ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[26 - 12 - 09, 04:14 م]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا المفضال / عبد الباسط الغريّب. (أبو عبد الرحمن).
وجعل أعمالكم الخيّرة في ميزان حسناتكمـ.
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[27 - 12 - 09, 11:11 ص]ـ
بارك الله فيكم وجعله في موازين حسناتكم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - 12 - 09, 01:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - 05 - 10, 01:21 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ونفع بكم(60/423)
لمن ينسب مثل هذا الكلام عن شيخ الإسلام
ـ[عبد الحفيظ الحامدي]ــــــــ[26 - 12 - 09, 12:38 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
صليت في أحد المساجد و بعدها سمعت درسا لإمام المسجد فذكر أن أحد العلماء في القديم كان علمه واسع و لكن عقله صغير فذهبت عند انتهائه من الدرس فسألته عن هذا العالم و ألححت عليه حتى ذكر لي بأنه يقصد بهذا الكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .............................................. .....................
لمن ينسب هذا المنهج جزاكم الله خيرا و من ذكر من مثل هذا الكلام الداني
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[26 - 12 - 09, 02:17 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن وأشهد الا إله إلا الله وحده لا شريك له يقول الحق وهو يهدي السبيل وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله
أعداء ابن تيمية كثر
من الفقهاء أصحاب التقليد وأهل الكلام من المعتزلة والمتفلسفة والأشاعرة والصوفية والشيعة
أما مقولة
علمه واسع و لكن عقله صغير
فتلك شنشنة نعرفها من أخزم
وينسب هذا الكلام إلى
ابن بطوطه في رحلته حيث رمى ابن تيمية بقلة العقل، وضعفه. كما في تحفة النظار في غرائب الأمصار ص112
ثم تبعه بعد ذلك مجموعة من المناوئين لشيخ الإسلام مثل:
أبو الحسن السبكي في السيف الصقيل ص21
وحين عاتب الذهبي رحمه الله أبا الحسن السبكي على ما صدر منه تجاه ابن تيمية رحمه الله كتب أبو الحسن السبكي جواباً يعتذر فيه، ومما قاله في الاعتراف بذكائه قوله: (أما قول سيدي في الشيخ، فالمملوك يتحقق كبر قدره، وزخارة بحره، وتوسعه في العلوم الشرعية والعقلية، وفرط ذكائه واجتهاده، وبلوغه في كل من ذلك المبلغ الذي يتجاوز الوصف .. ): ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 2/ 392 - 393، الرد الوافر لابن ناصر الدين ص100
ومنهم ايضاً
الهيتمي في الجوهر المنظم ص28
والقبيوبي في فيض الوهاب 4/ 120
ومن المعاصرين عبد الله الغماري في الرد المحكم المبين ص50.
وكذلك في مقدمة تحقيق أحمد محمد مرسي للبرهان الجلي لأحمد الغماري ص25،
و أحمد الغماري في البرهان الجلي ص56، 57، 58، 76. حيث أتهمه بالجهل
وأخيراً أختم بكلام تلميذ ابن تيمية رحمه الله البزار رحمه الله بكلام مؤثر نفيس إذ يقول:
(ولم يزل المبتدعون أهل الأهواء، وآكلوا الدنيا بالدين، متعاضدين، متناصرين في عدوانه، باذلين وسعهم بالسعي في الفتك به، متخرصين عليه الكذب الصراح، مختلقين عليه، وناسبين إليه ما لم يقله ولم ينقله، ولم يوجد له به خط، ولا وجد له فيه تصنيف ولا فتوى، ولا سمع منه في مجلس، أتراهم ما علموا أن الله سائلهم عن ذلك ومحاسبهم عليه؟ أو ما سمعوا قول الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 16 - 18]، بلى والله، ولكن غلب عليهم ما هم فيه من إيثار الدنيا على الآخرة، والعمل للعاجلة دون الآجلة، فلهذا حسدوه وأبغضوه، لكونه مباينهم ومخالفهم) الأعلام العلية ص 66
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[26 - 12 - 09, 02:53 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن وأشهد الا إله إلا الله وحده لا شريك له يقول الحق وهو يهدي السبيل وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله
أعداء ابن تيمية كثر
من الفقهاء أصحاب التقليد وأهل الكلام من المعتزلة والمتفلسفة والأشاعرة والصوفية والشيعة
أما مقولة
فتلك شنشنة نعرفها من أخزم
وينسب هذا الكلام إلى
ابن بطوطه في رحلته حيث رمى ابن تيمية بقلة العقل، وضعفه. كما في تحفة النظار في غرائب الأمصار ص112
ثم تبعه بعد ذلك مجموعة من المناوئين لشيخ الإسلام مثل:
أبو الحسن السبكي في السيف الصقيل ص21
وحين عاتب الذهبي رحمه الله أبا الحسن السبكي على ما صدر منه تجاه ابن تيمية رحمه الله كتب أبو الحسن السبكي جواباً يعتذر فيه، ومما قاله في الاعتراف بذكائه قوله: (أما قول سيدي في الشيخ، فالمملوك يتحقق كبر قدره، وزخارة بحره، وتوسعه في العلوم الشرعية والعقلية، وفرط ذكائه واجتهاده، وبلوغه في كل من ذلك المبلغ الذي يتجاوز الوصف .. ): ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 2/ 392 - 393، الرد الوافر لابن ناصر الدين ص100
ومنهم ايضاً
الهيتمي في الجوهر المنظم ص28
والقبيوبي في فيض الوهاب 4/ 120
ومن المعاصرين عبد الله الغماري في الرد المحكم المبين ص50.
وكذلك في مقدمة تحقيق أحمد محمد مرسي للبرهان الجلي لأحمد الغماري ص25،
و أحمد الغماري في البرهان الجلي ص56، 57، 58، 76. حيث أتهمه بالجهل
وأخيراً أختم بكلام تلميذ ابن تيمية رحمه الله البزار رحمه الله بكلام مؤثر نفيس إذ يقول:
(ولم يزل المبتدعون أهل الأهواء، وآكلوا الدنيا بالدين، متعاضدين، متناصرين في عدوانه، باذلين وسعهم بالسعي في الفتك به، متخرصين عليه الكذب الصراح، مختلقين عليه، وناسبين إليه ما لم يقله ولم ينقله، ولم يوجد له به خط، ولا وجد له فيه تصنيف ولا فتوى، ولا سمع منه في مجلس، أتراهم ما علموا أن الله سائلهم عن ذلك ومحاسبهم عليه؟ أو ما سمعوا قول الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 16 - 18]، بلى والله، ولكن غلب عليهم ما هم فيه من إيثار الدنيا على الآخرة، والعمل للعاجلة دون الآجلة، فلهذا حسدوه وأبغضوه، لكونه مباينهم ومخالفهم) الأعلام العلية ص 66
احسنت , و احسن الله اليك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/424)
ـ[عبد الحفيظ الحامدي]ــــــــ[26 - 12 - 09, 02:15 م]ـ
أبو اسحاق الصبحي
أحسن الله إليك اخي أستفدت كثيرا من هذا البحث
سلمت يمناك
أبو القاسم البيضاوي
سلمت لنا أخي الكريم و دمت لنا سالما
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[26 - 12 - 09, 07:31 م]ـ
بارك الله فيك و جزاك و جعل الجنة مثواي و مثواك (وجميع المسلمين)
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[26 - 12 - 09, 10:10 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[28 - 12 - 09, 01:56 ص]ـ
أفدتمونا بارك الله فيكم ..
سلمت يمينك أبا إسحاق ...
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[28 - 12 - 09, 09:03 م]ـ
سلمت يمينك أبا إسحاق ...
بارك الله فيك اخي الكريم
وجزاك الله خيرا
ـ[محمد براء]ــــــــ[28 - 12 - 09, 09:33 م]ـ
الأخ يسأل عن كلمة مخصوصة فلا داعي لنقل كلام لا صلة له بالسؤال.
والذي وصف شيخ الإسلام بأن علمه أكبر من عقله أو نحو ذلك هو الإمام ابن الجزري، وتعقبه الدكتور بكر أبو زيد في حاشيته على الجامع في سيرة شيخ الإسلام بأنها كلمة مرذولة أو نحو ذلك.
ـ[عبد الحفيظ الحامدي]ــــــــ[28 - 12 - 09, 09:50 م]ـ
والذي وصف شيخ الإسلام بأن علمه أكبر من عقله أو نحو ذلك هو الإمام ابن الجزري، وتعقبه الدكتور بكر أبو زيد في حاشيته على الجامع في سيرة شيخ الإسلام بأنها كلمة مرذولة أو نحو ذلك.
وفيتكم و كفيتم إخواني بارك الله فيكم حقا فرحت بكم جميعا
ـ[محمد براء]ــــــــ[28 - 12 - 09, 10:00 م]ـ
الكلام في الحاشية المشار إليها للمؤلفين (محمد عزيز شمس وعلي بن محمد العمران) ص341 وليس للشيخ بكر رحمه الله تعالى.
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[29 - 12 - 09, 12:01 ص]ـ
لأخ يسأل عن كلمة مخصوصة فلا داعي لنقل كلام لا صلة له بالسؤال.
والذي وصف شيخ الإسلام بأن علمه أكبر من عقله أو نحو ذلك هو الإمام ابن الجزري، وتعقبه الدكتور بكر أبو زيد في حاشيته على الجامع في سيرة شيخ الإسلام بأنها كلمة مرذولة أو نحو ذلك.
بارك الله فيك أخي الكريم
ولكن الكلام الذي ذكرته أنا أنفاً له وجه وهو ذكرهم قلة العقل وذكرت من قال به
وكلامك ايضا له صلة بالكلام
والكلام الذي ذكرته كما قلت في كتاب الجامع في سيرة شيخ الإسلام ص 341
((سمعت من لفظ الإمام العلامة ركن الدين محمد بن القويع قال: "" مات ابن تيمية ولم يترك على ظهر الأرض مثله "" وحسبك بهذا القول من هذا الإمام، قالوا وكان علمه أرجح من عقله (1).))
(1) قاله شمس الدين الجزري، وتبعه ومن بعده، وهو قول مرذول
بارك الله فيك أخي الكريم
ـ[عبدالعزيز البرجس]ــــــــ[04 - 01 - 10, 04:07 ص]ـ
أين قال الإمام الجزري هذا؟
ـ[أبو البركات]ــــــــ[07 - 01 - 10, 02:14 ص]ـ
وقيل على ما أذكر أن عقله سبق عمره ....
المضحك في أمر من قلل وانتقص شيخ الإسلام بصغر عقله ... أن شيخ الإسلام اخرج المجلدات والكتب في النقد وفي إبطال كثير من المذاهب الباطلة وفي الفقه وكثير من العلوم ومع ذلك لا يقدر احد من هؤلاء أن يجاريه ولا يمكن له ذلك ...
ولا حتى خصومه تجرؤ بالرد على مصنفاته منذ وفاته إلى يومنا هذا ..... مع أن شيخ الإسلام رد على كبار أهل الفرق ورد على مؤلفاتهم ونقدها بل أبطل الباطل منها.
ـ[مُوَحِّدَة]ــــــــ[07 - 01 - 10, 02:25 ص]ـ
رأيت شخص أشعري من قبل يتكلم على شيخ الإسلام بما يعني أنه مجسم ومثل هذا الكلام الخالي من الصحة , ثم وسبحان الله قال بما معناه أن شيخ الإسلام كان آية في العلم وكانوا يقولون عنه أن وكأن السُّنَّة بين عينيه.
فسبحان الله هذا الرجل ما استطاع أن يخفي فرط إعجابه بشيخ الإسلام
رحمه الله رحمه واسعة(60/425)
أين أجد شرح الواسطية للشيخ عبد الرحمن المحمود؟
ـ[صالح عبد الرزاق]ــــــــ[26 - 12 - 09, 01:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحثت عن شرح العقيدة الواسطية للشيخ عبد الرحمن المحمود فلم أجدها إلا في هذا
http://www.ipc-kw.net/ipc-soundsub-291.html
الموقع لكن الروابط لم تعمل معي فارجو ممن لديه الأشرطة أن يرفعها لنا مع العلم أن الأشرطة موجودة في سلسلة ميراث الأنبياء
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[26 - 12 - 09, 02:17 م]ـ
قد وجدت شرح العقيدة الواسطية للشيخ عبدالرحمن المحمود في ضمن سلسلة ميراث الانبياءو الصوت واضح.
هنا الرابط:
http://www.aldrs.com/esdarshik.asp?id=17
ـ[صالح عبد الرزاق]ــــــــ[26 - 12 - 09, 07:37 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي ولكن في الرابط الذي ذكرته لايوجد استماع, لذلك ذكرت في المشاركة السابقة أن من لديه سيدهات ميراث الأنبياء يرفع لنا المحاضرات
ـ[صالح عبد الرزاق]ــــــــ[02 - 01 - 10, 05:00 م]ـ
للتذكير
ـ[صالح عبد الرزاق]ــــــــ[15 - 02 - 10, 03:09 م]ـ
للرفع(60/426)
مختصر الفرق المعاصرة وعن الجهمية
ـ[أبو زرعة]ــــــــ[26 - 12 - 09, 01:31 م]ـ
الباب الحادي عشر
دراسة المرجئة
أولاً: تمهيد:
المرجئة من أوائل الفرق التي تنسب إلى الإسلام في الظهور، وقد احتلت مكاناً واسعاً في أذهان الناس وفي اهتمام العلماء بأخبارهم وبيان معتقداتهم بين مدافع عنهم ومحاج لهم، وبين معجب بأدلتهم وبين داحض لها، ومن هنا نجد أن المقصود بالإرجاء بالذات لم يتفق علماء الفرق والمقالات على تعيينه دون اختلاف، كما أن قضية الإرجاء قد جرّت كثير من علماء الأمة الإسلامية المشهورين إلى الركون إليها على تفاوت في المواقف والمفاهيم حيالها، ووجد بعض علماء السلف طريقاً إلى انتقاد مسالك آخرين، ووجد لهؤلاء مدافعين عنهم ومؤيدين لفكرتهم دفاعاً قد يصل إلى درجة التعصب وليّ أعناق النصوص لتوافق ما يذهبون إليه، كما وجد قسم من المدافعين حاولوا جهدهم لتقريب وجهات النظر بين القائلين بالإرجاء وبين مخالفيهم فيه.
وقبل البدء بتفاصيل فكر المرجئة وبيان نشأته وما آل إليه، قبل أن نذكر على سبيل الإيجاز التعريف بالمرجئة لغة واصطلاحاً.
الفصل الأول
ما التعريف بالإرجاء لغة واصطلاحاً وبيان أقوال العلماء في ذلك؟
الإرجاء في اللغة:
يطلق على عدة معاني منها: الأمل والخوف والتأخير وإعطاء الرجاء، وقد يهمز وقد لا يهمز قال ابن السكيت: يقال: أرجأت الأمر وأرجيته إذا أخرته، قال الله عز وجل {وآخرون مرجون لأمر الله} وقرئ مرجئون، وقرئ أرجه وأخاه، وقرئ أرجئه وأخاه. قال: ويقال هذا رجل مرجئ، وهم المرجئة، وإن شئت قلت: مرج وهم المرجية ... وقال غيره: إنما قيل لهذه العصابة مرجئة، لأنهم قدموا القول وأرجوا العمل، أي أخروه.
تعريف الإرجاء في الاصطلاح:
اختلفت كلمة العلماء في المفهوم الحقيقي للإرجاء، مفاد ذلك نوجزه فيما يلي:
1 - أن الأرجاء في الاصطلاح مأخوذ من معناه اللغوي؛ أي بمعنى التأخير والإمهال - وهو إرجاء العمل عن درجة الإيمان، وجعله في منزلة ثانية بالنسبة للإيمان لا أنه جزء منه، وأن الإيمان يتناول الاعمال على سبيل المجاز، بينما هو حقيقة في مجرد التصديق، كما أنه قد يطلق على أولئك الذين كانوا يقولون: لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة.
كما أنه يشمل أيضاً جميع من أخر العمل عن النية والتصديق.
2 - وذهب آخرون إلى أن الأرجاء يراد به تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة، فلا يقضى عليه في الدنيا حكم ما.
وبعضهم ربط الإرجاء بما جرى في شأن علي رضي الله عنه من تأخيره في المفاضلة بين الصحابة إلى الدرجة الرابعة، أو إرجاء أمره هو وعثمان إلى الله ولا يشهدون عليهما بإيمان ولا كفر، وخلص بعضهم من هذا المفهوم إلى وصف الصحابة الذين اعتزلوا الخوض في الفتن التي وقعت بين الصحابة وخصوصاً ما جرى بين علي ومعاوية من فتن ومعارك طاحنة، خلصوا إلى زعم أن هؤلاء هم نواة الإرجاء، حيث توقفوا عن الخوض فيها واعتصموا بالسكوت، وهذا خطأ من قائليه؛ فإن توقف بعض الصحابة إنما كان بغرض ريثما تتجلى الأمور، واستندوا إلى مفهوم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنها ستكون فتن، ألا ثم تكون فتنة، القاعد فيها خير من الماشي فيها ... إلى أخر الحديث.
وفي كل ما تقدم يقول الشهرستاني: الإرجاء على معنيين: أحدهما بمعنى التأخير كما في قوله تعالى: (قالوا أرجه وأخاه) " أي أمهله وأخره. والثاني: إعطاء الرجاء.
أما إطلاق اسم المرجئة على الجماعة بالمعنى الأول فصحيح؛ لأنهم كانوا يؤخرون العمل عن النية والعقد. وأما بالمعنى الثاني فظاهر× فإنهم كانوا يقولون: لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة.
الفصل الثاني
ما الأساس الذي قام عليه مذهب المرجئة؟
الأساس الذي قام عليه مذهب الإرجاء هو الخلاف في حقيقة الإيمان ومم يتألف، وتحديد معناه، وما يتبع ذلك من أبحاث. وهل الإيمان فعل القلب فقط أو هو فعل القلب واللسان معاً؟ أي والعمل غير داخل في حقيقته، وبالتالي لا يزيد الإيمان ولا ينقص؛ إذا التصديق واحد لا يختلف أهله فيه، هذه أهم ميزات بحوث هذه الطوائف المرجئة، وإلى كل قسم من تلك الأقسام ذهب فريق من المرجئة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/427)
إلا أن أكثر فرق المرجئة على أن الإيمان هو مجرد ما في القلب ولا يضر مع ذلك أن يظهر من عمله ما ظهر، حتى وإن كان كفراً وزندقة، وهذا مذهب الجهم بن صفوان، ولا عبرة عنده بالإقرار باللسان ولا الأعمال أيضاً؛ لأنها ليست جزءاً من حقيقة الإيمان.
وذهبت الكرامية إلى أن الإيمان هو القول باللسان، ولا يضر مع ذلك أن يبطن أي معتقد حتى وإن كان الكفر. وذهب أبو حنيفة رحمة الله إلى أن الإيمان هو التصديق بالقلب والإقرار باللسان، لا يغنى إحداهما عن الآخر؛ أي فمن صدق بقلبه و أعلن التكذيب بلسانه لا يسمى مؤمناً. وعلى هذا قام مذهب الحنفية وهو أقرب مذاهب المرجئة إلى أهل السنة لموافقتهم أهل السنة في أن العاصي تحت المشيئة، وأنه لا يخرج عن الإيمان. وخالفوهم في عدم إدخال العمل في الإيمان يزيد وينقص، فلم يقولوا بذلك. هذا هو المشهور عن أهل الفقه و العبادة من المرجئة، وهو ما ذهب إليه أبو حنيفة ومن قال بقوله من فقهاء الكوفة الذين أخروا العمل عن حقيقة الإيمان وماهيته.
الفصل الثالث
كيف نشأ الإرجاء وكيف تطور إلى مذهب؟
عرفنا مما سبق في التعريف بالمرجئة أن الإرجاء في بدء الأمر كان يراد به في بعض اطلاقاته أولئك الذين أحبو السلامة والبعد عن الخلافات وترك المنازعات في الأمور السياسية والدينية، وخصوصاً ما يتعلق بالأحكام الأخروية من إيمان وكفر وجنة ونار، وما يتعلق كذلك بأمر علي وعثمان وطلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة وغيرهم.
وما جرى بين علي ومعاوية من أحداث- كما مثله الحسن بن محمد بن الحنفية ومن جاء على طريقته- إلا أنه من الملاحظ أنه بعد قتل عثمان رضي الله عنه وبعد ظهور الخوارج والشيعة أخذ الإرجاء يتطور تدريجياً.
فظهر الخلاف في حكم مرتكب الكبيرة ومنزلة العمل من الإيمان، ثم ظهر جماعة دفعوا بالإرجاء إلى الحد المذموم والغلو، فبدأ الإرجاء يتكون على صفة مذهب، فقرر هؤلاء أن مرتكب الكبيرة كامل الأيمان وأنه لا تضر مع الإيمان معصية، ولاتنفع مع الكفر طاعة، وأن الإيمان في القلب. فلا يضر الشخص أي شيء بعد ذلك ولو تلفظ بالكفر والإلحاد، فإنه يبقى إيمانه كاملاً لايتزعزع. وهذا بلا شك غلو وتطرف مذموم.
وأهل هذه المرحلة ممقوتون ومذهبهم يفضي إلى درجة الإباحية والتكاسل والتعويل على عفو الله وحده دون العمل لذلك. وهو أمر تأباه الشريعة الإسلامية.
الفصل الرابع
بين أول من قال بالإرجاء وبيان أهم زعماء المرجئة؟
يذكر العلماء أن الحسن بن محمد بن الحنفية هو أول من ذكر الإرجاء في المدينة بخصوص علىّ وعثمان وطلحة والزبير، حينما خاض الناس فيهم وهو ساكت ثم قال: قد سمعت مقالتكم ولم أر شيئاً أمثل من أن يرجأ علي وعثمان وطلحة والزبير، فلا يتولوا ولا يتبرأ منهم. ولكنه ندم بعد ذلك على هذا الكلام وتمنى أنه مات قبل أن يقوله، فصار كلامه بعد ذلك طريقاً لنشأة القول بالإرجاء، وقد بلغ أباه محمد بن الحنفية كلامُ الحسن فضربه بعصا فشجه، وقال: لاتتولى أباك عليّا؟ ولم يلتفت الذين تبنوا القول بالإرجاء إلى ندم الحسن بعد ذلك، فإن كتابه عن الإرجاء انتشر بين الناس وصادف هوى في نفوس كثيرة فاعتنقوه.
ولكن ينبغى معرفة أن إرجاء الحسن إنما هو في الحكم بالصواب أو الخطأ على من ذكرهم، ولم يتعلق إرجاؤه بالإيمان أم عدمه كما هو حال مذهب المرجئة أخيراً.
وقيل: إن أول من قال بالإرجاء على طريقة الغلو فيه هو رجل يسمى ذر بن عبد الله الهمداني وهو تابعي، وقد ذمه علماء عصره من أهل السنة.
والجمع بين هذا القول والذي قبله يتضح باختلاف حقيقة الإرجاء عند الحسن وعند ذر بن عبد الله؛ إذ الإرجاء عند الحسن ترك الحكم على أولئك الأشخاص. وأما الإرجاء عند ذر فهو إخراج العمل عن مسمى الإيمان.
وهناك أقوال أخرى في أول من دعا إلى الإرجاء فقيل: إن أول من أحدثه رجل بالعراق اسمه قيس بن عمرو الماضري.
وقيل: إن أول من أحدثه حماد بن أبي سليمان وهو شيخ أبي حنيفة وتلميذ إبراهيم النخعى، ثم انتشر في أهل الكوفة، وقد عاصر حماد بن ذر بن عبد الله. ويذكر شيخ الإسلام عن نشأة الإرجاء بالكوفة أن أول من قال فيهم حماد بن أبي سليمان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/428)
وقيل: إن أول من قال به رجل اسمه سالم الأفطس، ويطلق على إرجاء هؤلاء أنه إرجاء الفقهاء، ويظهر أن تلك الأقوال لاتباعد بينها؛ لأن هؤلاء كانوا في عصر واحد، وكانوا أيضاً على اتفاق في إرجائهم.
ومن كبار المرجئة ومشاهيرهم: الجهم بن صفوان، وأبو الحسين الصالحى، ويونس السمري، وأبو ثوبان، والحسين بن محمد النجار، وغيلان، ومحمد بن شبيب، وأبو معاذ التومني، وبشر المريسي، ومحمد بن كرام، ومقاتل ابن سليمان المشبه لله عز وجل بخلقه ومثله الجواربي وهما من غلاة المشبهة.
الفصل الخامس
ما هي أصول المرجئة؟
تكاد فرق المرجئة تتفق في أصولها على مسائل هامة هي:
تعريف الإيمان بأنه التصديق بالقول أو المعرفة أو الإقرار.
وأن العمل ليس داخلاً في حقيقة الإيمان، ولا هو جزء منه، مع أنهم لا يغفلون منزلة العمل من الإيمان تماماً إلا عند الجهم ومن تبعه في غلوه.
وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص؛ لأن التصديق بالشيء والجزم به لا يدخله زيادة ولا نقصان.
وأن أصحاب المعاصي مؤمنون كاملوا الإيمان بكمال تصديقهم وأنهم حتماً لا يدخلون النار في الآخرة.
ولهم اعتقادات أخرى: كالقول بأن الإنسان يخلق فعله، وأن الله لا يرى في الآخرة، وغيرها.
وفيما يلي تفصيل واضح لأقسام اتجاهات الناس في حقيقة الإيمان كما رتبها الدكتور/ سفر الحوالي:
أن الإيمان يكون بالقلب واللسان والجوارح:
1 - أهل السنة 2 - الخوارج 3 - المعتزلة
أنه بالقلب واللسان فقط:
مرجئة الفقهاء الحنفية.
ابن كلاب، وكان على عقيدة المرجئة الفقهاء، وقد انقرض مذهبه.
أنه باللسان والجوارح فقط:
الغسانية.
فرقة مجهولة لم يصرح العلماء بتسميتها، ولعلها الغسانية.
أنه بالقلب فقط:
1 - الجهمية 2 - المريسية 3 - الصالحية
4 - الأشعرية 5 - الماتريدية.
أنه باللسان فقط:
الكرّامية: وقد انقرضوا، وقد ذكر عنهم شيخ الإسلام أنهم يقولون:
المنافق مؤمن وهو مخلد في النار؛ لأنه آمن ظاهراً لا باطناً ويدخل الجنة من آمن ظاهراً وباطناً.
أ- الذين قالوا: إنه بالقلب واللسان والجوارح:
1 - الذين قالوا: الإيمان فعل كل واجب وترك كل محرم، ويذهب الإيمان كله بترك الواجب أو فعل الكبيرة:
1 - الخوارج؛ مرتكب الكبيرة عندهم كافر.
2 - المعتزلة؛ مرتكب الكبيرة عندهم في منزلة بين المنزلتين؛ يعني في الدنيا، وأما في الآخرة فقد وافقوا الخوارج في الحكم.
2 - الذين قالوا: الإيمان قول وعمل - أي عمل القلب والجوارح - وكل طاعة هي شعبة من الإيمان أو جزء منه.
والإيمان يكمل باستكمال شعبه وينقص بنقصانها، لكن منها ما يذهب الإيمان كله بذهابه؛ ومنها ما ينقص بذهابه.
فمن شعب الإيمان أصول لا يتحقق إلا بها، ولا يستحق مدعيه مطلق الاسم بدونها، ومنها واجبات لا يستحق الاسم المطلق بدونها، ومنها كمالات يرتقي صاحبها إلى أعلى درجاته. "وتفصيل هذا كله بحسب النصوص". كما هو مذهب أهل السنة والجماعة.
ب- الذين قالوا: إنه يكون بالقلب واللسان فقط:
الذين يدخلون أعمال القلب - يعنى في حقيقة الإيمان - وهم بعض قدماء المرجئة الفقهاء، وبعض محدثي الحنفية المتأخرين.
الذين لا يدخلون أعمال القلب، وقد تطور بهم الأمر إلى إخراج قول اللسان أيضاً من الإيمان وجعلوه علامة فقط، وهم عامة الحنفية "الماتريدية".
ج- الذين قالوا: إنه يكون بالقلب فقط:
الذين يدخلون فيه أعمال القلب جميعاً، وهم سائر فرق المرجئة: كاليونسية والشمرية والتومنية.
الذين يقولون: هو عمل قلبي واحد - المعرفة - الجهم بن صفوان.
الذين يقولون: هو عمل قلبي واحد - التصديق - الأشعرية والماتريدية.
الفصل السادس
ما أقسام المرجئة؟
انقسمت المرجئة في اعتقاداتها إلى أقسام كثيرة وفرق كثيرة وفرق يطول ذكرها، ويمكن الإشارة هنا إلى رؤوس تلك الفرق، وهى كما يذكرها علماء الفرق:
مرجئة السنة: وهم الأحناف: أبو حنيفة وشيخه حماد بن أبى سليمان ومن أتبعهما من مرجئة الكوفة وغيرهم، وهؤلاء أخروا العمل عن حقيقة الإيمان.
مرجئة الجبرية: وهم الجهمية أتباع جهم بن صفوان، وهم الذين اكتفوا بالمعرفة القلبية وأن المعاصي لا أثر لها في الإيمان، وأن الإقرار والعمل ليس من الإيمان.
مرجئة القدرية: الذين تزعمهم غيلان الدمشقي، وهم الغيلانية.
مرجئة خالصة: وهم فرق اختلف العلماء في عدهم لها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/429)
مرجئة الكرامية: أصحاب محمد بن كرام، وهم الذين يزعمون أن الإيمان هو الإقرار والتصديق باللسان دون القلب.
مرجئة الخوارج: الشبيبية وبعض فرق الصفرية الذين توقفوا في حكم مرتكب الكبيرة.
وعدّ الأشعري في مقالاته المرجئة وأوصالهم في اثنتي عشر فرقة (314).
ولهم فروع كثيرة، وبين العلماء اختلافات كثيرة أيضاً في عدّهم لأقسام وطوائف المرجئة، وفي أي الفرق أصلية وأيها فرعية، وأيها يصدق عليه الإرجاء وأيها لا يصدق عليه.
ولا ضرورة تدعوا إلى تفصيل الكلام هنا في كل طائفة من هذه الفرق الفرعية وذلك لاتحادهم العام في مذهبهم وقيامه على الإرجاء.
ولما حصل أيضاً من رجوع بعض فرقهم إلى الفرق الأخرى واندماجهم بعد ذلك في فرقة واحدة، ولدقة الخلاف في بعض المسائل الفرعية، وموضع استقصاء ذلك كله الكتب المطولة في التاريخ والفرق.
الفصل السابع
ما هي أدلة المرجئة لمذهبهم والرد عليها؟
سنذكر بعض أدلتهم:
فمن القرآن الكريم: استدلوا بقول الله تعالى:
{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} (315).
{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقطنوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم} (316).
كما اهتمت الجهمية بجمع النصوص التي تجعل الإيمان أو الكفر محله القلب. كما في قول الله تعالى: {أولئك كتب في قلوبهم الإيمان} (317).
{إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} (318).
{ختم الله على قلوبهم} (319).
إلى غير ذلك من الآيات التي يوحي ظاهرها بهذا المفهوم المتكلف للمرجئة.
أما من السنة النبوية: فقد استدلوا بما يلي:
بعض الأحاديث والآثار التي يدل ظاهرها على الاكتفاء بالبعد عن الشرك ووجود الإيمان في القلب للفوز برضى الله، مثل:
قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار".قال ابن مسعود: "وقلت أنا من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة" (320).
وقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه أنه قال: "يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة" (321).
وقوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم ثبت قلبي على دينك".
ومن أدلة الأحناف على أن الإيمان قول واعتقاد فقط، وأن الأعمال ليست داخلة فيه وإنما هي شرائع الإسلام فإذا عمل معصية نقص من شرائع الإسلام وليس من التصديق بالإسلام - من أدلتهم على ذلك قولهم:
إن الإيمان في اللغة المقصود به التصديق فقط، والعمل بالجوارح لا يسمى تصديقاً فليس من الإيمان.
الرد على أدلة المرجئة:
والواقع أن تلك النصوص التي تقدمت في استدلال المرجئة على إخراج العمل عن حقيقة الإيمان لا يسلم لهم فهمهم لها من أنها على إخراج الأعمال الظاهرة عن أعمال القلب، فإن إيمان القلب وإن كان الأساس وعليه الاعتماد الأول ولكن لا ينفي هذا أثر إيمان القلب يظهر على الجوارح بل هو الحق، والنصوص كما هو الواضح منها لا تدل على تصديق القلب وحده، وإنما تدل على أن الإيمان له دلالات لا تتضح إلا بالأعمال الظاهرة، والذين أحجموا عن إدخال الأعمال الظاهرة في حقيقة الإيمان نتج عن ذلك تساهل عندهم في الحكم حتى على الفجار الذي لا شك في ظهور فجورهم.
فتجد منهم من لا يكفر بالأعمال الظاهرة حتى وإن كانت توحي بكفر صاحبها علانية، فهم لا يجرءون على تكفيره حتى يتأكدوا من مصداقية قلبه بالإيمان، لأنه لو صدق بشعائر الإسلام فلا يكفر مهما عمل إلا إذا ارتفع التصديق عن قلبه فهنا يجرءون على تكفيره.
وهذه نتيجة طبيعية بالنسبة لهم بعد أن أغفلوا ارتباط الأعمال بإيمان القلب.
والحق أن الفعل المكفر يكفر به صاحبه إذا كان الفعل نفسه يوحي الشرع في الكتاب أو السنة أو إجماع علماء الأمة بكفر فاعله، إذ لو لم يكفر قلبه أولاً لما كفرت جوارحه، فمن سبّ الله أو رسوله أو فضل القوانين الوضعية على الشرعية الإسلامية وقدمها عليها أو غير ذلك من الأمور المعلومة من دين الإسلام بالضرورة-فإنه لا يحتاج لتكفيره إلى مساءلته هل هو مصدق بالإيمان أم لا، لأن فعله شاهد عليه بعدم التصديق، أو أن تصديقه مثل تصديق إبليس بربه وباليوم الآخر، فهل نفعه ذلك؟ فكذلك هؤلاء، إلا أن يأتي أحدهم بمخرج له في ذلك معتقداً صحته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/430)
فظهر أن تلك الآيات لا تدل على نفي دخول الأعمال في حقيقة الإيمان، بل غاية ما فيها التركيز على أهمية الإيمان القلبي الذي بدوره يثمر الإيمان بالقيام بأعمال الشرع الظاهرة، أو أنها أسندت إلى القلوب باعتبار أنها هي المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله.
وأما ما استدل به المرجئة من النصوص التي تدل على أن من اجتنب الشرك دخل الجنة-سواء كانت تلك النصوص من القرآن الكريم أو من السنة النبوية فإن الجواب على ذلك:
"إن هذه النصوص تفيد أن من لم يقع في الشرك مع التوبة والقيام بأمر الله والانتهاء عن نهيه-أن الله يغفر له الذنوب التي هي دون الشرك، فإذا مات على بعض الذنوب يرجى له المغفرة ابتداء، أو يعاقبه الله بذنبه ثم يدخله الجنة، كما هو مذهب السلف في أهل الذنوب حسب ما تفيده النصوص من الكتاب والسنة.
كما أنه لا يقع من شخص عرف التوحيد وأخلص لربه أنه لا يأتي بالأعمال الأخرى التي أوجبها الإسلام، بحيث يكتفي بابتعاده عن الشرك ثم يركن إلى ذلك لدخوله الجنة، فاتضح أن هذه الآيات لا تدل عن إغفال العمل والاقتصار على المعرفة أو التصديق بالقلب أن هذه الآيات لا تدل على إغفال العمل والاقتصار على المعرفة أو القلب كما يرى المرجئة، بل هي واردة في حكم من مات تائباً أو لم تكن عليه معاص، أو كانت عليه معاص ومات على التوحيد، بحيث كان آخر كلامه في الدنيا: لا إله إلا الله".
وما فهموه من قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"التقوى ها هنا" بأن الإيمان والكفر محلهما القلب، ولا عبرة بعمل جارح- فهو فهم غير سديد من جهة نفي دخول الأعمال الظاهرة إذا لم تثمر القيام بأعمال الإيمان الظاهرة فهي ليست تقوى صحيحة. وهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يريد أن الإيمان هو مجرد التصديق والإقرار بالقلب فقط دون أن يرى أثر ذلك في الأعمال كلها.
وقد جرهم إلى هذا الفهم أمر لم يتقبلوه وهو أن الرسول صلى الله عليه وسلم مرة يعبر عن الإيمان بأعمال القلب ومرة بأعمال الجوارح ومرة بكليهما، فمن وقف على جانب دون آخر من هذه المراتب فقد قصر ولم يلتزم الحق واختلط الأمر عليه.
وأما احتجاجهم بقولهم: إن الكفر ضد الإيمان فحينما ثبت الكفر انتفى الإيمان والعكس.
فإنه يقال لهم: إطلاق القول بأن كل كفر هو ضد الإيمان ويخرج من الملة مطلقاً ليس صحيحاً على إطلاقه هكذا إلا عند الخوارج في حكمهم على أصحاب المعاصي بالكفر المخرج من الملة، فإن الإيمان درجات، وهو اسم مشترك يقع على معان كثيرة، منها ما يكون الكفر ضداً له، كأن يعتقد الكفر ويعمل به ويدعو إليه فكفره اعتقادي وهو ضد الإيمان ولا نزاع في هذا.
ومنها ما يكون الفسق ضداً له لا الكفر، كترك بعض الأعمال المفروضة مع الاعتراف بوجوبها. ومنها ما يكون الترك ضداً له لا الكفر ولا الفسق، كترك بعض الأعمال التي هي تطوع إذ لا يصح تسمية التارك لها كافراً ولا فاسقاً وإنما يسمى تاركاً ومفرطاً في حق نفسه لعدم قيامه بتلك الأعمال التي تزيد في إيمانه.
وقد يطلق السلف التسمية بالكفر على بعض من يعمل أعملاً جاء الشرع بإطلاق الكفر عليها ولكنهم يسمونه كفراً عملياً لا اعتقادياً حتى تقام الحجة على صاحبه، كالذنوب التي وردت النصوص بإطلاق الكفر على أهلها، كالزنا والسرقة وشرب الخمر في حق من لم يجحد النصوص الواردة في تحريمها قبل إقامة الحجة عليه ببيانها، فإن السلف يطلقون عليه الكفر تمشياً مع النصوص، ثم يفصلون بعد ذلك فإذا استحلها ولم يعترف بوجوبها وردَّ النصوص فهو كافر كفراً اعتقادياً ظاهراً وباطناً.
وأما ما استدلوا به من ورود نصوص كثيرة فيها عطف العمل على الإيمان، وأن المعطوف والمعطوف عليه بينهما مغايرة وفرق وإلا لما عطف عليه، فالواقع أن النصوص كما يتضح منها، أحياناً يرد فيها ذكر الإيمان في حالة العطف بمعنى الدين وذلك في حال إطلاق الإيمان وحده، فإنه يدخل فيه الأعمال، فإذا أطلق لفظ الإيمان فقط تبادر إلى الذهن أن المقصود بذلك الإيمان القلبي وعمل الجوارح والنطق باللسان ولا يفهم منه التصديق فقط أو الإقرار فقط إلا عند المرجئة، حيث تكلفوا دعوى وقوع ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/431)
وأما في حال ذكر الإيمان والعمل معاً فلا مغايرة بينهما في الحكم الذي ذكر لهم، بل يكون ذلك من جنس عطف الخاص على العام مثل قوله تعالى: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى (. فإن الصلاة الوسطى من ضمن بقية الصلوات وإنما أفردت بالذكر الخاص بعد الذكر العام لمزيد العناية والاهتمام بها، وأحياناً إذا ذكر العمل الصالح والإيمان معاً يكون المقصود بذلك إظهار وتوكيد حقيقة الإيمان بالعمل الصالح، إذ لا يكون العمل صالحاً مقبولاً إلا بعد إيمان صاحبه، فذكر الإيمان والعمل معاً من باب التوكيد أو عطف الخاص على العام. والحاصل أن الإيمان المطلق يستلزم الأعمال كما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية.
وأما ما استدل به الأحناف من أن الإيمان في اللغة المقصود به التصديق، والعمل لا يسمى تصديقاً فيقال لهم: إنه لم يسم التصديق بالقلب دون التصديق باللسان والعمل إيماناً في اللغة، ولم يعرف عن العرب أنهم يحكمون للشخص بالتصديق والإيمان بشيء صدقه بقلبه ثم أعلن التكذيب به بلسانه، كذلك لم يعرف في اللغة أن التصديق باللسان فقط دون التصديق بالقلب يعتبر إيماناً.
إذاً فلا يسمى مؤمناً بالشيء إلا إذا توافق التصديق بالقلب واللسان معاً ونتج عنهما حصول أثر ذلك وهو العمل.
ويرد على من ذهب مذهب الإمام أبى حنيفة في إخراج العمل عن الإيمان، واستدل باللغة على أن الإيمان هو التصديق - يرد عليهم بما ذهبوا إليه هم أيضاً من عدم جواز إطلاق الإيمان على الشخص إلا إذا صدق بالله عز وجل وبرسوله، وبكل ما جاء به القرآن والبعث والجنة والنار والصلاة والزكاة، وغير ذلك.
ومعلوم أن هذا الإيمان قد اشتمل على أعمال، فكيف يحق لهم بعد ذلك عدم اعتبار الأعمال من الإيمان، وهم يشترطون لثبوت إيمان الشخص ما ذكر.
ويقال لهم أيضاً: لو كان ما تقولون صحيحاً من أن الإيمان هو التصديق فقط - لوجب أن يطلق اسم الإيمان على كل من صدق بشيء ثم كذب بلوازمه، فقد أخبر الله بأن قوماً يؤمنون ببعض الرسل ويكفرون ببعض الرسل ومع ذلك سماهم الله كفاراً مع تصديقهم بالله. قال تعالى: (إن الذين يكفرون بالله ورسوله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسوله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً * أولئك هم الكافرون حقاً واعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً.
فهؤلاء مصدقون بالله وبرسوله، لولا أنهم يريدون أن يأخذوا من كل ديانة ما يوافق هواهم.
نعم إن أصل الإيمان في اللغة هو التصديق بالقلب واللسان معاً بأي شيء كان إلا أن الله عز وجل وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أوقع لفظة الإيمان على العقد بالقلب لأشياء محدودة مخصوصة معروفة لا على العقد لكل شيء.
ومعلوم أن التصديق بالشيء حقيقة لا يقع إلا إذا وجد التصديق الكامل بذلك الشيء وازداد فيه رغبة وعملا. فالمصدق بالله تعالى و بأنبيائه و بما جاء عن الله تعالي هو الذي صدق بذلك ظاهرا وباطنا فصح وصفه بالتصديق.
والآية فيها الأخبار بزيادة الإيمان لا بالتصديق فإنه قد حصل في قلوب المؤمنين، والزيادة هنا هي ما يحصل من الزيادة بالأعمال والتقرب بها إلى الله تعالى.
فإن أساس التصديق لا يتبعض في الشيئ الواحد و إن كان الناس يتفاضلون فيه؛ لأنه لو تبعض لكان صاحبه شاكاً.
فلو أن شخصاً صدق بالقرآن كله إلا آية واحدة لما كان مؤمناً بالقرآن ولكان تصديقه مشابهاً لتصديق بعض أهل الكتاب بالنبي صلى الله عليه وسلم في كتبهم وكفرهم بذلك، كالموشكانية والعيسوية من يهود أصفهان الذين صدقوا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو نبي الله حقاً ولكنه إلى العرب خاصة لا إليهم، ولكان أيضاً مشابهاً لتصديق إبليس بربه، وهو مع ذلك كافراً بلا خلاف مخلد في النار لم ينفعه تصديقه ومعرفته بربه دون الإذعان الكامل لما أمر الله واجتناب ما نهي عنه قولاً وعملاً واعتقاداً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/432)
وأما ما ذهب إليه المرجئة من أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، كما أن التصديق لا يزيد ولا ينقص، فهو قول من أبطل الأقوال وهو قياس على أمر غير مسلم، فالتصديق لا يصح لهم ما زعموه فيه من أنه لا يتفاضل الناس فيه، بل يتفاضلون تفاضلاً ظاهراً في التصديق بقضاياً تمر بالناس يومياً في حياتهم، فضلاً عن تصديق بقضايا المغيبات من أخبار اليوم الآخر والجنة والنار وأسماء الله وصفاته، فمن زعم أن تصديق أقل الناس إيماناً بالله مثل تصديق أكمل الناس إيماناً به بتلك الأمور المغيبة - فلا شك في بطلان قوله بما لا يحتاج إلى سرد الأدلة عليهم.
وأما زيادة الإيمان ونقصانه فيكفي في ثبوته إخبار الله عز وجل بذلك في كتابه الكريم وإخبار نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في سنته الشريفة بما لا يخفى على طلاب العلم معرفته، فإن أدلته واضحة تمام الوضوح، ومعتقد السلف فيه من أوضح الأمور، وهو الاعتقاد الجازم أن الإيمان يزيد وينقص في قلب كل شخص.
وينبغي التنبيه إلى أمر هام، وهو وجود عدة أحاديث كلها موضوعة يذكر فيها أن الإيمان في القلب فقط، وأنه لا يزيد ولا ينقص، ونضيف هنا ما ذكره العلماء من أنه كلما عثرت على حديث من هذا النوع فهو مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ومن هذا يقول ابن القيم رحمه الله:
"وكل حديث فيه أن الإيمام لا يزيد ولا ينقص فكذب مختلق" ومن تلك الأحاديث:
حديث: "من قال: الإيمان يزيد وينقص فقد خرج من أمر الله، ومن قال: أنا مؤمن إن شاء الله، فليس له في الإسلام نصيب"، قال الشوكاني: رواه محمد بن تميم، وهو واضعه.
وكأن الذين وضعوا أمثال هذه الأحاديث كانوا يجهلون أو يتجاهلون أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرأ قول الله تعالى: (فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون (، وآيات أخرى كثيرة تثبت زيادة الإيمان، فكيف ينفي الرسول صلى الله عليه وسلم ما أثبته الله في القرآن.
لفصل الثامن
ما مذهب أهل السنة في تعريف الإيمان؟
مذهب أهل السنة المتمسكين بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم السائرين علي وفق ما كان عليه المصطفي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم في أسماء الله وصفاته، وفي مجانبة البدع وأهلها - مذهبهم في الإيمان أنه قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي".
هذا هو منهجهم واعتقادهم في الإيمان. أن العمل داخل في حقيقة الإيمان وأنه لا إيمان بدون عمل، وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية حسب ما حل بالقلب من ذلك.
وهذا هو الواضح من النصوص الكثيرة في القرآن الكريم وفي السنة النبوية، إلا أنه قد تختلف تعبيرات أهل السنة عن حقيقة الإيمان فيعرفونه بصيغ مختلفة، ولكن القصد واحد، وهو إدخال العمل في حقيقة الإيمان كما يدل عليه كلام الله تعالي وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنه قوله تعالي في بيان جملة من صفات المتقين أهل الإيمان: (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال علي حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون (.
وقال تعالي مبيناً الخصال التي يكون بها الشخص مؤمناً إذا طبقها على نفسه وعمل بما دلت عليه: (قد أفلح المؤمنون (1) الذين هم في صلاتهم خاشعون (2) والذين هم عن اللغو معرضون (3) والذين هم للزكاة فاعلون (4) والذين هم لفروجهم حافظون (5) إلا علي أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين (6) فمن ابتغي وراء ذلك فأولئك هم العادون (7) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون (8) والذين هم علي صلواتهم يحافظون (9) أولئك هم الوارثون (10) الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ((358)، وقال تعالي: (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون ((359).
وهذه الآيات واضحة الدلالة علي مذهب أهل السنة في حقيقة الإيمان المكون من القول والعمل والاعتقاد. وهي حجة على من فرق في الإيمان بين الاعتقاد والعمل، أو غالط في بعض تعريفات السلف للإيمان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/433)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمة الله - في بيان أقوال السلف حقيقة الإيمان:"ومن هذا الباب أقوال السلف وأئمة السنة في تفسير الإيمان، فتارة يقولون: هو قول وعمل، وتارة يقولون: هو قول وعمل ونية: وتارة يقولون: قول وعمل ونية واتباع السنة، وتارة يقولون: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح. وكل هذا صحيح فإذا قالوا: قول وعمل؛ فإنه يدخل في القول قول القلب واللسان جميعاً، وهذا هو المفهوم من لفظ القول والكلام".
واستدل أهل السنة على ما يذهبون إليه من دخول العمل في مسمى الإيمان بأحاديث كثيرة منها:
قوله صلى الله عليه وسلم: " الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان"
وقوله صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس: " آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع، آمركم بالإيمان، أتدرون ما الإيمان؟ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن تعطوا الخمس من المغنم.
وأحاديث أخرى كثيرة جعل فيها العمل من الإيمان.
وعلى هذا مضى السلف الصالح من الصحابة فمن بعدهم.
وعليه أيضاً مضى علماء الإسلام، ومنهم الأئمة مالك والشافعي وأحمد، حيث فسروا الإيمان بأنه التصديق والقول والعمل، وأنه يقبل الزيادة ويقبل النقص، وأن أهله يتفاوتون فيه.
وهذا التفسير هو ما دل عليه الكتاب والسنة واللغة قال تعالي: (وناديناه أن يا إبراهيم (140) قد صدقت الرءيا أي قد امتثلت الأمر وحققته فعلاًُ لو لا أن الله فدى ولدك بذبح غيره، وليس المقصود إنك صدقت الرؤيا كما تصدق سائر الأخبار أو تكذب، بل صدقتها وجزمت بالعمل القلبي الذي يتبعه العمل الظاهر وهو إرادتك ذبح ابنك، ولو كان المقصود بذلك مجرد المدح على تصديق الرؤيا لما كان له فضيلة فيها.
ومن السنة قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب علي ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهى، والفرج يصدف ذلك كله ويكذبه".
وتصديق الفرج وتكذيبه كناية عن الفعل نفسه أو عدمه، وعلي هذا فالتصديق الذي يريده السلف هو ما يتبعه العمل، وبهذا يتبين خطأ من ذهب إلى أن مراد السلف هو التصديق المجرد بالقلب دون الالتفات إلى عمل القلب وإذعانه.
وقال تعالي: (والعصر (1) أن الإنسان لفي خسر (2) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر (، ومرة يذكر الله في القرآن الكريم العمل ثم يذكر بعده الإيمان.
ومما يدل علي أنه لا فرق بين العمل والإيمان أو الإيمان والعمل في إطلاق كل منها علي الآخر أيضاً قوله تعالي: (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلماً ولا هضماً.
فمن فرق بين الإيمان والعمل بالجوارح فلا شك في مخالفته الصريحة للقرآن والسنة، وأنه ينبغي عليه التوبة والرجوع فلا شك في مخالفته الصريحة للقرآن والسنة، وأنه ينبغي عليه التوبة والرجوع إلي هدي القرآن الكريم، وأن يترك الفلسفيات التي أنتجت هذه الخلافات العقيمة في قضية الإيمان التي كانت في تمام الوضوح عند الصحابة ومن بعدهم، حتى نبغت هذه الفئام من الناس ليشرحوا الإيمان بأغمض مما يتصور العقل كما هي عادة أولئك.
فإنهم يشرحون المسألة الواضحة حتى يجعلوها ألغازاً وطلاسم لا يعرف منها أحياناً إلا الحروف التي كتبت بها فتجد شروحات وكلاماً كثيراً لا فائدة من ورائه.
الفصل التاسع
منزلة مذهب المرجئة عند السلف
مذهب المرجئة المتأخرين منهم مذهب رديء وخطير، يهون المعصية، ويدعو إلي الكسل والخمول، ولذا تجد السلف يحذرون منه كثيراً ويذمونه لما اشتمل عليه من فساد وإخمال لشعلة الإيمان في القلوب، وتمييع لمنزلة العمل في النفوس. وهذا المذهب ومذهب القدرية من المذاهب الرديئة.
نكتفي بهذا الموجز عن الإرجاء ومن أراد التوسع فعليه بكتب الفرق والمقالات؛ إذ لا يخلو كتاب من ذكر هذه الطائفة، ويرجع كذلك إلي ما كتبه الأخ سفر الحوالي في كتابه طوائف المرجئة وموقف أهل السنة منهم، وقبل ذلك كله ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عنهم كما تجد ذلك في كتابه الإيمان الذي أصبح ضمن الجزء السابع من مجموع فتاوى شيخ الإسلام رحمة الله. وغير ذلك من كتب علماء السلف الذين عنوا بدراسة هذه الطائفة.
ـ[أبو زرعة]ــــــــ[28 - 12 - 09, 04:12 م]ـ
أرجوا من الأخوان العذر من الخطأ من العنوان وهو عن المرجئة(60/434)
مختصر الفرق المعاصرة وعن المعتزلة
ـ[أبو زرعة]ــــــــ[26 - 12 - 09, 01:33 م]ـ
الباب الثالث عشر
المعتزلة
الفصل الأول
متى نشأتهم:
المعتزلة أسم يطلق على فرقة ظهرت في الإسلام في القرن الثاني الهجري ما بين سنة 105 وسنة 110هـ، بزعامة رجل يسمي واصل بن عطاء الغزال. نشأت هذه الطائفة متأثرة بشتى الاتجاهات الموجودة في ذلك العصر، وقد أصبحت المعتزلة فرقة كبيرة تفرعت عن الجهمية في معظم الآراء، ثم انتشرت في أكثر بلدان المسلمين انتشارا واسعا، وعن كثرتهم وانتشارهم يقول الشيخ جمال الدين القاسمي:
هذه الفرقة من أعظم الفرق رجالا وأكثرها تابعا، فإن شيعة العراق على الإطلاق معتزلة، وكذلك شيعة الأقطار الهندية والشامية والبلاد الفارسية، ومثلهم الزيدية في اليمن، فإنهم على مذهب المعتزلة في الأصول كما قاله العلامة المقبلي في " العلم الشامخ "، وهؤلاء يعدون في المسلمين بالملايين. بهذا يعلم أن الجهمية المعتزلة ليسوا في قلة، فضلا عن أن يظن أنهم انقرضوا وأن لا فائدة في المناظرة معهم، وقائل ذلك جاهل بعلم تقويم البلدان ومذاهب أهلها ".
وهناك روايات يذكرها الباحثون في كيفية نشأة المعتزلة:
إذ يرى بعض العلماء أن أصل بدء الاعتزال كان في زمن الخليفة الراشد علي رضى الله عنه، حينما اعتزل جماعة من الصحابة كانوا معه السياسة، وتركوا الخوض في تلك الخلافات التي نجمت بين علي ومعاوية رضى الله عنهما، وهذا القول باطل لا صحة له، وقد أيده الشيخ محمد الطاهر النيفر.
ويرى أكثر العلماء أن أصل بدء الاعتزال هو ما وقع بين الحسن البصري وواصل بن عطاء من خلاف في حكم أهل الذنوب.
وقد ظهر قرن الاعتزال بمبادئه المعروفة من البصرة التي كانت مسكنا للحسن البصري ثم انتشر في الكوفة وبغداد، ومنها إلى شتى الأقطار والآفاق.
ومما يذكر للمعتزلة أنهم كانوا شوكة قوية في صد مبادئ الزندقة، وقاموا بجهود كثيفة لنشر الإسلام، إلا أنهم لم يحسنوا التصرف إزاء القول بخلق القرآن وغيره من المبادئ التي عجلت باضطهادهم بعد قوتهم وشدة جانبهم.
وقد تفرقت المعتزلة فرقا كثيرة، واختلفوا في المبادئ والتعاليم، ووصلوا إلى اثنين وعشرين فرقة، نترك ذكر تفاصيلها هنا، ونحيل من أراد التوسع في ذلك إلى كتب الفرق.
إلا أنه يجمعهم إطار عام وهو الاعتقاد بالأصول الخمسة:
التوحيد على طريقة الجهمية والعدل على طريقة القدرية، والوعد والوعيد، والمنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على طريقة الخوارج.
الفصل الثاني
ما هي أسماء المعتزلة وسبب تلك التسميات؟
يجد الباحث عن أسماء المعتزلة أن العلماء لم يتفقوا على تسمية واحدة للمعتزلة، ولم يقتصر كذلك المعتزلة على تسمية واحدة لهم.
ومن أقوال العلماء في تسميتهم:
1. المعتزلة: ويرجع سبب التسمية إلى اعتزال أول زعيم لهم وهو واصل ابن عطاء الغزالي إلى حلقة الحسن البصري.
2. تسمية المعتزلة جهمية: ولهذا الاتفاق بين المعتزلة والجهمية في تلك المسائل العقدية، ولسبق الجهمية في الظهور، أطلق العلماء اسم الجهمية على المعتزلة، وذلك لأن المعتزلة هم الذين احيوا آراء الجهمية في مبدأ ظهورهم، حيث جاء المعتزلة ونفخوا في رمادهم وصيروها جمرا من جديد، ومن هنا استحق المعتزلة أن يطلق عليهم جهمية. فالجهمية أعم من المعتزلة فكل معتزلي جهمي، وليس كل جهمي معتزليا.
3. تسميتهم بالقدرية: بسبب موافقتهم القدرية في إنكار القدر وإسنادهم أفعال العباد إلى قدرتهم، وهم لا يرضون بهذا الاسم ويرون أنه ينبغي أن يطلق على الذين يقولون بالقدر خيره وشره من الله تعالى لا عليهم, وكان أول المتكلمين في القدر والمقررين له معبد الجهني وغيلان الدمشقي.
4. ومن أسمائهم الثنوية والمجوسية: وهم ينفرون من هذا الاسم، والذي حمل المخالفين لهم على تسميتهم به هو مذهب المعتزلة نفسه، الذي يقرر أن الخير من الله والشر من العبد، وهو يشبه مذهب الثنوية والمجوس الذي يقرر وجود إلهين: أحدهما للخير والآخر للشر.
5. الوعيدية: وهو ما اشتهروا به من قولهم بإنفاذ الوعد والوعيد لا محالة، وأن الله تعالى لا خلف في وعده ووعيده، فلابد من عقاب المذنب إلا أن يتوب قبل الموت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/435)
6. المعطلة: وهو اسم للجهمية أيضا ثم أطلق على المعتزلة لموافقتهم الجهمية في نفي الصفات وتعطيلها وتأويل ما لا يتوافق مع مذهبهم من نصوص الكتاب والسنة ,
وإذا كانت تلك الأسماء لم يرتاحوا إليها ولا يحبون التسمية بها, فإن هناك أسماء أخر اختاروها لأنفسهم وأخذوا يدللون على الأفضل.
وتلك الأسماء هي:
1. المعتزلة: وقد سبق أنه اسم ذم وهو كذلك إلا أن المعتزلة حينما رأوا ولع الناس بتسميتهم به أخذوا يدللون على أنه اسم مدح بمعنى الاعتزال عن الشرور والمحدثات واعتزال الفتن والمبتدعين على حد قوله تعالى:? واهجرهم هجرا جميلا ?.
2. أهل العدل والتوحيد أو "العدلية ": والعدل عندهم يعنى نفي القدر عن الله تعالى، أو أن تضاف إليه أفعال العباد القبيحة، والتوحيد عندهم يعنى نفى الصفات عن الله تعالى، وتسميتهم بالعدلية اسم مدح اخترعوه لأنفسهم.
3. أهل الحق: لأنهم يعتبرون أنفسهم على الحق ومن عداهم على الباطل.
4. الفرقة الناجية: لينطبق عليهم ما ورد في فضائل هذه الفرقة.
5. المنزهون الله: لزعمهم حين نفوا الصفات أنهم ينزهون الله، وأطلقوا على من عداهم وخصوصا أهل السنة أسماء جائرة كاذبة مثل: القدرية - المجيزة - المشبه - الحشوية - النابتة.
سلطان المعتزلة:
ومهما كان، فلقد عظم أمر المعتزلة - الجهمية - واشتدت شوكتهم وقوى ساعدهم حينما استطاعوا اختطاف الخليفة العباسي المأمون إلى جانبهم، وحجبوا عنه كل فكر يخالف فكرهم، ووقع - رغم حبة للعلم والإطلاع - في يد أحمد بن ابي دؤاد، ومن ثم ناصر المعتزلة بكل ما لديه من قوة، بلا وأراد حمل كافة الناس على اعتناق المذهب المعتزلي، ورغب الناس فيه ورهبهم من تركه.
ولقي المسلمون عنتا شديدا منه، وفتن كثير من الناس، وأوذي الكثير من العلماء الأجلاء وعلى رأسهم الإمام أحمد رحمه الله. " وتسمى هذه الفترة بمحنة خلق القرآن، وقد بلغوا الذروة ثم أخذوا ينحدرون عنها، فلما جاء المتوكل وجد نارا تتقد في كل مكان وامتحانات وضربا وتشريدا ونفيا، كل ذلك جلب السخط العام على رجال الدولة، فأبطل المتوكل القول بخلق القرآن وأبطل المحاكمات ليكتسب تأييد الرأى العام، وبذلك نصر المحدثين نصرا مؤزرا، فأصبح القول بالاعتزال يتحدث به سرا بعد أن كان جهرا ".
الاتفاق بين المعتزلة والقدرية:
ومن الجدير بالذكر أنه قد اتفقت مفاهيم المعتزلة مع القدرية في مسألة من أهم مسائل العقيدة، ألا وهى القدر وموقف الإنسان حياله، فذهبت المعتزلة والقدرية إلى القول بأن الله تعالى غير خالق لأفعال الناس، بل الناس هم الذين يخلقون أفعالهم بأنفسهم، وليس لله تعالى أي صنع في ذلك ولا قدرة ولا مشيئة ولا قضاء. وهذا تكذيب لله تعالى ورسله عليهم الصلاة والسلام.
وقد حملهم على ذلك قلة علمهم وعدم تصورهم أن يكون الله تعالى يأمر أو ينهى عن شيء وهو يعلم عاقبة ما سيئول إليه ذلك الشيء، فإن إثبات علم الله السابق ينافي أمره بالامتثال، وعلمه بالعصاة ينافى خلقه لهم وأمرهم بالطاعة كما يرى هؤلاء.
وكل هذا باطل، فإن الله تعالى يقول: ? {والله خلقكم وما تعملون}، ويقول سبحانه وتعالى في نفاذ مشيئته: ? {وما تشاءون إلا أن يشاء الله}، فمشيئة الإنسان ليست مستقلة عن مشيئة الله تعالى، والعبد مأمور بالامتثال ومنهي عن العصيان، وهو غير مسئول عن معرفة ما في القدر والأمور المغيبة، وإثبات علم الله تعالى لا ينافى الأمر بالامتثال، وعلمه بالعصاة لا ينافى خلقه لهم وأمرهم بطاعته، فقد علم الله كل ما سيفعله إبليس، ولكنه أمره بطاعته وبالسجود لآدم، وعلم أن الناس سيكون منهم الطائع والعاصي ولكنه أمر الجميع بطاعته، والعباد أعجز من أن يخلقوا أفعالهم بأنفسهم دون قدرة الله ومشيئة وقضائه.
الفصل الثالث
مشاهير المعتزلة القدرية الجهمية:
…ظهر في المعتزلة الجهمية رجال كان لهم أثر بارز في انتشار أفكارهم وذيوعها بين الخاصة والعامة، فكان منهم المناظرون الخصمون والمؤلفون، بل ووصلوا إلى أخذ السلطة، واستجلاب الخلفاء إلى مبادئهم، كما سبق. ومن رجالهم المشاهير.
1 - بشر بن السري ……………2 - ثور بن زيد المدني
3 - ثور بن يزيد الحمصي ……………4 - حسان بن عطية المحاربي
5 - الحسن بن ذكوان ……………6 - داود بن الحصين
7 - زكريا بن إسحاق ……………8 - سالم بن عجلان
9 - سلام بن عجلان ……………10 - سلام بن مسكين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/436)
11 - سيف بن سليمان المكي…………12 - شبل بن عاد.
13 - شريك بن أبي نمير ……………14 - صالح بن كيسان
15 - عبد الله بن عمرو ……………16 - عبد الله بن أبي لبيد
17 - عبد الله بن أبي نجيح … ………18 - عبد الأعلى بن عبد الأعلى
19 - عبد الرحمن بن إسحاق المدني ………20 - عبد الوارث بن سعيد الثوري
21 - عطاء بن أبي ميمونة …………22 - العلاء بن الحا رث
23 - عمرو بن أبي زائدة …………24 - عمران بن مسلم القصير
25 - عمير بن هانيء ……………26 - عوف الأعرابي
27 - كهمس بن المنهال …………28 - محمد بن سواء البصري
29 - هارون بن موسى الأعور النحوي ……30 - هشام الدستوائي
- وهب بن منبه……………32 - يحيى بن حمزة الحضرمي
قال السيوطي: "هؤلاء رموا بالقدر وكلهم ممن روى له الشيخان أو أحدهما "
وإضافة إلى ما ذكره السيوطي رحمه الله هنا، فإنه لم يقتصر خطأ المعتزلة الفاحش في مسألة القدر، إنما كان لهم خبط واضطراب في أهم قضية على الإطلاق ألا وهى توحيد الله عز وجل، في مذهبهم أن التوحيد هو نفى جميع الصفات التي وصف الله بها نفسه المقدسة، واستبدلوها بصفات يتنزه الله عن الاتصاف بها، وزعموا أنها هي الحق.
الفصل الرابع
ذكر أهم عقائد المعتزلة إجمالا:
وللمعتزلة - كغيرهم من الفرق الكلامية - آراء وأفكار ومعتقدات كثيرة تحتاج دراستها إلى مجلدات، غير أنه يمكن عرض أهم آرائهم بإيجاز في المسائل الآتية:
1 - اختلفوا في المكان لله تعالي:
1 - فذهب بعضهم - وهم جمهورهم - إلى أن الله تعالى في كل مكان بتدبيره.
2 - وذهب آخرون إلى أن الله تعالى لا في مكان، بل هو على ما لم يزل عليه.
2 - ذهبوا إلى أن الاستواء هو بمعنى الاستيلاء في قول الله تعالي: ?الرحمن على العرش استوى.
3 - اجمعوا على أن الله لا يرى بالأبصار.
4 - اختلفوا في صفة الكلام لله تعالى:
1 - فذهب بعضهم إلى إثبات الكلام لله تعالي.
2 - وذهب بعضهم إلى إنكار ذلك.
ولهم اختلافات كثيرة في مسائل دقيقة من مسائل الصفات والعقائد، لا يستدعي المقام الدخول في تفاصيلها ,
وأهم ما أود التنبيه عليه هو أن أبرز سمات هذه الطائفة في باب الأسماء والصفات تظهر في:
إنكارهم الصفات وتعطيلها.
أنهم بنوا آراءهم ومعتقداتهم في أصول خمسة، لا يسمي الشخص معتزلياً إلا إذا حققها واعتقد صحتها، وسوف نبين هذه الأصول مع الرد عليها، حسب ما يقتضيه المقام من الإيجاز المفيد إن شاء الله تعالى.
وقبل بيان تلك الأصول أجدني على يقين من أن إنكار الصفات وتعطيلها في مفهوم الفكر المعتزلي أمر لا يجهله طلاب العلم، فقد استفاضت كتب الفرق والمقالات وكتب التاريخ والعقائد في بيان هذا الموقف الخاطئ للمعتزلة، وسموه مع ذلك توحيد الله تعالي، وتنزيها له.
الفصل الخامس
الأصول الخمسة للمعتزلة بيانها، والرد عليها
الأصول الخمسة هي إجمالا:
1 - التوحيد.
2 - العدل.
3 - الوعد والوعيد.
4 - القول بالمنزلة بين المنزلتين.
5 - الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
ويذكر العلماء أنه لا يسمى الشخص معتزلياً حتى يقول بهذه الأصول الخمسة.
أ - أما الأصل الأول وهو التوحيد:
فإنهم يقصدون به البحث حول صفات الله عز وجل وما يجب لله تعالي وما لا يجب في حقه.
وقد حرص المعتزلة على إنكار صفات لله تعالى بحجة أن إثباتها يستلزم تعدد القدماء وهو شرك على حد زعمهم، لأن إثبات الصفات يوحي بجعل كل صفة إلها، والمخرج من ذلك هو نفى الصفات وإرجاعها إلى ذات الباري تعالي فيقال: عالم بذاته قادر بذاته .. الخ، وبذلك يتحقق التوحيد في نظرهم.
الرد عليهم:
إن الرد على المعتزلة في نفى صفات الله عز وجل مما لا يجهله أي طالب علم، كما أن مذهب السلف في تقرير صفات الله عز وجل في أتم وضوح وأجلى حقيقة، فإن السلف رحمهم الله يثبتون صفات الله عز وجل كما جاءت في الكتاب والسنة دون تحريف أو تأويل، مع معرفتهم بمعانيها وتوقفهم في بيان كيفياتها، لأنهم يؤمنون بأن الكلام في صفة كل شيء فرع عن تصور ذاته، والله عز وجل له ذات لا تشبه الذات ولا يعلم أحد كيفيتها، وصفاته كذلك ثابتة على ما يليق بذاته جل وعلا.
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم مخاطبا أصحابه حينما كانوا يرفعون أصواتهم بالتكبير والتهليل: " أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، تدعون سميعا بصيرا قريبا ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/437)
وروى أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها - يعني قوله تعالى: ?سميعا بصيرا ويضع أصبعيه، قال أبو يونس: وضع أبو هريرة إبهامه على أذنه والتي تليها على عينية،
وهذا زيادة تأكيد في إثبات صفات الله تعالي، قال البيهقي " وأراد بهذه الإشارة تحقيق إثبات السمع والبصر لله بيان محلهما من الإنسان "
وصفاته عز وجل قديمة قائمة بذاته زائدة على الذات، على التفضيل الصحيح عند السلف، لا كما ترى الفرق المخالفة للحق بأنها ذاته وليست بزائدة على الذات، لكي يتم لهم نفي الصفات مطلقا بزعم نفي التجزؤ أو التركيب أو تعدد القدماء وهو زعم باطل.
2 - الأصل الثاني للمعتزلة: العدل:
والذي يهمنا هنا هو بيات المراد بالعدل عندهم، حيث اتضح أنهم يريدون بالعدل ما يتعلق بأفعال الله عز وجل التي يصفونها كلها بالحسن ونفي القبح عنها - بما فيه نفي أعمال العباد القبيحة عن الله عز وجل رضاء وخلقا، لأن ذلك يوجب نسبة الفعل القبيح إلى الله تعالى وهو منزه عن ذلك لأن الله تعالى يقول: ?والله لا يحب الفساد، (وما الله يريد ظلما للعباد)،
ويقول تعالى: ?إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضي لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم .. ) الآية.
فاتفق المعتزلة على أن الله تعالى غير خالق لأفعال العباد وأن العباد هم الخالقون لأفعالهم، مع أنهم يؤمنون بأن الله تعالي عالم بكل ما يعمله العباد وأن الله تعالي هو الذي أعطاهم القدرة على الفعل أو الترك.
ولهم في هذا الباب شبه كثيرة وجدال عقلي.
ومن تلك الشبه:
أن إثبات خلق الله تعالي لأفعال العباد فيه نسبة الظلم والجور إليه تعالى والله منزه عن ذلك.
ومنها آيات كثيرة في القرآن الكريم يستدلون بها، منها قول الله تعالي:
ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت)، ومأخذهم من هذه الآية كلمة "تفاوت"، وقد أخطأوا المراد منها حيث فسرها القاضي عبد الجبار بقوله:
" نفى الله التفاوت عن خلقه، فلا يخلو: إما أن المراد بالتفاوت من جهة الخلقة أو من جهة الحكمة، ولا يجوز أن يكون المراد به التفاوت من جهة الخلقة، لأن في خلقه المخلوقات من التفاوت ما لا يخفي، فليس إلا أن المراد به التفاوت من جهة الحكمة على ما قلناه. إذا ثبت هذا لم يصح في أفعال العباد أن تكون من جهة الله تعالي، لاشتمالها على التفاوت وغيره ".
الرد عليهم:
…مما لا شك فيه أن أفعال الله كلها حسنة لا قبيح فيها، إلا أن المعتزلة ارتكبوا مغالطات واضحة في فهم النصوص.
ذلك أن الظلم الذي نفاه الله عن نفسه هو وضع الشيء في غير موضعه أو وضع سيئات شخص على أخر، أو أن ينقص من حسنات المحسن، وهذا ظلم بلا شك والله منزه عنه.
والخلاف إنما هو في حقيقته في خلق كل الأشياء وكل الأفعال، وأنها لا تخرج عن خلق الله وإرادته لها، قال تعالي: ?والله خالق كل شيء، وقال تعالى: {?والله خلقكم وما تعملون}، وهؤلاء يقولون: الإنسان هو الذي يخلق فعله فرارا - بزعمهم - من نسبة خلق الأفعال إلى الله تعالي وإرادتها بزعمهم.
ولم ينظروا إلى أن الله عز وجل هو الخالق للعباد وأعمالهم، ولا يوجب ذلك أن يكون الله تعالي هو الفاعل لأعمالهم، فخلق الظلم والكذب والطاعة والمعصية، فمن فعل الظلم بأن غش الناس أو غصبهم أموالهم يقال له: غاش ومغتصب ومنتهب وسارق وفاجر .. إلى أخر الصفات، ولا ينسب إلى الله تعالى إلا باعتبار أقدار الله تعالي للعبد وشمول مشيئة لها لا أن الله هو الفاعل الحقيقي لتلك الجرائم، ولذلك حين جئ بسارق إلى عمر رضى الله قال له: لم سرقت؟ فقال السارق: قدر الله علي، فقال عمر: وأنا قدر الله على أن أقطع يدك ".
ذلك أننا لسنا مطالبين بالوقوف على ما عند الله من الأقدار، إنما نحن مطالبون بالقيام بالأعمال التي يريدها الله والاجتناب عن مالا يريده، ورتب الله الحدود ومصالح الناس على هذا القدر ".
فقد فسروا التفاوت هنا بالحكمة، بينما الصحيح أن التفاوت المنفي هنا هو التفاوت في الخلقة، أي لا يوجد في خلق السموات والأرض من تفاوت، أي من عيب أو خلل، لقلة استوائهما بل هما في أدق تناسب وإتقان، فالمقصود بنفي التفاوت في الخلقة وليس في الحكمة كما فسروه.
3 - الأصل الثالث: الوعد والوعيد:
1 - الوعد:
الوعد في مفهوم المعتزلة عرفه القاضي عبد الجبار بقوله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/438)
…"أما الوعد فهو كل خبر يتضمن إيصال نفع إلى الغير أو دفع ضرر عنه في المستقبل، ولا فرق بين أن يكون حسنا مستحقا وبين ألا يكون كذلك، ألا ترى أنه كما يقال: أنه تعالى وعد المطيعين بالثواب، فقد يقال: وعدهم بالتفضل مع أنه غير مستحق، وكذلك يقال: فلان وعد فلانا بضيافة في وقت يتضيق عليه الصلاة مع أنه يكون قبيحا "
…قال: " ولابد من استقبال الحال في الحدين جميعا، لأنه إن نفعه في الحال أو ضره مع القول لم يكن واعدا ولا متوعدا " .. إلى أن قال في بيان علوم الوعد والوعيد في مفهومهم: " وأما علوم الوعد والوعيد فهو أنه يعلم أن الله وعد المطيعين بالثواب وتوعد العصاة بالعقاب وأنه يفعل ما وعد به وتوعد عليه لا محالة، ولا يجوز عليه الخلف والكذب ".
هذا هو مذهب المعتزلة، يوجبون على ربهم أن ينفذ وعده وأن يعطي العبد أجر ما كلفه به من طاعات استحقاقا منه على الله مقابل وعد الله له إذا التزم العبد بجميع التكاليف التي اختارها الله وكلف بها عباده.
وقد أورد المعتزلة لتأييد مذهبهم هذا بعض النصوص التي فهموا منها وجوب إنفاذ الله وعده، وهى آيات من القرآن الكريم وبعض الشبه العقلية، منها قول الله عز وجل: ?ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما (.
وموضع الشاهد من الآية هو قوله تعالى: (فقد وقع أجره على الله (، حيث فسروا هذا الوقوع بمعني الوجوب، أي فقد وجب ثوابه على الله استحقاقا، لأن العمل في رأيهم من موجبات الثواب.
-واستدلوا أيضا على ذلك من العقل بأن الله مادام قد كلف عباده بالأعمال الشاقة فلابد أن يكون لها مقابل من الأجر، وإلا لكان ذلك ظلما، والله منزه عن الظلم، فلا يجوز على الله تعالي - في نظرهم - أن يوجب العمل ولا يوجب له جزاء.
والواقع أن ما استدلوا به من الآية والشبهة العقلية إنما بنوه على مسألة وجوب دخول الجنة بالعمل وهى من المسائل الهامة، وقد أورد الحافظ ابن حجر فيها عدة معاني للعلماء حول مفهوم الحديث الذي روته عائشة رضى الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " سددوا وقاربوا وابشروا، فإنه لا يدخل أحدا الجنة عمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة ".
…وحول مفهوم الآيات التي تفيد أن دخول الجنة لا يكون إلا بالعمل لقوله تعالى: ?يقولون سلام عليكم أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون).
…وبين الآيات التي تفيد أن دخولها إنما هو تفضل من الله تعالى لقوله عز وجل في إخباره عن كلام أهل الجنة وغبطتهم بما هم فيه: ? (الذي أحلنا دار المقامة من فضله).
…فهل يكون دخول الجنة استحقاقا بالعمل كما ترى المعتزلة، أم إن دخولها إنما هو بفضل الله مضافا إليه العمل؟
والحق أن دخول الجنة إنما هو بفضل الله أولا وأخيرا، وليس للعبد على ربه أي استحقاقا غير أن الله تعالي أوجب على نفسه أنه لا يظلم عمل عامل من ذكر أو أنثي، فجعل العمل من الأسباب دخول الجنة، والسباب نفسها إنما هي تفضيل من الله تعالى.
فاتضح أن استدلال المعتزلة بالآية السابقة وغيرها في وجوب الثواب - بمعني أن الله تعالى يجب عليه شيء لم يوجبه هو على نفسه - استدلال خاطئ، فإن الله تعالي لا يستطيع أحد من خلقه أن يوجب عليه شيئا لم يوجبه هو على نفسه.
فالخلق عبيده وله عليهم من النعم ما لا يقومون بشكر أقلها، ومع ذلك فإن الله تعالى لا يخلف وعده، فإنه يعطي العبد ما وعده به من الخير بحكم وعده وكرمه، وفرق بين وقوع ذلك على هذه الصفة وبين وقوعه استحقاقا.
هذا الجواب يدفع كذلك شبهتهم العقلية التي بنوها على المعارضة بينهم وبين الله عز وجل وقد علمت خطأ هذا التصور، وأن نعمة واحدة لا تفي بها أعمال العبد مهما كثرت، ولكن الله تعالي جعل العمل مع رحمة الله تعالى من أسباب دخول الجنة.
فاتضح أن استدلال المعتزلة بالآية السابقة وغيرها في وجوب الثواب - بمعني أن الله تعالى يجب عليه شيء لم يوجبه هو على نفسه - استدلال خاطئ، فإن الله تعالي لا يستطيع أحد من خلقه أن يوجب عليه شيئا لم يوجبه هو على نفسه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/439)
فالخلق عبيده وله عليهم من النعم ما لا يقومون بشكر أقلها، ومع ذلك فإن الله تعالى لا يخلف وعده، فإنه يعطي العبد ما وعده به من الخير بحكم وعده وكرمه، وفرق بين وقوع ذلك على هذه الصفة وبين وقوعه استحقاقا.
هذا الجواب يدفع كذلك شبهتهم العقلية التي بنوها على المعارضة بينهم وبين الله عز وجل وقد علمت خطأ هذا التصور، وأن نعمة واحدة لا تفي بها أعمال العبد مهما كثرت، ولكن الله تعالي جعل العمل مع رحمة الله تعالى من أسباب دخول الجنة.
2 - الوعيد:
والمقصود بالوعيد هنا هو ما يتعلق بأحكام المذنبين من عصاه المؤمنين إذا ماتوا من غير توبة، وقد أوضح المعتزلة رأيهم في هذا وهو أن أصحاب الكبائر إذا ماتوا من غير توبة فإنهم يستحقون بمقتضى الوعيد من الله النار خالدين فيها إلا أن عقابهم يكون أخف من عقاب الكفار
شبههم:
…للمعتزلة شبهات في تأييدهم لمذهبهم بإنفاذ الوعيد لا محالة، وقد استدلوا من القرآن الكريم بكل آية يذكر فيها عقاب العصاة بالنار والخلود فيها، وهى آيات كثيرة مثل قوله عز وجل: ?إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين).
والواقع: أن مسألة تخليد أصحاب الذنوب في النار من المسائل التي بحثها المعتزلة وأهل السنة، وأطالوا فيها الكلام وكثر فيها الخصام، وأود إيجاز النتيجة في ما يلي:
إن استدلال المعتزلة لما يذهبون إليه من إنفاذ الوعيد لا محالة، وأن أصحاب الكبائر والذنوب من المؤمنين مخلدون في النار حتما قول غير مسلم، وهو خطأ في فهم النصوص وحمل لها على غير معانيها الصحيحة، فإن الآيات لا تدل على خلود أصحاب المعاصي من المؤمنين خلودا أبديا حتميا، ذلك أن الله عز وجل قد يعفو عنهم ابتداء وقد يعذبهم بقدر ذنوبهم ثم يخرجهم الله بتوحيدهم وإيمانهم، لأنه لا يخلد في النار إلا من مات على الشرك الذي أخبر عز وجل أنه لا يغفر لصاحبه، وأما ما عدا الشرك فإن الله تعالي يغفره.
ومن ناحية أخرى، فإن خلف الوعيد من فعل الكرام وهى صفة مدح، بخلاف خلف الوعد فإنها صفة ذم، والله عز وجل يتنزه عنها، بخلاف الوعيد فإنه يعتبر من باب التفضل والتكرم وإسقاط حق نفسه، وهذا هو مذهب السلف أهل السنة والجماعة. وما ذهب إليه المعتزلة من منع إخلاف الوعيد وزعمهم أنه من الكذب فهو إلى سوء الظن أقرب، وهو تحكم على الله عز وجل، والله تعالى يفعل ما يشاء.
وفى هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" والتحقيق أن يقال: إن الكتاب والسنة مشتمل على نصوص الوعد والوعيد، كما أن ذلك مشتمل على نصوص الأمر والنهي، وكل من النصوص يفسر الآخر ويبينه، فكما أن نصوص الوعد على الأعمال الصالحة مشروطة بعدم الكفر المحبط، لأن القرآن قد دل على أن من ارتد فقد حبط عمله، فكذلك نصوص الوعد للكفار والفساق مشروطة بعدم التوبة، لأن القرآن قد دل على أن الله يغفر الذنوب جميعا لمن تاب وهذا متفق عليه بين المسلمين، فإن الله قد بين بنصوص معروفة أن الحسنات يذهبن السيئات وأن من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره، إلى أن قال: " فجعل للسيئات ما يوجب رفع عقابها كما جعل للحسنات ما قد يبطل ثوابها لكن ليس شيء يبطل جميع السيئات إلا التوبة كما أنه ليس شيء يبطل جميع الحسنات إلا الردة ".
4 - الأصل الرابع: المنزلة بين المنزلتين
تدور هذه المسألة حول الحكم على مرتكب الكبيرة، حينما طلب إلى الحسن البصري أن يبين الحكم في صاحب الكبيرة، وما تلا ذلك من جواب واصل بن عطاء، ثم اشتداد الخلاف بعد ذلك واعتزال واصل وجماعته حلقة الحسن البصري.
وقد قدمنا أن قضية مرتكبي الذنوب كانت هي الحصيلة الحتمية عند المعتزلة لمواقف الفرق الأخرى من خوارج ومرجئة وأهل السنة أيضا، بسبب ما استجد بين المسلمين من أحداث خطيرة سياسية، ابتداء من قتل عثمان رضي الله عنه وانتهاء بأصحاب المعاصي أيا كان عصيانهم.
وقد أجمعت المعتزلة على قضية المنزلة بين المنزلتين واعتبروها أصلا من الأصول الثابتة.
وتلقب هذه المسألة حسب ما يذكره القاضي عبد الجبار " بمسألة الأسماء والأحكام "
.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/440)
والمقصود أن المعتزلة يريدون بالمنزلة بين المنزلتين المؤمن صاحب المعاصي، فهو عندهم ليس بمؤمن ولا كافر بل يفرد له حكم ثالث وهو تسميته " فاسقا" في الدنيا، والحكم بخلوده في النار في الآخرة، فاختلف اسمه وحكمه في الدنيا فاستحق أن يكون في منزلة بين المنزلتين.
والذي حيرهم في أمر الفاسق هو أنه من جهة ليس بمؤمن، لأن حكم المؤمن لا ينطبق عليه في الواقع لمجيئه بأعمال غير المؤمنين في بعض أموره، وهو كذلك ليس بكافر تماما لمجيئه بأعمال المؤمنين في بعض أموره، إذا فهو فاسق، والفسق اسم ذم، وما ثبت له اسم الذم انتقى عنه اسم المدح، وقد توعد الله الفساق بالنار فحكمه في الآخرة الخلود فيها.
ويرد عليهم: ببيان حكم مرتكب الكبيرة في الشرع، هل حكم بكفره وإخراجه من الملة أو حكم بإيمانه الإيمان الكامل، أو هو مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته.
الواقع: أن العاصي غير خارج من الملة بفسقه بل هو مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، ولم تخرجه النصوص عن الإيمان لا في كتاب الله ولا في سنة نبيه، ولا في إجماع الأمة، وفى هذا يقول الطحاوي: "ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله ".
وقد أجاب الشارح ابن أبي العز الحنفي حول ما ورد من تسمية الشارع لبعض الذنوب كفرا مثل قول الله تعالى: ?ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر".
وأمثلة أخرى كثيرة يفيد ظاهرها إطلاق كلمة الكفر على من اقترف ذنبا من تلك الذنوب.
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من كانت عنده لأخيه اليوم مظلمة من عرض أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون درهم ولا دينار، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فطرحت عليه ثم ألقي في النار "} فثبت أن الظالم يكون له حسنات يستوفي المظلوم منها حقه "، ثم أورد حديث المفلس وقول الله تعالى: ?إن الحسنات يذهبن السيئات، ثم قال: " فدل ذلك على أنه في حال إساءته يعمل حسنات تمحو سيئاته".
وهذا جواب نفيس جامع لفوائد عظيمة وفيه بيان جلي لمذهب السلف في هذه القضية التي أخطأ فيها المعتزلة وجعلوا العصاة في منزلة بين المنزلتين في الدنيا، وحكموا بخلودهم في النار في الآخرة، ولم يلتفتوا إلى مشيئة الله تعالى في أولئك وهو الفعال لما يريد جل وعلا - فقطعوا عنه المشيئة، ثم زادوا الخطأ بآخر حينما حكموا بخلوده في النار مع من مات على الشرك ولم يسجد لله سجدة، ولا شك أن العقل يأبى هذا الحكم مع أنهم ممن يقدر العقل ويقدمه على النقل، ولكن الهوى يغطي على العقل والفهم إلا من وفقه الله تعالي.
5 - الأصل الخامس: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
هذا هو الأصل الأخير من أصول المعتزلة الخمسة.
ومعنى أن المعروف والمنكر لابد أن يتضح أمرهما عند الشخص بأن يرى حسن المعروف ويدلل عليه، ويرى قبح المنكر ويستطيع أن يدلل عليه، وهذا بخلاف ما لو وقع من الله - افتراضا - فعل القبيح فإنه لا يستطيع أن يدلل عليه، ولذا فلا يوصف بالمنكر.
…والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعتبران من فروض الكفايات عند المعتزلة إذا قام بهما من يكفي سقط عن الباقين، وحكمها عموما الوجوب الكفائي.
…وقد استدل المعتزلة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأدلة كثيرة من القرآن الكريم ومن السنة النبوية والإجماع.
فمن القرآن الكريم قوله تعالى: ?كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، قال عبد الجبار: " فالله تعالى مدحنا على ذلك فلولا أنها من الحسنات الواجبات وإلا لم يفعل ذلك ".
…قال عبد الجبار: " وأما من السنة فهو قول النبي: " ليس لعين ترى الله يعصى فتطرف حتى تغير أو تنتقل".
…قال: " وأما الإجماع فلا إشكال فيه، لأنهم اتفقوا على ذلك "، وقد توافق أهل السنة والمعتزلة في حكم القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كونه من الواجبات على الكفاية، وهو ما قرره الله تعالي في كتابه الكريم حيث قال: ? {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}، وإلا أنه وقع خلاف بين أهل السنة والمعتزلة فيما يلي:
بين أهل السنة والمعتزلة فيما يلي:
1 - طريقة تغيير المنكر.
2 - أوجبوا الخروج على السلطان الجائر.
3 - حمل السلاح في وجوه المخالفين لهم سواء كانوا من الكفار أو من أصحاب المعاصي من أهل القبلة.
فأما طريقة تغيير المنكر: فقد ساروا فيها عكس الحديث الذي بين فيه الرسول صلى الله عليه وسلم موقف المسلم إزاء تغيير المنكرات.
…عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان "
…إذ إن تغيير المنكر عندهم يبدأ بالحسنى ثم باللسان ثم باليد ثم بالسيف، بينما الحديث يرشد إلى العكس، وهو ما يذهب إليه أهل الحق، من أن تغيير المنكر يبدأ بالفعل باليد إذا لم يترتب عليه مفاسد، والتغيير باليد هنا لا يكون بالسيف، وإنما هو إزالة المنكر بدون قتال ولا فتح باب فتنة أكبر من المنكر المراد إزالته.
…وأما الخروج على السلطان الجائر فقد أوجبه المعتزلة، والواقع أن جور السلطان وارتكابه المعاصي لا يوجب الخروج عليه لما يترتب على ذلك من المفاسد ومن سفك الدماء وتفريق كلمة الأمة، فإن الإسلام لا يبيح الخروج عليه إلا عندما يظهر الكفر منه صراحة.
…وأما حمل السلاح في وجوه المخالفين لهم من أهل القبلة فلا دليل لهم على ذلك، ولا يجوز أن يستحيل دم المسلم إلا بما حدده الشرع، وصاحب الكبيرة ليس بكافر، فلا يجوز قتاله واستحلال دمه ولم يأمر الشرع بذلك، فيجب على المسلم الالتزام وترك تنطع الخوارج والمعتزلة.(60/441)
مسألة: هل يسلم على الطلاب الرافضة في المدارس؟!
ـ[أبوالقاسم محمد]ــــــــ[26 - 12 - 09, 02:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشايخ وطلبة العلم الفضلاء
أسعدكم الله وبارك فيكم
سُئل العلامة عبدالرحمن البراك حفظه الله
عن من يُدَرِّس الرافضة هل يُسَلِّم عليهم؟!
فقال الشيخ: في أي مرحلة؟!
قال السائل: الابتدائية ..
قال الشيخ: هؤلاء أطفال .. فيسلم.
أهـ
فبدر إلى ذهني إن كان المدرس يُدرِّس طلاب المرحلة الثانوية
وجميع الطلاب هم من الرافضة
فهل يُسلِّم عليهم من باب الدعوة؟!
حتى أنه قالت إحداهن
فقبل أمس سئلت: مالفرق بين سني وشيعي؟؟؟
أو وحدة تقول أنا مرة قريت بالنت أن الشيعي كافر؟؟
كيف أواجه مثل هذا؟؟
مع العلم أن الاحتكاك بهم خطر فقد يتبلون عليكـ أو يضعونكـ في مصيبة!!
وكيف يجيبهم على مثل هذه الأسئلة؟!
سلمكم الله(60/442)
ما معنى الباء في قولنا إن الله فوق العرش بذاته؟
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[26 - 12 - 09, 11:28 م]ـ
من عنده علم فليخرجه لنا وله جزيل الشكر
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[27 - 12 - 09, 12:33 ص]ـ
المعنى و الله أعلم
أن هذه الصفة الفعلية تقوم بذات الله عز وجل
لأن الأشاعرة المتقدمين أثبتوا الإستواء دالا على العلو فقط ولذلك جعلوه من صفات الذات ولم يثبتوه صفه فعل تقوم بالله عز وجل
فالباء تدل على قيام الصفات الفعلية بالله
وللتوضيح
الأشاعرة منهم من قال بأن الإستواء هو أن الله يحدث في العرش قربا فيصير مستويا عليه من غير أن يقوم به نفسه فعل اختياري
فلذلك نفوا صفة الفعل التي تقوم بالخالق نفسه
وكذلك هم بقولون أن الإستواء والننزول والمجئ ليس صفة فعل تقوم بذات الله
والله اعلم
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[27 - 12 - 09, 12:34 ص]ـ
المعنى و الله أعلم
أن هذه الصفة الفعلية تقوم بذات الله عز وجل
لأن الأشاعرة المتقدمين أثبتوا الإستواء دالا على العلو فقط ولذلك جعلوه من صفات الذات ولم يثبتوه صفه فعل تقوم بالله عز وجل
فالباء تدل على قيام الصفات الفعلية بالله
وللتوضيح
الأشاعرة منهم من قال بأن الإستواء هو أن الله يحدث في العرش قربا فيصير مستويا عليه من غير أن يقوم به نفسه فعل اختياري
فلذلك نفوا صفة الفعل التي تقوم بالخالق نفسه
وكذلك هم بقولون أن الإستواء والننزول والمجئ ليس صفة فعل تقوم بذات الله
والله اعلم
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[27 - 12 - 09, 02:01 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا التوضيح
وأود توضيح معنى الباء هل هي زائدة يعني حين نقول الله فوق عرشه بذاته هل المعنى فوق العرش ذاته أي ذاته فوق العرش
أو غير ذلك
أرجو ممن عنده علم أن لا يبخل علينا بالإجابة
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[27 - 12 - 09, 03:47 م]ـ
وأود توضيح معنى الباء هل هي زائدة يعني حين نقول الله فوق عرشه بذاته هل المعنى فوق العرش ذاته أي ذاته فوق العرش
أو غير ذلك
ولللتوضيح في مسألة النزول
أهل السنة يقولون أن الله عز وجل ينزل بذاته إي بنفسه ومشيئته (أفعال قائمة بنفسه)
أما بعض المتقدمين من الأشاعرة أنهم يقولون بأن الله يخلق العالم تحته، بغير أن يحصل إنتقال من حيز على حيز
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[27 - 12 - 09, 04:00 م]ـ
حين نقول الله فوق عرشه بذاته هل المعنى فوق العرش ذاته أي ذاته فوق العرش
الجواب هو نعم.
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[27 - 12 - 09, 04:09 م]ـ
لها وجهان اما:
1 - الالصاق.
2 - الاستعلاء: اي ان ذاته جل وعلا "على العرش".
وان كان الاستعلاء اقرب ... بل لو قلنا بمعنى الالصاق لدخلنا في الاختلاف بين اهل السنة والجماعة فيما بينهم على الاستواء أهو مماسة او لا .. والله اعلم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[27 - 12 - 09, 04:23 م]ـ
أبا عبد الرحمن ما رأيك في هذه العبارة [العلو لا يقتضي حتما المماسة ولا تثبتها ولا ننفيها]
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[27 - 12 - 09, 08:40 م]ـ
لها وجهان اما:
1 - الالصاق.
2 - الاستعلاء: اي ان ذاته جل وعلا "على العرش".
وان كان الاستعلاء اقرب ... بل لو قلنا بمعنى الالصاق لدخلنا في الاختلاف بين اهل السنة والجماعة فيما بينهم على الاستواء أهو مماسة او لا .. والله اعلم
جزاك الله خيرا
على الوجه الأول الإلصاق لا شك أن الباء هنا لا تفيد الإلصاق.
وعلى الوجه الثاني أن الباء بمعنى على لا يصلح هنا كيف نقول الله فوق العرش على ذاته.
طبعا لا يصح هذا.
فهل يبقى لنا أن الباء هنا زائدة أي فوق العرش ذاته. أي ذاته فوق العرش أو يوجد معنى آخر للباء
من يزيدنا علما زاده الله
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[28 - 12 - 09, 02:48 ص]ـ
أخي أسامة ما تعليقك على إجابتي؟
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[28 - 12 - 09, 02:59 ص]ـ
أبا عبد الرحمن ما رأيك في هذه العبارة [العلو لا يقتضي حتما المماسة ولا تثبتها ولا ننفيها]
نعم .. صحيح
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[28 - 12 - 09, 03:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا
على الوجه الأول الإلصاق لا شك أن الباء هنا لا تفيد الإلصاق.
وعلى الوجه الثاني أن الباء بمعنى على لا يصلح هنا كيف نقول الله فوق العرش على ذاته.
طبعا لا يصح هذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/443)
فهل يبقى لنا أن الباء هنا زائدة أي فوق العرش ذاته. أي ذاته فوق العرش أو يوجد معنى آخر للباء
من يزيدنا علما زاده الله
كلام بديع
بارك الله فيك
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[28 - 12 - 09, 07:58 ص]ـ
أبا عبد الرحمن ما رأيك في هذه العبارة [العلو لا يقتضي حتما المماسة ولا تثبتها ولا ننفيها]
جزاك الله خيرا
هذا صحيح
نسكت عما سكت عنه الله ورسوله
ـ[محمد براء]ــــــــ[28 - 12 - 09, 02:53 م]ـ
هذه الباء -و الله أعلم - باء تفسير.
أي: لله على العرش فوقية هي فوقية ذاته.
فاحترزنا بها عن فوقية القدر والقهر التي يثبتها المخالفون ولا يثبتون فوقية الذات.
فلو قلنا: " الله فوق العرش بقهره " فنحن نفسر الفوقية بفوقية القهر، فالباء باء تفسير، فسرنا بها معنى الفوقية.
وهذه لا يخالف فيها المعطلة.
ولو قلنا: " الله فوق العرش بقدره ومكانته " فنحن نفسر الفوقية بفوقية القهر والمكانة، فالباء باء تفسير، فسرنا بها معنى الفوقية.
وهذه أيضاً لا يخالف فيها المعطلة.
ولو قلنا: " الله فوق العرش بذاته " فنحن نفسر الفوقية بفوقية الذات، فالباء باء تفسير، فسرنا بها معنى الفوقية، وهذه محل الخلاف مع المعطلة، فسبب هذه الزيادة: " بذاته " هو بيان مراد أهل السنة من الفوقية التي يثبتونها لله تعالى على العرش، حتى يتميز مذهبهم من مذهب مخالفيهم.
أما ما ذكره الأخ أبو إسحاق فهو غلط ظاهر، ناتج عن غلط في فهم هذه العبارة،لأن الكلام في عبارة: " الله فوق العرش بذاته " عن صفة العلو والفوقية لا عن الاستواء، ويينهما كما هو معلوم فرق، فالعلو صفة ذاتية، أما الاستواء فهو صفة فعلية، ولا مدخل للخلاف بين أهل السنة وغيرهم في إثبات الصفات الفعلية هنا البتة.
مثال آخر لباء التفسير:
قول أهل السنة: الله معنا بعلمه.
الباء هنا باء تفسير، فسرنا بها معنى المعية.
قال العلامة محمد بن أبي مدين الشنقيطي رحمه الله تعالى في كتابه شن الغارات على أهل وحدة الوجود وأهل المعية بالذات: " الباءُ في قولِهِم: هو معهم بعلمِهِ باءُ تفسيرٍ، أي: معهُم معيةٌ هي علمُهُ، كـ " من " في قوله تعالى: " أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ " أي: هي ذهبٌ ".
فالحلولية يقولون: الله معنا بذاته، فيفسرون المعية بمعية الذات.
ونحن نريد الاحتراز من مذهبهم الخبيث فنقول: الله معنا بعلمه، لنبين أن المراد معية العلم.
وكذلك لو قلنا: الله مع المؤمنين بنصره وتأييده، فالباء هنا أيضاً باء تفسير أردنا أن نبين فيها معنى المعية، وهي المعية الخاصة (معية النصر والتأييد) وهي غير المعية العامة: (معية العلم والإحاطة).
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[28 - 12 - 09, 02:57 م]ـ
جزاك الله خيرا
على هذا البيان
وأرجو أن تذكر لي من ذكر أن الباء تكون للتفسير من أهل اللغة.(60/444)
الاحتفال بعيد النصارى
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[27 - 12 - 09, 12:04 ص]ـ
الحمد لله و الصلاة على رسول الله
الاحتفال بعيد النصارى
ـ مقدمة ـ
الحمد لله الذي أكمل لنا ديننا و أتم علينا نعمته و رضي لنا الإسلام دينا و أمرنا أن نستهديه صراطه المستقيم صراط الذين أنعم عليهم غير المغضوب عليهم اليهود و لا الضالين النصارى
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أرسله بالدين القويم و الملة الحنيفية و جعله على شريعة من الأمر أمره بإتباعها و أمره بأن يقول "قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني"صلى الله عليه و على آله و سلم تسليما
أما بعد
فقد سول الشيطان لكثير ممن يدعي الإسلام الاحتفال بأعياد الكفار كعيد رأس السنة الميلادية و صار عادة اشتهرت بين عوام الناس و تناسوا أصله بل صار عند الكثير منهم عيدا يضاهي عيد الله بل قد زاد عليه كاد يفضي إلى موت الإسلام و حياة الكفر فهم أحدثوا فيه من الهدايا و الأفراح و الحفلات الليلية الممتلئة بالاختلاط و الغناء و غيرها من أنواع المحرمات من الزنا و اللواط و شرب الخمور و أنواع المخدرات و ينفقون فيها من الأموال ما لا ينفقونه في أعياد الله و يشترون أنواع من الحلويات التي يتشبهون فيها بالكفار و غير ذلك مما يصير به مثل عيد المسلمين أو أعظم ؤكل ذلك بدعا أحدثوها خالفوا بها الشريعة التي جاء بها المصطفى صلى الله عليه و سلم و إنما عددت أشياء من منكرات دينهم لما رأيت طوائف من المسلمين قد ابتلي يبعضها ,وجهل كثير منهم أنها من دين النصارى الملعون هو وأهله ,ولو فرض أن الناس لا يترك احد منهم هذه المشابهة المنكرة لكان في العلم بها معرفة القبيح ,و الإيمان بذلك ,فان نفس العلم و الإيمان بما كرهه الله خير و إن لم يعمل به ,بل فائدة العلم و الإيمان أعظم من فائدة مجرد العمل الذي لم يقترن به علم فان الإنسان إذا عرف المعروف و أنكر المنكر كان خيرا من أن يكون ميت القلب لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا
ألا ترى أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ,فان لم يستطع فبلسانه, فان لم يستطع فبقلبه و ذلك اضعف الإيمان " رواه مسلم و في لفظ:"ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل"
و إنكار القلب:هو الإيمان بأن هذا منكر و كراهته لذلك.فإذا حصل هذا كان في القلب إيمان و إذا فقد من القلب معرفة هذا المعروف و إنكار هذا المنكر ارتفع هذا الإيمان من القلب
و أيضا فقد يستغفر الرجل من الذنب مع إصراره عليه أو يأتي بحسنات تمحوه أو تمحو بعضه و قد يقلل منه وقد تضعف همته في طلبه إذا علم انه منكر
ثم لو فرض أن علمنا أن الناس لا يتركون المنكر و لا يعترفون بأنه منكر لم يكن ذلك مانعا من إبلاغ الرسالة و بيان العلم بل ذلك لا يسقط وجوب الإبلاغ
و قد روى مسلم في صحيحه عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم:"لله ما في السموات و ما في الأرض و إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله "اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم بركوا على الركب فقالوا:أي رسول الله صلى الله عليه و سلم كلفنا ما نطيق:الصلاة و الصيام و الجهاد و الصدقة و قد نزلت عليك هذه الآية و لا نطيقها قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا و عصينا؟ بل قولوا:سمعنا و اطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير "فلما اقترأها القوم و ذلت بها ألسنتهم أنزل الله تعالى في إثرها "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه و المؤمنون كل آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله لا نفرق بين أحد من رسله و قالوا سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير "فلما فعلوا ذلك نسخها الله فأنزل الله:"لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا "قال نعم "ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا "قال نعم "ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به "قال نعم "و اعف عنا واغفر لنا و ارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/445)
فحذرهم النبي صلى الله عليه و سلم أن يتلقوا أمر الله بمثل ما تلقاه به أهل الكتابين و أمرهم بالسمع و الطاعة فشكر الله لهم ذلك ,حتى رفع الله عنهم الاصار و الأغلال التي كانت على من قبلنا و لما دعا المؤمنون بذلك اخبرهم الرسول صلى الله عليه و سلم انه قد استجاب دعاءهم
و قد جاءت الشريعة بالنهي عن التشبه بالكفار في الجملة و الأمر بمخالفتهم في هديهم إما إيجابا أو استحبابا بحسب المواضع فعن أبي منيب الجرشي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" من تشبه بقوم فهو منهم"إسناده جيد و حسنه الألباني
و هذا الحديث أقل أحواله:أن يقتضي تحريم التشبه بهم و إن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم.كما في قوله "و من يتولهم منكم فانه منهم "فقد يحمل هذا على التشبه المطلق فانه يوجب الكفر و يقتضي تحريم أبعاض التشبه و قد يحمل على انه صار منهم في القدر المشترك الذي شابههم فيه ,فان كان كفرا أو معصية أو شعارا للكفر أو للمعصية:كان حكمه كذلك.
و روى الترمذي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:"ليس منا من تشبه بغيرنا.لا تشبهوا باليهود و لا النصارى ,فان تسليم اليهود: إشارة بالأصابع و تسليم النصارى:الإشارة بالأكف "و قال الألباني في صحيح الترمذي حسن صحيح
ففيه نهي مطلق عن مشابهتهم و هو خاص أيضا في النهي عن مشابهتهم في التسليم فاصل ذهاب دين الله و شرائعه و ظهور الكفر و المعاصي التشبه بالكافرين ,كما أن أصل كل خير المحافظة على سنن الأنبياء و شرائعهم
و روى الإمام أحمد في المسند:حدثنا اسود بن عامر حدثنا حماد بن سلمة عن أبي سنان عن عبيد بن أدم و أبي مريم و أبي شعيب:أن عمر كان بالجابية ذكر فتح بيت المقدس ـقال حماد بن سلمة:فحدثني أبو سنان عن عبيد بن أدم قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لكعب:"أين ترى أن أصلي؟ فقال:إن أخذت عني صليت خلف الصخرة فكانت القدس كلها بين يديك فقال عمر:ضاهيت اليهودية لا و لكن أصلي حيث صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فتقدم إلى القبلة فصلى ثم جاء فبسط رداءه فكنس الكناسة في ردائه و كنس الناس"
فعمر رضي الله عنه عاب على كعب الأحبار مضاهاة اليهودية أي مشابهتهم في مجرد استقبال الصخرة لما فيه من مشابهة من يعتقدها قبلة باقية و إن كان المسلم لا يقصد أن يصلي إليها
و إذا تقرر هذا الأصل في مشابهة الكفار فنقول العيد اسم جنس يدخل فيه كل يوم أو كل مكان لهم فيه اجتماع ,و كل عمل يحدثونه في هذه الأمكنة و الأزمنة فليس النهي عن خصوص أعيادهم بل كل ما يعظمونه من الأوقات و الأمكنة التي لا أصل لها في دين الإسلام ,و ما يحدثونه فيها من الأعمال يدخل في ذلك.
فموافقتهم في أعيادهم لا تجوز من طريقين:
الطريق الأول و العام:هو ما تقدم من أن هذا موافقة لأهل الكتاب فيما ليس من ديننا و لا عادة سلفنا فيكون مفسدة موافقتهم و في تركه مصلحة مخالفتهم فان أقل أحوال التشبه بهم أن يكون مكروها و يدل كثير منها على تحريم التشبه بهم في العيد مثل قوله صلى الله عليه و سلم:"من تشبه بقوم فهو منهم "و كذلك قوله:"خالفوا المشركين"و نحو ذلك مثل ما ذكرناه من دلالة الكتاب و السنة على تحريم سبيل المغضوب عليهم و الضالين و أعيادهم من سبيلهم إلى غير ذلك من الدلائل.
و أما الدليل الخاص في نفس أعياد الكفار فقوله تعالى:"و الذين لا يشهدون الزور و إذا مروا باللغو مروا كراما"ذكر عن مجاهد قال: هو أعياد المشركين"
و عن عطاء بن يسار قال: قال عمر:"إياكم و رطانة الأعاجم و أن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم"
فأعياد المشركين جمعت بين الشبهة و الشهوة و هي باطلة و لا منفعة فيها في الدين و ما فيها من اللذة العاجلة فعاقبتها إلى الم فصارت زورا
"حضورها بمعنى شهودها"
و إذا كان الله قد مدح ترك شهودها الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك من العمل الذي هو عمل الزور لا مجرد شهوده؟
ثم مجرد هذه الآية فيها الحمد لهؤلاء و الثناء عليهم ,ذلك وحده يفيد الترغيب في ترك أعيادهم و غيرها من الزور و يقتضي الندب إلى ترك حضورها و قد يفيد كراهة لتسمية الله لها زورا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/446)
و روى أبو داود من حديث أنس من مالك رضي الله عنه قال:"قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة و لهم يومان يلعبون فيهما فقال ما هذان اليومان؟ قالوا:كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى و يوم الفطر"
فوجه الدلالة أن العيدين الجاهليين لم يقرهما رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا تركهم يلعبون فيهما على العادة بل قال:إن الله قد أبدلكم بهما يومين آخرين و الإبدال من الشيء:يقتضي ترك المبدل منه إذا لا يجمع بين البدل و المبدل منه.
و المحذور في أعياد أهل الكتابين التي نوافقهم عليها أشد من المحذور في أعياد الجاهلية التي نوافقهم عليها ,فان الأمة قد حذروا مشابهة اليهود و النصارى و أخبروا أن سيفعل قوم منهم هذا المحذور ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى ولو دخلوا جحرضب لدخلتموه قالوا:يا رسول الله اليهود و النصارى؟ قال فمن.
بخلاف دين الجاهلية فانه لا يعود إلا في أخر الدهر عند اخترام أنفس المؤمنين عموما
و مما يؤيد هذا المعنى ما رواه أبو داود من حديث ثابت بن الضحاك قال نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ينحر إبلا ببوانة ,فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة فقال النبي صلى الله عليه و سلم هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا: لا قال هل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا قال: فقال النبي صلى الله عليه و سلم: أوف بنذرك. فانه لا وفاء لنذر في معصية الله و لا فيما لا يملك ابن آدم"صححه الألباني
بوانة: موضع قريب من مكة
و هذا يدل على أن الذبح بمكان عيدهم و محل أوثانهم معصية لله فإذا كان صلى الله عليه و سلم قد نهى أن يذبح في مكان كان الكفار يعملون فيه عيدا و إن كان أولئك الكفار قد أسلموا و تركوا ذلك العيد و السائل لا يتخذ المكان عيدا بل يذبح فيه فقط.ظهر أن ذلك سدا للذريعة إلى بقاء شيء من أعيادهم خشية أن يكون الذبح هناك سببا لإحياء أمر تلك البقعة و ذريعة إلى اتخاذها عيدا مع أن ذلك العيد إنما كان و يكون و الله أعلم سوقا يتبايعون فيها و يلعبون كما قالت له الأنصار:"يومان كنا نلعب فيهما في الجاهلية "لم تكن أعياد الجاهلية عبادة لهم و لهذا فرق النبي صلى الله عليه و سلم بين كونها مكان وثن و كونها مكان عيد.
فأعياد الكفار من الكتابيين و الأميين في دين الإسلام من جنس واحد كما أن كفر الطائفتين سواء في التحريم و إن كان بعضه أشد تحريما من بعض و لا يختلف حكمهما في حق المسلم
فهذا الحديث و غيره قد دل على أنه كان للناس في الجاهلية أعياد يجتمعون فيها و معلوم:أنه لما بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم محا الله ذلك عنه فلم يبقى شيء من ذلك ,ومعلوم أنه لو لا نهيه و منعه لما ترك الناس تلك الأعياد ,لأن المقتضي لها قائم من جهة الطبيعة التي تحب ما يصنع في الأعياد خصوصا أعياد الباطل من اللعب و اللذات و من جهة العادة التي ألفت ما يعود من العيد ,فان العادة طبيعة ثانية و إذا كان المقتضى قائما قويا, فلولا المانع القوي لما درست تلك الأعياد
و هذا يوجب العلم اليقيني بأن إمام المتقين صلى الله عليه و سلم كان يمنع أمته منعا قويا عن أعياد الكفار ,و يسعى في دروسها و طمسها بكل سبيل بل قد بالغ صلى الله عليه و سلم في أمر أمته بمخالفتهم في كثير من المباحات و صفات الطاعات لئلا يكون ذلك ذريعة على موافقتهم في غير ذلك من أمورهم و لتكون المخالفة في ذلك حاجزا و مانعا عن سائر أمورهم فانه كلما كثرت المخالفة بينك و بين أصحاب الجحيم؛ كان أبعد لك من أعمال أهل الجحيم.فليس بعد حرصه على أمته و نصحه لهم غاية ـبأبي هو وأمي ـ و كل ذلك من فضل الله عليه و على الناس و لكن أكثر الناس لا يعلمون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/447)
روى كريب مولى ابن عباس رضي الله عنهما قال:أرسلني ابن عباس و ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم إلى أم سلمة رضي الله عنهما أسألها أي الأيام كان النبي صلى الله عليه و سلم أكثرها صياما؟ قالت:كان يصوم يوم السبت و يوم الأحد أكثر ما كان يصوم من الأيام و يقول:إنهما يوما عيد المشركين فأنا أحب أن أخالفهم "رواه أحمد و النسائي و حسنه الألباني في صحيح الجامع
و هذا نص في شرع مخالفتهم في عيدهم و إن كان على طريق الاستحباب فإذا نحن شاركنا في عيدهم يوم السبت أو عيد يوم الأحد خالفنا هذا الحديث و إذا كان هذا في العيد الأسبوعي فكذلك في العيد السنوي إذ لا فرق بل إذا كان هذا في عيد يعرف بالحساب العربي فكيف بأعياد الكافرين العجمية التي لا تعرف إلا بالحساب الغربي
و روى البيهقي بإسناد صحيح في باب كراهة الدخول على أهل الذمة في كنائسهم و التشبه بهم يوم نيروزهم و مهرجانهم:عن سفيان الثوري عن ثور بن يزيد عن عطاء بن دينار قال عمر:"لا تعلموا رطانة الأعاجم ,و لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فان السخطة تنزل عليهم"
و بالإسناد عن الثوري عن عوف بن الوليد ,أو أبي الوليد عن عبد الله بن عمرو قال: من بنى ببلاد الأعاجم و صنع نيروزهم و مهرجانهم و تشبه بهم حتى يموت و هو كذلك حشر معهم يوم القيامة
النيروز: هو يوم عيدهم
و روى بإسناده عن البخاري صاحب الصحيح:قال:قال لي ابن أبي مريم أنبأنا نافع بن يزيد سمع سليمان بن أبي زينب و عمرو بن الحارث سمع سعيد بن سلمة سمع أباه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:"اجتنبوا أعداء الله في عيدهم"
قال البيهقي:و في هذا الكراهة لتخصيص يوم بذلك لم يجعله الشرع مخصوصا به ,و هذا عمر رضي الله عنه نهى عن التعلم لسانهم و عن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم فكيف بفعل بعض أفعالهم أو بفعل ما هو من مقتضيات دينهم؟ أليست موافقتهم في العمل أعظم من الموافقة في اللغة؟ أو ليس عمل بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم؟ وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم فمن يشركهم في العمل أو بعضه:أليس قد تعرض لعقوبة ذلك ثم قوله:"اجتنبوا أعداء الله في عيدهم "أليس نهيا عن لقائهم و الاجتماع بهم فيه؟ فكيف بمن عمل عيدهم؟
و أما عبد الله بن عمرو فصرح أنه:من بنى ببلادهم و صنع نيروزهم و مهرجانهم و تشبه بهم حتى يموت حشر معهم
وهذا يقتضي أنه جعله كافرا بمشاركتهم في مجموع هذه الأمور أو جعل ذلك من الكبائر الموجبة للنار و ان كان الأول ظاهر لفظه فتكون المشاركة في بعض ذلك معصية
و أما علي رضي الله عنه فكره موافقتهم في اسم العيد الذي ينفردون به فكيف بموافقتهم في العمل؟
و قد نص أحمد على معنى ما جاء عن عمر و علي رضي الله عنهما في ذلك و ذكر أصحابه مسألة العيد
و قال بعض أصحاب مالك من ذبح بطيخة في أعيادهم فكأنما ذبح خنزيرا و كذلك أصحاب الشافعي ذكروا هذا الأصل في غير موضع من مسائلهم كما جاءت به الآثار
و قال الإمام أبو الحسن الآمدي المعروف بابن البغدادي في كتابه عهدة الحاضر و كفاية المسافر.فصل: لا يجوز شهود أعياد النصارى و اليهود نص عليه أحمد في رواية مهنا و احتج بقوله تعالى "و الذين لا يشهدون الزور "قال الشعانين و أعيادهم
و اعلم رحمك الله يا أخي المسلم أن الأعياد من جملة الشرع و المناهج و المناسك التي قال الله سبحانه:لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا "و قال "لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه"كالقبلة و الصلاة و الصيام ,فلا فرق بين مشاركتهم في سائر المناهج ,فان الموافقة في جميع العيد:موافقة في الكفر و الموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر بل الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع , و من أظهر ما لها من الشعائر ,فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر و أظهر شعائره و لا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة و شروطه و أما مبدؤها:فأقل أحواله:أن تكون معصية و إلى هذا الاختصاص أشار النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي أخرجاه في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت:دخل علي أبو بكر و عندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث قالت و ليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ و ذلك يوم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/448)
عيد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا و هذا عيدنا و في رواية:يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا و إن عيدنا هذا اليوم
فان قوله:"لكل قوم عيدا و هذا عيدنا "فان هذا يوجب اختصاص كل قوم بعيدهم فإذا كان لليهود عيد و للنصارى عيد كانوا مختصين به فلا نشركهم فيه كما لا نشركهم في قبلتهم و شرعتهم
و ليعلم أن ما يفعلونه في أعيادهم معصية لله لأنه إما مبتدع و إما محدث أو منسوخ و أما ما يتبع ذلك من التوسع في العادات من الطعام و اللباس و اللعب و الراحة فهو تابع لذلك العيد فصار ذلك من أقبح المنكرات لأنهم يتعبدون بما لم يشرعه الله
ثم إن مشابهتهم في بعض أعيادهم يوجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل فيرون أن المسلمين قد صاروا فرعا لهم في خصائص دينهم فان ذلك يوجب قوة قلوبهم و انشراح صدورهم و هذا هو الذي أطمعهم في بلاد المسلمين حتى صرنا قصعة مستباحة لليهود و النصارى ينهبون منها ما يشاءون من الخيرات و يأسرون و يقتلون ما يشاءون و هذا أمر محسوس لا يستريب فيه عاقل فكيف نكرمهم بعد أن أهانهم الله و نعزهم بعد أن أذلهم الله و نكو نوا لهم أتباعا منقادين لهم طوع إرادتهم و قد جعلهم الله تبعا لنا و فضلنا عليهم قال تعالى:"كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله و لو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون و أكثرهم الفاسقون"
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة و حذيفة رضي الله عنهما قالا:قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت و للنصارى يوم الأحد فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة فجعل الجمعة و السبت و الأحد و كذلك هم تبع لنا يوم القيامة نحن الآخرون من أهل الدنيا و الأولون يوم القيامة المقضي لهم "و في رواية بينهم بين الخلائق رواه مسلم
و في رواية في الصحيحين:نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا و أوتيناه من بعدهم فهذا يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له فالناس لنا فيه تبع:اليهود غدا و النصارى بغد غد "متفق عليه
و المعنى و الله أعلم:أي نحن الآخرون في الخلق السابقون في الحساب و الدخول إلى الجنة كما قد جاء في الصحيح:"إن هذه الأمة أول من يدخل الجنة من الأمم و أن محمد صلى الله عليه و سلم من يفتح له باب الجنة"
و ذلك لأنا أوتينا الكتاب من بعدهم فهدينا لما اختلفوا فيها من العيد السابق للعيدين الأخرين و صار عملنا الصالح قبل عملهم ,فلما سبقناهم إلى الهدى و العمل الصالح جعلنا سابقين لهم في ثواب العمل الصالح
و أيضا فان المشابهة و المشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة و مشاكلة في الأمور الباطنة على وجه المسا رقة و التدريج الخفي قال ابن مسعود رضي الله عنه لا يشبه الزي الزي حتى يشبه القلب القلب
فمشابهتهم في أعيادهم و لو بالقليل هو سبب لنوع ما من اكتساب أخلاقهم التي هي ملعونة فمشابهتهم في الظاهر سبب و مظنة لمشابهتهم في عين الأخلاق و الأفعال المذمومة بل في نفس الاعتقادات و هذا هو الواقع اليوم في مجتمعاتنا الإسلامية ثم إن المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة و ومحبة و موالاة في الباطن ,كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر و هذا أمر يشهده الحس و التجربة و الواقع.فإذا كانت المشابهة في أمور دنيوية تورث المحبة و الموالاة فكيف بالمشابهة في أمور دينية؟ فان إفضاءها إلى نوع من الموالاة أكثر و أشد و المحبة و الموالاة لهم تنافي الإيمان قال تعالى:"يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض و من يتولهم منكم فانه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين"
و قال سبحانه وتعالى:"لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله و لو كان آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان و أيدهم بروح منه"
فأخبر سبحانه و تعالى أنه لا يوجد مؤمن يواد كافرا فمن واد الكفار فليس بمؤمن فالمشابهة الظاهرة مظنة المودة فتكون محرمة كما تقدم مثل ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/449)
و أما الطريق الثاني:أن الاحتفال بهذه الأعياد هو منكر و إن لم يكن فيه مشابهة لأهل الكتاب لكونه داخل في مسمى البدع و المحدثات فلم يعهد عند السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار الاحتفال بهذه الأعياد ولا من بعدهم من التابعين و إنما هو حدث أحدث بعد دروس العلم و انخفات نور النبوة و لا يزال الأئمة و العلماء ينكرون مثل هذه الأعياد و يرشدون الأمة إلى طريق الحق بما تركوه من كتب و مقالات و فتاوى في هذا الشأن
و قد أخرج مسلم في صحيحه عن جابر قال:كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا خطب احمرت عيناه و علا صوته و اشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم و مساكم و يقول بعثت أنا و الساعة كهاتين و يقرن بين إصبعيه السبابة و الوسطى ـ و يقول أما بعد فان خير الحديث كتاب الله و خير الهدي هدي محمد و شر الأمور محدثاتها و كل بدعة ضلالة "و في رواية للنسائي "و كل ضلالة في النار"
و فيما رواه أيضا في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"و في لفظ في الصحيحين:"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"
و في الحديث الصحيح الذي رواه أهل السنن عن العرباض بن سارية عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:"انه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين من بعدي ,تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور فان كل بدعة ضلالة "
و هذه قاعدة قد دلت عليها السنة و الإجماع مع ما في كتاب الله من الدلالة عليها أيضا قال تعالى:"أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله "الشورى
فمن ندب إلى شيء يتقرب به إلى الله أو أوجبه بقوله أو بفعله من غير أن يشرعه الله فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله و من اتبعه في ذلك فقد اتخذه شريكا لله شرع له من الدين ما لم يأذن به الله
و اعلم أن الله سبحانه و تعالى أرسل محمد صلى الله عليه و سلم إلى الخلق على فترة من الرسل و قد مقت أهل الأرض عربهم و عجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب ماتوا أو أكثرهم قبل مبعثه و الناس إذ ذاك أحد رجلين إما كتابي معتصم بكتاب إما مبدل و إما منسوخ أو بدين دارس بعضه مجهول و بعضه متروك و إما أمي من عربي و عجمي ,مقبل على عبادة ما استحسنه و ظن أنه ينفعه من نجم أو وثن أو قبر أو تمثال أو غير ذلك و الناس في جاهلية جهلاء من مقالات يظنونها علما و هي جهلا , وأعمال يحسبونها صلحا و هي فسادا.
و غاية البارع منهم علما و عملا أن يحصل قليلا من العلم الموروث عن الأنبياء المتقدمين ,قد اشتبه عليهم حقه بباطله ,أو يشتغل بعمل القليل منه مشروع و أكثره مبتدع لا يكاد يؤثر في صلاحه ألا قليلا أو أن يكدح بنظره كدح المتفلسفة ,فتذوب مهجته في الأمور الطبيعة و الرياضية و إصلاح الأخلاق حتى أن يصل إن وصل, بعد الجهد الذي لا يوصف إلى نزر قليل مضطرب لا يروي غليلا و لا يشفي عليلا و لا يغني من العلم الإلهي شيئا باطله أضعاف حقه إن حصل و أنى له ذلك؟ مع كثرة الاختلاف بين أهله و الاضطراب و تعذر الأدلة عليه و الأسباب
فهدى الله الناس ببركة نبوة محمد صلى الله عليه و سلم و بما جاء به من البينات و الهدى هداية جلت عن وصف الواصفين و فاقت معرفة العارفين حتى حصل لأمته المؤمنين به عموما و لأولي العلم منهم خصوصا من العلم النافع و العمل الصالح و الأخلاق العظيمة و السنن المستقيمة ما لو جمعت حكمة سائر الأمم علما و عملا الخالصة من كل شوب إلى الحكمة التي بعث بها لتفاوتتا تفاوتا يمنع معرفة قدر النسبة بينهما فلله الحمد كما يحب ربنا و يرضى
فليجتهد المؤمن في تحقيق العلم و الإيمان و ليتخذ الله هاديا و نصيرا و حاكما و وليا فانه نعم المولى و نعم النصير و كفى بربك هاديا و نصيرا و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين كل وقت و حين آمين.
وكتب / خالد الجزائري(60/450)
أين أجد تتمة الفصول لسلم الوصول للحكمي
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[27 - 12 - 09, 03:16 ص]ـ
وجزاكم الله خيرا و بارك فيكم
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[27 - 12 - 09, 11:42 م]ـ
أخى الحبيب محمد عمارة
تتمة الفصول للشيخ صالح بن على العمرى موجودة مطبوعة مع متن سلم الوصول وقد طبعتها دار التأصيل بالمنصورة
بارك الله فيكم
ـ[أبو مالك الأثري السلفي]ــــــــ[28 - 12 - 09, 12:59 ص]ـ
رقم جوال دار التأصيل كما هو مدون على المتن
0101172141
وفقكم الله
ـ[أبو مالك الأثري السلفي]ــــــــ[28 - 12 - 09, 01:02 ص]ـ
رقم جوال دار التأصيل كما هو مدون على المتن
0101172141
وفقكم الله
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[28 - 12 - 09, 07:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم(60/451)
هل عقيده الطحاوى هى ما يعتقده الاشعرى
ـ[السنهورى]ــــــــ[27 - 12 - 09, 03:18 ص]ـ
ما مدى صحه قول الامام السبكى:
" ان ما تضمنته عقيده الطحاوى هو ما يعتقده الاشعرى لا يخالف الا فى ثلاث مسائل"
فما هى المسائل الثلاث؟
وما هى عقيده ابى القاسم القشيرى؟
والعقيده المسماه بالمرشده؟
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[28 - 12 - 09, 08:35 م]ـ
لاعبرة بقول السبكي الاشعري عدو اهل السنة.
ماذا لو قلت أخي السنهوري أن السبكي يعد ابن خزيمه من الاشاعرة فقد ذكره في طبقاته و هذا بسبب تأويله صفة الصورة، فمن يوافقه عليه مع ان كتابه التوحيد مليئ بالاثبات.
أقول لك أنه لو سأل السبكي هل امامك الشافعي أشعري العقيدة؟ لقال نعم
أما عقيدة الطحاوي فهي مخالفة لعقيدة الاشعرية و انما حجة الاشاعرة التمسك ببعض المجملات من كلام اهل السنة فيتأولونه لصالحهم مع أن طريقة و سيرته مخالفة لذلك
ـ[أحمد الرشيد]ــــــــ[01 - 01 - 10, 05:08 م]ـ
كلام السبكي باطل.
والقشيري متصوف انظر الاستقامة لابن تيمية فغالب الكتاب رد عليه.
ـ[السنهورى]ــــــــ[02 - 01 - 10, 07:55 م]ـ
رحم الله الجميع ووفقنا للصواب وجعلنا على منهج الفرقه الناجيه
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[03 - 01 - 10, 12:55 ص]ـ
سؤال كنت اود سؤاله .. ماذا لو قال لك الاشعري عقيدتي هي العقيدة الطحاوية؟؟ لان احدهم قالها ضمن نقاش طويل .. فياحبذا لو ذكرنا اهم الفروق بين الاشعرية والطحاوية مع قناعتي ان من يقول بذلك .. اما انه لا يعرف العقيدة الاشعرية او الطحاوية او كليهما معا او انه كاذب في دعواه.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[03 - 01 - 10, 02:33 م]ـ
الطحاوي معاصر للأشعري وليس هو على عقيدة الأشعري وربما كانت عقيدة الطحاوي التي كتبها هي رد أو إيضاح لما حصل بين الأشعري والحنابلة أو رد على الأشعري نفسه.
أحد أهم مايميز الأشعري المتبع لأبي حسن الأشعري هو القول بالكلام النفسي والقول بالكسب وإثبات الصفات السبع
ـ[أبو يحيي المصري]ــــــــ[15 - 01 - 10, 05:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنبه الإخوة أن هذه الكلمة:" إن ما تضمنته عقيده الطحاوى هو ما يعتقده الأشعرى لا يخالف إلا فى ثلاث مسائل" هذه الكلمة قائلها هو الشيخ تقي الدين السبكي لا ولده تاج الدين
ولا يخفي اعتناء الأشاعرة قديما وحديثا بشرح عقيدة الطحاوي، ويبقي الكلام في تفسير الأشاعرة وغيرهم لعبارات الطحاوي فهذا هو معترك الأقران!
والمسائل الثلاث التي يقصدها الشيخ تقي الدين السبكي هي:
1 - مسألة التكوين وصفات الأفعال عموما
2 - مسألة الإيمان
3 - مسألة التكليف بما لا يطاق
جعلنا الله جميعا علي ما كان عليه النبي و أصحابه صلوات الله وسلامه عليه و رضوانه علي أصحابه
والله الموفق
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[15 - 01 - 10, 07:31 ص]ـ
ما الفرق بين الأشعرية والطحاوية؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87858&highlight=%C7%E1%DD%D1%DE+%C8%ED%E4+%C7%E1%C3%D4%D A%D1%ED%C9+%E6%C7%E1%D8%CD%C7%E6%ED%C9
سؤال: ما الفرق بين الأشعريّة و الطحاويّة؟
جواب: بسم الله الرحمن الرحيم، و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و آله و صحبه و بعد؛ فإن هذا السؤال يحتاج قبل الجواب عنه إلى تصحيحه حيث لا توجد مقابلة بين الطحاوية و الأشعريّة حتى تذكر الفروق بينهما! و لكن إن كان السؤال عن الفرق بين العقيدة الطحاوية و العقيدة الأشعريّة فإنه أيضاً لا توجد بينهما مقابلة لأن العقيدة الطحاوية هي متن (كتاب) في العقيدة و الأشعرية فرقة من فرق أهل الكلام من متكلمة الصفاتية كما سيأتي بيانه إن شاء الله. و تفصيل الجواب باختصار:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/452)
العقيدة الطحاويّة: هي متن أو كتاب مختصر في العقيدة كتبه الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي. و الأزدي نسبة إلى الأزد من قبائل العرب من قحطان و الطجاوي نسبة إلى "طحا" قرية في صعيد مصر. ولد سنة 239 هـ و توفي 321 هـ. قال عنه الحافظ ابن كثير: " الفقيه الحنفي صاحب التصانيف المفيدة و الفوائد الغزيرة و هو أحد الثقات الأثبات و الحفاظ الجهابذة ". و من هذه المصنفات رسالة مختصرة في العقيدة و قد نسبت هذه الرسالة إلى مؤلفها فقيل: العقيدة الطحاويّة. و هذه الرسالة تحرّى فيها مؤلّفها ذكر مذهب أهل السنّة و الجماعة كما قال في مطلعها:"هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنّة و الجماعة على مذهب فقهاء الملّة .. ". و قد تضمّنت بالفعل أكثر مسائل الاعتقاد و أهمها و إن خلت من ذكر مسائل توحيد الإلهيّة و مباحث الشرك و هو من أهم مباحث العقيدة و كذلك مسألة البدعة و أحكامها و حجيّة أخبار الآحاد في العقيدة و غير ذلك من المسائل و مع ذلك فهي بحق من أجمع ما كتب في هذا الباب. و لا تخلو الرسالة من بعض الملاحظات و التي لم يوفق فيها المؤلف إلى إصابة الحق في تقريرها و هي قليلة –و لله الحمد- في بعض مسائل الإيمان و إطلاق بعض الاصطلاحات المحدثة في حق الله نفياً أو إثباتاً، و على كل حال فالرسالة نافعة و قد جعل الله لها قبولاً عند العلماء و شرحها عدد كبير من الشرّاح أو علّق عليها و أحسن هذه الشروح و أوسعها انتشاراً شرح الإمام ابن أبي العز الحنفي رحمه الله. و قد شرحها عدد من علماء الكلام شرحاً على خلاف مذهب أهل السنّة فليحذر من هذا!
و المراد أن العقيدة الطحاوية رسالة تضمّنت ذكر عقيدة أهل السنّة و الجماعة في أبواب الصفات و القدر و الإيمان و الغيبيّات من الملائكة و حياة البرزخ و علامات الساعة و اليوم الآخر و الشفاعة و الرؤية و العرش و الجنّة و النار و مباحث الإمامة و الجماعة و لزوم السنة و ذم الكلام و أهله و غير ذلك من مباحث مهمة و نافعة جزى الله خيراً كاتبها و شارحها و دارسها.
فهذا ما يتعلّق بالعقيدة الطحاوية و بيانها.
أمّا الأشعريّة فهي فرقة من الفرق التي ظهرت في أواخر القرن الثالث الهجري و قد ظهرت في مقابل المعتزلة الذين شاع سوطهم في هذه الفترة و في حقيقة الأمر لقد كان ظهورهم في مقابل المعتزلة من باب ردِّ البدعة بالبدعة، و لعل من أهم أسباب انتشار مذهبهم هو كونه ظهر كمذهب يعارض مذهب المعتزلة مما غرّ به كثير من الناس بل و المنتسبين للعلم. و الحديث عن مذهب الأشاعرة طويل و لكن أشير إلى ثلاثة مسائل فقط:
1. أسماء هذه الفرقة و نسبتهم:
هذه الفرقة اشتهرت باسم الأشاعرة نسبة إلى الإمام أبي الحسن الأشعري علي بن إسماعيل (250 - 330 هـ) و لقد كان إماماّ فذّاً واسع الاطلاع و المعرفة متعدد الفنون و لهذا ادعت المالكية انه مالكي و الشافعية أنه شافعي و الحنفية أنه حنفي! و لقد كان في أول أمره على مذهب المعتزلة و لكنه رجع عنه و انتسب إلى مذهب ابن كلاّب (عبد الله بن سعيد) و عقيدته هي مزيج من عقائد المعتزلة و أهل السنّة و لذا قال عنه الذهبي:" صاحب التصانيف في الرد على المعتزلة و ربما وافقهم "! و لكن الأمر لم يستقر بأبي الحسن الأشعري عند هذه المرحلة بل عقبتها مرحلة ثالثة في حياته و هي رجوعه إلى مذهب الإمام أحمد و دلّ على هذا ما تراه جليّا في كتاب "الإبانة عن أصول الديانة" و ترى مذهب أهل السنة جلياً أيضاً في رسالته "رسالة إلى أهل الثغر". و عند هذه الحقيقة يتبين أن انتساب هذه الفرقة إلى الأشعري انتساب باطل غير مقبول لنهم ينتسبون إلى المرحلة الثانية من حياته و لا يتابعون ما قرره في آخر حياته من مذهب السلف الصالح فانتسابهم إليه كنسبته إلى الاعتزال كلتاهما مرحلتان من حياته رجع عنها، و مما يجب التنبيه عليه أن مذهب الأشعرية مرّ بمراحل كغيره من المذاهب و الفرق كان آخرها ما قرره الرازي و غيره من علماء الكلام و هو مذهب أقرب إلى مذهب المعتزلة و ليس حتى على طريقة ابن كلاب و الأشعري في المرحلة الثانية من حياته فمتأخري الأشاعرة من الغزالي و الرازي و أبو منصور البغدادي و الجويني و الآمدي فضلاً عن التفتزاني و غيرهم فهم ينكرون الصفات الخبرية و علو الله على خلقه بخلاف متقدّمي الأشاعرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/453)
كأبي الحسن في مرحلة متابعته لابن كلاّب و البيهقي و نحوهما ممن أثبت عامة الصفات الخبريّة و علو الله و استواءه على عرشه.
و يطلق عليهم أيضاً متكلّمة الصفاتية لكونهم أثبتوا بعض الصفات و تأولوا الأكثر منها و خاضوا فيها بالكلام المذموم على طريقة الفلاسفة. و يطلق عليهم أيضاً "السبعيّة " لكونهم أثبتوا سبع صفات و تأولوا الباقي من الصفات الإلهيّة. و قد أطلق عليهم الأئمة المتقدمون اسم الجهميّة أيضاً لأنهم سلكوا مذهب الجهم في نفي الصفات و وافقوه في قولهم في القدر و كذلك في الإيمان كما سيأتي الإشارة إليه.
2. أشهر رجالات هذه الفرقة و مصنفاتهم.
لقد انتسب إلى مذهب الأشاعرة جماعة من المشاهير من المنتسبين إلى العلم و هم متفاوتون فيما بينهم قرباً و بعدا من السنّة و لعلي أشير فقط إلى أساطين هذا المذهب و من كان لهم دور في تأسيسه و نشره و من هؤلاء: أبو بكر الباقلاني (403هـ) و أبو بكر محمد بن الطيب (423هـ)، و أبو الحسن الطبري، و أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (458هـ) و هؤلاء أثبتوا عامة الصفات ثم تلاهم جماعة من علماء الأشاعرة نَحَوْ بالمذهب إلى جهة الاعتزال كمثل سيف الدين الآمدي و أبو المعالي الجويني (478هـ) و أبو حامد الغزالي (505هـ) و أبو الفتح محمد بن أبي القاسم الشهرستاني (548هـ) و أبو عبد الله محمد الرازي الملقب بفخر الدين و البيضاوي صاحب التفسير (701هـ) و تاج الدين السبكي و الشريف الجرجاني (816هـ) و التفتزاني و السنوسي و غيرهم كثير من علماء الأشاعرة.
و من أشهر مصنفاتهم في هذا الباب: الاقتصاد في الاعتقاد للغزالي، و العقائد النسفيّة و شرحها للنسفي و التفتزاني، و لمع الأدلة للجويني، و تمهيد الأوائل و تلخيص الدلائل للباقلاني، و أساس التقديس و المسائل الخمسون للرازي، و أصول الدين لأبي منصور البغدادي، المواقف في علم الكلام للإيجي، و جوهرة التوحيد للقاني و شرحها للباجوري و غير ذلك من المصنفات الكثيرة في تقرير عقائد الأشعريّة و لهم مصنفات كثيرة في التفسير و شروح الحديث و النحو مملوءة بعقائدهم.
3 - أهم مسائل العقيدة التي خالفوا فيها أهل السنة:
1. اعتبروا أن غاية التوحيد و معنى شهادة أن لا إله إلا الله إثبات توحيد الربوبيّة!
2. اختلفوا في أول واجب على المكلّف هل هو النظر العقلي أو الشك في وجود الله!
3. لا يكاد يوجد لتوحيد العبادة و التحذير من الشرك ذكر في مصنفاتهم على كثرتها.
4. معنى الإله عندهم هو القادر على الاختراع كما قاله الأشعري أو من تحيرت فيه العقول!
5. إثبات سبع صفات لله و هي: الإرادة و القدرة و العلم و الحياة و السمع و البصر و الكلام النفسي! و قاموا بتأويل سائر الصفات و نفيها عن الله.
6. نفوا علو الله على خلقه و استواءه على عرشه، و قالوا ليس بداخل العالم و لا خارجه و لا فوقه و لا تحته و لا محايث له و لا متصل به و لا منفصل عنه!!
7. قالوا بأن القرآن لفظه من الرسول البشري (محمد صلى الله عليه و سلم) أو الملكي (جبريل)!
8. قالوا برد أخبار الآحاد في العقيدة.
9. قالوا بتقديم العقل على النصوص الشرعية و تأويلها أو نفيها إذا عارضت معقولهم.
10. قالوا بأن العبد في حقيقته مجبر على أفعاله غير مختار لها و إن كانت صورته صورة مختار فقالوا بقول الجهم في القدر و لكنهم أسموه بالكسب و لهم اكثر من مائة قول في تعريفه و قد قيل:
مما يقال و لا حقيقة تحته معقولة تدنوا إلى الأذهان
الكسب عند الأشعري والحال عند البهشمي و طفرة النظّام
11. قالوا بنفي الأسباب و أن الأسباب غير مؤثرة بنفسها فالنار لا تحرق و السكين لا تقطع و لكن الإحراق و القطع يحصل عندهما!!!!
12. نفوا أن تكون أقدار الله و أفعاله عن حكمة بل عن محض مشيئة مجرّدة!
13. قالوا بأن الإيمان تصديق القلب و إقرار اللسان و أخرجوا العمل من مسمّاه كما هو قول الجهم و مذهب المرجئة.
14. خالفوا مذهب السلف في مسألة التحسين و التقبيح فنفوا أن يكون للعقل أو الفطر دور في هذا الباب بل محض الشرع و جوزوا أن يأتي الشرع بما تستقبحه الفطر و العقول!!
15. خالفوا مذهب السلف في باب النبوات و المعجزات و الفرق بينها و بين خوارق العادات و فعل السحرة و الكهان مما فتح الباب للملاحدة للطعن في الدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/454)
16. جعلوا من أصول مذهب التأويل و هو صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى غير ظاهر و حرّفوا النصوص بتأويلها أو ادعاء المجاز فيها و هو صرف اللفظ عن حقيقته إلى معنى آخر غير مراد كل ذلك بدون دليل يوجب صرف اللفظ عن حقيقته أو ظاهره.
17. قالوا بأن مذهب السلف أسلم و مذهب الخلف أعلم و أحكم!
و الحديث عن مخالفتهم لمذهب أهل السنة طويل و لا ريب أن هذه الفرقة من الفرق الضالة التي لا يجوز الانتساب إليها بما قد تقرر من ذكر هذه العقائد الفاسدة و قد قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله "قول الإمام مالك لا تجوز شهادة أهل البدع و أهل الأهواء. أهل الأهواء عند مالك و سائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء و البدع أشعرياً كان أو غير أشعري و لا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً و يهجر و يؤدّب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب ". (جامع بيان العلم و فضله 2/ 96) و قد استوعب أهل العلم قديماً و حديثاً الكلام عن عقائد القوم و بيان حقيقة مذهبهم و من أشهرهم الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية في عامّة مصنفاته لا سيما "درء التعارض "و "الرسالة التدمرية" و "الصفديّة "و "شرح الأصفهانيّة" و "شرح حديث النزول" و غيرها من المصنفات النافعة و كذلك تلميذه ابن القيم لا سيما في كتابه "الصواعق المرسلة" و يمكن مراجعة "مختصر الصواعق" للموصلي و من أحسن المصنفات و أقربها في هذا الباب رسالة الشيخ د. سفر الحوالي "منهج الأشاعرة في العقيدة"، و رسالة الشيخ د. عبد الرحمن المحمود " جهود شيخ الإسلام في الرد على الأشاعرة " رسالة دكتوراه مقدمة بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض. كما يمكن الرجوع إلى كتاب "فرق معاصرة تنتمي للإسلام" للشيخ د. غالب عواجي، ....
و بهذا البيان المفصّل أرجو أن يتضح للسائل المراد بفرقة الأشاعرة و مخالفة عقيدتهم لما جاء في رسالة الإمام الطحاوي في العقيدة و المسمّاة بالعقيدة الطحاوية. و نسأل الله للجميع الهداية و التوفيق و أن يمسّكنا بالكتاب و السنّة و هدي سلف الأمّة حتى نلقاه و صلى الله و سلم على محمد.
أجاب على السؤال الشيخ وليد خالد بسيوني حفظ الله قبل عدة سنوات(60/455)
هل يصح قول أن فلان بعينه في الجنة أو في النار؟
ـ[فهد الخالدي]ــــــــ[27 - 12 - 09, 12:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم النقاش مع بعض الأخوة حول القول بأن فلان بعينه في الجنة أو النار من غير الذين تم فيهم أحاديث أو آيات صريحة
وتم الإستشهاد بـ صدام حسين الذي نطق الشهادة قبيل وفاته
ومثل شارون اليهودي الذي لم يثبت إسلامه
وكذلك تم عرض مثال عبدالله القصيمي وهل فعلاً ثبتت توبته أم لا؟
وكان من ضمن الأدلة التي أثارت إنتباهي هذا الحديث
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم وكان وكان فأين هو قال في النار قال فكأنه وجد من ذلك فقال يا رسول الله فأين أبوك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار قال فأسلم الأعرابي بعد وقال لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعبا ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1288
لأني أرجح عدم القول بالتعيين بدخول الجنة أو النار إلا من ثبت له ذلك في آية أو حديث صريح صحيح
و أثناء بحثي في الشبكة وجدتُ أحدهم يقول أن الشيخ أبو إسحاق الحويني - شفاه الله - يقول بتضعيف هذا الحديث من غير إيراد لفتوى أو رابط
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من غضبك والنار
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[فهد الخالدي]ــــــــ[08 - 03 - 10, 06:03 ص]ـ
سبحان الله العظيم وبحمده
ـ[فيصل الحربي]ــــــــ[08 - 03 - 10, 08:36 ص]ـ
هذه المسألة تنقسم إلى قسمين:
القسم الاول: أهل القبلة
فلا يحكم لأحد منهم بجنة ولا نار إلا لمن ثبت في حقه نص صريح
القسم الثاني: الكفار
فمن مات منهم على الكفر يحكم عليه بعينه أنه من أهل النار
بقي من كان على الاسلام ثم أرتدد فإذا لم يثبت أنه تاب ورجع وإلا يحكم عليه أنه من أهل النار
ولا يعني هذا أننا نوجب على الله أن يدخله النار ولابد أن ينتبه لهذا
ولو قال قائل يمكن أنه تاب
قلنا نحن لنا الظاهر ويعامل معاملة الكفار فلا يغسل ولايصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم وكان وكان فأين هو قال في النار قال فكأنه وجد من ذلك فقال يا رسول الله فأين أبوك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار قال فأسلم الأعرابي بعد وقال لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعبا ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار
هذا الحديث يُستدل به في عدم العذر بالجهل في مسائل ليس هذا مكان لبسطها
فما أدري ماهو وجه الإستدلال بهذا الحديث فيما أنتم بصدده
أسال الله التوفيق لنا ولكم
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[08 - 03 - 10, 10:59 ص]ـ
بالنسبة لمسألة صدام حسين و كل من على شاكلته ممن حسنت خاتمتهم إن شاء الله، أنه لا يقال أنه في الجنة لكن يُرجى له و هذا من حسن الخاتمة، و كذلك الكافر، إذا مات و لم نعلم هل مات على الكفر أم لا فلا يصح الحكم عليه بأنه في النار، إذ لا يدري أحد هل أسلم قبل موته؟ و أظن أن جلكم يعلم قصة المرأة التي كانت تحتضر كما ذكر ذلك الشيخ الحويني -حفظه الله-، و أدخلها ولدها للمستشفى ثم انهمك في المسائل الإدارية إذ بالمرأة تحتضر فلقنها بعض الإخوة الشهادة فنطقت بها و ماتت، و حينما عاد الولد ليطمئن على أمه وجدها قد ماتت فعزاه الحضور و قالوا له لكن الحمد لله لقد نطقت بالشهادة، فقال لهم غاضباً: "كفّرتوها؟؟ " فكانت المرأة نصرانية و نطقت بالشهادة قُبيل موتها. سبحان من يهدي إلى الصراط المستقيم.
و الله تعالى أعلم.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[08 - 03 - 10, 12:00 م]ـ
أهل القبلة ممن شهدوا لله تعالى بالوحدانية ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالرسالة والتزموا وخضعوا لشريعته نرجوا لهم الجنة ولاا نجزم لأحد منهم بها فالله وحده أعلم بسرائرهم، إلا من شهد له الرسول المعصوم بها كاعشرة وغيرهم.
والكفار ممن رفضوا رسالة الإسلام وشرعته، وماتوا على ذلك، نشهد لهم بما شهد لهم الله ورسوله، قال تعالى (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) [البقرة:161]
ـ[بندر لنبهان]ــــــــ[08 - 03 - 10, 05:41 م]ـ
اليكم هذا النقل
قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ:
س4/ هل يحكم على اليهودي المعين الذي مات على اليهودية أنه من أهل النار؟
ج/ نعم يحكم على المعين الذي مات على اليهودية أو على النصرانية بأنه من أهل النار، وهذا لأنه كافر أصلي والنبي لما زار اليهودي الغلام اليهودي وقال له «قل لا إله إلا الله» أو «قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله»، فجعل الغلام ينظر إلى أبيه ولم يقلها فقال له والده اليهودي: أطع أبا القاسم. فقال الغلام وكان يخدم النبي (: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله). فقال عليه الصلاة والسلام «الحمد لله الذي أنقضه الله بي من النار»، وقال عليه الصلاة والسلام «والله لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا أكبه الله في النار»، وقال أيضا كما في صحيح مسلم «حيث ما مررت بقبر كافر فبشره بالنار» وقال أيضا جل وعلا ((وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)) [المائدة:72]، وهذا لا يدخل في قول أهل السنة والجماعة، ولا نشهد لا معين من أهل القبلة بجنة ولا نار إلا من شهد له رسول الله (، هذا في حق المعين من أهل القبلة، أما من مات على كفره من اليهود والنصارى أو مات ونحن نعلم أنه يهودي أو نصراني فهذا كافر يشهد عليه بأنه من أهل النار «حيث ما مررت بقبر كافر فبشره بالنار».
تفريغ من شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.
الشريط: (26) المدة التي يتواجد فيها الكلام:01:12:47
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/456)
ـ[بندر لنبهان]ــــــــ[08 - 03 - 10, 05:51 م]ـ
وهذه مواضيع ذات صلة منقولة من مشاركة للأخ مستور الحال في الالوكة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3381
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=139525
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=143552
ـ[فيصل الحربي]ــــــــ[09 - 03 - 10, 08:34 ص]ـ
و كذلك الكافر، إذا مات و لم نعلم هل مات على الكفر أم لا فلا يصح الحكم عليه بأنه في النار
كفاني أخي الذي نقل فتوى الشيخ صالح ال الشيخ الاجابة
فجزاه الله خير(60/457)
سؤال؟! عن كلمة توحيد العزة
ـ[عبد الحفيظ الحامدي]ــــــــ[27 - 12 - 09, 09:30 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحبائي في الله إني أحبكم في الله
ذكر أحد الدعاة الذي يزور فرنسا الأن في أحد المساجد
و أخذ يطعن في الملك فيصل رحمه الله و العلماء على عصر الملك رحمة الله عليهم أجمعين
فبعدما سمعت النقولات عنه من طرف إخوة ثقة و بعدها إلى التسجيل المرئي و الصوتي
استوقفني كلام كثير و من هذا الكلام كلمة توحيد العزة
قال أن العلماء في السعودية يدعون إلى التوحيد الألوهية و الربوبية و الأسماء و الصفات وووووووووو ........................ فإذا لماذا لا يدعون إلى توحيد العزة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نورونا نوركم الله إن كان معكم إطلاع عن هاته العبارة جزاكم الله خيرا
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[28 - 12 - 09, 01:27 ص]ـ
ممكن والله أعلم أن يسخر من التقسيم نفسه
فيقول لماذا لا يتكلمون عن توحيد العزة والرازقية والخالقية وهكذا
فأظن أنه يستهزئ بتقسيم التوحيد
و مما ذكرت أنت انه يشنع على العلماء فهذا يدل على كلامي
والله أعلم(60/458)
تقليد الغرب المشركين
ـ[أبو مصعب السيوطي]ــــــــ[28 - 12 - 09, 02:48 ص]ـ
تقليد الغرب المشركين جمع وترتيب: أبى مصعب السيوطي
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلامًا على عباده الذين اصطفى. لاسيما عبدُه المصطفى، وعلى آله وصحبه المستكملين الشرف، وبعد
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ " قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: " فَمَنْ؟ "
[رواه: البخارى واللفظ له، ومسلم وابن ماجه وأحمد وغيرهم]--------------------------------
* توطئة *
إن من أبرز مواطن الجمال فى هذه الشريعة: التميز فى عقائدها، وتصوراتها، وأفكارها وهى تعمل جاهدة على بقاء هذا التميز فى الوقت الذى يدأب الأعداء ليل نهار على تذويب معالم الشخصية المسلمة، وتدمير عقيدة الولاء والبراء - أحد ثوابت التصور الإسلامى الصحيح -من خلال الدعوات التى يروج لها كـ: ثقافة العالم الواحد " العولمة " والحداثة، والتقارب بين الأديان وهذا وغيره يتناقض تمام التناقض مع ما أراده الله لهذه الأمة من التميز والاستقلال فى التصورات والأفكار.
* الكلام على الحديث من وجوه *
أولاً: الغريب:
- قوله (سنن) بفتح السين للأكثر، والمراد: الطريق.
- قوله (جحر ضب) الضب: دويبة معروفة.
يقال: خصت بالذكر لأن الضب يقال له قاضي البهائم والذي يظهر أن التخصيص إنما وقع لجحر الضب لشدة ضيقه ورداءته ومع ذلك فإنهم لاقتفائهم آثارهم وأتباعهم طرائقهم لو دخلوا في مثل هذا الضيق الرديء لتبعوهم.
- قوله (قال فمن؟) هو استفهام إنكار والتقدير: فمن هم غير أولئك.
وقد اخرج الطبراني من حديث المستورد بن شداد رفعه " لا تترك هذه الأمة شيئاً من سنن الأولين حتى تأتيه ".
ووقع في حديث عبد الله بن عمرو عند الشافعي بسند صحيح " لتركبن سنة من كان قبلكم حلوها ومرها ".
ثانياً: دلالات الألفاظ والمعانى:
- قال ابن بطال: أُعلم صلى الله عليه وسلم أن أمته ستتبع المحدثات من الأمور والبدع والأهواء كما وقع للأمم قبلهم، وقد أنذر في أحاديث كثيرة بأن الآخر شر، والساعة لا تقوم إلا على شرار الناس، وأن الدين إنما يبقى قائماً عند خاصة من الناس.
- قال ابن حجر: وقد وقع معظم ما أنذر به صلى الله عليه و سلم وسيقع بقية ذلك.
- وقد تقرر في الشرع أنه لا يجوز للمسلمين رجالاً ونساء التشبه بالكفار سواء في عبادتهم أو أعيادهم أو أزيائهم الخاصة بهم، وهذه قاعدة عظيمة في الشريعة الإسلامية خرج عنها اليوم - مع الأسف- كثير من المسلمين جهلاً بدينهم، أو تبعاً لأهوائهم، أو انحرافاً مع عادات العصر الحاضر وتقاليد أوروبا الكافرة، حتى كان ذلك من أسباب ذل المسلمين وضعفهم وسيطرة الأجانب عليهم واستعمارهم.
- ومما ينبغي أن يعلم أن أدلة هذه القاعدة المهمة كثيرة في الكتاب والسنة، ومن أدلة الكتاب قوله تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [الحشر:19]
ومنها قوله تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [الجاثية:18]
يخبر تعالى أنه جعل رسوله صلى الله عليه وسلم على شريعة من الأمر شرعها له، وأمره بإتباعها، ونهاه عن إتباع أهواء الذين لا يعلمون، وقد دخل في (الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) كل من خالف شريعته، و (أَهْوَاءَ) ما يهوونه، وما عليه المشركون من هديهم الظاهر الذي هو من موجبات دينهم الباطل وتوابع ذلك فهم يهوونه، وموافقتهم فيه: اتباع لما يهوونه، ولذا يفرح الكافرون بموافقة المسلمين لهم في بعض أمورهم، ويسرون بذلك، ويودون أن لو بذلوا مالاً عظيماً ليحصل ذلك.
وقال تعالى: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) [الحديد:16]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/459)
قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية: فقوله (وَلَا يَكُونُوا) نهي مطلق عن مشابهتهم، وهو خاص أيضاً في النهى عن مشابهتهم في قسوة قلوبهم، وقسوة القلوب من ثمرات المعاصي.
قال الحافظ ابن كثير عند تفسير هذه الآية: ولهذا نهي الله المؤمنين أن يتشبهوا بهم في شيء من الأمور الأصلية والفرعية.
وفي الباب آيات أخر كثيرة وفيما ذكرنا كفاية.
فتبين من هذه الآيات أن ترك هدى الكفار والتشبه بهم في أعمالهم وأقوالهم وأهوائهم من المقاصد والغايات التي أسسها، وجاء بها القرآن الكريم، وقد قام صلى الله عليه وسلم ببيان ذلك وتفصيله للأمة، وحققه في أمور كثيرة من فروع الشريعة. قال صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من عمل بسنة غيرنا ".
حتى عرف ذلك اليهود الذين كانوا في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وشعروا أنه صلى الله عليه وسلم يتحرى أن يخالفهم في كل شئونهم الخاصة بهم فقالوا: " ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه ".
وهذا لا ينحصر في باب واحد من أبواب الشريعة المطهرة كالصلاة مثلاً، بل قد تعداها إلى غيرها من العبادات والآداب والعادات.
--------------------------------
* أمثلة على مخالفة شريعتنا لغيرها *
1 - من الصلاة:
- عَنْ أَبِى عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ عُمُومَةٍ لَهُ مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ اهْتَمَّ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم لِلصَّلاَةِ كَيْفَ يَجْمَعُ النَّاسَ لَهَا فَقِيلَ لَهُ انْصِبْ رَايَةً عِنْدَ حُضُورِ الصَّلاَةِ فَإِذَا رَأَوْهَا آذَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ قَالَ فَذُكِرَ لَهُ الْقُنْعُ - يَعْنِى الشَّبُّورَ [البوق]- فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ وَقَالَ «هُوَ مِنْ أَمْرِ الْيَهُودِ». قَالَ فَذُكِرَ لَهُ النَّاقُوسُ فَقَالَ «هُوَ مِنْ أَمْرِ النَّصَارَى». فَانْصَرَفَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ وَهُوَ مُهْتَمٌّ لِهَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأُرِىَ الأَذَانَ فِى مَنَامِهِ ... الحديث [رواه أبو داود]
- ومن ذلك ما رواه جندب بن عبد الله البجلي قال: سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ وَهُوَ يَقُولُ « ... أَلاَ وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ إِنِّى أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» [رواه مسلم]
- ومن ذلك ما رواه شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «خَالِفُوا الْيَهُودَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُصَلُّونَ فِى نِعَالِهِمْ وَلاَ خِفَافِهِمْ» [رواه أبو داود]
- وعَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى رَجُلاً وَهُوَ جَالِسٌ مُعْتَمِدًا عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى فِى الصَّلاَةِ وَقَالَ: «إِنَّهَا صَلاَةُ الْيَهُودِ».
وفي رواية: «لا تجلس هكذا، إنما هذه جلسة الذين يعذ بون» [رواه البيهقى والحاكم]
2 - ومن الجنائز:
عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّحْدُ لَنَا، وَالشَّقُّ لِأَهْلِ الْكِتَابِ» [رواه أحمد بسند حسن]
3 - ومن الصوم:
- ما رواه عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ» [رواه مسلم]
- وما رواه أَبِو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «لاَ يَزَالُ الدِّينُ ظَاهِرًا مَا عَجَّلَ النَّاسُ الْفِطْرَ لأَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ» [رواه أبو داود وغيره]
- وعَنْ لَيْلَى - امْرَأَةِ بَشِيرٍ – قَالَتْ: أَرَدْتُ أَنْ أَصُومَ يَوْمَيْنِ مُوَاصِلَةً فَمَنَعَنِي بَشِيرٌ، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهُ وَقَالَ: " يَفْعَلُ ذَلِكَ النَّصَارَى وَقَالَ عَفَّانُ يَفْعَلُ ذَلِكَ النَّصَارَى وَلَكِنْ صُومُوا كَمَا أَمَرَكُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَأَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ فَأَفْطِرُوا " [رواه أحمد وغيره]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/460)
- وعن ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ». قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
- وعن أُمِّ سَلَمَةَ، تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ يَوْمَ السَّبْتِ وَيَوْمَ الْأَحَدِ أَكْثَرَ مِمَّا يَصُومُ مِنَ الْأَيَّامِ، وَيَقُولُ: «إِنَّهُمَا يَوْمَا عِيدِ الْمُشْرِكِينَ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أُخَالِفَهُمْ» [رواه أحمد بسند حسن]
4 - ومن الأطعمة:
ما رواه عدى بن حاتم قال: " قلت: يا رسول الله إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ طَعَامٍ لَا أَدَعُهُ إِلَّا تَحَرُّجًا، قَالَ: «لَا تَدَعْ شَيْئًا ضَارَعْتَ فِيهِ نَصْرَانِيَّةً» [رواه أحمد]
والمعنى: لا تتحرج فإنك إن فعلت ذلك، شابهت فيه النصرانية، فإنه من دأب النصارى وترهبهم.
5 - ومن اللباس والزينة:
- ما رواه عبد اللهِ بن عمرو، قَالَ: رأى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيَّ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ، فَقَالَ: «أُمُّكَ أمَرَتْكَ بِهَذا؟» قلتُ: أَغْسِلُهُمَا؟ قَالَ: «بَلْ أَحْرِقْهُمَا».
وفي رواية، فَقَالَ: «إنَّ هَذَا مِنْ ثِيَابِ الكُفَّارِ فَلاَ تَلْبَسْهَا» [رواه مسلم]
قال النووي: قوله: (أمك أمرتك بهذا؟) معناه أنَّ هذا من لباس النساء وزيهن وأخلاقهن، وأما الأمر بإحراقهما فقيل: هو عقوبة وتغليظ لزجره وزجر غيره عن مثل هذا الفعل.
- وفي كتاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عتبة بن فرقد رضي الله عنه: " ... وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَعُّمَ وَزِيَّ أَهْلِ الشِّرْكِ وَلَبُوسَ الْحَرِيرِ ... " [متفق عليه]
- وعن علي رضي الله عنه رفعه: «إِيَّاكُمْ وَلُبُوس الرُّهْبَان، فَإِنَّهُ مَنْ تَزَيَّا بِهِمْ أَوْ تَشَبَّهَ فَلَيْسَ مِنِّي» [أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَط بِسَنَدٍ لَا بَأْس بِهِ]
- وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَشْيَخَةٍ مِنْ الْأَنْصَارٍ بِيضٌ لِحَاهُمْ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ حَمِّرُوا وَصَفِّرُوا وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ» قَالَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يَتَسَرْوَلَونَ وَلَا يَأْتَزِرُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «تَسَرْوَلُوا وَائْتَزِرُوا وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ» قَالَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يَتَخَفَّفُونَ وَلَا يَنْتَعِلُونَ، قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَتَخَفَّفُوا وَانْتَعِلُوا وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ» قَالَ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يَقُصُّونَ عَثَانِينَهُمْ [لحاهم] وَيُوَفِّرُونَ سِبَالَهُمْ [شواربهم] قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُصُّوا سِبَالَكُمْ وَوَفِّرُوا عَثَانِينَكُمْ وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ» [رواه أحمد]
- وعن ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ، وَفِّرُوا اللِّحَى وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ» [متفق عليه]
- وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لاَ يَصْبُغُونَ، فَخَالِفُوهُمْ» [متفق عليه]
- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ، وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَلَا بِالنَّصَارَى» [رواه أحمد والترمذى]
6 - ومن الآداب والعادات:
- عن جابر بن عبد الله مرفوعاً: «لَا تُسَلِّمُوا تَسْلِيم الْيَهُود، فَإِنَّ تَسْلِيمهمْ بِالرُّءُوسِ وَالْأَكُفّ وَالْإِشَارَة» [رواه أبو يعلى وغيره]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/461)
- وعن الشريد بن سويد رضي الله عنه قال: قَالَ مَرَّ بِى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا جَالِسٌ هَكَذَا وَقَدْ وَضَعْتُ يَدِىَ الْيُسْرَى خَلْفَ ظَهْرِى وَاتَّكَأْتُ عَلَى أَلْيَةِ يَدِى فَقَالَ «أَتَقْعُدُ قِعْدَةَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ؟» [رواه أبو داود وأحمد]
وأخيراً عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ، وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» [رواه أحمد وأبو يعلى]
فثبت من كل ما تقدم أن مخالفة الكفار وترك التشبه بهم من مقاصد الشريعة الإسلامية العليا التى بنى على أساسها هذا الدين، فالواجب على كل المسلمين رجالاً ونساءً أن يراعوا ذلك في كافة شئونهم.
قال الحسن: " قلما تشبه رجل بقوم إلا لحق بهم " يعني في الدنيا والآخرة.
قال ابن تيمية: ومشابهتهم فيما ليس من شرعنا يبلغ التحريم في بعضه إلى أن يكون من الكبائر، وقد يصير كفراً بحسب الأدلة الشرعية.
وقال: وقد دل الكتاب والسنة والإجماع على الأمر بمخالفة الكفار والنهي عن مشابهتهم في الجملة، وما كان مظنة لفساد خفي غير منضبط علق الحكم به، ودار التحريم عليه، فمشابهتهم في الظاهر سبب لمشابهتهم في الأخلاق والأفعال المذمومة، بل في نفس الاعتقادات، وتأثير ذلك لا ينضبط، ونفس الفساد الحاصل من المشابهة قد لا يظهر، وقد يتعسر أو يتعذر زواله، وكل ما كان سببا إلى الفساد فالشارع يحرمه.
--------------------------------
* نماذج من وقائع التغريب *
* ومحاولات صهر الأمة فى قوالب الأوروبيين *
لا شك أن واقع المسلمين اليوم، قد صار كثير منهم بل أكثرهم أوروبيين في مظهرهم وعاداتهم بل وأفكارهم- مما تتقطع القلوب منه حسرة، ولكن مما يزيد هذه الحسرة أن هذا الذوبان ما طرأ عليهم إلا خلال حقبة يسيرة من الزمان وتم - ويا أسفاه - على يد أعداء الإسلام من الصليبيين الحاقدين الموتورين والزنادقة الملحدين، وما رأينا عالماً ولا داعية إسلامياً مخلصاً قط قد أقر هذه البلية الخطيرة، وفيما يلي نسوق عبارات لأبرز هؤلاء المفكرين الذين بذروا بذرة التفرنج ونبذ الإسلام ظهرياً.
فأولهم عميل الفكر الغربي الذي قال يوماً: (لو وقف الدين الإسلامي حاجزاً بيننا وبين فرعونيتنا لنبذناه).
وقد طالب صراحة في بعض كتبه بـ (أن نسير سيرة الأوروبيين، ونسلك طريقهم لنكون لهم أنداداً، ولنكون لهم شركاء في الحضارة، خيرها وشرها، حلوها ومرها، وما يحب منها وما يكره، وما يحمد وما يعاب).
فلا جرم أن قال أحد أساتذته " ماسينيون ": (لو قرأنا كلام طه حسين
لقلنا: هذه بضاعتنا ردت إلينا).
وهذا صليبي حقود يذكر في التاريخ على أنه أحد المجددين وهو أبو المبددين يقول في كتابه (اليوم والغد) وهو من الكتب التي غذت فكرة التفرنج وسنت أسوأ السنن للمسلمين المخدوعين: (يجب علينا أن نخرج من آسيا ونلتحق بأوروبا [مصر فى أفريقيا والمقصود الخروج من الفكر الذى جاءنا من آسيا وهو الإسلام]، فإني كلما زادت معرفتي بأوروبا زاد حبي لها وتعلقي بها، وزاد شعوري بأنها مني وأنا منها، وهذا هو مذهبي الذي أعمل له طول حياتي سراً وجهراً، فأنا كافر بالشرق، مؤمن بالغرب)
ويقول أيضاً: (أريد من التعليم أن يكون أوروبياً لا سلطان للدين عليه، ولا دخول له فيه).
ويريد أيضاً: (أن تكون الحكومة ديمقراطية برلمانية كما هي في أوروبا، وأن يعاقب كل من يحاول أن يجعلها مثل حكومة هارون الرشيد أو المأمون اوتوقراطية دينية).
(جعلنا ـ أى الخديوى إسماعيل معدداً لمناقبه ـ نلبس الملابس الأوروبية، ويريد أن يبطل شريعة الإسلام فى تعدد الزوجات، وفى الطلاق بحيث يعاقب بالسجن كل من يتزوج أكثر من واحدة، ويمنع الطلاق إلا بحكم محكمة، وهو يريد ن يقتلع من أدبنا كل طابع شرقي مما يسميه آثار العبودية والذل والتوكل على الآلهة).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/462)
ويقول: (آن الأوان لكى نعتاد عادات الأوروبيين، ونلبس لباسهم، ونأكل طعامهم، ونصطنع أساليبهم فى الحكومة والعائلة والاجتماع والزراعة والصناعة ... نحن فى حاجة إلى ثقافة حرة أبعد ما تكون عن الأديان).
وهو يرى أن (اصطناع القبعة أكبر ما يقرب بيننا وبين الأجانب ويجعلنا أمة واحدة فهو يعد القبعة " رمز الحضارة " يلبسها كل رجل متحضر).
ولا عجب فيما قال فقد حمل أتاتورك مسلمي تركيا على ارتداء القبعة كرمز لهذا التحضر المزعوم، وكان الشيخ عاطف اسكلفى - من علماء تركيا – قد ألف كتاباً أسماه (فرانك مقلد لغى) ويعنى بالتركية (مشابهة الكفار) وتناول فى ذلك الكتاب قضية التشبه بالكفار، وما أن أقام أتاتورك بالانقلاب الأثيم حتى حوكم الشيخ عاطف بسبب كتاب ألفه منذ سنتين قبل الانقلاب.
ولما مثل الشيخ أمام القاضي قال له: (إنكم أيها الشيوخ مغرقون في السفسطة الفارغة، رجل يرتدي عمامة يكون بها مسلماً، فإذا ما ارتدى قبعة صار مثل الكافر، وهذه قماش وتلك قماش؟)
فرد عليه هذا العالم قائلاً: (انظر أيها القاضي إلى هذا العلم المرفوع خلفك - أي علم تركيا- أتستبدله بعلم إنكلترا أو ألمانيا مثلاً فإن قبلت، وإلا فهي سفسطة لأن هذا قماش وذاك قماش) فبهت القاضي، ولكنه حكم عل هذا العالم بالإعدام رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
ومن المناسب ذكره ما قاله الأستاذ حمد المجذوب: (وما أجمل كلمة أستاذ جامعى لأحد طلابه إذ بصر به يعتم البرنيطة فنصحه بخلعها، ولكن الطالب أبى أن يستجيب إلا بحجة مقنعة، وجاءت الحجة حين قال له أستاذه: يا بنى: ليست البرنيطة بنفسها شيئاً مذكوراً، ولكنها شعار القوم الذين أذلوا أمتك، وسلبوك حريتك).
ويقول أغا أوغلى أحمد - أحد غلاة الكماليين -: (إننا عزمنا على أن نأخذ كل ما عند الغربيين حتى الالتهابات التى فى رئيهم، والنجاسات التى فى أمعائهم).
ويقول آخر: (عرب نعم .. إسلام لا .. أنا لا ييك ـ أى لا دينى ـ).
وآخر يقول: (إذا لم تكن لنا حضارة فلنأخذ الحضارة الغربية وننتهي).
ويقول أحدهم: (درجتُ على حب الغرب والإيمان بحضارة الغرب، واستحال الحب والإعجاب إيماناً بكل ما هو غربي. لم يعتور إيماني ضعف بضرورة الحياة الغربية حتى وأنا أرى الحضارة تهددها الفاشية والنازية، وتكاد تتردى بها إلى هاوية الفناء والعدم، أغلب الناس لا يرون فى حضارة الغرب إلا صورتها المادية (الراديو والثلاجات والتليفزيون) مع أن الحضارة الغربية فى أساسها فكر وفن وفلسفة وعلم، وهذا ما يعنينا من الحضارات. من الخطأ أن نأخذ إنتاج الحضارة دون أن نتشرب أساسها. وسمة الحضارة الغربية أن العقل فيها مطلق).
ولله در القائل:
بأبى وأمى ضاعت الأحلام = أم ضاعت الأفهام والأذهان
من حاد عن دين النبى محمد = أله بأمر المسلمين قيام؟!
إلا تكن أسيافهم مشهورة = فينا فتلك سيوفهم أقلام
--------------------------------
* مشروعية الانتفاع بما عند الكفار من العلوم الحديثة *
اعلم أن مخالفة الكفار إنما تجب فيما ابتدعوه، وكان خاصاً بهم لا فيما يشترك فيه الناس كلهم مما هو من لوازم الحياة، كأكل الخبز والنوم والاستضاءة بالكهرباء، الخ ...
والمذموم من التشبه بالكفار هو ما يخالف الكتاب والسنة، أو ما يكون سبباً في اندثار الدين ودروس شرائعه وفساد أهله.
أما ما لم يكن كذلك كالأنظمة الإدارية والمشاريع التي تعود بالخير على المسلمين والمنجزات العلمية التى تقوي شوكة المسلمين أو تيسر أموراً لمعاش وتحقق المصالح الشرعية كعلوم الكيمياء والفيزياء والفلك والطب والصناعة والزراعة والإدارة وأمثال ذلك فكل هذه العلوم وغيرها ليست مذمومة، بل قد تستحب أو تجب حسب المقاصد التي تؤدي إليها هذه الوسائل فإن الوسائل لها أحكام الغايات.
- قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) [الأنفال:60]
- وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم " تحصن من الأحزاب في الخندق حينما أخبره سلمان الفارسي رضي الله عنه أن الفرس يتحصنون به "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/463)
- قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ أَمَرَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَتَعَلَّمْتُ لَهُ كِتَابَ يَهُودَ وَقَالَ «إِنِّى وَاللَّهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِى». فَتَعَلَّمْتُهُ فَلَمْ يَمُرَّ بِى إِلاَّ نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى حَذَقْتُهُ [علمتُه وأتقنتُه] فَكُنْتُ أَكْتُبُ لَهُ إِذَا كَتَبَ وَأَقْرَأُ لَهُ إِذَا كُتِبَ إِلَيْهِ. [رواه أبو داود وغيره، وهذا الحديث الصحيح بديل عن الموضوع السائد على الألسنة " من تعلم لغة قوم أمن مكرهم "]
- وقد هم صلى الله عليه وسلم بأن يمنع وطء النساء المراضع خوفاً على أولادهن، لأن العرب كانوا يظنون أن الغِيلة [وطء المرضع] تضعف ولدها وتضره، فأخبرته فارس والروم بأنهم يفعلون ذلك ولا يضر أولادهم فأخذها صلى الله عليه وسلم منهم، ولم يمنعه من ذلك أن أصلها من الكفار.
- وقد انتفع صلى الله عليه وسلم بدلالة ابن الأريقط الدؤلي له في سفر الهجرة على الطريق مع أنه كافر.
- وعن أنس قال: لما أراد النبي صلى الله عليه و سلم أن يكتب إلى الروم قيل له: إنهم لم يقرؤوا كتابا إذا لم يكن مختوما فاتخذ خاتما من فضة ونقشه: محمد رسول الله قال أنس: فكأنما أنظر إلى بياضه بيده.
[رواه أبو يعلى، وقال حسين سليم أسد: إسناده صحيح]
والحاصل: أن الانتفاع بالمخترعات الحديثة التي لا تنافي مقاصد الشريعة، لا دخل له في التشبه المذموم.
قال أمير البيان شكيب أرسلان فى كتابه [لماذا تأخر المسلمون؟]: أضاع الإسلام جاحد وجامد. أما الجاحد فهو الذي يأبي إلا أن يفرنج المسلمين، ويخرجهم عن ذاتيتهم ومقوماتهم، ويحملهم على التنكر لماضيهم، وأما الجامد فهو الذي يضع السدود المنيعة في وجه الرقي الحضاري الذي يقوي شوكة المسلمين، ولا يمس عقيدتهم، ولا شريعتهم، والله وحده المستعان.
--------------------------------
* الاحتفال أو المشاركة بأعياد الكفار تشبه بهم *
يتخذ الغزو الفكري والعولمةالثقافية أشكالاً عديدة وألواناً مختلفة، لعل أخطرها ذلك الذي يتصل بالجانب العقدي ويتسلل بنعومة ويتسرب خفية فلا ينتبه الناس إلاّ وقد تورطوا في أعمال مخالفة للشرعمنافية لأخلاقهم وخير نموذج لذلك الغزو، وأصدقتمثيل لتلك الممارسات ما يحدث فيمعظم بلاد المسلمين ليلة رأس السنة.
قال ابن القيم: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه. أ هـ
إن الاعتبار في مسألة العيد والمنع من مشابهة الكفارفيها من وجوه:
- الأول: النصوص التي جاءت تحذر من المشاركة في أعيادهم:
1 - قال تعالى في وصف عباد الرحمن (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) [الفرقان:72]
قال ابن سيرين: هو الشعانين (عيد من أعياد النصارى).
وقال مجاهد: أعياد المشركين ونحوه مروي عن الضحاك.
2 - (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ) [الحج:67] والأعياد من جملة المناسك.
قال ابن تيمية: الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع. . . فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره.
3 - وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: " مَنْ بَنَى بِبِلاَدِ الأَعَاجِمِ وَصَنَعَ نَيْرُوزَهُمْ وَمِهْرَجَانَهُمْ وَتَشَبَّهَ بِهِمْ حَتَّى يَمُوتَ وَهُوَ كَذَلِكَ حُشِرَ مَعَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". [رواه البيهقي في السنن الكبرى]
4 - قال عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ [من كبار التابعين] قَالَ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ: " لاَ تَعَلَّمُوا رَطَانَةَ الأَعَاجِمِ وَلاَ تَدْخُلُوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِى كَنَائِسِهِمْ يَوْمَ عِيدِهِمْ فَإِنَّ السُّخْطَةَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ ".
- الثاني: الأعياد من خصائص الشرائع:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/464)
- جاء في حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا» [رواه البخاري ومسلم]
- وعن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَهِىَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ» [رواه أبو داود]
- وعن أَنَسَِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟» قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: «إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ النَّحْرِ» [رواه أبو داود أحمد]
- الثالث: علة النهي عن التشبه بالكافرين:
إذ المشابهة ولو في أمور دنيوية تورث المحبة الموالاة.
قال ابن تيمية: " لو اجتمع رجلان في سفر أو بلد غريب وكانت بينهما مشابهة في العمامة أو الثياب أو الشعر أو المركوب ونحو ذلك لكان بينهما من الائتلاف أكثر مما بين غيرهما، وكذلك تجد أرباب الصناعات الدنيوية يألف بعضهم بعضاً ما لا يألفون غيرهم ... فإذا كانت المشابهة في أمور دينية فإن إفضاءها إلى نوع من الموالاة أكثر وأشد، والمحبة لهم تنافي الإيمان ".
--------------------------------
* تنبيه *
نزيل اللبس الذي يلجأ إليه البعض في موضوع التعامل مع النصارى مستندينإلى فهم خاطئ لآية الممتحنة: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
محملين الآيةمن المعاني ما لا تحتمله من مشاركة النصارى في أعيادهم الدينية، لكن العلماءفرَقوا بين البر بمعنى حسن المعاملة والعدل , وبين إقرارهم على كفرهم وضلالهم.
قال الأمين الشنقيطي: وَلَكِنْ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ صِنْفَانِ مِنَ الْأَعْدَاءِ وَقِسْمَانِ مِنَ الْمُعَامَلَةِ:
قِسْمٌ مُسَالِمٌ لَمْ يُقَاتِلِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَمْ يُخْرِجْهُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ، فَلَمْ يَنْهَ اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ عَنْ بِرِّهِمْ وَالْإِقْسَاطِ إِلَيْهِمْ.
وَقِسْمٌ غَيْرُ مُسَالِمٍ يُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ وَيُظَاهِرُ عَلَى إِخْرَاجِهِمْ، فَنَهَى اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ عَنْ مُوَالَاتِهِمْ، وَفَرْقٌ بَيْنَ الْإِذْنِ بِالْبَرِّ وَالْقِسْطِ، وَبَيْنَ النَّهْيِ عَنِ الْمُوَالَاةِ وَالْمَوَدَّةِ، وَيَشْهَدُ لِهَذَا التَّقْسِيمِ مَا فِي الْآيَةِ الْأُولَى مِنْ قَرَائِنَ، وَهِيَ عُمُومُ الْوَصْفِ بِالْكُفْرِ، وَخُصُوصُ الْوَصْفِ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَإِيَّاكُمْ. أ هـ
فيجوز - مثلاً - أن تهنئ أحدهم بمولود جديد، أو عودة من سفر، أو شفاء من مرض، ويجوز للمسلم أن يعزي غير المسلم في ميته وهذا قول جمهور أهل العلم وذكر العلماء عدة عبارات تقال في هذه التعزية منها: " إنا لله وإنا إليه راجعون " كما أنه لا مانع من معاملته فى البيع والشراء (جملة لا تفصيلاً)، لكن لا يجوز تهنئتهم بأعيادهم كالكريسماس أو مشاركتهم الاحتفال به - كما أتضح بالأدلة -.
نسأل الله عز وجل أن يهدينا الصراط المستقيم
هذا ما تيسر جمعه والحمد لله رب العالمين
المراجع
اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم لابن تيمية – أحكام أهل الذمة لابن القيم – أدلة تحريم حلق اللحية لابن المقدم – تجريد الأسنة فى وجوه المعتدين على السنة د. بدران العيارى – الاحتفال بعيد الميلاد (الكريسماس) لسعيد المصرى – أضواء البيان فى إيضاح القرآن بالقرآن لمحمد الأمين الشنقيطى – فتح البارى شرح صحيح البخارى لابن حجر - شرح النووى على صحيح مسلم.(60/465)
يا سلام سلم
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[28 - 12 - 09, 08:09 ص]ـ
ما رأيكم بهذه الجملة
الشائعة بين العوام
في السياق الذي تعرفونه(60/466)
الجهمية
ـ[أبو زرعة]ــــــــ[28 - 12 - 09, 04:15 م]ـ
الجهمية
هل توجد آراء الجهمية في وقتنا الحاضر؟
تمهيد:
لقد كان لهذه الطائفة التي قامت على مبدأ التعطيل والجبر صولة وجولة في تاريخ الأمة الإسلامية، ولقد تمكنوا وعلا شأنهم وقتاً من الزمن، واهتم علماء الفرق وأصحاب التاريخ والعقائد بأخبارهم وبيان عقائدهم وذكر أشهر رجالاتهم.
وآراء هذه الطائفة لا تزال في بعض المجتمعات، ولا يزال الخصام بينهم وبين أهل الحق قائماً على أشده، كما كان سابقاً في الزمن القديم حتى وإن اختلفت في بعض الأحيان المسميات، خصوصاً بعد ظهور العصريين الجدد بمفاهيمهم الباطلة، الذين لم يقفوا عند حد في إثارة كل ما يمت إلي هواهم ولو بأدنى صلة، فهم جادون في إحياء تلك المفاهيم الجهمية الباطلة باسم التجديد حيناً والتطور أحياناً أخرى.
فمثلاً الاكتفاء بمعرفة وجود الله عن العمل، أو الاعتقاد بعدم وجود الجنة الآن، وكذا النار، أو قولهم أو زعم أن الله لا يوصف بوصف، أو ليس في جهة. وغير ذلك من الآراء التي يعتقدها بعض الناس اليوم هي نفسها آراء الجهمية قديماً.
وإذا كان المثال للانفلات من الالتزام بالعقيدة الصحيحة والسير لهدمها تحت شعارات براقة في دعوى التجديد والتطوير، وأحياناً في صورة تمجيد للعقل والعلم أو التراث مما اهتم به كثير من الكتاب والكاتبات قديماً وحديثاً؛ فإنه يتوجب على كل طالب علم أن يحذر هؤلاء ويحذر منهم، وألا يركن إلي كتاباتهم، بل ولا ينبغي الاهتمام بقراءة كتبهم قبل أن يطلع على ما عندهم من الباطل؛ فإن تلك الكتب مملوءة بالدس والانحراف تحت زخرف من القول.
الفصل الأول
التعريف بالجهمية وبمؤسسها:
الجهمية إحدى الفرق الكلامية التي تنتسب إلي الإسلام، وهي ذات مفاهيم وآراء عقدية كانت لها آراء خاطئة في مفهوم الإيمان وفي صفات الله تعالي وأسمائه.
وترجع في نسبتها إلي مؤسسها الجهم بن صفوان الترمذي، الذي كان له ولأتباعه في فترة من الفترات شأن وقوة في الدولة الإسلامية حيناً من الدهر، وقد عتوا واستكبروا واضهدوا المخالفين لهم حينما تمكنوا منهم، ثم أدال الله عليهم فلقوا نفس المصير الذي حل بغيرهم على أيديهم. سنة الله في خلقه ولن تجد لسنته تبديلاً.
لقد كان هؤلاء الجهمية العقبة الكئود في طريق العقيدة السلفية النقية وانتشارها؛ حيث صرفوا علماء السلف عن نشرها بما وضعوا أمامهم من عراقيل شغلتهم وأخذت الحيز الأكبر من أوقاتهم في رد شبهات الجهمية ومجادلاتهم لهم وخصامهم معهم، وكانت العاقبة الحسنة - ولا تزال - لأهل السنة والجماعة ولله الحمد.
من هو الجهم بن صفوان؟
هذا الرجل هو حامل لواء الجهمية، واسمه الجهم بن صفوان، وهو من أهل خراسان، ظهر في المائة الثانية من الهجرة سنة 2هـ، ويكني بأبي محرز، وهو من الجبرية الخالصة، وأول من ابتدع القول بخلق القرآن وتعطيل الله عن صفاته.
وكان مولى لبني راسب إحدى قبائل الأزد، وكان من أخلص أصدقاء الحارث بن سريج إلي أن قتلاً سنة 128 هـ، وقيل: إن الجهم قتل سنة 130، وقيل سنة 132هـ. وتاريخه طويل، وكتبت فيه مؤلفات عديدة ورسائل جامعية.
كان الجهم كثير الجدال والخصومات والمناظرات، وإلا أنه لم يكن له بصر بعلم الحديث ولم يكن من المهتمين به، إذ شغله علم الكلام عن تلك، وقد نبذ علماء السلف أفكار جهم وشنعوا عليه ومقتوه أشد مقت مع ما كان يتظاهر به من إقامة الحق، قال عنه الأشعري بعد أن ذكر جملة من آرائه الاعتقادية التي تفرد بها، قال: "وكان جهم ينتحل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
الفصل الثاني
نشأة الجهمية:
قامت أفكار الجهم بن صفوان على البدع الكلامية والآراء المخالفة لحقيقة العقيدة السلفية متأثراً بشتى الاتجاهات الفكرية الباطلة.
وكانت نقطة الانتشار لهذه الطائفة بلدة ترمذ التي ينتسب إليها الجهم، ومنها انتشرت في بقية خراسان، ثم تطورت فيما بعد وانتشرت بين العامة والخاصة، ووجد لها رجال يدافعون عنها، وظهرت لها مؤلفات وتغلغلت إلي عقول كثير من الناس على مختلف الطبقات. وقد ذكر شيخ الإسلام درجات الجهمية ومدى تأثر الناس بهم، وقسمهم إلي ثلاث درجات:
الدرجة الأولي: وهم الجهمية الغالية النافون لأسماء الله وصفاته، وإن سموه بشيء من الأسماء الحسنى قالوا: هو مجاز.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/467)
الدرجة الثانية من الجهمية: وهم المعتزلة ونحوهم، الذين يقرون بأسماء الله الحسنى في الجملة لكن ينفون صفاته.
الدرجة الثالثة: وهم قسم من الصفاتية المثبتون المخالفون للجهمية، ولكن فيهم نوع من التجهم، وهم الذين يقرون بأسماء الله وصفاته في الجملة ولكنهم يريدون طائفة من الأسماء، والصفات الخبرية وغير الخبرية ويؤولونها.
ومنهم من يقر بصفاته الخبرية الواردة في القرآن دون الحديث كما عليه كثير من أهل الكلام والفقه، وطائفة من أهل الحديث. ومنهم من يقر بالصفات الواردة في الأخبار أيضاً في الجملة، لكن مع نفي وتعطيل لبعض ما ثبت بالنصوص وبالمعقول، وذلك كأبي محمد بن كلاب ومن اتبعه.
وفي هذا القسم يدخل أبو الحسن الأشعري وطوائف من أهل الفقه والكلام والحديث والتصوف، وهؤلاء إلي السنة المحضة أقرب منهم إلي الجهمية والرافضة والخوارج والقدرية، لكن انتسب إليهم طائف هم إلي الجهمية أقرب منهم إلي أهل السنة المحضة".
الفصل الثالث
هل من بيان مصدر مقالة الجهمية؟
أول ما ظهرت هذه المقالة من جعد بن درهم، وأخذها عنه الجهم بن صفوان وأظهرها فنسبت مقالة الجهمية إليه، وقد قيل: إن الجعد أخذ مقالته عن أبان بن سمعان وأخذها أبان من طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم، وأخذها طالوت من لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم ".
ولهذا كان التجسيم والتشبيه هو أظهر سمات الديانة اليهودية المحرفة التي ملئت بها التوراة من وصف الله تعالي بصفات البشر من الندم والحزن وعدم العلم بالمغيبات، وغير ذلك من المعتقدات الباطلة.
الفصل الرابع
اذكر أهم عقائد الجهمية إجمالاً؟
للجهمية آراء وعقائد كثيرة تحتاج في دراستها إلي غير هذه العجالة. ومن أهم تلك الآراء للجهم ما نوجزه فيما يلي:
1 - مذهبهم في التوحيد؛ هو إنكار جميع الأسماء والصفات لله عز وجل ويجعلون أسماء الله من باب المجاز.
2 - القول بالجبر والإرجاء.
3 - إنكار كثير من أمور اليوم الآخر مثل:
1 - الصراط.
2 - الميزان.
3 - رؤية الله تعالي.
4 - عذاب القبر.
5 - القول بفناء الجنة والنار.
4 - ومنها نفي أن يكون الله متكلماً بكلام يليق بجلاله، والقول بأن القرآن مخلوق.
5 - وأن الإيمان هو المعرفة بالله.
6 - ونفي أن يكون الله تعالي في جهة العلو.
7 - والقول بأن الله قريب بذاته، وأن الله مع كل أحد بذاته عز وجل، وهذا هو المذهب الذي بنى عليه أهل الاتحاد والحلول أفكارهم.
وقد ذكر أبو الحسن الأشعري آراء جهم التي تفرد بها فقال:
"الذي تفرد به جهم القول بأن الجنة والنار تبيدان وتفنيان، وأن الإيمان هو المعرفة بالله فقط، والكفر هو الجهل بالله فقط، وأنه لا فعل لأحد في الحقيقة إلا لله وحده وأنه هو الفاعل، وأن الناس إنما تنسب إليهم أفعالهم على المجاز كما يقال: تحركت الشجرة ودار الفلك وزالت الشمس، وإنما فعل ذلك بالشجرة والفلك والشمس الله سبحانه، إلا أنه خلق للإنسان قوة كان بها الفعل، وخلق له إرادة للفعل واختياراً له منفرداً بذلك، كما خلق له طولاً كان به طويلاً ولوناً كان به متلوناً ...
وقد استفاض النقل عن العلماء في ردودهم على آراء جهم وأتباعه وفندوها وبينوا مصادرها، وعلى حسب ما قيل قديماً: "ما لا يدرك كله لا يترك كله"، ولهذا فإنني سأقتصر على إيضاح أهم الجوانب الاعتقادية لهذه الطائفة، وأبرز سماتها فيما يلي:
1 - إنكار جميع الأسماء والصفات.
2 - القول بالجبر والإرجاء.
3 - إنكار الصراط.
4 - إنكار الميزان.
5 - القول بفناء الجنة والنار
1 - إنكار الجهمية لجميع الأسماء والصفات:
تنكر الجهمية جميع الأسماء التي سمى الله بها نفسه وجميع الصفات التي وصف بها نفسه بحجج واهية وتأويلات باطلة، وقد عرفنا فيما سبق مصدر هذه الأفكار التي يعتنقها الجهمية القدماء والجدد.
شبهات الجهمية في نفي الصفات:
لقد أقدم الجهمية علي نفي الأسماء والصفات بمزاعم من أهمها:
1 - أن إثبات الصفات يقتضي أن يكون الله جسماً؛ لأن الصفات لا تقوم إلا بالأجسام، لأنها أعراض والأعراض لا تقوم بنفسها.
2 - إرادة تنزيه الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/468)
3 - أن وصف الله تعالي بتلك الصفات التي ذكرت في كتابه الكريم أو في سنة نبيه العظيم يقتضي مشابهة الله بخلقه، فينبغي نفي كل صفة نسبت إلي الله تعالى وتوجد كذلك في المخلوقات لئلا يؤدي إلى تشبيه الله - بزعمهم - بمخلوقاته التي تحمل اسم تلك الصفات.
الرد عليهم:
مما يدركه طلاب العلم أن الله عز وجل وصف نفسه في كتابه الكريم ووصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم بصفات تعرف معانيها ولا تدرك كيفياتها، وهي معروفة في القرآن والحديث.
وقد وقف السلف من الصحابة الكرام إلي وقتنا الحاضر إزاء هذه الصفات موقفاً واضحاً جلياً لا لبس فيه، يتلخص في كلمات يسيرة ومعان واضحة، ألا وهو الإيمان التام بكل ما وصف الله به نفسه ووصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم، كما جاءت به النصوص من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف.
يقولون عن كل صفة: الصفة معلومة والكيف مجهول والسؤال عنها بدعه، ولم يتنطعوا تنطع المشبهة ولم يسلكوا مسالك المعطلة؛ لأنهم على معرفة تامة أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فلا يصفون ذاتاً غير مدركة الماهية بصفات تكيفها؛ لأن هذا هو القول على الله بغير علم.
إذ كيف تكيف ذاتاً لم تدركها ولم توصف لك أكثر من صفات مجملة قابلة للاشتراك في الأسماء متباينة الحقائق، ومن هنا نجد أنه لم يعرف عن أي شخص من الصحابة أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن كيفية أي صفة من الصفات التي أخبر الله بها في القرآن الكريم أو أخبرهم بها نبيهم صلى الله عليه وسلم.
وهذه دلالة على قوة ذكائهم و صفاء عقولهم لأنهم يعرفون بداهة أن الاشتراك في التسمية لا يوجب الاشتراك والمماثلة في الذات، إذ يقال: رأس الرجل ورأس الجمل ورأس الذرة ورأس الجبل، وبين ذوات هذه الأشياء من الفروق ما لا يخفى على عاقل.
ومن العجائب أن يثبت الله لنفسه الصفة وهم ينفونها عنه، ومثلهم في هذا كمثل شخص سأل آخر عن اسمه وهو لا يعرفه فأخبره فقال له: لا، إن اسمك ليس هذا، ذلك أن الله تعالى قال: (الرحمن علي العرش استوى (، وهم يقولن: لا يجوز إثبات هذه الصفة بل يجب نفيها مطلقاً، أو تأويلها بمعني استولى أو قصد، أو غير ذلك من تأويلاتهم الباطلة.
وحينما قال تعالى عن نفسه: (وهو السميع البصير (، قالوا: يجب نفي مدلول هذا نفياً تاماً أو تأويله؛ إما أن يكون بمعنى سميع بلا سمع بصير بلا بصر، أو أنه سميع بذاته بصير بذاته، إلي آخر مواقفهم الخاطئة تجاه كل الصفات والأسماء.
لقد عارض الجهمية ومن سار على طريقتهم كتاب الله وسنة نبيه، وقدموا آراءهم وما تراه عقولهم على نصوص الكتاب والسنة فلم يقفوا عند حدود فهم العقل ومدى قدرته، بل تجاوزوا ذلك وظنوا أنهم علي شيء، وزخرفوا القول في ذلك.
إن تنزيه الله عز وجل لا يمكن أن يكون بسلب صفاته وما تدل عليه من العظمة والكمال، إنه من الإجرام أن ينزه الله عن ما تمدح به: (قل أأنتم أعلم أم الله.
إن التنزيه الصحيح إنما يكون في إثبات الصفة في أعلى كمالها؛ لأن الكمال المطلق لا يوصف به أحد غير الله تعالي.
وأي تنزيه في أن تقول: إن الله ليس فوق ولا تحت ولا عن يمين ولا عن يسار ولا يحس ولا يشم ولا يري أبداً ولا يكلم أحداً، وإنه في كل مكان بذاته، وإنه لا سمع ولا بصر له، ولا يوصف بالرحمة ولا بالغضب ولا بالمجيء، إلي آخر تلك الأوصاف التي لا تقال إلا للمعدوم.
إنها صفات سلبية نتيجتها أن لا معبود إلا العدم، فليس هناك رب بائن من خلقه مستو على عرشه له كل صفات الكمال والجلال.
ومن هنا وجد الملاحدة ضالتهم المنشودة في تقوية إلحادهم واحتجاجهم على ذلك بما زعموا أنه من كلام المسلمين السابق، وهم يعلمون تمام العلم أن كلام الجهمية السابق ليس له بالإسلام أية صلة، وأنه ليس من كلام المسلمين، وإنما هو من أفكار ملاحدة الفلاسفة.
إن الجسمية التي يزعمونها حينما يثبتون الصفات لله تعالى، إنما هو من باب تغطية إلحادهم ومروقهم عن الدين، وهم أقل وأذل من أن يجدوا كلاماً ما، لعلماء المسلمين فضلاً عن الصحابة فضلاً عن الكتاب والسنة، يشير إلي هذا المفهوم الذي تنبهوا له بزعمهم ونفوا بموجبه صفات الله وأسمائه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/469)
إن كلمة الجسمية لله تعالي نفياً أو إثباتاً هي من الألفاظ المخترعة التي لم ترد في الشرع لا في الكتاب ولا في السنة، وهي تخفي وراءها هدفا ما، ولو وقف هؤلاء الذين يطلقون على الله إلا ما ثبت له من الأسماء والصفات، وترك ذلك التنطع المذموم؛ لأن لفظ الجسم لفظ عام يحتاج إلي بيان وتوضيح ممن يقول به؛ لأنه لم يرد في الشرع لا بالنفي ولا بالإثبات، ولهذا كان في إطلاقه حق وباطل ويجب على القائل به تفصيل ما يريد.
وقد أجاب العلامة ابن القيم رحمة الله عن هذه المسألة وفصلها تفصيلاً شافياً كافياً فقال:
"واعلم أن لفظ الجسم لم ينطق به الوحي إثباتاً فيكون له الإثبات، ولا نفياً فيكون له النفي. فمن أطلقه نفياً أو إثباتاً سئل عما أراد به، فإن قال: أردت بالجسم معناه في لغة العرب وهو البدن الكثيف الذي لا يسمي في اللغة جسم سواه، فلا يقال للهوى: جسم لغة، ولا للنار ولا للماء. فهذه اللغة وكتبها بين أظهرنا، فهذا المعنى منفي عن الله عقلاً وسمعاً، وإن أردتم به المركب من المادة والصورة والمركب من الجواهر الفردة فهذا منفي عن الله قطعاً.
والصواب نفيه عن الممكنات أيضاً، فليس الجسم المخلوق مركباً من هذا ولا من هذا، وإن أردتم بالجسم ما يوصف بالصفات ويري بالأبصار ويتكلم ويكلم ويسمع ويبصر ويرضى ويغضب، فهذه المعاني ثابتة لله تعالي وهو موصوف بها فلا ننفيها عنه بتسميتكم للموصوف بها جسماً، كما أنا لا نسب الصحابة لأجل تسمية الروافض لمن يحبهم ويواليهم نواصباً، ولا ننفي قدر الرب ونكذب به لأجل تسمية القدرية لمن أثبته جبرياً، ولا نرد ما أخبر به الصادق عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله لتسمية أعداء الحديث لنا حشوية، ولا نجحد صفات خالقنا وعلوه على خلقه واستوائه على عرشه لتسمية الفرعونية المعطلة لمن أثبت ذلك مجسماً مشبهاً".
إلي أن قال: "وإن أردتم بالجسم ما يشار إليه إشارة حسية فقد أشار أعرف الخلق به بإصبعه رافعاً بها إلي السماء بمشهد الجمع الأعظم مشهداً له لا للقبلة، وإن أردتم بالجسم ما يقال أين هو؟ فقد سأل أعلم الخلق به بأين، منبهاً على علوه على عرشه وسمع السؤال بأين وأجاب عنه، ولم يقل: هذا السؤال إنما يكون عن الجسم.
وإن أردتم بالجسم ما له وجه ويدان وسمع وبصر فنحن نؤمن بوجه ربنا الأعلى وبيديه وبسمعه وبصره وغير ذلك من صفاته التي أطلقها على نفسه. وإن أردتم بالجسم ما يكون فوق غيره ومستوياً على غيره فهو سبحانه فوق عباده مستو على عرشه".
فينبغي للعاقل أن يتفطن لكلام أهل الزيغ ونبزهم لعلماء السنة تنفيراً للعامة عنهم، كما أنه يجب على المؤمن ألا ينساق وراء مغالطات أصحاب البدع، فهم من دأبهم قلب الحقائق والتلبيس على الناس لتقوية ما اقتنعوا به من أفكار الملاحدة وفلاسفة اليونان.
2 - قول الجهمية بالإرجاء والجبر:
لقد كان الجهم بن صفوان مؤسساً حقيقياً لكثير من الشبهات في الدين، ومؤججاً لكثير من الفتن بين المسلمين بفعل من جاء بعده ممن راقت في نظره آراء جهم، ويظهر الإرجاء عند الجهمية في تلك الآراء التي نادى بها الجهم، ومن أهمها عدم اعتبار العلم من الإيمان، فإن الإيمان وحقيقته في نظرهم إنما هو مجرد الإقرار بالقلب ولا قيمة للعمل في الإيمان؛ ولهذا سارع أصحاب الفسق والاستهتار بالقيم إلى التمسك بهذا المذهب؛ لأنه يساير رغباتهم ويثبت لهم الإيمان بغض النظر عن جميع المعاصي التي يرتكبونها، فهم مؤمنون كاملو الإيمان بالمفهوم الجبري والإرجائي، فهم لا يمكن أن يطلقوا الكفر على أحد بسبب ترك الأعمال التي أمر الله بها، بل لا يتجاسرون على إطلاق الكفر إلا إذا لم يقر بقلبه حسب زعمهم.
وقد قام أساس إرجاء الجهمية على موقفهم من حقيقة الإيمان وفي مبحث المرجئة دراسة حول المرجئة وموقفهم من الإيمان، وأنه المعرفة فقط وأنه كذلك لا يزيد ولا ينقص، ومن العمل وأنه لا صله له بالإيمان، ومن مرتكب الكبيرة،، وأن الذنوب لا تعلق لا بالإعتقاد وإنما هي تابعة للأعمال، وبالتالي فلا أثر لها على الإيمان الذي في القلب فهونوا المعاصي وشجعوا علي الركون إلي الكسل والخمول في العبادات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/470)
ومع ذلك فهم يزعمون أن إيمان أي واحد منهم هو مثل إيمان جبريل ومحمد عليهما الصلاة والسلام، لا تفاقهم في المعرفة بالله التي بنى الجهميون عقيدتهم في الإيمان عليها، وهم أجهل الناس بمعرفته عز وجل إذ نفوا أسماءه الحسنى وصفاته العلا، إضافة إلي ما أحدثوه من الآراء والبدع الفاسدة.
وأما الجبر- بفتح الجيم وسكون الباء- فمعناه إسناد ما يفعله الشخص من أعمال إلي الله عز وجل، وأن العبد لا قدرة له البتة على الفعل، وإنما هو مجبور على فعله، وحركته في الفعل بمثابة حركة النباتات والجمادات، ومن هنا فإنه لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة؛ لأن العبد مجبور على فعله لا حول له ولا قوة.
والمقصود بهذا بيان مذهب الجهم الذي قرر فيه أن العبد مسلوب الإرادة والاختيار لأفعاله، مثله مثل حركة المرتعد وهبوب الرياح وحركة النائم وحركة الأشجار وتمايلها بفعل الرياح، ثم زعموا ما لا يعقله أحد إلا هم ومن قال بقولهم؛ وهو أن الله عز وجل مع أنه هو الذي جبر الإنسان على فعله ورغماً عنه، ومع ذلك فإن الله يعذبه بنار جهنم مع أن الفعل هو نفسه فعل الله فيه.
وقالوا: إن هذا ليس بظلم، لأن الإنسان ملك الله؛ لأن الظلم في مفهومهم هو المحال لذاته غير المتصور وقوعه، وهذا تكذيب لقول الله: (ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون، وقوله تعالي: (ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون، إلي غير ذلك من الآيات الكثيرة في هذا المعنى الذي يفيد أن الله تعالى حرم الظلم على نفسه، وقد مدح بذلك لبيان كمال عدله، فأين هذا المفهوم من مفهوم الجهمية حينما يقررون أن الإنسان مجبور على فعله، لا لوم عليه فيما يأتيه من الأفعال القبيحة والمنكرات؛ لأن موجدها إنما الله تعالى، ثم كلفه بامتثال أمره ونهيه فكيف يتصور هذا؟ يكلفه الله بالامتثال ثم يوجد فيه قوة العصيان، هذا تناقض وتكليف بما لا يطاق.
وقد أخبر الله تعالي بأن الحق هو عكس هذا المفهوم، فقال عز وجل: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها, وجبر العبد على فعله لا يتفق مع مضمون هذه الآية وغيرها من الآيات والأحاديث.
3 - إنكار الجهمية الصراط:
الصراط من الأمور الغيبية التي أعدها الله في يوم القيامة، وقد ثبت في الشرع بأحاديث صحيحة إضافة إلي قول الله عز وجل: (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما ًمقضياً)
ونكتفي بإيجاز ما يهمنا ذكره هنا من أخبار هذا الأمر.
الصراط المراد به: ما ثبت في السنة النبوية أنه جسر ممدود على متن جهنم أدق من الشعرة وأحد من السيف، يعبره الخلائق بقدر أعمالها إلي الجنة فمنهم من يجتازه ومنهم من يقع فيه.
وقد ورد في القرآن الكريم لفظة الصراط في تسعة وأربعين موضعاً-علي معان مختلفة لكنها متقاربة في المعنى- مراداً بها الطريق أو طريق الهداية والرشاد. هذا في اللغة، ولكن السلف ما كانوا يغفلون حقيقته الشرعية من أنه جسر ممدود على متن جهنم، ولم يأت التصريح بذكره في القرآن الكريم.
غير أن هناك آيات بعض العلماء جعلها في ذكر الصراط وبعضهم يجعلها إشارة إليه، ومن ذلك:
قول الله تعالى: (فاهدوهم إلي صراط الجحيم)، وهذه الآية ليس فيها التصريح التام بذكر الصراط في اصطلاح الشرع، إلا أن يقال: إن طريق الجحيم هو أخذهم إلي الصراط ومنه إلي النار.
وكذا قوله تعالي: (وإن منكم إلا واردها) الآية؛ أي بالمرور على الصراط.
أما في السنة النبوية فقد ورد ذكره ووصفه وكيفية المرور عليه في عدة أحاديث في الصحاح والسنن والمسانيد، منها قوله صلى الله عليه وسلم: ((ويضرب جسر جهنم)) 0 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فأكون أول من يجيز، ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم، وبه كلابيب مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله فتخطف الناس بأعمالهم منهم الموبق ومنهم المخردل ثم ينجو" إلى آخر الحديث.
وللصراط أوصاف كثيرة؛ فهو أحد من السيف وأدق من الشعرة، عليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم ولا ينجو عليه إلا من كتبت له السعادة، ولا صحة لأقوال المتأولين له فإنها في مقابلة النصوص، وفي مرورهم عليه يعطون أنواراً كل شخص نوره على قدر عمله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/471)
ثم يقال لهم: امضوا على قدر نوركم، فمنهم من يمر كانقضاض الكواكب، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كالطرف، ومنهم من يمر كشد الرجل يرمل رملاً0 وقد نصبه الله لحكمة فلو شاء لاجتاز الخلق بغير نصبه، وقد تلمس بعض العلماء حكماً كثيرة لذلك إلا أنه ينبغي الإيمان التام بأن لله حكمة قد تظهر وقد لا تظهر حقيقتها لأحد، ولسنا مكلفين باستخراج الحكمة وقد كلفنا بالإيمان بكل ما صح ثبوته.
4_ إنكار الجهميه للميزان:
الميزان من أمور الآخرة الغيبية التي يجب الإيمان بها وقد أنكرته الجهمية، والمراد به في الاصطلاح الشرعي: الميزان الذي أخبر الله تعالى عنه في الأحاديث الشريفة في أكثر من مناسبة تنويهاً بعظم شأنه وخطورة أمره.
وهو ميزان حقيقي له لسان وكفتان توزن به أعمال العباد خيرها وشرها، وقد أخبر الله عنه في القرآن الكريم إخباراً مجملاً من غير تفصيل لحقيقته، وجاءت السنة النبوية فبينته. يظهره الله في يوم القيامة لإظهار مقادير أعمال الخلق، وقد أجمع المسلمون على القول به واعتقاده.
وجاء ذكره في القرآن الكريم في أكثر من آية تنويهاً بعظمه وأهميته، قال تعالى: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبةٍ من خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين)، وآيات أخرى كثيرة لا تخفى على طلاب العلم، ودلالتها على إثبات الميزان أمر ظاهر، وقد وصف الله فيها الموازين عدل وأن من ثقل ميزانه، فقد أفلح وعاش عيشة راضية، ومن خف ميزانه فقد خسر وهوى إلي جهنم.
كما وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة فيها بيان ثبوت الميزان وصفاته وما الذي يوزن فيه، هل هو العامل فقط أو العمل فقط أو العامل والعمل، أو صحف الأعمال، وما الذي يثقله وما الذي يخففه ومن تلك الأحاديث وهي كثيرة:
قوله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) ".
وأنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة، اقرءوا: (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا).
وقد ذهبت الجهمية وغيرهم من أهل البدع إلى إنكاره بلا دليل، لأنه في زعمهم - يستحيل وزن الأعراض، كما أنكروا أن يكون هناك ميزان حقيقي له كفتان ولسان، معرضين عن النصوص الثابتة بذلك كما قدمنا بعضها.
وإذا أراد القارئ المزيد من أخبار الميزان والإطلاع على المناقشات الموسعة فيه فليقرأ - إن أحب - "الحياة الآخرة ما بين البعث إلى دخول الجنة أو النار ". فسوف يجد فيه إن شاء الله كل ما يطلبه من تفصيل لأخبار الميزان ومواقف علماء السنة وعلماء البدع منه، وما الذي يوزن؟ وهل توزن أعمال الجن؟ وهل هو ميزان واحد أو موازين متعددة؟ إلى غير ذلك من الأمور التي تتعلق بهذا الأمر.
5 - قول الجهمية بفناء الجنة والنار:
قال ابن أبي العز رحمه الله: " وقال بفناء الجنة والنار الجهم بن صفوان إمام المعطلة، وليس له سلف قط لا من الصحابة ولا من التابعين لهم بإحسان، ولا من أئمة المسلمين ولا من أهل السنة، وأنكره عليه عامة أهل السنة وكفروه به وصاحوا به وباتباعه من أقطار الأرض، وهذا قاله لأصلة الفاسد الذي اعتقده وهو امتناع وجود مالا يتناهى من الحوادث، وهو عمدة أهل الكلام المذموم التي استدلوا بها على حدوث الأجسام وحدوث ما لم يخل من الحوادث، وجعلوا ذلك عمدتهم في حدوث العالم، فرأى جهم أن ما يمنع من حوادث لا أول لها في الماضي يمنعه في المستقبل، فداوم الفعل عنده على الرب في المستقبل ممتنع كما هو ممتنع عنده عليه في الماضي ".
لقد زعم الجهم وأتباعه أن الجنة والنار ستفنى بحجة أن ما لا نهاية له من الأمور الحادثة المتجددة بعد أن لم تكن يستحيل - حسب زعمه - أنها تبقى إلى ما لا نهاية، ولم يتصور أن بعض الأشياء التي شاء الله البقاء أنه يمتنع فناؤها.
ولا يوجد له من الأدلة إلا ما قاله أهل الكلام حينما أرادوا الاستدلال حسب عقولهم على حدوث الأجسام حين قالوا: كل جسم حادث لا بقاء له، فالأجسام حادثة وكل ما قبل الحدوث فهو حادث، والعالم قبل الحدوث فهو حادث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/472)
ثم زعم جهم أن الرب يمتنع عليه إيجاد حوادث لا أول لها، مخافة تعدد الآلهة إذا قلنا بوجودها، ثم قاس هذا على نهاية الحوادث، فكما أنه يستحيل عنده وجود حوادث لا أول لها، فكذلك يمتنع القول بوجود حوادث لا أخر لها لأن الله وحده هو الأول والآخر.
وقد ظن أن هذا من تنزيه الله تعالى، وهو في الواقع إساءة ظن بقدرة الله تعالى، ولم يعلم أن ما أرا د الله البقاء فإنه يمتنع عليه الانتهاء، فإن الجنة أراد الله لها البقاء والنار كذلك فيستحيل أن تفنيا، وإلا كان فناؤهما تكذيبا لكتاب الله وسنة نبيه، فإن القرآن الكريم مملوء بالأخبار عن بقائهما إلى الأبد.
قال تعالى: {?وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ} أي غير منقطع إلا إذا شاء الله أن يقطعه، فقوته فوق ذلك، ولكن أخبر عز وجل أنه لم يشأ أن ينقطع أبدا فيجب تصديق ذلك: ? {ومن أصدق من الله قيلا}.
وقال تعالى: ? (وما هم منها بمخرجين، " لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى) "، إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة في إثبات هذا المفهوم.
وقد جاءت السنة بتأكيد ثبوت وجود الجنة والنار الآن ودوامهما في المستقبل في أحاديث كثيرة كقوله صلى الله عليه وسلم: ?من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس، وقوله صلى الله عليه وسلم: ?ينادي مناديا يا أهل الجنة! إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وأن تشبوا فلا تهرموا أبدا وأن تحيوا فلا تموتوا أبدا.
وورد عن ذبح الموت بين الجنة والنار ثم يقال: ?يا أهل الجنة! خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت، والمذبوح هنا ليس هو ملك الموت كما يظن البعض حاشاه من ذلك، وإنما المذبوح هو الموت نفسه على صورة كبش أملح، لأن الموت مخلوق والحياة مخلوقة كما أخبر الله تعالى.
وعن دوام النار يقول الله تعالى: " فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون "، وقال تعالى: (خالدين فيها أبدا، ?وما هم بخارجين من النار، ? {لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها} فهذه النصوص تثبت بجلاء دوام الجنة والنار, وأن المنكرين ذلك ليس لهم أي دليل إلا مجرد الاستبعاد وهو ليس بدليل، وإلا ما قاسوه بأخيلتهم الضعيفة.
الفصل الخامس
ما الحكم على الجهمية؟
يتورع السلف كثيرا عن إكفار أي جماعة أو شخص، ويرهبون إطلاق التكفير، فلا يتسرعوا فيه كما تفعل الفرق المبطلة في تكفير الناس أو في تكفير بعضهم بعضا أيضا، إلا أن السلف لا يتورعون عن إطلاق كلمة الكفر على من جاءت النصوص بتكفيرهم أو بتسميتهم كفارا، عملا بالنصوص ووقوفا عند مفهومها الصحيح. ومن هنا تجد أن السلف حينما يطلقون الكفر على فرد أو جماعة لهم ضوابط قوية ودرجات في التكفير، من لا يفطن لها وقع - ولابد - في الخطأ سواء أكان خطأ شرعيا أم خطأ في مفهومه للتكفير عند السلف.
ولهذا نجد أن كثير من العلماء يقعون في الخطأ حينما يحكون مذاهب السلف وهم على غير دراية كافية بمفاهيمهم ومصطلحاتهم.
أما بالنسبة لتكفير الجهمية بخصوصهم، فإنك ستجد أيها القارئ الكريم أن كلام الناس مختلف في إطلاق الكفر على الجهمية، فهناك من يهاجمهم ويحكم بكفرهم ويسوق المبررات لذلك، وهناك من يدافع عنهم ويأتي أيضا بمبررات.
ولقد ذهب كثير من علماء السلف إلى تكفير الجهمية وإخراجهم من أهل القبلة، ومن هؤلاء الإمام الدارمي أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي، فقد جعل في كتابه - " كتاب الرد على الجهمية " - بابا سماه باب الاحتجاج في إكفار الجهمية "، وبابا أخر سماه " بابا قتل الزنادقة والجهمية واستتابتهم من كفرهم ".
وأورد تحت هذين البابين أدلة كثيرة من الكتاب الكريم ومن السنة النبوية، ومن الآثار وأقوال العلماء ما يطول ذكره، وحاصلة أن الجهمية كفار للأمور الآتية:
قال الدارمي: " ونكفرهم أيضا بكفر مشهور "، ثم ذكر من ذلك قولهم بخلق القرآن، وتكذيبهم لما أخبر الله تعالى أنه يتكلم متى شاء وكلم موسى تكليما، وهؤلاء ينفون عنه صفة الكلام فيجعلونه بمنزله الأصنام التي لا تتكلم، ثم بكفرهم في عدم إثباتهم لله تعالي ما أثبته لنفسه من الصفات: كالوجه والسمع والبصر والعلم والكلام. وبكفرهم في أنهم لا يدرون أين الله تعالى ولا يصفونه بإين ولا يثبتون له مطلق الفوقية الثابتة بالنصوص الصريحة في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ".
كما أورد الدارمي جملة من أسماء الذين حكموا بكفر الجهمية صراحة، ومنهم: سلام بن أبي مطيع، وحماد بن زيد، ويزيد بن هارون، وابن المبارك، ووكيع، وحماد بن أبي سليمان، ويحي بن يحيى، وأبو توبة الربيع ابن نافع، ومالك بن أنس.(60/473)
المرجئة
ـ[سلطان الهاجري]ــــــــ[28 - 12 - 09, 04:23 م]ـ
الباب الحادي عشر
دراسة المرجئة
أولاً: تمهيد:
المرجئة من أوائل الفرق التي تنسب إلى الإسلام في الظهور، وقد احتلت مكاناً واسعاً في أذهان الناس وفي اهتمام العلماء بأخبارهم وبيان معتقداتهم بين مدافع عنهم ومحاج لهم، وبين معجب بأدلتهم وبين داحض لها، ومن هنا نجد أن المقصود بالإرجاء بالذات لم يتفق علماء الفرق والمقالات على تعيينه دون اختلاف.
الفصل الأول
أذكر التعريف بالإرجاء لغة واصطلاحاً
وبيان أقوال العلماء في ذلك
الإرجاء في اللغة: يطلق على عدة معاني منها: الأمل والخوف والتأخير وإعطاء الرجاء.
تعريف الإرجاء في الاصطلاح:
اختلفت كلمة العلماء في المفهوم الحقيقي للإرجاء، مفاد ذلك نوجزه فيما يلي:
1 - أن الأرجاء في الاصطلاح مأخوذ من معناه اللغوي؛ أي بمعنى التأخير والإمهال – وهو إرجاء العمل عن درجة الإيمان، وجعله في منزلة ثانية بالنسبة للإيمان لا أنه جزء منه كما أنه قد يطلق على أولئك الذين كانوا يقولون: لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة.
2 - وذهب آخرون إلى أن الأرجاء يراد به تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة.
3 - وبعضهم ربط الإرجاء بما جرى في شأن علي رضي الله عنه من تأخيره في المفاضلة بين الصحابة إلى الدرجة الرابعة، أو إرجاء أمره هو وعثمان إلى الله ولا يشهدون عليهما بإيمان ولا كفر
الفصل الثاني
ماهوالأساس الذي قام عليه مذهب المرجئة
الأساس الذي قام عليه مذهب الإرجاء هو الخلاف في حقيقة الإيمان ومم يتألف، وتحديد معناه، وما يتبع ذلك من أبحاث. وهل الإيمان فعل القلب فقط أو هو فعل القلب واللسان معاً؟ فرق المرجئة على أن الإيمان هو مجرد ما في القلب ولا يضر مع ذلك أن يظهر من عمله ما ظهر. وذهبت الكرامية إلى أن الإيمان هو القول باللسان، ولا يضر مع ذلك أن يبطن أي معتقد حتى وإن كان الكفر. وذهب أبو حنيفة رحمة الله إلى أن الإيمان هو التصديق بالقلب والإقرار باللسان، لا يغنى إحداهما عن الآخر؛
الفصل الثالث
بيان كيف نشأ الإرجاء وكيف تطور إلى مذهب
الإرجاء في بدء الأمر كان يراد به في بعض اطلاقاته أولئك الذين أحبو السلامة والبعد عن الخلافات وترك المنازعات في الأمور السياسية والدينية. إلا أنه من الملاحظ أنه بعد قتل عثمان رضي الله عنه وبعد ظهور الخوارج والشيعة أخذ الإرجاء يتطور تدريجياً. فظهر الخلاف في حكم مرتكب الكبيرة ومنزلة العمل من الإيمان، ثم ظهر جماعة دفعوا بالإرجاء إلى الحد المذموم والغلو، فبدأ الإرجاء يتكون على صفة مذهب، فقرر هؤلاء أن مرتكب الكبيرة كامل الأيمان وأنه لا تضر مع الإيمان معصية، ولاتنفع مع الكفر طاعة، وأن الإيمان في القلب.
وأهل هذه المرحلة ممقوتون ومذهبهم يفضي إلى درجة الإباحية والتكاسل والتعويل على عفو الله وحده دون العمل لذلك. ولقد احتدم النزاع بين أهل السنة والخوارج والمعتزلة من جانب، وبين المرجئة من جانب آخر في دخول الأعمال في مسمى الإيمان، فزعمت أن كل طائفة تنسب نفسها إلى الإسلام، وتصدق به تعد من المؤمنين الخلّص بغض النظر عن عملها بعد ذلك، بالخوارج والشيعة والمعتزلة وسائر الطوائف في نظر المرجئة هم من أهل الإيمان الكامل.
الفصل الرابع
بيان أول من قال بالإرجاء وبيان أهم زعماء المرجئة
يذكر العلماء أن الحسن بن محمد بن الحنفية هو أول من ذكر الإرجاء في المدينة بخصوص علىّ وعثمان وطلحة والزبير، ولكنه ندم بعد ذلك على هذا الكلام وتمنى أنه مات قبل أن يقوله، فصار كلامه بعد ذلك طريقاً لنشأة القول بالإرجاء،
ولم يلتفت الذين تبنوا القول بالإرجاء إلى ندم الحسن بعد ذلك، فإن كتابه عن الإرجاء انتشر بين الناس وصادف هوى في نفوس كثيرة فاعتنقوه. ولكن ينبغى معرفة أن إرجاء الحسن إنما هو في الحكم بالصواب أو الخطأ على من ذكرهم، ولم يتعلق إرجاؤه بالإيمان أم عدمه كما هو حال مذهب المرجئة أخيراً. وقيل: إن أول من قال بالإرجاء على طريقة الغلو فيه هو رجل يسمى ذر بن عبد الله الهمداني وهو تابعي، وهناك أقوال أخرى في أول من دعا إلى الإرجاء فقيل: إن أول من أحدثه رجل بالعراق اسمه قيس بن عمرو الماضري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/474)
وقيل: إن أول من أحدثه حماد بن أبي سليمان وهو شيخ أبي حنيفة وتلميذ إبراهيم النخعى، وقيل: إن أول من قال به رجل اسمه سالم الأفطس،
ومن كبار المرجئة ومشاهيرهم: الجهم بن صفوان، وأبو الحسين الصالحى، ويونس السمري، وأبو ثوبان، والحسين بن محمد النجار، وغيلان، ومحمد بن شبيب، وأبو معاذ التومني، وبشر المريسي، ومحمد بن كرام، ومقاتل ابن سليمان المشبه لله عز وجل بخلقه ومثله الجواربي وهما من غلاة المشبهة.
الفصل الخامس
بيان أصول المرجئة
تكاد فرق المرجئة تتفق في أصولها على مسائل هامة هي:
تعريف الإيمان بأنه التصديق بالقول أو المعرفة أو الإقرار.
وأن العمل ليس داخلاً في حقيقة الإيمان، ولا هو جزء منه، مع أنهم لا يغفلون منزلة العمل من الإيمان تماماً إلا عند الجهم ومن تبعه في غلوه.
وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص؛ لأن التصديق بالشيء والجزم به لا يدخله زيادة ولا نقصان.
وأن أصحاب المعاصي مؤمنون كاملوا الإيمان بكمال تصديقهم وأنهم حتماً لا يدخلون النار في الآخرة.
ولهم اعتقادات أخرى: كالقول بأن الإنسان يخلق فعله، وأن الله لا يرى في الآخرة، وقد تأثروا في هذه الآراء بالمعتزلة، وكذا رأيهم في أن الإمامة ليست واجبة، فإن كان ولا بد فمن أي جنس كان ولو كان غير قرشي،
وفيما يلي تفصيل واضح لأقسام اتجاهات الناس في حقيقة الإيمان كما رتبها الدكتور/ سفر الحوالي:
أن الإيمان يكون بالقلب واللسان والجوارح:
1 - أهل السنة 2 - الخوارج 3 - المعتزلة
أنه بالقلب واللسان فقط:
مرجئة الفقهاء الحنفية.
ابن كلاب، وكان على عقيدة المرجئة الفقهاء، وقد انقرض مذهبه.
أنه باللسان والجوارح فقط:
الغسانية.
فرقة مجهولة لم يصرح العلماء بتسميتها، ولعلها الغسانية.
أنه بالقلب فقط:
1 - الجهمية 2 - المريسية 3 - الصالحية4 - الأشعرية 5 - الماتريدية.
5 - أنه باللسان فقط:
الكرّامية: وقد انقرضوا.
الفصل السادس
ماهي أقسام المرجئة
انقسمت المرجئة في اعتقاداتها إلى أقسام وفرق كثيرة وفرق يطول ذكرها، ويمكن الإشارة هنا إلى رؤوس تلك الفرق،
مرجئة السنة: وهم الأحناف: أبو حنيفة وشيخه حماد بن أبى سليمان ومن أتبعهما من مرجئة الكوفة وغيرهم.
مرجئة الجبرية: وهم الجهمية أتباع جهم بن صفوان.
مرجئة القدرية: الذين تزعمهم غيلان الدمشقي، وهم الغيلانية.
مرجئة خالصة: وهم فرق اختلف العلماء في عدهم لها.
مرجئة الكرامية: أصحاب محمد بن كرام.
مرجئة الخوارج: الشبيبية وبعض فرق الصفرية.
الفصل السابع
ماهي أدلة المرجئة لمذهبهم والرد عليها
فمن القرآن الكريم: استدلوا بقول الله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}
أما من السنة النبوية: فقد استدلوا بما يلي: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار".قال ابن مسعود: "وقلت أنا من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة" ().
وقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه أنه قال: "يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة" (.
ومن الشبهات التي تعلق بها المرجئة أيضاً على أن العمل ليس من الإيمان قولهم:
إن الكفر ضد الإيمان فحيثما ثبت الكفر نفي الإيمان، والعكس.
ومنها ما جاء في نصوص كثيرة فيها عطف العمل على الإيمان.
ومن أدلة الأحناف على أن الإيمان قول واعتقاد فقط
إن الإيمان في اللغة المقصود به التصديق فقط، والعمل بالجوارح لا يسمى تصديقاً فليس من الإيمان.
لو كانت الأعمال من الإيمان والتوحيد لو جب الحكم بعدم الإيمان لمن ضيع شيئاً من الأعمال،
الرد على أدلة المرجئة: إن هذه النصوص تفيد أن من لم يقع في الشرك مع التوبة والقيام بأمر الله والانتهاء عن نهيه-أن الله يغفر له الذنوب التي هي دون الشرك، فإذا مات على بعض الذنوب يرجى له المغفرة ابتداء، أو يعاقبه الله بذنبه ثم يدخله الجنةوأما احتجاجهم بقولهم: إن الكفر ضد الإيمان فحينما ثبت الكفر انتفى الإيمان والعكس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/475)
فإنه يقال لهم: إطلاق القول بأن كل كفر هو ضد الإيمان ويخرج من الملة مطلقاً ليس صحيحاً على إطلاقه هكذا إلا عند الخوارج في حكمهم على أصحاب المعاصي بالكفر المخرج من الملة، فإن الإيمان درجات، وهو اسم مشترك يقع على معان كثيرة، منها ما يكون الكفر ضداً له ومنها ما يكون الفسق ضداً له لا الكفر، كترك بعض الأعمال المفروضة مع الاعتراف بوجوبها. وأما ما استدلوا به من ورود نصوص كثيرة فيها عطف العمل على الإيمان، وأن المعطوف والمعطوف عليه بينهما مغايرة وفرق وإلا لما عطف عليه، فالواقع أن النصوص كما يتضح منها، أحياناً يرد فيها ذكر الإيمان في حالة العطف بمعنى الدين وذلك في حال إطلاق الإيمان وحده، فإنه يدخل فيه الأعمال، فإذا أطلق لفظ الإيمان فقط تبادر إلى الذهن أن المقصود بذلك الإيمان القلبي وعمل الجوارح والنطق باللسان ولا يفهم منه التصديق فقط أو الإقرار فقط إلا عند المرجئة، حيث تكلفوا دعوى وقوع ذلك. وأما في حال ذكر الإيمان والعمل معاً فلا مغايرة بينهما في الحكم الذي ذكر لهم، بل يكون ذلك من جنس عطف الخاص على العام مثل قوله تعالى:] حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى [. فإن الصلاة الوسطى من ضمن بقية الصلوات وإنما أفردت بالذكر الخاص بعد الذكر العام لمزيد العناية والاهتمام بها وأما ما استدل به الأحناف من أن الإيمان في اللغة المقصود به التصديق، والعمل لا يسمى تصديقاً فيقال لهم: إنه لم يسم التصديق بالقلب دون التصديق باللسان والعمل إيماناً في اللغة، ولم يعرف عن العرب أنهم يحكمون للشخص بالتصديق والإيمان بشيء صدقه بقلبه ثم أعلن التكذيب به بلسانه، كذلك لم يعرف في اللغة أن التصديق باللسان فقط دون التصديق بالقلب يعتبر إيماناً. ويرد على من ذهب مذهب الإمام أبى حنيفة في إخراج العمل عن الإيمان، واستدل باللغة على أن الإيمان هو التصديق – يرد عليهم بما ذهبوا إليه هم أيضاً من عدم جواز إطلاق الإيمان على الشخص إلا إذا صدق بالله عز وجل وبرسوله، وبكل ما جاء به القرآن والبعث والجنة والنار والصلاة والزكاة، وغير ذلك ومعلوم أن هذا الإيمان قد اشتمل على أعمال، فكيف يحق لهم بعد ذلك عدم اعتبار الأعمال من الإيمان، وهم يشترطون لثبوت إيمان الشخص ما ذكر.
نعم إن أصل الإيمان في اللغة هو التصديق بالقلب واللسان معاً بأي شيء كان إلا أن الله عز وجل وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أوقع لفظة الإيمان على العقد بالقلب لأشياء محدودة مخصوصة معروفة لا على العقد لكل شيء.
وأوقعها أيضاً سبحانه على الإقرار باللسان بتلك الأشياء خاصة لا بما سواها.
وأوقعها أيضاً على أعمال الجوارح لكل ما هو طاعة له تعالى فقط. والله عز وجل هو خالق اللغة وأهلها، فلا يجوز لأحد مخالفة الله عز وجل فيما أنزله وحكم به والتعلل باللغة في دفع الحق.
الفصل الثامن
بين مذهب أهل السنة في تعريف الإيمان
مذهبهم في الإيمان أنه قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي".
الفصل التاسع
بيان منزلة مذهب المرجئة عند السلف
مذهب المرجئة المتأخرين منهم مذهب رديء وخطير، يهون المعصية، ويدعو إلي الكسل والخمول، ولذا تجد السلف يحذرون منه كثيراً ويذمونه لما اشتمل عليه من فساد وإخمال لشعلة الإيمان في القلوب، وتمييع لمنزلة العمل في النفوس. وهذا المذهب ومذهب القدرية من المذاهب الرديئة.
ويذكر بعض العلماء روايات في ذمهم والتنفير من معتقداتهم، ومن تلك الروايات.
1 - "صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب؛ المرجئة والقدرية.
2 - "صنفان من هذه الأمة لا تنالها شفاعتي؛ المرجئة والقدرية.
3 - "ألا وإن الله لعن القدرية والمرجئة على لسان سبعين نبياً.
وهذه الروايات ظاهرة في ذم المرجئة والقدرية لو كانت صحيحة بالرغم من تعدد طرقها، وبالرغم من كثرة احتجاج العلماء بها على القدرية والمرجئة.
وهناك من ضعفها لضعف أسانيدها، وإن ذكرها فمن باب تنوع الردود علي ذم القدرية والمرجئة، ويتلخص من كلام العلماء أنها دائرة بين الصحة والضعف والحسن.
ومهما كان فإن علماء السلف قد أدوا ما عليهم من النصح بوقوفهم في وجه هذه الطائفة، وتبيين ضلالها والخطر الذي يكمن في دعوتهم، ونصحوا للمسلمين بالابتعاد عن أقوالهم.
الباب الثاني عشر
الجهمية
هل توجد آراء الجهمية في وقتنا الحاضر؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/476)
تمهيد: وآراء هذه الطائفة لا تزال في بعض المجتمعات، ولا يزال الخصام بينهم وبين أهل الحق قائماً على أشده، كما كان سابقاً في الزمن القديم حتى وإن اختلفت في بعض الأحيان المسميات، خصوصاً بعد ظهور العصريين الجدد بمفاهيمهم الباطلة، الذين لم يقفوا عند حد في إثارة كل ما يمت إلي هواهم ولو بأدنى صلة، فهم جادون في إحياء تلك المفاهيم الجهمية الباطلة باسم التجديد حيناً والتطور أحياناً أخرى.
الفصل الأول
أذكر التعريف بالجهمية وبمؤسسها
الجهمية إحدى الفرق الكلامية التي تنتسب إلي الإسلام، وهي ذات مفاهيم وآراء عقدية كانت لها آراء خاطئة في مفهوم الإيمان وفي صفات الله تعالي وأسمائه.
وترجع في نسبتها إلي مؤسسها الجهم بن صفوان الترمذي.
من هو الجهم بن صفوان:
هذ1 الرجل هو حامل لواء الجهمية، واسمه الجهم بن صفوان، وهو من أهل خراسان، ظهر في المائة الثانية من الهجرة سنة 2هـ، ويكني بأبي محرز، وهو من الجبرية الخالصة، وأول من ابتدع القول بخلق القرآن وتعطيل الله عن صفاته.
وكان مولى لبني راسب إحدى قبائل الأزد، وكان من أخلص أصدقاء الحارث بن سريج إلي أن قتلاً سنة 128 هـ، وقيل: إن الجهم قتل سنة 130، وقيل سنة 132هـ. وتاريخه طويل، وكتبت فيه مؤلفات عديدة ورسائل جامعية.
كان الجهم كثير الجدال والخصومات والمناظرات، وإلا أنه لم يكن له بصر بعلم الحديث.
الفصل الثاني
متى نشأة الجهمية
نشأة الجهمية:
قامت أفكار الجهم بن صفوان على البدع الكلامية والآراء المخالفة لحقيقة العقيدة السلفية متأثراً بشتى الاتجاهات الفكرية الباطلة.
وكانت نقطة الانتشار لهذه الطائفة بلدة ترمذ التي ينتسب إليها الجهم، ومنها انتشرت في بقية خراسان، ثم تطورت فيما بعد وانتشرت بين العامة والخاصة, وقد ذكر شيخ الإسلام درجات الجهمية ومدى تأثر الناس بهم، وقسمهم إلي ثلاث درجات:
الدرجة الأولي: وهم الجهمية الغالية النافون لأسماء الله وصفاته، وإن سموه بشيء من الأسماء الحسنى قالوا: هو مجاز.
الدرجة الثانية من الجهمية: وهم المعتزلة ونحوهم، الذين يقرون بأسماء الله الحسنى في الجملة لكن ينفون صفاته.
الدرجة الثالثة: وهم قسم من الصفاتية المثبتون المخالفون للجهمية، ولكن فيهم نوع من التجهم، وهم الذين يقرون بأسماء الله وصفاته في الجملة ولكنهم يريدون طائفة من الأسماء، والصفات الخبرية وغير الخبرية ويؤولونها.
ومنهم من يقر بصفاته الخبرية الواردة في القرآن دون الحديث
الفصل الثالث
بيان مصدر مقالة الجهمية
يذكر شيخ الإسلام أصل مقالة التعطيل وأنها ترجع في نهايتها إلى اليهود والصابئين والمشركين والفلاسفة الضالين، أول ما ظهرت هذه المقالة من جعد بن درهم، وأخذها عنه الجهم بن صفوان وأظهرها فنسبت مقالة الجهمية إليه، وقد قيل: إن الجعد أخذ مقالته عن أبان بن سمعان وأخذها أبان من طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم، وأخذها طالوت من لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم.
الفصل الرابع
ذكر أهم عقائد الجهمية إجمالاً
للجهمية آراء وعقائد كثيرة تحتاج في دراستها إلي غير هذه العجالة. ومن أهم تلك الآراء للجهم ما نوجزه فيما يلي:
1 - مذهبهم في التوحيد؛ هو إنكار جميع الأسماء والصفات لله عز وجل ويجعلون أسماء الله من باب المجاز.
2 - القول بالجبر والإرجاء.
3 - إنكار كثير من أمور اليوم الآخر مثل:
1 - الصراط. 2 - الميزان.3 - رؤية الله تعالي.4 - عذاب القبر.5 - القول بفناء الجنة والنار.
4 - ومنها نفي أن يكون الله متكلماً بكلام يليق بجلاله، والقول بأن القرآن مخلوق.
5 - وأن الإيمان هو المعرفة بالله.
6 - ونفي أن يكون الله تعالي في جهة العلو.
7 - والقول بأن الله قريب بذاته، وأن الله مع كل أحد بذاته عز وجل.
1 - إنكار الجهمية لجميع الأسماء والصفات:
تنكر الجهمية جميع الأسماء التي سمى الله بها نفسه وجميع الصفات التي وصف بها نفسه بحجج واهية وتأويلات باطلة،
شبهات الجهمية في نفي الصفات:
1 - أن إثبات الصفات يقتضي أن يكون الله جسماً
2 - إرادة تنزيه الله تعالى.
3 - أن وصف الله تعالي بتلك الصفات التي ذكرت في كتابه الكريم أو في سنة نبيه العظيم يقتضي مشابهة الله بخلقه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/477)
الرد عليهم: الله عز وجل وصف نفسه في كتابه الكريم ووصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم بصفات تعرف معانيها ولا تدرك كيفياتها، وهي معروفة في القرآن والحديث, يتلخص في كلمات يسيرة ومعان واضحة، ألا وهو الإيمان التام بكل ما وصف الله به نفسه ووصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم، كما جاءت به النصوص من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف. الصفة معلومة والكيف مجهول والسؤال عنها بدعه.
2 - قول الجهمية بالإرجاء والجبر: ويظهر الإرجاء عند الجهمية في تلك الآراء التي نادى بها الجهم، ومن أهمها عدم اعتبار العلم من الإيمان، فإن الإيمان وحقيقته في نظرهم إنما هو مجرد الإقرار بالقلب ولا قيمة للعمل في الإيمان, وأما الجبر- بفتح الجيم وسكون الباء- فمعناه إسناد ما يفعله الشخص من أعمال إلي الله عز وجل، وأن العبد لا قدرة له البتة على الفعل، وإنما هو مجبور على فعله، ومن هنا فإنه لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة؛ لأن العبد مجبور على فعله لا حول له ولا قوة.
3 - إنكار الجهمية الصراط: الصراط المراد به: ما ثبت في السنة النبوية أنه جسر ممدود على متن جهنم أدق من الشعرة وأحد من السيف، يعبره الخلائق بقدر أعمالها إلي الجنة فمنهم من يجتازه ومنهم من يقع فيه.
4_ إنكار الجهميه للميزان: وهو ميزان حقيقي له لسان وكفتان توزن به أعمال العباد خيرها وشرها، وقد أخبر الله عنه في القرآن الكريم إخباراً مجملاً من غير تفصيل لحقيقته، وجاءت السنة النبوية فبينته. يظهره الله في يوم القيامة لإظهار مقادير أعمال الخلق، وقد أجمع المسلمون على القول به واعتقاده, وقد ذهبت الجهمية وغيرهم من أهل البدع إلى إنكاره بلا دليل، لأنه في زعمهم – يستحيل وزن الأعراض، كما أنكروا أن يكون هناك ميزان حقيقي له كفتان ولسان، معرضين عن النصوص الثابتة بذلك.
5 - قول الجهمية بفناء الجنة والنار: لقد زعم الجهم وأتباعه أن الجنة والنار ستفنى بحجة أن ما لا نهاية له من الأمور الحادثة المتجددة بعد أن لم تكن يستحيل – حسب زعمه – أنها تبقى إلى ما لا نهاية، ولم يتصور أن بعض الأشياء التي شاء الله البقاء أنه يمتنع فناؤها.
ولا يوجد له من الأدلة إلا ما قاله أهل الكلام حينما أرادوا الاستدلال حسب عقولهم على حدوث الأجسام حين قالوا: كل جسم حادث لا بقاء له، فالأجسام حادثة وكل ما قبل الحدوث فهو حادث، والعالم قبل الحدوث فهو حادث.
ثم زعم جهم أن الرب يمتنع عليه إيجاد حوادث لا أول لها، مخافة تعدد الآلهة إذا قلنا بوجودها، ثم قاس هذا على نهاية الحوادث، فكما أنه يستحيل عنده وجود حوادث لا أول لها، فكذلك يمتنع القول بوجود حوادث لا أخر لها لأن الله وحده هو الأول والآخر.
وقد ظن أن هذا من تنزيه الله تعالى، وهو في الواقع إساءة ظن بقدرة الله تعالى، ولم يعلم أن ما أرا د الله البقاء فإنه يمتنع عليه الانتهاء، فإن الجنة أراد الله لها البقاء والنار كذلك فيستحيل أن تفنيا، وإلا كان فناؤهما تكذيبا لكتاب الله وسنة نبيه، فإن القرآن الكريم مملوء بالأخبار عن بقائهما إلى الأبد.
قال تعالى: ?وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ (أي غير منقطع إلا إذا شاء الله أن يقطعه، فقوته فوق ذلك، ولكن أخبر عز وجل أنه لم يشأ أن ينقطع أبدا فيجب تصديق ذلك: ?ومن أصدق من الله قيلا (.
الفصل الخامس
ماهو الحكم على الجهمية
ولقد ذهب كثير من علماء السلف إلى تكفير الجهمية وإخراجهم من أهل القبلة، ومن هؤلاء الإمام الدارمي أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي، فقد جعل في كتابه – " كتاب الرد على الجهمية " وأورد تحت هذين البابين أدلة كثيرة من الكتاب الكريم ومن السنة النبوية.
بدلالة القرآن الكريم، حيث أخبر عن قريش قالوا عن القرآن: ?إن هذا إلا قول البشر (أي مخلوق، وهو نفسه قول الجهم بخلقه، ثم أورد كثيرا من الآيات في هذا.
ومن الأثر ما ورد عن علي وابن عباس في قتلهم الزنادقة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " من بدل دينه فاقتلوه "، والجهمية أفحش زندقة وأظهر كفرا منهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/478)
قال الدارمي: " ونكفرهم أيضا بكفر مشهور "، ثم ذكر من ذلك قولهم بخلق القرآن، وتكذيبهم لما أخبر الله تعالى أنه يتكلم متى شاء وكلم موسى تكليما، وهؤلاء ينفون عنه صفة الكلام فيجعلونه بمنزله الأصنام التي لا تتكلم، ثم بكفرهم في عدم إثباتهم لله تعالي ما أثبته لنفسه من الصفات: كالوجه والسمع والبصر والعلم والكلام. وبكفرهم في أنهم لا يدرون أين الله تعالى ولا يصفونه بإين ولا يثبتون له مطلق الفوقية الثابتة بالنصوص الصريحة في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ".
الباب الثالث عشر
المعتزلة
الفصل الأول
نشأتهم
المعتزلة أسم يطلق على فرقة ظهرت في الإسلام في القرن الثاني الهجري ما بين سنة 105 وسنة 110هـ، بزعامة رجل يسمي واصل بن عطاء الغزال. نشأت هذه الطائفة متأثرة بشتى الاتجاهات الموجودة في ذلك العصر، وقد أصبحت المعتزلة فرقة كبيرة تفرعت عن الجهمية في معظم الآراء، ثم انتشرت في أكثر بلدان المسلمين انتشارا واسعا.
وهناك روايات يذكرها الباحثون في كيفية نشأة المعتزلة:
1 - إذ يرى بعض العلماء أن أصل بدء الاعتزال كان في زمن الخليفة الراشد علي رضى الله عنه، حينما اعتزل جماعة من الصحابة كانوا معه السياسة، وتركوا الخوض في تلك الخلافات التي نجمت بين علي ومعاوية رضى الله عنهما، وهذا القول باطل لا صحة له، وقد أيده الشيخ محمد الطاهر النيفر.
2 - ويرى أكثر العلماء أن أصل بدء الاعتزال هو ما وقع بين الحسن البصري وواصل بن عطاء من خلاف في حكم أهل الذنوب.
الفصل الثاني
أسماء المعتزلة وسبب تلك التسميات
1 - المعتزلة: ويرجع سبب التسمية إلى اعتزال أول زعيم لهم وهو واصل ابن عطاء الغزالي إلى حلقة الحسن البصري حينما ألقي رجل سؤالا عن مرتكبي الذنوب فبادر واصل إلى الجواب قبل أن يجيب الحسن، ومن هنا تطور الأمر إلى اعتزال واصل ومن معه حلقة الحسن البصري فسموا معتزلة على سبيل الذم من قبل المخالفين لهم.
2 - تسمية المعتزلة جهمية: ولهذا الاتفاق بين المعتزلة والجهمية في تلك المسائل العقدية، ولسبق الجهمية في الظهور.
3 - تسميتهم بالقدرية: بسبب موافقتهم القدرية في إنكار القدر وإسنادهم أفعال العباد إلى قدرتهم، وهم لا يرضون بهذا الاسم ويرون أنه ينبغي أن يطلق على الذين يقولون بالقدر خيره وشره من الله تعالى لا عليهم.
4 - ومن أسمائهم الثنوية والمجوسية: وهم ينفرون من هذا الاسم، والذي حمل المخالفين لهم على تسميتهم به هو مذهب المعتزلة نفسه، الذي يقرر أن الخير من الله والشر من العبد، وهو يشبه مذهب الثنوية والمجوس الذي يقرر وجود إلهين: أحدهما للخير والآخر للشر.
5 - الوعيدية: وهو ما اشتهروا به من قولهم بإنفاذ الوعد والوعيد لا محالة، وأن الله تعالى لا خلف في وعده ووعيده، فلابد من عقاب المذنب إلا أن يتوب قبل الموت.
6 - المعطلة: وهو اسم للجهمية أيضا ثم أطلق على المعتزلة لموافقتهم الجهمية في نفي الصفات وتعطيلها وتأويل ما لا يتوافق مع مذهبهم من نصوص الكتاب والسنة ,
وإذا كانت تلك الأسماء لم يرتاحوا إليها ولا يحبون التسمية بها, فإن هناك أسماء أخر اختاروها لأنفسهم وأخذوا يدللون على الأفضل.
وتلك الأسماء هي:
1 - المعتزلة: وقد سبق أنه اسم ذم وهو كذلك إلا أن المعتزلة حينما رأوا ولع الناس بتسميتهم به أخذوا يدللون على أنه اسم مدح بمعنى الاعتزال عن الشرور والمحدثات واعتزال الفتن والمبتدعين على حد قوله تعالى:? واهجرهم هجرا جميلا ?.
2 - أهل العدل والتوحيد أو "العدلية ": والعدل عندهم يعنى نفي القدر عن الله تعالى، أو أن تضاف إليه أفعال العباد القبيحة، والتوحيد عندهم يعنى نفى الصفات عن الله تعالى، وتسميتهم بالعدلية اسم مدح اخترعوه لأنفسهم.
3 - أهل الحق: لأنهم يعتبرون أنفسهم على الحق ومن عداهم على الباطل.
4 - الفرقة الناجية: لينطبق عليهم ما ورد في فضائل هذه الفرقة.
5 - المنزهون الله: لزعمهم حين نفوا الصفات أنهم ينزهون الله.
سلطان المعتزلة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/479)
ومهما كان، فلقد عظم أمر المعتزلة – الجهمية – واشتدت شوكتهم وقوى ساعدهم حينما استطاعوا اختطاف الخليفة العباسي المأمون إلى جانبهم، وحجبوا عنه كل فكر يخالف فكرهم، ووقع – رغم حبة للعلم والإطلاع – في يد أحمد بن ابي دؤاد، ومن ثم ناصر المعتزلة بكل ما لديه من قوة، بلا وأراد حمل كافة الناس على اعتناق المذهب المعتزلي، ورغب الناس فيه ورهبهم من تركه.
الاتفاق بين المعتزلة والقدرية:
ومن الجدير بالذكر أنه قد اتفقت مفاهيم المعتزلة مع القدرية في مسألة من أهم مسائل العقيدة، ألا وهى القدر وموقف الإنسان حياله، فذهبت المعتزلة والقدرية إلى القول بأن الله تعالى غير خالق لأفعال الناس، بل الناس هم الذين يخلقون أفعالهم بأنفسهم.
الفصل الثالث
مشاهير المعتزلة القدرية الجهمية
1 - بشر بن السري 2 - ثور بن زيد المدني
3 - ثور بن يزيد الحمصي 4 - حسان بن عطية المحاربي
5 - الحسن بن ذكوان 6 - داود بن الحصين
7 - زكريا بن إسحاق 8 - سالم بن عجلان
9 - سلام بن عجلان 10 - سلام بن مسكين
11 - سيف بن سليمان المكي 12 - شبل بن عاد.
13 - شريك بن أبي نمير 14 - صالح بن كيسان
الفصل الرابع
ماهو ذكر أهم عقائد المعتزلة إجمالا
1 - اختلفوا في المكان لله تعالي:
1 - فذهب بعضهم – وهم جمهورهم – إلى أن الله تعالى في كل مكان بتدبيره، وهذا قول أبي الهذيل والجعفرين، والإسكافي، ومحمد بن عبد الوهاب الجبائي.
2 - وذهب آخرون إلى أن الله تعالى لا في مكان، بل هو على ما لم يزل عليه، وهذا هشام الفوطي وعباد بن سليمان وأبي زفر
2 - ذهبوا إلى أن الاستواء هو بمعنى الاستيلاء في قول الله تعالي: ?الرحمن على العرش استوى (.
3 - اجمعوا على أن الله لا يرى بالأبصار.
4 - اختلفوا في صفة الكلام لله تعالى:
1 - فذهب بعضهم إلى إثبات الكلام لله تعالي.
2 - وذهب بعضهم إلى إنكار ذلك.
ولهم اختلافات كثيرة في مسائل دقيقة من مسائل الصفات والعقائد، لا يستدعي المقام الدخول في تفاصيلها ,
وأهم ما أود التنبيه عليه هو أن أبرز سمات هذه الطائفة في باب الأسماء والصفات تظهر في:
1 - إنكارهم الصفات وتعطيلها. 2 - أنهم بنوا آراءهم ومعتقداتهم في أصول خمسة.
الفصل الخامس
الأصول الخمسة للمعتزلة بيانها، والرد عليها
أ - أما الأصل الأول وهو التوحيد: فإنهم يقصدون به البحث حول صفات الله عز وجل وما يجب لله تعالي وما لا يجب في حقه.
الرد عليهم: فإن السلف رحمهم الله يثبتون صفات الله عز وجل كما جاءت في الكتاب والسنة دون تحريف أو تأويل، مع معرفتهم بمعانيها وتوقفهم في بيان كيفياتها، والله عز وجل له ذات لا تشبه الذات ولا يعلم أحد كيفيتها، وصفاته كذلك ثابتة على ما يليق بذاته جل وعلا ((?ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (وروى أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها - يعني قوله تعالى: ?سميعا بصيرا (ويضع أصبعيه، قال أبو يونس: وضع أبو هريرة إبهامه على أذنه والتي تليها على عينية،
وهذا زيادة تأكيد في إثبات صفات الله تعالي وصفاته عز وجل قديمة قائمة بذاته زائدة على الذات، على التفضيل الصحيح عند السلف، لا كما ترى الفرق المخالفة للحق بأنها ذاته وليست بزائدة على الذات، لكي يتم لهم نفي الصفات مطلقا بزعم نفي التجزؤ أو التركيب أو تعدد القدماء وهو زعم باطل.
2 - الأصل الثاني للمعتزلة: العدل: يريدون بالعدل ما يتعلق بأفعال الله عز وجل التي يصفونها كلها بالحسن ونفي القبح عنها – بما فيه نفي أعمال العباد القبيحة عن الله عز وجل رضاء وخلقا، لأن ذلك يوجب نسبة الفعل القبيح إلى الله تعالى وهو منزه عن ذلك لأن الله تعالى يقول: ?والله لا يحب الفساد (وفى هذا الفهم الخاطئ يقول القاضي عبد الجبار في شرح الأصول الخمسة: " أفعال العباد غير مخلوقة فيهم، وأنهم هم المحدثون لها.
ولهم في هذا الباب شبه كثيرة وجدال عقلي.
ومن تلك الشبه:
أن إثبات خلق الله تعالي لأفعال العباد فيه نسبة الظلم والجور إليه تعالى والله منزه عن ذلك.
ومنها آيات كثيرة في القرآن الكريم يستدلون بها، منها قول الله تعالي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/480)
ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت (إما أن المراد بالتفاوت من جهة الخلقة أو من جهة الحكمة، ولا يجوز أن يكون المراد به التفاوت من جهة الخلقة، لأن في خلقه المخلوقات من التفاوت ما لا يخفي، فليس إلا أن المراد به التفاوت من جهة الحكمة على ما قلناه. إذا ثبت هذا لم يصح في أفعال العباد أن تكون من جهة الله تعالي، لاشتمالها على التفاوت وغيره ".
الرد عليهم: مما لا شك فيه أن أفعال الله كلها حسنة لا قبيح فيها، إلا أن المعتزلة ارتكبوا مغالطات واضحة في فهم النصوص.
ذلك أن الظلم الذي نفاه الله عن نفسه هو وضع الشيء في غير موضعه أو وضع سيئات شخص على أخر، أو أن ينقص من حسنات المحسن، وهذا ظلم بلا شك والله منزه عنه.
والخلاف إنما هو في حقيقته في خلق كل الأشياء وكل الأفعال، وأنها لا تخرج عن خلق الله وإرادته لها، قال تعالي: ?والله خالق كل شيء (، وقال تعالى: ?والله خلقكم وما تعملون (، وهؤلاء يقولون: الإنسان هو الذي يخلق فعله فرارا – بزعمهم – من نسبة خلق الأفعال إلى الله تعالي وإرادتها بزعمهم.
ولم ينظروا إلى أن الله عز وجل هو الخالق للعباد وأعمالهم، ولا يوجب ذلك أن يكون الله تعالي هو الفاعل لأعمالهم، فخلق الظلم والكذب والطاعة والمعصية، فمن فعل الظلم بأن غش الناس أو غصبهم أموالهم يقال له: غاش ومغتصب ومنتهب وسارق وفاجر .. إلى أخر الصفات، ولا ينسب إلى الله تعالى إلا باعتبار أقدار الله تعالي للعبد وشمول مشيئة لها
فقد فسروا التفاوت هنا بالحكمة، بينما الصحيح أن التفاوت المنفي هنا هو التفاوت في الخلقة، أي لا يوجد في خلق السموات والأرض من تفاوت، أي من عيب أو خلل، فالمقصود بنفي التفاوت في الخلقة وليس في الحكمة كما فسروه.
ويلتحق بمسألة العدل مسائل من أهمها:
الصلاح والصلح، واللطف من الله تعالى، وإرسال الرسل عليهم الصلاة والسلام. والمعتزلة تؤكد أن الله تعالي لا يفعل بعبادة إلا الصلاح وما فيه نفعهم وجوبا عليه جلا وعلا، لأنه إذا لم يفعل ذلك كان ظلما لهم ونقصا مما فيه صلاحهم
الرد عليهم: أمر الله وأرشد عبادة إلى أن يفعلوا كل ما فيه صلاحهم، وأن مرد ذلك يعود إليهم هم، وأن الله تعالى لا تضره معصية العاصي ولا تنفعه طاعة المطيع، وقد كتب الله على نفسه الرحمة تفضلا منه، وحرم الظلم عدلا منه.
والله تعالى يفعل بعباده الأصلح لهم، ولكن لا يجوز القول بالوجوب عليه جل وعلا على سبيل المعاوضة كما هو الحال بين المخلوقين. فإن العباد لا يوجبون عليه شيئا وإنما هو الذي أوجب على نفسه تفضلا منه وكرما, وأما إرسال الرسل فإنه من جملة ما توجيه المعتزلة على الله تعالى، لأنه إذا لم يفعل ذلك كان مخلا بما هو واجب عليه، لأن صلاح العباد يتعلق بإرسال الرسل لتعريف الناس.
الرد عليهم: وقد اقتضت حكمته تعالى أن يرسل الرسل وأن يعذر إلى الخلق فلا يعذب أحدا إلا على مخالفته لرسله قال تعالى: ?وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا (وهذا من تفضله وكرمه على عباده ولطفه بهم، لا أن أحدا أوجبه عليه كما ترى المعتزلة.
3 - الأصل الثالث: الوعد والوعيد:
1 - الوعد: أما الوعد فهو كل خبر يتضمن إيصال نفع إلى الغير أو دفع ضرر عنه في المستقبل، وأما علوم الوعد والوعيد فهو أنه يعلم أن الله وعد المطيعين بالثواب وتوعد العصاة بالعقاب وأنه يفعل ما وعد به وتوعد عليه لا محالة، ولا يجوز عليه الخلف والكذب.
يوجبون على ربهم أن ينفذ وعده وأن يعطي العبد أجر ما كلفه به من طاعات استحقاقا منه على الله مقابل وعد الله له إذا التزم العبد بجميع التكاليف التي اختارها الله وكلف بها عباده.
وقد أورد المعتزلة لتأييد مذهبهم هذا بعض النصوص منها قول الله عز وجل: ?ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى ال حيث فسروا هذا الوقوع بمعني الوجوب، له ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما (واستدلوا أيضا على ذلك من العقل بأن الله مادام قد كلف عباده بالأعمال الشاقة فلابد أن يكون لها مقابل من الأجر، وإلا لكان ذلك ظلما، والواقع أن ما استدلوا به من الآية والشبهة العقلية إنما بنوه على مسألة وجوب دخول الجنة بالعمل وهى من المسائل الهامة, والحق أن دخول الجنة إنما هو بفضل الله أولا وأخيرا، وليس للعبد على ربه أي استحقاقا غير أن الله تعالي أوجب على نفسه أنه لا يظلم عمل عامل من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/481)
ذكر أو أنثي، فجعل العمل من الأسباب دخول الجنة، والسباب نفسها إنما هي تفضيل من الله تعالى.
2 - الوعيد: والمقصود بالوعيد هنا هو ما يتعلق بأحكام المذنبين من عصاه المؤمنين إذا ماتوا من غير توبة، فإنهم يستحقون بمقتضى الوعيد من الله النار خالدين فيها إلا أن عقابهم يكون أخف من عقاب الكفار.
شبههم: استدلوا من القرآن الكريم بكل آية يذكر فيها عقاب العصاة بالنار والخلود فيها، وهى آيات كثيرة مثل قوله عز وجل: ?إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين (
إن استدلال المعتزلة لما يذهبون إليه من إنفاذ الوعيد لا محالة، وأن أصحاب الكبائر والذنوب من المؤمنين مخلدون في النار حتما قول غير مسلم، وهو خطأ في فهم النصوص وحمل لها على غير معانيها الصحيحة، فإن الآيات لا تدل على خلود أصحاب المعاصي من المؤمنين خلودا أبديا حتميا، ذلك أن الله عز وجل قد يعفو عنهم ابتداء وقد يعذبهم بقدر ذنوبهم ثم يخرجهم الله بتوحيدهم وإيمانهم، لأنه لا يخلد في النار إلا من مات على الشرك الذي أخبر عز وجل أنه لا يغفر لصاحبه، وأما ما عدا الشرك فإن الله تعالي يغفره.
4 - الأصل الرابع: المنزلة بين المنزلتين
هو أنه كلام في أن صاحب الكبيرة له اسم بين الاسمين وحكم بين الحكمين، لا يكون اسمه اسم الكافر ولا اسمه اسم المؤمن وإنما يسمى فاسقا وكذلك فلا يكون حكمه حكم الكافر ولا حكم المؤمن، بل يفرد له حكم ثالث.
ويرد عليهم: الواقع: أن العاصي غير خارج من الملة بفسقه بل هو مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، ولم تخرجه النصوص عن الإيمان لا في كتاب الله ولا في سنة نبيه، ولا في إجماع الأمة، وفى هذا يقول الطحاوي: "ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله.
أن أهل السنة متفقون كلهم على أن مرتكب الكبيرة لا يكفر كفرا ينقل عن الملة بالكلية – كما قالت الخوارج – إذ لو كفر كفرا ينقل عن الملة لكان مرتدا يقتل على كل حال، ولا يقبل عفو ولا القصاص ولا تجري الحدود في الزنا والسرقة وشرب الخمر، وهذا القول معلوم بطلانه وفساده بالضرورة من دين الإسلام، ومتفقون على أنه لا يخرج من الإيمان والإسلام ولا يدخل في الكفر، ولا يستحق الخلود مع الكافرين.
5 - الأصل الخامس: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
وقد بين القاضي عبد الجبار حقيقة الأمر، والنهي، والمعروف، والمنكر، فقال: " أما الأمر: فهو قول القائل لمن دونه في الرتبة: أفعل، والنهي هو قول القائل لمن دونه: ولا تفعل.
وأما المعروف: فهو كل فعل عرف فاعله حسنه أو دل عليه
وأما المنكر: فهو كل فعل عرف فاعله قبحه أو دل عليه
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعتبران من فروض الكفايات عند المعتزلة إذا قام بهما من يكفي سقط عن الباقين.
وقد استدل المعتزلة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأدلة كثيرة من القرآن الكريم ومن السنة النبوية والإجماع.
فمن القرآن الكريم قوله تعالى: ?كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر (وأما من السنة فهو قول النبي: " ليس لعين ترى الله يعصى فتطرف حتى تغير أو تنتقل" وقد توافق أهل السنة والمعتزلة في حكم القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كونه من الواجبات على الكفاية،
وإلا أنه وقع خلاف بين أهل السنة والمعتزلة فيما يلي:
1 - طريقة تغيير المنكر. 2 - أوجبوا الخروج على السلطان الجائر. 3 - حمل السلاح في وجوه المخالفين لهم سواء كانوا من الكفار أو من أصحاب المعاصي من أهل القبلة.
فأما طريقة تغيير المنكر: فقد ساروا فيها عكس الحديث الذي بين فيه الرسول صلى الله عليه وسلم موقف المسلم إزاء تغيير المنكرات.
عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان "
إذ إن تغيير المنكر عندهم يبدأ بالحسنى ثم باللسان ثم باليد ثم بالسيف، بينما الحديث يرشد إلى العكس، وهو ما يذهب إليه أهل الحق، من أن تغيير المنكر يبدأ بالفعل باليد إذا لم يترتب عليه مفاسد، والتغيير باليد هنا لا يكون بالسيف، وإنما هو إزالة المنكر بدون قتال ولا فتح باب فتنة أكبر من المنكر المراد إزالته.(60/482)
المجاز في السنة النبوية (طلب لآراء أئمة السلف)
ـ[أبو عثمان الأندلسي]ــــــــ[29 - 12 - 09, 01:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أنا ابحث عن أقوال السلف رضي الله عنهم في المجاز بالسنة النبوية
من ينقل لنا الأقوال جزاكم الله خيرا وبارك بكم
ـ[أبو عثمان الأندلسي]ــــــــ[30 - 12 - 09, 10:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرفوع ...
ـ[أبو عثمان الأندلسي]ــــــــ[03 - 01 - 10, 12:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للرفع(60/483)
الفرق الاسلامية (الجزء التاسع) .......
ـ[مشاري بن خالد الاصقه]ــــــــ[29 - 12 - 09, 08:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيمهذا التلخيص التاسع من كتاب فرق اسلامية تنتسب إلي الاسلام للدكتور غالب عوجي حفظه الله والابواب الاتيه تتكلم عن المرجئة و الجهمية والمعنزلة ........
ـ[مشاري بن خالد الاصقه]ــــــــ[29 - 12 - 09, 08:21 ص]ـ
الباب الحادي عشر
الفصل الأول
التعريف بالإرجاء لغة واصطلاحاً
وبيان أقوال العلماء في ذلك
الإرجاء في اللغة:
يطلق على عدة معاني منها: الأمل والخوف والتأخير وإعطاء الرجاء، وقد يهمز وقد لا يهمز. وإنما قيل لهذه العصابة مرجئة، لأنهم قدموا القول وأرجوا العمل، أي أخروه.
تعريف الإرجاء في الاصطلاح:
اختلف العلماء في المفهوم الحقيقي للإرجاء، ومفاد ذلك نوجزه فيما يلي:
1 - أن الأرجاء مأخوذ من معناه اللغوي؛ أي بمعنى التأخير والإمهال وهو إرجاء العمل عن درجة الإيمان، وجعله في منزلة ثانية بالنسبة للإيمان لا أنه جزء منه، وأن الإيمان يتناول الاعمال على سبيل المجاز، بينما هو حقيقة في مجرد التصديق، وأنه قد يطلق على أولئك الذين يقولون: لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة. ويشمل جميع من أخر العمل عن النية والتصديق.
2 - وذهب آخرون إلى أن الأرجاء يراد به تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة، فلا يقضى عليه في الدنيا حكم ما.
وبعضهم ربط الإرجاء بما جرى في شأن علي من تأخيره في المفاضلة بين الصحابة إلى الدرجة الرابعة، أو إرجاء أمره وعثمان إلى الله ولا يشهدون عليهما بإيمان ولا كفر، وخلصوا من هذا المفهوم إلى وصف الصحابة الذين اعتزلوا الخوض في الفتن التي وقعت بين الصحابة، إلى الزعم أن هؤلاء هم نواة الإرجاء، وهذا خطأ من قائليه؛ فإن توقف بعض الصحابة إنما كان بغرض ريثما تتجلى الأمور، واستندوا بذلك إلي الكتاب والسنة.
وليس إرجاء حكم هؤلاء الصحابة هو أساس الإرجاء البدعي، ويقول الشهرستاني:"الإرجاء على معنيين: أحدهما بمعنى التأخير كما في قوله تعالى: (قالوا أرجه وأخاه) " أي أمهله وأخره. والثاني: إعطاء الرجاء.
أما إطلاق اسم المرجئة على الجماعة بالمعنى الأول فصحيح؛ لأنهم كانوا يؤخرون العمل عن النية والعقد. وأما بالمعنى الثاني فظاهر فإنهم يقولون: لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة، وقيل: الإرجاء تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة، فلا يقضى عليه بحكم ما في الدنيا من كونه من أهل الجنة أو أهل النار، وقيل: الإرجاء تأخير علي ?عن الدرجة الأولى إلى الرابعة.
الفصل الثاني
ما الأساس الذي قام عليه مذهب المرجئة؟
الأساس الذي قام عليه مذهب الإرجاء هو الخلاف في حقيقة الإيمان ومم يتألف، وتحديد معناه. وهل الإيمان فعل القلب فقط أو هو فعل القلب واللسان معاً؟ والعمل غير داخل في حقيقته، وبالتالي لا يزيد الإيمان ولا ينقص؛ ووإلى كل قسم من تلك الأقسام ذهب فريق من المرجئة.
إلا أن أكثر فرق المرجئة على أن الإيمان هو مجرد ما في القلب ولا يضر مع ذلك أن يظهر من عمله ما ظهر، حتى وإن كان كفراً وزندقة، وهذا مذهب الجهم بن صفوان، ولا عبرة عنده بالإقرار باللسان ولا الأعمال أيضاً؛ لأنها ليست جزءاً من حقيقة الإيمان.
وذهبت الكرامية إلى أن الإيمان هو القول باللسان، ولا يضر أن يبطن أي معتقد وإن كان الكفر.
وذهب أبو حنيفة إلى أن الإيمان هو التصديق بالقلب والإقرار باللسان، لا يغنى إحداهما عن الآخر؛ أي فمن صدق بقلبه و أعلن التكذيب بلسانه لا يسمى مؤمناً. وهو أقرب مذاهب المرجئة إلى أهل السنة لموافقتهم أهل السنة في أن العاصي تحت المشيئة، وأنه لا يخرج عن الإيمان. وخالفوهم في عدم إدخال العمل في الإيمان يزيد وينقص، فلم يقولوا بذلك.
على أن في نسبة الإرجاء إلى أبى حنيفة من الخلاف الكثير بين العلماء ما لا يخفى، وأما ماجاء في الكتاب المنسوب إليه الفقه الأكبر، ففيه شك في صحة نسبة هذا الكتاب إليه، بل كذبوا نسبته إليه.
ولا يقال: إن أبا حنيفة كان من غلاة المرجئة بالجهمية مثلاً، وذلك لموافقته أهل السنة والاعتقاد السليم في جوانب كثيرة في باب الإيمان وإن خالفهم فيما ذكر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/484)
ولقد بذل كثير من علماء الأحناف جهدهم ليجعلوا الخلاف بينهم وبين أهل السنة في حقيقة الإيمان لفظياً، فلم يتم لهم ذلك مع أنهم يستندون إلى جعل الخلاف لفظياً على الاتفاق الحاصل فعلاً بينهم في مرتكب الكبيرة عند الله؛ إذ لا يسمى كافراً ولا يحكم له بالخلود في النار يوم القيامة، بل هو تحت المشيئة إن شاء الله عفى عنه بفضله وإن شاء عاقبه بعدله.
وكذلك اتفاقهم على أن الأعمال لا بد منها، وأن العبد لو صدق بقلبه وأقر بلسانه وامتنع عن العمل فلم يقم به فأنه يستحق اللوم والعقوبة، وأنه من العصاة. إلا أن كل هذه الحجج لا تجعل الخلاف لفظياً؛ وذلك أن أهل السنه لايخرجون الأعمال عن مسمى الإيمان، فالتفرقة بين الأعمال والإيمان لا يقول بها السلف.
كما أن السلف لا يرون أن الناس على درجة واحدة في الإيمان والتوحيد، كذلك حكم الأحناف للعصاة بالإيمان الكامل لم يوافقهم فيه السلف، كما أن السلف لا يوافقونهم في القول بعدم زيادة الإيمان ونقصانه.
والحاصل: أن المرجئة أقسام كثيرة وأنهم يختلفون في بعض أسس الإرجاء.
الفصل الثالث
كيف نشأ الإرجاء وكيف تطور إلى مذهب؟
أن الإرجاء في بدء الأمر كان يراد به في بعض اطلاقاته أولئك الذين أحبو السلامة والبعد عن الخلافات وترك المنازعات في الأمور السياسية والدينية، وخصوصاً ما يتعلق بالأحكام الأخروية من إيمان وكفر وجنة ونار، وما يتعلق كذلك بأمر علي وعثمان وطلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة وغيرهم وما جرى بين علي ومعاوية كما مثله الحسن بن محمد بن الحنفية ومن على طريقته إلا أنه من الملاحظ أنه بعد قتل عثمان ? وبعد ظهور الخوارج والشيعة أخذ الإرجاء يتطور تدريجياً.
فظهر الخلاف في حكم مرتكب الكبيرة ومنزلة العمل من الإيمان، ثم ظهر جماعة دفعوا بالإرجاء إلى الحد المذموم والغلو، فبدأ الإرجاء يتكون على صفة مذهب، فقرر هؤلاء أن مرتكب الكبيرة كامل الأيمان وأنه لا تضر مع الإيمان معصية، ولاتنفع مع الكفر طاعة، وأن الإيمان في القلب. فلا يضر الشخص أي شيء بعد ذلك ولو تلفظ بالكفر والإلحاد، فإنه يبقى إيمانه كاملاً لايتزعزع.
وأهل هذه المرحلة ممقوتون ومذهبهم يفضي إلى درجة الإباحية والتكاسل والتعويل على عفو الله وحده دون العمل لذلك. وهو أمر تأباه الشريعة الإسلامية.
ولقد احتدم النزاع بين أهل السنة والخوارج والمعتزلة من جانب، وبين المرجئة من جانب آخر في دخول الأعمال في مسمى الإيمان، ويظهر أثر ذلك في مرتكب الكبيرة هل هو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته وأمره في الآخرة إلى الله وإلى مشيئته (السلف) أم هو كافر في الدنيا ومخلد في الآخرة في النار (الخوارج) لأنه أخل بالعمل فكفر؟ أم هو في منزلة بين المنزلتين في الدنيا لا مؤمن ولا كافر، وفي الآخرة هو مخلد في النار (المعتزلة)؟
أم هو مؤمن كامل الإيمان لم يتأثر إيمانه بالكبيرة مطلقاً (المرجئة) لأنه مصدق بقلبه فلا مجال لأن يتأثر إيمانه؛ لأن الإيمان عندهم لا يزيد ولا ينقص بل يبقى إيمانه كاملاً إذا كان التصديق موجوداً في قلبه وفي الحقيقة أن مذهب المرجئة تطور على هذا المفهوم حتى صار من أوسع المذاهب وأكثرها تساهلاً.
فبينما الخوارج يرون أن مرتكب الذنب كافرا مخلد في النار، والمعتزلة تراه في منزلة بين المنزلتين في الدنيا، وفي الآخرة مصيره النار، ثم تزعم هاتان الطائفتان أن الناس كلهم كفار إلا من كان خارجياً، وتزعم المعتزلة أن الناس كلهم كفار إلا من كان معتزلياً، فإذا بالمرجئة توسع المجال، فزعمت أن كل طائفة تنسب نفسها إلى الإسلام، وتصدق به تعد من المؤمنين الخلّص بغض النظر عن عملها بعد ذلك، بالخوارج والشيعة والمعتزلة وسائر الطوائف في نظر المرجئة هم من أهل الإيمان الكامل.
* * * * * * * * * * * * * *
الفصل الرابع
من اول من قال بالإرجاء؟ وبيان أهم زعماء المرجئة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/485)
يذكر العلماء أن الحسن بن محمد بن الحنفية هو أول من ذكر الإرجاء في المدينة بخصوص علىّ وعثمان وطلحة والزبير، حينما خاض الناس فيهم وهو ساكت ثم قال: قد سمعت مقالتكم ولم أر شيئاً أمثل من أن يرجأ علي وعثمان وطلحة والزبير، فلا يتولوا ولا يتبرأ منهم. ولكنه ندم بعد ذلك على هذا الكلام وتمنى أنه مات قبل أن يقوله، فصار كلامه بعد ذلك طريقاً لنشأة القول بالإرجاء، وقد بلغ أباه محمد بن الحنفية كلامُ الحسن فضربه بعصا فشجه، وقال: لاتتولى أباك عليّا؟ ولم يلتفت الذين تبنوا القول بالإرجاء إلى ندم الحسن بعد ذلك، فإن كتابه عن الإرجاء انتشر بين الناس ولكن ينبغى معرفة أن إرجاء الحسن إنما هو في الحكم بالصواب أو الخطأ على من ذكرهم، ولم يتعلق إرجاؤه بالإيمان أم عدمه كما هو حال مذهب المرجئة أخيراً.
وقيل: إن أول من قال بالإرجاء على طريقة الغلو فيه هو رجل يسمى ذر بن عبد الله الهمداني وهو تابعي، وقد ذمه علماء عصره من أهل السنة، بل كان بعضهم- مثل إبراهيم النخعي- لايرد عليه إذا سلم، وكذلك سعيد بن جبير.
والجمع بين هذا القول والذي قبله، ان الإرجاء عند الحسن ترك الحكم على أولئك الأشخاص. وأما الإرجاء عند ذر فهو إخراج العمل عن مسمى الإيمان.
وهناك أقوال أخرى في أول من دعا إلى الإرجاء فقيل: إن أول من أحدثه رجل بالعراق اسمه قيس بن عمرو الماضري. وقيل: حماد بن أبي سليمان وهو شيخ أبي حنيفة وتلميذ إبراهيم النخعى، وقيل: أنه رجل اسمه سالم الأفطس، ويطلق على إرجاء هؤلاء أنه إرجاء الفقهاء،
ويظهر أن تلك الأقوال لاتباعد بينها؛ لأن هؤلاء كانوا في عصر واحد، وكانوا أيضاً على اتفاق في إرجائهم.
ولقد نسب الإرجاء إلى علماء مشاهير، وقد عد الشهرستاني جماعة من هؤلاء ومنهم: الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب كما عدّ منهم سعيد بن جبير، وطلق بن حبيب وعمر بن مرة ومحارب ابن زياد ومقاتل بن سليمان وذر، وعمرو بن ذر، وحماد بن أبي سليمان وأبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد بن الحسن وقديد بن جعفر، ثم قال: "وهؤلاء كلهم أئمة الحديث لم يكفروا أصحاب الكبائر بالكبيرة، ولم يحكموا بتخليدهم في النار؛ خلافاً للخوارج والقدرية".
ومن كبار المرجئة ومشاهيرهم: الجهم بن صفوان، وأبو الحسين الصالحى، ويونس السمري، وأبو ثوبان، والحسين بن محمد النجار، وغيلان، ومحمد بن شبيب، وأبو معاذ التومني، وبشر المريسي، ومحمد بن كرام، ومقاتل ابن سليمان المشبه لله عز وجل بخلقه ومثله الجواربي وهما من غلاة المشبهة.
الفصل الخامس
ما أصول المرجئة؟
تكاد فرق المرجئة تتفق في أصولها على مسائل هامة هي:
تعريف الإيمان بأنه التصديق بالقول أو المعرفة أو الإقرار.
وأن العمل ليس داخلاً في حقيقة الإيمان، ولا هو جزء منه، مع أنهم لا يغفلون منزلة العمل من الإيمان تماماً إلا عند الجهم ومن تبعه في غلوه.
وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص؛ لأن التصديق بالشيء والجزم به لا يدخله زيادة ولا نقصان.
وأن أصحاب المعاصي مؤمنون كاملوا الإيمان بكمال تصديقهم وأنهم حتماً لا يدخلون النار في الآخرة.
ولهم اعتقادات أخرى: كالقول بأن الإنسان يخلق فعله، وأن الله لا يرى في الآخرة، وقد تأثروا في هذه الآراء بالمعتزلة، وكذا رأيهم في أن الإمامة ليست واجبة، فإن كان ولا بد فمن أي جنس كان ولو كان غير قرشي، وقد تأثروا بهذا الرأي من الخوارج الذين كانوا ينادون به ولم يطبقوه.
ومن عقائد المرجئة الجهمية أن الكفر بالله هو الجهل به- وهو قول جهم -، وأن الإيمان هو المعرفة بالله فقط وأنه لا يتبعض، ومنها أن الجنة والنار تفنيان وتبيدان ويفنى أهلهما ولا خلود لأحد فيهما.
وبعضهم ذهب إلى أن كل معصية فهي كبيرة، وبعضهم يذهب إلى أن غفران الله الذنوب بالتوبة تفضل من الله، وبعضهم إلى أنه باستحقاق، وبعضهم جوز على الأنبياء فعل الكبائر، وبعضهم ذهب في إثبات التوحيد إلى قول المعتزلة، وبعضهم إلى قول المشبهة، ومنهم من أثبت رؤية الله تعالى في الآخرة، ومنهم من نفاها كالمعتزلة، واختلفوا في القول بخلق القرآن، فمنهم من قال: إنه مخلوق. ومنهم من قال: غير مخلوق. ومنهم من توقف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/486)
واختلفوا في القول بالقدر فبعضهم نفى القدر وقال بأقوال المعتزلة، وبعضهم أثبته، واختلفوا في أسماء الله وصفاته، فبعضهم قال بأقوال عبد الله ابن كلاب، ومنهم من قال بأقوال المعتزلة.
وهذا تفصيل واضح لأقسام اتجاهات الناس في حقيقة الإيمان كما رتبها الدكتور/ سفر الحوالي:
أن الإيمان يكون بالقلب واللسان والجوارح:
1 - أهل السنة 2 - الخوارج 3 - المعتزلة
أنه بالقلب واللسان فقط:
مرجئة الفقهاء الحنفية. ابن كلاب، وكان على عقيدة المرجئة الفقهاء، وقد انقرض مذهبه.
أنه باللسان والجوارح فقط:
الغسانية. فرقة مجهولة لم يصرح العلماء بتسميتها، ولعلها الغسانية.
أنه بالقلب فقط:
1 - الجهمية 2 - المريسية 3 - الصالحية 4 - الأشعرية 5 - الماتريدية.
أنه باللسان فقط:
الكرّامية: وقد انقرضوا، وقد ذكر عنهم شيخ الإسلام أنهم يقولون:
المنافق مؤمن وهو مخلد في النار؛ لأنه آمن ظاهراً لا باطناً ويدخل الجنة من آمن ظاهراً وباطناً.
أ- الذين قالوا: إنه بالقلب واللسان والجوارح:
1 - الذين قالوا: الإيمان فعل كل واجب وترك كل محرم، ويذهب الإيمان كله بترك الواجب أو فعل الكبيرة:
1 - الخوارج؛ مرتكب الكبيرة عندهم كافر.
2 - المعتزلة؛ مرتكب الكبيرة عندهم في منزلة بين المنزلتين؛ يعني في الدنيا، وأما في الآخرة فقد وافقوا الخوارج في الحكم.
2 - الذين قالوا: الإيمان قول وعمل – أي عمل القلب والجوارح – وكل طاعة هي شعبة من الإيمان أو جزء منه.
والإيمان يكمل باستكمال شعبه وينقص بنقصانها، لكن منها ما يذهب الإيمان كله بذهابه؛ ومنها ما ينقص بذهابه.
فمن شعب الإيمان أصول لا يتحقق إلا بها، ولا يستحق مدعيه مطلق الاسم بدونها، ومنها واجبات لا يستحق الاسم المطلق بدونها، ومنها كمالات يرتقي صاحبها إلى أعلى درجاته. "وتفصيل هذا كله بحسب النصوص". كما هو مذهب أهل السنة والجماعة.
ب- الذين قالوا: إنه يكون بالقلب واللسان فقط:
الذين يدخلون أعمال القلب – يعنى في حقيقة الإيمان – وهم بعض قدماء المرجئة الفقهاء، وبعض محدثي الحنفية المتأخرين.
الذين لا يدخلون أعمال القلب، وقد تطور بهم الأمر إلى إخراج قول اللسان أيضاً من الإيمان وجعلوه علامة فقط، وهم عامة الحنفية "الماتريدية".
ج- الذين قالوا: إنه يكون بالقلب فقط:
الذين يدخلون فيه أعمال القلب جميعاً، وهم سائر فرق المرجئة: كاليونسية والشمرية والتومنية.
الذين يقولون: هو عمل قلبي واحد – المعرفة – الجهم بن صفوان.
الذين يقولون: هو عمل قلبي واحد – التصديق – الأشعرية والماتريدية
* * * * * * * * * * * * * *
الفصل السادس
ما أقسام المرجئة؟
انقسمت المرجئة في اعتقاداتها إلى أقسام وفرق كثيرة، الإشارة هنا إلى رؤوس تلك الفرق، وهى:
مرجئة السنة: وهم الأحناف: أبو حنيفة وشيخه حماد بن أبى سليمان ومن أتبعهما من مرجئة الكوفة وغيرهم، وهؤلاء أخروا العمل عن حقيقة الإيمان.
مرجئة الجبرية: وهم الجهمية أتباع جهم بن صفوان، وهم الذين اكتفوا بالمعرفة القلبية وأن المعاصي لا أثر لها في الإيمان، وأن الإقرار والعمل ليس من الإيمان.
مرجئة القدرية: الذين تزعمهم غيلان الدمشقي، وهم الغيلانية.
مرجئة خالصة: وهم فرق اختلف العلماء في عدهم لها.
مرجئة الكرامية: أصحاب محمد بن كرام، وهم الذين يزعمون أن الإيمان هو الإقرار والتصديق باللسان دون القلب.
مرجئة الخوارج: الشبيبية وبعض فرق الصفرية الذين توقفوا في حكم مرتكب الكبيرة.
وعدّ الأشعري في مقالاته المرجئة وأوصالهم في اثنتي عشر فرقة. وهم على اتحاد عام في مذهبهم وقيامه على الإرجاء.
الفصل السابع
ما أدلة المرجئة لمذهبهم وما الرد عليها؟
تلمس المرجئة في الاستدلال لمذهبهم نصوصاً وشبهات، أوّلوا النصوص ونصروا الشبهات بتكلفات غير صحيحة، وخرجوا بنتيجة، هي أن العمل ليس من حقيقة الإيمان، وأخّروا جميع أعمال الجوارح عن الإيمان، ولهذا تجد المرجئة الغلاة منهم أكسل الناس في العبادة وأضعفهم في الالتزام، وقد تلمسوا لما يذهبون إليه بعض الأدلة من القرآن الكريم ومن السنة النبوية وزعموا أنها تدل على مذهبهم.
فمن القرآن الكريم: استدلوا بقول الله تعالى:
{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
كما اهتمت الجهمية بجمع النصوص التي تجعل الإيمان أو الكفر محله القلب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/487)
كما في قول الله تعالى: {أولئك كتب في قلوبهم الإيمان}
أما من السنة النبوية: فقد استدلوا بما يلي:
بعض الأحاديث والآثار التي يدل ظاهرها على الاكتفاء بالبعد عن الشرك ووجود الإيمان في القلب للفوز برضى الله، مثل:
قول الرسول ?: "من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار".قال ابن مسعود: "وقلت أنا من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة".
وقوله ? فيما يرويه عن ربه أنه قال: "يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة".
ومن أدلتهم كذلك ما جاء في أحاديث شفاعة المصطفى ? في أقوام فيخرجهم الله من النار حتى لا يبقى من في قلبه ذرة أو برة أو شعيرة من الإيمان.
وقد استدل بهذا الحديث لإرجائهم من العبارات السابقة:
لم يعملوا خيراً قط. وهؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه.
فقالوا: إذا لم يكن لهم عمل خير قط فما الذي بقي معهم؟ والجواب بزعمهم أنه بقي معهم التصديق فقط ونفعهم دون النظر في العمل، لأن حقيقة الإيمان لم تتوقف على العمل.
ومن الشبهات التي تعلق بها المرجئة أيضاً على أن العمل ليس من الإيمان قولهم:
إن الكفر ضد الإيمان فحيثما ثبت الكفر نفي الإيمان، والعكس ومنها ما جاء في نصوص كثيرة فيها عطف العمل على الإيمان.
ومن أدلة الأحناف على أن الإيمان قول واعتقاد فقط، وأن الأعمال ليست داخلة فيه وإنما هي شرائع الإسلام فإذا عمل معصية نقص من شرائع الإسلام وليس من التصديق بالإسلام من أدلتهم على ذلك قولهم:
إن الإيمان في اللغة المقصود به التصديق فقط، والعمل بالجوارح لا يسمى تصديقاً فليس من الإيمان ولو كانت الأعمال من الإيمان والتوحيد لو جب الحكم بعدم الإيمان لمن ضيع شيئاً من الأعمال.
الرد على أدلة المرجئة:
والواقع أن تلك النصوص التي تقدمت في استدلال المرجئة على إخراج العمل عن حقيقة الإيمان لا يسلم لهم فهمهم لها من أنها على إخراج الأعمال الظاهرة عن أعمال القلب، فإن إيمان القلب وإن كان الأساس وعليه الاعتماد الأول ولكن لا ينفي هذا أثر إيمان القلب يظهر على الجوارح بل هو الحق، والنصوص كما هو الواضح منها لا تدل على تصديق القلب وحده، وإنما تدل على أن الإيمان له دلالات لا تتضح إلا بالأعمال الظاهرة، والذين أحجموا عن إدخال الأعمال الظاهرة في حقيقة الإيمان نتج عن ذلك تساهل عندهم في الحكم حتى على الفجار الذي لا شك في ظهور فجورهم.
ومن استند منهم إلى إخراج الأعمال عن حقيقة الإيمان بما استنبطه مما جاء في القرآن الكريم من إسناد الإيمان إلى القلب فقط التي تبين منزلة الإيمان وضده من القلب، من استند منهم إلى ذلك فقد أخطأ الفهم فتلك الآيات لا تدل على نفي دخول الأعمال في حقيقة الإيمان، بل غاية ما فيها التركيز على أهمية الإيمان القلبي الذي بدوره يثمر الإيمان بالقيام بأعمال الشرع الظاهرة، أو أنها أسندت إلى القلوب باعتبار أنها هي المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله.
وأما ما استدل به المرجئة من النصوص التي تدل على أن من اجتنب الشرك دخل الجنة-سواء كانت تلك النصوص من القرآن الكريم أو من السنة النبوية فإن الجواب على ذلك:
"إن هذه النصوص تفيد أن من لم يقع في الشرك مع التوبة والقيام بأمر الله والانتهاء عن نهيه-أن الله يغفر له الذنوب التي هي دون الشرك، فإذا مات على بعض الذنوب يرجى له المغفرة ابتداء، أو يعاقبه الله بذنبه ثم يدخله الجنة، كما هو مذهب السلف في أهل الذنوب حسب ما تفيده النصوص من الكتاب والسنة.
وأما حديث شفاعة المصطفى ? في أولئك فالجواب عنه: أنه لابد من النظر إلى الأحاديث الكثيرة التي صرحت بأنها من أهل الإيمان وعليهم أثر السجود الذي هو عبارة عن عمل الصلاة وأن الجهنميين يعرفون بذلك.
وفي بعض الروايات أن المؤمنين يشفعون فيمن عرفوه بأنه من أهل الإيمان والعمل في الدنيا، وهذا لا يمنع أن فيه جماعة من الناس لهم أعمال لا يعلم بها إلا الله أخرجهم الله بسببها من النار، حيث ظهرت عليهم علامات إيمانهم وأعمالهم التي قدموها.
وقوله: "لم يعملوا خيراً قط" لا ينفي العمل مطلقاً بل قد يكون لهم عمل وإن كان قليلاً إلى جانب إيمانهم وحسناتهم الأخرى فينفعهم ذلك، واعتبره في عداد من لم يعمل شيئاً وهو أسلوب من أساليب العرب في كلامهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/488)
ثم إن هؤلاء معهم إيمان وعمل، ولولا ذلك لكانوا كسائر الكفار والمشركين يخلدون في النار، وربما أن الله أخرجهم أو أدخلهم الجنة لعزمهم على العمل ومباشرتهم الدخول فيه.
وأما احتجاجهم بقولهم: إن الكفر ضد الإيمان فحينما ثبت الكفر انتفى الإيمان والعكس.
فإنه يقال لهم: إطلاق القول بأن كل كفر هو ضد الإيمان ويخرج من الملة مطلقاً ليس صحيحاً على إطلاقه هكذا إلا عند الخوارج في حكمهم على أصحاب المعاصي بالكفر المخرج من الملة، فإن الإيمان درجات، وهو اسم مشترك يقع على معان كثيرة، منها ما يكون الكفر ضداً له، كأن يعتقد الكفر ويعمل به ويدعو إليه فكفره اعتقادي وهو ضد الإيمان ولا نزاع في هذا.
ومنها ما يكون الفسق ضداً له لا الكفر، كترك بعض الأعمال المفروضة مع الاعتراف بوجوبها. ومنها ما يكون الترك ضداً له لا الكفر ولا الفسق، كترك بعض الأعمال التي هي تطوع إذ لا يصح تسمية التارك لها كافراً ولا فاسقاً وإنما يسمى تاركاً ومفرطاً في حق نفسه لعدم قيامه بتلك الأعمال التي تزيد في إيمانه.
وأما ما استدل به الأحناف فيقال لهم:إنه لم يسم التصديق بالقلب دون التصديق باللسان والعمل إيماناً في اللغة، ولم يعرف عن العرب أنهم يحكمون للشخص بالتصديق والإيمان بشيء صدقه بقلبه ثم أعلن التكذيب به بلسانه، كذلك لم يعرف في اللغة أن التصديق باللسان فقط دون التصديق بالقلب يعتبر إيماناً. إذاً فلا يسمى مؤمناً بالشيء إلا إذا توافق التصديق بالقلب واللسان معاً ونتج عنهما حصول أثر ذلك وهو العمل.
وأما استدلالهم بقولهم: لو كان العمل يسمى إيماناً لكان من ضيع منه شيئاً فقد الإيمان كله، فلا يكون مؤمناً أو لا يقال له مؤمن.
يقال لهم: إن هذا الاستدلال تحكم وخروج عن ما يقتضيه الحق، فلا يجوز أن نسمى الشخص مؤمناً ولا كافراً إلا بنص واضح عن الله أو عن رسوله، فمن سماه الله مؤمناً نسميه مؤمناً، ومن سماه كافراً نسميه كافراً، بل نقول: أن من ضيع شيئاً من ما أمر بالإيمان به فقد ضيع بعض الإيمان ولم يضيع الكل، فلا يخرج عن الإيمان إلا بجحود ما أدخله فيه بالكلية.
وأما ما ذهب إليه المرجئة من أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، كما أن التصديق لا يزيد ولا ينقص، فهو قول من أبطل الأقوال وهو قياس على أمر غير مسلم.
* * * * * * * * * * * * * *
الفصل الثامن
ما مذهب أهل السنة في تعريف الإيمان؟
أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي".
وهذا هو الواضح من النصوص الكثيرة في القرآن الكريم وفي السنة النبوية، إلا أنه قد تختلف تعبيرات أهل السنة عن حقيقة الإيمان فيعرفونه بصيغ مختلفة، ولكن القصد واحد، وهو إدخال العمل في حقيقة الإيمان كما يدل عليه كلام الله تعالي وكلام رسول ?.
فالآيات واضحة الدلالة علي مذهب أهل السنة في حقيقة الإيمان المكون من القول والعمل والاعتقاد. وهي حجة على من فرق في الإيمان بين الاعتقاد والعمل، أو غالط في بعض تعريفات السلف للإيمان.
واستدل أهل السنة على ما يذهبون إليه من دخول العمل في مسمى الإيمان بأحاديث كثيرة منها:
قوله ?: " الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان".
وقوله ?:"أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخيارهم خيارهم لنسائهم".
وأحاديث أخرى كثيرة جعل فيها العمل من الإيمان.
وعلى هذا مضى السلف الصالح من الصحابة فمن بعدهم وعليه أيضاً مضى علماء الإسلام، ومنهم الأئمة مالك والشافعي وأحمد، حيث فسروا الإيمان بأنه التصديق والقول والعمل، وأنه يقبل الزيادة ويقبل النقص، وأن أهله يتفاوتون فيه.
* * * * * * * * * * * * * *
الفصل التاسع
ما منزلة مذهب المرجئة عند السلف؟
مذهب المرجئة المتأخرين منهم مذهب رديء وخطير، يهون المعصية، ويدعو إلي الكسل والخمول، ولذا تجد السلف يحذرون منه كثيراً ويذمونه لما اشتمل عليه من فساد وإخمال لشعلة الإيمان في القلوب، وتمييع لمنزلة العمل في النفوس. وهذا المذهب ومذهب القدرية من المذاهب الرديئة.
ويذكر عن بعض العلماء روايات في ذمهم والتنفير من معتقداتهم وهذه الروايات ظاهرة في ذم المرجئة والقدرية.
ولقد علماء اهل السنة و الجماعة الجهد الكبير في نصحهم وردهم غلي طريق الحق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/489)
* * * * * * * * * * * * * *
الباب الثاني عشر
الجهمية
الفصل الأول
التعريف بالجهمية وبمؤسسها
الجهمية إحدى الفرق الكلامية التي تنتسب إلي الإسلام، وهي ذات مفاهيم وآراء عقدية كانت لها آراء خاطئة في مفهوم الإيمان وفي صفات الله تعالي وأسمائه.
وترجع في نسبتها إلي مؤسسها الجهم بن صفوان الترمذي، الذي كان له ولأتباعه في فترة من الفترات شأن وقوة في الدولة الإسلامية حيناً من الدهر، وقد عتوا واستكبروا واضهدوا المخالفين لهم حينما تمكنوا منهم، ثم أدال الله عليهم فلقوا نفس المصير الذي حل بغيرهم على أيديهم. سنة الله في خلقه ولن تجد لسنته تبديلاً.
لقد كان هؤلاء الجهمية العقبة الكئود في طريق العقيدة السلفية النقية وانتشارها؛ حيث صرفوا علماء السلف عن نشرها والانشغال برد عليهم وبيان شبههم.
من هو الجهم بن صفوان:
هذا الرجل هو حامل لواء الجهمية، واسمه الجهم بن صفوان، وهو من أهل خراسان، ظهر في المائة الثانية من الهجرة سنة 2هـ، ويكني بأبي محرز، وهو من الجبرية الخالصة، وأول من ابتدع القول بخلق القرآن وتعطيل الله عن صفاته.
وكان مولى لبني راسب إحدى قبائل الأزد، وكان من أخلص أصدقاء الحارث بن سريج إلي أن قتلاً سنة 128 هـ، وقيل: إن الجهم قتل سنة 130، وقيل سنة 132هـ. وتاريخه طويل، وكتبت فيه مؤلفات عديدة ورسائل جامعية.
كان الجهم كثير الجدال والخصومات والمناظرات، وإلا أنه لم يكن له بصر بعلم الحديث ولم يكن من المهتمين به، إذ شغله علم الكلام عن تلك، وقد نبذ علماء السلف أفكار جهم وشنعوا عليه ومقتوه أشد مقت مع ما كان يتظاهر به من إقامة الحق.
إلا أن الشيخ جمال الدين القاسمي ذهب إلي أ ن جهماً كان من أحرص الناس على إقامة كتاب الله وسنة نبيه ?، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن قتله إنما كان لأمر سياسي، وذلك لخروجه في وجه بني أمية، ولم يكن قتله لأمر ديني.وهو بهذا قد خالف ما ذكره جمهور العلماء من أن قتله إنما كان لأمر ديني، وقد أقر الناس قتله في وقته لضلاله.
* * * * * * * * * * * * * *
الفصل الثاني
كيف نشأة الجهمية؟
قامت أفكار الجهم بن صفوان على البدع الكلامية والآراء المخالفة لحقيقة العقيدة السلفية متأثراً بشتى الاتجاهات الفكرية الباطلة.
وكانت نقطة الانتشار بلدة ترمذ التي ينتسب إليها الجهم، ومنها انتشرت في بقية خراسان، ثم تطورت فيما بعد وانتشرت بين العامة والخاصة، ووجد لها رجال يدافعون عنها، وظهرت لها مؤلفات وتغلغلت إلي عقول كثير من الناس على مختلف الطبقات. وقد ذكر شيخ الإسلام درجات الجهمية ومدى تأثر الناس بهم، وقسمهم إلي ثلاث درجات:
الأولي: الجهمية الغالية النافون لأسماء الله وصفاته، وإن سموه بشيء من الأسماء الحسنى قالوا: هو مجاز.
الثانية: وهم المعتزلة ونحوهم، الذين يقرون بأسماء الله الحسنى في الجملة لكن ينفون صفاته.
الثالثة: وهم قسم من الصفاتية المثبتون المخالفون للجهمية، ولكن فيهم نوع من التجهم، وهم الذين يقرون بأسماء الله وصفاته في الجملة ولكنهم يريدون طائفة من الأسماء، والصفات الخبرية وغير الخبرية ويؤولونها.
ومنهم من يقر بصفاته الخبرية الواردة في القرآن دون الحديث كما عليه كثير من أهل الكلام والفقه، وطائفة من أهل الحديث. ومنهم من يقر بالصفات الواردة في الأخبار أيضاً في الجملة، لكن مع نفي وتعطيل لبعض ما ثبت بالنصوص وبالمعقول، وذلك كأبي محمد بن كلاب ومن اتبعه.
* * * * * * * * * * * * * *
الفصل الثالث
بيان مصدر مقالة الجهمية
يذكر شيخ الإسلام أصل مقالة التعطيل وأنها ترجع في نهايتها إلى اليهود والصابئين والمشركين والفلاسفة الضالين وأول ما ظهرت هذه المقالة من جعد بن درهم، وأخذها عنه الجهم بن صفوان وأظهرها فنسبت مقالة الجهمية إليه، وقد قيل: إن الجعد أخذ مقالته عن أبان بن سمعان وأخذها أبان من طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم، وأخذها طالوت من لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر الذي سحر النبي ?".
ولهذا كان التجسيم والتشبيه هو أظهر سمات الديانة اليهودية المحرفة التي ملئت بها التوراة من وصف الله تعالي بصفات البشر من الندم والحزن وعدم العلم بالمغيبات، وغير ذلك من المعتقدات الباطلة.
* * * * * * * * * * * * * *
الفصل الرابع اذكر أهم عقائد الجهمية إجمالاً:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/490)
للجهمية آراء وعقائد كثيرة. ومن أهم تلك الآراء للجهم ما نوجزه فيما يلي:
1 – مذهبهم في التوحيد؛ هو إنكار جميع الأسماء والصفات لله ويجعلون أسماء الله من باب المجاز.
2 - القول بالجبر والإرجاء.
3 - إنكار كثير من أمور اليوم الآخر مثل: 1 - الصراط. 2 - الميزان.
3 - رؤية الله تعالي. 4 - عذاب القبر. 5 - القول بفناء الجنة والنار.
4 - ومنها نفي أن يكون الله متكلماً بكلام يليق بجلاله، والقول بأن القرآن مخلوق.
5 - وأن الإيمان هو المعرفة بالله.
6 - ونفي أن يكون الله تعالي في جهة العلو.
7 - والقول بأن الله قريب بذاته، وأن الله مع كل أحد بذاته عز وجل، وهذا هو المذهب الذي بنى عليه أهل الاتحاد والحلول أفكارهم.
إيضاح أهم الجوانب الاعتقادية لهذه الطائفة، وأبرز سماتها فيما يلي:
1 - إنكار جميع الأسماء والصفات.
2 - القول بالجبر والإرجاء.
3 - إنكار الصراط.
4 - إنكار الميزان.
5 - القول بفناء الجنة والنار
* * * * * * * * * * * * * *
الفصل الخامس
ما الحكم على الجهمية؟
ولقد ذهب كثير من علماء السلف إلى تكفير الجهمية وإخراجهم من أهل القبلة، ومن هؤلاء الإمام الدارمي أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي، فقد جعل في كتابه " كتاب الرد على الجهمية " باب الاحتجاج في إكفار الجهمية "، و " بابا قتل الزنادقة والجهمية واستتابتهم من كفرهم ".
وأورد تحت هذين البابين أدلة كثيرة من الكتاب الكريم ومن السنة النبوية، ومن الآثار وأقوال العلماء ما يطول ذكره، وحاصلة أن الجهمية كفار للأمور الآتية:
بدلالة القرآن الكريم، حيث أخبر عن قريش قالوا عن القرآن: ?إن هذا إلا قول البشر ? أي مخلوق، وهو نفسه قول الجهم بخلقه.
ومن الأثر ما ورد عن علي وابن عباس في قتلهم الزنادقة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " من بدل دينه فاقتلوه "، والجهمية أفحش زندقة وأظهر كفرا منهم.
الباب الثالث عشر
المعتزلة
الفصل الأول
نشأتهم
المعتزلة أسم يطلق على فرقة ظهرت في الإسلام في القرن الثاني الهجري ما بين سنة 105 وسنة 110هـ، بزعامة رجل يسمي واصل بن عطاء الغزال. نشأت هذه الطائفة متأثرة بشتى الاتجاهات الموجودة في ذلك العصر، وقد أصبحت المعتزلة فرقة كبيرة تفرعت عن الجهمية في معظم الآراء، ثم انتشرت في أكثر بلدان المسلمين انتشارا واسعا، وعن كثرتهم وانتشارهم.
ويرى بعض العلماء أن أصل بدء الاعتزال كان في زمن الخليفة الراشد علي رضى الله عنه، حينما اعتزل جماعة من الصحابة كانوا معه السياسة، وتركوا الخوض في تلك الخلافات التي نجمت بين علي ومعاوية ?، وهذا القول باطل لا صحة له، وقد أيده الشيخ محمد الطاهر النيفر.
ويرى أكثر العلماء أن أصل بدء الاعتزال هو ما وقع بين الحسن البصري وواصل بن عطاء من خلاف في حكم أهل الذنوب.
وقد ظهر قرن الاعتزال بمبادئه المعروفة من البصرة التي كانت مسكنا للحسن البصري ثم انتشر في الكوفة وبغداد، ومنها إلى شتى الأقطار والآفاق.
ومما يذكر للمعتزلة أنهم كانوا شوكة قوية في صد مبادئ الزندقة، وقاموا بجهود كثيفة لنشر الإسلام، إلا أنهم لم يحسنوا التصرف إزاء القول بخلق القرآن وغيره من المبادئ التي عجلت باضطهادهم بعد قوتهم وشدة جانبهم.
وقد تفرقت المعتزلة فرقا كثيرة، واختلفوا في المبادئ والتعاليم، ووصلوا إلى اثنين وعشرين فرقة.
إلا أنه يجمعهم إطار عام وهو الاعتقاد بالأصول الخمسة:
التوحيد على طريقة الجهمية والعدل على طريقة القدرية، والوعد والوعيد، والمنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على طريقة الخوارج.
* * * * * * * * * * * * * *
الفصل الثاني
ما أسماء المعتزلة وسبب تلك التسميات؟
لم يتفق العلماء على تسمية واحدة للمعتزلة، وكذلك المعتزلة لم يقتصروا على تسمية واحدة لهم.
ومن أقوال العلماء في تسميتهم:
1. المعتزلة: ويرجع سبب التسمية إلى اعتزال أول زعيم لهم وهو واصل ابن عطاء الغزالي إلى حلقة الحسن البصري فسموا معتزلة على سبيل الذم من قبل المخالفين لهم، على أن هذا التعليل لتسميتهم ليس أمرا متفقا عليه بل هناك عدة تعليلات واعتراضات وأجوبة أخرى. وقد أخذت المعتزلة مبادئ كثيرة عن الجهمية، فقد أخذت القول بنفي رؤية الله تعالى ونفي الصفات والقول بخلق القرآن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/491)
2. تسمية المعتزلة جهمية: ولهذا الاتفاق بين المعتزلة والجهمية في تلك المسائل العقدية، ولسبق الجهمية في الظهور، أطلق العلماء اسم الجهمية على المعتزلة، وذلك لأن المعتزلة هم الذين احيوا آراء الجهمية في مبدأ ظهورهم، حيث جاء المعتزلة ونفخوا في رمادهم وصيروها جمرا من جديد، ومن هنا استحق المعتزلة أن يطلق عليهم جهمية. فالجهمية أعم من المعتزلة فكل معتزلي جهمي، وليس كل جهمي معتزليا.
3. تسميتهم بالقدرية: بسبب موافقتهم القدرية في إنكار القدر وإسنادهم أفعال العباد إلى قدرتهم، وهم لا يرضون بهذا الاسم ويرون أنه ينبغي أن يطلق على الذين يقولون بالقدر خيره وشره من الله تعالى لا عليهم، لأنهم لا يقولون بذلك، بل يقولون بان الناس هم الذين يقدرون أعمالهم. وكان أول المتكلمين في القدر والمقررين له معبد الجهني وغيلان الدمشقي.
4. ومن أسمائهم الثنوية والمجوسية: وهم ينفرون من هذا الاسم، والذي حمل المخالفين لهم على تسميتهم به هو مذهب المعتزلة نفسه، الذي يقرر أن الخير من الله والشر من العبد، وهو يشبه مذهب الثنوية والمجوس الذي يقرر وجود إلهين: أحدهما للخير والآخر للشر.
5. الوعيدية: وهو ما اشتهروا به من قولهم بإنفاذ الوعد والوعيد لا محالة، وأن الله تعالى لا خلف في وعده ووعيده، فلابد من عقاب المذنب إلا أن يتوب قبل الموت.
6. المعطلة: وهو اسم للجهمية أيضا ثم أطلق على المعتزلة لموافقتهم الجهمية في نفي الصفات وتعطيلها وتأويل ما لا يتوافق مع مذهبهم من نصوص الكتاب والسنة ,
وإذا كانت تلك الأسماء لم يرتاحوا إليها ولا يحبون التسمية بها, فإن هناك أسماء أخر اختاروها لأنفسهم وأخذوا يدللون على الأفضل.
وتلك الأسماء هي:
1. المعتزلة: وقد سبق أنه اسم ذم وهو كذلك إلا أن المعتزلة حينما رأوا ولع الناس بتسميتهم به أخذوا يدللون على أنه اسم مدح بمعنى الاعتزال عن الشرور والمحدثات واعتزال الفتن والمبتدعين على حد قوله تعالى:? واهجرهم هجرا جميلا ?.
2. أهل العدل والتوحيد أو "العدلية ": والعدل عندهم يعنى نفي القدر عن الله تعالى، أو أن تضاف إليه أفعال العباد القبيحة، والتوحيد عندهم يعنى نفى الصفات عن الله تعالى، وتسميتهم بالعدلية اسم مدح اخترعوه لأنفسهم.
3. أهل الحق: لأنهم يعتبرون أنفسهم على الحق ومن عداهم على الباطل.
4. الفرقة الناجية: لينطبق عليهم ما ورد في فضائل هذه الفرقة.
5. المنزهون الله: لزعمهم حين نفوا الصفات أنهم ينزهون الله، وأطلقوا على من عداهم وخصوصا أهل السنة أسماء جائرة كاذبة مثل: القدرية، المجيز، المشبه، الحشوية، النابتة.
سلطان المعتزلة:
استطاعوا اختطاف الخليفة العباسي المأمون إلى جانبهم، وحجبوا عنه كل فكر يخالف فكرهم، ووقع في يد أحمد بن ابي دؤاد، ومن ثم ناصر المعتزلة بكل ما لديه من قوة، بلا وأراد حمل كافة الناس على اعتناق المذهب المعتزلي، ورغب الناس فيه ورهبهم من تركه.
ولقي المسلمون عنتا شديدا منه، وفتن كثير من الناس، وأوذي الكثير من العلماء الأجلاء وعلى رأسهم الإمام أحمد رحمه الله. " وتسمى هذه الفترة بمحنة خلق القرآن، وقد بلغوا الذروة ثم أخذوا ينحدرون عنها، فلما جاء المتوكل وجد نارا تتقد في كل مكان وامتحانات وضربا وتشريدا ونفيا، كل ذلك جلب السخط العام على رجال الدولة، فأبطل المتوكل القول بخلق القرآن وأبطل المحاكمات ليكتسب تأييد الرأى العام، وبذلك نصر المحدثين نصرا مؤزرا، فأصبح القول بالاعتزال يتحدث به سرا بعد أن كان جهرا ".
الاتفاق بين المعتزلة والقدرية:
اتفقت مفاهيم المعتزلة مع القدرية في مسألة من أهم مسائل العقيدة، ألا وهى القدر وموقف الإنسان حياله، فذهبت المعتزلة والقدرية إلى القول بأن الله تعالى غير خالق لأفعال الناس، بل الناس هم الذين يخلقون أفعالهم بأنفسهم، وليس لله تعالى أي صنع في ذلك ولا قدرة ولا مشيئة ولا قضاء. وهذا تكذيب لله تعالى ورسله عليهم الصلاة والسلام.
الفصل الثالث
من هم مشاهير المعتزلة القدرية الجهمية
ظهر في المعتزلة الجهمية رجال كان لهم أثر بارز في انتشار أفكارهم وذيوعها بين الخاصة والعامة، فكان منهم المناظرون الخصمون والمؤلفون، ومن رجالهم المشاهير منهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/492)
1 - بشر بن السري 2 - ثور بن زيد المدني 3 - ثور بن يزيد الحمصي 4 - حسان بن عطية المحاربي 5 - الحسن بن ذكوان 6 - داود بن الحصين
وغيرهم كثير.
قال السيوطي: "هؤلاء رموا بالقدر وكلهم ممن روى له الشيخان أو أحدهما "
كان لهم خبط واضطراب في توحيد الله ?، في مذهبهم أن التوحيد هو نفى جميع الصفات التي وصف الله بها نفسه المقدسة، واستبدلوها بصفات يتنزه اللهعن الاتصاف بها، وزعموا أنها هي الحق.
* * * * * * * * * * * * * * * * **
الفصل الرابع
ما أهم عقائد المعتزلة إجمالا؟
وللمعتزلة - كغيرهم من الفرق الكلامية – آراء وأفكار ومعتقدات كثيرة،و أهم آرائهم بإيجاز في المسائل الآتية:
1 - اختلفوا في المكان لله تعالي:
1 - فذهب بعضهم – وهم جمهورهم – إلى أن الله تعالى في كل مكان بتدبيره، وهذا قول أبي الهذيل والجعفرين، والإسكافي، ومحمد بن عبد الوهاب الجبائي.
2 - وذهب آخرون إلى أن الله تعالى لا في مكان، بل هو على ما لم يزل عليه، وهذا هشام الفوطي وعباد بن سليمان وأبي زفر
2 - ذهبوا إلى أن الاستواء هو بمعنى الاستيلاء في قول الله تعالي:) الرحمن على العرش استوى).
3 - اجمعوا على أن الله لا يرى بالأبصار.
4 - اختلفوا في صفة الكلام لله تعالى:
1 - فذهب بعضهم إلى إثبات الكلام لله تعالي. 2 - وذهب بعضهم إلى إنكار ذلك.
وأهم ما أود التنبيه عليه هو أن أبرز سمات هذه الطائفة في باب الأسماء والصفات تظهر في: إنكارهم الصفات وتعطيلها. أنهم بنوا آراءهم ومعتقداتهم في أصول خمسة، لا يسمي الشخ معتزليا ًإلا إذا حققها واعتقد صحتها، وسوف نبين هذه الأصول مع الرد عليها، حسب ما يقتضيه المقام من الإيجاز المفيد إن شاء الله تعالى.
الفصل الخامس
ما الأصول الخمسة للمعتزلة، والرد عليها؟
الأصول الخمسة هي إجمالا:
1 - التوحيد.
2 - العدل.
3 - الوعد والوعيد.
4 - القول بالمنزلة بين المنزلتين.
5 - الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
ويذكر العلماء أنه لا يسمى الشخص معتزلياً حتى يقول بهذه الأصول الخمسة.
أ - أما الأصل الأول وهو التوحيد: فإنهم يقصدون به البحث حول صفات الله عز وجل وما يجب لله تعالي وما لا يجب في حقه.
وقد حرص المعتزلة على إنكار صفات لله تعالى بحجة أن إثباتها يستلزم تعدد القدماء وهو شرك على حد زعمهم، لأن إثبات الصفات يوحي بجعل كل صفة إلها، والمخرج من ذلك هو نفى الصفات وإرجاعها إلى ذات الباري تعالي فيقال: عالم بذاته قادر بذاته .. الخ، وبذلك يتحقق التوحيد في نظرهم.
الرد عليهم
إن الرد على المعتزلة في نفى صفات الله عز وجل مما لا يجهله أي طالب علم، كما أن مذهب السلف في تقرير صفات الله عز وجل في أتم وضوح وأجلى حقيقة، فإن السلف رحمهم الله يثبتون صفات الله عز وجل كما جاءت في الكتاب والسنة دون تحريف أو تأويل، مع معرفتهم بمعانيها وتوقفهم في بيان كيفياتها، لأنهم يؤمنون بأن الكلام في صفة كل شيء فرع عن تصور ذاته، والله عز وجل له ذات لا تشبه الذات ولا يعلم أحد كيفيتها، وصفاته كذلك ثابتة على ما يليق بذاته جل وعلا.
2 - الأصل الثاني للمعتزلة: العدل:
والذي يهمنا هنا هو بيات المراد بالعدل عندهم، حيث اتضح أنهم يريدون بالعدل ما يتعلق بأفعال الله عز وجل التي يصفونها كلها بالحسن ونفي القبح عنها – بما فيه نفي أعمال العباد القبيحة عن الله عز وجل رضاء وخلقا، لأن ذلك يوجب نسبة الفعل القبيح إلى الله تعالى وهو منزه عن ذلك لأن الله تعالى يقول:) والله لا يحب الفساد?، ?وما الله يريد ظلما للعباد ?، فاتفق المعتزلة على أن الله تعالى غير خالق لأفعال العباد وأن العباد هم الخالقون لأفعالهم، مع أنهم يؤمنون بأن الله تعالي عالم بكل ما يعمله العباد وأن الله تعالي هو الذي أعطاهم القدرة على الفعل أو الترك.
الرد عليهم:
مما لا شك فيه أن أفعال الله كلها حسنة لا قبيح فيها، إلا أن المعتزلة ارتكبوا مغالطات واضحة في فهم النصوص.
ذلك أن الظلم الذي نفاه الله عن نفسه هو وضع الشيء في غير موضعه أو وضع سيئات شخص على أخر، أو أن ينقص من حسنات المحسن، وهذا ظلم بلا شك والله منزه عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/493)
والخلاف إنما هو في حقيقته في خلق كل الأشياء وكل الأفعال، وأنها لا تخرج عن خلق الله وإرادته لها، قال تعالي (والله خالق كل شيء ?، وقال تعالى:) والله خلقكم وما تعملون ?، وهؤلاء يقولون: الإنسان هو الذي يخلق فعله فرارا – بزعمهم – من نسبة خلق الأفعال إلى الله تعالي وإرادتها بزعمهم.
ولم ينظروا إلى أن الله عز وجل هو الخالق للعباد وأعمالهم، ولا يوجب ذلك أن يكون الله تعالي هو الفاعل لأعمالهم،
3 - الأصل الثالث: الوعد والوعيد:
1 - الوعد:
هذا هو مذهب المعتزلة، يوجبون على ربهم أن ينفذ وعده وأن يعطي العبد أجر ما كلفه به من طاعات استحقاقا منه على الله مقابل وعد الله له إذا التزم العبد بجميع التكاليف التي اختارها الله وكلف بها عباده.
وقد أورد المعتزلة لتأييد مذهبهم هذا بعض النصوص التي فهموا منها وجوب إنفاذ الله وعده، وهى آيات من القرآن الكريم وبعض الشبه العقلية، منها قول الله عز وجل: ?ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما ?.
وموضع الشاهد من الآية هو قوله تعالى: ?فقد وقع أجره على الله ?، حيث فسروا هذا الوقوع بمعني الوجوب، أي فقد وجب ثوابه على الله استحقاقا، لأن العمل في رأيهم من موجبات الثواب.
واستدلوا أيضا على ذلك من العقل بأن الله مادام قد كلف عباده بالأعمال الشاقة فلابد أن يكون لها مقابل من الأجر، وإلا لكان ذلك ظلما، والله منزه عن الظلم، فلا يجوز على الله تعالي – في نظرهم – أن يوجب العمل ولا يوجب له جزاء.
والواقع أن ما استدلوا به من الآية والشبهة العقلية إنما بنوه على مسألة وجوب دخول الجنة بالعمل وهى من المسائل الهامة
فهل يكون دخول الجنة استحقاقا بالعمل كما ترى المعتزلة، أم إن دخولها إنما هو بفضل الله مضافا إليه العمل؟
والحق أن دخول الجنة إنما هو بفضل الله أولا وأخيرا، وليس للعبد على ربه أي استحقاقا غير أن الله تعالي أوجب على نفسه أنه لا يظلم عمل عامل من ذكر أو أنثي، فجعل العمل من الأسباب دخول الجنة، والسباب نفسها إنما هي تفضيل من الله تعالى.
2 - الوعيد:
والمقصود بالوعيد هنا هو ما يتعلق بأحكام المذنبين من عصاه المؤمنين إذا ماتوا من غير توبة، وقد أوضح المعتزلة رأيهم في هذا وهو أن أصحاب الكبائر إذا ماتوا من غير توبة فإنهم يستحقون بمقتضى الوعيد من الله النار خالدين فيها إلا أن عقابهم يكون أخف من عقاب الكفار.
للمعتزلة شبهات في تأييدهم لمذهبهم بإنفاذ الوعيد لا محالة، وقد استدلوا من القرآن الكريم بكل آية يذكر فيها عقاب العصاة بالنار والخلود فيها، وهى آيات كثيرة مثل قوله عز وجل: ?إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين ?.
وقوله تعالى: ?بلي من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ?.
وآيات أخرى كثيرة يدل ظاهرها على هذا المفهوم.
إن استدلال المعتزلة لما يذهبون إليه من إنفاذ الوعيد لا محالة، وأن أصحاب الكبائر والذنوب من المؤمنين مخلدون في النار حتما قول غير مسلم، وهو خطأ في فهم النصوص وحمل لها على غير معانيها الصحيحة، فإن الآيات لا تدل على خلود أصحاب المعاصي من المؤمنين خلودا أبديا حتميا، ذلك أن الله عز وجل قد يعفو عنهم ابتداء وقد يعذبهم بقدر ذنوبهم ثم يخرجهم الله بتوحيدهم وإيمانهم، لأنه لا يخلد في النار إلا من مات على الشرك الذي أخبر عز وجل أنه لا يغفر لصاحبه، وأما ما عدا الشرك فإن الله تعالي يغفره.
ومن ناحية أخرى، فإن خلف الوعيد من فعل الكرام وهى صفة مدح، بخلاف خلف الوعد فإنها صفة ذم، والله عز وجل يتنزه عنها، بخلاف الوعيد فإنه يعتبر من باب التفضل والتكرم وإسقاط حق نفسه، وهذا هو مذهب السلف أهل السنة والجماعة. وما ذهب إليه المعتزلة من منع إخلاف الوعيد وزعمهم أنه من الكذب فهو إلى سوء الظن أقرب، وهو تحكم على الله عز وجل، والله تعالى يفعل ما يشاء.
4 - الأصل الرابع: المنزلة بين المنزلتين
تدور هذه المسألة حول الحكم على مرتكب الكبيرة، حينما طلب إلى الحسن البصري أن يبين الحكم في صاحب الكبيرة، وما تلا ذلك من جواب واصل بن عطاء، ثم اشتداد الخلاف بعد ذلك واعتزال واصل وجماعته حلقة الحسن البصري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/494)
وقد قدمنا أن قضية مرتكبي الذنوب كانت هي الحصيلة الحتمية عند المعتزلة لمواقف الفرق الأخرى من خوارج ومرجئة وأهل السنة أيضا، بسبب ما استجد بين المسلمين من أحداث خطيرة سياسية، ابتداء من قتل عثمان رضي الله عنه وانتهاء بأصحاب المعاصي أيا كان عصيانهم.
وقد أجمعت المعتزلة على قضية المنزلة بين المنزلتين واعتبروها أصلا من الأصول الثابتة.
وتلقب هذه المسألة حسب ما يذكره القاضي عبد الجبار " بمسألة الأسماء والأحكام ".
والمقصود أن المعتزلة يريدون بالمنزلة بين المنزلتين المؤمن صاحب المعاصي، فهو عندهم ليس بمؤمن ولا كافر بل يفرد له حكم ثالث وهو تسميته " فاسقا" في الدنيا، والحكم بخلوده في النار في الآخرة، فاختلف اسمه وحكمه في الدنيا فاستحق أن يكون في منزلة بين المنزلتين.
والذي حيرهم في أمر الفاسق هو أنه من جهة ليس بمؤمن، لأن حكم المؤمن لا ينطبق عليه في الواقع لمجيئه بأعمال غير المؤمنين في بعض أموره، وهو كذلك ليس بكافر تماما لمجيئه بأعمال المؤمنين في بعض أموره، إذا فهو فاسق، والفسق اسم ذم، وما ثبت له اسم الذم انتقى عنه اسم المدح، وقد توعد الله الفساق بالنار فحكمه في الآخرة الخلود فيها.
ويرد عليهم: ببيان حكم مرتكب الكبيرة في الشرع، هل حكم بكفره وإخراجه من الملة أو حكم بإيمانه الإيمان الكامل، أو هو مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته.
الواقع: أن العاصي غير خارج من الملة بفسقه بل هو مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، ولم تخرجه النصوص عن الإيمان لا في كتاب الله ولا في سنة نبيه، ولا في إجماع الأمة.
ونصوص الكتاب والسنة والإجماع تدل على أن الزاني والسارق والقاذف لا يقتل بل يقام عليه الحد، فدل على أنه ليس بمرتد، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من كانت عنده لأخيه اليوم مظلمة من عرض أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون درهم ولا دينار، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فطرحت عليه ثم ألقي في النار " فثبت أن الظالم يكون له حسنات يستوفي المظلوم منها حقه "، ثم أورد حديث المفلس وقول الله تعالى: ?إن الحسنات يذهبن السيئات ?، ثم قال: " فدل ذلك على أنه في حال إساءته يعمل حسنات تمحو سيئاته ".
5 - الأصل الخامس: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
وقد بين القاضي عبد الجبار حقيقة الأمر، والنهي، والمعروف، والمنكر، فقال: " أما الأمر: فهو قول القائل لمن دونه في الرتبة: أفعل، والنهي هو قول القائل لمن دونه: ولا تفعل.
وأما المعروف: فهو كل فعل عرف فاعله حسنه أو دل عليه، ولهذا لا يقال في أفعال القديم تعالى: معروف، لم يعرف حسنها ولا دل عليها.
وأما المنكر: فهو كل فعل عرف فاعله قبحه أو دل عليه، ولو وقع من الله تعالي القبيح لا يقال: أنه منكر، لما لم يعرف قبحه ولا دل عليه ".
ومعنى التعريف أن المعروف والمنكر لابد أن يتضح أمرهما عند الشخص بأن يرى حسن المعروف ويدلل عليه، ويرى قبح المنكر ويستطيع أن يدلل عليه، وهذا بخلاف ما لو وقع من الله – افتراضا – فعل القبيح فإنه لا يستطيع أن يدلل عليه، ولذا فلا يوصف بالمنكر.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعتبران من فروض الكفايات عند المعتزلة إذا قام بهما من يكفي سقط عن الباقين، وحكمها عموما الوجوب الكفائي.
وقد استدل المعتزلة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأدلة كثيرة من القرآن الكريم ومن السنة النبوية والإجماع.
فمن القرآن الكريم قوله تعالى: ?كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ?، قال عبد الجبار: " فالله تعالى مدحنا على ذلك فلولا أنها من الحسنات الواجبات وإلا لم يفعل ذلك ".
قال عبد الجبار: " وأما من السنة فهو قول النبي: " ليس لعين ترى الله يعصى فتطرف حتى تغير أو تنتقل".
قال: " وأما الإجماع فلا إشكال فيه، لأنهم اتفقوا على ذلك "، وقد توافق أهل السنة والمعتزلة في حكم القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كونه من الواجبات على الكفاية، وهو ما قرره الله تعالي في كتابه الكريم حيث قال: ?ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ?، وإلا أنه وقع خلاف بين أهل السنة والمعتزلة فيما يلي:
1 - طريقة تغيير المنكر.
2 - أوجبوا الخروج على السلطان الجائر.
3 - حمل السلاح في وجوه المخالفين لهم سواء كانوا من الكفار أو من أصحاب المعاصي من أهل القبلة.
* * * * * * * * * * * * * * * * **
ـ[مشاري بن خالد الاصقه]ــــــــ[29 - 12 - 09, 08:21 ص]ـ
والحمد لله رب العالمين.
ـ[مشاري بن خالد الاصقه]ــــــــ[29 - 12 - 09, 08:22 ص]ـ
والصلاة والسلام علي سيد المرسلين.(60/495)
هل في هذه الجملة خطأ عقدي قرأت مرة على حافلة مكتوب (عونك يا وطن)
ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[29 - 12 - 09, 01:54 م]ـ
قرأت مرة على حافلة مكتوب (عونك يا وطن)
فهل فيه خطأ عقدي؟ وهل هناك خطأ لغوي؟ وكيف يستمد أحد العون من الوطن؟ أنا لم أفهم!
أرجو عدم التسرع في الإجابة والتروي والتثبت خصوصاً إن كانت هناك فتاوى أو نقولات بهذا الشأن والكلمة، بارك الله فينا وفيكم.
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[29 - 12 - 09, 01:59 م]ـ
ظاهر عبارة (عونك يا وطن) طلب العون من الوطن .. تنبيه (وطلب العون من غير الله فيه تفصيل ليس المجال لذكره)
لكن يرجع لعبارة (عونك) عند أهل الشام المعاصرين ما معناها المتعارف عليه عندهم؟ لأن كلمة عونك دارجة في بلاد الشام.
بعد ذلك يتضح للمفتي العلم بالصواب حول المسألة.
ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[30 - 12 - 09, 07:37 ص]ـ
بارك الله فيك أخ عبد الله
وننتظر المزيد من الإخوة الأفاضل
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[30 - 12 - 09, 08:19 ص]ـ
وفيك بارك الله ..
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[30 - 12 - 09, 09:08 ص]ـ
عبارة (عونك يا وطن) تحتمل معنيين؛ أولها: طلب العون من الوطن. وثانيها: التبشير بالعون للوطن.
والمعنى الثاني هو الظاهر لي، ولا وجه للمعنى الأول. وسبب اختياري لهذا الوجه: تداول هذه الجملة أثناء النشيد الوطني، أو العروض العسكرية، أو القصائد الحربية؛ وغالبا يكون فيها الوعود بخدمة الوطن، والانتصار له، لا العكس.
ويؤيّد ذلك؛ ما درج على لسان عامّة أهل نجد والجزيرة، عندما ينادي المنادي، فيردّ المُنادَى بقوله: (عونك)، أي: يأتي العون الّذي كأنّه لك فقط خالصاً.
فإن سُلِّمَ لي هذا؛ فلا إشكال فيها ولا حرج، والله تعالى أعلم.
ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[30 - 12 - 09, 11:00 ص]ـ
بارك الله فينا وفيك، وزادك الله علماً وعزاً أخ حمد، فقد اتضح المعنى لي أخيراً، وهو لعله كما قلت، لأن الكلمة لا تحتمل المعنى الأول.
والله أعلم.
ـ[فهد الخالدي]ــــــــ[02 - 01 - 10, 10:11 ص]ـ
كذلك قرأت عبارة على لوحة توجيهيه خاصة بالدفاع المدني مفادها
[رقم النجاة 998]
والحقيقة أني وجدتُ بنفسي من هذه العبارة(60/496)
مختصر لكتاب فرق معاصرة لغالب العواجي (الجزء العاشر والأخير)
ـ[أحمد الكندري]ــــــــ[29 - 12 - 09, 04:22 م]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد:
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا هو الجزء العاشر والأخير من مختصر كتاب (فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها) للدكتور غالب العواجي حفظه الله تعالى، وهذا المختصر هو على هيئة سؤال وجواب، وإن الغالب في هذا التلخيص أن اللفظ هو لفظ المؤلف نفسه، إلا ما دعت الحاجة لتغييره كصيغة السؤال وربط الجمل، علما بأن هذا الكتاب قد طلب مني تلخيصه في مقرر الفرق الإسلامية في كلية الشريعة، وهذا الجزء هو تلخيص للباب الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر.
الباب الرابع عشر: الأشاعرة أو السبعية
س: لماذا يطلق بعض العلماء على الأشاعرة (السبعية)؟
ج: لأنهم يثبتون لله تعالى سبع صفات وهي: الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام، ويؤولون فيما عداها.
س: متى ظهرت الأشاعرة؟ وإلى من تنتسب؟
ج: ظهرت الأشعرية في القرن الثالث الهجري، وهى في الأصل نسبة إلى أبي الحسن الأشعري، وهو علي بن إسماعيل الأشعري ينتسب إلى أبي موسى الأشعري، وهو أحد علماء القرن الثالث، تنتسب إليه الأشعري، ولد في البصرة سنة 250 هـ وقيل: سنة 270 هـ وتوفى سنة 330 هـ على أحد الأقوال، وكان أول أمره على مذهب المعتزلة، وأقام عليه مدة أربعين سنة، وتتلمذ على أبي علي الجبائي محمد بن عبد الوهاب أحد مشاهير المعتزلة، ثم تركه واستقل عنهم، ولقد أصبح الانتساب إلى الأشعري هو ما عليه أكثر الناس في البلدان الإسلامية، وانتساب الأشاعرة إليه إنما هو بعد تركه للاعتزال وانتسابه إلى ابن كلاب، وهى المرحلة الثانية من المراحل التي مر بها الأشعرية، ولم يدم فيها إذ رجع إلى مذهب السلف، وألف كتاب "الإبانة عن أصول الديانة"، ولكن بعض الأشاعرة ينتسبون إليه ولكن في مرحلته الثانية، ومن انتسب إليه في مرحلته الثالثة فقد وافق السلف.
س: من هم أشهر زعماء الأشعرية الذين ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري؟
ج: أبو بكر الباقلاني المتوفي سنة 403 هـ، والبيضاوي المتوفي سنة 701 هـ، والشريف الجرجاني المتوفي سنة 816 هـ، وكذا الإمام الجويني (الأب)، وهو أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني والد إمام الحرمين المتوفى سنة 438 هـ، وكذا ابنه إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف المتوفى سنة 478 هـ، والجويني نسبة إلى بلدة في فارس تسمى " جوين" وقد سمي إمام الحرمين، لأنه مكث أربع سنوات ثم عرج على المدينة المنورة وكان يدرس فيهما ويناظر، ومن أولئك أيضا: أبو حامد محمد الغزالي الطوسي الملقب حجة الإسلام، توفى سنة 505 هـ، ومنهم: أبو الفتح محمد بن أبي القاسم عبد الكريم الشهرستاني ولد سنة 467 هـ وتوفى سنة 548 هـ، ومنهم: أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين الطبرستاني، الرازي المولد، الملقب فخر الدين، المعروف بابن الخطيب، الفقيه الشافعي، وقدماء الأشاعرة الذين كانوا على مذهب أبي الحسن الأشعري في إثبات صفات الله تعالي فمنهم: الباقلاني: أبو بكر محمد بن الطيب، وأبو الحسن الطبري، والباهلي: أبو عبد الله بن مجاهد، وهؤلاء مشوا على الطريقة السلفية في باب الصفات، ولكن من جاء بعدهم ممن ينتسب إلى الأشعري تركوا طريقتهم وأولوا الصفات تأويلات باطلة.
س: ما موقف الأشاعرة من صفات الله تعالى؟
ج: موقف الأشاعرة في باب الصفات حاصله ما يلي: ذهب الأشاعرة إلى تقسيم الصفات الإلهية إلى: صفات نفسية راجعة إلى الذات أي إلى وجود الله تعالى ذاته، وإلى صفات سلبية، واختاروا لها خمسة أقسام: وحدانية الله تعالى، والبقاء، والقدم، ومخالفته عز وجل للحوادث، وقيامه عز وجل بنفسه، وسموها سلبية، لأن كل صفة منها تسلب في إثباتها كل ما يضادها أو كل ما لا يليق بالله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/497)
كما يقسمون الصفات كذلك إلى سبعة أقسام يسمونها "صفات المعاني" وهى: الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والكلام، والسمع، والبصر، وهذه الصفات يثبتونها لله تعالى صفات ذاتية لا تنفك عن الذات يؤمنون بها كما يليق بالله تعالى، ويسمونها أحيانا الصفات الذاتية والوجودية.
وأقسام الصفات الثابتة لله تعالى هي صفات ذاتية وصفات فعلية، ومن جهة أخرى تنقسم الصفات الثابتة لله تعالى إلى صفات عقلية وصفات خبرية.
وقد ذهبت الكلابية وتبعهم الأشعرية إلى نفي الصفات الفعلية عن الله تعالى ويؤولون ما ورد منها بزعم أنها لا تليق بالله تعالى، ومع هذا فهم يثبتون له تعالى الصفات الذاتية اللازمة له، وأنكروا قيام الصفات الفعلية الاختيارية به، والمتأخرين من الأشاعرة كالغزالي، والجويني، والرازي، يذهبون إلى تأويل الصفات الخبرية ونفي معانيها الحقيقية وأنها مجازات، وإن إثبات الأشعرية لسبع صفات ونفي ما عداها بالتأويلات، جعلهم بين المعتزلة وأهل السنة.
الباب الخامس عشر: الماتريدية
س: من هو مؤسس الماتريدية؟
ج: تنتسب هذه الطائفة إلى أحد علماء القرن الثالث الهجري وهو محمد بن محمد بن محمود المعروف بأبي منصور الماتريدي، وكان يلقب بإمام السنة وبإمام الهدى، ولد في ماتريد وهي من بلدان سمرقند فيما وراء النهر، ولا يعرف على وجه اليقين سنة مولده، وقد توفى سنة 333 هـ على أرجح القوال، تلقى علوم الفقه الحنفي والكلام على أحد كبار علماء ذلك العصر وهو نصر بن يحيى البلخي المتوفى سنة 368 هـ، حتى أصبح من كبار علماء الأحناف وقد تتلمذ عليه بعض المشاهير في علم الكلام، ولقد كان لأبي منصور مناظرات ومجادلات عديدة مع المعتزلة في الأمور التي خالفهم فيها، وقد اتحد في الهدف مع الأشعري في محاربة المعتزلة وكان معاصرا له، وأما في العقائد فكان على اتفاق مع ما قرره أبو حنيفة في الجملة، مع مخالفته في أمور وله مؤلفات كثيرة في مختلف الفنون، منها: بيان وهم المعتزلة - تأويلات أهل السنة – الدرر في أصول الدين – الرد على تهذيب الكعبي في الجدل – عقيدة الماتريدية – كتاب التوحيد وإثبات الصفات – كتاب الجدل – مأخذ الشرائع في أصول الفقه – المقالات.
س: ما هي أهم آراء الماتريدي؟
ج: 1 - لا يرى الماتريدي مسوغا للتقليد، بل ذمة وأورد الأدلة العقلية والشرعية على فساده وعلى وجوب النظر والاستدلال.
2 - يذهب في نظرية المعرفة إلى أنه لا سبيل إلى العلم إلا بالنظر والاستدلال، وهو قريب من آراء المعتزلة والفلاسفة في هذا.
3 - يوافق في الاعتقاد في أسماء الله السلف، ويرى أن أسماء الله توقيفية، إلا أنه يؤخذ على الماتريدية أنهم لم يفرقوا بين باب الإخبار عن الله وبين باب التسمية فأدخلوا في أسمائه ما ليس منها كالصانع والقديم والشيء، وقد عطل الماتريدية كثير من أسماء الله تعالى وأولوها.
4 - يرى أن المؤمنين يرون ربهم والكفار لا يرونه، ويخالف الأشعري هنا في أن الماتريدي يرى أن الأدلة على إمكان رؤية الله تعالى عقلا غير ممكنة، بينما يستدل عليها أبو الحسن الأشعري بالعقل، إلا أنهم خالفوا السلف فنفوا المقابلة والجهة مطلقا.
5 - هو أقرب ما يكون إلى السلف في سائر الصفات، أي في الصفات التي تثبت عند الماتريدية بالعقل لكنهم يؤولون ما عداها.
6 - في القضاء والقدر هو وسط بين الجبر والاختيار، وقسم القدرة إلى قسمين: قدرة ممكنة: وهى ما يسميها: لسلامة الآلات وصحة الأسباب، وقدرة ميسرة، زائدة على القدرة الممكنة: وهى التي يقدر الإنسان بها على الفعل المكلف به مع يسر، تفضلا من الله تعالى.
7 - يقول الماتريدي بخلق أفعال العباد، وهو يفرق بين تقدير المعاصي والشرور والقضاء بها وبين فعل المعاصي، فالأول من الله والثاني من العبد.
8 - في مسائل الإيمان: لا يقول بالمنزلة بين المنزلتين، ولا يقول بخروج مرتكب الكبيرة عن الإسلام، ويرى أن الإيمان هو التصديق بالقلب، دون الإقرار باللسان، ومن هنا يفترق الماتريدي عن السلف، وعنده لا يجوز الاستثناء في الإيمان.
س: ما هي المسائل التي اختلف فيها الماتريدي عن الأشعري؟
ج: 1 - مسألة القضاء والقدر، فالأشاعرة يرون أن المحبة والرضى والإرادة بمعني واحد، بينما يرى الماتريدية أن الإرادة لا تستلزم الرضى والمحبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/498)
2 - اختلفوا في أصل الإيمان، فذهب الماتريدية إلى أن معرفة الله واجبة بالعقل قبل ورود السمع خلافا للأشاعرة، وذهب الأشاعرة إلى عدم وجوب الإيمان وعدم تحريم الكفر قبل بعثة الرسل.
3 - اختلفوا في صفة الكلام، فترى الماتريدية أن كلام الله لا يسمع بينما يرى الأشاعرة جواز سماع كلام الله تعالى.
4 - اختلفوا في زيادة الإيمان ونقصانه وشرطه .. الخ.
5 - اختلفوا في المتشابهات.
6 - اختلفوا في النبوة هل يشترط فيها الذكورة؟ فجعلها الماتريدية شرطا، ونفى ذلك الأشاعرة عنها.
7 - اختلفوا في التكليف بما لا يطاق، فمنعه الماتريدية وجوزه الأشاعرة.
8 - اختلفوا في الحكمة والتعليل في أفعال الله تعالى فأثبتتها الماتريدية ونفتها الأشاعرة.
9 - اختلفوا في التحسين والتقبيح، فقال به الماتريدية ومنع الأشاعرة ذلك.
10 - اختلفوا في إيمان المقلد، فجوزته الماتريدية بينما منعه الأشاعرة.
11 - اختلفوا في معنى كسب العباد لأفعالهم، بعد اتفاقهم جميعا على أن أفعال العباد كلها مخلوقة لله تعالى.
س: ما هي المسائل التي اختلف فيها الماتريدية عن المعتزلة؟
ج: 1 - اختلفوا في مصدر التلقي هل هو العقل أو النقل؟ فذهب المعتزل إلى أنه العقل، وتوسط الماتريدية فقالوا بالعقل فيما يتعلق بالإلهيات والنبوات، وأما فيما يتعلق باليوم الآخر فمصدره السمع، وكذا سموا هذه المسائل ونحوها بالسمعيات.
2 - الأسماء: أسماء الله عند المعتزلة ثابتة، ولكن بلا دلالة على الصفات، وعند الماتريدية هي ثابتة بدلالاتها على الصفات الثابتة عندهم إلا اسم "الله" فليس له دلالة على شيء من الصفات.
3 - الصفات: نفى المعتزلة جميع الصفات القائمة بذات الله تعالي، بينما أثبت الماتريدية ثمان صفات: العلم والحياة والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام والتكوين.
4 - القرآن: يعتقد المعتزلة أنه كلام الله محدث مخلوق، ويعتقد الماتريدية أنه كلام الله النفسي وأنه قديم أزلي غير مخلوق.
5 - أفعال العباد: نفت المعتزلة خلق الله لها وإرادته لها، وأثبتت الماتريدية أنها خلق لله تعالى.
6 - الاستطاعة: نفي المعتزلة أن تكون مع الفعل بل هي قبله، بينما أثبتتها الماتريدية قبل الفعل ومع الفعل.
7 - الرؤية: نفتها المعتزلة وأثبتتها الماتريدية.
8 - الجنة والنار: غير مخلوقتين ولا موجودتين الآن عند المعتزلة، وقالت الماتريدية بخلقهما الآن.
9 - ينفي المعتزلة نعيم القبر وعذابه والميزان والصراط والحوض والشفاعة لأهل الكبائر، وأثبتت الماتريدية كل ذلك لورود السمع به.
10 - نفت المعتزلة كرامات الأولياء وأثبتتها الماتريدية.
11 - الإيمان عند المعتزلة قول واعتقاد وعمل، وعند الماتريدية هو التصديق بالقلب، ومنهم من زاد الإقرار باللسان.
12 - مرتكب الكبيرة في منزلة بين المنزلتين عند المعتزلة في الدنيا، وأما في الآخرة فهو في النار , وعند الماتريدية هو مؤمن كامل الإيمان مع أنه فاسق بمعاصيه , وفي الآخرة هو تحت المشيئة.
13 - لا يصح إيمان المقلد عند المعتزلة، وذهب الماتريدية إلى صحته مع الإثم على ترك الاستدلال.
14 - عند المعتزلة الإيمان يزيد وينقص، ونفت الماتريدية ذلك.
س: ما هي المسائل التي وافقت فيها الماتريدية المعتزلة؟
ج: 1 - القول بوجوب معرفة الله تعالى بالعقل.
2 - الاستدلال على وجود الله بدليل الأعراض وحدوث الأجسام.
3 - الاستدلال على وحدانية الله تعالى بدليل التمانع.
4 - القول بعدم حجية خبر الآحاد في العقائد.
5 - نفي الصفات الخبرية والاختيارية.
6 - القول بعدم إمكان سماع كلام الله.
7 - القول بالحكمة والتعليل في أفعال الله تعالي.
8 - القول بالتحسين والتقبيح العقليين.
9 - عدم جواز التكليف بما لا يطاق.
10 - منع الاستثناء في الإيمان.
11 - القول بأن معنى الإيمان والإسلام واحد.
س: ما هي الأسس والقواعد التي قام عليها مذهب الماتريدية؟
ج: 1 - مصدرهم في التلقي في الإلهيات والنبوات هو العقل.
2 - معرفة الله واجبة بالعقل قبل ورود السمع.
3 - القول بالتحسين والتقبيح العقليين.
4 - القول بالمجاز في اللغة والقرآن والحديث.
5 - التأويل والتفويض.
6 - القول بعدم حجية أحاديث الآحاد في العقائد.
س: ما هي أهم المسائل التي خالف فيها الماتريدية السلف؟
ج: 1 - خلاف الماتريدية في مفهوم توحيد الألوهية، إذ هو عندهم بمعنى أن الله واحد في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/499)
2 - اعتمدت الماتريدية في إثبات وجود الله تعالي على دليل حدوث الأعراض والأجسام، وهذه طريقة غلاة الفلاسفة وأهل الكلام المذموم.
3 - يستدل الماتريدية على وحدانية الله تعالى بقوله عز وجل: (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون)، وهو ما يسميه البعض بدليل التمانع، وقد خطأهم السلف في هذا المفهوم، مع إقرار السلف بأن دليل التمانع صحيح في دلالته على امتناع صدور العالم عن إلهين، لكن ليس هذا هو المقصود من الآية الكريمة.
4 - تثبت الماتريدية جميع الأسماء الحسنى لدلالة السمع عليها، إلا أن مدلول الاسم عندهم هو الذات وهذا خاص في اسم "الله" فقط، وأما ما عداه فمدلوله يؤخذ عندهم من الصفات التي أثبتوها فلم يقفوا على ما ثبت بالسمع فقط.
5 - أثبت الماتريدية بعض الصفات دون غيرها، وذلك لدلالة العقل عليها عندهم.
6 - نفت الماتريدية جميع الصفات الخبرية الثابتة بالكتاب والسنة، لأن في إثباتها – بزعمهم – مخالفة للعقل، وكذلك نفوا ثبوت الصفات الاختيارية لله تعالى.
7 - يعتقد الماتريديون أن كلام الله تعالي معنى واحد قديم أزلي، ليس له تعلق بمشيئة الله تعالي وقدرته، وأنه ليس بحرف ولا صوت، بل هو كلام نفسي لا يسمع، بل المسموع منه إنما هو عبارة عنه.
8 - حصر الماتريديون الدليل على صدق الأنبياء في المعجزات فقط.
9 - يرى الماتريديون أن كل المسائل المتعلقة باليوم الآخر لا تعلم إلا بالسمع، والسلف يقولون: إن تلك المسائل علمت بالسمع ودل عليها العقل أيضا.
10 - أثبت الماتريديون رؤية الله تعالي، ولكنهم نفوا الجهة والمقابلة.
11 - اعتبر السلف ما ذهب إليه الماتريديون في خلق أفعال العباد اعتقادا خاطئا لما فيه من إثبات إرادة للعباد مستقلة عن مشيئة الله تعالى.
12 - ذهبت الماتريدية إلى أن الإيمان هو التصديق بالقلب فقط، وقال بعضهم: إنه التصديق بالقلب والإقرار باللسان، ومنعوا زيادته ونقصانه، وحرموا الاستثناء فيه، ومنعوا التفريق بين مفهوم الإيمان والإسلام.
13 - يرى الماتريديون أن الفاسق مؤمن كامل الإيمان.
الباب السادس عشر: دراسة أهم المسائل التي اتفق عليها أهل الكلام منالأشعرية والماتريدية والمعتزلة والجهمية
1 - تقديم العقل على النقل:
س: ما هي شبه من قدم العقل على النقل؟ وما الرد عليهم؟
ج: 1 - أن العقل هو الأصل والأساس للنقل وإلا لم يرد النقل.
2 - أن الدلالة العقلية قطعية بينما الدلالة النقلية ظنية.
3 - أن معرفة الله تعالى لا تنال إلا بحجة العقل وهى أصل وما عداها فرع، وهذا الأصل إنما قام على العقل.
4 - إن صدق الأنبياء في إخبارهم عن الله لا يتوقف على النقل بل يتوقف على العقل.
5 - ما ثبت بالتواتر وخالفه العقل إما أن يؤول أو يفوض، وما ثبت بأخبار الآحاد فإنه لا يقبل بأي حال في العقائد.
والرد عليهم هو: هل يوجد بالفعل تعارض بين العقل السليم والنقل الصحيح؟ والجواب: لا يوجد تعارض بين العقل والنقل، فإن النقل وهي النصوص الشرعية إذا صحت من كتاب الله عز وجل أو من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، لا يمكن أن يعارضها العقل السليم الخالي عن الشهوات والبدع، وأما ما ذهبوا إليه من إسقاطهم أخبار الآحاد في العقائد، فهو من جملة أقوالهم البدعية العارية عن الأدلة الشرعية، ذلك أن الحق هو قبول خبر الآحاد في باب الاعتقاد وفى غيره مادام ثابتا، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)، ولولا أن خبر الواحد مقبول، لما توجه الأمر بالتثبت فيما يخبر به مما يحتاج إلى تثبت، خصوصاً إذا جاء من فاسق، ومعناه أنه إذا كان غير فاسق فإن خبره يقبل، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل معاذا إلى اليمن وأمره بتعليمهم الدين وسائر شعائر الإسلام، وأما زعمهم أن صدق الأنبياء إنما يتوقف على العقل، فلو كان هذا صحيحاً لآمن قوم نوح وسائر أمم الأنبياء، إذا إن لهم عقولا، ولما احتاجوا إلى سماع النقل، وهنا أمر جدير بالذكر، وهو أن السلف حينما يقدمون النقل على العقل، ليس مقصودهم احتقار العقل وأنه لا يستفاد به المعرفة، بل يقدرون دور العقل في المعرفة والاهتداء به إلى الحق، ولكنهم لا يوصلونه إلى درجة التقديس التام وتقديمه على كلام الله عز وجل وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم.
2 - التأويل في مفاهيم الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(60/500)
س: ما هو التأويل عند السلف وعند الفرق المخالفة؟
ج: التأويل عند السلف يأتي بمعنى:
1 - ما تؤول إليه حقيقة ذلك الشيء ومصيره وعاقبته.
2 - معرفة ذلك الشيء وفهم تفسيره وبيانه، وكثير من المفسرين يستعمل كلمة التأويل بمعنى التفسير.
وقد ورد ذكر كلمة التأويل في القرآن الكريم في عدة آيات، قال تعالى: (ذلك خير وأحسن تأويلا)، أي هو أحسن مآلا وعاقبة، ومنه قوله تعالى: (هل ينظرون إلا تأويله)، أي عاقبة تأويله وحقيقته، وورد في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى، حيث روى سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم)، فقال: ((أما إنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد))، أي لم يأت وقت ظهور حقيقة العذاب وما تؤول إليه عاقبة المخالفين، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: ((اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل))، أي فهمه معرفة الدين.
وأما المعتزلة والجهمية وغيرهم من فرق المتكلمين فمرادهم بالتأويل: صرف اللفظ عن ظاهره وحقيقته إلى مجازه وما يخالف ظاهره، وهذا هو الشائع في عرف المتأخرين من أهل الأصول والفقه.
س: ما هي أنواع التأويل الباطل؟
ج: 1 - ما لم يحتمله اللفظ بوضعه، كتأويل قوله صلى الله عليه وسلم: ((حتى يضع رب العزة عليها رجله)) بأن الرجل جماعة من الناس، فإن هذا لا يعرف في شيء من لغة العرب ألبته.
2 - ما لم يحتمله اللفظ ببنيته الخاصة من تثنية أو جمع، وإن احتمله مفردا كتأويل قوله تعالى: (لما خلقت بيدي) بالقدرة.
3 - ما لم يحتمله سياقه وتركيبه وإن احتمله في غير ذلك السياق، كتأويل قوله: (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك) بأن إتيان بعض آياته التي هي أمره.
4 - ما لم يؤلف استعماله في ذلك المعنى في لغة المخاطب وإن ألف في الاصطلاح الحادث، كقول الله تعالى: (ثم استوى على العرش) بأن المعنى أقبل على خلق العرش.
5 - ما ألف استعماله في ذلك المعنى لكن في غير التركيب الذي ورد به النص، فيحمله المتأول في هذا التركيب الذي لا يحتمله على مجيئه في تركيب آخر يحتمله، وهذا من أقبح الغلط والتلبيس، ومثل لهذا بتأويل اليد بالنعمة، والنظر إلى الله بانتظار الثواب.
6 - كل تأويل يعود على أصل النص بالإبطال فهو باطل، كتأويل قوله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل))، بحمله على الأمة، فإن هذا التأويل مع شدة مخالفته لظاهر اللفظ يرجع على أصل النص بالإبطال وهو قوله: ((فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها)).
3 - جهل أهل الكلام من الجهمية والمعتزلة والأشعرية والماتريدية بمعنىتوحيد الألوهية:
س: كيف يقسم المتكلمون التوحيد؟
ج: المتكلمون حينما يقررون الكلام في التوحيد يقسمونه إلى ثلاثة أقسام، فيقولون: ((هو واحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في صفاته لا شبيه له، وواحد في أفعاله لا شريك له))، وأشهر الأنواع الثلاثة عندهم هو الثالث وهو توحيد الأفعال، ويجعلون توحيد الربوبية – الذي لم يوجد فيه نزاع بين الأنبياء وأممهم – هو أهم أقسام التوحيد وأوجبها معرفة، وقرروا أن معنى لا إله إلا الله: لا قادر على الاختراع والخلق والإيجاد إلا الله.
4 - تعطيل النصوص عن مدلولاتها:
س: ما هو اعتقاد السلف في باب الأسماء والصفات؟
ج: 1 - نثبت لله تعالى كل الأسماء الحسنى.
2 - نثبت له كل الصفات الواردة في القرآن الكريم.
3 - نثبت أن لله في كل صفة المثل الأعلى والأكمل.
4 - الإيمان بكل ما جاء من صفات الله تعالى إلى التفصيل الذي ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية.
5 - أن نثبت معاني كل أسماء الله وصفاته، ونتوقف عن الخوض في كيفياتها، لأن الله لم يخبرنا بذلك.
5 - جدول مختصر لبيان صفات الله تعالى وتأويل الخلف لها (وما من صفة من الصفات إلا وللسلف دليل على ثبوتها لله تعالى) كما في الجدول الآتي:
الصفة
دليل ثبوتها
تعطيل الخلف لها
نفس الله
قال تعالى: (كتب ربكم على نفسه الرحمة)، وقال صلى الله عليه وسلم: " يقول تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي فإن ذكرني في ملأ ذكرته قي ملأ خير منهم ".
زعموا أن الله لا يصح وصفه بذلك، وإنما أضاف النفس إليه مثل إضافة سائر الخلق إليه.
علم الله
قال تعالى: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مفاتح الغيب خمس: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت).
لا يؤمنون بصفة العلم ومن الغريب أنهم يقولون: إن الله هو العالم وينكرون أن لله علماً مضافاً إليه من صفات الذات.
الوجه لله تعالى
قال تعالى: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من ابتغى وجه الله وأطاع الإمام وأنفق الكريمة وياسر الشريك واجتنب الفساد فإن نومه ونبهه أجر كله".
نفوا أن يتصف الله بالوجه وأولوه بمعنى نفس الذات، أي ويبقي ذات ربك أو يبقى ثوابه أو هو بمعنى القبلة.
عين الله
قال تعالى: (واصنع الفلك بأعيننا ووحينا)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال "إنه أعور وإن الله ليس بأعور".
لا يثبتون هذه الصفة ويؤولونها بحجة أنها مرة جاءت بلفظ الإفراد ومرة بلفظ التثنية متجاهلين أنها أسلوب من أساليب العرب في لغتهم.
العلو
قال تعالى: (أأمنتم من في السماء)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم للجارية:" أين الله؟ قالت: في السماء".
ينكر المعطلة صفة العلو , ويزعمون أن الله في كل مكان بذاته, وأولوا الفوقية أنها بمعنى فوقية القدر والعظمة.
هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وسأضع الأجزاء كلها إن شاء الله تعالى بعد أسبوعين في ملف نصي واحد إن يسر الله ذلك، والحمد لله رب العالمين.(61/1)
بالفيديو ماذا فعل الشيخ البوطي بالصوفية .. فضيحة من العيار لثقيل .. !!
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[30 - 12 - 09, 12:38 ص]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
الشيخ البوطي لايوجد شيخ صوفي صادق وينكر على الطرق الصوفية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه .. وبعد:
هذا مقطع من حلقة من حلقات برنامج " مع البوطي في حياته وفكره " والذي بث على قناة شام الفضائية في رمضان الماضي 1430 هـ .. !!
وجه له المذيع السؤال التالي: الآن على الساحة هل تمثل الصورة الصحيحة النقية الزكية للصوفية والتصوف؟؟؟؟
فأجاب الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي هداه الله للحق بعد أن تكلم عن التصوف القديم وقال لايستطيع ان يحكم عليه بما انه لم يعاصرهم فقال (لكن إذا سألتني عن الطرق في هذا العصر فأنا أرجوك أن تدلني على طريقة من الطرق مرشدها يتمتع بالعلم بالشريعة الإسلامية علماً وافراً، كافراً بالزهد في الدنيا وماحولها وذيولها نعم، والاستقامة في السلوك سأذهب غداً لأكون مريدا لديه، ولكنني ألتفت يمينا وشمالاً فلم أجد ذلك المرشد ... الخ) .. !!
وهذه فضيحة للصوفية ومشايخ الطرق في عصرنا وكل من أراد تلميع التصوف وطرقها فالبوطي يشهد بأن مشايخ الطرق لا يتمتعون بالعلم بالشريعة الإسلامية، ولايتصفون بالزهد في الدنيا والاستقامة في السلوك .. !!
يعني كل مشايخ الطرق كذابين ودجالين وكما قال البوطي ألتفت يمينا وشمالاً فلم أجد ذلك المرشد .. !!
والحمدلله التي أتت هذه الشهادة من شيخ من مشايخ الصوفية بعصرنا .. وشهد شاهد من أهلها .. !!
###
ولا تنسونا من صالح دعائكم
إخوانكم في موقع صوفية حضرموت
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/soufia-h.net.11gif
www.soufia-h.net (http://www.soufia-h.net/)
نكشف الحقائق الغائبة للباحثين عن الحقيقة
حقوق النسخ لكل مسلم بشرط ذكر المصدر
ـ[صخر]ــــــــ[30 - 12 - 09, 01:11 ص]ـ
جزاه الله خيرا
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[30 - 12 - 09, 02:29 ص]ـ
بارك الله في جهود الاخوة في موقع صوفية حضرموت
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[10 - 02 - 10, 03:05 ص]ـ
بارك الله فيكم وعلى تعليقاتكم الطيبة
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[14 - 02 - 10, 01:53 ص]ـ
الله المستعان
بارك الله فيكم
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[14 - 02 - 10, 11:36 ص]ـ
بارك الله فيكم
الباطل يهدم بعضه بعضاً
ولله الحمد
ـ[أبو عبد الرحمن النجدي السلفي]ــــــــ[17 - 02 - 10, 07:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[17 - 02 - 10, 11:07 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم.
ـ[أبو زكريا الأثري]ــــــــ[25 - 02 - 10, 11:26 ص]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[أبو زكريا الأثري]ــــــــ[25 - 02 - 10, 11:26 ص]ـ
أسأل الله أن لايحرم الجميع الأجر.
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[01 - 03 - 10, 02:19 م]ـ
بارك الله فيكم شرفني مروركم العطر
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[01 - 03 - 10, 05:37 م]ـ
سبحان الله وشهد شاهد من اهلها
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[06 - 03 - 10, 08:08 م]ـ
بارك الله فيك أخي صهيب(61/2)
هل كلامى صحيح
ـ[محمود اسماعيل]ــــــــ[30 - 12 - 09, 01:47 ص]ـ
سألنى سائل فقال لى فى دعاء الاستخارة يقول النبى صلى الله عليه وسلم [اللهم ان كنت تعلم] فهل هذا الحديث يصح ان ينفى به العبد علم الله للشئ قبل الوقوع كما ذهب الى هذا بعض الفرق.
فأجبته بقول الله تعالى [فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و ما يعلم تأويله الا الله] فهذا من المتشابةفنحن نرجعه الى المحكم وهو قول الله [عالم الغيب والشهادة] و قوله [ان الله لا يخفى عليه شئ فى الارض و لا فى السماء] فهل هناك تعليق على هذه الاجابة.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[30 - 12 - 09, 02:19 ص]ـ
العنوان إشكال في حديث (إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي) المجيب د. عبد الله بن عمر الدميجي
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/شروح حديثية التاريخ 03/ 05/1428هـ
السؤال في حديث دعاء الاستخارة ورد قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي)، فمن المعلوم أن الله عز وجل يعلم، لكن لماذا قال إن كنت تعلم؟
الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:
فإن من الأصول المنهجية عند أهل السنة والجماعة أنهم لا يبترون النصوص عند إرادة معرفة مراد قائل النص من ذلك، وإنما يفهم النص بسياقه ودلالاته اللفظية والمعنوية والبيانية، وهذا مما يعين الإنسان المتحري للحق على الوصول إلى بغيته، بل إن الأمر لا يقتصر على النص الواحد فقط، بل يجمعون النصوص الشرعية الواردة في المسألة الواحدة ويهتمون بهذه النصوص مجتمعة، ويخرجون منها بفهم يجمع بين أطرافها لإيمانهم بأن كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم يصدق بعضه بعضا، ولا تناقض فيها البتة.
ومنهجية بتر النصوص وسياسة الانتقاء منها هي منهج أهل الأهواء والذين في قلوبهم زيغ كما أخبر الله تعالى، وهي منهجية يهودية الأصل: "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ" [البقرة: من الآية85].
وهذا الحال بالنسبة لهذا النص فلا يجوز لنا أن نأخذ معنى (إن كنت تعلم ... ) مبتورا عما قبله وما بعده، وإلا فقد يفهم منه الناظر ما لا يجوز في حق الله تعالى.
ودعاء الاستخارة المشار إليه كله تأكيد على علم الله تعالى وإحاطته بكل شيء علما، وإحاطة علمه تعالى بكل شي، ومن ذلك البدء بقوله (اللهم إني أستخيرك بعلمك) قال أهل العلم إن الباء للتعليل، أي لأنك أعلم، ثم قوله (وتعلم ولا أعلم) إشارة إلى أن العلم التام لله تعالى، وليس للعبد إلا ما علمه الله، ثم قوله (وأنت علام الغيوب) وهذا فيه من الشمول والإحاطة لكل المعلومات الغيبية وما سواها من باب أولى، ثم قوله (إن كنت تعلم) استشكل الكرماني الإتيان بصيغة الشك هنا، ولا يجوز الشك في كون الله عالما، وليس واردا أصلا ولا مفهوما من النص، ثم أجاب: بأن الشك في أن العلم متعلق بالخير والشر لا في أصل العلم، والمعنى أي إن كان في علمك كذا من الخير فاقدر لي، وإن كان في علمك كذا من الشر في هذا الأمر فاصرفه عنى، فالجهل حاصل منا نحن فلا نعلم ماذا في علم الله، وهل الخير في الفعل أو الترك، فيفوض المرء إلى علَّام الغيوب سبحانه وتعالى، ويسأله أن يختار ما فيه الخير ويقدره له، ويعلل ذلك بأنه سبحانه يقدر ولا نقدر، وبأنه يعلم ولا نعلم، وبأنه علام الغيوب. هذا الذي يظهر والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://www.islamtoday.net/questions/....cfm?id=121559
__________________
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[30 - 12 - 09, 02:21 ص]ـ
قال ابن حجر:وقوله إن كنت
استشكل الكرماني الإتيان بصيغه الشك هنا ولا يجوز الشك في كون الله عالما؟
وأجاب بأن الشك في أن العلم متعلق بالخير أو الشر لافي أصل العلم.
الفتح (11|186)
وقال الطيبي: معناه اللهم إنك تعلم فأوقع الكلام موقع الشك على معنى التفويض إليه والرضا بعلمه فيه وهذا النوع يسميه أهل البلاغة تجاهل العارف ومزج الشك باليقين يحتمل أن الشك في أن العلم متعلق بالخير أو الشر لا في أصل العلم انتهى
قال القارىء والقول الآخر هو الظاهر ونتوقف في جواز الأول بالنسبة إلى الله تعالى
تحفة الأحوذي (2|483) والله أعلم(61/3)
ما حكم تلبية دعوة الكافر لأعيادهم
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[30 - 12 - 09, 02:34 ص]ـ
ما حكم تلبية دعوة الكافر للأعيادهم؟
هل هنك كلام للعلماء حول هذه المسألة.
ـ[أبو عاصم البركاتي]ــــــــ[30 - 12 - 09, 10:51 م]ـ
قال شهاب الدِّين أحمد بن إدريسٍ القرافيّ (المالكيّ). ت:684هـ ((وأصل الكفر إِنَّما هو انتهاكٌ خاصٌّ لحرمة الرُّبوبيَّة، إمَّا بالجهل بوجود الصانع، أو صفاته العُلا، و يكون الكفر بفعلٍ كرمي المصحف في القاذورات أو السُّجود لصنم أو التردُّد للكنائس في أعيادِهم بزيِّ النَّصارى ومباشرة أحوالهم …))) انظر "أنوار البروق في أنواع الفروق (4/ 258) دار الكتب العلمية ط1 – 1418هـ.(61/4)
منع المجاز في القرآن نريد شرح مبسط حول المسألة
ـ[أبو البركات]ــــــــ[30 - 12 - 09, 08:11 م]ـ
نريد من الأخوة المتخصصين شرح مبسط وموسع إن أمكن على منع المجاز في القرآن لأن المسألة دقيقة جدا وتلتبس على كثير من الناس ....
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو ليث الحميدي]ــــــــ[30 - 12 - 09, 09:31 م]ـ
هناك رسالة الشنقيطي
ـ[محمدخراص]ــــــــ[31 - 12 - 09, 10:54 ص]ـ
هناك رسالة الشنقيطي
ـ[محمدخراص]ــــــــ[31 - 12 - 09, 10:55 ص]ـ
بس لا تحاول منع المجاز في القرآن. لان المجاز من خصوصيه اللغه العربيه و بان القرآن عربي لذا استعمله في اعلي درجه ممكن و اذا لم يكن المجاز لقال من شاء ما شاء(61/5)
الرد على شبهة
ـ[عاشور العدوى]ــــــــ[31 - 12 - 09, 05:58 ص]ـ
الرد على شبهة ان النبى محمد صلى الله وعليه وسلم ولد بعد موت ابيه بأربعة سنين
واثبات طهارة ام النبى امنة بنت وهب بالادلة والبراهين
نص الشبهة:
يشكك النصارى وغيرهم بنسب النبى صلى الله وعليه وسلم وسوف نعرض هنا الرد على هذا الموضوع
يقول قائل الشبهة
جاء فى كتاب تاريخى اسمه الطبقات الكبرى لابن سعد فى المجلد الأول الاتى:
ذكر تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني عبد الله بن جعفر الزهري عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها قال وحدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قالا كانت آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى اليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله بن عبد المطلب وخطب اليه عبد المطلب بن هاشم في مجلسه ذلك ابنته هالة بنت وهيب على نفسه فزوجه إياها فكان تزوج عبد المطلب بن هاشم وتزوج عبد الله بن عبد المطلب في مجلس واحد فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب فكان حمزة عم رسول الله صلى الله عليه.
انظر الى التناقض فى نفس الكتاب
تناقض نفس الكتاب الجزء الثالث باب في البدريين طبقات البدريين من المهاجرين.
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال كان حمزة معلما يوم بدر بريشة نعامة قال محمد بن عمر وحمل حمزة لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني قينقاع ولم يكن الرايات يومئذ وقتل رحمه الله يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وهو يومئذ بن تسع وخمسين سنة كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين، وشبهه النصرانى هنا ان هذا التناقض يثبت ان ام الرسول قد انجبت النبى صلى الله عليه وسلم من رجل آخر غير عبد الله بن عبد المطلب بعد 4 سنوات من زواجها.
الرد على الشبهة:
اولا قبل طرح الرد على الشبهة انظر الى هذا الكلام الجميل
ادلة قاصمة:
1 - ويكفي الرد عليهم بشأن هذه التهمة ... التي ليس لها أساس
بان من قام بتربية الرسول صلى الله هم أهل أبيه
جده عبد المطلب ....... ثم عمه أبو طالب
ولو هناك شك في نسب الرسول صلى الله عليه وسلم ولو 1 في المليون
لرفضه أهل أبيه وتركوه لأخواله
لكن من حكمة الله ...... ان الذي ربى الرسول صلى الله عليه وسلم هم أهل أبيه .... ليقطع الطريق على هؤلاء المشككين في نسبه الطاهر صلى الله عليه وسلم
ثم نجد اشد أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم هو عمه ..... أبو لهب
والذي رفض الأيمان به كرسول من عند الله
والذي حاول قتل الرسول أكثر من مرة
وقد نزل فيه قران هو وزوجته يتوعدهم الله ..... بالعذاب الشديد بنار جهنم
ومع ذلك ..... لم يثبت عن أبو لهب او زوجته انه طعن في نسب الرسول صلى الله عليه وسلم
ولو يعلم ان محمد صلى الله عليه وسلم به شبهة في نسبه الي أخيه عبد الله ..... لفضح أمره
يا نصارى ....... لن تنالوا من اشرف خلق الله ولا من نسبه الشريف
شىء اخر مهم:
هو ان عدد المسلميين فى عهد النبى صلى الله وعليه وسلم فى حجة الوداع اكثر من 100000 مسلم
هل يعقل ان يسلم هذا العدد الكبير برجل مطعون فى نسبه!! الجواب طبعا لا
الرد المفصل على الشبهة:
أولاً: قال النبى صلى الله عليه وسلم (ولدت من نكاح وليس من سفاح) صحيح البخارى
ثانياً: هذا كتاب تاريخ ونحن لا نأخذ ديننا من كتب تاريخيه , بل من القرأن والسنه الصحيحه لان كتب التاريخ بها الصحيح والضعيف.
ثالثاً: الروايتين قالهما محمد بن عمر بن واقد الواقدي الأسلمي
فمن هو هذا الرجل؟ بكل تأكيد لا يعرفه من قال هذه الشبهة لانه لو عرفه لم يستدل بكلامه اصلا , ولذلك اليكم تعريف بهذا الرجل وأقوال علماء الاسلام قبل ان يولد من قال هذه الشبهة حتى تعرف عزيزى القارىء انها شبهة ليس لها اساس من الصحة:
الرجل هو:
محمد بن عمر بن واقد الواقدي الأسلمي ابو عبد الله المدني قاضي بغداد مولى عبد الله بن بريدة الأسلمي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/6)
قال البخاري: الواقدي مديني سكن بغداد متروك الحديث تركه أحمد وابن نمير وابن المبارك وإسماعيل بن زكريا (تهذيب الكمال مجلد 26)
هذا في ص 185 - 186 وفي نفس الصفحة قال أحمد هو كذاب وقال يحيى ضعيف وفي موضع آخر ليس بشيء وقال أبو داود: أخبرني من سمع من علي بن المديني يقول روى الواقدي ثلاثين ألف حديث غريب وقال أبو بكر بن خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول لا يكتب حديث الواقدي ليس بشيء وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سألت عنه علي بن المديني فقال: متروك الحديث هنا علة جميلة أيضا في سند الحديث وهي روايته عن عبد الله بن جعفر الزهري قال إسحاق بن منصور قال أحمد بن حنبل كان الواقدي يقلب الأحاديث يلقي حديث ابن أخي الزهري على معمر ذا قال إسحاق بن راهويه كما وصف وأشد لأنه عندي ممن يضع الحديث الجرح والتعديل 8/الترجمة 92 وقال علي بن المديني سمعت أحمد بن حنبل يقول الواقدي يركب الأسانيد تاريخ بغداد 3/ 13 - 16 وقال الإمام مسلم متروك الحديث وقال النسائي ليس بثقة وقال الحاكم ذاهب الحديث قال الذهبي رحمه الله مجمع على تركه وذكر هذا في مغني الضعفاء 2/ الترجمة 5861
قال النسائي: في " الضعفاء والمتروكين " المعروفون بالكذب على رسول الله أربعة الواقدي بالمدينة ومقاتل بخراسان ومحمد بن سعيد بالشا000
ويتضح لنا مما سبق ان الرجل كاذب (نأسف يا سادة نحن لا نصدق الكاذبيين ولا نأخذ منهم ديننا)
وبالتالى اخوانى الكرام ويا باحثين عن الحقيقه من النصارى تكون الروايتين بهما ضعف لان الراوى متروك الحديث.
لكن هناك طرق اخرى تؤكد الروايه الثانيه ان حمزه كان اكبر من الرسول بعامين او 4 سنوات وهى صحيحه , و ان زواج جد النبى كان قبل ابنه عبد الله والد الرسول بأعوام كثيره و لو كان ميلاد حمزه تم قبل ميلاد الرسول بعامين او بأربع سنوات. والدليل هو [كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين وهذا لا يصح عندي لأن الحديث الثابت أن حمزة وعبد الله بن الأسد أرضعتها ثويبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن تكون أرضعتهما في زمانين.
وذكر البكائي عن ابن إسحاق قال كان حمزة أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين]، كتاب الاستيعاب في تمييز الأصحاب.
كما انه معروف ان الاخوه فى الرضاعه لا تعنى ولا تستلزم فى نفس الوقت بل قد يكون امراه ارضعت طفل وبعد 20 سنه ترضع طفل اخر فيكونوا اخوه فى الرضاعه والفرق بينهم 20 سنه
رد اخر:
هناك حدثين هامين يميزان أن التاريخ يثبت أن حمزة أكبر من النبي وأن حمزة ولد قبل زواج عبد الله
1 - حدث النذر لما تم أبناء عبد المطلب عشرة ومنهم حمزة
أي أن عبد المطلب قد نذر أن يذبح أحد أبناءه إذا أعطاه الله عشرة أبناء
فأعطاه الله عشرة أبناء وكان منهم حمزة بن عبد المطلب وهذه هي الأدلة
... قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب عن بن عباس قال الواقدي وحدثنا أبو بكر بن أبي سبرة عن شيبة بن نصاح عن الأعرج عن محمد بن ربيعة بن الحارث وغيرهم قالوا لما رأى عبد المطلب قلة أعوانه في حفر زمزم وانما كان يحفر وحده وابنه الحارث هو بكره نذر لئن أكمل الله له عشرة ذكور حتى يراهم أن يذبح أحدهم فلما تكاملوا عشرة فهم الحارث والزبير وأبو طالب وعبد الله وحمزة وأبو لهب والغيداق والمقوم وضرار والعباس جمعهم ثم أخبرهم بنذره ودعاهم إلى الوفاء لله به فما أختلف عليه منهم أحد وقالوا أوف بنذرك وأفعل ما شئت
الكتاب: الطبقات الكبرى
المؤلف: أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع
الموقع:الجزء الأول ذكر نذر عبد المطلب أن ينحر ابنه
-----------------------------------------------------------------
... قال ابن إسحاق: وكان عبد المطلب، فيما يزعمون، نذر حين لقى من قريش مالقى عند حفر زمزم، لئن ولد له عشرة نفر ثم بلغوا معه حتى يمنعوه ليذبحن أحدهم لله عند الكعبة. فلما تكامل بنوه عشرة. وعرف أنهم سيمنعونه، وهم: الحارث، والزبير،وحجل، وضرار، والمقوم، وأبولهب، والعباس، وحمزة، وأبوطالب، وعبد الله، وجمعهم ثم أخبرهم بنذره ودعاهم إلى الوفاء لله عزوجل بذلك. فأطاعوه
الكتاب: السيرة النبوية
المؤلف: للامام أبى الفداء إسماعيل بن كثير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/7)
الموقع: الجزء الاول ذكر نذر عبد المطلب ذبح أحد ولده
-----------------------------------------------------------------
... ولما بدت بئر زمزم نازعت قريش عبد المطلب، وقالوا له: أشركنا. قال: ما أنا بفاعل، هذا أمر خصصت به، فلم يتركوه حتى خرجوا به للمحاكمة إلى كاهنة بني سعد هُذَيْم، وكانت بأشراف الشام، فلما كانوا في الطريق، ونفد الماء سقى الله عبد المطلب مطرًا، م ينزل عطرة، فعرفوا تخصيص عبد المطلب بزمزم ورجعوا، وحينئذ نذر عبد المطلب لئن آتاه الله عشرة أبناء، وبلغوا أن يمنعوه لينحرن أحدهم عند الكعبة.
وكان لعبد المطلب عشرة بنين، وهم: الحارث، والزبير، وأبو طالب، وعبد الله، وحمزة، وأبو لهب، والغَيْدَاق، والمُقَوِّم، وضِرَار، والعباس. وقيل: كانوا أحد عشر، فزادوا ولدًا اسمه: قُثَم، وقيل: كانوا ثلاثة عشر، فزادوا: عبد الكعبة وحَجْلً عبد الكعبة هو المقوم، وحجلا هو الغيداق، ولم يكن من أولاده رجل اسمه قثم، وأما البنات فست وهن: أم الحكيم ـ وهي البيضاء ـ وبَرَّة، وعاتكة، وصفية، وأرْوَى، وأميمة.
الكتاب: الرحيق المختوم
المؤلف: صفي الرحمن المباركفوري
الموقع: الأسرة النبوية 2 ـ عبد المطلب
-----------------------------------------------------------------
2 - انصرف عبد المطلب بابنه عبد الله ليزوجه وكانت حادثة النذر قد تمت والدليل قول المرأة التي كانت تريده ليقع عليه
تزويج عبد المطلب ابنه عبد الله من آمنة بنت وهب الزهرية
قال ابن إسحاق: ثم انصرف عبد المطلب آخذاً بيد ابنه عبد الله، فمر به فيما يزعمون على امرأة من بني أسد بن عبد العزى بن قصي وهي أم قنال أخت ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وهي عند الكعبة، فنظرت إلى وجهه فقالت: أين تذهب يا عبد الله؟ قال: مع أبي. قالت: لك مثل الإبل التي نحرت عنك وقع علي الآن.
قال: أنا مع أبي ولا أستطيع خلافه ولا فراقه، فخرج به عبد المطلب حتى أتى وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، وهو يومئذ سيد بني زهرة سناً وشرفاً، فزوجه ابنته آمنة بنت وهب وهي يومئذ سيدة نساء قومها، فزعموا أنه دخل عليها حين أملكها مكانه، فوقع عليها فحملت منه برسول الله صلى الله عليه وسلم،
الكتاب: البداية والنهاية
المؤلف: عماد الدين أبي الفداء إسماعيل ابن كثير
الموقع: الجزء الثاني تزويج عبد المطلب ابنه عبد الله من آمنة بنت وهب الزهرية
-----------------------------------------------------------------
تزويج عبد الله بن عبد المطلب امنة بنت وهب
ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وكانت في حجر عمها وهيب بن عبد مناف قال الزبير: وكان عبد الله احسن رجل رؤي في قريش قط وكان ابوه عبد المطلب قد مر به فيما يزعمون على امراة من بني اسد بن عبد العزى وهي اخت ورقة بن نوفل وهي عند الكعبة فقالت له اين تذهب يا عبد الله قال مع ابي قالت لك مثل الابل التي نحرت عنك وكانت مائة وقع علي الان قال انا مع ابي ولا استطيع خلافه ولا فراقه
الكتاب: عيون الأثر في المغازي والسير
المؤلف: ابن سيد الناس
الموقع: تزويج عبد الله بن عبد المطلب امنة بنت وهب
-----------------------------------------------------------------
ذكر المرأة المتعرضة لنكاح عبدالله بن عبدالمطلب
عبدالله يرفضها
قال ابن إسحاق: ثم انصرف عبدالمطلب آخذا بيد عبدالله، فمر به - فيما يزعمون - على امرأة من بني أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، وهي أخت ورقة بن نوفل بن أسد بن عبدالعزى، وهي عند الكعبة؛ فقالت له حين نظرت إلى وجهه: أين تذهب يا عبدالله؟ قال: مع أبي، قالت: لك مثل الإبل التي نحرت عنك، وقع علي الآن، قال: أنا مع أبي، ولا أستطيع خلافه، ولا فراقه.
عبدالله يتزوج آمنة بنت وهب
فخرج به عبدالمطلب حتى أتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، وهو يومئذ سيد بني زهرة نسبا وشرفا، فزوجه ابنته آمنة بنت وهب، وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا.
الكتاب: السيرة النبوية
المؤلف: عبد الملك بن هشام المعافري
الموقع:المجلد الأول ذكر المرأة المتعرضة لنكاح عبدالله بن عبدالمطلب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/8)
-----------------------------------------------------------------
ثم انصرف عبد المطلب بابنه فمرَّ على امرأة من بني أسد يقال لها: أم قتال بنت نوفل بن أسد بن عبد العزّى وهي أخت وَرَقَة.
فقالت: يا عبد الله أين تذهب.
قال: مع أبي فقالت: لك عندي مثل الإبل التي نُحِرتْ عنك وَقعْ عليَّ.
فقال إني مع أبي لا أستطيع فراقه.
فخرج به عبد المطلب حتى أتى وهبَ بن عبد مناف بن زُهْرة وهو يومئذ سيِّد بني زْهْرة نسبًا فزوّجه آمنة وهي يومئذ أفضلُ امرأة في قُريش نسبًا.
الكتاب: المنتظم في التاريخ
المؤلف: أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي
الموقع:الجزء الثاني فصل بين مولد نبينا محمد و آدم عليهما السلام
-----------------------------------------------------------------
وبهذا يثبت حدوث أمرين
الأول: أن حمزة كان من العشرة الذين تم بهم نذر عبد المطلب وكان هذا قبل زواج عبد الله والد النبي
الثاني: أن عبد الله تزوج من آمنة بنت وهب بعد ولادة حمزة بزمن بدليل قول المرأة (لك مثل الإبل التي نحرت عنك) مما يثبت براءة وطهارة آمنة بنت وهب
ويؤكد أن الشبهة قد انتهت
ولم تنتهي فقط بل انتهت إلى الأبد
ادلة اخرى تدل على طهارة أمنة بنت وهب ام النبى صلى الله وعليه وسلم:
فمن كتاب الله سبحانه سبحانه:
(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)
(ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
(آل عمران) (33 - 34)
فهؤلاء اصفاهم الله جلّ جلاله نسبا وعقلا وعلما وعملا
(قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ)
(النمل) (59)
ومن السنة النبوية:
لما سَألَ هرقلُ عظيمُ الروم أبا سفيان رضي الله عنه عن نسب نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم وقال له كيف نسبه فيكم؟
فقال أبو سفيان هو فينا ذو نسب 0 (وابو سفيان كان فى هذا الوقت كافر)
قال هرقلُ وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها0 أهـ
نعم الرسل تبعث في نسب في قومها فلا يجد قومُ نبي من الإنبياء في نسبه ما يقدحون به في نبوته
ولما سأل النجاشيُ أصحابَ رسولِنا صلى الله عليه وسلم عنه
فَكَانَ الَّذِي كَلَّمَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ وَنُسِيءُ الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ الْحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ وَالْكَفِّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ وَنَهَانَا عَنْ الْفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزُّورِ وَأَكْلِ مَالَ الْيَتِيمِ وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَأَمَرَنَا بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ قَالَ فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الإِسْلامِ فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ وَاتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ فَعَبَدْنَا اللَّهَ وَحْدَهُ فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا وَحَرَّمْنَا مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا وَأَحْلَلْنَا مَا أَحَلَّ لَنَا فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا فَعَذَّبُونَا وَفَتَنُونَا عَنْ دِينِنَا لِيَرُدُّونَا إِلَى عِبَادَةِ الأَوْثَانِ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ وَأَنْ نَسْتَحِلَّ مَا كُنَّا نَسْتَحِلُّ مِنْ الْخَبَائِثِ فَلَمَّا قَهَرُونَا وَظَلَمُونَا وَشَقُّوا عَلَيْنَا وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دِينِنَا خَرَجْنَا إِلَى بَلَدِكَ وَاخْتَرْنَاكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ وَرَغِبْنَا فِي جِوَارِكَ وَرَجَوْنَا أَنْ لَا نُظْلَمَ عِنْدَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ
المصدر
مُسند أحمد
إذا الجميع شهد له بطهر حسبه وعلو مكانته وأصالة نسبه صلى الله عليه وسلم حتى الكفار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/9)
حتى سهيل بن عمرو والمشركون معه في صلح الحديبية شهدوا له أنه محمد بن عبد الله
عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدَعُوهُ يَدْخُلُ مَكَّةَ حَتَّى قَاضَاهُمْ عَلَى أَنْ يُقِيمَ بِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَلَمَّا كَتَبُوا الْكِتَابَ كَتَبُوا هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالُوا لَا نُقِرُّ بِهَا فَلَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا مَنَعْنَاكَ لَكِنْ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ امْحُ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ لَا وَاللَّهِ لَا أَمْحُوكَ أَبَدًا
صحيح البخاري
وأخيرا همسة في أذن كل باحث عن الحق
معلوم ان مشركي قريش اتهموا النبيَ صلى الله عليه وسلم بما ليس فيه وقالوا عنه ساحر وكاهن ومجنون
أليس من باب أولى أن يطعنوا عليه بما فيه فعلا
إذا كانوا هم مع حقدهم عليه لم يرمه أحدٌ منهم في نسبه
أفليس لكم ان تسكتوا عنه أنتم
اللهم افتح بهذا الكلام أعينا عميا وآذانا صمّا وقلوبا غلفا
واجعله بردا وسلاما على قلوب الباحثين عن الحق
اسئلة واجوبة واجوبة فى هذا الموضوع وردود على مقالات فى الموضوع
ملحوظة كلام الذى يقول الشبهة باللون الاحمر والرد باللون الاسود
اولا نبداء بمقالات نصرانى فى هذا الموضوع
كلام النصرانى:
ستجد أن عبد الله وأبوه عبد المطلب تزوجا في يوم واحد؛ تزوج عبد الله آمنة وتزوج عبد المطلب هالة؛ حملت آمنة بمحمد بعد الزواج مباشرة ومات أبوه وأمه حامل به؛ أنجب عبد المطلب حمزة وكان حمزة أكبر من محمد بأربع سنوات مما يدل على أن الحمل بمحمد وولادته جاءت بعد الحمل بحمزة وولادته بأربع سنوات؛ عبد الله مات بعد الزواج بآمنة ولم يمكث معها إلا شهور قلائل؛ إذا المولود بعد سنوات من موت عبد الله لا يمكن أن يكون أبن عبد الله؛ إلا إذا كان محمد مكث في بطن أمه أربع سنوات. آمنة تعترف أن الحمل بمحمد سبقه حمل آخر مرة أو مرات؛ هل لمحمد أخوه؟ من هم وأين ذهبوا أو طمست سيرتهم؟
الرد على النصرانى
نجد أن الموضوع إرتكز على النقاط الآتية:
1 - في يوم واحد تزوج عبد الله بالسيدة آمنة - وما لبث أن توفي بعدها - وعبد المطلب بالسيدة هالة بنت وهيب.
2 - حملت السيدة آمنة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحملت السيدة هالة بنت وهيب بحمزة عم النبي رضي الله عنه وأرضاه.
3 - كان حمزة أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بأربع سنوات؛ مما يعني أن الحمل بالرسول لم يكن من عبد الله بن عبد المطلب والعياذ بالله.
ومن خلال ما رأينا من تلخيص للموضوع، فإن النصراني قد اعتمد على إستنتاجات إعتمدها هو، دون أن يستعين بأدلة صريحة قاطعة.
بل مجرد ظنون وإستنتاجات، وهذه الإستنتاجات إن لم تكن مركزة على دلائل ودعائم تكون أشبه برماد أشتدت به الرياح في يومٍ عاصف.
فتصبح بلا قيمة، ولا أي أهمية.
يقول النصراني:
الأدلة السنية المثبتة
مصادر الأحاديث الدالة على زواج أبو عبد الله بآمنة في نفس اليوم الذي تزوج جده من زوجته أم حمزة.
1 - الطبقات الكبرى لأبن سعد باب تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب.
2 - السيرة الحلبية باب تزويج عبد الله أبي النبي صلى الله عليه وسلم آمنة أمه صلعم وحفر زمزم.
3 - الاستيعاب في تمييز الأصحاب لأبن عبد البر باب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4 - أسد الغابة.
نص الحديث:
قال حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني عبد الله بن جعفر الزهري عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها قال وحدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قالا: كانت آمنة في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى إليه عبد المطلب بن هاشم بابنه عبد الله أبى رسول الله صلعم فخطب؛ عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله؛ وخطب إليه عبد المطلب في مجلسه ابنته هالة بنت وهيب على نفسه؛ فزوجه إياها فكان تزوج عبد المطلب وتزوج عبد الله في مجلس واحد؛ فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب؛ فكان حمزة عم رسول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/10)
الله صلى الله عليه وسلم في النسب وأخاه من الرضاعة. لما تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أقام عندها ثلاثا وكانت تلك السنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في أهلها.
ثانياً:
1 - سيرة أبن هشام باب ذكر المرأة المتعرضة لنكاح عبد الله بن عبد المطلب.
2 - نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري باب ذكر زواج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب.
نص الحديث:
قال أبن هشام عن أبن إسحق إن عبد المطلب لما فدى ابنه عبد الله أخذ بيده وخرج به حتى أتى وهب بن عند مناف وهو يومئذ سيد بني زهرة نسبا وشرفا فزوجه ابنته آمنة وهى يومئذ أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا فزعموا أنه دخل عليها حين أمتلكها مكانه فوقع عليها فحملت برسول الله صلى الله عليه وسلم.
إستنتاج:
مما تقدم نجد أن أبو محمد عبد الله تزوج آمنة فولدت محمد، وجده تزوج هالة فولدت حمزة، وكان زواجهما في يوم واحد. وبذلك يكون محمد وحمزة في عمر واحد أو محمد أكبر من حمزة لأن ابي محمد لم يمكث مع أمه إلا شهور قلائل على أكثر الروايات ثم مات؛ أما إذا كان حمزة أكبر من محمد بسنوات فسيكون في الأمر أمر.
الرد على النصرانى
من خلال إستعراضنا لهذا الجزء – وهو أساس الموضوع – يريد الكاتب أن يصل لنتيجة معينة، وهي أنه من المفترض أن يكون سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمر واحد هو وحمزة بن عبد المطلب.
إذ أن عبد الله وعبد المطلب قد تزوجا في يومٍ واحد كلاً من السيدة آمنة بنت وهب والسيدة هالة بنت وهيب على الترتيب.
ويجب أن يعلم هذا الكاتب وأمثاله في البداية أن الثابت أن حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم أسن من النبي، وأختلف في عدد السنون التي كبر بها النبي صلى الله عليه وسلم بأربع، أو بأثنين وهذا هو الصحيح.
ولا مجال للإعتراض على هذا إن قال أحد أن هذا لا يصح نظراً لزواج عبد الله وعبد المطلب في يومٍ واحد.
فالرواية الأولى التي ذكرها الكاتب رواية ضعيفة وعلتها الواقدي. والتعريف به
وهو: محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مولاهم أبو عبد الله المدني الحافظ البحر.
ولنتعرف على هذا الرجل الذى يستدل به قائل الشبهة
قال أحمد بن حنبل: هو كذاب يقلب الأحاديث؛ يقلي حديث بن أخي الزهري على معمر ونحو ذا.
وقال بن معين: ليس بثقة.
وقال – مرة: لا يكتب حديثه.
وقال البخاري وأبو حاتم: متروك.
وقال أبو حاتم أيضاً والنسائي: يضع الحديث (معناها يقوم بتأليف الاحاديث).
وقال الدارقطني: فيه ضعف.
وقال بن عدي: أحاديثه غير محفوطة والبلاء منه.
قال ابن الجوزي وغيره: هو محمد بن أبي شملة. دلسه بعضهم.
وقال أبو غالب ابن بنت معاوية سمعت بن عمرو: سمعت ابن المديني يقول: الواقدي يضع الحديث.
وقال المغيرة بن محمد المهلبي: سمعت ابن المديني يقول: الهيثم بن عدي أوثق عندي من الواقدي لا أرضاه في الحديث ولا في الأنساب ولا في شيء.
وقال البخاري: سكتوا عنه، ما عندي له حرف.
وقال ابن راهوية: هو عندي ممن يضع الحديث.
وقال الأمام الذهبي: واستقر الإجماع على وهن الواقدي. [1]
ولو إرتضى الكاتب بمرويات الواقدي لأحضرنا له ما ينسف موضوعه من أساسه، وذلك من مرويات الواقدي أيضاً.
قال بن سعد:
أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب عن بن عباس قال الواقدي وحدثنا أبو بكر بن أبي سبرة عن شيبة بن نصاح عن الأعرج عن محمد بن ربيعة بن الحارث وغيرهم قالوا لما رأى عبد المطلب قلة أعوانه في حفر زمزم وانما كان يحفر وحده وابنه الحارث هو بكره نذر لئن أكمل الله له عشرة ذكور حتى يراهم أن يذبح أحدهم فلما تكاملوا عشرة فهم الحارث والزبير وأبو طالب وعبد الله وحمزة وأبو لهب والغيداق والمقوم وضرار والعباس جمعهم ثم أخبرهم بنذره ودعاهم إلى الوفاء لله به فما أختلف عليه منهم أحد وقالوا أوف بنذرك وأفعل ما شئت فقال ليكتب كل رجل منكم أسمه في قدحه ففعلوا فدخل عبد المطلب في جوف الكعبة وقال للسادن أضرب بقداحهم فضرب فخرج قدح عبد الله أولها وكان عبد المطلب يحبه فأخذ بيده يقوده إلى المذبح ومعه المدية فبكى بنات عبد المطلب وكن قياما وقالت إحداهن لأبيها اعذر فيه بأن تضرب فب ابلك السوائم التي في الحرم فقال للسادن أضرب عليه بالقداح وعلى عشر من الإبل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/11)
وكانت الدية يومئذ عشرا من الإبل فضرب فخرج القدح على عبد الله فجعل يزيد عشرا عشرا كل ذلك يخرج القدح على عبد الله حتى كملت المائة فضرب بالقداح فخرج على الإبل فكبر عبد المطلب والناس معه وأحتمل بنات عبد المطلب أخاهن عبد الله وقدم عبد المطلب الإبل فنحرها بين الصفا والمروة. [2]
فحمزة موجود قبل أن يولد الرسول، وهذا كافي لهدم مزاعم هذا النصراني.
وحتى على فرض صحة الرواية؛ فإن زواج عبد الله وعبد المطلب لا يعني دخولهما على زوجتيهما في وقتٍ واحد، وذلك لإمكانية حمل الزواج على الخطبة، وأن التزويج لا يلزم الدخول.
وهذا واقع وحاصل، وأقرب مثال على هذا هو زواج سيدنا رسول الله بأم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
فعن هشام عن أبيه عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست سنين، وأدخلت عليه وهي بنت تسع سنين. [3]
فعبد المطلب وعبد الله لم يدخلا على زوجتيهما في وقتٍ واحد أبداً.
حتى على مستوى الروايات الضعيفة، فهي تؤكد هذا؛ لأن هذه حقيقة ثابتة ليست بمحلٍ للنزاع:
عن عبدالعزيز بن عمران عن عبدالله بن جعفر عن ابن عون عن المسور بن مخرمة عن ابن عباس قال إن عبدالمطلب قدم اليمن في رحلة الشتاء فنزل على حبر من اليهود قال فقال لي رجل من أهل الديور يعني أهل الكتاب يا عبدالمطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بعضك قال نعم إذا لم يكن عورة قال ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر في الآخر فقال أشهد ان في إحدى يديك ملكا وفي الأخرى نبوة وإنا نجد ذلك في بني زهرة فكيف ذلك قلت لا أدري قال هل لك من شاغة قلت وما الشاغة قال زوجة قلت أما اليوم فلا قال فإذا رجعت فتزوج فيهم فرجع عبدالمطلب فتزوج هالة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة فولدت حمزة وصفية ثم تزوج عبدالله بن عبدالمطلب آمنة بنت وهب فولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قريش حين تزوج عبدالله بآمنة فلج أي فاز وغلب عبدالله على أبيه عبدالمطلب. [4]
فحمزة أكبر من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجماع علماء الانساب وعلماء التاريخ والسير.
فليس إذاً في الامر أمر كما يقول الكاتب.
_______________________________________________
المصادر
[1] ميزان الإعتدال ج 6 ص 276.
[2] الطبقات الكبري ج 1 ص 69، وكذلك البيهقي في الدلائل بسنده عن بن اسحاق ج 1 ص 97، وبن هشام في السيرة نقلاً عن بن اسحاق ج 1 ص 199، وكذلك بن كثير في البداية والنهاية ج 3 ص 344، والسهيلي في الروض الأنف ج 2 ص 84.
[3] أخرجه البخاري 67: ك: النكاح 39: ب: إنكاح الرجل ولده الصغار ح 5133 ج 3 ص 388.
صحيح مسلم 16: ك: النكاح 10: ب: تزويج الأب البكر الصغيرة ح 1422 ج 4 ص 572 بشرح القاضي عياض
[4] البداية والنهاية ج 3 ص 352.
وفيه عبد العزيز بن عمران الزهري المدني، وهو عبد العزيز بن أبي ثابت.
قال البخاري لا يكتب حديثه ,
وقال النسائي وغيره: متروك.
وقال يحي بن معين: ليس بثقة. ميزان الإعتدال ج 4 ص 369.
نكمل مع النصرانى
النصرانى يقول
إثبات أن حمزة عم الرسول أكبر منه بأربع سنوات:
1 - الإصابة في تمييز الصحابة لإبن حجر العسقلاني باب حمزة.
2 - المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري، باب ذكر عم رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخيه من الرضاعة.
جاء في الإصابة و المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري: ولد حمزة قبل النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين وقيل بأربع.
نص الحديث
حدثنا أبو محمد عبد الملك ابن هشام قال حدثنا زياد بن عبد الله البكائي محمد بن إسحاق قال ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، عام الفيل.
ثانياً: غزوة أحد التي مات فيها حمزة عم النبي:
مصدر الحديث:
1 - السيرة الحلبية للإمام برهان الدين الحلبي باب غزوة أحد.
نص الحديث:
غزوة أحد كانت في شوال سنة ثلاث من الهجرة باتفاق الجمهور.
إستنتاج من الحديثين السابقين:
مات محمد في السنة الحادية عشر من الهجرة أي بعد ثمان سنوات من موت حمزة؛ الذي مات سنة ثلاث للهجرة؛ فبطرح ثمان سنوات من ثلاث وستون عمر النبي عند موته؛ يصبح عمره في غزوة أحد خمسة وخمسون وعمر حمزة تسع وخمسون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/12)
ثالثاً: اليوم والسنة التي مات فيها الرسول وهي الثامنة بعد وفاة حمزة:
مصدر الحديث:
1 - الطبقات الكبرى لأبن سعد باب ذكر كم مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي توفى فيه.
أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو معشر عن محمد بن قيس أن رسول الله صلعم اشتكى يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة بقيت من صفر سنة إحدى عشرة فاشتكى ثلاث عشر ليلة وتوفي صلعم يوم الاثنين لليلتين مضتا من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة.
إستنتاج:
وأكثر العلماء يقولون على أن النبي مات وعمره ثلاث وستون سنة ومات بعد حمزة بثمان سنوات؛ فيكون عمره يوم موت حمزة خمس وخمسون سنة؛ وحمزة مات في السنة الثالثة للهجرة وعمره تسع وخمسون سنة أي أن حمزة أكبر من محمد بأربع سنوات.
الرد
والدخول في جدال حول تحديد عدد السنون التي يكبر بها حمزة النبي صلى الله عليه وسلم أمراً غير مُجدي، خصوصاً أنه من المعروف ومن الثابت أن حمزة أكبر من النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أمر طبيعي ولا يوجد فيه أي شيء ولا أي منفذ لتوجيه أي مطعن حول سيرة النبي صلى الله عليه وسلم كما قد بينا من قبل.
وسأكتفي بإيراد خلاصة أقوال العلماء في هذه المسألة، فلن يؤثر في شيء إذا كان حمزة يكبر النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين أو أربع سنوات.
قال صاحب أسد الغابة:
إن العلماء لا يختلفون في أن حمزة أكبر من النبي صلى الله عليه وسلم، وأختلف في عدد السنين؛ فقال البعض أنه أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، وقيل: باربع سنين، والاول اصح. [1]
قال الحافظ بن سيد الناس:
وذكر الزبير [2] أن حمزة أسن من النبي بأربع سنين وحكى أبو عمر نحوه وقال: هذا لا يصح عندي لان الحديث الثابت أن حمزة وعبد الله بن عبد الأسد أرضعتهما ثويبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن تكون أرضعتهما في زمانين. قلت " وأقرب من هذا ما روينا عن بن إسحاق من طريق البكائي أنه كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، والله أعلم. [3]
وهذا ثابت بنصوص صحيحة:
عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أين أنت يا رسول الله عن ابنه حمزة أو قيل ألا تخطب بنت حمزة بن عبد المطلب قال إن حمزة أخي من الرضاعة. [4]
أما القول بأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قد ظل في بطن أمه أربع سنوات، فهذا كلام ركيك تافه لا يرقي لمستوى التناول، أو الرد.
ويكفينا أن نقول أننا نتحدى أي شخص في العالم أن يحضر حديث أو أثر صحيحاً، أو حتى ضعيفاً ليثبت هذه المسألة.
فهل من مجيب؟؟
__________________________________________________ __
[1] أسد الغابة ج 2 ص 67 بتصرف يسير.
[2] هو الزبير بن بكار المعروف بقاضي مكه المتوفى سنة 256 هـ، كان علامة حافظاً نسابة، قال ابو بكر بكر الخطيب: كان الزبير ثبتاً. من كتبه " جمهرة نسب قريش ". سير أعلام النبلاء ج 12 ص 311.
[3] عيون الأثر ج 1 ص 91.
[4] البخاري 67: ك: النكاح 34: ب: عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير ح 5123 – ج 3 ص 385.
مسلم 17: ك: الرضاع 3: ب: تحريم ابنة الأخ من الرضاعة ح 1448 واللفظ له. ج4 ص 632 بشرح القاضي عياض.
والبغوي في شرح السنة ب: المحرمات بالرضاع ج 9 ص 74.
والنسائي في الكبرى 43: ك: النكاح 43: ب: تحريم الجمع بين الأختين ح 5418 ج 3 ص 290.
نكمل مع النصرانى
يقول النصرانى
حدثنا عمر بن محمد .. .. عن أم سلمة وعامر بن سعد عن أبيه سعد قال أقبل عبد الله بن عبد المطلب أبو رسول الله صلعم وكان في بناء له وعليه أثر الطين (الغبار) فمر بامرأة من خثعم وقيل العدوية وقيل أخت ورقة فلما رأته ورأت ما بين عينيه دعته إلى نفسها وقالت له إن وقعت بي فلك مائة من الإبل فقال لها عبد الله حتى أغسل عني هذا الطين الذي علي وأرجع إليك؛ فدخل عبد الله بن عبد المطلب على آمنة بنت وهب فوقع بها فحملت برسول الله صلعم الطيب المبارك ثم رجع إلى الخثعمية أو العدوية فقال لها هل لك فيما قلت؟ قالت لا يا عبد الله قال ولم؟ قالت لأنك مررت بي وبين عينيك نور ثم رجعت إلى وقد انتزعته آمنة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/13)
دلائل النبوة للحافظ أبي نعيم الأصبهاني الفصل العاشر في تزويج أمه آمنة بنت وهب؛ وكذلك في عيون الأثر في المغازي والسير لأبن سيد الناس باب تزويج عبد الله آمنة بنت وهب؛ وفي كل كتب السيرة والسنة كسيرة أبن هشام والسيرة الحلبية والطبقات الكبرى وغيرها.
قال الواقدي هي قتيلة بنت نوفل وعن أبن عباس قال أنها امرأة من بني أسد وهي أخت ورقة كانت تنظر وتعتاف (عرّافة) فمر بها عبد الله فدعته لتستبضع منه ولزمت طرف ثوبه فأبي وقال حتى آتيك وخرج مسرعا حتى دخل على آمنة فوقع عليها فحملت برسول الله صلعم ثم رجع إلى المرأة وهى تنتظره فقال هل لك في الذي عرضتي عليّ؟ فقالت لا ...
نهاية الأرب للنويري باب ذكر خبر المرأة التي عرضت نفسها على عبد الله بن عبد المطلب وما أبدته من سبب ذلك.
الواضح من تلك القصص أنه كان هناك امرأتان واحدة وقفت في أبو محمد وطلبت منه أن ينكحها أو تستبضع منه وتعطيه مائة من الإبل فقبل وقال حتي أغتسل؛ ثم دخل فوقع على آمنة زوجته؛ وعاد إلى المرأة الغريبة لينكحها فرفضت وقالت له لقد وقعت على آمنة. أي مجتمع ذلك المجتمع؟ أي أب ذلك الأب الذي واعد الزانية رغم أنه متزوج بآمنة منذ أيام قلائل.
الرد
بعد فشل مزاعمه الركيكة الفاشلة؛ يبدأ النصراني في الضرب على وتر آخر وهو التشكيك في أخلاق أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عبد المطلب والمجتمع العربي الذي كان يعيش فيه.
وسنلقي الضوء على الأمرين إن شاء الله:
بالنسبة لروايات المرأة المتعرضة لنكاح عبد الله بن عبد المطلب:
هذه الروايات لم يَصح مِنها أي شيء، وإنما هي من اختلاق القُصاص لغرض إثبات مسألة النور الموجود في وجه أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله عليه الصلاة والسلام غني عن كل هذا.
فالروايات بها من العلل من جهة الأسانيد و المتون بما يكفي لردها وبيان وهنها ووضعها.
فمن ناحية الإسناد:
أخرجها البيهقي (ج 1 ص 105) في الدلائل بسنده عن ابن إسحاق، وكذا الطبري (ج 2 ص 244) في تاريخه، والبيهقي في شعب الإيمان، وسندها مُنقطع.
وأخرجها ابن سعد (ج 1 ص 95 – 96) بأسانيد ضعيفة فيها الواقدي وهو متروك والكلبي وهو متهم بالكذب، وفيها إنقطاع أيضاً.
والبيهقي (ج 1 ص 107) في الدلائل من طريق مسدد عن مسلمة بن علقمة عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس بنحوه وفي سنده مسلمة بن علقمة، وهو صدوق له أوهام، ومثله في الشواهد يستشهد به ولكن شيخ ابن قانع، وهو عبد الوارث بين إبراهيم العسكري لم أقف عليه.
وأخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة (ص 38) من طريق النضر بن سلمة عن أحمد بن محمد بن عبد العزيز عن أبيه عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أم سلمة وعامر بن سعد ان أبيه بنحوه، وراه عبد الله بن بشير عن أحمد بن محمد بن عبد العزيز، ولم يذكر عامر بن سعد وفي سنده محمد بن عبد العزيز العمري في عداد الضعفاء.
وبمعناه أخرجه أبو نعين (ص 39) بسند ضعيف عن ابن عباس. في سنده الزنجي وهو ضعيف، وابن جريج مدلس وقد رواه بالعنعنة ومن هذا الطريق أخرجه الطبري في تاريخه.
ومن ناحية المتون:
1 - فإن متن الروايات وما تضمنته من حكاية المرأة التي عرضت الزنا على عبد الله، وهو حديث عهد بزواج، تناقض الأحاديث الصحيحة من طهارة وشرف نسب الأنبياء، وأن هذه الطهارة، وهذا الشرف من دلائل نبوتهم: كقوله صلى الله عليه وسلم " إن الله – عز وجل – اصطفي بني كنانة من بني اسماعيل، واصطفي من بني كنانة قريشاً، واصطفي من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم ".
2 - تخبطت الروايات في اسم المرأة، فهي مرة امرأة من خثعم، ومرة أم قتال أخت ورقة بن نوفل، ومرة هي ليلى العدوية، ومرة " كاهنة من أهل تبالة متهورة "، ومرة أنه كان متزوجاً بامرأة أخرى غير آمنة ... الخ هذا التخبط الدال على الكذب.
3 - وجود تناقض قوي داخل أحداث هذه القصة، فكيف يُتصور لرجل يقول لمرأة تطلب منه أن يقع عليها:
أنا الحرام فالممات دونه ** والحل لا حل فأستبينه
فكيف بالأمر الذي تبغينه ** يحمي الكريم عرضه ودينه
ثم يقول لها بعد ذلك: أنا مع أبي ولا أقدر أن أفارقه .... الخ!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/14)
4 - ثم كيف يذهب عبد الله إلى آمنة زوجته ثم يتركها ليذهب مسرعاً إلى تلك المرأة طالباً مِنها الزنا؟!!
فهذه سرعة غريبة مدهشة لا يتصورها العقل؛ فليس من المعقول أن يبغي الزنا في الساعة التي تزوج فيها ودخل فيها على امرأته.
5 - إننا إذا نظرنا إلى الشعر الوارد في هذه الأخبار على لسان المرأة، لوجدناه شعراً ركيكاً، مزيفاً، مصنوعاً، ملفقاً، مضطرب القافية، محشورة الكلمات فيه بشكل مصطلع واضح الدلالة على تلفيقه وبهذا كله يسقط الخبر الواهي ويدل على هذا قول ابن إسحاق، والطبري، وغيرهما ممن نقلوا الخبر – فيما يزعمون – وهو زعم باطل.
فالروايات كما رأينا لا تصح من جهة الأستانيد والمتون. [1]
حالة المجتمع العربي الأخلاقية قبل البعثة:
نحن لا نُنكر وجود بعض العادات السيئة في المجتمع العربي قبل البعثة المحمدية كانتشار البغاء وأصحاب الرايات الحمر [2] كما نراه اليوم في مجتمعات أخرى كأوروبا وأمريكا.
ومع ذلك كانت توجد هناك مقالة مشهورة عِند العرب ألا وهي " تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها.
فالطبيعي أن كل المجتمعات يكون بها الجيد والرديء، الصالح والطالح.
وحتى إن كثر الخبيث علي الطبيب، فالعبرة بتغيير الخبيث وتحسينه، وهذا ما يُحسب لنا. فالتغيير الجذري للعادات القبيحة التي كانت تسود المجتمع العربي يُنسب إلى الإسلام وتعاليمه السمحة التي حولت مجتمع كهذا يموج بالفظائع والعادات السيئة – مع وجود بعض العادات الحسنة – إلى مجتمع فاضل متحضر، و هذا ما يُلخصه جعفر بن أبي طالب في حواره مع النجاشي في كلمات صغيرة فيقول:
" كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتى الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار يأكل القوى منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نحن نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام ... " [3]
فهذه تحسب لنا، لا علينا.
______________________________________
[1] أنظر الكامل لابن الاثير ج 1 ص 546 هامش 1.
دلائل النبوة للبيهقي ج 1 ص 104 هامش 167.
السيرة النبوية لإبن هشام ج 1 ص 204 هامش 151.
[2] فكانت المرأة منهم تضع راية حمراء على باب منزلها لتعلن عن هذا حتى يغشاها الرجال وتأخذ أجراً على هذا.
[3] رواه أحمد في مسنده ج 1 ص 202 ح 1704، وقال الأرنؤوط في التعليق إسناده حسن.
نكمل مع النصرانى
النصرانى يقول
كانت أمه صلى الله عليه وسلم تقول ما رأيت من حمل هو أخف منه ولا أعظم بركة منه. وروى أبن حبان رحمه الله عن حليمة رضي الله تعالى عنها عن آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت أن لأبني هذا شأنا إني حملت به فلم أجد حملا قط كان أخف عليّ ولا أعظم بركة منه.
السيرة الحلبية للإمام برهان الدين الحلبي باب ذكر حمل أمه صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
قال أبن اسحق .. كانت حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية أم رسول الله التي أرضعته تحدث .... فلم يبلغ سنتيه (محمد) حتى كان غلاما جعفرا (غليظ) فكلمنا أمه وقلت لها لو تركت بنيّ عندي حتى يغلظ ... فردته معنا (ثم حدث له شق بطنه فأرجعته حليمة إلى أمه) قالت أمه (آمنة) أفتخوفت عليه الشيطان قالت قلت نعم قالت كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل ... فوالله ما رأيت من حمل قط كان أخف علىّ ولا أيسر منه
السيرة النبوية لأبن هشام باب ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاعته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/15)
أخرج ابن اسحق وابن راهويه وأبو يعلي والطبراني والبيهقي وأبو نعيم وابن عساكر عن طريق عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال: حديث حليمة بنت الحارث أم رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أرضعته قالت: .... نفس الحديث السابق ... قالت حليمة فاحتملناه حتى قدمنا به إلى أمه (آمنة) ... قالت اخشيتما عليه من الشيطان؟ كلا والله ما للشيطان عليه سبيل وانه لكائن لابني هذا شأن إلا أخبركما خبره؟ قلنا بلى قالت حملت به فما حملت قط أخف منه فأريت في النوم حين حملت به أنه خرج مني نور ....
الخصائص الكبرى للسيوطي الجزء الأول ص 132، 133، 134، 135.
من الواضح من هذه الأحاديث أن آمنة تقارن حملها بمحمد بحمل آخر قبله مرة أو مرات. فهل كانت متزوجة بأحد قبل أبو محمد؟ هل لمحمد اخوة؟ كم مكث معها أبو محمد قبل أن يموت؟
الرد
نقل سبط ابن الجوزي أن عبد الله لم يتزوج قط غير آمنة، ولم تتزوج آمنة قط غيره. ونقل إجماع علماء النقل على أن آمنة لم تحمل بغير النبي [1] فلم يشركه في ولادته من أبويه أخ ولا أخت، لانتهاء صفوتهما إليه، وقصور نسبهما عليه، ليكون مختصاً بنسب جعله الله تعالى للنبوة غاية [2]
وتوفى والده ورسول الله صلى الله عليه وسلم حَمْلٌ [3]
فكل هذه حقائق وثوابت ومن يدعي مخالفة هذا، فهذا ناتج عن إشكال خاص به هو فقط يكون سببها إما جهالة، أو عدم إلمام، أو إما يكون عالماً بها ويريد التضليل.
إدعى الكاتب من خلال ما أورده من روايات أن السيدة آمنة كانت قد حملت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت قد تقارن بما سبق لها من حملٍ بحملها بالرسول الكريم.
وهذا فهم مغلوط لمقصد السيدة آمنة، وللتوضيح أكتر نرى بعض مما روي عن نفس الموضوع وكلام السيدة آمنة عن حملها بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فعن الزهري أنها قالت: لقد علقت به فما وجدت له مشقة حتى وضعته. [4]
وفي رواية ابن اسحاق: ثم حملت به، فوالله ما رأيت من حمل قد كان أخف ولا أيسر منه. [5]
وفي أخرى: وما شعرت بأني حملت به ولا وجدت له ثقلاً ولا وحماً كما تجد النساء. [6]
وعن أبي زكريا يحي بن عائذ: بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بطن أمه تسعة أشهر كملاً، لا تشكو وجعاً ولا مغصاً ولا ريحاً ولا ما يعرض لذوات الحمل من النساء، وكانت تقول والله ما رأيت من حمل هو أخف منه ولا أعظم بركه منه. [7]
قلت: فالروايات تفسر بعضها البعض، فالسيدة آمنة كانت تقارن ما ظهر في الحمل برسول الله صلى الله عليه وسلم من يسراً وتخفيفاً بما تجده النساء من مشقة وتعب ومعاناة وآلام كما سنرى لاحقاً.
أما عن قولها كما جاء في الرواية " فما حملت قط أخف منه "
فقد رويت من طريق محمد بن إسحاق عن جهم بن أبي جهم عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
فهي رواية ضعيفة الإسناد [8] ففي سندها جهم بن أبي الجهم.
قال الإمام الذهبي: جهم بن أبي الجهم، عن أبي جعفر بن أبي طالب. وعنه محمد بن إسحاق، لا يُعرف. له قصة حليمة السعدية. [9]
قال الإمام برهان الدين الحلبي:
ومعنى قولها: لم أحمل حملاً أخف منه المفيد أنها حملت بغيره أنه خرج على وجه المبالغة.
أقول: هذه الرواية لم أقف عليها، والذي تقدم ما رأيت من حمل هو أخف منه. وفي رواية أخرى: حملت به فلم أجد حملاً قط أخف منه علي وحمل الرؤية والوجدان على العلم الحاصل بإخبار غيرها من ذوات الحمل لها عن حالهن ممكن، فلا يقتضي ذلك أنها حملت بغيره. ولا ينافيه قولها أخف عليّ لأن المراد عليّ فيما علمت، والله أعلم. [10]
__________________________________________________ ____
[1] إنسان العيون ج 1 ص 80.
[2] المواهب اللدنية للقسطلاني ج 1 ص 48.
[3] وهذا هو الراجح والمشهور وأثبت الأقاويل. أنظر البداية والنهاية ج 3 ص 382، زاد المعاد ج 1 ص 28، المواهب اللدنية ج 1 ص 68.
[4] عيون الأثر ج 1 ص 78.
[5] السيرة لإبن هشام ج 1 ص 214.
[6] المواهب اللدنية ج 1 ص 61.
[7] السابق ص 63.
[8] أنظر مسند أبي يعلي بتحقيق حسين سليم أسد ج 13 ص 73.
[9] ميزان الإعتدال ج 2 ص 159.
[10] إنسان العيون ج 1 ص 80.
نكمل مع النصرانى
النصرانى يقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/16)
قال الإمام أحمد حدثنا أبو نعيم، عن سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن المطلب بن أبي وداعة قال قال العباس بلغه صلى الله عليه وسلم بعض ما يقول الناس، فصعد المنبر فقال من أنا؟ قالوا أنت رسول الله قال أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقه، وجعلهم فرقتين فجعلني في خير فرقة، وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة، وجعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً، فأنا خيركم بيتاً، وخيركم نفساً.
قال يعقوب بن سفيان حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن العباس بن عبد المطلب قال قلت يا رسول الله إن قريشاً إذا التقوا لقي بعضهم بعضاً بالبشاشة، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك غضباً شديداً، ثم قال والذي نفس محمد بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله فقلت يا رسول الله إن قريشاً جلسوا فتذاكروا أحسابهم فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل يوم خلق الخلق جعلني في خيرهم، ثم لما فرقهم قبائل جعلني في خيرهم قبيلة، ثم حين جعل البيوت جعلني في خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيتاً.
البداية والنهاية لأبن كثير باب تزويج عبد المطلب أبنه عبد الله ج2ص 316
الرد
زيد من الشعر بيتاً:
قال الإمام أحمد:
حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا أبو نعيم عن سفيان عن يزيد بن أبى زياد عن عبد الله بن الحرث بن نوفل عن المطلب بن أبى وداعة قال قال العباس بلغه بعض ما يقول الناس قال فصعد المنبر فقال من أنا قالوا أنت رسول الله فقال أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ان الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقه وجعلهم فرقتين فجعلني في خير فرقة وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة وجعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا فأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا. [1]
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسين بن محمد ثنا يزيد بن عطاء عن يزيد عن عبد الله بن الحرث بن نوفل عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب قال أتى ناس من الأنصار النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا انا لنسمع من قومك حتى يقول القائل منهم إنما مثل محمد مثل نخلة نبتت في كباء قال حسين الكباء الكناسة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيها الناس من انا قالوا أنت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال انا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قال فما سمعناه قط ينتمي قبلها الا ان الله عز و جل خلق خلقه فجعلني من خير خلقه ثم فرقهم فرقتين فجعلني من خير الفرقتين ثم جعلهم قبائل فجعلني من خيرهم قبيلة ثم جعلهم بيوتا فجعلني من خيرهم بيتا وأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا صلى الله عليه و سلم. [2]
وكذلك الترمذي فقال:
حدثنا يوسف بن موسى البغدادي حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب قال قلت يا رسول الله إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم وخير الفريقين ثم تخير القبائل فجعلني من خير قبيلة ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا. [3]
وهنا يريد النصراني من خلال ما أورده أن يبرهن – جهلاً –أن من عايش النبي صلى الله عليه وسلم ومن حوله كانوا يشككون في نسبه عليه الصلاة والسلام.
فكما تقول الروايات أنهم قالوا عنه عليه الصلاة والسلام:
مثله كمثل نخلة في كبوة من الأرض، أو مثل نخلة نبتت في كباء [4]
وكان سبب قولهم هذا هو عندما " تذاكروا أحسابهم " كما تحكي الروايات.
ومن يدعي من خلال هذا أن ذلك تشكيك في نسب النبي صلى الله عليه وسلم فهو أجهل الجهال، وذلك لأن الحسب يتختلف عن النسب.
فكون شخص يتكلم أو يُشكك في حسب شخص لا يعني أبداً التشكيك في نسبه.
فالحسب: ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه. ويقال: حسبه دينه، ويقال ماله. والرجل حسيب، وقد حسب بالضم حسب بالضم حسابة، مثل خطب خطابة. [5]
وقال في تاج العروس:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/17)
والحَسَبُ: محركة: ما تعده من مفاخر آبائك. قاله الجوهري وعليه اقتصر ابن الاجدابي في الكفاية وهو رأي الأكثر ..
وقال شمر في غريب الحديث: الحسب الفعال الحسن له ولآبائه، مأخوذ من الحساب إذا حسبوا مناقبهم، وقال المتلمس:
ومن كان ذا نسب كريم ولم يكن ** له حسب كان اللئيم المذمما
ففرق بين الحسب والنسب فجعل النسب عدد الآباء والأمهات إلى حيث انتهي. [6]
قال صاحب تحفة الأحوذي:
فلما كان قصده صلى الله عليه وسلم بيان نسبه وهم عدلوا عن ذلك المعنى ولم يكن الكلام في ذلك المبنى " قال أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب " يعني وهما معروفان عند العارف المنتسب.
قال الطيبي قوله فكأنه سمه مسيب عن محذوف أي جاء العباس غضبان بسبب ما سمع طعناً من الكفار في رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو قوله تعالى:
وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآَنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) الزخرف
كأنهم حقروا شأنه وأن هذا الأمر العظيم الشأن لا يليق إلا بمن هو عظيم من إحدى القريتين كالوليد بن المغيرة وعروة بن مسعود الثقفي مثلا فأقرهم صلى الله عليه وسلم على سبيل التبكيت على ما يلزم تعظيمه وتفخيمه فإنه الأولى بهذا الأمر من غيره، لأن نسبه أعرف. ومن ثم لما قالوا أنت رسول الله ردهم بقوله أنا محمد بن عبد الله. [7]
فلا يوجد أي تشكيك في نسبه صلى الله عليه وسلم غير في أحلام وهذيان هذا النصراني الجاهل.
ومما هو جدير بالذكر أن يعرف النصراني أن جميع ما سبق من روايات لم يَصح منه شيئاً.
فقد رويت من طريق سفيان وإسماعيل بن أبي خالد ويزيد بن أبي عطاء كلهم عم يزيد بن ابي زياد وهو ضعيف.
قال الألباني في الضعيفة:
ضعيف. وراه الترمذي (2/ 281) والفسوي في المعرفة (1/ 499) والمخلص في الفوائد المنتقاه (10/ 2 / 2) عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله ابن الحارث عن عبد المطلب بن أبي وداعة قال:
قام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: " من أنا؟ " قالوا: أنت رسول الله. فقال: " أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله .... ".
وأخرجه الدولابي في الكني (1/ 3) من هذا الوجه إلا أنه قال: عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وهو الصواب. وقال الترمذي: " حديث حسن " كذا قال!
ويزيد بن أبي زياد وهو الهاشمي مولاهم قال الحافظ:
" ضعيف، كبر فتغير، صار يتلقن ".
قلت: وقد اضطرب في إسناده، فرواه هكذا، وقال مرة عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب قال: قلت: يا رسول الله ... الحديث نحوه. [8]
وقد روي الحاكم بنحوه فقال:
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا حماد بن واقد الصفار ثنا محمد بن ذكوان خال ولد حماد بن زيد عن محمد بن المنكدر عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال بينا نحن جلوس بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت امرأة فقال رجل من القوم هذه ابنة محمد فقال أبو سفيان إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط التين فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم يعرف الغضب في وجهه فقال ما بال أقوال تبلغني عن أقوام أن الله تبارك وتعالى خلق السماوات فاختار العليا فأسكنها من شاء من خلقه ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا من بني هاشم من خيار إلى خيار فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم. [9]
وفي سندها علتان.
الأولى:
حماد بن واقد الصفار، وهو: حماد بن واقد العيشي الصفار.
ضعفه ابن معين.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال أبو زرعة وغيره: لين.
وقال الفلاس: كثير الخطأ والوهم. [10]
والثانية:
محمد بن ذكوان.
وهو: محمد بن ذكوان الأزدي الطاحي ويقال الجهضمي مولاهم البصري ويقال مولى المهالبة.
قال أبو حاتم: محمد بن ذكوان خال ولد حماد بن زيد منكر الحديث ضعيف الحديث كثير الخطأ.
وقال البخاري: محمد بن ذكوان مولى الجهاضم منكر الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/18)
وقال النسائي: محمد بن ذكوان يروي عن منصور ومجالد ليس بثقة ولا يكتب حديثه. [11]
________________________________________
[1] المسند ج 1 ص 209.
[2] السابق ج 4 ص 156.
[3] السنن 50: ك: المناقب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 1: ب: في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ح 3607 ج 5 ص 538.
[4] كناسة
[5] الصحاح ج 1 ص 110 العمود الأول.
[6] تاج العروس ج 1 ص 269 العمود الثاني.
[7] تحفة الأحوذي ج 10 ص 77، 78.
[8] السلسلة الضعيفة ج 7 ص 74.
[9] المستدرك: ك: معرفة الصحابة رضي الله عنهم – ذكر فضائل القبائل ح 7032 ج 4 ص 168.
[10] ميزان الإعتدال ج 3 ص 371.
[11] تهذيب الكمال ج 25 ص
يقول النصرانى
يقول أن القبائل العربية هي الأخرى شككت في نسبه الشريف صلى الله عليه وسلم، فيقول:
لكن ترى ماذا قال عنه العرب؟
بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن رجالاً من كندة يزعمون أنهم منه وأنه منهم، فقال إنما كان يقول ذلك العباس وأبو سفيان ابن حرب إذا قدما المدينة فيأمنا بذلك، وإنا لن ننتفي من آبائنا، نحن بنو النضر بن كنانة.
الرد
وانتهى كلام النصراني إلى هنا هكذا بدون أن يذكر مصدر الرواية ولا عن من رويت.
وهذه الرواية أتى بها هذا النصراني المدلس من كتاب البداية والنهاية للإمام العلامة عماد الدين بن كثير، وسنعرف لماذا لجأ إلى التحايل والإقتطاع عندما نرى كلام الإمام بن كثير رحمه الله كاملاً.
يقول الإمام العلامة عماد الدين بن كثير:
وقد ورد حديث في انتسابه عليه السلام إلى عدنان وهو على المنبر، ولكن الله أعلم بصحته، كما قال الحافظ أبو بكر البيهقي: أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقري ببغداد، حدثنا أبو عيسى بكار بن أحمد بن بكار، حدثنا أبو جعفر محمد بن أبان القلانسي، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي، حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس، وعن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. قالا: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن رجالاً من كندة يزعمون أنهم منه، وأنه منهم، فقال: إنما كان يقول ذلك العباس أبو سفيان بن حرب إذا قدما المدينة ليأمنا بذلك، وإنا لن ننتفي من آبائنا، نحن بنو النضر بن كناكة.
قال: وخطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أنا محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار، وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرهما، فأخرجت من بين أبوي فلم يصبني شيء من عهر الجاهيلة، وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي، فأنا خيركم نفسا، وخيركم أبا.
وهذا حديث غريب جداً من حديث مالك تفرد بن القدامي وهو ضعيف. [1]
قلت: وهو عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي المصيصي.
قال الإمام الذهبي: أحد الضعفاء. أتى عن مالك بمصائب.
ضعفه بن عدي وغيره.
قال بن عبد البر: خرساني، روى عن مالك اشياء انفرد بها، لم يتابع عليها، على أن القدماء ما رأيتهم ذكروه. [2]
فلهذا السبب أتى النصراني بهذه الرواية بتلك الطريقة المشوهة.
ولنرى الأصل والصحيح في هذه القصة لنرى هل كان فيها تشكيك من قبل أي مخلوق على وجه الأرض في نسبه صلى الله عليه وسلم:
حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا بهز وعفان قالا ثنا حماد بن سلمة حدثني عقيل بن طلحة قال عفان في حديثه انا عقيل بن طلحة السلمي عن مسلم بن هيضم عن الأشعث بن قيس انه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في وفد من كندة قال عفان لا يرونى أفضلهم قال قلت يا رسول الله انا نزعم انكم منا قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفوا أمنا ولا ننتفى من أبينا قال قال الأشعث فوالله لا اسمع أحدا نفى قريشا من النضر بن كنانة الا جلدته الحد. [3]
والسبب في قول الأشعث – أحد رجال كندة – للنبي صلى الله عليه وسلم: " يا رسول الله انا نزعم انكم منا " – ويعني قريش – أن أن ربيعة بن الحارث والعباس بن عبد المطلب كانا تاجرين، وكانوا عندما يسيرون في أرض العرب إبتغاء لتجارتهم كانوا يقولون نحن بنو آكل المرار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/19)
وآكل المرار هو بن عمرو ابن حجر بن عمرو بن معاوية بن كندة.
وكان للنبي صلى الله عليه وسلم جدة من كندة، وهي السيدة أم كِلاب بن مرة، وهي التي تحدث عنها الأشعث عندما قابل النبي صلى الله عليه وسلم.
فكان العباس وربيعة يقولون نحن بنو آكل المرار لأن بنى آكل المرار من كندة كانوا ملوكاً، فكانا يقويان بهذا ليأمنوا على أنفسهم وتجارتهم ولذلك ظنت كندة أن قريشاً منهم لقول العباس وربيعة المذكور.
فصحح لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمهم بأن النسب يكون بالآباء لا بالأمهات.
قال الإمام العلامة شمس الدين بن القيم:
قال الزهرى وابن إسحاق: كانا تاجرين وكانا إذا سارا في أرض العرب، فسئلا من أنتما؟ قالا: نحن بنو آكل المُرار، يتعززون بذلك في العرب، ويدفعون به عن أنفسهم، لأن بنِى آكل المُرار من كندة كانوا ملوكاً. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا، ولا ننتفى من أبينا.
وفى المسند من حديث حماد بن سلمة، عن عقيل بن طلحة، عن مسلم ابن هيضم، عن الأشعث بن قيس، قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد كندة، ولا يرون إلا أنى أفضلهم، قلت: يا رسول الله؛ ألستم منا؟ قال: لا، نحن بنو النضر بن كنانة، لا نقفو أمنا ولا ننتفى من أبينا، وكان الأشعث يقول: لا أوتى برجل نفى رجلاً من قريش من النضر بن كنانة إلا جلدته الحد.
وفى هذا من الفقه، أن من كان من ولد النضر بن كنانة، فهو من قريش.
وفيه: أن من انتسب إلى غير أبيه، فقد انتفى من أبيه، وقفى أمه، أى: رماها بالفجور.
وفيها: أن كندة ليس من بنو النضر بن كنانة. [4]
فكان التصحيح منه صلى الله عليه وسلم حينما قال: " نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا، ولا ننتفى من أبينا " أي لا نترك النسب إلى الآباء وننتسب للأمهات فهذا كما قال الإمام بن القيم أنتفاء من الأب ورمي للأم بالفجور.
إلى هنا إنتهى كلام النصراني وما أتى به من شبهات حول نسب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وبعد أن دحضنا كل كلامه تبقي أن نعرفه طيب، وأصل، وعراقة، ومناقب نسبه صلى الله عليه وسلم.
______________________________________________
[1] البداية ج 3 ص 361.
[2] ميزان الإعتدال ج 4 ص 181.
[3] السلسلة الصحيحة ج 5 ص 448 ح 2375، وصحيح بن ماجه 2115.
[4] زاد المعاد ج 3 ص 676.
دليل اخر قول ابو سفيان ان محمد من قريش
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِى رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ - وَكَانُوا تُجَّارًا بِالشَّأْمِ - فِى الْمُدَّةِ الَّتِى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَادَّ فِيهَا أَبَا سُفْيَانَ وَكُفَّارَ قُرَيْشٍ، فَأَتَوْهُ وَهُمْ بِإِيلِيَاءَ فَدَعَاهُمْ فِى مَجْلِسِهِ، وَحَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ ثُمَّ دَعَاهُمْ وَدَعَا بِتَرْجُمَانِهِ فَقَالَ أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا بِهَذَا الرَّجُلِ الَّذِى يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِىٌّ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَقُلْتُ أَنَا أَقْرَبُهُمْ نَسَبًا. فَقَالَ أَدْنُوهُ مِنِّى، وَقَرِّبُوا أَصْحَابَهُ، فَاجْعَلُوهُمْ عِنْدَ ظَهْرِهِ. ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ قُلْ لَهُمْ إِنِّى سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ، فَإِنْ كَذَبَنِى فَكَذِّبُوهُ. فَوَاللَّهِ لَوْلاَ الْحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا عَلَىَّ كَذِبًا لَكَذَبْتُ عَنْهُ، ثُمَّ كَانَ أَوَّلَ مَا سَأَلَنِى عَنْهُ أَنْ قَالَ كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ قُلْتُ هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ. قَالَ فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَهُ قُلْتُ لاَ. قَالَ فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ قُلْتُ لاَ. قَالَ فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ فَقُلْتُ بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ. قَالَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ قُلْتُ بَلْ يَزِيدُونَ. قَالَ فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ سَخْطَةً لِدِينِهِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/20)
بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ قُلْتُ لاَ. قَالَ فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ قُلْتُ لاَ. قَالَ فَهَلْ يَغْدِرُ قُلْتُ لاَ، وَنَحْنُ مِنْهُ فِى مُدَّةٍ لاَ نَدْرِى مَا هُوَ فَاعِلٌ فِيهَا. قَالَ وَلَمْ تُمْكِنِّى كَلِمَةٌ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا غَيْرُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ. قَالَ فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ قُلْتُ نَعَمْ. قَالَ فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ قُلْتُ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالٌ، يَنَالُ مِنَّا وَنَنَالُ مِنْهُ. قَالَ مَاذَا يَأْمُرُكُمْ قُلْتُ يَقُولُ اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلاَةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالصِّلَةِ. فَقَالَ لِلتَّرْجُمَانِ قُلْ لَهُ سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ، فَذَكَرْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو نَسَبٍ، فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِى نَسَبِ قَوْمِهَا، وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَالَ أَحَدٌ مِنْكُمْ هَذَا الْقَوْلَ فَذَكَرْتَ أَنْ لاَ، فَقُلْتُ لَوْ كَانَ أَحَدٌ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ لَقُلْتُ رَجُلٌ يَأْتَسِى بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ فَذَكَرْتَ أَنْ لاَ، قُلْتُ فَلَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ قُلْتُ رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ أَبِيهِ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ فَذَكَرْتَ أَنْ لاَ، فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ، وَسَأَلْتُكَ أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمُ اتَّبَعُوهُ، وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ، وَسَأَلْتُكَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ فَذَكَرْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ، وَكَذَلِكَ أَمْرُ الإِيمَانِ حَتَّى يَتِمَّ، وَسَأَلْتُكَ أَيَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ فَذَكَرْتَ أَنْ لاَ، وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَغْدِرُ فَذَكَرْتَ أَنْ لاَ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لاَ تَغْدِرُ، وَسَأَلْتُكَ بِمَا يَأْمُرُكُمْ، فَذَكَرْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَيَنْهَاكُمْ عَنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ، وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلاَةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ. فَإِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَىَّ هَاتَيْنِ، وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ، لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ، فَلَوْ أَنِّى أَعْلَمُ أَنِّى أَخْلُصُ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ لِقَاءَهُ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمِهِ. ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الَّذِى بَعَثَ بِهِ دِحْيَةُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى، فَدَفَعَهُ إِلَى هِرَقْلَ فَقَرَأَهُ فَإِذَا فِيهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ. سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّى أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ، وَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ وَأُخْرِجْنَا، فَقُلْتُ لأَصْحَابِى حِينَ أُخْرِجْنَا لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِى كَبْشَةَ، إِنَّهُ يَخَافُهُ مَلِكُ بَنِى الأَصْفَرِ. فَمَا زِلْتُ مُوقِنًا أَنَّهُ سَيَظْهَرُ حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَىَّ الإِسْلاَمَ. وَكَانَ ابْنُ النَّاظُورِ صَاحِبُ إِيلِيَاءَ وَهِرَقْلَ سُقُفًّا عَلَى نَصَارَى الشَّأْمِ، يُحَدِّثُ أَنَّ هِرَقْلَ حِينَ قَدِمَ إِيلِيَاءَ أَصْبَحَ يَوْمًا خَبِيثَ النَّفْسِ، فَقَالَ بَعْضُ بَطَارِقَتِهِ قَدِ اسْتَنْكَرْنَا هَيْئَتَكَ. قَالَ ابْنُ النَّاظُورِ وَكَانَ هِرَقْلُ حَزَّاءً يَنْظُرُ فِى النُّجُومِ، فَقَالَ لَهُمْ حِينَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/21)
سَأَلُوهُ إِنِّى رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ حِينَ نَظَرْتُ فِى النُّجُومِ مَلِكَ الْخِتَانِ قَدْ ظَهَرَ، فَمَنْ يَخْتَتِنُ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ قَالُوا لَيْسَ يَخْتَتِنُ إِلاَّ الْيَهُودُ فَلاَ يُهِمَّنَّكَ شَأْنُهُمْ وَاكْتُبْ إِلَى مَدَايِنِ مُلْكِكَ، فَيَقْتُلُوا مَنْ فِيهِمْ مِنَ الْيَهُودِ. فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى أَمْرِهِمْ أُتِىَ هِرَقْلُ بِرَجُلٍ أَرْسَلَ بِهِ مَلِكُ غَسَّانَ، يُخْبِرُ عَنْ خَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا اسْتَخْبَرَهُ هِرَقْلُ قَالَ اذْهَبُوا فَانْظُرُوا أَمُخْتَتِنٌ هُوَ أَمْ لاَ. فَنَظَرُوا إِلَيْهِ، فَحَدَّثُوهُ أَنَّهُ مُخْتَتِنٌ، وَسَأَلَهُ عَنِ الْعَرَبِ فَقَالَ هُمْ يَخْتَتِنُونَ. فَقَالَ هِرَقْلُ هَذَا مَلِكُ هَذِهِ الأُمَّةِ قَدْ ظَهَرَ. ثُمَّ كَتَبَ هِرَقْلُ إِلَى صَاحِبٍ لَهُ بِرُومِيَةَ، وَكَانَ نَظِيرَهُ فِى الْعِلْمِ، وَسَارَ هِرَقْلُ إِلَى حِمْصَ، فَلَمْ يَرِمْ حِمْصَ حَتَّى أَتَاهُ كِتَابٌ مِنْ صَاحِبِهِ يُوَافِقُ رَأْىَ هِرَقْلَ عَلَى خُرُوجِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَّهُ نَبِىٌّ، فَأَذِنَ هِرَقْلُ لِعُظَمَاءِ الرُّومِ فِى دَسْكَرَةٍ لَهُ بِحِمْصَ ثُمَّ أَمَرَ بِأَبْوَابِهَا فَغُلِّقَتْ، ثُمَّ اطَّلَعَ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الرُّومِ، هَلْ لَكُمْ فِى الْفَلاَحِ وَالرُّشْدِ وَأَنْ يَثْبُتَ مُلْكُكُمْ فَتُبَايِعُوا هَذَا النَّبِىَّ، فَحَاصُوا حَيْصَةَ حُمُرِ الْوَحْشِ إِلَى الأَبْوَابِ، فَوَجَدُوهَا قَدْ غُلِّقَتْ، فَلَمَّا رَأَى هِرَقْلُ نَفْرَتَهُمْ، وَأَيِسَ مِنَ الإِيمَانِ قَالَ رُدُّوهُمْ عَلَىَّ. وَقَالَ إِنِّى قُلْتُ مَقَالَتِى آنِفًا أَخْتَبِرُ بِهَا شِدَّتَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ، فَقَدْ رَأَيْتُ. فَسَجَدُوا لَهُ وَرَضُوا عَنْهُ، فَكَانَ ذَلِكَ آخِرَ شَأْنِ هِرَقْلَ. رَوَاهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَيُونُسُ وَمَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ
الان نأتى الى السؤال والجواب
السؤال الاول:
يقول النصارى ان الحافظ بن سيد الناس وثق الواقدى فى "عيون الأثر في المغزي و السير"
الجواب: قد فصلنا فى اول المقال قول العلماء فى الواقدى راجع المقال
اليك اقول علماء الانساب فى الواقدى
و قال المغيرة بن محمد المهلبى: سمعت على ابن المدينى يقول: الهيثم بن عدى
أوثق عندى من الواقدى، و لا أرضاه فى الحديث و لا فى الأنساب و لا فى شىء.
وهذا كلام بن سيد الناس فى سن الرسول وسن حمزة
قال الحافظ بن سيد الناس:
وذكر الزبير [1] أن حمزة أسن من النبي بأربع سنين وحكى أبو عمر نحوه وقال: هذا لا يصح عندي لان الحديث الثابت أن حمزة وعبد الله بن عبد الأسد أرضعتهما ثويبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن تكون أرضعتهما في زمانين. قلت " وأقرب من هذا ما روينا عن بن إسحاق من طريق البكائي أنه كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، والله أعلم. [2]
المصادر
[1] هو الزبير بن بكار المعروف بقاضي مكه المتوفى سنة 256 هـ، كان علامة حافظاً نسابة، قال ابو بكر بكر الخطيب: كان الزبير ثبتاً. من كتبه " جمهرة نسب قريش ". سير أعلام النبلاء ج 12 ص 311.
[2] عيون الأثر ج 1 ص 91.
السؤال الثانى
يوجد عندكم حديث
حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عنبسة بن خالد حدثني يونس بن يزيد قال قال محمد بن مسلم بن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته
أن النكاح كان في الجاهلية على أربعة أنحاء فكان منها نكاح الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليته فيصدقها ثم ينكحها ونكاح آخر كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبدا حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه فإذا تبين حملها أصابها زوجها إن أحب وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد فكان هذا النكاح يسمى نكاح الاستبضاع ونكاح آخر يجتمع الرهط دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها فإذا حملت ووضعت ومر ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها فتقول لهم قد عرفتم الذي كان من أمركم وقد ولدت وهو ابنك يا فلان فتسمي من أحبت منهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/22)
باسمه فيلحق به ولدها ونكاح رابع يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن جاءها وهن البغايا كن ينصبن على أبوابهن رايات يكن علما لمن أرادهن دخل عليهن فإذا حملت فوضعت حملها جمعوا لها ودعوا لهم القافة ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون فالتاطه ودعي ابنه لا يمتنع من ذلك فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم هدم نكاح أهل الجاهلية كله إلا نكاح أهل الإسلام اليوم
اقراء الحديث قبل ان تتكلم
هو قال انه النكاح على اربع
لاحظ كلامه عن اول نوع من النكاح (نكاح الناس اليوم)
وهذا النكاح يعنى الزواج الذى اتى به النبى الزواج العفيف وليست الانواع الاخرى ولاحظ الدليل قوله فى اخر الحديث هدم نكاح أهل الجاهلية كله إلا نكاح أهل الإسلام اليوم
فهذا الزواج الصحيح المذكور فى اول الحديث هو زواج ابوي النبى
السؤال الثالث
يقول احد النصارى ان محمد حضر حفل زفاف عبد الله بن عبد المطلب وامنة بنت وهب
الرد
قد اثبتنا فى المقال اشياء كثيرة تثبت ان محمد ابن كليهما وانا استنجد بأى شخص له عقل هل يحضر الرجل زواج ابويه قبل ان يولد!!!!
سؤال اخر
كيف يكون حمزة ابن عبدالمطلب أخو النبي صلى الله عليه وسلّم منى الرضاعة حسب حديث صحيح رواه مسلم , و في نفس الوقت يكبر النبي بسنتين أو اربع سنوات؟!!
أولاً: من أرضعتا حمزة والنبي صلى الله عليه وسلّم هي ثويبة مولاة أبي لهب.
ثانياً: و قد كان الإرضاع وظيفة يشتغلن بها المرضعات و يتكسبن منها.
ثالثاً: و هو حل المُشكِل أن ثويبة قد أرضعتهما في زمانين مختلفين، ويؤيد ذلك قول البلاذري: وكانت ثويبة مولاة أبي لهب، أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أياما قلائل قبل أن تأخذه حليمة من لبن ابن لها، يقال له: مسروح وأرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب، وأرضعت بعده أبا سلمة عبد الله بن عبد الاسد المخزومي .. والله تعالى أعلم.
نعم جزاك الله خيراً أخي أبو عمر ....
أولاً الواقدي لا يؤخذ بحديثه إن لم يُعضده أحاديث صحيحة.
و قد أخطأ الواقدي حين ادعى ان عبدالله و أبوه عبدالمطلب قد تزوجا في مجلس واحد.
و الصواب هو أن عبدالمطلب تزوج اولاً هالة بنت وهيب وأنجب منها حمزة ثم صفية , وبعد ذلك خطب لابنه عبدالله من نفس القبيلة , من زهرة ... ولهذا قالوا افلج على أبيه.
و لهذا فإن حمزة ابن عبدالمطلب يكبر الرسول صلى الله عليه وسلم بسنتين أو أربع.
إذاً يزول التعارض كلية حين تعلم صديقنا العزيز أنك للمرة الثانية تأخذ برأي أبوك زكريا الذي يُخفي أصدق الروايات ويأخذ المتروك والضعيف و الموضوع عند المسلمين .... و كُتُب التاريخ التي ينقل منها زكريا هذه ليست حُجة على الاسلام , لأنها كتب سردية لا علاقة للوحي بها ... فغن صاحبها يجلس على مصطبة ويروةي عن فلان وقيل وقال , و يؤكد أكثر هؤلاء المؤرخين انه ما ينقله غير محقق وإنما ينقل الصالح والطالح و كل ما قيل أمامه ..
حاول مرة واحدة ان تنقد الاسلام بنقد حقيقي صادق ... من القرآن الكريم والحديث الصحيح ... وإن لم تستطع فاجلس مع نفسك واسألها , ما هي عظمة هذا الدين الذي لا نجد فيه اي شبهة في قرآنه وصحيحه ولا نلجأ للتشكيك فيبه إلا فيما هو موضوع و ضعيف وغير معترف به بين المسلمين؟!!!
دليل قوى عن زواج جد النبى بهالة قبل ان يتزوج عبد الله بزوجته امنة بنت وهب
ثم رأيت ابن دحية رحمه الله تعالى ذكر في التنوير عن البرقي: أن سبب تزويج عبد الله آمنة أن عبد المطلب كان يأتي اليمن، وكان ينزل فيها على عظيم من عظمائهم فنزل عنده مرة فإذا عنده رجل ممن قرأ الكتب، فقال له ائذن لي أن أفتش منخرك، فقال دونك فانظر، فقال: أرى نبوّة وملكاً، وأراهما في المنافين عبد مناف بن قصي وعبد مناف بن زهرة، فلما انصرف عبد المطلب انطلق بابنه عبد الله فتزوج عبد المطلب هالة بنت وهيب فولدت له حمزة، وزوج ابنه عبد الله آمنة فولدت له رسول الله، وهذا واضح لأنه أسقط قول الحبر لعبد المطلب هل لك من شاعة إلى آخره، فاحتاط عبد المطلب فتزوج من بني زهرة وزوّج ولده عبد الله منهم، وحينئذ كان المناسب للبر في رحمة الله تعالى أن يزيد بعد قوله إن سبب تزويج عبد الله آمنة قوله وتزوج عبد المطلب هالة) انتهى
وروى أبو نعيم الحافظ في كتاب دلائل النبوة من طريق يعقوب بن محمد الزهري عن عبد العزيز بن عمران عن عبد الله بن جعفر عن أبي عون عن المسور بن مخرمة عن ابن عباس قال: إن عبد المطلب قدم اليمن في رحلة الشتاء، فنزل على حبر من اليهود قال: فقال لي رجل من أهل الزبور: يعني أهل الكتاب: يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بعضك؟ قال: نعم إذا لم يكن عورة قال: ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر في الآخر فقال: أشهد أن في إحدى يديك ملكا، وفي الأخرى نبوة، وإنا نجد ذلك في بني زهرة فكيف ذلك؟ قلت: لا أدري قال: هل لك من شاعة؟ قلت: وما الشاعة؟ قال: زوجة قلت: أما اليوم فلا قال: فإذا رجعت، فتزوج فيهم، فرجع عبد المطلب، فتزوج هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة، فولدت حمزة وصفية ثم تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب، فولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قريش حين تزوج عبد الله بآمنة: فلج أي فاز وغلب عبد الله على أبيه عبد المطلب.
فكيف يكونا ولدا معاً مع أن الثابت كون حمزة رضى الله عنه أسن من النبى عليه الصلاة والسلام بسنتين على الأقل؟
1 -
ونرجوا من كل من يسمع شبهات حول الاسلام ان يذهب الى منتديات المسلمين للرد على الشبهات ويسأل وسوف الاجابة الشافية(61/23)
من من الأشاعرة خالف مذهبه ووافق السلف في كلام الله؟
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[31 - 12 - 09, 09:44 م]ـ
كم تتوق نفسي إلى أن أقف على نص لأحد علماء الأشاعرة أو الماتريدية يخطئ مذهبه في مسألة الكلام النفسي ويأخذ بمذهب السلف الصالح بصورة واضحة لا لبس فيها
هل منكم من أحد وقف على ذلك يبرزه لنا وفقكم الله
وسيكون لكلامه وقع إن نقل نقلا حرفيا عن ذاك العالم الأشعري أو الماتريدي لا أن ينقل عن غيرهم عنهم.
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[01 - 01 - 10, 04:32 ص]ـ
قلما تجد من الاشاعرة من يثبت الكلام بالصوت والحرف
بل أن الاشاعرة قد تميزوا بقولهم في كلام الله عز وجل بل أصبحت هذه المسألة من أخص مذهب لاشاعرة بأنه أزلي واحد قائم بنفسه وأول من أيتدع هذا الكلام هو ابن كلاب
ولكن ورد عن الجويني رحمه الله كلام يدل على إستشكال وحيرة في مذهب الاشعري حول صفة الكلام
فيقول رحمه الله في الشامل {ص 414}
"" وإذا لاح ذلك بقي النظر في أمر بلا مأمور، وهذا معضل الأرب، فإن الأمر من الصفات المتعلقة بالنفس، وفرض متعلق لا متعلق له محال، والذي ذكره (يقصد الاشعري) في قيام الأمر بنا في غيبة المأمور تمويه، ولا أرى ذلك أمرا حاقا، وإنما هو فرض تقدير- وما أرى الأمر لو كان كيف يكون- إذا حضر المٌخَاطَب قام بنفس الأمر إالحاق المتعلق به، والكلام الأزلي ليس تقديرا، فهذا مما نستخير الله تعالى فيه، وإن ساعف الزمان أملينا مجموعا من الكلام ما فيه شفاء الغليل إن شاء الله تعالى""
وهناك ايضا كلام للآمدي رحمه الله يدل على إستشكال في مسألة الكلام
فيقول رحمه الله تعالى في أبكار الأفكار {95/ 1 - ب-96 - أ}
""وما أوردوه من الإشكال على القول باتحاد الكلام وعود الاختلاف إلى التعلقات والمتعلقات فَمُشْكِل، وعسى أن يكون عند غيري حله، ولعسر جوابه فر بعض أصحابنا إلى القول بأن كلام الله تعالى القائم بذاته خمس وصفات مختلفة وهي الأمر والنهي والخبر والاستخبار والنداء ""
وورد عن العز بن عبد السلام في فتاويه {ص:163 - 166} أن من قال بالحرف والصوت مسلم ويجب رد السلام عليه
ويقول الدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود حفظه الله في موقف ابن تيمية من الاشاعرة {1228/ 3}
"وقد اعترف الرازي – أحد أئمة الاشاعرة – بأن حلول الحوادث لازم لجميع الطوائف فقال (): "هل يعقل أن يكون محلا للحوادث؟ قالوا: إن هذا قول لم يقل به أحد إلا الكرامية. وأنا أقول: إن هذا قول قال به أكثر أرباب أهل المذاهب، أما الاشعرية: فإنهم يدعون الفرار من هذا القول إلا أنه لازم عليهم من وجوه…" ولما جاء إلى صفة الكلام، بين أنه ليس هناك فرق معقول بين الطب والإرادة – وهذا رد على مسألة الكلام النفسي – كما سبق – ثم بين أن الذين زعموا أن هذا الكلام – النفسي – قديم – هو قول بعيد، وذكر أدلة كون هذا القول بعيدا – وهي أدلة إلزامية قوية – ثم ذكر أدلة من قال بقدمه ورد عليها (1) ""
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1: المطالب العالية للرازي {204،207/ 3}(61/24)
اريد كتب تكفير القائلين بوحدة الوجود
ـ[علي التنجدادي]ــــــــ[02 - 01 - 10, 12:00 ص]ـ
ألتمس من الإخوة طلبة العلم أن يدلوني على كتب تكفير القائلين بوحدة الوجود بصيغة pdf
وأين أجد كتاب مصرع التصوف بصيغة pdf
وجزاكم الله خيرا
ـ[سلطان بن عبيد العَرَابي]ــــــــ[02 - 01 - 10, 06:30 ص]ـ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
كتاب مصرع التصوُّف للبقاعي رحمه الله
http://www.shamela.ws/old_site/open.php?cat=6&book=2202
ـ[علي التنجدادي]ــــــــ[02 - 01 - 10, 03:14 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي سلطان
لكني أرغب في الكتب بصيغة pdf
ـ[محمد عبده العربي]ــــــــ[04 - 01 - 10, 01:51 ص]ـ
لا اعتقده موجودا بصيغة pdf على حسب بحثي عنه من قبل
وربما تجده محولا ليس الا
ـ[علي التنجدادي]ــــــــ[04 - 01 - 10, 02:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمد العربي
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[05 - 01 - 10, 12:13 م]ـ
أول كتاب يكفّر القائلين بوحدة الوجود: القرآن الكريم
قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}
لطيفة: أحد الإخوة في باكستان كان عنده مكتبة لبيع الكتب، فدخل عليه أحد "البريلوية" القبورية وطلب منه كتبا في الرد على بعض الفِرَق، فأعطاه إياها، ثم قال له: "ألا تشتري كتابا في الرد على البريلوية أيضا؟ " قال البريلوي: وأي كتاب عندك في ذلك؟ فأخذ صاحب المكتبة مُصحفا وأعطاه إياه قائلا: هذا هو الكتاب في الرد على البريلوية!
ولعل هذا الرابط يفيدك:
http://www.archive.org/details/WahdaAlwgwwd
ـ[علي التنجدادي]ــــــــ[03 - 03 - 10, 03:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا إسحاق(61/25)
لا تتعجب: أقوال علماء التصوف بالأشاعرة .. !!
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[02 - 01 - 10, 05:55 ص]ـ
أقوال علماء التصوف بالأشاعرة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه .. وبعد:
دائماً ما يفاخر علينا الصوفية بأنهم أشاعرة ما تريدية صوفية .. !!
ونجدهم يدافعون عن أبن عربي وابن سبعين وغيرهم .. فاليوم سننقل لكم أقوال علماء التصوف بالأشاعرة:
(1) رأي ابن سبعين (إمام الصوفية) في الأشاعرة .. !!
يقول في كتابه بُد العارف (الأشعري كثير الكلام قليل المعاني لا يصلح أن يُنظّر لمذهبه، ولا يُلتفت إليه بوجه، إذ هو مكتسب من مذهب المخالف له على غير وجهه، فلا تعول عليه يا أخي ولا تنظر إليه إلا بالازدراء فإنه بدعة.
والفقيه ليس بعالم ولا بصاحب حقيقة ولا تعرض لها، وهو في مذهبه على الحق أكثر من الأشعري فإنه لم يتعد غير مذهبه ولا تعداه واشتغل يتصرف به، وترك أصله صحيحاً ولم يغيره ولا زاد فيه وما حُرم الفائدة إلا من عدم فهمه الذي بين يديه.
والأشعري بخلافه، إذ ومذهبه من عند نفسه واختراعه وأصوله أكثرها من غير دينه ومذهبه، فضلالته ظاهرة، فلا أصله اقتدى به ولا مذهبه الذي استنبطه يصلح لصالحه فافهم. والذي أقوله لك أن سادة أهل ملة الإسلام هم الصوفية فإنهم فهموا الشريعة، والتصوف نتيجتها، ولا حقيقة إلا عند الصوفية ولا تقبل لغيرهم ...... )
وبعد كلام طويل يثني فيه على الصوفية يقول:
(غيرهم قد يحصل له العلم الذي هو بسبيله، وهو غير فاضل ولا زاهد ولا ورع ولا متخلف مثل الأشعري، قد يدري يتكلم ويجادل ويحصل مذهبه وهو غير متصف بشيء من ذلك ولا هي الفضيلة في مذهبه بالذات، فإنها لو كانت بالذات لكان كل أشعري صوفي وهذا لا يكون عقلاً فإنا نجد ذلك يكذب في الأكثر، فإذا رأينا الأشعري يتصف بشيء من الفضائل علمنا أنه خرج من مذهبه ودخل التصوف) .. [كتاب بُدُ العارف لابن سبعين ص 122 – 124] .. !!
================
(2) - رأي أبن عربي الصوفي الملقب بالشيخ الأكبر عند الصوفية:
أ- قال في الفتوحات المكية (ج1 صـ 44،43):
(دلت الاشاعرة على حدوث كل ما سوى الله بحدوث المتحيزات وحدوث اعراضها وهذا لا يصح حتى يقيموا الدليل على حصر كل ما سوى الله تعالى فيما ذكروه ونحن نسلم حدوث ما ذكروا حدوثه مسئلة كل موجود قائم بنفسه غير متحيز وهو ممكن لا تجرى مع وجوده الازمنة ولا تطلبه الامكنة مسئلة دلالة الاشعرى في الممكن الأول انه يجوز تقدمه على زمان وجوده وتأخره عنه والزمان عنده في هذه المسئلة مقدر لا موجود فالاختصاص دليل على المخصص فهذه دلالة فاسدة لعدم الزمان فبطل أن يكون هذا دليلا) .. !!
ب - ونجد أيضاً ابن عربي يخطي قول الأشاعرة في الاستواء، إذ يقول:
(مسئلة عجبت من طائفتين كبيرتين الاشاعرة والمجسمة في غلطهم في اللفظ المشترك كيف جعلوه للتشبيه ولا يكون التشبيه إلا بلفظة المثل أو كاف الصفة بين الامرين في اللسان وهذا عزيز الوجود في كل ما جعلاه تشبيها من آية أو خبر ثم ان الاشاعرة تخيلت انها لما تأوّلت قد خرجت من التشبيه وهى ما فارقته إلا انها انتقلت من التشبيه بالاجسام إلى التشبيه بالمعاني المحدثة المفارقة للنعوت القديمة في الحقيقة والحد فما انتقلوا من التشبيه بالمحدثات أصلا ولو قلنا بقولهم لم نعدل مثلا من الاستواء الذي هو الاستقرار إلى الاستواء الذي هو الاستيلاء كما عدلوا ولا سيما والعرش مذكور في نسبة هذا الاستواء ويبطل معني الاستيلاء مع ذكر السرير ويستحيل صرفه إلى معني آخر ينافى الاستقرار فكنت أقول ان التشبيه مثلا انما وقع بالاستواء والاستواء معني لا بالمستوى الذي هو الجسم والاستواء حقيقة معقولة معنوية تنسب إلى كل ذات بحسب ما تعطيه حقيقة تلك الذات ولا حاجة لنا إلى التكلف في صرف الاستواء عن ظاهره فهذا غلط بين لا خفاء به وأما المجسمة فلم يكن ينبغى لهم أن يتجاوزوا باللفظ الوارد إلى أحد محتملاته مع ايمانهم ووقوفهم مع قوله تعالى ليس كمثله شيء) .. [عنقاء مغرب في ختم الأولياء وشمس المغرب صفحة 28] .. !!
================
(3) - قال المحدّث الصوفي أحمد بن صديق الغماري، في كتابه: جؤنة العطار في طرف الفوائد ونوادر الأخبار، مانصّه:
((ولكنهم سكتوا كما ذكرت لك، ولا [يستدل] [1] من هذا أني موافق للأشعرية على بدعتهم , كلا وبلا ومعاذ الله من ذلك وأن أكذب على الله كذب الأشاعرة أفرخ المعتزلة لا مسهم الله بخير وان سموا أنفسهم زوراً وبهتاناً أنهم من أهل السنة والجماعة!!.)) .. [ص 37] .. !!
هذا والله تعالى اعلى اعلم وصلى الله علي نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. !!
وأخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين .. !!
=======
[1]- ملحوظة: الكلمة غير واضحة تماما، لكن مايقتضيه سياق الكلام كلمة: لايُستدل والله أعلم .. !!
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=3676
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/26)
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[02 - 01 - 10, 11:07 ص]ـ
بوركت اخي الحبيب
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[03 - 01 - 10, 11:30 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 01 - 10, 09:41 م]ـ
بارك الله بك
ـ[أبو البركات]ــــــــ[05 - 01 - 10, 12:26 م]ـ
نقل جيد وممتاز وياليت يتم التوثيق من المصادر واعطاء فكرة عن مؤلفات الصوفية التي تكلمت في الأشاعرة
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[05 - 01 - 10, 08:09 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[08 - 01 - 10, 03:47 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك:
وهلا غيرت العنوان إلى: أقوال علماء التصوف في الأشاعرة! ثم لو غيرت (علماء التصوف) إلى: (المتصوفة) لكان أفضل.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 07:39 ص]ـ
مقتطفات من كتاب الغنية لعبدالقادر الجيلاني رحمه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=73473&stc=1&d=1263184680
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=73474&stc=1&d=1263184680
ـ[محمد دادا]ــــــــ[12 - 01 - 10, 02:10 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[هشام مشالي]ــــــــ[12 - 01 - 10, 02:46 م]ـ
الحمد لله الذي هدانا لما اختلف فيه من الحق بإذنه.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.(61/27)
كيفية الايمان بالقدر عند أهل السنة والجماعة.
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[02 - 01 - 10, 02:00 م]ـ
الايمان بالقدر أصل من أصول الإيمان، فلاإيمان لمن أنكره أوآمن بقدر وكذب بقدر، وقد عني العلماء بتقرير هذا الأصل العظيم وتحريره لكثرة الشبهات حوله، وأفردوا لأدلته كتبا خاصة،ككتاب القدرمن صحيح البخاري وكتاب القدر للفريابي. وللقدر مراتب لايتحقق إيمان عبد إلا باستكمالها، وهي:-
1 - مرتبة العلم؛ بمعنى الإيمان بسبق علم الله تعالى بحال كل مخلوق وعمله ومآله قبل وجوده. وهذه المرتبة محل إجماع بين المسلمين إلا ما يذكر عن القدرية الأولى فإنهم أنكروها وزعموا أن الأمر أنف؛ أي أن الله تعالى لا يعلم الكائنات إلا بعد وجودها. وقد أنكر مقالتهم ابن عمر وعلماء السلف وصرح بعضهم بكفرهم بهذه المقالة المنكرة. وممن ضل في هذه المرتبة غلاة الشيعة؛ فإنهم يصفون الله تعالى بالبداء؛ وهو ظهور أمر خفي على الله من قبل!! وكذلك ضل في هذه المرتبة الفلاسفة الإلهيون؛ فإنهم يزعمون أن علم الله تعالى إنما يتعلق بالكليات الثابتة دون الجزئيات المتغيرة. وهذا يعني أن الله تعالى لا يعلم شيئا عن هذا العالم كله، وأن علمه إنما يتعلق بالعقول العشرة التي تخيلوها (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا).
2 - مرتبة الكتابة؛ وذلك بالإيمان بأن الله تعالى كتب مقاديرالخلائق قبل وجودهم، وأن أعمالهم وأحوالهم ومآلهم تجري على ما سبق في علم الله تعالى وكتابه، قال تعالى: (ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير)، وقال) ? كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء)، وقال ? (إن أول ماخلق الله القلم فقال له أكتب قال رب وماذا أكتب قال اكتب مقادير كل شئ حتى تقوم الساعة). وهذه الكتابة هي أصل التقادير؛ فلا يدخلها محو ولا إثبات ألبتة، قال تعالى (يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)؛ أي أصله الذي لايغير ولايبدل، وهو اللوح المحفوظ؛ فإنه أصل جميع كتب التقادير العامة والخاصة؛ وهي التقدير الحولي العام ليلة القدر والتقدير الخاص ببني آدم يوم الميثاق أولا ثم التقدير الخاص بكل واحد منهم بعينه؛ وهو الذي يحصل لكل جنين في أول الأربعين الثانية أونهاية الأربعين الثالثة (فيرسل الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي أو سعيد). وهذه الكتابة تقبل المحو والإثبات بأسباب معينة جاءت بها النصوص؛ كصلة الرحم، ففي الحديث (من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه)، وكحسن الجوار وحسن الخلق ففي الحديث (حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار)، وكبر الوالدين لحديث (من سره أن يمد له في عمره ويزاد له في رزقه فليبروالديه وليصل رحمه)، وكأفعال الخير والمعروف ففي الحديث (صنائع المعروف تقي مصارع السوء)، وكالدعاء فإنه ينفع مما نزل ومما لم ينزل، ففي الحديث (لايرد القضاء إلا الدعاء). فعلى المسلم أن يحرص على هذه الأسباب حتى يبارك له فيما قدر له من الخير، ويدرأ عنه ماشاء الله مما قدر عليه من الشر.
3 - مرتبة المشيئة؛ فحركات الكون وسكناته بمافي ذلك أفعال العباد خيرها وشرها كلها واقعة بمشيئة الله تعالى وإرادته الكونية، قال تعالى: (من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم)، وقال: (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله مافعلوه فذرهم وما يفترون)، وقال: (وماتشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما) , وقال: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعدفي السماء).
4 - مرتبة الخلق؛فالعالم كله علويه وسفليه بمافي ذلك العباد وأفعالهم كلهم من خلق الله تعالى وحده، قال تعالى: (الله خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل)، وقال: (والله خلقكم وماتعملون)، وفي الحديث: (إن الله خلق كل صانع وصنعته).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/28)
وقد خالف السلف في هذا المعتقد طائفتان مشهورتان؛ القدرية الثانية والجبرية؛ فأنكرت القدرية الثانية (المعتزلة والزيدية والشيعة الإمامية) عموم المشيئة والخلق؛ وزعموا أن العبد يخلق فعله؛ ولهذا قالوا باختيار العباد اختيارا مطلقا. وهذا المعتقد يناقض الأدلة المذكورة آنفا في مرتبة المشيئة والخلق ويستلزم الوقوع في شرك الربوبية؛ لأن كل عبد بزعمهم مستقل بإيجاد فعله بمعزل عن قدرة الرب ومشيئته؛ ولهذا سماهم السلف بمجوس الأمة لشبه قولهم بمذهب المجوس في القول بالخالقين!
وفي المقابل غلت الجبرية في التعلق بنصوص القدر حتى أنكرت أثر العبد في فعله، وزعمت أنه مع القدر كالشجرة في مهب الريح. وهذا يناقض الشرع والواقع؛ فقد دل الشرع على ثبوت مشيئة العبد وقدرته ووقوع أفعاله الاختيارية تبعا لها، قال تعالى: (فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا)، وقال: (فأتوا حرثكم أنى شئتم)،ولكنها ليست مشيئة مستقلة وإنما هى تابعة لمشيئة الله تعالى (وماتشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين)؛ ولهذا كان الصحيح أن الإنسان مع القدر ليس بمخير كما قالت القدرية وليس بمسير كما قالت الجبرية وإنما هو ميسر؛ فمن كان أهلا للخير يسره الله له بفضله تعالى ورحمته وإلا خذله وحرمه بعدله سبحانه وحكمته. وهذا هو الذي نطقت به النصوص، قال تعالى: (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى)، وقال?: (مامنكم من نفس منفوسة إلاقدعلم الله مكانها من الجنة والنار شقية أم سعيدة. فقال رجل من القوم: يارسول الله أفلا ندع العمل فنتكل على كتابنا فمن كان من أهل السعادة صار إلى السعادة ومن كان من أهل الشقاوة يعني صار إلى الشقاوة؟ فقال رسول الله ?: (اعملوا فكل ميسر من كان من أهل السعادة يسر لعملها ومن كان من أهل الشقاوة يسر لعملها). وقال عمر بن الخطاب?: (قلت:يارسول الله أرأيت عملنا هذا على أمر قد فرغ منه أم على أمر نستقبله؟ فقال رسول الله ?بل على أمر قد فرغ منه. فقال عمر: ففيم العمل؟ فقال رسول الله ?:كلا لاينال إلابعمل. فقال عمر إذن نجتهد) وكذلك قال سراقة ابن مالك?: (فالآن نجد، الآن نجد، الآن نجد)؛ فلم يفهموا من الإيمان بالقدر تعطيل الأسباب وإنما فهموا الجد والاجتهاد في مباشرتها؛ لأنها من قدر الله تعالى وسنته في خلقه.
وينبغي للمسلم أن يعتصم بالنصوص في دينه عامة وفي الإيمان بالقدر خاصة؛ فإن الضلالات في القدر لاتكاد تنحصر، وبعضها من إرث الجاهلية الأولى؛ كاتخاذ القدر حجة في تعطيل الشرع وتبرير الاستمرار في المعصية، قال تعالى: (سيقول الذين أشركوا لوشاء الله ماأشركنا ولاآباؤنا)،وقال: (وقالوا لوشاء الرحمن ماعبدناهم مالهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون)؛ فذمهم على احتجاجهم بالقدر لتبرير الاستمرار فيما هم فيه من شرك وضلالة، وهكذا كل من اتخذ القدر حجة لدفع الحق أوتبرير ماهو فيه من باطل. ويذكر عن عمر بن الخطاب ?أنه أمر بقطع سارق فقال ياأمير المؤمنين: سرقت بقدر الله. فقال عمر: ونحن نقطعك بقدر الله!!
وأما ماثبت من احتجاج آدم على موسى بالقدر، وأنه حجه بذلك فإنما احتج به على مصيبة الخروج من الجنة، والقدر يحتج به في المصائب لافي المعائب. وكذلك فإنه احتج به على الذنب بعد التوبة منه لالرد الحق أو تبرير الاستمرار في الذنب. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[02 - 01 - 10, 02:26 م]ـ
هذه مكررة ارجو ان تحذف وتبقى النسخة الأخرى لأن اخراج الآيات فيها اجمل وشكرا
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[04 - 01 - 10, 11:16 م]ـ
هذه مكررة ارجو ان تحذف وتبقى النسخة الأخرى لأن اخراج الآيات فيها اجمل وشكرا
هذه الفقرة ارجو ان تحذف
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[24 - 02 - 10, 12:58 ص]ـ
للرفع(61/29)
اريد امتحانات فى كتاب عقيدة السلف أصحاب الحديث
ـ[ايمن شعبان]ــــــــ[02 - 01 - 10, 09:00 م]ـ
اريد امتحانات فى كتاب عقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني(61/30)
هل صح أن تعظيم القبور هو أس عبادة الأوثان؟
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[03 - 01 - 10, 08:15 ص]ـ
حبذا ذكر أدلة صحيحة على هذه المعلومة
جزاكم الله خيرا(61/31)
تعليقات الشيخ ابن جبرين قبل بدء قراءة مدارج السالكين
ـ[أبوالقاسم محمد]ــــــــ[03 - 01 - 10, 11:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأحد .. بعد صلاة العشاء ..
كان الشيخ أحمد المهنا وفقه الله يقرأ كتاب "مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين" على الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله
وقبل بدء القراءة يبدأ الشيخ رحمه الله بتعليقات بسيطة
جمعت لكم شيئاً منها
يقول الشيخ رحمه الله
- الدرس يتعلق بالعبادات القلبية والبدنية، وأكثرها من القلبية ..
- هذا الكتاب "مدارج السالكين" كتاب عقيدة وكتاب عمل ..
- أول الكتاب مناقشة المبتدعة والرد عليهم (المعتزلة والقدرية والجهمية والرافضة .. )
- بعض الملاحدة يقولون إن صاحب المنازل "الهروي" منهم ويستدلون ببعض مقولاته، وقد برأه الإمام ابن القيم.
- في مقدمة هذا الكتاب تكلم عن فاتحة الكتاب "سورة الفاتحة" وأنها تتضمن الرد على الفرق الضالة كالجهمية والمعطلة والرافضة ... إلخ مع قصر هذه السورة.
- هذا الكتاب شرح فيه منازل السائرين.
- بدأ صاحب المنازل باليقظة ثم بعد ثم بعد أن يتيقظ قال بالتوبة .. ويقرر ابن القيم في المقدمة على أن كل منزلة مرتبطة بالأخرى، وأطال في المقدمة لأهمية المنازل.
- يُقسِّم أبو إسماعيل الهروي كل منزلة إلى ثلاثة أقسام، فمثلاً المحبة فيقول محبة العامة، ومحبة الخاصة، ومحبة خاصة الخاصة .. وقد يوافق في بعض المقامات.
- أكثر ماأطال في مقامة التوبة والمحبة والتوحيد، وأطولها التوبة.
- أبو إسماعيل الهروي من أهل السنة والجماعة، وقد قال الذهبي: (هو من أهل السنة وياليته لم يؤلف المنازل، وهو بريء من الإتحادية). وقد ألَّف أبو إسماعيل كتاب في العقيدة يوضح عقيدته وأنه من أهل السنة والجماعة.
- هذا الكتاب يعالج مسالك الصوفية ويوضح ماكان مستحسناً من طرقهم.
- آخر منزلة منزلة التوحيد.
- أنكر ابن القيم بعض المنازل كمنزلة التلبيس.
- كلام صاحب المنازل فيه شيء من الغموض لأنه كتب على طريقة أهل الطرق والسلوك.
- الكتاب أصله وفرعه يتعلق بالصوفية ولكنها الحقه.
أهـ
وتوفي الشيخ رحمه الله وهو لم يكمل المجلد الأول(61/32)
الجزء الأخير من الفرق المعاصرة وهو عن الأشاعرة
ـ[أبو زرعة]ــــــــ[03 - 01 - 10, 01:44 م]ـ
الباب الرابع عشر
" الأشاعرة أو السبعية "
وفيه المطالب الآتية:
1 - متى ظهور الأشاعرة؟
ظهرت الأشعرية بعد أن تنفس الناس الصعداء من سيطرة المعتزلة في القرن الثالث الهجري.
وهى في الأصل نسبة إلى أبي الحسن الأشعري، ظهر بالبصرة وكان أول أمره على مذهب المعتزلة ثم تركه واستقل عنهم، ولقد أصبح الانتساب إلى الأشعري هو ما عليه أكثر الناس في البلدان الإسلامية.
بعضهم على معرفة بمذهبه الصحيح وآرائه التي استقر عليها أخيرا، وبعضهم على جهل تام بذلك وبعضهم يتجاهل ويصر على مخالفته مع انتسابه إليه.
وانتساب الأشاعرة إليه إنما هو بعد تركه للاعتزال وانتسابه إلى ابن كلاب، وهى المرحلة الثانية من المراحل التي مر بها الأشعرية، ولم يدم فيها إذ رجع إلى مذهب السلف، ولكن بعض الأشاعرة ينتسبون إليه ولكن في مرحلته الثانية، ومن انتسب إليه في مرحلته الثالثة فقد وافق السلف، ونذكر فيما يلي نبذة موجزة عنه.
2 – من هو أبو الحسن الأشعري؟
هو علي بن إسماعيل الأشعري ينتسب إلى أبي موسى الأشعرية، وهو أحد علماء القرن الثالث، تنتسب إليه الأشعري، ولد في البصرة سنة 250 هـ وقيل: سنة 270 هـ وتوفى سنة 330 هـ على أحد الأقوال.
تعمق أولا في مذهب المعتزلة وتتلمذ على أبي علي الجبائي محمد بن عبد الوهاب أحد مشاهير المعتزلة، إلا أن الله أراد له الخروج عن مذهبهم والدخول في مذهب أهل السنة والجماعة، وتوج ذلك بما سجله في كتاب " الإبانة عن أصول الديانة ".
ومما يذكر عن سيرته أنه كان دائما يتململ من اختلاف الفرق في وقته وينظر فيها بعقل ثاقب، فهداه الله إلى الحق واقتنع بما عليه السلف من اعتقاد مطابق لما جاء في القرآن والسنة النبوية فكان له موقف حاسم في ذلك.
3 - عقيدة الأشعري:
علمنا فيما مضى أن الأشعري كان على مذهب المعتزلة ومن العارفين به، وأنه أقام عليه مدة أربعين سنة ومما يذكره العلماء عن سيرته ورجوعه عن الاعتزال ومذهب ابن كلاب إلى المذهب الحق، أنه مكث في بيته خمسة عشر يوما لا يخرج إلى الناس وفى نهايتها خرج في يوم جمعة، وبعد أن انتهى من الصلاة صعد المنبر وقال مخاطبا من أمامه من جموع الناس:
" أيها الناس، من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي أنا فلان بن فلان، كنت أقول بخلق القرآن وأن الله تعالى لا يرى بالأبصار، وأن أفعال الشر أنا أفعلها، وأنا تائب مقلع متصد للرد على المعتزلة مخرج لفضائحهم.
الصحيح الذي عليه عامة علماء السلف أن الأشعري رجع إلى مذهب أهل السنة والجماعة وتاب من كل ما يخالفه، كما صرح بذلك في كتبه كالإبانة وغيرها من مؤلفاته النافعة (2).
وعلى هذا فإن الأشعري مر بثلاثة أحوال في عقيدته:
الحال الأول: حال الاعتزال.
الحال الثاني: إثبات الصفات العقلية السبع: وهى الحياة - والعلم - والقدرة - والإرادة - والسمع - والبصر - والكلام. وتأويل الصفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك.
الحال الثالث: إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جريا على منوال السلف كما في الإبانة التي نوه بها أحد معاصري الأشعري.
4 - أشهر زعماء الأشعرية الذين ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري:
لقد انتسب إلى الأشعري جماعة من المشاهير كان لهم الباع الطويل في تحرر المذهب الذي ينتسبون إليه. إلا إنهم لم يكونوا على طريقة أبي الحسن الأشعري والمتقدمين من أصحابه في إثبات الصفات.
ومن كبار أولئك الرجال:
أبو بكر الباقلاني المتوفي سنة 403 هـ.
البيضاوي المتوفي سنة 701 هـ.
الشريف الجرجاني المتوفي سنة 816 هـ.
وكذا الإمام الجويني (الأب)، وهو أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني والد إمام الحرمين المتوفى سنة 438 هـ.
وكذا ابنه إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف المتوفى سنة 478 هـ. والجويني نسبة إلى بلدة في فارس تسمى " جوين" وقد سمى إمام الحرمين، لأنه مكث أربع سنوات ثم عرج على المدينة المنورة وكان يدرس فيهما ويناظر.
ومن أولئك أيضا: الغزالي - أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي الملقب حجة الإسلام، توفى سنة 505 هـ وهو ينسب إلى طوس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/33)
ومنهم: أبو الفتح محمد بن أبي القاسم عبد الكريم الشهرستاني ولد سنة 467 هـ وتوفى سنة 548 هـ.
ومنهم: أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين الطبرستاني، الرازي المولد، الملقب فخر الدين، المعروف بابن الخطيب، الفقيه الشافعي.
وأما قدماء الأشاعرة الذين كانوا على مذهب أبي الحسن الأشعري في إثبات صفات الله تعالي فمنهم: الباقلاني: أبو بكر محمد بن الطيب، والطبري: أبو الحسن الطبري، والباهلي: أبو عبد الله بن مجاهد، وهؤلاء مشوا على الطريقة السلفية في باب الصفات (1)، ولكن من جاء بعدهم ممن ينتسب إلى الأشعري تركوا طريقتهم وأولوا الصفات تأويلات باطلة، ومنهم من رجع أخيرا إلى مذهب السلف وذموا ما كانوا عليه من الانحراف وهم بعض من قدمنا أسماءهم فيما يذكر عنهم عند وفاتهم.
5 – ما موقف الأشاعرة من صفات الله تعالى؟
موقف الأشاعرة في باب الصفات حاصله ما يلي:
ذهب الأشاعرة إلى تقسيم الصفات الإلهية إلى: صفات نفسية راجعة إلى الذات أي إلى وجود الله تعالى ذاته، وإلى صفات سلبية، واختاروا لها خمسة أقسام:
وحدانية الله تعالى، والبقاء، والقدم، ومخالفته عز وجل للحوادث، وقيامه عز وجل بنفسه. وسموها سلبية، لأن كل صفة منها تسلب في إثباتها كل ما يضادها أو كل ما لا يليق بالله تعالى.
كما يقسمون الصفات كذلك إلى سبعة أقسام يسمونها " صفات المعاني " وهى: الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والكلام، والسمع، والبصر، وهذه الصفات يثبتونها لله تعالى صفات ذاتية لا تنفك عن الذات يؤمنون بها كما يليق بالله تعالى. ويسمونها أحيانا الصفات الذاتية والوجودية.
وقد يجمع الأشاعرة تبعا للكلابية بين المتناقضات في صفات الله تعالى، فهم يقرون أنه لا يقال: إن صفات الله تعالى عين ذاته، ولا يقال: أنها غير ذاته، والذي حيرهم فيها هو أن الصفة للشيء ليست هي ذاته وليست هي غيره، لأنها لا تنفك.
وأقسام الصفات الثابتة لله تعالى هي كما يلي:
صفات ذاتية: وهى التي لا تنفك عن ذات الله تعالى، كالعلم والحياة والقدرة والسمع والبصر .. الخ.
وصفات فعلية: وهى التي تتعلق بمشيئته وقدرته بمعنى إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها، كالاستواء على العرش والنزول والمجيء: إلى أخره.
وبعض الصفات تجمع الأمرين، فتكون ذاتية باعتبار، وفعلية باعتبار آخر، مثل صفة الكلام فهي ذاتية باعتبار أن الله تعالي لم يزل ولا يزال يتكلم لا تنفك عن ذاته هذه الصفة، وهى فعلية باعتبار أن الله يتكلم حسب مشيئته.
ومن جهة أخرى تنقسم الصفات الثابتة لله تعالى إلى:
صفات عقلية: ثبتت بالنص وبالعقل أيضا، كالعلم، والكلام، والسمع، والبصر، والإرادة، والبقاء، والحياة، والقدرة، والوجود، والوحدانية.
صفات خبرية: وهى التي ثبتت بالخبر - السمع - دون النظر إلى ثبوتها بالعقل، كالاستواء، والنزول، والوجه، واليدين.
وهذه الصفات تشمل: الصفات الفعلية الاختيارية، المتعلقة بمشيئة الله تعالى، كالنزول، والاستواء، والرضى، والغضب، والإتيان، والمجيء، والفرح والسخط.
وهذه الصفات يقال لها: قديمة النوع، باعتبار أن الله تعالى لم يزل متصفا بها، حادثة الآحاد، باعتبار تجدد وقوعها.
وقد ذهبت الكلابية وتبعهم الأشعرية إلى نفي الصفات الفعلية عن الله تعالى ويؤولون ما ورد منها بزعم أنها لا تليق بالله تعالى، لإشعارها بالأعراض التي لا تقوم إلا بالجسم، ومع هذا فهم يثبتون له تعالى الصفات الذاتية اللازمة له. وأنكروا قيام الصفات الفعلية الاختيارية به، وأوهموا الناس أن الحامل لهم على هذا هو تنزيه الله تعالى عن قيام الحوادث به.
بخلاف قدماء الأشاعرة كالباقلاني: أبو بكر محمد بن الطيب، والطبري: أبو الحسن الطبري، والباهلي: أبو عبد الله بن مجاهد الذين كانوا يثبتون الصفات الخبرية على ظاهرها ويؤولونها، تبعا لأبي الحسن الأشعري وعلى طريقة الإمام أحمد بن حنبل وغيره من أهل الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/34)
ولكن المتأخرين من الأشاعرة كالغزالي، والجويني، والرازي، والتفتازاني، والجرجاني - كانوا يذهبون إلى تأويل الصفات الخبرية ونفي معانيها الحقيقية وأنها مجازات، فالاستواء بمعنى الاستيلاء، واليد: القدرة أو النعمة، والنزول: نزول الملائكة، والوجه: الذات والعين والحفظ، وزعموا أن إثبات هذه الصفات على ظاهرها يؤدي إلى التشبيه والتجسيم، وتركوا ما قرره الأشعري في وجوب إثبات هذه الصفات كما يليق بجلال الله وعظمته. وهو أمر ينافي انتسابهم إليه وإلى أصحابه المتقدمين كالباقلاني وابن مجاهد والطبري الذين ساروا على طريقة شيخهم السلفي.
وحينما يذهب الأشاعرة إلى إثبات السبع الصفات، وهى: الحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والكلام، والإرادة - حينما يثبتون هذه الصفات كما يليق بالله تعالى من أنه حي بحياة وعليم بعلم وقدير بقدرة .. الخ، ثم يردون بقية الصفات الأخرى ويؤولونها تأويلات بعيدة عن حقيقتها إنما يسلكون مسلكا متناقضا لا مبرر له، إذ يقال لهم:
يلزمكم من إثبات الصفات السبع على ما يليق بالله أن تقولوا كذلك في بقية الصفات الخبرية، من الرحمة، والغضب، والفرح، والضحك، والمجيء، والنزول .. الخ، إنها ثابتة لله تعالى كما جاء في كتابه الكريم على ما يليق بالله تعالي دون أن يلحظ فيها المشابهة بخلقه، لا في علمه ولا في رحمته، فإن الذي يلحظ في إثبات صفة الفرح أو الرحمة بخلقه، يلزمه أن يلحظ المماثلة بخلقه في إثبات السمع والبصر والحياة أيضا، وإلا كان تفريقا بلا دليل، فيجب أن يثبتوا كل الصفات السمعية على حد سواء، وأن ينزهوا بعد ذلك في كل صفة.
وأما إجابتهم لمن نازعهم وألزمهم بالإلزام السابق بأن تلك الصفات السبع دل عليها العقل بخلاف ما عداها فهو قول غير صحيح وحجة غير مقبولة، وهو قول في مقابلة النصوص، وتقديم العقل على النقل ليس بتسليم للنصوص ورضى بها وإذعانا لله تعالى فيها.
وقولهم: إن الاشتراك في تلك الصفات لا يوجب المماثلة كلام صحيح، لكنهم لا يجرونه في كل الصفات، فلزمهم التناقض والتفريق بين المتماثلات، من هنا ألزمهم المعتزلة أن ينفوا الصفات كلها، لأنها تدل على التشبيه فأجابهم الأشاعرة بأن إثبات تلك الصفات السبع إنما هو على وجه لا يستلزم المشابهة، فألزمهم أهل السنة أن يقولوا هذا القول في كل الصفات وهو ما يدل عليه العقل والشرع.
وقد هدى الله السلف فآمنوا بكل ما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، فنفوا عنه كل ما نفاه وأثبتوا له كل ما أثبته، بلا تنطع ولا تأويلات باطلة، وقد علموا أن كل ما أخبر الله به فليس فيه نقص بأي وجه من الوجوه فهو أعلم بنفسه، وما جرى عليه السلف الصالح من الصحابة فمن بعدهم، من أن كل صفة وردت في القرآن لله تعالي فهي صفة كمال، وقولهم في كل صفة الجواب المأثور عن السلف: " هذه الصفة معلومة وكيفيتها مجهولة والسؤال عنها بدعة " توفيق ظاهر من الله تعالي لهم، فمن لم يرضى بما رضيه الله لنفسه فقد نازع الله تعالى وقال عليه بلا علم وسلك سبيل غير المؤمنين.
الباب الخامس عشر
الماتريدية
وفيه المطالب الآتية:
1 - التعريف بمؤسس الماتريدية:
تنتسب هذه الطائفة إلى أحد علماء القرن الثالث الهجري وهو محمد بن محمد بن محمود المعروف بأي منصور الماتريدي، ولد في ما تريد وهى من بلدان سمرقند فيما وراء النهر، ولا يعرف على وجه اليقين سنة مولده، وقد توفى سنة 333 هـ على أرجح القوال (1).
تلقى علوم الفقه الحنفي والكلام على أحد كبار علماء ذلك العصر وهو نصر بن يحيى البلخي المتوفى سنة 368 هـ، وغيره من كبار علماء الأحناف، كأبي نصر العياض وأبي بكر أحمد الجوزجاني وأبي سليمان الجوزجاني، حتى أصبح من كبار علماء الأحناف وقد تتلمذ عليه بعض المشاهير في علم الكلام.
وكان يلقب فيما وراء النهر بإمام السنة وبإمام الهدى (2)، وقد وقف في وجه المعتزلة الذين كانوا فيما وراء النهر إلا أنه كان قريبا منهم في النظر إلى العقل، ولم يغل فيه غلوهم، بل اعتبره مصدرا أخر إضافة إلى المصدر الأساسي وهو النقل، مع تقدم النقل على العقل عند الخلاف بينهما (3) إلا أنه يعتبر معرفة الله واجبة بالعقل قبل ورود السمع وإن الله يعاقبه على عدم هذه المعرفة.
2 - أهم آراء الماتريدي إجمالا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/35)
1 - لا يرى الماتريدي مسوغا للتقليد، بل ذمة وأورد الأدلة العقلية والشرعية على فساده وعلى وجوب النظر والاستدلال.
2 - يذهب في نظرية المعرفة إلى لزوم النظر والاستدلال، وأنه لا سبيل إلى العلم إلا بالنظر، وهو قريب من آراء المعتزلة والفلاسفة في هذا.
3 - يوافق في الاعتقاد في أسماء الله السلف، ويرى أن أسماء الله توقيفية، فلا نطلق على الله أي اسم إلا ما جاء به السمع، إلا أنه يؤخذ على الماتريدية أنهم لم يفرقوا بين باب الإخبار عن الله وبين باب التسمية فأدخلوا في أسمائه ما ليس منها كالصانع والقديم والشيء، والسلف يخالفونهم في هذا وقد عطل الماتريدية كثير من أسماء الله تعالى وأولوها.
4 - يرى أن المؤمنين يرون ربهم والكفار لا يرونه، ويخالف الأشعري هنا في أن الماتريدي يرى أن الأدلة على إمكان رؤية الله تعالى عقلا غير ممكنة، بينما يستدل عليها أبو الحسن الأشعري بالعقل، إلا أنهم خالفوا السلف فنفوا المقابلة والجهة مطلقا، وذلك بسبب نفيهم عن الله علو الذات كما أن إثباتهم للرؤية ونفى الجهة والمقابلة فيه تناقض فإن الله تعالى يرى في جهة العلو.
5 - هو أقرب ما يكون إلى السلف في سائر الصفات، فهو يثبت الاستواء على العرش وبقية الصفات دون تأويل لها ولا تشبيه، أي في الصفات التي تثبت عند الماتريدية بالعقل لكنهم يؤولون ما عداها، كما أنهم يعتقدون أن صفات الله لا هي هو ولا غيره وهو تناقض منهم.
6 - في القضاء والقدر هو وسط بين الجبر والاختيار، فالإنسان فاعل مختار على الحقيقة لما يفعله ومكتسب له وهو خلق لله، حيث يخلق للإنسان عندما يريد الفعل قدرة يتم بها، ومن هنا يستحق الإنسان المدح أو الذم على هذا القصد، وهذه القدرة يقسمها إلى قسمين:
قدرة ممكنة: وهى ما يسميها: لسلامة الآلات وصحة الأسباب.
وقدرة ميسرة، زائدة على القدرة الممكنة: وهى التي يقدر الإنسان بها على الفعل المكلف به مع يسر، تفضلا من الله تعالى.
يقول الماتريدي بخلق أفعال العباد، وهو يفرق بين تقدير المعاصي والشرور والقضاء بها وبين فعل المعاصي، فالأول من الله والثاني من العبد بقدرته واختياره وقصده.
ونسبة الماتريدية الفعل إلى العبد يقصدون به أن الله لا يخلق فعل العبد إلا بعبد أن يريده العبد ويختاره فيصبح ذلك العمل كسبا له يجازي به حسب اختياره له وإرادته المستقلة له.
فى مسائل الإيمان: لا يقول بالمنزلة بين المنزلتين، ولا يقول بخروج مرتكب الكبيرة عن الإسلام. ويرى أن الإيمان هو التصديق بالقلب، دون الإقرار باللسان، ومن هنا يفترق الماتريدي عن السلف. وعنده لا يجوز الاستثناء في الإيمان، لأن الاستثناء يستعمل في موضع الشكوك والظنون. وهو كفر، وأهل السنة قالوا بجواز الاستثناء في الإيمان لأنه يقع على الأعمال لا على أصل الإيمان أو الشك في وجود الإيمان.
وبين الماتريدي والأشعري مسائل كثيرة اتفقوا فيها وأخرى اختلفوا فيها، فمما اختلفوا فيه (1):
مسألة القضاء والقدر: فقال الماتريدية: إن القدر هو تحديد الله أزلا كل شيء بحده الذي سيوجد به من نفع، وما يحيط به من زمان ومكان، والقضاء: الفعل عند التنفيذ.
وقال الأشاعرة: إن القضاء هو الإرادة الأزلية المقتضية لنظام الموجودات على ترتيب خاص، والقدر: تعلق تلك الإرادة بالأشياء في أوقاتها المخصوصة أي أن الأشاعرة يرون أن المحبة والرضى والإرادة بمعني واحد، بينما يرى الماتريدية أن الإرادة لا تستلزم الرضى والمحبة.
واختلفوا في أصل الإيمان، فذهب الماتريدية إلى أنه يجب على الناس معرفة ربهم، ولو لم يبعث فيهم رسولا بينما ذهب الأشعرية إلى أن هذه المعرفة واجبة بالشرع لا بالفعل كما تعتقد الماتريدية.
وذهب الأشاعرة إلى عدم وجوب الإيمان وعدم تحريم الكفر قبل بعثه الرسل.
اختلفوا في صفة الكلام، فترى الماتريدية أن كلام الله لا يسمع وإنما يسمع ما هو عبارة عنه بينما يرى الأشاعرة جواز سماع كلام الله تعالى.
وأما الاختلاف بين الماتريدية والمعتزلة فهو:
اختلفوا في مصدر التلقي هل هو العقل أو النقل؟ فذهب المعتزل إلى أنه العقل، وتوسط الماتريدية فقالوا بالعقل فيما يتعلق بالإلهيات والنبوات وأما فيما يتعلق باليوم الآخر فمصدره السمع، كذا سموا هذه المسائل ونحوها بالسمعيات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/36)
الأسماء: أسماء الله عند المعتزلة ثابتة، ولكن بلا دلالة على الصفات، فقالوا: سميع بلا سمع، بصير بلا بصر .. إلى آخره.
وعند الماتريدية هي ثابتة بدلالاتها على الصفات الثابتة عندهم إلا اسم "الله" فليس له دلالة على شيء من الصفات. وقولهم باطل لا معنى له.
الصفات: نفي المعتزلة جميع الصفات القائمة بذات الله تعالي.
بينما أثبت الماتريدية ثمان صفات: العلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام والتكوين.
القرآن: يعتقد المعتزلة أنه كلام الله محدث مخلوق. ويعتقد الماتريدية أنه كلام الله النفسي وأنه قديم أزلي غير مخلوق.
أفعال العباد. نفت المعتزلة خلق الله لها وإرادته لها، وإنما هي من العباد، وأثبتت الماتريدية أنها خلق لله تعالى. وكسب من العباد لها.
وأما بالنسبة لآرائهم التي خالفوا فيها السلف فمن أهمها ما يلي:
خلاف الماتريدية في مفهوم توحيد الألوهية، إذ هو عندهم بمعنى أن الله واحد في ذاته لا قسم له ولا جزء له، واحد في صفاته لا شبيه له، وواحد في أفعاله لا شريك له. وأهل السنة يخالفونهم في هذا المفهوم لتوحيد الألوهية.
اعتمدت الماتريدية في إثبات وجود الله تعالي على دليل حدوث الأعراض والأجسام، وهى طريقة باطلة لا اعتبار لها عند السلف، وإنما هي طريقة غلاة الفلاسفة وأهل الكلام المذموم.
يستدل الماتريدية على وحدانية الله تعالى بقوله عز وجل: ?لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون ((2) وهو ما يسميه البعض بدليل التمانع، وقد خطأهم السلف في هذا المفهوم، مع إقرار السلف بأن دليل التمانع صحيح في دلالته على امتناع صدور العالم عن إلهين، لكن ليس هذا هو المقصود من الآية الكريمة.
13 - يرى الماتريديون أن الفاسق مؤمن كامل الإيمان، بينما يرى السلف أنه مؤمن بإيمان فاسق بكبيرته، فلا يسلبون منه الإيمان ولا يثبتون له الكمال فيه.
الباب السادس عشر
دراسة أهم المسائل التي اتفق عليها أهل الكلام
من الأشعرية والماتريدية والمعتزلة والجهمية
1 - تقديم العقل على النقل.
2 - التأويل في مفاهيم الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة.
3 - جهل أهل الكلام من الجهمية والمعتزلة والأشعرية والماتريدية بمعنى توحيد الألوهية.
5 - جدول مختصر لبيان صفات الله تعالى
وتأويل الخلف لها (وما من صفة من الصفات إلا وللسلف
دليل على ثبوتها لله تعالى) كما في الجدول الآتي
الصفحة
دليل ثبوتها
تعطيل الخلف لها
نفس الله
?كتب ربكم على نفسه الرحمة ((409).
?ويحذركم الله نفسه ((410).
وقال صلى الله عليه وسلم: " يقول تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي فإن ذكرني في ملأ خير منهم " إلى آخر الحديث (411). فلله تعالى نفس لا تعرف كيفيتها، وليست كسائر النفس المركبة في أبدان المخلوقات.
زعموا أن الله لا يصح وصفه بذلك، وإنما أضاف النفس إليه مثل إضافة سائر الخلق إليه، وهو تعطيل لتلك النصوص وغيرها مما لم نورده هنا.
الوجه لله تعالى: صفة ذاتية لله تعالى
?ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام؟ كل شيء هالك إلا وجهه ((416)، ولله وجه لا تعلم كيفيته، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ابتغى وجه الله وأطاع الإمام وأنفق الكريمة وياسر الشريك واجتنب الفساد فإن نومه ونبهه أجر (417). كله " الحديث. والسلف رحمهم الله يثبتون الوجه لله تعالى حقيقة مع تنزيهه عن مشابهة خلقه، ولا يلزم من المشاركة في التسمية الاتحاد في الذات فالله أعلى وأجل من ذلك.
نفوا أن يتصف الله بالوجه وأولوه بمعنى نفس الذات. أي ويبقي ذات ربك أو يبقى ثوابه أو هو بمعنى القبلة، أو هو كما تقول العرب: وجه الدار ووجه الكلام، وهذا تكذيب لله ورسوله وتأويل باطل لا مبرر له، وهو من تلاعب الشياطين بهؤلاء المعطلة النفاة، والسلف يؤمنون بأن لله تعالى وجهاً من غير تشبيه وجه يليق به، وهذا هو الحق الموافق لكتاب الله وسنة نبيه.
وأرغب في نهاية دراسة هذه الفرق أن أتقدم بنصيحة إلى كل محب من طلاب العلم ألا يزهد عن كتابة المتأخرين، فإن فيها صفوة كثير من المعلومات لإطلاع هؤلاء على ما كتبه السابقون واستخلاص زبدة أفكارهم ثم تدوينها في كتاباتهم.
وليس من الإنصاف الإعراض عنها بحجة أنهم عالة على ما كتبه القدامى فهذا خطأ يفوتك فوائد قد تجتنيها بدون عناء مع أنه لا يبعد عن الصدق في أن علماء هذا العصر عالة في كثير من الأمور على ما كتبه القدامى لمعايشتهم الأحداث وصفاء عقولهم وإخلاصهم في نفع الناس.
ولكن هذا لا يمنع أن توجد فوائد قد لا نجدها في بعض كتابات القدامى، ومن قال بخطأ هذا فقد زعم انحصار فضل الله عز وجل على عباده، فإن الله تعالى هو الوهاب وهو الفتاح العليم. غفر الله لعلمائنا من تقدم منهم ومن تأخر، ونسأله عز وجل أن يلحقنا بهم صالحين غير خزايا ولا مفتونين.
?ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/37)
ـ[د/ألفا]ــــــــ[05 - 01 - 10, 12:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع المهم الماتع
ولكن من بدأ بتقسيم الصفات الى ذاتية وفعلية وكذل الى خبرية وسمعية؟؟؟ هل هم السلف فى القرون الاولى؟؟؟ وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[05 - 01 - 10, 12:24 م]ـ
وعلى هذا فإن الأشعري مر بثلاثة أحوال في عقيدته:
الحال الأول: حال الاعتزال.
الحال الثاني: إثبات الصفات العقلية السبع: وهى الحياة - والعلم - والقدرة - والإرادة - والسمع - والبصر - والكلام. وتأويل الصفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك.
الحال الثالث: إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جريا على منوال السلف كما في الإبانة التي نوه بها أحد معاصري الأشعري.
طالما أنه رجع لمذهب السلف كما ذكرت في الحالة الثالثة ... ماهو تفسيرك لأتباع المذهب الأشعري وإلتزامهم بحالة إمامهم وهي الحالة الثانية؟؟
ـ[أبو زرعة]ــــــــ[13 - 01 - 10, 05:54 م]ـ
وأنتم جزيتم خيرا أما السلف في القرن الأول لم يقسمو الصفات ولكن المتأخرين هم الذين قسموا الصفات بعد مادخل المنطق اليوناني ,أما لماذا الأشاعره لم يلتزامهوا على مذهب أمامهم هم لم يلتزموا بمذهب أمامه بل حرفوه وزادوا عليه وياليتهم وقفوا على مذهب أمامهم في المرحلة الثانية والأشاعر الأول بل جاء الرازي والذين من بعده والذي يسميهم أبن القيم بالجهمية الذين قدموا العقل على النقل ولا حول ولا قوة إلا بالله وجاءو بالعجب العجاب هذا الرد على عجاله وأرجوا أن تسمحولي من الخطأ والتقصير
ـ[أبو البركات]ــــــــ[14 - 01 - 10, 04:36 ص]ـ
وأنتم جزيتم خيرا أما السلف في القرن الأول لم يقسمو الصفات ولكن المتأخرين هم الذين قسموا الصفات بعد مادخل المنطق اليوناني ,أما لماذا الأشاعره لم يلتزامهوا على مذهب أمامهم هم لم يلتزموا بمذهب أمامه بل حرفوه وزادوا عليه وياليتهم وقفوا على مذهب أمامهم في المرحلة الثانية والأشاعر الأول بل جاء الرازي والذين من بعده والذي يسميهم أبن القيم بالجهمية الذين قدموا العقل على النقل ولا حول ولا قوة إلا بالله وجاءو بالعجب العجاب هذا الرد على عجاله وأرجوا أن تسمحولي من الخطأ والتقصير
أنا اعتقد أن الأشعري نفسه كان قد صنف الإبانة لمجاراة أهل الحديث والتقرب منهم لكنه في نفس الأمر لديه إضطرابات حبسته من الخروج من بدعته وتأويلاته فاستقر أمره على مانقله عنه الأشاعرة الأولين أمثال أبو الحسن الطبري والباقلاني ثم تطور المذهب بإتجاه المعتزلة على يد الجويني ومن بعده.(61/38)
ما هي الارادة التي بقصدها ابن القيم رحمه الله هنا
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[03 - 01 - 10, 03:13 م]ـ
بارك الله فيكم
والشر لا يضاف إلى الله إرادة ولا محبة ولا فعلا ولا وصفا ولا اسما فإنه لا يريد إلا الخير ولا يحب إلا الخير
شفاء العليل 1/ 166
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[04 - 01 - 10, 11:49 م]ـ
للرفع
ـ[سلطان بن عبيد العَرَابي]ــــــــ[06 - 01 - 10, 06:52 ص]ـ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
الحمدُ لله والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله وبعدُ
فقد فصَّل ابن القيم – رحمه الله – في هذه المسألة في نفس الكتاب بعد أن ساق قوليْ المُجيزين أن يكون الشر من أفعال الله والمانعين من ذلك فقال - رحمه الله -كما في الباب الخامس والعشرون:
ففرق بين إرادة أفعاله وإرادة مفعولاته فإن أفعاله خير كلها وعدل ومصلحة وحكمة لا شر فيها بوجه من الوجوه وأما مفعولاته فهي مورد الانقسام وهذا إنما يتحقق على قول أهل السنة أن الفعل غير المفعول والخلق غير المخلوق كما هو الموافق للعقول والفطر واللغة ودلالة القرآن والحديث وإجماع أهل السنة كما حكاه البغوي في شرح السنة عنهم وعلى هذا فهاهنا إرادتان ومرادان إرادة أن يفعل ومرادها فعله القائم به وإرادة أن يفعل عبده ومرادها مفعوله المنفصل عنه وليسا بمتلازمين فقد يريد من عبده أن يفعل ولا يريد من نفسه إعانته على الفعل وتوفيقه له وصرف موانعه عنه كما أراد من إبليس أن يسجد لآدم ولم يرد من نفسه أن يعينه على السجود ويوفقه له ويثبت قلبه عليه ويصرفه إليه ولو أراد ذلك منه لسجد له لا محالة، وقوله: (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) إخباره عن إرادته لفعله لا لأفعال عبيده وهذا الفعل والإرادة لا ينقسم إلى خير وشر كما تقدم وعلى هذا فإذا قيل هو مريد للشر أوهم أنه محب له راض به وإذا قيل أنه لم يرده أوهم أنه لم يخلقه ولا كونه وكلاهما باطل ولذلك إذا قيل أن الشر فعله أو أنه يفعل الشر أوهم أن الشر فعله القائم به وهذا محال وإذا قيل لم يفعله أو ليس بفعل له أوهم أنه لم يخلقه ولم يكونه وهذا محال فانظر ما في إطلاق هذه الألفاظ في النفي والإثبات من الحق والباطل الذي يتبين بالاستفصال والتفصيل وأن الصواب في هذا الباب ما دل عليه القرآن والسنة من أن الشر لا يضاف إلى الرب تعالى لا وصفا ولا فعلا ولا يتسمى باسمه بوجه من الوجوه وإنما يدخل في مفعولاته بطريق العموم كقوله تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ) ... أ – هـ
وبهذا يتَّضح كلام ابن القيم - رحمه الله - في كون الشر غير داخلٍ في الإرادة من حيث أفعال الله تعالى، أمَّا ما يتعلَّق بمفعولاته سبحانه كأفعال العباد فلا شكَّ أن الشر قد يصدر منهم وهو مُرادٌ لله لكونه فعلٌ للعبد وهي الإرادة الكونية المرادفة للمشيئة.
والله تعالى أعلمُ
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[07 - 01 - 10, 03:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم احي الكريم ونفع الله بعلمكم
لكن الا يشكل على ما ذكرته قول ابن الفيم رحمه الله في نفس الجملة التى سألت عنها
والشر لا يضاف إلى الله إرادة ولا محبة ولا فعلا ولا وصفا ولا اسما
فقوله رحمه الله ولا فعلا بين انه لا يضاف الى الله فعلا فلو كان يريد رحمه الله نفيه من قوله لا ارادة ان لا يضاف الشر الى فعل الله لماذا كرره مرة ثانية رحمه الله وقال ولا فعلا
وجزاكم الله خيرا وكتب الله لكم المثوبة والاجر
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[08 - 01 - 10, 02:50 ص]ـ
الشر في مفعولات الله تعالى، وليس في فعله وهو في مخلوقاته وليس في خلقه لأن الفعل والخلق صفتان لله تعالى، أما الفعل والخلق بمعنى المفعول والمخلوق ففيه شر ...
والله لا يحب الشر ولا يرضاه ولكنه من مخلوقاته ...
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[08 - 01 - 10, 08:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحسن الله اليكم اخي الكريم
ولكن ليس عن هذا السؤال
انما السؤال عن تفسير كلام ابن القيم رحمه الله
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 01:46 ص]ـ
هل من الممكن أن يكتب وجه الإشكال على صيغة سؤال، لعل الله أن يفهمنا؟
ـ[سلطان بن عبيد العَرَابي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 04:27 م]ـ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
الحمدُ لله والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله وبعدُ
(والشر لا يضاف إلى الله إرادة ولا محبة ولا فعلا ولا وصفا ولا اسما فإنه لا يريد إلا الخير ولا يحب إلا الخير)
كلام ابن القيِّم – رحمه الله – واضح ولا إشكال فيه؛ إذ أنَّ كلام أهل العلم عامةً لا بد وأن يكون فيه مجملٌ ومُفصَّل، وطالبُ العلم ينبغي له أن يحمل المُجمل على المُفصَّل في حالة الإشكال.
فهنا رحمه الله يتكلَّم عن الإرادة الشرعية التي من لازمها المحبَّة، والشرُّ غير داخلٍ فيها قطعاً؛ فلا يُضاف الشر إلى الله باعتبار أن الله يُريده ويُحبُّه، وليس هو فعلاً من أفعاله ولا يُريده شرعاً.
لكننا إذا نظرنا لما يحصلُ في الدنيا من شرور فهنا السؤال: هل هذا الشر واقعٌ بإرادة الله أم أنه خارجٌ عن الإرادة؟ وللإجابة لا بُدَّ من التفصيل حتى لا يحصُلَ اللَّبس والإيهام.
فالشرُّ يدخلُ في مفعولات الله بطريق العموم لا في أفعاله وهو كذلك صادرٌ من بعض المخلوقات وهو سبحانه أراد وقوعَ ذلك الشرِّ كوْناً بمشيئته سبحانه.
فالشرُّ من حيث الفعل فهو في المفعولات لا في أفعال الله، ومن حيث الوقوع فهو بإرادة الله كوناً لا شرعاً وذلك بناءً على الفوارق بين الإرادة الشرعية والكونية.
وفي كلام ابن القيم رحمه الله كون الشرِّ لا يدخل في الإرادة أي الإرادة الشرعية من جهة ومن جهة أُخرى يقصدُ رحمه الله أنه لا يكون في أفعال الله باعتبار أن الإرادة صفة من صفات الله وهي أيضاً من أفعال الله، فليس في أفعال الله شرُّ ..
مثالُ ذلك: كُفْرُ الكافر؛ فإنه يقع بمشيئة الله، وإن كان كُفْرُ الكافر غير محبوب إلي الله تبارك وتعالى.
أرجو أن يكون قد اتضح
والله أعلم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/39)
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[09 - 01 - 10, 10:20 م]ـ
بسم الله والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله
اما بعد
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته شيخنا الكريم وبارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا وكتب الله لكم المثوبة والاجر(61/40)
متن الأصول الثلاثة (نسخة منقحة)
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[03 - 01 - 10, 06:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسو الله.
أما بعد؛
فهذه نسخة من كتاب الأصول الثلاثة؛ وسبب ذلك أني احتجت لنسخة على الكمبيوتر مهذبة تهذيبا جيدا، ومكتملة، فلم أجد، فقمت بتدقيق النسخة التي وضعت في مكتبة مشكاة الإسلام على النسخة التي في (الجامع للمتون العلمية) للشيخ عبد الله الشمراني، فقدمت نسخة الشيخ على النسخة التي في المشكاة، وقمت ببعض التعديلات الخفيفة من عندي (خصوصا في علامات الترقيم).
هذا ولا أجزم أن هذه النسخة أفضل مما قبلها، ولكنني تداركت فيها بعض المواضع التي فيها سقط في نسخة المشكاة. هذا والله الموفق.
وجزاكم الله خيرا ...
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[03 - 01 - 10, 11:09 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا على الجهود
وحبذا لو شكلتها
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[04 - 01 - 10, 03:01 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا على الجهود
وحبذا لو شكلتها
لقد شكلت بعض المواضع المشكلة، وسأقوم بإذن الله بتشكيلها في المستقبل القريب ورفعها، لكنه سيأخذ مني وقتا وجهدا، فلو قام به أحد الإخوة مشكورا كان أفضل ...
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[04 - 01 - 10, 07:17 م]ـ
بارك الله فيك وأبشر سأقوم بها إن شاء الله ثم أرفعها رغبة في تحصيل الأجر والله الموفق للصواب
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[05 - 01 - 10, 10:12 م]ـ
طيب تفضلوا الرابط ومن لديه استدراك أو عقيب فمرحبا.
http://www.4shared.com/file/189087656/b8ddb48f/___online.html
بالمناسبة لم أستطع إرفاق الملف مباشرة لضعف الشبكة والله المستعان
ـ[النقاء]ــــــــ[06 - 01 - 10, 11:12 م]ـ
طيب تفضلوا الرابط ومن لديه استدراك أو عقيب فمرحبا.
http://www.4shared.com/file/189087656/b8ddb48f/___online.html
بالمناسبة لم أستطع إرفاق الملف مباشرة لضعف الشبكة والله المستعان
بارك الله جهودكم أستاذي المبارك، وهذه بعض الملاحظات،
قرر الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه المشهور على كتاب التوحيد أن هذا المتن يسمى ((ثلاثة الأصول وأدلتها)) وأما ((الأصول الثلاثة وأدلتها)) فهو متن مختصر له.
مقيدته: وهذا الأخير هو الذي ندرسه في المراحل الابتدائية الدنيا في المدارس الحكومية السعودية.
جاء في عملكم المبارك ما نصه: [[لاَ مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلاَّ اللهُ، وَحَدُّ النَّفْيِ مِنَ الإِثْبَاتِ ((لاَ إِلَهَ)) نَافِياً مَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ.]] والذي سمعته في النسخة عندي على الشيخ صالح آل الشيخ في الشرح المذكور ما نصه: [[لاَ مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ، ((لاَ إِلَهَ)) نَافِياً مَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ]]
جاء في عملكم ما نصه: [[وَاجْتِنَابُ مَا نَهَى عَنْهُ وَزَجَرَ]]، وفي النسخة عندي المضبوطة على شرح الشيخ: [[وَاجْتِنَابُ مَا عَنْهُ نَهَى وَزَجَرَ]] وهو اختلاف بسيط.
جاء في عملكم: [[رَسُولاْ]] ولعل كتابتها هكذا [[رَسُولاً]] بالتنوين أفضل!
جاء في عملكم ما نصه: [[تَرْكُهَا، وَالْبَرَاءَةُ مِنْهَا وَأَهْلِهَا]]، والمضبوط على شرح الشيخ نصه: [[تَرْكُهَا وَأَهْلِهَا، وَالْبَرَاءَةُ مِنْهَا وَأَهْلِهَا]] بإثبات الأهل في الموضعين، وسار الشيخ في الشرح على ذلك.
جاء في عملكم: [[مَا يَكْرَهُ اللهُ وَيَأْبَاهُ]] والمضبوط على شرح الشيخ هو: [[مَا يَكْرَهُهُ اللهُ وَيَأْبَاهُ]] وهو اختلاف بسيط، حيث أُثبت هنا المفعول وحذف في الأول!
جاء في عملكم: [[مِنْ نُوحٍ إِلَى مُحَمَّدٍ]] ولعل الأفضل وضعها بين علامتي الجملة الاعتراضية هكذا: [[-مِنْ نُوحٍ إِلَى مُحَمَّدٍ-]] لتقريب المعنى المراد، ولئلا يتوهم أنها هي الركن الثاني المنتظر من الجملة.
وأخيرا سددكم الله ونفع بكم وجعلكم مباركين أينما كنتم.
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 12:03 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم وجزاكم الله خيرا على الملاحظات الطيبة
ـ[أنس الحلو]ــــــــ[07 - 01 - 10, 12:23 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبوعبد الله عادل المغربي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 12:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 01:28 ص]ـ
اللهم آمين ونفع الله بكم
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 08:11 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/41)
بارك الله جهودكم أستاذي المبارك، وهذه بعض الملاحظات،
قرر الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه المشهور على كتاب التوحيد أن هذا المتن يسمى ((ثلاثة الأصول وأدلتها)) وأما ((الأصول الثلاثة وأدلتها)) فهو متن مختصر له.
مقيدته: وهذا الأخير هو الذي ندرسه في المراحل الابتدائية الدنيا في المدارس الحكومية السعودية.
جاء في عملكم المبارك ما نصه: [[لاَ مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلاَّ اللهُ، وَحَدُّ النَّفْيِ مِنَ الإِثْبَاتِ ((لاَ إِلَهَ)) نَافِياً مَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ.]] والذي سمعته في النسخة عندي على الشيخ صالح آل الشيخ في الشرح المذكور ما نصه: [[لاَ مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ، ((لاَ إِلَهَ)) نَافِياً مَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ]]
جاء في عملكم ما نصه: [[وَاجْتِنَابُ مَا نَهَى عَنْهُ وَزَجَرَ]]، وفي النسخة عندي المضبوطة على شرح الشيخ: [[وَاجْتِنَابُ مَا عَنْهُ نَهَى وَزَجَرَ]] وهو اختلاف بسيط.
جاء في عملكم: [[رَسُولاْ]] ولعل كتابتها هكذا [[رَسُولاً]] بالتنوين أفضل!
جاء في عملكم ما نصه: [[تَرْكُهَا، وَالْبَرَاءَةُ مِنْهَا وَأَهْلِهَا]]، والمضبوط على شرح الشيخ نصه: [[تَرْكُهَا وَأَهْلِهَا، وَالْبَرَاءَةُ مِنْهَا وَأَهْلِهَا]] بإثبات الأهل في الموضعين، وسار الشيخ في الشرح على ذلك.
جاء في عملكم: [[مَا يَكْرَهُ اللهُ وَيَأْبَاهُ]] والمضبوط على شرح الشيخ هو: [[مَا يَكْرَهُهُ اللهُ وَيَأْبَاهُ]] وهو اختلاف بسيط، حيث أُثبت هنا المفعول وحذف في الأول!
جاء في عملكم: [[مِنْ نُوحٍ إِلَى مُحَمَّدٍ]] ولعل الأفضل وضعها بين علامتي الجملة الاعتراضية هكذا: [[-مِنْ نُوحٍ إِلَى مُحَمَّدٍ-]] لتقريب المعنى المراد، ولئلا يتوهم أنها هي الركن الثاني المنتظر من الجملة.
وأخيرا سددكم الله ونفع بكم وجعلكم مباركين أينما كنتم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لماذا لا يقوم الأخ الكريم مشكورا بإعادة رفع الملف مع إضافة الملاحظات التي قام التنبيه عليها هنا في حواشي الكتاب؟ مع تصحيح ما يمكن تصحيحه، أما بعض الاختلافات فأظن أنها من النسخ.
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 08:14 ص]ـ
طيب تفضلوا الرابط ومن لديه استدراك أو عقيب فمرحبا.
http://www.4shared.com/file/189087656/b8ddb48f/___online.html
بالمناسبة لم أستطع إرفاق الملف مباشرة لضعف الشبكة والله المستعان
عمل مبارك أخي، جزاك الله خيرا
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 08:43 ص]ـ
بارك الله جهودكم أستاذي المبارك، وهذه بعض الملاحظات،
قرر الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه المشهور على كتاب التوحيد أن هذا المتن يسمى ((ثلاثة الأصول وأدلتها)) وأما ((الأصول الثلاثة وأدلتها)) فهو متن مختصر له.
مقيدته: وهذا الأخير هو الذي ندرسه في المراحل الابتدائية الدنيا في المدارس الحكومية السعودية.
جاء في عملكم المبارك ما نصه: [[لاَ مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلاَّ اللهُ، وَحَدُّ النَّفْيِ مِنَ الإِثْبَاتِ ((لاَ إِلَهَ)) نَافِياً مَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ.]] والذي سمعته في النسخة عندي على الشيخ صالح آل الشيخ في الشرح المذكور ما نصه: [[لاَ مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ، ((لاَ إِلَهَ)) نَافِياً مَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ]]
جاء في عملكم ما نصه: [[وَاجْتِنَابُ مَا نَهَى عَنْهُ وَزَجَرَ]]، وفي النسخة عندي المضبوطة على شرح الشيخ: [[وَاجْتِنَابُ مَا عَنْهُ نَهَى وَزَجَرَ]] وهو اختلاف بسيط.
جاء في عملكم: [[رَسُولاْ]] ولعل كتابتها هكذا [[رَسُولاً]] بالتنوين أفضل!
جاء في عملكم ما نصه: [[تَرْكُهَا، وَالْبَرَاءَةُ مِنْهَا وَأَهْلِهَا]]، والمضبوط على شرح الشيخ نصه: [[تَرْكُهَا وَأَهْلِهَا، وَالْبَرَاءَةُ مِنْهَا وَأَهْلِهَا]] بإثبات الأهل في الموضعين، وسار الشيخ في الشرح على ذلك.
جاء في عملكم: [[مَا يَكْرَهُ اللهُ وَيَأْبَاهُ]] والمضبوط على شرح الشيخ هو: [[مَا يَكْرَهُهُ اللهُ وَيَأْبَاهُ]] وهو اختلاف بسيط، حيث أُثبت هنا المفعول وحذف في الأول!
جاء في عملكم: [[مِنْ نُوحٍ إِلَى مُحَمَّدٍ]] ولعل الأفضل وضعها بين علامتي الجملة الاعتراضية هكذا: [[-مِنْ نُوحٍ إِلَى مُحَمَّدٍ-]] لتقريب المعنى المراد، ولئلا يتوهم أنها هي الركن الثاني المنتظر من الجملة.
وأخيرا سددكم الله ونفع بكم وجعلكم مباركين أينما كنتم.
قمت بإجراء جميع التعديلات على النسخة الآتية، بوركت بوركت أخي
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[07 - 01 - 10, 12:37 م]ـ
جزاك الله خيرا وزادك الله حرصا على النفع واحتسابا للاجر
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 03:29 م]ـ
آمين وفيكم بارك الله جميعا ووفق الله الجميع لتعلمها والعمل بها والدعوة إليها والصبر عليها كما هو مراد المؤلف رحمة الله عليه وجميع العلماء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/42)
ـ[طويلبة علم شرعى]ــــــــ[05 - 11 - 10, 11:15 م]ـ
جزاااااااااااكم الله خير الجزاء
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 02:08 ص]ـ
آمين وجزاكم الله خير الجزاء
بالمناسبة الآن أعيد مراجعة النسخ وتصحيحها ثم سأرفعها إن شاء الله قريبا(61/43)
أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية في فضل علي – رضي الله عنه
ـ[ياسين بن مصدق]ــــــــ[03 - 01 - 10, 07:09 م]ـ
أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية في فضل علي – رضي الله عنه
علي بن محمد القضيبي
لشيخ الإسلام – رحمه الله – مواضع عديدة يمدح فيها علياً رضي الله عنه، ويثني عليه، وينزله في المنزلة الرابعة بعد أبي بكر وعمر وعثمان – رضي الله عنهم – كما هو منهج أهل السنة والجماعة، وهي واضحة صريحة تلوح لكل قارئ لكتب الشيخ، فلا أدري كيف زاغت عنها أبصار أهل البدعة والشائنين لشيخ الإسلام؟
وقد أحببت جمع بعضها في هذا المبحث ليقرأها كل منصف وطالب للحق من أولئك النفر، ولكي تقرّ بها أعين أهل السنة، فلا يحوك في صدر أحدهم وسواس أهل البدع تجاه شيخ الإسلام، عندما يطَّلعون على تلك الاتهامات الظالمة.
وقد أكثرتُ من النقل من كتاب (منهاج السنة) لأنه عمدة الطاعنين والمتهمين للشيخ بأن فيه عبارات توخي بانحرافه عن علي – رضي الله عنه – أو توهم تنقصه له، فوددت أن أبين لهؤلاء أنهم قومٌ لم يفقهوا مقاصد الشيخ من عباراته لأنهم ينظرون بعين السُخط وعين العداوة في الدين ومثل هذه الأعين لا يُفلح صاحبها.
وأبدأ هذه المواضيع بذكر مجمل عقيدته – رحمه الله – في الصحابة نقلاً عن (العقيدة الواسطية) وهي عقيدته الشهيرة التي كتبها بيده ونافح عنها في حياته أمام أهل البدع.
قال رحمه الله: [ومن أصول أهل السنة والجماعة: سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله في قوله تعالى: (والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنوا ربنا انك رءوف رحيم) الحشر (10).
وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه).
ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم، ويفضلون من أنفق من قبل الفتح وقاتل – وهو صلح الحديبية – على من أنفق من بعده وقاتل، ويقدمون المهاجرين على الأنصار، ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر – وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر -: (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) وبأنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، بل قد رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة -.ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة، وثابت بن قيس بن شماس وغيرهم من الصحابة.
ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره، من أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي رضي الله عنهم، كما دلت عليه الآثار، وكما أجمع على تقديم عثمان في البيعة، مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي – رضي الله عنهما – بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما - أيهما أفضل، فقدم قوم عثمان وسكتوا، و ربعوا بعلي، وقدم قوم علياً، وتوقفوا، لكن استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان ثم علي.
وإن كانت هذه المسألة – مسألة عثمان وعلي – ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة، لكن التي يضلل فيها مسألة الخلافة، وذلك أنهم يؤمنون أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، ومن طعن في خلافة أحد هؤلاء فهو أضل من حمار أهله]. (1)
وأما المواضع التي ذُكر فيها شيخ الإسلام فضل علي – رضي الله عنه - ودافع عنه:
فمن ذلك قوله – رحمه الله -:
[فضل عليّ وولايته لله وعلو منزلته عند الله معلوم، ولله الحمد، من طرق ثابتة أفادتنا العلم اليقيني، لا يحتاج معها إلى كذب ولا إلى ما لا يُعلم صدقه]. (2)
ومن ذلك قوله رحمه الله:
[وأما كون عليّ وغيره مولى كل مؤمن، فهو وصف ثابت لعليّ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد مماته، وبعد ممات عليّ، فعلي اليوم مولى كل مؤمن، وليس اليوم متولياً على الناس، وكذلك سائر المؤمنين بعضهم أولياء بعض أحياءً وأمواتاً]. (3)
ومن ذلك قوله رحمه الله:
[وأما علي رضي الله عنه فلا ريب أنه ممن يحب الله ويحبه الله]. (4)
ومن ذلك قوله رحمه الله ـ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/44)
[لا ريب أن موالاة علي واجبة على كل مؤمن، كما يجب على كل مؤمن موالاة أمثاله من المؤمنين]. (5)
ومن ذلك قوله ـ رحمه الله ـ:
وكتب أهل السنة من جميع الطوائف مملوءة بذكر فضائله ومناقبه، وبذم الذين يظلمونه من جميع الفرق، وهم ينكرون على من سبَّه، وكارهون لذلك، وما جرى من التسابّ والتلاعن بين العسكرين، من جنس ما جرى من القتال، وأهل السنة من أشد الناس بغضاً وكراهة لأن يُتعرض له بقتال أو سب.
بل هم كلهم متفقون على أنه أجلّ قدراً، وأحق بالإمامة، وأفضل عند الله وعند رسوله وعند المؤمنين من معاوية وأبيه وأخيه الذي كان خيراً منه، وعليّ أفضل من الذين اسلموا عام الفتح وفي هؤلاء خلق كثير افضل من معاوية أهل الشجرة افضل من هؤلاء كلهم، وعليّ أفضل جمهور الذين بايعوا تحت الشجرة، بل هو أفضل منهم كلهم إلا ثلاثة، فليس في أهل السنة من يقدم عليه أحداً غير الثلاثة، بل يفضلونه على جمهور أهل بدر وأهل بيعة الرضوان، وعلى السابقين الأوَّلين من المهاجرين والأنصار]. (6)
ويقول – رحمه الله – مبيناً شجاعة علي – رضي الله عنه -:
[لا ريب أن علياً رضي الله عنه كان من شجعان الصحابة، وممن نصر الله الإسلام بجهاده، ومن كبار السابقين الأوَّلين من المهاجرين والأنصار، ومن سادات من آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله، وممن قاتل بسيفه عدداً من الكفار]. (7)
ومن ذلك قوله:
[وأما زهد عليّ رضي الله عنه في المال فلا ريب فيه، لكن الشأن أنه كان أزهد من أبي بكر وعمر]. (8)
ومن ذلك قوله:
[نحن نعلم أن علياً كان أتقى لله من أن يتعمد الكذب، كما أن أبا بكر وعمر وعثمان وغيرهم كانوا أتقى لله من أن يتعمدوا للكذب]. (9)
ومن ذلك أنه – رحمه الله – يرى أن الذين لم يقاتلوا علياً – رضي الله عنه - هم أحب إلى أهل السنة ممن قاتله، وأن أهل السنة يدافعون عنه بقوة أمام اتهامات النواصب والخوارج، يقول:
[وأيضاً فأهل السنة يحبون الذين لم يقاتلوا علياً أعظم مما يحبون من قاتله، ويفضلون من لم يقاتله على من قاتله كسعد بن أبي وقاص، وأسامة بن زيد، ومحمد بن مسلمة، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم.
فهؤلاء أفضل من الذين قاتلوا علياً عند أهل السنة.
والحب لعليّ وترك قتاله خير بإجماع أهل السنة من بغضه وقتاله، وهم متفقون على وجوب موالاته ومحبته، وهم من أشد الناس ذبّاً عنه، ورداً على من طعن عليه من الخوارج وغيرهم من النواصب، ولكن لكل مقام مقال]. (10)
ومن ذلك أنه يُفَضِّل الصحابة الذين كانوا مع علي على الصحابة الذين كانوا مع معاوية – رضي الله عنهم أجمعين – يقول:
[معلوم أن الذين كانوا مع علي من الصحابة مثل: عمار وسهل بن حنيف ونحوهما كانوا أفضل من الذين كانوا مع معاوية]. (11)
هذه مواضيع يسيرة مما نُقل عن شيخ الإسلام – رحمه الله – في فضل علي – رضي الله عنه – ودفاعه الحار عنه أمام أعداءه، وتبرئته مما نسبوه إليه.
فهل يُقال بعد هذا كما قال هؤلاء المبتدعة الجائرون بأنه – رحمه الله – كان منحرفاً عن علي – رضي الله عنه -! أو أنه تنقصه في كتبه؟!.
سبحانك هذا بهتان عظيم! لا يقوله أدنى مسلم فضلاً عن شيخ الإسلام الذي تصرمت حبال أيامه في تقرير عقيدة السلف الصالح، من ضمنها تفضيل علي رضي الله عنه وجعله الخليفة الرابع الراشد، واعتقاد أنه على الحق أمام من حاربه وخالفه.
ولكن ذنب شيخ الإسلام عند هؤلاء المبتدعة أنه لم يَغلُ في عليٍّ كما غلوا، أو يتجاوز به قدره الذي أراده الله له. (12)
المصدر: رسالة:
ثناء ابن تيمية رحمه الله
على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وأهل البيت رحمهم الله
جمع وترتيب
أبي خليفة علي بن محمد القُضيبي
1424هـ - 2003م
تقديم الشيخ
سليمان بن صالح الخراشي
(1) العقيدة الواسطية ص (50 – 53) طبعة المكتب الإسلامي ط 4 عام 1405 هـ
(2) منهاج السنة: (8/ 165).
(3) المصدر السابق: (7/ 325).
(4) المصدر السابق: (7/ 218).
(5) المصدر السابق: (7/ 27).
(6) منهاج السنة: (4/ 396).
(7) منهاج السنة: (8/ 76).
(8) المصدر السابق: (7/ 489).
(9) المصدر السابق: (7/ 88).
(10) منهاج السنة: (4/ 395).
(11) مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية: (ص 61).
(12) راجع كتاب (ابن تيمية لم يكن ناصبياً) لسليمان بن صالح الخراشي: (74 – 87)
الموضوع الاصلي هنا ( http://www.tunisia-web.com/vb/t46072.html)
ركن عقيدة اهل السنة و الجماعة ( http://www.tunisia-web.com/vb/382/)
__________________
اول منتدى تونسي يفتح قسما للعقيدة السلفية الصحيحة
ركن عقيدة اهل السنة و الجماعة ( http://www.tunisia-web.com/vb/382/)
ـ[ياسين بن مصدق]ــــــــ[12 - 10 - 10, 05:32 م]ـ
للرفع رفع الله قدر اهل السنة
اهلا بكم معنا هنا: منتديات تونيزيا واب ( http://www.tunisia-web.com/forum/)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/45)
ـ[عبد الله عبد الفتاح الشامي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 12:11 ص]ـ
ما شاء الله
ـ[أبو النصر المنصوري]ــــــــ[13 - 10 - 10, 01:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
ـ[عبد الحكيم حمادي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 08:07 م]ـ
جزاك الله خيرا.(61/46)
رد سماحة الشيخ المفتي آل الشيخ على كثير ممن يظهر في وسائل الاعلام ويدعو بلا علم
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[03 - 01 - 10, 09:21 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فهذا ايها الاحبة رد من سماحة الشيخ المفتى عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله، على كثير ممن يتصدر المجلات و الفضائيات وغيرها من دعاة يدعون الى الله تعالى بلا علم ولا منهج قويم وإليكم رابط المادة الصوتية
http://www.mediafire.com/?qwyylk12tim
جزاه الله عنا من شيخ خير الجزاء
وفقني الله واياكم(61/47)
هل ثبت أن يوم عاشوراء يوم فرح و سرور؟
ـ[عبدالعزيز البرجس]ــــــــ[03 - 01 - 10, 10:43 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في العاشر من هذا المحرم، ذكر السيد/ فؤاد الرفاعي -صاحب مركز "و ذكر" الدعوي الكويتي- أن يوم عاشوراء يوم فرح و سرور لأن الله تعالى نجا فيه نبيه موسى عليه السلام من الغرق. فهل ما ذكره صحيح؟ أنا أعلم أن النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ذكر سبب صيام هذا اليوم و لكن لم يذكر أنه يوم فرح أو يوم حزن. فمن كان عنده علم بالأمر فليذكره -غير مأمور- مع الدليل.
ـ[عبدالعزيز البرجس]ــــــــ[04 - 01 - 10, 12:30 ص]ـ
هل من جواب يا كرام؟
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[04 - 01 - 10, 07:53 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
قال شيخ الاسلام ابن تيميه -رحمه الله- بعد ذكره لبدعة الرافضه في عاشوراء
فَعَارَضَ هَؤُلاءِ قَوْمٌ إمَّا مِنْ النَّوَاصِبِ الْمُتَعَصِّبِينَ عَلَى الْحُسَيْنِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ,مِنْ الْجُهَّالِ الَّذِينَ قَابَلُوا الْفَاسِدَ بِالْفَاسِدِ , وَالْكَذِبَ بِالْكَذِبِ , وَالشَّرَّ بِالشَّرِّ , وَالْبِدْعَةَ بِالْبِدْعَةِ , فَوَضَعُوا الآثَارَ فِي شَعَائِرِ الْفَرَحِ وَالسُّرُورِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كَالاكْتِحَالِ وَالاخْتِضَابِ , وَتَوْسِيعِ النَّفَقَاتِ عَلَى الْعِيَالِ , وَطَبْخِ الأَطْعِمَةِ الْخَارِجَةِ عَنْ الْعَادَةِ , وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يُفْعَلُ فِي الأَعْيَادِ وَالْمَوَاسِمِ , فَصَارَ هَؤُلاءِ يَتَّخِذُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ مَوْسِمًا كَمَوَاسِمِ الأَعْيَادِ وَالأَفْرَاحِ. وَأُولَئِكَ يَتَّخِذُونَهُ مَأْتَمًا يُقِيمُونَ فِيهِ الأَحْزَانَ وَالأَتْرَاحَ وَكِلا الطَّائِفَتَيْنِ مُخْطِئَةٌ خَارِجَةٌ عَنْ السُّنَّةِ
الفتاوى الكبرى: ج5
منقول من هذا الرابط
http://www.islam-qa.com/ar/ref/4033
ـ[عبدالعزيز البرجس]ــــــــ[05 - 01 - 10, 01:39 ص]ـ
جزاك االه خيرا
ـ[عبدالعزيز البرجس]ــــــــ[05 - 01 - 10, 07:50 م]ـ
و لكن السؤال: هل يعد هذا اليوم يوم فرح من باب أنه وافق يوما نجا الله فيه موسى عليه السلام؟
ـ[عبدالعزيز البرجس]ــــــــ[06 - 01 - 10, 01:30 ص]ـ
ما لكم لا تنطقون؟
ـ[عبدالعزيز البرجس]ــــــــ[07 - 01 - 10, 05:30 م]ـ
هل من جواب؟(61/48)
تبرئة الشيخ حافظ الحكمي مما نسب إليه من كلام المعتزلة
ـ[ابن بركات المصري]ــــــــ[04 - 01 - 10, 09:59 ص]ـ
تبرئة الشيخ حافظ الحكمي: من موافقة المعتزلة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه؛ وبعد:
فقد قال الشيخ محمود عبد الرازق في كتابه الشهير أسماء الله الحسنى في الكتاب والسنة (ص 166: 167): ((ومن ثمَّ لا بد أن ننبه على خطأ غير مقصود في ذكر دلالة الأسماء على الصفات ذكره الشيخ حافظ حكمي:، وتناقله كثير من الدعاة دون تحقق في فهم المسألة حيث قال:: (فدلالة اسمه تعالى الرحمن على ذاته ? مطابقة وعلى صفة الرحمة تضمنا وعلى الحياة وغيرها التزاما، وهكذا سائر أسمائه تبارك وتعالى)، فقوله بأن الرحمن يدل على ذات الله بالمطابقة هو في حقيقته مذهب المعتزلة، والصواب أنه يدل على الذات بالتضمن وعلى الرحمة بالتضمن وعليهما معا بالمطابقة، والشيخ لا يقصد مذهب المعتزلة لأنه أثبت الصفات وهم ينفونها فتنبه)) اهـ.
= ولي على هذا الكلام بعض الاستفسارات:
1 - أليس قولُ الشيخ محمود عبد الرازق - حفظه الله -: ((فقوله بأن الرحمن يدل على ذات الله بالمطابقة هو في حقيقته مذهب المعتزلة)) قولاً مبتوراً؛ إذِ القاعدةُ عند الشيخ حافظ: لا تنتهي عند هذا الحد، ولا يجوز أن يُبني الحكم على جزءٍ من القاعدة مع ترك بقية ما قاله الشيخ حافظ:.
ثمَّ إنَّه من المعلوم أنَّ الذي أوقع المعتزلة فيما وقعوا فيه من البدع في الأسماء والصفات ليس قولهم: إنَّ أسماء الله ـ تدل على الذات بالمطابقة، كما يقول الشيخ محمود - حفظه الله -. وإنَّما أوقعهم في ذلك نفيُهم لدلالة التضمن والالتزام، واعتبارُهم أنَّ أسماء الله ـ أسماءٌ جامدة غير مشتقة، أصلاً.
وقد أشار الشيخ محمود - حفظه الله - إلى هذا حيث قال في كتابه المذكور: ((وتجدر الإشارة إلى أن الأسماء الحسنى عند المعتزلة تدل على الذات بالمطابقة فقط؛ لأنهم ينفون الصفات. فالأسماء عندهم تنعدم فيها دلالة التضمن واللزوم)) اهـ.
= وعلى ذلك فقارن - أيها القارئ اللبيب - بين القاعدة عند الشيخ حافظ:؛ وهي: ((دلالة الأسماء الحسنى على ثلاثة أنواع، دلالتها على الذات مطابقة، ودلالتها على الصفات المشتقة منها تضمنا، ودلالتها على الصفات التي ما اشتقت منها التزاما. ومثال ذلك: اسمه تعالى الرحمن الرحيم يدل على ذات المسمى، وهو الله ? مطابقة، وعلى الصفة المشتق منها وهي الرحمة تضمنا، وعلى غيرها من الصفات التي لم تشتق منها كالحياة والقدرة التزاما)) اهـ. من أعلام السنة المنشورة باختصار يسير جداً.
قارن بين ذلك وبين قاعدة المعتزلة: ((للأسماء الحسنى دلالةٌ واحدةٌ هي دلالة المطابقة. فهي تدل على الذات مطابقةً، دون أن تتضمن إثبات أي صفة، ودون أن يلزم منها ذلك. وهي مع ذلك أسماء جامدة؛ فالمعنى المتبادر من اسم ((الله)) و ((الرحمن)) و ((العليم)) هو معنى واحد)).
فهل تسوية كلام الشيخ بكلام المعتزلة - بعد ذلك - صحيحٌ؟!!
2 - والسؤال الآن للشيخ محمود - حفظه الله -: على أي أساس ذهب الشيخ حافظ: إلى إثبات الصفات المتضمَّنة واللازمة؟
الجواب المستفاد من كلام الشيخ محمود - حفظه الله - هو أنَّ الشيخ حافظ: قد أثبت تلك الصفات تقليداً لأئمة أهل السنة، بينما الصحيح أنَّ الشيخ: أثبتها بالقاعدة الصحيحة التي اتَّبَعها والتي تقول بأنَّ الدلالة الوضعية للأسماء ثلاث دلالات وليست واحدة، كما قال المعتزلة.
= وعلى ذلك يكون قول الشيخ محمود عبد الرازق - حفظه الله -: ((والشيخ لا يقصد مذهب المعتزلة لأنه أثبت الصفات وهم ينفونها)) غيرَ دقيق لأنَّ الشيخ حافظ: كبقية أهل السنة، خالف المعتزلة في القاعدة وبالتالي خالفهم في النتيجة. وأمَّا المستفاد من كلام الشيخ محمود - حفظه الله - هو أنَّ الشيخ حافظ: قد وافقهم في القاعدة وخالفهم في النتيجة! وهذا الكلام ظاهر التناقض، والله أعلم.
3 - ثمَّ إنَّ الراجحَ الصحيح - والله أعلم - أنَّ دلالة المطابقة أعمُّ مما ذكره الشيخ محمود - حفظه الله -؛ لأنَّها تدلُّ على الذات بما لها من صفاتٍ معلومةٍ عند السامعِ إذ الذات لا تنفك عن صفاتها. فدلالة المطابقة إذن؛ هي: دلالة اللفظ على كل معناه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/49)
وينبغي أن يُنتبه إلى أنَّ مبحث الدلالات - في الأصل - من مباحثِ (علم المنطق)، وإدخالُه في مباحث الأسماء والصفات أمرٌ حادثٌ لا أثر له في القرون الفاضلة، ولم ينتشر بين أهل السنة إلا في العصورِ المتأخرة؛ ولذلك ينبغي على الباحث أن يراجعَ أقوال المناطقةِ في هذا المبحث قبل أن يخوض فيه، وقد قال الأخضريُّ: في (السلم المنورق):
دَلالةُ اللَّفْظِ عَلى ما وافَقَهْ
يَدْعُونَها دَلالَةَ المُطابَقَةْ
وَجُزْئِهِ تَضَمُّناً وَما لَزِمْ
فَهْوَ الْتِزامٌ إِنْ بِعَقْلٍ الْتُزِمْ
قال الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله -: «المطابقة والتّضمّن والالتزام هي في أصلها من البحوث المنطقية، مطابقة تضمّن والتزام يبحثها المناطقة في أول كتب المنطق، ونَقَلَهَا اللغويون ونقلها الأصوليون في كتبهم فأصبح الناس - ممن لم يُقْبِلْ على كتب المنطق - يستفيدونها من كتب الأصول، سيَّما أنّ أئمة أهل السنة استفادوا منها في مباحث الأسماء والصّفات كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وعدد من أئمة الدعوة، و معناها:
- المطابقة: هي دلالة اللفظ على كل معناه.
- التضمن: دلالة اللفظ على بعض معناه.
- اللزوم: دلالة اللفظ على شيء آخر يلزم لوجود هذه الصفة وجود ذلك الشيء الآخر)) اهـ. من إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل.
وقد مثَّل الشيخ صالح – حفظه الله - بعد ذلك بأنَّ اسم الله «الرحيم» دال على ذات متصفة بالرحمة؛ بناءً على أنَّ دلالة المطابقة هي دلالة اللفظ على كل معناه.
4 - وعلى فرض أنَّ الشيخ غير القاعدة في اصطلاحِه؛ فجعل دلالة الاسم على الذات بالمطابقة، وعلى الصفة التي اشتق منها بالتضمن، وأثبت كذلك دلالة اللزوم؛ فماذا كان؟!!
النتيجة بلا شك من هذه القاعدة تأصيلاً وتفريعاً إثبات الأسماء والصفات التي اشتُق منها الاسم والتي تلزم منه. ومعلومٌ أنَّ العبرة - غالباً - بالحقائق لا بالألفاظ. وبذلك يكون الخلافُ لفظيَّاً لا حقيقياً.
5 - ورغم ذلك كلِّه فالشيخ حافظ: لم يتفرد بهذا الكلام، بل وافقه على ذلك غيرُ واحدٍ من أهل العلم؛ كابن الوزير: حيث قال: «الفرق بين دلالة المطابقة والتضمن والالتزام: فالمطابقة هي اللغوية دونهما وهي دلالة اللفظ على معناه الموضوع له كدلالة غسل أعضاء الوضوء عليها جملة. وإن دل اللفظ على جزء المعنى فهو التضمن كدلالة آية الوضوء على غسل العين لأنها بعض الوجه وما تحت الأظفار والخاتم لأنه بعض اليد. وان دل اللفظ على لازم ما وضع له فدلالة الالتزام كدلالة آية الوضوء على وجوبه» اهـ. من إيثار الحق على الخلق.
ومنهم أيضاً الشيخ سفر الحوالي - حفظه الله - حيث قال: «فمثلاً: اسم: «الله» هذا الاسم من أسماء الله يدل على ذات الله ـ دلالة مطابقة، وهو يدل على الصفة المشتقة منه بالتضمن، وهي الألوهية. واسم القدير: يستلزم إثبات القدرة له، والحي: يستلزم إثبات الحياة له، والرحيم: يستلزم إثبات الرحمة له، فهذه دلالة تضمن. ودلالته على بقية الصفات بالالتزام، فعندما نقول: الله قدير وعليم، فهذا الاسم يدل على أن الله حي، فدلالة الاسم على صفة أخرى غير الصفة التي تشتق منه تسمى: دلالة التزام» اهـ. من شرح صوتي للعقيدة الطحاوية.
6 - ومما ينبغي أن يثير اهتمام القارئ والباحث أنَّ كتاب معارج القبول كتابٌ ذائع الصيت، قرأه كثيرٌ من أهل العلم فأثنوا عليه ودرَسوه ودرَّسوه؛ فمن منهم قال: إنَّ كلام الشيخ حافظ: في هذه المسألة ((هو في حقيقته مذهب المعتزلة))؟!
7 - وختاماً؛ فإنِّي أذكر نفسي وأمثالي من طلبة العلم المبتدئين بالتزام الأدب مع أهل العلم، لاسيما وقد قال لي أحد المبتدئين، متأثراً بكلام الشيخ محمود - حفظه الله -: ((إنَّ كلام الشيخ حافظ: راجعٌ لأنَّه توفي صغيراً)) أي أنَّه لم يكن مؤهَّلاً لمثل هذا الكلام، فسبحان الله رب العالمين.
ولنتعلَّم سوياً الأدب وحسن الظن بعلمائنا من قول الشيخ محمود - نفسهِ -: ((خطأ غير مقصود ... والشيخ لا يقصد مذهب المعتزلة)) اهـ.
وأسأل الله ـ أن يرحمنا والشيخ حافظ، وأن يبارك في الشيخ محمود عبد الرازق وأمثاله من أهل العلم، والحمد لله رب العالمين.(61/50)
طعون رافضة اليمن في صحابة الرسول المؤتمن
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[04 - 01 - 10, 04:18 م]ـ
كتاب:طعون رافضة اليمن في صحابة الرسول المؤتمن صلى الله عليه وسلم
تأليف: أبي نصر محمد بن عبدالله الإمام
نشر مكتبة الرضوان، مصر
الطبعة الأولى عام 1426هـ
غلاف، عدد صفحاته 223
--------------------------------
http://www.olamayemen.com/show_book13.html (http://www.olamayemen.com/show_book13.html)(61/51)
بوائق رافضة اليمن في الماضي والحاضر
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[04 - 01 - 10, 04:19 م]ـ
فضلآ على الرابط الآتي ....
موقع علماء ومشايخ الدعوة السلفية في اليمن | الكتب | بوائق رافضة اليمن في الماضي والحاضر ( http://www.olamayemen.com/show_book71.html)(61/52)
حفظ العقيدة الطحاوية ...
ـ[عبدالله البدري]ــــــــ[04 - 01 - 10, 08:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هل يغني حفظ العقيدة الطحاوية .. عن غيرها ... ؟؟
وما هو أقصر شروح الطحاوية الصوتية ... ؟؟
ـ[أبو مجاهد الشامي]ــــــــ[04 - 01 - 10, 11:33 م]ـ
لا يغني أبداً فهناك من هو أولى منها ..
كتب العلامة حافظ حكمي رحمه الله تعالى مباركةٌ قيمة.
افضل الشروح شرح العلاّمة سفر الحوالي، وابن ابي العز الحنفي رحمه الله تعالى
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[05 - 01 - 10, 12:04 ص]ـ
عليك بالواسطية اخي الحبيب.
ـ[أبو مجاهد الشامي]ــــــــ[05 - 01 - 10, 01:43 ص]ـ
لا يغني أبداً فهناك من هو أولى منها ..
كتب العلامة حافظ حكمي رحمه الله تعالى مباركةٌ قيمة.
افضل الشروح شرح العلاّمة سفر الحوالي، وابن ابي العز الحنفي رحمه الله تعالى
زيادةُ فائدة:
شرح العلاّمة حمود الشعيبي رحمه الله تعالى
شرح العلاّمة ابن جبرين رحمه الله تعالى
شرح العلاّمة عبد الرحمن البراك حفظه الله وأطال عمره وختم له بالصالحات ..
وتعليقات الدكتور عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف على شرح إبن أبي العز.
ودونك شرح العلاّمة سفر حفظه الله، وشفاه من كل مكروه ... آمين ...
ـ[عبدالله البدري]ــــــــ[05 - 01 - 10, 08:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أشكركم جزيل الشكر على النصائح .. ودمتم في رعاية الله تعالى .. اللهم آمين
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[11 - 01 - 10, 01:42 ص]ـ
كل التحية للكرام الأحبة
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 01:50 ص]ـ
تعليقات الشيخ العلامة صالح الفوزان مفيدة كذلك.(61/53)
السنة للإمام محمد بن يحيى الذهلي
ـ[محمد بن نايف العتيبي]ــــــــ[04 - 01 - 10, 10:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا جزء عزيز في باب من أهم أبواب العلم الشرعي وهو باب الإعتقاد راجيا من الله أن ييسر له من يقوم بنشره وتحقيقة
السنة
تصنيف
الإمام محمد بن يحيى الذهلي
رحمه الله
رواية عبدالله بن أحمد الخفاف عنه
رواية ابو جعفر النحاس عنه
قال ابو جعفر النحاس حدثنا عبدالله بن أحمد بن عبدالسلام سمعت محمد بن يحيى النيسابوري يقول
(السنة عندنا وهو قول أئمتنا مالك بن أنس وابي عبد الرحمن بن عمر والاوزاعي وسفيان بن سعيد الثوري وسفيان بن عيينة الهلالي واحمد بن حنبل وعليه عهدنا أهل العلم أن الله جل وعلا يُرَى في الآخرة بالأبصار يراه أهل الجنة فأما سواهم من بني آدم فلا
قال:والحجة في ذلك أحاديث مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل له:يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة وذكر الحديث
قال محمد بن يحيى:وأن الإيمان بهذه الأحاديث المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في رؤية الرب في القيامة والقدر والشفاعة وعذاب القبر والحوض والميزان والدجال والرجم ونزول الرب تبارك وتعالى في كل ليلة بعد النصف أو الثلث الباقي والحساب والنار والجنة أنهما مخلوقتان غير فانيتين وأنه ليس أحد (إلا) سيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان يترجم له ونحوها من الأحاديث
والتصديق بها لازم للعباد أن يؤمنوا بها وإن لم تبلغه عقولهم ولم يعرفوا تفسيرها فعليهم الإيمان بها والتسليم بلا كيف ولاتنقير ولاقياس لأن أفعال الله لاتشبَّه بأفعال العباد)
إعراب القرآن لأبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس
الطبعة الثالثة دارعالم الكتب
الجزء الخامس الصفحة 88 سورة القيامة
ما بين القوسين زيادة مني(61/54)
اختلاف العلماء ـ رحمة الله عليهم ـ في عدِّ أصول الفِرق
ـ[سلطان بن عبيد العَرَابي]ــــــــ[04 - 01 - 10, 11:40 م]ـ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
الحمدُ لله والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله وبعدُ
اختلف العلماء ـ رحمة الله عليهم ـ في عدِّ أصول الفِرق، وطاشت أحلام الخلْق في ذلك.
فمن العلماء من جعل أصول الفِرق عشرة أصناف: الشِّيعة، والخوارج، والمرجئة، والمعتزلة، والجهميَّة، والضراريّة، والحسينية، والبكرية، والكلاّبية، وأصحاب الحديث.
وهذا ما ذهب إليه أبو الحسن الأشعري ـ رحمه الله ـ في مقالاته، انظر: 1/ 65.
ومنهم من عدَّ أصولها ثمانية، وهم: الرَّافضة، والخوارج، والمعتزلة، والمرجئة، والجهميَّة، والنجَّاريَّة، والكرَّاميّة، والمشبِّهة.
انظر: الفرْق بين الفِرَق ص29، الاعتصام 2/ 718.
ومنهم من جعل كبار الفِرق أربع، وهم: القدريّة، والصفاتيّة، والخوارج، والشِّيعة. انظر: الملل والنِّحل 1/ 11.
وهذه المسألة من المسائل الَّتي لا تكاد تجد فيها ((مصنَّفَيْن منهم متّفقين على منهاج واحد في تعديد الفِرق)) الملل والنِّحل 1/ 9.
وحاصل الأمر في ذلك أَنَّ هؤلاء الَّذين ذكروا هذا التّعداد تكلَّفوا المطابقة للحديث، ونظروا إلى العدد في الحديث، وأنَّهُ مراد.
وبالنَّظر في أصول أهل البدع نجدهم في الأعمِّ الأغلب لا يخرجون عن أصول فِرق أربع وهي: الشّيعة، والخوارج، والقدريَّة، والمرجئة، دون الجهميّة؛ لأنَّهُم خارجون عن فِرق الإسلام كما قال عبد الله بن المبارك وغيره من السَّلف.
انظر: الإبانة لابن بطّة 1/ 377، 379، مجموع الفتاوى 17/ 447، 448، 486، 478، الاعتصام 2/ 270.(61/55)
الفرق الاسلامية (الجزء العاشر) ..........
ـ[مشاري بن خالد الاصقه]ــــــــ[05 - 01 - 10, 08:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيمهذا الجزء العاشر من تلخيص كتاب فرق اسلامية تنتسب الي الاسلام والاسلام بريء منها للدكتور غالب عوجيوهذا هو التلخيص الاخيروبالله التوفيق ...
ـ[مشاري بن خالد الاصقه]ــــــــ[05 - 01 - 10, 08:51 ص]ـ
الباب الرابع عشر" الأشاعرة أو السبعية "1 - متي كان ظهور الأشاعرة؟ ظهرت الأشعرية بعد أن تنفس الناس الصعداء من سيطرة المعتزلة في القرن الثالث الهجري. وهى في الأصل نسبة إلى أبي الحسن الأشعري، ظهر بالبصرة وكان أول أمره على مذهب المعتزلة ثم تركه واستقل عنهم، ولقد أصبح الانتساب إلى الأشعري هو ما عليه أكثر الناس في البلدان الإسلامية. بعضهم على معرفة بمذهبه الصحيح وآرائه التي استقر عليها أخيرا، وبعضهم على جهل تام بذلك وبعضهم يتجاهل ويصر على مخالفته مع انتسابه إليه. وانتساب الأشاعرة إليه إنما هو بعد تركه للاعتزال وانتسابه إلى ابن كلاب، وهى المرحلة الثانية من المراحل التي مر بها الأشعرية، ولم يدم فيها إذ رجع إلى مذهب السلف، ولكن بعض الأشاعرة ينتسبون إليه ولكن في مرحلته الثانية، ومن انتسب إليه في مرحلته الثالثة فقد وافق السلف. 2 – من هو أبو الحسن الأشعري؟ هو علي بن إسماعيل الأشعري ينتسب إلى أبي موسى الأشعرية، وهو أحد علماء القرن الثالث، تنتسب إليه الأشعري، ولد في البصرة سنة 250 هـ وقيل: سنة 270 هـ وتوفى سنة 330 هـ. تعمق أولا في مذهب المعتزلة وتتلمذ على أبي علي الجبائي محمد بن عبد الوهاب أحد مشاهير المعتزلة، إلا أن الله أراد له الخروج عن مذهبهم والدخول في مذهب أهل السنة والجماعة، وتوج ذلك بما سجله في كتاب " الإبانة عن أصول الديانة ". 3 – ما هي عقيدة الأشعري؟ أن الأشعري كان على مذهب المعتزلة ومن العارفين به، وأنه أقام عليه مدة أربعين سنة ومما يذكره العلماء عن سيرته ورجوعه عن الاعتزال ومذهب ابن كلاب إلى المذهب الحق، أنه مكث في بيته خمسة عشر يوما لا يخرج إلى الناس وفى نهايتها خرج في يوم جمعة، وبعد أن انتهى من الصلاة صعد المنبر وقال مخاطبا من أمامه من جموع الناس بانه رجع الي الطريق الحق. وحينما أنضم إلى أهل السنة والجماعة قابلوه بكل الود والاحترام وثار عليه المعتزله وليس صحيح ما يقال انه لم يتب وان الابانة مكذوب عليه. وعلى هذا فإن الأشعري مر بثلاثة أحوال في عقيدته: الحال الأول: حال الاعتزال. الحال الثاني: إثبات الصفات العقلية وتأويل الصفات الخبرية. الحال الثالث: إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جريا على منوال السلف.4 – ما أشهر زعماء الأشعرية الذين ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري؟ لقد انتسب إلى الأشعري جماعة من المشاهير كان لهم الباع الطويل في تحرر المذهب الذي ينتسبون إليه. إلا إنهم لم يكونوا على طريقة أبي الحسن الأشعري والمتقدمين من أصحابه في إثبات الصفات. ومن كبار أولئك الرجال: أبو بكر الباقلاني والبيضاوي والشريف الجرجاني وكذا الإمام الجويني (الأب) وكذا ابنه إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف والغزالي وأبو الفتح محمد بن أبي القاسم عبد الكريم الشهرستاني وأبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين الطبرستاني. وأما قدماء الأشاعرة الذين كانوا على مذهب أبي الحسن الأشعري في إثبات صفات الله تعالي فمنهم: الباقلاني والطبري والباهلي وهؤلاء مشوا على الطريقة السلفية في باب الصفات، ولكن من جاء بعدهم ممن ينتسب إلى الأشعري تركوا طريقتهم وأولوا الصفات تأويلات باطلة، ومنهم من رجع أخيرا إلى مذهب السلف وذموا ما كانوا عليه من الانحراف وهم بعض من قدمنا أسماءهم.5 – ما موقف الأشاعرة من صفات الله تعالى؟ وقف الأشاعرة بالنسبة للإيمان بصفات الله تعالى موقفا مضطربا مملوءا بالتناقض، ولم يتمكنوا من الدخول في المذهب السلفي كاملا، إذ وافقوا السلف في جانب وخالفوهم في جانب آخر، ونفس المسلك هذا أيضا تم مع مذهب المعتزلة، فقد وافقوهم في جانب وخالفوهم في آخر. وموقف الأشاعرة في باب الصفات حاصله ما يلي: ذهب الأشاعرة إلى تقسيم الصفات الإلهية إلى: صفات نفسية راجعة إلى الذات أي إلى وجود الله تعالى ذاته، وإلى صفات سلبية. وأقسام الصفات الثابتة لله تعالى هي كما يلي: صفات ذاتية: وهى التي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/56)
لا تنفك عن ذات الله تعالى، كالعلم والحياة والقدرة والسمع والبصر .. الخوصفات فعلية: وهى التي تتعلق بمشيئته وقدرته بمعنى إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها، كالاستواء. وبعض الصفات تجمع الأمرين، فتكون ذاتية باعتبار، وفعلية باعتبار آخر، مثل صفة الكلام فهي ذاتية باعتبار أن الله تعالي لم يزل ولا يزال يتكلم لا تنفك عن ذاته هذه الصفة، وهى فعلية باعتبار أن الله يتكلم حسب مشيئته. ومن جهة أخرى تنقسم الصفات الثابتة لله تعالى إلى: صفات عقلية: ثبتت بالنص وبالعقل أيضا، كالعلم، والكلام، والسمع، والبصر، والإرادة، والبقاء. صفات خبرية: وهى التي ثبتت بالخبر دون النظر إلى ثبوتها بالعقل، كالاستواء، والنزول، والوجه. وهذه الصفات تشمل: الصفات الفعلية الاختيارية، المتعلقة بمشيئة الله تعالى، كالنزول، والاستواء. وهذه الصفات يقال لها: قديمة النوع، باعتبار أن الله تعالى لم يزل متصفا بها، حادثة الآحاد، باعتبار تجدد وقوعها. وقد ذهبت الكلابية وتبعهم الأشعرية إلى نفي الصفات الفعلية عن الله تعالى ويؤولون ما ورد منها بزعم أنها لا تليق بالله تعالىومع هذا فهم يثبتون له تعالى الصفات الذاتية اللازمة له. وأنكروا قيام الصفات الفعلية الاختيارية به، وأوهموا الناس أن الحامل لهم على هذا هو تنزيه الله تعالى عن قيام الحوادث به. بخلاف قدماء الأشاعرة كالباقلاني والطبري والباهلي الذين كانوا يثبتون الصفات الخبرية على ظاهرها ويؤولونها، تبعا لأبي الحسن الأشعري وعلى طريقة الإمام أحمد وغيره من أهل الحديث. ولكن المتأخرين من الأشاعرة كالغزالي، والجويني، والرازي، والتفتازاني، والجرجاني كانوا يذهبون إلى تأويل الصفات الخبرية ونفي معانيها الحقيقية وأنها مجازات، فالاستواء بمعنى الاستيلاء، واليد: القدرة أو النعمة، والنزول: نزول الملائكة، والوجه: الذات والعين والحفظ، وزعموا أن إثبات هذه الصفات على ظاهرها يؤدي إلى التشبيه والتجسيم، وتركوا ما قرره الأشعري في وجوب إثبات هذه الصفات كما يليق بجلال الله وعظمته. وهو أمر ينافي انتسابهم إليه وإلى أصحابه المتقدمين كالباقلاني وابن مجاهد والطبري الذين ساروا على طريقة شيخهم السلفي. وحينما يذهب الأشاعرة إلى إثبات السبع الصفات وثم يردون بقية الصفات الأخرى ويؤولونها تأويلات بعيدة عن حقيقتها إنما يسلكون مسلكا متناقضا لا مبرر له، إذ يقال لهم: يلزمكم من إثبات الصفات السبع على ما يليق بالله أن تقولوا كذلك في بقية الصفات الخبرية. كما أنهم وقعوا في التناقض حينما ينفقون بعض الصفات على أساس أن إثباتها يستلزم مشابهة الله بخلقه، لأن المخلوق هو الذي يوصف بتلك الصفات، ولكنهم لا يجعلون هذه قاعدة عامة، إذ ينقضونها بإثبات السبع الصفات على ما يليق بالله، حتى وإن وجد مفهوم الاشتراك فيها بين الله وبين خلقه فإن هذا الاشتراك لا يوجب المماثلة. وقولهم: إن الاشتراك في تلك الصفات لا يوجب المماثلة كلام صحيح، لكنهم لا يجرونه في كل الصفات، فلزمهم التناقض والتفريق بين المتماثلات.* * * * * * * * * * * * * * * * ** الباب الخامس عشرالماتريدية1 - التعريف بمؤسس الماتريدية: تنتسب هذه الطائفة إلى أحد علماء القرن الثالث الهجري وهو محمد بن محمد بن محمود المعروف بأي منصور الماتريدي، ولد في ما تريد وهى من بلدان سمرقند فيما وراء النهر، ولا يعرف على وجه اليقين سنة مولده، وقد توفى سنة 333 هـ على أرجح القوال. تلقى علوم الفقه الحنفي والكلام على أحد كبار علماء ذلك العصر وهو نصر بن يحيى البلخي وغيره من العلماء حتى أصبح من كبار علماء الأحناف وقد تتلمذ عليه بعض المشاهير في علم الكلام. لقد كان لأبي منصور مناظرات ومجادلات عديدة مع المعتزلة، وقد اتحد في الهدف مع الأشعري في محاربة المعتزلة وكان معاصرا له، وأما في العقائد فكان على اتفاق مع ما قرره أبو حنيفة في الجملة، مع مخالفته في أمور وله مؤلفات كثيرة في مختلف الفنون، منها: بيان وهم المعتزلة تأويلات أهل السنة – الدرر في أصول الدين – الرد على تهذيب الكعبي في الجدل – عقيدة الماتريدية – كتاب التوحيد وإثبات الصفات – كتاب الجدل – مأخذ الشرائع في أصول الفقه – المقالات. وكان يلقب فيما وراء النهر بإمام السنة وبإمام الهدى، وقد وقف في وجه المعتزلة الذين كانوا فيما وراء النهر إلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/57)
أنه كان قريبا منهم في النظر إلى العقل، ولم يغل فيه غلوهم، بل اعتبره مصدرا أخر إضافة إلى المصدر الأساسي وهو النقل، مع تقدم النقل على العقل عند الخلاف بينهما إلا أنه يعتبر معرفة الله واجبة بالعقل قبل ورود السمع وإن الله يعاقبه على عدم هذه المعرفة. وقد أوجز الشيخ أحمد عصام الكاتب عقيدة الماتريدي، من خلال كتاب الماتريدي في التوحيد المسمى "كتاب التوحيد " الذي حققه الدكتور فتح الله خلف.2 – ما أهم آراء الماتريدي إجمالا؟ 1 - لا يرى الماتريدي مسوغا للتقليد، بل ذمة وأورد الأدلة العقلية والشرعية على فساده وعلى وجوب النظر والاستدلال. 2 - يذهب في نظرية المعرفة إلى لزوم النظر والاستدلال، وأنه لا سبيل إلى العلم إلا بالنظر.3 - يوافق في الاعتقاد في أسماء الله السلف، ويرى أن أسماء الله توقيفية وقد عطل الماتريدية كثير من أسماء الله تعالى وأولوها.4 - يرى أن المؤمنين يرون ربهم والكفار لا يرونه.5 - هو أقرب ما يكون إلى السلف في سائر الصفات، فهو يثبت الاستواء على العرش وبقية الصفات دون تأويل لها ولا تشبيه، أي في الصفات التي تثبت عند الماتريدية بالعقل لكنهم يؤولون ما عداها، كما أنهم يعتقدون أن صفات الله لا هي هو ولا غيره وهو تناقض منهم. 6 - في القضاء والقدر هو وسط بين الجبر والاختيار. يقول الماتريدي بخلق أفعال العباد، وهو يفرق بين تقدير المعاصي والشرور والقضاء بها وبين فعل المعاصي، فالأول من الله والثاني من العبد بقدرته واختياره وقصده. ويمنع أبو منصور من إضافة الشر إلى الله وهذا الشق الأخير معروف عن السلف، أما تقسيمه القدرة وجعل العبد فاعلا باختياره وقصده وقدرته من وجه، ولو كان الله هو الفاعل من وجه آخر، فيه حيد عن مذهب السلف في ذلك، ونسبة الماتريدية الفعل إلى العبد يقصدون به أن الله لا يخلق فعل العبد إلا بعبد أن يريده العبد ويختاره فيصبح ذلك العمل كسبا له يجازي به حسب اختياره له وإرادته المستقلة له. فى مسائل الإيمان: لا يقول بالمنزلة بين المنزلتين، ولا يقول بخروج مرتكب الكبيرة عن الإسلام. ويرى أن الإيمان هو التصديق بالقلب، دون الإقرار باللسان، ومن هنا يفترق الماتريدي عن السلف. وعنده لا يجوز الاستثناء في الإيمان، لأن الاستثناء يستعمل في موضع الشكوك والظنون. وهو كفر، وأهل السنة قالوا بجواز الاستثناء في الإيمان لأنه يقع على الأعمال لا على أصل الإيمان أو الشك في وجود الإيمان. - وبين الماتريدي والأشعري مسائل كثيرة اتفقوا فيها وأخرى اختلفوا فيها، فمما اختلفوا فيه: مسألة القضاء والقدر واختلفوا في أصل الإيمان واختلفوا في صفة الكلام، كما اختلفوا في زيادة الإيمان ونقصانه وشرطه. واختلفوا في المتشابهات وكما اختلفوا في النبوة هل يشترط فيها الذكورة وغيرها.- وأما الاختلاف بين الماتريدية والمعتزلة فهو: اختلفوا في مصدر التلقي هل هو العقل أو النقل؟ الصفات و القرآن وأفعال العباد والاستطاعة وغيرها. وأما المسائل التي وافقت فيها الماتريدية المعتزلة فهى كما يلي: القول بوجوب معرفة الله تعالى بالعقل. الاستدلال على وجود الله بدليل الأعراض وحدوث الأجسام. الاستدلال على وحدانية الله تعالى بدليل التمانع. القول بعدم حجية خبر الآحاد في العقائد. نفي الصفات الخبرية والاختيارية. القول بعدم إمكان سماع كلام الله. القول بالحكمة والتعليل في أفعال الله تعالي. القول بالتحسين والتقبيح العقليين. عدم جواز التكليف بما لا يطاق. منع الاستثناء في الإيمان. القول بأن معنى الإيمان والإسلام واحد وفيما سبق يتضح أن فرقة الماتريدية لم تنهج منهج السلف فيما يتعلق بالأمور الاعتقادية، وأن من وصفهم بأهل السنة أو العقدية السلفية فقد بالغ في ذلك وجانب الحكم الصحيح. ما الأسس والقواعد التي قام عليها مذهب الماتريدية: - مصدرهم في التلقي في الإلهيات والنبوات هو العقل. - معرفة الله واجبة بالعقل قبل ورود السمع. - القول بالتحسين والتقبيح العقليين. - القول بالمجاز في اللغة والقرآن والحديث. - التأويل والتفويض. - القول بعدم حجية أحاديث الآحاد في العقائد. وأما بالنسبة لآرائهم التي خالفوا فيها السلف فمن أهمها ما يلي: - خلاف الماتريدية في مفهوم توحيد الألوهية.- اعتمدت الماتريدية في إثبات وجود الله تعالي على دليل حدوث الأعراض والأجسام، وهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/58)
طريقة باطلة لا اعتبار لها عند السلف. يستدل الماتريدية على وحدانية الله تعالى بقوله عز وجل: ?لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون ? وهو ما يسميه البعض بدليل التمانع، وقد خطأهم السلف في هذا المفهوم، مع إقرار السلف بأن دليل التمانع صحيح في دلالته على امتناع صدور العالم عن إلهين، لكن ليس هذا هو المقصود من الآية الكريمة. - تثبت الماتريدية جميع الأسماء الحسنى لدلالة السمع عليها، إلا أنهم غلوا في الإثبات ومدلول السماء لعدم تفريقهم بين ما جاء في باب التسمية وبين ما جاء في باب الإخبار عن الله، فمدلول الاسم عندهم هو الذات وهذا خاص في اسم "الله" فقط، وأما ما عداه فمدلوله يؤخذ عندهم من الصفات التي أثبتوها فلم يقفوا على ما ثبت بالسمع فقط. - وقف الماتريديون في باب الصفات على إثبات بعض الصفات دون غيرها، فأثبتوا من الصفات: القدرة، العلم، الحياة، الإرادة، السمع، البصر، الكلام، التكوين، وذلك لدلالة العقل عليها عندهم، وهم تحكم باطل، وقد ألزمهم السلف بإثبات ما نفوه بنفس الدليل الذي أثبتوا به تلك الصفات الثمانية. - نفت الماتريدية جميع الصفات الخبرية الثابتة بالكتاب والسنة، لأن في إثباتها – بزعمهم – مخالفة للعقل الذي يرى في إثباتها ما يدعو إلى وصف الله تعالي بالتشبيه والتجسيم. ولقد دحض السلف هذا المفهوم الباطل والاعتقاد الخاطئ، وكذلك نفوا ثبوت الصفات الاختيارية لله تعالى التي هي صفات الفعل اللازمة لله تعالي، لأنها كذلك تؤدي إلى التشبيه والتجسيم، وقد أبطل السلف هذا المفهوم وفندوا شبههم. - يعتقد الماتريديون أن كلام الله تعالي معنى واحد قديم أزلي، ليس له تعلق بمشيئة الله تعالي وقدرته، وأنه ليس بحرف ولا صوت، بل هو كلام نفسي لا يسمع، بل المسموع منه إنما هو عبارة عنه، وهو اعتقاد باطل مخالف للكتاب والسنة ولما عليه السلف. - حصر الماتريديون الدليل على صدق الأنبياء في ظهور المعجزات على أيديهم، لأنها تفيد العلم اليقيني وحدها بزعمهم. والسلف لا يختلفون في أن المعجزات دليل صحيح معتبر لصدق الأنبياء، ولكنهم يخالفونهم في حصر أدلة صدق الأنبياء في المعجزات فقط دون النظر إلى الأدلة الأخرى. - يرى الماتريديون أن كل المسائل المتعلقة باليوم الآخر لا تعلم إلا بالسمع، والسلف يخالفونهم في هذا، ويقولون: إن تلك المسائل علمت بالسمع ودل عليها العقل أيضا. - أثبت الماتريديون رؤية الله تعالي، ولكنهم نفوا الجهة والمقابلة، وخالفهم السلف واعتبروا قول الماتريدية تناقضاً واضطراباً في مفهومهم للرؤية، ويؤدي إلى إثبات ما لا يمكن رؤيته، وإلى نفي جهة العلو المطلق الثابت لله تعالي. - اعتبر السلف ما ذهب إليه الماتريديون في خلق أفعال العباد اعتقادا خاطئا لما فيه من إثبات إرادة للعباد مستقلة – عن مشيئة الله تعالى، وأن خلق الله لأفعالهم إنما هو تبع لإرادتهم غير المخلوقة، والسلف يعتقدون أن لله تعالى وحده المشيئة وأن للعباد مشيئة لا تخرج عن مشيئة الله تعالى. - ذهبت الماتريدية إلى أن الإيمان هو التصديق بالقلب فقط، وقال بعضهم: إنه التصديق بالقلب والإقرار باللسان ومنعوا زيادته ونقصانه وحرموا الاستثناء فيه ومنعوا التفريق بين مفهوم الإيمان والإسلام. وخالفهم السلف في كل ذلك فإن الإيمان عندهم هو الإقرار باللسان والتصديق بالجنان والعمل بالأركان وأنه يزيد وينقص ويجوز الاستثناء فيه لعدم جواز تزكية النفس. وأما الإسلام والإيمان فإنهما متلازمان، إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا كما هو الحال في مفهوم الفقير والمسكين ونحو ذلك. 13 - يرى الماتريديون أن الفاسق مؤمن كامل الإيمان، بينما يرى السلف أنه مؤمن بإيمان فاسق بكبيرته، فلا يسلبون منه الإيمان ولا يثبتون له الكمال فيه.* * * * * * * * * * * * * * * * ** الباب السادس عشردراسة أهم المسائل التي اتفق عليها أهل الكلاممن الأشعرية والماتريدية والمعتزلة والجهمية1 - تقديم العقل على النقل: من حججهم في تقديم العقل على النقل وهى شبه لا تسلم لهم، ومنها: - أن العقل هو الأصل والأساس للنقل وإلا لم يرد النقل. - أن الدلالة العقلية قطعية بينما الدلالة النقلية ظنية. أن معرفة الله تعالى لا تنال إلا بحجة العقل وهى أصل وما عداها فرع، وهذا الأصل إنما قام على العقل،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/59)
فلو قدمنا النقل لكان من باب تقديم الفرع على الأصل فالعقل هو الأساس، فلو حكم باستحالة الشيء وحكم السمع بخلافه فيجب تأويل السمع، ليتوافق مع العقل، فإن هو الذي شهد بصدق الشرع ولم يعرف الشرع إلا بالعقل، فمن كذب العقل فقد كذب الشرع والعقل معاً سواء كان في الصفات أو في غيرها من الأخبار، وما ورد من آيات الصفات في القرآن الكريم ينبغي عرضها على العقل، فإذا عارضها وجب تأويلها لتوافق العقل أو تفويض عملها إلى الله. إن صدق الأنبياء في إخبارهم عن الله لا يتوقف على النقل بل يتوقف على العقل، لأن النقل لا يقبل إلا أن يكون عن الأنبياء فلو توقف صدق الأنبياء على النقل للزم الدور. ما ثبت بالتواتر وخالفه العقل إما أن يؤول أو يفوض، وما ثبت بأخبار الآحاد فإنه لا يقبل بأي حال في العقائد الرد عليهم: هل يوجد بالفعل تعارض بين العقل السليم والنقل الصحيح؟ الجواب: لا يوجد تعارض بين العقل والنقل، فإن النقل وهى النصوص الشرعية إذا صحت من كتاب الله عز وجل أو من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، لا يمكن أن يعارضها العقل السليم الخالي عن الشهوات والبدع، فإنه لا يمكن أن يحصل التعارض بين دليل عقلي قطعي وآخر نقلى قطعي، أما إذا كان الدليلان ظنيين فإنه يقدم الراجح منهما سواء كان عقلياً أو نقلياً، إن كان أحدهما ظنياً والآخر قطعياً، فإنه يقدم الدليل القطعي بغض النظر عن كونه نقلياً أو عقلياً، إذا القطعي هو الذي يمكن الاعتماد علية حتى وإن كان عقلياً، فالمزية إنما هي لكونه قطعياً لا لأجل لأنه عقلي. وأما ما ذهبوا إليه من إسقاطهم أخبار الآحاد في العقد، فهو من المساوئ التي وقع فيها هؤلاء، كما زعموا أن المتواتر حتى وإن كان قطعي السند فهو غير قطعي الدلالة، وذلك لأن الدلالة اللفظية لا تفيد اليقين حسب مفهومهم. وأخبار الآحاد لا تفيد العلم وهو من جملة أقوالهم البدعية العارية عن الأدلة الشرعية، لا من الكتاب ولا من السنة ولا من أقوال علماء الأمة الذين يعتبر كلامهم في هذه القضية، ذلك أن الحق هو قبول خبر الآحاد في باب الاعتقاد وفى غيره مادام ثابتاً. قال تعالى: ?يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ?.ولولا أن خبر الواحد مقبول، لما توجه الأمر بالتثبت فيما يخبر به مما يحتاج إلى تثبيت خصوصاً إذا جاء من فاسق، ومعناه أنه إذا كان غير فاسق فإن خبره يقبل. ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتفي بخبر الواحد ويأمر بالاكتفاء به، وقد ثبت أنه? أرسل معاذاً إلى اليمن وأمره بتعليمهم الدين وسائر شعائر الإسلام، وكان يرسل من أصحابه الواحد والاثنين أو الثلاثة أو أكثر بغض النظر عن قضية خبر الآحاد التي ابتدعها أهل الكلام، وقد حصل ذلك منه في وقائع كثيرة، وعلى قبول خبر الآحاد جميع الأمة خلفاً وأعرض عن النصوص الشرعية من الجهمية والمعتزلة والرافضة والخوارج ومن سار عليهم طريقتهم. وكان السلف من الصحابة فمن بعدهم، لا يشترطون لقبول رواية الحديث عن رسول ? والعمل به، سوى عدالة الراوي وثقته وتقواه، فإن كان كذلك اخذوا بهذا الحديث. أن السلف حينما يقدمون النقل على العقل، ليس مقصودهم احتقار العقل وأنه لا يستفاد به المعرفة، بل يقدرون دور العقل في المعرفة والاهتداء به إلى الحق، ولكنهم لا يوصلونه إلى درجة التقديس التام وتقديمه على كلام الله عز وجل وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم. فكل ما في القرآن وصحيح السنة، لا يستجيز مسلم يؤمن بالله رباً، وبحمد ? نبياً، وبالإسلام ديناً، أن يعارضه بعقلة أو باجتهادات العلماء، وهو يعلم ثبوت النص، اللهم إلا أن يكون من باب الاجتهاد وتنوع المفاهيم في معاني النصوص وتوجيهها. ان للعقل حد إذا تجاوزه صاحبه انقلب إلى الجهل والخزعبلات كحال المشبهة وفي مقابلهم النفاة للصفاة. فقارن بين مواقف هؤلاء ومواقف أهل الحق أهل السنة والجماعة، الذين يسيرون وراء النصوص مستعملين عقولهم إلى الحد الذي تنتهي عنده، وبالتالي فالقائد هو النص إلى أن يصلوا إلى غاية ما يريدون أو يطلب منهم وعلموا أن العقل الصحيح لا يعارض النقل الصحيح، فأراحوا أنفسهم عناء التأويلات والتكلفات التي ابتلى بها غيرهم، حين بحثوا كثيراً وأتبعوا أنفسهم طويلاً وخرجوا عن الحق الذي طلبوه بتلك التأويلات والتكلفات وهم لا يشعرون. فكيف يتصور بعد ذلك أن العقل أعلى من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/60)
النقل بحجة أن العقل هو الأصل وإلا لم يرد النص، فالنقل هو الموجه لمحل قابل للتوجيه وهو العقل، ولم تأت العقول لتوجه النقول في أي زمن من عمر البشر. وزعمهم أن الدلالة النقلية ظنية بينما الدلالة العقلية قطعية، هذا كلام اخترعوه وأرادوا أن يؤصلوه، وإلا فإن السلف من الصحابة فمن بعدهم لا يعرفون هذه المسالك، بل كانوا يعتبرونها من وساوس الشيطان ومن نقص الإيمان وزعمهم هذا هو مثل زعمهم أن صدق الأنبياء إنما يتوقف على العقل، ولو كان هذا صحيحاً لآمن قوم نوح وسائر أمم الأنبياء، إذا إن لهم عقولاً، ولما احتاجوا إلى سماع النقل منهم عن الله تعالى والواقع خلاف ذلك فإن كلام الأنبياء وإخبارهم عن الله تعالى هو في حد ذاته الطريق إلى الإيمان بالأنبياء، فكل رسول كان يأتي لقومه ويقول لهم: ?إني رسول الله إليكم ?، ثم يخبرهم عن الله تعالى ويقول لهم في أنفسهم قولاً بليغاً، دون التركيز على الأدلة العقلية، فهي تأتى عرضاً ويستفاد منها كثيراً، لكن ليست هي الدليل الوحيد على صدق الأنبياء، فدلائل صدقهم كثيرة جداً.2 - التأويل في مفاهيم الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة: لقد كثر الجدال والخصام بين أهل السنة من جانب، وبين المخالفين لهم ممن تأثر بعلم الكلام والفلسفات من جانب آخر في قضية التأويل. حقيقة التأويل في أساس إطلاقه يشمل أمرين: الأمر الأول: تطلق كلمة التأويل ويراد بها ما تؤول إليه حقيقة ذلك الشيء ومصيره وعاقبته. الأمر الثاني: تطلق هذه الكلمة ويراد بها معرفة ذلك الشيء ومفهم تفسيره وبيانه، سواء وافق ظاهره الصواب أو خالفه، وكثير من المفسرين يستعمل كلمة التأويل بمعنى التفسير فيقول: تأويل هذه الآية كذا أي تفسيرها، فإن وافق الحق فهو مقبول وصحيح، وإن خالفه فهو باطل. وقد ورد ذكر كلمة التأويل في القرآن الكريم في عدة آيات، قال تعالى:?ذلك خير وأحسن تأويلا ? أي عاقبة التحاكم إلى الله ورسوله عند التنازع هو أحسن مآلاً وعاقبة، ومنه قوله تعالى: ?هل ينظرون إلا تأويله ?، أي عاقبة تأويله، وجميع ما ورد في القرآن الكريم من معاني التأويل فهي تطلق بهذا المعنى. وورد في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى حيث روى سعد بن أبى وقاص ? قال: سئل رسول ? عن هذه الآية: ?قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم من تحت أرجلكم ?، فقال: ((أما إنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد))، أي لم يأت وقت ظهور حقيقة العذاب ومصير المخاطبين وما تؤول إليه عاقبتهم. وورد في السنة النبوية أيضاً استعمال التأويل بمعنى التفسير والمعرفة كما في دعائه ? لابن عباس بقولة: ((اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل))، أي فهمه معرفة الدين. وهذه المعاني للتأويل هي التي كانت معروفة عند السلف قبل ظهور أهل الكلام والفلسفات العقيمة، وقبل ظهور الخصام والجدال في معاني التأويل. قال ابن القيم: ((وأما المعتزلة والجهمية وغيرهم من فرق المتكلمين فمرادهم بالتأويل: صرف اللفظ عن ظاهره وحقيقته إلى مجازه وما يخالف ظاهره، وهذا هو الشائع في عرف المتأخرين من أهل الأصول والفقه، ولهذا يقولون: التأويل على خلاف الأصل والتأويل)).وقد بين ابن القيم انقسام التأويل إلى صحيح وباطل وأنه ينحصر في هذين القسمين. وذكر أن كل ما ورد من الروايات عن الصحابة وفيها ذكر التأويل، أن المراد به حقيقة المعنى وما يئول إليه في الخارج أو المراد به التفسير، وذكر أمثلة كثيرة على هذا، وأن تأويلهم من جنس التأويل الذي يوافق الكتاب والسنة أو أن لهم وجهة نظر قوية لا تخرج عن الحق. وأما التأويل الباطل فقد ذكر له عدة أنواع منها: أحدها: ما لم يحتمله اللفظ بوضعه، كتأويل قوله ?: ((حتى يضع رب العزة عليها رجله)) بأن الرجل جماعة من الناس، فإن هذا لا يعرف في شيء من لغة العرب ألبته. الثاني: ما لم يحتمله اللفظ ببنيته الخاصة من تثنية أو جمع، وإن احتمله مفرداً كتأويل قول ?لما خلقت بيدي ? بالقدرة. الثالث: ما لم يحتمله سياقه وتركيبة وإن احتمله في غير ذلك السياق، كتأويل قوله: ?هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك ? بأن إتيان بعض آياته التي هي أمره، وهذا يأباه السياق كل الإباء. الرابع: ما لم يؤلف استعماله في ذلك المعنى في لغة المخاطب وإن ألف في الاصطلاح الحادث، وذكر أن هذا النوع لم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/61)
يؤلف استعماله في لغة العرب وإن كان معهوداًَ في اصطلاح المتأخرين، ومثل لهذا بتأويل الجهمية والفلاسفة والمعتزلة لقول الله تعالى: ?ثم استوى على العرش ? بأن المعنى أقبل على خلق العرش، فإن هذا لا يعرف في لغة العرب، بل ولا غيرها من الأمم، أن من أقبل على الشيء يقال: قد استوى عليه، فلا يقال لمن أقبل على الرجل: قد استوى عليه ولا لمن أقبل على الأكل: قد استوى على الطعام. الخامس: ما ألف استعماله في ذلك المعنى لكن في غير التركيب الذي ورد به النص، فيحمله المتأول في هذا التركيب الذي لا يحتمله على مجيئه في تركيب آخر يحتمله، وهذا من أقبح الغلط والتلبيس، ومثل لهذا بتأويل اليد بالنعمة، والنظر إلى الله بانتظار الثواب. السادس: كل تأويل يعود على أصل النص بالإبطال فهو باطل، كتأويل قوله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل))، بحمله على الأمة، فإن هذا التأويل مع شدة مخالفته لظاهر اللفظ يرجع على أصل النص بالإبطال وهو قولة: ((فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها)) ومهر الأمة إنما هو للسيد، فقالوا: نحمله على المكاتبة، وهذا يرجع على أصل النص بالإبطال من وجه آخر، فإنه أتى بأي الشرطية التي هي من أدوات العموم، وأكدها بما المقتضية تأكيد العموم، وأتى بالنكرة في سياق الشرط وهى تقتضي العموم، وعلق بطلان النكاح بالوصف المناسب له المقتضى لوجود الحكم بوجوده وهو نكاحها نفسها، ونبه على العلة المقتضية للبطلان وهي افتياتها على وليها، وأكد الحكم بالبطلان مرة بعد مرة ثلاث مرات، فحمله على صورة لا تقع في العالم إلا نادراً يرجع على مقصود النص بالإبطال إلى آخر الأوجه التي ذكرها للتأويل الباطل. وكان السلف يدركون الفرق بين التأويل بمعنى التفسير وفهم المراد من الكلام المتصول إليه وهو المقبول عند السلف وبين التأويل بمعنى معرفة ما يؤول إليه المراد من الكلام سواء كان في الدنيا أو في الآخرة من الأمور الغيبية، الذي ليس باستطاعة الشخص معرفته إلا بعد ظهوره ووضوح حقيقته. وأمثلة هذا النوع كثيرة يمثلها الإخبار بالمغيبات التي ستحدث في الدنيا أو في الآخرة، ويمثلها كذلك معرفة صفات الله عز وجل حقيقتها وكيفياتها. والتأويل في عرف هؤلاء المتأخرين يراد به: ((صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن بذلك)).فالمتأخرون يريدون بالتأويل عدم إجراء النص على ظاهره والإتيان له بمعنى يحتمله، ليتوافق مع تأويلهم الذي حرفوه عن معناه الصحيح، وهذا هو التأويل الباطل. ولقد رفض السلف هذا المفهوم لانه قائم على امر باطل. فإنه على حسب مفهومهم ما من نص إلا وهو يحتمل التأويل، وبالتالي فلا تتم الثقة بأي نص على ظاهره، فإذا ورد النص بقول: ?وجاء ربك ? قالوا: جاء أمره، وإذا ورد النص ?إن الله سميع بصير ?، قالوا: سميع بلا سمع، بصير بلا بصر بل بذاته ورحمة الله إرادة الثواب، واليد النعمة .. إلى غير ذلك من تلك التأويلات التي ملئوا بها كتبهم، استناداً إلى أن العقل هو الفاصل والمقدم على النقل، فلا حرج بعد ذلك أن تؤول نصوص الكتاب والسنة وأقوال السلف الذين يقتدي بهم على حسب ما تراه العقول، فصار هؤلاء المؤولة أشر من المعطلة، قال ابن القيم رحمة الله: ((فصل في بيان أن التأويل شر من التعطيل)). وما زعمه المؤولة من أن نصوص الصفات في القرآن والسنة لا تعرف إلا بالتأويل زعم مردود، إذا أريد أن معاني تلك الصفات معروفة، أما إذا أريد بأنها لا تعرف بمعنى أننا لا نعرف كيفيتها فهذا حق، ولكنهم لا يريدونه. وعموما ً فكل تأويل يوافق دلالة الكتاب والسنة فهو مقبول وصحيح، وكل تأويل يخالفهما فهو تأويل فاسد،ويمثل علماء السلف للتأويل الصحيح بمسألة شفعة الجار في حديث ((الجار أحق بسقبه))، أي من حق الجار أن يشفع حق جاره ويكون أحق بشرائه من غيره، ولفظ الجار يشمل الجار الملاصق ويشمل أيضاً الشريك المقاسم على احتمال مرجوح. لكن هذا الاحتمال المرجوح هو الصحيح المقبول، وذلك لموافقة السنة النبوية في الحديث الثابت وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة)) فثبت من الحديث أن المعنى المرجوع هو المراد، لنسخة ظاهر المعنى الراجح وهو الجار عموماً، وهذا ليس من التأويل المذموم في شيء بل هو من باب الجمع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/62)
والترجيح. ومما ينبغى ملاحظته أن التأويل المذموم وإنما وجد حين ظهرت الفرق من خوارج ومعتزلة وشيعة وجهمية وباطنية وصوفية، حيث أراد هؤلاء أن يوجدوا لأفكارهم غطاء مقبولاً، فلم يجدوا أفضل من التستر بالتأويل. 3 – جهل أهل الكلام من الجهمية والمعتزلة والأشعرية والماتريدية بمعنى توحيد الألوهية: التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام: توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات. هذا هو تقسيم أهل السنة والجماعة لأنواع التوحيد، وهذه الأنواع كانت معروفة بالبداهة عند السلف الصالح من الصحابة ومن تبعهم بإحسان حتى ولو لم يفصلوا هذا التفصيل في وقتهم. فإنهم كانوا يعلمون أن توحيد الألوهية يتعلق بإفراد الله عز وجل بالعبادة والخضوع والإنابة وحده جل وعلا، والابتعاد عن الاشتراك مع الله آلهة أخرى. وأما توحيد الربوبية فهم يعلمون أن الله هو رب كل شيء وملكية، وهو خالق الخلق ورازقهم ومدبر أمورهم كلها، وان هذا النوع من التوحيد داخل في مضمون توحيد الألوهية إلا عند الخلف من المتكلمين الذين عكسوا الحقائق. وأما توحيد الأسماء والصفات فلقد كانوا على معرفة بأن الله عز وجل من الصفات ما أخبر به عز وجل في كتابه الكريم وما أخبر به نبيه العظيم، يؤمنون أن الله تعالى له ذات لا تشبه الذوات وله صفات الخلق إلا مجرد الاشتراك في التسمية. والمتكلمون حينما يقررون الكلام في التوحيد يقسمونه إلى ثلاثة أقسام، فيقولون: ((هو واحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في صفاته لا شبيه له، وواحد في أفعاله لا شريك له))، وأشهر الأنواع الثلاثة عندهم هو الثالث وهو توحيد الفعال وهو أن خالق العالم واحد، وهم يحتجون على ذلك بما يذكرونه من دلالة التمانع وغيرها، ويظنون أن هذا هو معنى قولنا: لا إله إلا الله، حتى يجعلوا معنى الإلهية القدرة على الاختراع)). فيجعلون توحيد الربوبية هو أهم أقسام التوحيد وأوجبها معرفة، مع أن الله تعالى أخبر في كتابة الكريم أن كفار قريش وغيرهم عند بعثة المصطفى ?، كانوا يعرفون توحيد الربوبية ويعتقدون أن الله هو الخالق لكل شيء، فإذا وجه لأحدهم سؤال: من خلق السموات والأرض؟ فإنه يجيب: الله وكانوا يعرفون أن معنى لا إله إلا الله نفى ألوهية أي كائن كان، لا أصنامهم ولا غيرها مع الله تعالى، ولهذا وقفوا في وجوه رسلهم شعارهم: ?أجعل الآلهة إلها واحداً ?، فكانوا في فهمهم وهم على شركهم أحسن من فهم علماء الكلام وهم يدعون الإسلام حينما قرروا أن معنى لا إله إلا الله: لا قادر على الاختراع والخلق والإيجاد إلا الله، وهو معنى باطل يرده كتاب الله وما جاء في سنة رسول الله ? عامة أهل الحق، فإن معنى لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله وحده. وهذه هي دعوة الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم كما قال تعالى:?وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ? وقال تعالى حاكياً عن دعوة الرسل لأممهم:?وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ? فالإله هو الذي يستحق العبادة والخضوع له وهذا هو التفسير الحق، وأما تفسير الإله بأنه القادر على الخلق فهو باطل، وأول ما يدل على بطلانه: أنه لو حقق شخص مفهوم هذا التوحيد، فأقر بأن الله هوالخالق الرازق المدبر لكي يشهد الشهادتين، معترفاً بأن الله هو الإله المستحق للعبادة لا يشرك به أحداً. والبشر كلهم يقرون بأن الله هو الرب الخالق، حتى الذين عاندوا وجحدوا الربوبية يعترفون في قرارة أنفسهم بانفراد الرب بخلق كل شيء، وما تقوله نفاة الصفاة، من أن الله واحد لا قسيم له، يريدون من وراء هذه العبارة إثبات ذات مجردة عن كل الصفات، التي يسمونها انقساماً للبارئ وتركيباً في ذاته، وبالتالي يلزم من ذلك تعدد الآلهة، فتكون العين والسمع واليد وغير ذلك من الصفات آلهة معه وحينما تصوروا وقوع هذا المفهوم وشبهوا الله تعالى، ثم عطلوه عن صفاته بتلك الحجة الباطلة. وحينما جعلوا توحيد الألوهية نفس توحيد الربوبية استدلوا على ذلك بدليل التمانع فقالوا في تقريره: لو كان للعالم صانعان فعند اختلافهما مثل أن يريد أحدهما تحريك جسم وآخر يريد سكونه، أو كان أحدهما يريد أن يكون ذلك الجسم حياً والآخر يريد أن يكون ميتاً، أو غير ذلك من الأمور المتضادة، فإنه حينئذ إما أن تتحقق إرادتهما معاً، وهو مستحيل، إذ لا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/63)
يمكن الجمع بين النقيضين لأمر واحد. أو يتحقق إرادة واحد منهما ويمتنع تحقيق إرادة الآخر، فيكون هذا الآخر عاجزاً ليس بإله. أو لا يمكن أن تتحقق إرادتهما معاً لعجز كل واحد عن قهر الآخر، فتسقط ألوهيتهما معاً. وبهذا التقرير نتج عندهم أن الله هو وحده الخالق لكل شيء، وأنه رب كل شيء. وهذا وإن كان حقاً أن الله هو رب كل شيء وخالقه، لكنه ليس هو مضمون توحيد الألوهية الذي هو بمعنى إفراد الله بالألوهية وحده لا شريك له، وإفراده أيضاً بالعبودية التي هي معنى الألوهية. وليس هو مضمون جحد أسماء الله وصفاته كما يزعمون حين يؤكدون نفيها وتعطيلها عن الله، ويسمون ذلك توحيدا، ويزعمون أن من أثبت لله الأسماء والصفات الواردة في كتاب الله وفى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم أنه مشبه ومجسم، وهم على حد قول القائل: ((رمتنى بدائها وانسلت))، فهم أهل التشبيه والتجسيم، كما هي سمة أهل التعطيل والإلحاد، وهم يسترون باطلهم بأوصاف لله تعالى مجملة، مثل قولهم: إن الله واحد في ذاته لا قسيم له، ولا جزء له، ولا بعض له … إلخ. فهو يحتمل معنى صواباً إذا كانوا يقصدون به أن الله واحد لا يجوز علية الانقسام ولا التجزؤ ولا التبعض، مع أنها ألفاظ مخترعة لم ترد في أي نص شرعي ويحتمل معنى باطلاً وهو نفى صفات الله تعالى تحت هذه الأوصاف وقد اتضح من إنكارهم وتعطيلهم لأسماء الله وصفاته، أنههم لا يريدون إلا هذا المعنى الموافق لتأويلاتهم التي يسمونها توحيداً، ويسمون من يردها مشبها ً ومجسماً وحشوياً .. الخ لأنه لم يقر بأن توحيد الربوبية هو غاية التوحيد ويستدل المؤولون من الخلف على دليل التمانع من القرآن الكريم بقول الله عز وجل: لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ?. على اعتقادهم أن معنى الآية: لو كان في السموات والأرض إله يخلق غير الله عز وجل لفسدتا، فثبت أنه لا خالق إلا الله، وأن هذا هو توحيد الربوبية الذي بينه القرآن الكريم ودعا إلى تحقيقه وأنه هو دعوة الرسل. فهل أصابوا في هذا الفهم؟ الجواب: لا. لاعتقادهم أن توحيد الربوبية الذي قرروه هو توحيد الإلهية الذي بينه القرآن ودعت إليه الرسل عليهم السلام وليس الأمر كذلك، بل التوحيد الذي دعت إليه الرسل ونزلت به الكتب هو توحيد الإلهية المتضمن توحيد الربوبية، وهو عبادة الله وحده لا شريك له،فدليل التمانع قائم على أن الله هو خالق الخلق لا رب سواه، والخطأ إنما هو المتكلمين الذين جعلوه هو التوحيد الخالص، وقدموه على توحيد الألوهية استغناء به، مع إغفال توحيد الألوهية الذي خلق الله الجن والإنس لتحقيقه، وجعله احب شيء إليه، ة وبه يثيب وبه يعاقب. 4 – تعطيل النصوص عن مدلولاتها: أن كل الطوائف المخالفة لأهل السنة والجماعة لم يلتزموا بالمفاهيم الواضحة للنصوص، وإنما كان حالهم فيها مثل حال من يفسر الواضح حتى يجعله غامضاً، فهؤلاء تعمقوا في استخراج الحق الكامن خلف النصوص ثم خرجوا بعلم غزير لم يهتد إليه أحد قبلهم، لا الصحابة ولا من جاء بعدهم، بل لم يهتد إليه حتى الرسول ? نفسه، وهم وإن لم يصرحوا بذلك، لكن عباراتهم ومواقفهم تدل على هذا دلالة لا تخفى على من عرف ألغازهم في كلامهم، والمصطلحات التي تستروا بها، لدس أفكارهم الضالة حيال التلاعب بالنصوص، وإظهارها بالمظهر الذي يريدونه. إن تسلط علماء الخلف على النصوص وتحريفها عن معانيها الصحيحة لتوافق ما جاءوا به من عقائد ما أنزل الله بها من سلطان أمر معلوم لطلاب العلم. فإن هؤلاء لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه من تخبطات في فهم النصوص وبناء عقائدهم، إلا على لي أعناق النصوص وزخرف الأقاويل في تأويلها، وإيراد الشبهات الكثيرة تحت اسم الأدلة القاطعة والبراهين الواضحة، وهى أسماء تخفي وراءها خداعهم لمن يعرف ما يهدفون إليه، إحياء أفكار أساطين الملاحدة والفلاسفة من اليونانيين وغيرهم. ومجمل الاعتقاد فيما تقدم في باب الأسماء والصفات، هو أن نثبت لله ما أثبته لنفسه أو أثبته رسوله صلى الله عليه وسلم له، وأن ننفي عن الله ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم على حسب ما يأتي: نثبت لله تعالى كل الأسماء الحسنى كما قال عز وجل) ولله الأسماء الحسنى فادعوه وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ?.نثبت له كل الصفات الواردة في القرآن الكريم. نثبت أن لله في كل صفة المثل الأعلى والأكمل. الإيمان بكل ما جاء من صفات الله تعالي إلى التفصيل الذي ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية. أن نثبت معاني كل أسماء الله وصفاته، ونتوقف عن الخوض في كيفياتها، لأن الله لم يخبرنا بذلك. وأن نردد في كل صفة عبارة السلف: " الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة والايمان به واجب ". * * * * * * * * * * * * * * * * **(61/64)
إستفسار عن الرافضة
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[05 - 01 - 10, 10:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ماهي نقاط الإتفاق والإفتراق بين السنة والرافضة؟
نرجوا منكم إثراء هذا الموضوع بالفوائد القيمة وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[05 - 01 - 10, 10:55 ص]ـ
الله المستعان!!
ما رأيك نطرح نقاط الأتفاق ونقاط الإفتراق بيننا وبين اليهود والنصارى؟
وما الفائدة التي تصبُ إليها من سؤالك؟ حتى إذا عُرف السبب بطل العجب .. ثم إذا ذكرت الفائدة، لي قول ثانٍ.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[05 - 01 - 10, 11:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
1) دين أهل السنة قائم على القرآن والسنة الصحيحة، والتي نقلها إلينا صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ودين السبئية يقوم على تكفير وتفسيق هؤلاء الصحابة، والقاعدة تقول [الطعن في الناقل طعنٌ في المنقول].
2) دين أهل السنة يقوم على تعظيم وحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه وأهل بيته، ودين السبئية قائم على الطعن في هؤلاء الذين يحبهم المسلمون وسبهم.
3) دين أهل السنة يقوم على توحيد الله في الألوهية فلا يصرف شيء من العبادات لغير الله، ودين السبئية يقوم على تأليه أئمتهم الإثني عشر وصرف العبادات من دعاء واستعانة واستغاثة واستجارة ونحر وطواف للأولياء المقبورين.
3) دين أهل السنة يقوم على توحيد الله في اسمائه وصفاته فهو عالم الغيب والشهادة ولا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله، أما دين السبئية فقائم على أن معصوميهم يعلمون الغيب والشهادة. وإمام المعصوم لا يضل ولا ينسى (كما وصف موسى عليه السلام الله فقال: علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى).
4) دين أهل السنة يقوم على الشرف والعفَّة والفضيلة، ودين السبئية يقوم على نشر نكاح المتعة ونكاح الدبر بين الناس وحتى مع المتزوجات والصغيرات وراجع في هذا كتاب (تهذيب الأحكام لشيخهم الطوسي: ج7ص252 وما بعده).
5) دين أهل السنة قائم على أن كتاب الله العظيم لايمكن تحريفه وهو آية الله الخالدة التي أعجزت أهل اللغة، ودين السبئية قائم على أن هذا القرآن نقصت منه آيات الولاية، وينتظرون مصحف فاطمة الذي سيخرجه طفلهم المختبئ في سرداب سامراء يظهره آخر الزمان.
6) دين أهل السنة قائم على الأمر بالمعروف واالنهي عن المنكر والدعوة إلى الله بالتي هي أحسن، ودين السبئية قائم على التقية والكذب، وانتظار صاحب زمانهم الذي سيقتل تسعة أعشار العرب وسيحكم بسنة داود حسب أحاديثهم (بمعنى سيرفع علم نجمة داود!!!)
7) دين أهل السنة قائم على الجماعة والوحدة وأكد على صلاة الجماعة، ودين السبئية قائم على شق الصفوف وإثارة الفتن، والخروج عن جماعة المسلمين، ومخالفتهم في كل شئ في الصلاة وفي الحج وفي العيدين ومن عاش معهم عرف هذا عنهم.
8) دين أهل السنة قائم على تعظيم الله تعالى وأن علمه أزلي فعلم ما في قلوب الصحابة فأنزل رضاه عنهم كما في قوله تعالى في سورة التوبة100: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) فأهل السنة يتبعوهم بإحسان. ودين السبئية قائم على الطعن في علم الله الأزلي فينسبون إليه عقيدة البِداء، أي أن الله تعالى يغير رأيه! فالله سبحانه عندهم لم يعلم أن الصحابة سيرتدون فأنزل آيات الرضى عنهم، لذلك بدا لله في أمرهم.
ومن أراد التوسع فليراجع كتب الشيخ ناصر القفاري، وكتب الشيخ إحسان إلهي ظهير، وكتاب كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار لحسين الموسوي، وغيرها. هذا والله تعالى أعلم.
لا يتعلم العلم مستحيي ولا مستكبر
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[05 - 01 - 10, 11:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
1) دين أهل السنة قائم على القرآن والسنة الصحيحة، والتي نقلها إلينا صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ودين السبئية يقوم على تكفير وتفسيق هؤلاء الصحابة، والقاعدة تقول [الطعن في الناقل طعنٌ في المنقول].
2) دين أهل السنة يقوم على تعظيم وحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه وأهل بيته، ودين السبئية قائم على الطعن في هؤلاء الذين يحبهم المسلمون وسبهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/65)
3) دين أهل السنة يقوم على توحيد الله في الألوهية فلا يصرف شيء من العبادات لغير الله، ودين السبئية يقوم على تأليه أئمتهم الإثني عشر وصرف العبادات من دعاء واستعانة واستغاثة واستجارة ونحر وطواف للأولياء المقبورين.
3) دين أهل السنة يقوم على توحيد الله في اسمائه وصفاته فهو عالم الغيب والشهادة ولا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله، أما دين السبئية فقائم على أن معصوميهم يعلمون الغيب والشهادة. وإمام المعصوم لا يضل ولا ينسى (كما وصف موسى عليه السلام الله فقال: علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى).
4) دين أهل السنة يقوم على الشرف والعفَّة والفضيلة، ودين السبئية يقوم على نشر نكاح المتعة ونكاح الدبر بين الناس وحتى مع المتزوجات والصغيرات وراجع في هذا كتاب (تهذيب الأحكام لشيخهم الطوسي: ج7ص252 وما بعده).
5) دين أهل السنة قائم على أن كتاب الله العظيم لايمكن تحريفه وهو آية الله الخالدة التي أعجزت أهل اللغة، ودين السبئية قائم على أن هذا القرآن نقصت منه آيات الولاية، وينتظرون مصحف فاطمة الذي سيخرجه طفلهم المختبئ في سرداب سامراء يظهره آخر الزمان.
6) دين أهل السنة قائم على الأمر بالمعروف واالنهي عن المنكر والدعوة إلى الله بالتي هي أحسن، ودين السبئية قائم على التقية والكذب، وانتظار صاحب زمانهم الذي سيقتل تسعة أعشار العرب وسيحكم بسنة داود حسب أحاديثهم (بمعنى سيرفع علم نجمة داود!!!)
7) دين أهل السنة قائم على الجماعة والوحدة وأكد على صلاة الجماعة، ودين السبئية قائم على شق الصفوف وإثارة الفتن، والخروج عن جماعة المسلمين، ومخالفتهم في كل شئ في الصلاة وفي الحج وفي العيدين ومن عاش معهم عرف هذا عنهم.
8) دين أهل السنة قائم على تعظيم الله تعالى وأن علمه أزلي فعلم ما في قلوب الصحابة فأنزل رضاه عنهم كما في قوله تعالى في سورة التوبة100: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) فأهل السنة يتبعوهم بإحسان. ودين السبئية قائم على الطعن في علم الله الأزلي فينسبون إليه عقيدة البِداء، أي أن الله تعالى يغير رأيه! فالله سبحانه عندهم لم يعلم أن الصحابة سيرتدون فأنزل آيات الرضى عنهم، لذلك بدا لله في أمرهم.
ومن أراد التوسع فليراجع كتب الشيخ ناصر القفاري، وكتب الشيخ إحسان إلهي ظهير، وكتاب كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار لحسين الموسوي، وغيرها. هذا والله تعالى أعلم.
لا يتعلم العلم مستحيي ولا مستكبر
ـ[عامر الحربي]ــــــــ[08 - 01 - 10, 07:23 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله، الله المستعان على ما يصفون، نبرأ إلى الله من كل من دعا إلى ضلالة وبدعة، والحمد لله على نعمة الإسلام والسنة
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[10 - 01 - 10, 09:54 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي فلاح على هذه الفوائد التي تكون إسهاماً في الدفاع عن السنة
ـ[خالد السيناوي]ــــــــ[10 - 01 - 10, 10:27 ص]ـ
أظن لو تطرحوا نقاط الاتفاق يكون أسهل لأنها غير موجودة -فيما أعلم-.
لأن أصول الدين كلها بيننا بينهم مفترقة.
فلم نجتمع على إلاه ولا على نبي ولا على قرآن ولا على سنة ولا على سلف صالح!
فعلاما نجتمع؟!!
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[10 - 01 - 10, 07:59 م]ـ
صدق نعمة الله الجزائري لعنه الله القائل: لانجمتع معهم حتى في لا اله الا الله
ـ[أبو معاذ الأنصاري]ــــــــ[11 - 01 - 10, 01:52 م]ـ
صدق نعمة الله الجزائري لعنه الله القائل: لانجمتع معهم حتى في لا اله الا الله
في [الأنوار النعمانية: 2/ 279
(لم نجتمع معهم على إله ولا نبي ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيه، وخليفته بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول إن الرب الذي خليفته نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا)
ـ[أبو معاذ الأنصاري]ــــــــ[11 - 01 - 10, 01:57 م]ـ
واسمحوا لي أن أقول
السنة والشيعة شقاق لا وفاق .....
والأفضل أن نثبت ما نتفق عليه .. إذا كان هناك ما يتفق عليه بين السنة والشيعة؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 07:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا علاج إلا بعد تشخيص العلة والمرض
والشيعة السبئية (وهم مجال بحثنا، والأكثر خطورة) يمكن تمييزهم إلى صنفين
1) أحبارهم: وهؤلاء أُشرِبوا في قلوبهم الكفر ومردوا على النفاق واعتادوا الكذب والبهتان
2) عوامهم: وهؤلاء أيضاً يُصنَّفون إلى صنفين: الصنف الأول: مقلِّدة عميان ممن انحطُّوا إلى دركة دون الأنعام فأصبحوا على استعداد أن يعطوا نسائهم إلى الأحبار ليتمتعوا بهن!
والصنف الثاني: عوام الشيعة مساكين ولا يزالون على بقية من فطرة ويعظّمون القرآن الكريم ولا يعلمون بفضائع فاتيكان الحوزة، وهؤلاء كثيرون وتُرجى هدايتهم وذلك بالقرآن الذي لا يزالون يعظمونه، وبتأليف قلوبهم بالدعوة الحسنة ومخاطبتهم بمدح عقولهم فيعودون للإسلام.
أما الأحبار والمقلِّدة العميان فنكل أمرهم إلى مقلِّب القلوب ونقول لهم في أنفسهم قولاً بليغاً عسى أن يهزهم هزاً. والله تعالى أعلم
لا يتعلم العلم مستحيي ولا مستكبر(61/66)
الأربعاء الأسود
ـ[منذر السعد]ــــــــ[05 - 01 - 10, 02:51 م]ـ
يتناقل كثير من الصحف و وسائل الاعلام أن يوم الاربعاء يوم عذاب وشؤم
خاصة على خلفية ماوقع لاهل جدة في يوم التروية 1430
و آخر مارأيت الاربعاء الماضيي في احدى الصحف حيث انها قامت تعدد ايام الاربعاء التي اصيبت يها جدة ومكة بالسيول مما سبق موثقا بالصور،
وقد اصبح رعب اهل جدة هذه الايام من غيوم الاربعاء فضلا عن امطارها
فماذا سيفعلون في صفر القادم
و العجيب انني ادخلت كلمة (الاربعاء الاسود) في محرك البحث قوقل فوجدت العجاب
و اعجب منه ان بعض المتشرعة يذكر أنه يوم عذاب عذب الله فيه الامم و يسوق احاديث هلاك الامم في الاربعاء و ان يوم نزول الاوبئة ...
حتى اصبح الناس يتشائمون به
فهل عادت الجاهلية من جديد؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
: (قال الله عز و جل يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار)
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[05 - 01 - 10, 06:34 م]ـ
أحسنت وبارك الله فيك وجزاك الله خيرًا ...
وهذه من تبعات المسلسلات والأفلام والله المستعان.
ـ[منذر السعد]ــــــــ[05 - 01 - 10, 06:52 م]ـ
و بارك فيك يا اباطلحة(61/67)
نونية ابن القيم
ـ[محمد بن سعد المالكى]ــــــــ[05 - 01 - 10, 09:36 م]ـ
هل نونية ابن القيم رحمه الله
تشتمل على أنواع التوحيد الثلاثه؟
هل فيها مباحث الحموية والتدمرية؟ أم لا
هل من دراسه عنها وأفضل شروحها؟
ـ[مُوَحِّدَة]ــــــــ[07 - 01 - 10, 02:03 ص]ـ
هل نونية ابن القيم رحمه الله
تشتمل على أنواع التوحيد الثلاثه؟
هل فيها مباحث الحموية والتدمرية؟ أم لا
هل من دراسه عنها وأفضل شروحها؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأكتب لك أخي الموضوعات الرئيسية لنونية ابن القيم المسماة بالكافية الشافية في الإنتصار للفرقة الناجية
* خطبة نثرية للكتاب.
*مقدمة المنظومة (ظاهرها أنها غزلية وفيها تخلّص الإمام بأسلوب بارع إلى الدخول للمراد بأن بدأ في تبيين عقائد الجهمية)
*بداية المحاكمة (عقد مجلس تحكيم وقدم بين يديه ذكر الأوصاف والآداب التي ينبغي لطالب الحق أن يتحلى بها عند المناظرة (188 - 260) والحكمان في هذا المجلس النقل الصحيح ثم العقل الصريح مع الفطرة السليمة وقد أحضر في هذا المجلس خمس طوائف وبين عقائدهم وآراءهم وهم:
1 - الإتحادية (265 - 312)
2 - الحلولية (313 - 321)
3 - نظار الجهمية والمعتزلة وبعض متأخري الأشاعرة (322 - 350)
4 - نظار جرّهم مذهب الجهم إلى الزندقة (351 - 505)
ركب الإيمان وعسكر القرآن (506 - 596)
*مسألة كلام الله تعالى [نحو خمسمائة بين (556 - 1045)]
*مسألة علو الله تعالى على خلقه [نحو سبعمائة بيت (1046 - 1768)]
*قضية التأويل (رأى ابن القيم أن السلاح الذي يستعمله أهل البدع في رد النصوص هو التأويل فتوجه بالكلام عليه فعقد فصلا في جناية التأويل على ما جاء به الرسول , والفرق بين المردود منه والمقبول وعدّد جناياته في التاريخ الإسلامي وووو .......................... )
* منجنيق التركيب (2975 - 3123)
(من أهم الشبهات التي قادت المعطلة إلى نفي العلو وغيره من صفات الله سبحانه التركيب والتجسيم فاعتنى ابن القيم بإبطالهما وو ............... )
*منجنيق التجسيم (3773 - 3823)
(عقد الناظم فصلا في بيان أن المصيبة التي حلّت بأهل التعطيل كانت بسبب استعمالهم أسماء ومصطلحات لا أصل لها في الكتاب والسنة فهي التي قلبت عليهم أمرهم وأفسدت علمهم وإيمانهم كالتحيز والجهة والتجسيم وحلول الحوادث وغيرها ............. )
* أقسام التوحيد والفرق بين توحيد المرسلين وتوحيد النفاة المعطلين (3124 - 3533)
*وصف الجنة (4962 - 5625)
*خاتمة المنظومة: رغبة ودعاء.
معلومات عن المنظومة:
اسمها: الكافية الشافية في الإنتصار للفرقة الناجية.
بحر المنظومة: هو الكامل.
عدد أبياتها: عدّها الدكتور بكر أبو زيد فكانت ستة آلاف إلا واحداً وخمسين.
أهم سمات المنظومة:
1 - الإعتماد الكلي على نصوص الكتاب والسنة.
2 - السعة والشمول.
3 - حسن الترتيب والتبويب.
4 - طول النفس في عرض الأقوال والمذاهب.
5 - الأمانة والدقة في نسبة الأقوال والمذاهب.
6 - الموضوعية والإنصاف.
7 - قوة الحجة في الرد على المخالفين.
8 - العناية بالأسلوب الأدبي.
9 - الإكثار من ضرب الأمثال.
10 - الاستطراد في بعض المواضع.
11 - تكراره لبعض المسائل.
----------------------نقل بتصرف من مقدمة الشيخ أبو عائش عبد المنعم إبراهيم على شرح القصيدة النونية للشيخ العثيمين.-----------------------
من شروح المنظومة:
شرح الشيخ السعدي. (مطبوع)
شرح الشيخ العثيمين. (مفرغ ومطبوع)
شرح الشيخ أحمد بن عيسى. (مطبوع)
شرح الشيخ محمد خليل هراس. (مطبوع)
شرح الشيخ الفوزان. (مفرغ وموجود في النت على هيئة pdf )
ـ[أبو مالك الأثري السلفي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 09:06 ص]ـ
جزى الله المجيب والسائل خيرًا
وفقكم الله
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 09:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأكتب لك أخي الموضوعات الرئيسية لنونية ابن القيم المسماة بالكافية الشافية في الإنتصار للفرقة الناجية
* خطبة نثرية للكتاب.
*مقدمة المنظومة (ظاهرها أنها غزلية وفيها تخلّص الإمام بأسلوب بارع إلى الدخول للمراد بأن بدأ في تبيين عقائد الجهمية)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/68)
*بداية المحاكمة (عقد مجلس تحكيم وقدم بين يديه ذكر الأوصاف والآداب التي ينبغي لطالب الحق أن يتحلى بها عند المناظرة (188 - 260) والحكمان في هذا المجلس النقل الصحيح ثم العقل الصريح مع الفطرة السليمة وقد أحضر في هذا المجلس خمس طوائف وبين عقائدهم وآراءهم وهم:
1 - الإتحادية (265 - 312)
2 - الحلولية (313 - 321)
3 - نظار الجهمية والمعتزلة وبعض متأخري الأشاعرة (322 - 350)
4 - نظار جرّهم مذهب الجهم إلى الزندقة (351 - 505)
ركب الإيمان وعسكر القرآن (506 - 596)
*مسألة كلام الله تعالى [نحو خمسمائة بين (556 - 1045)]
*مسألة علو الله تعالى على خلقه [نحو سبعمائة بيت (1046 - 1768)]
*قضية التأويل (رأى ابن القيم أن السلاح الذي يستعمله أهل البدع في رد النصوص هو التأويل فتوجه بالكلام عليه فعقد فصلا في جناية التأويل على ما جاء به الرسول , والفرق بين المردود منه والمقبول وعدّد جناياته في التاريخ الإسلامي وووو .......................... )
* منجنيق التركيب (2975 - 3123)
(من أهم الشبهات التي قادت المعطلة إلى نفي العلو وغيره من صفات الله سبحانه التركيب والتجسيم فاعتنى ابن القيم بإبطالهما وو ............... )
*منجنيق التجسيم (3773 - 3823)
(عقد الناظم فصلا في بيان أن المصيبة التي حلّت بأهل التعطيل كانت بسبب استعمالهم أسماء ومصطلحات لا أصل لها في الكتاب والسنة فهي التي قلبت عليهم أمرهم وأفسدت علمهم وإيمانهم كالتحيز والجهة والتجسيم وحلول الحوادث وغيرها ............. )
* أقسام التوحيد والفرق بين توحيد المرسلين وتوحيد النفاة المعطلين (3124 - 3533)
*وصف الجنة (4962 - 5625)
*خاتمة المنظومة: رغبة ودعاء.
معلومات عن المنظومة:
اسمها: الكافية الشافية في الإنتصار للفرقة الناجية.
بحر المنظومة: هو الكامل.
عدد أبياتها: عدّها الدكتور بكر أبو زيد فكانت ستة آلاف إلا واحداً وخمسين.
أهم سمات المنظومة:
1 - الإعتماد الكلي على نصوص الكتاب والسنة.
2 - السعة والشمول.
3 - حسن الترتيب والتبويب.
4 - طول النفس في عرض الأقوال والمذاهب.
5 - الأمانة والدقة في نسبة الأقوال والمذاهب.
6 - الموضوعية والإنصاف.
7 - قوة الحجة في الرد على المخالفين.
8 - العناية بالأسلوب الأدبي.
9 - الإكثار من ضرب الأمثال.
10 - الاستطراد في بعض المواضع.
11 - تكراره لبعض المسائل.
----------------------نقل بتصرف من مقدمة الشيخ أبو عائش عبد المنعم إبراهيم على شرح القصيدة النونية للشيخ العثيمين.-----------------------
من شروح المنظومة:
شرح الشيخ السعدي. (مطبوع)
شرح الشيخ العثيمين. (مفرغ ومطبوع)
شرح الشيخ أحمد بن عيسى. (مطبوع)
شرح الشيخ محمد خليل هراس. (مطبوع)
شرح الشيخ الفوزان. (مفرغ وموجود في النت على هيئة pdf )
هل بالامكان تصوير شرح الشيخ الهراس رحمه الله ورفعه على الشبكة؟ وجزاكم الله خيراً.
ـ[محمد بن سعد المالكى]ــــــــ[07 - 01 - 10, 03:55 م]ـ
جزاكم الله جميعا كل خير وبارك فيكم ووفقنا وإياكم(61/69)
نقض الموسوعة اليوسفية الجزء السادس!
ـ[حامد تميم]ــــــــ[06 - 01 - 10, 12:42 ص]ـ
هذا هو الجزء السادس من نقض الموسوعة اليوسيفية للشيخ أحمد تركستاني، ويناقش فيه صاحب الموسوعة وفهمه للدعوة السلفية المباركة وكذلك الدكتور يوسف القرضاوي -هداه الله-.
ـ[حامد تميم]ــــــــ[16 - 01 - 10, 10:51 م]ـ
هل الملف معطوب يا إخوان!
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 12:55 ص]ـ
لم يفتح معي!
ـ[حامد تميم]ــــــــ[20 - 01 - 10, 03:40 م]ـ
لعل هذا الملف يعمل!(61/70)
نصيحة لطلاب العلم: لا تهتموا بالزغل من العلم / من الشيخ يوسف الغفيص
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[06 - 01 - 10, 08:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول العلامة الغفيص في شرحه للواسطية:
ابن القيم رحمه الله في مناظرته بين السني والقدري افترض مناظرة ليست حقيقية، فبدأ يورد أسئلة لتحقيق صورة المناظرة، فأحياناً يأتي ببعض الأسئلة التي يفرضها على لسان القدري، ثم يورد كلاماً هو جواب السني، وبعض التزامات ابن القيم في جواب السني ليست محكمة. فمثلاً: قوله: (إرادة الله لأفعال العباد)، هل هو مريد لكل همسة ولمسة وحركة من أفعالهم، أم أنه مريد سبحانه وتعالى للفعل جملة، أم أنه مريد لجنس الفعل؟ ثم قال: (إن الماء إذا كان يجري فالنهر يجري بإرادة الله، لكن لا يلزم أن كل جرية بعينها وكل نقطة من هذا الماء بعينها تكون متعلقة بإرادة مختصة)، وقال: كالرجل إذا حمل العبل من الحب، فهو حامل لكل حبة وإن كان لم تعقل إرادته بكل حبة على حدة، وبدأ يأتي بالمسألة من هذه الأوجه، ويديرها من هنا وهناك. والصواب: ترك هذا الكلام؛ لأن من فطرة البشر إذا قيل: هذا الشيء مرادٌ لهذا المعين، أن يفهموا ذلك بالفطرة؛ لأن كل أمرهم أصلاً هو الإرادة، فإذا قيل: إن هذا الكأس جاء هنا بإرادة فلان من الناس، لم يحتج ذلك إلى التفصيل: كيف جاء؟ وهل كل أجزائه من الكأس؟ وهل الماء هو الكأس؟ وهل الكأس دون الماء؟ وهل جاء الماء قبل الكأس؟ وكأن هذا مشكلة القدرية مع أهل السنة. وأنا لا أنتقد الإمام ابن القيم، فهو إمام معروف شأنه وعلمه، لكن المقصود من ذلك: أن كلاً يؤخذ من قوله ويرد.
وطالب العلم الفقيه الفاضل يعظم أهل العلم، لكنه يتجنب بعض هذه الطرق، وأنا أشير إلى هذا لأن الناشئين المقبلين على طلب العلم، لو كان عندهم منهج محكم من جهة العلم والتربية في طلب العلم، لكان لديهم مناعة -إن صح التعبير- عن مثل هذه الأشياء، ولما كان التنبيه إلى ذلك مقصوداً، لكن لأن كثيراً من الشباب يهتمون بهذا الزغل من العلم، وبهذه اللفتات من العلم، لأنها تحتاج إلى دقة الذهن، وفيها نوع من التميز، أما القول بأن الله خالق أفعال العباد فهو أمر معلوم منشور، حتى العوام يعرفونه؛ فطالب العلم حينما يرجع إلى معنىً دقيق، تشعر نفسه بنوع من امتيازه في فقه هذه المسألة.
وهناك نفوس كثيرة علمية فاضلة، لكنها أصبحت تتذوق هذا الأمر وتعشقه، فإذا وجدوا مثل ذلك لابن القيم على جلالته، بدءوا يتتبعون مثل هذا النفس، وتتبع هذا النفس في هذا النوع من المسائل ليس محموداً. ا. هـ
جزى الله الشيخ الغفيص خير الجزاء على هذا التأصيل القوي
ـ[محمد بن سعد المالكى]ــــــــ[06 - 01 - 10, 08:23 ص]ـ
وجزاك الله الجنه على هذا النقل الطيب
ـ[منذر السعد]ــــــــ[06 - 01 - 10, 11:49 ص]ـ
الشيخ صاحب قرائة نقدية عجبة و مؤدبه
ويكفي نقد الشيخ للوافقات والاعتصام بكل لطف و جلالة
بارك الله فيك اخي ابراهيم
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[06 - 01 - 10, 04:16 م]ـ
وجزاك الله الجنه على هذا النقل الطيب
اللهم امين وايكم اخي الحبيب
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[06 - 01 - 10, 04:18 م]ـ
الشيخ صاحب قرائة نقدية عجبة و مؤدبه
ويكفي نقد الشيخ للوافقات والاعتصام بكل لطف و جلالة
بارك الله فيك اخي ابراهيم
نعم صدقت أخي العزيز
فهو غاية في الانصاف
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[10 - 01 - 10, 08:42 م]ـ
بارك الله فيكم أحبتنا على هذا النقل المتميز ..
.. !!!
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 12:20 ص]ـ
بارك الله فيكم أحبتنا على هذا النقل المتميز ..
.. !!!
وفيكم يبارك الله
شرفني مرورك اخي عوض
ـ[عبدالله البدري]ــــــــ[11 - 01 - 10, 10:18 ص]ـ
جزاك الله خير وبارك في علمك ..
صراحة .. نبهتنا على أدب من أداب الشرح .. وأدب لنقد كلام العلماء ..
الله يوفق الشيخ الغفيص .. ويفتح عليه ... اللهم آمين
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 08:34 م]ـ
الشيخ يوسف عالم كبير على صغر سنه
ولزوم دروسه وأشرطته مفيد في بناء علمي ومنهجي لطالب العلم
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[12 - 01 - 10, 12:20 ص]ـ
ولزوم دروسه وأشرطته مفيد في بناء علمي ومنهجي لطالب العلم
وهذا الذي جعلني اعكف على مواده
وكم أتمنى أن اقف على مؤلفات له
ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[17 - 01 - 10, 06:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول العلامة الغفيص في شرحه للواسطية:
ابن القيم رحمه الله في مناظرته بين السني والقدري افترض مناظرة ليست حقيقية، فبدأ يورد أسئلة لتحقيق صورة المناظرة، فأحياناً يأتي ببعض الأسئلة التي يفرضها على لسان القدري، ثم يورد كلاماً هو جواب السني، وبعض التزامات ابن القيم في جواب السني ليست محكمة. فمثلاً: قوله: (إرادة الله لأفعال العباد)، هل هو مريد لكل همسة ولمسة وحركة من أفعالهم، أم أنه مريد سبحانه وتعالى للفعل جملة، أم أنه مريد لجنس الفعل؟ ثم قال: (إن الماء إذا كان يجري فالنهر يجري بإرادة الله، لكن لا يلزم أن كل جرية بعينها وكل نقطة من هذا الماء بعينها تكون متعلقة بإرادة مختصة)، وقال: كالرجل إذا حمل العبل من الحب، فهو حامل لكل حبة وإن كان لم تعقل إرادته بكل حبة على حدة، وبدأ يأتي بالمسألة من هذه الأوجه، ويديرها من هنا وهناك. والصواب: ترك هذا الكلام ............................ لكن لأن كثيراً من الشباب يهتمون بهذا الزغل من العلم ...
حبذا لو أحلتم على كتب ابن القيم هذا الذي سميتموه زغلا من كلامه!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/71)
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 09:01 م]ـ
حبذا لو أحلتم على كتب ابن القيم هذا الذي سميتموه زغلا من كلامه!!!
أخي الحبيب لماذا اوتيت من قبل فهمك للعربية؟ من قال ان كلام ابن قيم كلامه هذا زغل؟
ثم اين الادب؟ يبدو أنه ليس لك مشايخ تربيت بين أحضانهم وأخذت من لحظهم قبل لفظهم، لماذا بترت كل الكلام الطويل العريض الذي بين اثر ابن قيم وبين قول الشيخ الغفيص (الزغل) الذي هو في أسفل المقالة؟
ثم أنت لا تعرف قدر الشيخ الغفيص حفظه الله ولا تعرف مقامه باعتبار كتب ابن قيم وابن تيمية فهو عضو باحث مشتغل بكتب ابن تيمية وتلميذه بل لا يوجد شخص انتصر لهما مثله كما هو في المناظرات المرئية التي قام في المستقلة والتي كانت بعنوان (تراث شيخ الاسلام ابن تيمية)
بل حتى لو كنت تعرف الشيخ الغفيص كان عليك الانتقاد بحلم وأدب
سبحان ربي
والله لا أرى ردك هذا إلا لكي يغلق الموضوع بسببك ويحذف فتحرم من تحرم من الاستفادة
الله يسامحنا واياك
ـ[الأخت براءة]ــــــــ[17 - 01 - 10, 09:26 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[الأخت براءة]ــــــــ[17 - 01 - 10, 09:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه بعض النصائح والفوائد عن طلب العلم نقلتها من كتاب "الإبحار في جمع الأسفار" للشيخ جماز بن عبد الرحمن الجماز أردت الفائدة للأخوان.
نبيهات هامة لطالب العلم:
1 - «إخلاص القصد» فيكون تعلمك للعلم لوجه الله تعالى، فتدعو إلى دينه على بصيرة، ترفع الجهل عن نفسك وغيرك، واحذر كل الحذر أن تقصد بتعلُّمك الشهرةَ بين الناس أنَّك عالم أو مفتي، أو التصدّر في جميع المجالات بحجَّة أنك إمام أو مربي، أو تجعله وسيلة لنيل الرئاسة أو الشرف.
2 - «الهمة العالية» فتحرص على القراءة والفهم والحفظ كل ما استطعت، وتبذل مالك ونفسك في سبيل العلم، ولا تتردّد في التضحية بأوقاتك، واقرأ في سير العلماء، واعرف كيف كانت هممهم، ولا ترضى بالدون.
3 - «العزيمة الجادة» فيكون تعلُّمك هو شغلك الشاغل، والعلم لن تناله براحة الجسم، وعليك بالمثابرة والجدِّية والاستمرار، واطرد عنك اليأس، واعلم أنك إذا أعطيت العلم كلَّك أعطاك بعضه، وإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً.
4 - «يجب أن تُحبِّب إلى نفسك العلم» كأن تقرأ في الحث على طلب العلم وفضله، مثل «الجامع في الحث على حفظ العلم. من البغدادي والعسكري وابن عساكر وابن الجوزي» جمع وتحقيق الحداد. ثم احرص على تتبع أحوال بعض العلماء، واقرأ في سيرهم، كالطبري، وابن الجوزي، وابن قدامة، والنووي، وابن تيمية، وابن كثير، وابن حجر، وغيرهم؛ فسوف تتشجّع.
5 - «اقرأ في الكتب المتعلِّقة بطلب العلم وأدبه، قبل أن تلج الباب» وكن على نصيب منها كبير؛ وإياك أن تبتدئ في العلم قبل أن تتم قراءتها.
مثل «جامع بيان العلم وفضله» لابن عبد البر، و «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» للخطيب البغدادي، و «الفقيه والمتفقه» للخطيب البغدادي، و «اقتضاء العلم العمل» للخطيب البغدادي، ومقدمة كتاب «الموضح لأوهام الجمع والتفريق» للخطيب البغدادي، و «تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم» لابن جماعة، و «فضل علم السلف على الخلف» لابن رجب، و «المدخل إلى مذهب الإمام أحمد» لابن بدران، و «كتاب العلم» لابن عثيمين، و «حلية طالب العلم» لبكر أبو زيد.
6 - «اتخذ لك صديقاً يعينك على طلب العلم» وتأنس إليه ويأنس إليك، ويكون ذا همّة عالية، يشجع أحدكم الآخر، ويعين أحدكم الآخر على متابعة القراءة والبحث والحفظ وحضور الحلقات العلمية والمؤتمرات الدعوية.
7 - «عليك أن تتحلى بالأخلاق الحسنة» من القناعة والمروءة وطلاقة الوجه وتحمُّل الناس، وأن تحافظ على شعائر الإسلام، وأن تُظهِر السنَّة وتنشرها بالعمل بها والدعوة إليها، ويكون لك سمتٌ حسن من الوقار والتواضع؛ قال ابن سيرين: «كانوا يتعلّمون الهدي كما يتعلّمون العلم».
8 - «احرص على أن تتلقّى كل علم عن أهله» فإن لم تجد، فاظفر بعالم من الأكابر تتلقّى عليه سائر العلوم، فإن لم تجد، فعالم في فنٍّ أو أكثر، وليكن من الأكابر دون الأصاغر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/72)
والأكابر: العلماء الذين أفنوا جل عمرهم في العلم، فتمرّسوا بمسائله، وعركتهم التجاريب، ولو كانت أعمارهم صغيرة، والأصاغر هم المبتدئون في العلم، وغالباً لم يختمر علمهم، ولم تكتمل تجربتهم، ولم تنضج عقولهم، يغلب عليهم الاستعجال والتسرُّع في الأحكام، والشطط في الفهم، ولو كانت أعمارهم كبيرة.
واعلم أنه أحياناً ينبغ الصغير، فينافس الشيوخ الكبار، ويكاد يفوقهم، مثل الشافعي، شاب صغير أُذِن له في الإفتاء وهو ابن خمس عشرة سنة أو عشرين سنة، وجلس عليه الأكابر يتلقون العلم، وابن تيمية جلس للتدريس وبين يديه الآلاف ومعهم دفاترهم ومحابرهم، وهو ابن عشرين سنة. وفي عصرنا هذا قريب من هذا ليس لأحد أن ينكره، ولا ينكر هذا إلا حاسد أو جاهل.
9 - «اختر من الأكابر أكثرهم علماً» وأحسنهم ورعاً، وأجملهم خلقاً، وأطولهم نفساً، وخذ عنه العلم مع الأدب، فالأدب بلا علم لا يصلح، والعلم بلا أدب، يجني عليك ويهلكك. فيحتاج إلى من يُعلِّمك ويؤدبك في نفس الوقت، ويُربِّي قلبك وعقلك.
10 - احذر أن تتلقى العلم عن [الصحفيين] الذين تلقوا العلم من الكتب. ولم يجلسوا بين يدي الشيوخ، ولم يجثو على الركب في الحلقات، فغالباً يشتط بهم الفهم، ويقعون في المزالق.
والعلم عند السلف: علم وتربية، والذين يجمع بينهما هو شيخك، وإلاّ فكيف تربي نفسك بنفسك؟ واعلم أن التعلُّم في الإسلام ليس مجرّد جمع للمعلومات في الصدور، بل علم وعمل، علم وتربية.
11 - «يستحيل أن يخلوا الزمان من الأكابر من الشيوخ في كل علم» وإلا لا تقوم الحجّة، فاحرص على طلب العلم، ولا تقل: ليس في مدينتي عالم أو شيخ. ومتى كنت جاداً، فالعلماء متوافرون في عصرك، فابحث عنهم تجدهم، ولو أن ترحل بالطائرة، وفي عصرنا توفرت وسائل الاتصال، فهناك شبكة المعلومات العالمية [الانترنت]-جهاز الهاتف- أشرطة التسجيل. ولا عُذر لأحد.
12 - «اعرض نفسك على شيخك، وأخبره بأنك مبتدئ أو قطعت مرحلة في الطلب» واطلب منه التوجيه والإرشاد إلى ما يصلح نفسك وما تبتدئ به، واعرض عليه أن تقرأ عليه بعض المتون العلمية الأولية في كل فن أو أكثر الفنون أو بعضها.
13 - «اطلب من شيخك الاهتمام بك، والأخذ على يديك، وفوّضه في السؤال عنك أو توبيخك» فهو خير معين لك بعد الله عز وجل في استمرارك وعدم انقطاعك.
14 - «اهتم دائماً بالأمور العملية الواضحة» ولا تضيّع وقتك في مدارسة الأمور النظرية الجدلية»، ولا طائل من ورائها، واترك السؤال والاشتغال بمسائل لم تقع، ولن تقع.
15 - «إياك والتنمّر بالعلم» كأن تحفظ مسألة أو تفهم مُشْكلاً، فتأتي إلى أحد الأشياخ في حلقته أو منزله أو أمام الناس، وتناقشه فيها، ليس إلاّ، لتظهر نفسك، ويعلم الناس بك، ويتحدثون عن ضبطك، لا تفعل هذا، إنه لا يفعله إلا المفلس من العلم.
16 - «اعمل بعلمك» لا يكن همك إلا الحفظ والجمع: قال فلان، ونقل فلان، واعترض فلان، هذا منكر، هذا ليس لكل أحد. كل ما عرفتَ سُنّة، أو حفظت ذِكراً، أو تعلّمت مسألة اعمل بها، فهذا يعينك على تثبيت العلم، بل وسبيل إلى أن تعلّم ما لم تعلم. وعدم عملك بعلْمك سببٌ لمحق بركة العِلم وضياعه، واستكثار منك لحجج الله عليك.
17 - «عليك بالدعاء» فهو سلْوتك، ويحصل به كل خير لك، وصحَّ عنه ? أنه كان يدعوا بـ «اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علماً» «اللهم إني أسألك علماً نافعاً» «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع» ودعا لابن عباس فيما صحَّ عنه «اللهم فقهه في الدين» فادع أنت «اللهم فقهني في ديني وعلمني التأويل».
18 - «احرص على سلّم التعلم، وعلى أن تتدرج في ذلك السلم»، فتبدأ بتلقي الأوليات في كل علم، تبدأ صحيحاً، فتضبط صحيحاً، وتكون عالماً صحيحاً.
19 - «اعلم أنَّ غاية كل متعلم – وأنت أولهم- أن يُصحِّح إيمانه ويصحح عمله» بل هو أول ما يجب تعلُّمه، فقه الإيمان، وفقه الأحكام، وهي علوم الغاية.
20 - «يجب أن تتعلم فقه الإيمان [التوحيد] على منهج السلف» وهم الصحابة والتابعون وتابعوهم، ومن بعدهم من الأئمة المرضيين، كالأئمة الأربعة وأصحاب الكتب الستة.
21 - «أقرب وسيلة، وأحكم طريقة لتعلم فقه الأحكام [الفقه] هي التمذهب بأحد المذاهب الأربعة المعتبرة: الأحناف، والمالكية، والشافعية، والحنابلة» وهي وسيلتك إلى التفقه في أحكام الشريعة، وتحوز بذلك فضيلتان:
أ- مَلَكة الاستنباط. ب- لغة الفقه.
ولن تحوزها بغير ذلك، وهي مطلب أساس.
22 - «أثبتت التجربة: أن طلب الفقه للمبتدئين بواسطة كتب المُحدِّثين تجعل أغلبهم في شتات وضياع وعدم ضبط» بخلاف دراستها في مرحلة متأخرة، فهذا شيء آخر.
23 - «اعلم أن المتقدمين من المُحدِّثين الذين برزوا وألفوا -وخاصة أحاديث الأحكام- كلهم إما إمام مجتهد، أو تابع لأحد المذاهب الأربعة، فالتمذهب لازم لك.
24 - «أنت مبتدئ، وليس أمامك إلا التقليد» والمفترض أن يكون شيخك فقيهاً مربيا بصيراً، ينظر المصلحة لطلابه، ويهتم بهم، فإنهم أولاده وقرة عينه.
فيعرض المسائل المهمة بأدلتها، ووجه رجحانها، ويتعود الطلاب حينها على معرفة الأدلة، ويترقون سلم التعلم شيئاً فشيئاً، فيتعلمون القول الآخر في المسألة، وحينها يمكن مخالفة المذهب عن بصيرة وفقه، وتعلم أنَّ المذهب فيه ضعيف أو مرجوح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/73)
ـ[الصالحي]ــــــــ[20 - 01 - 10, 08:15 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[أم عبد الكريم]ــــــــ[20 - 01 - 10, 08:50 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[20 - 01 - 10, 09:55 م]ـ
أخي الحبيب لماذا اوتيت من قبل فهمك للعربية؟ من قال ان كلام ابن قيم كلامه هذا زغل؟
ثم اين الادب؟ يبدو أنه ليس لك مشايخ تربيت بين أحضانهم وأخذت من لحظهم قبل لفظهم، لماذا بترت كل الكلام الطويل العريض الذي بين اثر ابن قيم وبين قول الشيخ الغفيص (الزغل) الذي هو في أسفل المقالة؟
ثم أنت لا تعرف قدر الشيخ الغفيص حفظه الله ولا تعرف مقامه باعتبار كتب ابن قيم وابن تيمية فهو عضو باحث مشتغل بكتب ابن تيمية وتلميذه بل لا يوجد شخص انتصر لهما مثله كما هو في المناظرات المرئية التي قام في المستقلة والتي كانت بعنوان (تراث شيخ الاسلام ابن تيمية)
بل حتى لو كنت تعرف الشيخ الغفيص كان عليك الانتقاد بحلم وأدب
زادك الله أدبا.
أعيد سؤالي: أين قال العلامة ابن القيم هذا الكلام المذكور عنه؟(61/74)
فائدة من شرح الواسطية: اللطف عند الجدال مع المخالف / يوسف الغفيص
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[06 - 01 - 10, 06:48 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قال الإمام يوسف الغفيص - حفظه الله - في شرحه للواسطية:
قال المصنف رحمه الله: [ويغلو فيها قوم من أهل الإثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره]. قوله: (ويغلو فيها قوم من أهل الإثبات): إشارة إلى الأشاعرة، وهذه الإشارة فيها لطف مع المخاطبين، وإن كانت لم تتضمن تقصيراً في المعنى المراد، وهذا هو المنهج المشروع في الأصل، أن المجادلة للمخالف لا تكون بالألفاظ الموجبة لجفائه، وإن كان هذا موجوداً في كلام أهل السنة، وقبل أن يكون ذلك موجوداً في كلام أهل السنة هو موجود في القرآن مع الكفار، لكن ليس الموجود في القرآن هو الألفاظ المحركة للنفوس إلى الجفاء، فليس كل ما ورد في القرآن من مخاطبة الكفار يحرك نفوسهم إلى الجفاء، ولذلك من التزم هذا المنهج، وقال: هذا هو منهج السلف، فقد أخطأ على السلف، نعم .. يوجد في كلام السلف حروفٌ فيها جفاء مع المخالف الذي فيه مادة عناد أو مكابرة، أو كان ذلك لمصالح شرعية، لكن ليست هذه الحروف من الجفاء في الكلام معهم هي الحروف المشروعة وحدها، فهذا ليس صحيحاً، كما أن العكس غلط، فهناك البعض الآن حتى من طلاب العلم الذين قد يكون عندهم نظرة أخرى، يقولون: ينبغي له أن يحدث بالألفاظ اللينة وما إلى ذلك، فهذا ليس صحيحاً، بل هذا مشروع وهذا مشروع، كما قال الله في أهل الكتاب: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [العنكبوت:46]، وقال لموسى وهارون: فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا [طه:44]، وهذا في الابتداء، لكن في قصة موسى وهارون مع فرعون إذا رجعت إليها في تفاصيلها في القرآن وجدت فيها قول موسى له: وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا [الإسراء:102]، وهذا فيه شدة. فالله قال في كتابه: فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا [طه:44]، وموسى قال له: وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا [الإسراء:102]، وليس هذا من عدم تطبيق موسى لأمر الله، فإن الله شرع له ذلك في الابتداء، ولهذا فإن الأصل في الابتداء في خطاب المعين: أنه يُقصد إلى ما يحرك نفسه إلى قبول الحق، أما إذا صار عنده مادة من الاستكبار والعلو، فإنه يقال له ما يوجب كسر بأسه، وشدته، وعلوه، ونشره لهذا الباطل، ولذلك في أهل الكتاب لم يقل الله: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [العنكبوت:46] على الإطلاق؛ لأن من أهل الكتاب من هو ظالم، وليس في قلبه إلا الكبر والعناد، فقال سبحانه وتعالى: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ [العنكبوت:46]. فأهل البدع على كل تقدير هم أقل من الكفار، فهم بحاجة إلى الخطابين، ومن صدق النظر وصار صاحب عقل وفهم استطاع أن يجد في كلام السلف هذا وهذا، وأما من ضاق عقله في الغالب، فتجد أنه يغلو ولا يتكلم معهم إلا بالسيئ من الكلام. وهذه الأمة مما حسن الله سبحانه وتعالى في حقها الأخلاق، وليس لها مثل السوء حتى في لسانها، ولهذا فإن المؤمن ليس بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش ولا البذيء، والبذاءة مع المخالف هي مشروعة إذا اقتضتها المصلحة الشرعية، أما أنها تكون بذاءة نفسية فيتعود الإنسان على البذاءة دائماً فلا.
والمنهج القرآني في خطاب الكفار، وكذلك منهج السلف مع أهل البدع هو استعمال اللفظ المقرب للنفوس، وقد يستعمل معهم لفظ يكون محركاً لنفوسهم للعناد عندما يحققون هم مقام العناد.
وهذا على كل حال فقه لا يمكن ضبطه في كلمة أو كلمتين، والمقصود أن هذا مشروع وهذا مشروع، فمن هجر أحدهما فليس هو على استقامة تامة. ا. هـ
جزى الله الإمام الغفيص خير الجزاء على هذا التأصيل الذي يفتقده كثير من الشباب لاسيما عند الجاهل الذي يتعرض للرد على بعض المخالفين من أهل السنة بدعوى شدة الغيرة على الدين والمنهج والله المستعان وعليه التكلان فكأنه أغير من الذي جاء بالدين وأغير من الذين نقلوه إلينا
ـ[منذر السعد]ــــــــ[06 - 01 - 10, 07:36 م]ـ
و انت ايضا اخي اراهيم جزاك الله خيرا على هذا النقل الرائع
لاسيما وان البذاءة اصبحت هي الاصل عند بعض طلاب العلم
نسأل الله حسن الخلق
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[06 - 01 - 10, 08:31 م]ـ
و انت ايضا اخي اراهيم جزاك الله خيرا على هذا النقل الرائع
لاسيما وان البذاءة اصبحت هي الاصل عند بعض طلاب العلم
نسأل الله حسن الخلق
صدقت أخي منذر
فهناك أمور كثيرة جدا تحتاج إلى إعادة نظر عند هؤلاء لاسيما فيما يتعلق بالأشخاص والرجال
أسأل الله تعالى ان يوفقنا للانصاف والحكمة وحسن الخلق
ـ[ابن عايض]ــــــــ[06 - 01 - 10, 09:14 م]ـ
ومن اللطف ان انبهك اخي الفوكي
ان تضع الالقاب في مواضعها
فلقب امام للشيخ الفاضل يوسف الغفيص مجازفة نابعة من حبك
ارجوكم انزلوا الناس منازلهم
الامام مالك احمد ابو حنيفة الشافعي
يوسف الغفيص!!!!!!!!!!!!
ما تخش الدماغ باختصار
ودمت موفقا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/75)
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[06 - 01 - 10, 10:16 م]ـ
ومن اللطف ان انبهك اخي الفوكي
ان تضع الالقاب في مواضعها
فلقب امام للشيخ الفاضل يوسف الغفيص مجازفة نابعة من حبك
ارجوكم انزلوا الناس منازلهم
الامام مالك احمد ابو حنيفة الشافعي
يوسف الغفيص!!!!!!!!!!!!
ما تخش الدماغ باختصار
ودمت موفقا
أحسن الله إليك أخي الحبيب
أولا: كم رجوت لو دعمت هذا الكلام بشيء من التحقيق حتى نقدر على مناقشتك ان شاء الله
ثانيا:لفظة الإمام معناها في العربية كل من يؤتم به ويقتدى به في القول والعمل، و وسواء كان تقدمه حق أو لا هكذا حدها أهل الصناعة كالفيروز آبادي وغيره
والشيخ يوسف الغفيص إمام من الأئمة وشأنه معروف عند من له أدنى اعتناء به وبمواده، فأين الحرج وأين الغلو و التجاوز في تسميته بإمام؟
ثانيا: من اللطف أخي الحبيب لو كانت مثل هذه الانتقادات في الخاص قبل العام
وأختم بسؤال: ما الأبغ أو ما الذي يتبادر إليه اولا انه غلو: لفظة إمام، أو لفظة: كبير العلماء، كما لا اظن انه يخفى عنك أن الشيخ عضو في هيئة كبار العلماء سابقا
نرجو من الحبيب ابن عايض الجواب
والله الموفق
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[06 - 01 - 10, 10:33 م]ـ
ما تخش الدماغ باختصار يعني لم يتقبلها دماغك أنت اخي الحبيب والعبرة كما هو معلوم بالدماغ المعتبر
والله أعلم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[07 - 01 - 10, 12:16 ص]ـ
لفظة الإمام معناها في العربية كل من يؤتم به ويقتدى به في القول والعمل، و وسواء كان تقدمه حق أو لا هكذا حدها أهل الصناعة كالفيروز آبادي وغيره
وها قد عرفنا قصدك من عبارة " إمام " يا شيخ ابراهيم فلا تثريب عليك.
وما كان لنا إنكارها عليك حتى نعرف قصدك.
ـ[محمد بن سعد المالكى]ــــــــ[07 - 01 - 10, 04:52 م]ـ
تعقيب الاخ أبو سلمى رشيد تعليق طيب ثم إن إمام قول لا تثريب فيه لكن بشرط عدم التعصب لهذا الشيخ بعينه وهذا لا أراه في أخونا إبراهيم حفظه الله وأيضا الشيخ الالبانى يقول عنه الشيخ الحوينى إمام والشيخ الالبانى لا يعد فى الحفاظ فهل نقارنه بإبن معين؟ لالا الامام الالبانى إمام الحديث فى العصر بلا منازع لا ينكر ذلك إلا مكابر وأيضا الشيخ العثيمين من أئمه العصر فهل نقارنه بالشافعى؟
وهكذا الامام الوادعى وغيره
لالا
ثم إنك لو طبقت أقوال المتقدمين فى اشتراط شروط فى المحدث
بالكاد تجدها فيمن يشار إليهم الان بالبنان
وأخيرا أقول للأخ إبراهيم
لا بأس ولا تأس
محبك
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 05:33 م]ـ
ثم إنك لو طبقت أقوال المتقدمين فى اشتراط شروط فى المحدث
بالكاد تجدها فيمن يشار إليهم الان بالبنان
وأخيرا أقول للأخ إبراهيم
لا بأس ولا تأس
محبك
صدقت أخي الكريم بل حتى لفظة العالم، فإنها لا تطلق عند المحققين القدامى إلا على من أتقن كل الفنون الشرعية وبعض الفنون الدنيوية إتقانا تاما، فأنى بالعالم كله؟
أحبك الذي أحببتني من أجله
ـ[منذر السعد]ــــــــ[08 - 01 - 10, 06:32 م]ـ
الامر ايسر من ذلك يا اخوان
الخ بن عايض
يتكلم عن مزاج فقط
اي تركيبة معينة من الادمغة
فلا تثريب
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[08 - 01 - 10, 09:02 م]ـ
الامر ايسر من ذلك يا اخوان
الخ بن عايض
يتكلم عن مزاج فقط
اي تركيبة معينة من الادمغة
فلا تثريب
نعم أيسر من ذالك
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 06:57 ص]ـ
كلام متين من الشيخ الغفيض نفعنا الله بعلومه .. الا ان المقصود فيما يبدو لي ليس فقط الأشاعرة من كلام شيخ الاسلام بل يكاد يكون كلامه غير متوجه اليهم بالأصالة فيما يبدو لي بل هو موجه بالأصالة الى طائفة من اهل الاثبات و خاصة من السادة الصوفية ممن جره الفناء الى انكار الفرق في قدرة العبد و في قدرة الخالق كالامام الهروي و الامام السمعاني و غيرهما فالأشاعرة في باب القدر على قولهم بالكسب لا يغلون فيسلبون قدرة العبد و اختياره فيما يبدو لي .. بل هم اقوم من الأولين في باب القدر و اقرب الى السنة منهم و ان كان اولئك اقرب منهم اليها في باب الصفات و الله اعلم
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 07:06 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذا النقل الموفق ..
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 11:16 ص]ـ
كلام متين من الشيخ الغفيض نفعنا الله بعلومه .. الا ان المقصود فيما يبدو لي ليس فقط الأشاعرة من كلام شيخ الاسلام بل يكاد يكون كلامه غير متوجه اليهم بالأصالة فيما يبدو لي بل هو موجه بالأصالة الى طائفة من اهل الاثبات و خاصة من السادة الصوفية ممن جره الفناء الى انكار الفرق في قدرة العبد و في قدرة الخالق كالامام الهروي و الامام السمعاني و غيرهما فالأشاعرة في باب القدر على قولهم بالكسب لا يغلون فيسلبون قدرة العبد و اختياره فيما يبدو لي .. بل هم اقوم من الأولين في باب القدر و اقرب الى السنة منهم و ان كان اولئك اقرب منهم اليها في باب الصفات و الله اعلم
نعم أخي الكريم فهو كان قبل ذالك بيسير في معرض الرد على الهروي ومن كان مثله
لكن أخي الحبيب قولكم: فالأشاعرة في باب القدر على قولهم بالكسب لا يغلون فيسلبون قدرة العبد و اختياره فيما يبدو لي هذا ليس على إطلاقه أخي الحبيب وكان أنسب لو قلت: الاشاعرة المحققون ومثّلت ببعضهم ممن هو أقرب إلى اهل السنة والجماعة، وإلا فالشيخ نفسه يحكي عن بعضهم العجاب وبعض التناقضات التي ينكرها العقلاء فضلا عن اهل السنة من جهة الكسب والسلب للافعال وغيرها من الابواب
وان جاز احتمال كلام العالم الغفيص على المحمل العام كأصل ينبغي السير عليه في درب طلب العلم
جزاك الله خيرا وفقت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/76)
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 11:17 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذا النقل الموفق ..
وجزاكم بمثله اخي
وفقك الله(61/77)
هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[06 - 01 - 10, 10:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
سأل أحد الاخوة عن مسألة مهمة وهي هل صفتي السمع والبصر لله متعلقة بمشيئته أم لا
وقد بحثت في عدد من الكتب المرتبطة بالعقيدة وبحثت عن طريق جوجل ولكن لم أجد شيئا في هذا الموضوع سوى هذا الكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (من مجموع الفتاوى):
و" الْمَقْصُودُ هُنَا " أَنَّهُ عَلَى هَذَا الْأَصْلِ إذَا خَلَقَ الْمَخْلُوقَاتِ رَآهَا وَسَمِعَ أَصْوَاتَ عِبَادِهِ وَكَانَ ذَلِكَ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ؛ إذْ كَانَ خَلْقُهُ لَهُمْ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ وَبِذَلِكَ صَارُوا يُرَوْنَ وَيُسْمَعُ كَلَامُهُمْ وَقَدْ جَاءَ فِي
الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ أَنَّهُ يَخُصُّ بِالنَّظَرِ وَالِاسْتِمَاعِ بَعْضَ الْمَخْلُوقَاتِ كَقَوْلِهِ: {ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: مَلِكٌ كَذَّابٌ وَشَيْخٌ زَانٍ وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ} وَكَذَلِكَ فِي " الِاسْتِمَاعِ " قَالَ تَعَالَى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} أَيْ اسْتَمَعَتْ. وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءِ كَإِذْنِهِ لِنَبِيِّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ} وَقَالَ: {لَلَّهُ أَشَدُّ إذْنًا إلَى صَاحِبِ الْقُرْآنِ مِنْ صَاحِبِ الْقَيْنَةِ إلَى قَيْنَتِهِ} فَهَذَا تَخْصِيصٌ بِالْإِذْنِ وَهُوَ الِاسْتِمَاعُ لِبَعْضِ الْأَصْوَاتِ دُونَ بَعْضٍ. وَكَذَلِكَ (سَمِعَ) الْإِجَابَةَ كَقَوْلِهِ: {سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ} وَقَوْلِ الْخَلِيلِ: {إنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} وَقَوْلِهِ: {إنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ} يقتضي التَّخْصِيصَ بِهَذَا السَّمْعِ فَهَذَا التَّخْصِيصُ ثَابِتٌ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَهُوَ تَخْصِيصٌ بِمَعْنَى يَقُومُ بِذَاتِهِ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ - كَمَا تَقَدَّمَ - وَعِنْدَ الْنُّفَاةِ هُوَ تَخْصِيصٌ بِأَمْرِ مَخْلُوقٍ مُنْفَصِلٍ لَا بِمَعْنَى يَقُومُ بِذَاتِهِ. وَتَخْصِيصُ مَنْ يُحِبُّ بِالنَّظَرِ وَالِاسْتِمَاعِ الْمَذْكُورِ يَقْتَضِي أَنَّ هَذَا النَّوْعَ مُنْتَفٍ عَنْ غَيْرِهِمْ. لَكِنْ مَعَ ذَلِكَ هَلْ يُقَالُ: إنَّ نَفْسَ الرُّؤْيَةِ وَالسَّمْعِ الَّذِي هُوَ مُطْلَقُ الْإِدْرَاكِ هُوَ مِنْ لَوَازِمِ ذَاتِهِ فَلَا يُمْكِنُ وُجُودُ مَسْمُوعٍ وَمَرْئِيٍّ
وَقَدْ تَعَلَّقَ بِهِ كَالْعِلْمِ؟ أَوْ يُقَالُ: إنَّهُ أَيْضًا بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ فَيُمْكِنُهُ أَنْ لَا يَنْظُرَ إلَى بَعْضِ الْمَخْلُوقَاتِ؟ هَذَا فِيهِ قَوْلَانِ: وَالْأَوَّلُ قَوْلُ مَنْ لَا يَجْعَلُ ذَلِكَ مُتَعَلِّقًا بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ يَجْعَلُونَهُ مُتَعَلِّقًا بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ فَقَدْ يَقُولُونَ: مَتَى وُجِدَ الْمَرْئِيُّ وَالْمَسْمُوعُ وَجَبَ تَعَلُّقُ الْإِدْرَاكِ بِهِ. وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّ جِنْسَ السَّمْعِ وَالرُّؤْيَةِ يَتَعَلَّقُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ فَيُمْكِنُ أَنْ لَا يَنْظُرَ إلَى شَيْءٍ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ وَهَذَا هُوَ الْمَأْثُورُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْ السَّلَفِ كَمَا رَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الجوني قَالَ: مَا نَظَرَ اللَّهُ إلَى شَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ إلَّا رَحِمَهُ وَلَكِنَّهُ قَضَى أَنْ لَا يَنْظُرَ إلَيْهِمْ. وَقَدْ يُقَالُ: هَذَا مِثْلُ الذِّكْرِ وَالنِّسْيَانِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْته فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْته فِي مَلَإِ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْت إلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/78)
ذِرَاعًا تَقَرَّبْت إلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْته هَرْوَلَةً} فَهَذَا الذِّكْرُ يَخْتَصُّ بِمَنْ ذَكَرَهُ فَمَنْ لَا يَذْكُرُهُ لَا يَحْصُلُ لَهُ هَذَا الذِّكْرُ وَمَنْ آمَنَ بِهِ وَأَطَاعَهُ ذَكَرَهُ بِرَحْمَتِهِ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ الذِّكْرِ الَّذِي أَنْزَلَهُ أَعْرَضَ عَنْهُ كَمَا قَالَ: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ}. وَقَدْ فَسَّرُوا هَذَا النِّسْيَانَ بِأَنَّهُ. . . (1) وَهَذَا النِّسْيَانُ ضِدُّ ذَلِكَ الذِّكْرِ وَفِي الصَّحِيحِ فِي حَدِيثِ الْكَافِرِ يُحَاسِبُهُ قَالَ: {أَفَظَنَنْت أَنَّك مُلَاقِيَّ؟ قَالَ: لَا. قَالَ فَالْيَوْمَ أَنْسَاك كَمَا نَسِيتنِي} فَهَذَا يَقْتَضِي أَنَّهُ لَا يَذْكُرُهُ كَمَا يَذْكُرُ أَهْلَ طَاعَتِهِ هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ أَيْضًا وَهُوَ سُبْحَانَهُ قَدْ خَلَقَ هَذَا الْعَبْدَ وَعَلِمَ مَا سَيَعْمَلُهُ قَبْلَ أَنْ يَعْمَلَهُ وَلَمَّا عَمِلَ عَلِمَ مَا عَمِلَ وَرَأَى عَمَلَهُ فَهَذَا النِّسْيَانُ لَا يُنَاقِضُ مَا عَلِمَهُ سُبْحَانَهُ مِنْ حَالِ هَذَا. ا. هـ
______
(1) بياض بالأصل
أولا: فهمت بعضا مما قاله شيخ الإسلام وليس كله، أي أن المسألة لم تتضح كليًّا بعد، فهل أجد كلاما آخر لشيخ الإسلام أو لغيره من السلف وعلماء السنة قديما أو حديثا في هذه المسألة حتى أفهمها بشكل أفضل؟
ثانيا: القولان اللذان ذكرهما شيخ الإسلام هل هما لأهل السنة، يعني ان هناك خلاف بين السلف في هذه المسألة؟ أم انهم لم يختلفوا في هذه المسألة واحد القولين ليس لأهل السنة؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[06 - 01 - 10, 11:57 م]ـ
السمع والبصر صفتان تقوم بذات الله تعالى متجددة بمشيئته تعالى.
كما قال شيخ الإسلام (قوله: سمع الله لمن حمده؛ لأن الجزاء بعد الشرط فقوله " يسمع الله لكم " مجزوم حرك لالتقاء الساكنين وهذا يقتضي أنه يسمع بعد أن تحمدوا.) 6/ 236
والأشاعرة جعلوا هاتين الصفتين من صفات الأزل وبعضهم جعلها بمعنى العلم كالغزالي.
وجعل أبو الحسن الأشعري القول بهذا هو عين قول المعتزلة.
ومتعلق هاتين الصفتين عند الأشاعرة هما الموجودات، وهذا يلزم عليهم أن تكون الصفة متجددة في ذات الله تعالى متى شاء فيبصر المبصرَات بعد وجودها وكذا يسمع المسموعات بعد حدوثها. ولا شك أنهم ينفون هذا بناء على نفي الحوادث عندهم عن الله.
ولا أظن أن قول شيخ الإسلام في الأعلى (فَيُمْكِنُ أَنْ لَا يَنْظُرَ إلَى شَيْءٍ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ وَهَذَا هُوَ الْمَأْثُورُ) مشكل، لأن المسألة متعلقة بالمشيئة لا أن الصفة أزلية غير متجددة.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 12:07 ص]ـ
الذي يظهر لي أن كلام شيخ الاسلام جار على الأصل الذي بينه في صفات الأفعال من قيام الصفات به و ربطها بالمشيئة ... و هذا الأصل لاحظ شيخ الاسلام اطراده و شموله لصفات أخرى بربطه بأصل القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر .. اما الاستدلال بكلام السلف في المسألة فهو من فهم شيخ الاسلام لكلامهم كما في بقية المسائل و تأصيل له من مجموع أقوالهم .. يبين ما هو لازم لقول السلف و متضمن له .. فينسب لهم القول بدلالة التضمن او الظاهر اذ معرفة مذاهب السلف و المعاني التي اعتقدوها بدلالة النص فقط متعذرة ... أما القولين المحكيين فيظهر لي انهما قولا اهل الاتباث ممن أثبت الصفات المعنوية و الخبرية و صفات الأفعال دون ان يلتزم قيام معان بذاته وكثير معدود من اهل السنة و لهم سلف في اواخر القرون المفضلة .. و قول من يلتزم قيامها به و هو ما تسير عليه أقوال السلف المتقدمين و اهل السنة المحضة حسب استقراء شيخ الاسلام و تأصيله لأقوالهم ... و الأمر لا يعدو ان يكون تقعيدا متعمقا لأصل ارتباط
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/79)
الصفات بالمشيئة و كلامه في ذلك كثير .. و ان كان على هذا المستوى من التقغيد فيما أعتقد تتلاشى دلائل الكتاب و السنة من جهة الوضوح ما يجعل لغة شيخ الاسلام في هذا المقام لمن يعرفه تجنح الى عدم الجزم و الابتعاد عن القطع ....
و هذا نقل لشيخ الاسلام قد يبين ان شاء الله ما لهذا الأصل من تشعب و تغلغل في مسائل الصفات و ان لم يفطن اليه بعض الفرق ...
قال رحمه الله في المجموع
فِي الْقَاعِدَةِ الْعَظِيمَةِ الْجَلِيلَةِ فِي " مَسَائِلِ الصِّفَاتِ وَالْأَفْعَالِ " مِنْ حَيْثُ قِدَمُهَا وَوُجُوبُهَا أَوْ جَوَازُهَا وَمُشْتَقَّاتُهَا أَوْ وُجُوبُ النَّوْعِ مُطْلَقًا وَجَوَازُ الْآحَادِ مُعَيَّنًا ( ...... )
فَالنَّاسُ فِيهِ عَلَى قَوْلَيْنِ: أَحَدُهُمَا: - وَهُوَ قَوْلُ الْمُعْتَزِلَةِ والْكُلَّابِيَة وَالْأَشْعَرِيَّةِ وَكَثِيرٍ مِنْ الْحَنْبَلِيَّةِ وَمَنْ اتَّبَعَهُمْ مِنْ الْفُقَهَاءِ وَالصُّوفِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ - إنَّ هَذَا الْقِسْمَ لَا بُدَّ أَنْ يُلْحَقَ بِأَحَدِ الْقِسْمَيْنِ قَبْلَهُ؛ فَيَكُونُ: إمَّا قَدِيمًا قَائِمًا بِهِ عِنْدَ مَنْ يُجَوِّزُ ذَلِكَ وَهُمْ الْكُلَّابِيَة. وَإِمَّا مَخْلُوقًا مُنْفَصِلًا عَنْهُ وَيَمْتَنِعُ أَنْ يَقُومَ بِهِ نَعْتٌ أَوْ حَالٌ أَوْ فِعْلٌ أَوْ شَيْءٌ لَيْسَ بِقَدِيمِ. وَيُسَمُّونَ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ: " مَسْأَلَةَ حُلُولِ الْحَوَادِثِ بِذَاتِهِ ". وَيَقُولُونَ: يَمْتَنِعُ أَنْ تَحِلَّ الْحَوَادِثُ بِذَاتِهِ كَمَا يُسَمِّيهَا قَوْمٌ آخَرُونَ: فِعْلُ الذَّاتِ بِالذَّاتِ أَوْ فِي الذَّاتِ؛ وَرَأَوْا أَنَّ تَجْوِيزَ ذَلِكَ يَسْتَلْزِمُ حُدُوثَهُ؛ لِأَنَّ الدَّلِيلَ الَّذِي دَلَّهُمْ عَلَى حُدُوثِ الْأَجْسَامِ: قِيَامُ الْحَوَادِثِ بِهَا؛ فَلَوْ قَامَتْ بِهِ لَزِمَ أَحَدُ الْأَمْرَيْنِ: إمَّا حُدُوثُهُ أَوْ بُطْلَانُ الْعِلْمِ بِحُدُوثِ الْعَالَمِ. وَمَنْ خَالَفَهُمْ فِي ذَلِكَ قَالَ: دَلِيلُ حُدُوثِ الْعَالَمِ امْتِنَاعُ خُلُوِّهِ عَنْ الْحَوَادِثِ وَكَوْنُهُ لَا يَسْبِقُهَا وَأَمَّا إذَا جَازَ أَنْ يَسْبِقَهَا لَمْ يَكُنْ فِي قِيَامِهَا بِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى الْحُدُوثِ. وَيَقُولُ آخَرُونَ: إنَّهُ لَيْسَ هَذَا هُوَ الدَّلِيلُ عَلَى حُدُوثِ الْعَالَمِ بَلْ هُوَ ضَعِيفٌ. وَلَهُمْ مَآخِذُ أُخَرُ. ثُمَّ هُمْ فَرِيقَانِ: أَحَدُهُمَا: مَنْ يَرَى امْتِنَاعَ قِيَامِ الصِّفَاتِ بِهِ أَيْضًا؛ لِاعْتِقَادِهِ أَنَّ الصِّفَاتِ أَعْرَاضٌ وَأَنَّ قِيَامَ الْعَرَضِ بِهِ يَقْتَضِي حُدُوثَهُ أَيْضًا وَهَؤُلَاءِ نفاة الصِّفَاتِ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ فَقَالُوا حِينَئِذٍ: إنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ وَأَنَّهُ لَيْسَ لِلَّهِ مَشِيئَةٌ قَائِمَةٌ بِهِ وَلَا حُبٌّ وَلَا بُغْضٌ وَنَحْوُ ذَلِكَ. وَرَدُّوا جَمِيعَ مَا يُضَافُ إلَى اللَّهِ إلَى إضَافَةِ خَلْقٍ أَوْ إضَافَةِ وَصْفٍ مِنْ غَيْرِ قِيَامِ مَعْنًى بِهِ. (وَالثَّانِي: مَذْهَبُ الصفاتية أَهْلِ السُّنَّةِ وَغَيْرِهِمْ الَّذِينَ يَرَوْنَ قِيَامَ الصِّفَاتِ بِهِ فَيَقُولُونَ: لَهُ مَشِيئَةٌ قَدِيمَةٌ وَكَلَامٌ قَدِيمٌ وَاخْتَلَفُوا فِي حُبِّهِ وَبُغْضِهِ وَرَحْمَتِهِ وَأَسَفِهِ وَرِضَاهُ وَسَخَطِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ هَلْ هُوَ بِمَعْنَى الْمَشِيئَةِ أَوْ صِفَاتٍ أُخْرَى غَيْرِ الْمَشِيئَةِ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ. وَهَذَا الِاخْتِلَافُ عِنْدَ الْحَنْبَلِيَّةِ وَالْأَشْعَرِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ. وَيَقُولُونَ: إنَّ الْخَلْقَ لَيْسَ هُوَ شَيْئًا غَيْرَ الْمَخْلُوقِ وَغَيْرَ الصِّفَاتِ الْقَدِيمَةِ مِنْ الْمَشِيئَةِ وَالْكَلَامِ. ثُمَّ يَقُولُونَ لِلْمُتَكَلِّمِينَ فِي الْخَلْقِ هَلْ هُوَ الْمَخْلُوقُ؟ أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ:
أَحَدُهَا: أَنَّ الْخَلْقَ هُوَ الْمَخْلُوقُ.
وَالثَّانِي: أَنَّهُ قَائِمٌ بِالْمَخْلُوقِ.
وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ مَعْنًى قَائِمٌ بِنَفْسِهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/80)
وَالرَّابِعُ: أَنَّهُ قَائِمٌ بِالْخَالِقِ. [قَالَ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى الصَّغِيرُ: مِنْ أَصْحَابِنَا مَنْ قَالَ الْخَلْقُ هُوَ الْمَخْلُوقُ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: الْخَلْقُ غَيْرُ الْمَخْلُوقِ] (*) فَالْخَلْقُ صِفَةٌ قَائِمَةٌ بِذَاتِهِ وَالْمَخْلُوقُ الْمَوْجُودُ الْمُخْتَرَعُ. وَهَذَا بِنَاءً عَلَى أَصْلِنَا وَأَنَّ الصِّفَاتِ النَّاشِئَةَ عَنْ الْأَفْعَالِ مَوْصُوفٌ بِهَا فِي الْقِدَمِ وَإِنْ كَانَتْ الْمَفْعُولَاتُ مُحْدَثَةً. قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ. وَيَقُولُونَ فِي الِاسْتِوَاءِ وَالنُّزُولِ وَالْمَجِيءِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْأَفْعَالِ الَّتِي هِيَ أَنْوَاعُ جِنْسِ الْحَرَكَةِ: أَحَدَ قَوْلَيْنِ: إمَّا أَنْ يَجْعَلُوهَا مِنْ بَابِ " النَّسَبِ " وَ " الْإِضَافَاتِ " الْمَحْضَةِ بِمَعْنَى أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْعَرْشَ بِصِفَةِ التَّحْتِ فَصَارَ مُسْتَوِيًا عَلَيْهِ وَأَنَّهُ يَكْشِفُ الْحُجُبَ الَّتِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ فَيَصِيرُ جَائِيًا إلَيْهِمْ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَأَنَّ التَّكْلِيمَ إسْمَاعُ الْمُخَاطَبِ فَقَطْ وَهَذَا قَوْلُ أَهْلِ السُّنَّةِ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْقَوْلِ مِنْ الْحَنْبَلِيَّةِ وَمَنْ وَافَقَهُمْ فِيهِ أَوْ فِي بَعْضِهِ مِنْ الْأَشْعَرِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ. أَوْ يَقُولُ: إنَّ هَذِهِ " أَفْعَالٌ مَحْضَةٌ " فِي الْمَخْلُوقَاتِ مِنْ غَيْرِ إضَافَةٍ وَلَا نِسْبَةٍ فَهَذَا اخْتِلَافٌ بَيْنَهُمْ هَلْ تَثْبُتُ لِلَّهِ هَذِهِ النِّسَبُ وَالْإِضَافَاتُ مَعَ اتِّفَاقِ النَّاسِ عَلَى أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ حُدُوثِ " نِسَبٍ " وَ " إضَافَاتٍ " لِلَّهِ تَعَالَى كَالْمَعِيَّةِ وَنَحْوِهَا؟ وَيُسَمِّي ابْنُ عَقِيلٍ هَذِهِ النِّسَبَ: " الْأَحْوَالَ " لِلَّهِ وَلَيْسَتْ هِيَ " الْأَحْوَالُ " الَّتِي تَنَازَعَ فِيهَا الْمُتَكَلِّمُونَ مِثْلَ الْعَالَمِيَّةِ وَالْقَادِرِيَّةِ؛ بَلْ هَذِهِ النِّسَبُ وَالْإِضَافَاتُ يُسَمِّيهَا الْأَحْوَالَ. وَيَقُولُ: إنَّ حُدُوثَ هَذِهِ الْأَحْوَالِ لَيْسَ هُوَ حُدُوثُ الصِّفَاتِ؛ فَإِنَّ هَذِهِ الْأَحْوَالَ نِسَبٌ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ الْخَلْقِ فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يُوجِبُ ثُبُوتَ مَعْنًى قَائِمٍ بِالْمَنْسُوبِ إلَيْهِ كَمَا أَنَّ الْإِنْسَانَ يَصْعَدُ إلَى السَّطْحِ فَيَصِيرُ فَوْقَهُ ثُمَّ يَجْلِسُ عَلَيْهِ فَيَصِيرُ تَحْتَهُ وَالسَّطْحُ مُتَّصِفٌ تَارَةً بِالْفَوْقِيَّةِ وَالْعُلُوِّ وَتَارَةً بِالتَّحْتِيَّةِ وَالسُّفُولِ مِنْ غَيْرِ قِيَامِ صِفَةٍ فِيهِ وَلَا تَغَيُّرٍ. وَكَذَلِكَ إذَا وُلِدَ لِلْإِنْسَانِ مَوْلُودٌ فَيَصِيرُ أَخُوهُ عَمًّا وَأَبُوهُ جَدًّا وَابْنُهُ أَخًا وَأَخُو زَوْجَتِهِ خَالًا وَتُنْسَبُ لَهُمْ هَذِهِ النِّسَبُ وَالْإِضَافَاتُ مِنْ غَيْرِ تَغَيُّرٍ فِيهِمْ. (وَالْقَوْلُ الثَّانِي: - وَهُوَ قَوْلُ الكَرَّامِيَة وَكَثِيرٍ مِنْ الْحَنْبَلِيَّةِ وَأَكْثَرِ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَمَنْ اتَّبَعَهُمْ مِنْ الْفُقَهَاءِ وَالصُّوفِيَّةِ وَجُمْهُورِ الْمُسْلِمِينَ. وَأَكْثَرُ كَلَامِ السَّلَفِ وَمَنْ حَكَى مَذْهَبَهُمْ حَتَّى الْأَشْعَرِيَّ؛ يَدُلُّ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ - أَنَّ هَذِهِ الصِّفَاتِ الْفِعْلِيَّةَ وَنَحْوَهَا؛ الْمُضَافَةَ إلَى اللَّهِ: " قِسْمٌ ثَالِثٌ " لَيْسَتْ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ الْمُنْفَصِلَةِ عَنْهُ؛ وَلَيْسَتْ بِمَنْزِلَةِ الذَّاتِ وَالصِّفَاتِ الْقَدِيمَةِ الْوَاجِبَةِ الَّتِي لَا تَتَعَلَّقُ بِهَا مَشِيئَتُهُ: لَا بِأَنْوَاعِهَا وَلَا بِأَعْيَانِهَا. وَقَدْ يَقُولُ هَؤُلَاءِ: إنَّهُ يَتَكَلَّمُ إذَا شَاءَ وَيَسْكُتُ إذَا شَاءَ وَلَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا؛ بِمَعْنَى أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ يَتَكَلَّمُ إذَا شَاءَ وَيَسْكُتُ إذَا شَاءَ وَكَلَامُهُ مِنْهُ لَيْسَ مَخْلُوقًا. وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ: وَإِنْ كَانَ لَهُ مَشِيئَةٌ قَدِيمَةٌ فَهُوَ يُرِيدُ إذَا شَاءَ وَيَغْضَبُ وَيَمْقُتُ. وَيُقِرُّ هَؤُلَاءِ أَوْ أَكْثَرُهُمْ مَا جَاءَ مِنْ النُّصُوصِ عَلَى ظَاهِرِهِ مِثْلَ قَوْلِهِ: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/81)
الْعَرْشِ} أَنَّهُ اسْتَوَى عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَوِيًا عَلَيْهِ وَأَنَّهُ يَدْنُو إلَى عِبَادِهِ وَيَقْرُبُ مِنْهُمْ وَيَنْزِلُ إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا وَيَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ جَائِيًا. ثُمَّ مِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ قَدْ يَقُولُ: تَحِلُّ " الْحَوَادِثُ " بِذَاتِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُطْلِقُ هَذَا اللَّفْظَ: إمَّا لِعَدَمِ وُرُودِ الْأَثَرِ بِهِ؛ وَإِمَّا لِإِيهَامِ مَعْنًى فَاسِدٍ؛ مِنْ أَنَّ ذَلِكَ كَحُلُولِ " الْأَعْرَاضِ " بِالْمَخْلُوقَاتِ؛ كَمَا يَمْتَنِعُ جُمْهُورُ الْمُتَكَلِّمِينَ مِنْ تَسْمِيَةِ صِفَاتِهِ أَعْرَاضًا؛ وَإِنْ كَانَتْ صِفَاتٍ قَائِمَةً بِالْمَوْصُوفِ كَالْأَعْرَاضِ. وَزَعَمَ ابْنُ الْخَطِيبِ أَنَّ أَكْثَرَ الطَّوَائِفِ وَالْعُقَلَاءِ يُقِرُّونَ بِهَذَا الْقَوْلِ فِي الْحَقِيقَةِ؛ وَإِنْ أَنْكَرُوهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ؛ حَتَّى الْفَلَاسِفَةِ وَالْمُعْتَزِلَةِ وَالْأَشْعَرِيَّةِ. أَمَّا " الْفَلَاسِفَةُ ": فَإِنَّ عِنْدَهُمْ أَنَّ الْإِضَافَاتِ مَوْجُودَةٌ فِي الْأَعْيَانِ؛ وَاَللَّهُ مَوْجُودٌ مَعَ كُلِّ حَادِثٍ. وَ " الْمَعِيَّةُ " صِفَةٌ حَادِثَةٌ فِي ذَاتِهِ وَقَدْ صَرَّحَ أَبُو الْبَرَكَاتِ الْبَغْدَادِيُّ صَاحِبُ " الْمُعْتَبَرِ " بِحُدُوثِ عُلُومٍ وَإِرَادَاتٍ جُزْئِيَّةٍ فِي ذَاتِهِ الْمُعَيَّنَةِ. وَقَالَ: إنَّهُ لَا يُتَصَوَّرُ الِاعْتِرَافُ بِكَوْنِهِ إلَهًا لِهَذَا الْعَالَمِ إلَّا مَعَ الْقَوْلِ بِذَلِكَ. ثُمَّ قَالَ: الْإِجْلَالُ مِنْ هَذَا الْإِجْلَالِ وَاجِبٌ وَالتَّنْزِيهُ مِنْ هَذَا التَّنْزِيهِ لَازِمٌ. وَأَمَّا " الْمُعْتَزِلَةُ ": فَإِنَّ الْبَصْرِيِّينَ كَأَبِي عَلِيٍّ وَأَبِي هَاشِمٍ يَقُولُونَ بِحُدُوثِ الْمَرْئِيِّ وَالْمَسْمُوعِ وَبِهِ تَحْدُثُ صِفَةُ السَّمْعِيَّةِ وَالْبَصَرِيَّةِ لِلَّهِ وَأَبُو الْحُسَيْنِ الْبَصْرِيُّ يَقُولُ بِتَجَدُّدِ عُلُومٍ فِي ذَاتِهِ بِتَجَدُّدِ الْمَعْلُومَاتِ وَالْأَشْعَرِيَّةُ أَيْضًا يَقُولُونَ بِأَنَّ الْمَعْدُومَاتِ لَمْ تَكُنْ مَسْمُوعَةً وَلَا مَرْئِيَّةً؛ ثُمَّ صَارَتْ مَسْمُوعَةً مَرْئِيَّةً بَعْدَ وُجُودِهَا وَلَيْسَ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ عِنْدَهُمْ مُجَرَّدَ نِسْبَةٍ؛ بَلْ هُوَ صِفَةٌ قَائِمَةٌ بِذَاتِ السَّمِيعِ الْبَصِيرِ وَقَدْ يُلْزِمُونَ بِقَوْلِهِمْ: بِأَنَّ النَّسْخَ هُوَ رَفْعُ الْحُكْمِ أَوْ انْتِهَاؤُهُ. وَقَوْلَهُمْ عِلْمُهُ بِالْجُزْئِيَّاتِ. وَكَذَلِكَ بِانْقِطَاعِ تَعَلُّقِ الْقُدْرَةِ وَالْإِرَادَةِ مِنْهُ. وَالتَّحْقِيقُ: أَنَّ التَّصْرِيحَ بِالْخِلَافِ فِي هَذَا الْأَصْلِ مَوْجُودٌ فِي عَامَّةِ الطَّوَائِفِ لَيْسَ مَخْصُوصًا بِأَهْلِ الْحَدِيثِ. ثُمَّ " الْنُّفَاةِ " قَدْ يُقَالُ إنَّ هَذَا الْقَوْلَ يَلْزَمُهُمْ إذَا أَثْبَتُوا لِلَّهِ نُعُوتًا غَيْرَ قَدِيمَةٍ؛ فَيَصِيرُ هَذَا الْأَصْلُ مُتَّفَقًا عَلَيْهِ وَهُمْ قَدْ يَعْتَذِرُونَ عَنْ تِلْكَ اللَّوَازِمِ؛ تَارَةً بِأَعْذَارِ صَحِيحَةٍ؛ فَلَا يَكُونُ لَازِمًا لَهُمْ وَتَارَةً بِأَعْذَارِ غَيْرِ صَحِيحَةٍ فَيَكُونُ لَازِمًا لَهُمْ وَهَذَا لَا رَيْبَ فِيهِ. وَأَمَّا نُصُوصُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ: فَلَا رَيْبَ أَنَّ ظَاهِرَهَا مُوَافِقٌ لِهَذَا الْقَوْلِ لَكِنْ الْأَوَّلُونَ قَدْ يَتَأَوَّلُونَهَا أَوْ يُفَوِّضُونَهَا وَأَمَّا هَؤُلَاءِ فَيَقُولُونَ: إنَّ فِيهَا نُصُوصًا لَا تَقْبَلُ التَّأْوِيلَ. وَإِنَّ مَا قَبِلَ التَّأْوِيلَ قَدْ انْضَمَّ إلَيْهِ مِنْ الْقَرَائِنِ وَالْضَمَائِمِ (1) (*). مَا يُعْلَمُ قَطْعًا أَنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَرَادَ ذَلِكَ؛ أَوْ أَنَّ هَذَا مَفْهُومٌ. وَيَقُولُونَ: لَيْسَ للنفاة دَلِيلٌ مُعْتَمَدٌ وَإِنَّمَا مَعَهُمْ التَّقْلِيدُ لِأَسْلَافِهِمْ بِالشَّنَاعَةِ وَالتَّهْوِيلِ عَلَى الْمُخَاطَبِينَ الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوا دَقِيقَ الْكَلَامِ وَأَنَّ هَذَا مَذْهَبُ عَامَّةِ أَهْلِ الْمِلَلِ وَخَوَاصِّ عِبَادِ اللَّهِ وَإِنَّمَا خَالَفَ ذَلِكَ أَهْلُ الْبِدَعِ فِي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/82)
الْمِلَلِ وَالْأَوَّلُونَ قَدْ يَقُولُونَ: هَذَا خِلَافُ الْإِجْمَاعِ وَهَذَا كُفْرٌ وَهَذَا يَسْتَلْزِمُ التَّغَيُّرَ وَالْحُدُوثَ وَقَدْ رَأَيْت لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْأَصْلِ عَجَائِبَ.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - 01 - 10, 01:24 م]ـ
السمع والبصر صفتان تقوم بذات الله تعالى متجددة بمشيئته تعالى.
كما قال شيخ الإسلام (قوله: سمع الله لمن حمده؛ لأن الجزاء بعد الشرط فقوله " يسمع الله لكم " مجزوم حرك لالتقاء الساكنين وهذا يقتضي أنه يسمع بعد أن تحمدوا.) 6/ 236
والأشاعرة جعلوا هاتين الصفتين من صفات الأزل وبعضهم جعلها بمعنى العلم كالغزالي.
وجعل أبو الحسن الأشعري القول بهذا هو عين قول المعتزلة.
ومتعلق هاتين الصفتين عند الأشاعرة هما الموجودات، وهذا يلزم عليهم أن تكون الصفة متجددة في ذات الله تعالى متى شاء فيبصر المبصرَات بعد وجودها وكذا يسمع المسموعات بعد حدوثها. ولا شك أنهم ينفون هذا بناء على نفي الحوادث عندهم عن الله.
ولا أظن أن قول شيخ الإسلام في الأعلى (فَيُمْكِنُ أَنْ لَا يَنْظُرَ إلَى شَيْءٍ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ وَهَذَا هُوَ الْمَأْثُورُ) مشكل، لأن المسألة متعلقة بالمشيئة لا أن الصفة أزلية غير متجددة.
جزاك الله خيرا أخي الكريم
ولكن لا اظن بأن هذا هو مقصود شيخ الإسلام رحمه الله
كما انه ليس مقصودي من سؤالي
فالله عز وجل قال (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [آل عمران: 77]
ففي يوم القيامة هم موجودين ولكن الله لا ينظر إليهم بسبب أعمالهم وليس لأنهم غير موجودين.
وقد كتبت موضوعا آخر مرتبط بهذه الآية ابين فيها الاشكال وسبب طرحي لهذا الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=199920
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - 01 - 10, 01:33 م]ـ
إلى أخي الكريم محمد البويحياوي
جزاك الله خيرا
وفي انتظار المزيد من المعلومات حول هذه المسألة
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 08:04 م]ـ
الأخت الكريمة:
الذي فهمته من سؤالك: (هل الرؤية والسمع لله عز وجل الذي هو مطلق الإدراك يكون بمشيته؟)
هو هل الرؤية و السمع يكون إدراكًا أزليًا لا ينفك عن ذات الله تعالى بحيث لا يتجدد متى شاء سبحانه وتعالى؟
أليس كذلك؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - 01 - 10, 11:03 م]ـ
كان السؤال
هل الرؤية والسمع الذي هو مطلق الإدراك تكون بمشيئة الله
يعني إذا شاء الله أن لا ينظر أو يرى شيئا فإنه لا ينظر إليه أو لا يراه
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[08 - 01 - 10, 12:53 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=160787(61/83)
قوله تعالى (ولا ينظر إليهم) هل هي بمعنى الرؤية أم الرحمة؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - 01 - 10, 01:00 ص]ـ
السلام عليكم
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 77]
عندما نظرتُ في تفسير قوله تعالى (ولا ينظر إليهم) وجدت بعض أهل العلم يفسرها بالرحمة (أي ان معنى النظر هنا هو الرحمة) وبعضهم بـ"نظرة الرحمة" وبعضهم قال (ولا ينظر إليهم) برحمة، ويظهر لي أن
الأخير هو نفس قول بعضهم (لا ينظر إليهم نظرة رحمة)
سؤالي هو: هل قولهم "نظرة رحمة" يعني النظر الحقيقي الذي هو الرؤية، أي أنه يراهم ولكن لا ينظر إليهم نظرة فيها رحمة؟
أي أن الرؤية العامة ثابتة لهم، والمنفي هو الرؤية/ النظرة الخاصة التي نتيجتها الرحمة؟
وإذا كان الجواب بأن المقصود منها الرحمة وليس النظر الحقيقي الذي نتيجته الرحمة
فما الدليل على صرف اللفظ عن ظاهره؟
وكيف الجمع بينها وبين هذا الأثر:
السنة لعبد الله بن أحمد - (1/ 161)
حدثني عباس بن عبد العظيم سنة ست وعشرين ومائتين سمعت سليمان ابن حرب قال القرآن ليس بمخلوق فقلت له انك كنت لا تقول هذا فما بدا لك قال استخرجته من كتاب الله عز و جل لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم فالكلام والنظر واحد // إسناده صحيح
أثبت سليمان بن حرب أن "ينظر" في الآية هو النظر .. ولم يفسرها بالرحمة، واثبت انها صفة لله عز وجل مثل الكلام.
وهناك أثر عن أحد السلف فهمتُ منه أنه لا ينظر إليهم مطلقا، لا نظرة رحمة ولا غيرها وهو هذا الأثر:
قال أبو عِمْرَانَ الْجَنَدِيَّ,: "إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَنْظُرْ إِلَى شَيْءٍ قَطُّ إِلا رَحِمَه, وَلَوْ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ النَّارِ لَرَحِمَهُمْ, وَلَكِنْ لا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ".
فهل هناك خلاف في المسألة؟
إذا كانت نظرة خاصة
او المقصود منها النظر (الرؤية) مطلقا (بمشيئته طبعا)
(وهو سبب طرحي لهذا الموضوع: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=199911 )
ـ[أم حنان]ــــــــ[07 - 01 - 10, 08:23 ص]ـ
أختي الفاضلة، النظر ينقسم إلى قسمين:
نظر إدراك وهو إحاطته سبحانه بجميع المخلوقات وهذا لاينتفي أبدا
نظر رحمة وهو الذي في قوله (لاينظر إليهم)
ـ[أم حنان]ــــــــ[07 - 01 - 10, 08:54 م]ـ
ذكر الكلام السابق الشيخ بن عثيمين - رحمه الله - في شرحه لحديث (ثلاثة لاينظر الله إليهم)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - 01 - 10, 11:09 م]ـ
جزاك الله خيرا أختي
وبارك فيك(61/84)
كشف شبهات علي جمعة في مسألة ذكر الله بالاسم المفرد
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 02:02 ص]ـ
كَشْفُ
شُبُهَاتِ (عَلَي جُمْعَة)
في مَسْأَلَةِ الذِّكْرِ بِالْاسْمِ المُفْرَدِ
مُقَدِّمَةٌ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد سمعت جوابًا للمدعو (على جمعة) مفتي مصر حول مسألة ذكر الله جل ذكره بالاسم المفرد ... وكان مضمون جوابه القول بإباحة ذلك ومشروعيته واستدل على كلامه هذا بشبه من الكتاب والسنة وفعل بعض الصحابة مخالفًا في ذلك طرق أهل الهدى في الاستدلال على الأحكام الشرعية سالكًا جادة المتصوفة الخرافيين الذي يؤلوون نصوص الوحيين ويلوون أعناق الأدلة لتوافق أهواءهم وما أبتدعوه في دين الله تعالى.
فعزمت على رد تلك الشبهات بجواب علمي وجيز، فوفقني الله تعالى فكتبت هذه الكلمات التي أضعها بين يديك أخي المسلم.
والله الموفق.
الشُّبْهَةُ الأُوَلَى
قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} (الأنعام:91).
ووجه الشاهد قوله: {قل الله}، والمعنى عنده: أي قل: الله، الله.
جَوَابُهَا
وهذا تفسير لا يعلم قائل به من السلف الصالحين والأئمة المهديين وعلماء اللغة الراسخين، وإليك تفصيل ذلك:
1) كلام المفسرين:
أ – قال الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1)):" وأما قوله:"قل الله"، فإنه أمرٌ من الله جل ثناؤه نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يجيبَ استفهامَه هؤلاء المشركين عما أمره باستفهامهم عنه بقوله:"قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورًا وهدى للناس يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرًا"، بقيل الله، كأمره إياه في موضع آخر في هذه السورة بقوله: (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ)، [سورة الأنعام:63].
فأمره باستفهام المشركين عن ذلك، كما أمره باستفهامهم إذ قالوا:"ما أنزل الله على بشر من شيء"، عمن أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورًا وهدى للناس. ثم أمره بالإجابة عنه هنالك بقيله: {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ} [سورة الأنعام: 64]، كما أمره بالإجابة ههنا عن ذلك بقيله: الله أنزله على موسى"انتهى
ب – قال الحافظ ابن كثير ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2)):" وقوله: {قُلِ اللَّهُ} قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: أي: قل: الله أنزله. وهذا الذي قاله ابن عباس هو المتعين في تفسير هذه الكلمة، لا ما قاله بعض المتأخرين، من أن معنى {قُلِ اللَّهُ} أي: لا يكون خطاب لهم إلا هذه الكلمة، كلمة: "الله".
وهذا الذي قاله هذا القائل يكون أمرًا بكلمة مفردة من غير تركيب، والإتيان بكلمة مفردة لا يفيد في لغة العرب فائدة يحسن السكوت عليها"انتهى
ج- قال القرطبي في تفسيره ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn3)):" قل الله) أي قل يا محمد الله (الذي) أنزل ذلك الكتاب على موسى وهذا الكتاب علي.
أو قل الله علمكم الكتاب"انتهى
د – وقال البغوي في تفسيره ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn4)):" { قُلِ اللَّهُ} هذا راجع إلى قوله {قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى} فإن أجابوك وإلا فقل أنت: الله، أي: قل أنزله الله"انتهى
هـ - وقال الثعلبي في تفسيره:" وقرأ بعده {وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلا ءَابَآؤُكُمْ} فإن أجابوك وقالوا: الله،
وإلاّ ف {قُلِ اللَّهُ} فعل ذلك"اهـ
قلت: عامة أقوالهم على ان التقدير: الله أنزله.
2) كلام اللغويين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/85)
أ – قال الفراء في معاني القرآن:" وقوله: {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} أُمر محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول {قُلِ اللَّهُ} أى: أنزله الله عليكم. وإن شئت قلت: قل (هو) الله. وقد يكون قوله {قُلِ اللَّهُ} جوابا لقوله: {مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَى} , {قُلِ اللَّهُ} أنزله"انتهى
ب – قال أبو طالب الطبري في بداية تفسيره ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn5)):" وتمام هذه الشرائط أن يكون ممتلئا من عدة الإعراب لا يلتبس عليه إختلاف وجوه الكلام فإنه إذا خرج بالبيان عن وضع اللسان إما حقيقة أو مجازا فتأويله تعطيله وقد رأيت بعضهم يفسر قوله تعالى قل الله ثم ذرهم إنه ملازمة قول الله ولم يدر الغبي أن هذه جملة حذف منها الخبر والتقدير الله أنزله"انتهى
قلت: لأن الاسم المفرد لا يفيد معنى فلا يصح الثناء على الله بذكر اسمه المفرد لأن أقل الكلام لا يصح أن يكون اسمًا مفردًا.
قال ابن هشام في القطر ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn6)):" صور تأليف الكلام ست وذلك لأنه يتألف إما من اسمين أو من فعل واسم أو من جملتين أو من فعل واسمين أو من فعل وثلاثة أسماء أو من فعل وأربعة أسماء".
وقال:" وأقل ائتلافه من اسمين كزيد قائم أو فعل واسم".
3) أقوال الأئمة:
أ – قال شيخ الإسلام ابن تيمية ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn7)):" ومن زعم أن هذا ذكر العامة وأن ذكر الخاصة هو الاسم المفرد وذكر خاصة الخاصة هو الاسم المضمر فهم ضالون غالطون واحتجاج بعضهم على ذلك بقوله [91 الأنعام]: {قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون} من أبين غلط هؤلاء فإن اسم الله مذكور في الأمر بجواب الاستفهام وهو قوله [91 الأنعام]: {قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى} فالاسم مبتدأ وخبره قد دل عليهم الاستفهام كما في نظائر ذلك يقال: من جاء؟ فتقول زيد: وأما الاسم المفرد مظهرا أو مضمرا فليس بكلام تام ولا جملة مفيدة ولا يتعلق به إيمان ولا كفر ولا أمر ولا نهي ولم يذكر ذلك أحد من سلف الأمة ولا شرع ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا يعطى القلب بنفسه معرفة مفيدة ولا حالا نافعا وإنما يعطيه تصويرا مطلقا ولا يحكم عليه بنفي ولا إثبات فإن لم يقترن به من معرفة القلب وحاله ما يفيد بنفسه وإلا لم يكن فيه فائدة والشريعة إنما تشرع من الأذكار ما يفيده بنفسه لا ما تكون الفائدة حاصلة بغيره.
وقد وقع بعض من واظب على هذا الذكر في فنون من الإلحاد وأنواع من الإلحاد كما قد بسط في غير هذا الموضوع وما يذكر عن بعض الشيوخ في أنه قال: أخاف أن أموت بين النفي والاثبات، حال لا يقتدي فيها بصاحبها، فإن في ذلك من الغلط ما لا خفاء به، إذ لو مات العبد في هذه الحال لم يمت إلا على ما قصده ونواه، إذ الأعمال بالنيات، وقد ثبت أن النبي، " صلى الله عليه وسلم "، أمر بتلقين الميت لا إله إلا الله. وقال: ((من كان أخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)) ولو كان ما ذكره محظورا لم يلقن الميت كلمة يخاف أن يموت في أثنائها موتا غير محمود.
بل كان ما اختاره من ذكر الاسم المفرد، والذكر بالاسم المضمر أبعد عن السنة، وأدخل في البدعة، وأقرب إلى إضلال الشيطان، فإن من قال: ياهو ياهو، أو هو، ونحو ذلك لم يكن الضمير عائدا إلا إلى ما يصوره قلبه، والقلب قد يهتدي وقد يضل ـ وقد صنف صاحب الفصوص .. كتابًا سماه كتاب: (الهو) وزعم بعضهم أن قوله –تعالى-: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ} (ال عمران) {الأية: 7}.
معناه: وما يعلم تأويل هذا الاسم الذي هو الهو، وهذا مما اتفق المسلمون بل العقلاء على أنه من أبين الباطل. فقد يظن هذا من يظنه من هؤلاء .... "انتهى
وقال ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn8)):" فأما الإسم المفرد مظهرًا مثل الله الله أو مضمرا مثل هو هو فهذا ليس بمشروع فى كتاب ولا سنة ولا هو مأثور ايضا عن أحد من سلف الأمة ولا عن أعيان الأمة المقتدى بهم وإنما لهج به قوم من ضلال المتأخرين "انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/86)
ب – وقال الإمام ابن القيم رحمه الله ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn9)):" ونظير هذا استشهادهم بقوله تعالى وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا ءاباؤكم قل الله ثم ذرهم حتى رتب على ذلك بعضهم أن الذكر بالاسم المفرد وهو الله الله أفضل من الذكر بالجملة المركبة كقوله سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وهذا فاسد مبني على فاسد؛ فإن الذكر بالاسم المفرد غير مشروع أصلا ولا مفيد شيئا ولا هو كلام أصلا ولا يدل على مدح ولا تعظيم ولا يتعلق به إيمان ولا ثواب ولا يدخل به الذاكر في عقد الإسلام جملة فلو قال الكافر الله الله من أول عمره إلى آخره لم يصر بذلك مسلما فضلا عن أن يكون من جملة الذكر أو يكون أفضل الأذكار وبالغ بعضهم في ذلك حتى قال الذكر بالاسم المضمر أفضل من الذكر بالأسم الظاهر فالذكر بقوله هو هو بالاسم المضمر أفضل من الذكر بقولهم الله الله.
وكل هذا من أنواع الهوس والخيالات الباطلة المفضية بأهلها إلى أنواع من الضلالات فهذا فساد هذا البناء الهائر وأما فساد المبني عليه فإنهم ظنوا أن قوله تعالى قل الله أي قل هذا الاسم فقل الله الله وهذا من عدم فهم القوم لكتاب الله فإن اسم الله هنا جواب لقوله قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا إلى أن قال قل الله أي قل الله أنزله فإن السؤال معاد في الجواب فيتضمنه فيحذف اختصارا كما يقول من خلق السموات والأرض فيقال الله أي الله خلقهما فيحذف الفعل لدلالة السؤال عليه فهذا معنى الآية الذي لا تحتمل غيره"انتهى
الشُّبْهَةُ الثَّانِيَةُ
قوله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} (المزمل:8) ونحوها من الآيات.
ووجه قوله: أن الله أمر العباد بأن يذكروا اسمه تعالى، وهذا يكون بقولهم: الله، الله ... أي بالاسم المفرد.
جَوَابُهَا
قلت: وهذا غلط من أوجه:
الأول: أن خلاف عل النبي صلى الله عليه وسلم، فنحن متعبدون بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما بينه من الأوامر الإلهية لأن فعله صلى الله عليه وسلم مبين لمجمل القرآن وموضح لمشكله.
والنبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه أن ذكر الله باسمه المفرد كما تفعله الصوفية الضالين.
الثاني: أن قوله سبحانه {واذكر اسم ربك} لا يدل على جواز الذكر بالاسم المفرد، لأنه تعالى قال: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه} وقد أجمع المسلمون على أنه من ذبح الذبيحة وذكر الله بقوله {الله، الله} أو {بالله}، أجمعوا على أنه لم يقم بالأمر القرآني على وجهه.
قال الإمام الطبري في تفسيره ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn10)):" ولا خلاف بين الجميع من علماء الأمة، أن قائلا لو قال عند تذكيته بعض بهائم الأنعام "بالله"، ولم يقل "بسم الله"، أنه مخالف - بتركه قِيلَ: "بسم الله" ما سُنَّ له عند التذكية من القول.
وقد عُلم بذلك أنه لم يُرِدْ بقوله "بسم الله" "بالله"، كما قال الزاعم أن اسمَ الله في قول الله: "بسم الله الرحمن الرحيم" هو الله. لأن ذلك لو كان كما زعم، لوجب أن يكون القائل عند تذكيته ذبيحتَه "بالله"، قائلا ما سُنَّ له من القول على الذبيحة. وفي إجماع الجميع على أنّ قائلَ ذلك تارك ما سُنَّ له من القول على ذبيحته - إذْ لم يقل "بسم الله" - دليلٌ واضح على فساد ما ادَّعى من التأويل في قول القائل: "بسم الله"، أنه مراد به "بالله"، وأن اسم الله هو الله"انتهى
الثالث: أن يقال للمعارض: الصحابة وسلف الأمة قرأوا القرآن وفقهوا في أحكامه أم لا؟ فإن قال: نعم. فيقال: وهل عرفوا وجوب ذكر اسم الله تعالى كما في الآية أم لا؟ فإن قال نعم.
فيقال: وهل امتثلوا الأمر أم لا؟ فإم قال: نعم. فيقال: وهل كان الصحابة وسلف الأمة يذكرون الله بالاسم المفرد؟ فإن قال: نعم. قيل له: أين الروايات الصحاح الدالة على ذلك؟ ولن يجد رواية دالة على ذلك إلا الشبهات التي نكشفها في هذه العجالة.
ولله الحمد والمنة.
الشُّبْهَةُ الثَّالِثَةُ
حديث أنس مرفوعًا أن النبي صلى الله عليه سولم قال: {لا تقوم الساعة حتى لا يقال: الله الله} ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn11)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/87)
جَوَابُهَا
قلت: وهذا لا دلالة فيه من عدة أوجه:
الأول: الجواب المجمل وهو أن الاسم المفرد لا يدل على معنى يحسن السكوت عليه فلا يصح ذكر الله والثناء عليه به فلا يقال: الله، الله فضلًا عن (هو، هو).
الثاني: أنه جاء في رواية {حتى لا يقال لا إله إلا الله} كما في المسند (21/ 332ح13833)،وقال الحافظ في الفتح (13/ 85):" إسناده قوي". والمستدرك (4/ 540ح8512) وقال:" هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
قلت: فتعتبرت رواية" الله الله" مجملة، تبينها رواية" لا إله إلا الله" ولا يخفاك أن الذكر بلا إله إلا الله فقد روى ابن ماجة والترمذي من حديث طلحة بن خراش بن عمر عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله يقول أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله. وكذا روى أبو حاتم ابن حبان والحاكم وابن أبي الدنيا في كتابه الذكر والنسائي في عمل اليوم والليلة.
وفي الموطأ وغيره عن طلحة بن عبيد الله أن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: {أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير}.
وفي هذه الآثار –أيضًا-أبلغ رد على من زعم أن الذكر بالاسم المفرد أفضل الذكر.
الثالث: أن اللفظ غير مراد بعينه إنما المعنى:" حتى لا يذكر الله" فاستعير له "حتى لا يقال الله الله". كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للذي استأذن عليه فقيل له من؟ فقال النبي:" أنا أنا" قيل: كأنه كرهها. فليس المقصود من قول النبي صلى الله عليه وسلم مجرد اللفظ:" أنا أنا" إنما المراد التعبير عن كرهه لجواب من قال:"أنا" إذا سئل عند الاستئذان عن نفسه.
الشُّبْهَةُ الرَّابِعَةُ
قول بلال رضي الله عنه عندما كان يعذبه المشركون:" أحد، أحد".
ووجه: أنه ذكر لله بالاسم المفرد.
جَوَابُهَا
قلت: هذا أثر صحيح، أخرجه أحمد في مسنده (6/ 382ح3832) قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعَمَّارٌ وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ وَصُهَيْبٌ وَبِلَالٌ وَالْمِقْدَادُ فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمْ الْمُشْرِكُونَ فَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ فَمَا مِنْهُمْ إِنْسَانٌ إِلَّا وَقَدْ وَاتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا إِلَّا بِلَالٌ فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ فَأَعْطَوْهُ الْوِلْدَانَ وَأَخَذُوا يَطُوفُونَ بِهِ شِعَابَ مَكَّةَ وَهُوَ يَقُولُ أَحَدٌ أَحَدٌْْْْ".
وبه في مصنف ابن ابي شيبة (6/ 396ح32333)، وابن ماجه في سننه (1/ 53ح 150)، والحاكم في المستدرك (3/ 320ح5238) قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أبو البختري عبد اله بن محمد بن شاكر ثنا الحسين بن علي الجعفي ثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله، به.
وأبو نعيم الأصبهاني في الحلية (1/ 149) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي وعمي أبو بكر قالا ثنا ابن أبي بكير ثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبدالله، به.
والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 209ح16674) قال:" حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر ثنا الحسين بن علي الجعفي ثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله، به.
وابن حبان في صحيحه (15/ 558ح7083) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا زائدة عن عاصم عن زر: عن عبد الله، به.
وقال ابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 396ح32334):" حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد ... ثم ساق متن ابن مسعود.
وأخرجه كذلك أبو نعيم في معرفة الصحابة من كلام مجاهد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/88)
وقال أبو نعيم الأصبهاني في الحلية (1/ 147):" حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا ابراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق قال حدثني هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه قال كان ورقة بن نوفل يمر ببلال وهو يعذب وهو يقول أحد أحد فيقول أحد أحد الله يا بلال .... ثم ساق قصة أبي بكر معه.
ورواه مختصرًا البيهقي في الشعب (2/ 239ح1629) بإسناده إلى عروة.
قلت: ولا حجة فيه لأن بلالًا لم يكن حال قوله (أحد أحد) ذاكرًا لله إنما كان مجيبًا لهم، فإنهم كانوا يدعونه إلى الإشراك بالله فيجيبهم (أحد أحد) أي الله أحد أحد كما في رواية عروة. وهذا ذكر بفعله لا بقوله، وتعبد بحاله لا بمقاله. وإن كان ما ذهبوا إليه من استدلال على ذلك صحيحًا فإنه لا ينهض بمعارضة الأصل المستقر من عدم جواز ذكر الله بالاسم المفرد لأنه لا يفيد كلامًا تامًا يحسن السكوت عليه فيثنى به على الله تعالى، هذا لا يجدون سبيلًا عت التملص منه.
وإن سلمنا لهم بذلك فلن يجدوا سبيلًا إلى الاستدلال على مشروعية ذكره سبحانه بالمضمر (هو، هو) فضلًا عن (أه، أه).
هذا كله فضلًا عن أن يكون الذكر بهذه الأسماء والمضمرات المفردة أفضل من الذكر بلا إله إلا الله، أو أن يكون الذكر بكلمة التوحيد هو ذكر العامة، والذكر بهذه الضمائر ذكر الخاصة!
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا ومولانا محمد.
(تَمَّتْ)
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref1) - تفسير الطبري (11/ 528).
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref2) - تفسير ابن كثير (3/ 301).
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref3) - تفسير القرطبي (7/ 38).
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref4) - تفسير البغوي (3/ 167).
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref5) - الإتقان للسيوطي (2/ 468).
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref6) - شرح قطر الندى: ص44، طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد.
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref7) - رسالة العبودية ص 117، 118.
[8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref8) - مجموع الفتاوى (10/ 556).
[9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref9) - طريق الهجرتين: ص498 – 499.
[10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref10) - تفسير الطبري (1/ 118).
[11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref11) - صحيح مسلم (1/ 91)، س - الترمذي (3/ 224)، مستدرك الحاكم (4/ 494،495)، ومسند أحمد (3/ 107،259،268)، مستخرج أبي عوانة (218،219).
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 01:44 م]ـ
بارك الله فيك
وتم النشر في المنتديات التي ترد على الصوفية
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[08 - 01 - 10, 02:32 ص]ـ
وفيك بارك وجزاك الله خيرًا على نشر الخير، وجعله في ميزان حسناتك.(61/89)
التعقب السديد لكتاب القول المفيد في أدلة التوحيد للشيخ الوصابي
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 02:25 ص]ـ
التَّعَقُّبُ السَّدِيدُ
لِكِتَابِ
القَوْلِ المفيدِ في أدلةِ التَّوْحِيدِ
للشيخ محمَّدِ بنِ عبدِ الوهابِ الوَصَّابِي
كَتَبَهَا
وليدُ بنُ حُسْنِي بنِ بَدَوِي بنِ مُحَمَّدٍ الأمويُّ
عفا الله عنه
مُقَدِّمَةٌ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102] (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1] (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد:
فقد قال الحافظ ابن عساكر (رحمه الله): " يجب علي المسلمين في جميع أدوار بقائهم أن يتفرغ منهم جماعة لتتبع أنواع الآراء السائدة في طوائف البشر والعلوم المنتشرة بينهم وفحص كل ما يمكن أن يأتي من قبله ضرر المسلمين لا سيما في المعتقد الذي لا يزال ينبوع كل خير .... " اهـ
ولم تزل جادة أهل العلم ترك تعقب مصنفات العلماء - التي قلت مواطن الزلل فيها لئلا يكون ذلك باعثاً لطالبي النفع منها إلي العدول عنها إلي غيرها مما هو أقل نفعاً وأكثر ضرراً وأسوأ في العاقبة وأبتر من الفائدة.
وتلك سجية محمودة ومنقبة مقبولة وجادة ذليلة وقاعدة جليلة لتحصين كتب أهل العلم من أن يتجرأ عليها من يحسن ومن لا يحسن أو يتلاعب بها أهل الريبة والظنة وسوء الخبيئة والطوية ولكن لما رأيت النفع الجليل والزلل القليل كلاهما متعيناً في كتاب (القول المفيد في أدلة التوحيد) رجوت أن يبين أحدهما عن الآخر وأن يظل اولهما دون الثاني رغبة في بقاء نفعه غير مكدر بشوائب الزلل فتعقبت ذلك الكتاب النافع الذي قرظه جمع من أهل العلم معتمداً في ذلك طبعة مكتبة الإرشاد اليمنية (الطبعة الأولى:1427هـ) وهي الطبعة السابعة للكتاب.
وعليه تقاريظ جملة من أهل العلم وهم ([1]):
أحمد بن أحمد سلامة.
محمد بن سعيد الشيباني.
محمد بن علي مكرم الطسي.
مقبل بن هادي الوادعي.
محمد بن إسماعيل العمراني.
عبد الله الوظاف الشرفي.
أحمد بن يحيي النجمي.
هذا وإلى الله المشتكى، وهو المستعان، وبه المستغاث، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا به، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
التَّعَقُّبُ الأوَّلُ
ص32: قال:" الثامن (أي من شروط الإيمان بلا إله إلا الله): الكفر بالطواغيت وهي المعبودات من دون الله" انتهى.
قلت: تعريف الطاغوت أعمُّ من ذلك، ويشمل أنواعًا أخرى غيرالمعبودات من دون الله، وذكر هذه الأنواع أنسبُ من تركه لا سيما وقد ذكر المؤلف الطاغوت مجموعًا فقال: (الكفر بالطواغيت).
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعد كلام كثير في معنى الطاغوت، وذكرِ أقوالِ العلماءِ فيه ([2]):" فتحصل من مجموع كلامهم رحمهم الله: أن اسم الطاغوت، يشمل كل معبود من دون الله، وكل رأس في الضلال، يدعو إلى الباطل، ويحسنه؛ ويشمل أيضاً: كل من نصبه الناس، للحكم بينهم، بأحكام الجاهلية، المضادة لحكم الله، ورسوله؛ ويشمل أيضاً: الكاهن، والساحر، وسدنة الأوثان، الداعين إلى عبادة المقبورين، وغيرهم"انتهى
التَّعَقُّبُ الثاني
ص: 37 قوله في شروط (شهادة أن محمداً رسول الله):"الشرط الخامس: محبته أشد من محبة النفس والوالد والولد والناس أجمعين .... ثم ساق حديث أنس وأبي هريرة وعبد الله بن هشام رضي الله عنهم".انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/90)
جعل المصنف ذلك الشرط (محبته أشد من محبة النفس .... إلخ) قريناً لشرط (الاعتراف برسالته واعتقادها ... ) ونحوه وليس الأمر كذلك فشرط الاعتراف برسالته ونحوه لا ينعقد الإيمان إلا به بخلاف شرط (محبته أكثر من النفس والولد والوالد) وعمر (رضي الله عنه) عند قوله (لأنت يا رسول الله أحب إلى من كل شيء الا من نفسي) كان مؤمناً بالاتفاق، لا يقال: كان واقعًا في الكفر معذورًا بالجهل.
وإنما ذلك الشرط الذي وضعه المصنف هو شرط لتحقيق الإيمان الواجب لا أصل الإيمان.
قال الخطابي ([3]): " حب الإنسان نفسه طبع وحب غيره اختيار بتوسط الأسباب وانما أراد عليه الصلاة و السلام حب الاختيار إذ لا سبيل إلى قلب الطباع وتغييرها عما جبلت عليه قلت فعلى هذا فجواب عمر أولاً كان بحسب الطبع ثم تأمل فعرف بالاستدلال أن النبي صلى الله عليه و سلم أحب إليه من نفسه لكونه السبب في نجاتها من المهلكات في الدنيا والأخرى فأخبر بما اقتضاه الاختيار ولذلك حصل الجواب بقوله الآن يا عمر أي الآن عرفت فنطقت بما يجب وأما تقرير بعض الشراح الآن صار إيمانك معتداً به إذ المرء لا يعتد بإيمانه حتى يقتضي عقله ترجيح جانب الرسول ففيه سوء أدب في العبارة وما أكثر ما يقع مثل هذا في كلام الكبار عند عدم التأمل والتحرز لاستغراق الفكر في المعنى الأصلي فلا ينبغي التشديد في الإنكار على من وقع ذلك منه بل يكتفي بالإشارة إلى الرد والتحذير من الاغترار به لئلا يقع المنكر في نحو مما أنكره الحديث الثامن والتاسع " انتهى
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ ([4]) " قوله لا يؤمن أحدكم أي لا يحصل له الايمان الذي تبرأ به ذمته ويستحق به دخول الجنة بلا عذاب حتى يكون الرسول أحب"انتهى
وقال ([5]):" وفيه أن الأعمال من الإيمان لأن المحبة عمل وقد نفي الإيمان عمن لم يكن الرسول صلى الله عليه و سلم أحب إليه مما ذكر فدل على ذلك. وفيه أن نفي الإيمان لا يدل على الخروج من الإسلام"انتهى
وقال الشيخ العثيمين في القول المفيد:" قوله في حديث أنس: " لا يؤمن ". هذا نفي للإيمان، ونفي الإيمان تارة يراد به نفي الكمال الواجب، وتارة يراد به نفي الوجود، أي: نفي الأصل.
والمنفي في هذا الحديث هو كمال الإيمان الواجب، إلا إذا خلا القلب من محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إطلاقاً، فلا شك أن هذا نفي لأصل الإيمان"انتهى
ورحم الله الإمام ابن القيم القائل في حق النبي صلى الله عليه وسلم:
ورسولُهُ فهو المطاعُ وقولُه المـ ... ـقبولُ إذ هو صاحبُ البرهانِ
والأمرُ منه الحتمُ لا تخييرَ فيـ ... ـهِ عند ذي عقلٍ وذي إيمانِ
من قال قولًا غيرَهُ قمنا على ... أقوالِهِ بالسَّبْرِ والميزانِ
إن وافقت قولَ الرسولِ وحكمَهُ ... فعلى الرؤوسِ تُشَالُ كالتيجانِ
أو خالفت هذا رددناها على ... من قالها من كان من إنسانِ
أو أشكلت عنا توقفنا ولم ... نجزمْ بلا علمٍ ولا برهانِ
هذا الذي أدى اليه علمُنا ... وبه ندينُ الله كلَّ أوانِ
فهو المطاعُ وأمرُهُ العالي على ... أمرِ الورى وأوامرِ السُّلطانِ
وهو المقدمُ في محبتِنا على الـ ... أهلينَ والأزواجِ والولدانِ
وعلى العبادِ جميعِهم حتى على النـ ... فسِ التي قد ضمَّها الجنبانِ
التَّعَقُّبُ الثَّالِثُ
ص: 45 قوله (نواقض الإسلام عشرة) اهـ
وقوله (الناقض الثاني: الردة عن الإسلام مختارًا .... ) انتهى.
قلت: الأولى أن يقول (نواقض الإسلام العشرة) أو (من نواقض الإسلام) ثم يسوق العشرة المشهورة؛ قال الشيخ العلامة ابن باز: " ومن أخطرها وأكثرها وقوعاً عشرة نواقض ذكرها الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب وغيره من أهل العلم رحمهم الله جميعاً " اهـ
وقال الإمام المجدد ([6]):" اعلم أن من أعظم نواقض الإسلام عشرة " اهـ
والأولى في الناقض الثاني أن يقول: (الردة عن الإسلام غير مكره) اهـ بدلاً من كلمة (مختاراً) لأنها أدق وأحرز قال الإمام المجدد:" ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف إلا المكره " اهـ
ولأن قوله (مختارًا) يوهم قليل الفطنة أنه يشترط في وقوع الكفر على فاعله اختيار الكفر، وهذا غير صحيح فالمرء الفاعل للكفر يقع عليه الكفر ما دام مختارًا للفعل.
التَّعَقُّبُ الرَّابِعُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/91)
ص: 49 قوله: (الناقض السادس: من استهزأ بالله أو الرسول أو القرآن ....... أو اللحية أو السنة النبوية إلي غير ذلك من شعائر الله والمقدسات الإسلامية فهو كافر) انتهى
قلت: الأولى حذف كلمة (اللحية) من السياق لأمرين:
الأول: أنها عين لا يتعلق التكفير بها؛ لأنها لا تدخل في الأعيان التي يعلق الكفر على الاستهزاء بها كالمصحف والكعبة ونحوهما.
إنما يتعلق الكفر بالاستهزاء بالواجب الشرعي الذي هو إعفاء اللحية، فيكفر المرء إذا استهزأ بإعفاء اللحية من جهة كونه واجبًا شرعيًا صحت به الأخبار عن المعصوم صلى الله عليه وسلم، أما إذا استهزأ باللحية لكونها فاحشة الطول (لا سيما إذا كان ممن يرون وجوب الأخذ منها بعد حد القبضة)، أو لشعثها وعدم نظافتها، فهذا لا يكون كافرًا قطعًا.
ونحو هذا الاستهزاء قول بعضهم: الدين ليس في الشعر، ودخول الجنة لا يتوقف على شعر يحلق أو يترك. هذا كله من الأقوال النابية والعبارات الفجة والأمور غير المرضية. وإن كان التكفير بها محل نظر ومحط تأمل.
الثاني: أن إعفاء اللحية فيه شبهة من جهة حكمه يروج كثير من الجهال ألا وهي أنه مستحب وليس بواجب وهذا خلاف الأدلة الثابتة الصحيحة، بل حكى على الوجوب الإجماع، حكاه ابن حزم في مراتب الإجماع.
ولا يخفى ان تكفير المستهزئ بالمستحبات يحتاج إلى روية وتأمل، وهذا مدخل للشبهات التي تدرأ بها الحدود، فكيف بالكفر المخرج عن الملة. فالأولى بصاحب الكتاب أن يترك هذه العبارات المشكلة الموهمة المحتملة.
وأما قوله (المقدسات الإسلامية) فهو كلام مبهم مجمل غير مبين ومشكل غير موضح، فإن كان يريد بالمقدسات الإسلامية الكعبة ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم ونحوهما فقوله صادق صحيح. وإلا فإن ذلك اللفظ المخصوص (المقدسات الإسلامية) يطلق فينزله أهل الأهواء على أماكن ما أنزل الله في فضلها سلطانًا كأضرحة الأولياء وقبور الصالحين وساحات الشرك ومقامات الرافضة والمتصوفة، هذه جميعها يعتقد كثير من الجهلة والطغام قداستها الدينية وطهارتها الشرعية.
وهذا اللفظ لم يطلقه عالم راسخ من علماء السنة فيما أعلم.
التَّعَقُّبُ الخَامسُ
ص: 62 قوله (المؤمنون قسمان: 1 – سابقون وهم المقربون.
2 – أصحاب اليمين، وهم الأبرار) انتهى.
وفي ص92: قال:"والناس ينقسمون في هذه الدور الثلاث إلى ثلاثة أقسام، وكل قسم ينقسم إلى أقسام! وهم: 1 - مؤمنون، وهم قسمان .... "انتهى.
قلت: وهذا غير دقيق، والأدق أن يقول إنهم ثلاثة أقسام: السابقون بالخيرات، والمقتصدون، والظالمون لأنفسهم.
قال تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} (فاطر:32).
وقال ابن عباس في تأويل (الذين اصطفينا)، قال ([7]): هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم وَرَّثهم الله كل كتاب أنزله، فظالمهم يُغْفَر له، ومقتصدهم يحاسب حسابا يسيرا، وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب.
ولعل المصنف استنبط مذهبه الآنف الذكر من قوله تعالى: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً* فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} (الواقعة7 - 10).
فجعل الله تعالى الناس في الآخرة ثلاثة أزواج: السابقون وأصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة. فتعين أن المؤمنين صنفان فحسب. وهذا غلط.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ([8]):" وهكذا جاء القرآن فجعل الأمة على هذه الأصناف الثلاثة قال تعالى {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} فالمسلم الذى لم يقم بواجب الايمان هو الظالم لنفسه والمقتصد هو المؤمن المطلق الذى أدى الواجب وترك المحرم والسابق بالخيرات هو المحسن الذى عبد الله كأنه يراه وقد ذكر الله سبحانه تقسيم الناس فى المعاد الى هذه الثلاثة فى سورة الواقعة والمطففين و هل أتى وذكر الكفار ايضا وأما هنا فجعل التقسيم للمصطفين من عباده"انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/92)
والمؤلف عفا الله عنه حصر المؤمنين في من يصح أن يقال فيهم أولياء الله تعالى كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ([9]):" وهذا الحديث قد بين فيه أولياء الله المقتصدين أصحاب اليمين والمقربين السابقين"انتهى.
وقال ([10]):" فقد بين النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن أولياء الله نوعان: المقرَّبون السابقون، والأبرار أصحاب اليمين، هم الذين تقرَّبوا إليه بالنوافل بعد الفرائض"انتهى.
التَّعَقُّبُ السَّادِسُ
ص: 76 قوله (اعلم أخي المسلم ثبتني الله وإياك علي الحق أن التوحيد ينقسم إلي أربعة أقسام وهي:1 – توحيد الربوبية. 2 – توحيد الألوهية. 3 – توحيد الأسماء والصفات. 4 – توحيد المتابعة.) اهـ مع قوله ص: 72 (وشرعاً هو: إفراد الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته وحكمه ... انظر مجموع فتاوى ابن باز 1/ 34) انتهى.
قلت: هذا تخليط فإن إدخاله توحيد المتابعة في أقسام التوحيد في نفسه غير منكر بل هو حق، قرر ذلك غير واحد من الأكابر.
ولكن يتعقب من جهة أنه عرف التوحيد الخاص بجناب الله تعالى بقوله (وشرعًا: إفراد الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته وحكمه) وهذا حق، ثم قسم التوحيد إلى هذه الأربعة ... فهذا يعني أن ذلك التوحيد المقسم هو عين التوحيد المعرف من قبل. وهذا غير صحيح. فإن التوحيد المعرف هو الخاص بالله تعالى أما التوحيد المقسم فمنه ما هو خاص بالله تعالى وهو الثلاثة الأولى، أما الرابع الذي هو توحيد المتابعة فهو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم.
ثم إن عزوه حفظه الله إلى مجموع فتاوى الشيخ ابن باز 1/ 34 خطأ، فالتعريف في 1/ 35، وقد نقل الشيخ بالمعنى من كلام الإمام ابن باز ولم يشر إلى ذلك.
أما كلام الشيخ في تذلك الصفحة فهو:" وهذه الكلمة التي أقولها لكم الآن تتعلق بأنواع التوحيد وأنواع الشرك. والتوحيد: مصدر وحد يوحد توحيدا, يعني: وحد الله أي اعتقده واحدا لا شريك له في ربوبيته, ولا في أسمائه وصفاته, ولا في ألوهيته وعبادته, سبحانه وتعالى. فهو واحد جل وعلا وإن لم يوحده الناس، وإنما سمي إفراد الله بالعبادة توحيدًا؛ لأن العبد باعتقاده ذلك قد وحد الله عز وجل"انتهى
وزاد الشيخ بلا تعليل كملة (حكمه) وعزاها للإمام ابن باز، وابن باز لم يتفوه بها كما نقلنا.
التَّعَقُّبُ السَّابِعُ
ص: 96 قوله (شرك أصغر: وهوكثير مثل الحلف ..... ومنه الرياء والسمعة ... ) انتهى.
قلت: الأضبط أن يقول كيسير الرياء، لأنه يكون من الرياء ما هو شرك أكبر وذلك إذا قصد بأصل عبادته رياء غير الله تعالى.
قال صاحب تيسير العزيز الحميد ([11]):" الثاني الشرك الأصغر كيسير الرياء والتصنع للمخلوق وعدم الإخلاص لله تعالى في العبادة بل يعمل لحظ نفسه تارة ولطلب الدنيا تارة ولطلب المنزلة والجاه عند الخلق تارة .... "اهـ
وبذا قال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ في منهاج التأسيس والتقديس في الرد على ابن جرجيس في غير موضع. وكذا شاعر الدعوة سليمان بن سحمان في الضياء الشارق. وهو جادة عبارات أهل العلم وأئمة الدعوة.
وقال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في حاشية كتاب التوحيد ([12]):" وأما الشرك الأصغر كيسير الرياء، وقول الرجل: ما شاء الله وشئت، ومالي إلا الله وأنت، ونحو ذلك فيطلق عليه الشرك كما في حديث .... "انتهى
وقال الشيخ العثيمين ([13]):" الثانية: أن الرياء من الشرك. لحديث: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر"، فسئل عنه فقال "الرياء"، وقد سبق بيان أحكامه بالنسبة إلى إبطال العبادة.
الثالثة: أنه من الشرك الأصغر، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عنه فقال: "الرياء"، فسماه شركاً أصغر، وهل يمكن أن يصل إلى الأكبر؟
ظاهر الحديث لا يمكن، لأنه قال: "الشرك الأصغر"، فسئل عنه، فقال: "الرياء".
لكن في عبارات ابن القيم رحمه الله أنه إذا ذكر الشرك الأصغر قال: كيسير الرياء، فهذا يدل على أن كثيره ليس من الأصغر، لكن إن أراد بالكمية، فنعم، لأنه لو كان يرائي في كل عمل لكان مشركاً شركاً أكبر لعدم وجود الإخلاص في عمل يعمله، أما إذا أراد الكيفية، فظاهر الحديث أنه أصغر مطلقاً"انتهى
ويغلب على ظني أن الشيخ الوصابي نقل ذلك من محاضرة الشيخ ابن باز ([14]) وهي التي نقل عنها تعريف التوحيد السابق.
وقوله بأن الرياء مثال للشرك الأصغر مذكور فيها في 1/ 45.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/93)
التَّعَقُّبُ الثَّامِنُ
ص: 168 قوله (أقسام السنة خمسة: ....... 1 – فما اعتقده الرسول صلي الله عليه وسلم اعتقدناه. 2 – وما قاله صلي الله عليه وسلم قلناه. 3 – وما فعله رسول الله صلي الله عليه وسلم وآله فعلناه. 4 – وما أقره رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أقررناه. 5– ما تركه رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم تركناه انظر الرسالة للشافعي رحمه الله ص: 194) انتهى
قلت: قوله (ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم فعلناه) غير دقيق، فمن أفعاله صلى الله عليه وسلم ما لا يجوز لنا فعله البتة.
وفي كتب الأصول يعقدون بابًا في أفعاله ويفصلون أنواع تلك الأفعال ولهم في ذلك كلام معروف.
فمن الأفعال ما يكون خاصّا به، فلا يشرع لأمته. قال أبو المظفر السمعاني [15]:" ما لم يخرج من أفعال الرسول - صلى الله عليه وسلم - مخرج الشرع لم يثبت به الشرع".
وقال أبو حامد الغزالي ([16]):" فإذا نقل فعل عن رسول الله عليه السلام فهل يتلقى منه حكم؟
أما الواقفية فقد توقفوا فيه، وعزي إلى أبي حنيفة وابن سريج وأبي علي بن أبي هريرة رضي الله عنهم أنه يتلقى منه الوجوب مطلقًا.
والمختار عندنا وهو مذهب الشافعي -رضي الله عنه- أنه إن اقترن به قرينة الوجوب كقوله: {صلوا كما رأيتموني أصلي} فهو الوجوب.
وإن لم يقترن نظر فإن وقع من جملة الأفعال المعتادة من أكل وشرب وقيام وقعود واتكاء واضطجاع فلا حكم له أصلًا.
وظن بعض المحدثين أن التشبه به في كل أفعاله سنة، وهو غلط.
وإن تردد بين الوجوب والندب فإن اقترنت به قرينة القربة فهو محمول على الندب؛ لأنه الأقل والوجوب متوقف فيه.
وإن تردد بين القربة والإباحة فيتلقى منه رفع الحرج وليس هذا متلقى من صيغة الفعل إذ الفعل لا صيغة له ومستنده مسلك الصحابة ([17]) .... "انتهى
وقال ابن القيم ([18]):" لأصل مشاركة أمته له في الأحكام إلا ما خصه الدليل".
وللمبحث مواضع في كتب الأصول.
فالأولى بالشيخ الوصابي أن يقول:" ونتأسى به فيما فعله" بدلًا من قوله" وما فعله فعلناه" هكذا مطلقًا بلا تخصيص عامًا بلا تقييد.
التَّعَقُّبُ التَّاسِعُ
ص:183، قال:" البدعة قسمان: 1 - كبرى. 2 – صغرى."انتهى.
قلت: في عبارته عفا الله عنه لحنٌ يعيبه أهلُ العربية؛ قال ابن هشام الأنصاري رحمه الله تعالى ([19]):" والقاعدة أن كل فُعْلَى مؤنثة (أفعل) لا تستعمل هي ولا جمعها إلا بالألف واللام أو بالإضافة كالكبرى والصغرى والكبر والصغر؛ قال الله تعالى: {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ} (المدثر:35) ولا يجوز أن تقول صغرى ولا كبرى ولا كبر ولا صغر ولهذا لحنوا العروضيين في قولهم فاصلة كبرى وفاصلة صغرى"انتهى.
التَّعَقُّبُ العَاشِرُ
ص:203 قال معنوناً (أهل السنة لا يكفرون أحداً من المسلمين) اهـ
ونقل في ص205 قول الطحاوي:" ولا نكفر أحدًا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله، ولا نقول لا يضر مع الإيمان ذنب ..... "إلخ.
ونقل عن الموفق ابن قدامة من لمعة الاعتقاد قوله:" ولا نكفر أحدًا من أهل القبلة بذنب، ولا نخرجه عن الإسلام بعمل".
قلت: أما العنوان ففيه غموض وإبهام وتعمية، وظاهره أن أهل السنة يمتنعون من الحكم بالتكفير على من كان مسلمًا مهما اقترف من موبقات وأتى بمهلكات توجب تكفيره. وهذا غلط. فالحكم بالتكفير على مستحقه لا يتحرج منه أهل السنة أن يطلقوه.
والأولى أن يعنون فيقول: (أهل السنة لا يكفرون أحدًا من المسلمين ما لم يأت بمكف).
وقول الطحاوي المنقول فيه نظر معروف عند أهل العلم.
قال الشيخ الفوزان في شرحه الطحاوية:" (ولا نكفّر أحداً من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله) هذا كما سبق أن الذنب إذا لم يكن كفراً أو شركاً مخرجاً من الملة، فإننا لا نُكَفّر به المسلم، بل نعتقد أنه مؤمن ناقص الإيمان، معرض للوعيد وتحت المشيئة. هذه عقيدة المسلم، ما لم يستحله، فإذا استحل ما حرم الله فإنه يكفر، كما لو استحل الربا أو الخمر أو الميتة أولحم الخنزير أو الزنا، إذا استحل ما حرم الله كفر بالله، وكذلك العكس: لو حرم ما أحل الله كفر: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم) [التوبة:31] وجاء تفسير الآية بأنهم أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/94)
أما لو فعل الذنب وهو لم يستحله بل يعترف أنه حرام فهذا لا يكفر ولو كان الذنب كبيرة دون الشرك والكفر لكنه يكون مؤمناً ناقص الإيمان أو فاسقاً بكبيرته مؤمن بإيمانه.
وقوله: (لا نكفر بذنب) ليس على إطلاقه، فتارك الصلاة متعمداً يكفر، كما دل على ذلك الكتاب والسنة. كما تقوله المرجئة، يقولون: ما دام مصدقاً بقلبه فهو مؤمن كامل الإيمان، أما الأعمال فأمرها هيّن، فالذي لا يصلي ولا يصوم ولا يحج ولا يزكي ولا يعمل شيئاً من أعمال الطاعة، يقولون: هو مؤمن بمجرد ما في قلبه! وهذا من أعظم الضلال.
فالرد عليهم أن الذنوب تضر على كل حال، منها ما يزيل الإيمان بالكلية، ومنها ما لا يزيله بالكلية بل ينقصه وصاحبها معرض للوعيد المرتب عليها"انتهى
وأما قول الموفق (ولا نخرجه عن الإسلام بعمل) فخلاف معتقد السلف في أن بعض الأعمال كفرية بذاتها لا لدلالتها على كفر القلب ونحوه كما تقول المرجئة وبعض فرق الضلال.
فالسجود لصنم وإلقاء المصحف في الحش والذبح لغير الله كلها أعمال كفرية يخرج بها المرء عن الإسلام.
قال إسحاق ([20]):" أجمع العلماء أنَّ من سبَّ الله عزَّ وجلَّ، أو رسولَه صلى الله عليه وسلم، أو دفع شيئاً أنزله الله، أو قتل نبيَّاً من أنبياء الله، وهو مع ذلك مقرٌّ بما أنزل الله، أنَّه كافرٌ"انتهى
قال الإمام البربهاري ([21]):" ولا يخرج أحد من أهل القبلة من الإسلام حتى يردَّ آيةً من كتاب الله عزَّ وجلَّ، أو يردَّ شيئاً من آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يصلّي لغير الله أو يذبح لغير الله، وإذا فعل شيئاً من ذلك فقد وجب عليك أن تخرِجَه من الإسلام فإذا لم يفعل شيئاً من ذلك فهو مؤمنٌ ومسلمٌ بالاسم لا بالحقيقة"انتهى
وأهل السنة مجمعون على أن الكفر يكون بالقول والعمل والاعتقاد كما يكون الإيمان بذلك.
وفي اللمعة كلمات فيها نظر للعلماء كما قرر ذلك غير واحد.
قال الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ في فتاويه ([22]):" ... وأما كلام صاحب اللمعة فهذه الكلمة مما لوحظ في هذه العقيدة، وقد لوحظ فيها عدة كلمات أخذت على المصنف"انتهى
والله أعلم.
تم التعقب بحمد الله تعالى، وقد تركت جملة من المسائل المحتملة ([23]).
والله الموفق.
ـــ
[1]- من ص7 إلى ص20.
[2]- الدرر السنية (3/ 301).
[3]- فتح الباري (11/ 528).
[4]- تيسير العزيز الحميد (ص:415).
[5]- تيسير العزيز الحميد: (ص:418).
[6]- مجموع مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1/ 212 - 214).
[7]- تفسير ابن كثير (6/ 546).
[8]- مجموع الفتاوى (7/ 358).
[9]- مجموع الفتاوى (11/ 23). وانظر للاستزاده (مجموع الفتاوى7/ 485، 11/ 182، 13/ 337، 13/ 383 - 384، 18/ 185).
[10]- جامع المسائل لابن تيمية، لعزيز شمس (1/ 86)، الأولى، 1422 هـ، دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع.
[11]- تيسير العزيز الحميد (ص:29، 95).
[12]- حاشية ابن قاسم: ص53.
[13]- القول المفيد: 1/ 88.
[14]- قال الشيخ صالح الفوزان في تحذيره من كتاب (هزيمة الفكر التكفيري):" .... والأشرطة لا تكفي مرجعًا يُعتمد عليه في نقل كلام أهل العلم، لأنها غير محررة، وكم من كلام في شريط لو عُرِضَ على قائله لتراجع عنه، فيجب التثبت فيما ينسب إلى أهل العلم"انتهى.
[15]- قواطع الأدلة (2/ 12).
[16]- المنخول: ص225 - 226.
[17]- المأخذ من النقل وجه الشاهد على التفصيل في أفعاله صلى الله عليه وسلم أما التفصيلات الأصولية فلا يتابع الغزالي على بعضها .... حسبنا موضع الشاهد.
[18]- زاد المعاد (3/ 267).
[19]- شرح قطر الندى: ص 316 بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد.
[20]- التمهيد لابن عبد البر (4/ 226).
[21]- شرح السنة:ص31، طبعة ابن القيم.
[22]- فتاوى ورسائل محمد بن إبراهيم آل الشيخ: رقم 128.
[23]- ومن ذلك قوله في ص30 بعد سوقه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعًا:" لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به"، قال:" .... وصححه الشيخ حافظ حكمي في كتابه معارج القبول"انتهى
ومما لا يخفى أن الشيخ الجليل حافظ بن أحمد الحكمي ليس من أهل صناعة التصحيح والتضعيف، ولا يعرف بطول باع فيها، لا سيما وقد ألف كتابه (معارح القبول) وهو في حداثة سنه (عقده الثالث).
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 03:08 ص]ـ
لا أقصد بقولي-:"ومن ذلك قوله في ص30 بعد سوقه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعًا:" لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به"، قال:" .... وصححه الشيخ حافظ حكمي في كتابه معارج القبول"انتهى
ومما لا يخفى أن الشيخ الجليل حافظ بن أحمد الحكمي ليس من أهل صناعة التصحيح والتضعيف، ولا يعرف بطول باع فيها، لا سيما وقد ألف كتابه (معارح القبول) وهو في حداثة سنه (عقده الثالث). "- لا أقصد تنقص الشيخ رحمه الله ولا التقليل من شأنه، ومن أنا لأفعل ذلك؟!
ـ[ابو حسين اليافعي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 01:13 م]ـ
جزاك الله خيرا.
قد استدرك الشيخ الوصابي - حفظه الله - بعض الأشياء في الطبعات الجديدة كطبعة دار الآثار والطبعة الأولى قديمة وقد استدرك طلاب العلم بعضها ولكنها في ملازم أو مذكرات كالشخ نعمان الوتر وغيره ولكن مشكلتنا أهل اليمن أننا منغلقين لا يسمع بنا أحد ولايعرفنا أحد
وبعض ما ذكرت أخي فيه أخذ وعطاء كتقسيم المؤمنين إلى مقربين وأصحاب اليمين فقد ذكرها الشيخ حافظ الحكمي في معارج القبول ونقل كلام السابقين في ذلك ... ولو كان عندي وقت لفصّلت في بعض النقاط لأنني في مرحلة إعداد خطة في الدراسات العليا والله المستعان.
ولكن على العموم جزاك الله خيرا ولا أقلل ما قمت به بل أشدّ على يدك بارك الله فيك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/95)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[08 - 01 - 10, 02:31 ص]ـ
وفيك بارك أخي الفاضل، وأنا معك فيما قلته ..
والطبعة التي اعتمدت عليها هي الطبعة السابعة للكتاب، وعلمت بعد نشري للبحث أن هناك طبعات أحدث منها للكتاب.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 10:54 م]ـ
وهي طبعة 1421هـ ...
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[09 - 01 - 10, 11:58 م]ـ
تعقب وليد الأموي على الشيخ الوصابي متكلف وحمل كلام الشيخ مالايحتمل ثم يظهر من تعقبه ظاهرية صرفة ثم حمل كلام الشيخ معاني لايريدها الشيخ.
ونقله في تعقبه عن ساداتنا علماء نجد لايشفع صحة تعقباته.
ـ[ابو حسين اليافعي]ــــــــ[10 - 01 - 10, 12:13 ص]ـ
أخي رياض أحسن الله إليك تأمل كلام الأخ في أول الكلام حيث كان مراده التكميل والأولى وهذا بلا شك له في ذلك محمل لكن ان نقول كلام خطأ - وهذا جائز وواقع في البشر - وقد قلت إنه في بعض النقاط فيها تكلف ولكن لابد أن نشجع طلاب العلم على عدم التقليد والتكميل بشرط احترام العلماء.
وكما ذكرت الشيخ استدرك بعض أشياء في الطبعة الجديدة
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[10 - 01 - 10, 08:19 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب أبي قتادة
وتعقباتك تدل على حرصك على إتمام العمل وتكميله وتحسينه وتجميله
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[10 - 01 - 10, 10:44 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب أبي قتادة
وتعقباتك تدل على حرصك على إتمام العمل وتكميله وتحسينه وتجميله
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 01:37 ص]ـ
تعقب وليد الأموي على الشيخ الوصابي متكلف وحمل كلام الشيخ مالايحتمل ثم يظهر من تعقبه ظاهرية صرفة ثم حمل كلام الشيخ معاني لايريدها الشيخ.
ونقله في تعقبه عن ساداتنا علماء نجد لايشفع صحة تعقباته.
بارك الله فيك ....
بين الدقة في تكميل العمل والتعنت في نقده شعيرة!!
ولك عرض بحثي على المشايخ في الملتقى وفي غيره وأنا مستعد للدفاع عن بحثي ولقبول تقويمه المبني على الدليل العلمي الصحيح الصريح ...
ـ[ابو حسين اليافعي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 08:00 م]ـ
أخي وليد تصفحت الطبعة الجديدة - الطبعة العاشرة - والتي فيها تقديم الشيخ النجمي أيضا فرأيت أنه عدّل كثيرا فمثلا مضمون التعقيب الأول غير موجود فالشيخ حذف بعض أشياء وأخّر بعض المباحث ومع ذلك أرى أن تفسيره للطواغيت بما ذكر هو تعريف بالجزء عن الكل وقد ذكر بعض السلف هذا التفسير ومع ذلك فالأولى أن يفسره بالتفسير الشامل.
وكذلك التعقيب الثاني فقد حذفه الشيخ لأن فيه غموض ومثله الثالث فقد حذف نواقض الإسلام لكن ممكن أن يتأول له بالنواقض الرئيسية وأما الردة عن الإسلام اختيارا - ما فيها إشكال _ لأن الإكراه هو عدم الاختيار
وللموضوع بقية ومع ذلك أقول جزاك الله خيرا على حرصك واهتمامك بتهذيب كلام العلماء ولكني أريد من إخواني أن نتجه إلى الروافض خاصة عندنا المدعو المحطوري الذي حطّور اليمن بأفكاره وخزعبلاته وكذلك الجفري وبن حفيظ وغيرهما من الصوفية
أخي انظر الرابط ستجد الكتاب في هذا الموقع - واعذرني لا اعرف أن أَضيف الرابط فنسخته كما هو فأنا أخيرا عرفت أشغل الجهاز وأدخل النت ا
www.olamayemen.com
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[12 - 01 - 10, 01:55 ص]ـ
لم أفهم كلامك جيدا أخي ...
ـ[ابو حسين اليافعي]ــــــــ[12 - 01 - 10, 11:53 ص]ـ
يا أخ وليد - الله يحفظك ويرعاك - علينا أن نجاهد أنفسنا على التلطف بالعبارات فمثلا كلمة تراجعات الرجل وكأنه رجل من الشارع. لا.الله يهدينا وإياك هو شيخ جليل له حرمته حتى وإن كنت لا تعرفه فهو جليل في قومه ولا بد ان نراعي هذا حتى نعرف لأكابرنا وعلمائنا حقهم وحتى لا يتجرأ أعداء السنة على العلماء حينما يرون طلاب العلم لا يجلون مشايخهم.
ثانيا: كلمة تراجعات، الأفضل أن تقول استدراكات الشيخ لأنها ليست أخطاء عقدية أو علمية وإنما هي ألفاظ لدفع توهم أو أشمل ونحو ذلك
ويعلم الله أنني لم أكتب هذا إلا نصحا لأخواني في الله وحبا لهم ولا تأخذ في نفسك أخي في الله فنحن أخوة فأسأل الله تعالى أن يجمعنا في دار كرامته
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[13 - 01 - 10, 12:48 ص]ـ
ما كنت أظن أن يبلغ قولي في حسبانك ما بلغ، فإني ما قصدت تنقصه البتة وما كان لي ذلك وأنا أعرفه وقرأت له وفقه الله لمراضيه ...
وأنا أعتذر عما فهم عني خطأ ..
والله المستعان.(61/96)
أغلق عليّ فبينوا لي ... قول شيخ الإسلام ..
ـ[أبو محمد المزيني]ــــــــ[07 - 01 - 10, 08:20 ص]ـ
يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:
(وأما قول القائل - لايقول ان كلام الله حرف وصوت قائم به ,بل هو معنى قائم بداته , فليس في كلامي هدا ايضا , ولا قلته , بل قول القائل: ان القرأن حرف وصوت قائم به بدعة ,وقوله معنى قائم بداته بدعه , لم يقل احد من السلف , لا هذا ولا هدا , وانا ليس في كلامي شيء من البدع , بل في كلامي ما اجمع عليه السلف ان القرأن كلام الله غير مخلوق).
فالذي أفهم سابقا أن لله صوتا وأن القرآن كلام الله حروفه ومعانيه
لأن أحدهم يقول: أن شيخ الإسلام تاب من مذهبه بالقول بأن القرن حرف وصوف ..
فنرجوا التوضيح أثابكم الله
ـ[منهاج السنة]ــــــــ[07 - 01 - 10, 03:03 م]ـ
السلام عليكم
شيخ الاسلام يقول ان هذا القول بدعة لانه لم يرد في الكتاب و السنة لا بمعنى انه كلام باطل
ومثله رحمه الله مثل احمد لما قال ان قول القران غير مخلوق بدعة اي انه لم يرد في الكتاب والسنة
رغم انه قول اهل السنة
فالدين مسائل ودلائل
المسائل هي كل ما طلبه الله منا اعتقاده نصا
ويوجد من المسائل المحدثة بازاء قول المبتدعة وهي من الدين الحق وهي فيه بالتضمن او باللزوم
ولم يتكلم فيها السلف الصالح لعدم قيام المقتضى
واما الدلائل فهي كل ادلة القران والسنة على المسائل المنصوص عليها والواجب اعتقادها
ومن الدلائل ماهو محدث بالنظر ولكن المشكلة تكمون هنا فان الكثير من الناس من يصحح اي دليل على الله فقط لاته يدل على الله و يغفل عن لوازم هذا الدليل واذا به يتعارض مع بعض مافي القران والسنة
وهذا راجع عدم مراجعة مقدمة كل دليل اذا كان صحيحة ام باطلة ثم هل تصلح دليل على الله ام لا
فيغفل عن مراجعة مقدمة الدليل لجلاء النتيجة والتي ضرورة وجود الله سبحانه
والله اعلم
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[08 - 01 - 10, 02:53 ص]ـ
السلف قالوا: إن القرآن كلام الله حرف وصوت. وقالوا: إنه صفته الكلام قائمة به.
ولكن لم يقل أحد منهم: إن الصوت قائم به تعالى، بل يقولون منه بدأ، ولا يقولون: الصوت قائم به. هذا لم اجده في نصوصهم ..
ولعل أحدًا أن يوجهني إن كنت أخطأت.
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 03:49 ص]ـ
يقول الدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود في موقف ابن تيمية من الأشاعرة (1295/ 3):
"" وقد سئل شيخ الإسلام عن القرآن: هل هو حرف وصوت؟
فأجاب بأن إطلاق هذا الجواب- نفيا وإثباتا - من البدع المولدة، الحادثة بعد المئة الثالثة، ثم قال: "والصواب الي عليه سلف الأمة، كالإمام أحمد والبخاري صاحب الصحيح في كتاب خلق أفعال العباد، وغيره، وسائر الأئمة قبلهم وبعدهم - اتباع النصوص الثابتة، وإجماع سلف الأمة وهو أن القرآن جميعه كلام الله، حروفه ومعانيه، ليس شيء من ذلك كلاما لغيره ... وأن الله يتكلم بصوت كما جاءت به الأحاديث الصحاح ... " (1).
وهذا من دقة السلف رحمهم الله في مسائل العقيدة، وخاصة ما يتعلق منها بالله وصفاته. حيث إنهم لا يبتدعون كلاما جديدا، بل يصفون الله بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولما لم يرد إطلاق أن القرآن بحرف وصوت لم يطلقوه عليه كما يفعله البعض، وإنما يقولون: القرآن كله حروفه ومعانيه كلام الله، كما يقولون إن الله نادى موسى، والنداء لا يكون إلا بصوت، والرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذكر أن الله ينادي بصوت (2). ومن المعلوم أن الكلام إذا أطلق فإنه يشمل الحروف والمعاني وهذا هو الذي فهمه السلف من صفة الكلام لله تعالى - على ما يليق بجلاله وعظمته -.
ولكن لما وجد - في أهل البدع - من ينكر الحرف والصوت لينكروا كلام الله، بين السلف أن كلام الله شامل للحروف والمعاني، وأنه تعالى يتكلم بصوت، كما يصفونه بما ورد من التكليم والمناداة والمناجاة (3 (""
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1)
(1) مجموع الفتاوى (12/ 243 - 244).
(2) سبق تخريجه (ص:585).
(3) انظر: مجموع الفتاوى (6/ 518). ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1207660#_ftn1)
ـ[أبومحمد الغريب]ــــــــ[09 - 01 - 10, 12:44 م]ـ
يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/97)
(وأما قول القائل - لايقول ان كلام الله حرف وصوت قائم به ,بل هو معنى قائم بداته , فليس في كلامي هدا ايضا , ولا قلته , بل قول القائل: ان القرأن حرف وصوت قائم به بدعة ,وقوله معنى قائم بذاته بدعه , لم يقل احد من السلف , لا هذا ولا هدا , وانا ليس في كلامي شيء من البدع , بل في كلامي ما اجمع عليه السلف ان القرأن كلام الله غير مخلوق).
فالذي أفهم سابقا أن لله صوتا وأن القرآن كلام الله حروفه ومعانيه
لأن أحدهم يقول: أن شيخ الإسلام تاب من مذهبه بالقول بأن القرن حرف وصوف ..
فنرجوا التوضيح أثابكم الله
الحمد لله رب العالمين
الخطأ الذي الذي جعل القولين بدعة:
1 - جعل الكلام مجرّد الحرف والصوت أو مجرّد المعنى
2 - جعل ذلك الكلام صفةقديمة قائمة بذاتة لاتتعلق بمشيئتة وإختيارة وإرادتة وقدرتة
يقول شيخ الإسلام
"وظن الموافقون للسلف على أن القرآن كلام الله غير مخلوق, من القائلين: بإن الكلام ليس إلا معنى في النفس, وكثير من القائلين: بإنة ليس إلا الحروف والأصوات أن معنى قول السلف: القرآن كلام الله غيرمخلوق, أنه صفة قديمة قائمة بذاته لايتعلق بمشيئته وإختيارة وإرادتة وقدرتة ... " (التسعينية ص467 ت العجلان ط 1مكتبة المعارف 1420
_توضيح شيخ الإسلام لكلامه السابق ولمحل الإشكال
يقول رحمه الله:
"والذي كان علية السلف الأئمة, وأهل السنة والجماعة, أن القرآن الذي هو كلام الله, هو القرآن الذي يعلم المسلمون أنه القرآن, والقرآن و سائر الكلام له حروف ومعاني, فليس الكلام ولى القرآن إذا أطلق إسما لمجرد الحروف , ولا إسما لمجرد المعاني, بل الكلام إسم للحروف والمعاني جميعا, فنشأ بعد السلف والأئمة ممن هو موافق للسلف -والأئمة على إطلاق القول بإن القرآن كلام الله غيرمخلوق- طائفتان:
طائفة قالت: كلام الله ليس إلا معنى قائم بالنفس وحروف القرآن ليست من كلام الله, ولا تكلم بها, ولا يتكلم الله بحرف ولا صوت ...
فعارض هؤلاء طائفة قالت: إن القرآن هو الحرف والصوت ,أو الحروف والأصوات, وقالو إن حقيقة الكلام هو الحروف والأصوات, ولم يجعلو المعاني داخلة في مسمى الكلام ... " التسعينية (431 - 434) هذا الكلام ضمن الوجة الرابع عشر ص 228
أ- التوضيح الأول لمحل الإشكال
قال شيخ الإسلام:
"وهؤلاء المثبتة الذين وافقو أهل السنة والجماعة, على أن القرآن كلام الله غير مخلوق,
ووافقو المعتزلة على أن الكلام ليس هو إلا مجرد الحروف والأصوات يقولون: إن كلام الله القائم به ليس هو إلا مجرد الحروف والأصوات, وهذا هو الذي بينتة أيضا في جواب المحنة (الجواب المختصر محل الإشكال) , وبينت أن هذا لم يقله أحد من السلف, ولا قالو أيضا أنه: أنه معنى قائم بذاته، بل كلاهما بدعة, وانا ليس في كلامي شيء من البدع.
ثم منهم من يقول:هو مع ذلك قديم غير حادث, لموافقتهم الطائفة الأولى (جماعة المعنى القائم بالنفس) على أن معنى قول السلف: إن القرآن كلام الله غير مخلوق, أنه صفة قديمة قائمة بذاته لايتعلق بمشيتة وإختياره قط.
ومنهم من لايقول ذلك, بل يقول: هو وإن كان مجرد الحروف والأصوات وهو قائم به، فإنه يتعلق بمشيئتة وإختياره ... "التسعينية (465 - 466)
ب- التوضيح الثاني
وقال رحمه الله:
"ولما قالو:ولا تقول: إن كلام الله حرف وصوت قائم بة (هذا من عدم ضبطهم لكلام ابن تيمية وكذلك عدم خبرتهم بأقوال السلف) , بل هو معنى قائم بذاته.
قلت إخبارا عما وقع مني قبل ذلك: ليس في كلامي هذا -أيضا- بل قول القائل: إن القرآن حرف وصوت قائم بة بدعة, وقوله إنه معنى قائم به, لم يقلهأحد من السلف ,لاهذا, ولا هذا, وأنا ليس في كلامي شيءمن البدع, بل في كلامي ماأجمع عليه السلف, أن القرآن كلام الله غير مخلوق, وهذا كلام صحيح, فلم أقل: إن الحروف ليست من كلام الله, وإن المعاني ليست من كلام الله, ولا إن الله تعالى لم يتكلم بالحروف والأصوات ومعاني قائمة في نفسه, ولكن بينت أن من جعل القرآن مجرد حرف وصوت قائم بالله فإنه مبتدع, وقوله يتضمن أن المعاني ليست من القرآن, ولا من كلام الله, ومن جعل القرآن مجرد معنى قائم به مبتدع, وقوله يتضمن أن حروف القرآن ليست من القرآن، ولم يتكلم الله بها, وأن جميع كلام الله ليس إلا معنى واحدًا ... " التسعينية (529)
"فالواجب على المسلم أن يلزم سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنه خلفائه الراشدين والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار, و الذين إتبعوهم بإحسان, وماتنازعت فيه الأمة وتفرقت فيه إن أمكنه أن يفصل النزاع بالعمل والعدل, وإلا إستمسك بالجمل الثابتة بالنص والإجماع ... " التسعينية (532)
"والصواب الذي عليه سلف الأمة، كالإمام أحمد والبخاري صاحب الصحيح في كتاب خلق أفعال العباد، وغيره، وسائر الأئمة قبلهم وبعدهم , اتباع النصوص الثابتة، وإجماع سلف الأمة وهو أن القرآن جميعه كلام الله، حروفه ومعانيه، ليس شيء من ذلك كلاما لغيره ولكن أنزله على رسوله , وليس القرآن إسما لمجرد المعنى , ولا لمجرد الحرف, بل لمجموعهما ... وأن الله متكلم بصوت كما جاءت به الأحاديث الصحاح ... وأن الله ليس كمثله شيء, لا في ذاته ولا في صفاته, ولا في أفعاله " التسعينية (542).(61/98)
هل أوَّل أحد من المتأولين المتقدمين معنى الاستواء الذي هو العلو بأنه علو مكانة؟ أم انه تأويل حديث؟ مع بيان بطلانه
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - 01 - 10, 12:55 م]ـ
السلام عليكم
عند مناقشة بعض أهل البدع
وذِكر تفسير السلف الصالح للاستواء بأنه العلو والارتفاع
يقولون بأنه علو مكانة
ولكن هناك أمر لم انتبه إليه سابقا وهو أن الاستواء بمعنى العلو لا يوجد في المعاجم العربية (حسب بحثي في الكثير منها) إلا بمعنى علو الذات (مثل استواء الرجل على الدابة أو السرير)
ولم اجد أي ذكر للاستواء بمعنى علو المكانة، فالشواهد المذكورة للاستواء الذي بمعنى العلو هو علو الذات حقيقةً
فكيف حينها يقولون بأن علو الاستواء هو علو مكانة وليس هو من معاني الاستواء أصلا؟
وهل قال بهذا التأويل احد من علماء الأشاعرة او غيرهم من المتأولين السابقين أم انه تأويل حديث، يقول به بعض متأولي عصرنا هذا؟(61/99)
توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن قيم
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 05:42 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
من يرفع لنا كتاب:
توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم
للمؤلف: أحمد بن إبراهيم بن عيسى
وحبذا يكون على امتداد PDF
وجزاكم الله عني من إخوة خير الجزاء
ـ[مُوَحِّدَة]ــــــــ[08 - 01 - 10, 12:44 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
من يرفع لنا كتاب:
توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم
للمؤلف: أحمد بن إبراهيم بن عيسى
وحبذا يكون على امتداد PDF
وجزاكم الله عني من إخوة خير الجزاء
الأخ الفاضل
الذي وجدته على الشبكة هو بصيغة الوورد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31375
أما بصيغة الـ pdf فلا أظن أنه موجود
وأنتم أكيد تريدونه بصيغة الـ pdf لأنها أدق واحتمال الأخطاء بها قليل.
أما إن كنتم تريدونها بهذه الصيغة فقط لأنها تناسبكم في القراءة مثلاً ,
فمن الممكن أن أحولها لكم - بإذن الله تعالى - إلى الصيغة المطلوبة.
والله المستعان
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[08 - 01 - 10, 01:42 ص]ـ
أما إن كنتم تريدونها بهذه الصيغة فقط لأنها تناسبكم في القراءة مثلاً ,
فمن الممكن أن أحولها لكم - بإذن الله تعالى - إلى الصيغة المطلوبة.
والله المستعان
أحسن الله إليك وبارك الله فيك على تجاوبك
صيغة الوورد فيها مزايا قد لا توجد في صيغة بي دي اف والعكس كذالك
سنعتمد على هذه الصيغة الى غاية ما تتوفر النسخة المصورة ان شاء الله تعالى
جزاكم الله عني خير الجزاء
اذا توفر عندكم هذا العنوان فأسعفوني به:
توضيح الكافية الشافية لعبدالرحمن السعدي - رحمه الله -
الله الموفق
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[08 - 01 - 10, 02:00 ص]ـ
أبشرك أنها موجودة على صيغة بي دي اف لكنها غير موافقة للمطبوع من حيث الترقيم و لربما غيره!
هذا هو رابط الكتاب مصور
http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot/gap.php?file=000054-www.al-mostafa.com.pdf
لا تنسونا بالبحث عن كتاب السعدي(61/100)
ما هي عقيدة الشيخ عبد الرؤوف المناوي
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 08:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخنا الكرام
هل من معلومات عن عقيدة الشيخ عبد الرؤوف المناوي صاحب كتاب (فيض القدير شرح الجامع الصغير) هل حقاً كان يجمع بين التصوف والأشعرية
أفيدونا بارك الله فيكم
لا يتعلم العلم مستحيي ولا مستكبر
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 10:46 م]ـ
مما جاء في المقال:
يزعم المناوي أن للصوفيين أنواعاً من الكرامات.
"النوع الأول: إحياء الموتى، وهو أعلاها، فمن ذلك أن أبا عبيد اليسري الدماميني أحضر له فراخ مشوية فقال: طيري بإذن الله تعالى، فطارت.
ووضع الكيلاني يده على عظم دجاجة أكلها، وقال لها: قومي بإذن الله، فقامت، ومات لتلميذ أبي يوسف الدهماني ولد، فجزع عليه، فقال له الشيخ: قم بإذن الله، فقام، وعاش طويلاً، وسقط من سطح الفارقي طفل، فمات فدعا الله، فأحياه (ص 11 الكواكب الدرية لعبد الرءوف المناوي ط 1938م) ".(61/101)
هل هذاانتقاص للخليفه الراشد
ـ[اْحمدالحسيني]ــــــــ[07 - 01 - 10, 10:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .......
هل يعتبرمن يقول من اْسباب تمردالخوارج الذين قتلوعثمان اْنه كان لينا ...
هل ذلك من القدح. في عثمان رضي الله عنه
...... افيدوناجزاكم الله خيرا
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[08 - 01 - 10, 02:40 ص]ـ
هل يعني باللين الرفق الذي لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه، أم هو اللين الذي يجرأ أهل الباطل ويزعهم عن الحق؟
إن كان الأول فليس بقدح ولكنها أنفس ذميمة غاصة في الشر ومساوئ الاخلاق ...
وإن كان الآخر فهو قدح وهو باطل خلاف الواقع.
والله أعلم.
ـ[اْحمدالحسيني]ــــــــ[08 - 01 - 10, 02:57 ص]ـ
هل يعني باللين الرفق الذي لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه، أم هو اللين الذي يجرأ أهل الباطل ويزعهم عن الحق؟
إن كان الأول فليس بقدح ولكنها أنفس ذميمة غاصة في الشر ومساوئ الاخلاق ...
وإن كان الآخر فهو قدح وهو باطل خلاف الواقع.
والله أعلم.
ليتك اوضحت اْكثر
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[08 - 01 - 10, 03:03 ص]ـ
أولًا: عثمان بن عفان رضي الله عنه لم يخطئ أصلا، ليكون رد الخوارج بثورتهم عليه استجابة لخطأه.
أي لم يحرضهم عثمان بشيء مخالف للشرع من لين مذموم ونحوه فكان ردهم الثورة والخروج عليه. ولكن تصرفاته رحمه الله تعالى ورضي عنه جارية على قواعد الشرع فهو أعلم أهل زمانه به.
واللين منه لين محمود ولين مذموم ..
فإن كان القائل أراد وصف عثمان بالأول فلا شيء عليه ولا قدح قصد، وإن أراد وصفه بالآخر فهو قادح ظالم متجن جاهل.
واليلن المحمود الذي يتصف به عثمان هو الحلم والرفق والتروي والموازنة بين المصالح والمفاسد.
ـ[اْحمدالحسيني]ــــــــ[09 - 01 - 10, 02:47 م]ـ
.................................................. ....(61/102)
ما اشتملت عليه البسملة من ردود على الملاحدة والمبتدعة
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[08 - 01 - 10, 03:10 ص]ـ
ما اشتملت عليه البسملة من ردود على الملاحدة والمبتدعة
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (الفاتحة-1).
في هذه الآية الكريمة ردٌّ على:
1) الجهمية: الذين نفوا الأسماء جميعًا، وهذا من وجهين: الأول: قوله (بسم) فأثبت لنفسه اسمًا. الثاني: قوله (الرحمن الرحيم) فأثبت على التفصيل بعد الإجمال اسمين هما (الرحمن، الرحيم).
2) المعتزلة ومن شايعهم نفاة الصفات: لأنه في إثباته لنفسه اسمي الرحمن والرحيم إثبات لصفة الرحمة، لأن أسماءه أعلام وأوصاف.
3) المشركين: الذين عبدوا غيره، وصرفوا إلى معبوداتهم الباطلة ما هو مستحق له سبحانه من أنواع القرب ونحوها: وذلك مأخوذ من قوله (الله) وهو علم على الذات الإلهية المستحقة للعبادة. فالله أصلها (الإله) بمعنى (المألوه) من (أله) وقيل من غيرها بمعنى (عبد) قرأ ابن عباس (ويذرك وإلاهتك) أي عبادتك، وقال الراجز:
لله در الغانيات المده ... سبحن واسترجعن من تألهي
4) الجبرية: الذين نسبوا إلى الله تعالى الظلم والجور ونزهوه عن الحكمة والعدل فهو عندهم يعذب العباد على ما لم يقترفوه ويأخذهم بما لم يرتكبوه شأن الظالمين الطاغين: وذلك مأخوذ من قوله (الرحمن الرحيم) ورحمته مستلزمة لنفي الجور والظلم، وأنه لا يعذب أحدًا بما لم يفعله.
5) نفاة المحبة من المعتزلة وأضرابهم الذين قالوا إنه لا يحب ولا يحب: وهذا مأخوذ من قوله (الرحيم) فالذي يرحم عباده المؤمنين برحمته الخاصة كما قال المفسرون ويدل عليه قوله تعالى {وكان بالمؤؤمنين رحيمًا} لا شك أنه يحبهم بقدر إيمانهم وبقدر رحمته الخاصة بهم، وهذا مستلزم لإيجاب محبته عليهم.
6) أهل وحدة الوجود الذين جعلوا الخالق عين المخلوق ولم يفرقوا في الأعيان بين رب ومربوب: وهذا مأخوذ من قوله (الرحمن الرحيم) أي الذي له كمال الرحمة السابغة على خلقه، وهو في ذلك مباين لسائر خلقه لأن كل متصف بالرحمة من الخلق لم يحقق كمال الصفة فلذا يباين في اتصافه بها اتصاف الرب جل جلاله بها. وهذه المباينة صارخة بنقض قول أصحاب وحدة الوجود عليهم لعائن الله تترى.
7) الدهرية والطبائعيين: الذين قالوا إنه ليس ثمة خالق للكون، أو أن الطبيعة خالق لما فيها من الأحياء والجمادات وهي الرازقة لهم القائمة عليهم: وهذا مأخوذ من قوله (الرحمن الرحيم) لأن في هذين الاسمين من معاني القيومية ما فيهما، وكذلك من قوله (الله) أي المستحق للعبادة لأنه الخالق الرازق المقدر ... إلخ.
8) اليهود والنصارى وأشياعهم: فالنصارى جعلوه ثالث ثلاثة، واليهود جعلوه ثاني اثنين فقالوا {عزير ابن الله}: وهذا مأخوذ من قوله تعالى (الله الرحمن الرحيم) فوصفه وصف المفرد فلم يقل (الله الرحماء الثلاثة) فلما أسند الاسم الواصف إلى المفرد علم أن الموصوف واحد وهو الله تبارك اسمه وجل ذكره سبحانه أن يكون له ولد، له ما في السموات والأرض.
9) القدرية الذين يقولون إن العبد خالق أفعال نفسه فلا يستعينون بخالقهم في فعل ولا يلجئون إليه لتحقيق أمر: وهذا مأخوذ من قوله تعالى (بسم) قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب:" وأما البسملة فمعناها أدخل في هذا الأمر من قراءة أو دعاء أو غير ذلك (بسم الله) لا بحولي ولا بقوتي , بل أفعل هذا الأمر مستعينا بالله , ومتبركا باسمه تبارك وتعالى , هذا في كل أمر تسمى في أوله من أمر الدين أو أمر الدنيا , فإذا أحضرت في نفسك أن دخولك في القراءة بالله مستعينًا به، متبرئًا من الحول والقوة كان هذا أكبر الأسباب في حضور القلب، وطرد الموانع من كل خير"انتهى
===المراجع=====
1) تفسير الطبري.
2) تفسير ابن كثير.
3) تفسير السعدي.
4) تفسير الفاتحة للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
5) مدارج السالكين.
وغيرها.(61/103)
ملامح الإيمان باليوم الآخر.
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[08 - 01 - 10, 02:46 م]ـ
الإيمان باليوم الآخر أصل من أصول الدين الكبرى، ومباحثه كثيرة وهامة؛ كأشراط الساعة وعذاب القبر ونعيمه وأدلة البعث وأحواله وأهواله وصفة الجنة ونعيم أهلها وصفة النار وعقوبات أهلها
فأشراط الساعة هي العلامات التي تدل على قرب وقوعها؛ وهي إما صغرى أو كبرى؛ فالصغرى كثيرة جدا؛ كموت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ? وفتح بيت المقدس وطاعون عمواس واستفاضة المال وفتنة لا تدع بيتا من العرب إلا دخلته وغدر بني الأصفر. والكبرى عشر؛ الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ويأجوج ومأجوج وخسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم.
وعذاب القبر ونعيمه يراد به عذاب البرزخ ونعيمه وإنما خص بالقبر باعتبار الأعم الأغلب وإلا فكل من مات ناله نصيبه منه قبر أو لم يقبر. وقد دل على ثبوته القرآن والسنة المتواترة وأدلته التفصيلية مشهورة معلومة للخاص والعام. وهو غيب إذ لوكان شهادة لزالت حكمة التكليف والإيمان بالغيب ولما تدافن الناس؛ ففي الحديث الصحيح (لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمع). وقد يطلع الله عليه بعض عباده لحكمة معينة؛ والشواهد على ذلك كثيرة ذكر ابن القيم طرفا منها في كتابه (الروح). وقد عني العلماء بذكر مادلت عليه النصوص الصحيحة من أسباب عذاب القبر وموانعه؛ فمن أسبابه عدم الاستبراء والتطهر التام من البول والغلول والنميمة والغيبة، ومن موانعه الموت مرابطا أوشهيدا أو مبطونا والمحافظة على قراءة سورة الملك كل ليلة لحديث (هي المانعة هي المنجية من عذاب القبر).
وأما أدلة البعث بعد الموت فهي كثيرة جدا منها:-
1 - الاستدلال على البعث بوقوعه في الدنيا، وهو أعظم أدلة البعث إذ لاشئ أدل على إمكان الفعل من وجوده في العيان. وقد ذكر الله تعالى في سورة البقرة وحدها خمسا من هذه الوقائع؛ كما في قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم)، وقوله: (وإذ قلتم ياموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون)؛ فقد ذكر أكثر المفسرين أن هؤلاء هم السبعون الذين خرج بهم موسى إلى طور سيناء ليعتذروا من عبادة العجل فلما أتوا المكان الموعود طلبوا رؤية الله جهرة فأهلكهم الله لتعنتهم ثم أحياهم رجلا رجلا؛ إكراما لموسى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ? وآية للعالمين على القدرة التامة على البعث.
2 - قياس البعث على إحياء الأرض الميتة، قال تعالى (ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلناعليهاالماءاهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شئ قدير) وهذا القياس في أصل الإحياء وكيفيته، لحديث: (ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل، ليس شئ من الانسان إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة) رواه البخاري ومسلم.
3 - قياس البعث على النشأة الأولى، قال تعالى: (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم)، وقال: (وهو الذي يبدؤ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه)؛ فمن قدر على النشأة الأولى من غير مثال يحتذى فقدرته على الإعادة من باب أولى.
4 - قياس القدرة على البعث على القدرة على خلق السموات والأرض؛ لأن من قدر على الأجل الأعظم فقدرته على الأيسر الأصغر من باب أولى، قال تعالى: (أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/104)
ثم بعد البعث يحشر الناس كافة إلى أرض المحشر المبدلة؛ وهي أرض بيضاء كالفضة، لم يسفك فيها دم حرام، ولم يظلم على ظهرها أحد، تطهر لنزول الحكم العدل جل جلاله ليقضي بين عباده بالحق، قال تعالى: (وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا)، وقال: (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار)، ثم يكون الحساب ووزن الأعمال والحوض والشفاعة حتى إذا قضي بينهم بالعدل والفضل (سيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا) و (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا) وفي الجنة والنار يكون الاستقرار الأبدي والجزاء التام، وقد ذكر الله في كتابه نماذج كثيرة مما يكون في دار الخلود؛ ليستعد كل عاقل لما بين يديه من خير لاشر فيه وشر لاخير فيه.
فمما يكون في النار من صور العذاب والنكال الأمور التالية: -
1 - الإحراق، قال تعالى: (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب).
2 - أكل الزقوم، قال تعالى: (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم). والزقوم شجرة نارية مرة أصل منبتها في قرار النار وفروعها تصل إلى كل محل من دركات النار وطلعها قبيح يشبه رؤوس الشياطين. ويطلق على الزقوم اسمان آخران هما الغسلين والضريع، وقيل إن الغسلين صديد أهل النار والضريع شجر من شوك يقال له الشبرق.
3 - التعذيب بالحميم؛ وهو ماء نتن مر حار يشبه في حرارته المهل؛ وهو ما أذيب من المعادن حتى ماج من شدة غليانه. والتعذيب بالحميم يكون بالشرب (وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم) ويكون بالصب فوق الرؤوس (يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به مافي بطونهم والجلود) ويكون بالسحب فيه (فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون)؛ أي يجرون في الماء الحار ثم يطرحون في النار فيكونون وقودا لها.
4 - الضرب بالمقامع؛ وهي آلات هائلة يضرب بها أهل النار في رؤوسهم؛ قال تعالى: (ولهم مقامع من حديد).
5 - العذاب المعنوي؛ كالذل والندم والحرمان من رؤية الله تعالى؛ قال تعالى: (سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله)، أي ذل، وقال: (وأسروا الندامة لما رأوا العذاب)، وقال: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون).
ومما يكون في الجنة من صور النعيم والحبور الأمور الآتية:-
1 - الأكل والشرب، قال تعالى: (مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات).
2 - اللباس والزينة، قال تعالى: (يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير)، وقال ? - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (أمشاطهم من الذهب والفضة ومجامرهم الألوة)؛ أي من العود.
3 - المساكن، قال تعالى: (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن)؛ والمساكن في الجنة ثلاثة أنواع؛ قصور وغرف وخيام، وبعضها خاص بمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى والناس نيام.
4 - الأزواج، قال تعالى: (كذلك وزوجناهم بحور عين)، وقال: (ولهم فيها أزواج مطهرة). ولكل واحد من أهل الجنة زوجتان كما ثبت في الصحيح (لكل امرئ منهم زوجتان). وقد ورد في بعض الأحاديث تخصيص الشهيد من هذا العموم وأن له اثنتان وسبعون زوجة.
5 - النعيم المعنوي، كجمال الخلقة وكمال القوة وطهارة القلب واللسان ودوام العافية والشباب وإحلال الرضوان، قال تعالى: (لايسمعون فيها لغوا ولاتأثيما إلا قيلا سلاما سلاما)، وقال: (وهدوا إلى الطيب من القول)، وقال: (ونزعنا مافي صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين)، و قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ?: (أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة ثم هم بعد ذلك منازل)، وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تحيوا فلاتموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا)، وقال: (إن الله يقول: يا أهل الجنة فيقولون: لبيك وسعديك والخير في يديك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: ومالنا لانرضى وقد أعطيتنا مالم تعط أحدا من خلقك! فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: وأي شئ أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا).
ومما اجتمع فيه النعيم الحسي والمعنوي رؤية الله تعالى، وهي أعلى نعيم أهل الجنة، قال تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)، وقال: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)، والزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم، قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ?: (إذا دخل أهل الجنة الجنة ... يقول الله تعالى: تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل)، وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ? (إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لاتضامون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا)، ووجه مناسبة ذكر هاتين الصلاتين أن الرؤية تحصل في مثل وقتهما؛ ولهذا أوصى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ? بالحرص على أدائهما في وقتهما دون تأخير. وقد وردت أحاديث أخرى تدل على حصول الرؤية أيضا في مثل وقت صلاة الجمعة والعيد، وهي أحاديث لاتخلو من مقال إلا أن كثرة طرق أحاديث الجمعة خاصة وما يعضدها من آثار يورث غلبة الظن بثبوتها. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/105)
ـ[سلطان بن عبيد العَرَابي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 02:12 ص]ـ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
باركَ اللهُ فِي علمِكَ يا شيخنا ونفعنا بك
وجزاك الله خيراً على ما تُمتعنا به دائماً
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[30 - 01 - 10, 02:35 ص]ـ
أشكر الأخ سلطان على اهتمامه ومشاعره ولكن لاأدري لم لم يحظ هذا الموضوع باهتمام الأخوة رغم أنني لاأشك في اجماع الجميع على أهميته في ذاته وآثاره!!
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[30 - 01 - 10, 02:50 ص]ـ
جزاك الله خيراً ونفع بك الاسلام والمسلمين
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[04 - 02 - 10, 11:41 م]ـ
نفع الله بكم
ـ[أبو عبد الرحمن النجدي السلفي]ــــــــ[17 - 02 - 10, 06:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا(61/106)
جواز لعن الرافضة، ومشروعية ذلك!
ـ[حمد القحيصان]ــــــــ[08 - 01 - 10, 03:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يتكرم علينا الأحبة الكرام، بتوضيح مسألة جواز لعن الرافضة وماهي الأحاديث الدالة على هذا؟
كما أريد من الكرام، فتاوى العلماء وعلى رأسهم الشيخ بن باز والشيخ بن جبرين رحمهم الله تبارك وتعالى التي تبين كفر الرافضة سادتهم وعامتهم صوتية ومقروءة.
ولكم جزيل الشكر والإمتنان.
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[08 - 01 - 10, 05:03 م]ـ
حكم لعن الشيعة والروافض ولعن المعين والحكم بالكفر للجميع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الكريم
كثر فى الغرف الصوتية لعن الروافض فيقال لعنهم الله أو لعنة الله عليهم بل ويكون لعن الشيعه كلهم , ولعن أشخاص معينين ممن يدخلون يسبون ويخرجون فيقال لعنك الله , ووصف الجميع بالكفار
وأصبح الأمر سهل تكفير كل أحد والإتهام بالنفاق والفسق
فقلت لهم بعدم تعميم التكفير واللعن لجميع الشيعه
وكذلك عدم لعن المعين إلا من تم لعنه من قبل فى كتاب الله أو أحاديث الحبيب وإلا فيكون اللعن عام وشامل مثل لعنة الله على الكافرين أو الظالمين أو المتبرجات وعدم وصف واحد بعينه انه ملعون أو واحدة والله أعلم
فأرجو من حضرتك ياشيخ تفصيل الأمر بيان الكفر واللعن للشيعة عموما وللروافض خصوصا , ولمن يسبون الله مثلا أو الصحابة الأطهار أو يكتبون كلمات بذيئة فى الغرف الصوتية ويخرجون , وكذلك بيان لعن الجميع
غفر الله لك وأسكنك الفردوس الأعلى مع الحبيب ءامين
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين، ولك بمثل ما دعوت.
أما الرافضة فلعنهم قُربة؛ لأنهم يلعنون خيار الأمة، بل يلعنون أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فيلعنون أبا بكر وعمر وابنتيهما (عائشة وحفصة) رضي الله عنهم أجمعين.
ومَن لا يرعوي عن اللعن، فلا ينبغي التورّع عن لعنه، إلاّ أن يُفضي ذلك إلى حَمْلِهم على لَعْن الأخيار.
وأما الشيعة فمنهم من ليسوا كفارا، مثل من كان به تشيّع من العلماء، ومثل: الزيدية، فهؤلاء ليسوا بِكفّار، وليس اللعن دِينا لهم، كَحَال الروافض.
وسبق:
حُكم لعن الشخص المعيّن.
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=12165
والله تعالى أعلم.
ـ[حمد القحيصان]ــــــــ[09 - 01 - 10, 09:04 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل إسلام، وهل لنا بمزيد من الفتاوى؟
وهل يتكرم الإخوة بتزويدنا بتسجيلات؟
وأذكر أن الشيخ الفاضل المسيطير ذكر أنه سمع الشيخ بن باز رحمه الله رحمة واسعة لما سُإل عن عوام الرافضة فقال للسائل، هل عوام النصارى كفار؟ أجاب السائل نعم، فقال الشيخ إذاً الرافضة كذلك، فأين أجد هذه التسجيلات؟
ولكم جزيل الشكر.
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 01 - 10, 12:17 ص]ـ
الأخ الحبيب / حمد القحيصان
أسأل الله تعالى أن تكونوا وأسرتكم في خير وعافية وسعة رزق.
هذه روابط قد تفيد، وفيها روابط، ومشاركات قد تفيدك فيما سألت عنه:
حكم تكفير "الرافضة"؟ استمع لشيخنا ابن باز رحمه الله. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18029)
عوام الرافضة-- للشيخ العلوان [ملف صوتي]
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=51281)
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[10 - 01 - 10, 02:27 م]ـ
س / ما حكم عوام الروافض الإمامية الإثني عشرية؟ وهل هناك فرق بين علماء أي فرقة من الفرق الخارجة عن الملة وبين أتباعها من حيث التكفير أو التفسيق.
الجواب /
من شايع من العوام إماماً من أئمة الكفر والضلال وانتصر لسادتهم وكبرائهم بغياً وعدواً حكم له بحكمهم كفراً وفسقاً قال تعالى: " يسئلك الناس عن الساعة " إلى أن قال: " وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا * ربنا ءاتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا " وأقرأ الآية رقم 165،166،167 من سورة البقرة والآية رقم 37،38،39، من سورة الأعراف والآية رقم 21،22 من سور سبأ والآيات قم 20 حتى 36 من سورة الصافات والآيات 47 حتى 50 من سورة غافر وغير ذلك في الكتاب والسنة كثير، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قاتل رؤساء المشركين وأتباعهم وكذلك فعل أصحابه ولم يفرقوا بين السادة والأتباع.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/107)
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس / عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة / عبدالرزاق عفيفي
عضو / عبدالله بن قعود
عضو / عبدالله بن غديان
[فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ج2/ 377]
هذه نقل أول من هذا الرابط المشاركة رقم 12
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18029
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[10 - 01 - 10, 02:28 م]ـ
سمعت الامام ابن باز رحمه الله في الجامع الكبير وقد سئل عن الرافضة؟.
فقال: هم كفار.
فقال السائل: وعوامهم؟.
فالتفت اليه الشيخ -حيث كان السائل في جهة الشيخ اليسرى - وقال: وعوام اليهود والنصارى، أليسوا كفارا؟.
فقال السائل: بلى.
فقال رحمه الله: وكذلك الرافضة.أ. هـ
-----
وقال الشيخ / عبدالرحمن السديس وفقه الله - عضو الملتقى - تعليقا على موضوع تكفير الرافضة -:
(أنا عشت بينهم مدة، وناظرت منهم جماعة من السعودية ومن إيران، وها هم موجودون بيننا، كلهم على دين واحد، واعتقاد واحد في الأصول مكفراتهم تعجز من أراد عدها: ولعلي أشير لبعضها:
1 - يدعون الأئمة.
2 - ينذرون لهم.
3 - يذبحون لهم.
4 - يستغيثون بهم.
5 - يدعون أنهم يعلمون الغيب.
6 - لا يؤمنون بالسنة.
7 - تركوا جميع شعائر الإسلام على طريقة المسلمين فطهارتهم وصلاتهم، وحجهم ... ليس من الإسلام في شيء بل دين مستقل.
8 - تكفيرهم الصحابة.
9 - إتهامهم أمهات المؤمنين.
10 - القول بتحريف، أو نقص القرآن.
11 - في أصول الدين: الأسماء والصفات، والقدر هم تبع للمعتزلة ...
وغيرها مما لا يحضرني الآن ..
• فهل من يجمع كل هذه يبقى له اسم الإسلام؟
• إن كان الجواب نعم!!! فليس على وجه الأرض كافر!
المشاركة 25 من هذا الرابط، وفيه مزيد بحث لمن اراد الإستزادة /
لم يقل إمام إن الشيعة أشد كفرا من اليهود
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17498)
وهذا نقل ثان المشاركة رقم 13
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[10 - 01 - 10, 02:29 م]ـ
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في في أحد دروسه في الرياض عن تكفير عوام الرافضة:
(الرافضة يُتأكد من عوامهم، هل هم يدعون أهل القبور؟، هل هم يستغيثون بأوليائهم، وغير ذلك مما هو كفر؛ فهؤلاء يحكم بكفرهم، أما علمائهم ممن يدعون إلى بدعهم المكفرة فهم كفار) أ. هـ بحروفه من التعليق أثناء الدرس.
وهذا ثالث المشاركة رقم 15
ـ[أبو معاذ الأنصاري]ــــــــ[10 - 01 - 10, 05:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأما الشيعة فمنهم من ليسوا كفارا، مثل من كان به تشيّع من العلماء، ومثل: الزيدية، فهؤلاء ليسوا بِكفّار، وليس اللعن دِينا لهم، كَحَال الروافض.
هل هناك فرق بين زيدية اليوم وزيدية الأمس؟ وهل وقف أحد من حضراتكم على مقالات الشيخ الزيدي محمد بن إبراهيم الوزير؟ وهل هناك فرق أيضا بين الزيدية والحوثيين؟!
وجزاكم الله خيرا
ـ[ناصر بن منصور]ــــــــ[13 - 01 - 10, 12:01 ص]ـ
سمعت الامام ابن باز رحمه الله في الجامع الكبير وقد سئل عن الرافضة؟.
فقال: هم كفار.
فقال السائل: وعوامهم؟.
فالتفت اليه الشيخ -حيث كان السائل في جهة الشيخ اليسرى - وقال: وعوام اليهود والنصارى، أليسوا كفارا؟.
فقال السائل: بلى.
فقال رحمه الله: وكذلك الرافضة.أ. هـ
كلام الشيخ ــ رحمه الله __ هنا يدل على أن عوام الرافضة كفرهم اصلي .....
ام النقل الثاني ..... فالذي فهمته .. أن كفرهم هنا كفر ردة .....
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسيطير http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/buttons/viewpost.gif (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=821088#post821088)
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في في أحد دروسه في الرياض عن تكفير عوام الرافضة:
(الرافضة يُتأكد من عوامهم، هل هم يدعون أهل القبور؟، هل هم يستغيثون بأوليائهم، وغير ذلك مما هو كفر؛ فهؤلاء يحكم بكفرهم، أما علمائهم ممن يدعون إلى بدعهم المكفرة فهم كفار) أ. هـ بحروفه من التعليق أثناء الدرس
والقول بالتفريق بن علمائهم وعوامهم في الحكم هو قول الشيخ محمد صالح العثيمين __ رحمه الله _
وهو ظاهر النقل الأخير عن الشيخ بن باز __ رحمه الله _
فتبقى رواية الشيخ المسيطير باعتقاد صحتها قول ثاني في المسألة للشيخ
ـ[ناصر بن منصور]ــــــــ[13 - 01 - 10, 12:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يتكرم علينا الأحبة الكرام، بتوضيح مسألة جواز لعن الرافضة وماهي الأحاديث الدالة على هذا؟
كما أريد من الكرام، فتاوى العلماء وعلى رأسهم الشيخ بن باز والشيخ بن جبرين رحمهم الله تبارك وتعالى التي تبين كفر الرافضة سادتهم وعامتهم صوتية ومقروءة.
ولكم جزيل الشكر والإمتنان.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ....
ليس هناك حديث في جواز لعن الرافضة على الخصوص ..
أما على العموم ... فالمسألة مرتبطة بالقول بكفرهم واقوال أهل العلم في جواز لعن الكافر المعين أو اللعن بالعموم للكفار ...... وفي ذلك كتب وفتاوي معروفة لأهل العلم
أما الأكثار من اللعن .. فليس من صفات اهل الإيمان رغم قول الشرع بجوازه.
فقد جاءت الإدلة بالنهي عنه ...
ناهيك عن المفسدة التي يمكن أن تترب على فعلك بلعن الرافضة فيسمعونك من لعن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين .. ماتقشعر له جلود الموحدين ....
واللعن قد اصبح من خلق الرافضة وشيمهم .. فلايصح التنزل لمشابهتهم في سؤ خلقهم .....
ولك في سلف هذه الأمة من العلماء والصلحاء اسوة وقدوة .. فمع ورد التكفير والحكم بردة الرافضة وخروجهم عن الملة .. فقد الفوا في بيان ضلالهم وخبث مذهبهم مايبصر الأمة بخبث طويتهم وفساد عقيدتهم .. ولم أجد لهم سعياً للأكثار للعنهم ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/108)
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[13 - 01 - 10, 12:46 ص]ـ
أنا كلمت بعض عوام الشيعة الروافض
يكره بعضهم سب الصحابة
والكثير من الكفريات
لكن عندهم عاطفة أعمت عقولهم عن التحقق من التاريخ والبحث في حقيقة المعممين
اللي يسموهم علماء
ـ[أبو معاذ الأنصاري]ــــــــ[13 - 01 - 10, 04:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
هذه بعض أقوال الأئمة السابقين في الرافضة، يمكننا من خلالها الوقوف على الحكم في هؤلاء الروافض ..
وقد قال القحطاني في نونيته:
لاتركنن إلى الروافض إنهم .... شتموا الصحابة دونما برهان.
قال أبو زرعة: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، الجرح بهم أولى وهم زنادقة (الكفاية / 49) ....
- إمام أهل السنة:
وفي تاريخ مدينة دمشق / لأبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي ..
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا عبد الله بن محمد بن زياد إملاء قال سمعت عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران يقول قال لي أحمد بن حنبل يا أبا الحسن إذا رأيت رجلا يذكر أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوء فاتهمه على الإسلام ..
يحيى بن معين:
وفي تاريخ ابن معين له، وفي تاريخ بغداد، وتهذيب الكمال .. ،يقول عن تليد بن سليمان المحاربي الكوفي،
2670 - سمعت يحيى يقول تليد كذاب كان يشتم عثمان وكل من يشتم عثمان أو طلحة أو أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم دجال لا يكتب عنه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ..
وهذه بعض أقوالهم مقتبسة من كتاب (الشيعة شاهدين على أنفسهم ...... ) د. ضياء الدين الكاشف ...
قال مالك: الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم اسم او قال نصيباً في الإسلام ...
الإمام احمد: عن أبي بكر المروزى قال سألت أبا عبد الله عن شتم أبا بكر وعمر وعائشة قال ما أراه على الإسلام
البخاري: قال ما أبالى صليت خلف الجهمي والرافضي أم صليت خلف اليهود والنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحم ..
محمد بن يوسف الفريابي: روى الخلال (قال سمعت رجل يسأل الفريابي عمن شتم أبا بكر قال كافر قال فيصلى عليه قال لا وسألته كيف يصنع به وهو يقول لا إله الا الله قال لا تمسوه بايديكم ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته).
قال احمد بن يونس من أئمه السنة (لو أن يهودياً ذبح شاة وذبح رافضي لأكلت ذبيحة اليهودي و" وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ... " ولم آكل ذبيحة الرافضي لأنه يرتد عن الإسلام).
عبد القادر البغدادي: يقول أما أهل الأهواء من الجهمية والإمامية الذين كفروا خيار الصحابه .. فإنا نكفرهم ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا ولا الصلاة خلفهم. وقال وتكفير هؤلاء واجب في إجازتهم على الله البداء.
القاضى أبو يعلى: قال أما الرافضة فالحكم فيهم (إن كفر الصحابه او فسّقهم فهو كافر).
السمعاني: أجمعت الأمه على تكفير الإمامية لأنهم يعتقدون تضليل الصحابه وينكرون إجماعهم)
وجزاكم الله خيرا(61/109)
ما هو تعريف كلمة لااله الاالله عند سلف قبل ابن تيمية?
ـ[ابن صالح الأندنوسي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 01:06 ص]ـ
ما هو تعريف كلمة لااله الاالله عند سلف قبل ابن تيمية?
**********: emoticon('post',%20'message',%20':salam ')
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 03:20 ص]ـ
ما هو قول أبن تيمية في لا إله إلا الله أولاً حتى نجيب أخي الكريم؟
ـ[ابن صالح الأندنوسي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 05:08 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخي الكريم
لا ادري
ـ[أبو خالد التاسيكي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 12:42 م]ـ
tinggal di mana di indo akhi??
ـ[ابن صالح الأندنوسي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 12:53 م]ـ
Wow, ada orang indonesianya juga dari tasikmalaya rupanya, memangnya di forum ini boleh pakai bahasa indonesia juga ya? nanti diomelin sama yang punya forum ga?
ana tinggal di Yogyakarta dan lagi kuliah di UGM, bahasa arab ana masih "amburadul" tapi sebisa mungkin ana ingin pakai bahasa arab? antum dah lancar bahasa arab? kalau memang lancar, ana mungkin minta bantuan antum tuk terjemahin bahasa Indonesia ke bahasa arab ketika ana ingin bertanya di forum ini. tentunya lewat private messenger tapi sekarang PM-nya belum berfungsi sebab masih posting ana masih kiurang dari 50. Bagaimana akh? bolehkah? ana apernah di tegur diforum ini kareana ada yang ga paham dengan bahasa arab ana, padahal ana dah berusaha keras T_T. Boleh tanya? siapa sajakah orang indonesia yang ada di forum ini?tolong sebutkan kalau antum ada ID YM juga tolong kasih tau ana ya akh...
....
ـ[أبو خالد التاسيكي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 01:14 م]ـ
klo diomelin ana ga tau ya, soalnya baru sekarang nyoba pake bhs indo. ana juga sebisanya akh bhs arabnya. sambil belajar aja. emang mau nanya apa gitu
ـ[ابن صالح الأندنوسي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 01:21 م]ـ
ana mau tanya banyak hal. Pokoknya ana mau tahu bagaiamana 'aqidah salaf dan takhrij hadits. Ana mau belajar secara bertahap di forum ini. ID YM antum akh? ada? supaya kita mudah saling kontak aja, ana pake internet unlimited
ـ[أبو خالد التاسيكي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 01:24 م]ـ
urang_soebang@yahoo.com
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[10 - 01 - 10, 07:47 م]ـ
لكن هل خالف ابن تيمية رحمه الله مسائل التوحيد عند سلف الاوائل حتى نبحث قول سلف في كلمة التوحيد(61/110)
ما الفرق بين الحياء والعمل أو ترك لأجل الناس
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[09 - 01 - 10, 09:35 ص]ـ
السلام عليكم
عندي سؤال للإخوة اللأفاضل
هل ترك المحرم حياء من الناس يعتبر عملا لأجل الناس؟
ـ[سلطان بن عبيد العَرَابي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 04:52 م]ـ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
الحمدُ لله والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله وبعدُ
ذكر أهل العلم أنَّ ترك المعاصي واجب؛ لكنه لا يُثاب على هذا الترك إلاَّ إذا قصد به وجه الله تعالى، أمَّا من تركها من أجل الناس حياءً منهم فهوكما لو ترك المعصية عجزاً.
وقد كنتُ يوماً في درسٍ لشيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته فُسئل مثل هذا السؤال فأجاب بنحوه وأنَّه لا يُؤجر على الترك إلاَّ إذا كان لله تعالى، أمَّا من يترك المعاصي خوفاً من مرضٍ أو حياءً من مخلوقٍ فهذا انتهاء عن المعصية وهو أمرٌ محمود، لكنَّه لا ينال الثواب إلاَّ إذا كان لله تعالى خوفاً ورجاءً، وبترك المعصية على هذا النحو يكون داخلاً ضمن السبعة الذين يُظلُّهم الله في ظله يوم القيامة.
أمَّا الذي يكون رياءً فهو الذي يبعث على العمل من أجل الناس فيكون فيه معنى العمل والأداء.
والله أعلم
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[10 - 01 - 10, 12:45 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ على تفضلك بهذا الجواب الشافي وبارك الله فيك وفي علومك وجعلك نافعا للمسلمين حيثما كنت!
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[11 - 01 - 10, 02:04 م]ـ
السؤال الثاني:
يقول صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابوا
فهل معنى الحديث أن الإنسان يُحَبُّ لأنه أهدى الهدية؟
وما حكم الهدية لأجل أن تكون محبوباً لدى أحد من الناس؟
وهل له تعلق بالرياء؟
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[13 - 01 - 10, 06:27 م]ـ
للرفع
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[21 - 01 - 10, 03:15 م]ـ
للرفع(61/111)
سلسلة فقه الأسماء الحسنى PDF ـ للشيخ عبد الرزاق البدر ـ حفظه الله ـ
ـ[مصطفى بن حسين عوض]ــــــــ[09 - 01 - 10, 03:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلسلة فقه الأسماء الحسنى ـ للشيخ عبد الرزاق البدر ـ حفظه الله ـ
يقول الاخ ابو عبيد الله الوهراني
مصمم المطويات
بسم الله الرحمن الرحيم
إن النفوس السليمة تكون أكثر اشتياقا لمعرفة حال خالقها
...
وأشرف معلوم على الإطلاق هو الله عز وجل
وأشرف حديث تتحدث به هو الحديث عن الله سبحانه وتعالى
وأجمل وأروع وأعطر ما تسمع به أذنك هو الحديث عن الله عز وجل
وأعظم ما يسعد قلبك هو الحديث عن الله سبحانه وتعالى
...
هذا ليس بغريب لأنه حديث عن ربنا سبحانه وتعالى، عن خالقنا، عن من له الأسماء الحسنى والصفات العلى
...
فما أشرف العلم بالله!، وما أشرف العلم بأسمائه وصفاته!، فهي بحق أشرف العلوم وأزكاها عند مولاها.
--------------------
واما عن السلسلة فهى عبارة عن دروس كان الشيخ عبد الرزاق يلقيها في إذعة القرآن الكريم، وكانت الدروس عنده مدونة، وأعاد النظر فيها ورتبها، وطبعها في المملكة، وطبعت أيضا هما كما ترى والحمد لله في الجزائر
والان
اليكم المطويات على سيرفرات ارشيف مع ملف فهرست للمطويات
http://ia341328.us.archive.org/2/items/opensource/opensource.jpg?cnt=0
أولا ملف الفهرس
(7.06
قال الشيخ الألباني :
B)DOC (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/tarteb.doc)
(122
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/11.pdf)
(110
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/10.pdf)
(112
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/12.pdf)
(109
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/13.pdf)
(125
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/14.pdf)
(117
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/15.pdf)
(118
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/16.pdf)
(109
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/17.pdf)
(118
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/18.pdf)
(113
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/19.pdf)
(115
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/2.pdf)
(110
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/20.pdf)
(112
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/21.pdf)
(115
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/22.pdf)
(110
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/23.pdf)
(104
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/24.pdf)
(126
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/25.pdf)
(117
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/26.pdf)
(110
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/27.pdf)
(113
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/28.pdf)
(114
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/29.pdf)
(108
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/3.pdf)
(114
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/30.pdf)
(110
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/31.pdf)
(109
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/32.pdf)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/112)
(115
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/33.pdf)
(125
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/34.pdf)
(111
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/35.pdf)
(113
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/36.pdf)
(120
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/37.pdf)
(115
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/38.pdf)
(119
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/39.pdf)
(108
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/4.pdf)
(118
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/40.pdf)
(118
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/41.pdf)
(109
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/42.pdf)
(123
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/43.pdf)
(112
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/44.pdf)
(116
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/45.pdf)
(116
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/46.pdf)
(118
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/47.pdf)
(108
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/48.pdf)
(112
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/49.pdf)
(118
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/5.pdf)
(113
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/50.pdf)
(136
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/51.pdf)
(139
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/52.pdf)
(123
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/53.pdf)
(118
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/54.pdf)
(116
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/55.pdf)
(114
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/56.pdf)
(115
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/57.pdf)
(110
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/58.pdf)
(120
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/59.pdf)
(130
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/6.pdf)
(125
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/60.pdf)
(125
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/61.pdf)
(110
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/62.pdf)
(108
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/63.pdf)
(111
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/64.pdf)
(112
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/65.pdf)
(114
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/66.pdf)
(117
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/67.pdf)
(117
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/68.pdf)
(111
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/69.pdf)
(111
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/7.pdf)
(125
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/8.pdf)
(146
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/9.pdf)
(104
قال الشيخ الألباني :
B)PDF (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/1.pdf)
(7.06
قال الشيخ الألباني :
B)DOC (http://www.archive.org/download/Asma2Shar73bdelrazaqElBdrBy4salaf.com/tarteb.doc)
نسأل الله التوفيق والسداد والقبول
ابو معاذ بن حسين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/113)
ـ[مصطفى بن حسين عوض]ــــــــ[09 - 01 - 10, 04:04 م]ـ
رجاء التثيت
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[10 - 01 - 10, 08:25 ص]ـ
جزاكم الله خيرا" اخى
ـ[مصطفى بن حسين عوض]ــــــــ[18 - 01 - 10, 04:14 ص]ـ
وجزاكم الله كل خير(61/114)
أهم التعليقات على الواجبات المتحتمات
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[09 - 01 - 10, 09:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وعلى اله وصحبه ومن أتبع هداه وبعد ....
فهذه تعليقات على رسالة
الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة
جمع فضيلة الشيخ عبدالله القرعاوي حفظه الله
من كتب
شيخ الأسلام محمد ابن عبد الوهاب وأحفاده رحمهم الله تعالى
أصله كانت دروس تلقى بعد العشاء فى مسجد التوحيد بقريتنا للعبد الفقير غفر الله له,
وكنت قدر رفعتها على ملتقي اهل الحديث ولكن لم تستكمل ولم تهذب او ترتب لظروف طرأت عليَ ..
وهأناارفعها مرتبة بقدر المستطاع على الملتقى المبارك كي ينتفع به أخوانى طلبة العلم, أسأل الله أن ينفع به من كتب ومن قرأ ومن ساهم في نشره من اهل الملتقي وقد سميته
أهم التعليقات على الواجبات المتحتمات
http://www.ahlalathr.net/vb/images/smilies/confused.gif
المقدمة
الحمدلله رب العالمين ,والصلاة والسلام على من بعثة الله رحمة" للعالمين, وعلى أله وصحبة الطيبين الطاهرين ومن أهتدى بهديه الى يوم الدين .....
وبعد ...
فأن أعظم نعمة ينعم الله بها على عباده هي أن يوفقهم الى تعلم دينه القويم وملازمة صراطة المستقيم, وخاصة" العقيدة الصحيحة السليمة فى ضوء الكتاب والسنة وبفهم سلف الأمة رضوان الله عليهم أجمعين.
وذلك أن العقيدة هي المقياس الذي اذا صح يصح معه كل شيء واذا فسدت يفسد معها كل شيء, فكل ما يأتي من أقوال وأفعال شرعية مبنية عليها.
قال تعالي: ((ولئن أشركت ليحبطن عملك ولتكوننا من الخاسرين))
وقال أيضا":
((ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يصنعون))
وقال أيضا":
((ومن يكفر بالأيمان فقد حبط عمله وهو فى الأخرة من الخاسرين))
أعاذنا الله واياكم من محبطات الأعمال صغيرها وكبيرها ورزقنا وأياكم الأخلاص فى القول والعمل.
ومن الرسائل القيمة التى وقعت تحت يدي فى هذا الأمر المهم وهو العقيدة عامة" والتوحيد خاصة" رسالة ((الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة)) , هذة الرسالة التى جمعها فضيلة الشيخ عبد الله بن ابراهيم القرعاوي رحمه الله من رسائل الشيخ المجدد شيخ الأسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأحفادة.
وهذة الرسالة مع صغر حجمها والذي لايتجاوز ولا يتعدى صفحاتها سبع عشرة صفحة الا أنها جامعة ونافعة وتستحق بلا مبالغة أن تكون متنا" علميا" يدرس ليتعلمه العامي قبل طالب العلم والصغير قبل الكبير اناثا" وذكورا, وذلك لأنها جمعت أمور التوحيد وقواعده وانواعه و نواقضة بكل صوره من كفر ونفاق وفسوق وشرك وغير ذلك من النواقض.
كما تعرضت لذكر رؤؤس الطواغيت و انواعه, كل ذلك بالدليل الشرعي من الكتاب والسنة.
فما أحوج الناس اليوم لمثل هذة الرسائل الجليلة القيمة ,الصغيرة الحجم العظيمة الفائدة والنفع, وخاصة" وقد عمت المخالفات أكثر بيوت المسلمين فلا تولى وجهك الى بيت من البيوت ولا الى ناحية من النواحي الا وتقع على بدعة أو ضلالة أو مخالفة يستصغرها الواقع فيها فهي فى عينيه أدق من الشعر, وربما يعتقد في نفسه أنها تقربه الى الله تعالى كقول من سبق:
((ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى))
وهى في حقيقتها قد تكون من المهلكات والموبقات أو من نواقض هذا الدين التى قد تخرج فاعلها من دائرتة بالكلية وهو غافل عن ذلك لا يدري.
قال تعالى:
((قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا))
فأنظر مثلا" تجد أن هناك كثيرون يدعون ويستغيثون ويستعينون بغير الله ويطلبون المددمن غيره ويذبحون وينذرون ويصرفون مالا يجوز أن يصرف الا لله لغيره جلا وعلا.
وأنظر ما أكثر السابين لله ولدينه والمستهزئين بسنة تبيه ومصطفاه صلى الله علية وسلم وتاركين حكمه الى حكم من سواه راضين بذلك مطمئنين به غير مبالين بقوله تعالى:
((فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم .... ))
وقوله تعالى:
0 ((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة أذا قضى الله ورسوله امر أن يكون لهم الخيرة من أمرهم))
ونسمع بأذننا في ديار الأسلام أن حكم ربنا وحكم رسولنا رجعية وتعصب وتخلف و أصولية وغير ذلك من الأقوال, ولا حول ولا قوة الا بالله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/115)
أسأل الله أن يلهم الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ويزل فيه أهل معصيته انه القادر على ذلك وهو حسبنا ونعم الوكيل, فلقد كتب أن الخير باق الى يوم القيامة هو وأهلة فى هذة الأمة حتى تقوم الساعةلا يضرهم من خزلهم ولا من خالفهم متى كانوا متمسكين بدينه تعالى قابضين علية, فقد ثبت من حديث المغيرة بن شعبة رضى الله عنة عن نبينا صلى الله علية وسلم انه قال:
((لا تزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرة لا يضرهم من خالفهم و حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى))
حديث صحيح رواه البخاري فى كتاب برقم 3441 وكتاب برقم 7021 ورواه مسلم فى كتاب برقم1921
والله غالب على أملره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ورغبة" منى في خدمة هذا السفر العظيم وابتغاء" لمرضات رب العالمين في يوم لاينفع فيه مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم ونصيحة الى أخوانى طلبة العلم المخلصينوتيسيرا" عليهم فقد قمت بما ياتي:
1_رقمت الأيات وعزوتها الى سورها في كتاب الله حيث أن النسخة التي بين يدي كانت خالية من ذالك.
2_ترجمت ترجمة مختصرة لمصنف الرسالة شيخ الأسلام رحمة الله وكذلك ترجمت لجامعها رحمه الله وجعلها فى موازين أعمالهم وأثابهم عليها خير ثواب انه كريم وهاب.
3_قمت بتخريج الأحاديث الواردة من كتب السنة بحسب ما أمكن ويسر الله لي مع ذكر درجتها من الصحة او غير ذلك مع العزو الى المصادر.
4_راجعت الرسالة على أصولها من كتب ورسائل الشيخ الأمام ككتاب التوحيد ومجموعة الرسائل والمسائل والدرر السنية مع الأحتفاظ بألفاظ جامعها _ أقصد الشيخ القرعاوي رحمة الله _ واختصاره فى بعض الأحيان.
5_قمت بشرح بعض الكلمات وكتابة بعض التعليقات المهمة مستدلا" بأقوال علماء الأمة في بعض المواضع لبيان ما هو المقصود والمراد ولزيادة الفائدة.
أسأل الله تعالى أن يجعل عملى هذا كله خالصا" لوجهه ولا يجعل لأحد فيه شيء وأن ينفعني بما كتبت وينفع به وان يتقبله بقبول حسن , فنجد كل حرف وكل كلمة وكل جملة كتبتها في موازين الأعمال انه ولي ذلك والقادر عليه .....
كتبته محتسبا" للأجر مع أننيلست لذاك الخطر
تطفلا"بالعلماء الفضلا مقتفيا" أثارهم و السبلا
فقلت فاعلم أيه الخل الودود حماك الله من بواثق الحسود
من يرد الله به خيرا" يرى مستمسكا"بهدي سيد الورى
ألهمه الله لكل الطاعة حياته, ألزمه القناعة
يرزقه تفقها" في الدين عضده بالصدق واليقين
وأوقن غاية الأيقان أنني لم أوف هذة الرسالة حقهاولم اتعرض ولا أرتقي الى هذا المحل المنيف, لأني لم أكن لذاك ولا أقل منه بأهل ولكن كما قال احد مشايخنا حفظه الله تعالىفى احدى كتبه ـ ((جهد المقل العاجز الفقير)) ...
وأنا سائل أخ انتفع به أن لا ينسانا بالدعاء نحن ومشايخنا وأهلينا وأحبابنا ومن علمنا أو تعلم منا وللمسلمين عامة" حتى يقول له الملك ان شاء الله ولك بمثلها, وبالله التوفيق وهو المستعان وعليه التكلان وبه المستغاث ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم.
وان تجد عيبا"فسد الخلالا
فجل من لا عيب فيه وعلا
وكتب/
ابو عبد الرحمن الفلازوني المصري
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[12 - 01 - 10, 08:56 ص]ـ
ترجمة شيخ الأسلام
محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله
هو أحد العلماء المجددين، والقادة المصلحين، فهو الأمام المجدد والعالم المصلح شيخ الأسلام مفتي الأنام فى عصره الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد ابن راشد التيمي الحنبلي رحمه الله تعالى.
ولد فى العينية الواقعة شمال الرياض سنة 1115هجرية و1703 ميلادية
استظهر القران قبل بلوغ العاشرة, ودرس على والده الفقه الحنبلي والتفسير والحديث واعتنى بدراسة كتب شيخ السلام بن تيمية رحمه الله وابن القيم الجوزية تلميذة رحمة الله.حج الى مكة وزار المدينة واخذالعلم بهاعن الشيخ عبدالله بن ابراهيم الشمري كماقرأعلى ابنه الفرضي الشهير
ابراهيم الشمري مؤلف العذب الفائض فى شرح الفية الفرائض.
وتعرف بالمحدث محمدحياة السندي فقرا علية في علم الحديث ورجاله وأجازه بالمهات.
ثم زار البصرة والتبريز والشام وأخذ العلم عن كبار علمائها, ثم قلت نفقته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/116)
فقفل راجعا" الى الحساءحيث نزل بهاالشيخ عبدالله بن عبداللطيف الشافعي, ثم توجه الى حريملاء من قرى نجدلاحقا"بوالده الشيخ عبدالوهاب الذي حل بهاواقام ولازم الشيخ والده حتىيستزيدمن معين علمه حتى توفي والده رحمه الله سنة1153هجريا". فبدامرحلة من اصعب المراحل فى حياته رحمه الله وهى الدعوة.
دعوةالشيخ رحمه الله ..
راى الشيخ بما وهبه الله من فكرواع" ونظرثاقب ما بالبلاد التى رحل اليهامن العقائدوالعادات الفاسدة والبدع الضالة فعزم على القيام بدعوتة.
فنادى بالرجوع الى تعاليم الدين, وتعاليم النبىصلى الله عليه وسلم وأخذه
من نبعيه الصافيين وهماالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة, وحارب البدع غير مقيموزنا"الا لما نص عليه القرأن صراحة"توما عرف عن رسول الله من سنته, وحارب بصلابة مسائل جما منها الغلو فى الأولياء والصالحين وتقديس الذوات والأشخاص وجعلهم وسائط بين الله وبينهم. فنادى بهدم القباب الأضرحة والمزارات وازالة معالمها اقتداء" بماكانت عليه فى زمن النبوة.
فلاقى رحمة الله الكثير من الأذى حتى قيض الله له الغلبة على أهل الضلال ونشر دعوة الأصلاح والتجديد ولذى سمي بحق المجدد والمصلح رحمه الله. وقد ناصر هذه الدعوة أل سعود ومن وفقهم الله لمعرفة الحق والدفاع عنه من أبناء الشيخ وأاحفاده وتلاميذة من ذوى العلم والحجى ولقد وصلت هذة الدعوة الى درجة حقا"
سامقة الذيوع حنى قال أحد المستشرقين ما معناه:
((من أراد ان ينظر الى دين محمد_يقصد النبي _ غضا" طريا" كما نزل من السماء فليذهب الى هضبات نجد ووديانها))
وقال النمسوي [جول صهيري] في كتابه عن العقيدة والشريعة:
"وإذا أردنا أن بحث في علاقة الإسلام السني بالحركة الوهابية نجد أن مما يستدعي انتباهنا خاصة من وجهة النظر الخاصة بالتاريخ الديني ما يلي:
يجب على من ينصب نفسه للحكم على الحوادث الإسلامية أن يعتبر الوهابيين أنصاراً للديانة الإسلامية على الصورة التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، فغاية الوهابيين هي إعادة الإسلام كما كان ".
ثناء أهل العلم عليه رحمه الله
قال علامة الشام الشيخ محمد بهجة البيطار في كتابه: حياة شيخ الإسلام ابن تيمية ص 200 (ليس للوهابية ولا للإمام محمد بن عبد الوهاب مذهب خاص، ولكنه رحمه الله كان مجدداً لدعوة الإسلام، ومتبعاً لمذهب أحمد بن محمد بن حنبل).
وممن أثنى عليه ثناء عاطرا الإمامان الصنعاني والشوكاني من أهل اليمن، ومما قال الصنعاني بين يدي قصيدة يمدح بها الشيخ (لما طارت الأخبار بظهور عالم في نجد يقال له: محمد بن عبد الوهاب ووصل إلينا بعض تلاميذه وأخبرنا عن حقائق أحواله وتشميره في التقوى، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اشتاقت النفس إلى مكاتبته بهذه الأبيات سنة 1163هـ.
وأرسلناها من طريق مكة المشرفة .. وجاء في قصيدته:
محمد الهادي لسنة أحمد فيا حبذا الهادي ويا حبذا المهدي
ومنها:
وقد جاءت الأخبار عنه بأنه يعيد لنا الشرع الشريف بما يبدي
وينشر جهراً ما طوى كل جاهل ومبتدع منه فوافق ما عندي
ويعمر أركان الشريعة هادما مشاهد ضل الناس فيها عن الرشد
ومما قال الشوكاني رحمه الله في كتابه: البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 2/ 7.
(وفي سنة 1215هـ وصل من صاحب نجد المذكور مجلدان لطيفان أرسل بهما إليّ حضرة مولانا الإمام حفظه الله، أحدهما يشتمل على رسائل لمحمد بن عبد الوهاب كلها في الإرشاد إلى إخلاص التوحيد، والتنفير من الشرك الذي يفعله المعتقدون في القبور، وهي رسائل جيدة مشحونة بأدلة الكتاب والسنة… إلخ).
وللشوكاني قصيدة بليغة مؤثرة، في رثاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب في أكثر من مائة بيت ومنها:
إمام الورى علامة العصر قدوتي وشيخ الشيوخ الحبر فرد الفضائل
(محمد) ذو المجد الذي عز دركه وجل مقاماً عن لحوقه المطاول
إلى (عبد الوهاب) يعزى وإنه سلالة أنجاب زكي الخصائل
ومنها: لقد أشرقت نجد بنور خبائه وقام مقامات الهدى بالدلائل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/117)
وممن أثنى عليه علامة الهند المحدث محمد بشير السهواني، في كتابه: صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان، وفيه (والشيخ رحمه الله لا يعرف له قول انفرد به عن سائر الأمة، ولا عن أهل السنة والجماعة منهم، وجميع أقواله في هذا الباب، أعني ما دعا إليه من توحيد الأسماء والصفات، وتوحيد العمل والعبادات مجمع عليه عند المسلمين، لا يخالف فيه إلا من خرج عن سبيلهم وعدل عن مناهجهم، كالجهمية والمعتزلة، وغلاة عباد القبور، بل قوله مما اجتمعت عليه الرسل، واتفقت عليه الكتب، كما يعلم ذلك بالضرورة من عرف ما جاء به وتصوره .. ألخ).
وممن أثنى على أحفاد الشيخ وأتباعه الجبرتي المؤرخ المصري المشهور في كتابه: عجائب الآثار، وكذلك العلامة نعمان خير الدين الأموي، والعلامة محمود شكري الألوسي، والأمير شكيب أرسلان، وغيرهم من أهل الإنصاف الذين طالعوا كتب الشيخ، وكتب أبنائه وأحفاده.
وفاته
كان الشيخ قد ثقل فى أخر عمره وكثير ما كان يردد قوله تعالى:
((رب أوزعني أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدي وأن اعمل صالحا" ترضاه واصلح لي في زاريتي اني تبت اليك واني من المسلمين))
وانتقل الى جوار ربه فى شهر ذى القعدةسنة1206ه مخلفا" وراءه العلم النافع والعمل الصالح والذكر الطيب عن عمر يناهز الثانية والتسعين قضاها بين طلب العلم والدعوة اليه رحمة الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
مصنفات الشيخ وتراثه العلمي
ترك لنا رحمه الله مؤلفات عظيمة الفائدة هامة المغزا لا يستغنى عنها عبد مسلم, وذلك أن اكثرها تتكلم فى العقيدة الصحيحة السليمة او التوحيد فمثلا" منها:
1 - كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد: و هو أشهر مؤلفاته ولى عليه شرح مازال مخطوط سميته هداية المريد الى شرح كتاب التوحيد. أوشرح درر كتاب التوحيدأسأل الله أن ييسر رفعه قريبا" على الملتقى.
2 - كتاب كشف الشبهات وهو من الكتب المفيدة جدا" لطالب العلم.
3 - كتاب الأصول الثلاثة 4 - رسالة فى شروط الصلاة و أركانها.
5 - القواعد الأربع 6_أصول الإيمان. 7_ فضل الإسلام. 8_ كتاب الكبائر. 9 - ستة مواضع من السيرة: و هي رسالة مختصرة توضح ستة أحداث من السيرة النبوية. 10_ تفسير الفاتحة. 11 - مسائل الجاهلية.12_مختصر زاد الميعاد. 13_مختصر سيرة الرسول صلى الله علية وسلم ........ وغيرها من الرسائل والأجوبة الأخرى النافعة والكتب القيمة.
فكلها مؤلفات ورسائل هامة تستمد الأدلة من الكتاب والسنة وبفهم سلف الأمة من الصحابة ومن جاء بعدهم.
نسأل الله تعالى أن يعلها كلها فى موازين أعماله وأن يغفر له ويرحمة رحمة واسعة. ومن أراد المزيد من ترجمة الشيخ فليراجع الكتب الأتية وغيرها:
1 - "روضة الأفكار والأفهام " (1/ 25 - 50) لحسين بن غنام.
2 "عنوان المجد في تاريخ نجد" (1/ 6 - 15،89 - 96) لعثمان بن بشر.
3 "مجموعة الرسائل والمسائل النجدية " (3/ 378 - 389).
4"الدرر السنية"جمع عبد الرحمن بن محمد بن قاسم (12/ 3 - 25).
5"علماء نجد خلال ستة قرون" (1/ 25) لعبدالله بن عبد الرحمن البسام.
6_محمد بن عبد الوهاب للشيخ العلامة ابن باز رحمه الله
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[16 - 01 - 10, 01:09 ص]ـ
تعريف بحياة الشيخ
عبد الله القرعاوي جامع الرسالة
النسب والنسبة:
هو عبد الله بن إبراهيم بن عثمان بن محمد بن عبد الله بن حمد بن عبد الله بن نجيد المصلوخي ثم العنزي فهو من آل القرعاوي عشيرة من نجيد الذين هم بطن كبير من قبيلة عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن عدنان فهي قبيلة من ربيعة عدنانية.
وأما نسبته إلى القرعاوي فإن نجيداً اشترى أرض القرعاء قرية من قرى القصيم الشمالية ثم سكنها, فرحل أحد أحفاده وهو عبد الله بن حمد منها إلى بريدة فصار أهل بريدة يسمونه القرعاوي نسبة إلى هذه القرية, وكان الجد الأعلى في النبهانية إحدى قرى القصيم الغربية, وذلك في القرن العاشر الهجري واستوطنها هو وذريته من بعده ومنها تفرقوا في قرى القصيم كما ذكر ذلك المؤرخون.
المولد والنشأة:
ولد في مدينة بريدة عام 1374هـ ونشأ فيها, واهتم به والده رحمه الله منذ صغره, فحين بلغ سن التمييز قام بتعليمه الكتابة والقراءة, أما القراءة فقرأ على أهل العلم المعروفين في المساجد في ذلك الوقت, وابتدأ على إبراهيم الجردان, وصالح الطامي ومحمد ذاكر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/118)
وأما الكتابة: فكان والده يأمره أن ينسخ من الكتب المطبوعة في دفاتر ليتعلم الكتابة, ولما فتحت المدرسة العلمية الأهلية في بريدة ألحقه والده بها, ثم أمره بالأخذ عن فضيلة الشيخ محمد بن صالح المطوع في مسجده في بريدة فكان يطلب العلم عليه, وكذلك على فضيلة الشيخ صالح بن أحمد الخريصي, وكان والده لايتركه يذهب وحده بل كان يذهب معه, ولما قارب البلوغ كان يخلف الإمام في المسجد الذي بجوار بيته ويجلس إليه أناس يقرءون عليه بالقرآن, ثم لما أسند إليه التدريس بالمدرسة التي تعلم فيها, أعفاه والده من العمل بالتجارة, فتفرغ بعد ذلك لطلب العلم على شيوخه, وجدَ واجتهد في الأخذ والتحصيل.
وفي عام 1399هـ, عين إماماً وخطيباً للجامع الكبير ببريدة بطلب من فضيلة الشيخ صالح بن أحمد الخريصي وبعض المشائخ وطلاب العلم في بريدة, فجلس للتعليم ورتب دروساً في الجامع بعد الصلوات مع قيامه بالتدريس في المدرسة العلمية ولم يمنعه ذلك من مشاركته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وبقي إماماً وخطيباً في الجامع حتى عام 1406هـ, ثم رجع إليه 1414هـ, ولا يزال بحمد الله قائماً فيه بالإمامة والخطابة والتدريس.
شيوخه:
ــ فضيلة الشيخ: محمد بن صالح المطوع, قرأ عليه القرآن حفظاً والتوحيد, والمطولات, ولازمه إلى حين وفاته.
ــ فضيلة الشيخ: صالح بن أحمد الخريصي, قرأ عليه القرآن حفظاً, والتوحيد, والمطولات, ولازمه مدة طويلة.
ــ فضيلة الشيخ: عبد الله بن محمد الدويش, قرأ عليه في كل فنون العلم الشرعي في التوحيد والفقه ومصطلح الحديث واللغة, ومنَ الله عليه بكثير من العلم بسببه مع ماسبق له من التعلم بالمدرسة العلمية الأهلية كما ذكرنا سابقاً.
ــ الشيخ: صالح السكيتي, قرأ عليه في المطولات.
ــ الشيخ: عبد الله الحسين, قرأ عليه في النحو وغيره.
ــ الشيخ: صالح البليهي, قرأ عليه في الفقه والمطولات.
التدريس:
للشيخ حلقات بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر وبعد صلاة المغرب في الجامع الكبير ببريدة, في حفظ المتون وشرحها والقراءة في الكتب المطولة.
وكان الشيخ كثيراً مايحث طلبة العلم على كتب الحديث كالصحيحين والسنن والمسانيد وعلى كتب السلف وخاصة كتب التوحيد والعقائد.
وللشيخ دروس في الحرم المكي الشريف أثناء زيارته لمكة المكرمة, فلله الحمد والمنَة.
المؤلفات:
ــ المحصل لمسند الإمام أحمد بن حنبل"مطبوع في خمسٍ وعشرين مجلد".
ــ غنيمة الأبرار في الدعوات والأذكار من مسند الإمام أحمد فيما رواه المختار.
ــ تيسير الباري في فضائل وتفسير وأسباب نزول كلام الباري من مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني.
ــ مجموع رسائل ومسائل.
وله نسخ مختصرة متنوعة, ورسائل خاصة وعامة, وفق الله شيخنا لكل خير وأعاذه من كل شر, وبارك له في بقية عمره ونفع بعلمه وتعليمه, وجعله ذخراً للإسلام والمسلمين, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين
المرجع موقع الشيخ على الشبكة العنكبوتية
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[24 - 01 - 10, 08:14 ص]ـ
يقول المصنف
بسم الله الرحمن الرحيم (1)
____________________________________
(1) قلت دائما"تبتدء الرسئل والمصنفات والكتب بالبسملة لعدة امور أهمها ما يأتى:
1_اقتداء" بكتاب الله عزوجل فانه اول ما بدء بدء ببسم الله الرحمن الرحيم حيث أنها اول أية في كتاب الله على قول بعض أهل العلم قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ((فان الصحابة افتتحوا كتابة الأمام الكبير بالتسمية والحمدلة وتلوها, وتبعهم جميع من كتب المصحف بعدهم
,في جميع الأمصارمن يقول بأن البسملة أية من الفاتحة ومن لا يقول ذلك)) فتح الباري م1/ص4
2_اقتداء" واتباعا" لهدي سيد ولد أدم صلي الله عليه وسلم فى مكاتباته ومراسلاته للملوك وغيرهم ككتابه مثلا" لهرقل عظيم الروم فقد ورد هذا فى الأثر الذي رواه ابن عباس عن أبو سفيان بن حرب رضي الله عنهم حيث جاء فيه ((ثم دعابكتاب رسول الله صلي الله علية وسلم الذي بعث به دحية الى عظيم بصرى فدفعه الى هرقل فقرأه فأذا فيه:بسم الله الرحمن الرحيم ... من محمد عبد الله ورسوله الى هرقل عظيم الروم)) وهو في صحيح البخاري
3_عملا"بما جاء في الأثر الذي روي عن أي هريرة رضي الله عنه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/119)
)) كل أمر ذى بال لا يبدأ فيه بـ (بسم الله الرحمن الرحمن) فهو أبتر)) أو أقطع_ وهذا الحديث عزاه الأمام السيوطي الى عبد القادر الرهاويكما فى الدر المنثور1/ 26 وقال حديث سنده حسن وقد أخرجه الخطيب فى الجامع2/ 69 بطرق متعددة وألفاظ متعددة
وقد ضعفة الشيخ الألابانى كما جاء فى أرواء الغليل وغيره. وللشيخ ابن عثيمين رحمة الله كلام جميل على هذا الحديث جاء فيه (("هذا الحديث اختلف العلماء في صحته فمن أهل العلم من صححه واعتمده كالنووي، ومنهم من ضعفه. ولكن تلقي العلماء هذا الحديث بالقبول ووضعهم ذلك الحديث في كتبهم يدل على أن له أصلاً. . ." أنتهى من كتاب (العلم) لفضيلة شيخناابن عثيمين.
4_الأقتداء بمن سبق من المصنفين والمؤلفين فقلما تجد كتاب أو رسالة أو مصنف الا وتجد الجميع يصدرون كلامهم ببسم الله الرحمن الرحيم حتى أستقر الأمر على ذالك
-قال ابن حجر-رحمه الله-: "وقد استقر عمل الأئمة الْمُصَنِّفين على افتتاح كتب العلم بالبسملة، وكذا معظم كتب الرسائل".
______________
وقولنا: (بسم) جار ومجرور، وهما متعلقان بمحذوف تقديره فعل مؤخر مناسب للمقام تقديره بسم الله أكتب أو أ صنف.
وقدرناه فعلاً لأن الأصل في العمل الأفعال، وقدرناه مؤخراً لفائدتين: الأولى: التبرك بالبداءة باسم الله سبحانه وتعالى.
الثانية: إفادة الحصر لأن تقديم المتعلق يفيد الحصر.
وقدرناه مناسباً لأنه أدل على المراد فلو قلنا مثلاً عندما نريد أن نقرأ كتاباً بسم الله نبتدئ، لكن بسم الله نقرأ يكون أدل على المراد الذي أبتدئ به. وذكر العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى- لحذف العامل فوائد، منها: أنه موطن لا ينبغي أن يتقدم فيه غير ذكر الله. ومنها: أن الفعل إذا حذف صح الابتداء بالبسملة في كل عمل وقول وحركة، فكان الحذف أعم. انتهى ملخصا.
والباء في بسم الله _قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله:
وباء "بسم الله" للمصاحبة. وقيل: للاستعانة. فيكون كوني مستعينا بذكره، متبركا به. وأما ظهوره في: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} 1 وفي: {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا} 2؛ فلأن المقام يقتضي ذلك كما لا يخفى. التقدير: بسم الله أؤلف حال,)) انتهى فتح المجيد ص/7
قلت واصل الكلمة_بسم_عند الكتابة تكتب_ باسم _بألف ولكن حذف الألف اختصارا" وتخفيفا" لكثرة الأستعمال هذا الذي يظهر والله أعلم.
والاسم في اللغة مشتق من (السُّمُو) وهو العلو والارتفاع , وهو اللفظ الدال على مسمى وما كان لْمُسَمَّى. وقيل: من الوسم وهو العلامة؛ لأن كل ما سمي فقد نوه باسمه ووسم.
(الله)
مخفوض على الإضافة، وهو علم على الباري-جلّ وعلا-،وهو أعرف المعارف على الإطلاق، الجامع لمعاني الأسماء الحسنى، والصفات العليا، ولذا يضاف إليه جميع الأسماء، فيقال مثلاً: الرحمن من أسماء الله، ولايضاف هو إلىشيء، وهو مشتق من (أَلَهَ) (يأله) إذا عُبِد، ومنه قول رؤبة:
لِلَّهِ دَرُّ الغانِياتِ والتَّأَلُّه هو: التعبُّد. فهو بمعنى مألوه أي: معبود، فهو دال على صفة له وهي: الإلهية.
لِلَّهِ دَرُّ الغانِياتِ المُدَّهِ سَبَّحْنَ وَاسْتَرْجَعْنَ مِنْ تَأَلُّهِي
والتَّأَلُّه هو: التعبُّد. فهو بمعنى مألوه أي: معبود، فهو دال على صفة له وهي: الإلهية.
وأصله: الإله: حذفت الهمزة وأدغمت اللام باللام، فقيل: الله.
ومعناه ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين.
وقال بعض العلماء: إنه اسم الله الأعظم ولم يتسم به غيره،ولذلك لم يثن ولم يجمع،وهو أحد تأويلي قوله تعالى: ?هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ? [مريم: من الآية65] أي: من تسمى باسمه الذي هو الله. انظر بدائع الفوائد"لابن القيم (1/ 22) و (2/ 249)،"تيسير العزيز الحميد" (ص28 - 29)،"فتح المجيد" (1/ 71 - 73).
قال العلامة ابن القيم -رحمه الله-: لهذا الاسم الشريف عشر خصائص لفظية، وساقها. ثم قال: وأما خصائصه المعنوية فقد قال أعلم الخلق صلي الله عليه وسلم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/120)
3 " لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " رواه مسلم: الصلاة (486) , والترمذي: الدعوات (3493) , والنسائي: التطبيق (1100 ,1130) , وأبو داود: الصلاة (879) , وابن ماجه: الدعاء (3841) , وأحمد (6/ 58) , ومالك: النداء للصلاة (497). وكيف نحصي خصائص اسم لمسماه كل كمال على الإطلاق، وكل مدح وحمد، وكل ثناء وكل مجد، وكل جلال وكل كمال، وكل عز وكل جمال، وكل خير وإحسان وجود وفضل وبر فله ومنه؟ فما ذكر هذا الاسم في قليل إلا كثره، ولا عند خوف إلا أزاله ولا عند كرب إلا كشفه، ولا عند هم وغم إلا فرجه، ولا عند ضيق إلا وسعه، ولا تعلق به ضعيف إلا أفاده القوة، ولا ذليل إلا أناله العز، ولا فقير إلا أصاره غنيا، ولا مستوحش إلا آنسه، ولا مغلوب إلا أيده ونصره، ولا مضطر إلا كشف ضره، ولا شريد إلا آواه. فهو الاسم الذي تكشف به الكربات، وتستنزل به البركات، وتجاب به الدعوات، وتقال به العثرات، وتستدفع به السيئاتوتستجلب به الحسنات. وهو الاسم الذي قامت به الأرض والسماوات، وبه أنزلت الكتب، وبه أرسلت الرسل، وبه شرعت الشرائع، وبه قامت الحدود، وبه شرع الجهاد، وبه انقسمت الخليقة إلى السعداء والأشقياء، وبه خقت الحاقة، ووقعت الواقعة، وبه وضعت الموازين القسط ونصب الصراط، وقام سوق الجنة والنار، وبه عبد رب العالمين وحمد، وبحقه بعثت الرسل، وعنه السؤال في القبر ويوم البعث والنشور، وبه الخصام وإليه المحاكمة، وفيه الموالاة والمعاداة، وبه سعد من عرفه وقام بحقه،
وبه شقي من جهله وترك حقه; فهو سر الخلق والأمر. وبه قاما وثبتا، وإليه انتهيا، فالخلق به وإليه ولأجله. فما وجد خلق ولا أمر ولا ثواب ولا عقاب إلا مبتدئا منه ومنتهيا إليه. وذلك موجبه ومقتضاه {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} 1 إلى آخر كلامه -رحمه الله تعالى-. بدائع الفوائد"لابن القيم (1/ 22)
(الرحمن) نعت لله تعالى ولا يثنى ولا يجمع لأنه لا يكون إلا لله -جل وعزّ- وأدغمت اللام في الراء لقربها منها وكثرة لام التعريف.
و (الرحيم) نعت أيضا.
وقال ابن هشام-رحمه الله-: ((الرحمن: بدل لا نعت، وأن الرحيم بعده: نعت له، لا نعت لاسم الله سبحانه وتعالى، إذ لا يتقدم البدل على النعت)) مغني اللبيب" (2/ 89).
وتعقب ابن القيم -رحمه الله- القائلين بهذا فقال:
((قلت: أسماء الرب تعالى هي أسماء ونعوت فإنها دالة على صفات كماله فلا تنافي فيها بين العلمية والوصفية،فالرحمن اسمه تعالى ووصفه لا تنافي اسميته وصفيته فمن حيث هو صفة جرى تابعا على اسم الله ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع بل ورود الإسم العلم.
ولما كان هذا الإسم مختصا به تعالى حسن مجيئه مفردا غير تابع كمجيء اسم الله كذلك وهذا لا ينافي دلالته على صفة الرحمن كاسم الله تعالى فإنه دال على صفة الألوهية ولم يجيء قط تابعا لغيره بل متبوعا وهذا بخلاف العليم والقدير والسميع والبصير ونحوها ولهذا لا تجيء هذه مفردة بل تابعة فتأمل هذه النكتة البديعة يظهر لك بها أن الرحمن اسم وصفة لا ينافي أحدهما الآخر وجاء استعمال القرآن بالأمرين جميعا)) بدائع الفوائد" (1/ 24).
الرحمن: ذو الرحمة الواسعة، لأن (فعلان) في اللغة العربية تدل على السعة والامتلاء، كما يقال: رجل غضبان: إذا امتلأ غضباً.
الرحيم: اسم يدل على الفعل، لأنه فعيل بمعنى فاعل فهو دال على الفعل.
فيجتمع من "الرحمن الرحيم": أن رحمة الله واسعة وأنها واصلة إلى الخلق. وهذا هو ما أومأ إليه بعضهم بقوله: الرحمن رحمة عامة،والرحيم رحمة خاصة بالمؤمنين. وهما اسمان لله يتضمنان صفة الرحمة، واخْتُلِفَ في التفريق بينهما، وأحسن ما قيل: إن الرحمن دالٌّ على الصفة القائمة بالذات، والرحيم دال على تعلُّقها بالمرحوم.
فالرحمن اسم من الأسماء المختصة بالله -عزّ وجلّ- ولايطلق إلاّ على الله تعالىلامطلقاً ولامضافاً، والرحمن معناه: المتصف بالرحمة الواسعة.
والرحيم يطلق على الله -عزّ وجلّ- وعلى غيره، ومعناه ذو الرحمة الواصلة، فالرحمن ذو الرحمة الواسعة، والرحيم ذو الرحمة الواصلة فإذا جمعا صار المراد بالرحيم الموصل رحمته إلى من يشاء من عباده كما قال الله تعالى:
? يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ?العنكبوت21 وانظر
تيسير العزيز الحميد" (ص28 - 29) ,فتح المجيد" (1/ 11) ,شرح الصول الثلاثة لأبن عثيمين ص (11)
وأخيرا"ونلخص الدروس المستفادة من البسملة فيما يأتى:1
_انها تذكر فى سائر الأمورلبركة ذكرها ولما فيها من الثناء على الله والأستعانة به سبحانه ولذالك نحنوا مأمورون أن نأتى بها فى سائر شئون الحياة,2_أن في ذكرها اقتداء بكتاب الله تعالى واقتداء بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ,3_وفيها أثبات الألوهية لله,4_ أن فيها اثبات صفة الرحمة,5_وأثبات الرسالة حيث أن الأسماء والصفات من الأمور التوقيفية والتى لاتعلم الا عن طريق رسول ,6_فيها ثلاثة أسماء من أسماء الله تبارك وتعالى وهم الله والرحمن والرحيم, وهذة هي أهم فوائدالبسملةوتبقى شيئ يقع فيه العوام عندنا هنا_اي في مصر_ وهو أنهم لايفرقون بين التسمية والبسملة والفرق ليس كبير ولكن البسملة أعم من التسمية حيث أن التسمية مقتصرة" على قول الأنسان بسم اللله وفقط أما البسملة فهي قول العبد بسم الله الرحمن الرحيم .....
ويتبع أن شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/121)
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[10 - 02 - 10, 09:55 ص]ـ
الأصول الثلاثة التي يجب على كل مسلم ومسلمة معرفتها
:وهي معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمداً:
________________________
قوله ((الأصول)) ..
الأصول جمع أصل .. قال الجرجاني ((وهو ما يبنى عليه غيره)) ,التعريفات للجرجاني.
وقال الراغب: «أصل الشيء قاعدته التي لو توهمت مرتفعة لارتفع بارتفاعها سائرة، لذلك قال تعالى: أصلها ثابت وفرعها في السماء» (ابراهيم).، وقد تأصل كذا وأصله، ومجد أصيل، وفلان لا أصل له ولا فصل. مفردات الراغب الاصفهاني: 15
وقال ابن منظور: ((الأَصْلُ: أَسفل كل شيء وجمعه أُصول لايُكَسَّر على غير ذالك، وهواليأْصُول. يقال: أَصل مُؤَصَّل؛))
لسان العرب لأبن منظور
, وقال الرازي: ((أ. ص ل: الأَصْلُ واحد الأُصُول يقال أصل مُؤَصَّلٌ و اسْتَأْصَلَهُ قلعه من أصله وقولهم لا أصل له ولا فضل الأَصْلُ الحسب والفصل اللسان))._مختار الصحاح,
قال ابن عثيمين عليه رحمةالله ((الأصول جمع أصل، وهو ما يبنى عليه غيره، ومن ذلك أصل الجدار وهو أساسه، وأصل الشجرة الذي يتفرغ منه الأغصان، قال الله تعالى:} ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء {{سورة إبراهيم، الآية: 24}. ((شرح الأصول الثلاثةص30))
وقد صنف المؤلف رحمة الله رسالة منفصلة سماها الأصول الثلاثة فصل فيها هذة الثلاثة أصول, وذكرها هنا كفصل انما هو تصرف من جامع الرسالة رحمه الله وهو الشيخ القرعاوي وذكر المصنف رحمه الله هذه الأصول الثلاثة مجملة، ثم ذكرها بعد ذلك مفصلة أصلاً أصلاً، في رسالتة تتميماً للفائدة، وتنشيطاً للقارئ، فإنه إذا عرفها مجملة وعرف ألفاظها وضبطها بقي متشوقاً إلى معرفة معانيها.
والمقصودبقوله ((الاصول الثلاثة)) هم الأصول الثلاثة التى يسئل عنهم العبد في قبره, وهم كما فصل المصنف بعد ذالك وسيأتى أن يعرف العبد ربه, ودينه, ونبيه صلى الله علية وسلم. فا اما المؤمن والمؤقن، الذي عرف ربه واطاعه وءامن به وءامن برسوله، فيقول: ربي الله وديني الإسلام ونبي محمد صلى الله عليه وسلم ويجيب. فيكون من أهل هذة الأية (([إبراهيم:27 - 37]
واما المنافق فيتحير ويقول، هاه هاه لا ادري سمعت الناس يقولون شئ فقلته. وقد صح هذا عن نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه روى الإمام أحمد من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال:
خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولَمّا يُلْحَد، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله، وكأن على رءوسنا الطير، وفي يده عود ينكت في الأرض، فرفع رأسه فقال: استعيذوا بالله من عذاب القبر - مرتين أو ثلاثا - ثم قال: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بِيضُ الوجوه كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحَنُوط من حَنُوط الجنة، حتى يجلسوا منه مَدّ البصر، ثم يجئ ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان. قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة مِنْ فِيّ السقاء، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن، وفي ذلك الْحَنُوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وُجِدَتْ على وجه الأرض.
قال: فيصعدون بها فلا يَمُرّون - يعنى بها - على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان، بأحسن أسمائه التي كانوا يُسمّونه بها في الدنيا، حتى يَنتهوا بها إلى السماء الدنيا، فَيَسْتَفْتِحون له فَيُفْتَح لهم، فَيُشَيِّعُه من كل سماء مُقَرَّبُوها إلى السماء التي تليها، حتى يُنْتَهى به إلى السماء السابعة، فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين، وأعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/122)
قال: فَتُعَاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان فيُجْلِسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بُعِث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولان له: وما عِلْمُك؟ فيقول: قرأت كتاب الله، فآمنت به وصَدَّقْتُ، فيُنادى مُنادٍ في السماء: أنْ صَدَق عبدي، فافْرِشُوه من الجنة، وألْبِسُوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة. قال: فيأتيه من رَوْحِها وطيبها، ويُفْسَح له في قبره مَدّ بَصَرِه.
قال: ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طَيِّب الريح، فيقول: أبشِر بالذي يَسُرّك، هذا يومك الذي كنت تُوعَد، فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجئ بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي.))
وهذا الرد الحسن الطيب لا يكون الا من المسلم الحق الذي عرفهم وعلمهم خير معرفة فتعلمها وعمل بها ومات عليها .. واما الكافر او المنافق فيقول صلي الله عليه وسلم كما في الحديث|:
(قال: وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نَزَل إليه من السماء ملائكة سُود الوجوه، معهم الْمُسُوح، فيجلسون منه مَدّ البصر ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة، أخرجي إلى سخط من الله وغضب.
قال: فَتَفَرَّق في جسده، فينتزعها كما يُنْتَزَع السُّفُّود من الصوف المبلول، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنْتَنِ رِيحِ جيفة وُجِدَتْ على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يَمُرُّون بها على ملأ من الملائكة إلاّ قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقولون: فلان بن فلان، بأقبحِ أسمائه التي كان يُسمَّى بها في الدنيا حتى يُنْتَهى به إلى السماء الدنيا، فَيُسْتَفْتَح له، فلا يُفْتَح له، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ)، فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتابه في سِجِّين في الأرض السُّفْلَى، فتطرح روحه طَرْحاً، ثم قرأ: (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ)، فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بُعِثَ فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فَيُنَادى مُنادٍ من السماء أن كَذَب فأفْرِشُوا له من النار، وافتحوا له بابا إلى النار، فيأتيه من حَرِّها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، مُنْتِن الرّيح، فيقول: أبشر بالذي يسوؤك، هذا يومك الذي كنت تُوعَد، فيقول: من أنت؟ فوجهك الوجه يجئ بالشرّ، فيقول: أنا عملك الخبيث، فيقول: رب لا تُقِم الساعة)).
\قلت والحديث صحيح رواه أحمد فى مسنده (4/ 287،288و288و295و296) ,و أخرجه أبو داود فى سننه (2/ 281) ,و الحاكم (1/ 37 - 40) فى المستدرك وقال عنه صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي وقال الألباني معلقا" على هذا الكلام في أحكام الجنائز ((وهو كما قالا)) أحكام الجنائزبرقم106 (ص159) , وذكره الاجري في " الشريعة " (367 - 370). وصححه ابن القيم في " إعلام الموقعين " (1/ 214)، " تهذيب السنن " (4/ 337).
ويقول الله تعالى عن هذا الاختبار والامتحان الذي يتاوزه المؤمن الى رحمة الله ويكب المنافق والكافر في النار على جهه بعده:
((يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ))
يقول بن سعدي رحمه الله على هذة الاية|:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/123)
يخبر تعالى أنه يثبت عباده المؤمنين، أي: الذين قاموا بما عليهم من إيمان القلب التام، الذي يستلزم أعمال الجوارح ويثمرها، فيثبتهم الله في الحياة الدنيا عند ورود الشبهات بالهداية إلى اليقين، وعند عروض الشهوات بالإرادة الجازمة على تقديم ما يحبه الله على هوى النفس ومراداتها.
وفي الآخرة عند الموت بالثبات على الدين الإسلامي والخاتمة الحسنة، وفي القبر عند سؤال الملكين، للجواب الصحيح، إذا قيل للميت " من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ " هداهم للجواب الصحيح بأن يقول المؤمن: " الله ربي والإسلام ديني ومحمد نبيي "
(وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ) عن الصواب في الدنيا والآخرة، وما ظلمهم الله ولكنهم ظلموا أنفسهم، وفي هذه الآية دلالة على فتنة القبر وعذابه، ونعيمه، كما تواترت بذلك النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة، وصفتها، ونعيم القبر وعذابه. أ.هـ
تفسير السعدي
وقوله ((الثلاثة)):أي أن عددهم ثلاثة ,وهذا ليس أجتهادا" من الشيخ رحمة الله والله أعلم وانما هو بناها على ____ما فهمه من أثر البراء بن عازب رضي الله عنه الأنف الذكر أي من كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم, والدليل على وجوب هؤلاء الثلاثة أيضا" ما جاء فى الأثروترتب من الثواب الجزيل لمن أتى بهم ,وأيضا"ما ترتب من العقاب الشديد لمن خالفهم ولم يأتى بهم.
قوله _التى يجب
أي التىيلزم \كل فرد من أفراد الم\كلفين سواء \كان ذ\كرا" او أنثى حرا" \كان او عبدا" لذال\ك عقب المصنف رحمه الله بعد قوله التى جب بقوله ...... على \كل مسلم ومسلمة تعلمها ... \
والوجب هنا مالا يعذر أحد بتر\كه, وعند الاصوليين ما يثاب فاعله ويعاقب عليه تار\كه._حاشية ابن قاسم على الاصول الثلاثة ص14طـ دار الزاحم لسنة 1423
اي يجب علىكل مسلم ومسلمة معرفة وتعلم هذة الثلاثة اصول وهي
معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمداً التى أشار اليها المصنف رحمه الله
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمة الله معلقا على هذة الجملة كلاما" جميلا" أنقله بنصه قال":
الأصل الأول وهو معرفة الله عز جل:
ومعرفة الله تكون بأسباب: منها النظر والتفكر في مخلوقاته عز وجل فإن ذلك يؤدي إلى معرفته ومعرفة عظيم سلطانه وتمام قدرته، وحكمته، ورحمته قال الله تعالى:} أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء {{سورة الأعراف، الآية: 185}. وقال عز وجل:} إنما أعظكم بوحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا {{سورة سبأ، الآية: 46} وقال تعالى:} إن في خلق السموات والأرض وأختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب {{سورة آل عمران، الآية: 190} وقال عز وجل:} وما خلق الله في السموات والأرض لآيات لقوم يتقون {{سورة يونس، _الآية: 6} وقال سبحانه وتعالى:} إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون {{سورة البقرة، الآية: 164}.
ومن أسباب معرفة العبد ربه النظر في آياته الشرعية وهي الوحي الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام فينظر في هذه الآيات وما فيها من المصالح العظيمه التي لا تقوم حياة الخلق في الدنيا ولا في الآخرة إلا بها، فإذا نظر فيها وتاملها وما اشتملت عليه من العلم والحكمة ووجد انتظامها موافقتها لمصالح العباد عرف بذلك ربه عز وجل كما قال الله عز وجل:} أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه أختلفا كثيراً {{سورة النساء، الآية: 82}.
ومنها ما يلقى الله عز وجل في قلب المؤمن من معرفة الله سبحانه وتعالى حتى كأنه يرى ربه رأي العين قال النبي ن حين ساله جبريل مال الإحسان؟ قال: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك". (أخرجه البخاري في كتاب الأيمان برقم50وطرفة برقم7774كتاب التفسير, ومسلم فى كتاب الأيمان برقم9,10 وهو عند ابو داود في سننه كتاب السنة برقم4679,والنسائي فى الأيمان وشرائعه برقم5007و5008 وهو عند أحمدبرقم186 ورقم374 والبيهقى في كتاب الشهادات برقم وابن ماجه فى المقدمة برقم64)
الأصل الثاني وهو معرفة العبد دينه:
وهومعرفة دينه الذي كلف العمل به ما تضمنه من الحكمة والرحمة ومصالح الخلق، ودرء المفاسد عنها، ودين الإسلام من تأمله حق التأمل تأملاً مبيناً على الكتاب والسنة عرف أنه دين الحق، وأنه الدين الذي لا تقوم مصالح الخلق إلا به، ولا ينبغي أن نقيس الإسلام بما عليه المسلمون اليوم، فإن المسلمين قد فرطوا في أشياء كثيرة وارتكبوامحاذير عظيمة حتى كأن العائش بينهم في البلاد الإسلامية يعيش في بعض البلاد الإسلامية يعيش في جو غير إسلامي.
والدين الإسلامي –بحمد الله تعالى- متضمن لجميع المصالح التي تضمنتها الأديان السابقة متميز عليها بكونه صالحاً لكل زمان ومكان وأمة، ومعنى كونه صالحاً لكل زمان ومكان وأمة: أن التمسك به لا ينافي مصالح الأمة في أي زمان ومكان أمة، فدين الإسلام يأمر بكل عمل صالح وينهي عن كل عمل سيء فهو يأمر بكل خلق فاضل، وينهى عن كل خلق سافل.
الأصل الثالث وهو معرفة الإنسان نبيه،
وتحصل بدراسة حياة النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه من العبادة، والأخلاق، والدعوة إلى الله عز وجل، والجهاد في سبيله وغير ذلك من جوانب حياته عليه الصلاة والسلام، ولهذا ينبغي لكل إنسان يريد أن يزداد معرفة بنبية وإيماناً به أن يطالع من سيرته ما تيسر في حربه وسلمه، وشدته ورخائه وجميع أحواله نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المتبعين لرسوله، باطناً وظاهراً، وأن يتوفانا على ذلك انه وليه والقادر عليه. أ. ن شرح الأصول الثلاثة لابن عثيمين ص(61/124)
أنا المقر بأنني وهابي
ـ[ابو محجن الحجناوي]ــــــــ[10 - 01 - 10, 10:10 م]ـ
إن كان تابع أحمد متوهبا:::: فأنا المقر بأنني وهابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي:::: رب سوى المتفرد الوهاب
لا قبة ترجى ولا وثن ولا:::: قبر له سبب من الأسباب
كلا ولا حجر ولا شجر ولا:::: عين ولانصب من الأنصاب
أيضا ولست معلقا لتميمة:::: أو حلقة أو ودعة أو ناب
لرجاء نفع أو لدفع بلية:::: الله ينفعني ويدفع ما بي
والابتداع وكل أمر محدث:::: في الدين ينكره أولو الألباب
أرجو بأني لا أقاربه ولا:::: أرضاه دينا وهو غير صواب
وأعوذ من جهمية عنها عتت:::: بخلاف كل موؤل مرتاب
والاستواء فإن حسبي قدرة:::: فيه مقال السادة الأنجاب
الشافعي ومالك وأبي حنيـ:::: ـفة وابن حنبل التقي الأواب
وبعصرنا من جاء معتقداً به:::: صاحوا عليه مجسم وهابي
جاء الحديث بغربة الإسلام فلْـ:::: ـيَبْكِ المحب لغربة الأحباب
فالله يحمينا ويحفظ ديننا:::: من شر كل معاند سباب
ويؤيد الدين الحنيف بعصبة:::: متمسكين بسنة وكتاب
لا يأخذون برأيهم وقياسهم:::: ولهم إلى الوحيين خير مآب
قد أخبر المختار عنهم أنهم:::: غرباء بين الأهل والأصحاب
سلكوا طريق السالكين إلى الهدى:::: ومشوا على منهاجهم بصواب
من أجل ذا أهل الغلو تنافروا:::: عنهم فقلنا ليس ذا بعجاب
نفر الذين دعاهم خير الورى:::: إذ لقبوه بساحر كذاب
مع علمهم بأمانة وديانة فيه:::: ومكرمة وصدق جواب
صلى عليه الله ما هب الصبا:::: وعلى جميع الآل والأصحاب
هذه كلمات للشيخ ملا عمران ـ رحمه الله ـ الذي كان شيعياً ثم تبين له الحق فاتبعه.
ثم أتمها الشيخ محمد تقي الدين الهلالي ـ رحمه الله ـ
نسبوا إلى الوهاب خير عباده:::: يا حبذا نسبي إلى الوهاب
الله أنطقهم بحقٍ واضح:::: وهم أهالي فرية وكذاب
أكرم بها من فرقة سلفية:::: سلكت محجة سنة وكتابِ
وهي التي قصد النبي بقوله:::: هي ما عليه أنا وكل صحاب
قد غاظ عباد القبور ورهطهم:::: توحيدنا لله دون تحاب
عجزوا عن البرهان أن يجدوه إذ:::: فزعوا لسرد شتائم وسباب
وكذاك أسلاف لهم من قبلكم:::: نسبوا لأهل الحق من ألقاب
سموا رسول الله قبل مذمماً:::: ومن اقتفاه قيل هذا صاب
الله طهرهم وأعلى قدرهم:::: عن نبز كل معطل كذاب
الله سماهم بنصِ كتابه:::: حنفاء رغم الفاجر المرتاب
ما عابهم إلا المعطل والكفـ:::: ـور ومن غوى بعبادة الأرباب
ودعا لهم خير الورى بنضارة:::: ضمت لهم نصراً مدى الأحقاب
هم حزب رب العالمين وجنده:::: والله يرزقهم بغير حساب
وينيلهم نصراً على أعدائهم:::: فهو المهيمن هازم الأحزاب
إن عابهم نذل لئيم فاجر:::: فإليه يرجع كل ذاك العاب
ما عابهم عيب العدو وهل يضيـ:::: ـر البدر في العلياء نبح كلاب
يا سالكاً نهج النبي وصحبه:::: أبشر بمغفرة وحسن مآب
وهزيمة لعدوك الخب اللئيـ:::: ـم وإن يكن في العد مثل تراب
يا معشر الإسلام أوبوا للهدى:::: وقفوا سبيل المصطفى الأواب
أحيوا شريعته التي سادت بها الأ:::: سلاف فهي شفاء كل مصاب
ودعوا التحزب والتفرق والهوى:::: وعقائد جاءت من الأذناب
فيمينها لا يمن فيه ترونه:::: ويسارها يأتيكم بتباب
إن الهدى في قفو شرعة أحمد:::: وخلافها رد على الأعقاب
جربتم طرق الضلال فلم تروا:::: لصداكم إلا بريق سراب
والله لو جربتم نهج الهدى:::: سنة لفقتم جملة الأتراب
ولهابكم أعدائكم وتوقعوا:::: منكم إعادة سائر الأسلاب
أما إذا دمتم على تقليدهم:::: فتوقعوا منهم مزيد عذاب
وتوقعوا من ربكم خسراً على:::: خسر وسوء مذلة وعقاب
هذي نصيحة مشفق متعتب:::: هل عندكم يا قوم من إعتاب
ومن البلية عذل من لا يرعوي:::: ولدى الغوي يضيع كل عتاب
وزعمتم أن العروبة شرعة:::: وعقيدة تبنى على الأسباب
لا فرق بين مصدق لمحمد:::: ومكذب فالكل ذو أحساب
فيصير عندكم أبو جهل ومن:::: والاه من حضر ومن أعراب
مثل النبي محمد وصحابه:::: بئس الجزاء لسادة أقطاب
بل صار بعضكم يرجح جانب الـ:::: ـكفار من سفل ومن أوشاب
ماذا بنى لكم أبو جهل من الـ:::: ـمجد المخلد في مدى الأحقاب
إلا عبادته لأصنام وإلا:::: وأدهم لبناتهم بتراب
وجهالة وضروب خزي يستحى:::: من ذكر أدناها ذوو الألباب
أفتجعلون ذوي المفاخر والعلى ... بحثالة كثعالب وذئاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/125)
اللؤلؤ المكنون يعدل بالحصى:::: والند والهندي والأخشاب
بدلتم نهج الهدى بضلالة:::: وقصور مجد شامخ بخراب
ولقد أتيتكم بنصح خالص:::: يشفيكم من جملة الأوصاب
وأخالكم لا تقبلون نصيحتي:::: بل تتبعون وساوس الخراب
وكان الفراغ منه بمدينة مكناس، طهرها الله من الأدناس، وصانها من كل بأس،لعشر خلون من ربيع الأول 1385هـ خمس وثمانين وثلاث مائة بعد الألف
ـ[أبو معاذ الأنصاري]ــــــــ[11 - 01 - 10, 01:46 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفعنا بك على هذا النقل الطيب
وهذه قصيدة أنا السلفي، حقيقة حفظتها دون أن أعرف كاتبها ...
أنا السلفي
أنا السلفيُ يامنْ تسألينا أسيرُ على طريق السابقينا
أنا السلفي ذا نهجي ودربي ولا أرضى سوى ذا النهج دينا
وأحمي شوكة الإسلام دوما ً كما تحمي القساورةُ العرينا
أصفي الدينَ من بدع ونفسي أربيها بربي مستعينا
وإن المنهجَ السلفيَ يمشي بكل سكينة مشي الهوينا
فتصفيةٌٌ وتربيةٌ شعاري أردده بلا ملل سنينا
وإن مصادرَ التشريع عندي كتاب الله رب العالمينا
وسنة أحمد فبها أثني تكون صحيحة للمقتفينا
على فهم الصحابة يارفاقي فقد نقلوا الشريعة صادقينا
كتاب الله أوليه اهتماماً وسنة أحمد ومهاجرينا
وأنصاراً أسيرُ على هداهم بدون تردد والتابعينا
فهمْ خيرُ القرون كما أتانا بنص واضح كالبدر فينا
وأشربُ من معين الوحي صفواً ويشربُ من أبى كدراً وطينا
وأطلبُ علمَ شرعتنا بجد فطعمُ العلم أحلى مالقينا
وأعملُ مخلصاً لله ديني وأبرأ من سبيل المشركينا
وأدعو الناس للدين المصفى فليس المحدثات هدى ودينا
وأصبرُ إن فُتنت ولا أبالي فإن اللهَ يجزي الصابرينا
أرى في سورة العصر انتهاجي ففيها النهجُ مرسوماً مبينا
فقد قالَ الإمامُ الشافعي كلاماً واضحاً للناظرينا
إذا لمْ ينزل الرحمنُ وحياً سواها حجة فلقد كفينا
وقد قال ابنُ مسعود حديثاً عن المعصوم خيرالخلق فينا
لقد خط الرسولُ لنا خطوطاً على ذات الشمال كذا اليمينا
ووسطها بخط مستقيم وقال صراط رب العالمينا
وذي سبل الضلالة فاحذروها فبئس النهج ذي للسالكينا
عجبتُ لمعشر دوماً تراهم لهدي نبيهم هم تاركونا
أحاربُ كل مبتدع جهول يرى في البدعة النور المبينا
ويترك سنةَ المعصوم عمدا ً ويرفضُ نهج صحب راشدينا
وأحترمُ الأئمةَ دون طعن فقد كانوا هداة مهتدينا
وإني لاأقلدهم بجهل ولكن بالبصيرة قد رأينا
ولاننسى ربيعاً بنْ عُمير إمام الجرح والتعديل فينا
فهم علماؤنا في الدين دوماً على درب الهدي هم سائرونا
لكل قضية أبغي دليلاً من الوحيين والإجماع حينا
ولا أرضى جموداً مذهبياً ولا تقليدَ قوم مخطئينا
وأدعو للولاة بكل خير ولو كانوا عصاة مدنبينا
وأنصحهم بلطف دون عنف وطاعتهم أرى مهما بقينا
وإني لستُ حزبياً ذميماً لأن الحزبَ نهجُ الخاطئينا
فلا الصوفي يغريني بجهل وهرطقة الشيوخ الهالكينا
يقلد شيخه من دون علم ويعكف عند قبته سنينا
يقيم لمولد الهادي احتفالا ويزعم أنه في الذاكرينا
يمرغُ وجهه بتراب قبر ويذبحُ عنده حيناً وحينا
ولا الإخوان تخدعني لأني أراهم في الضلالة غارقينا
وقالوا في الرياسة عز قومي فحادوا عن طريق السالفينا
وقالوا حسبنا ما نحن فيه وبالبنا وبالقطب اقتدينا
وقال ربيعُنا فيهم كلاماً فهم إخوانُ جهل مفلسينا
ولا نهج الروافض أقتفيه فقد جعلوا إلههم الحسينا
أري التبليغ نهجاً ذا انحراف فقد ضلوا ومنهجهم أبينا
كذا التكفير قد زاغوا وضلوا يرى التفجير نهجاً مستبينا
وقالوا أهل ملتنا جميعاً وحكم دمائهم كالكافرينا
شعرتُ بغربتي فأسلي نفسي بأني في طريق السابقينا
أرى فجراً يلوحُ وسوف يأتي وإن طال الزمانُ بنا سنينا
أرى فجراً يلوحُ وعن قريب سيبزغُ رغم أنف الحاقدينا
على نهج النبوة دون شك فبشرى للدعاة المخلصينا
ووعدُ الله آت دون مين لمن سلكوا الصراط المستبينا
كما قالَ الجليلُ (لقد كتبنا) وذي في الأنبياء وما نسينا
فصبراً يادعاة الحق صبراً فإن الصبرَ زادُ المتقينا
وإني قد نصحتُ وذاك حسبي وأجري عند رب العالمينا
فيا ذا المن يا ذا العفو إني سألتك فاهدني في الصالحينا
وصلى اللهُ مولانا صلاة على خيرالخلائق أجمعينا
وآخرُ قولنا حمداً وشكراً لربي فهو يجزي الشاكرينا
ـ[نورالدين الساعي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 07:42 م]ـ
جزاك الله خيرا
أين ذكرالشيخ ملا عمران هذه القصيدة في أي كتاب
إن كان تابع أحمد متوهبا:::: فأنا المقر بأنني وهابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي:::: رب سوى المتفرد الوهاب
لا قبة ترجى ولا وثن ولا:::: قبر له سبب من الأسباب
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[12 - 01 - 10, 02:29 م]ـ
أقرُّ أنا والذي أدناه موقعُ ــــــ أنني سلفي وبذا أبوح وأصدعُ
أنصرُ الإسلامَ في شتى البقاعِ ــــــ لا أخشى لائما ولا لاويِ الذراع
الله صيرني كالسيف الصقيل ـــــ على المنافقين كثرة كانوا أو قليلِ
وكتبه إسلام علي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/126)
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[12 - 01 - 10, 05:38 م]ـ
أقرُّ أنا والذي أدناه موقعُ ــــــ أنني سلفي وبذا أبوح وأصدعُ
أنصرُ الإسلامَ في شتى البقاعِ ــــــ لا أخشى لائما ولا لاويِ الذراع
الله صيرني كالسيف الصقيل ـــــ على المنافقين كثرة كانوا أو قليلِ
وكتبه إسلام علي
ما شاء الله
اكرمكم الله اخى اسلام
ـ[ابو محجن الحجناوي]ــــــــ[12 - 01 - 10, 07:18 م]ـ
التعريف بالشيخ ملا عمران
اسمه ونسبه:
هو العلامة الجليل الشيخ مُلاّ عمران بن علي بن رضوان، من علماء القرن الثالث عشر الهجري من بلاد لنجة الواقعه في إيران.
كان رحمه الله صاحب عقيدة سلفية، وعلى مذهب الإمام الشافعي في الفقه، وأُُسنِدَ إليه القضاء والإفتاء في بلده لنجة، وكان شاعراً مجيداً، وله ديوان شعر مشهور، وأفاد منه عددٌ كبير من العلماء بسبب ما أَوجَدَه من حركة علمية حسنة في بلده؛ توفي الشيخ ملا عمران ـ رحمه الله ـ عام 1280هـ في بلدته لِنجة بإيران.
قال الشيخ سليمان بن سحمان النجدي عن الشيخ ملا عمران:
"قال الشيخ ملا عمران بن رضوان صاحب (لنجة) لما تبين له حقيقة ما دعا إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب من إخلاص العبادة لله رب العالمين، وترك عبادة ما سواه من سائر المعبودين، وأنه على ما كان عليه سلف الأمة وأئمتها في باب معرفة الله وأسمائه وصفاته، قام بتأييده، وجد واجتهد في الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله، والذب عن أهل الإسلام الموحدين، فلأجل ذلك لقبوه بالوهابي، فأنشأ منظومة في الرد على أعداء الله من الجهمية، والمنكرين لهذه الدعوة المحمدية، طبعها الأخ في الله عيسى بن رميح مع العقيدة التي كتبناها جواباً على مفتريات صاحب جريدة ((القبلة)) علينا ولا شك إن شاء الله تعالى أنكم قد اطلعتم عليها، فنكتفي بذكر أبيات منها، وهي قوله رحمه الله تعالى:
إن كان تابع أحمد متوهباً فأنا المقر بأنني وهابي] انظر كتاب {الهدية السنية والتحفة الوهابية النجدية} لابن سحمان ص110 طبعة المنار الطبعة الأولى سنة1342هـ
وللشيخ ملا عمران ترجمة في تاريخ لنجة للخنجي وله ذرية أحياء بدولة الامارات العربية المتحدة حالياً بإمارة دبي كما ورد في ترجمته بتاريخ لنجة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - 01 - 10, 08:16 م]ـ
بارك الله فيكم وطبعة هذه القصيدة أيضا بعناية د. عبد السلام الشويعر بعنوان: قصيدة انا المقر بأنني وهابي.
ويليها تخميس للقصيدة.
أوله:
قل للذي اتخذ التجهم مركبا ** ورضاه دينا وارتضاه مذهبا
ولمذهب الأبرار صار مكذبا ** إن كان تابع أحمد متوهبا
فأنا المقر بأنيي وهابي.
ويليه قصيدة الشيخ الهلالي.
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[12 - 01 - 10, 08:32 م]ـ
تخميس قصيدة: أنا المقر ...
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=22539
ـ[أبويعلى البيضاوي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 09:50 م]ـ
الهدية (290)
وهي كتاب:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=78088&stc=1&d=1282412417
تيسير لمنعم
في شرح عقيدة المسلم
[وهو شرح لقصيدة أنا وهابي للملا عمران]
تاليف
الشيخ محمد بن صالح الحربي
دار ابن خزيمة
الطبعة الاولى 1423 هـ
رابط التحميل:
http://ia360705.us.archive.org/5/items/muniimharbi/muniim_harbi.pdf
وحيث لم يترجم الشيخ الشارح للشيخ الناظم رحمه الله فقد جمعت له ترجمة مختصره مما عثرث عليه
مع ضميميتن: الاولى تتمة القصيدة , والثانية تخميسها كلاهما للشيخ العلامة محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله
رابط التحميل
http://ia360701.us.archive.org/22/items/tarjamamulla/tarjama_mulla_umran.doc
وزيادة في الفائدة و النفع قمت برفع قراءة صوتية للقصيدة وتخميسها
رابط تحميل قراءة للقصيدة / صوتي
http://www.archive.org/download/ana_wahabi/anawahabi.mp3
ورابط تحميل قراءة تخميس القصيدة / صوتي
http://www.archive.org/download/ana_wahabi/takhmis_anawahabi.mp3
ـــــ
رحم الله امرءا أعجبته هديتي فدعا لوالدتي بالشفاء من مرضها
اللهم أعط منفقا خلفا اللهم أعط ممسكا تلفا
سلسلة عمل من طب لمن حب ( http://amalmantab.blogspot.com/)
تراث شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية رحمه الله ( http://bentaimiya.blogspot.com/)
خزانة المذهب الحنبلي ( http://hanabila.blogspot.com/)
خزانة المذهب المالكي ( http://malikiaa.blogspot.com)
المصطفى من المخطوطات العربية والإسلامية ( http://mostafamakhtot.blogspot.com)
خزانة التراث العربي ( http://khizana.blogspot.com)
ديوان السنة المسندة ( http://diwansunna.blogspot.com)
إسنادنا / مدونة الأثبات والفهارس والمشيخات ( http://isnaduna.blogspot.com/)
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[21 - 08 - 10, 10:13 م]ـ
ما شاء الله
أكرمكم الباري وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 10:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا(61/127)
سؤال حول هل الانسان مخير أم مسير
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[10 - 01 - 10, 11:23 م]ـ
ذكر بعضهم:
أن العبد بالنسبة لله تعالى وعلمه مسيير لا يفعل شيء إلا بعلم الله وبقدرته.
أما بالنسبة للعبد نفسه وعلمه فإن مخير
------
هل كلامه صحيح
ـ[سلطان بن عبيد العَرَابي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 02:17 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=125395 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=125395)
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[15 - 01 - 10, 06:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الكريم في هذه الأمور العقائدية الخطيرة يتمسك أهل السنة والجماعة بالألفاظ الثابتة عن المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم، والثابت عنه صلى الله عليه وسلم في السنة الصحيحة ما ورد في صحيح مسلم من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرفوعاً وفيه أن رجلاً قال: أفلا ندع العمل فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا بل اعملوا فكل .... مُيَسَّر ..... لما خلق له ... الحديث. فالإنسان ميسَّر وليس بمسير. وهذا ما يثبته القرآن الكريم كما في قوله تعالى (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنة فسنيسره للحسنى .... وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى .... فسنيسره .... للعسرى) فمن تمسك باللفظ المعصوم نجى وأصاب السنة وفهم، ومن قال بألفاظ مبتدعة لم ترد عن المعصوم تاه وضل. ومن أراد التوسع في موضوع القدر فعليه بكتاب شفاء العليل لابن القيم، والله تعالى أعلم
لا يتعلم العلم مستحيي ولا مستكبر
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[15 - 01 - 10, 06:56 م]ـ
عفواً سبق اصبع
(فسنيسره لليسرى)(61/128)
دعوة لمناقشة منهجية "أهل القرآن" في التعامل مع النصوص الشرعية
ـ[هشام مشالي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 11:10 ص]ـ
إشكال صلاح أبو عرفة -وأتباعه الرافعين شعار أهل القرآن- يرجع إلى منهجيته في التعامل مع النص، فها هو يقول في موقعه "أهل القرآن":
(وعلى المُغالين بالاستمساك بسَوْط "العربية" وعلومها، وأشعارها وقبائلها، كشرط جامع مُعنِت "للتدبر والبحث"، بما يُثقل على المقبل على الكتاب فيرتد راجعاً. وكأن كل المتدبرين الصالحين من قبل، كانوا على علم بذلك كله!. عليهم هم أن يجيبونا بماذا نفعت عربية أقحاح قريش كفارَها بعد كفرهم؟. وماذا ضرّت الأعاجم عُجمتهم حين آمنوا. وهل كان أبو سفيان في كفره أعجميا، فتعرّب فآمن؟.")
إن تحليل الفقرة السابقة يضع الأيدي على موضع الخلل:
1 - في أول الفقرة يحارب إحدى طواحين الهواء، التى ابتدعها، فهو لم يذكر من هؤلاء المغالين، ومن رموزهم.
2 - عمل على التنفير من تعلم اللسان العربي بقوله: سوط العربية، مما يضع دعوى الوقوف في وجه الغلو محل شك، ويرتفع هذا الشك إلى مرتبة الظن الغالب بعد قراءة نهاية الفقرة، حيث يتمحض الحديث حول العربية لا الغلو في تعلمها. وينضم إلى ذلك حديثه في دروسه بالعامية ليزيد الطين بلة.
3 - عدم العمق في التفكير سمة بارزة إن أحسنا الظن، وإلا كان تعمد الخلط، يتضح ذلك من اضطراب العلاقات بين العبارات، فلا يجد القارئ علاقة بين كفر الكافر العربي، وإيمان الأعاجم، وبين الحديث عن تعلم العربية كشرط للتدبر؛ فالحديث ليس في باب الإيمان والكفر، وإنما في باب التدبر والفهم.
4 - غاب في حديثه الكلام عن المنهج المعتدل الذي أرسى دعائمه علماؤنا من التضلع بعلم العربية بالقدر الذي يفي بحاجة المسلم لفهم الكتاب، ويبقى على المتخصصين ما ليس على غيرهم.
هذا نموذج لمنهجية التعامل مع النص، وإلا فالأمر يحتاج إلى مزيد دراسة.
فأدعو إخواني من طلبة العلم إلى مزيد من دراسة وتحليل تلك الأفكار والأقوال.
هذا والله أعلم(61/129)
كتاب عن الإرجاء
ـ[الخليفي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 10:23 م]ـ
لمن عنده علم
أرجو إفادتي
أريد أفضل كتاب حجم متوسط يتحدث عن (عقيدة الإرجاء) لايتعدى (150) صفحة تقريبا.
ـ[أبو راشد التواتي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 10:40 م]ـ
يوجد كتاب للشيخ سفر الحوالي اسمه ضاهرة الارجاء
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 10:45 م]ـ
كتاب الإيمان لشيخ الإسلام - وأفضل راجع المجلد السابع كله من مجموع الفتاوى ...
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[11 - 01 - 10, 10:59 م]ـ
كتاب الإيمان لشيخ الإسلام - وأفضل راجع المجلد السابع كله من مجموع الفتاوى ...
بارك الله فيك
ـ[ابو حسين اليافعي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 11:08 م]ـ
نعم كتب السلف أسلم كالإيمان لابن منده وغيره ومنها أيضا كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية كماذكر الأخوة فهي أسلم لك من الخلاف الحاصل هذه الأيام
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[12 - 01 - 10, 08:25 ص]ـ
من أفضل الكتب
1 - الإيمان الأوسط لشيخ الإسلام ابن تيمية
2 - مختصر الإيمان الكبير لشيخ الإسلام ابن تيمية اختصار الشيخ محمد بن عبدالوهاب
3 - التبيان لعلاقة العمل بمسمى الايمان علي شوف دار العلوم والحكم
4 - براءة أهل الحديث والسنة من بدعة المرجئة محمد الكثيري دار المحدث
5 - مسألة الإيمان بين كفتي الميزان عبدالإله اليوبي الحسني دار المأمون
6 - أرآء المرجئة في مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية عبدالله السند درا التوحيد(61/130)
لازم يلزم من فضل عائشة على أبيها!
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[12 - 01 - 10, 02:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين ...
فقد أطلعت على مقال لأحد الشٌّذَّاذ مفاده: أن عائشة رضي الله عنها أفضل من أبيها .... وهذا غلط ويلزم صاحبه لوازم خطيره لعله لا يلتزمها،،،،،ومنها:
التوقف في المفاضلة بين خديجة رضي الله عنها وأبي بكر .... لأن صاحب المقال توقف في المفاضلة بين عائشة وخديجة.
وهذا التوقف رأي لم يقل به أحد من الناس، بل هم مجمعون على إهماله ....
والله أعلم ...
وللحديث بقية بعد نقاش الأخوة.
تنبيه: صاحب المقال خلط في الاستدال على كلامه تخليطًا يسع بيانه مجلد أو أكثر وهو بحق سيكون مشغلة نافعة لطالب علم لا يجد ما يخوض فيه من المباحث العلمية.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[12 - 01 - 10, 02:40 ص]ـ
عذرًا الموضوع تكرر .... ولا أدري ما السبب!(61/131)
رأي لشيخ الإسلام ابن تيمية في أبي الحسن الأشعري
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[12 - 01 - 10, 02:42 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (التسعينية)، طبعة مكتبة المعارف بالرياض، تحقيق محمد بن إبراهيم العجلان، ص:1031 - 1034:" قلت: لا ريب أن الأشعرية إنما تعلموا الكتاب والسنة من أتباع الإمام أحمد ونحوه بالبصرة وبغداد، فإن الأشعري أخذ السنة بالبصرة عن زكريا بن يحيي الساجي، وهو من علماء أهل الحديث المتبعين لأحمد ونحوه، ثم لما قدم بغداد أخذ عمن كان بها، ولهذا يوجد أكثر ألفاظه التي يذكرها عن أهل السنة والحديث إما ألفاظ زكريا بن يحيي الساجي التي وصف بها مذهب أهل السنة، وإما ألفاظ أصحاب الإمام أحمد وما ينقل عن أحمد في رسائله الجامعة في السنة، وإلا فالأشعري لم يكن له خبرة بمذهب أهل السنة وأصحاب الحديث، وإنما يعرف أقوالهم من حيث الجملة، لا يعرف تفاصيل أقوالهم وأقوال أئمتهم، وقد تصرف فيما نقله عنهم باجتهاده في مواضع يعرفها البصير.
وأما خبرته بمقالات أهل الكلام فكانت خبرة تامة على سبيل التفصيل، ولهذا لما صنف كتابه في مقالات الإسلاميين ذكر مقالات أهل الكلام واختلافهم على التفصيل، وأما أهل السنة والحديث فلم يذكر عنهم إلا جمل مقالات مع أن لهم في تفصيل تلك الأقوال أكثر مما لأهل الكلام، وذكر الخلاف بين أهل الكلام في الدقيق، ولم يذكر النزاع بين أهل الحديث في الدقيق، وبينهم منازعات في أمور دقيقة لطيفة كمسألة اللفظ ونقصان الإيمان وتفضيل عثمان وبعض أحاديث الصفات ونفي لفظ الجبر وغير ذلك من دقيق القول ولطيفه.
وليس المقصود هنا مدح شخص أو طائفة ولا إطلاق ذم ذلك، فإن الصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة أنه قد يجتمع في الشخص الواحد والطائفة الواحدة ما يحمد به من الحسنات وما يذم به من السيئات وما لا يحمد به ولا يذم من المباحات والعفو عنه من الخطإ والنسيان بحيث يستحق الثواب على حسناته ويستحق العقاب على سيئاته بحيث لا يكون محمودًا ولا مذمومًا على المباحات والمعفوات وهذا مذهب أهل السنة في فساق أهل القبلة ونحوهم ....
ولهذا يكثر في الأمة من أئمة الأمراء والعلماء وغيرهم من يجتمع فيه الأمران، فبعض الناس يقتصر على ذكر محاسنه ومدحه غلوًّا وهوى، وبعضهم يقتصر على ذكر مساوئه وذمه غلوًّا وهوى، ودين الله بين الغالي فيه والجافي عنه، وخير الأمور أوسطها.
ولا ريب أن للأشعري في الرد على أهل البدع كلامًا حسنًا، هو من الكام المقبول الذي يمدح قائله إذا أخلص فيه النية، وله أيضًا كلام خالف فيه بعض السنة، هو من الكام المردود الذي يذم به قائله إذا أصر عليه بعد قيام الحجة، وإذا كان الكلام الحسن لم يخلص فيه النية والكلام السيئ كان صاحبه مجتهدًا مخطئًا مغفورًا له خطؤه، لم يكن في واحد منهما مدح ولا ذم، بل يحمد نفس الكلام المقبول الموافق للسنة، ويذم الكلام المخالف للسنة".
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - 01 - 10, 08:59 م]ـ
وهنا فائدة:
سبق نشرها في: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=44
هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما. أما بعد:
فهذه عدة نقول من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ فيها بيان لقيمة نقل الإمام أبي الحسن الأشعري لأقول أهل السنة، ومكانه من هذا العلم، ومدى تأثره بالمعتزلة وابن كلاب، وما بقي معه من هذه الأحوال ..
قال شيخ الإسلام في درء تعارض العقل والنقل 7/ 35:
ومن الناس من له خبرة بالعقليات المأخوذة عن الجهمية، وغيرهم، وقد شاركهم في بعض أصولها، ورأى ما في قولهم من مخالفة الأمور المشهورة عند أهل السنة: كمسألة القرآن، والرؤية، فإنه قد اشتهر عند العامة، والخاصة أن مذهب السلف، وأهل السنة، والحديث: أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأن الله يرى في الآخرة، فأراد هؤلاء أن يجمعوا بين نصر ما اشتهر عند أهل السنة، والحديث، وبين موافقة الجهمية في تلك الأصول العقلية التي ظنها صحيحة، ولم يكن لهم من الخبرة المفصلة بالقرآن، ومعانيه، والحديث، وأقوال الصحابة ما لأئمة السنة، والحديث، فذهب مذهبا مركبا من هذا، وهذا، وكلا الطائفتين ينسبه إلى التناقض وهذه طريقة الأشعري،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/132)
وأئمة أتباعه كالقاضي أبي بكر، وأبي إسحاق الإسفراييني، وأمثالهما، ولهذا تجد أفضل هؤلاء كالأشعري يذكر مذهب أهل السنة، والحديث على وجه الإجمال، ويحكيه بحسب ما يظنه لازما، ويقول: إنه يقول بكل ما قالوه، وإذا ذكر مقالات أهل الكلام من المعتزلة، وغيرهم حكاها حكاية خبير بها عالم بتفصيلها، وهؤلاء كلامهم نافع في معرفة تناقض المعتزلة، وغيرهم، ومعرفة فساد أقوالهم.
وأما في معرفة ما جاء به الرسول، وما كان عليه الصحابة، والتابعون، فمعرفتهم بذلك قاصرة، و إلا فمن كان عالما بالآثار، وما جاء عن الرسول، وعن الصحابة، والتابعين من غير حسن ظن بما يناقض ذلك لم يدخل مع هؤلاء، إما لأنه علم من حيث الجملة أن أهل البدع المخالفين لذلك مخالفون للرسول قطعا، وقد علم أنه من خالف الرسول فهو ضال، كأكثر أهل الحديث، أو علم مع ذلك فساد أقوال أولئك وتناقضها كما علم أئمة السنة من ذلك ما لا يعلمه غيرهم كمالك .. الخ
وقال أيضا 7/ 462:وكان الأشعري أعظم مباينة لهم في ذلك من الضرارية حتى مال إلى قول جهم في ذلك لكنه كان عنده من الانتساب إلى السنة والحديث وأئمة السنة كالإمام أحمد وغيره، ونصر ما ظهر من أقوال هؤلاء ما ليس عند أولئك الطوائف، ولهذا كان هو وأمثاله يعدون من متكلمة أهل الحديث، وكانوا هم خير هذه الطوائف، وأقربها إلى الكتاب والسنة، ولكن خبرته بالحديث، والسنة كانت مجملة، وخبرته بالكلام كانت مفصلة.
فلهذا بقي عليه بقايا من أصول المعتزلة، ودخل معه في تلك البقايا، وغيرها طوائف من المنتسبين إلى السنة، والحديث من اتباع الأئمة من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد ..
و أشار إلى أن عنده بقايا من الاعتزال في 2/ 99 و7/ 99.
وقال في منهاج السنة 5/ 276 - 279:
وأما معرفة ما جاء به الرسول من الكتاب، والسنة، وآثار الصحابة؛ فعلم آخر لا يعرفه أحد من هؤلاء المتكلمين المختلفين في أصول الدين، ولهذا كان سلف الأمة، وأئمتها متفقين على ذم أهل الكلام فإن كلامهم لا بد أن يشتمل على تصديق بباطل، وتكذيب بحق، ومخالفة الكتاب، والسنة، فذموه لما فيه من الكذب، والخطأ، والضلال، ولم يذم السلف من كان كلامه حقا، فإن ما كان حقا، فإنه هو الذي جاء به الرسول، وهذا لا يذمه السلف العارفون بما جاء به الرسول، ومع هذا فيستفاد من كلامهم نقض بعضهم على بعض، وبيان فساد قوله، فإن المختلفين كل كلامهم فيه شيء من الباطل، وكل طائفة تقصد بيان بطلان قول الأخرى، فيبقى الإنسان عند دلائل كثيرة تدل على فساد قول كل طائفة من الطوائف المختلفين في الكتاب، وهذا مما مدح به الأشعري، فإنه من بين من فضائح المعتزلة، وتناقض أقوالهم، وفسادها ما لم يبينه غيره، لأنه كان منهم، وكان قد درس الكلام على أبي على الجبائي أربعين سنة، وكان ذكيا، ثم إنه رجع عنهم، وصنف في الرد عليهم، ونصر في الصفات طريقة ابن كلاب؛ لأنها أقرب إلى الحق والسنة من قولهم، ولم يعرف غيرها، فإنه لم يكن خبيرا بالسنة والحديث، وأقوال الصحابة والتابعين، وغيرهم، وتفسير السلف للقرآن، والعلم بالسنة المحضة إنما يستفاد من هذا، ولهذا يذكر في المقالات مقالة المعتزلة مفصلة يذكر قول كل واحد منهم، وما بينهم من النزاع في الدق، والجل كما يحكى ابن أبي زيد مقالات أصحاب مالك، وكما يحكي أبو الحسن القدوري اختلاف أصحاب أبي حنيفة، ويذكر أيضا مقالات الخوارج، والروافض، لكن نقلة لها من كتب أرباب المقالات لا عن مباشرة منه للقائلين، ولا عن خبرة بكتبهم، ولكن فيها تفصيل عظيم، ويذكر مقالة ابن كلاب عن خبرة بها، ونظر في كتبه، ويذكر اختلاف الناس في القرآن من عدة كتب فإذا جاء إلى مقالة أهل السنة، والحديث ذكر أمرا مجملا يلقى أكثره عن زكريا بن يحيى الساجي، وبعضه عمن أخذ عنه من حنبلية بغداد، ونحوهم، وأين العلم المفصل من العلم المجمل، وهو يشبه من بعض الوجوه علمنا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم تفصيلا، وعلمنا بما في التوراة، والإنجيل مجملا لما نقله الناس عن التوراة، والإنجيل، وبمنزلة علم الرجل الحنفي، أو الشافعي، أو المالكي، أو الحنبلي؛ بمذهبه الذي عرف أصوله، وفروعه، واختلاف أهله، وأدلته بالنسبة إلى ما يذكرونه من خلاف المذهب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/133)
الآخر، فإنه إنما يعرفه معرفة مجملة، فهكذا معرفته بمذهب أهل السنة، والحديث مع أنه من أعرف المتكلمين المصنفين في الاختلاف بذلك.
وهو أعرف به من جميع أصحابه من: القاضي أبي بكر، وابن فورك، وأبي إسحاق، وهؤلاء أعلم به من: أبي المعالي، وذويه، ومن الشهرستاني، ولهذا كان ما يذكره الشهرستاني من مذهب أهل السنة، والحديث ناقصا عما يذكره الأشعري، فإن الأشعري أعلم من هؤلاء كلهم بذلك نقلا وتوجيها، وهذا كالفقيه الذي يكون أعرف من غيره من الفقهاء بالحديث، وليس هو من علماء الحديث، أو المحدث الذي يكون أفقه من غيره من المحدثين، وليس هو من أئمة الفقه، والمقرىء الذي يكون أخبر من غيره بالنحو والإعراب، وليس هو من أئمة النحاة، والنحوي الذي يكون أخبر من غيره بالقرآن، وليس هو من أئمة القراء ونظائر هذا متعددة.
وقال في منهاج السنة 8/ 8:
وأما الأشعري فلا ريب عنه أنه كان تلميذا لأبي علي الجبائي لكنه فارقه، ورجع عن جمل مذهبه، وإن كان قد بقي عليه شيء من أصول مذهبه لكنه خالفه في نفي الصفات، وسلك فيها طريقة ابن كلاب، وخالفهم في القدر، ومسائل الإيمان والأسماء والأحكام، وناقضهم في ذلك أكثر من مناقضة حسين النجار، وضرار بن عمرو، ونحوهما ممن هو متوسط في هذا الباب كجمهور الفقهاء، وجمهور أهل الحديث حتى مال في ذلك إلى قول جهم، وخالفهم في الوعيد، وقال بمذهب الجماعة، وانتسب إلى مذهب أهل الحديث والسنة كأحمد بن حنبل وأمثاله، وبهذا اشتهر عند الناس، فالقدر الذي يحمد من مذهبه هو ما وافق فيه أهل السنة والحديث كالجمل الجامعة، وأما القدر الذي يذم من مذهبه فهو ما وافق فيه المخالفين للسنة والحديث من المعتزلة والمرجئة والجهمية والقدرية ونحو ذلك.
وأخذ مذهب أهل الحديث عن زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة، وعن طائفة ببغداد من أصحاب أحمد وغيرهم، وذكر في المقالات ما اعتقد أنه مذهب أهل السنة والحديث، وقال بكل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاستقامة 1/ 212
[عن ابن كلاب وأبي الحسن الأشعري]: كانا يخالفان المعتزلة ويوافقان أهل السنة في جمل أصول السنة. ولكن لتقصيرهما في علم السنة، وتسليمهما للمعتزلة أصولا فاسدة = صار في مواضع من قوليهما مواضع فيها من قول المعتزلة ما خالفا به السنة، وإن كانا لم يوافقا المعتزلة مطلقا.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[13 - 01 - 10, 12:38 ص]ـ
وهنا فائدة:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاستقامة 1/ 212
[عن ابن كلاب وأبي الحسن الأشعري]: كانا يخالفان المعتزلة ويوافقان أهل السنة في جمل أصول السنة. ولكن لتقصيرهما في علم السنة، وتسليمهما للمعتزلة أصولا فاسدة = صار في مواضع من قوليهما مواضع فيها من قول المعتزلة ما خالفا به السنة، وإن كانا لم يوافقا المعتزلة مطلقا.
الذهبي أورد مثل ذلك عن ابن كلاب في تاريخ الإسلام: ذكره أنه سأل ابن تيمية عنه فأجاب بمثل ذلك أو أسهب منه ...
ولكن يعزب عني الموضع!
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[13 - 01 - 10, 05:32 م]ـ
عندي رسالة لطيفةٌ لشيخنا المحقق أبي محمد عبد الله بن يوسف الجديع يتحدث فيها عن أبي الحسن الأشعري ويرى أن التحقيق في هذه المسألة هو: أن أبا الحسن الأشعري ليس له غير رجوع واحد، وأنه في الجملة باقٍ على عقيدة عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري، و الشيخ له إضافة على هذه الرسالة لعله يعدها للنشر بعد ذلك ..
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[14 - 01 - 10, 12:24 ص]ـ
قال الإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام.
رائع والله هذا التوقيع.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 01:29 ص]ـ
عندي رسالة لطيفةٌ لشيخنا المحقق أبي محمد عبد الله بن يوسف الجديع يتحدث فيها عن أبي الحسن الأشعري ويرى أن التحقيق في هذه المسألة هو: أن أبا الحسن الأشعري ليس له غير رجوع واحد، وأنه في الجملة باقٍ على عقيدة عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري، و الشيخ له إضافة على هذه الرسالة لعله يعدها للنشر بعد ذلك ..
لا نحجر على الجديع في رأيه، ولكن رأي أئمتنا أحب إلينا منه ...
ومن قبل قال سعيد فودة: إن الأشعري رجع عن الاعتزال وهو في سن الأربعين، لا أنه بقي أربيعين سنة متعزليًا ... ولم يأت بدليل ..
وهذه الآراء المحدثة كلها بخلاف مقالات أهل التحقيق والاطلاع والاستقراء التام كابن تيمية والذهبي وابن كثير ونحوهم.
فالسلامة في أقوالهم والخير في علومهم ...
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 04:14 م]ـ
أخي الأموي -حفظك الله-ممكن تنقل لي تتبع الأئمة الذين ذكرت واستقرائهم التام بنصه ..
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 10:37 م]ـ
أخي الأموي -حفظك الله-ممكن تنقل لي تتبع الأئمة الذين ذكرت واستقرائهم التام بنصه ..
أحيلك على مقدمة حماد الأنصاري لكتاب الإبانة ففيه كفاية .... وكذلك راجع فهارس مجموع الفتاوى وتتبع كلام ابن تيمية فيه ... سيوافق الخبر الخبر إن شاء الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/134)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[15 - 01 - 10, 12:09 ص]ـ
قال الإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام.
رائع والله هذا التوقيع.
جزاك الله عني خيرًا.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[15 - 01 - 10, 02:17 ص]ـ
أحيلك على مقدمة حماد الأنصاري لكتاب الإبانة ففيه كفاية .... وكذلك راجع فهارس مجموع الفتاوى وتتبع كلام ابن تيمية فيه ... سيوافق الخبر الخبر إن شاء الله.
جزاك الله خيراً -أخي الفاضل- ولكن كنت أظن أنك جمعت هذا الاستقراء والتتبع، لإنك جعلت من خالفه في مصاف فودة و ....
وغالب ظني أنها مجرد استنتاجات من أقوال الأئمة الذي ذكرتهم وليست نصوصا صريحة من أقولهم خصوصاً ابن تيمية، فإن كلامه كثير ومنثور في كتبه، وأريد أن أزيدك شيئاً وهو: أن من جعلته يخالفه هو ينقل عنه ويستدل بأقواله- حفظك الله-وكذلك غيره ...
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 03:16 ص]ـ
هناك نصوص واضحة بينة في رجوع الأشعري إلى عقيدة السلف .... وقد أحلتك إليها وقد صرح الأشعري نفسه في الإبانة بأنه على مذهب السيد الكامل والرئيس الفاضل أحمد بن حنبل ... والذي على مذهب ابن كلاب لا يقول ذلك أبدًا.
ولو صحت قصة ذهابه للبربهاري لكانت الفاصلة ولكنها لا تصح!
وأنت إلى الآن لم تأت برسالة الجديع لنعرف كلامه ورأيه، وأفيدك أني لا أجعله في مصاف الجهمي فودة ....
والسلام.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[16 - 01 - 10, 03:39 م]ـ
هناك نصوص واضحة بينة في رجوع الأشعري إلى عقيدة السلف .... وقد أحلتك إليها وقد صرح الأشعري نفسه في الإبانة بأنه على مذهب السيد الكامل والرئيس الفاضل أحمد بن حنبل ... والذي على مذهب ابن كلاب لا يقول ذلك أبدًا.
ولو صحت قصة ذهابه للبربهاري لكانت الفاصلة ولكنها لا تصح!
وأنت إلى الآن لم تأت برسالة الجديع لنعرف كلامه ورأيه، وأفيدك أني لا أجعله في مصاف الجهمي فودة ....
والسلام.
كلام الشيخ الجديع أعتقد أنه أوجه وشيخ الإسلام على ما أظن قال بفترتين للأشعري ولم يقل بفترة ثالثة وهي رجوعه للسنة بشكل كامل
ايضا مسألة تلاميذ الأشعري لماذا أخذوا عنه مذهب المؤولة الكلابيّة ولم ياخذوا عنه وينشروا مذهب الإمام أحمد
أيضا نقطة مهمة في الموضوع وهو معرفة آخر مصنف أو مؤلف للأشعري وهل هو الإبانة أم لا؟
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 01:24 ص]ـ
كلام الشيخ الجديع أعتقد أنه أوجه وشيخ الإسلام على ما أظن قال بفترتين للأشعري ولم يقل بفترة ثالثة وهي رجوعه للسنة بشكل كامل
ايضا مسألة تلاميذ الأشعري لماذا أخذوا عنه مذهب المؤولة الكلابيّة ولم ياخذوا عنه وينشروا مذهب الإمام أحمد
أيضا نقطة مهمة في الموضوع وهو معرفة آخر مصنف أو مؤلف للأشعري وهل هو الإبانة أم لا؟
1) هات كلام الجديع الذي جعلته أوجه، ونحن إلى الآن لم نره!
2) هات كلام ابن تيمية المؤكد لكلام الجديع.
3) أصحاب الأشعري منهم من تأثر بأصحاب أحمد، وقد عد الأشعري نفسه من أتباع أحمد، وكان القاضي أبو بكر يكتب تحت فتاويه: أبو بكر الحنبلي وهم ما كان حنبليًا إنما كان شافعيا ولكنه قصد أنه حنبلي في الأصول.
4) مسألة الإبانة بعضهم يقول جرى فيها مجرى ابن كلاب، ولكن هذا لا يظهر لي والإبانة أنت جمعت أخطاءها وهي ليست بالقليلة وليست بالشنيعة!
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.(61/135)
الكنيسة هي السبب المباشر في اعتناقي للإسلام!!!
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[12 - 01 - 10, 08:40 ص]ـ
الكنيسة هي السبب المباشر في اعتناقي للإسلام
رسالة الإسلام – خاص
-------
28 - 10 - 2009
30 عاماً أبحث عن الحقيقة وأسئلتي الحائرة دفعتني للإسلام.
دراستي العميقة للكتاب المقدس أكدت لي صدق نبوءة محمد.
بعد إسلامي .. أحسست أنني وُلدت من جديد.
القرآن مشعل النور الذي أخرجني من الظلمات إلي النور.
طُلب منى اكتشاف تناقضات في القرآن فانبهرت بإعجازه واكتشفت 5000 تناقض في الكتاب المقدس، ولم أجد في القرآن أي تناقض.
تركت حياة الرفاهية وأعمل الآن سائقاً بعد إسلامي .. لكنني غير نادم وأشعر بسعادة غامرة.
الآن أصبحت أعبد الله دائماً وليس في أيام الآحاد فقط.
حوار: محمد سعد الحداد
على مدى 30 عاما ظل يبحث عن الحقيقة وعن الإجابة عن أسئلته الحائرة، وبعد أن كان داعية بارزاً للنصرانية تدرج من شماس إلى مساعد أول قس ثم انطلق من عقيدة الثالوث الباطلة إلى عقيدة الحق الناصعة التي لم يلحق بها التحريف والتبديل. ووقف على نصوص القرآن التي كانت بمثابة مشعل النور الذي أخرجه من الظلمات إلى النور، وأزال عنه الغموض من طلاسم الكتابيين في أسفارهم وأناجيلهم، وتيقن من مواضع التحريف والتبديل الواردة بالكتاب المقدس وكيف تماشى معها فكر أهل الكتاب مع أنها تخالف المنطق وكل الشرائع والأديان السماوية. والتقينا مع جمال زكريا إبراهيم (الشماس جمال زكريا أرمينيوس سابقاً)، ليحكى لنا قصة إسلامه وأهم الصعوبات التي واجهته وما دفعه من تضحيات ثمناً لإسلامه وأهم الجوانب التي جذبته للإسلام وما طموحاته تجاه دينه الجديد وكان لنا معه هذا الحوار عبر السطور التالية:
في البداية نود أن نعرف القراء بك؟
جمال زكريا أرمينيوس كنت أعمل شماساً في الكنيسة منذ كان عمري 8 سنوات ومساعد أول قس بعد ذلك وظللت أخدم في الكنيسة لمدة ثلاثين عاماً.
ما قصة طفولتك وكيف نشأت؟
ولدت في أسرة نصرانية في صعيد مصر وتحديداً في المنيا، ونظراً لتميزي وتديني عن باقي أقراني عملت شماساً وعمري 8 سنوات. ولكن وأنا طفل صغير في المرحلة الابتدائية كان يلفت نظري أنهم يعزلوننا في حصة الدين عن زملائنا المسلمين، وفكرت كثيراً لماذا هذا العزل؟ إضافة إلي أن هناك صور مازالت محفورة في ذهني، وهى منظر الأطفال المسلمين وهم يذهبون يوم الجمعة مع آبائهم لأداء الصلاة، فيلبسون الجلباب الأبيض النظيف ويخلعون نعالهم قبل الدخول إلى المسجد.
وقد ألحت استفسارات عديدة على ذهني الصغير ولكنى أسررتها في نفسي دون أن أجرؤ على البوح بها، وذات يوم وأنا شاب أثارتني صورة المسيح المصلوب والدم يسيل من جنيه، فقلت لوالدي هل هو المسيح حقاً وهل هو الله كما يقولون؟ وأين كان حين صلبوه؟ وكيف يسير الكون وهو مصلوب؟ ولم يستطع والدي الإجابة؟
هرعت بعدها إلى إنجيل لوقا "إصحاح 23" وإنجيل متى إصحاح 27" فلم أجد إجابة، وبعد أن كبرت سألت أحد القساوسة فكانت الإجابة التي لأتقنع أحدا، كما تساءلت عن التثليث، وكيف يكون الثلاثة في واحد، وكيف يكون المسيح هو الله .. وأيضاً لم أجد إجابة ..
هل كان لعملك شماساً دور في التعرف على الإسلام عن قرب؟
نعم، ولا تتعجب إذا قلت لك بأن الكنيسة هي السبب المباشر في اعتناقي للإسلام.
وكيف حدث ذلك؟
أنا كنت شماساً ثم مساعد أول قس، وكنت عضواً في لجنة القرآن، ومسئولاً عن الأسئلة الدينية بالكنيسة، وهذا كله أتاح لي الفرصة أن أدرس الكتاب المقدس بشكل مكتمل، فاكتشفت فيه 5000 غلطة وتناقض سجلتها بدقة، وبدأت أتناقش مع القساوسة قبل اعترافي بالإسلام، وظللت لمدة 3 سنوات على هذا المنوال ولم أجد الجواب الشافي إلى أن اكتشفوا أن هناك أناساً كثيرين يسلمون، فاختاروا شماساً من كل كنيسة على مستوى الجمهورية وكنت ضمن هؤلاء الشمامسة وأعطونا نسخاً من القرآن الكريم لندرسها جيداً ونستخرج بعض الآيات أو السور التي لها أكثر من تفسير أو تفسر تفسيرا خاطئاً وذلك لنؤسس عليها حواراتنا مع المسلمين حول الأديان .. ونستخدم معرفتنا لمحاربة القرآن والإسلام بهذه النقاط التي تدين المسلمين وتشككهم في عقيدتهم كما زعمت الكنيسة لخدمة أهدافها بهذه المغالطات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/136)
ولتعلّم للأطفال في مدارس الأحد وللكبار ولا يكتشف الرجال والنساء أن المسيحية بها تناقض. وعندما أخذت المصحف أخذته والتحدي يملؤني أن أستخرج أشياء كثيرة جداً وعندما فتحت المصحف دون ترتيب على سورة الأنعام ووقعت عيني على الآية الكريمة: {فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ في السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 125].
- وأخذت أفتح المصحف لخمس مرات وتأتى على نفس الآية فاقشعر جسدي بشدة. واستوقفتني كثيراً هذه الآية ودائماً كنت أهيم بفكري في مضمونها. وكان ذلك بداية التحول في حياتي .. وبعد مرور شهر من بحثي المتواصل في القرآن، جاءني الأسقف وكان رئيس أسقف الشباب ليعرف ما توصلت إليه بعد قراءتي للقرآن وما هي المغالطات التي أحرزتها في تلك الفترة بعد البحث العميق؟
- فأمسكت ورقة وقلما وكتبت: "لم أجد في القرآن أيَّ تناقض" وذيلت الورقة بإمضائي مجردة من لقب الأرسوزكية الذي خلعته علىَّ الكنيسة وقد تسرب أمري عن طريق زوجتي والتي كلفتها الكنيسة بمراقبتي وأعطيت الورقة إلى أسقف الشباب بإمضاء جمال زكريا فوضعها في جيبه وبعد الاجتماع وضع يده على كتفي وبعد انصراف الحاضرين قال لي: اترك ما تفكر به وانتظر مفاجأة الشهر القادم.
- وفى اجتماع الشهر التالي: قرروا تعييني قساً بعد دراسة أربعة أشهر في الكنيسة الإنجيلية بالقاهرة. فأمسكت بالميكرفون وقلت إنني لا أستحق هذا الشرف أشكركم، ومن هنا تأكدوا أنني أسير في الاتجاه المعاكس لما أرادوه منى وزوجتي توافيهم بأخباري أولاً بأول فعلموا أنني أتدارس الكتب الإسلامية وأقضى معها طيلة وقتي وكان أكثرها كتاب إحياء علوم الدين للإمام أبى حامد الغزالي.
متى أعلنت إسلامك على الملأ؟ ومن شجعك على هذه الخطوة؟
ظللت في رحلتي للبحث عن الحقيقة سنوات طويلة والحيرة والقلق ينتاباني ويساورنى الشك القاتل فيما أقرأ في كتب النصرانية لدرجة أدت إلى نقصان وزنى 18 كيلو جراماً من جراء التفكير والتساؤلات. ثم هداني الله عز وجل للاتصال ببعض علماء الإسلام وقراءة بعض الكتب الإسلامية واعتبرت القضية قضية تحد حقيقي بيني وبين نفسي وظللت أطالع هذه الكتب حتى تكونت عندي مكتبة تحتوى على 1500 كتاب عن الإسلام وبعدها أدركت عظمة الإسلام.
- أما عن اليوم الذي أعلنت فيه إسلامي على الملأ ففي أثناء عملي في إحدى المؤسسات الصحفية القومية مع بعض الصحفيين كنا بجوار مسجد يقوم بتوزيع الهدايا على فقراء المسلمين. فجاءتني سيدة وأصرت أن تحدثني قائلة أنا أحق من كل هؤلاء وقبل أن تبدأ في سرد قصتها أشرت إليها أن تخاطب أحد الصحفيين وأفهمتها أنه سيساعدها فقالت: أنا كنت من أسرة غنية تدين بالنصرانية واعتنقت الإسلام وتركت كل مالي عند أهلي وتزوجت بأحد فقراء المسلمين، ثم توفى تاركاً لي ثلاثة أطفال دون أي مصدر للعيش. وباستطراد ما بقى من قصة هذه السيدة، كنت في هذا الوقت يساورنى التردد في أمر إشهار إسلامي حيث إن عائلتي بالصعيد وأنا أقيم في منزل أسرة زوجتي ولما سمعت مضمون قصة المرأة، شعرت وكأنها رسالة من الله، فأعلنت على الفور إسلامي بيني وبين نفسي، وصليت العصر بأحد المساجد، وفى اليوم التالي ذهبت مبكراً لدار الإفتاء وأشهرت إسلامي ثم عدت إلى عملي وأعلنت هذا أمام زملائي.
موقف الكنيسة منك بعد إشهار إسلامك؟
في البداية حاولوا إغرائي مادياً وبأموال طائلة ثم مساومتي على أولادي ثم بالتهديدات وكان من بين تهدياتهم أن كلفت الكنيسة بأمري عضو نقابة المحامين بلندن وشيكاغو لتبنى قضيتي وإرهابي وإذلالي .. وإعادتي إلى ظلام الجهل زاحفاً لهم؛ فقد استخدم أثنى عشر شيكاً بدون رصيد وتم حبسي ولكن النيابة أفرجت عنى وكل هذا لم يزدني إلا إصراراً على تمسكي بعقيدتي التي يريدون أن يرجعوني عنها، وأقسمت ألا أتوقف ولا أتراجع عن نشر الدعوة بين المسيحيين الذين مازالوا في أروقة ودهاليز الضلال وظلام الجهل بما عرفوه من الكنيسة ورجالها.
هل كان لك دور في إسلام أحد ومن أبرزهم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/137)
نعم وهم حوالي 15 شخصاً غير والدتي، وأبرزهم رجل مسن يبلغ من العمر 80 سنة، وآخر سلب منه مصنعه وطردوه، وبفضل الله أهل الخير ساعدوه وسافر للأردن ويعمل عملاً جيداً هناك.
وما موقف والدتك من إسلامك في البداية؟
حقيقة موقف والدتي كان مثيراً للدهشة والغرابة في الوقت ذاته .. وأنا في عمر الثامنة كانت تدير الراديو على البرنامج العام صباحاً وكل يوم تقول لي الشيخ عبد الباسط والطبلاوى سيقرؤون ... وأنا كنت أخاصمها وأقول لها اقفلي فهذا حرام فترد علىَّ قائلة: أنت حرام عليك يا ولدى هذا كلام ربنا. وعندما أسلمت ذهبت إليها في المنيا وقلت لها: أنا أسلمت اليوم وأنا آت الآن من دار الإفتاء لأبلغك ذلك .. فقالت لي: يااااه إسلامك تأخر كثيراً جداً، فاستغربت وقلت لها لماذا؟ قالت: أنا كنت متأكدة أنك كلما تعمقت في المسيحية كان إسلامك أقرب وبسرعة، ففرحت فرحاً شديداً ودعت لي وأخبرتني إنها قد أسلمت من قبل فزادني ذلك تمسكاً بالإسلام.
وهل واجهت صعوبات كثمن لإسلامك؟
نعم ولكنها ابتلاءات من الله وعلىَّ أن أتحملها، فأنا تركت منزلي وسيارتي وكل متاع الدنيا وأعيش الآن ظروفاً صعبة وأعمل سائقاً في إحدي الصحف القومية، ولكن الحمد لله أنا غير نادم والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة وأحمد الله على كل شيء.
أي أنك دفعت ثمن الهداية للدخول في دين الحق؟
بالتأكيد، فبالرغم مما سلب منى من الامتيازات وحياة الرفاهية التي أكنت أعيش فيها، وعرضهم علىَّ مبلغاً مالياً كبيراً جداً إلا إنني رددت عليهم بأن أموال الدنيا لن تجبرني على ترك الدين الخاتم فأنا دائماً كنت أرد بيقين تام على كل الإغراءات والضغوط النفسية وحرماني من أبنائي الثلاثة بقوله تعالى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} (النحل: 96).
ما أهم الجوانب التي جذبتك للإسلام ولفتت نظرك تجاه؟
الإسلام هو الدين الشامل الكامل الذي لا ينقصه أي شيء .. فهو علاج كل القضايا الإنسانية كما أنه لايفرق بين غنى وفقير إلا بالتقوى والعمل الصالح ثم هو دين يعترف بالأديان السماوية. وكذلك شمول الرسالة المحمدية لكل رسالات الله فقد أراد الله سبحانه وتعالى لأمة محمد صلي الله عليه وسلم منهجاً واضحاً، لا يتبدل ولا يتغير، يحميها من الاختلاف في أصل العقيدة فإذا اختلفوا في شيء ردوه إلى الله وإلى الرسول وقد أمر المؤمنين أن يأتمروا بأمر الرسول وأن ينتهوا عما نهاهم عنه فقال تعالى: {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (الحشر:7). وحسم الأمر في نهايته فقال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ} (آل عمران:85).
ما شعورك بعد أن أصبحت من أبناء الإسلام؟
حقيقة لما أسلمت أحسست بحق أنى قد ولدت من جديد، ففي الإسلام وجدت الإجابة على كل الأسئلة التي حيرتني سابقاً، كما أن الإسلام هو الدين الذي يجعل الإنسان يعبد الله مدى الحياة لا في أيام الآحاد فقط. وأيضاً وجدت فيه خير الدنيا والآخرة، وأنا أشعر بطمأنينة وسكينة في قلبي وأسأل الله أن ينعم علىَّ بذلك دائماً.
وأخيراً .. ما أهم خططك وطموحاتك لدينك الجديد؟
بفضل من الله وتوفيقه ألفت كتابين: "لماذا اخترت الإسلام" وقد ترجمته إلى الإنجليزية، "وما قتلوه يقينا"، وأجهز للثالث الآن بعنوان"محمد نبي الرحمة في رسالات السماء. أعرض فيهم كثيراً من الأدلة والحجج الدامغة على أهل الكتاب من واقع نصوص أسفارهم وأناجيلهم، كما أبيِّن كثيراً من الأباطيل والمزاعم التي يزعهما أهل الكتاب وأبحث في التناقضات الموجودة بالكتاب المقدس مستغلا ثقافتي السابقة .. والحمد لله قرأه أكثر من نصراني وأسلم .. وأنا أقوم الآن بتوزيعه على الجاليات الأجنبية المقيمة بمصر وهذا كله أقل شيء يمكن أن أقدمه للإسلام.
=====================
ـ[علا صبَّاغ]ــــــــ[17 - 01 - 10, 07:36 م]ـ
هل هي قصة منشورة؟ ام تم نقلها من أحد المواقع؟ وما الدليل على صحتها؟ أم انه مجرد نسخ كلام؟
ـ[براءة]ــــــــ[17 - 01 - 10, 11:08 م]ـ
تجدها على رابط موقع رسالة الإسلام
http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=22&aid=12575(61/138)
فتاوى صدرت حول السحر (فتوى اللجنة الدائمة في المعالج الأردني محمد إدريس الحوامدة)
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[12 - 01 - 10, 03:38 م]ـ
فتوى اللجنة الدائمة في المعالج الأردني محمد إدريس الحوامدة
فتوى رقم (21297) وتاريخ 20/ 1 / 1421 هـ
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي / يوسف الغويري بواسطة الشيخ سعد الحصيِّن، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (16) وتاريخ 3/ 1 / 1421 هـ.
وقد سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه: (فيوجد شخص في بلدة بيرين / محافظة الزرقاء يقال له / محمد إدريس الحوامدة يدعي أنه يعالج بقراءة القرآن على الماء بعد أن يشخّص الداء الذي يدعي أنه يريه إياه مَلَك يقف على عينه، وقد حاولنا إقناعه بأنّ الملائكة لا تنزل بعد محمد صلى الله عليه وسلم على أحد بالوحي فأصرّ على أن هذه كرامة له من الله، وقال: إنه لا يتعامل مع الجن " المسلم أو الكافر " مطلقاً وإنما يتعامل مع الملائكة، فما هو الحكم فيمن يزعم هذا، خاصة أنه فتن كثيراً من الناس وخاصة رعايا دول الخليج عامّة وأهل السعودية خاصة، وجزاكم الله كل خير.).
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأن الملائكة عليهم السلام لا يعملون عملاً إلا بأمر الله جل وعلا وليس في مقدور الإنسان التحكم فيهم كيف يشاء ودعوى التعامل مع الملائكة ومساعدتهم للإنسان تفتقر إلى دليل قطعي وهذا ما لا سبيل إليه بالنسبة لنا لأن الواقع أن كثيراً من الناس تأتيهم أرواح تخاطبهم وتتمثل لهم وهي جن وشياطين فيظنونها ملائكة كالأرواح التي تخاطب من يعبد الكواكب والأصنام، وبناء على ذلك فلا يجوز أن يدعي شخص تعامله مع الملائكة ولا يجوز لغيره تصديقه في ذلك، ومن ثبت أنه يتعامل مع الجن والأرواح الخفية في علاج المرض فلا يجوز الذهاب إليه والعلاج عنده لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً ". خرجه مسلم في صحيحه. ولقوله عليه الصلاة والسلام: " من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ". خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بسند جيد. وهذه الأحاديث وغيرها تدل على تحريم سؤال العرافين والكهنة وتصديقهم وهو الذين يدَّعون علم الغيب أو يستعينون بالجن ويوجد من أعمالهم وتصرفاتهم ما يدل على ذلك. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .. ،،،
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
عضو
عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان
عضو
بكر بن عبد الله أبو زيد
عضو
صالح بن فوزان الفوزان
منقول
http://www.alsarm.com/ftioa/12.htm
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[22 - 04 - 10, 08:52 م]ـ
وهذه فتوى الشيخ العثيمين - رحمه الله - في المعالج نفسه -:
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -:
فضيلة الشيخ!
رجل اشتهر في علاج الأمراض وإجراء العمليات بدون جراحة، ويخبر الناس بما فيهم من الأمراض، وظاهره الصلاح، وأنه محافظ على الصلاة، ولا يطلب من الناس نقوداً، ولكن الناس تعلقوا به، وأعرف أناساً من هذه المنطقة يريدون السفر إليه وهو موجود في خارج هذه البلاد، فما حكم السفر إليه؟ وما تعليقكم؟.
فأجاب:
يقولون: " حدِّث العاقل بما لا يعرفه، فإن صدق فلا عقل له! "، ونحن ما خبرنا أحداً يشفي الله المرضى على يده بمجرد مسح يده إلا عيسى عليه السلام، فأنا لا أصدق بهذا أبداً، وإن قُدر أن الناس فتنوا به، وحصل أن أحداً ذهب إليه وعالجه بدون عملية: فهناك شياطين تعمل له؛ لأنه ليس بمعقول، الله أكبر! لو قال لنا أحد: هذه الشمس ما هي شمس، هذه لمبات مكونة مجموعة وتضيء الأرض هل نوافق على هذا؟ لا نوافق.
أي إنسان له عقل أو أدنى مسكة من عقل لا يمكن أن رجلاً من بني آدم يؤتى إليه بالمرضى يحتاجون إلى عمليات يعالجهم بدون جراحة، سبحان الله عجائب! وهذا مما ابتلي به الناس اليوم، صاروا يعتمدون على غير ربهم عز وجل، يتعلقون بالمخلوق، فيصدقون بما لا يُعقل.
فأقول للأخ الذي يريد السفر: لا تسافر، وابق في مكانك واسأل ربك عز وجل، فالله على كل شيء قدير، كم من أناس حفرت قبورهم وجُهز الماء لتغسيلهم، وجلبت الأكفان ليكفنوا فيها: ولم يموتوا، لأن الله على كل شيء قدير، الذي أنزل المرض قادرٌ على أن يرفعه، ما لم يكن الأجل قد حلَّ فلا فائدة، ماذا قال زكريا حين بشره الله بالولد؟ وماذا قال الله له؟ {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً} [مريم:8] قال الله له: {قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً} [مريم:9] من الذي أوجدك؟ الله عز وجل، قادر على أن يوجد لك ولداً، من الذي أمرضك؟ الله، الذي أمرضك قادر على أن يرفع المرض عنك، لكن الله تعالى يقول: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} [الطلاق:3] ولا بد أن أمره يبلغ مكانك {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} [الطلاق:3] قد يكون الله عز وجل قدَّر أن هذا المرض هو المرض النهائي، والدعاء حينئذٍ يكون رفعة للدرجات، وقد يكون الله قدَّر أن هذا المرض لا يزول إلا بدعاء فلان أو فلان، فيدعو الله ويبرأ.
" لقاء الباب المفتوح " (217 / السؤال رقم 8).(61/139)
الشروحات الكاملة لشيخنا الشيخ هشام البيلى
ـ[محمد بن سعد المالكى]ــــــــ[12 - 01 - 10, 10:48 م]ـ
أتم شيخنا حفظه الله شروح عدد من الكتب القيمة وهى
كتب تم الانتهاء من شرحها
العقيدة والسنة
شرح كتاب الابداع فى مضار الابتداع (للشيخ على محفوظ) ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=246)
(http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=246) الجواهر واللألى فى التعليق على نونية القحطانى ا ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=239)
الكنز الثمين فى التعليق على أصول السنة لابن أبى زمنين ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=238)
فضل السلام فى التعليق على فضل الاسلام (الامام المجددشيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب) ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=237)
الشرح الثانى على شرح السنة للبربهارى بطنطا ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=231)
(http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=231) هداية العقول الى شرح سلم الوصول فى علم الاصول ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=227)
تمام المنة فى شرح أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=217)
اللمع فى شرح كتاب الحوادث والبدع للطرطوشى ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=215)
كشف الغمة فى ابضاح أصول السنه_ للامام أحمد ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=211)
الوقفات العلية على مسائل الجاهلية ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=210)
(http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=210) التعليق المبسط على مختصر الايمان الاوسط ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=207)
تذكير اولى الالباب لشرح لمعة الاعتقاد ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=157)
(http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=157) عقيدة السلف وأصحاب الحديث ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=156)
شرح كتاب العقيدة الوسطية ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=132)
شرح ستة مواضع من سيرة النبى صلى الله عليه وسلم ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=128)
الاصول الستة ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=123)
اعتقاد أئمة الحديث ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=118)
شرح رسالة الرد على الزنادقة والجهمية ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=83)
العقيدة القيروانية ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=50)
(http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=50) الاصول الثلاثه ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=31)
شرح السنة البربهارى ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=28)
شرح فتح العلام فى التعليق على رفع الملام ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Detailes&khid=1724)
شرح لامية شيخ الاسلام ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Detailes&khid=1583)
شرح نواقض الاسلام العشرة ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Detailes&khid=1546)
شرح المنظومة الحائية ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Detailes&khid=1513)
شرح لمعة الاعتقاد ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Detailes&khid=1469)
شرح مختصر الثانى كشف الشبهات ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Detailes&khid=1416)
شرح مختصر كشف الشبهات ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Detailes&khid=1415)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/140)
القواعد الاربع ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Detailes&khid=969)
الحديث
منة الرحمن شرح عمدة الاحكام ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=32)
السيرة النبوية ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Group&id=18)
العطر الندى فى مختصر سيرة النبى صلى الله عليه وسلم ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=200)
علوم القرآن
القواعد الحسان للشيخ عبد الرحمن السعدى ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=60)
مقدمة التفسير لشيخ الاسلام ابن تيمية ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=72)
الكوكب المنير شرح أصول فى التفسير العلامه الشيخ محمد بن صالح العثيمين ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=221)
الآداب
شرح كتاب العلم ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Detailes&khid=1536)
شرح منظومة الالبيرى ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Detailes&khid=1755)
شرح مختصر حلية طالب العلم ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=108)
حلية طالب العلم للشيخ بكربن عبدالله ابوزيد ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=218)
التحف فى فضل علم السلف على علم الخلف ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=236)
النحو
الأجرومية ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=44)
مصطلح الحديث ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Group&id=11)
تعليقات على شرح نخبة الفكر ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=45)
أصول الفقه ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Group&id=10)
شرح المختصرات القوية على القواعد القهية ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Detailes&khid=1561) (http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=46)
الأصول من علم الأصول ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=46)
شرح نظم الورقات بالمحلة ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=223)
الفقه والمواريث ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Group&id=9)
منهاج السالكين ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=5)
التفسير ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Group&id=6)
جزء عم ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=30)
تفسير جزء تبارك ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=155)
قناة الرحمة ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Group&id=21)
أصول السنة .. للإمام أحمد ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=114)
(http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=114) هداية العقول الى شرح سلم الوصول فى علم الاصول ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=166)
الشيخ هشام البيلى يتكلم عن شيخه فضيلة الشيخ بن عثيمين رحمه الله ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=170)
(http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=170) رسائل ومسائل ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=197)
شرح كتاب الابداع فى مضار الابتداع (للشيخ على محفوظ) ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=228)
نداءات القرآن ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=233)
منوعات مرئية
سلسلة العشر (وقفة مع القلب) ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=240)
لسلسلة الاولى (سلسلة تربية الأوالآد فى الاسلام) ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=235)
دروس فى رمضان 1430 ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=234)
حصاد رمضان 1429 ( http://www.albeialy.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Series&id=201)
هنا يا إخوانى
http://www.albeialy.com/modules.php?name=Completed (http://www.albeialy.com/modules.php?name=Completed)
نرجوا الدعاء لى ولأهلى
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[10 - 05 - 10, 07:26 م]ـ
بارك الله في شيخنا ونفع الله به
بارك الله فيك أخي المالكي(61/141)
شرح مفرغ .. شرح كتاب التوحيد للشيخ زيد المدخلى
ـ[محمد بن سعد المالكى]ــــــــ[12 - 01 - 10, 10:50 م]ـ
شرح كتاب التوحيد للشيخ زيد المدخلي -حفظه الله- 16 شريطًا مفرغا
http://www.archive.org/details/
قال الشيخ الألباني :
_Altwheed_Sh_Z_Almidkhale
نرجوا منكم الدعاء لى ولأهلى
ـ[محمد بن سعد المالكى]ــــــــ[16 - 01 - 10, 12:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخى
تشرفت بمرورك
ـ[فواز وهيب]ــــــــ[17 - 01 - 10, 12:35 ص]ـ
لو نزلت اخي الحبيب الشرح الصوتي اتماما للفائدة وفقك الله
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[03 - 02 - 10, 01:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا .... لكن تفريغ الشريط الثامن غير موجود ..(61/142)
ذكر توحيد الله والبشارة برسول الله صلى الله عليه وسلم في الإنجيل
ـ[ابن فرات]ــــــــ[13 - 01 - 10, 01:04 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،،،،
فهذه بعض النصوص الدالة على توحيد الله عز وجل والبشارة ببعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدد من الأناجيل، لأنه ليس هناك انجيل واحد متفق عليه بين طوائف النصارى.
1 ذكر عبودية عيسى عليه السلام لله تعالى، وأنه ليس كما يقولون عنه
جاء في العهد الجديد ما نصه، {إن إله ابراهيم واسحاق ويعقوب، اله آبائنا، قد مجد عبده يسوع}
وتكرر ذكر العبودية ايضا في موضعين آخرين، وهما {على عبدك القدوس يسوع الذي مسحته} و، {ليجري الشفاء والآيات والأعاجيب باسم عبدك القدوس يسوع}.
وفي انجيل برنابا يتجلى الحق بقول عيسى عليه السلام، {لقد ضللتم ضلالا عظيما ايها الاسرائيليون لأنكم دعوتموني إلهكم وأنا انسان، أشهد أمام السماء، وأشهد كل شيء على الأرض أني بريء من كل ما قلتم، لأني إنسان مولود من إمرأة فانية بشرية وعرضة لحكم الله، مكابد شقاء الأكل والمنام وشقاء البرد والحر كسائر البشر}.
وانكر عليه السلام دعوة بنوته في قوله: {ليكن ملعونا كل من يدرج في أقوالي أني ابن الله}.
2 بشارته عليه السلام ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
قال عليه السلام، {سيأتي بدين الحق، ولا يكون لدينه نهايه}، وقال {أن اسمه المبارك محمد} وهذا في عدة صفحات من انجيل برنابا منها الصفحة 161 و 162.
3 ذكر حادثة نزول جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء.
جاء في الطبعة الأكثر شعبية للإنجيل وهي نسخة الملك جيمس، مانصه {يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة، ويقال له أقرأ هذا، فيقول لا أعرف الكتابة}
وجاء فيه مانصه، {متى جاء ذاك روح الحق، فهو يرشدكم لجميع الحق} والمستقر عند الكتاب المقدس أن كلمة روح مرادفة لكلمة نبي.
وجاء ايضا في الانجيل مانصه {لا يتكلم من نفسه، فالذي يسمعه يخبركم به ويخبركم بأمور آتية}، وهذا مطابق لمعنى الآية، قال الله عز وجل {وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى}.
وجاء ايضا فيه ما نصه {ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم}، وقال ايضا: {فهو يشهد لي}.
وجاء في سفر التثنية على لسان موسى عليه السلام ما نصه، {وخرج وشع من هناك من جبال فاران، وقد اتى مع عشرة آلاف تقي من يمينه اتاهم بقانون فريد}، وجبال فاران كما هو معلوم عندهم تطلق على جبال مكة، وعشرة آلاف هو عدد الصحابة عند فتح مكة.
وقبل هذا كله ومصادقا ً له نذكر قول الله تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)
هذا ماتيسر ذكره، وهناك الكثير من الأمثلة غير ما ذكرنا، نسأل الله جل وعلا أن يميتنا على التوحيد، وأن يعيننا على اقتفاء سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والحمدلله رب العالمين.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[13 - 01 - 10, 01:53 ص]ـ
هلا وثقت كلامك بنقل رقم الأصحاح ونحوه!
ـ[أبو معاذ الأنصاري]ــــــــ[17 - 01 - 10, 02:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز لا شك أن المسيح عليه السلام بشر بمحمد صلى الله عليه وسلم، ولكن عند النقل من كتبهم لابد وأن نعتمد على الكتب التي يقدسونها، ويقولون بها، وإلا فإنهم لا يسلمون لك بقولك، فعندهم مثلا كتب الأبوكريفا - أي المشكوك في صحتها - وعلى رأسها إنجيل برنابا، لذا لا بد من ذكر البشارات مما بين أيديهم ويعترفون به، وبإذن الله جل وعلا سأوافيكم بالنصوص من العهدين القديم والجديد مع تعليق بسيط عليها لإيضاحها ...
وجزاكم الله خيرا(61/143)
الحقو والكنف والظل والتردد والنفس والهرولة - هل نثبتها لله تعالى؟
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[13 - 01 - 10, 01:24 ص]ـ
مناقشة مختصرة
في ضوء الكتاب والسنة
لست صفات إلهية
مقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وآله وصحبه ومن والاه واقتفي أثره حتي يلقاه
أما بعد:
فهذه دراسة مختصرة لست من الصفات الإلهية (حقيقة أو نسبة فمنها ما ليس بصفة ولكن اللفظ للأغلب) وهي الحقو والكنف والظل والتردد والنفس والهرولة وشرطي فيها أن أذكر معني كل صفة لغة وذكرها في الكتاب والسنة (إن وجد فإنه لا يوجد ذكر في الكتاب إلا للنفس) قدر الطاقة بما يكفي ذكراً لا استقصاء وإحصاء ثم أذكر من وقفت عليه ممن أثبتها من أهل العلم وكذلك من نفاها أو أوَلها وبعد ذكر الأقوال أذكر تحقيقي وترجيحي بين تلك الأقوال مراعياً أقربها للحق ومرجحاً أدناها لسبيل المؤمنين والله مستعاني أولاً وآخراً.
والله مسئول علي الدوام ***** أن يقبل الصواب من كلامي
رب تجاوز واجعلن أهل السنن ... في مبعد عن الشقاق والفتن
واكتب لنا بسابق السعاده **** والصبر واليقين والزياده
ثم الصلاة والسلام سرمدا * ... علي النبي أبداً مجددا
وآله وصحبه ومن سلف ... وسامعي قولي بغير ما أسف
الحقو
لغة:
ذكر عياض القاضي وغير واحد من أهل اللغة أن الحقو هو موضع الإزار وشده.
ذكر الحقو:
لم يذكر الحقو في كتاب الله تعالي ولكن جاء ذكره في ما رواه البخاري رحمه الله تعالي <<65/ 4830>> وغيره قال: حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان قال:حدثني معاوية بن أبي مزرد عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة _رضي الله عنه _ عن النبي _صلي الله عليه وسلم _ قال:" (خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن فقال له: مه قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلي يا رب قال: فذاك. قال أبو هريرة اقرءوا إن شئتم:<< فهل عسيتم إن توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم >>) ". اهـ
قلت: ومن العجيب أن البخاري في كتاب التوحيد أخرج الحديث باختلاف يسير عن شيخه إسماعيل بن عبد الله به دون قوله:" فأخذت بحقو الرحمن " مع مناسبة المقام فلا أدري سر ذلك وكذلك أخرجه في كتاب الأدب بدون " حقو الرحمن " وأيضاً قول النبي عن الله " فقال له: مه" بالمضمر المذكر دون " لها " بالتأنيث وبإجراء عادة أهل العربية علي الحديث نجد أن قول " مه " للحقو وليس للرحم لقوله بعد " قالت " و " أترضين " و" من وصلكِ" و" قطعكِ" ومن قبل " فأخذت " فهذا كله إسناد لمؤنث.
زيادة لابد منها:
أخرج ابن كثير الحديث في تفسيره لسورة محمد بلفظ " حقوي الرحمن " عازياً ذلك للبخاري وليس فيما وجدته في الصحيح للحديث في مواضعه الثلاثة ذكر " الحقوين " والله أعلم.
ولكن قال الحافظ (8/ 444): "قوله (فأخذت) كذا للأكثر بحذف مفعول أخذت، وفي رواية ابن السكن " فأخذت بحقو الرحمن"، وفي رواية الطبري " بحقوي الرحمن" بالتثنية، قال القابسي: أبى أبو زيد المروذي أن يقرأ لنا هذا الحرف لإشكاله ... ".اهـ
ورواه الإمام أحمد في المسند (2956/ شاكر)، وابن أبي عاصم في ((السنة)) (538)؛ بإسناد حسن (انظر ظلال الجنة للألباني / الحديث (538)). وانظر: ((السلسلة الصحيحة)) (1602) بلفظ الحجزة وليس الحقو.
المثبتون:
·قال أبو موسي المديني في المجموع المغيث <<1/ 405>>:" وإجراؤه علي ظاهره أولي ".اهـ
·قال الغنيمان في " شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري "<<2/ 383>> نقلاً عن شيخ الإسلام في نقض التأسيس: بل هذا من الأخبار التي يقرها من يقر نظيره والنزاع فيها كالنزاع في نظيره فدعواك أنه لابد فيه من التأويل لا تصح ... وهذا الحديث في الجملة من أحاديث الصفات التي نص الأئمة علي أ نها تمر كما جاء.
ثم ذكر عن الخطابي أنه قال في هذا الحديث: هذا مما يجب أن يؤول بالاتفاق , وقول ابن حامد: ومما يجب التصديق به أن لله حقواً , وقول المروذي: قرأت علي أبي عبد الله كتاباً فمر علي هذا الحديث فرفع المحدث رأسه وقال: أخشي أن تكون كفرت.قال أبو عبد الله: هذا جهمي ". اهـ
·وقال الشيخ الراجحي:" هو من الصفات الذاتية ".اهـ (كما في موقعه علي الشبكة).
النافون وأهل التأويل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/144)
·قال الخطابي وحكاه عنه شيخ الإسلام وابن حجر في الفتح ومرعي الحنبلي في أقاويل الثقات <<ص.184>>:" هذا مما يجب فيه التأويل بالاتفاق".اهـ
·وفي الأقاويل <<ص. 185>> عن البيهقي أ نه قال:" معناه عند أهل النظر أنها استجارت واعتصمت به كما تقول العرب تعلقت بظل جناحه أي اعتصمت به".اهـ
·وروي في الاقاويل عن السفارييني مثل قول البيهقي.
·وقول أبي يعلي الذي نقله عنه شيخ الإسلام في النقض وهو الإثبات بلا مماسة.
·وقال مرعي الحنبلي كما في أقاويل الثقات <<134 >>:" باب: في ذكر الوجه والعين واليد .. والجنب والحقو ..... ونحو ذلك مما أضيف إلي الله تعالي مما وردت به الآيات والأحاديث مما يوهم التشبيه والتجسيم تعالي الله عن ذلك علواً كبيراً ".اهـ
·ومنهم الحافظ ابن حجر كما في الفتح (8/ 444): "قوله (فأخذت) كذا للأكثر بحذف مفعول أخذت، وفي رواية ابن السكن "فأخذت بحقو الرحمن"، وفي رواية الطبري " بحقوي الرحمن" بالتثنية، قال القابسي: أبى أبو زيد المروزي أن يقرأ لنا هذا الحرف لإشكاله … وقال عياض: الحقو معقد الإزار، وهو الموضع الذي يستجار به ويحتزم به على عادة العرب؛ لأنه من أحق ما يحامى عنه ويدفع، كما قالوا: نمنعه مما نمنع منه أزرنا، فاستعير ذلك مجازاً للرحم من استعاذتها بالله من القطيعة. انتهى. وقد يطلق الحقو على الإزار نفسه …والمعنى على هذا صحيح مع اعتقاد تنزيه الله عن الجارحة. قال الطيبي: هذا القول مبني على الاستعارة التمثيلية؛ كأنه شبه حال الرحم وما هي عليه من الافتقار إلى الصلة والذب عنها بحال مستجير يأخذ بحقو المستجار به، ثم أسند على سبيل الاستعارة التخييلية ما هو لازم للمشبه به من القيام، فيكون قرينة مانعة من إرادة الحقيقة، ثم رشحت الاستعارة بالقول والأخذ وبلفظ الحقو فهو استعارة أخرى، والتثنية فيه للتأكيد؛ لأن الأخذ باليدين آكد في الاستجارة من الأخذ بيد واحدة". اهـ
التحقيق:
1 - الحقو صفة ذاتية لله تعالي ثابتة بالأحاديث المتقدمة ونص الأئمة علي كونها من أحاديث الصفات.
2 - لا نقطع بأن لله تعالي حقوين بل يقيد ذلك بصحة لفظة " الحقوين " وعدم شذوذها.
3 - لي علي ما تقدم إشكالان أرجو من الله أن يحلهما لي ويذهب غمهما عني مع إثباتي للصفة وهما:
الأول: إخراج البخاري لفظة " حقو الرحمن " في كتاب التفسير دون كتاب التوحيد الذي هو مظنة أحداديث الصفات.
الثاني: أن الرحم وردت مسندة إلي المؤنث في كل مواضعها فقوله " مه " إما ان يكون أمراً لها –أي الرحم- أو له -أي الحقو- وكلاهما منتقض لأن الرحم تكلمت وكانت مأمورة بالانكفاف (قال ابن هشام: مه اسم فعل امر بمعني انكفف) ولأن الله لا يامر صفة له بالانكفاف فترجح ان الحقو للعرش أو أنه خلق من خلقه.
الكنف
لغة:
قال ابن منظور في لسان العرب <<9/ 308>>:"الكنف: ناحية الشئ .... وكنف الله: رحمته ,واذهب في كنف الله وحفظه أي في كلائته وحرزه وحفظه وفي حديث ابن عمر في النجوي "يدنو المؤمن ... "قال ابن المبارك:يعني يستره.وقيل: يرحمه ويلطف به. قال ابن سميل (هكذا والصواب شميل):يضع الله عليه كنفه أي رحمته وبره ... وفي حديث أبي وائل:" نشر الله كنفه علي المسلم هكذا , وتعطف بيده وكمه " ". اه
قال البخاري في خلق أفعال العباد <<103>>:" ((قال عبد الله بن المبارك: كَنَفَه؛ يعني: ستره)).اهـ
ذكر الكنف:
لم يذكر في كتاب الله ولكن جاء في ما رواه: البخاري (7514)، ومسلم (2768)؛ من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: ((000 يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كَنَفَه عليه فيقول 000)) ..
وأخرجه ابن منده في كتاب التوحيد <<545>>والخلال في السنة وغيره.
قلت: وهو غير ما جاء عن معاذ رضي الله عنه:" يحبس الناس يوم القيامة في صعيد واحد فينادي: أين المتقون؟؟ فيقومون في كنف من الرحمن لا يحتجب منهم ولا يستتر ". << القناعة مختصر اللاكائي / 49>>.
المثبتون للكنف:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/145)
·الإمام أحمد كما نقله عنه الخلال في السنة وقال:" باب: (يضع كَنَفَه على عبده، تبارك وتعالى): أخبرني محمد بن أبي هارون ومحمد بن جعفر؛ أنَّ أبا الحارث حدثهم؛ قال: قلت لأبي عبد الله: ما معنى قوله: ((إنَّ الله يدني العبد يوم القيامة؛ فيضع عليه كَنَفَه؟)) قال: هكذا نقول: يدنيه ويضع كَنَفَه عليه؛ كما قال؛ يقول له: أتعرف ذنب كذا". اهـ (من الصفات الإلهية للسقاف ص. 267).
·ابن المبارك والبخاري كما تقدم.
أبو موسى المديني في ((المجموع المغيث)) (3/ 78): ((في الحديث: ((يُدنى المؤمن من ربه عَزَّ وجَلَّ حتى يضع عليه كَنَفَه))؛ أي: يستره، وقيل: يرحمه، وقال الإمام إسماعيل: لم أر أحداً فسَّرَه؛ إلا إن كان معناه: يستره من الخلق، وقيل في رواية: يستره بيده. وكنفا الإنسان: ناحيتاه، ومن الطائر: جناحاه)).
شيخ الإسلام ابن تيمية في نقضه كما ذكر الغنيمان في شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري << 2/ 423>>.
وقال الشيخ عبد العزيز الراجحي << شبكة المعلومات / موقعه >>:" اما صفة الكنف فهي من الصفات الذاتية لحديث البخاري " يدنو .... " الحديث نقله أبو عبد الله عن أحمد وأقره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن حامد شيخ القاضي أبي يعلي ". انتهي بتصرف
أهل التاويل:
·منهم ابن حجر العسقلاني كما في الفتح 10/ 503: "قوله: (حتى يضع كنفه) بفتح الكاف والنون بعدها فاء: أي جانبه، والكنف أيضاً الستر وهو المراد هنا، والأول مجاز في حق الله تعالى كما يقال: فلان في كنف فلان أي في حمايته وكلاءته .. ".اه
قلت: ليس مجازاً بل منصوص عليه كما قال الخلال: أنبأنا إبراهيم الحربي؛ قال: قوله: ((فيضع عليه كَنَفَه))؛ يقول: ناحيته.
قال إبراهيم: أخبرني أبو نصر عن الأصمعي؛ يقال: نزل في كَنَفِ بني فلان؛ أي: في ناحيتهم)) اهـ<< غنيمان (2/ 423) >>.
التحقيق:
الكنف صفة ذاتية لله تعالي ثابتة بالسنة نجريها علي ظاهرها بمعناها كما فعل السلف فلا غير التصديق والإيمان.
صفة التردد
لغة:
قال ابن منظور كما في لسانه <<3/ 174>>:" تردد وترادّ: تراجع ". اه
قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوي عندما ذكر حقيقة التردد <<18/ 135>>:" أن يكون الشئ الواحد مراداً من وجه مكروهاً له من وجه ". اهـ
ذكر التردد:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((إن الله قال: من عادى لي وليّاً؛ فقد آذنته بالحرب 000 وما تردَّدت عن شيء أنا فاعله تردُّدي عن نفس المؤمن؛ يكره الموت، وأنا أكره مَسَاءَته)). رواه البخاري (6502) واحمد في المسند بمعناه <<6/ 256>> وابن أبي الدنيا (قال ذلك ابن رجب ولم أجده) وأبو نعيم في الحلية (1/ 5).
قال ابن رجب الحنبلي كما في جامع العلوم والحكم << 461>>: " هذا الحديث تفرد بإخراجه البخاري دون بقية أصحاب الكتب ...... وزاد في آخره ((وما ترددت ..... )) الحديث.
وهو من غرائب الصحيح تفرد به ابن كرامة عن خالد وليس في مسند أحمد مع أن خالد بن مخلد تكلم فيه احمد وغيره ".اه
المثبتون للتردد:
·قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في المجموع << 18/ 129وما بعده >>:" والتحقيق: أنَّ كلام رسوله حق، وليس أحد أعلم بالله من رسوله، ولا أنصح للأمة منه، ولا أفصح ولا أحسن بياناً منه، فإذا كان كذلك؛ كان المتحذلق والمنكر عليه من أضل الناس وأجهلهم وأسوئهم أدباً، بل يجب تأديبه وتعزيره، ويجب أن يصان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الظنون الباطلة والاعتقادات الفاسدة، ولكن المتردد منا، وإن كان تردده في الأمر لأجل كونه ما يعلم عاقبة الأمور؛ لا يكون ما وصف الله به نفسه بمنْزلة ما يوصف به الواحد منا؛ فإن الله ليس كمثله شيء؛ لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ثم هذا باطل؛ فإن الواحد منا يتردد تارة لعدم العلم بالعواقب، وتارة لما في الفعلين من المصالح والمفاسد، فيريد الفعل لما فيه من المصلحة، ويكرهه لما فيه من المفسدة، لا لجهل منه بالشيء الواحد الذي يحب من وجه ويكره من وجه؛ كما قيل:
الشَّيْبُ كُرْهٌ وكُرْهٌ أَنْ أفَارِقَهُ
فأعْجَبْ لِشَيْءٍ عَلى البغضاءِ محبوبُُ
ِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/146)
وهذا مثل إرادة المريض لدوائه الكريه، بل جميع ما يريده العبد من الأعمال الصالحة التي تكرهها النفس هو من هذا الباب، وفي الصحيح: ((حفت النار بالشهوات، وحفت الجنة بالمكاره))، وقال تعالى) كُتِبَ عَلَيْكُمْ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ (الآية.
ومن هذا الباب يظهر معنى التردد المذكور في هذا الحديث؛ فإنه قال: ((لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه))؛ فإن العبد الذي هذا حاله صار محبوباً للحق محباً له، يتقرب إليه أولاً بالفرائض وهو يحبها، ثم اجتهد في النوافل التي يحبها ويحب فاعلها، فأتى بكل ما يقدر عليه من محبوب الحق، فأحبه الحق لفعل محبوبه من الجانبين بقصد اتفاق الإرادة؛ بحيث يحب ما يحبه، ويكره ما يكرهه محبوبه، والرب يكره أن يسوء عبده ومحبوبه، فلزم من هذا أن يكره الموت؛ ليزداد من محاب محبوبه، والله سبحانه وتعالى قد قضى بالموت، فكل ما قضى به؛ فهو يريده، ولا بد منه؛ فالرب مريد لموته لما سبق به قضاؤه، وهو مع ذلك كارهٌ لمساءة عبده، وهي المساءة التي تحصل له بالموت، فصار الموت مراداً للحق من وجه، مكروهاً له من وجه، وهذا حقيقة التردد، وهو أن يكون الشيء الواحد مراداً من وجه مكروهاً من وجه، وإن كان لابد من ترجح أحد الجانبين، كما ترجح إرادة الموت، لكن مع وجود كراهة مساءة عبده، وليس أرادته لموت المؤمن الذي يحبه ويكره مساءته كإرادته لموت الكافر الذي يبغضه ويريد مساءته)).اهـ
·وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (475_476):" والمراد أن الله تعالي قضي علي عباده الموت كما قال: (كل نفس ذائقة الموت) والموت هو مفارقة الروح الجسد , ولا يحصل ذلك إلا بألم عظيم جداً وهو أعظم الآلام التي تصيب العبد في الدنيا ............ فلما كان الموت بهذه الشدة والله قد حتمه علي عباده كلهم _ ولابد لهم منه _ والله يكره أذي المؤمن ومساءته سمي ذلك تردداً في المؤمن ". اهـ
·وقال العثيمين _ رحمه الله تعالي _ كما في لقاء الباب المفتوح (59/ 12):" إثبات التردد علي وجه الإطلاق لا يجوز ... وليس هذا التردد من أجل الشك في المصلحة ولا من اجل الشك في القدرة علي فعل الشئ بل هو من أجل الرحمة بهذا العبد ولهذا قال في نفس الحديث: ((يكره الموت، وأكره إساءته، ولابد له منه)). وهذا لا يعني أنَّ الله عَزَّ وجَلَّ موصوف بالتردد في قدرته أو في علمه، بخلاف الآدمي فهو إذا أراد أن يفعل الشيء يتردد، إما لشكه في نتائجه ومصلحته، وإما لشكه في قدرته عليه: هل يقدر أو لا يقدر. أما الرب عَزَّ وجَلَّ فلا ". اهـ
أهل التاويل والتعطيل:
·ردت هذه الصفة طائفة كما حكي شيخ الإسلام في المجموع (18/ 129) والله المستعان.
التحقيق:
التردد في قبض روح المؤمن صفة فعلية ثابتة لله تعالي بمعناها الذي قرره الأئمة ابن تيمية وابن رجب والله أعلم.
الظل
لغة:
كما في المعجم الوسيط (2/ 982): الظل: ضوء شعاع الشمس إذا استترت عنه بحاجز , و_من كل شئ: شخصه , ومن الشئ: أوله. اهـ.
ذكر الظل:
لم يذكر الظل في كتاب الله تعالي ولكن جاء ذكره في السنة فيما رواه البخاري في ((صحيحه)) (660)، ومسلم في ((صحيحه)) أيضاً
(1031)؛ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله 000)).
وروى مسلم في ((صحيحه)) (2566) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((000 أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)).
وروى مسلم أيضاً (3006) من حديث أبي اليسر رضي الله عنه مرفوعاً: ((من أنظر معسراً أو وضع عنه؛ أظله الله في ظله)).
وجاء ذكر ظل العرش فيما روى الإمام أحمد في ((المسند)) (5/ 328)، والحاكم في ((المستدرك)) (4/ 169)، والطبراني في ((الكبير))، وابن حبان في ((صحيحه)) (577) من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه: ((المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله 000)).
وأورده الألباني في ((صحيح الجامع)) (1937) بلفظ: ((إن المتحابين00))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/147)
وروى الإمام أحمد في ((المسند)) (5/ 237)، وابن أبي الدنيا في ((الأخوان)) (9)؛ من حديث عبادة بن الصامت: ((حقت محبتي للمتحابين فيَّ 000 والمتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله)). وقال الألباني في ((صحيح الجامع)) (4320): ((صحيح يشهد له ما بعده)).
وروى الإمام أحمد في ((المسند)) (5/ 300، 308)، والدارمي (2/ 262) والبغوي في ((شرح السنة)) (2143) وحسنه؛ من حديث أبي قتادة رضي الله عنه: ((من نَفَّسَ عن غريمه أو محا عنه؛ كان في ظل العرش يوم القيامة)) وصححه الألباني في صحيح الجامع (7576)
وروى الإمام أحمد في ((المسند)) (8696 - شاكر)، والترمذي (صحيح سنن الترمذي 1052) واللفظ له؛ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((من أنظر معسراً، أو وضع له؛ أظلَّه الله يوم القيامة تحت ظل عرشه، يوم لا ظلَّ إلا ظِلُّه)).
وأورده الشيخ مقبل الوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (رقم 1307و1461).
المثبتون الظل لله تعالي:
·منهم الشيخ عبد الله بن سعدي الغامدي العبدلي (ت.1425) في رسالته "الأخطاء الأساسية في العقيدة وتوحيد الألوهية من فتح الباري " في ص. 12 من كتاب " أخطاء فتح الباري في العقيدة " للمرزوقي.
·والشيخ عبد العزيز الراجحي القائل:" ومن قال عن الظل المراد به ظل العرش يخشي عليه من التأويل ". (شبكة المعلومات العنكبوتية / موقعه).
المثبتون أنه ظل العرش:
·منهم الحافظ أبو عبد الله بن منده في ((كتاب التوحيد)) (3/ 190): ((بيان آخر يدل على أن العرش ظل_ٌ يستظل فيه من يشاء الله من عباده))، ثم ذكر بسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي))، ثم أورد حديث: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله))، وكأنه رحمه الله يشير إلى أنَّ الظل في حديث السبعة هو ظل العرش الوارد في حديث المتحابين في الله.<< الصفات الإلهية في الكتاب والسنة 210>> ..
·وقال البغوي في ((شرح السنة)) (2/ 355) في شرح حديث السبعة: ((قيل: في قوله: ((يظلهم الله في ظله))؛ معناه: إدخاله إياهم في رحمته ورعايته، وقيل: المراد منه ظل العرش)). اهـ
·وابن القيم في روضة المحبين << 485>>.
·وقال الشيخ حافظ حكمي في ((معارج القبول)) (1/ 170) عند كلامه على عُلُو الله فوق عرشه ووصف العرش؛ قال: ((ومن ذلك النصوص الواردة في ذكر العرش وصفته، وإضافته غالباً إلى خالقه تبارك وتعالى فوقه))، ثم ذكر بعض الآيات والأحاديث، إلى أن قال: ((وفيه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: ((سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله)))) اهـ
·ومنهم عياض القاضي وابن حجر كما في ((الفتح (2/ 144))).
القائلون بأنه ظل في الجنة أو ظل شجرة طوبي:
هو قول طائفة نقله الحافظ في الفتح ورد عليه (2/ 144).
القائلون بأنه ظل يخلقه الله:
·قال الشيخ العثيمين كما في شرح الواسطية له (2/ 136):" << وقوله لا ظل غلا ظله >>: يعني إلا الظل الذي يخلقه وليس كما توهم بعض الناس أنه ظل ذات الرب عز وجل ". اهـ
القائلون بأن الظل هو الرحمة:
·قال ابن عبد البر في ((التمهيد)) (2/ 282) بعد أن أورد حديث ((سبعة في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله)): " ((والظل في هذا الحديث يراد به الرحمة، والله أعلم، ومن رحمة الله الجنة، قال الله عَزَّ وجلَّ:) أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا (، وقال:) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (، وقال:) فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (". اهـ
·وقال البغوي في ((شرح السنة)) (2/ 355) في شرح حديث السبعة: " ((قيل: في قوله: ((يظلهم الله في ظله))؛ معناه:" إدخاله إياهم في رحمته ورعايته ".اهـ
التحقيق:
أن الظل ليس صفة من صفات الله تعالي بل هو للعرش وذلك لعلل عدة منها:
·أن الأحاديث نطقت أنه ظل واحد في القيامة للفظ " لا ظل إلا ظله " فهو ظل واحد ثم تكاثرت النصوص بأنه ظل العرش.
·الظل المضاف إلي الله تعالي مبين يأنه ظل العرش في مقابله من النصوص فحديث المعسر الذي عند مسلم مبين عند أحمد وحديث المتحابين في السبعة الذي في الصحيحين مبين عند أحمد وغيره.
·التأويل بالرحمة ونحوه غير سائغ في كلام العرب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/148)
·جعل الظل هو ظل الجنة لايسوغ لأن الظل يكون في الموقف في القيامة.
النفس
لغة:
هي بتسكين الفاء غير النفس بالتحريك و قال ابن منظور في اللسان (6/ 233):" النفس: الروح , قال ابن سيده: وبينهما فرق ليس من غرض الكتاب. ثم حكي أقوالاً منها الروع و_ حقيقة الشئ وقال ابن خالويه: ما يكون به التمييز وحكي غير ذلك.
وقال بعد ذلك (6/ 234): يعبر بها عن الإنسان جميعه ". انتهي بتصرف
ذكر النفس:
جاء ذكر النفس في كتاب الله تعالي في غير ما موضع منها:
1 - قوله تعالى:) وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ ([آل عمران: 28، 30].
2 - و قوله:) تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ([المائدة: 116]
3 - وقوله:) كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ([الأنعام: 54].
وجاء ذكرها كذلك في السنة في غير ما موضع ومنها:
1 - حديث أبي ذر: ((يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي 000)). رواه مسلم (2577).
2 - حديث عائشة رضي الله عنها: ((000 وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)). رواه مسلم (486).
3 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي000)) رواه: البخاري (7405)، ومسلم (2675).وغيرها كثير.
أقوال العلماء في النفس:
اختلف أهل العلم فيها مثبتة لله تعالي علي ثلاثة أقوال:
الأول: أنها صفة من صفات الله تعالي , وقال به غير واحد من أهل العلم و منهم:
·أبو حنيفة النعمان بن ثابت الذي قال في الفقه الأكبر (302):" وله يد ووجه ونفس ... ".اهـ
·والبخاري رحمه الله تعالي بتبويبه " باب قول الله تعالي " ويحذركم الله نفسه " وقوله جل ذكره " تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك "ثم ساق أحاديث النفس.
·وابن خزيمة في كتابه التوحيد (1/ 11) حيث قال:" فأول ما نبدأ به من ذكر صفات خالقنا جل وعلا في كتابنا هذا: ذكر نفسه، جل ربنا عن أن تكون نَفْسُه كنَفْسِ خلقه، وعزَّ أن يكون عَدَماً لا نَفْس له)) اهـ.
·وابن بطة كما في الإبانة (ق3/ج2/ 171_172).
·وعبد الغني المقدسي في عقيدته << 40>> حيث قال:" ومما نطق به القرآن وصحَّ به النقل من الصفات (النَّفْس))) ". اهـ
وقال الشخ عبد الرزاق البدر في " تذكرة المؤتسي شرح عقيدة عبد الغني المقدسي " (164):" وكلام المصنف ـ رحمه الله ـ هنا يحتمل أمرين:
الأول: أنَّه يعد النفس صفة مستقلة، مثل الرضا والغضب والمحبة والسخط. وهذا ـ لكما قرر شيخ الإسلام خطأ
الثاني: ونأخذه من منهجه الذي هو بصدد الكلام عليه، وهو إثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، فيحتمل أن يكون مراده إطلاق ما أطلقه عز وجل في كتابه العزيز من أوصاف أو أخبار. وعلى هذا المعنى يكون كلامه مستقيماً ". اهـ
·والبغوي كما في شرح السنة (1/ 168) قال:" والإصْبَع المذكورة في الحديث صفةٌ من صفات الله عَزَّ وجَلَّ، وكذلك كلُّ ما جاء به الكتاب أو السنَّة من هذا القبيل من صفات الله تعالى؛ كالنَّفس، والوجه، والعين .. ".اهـ
·وابن قدامة المقدسي في اللمعة.
·وصديق حسن خان كما في ((قطف الثمر)) (ص 65)؛ قال: ((ومما نطق بها القرآن وصحَّ بها النقل من الصفات: (النَّفْس) 000)) اهـ وتراجع عنه في تفسيره لسورة آل عمران.
·والعثيمين في اللمعة التي شرحها في عام 1392هـ حيث قال في (ص.23):" الصفة الثالثة: النفس النفس ثابتة لله تعال بالكتاب والسنة وإجماع السلف ..... ثم قال: وأجمع السلف علي ثبوتها علي الوجه اللائق به , فيجب إثباتها لله .... ".اهـ
وتراجع عن ذلك في شرحه علي الواسطية (164) فقال:"وفي الآية (أي آية الأنعام << كتب علي نفسه الرحمة >>) من صفات الله ك الربوبية , والإيجاب , والرحمة ". اهـ
الثاني: أن النفس هي ذات الله المجردة عن الصفات وحكاه عن طائفة من الناس شيخ الإسلام في مجموع الفتاوي (9/ 293).
الثالث: أن النفس هي ذات الله المتصفة , قال به عدد من أهل العلم ومنهم:
·ابن قتيبة في اختلاف اللفظ (343).
·والدارمي في رده علي بشر المريسي (195_196).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/149)
·وشيخ الإسلام ابن تيمية كما في المجموع (9/ 292_293):" ويراد بنَفْس الشيء ذاته وعينه؛ كما يقال: رأيت زيداً نفسه وعينه، وقد قال تعالى:) تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ (، وقال تعالى:) كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ (، وقال تعالى:) وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ (، وفي الحديث الصحيح؛ أنه قال لأم المؤمنين: ((لقد قلت بعدك أربع كلمات لو وزن بما قلتيه لوزنتهن: سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله رضى نفسه، سبحان الله مداد كلماته))، وفي الحديث الصحيح الإلهي عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني، إن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ؛ ذكرته في ملأ خير منهم))؛ فهذه المواضع المراد فيها بلفظ النَفْس عند جمهور العلماء: الله نفسه، التي هي ذاته، المتصفة بصفاته، ليس المراد بها ذاتاً منفكة عن الصفات، ولا المراد بها صفة للذات، وطائفة من الناس يجعلونها من باب الصفات، كما يظن طائفة أنها الذات المجردة عن الصفات، وكلا القولين خطأ)). اهـ.
·وابن كثير في التفسير لآيات آل عمران والمائدة والأنعام.
·وابن منظور في اللسان (6/ 233) وكذا صاحب المفردات في غريب القرءان (501).
·والشوكاني كما في فيض القدير (1/ 368) حيث قال:" قال الزجاج معناه ويحذركم الله إياه ".اهـ
·وصديق حسن خان في التفسير كما تقدم.
·والقاسمي في التفسير حيث قال:"وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ (أي: ذاته المقدسة ".اهـ
·والعثيمين في شرحه علي الواسطية كما تقدم.
·والغنيمان في شرحه علي كتاب التوحيد من الصحيح (1/ 249): ((المراد بالنَّفْسِ في هذا: اللهَ تعالى، المتصف بصفاته، ولا يقصد بذلك ذاتاً منفكة عن الصفات، كما لا يراد به صفة الذات كما قاله بعض الناس)).اهـ
التحقيق:
النفس هي ذات الله المتصفة وليس صفة من صفاته ولا الذات المجردة لعدم الدليل عليه والله أعلم.
صفة الهرولة
لغة:
جاء في المعجم الوسيط (2/ 982):" هرول: أسرع بين العدو والمشي ويقال:هرول السراب ".اهـ
ذكر الهرولة:
لم تذكر في كتاب الله تعالي ولكن جاء ذكرها في السنة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند البخاري (7405و7536) ومسلم (2675): ((000 وإن أتاني يمشي؛ أتيته هَرْوَلَةً)).
المثبتون للهرولة:
·قال أبو إسماعيل الهروي في ((الأربعون في دلائل التوحيد)) (ص79): ((باب الهَرْوَلَةِ لله عزَّ وجلَّ)).
·وأبو إسحاق الحربي في ((غريب الحديث)) (2/ 684) بعد أن أورد حديث أبي هريرة: ((قوله: هَرْوَلَة)): مشيٌ سريع)) اهـ
·وأبو موسى المديني في ((المجموع المغيث)) (3/ 96) في الحديث عن الله تبارك وتعالى: ((من أتاني يمشي؛ أتيته هَرْوَلَة))، وهي مشي سريع، بين المشي والعدو)) اهـ.
·واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء كما في الفتوى (رقم 6932) من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (3/ 142) ما يلي:
((س: هل لله صفة الهَرْوَلَة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه 000 وبعد:
ج: نعم؛ صفة الهَرْوَلَة على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به، قال تعالى: ((إذا تقرب إليَّ العبد شبراً؛ تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إليَّ ذراعاً؛ تقربت منه باعاً، وإذا أتاني ماشياً؛ أتيته هَرْوَلَة)).رواه: البخاري، ومسلم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم)).
وقد وقع على هذه الفتوى كلٌ من المشايخ: عبد العزيز بن باز، عبدالرازق عفيفي، عبد الله بن غديان، عبد الله بن قعود.
·والشيخ العثيمين في ((الجواب المختار لهداية المحتار)) (ص 24) قوله: ((صفة الهَرْوَلَة ثابتة لله تعالى؛ كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي به 000 (فذكر الحديث، وفيه:) وإن أتاني يمشي؛ أتيته هَرْوَلَة))، وهذه الهَرْوَلَةُ صفة من صفات أفعاله التي يجب علينا الإيمان بها من غير تكييف ولا تمثيل؛ لأنه أخبر بها عن نفسه، فوجب علينا قبولها بدون تكييف، لأنَّ التكييف قول على الله بغير علم، وهو حرام، وبدون تمثيل؛ لأنَّ الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/150)
يقول:) لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ()).اهـ
تعقيبب:
ذكر الشيخ العثيمين - رحمه الله _ في شرحه علي القواعد المثلي كلاماً في الهرولة لنا فيه نظرتان:
الأولي: قوله في (328_329والتي تليها):" وذهب بعض الناس إلي ان قوله تعالي في الحديث القدسي:"أتيته هرولة " يراد به سرعة قبول الله تعالي وإقباله علي عبده المتقرب المتوجه بقلبه وجوارحه , وأن مجازاة الله للعامل له أكمل من عمل العامل .... إلي أن قال: ولهذا قلنا إن تفسير الحديث بهذا المعني لا يخرج عن مذهب أهل السنة والجماعة. ففيه قولان , لكن ظاهر الحديث المشي والهرولة ".اهـ
قلت: وذلك قريب من قول ابن بطال كما في الفتح (13/ 522):"ويكون قوله: أتيته هرولة أي أتاه ثوابي مسرعاً .. فإن المراد به قرب الرتبة وتوفير الكرامة". ولم أجد لأحد من علماء السلف في ذلك شئ فالأسلم تركه فالله أعلم.
الثانية: قوله في ص. 328:" فإذا قال قائل: كيف هذه الهرولة؟! نقول ك الكيف غير معقول وهو مجهول , والمعني معروف , فأثبت المعني وانف الكيفية ".اهـ
قلت: قوله " انف الكيفية " موهم فأهل السنة يثبتون معني يعلمونه وكيفاً يجهلونه.
أهل التأويل للهرولة:
منهم الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 522) حيث قال:" قوله: (ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة). لم يقع "وإذا أتاني ... " إلخ في رواية الطيالسي، قال ابن بطال: وصف سبحانه نفسه بأنه يتقرب إلى عبده، ووصف العبد بالتقرب إليه، ووصفه بالإتيان والهرولة كل ذلك يحتمل الحقيقة والمجاز، فحملها على الحقيقة يقتضي قطع المسافات وتداني الأجسام وذلك في حقه تعالى محال، فلما استحالت الحقيقة تعين المجاز لشهرته في كلام العرب، فيكون وصف العبد بالتقرب إليه شبراً وذراعاً وإتيانه ومشيه معناه التقرب إليه بطاعته وأداء مفترضاته ونوافله، ويكون تقربه سبحانه من عبده وإتيانه والمشي عبارة عن إثابته على طاعته وتقربه من رحمته، ويكون قوله: أتيته هرولة أي أتاه ثوابي مسرعاً .. فإن المراد به قرب الرتبة وتوفير الكرامة. والهرولة كناية عن سرعة الرحمة إليه ورضا الله عن العبد وتضعيف الأجر، قال: والهرولة ضرب من المشي السريع وهي دون العدو، وقال صاحب المشارق: المراد بما جاء في هذا الحديث سرعة قبول توبة الله للعبد أو تيسير طاعته وتقويته عليها وتمام هدايته وتوفيقه، والله أعلم بمراده"اهـ
فتعقبه الشبل في المخالفات (ص.100) فقال:" الواجب إثبات ذلك كله على الحقيقة اللائقة بالله عز وجل، وقطع الاستشراف في التنطع في صورها وكيفياتها، فنؤمن بما جاء عن الله من صفات الله على مراد الله، وما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنؤمن بقرب الله ودنوه من عبده مع علوه فوق سماواته، ونكل حقيقته إلى عالمه سبحانه؛ لأن عقولنا تقصر عن إدراك ذلك، بل تحار فيما فيما دون ذلك، والله أعلم. ".اهـ
التحقيق:
الهرولة ثابتة لله تعالي وهي بمعني الإسراع بين العدو والمشي وهي من الصفات الفعلية وعادة السلف إمرار ذلك علي ظاهره كما جاء والله أعلم.
نتائج البحث
ختمت تلك الدراسة المختصرة بجهد المقل بنتائج اجتهدت في تحري الحق فيها
ويمكن تلخيصها علي هذا النحو:
·أولاً: أن الحقو (وفي لفظ الحجزة) صفة من صفات الله الذاتية.
·ثانياً: أن إثبات الحقوين لله تعالي متوقف علي عدم شذوذ تلك اللفظة.
·ثالثاً: أن الكنف صفة ثابتة ذاتية لله تعالي.
·رابعاً: أن التردد في قبض روح المؤمن صفة فعلية ثابتة لله تعالي.
·خامساً: أن الظل ليس صفة لله تعالي بل هو ظل للعرش.
·سادساً: أن النفس ليست صفة لله بل هي ذات الله المتصفة بالصفات وليس الذات المجردة.
·سابعاً: أن الهرولة صفة ذاتية ثابتة لله تعالي علي ظاهرها.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 02:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين:
فقد رأيت هذا الموضوع منقولا في بعض الشبكات وعليه بعض الردود غير العلمية فأحببت الرد عليها بما يناسب المقام والله المستعان:
[/ URL]
قال بعضهم: ((يناسب هذا الباحث قول ابن الجوزي - يرحمه الله -:
" هذا رجل لا يعرف ما يجوز وما لا يجوز على الله "
غير أن الجدير بالذكر؛ ما نقله عن ابن عثيمين - يرحمه الله -:
" وذهب بعض الناس إلي ان قوله تعالى في الحديث القدسي:"أتيته هرولة " يراد به سرعة قبول الله تعالى وإقباله على عبده المتقرب المتوجه بقلبه وجوارحه , وأن مجازاة الله للعامل له أكمل من عمل العامل .... إلي أن قال: ولهذا قلنا إن تفسير الحديث بهذا المعنى لا يخرج عن مذهب أهل السنة والجماعة "
فهو حري بالنشر بين أيدي القوم، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرً).
قلت: أما ابن الجوزي رحمه الله تعالى فمعروفة مخالفته لجادة أهل السنة في باب الصفات وقد فصلت في ذلك بعض الشيء في رسالتي في الرد على الأزهري هنا:
[ URL]http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=200649 (http://www.nokhbah.net/vb/showthread.php?t=4902)
وأما ما أشار إليه الشيخ العثيمين رحمه الله فهو مرجوح عنده العثيمين إمام من أئمة السنة، والأدلة متناسبة مع اختياره الراجح مع العلم أن الاختيار المرجوح لا يخرج الرجل من السنة بترجيحه كما هو معلوم.
وأما نشر ذلك بين الناس فهو منشور ومبين أن خلافه راجح.
وقال بعضهم: ((كلام فارغ فما ذكره من خواص الأجسام والله منزه عنها وهي لا تعدو أن تكون من المجاز فواعجبا من أهل الظاهر)).
قلت: أفارغ قول الله تعالى ورسوله الذي اكتظ به البحث؟!
أم فارغ قول الأئمة المهديين الاذي اتفقت كلمة الأمة على جلالتهم ورفعة مكانهم؟!
أفارغ قول أحمد بن حنبل الذي قال فيه ابن السبكي الأشعري: أن الذي يفسقه أو يكفره فهو كافر بالله؟!!
الله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/151)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 04:18 ص]ـ
التحقيق:
3 - لي علي ما تقدم إشكالان أرجو من الله أن يحلهما لي ويذهب غمهما عني مع إثباتي للصفة وهما:
الأول: إخراج البخاري لفظة " حقو الرحمن " في كتاب التفسير دون كتاب التوحيد الذي هو مظنة أحداديث الصفات.
الثاني: أن الرحم وردت مسندة إلي المؤنث في كل مواضعها فقوله " مه " إما ان يكون أمراً لها –أي الرحم- أو له -أي الحقو- وكلاهما منتقض لأن الرحم تكلمت وكانت مأمورة بالانكفاف (قال ابن هشام: مه اسم فعل امر بمعني انكفف) ولأن الله لا يامر صفة له بالانكفاف فترجح ان الحقو للعرش أو أنه خلق من خلقه.
هل من مجيب إخواني؟!
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 02:19 ص]ـ
قال بعضهم: ((بسم اله الرحمن الرحيم
الاخ ابو قتادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هذا الكلام انت مقتنع به عن دليل صحيح مفهوم عندك ام تقلد فيه من يجرى الصفات على الظاهر؟ كل ماذكرته من صفات الاجسام المحضة ولا تليق بالله تعالى واذا كنت مقتنع بهذا الكلام فأجب عن هذه الاسئلة
1 - اى رحم هذه التى تعلقت بالحقو؟ الرحم فى الحديث مؤنثة وعندنا فى الكتب العلمية مذكر وهو الكيس اللحمى الذى يتكون فيه الجنين؟
2 - هل هى رحم امنا حواء ام رحم امرأة اخرى ام رحم كبيرة خرج منها كل بنى آدم --وهذا لم يثبت ---ام ان الامر تمثيل معنوى بلاغى اى تصوير المعانى بصورة حسية حتى يفهمها السامع وهذا اسلوب بلاغى
3 - اذا الامر امر تجسيم واثبات على الحقيقة والظاهر فكم عرض وطول هذه الرحم التى قامت وتعلقت بالحقو مع ان الحديث اخبرنا ان احد حملة العرش ما بين شحمة اذنه الى عاتقه مسيرة سبعمائة عام
4 - مذهب حمل المتشابهات على الظاهر باطل , عليك اولا ان تحدد معنى كلمة الظاهر
لن اكمل الرد حتى نتفق على معنى كلمة الظاهر)) انتهى كلامه ...
الجواب:
قلت: أهل السنة والجماعة كما قال الإمام أحمد ونقله ابن القيم في مفتاح دار السعادة: لا يدعون صفة من صفات الله تعالى لتشنيع مشنع!
ولنستصحب هذا الأصل في الحوار قبل الخوض فيه ....
الجواب: أنا مقتنع بهذا الكلام غير مقلد فيه لبيان دليله وسطوع حجته ولأجيبن على أسئلتك:
1) الرحم التي تعلقت ولاذت بالله تعالى هي الرحم المطلقة وهي المعنى الذي أمر الله تعالى بوصله وليس العضو اللحمي الذي في المرأة ...... (سبحان قاسم العقول).
2) أما عن مذهب حمل الظاهر ونحوه فقد فصلته تفصيلًا حسنًا في رسالتي في الرد على الأزهري هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=200649
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 02:19 ص]ـ
قال بعضهم: ((بسم اله الرحمن الرحيم
الاخ ابو قتادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هذا الكلام انت مقتنع به عن دليل صحيح مفهوم عندك ام تقلد فيه من يجرى الصفات على الظاهر؟ كل ماذكرته من صفات الاجسام المحضة ولا تليق بالله تعالى واذا كنت مقتنع بهذا الكلام فأجب عن هذه الاسئلة
1 - اى رحم هذه التى تعلقت بالحقو؟ الرحم فى الحديث مؤنثة وعندنا فى الكتب العلمية مذكر وهو الكيس اللحمى الذى يتكون فيه الجنين؟
2 - هل هى رحم امنا حواء ام رحم امرأة اخرى ام رحم كبيرة خرج منها كل بنى آدم --وهذا لم يثبت ---ام ان الامر تمثيل معنوى بلاغى اى تصوير المعانى بصورة حسية حتى يفهمها السامع وهذا اسلوب بلاغى
3 - اذا الامر امر تجسيم واثبات على الحقيقة والظاهر فكم عرض وطول هذه الرحم التى قامت وتعلقت بالحقو مع ان الحديث اخبرنا ان احد حملة العرش ما بين شحمة اذنه الى عاتقه مسيرة سبعمائة عام
4 - مذهب حمل المتشابهات على الظاهر باطل , عليك اولا ان تحدد معنى كلمة الظاهر
لن اكمل الرد حتى نتفق على معنى كلمة الظاهر)) انتهى كلامه ...
الجواب:
قلت: أهل السنة والجماعة كما قال الإمام أحمد ونقله ابن القيم في مفتاح دار السعادة: لا يدعون صفة من صفات الله تعالى لتشنيع مشنع!
ولنستصحب هذا الأصل في الحوار قبل الخوض فيه ....
الجواب: أنا مقتنع بهذا الكلام غير مقلد فيه لبيان دليله وسطوع حجته ولأجيبن على أسئلتك:
1) الرحم التي تعلقت ولاذت بالله تعالى هي الرحم المطلقة وهي المعنى الذي أمر الله تعالى بوصله وليس العضو اللحمي الذي في المرأة ...... (سبحان قاسم العقول).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/152)
2) أما عن مذهب حمل الظاهر ونحوه فقد فصلته تفصيلًا حسنًا في رسالتي في الرد على الأزهري هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=200649
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 02:41 ص]ـ
فائدة:
قال البخاري:
4830 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَامَتْ الرَّحِمُ فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ لَهُ مَهْ قَالَتْ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْ الْقَطِيعَةِ قَالَ أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ قَالَتْ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَذَاكِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا حَاتِمٌ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنِي عَمِّي أَبُو الْحُبَابِ سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهَذَا ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ} حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي الْمُزَرَّدِ بِهَذَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ}
قال الشيخ العلوان في شرحه للواسطية رقم 17:
أن لفظة حقو الرحمن لا تثبت لتفرد خالد بن مخلد القطواني وهو متكلم فيه ..
ولعلك يا أخي تراجع الكلام في الحديث ..
وللفائدة: خالد بن مخلد هو رواي حديث: من عادى لي وليا وقد تكلم في الحديث بسببه ..
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 03:58 ص]ـ
فائدة:
قال البخاري:
4830 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَامَتْ الرَّحِمُ فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ لَهُ مَهْ قَالَتْ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْ الْقَطِيعَةِ قَالَ أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ قَالَتْ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَذَاكِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا حَاتِمٌ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنِي عَمِّي أَبُو الْحُبَابِ سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهَذَا ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ} حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي الْمُزَرَّدِ بِهَذَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ}
قال الشيخ العلوان في شرحه للواسطية رقم 17:
أن لفظة حقو الرحمن لا تثبت لتفرد خالد بن مخلد القطواني وهو متكلم فيه ..
ولعلك يا أخي تراجع الكلام في الحديث ..
وللفائدة: خالد بن مخلد هو رواي حديث: من عادى لي وليا وقد تكلم في الحديث بسببه ..
إن شاء الله نراجعه، وقبل ذلك: الصفة ثابتة لأني لا أعلم عالمًا سلفيًا ولا إمامًا لم يثبتها اللهم إلا من زل فيها ..... ويكفينا الأئمة ...
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[20 - 01 - 10, 02:05 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد أعدت النظر في الحديثين الواردين في إثبات الحقو والتردد لله تعالى من الدراسة المختصرة السابقة .... وملخص نظري ما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/153)
الحديث الأول وفيه: (فأخذت بحقو الرحمن) التي تفرد بها خالد بن مخلد القطواني: والحديث أخرجه البخاري في ثلاثة مواضع من صحيحه: في التفسير (من طريقخالد بن مخلد حدثنا سليمان قال حدثني معاوية بن أبي مزرد عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة) والأدب (من طريق بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا معاوية بن أبي مزرد قال سمعت عمي سعيد بن يسار يحدث عن أبي هريرة) والتوحيد (من طريق حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثني سليمان بن بلال عن معاوية بن أبي مزرد عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة) فلم يروه عن أبي هريرة غير سعيد ولم يروه عن سعيد غير معاوية ورواه عن معاوية اثنان: سليمان بن بلال وعبد الله بن المبارك. ورواه عن سليمان اثنان: إسماعيل بن أبي أويس وخالد بن مخلد القطواني.
وانفرد خالد بلفظة (حقو الرحمن)، وأخرجها البخاري في كتاب التفسير دون كتاب التوحيد الذي هو مظنة أحاديث الصفات!
فهل لأنه ارتاب من تفرده بهذه اللفظة؟! أم أن هذا من باب (زيادة الثقة)؟
ولخالد مناكير، ولكن الأئمة لم يذكروا هذه منها!
هذا محتمل!
وفي حديث التردد وقع شبيه ما وصَّفته من قبل!
قال المعلمي في الأنوار الكاشفة:" أقول: هذا الخبر نظر فيه الذهبي في ترجمة خالد بن مخلد من الميزان وابن حجر في الفتح 92:11: لأنه لم يرو عن أبي هريرة إلا بهذا السند الواحد: محمد بن عثمان ابن كرامه، [رواه عن محمد بن عثمان جماعة منهم البخاري] حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال، حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة)) ومثل هذا التفرد يريب في صحة الحديث مع أن خالداً له مناكير وشريكاً فيه مقال. وقد جاء الحديث بأسانيد فيها ضعف من حديث علي ومعاذ وحذيفة وعائشة وابن عباس وأنس.
فقد يكون وقع خطأ لخالد أو شريك، سمع المتن من بعض تلك الأوجه الأخرى المروية عن علي أو غيره ممن سلف ذكره، وسمع حديثاً آخر بهذا السند ثم التبسا عليه فغلط، روى هذا المتن بسند الحديث الآخر. فإن كان الواقع هكذا فلم يحدث أبو هريرة بهذا، وإلا فهو جملة من الأحاديث التي تحتاج ككثير من آيات القرآن إلى تفسير، وقد فسره أهل العلم بما تجده في الفتح وفي الأسماء والصفات ص 345 - 348 وقد أومأ البخاري إلى حاله فلم يخرجه إلا في باب التواضع من كتاب الرقاق"انتهى.
قلت: حديث التردد لا إشكال فيه بقدر الإشكال في حديث (الحقو) الذي جاء في رواية عند الترمذي (الحجزة) وأوله بعضهم (بقائم العرش)!
وعقد البيهقي في الأسماء والصفات بابًا أسماه (باب ما روي في الرحم أنها قامت فأخذت بحقو الرحمن)، قال تحته:
"" أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُنِيبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُبَابِ سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ، قَامَتِ الرَّحِمُ فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: مَهْ، فَقَالَتْ: هَذَا مَكَانُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ قَالَ: نَعَمْ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَذَلِكَ لَكِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ
فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ"، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمْزَةَ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ قُتَيْبَةَ عَنْ حَاتِمٍ، وَرَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، فَقَالَ: فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ وَمَعْنَاهُ عِنْدَ أَهْلِ النَّظَرِ: أَنَّهَا اسْتَجَارَتْ وَاعْتَصَمَتْ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، كَمَا تَقُولُ الْعَرَبُ: تَعَلَّقْتُ بِظِلِّ جَنَاحِهِ أَيِ: اعْتَصَمْتُ بِهِ وَقِيلَ: الْحَقْوُ الإِزَارُ، وَإِزَارُهُ عِزَّةٌ، بِمَعْنَى أَنَّهُ مَوْصُوفٌ بِالْعِزِّ، فَلاذَتِ الرَّحِمُ بِعِزِّهِ مِنَ الْقَطِيعَةِ وَعَاذَتْ بِهِ.
وَقَدْ رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الرَّحِمَ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ"".انتهى
فذكر لفظة (الحقو) أحمد بن سلمة دون مسلم، وتابع أبو بكر الحنفي خالدًا القطواني!
فهل الظن ما زال باقيًا؟!
الذي يظهر لي أن تلك الظنون على ورودها تحتاج إلى تجلية ولا يكتفى بها في رد اللفظة ونريد في ردها والجرأة على تخطئة خالد القطواني فيها إلى إمام يتبع أو قول سلفي فيستمع!
وليس لي وراء الحق مطمع.
والله أعلم.(61/154)
الأستاذ حسن بن فرحان المالكي حشفاً وسوء كيلة
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[13 - 01 - 10, 02:41 ص]ـ
الأستاذ حسن بن فرحان المالكي حشفاً وسوء كيلة
عجيبة من عجائب الأخ الأستاذ حسن بن فرحان المالكي وعجائبه في ميزانه الجائر ومنهجه الظالم جمة، لاسيما في تعامله مع خصومه من أهل السنة، فإنه يجمع بين سيئتين عظيمتين لا يمكن أن يقع فيهما طالب علم صغير فضلا عن باحث متجرد -كما يدعي لنفسه- فضلا عن علامة عملاق كما يروق للدكتور المرتضى المحطوري العالم الزيدي اليمني أن يصفه، وبقية أنصاره من الإمامية الإثني عشرية.
الأولى: عدم الأمانة في نقل كلام مخالفيه.
والثانية التحكم في فهم كلام مخالفيه كما يشتهي ويهوى.
فعلى سبيل المثال، في حوارٍ في الأسبوع الماضي في قناة المستقلة عن الحوثيين وما يفعلوه من جرائم بحق اليمنيين والسعوديين.
ظهر الأستاذ حسن المالكي علينا مدافعاً عن الحوثيين من جانب آخر ألا وهو الجانب الإنساني كما قال، وقد كان التناغم على أحسن ما يكون بين الرياض (حسن المالكي) ( .... ) وصنعاء (المحطوري) (زيدي) وألمانيا (ابن الوزير) (زيدي)
في أثناء الحوار أراد هو ونهجياه الدكتور المحطوري والشيخ الوزير أن يجوروا الحوار، ويحوروا النقاش من الحديث عن أفكار الحوثيين التكفيريين المخترقين من قبل الفرس الحاقدين على الصحابة وآل البيت عليهم الرضوان وجميع العرب، أردوا أن يحولوه إلى الحديث عن السلفيين والوهابيين-كما يقول الثلاثة- وعن ابن تيمية وابن عبد الوهاب.
الذي يهمني هنا أنه وفي سياق كلام حسن المالكي بعد ظهوره يكيل التهم لمن يسميهم بوهابية الأطراف وهم سلفيو اليمن، وبعد أن طالبه الشيخ محمد المهدي بالدليل عن اتهامه لمن يسميهم بالوهابية بالتكفير ذهب ينقل نصاً عن ابن تيمية ليستدل به على تكفير وهابية اليمن.!!!
قال عن ابن تيمة (أنه يقول أن من جهر بالنية استتيب وإلا قتل ... ) طبعاً هذه الجملة رددها كثيرا منذ أكثر من خمس سنوات لما بدأت المستقلة الحوار عن ابن تيميةن وقد كيف عليها الأخ حسن.
فالأخ حسن –هداه الله-في كلامه هذا عن ابن تيمية جمع بين عدم الأمانة العلمية وبين التحكم في فهم كلام ابن تيمية بما يوافق منهجه التحاملي على ابن تيمية، ولذا فإني سأنقل نص كلام ابن تيمية:
وهذا نصه
وَسُئِلَ:
عَنْ رَجُلٍ إذَا صَلَّى يُشَوِّشُ عَلَى الصُّفُوفِ الَّذِي حَوَالَيْهِ بِالْجَهْرِ بِالنِّيَّةِ وَأَنْكَرُوا عَلَيْهِ مَرَّةً وَلَمْ يَرْجِعْ وَقَالَ لَهُ إنْسَانٌ: هَذَا الَّذِي تَفْعَلُهُ مَا هُوَ
منْ دِينِ اللَّهِ وَأَنْتَ مُخَالِفٌ فِيهِ السُّنَّةَ. فَقَالَ: هَذَا دِينُ اللَّهِ الَّذِي بَعَثَ بِهِ رُسُلَهُ وَيَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا وَكَذَلِكَ تِلَاوَةُ الْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهَا خَلْفَ الْإِمَامِ. فَهَلْ هَكَذَا كَانَ يَفْعَلُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أَوْ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ؟ أَوْ أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ؟ أَوْ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ فَإِذَا كَانَ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ وَالْعُلَمَاءُ يَعْمَلُونَ هَذَا فِي الصَّلَاةِ فَمَاذَا يَجِبُ عَلَى مَنْ يَنْسُبُ هَذَا إلَيْهِمْ وَهُوَ يَعْمَلُهُ؟ فَهَلْ يَحِلُّ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يُعِينَهُ بِكَلِمَةِ وَاحِدَةٍ إذَا عَمِلَ هَذَا وَنَسَبَهُ إلَى أَنَّهُ مِنْ الدِّينِ وَيَقُولُ لِلْمُنْكِرِينَ عَلَيْهِ كُلٌّ يَعْمَلُ فِي دِينِهِ مَا يَشْتَهِي؟ وَإِنْكَارُكُمْ عَلَيَّ جَهْلٌ وَهَلْ هُمْ مُصِيبُونَ فِي ذَلِكَ أَمْ لَا؟.
فَأَجَابَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/155)
الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْجَهْرُ بِلَفْظِ النِّيَّةِ لَيْسَ مَشْرُوعًا عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَلَا فَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا فَعَلَهُ أَحَدٌ مِنْ خُلَفَائِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا وَمَنْ ادَّعَى أَنَّ ذَلِكَ دِينُ اللَّهِ وَأَنَّهُ وَاجِبٌ فَإِنَّهُ يَجِبُ تَعْرِيفُهُ الشَّرِيعَةَ وَاسْتِتَابَتُهُ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ فَإِنْ أَصَرَّ عَلَى ذَلِكَ قُتِلَ بَلْ النِّيَّةُ الْوَاجِبَةُ فِي الْعِبَادَاتِ كَالْوُضُوءِ وَالْغُسْلِ وَالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالزَّكَاةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مَحَلُّهَا الْقَلْبُ بِاتِّفَاقِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ. و " النِّيَّةُ " هِيَ الْقَصْدُ وَالْإِرَادَةُ وَالْقَصْدُ وَالْإِرَادَةُ مَحَلُّهُمَا الْقَلْبُ دُونَ اللِّسَانِ بِاتِّفَاقِ الْعُقَلَاءِ. فَلَوْ نَوَى بِقَلْبِهِ صَحَّتْ نِيَّتُهُ عِنْدَ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ، وَسَائِرُ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ الْأَوَّلِينَ والآخرين وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ خِلَافٌ عِنْدَ مَنْ يُقْتَدَى بِهِ وَيُفْتَى بِقَوْلِهِ وَلَكِنَّ بَعْضَ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنْ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ زَعَمَ أَنَّ اللَّفْظَ بِالنِّيَّةِ وَاجِبٌ وَلَمْ يَقُلْ إنَّ الْجَهْرَ بِهَا وَاجِبٌ وَمَعَ هَذَا فَهَذَا الْقَوْلُ خَطَأٌ صَرِيحٌ مُخَالِفٌ لِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ وَلِمَا عُلِمَ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ عِنْدَ مَنْ يَعْلَمُ سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُنَّةَ خُلَفَائِهِ وَكَيْفَ كَانَ يُصَلِّي الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ ... "
نقلت السؤال كاملاً مع جواب ابن تيمية، ليستبين تدليس الأستاذ حسن المالكين والله جل وعلا يقول (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين)
وتدليس الأستاذ حسن ومغالطته ظاهرةٌ في نقله لكلام ابن تيمية بالمعنى من وجوه:
أولاً: أنه ذكر في القناة أن ابن تيمية يرى أن من جهر بالنية يستتاب وإلا قتل.
ثانياً: أنه ذكره في باب كلامه على التكفير والذي يظهر أن المالكي يجهل أو يتجاهل أن باب التعزير أوسع من باب التكفير.
ثالثاً: صوّر في سياق كلامه أن ابن تيمية يتحدث عن مسألة فقهية يسوغ فيها الخلاف، بينما سياق كلام ابن تيمية في أنها من المسائل البدعية بالإجماع، فكلام ابن تيمية في معرض الحديث عن الذي ابتدع بدعة مردودة بإجماع وليس في مسألة خلافية ..
رابعاً: صوّر أن ابن تيمية يحكم مطلقا على من جهر بالنية بالإستتابة أو القتل، من غير رجوع إلى أصول ابن تيمية في باب الأسماء والأحكام، ولذا رفع عقيرته وأخذ يقول أيها اليمنيون شافعية وزيدية كلكم تجهرون بالنية وحكم ابن تيمية هو ....
هذه واحدة وعندي والله كثير من أمثالها للأخ حسن المالكي، ولو نشطت كتبتها مسلسلة هنا.
فبالله عليكم يا أيها المنصفون المتجردون هل الأستاذ حسن المالكي باحث مستقل كما يقول؟ وهل هو علامة عملاق كما يلقبه الدكتور المحطوري، أم أنه يغالط نفسه ويسعى إلى التدليس على عوام الناس وصغار طلبة العلم؟
ـ[أبو يوسف الخثعمي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 11:12 ص]ـ
ليلة البارحة كان المالكي آخر المداخلين في برنامج نقاش في قناة المستقلة. وتكلم المالكي كعادة شيخيه المحطوري و ابن الوزير بكلام ليس بجديد؛ ولكن الذي استوقفني أنه ذكر علماء السنة وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية وسماحة الشيخ ابن باز رحمهما الله , وفضيلة الشيخ القرضاوي بالأسماء المجردة بل استكثر على الشيخ ابن تيمية لقب شيخ الإسلام ولم يستكثره على ابن حجر العسقلاني كما وصفه تلميذه السخاوي وغيره من العلماء رحم الله الجميع. وحينما ذكر السستاني ذكره مجردا ثم استدرك مباشرة وقال: السيد السستاني!.
هذا أمر
الثاني: إنكاره الشديد والعنيف على شيخ الإسلام ابن تيمية في مسألة الجهر بالنية, في حين أن السستاني كفر أكثر من مليار مسلم لعدم إيمانهم بالإمامة, ولم ينكر عليه حسن المالكي إلا تعريضا بعد مطالبة من الهاشمي!
الرجل ليس بعيدا من الرفض هو وشيخيه أما الزيدية فهي منه براء فضلا أن ينسب للسنة
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[18 - 01 - 10, 02:58 م]ـ
البارحة اتصل رافضي ليجادل الهاشمي في أمر الإمامة
فقال له الهاشمي: أنا لا أؤمن بها، فهل أنا عندك مؤمن أم كافر
فقال: مسلم
فقال الهاشمي: أنا أسألك (هل أنا مؤمن؟)
فقال: لا!
وبعد قليل اتصل المالكي ليقول: يقصد أنك لست كامل الإيمان!
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 06:37 م]ـ
لا ...... بل الأخ حسن -بالأمس- أراد أن يرقع لفتوى السيستناني التكفيرية فرقع له بخرقة مخروقة ..
فتوى السيستاني التكفيرية: فيها الحكم بعدم الإيمان لمن لا يؤمن بالولاية والتخليد في النار، وحسن المالكي قال أظنه - والظن أكذب الحديث-يقصد كمال الإيمان، ثم أستدل قال"ويوجد حتى عند أهل السنة في كتب العقائد باب يسمى باب كمال الإيمان ... " أهـ
السؤال للأخ حسن هل أهل السنة في باب كمال الإيمان يحكمون بعدم وجود أصل الإيمان، وهل يحكمون على من لم يأتي بمكملات الإيمان، أنه مخلد في النار ....
أما أنه دفاع مفضوح من حسن المالكي عن السيستاني التكفيري ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/156)
ـ[ابو حسين اليافعي]ــــــــ[21 - 01 - 10, 12:37 ص]ـ
حقيقة. أستغرب كثيرا من هذا الرجل ألا وهو حسن المالكي _ هداه الله _ أقول في نفسي ألديه عقل أم لا
دائما في كلّ لقاء يقف ضد أهل السنة ويدافع عن الروافض بكل ما أوتي من قوة ومع ذلك لا نرى من المسؤلين في المملكة ردعه أو عزله لأنه حقيقة خطر على المملكة ولابد للمسؤلين أن يوقّفوه عند حدّه.
الله يهدي الجميع.
ـ[أبو يوسف الخثعمي]ــــــــ[23 - 01 - 10, 05:16 م]ـ
أخالفك أخي اليافعي في مسألة ردع المالكي والأخذ على يده, بل دعه ينكشف أمره, ويبين للناس حقيقة منهجه, ودعوته المبطنة إلى الرفض, فقد كنت قديماً أحسن الظن فيه, وأرى أن مخالفيه مبالغون في التهجم عليه, ولم أقف على شيء من كتبه, ولم أبحث عنها؛ فلما وقفت على مداخلاته في المستقله بان لي حقيقته مذهبه الرافضي, كما اتضح لغيري من المتابعين, ولو ظل مقموعا لما صدق الناس فيه شيئا.
ـ[إبن أبي إسحاق الجزائري]ــــــــ[28 - 01 - 10, 09:28 ص]ـ
الله يهدينا ويهديه
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[28 - 01 - 10, 10:26 ص]ـ
والله لقد شهدت مداخلاته في القنوات الرافضية، كل كلامه حقد وبغض لأهل السنة والجماعة
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[28 - 01 - 10, 09:28 م]ـ
من يتبع هواه فلن يقف عند حد فهذا الجاهل حسن فرحان له كتاب اسمه
قراءة في كتب العقائد المذهب الحنبلي نموذجاً
من قرا الكتاب وتصفحه علم انه فيه من الكذب الشيء الكثير -فلا عجب فمن خالط الرافضة فقد كسب احسن صفاتهم الكذب-
ففيه من بتر النصوص والاستدلا الخاطئ ماالله به عليم
وكم من ناعق على شاكلته فقد كثروا في هذا الزمان لا كثرهم الله والموعد الله
فدع عنك الكتابة لست منها
ولو سودت وجهك بالمداد
فنعوذ بالله من الخذلان ونسال الله ان يثبتنا على دينه بمنه وكرمه
يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
واسال الله ان يكفيناهم بما يشاء
ـ[المشعل]ــــــــ[29 - 01 - 10, 07:49 ص]ـ
هل يوجد للمالكي موقع خاص به؟
ـ[المشعل]ــــــــ[29 - 01 - 10, 07:50 ص]ـ
أو يدلنا أحد من الاخوة على بعض كتبه لننظر فيها؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - 01 - 10, 08:05 م]ـ
بارك الله فيكم ..
هنا ما يختصر لكم الطريق عن الرجل، كما اختصره على غيركم .. أخي المشعل:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=365905(61/157)
فتوى الشيخ الألباني - رحمه الله - في الخميني
ـ[أبو معاذ الأنصاري]ــــــــ[13 - 01 - 10, 02:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فتوى إمام العصر الشيخ الألباني - رحمه الله - في الخميني ..
في سؤال وجهه الرئيس العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الشعبي الدكتور بشار عواد إلى فضيلة العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني يقول فيه: (
فقد وقفنا على عبارات وردت في كتب روح الله الخميني وما نشرته وسائل
الإعلام الإيرانية من خطبه وأقواله نرجوا تفضلكم مأجورين إن شاء الله
ببيان حكم فضيلتكم فيها) ثم ذكر خمسة أقوال نذكرها بإيجاز:
القول الأول: قول الخميني في كتابه (الحكومة الإسلامية) ص 52 ما نصه (إن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل).
القول الثاني: عن قيام المهدي المنتظر بما لم ينجح فيه الأنبياء جميعاً حتى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء الذي لم ينجح (حسب قوله) في إرساء قواعد العدالة في جميع أنحاء العالم في جميع مراتب إنسانية الإنسان وتقويم
إنحرافاته!!
القول الثالث: أذيع بالإذاعة الإيرانية بمناسبة عيد المرأة والذي زعم فيه أن الوحي ظل ينزل على فاطمة رضي الله عنها مدة خمسة وسبعون يوماً بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
القول الرابع: فصلين في كتابه المسمى بكشف الأسرار أحدهما تكفير أبا بكر الصديق رضي الله عنه والآخر تكفير عمر الفاروق رضي الله عنه ص 114.
القول الخامس: توقيع الخميني على دعاء "صنمي قريش" وهو من أدعية الشيعة على أبي بكر وعمر فهم يقولون به تقرباً إلى الله عز وجل.
نص فتوى الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم،
فقد وقفت على الأقوال الخمسة التي نقلتموها عن كتب المسمى (روح الله
الخميني) راغبين مني بيان حكمي فيها، وفي قائلها، فأقول وبالله تعالى
وحده أستعين: إن كل قول من تلك الأقوال الخمسة كفر بواح، وشرك صراح، لمخالفته للقرآن الكريم، والسنة المطهرة وإجماع الأمة، وما هو معلوم من الدين بالضرورة. ولذلك فكل من قال بها، معتقداً، ولو ببعض مافيها، فهو مشرك كافر، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم. والله سبحانه
وتعالى يقول في كتابه المحفوظ عن كل زيادة ونقص: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً).
وبهذه المناسبة أقول: إن عجبي لا يكاد ينتهي من أناس يدعون أنهم من أهل السنة والجماعة، يتعاونون مع (الخمينيين) في الدعوة إلى إقامة دولتهم،
والتمكين لها في أرض المسلمين، جاهلين أو متجاهلين عما فيها من الكفر
والضلال، والفساد في الأرض: (والله لا يحب الفساد). فإن كان عذرهم جهلهم بعقائدهم، وزعمهم أن الخلاف بيننا وبينهم إنما هو خلاف في الفروع وليس في الأصول، فما هو عذرهم بعد أن نشروا كتيبهم: (الحكومة الإسلامية) وطبعوه عدة طبعات، ونشروه في العالم الإسلامي، وفيه من الكفريات ما جاء نقل بعضها عنه في السؤال الأول، مما يكفي أن يتعلم الجاهل ويستيقظ الغافل، هذا مع كون الكتيب كتاب دعاية وسياسة، والمفروض في مثله أن لا يذكر فيه من العقائد ما هو كفر جلي عند المدعوين، ومع كون الشيعة يتدينون بالتقية التي تجيز لهم أن يقولوا ويكتبوا ما لا يعتقدونه، كما قال عز وجل في بعض أسلافهم: (يقولون بألسنتهم ماليس في قلوبهم)، حتى قرأت لبعض المعاصرين منهم قوله وهو يسرد المحرمات في الصلاة: (والقبض فيها إلا تقية)، يعني وضع اليمين على الشمال في الصلاة.
ومع ذلك كله فقد (قالوا كلمة الكفر) في كتيبهم، مصداق قوله تعالى في أمثالهم: (والله مخرج ما كنتم تكتمون)، (وما تخفي صدورهم أكبر).
وختاماً أقول محذراً جميع المسلمين بقول رب العالمين: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ماعنتم قد بدت البغضاء في أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون).
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
كتبه: محمد ناصر الدين الألباني، أبو عبدالرحمن،
عَمان 26/ 12 / 1407
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[14 - 01 - 10, 07:14 م]ـ
رحم الله إمام الأئمة ومحدث الأمة الألبانى وأسكنه فسيح جناته
ولعنة الله على الهالك الطاغية الخمينى - اسأل الله ان يعامله بعدله
ـ[الدسوقي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 07:56 م]ـ
صورة بخط الشيخ الألباني - رحمه الله -
73610
ـ[أبو معاذ الأنصاري]ــــــــ[17 - 01 - 10, 11:41 ص]ـ
صورة بخط الشيخ الألباني - رحمه الله -
73610
أخي بارك الله فيك ونفعنا بك على هذه الإضافة الطيبة
آمين
ـ[الدسوقي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 02:53 ص]ـ
بارك الله فيك، وجزاك خيرا، وثقل ميزان حسناتك.
وأسأل الله أن يجمعنا مع محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم في الفردوس الأعلى من الجنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/158)
ـ[أحمد بن الخطاب]ــــــــ[18 - 01 - 10, 04:56 ص]ـ
رحم الله الألباني وهدي الله كل مسلم غُرر به ولم يعلم حقيقة الخميني وأعوانه.(61/159)
الرد على صاحب إطلالة على مصطلح "حشوية"
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 02:02 ص]ـ
السَيْفُ المَصْقُول
في الرَّدِّ عَلَى الأَزْهَرِيِّ المَجْهُول
(رَدٌّ عَلَى صَاحِبِ "" التُّحَفَةُ الأَزْهَرِيَّة،إِطْلَالَةٌ عَلَى مُصْطَلَحِ حَشَوِيَّة "")
وَمَعَهُ
تَذْييلٌ بالرَّدِّ عَلَى السُّبْكِيِّ وَالكَوْثَرِيِّ في تَعَقْبِهُمَا للإمامِ ابنِ القَيِّمِ
كَتَبَهُ
وَلِيدُ بنُ حُسْنِي بنِ بَدَوِي بنِ مُحَمَّدٍ الأُمَوِيُّ
عفا الله عنه
قَالَ الإِمَامُ ابنُ القَيَّمِ - رَحِمَهُ اللهُ - في القصيدة النونية:
يا واردَ القلُّوطِ [[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1)] ويحك لو ترى
ماذا على شفتيك والأسنانِ
يا واردَ القلُّوطِ طَهِّرْ فاك من
خَبَثٍ به واغسله من أنتانِ
أو ما ترى آثارها في القلـ
ـبِ والنَّياتِ والأعمالِ والأركانِ
لو طاب منك الوردُ طابت كلها
أنى تطيبُ مواردُ الأنتانِ
يا شاتمَ الحشويَّ حشوَ الـ
ـدينِ والقرآنِ والآثارِ والإيمانِ
أهلاً بهم حشوَ الهدى وسواهم
حشوُ الضلالِ فما هما سيانِ
أهلاً بهم حشوَ اليقينِ وغيرهم
حشوُ الشُّكُوكِ فما هما صنوانِ
أهلاً بهم حشوَ المساجدِ والسِّوى
حشوُ الكنيفِ فما هما عدلانِ
أهلاً بهم حشوَ الجنانِ وغيرُهم
حشوُ الجحيمِ أيستوي الحشوانِ
يا واردَ القلُّوط ويحك لو تـ
ـرى الحشويَّ واردَ منهل الفرقانِ
وتراه من رأس الشريعة شاربا
من كف من قد جاء بالفرقان
وتراه يسقي الناس فضلة كأسه
وختامها مسك على ريحان
لعذرته أن بال في القلوط لم
يشرب به مع جملة العميان
يا وارد القلوط لا تكسل فرأ
س الماء فاقصده قريب دان
هو منهلٌ سهلٌ قريبٌ واسعٌ
كافٍ إذا نزلت به الثقلانِ
واللهِ ليس بأصعبِ الوردين بل
هو أسهلُ الوردين للظمآنِ
وقال:
ومن العجائب قولهم لمن اقتدى
بالوحي من أثر ومن قرآن
حشوية يعنون حشواً في الوجو
د وفضلة في أمة الإنسان
ويظن جاهلهم بأنهم حشوا
رب العباد بداخل الأكوان
إذ قولهم فوق العباد وفي السما
ءِ الرب ذو الملكوت والسلطان
ظن الحمير بأنه في الظرف والر
حمن محوى بظرف مكان
والله لم يسمع نداً من فرقة
قالته في زمن من الأزمان
لا تبهتوا أهل الحديث به فما
ذا قولهم تباً لذي البهتان
بل قولهم أن السموات العلى
في كف خالق هذه الأكوان
حقا كخردلة ترى في كف
ممسكها تعالى الله ذو السطان
أترونه المحصور بعد أم السما
يا قومنا ارتدعوا عن العداون
كم ذا مشبهة وكم حشوية
فالبهت لا يخفى على الرحمن
يا قوم إن كان الكتاب وسنة الـ
مختار حشواً فاشهدوا ببيان
أنا بحمد إلاهنا حشوية
صرف بلا جحد ولا كتمان
تدرون من سمت شيوخكم
بهذا الاسم في الماضي من الأزمان
سمى به ابن عبيد عبدالله ذا
ك ابن الخليفة طارد الشيطان
فورثتم عمراً كما ورثوا
لعبد الله أنى يستوي الإرثان
تدرون من أولى بهذا الاسم وهـ
ـو مناسب أحواله بوزان
من قد حشا الأوراق والأذهان من
بدع تخالف موجب القرآن
هذا هو الحشوي لأ أهل الحد
يث أئمة الاسلام والايمان
وردوا عذاب مناهل السنن التي
ليست زبالة هذه الأذهان
وردتم القلوط مجرى كل ذي الـ
ـأوساخ والأقذار والأنتان
وكسلتم أن تصعدوا للورد من
رأس الشريعة خيبة الكسلان
وقال:
سموهم حشوية ونوابتاً
ومجسمين وعابدي أوثان
وكذاك أعداء الرسول وصحبه
وهم الروافض أهبث الحيوان
نصبوا العداوة للصحابة ثم
سموا بالنواصب شيعة الرحمن
وكذا المعطل شبه الرحمن بالـ
معدوم فاجتمعت له الوصفان
مُقَدَّمَةٌ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد: فقد تناهت إلي مقالة موسومة بـ (التحفة الأزهرية إطلالة على مصطلح حشوية) [[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2)] لمؤلف مجهول العين والحال! فألفيته كما قال ابن عبد الهادي في سلف ذلك المجهول [[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn3)] : (( رأيت مؤلف هذا الكتاب المذكور رجلاً ممارياً معجباً برأيه متبعاً لهواه ذاهباً في كثير مما يعتقده إلى الأقوال الشاذة والآراء الساقطة، صائراً في أشياء مما يعتمده إلى الشبه المخيلة والحجج الداحضة، وربما خرق الإجماع في مواضع لم يسبق إليها ولم يوافقه أحد من الأئمة عليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/160)
وهو من الجملة لون عجيب وبناء غريب تارة يسلك فيما ينصره ويقويه مسلك المجتهدين فيكون مخطئاً في ذلك الاجتهاد ومرة يزعم فيما يقول ويدعيه أنه من جملة المقلدين،فيكون من قلده مخطئاً في ذلك الاعتقاد، نسأل الله سبحانه أن يلهمنا رشدنا ويرزقنا الهداية والسداد)) اهـ
ويعجبني في حكاية حالي قول الإمام مسلم في مقدمة صحيحه: ((الإعراضُ عن القولِ المطرحِ أحري لإماتتِه وإخمالِ ذكرِ قائلِه وأجدُرُ ألَّا يكونَ ذلك تنبيهاً للجهال عليه غير أنَّا لمَّا تخوفنا من شرورِ العواقبِ واغترارِ الجهلةِ بمُحْدَثاتِ الأمورِ وإسراعِهم إلي اعتقادِ خطإِ المخطئين والأقوالِ الساقطةِ عند العلماءِ رأينا الكشفَ - عن فسادِ قولِه ورد مقالِته بقدرِ ما يليقُ بها من الردِ - أجدي علي الأنامِ وأحمدَ للعاقبةِ إن شاءَ اللهُ)) انتهي
وقد رأيت التذييل بالرد على ما افتراه السبكي في كتابه (السيف الصقيل في الرد علي ابن زفيل) حول ما يتعلق بموضوع المقالة وكذلك ما حَشَّى به الكوثري حواشيه مما يتعلق بذلك. رأيت ذلك التذييل مفيداً وكذلك الرد على فتوى السبكي لأن في الاكتفاء بالرد على ذلك المجهول تشهيراً به وإذاعة له وهو أدني من ذلك كما قال ابن القيم:
إنَّ الكلامَ مع الكبارِ وليسَ مَعْ
تلك الأراذلِ سِفْلةِ الحيوانِ
أوساخِ هذا الخلقِ بل أنتانِه
جيفِ الوجودِ وأخبثِ الإنسانِ
الطالبين دماءَ أهلِ العِلمِ بالـ
كفرانِ والعُدوانِ والبُهتانِ
الشاتمي أهلِ الحديثِ عداوةً
للسُّنةِ العليا مع القرآنِِ
جعلوا مسبتهَم طعامَ حُلُوقِهم
فاللهُ يقطعُها من الأذقانِ
والله المستعان في الرد علي باطل ذلك المجهول لفظة لفظة لعل الله أن يهدي بذلك متطلباً لهداية أو راغباً في سلامة والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الرَّدُّ عَلَى الإِطْلَالَةِ
قال المجهول: ((قال ابن تيمية كما في (المنتقى من منهاج السنة) ط 1418هـ أوقاف المملكة ص122: ((والكتاب والسنة ليس فيهما، لفظة (ناصبة) ولا (مشبهة) ولا (حشوية) بل ولا فيهما لفظ (رافضي) فنحن إذا قلنا (رافضة) نذكره للتعريف، لدخول أنواع مذمومة بالنص فيه، فيبقى علما على هؤلاء الجهلة الذين عدموا الصدق والتوفيق)) اهـ. فإذا علمت هذا بان لك أن كل هذه الألفاظ ليست في الكتاب ولا السنة فكيف جاز إطلاقها؟؟ نعم لا مشاحة في الاصطلاح وهذا ما عناه ابن تيمية.فإن قلت: (الحشوية) أطلقته المعتزلة أولاً.فالجواب من وجوه: أولاً: كلمة (الرافضة) أول من أطلقها الزيدية أيضاً وهم يرون الخروج أولاً، ثم هم على رأي واصل بن عطاء ثانياً، فلو لم يجز إطلاق حشوية لأن أول من نطق بها المعتزلة وهم مبتدعة، لما جاز إطلاق رافضة لأن أول من أطلقها الزيدية، فالجواب على هذا هو جوابنا على ذاك)) اهـ
قلت: يتبع الكاتب سنة خبيثة من سنن سلفه متكلمة أهل الأهواء في تأليف أقيسة من منتاقضات؛ فهو يضع ألفاظ (الناصبة، والمشبهة، والرافضة) - التي ارتضتها كافة الفرق الصفاتية المنسوبة إلي السنة في الجملة كالأشاعرة والكلابية لتعيب بها أهل الأهواء - كمقيس عليه ويجعل لفظة (الحشوية) - التي لم ترتضها فرقة صفاتية واحدة لا سالمية ولا كلابية ولا كرامية ولا أشعرية لتعيب بها أهل البدع - كمقيس ثم يحصل ناتجاً لمتناقضين ويحسب أنه يحسن صنعاً.
وحاله في ذلك القياس السفسطائي تذكرني بحال سلفه الكرابيسى لما ألف كتابه (المدلسين) وانتصر للحسن بن صالح علي شعبة وغيره من أئمة الحديث قائلاً [[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn4)] : (( إن قلت إن الحسن بن صالح كان يرى رأي الخوارج فهذا ابن الزبير قد خرج)) اهـ فيقيس الحسن بن صالح علي عبد الله بن الزبير ولما يدر بعد البون الشاسع بينهما رتبة وعلماً وفضلاً ... إلخ فلما بلغ ذلك أحمد بن حنبل قال: ((هذا قد جمع للمخالفين مالم يحسنوا أن يحتجوا به، حذروا عن هذا)) ونهى عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/161)
ومن جهل ذلك المفتون الجاهل بالمقالات والفرق أنه لم يدر أن المعتزلة إنما اخترعت لفظ (الحشوية) لتسم به (الفرق الصفاتية) كافة من سالمية وأهوازية وكلابية وأشعرية وأهل حديث فكل من أثبت الصفات عندهم فهو حشوي ولذا قال ابن النديم في الفهرست (ص: 254): ((الفن الثالث من المقالة الخامسة في أخبار العلماء وأسماء ما صنفوه من الكتب ويحتوي على أخبار متكلمي المجبرة وبابية الحشوية وأسماء كتبهم .. )) اهـ
وقال في ترجمة ابن كلاب أستاذ الأشعري (ص: 255): ((ابن كلاب من بابية الحشوية وهو عبد الله بن محمد بن كلاب القطان ... )) اهـ ثم ترجم لجماعة منهم الكرابيسي وأبو محمد قاضي السنة.
فجعل ابن النديم من الحشوية من كان كلابياً؛ولذا قال الجاحظ في صدر كتابه (خلق القرآن): " كتبت لك كتاباً، أجهدت فيه نفسي، وبلغت منه أقصى ما يمكن مثلي في الاحتجاج للقرآن، والرد على كل طعان. فلم أدع فيه مسألة لرافضي، ولا لحديثي، ولا لحشوي، ولا لكافر مباد، ولا لمنافق مقموع، ولا لأصحاب النظّام، ولمن نجم بعد النظّام، ممن يزعم أن القرآن خلق، وليس تأليفه بحجة، وأنه تنزيل وليس ببرهان ولا دلالة، فلما ظننت أني قد بلغت أقصى محبتك، وأتيت على معنى صفتك، أتاني كتابك تذكر أنك لم ترد الاحتجاج لنظم القرآن، وإنما أردت الاحتجاج لخلق القرآن. وكانت مسألتك مبهمة، ولم أك أن أحدث لك فيها تأليفاً، فكتبت لك أشق الكتابين وأثقلهما، وأغمضهما معنىً وأطولهما، ولولا ما اعتللت به من اعتراض الرافضة، واحتجاج القوم علينا بمذهب معمر، وأبي كلدة، وعبد الحميد، وثمامة، وكل من زعم أن أفعال الطبيعة مخلوقة على المجاز دون الحقيقة، وأن متكلمي الحشوية والنابتة قد صار لهم بمناظرة أصحابنا، وبقراءة كتبنا بعض الفطنة لما كتبت لك، رغبة بك عن أقدارهم، وضناً بالحكمة عن إعثارهم، وإنما يكتب على الخصوم والأكفاء، وللأولياء على الأعداء، ولمن يرى للنظر حقاً، وللعلم قدراً، وله في الإنصاف مذهب، وإلى المعرفة سبب " اهـ
فجعل مناظري أصحابه المعتزلة حشوية ومن أشد مناظري المعتزلة وقتئذ ابن كلاب وأتباعه ومنهم الأشعري وغيره.وما أكثر أن يقرن الجاحظ وأذياله بين المشبهة والحشوية والنابتة فيسم بذلك كل من أثبت الرؤية والكلام ونحوهما لله تعالى وذلك بين في كتابه في الرد علي المشبهة.
ولذا قال الحافظ في (لسان الميزان 3/ 290): " فنقل عن محمد بن إسحاق النديم في الفهرست فقال كان من بابية الحشوية وله مع عباد بن سليمان مناظرات وكان يقول أن كلام الله هو الله فكان عباد يقول أنه نصراني بهذا القول قال المصنف في تاريخه كان بعد الأربعين ومائتين قلت وقد ذكره العبادي في الفقهاء الشافعية مختصراً فقال عبد الله بن سعيد بن كلاب القطان ونقل الحاكم في تاريخه عن ابن خزيمة أنه كان يعيب مذهب الكلابية ويذكر عن أحمد بن حنبل أنه كان أشد الناس على عبد الله بن سعيد وأصحابه ويقال أنه قيل له ابن كلاب لأنه كان يخطف الذي يناظره وهو بضم الكاف تشديد اللام وقول الضياء إنه كان أخا يحيى بن سعيد القطان غلط وإنما هو من توافق الاسمين والنسبة وقول ابن النديم إنه من الحشوية يريد من يكون على طريق السلف في ترك التأويل للآيات والأحاديث المتعلقة بالصفات ويقال لهم المفوضة وعلى طريقته مشى الأشعري في كتاب الإبانة " اهـ
وقال (لسان الميزان 5/ 72):" قد ذكر له الذهبي ترجمة في تاريخ الإسلام فيمن لم يعرف له وحده على رأس الأربع مائة فقال محمد بن إسحاق ابن النديم أبو الفرج الأخباري الأديب الشيعي المعتزلي ذكر أنه صنف الفهرست سنة سبع وسبعين وثلاث مائة قال ولا أعلم متى توفي قلت ورأيت في الفهرست موضعاً ذكر أنه كتب في سنة اثنتي عشرة وأربع مائة فهذا يدل على تأخيره إلى ذلك الزمان ولما طالعت كتابه ظهر لي أنه رافضي معتزلي فإنه يسمي أهل السنة الحشوية ويسمى الأشاعرة المجبرة ويسمي كل من لم يكن شيعياً عامياً " انتهى
فلينظر الكاتب المجهول كيف ساوى بين ما تعارف عليه المنتسبون للسنة في الجملة لنبز الفرق الضالة والأهواء المارقة وما اخترعته نفاة الصفات لنبز الصفاتية وأهل الأثر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/162)
وأما قوله: ((فإن قلت: (الحشوية) أطلقته المعتزلة أولاً.فالجواب من وجوه: أولاً: كلمة (الرافضة) أول من أطلقها الزيدية أيضاً وهم يرون الخروج أولاً، ثم هم على رأي واصل بن عطاء ثانياً)) اهـ فبائن تدليسه فإن الذي أطلق ذلك اللقب أعنى لقب الرافضة هو زيد بن الحسين في حق قوم رفضوا دين الله وسبوا الشيخين أبا بكر وعمر وهو في ذلك النبز مصيب، أيستوي هذا ونبز اخترعه (عمرو بن عبيد) في حق (عبد الله بن عمر رضي الله عنهما) وهو في ذلك مخطئ؟!
وأهل السنة وكتبة المقالات والآراء والأهواء والملل والنحل إذ يذكرون صنيع زيد في تسمية الرافضة بذلك يمدحونه ويعتبرون اصطلاحه بخلاف اصطلاح الحشوية الذي لم يمتدحه غير صنوفٍ من الناس سينجلي حالهم عن قريب هذا فضلاً عن أن تلك اللفظة غير محدودةٍ لا بشرعٍ ولا بعرفٍ ولا بلغةٍ ولا يشهد لها نصٌ صحيحٌ ولا عقلٌ صريحٌ ولا رأيٌ رجيحٌ كما سيأتي.
وشيخ الإسلام لم يرد ما فسره ذيالك المجهول ولا لاط قلبه علي شيء من تلك المعاني الفاسدة وسيأتي بيان ذلك عنه وإن يكن المجهول صادقاً فهو كما قال المتنبي:
وهبني قلت هذا الصبح ليلٌ
أيعمى العالمون عن الضياء؟!
ثم قال: ((ثانياً:القول بأن أول من أطلق حشوية هم المعتزلة، مبناه على ما نقل من قول عمرو بن عبيد عن عبدالله بن عمر بأنه حشوي كما نقله ابن تيمية مقلداً لغيره وقد عبّر في منهاج السنة (2/ 520) بلفظ: ((وقد قيل: إن أول من تكلم بهذا اللفظ عمرو بن عبيد ... )) و (قيل) صيغة تمريض تفيد الضعف، ولا يروى عن عمرو بن عبيد بإسناد صحيح!!)) انتهى
قلت: أما عن صيغة التمريض فغير مسلمة إلا لرجل قرأ نصاً وترك آخر عمداً أو جهلاً والأخير هو خبيئة طويتي؛ فقد قال شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى 3/ 186 و 12/ 176): " وأول من تكلم بهذا عمرو بن عبيد وقال كان عبد الله بن عمر حشوياً فالمعتزلة سموا الجماعة حشواً كما تسميهم الرافضة الجمهور " اهـ
وهذه صيغة جزم لتقر عينك!
والذي يؤكد صحة إسنادها إليه التزام المعتزلة بها في نبز من وصف الله بصفة أو وحَّده بإثبات فعلٍ ومثل هذا يثبت بالاستفاضة لا بالأسانيد المخصوصة ثم أين الإسناد الصحيح على أن زيداً نبز الرافضة بما نبذهم؟ هذا ثابت ولا يفتقر مثله إلى إسناد.ثم إنك قد أثبت نبز المعتزلة للأشاعرة بهذا اللقب (الحشوية) لما قلت: ((وقد تطلق بباطل كما يطلقها المعتزلة على جميع أهل السنة لا سيما الأشاعرة لفرط العداوة بينهم وبين المعتزلة)) اهـ فلم تعارض ثبوتَها عن مثل عمرو بن عبيد؟! لم يضرك ثبوتُها في حق أهل ملتك من إطلاق المعتزلة وضرك كونها من عمرو بن عبيد!
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref1) - سيأتي في آخر الرسالة بيان أن تلك اللفظة ليست من المستشنع المباين لأدب أهل العلم كما زعم السبكي والكوثري.
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref2) - موجودة على موقع التجهم والتضليل على الشبكة العنكبوتية المسمى ((موقع الإمام الرازي!)).
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref3) - اطلعت بعد إكمال تحبير الرد على رسالة ((حقيقة نسبة كتاب شرح السنة إلى الإمام البربهاري)) للشيخ بدر بن علي بن طامي العتيبي الحنبلي الطائفي في الرد على ذلك الأزهري ووجدته يقول: ((ثم ليعلم أنه ثبتت لي بشهادة العدول أن هذا الأزهري هو المدعو عبد الرؤوف جمعة مبارك حبيب البحريبني الأزهري .... )) اهـ فإن يكن كما قال فقد رددنا علي غير مبهم ولكنه نكرة خلو من المعروف وإن يكنه فقد سُلطنا عليه وحصل المقصود.
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref4) - شرح علل الترمزي لابن رجب.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 02:04 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/163)
ثم قال: ((ثالثاً: لا نسلم بأن عمرو بن عبيد أول من أطلقها لما نقل من إطلاق أهل السنة إياها في مجلس الحسن البصري، ففي شرح المنهاج للإمام الإسنوي (1/ 309): فائدة: اختلف في الحشوية، فقيل بإسكان الشين، لأن منهم المجسمة، والجسم محشو، والمشهور أنه بفتحها، نسبة إلى الحشا، لأنهم كانوا يجلسون أمام الحسن البصري في حلقته فوجد كلامهم رديئاً فقال ردوا هؤلاء إلى حشا الحلقة، أي جانبها، والجانب يسمى حشا ومنه الأحشاء لجوانب البطن)) اهـ
قلت: الذين ذكر أن الحسن أوعز بفعل ذلك بهم على فرض صحة الحادثة من أصلها لم تثبت عنهم بدعة ولا حكيت لهم جريرة ولا حفظت فيهم مقالة وإنما ردهم إلى حشا المجلس سنة أهل العلم فيمن عرف عنه قلة الحظ من الفهم أو عدم نقاء القريحة فإنهم كانوا لا يصدِّرون روؤس المجالس إلا من اقتفى العلم والأثر ثلاثين سنة؛ قال أبو عاصم النبيل:" سمعت سفيان الثوري وقد حضر مجلسه شاب من أهل العلم وهو يترأس ويتكلم ويتكبر بالعلم على من هو أكبر منه، قال: فغضب سفيان وقال: لم يكن السلف هكذا، كان أحدهم لا يدعي الإمامة ولا يجلس في الصدر حتى يطلب هذا العلم ثلاثين سنة وأنت تتكبر على من هو أسن منك، قم عني ولا أراك تدنو من مجلسي" اهـ من (المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي: ص 388) ولذا قال مالك في (السير 8/ 108): ((كان الرجل يختلف إلى الرجل ثلاثين سنة يتعلم منه)) اهـ وقال القعنبي (السير 10/ 259): ((اختلفت إلى مالك ثلاثين سنة)) اهـ وكانوا رحمهم الله يقربون الأنجاب والأذكياء ويقصون السفل والمفرِّطين وعامة الناس،ولذا قال في شرح الكوكب: ((وَسُمُّوا حَشْوِيَّةً؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَجْلِسُونَ فِي حَلْقَةِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَمَامَهُ ..... إلخ)) اهـ الحاصل أن هذا المذهب هو المتعين في تخريج تلك الحكاية التي لا أجد للإسنوي وأمثاله عليها متابعاً.
وقد اختلف الناس في الحشوية أهي بفتح الشين أو بإسكانها فقال ابن الصلاح: إن الفتح غلط ولا يصح على ذلك تخريج حكاية الحسن لأنه قال بزعمهم (ردوا هؤلاء إلى حشا الحلقة) ونقل بعضهم (حشي) بدلاً من (حشا) وهو غير مشهور وضبطها بالوجهين الزركشي والبرماوي وغيرهما وعليه الإسنوي وقد ذكر التفصيل .... والله أعلم
ثم قال: ((فإن قلت: هذا نقل بلا سند، قلنا: وذاك نقل بلا سند، لكن هذا مشهور بصيغة الجزم، وذاك غير مشهور بصيغة التمريض، فأنت بين ثلاثة أمور، إما الجمع بينهما، أو الترجيح، أو إسقاطهما والتوقف)) اهـ
قلت: هذا نقل بلا سند غير مستفيض ولا معروف لا في كتب المقالات ولا غيرها بل المحكي عنهم قوم لا جريرة مذكورة لهم وأما النقل عن عمرو بن عبيد فمستفيض ومحتمل وهو من هو رأساً للبدعة والضلالة. وأما عن صيغة التمريض فقد مر الجواب. وسبيل الرد في المسألة الأخيرة هو الترجيح.
ثم قال: ((أما الجمع فنقول عمرو بن عبيد كان أحد المعتزلين لحلقة الحسن البصري وأحد من لقبهم الناس من أهل السنة بالحشوية لرداءة كلامهم)) اهـ
قلت: وهذا تخرص بلا دليل ولا تعليل ولا قرينة صحيحة إنما هو محض التكهن الكاذب (إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون) و (ذلك مبلغهم من العلم).
ثم قال: ((فقال عمرو بن عبيد عن ابن عمر بأنه حشوي، يقصد إن كان ما نقول في القدر ونحوه حشو فعبدالله بن عمر حشوي، وهذا لسوء فهمه وضعف عقله)) اهـ
قلت: وهذا غلط فإن ابن عمر لا وجه لشبه كلامه بكلامهم في القدر البتة بل لما بلغته مقالتهم قال ليحيي بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن: ((إذا لقيت أولئك فأخبرهم أنى برئ منهم وأنهم براء منى والذى يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحدٍ ذهباً فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر)) ثم ساق حديث جبريل الشهير. الحاصل أن هذا جمع لا يستقيم كما هو بين.
وقد ذكر العلامة عبد الرزاق عفيفي سبب ذلك النعت فقال في تعليقه على الإحكام للآمدي (1/ 229): ((أول من استعمل لفظ الحشوية عمرو بن عبيد؛ قال: كان عبد الله بن عمر حشوياً. يريد بالحشوية: الأميين! ... )) اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/164)
ثم قال المجهول: ((فيكون المعتزلة قابلوا بها أهل السنة بعد أن أطلقها عليهم أهل السنة، كما فعل القدرية لما سماهم أهل السنة بذلك فقالوا لأهل السنة بل أنتم القدرية لأنكم تقولون بالقدر)) اهـ
قلت: وهذا إيغال في التخرص وتعمق في التكهن لا يستقيم مع اشتهار أن المعتزلة قد اخترعوا تلك اللفظة أولاً لا أهل السنة ولذا قال أبو حاتم: ((علامة الزنادقة تسميتهم لأهل الحديث حشوية)) اهـ
وقال الصابوني في اعتقاده (بيان تلبيس الجهمية 1/ 106 تحقيق محمد بن عبد الرحمن بن قاسم): ((وعلامة أهل البدع شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه و سلم واحتقارهم لهم وتسميتهم إياهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة)) اهـ
وقال في درء التعارض: ((ولكن هؤلاء الذين ابتدعوها يذمون من لم يسلكها من عوام المسلمين وعلمائهم ويسمونهم حشوية فإن لفظ الحشوية أول ما عرف الذم به من كلام المتعتزلة ونحوهم رووا عن عمرو بن عبيد أنه قال: كان عبد الله بن عمر حشوياً وهم يسمون العامة الحشو كما تسميهم الرافضة والفلاسفة الجمهور ويسمون مذهب الجماعة مذهب الحشو)) اهـ
وقال الإمام أبو إسماعيل الأصفهاني - رحمه الله - في كتابه " الحجة في بيان المحجة " (2/ 540):
(. . وإذا رأيت الرجل يسمي أهل الحديث حشوية أو مشبهة أو ناصبة فاعلم أنه مبتدع، وإذا رأيت الرجل ينفي صفات الله أو يشبهها بصفات المخلوقين فاعلم أنه ضال. قال علماء أهل السنة: ليس في الدنيا مبتدع إلا وقد نزع حلاوة الحديث من قلبه) اهـ
وقال الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (1/ 424 - 425): ((وأما طعن المتخصصين من أهل الرأي والمتكلمين،فأنا أبين السبب فيه ليعرفه من لم يكن يدريه أما أهل الرأي فجل ما يحتجون به من الأخبار واهية الأصل ضعيفة عند العلماء بالنقل فإذا سُئلوا عنها بينوا حالها وأظهروا فسادها فشق عليهم إنكارهم إياهم وما قالوه في معناها وهم قد جعلوها عمدتهم واتخذوها عدتهم وكان فيها أكثر النصرة لمذاهبهم وأعظم العون على مقاصدهم ومآربهم فغير مستنكر طعنهم عليهم وإضافتهم أسباب النقص إليهم وترك قبول نصيحتهم في تعليلهم ورفض ما بينوه من جرحهم وتعديلهم لأنهم قد هدموا ما شيدوه وأبطلوا ما أمُّوه منه وقصدوه وعللوا ما ظنوا صحته واعتقدوه وأما المتكلمون: فهم معذورون فيما يظهرونه من الازدراء بهم والعيب لهم لما بينهم من التباين الباعث على البغضاء والتشاحن واعتقادهم في جل ما ينقلونه وعظم ما يروونه ويتداولونه إبطاله وإكفار الذين يصححونه وإعظامهم عليهم الفريَّة وتسميتهم لهم الحشويَّة , واعتقاد المحدثين في المتكلمين غير خاف على العلماء والمتعلمين)) انتهى
وفي " الغُنْيَة "للشيخ عبد القادر الجيلاني (1/ 85) أن الباطنية تسمي أهل الحديث " حشوية " لقولهم بالأخبار وتعلقهم بالآثار.
وهذه الكلمة مما نبذ بها الأشاعرةُ من بعدُ أهلَ السنة " كما صنع ابن الجويني إمام الحرمين في رده على كتاب ((الإبانة)) للحافظ أبي نصر السجزي، و ذلك قبل أن يرجع ابن الجويني و يتمنى الموت على دين عجائز نيسابور، و كما صنع ابن فورك في كتابه (مشكل الحديث)، و إني و الله ما آسى على ابن فورك و إنما آسى على مسحوره البيهقي الذي امتلأ من تهويلات ابن فورك و غيره رعباً فاستسلم لهم و انقاد ورائهم " [].
قلت: ومن ظرف أبي المعالي الجويني تلقيبه مخالفي قوله من النحاة بأنهم (حشوية النحاة)! قال في البرهان (1/ 114): ((وذهب بعض الحشوية من نحوية الكوفة إلى أن (أو) قد ترد بمعنى الواو العاطفة واستشهدوا بقوله سبحانه وتعالى وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون)) اهـ وهذه قراءة حكاها الزمخشري وغيره! قال في البحر: قرأ بذلك جعفر بن محمد ولم يستنكره أبو حيان.قلت: وإلى هذا ذهب الأخفش والجرمي وجمهور الكوفيين. الحاصل أنه رجل صاحب دعاوى ومغاليط كثير السهو والزلل وهو - أو أبوه - القائل: ((أَلَا تَرَى أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ (المولود سنة 164 هـ) كَانَ أَكْبَرَ سِنًّا مِنْهُ (يعني بذلك الشافعي المولد سنة 150 هـ)، وَكَانَ مُتَقَدِّمًا فِي الْعِلْمِ، وَكَانَ يَأْخُذُ بِرِكَابِهِ فَيَتْبَعُهُ، وَيَتَعَلَّمُ مِنْهُ)) اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/165)
ثم قال المجهول: ((وأما الترجيح وهو بالقرائن أو بالشواهد، فليس عندك ما يرجح قولك على قولنا، فلا يكون قولك أولى من قولنا، ونحن عندنا لأنا مثبتون لقولها من الأقدم وأنتم نافون، والمثبت مقدم على النافي، ولأن قولنا هو المشهور كما قال الإسنوي، وقولكم غير مشهور، ولأن أهل السنة أطلقوه على المبتدعة وهذا كله مرجح لقولنا دون قولكم)) اهـ
قلت: ليس لديك شاهد كما تقدم في إبطال تلك القعاقع والفراقع والدعاوي الفارغة وأما أن نكون نفاة لما لم يقع فذلك الأصل فمدار صدق حدوث الحادثة على النقل إذ الأصل عدم الحدوث ولذا فالنافي معه الأصل فقوله المقدم حتي يثبت خلافه وأما المثبت بلا دليل ولا قرينة فعلى قوله العفا وتربت يداه من الثرى. والإسنوى لم يحك قولك ثم قال إنه المشهور وإنما قال إن المشهور (الحشوية) بفتح الشين وهذا ليس موضع النزاع.وأما أن يكون أهل السنة أطلقوه على المبتدعة فأي أهل السنة أطلقه علي المبتدعة أيها المُعكِّس للحقائق؟ فاعرف السنة تعرف أهلها.
ثم قال: ((وأما التوقف في النقلين بإسقاطهما، ثم النظر في غيرهما، فقد وجدنا نحن من أطلقها من أهل السنة من أئمة أهل الحديث، فقد روى الحاكم في (علوم الحديث) ص137 في باب (معرفة مذاهب المحدثين) وقد ذكر الجهمية والقدرية والشيعة والإرجاء .. ثم قال: أخبرني أبو علي الحافظ قال أخبرني علي بن مسلم الإصبهاني قال حدثنا عقيل بن يحيى الإصبهاني قال سمعت أبا داود يقول: ((كان جرير بن حازم إذا قدم قال شعبة: قد جاءكم هذا الحشوي)) اهـ وهذا إسناد صحيح متصل ورجاله كلهم ثقات، وقد روى هذا عبدالله بن أحمد في العلل والعقيلي في الضعفاء في ترجمة جرير، وسنده كالشمس.فهذا شعبة إمام من أئمة أهل السنة أطلق هذا على جرير بن حازم)) انتهى
قلت:نعم، هذا ثابت عن شعبة في حق جرير بن حازم ولكن ذلك من باب المشاكلة [] لا الجرح واللمز فكأن شعبة يقول: جاءكم مثبت الصفات لأن الجهمية يسمون مثبت صفات الله له بالحشوي والمشاكلة معروفة في كتاب الله قال الله تعالى (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) وفي الآثار؛قال عمر في صلاة التراويح (نعمت البدعة) وروي عنه (ما ابتدع المسلمون بدعة أفضل من صلاة الضحى) ومثله عن ابن عمر أخرجه ابن أبي شيبة مع أنه القائل: (وقال ابن عمر – رضي الله عنهما –:" كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة!! " (6)، وفي شعر العرب؛ قال عمرو بن كلثوم:
ألا لا يجهلن أحدٌ علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
ومن ذلك قول الشافعي (رحمه الله):
إن كان رفضاً حب آل محمدٍ فليشهد الثقلان أني رافضي
ومنه قول الشاعر:
فإن كان ذنبي حبكم وولاءكم فإني مصرٌّ ما بقيت على الذنب
ومنه قول ابن تيمية:
إن كان نصباً ولاء الصحاب فإني كما زعموا ناصبي
وإن كان رفضاً ولا آله فلا برح الرفض من جانبي
وغير ذلك كثير.
ولا يروعك ذلك التخريج منا إذ علمت أن الحاكم قال في خطبة كتابه (معرفة علوم الحديث): " سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول سمعت جعفر بن محمد بن سنان الواسطي يقول سمعت أحمد بن سنان القطان يقول: ليس في الدنيا متبدع إلا وهو يبغض أهل الحديث وإذا ابتدع الرجل نُزع حلاوة الحديث من قلبه
سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى يقول سمعت أبا نصر أحمد بن سلام الفقيه يقول ليس شي أثقل على أهل الإلحاد ولا أبغض إليهم من سماع الحديث وروايته بإسناد. قال أبو عبد الله: وعلى هذا عهدنا في أسفارنا وأوطاننا كل من ينسب إلى نوع الإلحاد والبدع لا ينظر إلى الطائفة المنصورة إلا بعين الحقارة ويسميها الحشوية " انتهى
إذا علمت هذا زدتك أن أهل العلم إنما أوردوا ذلك في حق جرير في سياق المدح لا الذم ولذا لما ترجم له الذهبي في (ميزان الاعتدال) قال: " أحد الأئمة الكبار الثقات، ولولا ذكر ابن عدى له لما أوردته" اهـ
ثم لم يذكر كونه حشوياً!
قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: كان جرير بن حازم صاحب سنة. كما في ((العلل)) (1482).
وقال عبد الله: سألته (يعني أباه) عن جرير بن حازم، وأبي الأشهب أيهما أحب إليك؟ قال: جرير زينته خصال، كان صاحب سنة، عند جرير من الحديث أمر عظيم. ((العلل)) (4394).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/166)
وقال ابن هانىء: قيل له (يعني لأبي عبد الله): فجرير وأبو هلال؟ فقال: جرير أحسن حديثًا، وأحب إلي، وأوسع في العلم، وأقرب إلى السنة من أبي هلال. ((سؤالاته)) (2133).
وقال ابن هانىء: قال (يعني أبا عبد الله): صاحب سنة، وهو أحب إلي من همام، وكان جرير يحفظ عن العلماء. ((سؤالاته)) (2250).
وقال الميموني عبد الملك بن عبد الحميد قال أبو عبد الله: جرير بن حازم، روى عن الأعمش عن إبراهيم عن ابن مسعود قال: المحرم ينكح والناس يرونه عن الأعمش عن إبراهيم موقوفًا. قال أبو عبد الله: ما أراه إلا من الشيخ. قلت: من جرير؟ قال: نعم، وذكر أبو عبد الله حديثه عن قتادة فقال: كان حديثه عن قتادة غير حديث الناس يوقف أشياء , ويسند أشياء وسمعته في هذا المجلس يثني عليه ويترحم عليه ويقول: رجل صالح صاحب سنة وفضل وديانة. ((الضعفاء للعقيلي)) (243).
وقال العقيلي في الضعفاء (1/ 199): ((كان حديثه عن قتادة غير حديث الناس يوقف أشياء ويسند أشياء وسمعته في هذا المجلس يثنى عليه ويترحم عليه ويقول رجل صالح صاحب سنة وفضل وديانة حدثنا على بن محمد بن سلم قال حدثنا عقيل بن يحيى قال سمعت أبا داود قال كان جرير بن حازم إذا قدم قال شعبة قد جاءكم هذا الحشوي. حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا صالح قال حدثنا على قال سمعت عبد الرحمن يقول جرير بن حازم أوثق عندي من قرة بن خالد)) اهـ قلت: فهذا في أي سياق يا من يفهم ويعقل؟!
وقال عبد الله: حدثني أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا أبو داود قال: سمعت شعبة يقول: إذا قدم جرير بن حازم فوحشوا بي. ((العلل)) (5803).
و " وحشوا بي " أي ارموا بي والزموه! وفي لسان العرب (6/ 368): ((وَحَشَ بِثَوْبه وبسيفه وبرُمْحه خَفِيف رَمى عن ابن الأَعرابي قال والناسُ يقولون وَحَّشَ مُشَدَّداً وقال مرّة وحَشَ بثوبه وبدِرْعه ووَحَّش مخفف ومثقَّل خافَ أَن يُدْرَك فرَمى به ليُخَفِّفَ عن دابته قال الأَزهري [صاحب تهذيب اللغة] ورأَيت في كتابٍ أَن أَبا النجم وَحَّشَ بثيابه وارْتَدَّ يُنْشِد أَي رَمى بثيابه وفي الحديث كانَ بين الأَوْس والخَزْرج قِتال فجاء النبي صلى اللَّه عليه وسلم فلما رآهم نادى أَيُّها الناسُ اتَّقوا اللَّه حق تُقاتِه «الآيات» فوَحَّشُوا بأَسْلحتهم واعْتَنَق بعضُهم بعضاً أَي رَمَوْها قالت أُم عمرو بنت وَقْدانَ:
إِن أَنتُمُ لم تَطْلُبوا بأَخِيكُم فذَرُوا السِّلاحَ وَوَحِّشُوا بالأَبْرَقِ
وفي حديث عليّ رضي اللَّه عنه أَنه لَقي الخوارجَ فوَحَّشُوا برِماحِهم واستَلّوا السيوف ومنه الحديث كان لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم خاتم من حديد (قوله «من حديد» الذي في النهاية من ذهب) فَوَحَّشَ به بين ظَهْرانَيْ أَصحابهِ فَوحّشَ الناسُ بخواتيمهم، وفي الحديث أَتاه سائلٌ فأَعطاه تمرةً َوَحَّشَ بها)) انتهى
قلت: ولعل قوله (فوحشوا بي) تفسير لقوله (جاءكم الحشوي) قصد جاءكم الذي يتحاشاه غيره إذا حدث بالحديث فزل لسانه!
أما قوله (وقد روى هذا عبدالله بن أحمد في العلل والعقيلي في الضعفاء في ترجمة جرير، وسنده كالشمس .... ) اهـ
فقد مر من كتاب العقيلي ولم أجده في العلل لعبد الله بن أحمد وإنما فيها ما تقدم ورقمه (5803).
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 02:06 ص]ـ
ثم قال المجهول: ((ثانياً: إذا تقرر هذا فالنظر فيمن تطلق عليه هذه الكلمة، فقد تطلق بحق كما يطلقها أهل السنة على بعض جهلة أهل الحديث)) اهـ
قلت: تطلق بحق على بعض جهلة الحديث مثل من؟! أمثل جرير بن حازم الذي قال فيه أحمد: صاحب سنة؟!
ثم قال: ((يقول ابن تيمية في المجموع 4/ 23: ((فالذي يعيب بعض أهل الحديث وأهل الجماعة بحشو القول إنما يعيبهم بقلة المعرفة أو بقلة الفهم، أما الأول فبأن يحتجوا بأحاديث ضعيفة أو موضوعة .. وأما الثاني فبأن لا يفهموا معنى الأحاديث الصحيحة، بل قد يقولون القولين المتناقضين ... ولا ريب أن هذا موجود في بعضهم ... ثم إنهم بهذا المنقول الضعيف والمعقول السخيف قد يكفرون ويضللون ويبدعون أقواماً من أعيان الأمة ويجهلونم، ففي بعضهم من التفريط في الحق والتعدي على الخلق ما قد يكون بعضه خطأً مغفوراً، وقد يكون منكراً من القول وزوراً، وقد يكون من البدع والضلالات التي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/167)
توجب غليظ العقوبات، فهذا لا ينكره إلا جاهل أو ظالم، وقد رأيت من هذا العجائب ... )) اهـ كلام ابن تيمية)) انتهى
قلت: لم يقر شيخ الإسلام هذه الكلمة في حق جهلة أهل الحديث! إنما أقر أن الجهل بمعرفة معاني الآثار أو رواية ما لا يصح منها موجود في أقوام ينتسبون للسنة ولكن هل هذا يسوغ أن يقال عنهم: إنهم حشوية؟ لا أجد في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا صريح العقل ما يسوغ مثل ذلك.
ثم اعلم أيها القارئ أنهم لمزوا أهل الحديث بأنهم حشوية ومجسمة ومشبهة وأنهم الجمهور والعوام والغثاء والغثر وحثالة الناس ورذالة القوم ومع ذلك قد سلم من ألسنتهم الجهمية والمتكلمون وأهل الرأي وأرباب الفلسفة وهم في ذلك كله كما قال أبو المظفر السمعاني (الانتصار لأهل الحديث ص: 2، 3): ((ما ثلموا إلا دينهم ولا سعوا إلا في هلاك أنفسهم وما للأساكفة وصوغ الحلي وصناعة البز وما للحدادين وتقليب العطر والنظر في الجواهر أما يكفيهم صدأ الحديد ونفخ في الكير وشواظ الذيل والوجه وغبرة في الحدقة وما لأهل الكلام ونقد حملة الأخبار وما أحسن قول من قال:
بلاءٌ ليس يشبهه بلاء عداوة غير ذي حسبٍ ودينِ
ينيلك منه عِرضاً لم يصنه ويرتعُ منك في عِرضٍ مصونِ
لكن الحق عزيز وكلٌّ مع عزته يدعيه، ودعواهم الحق تحجبهم عن مراجعة الحق، نعم، إن على الباطل ظلمة وإن على الحق نوراً ولا يبصر نور الحق إلا من حشي قلبُه بالنور ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور، فالمتخبط في ظلمات الهوى والمتردي في مهاوي الهلكة والمتعسف في المقال لا يوفق للعود إلى الحق ولا يرشد إلى طريق الهدى ليظهر وعورة مسلكه وعز جانبه وتأبِّيه إلا على أهله كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون)) انتهى
ثم نقل المجهول نقلين أحدهما عن ابن قتيبة في ذم المجسمة لا يمت لكلامه بصلة،ونقلاً لابن العربي لا وجه له وما هو بصدده، ونقلاً عن ابن عساكر في ذم السالمية لا يتصرف من أمر حديثنا بمتصرف وإليكهم قال: ((قال ابن قتيبة في كتاب (الاختلاف في اللفظ) ط1/العلمية ص40: ((ولمّا رأى قوم من الناس إفراط هؤلاء [يعني الجهمية] في النفي، عارضوهم في التمثيل، فقالوا بالتشبيه المحض!، والأقطار! والحدود!، وحملوا الألفاظ الجائية في الحديث كما ظاهرها!!، وقالوا بالكيفية فيها، وحملوا من مستشنع الحديث: (عَرَق الخيل)!، و (حديث عرفات)!، وأشباه هذا من الموضوع .. )) اهـ، وانظر (مع ابن قتيبة في العقيدة الإسلامية) ط الشركة العالمية ص122. وقد لقي الإمام القاضي أبو بكر بن العربي المالكي جماعة من الحشوية في رحلته فقال عنهم في (العواصم من القواصم) ص210: ((وكان رأس هذه الطائفة بالشام أبو الفرج الحنبلي بدمشق، وابن الرميلي المحدث ببيت المقدس، والقطرواني بنواحي نابلس، والفاخوري بديار مصر، ولحقت منهم ببغداد أبا الحسين بن أبي يعلى الفراء، وكل منهم ذو أتباع من العوام، جمعاً غفيراً، عصبة عصية عن الحق، وعصبية على الخلق، ولو كانت لهم أفهام، ورزقوا معرفة بدين الإسلام، لكان لهم من أنفسهم وازع، لظهور التهافت على مقالاتهم، وعموم البطلان لكلماتهم، ولكن الفدامة استولت عليهم، فليس لهم قلوب يعقلون بها، ولا أعين يبصرون بها، ولا آذان يسمعون بها، أولئك كالأنعام بل هم أضل .. )) اهـ.
ويقول إمام أهل الحديث سيد الحفاظ الإمام الكبير أبو القاسم بن عساكر في (تبيين كذب المفتري) ص369 عن الأهوازي وكان من كبار أهل الحشو ما صورته: ((فأغص الله الأهوازي بريقه وفض فاه، فإنه كان في اعتقاده سالمياً مشبهاً مجسماً حشوياً، ومن وقف على كتابه الذي سماه كتاب (البيان في شرح عقود أهل الإيمان) الذي صنفه في أحاديث الصفات، واطلع على ما فيه من الآفات، ورأى ما فيه من الأحاديث الموضوعة، والروايات المستنكرة المدفوعة، والأخبار الواهية الضعيفة، والمعاني المتنافية السخيفة، كحديث ركوب الجمل!! وعرق الخيل!! قضى عليه في اعتقاده بالويل، وبعض هذا الكتاب موجود بدمشق بخط يده، فمن أراد الوقوف عليه فليقف ليتحقق سوء معتقده .. )) اهـ كلام الحافظ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/168)
وفي تلك الأخبار يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (مجموع الفتاوى 4/ 145): ((وهذا يتناول كثيراً من غالية المثبتة الذين يروون أحاديث موضوعة في الصفات مثل حديث عرق الخيل ونزوله عشية عرفة على الجمل الأورق حتى يصافح المشاة ويعانق الركبان وتجليه لنبيه في الأرض أو رؤيته له على كرسي بين السماء والأرض أو رؤيته إياه في الطواف أو في بعض سكك المدينة إلى غير ذلك من الأحاديث الموضوعة فقد رأيت من ذلك أموراً من أعظم المنكرات والكفران وأحضر لي غير واحد من الناس من الأجزاء والكتب ما فيه من ذلك ما هو من الافتراء على الله وعلى رسوله وقد وضع لتلك الأحاديث أسانيد حتى إن منهم من عمد إلى كتاب صنفه الشيخ أبو الفرج المقدسي فيما يمتحن به السنى من البدعى فجعل ذلك الكتاب مما أوحاه الله إلى نبيه ليلة المعراج وأمره أن يمتحن به الناس فمن أقر به فهو سني ومن لم يقربه فهو بدعى وزادوا فيه على الشيخ أبي الفرج أشياء لم يقلها هو ولا عاقل)) اهـ
فمال أهل السنة أتباع السلف وهذا؟! أدريت أن المجهول يريد أن ينزل لمز سالفيه (المعتزلة مخانيث الفلاسفة) علي أتباع السلف من أهل السنة لمخالفتهم إياه في إثبات نصوص الوحيين في الصفات كالعلو والاستواء كما سيأتي فادره!
ثم إن ابن قتيبة هو القائل (تاويل مختلف الحديث: 80 - 81):" ... وقد لقبوهم بالحشوية والنابتة والمجبرة وربما قالوا الجبرية وسموهم الغثاء والغثر وهذه كلها أنباز لم يأت بها خبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم .... "انتهى
ثم قال المجهول: ((وهذا الإمام الهمام ابن الجوزي رحمه الله يرد عليهم ويرميهم بالتشبيه والتجسيم فيقول في كتابه (دفع شُبَهِ التشبيه .. ) ط الكليات الأزهرية ص8 ردًّا على المشبهة: ((وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات .. ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى، ولا إلى إلغاء ما توجبه الظواهر من سمات الحَدَث، ولم يَقْنَعُوا بأن قالوا: (صفة فعل) حتى قالوا: (صفة ذات)، ثم لما أثبتوا أنها صفات، قالوا: (لا نحملها على توجيه اللغة، مثل (يد) على معنى نعمة وقدرة، ولا (مجيء وإتيان) على معنى بِرٍّ ولطف، ولا (ساق) على شدة)، بل قالوا: (نحملها على ظواهرها المتعارفة)!!، والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميين .. ثم يتحرجون من التشبيه، ويَأْنَفُون من إضافته إليهم، ويقولون: (نحن أهل السنة)!!، وكلامهم صريح في التشبيه، وقد تبعهم خلق من العوام، وقد نصحت التابع والمتبوع، فقلت لهم: يا أصحابنا، أنتم أصحاب نقل واتباع، وإمامكم الأكبر أحمد بن حنبل رحمه الله يقول وهو تحت السياط: (كيف أقول ما لم يُقَل؟)، فإياكم أن تبتدعوا في مذهبه ما ليس منه، ثم قلتم في الأحاديث: (تُحْمَل على ظاهرها)!!، وظاهر القدم الجارحة، فإنه لما قيل في عيسى عليه الصلاة والسلام: (روح الله)، اعتقدت النصارى لعنهم الله تعالى أن لله سبحانه وتعالى صفةً هي روح وَلَجَت في مريم!!، ومن قال: (استوى بذاته المقدسة) فقد أجراه سبحانه مجرى الحِسِّيَّات!!، وينبغي أن لا يُهْمَل ما ثبت به الأصل، وهو العقل، فإنا به عرفنا الله تعالى، وحكمنا له بالقِدَم، فلو أنكم قلتم: (نقرأ الأحاديث ونسكت)، لما أنكر أحد عليكم، وإنما حَمْلُكُم إياها على الظاهر قبيح)) اهـ كلام ابن الجوزي، وكان سيفا مسلولا على أهل البدع رحمه الله تعالى)) اهـ
قلت: أما قوله (وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات .. ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى، ولا إلى إلغاء ما توجبه الظواهر من سمات الحَدَث، ولم يَقْنَعُوا بأن قالوا: (صفة فعل) حتى قالوا: (صفة ذات)، ثم لما أثبتوا أنها صفات) اهـ فالواجب الذي لا يرتاب فيه البصير أن الله خاطب خلقه بما يعرفون معناه لا ما يجهلونه ثم إنه أراد منهم أن يفهموا نصوصه علي ظاهرها فلا يحرفوا الكلم عن مواضعه ولا يبدلوا النص بعد ثبوته فمعني توحيدنا لله تعالى ان نثبت له ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل وكذلك ننفي عنه ما نفاه عن نفسه وما نفاه عنه رسوله لأنه كما قال نعيم بن حماد شيخ البخاري: (من شبه الله بخلقه كفر و من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/169)
جحد ما أثبته الله لنفسه كفر) فيمرون النصوص كما جاءت علي ظاهر معناه مع اعتقاد ان الله ليس كمثله شيء ولا يشبه شيئاً من خلقه. وأما قوله (ولم يقنعوا بأن قالوا .... إلخ) فكما قال ابن القيم:
ما ذنبهم ونبيهم قد قال ما قالوا كذاك منزل الفرقان
ما الذنب الا النصوص لديكم إذ جسمت بل شبهت صنفان
ما ذنب من قد قال ما نطقت له من غير تحريف ولا عدوان
ما ذنب أهل السنة إذ قالوا إن لله صفات موافقين ما جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث عائشة أن أمير رجلاً بعث أميراً علي عهد رسول الله فكان يقرأن لهم فيختم بقل هو الله أحد فسألوه عنها فقال (لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَهَا) فأقره النبي وقال: (أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُحِبُّهُ)؟!
وروي البيهقي في (الأسماء والصفات 2/ 38 - 39) بسند حسن عن ابن عباس أَنَّ الْيَهُودَ جَاءَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ كَعْبُ بْنُ الأَشْرَفِ وَحُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، صِفْ لَنَا رَبَّكَ الَّذِي بَعَثَكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ، فَيَخْرُجُ مِنْهُ، وَلَمْ يُولَدْ، فَيَخْرُجُ مِنْ شَيْءٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ وَلا شَبَهٌ فَقَالَ: هَذِهِ صِفَةُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ وَتَقَدَّسَ عُلُوًّا كَبِيرًا.
وقال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حَدَّثَنَا أبو العباس هو الأصم، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق، حَدَّثَنَا الحسن بن موسى، حَدَّثَنَا أبو هلال محمد بن سليم، حَدَّثَنَا رجل، أن ابن رواحة البصري، سأل الحسن فقال: يا أبا سعيد هل تصف لنا ربك؟ قال: نعم، أصفه بغير مثال.
ولم ينكر لفظ الصفة فيما نعلم أحد من المنتسبين إلى السنة غير ما حكاه أبو محمد ابن حزم لما قال: ((وأما إطلاق لفظ الصفاة لله تعالى عز وجل فمحال لا يجوز لأن الله تعالى لم ينص قط في كلامه المنزل على لفظة الصفات ولا على لفظ الصفة ولا حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن لله تعالى صفة أو صفات نعم ولا جاء قط ذلك عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ولا عن أحد من خيار التابعين ولا عن أحد من خيار تابعي التابعين ومن كان هكذا فلا يحل لأحد أن ينطق به ولو قلنا أن الإجماع قد تيقن على ترك هذه اللفظة لصدقنا فلا يجوز القول بلفظ الصفات ولا اعتقاده بل هي بدعة منكرة قال الله تعالى. إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن تتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى.
وإنما اخترع لفظ الصفات المعتزلة وهشام ونظراؤه من رؤساء الرافضة وسلك سبيلهم قوم من أصحاب الكلام سلكوا غير مسلك السلف الصالح ليس فيهم أسوة ولا قدوة وحسبنا الله ونعم الوكيل)) انتهى وهذا كلام ظاهرة سوأته وبائنة عورته ولا يحل اعتقاده لمخالفته النصوص الصحيحة المتقدمة والله أعلم.
وأما قوله (قالوا: (لا نحملها على توجيه اللغة، مثل (يد) على معنى نعمة وقدرة، ولا (مجيء وإتيان) على معنى بِرٍّ ولطف، ولا (ساق) على شدة)، بل قالوا: (نحملها على ظواهرها المتعارفة) اهـ
وهذا كلام بين الخطأ فإن كانت يد بمعني (نعمة وقدرة) فما معني قوله تعالى (يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي)؟! ألله نعمتان أو قدرتان؟ كلا، بل هي يد حقيقية لا تشابه أيدي المخلوقين تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. قال أبو الحسن الأشعري في كتابه (الإبانة عن أصول الديانة): " قد سئلنا أتقولون إن لله يدين؟
قيل: نقول ذلك بلا كيف وقد دل عليه قوله تعالى: (يد الله فوق أيديهم) وقوله تعالى: (لما خلقت بيدي) وروي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: (إن الله مسح ظهر آدم بيده فاستخرج منه ذريته) فثبتت اليد بلا كيف وجاء في الخبر المأثور عن النبي صلى الله عليه و سلم (أن الله تعالى خلق آدم بيده وخلق جنة عدن بيده وكتب التوراة بيده وغرس شجرة طوبى بيده) ... وقال تعالى: (بل يداه مبسوطتان) وجاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: (كلتا يديه يمين) وقال تعالى: (لأخذنا منه باليمين) وليس يجوز في لسان العرب ولا في عادة أهل الخطاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/170)
أن يقول القائل: عملت كذا بيدي ويعني به النعمة وإذا كان الله عز و جل إنما خاطب العرب بلغتها وما يجري مفهوماً في كلامها ومعقولاً في خطابها وكان لا يجوز في خطاب أهل اللسان أن يقول القائل: فعلت بيدي ويعني النعمة بطل أن يكون معنى قوله تعالى: (بيدي) النعمة وذلك أنه لا يجوز أن يقول القائل: لي عليه يدي بمعنى لي عليه نعمتي ومن دافعنا عن استعمال اللغة ولم يرجع إلى أهل اللسان فيها دوفع عن أن تكون اليد بمعنى النعمة إذ كان لا يمكنه أن يتعلق في أن اليد النعمة إلا من جهة اللغة فإذا دفع اللغة لزمه أن لا يفسر القرآن من جهتها وأن لا يثبت اليد نعمة من قبلها لأنه إن روجع في تفسير قوله تعالى: (بيدي) نعمتي فليس المسلمون على ما ادعى متفقين وإن روجع إلى اللغة فليس في اللغة أن يقول القائل: بيدي يعني نعمتي وإن لجأ إلى وجه ثالث سألناه عنه ولن يجد له سبيلاً .. ويقال لأهل البدع: ولم زعمتم أن معنى قوله: (بيدي) نعمتي أزعمتم ذلك إجماعاً أو لغة؟ فلا يجدون ذلك إجماعا ولا في اللغة. وإن قالوا: قلنا ذلك من القياس. قيل لهم: ومن أين وجدتم في القياس أن قوله تعالى: (بيدي) لا يكون معناه إلا نعمتي؟ ومن أين يمكن أن يعلم بالعقل أن تفسير كذا وكذا مع أنا رأينا الله عز و جل قد قال في كتابه العزيز الناطق على لسان نبيه الصادق: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) وقال تعالى: (لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين) وقال تعالى: (إنا جعلناه قرآناً عربياً) وقال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله) ولو كان القرآن بلسان غير العرب لما أمكن أن نتدبره ولا أن نعرف معانيه إذا سمعناه فلما كان من لا يحسن لسان العرب لا يحسنه وإنما يعرفه العرب إذا سمعوه على أنهم إنما علموه لأنه بلسانهم نزل وليس في لسانهم ما ادعوه. وقد اعتل معتل بقول الله تعالى: (والسماء بنيناها بأيد) قالوا: الأيد القوة فوجب أن يكون معنى قوله تعالى: (بيدي) بقدرتي قيل لهم: هذا التأويل فاسد من وجوه:
أحدها: أن الأيد ليس جمع لليد لأن جمع يد أيدي وجمع اليد التي هي نعمة أيادي وإنما قال تعالى: (لما خلقت بيدي) فبطل بذلك أن يكون معنى قوله: (بيدي) معنى قوله: (بنيناها بأيد). وأيضاً فلو كان أراد القوة لكان معنى ذلك بقدرتي وهذا ناقض لقول مخالفنا وكاسر لمذهبهم لأنهم لا يثبتون قدرة واحدة فكيف يثبتون قدرتين. وأيضاً فلو كان الله تعالى عنى بقوله: (لما خلقت بيدي) القدرة لم يكن لآدم صلى الله عليه و سلم على إبليس مزية في ذلك والله تعالى أراد أن يرى فضل آدم صلى الله عليه و سلم عليه إذ خلقه بيديه دونه ولو كان خالقا لإبليس بيده كما خلق آدم صلى الله عليه و سلم بيده لم يكن لتفضيله عليه بذلك وجه وكان إبليس يقول محتجا على ربه: فقد خلقتني بيديك كما خلقت آدم صلى الله عليه و سلم بهما فلما أراد الله تعالى تفضيله عليه بذلك وقال الله تعالى موبخا له على استكباره على آدم صلى الله عليه و سلم أن يسجد له: (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت؟) دل على أنه ليس معنى الآية القدرة إذ كان الله تعالى خلق الأشياء جميعاً بقدرته وإنما أراد إثبات يدين ولم يشارك إبليس آدم صلى الله عليه و سلم في أن خلق بهما [].وليس يخلو قوله تعالى: (لما خلقت بيدي) أن يكون معنى ذلك إثبات يدين نعمتين أو يكون معنى ذلك إثبات يدين جارحتين [أي كيدي المخلوقين]. تعالى الله عن ذلك أو يكون معنى ذلك إثبات يدين قدرتين أو يكون معنى ذلك إثبات يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين ولا قدرتين [] لا توصفان إلا كما وصف الله تعالى فلا يجوز أن يكون معنى ذلك نعمتين لأنه لا يجوز عند أهل اللسان أن يقول القائل: عملت بيدي وهو نعمتي. ولا يجوز عندنا ولا عند خصومنا أن نعني جارحتين ولا يجوز عند خصومنا أن يعني قدرتين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/171)
وإذا فسدت الأقسام الثلاثة صح القسم الرابع وهو أن معنى قوله تعالى: (بيدي) إثبات يدين ليستا جارحتين ولا قدرتين ولا نعمتين لا يوصفان إلا بأن يقال: إنهما يدان ليستا كالأيدي خارجتان عن سائر الوجوه الثلاثة التي سلفت. وأيضاً فلو كان معنى قوله تعالى: (بيدي) نعمتي لكان لا فضيلة لآدم صلى الله عليه و سلم على إبليس في ذلك على مذاهب مخالفينا لأن الله تعالى قد ابتدأ إبليس على قولهم كما ابتدأ آدم صلى الله عليه و سلم وليس تخلو النعمتان أن يكونا هما بدن آدم صلى الله عليه و سلم أو يكونا عرضين خلقا في بدن آدم عليه الصلاة و السلام فلو كان عنى بدن آدم عليه السلام فلأبدان عند مخالفينا من المعتزلة جنس واحد وإذا كانت الأبدان عندهم جنسا واحدا فقد حصل في جسد إبليس على مذاهبهم من النعمة ما حصل في جسد آدم صلى الله عليه و سلم وكذلك إن عنى عرضين فليس من عرض فعله في بدن آدم صلى الله عليه و سلم من لون أو حياة أو قوة أو غير ذلك إلا وقد فعل من جنسه عندهم في بدن إبليس وهذا يوجب أنه لا فضيلة لآدم صلى الله عليه و سلم على إبليس في ذلك والله تعالى إنما احتج على إبليس بذلك ليريه أن لآدم صلى الله عليه و سلم في ذلك الفضيلة فدل ما قلناه على أن الله عز و جل لما قال: (خلقت بيدي) لم يعن نعمتي. ويقال لهم: لم أنكرتم أن يكون الله تعالى عنى بقوله: (بيدي) يدين ليستا نعمتين؟
فإن قالوا: لأن اليد إذا لم تكن نعمة لم تكن إلا جارحة. قيل لهم: ولم قضيتم أن اليد إذا لم تكن نعمة لم تكن إلا جارحة؟ وإن رجعونا إلى شاهدنا أو إلى ما نجده فيما بيننا من الخلق فقالوا: اليد إذا لم تكن نعمة في الشاهد لم تكن إلا جارحة. قيل لهم: إن عملتم على الشاهد وقضيتم به على الله تعالى فكذلك لم نجد حيا من الخلق إلا جسما لحما ودما فاقضوا بذلك على الله - تعالى عن ذلك - وإلا كنتم لقولكم تاركين و لاعتلالكم ناقضين وإن أثبتم حياً لا كالأحياء منا فلم أنكرتم أن تكون اليدان اللتان أخبر الله تعالى عنهما يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين ولا كالأيدي؟
وكذلك يقال لهم: لم تجدوا مدبرا حكيما إلا إنسانا ثم أثبتم أن للدنيا مدبرا حكيما ليس كالإنسان وخالفتم الشاهد ونقضتم اعتلالكم فلا تمنعوا من إثبات يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين من أجل أن ذلك خلاف الشاهد فإن قالوا إذا أثبتم لله عز و جل يدين لقوله تعالى: (لما خلقت بيدي) فلم لا أثبتم له أيدي لقوله تعالى: (مما عملت أيدينا)؟
قيل لهم: قد أجمعوا على بطلان قول من أثبت لله أيدي فلما أجمعوا على بطلان قول من قال ذلك وجب أن يكون الله تعالى ذكر أيدي ورجع إلى إثبات يدين لأن الدليل عنده دل على صحة الإجماع وإذا كان الإجماع صحيحا وجب أن يرجع من قوله أيدي إلى يدين لأن القرآن على ظاهره ولا يزول عن ظاهره إلا بحجة فوجدنا حجة أزلنا بها ذكر الأيدي عن الظاهر إلى ظاهر آخر ووجب أن يكون الظاهر الآخر على حقيقته لا يزول عنها إلا بحجة. فإن قال قائل: إذا ذكر الله عز و جل الأيدي وأراد يدين فما أنكرتم أن يذكر الأيدي ويريد يدا واحدة؟ قيل له: ذكر تعالى أيدي وأراد يدين لأنهم أجمعوا على بطلان قول من قال أيدي كثيرة وقول من قال يدا واحدة فقلنا يدان لأن القرآن على ظاهره إلا أن تقوم حجة بأن يكون على خلاف الظاهر.
فإن قال قائل: ما أنكرتم أن يكون قوله تعالى: (مما عملت أيدينا) وقوله تعالى: (لما خلقت بيدي على المجاز؟ قيل له: حكم كلام الله تعالى أن يكون على ظاهره وحقيقته ولا يخرج الشيء عن ظاهره إلى المجاز إلا بحجة ألا ترون أنه إذا كان ظاهر الكلام العموم فإذا ورد بلفظ العموم والمراد به الخصوص فليس هو على حقيقة الظاهر وليس يجوز أن يعدل بما ظاهره العموم عن العموم بغير حجة كذلك قوله تعالى: (لما خلقت بيدي) على ظاهره أو حقيقته من إثبات اليدين ولا يجوز أن يعدل به عن ظاهر اليدين إلى ما ادعاه خصومنا إلا بحجة ولو جاز ذلك لجاز لمدع أن يدعي أن ما ظاهره العموم فهو على الخصوص وما ظاهره الخصوص فهو على العموم بغير حجة وإذا لم يجز هذا لمدعيه بغير برهان لم يجز لكم ما ادعيتموه أنه مجاز أن يكون مجازا بغير حجة بل واجب أن يكون قوله تعالى: (لما خلقت بيدي) إثبات يدين لله تعالى في الحقيقة غير نعمتين إذا كانت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/172)
النعمتان لا يجوز عند أهل اللسان أن يقول قائلهم: فعلت بيدي وهو يعني النعمتين" انتهى وليس وراء ذلك غاية.
وأما قوله: ((ولا مجئ وإتيان بمعني بر ولطف)) فلا شرع يعضده ولا لغة تنصره لا كما زعم فمن قال إن الإتيان والمجئ بمعني البر واللطف قال تعالى (فأتى الله بنيانهم من القواعد) وقال (أتي أمر الله فلا تستعجلوه) وقال فرعون (ءاتوني بكل ساحر) بمعني (لطف الله ببنيانهم) و (لطف امر الله وبر فلا تستعجلوه) و (بروني والطفوا بي بكل ساحر)! هذا مم تأباه العقول والفطر.
وأما قوله (ساق بمعني شدة) فغير مسلم هكذا صنع بلفظة ساق فما يصنع بلفظة (رجل) فإن النار تستزيد الله تعالى قال النبي: ((حتى يضع تبارك وتعالى فيها رجله فتقول قط قط)) رواه مسلم والبخاري بلفظ (قدمه) أيقال يضع فيها شدته كما قيل في الساق مع أن الأول غير مسلم لك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( .... فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فلا يكلمه إلا الأنبياء فيقول هل بينكم وبينه آية تعرفونه فيقولون الساق فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ويبقاى من كان يسجد لله رياء)) هذا لفظ البخاري.
هل يقولون: بيننا وبينه آية (الشدة) فيكشف عن شدته؟! هذا تحقيق ابن الجوزي وأمثاله في مسائل التوحيد!
ذلكم التحقيق الذي لم يرتضه أحد من أئمة ذلك الشأن ولذا نقم عليه غير واحد منهم؛قال ابن رجب في ((ذيل طبقات الحنابلة 1/ 372)) ناقلاً عن ابن النجار قال: "ومنها (أي المآخذ عليه) وهو الذي من أجله نقم جماعة من مشايخ أصحابنا وأئمتهم من المقادسة والعلثيين- من ميله إلى التأويل في بعض كلامه، واشتد نكرهم عليه في ذلك. ولا ريب أن كلامه في ذلك مضطرب مختلف، وهو وإن كان مطلعًا على الأحاديث والآثار في هذا الباب، فلم يكن خبيرًا بحل شبهة المتكلمين، وبيان فِسادها. وكان معظمًا لأبي الوفاء بن عقيل يتابعه في أكثر ما يجد في كلامه وإن كان قد ورد عليه في بعض المسائل. وكان ابن عقيل بارعًا في الكلام، ولم يكن تام الخبرة بالحديث والآثار. فلهذا يضطرب في هذا الباب، وتتلون فيه آراؤه. وأبو الفرج تابع له في هذا التلون.
قال الشيخ موفق الدين المقدسي: كان ابن الجوزي إمام أهل عصره في الوعظ، وصنف في فنون العلم تصانيف حسنة. وكان صاحب قبول. وكان يدرس الفقه ويصنف فيه. وكان حافظًا للحديث. وصنف فيه، إلا أننا لم نرض تصانيفه في السنة، ولا طريقته فيها" انتهى
وقال الذهبي (السير 21/ 381): وكتب إلي أبو بكر بن طرخان: أخبرنا الامام موفق الدين، قال: ابن الجوزي إمام أهل عصره في الوعظ، وصنف في فنون العلم تصانيف حسنة، وكان صاحب فنون، كان يصنف في الفقه، ويدرس، وكان حافظا للحديث، إلا أننا لم نرض تصانيفه في السنة، ولا طريقته فيها، وكانت العامة يعظمونه، وكانت تنفلت منه في بعض الاوقات كلمات تنكر عليه في السنة، فيستفتي عليه فيها، ويضيق صدره من أجلها "اهـ
وقال السيف (السير 21/ 383): ما رأيت أحدا يعتمد عليه في دينه وعلمه وعقله راضيا عنه "اهـ
وقال: وقال جدي: كان أبو المظفر ابن حمدي ينكر على أبي الفرج كثيرا كلمات يخالف فيها السنة. اهـ وجده هو الموفق ابن قدامة.
وقال الذهبي في تاريخ الإسلام:" قلت: ومع تبحر ابن الجوزي في العلوم وكثر اطلاعه وسعة دائرته ولم يكن مبرزا في علم من العلوم وذلك شأن كل من فرق نفسه في بحور العلم. ومع أنه كان مبرزا في التفسير والوعظ والتاريخ ومتوسطا في المذهب متوسطا في الحديث له اطلاع تام على متونه. وأما الكلام على صحيحه وسقيمه فما له فيه ذوق المحدثين ولا نقد الحفاظ المبرزين. فإنه كثير الاحتجاج الأحاديث الضعيفة مع كونه كثير السياق لتلك الأحاديث في الموضوعات. والتحقيق أنه لا ينبغي الاحتجاج بها ولا ذكرها في الموضوعات وربما ذكر في الموضوعات أحاديث حسانا قوية "اهـ
قلت: وهو بالضعف في أمر المعتقد أولى.وقال أيضاً:" قلت: وكلامه في السنة مضطرب تراه في وقت سنياً وفي وقت متجهماً محرفاً للنصوص والله يرحمه يغفر له "اهـ
ثم إن ابن الجوزي هو القائل (سير أعلام النبلاء 21/ 376):" أهل الكلام يقولون: ما في السماء رب، ولا في المصحف قرآن، ولا في القبر نبي، ثلاث عورات لكم " اهـ وهذا كله إنما رمي به الأشاعرة!
ثم اعلم أن دندنة اولئك بحكاية أن السلف امروها كما جاءت مع اعتقادهم نفي الظاهر المتبادر فيه حق وباطل؛ قال شيخ الإسلام [الفتوى الحموية 159 – 160]: ((واعلم أن من المتأخرين من يقول مذهب السلف إقرارها على ما جاءت به مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد وهذا اللفظ مجمل فإن قوله ظاهرها غير مراد يحتمل أنه أراد بالظاهر نعوت المخلوقين وصفات المحدثين مثل أن يراد بكون الله قبل وجه المصلى أنه مستقر فى الحائط الذى يصلى إليه وأن الله معنا ظاهره أنه الى جانبنا ونحو ذلك فلا شك أن هذا غير مراد.
ومن قال إن مذهب السلف أن هذا غير مراد فقد أصاب فى المعنى لكن أخطأ بإطلاق القول بأن هذا ظاهر الآيات والاحاديث فان هذا المحال ليس هو الظاهر على ما قد بيناه فى غير هذا الموضع اللهم الا أن يكون هذا المعنى الممتنع صار يظهر لبعض الناس فيكون القائل لذلك مصيباً بهذا الاعتبار معذوراً فى هذا الإطلاق فإن الظهور والبطون قد يختلف باختلاف أحوال الناس وهو من الأمور النسبية وكان أحسن من هذا أن يبين لمن اعتقد أن هذا هو الظاهر أن هذا ليس هو الظاهر حتى يكون قد أعطى كلام الله وكلام رسوله حقه لفظاً ومعنى وإن كان الناقل عن السلف أراد بقوله الظاهر غير مراد عندهم أن المعانى التى تظهر من هذه الآيات والأحاديث مما يليق بجلال الله وعظمته ولا يختص بصفة المخلوقين بل هى واجبة لله أو جائزة عليه جوازاً ذهنياً أو جوازاً خارجياً غير مراد فهذا قد أخطأ فيما نقله عن السلف أو تعمد الكذب فما يمكن أحد قط أن ينقل عن واحد من السلف ما يدل لا نصاً ولا ظاهراً أنهم كانوا يعتقدون أن الله ليس فوق العرش ولا أن الله ليس له سمع ولا بصر ولا يد حقيقة)) انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/173)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 02:06 ص]ـ
ثم قال المجهول: ((ثانياً: إذا تقرر هذا فالنظر فيمن تطلق عليه هذه الكلمة، فقد تطلق بحق كما يطلقها أهل السنة على بعض جهلة أهل الحديث)) اهـ
قلت: تطلق بحق على بعض جهلة الحديث مثل من؟! أمثل جرير بن حازم الذي قال فيه أحمد: صاحب سنة؟!
ثم قال: ((يقول ابن تيمية في المجموع 4/ 23: ((فالذي يعيب بعض أهل الحديث وأهل الجماعة بحشو القول إنما يعيبهم بقلة المعرفة أو بقلة الفهم، أما الأول فبأن يحتجوا بأحاديث ضعيفة أو موضوعة .. وأما الثاني فبأن لا يفهموا معنى الأحاديث الصحيحة، بل قد يقولون القولين المتناقضين ... ولا ريب أن هذا موجود في بعضهم ... ثم إنهم بهذا المنقول الضعيف والمعقول السخيف قد يكفرون ويضللون ويبدعون أقواماً من أعيان الأمة ويجهلونم، ففي بعضهم من التفريط في الحق والتعدي على الخلق ما قد يكون بعضه خطأً مغفوراً، وقد يكون منكراً من القول وزوراً، وقد يكون من البدع والضلالات التي توجب غليظ العقوبات، فهذا لا ينكره إلا جاهل أو ظالم، وقد رأيت من هذا العجائب ... )) اهـ كلام ابن تيمية)) انتهى
قلت: لم يقر شيخ الإسلام هذه الكلمة في حق جهلة أهل الحديث! إنما أقر أن الجهل بمعرفة معاني الآثار أو رواية ما لا يصح منها موجود في أقوام ينتسبون للسنة ولكن هل هذا يسوغ أن يقال عنهم: إنهم حشوية؟ لا أجد في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا صريح العقل ما يسوغ مثل ذلك.
ثم اعلم أيها القارئ أنهم لمزوا أهل الحديث بأنهم حشوية ومجسمة ومشبهة وأنهم الجمهور والعوام والغثاء والغثر وحثالة الناس ورذالة القوم ومع ذلك قد سلم من ألسنتهم الجهمية والمتكلمون وأهل الرأي وأرباب الفلسفة وهم في ذلك كله كما قال أبو المظفر السمعاني (الانتصار لأهل الحديث ص: 2، 3): ((ما ثلموا إلا دينهم ولا سعوا إلا في هلاك أنفسهم وما للأساكفة وصوغ الحلي وصناعة البز وما للحدادين وتقليب العطر والنظر في الجواهر أما يكفيهم صدأ الحديد ونفخ في الكير وشواظ الذيل والوجه وغبرة في الحدقة وما لأهل الكلام ونقد حملة الأخبار وما أحسن قول من قال:
بلاءٌ ليس يشبهه بلاء عداوة غير ذي حسبٍ ودينِ
ينيلك منه عِرضاً لم يصنه ويرتعُ منك في عِرضٍ مصونِ
لكن الحق عزيز وكلٌّ مع عزته يدعيه، ودعواهم الحق تحجبهم عن مراجعة الحق، نعم، إن على الباطل ظلمة وإن على الحق نوراً ولا يبصر نور الحق إلا من حشي قلبُه بالنور ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور، فالمتخبط في ظلمات الهوى والمتردي في مهاوي الهلكة والمتعسف في المقال لا يوفق للعود إلى الحق ولا يرشد إلى طريق الهدى ليظهر وعورة مسلكه وعز جانبه وتأبِّيه إلا على أهله كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون)) انتهى
ثم نقل المجهول نقلين أحدهما عن ابن قتيبة في ذم المجسمة لا يمت لكلامه بصلة،ونقلاً لابن العربي لا وجه له وما هو بصدده، ونقلاً عن ابن عساكر في ذم السالمية لا يتصرف من أمر حديثنا بمتصرف وإليكهم قال: ((قال ابن قتيبة في كتاب (الاختلاف في اللفظ) ط1/العلمية ص40: ((ولمّا رأى قوم من الناس إفراط هؤلاء [يعني الجهمية] في النفي، عارضوهم في التمثيل، فقالوا بالتشبيه المحض!، والأقطار! والحدود!، وحملوا الألفاظ الجائية في الحديث كما ظاهرها!!، وقالوا بالكيفية فيها، وحملوا من مستشنع الحديث: (عَرَق الخيل)!، و (حديث عرفات)!، وأشباه هذا من الموضوع .. )) اهـ، وانظر (مع ابن قتيبة في العقيدة الإسلامية) ط الشركة العالمية ص122. وقد لقي الإمام القاضي أبو بكر بن العربي المالكي جماعة من الحشوية في رحلته فقال عنهم في (العواصم من القواصم) ص210: ((وكان رأس هذه الطائفة بالشام أبو الفرج الحنبلي بدمشق، وابن الرميلي المحدث ببيت المقدس، والقطرواني بنواحي نابلس، والفاخوري بديار مصر، ولحقت منهم ببغداد أبا الحسين بن أبي يعلى الفراء، وكل منهم ذو أتباع من العوام، جمعاً غفيراً، عصبة عصية عن الحق، وعصبية على الخلق، ولو كانت لهم أفهام، ورزقوا معرفة بدين الإسلام، لكان لهم من أنفسهم وازع، لظهور التهافت على مقالاتهم، وعموم البطلان لكلماتهم، ولكن الفدامة استولت عليهم، فليس لهم قلوب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/174)
يعقلون بها، ولا أعين يبصرون بها، ولا آذان يسمعون بها، أولئك كالأنعام بل هم أضل .. )) اهـ.
ويقول إمام أهل الحديث سيد الحفاظ الإمام الكبير أبو القاسم بن عساكر في (تبيين كذب المفتري) ص369 عن الأهوازي وكان من كبار أهل الحشو ما صورته: ((فأغص الله الأهوازي بريقه وفض فاه، فإنه كان في اعتقاده سالمياً مشبهاً مجسماً حشوياً، ومن وقف على كتابه الذي سماه كتاب (البيان في شرح عقود أهل الإيمان) الذي صنفه في أحاديث الصفات، واطلع على ما فيه من الآفات، ورأى ما فيه من الأحاديث الموضوعة، والروايات المستنكرة المدفوعة، والأخبار الواهية الضعيفة، والمعاني المتنافية السخيفة، كحديث ركوب الجمل!! وعرق الخيل!! قضى عليه في اعتقاده بالويل، وبعض هذا الكتاب موجود بدمشق بخط يده، فمن أراد الوقوف عليه فليقف ليتحقق سوء معتقده .. )) اهـ كلام الحافظ.
وفي تلك الأخبار يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (مجموع الفتاوى 4/ 145): ((وهذا يتناول كثيراً من غالية المثبتة الذين يروون أحاديث موضوعة في الصفات مثل حديث عرق الخيل ونزوله عشية عرفة على الجمل الأورق حتى يصافح المشاة ويعانق الركبان وتجليه لنبيه في الأرض أو رؤيته له على كرسي بين السماء والأرض أو رؤيته إياه في الطواف أو في بعض سكك المدينة إلى غير ذلك من الأحاديث الموضوعة فقد رأيت من ذلك أموراً من أعظم المنكرات والكفران وأحضر لي غير واحد من الناس من الأجزاء والكتب ما فيه من ذلك ما هو من الافتراء على الله وعلى رسوله وقد وضع لتلك الأحاديث أسانيد حتى إن منهم من عمد إلى كتاب صنفه الشيخ أبو الفرج المقدسي فيما يمتحن به السنى من البدعى فجعل ذلك الكتاب مما أوحاه الله إلى نبيه ليلة المعراج وأمره أن يمتحن به الناس فمن أقر به فهو سني ومن لم يقربه فهو بدعى وزادوا فيه على الشيخ أبي الفرج أشياء لم يقلها هو ولا عاقل)) اهـ
فمال أهل السنة أتباع السلف وهذا؟! أدريت أن المجهول يريد أن ينزل لمز سالفيه (المعتزلة مخانيث الفلاسفة) علي أتباع السلف من أهل السنة لمخالفتهم إياه في إثبات نصوص الوحيين في الصفات كالعلو والاستواء كما سيأتي فادره!
ثم إن ابن قتيبة هو القائل (تاويل مختلف الحديث: 80 - 81):" ... وقد لقبوهم بالحشوية والنابتة والمجبرة وربما قالوا الجبرية وسموهم الغثاء والغثر وهذه كلها أنباز لم يأت بها خبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم .... "انتهى
ثم قال المجهول: ((وهذا الإمام الهمام ابن الجوزي رحمه الله يرد عليهم ويرميهم بالتشبيه والتجسيم فيقول في كتابه (دفع شُبَهِ التشبيه .. ) ط الكليات الأزهرية ص8 ردًّا على المشبهة: ((وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات .. ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى، ولا إلى إلغاء ما توجبه الظواهر من سمات الحَدَث، ولم يَقْنَعُوا بأن قالوا: (صفة فعل) حتى قالوا: (صفة ذات)، ثم لما أثبتوا أنها صفات، قالوا: (لا نحملها على توجيه اللغة، مثل (يد) على معنى نعمة وقدرة، ولا (مجيء وإتيان) على معنى بِرٍّ ولطف، ولا (ساق) على شدة)، بل قالوا: (نحملها على ظواهرها المتعارفة)!!، والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميين .. ثم يتحرجون من التشبيه، ويَأْنَفُون من إضافته إليهم، ويقولون: (نحن أهل السنة)!!، وكلامهم صريح في التشبيه، وقد تبعهم خلق من العوام، وقد نصحت التابع والمتبوع، فقلت لهم: يا أصحابنا، أنتم أصحاب نقل واتباع، وإمامكم الأكبر أحمد بن حنبل رحمه الله يقول وهو تحت السياط: (كيف أقول ما لم يُقَل؟)، فإياكم أن تبتدعوا في مذهبه ما ليس منه، ثم قلتم في الأحاديث: (تُحْمَل على ظاهرها)!!، وظاهر القدم الجارحة، فإنه لما قيل في عيسى عليه الصلاة والسلام: (روح الله)، اعتقدت النصارى لعنهم الله تعالى أن لله سبحانه وتعالى صفةً هي روح وَلَجَت في مريم!!، ومن قال: (استوى بذاته المقدسة) فقد أجراه سبحانه مجرى الحِسِّيَّات!!، وينبغي أن لا يُهْمَل ما ثبت به الأصل، وهو العقل، فإنا به عرفنا الله تعالى، وحكمنا له بالقِدَم، فلو أنكم قلتم: (نقرأ الأحاديث ونسكت)، لما أنكر أحد عليكم، وإنما حَمْلُكُم إياها على الظاهر قبيح)) اهـ كلام ابن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/175)
الجوزي، وكان سيفا مسلولا على أهل البدع رحمه الله تعالى)) اهـ
قلت: أما قوله (وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات .. ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى، ولا إلى إلغاء ما توجبه الظواهر من سمات الحَدَث، ولم يَقْنَعُوا بأن قالوا: (صفة فعل) حتى قالوا: (صفة ذات)، ثم لما أثبتوا أنها صفات) اهـ فالواجب الذي لا يرتاب فيه البصير أن الله خاطب خلقه بما يعرفون معناه لا ما يجهلونه ثم إنه أراد منهم أن يفهموا نصوصه علي ظاهرها فلا يحرفوا الكلم عن مواضعه ولا يبدلوا النص بعد ثبوته فمعني توحيدنا لله تعالى ان نثبت له ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل وكذلك ننفي عنه ما نفاه عن نفسه وما نفاه عنه رسوله لأنه كما قال نعيم بن حماد شيخ البخاري: (من شبه الله بخلقه كفر و من جحد ما أثبته الله لنفسه كفر) فيمرون النصوص كما جاءت علي ظاهر معناه مع اعتقاد ان الله ليس كمثله شيء ولا يشبه شيئاً من خلقه. وأما قوله (ولم يقنعوا بأن قالوا .... إلخ) فكما قال ابن القيم:
ما ذنبهم ونبيهم قد قال ما قالوا كذاك منزل الفرقان
ما الذنب الا النصوص لديكم إذ جسمت بل شبهت صنفان
ما ذنب من قد قال ما نطقت له من غير تحريف ولا عدوان
ما ذنب أهل السنة إذ قالوا إن لله صفات موافقين ما جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث عائشة أن أمير رجلاً بعث أميراً علي عهد رسول الله فكان يقرأن لهم فيختم بقل هو الله أحد فسألوه عنها فقال (لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَهَا) فأقره النبي وقال: (أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُحِبُّهُ)؟!
وروي البيهقي في (الأسماء والصفات 2/ 38 - 39) بسند حسن عن ابن عباس أَنَّ الْيَهُودَ جَاءَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ كَعْبُ بْنُ الأَشْرَفِ وَحُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، صِفْ لَنَا رَبَّكَ الَّذِي بَعَثَكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ، فَيَخْرُجُ مِنْهُ، وَلَمْ يُولَدْ، فَيَخْرُجُ مِنْ شَيْءٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ وَلا شَبَهٌ فَقَالَ: هَذِهِ صِفَةُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ وَتَقَدَّسَ عُلُوًّا كَبِيرًا.
وقال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حَدَّثَنَا أبو العباس هو الأصم، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق، حَدَّثَنَا الحسن بن موسى، حَدَّثَنَا أبو هلال محمد بن سليم، حَدَّثَنَا رجل، أن ابن رواحة البصري، سأل الحسن فقال: يا أبا سعيد هل تصف لنا ربك؟ قال: نعم، أصفه بغير مثال.
ولم ينكر لفظ الصفة فيما نعلم أحد من المنتسبين إلى السنة غير ما حكاه أبو محمد ابن حزم لما قال: ((وأما إطلاق لفظ الصفاة لله تعالى عز وجل فمحال لا يجوز لأن الله تعالى لم ينص قط في كلامه المنزل على لفظة الصفات ولا على لفظ الصفة ولا حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن لله تعالى صفة أو صفات نعم ولا جاء قط ذلك عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ولا عن أحد من خيار التابعين ولا عن أحد من خيار تابعي التابعين ومن كان هكذا فلا يحل لأحد أن ينطق به ولو قلنا أن الإجماع قد تيقن على ترك هذه اللفظة لصدقنا فلا يجوز القول بلفظ الصفات ولا اعتقاده بل هي بدعة منكرة قال الله تعالى. إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن تتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى.
وإنما اخترع لفظ الصفات المعتزلة وهشام ونظراؤه من رؤساء الرافضة وسلك سبيلهم قوم من أصحاب الكلام سلكوا غير مسلك السلف الصالح ليس فيهم أسوة ولا قدوة وحسبنا الله ونعم الوكيل)) انتهى وهذا كلام ظاهرة سوأته وبائنة عورته ولا يحل اعتقاده لمخالفته النصوص الصحيحة المتقدمة والله أعلم.
وأما قوله (قالوا: (لا نحملها على توجيه اللغة، مثل (يد) على معنى نعمة وقدرة، ولا (مجيء وإتيان) على معنى بِرٍّ ولطف، ولا (ساق) على شدة)، بل قالوا: (نحملها على ظواهرها المتعارفة) اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/176)
وهذا كلام بين الخطأ فإن كانت يد بمعني (نعمة وقدرة) فما معني قوله تعالى (يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي)؟! ألله نعمتان أو قدرتان؟ كلا، بل هي يد حقيقية لا تشابه أيدي المخلوقين تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. قال أبو الحسن الأشعري في كتابه (الإبانة عن أصول الديانة): " قد سئلنا أتقولون إن لله يدين؟
قيل: نقول ذلك بلا كيف وقد دل عليه قوله تعالى: (يد الله فوق أيديهم) وقوله تعالى: (لما خلقت بيدي) وروي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: (إن الله مسح ظهر آدم بيده فاستخرج منه ذريته) فثبتت اليد بلا كيف وجاء في الخبر المأثور عن النبي صلى الله عليه و سلم (أن الله تعالى خلق آدم بيده وخلق جنة عدن بيده وكتب التوراة بيده وغرس شجرة طوبى بيده) ... وقال تعالى: (بل يداه مبسوطتان) وجاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: (كلتا يديه يمين) وقال تعالى: (لأخذنا منه باليمين) وليس يجوز في لسان العرب ولا في عادة أهل الخطاب أن يقول القائل: عملت كذا بيدي ويعني به النعمة وإذا كان الله عز و جل إنما خاطب العرب بلغتها وما يجري مفهوماً في كلامها ومعقولاً في خطابها وكان لا يجوز في خطاب أهل اللسان أن يقول القائل: فعلت بيدي ويعني النعمة بطل أن يكون معنى قوله تعالى: (بيدي) النعمة وذلك أنه لا يجوز أن يقول القائل: لي عليه يدي بمعنى لي عليه نعمتي ومن دافعنا عن استعمال اللغة ولم يرجع إلى أهل اللسان فيها دوفع عن أن تكون اليد بمعنى النعمة إذ كان لا يمكنه أن يتعلق في أن اليد النعمة إلا من جهة اللغة فإذا دفع اللغة لزمه أن لا يفسر القرآن من جهتها وأن لا يثبت اليد نعمة من قبلها لأنه إن روجع في تفسير قوله تعالى: (بيدي) نعمتي فليس المسلمون على ما ادعى متفقين وإن روجع إلى اللغة فليس في اللغة أن يقول القائل: بيدي يعني نعمتي وإن لجأ إلى وجه ثالث سألناه عنه ولن يجد له سبيلاً .. ويقال لأهل البدع: ولم زعمتم أن معنى قوله: (بيدي) نعمتي أزعمتم ذلك إجماعاً أو لغة؟ فلا يجدون ذلك إجماعا ولا في اللغة. وإن قالوا: قلنا ذلك من القياس. قيل لهم: ومن أين وجدتم في القياس أن قوله تعالى: (بيدي) لا يكون معناه إلا نعمتي؟ ومن أين يمكن أن يعلم بالعقل أن تفسير كذا وكذا مع أنا رأينا الله عز و جل قد قال في كتابه العزيز الناطق على لسان نبيه الصادق: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) وقال تعالى: (لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين) وقال تعالى: (إنا جعلناه قرآناً عربياً) وقال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله) ولو كان القرآن بلسان غير العرب لما أمكن أن نتدبره ولا أن نعرف معانيه إذا سمعناه فلما كان من لا يحسن لسان العرب لا يحسنه وإنما يعرفه العرب إذا سمعوه على أنهم إنما علموه لأنه بلسانهم نزل وليس في لسانهم ما ادعوه. وقد اعتل معتل بقول الله تعالى: (والسماء بنيناها بأيد) قالوا: الأيد القوة فوجب أن يكون معنى قوله تعالى: (بيدي) بقدرتي قيل لهم: هذا التأويل فاسد من وجوه:
أحدها: أن الأيد ليس جمع لليد لأن جمع يد أيدي وجمع اليد التي هي نعمة أيادي وإنما قال تعالى: (لما خلقت بيدي) فبطل بذلك أن يكون معنى قوله: (بيدي) معنى قوله: (بنيناها بأيد). وأيضاً فلو كان أراد القوة لكان معنى ذلك بقدرتي وهذا ناقض لقول مخالفنا وكاسر لمذهبهم لأنهم لا يثبتون قدرة واحدة فكيف يثبتون قدرتين. وأيضاً فلو كان الله تعالى عنى بقوله: (لما خلقت بيدي) القدرة لم يكن لآدم صلى الله عليه و سلم على إبليس مزية في ذلك والله تعالى أراد أن يرى فضل آدم صلى الله عليه و سلم عليه إذ خلقه بيديه دونه ولو كان خالقا لإبليس بيده كما خلق آدم صلى الله عليه و سلم بيده لم يكن لتفضيله عليه بذلك وجه وكان إبليس يقول محتجا على ربه: فقد خلقتني بيديك كما خلقت آدم صلى الله عليه و سلم بهما فلما أراد الله تعالى تفضيله عليه بذلك وقال الله تعالى موبخا له على استكباره على آدم صلى الله عليه و سلم أن يسجد له: (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت؟) دل على أنه ليس معنى الآية القدرة إذ كان الله تعالى خلق الأشياء جميعاً بقدرته وإنما أراد إثبات يدين ولم يشارك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/177)
إبليس آدم صلى الله عليه و سلم في أن خلق بهما [].وليس يخلو قوله تعالى: (لما خلقت بيدي) أن يكون معنى ذلك إثبات يدين نعمتين أو يكون معنى ذلك إثبات يدين جارحتين [أي كيدي المخلوقين]. تعالى الله عن ذلك أو يكون معنى ذلك إثبات يدين قدرتين أو يكون معنى ذلك إثبات يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين ولا قدرتين [] لا توصفان إلا كما وصف الله تعالى فلا يجوز أن يكون معنى ذلك نعمتين لأنه لا يجوز عند أهل اللسان أن يقول القائل: عملت بيدي وهو نعمتي. ولا يجوز عندنا ولا عند خصومنا أن نعني جارحتين ولا يجوز عند خصومنا أن يعني قدرتين.
وإذا فسدت الأقسام الثلاثة صح القسم الرابع وهو أن معنى قوله تعالى: (بيدي) إثبات يدين ليستا جارحتين ولا قدرتين ولا نعمتين لا يوصفان إلا بأن يقال: إنهما يدان ليستا كالأيدي خارجتان عن سائر الوجوه الثلاثة التي سلفت. وأيضاً فلو كان معنى قوله تعالى: (بيدي) نعمتي لكان لا فضيلة لآدم صلى الله عليه و سلم على إبليس في ذلك على مذاهب مخالفينا لأن الله تعالى قد ابتدأ إبليس على قولهم كما ابتدأ آدم صلى الله عليه و سلم وليس تخلو النعمتان أن يكونا هما بدن آدم صلى الله عليه و سلم أو يكونا عرضين خلقا في بدن آدم عليه الصلاة و السلام فلو كان عنى بدن آدم عليه السلام فلأبدان عند مخالفينا من المعتزلة جنس واحد وإذا كانت الأبدان عندهم جنسا واحدا فقد حصل في جسد إبليس على مذاهبهم من النعمة ما حصل في جسد آدم صلى الله عليه و سلم وكذلك إن عنى عرضين فليس من عرض فعله في بدن آدم صلى الله عليه و سلم من لون أو حياة أو قوة أو غير ذلك إلا وقد فعل من جنسه عندهم في بدن إبليس وهذا يوجب أنه لا فضيلة لآدم صلى الله عليه و سلم على إبليس في ذلك والله تعالى إنما احتج على إبليس بذلك ليريه أن لآدم صلى الله عليه و سلم في ذلك الفضيلة فدل ما قلناه على أن الله عز و جل لما قال: (خلقت بيدي) لم يعن نعمتي. ويقال لهم: لم أنكرتم أن يكون الله تعالى عنى بقوله: (بيدي) يدين ليستا نعمتين؟
فإن قالوا: لأن اليد إذا لم تكن نعمة لم تكن إلا جارحة. قيل لهم: ولم قضيتم أن اليد إذا لم تكن نعمة لم تكن إلا جارحة؟ وإن رجعونا إلى شاهدنا أو إلى ما نجده فيما بيننا من الخلق فقالوا: اليد إذا لم تكن نعمة في الشاهد لم تكن إلا جارحة. قيل لهم: إن عملتم على الشاهد وقضيتم به على الله تعالى فكذلك لم نجد حيا من الخلق إلا جسما لحما ودما فاقضوا بذلك على الله - تعالى عن ذلك - وإلا كنتم لقولكم تاركين و لاعتلالكم ناقضين وإن أثبتم حياً لا كالأحياء منا فلم أنكرتم أن تكون اليدان اللتان أخبر الله تعالى عنهما يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين ولا كالأيدي؟
وكذلك يقال لهم: لم تجدوا مدبرا حكيما إلا إنسانا ثم أثبتم أن للدنيا مدبرا حكيما ليس كالإنسان وخالفتم الشاهد ونقضتم اعتلالكم فلا تمنعوا من إثبات يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين من أجل أن ذلك خلاف الشاهد فإن قالوا إذا أثبتم لله عز و جل يدين لقوله تعالى: (لما خلقت بيدي) فلم لا أثبتم له أيدي لقوله تعالى: (مما عملت أيدينا)؟
قيل لهم: قد أجمعوا على بطلان قول من أثبت لله أيدي فلما أجمعوا على بطلان قول من قال ذلك وجب أن يكون الله تعالى ذكر أيدي ورجع إلى إثبات يدين لأن الدليل عنده دل على صحة الإجماع وإذا كان الإجماع صحيحا وجب أن يرجع من قوله أيدي إلى يدين لأن القرآن على ظاهره ولا يزول عن ظاهره إلا بحجة فوجدنا حجة أزلنا بها ذكر الأيدي عن الظاهر إلى ظاهر آخر ووجب أن يكون الظاهر الآخر على حقيقته لا يزول عنها إلا بحجة. فإن قال قائل: إذا ذكر الله عز و جل الأيدي وأراد يدين فما أنكرتم أن يذكر الأيدي ويريد يدا واحدة؟ قيل له: ذكر تعالى أيدي وأراد يدين لأنهم أجمعوا على بطلان قول من قال أيدي كثيرة وقول من قال يدا واحدة فقلنا يدان لأن القرآن على ظاهره إلا أن تقوم حجة بأن يكون على خلاف الظاهر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/178)
فإن قال قائل: ما أنكرتم أن يكون قوله تعالى: (مما عملت أيدينا) وقوله تعالى: (لما خلقت بيدي على المجاز؟ قيل له: حكم كلام الله تعالى أن يكون على ظاهره وحقيقته ولا يخرج الشيء عن ظاهره إلى المجاز إلا بحجة ألا ترون أنه إذا كان ظاهر الكلام العموم فإذا ورد بلفظ العموم والمراد به الخصوص فليس هو على حقيقة الظاهر وليس يجوز أن يعدل بما ظاهره العموم عن العموم بغير حجة كذلك قوله تعالى: (لما خلقت بيدي) على ظاهره أو حقيقته من إثبات اليدين ولا يجوز أن يعدل به عن ظاهر اليدين إلى ما ادعاه خصومنا إلا بحجة ولو جاز ذلك لجاز لمدع أن يدعي أن ما ظاهره العموم فهو على الخصوص وما ظاهره الخصوص فهو على العموم بغير حجة وإذا لم يجز هذا لمدعيه بغير برهان لم يجز لكم ما ادعيتموه أنه مجاز أن يكون مجازا بغير حجة بل واجب أن يكون قوله تعالى: (لما خلقت بيدي) إثبات يدين لله تعالى في الحقيقة غير نعمتين إذا كانت النعمتان لا يجوز عند أهل اللسان أن يقول قائلهم: فعلت بيدي وهو يعني النعمتين" انتهى وليس وراء ذلك غاية.
وأما قوله: ((ولا مجئ وإتيان بمعني بر ولطف)) فلا شرع يعضده ولا لغة تنصره لا كما زعم فمن قال إن الإتيان والمجئ بمعني البر واللطف قال تعالى (فأتى الله بنيانهم من القواعد) وقال (أتي أمر الله فلا تستعجلوه) وقال فرعون (ءاتوني بكل ساحر) بمعني (لطف الله ببنيانهم) و (لطف امر الله وبر فلا تستعجلوه) و (بروني والطفوا بي بكل ساحر)! هذا مم تأباه العقول والفطر.
وأما قوله (ساق بمعني شدة) فغير مسلم هكذا صنع بلفظة ساق فما يصنع بلفظة (رجل) فإن النار تستزيد الله تعالى قال النبي: ((حتى يضع تبارك وتعالى فيها رجله فتقول قط قط)) رواه مسلم والبخاري بلفظ (قدمه) أيقال يضع فيها شدته كما قيل في الساق مع أن الأول غير مسلم لك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( .... فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فلا يكلمه إلا الأنبياء فيقول هل بينكم وبينه آية تعرفونه فيقولون الساق فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ويبقاى من كان يسجد لله رياء)) هذا لفظ البخاري.
هل يقولون: بيننا وبينه آية (الشدة) فيكشف عن شدته؟! هذا تحقيق ابن الجوزي وأمثاله في مسائل التوحيد!
ذلكم التحقيق الذي لم يرتضه أحد من أئمة ذلك الشأن ولذا نقم عليه غير واحد منهم؛قال ابن رجب في ((ذيل طبقات الحنابلة 1/ 372)) ناقلاً عن ابن النجار قال: "ومنها (أي المآخذ عليه) وهو الذي من أجله نقم جماعة من مشايخ أصحابنا وأئمتهم من المقادسة والعلثيين- من ميله إلى التأويل في بعض كلامه، واشتد نكرهم عليه في ذلك. ولا ريب أن كلامه في ذلك مضطرب مختلف، وهو وإن كان مطلعًا على الأحاديث والآثار في هذا الباب، فلم يكن خبيرًا بحل شبهة المتكلمين، وبيان فِسادها. وكان معظمًا لأبي الوفاء بن عقيل يتابعه في أكثر ما يجد في كلامه وإن كان قد ورد عليه في بعض المسائل. وكان ابن عقيل بارعًا في الكلام، ولم يكن تام الخبرة بالحديث والآثار. فلهذا يضطرب في هذا الباب، وتتلون فيه آراؤه. وأبو الفرج تابع له في هذا التلون.
قال الشيخ موفق الدين المقدسي: كان ابن الجوزي إمام أهل عصره في الوعظ، وصنف في فنون العلم تصانيف حسنة. وكان صاحب قبول. وكان يدرس الفقه ويصنف فيه. وكان حافظًا للحديث. وصنف فيه، إلا أننا لم نرض تصانيفه في السنة، ولا طريقته فيها" انتهى
وقال الذهبي (السير 21/ 381): وكتب إلي أبو بكر بن طرخان: أخبرنا الامام موفق الدين، قال: ابن الجوزي إمام أهل عصره في الوعظ، وصنف في فنون العلم تصانيف حسنة، وكان صاحب فنون، كان يصنف في الفقه، ويدرس، وكان حافظا للحديث، إلا أننا لم نرض تصانيفه في السنة، ولا طريقته فيها، وكانت العامة يعظمونه، وكانت تنفلت منه في بعض الاوقات كلمات تنكر عليه في السنة، فيستفتي عليه فيها، ويضيق صدره من أجلها "اهـ
وقال السيف (السير 21/ 383): ما رأيت أحدا يعتمد عليه في دينه وعلمه وعقله راضيا عنه "اهـ
وقال: وقال جدي: كان أبو المظفر ابن حمدي ينكر على أبي الفرج كثيرا كلمات يخالف فيها السنة. اهـ وجده هو الموفق ابن قدامة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/179)
وقال الذهبي في تاريخ الإسلام:" قلت: ومع تبحر ابن الجوزي في العلوم وكثر اطلاعه وسعة دائرته ولم يكن مبرزا في علم من العلوم وذلك شأن كل من فرق نفسه في بحور العلم. ومع أنه كان مبرزا في التفسير والوعظ والتاريخ ومتوسطا في المذهب متوسطا في الحديث له اطلاع تام على متونه. وأما الكلام على صحيحه وسقيمه فما له فيه ذوق المحدثين ولا نقد الحفاظ المبرزين. فإنه كثير الاحتجاج الأحاديث الضعيفة مع كونه كثير السياق لتلك الأحاديث في الموضوعات. والتحقيق أنه لا ينبغي الاحتجاج بها ولا ذكرها في الموضوعات وربما ذكر في الموضوعات أحاديث حسانا قوية "اهـ
قلت: وهو بالضعف في أمر المعتقد أولى.وقال أيضاً:" قلت: وكلامه في السنة مضطرب تراه في وقت سنياً وفي وقت متجهماً محرفاً للنصوص والله يرحمه يغفر له "اهـ
ثم إن ابن الجوزي هو القائل (سير أعلام النبلاء 21/ 376):" أهل الكلام يقولون: ما في السماء رب، ولا في المصحف قرآن، ولا في القبر نبي، ثلاث عورات لكم " اهـ وهذا كله إنما رمي به الأشاعرة!
ثم اعلم أن دندنة اولئك بحكاية أن السلف امروها كما جاءت مع اعتقادهم نفي الظاهر المتبادر فيه حق وباطل؛ قال شيخ الإسلام [الفتوى الحموية 159 – 160]: ((واعلم أن من المتأخرين من يقول مذهب السلف إقرارها على ما جاءت به مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد وهذا اللفظ مجمل فإن قوله ظاهرها غير مراد يحتمل أنه أراد بالظاهر نعوت المخلوقين وصفات المحدثين مثل أن يراد بكون الله قبل وجه المصلى أنه مستقر فى الحائط الذى يصلى إليه وأن الله معنا ظاهره أنه الى جانبنا ونحو ذلك فلا شك أن هذا غير مراد.
ومن قال إن مذهب السلف أن هذا غير مراد فقد أصاب فى المعنى لكن أخطأ بإطلاق القول بأن هذا ظاهر الآيات والاحاديث فان هذا المحال ليس هو الظاهر على ما قد بيناه فى غير هذا الموضع اللهم الا أن يكون هذا المعنى الممتنع صار يظهر لبعض الناس فيكون القائل لذلك مصيباً بهذا الاعتبار معذوراً فى هذا الإطلاق فإن الظهور والبطون قد يختلف باختلاف أحوال الناس وهو من الأمور النسبية وكان أحسن من هذا أن يبين لمن اعتقد أن هذا هو الظاهر أن هذا ليس هو الظاهر حتى يكون قد أعطى كلام الله وكلام رسوله حقه لفظاً ومعنى وإن كان الناقل عن السلف أراد بقوله الظاهر غير مراد عندهم أن المعانى التى تظهر من هذه الآيات والأحاديث مما يليق بجلال الله وعظمته ولا يختص بصفة المخلوقين بل هى واجبة لله أو جائزة عليه جوازاً ذهنياً أو جوازاً خارجياً غير مراد فهذا قد أخطأ فيما نقله عن السلف أو تعمد الكذب فما يمكن أحد قط أن ينقل عن واحد من السلف ما يدل لا نصاً ولا ظاهراً أنهم كانوا يعتقدون أن الله ليس فوق العرش ولا أن الله ليس له سمع ولا بصر ولا يد حقيقة)) انتهى
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 02:09 ص]ـ
ثم قال المجهول: ((ثم تصدى لهم الإمام سلطان العلماء عز الدين بن عبدالسلام فقال في ملحة الاعتقاد: ((والحشويّة المشبهِة الذين يشبِّهون الله بخلقه ضربان أحدهما لا يتحاشى من إظهار الحشو (ويَحسبَونَ أنَّهم على شيءٍ ألا إنهم همُ الكاذِبون) والآخَرُ يتستّر بمذهب السلف لسُحتٍ يأكله أو حطامٍ يأخذه: (أظهروا للناسِ نُسكا &^& وعلى المنقوشِ دارُوا) (يُريدونَ أنْ يأمَنوكُم ويَأمَنوا قَومَهُم) ومذهب السلف إنما هو التوحيد والتنزيه دون التجسيم والتشبيه .. )) اهـ من ملحة الاعتقاد)) اهـ
قلت: قال شيخ الإسلام ابن تيمية (مجموع الفتاوى 4/ 144): ((وأما قول من قال إن الحشوية على ضر بين أحدهما لا يتحاشى من الحشو والتشبيه والتجسيم والآخر تستر بمذهب السلف ومذهب السلف إنما هو التوحيد والتنزيه دون التشبيه والتجسيم وكذا جميع المبتدعة يزعمون هذا فيهم كما قال القائل ... وكل يدعى وصلا لليلى ... وليلى لا تقر لهم بذاكا ... فهذا الكلام فيه حق وباطل. فمن الحق الذي فيه ذم من يمثل الله بمخلوقاته ويجعل صفاته من جنس صفاتهم وقد قال الله تعالى ليس كمثله شيء وقال تعالى ولم يكن له كفوا أحداً وقال هل تعلم له سمياً وقد بسطنا القول في ذلك وذكرنا الدلالات العقلية التي دل عليها كتاب الله في نفي ذلك وبينا منه ما لم يذكره النفاة الذين يتسمون بالتنزيه ولا يوجد في كتبهم ولا يسمع من أئمتهم بل عامة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/180)
حججهم التي يذكرونها حجج ضعيفة لأنهم يقصدون إثبات حق وباطل فلا يقوم على ذلك حجة مطردة سليمة عن الفساد بخلاف من اقتصد في قوله وتحرى القول السديد فإن الله يصلح عمله كما قال تعالى ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم)) [الأحزاب: 70 – 71] وفيه من الحق الإشارة إلى الرد على من انتحل مذهب السلف مع الجهل بمقالهم أو المخالفة لهم بزيادة أو نقصان فتمثيل الله بخلقه والكذب على السلف من الأمور المنكرة سواء سمى ذلك حشواً أو لم يسم وهذا يتناول كثيراً من غالية المثبتة الذين يروون أحاديث موضوعة في الصفات مثل حديث عرق الخيل ونزوله عشية عرفة على الجمل الأورق حتى يصافح المشاة ويعانق الركبان وتجليه لنبيه في الأرض أو رؤيته له على كرسي بين السماء والأرض أو رؤيته إياه في الطواف أو في بعض سكك المدينة إلى غير ذلك من الأحاديث الموضوعة ..... والمقصود أن كلامه فيه حق وفيه من الباطل أمور أحدهما قوله لا يتحاشى من الحشو والتجسيم ذم للناس بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان والذي مدحه زين وذمه شين هو الله والأسماء التي يتعلق بها المدح والذم من الدين لا تكون إلا من الأسماء التي أنزل الله بها سلطانه ودل عليها الكتاب والسنة أو الإجماع كالمؤمن والكافر والعالم والجاهل والمقتصد والملحد. فأما هذه الألفاظ الثلاثة فليست في كتاب الله ولا في حديث عن رسول الله ولا نطق بها أحد من سلف الأمة وأئمتها لا نفياً ولا إثباتاً. وأول من ابتدع الذم بها المعتزلة الذين فارقوا جماعة المسلمين فاتباع سبيل المعتزلة دون سبيل سلف الأمة ترك للقول السديد الواجب في الدين واتباع لسبيل المبتدعة الضالين وليس فيها ما يوجد عن بعض السلف ذمه إلا لفظ التشبيه فلو اقتصر عليه لكان له قدوة من السلف الصالح ولو ذكر الأسماء التي نفاها الله في القرآن مثل لفظ الكفؤ والند والسمى وقال منهم من لا يتحاشى من التمثيل ونحوه لكان قد ذم بقول نفاه الله في كتابه ودل القرآن على ذم قائله ثم ينظر هل قائله موصوف بما وصفه به من الذم أم لا فأما الأسماء التي لم يدل الشرع على ذم أهلها ولا مدحهم فيحتاج فيها إلى مقامين أحدهما بيان المراد بها والثاني بيان أن أولئك مذمومون في الشريعة. والمعترض عليه له أن يمنع المقامين فيقول لا نسلم أن الذين عنيتهم داخلون في هذه الأسماء التي ذممتها ولم يقم دليل شرعي على ذمها وإن دخلوا فيها فلا نسلم أن كل من دخل في هذه الأسماء فهو مذموم في الشرع.
الوجه الثاني: أن هذا الضرب الذي قلت أنه لا يتحاشى من الحشو والتشبيه والتجسيم إما ان تدخل فيه مثبتة الصفات الخبرية التي دل عليها الكتاب والسنة أو لا تدخلهم فإن أدخلتهم كنت ذاماً لكل من أثبت الصفات الخبرية ومعلوم أن هذا مذهب عامة السلف ومذهب أئمة الدين. بل أئمة المتكلين يثبتون الصفات الخبرية في الجملة وإن كان لهم فيها طرق كأبي سعيد ابن كلاب وأبي الحسن الأشعري وأئمة أصحابه كأبي عبدالله ابن مجاهد وأبي الحسن الباهلي والقاضي أبي بكر بن الباقلاني وأبي إسحق الاسفرائيني وأبي بكر بن فورك وأبي محمد بن اللبان وأبي علي بن شاذان وأبي القاسم القشيري وأبي بكر البيهقي وغير هؤلاء فما من هؤلاء إلا من يثبت من الصفات الخبرية ما شاء الله تعالى وعماد المذهب عنهم إثبات كل صفة في القرآن وأما الصفات التي في الحديث فمنهم من يثبتها ومنهم من لا يثبتها فإذا كنت تذم جميع أهل الإثبات من سلفك وغيرهم لم يبق معك إلا الجهمية من المعتزلة ومن وافقهم على نفي الصفات الخبرية من متأخري الأشعرية ونحوهم ولم تذكر حجة تعتمد فأي ذم لقوم في أنهم لا يتحاشون مما عليه سلف الأمة وأئمتها وأئمة الذام لهم وإن لم تدخل في اسم الحشوية من يثبت الصفات الخبرية لم ينفعك هذا الكلام بل قد ذكرت أنت في غير هذا الموضع هذا القول وإذا كان الكلام لا يخرج به الإنسان عن أن يذم نفسه أو يذم سلفه الذين يقر هو بإمامتهم وأنهم أفضل ممن اتبعهم كان هو المذموم بهذا الذم على التقديرين وكان له نصيب من الخوارج الذين قال النبي لأولهم لقد خبت وخسرت إن لم أعدل يقول إذا كنت مقرا بأني رسول الله وأنت تزعم أني أظلم فأنت خائب خاسر وهكذامن ذم من يقر بأنهم خيار الأمة وأفضلها وأن طائفته إنما تلقت العلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/181)
والإيمان منهم هو خائب خاسر في هذا الذم وهذه حال الرافضة في ذم الصحابة.
الوجه الثالث: قوله والآخر يتستر بمذهب السلف إن أردت بالتستر الاستخفاء بمذهب السلف فيقال ليس مذهب السلف مما يتستر به إلا في بلاد أهل البدع مثل بلاد الرافضة والخوارج فإن المؤمن المستضعف هناك قد يكتم إيمانه واستنانه كما كتم مؤمن آل فرعون إيمانه وكما كان كثير من المؤمنين يكتم إيمانه حين كانوا في دار الحرب فإن كان هؤلاء في بلد أنت لك فيه سلطان وقد تستروا بمذهب السلف فقد ذممت نفسك حيث كنت من طائفة يستر مذهب السلف عندهم وإن كنت من المستضعفين المستترين بمذهب السلف فلا معنى لذم نفسك وإن لم تكن منهم ولا من الملأ فلا وجه لذم قوم بلفظ التستر وإن أردت بالتستر أنهم يجتنون به ويتقون به غيرهم ويتظاهرون به حتى إذا خوطب أحدهم قال: أنا على مذهب السلف وهذا الذي أراده والله أعلم فيقال له: ((لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً)) فإن كان موافقاً له باطناً وظاهراً فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطناً وظاهراً وإن كان موافقاً له في الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم.
وأما قوله: " مذهب السلف إنما هو التوحيد والتنزيه دون التجسيم والتشبيه ".
فيقال له لفظ التوحيد والتنزيه والتشبيه والتجسيم ألفاظ قد دخلها الاشتراك بسبب اختلاف اصطلاحات المتكلمين وغيرهم وكل طائفة تعني بهذه الأسماء ما لا يعنيه غيرهم فالجهمية من المعتزلة وغيرهم يريدون بالتوحيد والتنزيه نفى جميع الصفات وبالتجسيم والتشبيه إثبات شيء منها حتى إن من قال إن الله يرى أو إن له علما فهو عندهم مشبه مجسم وكثير من المتكلمة الصفاتية يريدون بالتوحيد والتنزيه نفى الصفات الخبرية أو بعضها وبالتجسيم والتشبيه إثباتها أو بعضها والفلاسفة تعني بالتوحيد ما تعنيه المعتزلة وزيادة حتى يقولون ليس له إلا صفة سلبية أو إضافية أو مركبة منهما والإتحادية تعني بالتوحيد أنه هو الوجود المطلق ولغير هؤلاء فيه اصطلاحات أخرى. وأما التوحيد الذي بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب فليس هو متصمناً شيئاً من هذه الاصطلاحات بل أمر الله عباده أن يعبدوه وحده لا يشركوا به شيئاً فلا يكون لغيره نصيب فيما يختص به من العبادة وتوابعها هذا في العمل وفي القول هو الإيمان بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله فإن كنت تعني أن مذهب السلف هو التوحيد بالمعنى الذي جاء به الكتاب والسنة فهذا حق وأهل الصفات الخبرية لا يخالفون هذا وإن عنيت أن مذهب السلف هو التوحيد والتنزيه الذي يعنيه بعض الطوائف فهذا يعلم بطلانه كل من تأمل أقوال السلف الثابتة عنهم الموجودة في كتب آثارهم فليس في كلام أحد من السلف كلمة توافق ما تختص به هذه الطوائف ولا كلمة تنفي الصفات الخبرية ومن المعلوم أن مذهب السلف إن كان يعرف بالنقل عنهم فليرجع في ذلك إلى الآثار المنقولة عنهم وإن كان إنما يعرف بالاستدلال المحض بأن يكون كل من رأى قولا عنده هو الصواب قال هذا قول السلف لأن السلف لا يقولون إلا الصواب وهذا هو الصواب فهذا هو الذي يجرىء المبتدعة على أن يزعم كل منهم أنه على مذهب السلف فقائل هذا القول قد عاب نفسه بنفسه حيث انتحل مذهب السلف بلا نقل عنهم بل بدعواه أن قوله هو الحق وأما أهل الحديث فإنما يذكرون مذهب السلف بالنقول المتواترة يذكرون من نقل مذهبهم من علماء الإسلام وتارة يروون نفس قولهم في هذا الباب كما سلكناه في جواب الاستفتاء فإنا لما أردنا أن نبين مذهب السلف ذكرنا طريقين أحدهما أنا ذكرنا ما تيسر من ذكر ألفاظهم ومن روى ذلك من أهل العلم بالأسانيد المعتبرة والثاني أنا ذكرنا من نقل مذهب السلف من جميع طوائف المسلمين من طوائف الفقهاء الأربعة ومن أهل الحديث والتصوف وأهل الكلام كالأشعري وغيره فصار مذهب السلف منقولا بإجماع الطوائف وبالتواتر لم نثبته بمجرد دعوى الإصابة لنا والخطأ لمخالفنا كما يفعل أهل البدع ثم لفظ التجسيم لا يوجد في كلام أحد من السلف لا نفيا ولا إثباتا فكيف يحل أن يقال مذهب السلف نفي التجسيم أو إثباته بلا ذكر لذلك اللفظ ولا لمعناه عنهم وكذلك لفظ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/182)
التوحيد بمعنى نفى شيء من الصفات لا يوجد في كلام أحد من السلف وكذلك لفظ التنزيه بمعنى نفي شيء من الصفات الخبرية لا يوجد في كلام أحد من السلف نعم لفظ التشبيه موجود في كلام بعضهم وتفسيره معه كما قد كتبناه عنهم وأنهم أرادوا بالتشبيه تمثيل الله بخلقه دون نفي الصفات التي في القرآن والحديث وأيضا فهذا الكلام لو كان حقا في نفسه لم يكن مذكورا بحجة تتبع وإنما هو مجرد دعوى على وجه الخصومة التي لا يعجز عنها من يستجيز ويستحسن أن يتكلم بلا علم ولا عدل ثم إنه يدل على قلة الخبرة بمقالات الناس من أهل السنة والبدعة فإنه قال وكذا جميع المبتدعة يزعمون أنهم على مذهب السلف فليس الأمر كذلك بل الطوائف المشهورة بالبدعة كالخوارج والروافض لا يدعون أنهم على مذهب السلف بل هؤلاء يكفرون جمهور السلف فالرافضة تطعن في أبي بكر وعمر وعامة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان وسائر أئمة الإسلام فكيف يزعمون أنهم على مذهب السلف ولكن ينتحلون مذهب أهل البيت كذبا وافتراء وكذلك الخوارج قد كفروا عثمان وعليا وجمهور المسلمين من الصحابة والتابعين فكيف يزعمون أنهم على مذهب السلف.
الوجه الرابع: أن هذا الاسم ليس له ذكر في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا كلام أحد من الصحابة والتابعين ولا من أئمة المسلمين ولا شيخ أو عالم مقبول عند عموم الأمة فإذا لم يكن ذلك لم يكن في الذم به ولا نص ولا إجماع ولا ما يصلح تقليده للعامة فإذا كان الذم بلا مستند للمجتهد ولا للمقلدين عموما كان في غاية الفساد والظلم إذ لو ذم به بعض من يصلح لبعض العامة تقليده لم يكن له أن يحتج به إذ المقلد الآخر لمن يصلح له تقليده لا يذم به ثم مثل أبي محمد وأمثاله لم يكن يستحل أن يتكلم في كثير من فروع الفقه بالتقليد فكيف يجوز له التكلم في أصول الدين بالتقليد والنكتة أن الذام به إما مجتهد وإما مقلد أما المجتهد فلا بد له من نص أو إجماع أو دليل يستنبط من ذلك فإن الذم والحمد من الأحكام الشرعية وقد قدمنا بيان ذلك وذكرنا أن الحمد والذم والحب والبغض والوعد والوعيد والموالاة والمعادات ونحو ذلك من أحكام الدين لا يصلح إلا بالأسماء التي أنزل الله بها سلطانه فأما تعليق ذلك بأسماء مبتدعة فلا يجوز بل ذلك من باب شرع دين لم يأذن به الله وأنه لا بد من معرفة حدود ما أنزل الله على رسوله والمعتزلة أيضا تفسق من الصحابة والتابعين طوائف وتطعن في كثير منهم وفيما رووه من الأحاديث التي تخالف آراءهم وأهواءهم بل تكفر أيضا من يخالف أصولهم التي انتحلوها من السلف والخلف فلهم من الطعن في علماء السلف وفي علمهم ما ليس لأهل السنة والجماعة وليس انتحال مذهب السلف من شعائرهم وإن كانوا يقررون خلافة الخلفاء الأربعة ويعظمون من أئمة الإسلام وجمهورهم ما لا يعظمه أولئك فلهم من القدح في كثير منهم ما ليس هذا موضعه وللنظام من القدح في الصحابة ما ليس هذا موضعه وإن كان من أسباب انتقاص هؤلاء المبتدعة للسلف ما حصل في المنتسبين إليهم من نوع تقصير وعدوان وما كان من بعضهم من أمور اجتهادية الصواب في خلافها فإن ما حصل من ذلك صار فتنة للمخالف لهم ضل به ضلالاً كبيراً فالمقصود هنا أن المشهورين من الطوائف بين أهل السنة والجماعة العامة بالبدعة ليسوا منتحلين للسلف بل أشهر الطوائف بالبدعة الرافضة حتى إن العامة لا تعرف من شعائر البدع إلا الرفض والسنى في اصطلاحهم من لا يكون رافضيا وذلك لأنهم أكثر مخالفة للأحاديث النبوية ولمعاني القرآن وأكثر قدحا في سلف الأمة وأئمتها وطعنا في جمهور الأمة من جميع الطوائف فلما كانوا أبعد عن متابعة السلف كانوا أشهر بالبدعة فعلم أن شعار أهل البدع هو ترك انتحال اتباع السلف ولهذا قال الإمام أحمد في رسالة عبدوس بن مالك أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وأما متكلمة أهل الإثبات من الكلابية والكرامية والأشعرية مع الفقهاء والصوفية وأهل الحديث فهؤلاء في الجملة لا يطعنون في السلف بل قد يوافقونهم في أكثر جمل مقالاتهم لكن كل من كان بالحديث من هؤلاء أعلم كان بمذهب السلف أعلم وله أتبع وإنما يوجد تعظيم السلف عند كل طائفة بقدر استنانها وقلة ابتداعها أما أن يكون انتحال السلف من شعائر أهل البدع فهذا باطل قطعا فإن ذلك غير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/183)
ممكن إلا حيث يكثر الجهل ويقل العلم يوضح ذلك أن كثيرا من أصحاب أبي محمد من أتباع أبي الحسن الأشعري يصرحون بمخالفة السلف في مثل مسألة الإيمان ومسألة تأويل الآيات والأحاديث يقولون مذهب السلف أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وأما المتكلمون من أصحابنا فمذهبهم كيت وكيت وكذلك يقولون مذهب السلف أن هذه الآيات والأحاديث الواردة في الصفات لا تتأول والمتكلمون يريدون تأويلها إما وجوباً وإما جوازاً ويذكرون الخلاف بين السلف وبين أصحابهم المتكلمين هذا منطوق ألسنتهم ومسطور كتبهم [] أفلا عاقل يعتبر ومغرور يزدجر أن السلف ثبت عنهم ذلك حتى بتصريح المخالف ثم يحدث مقالة تخرج عنهم أليس هذا صريحا أن السلف كانوا ضالين عن التوحيد والتنزيه وعلمه المتأخرون وهذا فاسد بضرورة العلم الصحيح والدين المتين. وأيضاً فقد ينصر المتكلمون أقوال السلف تارة وأقوال المتكلمين تارة كما يفعله غير واحد مثل أبي المعالي الجويني وأبي حامد الغزالي والرازي وغيرهم ولازم المذهب الذي ينصرونه تارة أنه هو المعتمد فلا يثبتون على دين واحد وتغلب عليهم الشكوك وهذا عادة الله فيمن أعرض عن الكتاب والسنة وتارة يجعلون إخوانهم المتأخرين أحذق وأعلم من السلف ويقولون طريقة السلف أسلم وطريقة هؤلاء اعلم وأحكم فيصفون إخوانهم بالفضيلة في العلم والبيان والتحقيق والعرفان والسلف بالنقص في ذلك والتقصير فيه أو الخطأ والجهل وغايتهم عندهم أن يقيموا أعذارهم في التقصير والتفريط. ولا ريب أن هذا شعبة من الرفض فإنه وإن لم يكن تكفيرا للسلف كما يقوله من يقوله من الرافضة والخوارج ولا تفسيقا لهم كما يقوله من يقوله من المعتزلة والزيدية وغيرهم كان تجهيلا لهم وتخطئة وتضليلا ونسبة لهم إلى الذنوب والمعاصي وإن لم يكن فسقا فزعما أن أهل القرون المفضولة في الشريعة أعلم وأفضل من أهل القرون الفاضلة ومن المعلوم بالضرورة لمن تدبر الكتاب والسنة وما اتفق عليه أهل السنة والجماعة من جميع الطوائف أن خير قرون هذه الأمة في الأعمال والأقوال والاعتقاد وغيرها من كل فضيلة أن خيرها القرن الأول ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم من غير وجه وأنهم أفضل من الخلف في كل فضيلة من علم وعمل وإيمان وعقل ودين وبيان وعبادة وأنهم أولى بالبيان لكل مشكل هذا لا يدفعه إلا من كابر المعلوم بالضرورة من دين الإسلام وأضله الله على علم كما قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم وقال غيره عليكم بآثار من سلف فإنهم جاءوا بما يكفي وما يشفي ولم يحدث بعدهم خير كامن لم يعلموه هذا وقد قال صلى الله عليه و سلم لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم فكيف يحدث لنا زمان في الخير في أعظم المعلومات وهو معرفة الله تعالى هذا لا يكون أبداً وما أحسن ما قال الشافعي رحمه الله في رسالته هم فوقنا في كل علم وعقل ودين وفضل وكل سبب ينال به علم أو يدرك به هدى ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا وأيضا فيقال لهؤلاء الجهمية الكلابية كصاحب هذا الكلام أبي محمد وأمثاله كيف تدعون طريقة السلف وغاية ما عند السلف أن يكونوا موافقين لرسول الله فإن عامة ما عند السلف من العلم والإيمان هو ما استفادوه من نبيهم الذي أخرجهم الله به من الظلمات إلى النور وهداهم به إلى صراط العزيز الحميد الذي قال الله فيه هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وقال تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم لئلا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شيء من فضل الله وقال تعالى لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين وقال تعالى وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/184)
السموات وما في الأرض وأبو محمد وأمثاله قد سلكوا مسلك الملاحدة الذين يقولون إن الرسول لم يبين الحق في باب التوحيد ولا بين للناس ما هو الأمر عليه في نفسه بل أظهر للناس خلاف الحق والحق إما كتمه وإما أنه كان غير عالم به فإن هؤلاء الملاحدة من المتفلسفة ومن سلك سبيلهم من المخالفين لما جاء به الرسول في الأمور العلمية كالتوحيد والمعاد وغير ذلك يقولون إن الرسول أحكم الأمور العملية المتعلقة بالأخلاق والسياسة المنزلية والمدنية ... ) اهـ
ثم قال المجهول: ((وتكلم عنهم الإمام المجتهد شيخ الإسلام بدر الدين بن جَمَاعة الكِناني الشافعي في كتابه (إيضاح الدليل) ط1/دار السلام ص93 فقال: ((ومن انتحل قول السلف، وقال بتشبيه، أو تكييف، أو حَمْلِ اللفظ على ظاهره مما يتعالى الله عنه من صفات المحدثين، فهو كاذب في انتحاله، بريء من قول السلف واعتداله .. )) اهـ)) انتهى
قلت: وهذا مما لا ينكره أحد من الفرق الصفاتية لا سنياً ولا أشعرياً ولا سالمياً ولا مفوضاً ولا متوقفاً ولا غيره. الحاصل أنه لا حاجة لنقله.
ثم قال: ((وقد تكلم عنهم الإمام تاج الدين السبكي مستعملاً لفظ المجسمة بكلام غاية في المتانة والدقة وكأنه يلاحظ حال الحشوية اليوم في طعنهم بأهل السنة فقال في طبقاته ما نصه (1/ 192): (( .. وفي المبتدعة لا سيما المجسمة زيادة لا توجد في غيرهم، وهو أنهم يرون الكذب لنصرة مذهبهم، والشهادة على من يخالفهم في العقيدة بما يسوءه في نفسه وماله بالكذب تأييداً لاعتقادهم، ويزداد حنقهم وتقربهم إلى الله بالكذب عليه بمقدار زيادته في النيل منهم، فهؤلاء لا يحل لمسلم أن يعتبر كلامهم ... وقد تزايد الحال بالخطابية وهم المجسمة في زماننا هذا، فصاروا يرون الكذب على مخالفيهم في العقيدة لا سيما القائم عليهم، بكل ما يسوءه في نفسه وماله. وبلغني أن كبيرهم استفتي في شافعي: أيشهد عليه بالكذب؟؟ فقال: ألست تعتقد أن دمه حلال؟؟ قال: نعم، قال: فما دون ذلك دون دمه فاشهد وادفع فساده عن المسلمين!!! فهذه عقيدتهم، ويرون أنهم المسلمون وأنهم أهل السنة، ولو عُدوا عدداً لما بلغ علماؤهم ولا عالم فيهم على الحقيقة مبلغاً يعتبر، ويكفرون غالب علماء الأمة ثم يعتزون إلى الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه!!! وهو منهم بريء، ولكنه كما قال بعض العارفين، ورأيته بخط تقي الدين بن الصلاح: إمامان ابتلاهما الله بأصحابهما، وهما بريئان منهم: أحمد بن حنبل ابتلي بالمجسمة، وجعفر الصادق ابتلي بالرافضة .... وقد وصل حال بعض المجسمة في زماننا إلى أن كتب (شرح صحيح مسلم) للشيخ محي الدين النووي، وحذف من كلام النووي ما تكلم به على أحاديث الصفات، فإن النووي أشعري العقيدة، فلم تحمل قوى هذا الكاتب أن يكتب الكتاب على الوضع الذي صنفه مصنفه، وهذا عندي من كبائر الذنوب، فإنه تحريف للشريعة، وفتح باب لا يؤمن معه بكتب الناس وما في أيديهم من المصنفات، فقبح الله فاعله وأخزاه، وقد كان في غنية عن كتابة هذا الشرح، وكان الشرح في غنية عنه .. )) اهـ. كلام الإمام السبكي مختصراً)) انتهى
قلت: أما قوله (ولقد تزايد الحال بالخطابية وهم المجسمة في زماننا هذا) فهذا من أبطل الباطل لأنه يعني بالمجسمة مثبتي الصفات الفعلية من أتباع شيخ الإسلام ابن تيمية في عصره من الحنابلة وغيرهم. والخطابية قوم من الرافضة يعتقدون إلهية الأئمة وإلهية أبي الخطاب الأسدي ويقولون: إن جعفر الصادق قد أودعهم جلداً فيه ما يحتجون إليه من علم الغيب ويسمونه (الجفر) وزعموا أنه لا يقرأ ما فيه إلا من كان منهم وستحلون الكذب علي مخالفيهم ولذا لم يجز الشافعي شهادتهم وأشار إلى ذلك في كتاب الشهادات من الأم.وأخبارهم مشهورة في كتب المقالات ككتاب ((الفَرق بين الفِرق)) للبغدادي وغيره من كتب المقالات.
ثم إن السبكي هذا قد خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً فإنه لو قصد بالمجسمة الرافضة من الخطابية وغيرهم لصدق لأن الرافضة منهم هشام بن الحكم الرافضي أول من قال:إن الله جسم. ولكنه حمل مجسمة زمانه بزعمه الذين هم أهل السنة علي الحقيقة علي قوم من أكفر خلق الله وهم الخطابية.
وأما قوله ((إمامان ابتلاهما الله بأصحابهما، وهما بريئان منهم: أحمد بن حنبل ابتلي بالمجسمة)) فهو كما قال شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى 3/ 186): " وقلت لهذا الشيخ من فى أصحاب الإمام أحمد - رحمه الله - حشوى بالمعنى الذى تريده الأثرم؟ أبو داود؟ المروذى؟ الخلال؟ أبو بكر عبدالعزيز؟ أبو الحسن التميمى؟ ابن حامد؟ القاضى أبو يعلى؟ أبو الخطاب؟ ابن عقيل؟ ..... ورفعت صوتى وقلت سمهم قل لى منهم من هم؟ أبكذب ابن الخطيب وإفترائه على الناس فى مذاهبهم تبطل الشريعة وتندرس معالم الدين كما نقل هو وغيره عنهم أنهم يقولون: إن القرآن القديم هو أصوات القارئين ومداد الكاتبين وأن الصوت والمداد قديم أزلى من قال هذا؟ وفى أى كتاب وجد هذا عنهم؟ قل لى وكما نقل عنهم أن الله لا يرى فى الآخرة باللزوم الذى ادعاه والمقدمة التى نقلها عنهم "اهـ
قلت: آمن المجسمة الموفق ابن قدامة أم الشيخ أبو عمر المقدسي أم الشيخ عبد القادر أم المجد ابن تيمية أم شيخ الإسلام أم ابن مفلح أم ابن عبد الهادي أم ابن القيم أم المزي أم من؟!
وأما قوله: ((وقد وصل حال بعض المجسمة في زماننا إلى أن كتب (شرح صحيح مسلم) للشيخ محي الدين النووي ... إلخ) فليقل من هو ذلك المجسم بزعمه الذي فعل ذلك؟ فإن شيخ الإسلام وأتباعه معاصري ذيالك السبكي لا يعرف عنهم قدح في مثل الشيخ أبي زكريا النووي بل يذكرونه في مصنفاتهم ويعدونه من العلماء انظر مجموع الفتاوي (3/ 224 و 25/ 148) و شرح الأصفهانية (196) و إغاثة اللهفان (1/ 228) و جلاء الأفهام (463 و 466 و 467 و 473) وحاشية ابن ماجه (9/ 209) وزاد المعاد (1/ 370 و 376 و 2/ 401 و 5/ 337) وغير ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/185)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 02:09 ص]ـ
ثم قال المجهول: ((ثم تصدى لهم الإمام سلطان العلماء عز الدين بن عبدالسلام فقال في ملحة الاعتقاد: ((والحشويّة المشبهِة الذين يشبِّهون الله بخلقه ضربان أحدهما لا يتحاشى من إظهار الحشو (ويَحسبَونَ أنَّهم على شيءٍ ألا إنهم همُ الكاذِبون) والآخَرُ يتستّر بمذهب السلف لسُحتٍ يأكله أو حطامٍ يأخذه: (أظهروا للناسِ نُسكا &^& وعلى المنقوشِ دارُوا) (يُريدونَ أنْ يأمَنوكُم ويَأمَنوا قَومَهُم) ومذهب السلف إنما هو التوحيد والتنزيه دون التجسيم والتشبيه .. )) اهـ من ملحة الاعتقاد)) اهـ
قلت: قال شيخ الإسلام ابن تيمية (مجموع الفتاوى 4/ 144): ((وأما قول من قال إن الحشوية على ضر بين أحدهما لا يتحاشى من الحشو والتشبيه والتجسيم والآخر تستر بمذهب السلف ومذهب السلف إنما هو التوحيد والتنزيه دون التشبيه والتجسيم وكذا جميع المبتدعة يزعمون هذا فيهم كما قال القائل ... وكل يدعى وصلا لليلى ... وليلى لا تقر لهم بذاكا ... فهذا الكلام فيه حق وباطل. فمن الحق الذي فيه ذم من يمثل الله بمخلوقاته ويجعل صفاته من جنس صفاتهم وقد قال الله تعالى ليس كمثله شيء وقال تعالى ولم يكن له كفوا أحداً وقال هل تعلم له سمياً وقد بسطنا القول في ذلك وذكرنا الدلالات العقلية التي دل عليها كتاب الله في نفي ذلك وبينا منه ما لم يذكره النفاة الذين يتسمون بالتنزيه ولا يوجد في كتبهم ولا يسمع من أئمتهم بل عامة حججهم التي يذكرونها حجج ضعيفة لأنهم يقصدون إثبات حق وباطل فلا يقوم على ذلك حجة مطردة سليمة عن الفساد بخلاف من اقتصد في قوله وتحرى القول السديد فإن الله يصلح عمله كما قال تعالى ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم)) [الأحزاب: 70 – 71] وفيه من الحق الإشارة إلى الرد على من انتحل مذهب السلف مع الجهل بمقالهم أو المخالفة لهم بزيادة أو نقصان فتمثيل الله بخلقه والكذب على السلف من الأمور المنكرة سواء سمى ذلك حشواً أو لم يسم وهذا يتناول كثيراً من غالية المثبتة الذين يروون أحاديث موضوعة في الصفات مثل حديث عرق الخيل ونزوله عشية عرفة على الجمل الأورق حتى يصافح المشاة ويعانق الركبان وتجليه لنبيه في الأرض أو رؤيته له على كرسي بين السماء والأرض أو رؤيته إياه في الطواف أو في بعض سكك المدينة إلى غير ذلك من الأحاديث الموضوعة ..... والمقصود أن كلامه فيه حق وفيه من الباطل أمور أحدهما قوله لا يتحاشى من الحشو والتجسيم ذم للناس بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان والذي مدحه زين وذمه شين هو الله والأسماء التي يتعلق بها المدح والذم من الدين لا تكون إلا من الأسماء التي أنزل الله بها سلطانه ودل عليها الكتاب والسنة أو الإجماع كالمؤمن والكافر والعالم والجاهل والمقتصد والملحد. فأما هذه الألفاظ الثلاثة فليست في كتاب الله ولا في حديث عن رسول الله ولا نطق بها أحد من سلف الأمة وأئمتها لا نفياً ولا إثباتاً. وأول من ابتدع الذم بها المعتزلة الذين فارقوا جماعة المسلمين فاتباع سبيل المعتزلة دون سبيل سلف الأمة ترك للقول السديد الواجب في الدين واتباع لسبيل المبتدعة الضالين وليس فيها ما يوجد عن بعض السلف ذمه إلا لفظ التشبيه فلو اقتصر عليه لكان له قدوة من السلف الصالح ولو ذكر الأسماء التي نفاها الله في القرآن مثل لفظ الكفؤ والند والسمى وقال منهم من لا يتحاشى من التمثيل ونحوه لكان قد ذم بقول نفاه الله في كتابه ودل القرآن على ذم قائله ثم ينظر هل قائله موصوف بما وصفه به من الذم أم لا فأما الأسماء التي لم يدل الشرع على ذم أهلها ولا مدحهم فيحتاج فيها إلى مقامين أحدهما بيان المراد بها والثاني بيان أن أولئك مذمومون في الشريعة. والمعترض عليه له أن يمنع المقامين فيقول لا نسلم أن الذين عنيتهم داخلون في هذه الأسماء التي ذممتها ولم يقم دليل شرعي على ذمها وإن دخلوا فيها فلا نسلم أن كل من دخل في هذه الأسماء فهو مذموم في الشرع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/186)
الوجه الثاني: أن هذا الضرب الذي قلت أنه لا يتحاشى من الحشو والتشبيه والتجسيم إما ان تدخل فيه مثبتة الصفات الخبرية التي دل عليها الكتاب والسنة أو لا تدخلهم فإن أدخلتهم كنت ذاماً لكل من أثبت الصفات الخبرية ومعلوم أن هذا مذهب عامة السلف ومذهب أئمة الدين. بل أئمة المتكلين يثبتون الصفات الخبرية في الجملة وإن كان لهم فيها طرق كأبي سعيد ابن كلاب وأبي الحسن الأشعري وأئمة أصحابه كأبي عبدالله ابن مجاهد وأبي الحسن الباهلي والقاضي أبي بكر بن الباقلاني وأبي إسحق الاسفرائيني وأبي بكر بن فورك وأبي محمد بن اللبان وأبي علي بن شاذان وأبي القاسم القشيري وأبي بكر البيهقي وغير هؤلاء فما من هؤلاء إلا من يثبت من الصفات الخبرية ما شاء الله تعالى وعماد المذهب عنهم إثبات كل صفة في القرآن وأما الصفات التي في الحديث فمنهم من يثبتها ومنهم من لا يثبتها فإذا كنت تذم جميع أهل الإثبات من سلفك وغيرهم لم يبق معك إلا الجهمية من المعتزلة ومن وافقهم على نفي الصفات الخبرية من متأخري الأشعرية ونحوهم ولم تذكر حجة تعتمد فأي ذم لقوم في أنهم لا يتحاشون مما عليه سلف الأمة وأئمتها وأئمة الذام لهم وإن لم تدخل في اسم الحشوية من يثبت الصفات الخبرية لم ينفعك هذا الكلام بل قد ذكرت أنت في غير هذا الموضع هذا القول وإذا كان الكلام لا يخرج به الإنسان عن أن يذم نفسه أو يذم سلفه الذين يقر هو بإمامتهم وأنهم أفضل ممن اتبعهم كان هو المذموم بهذا الذم على التقديرين وكان له نصيب من الخوارج الذين قال النبي لأولهم لقد خبت وخسرت إن لم أعدل يقول إذا كنت مقرا بأني رسول الله وأنت تزعم أني أظلم فأنت خائب خاسر وهكذامن ذم من يقر بأنهم خيار الأمة وأفضلها وأن طائفته إنما تلقت العلم والإيمان منهم هو خائب خاسر في هذا الذم وهذه حال الرافضة في ذم الصحابة.
الوجه الثالث: قوله والآخر يتستر بمذهب السلف إن أردت بالتستر الاستخفاء بمذهب السلف فيقال ليس مذهب السلف مما يتستر به إلا في بلاد أهل البدع مثل بلاد الرافضة والخوارج فإن المؤمن المستضعف هناك قد يكتم إيمانه واستنانه كما كتم مؤمن آل فرعون إيمانه وكما كان كثير من المؤمنين يكتم إيمانه حين كانوا في دار الحرب فإن كان هؤلاء في بلد أنت لك فيه سلطان وقد تستروا بمذهب السلف فقد ذممت نفسك حيث كنت من طائفة يستر مذهب السلف عندهم وإن كنت من المستضعفين المستترين بمذهب السلف فلا معنى لذم نفسك وإن لم تكن منهم ولا من الملأ فلا وجه لذم قوم بلفظ التستر وإن أردت بالتستر أنهم يجتنون به ويتقون به غيرهم ويتظاهرون به حتى إذا خوطب أحدهم قال: أنا على مذهب السلف وهذا الذي أراده والله أعلم فيقال له: ((لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً)) فإن كان موافقاً له باطناً وظاهراً فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطناً وظاهراً وإن كان موافقاً له في الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم.
وأما قوله: " مذهب السلف إنما هو التوحيد والتنزيه دون التجسيم والتشبيه ".
فيقال له لفظ التوحيد والتنزيه والتشبيه والتجسيم ألفاظ قد دخلها الاشتراك بسبب اختلاف اصطلاحات المتكلمين وغيرهم وكل طائفة تعني بهذه الأسماء ما لا يعنيه غيرهم فالجهمية من المعتزلة وغيرهم يريدون بالتوحيد والتنزيه نفى جميع الصفات وبالتجسيم والتشبيه إثبات شيء منها حتى إن من قال إن الله يرى أو إن له علما فهو عندهم مشبه مجسم وكثير من المتكلمة الصفاتية يريدون بالتوحيد والتنزيه نفى الصفات الخبرية أو بعضها وبالتجسيم والتشبيه إثباتها أو بعضها والفلاسفة تعني بالتوحيد ما تعنيه المعتزلة وزيادة حتى يقولون ليس له إلا صفة سلبية أو إضافية أو مركبة منهما والإتحادية تعني بالتوحيد أنه هو الوجود المطلق ولغير هؤلاء فيه اصطلاحات أخرى. وأما التوحيد الذي بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب فليس هو متصمناً شيئاً من هذه الاصطلاحات بل أمر الله عباده أن يعبدوه وحده لا يشركوا به شيئاً فلا يكون لغيره نصيب فيما يختص به من العبادة وتوابعها هذا في العمل وفي القول هو الإيمان بما وصف به نفسه ووصفه به
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/187)
رسوله فإن كنت تعني أن مذهب السلف هو التوحيد بالمعنى الذي جاء به الكتاب والسنة فهذا حق وأهل الصفات الخبرية لا يخالفون هذا وإن عنيت أن مذهب السلف هو التوحيد والتنزيه الذي يعنيه بعض الطوائف فهذا يعلم بطلانه كل من تأمل أقوال السلف الثابتة عنهم الموجودة في كتب آثارهم فليس في كلام أحد من السلف كلمة توافق ما تختص به هذه الطوائف ولا كلمة تنفي الصفات الخبرية ومن المعلوم أن مذهب السلف إن كان يعرف بالنقل عنهم فليرجع في ذلك إلى الآثار المنقولة عنهم وإن كان إنما يعرف بالاستدلال المحض بأن يكون كل من رأى قولا عنده هو الصواب قال هذا قول السلف لأن السلف لا يقولون إلا الصواب وهذا هو الصواب فهذا هو الذي يجرىء المبتدعة على أن يزعم كل منهم أنه على مذهب السلف فقائل هذا القول قد عاب نفسه بنفسه حيث انتحل مذهب السلف بلا نقل عنهم بل بدعواه أن قوله هو الحق وأما أهل الحديث فإنما يذكرون مذهب السلف بالنقول المتواترة يذكرون من نقل مذهبهم من علماء الإسلام وتارة يروون نفس قولهم في هذا الباب كما سلكناه في جواب الاستفتاء فإنا لما أردنا أن نبين مذهب السلف ذكرنا طريقين أحدهما أنا ذكرنا ما تيسر من ذكر ألفاظهم ومن روى ذلك من أهل العلم بالأسانيد المعتبرة والثاني أنا ذكرنا من نقل مذهب السلف من جميع طوائف المسلمين من طوائف الفقهاء الأربعة ومن أهل الحديث والتصوف وأهل الكلام كالأشعري وغيره فصار مذهب السلف منقولا بإجماع الطوائف وبالتواتر لم نثبته بمجرد دعوى الإصابة لنا والخطأ لمخالفنا كما يفعل أهل البدع ثم لفظ التجسيم لا يوجد في كلام أحد من السلف لا نفيا ولا إثباتا فكيف يحل أن يقال مذهب السلف نفي التجسيم أو إثباته بلا ذكر لذلك اللفظ ولا لمعناه عنهم وكذلك لفظ التوحيد بمعنى نفى شيء من الصفات لا يوجد في كلام أحد من السلف وكذلك لفظ التنزيه بمعنى نفي شيء من الصفات الخبرية لا يوجد في كلام أحد من السلف نعم لفظ التشبيه موجود في كلام بعضهم وتفسيره معه كما قد كتبناه عنهم وأنهم أرادوا بالتشبيه تمثيل الله بخلقه دون نفي الصفات التي في القرآن والحديث وأيضا فهذا الكلام لو كان حقا في نفسه لم يكن مذكورا بحجة تتبع وإنما هو مجرد دعوى على وجه الخصومة التي لا يعجز عنها من يستجيز ويستحسن أن يتكلم بلا علم ولا عدل ثم إنه يدل على قلة الخبرة بمقالات الناس من أهل السنة والبدعة فإنه قال وكذا جميع المبتدعة يزعمون أنهم على مذهب السلف فليس الأمر كذلك بل الطوائف المشهورة بالبدعة كالخوارج والروافض لا يدعون أنهم على مذهب السلف بل هؤلاء يكفرون جمهور السلف فالرافضة تطعن في أبي بكر وعمر وعامة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان وسائر أئمة الإسلام فكيف يزعمون أنهم على مذهب السلف ولكن ينتحلون مذهب أهل البيت كذبا وافتراء وكذلك الخوارج قد كفروا عثمان وعليا وجمهور المسلمين من الصحابة والتابعين فكيف يزعمون أنهم على مذهب السلف.
الوجه الرابع: أن هذا الاسم ليس له ذكر في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا كلام أحد من الصحابة والتابعين ولا من أئمة المسلمين ولا شيخ أو عالم مقبول عند عموم الأمة فإذا لم يكن ذلك لم يكن في الذم به ولا نص ولا إجماع ولا ما يصلح تقليده للعامة فإذا كان الذم بلا مستند للمجتهد ولا للمقلدين عموما كان في غاية الفساد والظلم إذ لو ذم به بعض من يصلح لبعض العامة تقليده لم يكن له أن يحتج به إذ المقلد الآخر لمن يصلح له تقليده لا يذم به ثم مثل أبي محمد وأمثاله لم يكن يستحل أن يتكلم في كثير من فروع الفقه بالتقليد فكيف يجوز له التكلم في أصول الدين بالتقليد والنكتة أن الذام به إما مجتهد وإما مقلد أما المجتهد فلا بد له من نص أو إجماع أو دليل يستنبط من ذلك فإن الذم والحمد من الأحكام الشرعية وقد قدمنا بيان ذلك وذكرنا أن الحمد والذم والحب والبغض والوعد والوعيد والموالاة والمعادات ونحو ذلك من أحكام الدين لا يصلح إلا بالأسماء التي أنزل الله بها سلطانه فأما تعليق ذلك بأسماء مبتدعة فلا يجوز بل ذلك من باب شرع دين لم يأذن به الله وأنه لا بد من معرفة حدود ما أنزل الله على رسوله والمعتزلة أيضا تفسق من الصحابة والتابعين طوائف وتطعن في كثير منهم وفيما رووه من الأحاديث التي تخالف آراءهم وأهواءهم بل تكفر أيضا من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/188)
يخالف أصولهم التي انتحلوها من السلف والخلف فلهم من الطعن في علماء السلف وفي علمهم ما ليس لأهل السنة والجماعة وليس انتحال مذهب السلف من شعائرهم وإن كانوا يقررون خلافة الخلفاء الأربعة ويعظمون من أئمة الإسلام وجمهورهم ما لا يعظمه أولئك فلهم من القدح في كثير منهم ما ليس هذا موضعه وللنظام من القدح في الصحابة ما ليس هذا موضعه وإن كان من أسباب انتقاص هؤلاء المبتدعة للسلف ما حصل في المنتسبين إليهم من نوع تقصير وعدوان وما كان من بعضهم من أمور اجتهادية الصواب في خلافها فإن ما حصل من ذلك صار فتنة للمخالف لهم ضل به ضلالاً كبيراً فالمقصود هنا أن المشهورين من الطوائف بين أهل السنة والجماعة العامة بالبدعة ليسوا منتحلين للسلف بل أشهر الطوائف بالبدعة الرافضة حتى إن العامة لا تعرف من شعائر البدع إلا الرفض والسنى في اصطلاحهم من لا يكون رافضيا وذلك لأنهم أكثر مخالفة للأحاديث النبوية ولمعاني القرآن وأكثر قدحا في سلف الأمة وأئمتها وطعنا في جمهور الأمة من جميع الطوائف فلما كانوا أبعد عن متابعة السلف كانوا أشهر بالبدعة فعلم أن شعار أهل البدع هو ترك انتحال اتباع السلف ولهذا قال الإمام أحمد في رسالة عبدوس بن مالك أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وأما متكلمة أهل الإثبات من الكلابية والكرامية والأشعرية مع الفقهاء والصوفية وأهل الحديث فهؤلاء في الجملة لا يطعنون في السلف بل قد يوافقونهم في أكثر جمل مقالاتهم لكن كل من كان بالحديث من هؤلاء أعلم كان بمذهب السلف أعلم وله أتبع وإنما يوجد تعظيم السلف عند كل طائفة بقدر استنانها وقلة ابتداعها أما أن يكون انتحال السلف من شعائر أهل البدع فهذا باطل قطعا فإن ذلك غير ممكن إلا حيث يكثر الجهل ويقل العلم يوضح ذلك أن كثيرا من أصحاب أبي محمد من أتباع أبي الحسن الأشعري يصرحون بمخالفة السلف في مثل مسألة الإيمان ومسألة تأويل الآيات والأحاديث يقولون مذهب السلف أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وأما المتكلمون من أصحابنا فمذهبهم كيت وكيت وكذلك يقولون مذهب السلف أن هذه الآيات والأحاديث الواردة في الصفات لا تتأول والمتكلمون يريدون تأويلها إما وجوباً وإما جوازاً ويذكرون الخلاف بين السلف وبين أصحابهم المتكلمين هذا منطوق ألسنتهم ومسطور كتبهم [] أفلا عاقل يعتبر ومغرور يزدجر أن السلف ثبت عنهم ذلك حتى بتصريح المخالف ثم يحدث مقالة تخرج عنهم أليس هذا صريحا أن السلف كانوا ضالين عن التوحيد والتنزيه وعلمه المتأخرون وهذا فاسد بضرورة العلم الصحيح والدين المتين. وأيضاً فقد ينصر المتكلمون أقوال السلف تارة وأقوال المتكلمين تارة كما يفعله غير واحد مثل أبي المعالي الجويني وأبي حامد الغزالي والرازي وغيرهم ولازم المذهب الذي ينصرونه تارة أنه هو المعتمد فلا يثبتون على دين واحد وتغلب عليهم الشكوك وهذا عادة الله فيمن أعرض عن الكتاب والسنة وتارة يجعلون إخوانهم المتأخرين أحذق وأعلم من السلف ويقولون طريقة السلف أسلم وطريقة هؤلاء اعلم وأحكم فيصفون إخوانهم بالفضيلة في العلم والبيان والتحقيق والعرفان والسلف بالنقص في ذلك والتقصير فيه أو الخطأ والجهل وغايتهم عندهم أن يقيموا أعذارهم في التقصير والتفريط. ولا ريب أن هذا شعبة من الرفض فإنه وإن لم يكن تكفيرا للسلف كما يقوله من يقوله من الرافضة والخوارج ولا تفسيقا لهم كما يقوله من يقوله من المعتزلة والزيدية وغيرهم كان تجهيلا لهم وتخطئة وتضليلا ونسبة لهم إلى الذنوب والمعاصي وإن لم يكن فسقا فزعما أن أهل القرون المفضولة في الشريعة أعلم وأفضل من أهل القرون الفاضلة ومن المعلوم بالضرورة لمن تدبر الكتاب والسنة وما اتفق عليه أهل السنة والجماعة من جميع الطوائف أن خير قرون هذه الأمة في الأعمال والأقوال والاعتقاد وغيرها من كل فضيلة أن خيرها القرن الأول ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم من غير وجه وأنهم أفضل من الخلف في كل فضيلة من علم وعمل وإيمان وعقل ودين وبيان وعبادة وأنهم أولى بالبيان لكل مشكل هذا لا يدفعه إلا من كابر المعلوم بالضرورة من دين الإسلام وأضله الله على علم كما قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/189)
الفتنة أولئك أصحاب محمد أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم وقال غيره عليكم بآثار من سلف فإنهم جاءوا بما يكفي وما يشفي ولم يحدث بعدهم خير كامن لم يعلموه هذا وقد قال صلى الله عليه و سلم لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم فكيف يحدث لنا زمان في الخير في أعظم المعلومات وهو معرفة الله تعالى هذا لا يكون أبداً وما أحسن ما قال الشافعي رحمه الله في رسالته هم فوقنا في كل علم وعقل ودين وفضل وكل سبب ينال به علم أو يدرك به هدى ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا وأيضا فيقال لهؤلاء الجهمية الكلابية كصاحب هذا الكلام أبي محمد وأمثاله كيف تدعون طريقة السلف وغاية ما عند السلف أن يكونوا موافقين لرسول الله فإن عامة ما عند السلف من العلم والإيمان هو ما استفادوه من نبيهم الذي أخرجهم الله به من الظلمات إلى النور وهداهم به إلى صراط العزيز الحميد الذي قال الله فيه هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وقال تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم لئلا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شيء من فضل الله وقال تعالى لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين وقال تعالى وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض وأبو محمد وأمثاله قد سلكوا مسلك الملاحدة الذين يقولون إن الرسول لم يبين الحق في باب التوحيد ولا بين للناس ما هو الأمر عليه في نفسه بل أظهر للناس خلاف الحق والحق إما كتمه وإما أنه كان غير عالم به فإن هؤلاء الملاحدة من المتفلسفة ومن سلك سبيلهم من المخالفين لما جاء به الرسول في الأمور العلمية كالتوحيد والمعاد وغير ذلك يقولون إن الرسول أحكم الأمور العملية المتعلقة بالأخلاق والسياسة المنزلية والمدنية ... ) اهـ
ثم قال المجهول: ((وتكلم عنهم الإمام المجتهد شيخ الإسلام بدر الدين بن جَمَاعة الكِناني الشافعي في كتابه (إيضاح الدليل) ط1/دار السلام ص93 فقال: ((ومن انتحل قول السلف، وقال بتشبيه، أو تكييف، أو حَمْلِ اللفظ على ظاهره مما يتعالى الله عنه من صفات المحدثين، فهو كاذب في انتحاله، بريء من قول السلف واعتداله .. )) اهـ)) انتهى
قلت: وهذا مما لا ينكره أحد من الفرق الصفاتية لا سنياً ولا أشعرياً ولا سالمياً ولا مفوضاً ولا متوقفاً ولا غيره. الحاصل أنه لا حاجة لنقله.
ثم قال: ((وقد تكلم عنهم الإمام تاج الدين السبكي مستعملاً لفظ المجسمة بكلام غاية في المتانة والدقة وكأنه يلاحظ حال الحشوية اليوم في طعنهم بأهل السنة فقال في طبقاته ما نصه (1/ 192): (( .. وفي المبتدعة لا سيما المجسمة زيادة لا توجد في غيرهم، وهو أنهم يرون الكذب لنصرة مذهبهم، والشهادة على من يخالفهم في العقيدة بما يسوءه في نفسه وماله بالكذب تأييداً لاعتقادهم، ويزداد حنقهم وتقربهم إلى الله بالكذب عليه بمقدار زيادته في النيل منهم، فهؤلاء لا يحل لمسلم أن يعتبر كلامهم ... وقد تزايد الحال بالخطابية وهم المجسمة في زماننا هذا، فصاروا يرون الكذب على مخالفيهم في العقيدة لا سيما القائم عليهم، بكل ما يسوءه في نفسه وماله. وبلغني أن كبيرهم استفتي في شافعي: أيشهد عليه بالكذب؟؟ فقال: ألست تعتقد أن دمه حلال؟؟ قال: نعم، قال: فما دون ذلك دون دمه فاشهد وادفع فساده عن المسلمين!!! فهذه عقيدتهم، ويرون أنهم المسلمون وأنهم أهل السنة، ولو عُدوا عدداً لما بلغ علماؤهم ولا عالم فيهم على الحقيقة مبلغاً يعتبر، ويكفرون غالب علماء الأمة ثم يعتزون إلى الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه!!! وهو منهم بريء، ولكنه كما قال بعض العارفين، ورأيته بخط تقي الدين بن الصلاح: إمامان ابتلاهما الله بأصحابهما، وهما بريئان منهم: أحمد بن حنبل ابتلي بالمجسمة، وجعفر الصادق ابتلي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/190)
بالرافضة .... وقد وصل حال بعض المجسمة في زماننا إلى أن كتب (شرح صحيح مسلم) للشيخ محي الدين النووي، وحذف من كلام النووي ما تكلم به على أحاديث الصفات، فإن النووي أشعري العقيدة، فلم تحمل قوى هذا الكاتب أن يكتب الكتاب على الوضع الذي صنفه مصنفه، وهذا عندي من كبائر الذنوب، فإنه تحريف للشريعة، وفتح باب لا يؤمن معه بكتب الناس وما في أيديهم من المصنفات، فقبح الله فاعله وأخزاه، وقد كان في غنية عن كتابة هذا الشرح، وكان الشرح في غنية عنه .. )) اهـ. كلام الإمام السبكي مختصراً)) انتهى
قلت: أما قوله (ولقد تزايد الحال بالخطابية وهم المجسمة في زماننا هذا) فهذا من أبطل الباطل لأنه يعني بالمجسمة مثبتي الصفات الفعلية من أتباع شيخ الإسلام ابن تيمية في عصره من الحنابلة وغيرهم. والخطابية قوم من الرافضة يعتقدون إلهية الأئمة وإلهية أبي الخطاب الأسدي ويقولون: إن جعفر الصادق قد أودعهم جلداً فيه ما يحتجون إليه من علم الغيب ويسمونه (الجفر) وزعموا أنه لا يقرأ ما فيه إلا من كان منهم وستحلون الكذب علي مخالفيهم ولذا لم يجز الشافعي شهادتهم وأشار إلى ذلك في كتاب الشهادات من الأم.وأخبارهم مشهورة في كتب المقالات ككتاب ((الفَرق بين الفِرق)) للبغدادي وغيره من كتب المقالات.
ثم إن السبكي هذا قد خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً فإنه لو قصد بالمجسمة الرافضة من الخطابية وغيرهم لصدق لأن الرافضة منهم هشام بن الحكم الرافضي أول من قال:إن الله جسم. ولكنه حمل مجسمة زمانه بزعمه الذين هم أهل السنة علي الحقيقة علي قوم من أكفر خلق الله وهم الخطابية.
وأما قوله ((إمامان ابتلاهما الله بأصحابهما، وهما بريئان منهم: أحمد بن حنبل ابتلي بالمجسمة)) فهو كما قال شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى 3/ 186): " وقلت لهذا الشيخ من فى أصحاب الإمام أحمد - رحمه الله - حشوى بالمعنى الذى تريده الأثرم؟ أبو داود؟ المروذى؟ الخلال؟ أبو بكر عبدالعزيز؟ أبو الحسن التميمى؟ ابن حامد؟ القاضى أبو يعلى؟ أبو الخطاب؟ ابن عقيل؟ ..... ورفعت صوتى وقلت سمهم قل لى منهم من هم؟ أبكذب ابن الخطيب وإفترائه على الناس فى مذاهبهم تبطل الشريعة وتندرس معالم الدين كما نقل هو وغيره عنهم أنهم يقولون: إن القرآن القديم هو أصوات القارئين ومداد الكاتبين وأن الصوت والمداد قديم أزلى من قال هذا؟ وفى أى كتاب وجد هذا عنهم؟ قل لى وكما نقل عنهم أن الله لا يرى فى الآخرة باللزوم الذى ادعاه والمقدمة التى نقلها عنهم "اهـ
قلت: آمن المجسمة الموفق ابن قدامة أم الشيخ أبو عمر المقدسي أم الشيخ عبد القادر أم المجد ابن تيمية أم شيخ الإسلام أم ابن مفلح أم ابن عبد الهادي أم ابن القيم أم المزي أم من؟!
وأما قوله: ((وقد وصل حال بعض المجسمة في زماننا إلى أن كتب (شرح صحيح مسلم) للشيخ محي الدين النووي ... إلخ) فليقل من هو ذلك المجسم بزعمه الذي فعل ذلك؟ فإن شيخ الإسلام وأتباعه معاصري ذيالك السبكي لا يعرف عنهم قدح في مثل الشيخ أبي زكريا النووي بل يذكرونه في مصنفاتهم ويعدونه من العلماء انظر مجموع الفتاوي (3/ 224 و 25/ 148) و شرح الأصفهانية (196) و إغاثة اللهفان (1/ 228) و جلاء الأفهام (463 و 466 و 467 و 473) وحاشية ابن ماجه (9/ 209) وزاد المعاد (1/ 370 و 376 و 2/ 401 و 5/ 337) وغير ذلك.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 02:12 ص]ـ
ثم قال: ((فانظر كيف وصفهم قبل 700 سنة وكأنه يرى حال مجسمة اليوم رحمه الله تعالى، وهكذا كلما ظهروا ونشروا التشبيه والتجسيم قام عليهم الأئمة والعلماء فأجحروهم وبينوا للناس أمرهم وكشفوا عن حقيقة عقائدهم وسمهوهم باسمهم الحقيقي وهو المجسمة والحشوية المشبهة، هذا وكما رد عليهم الأئمة في سالف الزمان وفي كل آن كما قدمنا فكذلك سار العلماء القريبون من عصرنا وعلى رؤوسهم علماء الزهر الشريف)) انتهى
قلت: بل هذا من محض الزور والافتراء والتحطط علي أولياء الله بما ليس فيهم مما لا يطلقه غير أهل الأهواء والبدع قال الطحاوي:" وعلماء السَّلف من السَّابقين ومَن بعدهم من اللاَّحقين أهل الخبر والأثر، وأهل الفقه والنَّظر، لا يُذكرون إلاَّ بالجميل، ومَن ذكرهم بسوءٍ فهو على غير السَّبيل " اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/191)
وقال أبو حاتم:" علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر "اهـ وابن السبكي مع ذلك لديه من التزيد في الثناء علي أهل البدع من الملة الأشعرية ما لا يقال بعضه في أصحاب رسول الله والتابعين لهم بإحسان ومن ذلك ما قاله في والده تقي الدين السبكي علي بن عبد الكافي إذ قال ناقلاً: ((حجة المذاهب مفتي الفرق قدوة الحفاظ آخر المجتهدين قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن صاحب التصانيف التقي البر العلي القدر سمي علي! كرم الله وجهه! الذي هو باب العلم!)) اهـ نقلاً عن ابن فضل العمري ساكتاً عليه!
وهذه عادة أهل البدع والأهواء التحطط واللمز لخصومهم مع التزيد في أقدار أنفسهم [] ومن أولئك الذين صاروا صاروا أعلاماً على تلك العادة إمام الجهمية محمد زاهد الكوثري الذي يطبع له كتاب (تأنيب الخطيب!) وعلى طرته ((تأليف الإمام الفقيه المحدث، والحجة الثقة المحقق العلامة الكبير .. )) في حين أنه يطعن في أحمد ومالك والشافعي .... ! بل يطعن في ((المسند)) الذي هو أعظم داويين السنة قائلاً (الإشفاق: ص 27): ((والمسند مع انفراد ابن المذهب! والقطيعي بروايته لا يكون موضع تعويل في شيء!)) اهـ وغير ذلك من سخافاته وهذيانه وهذا غير منكر مع تغير الأزمان وفي الله خلف والله المستعان.
ثم قال المجهول: ((وهذه إحدى فتاوى علماء الأزهر الشريف تفضح عقائد الحشوية المشبهة وتبين أساليبهم وادعائهم أنهم سلفية!! وهذه كانت دعواهم قديماً كما قال الإمام سلطان العلماء عز الدين بن عبدالسلام، فإليكم هذه الفتيا:قال الإمام العلامة المحدث المجدد! أبو محمد محمود بن محمد بن أحمد بن خطاب السبكي الأزهري مؤسس الجمعية الشرعية بمصر وصاحب (المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود) المتوفى سنة 1352هـ رحمه الله تعالى قال في كتابه [إتحاف الكائنات ببيان مذهب السلف والخلف في المتشابهات .. ] ص2: الحمد لله رب العالمين، المنزه عن صفات المخلوقين، كالجهة والجسمية والمكان والفوقية، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الذي جاء بمحو الشرك والإلحاد وأمرنا بتنزيه الله تعالى عن صفات العباد، والمنزل عليه (قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد) وقوله: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين. (أما بعد) فيقول: محمود بن محمد بن أحمد خطاب السبكي: قد سألني بعض الراغبين في معرفة عقائد الدين، والوقوف على مذهب السلف والخلف في المتشابه من الآيات والأحاديث بما نصه)) انتهى
قلت: لعل القارئ على ذكر من صدر كلام ذلك المجهول حول (لفظة الحشوية) فليعلم أنه أراد إثباتها ثم تنزيلها علي قوم مخصوين مشتشهداً في ذلك بنصوص شذر مذر لا زمام لها ولا خطام ولا رابط بينها ولا موصل ... ثم يتابع ذلك ناقلاً عن السبكي أحد جهمية العصر الذي ارتضي لنفسه لقي (إمام أهل السنة والجماعة!) الذي يقول فيما سبق: ((الحمد لله رب العالمين، المنزه عن صفات المخلوقين، كالجهة والجسمية والمكان والفوقية)) فيقال: أيها الغافل الأنوك هل (الفوقية) من صفات المخلوقين؟! ثم إن المخلوقين منهم ما لا يتصف بالجسمية وهي المعاني المخلوقة والمدركات الذهنية. وقوله (المنزه عن صفات المخلوقين) إطلاق فيه تعد فإن من صفات المخلوقين الوجود والحياة ... ونحوها والله غير منزه عن ذلك فأولى أن يقول (المنزهة صفاته عن مماثلة صفات المخلوقين).
ثم أورد السؤال فقال: (نص سؤال السائل): ما قول السادة العلماء حفظهم الله تعالى فيمن يعتقد أن الله عز وجل له جهة!! وأنه جالس على العرش في مكان مخصوص!! ويقول: ذلك هو عقيدة السلف!! ويحمل الناس على أن يعتقدوا هذا الاعتقاد ويقول لهم من لم يعتقد ذلك يكون كافراً!! مستدلاً بقوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) وقوله عز وجل: (ءأمنتم من في السماء) أهذا الاعتقاد صحيح أم باطل؟؟؟ وعلى كونه باطلاً أيكفر ذلك القائل باعتقاده المذكور ويبطل كل عمله من صلاة وصيام وغير ذلك من الأعمال الدينية وتبين منه زوجه؟؟؟ وإن مات على هذه الحال قبل أن يتوب لا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين؟؟؟ وهل مَنْ صَدّقَه في ذلك الاعتقاد يكون كافراً مثله؟؟ وما قولكم فيما يقوله بعض الناس من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/192)
أن القول بنفي الجهات الست عن الله تعالى باطل لأنه يلزم عليه نفي وجود الله تعالى؟؟؟ أفيدونا مأجورين مع بيان مذهب السلف والخلف في هاتين الآيتين ونحوهما من الآيات المتشابهات كـ (إليه يصعد الكلم الطيب) وأحاديث الصفات كحديث (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا) وحديث البجارية بيانا شافياً مع ذكر أقوال علماء التفسير والحديث والفقه والتوحيد مع الإيضاح الكامل لتنقطع ألسنة المجازفين الذين يشبهون الله تعالى بخلقه ويعتقدون أن ما ذهب إليه علماء الخلف من التأويل كفر زاعمين أنه مذهب الجهمية الكفرة، وأشاعوا ذلك بين العوام!! جزاكم الله تعالى عن الدين وأهله أحسن الجزاء)) اهـ
ثم أجاب فقال: ((فأجبت بعون الله تعالى فقلت: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الهادي إلى الصواب، والصلاة والسلام على من أوتي الحكمة وفصل الخطاب، وعلى آله وأصحابه الذين هداهم الله ورزقهم التوفيق والسداد، أما بعد، فالحكم أن هذا الاعتقاد باطل ومعتقده كافر بإجماع من يعتد به من علماء المسلمين، والدليل العقلي على ذلك: قدم الله تعالى ومخالفته للحوادث، والنقلي قال تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فكل من اعتقد أنه تعالى حل في مكان أو اتصل به أو بشيء من الحوادث كالعرش أوالكرسي أو السماء أو الأرض أو غير ذلك فهو كافر قطعاً)) اهـ
قلت:هذا دأبهم في التلبيس والتدليس يطلقون أحكاماً علي الأمور التي لا خلاف فيها حتي يتوهم الجهلة والغفل أن تلك الأحكام تشتمل أهل السنة أتباع السلف وإلا فمن قال من أتباع السلف إن الله تعالى حل في مكان أو اتصل بشيء من الحوادث المخلوقة؟ نبؤني بعلم إن كنتم صادقين قال شيخ الإسلام ابن تيمية (مجموع الفتاوى 1/ 376): ((وهو سبحانه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه ليس فى مخلوقاته شىء من ذاته ولا فى ذاته شىء من مخلوقاته وهو سبحانه غنى عن العرش وعن سائر المخلوقات لا يفتقر الى شىء من مخلوقاته بل هو الحامل بقدرته العرش وحملة العرش)) اهـ وحكى على ذلك إجماع السلف (2/ 126).ونقل عن الهروي قال:أبو محمد عبد الرحمن ابن أبي حاتم في الرد على الجهمية حدثنا علي بن الحسن السلمي سمعت أبي يقول حبس هشام بن عبيد الله وهو الرازي صاحب محمد بن الحسن الشيباني رجلاً في التجهم فتاب فجئ به إلى هشام ليمتحنه فقال الحمد لله على التوبة أتشهد أن الله تعالى على عرشه بائن من خلقه فقال أشهد أن الله على عرشه ولا أدري ما بائن من خلقه فقال ردوه إلى الحبس فإنه لم يتب "اهـ من بيان تلبيس الجهمية.
ثم قال: ((وأما حمله الناس على أن يعتقدوا هذا الاعتقاد المكفر وقوله لهم من لم يعتقد ذلك يكون كافراً!! فهو كفر وبهتان عظيم، واستدلاله على زعمه الباطل بهاتين الآيتين ونحوهما أن الله عز وجل يحل في عرشه أو يجلس عليه أو يحل في سماء أو نحو ذلك مما تزعمه تلك الشرذمة)) انتهى
قلت: تقدم أن الله لا يحل في شيء من خلقه ولا يحل فيه شيء من خلقه وإنما له العلو المطلق علي جميع مخلوقاته وهو فوق العرش غنياً عن العرش وغيره وأما الجلوس على العرش فهو حرف لم يقله السلف ابتداء إنما قالوا في الاستواء أنه معلوم المعني كما قال مالك الإمام: ((الاستواء معلوم)) ومعناه عندهم على أربعة أوجه قال ابن القيم:
فلهم عبارات عليها أربع قد حصلت للفارس الطعان
وهي استقر وقد علا وكذلك ار تفع الذي ما فيه من نكران
وكذاك قد صعد الذي هو أربع وأبو عبيدة صاحب الشيباني
يختار هذا القول في تفسيره أدرى من الجهمي بالقرآن
والأشعري يقول تفسير استوى بحقيقة استولى من البهتان
هو قول أهل الاعتزال وقول أتباع لجهم وهو ذو بطلان
وقالوا في قوله تعالى (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) إنه الله تعالى و (في السماء) أي علي السماء كما قال فرعون (لأصلبنكم في جذوع النخل) [طه: 71] أي علي جذوع النخل وكما قال تعالى (قل سيروا في الأرض) أي عليها ولم يقل أحد من السلف عن الله في السماء أي تحتويه السماء أو داخل فيها بل هذا كفر بإجماعهم.
ثم قال: ((مع أن كلام الله غير مخلوق وهو من صفات الله تعالى القديمة الموجودة قبل وجود العرش والسماوات، فالله تعالى موصوف بأنه استوى على العرش قبل وجود العرش، وهل كان جالساً ـ على زعمهم ـ على العرش المعدوم قبل وجوده؟؟!!)) اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/193)
قلت:أما قوله (بأن كلام الله غير مخلوق وهو من صفات الله القديمة) قاصداً بذلك المعنى النفسي كما تزعم الأشاعرة فباطل كسائر كلامه فإنهم كما قال الموفق ابن قدامة لم يتنازعوا في الكلام النفسي! في زمن المحنة ولا في غيرها بل لم يخطر ببالهم التنازع في صفة الله القائمة بذاته إنما تنازع الناس في القرآن الذي بين أيديهم المتلو على ألسنتهم المحفوظ في صدورهم ولم يقل واحد منهم إن صفة الله (الكلام) القائمة به مخلوقة.
وأما ادعاؤه أنهم يقولون إن الله جالس على العرش فيقال:هل قالوا أيها البقباق النفاج إنه تعالى جالس علي العرش قبل وجوده؟! إنما قولهم (إنه استوى علي العرش) كما قال لا يتعدون النص ما ذنبهم إذ قالوا ما قال ربهم فالله أخبر أنه خلق السموات والأرض ثم استوى على العرش وهو من قبل ومن بعد فوق خلقه جميعاً العرش وغيره وأما قبل العرش فإنه فوق خلقه ولما خلق العرش كان فوق خلقه وفوق العرش الذي هو أعلى مملكته سبحانه وتعالى.ومن قال منهم إنه جالس على العرش قاله إمعاناً في مخالفة الجهمية نفاة الاستواء أو مؤولته.
ثم قال: ((وهل جل جلاله في السماء قبل خلق السماء؟؟!! هذا مما لا يتوهمه عاقل، وهل العقل يصدق بحلول القديم في شيء من الحوادث؟؟!!)) اهـ
قلت:هذا عدو نفسه لم يجد له خصيماً فخاصم نفسه لم يقل أحد إنه داخل السماء ليقول هذا المماري المتعالي ذلك الكلام.
ثم قال: ((وعلى الجملة! فهذا القائل المجازف وأمثاله قد ادعوا ما لا يقبل الثبوت لا عقلا ولا نقلا، وقد كفروا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، والطامة الكبرى التي نزلت بهؤلاء دعواهم أنهم (سلفيون)!!!!!، وهم عن سبيل الحق زائغون، وعلى خيار المسلمين يعيبون، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وأما مذهب السلف والخلف بالنسبة للآيات والأحاديث المتشابهة فقد اتفق الكل على أن الله تعالى منزه عن صفات الحوادث، فليس له عز وجل مكان في العرش ولا في السماء ولا في غيرهما، ولا يتصف بالحلول في شيء من الحوادث، ولا بالاتصال بشيء منها، ولا بالتحول والانتقال ونحوهما من صفات الحوادث، بل هو سبحانه وتعالى على ما كان عليه قبل خلق العرش والكرسي والسماوات وغيرها من الحوادث، (قال الحافظ في الفتح): ((اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاءت بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في صفة الرب من غير تشبيه ولا تفسير)) اهـ.
وإنما اختلفوا في بيان المعنى المراد من هذه الآيات والأحاديث، فالسلف رضي الله عنهم يؤمنون بها كما وردت معتقدين أنها مصروفة عن ظاهرها لقوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) ويفوضون علم المراد منها إلى الله تعالى لقوله:" وما يعلم تأويله إلا الله ")) اهـ
قلت: وهذا كذب على السلف وتجهيل لهم قال شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى 13/ 294 - 299):" وأما إدخال أسماء الله وصفاته أو بعض ذلك فى المتشابه الذى لا يعلم تأويله الا الله أو اعتقاد أن ذلك هو المتشابه الذى استأثر الله بعلم تأويله كما يقول كل واحد من القولين طوائف من أصحابنا وغيرهم فإنهم وان أصابوا فى كثير مما يقولونه ونجوا من بدع وقع فيها غيرهم فالكلام على هذا من وجهين:
الأول:من قال إن هذا من المتشابه وأنه لا يفهم معناه فنقول أما الدليل على بطلان ذلك فإني ما أعلم عن أحد من سلف الأمة ولا من الأئمة لا أحمد بن حنبل ولا غيره أنه جعل ذلك من المتشابه الداخل فى هذه الآية ونفى أن يعلم أحد معناه وجعلوا أسماء الله وصفاته بمنزلة الكلام الأعجمى الذى لا يفهم ولا قالوا ان الله ينزل كلاما لا يفهم أحد معناه وإنما قالوا كلمات لها معان صحيحة قالوا فى أحاديث الصفات تمر كما جاءت ونهوا عن تأويلات الجهمية وردوها وأبطلوها التى مضمونها تعطيل النصوص عما دلت عليه ونصوص أحمد والأئمة قبله بينة فى أنهم كانوا يبطلون تأويلات الجهمية ويقرون النصوص على ما دلت عليه من معناها ويفهمون منها بعض ما دلت عليه كما يفهمون ذلك فى سائر نصوص الوعد والوعيد والفضائل وغير ذلك وأحمد قد قال فغير أحاديث الصفات تمر كما جاءت وفى أحاديث الوعيد مثل قوله من غشنا فليس منا وأحاديث الفضائل ومقصوده بذلك أن الحديث لا يحرف كلمه عن مواضعه كما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/194)
يفعله من يحرفه ويسمى تحريفه تأويلا بالعرف المتأخر فتأويل هؤلاء المتأخرين عند الأئمة تحريف باطل وكذلك نص أحمد فى كتاب الرد على الزنادقة والجهمية أنهم تمسكوا بمتشابه القرآن وتكلم أحمد على ذلك المتشابه وبين معناه وتفسيره بما يخالف تأويل الجهمية وجرى فى ذلك على سنن الأئمة قبله فهذا اتفاق من الأئمة على أنهم يعلمون معنى هذا المتشابه وأنه لا يسكت عن بيانه وتفسيره بل يبين ويفسر باتفاق الأئمة من غير تحريف له عن مواضعه أو إلحاد فى أسماء الله وآياته ومما يوضح لك ما وقع هنا من الاضطراب أن أهل السنة متفقون على ابطال تأويلات الجهمية ونحوهم من المنحرفين الملحدين و التأويل المردود هو صرف الكلام عن ظاهره الى ما يخالف ظاهره فلو قيل ان هذا هو التأويل المذكور فى الاية وأنه لا يعلمه الا الله لكان فى هذا تسليم للجهمية أن للآية تأويلاً يخالف دلالتها لكن ذلك لا يعلمه إلا الله وليس هذا مذهب السلف والأئمة وإنما مذهبهم نفى هذه التأويلات وردها لا التوقف فيها وعندهم قراءة الآية والحديث تفسيرها وتمر كما جاءت دالة على المعانى لا تحرف ولا يلحد فيها. والدليل على أن هذا ليس بمتشابه لا يعلم معناه أن نقول لا ريب أن الله سمى نفسه فى القرآن بأسماء مثل الرحمن والودود والعزيز والجبار والعليم والقدير والرءوف ونحو ذلك ووصف نفسه بصفات مثل سورة الاخلاص و آية الكرسى وأول الحديد وآخر الحشر وقوله ان الله بكل شىء عليم و على كل شىء قدير وأنه يحب المتقين و المقسطين و المحسنين وأنه يرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلما آسفونا انتقمنا منهم ذلك بأنهم اتبعوا ما اسخط الله ولكن كره الله انبعاثهم الرحمن على العرش استوى ثم استوى على العرش يعلم ما يلج فى الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم وهو الذى فى السماء اله وفى الأرض اله وهو الحكيم العليم اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه إننى معكما أسمع وأرى وهو الله فى السموات وفى الأرض ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام يريدون وجهه ولتصنع على عينى الى امثال ذلك فيقال لمن ادعى فى هذا أنه متشابه لا يعلم معناه أتقول هذا فى جميع ما سمى الله ووصف به نفسه أم فى البعض فان قلت هذا فى الجميع كان هذا عنادا ظاهرا وجحدا لما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام بل كفر صريح فانا نفهم من قوله إن الله بكل شىء عليم معنى ونفهم من قوله ان الله على كل شىء قدير معنى ليس هو الأول ونفهم من قوله ورحمتى وسعت كل شىء معنى ونفهم من قوله إن الله عزيز ذو انتقام معنى وصبيان المسلمين بل وكل عاقل يفهم هذا وقد رأيت بعض من ابتدع وجحد من أهل المغرب مع انتسابه الى الحديث لكن أثرت فيه الفلسفة الفاسدة من يقول إنا نسمى الله الرحمن العليم القدير علماً محضاً من غير أن نفهم منه معنى يدل على شىء قط وكذلك فى قوله ولا يحيطون بشىء من علمه يطلق هذا اللفظ من غير أن نقول له علم وهذا الغلو فى الظاهر من جنس غلو القرامطة فى الباطن لكن هذا أيبس وذاك أكفر ثم يقال لهذا المعاند فهل هذه الأسماء دالة على الإله المعبود وعل حق موجود أم لا فان قال لا كان معطلاً محضاً وما أعلم مسلماً يقول هذا وإن قال نعم قيل له فلم فهمت منها دلالتها على نفس الرب ولم تفهم دلالتها على ما فيها من المعانى من الرحمة والعلم وكلاهما فى الدلالة سواء فلابد أن يقول نعم لأن ثبوت الصفات محال فى العقل لأنه يلزم منه التركيب أو الحدوث بخلاف الذات فيخاطب حينئذ بما يخاطب به الفريق الثانى كما سنذكره وهو من أقر بفهم بعض معنى هذه الأسماء والصفات دون بعض فيقال له ما الفرق بين ما أثبته وبين ما نفيته أو سكت عن إثباته ونفيه فإن الفرق إما أن يكون من جهة السمع لأن أحد النصين دال دلالة قطعية أو ظاهرة بخلاف الآخر أو من جهة العقل بأن أحد المعنيين يجوز أو يجب اثباته دون الآخر وكلا الوجهين باطل فى أكثر المواضع أما الأول فدلالة القرآن على أنه رحمن رحيم ودود سميع بصير على عظيم كدلالته على أنه عليم قدير ليس بينهما فرق من جهة النص وكذلك ذكره لرحمته ومحبته وعلوه مثل ذكره لمشيئته وإرادته وأما الثانى فيقال لمن أثبت شيئا ونفى آخر لم نفيت مثلاً حقيقة رحمته ومحبته وأعدت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/195)
ذلك الى إرادته فإن قال لأن المعنى المفهوم من الرحمة فى حقنا هى رقة تمتنع على الله قيل له والمعنى المفهوم من الإرادة فى حقنا هى ميل يمتنع على الله فإن قال إرادته ليست من جنس إرادة خلقه قيل له ورحمته ليست من جنس رحمة خلقه ... )) اهـ
والعجب من هؤلاء يصفون أهل السنة بالحشوية ثم يقولون ومنهم الرازي في المحصول والجويني في البرهان ومن تبعهما يقولون إن الحشوية يقولون إن في القرآن حشواً لا معنى له وهذا لم يقله السلف (من القائلين بذلك عبد الجبار والقاضي أبو الحسين البصري) إنما قولوه للسلف ثم عابوه عليهم حتى إن السبكي قد استحيا من ذلك الخزي فقال وما أصفق وجهه! (الإبهاج 1/ 361): ((وقيل المراد بالحشوية الطائفة الذين لا يرون البحث في آيات الصفات التي يتعدد إجراؤها على ظاهرها بل يؤمنون بما أراده الله مع جزمهم المعتقد بأن الظاهر غير مراد ولكنهم يفوضون التأويل إلى الله سبحانه وتعالى وعلى هذا فإطلاق الحشوية عليهم غير مستحسن لعدم مناسبته لمعتقدهم ولأن ذلك مذهب طوائف السلف من أهل السنة رضي الله عنهم)) انتهى
وأما قوله بنفي الانتقال والحركة على الله فهو من كلام المعتزلة مخانيث الفلاسفة حكاه عنهم الأشعري وغيره في المقالات مع العلم أن السلف لم يطلقوا على الله أنه يتحرك أو ينتقل وإنما قالوه مشاكلة للمعتزلة الذين نفوا ذلك تذرعاً لنفي نزوله سبحانه وتعالى فقابل السلف ذلك بنقضه ونفيه لان فيه تذرعاً إلى إبطال الصفات كالاستواء والنزول والمجئ بل والحياة قال الدارمي في نقضه على بشر المريسي (نقض الدارمي 1/ 215 – 216):" وأما دعواك أن تفسير القيوم الذي لا يزول من مكانه ولا يتحرك فلا يقبل منك هذا التفسير إلا بأثر صحيح مأثور عن رسول الله أو عن بعض أصحابه أو التابعين لأن الحي القيوم يفعل ما يشاء ويتحرك إذا شاء ويهبط ويرتفع إذا شاء ويقبض ويبسط ويقوم ويجلس إذا شاء لأن أمارة ما بين الحي والميت التحرك كل حي متحرك لا محالة وكل ميت غير متحرك لا محالة. ومن يلتفت إلى تفسيرك وتفسير صاحبك مع تفسير نبي الرحمة ورسول رب العزة إذا فسر نزوله مشروحا منصوصا ووقت لنزوله وقتاً مخصوصاً لم يدع لك ولا لأصحابك فيه لبساً ولا عويصاً "اهـ
وذا قال الفضيل بن عياض (خلق أفعال العباد للبخاري: ص 19): إذا قال لك جهمي: أنا أكفر برب يزول عن مكانه، فقل: أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء.
ثم قال ذلك السبكي: ((فيقولون في آية (الرحمن على العرش استوى) استوى استواء يليق به لا يعلمه إلا هو عز وجل، وفي آية (ءأمنتم من في السماء) نؤمن بها على المعنى الذي أراده سبحانه وتعالى مع كمال التنزيه عن صفات الحوادث والحلول ويقولون في آية (يد الله فوق أيديهم) له يد لا كأيدينا ولا يعلمها إلا هو تعالى، وهكذا في سائر الآيات المتشابهة، قال الإمام الجليل السلفي ابن كثير في الجزء الثالث من تفسيره صفحة 488 ما نصه: ((وأما قوله تعالى: (ثم استوى على العرش) فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جداً ليس هذا موضع بسطها، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديماً وحديثاً وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله تعالى، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه وليس كمثله شيء وهو السميع البصير، بل الأمر كما قال الأئمة منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال: من شبه الله بخلقه كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله تعالى ونفى عن الله النقائص فقد سلك سبيل الهدى)) انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/196)
قلت:وهذا ليس فيه أدنى حجة لكم. والسلف إذ تكلموا في الاستواء تكلموا بما تفهمه العامة وتعقله وعليه أنزل الله الكتاب لم ينزله طلاسم لا يدريها أحد كما يقول بعضهم ولا أنزله مباحث لا يخبرها غير فئة قليلة من الخاصة كما تقول الباطنية إنما أنزله بما يفهم ولذا قال ابن عيينة: تفسيره تلاوته. أي أنه غير مشكل ولا غائر المعنى لتتكلفوا تأويله ولذا جميع آيات الصفات لم يعدها المصنفون في الغريب من الغريب إنما هي من البين السهل القريب ولذا قال يزيد بن هارون (خلق أفعال العباد:ص 19):" من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي "اهـ
فالرب رب واحد وكتابه حق وفهم الحق منه دانِ
ورسوله قد أوضح الحق المبين بغاية الايضاح والتبيانِ
ما ثم أوضح من عبارته فلا يحتاج سامعها إلى تبيانِ
ثم قال السبكي الجهمي الذي لا يدري من يعبد: ((ويقولون في حديث (ينزول ربنا إلى سماء الدنيا) ينزل نزولاً يليق به لا يعلمه إلا هو تعالى، وأما حديث الجارية وهو ما أخرجه مسلم وأبو داود في باب نسخ الكلام في الصلاة من طريق معاوية بن الحكم، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للجارية: (أين الله؟) قالت: (في السماء) قال: (من أنا؟) قالت: (أنت رسول الله) قال أعتقها فإنها مؤمنة، فيقولون فيه ما قالوه في آية (ءأمنتم من في السماء) وهكذا سائر أحاديث الصفات المتشابهة، واستدلوا على ذلك بقول الله عز وجل (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله) قالوا الوقف هنا تام، وأما الراسخون في العلم إلخ فكلام مستأنف لبيان أن أكابر ذوي العلم مصدقون بثبوت المتشابه في القرآن)) انتهى
قلت: تقدم الكلام عن كون آيات الصفات ليست من المتشابه الذي هو عند السبكي من الذي لا معني له وإنما أنزله الله لتتلوه الألسنة ولا تفهم منه شيئاً كالكلام الأعجمي.
ثم قال: ((وأما الخلف رحمهم الله تعالى فيقولون في هذه الآيات والأحاديث هي معروفة المعنى، فمعنى (الرحمن على العرش استوى) استولى بالقهر والتصرف، ومعنى (ءأمنتم من في السماء) من في السماء عذابه أو سلطانه ومصدر أمره، أو هو كناية عن تعظيم الله تعالى بوصفه بالعلو والعظمة، وتنزيهه عن السفل والتحت لا أنه سبحانه وتعالى حال فيها!! لأن الحلول من صفات الأجسام وأمارات الحدوث والله منزه عن ذلك، ومعنى (ينزل ربنا إلى سماء الدنيا) ينزل رسوله أو رحمته، وأما إقرار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الجارية على إشارتها نحو السماء فاكتفاء منها بما يدل على عدم شركها لتعتق، لأنه بإشارتها إلى السماء علم أنها ليست ممن يعبد الأصنام التي في الأرض، وهكذا في سائر الآيات والأحاديث بناء منهم على كون الوقف في الآية الشريفة على قوله تعالى (والراسخون في العلم) مستدلين على ذلك بكون القرآن عربياً، ولغة العرب ناطقة بتلك المعاني، والفضل الزائد للسلف)) انتهى
قلت: قولهم استوى بمعني (استولى) مما لا دليل عليه لا من كتاب ولا من سنة ولا من لغة ولا عقل صحيح قال الإمام عبد العزيز الكناني وهو من قدماء أصحاب الشافعي الذي اتفقت جميع الطوائف علي تعظيمه: ((زعمت الجهمية في قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} [طه: 5] إنما المعنى استولى كقول العرب: استوى فلان على مصر استوى فلان على الشام يريد استولى عليها) قال: (فيقال له: هل يكون خلق من خلق الله أتت عليه مدة ليس الله بمستول عليه فإذا قال: لا قيل له: فمن زعم ذلك؟ فمن قوله: من زعم ذلك فهو كافر يقال له: يلزمك أن تقول: إن العرش قد أتت عليه مدة ليس الله بمستول عليه وذلك أن الله تبارك وتعالى أخبر أنه خلق العرش قبل خلق السماوات والأرض ثم استوى عليه بعد خلق السماوات والأرض.
قال الله عز وجل: {وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء} [هود: 7] فأخبر أن العرش كان على الماء قبل السماوات والأرض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/197)
ثم قال: {خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا} [الفرقان: 59] وقوله: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم} [غافر: 7] وقوله: {استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات} [البقرة: 29] وقوله: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين} [فصلت: 11] فأخبر أنه استوى على العرش فيلزمك أن تقول: المدة التي كان على العرش فيها قبل خلق السماوات والأرض ليس الله بمستول عليه إذ كان استوى على العرش معناه عندك: استولى فإنما استولى بزعمك في ذلك الوقت لا قبله وقد روى عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا: قد بشرتنا فأعطنا قال: اقبلوا البشرى يا أهل اليمن قالوا: قد قبلنا فأخبرنا عن أول هذا الأمر كيف كان قال: كان الله قبل كل شيء وكان عرشه على الماء وكتب في اللوح ذكر كل شيء] وروي [عن أبي رزين - وكان يجب النبي صلى الله عليه وسلم مسألته أنه قال: يا رسول الله كان ربنا قبل أن يخلق السماوات قال: (فقال الجهمي: أخبرني كيف استوى على العرش؟ أهو كما يقال: استوى فلان على السرير فيكون السرير قد حوى فلاناً وحده إذا كان عليه فيلزمك أن تقول: إن العرش قد حوى الله وحده إذا كان عليه لأنا لا نعقل الشيء على الشيء إلا هكذا قال: فيقال له: أما قولك: كيف استوى؟ فإن الله لا يجري عليه: كيف وقد أخبرنا أنه استوى على العرش ولم يخبرنا كيف استوى فوجب على المؤمنين أن يصدقوا ربهم باستوائه على العرش وحرم عليهم أن يصفوا كيف استوى لأنهم لم يخبرهم كيف ذلك ولم تره العيون في الدنيا فتصفه بما رأت وحرم عليهم أن يقولوا عليه من حيث لا يعلمون فآمنوا بخبره عن الاستواء ثم ردوا علم كيف استوى إلى الله ولكن يلزمك أيها الجهمي أن تقول: إن الله محدود وقد حوته الأماكن إذ زعمت في دعواك أنه في الأماكن لأنه لا يعقل شيء في مكان إلا والمكان قد حواه كما تقول العرب: فلان في البيت والماء في الجب فالبيت قد حوى فلاناً والجب قد حوى الماء ويلزمك أشنع من ذلك لأنك قلت أفظع مما قالت به النصارى وذلك أنهم قالوا: إن الله عز وجل في عيسى وعيسى بدن إنسان واحد فكفروا بذلك وقيل لهم: ما أعظم الله إذ جعلتموه في بطن مريم! وأنتم تقولون: إنه في كل مكان وفي بطون النساء كلهن وبدن عيسى وأبدان الناس كلهم ويلزمك أيضاً أن تقول: إنه في أجواف الكلاب والخنازير لأنها أماكن وعندك أن الله في كل مكان تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً! فلما شنعت مقالته قال: أقول: إن الله في كل مكان لا كالشيء في الشيء ولا كالشيء على الشيء ولا كالشيء خارجاً عن الشيء ولا مبايناً للشيء قال: فيقال له: أصل قولك: القياس والمعقول فقد دللت بالقياس والمعقول على أنك لا تعبد شيئاً لأنه لو كان شيئا داخلاً فمن القياس والمعقول أن يكون داخلاً في الشيء أو خارجاً منه فلما لم يكن في قولك شيئاً استحال أن يكون كالشيء في الشيء أو خارجاً من الشيء فوصفت لعمري ملتبساً لا وجود له وهو دينك وأصل مقالتك: التعطيل)] انتهى
وأما قوله في حديث الجارية فمن الهذيان وإن هذا يذكر بقول أبي حنيفة: إني لا أناظر الرجل حتى ينقطع إنما أناظره حتى يجن قالوا: كيف ذلك؟ قال: يقول ما لم يقله أحد. ولعمر الله إن هذا مما لم يقله أحد بل ومن أبعد الأشياء عن الفطرة والمعقول فالرسول يقول (أين الله؟) والجارية تقول في السماء ولو كان كما يقول ذلك الأحمق لكان السؤال: من تعبدين؟! كما هو بين.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 02:14 ص]ـ
ثم قال: ((وأما ما قيل من أنه يلزم من نفي الجهات الست عن الله نفي وجوده!! فهو قول باطل بالبداهة لما هو معلوم من أن الله عز وجل كان موجودا قبل وجود الجهات الست المذكورة، وهي فوق وتحت وأمام وخلف ويمين وشمال، بل كان موجودا قبل وجود العالم كله بإجماع السابقين واللاحقين، فكيف يتوهم من عنده أدنى شائبة عقل أنه يلزم من نفي تلك الجهات عنه سبحانه وتعالى نفي وجوده جل وعلا؟؟!! وكيف يتصور أن الله عز وجل القديم يتوقف وجوده على وجود بعض الحوادث أو كل الحوادث التي خلقها؟؟!!)) انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/198)
قلت: وهذا من أبطل الباطل ومن جنس كلام جهم فإنه قال: لا أقول الله شيء أو ليس بشيء. وقالت المعتزلة والأشاعرة: الله لا داخل العالم ولا خارجه وهذا باطل لأنه لا فرق إذن بينه وبين المعدوم لأن الله إما أن يكون داخل هذا العالم فيكون حالاً في خلقه أو بعضهم وهذا محال وإما أن يكون خارج العالم فوق خلقه أو تحتهم أو مجانباً لهم والآخران باطلان فتعين الأول وقد حكى الإجماع عليه غير واحد قال ابن القيم وقد عزى ذلك:
فالذات خصت بالسماء وإنما ال معلوم عم جميع ذي الأكوان
ذا ثابت عن مالك من رده فلسوف يلقى مالكاً بهوان
وكذاك قال الترمذي بجامع عن بعض أهل العلم والايمان
الله فوق العرش لكن علمه مع خلقه تفسير ذي ايمان
وكذاك أوزاعيهم أيضاً حكى عن سائر العلماء في البلدان
من قرنه والتابعين جميعهم متوافرين وهم أولو العرفان
إيمانهم بعلوه سبحانه فوق العباد وفوق ذي الأكوان
وكذاك قال الشافعي حكاه عنه البيهقي وشيخه الرباني
حقاً قضى الله الخلافة ربنا فوق السماء لأصدق العبدان
حب الرسول وقائم من بعده بالحق لا فشل ولا متوان
وكذلك النعمان قال وبعده يعقوب والألفاظ للنعمان
من لم يقر بعرشه سبحانه فوق السماء وفوق كل مكان
ويقر أن الله فوق العرش لا يخفى عليه هواجس الأذهان
فهو لا شك في تكفيره لله درك من إمام زمان
هذا الذي في الفقه الأكبر عندهم وله شروح عدة لبيان
وانظر مقالة أحمد ونصوصه في ذاك نلقاها بلا حسبان
فجميعها قد صرحت بعلوه وبالاستوا والفوق للرحمن
وله نصوص واردات لم تقع لسواه من فرسان هذا الشان
إذ كان ممتحناً بأعداء الـ حديث وشيعة التعطيل والكفران
واذا أردت نصوصه فانظر إلى ما قد حكي الخلال ذو الإتقان
وكذاك إسحاق الإمام فإنه قد قال ما فيه هدى الحيران
وابن المبارك قال قولاً شافيا إنكاره علم على البهتان
قالوا له ما ذاك نعرف ربنا حقاً به لنكون ذا إيمان
فأجاب نعرفه بوصف علوه فوق السماء مباين الأكوان
وبأنه سبحانه حقاً على الـ عرش الرفيع فجل ذو السلطان
وهو الذي قد شجع ابن خزيمةٍ إذ سل سيف الحق والعرفان
وقضي بقتل المنكرين علوه بعد استتابتهم من الكفران
وبأنهم يلقون بعد القتل فو ق مزابل الميتات والأنتان
فشفى الامام العالم الحبر الذي يدعي أمام أئمة الأزمان
وقد حكاه الحاكم العدل الرضى في كتبه عنه بلا نكران
وحكى ابن عبد البر في تمهيده وكتاب الاستذكار غير جبان
إجماع أهل العلم أن الله فو ق العرش بالإيضاح والبرهان
وأتى هناك بما شفى أهل الهدى لكنه مرض على الهميان
وكذا على الأشعري فإنه في كتبه قد جاء بالتبيان
من موجز وإبانة ومقالة ورسائل للثغر ذات بيان
وأتى بتقرير استواء الرب فو ق العرش بالايضاح والبرهان
وأتى بتقرير العلو بأحسن التقرير فانظر كتبه بعيان
والله ما قال المجسم مثل ما قد قاله ذا العالم الرباني
فأرموه ويحكم بما ترموا به هذا المجسم يا أولي العدوان
أو لا فقولوا أن ثم حزازة وتنفس الصعداء من حران
فسلوا الإله شفاء ذا الداء الـ عضال مجانب الإسلام والإيمان
وانظر إلى حرب وإجماع حكى لله درك من فتى كرماني
وانظر إلى قول ابن وهب أوحد الـ علماء مثل الشمس في الميزان
وأنظر إلى ما قال عبدالله في تلك الرسالة مفصحاً ببيان
من أنه سبحانه وبحمده بالذات فوق العرش والأكوان
وانظر الى ما قاله الكرخي في شرح لتصنيف امرء رباني
وانظر الى الأصل الذي هو شرحه فهما الهدى للمددٍ حيران
وانظر الى تفسير ذاك الفاضل الثبت الرضي المتطلع الرباني
ذاك الإمام ابن الامام وشيخه وأبوه سفيان فرازيانِ
وانظر إلى النسائي في تفسيره هو عندنا سفر جليل معان
واقرأ كتاب العرش للعبسي وهو محمد المولود من عثمان
واقرأ لمسند عمه ومصنف أتراهما نجمين بل شمسان
واقرأ كتاب الاستقامة للرضى ذاك ابن أصرم حافظ رباني
واقرأ كتاب الحافظ الثقة الرضى في السنة العليا فتى الشيباني
ذاك ابن أحمد أوحد الحفاظ قد شهدت له الحفاظ بالإتقان
واقرأ كتاب تأثرم العدل الرضى في السنة الأولى إمام زمان
وكذا الإمام ابن الامام المرتضى حقاً أبي داود ذي العرفان
تصنيفه نظما ونثرا واضح في السنة المثلى هما نجمان
واقرأ كتاب السنة الأولى التي* أبداه مضطلع من الإيمان
ذاك النبيل ابن النبيل وكتابه أيضاً نبيل واضح البرهان
وانظر إلى قول ابن أسباط الرضى وانظر إلى قول الرضى سفيان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/199)
وانظر إلى قول ابن زيد ذاك حماد وحماد الإمام الثاني
وانظر إلى ما قاله علم الهدى عثمان ذاك الدرامي الرباني
في نقضه والرد يا لهما كتا با سنة وهما لنا علمان
هدمت قواعد فرقة جهمية فخرت سقوفهم على الحيطان
وانظر الى ما في صحيح محمد ذاك البخاري العظيم الشان
من رده ما قاله الجهمي بالنقل الصحيح الواضح البرهان
وانظر إلى تلك التراجم ما الذي في ضمنها إن كنت ذا عرفان
وانظر الى ما قاله الطبري في الـ شرح الذي هو عندكم سفران
أعني الفقيه الشافعي اللالكا ئي المسدد ناصر الإيمان
وانظر إلى ما قاله علم الهدى التيمي في إيضاحه وبيان
ذاك الذي هو صاحب الترغيب والترهيب ممدوح بكل لسان
وانظر الى ما قاله في السنة الـ كبرى سليمان هو الطبراني
وانظر الى ما قاله شيخ الهدى يدعى بطلمنكيهم ذو شان
وانظر إلى قول الطحاوي الرضى وأجره من تحريف ذي بهتان
وكذلك القاضي أبو بكر هو ابن الباقلاني قائد الفرسان
قد قال في تمهيده ورسائل والشرح ما فيه جلي ببيان
في بعضها حقاً على العرش استوى لكنه استولى على الأكوان
وأتى بتقرير العلو وأبطل الـ لام التي زيدت على القرآن
من أوجه شتى وذا في كتبه باد لمن كانت له عينان
وانظر الى قول ابن كلاب وما يقضي به المعطل الرحمن
اخرج من النقل الصحيح وعقله من قال قول الزور والبهتان
أوليس الاله بداخل في خلقه أو خارج عن جملة الأكوان
وانظر الى ما قاله الطبري في التـ فسير والتهذيب قول معاني
وانظر الى ما قاله في سورة الـ أعراف مع طه ومع سبحان
وانظر الى ما قاله البغوي في تفسيره والشرح بالإحسان
في سورة الأعراف عند الاستوا فيها وفي الأولى من القرآن
وانظر الى ما قاله ذو سنة وقراءة ذاك الامام الداني
وكذاك سنة الأصبهاني أبي الـ شيخ الرضي المستل من حبان
وانظر الى ما قاله ابن سريج الـ بحر الخضم الشافعي الثاني
وانظر الى ما قاله علم الهدى أعني أبا الخير الرضي النعمان
وكتابه في الفقيه وهو بيانه يبدي مكانته من الإيمان
وانظر الى السنن التي قد صنف العلماء بالآثار والقرآن
زادت على المائتين منها مفردا أوفى من الخمسين في الحسبان
منها لأحمد عدة موجودة فينا رسائله الى الإخوان
واللاء في ضمن التصانيف التي شهراً ولم تحتج الى حسبان
فكثيرة جداً فمن يك راغبا فيها يجد فيها هدى الحيران
وهم النجوم لكل عبد سائر يبغى الإله وجنة الحيوان
أصحابها هم حافظوا الاسلام لا أصحاب جهم حافظو الكفران
وسواهم والله قطاع الطريـ ق أئمة تدعو الى النيران
ما في الذين حكيت عنهم آنفا من حنبلي واحد بضمان
بل كلهم والله شيعة أحمد فأصوله وأصولهم سيان
وبذاك في كتب لهم قد صرحوا وأخو العماية ما له عينان
أتظنهم لفظية جهلية مثل الحمير تقاد بالارسان
حاشاهم من ذاك بل والله هم أهل العقول وصحة الأذهان
قلت: أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع. وأولئك الذين قال البربهاري فيهم: ((واعلم أن أهل العلم لم يزالوا يردون قول الجهمية حتى كان في خلافة بني العباس تكلمت الرويبضة في أمر العامة وطعنوا على آثار رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخذوا بالقياس والرأي وكفروا من خالفهم فدخل في قولهم الجاهل والمغفل والذي لا علم له حتى كفروا من حيث لا يعلمون فهلكت الأمة من وجوه وكفرت من وجوه وتزندقت من وجوه وضلت من وجوه وابتدعت من وجوه إلا من ثبت على قول رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمره ونهيه وأصحابه ولم يتخطى أحداً منهم ولم يجاوز أمرهم ووسعه ما وسعهم ولم يرغب عن طريقتهم ومذهبهم وعلم أنهم كانوا على الإسلام الصحيح والإيمان الصحيح فقلدهم دينه واستراح. واعلم أن الدين إنما هو التقليد والتقليد لأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم)) انتهى
أولئك هم " أمناءُ اللهِ من خليقتِه والواسطةُ بين النبيِّ - صلَّى اللهُ عليه و سلَّمَ - وأمتِه والمجتهدون في حفظِ ملتِه أنوارُهم زاهرةٌ وفضائلُهم سائرةٌ وآياتُهم باهرةٌ ومذاهبُهم ظاهرةٌ وحججُهم قاهرةٌ وكلُ فئةٍ تتحيزُ إلى هوى ترجعُ إليه أو تستحسنُ رأياً تعكفُ عليه سواهم فإنَّ الكتابَ عدتُهم والسنةَ حجتُهم والرسولُ فئتُهم وإليه نسبتُهم لا يعوجون على الأهواءِ ولا يلتفتون إلى الآراءِ يُقبلُ منهم ما رووا عن الرسولِ وهم المأمونون عليه والعدولُ حفظةُ الدينِ وخزنتُه وأوعيةُ العلمِ وحملتُه ومنهم كلُ عالمٍ فقيهٍ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/200)
وإمامٍ رفيعٍ نبيهٍ وزاهدٍ في قبيلةٍ ومخصوصٍ بفضيلةٍ وقارئٍ متقنٍ وخطيبٍ محسنٍ وهم الجمهورُ العظيمُ وسبيلُهم السبيلُ المستقيمُ وكلُ مبتدعٍ باعتقادٍهم يتظاهرُ وعلى الإفصاحِ بغيرِ مذاهبِهم لا يتجاسر من كادهم قصمه اللهُ ومن عاندهم خذلَه اللهُ لا يضرهم من خذلهم ولا يفلحُ من اعتزلهم المحتاطُ لدينه إلى إرشادهم فقيرٌ وبَصَرُ الناظرِ بالسوء إليهم حسيرٌ وإنَّ اللهَ على نصرِهم لقديرٌ " []
دريت من في عسكرنا أيها الجاهل المجهول الذين تزعم أنهم الحشوية الذين لا يعقلون ولا للنصوص يفهمون!
أنى يقاوم ذي العساكر طَمْطَمٌ [] أو تنكلوشا [] أو أخو اليونانِ
أعني أرسطو [] عابد الأوثان أو ذاك الكفور معلم الألحان []
ذاك المعلم أولاً للحروف والثـ ـاني لصوت بئست العلمان
هذا أساس الفسق والحرف الذي وضعوا أساس الكفر والهذيان
أو ذلك المخدوع حامل راية الـ إلحاد ذاك خليفة الشيطان
أعني ابن سينا ذلك المحلول من أديان أهل الأرض ذا الكفران
وكذا نصير الشرك [] في أتباعه أعداء رسل الله والايمان
أو جعدُ أوجهمٌ وأتباعٌ له هم أمة التعطيل والبهتان
أو حفص [] أو بشرٌ أوالنَّظَّام [] ذا ـك مقدم الفساق والمجان
والجعفران [] كذاك شيطان ويد عى الطاق [] لا حييت من شيطان
وكذلك الشحام [] والعلاف [] والنـ جار أهل الجهل بالقرآن
والله ما في القوم شخص رافع بالوحي رأسا بل برأي فلان
وخيار عسكركم فذاك الأشعر ـي القرم ذاك مقدم الفرسان
لكنكم والله ما أنتم على إثباته والحق ذو برهان
هو قال أن الله فوق العرش واسـ ـتولى مقالة كل ذي بهتان
لكنكم أكفرتموه وقلتم من قال هذا فهو ذو كفران
فخيار عسكركم فأنتم منهم برآء إذ قربوا من الايمان
ثم قال الجهمي: ((وقد قال جمع من السلف والخلف إن من اعتقد أن الله في جهة فهو كافر كما صرح به العراقي، وبه قال أبو حنيفة ومالك والشافعي وأبو الحسن الأشعري والباقلاني، ذكره العلامة ملا علي قاري في (شرح المشكاة) من الجزء الثاني صفحة 137)) انتهى
قلت: وهذا كذب علي الشافعي ومالك ثم إن (الجهة) لفظ موهم لم تأت به النصوص فمن قال إن الله في جهة (السفل) فهو كافر ومن قال إن الله في العلو أو في السماء أو في الفوقية فقد نطق بما نطق بها الكتاب والسنة وعليه إجماع السلف فكيف يكفر؟! قال ابن القيم:
من لي بشبه خوارج قد كفروا بالذنب تأويلاً بلا إحسانِ
ولهم نصوص قصروا في فهمها فأتوا من التقصير في العرفان
وخصومنا قد كفرونا بالذي هو غاية التوحيد والإيمان
الكفر حكم الله ثم رسوله بالشرع يثبت لا بقول فلان
من كان رب العالمين وعبده قد كفراه فذاك ذو الكفران
يا قوم أصل بلائكم أسماء لم ينزل بها الرحمن من سلطان
وهم في ذلك التكفير وهذا التضليل كما قال عنهم القرطبي (تفسيره 6/ 386) عند أن ذكر الجوهر والعرض: (( .... وهذه الاصطلاحات وإن لم تكن موجودة في الصدر الأول فقد دل عليها معنى الكتاب والسنة فلا معنى لإنكارها. وقد استعملها العلماء واصطلحوا عليها وبنوا عليها كلامهم وقتلوا بها خصومهم)) انتهى
مع أنه قد قال من قبل (2/ 214): ((كان من درج من المسلمين من هذه الامة متمسكين بالكتاب والسنة، معرضين عن شبه الملحدين، لم ينظروا في الجوهر والعرض، على ذلك كان السلف)) اهـ
ثم إن هؤلاء سموا العرش حيزاً وقالوا منزه عن التحيز وسموا الصفات أعراضاً وقالوا منزه عن الأعراض وسموا العلو جهة وقالوا منزه عن الجهات وسموا حكمته غرضاً وقالوا منزه عن الأغراض وسموا أفعاله حوادث وقالوا منزه عن حلول الحوادث في ذاته وسموا يده ووجهه وقدمه جوارح وقالوا منزه عن الجوارح وكذلك سموها أعضاء وقالوا منزه عن التركيب ... وفي الجملة فقد سموا توحيده تجسمياً وقالوا منزه عن الجسمية!
ثم ذكر المجهول من صدق على ذلك الهذيان من جهلة جهمية الأزهر ثم انتهت رسالته الفاضحة له ولمن اعتد بها من الرذال الناضحة بما احتوته من التجهم والضلال وبه ينتهى الرد عليها وكشف أباطيلها والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تذييل بالرد على السبكي والكوثري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/201)
قال على بن عبد الكافي السبكي الخزرجي (683 – 656) في كتابه ((السيف الصقيل بالرد علي ابن زفيل)):" وليس على العقائد أضر من شيئين: علم الكلام والحكمة اليونانية، وهما في الحقيقة علم واحد، وهو العلم الإلهي، لكن اليونان طلبوه بمجرد عقولهم، والمتكلمون طلبوه بالعقل والنقل معاً. وافترقوا ثلاث فرق إحداها غلب عليها جانب العقل وهم المعتزلة والثانية غلب عليها جانب النقل وهم الحشوية والثالثة ما غلب عليها أحدهما بل بقى الأمران مرعيين عندها على حد سواء وهم الأشعرية وجميع الفرق الثلاث في كلامها مخاطرة إما خطأ في بعضه وإما سقوط هيبة، والسالم من ذلك كله ما كان عليه الصحابة والتابعون وعموم الناس الباقون على الفطرة السليمة "اهـ
قلت: أما قوله (والثانية غلب عليها النقل) فهذا مما لا تعاب به الفرق فاتباع النقول وتحري اقتفاء الآثار أمر محمود باتفاق المسلمين ومن ذم فرقة بمثل ذلك فهو كافر بالله العظيم بإجماع أئمة المسلمين ولذا قال الإمام سفيان الثوري:" إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل "اهـ وكيف تعيبون علي الحشوية! ذلك وهم إنما تبعوا الحشوي الأول! ابن عمر ابن الخليفة الذي نبزتموه بذلك لتعظيمه للآثار وهو الذي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاح وقال فيه ((نعم الرجل عبد الله) قال أبو جعفر الباقر:" كان ابن عمر إذا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لا يزيد ولا ينقص، ولم يكن أحد في ذلك مثله "اهـ
وقال خارجة بن مصعب []: عن موسى بن عقبة، عن نافع، قال: لو نظرت إلى ابن عمر إذا اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقلت: هذا مجنون.
وقال نافع []:ابن عمر كان يتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مكان صلى فيه، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم نزل تحت شجرة، فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة، فيصب في أصلها الماء لكيلا تيبس.
وقال زيد بن أسلم []: أن ابن عمر كان يصفر حتى يملا ثيابه منها، فقيل له: تصبغ بالصفرة؟ فقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها.
وقال ابن وهب []: عن مالك، عمن حدثه، أن ابن عمر كان يتبع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآثاره وحاله، ويهتم به، حتى كان قد خيف على عقله من اهتمامه بذلك.
فلينظر من بقي له ناظران في وجهه بعد عمي ناظري قلبه إلى ابن عمر واقتفائه الآثار وغلبة ذلك عليه وهو الحشوي الأول! ثم لينظر إلى ورثة تركته من الحشوية ويري أخالفوه أم وافقوه!
ثم قال الكوثري في الحاشية: ((ومنهم أصناف المشبهة والمجسمة، وسبب تسميتهم حشوية أن طائفة منهم حضروا مجلس الحسن البصري بالبصرة وتكلموا بالسقط عنده فقال: ردوا هؤلاء إلى حشا الحلقة- أي جانبها- فتسامع الناس ذلك وسموهم الحشَوية -بفتح الشين، ويصح إسكانها- لقولهم بالتجسيم؛ لأن الجسم محشو، راجع شفاء الغليل للشهاب الخفاجي، وذيل لب اللباب في تحرير الأنساب للشيخ المحدث أبي العباس أحمد العجمي، ومقدمة ما كتبنا، على تبين كذب المفتري.
والحشوية هم الذين حادوا عن التنزيه وتقولوا في الله بأفهامهم المعوجة وأوهامهم الممجوجة، وهم مهما تظاهروا باتباع السلف إنما يتابعون السلف الطالح دون السلف الصالح، ولا سبيل إلى استنكار ما كان عليه السلف الصالح من إجراء ما ورد في الكتاب والسنة المشهورة في صفات الله سبحانه على اللسان، مع القول بتنزيه الله سبحانه تنزيها عاما بموجب قوله تعالى: ?ليس كمثله شيء? بدون خوض في المعنى ولا زيادة على الوارد ولا إبدال ما وَرَد بما لم يرد، وفي ذلك تأويل إجمالي بصرف الوارد في ذات الله سبحانه عن سمات الحدوث من غير تعيين المراد، وهم لم يخالفوا في أصل التنزيه الخلفَ الذين يعينون معنى موافقاً للتنزيه بما يرشدهم إليه استعمالات العرب وأدلة المقام وقرائن الحال، على أن الخلف يفوِّضون علم ما لم يظهر لهم وجهه كوضح الصبح إلى الله سبحانه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/202)
فالخلاف بين الفريقين هيِّن يسير وكلاهما منزه، وإنما السبيل على الذين يحملون تلك الألفاظ على المعاني المتعارفة بينهم عند إطلاقها على الخلق ويستبدلون بها ألفاظاً يظنونها مرادفة لها ويستدلون بالمفاريد والمناكير والشواذ والموضوعات من الروايات. ويزيدون في الكتاب والسنة أشياء من عند أنفسم ويجعلون الفعل الوارد صفة إلى نحو ذلك، فهؤلاء يلزمون مقتضى كلامهم وهم الحشوية.
فمن قال: إنه استقر بذاته على العرش وينزل بذاته من العرش، ويُقعِد الرسول ? على العرش معه في جنبه وإن كلامه القائم بذاته صوت وإن نزوله بالحركة والنقلة وبالذات وإن له ثقلاً يثقل على حملة العرش، وأنه متمكن بالسماء أو العرش، وأن له جهة وحدَّاً وغاية ومكاناً، وأن الحوادث تقوم به وأنه يماس العرش أو أحداً من خلقه، ونحو ذلك من المخازي فلا نشك في زيغه وخروجه وبعده عما يجوز في الله سبحانه. وهذا مكشوف جداً فلا يمكن ستر مثل تلك المخازي بدعوة السلفية، والذين يدينون بها هم الذين نستنكر عقائدهم ونستسخف أحلامهم، ونذكرهم بأنهم نوابت حشوية)) انتهى
قلت: أما خبر الحسن البصري فقد رددنا عليه وعمدة الكوثري الجهمي في النقل ما جاء في ((شفاء العليل)) للخفاجي وهو متأخر (ت: 1069 هـ) له ترجمة في ((خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر)) أما ((شفاء الغليل) فهو كتابه ((شفاء العليل فيما في لغة العرب من الدخيل)) ولم أقع عليه. وعزى إلى ذيل لب اللباب لأحمد العجمي وهو متأخر أيضاً (ت: 1069) له ترجمة في خلاصة الأثر وفي الأعلام وغيرهما.
والذي في اللب نفسه لا حجة له فيه قال السيوطي وهو صاحب اللب: " الحَشْوية: طائفة يشبهون الله تعالى بخلقه ومن مذهبهم جواز وجود ما لا كمعنى له في الكتاب والسنة وهو الحشو فكأنها نسبة له ويقال أيضاً الحَشَوية "اهـ والذين يجوزون وجود ما لا معني له في كتاب الله هم الأشاعرة أنفسهم يقصدون بذلك آيات الصفات لأنه للأشعري فيها قولان قول بالتأويل وقول بالتفويض للمعني قال ناظمهم:
وكل نص أوهم التشبيها أوله أو فوض ورم تنزيها
وتفويض المعني حقيقته أنه لا معني لتلك الآيات المشكلة التي تشبه كلام العجم التي استثناه أولئك الأكياس! من كتابه الذي أمر الله بتدبره وزعموا أن السلف لم يدروا لها معني وأنهم (وهم الخلف!) أولوا ظاهرها ثم قالوا: إن مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم فحقيقة قولهم كما قال شيخ الإسلام: تزكية أصحابهم وذم السلف!!
ثم اعلم أن هذه النسبة لم يذكرها أحد من أئمة هذا الشأن من المؤلفين في الأنساب كالسمعاني والصحاري وغيرهما.
وأما قوله (إنه استقر بذاته على العرش) فقد تقدم الكلام عنه وأنه من تفسير السلف وما حذا بالكوثري إلى التشنيع بهذا القول إلا جهله ببقية مقالهم فإنهم قالوا إنه استوى علي العرش بحد ولهم كتب ومقالات في إثبات الحد لله وهو ينافي أن يختلط بخلقه أو يختلط خلقه به فله العلو المطلق علي الخلق المنافي للخلطة والحلول لا كما زعم الكوثري أنهم يقولون: عرشه مكانه الذي استقر عليه يحفه ويختلط به كما هو حال المخلوقين.
وأما قوله (يقعد نبيه معه) فللعلماء فيه مسالك منهم من غالى في إثباته وقال: من لم يثبته فهو كافر كالقاضي أبي يعلى الحنبلي ومنهم من لم يثبته وغالى في النفي وحقيقة الاعتقاد التعليق على ثبوت النص فما ثبت به النص أثبتاه علي ما يليق بالله وما نفاه نفيناه وقد صح هذا القول عن مجاهد وغيره وحكاه ابن جرير ولم يختره في تفسير قوله تعالى (عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً) ولكنه قال هنالك أيضاً (17/ 531): " فإن ما قاله مجاهد من أن الله يُقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على عرشه، قول غير مدفوع صحته، لا من جهة خبر ولا نظر، وذلك لأنه لا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من أصحابه، ولا عن التابعين بإحالة ذلك. فأما من جهة النظر، فإن جميع من ينتحل الإسلام إنما اختلفوا في معنى ذلك على أوجه ثلاثة .... ثم حكاها ... وقال: وغير محال في قول منها ما قال مجاهد في ذلك."اهـ
وقال القرطبي الأشعري! (تفسيره 10/ 311): ((وروى عن مجاهد أيضا في هذه الآية قال: يجلسه على العرش. وهذا تأويل غير مستحيل)) اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/203)
ولأبي بكر المروذي مختصر كتاب ((الرد على من رد حديث مجاهد)) وهو لأبي الحسن التميمي وفي إبطال التأويلات لأبي يعلى كلام كثير في ذلك وآثار مستفيضة ونقولات وحجج عن ابن عمر وابن عباس وعائشة وابن مسعود وغيرهم (انظر ص 476 حتى ص 490) وفيه ان أحمد ابن حنبل نظر في كتاب الترمذي وقال: لم هذا عن مجاهد وحده هذا عن ابن عباس!
وقال ابن عمير:سمعت أحمد بن حنبل سئل عن حديث مجاهد يقعد محمداً علي العرش فقال: قد تلقته العلماء بالقبول، نسلم الخبر كما جاء.
فإن قيل:كيف يقعده معه على عرشه؟ قيل هذا لا مانع منه كما تقدم عن ابن جرير وغيره لأنه في الصحيح أن الله تعالى كتب في كتاب عنده فوق العرش أن رحمته غلبت غضبه فأخبر ان الكتاب معه على العرش وفي خبر ابن مسعود أن الله يقعده على الكرسي والكرسي غير العرش على الأظهر والحاصل أن هذا لا مانع منه وبه جاءت الأخبار وتلقته العلماء بالقبول وما علينا غير التسليم.
إذا علمت هذا زدتك أن مجاهداً المنسوب إليه ذلك القول معدود من أهل الرأي حتى لا يقول قائل: إنه حشوي لا يدري الرأي ولا القياس قال ابن قتيبة (تأويل مختلف الحديث 57):" كان أشد أهل العراق في الرأي والقياس الشعبي وأسهلهم فيه مجاهد حدثني أبو الخطاب قال حدثني مالك بن سعيد قال نا الأعمش عن مجاهد أنه قال أفضل العبادة الرأي الحسن "اهـ
وقوله (وأن كلامه صوت) فذلك من إخزاء الله له أن عارض النصوص بعقله الفارغ وفلسفته وتشكيكاته وكلامه:
يروك أنْ تَزِنِ الوَحْيَيْنِ مُجْتَرِئًا عَليهما بِعُقُولِ الْمُغْفلِ العَجَمِ
وأنْ تُحَكِّمَها فِي كُلِّ مُشْتَجَرٍ إذْ لَيْسَ فِي الوَحْيِ مِن حُكْمٍ لِمُحْتَكِمِ
أمّا الكِتابُ فحَرِّفْ عَنْ مَواضِعِهِ إذْ ليْسَ يُعْجِزُكَ التَّحْريفُ لِلْكَلِمِ
كذا الأحادِيثُ آحادٌ وليْس بِها بُرْهانُ حقٍّ ولا فصْلٌ لِمُخْتَصِمِ
وقَدْ أبَى اللهُ إلا نَصْرَ ما خَذَلُوا وكَسْرَ ما نَصَرُوا مِنْهُمْ عَلى رَغَمِ
ألا يستحيي أن ينكر الصوت في حق الله وفي الصحيح (يحشر الله العباد فيناديهم بصوت) ومثل ذلك مذكور في موضعه لا نطيل به الرد علي هذا المماري.
وأما قوله (وأن الحوادث تقوم به) فيقال له: إن أردت الحوادث التي هي الصفات الفعلية نحو المجئ والإتيان وغيرهما فهذا قولهم وإن أردت بالحوادث المخلوقات الحادثة فلم يقله أحد منهم.
وقوله (أنه يمس العرش) فمما لم يقله محققو السلف وحكاه ابن جرير قولاً في التفسير في الموضع الذي أشرنا إليه ولم ينكره!
وقال الكوثري أيضاً: ((والثانية: المجسمة وقد تسمى الحشوية والمشبهة على اختلاف بينهم فيما يختلقونه في الله من السخافات والحماقات، تعالى الله عما يصفون. وهم مشاركون لهؤلاء في القول بجسم قديم قدماً ذاتياً، إلا أنهم يؤلهونه ويتعبدونه بخلاف هؤلاء، سواء أطلقوا لفظ الجسم عليه أم لم يطلقوا بعد أن قالوا بمعنى الجسم الشاغل للفراغ، الذاهب في الجهات، حيث خاضوا في ذات الله سبحانه بعقولهم الضئيلة التي تعجز عن اكتناه ذوات المخلوقات؛ وإنما علمهم بالمخلوقات عبارة عما تخيلوه بشأنها من إحساسهم بأغراضها، فكيف يجترئون على تخيل الحوم حول حمى الخالق جل وعلا.
قال ابن تيمية في التأسيس في رد أساس التقديس المحفوظ في ظاهرية دمشق في ضمن المجلد رقم 25 من الكواكب الدراري- وهذا الكتاب مخبأة ووكر لكتبهم في التجسيم وقد بينت ذلك فيما علقته على المصعد الأحمد (ص31): (فمن المعلوم أن الكتاب والسنة والإجماع لم ينطق بأن الأجسام كلها محدثة وأن الله ليس بجسم، ولا قال ذلك إمام من أئمة المسلمين، فليس في تركي لهذا القول خروج عن الفطرة ولا عن الشريعة) اهـ.
وقال في موضع آخر منه: (قلتم ليس هو بجسم، ولا جوهر, ولا متحيز, ولا في جهة ولا يشار إليه بحس ولا يتميز منه شيء؛ وعبرتم عن ذلك بأنه تعالى ليس بمنقسم ولا مركب وأنه لا حد له ولا غاية، تريدون بذلك أنه يمتنع عليه أن يكون له حد وقدر أو يكون له قدر لا يتناهى .. فكيف ساغ لكم هذا النفي بلا كتاب ولا سنة) اهـ، وفي ذلك عِبَر للمعتبر، وهل يتصور لمارقٍ أن يكون أصرح من هذا بين قوم مسلمين؟)) انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/204)
قلت: أما قول ابن تيمية الأول فصحيح قطعاً أين في كتابه الله أن الله ليس بجسم أو أنه جسم هذا مما لم ينطق به الكتاب بل قد أطلق بعض الجهمية قول إن الله ليس بجسم لنفي وجوده أصلاً كما حكاه عنهم ابن القيم وبعضهم أطلقه لنفي علوه وهم جميع الجهمية وبعضهم أطلقه لنفي الرؤية وهم المعتزلة والجهمية واطلقته الأشاعرة تبعاً لنفي الاستواء هذا من جهة من نفي أما من أثبت وهم المشبهة فقال: هو جسم لان له جوارح وأجزاء وأبعاضاً وله ما للإنسان المخلوق ما خلا الفرج واللحية إلى آخر سخفهم. وأهل السنة برآء من هؤلاء وهؤلاء عدل بين هؤلاء وهؤلاء لا يقول في الله ولا كتاب الله ولا رسول الله إلا بما قال الله أو رسوله.
وأما قوله الثاني فقد ألزمكم بالقول علي الله بلا دليل فالتزمتم القول ولم تبينوا الدليل فهذا حظه وذاك حظكم.
وقال السبكي: ((قال: (يا وارد القلوط).فأتى ببضعة عشر بيتاً [] من هذا القبيل فهل سمع أحد بأن هذا كلام أهل العلم، وما دعاني إلى الوقوف على هذا الوسخ؟. ينبغي أن يأتي له (مجلى) مثله يتكلم معه زيبق المشاعلي, أو غرير المرقد, أو أهل جعفر, أو عماد فكيف بابن حجاج؟)) انتهى
وقال الكوثري تعليقاً: ((لفظة عامية لا ينطق بها من العوام إلا من هو بالغ الوقاحة، فضلاً عن أهل العلم، فنأبى شرح هذه الكلمة القذرة المنتنة)) انتهى
قلت:هذا مما لا حجة لهم فيه أولاً لأن القلوط: هو كما لا يعلمون. وفي اللسان (7/ 79): ((وأَما ما ورد في حديث مكحول أَنه سئل عن القَلُوص أَيُتوضأُ منه؟ فقال لم يتَغَير القَلوص نهر قَذِرٌ إِلا أَنه جار وأَهل دمشق يسمون النهر الذي تنصبّ إِليه الأَقذار والأَوساخ نهرَ قَلُوط بالطاء)) انتهى
وقال ابن عيسى في شرح النونية (2/ 86): «القلوط - بفتح القاف وتشديد اللام وبالطاء المهملة - هو نهر بدمشق الشام يحمل أقذار البلد وأوساخه وأنتانه، ويسمى في هذا الوقت: قليطا بالتصغير».
فقصد ابن القيم: يا واردَ نهرِ القَذََرِ، وهذا مما لا يشنع به عليه هكذا! ولذا قال:
لعذرته أن بال في القلوط لم يشرب به مع جملة العميانِ
يا وارد القلوط لا تكسل فرأ س الماء فاقصده قريب دانِ
وقال:
وردوا عذاب مناهل السنن التي ليست زبالة هذه الأذهانِ
وردتم القلوط مجرى كل ذي الـ ـأوساخ والأقذار والأنتانِ
وإن كانت الأخري فله سلف في ذلك؛ قال أبو بكر يوم الحديبة: ((عضضت ببظْر اللات، أنحنُ نخذُله؟! وقال حمزة: وأنت يا ابن مقطِّعة البُظور ممن يكثِّر علينا! وبلفظ: .... تحاد الله ورسوله! كما في البخاري.ومثل هذا كثير لمن تتبعه وفي ذلك غنية والله المستعان.
((تمت بحمد الله والصلاة والسلام على نبيه))
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 02:17 ص]ـ
الرسالة في ملف ورد يمكنكم تحميلها من هذا الرابط:
http://www.mediafire.com/file/mezmmhnggzm/azhary.doc
ـ[محمد ابن عمر المصرى]ــــــــ[06 - 02 - 10, 10:39 م]ـ
جزاك الله خيرا وجعلك سيفا على المبتدعه
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[07 - 02 - 10, 12:45 ص]ـ
وإياك أخي، ... آمين.
ـ[ابن محمد علي]ــــــــ[08 - 02 - 10, 10:10 ص]ـ
. . .
أحسن الله إليكم ...
حبذا لو تضع الرابط الأصلي للملف .. فموقع الميديا فير لا يقبل التحميل المباشر. . .
. . . .
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[08 - 02 - 10, 10:20 ص]ـ
. . .
أحسن الله إليكم ...
حبذا لو تضع الرابط الأصلي للملف .. فموقع الميديا فير لا يقبل التحميل المباشر. . .
. . . .
اضغط على اسمه وحمله من هذا الرابط:
السيف المصقول في الرد على الأزهري المجهول ( http://masrslafia.net/upload//azhary.pdf)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - 02 - 10, 10:29 م]ـ
بارك الله فيكم أباقتادة ..
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[09 - 02 - 10, 12:34 ص]ـ
وفيكم يا شيخ (سليمان) ..
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[10 - 02 - 10, 02:24 ص]ـ
الحمد لله، قد نشر كثير من أهل البدع هذا الموضوع في منتدياتهم ولم يستطيعوا الرد العلمي عليه إنما راحو يسبونني ويسبون ابن القيم وهذا من جهلهم وفراغ جعبتهم من العلم والخلق الإسلامي،،،ونحن في انتظار جواب علمي، والله الموفق.
ـ[وراق لبنان]ــــــــ[13 - 02 - 10, 10:24 ص]ـ
لا أظن ذلك أخي الكريم فهم معروفون بالسفطسطة وطرح الكلام الفارغ والادلة الواهية فإن أقمت الدليل عليهم راغوا بك شتماً وسباً وطعناً في شخصك
جزاك الله خيرا أخي الحبيب على جهدك المميز أسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك
ـ[أبو محمد البدراني]ــــــــ[13 - 02 - 10, 01:39 م]ـ
الشيخ الفاضل
أبو قتادة وليد الأموي سدده الله وأيده
ذب الله النار عن وجهك, وسدد قولك, وأيدك بنصرة, وهدانا والمسلمين أجمعين آمين آمين
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[13 - 02 - 10, 09:23 م]ـ
بارك الله في الأخوين: وراق لبنان، وأبي محمد البدراني .... وجزاهما عني خيرًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/205)
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[02 - 03 - 10, 07:42 ص]ـ
جزاك الله كل خير وثبتك ونصر بك الحق
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[03 - 03 - 10, 12:33 ص]ـ
آمين وإياك.
ـ[محمد زكريا الحنبلي]ــــــــ[04 - 03 - 10, 06:14 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم امين
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 03 - 10, 11:39 م]ـ
إياكم أخي الفاضل.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[05 - 03 - 10, 09:17 م]ـ
رد علمي رصين بارك الله فيك أخي الفاضل ونفعنا بك
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[05 - 03 - 10, 10:55 م]ـ
وإياكم أخي الفاضل، جزيت خيرًا.(61/206)
هل يوجد شروح صوتية أو كتب للرسالة العرشية للشيخ الأسلام
ـ[ايمن شعبان]ــــــــ[14 - 01 - 10, 02:54 م]ـ
هل يوجد شروح صوتية أو كتب للرسالة العرشية للشيخ الأسلام(61/207)
لو إجتمع رجل مع ساحر أو كاهن أو عراف بدون قصد إما في مكان عام أو غيره وهو يعرف حاله
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[14 - 01 - 10, 03:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المسألة لم تقع فعلا ولكن إختلف فيها بعض الإخوان ولعلي أجد الإجابة لديكم
لو لو إجتمع رجل مع ساحر أو كاهن أو عراف بدون قصد إما في مكان عام أو غيره وهو يعرف حاله
فأخبره الساحر بما جاء من أجله أو بما وقع له في منزله أو مع قريبه أو بمكان مفقود له مع أن ما أخبر به غيب في حقه وكان ما أخبر به الساحر مطابق للواقع فسأله الساحر هل صدقت في ما ذكرته لك أم لا فهل يقول للساحر صدقت أم يكذبه مع أن ما ذكره الساحر مطابق للواقع؟
لأنه إن كذبه فقد كذب لأن كلام الساحر مطابق للواقع وإن صدقه خاف الوقوع في الوعيد الوارد فيمن يصدق الكاهن والعراف وهو الكفر بما أنزل على محمد
ـ[براءة]ــــــــ[14 - 01 - 10, 05:17 م]ـ
لقد حدث هذا الأمر مع صديقة لي، دخلت على بيتها إمرأة وقالت لها أنه يأتيها جن يخبرها بالغيب، فلما رأت عدم التصديق من صديقتي أخبرتها أنها (أي صديقتي) مريضة بالمرض الفلاني (وهو أمر لا يعلمه إلا صديقتي) وتفاجأت صديقتي لأن لا أحد يعلم هذا الأمر إلا هي.
ـ[براءة]ــــــــ[14 - 01 - 10, 05:36 م]ـ
إن كان يسأل المسؤول ليمتحن حاله ويختبر باطن أمره وعنده ما يميز به صدقه من كذبه فهذا جائز، كما ثبت في الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل ابن صَيَّاد فقال: «ما يأتيك؟» فقال: يأتيني صادق وكاذب، قال: «ما ترى؟» قال: أرى عرشًا على الماء، قال: «فأني قد خبأت لك خبيئًا»، قال: الدُّخُّ الدُّخُّ، قال: «اخسأ فلن تعدو قدرك، فإنما أنت من إخوان الكهان».
وكذلك إذا كان يسمع ما يقولونه ويخبرون به عن الجن، كما يسمع المسلمون ما يقول الكفار والفجار ليعرفوا ما عندهم فيعتبروا به، وكما يسمع خبر الفاسق ويتبين ويتثبت فلا يجزم بصدقه ولا كذبه إلا ببينة، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [4]، وقد ثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة: أن أهل الكتاب كانوا يقرؤون التوراة ويفسرونها بالعربية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، فإما أن يحدثوكم بحق فتكذبوه، وإما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوه، وقولوا: {وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [5]، فقد جاز للمسلمين سماع ما يقولونه ولم يصدقوه ولم يكذبوه.
وقد روى عن أبي موسى الأشعرى أنه أبطأ عليه خبر عمر، وكان هناك امرأة لها قرين من الجن، فسأله عنه فأخبره أنه ترك عمر يَسِمُ إبل الصدقة. وفي خبر آخر أن عمر أرسل جيشًا فقدم شخص إلى المدينة فأخبر أنهم انتصروا على عدوهم، وشاع الخبر، فسأل عمر عن ذلك فذكر له، فقال: هذا أبو الهيثم بريد المسلمين من الجن، وسيأتى بريد الإنس بعد ذلك، فجاء بعد ذلك بعدة أيام.
مجموع فتاوى ابن تيمية
فصل في الذب عن المظلوم ونصرته
هنا الرابط ( http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%AC%D9%85%D9%88%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D9%81% D8%AA%D8%A7%D9%88%D9%89/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%AF_%D8%A7%D9%84% D8%AA%D8%A7%D8%B3%D8%B9_%D8%B9%D8%B4%D8%B1/%D9%81%D8%B5%D9%84_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B0 %D8%A8_%D8%B9%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B8%D9%84 %D9%88%D9%85_%D9%88%D9%86%D8%B5%D8%B1%D8%AA%D9%87)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[14 - 01 - 10, 06:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المسألة لم تقع فعلا ولكن إختلف فيها بعض الإخوان ولعلي أجد الإجابة لديكم
لو لو إجتمع رجل مع ساحر أو كاهن أو عراف بدون قصد إما في مكان عام أو غيره وهو يعرف حاله
فأخبره الساحر بما جاء من أجله أو بما وقع له في منزله أو مع قريبه أو بمكان مفقود له مع أن ما أخبر به غيب في حقه وكان ما أخبر به الساحر مطابق للواقع فسأله الساحر هل صدقت في ما ذكرته لك أم لا فهل يقول للساحر صدقت أم يكذبه مع أن ما ذكره الساحر مطابق للواقع؟
لأنه إن كذبه فقد كذب لأن كلام الساحر مطابق للواقع وإن صدقه خاف الوقوع في الوعيد الوارد فيمن يصدق الكاهن والعراف وهو الكفر بما أنزل على محمد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/208)
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل أبا عمر الطائفي الغيب غيبان مطلق ونسبي
والذي يخبرك به هذا الساحر إنما هو من الغيب النسبي الذي يستطيع أن يعرفه من خلال الجن الذين يستخدمهم أو من خلال قرينك الذي معك، وهذا الغيب هو ما يغيب عن البعض ويستطيع السحرة وغيرهم أن يتعرفوا عليه بالطريقة التي أخبرتك، لكن الجن لا يقدمون لهم أي شيء من هذه الخدمات حتى يقربوا لهم القرابين ويشركوا بالله تعالى، وهذا لا يكفر صاحبه لمجرد معرفته به، بل لأنه لا يتمكن من معرفته إلا بالكفر بالله تعالى وتقريب النذور وغيرها للجن، حتى المسلمين منهم لا يخدمونه حتى يقرب لهم، كما ذكر الشيخ حامد آدم السوداني الذي كان قطبا من أقطاب الصوفية وساحرا من أكبر سحرتهم لمدة سبع عشرة سنة.
والرواية فيها ((من أتى كاهنا أو عرَّافا فصدَّقه)) فأنت لم تأته ولم تذهب إليه، بل وقع ذلك دون قصد منك، فلا يلحقك الوعيد إن شاء الله، وتكذيب مثل هذا ليس صحيحا ما لم يكن عندك دليل قاطع على كذبه، ومثله مثل رجل سافر إلى مدينة لا تعرفها ووصفها لك، فلا تستطيع تكذيبه إلا ببرهان صحيح، وهذا الكاهن أو الساحر يعتمد في نقله على الجن الذين يخبرونه، فمنهم الصادق ومنهم الكاذب، ولايصلح تكذيبه دون بينه.
وبعض من يجيز الاستعانة بالسحرة في فك السحر يدخل من هذه الشبهة - شبهة الغيب النسبي -، وينسى أن الجن لا يخبرون المسحور بشيء حتى يشرك بالله تعالى ويقرب لهم، فهو يفتي للمريض بالإخلال بأهم الضروريات الخمس وهي حفظ الدين في سبيل الحفاظ على ضرورة أقل منها وهي حفظ النفس، وهذا فقه أعوج أسأل الله العافية
أما الغيب المطلق وهو لخمس التي ذكرها الله تعالى {إن الله عنده علم الساعة ... } فهذه لا يعلمها إلا الله ومن ادعى معرفتها فإنه يكفر بذلك لأنه مكذب للقرآن.
والله أعلم وأحكم
وللفائدة استمع للحلقات المباركات التي فضح فيها الشيخ حامد آدم أقطاب الصوفية السَّحرة وكيف يتلاعبون المساكين بمثل هذه الحيل التي سألت عنها وبغيرها
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=134145
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[14 - 01 - 10, 11:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أخي خالد بن عمر بارك الله فيك
فإن كان هذا الرجل هو من ذهب للساحر
فأخبره الساحر بأمر قد وقع عليه وهو من الغيب النسبي في حق الساحر وكان ذالك الأمر مطابق للواقع
فسأل الساحر الرجل هل كلامي صحيح أم لا
فهل يُكذّب هذا الساحر فيكون قد كذب هو لأن كلام الساحر أو العراف مطابق للواقع أم يصدقه؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[15 - 01 - 10, 08:02 ص]ـ
أولا: لا يجوز له أن يذهب إلى هذا السَّاحر أو الكاهن، فالحديث واضح وهو قوله صلى الله عليه وسلم ((مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَىْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً))، وقال صلى الله عليه وسلَّم ((مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم))، وقد صح عن ابن مسعود أيضا
ثانيا: إذا أخبر هذا الساحر أو الكاهن بخبر وكان صحيحا ثابتا سواء عند المريض أو غيره فكيف نتجرأ على تكذيبه ونحن نعلم أن قوله صحيح، والتحذير من الذهاب إليهم وتصديقهم هو من أجل عدم الافتتان بهم والانجرار خلف الثقة بكلامهم، لأنك إن صدقته في هذا الذي وقع لك حقيقة ستتوق نفسك لسؤاله عن كل ما غاب عنك وهكذا يزداد الأمر مع التكرار إلى أن يصبح قول هذا السَّاحر أو الكاهن شبه مسلم، فيصبح المتردد عليه أسير أخباره، وسيفتتن به ويفتن غيره بالدِّعاية له.
وكما قلت في السابق إنهم لا يخبرون بالخبر إلا بشرط التقريب للجن، وإن أخبر مرة أو مرتين دون طلب شيء فإن هذا من باب الاستدراج فقط، وأنا أحث الإخوة على سماع الحلقات التي أحلت إليها فهي كلام رجل خبير تاب إلى الله تعالى من هذه الكفريات وبين طرق استدراج السحرةالكفرة للمساكين.
والله أعلم
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[15 - 01 - 10, 10:48 ص]ـ
هل معنى كلامك حفظك الله وبارك فيك
أنه إن صدقه لا يدخل في الوعيد المذكور في من صدقه(61/209)
دلوني على شروحات التدمرية (كتاب + أشرطة)
ـ[الصايلي الحربي]ــــــــ[15 - 01 - 10, 12:26 ص]ـ
أتمنى ألم بالرسالة الترمرية لشيخ الإسلام إبن تيمية كتاب وأشرطة. نصحني أحد الأخوة بشرح الشيخ العلامة إبن عثيمين رحمة الله عليه إلا الإشرطة تسجيلها سيئ جدا. فهل هناك تسجيل حديث للشيخ ولغيره من العلماء بشرط سهولة العرض
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[15 - 01 - 10, 12:55 م]ـ
شرح الشيخ محمد القحطاني
http://www.almoslim.net/audio/tadmoriah_full.zip
شرح الشيخ ابراهيم الرحيلي
http://www.maktaiba.net/Books/digdos0007.htm
http://www.maktaiba.net/Books/digdos0017.htm
شرح الشيخ محمد امان الجامي
http://www.islamway.com/?iw_s=Schola...series_id=2333 (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2333)
تلك بعض من الشروح التي اعرفها
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[03 - 02 - 10, 02:04 ص]ـ
تجد فيه ما يسرك ... وفقك الله
http://www.google.jo/search?hl=ar&lr=&safe=active&q=+site:ahlalhdeeth.com+%D8%B4%D8%B1%D8%AD+%D8%A7% D9%84%D8%AA%D8%AF%D9%85%D8%B1%D9%8A%D8%A9%5C&ei=_QloS7yhM4jP4gaU9o3eCA&sa=X&oi=forum_cluster&resnum=8&ct=more-results&ved=0CDYQrQIwBw
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[03 - 02 - 10, 03:15 ص]ـ
الشرح الذي لاتحتاج معه لشرح آخر شرح التدمرية للبراك وهو مطبوع متداول صاغه علم العقيدة في زمانه الشيخ عبدالرحمن البراك
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[03 - 02 - 10, 08:20 ص]ـ
وكذلك شرح الشيخ عبدالرحمن بن صالح المحمود موجود في موقع المسلم
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:46 ص]ـ
تفضل
ما أفضل شرح صوتي على التدمرية؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=912120)
ما هي أفضل شروح كتاب "العقيدة التدمرية"؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11276)(61/210)
القول المبين في كذب الشيعة على سيد المرسلين
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[15 - 01 - 10, 05:17 م]ـ
هذا الكتاب في بيان لبعض عقائد الشيعة ومعه رد العلامة الألباني عليهم من خلال تضعيفه للأحاديث التي يستدلون بها على مذهبهم الباطل، وهذه الأحاديث مجموعة من كتب الشيخ رحمه الله تعالى:
القول المبين في كذب الشيعة على سيد المرسلين
صلى الله عليه وسلم
ورد العلامة الألباني عليهم
جمع وإعداد
ناصر بن أحمد السوهاجي
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل في كتابه الكريم: ((وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم وصاكم به لعلكم تتقون)) ()، والقائل: ((قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)) ()، والقائل: ((وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب)) ().
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وحذرها من أتباع سبيل المضلين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم، ومن اهتدى بهديه واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
اعلم رحمك الله أن الأمة قد ابتليت بشر عظيم ينخر في جسدها، ويفت في عضدها، من جراء فرقة تنتسب إلى الإسلام رغم تلبسها بالشرك وتعظيمها للقبور والمشاهد بما لا يخفى على أحد من الناس، وغلوها في الخليفة الراشد علي بن أبي طالب– رضي الله عنه – وآل البيت زعموا وهم في ذلك كذبة منحرفون عن منهج آل البيت الصحيح الذي جرى عليه أئمة آل البيت من معتقد صحيح واضح، و كذا تكفيرهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطعنهم في كتاب الله وأنه محرف ومبدل، وكذلك طعنهم في الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، مع أنهم بذلك قد خالفوا أئمة آل البيت الذين يتشدقون بإتباعهم فإن النصوص الواردة عن أئمة آل البيت تدل على غير ما ذهبوا إليه وأنهم يكذبون على هؤلاء الأئمة، ولكن هذه الطائفة التي تكيد للإسلام وأهله في السهل والوعر، وقد كانوا عوناً لأعداء الأمة على الدوام فمن قرأ التاريخ عرف ما فعلوه بأهل السنة من الكيد ولقد كان من جراء تعاونهم مع التتار أن قضوا على دولة الإسلام في ذلك الوقت وبلغ القتلى من أهل الإسلام أكثر من مليون قتيل وفعلوا بالمسلمين الأفاعيل، وما فعلوه في أهل السنة في العراق من القتل والتشريد على الهوية المذهبية وتعاونهم مع الأعداء والضحية هم أهل السنة هناك خير شاهد على ذلك، وكذلك تربصهم بأهل السنة في كل مكان وما ذلك إلا من عقيدتهم الفاسدة فهم يتقربون إلى الله بقتل أهل السنة ويعدون ذلك من أفضل القربات إلى الله بزعمهم، وذلك لما وضعه لهم علمائهم من الأحاديث المكذوبة والموضوعة التي يستشهدون بها على القبائح التي يرتكبونها ويروجونها بين عامتهم ودهمائهم الذين لا يفقهون شيئاً، فقد وضعوا لهم الكثير من الأحاديث في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى خرجوا به من كونه بشراً إلى تأليهه، وجعله متصرف في الكون ويعلم الغيب، ويرزق العباد ويتحكم في أمورهم، ثم لم يكتفوا بذلك بل وصل الأمر إلى جعلهم أئمة من ذرية علي رضي الله عنه ثم ادعوا العصمة فيهم وبلغوا بهم أنهم أفضل من الأنبياء والمرسلين، وهذا كذب على الله تعالى وعلى أئمة أهل البيت وهم لا حاجة لهم في مثل هذا الكذب المفضوح، ففضائل أهل البيت معروفة بالأسانيد الصحيحة الثابتة من قوله صلى الله عليه وسلم فلا حاجة لهم إلى وضع روايات تبين فضلهم، ولا أدل على ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما، بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: " أما بعد ألا أيها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/211)
الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ". فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: " وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ". فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل على، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم ().
فهذا حديث صحيح في فضائل أهل البيت والوصية بهم وحفظ ودهم وحبهم بما لهم من القرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فحبهم واجب على كل مسلم، والمقصود من ذلك حب الصالحين منهم وأهل الإيمان، لا حب من يلعن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويطعن في عرضه، وإن كنت لا أظن أن هناك من ينتسب بنسب صحيح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يطعن في عرضه، ويلعن أصحابه الذين اختارهم الله له فكانوا له عوناً على تبليغ الرسالة ونشرها في أقطار الأرض، وإنما وقع الشيعة في هذا الغلو والانحراف الخطر الذي يرتكبونه من تعظيم للقبور وتفضيل أئمتهم على الأنبياء والمرسلين والطعن فيمن رضي الله عنهم بنص كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب ما وضعه لهم علمائهم الذين يريدون أن يعيدوا مجد دولة الفرس زعموا، فطعنوا فيمن قضى على دولتهم ولذلك نجد أن أكثر طعنهم في الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي سيف الله وسيف رسوله خالد بن الوليد رضي الله عنه الذي زلزل مملكتهم وقضى عليها مع إخوانه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن المؤسف أن ينخدع بذلك كثيراً من أهل البيت في أصقاع الأرض، فهؤلاء الفرس وإن زعموا أنهم أتباع أهل البيت كذباً وزوراً فإنهم يسعون لتحقيق مصالحهم في المقام الأول، فهم يريدون أن يعيدوا مملكة فارس البائدة والسيطرة على بلاد المسلمين في كل مكان، فهم أصحاب أهداف سياسية توسعية وهم أيضاً يصرحون بذلك من غير حياء، فأين هي عقول الشيعة والتفكر فيما يملى عليهم من روايات مكذوبة لا يرتضيها العقل السليم، ولذلك تجدهم في كثير من المناظرات التي تقام في القنوات الفضائية لا يستطيعون الإجابة على ما يطرح عليهم من أسئلة لأنهم لو أجابوا عليها فضحوا أنفسهم أمام أتباعهم فلا يجدون إلا الهرب من المناظرات حتى أصبح هذا هو سمتهم، فلقد أصبحوا أضحوكة بين الأمم بما يقومون به من أفعال شنيعة في احتفالهم في يوم مقتل الحسن رضي الله عنه، أفلا ينظرون في هذه الأفعال التي تجعلهم أضحوكة بين الناس من لطم للخدود وشق للجيوب وضرب بالسيوف وتلطيخ بالدماء، إن هذه الأفعال المنكرة التي لا ترضي الله ينسبونها إلى الإسلام ظلماً وزوراً، فأين هي عقولهم، لذلك كان لزاماً على أهل الحق أن يبينوا هذه الروايات المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن بيان حال أهل البدع المخالفة للكتاب والسنة واجب باتفاق المسلمين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وقال بعضهم لأحمد بن حنبل: أنه يثقل علي أن أقول فلان كذا وفلان كذا. فقال: إذا سكت أنت وسكت أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم. ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة؛ فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل. فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/212)
لأن التكلم في أهل البدع وتبين حالهم فيه نفع لجميع المسلمين في دينهم وهو من جنس الجهاد في سبيل الله، لأن تطهير سبيل الله ودينه وشرعه من البدع ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم واجب باتفاق المسلمين، لولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء القوم لفسد الدين، وكان فساده أعظم من استيلاء العدو من أهل الحرب على البلاد لأنه هؤلاء يتكلمون باسم الدين فيفسدوا القلوب والعقائد، لذلك فإن بيان حالهم صد هجومهم على أهل السنة والوقوف في وجههم وعدم السماح لهم بنشر أباطيلهم لأنهم يسعون في نشر التشيع بكل الوسائل الممكنة وإن من أشدهم في ذلك طائفة الإثنى عشرية التي لا تدخر وسعاً في نشر مذهبها، وإن كان جميعهم يسعى لذلك، فوجب على أهل الحق بيان حالهم والتحذير منهم.
وقد من الله على أهل السنة بعلماء جهابذة بينوا الأحاديث الضعيفة والموضوعة على مر العصور ولم يدعوا للكذبة مجالاً للتدليس والتلبيس على الأمة فكان من هؤلاء العلماء الجهابذة الإمام العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى رحمة واسعة فقد بين من خلال كتبه الأحاديث التي احتجوا بها وبين ضعفها وكذبها ورد عليهم فيها بالحجة فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وجعل ذلك في موازين حسناته إنه جواد كريم.
وقد جمعت ما انتقده العلامة الألباني رحمه الله من خلال كتبه ليكون في مرجعاً مستقلاً يسهل الرجوع إليه لمن يريد ذلك، وليعلم الجميع أن ما يستدل به هؤلاء لا أساس له من الصحة بل هي أحاديث موضوعة مكذبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بينت بعض عقائد القوم مدعمة بنقول من كتبهم لئلا يقول قائل ان هذا الكلام من عندي وإنما غيض من فيض مما هو موجود في كتبهم، وإن تظاهروا بخلاف ذلك من باب التقية التي يقوم عليها دينهم، والله أسأل أن يجعله في ميزان الحسنات وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه
أبو عبد الله ناصر بن أحمد بن عبد النعيم السوهاجي
أقوال أئمة السلف والخلف في الرافضة؟
قال الشعبي ():
وقال: أحذركم الأهواء المضلة وشرّها الرافضة، وذلك أن منهم يهوداً يغمصون الإسلام لتحيا ضلالتهم، كما يغمص بولس بن شاول ملك اليهود النصرانية لتحيا ضلالتهم. ثم قال: لم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة من الله ولكن مقتاً لأهل الإسلام ().
وقال مالك بن مغول: قال عامر بن شراحيل الشعبي: يا مالك تفاضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلة سئلت اليهود: مَنْ خير أهل ملتكم؟ فقالت: أصحاب موسى عليه السلام. وسئلت النصارى: من خير أهل ملتكم؟ فقالوا: حواري عيسى عليه السلام. وسئلت الرافضة: من شر أهل ملتكم؟ فقالوا: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أمروا بالاستغفار لهم فسبُّوهم، فالسيف عليهم مسلول إلى يوم القيامة، لا تقوم لهم راية ولا يثبت لهم قدم، ولا تجتمع لهم كلمة، كلما أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله بسفك دمائهم وتفريق شملهم وإدحاض حجتهم، أعاذنا الله وإياكم من الأهواء المضلة ().
وقال طلحة بن مصرّف ():
روى ابن بطة بسنده عنه أنه قال: (الرافضة لا تنكح نساؤهم، ولا تؤكل ذبائحهم، لأنهم أهل ردة) ().
وقال الإمام أبو حنيفة ():
وعن ابن المبارك قال: سأل أبو عصمة أبا حنيفة: ممن تأمرنى أن أسمع الآثار؟ قال: من كل عدل في هواه إلا الشيعة، فإن أصل عقيدتهم تضليل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ومن أتى السلطان طائعا، أما إنى لا أقول إنهم يكذبونهم أو يأمرونهم بما لا ينبغى ولكن وطأوا لهم حتى انقادت العامة بهم. فهذان لا ينبغى أن يكونا من أئمة المسلمين ().
وقال الإمام مالك ():
روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سمعت أبا عبدالله يقول، قال مالك: الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم اسم أو قال: نصيب في الإسلام ().
وقال ابن كثير عند قوله سبحانه وتعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار .. )
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/213)
قال: (ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم قال: لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك) ().
وقال القرطبي: (لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله فمن نقص واحداً منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين) ().
وقال الإمام الشافعي ():
لم أر أحداً من أهل الأهواء أشهد بالزور من الرافضة! ().
وقال: الإمام أحمد ():
رويت عنه روايات عديدة في تكفيرهم .. روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟ قال: ما أراه على الإسلام. وقال الخلال: أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد قال: سمعت أبا عبد الله قال: من شتم أخاف عليه الكفر مثل الروافض، ثم قال: من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مرق عن الدين) ().
وقال أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن رجل شتم رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما أراه على الإسلام. وجاء في كتاب السنة للإمام أحمد قوله عن الرافضة: (هم الذين يتبرأون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويسبونهم وينتقصونهم ويكفرون الأئمة إلا أربعة: علي وعمار والمقداد وسلمان وليست الرافضة من الإسلام في شيء) ().
وقال ابن عبد القوي: (وكان الإمام أحمد يكفر من تبرأ منهم (أي الصحابة) ومن سب عائشة أم المؤمنين ورماها مما برأها الله منه وكان يقرأ (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنت مؤمنين) ().
وقال الإمام البخاري ():
قال رحمه الله: (ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي، أم صليت خلف اليهود والنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم) ().
وقال عبد الله بن إدريس ():
قال: (ليس لرافضي شفعة إلا لمسلم).
وقال عبد الرحمن بن مهدي ():
قال البخاري: قال عبد الرحمن بن مهدي: هما ملتان الجهمية والرافضية ().
وقال الفريابي ():
روى الخلال قال: (أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني، قال: حدثنا موسى بن هارون بن زياد قال: سمعت الفريابي ورجل يسأله عمن شتم أبا بكر، قال: كافر، قال: فيصلى عليه؟ قال: لا، وسألته كيف يصنع به وهو يقول لا إله إلا الله، قال: لا تمسوه بأيديكم ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته) ().
وقال أحمد بن يونس ():
الذي قال فيه أحمد بن حنبل وهو يخاطب رجلاً: (اخرج إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ الإسلام). قال: (لو أن يهودياً ذبح شاة، وذبح رافضي لأكلت ذبيحة اليهودي، ولم آكل ذبيحة الرافضي لأنه مرتد عن الإسلام) ().
وقال أبو زرعة الرازي ():
روى الخطيب بسنده عنه أنه قال: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلمعندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدي إلينا هذا القرآن، والسنن: أصحاب رسول الله صلى الله عليهوسلموإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا، ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة ().
وقال ابن قتيبة الدينوري ():
قال: بأن غلو الرافضة في حب علي المتمثل في تقديمه على من قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته عليه، وادعاءهم له شركة النبي صلى الله عليه وسلم في نبوته وعلم الغيب للأئمة من ولده وتلك الأقاويل والأمور السرية قد جمعت إلى الكذب والكفر أفراط الجهل والغباوة) ().
وقال: عبد القاهر البغدادي ():
يقول: (وأما أهل الأهواء من الجارودية والهشامية والجهمية والإمامية الذين كفروا خيار الصحابة .. فإنا نكفرهم، ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا ولا الصلاة خلفهم). الفرق بين الفرق ص 357.
وقال: (وتكفير هؤلاء واجب في إجازتهم على الله البداء، وقولهم بأنه يريد شيئاً ثم يبدو له، وقد زعموا أنه إذا أمر بشيء ثم نسخه فإنما نسخه لأنه بدا له فيه ... وما رأينا ولا سمعنا بنوع من الكفر إلا وجدنا شعبة منه في مذهب الروافض) ().
وقال: القاضي أبو يعلى ():
قال: وأما الرافضة فالحكم فيهم .. إن كفر الصحابة أو فسقهم بمعنى يستوجب به النار فهو كافر) ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/214)
وقال: ابن حزم الظاهري ():
قال: (وأما قولهم (يعني النصارى) في دعوى الروافض تبديل القرآن فإن الروافض ليسوا من المسلمين، إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة .. وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر) ().
وقال وأنه: (ولا خلاف بين أحد من الفرق المنتمية إلى المسلمين من أهل السنة، والمعتزلة والخوارج والمرجئة والزيدية في وجوب الأخذ بما في القرآن المتلو عندنا أهل .. وإنما خالف في ذلك قوم من غلاة الروافض وهم كفار بذلك مشركون عند جميع أهل الإسلام وليس كلامنا مع هؤلاء وإنما كلامنا مع ملتنا) ().
وقال: الإسفراييني ():
فقد نقل جملة من عقائدهم ثم حكم عليهم بقوله: (وليسوا في الحال على شيء من الدين ولا مزيد على هذا النوع من الكفر إذ لا بقاء فيه على شيء من الدين) ().
وقال: أبو حامد الغزالي ():
قال: (ولأجل قصور فهم الروافض عنه ارتكبوا البداء ونقلوا عن علي رضي الله عنه أنه كان لا يخبر عن الغيب مخافة أن يبدو له تعالى فيه فيغيره، وحكوا عن جعفر بن محمد أنه قال: ما بدا لله شيء كما بدا له إسماعيل أي في أمره بذبحه .. وهذا هو الكفر الصريح ونسبة الإله تعالى إلى الجهل والتغيير) ().
وقال: القاضي عياض ():
قال رحمه الله: (نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم إن الأئمة أفضل من الأنبياء). وقال: وكذلك نكفر من أنكر القرآن أو حرفاً منه أو غير شيئاً منه أو زاد فيه كفعل الباطنية والإسماعيلية).
وقال: السمعاني ():
قال رحمه الله: (واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية، لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم) ().
وقال أبو بكر بن العربي ():
قال في العواصم: «ما رضيت النصارى واليهود، في أصحاب موسى وعيسى، ما رضيت الروافض في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، حين حكموا عليهم بأنهم قد اتفقوا على الكفر والباطل ().
وقال ابن الجوزي ():
قال: وغلو الرافضة في حب علي -رضي الله عنه-، حملهم على أن وضعوا أحاديث كثيرة في فضائله، أكثرها تشينه وتؤذيه ... ولهم مذاهب في الفقه ابتدعوها، وخرافات تُخالف الاجماع ... في مسائل كثيرة يطول ذكرها خرقوا فيها الإجماع، وسوّل لهم إبليس وضعها على وجه لا يستندون فيه إلى أثر ولا قياس، بل إلى الواقعات، ومقابح الرافضة أكثر من أن تحصى» ().
وقال: ابن تيمية ():
قال رحمه الله: (من زعم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت، أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة، فلا خلاف في كفرهم. ومن زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً أو أنهم فسقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضاً في كفره لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم. بل من يشك في كفر مثل هذا؟ فإن كفره متعين، فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق وأن هذه الآية التي هي: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) وخيرها هو القرن الأول، كان عامتهم كفاراً، أو فساقاً، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها، وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام) ().
وقال أيضاً عن الرافضة: (أنهم شر من عامة أهل الأهواء، وأحق بالقتال من الخوارج) ().
ويقول أيضاً: " والرافضة تحب التتار ودولتهم لأنه يحصل لهم بها من العز مالا يحصل بدولة المسلمين، والرافضة هم معاونون للمشركين واليهود والنصارى على قتال المسلمين، وهم كانوا من أعظم الأسباب في دخول التتار قبل إسلامهم إلى أرض المشرق بخراسان والعراق والشام، وكانوا من أعظم الناس معاونة لهم على أخذهم لبلاد الإسلام وقتل المسلمين وسبي حريمهم، وقضية ابن العلقمي وأمثاله مع الخليفة، وقضيتهم في حلب مع صاحب حلب مشهورة يعرفها عموم الناس " ().
وقال: ابن كثير ():
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/215)
ساق ابن كثير الأحاديث الثابتة في السنة، والمتضمنة نفي دعوى النص والوصية التي تدعيها الرافضة لعلي ثم عقب عليها بقوله: (ولو كان الأمر كما زعموا لما رد ذلك أحد من الصحابة فإنهم كانوا أطوع لله ولرسوله في حياته وبعد وفاته، من أن يفتاتوا عليه فيقدموا غير من قدمه، ويؤخروا من قدمه بنصه، حاشا وكلا ومن ظن بالصحابة رضوان الله عليهم ذلك فقد نسبهم بأجمعهم إلى الفجور والتواطيء على معاندة الرسول صلى الله عليه وسلم ومضادته في حكمه ونصه، ومن وصل من الناس إلى هذا المقام فقد خلع ربقة الإسلام، وكفر بإجماع الأئمة الأعلام وكان إراقة دمه أحل من إراقة المدام) ().
وقال الذهبي ():
قال معلقاً على بعض الأحاديث الموضوعة في فضل علي -رضي الله عنه-: «وعلي -رضي الله عنه- سيد كبير الشأن، قد أغناه الله تعالى عن أن يثبت مناقبه بالأكاذيب، ولكن الرافضة لا يرضون إلا أن يحتجوا له بالباطل، وأن يردوا ما صح لغيره من المناقب، فتراهم دائماً يحتجون بالموضوعات، ويكذبون بالصحاح، وإذا استشعروا أدنى خوف لزموا التقية، وعظموا الصحيحين، وعظموا السنة، ولعنوا الرفض، وأنكروا، فيعلنون بلعن أنفسهم شيئاً ما يفعله اليهود ولا المجوس بأنفسهم، والجهل بفنونه غالب على مشايخهم وفضلائهم، فما الظن بعامتهم، فما الظن بأهل البر والحَيْل منهم، فإنهم جاهلية جهلاء، وحمر مستنفرة، فالحمد لله على الهداية، فتعليمهم ونصحهم وجرّهم إلى الحق بحسب الإمكان من أفضل الأعمال ().
وقال ابن القيم ():
قال في إغاثة اللهفان:» وأخرج الروافض الإلحاد والكفر، والقدح في سادات الصحابة، وحزب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأوليائه وأنصاره في قالب محبة أهل البيت والتعصب لهم وموالاتهم ().
أبو حامد محمد المقدسي ():
قال: " لا يخفى على كل ذي بصيرة وفهم من المسلمين أن أكثر ما قدمناه في الباب قبله من عقائد هذه الطائفة الرافضة على اختلاف أصنافها كفر صريح، وعناد مع جهل قبيح، لا يتوقف الواقف عليه من تكفيرهم والحكم عليهم بالمروق من دين الإسلام " ().
وقال: علي بن سلطان القاري ():
قال: (وأما من سب أحداً من الصحابة فهو فاسق ومبتدع بالإجماع إلا إذا اعتقد أنه مباح كما عليه بعض الشيعة وأصحابهم أو يترتب عليه ثواب كما هو دأب كلامهم أو اعتقد كفر الصحابة وأهل السنة فإنه كافر بالإجماع) ().
وقال الإمام الشوكاني ():
واعلم أن لهذه الشنعة الرافضية، والبدعة الخبيثة ذيلاً هو أشر ذيل، وويلاً هو أقبح ويل، وهو أنهم لما علموا أن الكتاب والسنة يناديان عليهم بالخسارة والبوار بأعلى صوت، عادوا السنة المطهرة، وقدحوا فيها وفي أهلها بعد قدحهم في الصحابة -رضي الله عنهم-، وجعلوا المتمسك بها من أعداء أهل البيت، ومن المخالفين للشيعة لأهل البيت، فأبطلوا السنة بأسرها، وتمسكوا في مقابلها، وتعوضوا عنها بأكاذيب مفتراه، مشتملة على القدح المكذوب المفترى في الصحابة، وفي جميع الحاملين للسنة المهتدين بهديها العاملين بما فيها، الناشرين لها في الناس من التابعين وتابعيهم إلى هذه الغاية، وسَمُوْهم بالنصب، والبغض لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وأولاده، فأبعد الله الرافضة وأقمأهم ().
عبدالعزيز بن ولي الله الدهلوي ():
قال عن الرافضة في آخر كتابه العظيم (التحفة الأثنى عشرية) الذي ألفه في الرد عليهم واختصره الألوسي، واشتهر من خلاله: «ومن استكشف عن عقائدهم الخبيثة، وما انطووا عليه علم أن ليس لهم في الإسلام نصيب، وتحقق كفرهم لديه، ورأى منهم كل أمر عجيب، واطلع على كل أمر غريب، وتيقن أنهم قد أنكروا الحسي، وخالفوا البديهي الأوّلى، ولا يخطر ببالهم عتاب، ولا يمر على أذهانهم عذاب أو عقاب، فإن جاءهم الباطل أحبوه ورضوه، وإذا جاءهم الحق كذبوه وردوه {مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لايبصرون * صم بكم عمى فهم لا يرجعون} ولقد غشي على قلوبهم الران، فلا يعون ولا يسمعون، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولقد تعنّتوا بالفسق والعصيان في فروع الدين وأصوله، فصدق ظن إبليس فاتبعوه من دون الله ورسوله، فيا ويلهم من تضييعهم الإسلام ويا خسارتهم مما وقعوا فيه من حيرة الشبه والأوهام ... » ().
محمد بن عبداللطيف آل الشيخ ():
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/216)
فقال: فهذا حكم الرافضة في الأصل وأما الآن فحالهم أقبح وأشنع لأنهم أضافوا إلى ذلك الغلو في الأولياء والصالحين من أهل البيت، وغيرهم واعتقدوا فيهم النفع والضر في الشدة والرخاء ويرون أن ذلك قربة تقربهم إلى الله ودين يدينون به فمن توقف في كفرهم والحالة هذه وارتاب فيه فهو جاهل بحقيقة ما جاء به الرسل ونزلت به الكتب فليراجع دينه قبل حلول رمسه ().
عبد العزيز بن باز ():
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم. . . وفقه الله لكل خير آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فقد تلقيت كتابكم الكريم وفهمت ما تضمنه. وأفيدكم بأن الشيعة فرق كثيرة وكل فرقة لديها أنواع من البدع وأخطرها فرقة الرافضة الخمينية الاثني عشرية لكثرة الدعاة إليها، ولما فيها من الشرك الأكبر كالاستغاثة بأهل البيت واعتقاد أنهم يعلمون الغيب ولا سيما الأئمة الاثني عشر حسب زعمهم، ولكونهم يكفرون ويسبون غالب الصحابة كأبي بكر وعمر رضي الله عنهما نسأل الله السلامة مما هم عليه من الباطل.
وهذا لا يمنع دعوتهم إلى الله وإرشادهم إلى طريق الصواب وتحذيرهم مما وقعوا فيه من الباطل على ضوء الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة.
وأسأل الله لك ولإخوانك من أهل السنة المزيد من التوفيق لما يرضيه مع الإعانة على كل خير، وأوصيكم بالصبر والصدق والإخلاص والتثبت في الأمور والعناية بالحكمة والأسلوب الحسن في ميدان الدعوة، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم والتدبر في معانيه ومدارسته، ومراجعة كتب أهل السنة فيما أشكل من ذلك كتفسير ابن جرير وابن كثير والبغوي، مع العناية بحفظ ما تيسر من السنة كبلوغ المرام للحافظ ابن حجر وعمدة الأحكام في الحديث للحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي، ولا يخفى أنه يجب على الإنسان أن يسأل عما يشكل عليه في أمر دينه كما قال تعالى: ((فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) ()، وإليكم برفقه بعض الكتب أسأل الله أن ينفعكم بما فيها وأن يعم بنفعكم إخوانكم المسلمين، كما أسأله سبحانه أن يثبتنا وإياكم على الحق وأن يجعلنا جميعا من أنصار دينه وحماة شريعته والداعين إليه على بصيرة إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ().
محمد بن صالح العثيمين ():
قال: أما الرافضة فقد طعنت في خلافة الجميع إلا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فَضَلَّتْ بهذا عن الأمة وعن الحق، بل وعما مشى عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فإنه بايع أبا بكر وعمر وعثمان اختياراً لا اضطراراً، والعجب أن غلاة الرافضة قالوا: إن علياً فاسق لأنه رضي بالظلم وبايع وهذه مداهنة، والمداهنة في الحق ضلالٌ وفسق.
وإنك لتعجب كيف وصل بهم الحال إلى هذا السفه، والمنصف من يعرف منهم أنه على ضلال،حيث يقولون: نحن شيعة، وهؤلاء أهل سنة، وكل يعرف أن أهل السنة على حق لأنهم على السنة، أما الشيعة فمتعصبون لأشخاص معينين، وكونهم يقولون: هؤلاء أهل السنة ونحن شيعة اعترافٌ منهم بأنهم ليسوا على سنة، وإذا كان كذلك فيقال: اتقوا الله ارجعوا إلى السنة، ما دمتم الآن تعترفون بأن هؤلاء أهل سنة وأنتم شيعة.
ثم نقول: إن أحق الناس تشيعاً لآل البيت هم أهل السنة فنحن نحب أهل البيت المؤمنين منهم، لكونهم مؤمنين، ولكونهم من قرابة الرسول عليه الصلاة والسلام، ونحن نفضلهم على غيرهم لهذا المعنى، لكن لا نعطيهم الفضل المطلق، بل ننزلهم منزلتهم، و أهل البيت يرضون بهذا غاية الرضا،
وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو إمام أهل البيت رضي الله عنه يقول على منبر الكوفة معلناً: (خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر)، وأحياناً يقول: (ثم عثمان) وأحياناً يسكت ().
يتبع إن شاء الله تعالى.(61/217)
هل مات أبو الحسن الأشعري على مذهب أهل السنة والجماعة؟
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[15 - 01 - 10, 11:48 م]ـ
فقد قيل أنه مر بثلاثة مراحل وهي مذهب المعتزلة ثم طريقة ابن كلاب في الصفات ثم انتهى به الأمر إلى أهل السنة والجماعة
والبعض يرى أنه مات على طريقة ابن كلاب في الصفات
أفيدونا مأجورين
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 03:38 ص]ـ
تحدثنا عن هذا في هذا الرابط ولا زال النقاش قائمًا ولا دليل بين على ما ذكرته متسائلا عنه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=200415(61/218)
سؤال هام؟ بارك الله فيكم قرأت في كتاب (عالم الملائكة الابرار)
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[16 - 01 - 10, 12:21 ص]ـ
قرأت في كتاب (عالم الملائكة الابرار) من سلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنه
ووقفت عن جملة لا استطيع فهمها. ولا ادري لماذا؟؟
الجملة ذكرها الشيخ في ص 57 عند قوله
شبهة
قد يقال الايتناقض علم الملائكة بأيرادة الانسان وقصدة مع قوله تعالي (يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور)
فالجواب. ان هذا ليس من خصائص علم الله تعالي فهو وان خفي عن البشر فلا يعلم واحدهم مافي ضمير اخيه فلا يلزم ان يخفي عن الملائكة)
فأرجو ممن قرأ الكتاب ان يجيبني ما معني هذه العبارة.
وان يقرأ ايضا ص 56 قبلها لربما انني لم استطع الفهم
بارك الله فيكم ونفع الله بكم
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 12:34 ص]ـ
هل أشكل عليك كل ما جعلته باللون الاحمر؟
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[16 - 01 - 10, 12:39 ص]ـ
نعم اخي
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[16 - 01 - 10, 01:01 ص]ـ
معنى الملوّن بالأحمر ان الملائكة لا يخفى عليها ما نخفي في أنفسنا لأنه من الغيب الذي لا يتفرد بعلمه الله وحده.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 04:56 ص]ـ
بارك الله فيك , و الدليل على ذلك الحديث القدسي , الذي رواه مسلم و غيره , قال مسلم:
(187) -[130] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَاللَّفْظُ لِأَبِي بَكْرٍ، قَالَ إِسْحَاق: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، وَقَالَ الآخَرَانِ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " قَالَ اللَّهُ عز و جل: إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ، فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ، فَإِنْ عَمِلَهَا، فَاكْتُبُوهَا سَيِّئَةً، وَإِذَا هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، فَاكْتُبُوهَا حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا، فَاكْتُبُوهَا عَشْرًا "
فهم علموا بما هممت بإذن الله قبل ان تفعل ذلك و الله أعلم.
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[16 - 01 - 10, 07:28 ص]ـ
بارك الله فيكم
لكن المشكلة عندي عند قوله (ان هذا ليس من خصائص علم الله تعالي)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[16 - 01 - 10, 12:56 م]ـ
بارك الله فيكم
لكن المشكلة عندي عند قوله (ان هذا ليس من خصائص علم الله تعالي)
هو لا يقصد أن الله جل وعلا لا يعلمه، وربما يكون الشيخ قد أخطأ في التعبير - في حد علمي وعلمك - لكنه يقصد أن حديث النفس ليس مما يتفرد الله عز وجل بعلمه، بل يعلمه الإنسان نفسه - طبعاً - ويعلمه الملائكة الكاتبون كما ورد في الحديث الذي أورده الأخ البيضاوي - جزاه الله خيراً -.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 06:32 م]ـ
رقم الفتوى (8692)
موضوع الفتوى مفاتيح علم الغيب في سورة لقمان
السؤال س: سمعت بعض الأشخاص يقرأ في آخر سورة لقمان إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ الآية، وبعد أن قرأ هذه الآية قال هذه الخمسة مفاتيح علم الغيب فهل ما قاله صحيح؟
الاجابة
قد ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر بعض أشراط الساعة ثم قال في خمس لا يعلمهن إلا الله ثم قرأ قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ , الآية وقد فسر كثير من السلف قوله تعالى: وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ , الآية بأنها هذه الخمس المذكورة في آخر سورة لقمان فإن علمها عند الله وحده لا يعلمها غيره ومن ادعى علمها فهو كاذب. والله أعلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين.
فالله يُطلِع بعض عباده على بعض امور الغيب , و الله أعلم.(61/219)
هل يجوز أن يقال للملائكة: رجال
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 04:12 ص]ـ
هل يجوز أن تطلق على الملائكة أو بعضهم إنهم رجال؟
آمل أن يشارك كل من لديه علم في المسألة، ولي تقرير فيها أبديه ردف تقريرات الأخوة رعاهم الله تعالى.
تنبيه: لا نقاش في عدم جواز إطلاق: أن الملائكة إناث لمخالفته لنص القرآن، ومطلقه كافر.
ـ[خالد السيناوي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 08:35 ص]ـ
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)
اشتغل بما ينفعك يا أبا قتادة وتعلم العلم
ـ[أحمد سعيد سالم]ــــــــ[16 - 01 - 10, 08:40 ص]ـ
هل هناك فائدة مرجوة من ذلك؟
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 11:33 ص]ـ
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)
اشتغل بما ينفعك يا أبا قتادة وتعلم العلم
لم أفهم وجه تعقبك أخي!
ـ[خالد السيناوي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 01:13 م]ـ
لذلك قلت لك انشغل بما ينفعك وتعلم العلم
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 01:25 ص]ـ
لذلك قلت لك انشغل بما ينفعك وتعلم العلم
بارك الله فيك على النصيحة وتابع المشاركة التالية ليتبين لك وجه موضوعي!
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 01:28 ص]ـ
هل هناك فائدة مرجوة من ذلك؟
نعم!
المسألة خلافية بين أهل العلم بعضهم يرى جواز ذلك وبعضهم يرى عدم جوازه ....
ومعرفة الحق المطابق للواقع مفيد وإن لم يترتب عليه عمل .....
جاء في بعض عقائد الأشاعرة: إن من قال عنهم إنهم إناث فهو كافر ومن قال ذكور فهو فاسق ... ولهذا علاقة ببحثنا.
أن هذه المسألة ذكرها السيوطي في كتابه (الحبائك في أخبار الملائك) ولم يرجح ...
وللحديث بقية ....
=========
لا تتهجم، وتخير أطايب الكلام في الرد كما تتخير أطايب الثمر.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[17 - 01 - 10, 02:15 ص]ـ
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)
اشتغل بما ينفعك يا أبا قتادة وتعلم العلم
بارك الله فيك أخي خالد ..
إن كنت متأكداً أن السلف لم يتطرقوا إلى هذه المسألة فقل له أن السلف لم يطرحوا هذا السؤال أصلاً .. فمن ثم لا يجوز طرحه ولا الخوض فيه ..
وننتهي من الموضوع ..
ثم ربما المشرف سيغلقه ..
وننتقل إلى غيرهِ
أما ان كان غير ذلك والموضوع متعلق بركن من أركان الإيمان فلا بأس بالاشتغال به فإنه ينفعنا .. فدع الناس ينتفع بعضهم ببعض
وجزاك الله خيراً
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 02:23 ص]ـ
السلف تكلموا فيه أخي!
وقد حرضت الأخوة على ترك التعجل سيما في المسائل الشائكة المعضلة فلم يطعني أحد ...
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[17 - 01 - 10, 02:46 ص]ـ
فلم يطعني أحد ... بل أنا أطعتك ..
وطلبتُ من الأخ خالد أن يتمهل .. حتى خشيتُ أن يغضب مني هو .. فغضبتَ مني أنت؟؟ [ابتسامة]
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 02:50 ص]ـ
لا شيء عليك ... أسأل الله أن يحبب إلينا إخواننا ولا حرج على أحد في إبداء رأيه وأي عضو فهو محترم عندي وفاضل ما دام متبعا للدليل مدافعًا عن السنة وغائرا عليها بحق أو بتأويل .....
ولندع هذا للمناقشة العلمية ....
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[17 - 01 - 10, 02:55 ص]ـ
لا أوافقك على تركها
بل واصل
فكم وجدنا في المنتديات من الفوائد ما لم نجده في كافة كتب المعاصرين
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 03:05 ص]ـ
قال الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره:
حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن أبي مجلز، قوله: {وبَيْنَهُما حِجابٌ وَعلى الأعْرَافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ} قال: هم رجال من الملائكة يعرفون أهل الجنة وأهل النار. قال: {وَنادَوْا أصحَابَ الجَنَّةِ أنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ... } إلى قوله: {رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ القَومِ الظَّالمِينَ}. قال: فنادى أصحاب الأعراف رجالاً في النار يعرفونهم بسيماهم:
{ما أغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ أهَؤُلاء الَّذِينَ أقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ}
قال: فهذا حين دخل أهل الجنة الجنة،
{ادْخُلُوا الجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أنْتُمْ تَحْزَنُونَ}
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، قال: سمعت عمران، قال: قلت لأبي مجلز: يقول الله: {وَعَلى الأعْرَافِ رِجالٌ} وتزعم أنت أنهم الملائكة؟ قال: فقال: إنهم ذكور وليسوا بإناث.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 03:05 ص]ـ
قال الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره:
حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن أبي مجلز، قوله: {وبَيْنَهُما حِجابٌ وَعلى الأعْرَافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ} قال: هم رجال من الملائكة يعرفون أهل الجنة وأهل النار. قال: {وَنادَوْا أصحَابَ الجَنَّةِ أنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ... } إلى قوله: {رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ القَومِ الظَّالمِينَ}. قال: فنادى أصحاب الأعراف رجالاً في النار يعرفونهم بسيماهم:
{ما أغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ أهَؤُلاء الَّذِينَ أقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ}
قال: فهذا حين دخل أهل الجنة الجنة،
{ادْخُلُوا الجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أنْتُمْ تَحْزَنُونَ}
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، قال: سمعت عمران، قال: قلت لأبي مجلز: يقول الله: {وَعَلى الأعْرَافِ رِجالٌ} وتزعم أنت أنهم الملائكة؟ قال: فقال: إنهم ذكور وليسوا بإناث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/220)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 03:06 ص]ـ
وقال:
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا جرير، عن سليمان التيمي، عن أبي مجلز: {وَعلى الأعْرافِ رِجالٌ} قال: رجال من الملائكة يعرفون الفريقين جميعاً بسيماهم، أهل النار وأهل الجنة، وهذا قبل أن يدخل أهل الجنة الجنة.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا محمد بن أبي عديّ، عن التيمي، عن أبي مجلز، بنحوه.
وقال: ثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن التيمي، عن أبي مجلز، قال: أصحاب الأعراف الملائكة.
حدثني المثنى، قال: ثنا يعلى بن أسد، قال: ثنا خالد، قال: أخبرنا التيمي، عن أبي مجلز: {وَعَلى الأعْرَافِ رِجالٌ} قال: هم الملائكة.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن عمران بن حدير، عن أبي مجلز: {وَعَلى الأعْرَافِ رِجالٌ} قال: هم الملائكة. قلت: يا أبا مجلز يقول الله تبارك وتعالى رجال، وأنت تقول ملائكة؟ قال: إنهم ذكران ليسوا بإناث.
حدثني المثنى، قال: ثنا الحجاج، قال: ثنا حماد عن عمران بن حُدَير، عن أبي مجلز، في قوله: {وَعَلى الأعْرَافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاّ بِسِيماهُمْ} قال: الملائكة، قال: قلت: يقول الله رجال، قال: الملائكة ذكور.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 03:07 ص]ـ
وقال:
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا جرير، عن سليمان التيمي، عن أبي مجلز: {وَعلى الأعْرافِ رِجالٌ} قال: رجال من الملائكة يعرفون الفريقين جميعاً بسيماهم، أهل النار وأهل الجنة، وهذا قبل أن يدخل أهل الجنة الجنة.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا محمد بن أبي عديّ، عن التيمي، عن أبي مجلز، بنحوه.
وقال: ثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن التيمي، عن أبي مجلز، قال: أصحاب الأعراف الملائكة.
حدثني المثنى، قال: ثنا يعلى بن أسد، قال: ثنا خالد، قال: أخبرنا التيمي، عن أبي مجلز: {وَعَلى الأعْرَافِ رِجالٌ} قال: هم الملائكة.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن عمران بن حدير، عن أبي مجلز: {وَعَلى الأعْرَافِ رِجالٌ} قال: هم الملائكة. قلت: يا أبا مجلز يقول الله تبارك وتعالى رجال، وأنت تقول ملائكة؟ قال: إنهم ذكران ليسوا بإناث.
حدثني المثنى، قال: ثنا الحجاج، قال: ثنا حماد عن عمران بن حُدَير، عن أبي مجلز، في قوله: {وَعَلى الأعْرَافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاّ بِسِيماهُمْ} قال: الملائكة، قال: قلت: يقول الله رجال، قال: الملائكة ذكور.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 03:08 ص]ـ
قال أبو جعفر: والصواب من القول في أصحاب الأعراف أن يقال كما قال الله جلّ ثناؤه فيهم: هم رجال يعرفون كلاًّ من أهل الجنة وأهل النار بسيماهم، ولا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصحّ سنده ولا أنه متفق على تأويلها، ولا إجماع من الأمة على أنهم ملائكة. فإذ كان ذلك كذلك، وكان ذلك لا يدرك قياساً، وكان المتعارف بين أهل لسان العرب أن الرجال اسم يجمع ذكور بني آدم دون إناثهم ودون سائر الخلق غيرهم، كان بيِّناً أن ما قاله أبو مجلز من أنهم ملائكة قول لا معنى له، وأن الصحيح من القول في ذلك ما قاله سائر أهل التأويل غيره. هذا مع من قال بخلافه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ما رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك من الأخبار وإن كان في أسانيدها ما فيها.
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 04:04 ص]ـ
جاء في ربيع الأبرار ص308
عن سعيد بن المسيب قال الملائكة ليسوا ذكور ولا إناثاً ولا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكجون ولا يتوالدون
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 11:01 ص]ـ
لم يأت في الشرع الحنيف أن الملائكة ذكور ولا أنهم إناث بل جاءت المخالفة الصريحة لمن قال إنهم إناث ..... وقال الله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم) فوجب الكف عن إطلاق الذكورة عليهم ......
وجاء عن أبي مجلز لاحق بن حميد بأنهم رجال ذكور ليسوا بإناث بإسناد صحيح ....
وله وجهة سنناقشها بعد إن شاء الله.
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 11:25 ص]ـ
جزاك الله خيرًا وبارك الله فيك
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 05:14 ص]ـ
قال الرازي في مفاتيح الغيب:" قال أبو مجلز: هم ملائكة يعرفون أهل الجنة وأهل النار، فقيل له: يقول الله تعالى: {وَعَلَى ?لأَعْرَافِ رِجَالٌ} وتزعم أنهم ملائكة؟ فقال الملائكة ذكور لا إناث.
ولقائل أن يقول: الوصف بالرجولية إنما يحسن في الموضع الذي يحصل في مقابلة الرجل من يكون أنثى ولما امتنع كون الملك أنثى امتنع وصفهم بالرجولية.".
وغالب ظني أن تفسير سورة الأعراف له!(61/221)
متى ظهرت نونية القحطاني؟!
ـ[أحمد البنا]ــــــــ[16 - 01 - 10, 01:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي سؤال كثيرا ما يداهمني، ولقد بحثت عنه فلم أقف له على إجابة، فقلت في نفسي: أسأل من هم أهل دراية مني، فجئت أسألكم: إذا كان صاحب النونية مجهول الهوية، ولا يدري أحد من هو، إذن فمتى ظهرت النونية؟ ومن هو أول من أظهرها؟
والمراد من هذا السؤال الوقوف على زمن النونية، إذ إن أسلوبها يختلف تماما عن أسلوب الأقدمين. فأعينونا بتوجيهاتكم المباركة.
جزاكم الله عنا خير الجزاء
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 01:53 ص]ـ
العلماء في نونية القحطاني فريقان:
الأول: يتجاهلونها ولا يقرون بجلالتها وأهميتها ولا يعتنون بشرحها ولا خدمتها ومنهم العلامة عبقري آل الشيخ: صالح آل الشيخ .... سئل لم لا تشرحها: فأخبر بنحو ما قلت لك.
الثاني: يشرحها ويخدمها ويرى جلالتها ومنهم الشيخ صالح السحيمي.
وقد وقفت على بين اقتبسه ابن القيم في نونيته من القحطاني وأرجحه أنه اقتبسه .....
وللقحطاني هذا ترجمة موجودة لعلك تجدها في مطبوعات النونية!
وللحديث بقية.
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[17 - 01 - 10, 10:34 م]ـ
القحطاني ليس بمجهول
وقد ترجم له السمعاني وقال: (كان فقيها حافظا مجتهداً في طلب العلم من المشرق إلى المغرب) ... أو كلاماً في هذا المعنى
وأحسبه من العلماء الربانيين والحفاظ الصادقين -ولا أزكيه على الله-، فوالله ما من مرة أقرأها أو اسمعها إلا تسابقني العبرات
http://d1.islamhouse.com/data/ar/ih_sounds/chain/Reading_The_Nooni_Text_of_al
قال الشيخ الألباني :
ahatany/ar_01_Nooni_Text_Of_
قال الشيخ الألباني :
ahatany_Faris.mp3
ـ[أبو معاذ الأنصاري]ــــــــ[18 - 01 - 10, 03:21 م]ـ
أحسنت أخي
ولكن قمتُ بالبحث عن ترجمة له فلم أوفق فهل لك أن تخبرني أين أقف على ترجمته، وأين موطن ترجمته في الإملاء
وجزاك الله خيرا
ـ[أحمد البنا]ــــــــ[18 - 01 - 10, 05:40 م]ـ
القحطاني ليس بمجهول
وقد ترجم له السمعاني وقال: (كان فقيها حافظا مجتهداً في طلب العلم من المشرق إلى المغرب) ... أو كلاماً في هذا المعنى
وأحسبه من العلماء الربانيين والحفاظ الصادقين -ولا أزكيه على الله-، فوالله ما من مرة أقرأها أو اسمعها إلا تسابقني العبرات
http://d1.islamhouse.com/data/ar/ih_sounds/chain/Reading_The_Nooni_Text_of_al
قال الشيخ الألباني :
ahatany/ar_01_Nooni_Text_Of_
قال الشيخ الألباني :
ahatany_Faris.mp3
جزاك الله خيرا يا أخي الكريم، لكنك ذكرت أن القحطاني ليس بمجهول، ثم ذكرت أن السمعاني ترجم له.
والإشكالية الآن في أبي عبد الله بن صالح بن السمح بن صالح بن هاشم بن غريب القحطاني المالكي المعافري الأندلسي الذي ترجم له الإمام السمعاني
هو صاحب النونية أم لا؟
فإن كان هو صاحب النونية فلماذا أغفل السمعاني ذكر النونية عندما ترجم له؟!
ـ[أحمد البنا]ــــــــ[18 - 01 - 10, 05:43 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا قتادة.
لكننا ننتظر البقية(61/222)
صفه الاستواء
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 05:05 م]ـ
باركالله فيكم قال لى شيخيى ان صفه الاستواء صفه ذات كانت صفه فعل ثم بعد ذلك صفه ذات وقرئت اقوال لبعض اهل العلم انها صفه فعل فما الراجح والمرجوح فى هذا الامر.
وجزيتم خير الجزاء
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 01:43 ص]ـ
الاستواء بمعنى العلو مطلقًا بلا تقييد بالعرش صفة ذات، والاستواء على العرش فعل وهو من آحاد العلو!
أما أن يقال: الاستواء على العرش صفة ذات هذا غلط، وما أظن أن فيه نقلًا عن السلف فإن صفة الذات لا يتصور تخلفها عن الذات أبدًا والله كان ولم يكن عرشه وإنما عرشه بعض خلقه ومن نفى أن الله كان قبل عرشه فهو كافر!
وقصد شيخك: بأن الاستواء على العرش صار صفة ذات: قصد بذلك أن ذلك لم يتخلف تصور ذات الله بدونه بعد فعل الله له، وهذا معنى صحيح وإن كان اعتراه بعض تقصير.
فالله كان قبل عرشه وخلق عرشه واستوى عليه وهو مستو عليه إلى الأبد، هذا المعنى.
أما علو الله تعالى فصفة ذات له، ...
فإن قيل كيف، والله تعالى كان ولم يكن شيء من خلقه؟
قيل: هذه مسألة تسلسل الحوادث وهي من مواقف العقول فإن شئت التوسع في فهمها فعليك بمنهاج السنة والصفدية ودرء التعارض وإلا فدونك كتاب كاملة الكواري في ذلك فإنه نافع.
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 10:29 م]ـ
بارك الله فيك اخى ابو قتادة وزادك الله فهما(61/223)
ارجو من الشيخ عيسى السعدي وبقية المشايخ ان يتفضلوا ويجيبوني
ـ[أم ديالى]ــــــــ[17 - 01 - 10, 12:25 ص]ـ
مشايخي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت هذا الموضوع ولا ادري كيف صدقته، واخشى ان اقع في الزندقة او الاعتزال ... فارجو ان تبينوا لي بطلانه ان كان باطلا وجزاكم الله خيرا ..
(تم حذف الكلام من قبل المشرف لبطلانه وخلله))
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[17 - 01 - 10, 12:53 ص]ـ
أنصح الاخت أن تقرا عن المسيح أكثر فهو بحق فتنة وأي فتنة
أما كلامك عن امريكا فأكثره اوهام واشاعات والتكنولوجيا التي تري الناس انها تفوقت بها عليهم ما هي الا تهويلات تنسحب على من لاعلم تقني له
والله اعلم
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 02:32 ص]ـ
قال الشيخ الدكتور محمد بن إسماعيل المقدم حفظه الله تعالى في ((كتاب فقه اشراط الساعة)) ص255
في معرض كلامه عن ضوابط التعامل مع نصوص الفتن وأشراط الساعة وكلامه عن الضابط الأول وهو ((لا يستنكر توقع حصول شئ من أشراط الساعة)) بشروط قال منها
((أولها: ان تبقى هذه الشروط في دائرة التوقع المظنون دون أن نتكلف في إيجادها بإجراءات من عند انفسنا، لأنها أمور كونية قدرية واقعة لا محالة ولم نخاطب بإستخراجها من عالم الغيب إلى عالم الشهادة))
وقد اورد الشيخ حفظه الله في الكتاب بعض الأمثلة لبعض المتكلفين منهم السندباد المصري الذي أتى بعجائب وغرلئب
ويقول الشيخ الدكتور فيصل بن حيان آل صبحان حفظه الله في ((كتابه مسائل في الفتن)) ص53،55
((اعلم أن تنزيل ما ورد من أحاديث الفتن على الأزمان المعينة او الأشخاص المعينين على قسمين:
القسم الأول: تنزيل تام: بأن يقول: إن المقصود بالحديث الفلاني هو هذا الزمان بالذات، أو المقصود بالشخص الفلاني المذكور في حديث كذا هو: فلان بن فلان ونحو ذلك
وهذا النوع من التنزيل لا يجوز لما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة والآثار الجسيمة ولو لم يكن في ذلك إلا الحصول فتن جديدة ليست هي المقصود بالنص لكفى، ....
القسم الثاني: تنزيل جزئي وإن شئت فقل ((تنزيل معنى بان يقال: إن معنى ما ورد في النص الفلاني قد وقع شئ منه في زماننا هذا، كحديث (يرفع العلم، وينزل الجهل، ويلقى الشح)) فإن قال قائلاً لو قال: إن زماننا هذا قد وقع فيه شئ مما ذكر فيه لما أنكر عليه أحد ولكان قوله مقبولاً لا يرد، ومن نظر في كلام الأئمة عند شروحهم لمثل هذه الأحاديث , لأى ذلك واضحا جليا ً .... والحمد لله)))
ومن أهم خصائص هؤلاء القوم أنهم يتمسكون بالاحاديث الموضوعة والإسرائليات و أحاديث الرافضه وهذا من منهجهم عدم مراعاة الصحة في الإحاديث ومما يدل على ذلك
- حديث علي بن أبي طالب كرم ألله وجهه عن رسول الله صلى الله عليه وعلى أله وسلم قال: ((تحت الدجّال حمار أقمر طولُ كلِّ أذن من أُذنيه ثلاثون ذراعاً يتناول السَّحاب بيمينه ويسبق الشمس إلى مغربها)).مكذوب
- قال رسول الله صلى الله عليه وعلى أله وسلم ((يأكل الحجارة ويسبقه جبل من دخان ويركب الناس في جوفه وليس على ظهره)).
مكذوب
- يخرج الدجال على حمار أقمر، ما بين أذنيه سبعون عاما، معه سبعون ألف يهودي عليهم الطيالسة بالحضر، حتى ينزلوا كوم ابن الحمراء
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: ضعيف جداً - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 1968
ومن أهم سيماهم الغلو في محاولة مطابقة ما ورد في النصوص علة وقائع وأحاث معينة وأشخاص معينين وعلى أشخاص معينين ومحاولة توظيف النصوص لخدمة مآربهم
ويقول الدكتور محمد بن إسماعبل المقدم في كتابه فقه أشراط الساعة ص 272،273
((لقد كان من هدي السلف رحمهم الله تعالى اانهم لا ينزلون أحاديث الفتن على واقع حاضر وإنما يرون أصدق تفسير لها وقوعها مطابقة لخبر النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك نلاحظ أن عامة شارحي الأحاديث الشؤيفة كانو يفيضون فب شرحها،و استنباط الأحكام منها حتى إذا اتوا على أبواب الفتن وأشراط الساعة أمسكوا أو أقتصدوا في شرحها للغاية وربما أقتصروا على تحقيق الحديث واكتفوا بشرح غريبه بخلاف ما يحصل من بعض المتعجلين المتكلفين اليوم فإنه بمجرد ظهور بوادر لأحداث معينة،سياسة كانت، أو عسكرية، محلية أو عالمية تستخفهم البداءات (1) وتستفزهم الإنفعالات فيسقطون الأحاديث على أشخاص معينين أو وقائع معينة، ثم لا تلبث الحقيقة أن تبين ويكتشفوا أنهم تهوروا وتعجلوا))
(1) أنظر مفتاح دار السعادة لابن القيم ص (169،170)
ومن أصحاب منهج الغلو في محاولة مطابقة ما ورد في النصوص على وقائع معينة هو أحمد بن الصديق الغماري مؤلف كتاب ((مطابقة الإختراعات العصرية لما أخبر به سيد البرية))
وهناك لفضيلة الشيخ أبو بكر الجزائري حفظه الله تعالى رسالتين ((اللقطات في بعض ما ظهر للساعة من علامات))، ((الأحاديث النبوية الشريفة في أعاجيب المخترعات الحديثه)) وتعقبه الشيخ حمود التويجري رحمه الله تعالى في رسالته تنبيهات على رسالتين للشيخ أبو بكر الجزائري وبين فيها ضعف معظم أحاديث الرسالتين المذكورتين ورد حوتاه من التأويل المتعسف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/224)
ـ[أم ديالى]ــــــــ[17 - 01 - 10, 06:37 ص]ـ
اخواني جزاكم الله خيرا ولي عودة ان شاء الله
ولكن اردت ان افحمه في موضوعه فقلت واين الرجل الذي يقسمه الدجال نصفين ثم يحييه .. فأجابني بهذه الاجابة المفزعة (والله انه فتنه)
(ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا. فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه. يضحك)
ووضع لي هذه الصورة كدليل على ما يقول:
تنبيه من المشرف
((تم حذف الرابط لموقع به أخطاء ومخالفات))
وننصح الأخت بعدم نقاش مثل هؤلاء والابتعاد عن الشبهات والازدياد من العلم الشرعي حتى يتقوى المسلم ويحصن نفسه قبل أن يقع في الشبهات بسبب قلة علمه ويكون بذلك ظالما لنفسه.(61/225)
صفات الافعال
ـ[ابوالعباس المصري]ــــــــ[17 - 01 - 10, 12:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لي سؤال ايها الاخوه الافاضل بارك الله فيكم
ما هو الضابط في صفات الافعال
هل اي صفه فعل لم ترد لا يجوز ان نصف الله بها ام ماذا
مثلا هل يصح ان نقول الله يؤكد الحق او غير ذلك
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 01:37 ص]ـ
الصفات الفعلية قديمة النوع حادثة الآحاد خلافًا للكرامية والجهمية والمعتزلة والأشاعرة!
أما الصفات الذاتية فلا آحاد لها ....
والذي أستشف من كلامك أنك تسأل عنه هو: ما الفرق بين الصفة والفعل؟!
أليس كذلك؟!
ـ[ابوالعباس المصري]ــــــــ[18 - 01 - 10, 12:09 ص]ـ
بلى اخي الحبيب وضح لي
وهل يصح ان ننسب لله فعل لم يرد كأن نقول الله يؤكد الحق او اي فعل اخر
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 03:55 ص]ـ
بلى اخي الحبيب وضح لي
وهل يصح ان ننسب لله فعل لم يرد كأن نقول الله يؤكد الحق او اي فعل اخر
كلبام العلماء في التفريق بين الصفة والفعل من جهة الاصطلاح غير متوسع!
والذي ظهر لي من كلام ابن تيمية وتلاميذه:
أن الصفات منها ما له آحاد ومنها ما ليس له: مثال الأول: الكلام. مثال الثاني: الوجه.
الفعل يكون أحيانًا هو آحاد الصفة كالخلق هذا صفة: وخلق معين ما فعل الفعل من آحاد الصفة.
..............
وقولك: توكيد الحق نطلقها على الله إخبارًا لا كفعل ولا كصفة .....
والباب الإخبار أوسع من باب الأفعال، وباب الأفعال أوسع من باب الصفات الذي هو أوسع من باب الأسماء ....
ويتسامح في الأوسع ما لا يتسامح في غيره ... هذا بشرط عدم احتمال النقص فيجوز الإخبار عن الله تعالى بما لا يحتمل نقصا ولم يرد به نص .... بخلاف الفعل فهو يحتاج إلى نص .... والصفة تحتاج مع النص إلى تنصيص إمام عليها .....
ـ[ابوالعباس المصري]ــــــــ[18 - 01 - 10, 02:21 م]ـ
جزاك الله خيرا
ألا يدخل في الاخبار كل الصفات والافعال
يعني انا اخبر عن الله انه قيوم او يخلق سواء صفات ذات او افعال فاريد توضيح اكثر وتحرير الفرق بين الاخبار و صفات الافعال والذات ولو تنقل لنا بارك الله فيك الادله وكلام اهل العلم
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 02:31 م]ـ
هناك ثلاثة أشياء:
- الذات.
- صفات الذات.
- صفات الفعل (الأفعال).
الصفات جميعها والأسماء يخبر بها عن الله بلا إشكال ولا خلاف، إنما القصد هنا في الإخبار بغير ذلك فهذا جائز بما لا يحتمل نقصًا ولم يرد!
ونصوص العلماء متكاثرة في ذلك وأنا بعيد عن كتبي الآن وهذا أمر مجهد لي أي البحث في الشبكة!!
وفقك الله تعالى ....(61/226)
من صور النفاق المعاصر؟؟ للعلامة الحوالي
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 02:08 ص]ـ
قال الشيخ الفاضل د- سفر الحوالي شفاه الله ووفقه لكل خير
* الفائدة الأخرى: وهي تنبيه ضروري يتعلق بأعظم مرض من أمراض القلوب، وهو النفاق، فكما اخطأ كثير من الناس أيضا – في مفهوم الكفر ومعناه، وحصره في صورة واحدة كذلك، هي إنكار وجود الله – أو إنكار أنه الرازق الخالق المدبر ونحو ذلك – أخطاء كثيرة من الناس أيضا – في مفهوم النفاق الأكبر وحصروه في صوره واحدة كذلك، هي أن يظهر الإسلام وهو يبطن اعتقاد كذب الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما جاء به، وعدم الإيمان بدين الإسلام كله، وعدم الرضا بشيء منه.
وهذه – وان كانت اجلي صورة وأكبرها – ليست الصورة الوحيدة، بل النفاق الأكبر كالكفر الأكبر له صور كثيرة جدا، فكما أن الإنسان قد يكون مؤمنا، ويخرج من الإسلام بكلمة أو فعل، فكذلك قد يكون منافقا النفاق الأكبر بسبب قول أو فعل من أقوال القلب وأعماله، مع اعتقاده بقية الدين وإظهاره للشرائع والشعائر.
والله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه للمنافقين أحوالا متفاوتة في النفاق الأكبر، فمنها الصورة الكاملة – كحال المذكورين أول البقرة:
((ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين * يخدعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون)) الآيات
(البقرة: 8، 9).
أو أول المنافقون:
((إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون)) (المنافقون:1).
ومنها صور دون ذلك، كحال المذكورين في سورة القتال (محمد):
((أن الذين ارتدوا علي أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدي الشيطان سول لهم وأملي لهم * ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر)) (محمد: 25، 26).
أو حال المستهزئين بقراء الصحابة يوم تبوك، الذين انزل الله فيهم:
((ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآيته ورسوله كنتم تستهزءون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم أن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة) (التوبة: 65، 66).
فلا شك أن بين من يبطن الكفر بالله واليوم الآخر جملة واحدة – المتضمن تكذيب الرسول وبطلان القران – وبين من يقول للكفار سنطيعكم في بعض الأمر أو يستهزئ بشيء مما عظمه الله فرقا، وان اتحد الحكم عليهما بالردة والكفر، فان بعض الكفر اغلظ من بعض، كما قال الله تعالى:
((إنما النسئ زيادة في الكفر)) (التوبة: 37).
وقال: ((الإعراب اشد كفرا ونفاقا)) (التوبة: 97).
فجعل بعض الكفر والنفاق اشد من بعض.
والمقصود أن نعلم أن الرجل قد يكون في باطنه مؤمنا بالدين في الأصل والجملة، ولكنه يكره شيئا مما انزل الله، أو لا يقر به في قلبه ولا يعتقد الالتزام به، فيكون حكمه حكم الكافر بالدين كله، وذلك كمن يكره بقلبه تحريم الربا، ويري ذلك مخالفا للمصلحة وغير مستقيم مع العقل إذا كان الطرفان متراضيين عليه، ونحو ذلك.
ومن يكره ما انزل الله بشان الحجاب وستر النساء عن الاختلاط بالرجال، ويراه نوعا من الظلم والامتهان للمرأة، أو يراه عائقا عن التنمية مخالفا لمصلحة المجتمع.
أو من يعتقد أن أحكام الجهاد ومقاتلة الكفار وسبي نسائهم وغنم أموالهم لا يليق بكرامة الإنسان وحريته، ولا يتناسب مع المساواة الإنسانية.
ومن يكره أن يقول أو يعتقد أن هؤلاء الكفار العصريين، أو أصحاب الحضارات المنقرضة – ومنهم الحكماء والأدباء والمخترعون – يحاسبهم الله يوم القيامة ويعذبهم بالنار، ولا يقبل منهم أي عمل أو إحسان.
ومن يعتقد أن من حق اتباع أي دين أن يدعوا إلى دينهم، وان ينشروه في كل مكان بتفاهم مع دعاة الإسلام، ووئام بين جميع الأديان.
ومن يكره ما انزل الله بشان معاملة الكفار وأحكام العلاقة بهم، ويعتقد أن الأوفق والأصلح هو مداهنتهم ومجاملتهم – بمقتضى الاتفاقات الدبلوماسية، والأعراف الدولية التي ارتضاها العالم المتحضر والأمم المتحدة.
ومن يكره ما شرعه الله من أحكام أهل الذمة، ويرى انه أن الأوان لإلغاء الجزية وتحقيق الاخوة الوطنية.
ومن يكره ما جاء في القران والسنة من أخبار الأمم الكافرة، وذمها وهلاكها بسبب معاصيها، أو يري أن تاريخ الحضارات يجب أن يدرس وفق المنهج الذي يسير عليه المنهج الغربي تحليلا واستنتاجا.
وصور كثيرة مشابهة كلها تفصح عما في قلب صاحبها من نفاق اكبر، وان كان لا يكره بقية الأحكام ومظهرا لشعائر الإسلام.
ـ[أحمد بن الخطاب]ــــــــ[18 - 01 - 10, 04:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرا لنقلكم الماتع
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 06:36 ص]ـ
وانتم جزاكم الله خيرا ونفع الله بنا وبكم
ـ[أبو يوسف المسلم]ــــــــ[18 - 01 - 10, 08:42 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا النقل المبارك، جعله الله في ميزان حسناتكم
المرجو المزيد من العناية في كتابة الآيات القرانية بضبطها الصحيح
عفا الله عنا وعنكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/227)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 03:13 م]ـ
وانتم جزاكم الله خيرا ونفع الله بنا وبكم
واما كتابة الايات فقد نقلتهاكماهي من كتاب الشيخ وفقه الله واستغفر الله من الخطافي كتابتها وهذا تصحيح لها برسم المصحف
إِذَا جَاءَكَ ?لْمُنَـ?فِقُونَ قَالُوا? نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ?للَّهِ وَ?للَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ? وَ?للَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ لَكَـ?ذِبُونَ
سورة التوبة - الجزء 11 - الآية 97 - الصفحة 202
?لْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرا وَنِفَاقا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَموا حُدُودَ ما أَنزَلَ ?للَّهُ عَلَى? رَسُولِهِ وَ?للَّهُ عَلِيمٌ حَكِيم
--------------------------------------------------------------------------------
سورة التوبة - الجزء 10 - الآية 65 - الصفحة 197
وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَب قُلْ أَبِ?للَّهِ وَءَايَـ?تِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ
--------------------------------------------------------------------------------
لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَـ?نِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طائفة مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طائفة بِأَنَّهُمْ كَانُوا? مُجْرِمِينَ
سورة محمد - الجزء 26 - الآية 25 - الصفحة 509
إِنَّ ?لَّذِينَ ?رْتَدُّوا عَلَى أَدْبَـ?رِهِم من بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ?لْهُدَى ? ?لشَّيْطَـ?نُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى? لَهُمْ(61/228)
لتأكد: أشعري يدرس العقيدة في جامعة أم القرى!
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 04:47 ص]ـ
وأتمنى أن أ كون مخطأ ...
اثناء تصفحي لصفحة أعضاء هيئة التدريس في جامعة أم القرى لفت نظري بعض الإنتاج العلمي لأحد مدرسيها , حيث أن بعض تلك الدراسات تدل عناوينها على الإهتمام بنشر التراث الأشعري
ومنها (تحقيق كتاب هداية المريد لجوهرة التوحيد من أوله حتى نهاية المستحيل في صفه تعالي لمؤلفه ابراهيم اللقاني المقوف سنه 1041هـ) , فإن صدق ظني صدق فتلك تعتبر سقطة كبيرة لهذه الجامعة العريقة.
ونتمنى ممن لدي معرفة بالدكتور أن يبين لنا عقيدته وشكرا.
محمد عبدالحافظ حافظ عبده
http://www.uqu.edu.sa/maabdh
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[17 - 01 - 10, 02:10 م]ـ
و عنوان رسالته للدكتوراه (دفاع الشيخ مصطفي صبرى عن الفكر الاشعرى في العصر الحديث)!!
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 03:39 م]ـ
و عنوان رسالته للدكتوراه (دفاع الشيخ مصطفي صبرى عن الفكر الاشعرى في العصر الحديث)!!
الله المستعان!!!
هل من مفيد حول هذا الرجل؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 10:31 م]ـ
.....................
ـ[حامد تميم]ــــــــ[18 - 01 - 10, 05:45 م]ـ
لا أظن أن المسؤولين في جامعة أم القرى يخف عليهم ذلك، وخصوصاً المشايخ الفضلاء الذين في كلية الدعوة وأصول الدين متمثلة بقسم العقيدة، وللعل الدكتور ليس من الدعاة إلى مذهب الأشاعرة، ومما أذكره أن الشيخ ابن باز -رحمه الله- كان يوصي محدث المدينة الشيخ العلامة: عبد المحسن العباد -حفظه الله تعالى- عند إختيار المدرسين للجامعة الإسلامية، اذا اختاروهم وكانوا ينتهجون منهج الأشاعرة أن لا يكونوا دعاة، بل موظفون يؤدون ما وكلوا به من أعمال!
ولعل الله يهدي هذا الشخص إلى منهج السلف الصالح، إنه على ذلك قدير.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 06:43 م]ـ
أخي الكريم المكي بارك الله فيك وجزاك خيرًا ..
نعم في جامعة أم القرى بعض الأساتذة الوافدين الذين هم على العقيدة الأشعرية لكنهم في التدريس لا يعطون إلا ما يتعلق في الفرق والمذاهب، مع التعهد بعدم التصريح بمنهج الأشاعرة في الأبواب الأخرى إلا على سبيل ذكر عقائد الفرق.
هذا ما أخبرني به أحد الأساتذة الذين كانوع يعملون في جامعة أم القرى.
وهذا ظاهر في بعض الأسماء التي مرت على الجامعة خذ على سبيل المثال: د. سليمان دنيا جاء أشعريا منطقيًا وعاد إلى بلده سلفيا خالصًا.
لكن أفدتني فائدة أيضًا بأن أحد شروح اللقاني لجوهرته محقق بعضه، حيث إن شروح المؤلف كلها لا تزال مخطوطة.
بارك الله فيك ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 06:57 م]ـ
ولا أرى هذا في الجملة = هدياً حسناً ..
وأرى الاستفادة من هؤلاء العلماء في مراحل الدراسات العليا فقط ..
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[20 - 01 - 10, 10:55 ص]ـ
الأخوين الفاضلين حامد تميم وابو إبراهيم الحائلي القول كما قال الأخ أبو فهر وأنه ليس من الهدي الحسن , فياليت شعري عندما يصل في الحديث عن الأشاعرة والماتريدية ماذا سيقول!
هل سيقول أنهم على ضلالة أم ...
لكن أفدتني فائدة أيضًا بأن أحد شروح اللقاني لجوهرته محقق بعضه، حيث إن شروح المؤلف كلها لا تزال مخطوطة.
بارك الله فيك ..
وأنت أيضا افتني بهذه ...
QUOTE= أبو إبراهيم الحائلي;1214922]
وهذا ظاهر في بعض الأسماء التي مرت على الجامعة خذ على سبيل المثال: د. سليمان دنيا جاء أشعريا منطقيًا وعاد إلى بلده سلفيا خالصًا.
.. [/ QUOTE]
فكنت أظن أنه مات على أشعريته , هل كتب الشيخ سليمان شيئ عن رجوعه إلى السلفية؟؟(61/229)
انْظر ماذا صَنَع الرافضةُ في كرتون التُّفَّاح!!
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 09:17 ص]ـ
صحيفة عاجل الألكترونية
http://burnews.com/news.php?action=show&id=12157
فيما كانت أجواء نزهة برية قام بها مجموعة من الشباب بمنطقة القصيم تعيش لحظاتها الرائعة مع الأجواء الباردة والشمس الدافئة عكَّر وجودُ قصاصاتٍ تحمل الشتم والسب لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم داخل كرتون تفاح كانوا يستعدون لتقديمة بعد وجبة غداء دسمة عكر أجواء النزهة وساد الجميع علامات الاستنكار والدهشة لهذا الفعل الدنيء والذي تجاوز حدود المعقول .. !!
كرتون التفاح والذي تصدره دولة إيران للسعودية ويحمل اسم (جولدن) كان يحمل بين الطبقتين داخل الكرتون قصاصات مكتوب عليها (اللهم العن أبا سفيان ومعاوية) وغيرها من العبارات الحاقدة على الصحابة والغريب أن تلك القصاصات مرت بسلام أمام منافذ الجمارك السعودية الايرانية دون تمحيص .. !!
جدير بالذكر أن مثل تلك الافعال تأتي في سياق محاولات فاشلة لتصعيد أي أحداث مع المجتمع السعودي الذي لازال يرمي وراء ظهره باستنكار مثل تلك الأساليب المعروفة أهدافها .. !!
وتلك الصور
http://www.burnews.com/infimages/myuppic/4b51a293ba917.jpg
http://www.burnews.com/infimages/myuppic/4b51a293c58dc.jpg
http://www.burnews.com/infimages/myuppic/4b51a2ce3204c.jpg
ـ[أبوعبد الله عادل المغربي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 09:22 ص]ـ
وكل من يقدح في معاويه ******* فهو كلب من كلاب عاويه
ـ[نظير صباح الحيالي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 09:53 ص]ـ
عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه).
رواه البخاري (3470) ومسلم (2540) واللفظ له.
إن الروافضَ شر من وطيء الحصى ... من كل انسٍ ناطقٍ اوجانِ
لعنوا كما بغضوا صحابة احمدٍ ... وودادهم فرض على الانسانِ(61/230)
المسح على الجورب هل يعتبر من العقيدة
ـ[نظير صباح الحيالي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 10:02 ص]ـ
اخوتي الاعزاء: هل المسح على الجورب يعتبر من اعتقاد اهل السنة والجماعة؟ وماهي الكتب التي ذكرت هذه المسألة؟
ارجوا الاجابة بارك الله فيكم.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 11:49 ص]ـ
ذكرت كثير من كتب الاعتقاد المسح على الجوربين وأنه من ميزات أهل السنة من ذلك: شرح السنة للبربهاري ونونية القحطاني وكثير من العقائد التي كتبها أحمد لأصحابه .....
وفي المسح مخالفة صارخة للرافضة هذا من جهة!
فإن قيل: ولم نصول على الجمعة والجماعة ونحوها وأشياء لا تميز أهل السنة عن المرجئة مثلا ونحوهم ....
قيل: وجه العلماء ذلك بوجهين:
الأول: أن كل حكم في الدين لنا فيه عقيدة ..... فالمسح على الجوارب حكمه الجواز .... إلخ فنعتقد جوازه ...
الثاني: أن هذا من الدين والتفريق بين العلميات (الاعتقادات) والعمليات (الفروع الفقهية) محدث فلا إشكال!
.....................
والله أعلم ....
ـ[أبو معاذ الأنصاري]ــــــــ[17 - 01 - 10, 01:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أهل السنة والجماعة إنما يذكرون مسألة المسح على (الجوربين) أو الخفين .. في كتاب العقائد لأن الكثير من أهل البدع شنعوا على من يقول بالمسح! كالروافض قبحهم الله ..
قال ابن أبي العز شارحا كلام الطحاوي: (ونرى المسح على الخفين في السفر والحضر كما جاء في الأثر)، وقال: (تواترت السنة عن رسول الله بالمسح على الخفين وبغسل الرجلين، والرافضة تخالف هذه السنة المتواترة. . والكلام عليها في كتب الفروع) [شرح العقيدة الطحاوية ص (437، 439)]
وقال عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جبرين في شرحه على الطحاوية
مجمل القول في مسألتي المسح على الخفين وغسل القدمين
وكذلك مرت بنا مسألة فرعية، وذكرنا أنها أدخلت في الأصول لأجل أن الخلاف فيها مع المخالفين في الأصول، وهي مسألة المسح على الخفين، وذلك لأن الرافضة أنكروا المسح على الخفين، وصاروا يمسحون على القدمين مكشوفتين، فتركوا سنة وارتكبوا بدعة.
ولما كانوا مخالفين في العقيدة، مخالفين في محبة الصحابة رضي الله عنهم بل يبغضونهم! وبينما يغلون في بعض الصحابة ويعبدونهم، فقد ترتب على ذلك المخالفة في المسح على الخفين، فذكرت في العقائد.
والرافضة كانوا مخالفين لنا في هذه السنة التي هي جواز المسح على الخفين، فكانوا لا يرون ذلك ولا يعتقدونه، وأضافوا إلى ذلك بدعة، وهي أنهم يمسحون على القدمين المكشوفتين! فهم لا يقبلون السنة، ولا يعملون بالأحاديث الصحيحة التي في البخاري و مسلم، بل لا يعترفون بـ البخاري و مسلم، ولا بأكثر الأسانيد التي ذكرت في هذه الكتب.
فلما كان الأمر كذلك لم يقبلوا هذه السنة، مع أنها سنة مأثورة متواترة راوها عن النبي صلى الله عليه وسلم جمع غفير، ورواها عن الصحابة أكثر وأكثر، واشتهرت في عهد التابعين وأتباع التابعين، وعمل بها أهل السنة في كل الأمصار وفي كل البلاد، وعلى اختلاف الطبقات، وانفردت الرافضة بأن أنكرت هذه السنة رغم شهرتها، فلأجل ذلك صار الذين ينكرونها محل سوء ظن، وكما أن ابن المبارك يقول: إن الرجل ليسألني عن حكم المسح على الخفين فأسيء به الظن، يعني: أتهمه بأنه على مذهب الرافضة، وهذا هو المعمول به: أنه لاينكرها إلا هؤلاء الرافضة، فلا التفات إليهم.
والله أعلم
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[17 - 01 - 10, 02:18 م]ـ
ذكرت كثير من كتب الاعتقاد المسح على الجوربين وأنه من ميزات أهل السنة.
هلا ذكرت لنا شيئا من هذا الكثير الذي تذكره
من ذلك: شرح السنة للبربهاري ونونية القحطاني وكثير من العقائد التي كتبها أحمد لأصحابه
لم يأت في شرح السنة للبربهاري شيئا عن المسح عن الجوربين
وفي نونية القحطاني ذكر مسح الخفين لا الجوربين
قال
فإذا استوت رجلاك في خفيهما ... وهما من الأحداث طاهرتان
وأردت تجديد الطهارة محدثا ... فتمامها أن يمسح الخفان
السلام عليكم ورحمة الله
أهل السنة والجماعة إنما يذكرون مسألة المسح على (الجوربين) أو الخفين .. في كتاب العقائد لأن الكثير من أهل البدع شنعوا على من يقول بالمسح! كالروافض قبحهم الله ..
قال ابن أبي العز شارحا كلام الطحاوي: (ونرى المسح على الخفين في السفر والحضر كما جاء في الأثر)، وقال: (تواترت السنة عن رسول الله بالمسح على الخفين وبغسل الرجلين، والرافضة تخالف هذه السنة المتواترة. . والكلام عليها في كتب الفروع) [شرح العقيدة الطحاوية ص (437، 439)]
يا أهل الخير الأخ يسأل عن المسح على الجوربين
وأنتم تنقلون كلام أهل اعلم عن الخفين ألا تفرقون بينهما
بالنسبة للمسح على الخفين فليس فيهما خلاف ولم يخالف فيه سوى الشيعة
أما الجوربين فالمسألة تختلف
يقول الشيخ الشنقيطي في شرح زاد المستقنع للشنقيطي - (14/ 9)
الخلاف في مشروعية المسح على الجورب
أما المسألة الأولى: وهي هل يُمسح على الجورب كما يُمسح على الخف؟ ففيها قولان مشهوران: القول الأول: يُمسح على الجورب كما يُمسح على الخف، وبه قال الإمام أحمد وأهل الحديث.
القول الثاني: أنه لا يُمسح على الجورب، وهو مذهب الجمهور.
فالذين قالوا بمشروعية المسح على الجورب احتجوا بحديثٍ رواه الترمذي و أحمد: (أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الجوربين).
والذين قالوا بعدم جواز المسح على الجوربين، وأنه لا يُمسح إلا على الخفاف التي هي من الجلد، احتجوا بأن الأصل: الغَسل أو المسح على الخفين، وأما الجوارب فقالوا: أولاً: لم تصح أحاديثها كأحاديث الخفين.
ثانياً: أنه يحتمل أن قول الصحابي: (على الجوربين) المراد به: الخفاف التي ورد ذكرها في الأحاديث الصحيحة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/231)
ـ[أبو معاذ الأنصاري]ــــــــ[17 - 01 - 10, 04:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
يا أهل الخير الأخ يسأل عن المسح على الجوربين
وأنتم تنقلون كلام أهل اعلم عن الخفين ألا تفرقون بينهما
هلا ذكرت لنا الفرق بينهما ...
وجزاك الله الجنة ..
وللعلم فإن الروافض لا يقولون بالمسح على الجوربين ولا الخفين .. ولهذا تراهم يقولون حتى لو كانت الرجل مكشوفة لا تغسل، بل يمسح ظاهر رجليه فقط ....
وقد لا حظت الفرق الذي تتحدث عنه لذا كتبت (الجوربين أو الخفين) فراجعها .. في مشاركتي ..
وقد قال الشيخ الراجحي في شرحه وتعليقه على الطحاوية:
لماذا أدخل المسح على الخفين في كتب العقائد، وباب العقائد .. المسح على الخفين مسألة فرعية في كتب الفقه، ولكن العلماء أدخلوا المسح على الخفين في كتب العقائد؛ للرد على بعض أهل البدع، الذين لا يرون المسح على الخفين، فصار عقيدة من عقائد أهل السنة يخالفون فيها أهل البدع؛ ولذلك قال: ونرى، ونرى يعني: ونعتقد.
قال المصنف -الطحاوي-: ونرى يعني: ونعتقد هذه عقيدة أهل السنة، ونرى يعني: ونعتقد المسح على الخفين في السفر والحضر، أراد المصنف بهذا الرد على بعض المبتدعة، وهم والرافضة الذين لا يرون المسح على الخفين لا في السفر، ولا في الحضر، وهذه المسألة الخلاف فيها قوي بين أهل السنة والرافضة، فأهل السنة يرون وجوب غسل الرجلين في الوضوء إذا كانتا مكشوفتين، ويرون المسح على الخفين إذا كانتا مستورتين بالخف، أو بالجورب بالشروط إذا لبسهما على طهارة.
والرافضة لا يرون غسل الرجلين المكشوفتين، ولا يرون المسح على الخفين المستورتين بالخف، بل الرافضة يوجبون مسح ظهور القدمين إذا كانت الرجلان مكشوفتين، قالوا يمسحان كما تمسح الرأس، يمسح على ظهر الرجل، وإذا كان فيهما خف وجب نزع الخف وخلعه وخلع الجورب، ومسح ظهور القدمين.
فإذن الرافضة ينكرون غسل الرجلين المكشوفتين، وينكرون المسح على الخفين؛ فلهذا جعل أهل السنة من عقيدتهم عقيدة المسح على الخفين، فإذا عقيدة أهل السنة غسل الرجلين المكشوفتين، ومسح الخفين المستورتين بالجوربين، أو بخفين إذا لبسهما على طهارة، وكان الخف، أو الجورب ساترا للمفروض. واضح هذا؟.,,,,,,,,,,,,,,,,,,,الخ.
ونفعنا الله بعلمك أخي العزيز
اللهم آمين
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[17 - 01 - 10, 05:42 م]ـ
أبو معاذ الأنصاري حفظه الله
أخي الكريم
جزاك الله خيرا على حرصك على البيان وأسأل الله أن يزيدك تمسكا بالحق
أخي الكريم
الحق أحق أن يتبع
سقت لك كلام الشنقيطي في بيان اختلاف الفقهاء في مسألة المسح على الجوارب
ولو أردت لسقت لك أكثر ولكن ليس المقام مقام بسط ذلك وإنما هي إشارة
أخي الكريم أظنك إن شاء الله وقافا عند الحق
لم يقل أحد أن مسألة المسح على الجوربين من مسائل الاعتقاد
ولو حاولت أن تأتي بقول واحد عن إمام فلن تجد إلى ذلك سبيلا
وأنا قرأت كلام الشيخ عبد العزيز الراجحي في شرح الطحاوية
والشيخ يتكلم عن خلاف الرافضة في مسألة المسح وجرى ذكر الجوربين تبعا لا أصالة
هذا أخي الكريم عذر الشيخ في ذلك
ولو سئل هل من خالف في المسح على الجوربين يعد مخالفا لأهل السنة
فلا إخاله أبدا يقول بذلك
واعلم أن الكلام في دين الله شديد فانظر ما أنت مسئؤل عنه بين يدي ربك غدا
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله
ـ[حبيب الله بن محمد المصطفى]ــــــــ[17 - 01 - 10, 06:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
يوجد كتاب مطبوع باسم:" المسح الجوربين ".
أو قريبا من ذلك، وهي رسالة طيبة جدا حققها الألباني - رحمة الله عليهما
وقد ذكر العلامة ابن عثيمين - رحمه الله -
كلاما مجملا في هذا الباب صدره بقاعدة مفادها: أن ما أطلقته الشريعة لا يجوز لأحد أن يقيده إلا بدليل.
ففي التقييد تضييق على الناس بلا دليل.
فمثلا وردت السنة بتقييد كون المسح ثلاثة أيام بلياليهن للمسافر ويوما وليلة للمقيم
ووردت باشتراط الطهارة (تلبسهما على طهارة)
....
لكن لم يرد في السنة ما يذكره الفقهاء من اشتراط كونه جلدا، فهذا تضييق على الناس بغير دليل.
وفي بعض مواقع الساحات رسالة بخط يد الشيخ العثيمين وهي موجزة لكنها مفيدة غاية
وبالله التوفيق
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 03:45 ص]ـ
العبرة ليست بمخالفة الفرق في المسألة فللكرامية مخالفات فروعية كثيرة لا توجد في كتب الاعتقاد السلفية إنما العبرة ما ذكرته في الوجه الثاني من كلامي .....
والتفريق بين الخفين والجوربين غير مقصود بذاته في كتب الاعتقاد فهل هناك فرقة أجازت المسح على الخفين ورفضت الجوربين مثلا .....
ـ[أبوالمنذر القحطاني]ــــــــ[18 - 01 - 10, 04:15 ص]ـ
قال الشيخ عبدالرحمن المحمود حفظه الله في هذه المسألة: سبب ذكر المسح في كتب العقائد مع أنه من مسائل الفروع لأن الرافضة أنكروا ذلك مع أنه متواتر .... وضلال الرافضة من وجهين: 1) إنكار المسح على الخفين
2) مسح الرجلين في الوضوء ولايغسلون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/232)
ـ[أبو معاذ الأنصاري]ــــــــ[18 - 01 - 10, 09:22 ص]ـ
أبو معاذ الأنصاري حفظه الله
أخي الكريم
جزاك الله خيرا على حرصك على البيان وأسأل الله أن يزيدك تمسكا بالحق
أخي الكريم
الحق أحق أن يتبع
سقت لك كلام الشنقيطي في بيان اختلاف الفقهاء في مسألة المسح على الجوارب
ولو أردت لسقت لك أكثر ولكن ليس المقام مقام بسط ذلك وإنما هي إشارة
أخي الكريم أظنك إن شاء الله وقافا عند الحق
لم يقل أحد أن مسألة المسح على الجوربين من مسائل الاعتقاد
ولو حاولت أن تأتي بقول واحد عن إمام فلن تجد إلى ذلك سبيلا
وأنا قرأت كلام الشيخ عبد العزيز الراجحي في شرح الطحاوية
والشيخ يتكلم عن خلاف الرافضة في مسألة المسح وجرى ذكر الجوربين تبعا لا أصالة
هذا أخي الكريم عذر الشيخ في ذلك
ولو سئل هل من خالف في المسح على الجوربين يعد مخالفا لأهل السنة
فلا إخاله أبدا يقول بذلك
واعلم أن الكلام في دين الله شديد فانظر ما أنت مسئؤل عنه بين يدي ربك غدا
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله
أخي في الله، أسأل الله أن يجعلني كما تظن، وكلنا بلا ريب يريد الحق ويبحث عنه، ولم أطلب منك سوى أن تذكر الفرق بينهما، لنطلع عليه خاصة وقد جاء في: جامع العلوم في اصطلاحات الفنون للقاضي عبد رب النبي الأحمد نكري ج1/ 287 ما نصه: (الجورب: نوع من الخف يكون من الغزل والشعر والجلد الرقيق. ولا يجوز المسح عليه إلا إذا كان مجلدا وهو الذي وضع الجلد على أعلاه وأسفله أو منعلا وهو الذي وضع الجلد على أسفله كالنعل.) أ- هـ (- ولست هنا في معرض جواز المسح أو عدمه .. بل في معرض الحديث عن الفرق بينهما!!
- ثم لو كان بينهما فرق فهل يؤثر ذلك في الشريعة؟! المقصود أن الراوفض – قبحهم الله - لا يقولون بالغسل أبدا .. وقد أشار إلى ذلك القحطاني في مشاركته السابقة ...
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[18 - 01 - 10, 12:27 م]ـ
أخي أبو معاذ
وأنت جزاك الله خيرا
فالفرق بين الخف والجورب ظاهر
واعلم أن جوارب القوم لم تكن كجوارب اليوم
كما قال الإمام أحمد إنما مسح القوم على الجوربين لأنه كان عندهم بمنزلة الخفين
وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية
أن الفرق بينهما كون هذا من جلد وهذا من صوف
وكما قال أنس بن مالك صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل أتمسح على الجوربين فقال وهل هما إلا خفان غير أنهما من صوف
وهكذا عند كثير من الأئمة أجازوا المسح على الجوارب لأنها كانت كالخفاف
وأما جوارب اليوم وهي التي تسمى الشراريب
فلم يجز المسح عليها واحد من الأئمة الأربعة أو غيرهم من أهل العلم قديما
وإنما أجاز المسح عليها بعض المشايخ اليوم
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[18 - 01 - 10, 12:34 م]ـ
العبرة ليست بمخالفة الفرق في المسألة فللكرامية مخالفات فروعية كثيرة لا توجد في كتب الاعتقاد السلفية إنما العبرة ما ذكرته في الوجه الثاني من كلامي .....
والتفريق بين الخفين والجوربين غير مقصود بذاته في كتب الاعتقاد فهل هناك فرقة أجازت المسح على الخفين ورفضت الجوربين مثلا .....
الأخ الكريم أبو قتادة حفظه الله
يا أخي أراك تبتعد عن أصل الموضوع وتتشعب بك المسألة
والمقصود واضح جلي
وأنا أقول نعم يا أخي خلافنا مع الرافضة في المسح مطلقا أحسنت وبارك الله فيك
لكن الخلاف في مسألة المسح على الجوربين ليس خلافا عقديا
بمعنى أنا لا نقول أنه لم ينكر مسح الجوربين إلا الرافضة
لا يا أخي الخلاف في ذلك قديم جدا بين الفقهاء
وقد أوردت لك كلام الشنقيطي
وخلاف الأئمة الأربعة في مسألة المسح على الجوربين لا ينكره من له أدنى نظر في كتبهم
هذا ما أردت أن يصل إليك
ـ[أبو معاذ الأنصاري]ــــــــ[18 - 01 - 10, 01:59 م]ـ
أخي أبو معاذ
وأنت جزاك الله خيرا
فالفرق بين الخف والجورب ظاهر
واعلم أن جوارب القوم لم تكن كجوارب اليوم
كما قال الإمام أحمد إنما مسح القوم على الجوربين لأنه كان عندهم بمنزلة الخفين
وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية
أخي الفاضل رزقني الله وإياك التقوى والعمل الصالح
أين الدليل على التفريق بينهما وهل لذلك أثر على الشريعة؟
والفرق بين جوارب القوم وجوارب اليوم معروف فما نستخدمه اليوم ليس جوربا ..
وقولك: أن الفرق بينهما كون هذا من جلد وهذا من صوف
فقد قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى وأرجوا أن تراجعها 1/ 418
وهذا الحديث إذا لم يثبت فالقياس يقتضي ذلك فإن الفرق بين الجوربين والنعلين إنما هو كون هذا من صوف وهذا من جلود ومعلوم أن مثل هذا الفرق غير مؤثر في الشريعة فلا فرق بين أن يكون جلودا أو قطنا أو كتانا أو صوفا كما لم يفرق بين سواد اللباس في الإحرام وبياضه ومحضوره ومباحه وغايته أن الجلد أبقى من الصوف فهذا لا تأثير له كما لا تأثير لكون الجلد قويا بل يحوز المسح على ما يبقى وما لا يبقى
وأيضا فمن المعلوم أن الحاجة إلى المسح على هذا كالحاجة إلى المسح على هذا سواء ومع التساوي في الحكمة والحاجة يكون التفريق بينهما تفريقا بين المتماثلين وهذا خلاف العدل ....
:::::::
فهو كما ترى يفرق بين الجورب والنعل، لا بين الجورب والخف .. ثم تأمل باقي فتواه تجد ما قلناه، من أن هذا التفريق حتى لو كان موجودا فإنه غير مؤثر بالمرة فوجوده كعدمه سواء .. ! وتأمل بيانه في قوله: التفريق بينهما تفريقا بين المتماثلين ... !!
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/233)
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[18 - 01 - 10, 02:22 م]ـ
والفرق بين جوارب القوم وجوارب اليوم معروف فما نستخدمه اليوم ليس جوربا ..
أخي الحبيب بقولك هذا فنحن إن شاء الله متفقون
أنا أقول بالفرق بين جوارب الصحابة وجوارب اليوم
لا بين خفاف القوم وجواربهم فقد كانت جواربهم كالخفاف
أحسن الله إليك
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 02:23 م]ـ
هلا ذكرت لنا شيئا من هذا الكثير الذي تذكره
لم يأت في شرح السنة للبربهاري شيئا عن المسح عن الجوربين
وفي نونية القحطاني ذكر مسح الخفين لا الجوربين
قال
فإذا استوت رجلاك في خفيهما ... وهما من الأحداث طاهرتان
وأردت تجديد الطهارة محدثا ... فتمامها أن يمسح الخفان
.
يا أخي المسألة المقصودة هي المسح على الخفين لأن المسح على الجوربين لم يأت في كتاب في اعتقاد السلف!
أما عن شرح السنةللبربهاري فقد جاء فيه الكلام عن المسح على الخفين، قال البربهاري ص30:" والرجم حق والمسح على الخفين سنة"انتهى من طبعة القحطاني ....
وكذا جاء في شرح مذاهب أهل السنة لابن شاهين وكذلك شرح أصول الاعتقاد لللالكائي وكذلك الإبانة للأشعري وقطف الثمر للقنوجي وكذلك عقيدة الطحاوي .....
وحجتهم في نقل الفروع في كتب الاعتقاد هو كونه صار شعارًا لأهل البدعة مخالفته، لا مجرد مخالفة أهل البدعة فيه!!!
ولذا نقل سفيان الثوري في عقيدته ترك الجهر بالسملة لانه صار شعارًا للرافضة ... كذا نقل ابن تيمية في النمهاج ..
ـ[أبو معاذ الأنصاري]ــــــــ[18 - 01 - 10, 03:15 م]ـ
أخي الحبيب بقولك هذا فنحن إن شاء الله متفقون
أنا أقول بالفرق بين جوارب الصحابة وجوارب اليوم
لا بين خفاف القوم وجواربهم فقد كانت جواربهم كالخفاف
أحسن الله إليك
جزاك الله خيرا يا أخي
نعم نتفق على ذلك، ولكن هلا أخبرتنا عن جوارب اليوم ومخالفتها لجوارب القوم ..
ثم لأجل ذلك ترانا أجبنا على السائل بما ذكره أئمتنا من المسح على الخفين (أو الجوربين) ولماذا وضعها – أي المسألة - الأئمة في كتب العقيدة .. ..
فلا لوم على السائل، ولا لوم على المجيب، لأن الجواب جاء عن الجورب الذي هو نوع من الخف وقد ذكرت لك أن التفريق بينهما تفريقا بين المتماثلين ....
ولكن يبقى في عهدتك أن تبين لنا الفرق بين جوارب الصحابة وجوارب اليوم؟
ونفعني الله وإياك
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[18 - 01 - 10, 04:20 م]ـ
ولكن يبقى في عهدتك أن تبين لنا الفرق بين جوارب الصحابة وجوارب اليوم]
أخي أبو معاذ الفرق بين جوارب الصحابة وجوارب اليوم فرق ظاهر جدا
فكما قدمنا كانت جوارب الصحابة كالخفاف لا فرق بينهما يمشى فيها وتتخذ كالخفاف
أما جوارب اليوم فهي المسماة بالشراريب
ولا يخفى ما بينهما أصلحك الله
ـ[أبو معاذ الأنصاري]ــــــــ[21 - 01 - 10, 01:32 م]ـ
إذن تبقى العهدة في عنق السائل أن يبين لنا مقصوده ..
هل يقصد الجوار التي هي كالخفاف ... أم الشراريب؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[نظير صباح الحيالي]ــــــــ[10 - 02 - 10, 02:32 م]ـ
جزاكم الله جيراً على هذه الاجابات الشافية الكافية واسأل الله ان يجعل جميع ما كُتِب في ميزان حسنات كاتبه وبارك الله فيكم اجمعين.
ـ[أبو عبد الله الباعمراني]ــــــــ[12 - 02 - 10, 04:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
وجه إدراج العلماء للمسح على الخفين في العقائد كون المبتدعة لا يرون المسح إطلاقا، ومن ذلك أن أبا ذر الغفاري رضي الله عنه لما وقع بينه وبين معاوية رضي الله عنه ما وقع، واستقدمه عثمان رضي الله عنه عرى رأسه وقال: يا أمير المؤمنين إن رأسي ليس محلوقا، يقصد أنه ليس من الخوارج، لأن الخوارج سيماهم التحليق كما جاء في الحديث، فتركوا الحلق مع كونه مباحا لكونه صار من شعار المبتدعة.
وأما المسح على الجوارب فاشترط له الجمهور إمكان مواصلة السير و المشي فيه، أي لا يرون المسح على الصفيق منه التي يسميها المعاصرون بالشراريب، وكأنهم عللوا المسح بالمشقة التي تحصل عند نزعه ولبسه، عكس الحورب الصفيق. وأما القائلون بجواز المسح فنظروا إلى عموم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين» فالمقصود المسح على حائل لبس على طهارة. والله تعالى أعلى وأعلم.(61/234)
هكذا قالوا عن الوهابية
ـ[همام النجدي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 11:16 م]ـ
إلى من لا يعرف الوهابين سأنقل له مايقوله أعدائهم الذين عرفوا حقيقتهم:
حقيقة الوهابية
هكذا قالوا عن الوهابية:
جاء في (دائرة المعارف البريطانيه):
الحركة الوهابية اسم لحركة التطهير في الاسلام والوهابيون يتبعون تعاليم الرسول وحده ويهملون كل ماسواها وأعداء الوهابية هم اعداء الاسلام الصحيح
وقال المستشرق الأسباني (ارمانو):
ان كل ما ألصق بالوهابية من سفاسف وأكاذيب لا صحة له على الإطلاق فالوهابيون قوم يريدون الرجوع بالاسلام الى عصرصحابة محمد صلى الله عليه وسلم
وقال المستشرق (جولدتسيهر) في كتابه (العقيدة والشريعه):
إذا أردنا البحث في علاقة الإسلام السني بالحركة الوهابية نجد انه مما يسترعي انتباهنا خاصة من وجهة النظر الخاصة بالتاريخ الديني الحقيقة الاتيه: يجب على كل من ينصب نفسه للحكم على الحوادث الإسلامية أن يعتبر الوهابيين أنصارا للديانة الإسلامية على الصورة التي وضعها النبي وأصحابه فغاية الوهابية هي اعادة الاسلام كما كان.
قال (برناردلويس) في كتابه (العرب والتاريخ):
وباسم الاسلام الخالي من الشوائب الذي ساد في القرن الاول نادى محمد بن عبد الوهاب بالابتعاد عن جميع ماأضيف للعقيدة والعبادات من زيادات باعتبارها بدعا خرافية ردة عن الاسلام الصحيح. اهـ
وقال المستشرق الانجليزي (جب) في كتابه (الاتجاهات المدنية في الاسلام):
اما مجال الفكر: فإن الوهابية بما قامت به من الفتن ضد التدخلات العدوانية وضد الاصول القائلة بوجدة الوجود التي تريد تدنيس التوحيد في الاسلام فقد كانت عاملا مفيدا للخلاص الابدي وحركة تجديد اخذة تنجح في العالم الاسلامي شيئأ فشيئا.اهـ
وقال بوك هارت:
(وما الوهابية ان شئنا ان نصفها الا الاإسلام في طهارته الأولى) وقال: (لكي نصف الدين الوهابي فإن ذالك يعني وصف العقيدة الاسلامية ولذا فإن علماء القاهرة اعلنو انهم لم يجدو اي هرطقة ـ اي بدعة او خروجا عن الدين ـ في الوهابية)
قال المؤرخ الفرنسي الشهير (سيديو) مامعناه ـ بعد الترجمه ـ:
(إن انكلترا وفرنسا حين علمتا بقيام محمد بن عبد الوهاب وبن سعود وبانضمام جميع العرب اليهما لأن قيامهما كان لإحياء كلمة الدين خافتا أن ينتبه المسلمون فينضمو اليهما وتذهب عنهم غفلتهم ويعود الاسلام كما كان في ايام عمر ـ رضي الله عنه ـ فيترتب على ذلك حروب دينية وفتوحات اسلامية نرجع اوروبامنها في خسران عظيم فحرضتا الدولة العلية على حربهم وهي فوضت ذلك الى محمد علي باشا) اهـ
ـ[أبو سليمان الأسعدي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 08:38 ص]ـ
بارك الله فيك وغفر لك ..
نصوص مهمة ..
ـ[أبو معاذ الأنصاري]ــــــــ[18 - 01 - 10, 10:06 ص]ـ
بارك الله فيك ونفعنا بما خط قلمك
آمين
ومليحة شهدت لها ضراتها ...... والفضل ما شهدت به الأعداء
جزاكم الله خيرا(61/235)
نظرات نقدية في فلسفة يعقوب بن إسحاق الكندي (فيلسوف العرب!)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 04:07 ص]ـ
الكِنْدِي فَيْلَسُوفُ العَرَبِ
(نظرات نقدية في ترجمته وفلسفته)
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فهذه كلمات مختصرة ألفتها في بيان معتقد الفيلسوف الشهير يعقوب بن إسحاق الكندي الذي يلقبه المستشرقون ومتفلسفة العرب بفيلسوف العرب معتمدًا في ذلك على رسائله وكتبه أولًا، وكلام أهل الفلسفة عنه ثانيًا، ومن نقده ونظر في كلامه نظرة النقد ثالثًا، والله أعلم وهو حسبي وعليه أتوكل.
سعى كثير من المستشرقين إلى نفي قول القائلين بأن الكندي عربي وظنوا أنهم بذلك يحطون على العرب لجهلهم بالفلسفة وفنون اليونان الحكمية!، وقد دافع عن العرب غير واحد من المفكرين الجاهلين بحقيقة الإسلام والظانين ظن السوء بدين الرسول وشريعة القرآن فقالوا: إن الفلسفة ناسبت وضع اليونان فحذقوها، ولم تناسب العرب لطبيعة حياتهم وطوارق معيشتهم .... إلخ
الحاصل أنهم نسبوا الكندي إلى النصرانية [من أولئك لويس شيخو المتعصب النصراني] فاعترض عليهم [ومن أولئك المعترضين عليه خليله في الديانة أنستاس الكرملي في مجلة لغة الرعب 5/ 302] بأن والده إسحاق بن الصباح (ت:193) كان أميرًا على الكوفة للمهدي والرشيد وما كان للمهدي خاصة أن يولي على الكوفة نصرانيًا بل لم تكن من عادته ولا عادة خلفاء الإسلام في تلك العصر تولية النصارى أصلًا، وكذلك يقال: إن جد الكندي هذا هو الأشعث بن قيس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وَكَانَ قبل ذَلِكَ ملكاً عَلَى جميع كندة.
وقد أثبت نسبة الكندي إلى الإسلام غير واحد من المحققين هذا من جهة الأصل أما من جهة العاقبة وما عاناه من الشرك والفلسفة فله حكم آخر، ومن أولئك:
أ - محمد بن إسحاق النديم في فهرسته، قال ضمن ترجمة مطولة:" هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن الصباح .... [سياق نسبه] .... فاضل دهره وواحد عصره في معرفة العلوم القديمة بأسرها ويسمى فيلسوف العرب وكتبه في علوم مختلفة". وهذا نسب مسلم بلا شك، وثمت قرينة أخرى هي ترك ابن النديم تلقيبه بالنصراني كما يفعل مع غيره.
ب - القفطي في أخبار الحكماء، قال:" أبو يوسف الكندي المشتهر فِي الملة الإسلامية بالتبحر فِي فنون الحكمة اليونانية والفارسية والهندية متخصص بأحكام النجوم وأحكام سائر العلوم فيلسوف العرب وأحد أبناء ملوكها وكان أبو إسحاق بن الصباح أميراً عَلَى الكوفة للمهدي والرشيد وَكَانَ جده الأشعث بن قيس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم".
ت - ابن أبي أصيبعة في طبقات الأطباء، نقل عن سليمان بن حسان قوله:" إن يعقوب بن إسحاق الكندي شريف الأصل بصري - كان جده ولي الولايات لبني هاشم - ونزل البصرة وضيعته هنالك، وانتقل إلى بغداد وهناك تأدب، وكان عالماً بالطب، والفلسفة، وعلم الحساب، والمنطق، وتأليف اللحون، والهندسة، وطبائع الأعداد، وعلم النجوم، ولم يكن في الإسلام فيلسوف غيره، احتذى في تواليفه حذو أرسطوطاليس، وله تواليف كثيرة في فنون من العلم، وخدم الملوك فباشرهم بالأدب، وترجم من كتب الفلسفة الكثير، وأوضح منها المشكل، ولخص المستصعب، وبسط العويص".
ونقل عن أبي معشر البلخي قوله:" حذاق الترجمة في الإسلام أربعة حنين بن إسحاق، ويعقوب بن إسحاق الكندي، وثابت بن قرة الحراني، وعمر بن الفرخان الطبري".
ث - الشهرستاني في الملل والنحل، قال:" الفصل الرابع: المتأخرون من فلاسفة الإسلام مثل يعقوب بن إسحق الكندي وحنين بن إسحاق ويحيى النحوي وأبي الفرج المفسر وأبي سليمان السجزي وأبي سليمان محمد بن معشر المقدسي ... ".
ج - ابن نباتة المصري، قال في سرح العيون شرح رسالة ابن زيدون:" الكندي هو يعقوب بن الصباح المسمى في وقته فيلسوف الإسلام".
ح - شيخ الإسلام ابن تيمية، قال:" وكان يعقوب بن إسحاق الكندي فيلسوف الاسلام في وقته أعنى الفيلسوف الذي في الاسلام وإلا فليس الفلاسفة من المسلمين كما قالوا لبعض أعيان القضاة الذين كانوا في زماننا ابن سينا من فلاسفة الاسلام فقال ليس للإسلام فلاسفة".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/236)
خ - الحافظ الذهبي، قال في سير أعلام النبلاء:" يعقوب بن إسحاق ابن الصباح، الكندي الأشعثي الفيلسوف من ولد الاشعث بن قيس، أمير العرب ... كان يقال له: فيلسوف العرب، وكان متهما في دينه".
هذا من جهة إبطال قول من قال إنه ليس عربيًا مسلمًا في الأصل.
ولم يرجح الأهواني في كتابه كونه سنيًّا أو شيعيًّا وافترض كونه سنيًا ثم اعترض عليه بأن المهدي والرشيد لا يولون على الكوفة شيعيًّا وإسحاق بن الصباح كان واليًا.
والراجح لدي أنه شيعي، قال صاحب فرج المهموم أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الشيعي:" وممن اشتهر بعلم النجوم وقيل إنه من علماء الشيعة الشيخ الفاضل يعقوب بن إسحاق الكندي وصل إلينا من تصانيفه رسالته في علم النجوم خمسة أجزاء".
أما سلسلة نسبه فقد ساقها غير واحد ممن ترجم له ومنهم ابن النديم والقفطي قالا إنه:" أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن الصباح بن عمران بن إسماعيل بن محمد بن الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكبرين الحارث الأصغر بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرقع بن كندة بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كيلان ابن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان".
ومن عجيب ما يورد ها هنا أن الكندي كان يرى أن يونان المنسوب إليه اليونانيون أخو قحطان، أورد ذلك النويري في نهاية الأرب، وقال:" ورد عليه أبو العباس عبد الله بن حمد الناشئ في قصيدته حيث قال:
أبا يوسف إني نظرت فلم أجد ... على الفحص رأياً صح منك ولا عقدا
وصرت حكيماً عند قوم إذا امرؤ ... بالهم جميعاً لم يجد عندهم عهدا
أتقرن إلحاداً بدين محمد ... لقد جئت شيئاً ياأخا كندة إدا
وتخلط قحطاناً بيونان ضلة ... لعمري لقد باعدت بينهما جدا
ولد الكندي بالبصرة سنة 185 على ترجيح بعضهم ظنًا، وبها نشأ وتعلم أشياء من الأدب وعلوم الشرع والكتابة والخط ومياسير العلم، ثم انتقل إلى بغداد فتعلم الطب والفلسفة والهندسة والموسيقى والأدب وتألأيف اللحون، وطبائع الأعداد وحساب الجمل، قال الذهبي:" كان رأسًا في حكمة الاوائل ومنطق اليونان والهيئة والتنجيم والطب وغير ذلك. لا يلحق شأوه في ذلك العلم المتروك، وله باع أطول في الهندسة والموسيقى".
وكان عظيم المنزلة عند المتوكل حتى وشي به فناله بعض الأذى، ثم عظمت منزلته بعد لدى المأمون والمعتصم وابنه أحمد الذي صنف له رسالة في تلقينه فضيلة التفلسف، وسيأتي أنها تعد من أعماله في التوفيق بين الشريعة والفلسفة.
اشتهر بالبخل حتى عرف به، وري عنه من وصيته التي نقلها ابن بختويه:" قول لا، يصرف البلا؛ وقول نعم، يزيل النعم؛ وسماع الغناء برسام حاد، لأن الإنسان يسمع فيطرب وينفق فيسرف فيفتقر فيغتم فيعتل فيموت، والدينار محموم، فإن صرفته مات والدرهم محبوس فإن أخرجته فر؛ والناس سخرة، فخذ شيئهم واحفظ شيئك، ولا تقبل ممن قال اليمين الفاجرة، فإنها تدع الديار بلاقع".
وقال ابن النديم عنه:" كان بخيلًا".
وقال الذهبي:" كان متهما في دينه، بخيلا، ساقط المروءة". قلت: وهذا شأن كل من تعاطى الفلسفة والعلوم المذمومة.
عظم قدره في صناعة الفلسفة لعدة أمور، منها:
الأول: أنه أول من تكلف علمها والبحث في مسائلها، وشرح كتب رجالاتها لا سيما أرسطو، وإن كان يخالفه كثيرًا إما جهلًا بحقيقة قوله لأنه لم تبلغه من كتبه ما بلغ غيره كابن رشد وابن سينا والفارابي وأبي البركات ونحوهم من المتأخرين عنه، وإما لقناعته بما توصل إليه من حقيقة في بحث المسألة المعينة.
ولكن غالب الفلسفة الطبيعية حذا فيها حذو أرسطو، ولذا قال أحمد فؤاد الأهواني:" الفلسفة الطبيعية التي يقررها في بعش رسائله هي الفلسفة التس سادت منذ أرسطو حول عشرين قرنًا من الزمان". [الكندي فيلسوف العرب: ص306].
الأمر الثاني: سعيه في التوفيق بين الشريعة والفلسفة، وتزيينه الفلسفة في أعين الناس.
الأمرالثالث: براعته في المنطق والطب والموسيقى وفروع المعرفة الفلسفية.
الأمر الرابع: أنه فيلسوف العرب، وعروبته أصلية لسانية بخلاف ابن سينا البخاري، أو الفارابي التركي، أوالنصير الطوسي، أو ابن رشد وابن باجه وابن طفيل الأندلسيون!، وسائر الحرانيين ممن اشتهر بالفلسفة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(61/237)
الأمر الخامس: أنه أول من سعى في ترجمة الفلسفة بمعناها دون حرفها بخلاف غيره من النصارى والمجوس الذين لم يحذقوا اللسان العربي ولم يتمرسوا به ولا أجادوا الأدب كالكندي فكانوا يفسرون كتب اليونان تفسيرًا حرفيًا.
ويذكر كثير ممن ترجم له أنه كان معنيًا بالأدب، قال الذهبي:" وله نظم جيد وبلاغة وتلامذة".
ومن نظمه في الشعر:
وفي أربع مني حلت منك أربع ... فما أنا أدري أيها هاج لي كربي
أوجهك في عيني أم الطعم في فمي ... أم النطق في سمعي أم الحب في قلبي
قال ابن قتيبة:" واللّه لقد قسمها تقسيماً فلسفياً".
وقال الشيخ أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري اللغوي في كتاب الحكم والأمثال أنشدني أحمد بن جعفر، قال أنشدني أحمد بن الطيب السرخسي، قال أنشدني يعقوب بن إسحاق الكندي لنفسه:
أناف الذنابى على الأرؤس ... فغمض جفونك أو نكس
وضائل سوادك واقبض يديك ... وفي قعربيتك فاستجلس
وعند مليكك فابغ العلو ... وبالوحدة اليوم فاستأنس
فإن الغنى في قلوب الرجال ... وإن التعززبالأنفس
وكائِنْ ترى من أخي عسرة ... غني وذي ثروة مفلس
ومن قائم شخصه ميت ... على أنه بعد لم يرمس
فإن تطعم النفس ما تشتهي ... تقيك جميع الذي تحتسي
ونقل ابن نباتة حكايته مع أبي تمام لما أنشد الأخير عند أحمد بن المعتصم قصيدته السينية وفيها:
إقدام عمرو في سماحة حاتم ... في حلم أحنف في ذكاء إياس
فقال الكندي: ما صنعت شيئًا!. قال: كيف؟ قال: ما زدت على ان شبهت ابن أمير المؤمنين بصعاليك العرب! وأيضًا إن شعراء دهرنا تجاوزوا بالممدوح من كان قبله، ألا ترى إلى قول العكوك في أبي دلف:
رجل أبر على شجاعة عامر ... باسًا وغير في محيا حاتم
فأطرق الكندي ثم أنشد:
لا تنكروا ضربي له من دونه ... مثلًا شرودًا في الندى والباس
فالله قد ضرب الأقل لنوره ... مثلًا من المشكاة والنبراس
ولم يكن هذان في القصيدة، فتعجبوا منه.
توفي الكندي نحو سنة 260هـ، وخلف كتبًا متكاثرة مبثوثة أسماؤها في كتب التراجم، وقال الشهرزوري:" إن فهرس كتبه يزيد على دست كاغد" أي اثنتي عشرة ورقة.
ولذا أورد ابن النديم له 241 كتابًا موزعة على 17 فنًا من فنون العلم الطبيعي والفلسفي.
طبع منها مجموعة رسائل في مجلدين بعناية الدكتور أبي ريده، وكتاب الكندي إلى المعتصم بالله في الفلسفة الاولى، وخمس رسائل أولاها في ماهية العقل، مؤلفات الكندي في الموسيقى (نشرها زكريا يوسف)، وغيرها.
تنبيه:
ترجم الحافظ ابن حجر للكندي مرتين أولاهما في ج6، ص305 برقم 1091 قال فيها:" يعقوب بن إسحاق بن الصباح بن عمران بن إسماعيل بن محمد بن الأشعث الكندي فيلسوف العرب يكنى أبا يوسف ذكره بن النجار وكان متهما في دينه وله مصنفات كثيرة في المنطق والنجوم والفلسفة وله معرفة بالأدب .. ".
والثانية في ج6،ص306 برقم 1102 قال فيها:" يعقوب بن الصباح بن عمران بن إسماعيل بن محمد بن الأشعث الكندي أبو يوسف، فيلسوف الإسلام، كان واحد عصره في معرفة العلوم القديمة، وصنف في المنطق والحساب والأرتماطيقي والموسيقى والنجوم، وقد سرد بن النديم في الفهرست أسماء تصانيفه فبلغت مائتين وبضعة وثلاثين تصنيفًا"انتهى
قال الدكتور أحمد فؤاد الأهواني:" ويبدو أن ابن حجر قد خيل إليه أن فيلسوف العرب شيء، وفيلسوف الإسلام شيء آخر، وذلك على الرغم من أنه أورد اسمه واسم آبائه وأجداده كاملًا، مما كان ينبغي أن يفطن معه إلى أن الرجل واحد" [الكندي فيلسوف العرب: ص9 - 10].(61/238)
هي أم المؤمنين وإن رغمت أنوف!!!
ـ[أبو معاذ الأنصاري]ــــــــ[18 - 01 - 10, 09:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في كتاب (الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة) للأصبهاني
أخبرنا أبو المظفر السمعاني، حدثنا أبو الحسن البزاز، حدثنا عيسى بن علي الوزير قال: قرئ على يحيى بن صاعد، حدثكم يوسف بن موسى القطان، حدثنا أبو معاوية، حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها أنها ذكرت عند رجل فسبها. فقيل له: أليست أمك؟ قال: ما هي بأم فبلغها ذلك فقالت: صدق إنما أنا أم المؤمنين، وأما الكافرين فلست لهم بأم
وصدق من قال عنها:
مَا شَانُ أُمِّ المؤمنين وشَاني ... هُدي المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّاني
إنِّي أقول مُبَيِّناً عن فَضْلِها ... ومُتَرجماً عن قوْلها بلِسَاني
يا مُبْغضي لا تَأْت قَبْرَ محمَّدٍ ... فالبَيْتُ بيتي والمَكانُ مَكاني
إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ ... بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعاني
وَسَبَقْتُهُن إلى الفَضَائِل كُلَّها ... فالسَّبْقُ سَبقي والعِنَانُ عِنَاني
مَرِضَ النَّبِيُّ وَمَاتَ بين تَرَائِبِي ... فاليَوْمَ يَوْمي والزَّمانُ زَماني
زَوْجي رَسولُ الله لَمْ أرَ غَيْرَهُ ... الله زَوَّجَني به وحَبَاني
وأتاهُ جِبريلُ الأمينُ بِصُورتي ... فَأحَبَّني المُخْتَار حِينَ رَآني
أنا بِكْرُه العَذْراءُ عِنْدي سِرُّهُ ... وضَجيعُهُ في مَنْزِلي قَمَرانِ
وَتَكَلَّمَ اللهُ العظيمُ بِحُجَّتي ... وَبَرَاءَتِي في مُحْكَمِ القُرآنِ
وَالله خَفَّرَني وَعَظَّمَ حُرْمَتِي ... وعلى لِسَانِ نَبِيِّهِ بَرَّانِي
والله في القُرآنِ قد لَعَنَ الذي ... بَعْدَ البَرَاءَةِ بالقَبيح رَماني
والله وَبَّخَ مَنْ أرَادَ تَنَقُّصي ... إفْكاً وسَبَّحَ نَفسَهُ في شاني
إنّي لمُحْصَنَةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ ... ودليلُ حُسْنِ طَهَارتي إحْصاني
واللهُ أَحْصَنَنِي بخاتِمِ رُسْلِه ... وَأَذَلَّ أَهْلَ الإِفْكِ والبُهتانِ
وسَمِعْتُ وَحْيَ الله عِنْدَ مُحَمَّدٍ ... من جِبَرَئيلَ ونُورُه يَغْشاني
أَوْحَى إِلَيْهِ وَكُنْتُ تَحتَ ثِيابِهِ ... فَحَنَا عليَّ بِثَوْبِهِ وخَبَّاني
مَنْ ذَا يُفَاخِرُني وينْكِرُ صُحْبَتي ... ومُحَمَّدٌ في حِجْرِه رَبَّاني؟
وأَخَذتُ عن أَبَوَيَّ دينَ مُحَمَّدٍ ... وَهُمَا على الإِسْلامِ مُصْطَحِبَانِ
وأبي أَقامَ الدِّين بَعْدَ مُحَمَّدٍ ... فَالنَّصْلُ نصْلي والسِّنَان سِناني
والفَخْرُ فَخْرِي والخِلَافَةُ في أبي ... حَسْبِي بِهَذَا مَفْخَراً وَكَفاني
وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صَاحِبِ أَحْمَدٍ ... وحَبِيبِهِ في السِّرِّ والإِعلانِ
نَصَر النبيَّ بمالِهِ وفِعالِه ... وخُرُوجِهِ مَعَهُ في الأوطانِ
ثَانيه في الغارِ الذي سَدَّ الكُوَى ... بِرِدَائِهِ أَكْرِم بِهِ مِنْ ثانِ
وَجَفَا الغِنى حَتَّى تَخَلَّل بالعَبَا ... زُهداً وأَذْعَنَ أَيَّما إِذْعَانِ
وتَخَلَّلَتْ مَعَهُ مَلائِكَةُ السَّما ... وأَتَتْهُ بُشرى اللهِ بالرِّضْوَانِ
وهو الذي لَمْ يَخْشَ لَوْمَة لائمٍ ... في قَتْلِ أهْلِ البَغْيِ والعُدوانِ
قَتَلَ الأُلى مَنَعوا الزَّكاة بكُفْرِهِمْ ... وأَذَل أَهْلَ الكُفر والطُّغيانِ
سَبَقَ الصَّحَابَةَ والقَرَابَةَ لِلهُدى ... هو شَيْخُهُمُ في الفضلِ والإِحْسَانِ
واللهِ ما اسْتَبَقُوا لِنَيْلِ فضيلةٍ ... مِثْلَ استباقِ الخيلِ يومَ رِهانِ
إلاَّ وطارَ أبي إلى عَلْيَائِها ... فمكانُه منها أَجَلُّ مكانِ
وَيْلٌ لِعَبْدٍ خانَ آلَ مُحَمَّدٍ ... بِعَدَاوةِ الأزواجِ والأخْتانِ
طُوبى لِمَنْ والى جماعةَ صَحْبِهِ ... ويكونُ مِن أحْبَابِهِ الحَسَنانِ
بينَ الصحابةِ والقرابةِ أُلْفَةٌ ... لا تستحيلُ بِنَزْغَةِ الشيطانِ
هُمْ كالأَصابِع في اليدينِ تواصُلاً ... هل يَسْتَوي كَفُّ بغير بَنَانِ
حَصِرَتْ صُدُورُ الكافرين بوالدي ... وقُلوبُهُمْ مُلِئَتْ من الأضغانِ
حُبُّ البَتولِ وَبَعْلِها لم يَخْتَلِفْ ... مِن مِلَّةِ الإِسلامِ فيه اثنانِ
أكرم بأربعةٍ أئمةِ شَرْعِنا ... فَهُمُ لِبيتِ الدينِ كالأَرْكَان
نُسِجَتْ مَوِدَّتُهم سَدًا في لُحْمَةٍ ... فَبِناؤها مِنْ أَثْبَتِ البُنيانِ
الله ألَّفَ بَيْنَ وُدِّ قُلُوبِهِمْ ... لِيَغِيظَ كُلَّ مُنَافِقٍ طعَّانِ
رُحَماءُ بَيْنَهُمُ صَفَتْ أَخْلاَقُهُمْ ... وخَلَتْ قُلُوبُهُمُ مِنَ الشَّنَآنِ
فَدُخُولُهُم بَيْنَ الأَحِبَّةِ كُلْفَةٌ ... وسِبَابُهُمْ سَبَبٌ إِلى الحِرْمَانِ
جَمَعَ الإِلهُ المسلمين على أبي ... واستُبدلوا مِنْ خوْفهم بأَمان
وإذا أرادَ اللهُ نُصْرَة عَبْدِهِ ... مَنْ ذا يُطيقُ لَهُ على خُذْلانِ
مَن حَبَّني فَلْيَجْتَنِبْ مَنْ سَبَّني ... إنْ كانَ صانَ مَحَبَّتي ورعاني
وإذا مُحِبِّي قَدْ أَلَظَّ بِمُبْغِضي ... فَكِلَاهُما في البُغضِ مُسْتِويانِ
إِني لَطَيِّبَةٌ خُلِقْتُ لطيِّبٍ ... ونِساءُ أَحْمَدَ أطيبُ النِّسْوانِ
إني لأَمُّ المؤمنينَ فَمَنْ أَبَى ... حُبِّي فَسَوْف يَبُوءُ بالخُسْرَانِ
اللهُ حَبَّبَني لِقَلْبِ نَبِيِّه ... وإلى الصراطِ المستقيمِ هداني
واللهُ يُكْرِمُ مَنْ أَرَادَ كَرامتي ... ويُهينُ رَبِّي من أرادَ هواني
واللهُ أَسْأَلُهُ زيادةَ فَضْلِهِ ... وحَمِدْتُهُ شكْراً لِما أوْلاني
يا من يَلُوذُ بِأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ ... يرجو بذلك رحمةَ الرحمانِ
صِلْ أُمَّهَاتِ المؤمنينَ ولا تَحُدْ ... عَنَّا فَتُسْلَبْ حُلَّةَ الإِيمانِ
إِني لصادِقَةُ المقالِ كريمةٌ ... إِيْ والَّذي ذَلَّتْ لَهُ الثَّقَلانِ
خُذْها إليكَ فإِنَّمَا هي رَوْضَةٌ ... محفوفَةٌ بالرَّوحِ والرَّيحانِ
صَلَّى الإلهُ على النبيِّ وآلِهِ ... فَبِهمْ تُشَمُّ أزاهِرُ البُستانِ(61/239)