أمر خارقٍ للعادةِ على يده، فيحصلُ للمُرسَل إليهم علمٌ ضروريٌّ بصدق هذا الرسول.
والمثال الذي ضربُوه لتوضيح ذلك: " لو تحدَّى إنسانٌ بين يدي ملك على جندِه أنَّهُ رسُول الملك إليهِم، وأنَّ الملك أوجب طاعتَهُ عليهم في قسمةِ الأرزاق والاقطاعات، فطالبُوه بالبُرهان والملكُ ساكتٌ، فقالَ: أيُّها الملك! إن كُنتُ صادقاً في ما ادعيتُهُ فصدِّقني بأن تقُوم على سريرِك ثلاث مرَّاتٍ على التوالي وتقعُدَ على خلافِ عادتك، فقام الملكُ عقيب التماسه على التوالي ثلاث مرَّاتٍ ثم قعَد؛ لو فعَل ذلك حصلَ للحاضرين علمٌ ضروريٌّ بأنه رسولُ الملك قبل أن يخطُر ببالهم أن هذا الملك من عادته الإغواءُ أم يستحيلُ في حقه ذلك ".
وهذا المسلك يناقض أصلهم في أن التعليل.
قال شيخُ الإسلام: " لكن يُقَالُ لهم: الملكُ يفعلُ فعلاً لمقصودٍ؛ فأمكنَ أن يُقَال: أنه قامَ ليصدِّقَ رسُولَه، وأنتم عندَكُم أن الله لا يفعلُ شيئاً لشَيء، فلم يبقَ المثل مطابقاً " (14).
وقال الطوفي: " لو لم تكُن أفعالُه معلَّلةً لزم منهُ إفحامُ الرُّسُل بأن يُقَال: معجِزُك هذا الذي أثبتَّ به لم يخلُقه الله لأجل تصديقِك، بل خلَقَه لا لعلةٍ ولا لغرضٍ، وإنما ظهر على وفق دعواكَ اتِّفَاقاً، فتعليلُ الأفعال لازمٌ لصحة الاحتجاجِ بالمُعجِز، وإذا لزم خلقُ المعجز لأجل التصديق جازَ تعليلُ غيرِه من الأفعال إذ لا فَرق " (15).
وقال المعلميُّ: " لو فرضنا أنَّ ذلك الجمَّ الغفيرَ كانُوا يعتقدون أن الملِكَ لا يُبَالي أصدَقَ أم كذَب، و لا أَفَعَل ما تقتضيه الحكمةُ أم ما تأبَاه، لم يحصُل لهم بقيامه و قعُوده أدنى ظنٍّ، فضلاً عن الظنِّ الغالب، فضلاً عن العلمِ، فأما إذا كانوا يعتقدُون أنه لا يفعل شيئاً لأجلِ شيءٍ فالأمرُ أشدُّ!.
فثبتَ أن الذين يعلمُون أن المعجزة من فعلِ الله عز وجل إنما يصدِّقُون لاعتقادِهم أن الله تعالى مُنزَّهٌ عن أن يقع منه الكذِبُ أو فعلٌ مناقضٌ للحكمة، وهذا الاعتقادُ هو مُقتضى الفِطَر الزكيَّة والعقُول النقيَّة وهُو اعتقادُ كل من يُؤمِنُ حقَّ الإيمان بوجُود الله تعالى و كمَال علمه وقُدرَته، حتى من الأشاعِرَة أنفُسِهم، يعتقدُون ذلك بمقتضى فِطَرهم، و إن أنكروا بألسِنَتهم " (16).
وهذا المسلك إن دلَّ فإنما يدلُّ على صدقِ القرآن العربي، لا صدقِ كُلِّ كلامٍ من كلامِهِ تعالى، أو: صدقِ كُلِّ دليل يدلُّ على الكلامِ النفسيِّ – حسب اصطلاح القوم -. (17)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/332)
- وهناك مسلك رابع ذهب إليه القرافي فقال: " لا يلزمُ من التجويزِ على الله تعالى ألا يُجزَمَ بعدم الوقُوع، فكم من شيء اتَّفَق العُقلاء على تجويزِه، وقطعُوا بعدمِ وقُوعه، كما يجوزُ على الله تعالى أن تكونَ الأنهارُ الغائبَةُ عنَّا زيتاً أو عَسَلاً، ونقطعُ بأن ذلك ما وقَع، وأن هذه المشايخ التي نراها وُلِدت شيوخاً كذلِك، ونقطعُ بأنها ما وُلِدت أطفالاً، ونظائرُه كثيرة؛ وكذلك نقطعُ بأنَّ الله تعالى ما خلَقَ هذهِ الأصواتِ في جبريل عليه السلام في الرَّسائل الربانية إلا مُشتمِلَةً على المصالِح، مطابقةً لمدلولاتها بقرائنِ الأحوال من عَوائد الله تعالى، لا من جهةِ العقل، فكذلكَ يجُوز ذلك عقلاً، ونقطعُ بأنه ما وقَع، ونجزِمُ بوعده تعالى ووعيدِه وجميع أخباره " (18).
ففي كلامه الرجُوع في نفي الكذب إلى عوائدِ الله تعالى، وهذا المسلك يرجعون إليه في نظائرِ هذه المسألة، كعدَمِ أمر الله تعالى بالفواحِش، ومنع إظهار المعجزة على يدِ الكاذِب.
وهذا المسلكَ مُنتقدٌ لا يستقيمُ، قال المقبلي: " يقال لهم: العادةُ مأخوذة من العَودِ، فأوَّلُ جُزئيٍّ من هذه العادة هل نُظِر فيه إلى ذلك الفِعل ورُجحانه قبل جري العادة أم لم يُنظر؟ إن لم يُنظَر فهو اتفاقيٌّ، وإن نُظِر فذلك الوجهُ مُستقلٌّ بالبعث على الفعلِ بدونِ جريِ عادةٍ، وهو ما أرَدنا بالحُسن والقُبح في الفعلِ والترك مثلاً، وكذلك كُلُّ جزئيٍّ منه أو من غيره " (19).
" فَتَبَيَّنَ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ حُجَّةٌ لَا عَلَى صِدْقِهِ تعالى، وَلَا عَلَى تَنْزِيهِهِ عَنْ الْعَيْبِ فِي خِطَابِهِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ إنَّمَا يَكُونُ مِمَّنْ يُنَزِّهُهُ عَنْ بَعْضِ الْأَفْعَالِ، وَتَبَيَّنَ بِذَلِكَ أَنَّهُمْ لَا يُثْبِتُونَ عَدْلَهُ وَلَا حِكْمَتَهُ وَلَا رَحْمَتَهُ وَلَا صِدْقَهُ " (20).
" وليتأمَّل اللبيبُ الفاضِلُ ماذا يعودُ إليه نصر المقالات والتعصُّبُ لها، والتزام لوازمها، وإحسان الظن بأربابها بحيثُ يرى مساويهم محاسنَ، وإساءةُ الظن بخصُومهم بحيث يرى محاسِنَهُم مساوىء، كم أفسدَ هذا السُّلُوك من فطرة، وصاحبها من الذين يحسبُون أنهم على شيء، إلا إنَّهم هم الكاذبون! " (21).
__________
(1) التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل (2/ 245 - 246).
(2) المحصول (1/ 129).
(3) نفائس الأصول (1/ 366).
(4) نفائس الأصول (1/ 366).
(5) مفتاح دار السعادة (2/ 477 - 478)، أقول: ولذلك جعل الشيخ الرافضي جعفر سبحاني - وهو معاصر - امتناع الكذب على الله تعالى دليلاً على إثبات التحسين والتقبيح، فحتى هؤلاء - الذين هم أركس الناس فطرة - لم يجوزا على الله الكذب.
(6) التسعينية (2/ 643 - 644).
(7) المواقف في علم الكلام (3/ 131).
(8) المسامرة بشرح المسايرة ص204 - 205.
(9) انظر لزاماً العلم الشامخ في إيثار الحق على الآباء والمشايخ (164 - 165).
(10) اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع ص75.
(11) التمهيد ص343، وقد تقدم أيضاً كلام الغزالي في هذا المعنى، والجويني قرر أيضاً نفس التقرير في الإرشاد.
(12) المواقف في علم الكلام (3/ 132).
(13) المواقف في علم الكلام (3/ 132).
(14) الجواب الصحيح (6/ 397).
(15) درء القول القبيح بالتحسين والتقبيح ص98.
(16) التنكيل (2/ 247).
(17) ولذلك إن وجدت لبعضهم أنه يمتنع على الله الكذب في العبارات الدالة على الكلام النفسي، فإنما يعنون القرآن العربي، والعبارات الدالة عليه – عندهم - أعم منه، لذلك لا يناقض هذا ما سلف تقريره من أنهم يجوزون الكذب على الله تعالى في الكلام اللفظي، لأن العام والخاص لا يتناقضان.
(18) نفائس الأصول (1/ 366).
(19) الأرواح النوافخ لآثار إيثار الآباء والمشايخ، المطبوع مع العلم الشامخ ص636.
(20) مجموع الفتاوى (13/ 130).
(21) مفتاح دار السعادة.
الحلقة السابقة (وهي وثيقة الصلة بهذه الحلقة):
تناقضات الأشعرية (10): إثباتُهم أصل الخبر النفسي ببيان جواز الكذب فيه، وإثباتهم صدقه باستحالة الكذب فيه ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=206938)
فائدة:
قال ابن القيم بعد كلامه آنف الذكر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/333)
" ونحنُ نستغفرُ الله من التقصير في ردِّ هذا المذهب القبيح، ولكن ظُهُور قُبحِه للعقول والفطر أقوى شاهدٍ على ردِّه وإبطالِه، ولقد كان كافينا من ردِّه نفسُ تصويره وعرضُه على عُقُول الناس وفِطَرهم "
قلت: رحمك الله .. ما أحسن خلقك!
فهو يقول إنه قصر في رد قولهم في التحسين والتقبيح، مع أنه استغرق مجلداً كاملاً، وهو من أطول بحوثه في كتبه كلها، وهذا تواضع وهضم للنفس، ما أحسن أن يتخلق إليه من يمارس الرد على مذاهب الخصوم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[11 - 07 - 10, 01:43 م]ـ
هل يستطيع (سعيد فودة) أن يأتيَ بدليلٍ على صدق الله تعالى؟
وقفت على جواب لسعيد فودة على سائل يقول:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=77194&stc=1&d=1278845032
فأجابه فودة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=77195&stc=1&d=1278844357
قال مقيده - عفا الله عنه -: قد أغنى الله من اطلع على (المقال) الذي كتبته أعلاه عن معرفة موضع (الجهل) في كلام (فودة) هذا، وإن كان لا بد من بيان ذلك فأقول:
قوله: " فإن القبح والكذب العقليين المنفيين هما اللذان يترتب عليهما المدح والذم من حيث الفعل لا من حيث الذات والصفة ".
أقول: هذه زيغة عن محل البحث، إذ محل البحث في الكلام اللفظي: ما الدليل على صدقه، والكلام اللفظي عند هؤلاء الأشعرية فعل من الأفعال لا صفة من الصفات.
والذي يدل أن هذا هو محل البحث قول الرازي: " " فإن قلتَ الكلامُ الأزليُّ يستحيلُ أن يكون كذباً؟
قلتُ: هب أنَّ الأمر كذلك، لكن لِمَ لا يجوزُ أن تكونَ هذه الكلماتُ التي نسمعُها مخالفةً لما عليه الشيءُ في نفسه؟. وحينئذٍ يعودُ الإشكال "
أما قوله بعد ذلك: " وهذا الأمر راجع إلى إجماع أهل السنة مع غيرهم على أن الحسن والقبح بمعنى الكمال والنقص كالعلم والجهل عقليان لا خلاف في ذلك "
قلت: قد تقدم دفع هذا من وجهين: من الجهة النقلية: بنقل كلام أساطين علماء الأشعرية، ومن الجهة النظرية.
وهذا نسخ لما قلته أعلاه وهو كاف في الرد:
أما المسلكُ الأول الذي ذكره: فهو أن الكَذِبَ نقصٌ، والنقصُ على الله تعالى محالٌ إجماعاً، وممن ذهب إليه أبو القاسم الأنصاري في شرح الإرشاد (6).
وهذا المسلك نقده العضُد بقوله: " واعلم أنه لم يظهَر لي فرقٌ بين النَّقص في الفعل وبين القُبح العقلي، فإنَّ النقص في الأفعالِ هو القُبح العقليُّ بعينِه! " (7).
وقد ذكر ابنُ الهمام الحنفي في المسايَرة أن هذا ذهولٌ منهم عن محلِّ النزاع في مسألة التحسين والتقبيح، إذ الحسنُ والقبحُ بمعنى صفةِ النقص والكمال يدركهما العقل إجماعاً، فقال: " وقد تقدَّمَ أن محلَّ الاتفاقِ إدراكُ العقلِ قُبحَ الفعل بمعنى صِفَة النقصِ وحسنَه بمعنى صفةِ الكمال، وكثيراً ما يذهلُ أكابرُ الأشاعرة عن محلِّ النزاع في مسألتِي التحسين والتقبيح العقليين لكثرة ما يشعُرُون في النفس أن لا حُكم للعقل بحُسنٍ ولا قبح، حتى تحيَّر كثيرٌ منهم في الحُكم باستحالة الكَذِب عليه، حتى قال بعضُهُم، ونعوذُ بالله ممَّا قال: لا يتمُّ استحالةُ النقص عليه إلا على رأي المعتزلةِ القائلين بالقُبح العقلي " (8)
قلت: ليس الأمرُ على ما ذَكَر لوجهين:
الأول: أن هذا في محلِّ النزاع، لأن الكلام اللفظي عندهم من مخلوقات الله وأفعاله، وليس من صفاته الذاتية التي لا خلاف في إدراك العقل للكامل منها والناقص (9).
الثاني: أن الذُّهُول إنما يتصوَّر من إمام منهم أو إمامينِ، أما إذا تتابُع كبار أئمَّة المذهبِ من لدن أبي الحسن الأشعري إلى العَضُد فمن بعده على أنَّ الكذب ليس قَبيحاً لذاته فهذَا يدلُّ على القصد، أمَّا من قال بخلافِه فهو غيرُ محققٍ لمذهبهم في المسألة.
قال أبو الحسنِ الأشعريُّ: " لا يجوزُ على الله الكذبُ، ليس لقُبحه، ولكن لأنَّهُ يستحيلُ عليه الكذبُ، ولا يجوزُ أن يوصفَ بالقُدرة على أن يكذبَ، كما لا يجوزُ أن يُوصَف بالقُدرة على أن يتحرَّك ويجهَل.
ولو جازَ لزاعمٍ أن يزعم أنه يوصفُ الباري بالقدرة على أن يكذب ولا يوصفُ بالقدرة على أن يجهل ولا يأتي بين ذلك بفُرقانٍ، لجازَ لقالبٍ أن يقلب القصَّة، فيزعُم أن الباري يوصفُ بالقدرة على أن يجهلَ ولا يوصف بالقدرة على أن يكذبَ، فلما لم يجز ذلكَ بطل ما قالُوه " (10).
وقال أبو بَكر الباقلاني: " فإن قال قائلٌ: هل يجوز وقوعُ الكذب منه تعالَى؟.
قُلنا: أما الكذب فلا يجوزُ عليه، لا لأنَّهُ يستقبَحُ منهُ، ولكن لأن الوصفَ له بأنَّهُ صادقٌ من صفاتِ نفسه، ومن كان صدقُه من صفات نفسه استحالَ عليه الكذب، كما أنَّ من كان الوصف له بأنه قادرٌ عالم من صفاتِ النفس استحال أن يعجَز ويجهَل، وليس وجهُ استحالة هذه الأمور عليه لأجلِ القُبح، لكن استحالتُها عليه بأدلَّة العُقُول " (11).
فقد صرحا بأن عدم جواز وقوعه ليس لقبحه!
فهل تستطيع أيها (الجويهل) أن تدفع هذا وتقرر دليلاً على صدق الله تعالى - سواء في الكلام النفسي أو اللفظي -؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/334)
ـ[رامي الحاج]ــــــــ[20 - 07 - 10, 01:21 ص]ـ
مشكور اخي علي الموضوع وصدقت(62/335)
مفهوم حجية إجماع العترة
ـ[أبو النفير]ــــــــ[01 - 04 - 10, 10:26 ص]ـ
استدل بعض العلماء ومنهم ابن تيمية على حجية إجماع العترة فهل يلزم لذلك أن الزمان لا يخلو من وجود الصالحين من العترة وأنه يجب اتباعهم فيما اتفقوا فيه وإذا كان ذلك صحيحا فكيف لم يشتهر في كل قرن إلى زمننا الحاضر عدد من علماء أهل البيت الذين يقتدي بهم الناس بل كان دائما الأشهر من العلماء الذي يقتدي بهم الناس من غير العترة وإذا كان لا يوجد حجة في إجماع العترة فما مناسبة ربطهم بالقرآن في حديث غدير خم؟
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[01 - 04 - 10, 10:40 ص]ـ
العلماء في مسألة حجية إجماع العترة مختلفون على قولين: راجحهما عدم حجيته وهو قول مالك والجمهور، قال الشوكاني: وذهب الجمهور أيضًا إلى أن إجماع العترة وحدها ليس بحجة، وقالت الزيدية والإمامية: هو حجة.
وقال الزركشي: إجماع أهل البيت ليس بحجة خلافًا للشيعة.
وفي المسودة: مسألة: إجماع أهل البيت لا يكون حجة على غيرهم خلافًا للشيعة.
وقد قصد الشيخ تقي الدين ابن تيمية بالعترة بني هاشم، قال رحمه الله في المنهاج:"الوجه الثاني: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن عترته أنّها والكتاب لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض، وهو الصادق المصدوق؛ فيدل على إن إجماع العترة حُجّة، وهذا قول طائفة من أصحابنا، وذكره القاضي في المعتمد. لكن العترة هم بنو هاشم كلهم؛ ولد العباس وولد علي وولد الحارث بن عبد المطلب وسائر بني أبي طالب .. وغيرهم".
ولكن،،،
على كل حال القول بحجية إجماع بني هاشم مرجوح ولا دليل صريح يؤيده، وقد اختلف العلماء في حجية إجماع الصحابة بما فيهم بنو هاشم مع خلاف التابعي الواحد، فكيف يكون إجماع بني هاشم وحدهم حجة مع خلاف الصحابة والتابعين .... هذا لا شك انه غير مقبول.
وللحديث بقية إن شاء الله.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[02 - 04 - 10, 12:03 ص]ـ
بارك الله فيكم وحشركم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وكيف السبيل إلى حصر إجماعهم وتتبعه وهذا ما لا يستطيعه الشيعة بطوائفهم مع إختلافهم في تعريف العترة وطبقاتهم
وحديث غدير خم هو تذكير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعِظَم الأمانتين (الثقَلين، لثقل الإمانة) سيما وقد نال الناس (الجيش العائد من اليمن) من علي رضي الله عنه لما رأوه من شدته وتقشفه معهم ومنهم من سبه فأوقفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غدير خُم وذكرهم بمكانة سيدنا علي وأصح الفاظ الحديث في صحيح مسلم (أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي)
والرافضة السبئية هم أول الناس عصياناً لهذه الوصية بشقيها
فكتاب الله العظيم هم يعتقدون تحريفه ويكفرون من كتب هذا القرآن
والعترة النبوية لا يسبهم أحد في الدنيا إلا الشيعة فهم يسبون جعفر بن علي الهادي ويسمونه في كتبهم جعفر الكذاب ومحمد ذي النفس الزكية يشتموه ويسبون أمهات المؤمنين
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[03 - 04 - 10, 12:30 ص]ـ
الحاصل أن بني هاشم بل علي وأبناؤه ومن تابعهم وشايعهم لم يجمعوا على أصل ولا فرع خالف فيه الرافضة السنة.(62/336)
هل ثبت أن للميزان لسان؟
ـ[أبو جعفر الأسلمي]ــــــــ[01 - 04 - 10, 07:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أيها الأحبة هل ثبت في حديث صحيح أن للميزان لسان؟؟
وجزيتم الجنة ..
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[07 - 04 - 10, 05:20 ص]ـ
قال ابن حجر: " قال أبو إسحاق الزجاج: أجمع أهل السنة على الإيمان بالميزان، وأن أعمال العباد توزن به يوم القيامة، وأن الميزان له لسان وكفتان ويميل بالأعمال".
ولا إجماع ألا قد استند إلى نص صحيح.
ـ[أبو جعفر الأسلمي]ــــــــ[21 - 04 - 10, 05:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
جزيت خيرا أخي،
وهناك سؤال ٌ آخر للإخوة هل اللسان هو لسان الميزان؟ أو لسان ناطق؟؟
وجزيتم الفردوس ..
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[21 - 04 - 10, 08:17 ص]ـ
جاء في شرح الواسطية للشيخ الغنيمان
الميزان له لسان
السؤال: هل هناك دليلٌ صحيح على أن للميزان لسان؟ الجواب: الميزان لا يكون إلا بلسان، وبدون لسان لا يكون ميزان، فلابد أن يكون له لسان يعرف رجحانه من عدمه، وهذا أمرٌ يدل عليه كلمة (ميزان)، وقد أثبت العلماء ذلك من هذا.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[21 - 04 - 10, 03:04 م]ـ
هو لسان الميزان وليس لسانًا ناطقًا.(62/337)
مارأيكم في كتاب معارج القبول لطالب العلم المبتدىء؟
ـ[سليمان دويدار]ــــــــ[01 - 04 - 10, 09:29 م]ـ
هل يقدم هذا الكتاب على غيره من الكتب، إذا كان طالب العلم طويل النفس والصبر.
أم هناك ما يقدم على هذا الكتاب، وله الأولية في بداية الطلب؟
أرشدوووووونا، رحمكم الله، ونفع بعلمكم.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[01 - 04 - 10, 09:57 م]ـ
أرى أن كتاب (معارج القبول) لا يفيد المبتدئ من طلبة العلم وذلك لأن المبتدئ يحتاج إلى كتاب يضبط له القواعد ويلقنه المبادئ ويوقعه على التقاسيم والحدود المهمة، والمعارج كثير الاستطراد والإسهاب في كثير من مواضعه، ولو اعتنى طالب العلم المبتدئ بمختصره انتفع.
والله أعلم.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[01 - 04 - 10, 10:58 م]ـ
الكل متفقون على أهمية بل ربما ضرورة التدرج في طلب العلم.
والسبب في طلب دراسة معارج القبول "مباشرة " هو الحماسة وهي شئ مهم ومشكور إلا أن محاولة ترويضها بالتدرج سيكون أنفع بدون شك. التدرج للتأصيل.
وجهة نظري ولست بطالب علم .. والله اعلم
جزاكم الله خيرا
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[01 - 04 - 10, 11:37 م]ـ
معارج القبول من أفضل كتب العقيدة لسلامة معتقد مصنفه وشموله على معظم أصول العقيدة وهو لطلاب العلم المتوسطين (مع فتح المجيد وشرح الطحاوية وشرح الواسطية ولوامع الأنوار البهية) ومعارج القبول أشملها، ولكن يُقرأ بعد إتقان متون كتاب التوحيد الواسطية والطحاوية وكشف الشبهات ولمعة الإعتقاد
والله تعالى أعلم
ـ[ابو ابراهيم امام العربي]ــــــــ[02 - 04 - 10, 12:11 ص]ـ
اذا قرأت أخي الكريم شرح للواسطيه أو لمعة الإعتقاد
فاذلف وغص غمار المعارج فهو نفيس جداً في باب التوحيد والإعتقاد.
أعانك الله ورزقك البرّ والتقوى. آمين
وإن كنت كما ذكرت محباً للقراءة فأسأل الله أن يعينك على تمامه
واعلم أخي أن أعظم ما تستفيده من المعارج: كثرة الأدلة والإستشهادات نفعك الله بها وأعانك على حفظها فالشيخ حافظ رحمه الله واسع الخطو في هذا الباب على غزارة في الفهم واستحضار تام لأكثر أدلة التوحيد والعقائد.
بورك فيك.
ـ[سليمان دويدار]ــــــــ[02 - 04 - 10, 12:35 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، ونفع الله بكم.
أريد منهج متميز أسير عليه.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[02 - 04 - 10, 02:14 ص]ـ
السلام عليكم
للمبتدئ: 1) الأصول الثلاثة لمحمد بن عبد الوهاب وشرحه لابن عثيمين
2) كشف الشبهات لمحمد بن عبد الوهاب وشرحه لابن عثيمين
3) متن العقيدة الواسطية
4) متن العقيدة الطحاويى
5) متن كتاب التوحيد
6) لمعة الإعتقاد لابن قدامة
7) نواقض الإسلام العشرة لمحمد بن عبد الوهاب مع شرحها لسليمان بن ناصر العلوان
لطالب العلم المتوسط:
1) معارج القبول لحافظ حكمي
2) فتح المجيد شرح كتاب التوحيد لعبد الرحمن بن حسن آل الشيخ مع تعليقات محمد حامد الفقي وابن باز
3) شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي
4) شرح العقيدة الواسطية لان عثيمين وابن جبرين
5) لوامع الأنوار البهية للسفاريني
6) نواقض الإيمان القولية والعملية لعبد العزيز العبد اللطيف
7) الولاء والبراء في الإسلام للقحطاني
لطالب العلم المتقدم: 1) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي
2) كتاب التوحيد لابن خزيمة
3) كتاب السنة للخلال
4) الإبانة لابن بطة العكبري
5) الشريعة للآجرِّي
6) أول ثمانية مجلدات من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية
7) اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم الجوزية
8) منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية
والله تعالى أعلم
ـ[سليمان دويدار]ــــــــ[02 - 04 - 10, 04:51 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي
ـ[سليمان دويدار]ــــــــ[02 - 04 - 10, 04:52 م]ـ
هل من إقتراح آخر؟
ـ[سليمان دويدار]ــــــــ[02 - 04 - 10, 05:10 م]ـ
أرسل لي أحد الأخوة هذه الرسالة، جزاه الله خيراً، ونفع الله به.
وهو اقتراح لدراسة العقيدة، وقال:
الأصول الثلاثة
كتاب التوحيد
كشف الشبهات
الواسطية
الطحاوية
ثم قال:
استمع لشرح صالح آل الشيخ للمتون السابقة
ـ[أحمد المعصراوي]ــــــــ[02 - 04 - 10, 05:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء
لقد بدأت بفضل الله في قراءة المعارج
ولكن كثيرا ما أقف وأتأمل هل قراءة مثل هذه الكتب يكون الهدف منها هو المعرفة فقط والاطلاع عللى العقيدة السليمة
أم أن الأصل فيها هو حفظ الأدلة
فأخبروني بارككم الرحمن كيف أسير في هذا الكتاب حتى أستفيد منه كثيرا.
ـ[سليمان دويدار]ــــــــ[02 - 04 - 10, 05:35 م]ـ
أخي الكريم كتاب معارج القبول شرح لمتن (سلم الوصول) لنفس المؤلف.
وسلم الوصول متن في غاية الروعة، وسهل الحفظ.
فضيلة الشيخ/زكريا حسيني ينصح بحفظ هذا المتن، وبدراسة الكتاب عموماً.
واعلم أن إدمان النظر في الكتاب يجعلك تحفظ الأدلة التي فيه، وإذا أردت أن تستفيد من الكتاب فقم بإختصاره.
وهكذا أي كتاب تريد أن تعرف ما فيه ولا تنساه، فاستخلص لنفسك الفوائد منه في دفتر خاص بك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/338)
ـ[سليمان دويدار]ــــــــ[02 - 04 - 10, 05:40 م]ـ
تفضل هذا الرابط، وهو متن سلم الوصول مسموع:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=3516
ـ[سليمان دويدار]ــــــــ[02 - 04 - 10, 05:46 م]ـ
وهذا رابط كتاب معارج القبول من الوقفية:
http://waqfeya.net/book.php?bid=1740
ـ[أحمد المعصراوي]ــــــــ[02 - 04 - 10, 06:03 م]ـ
أسأل الله أن يجازيك خير الجزاء على ما قدمت وبينت
وما رأيكم هل أطالع الكتاب نفسه
أم المختصر أفضل
فمعي مختصر للشيخ مصطفى محمد
فأيهما أفيد الآن؟
وجزيت جنة الخلد
ـ[أم عبد الرحمن المصرية]ــــــــ[02 - 04 - 10, 11:59 م]ـ
كتاب معارج القبول كبداية قد يكون ثقيلا على كثير من الطلاب، وقد رأيت بنفسي عدد كبير من الأخوات استثقلن علم العقيدة جدا بسبب البدء به.
فأنصح بعدم الابتداء به.
وذلك لأن المبتدئ يحتاج إلى كتاب يضبط له القواعد ويلقنه المبادئ ويوقعه على التقاسيم والحدود المهمة
ولعل رسالة " عقيدة أهل السنة والجماعة " للشيخ ابن عثيمين رحمه الله، وشرحها، تكون مفيدة للمبتدئ كأساسيات.
وإليكم الرسالة هنا ( http://d1.islamhouse.com/data/ar/ih_books/single/ar_1402.pdf)
وشرح صوتي هنا ( http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_79.shtml)
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[03 - 04 - 10, 01:03 ص]ـ
إن أردت ضبط مسائل العقيدة كمبتدئ فعليك بأعلام السنة المنشورة في اعتقاد الطائفة الناجية المنصورة للحكمي وقد اشتهر باسم "200 سؤال وجواب في العقيدة" وقم بسماع شرح أحد المشائخ الموثوقين مثل شرح الشيخ محمد سعيد رسلان فهو شرح متميز وهو يغنيك عن كثير من المتون في بداية الطلب
ثم انتقل بعد ذلك لكتاب التوحيد ومعه القول المفيد لابن عثيمين
ثم توسع في الشرح وادرس فتح المجيد ومعه شرح ابن عثيمين للواسطية
ثم شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي
وأخيرا كتاب معارج القبول للحكمي مع حفظ الأدلة واستعن بمختصره للعقدة
تكون بعد ذلك إن شاء الله مؤهلا لدراسة كتب العقيدة المسندة كالتي ذكرها لك الأخوة في المستوى المتقدم
ـ[هيثم أبو عبد الله]ــــــــ[03 - 04 - 10, 01:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن الأفضل التدرج في قراءة كتب العقيدة بالأخص
فلا يصح أن يقرأ المبتديء مثلاً في كتاب الشريعة للآجري أو أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي
فمن هذا الباب سأقول بالله مستعيناً على بعض الكتب في العقيدة بالتسلسل وبالتدريج:
1 - ثلاثة الأصول
2 - القواعد الأربع
3 - الأصول الستة
4 - كشف الشبهات
5 - أصول الإيمان
6 - نواقض الإسلام
7 - مسائل الجاهلية
الرسائل الماضية كلها للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
ويُنصح أن نقرأهم بشروحاتهم الماتعة
8 - شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد لصاحب المتن الإمام ابن قدامة المقدسي وصاحب الشرح الشيخ ابن العثيمين عليهم الرحمة
9 - 200 سؤال وجواب في العقيدة للحافظ الحكمي رحمه الله
10 - فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله وأيضاً القول المفيد للشيخ ابن العثيمين رحمه الله
11 - عقيدة أهل السنة والجماعة للشيخ ابن العثيمين رحمه الله
12 - القواعد المثلى للشيخ ابن العثيمين رحمه الله
13 - شرح العقيدة الواسطية للشيخ ابن العثيمين رحمه الله
14 - شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي رحمه الله
15 - كتاب السنة للمروزي
16 - شرح السنة للبربهاري
17 - الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد للشيخ صالح الفوزان حفظه الله
18 - تهذيب شرح عقيدة أهل السنة والجماعة للشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله
19 - معارج القبول للحافظ الحكمي رحمه الله
20 - الإبانة للإمام ابن بطة العكبري رحمه الله
هذا ما تمكنت من كتابته بحول الله وقوته في الوقت الحالي
والله اسأل أن ينفعنا بما علمنا .. وأن يعلمنا ما جهلنا
{وقل رب زدني علما}
وصل اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[03 - 04 - 10, 11:48 ص]ـ
اذا كنت تريد منهج في العقيدة يعتمد علي الشروح الصوتية
فيمكنك الاستفادة من هذا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1228274
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 09:09 ص]ـ
جزيتم خيراً
ـ[شيهان]ــــــــ[07 - 04 - 10, 10:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا.
ـ[حكيم بن عبدالله]ــــــــ[07 - 04 - 10, 01:11 م]ـ
أرسل لي أحد الأخوة هذه الرسالة، جزاه الله خيراً، ونفع الله به.
وهو اقتراح لدراسة العقيدة، وقال:
الأصول الثلاثة
القواعد الأربع
كتاب التوحيد
كشف الشبهات
الواسطية
الطحاوية
ثم قال:
استمع لشروح صالح آل الشيخ للمتون السابقة
أخي توكل على الله وابدأ بهذا البرنامج ولا يشغلك الشيطان بكثرة تتبع المناهج والطرق، فهاهو البرنامج القوي أمامك كما ذكر لك أخيك وقد نصحك بخبير وشخص متقن متفنن في وضع القواعد وهو الشيخ الفاضل: صالح آل الشيخ حفظه الله ووفقه لما يحب ويرضى ونفع به الإسلام والمسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/339)
ـ[سليمان دويدار]ــــــــ[07 - 04 - 10, 03:40 م]ـ
يسر الله لك، ونفع بك أخي الكريم، وجزاكم الله خيراً على هذه النصيحة.
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[07 - 04 - 10, 04:24 م]ـ
شرع الشيخ أحمد الحازمي حفظه الله في شرح سلم الوصول للشيخ حافظ حكمي رحمه الله.
يعلق الشيخ من معارج القبول ويفك عبارته ويزيد عليه قواعد وتأصيلات.
الشرح على موقع الشيخ
ـ[سليمان دويدار]ــــــــ[07 - 04 - 10, 09:23 م]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع الله بكم.
ـ[أبو أويس السلفى]ــــــــ[21 - 11 - 10, 01:41 م]ـ
المعارج كتاب سهل وممتع لكن طويل , والمشكلة الوحيدة هي أنك قد لاتستطيع ضبط وتصور مسائل الاعتقاد إذا كنت مبتدئا في دراسة العلم , أما من جهة سهولة العبارة فالكتاب قد يفوق غيره في هذا.
والله اعلم(62/340)
من يرشدنا لنظم الواسطية
ـ[خالد مسلم]ــــــــ[02 - 04 - 10, 01:23 ص]ـ
من رشدنا لنظم الواسطية؟؟؟؟
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 12:52 ص]ـ
العقيدة الواسطية للإمام تقي الدين ابن تيمية صعب نظمها لكثرة إيراد الشيخ لآي الكتاب وأحاديث الرسول في متنها، وهي وربي أسهل في الحفظ وأيسر وأفضل من كل نظم.
ـ[محمد أبومروان]ــــــــ[04 - 04 - 10, 02:55 ص]ـ
من حفظ "سلم الوصول" للحكمي فكأنما جمع زبدة كتاب التوحيد والعقيدة الواسطية.
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[04 - 04 - 10, 02:44 م]ـ
أخي الكريم للواسطية نظم نشر في مجلة الحكمة العدد الأخير أو الذي قبله بحقيق الشيخ د. علي الشبل لعلك ترجع إليه في أعداد المجلة.
ـ[محمد براء]ــــــــ[04 - 04 - 10, 02:56 م]ـ
هذا نظم لعبد المجيد أيت عبو المراكشي المغربي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=45063&d=1173009781
قرظه العلامة ولد عدود رحمه الله تعالى(62/341)
أيهما يسبق الآخر في دارسته؟
ـ[ابو نوح]ــــــــ[02 - 04 - 10, 01:49 ص]ـ
هل يكون كتاب المعارج الأول أم الواسطية و الحموية والتدمرية و الطحاوية؟
فهل من الممكن أن يرتب لنا أحد الإخوة هذه الكتب من حيث التدرج من المرحلة الثانية و التي أولها كتاب التوحيد
ـ[ابو نوح]ــــــــ[02 - 04 - 10, 01:50 ص]ـ
تصحيح: العنوان (أيهما يسبق الآخر في دراسته؟)
ـ[محمد بن سليم]ــــــــ[03 - 04 - 10, 01:47 ص]ـ
الأفضل = أن تدرس شرح الشيخ ابن عثيمين على لمعة الاعتقاد أولاً، ثم تتبعه بالواسطية، ثم الطحاوية مع شرحها، ثم التدمرية.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[03 - 04 - 10, 06:34 ص]ـ
معارج القبول يُجعل الكتاب الأساسي لشموليته، فسيكون لك علم شامل ثم تتوسع بتفصيل توحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات ثم الاستدلال والمناظرة بالكتب الأخرى
والله تعالى أعلم
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[03 - 04 - 10, 02:02 م]ـ
بين (معارج القبول) و (شرح الطحاوية لابن أبي العز)
تقارب كبير، وكل منهما يفوق الآخر في أشياء، لكنهما بالجملة متقاربان، ولا يعني ذلك أن يغني أحدهما عن الآخر.
ـ[أبو أويس السلفى]ــــــــ[21 - 11 - 10, 01:37 م]ـ
السلام عليكم ..
معارج القبول سهل جدا ويصلح للمبتدئ (وإن كنتُ قد درسته بعد الواسطية) , ثم تتبعه بالواسطية ثم الحموية ثم الطحاوية فالتدمرية
هذا في نظري بعد المعاناة والتجربة(62/342)
عرض انحرافات العقيدة الاشعرية الخفية بطريقة ميسرة
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 04 - 10, 01:59 ص]ـ
بسم الله
هذا موضوع اكثر من رائع قمت بتنسيقه للكاتب ادناه جزاه الله خيرا
محاججة طائفة الكلابية
محمد فوزي الحفناوي
السلام عليكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صحبه واله ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين اما بعد:
كنا نتجنب نشر محاججات اهل البدع وسرد اقوالهم الفلسفية ودحضها بالمعقول الذي يدّعون احكامه , وذلك امام العامة وضعيفي العقيدة لأن الشبه خطافة, ولكن منذ ان ظهرت القنوات والانترت ووقع هذا الانفتاح الرهيب , حيث اصبح من المستحيل صد الناس عن الاتصال بالآخر وخاصة الشباب الذي نشأ عن فكر متحرر انفتاحي لا يقبل الوصاية والرقابة على فكره ولو من المشايخ , فسقط كثير منهم خاصة انصاف المتعلمين -الكثر في هذه الايام- في شباك اهل الاهواء.
ومما زاد اقتناعي بذلك ان منتديات سلفية اصبحت تطرح شبهات الخصوم دون رد محكم قاطع ملزم.
فاصبح من الضروري طرح هذه المسائل , تقديم جرعات كدواء فيه ضرر لدفع مرض اعظم وذلك بقدر دون افراط , والضرورة تقدر بقدرها.
ولكن ندعو كل سني إلى لزوم اهل السنة ومجانبة اهل الاهواء الكلابية والمعتزلة وغيرهم ... وعدم سماع كلامهم في العقائد, اذا آثر السلامة.
وسوف يكون الزامنا منصبا على طائفة الكلابية سواء كانوا اشعرية متكلمة أو ماتوريدية, بسبب كثرة نشاطهم ومنتدياتهم ورسائلهم, وهذا ملاحظ منذ ان اطلق بوش برنامج غزو الفكر السلفي في العالم الاسلامي- بدعوى انه هو الفكر الارهابي -.
ولقد اتبعت منهجا في العرض يعتمد على:
1 - عدم استعمال مصطلحات اهل الكلام الا عند الضرورة
2 - اتباع اسلوب الحوار لشد الانتباه
3 - تبسيط العبارت بقدر الامكان
فنبدأ باسم الله
الجولة الاولى (السمع والبصر و العلم)
السني يهاجم - لتوجيه الحوار نحو ما يريد-: فيقول للكلابي سوى كان متمشعر أو ماتوريدي:
انت تنفي صفات الله الذاتية كالسمع والبصر ولا تثبت منها الا الوجود أو ربما العلم .....
الكلابي يجيب: لا انا اثبت هذه الصفات
هنا يبدأ السني في طرح الاسئلة عليه لاثبات كلامه, وكن انت ايها السني دائما سائلا ولا تكن مجيبا , فهو الزم للخصم وتوجيه له لكي يقع في الالزام- هذه نصيحة من ابن حزم مفيدة جدا في المناظرة -
السني يسأل فيقول له: اذا ما معنى سمع الله عندكم؟
الكلابي يجيب: هو تعلق سمع الله بالمسموع في الازل - وليس لهم اجابة غير ذلك -
فيقول السني: وكذلك العلم بالمسموع عندكم هو تعلق علم الله به في الازل
فما هو الفرق بينهما - لأن باثبات المعنى او اثبات الفرق يتميز كل منهما عن الآخر-؟
فيبهت الكلابي ولا يجد اجابة
فيرفسه السني بقوله: لقد علمنا ان معنى السمع عندكم هو العلم ... وليس صفة غيره
النتيجة:
ومنه تفهم لماذا الاشعرية والماتوريدية حائرين في الفرق بين سمع وبصر الله وعلمه - فهو عندهم شيء واحد مثل المعتزلة لكنهم جبنوا عن التصريح بذلك , حتى لا يصدموا نصوص القرآن المتواترة , الا ان بعض شجعانهم صرحوا برجوع صفتا السمع والبصر إلى العلم-
وعصم الله اهل السنة لأنهم يقولون: سمع الله هو ادراك الله للمسموع له عند وجوده على الكمال, وبصر الله هو ادراك المبصور له عند وجوده على الكمال .. وعلم الله هو ادراك كل شيء قبل وجوده وبعد وجوده وبعد اعدامه على الكمال.
الجولة الثانية (العلم)
يقول السني للكلابي: انتم ايها الكلابية تتنقصون علم الله -سبحانه -وتجعلون المخلوق اعلم منه وتدعون التنزيه , فكم اخطأتم في حق ربكم
يجيب الكلابي: لا نحن لا نتقص علم الله
يسأله السني: اذا فكيف هو علم الله عندكم
يجيب الكلابي: نحن نقول ان علم الله غاية الكمال حيث يعلم كل شيء سيحدث قبل خلق الخلق, علما في غاية الاستغراق للجزئيات.
يعقب عليه السني: ونحن نثبت هذا كذلك , ثم
يسأل السني الكلابي: ولكن عندكم , هل الله سبحانه عندما يخلق الخلق يعلم انه حدث الخلق.؟
هنا يبهت الكلابي ولا يستطيع ان يجيب ببنت شفة لأنه:
لو قال نعم: فقد قال بتغير علم الله من سيحدث قبل خلق الخلق إلى حدث عند خلقهم. والتغير في علم الله الاول عند الكلابية يسمى بحلول الحوادث وهو نقص في حق الله عندهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/343)
ولو قال لا يعلم: فقد تنقص علم الله وقال بقول الفلاسفة القائلين بان الرب لا يعلم حدوث الخلق ... كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا.
النتيجة:
وهنا تفهم ايها السني ان كل الكلابية عجزوا عن تفسير قوله عز وجل: " وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ... " واضرابها من آيات " ليعلم الله ..... "
فانظر تفاسيرهم لها لتجدهم بين محرف ومخرف ومتهرب ومفوض,
وعصم الله اهل السنة حيث اتبعوا مفسري السلف القائلين: " ليعلم الله ان ذلك وقع " وهذا لا ينافي علمه الاول: " انه سيقع ذلك "
مع ملاحظة ان بعض الكلابية ذكر تفسير السلف هذا , وصدره بقيل لغصته في حلوقهم.
والى جولة اخرى
=== مشاركة لاحد المتابعين ===
احسنت أخي
هم معتزلة عندما تسألهم عن تفسير فوله (قد سمع الله)
فهل سمعها عندما جادلت؟
ام سمعها قبل خلقها؟
فإذا كان سمع المجادلة في الأزل معناه أزلية الأصوات ...
وكذلك في المبصرات فإذا كان الله يبصر الخلق قبل خلقهم ويبصرهم بعد خلقهم فقد قلنا بأزلية المبصرات
ولا أدري هل تمت مناقشة الأشعرية في هذه المسألة بالتفصيل؟ من قبل العلماء أمثال ابن تيمية وابن القيم وغيرهم
=== نهاية تعليق المتابع ===
نعم ناقشت الكلابية مرارا في هذه المسألة -وطردوني- ولم يجدوا لها جوابا سوى انهم يقولون
اولا: تعلق السمع والبصر و .... في الازل ويسمونه "تعلق تنجيزي قديم" اي انجز في الازل
فاذا قلت لهم اتفقنا ان المسموع والمبصور و .. معدوم في الازل
قالوا لك التعلق امر عدمي اي بالمعدوم
فيقال لهم: هل سمع المعدوم له حقيقة لغوية وعقلية عندكم (نقصد بالحقيقة اللغوية انه مسموع في كلام العرب, والحقيقة العقلية اي يتصور في الذهن)
فليس لهم اجابة الا لا, ولا ندري حقيقة هذا التعلق ونفوض معناه وحقيقته لله.
فيقال لهم لم تثبتوا شيء. والمعتزلة اصح عقولا منكم,.
لأنه لو اثبتوا اي حقيقة قالوا بقدم الاصوات والمبصورات.
وَهُوَ ما جعل الرازي يقول بقوة ادلة القائلين بقدم العالم من الفلاسفة والقائلين بحدوثها سمع الله والبصر ... " بينما الاشعرية قولهم ضعيف. وهذا في كتابه المطالب العالية وهو من آخر كتبه وقال ان هذه المسألة مما يحير العقول.
مما جعل ابو عبدة السنوسي امام الاشعرية في زمانه والمنافح عنها يسفه مقالة الرازي.
فالكلابية دائما تغرك مقدماتهم ولكن لو اوصلتهم للنهاية قالوا لا ندري. فكنت دائما عندما اناظرهم اقول لهم: انتم مفوضة في الاخير, فلو فوضتم من البداية, ولم تحرفوا كلام الله, لكان شركم اقل , ولعل الله يعذركم ويرحمكم.
جولة اخرى (الارادة)
السني يقول للكلابي: انتم ايها الكلابية تنكرون صفة الارادة لله وتدعون انكم مثبتة للصفات
الكلابي يسال: وكيف ذلك
السني يعقب: لا انا الذي اسأل فاقول لك: هل الارادة علة لفعل الله مؤثرة فيه -أي معناه ان الفعل نتج عن اختيار سبق الفعل-؟
الكلابي يجيب: لا ليس الارادة علة لافعال الله بل ملازمة له فقط دون تأثير فيه.
السني يعقب: نعم هذا كان ظننا بكم ان افعال الله ليست عن اختياره
نتيجة:
الكلابية يقولون الارادة ليست علة لافعال الله مؤثرة فيها بالاختيار لأنهم لو قالوا ذلك لقالوا بان ارادة الله تسبق فعله والزموا بحلول الحوادث - على قولهم - لأن الارادة اختيار بين الممكن والاختيار يسبق الفعل – وعند الكلابية لا تسبق الارادة الفعل التنجيزي لله.
فهذا عين قول المعتزلة الارادة عين فعل الله.
جولة اخرى (الواحد)
انا لنحكي في بعض الاحيان قول اليهود والنصارى ونستحي ان نحكي كلام الكلابية.
يقول السني للكلابي: انتم ايها الكلابية اما مشركون تقولون بتعدد الارباب وهذا لم يقل به عاقل الا جاحدا او مجنونا. او تقولون بنفي وجود الرب. فتلحقوا بالملحدين.
يجيب الكلابي: اعوذ بالله
يقل السني سائلا: الم تقولوا "لا نقول ان الله واحد في العدد".
الكلابي يسكت: ولا ينكر.
يعقب السني: مع ان هذه اللفظة فيها محادة لكلام في كثير من الايات مثل قول قوله تعالى:" أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ " فاثبت انه يوجد رب واحد في مقابلة تعدد الارباب. فاثبت الواحد من حيث العدد.
ومع ان كلامكم مناف لكلام العرب التي تطلق الواحد على المعدود, فان كلامكم منافي للمعقول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/344)
ثم يسأل السني: فماذا غير عدد الواحد اما الصفر او التعدد
يقول الكلابي: لا الصفر ولا التعدد.
يقول السني: وهذا هو النفي المحض لوجود الرب, لأن: لا الصفر ولا متعدد = لاشيء.
فلا يجد الكلابية اجابة على هذا الاشكال
النتيجة:
تقول الكلابية: لانقول ان الله واحد في العدد وانما نقول ان الله واحد بمعنى انه في الازل كان وحده اي وجوده قبل وجود المخلوق. لأنهم قالوا: لو قلنا ان الله واحد في العدد معناها نستطيع عده وبالتالي فهو متناهي "له نهايات".
فوقعوا في النفي المحض لوجود الله. هروبا من هذا الاشكال.
اسمحوا لي ايها الاخوة في بعض الاحيان يصبح كلام الكلابية اكرمكم الله اشبه "بضراط الابل في الربيع" على حد المثل عندنا في الصحراء الجزائرية.
والى جولة اخرى.
=== تعليق لأحد المتابعين ===
رائع أخي الكريم ... ونحن نتابعك جزاك الله خير
بشأن آخر نقطة وهي التعددية وهل الله واحد أحد أم لا؟
نريد زيادة شرح ومن قال بها من الأشعرية (أئمتهم)
ولكم الشكر الجزيل
=== انتهى تعليقه ===
اعلم اخي ان هذه الزامات لهم ولا يعني بالضرورة اعتقاداتهم والا كفروا
اما عن الوثيق فتلاحظ اني لا انقل كلامهم لسببين
اولا اني اكتب بعيدا عن مكتبتي من ذاكرتي ولا استحضر نص كلامهم ووموقعه.
ثانيا قصدي الاختصار.
لكن عندما يطلب مني اخ توثيق اقوالهم فلا مانع من ذلك باختصار:
قال اللامشي-من ائمة الماتريدية في اواخر القرن الخامس-:" ولهذا قلنا ان الله تعالى واحد لا من حيث العدد نعني به انه واحد ابدي وفرد ازلي لا واحد عددي لأن العدد متناه وذات الله تعالى ليس بمتناه". كتابه التمهيد لقواعد التوحيد الفقرة 67 صفحة 69.
ويشبهه قول امامهم ابي عبدالله السنوسي في الهداية وهو ينتسب الى الاشعري
المصدر: ملتقى اهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=150610)
نشر في مدونة: الاشاعرة .. الوجه الاخر ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/03/blog-post_25.html)
قال ابن قدامة رحمه الله في كتاب المناظرة في القرآن ص35: ولا نعرف في أهل البدع طائفة (يكتمون) مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة و (الأشعرية) ا. هـ
http://i649.photobucket.com/albums/uu215/alalbany2009/FirstGenerationsLogo.gif (http://www.youtube.com/user/FirstGenerations)http://i649.photobucket.com/albums/uu215/alalbany2009/shirarrblogspotcom.jpg (http://shirarr.blogspot.com/)http://i649.photobucket.com/albums/uu215/alalbany2009/asha3iraotherfacebanner.gif (http://asha3ira.blogspot.com/)
http://www.abovethethrone.com/arsh/images/banner.gif (http://www.abovethethrone.com/arsh/)
http://www.asharis.com/creed/images/banner.gif (http://www.asharis.com/creed/)(62/345)
الرد على إحياء المقبور من أدلة جواز بناء المساجد والقباب على القبور؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[03 - 04 - 10, 02:50 ص]ـ
السلام عليكم
الكتب التي ترد على عباد القبور كثيرة والحمد لله. لكن كما تعلمون يكون الامر أيسر اذا وجد رد على كتاب معين.
ابحث عن رد على كتاب احمد الغماري: إحياء المقبور من أدلة جواز بناء المساجد والقباب على القبور.
فهل يوجد من رد عليه. او يوجد كتاب يتناول أغلب مباحث الكتاب؟
وجزاكم الله خيرا
=تحديث=
مع العلم انني وجدت في كتاب تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد للامام الالباني رحمه الله هذا النص:
(هو الشيخ أبو الفيض أحمد الصديق الغماري في كتبابه المسمى " إحياء المقبور من أدلة استحباب بناء المساجد والقباب على القبور " وهذا الكتاب من أغرب ما ابتلى به المسلمون في هذا العصر وأبعد ما يكون عن البحث العلمي النزيه فان المؤلف يدعي ترك التقليد والعمل بالحديث الشريف فقد التقيت به منذ بضعة أشهر في المكتبة الظاهرية وظهر لي من الحديث الذي جرى بيني وبينه أنه على معرفة بعلوم الحديث وأنه يدعو للاجتهاد ويحارب التقليد محاربة لا هوادة فيها وله ذلك بعض المؤلفات كما قال لي ولكن الجلسة كانت قصيرة لم تمكني من أن أعرف اتجاهه في العقيدة وإن كنت شعرت من بعض فقرات حديثه انه خلفي صوفي ثم تأكد من ذلك بعد أن قرأت له هذا الكتاب وغيره حيث تبين لي أن يحارب أهل التوحيد ويخالفهم في عقيدتهم مخالفة شديدة ويقول البدعة الحسنة وينتصر للمبتدعة ولم يستفد من دعواه الاحتهاد إلا الانتصار للاهواء وأهلها ما يفعل مجتهدوا الشيعة تماما وإن شئت دليلا على ما أقول فحسبك برهانا على ذلك هذا الكتاب ". . . المقبور " فإن قبر كل الأحاديث المتواترة في تحريم البناء المساجد على القبور الذي قال به الأئمة الفحول بلا خلاف يعرف بينهم فهو والحق يقال: جرئ ولكن في محاربة الحق كيف لا وهو يرد كل ما ذكرناه من الأحاديث واتفاق الأئمة دون أي حجة اللهم إلا اتباع المتشابه من النصوص كآية الكهف هذه شانه في ذلك شأن المبتدعة في در النصوص المحكمات بالمتشابه نعوذ بالله من الخذلان وسيأتيك من كلامه بعض الأمثلة الأخرى على ما ذكرنا والله المستعان)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[03 - 04 - 10, 05:34 ص]ـ
لا شك أن من الكتب التي عنيت بهذا المبحث هو كتاب الشيخ الألباني رحمه الله:
تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد
http://www.saaid.net/book/177.rar
وكتاب الإمام المعلمي:
البناء على القبور
http://www.4shared.com/file/75453804/41bd53e2/___-_.html?dirPwdVerified=f2086414
والله الموفق.
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[03 - 04 - 10, 06:25 ص]ـ
وكذلك كتاب (شرح الصدور بتحريم رفع القبور) ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/sdoor.zip) للإمام الشوكاني رحمه الله
وقد صدق من سماهم قبوريين، فالقبور هي غايتهم التي لها يعيشون، ومن أجلها يدافعون، تركوا التوجه إلى العلي الأعلى، ثم انتكست رءوسهم إلى القبر تحت الأرض، زادهم الله ذلا ومهانة.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[03 - 04 - 10, 01:17 م]ـ
جزاكما الله خيرا على المشاركات النافعة كتب الله لكما الاجر وبارك في وقتيكما وجهودكما.
يبدو أن احتمال وجود رد مباشر على الكتاب ضعيفا .. لا بأس فهذه الكتب رائعة
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[03 - 04 - 10, 04:24 م]ـ
جزاكما الله خيرا على المشاركات النافعة كتب الله لكما الاجر وبارك في وقتيكما وجهودكما.
يبدو أن احتمال وجود رد مباشر على الكتاب ضعيفا .. لا بأس فهذه الكتب رائعة
أخي ابا نسيبة لماذا لا ترد أنت عليه.
اقرأ هذه الكتب وأمثالها. ثم ألف لنا كتابا نستفيد منه.
ومن الكتب في هذا الباب كتاب وليد السعيدان وهو تنوير الصدور.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 03:22 ص]ـ
أخي ابا نسيبة لماذا لا ترد أنت عليه.
اقرأ هذه الكتب وأمثالها. ثم ألف لنا كتابا نستفيد منه.
ومن الكتب في هذا الباب كتاب وليد السعيدان وهو تنوير الصدور.
السلام عليكم اخي الفاضل
والله هذه فكرة رائعة ان يتم الرد على كتاب لم يرد عليه حتى الان. ليس لأنني كفؤا لذلك (لست حتى بطالب علم). لكن من باب التمرين و التعلم. فمن ينبري للرد سيبذل كل ما عنده من جهد وبحث وعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/346)
لكن ما سألت عن الكتاب إلا لأنني مشغول جدا. فكيف بالتصنيف مع عدم التأهل. على العموم هذه فكرة رائعة راقتني ومن يحتسب لها فقد ربح إن شاء الله.
سبب طلبي هو أنني يجب ان أرد على (أي) دليل يستدل به القبوريون بعد انتاج هذا الفيديو.
بسم الله
اللات صنم فوق الارض والبدوي وثن تحت الارض
http://i1.ytimg.com/vi/pFZG1H5onZE/1.jpghttp://i1.ytimg.com/vi/pFZG1H5onZE/2.jpghttp://i1.ytimg.com/vi/pFZG1H5onZE/3.jpg
رابط يوتوب آمن يفتح في صفحة منفردة فيها الفيديو فقط لا غير بعيدا عن الدعايات
http://www.youtube.com/v/pFZG1H5onZE&rel=0
نسخة للمشاهدة والحفظ في موقع أرشيف
http://www.archive.org/details/Badawi-Idol
رابط بديل
من موقع مشاهد وهو موقع اسلامي
http://www.mashahd.net/view_video.ph...c7a2b692bae6a2 (http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=f73edcc7a2b692bae6a2)
نسخة اخرى للحفظ والمشاهدة
ربما فيها دعايات فانتبه
http://www.4shared.com/file/25253065.../________.html (http://www.4shared.com/file/252530659/32274ceb/________.html)
http://ia331219.us.archive.org/3/items/Badawi-Idol/wmv.gif?cnt=0 (http://www.dd-sunnah.net/movies/thumbnails.php?identifier=Badawi-Idol)
المهم:
طهروا بيوت الله من جثث الصوفية
صوفية الشيخ الشعراوي: من دعاء الموتى و ذبح العجول الى زيارة السيدة نفيسة والبدوي وابن الفارض ( http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=91138) مع الردود على مخالفاته / مجموعة فيديوهات ( http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=91138)
طهروا بيوت الله من جثث الصوفية
للمزيد
http://i649.photobucket.com/albums/uu215/alalbany2009/FirstGenerationsLogo.gif (http://www.youtube.com/user/FirstGenerations)http://i649.photobucket.com/albums/uu215/alalbany2009/shirarrblogspotcom.jpg (http://shirarr.blogspot.com/)http://i649.photobucket.com/albums/uu215/alalbany2009/asha3iraotherfacebanner.gif (http://shirarr.blogspot.com/)
http://i649.photobucket.com/albums/uu215/alalbany2009/above-the-throne-banner.gif (http://www.abovethethrone.com/)
http://www.asharis.com/creed/images/banner.gif (http://www.asharis.com/creed/)(62/347)
كان الله ولا مكان .. وكان ولا زمان
ـ[هيثم أبو عبد الله]ــــــــ[03 - 04 - 10, 03:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة وبركاته
والحمد لله وكفى .. وصلاة وسلام على عباده الذين اصطفى .. لا سيما عبده المصطفى
أما بعد ,
فحياكم الله جميعاً
اليوم أحببت أن نتدارس هذه الجملة ألا وهي:
كان الله ولا مكان .. وكان ولا زمان
ولكن يجب الأخذ في الإعتبار أنني أتكلم عن هذه الجملة فقط
حتى لا يأتي أحد الإخوة بارك الله فيهم ويزيد جملة .. وهو ما عليه كان
فكلمة هو ما عليه كان يقولها الملاحدة ومن على شاكلتهم يريدون بها نفي الصفات كصفة العلو مثلاً
فنحن الآن بصدد جملة .. كان الله ولا مكان .. وكان ولا زمان
وسأدلوا بدلوي إن شاء الله تباعاً .. وجزاكم الله خيراً
وصل اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 12:47 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرًا
كان الله ولا مكان وكان ولا زمان
تلك العبارة أن أريد بها أن المكان والزمان مخلوقان فهي صحيحة، وإن أريد بها نفي علو الله تعالى فلا، وكذلك إن أريد بها نفي دوامية فاعلية الله تبارك وتعالى.
فالله مذ كان فهو خالق لم يكن قط معطلا عن الخلق.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 07:32 م]ـ
فالله مذ كان فهو خالق لم يكن قط معطلا عن الخلق.
القدم النوعي للعالم.
يبدو معقولا ولا يخالف الادلة كما يبدو لي والله اعلم. لكن هل تكلم أحد ائمة السلف في القرون الاولى او بعدها بقليل؟
وجزاكما الله خيرا
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 10:49 م]ـ
القدم النوعي للعالم.
يبدو معقولا ولا يخالف الادلة كما يبدو لي والله اعلم. لكن هل تكلم أحد ائمة السلف في القرون الاولى او بعدها بقليل؟
وجزاكما الله خيرا
لو تقصد مسألة القدم النوعي للعالم فقد تكلم فيها الدارمي والبخاري.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[05 - 04 - 10, 12:52 ص]ـ
لو تقصد مسألة القدم النوعي للعالم فقد تكلم فيها الدارمي والبخاري.
ببحث سريع وجدت النقل التالي من كتاب الشيخ عبد الله الغصن حفظه الله تعالى حول دعاوى المناوئين لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وفيه كلام لامام اهل السنة احمد و الامام الدارمي رحمهما الله تعالى بالعموم لكن ليس بالتفصيل فيما يبدو لي حسب هذا المقال و الله اعلم.
وقد ناقش الإمام أحمد (ت - 241هـ) رحمه الله الجهمية بقوله:
(ففي مذهبكم قد كان في وقت من الأوقات لا يتكلم، حتى خلق التكلم، وكذلك بنو آدم كانوا لا يتكلمون حتى خلق الله لهم كلاماً، وقد جمعتم بين كفر وتشبيه، وتعالى الله عن هذه الصفة.
بل نقول: إن الله لم يزل متكلماً إذا شاء، ولا نقول: إنه كان ولا يتكلم حتى خلق الكلام ولا نقول: إنه قد كان لا يعلم، حتى خلق علماً فعلم، ولا نقول: إنه كان ولا قدرة له، حتى خلق لنفسه القدرة، ولا نقول: إنه كان ولا نور له، حتى خلق لنفسه نوراً، ولا نقول: إنه كان ولا عظمة له، حتى خلق لنفسه عظمة.
فقالت الجهمية - لما وصفنا الله بهذه الصفات -: إن زعمتم أن الله ونوره، والله وقدرته، والله وعظمته، فقد قلتم بقول النصارى، حين زعموا أن الله لم يزل ونوره، ولم يزل وقدرته.
قلنا: لا نقول: إن الله لم يزل وقدرته، ولم يزل ونوره، ولكن نقول: لم يزل بقدرته، ونوره، لا متى قدر ولا كيف.
فقالوا: لا تكونوا موحدين أبداً حتى تقولوا: قد كان الله ولا شيء.
فقلنا: نحن نقول: قد كان الله ولا شيء، ولكنا إذا قلنا: إن الله لم يزل بصفاته كلها أليس إنما نصف إلهاً واحداً بجميع صفاته؟) (152).
ثم ضرب للجهمية مثلاً بالنخلة لها جذع، وكرب، وليف، وسعف، وخوص، وجمّار، واسمها اسم شيء واحد، سميت نخلة بجميع صفاتها، فكذلك الله - وله المثل الأعلى بجميع صفاته - إله واحد.
وقال الإمام الدارمي (ت - 280هـ) رحمه الله:
(والله - تعالى وتقدس اسمه - كل أسمائه سواء. لم يزل كذلك، ولا يزال، لم تحدث له صفة، ولا اسم لم يكن كذلك، كان خالقاً قبل المخلوقين، ورازقاً قبل المرزوقين، وعالماً قبل المعلومين، وسميعاً قبل أن يسمع أصوات المخلوقين، وبصيراً قبل أن يرى أعيانهم مخلوقة) (153).
والنفاة يزعمون أن الفعل ممتنع في الأزل، والأزل ليس شيئاً محدوداً يقف عنده العقل، بل ما من غاية ينتهي إليها تقدير الفعل إلا والأزل قبل ذلك بلا غاية محدودة.
ويضرب ابن تيمية رحمه الله مثلاً لذلك بأنه لو فرض وجود مدائن أضعاف مدائن الأرض، في كل مدينة من الخردل ما يملؤها، وقدر أنه كلما مضت ألف ألف سنة فنيت خردلة: فني الخردل كله، والأزل لم ينته (154).
فما من وقت يقدر إلا والأزل قبل ذلك؛ لأن الأزل يعني عدم الأولية، فهو ليس شيئاً محدوداً (155).
وما من وقت صدر فيه الفعل بالنسبة إلى الله عزّ وجل إلا وقد كان قبل ذلك ممكناً وإذا كان ممكناً فما الموجب لتخصيص حال الفعل بالخلق دون ما قبل ذلك فيما لا يتناهى؟ (156).
وبهذا يتضح أن المراد في حديث عمران (ت - 52هـ) رضي الله عنه هو الإخبار عن حدوث العالم المشهود الموجود؛ ولذا فإن أهل السنة يجعلون هذا الحديث من أدلتهم على حدوث العالم، ولهم أدلة أخرى نقلية، وعقلية متعددة:
أما الأدلة النقلية فمنها:
قوله تعالى:
للمزيد هنا:
http://www.saaid.net/monawein/taimiah/9.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/348)
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[11 - 04 - 10, 09:37 م]ـ
اود من الاخوة الكرام ان يشرحوا لي هذا الكلام -
وقال الإمام الدارمي (ت - 280هـ) رحمه الله:
(والله - تعالى وتقدس اسمه - كل أسمائه سواء. لم يزل كذلك، ولا يزال، لم تحدث له صفة، ولا اسم لم يكن كذلك، كان خالقاً قبل المخلوقين، ورازقاً قبل المرزوقين، وعالماً قبل المعلومين، وسميعاً قبل أن يسمع أصوات المخلوقين، وبصيراً قبل أن يرى أعيانهم مخلوقة) (153).
وقبله قول الامام اهل السنة احمد بن حنبل رحمه الله -
.... نحن نقول: قد كان الله ولا شيء، ولكنا إذا قلنا: إن الله لم يزل بصفاته كلها أليس إنما نصف إلهاً واحداً بجميع صفاته؟) (152)(62/349)
عبارة موهمة في تفسير القرطبي أرجو التوضيح
ـ[ماجد محروس]ــــــــ[03 - 04 - 10, 11:31 م]ـ
جاء في تفسير القرطبي عند تفسيره لقوله تعالى (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل) تفسير القرطبي ج16/ص221
فمنهم من نشر بالمناشير ومنهم من سلخ جلده رأسه ووجهه ومنهم من صلب على الخشب حتى مات
عبارة (صلب على الخشب حتى مات) لا تعرف لأي نبي من أولى العزم إلا ما يدعيه النصارى من صلب المسيح، فهل هناك أحد قد صلب من الأنبياء؟
أرجو التوضيح حيث إني سمعت بعض النصارى يحتجون بهذا النص على أن تفاسير المسلمين تشهد بالصلب الحقيقي للمسيح وليس المشبه
ـ[ابو علي الفلسطيني]ــــــــ[04 - 04 - 10, 12:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
العبارة مقتطعة من تفسير القرطبي .. ونص الفقرة كاملة _ نسخة الشاملة _
" وقال بعض العلماء: أولو العزم اثنا عشر نبيا أرسلوا إلى بني إسرائيل بالشام فعصوهم، فأوحى الله إلى الأنبياء أني مرسل عذابي إلى عصاة بني إسرائيل، فشق ذلك على المرسلين فأوحى الله إليهم اختاروا لأنفسكم، إن شئتم أنزلت بكم العذاب وأنجيت بني إسرائيل، وإن شئتم نجيتكم وأنزلت العذاب ببني إسرائيل، فتشاوروا بينهم فاجتمع رأيهم على أن ينزل بهم العذاب وينجي الله بني إسرائيل، فأنجى الله بني إسرائيل وأنزل بأولئك العذاب. وذلك أنه سلط عليهم ملوك الأرض، فمنهم من نشر بالمناشير، ومنهم من سلخ جلدة رأسه ووجهه، ومنهم من صلب على الخشب حتى مات، ومنهم من حرق بالنار. والله أعلم. " ...
فاورد القرطبي رحمه الله تعالى هذه الرواية بلا اسناد ...(62/350)
مارأي الإخوة في هذا الكتاب؟
ـ[محمد أبومروان]ــــــــ[04 - 04 - 10, 01:31 ص]ـ
مارأي مشائخنا في كتاب
"عقيدة الرسول صلى الله عليه وسلم,
ويسمى:1000 سؤال وجواب في العقيدة"
للدكتور مصطفى مراد
؟؟؟؟
أفيدونا أحسن الله إليكم , فالعقيدة أغلى مانملكه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد أبومروان]ــــــــ[04 - 04 - 10, 09:34 م]ـ
أرجو المساعدة,
ما معتقد المؤلف في هذا الكتاب؟ هل وافق منهج أهل السنة والجماعة؟
جزاكم الله خيرًا
ـ[محمد أبومروان]ــــــــ[07 - 04 - 10, 01:10 ص]ـ
ولا رد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
جزاكم الله ألف خير.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - 04 - 10, 06:25 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أين أجده؟
المشتهر: كتاب (1000 سؤال وجواب في العقيدة) لأخي الشيخ / إسلام دربالة. وهو ثقة.
http://islamderbalah.com/apages.php?pids=94&ids=do
ـ[محمد أبومروان]ــــــــ[09 - 04 - 10, 11:04 م]ـ
جزيت خيرًا(62/351)
سؤال للمتصوفة:هل من يرى النبي صلى الله عليه وسلم من الأولياء في اليقظة يعتبر صحابي؟
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[04 - 04 - 10, 05:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبر كاته
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه"
أما بعد "
قال القاضي أبو يعلى في العدة: 3/ 987: ظاهر كلام أحمد رحمه الله أن اسم الصحابي، يطلق على من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وإن لم يختص به اختصاص المصحوب، ولا روى عنه الحديث
قال الإمام البخاري في كون الرجل صحابياً باشتراط رؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم حالة كونه مسلماً فهو يقول:
"ومن صحب النبي صلى الله عليه وسلم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه0
قال الآمدي:
مسمى الصحابي: فذهب أكثر أصحابنا وأحمد بن حنبل إلى أن الصحابي من رأى النبي، (صلى الله عليه وسلم)، وإن لم يختص به اختصاص المصحوب، ولا روى عنه، ولا طالت مدة صحبته. الأحكام للآمدي
وعلى ذلك"
هل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة من الأولياء بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر صحابيا؟
أرجو الإجابة من الصوفية إن كان في المنتدى صوفية
"مع اعتقادي بكذب من قال إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة"
ـ[أبو البركات]ــــــــ[04 - 04 - 10, 02:43 م]ـ
عندهم رتبة الولي أعلى من رتبة النبي فما بالك بالصحابي .. (ابتسامة)
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[04 - 04 - 10, 10:06 م]ـ
عندهم رتبة الولي أعلى من رتبة النبي فما بالك بالصحابي .. (ابتسامة)
جزاك الله تعالى كل خير على مرورك وابتسامتك وشر البلية ما يضحك"
وأنا لا أنزال أنتظر الصوفية
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[04 - 04 - 10, 10:33 م]ـ
أخي الكريم أبا الحسنين
هذا المنتدى خاص بأهل السنة والجماعة، ولا يُسمح للمخالفين بالكتابة فيه، وقد قام المنتدى بإنشاء قسم خاص للمناظرة لا أذكر الرابط، يمكن أن تفيدك الإدارة في ذلك.
كما لا يخفى عليك أن هناك منتديات أخرى تناقش الصوفية، مثل منتدى الدفاع عن السنة، ومنتدى الصوفية، ومنتدى البرهان وغيرهم. وفقك الله لما يحب ويرضى
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[05 - 04 - 10, 12:28 ص]ـ
أخي الكريم أبا الحسنين
هذا المنتدى خاص بأهل السنة والجماعة، ولا يُسمح للمخالفين بالكتابة فيه، وقد قام المنتدى بإنشاء قسم خاص للمناظرة لا أذكر الرابط، يمكن أن تفيدك الإدارة في ذلك.
كما لا يخفى عليك أن هناك منتديات أخرى تناقش الصوفية، مثل منتدى الدفاع عن السنة، ومنتدى الصوفية، ومنتدى البرهان وغيرهم. وفقك الله لما يحب ويرضى
جزاك الله تعالى كل خير
كنت أظن أن بني صوفان لهم مكان هنا
على كل حال أنا موجود في منتديات الصوفية
وصوفية حضرموت
أكرمكم الله تعالى ويا حبذا لو تتكرم علينا الإدارة وتعطينا الرابط الخاص بالمناظرة(62/352)
عمرو بن لحي
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 09:05 ص]ـ
من يذكر لنا المخالفات الشرعية التي يعملها عمرو بن حفيظ والجفري، أحفاد عمرو بن لحي
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[05 - 04 - 10, 08:36 ص]ـ
جزاك الله خيراً،
من الدين كشف الستر عن كل كاذب وعن كل بدعي أتى بالعجائب
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[05 - 04 - 10, 08:57 ص]ـ
التبيان الجلي في حقيقة الجفري علي ( http://www.almijhar.net/tarjama.htm)
موقع مختص للرد على الحبيب الجفري
وكتاب "إلى أين أيها الحبيب الجفري" ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/jfri2.zip) للشيخ خلدون مكي الحسيني
وكتب الأخ أبو معاذ السلفي مقالا جيدا في الرد عليه بعنوان: "كشف النقاب عن أباطيل الجفري" ( http://www.saaid.net/feraq/sufyah/sh/3.htm)
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[06 - 04 - 10, 08:39 ص]ـ
وما حال عمرو بن حفيظ الذي يشرف على دار المصطفى بتريم حضرموت
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[06 - 04 - 10, 09:05 ص]ـ
من كبار مشايخهم. اذا عرفت التلميذ عرفت الشيخ!
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[06 - 04 - 10, 09:06 ص]ـ
وما حال عمرو بن حفيظ الذي يشرف على دار المصطفى بتريم حضرموت
هذا الزنديق الكافر هو القائل:
ليالي الهنا والمنى أعطيت الغنا والرضا والقبول
أنا اسمي عمر بالعلا معلنا فمن نال مثلي بلغ كل سول
أنا الحاضر الناظر المحسنا أنا فخر الأقطاب وأهل الخمول
أنا الغابر الساتر النور أنا أنا اسمي الفاضل ابن الرسول
أنا الغوث أنا القطب اللي خصنا إله السماء بالهنا والوصول
فمن قال مثلي يذوق العنا ولو قال ما قال ماله قبول
أنا طفت بالعرش نلت الهنا أنا اسمي القطب فخر الأصول
أنا بالتجلي بلغت المنى وفي حضرت الرب روحي تجول
أنا رحمة الله للخلق أنا كذا الأولياء تحت حكمي تقول
أنا قدرت الله أنا المعلنا أنا سيف للعاصيين البطول
أنا حبنا الله أنا نالنا عطانا المقاصد لكل سول
أنا جمع الأحوال عندي أنا كذا الكون بي ثم بأمري يصول
أنا قبل آدم أعطيت المنى والإسراء والنور عندي جمول
أنا القابض الباسط المحسنا وبالمنتها لي محل الحلول
والأملاك بي ساعية في هنا كذا الكون وأهله بأمري يجول
ولا شيخ إلا أقمته أنا كذا القطب والغوث بأمري يقول
وموسى ابن عمران نلته أنا أنا اسمي الفخر فحل الفحول
أقمته عطيته جميع المنى ونجيته من أمور مهول
وعيسى ابن مريم رفعته أنا إلى السماء بينال القبول
أنا جنة الله أنا المحسنا أنا لي خوارق تزيل العقول
ومن لي معاند يذوق العنا دنيا وأخرى ينال الذهول
مريدي توسل ولذ بإسمنا وقل يا عمر لتنال القبول
دنيا وأخرى تنال الهنا تلقى الغنا والمنى والوصول
ولا قلت هذا ولكننا أتاني الإذن ما شاء أقول
هذه سوابق عطاء ربنا من عالم الروح نلت الوصول
ولا فخر بل نحمده ربنا ونشكره دائم على كل سول
صلاته على المصطفى جدنا وآله وأصحابه وابن البتول
وقد رد عليه الشيخ مقبل بن هادي في شريط (الرد الوافر على الصوفي الكافر) على ما أذكر.
ورد عليه الشيخ يحيى الحجوري في كتاب (السيل العريض الجارف لبعض ضلالات الصوفي عمر بن حفيظ).
حمله من هنا:
http://www.kl28.com/files_books/pafiledb.php?action=file&id=4461&idP=
والله الموفق.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[06 - 04 - 10, 09:42 ص]ـ
هذا الزنديق الكافر هو القائل:
ليالي الهنا والمنى أعطيت الغنا والرضا والقبول
أنا اسمي عمر بالعلا معلنا فمن نال مثلي بلغ كل سول
أنا الحاضر الناظر المحسنا أنا فخر الأقطاب وأهل الخمول
أنا الغابر الساتر النور أنا أنا اسمي الفاضل ابن الرسول
أنا الغوث أنا القطب اللي خصنا إله السماء بالهنا والوصول
فمن قال مثلي يذوق العنا ولو قال ما قال ماله قبول
أنا طفت بالعرش نلت الهنا أنا اسمي القطب فخر الأصول
أنا بالتجلي بلغت المنى وفي حضرت الرب روحي تجول
أنا رحمة الله للخلق أنا كذا الأولياء تحت حكمي تقول
أنا قدرت الله أنا المعلنا أنا سيف للعاصيين البطول
أنا حبنا الله أنا نالنا عطانا المقاصد لكل سول
أنا جمع الأحوال عندي أنا كذا الكون بي ثم بأمري يصول
أنا قبل آدم أعطيت المنى والإسراء والنور عندي جمول
أنا القابض الباسط المحسنا وبالمنتها لي محل الحلول
والأملاك بي ساعية في هنا كذا الكون وأهله بأمري يجول
ولا شيخ إلا أقمته أنا كذا القطب والغوث بأمري يقول
وموسى ابن عمران نلته أنا أنا اسمي الفخر فحل الفحول
أقمته عطيته جميع المنى ونجيته من أمور مهول
وعيسى ابن مريم رفعته أنا إلى السماء بينال القبول
أنا جنة الله أنا المحسنا أنا لي خوارق تزيل العقول
ومن لي معاند يذوق العنا دنيا وأخرى ينال الذهول
مريدي توسل ولذ بإسمنا وقل يا عمر لتنال القبول
دنيا وأخرى تنال الهنا تلقى الغنا والمنى والوصول
ولا قلت هذا ولكننا أتاني الإذن ما شاء أقول
هذه سوابق عطاء ربنا من عالم الروح نلت الوصول
ولا فخر بل نحمده ربنا ونشكره دائم على كل سول
صلاته على المصطفى جدنا وآله وأصحابه وابن البتول
وقد رد عليه الشيخ مقبل بن هادي في شريط (الرد الوافر على الصوفي الكافر) على ما أذكر.
ورد عليه الشيخ يحيى الحجوري في كتاب (السيل العريض الجارف لبعض ضلالات الصوفي عمر بن حفيظ).
حمله من هنا:
http://www.kl28.com/files_books/pafiledb.php?action=file&id=4461&idP=
والله الموفق.
لا اعرف هل ثبت بدليل أن الصوفي ألف القصيدة. لقد قرات تبرأ من نسب القصيدة للصوفي عمر بن عبد الحفيظ. فانصح ان تراجع النسبة أخي الكريم.
ولمن يريد سماع القصيدة من أفواه صوفية حضرموت فها هي بين يديه:
###
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/353)
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[12 - 04 - 10, 10:30 ص]ـ
هل يوجد من العلماء من نقد أخطاؤهما؟
نرجوا تزويدنا بذلك(62/354)
بشرى لأهل قطر: العلامة الغنيمان يشرح الواسطية والرد على الجهمية وعقيدة أهل السنة للعثميمن -رحمه الله-
ـ[أبوالهمام القطري]ــــــــ[04 - 04 - 10, 01:08 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد:
فقد أردت تنزيل هذا الإعلان في منتدى اعلانات الدروس والدورات لكنه لم ينزل
قد وفق الله تعالى مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيري بدولة قطر لترتيب دورة علمية ضمن برنامج (الاستضافات العلمية) وهو عبارة عن استضافة كل شهرين لأحد العلماء المتمكنين تستمر لمدة 5 أيام، وقد كانت الاستضافة الأولى لفضيلة الشيخ / د. سعد بن ناصر الشثري، وهاهي الاستضافة الثانية لفضيلة الشيخ العلامة / عبدالله بن محمد الغنيمان
علماً بأن الدورة تبدأ غداً الإثنين 20/ 4/1431هـ الموافق 5/ 4/2010م
وهذا هو الجدول اليومي لدروس فضيلته:
بعد صلاة الفجر -بنصف ساعة-: شرح العقيدة الواسطية
بعد صلاة العصر (في الفندق): الرد على الجهمية للإمام الدارمي -رحمه الله-
بعد صلاة العشاء: عقيدة أهل السنة للعلامة العثيمين -رحمه الله-.
تقام جميع الدروس -ما عدا درس العصر- في جامع الشيخة موزة بنت فهد آل ثاني بمنطقة الدفنة
للاستفسار والتسجيل:
009744874446
ـ[مكتب زهير الشاويش]ــــــــ[04 - 04 - 10, 02:20 م]ـ
جزيت خيرا والمؤسسة والشيخ الغنيمان.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 07:28 م]ـ
لو يتم تصويرها بالفيديو و تحميلها على الشبكة = موقع ارشيف
جزاك الله خيرا
ـ[محمد بن سعد المالكى]ــــــــ[04 - 04 - 10, 10:23 م]ـ
للشيخ شرح على الواسطية مطبوع بدار ابن الجوزى شرح نفيس(62/355)
تناقضات الأشعرية (12): في مسألة حلول الحوادث في الله تعالى
ـ[محمد براء]ــــــــ[04 - 04 - 10, 05:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تناقضات الأشعرية (12): في مسألة حلول الحوادث في الله تعالى
الأدلَّةُ النقليَّةُ على إثباتِ أفعال الله تعالى الاختيارية كثيرةٌ جداً، والخلاف بين الأشعرية وأهل السنة في هذه المسألة، من كبار المسائل الخلافية بينهم.
إذ من أصول الأشعرية ما يُعنوِنون لهُ بقولهم: " استحالةُ حلول الحوادث في الله تعالى "، ويجعلون من أثبتَ ذلك مجسماً ناقضاً لأصلهم في إثبات وجود الله تعالى، وهو دليل الأعراض.
وقولهم باستحالة حلول الحوادث تجشَّمُوا كُلَّ صعبٍ من أجلِ حمايتِه، لأن في حمايتِه حمايةُ دليلِ الأعراض؛ أصلِ التوحيدِ عندهم، ولذلكَ تجدُ المتأخِّرَ منهُم إذا وقفَ على غلطٍ في حُجَّةٍ ذكرها المُتقدِّم على استحالةِ حلول الحوادث؛ تعقَّبَهَا وتكلف الإتيان بحُجَّةٍ جديدَة حتى لا يسقط أصلهم، كأنَّ النتيجةَ مسلمةٌ قبلَ الاستدلالِ، وليس الهدفُ من ذكر الحُجَّةِ وترتيبها الوصولَ إلى نتيجةٍ علمية، وإنما حمايةُ نتيجةٍ مقررةٍ سابقاً!
وهذه الطريقةُ نفسُها يسلكُونها مع الأدلة الشرعيَّة، إذ يعتقدونَ الاعتقادَ ثم يشرعون في الاستدلالِ عليه بكلامِ الله وكلامِ رسوله صلى الله عليه وسلم! وهذا المنهج في التلقي والاستدلال في غاية الفسادِ كما لا يخفى.
وقد واجهتهُم نصوصٌ شرعيَّةٌ تخالِفُ أصلهم هذا، فجعلُوا الأخذُ بظواهرها من أصُول الكُفرِ والابتداعِ، وشنُّوا عليها غاراتِ التأويل، ومنهُم من أراح نفسه من تلكَ الغاراتِ والمعمعاتِ، وقال لأصحابه: لا تتعبُوا أنفسكم، فالاشتغالَ بالتأويل تبرُّعٌ، ليس حتمَاً عليكُم!
ورغم تبجُّحِهِم بقولِهِم هذا – أعني امتناع حلول الحوادث -، وجلعهم إياه شعار التنزيه، وسلِّهِم سيفَ التبديع والتكفير على من خالفهم فيه، إلا أنهم أنفسهم – وبإقرار كبيرهم فخر الدين الرازي – يلزمهم القولُ بحلول الحوادث!!
قال الفخر الرازي في كتاب الأربعين: " المسألة العاشرة في بيان أنَّهُ تعالى يمتنع أن يكون محلاً للحوادثِ.
المشهور أن الكراميَّةَ يجوِّزُون ذلك، وينكِرُه سائرُ الطَّوائف، وقيل: أكثرُ العُقَلاء يقولُونَ بهِ، وإن أنكرُوه باللِّسَان ".
ثم قال بعد أن بين أنه لازم للمعتزلة: " والأشعريَّةُ:
1 - يثبتُون النسخَ، ويفسرونه بأنه رفع الحكم الثابت، أو انتهاء الحكم، وعلى التقديرين فإنه اعتراف بوقوع التغير، لأن الذي ارتفعَ وانتهى فقد عُدِمَ بعد وجُودِه.
2 - وأيضًا يقولون: إنه تعالى عالمٌ بعلم واحد، ثم إنه قبلَ وقوع المعلوم يكونُ متعلقًا بأنه سيقع، وبعد وقوعه يزولُ ذلك التعلُّق، ويصيرُ متعلقًا بأنَّهُ كان واقعًا، وهذا تصريحٌ بتغيُّر هذه التعلُّقَات.
3 - ويقولون أيضًا: إنَّ قُدرَتَه كانت متعلِّقَةً بإيجاد الموجودِ المعين من الأزلِ، فإذا وُجِدَ ذلك الشيء، ودخلَ ذلك الشي في الوجودِ انقطعَ ذلك التعلُّقُ، لأنَّ الموجودَ لا يمكنُ إيقاعُه، فهذا اعترافٌ بأن ذلكَ التعلُّقَ قد زال.
4 - وكذا أيضًا: الإرادةُ الأزليَّةُ كانت متعلِّقةً بترجيح وجودِ شيء على عدمه في ذلك الوقتِ المُعيَّن، فإذا ترجَّح ذلك الشيءُ في ذلك الوقت، امتنع بقاء ذلك التعلُّق، لأن ترجيحَ المترجِّح محالٌ.
5 - وأيضًا: توافقنا على أنَّ المعدومَ لا يكونُ مرئيًا ولا مسمُوعًا، فالعالم قبلَ أن كان موجودًا لم يكُن مرئيًا، ولا كانتِ الأصوات مسموعةً، وإذا خلق الألوان والأصوات صارت مرئيَّةً ومسموعةً، فهذا اعترافٌ بحدوث هذه التعلقات.
ولو أن جاهلاً التزمَ كون المعدوم مرئيًا ومسموعًا، قيل له: الله تعالى هل كان يَرى العالم وقت عدمه معدومًا، أو كان يراه موجُودًا؟ لا سبيل إلى القسم الثاني، لأنَّ رؤيةَ المعدوم موجودًا غلط، وهو على الله تعالى محال، ثم إذا أوجده فإنه يراهُ موجودًا لا معدومًا، وإلا عادَ حديث الغلط
فعلمنَا أنه تعالى كان يرَى العالم وقت عدمه معدومًا، ووقت وجوده موجودًا، وهذا يوجب ما ذكرنَاه " (1).
ثم قال: " ثم اعلم الصفات على ثلاثة أقسام: حقيقية عارية عن الإضافات كالسواد والبياض.
وثانيها: الصفات الحقيقية التي تلزمُها الإضافاتُ كالعلم والقدرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/356)
وثالثُها: الإضافاتُ المحضة، والنسب المحضة، مثلُ كون الشيء قبل غيره وبعد غيره، ومثلُ كون الشيء يميناً لغيره أو يساراً له؛ فإنك إذا جلستَ على يمين إنسانٍ ثم قام ذلك الإنسانُ وجلس في الجانب الآخر منك؛ فقد كُنتَ يمينا له، ثمَّ صرت الآن يساراً، له فهُنَا لم يقع التغيُّر في ذاتك، ولا في صفة حقيقيةَّ من صفاتكِ؛ بل في محض الإضافات.
إذا عرفتَ هذا فنقول: أما وقوع التغير في الإضافات فلا خلاص عنه، وأما وقوع التغير في الصفات الحقيقية: فالكرامية يثبتونه وسائر الطوائف ينكرونه (2).
فبهذا يظهر الفرق في هذا الباب بين مذهب الكرامية ومذهب غيرهم " (3).
وقد اعتَرض الشيخ الأصوليُّ المتكلِّمُ صفيُّ الدين الأرمويُّ الهنديُّ (4) رحمه الله تعالى على تقرير الرازي هذا فقال: " المسألة الثامنة عشرة: في امتناع كونه تعالى محلاً للحوادث.
والمرادُ من الحادثِ الموجودُ الذي وُجدَ بعد العدم، ذاتاً كان أو صفة، أما ما لا يوصفُ بالوجود كالأعدامِ المتجدِّدَة والأحوالِ عند من يقول بها والإضافات عند من لا يقول إنها وجوديةً، لا يصدُقُ عليها اسمُ الحادث، وإن صدق عليها اسمُ المتجدِّد، ِ فلا يلزمُ من تجدُّدِ الإضافاتِ والأحوال في ذات الباري تعالى أن يكونَ محلاً للحوادث.
وما قال الإمامُ في هذا المقام؛ أنَّ أكثر العقلاء قالوا به وإن أنكروه باللسان، وبيَّنَهُ بصُورٍ فليس كذلك، لأنَّ أكثر ما ذكر من تلكَ الأمور فإنَّ ما هي أمورٌ متجدِّدَة لا مستحدَثة، والمتجدِّدُ أعمُّ من الحادث، ولا يلزمُ من وجود العامِّ وجودُ الخاصِّ، بل الخلافُ فيه مع المجوسِ والكرَّامية.
ثم إنَّ الصفة إن كانت عاريةً عن الإضافة كالوجودِ والحياة، أو حقيقيةً مستلزمة للإضافة فالتغيير في هاتين لا يجوزُ عند الجمهور، وإن كانت إضافيَّةً محضةً ككون الشيء قبل الشيء أو بعده، فالتغيير في هذه واقعٌ لا محالة، ولا إشكال فيه، لأنها عدميَّةٌ عندَنَا " (5).
وقد نقلَ ابنُ تيميةَ كلامَهُ هذا بحروفه في مناقشتِهِ لأدلة الأشعريَّةِ على امتناع حلولِ الحوادثِ، وتعقَّبهُ من ثلاثةِ وجوه، سأنقلُهَا وأُتبعُها بوجهٍ رابعٍ ذكرَهُ الرازي في نهاية العقول، ووجهٍ خامسٍ ظهرَ لي.
قال رحمه الله: " ولقائلٍ أن يقولَ: هذا ضعيفٌ من وجوه:
أحدها: أن الدليلَ الذي استدلُّوا به على نفي الحوادث ينفي المتجدِّدَاتِ ايضاً، كقولهم: إما ان يكون كمالاً او نقصاً.
وقولهم: لو حصلَ ذلك للزم التغيُّر.
وقولهم: إمَّا أن تكونَ ذاتُه كافيةً فيه أو لا تكون.
وقولِهم: كونُهُ قابلاً له في الأزل يستلزمُ إمكانَ ثبوته في الأزل.
فإنَّهُ لا يُمكِنُ أن يحصُلَ في الأزل لا مُتجدِّدٌ ولا حادثٌ، ولا يوصفُ الله بصفةِ نقصٍ سواء كان متجدِّدَاً أو حادثاً، وكذلك التغيُّر لا فرق بين أن يكون بحادثٍ أو مُتجدِّدٍ.
فإن قالوا: تجدُّد المتجدِّداتِ ليس تغيُّراً!
قال أولئك: وحدوثُ الحركات الحادثةِ ليس تغيُّراً!
فإن قالوا: بل هذا يُسمَّى تغيُّراً منعوهم الفرقَ، وإن سلَّمُوه كان النِّزَاعُ لفظيَّاً، وإذا كان استدلالُهم ينفي القسمينِ لزم إمَّا فسادُه وإما النقض.
الوجه الثاني: أن يُقَال: تسميةُ هذا متجدِّدَاً وهذا حادثاً فرقٌ لفظيٌّ لا معنوي، ولا ريبَ أنَّ أهلَ السُّنَّةِ والحديث لا يُطلقُون عليه سُبحانه وتعالى أنَّهُ محلُّ الحوادِث، ولا محلُّ الأعراضِ ونحو ذلك من الألفاظ المُبتَدَعة، التي يُفهُمُ منها معنىً باطلٌ، فإنَّ النَّاسَ يفهمونَ من هذا أن يحدُثَ في ذاته ما يسمُّونَهُ هُم حادثاً، كالعيوبِ والآفات، والله مُنزَّهٌ عن ذلك سبحانَهُ وتعالى.
وإذا قيل: فلان وليٌّ على الأحداث، أو تنازعَ أهلُ القبلة في أهل الأحداثِ، فالمرادُ بذلك الأفعالُ المُحرَّمةُ كالزنا والسرقة وشُرب الخمر وقطع الطريق، والله أجلُّ وأعظمُ من أن يخطُرَ بقلوبِ المؤمنين قيامُ القبائح به.
والمقصودُ أن تفرقة المُفرِّقِ بين المُتجدِّدِ والحادثِ أمرٌ لفظيٌّ لا معنى عقليٌّ، ولو عكسَهُ عاكسٌ فسمى هذا مُتجدِّدَاً وهذا حادثاً لكان كلامُه من جنس كلامِه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/357)
الوجه الثالثُ: أن دعوى المُدَّعِي أنَّ الجُمهُور إنَّمَا يلزمُهُم تجدُّد الإضافاتِ والأحوال والأعدامِ، لا تجدُّدُ الحادثِ الذي وُجِدَ بعد العدم ذاتاً كان أو صفة؛ دعوى ممنوعةٌ لم يَقِم عليها دليلاً بل الدليلُ يدلُّ على أنَّ أولئك الطوائفَ يلزمُهُم قيامُ أمُورٍ وجوديَّةٍ حادثةٍ بذاتِهِ.
مثالُ ذلك: أنَّهُ سبحانهُ وتعالى يسمعُ ويرى ما يخلُقُ من الأصواتِ والمرئيَّاتِ، وقد أخبرَ القرآنُ بحدُوث ذلك في مثل قولِه: ? وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ? [التوبة:105]، وقوله تعالى: ? ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ? [يونس: 14].
وقد أخبر بسمعِهِ ورؤيته في مواضع كثيرة كقوله لموسى وهارون: ? إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ? [طه: 46]، وقوله: ? الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ? [الشعراء: 218 - 219]، وقوله: ? لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ? [آل عمران:181]، ? قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ ?.
فيُقَالُ لهؤلاء: أنتُم معترفونَ - وسائرُ العقلاءِ - بما هو معلومٌ بصريحِ العقلِ أن المعدُومَ لا يُرَى موجُودَاً قبلَ وجودِه، فإذا وُجِد فرآه موجوداً وسمعَ كلامه، فهل حصل أمرٌ وجوديٌّ لم يكن قبلُ أو لم يحصل شيء؟
فإن قيلَ: لم يحصُل أمرٌ وجوديٌّ، وكان قبل أن يخلُقَ لا يراهُ؛ فيكونُ بعد خلقِه لا يراهُ أيضاً!
وإن قيل: حصلَ أمرٌ وجوديٌّ، فذلك الوجوديُّ إمَّا أن يقُوم بذاتِ الربِّ وإمَّا أن يقوم بغيرِه:
فإن قام بغيرِهِ لزمَ أن يكونَ غيرُ الله هو الذي رآه.
وإن قامَ بذاته عُلِم أنه قام به رؤيةُ ذلك الموجود الذي وُجِد كما قال تعالى: ? وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ?
وما سمَّوُه إضافاتٍ وأحوالاً وتعلقاتٍ وغيرَ ذلك، يُقالُ لهم: هذه أمورٌ موجودةٌ أو ليست موجودةً؟
فإن لم تكن موجودةً (6) فلا فرق بين حالِهِ قبل أن يرى ويسمع، وبعد أن يرى ويسمعَ، فإن العدمَ المستمرَّ لا يوجبُ كونه صار رائياً سامعاً.
وإن قُلتُم: بل هي أمورٌ وجوديَّةٌ فقد أقررتم بأن رؤيةَ الشيء المعينِّ لم تكُن حاصلةً ثُمَّ صارت حاصلةً بذاتِه، وهي أمرٌ وجوديٌّ " (7).
الوجه الرابع: يجاب أيضاً عن قوله بأن التغير واقع في الصفات الإضافية دون النوعين الآخرين، بما قاله الرازي في نهاية العقول: " الفصل التاسع: في أن الصفات هل يجب تغيُّرها بتغيُّر المتعلقات؟
اللائقُ بأصولِ أصحابنا أن لا نحكُم بذلك، ولكن فيه إشكالٌ، وهو أن تغيُّرَ المتعلقات إما أن يكون لأمرٍ أو لا لأمرٍ.
والثاني محال، لأن المتجدد لا بد له من مؤثر، وذلك المؤثر إما أن يكون هو التعلق أو المتعلق أو شيءٌ منفصلٌ.
فإن كان الأول فهو المطلوب.
وإن كان الثاني فهو محالٌ لأن تغير المتعلق تابع لتغير التعلق، فإن كان تغير التعلق تابعاً لغير المتعلق لزم الدور.
والثالث محالٌ، لأنَّ الأمر المنفصلَ الذي لا تعلُّقَ له بذلك التعلُّق يستحيلُ أن يُجعلَ تغيرُّه سبباً لتغيُّر التعلُّق.
وهذا مأخذ عظيم، يتنبه منه على إشكالات عظيمة " (8).
الوجه الخامس: أن الهندي علل اعتراضه على الرازي بقوله: " لأنَّ أكثر ما ذكر من تلكَ الأمور فإنَّ ما هي أمورٌ متجدِّدَة لا مستحدَثة "، ولم يقل: " جميع ما ذكر "، ومفهوم قوله: أن الأقلَّ أمورٌ مستحدثة، وهذا تسليمٌ بحدوثِ بعض ما ذكرهُ الرازيُّ، وهو كافٍ في إلزامهم القولَ بحلولِ الحوادث.
ولم يذكر الرازي سوى خمسةَ أمورٍ، وقوله: " أكثرُها " يصدقُ على ثلاثةٍ أو أربعةٍ منها، ويبقى واحدٌ أو اثنانِ من الأمورِ المستحدثةِ، وذاك كاف في الإلزام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/358)
وهم مع تناقضهم البيِّنِ لم يأتوا بحجة مستقيمة على أصلهم، بل جاؤوا بجعاجع وقراقع وفراقع (9)، وجميعُ حُجَجهم تعقَّبَها الرازي والآمدي بالإبطالِ، ولم يعتمدَا إلا حُجَّةَ الكمالِ والنقصانِ، وهي حجة فاسدة أيضاً، وليس هذا موضعُ تفصيلُ ذلك (10)، وإنما مُرادِي هنا هو بيانُ تناقُضِهم فقط.
وللمرء أن يتعجَّبَ كيف يُطيلُ المقلِّدُون ألسنَتَهم بالتكفيرِ والتبديعِ لكُلِّ من خالفَهُم في هذه المسألة، سيما شيخِ الإسلام ابن تيميةَ رحمهُ الله تعالى، ويظنُّون أن ذلك علامةٌ على (أشعريَّةٍ) صادقة، وانتماءٍ خالصٍ، وأن من لم يسلُك مسلَكَهُم في التبديع والتكفير – من إخوانهم في المذهبِ – فهو مُداهنٌ مجاملٌ مطأطِىء لرأسِه، وليتهم يفهمونَ أن حقيقةَ قولِهم القولُ بحلول الحوادث، وأن القائلَ بحلولِ الحوادث إن كانَ كافراً فهُم كُفَّارٌ، وإن كان مُبتدعَاً فهم مُبتدعةٌ، ألم يكُن الأولى بهم أن يفهَمُوا أصولهم ويُدرِكُوا تناقُضَها، بدلاً من أن يهاجِمُوا غيرَهُم، ويمتثلُوا قولَ القائل: من كان بيتُه من زجاجٍ فلا يرمِ الناسَ بالحجارةِ؟!
__________
(1) الأربعين (117 - 118).
(2) تأمل أنه اقتصر هنا على بيان الفرق بين الكرامية وغيرهم، ولم يُبدِ رأيه في تغير الصفات الحقيقة، وسيأتي نقل كلامه في نهاية العقول في تشكيكه في عدم تغيرها.
(3) الأربعين (117 - 118).
(4) هو محمدُ بنُ عبد الرحيمِ بن محمدِ الأرمويُّ الهنديُّ، ولد في دهلي من الهند سنة 644 هـ، وخرج منها 667 هـ، وتنقل بين عدد من الأمصار حتى استقر به المقام في دمشق سنة 685 هـ.
قال الصفدي في أعيان العصر وأعوان النصر (4/ 502): " كان قيماً لفنِّ الكلام، عارفاً بغوامضِهِ التي خفيت عن السيف والإمام، لو رآه ابنُ فُورَك لانفرَك، أو الباقلانيُّ لقلا معرفته ووقع معه في الدَرَك، أو إمامُ الحرمين لتأخَّرَ عن مقامِه، أو الغزاليُّ لما نسج المستصفى إلا على منوالِه، ولا رصَفَه إلا على نظامِه، أو ابنُ الحاجب لحمل العصا أمامَه، وجعله دون الناس إمامه، مع سلامة باطن تنعتُه يوم حشره، وديانةٍ طواها الحافظانِ له إلى يومَ نشره، ومودَّةٍ لا تُنسَى عهودُهَا، ولا تجفو على كبره مهودُهَا، وانعطافٍ على الفقراء وحنوٍ، وبراءةٍ من الكبرياء والعتوِّ، أقرأ الكبارَ وأفادَهُم، وأفاضَ عليهِم فضلةَ فضلِه وزادَهُم ".
قلت: ومن الكبار الذين أقرأهم: ابنُ قيم الجوزية، قال الصفدي في ترجمة ابن القيم في الوافي بالوفيات: " قرأ في أصول الدينِ على الشيخ صفيِّ الدينِ الهنديِّ أكثرَ الأربعين والمحصل ". قلتُ: وكلاهما في العقيدة الأشعرية من تصنيف الرازي.
وقال ابنُ كثير في ترجمته: " وكان فاضلاًَ ".
وقال السبكي في طبقات الشافعية (9/ 163): " وكان خطُّه في غايةِ الرداءَةِ، وكان رجُلاً ظريفاً ساذجاً، فيُحكَى أنَّهُ قال: وجدتُّ في سوق الكتبِ مرَّةً كتاباً بخطٍّ ظننتُه أقبحَ من خطِّي، فغاليتُ في ثمنه واشتريتُه لأحتجَّ به على من يدَّعِي أنَّ خطِّي أقبحُ الخُطُوط، فلما عدتُ إلى البيتِ وجدتُّه بخطِّي القديمِ! ".
وقال الصفدي في الأعيان (4/ 503): " وكان يقومُ في الليل فيتوضَّأُ ويلبس أفخرَ ثيابه، وعلى ما قيل: حتى الخفَّ والمهمازَ، ويصلِّي وردَهُ في جوفِ الليلِ، وكانُ يحفظُ ربعَ القرآن لا غير، قيل عنه: إنَّهُ قرأ يوماً في الدرس: المص، مصدرُ يمصُّ مصاً، ولم ينطق بها حروفاً مقطَّعةً كما هو لفظُ التلاوة!! ".
قلت: وهذا الخبرُ الشنيعُ ذكر ابن تيمية في مجموع الفتاوى (4/ 96) أن صاحبه شمسُ الدين الأصبهانيُّ الأشعري، الذي شرحَ ابنُ تيميةَ عقيدَتَهُ في كتابه المشهورٍ المطبوعِ مؤخَّراً عن دار المنهاج بتحقيقِ الدكتور محمد عودة السعوي، فالله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/359)
ولما عقدوا لشيخ الإسلام رحمه الله المجالس الثلاثة المعروفة لمحاكمة عقيدته الشهيرة المسماة بالواسطية، حضر الهندي المجلس الثاني، الذي عُقِد بعد صلاة الجمعة يوم 12/ رجب /705 هـ، في القصر الأبلق بدمشق، قال ابن تيمية فيما كتبه في شأن هذه الواقعة: " فَلَمَّا كَانَ الْمَجْلِسُ الثَّانِي يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجَبٍ، وَقَدْ أَحْضَرُوا أَكْثَرَ شُيُوخِهِمْ مِمَّنْ لَمْ يَكُنْ حَاضِرًا ذَلِكَ الْمَجْلِسَ، وَأَحْضَرُوا مَعَهُمْ زِيَادَةً صَفِيَّ الدِّينِ الْهِنْدِيَّ، وَقَالُوا: هَذَا أَفْضَلُ الْجَمَاعَةِ وَشَيْخُهُمْ فِي عِلْمِ الْكَلَامِ " مجموع الفتاوى (3/ 181).
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (14/ 42): " وحضر الشيخُ صفيُّ الدين الهنديُّ، وتكلَّمَ مع الشيخِ تقيِّ الدين كلاماً كثيراً، ولكنَّ ساقيتَهُ لاطمت بحراً، ثم اصطلحُوا على أن يكونَ الشيخ كمالُ الدين بن الزملكاني - قلت: وهو من تلاميذِ الهندي - هو الذي يحاققُه من غيرِ مُسامحةٍ ".قلتُ: وملاطمةُ ساقيةِ الهنديِّ لبحر شيخ الإسلام تظهرُ لمن قرأ اعتراضاتِه التي اعترضَ بها عليه، وجوابَ شيخ الإسلام عنها، فهو الذي يسمِّيه: " الشَّيْخُ الْكَبِيرُ بِجُبَّتِهِ وَرِدَائِهِ " و" الشَّيْخُ الْمُقَدَّمُ فِيهِمْ " و" كَبِيرُ الْجَمَاعَةِ وشيخهم "، ولولا خشية الإطالة لنقلت كلامه بحروفه، فإن شئت الوقوف عليه فانظر مجموع الفتاوى (3/ 181 - 193).
ولذلك قال ابن عبد الهادي في العقود الدرية في شأن هذا المجلس: " وقد أظهرَ الله من قيام الحجة ما أعزَّ به أهلَ السنة ".
توفي الهندي سنة 715 هـ بمنزله في المدرسة الظاهرية بدمشق، ودفن في مقابرِ الصوفية.
ومن مؤلفاته في أصول الفقه: نهاية الوصول في دراية الأصول، طبع بتحقيق صالح اليوسف وسعد الشويح عن المكتبة التجارية في مكة المكرمة في ثمانية مجلدات.
وكتاب الفائق في أصول الفقه وهو مطبوع أيضاً.
وله في أصول الدين: الرسالة التسعينية في الأصول الدينية، ذكر أنه ألفها بعد ما جرى من الفتنة المشهورة بين أهل السنة والجماعة وبين بعض الحنابلة، فلعله يعني ما جرى بشأن العقيدة الواسطية، وسيأتي نقلُ ابن تيمية من هذه الرسالة وتعقبه لما قاله الهندي، وهذا يدل أن ابن تيمية وقف عليها.
وقد أطلتُ في ترجمته لما فيها من فوائد لطيفة.
(5) الرسالة التسعينية في الأصول الدينية.
(6) هذا هو قولهم، فقد قال الهندي: " وإن كانت إضافيَّةً محضةً ككون الشيء قبل الشيء أو بعده، فالتغيير في هذه واقعٌ لا محالة، ولا إشكال فيه، لأنها عدميَّةٌ عندَنَا ".
(7) العقل والنقل (2/ 238 - 241).
(8) نهاية العقول، كما في الفخر الرازي وآراؤه الكلامية (230)، وقد أشار ابن تيمية إلى هذا الوجه في مجموع الفتاوى (6/).
(9) قال ابن القيم في النونية ص (50) في ذكر مذهب الكرامية في القرآن:
هذي مقالاتُ ابنِ كرَّامٍ وما = ردُّوا عليه قطُّ بالبُرهانِ
أنَّى وما قد قال أقربُ منهم = للعقلِ والآثارِ والقرآنِ
لكنهم جاؤوا له بجعاجعٍ = وفراقعٍ وقعاقعٍ بشنان
وقد نقل ابن عيسى في شرحه (1/ 300 - 301) كلام الرازي آنف الذكر عند تعليقه على هذا الموضع.
(10) موضعه في العقل والنقل (4/ 3 - 18).
الحلقة السابقة:
تناقضات الأشعرية (11): تناقض مسالكهم في إثبات صدق الله تعالى مع أصلهم في التحسين والتقبيح، والحكمة والتعليل ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=207022)
ـ[محمد براء]ــــــــ[04 - 04 - 10, 08:52 م]ـ
لأن في حمايتِه حمايةَ دليلِ الأعراض
فالاشتغالُ بالتأويل تبرُّعٌ
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[05 - 04 - 10, 11:35 م]ـ
نفع الله بك الأمة، آمين ...
ـ[أبو البركات]ــــــــ[06 - 04 - 10, 02:14 ص]ـ
الرازي فضح التناقض الأشعري(62/360)
الرد على من قال إن أن الاشعرية هم الاكثرية في الامة الاسلامية
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 10:16 م]ـ
الرد على الشيخ القرضاوي في دعواه أن الاشعرية هم الاكثرية في الامة الاسلامية ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/04/blog-post_4553.html)
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى.
ثم أما بعد:
كتبه الوليد بن عبد الملك يرد به علي يوسف القرضاوي في مقال له نشره في مجلة المجتمع ادعى فيه أن أكثرية الامة الاسلامية اشعرية.
الرد:
قول الدكتور:» فالأمة الإسلامية معظمها أشاعرة أو ماتُريدية، فالمالكية والشافعية أشاعرة والحنفية ماتُريدية … «
[1] أن الأمة الإسلامية ليس معظمها أشاعرة ولا ماتُريدية لا في القديم ولا في الحديث، بل فيها طوائف ضالة ومذاهب منتشرة كالمعتزلة الجهمية، والصوفية المنحرفة، والرافضة الكفرة، وغيرهم.
[2] أن أئمة المذاهب لم يكونوا لا أشاعرة ولا ماتُريدية لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم من الأئمة المجتهدين، بل كانوا من أئمة السلف أهل السنة والجماعة كالإمام الليث بن سعد إمام أهل مصر، والإمام الأوزاعي إمام أهل الشام، والإمام إسحق بن راهويه إمام خراسان، والإمام سفيان الثوري إمام العراق، والإمام المجاهد عبدالله بن المبارك، وأئمة البصرة في زمانهم حماد بن سلمة وحماد بن زيد، وإمام سمرقند الحجة عبدالله بن عبدالرحمن الدار مي السمرقندي وأئمة اليمن الحفاظ معمر بن راشد الأزدي وعبدالرزاق الصنعاني، وأئمة الحديث الجهابذة الراسخين علي بن المديني وأبو زرعة الرازي وأبو حاتم الرازي ويحيى بن معين، ويحي القطان وشعبة بن الحجاج الأزدي، وإمام الدنيا في زمانه الإمام البخاري صاحب الصحيح وصحيحه يشهد بذلك، وتلميذه الإمام الحافظ مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح أيضاً، وبقية أصحاب الكتب الستة أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، وخاتمة الجهابذة إمام المسلمين في زمانه أبو الحسن الدارقطني وخليفته من بعده الخطيب البغدادي، وإمام الأئمة ابن خزيمة والإمام ابن حبان والإمام الحاكم … وغيرهم كثير ولله الحمد فلم يكونوا لا أشاعرة ولا ماتُريدية، بل سلفيين أهل السنة والجماعة.
[3] أن المالكية والشافعية ليسوا أشاعرة وليس الحنفية ماتُريدية، ولنضرب لذلك أمثلةً يتبين فيها ذلك:
أما المالكية فالإمام مالك رحمه الله تعالى لم يكن أشعرياً لا هو ولا تلاميذه الذين أخذوا عنه كابن القاسم وسحنون وبشر بن عمر الزهراني، ولا الذين رووا عنه الموطأ كالإمام يحيى الليثي وأبي مصعب الزبيري ومحمد بن الحسن الشيباني وغيرهم كثير، وأما أتباع مذهبه من الأئمة الكبار فلم يكونوا أشاعرة بل كشيخهم وإمامهم من أئمة السلف، فمنهم: إمام المالكية في زمانه قاضي بغداد الإمام المشهور إسماعيل بن اسحاق القاضي أحد أحفاد الإمام الثبت حماد بن زيد، وإمام المالكية في العراق في زمانه القاضي عبدالوهاب المالكي، وإمام المالكية في زمانه الذي كان يُقال له مالك الصغير الإمام عبدالله بن أبي زيد القيرواني، والإمام العلامة أبو عمرو الطلمنكي، والإمام أبو بكر محمد بن وهب المالكي، والإمام الحجة أبو عبدالله المشهور بابن أبي زمنين، وحافظ المغرب في زمانه إمام الأندلس بل المغرب الحجة العلامة أبو عمر بن عبدالبر، وغيرهم كثير ومن المتأخرين من المالكية وإن كان يُعتبر من الأئمة المجتهدين والجهابذة الراسخين الذي كان معدوم النظير في عصرنا الحاضر الإمام العلامة أبو عبدالله محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي، وكتابهُ في التفسير [أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن] شاهدٌ على ذلك وعلى تقدمه وعلو منزلته.
وأما الشافعية: فإن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى لم يكن أيضاً أشعرياً لا هو ولا تلاميذه الذين أخذوا عنه كالإمام إسماعيل بن يحيى المزني، والإمام الربيع بن سليمان المرادي، وكالإمام البويطي وغيرهم، وأما أتباع مذهبه الكبار الجهابذة فلم يكونوا أشاعرة بل أئمة سلفيين من أهل السنة والجماعة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/361)
أمثال: إمام الشافعية في زمانه أبي العباس بن سريج، وإمام الشافعية في زمانه أبي العباس سعد بن علي الزنجاني، والإمام حجة الإسلام أبي أحمد الحداد، وإمام الشافعية في زمانه إسماعيل بن محمد بن الفضل التميمي، وكالإمام الحجة أبي بكر بن المنذر، والإمام المشهور الذي كان يقال له الشافعي الثاني أبو حامد الإسفراييني، وصاحبه الإمام العلامة الحجة شيخ الإسلام أبي القاسم الطبري اللالكائي وانظر كتابه [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة] والإمام المشهور إمام المسلمين في زمانه أبي عبدالله محمد بن نصر المروزي، وكذلك الأئمة حُفاظ عصرهم أبو الحجاج المزي، والإمام علم الدين البرزالي وأبو عبدالله الذهبي مؤرخ الإسلام ومفيد الشام، والإمام الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير الشافعي، ومن المتأخرين من الشافعية الإمام العلامة أحمد بن عبدالقادر الحِفظي وغيرهم كثير ولله الحمد.
وأما الحنفية: فإمامهم الإمام الفقيه أبو حنيفة النعمان رحمه الله تعالى لم يكن ماتُريدياً لا هو ولا تلامذته الجهابذة أمثال: محمد بن الحسن الشيباني أحد رواة موطأ الإمام مالك، والقاضي أبي يوسف وغيرهم، وأما أتباع مذهبه الجهابذة الكبار فلم يكونوا لا ماتُريدية ولا أشعرية، بل أئمة سلفيين أمثال:
الإمام الفقيه هشام ابن عُبيدالله الرازي عالم الري في زمانه، والإمام العلامة المحدث الفقيه إمام الحنفية في زمانه بل محدث الديار المصرية وفقيهها الإمام أبو جعفر الطحاوي، وعقيدته المسماة» بالعقيدة الطحاوية «مشهورة بين العلماء وطلبة العلم، وأفضل من شرحها من العلماء الحنفية الإمام العلامة القاضي ابن أبي العز الحنفي وأما من المتأخرين من علماء الحنفية بل من علماء العلم الإسلامي الإمام المجتهد العلامة محمد بن صديق بن حسن خان القنُّوجي، فقد أبان عن مذهب السلف في كتابه القيم» الدين الخالص «وهناك غيرهم من أئمة السلف.
وأما أتباع المذاهب الأخرى كالمذهب الزيدي مثلاً فقد ظهر منهم عُلماء اختاروا مذهب السلف وأيدوه ودافعوا عنه وردوا على من خالفه، حتى على نفس المذهب الزيدي الذي نشأوا في بداية حياتهم عليه، ومن هؤلاء العلماء:
السيد الإمام العلامة محمد بن إبراهيم بن عبدالله المشهور بابن الوزير المتوفى سنة 840 صاحب كتاب» العواصم والقواصم في الذب عن سُنة أبي القاسم «وكذلك الإمام العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني المتوفى 1182 صاحب كتاب» سُبل السلام شرح بلوغ المرام «
وكذلك الإمام العلامة المجتهد القاضي محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة 1250 ورسالته المسماة» بالتحف في مذاهب السلف تدل على ذلك
قول الدكتور:» وكل علمائنا وأئمتنا الكبار من هؤلاء … «- يقصِد الأشاعرة والماتُريدية - و ذكر منهم: الاسفراييني، والجويني، والباقلاني، والغزالي، والآمدي، وابن حجر العسقلاني، وأبو الوليد الباجي، وغيرهم من العلماء، وسنبين إن شاء الله هُنا حال بعض الذين ذكرهم، وحال غيرهم ممن اتبع سبيلهم ونهج طريقهم حتى يتبين لنا الحق في ذلك من غيره والله وحده المستعان.
[1] أن الأئمة الكبار، والعلماء الجهابذة الفخام لم يكونوا لا أشاعرة ولا ماتُريدية ولا معتزلة جهمية ولا رافضة ولا خوارج ولا قرامطة ولا باطنية ولا غير ذلك من الفرق المنحرفة الضالة، بل هم أئمة سلفيين أهل سُنةٍ وجماعة كما مر معنا في الوقفة العاشرة.
[2] أن العلماء الذين ذكرهم لا يصلون في الفضل والعلم إلى مرتبة الأئمة الأربعة ولا أئمة الحديث والفقه والذين ذكرنا بعضاً منهم في الوقفة العاشرة.
أن الماتُريدي والمنتسبين إليه وكثيراً من المنتسبين للأشعري هم في الحقيقة موافقون للمعتزلة والجهمية في كثير من أقوالهم التي تقلدوها، وبيان ذلك فيما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/362)
إن أول من أنكر صفات الله تعالى في دار الإسلام هو الجعد بن درهم، فقد أنكر صفة محبة الله تعالى لعباده المؤمنين وأنكر كلام الله تعالى،فقتله الأمير خالد بن عبدالله القسري في عيد الأضحى حيث خطب الناس وقال: أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم، فإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد علواً كبيرا، ثم نزل فذبحه كما تذبح الشاة، ثم أخذ هذه المقالة الخبيثة الجهم بن صفوان تلميذ الجعد بن درهم ونشرها بين المسلمين فنُسبت هذه البدعة إليه فسُميت ببدعة الجهمية، وكل من قال بذلك فهو جهمي، ثم أخذ هذه البدعة الضال بشر بن غياث المِريسي الجهمي وحاول نشرها بين المسلمين، فرد عليه عُلماء السلف الجهابذة الأجلاء أهل السنة والجماعة، وصاحوا بهم من كل مكان وبدَّعوهم وكفروهم وضللوهم على هذه البدعة التي انتشرت بين بعض عوام المسلمين، بل وصلَ أثرها السيء إلى بعض المنتسبين للعلم من أتباع الأئمة الأربعة حتى أدى ذلك بهم إلى تأويل صفات الله تعالى بزعم أن ظاهرها يقتضي التشبيه، وهذا القول أول من عُرف به هم الجهمية وأتباعهم من المعتزلة وأهل الكلام،قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» وهذا القول أول من عُرف به هم الجهمية والمعتزلة وانتقل منهم إلى الكُلاَّبية والأشعرية والسالمية ومن وافقهم من أتباع الأئمة الأربعة: كأبي الحسن التميمي، وابنه أبي الفضل، وابن ابنه رزق الله، والقاضي أبي يعلى، وابن عقيل، وأبي الحسن بن الزاغوني، وأبي الفرج ابن الجوزي، وغير هؤلاء من أصحاب أحمد وإن كان الواحد من هؤلاء قد يتناقض في كلامه، وكأبي المعالي الجويني وأمثاله من أصحاب الشافعي،وكأبي الوليد الباجي وطائفة من أصحاب مالك، وكأبي الحسن الكرخي وطائفة من أصحاب أبي حنيفة «. [مجموع الفتاوى (5/ 576)]
ولهذا كان من الواجب أن نبين بعض حال هؤلاء الذين سماهم الدكتور ووصفهم أنهم من أهل السنة والجماعة، فنبدأ بالأشعري فنقول وبالله التوفيق:
الأشعري (أبو الحسن) رحمه الله تعالى المتوفى سنة 324 هـ
فقد كان في مبدأ أمره يقول بقول المعتزلة الذين منهم شيخه وزوج أمه أبو علي الجبائي رأس المعتزلة وهذا الذي أثر فيه وجعله يتمسك بمذهب المعتزلة أربعين سنة، ثم بعد ذلك تحول عنه إلى مذهب الكُلابية أتباع أبي محمد عبدالله بن سعيد بن كُلاب، وتاب من القول بمذهب المعتزلة وجعل يرد عليهم ويفضح مذاهبهم وأقوالهم، فألف في هذه الفترة كتبه:» اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع «و» كشف الأسرار وهتك الأستار «وغيرها من الكتب «[انظر الفهرست لابن النديم ص 257 وكذلك تبيين كذب المفتري لابن عساكر ص 39 – 42]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» وكان أبو الحسن الأشعري لما رجع عن الاعتزال سلك طريق أبي محمد بن كُلاَّب «[مجموع الفتاوى (5/ 556)]» وذكر الإمام الذهبي أن الأشعري لحقَ بالكلابية وسلك طريقهم «[سير أعلام النبلاء (11/ 228)] وقال العلامة ابن القيم بعد أن ذكر ابن كُلاب:» ونصر طريقته أبو العباس القلانسي وأبو الحسن الأشعري وخالفه في بعض الأشياء ولكنه على طريقته في إثبات الصفات والفوقية وعلو الله على عرشه «[اجتماع الجيوش الإسلامية ص 257] ولذلك أثر فيه هذا في ترك مذهب المعتزلة والقول بما يوافق السلف في غالب مذهبهم، وإن كان له أقوال وافق فيها الجهمية وذلك بسبب عدم إحاطته بمذهب السلف في كل ما يقولون به إحاطةً كاملةً، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» وأما ابن كُلاَّب والقلانسي والأشعري … هؤلاء معروفون بالصفاتية، مشهورون بمذهب الإثبات، لكن في أقوالهم شيء من أصول الجهمية … «[مجموع الفتاوى (12/ 206)]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/363)
وقال أيضاً:» وأبو الحسن الأشعري نصر قول» جهم «في» الإيمان «مع أنه نصر المشهور عن» أهل السنة «أنه:» يستثني في الإيمان «… وهو دائماً ينصر – في المسائل التي فيها النزاع بين أهل الحديث وغيرهم – قول أهل الحديث، لكنهُ لم يكن خبيراً بمآخذهم، فينصره على مايراه هو من الأصول التي تلقَّاها عن غيرهم، فيقع في ذلك من التناقض ما ينكره هؤلاء وهؤلاء، كما فعل في مسألة الإيمان نصرَ فيها قول جهم مع نصره للاستثناء ولهذا خالفهُ كثير من أصحابه في الاستثناء واتَّبعه أكثر أصحابه على نصر قول جهم في ذلك، ومن لم يقف إلا على كُتُب الكلام ولم يعرف ماقاله السلف وأئمة السنة في هذا الباب، فيظن أن ما ذكروه هو قول أهل السنة وهو قول لم يقله أحد من أئمة السنة، بل قد كفر أحمد بن حنبل ووكيع وغيرهما من قال بقول جهم في الإيمان الذي نصره الأشعري وهو عندهم شَرٌّ من قول المرجئة … «[مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام (7/ 120 – 121)]
(تكملة الوقفة الثانية عشرة)
الإمام أبو حامد الاسفراييني
الإمام أبو حامد الاسفراييني لم يكن من الأشاعرة بتاتاً، بل كان ممن يذمون الأشاعرة وكان رحمه الله يُحذر منهم أشد التحذير، كما نقل عنه الإمام العلامة شيخ الحرمين أبو الحسن الكرجي الشافعي قال:» سمعت الأمام أبا منصور محمد بن أحمد يقول: سمعت الإمام أبا بكر عبيدالله بن أحمد يقول: سمعت الشيخ أبا حامد الاسفراييني يقول:» مذهبي ومذهب الشافعي وفقها الأمصار أن القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال مخلوق فهو كافر… «[شرح الأصفهانية 35]
ولذلك كان الإمام أبو حامد يُحذر من الأشاعرة ومن الإمام أبي بكر الباقلاني لأنه وإن كان ينتسب إلى الأشعري فقد كان له أقوال مخالفة لمذهب السلف أهل السنة والجماعة، وسأذكر ذلك في بيان حال الباقلاني إن شاء الله تعالى.
أبو بكر بن الطيب الباقلاني
أما القاضي أبو بكر الباقلاني فهو وإن كان ينتسب إلى الأشعري فإنه كان يوافق المعتزلة في كثيرٍ مما يقولون مما جعل الأئمة في زمانه يُحذرون منه، ويذمون
الأشاعرة لذلك السبب، قال الإمام شيخ الحرمين أبو الحسن الكرجي الشافعي:» كان الشيخ أبو حامد الاسفراييني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام … «وقال أيضاً:» كان الشيخ أبو حامد الاسفراييني إمام الأئمة الذي طبق الأرض علماً وأصحاباً إذا سعى إلى الجمعة من» قطيعة الكرخ «إلى» الجامع المنصور «يدخل الرباط المعروف» بالروزي «المحاذي للجامع، ويُقبل على من حضر ويقول: اشهدوا عليَّ بأن القرآن كلام الله غير مخلوق كما قال الإمام أحمد بن حنبل لا كما يقول الباقلاني، ويتكرر ذلك منه، فقيل له في ذلك؛ فقال: حتى تنتشر في الناس وفي أهل البلاد ويشيع الخبرُ في أهل البلاد أني بريءٌ مما هم عليه – يعني الأشعرية – وبريءٌ من مذهب الباقلاني؛ فإن جماعة من المتفقهة الغُرباء يدخلون على الباقلاني خفيةً ويقرؤون عليه فيعتنون بمذهبه فإذا رجعوا إلى بلادهم أظهروا بدعتهم لا محالة، فيظن ظانٌ أنهم مني تعلموه وأنا قُلته، وأنا بريءٌ من مذهب الباقلاني وعقيدته … «[شرح الأصفهانية من 35 – 36]
وذكر الأمام الكرجي:» أن أبا بكر الباقلاني إذا خرج إلى الحمام يتبرقع خوفاً من الشيخ أبي حامد الاسفراييني لكي لا يراه «ونتيجةً لذلك فقد تاب الباقلاني من كثير من الأقوال المخالفة لمذهب السلف وألف كتاب» تمهيد الأوائل «وكتاب» الإبانة «وذكر فيها أنهُ يقول بما قاله السلف في الاعتقاد في الجملة، وإن كان مع ذلك يوجد عنده بعض الأقوال المخالفة لمذهب السلف والتي بقيت لديه بسبب عدم إحاطتهِ الإحاطة التامة بمذهب السلف، وبسبب علم الكلام الذي تعلمه والأصول التي أخذها عن غير أهل السنة والجماعة ويأتي إن شاء الله مزيد بيان لذلك.
أبو المعالي الجويني الابن، المتوفى سنة 478 هـ
مع أن الإمام أبي محمد الجويني والد أبي المعالي قد تاب من مذهب الأشعري إلا أن ابنه لم يسلك طريق أبيه، فقد كان يقول بمذهب الجهمية ويُنكر علو الله على خلقه، مع أنه ينسب نفسه للأشعري، وفي هذا المقام قصة معروفة:» فقد ذكر الإمام محمد بن طاهر المقدسي في حكايته المعروفة،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/364)
أن الشيخ أبا جعفر الهمداني حضر مرةً والأستاذ أبو المعالي يذكر على منبره ويقول:» كان الله ولا عرش «ونفى الاستواء، فقال له الشيخ أبو جعفر:
يا أستاذ دعنا من ذكر العرش – يعني أن ذلك ثبت بالسمع – أخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا ما قال عارفٌ قط: يا الله إلا وجدَ من قلبه معنىً يطلب العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة، فكيف ندفعُ هذه الضرورة من قلوبنا؟! فصرخ أبو المعالي ووضع يده على رأسه وقال: حيَّرني الهمداني
حيرني الهمداني ونزل «[مجموع الفتاوى (4/ 44 و 61) وانظر أيضاً (3/ 220
وسبب حيرته هذه هو عدم سلوكه طريق السلف أهل السنة والجماعة، فلم يكن عنده من العلم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وبآثار السلف ما يعتصم به من هذه الحيرة والشبهات والشكوك، ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» وأما الجويني ومن سلك طريقته: فمالوا إلى مذهب المعتزلة فإن
أبا المعالي كان كثير المطالعة لكتب أبي هاشم، قليل المعرفة بالآثار، فأثَّر فيه مجموع الأمرين … «[مجموع الفتاوى (6/ 52)]
وفي آخر حياته ترك أبو المعالي ما كان ينتحله من مذهب الجهمية المعتزلة، قال في كتابه» الرسالة النظامية «:» اختلف مسالك العلماء في هذه الظواهر فرأى بعضهم تأويلها والتزم ذلك في آي الكتاب وما يصح من السنن، وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الرب عز وجل … «[مجموع الفتاوى (5/ 100 –101)] وانظر أيضاً [(العلو، للذهبي ص 187 - 188)]
فأحسنَ أبو المعالي في ترك مذهب الضُّلال والقول بترك التأويل- أي التحريف - في نصوص الصفات، ولكنهُ أخطأ في نسبة التفويض إلى السلف خطأً عظيماً، وما ذلك إلا لأنه لم يكن على معرفةٍ كاملة وإحاطة تامةٍ بمذهب السلف رحمهم الله تعالى كما مر معنا، ومع هذا فقد ندم أشد الندم على سلوكه الطريق السابق واختار أن يموت على عقيدة أمه أو عجائز نيسابور،فقال:» يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام فلو أني عرفتُ أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما اشتغلت به، وقال عند موته: لقد خُضتُ البحر الخِضم وخلَّيت أهل الإسلام وعلومهم ودخلت فيما نهوني عنه، والآن إن لم يتداركن الله برحمته فالويل لابن الجويني وها أنذا أموت على عقيدة أمي – أو قال –: عقيدة عجائز نيسابور «[مجموع الفتاوى (4/ 73)
الغزالي (أبو حامد) المتوفى سنة 505 هـ
أما الغزالي فقد تكلم عن نفسه في كتابه» المنقذ من الضلال «فبين أنه درس أولاً علم الكلام وثنى بالفلسفة وثلَّث بتعاليم الباطنية وربَّع بطريق الصوفية وأما طريقة السلف في تعلم آثار النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده فلم يذكرها في كتابه، ولذلك تكلم فيه خَلقٌ من العلماء حتى أخص الناس به تكلموا فيه وحذروا منه ومن كُتبه، ونذكر منهم ما يلي:
أ -[الإمام محمد بن الوليد الطرطوشي المالكي] فقد كان من رُفقاء الغزالي واجتمع به وعرفه حق المعرفة، فقال في جواب لسائل يسأله عنه:
» سلامٌ عليك فإني رأيت أبا حامد وكلمته فوجدته امرءاً وافر الفهم والعقل وممارسةٍ للعلوم، وكان ذلك معظم زمانه، ثم خالف عن طريقِ العلماء ودخلَ في غِمار العمال، ثم تصوف فهجر العلوم وأهلها ودخل في علوم الخواطر وأرباب القلوب ووساوس الشيطان، ثم سابها وجعل يطعن على الفقهاء بمذاهبِ الفلاسفة ورموز الحلاج، وجعل ينتحي عن الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ من الدين … «وقال عن كتابه» إحياء علوم الدين «:» وهو لعمر الله أشبه بإماتة علوم الدين … «
ثم قال عنه:» فلما عمل كتابه الإحياء عَمَدَ فتكلم في علوم الأحوال ومرامز الصوفية، وكان غير أنيسٍ بها ولا خبيرٍ بمعرفتها فسقط على أُم رأسه، فلا في علماء المسلمين قَرَّ، ولا في أحوال الزاهدين استقرَّ، ثم شحن كتابه بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أعلم كتاباً على وجه الأرض أكثرُ كذباً على الرسول منه، ثم شبَّكهُ بمذاهب الفلاسفة ورموز الحلاج ومعاني رسائل إخوان الصفا … وما مثلُ من نصر الإسلام بمذاهب الفلاسفة والآراء المنطقية إلا كمن يغسل الثوب بالبول، ثم يسوق الكلام سوقاً يُرعد فيه ويبرق، ويُمنِّي ويُشوِّقُ، حتى إذا تشوفت له النفوس قال: هذا من علم المعاملة وما وراءه من علم المكاشفة لا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/365)
يجوز تسطيره في الكتب، ويقول: هذا من سر الصدر الذي نُهينا عن إفشائه، وهذا فعل الباطنية وأهل الدَّغل والدَّخل في الدين، يستقل الموجود، ويُعلق النفوس بالمفقود، وهو تشويش لعقائد القلوب، وتوهين لما عليه الجماعة، فلئن كان الرجل يعتقدُ ما سطَّرهُ لم يَبعد تكفيرُهُ، وإن كان لا يعتقده فما أقربَ تضليلُه، وأما ما ذكرت من إحراق الكتاب فلعمري إذا انتشر بين من لا معرفة له بسمومه القاتلة خِيفَ عليهم أن يعتقدوا إذاً صحتَ ما فيه … «[انظر مقدمة كتاب الحوادث والبدع للإمام الطرطوشي (ص 17 –18)]
ب -[الإمام العلامة أبو عمرو بن الصلاح]
فقد ذكر الشيخ أبو عمرو بن الصلاح – فيما جمعهُ من طبقات أصحاب الشافعي وقرَّرهُ الشيخ أبو زكريا النووي – قال في هذا الكتاب:» فصلٌ في بيان أشياء مهمةٍ أُنكرت على الإمام الغزالي في مصنفاته، ولم يرتضيها أهل مذهبهِ من الشذوذ في مصنفاته «ثم ذكر ما يُنتقد عليه حتى قال:» فكيف غَفَلَ الغزالي عن شيخه إمام الحرمين ومِن قبلهِ مِن كلِّ إمام هو لهُ مُقدِّم، ولمحله في تحقيق الحقائقِ رافعٌ ومُعظِّم، ثم لم يرفع أحدٌ منهم بالمنطقِ رأساً، ولا بنى عليه أُسَّاً، ولقد بخلطة المنطق بأصول الفقه بدعةً عظُمَ شؤمها على المتفقهة، حتى كثُرَ فيهم بعد ذلك المتفلسفة والله المستعان. [شرح الأصفهانية لابن تيمية ص 132]
ج – [الإمام أبو عبدالله المازري المالكي]
فقد قال عن الغزالي:» وأما أصول الدين فليس بالمستبحر فيها شغله عن ذلك قراءته علوم الفلسفة، وأكسبته قراءة الفلسفة جُرأةً على المعاني، وتسهيلاً للهجوم على الحقائق … «[شرح الأصفهانية ص 133 – 134]
وقال عنه:» وقد عرفني بعض أصحابه أنه كان لهُ عكوف على قراءة رسائل إخوان الصفا، وذكر المازري أن الغزالي كان يُعوِّل على ابن سينا الفيلسوف في أكثر ما يشير إليه في علم الفلسفة «ثم تكلم المازري في محاسن الإحياء ومذامه ومنافعه ومضاره بكلام طويل ختمه:» بأن من لم يكن عنده من البسطة في العلم ما يعتصم به من غوائل هذا الكتاب فإن قراءته لا تجوز له … «[نفس المصدر السابق]
د – [الإمام ابن العربي المالكي]
قال عن شيخه وصاحبه الغزالي:» شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر، وقد حكى ابن العربي عنه من القول بمذاهب الباطنية ما يوجد تصديق ذلك في كُتبه، ورد عليه العُلماء «. [مجموع الفتاوى (4/ 164)]
ه – [شيخ الإسلام ابن تيمية]
قال عنه:» والغزالي في كلامه مادة فلسفية كبيرة بسبب كلام ابن سينا في الشفاء وغيره، ورسائل إخوان الصفا، وكلام أبي حيان التوحيدي، وأما المادة المعتزلية في كلامه فقليلة أو معدومة، وكلامه في الإحياء غالبه جيد، لكن فيه مواد فاسدة: مادة فلسفية، ومادة كلامية، ومادة من تُرَّهات
الصوفية، ومادة من الأحاديث الموضوعة … «[مجموع الفتاوى (6/ 54 – 55)] وقال عن» كتاب الإحياء «:» والإحياء فيه فوائد كثيرة، لكن فيه مواد مذمومة، فإن فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد، فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدواً للمسلين وألبسه ثياب المسلمين، وقد أنكر أئمةُ الدين على أبي حامد هذا في كُتبه، وقالوا: مرَّضه الشفاء يعني شفاء ابن سينا في الفلسفة، وفيه أحاديث وآثار ضعيفة بل موضوعة كثيرة، وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وتُرَّهاتهم … «[مجموع الفتاوى (10/ 551 - 552)] وقال عنه أيضاً:» في كلامه مادة فلسفية وأمور أُضيفت إليه توافق أصول الفلاسفة الفاسدة المُخالفة للنبوة، بل المُخالفة لصريح العقل، حتى تكلم فيه جماعات من عُلماء خُراسان والعراق والمغرب: كرفيقه أبي إسحاق المرغيناني، وأبي الوفاء بن عقيل، والقشيري، والطرطوشي، وابن رشد، والمازري، وجماعات من الأولين … وذكر منهم الإمام ابن الصلاح والإمام النووي. [شرح الأصفهانية ص 132] وانظر [مجموع الفتاوى (4/ 66)]
وقال عنه في موضع آخر:» يوجد في كلام أبي حامد ونحوه من أصول هؤلاء الفلاسفة الملاحدة الذين يُحرفون كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عن مواضعه كما فعلت طائفة القرامطة والباطنية … «[مجموع الفتاوى (10/ 403)]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/366)
وسبب كلام هؤلاء العلماء في الغزالي وغيره هو: عدم سلوكهم طريقة السلف أهل السنة والجماعة في الإحاطة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وآثار الصحابة رضي الله عنهم، ولذلك قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية:» وأبو حامد لم ينشأ بين من كان يعرف طريقة هؤلاء، ولا تلقَّى عن هذه الطبقة، ولا كان خبيراً بطريقة الصحابة والتابعين، بل كان يقول عن نفسه:» أنا مُزجى البضاعة في الحديث «ولهذا يوجد في كُتبه من الأحاديث الموضوعة والحكايات الموضوعة مالا يَعتمد عليه من لهُ علمٌ بالآثار… «[شرح الأصفهانية ص 128]
والغزالي في آخر حياته تاب مما كان قد صدر منه مما يُخالف دين الإسلام، كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية حينما تكلم عنه فقال:» وأجود مالهُ من المواد المادة الصوفية ولو سلك فيها مسلك الصوفية وأهل العلم بالآثار النبوية واحترز عن تصوف المتفلسفة الصابئين لحصلَ مطلوبه، ونالَ مقصوده، ولكنه في آخر عُمره سلك هذا السبيل … «[شرح الأصفهانية ص 146]
ولذلك قال عنه تلميذه أبو الحسن عبدالغافر الفارسي: وكانت خاتمة أمره إقباله على حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ومجالسة أهله، ومطالعة الصحيحين البخاري ومسلم اللذين هما حجة الإسلام … «[طبقات الشافعية للسبكي (4/ 111) وسير أعلام النبلاء للذهبي (19/ 325 – 326)]
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن الغزالي مات وعلى صدره صحيح البخاري [درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (1/ 162)] وذكر عنه أنه كان يقول:» أكثر الناس شكاً عند الموت أهل الكلام «[مجموع الفتاوى (4/ 28)]
وألف كتباً في هذه المرحلة مثل:» إلجام العوام عن علم الكلام «و» وتهافت الفلاسفة «وغيرها،
فإذا كان الغزالي قد اعترف بما آل إليه أمره من الشك والحيرة في آخر حياته، وتاب مما قد صدر منه قبل مماته، فهذا أمرٌ بينه وبين الله تعالى المطلع على سريرته، وأما كتبه التي ألفها وفيها ما حذر العلماء منه فينبغي تركها والتحذير منها وعد اشتغال الناس بها، كما قال الإمام الحافظ أبو عمرو بن الصلاح:» أبو حامد كثُر القول فيه ومنه، فأما هذه الكُتب – يعني المخالفة للحق – فلا يُلتفتُ إليها، وأما الرجل فَيُسكت عنه ويفوض أمره إلى الله «[مجموع الفتاوى (4/ 65)].
الرازي أبو عبدالله عُمر بن الحسين المعروف (بابن الخطيب) المتوفى سنة 606 هـ
أما الرازي فقد أتعب نفسه طول حياته بالبحث فيما عاد عليه بالضرر من الحيرة والشك كما اعترف هو بنفسه، وقبل أن نذكر كلامه عن نفسه وكلام العلماء الصادقين فيه نبين بعض ما قد صدرَ منه من الأقوال الفاسدة والخطيرة المنحرفة،
[1] أنه كان يطعن في الأدلة الشرعية من حيث دلالتها فزعم أنها لا تُفيد اليقين، ومن حيث أن الأخبار الشرعية لا تفيد العلم، وهذه زلةٌ عظيمة تجرُّ بلاء عظيماً، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» فتجد أبا عبدالله الرازي يطعن في دلالة الأدلة اللفظية على اليقين وفي إفادة الأخبار للعلم، وهذان
هما مقدمة الزندقة «[مجموع الفتاوى (4/ 104)] وقال عنه في موضعٍ آخر:» أنه من أعظم الناس طعناً في الأدلة السمعية حتى ابتدع قولاً ما عُرف به قائلٌ مشهور غيره وهو أنها لا تفيد اليقين «[مجموع الفتاوى (13/ 141)].
[2] أنه قدم العقل على النقل من الكتاب والسنة، فجعل العقل أصلاً والنقل تابعاً، وافترض افتراضاً باطلاً وهو كما في كتابه تأسيس التقديس وهو: أنه لو خالف النقل عقلٌ فماذا يحصل؟!!، وهذا نوعٌ من الطعن في الأدلة الشرعية فإنه لا يمكن أن يُخالف نقلٌ صحيح عقلٌ سليم صريح،
كما بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه العظيم: درء تعارض العقل والنقل ويسمى أيضاً: موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وكُتب أصول الدين لجميع الطوائف مملوءة بالاحتجاج بالأدلة السمعية الخبرية، لكن الرازي طعن في ذلك في المطالب العالية قال: لأن الاستدلال بالسمع مشروط بأن لا يُعارضه قاطعٌ عقلي، فإذا عارضه العقلي وجب تقديمه عليه، قال: والعلم بانتفاء المعارض العقلي متعذر، [مجموع الفتاوى (13/ 139)] وقد رد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه السابق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/367)
[3] أن الرازي قد صنف كتباً في كيفية عبادة الكواكب والأصنام وعمل السحر، وذكر فيها أن التقرب إلى هذه الكواكب يكون بفعل الفواحش وشرب الخمر والغناء ونحو ذلك مما حرمه الله تعالى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية عندما تكلم عن فتنة التتار وقهرهم للخليفة بالعراق وقتلهم ببغداد
مقتلة عظيمة جداً قال: وكان من أسباب دخول هؤلاء ديار المسلمين ظهور الإلحاد والنفاق والبدع، حتى صنف الرازي كتاباً في عبادة الكواكب والأصنام وعمل السحر وسماه: السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم ويُقال أنه صنفه لأم السلطان: علاء الدين محمد بن لكش بن جلال الدين
خوارزم شاه، وكان من أعظم ملوك الأرض، وكان للرازي به اتصال قوي، حتى إنه وصى إليه على أولاده، وصنف له كتاباً سماه الرسالة العلائية في الاختيارات السماوية وهذه الاختيارات لأهل الضلال بدل الاستخارة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين…وأهل النجوم لهم اختيارات
إذا أراد أحدهم أن يفعل فعلاً أخذ طالعاً سعيداً فعمل فيه ذلك العمل لينجح بزعمهم، وقد صنف الناس كتباً في الرد عليهم، وذكروا كثرة ما يقع من خلاف مقصودهم فيما يُخبرون به ويأمرون به، وكم يُخبرون من خبر فيكون كذباً، وكم يأمرون باختيار فيكون شراً، والرازي صنف الاختيارات
لهذا الملك، وذكر فيه الاختيار لشرب الخمر وغير ذلك، كما ذكر في السر المكتوم في عبادة الكواكب ودعوتها مع السجود لها والشرك بها ودعائها، مثل ما يدعوا الموحدون ربهم بل أعظم، بفعل الفواحش وشرب الخمر والغناء ونحو ذلك مما حرمه الله ورسوله … [مجموع الفتاوى (13/ 180 – 181]
[4] أنه كان أعظم المتكلمين في باب الحيرة والشك والاضطراب وتناقض المقالات، كما اعترف بنفسه في آخر حياته، قال شيخ الإسلام ابن تيمية عنه: وهذا أبو عبدالله الرازي من أعظم الناس في هذا الباب – باب الحيرة والشك والاضطراب – لكن هو مسرفٌ في هذا الباب بحيث له نهمة في
التشكيك دون التحقيق … [مجموع الفتاوى (4/ 28)] وقال عنه في موضعٍ آخر: وأما ابن الخطيب فكثير الاضطراب جداً، لا يستقر على حال، وإنما هو بحثٌ وجدل، بمنزلة الذي يطلب ولم يهتد إلى مطلوبه … [مجموع الفتاوى (6/ 55)]
وسبب اضطرابه هو وأمثاله ممن ذكرناهم وغيرهم هو: عدم سلوكهم سبيل المؤمنين من السلف الصالح أهل السنة والجماعة، وتوليهم لمذاهب أهل الضلالة، من المتكلمين والفلاسفة، مما جعل أكابرهم في آخر حياتهم يعترفون بالحيرة والندامة، ومنهم الرازي نفسه، حتى قال عنه شيخ الإسلام
ابن تيمية: فهو تارة يرجح قوله قول الفلاسفة، وتارة قول المتكلمة، وتارة يحار ويقف، واعترف في آخر عُمره بأن طريق هؤلاء وهؤلاء لا تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً … «[مجموع الفتاوى (3/ 128)]
وهذا هو الذي استقر عليه الرازي في آخر حياته حيث قال في كتابه» أقسام اللذات «:» لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، اقرأ في الإثبات: (الرحمن على العرش استوى) (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل
الصالح يرفعه) واقرأ في النفي: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (ولا يحيطون به علما) (هل تعلم له سميا) ثم قال: ومن جرَّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي، وكان دائماً يتمثل: نهاية إقدام العقول عقالُ وأكثر سعي العالمين ضلالُ وأرواحنا في وحشةٍ من جسومنا وحاصلُ دنيانا أذىً ووبالُ ولم نستفدْ من بحثنا طولَ عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيلَ وقالُ [مجموع الفتاوى (4/ 72 - 73)]
وكان يقول كما قال أمثاله من قبل: من لزم دين العجائز كان هو الفائز، وكأن الجميع اتفقوا على أن غاية ما علموه طيلة حياتهم لا يُساوي دينَ واعتقاد العجائز، وما ذاك إلا لأن إيمانهن واعتقادهن قويٌ صحيحٌ سليمٌ من تلك الشبهات والوساوس التي في نفوس أولئك القوم المتكلمين، وقبل وفاته كتب وصيته التي أعلن فيها تبريه مما كان يقول به ورجوعه إلى مذهب السلف الصالح أهل السنة والجماعة واختياره طريقهم دون غيرهم من الناس وإثبات ما ورد من صفات الله تعالى على الوجه المراد منها واللائق بجلال الله تعالى وعظمته، قال الإمام الحافظ أبو الفداء بن كثير: (وقد ذُكرت وصيته عند موته، وأنه رجع عن مذهب الكلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/368)
فيها إلى طريقة السلف، وتسليم ما ورد على الوجه اللائق بجلال الله سبحانه. [البداية والنهاية (13/ 55)]
فيا ليت من انحرف عن طريق السلف الصالح أهل السنة والجماعة أن يتوب إلى الله ويرجع إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويفعل مثل ما فعل هؤلاء من التوبة والندم والرجوع إلى ذلك.وقد تأثر كثير من تلاميذ الرازي بحاله الأول حال الحيرة والشك، فمنهم تلميذه شمس الدين عبدالحميد الخسروشاهي المتوفى سنة 652 هـ حيث قالَ لما دخلَ عليه بعض الفُضلاء قال له شمس الدين ((: ما تعتقد؟ فقال له الرجل: ما يعتقده المسلمون، فقال له: وأنت منشرح الصدر لذلك مستيقن به؟! فقال الرجل: نعم، قال له: اُشكر الله على هذه النعمة، ولكني والله ما أدري ما أعتقد والله ما أدري ما أعتقد والله ما أدري ما أعتقد، وبكى حتى أخضل لحيته. [شرح العقيدة الطحاوية (1/ 245 –246)]
الآمدي
وأما الآمدي فقد كانت الحيرة والشك تغلب عليه حتى اعترف هو بذلك، قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: والآمدي تغلب عليه الحيرة والوقف في عامة الأصول الكبار، حتى أورد على نفسه سؤالاً في تسلسل العلل وزعم أنه لا يعرف عنه جواباً، وبنى إثبات الصانع على ذلك، فلا يُقرر في كتبه
لا إثبات إلا لصانع ولا حدوث العالم ولا وحدانية الله ولا النبوات ولا شيئاً من الأصول الكبار التي يحتاج إلى معرفتها. [مجموع الفتاوى (5/ 562)]
الشهرستاني
أبو الفتح محمد بن القاسم بن عبدالكريم الشهرستاني المتوفى سنة 548هـ.
كان الشهرستاني من عُلماء الأشاعرة المتكلمين وقد اعترف في آخر ما حصله من ذلك بالحيرة والشك، وأن جميع من أخذ عنهم من أولئك كانوا أيضاً في حيرة تظهر عليم في غالب أحوالهم، فقال عن نفسه في كتابه نهاية الإقدام في علم الكلام: … فقد أشار إلى من إشارته غُنم، وطاعته حَتم، أن أجمع له مشكلات الأصول، وأحل له ما انعقد من غوامضها على أرباب العقول، لِحُسن ظنه بي أني وقفت على نهايات النظر، وفُزتُ بغايات مطارح الفِكَر، ولعلَّهُ استسمن ذا ورم، ونفخ في غير ضرم، ثم أنشد بعد هذا قوله:
لعمري لقد طُفتُ المعاهد كلها وسيرتُ طرفي بين تلك المعالمِ فلم أر إلا واضعاً كفَّ حائرٍ على ذقنٍ أو قارعاً سن نادمِ [نهاية الإقدام ص 1 –2]
وقد ردَّ عليه الإمام العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني بقوله:
لعلكَ أهملتَ الطوافَ بمعهدِ الرسولِ ومن لاقاهُ من كلِّ عالِمِ فما حارَ من يُهدى بهديِّ محمدٍ ولستَ تراهُ قارعاً سِنَّ نادِمِ [حاشية درء تعاض العقل والنقل، تحقيق د: محمد رشاد سالم (1/ 159)]
ولا شكَّ أن من وصل حالهُ إلى تلك الحيرة والشك – إن لم يتداركه الله برحمته – أنه يُصبح زنديق ضال مضل، كما هي حال الزنادقة.
وهناك غير هؤلاء ممن اعترف بحيرته على سلوك هذا الطريق فمنهم:
محمد بن نامور أبو عبدالله الخونجي المتوفى سنة 646 هـ فقد قال عند موته: ما عرفت مما حصلتُه شيئاً سِوى أن الممكن يفتقر إلى المرجح، ثم قال: الافتقار وصفٌ سلبيٌّ أموت وما عرفت شيئاً. [شرح الطحاوية المصدر السابق]
محمد بن سالم بن واصل الحموي المتوفى سنة 697 هـ، أحد المتأخرين وأبرعهم في الفلسفة والكلام، كان يقول: أستلقي على قفاي وأضع المِلحفة على نصف وجهي، ثم أذكر المقالات وحُجج هؤلاء وهؤلاء، واعتراض هؤلاء وهؤلاء حتى يطلع الفجر ولم يترجح عندي شيء. [مجموع الفتاوى (4/ 28)]
الإمام العلامة ابن دقيق العيد أبو الفتح القُشيري المتوفى سنة 702 هـ، وإن كان رحمه الله ليس مثلهم من جهة العلم والعمل لكنه ندم على سلوكه سبيل أولئك الأشاعرة المتكلمين المخالفين للسلف، والمخالفين حقيقةً لأبي الحسن الأشعري المنتسبين إليه،
قال عنه الإمام الذهبي: وقد كان شيخُنا أبو الفتح القُشيري يقول:
تجاوزتُ حَدَّ الأكثرينَ إلى العُلا وسافرتُ واستبقيتهم في المفاوزِ
وخُضتُ بحاراً ليسَ يُدركُ قعرها وسيرتُ نفسي في قَسِيمِ المفاوزِ
ولَجَجْتُ في الأفكارِ ثم تراجعَ اختياريْ إلى استحسانِ دينِ العجائزِ [العلو للعلي الغفار، للإمام الذهبي ص 188]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/369)
حتى الذين اشتهروا بالزندقة والضلال والخُبث، عند موتهم اعترفوا بتضييع أيامهم فيما منَّوا به أنفسهم من ذلك الكفر العظيم، ومن هؤلاء الصوفي الضال القائل بوحدة الوجود المشهور بابن الفارض قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: وابن الفارض – من متأخري الاتحادية – صاحب التائية المعروفة» بنظم السلوك «وقد نظم فيها الاتحاد نظماً رائق اللفظ، فهو أخبثُ من لحم خِنزير في صينيةٍ من ذهب، وما أحسنَ تسميتها» بنظم الشكوك «،لَمَّا حضرتهُ الوفاة أنشدَ:إن كانَ منزلتيْ في الحُبِّ عندَكمُ ما قد لقيتُ فقد ضيعتُ أيامي أُمنيةً ظَفِرتْ نفسي بها زمناً واليومَ أحسَبُها أضغاثُ أحلامي [مجموع الفتاوي (4/ 73 - 74)]
ولذلك كاد الإمام الشوكاني أن ينزلق في طريق أولئك المتكلمين أهل الحيرة والشك، ولكنه بفضل الله تعالى رمي بذلك ولزم مذهب السلف أهل السنة والجماعة، ولذلك قال عن نفسه:» واعلم أني عند الاشتغال بعلم الكلام وممارسة تلك المذاهب والنحل لم أزدد بها إلا حيرةً، ولا استفدتُ
منها إلا العلم بأن تلك المقالات خُزعبلات، فقلت إذ ذاك مُشيراً إلى ما استفدته من هذا العلم:
وغايةُ ما حصَّلتُهُ من مباحثي ومن نظري من بعدِ طولِ التَّدبُّرِ
هو الوقفُ ما بينَ الطريقينِ حيرةً فما عِلمُ من لم يلقَ غيرَ التحيُّرِ
على أنني قد خُضتُ منه غِمارهُ وما قنعتْ نفسي بدونِ التَّبَحُّرِ
وعن هذا رميتُ بتلك القواعد من حالق، وطرحتها خلفَ الحائط، ورجعتُ إلى الطريقة المربوطة بأدلة الكتاب والسنة، المعمودة بالأعمدة التي على أوثقِ ما يعتمدُ عليه عباد الله وهم الصحابة ومن جاء بعدهم من علماء الأمة المقتدِين بهم السالكين مسالكهم، فطاحت الحيرة، وانجابت ظُلمة العماية،
وانقشعت وانكشفت ستور الغواية ولله الحمد … «[أدب الطلب ومنتهى الأرب (ص 146 – 147)]
فليت كل المخالفين لمنهج السلف أن يعودوا إليه مذعنين، ومما يخالفه تاركين، وأن يفعلوا كما فعل هؤلاء الأئمة الصالحين، من التمسك بسبيل الصحابة وأتباعهم من المؤمنين أتباع سيد المرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
ولذلك كل من خالف عن سبيل السلف فإنه يوجد عنده من الخطأ بقدر ما خالف فيه سواءً كان من المنتسبين للعلم أم من آحاد الناس، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» ولهذا يوجد في كلام الرازي وأبي حامد ونحوهما من الفلسفة ما لا يوجد في كلام أبي المعالي وذويه، ويوجد في كلام الرازي وأبي المعالي وأبي حامد من مذهب النفاة المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي الحسن الأشعري وقُدماء أصحابه، ويوجد في كلام أبي الحسن الأشعري من النفي الذي أخذه من المعتزلة مالا يوجد في كلام أبي محمد ببن كُلاَّب الذي أخذ أبو الحسن طريقته، ويوجد في كلام ابن كُلاَّب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة مالا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبراً صار في الأتباع ذراعاً ثم باعاً حتى آل هذا المآل فالسعيدُ من لزم السنة … «[بُغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية أهل الإلحاد من القائلين بالحلول والاتحاد ص 451 وتُعرف بالسبعينية]
قال الإمام عبدالرحمن بن أحمد الكمالي في منظومته شهود الحق:
تَمسَّك بدينِ اللهِ دينِ نبيِّهِ وعُضَ عليهِ بالنواجذِ تَسعدِ
وعانقْ كِتابَ الله ما دُمتَ واجداً لهُ فقريبٌ رفعُهُ وكأنْ قَدِ
وقدْ رُفعتْ أحكامُهُ عندَ بعضهمْ ألَمَّا يكن ذا الرفعِ سُبحانَ سيدي
وصاحبْ حديثَ المصطفى مثلَ صحبهِ وإن لم تكن تقوى فقارب وسددِ
ولا تكُ من قومٍ أتتْ وتَفرَّقتْ بهمْ سُبُلٌ دون السبيلِ المُسَدَّدِ
وبعضهمُ في آخرِ العُمرِ قالَ قدْ أضعتُ نَفيسي في سرابٍ بِمَبْعَدِ
ألم يُغنني قول الإلهِ وأحمدٍ عنَ أقوال غيرٍ من بعيدٍ وأبعدِ
إلهي كأيمانِ العجائزِ جُدْ فقدْ وصلنَ ولمْ أسلمْ من اسر التَّبَعُّدِ
فيا ليت شعري هلْ نجا قبلَ موتهِ من الأسرِ أمْ كانَ اعتباراً لمُهتدِ
[منظومة شهود الحق ص 160 – 162]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(62/370)